1090 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الصُّورِيُّ لَفْظاً، أَخْبَرَنَا أَبُو العَبّاسِ مُنِيرُ بنُ(3/1166)
أَحْمَدَ بنِ الحَسَنِ، أَخْبَرَنَا أَبُو العَبّاسِ أَحْمَدُ بنُ محمَّدِ بنِ إِبْراهِيمَ الْجَمَلِيُّ المُرادِيُّ فِي شَهْرِ رَبِيعِ الآخِرِ مِنْ سَنَةِ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَثَلاثِمائَةٍ، حَدَّثَنا أَبُو عَبْدِ اللهِ محمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ حَفْصٍ العَنَزيُّ المَعْروفُ: بِابنِ الْبُورِيِّ (1) ، حَدَّثَنا أَبُو محمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ الهَيْثَمِ البَصْرِيُّ (2) ، حَدَّثَنا
_________
(1) أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ الْعَنْزِيُّ الْمَعْرُوفُ بابن البوري: ينسب إلى بلدة قرب دمياط، قال الدارقطني: لا بأس به. سؤالات حمزة للدارقطني: 1/118، موسوعة أقوال الدارقطني 2/608، رقم (3267) .
(2) أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الهيثم البصري العبري: قال النسائي: لا بأس به. وذكره ابن حبان في الثقات، ووثقه الخطيب والذهبي. وقال ابن حجر: لا بأس به. الثقات: 8/367، تاريخ بغداد: 10/195، تهذيب الكمال: 16/252، التقريب: 1/381.(3/1167)
حَجّاجُ بنُ مِنْهالٍ، حَدَّثَنا مالِكُ ابنُ أَنَسٍ، عنْ أَبِي الزِّنادِ، عنِ الأَعْرَجِ، عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا تَقُومُ السّاعَةُ حَتى يَأْتِيَ الرَّجُلُ قَبْرَ الرَّجُلِ فَيَقولَ: يَا لَيْتَنِي مَكانَهُ (1) .
رَواه الدَّارَ قُطْنِيُّ عنِ الحَسَنِ بنِ إِسْماعِيلَ الضَّرابِ، عنْ أَبِي العَبّاسِ الْجَمَلِيِّ المُرادِيِّ فَأخبرَنا فِيه مِثْلَه قالَه الصُّورِيُّ (2) .
1091 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ، أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَيْنِ أَحْمَدُ بنُ محمَّدِ بنِ القاسِمِ بنِ مَرْزُوقِ المعدل، وَأَبُو الفَرَجِ محمَّدُ بنُ عُمَرَ الصدفي قالا: أخبرنا الحَسَنُ بنُ رَشِيْقٍ، حَدَّثَنا الحُسَيْنُ
ابنُ حُمَيدِ بنِ مُوسى (3) ، حَدَّثَنا [ل234/أ] وثيمةُ بنُ مُوسى بنِ حَمْزَةَ بنِ يَزِيدَ الهَرَوِيُّ (4) ، عنْ
_________
(1) حديث صحيح، وفي إسناد المؤلف أبو العباس أحمد بن محمد الجملي المرادي، لم أقف على ترجمه.
أخرجه مالك في الموطأ في الجنائز: باب جامع الجنائز 1/241. ومن طريقه البخاري في الفتن: باب لا تقوم الساعة يغبط أهل القبور 13: 74 رقم ((7115)) ومسلم في الفتن: باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل 4/2231 رقم ((157)) .
(2) لم أقف على هذه الرواية في العلل ولا في السنن، ولعله في غرائب مالك له، وهو في عداد كتب المفقودة.
(3) الحسين بن حميد بن موسى: لعله العكي المصري أبوعلي بن يحيى. قال الذهبي. تكلم فيه. وقال ابن حجر: فيه لين يحتمل. لسان الميزان: 2/281.
(4) وثيمة بن موسى بن حمزة بن يزيد الهروي: قال العقيلي: صاحب أغاليط. وقال ابن أبي حاتم: حدث عن سلمة
ابن فضل أحاديث موضوعة. وقال مسلمة بن قاسم: كان راوية الأخبار الدهور وهو لا بأس به. قال ابن حجر: وله عن مالك حديث منكر. الضعفاء الكبير: 4/332، الجرح ولتعديل: 9/51، لسان الميزان: 6/217.(3/1168)
مالِكِ بنِ أَنَسٍ قالَ: بَلَغَنِي أَنَّ لُقْمانَ قالَ لاِبْنِهِ يا بُنَيَّ إِنَّكَ مُنْذُ نَزَلْتَ إِلي الدُّنْيا اسْتَدْبَرْتَها وَاسْتَقْبَلْتَ الآخِرَةَ فَدارٌ أَنْتَ إِلَيْها تَسِيرُ أَقْرَبُ مِنْ دارٍ أَنْتَ عَنْها تُباعِدُ (1) .
أَخْرَجَه الدَّارَ قُطْنِيُّ عنِ ابنِ رَشيق (2) .
1092 - حدثنا محمَّدٌ، حَدَّثَنا أَبُو محمَّدٍ عَبْدُ الرَّحمْنِ بنُ عُمَرَ إِمْلاءً، حَدَّثَنا أَبُو عَلِيِّ الحَسَنُ ابنُ عَلِيِّ بنِ محمَّدِ بنِ المَعافِرِيِّ الحَذّاءُ، حَدَّثَنا يَحْيى بنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنا عَبْدُ الغَفّارِ بنُ داودَ
أَبُو صالِحِ الحَرّانِيُّ، حَدَّثَنا شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ يُقالُ لَه. حيون بنُ صالِحٍ (3) قالَ: سَمِعْتُ مالِكَ ابنَ أَنَسٍ يَقولُ: تُرَدُّ الدَّارُ مِنْ سُوءِ الجِوارِ (4) .
_________
(1) في إسناده وثيمة بن موسى وهوضعيف، وأبو الحسين أحمد بن محمد بن مرزوق وأبو الفرج محمد الصدفي لم أقف على ترجمتهما، ولكنّ أبا الحسين أحمد بن محمد بن مرزوق وصفه الصوري بالمعدّل.
أخرجه البيهثي في الزهد الكبير: 2/201 من طريق أبي العباس محمد بن يعقوب، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن عبد الحكم، عن ابن وهب عن مالك به مطولا. ورجاله ثقات.
(5) لم أقف على هذه الرواية، ولعلها في كتابه غرائب مالك أيضاً.
(2)
(3) حيون بن صالح: المصري، ذكره القاضي عياض وقال روى عن مالك. ترتيب المدارك: 2/187، توضيح المشتبه: 2/272.
(4) في إسناده أبو علي الحسن بن علي بن محمد بن المعافري الحذاء، لم أقف على ترجمته، وحيون بن صالح ذكره القاضي عياض دون جرح ولا تعديل.
لم أجد هذا الأثر عن مالك، ولكن ذكر ابن عبد البر أن من كلام علي بن أبي طالب: الجار قبل الدار، والرفيق قبل الطريق. انظر بهجة المجالس وأنس المجالس: 1/291.(3/1169)
1093 - حَدَّثَنَا محمَّدٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحمنِ بنُ عُمَرَ، حَدَّثَنا أَحْمَدُ بنُ إِسْماعِيلَ بنِ عاصِمٍ، حَدَّثَنا يَحْيى بنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنا أَبُو صالِحِ الحَرانِيُّ (1) ، حَدَّثَنا حيون بنُ صالِح، شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ مصر، قالَ: سَمِعْتُ مالِكَ بنَ أَنَسٍ يَقولُ: ((تُباعُ الدَّارُ مِنْ سُوءِ الجِوارِ)) (2) .
أَخْرَجَها الدَّارَقُطْنِيُّ عّنْ عَلِيِّ بنِ محمَّدِ، عنْ يَحْيى بنِ أَيُّوبَ (3) .
1094 - حَدَّثَنا أَبُو عَبْدِ اللهِ محمَّدُ بنُ عَلِيِّ الصُّورِيُّ الحافِظُ، أَنْشَدَنِي أَبُو العَبّاسِ أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ النَّحْوِيُّ الكِسائِيُّ بِمَكَّةَ قالَ: سَمِعْتُ ابنَ قُرَيْعَةَ القاضِي (4) يُنْشِدُ: [ل234/ب]
لِي حيلةٌ فِيمنْ يَنُم ـمُ وَلَيْسَ فِي الكَذّابِ حِيلَةٌ
مَنْ كانَ يَخْلُقُ ما يقولُ فَحِيلَتِي فِيهِ قَلِيلَةٌ (5)
_________
(1) أبو صالح الحراني: هو عبد الغفار بن داود.
(2) في إسناده أحمد بن إسماعيل بن عاصم، لم أقف على ترجمته، وحيون بن صالح ذكره القاضي عياض دون جرح ولا تعديل.
(3) لم أجد هذا الطريق أيضا.
(4) ابن قريعة القاضي: محمد بن عبد الرحمن أبو بكر البغدادي قاضي السِّنديّة، المعروف بابن قريعة، قال الخطيب: كان كثير النوادر، حسن الخاطر، عجيب الكلام/ يسرع بالجواب المسجوع المطبوع من غير تعمل له، وتعمق فيه، وله أخبار مستفيضة طريفة، توفي سنة سبع وستين وثلاثمائة، عن خمس وستين سنة. تاريخ بغداد: 2/317، وفيات الأعيان: 4/382، سير أعلام النبلاء: 16/326، شذرات الذهب: 3/60.
(5) في إسناده أبو العباس أحمد بن علي النحوي الكسائي لم أقف على ترجمته.
أخرجهما الخطيب في تاريخه: 2/317 من طريق أبي العباس أحمد بن علي الكسائي به، وذكره ابن عماد في شذرات الذهب: 4/34 عن ابن قريعة القاضي بدون إسناد.
وذكرهما ابن عبد البر في بهجة المجالس وأنس المجالس: 1/404، عن منصور الفقيه من قوله.
وذكرهما الذهبي في سير أعلام النبلاء: 14/238، عن منصور بن إسماعيل الضرير الشاعر من شعره.
وذكر القرطبي في تفسيره: 1/251 البيت الأخير فقط ولم ينسبه إلى قائل.(3/1170)
1095 - أَنْشَدَنا محمَّدُ بنُ عَلِيِّ لِنَفْسِهِ فِي الكُتُبِ:
إِنّ الكِتابَ لَهُ مَكانٌ غامِضٌ
فِي القَلْبِ يَعْلَمُهُ أُولُوا الأَلْبابِ
مِنْ حِكْمَةٍ وَبَراعَةٍ وَصَوابٍ ... وَيَحِقُّ ذَاكَ لَهُ لِما فِي ضِمْنِهِ
وَتَمَيَّزُوا بِالفَضْلِ وَالآدابِ ... وَعَلَيْهِ تَعْوِيلُ الذينَ تَخَصَّصُوا
فَأَتَى بِتِبْيانٍ وَفَصْلِ خِطابِ ... فَإِذا امتروا رَجَعُوا إِلى مَسْطُورهِ
فِي القَوْلِ أَوْ أَعْيَوْا بِرَدِّ جَوابِ ... وَإِذا الخُصُومُ تَدارَؤوا وَتَنازَعُوا
عَدْلاً يُزِيلُ تَشَكُّكَ المُرْتابِ ... فَزِعُوا إِلَيهِ فَصادَفُوهُ حاكِماً
وَاحْذَرْ عَلَيْهِ عارَةَ الطُّلاّبِ ... فَاشْدُدْ يَدَيْكَ بِهِ وَضِنَّ بِبَذْلِهِ
لِهَلاكِهِ هُوَ أَوْ كَدُ الأَسْبابِ ... وَاحْفَظْهُ مِمَّنْ يَسْتَعِيرُ فَبَذْلُهُ
تُوفِي عَلَى الأَوْراقِ وَالأَذْهابِ ... وَاعْلَمْ بِأَنَّ الكُتُبَ عِلْقُ مَضِنَّةٍ
وَطُلاّبُها لِلطَّالِبِينَ وَكَسْبُها
خَيْرُ الطُّلاّبِ وَأَنْفَسُ الأَكْسابِ
1096 - حَدَّثَنَا محمَّدٌ إِمْلاءً أخبرنا أَبُو الحُسَيْنِ بنُ جميع الغَسّانِيُّ، أخبرنا محمَّدُ بنُ مَخْلَد، حَدَّثَنا الزُّبَيْرُ، يَعْنِي: ابنَ بَكارِ، حَدَّثَتْنا أُمُّ كُلْثومِ ابْنَةُ عُثْمانَ بنِ مُصْعَبِ بنِ عُرْوَةَ بنِ الزُّبَيْرِ، عنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ [ل235/أ] الزُّبَيْرِ بنِ هِشامِ بنِ عُرْوَةَ. عَنْ جَدِّها هِشامِ بنِ عُرْوَةَ، عنْ(3/1171)
أَبِيهِ عنْ عائِشَةَ قالَتْ: ((سُئِلَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ عَنِ الخُبْزِ والخَمِيرِ يَقْتَرِضْهُنَ الجِيرانُ فَيَرُدُّوا (1) أَكْثَرَ وَأَقَلَّ، قالَ: لَيْسَ بِها بَأْسٌ إِنَّما هِيَ مَرافِقُ بَيْنَ النّاسِ لا يُرادُ فِيها الفَضْلُ (2)
)) .
1097 - حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيِّ الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ الواعِظُ إِمْلاءً، حَدَّثَنا أَحْمَدُ بنُ جَعْفَرَ
ابنِ حَمْدانَ (3) ، حَدَّثَنا أَبُو خَلِيفَةَ الفَضْلُ بنُ الحُبابِ بِالبَصْرَةِ،
_________
(1) كذا في الخطية، والأشبه (فيردُّون) .
(2) في إسناده أم كلثوم ابنة عثمان، ووصفية بنت الزبير، لم أقف على ترجمتهما وبقية رجاله ثقات.
أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد: 9/267، من طريق شيخ بن عميرة بن صالح الأزدي، وابن الجوزي في التحقيق في أحاديث الخلاف: 2/194 رقم ((1502)) ، من طريق أبي محمد عبد الله بن محمد بن ناحية، وعبد الكريم القزويني في تدوين في أخبار القزوين: 3/146، من طريق القاسم بن أحمد بن العباس الصائغ، ثلاثتهم عن الزبير بن بكار به.
وأخرجه الخطيب أيضا في تاريخه: 13/ 454، من طريق وهب بن وهب أبو البَختري القرشي المدني، عن هشام
ابن عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قالت: ((يَا رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - إني أستقرض من جارتي الخميرة)) .
قال علي بن المديني: هو كذاب. يعني وهب بن وهب. وقال ابن معين في تريخه برواية الدوري: 3/175 رقم ((779)) في أبي البختري: ((كذاب خبيث، كان يحدّث عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبيه، عن عائشة، وعن ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ
ابن معدان، عن معاذ، وعن جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن علي، قَالُوا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى الله عليه وسلم - ((في الخمير تقترض، لا بأس)) .
وأخرجه الطبراني في معجم الكبير: 20/96-97 رقم ((189)) ، وفي مسند الشاميين له: 1/233 رقم ((414)) ، من طريق سليمان بن سلمة الخبائري، حدثنا بقية بن الوليد، حدثنا أبو عبد الله- رجل من الأنبار-، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ مُعَاذِ
ابن جبل قال: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - عن استقراض الخمير والخبز؟، فقال: سبحان الله، إنما هذا من مكارم الأخلاق ... الحديث. قال الهيثمي مجمع الزوائد: 4/139، وفيه سليمان بن سلمة الخبائري وينسب إلى الكذب، وخالد لم يسمع من معاذ.
(3) أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ: بن مالك أبوبكر القطيعي، وثقه الحاكم. وقال أبو الفوارس: كان مستوراً صاحب سنة ولم يكن في الحديث بذالك. وقال الخطيب: كان بعض كتبه غرق فاستحدث نسخها من كتاب لم يكن فيه سماعه، فغمزه الناس إلا أنّا لم نر أحدا امتنع من الرواية عنه ولا ترك الاحتجاج به. تاريخ بغداد: 4/73، الأنساب: 10/203، سير أعلام النبلاء: 16/210، لسان الميزان: 1/145.(3/1172)
حَدَّثَنا أَبُو الوَلِيدِ الطَّيالِسِيُّ حَدَّثَنا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنيِ مُحارِبُ بنُ دِثارٍ قالَ: سَمِعْتُ جابِرَ بنَ عَبْدِ اللهِ يَقولُ: ((كُنّا مَعَ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ فَلَمّا أَتَى المَدِينَةَ أَمَرَ أنْ نَأْتِيَ المَسْجِدَ فَنُصَلِّيَ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ)) (1) .
أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ (2) : عنْ أَبِي الوَلِيدِ.
1098 - حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيُّ (3) ، حَدَّثَنا سَهْلُ بنُ أَحْمَدَ الدِّيبَاجِيُّ، حَدَّثَنا أَبُو خَلِيفَةَ الفَضْلُ ابنُ الحُبابِ الجُمَحِيُّ، حَدَّثَنا عُثْمانُ بنُ الهَيْثَمِ المُؤَذِّنُ، حَدَّثَنا عَوْفُ بنُ أَبِي جَمِيلَةِ، عنْ شَهْرِ ابنِ حَوْشَب، عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لَوْ كانَ العِلْمُ مُعَلَّقاً بِالثُّرَيّا لَتَناوَلَتْه أُناسٌ
_________
(1) حديث صحيح، وإسناد المؤلف حسن. فيه أبو علي الواعظ وهو متكلم فيه.
أخرجه ابن حبان في صحيحه: 6/430 رقم ((2715)) ، عن أبي الخليفة به.
وأخرجه البخاري في الجهاد: باب الطعام عند القدوم 6/194 رقم ((3090)) من طريق أبي الوليد الطيالسي به.
كما أخرجه في الصلاة: باب الصلاة إذا قدم من سفر 1/537 رقم ((443)) ، وفي الاستعراض: باب حسن القضاء
5/59 رقم ((2394)) ، وفي الهبة: باب الهبة المقبوضة وغير المقبوضة 5/225 رقم ((2603)) وفي الجهاد: باب الصلاة إذا قدم من سفر 6/193 رقم ((3087)) وباب في الطعام عند القدوم 6/194 رقم ((3089)) ، ومسلم في صلاة المسافرين: باب 1/495 رقم ((715)) من طرق عن محارب بن دثار به.
(2) في الخطية زمر بحرف (م) .
(3) هو الحس بن علي الواعظ المعروف بابن المذهب.(3/1173)
مِنْ أَبْناءِ فارِسِ)) (1)
_________
(1) حديث صحيح، وإسناد المؤلف فيه سهل بن أحمد الديباجي لم يكن بذاك في الحديث، وعثمان بن الهيثم المؤذن، لم أقف على ترجمته، وشهر بن حوشب كثير الإرسال والأوهام، لكن تابعه غيره.
أخرجه الذهبي في سير أعلام النبلاء: 14/11 من طريق أبي خليفة الفضل بن الحباب به.
وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف: 12/207، وأحمد في المسند: 2/296-297، و420، و422، و469، والحارث بن أبي أسامة في بغية الباحث للهيثمي: 2/943، وأبو نعيم في حلية الأولياء: 6/64، وفي تاريخ أصبهان: 1/4، من طرق عن عوف بن أبي جميلة به.
وعند ابن أبي شيبة ((لو كان الدّين)) بدل قوله ((لو كان العلم)) وهو الصواب الموافق لرواية الصحيح، كما سيأتي.
وأخرجه ابن حبان في صحيحه: 16/299 رقم ((7309)) من طريق حصن بن عبد الحليم المروزي، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان: 1/5، من طريق رزق الله بن موسى، كلاهما عن يحيى بن أبي الحجاج، عن عون، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هريرة مرفوعا.
وحصن بن عبد الحليم لم يوثّقه إلا ابن حبان في الثقات: 8/215، ورزق الله بن موسى صدوق يهم كما في التقريب: 1/209، ويحيى بن أبي الحجاج لين الحديث، التقريب: 1/589. فالإسناد ضعيف، وفيه مخالفة يحيى بن أبي الحجاج لمن هو أوثق منه في عون بن أبي جميلة، فجعله عن ابن سيرين والصواب عن شهر بن حوشب.
وأخرجه البخاري في تفسير سورة الجمعة: 8/641-642 رقم ((4897)) و ((4898)) ، ومسلم في فضائل الصحابة: باب فضل الفارس 4/1972 رقم ((2546)) من طريق عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ ثور بن يزيد المدني، عن أبي الغيث سالم، عن أبي هريرة قال: كنا جلوسا عِنْدَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - إذ نزلت عليه سورة الجمعة، فلما قرأ: {وآخرين منهم لما يلحقوا بهم} قال رجل: من هؤلاء يارسول الله، فلم يراجعه النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حتى سأله مرة أو مرتين أو ثلاثا، قال: وفينا سلمان الفارسي، قال: فوضع النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يده على سلمان، ثم قال: ((لو كان الإيمان عند الثريا لناله رجال من هؤلاء)) . ومن طريق سليمان بن بلال عن ثور بن زيد به عند البخاري.
وأخرجه مسلم في فضائل الصحابة: باب فضل الفارس 4/1974 رقم ((2546)) من طريق عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ جعفر الجزري، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((لو كان الدين عند الثريا لذهب به رجل من فارس، أو قال: من أبناء فارس حتى يتناوله)) .(3/1174)
1099 - حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ، حَدَّثَنا عَلِيُّ بنُ محمَّدِ بنِ لُؤْلُؤٍ، وأَبُو سَعِيدِ الحَسَنُ ابنُ جَعْفَرَ الحُرْفِيُّ (1) قَالا: حَدَّثَنا أَبُو بَكْرٍ [ل235/ب] جَعْفَرُ بنُ محمَّدِ القاضِي (2) ، حَدَّثَنا وَهْبُ
ابنُ بَقِيَّةَ، حَدَّثَنا خالِدٌ (3) ، عنْ سُهَيْلٍ (4) ، عنْ صَفْوانِ بنِ أَبِي يَزِيدَ (5) ، عنِ القَعْقاعِ
ابنِ اللجْلاجِ (6) ، عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((لا يَجْتَمِعُ غُبارٌ فِي سَبِيلِ اللهِ وَدُخانُ جَهَنَّمَ فيِ جَوْفِ عَبْدٍ (7) أَبَداً، وَلا يَجْتَمِعُ الشُّحُّ والإِيمانُ فِي قَلْبِ عَبْدٍ أَبَداً)) (8)
_________
(1) في الخطية (الخرقي) والتصحيح من كتب التراجم.
(2) أَبُو بَكْرٍ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ القاضي: هو الفريابي.
(3) خالد: هو ابن عبد الله الطحان الواسطي، ثقة ثبت. التقريب: 1/189.
(4) سهيل: هو ابن أبي صالح.
(5) صفوان بن أبي يزيد: ويقال ابن يزيد، ويقال ابن سليم حجازي مدني، ذكره ابن حبان في الثقات، روى له البخاري في الأدب، وقال ابن حجر: مقبول. أي إذا توبع وإلا فليّن. الثقات: 6/470، تهذيب الكمال: 13/216، التقريب: 1/277.
(6) القعقاع بن اللجلاج: وقيل حصين بن اللجلاج، ويقال خالد، ويقال أبو العلاء، وثقه ابن حبان. وذكره الأئمة من غير جرح ولا تعديل. وقال الذهبي وابن حجر: شيخ مجهول. الجرح والتعديل: 3/195، الثقات: 5/324، تهذيب الكمال:
6/531، التقريب: 1/70.
(7) هنا في الخطية كلمة (إيمان) وعليها علامة الضرب.
(8) حديث صحيح لغيره، وإسناد المؤلف ضعيف لجهالة القعقاع بن اللجلاج.
أخرجه المروزي في تعظيم قدر الصلاة: 1/447 رقم ((460)) عن وهب بن بقية به.
وأخرجه ابن حبان في صحيحه: 8/43 رقم ((3251)) ، من طريق عبد الحميد بن بيان السُّكري، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ به.
أخرجه والنسائي في السنن في الجهاد: باب فضل من عمل في سبيل الله على قدمه 6/13 رقم ((13)) و ((14)) ، وأبو داود الطيالسي ي المسند: 0/323 رقم ((2461)) ، وسعيد بن منصور في سننه: 2/189 رقم ((2401)) ، وأحمد في المسند: 2/342، والبخاري في الأدب المفرد: 1/379 رقم ((281)) ، وفي التاريخ الكبير: 4/307، وابن أبي عاصم في الجهاد: 1/344 رقم ((121)) ومحمد بن نصر المروزي في تعظيم قد الصلاة: 1/445 رقم ((459)) ، والحاكم في المستدرك: 2/72، والبيهقي في السنن الكبرى: 9/161، وفي شعب الإيمان: 4/26 رقم ((4257)) والبغوي في شرح السنة: 10/355 رقم ((2619)) ، من طرق عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ به.
وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف: 5/334، و9/97، وسعيد بن منصور في سننه: 2/190 رقم ((2402)) ، وهناد في الزهد: رقم ((467)) ، والبخاري في التاريخ الكبير: 4/307، والنسائي في السنن: 6/14، من طريق محمد بن عمرو، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ أَبِي يَزِيدَ، عن حصين بن اللجلاج به. واختصر بعضهم فيه.
ومحمد بن عمرو: هو ابن علقمة بن وقاص الليثي صدوق له أوهام كما في التقريب: 1/499.
ووقع عند النسائي: ((خالد بن اللجلاج)) ، وعند الحاكم ((أبي اللجلاج)) ، ولعل الصواب ابن اللجلاج كما هو في شعب الإيمان من طريقه.
وأخرجه النسائي في السنن: 6/14، والبخاري في التاريخ الكبير: 4/307، من طريق عبيد الله بن أبي عفر، صَفْوَانَ بْنِ أَبِي يَزِيدَ، عَنِ أبي العلاء بْنِ اللَّجْلَاجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ موقوفا. قلت ورجاله ثقات إلا ابن اللجلاج، وهو مما ليس للرأي فيه مجال.
وأخرجه أحمد في المسند: 2/340، والنسائي في الجهاد: باب فضل في عمل في سبيل الله على قدمه 6/12-13،
وابن حبان في صحيحه: 10/466 رقم ((4606)) ، والطبراني في معجم الصغير: رقم ((410)) ، والحاكم في المستدرك: 2/72، من طريق الليث، عن ابن عجلان، سهيل، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مرفوعا. نحوه.
وفي إسناده محمد بن عجلان وهو حسن الحديث، وقد صحّحه الحاكم ووافقه الذهبي.
وعند بعضهم ((الحسد)) بدل ((الشح)) .
وأخرج الشطر الأول من الحديث ابن أبي عاصم في الجهاد: 1/338 رقم ((119)) ، والطبراني في معجم الأوسط:
6/87 رقم ((5878)) ، من طريق إسحاق بن إبراهيم الْحُنَيْنِيُّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عن الزهري، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ مرفوعا. قلت وقد انفرد به إسحاق الحنيني عن مالك، وهو ضعيف، انظر التقريب: 1/99.
وأخرجه عبد الله بن المبارك في الجهاد: رقم ((30)) ، وعنه هناد بن السري في الزهد: رقم ((465)) ، وعن هناد الترمذي في فضائل الجهاد: باب ما جاء في فضل الغبار في سبيل الله 5/260 رقم ((1683)) ، وفي الزهد: باب ما جاء في فضل البكاء من خشية الله 6/600 رقم ((2413)) والنسائي في الجهاد: باب فضل من عمل في سبيل الله على قدمه 6/12 رقم (()) ، وأحمد في المسند: 2/505، ومن طريقه البيهقي في شعب الإيمان: 1/40 رقم ((800)) عن يزيد وأبي عبد الرحمن، وفي شعب الإيمان طريق أبي عبد الرحمن وحده، والحاكم في المستدرك: 4/260، من طريق جعفر ابن عون، والبغوي في شرح السنة: 4/364 رقم (()) ، من طريق عاصم بن علي الواسطي، خمستهم عن المسعودي، عن محمد مولى طلحة، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أبي هريرة مرفوعا. ولفظه: ((لا يلج النار أحد بكى من خشي الله حتى يعود اللبن في الضرع، ولا يَجْتَمِعُ غُبَارٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ودخان جهنم في منخري امرئ أبداً)) . وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
قلت في إسناده المسعودي وهو ثقة لكنه اخلتط بأخرة، وجعفر بن عون ممن سمع منه قبل اختلاطه كما في كواكب النيرات: 0/293.
وقد خالف يونس بن بكير كلَّ من تقدم، حيث رواه عن المسعودي به موقوفا على أبي هريرة، أخرجه هنا بن السري في الزهد: رقم ((466)) .
قلت: ويونس بن بكير هذا صدوق يخطئ كما في التقريب: 1/613، ولا شك أن هذا من خطئه.
وأخرجه أيضا أعني الشطر الأول من الحديث الحميدي في المسند: 2/467 رقم ((1091)) ، وابن حبان في صحيحه: 10/467 رقم ((4607)) من طريق مسعر بن كدام، وابن ماجة في الجهاد: باب الخروج في النفير 2/927 رقم ((2774)) من طريق سفيان بن عيينة، كلاهما عن محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة به. مختصرا
وقد تقدم في الرواية رقم ((1043)) من حديث أبي عبس بن جبر ما يشهد للشطر الأول من الحديث أيضا، وهو حديث صحيح مخرج في الصحيح، ولفظه: ((مَا اغْبَرَّتَا قَدَمَا عَبْدٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَمَسَّهُمَا النَّارُ أَبَدًا)) .(3/1175)
1100 حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ، حَدَّثَنا ابنُ لُؤْلُؤٍ، حَدَّثَنا جَعْفَرُ الفِرْيابِيُّ إِمْلاءً(3/1176)
سَنَةَ ثَلاثِمائَةٍ، حَدَّثَنا قُتَيْبَةُ بنُ سَعِيدِ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ ومائَتَيْنِ، وَإِسْحاقُ بنُ راهُويَةَ سَنَةَ ثَلاثِينَ ومِائَتَيْنِ، وأَبُو بَكْرِ ابنِ أَبِي شَيْبَةَ (1) سَنَةَ إِحْدَى
_________
(1) أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: هو عبد الله بن محمد بن إبراهيم.(3/1177)
وَثَلاثِينَ ومائَتَيْنِ، وَعَبْدُ الأَعْلى بنُ حَمَّادِ النَّرْسِيُّ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ ومائَتَيْنِ، قالُوا: حَدَّثَنا سُفْيانُ بنُ عُيَيْنَةَ، عنِ الزُّهْرِيِّ، عنْ سَعِيدِ بنِ المُسَيِّبِ، عنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ قُتَيْبَةُ بنُ سَعِيدٍ رِوايَةً، وقالَ إِسْحاقُ ابنُ راهُويَةَ: إنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقالَ أَبُو بَكْرِ بنُ أَبِي شَيْبَةَ رِوايَةً، وقالَ عَبْدُ الأَعْلى بنُ حَمّادِ، قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِذا أُقِيمَتِ الصَّلاةُ فَلا تَأْتُوها وَأَنْتُمْ تَسْعَوْنَ، فَأْتُوها وَعَلَيْكُمُ السَّكِينَةَ، فَصَلُّوا مَا أَدْرَكْتُمْ، وَاقْضُوا مَا فاتَكُمْ)) (1) .
واللَّفْظُ قَرِيبٌ بَعْضُهُ مِنْ بَعْضٍ.
1101 - حَدَّثَنَا الحَسَنُ (2) ، حَدَّثَنا عَلِيُّ بنُ لُؤْلُؤٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحاقَ
_________
(1) حديث صحيح مخرج في الصحيحين، ورجال المؤلف كلهم ثقات.
أخرجه مسلم في المساجد: باب استحباب اتيان الصلاة بوقار وسكينة 1/420 رقم ((602)) ، عن أبي بكر
ابن أبي شيبة وعمرو الناقد وزهير بن حرب ثلاثتهم عن سفيان بن عيينة به.
وأخرجه البخاري في الصلاة: باب لا يسعى إللا الصلاة وليأت بالسكينة 2/117 رقم ((636)) ، وفي الجمعة: باب المشي إلى الجمعة 2/390 رقم ((908)) عن ابن أبي ذئب، ومسلم في المسجد وماضع الصلاة 1/420 رقم ((602)) عن إبراهيم ابن سعد، كلاهما عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المسيب وأبي سلمة، عن أبي هريرة مرفوعا. ولفظه ((إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلاةُ فَلا تَأْتُوهَا تسعون وأتوها تمشون وعليكم السكينة فما أدركت فصلوا، وما فاتكم فأتموا)) وهذا لفظ البخاري.
وأخرجه البخاري في الجمع أيضا: باب المشي إلى الجمعة 2/390 رقم ((908)) من طريق شعيب، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عن أبي هريرة مرفوعا.
وقال أبو داود بعد ما روى هذا الحديث في سننه 1/156 رقم ((572)) قال: كذا قال الزبيدي وابن أبي ذئب وإبراهيم بن سعد ومعمر وشعيب بن أبي حمزة عن الزهري ((وما فاتكم فأتموا)) وقال ابن عيينة عن الزهري وحده ((فاقضوا)) .
(2) الحسن: أبو علي ابن المذهب.(3/1178)
إِبْراهِيمُ ابنُ هاشِمِ الْبَيِّعُ (1) سَنَةَ ثَلاثٍ وتِسْعِينَ ومائَتَيْنِ حَدَّثَنا عَلِيُّ بنُ الجَعْدِ الجَوْهَرِيُّ سَنَةَ سِتٍّ [ل236/أ] وعِشْرِينَ ومائَتَيْنِ، حَدَّثَنا شُعْبَةُ، عنْ مُعاوِيَةَ بنِ قُرَّةِ قالَ: سَمِعْتُ أَبِي (2) يُحَدِّثُ عنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ: ((لا يَزالُ أُناسٌ مِنْ أُمَّتِي مَنْصُورِينَ لا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتى تَقُومَ السَّاعَةُ)) (3)
_________
(1) أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ هَاشِمٍ البيّع: ابن الحسن بن هاشم البغوي، وثقه الدارقطني. مات سنة سبع وتسعين وماتين، وكان مولده سنة سبع ومائتين. تاريخ بغداد: 6/203.
(2) أبوه: قرة بن إياس بن هلال الصحابي الجليل.
(3) حديث صحيح، رجاله ثقات.
أخرجه علي بن الجعد في المسند: 0/166 رقم ((1076)) ومن طريقه الطبراني في الكبير: 19/27 رقم ((55)) .
وأخرجه أحمد في المسند: 3/436، و5/35، وابن حبان 16/292 رقم ((7303)) ، من طريق يزيد بن هارون، والطيالسي في المسند: 1/ رقم ((1076)) ، وأحمد في المسند: 5/34، وابن حبان 16/292 رقم ((7302)) ، من طريق يحيى بن سعيد القطان، وأحمد في المسند: 5/34، وابن ماجة في المقدمة: 1/4 رقم ((6)) ، وابن حبان 1/261 رقم ((61)) ، من طريق محمد بن جعفر، والترمذي في الفتن: باب ما جاء في الشام 6/433 رقم ((228)) من طريق أبي داود،
وابن حبان 15/248 رقم ((6834)) من طريق عصام بن يزيد، والطبراني في معجم الكبير: 19/27 رقم ((55)) ، من طريق أسد بن موسى، وعاصم بن علي، و19/27 رقم ((56)) ، من طريق وكيع مختصرا، والحاكم في معرفة علوم الحديث: 0/2، من طريق وهب بن جرير، والخطيب في شرف أصحاب الحديث: 0/9 رقم ((11)) ، من طريق
عبد الرحمن ابن زياد، و0/25 رقم ((44)) ، من طريق أبي داود، و0/26 رقم ((45)) ، من طريق سعيد بن الربيع كلهم عن شعبة به. وقال الترمذي: حسن صحيح، وقال: قال محمد بن إسماعيل: قال ابن المديني: هم أصحاب الحديث.
وصححه ابن حبان وغيره.
ورواه إياس بن معاوية عن أبيه عن جده أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء: 7/230، وقال بعضهم في أول الحديث: ((إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم)) .
وفي الباب عن ثوبان: أخرجه مسلم في الإمارة: باب قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين 3/1523 رقم ((1920)) .
وعن المغيرة بن شعبة: أخرجه البخاري في المناقب: باب سؤال المشركين أن يرهم النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - آية 6/632 رقم ((3640)) ، وفي الاعتصام: باب قَوْلِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق 13/293 رقم ((7311)) ، وفي التوحيد: باب قول الله تعالى: {إنما قولنا لشيء إذا أردناه} 13/442 رقم ((7459، ومسلم في الإمارة: باب قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَا تزال طائفة من أمتي ظاهرين 3/1523 رقم ((1921)) .
وعن جابر بن سمرة: أخرجه مسلم في الإمارة: باب قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين 3/1524 رقم ((1923)) .
وعن معاوية: أخرجه البخاري رقم ((3461)) ، وفي الاعتصام: باب قَوْلِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - لا تزال طائفو من أمتي ظاهرين 13/293 رقم ((7312)) ، وفي التوحيد: باب قول الله تعالى: {إنما قولنا لشيء إذا أردناه} 13/442 رقم ((7460)) ، ومسلم في الإمارة: باب قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لا تزال طائفة من أمت ظاهرين 3/1524 رقم ((1037)) .
وعن جابر بن عبد الله: أخرجه مسلم في الإمارة: باب قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين 3/1524 رقم ((1924)) .
وعن عقبة بن عامر: أخرجه مسلم في الإمارة: باب قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين 3/1524 رقم ((1924)) .
وحديث الطائفة المنصورة متواتر قاله شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره، انظر اقتضاء الصراط والمستقيم: 1/69.
وأما هذه الطائفة المنصورة فقال البخاري في صحيحه: هم أهل العلم. وقال أحمد: إن لم يكونوا أهل الحديث فلا أدري من هم. وقال ابن المديني كما تقدم: هم أصحاب الحديث. وقال القاضي عياض: إنما أراد أحمد السنةوالجماعة ومن يعتقدون مذهب أهل الحديث. انظر شرف أصحاب الحديث: 0/27، فتح الباري: 13/293.(3/1179)
1102 - حَدَّثَنَا الحَسَنُ (1) ، حَدَّثَنا أَحْمَدُ بنُ جَعْفَرَ (2) ، وعَبْدُ اللهِ بنُ مَاسِيٍّ (3) قَالا: حَدَّثَنا أَبُو مُسْلِمٍ إِبْراهِيمُ بنُ عَبْدِ اللهِ
_________
(1) الحسن: أبو علي ابن المذهب.
(2) أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ: بْنِ حَمْدَانَ.
(3) عبد الله بن ماسي: عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي أبو محمد البزاز، وثقه ابن أبي الفوارس، والبرقاني والخطيب البغداد. مات سنة تسع وستين وثلاثمائة. تاريخ بغداد: 9/408، العبر: 2/351، سير أعلام النبلاء: 16/252، شذرات الذهب3/68.(3/1180)
البَصْرِيُّ (1) ، حَدَّثَنا حَجّاجُ بنُ نُصَيْرِ الفساطِيطِيُّ (2) ، حَدَّثَنا هِشامٌ (3)
، عنْ أَبِي الزُّبَيْر، عنْ جابِرٍ قالَ: ((نَهانا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عنْ أَكْلِ البَصَلِ وَالكُرّاثِ، فَغَلَبَنا الجُوعُ فَأَكَلْناهُ، فَقالَ: مَنْ أَكَلَ هذِهِ الشَّجَرَةَ الخَبِيثَةَ فَلا يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنا، فَإِنَّ المَلائِكَةَ تَتَأَذَّى مِمّا يَتَأَذَّى مِنْهُ الإِنْسُ)) (4) .
_________
(1) أَبُو مُسْلِمٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الله البصري: بن مسلم بن ماعز الكجي، ذكره ابن حبان في الثقات، ووثقه الدارقطني وموسى بن هارون وعبد الغني بن سعيد. وقال الخطيب: كان من أهل الفضل والعلم والأمانة. الثقات: 8/89، تاريخ بغداد: 6/120، تذكرة الحفاظ: 2/620.
(2) حجاج بن نصير الفساطيطي: البصري أبو محمد، قال البخاري: سكتوا عنه. قال العجلي: أفسده أهل الحديث بالتلقين كان يلقن وأدخل في حديثه ما ليس منه فترك. وقال أبو حاتم: منكر الحديث ضعيف الحديث ترك حديثه. قال أبو داود: تركوا حديثه. وقال النسائي: ضعيف، لا يكتب حديثه. وقال ابن حجر: ضعيف كان يقبل التلقين. الضعفاء الصغير: 0/33، معرفة الثقات: 1/287، الضعفاء الكبير: 1/285، تهذيب الكمال: 5/461، التقريب: 1/153.
(3) هشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي بفتح الدال وسكون السين وفتح المثناة ثم مد، ثقة تبث رمي بالقدر، مات سنة أربع وخمسين ومائة. التقريب: 1/573..
(4) حديث صحيح مخرج في الصحيحين، وإسناد المؤلف فيه حجاج بن نصير وهو ضعيف، لكن قد تابعه كثير بن هشام عند مسلم.
أخرجه مسلم في المساجد ومواضع الصلاة: باب نهى عن أكل ثوما وبصلا أو كراثا أو نحوها1/394 رقم ((564)) عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شيبة عن كثير بن هشام، عن هشام الدستوائي به.
وأخرجه البخاري في الأذان: باب ما جاء في الثوم 2/339 رقم ((854)) و ((855)) ، وفي الأطعمة: باب ما يكره من الثوم والبقول 9/575 رقم ((5452)) ، وفي الاعتصام: باب الأحكام التي لا تعرف بالدلائل 13/330 رقم ((7359)) ، ومسلم في المساجد وماضع الصلاة: باب نهى عن أكل ثوما أو بصلا أو كراثا 1/394 رقم ((564)) ، من طرق عن عطاء، عن جابر بن عبد الله مرفوعا نحوه.(3/1181)
1103 - سَمِعْتُ أَبا عَبْدِ اللهِ الصُّورِيَّ الحافِظَ يَقولُ: سَمِعْتُ أَبا الحُسَيْنِ محمَّدَ بنَ أَحْمَدَ ابنِ جميع يَقولُ: الحُسَيْنُ بنُ إِسْماعِيلَ المحامِلِيُّ يَرْوِي، عنْ محمَّدِ بنِ عَمْرِو بنِ أَبِي مَذْعورٍ (1) ، ومحمَّدُ بنُ مَخْلَدِ يَرْوِي، عنْ محمَّدِ بنِ عُمَرَ بنِ أَبِي مَذْعُورٍ (2) ، وهُما ابْنا عَمِّه (3) وَلَمْ يَرْوِ المحامِلِيُّ عنْ شَيْخِ ابنِ مَخْلَدٍ ولا ابنُ مَخْلَدٍ عنْ شَيْخِ المحامِلِيِّ (4) .
1104- أَنْشَدَنا أَبُو عَبْدِ اللهِ (5) لِنَفْسِهِ فِي العذارِ:
يَقُولُونَ لِي لَمَّا بَدا شَعْرُ خَدِّهِ
تَسَلَّ هُوَاهُ وَا لَهُ عنْ ذِكْرِ وُدِّهِ
إِذا هُوَ لَمْ تَطْلُعْ طَلائِعُ وَرْدِهِ [ل236/ب] ... فَقُلْتُ لَهُمْ هَلْ يَحْسُنُ الغُصْنُ عارِيًا
كَذَلِكَ هَذا الرِّيْمُ كَمَّلَ حُسْنَهُ
عِذاراهُ إِذْ لاحَا عَلَى وَرْدِ خَدِّهِ
1105 - أَنْشَدَنا أَبُو عَبْدِ اللهِ (6) لِنَفْسِهِ:
_________
(1) محمد بن عمرو بن أبي مذعور: محمد بن عمرو بن سليمان أبو عبد الله يعرف بابن أبي مذعور، وثقه الدارقطني. تاريخ بغداد: 3/.
(2) محمد بن عمر بن أبي مذعور: هو محمد بن عمر بن سليمان بن أبي مذعور أبو جعفر، وثقه الدارقطني. مات سنة ثمان وخمسين ومائتين. تاريخ بغداد: 3/130.
(3) كذا في الخطية، وفي تاريخ بغداد وسير أعلام النبلاء (ابنا عمٍّ) وهو الصواب.
(4) رجال إسناده ثقات.
أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد: 3/23، والذهبي في سير أعلام النبلاء: 15/261 عن الصوري به.
(5) أبو عبد الله: الصوري.
(6) أبو عبد الله: الصوري.(3/1182)
إِلى مَنْ أَشْتَكِي قَلَقِي
وَما أَلْقَى مِنَ الأَرَقِ
وَمِنْ وَجْدٍ وَمِنْ حُرْقِ ... وَمِنْ هَمٍّ يُكَنِّفُنِي
كَبَدْرٍ اِلْتَمَّ فِي الأُفُقِ ... وَمَا لاقَيْتُ مِنْ رِشأٍ
قَضِيبَ الآسِ (1) فِي الوَرَقِ ... تَثَنَّي إِذْ مَشَى فحَكى
ثَنَاني بالتَّثَنِّي مِنْ
ـهُ عَنْ رَأْيي وَعَنْ خُلُقِي
1106 - أَنْشَدَنا أَبُو عَبْدِ اللهِ (2) ، أَنْشَدَنا أَبُو العميدِ هاشِمُ بنُ محمَّدِ بنِ أَحْمَدَ التَّمِيمِيُّ لِنَفْسِهِ المَعْروفُ بِالمتيمِ:
يا قاسِمَ الرِّزْقِ لِمَ خانتْني القِسَِمُ
ما أَنْتَ مُتَّهَمٌ قُلْ لِي مَنْ أَتَّهِمُ
قُلْ لِي بِلا وَرِقٍ ما تَنْفَعُ الحِكَمُ ... أَعْطَيْتَنِي حِكَماً لَمْ تُعْطِنِي وَرِقاً
إِنْ كانَ رِزْقِي رِزقاً أَنْتَ قاسِمُهُ
وَأَنْتَ فِي الحالَتَيْنِ الخَصْمُ والحَكَمُ (3)
1107 - أَنْشَدَنا أَبُو البَرَكاتِ المُظَفَّرُ بنُ سَعْدِ بنُ محمَّدِ المَوْصَلِيُّ يُعْرَفُ بِالشَّهابِ فِي مَجْلِسِ الصُّورِيِّ لِنَفْسِهِ:
البُخْلُ بِالكُتُبِ عِنْدِي غايَةُ الأَدَبِ
فَإِنْ سَمَحْتَ بِها أَفْضَتْ إِلى العَطَبِ (4)
_________
(1) جاء في لسان العرب: 6/19، قال أبو حنيفة: الآس بأرض العرب كثير، ينبت في السهل والجبل، وخضرته دائمة أبداً، ويَسْمو حتى يكون شجراً عظاما، واحدته آسَةٌ. وقال الليث: الآس: شجرة ورقها عَطِرٌ.
(2) أبو عبد الله: الصوري.
(3) في إسناده أبو العميد هاشم بن محمد المعروف بالمتيم، لم أقف على ترجمته.
(4) العطب: الهلاك. لسان العرب: 1/610.(3/1183)
أَنْتَ المُعِيرُ وَذَاكَ مُسْتَعِيرٌ لَها
هُوَ المُغِيرُ بِلا سَيْفٍ عَلَى الكُتُبِ (1)
1108 - أَنْشَدَنا أَبُو البَرَكاتِ، أَنْشَدَنا خسرو أبو فيروز المَلِكُ العَزِيزُ (2) لِنَفْسِهِ:
[ل237/أ]
وَراقِصٍ يَسْتَحِثُّ الكَفَّ بِالقَدَمِ
مُسْتَمْلِحِ الشَّكْلِ والأَعْطافِ والشِّيَمِ
كَأَنَّها نَبَضاتُ البَرْقِ فِي الظُّلَمِ ... تَرَى لَهُ نَبَراتٌ مِنْ أَنامِلِهِ
يُراجِعُ الحَثَّ فِي الإِيقاعِ مِنْ طَرَبٍ
تَراجُعَ الرَّجُلِ الْفَأْ فاءِ فِي الكَلِمِ (3)
1109 - سَأَلْتُ أَبا الحَسَنِ محمَّدَ بنَ عَبْدِ الواحِدِ بنِ محمَّدِ بنِ جَعْفَرَ (4) عنْ مَوْلِدِهِ فقالَ: وُلِدْتُ فِي سَنَةِ إِحْدى وَسَبْعِينَ وَثَلاثِمائَةٍ، وُلِدَ الأَمِيرُ أَبُو محمَّدٍ بنُ مُقْتَدِرِ (5)
فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ ثَلاثٍ وَأَرْبَعِينَ وثَلاثَمائَةٍ، وماتَ
_________
(1) في إسناده أبو البركات المظفر بن سعد يعرف بالشهاب، لم أقف على ترجمته.
(2) خسرو أبو فيروز الملك العزيز: هو خسرو فيروز بن فيروز بن خرّة فيروز الملك العزيز أبو منصور ابن الملك جلال الدولة، من بقايا ملوك بني بويه، توفي سنة إحدى وأربعين وأربعمائة، كان بارع الأدب والأخبار مليح النظم، أكبّ على اللهو والخلافة،. الكامل: 9/561، العبر: 3/199، سير أعلام النبلاء: 17/632.
(3) في إسناده أبو البركات المعروف بالشهاب لم أقف على ترجمته.
(4) أبو الحسن محمد بن عبد الواحد بن محمد بن جعفر، قال الخطيب: كتبنا عنه وكان صدوقا، وسمعته يقول: ولدت في سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة، ومات في ليلة الأحد للنصف من جمادى الآخرة سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة. تاريخ بغداد: 2/361.
(5) الأمير أبو محمد بن المقتدر: هو الحسن بن عيسى بن الخليفة المقتدر بالله جعفر بن المعتضد أبو محمد العباسي، قال الخطيب: كتبنا عنه كان ديّنا حافظا لأخبار الخلفاء، عارفا بأيام الناس فاضلا، سمعته يقول: ولدت في يوم السبت السابع من المحرم سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة بمدينة السلام، ومات في ليلة الخميس التاسع عشر من شعبان سنة أربعين وأربعمائة. تاريخ بغداد:
7/454، اللباب: 3/236، الوافي بالوفيات: 12/199، سير أعلام النبلاء: 17/621، شذرات الذهب: 3/264.(3/1184)
فِي لَيْلَةِ الخَمِيسِ بَعْدَ نِصْفِ اللَّيْلِ وَدُفِنَ يَوْمَ الجُمُعَةِ العِشْرونَ مِنْ شَعْبانَ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَأَرْبَعِمائَةٍ.
تُوفِيَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الصُّورِيُّ الحافِظُ ـ رَحِمَهُ اللهُ ـ سَنَةَ إِحْدى وَأَرْبَعينَ.
وتُوفِيَ ابنُ اللاَّعِبِ (1) سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاثِينَ،
وتُوفِيَ ابنُ البُزُورِيِّ (2) فِي هذِهِ السَّنَةِ.
1110 - حدثنا محمَّدُ، أخبرنا أَبُو الحَسَنِ محمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ التَّمِيمِيُّ (3) ، أخبرنا
أَبُو جَعْفَرَ أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ الخَزازُ، حَدَّثَنا عَبْدُ اللهِ بنُ بَحْرِ بنِ طَيْفورٍ الجنديسابوري حَدَّثَنا عُمَرُ ابنُ محمَّدِ بنِ عَبْدِ الحَكَمِ
_________
(1) ابن اللاعب: هو أحمد بن عبد الله بن محمد أبو الحسن ابن اللاعب البغدادي الأنماطي، وورد في لسان الميزان: 1/199،
(ابن الملاعب) ، قال الخطيب: كتبت عنه وكان سماع صحيحا، قال: سألته عن مولده فقال: في سنة سبع وخمسين وثلاثمائة، ومات في يوم الأحد السابع من ذي القعدة سنة تسع وثلاثين وأربعمائة. تاريخ بغداد: 4/238، الأنساب: 1/376.
(2) ابن البزوري: هو علي بن عبيد الله بن علي أبو طاهر البغدادي البُزُري، قال الخطيب: كتبت عنه وكان مستورا صدوقا، قال سألته عن مولده فقال: في ذي الحجة في سنة اثنتين وستين وثلاثمائة، ومات في يوم الأحد السابع من ذي القعدة سنة تسع وثلاثين وأربعمائة. تاريخ بغداد: 12/10، تاريخ الإسلام في حوادث ووفيات 431-440/475.
(3) أبو الحسن محمد بن أحمد بن عبد الله التميمي: الجواليقي، وثقه الخطيب وقال بلغنا أنه توفي بمصر في سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة. تاريخ بغداد: 1/314.(3/1185)
النَّسائِيُّ (1) ، حَدَّثَنا عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ عِيسى القارِي، حَدَّثَنِي محمَّدُ ابنُ عَبْدِ الرَّحمنِ بنِ غَزْوان قالَ: قالَ بَعْضُ الشُّعَراءِ:
اسْتَبِقِ وُدَّ أَبِي مُقاتِلٍ (2)
حِينَ تَأْكُلُ مِنْ طَعامِهِ
سِيّانِ كَسْرُ رَغِيفِهِ
أَوْ دَقُّ عَظْمٍ مِنْ عِظامِهِ (3) [ل237/ب]
1111- وبِهِ قالَ (4) : قالَ بَعْضُ الشُّعَراءِ:
واصِفُ داودَ بِالنَّدى غَلَطٌ
كَرافِعِ الوَشْيِ بِالكَرابِيسِ
أَنْقَى بَياضاً مِنَ القَراطِيسِ ... ثِيابُ طَبّاخَةٍ إِذا اتَّسَخَتْ
شَيْءٍ بِصَرْحِ بَلْقِيسِ ... مَطْبَخُ داودَ فِي نَظافَتِهِ أَشْبَهُ
لَوْ طُرِحَ الخُبْزُ جَوْفَ مَطْبَخِهِ
ما طَمِعَتْ فِيهِ حِيلَةُ السُّوسِ (5)
1112 - وَبِإِسْنادِهِ قالَ (6) : حَدَّثَني عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ عِيسى،
_________
(1) عمر بن محمد بن عبد الحكم النسائي: أبو حفص ذكره الجرجاني في تاريخه، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. تاريخ جرجان: 1/298.
(2) في الخطية كلمة (مقاتل) ليست واضحة، وفي الهامش (مقاتل) وفوقها (بيان) .
(3) في إسناده أبو جعفر أحمد بن علي الخزاز، وعبد الله بن بحر بن طيفور الجنديسابوري، وعبد الله بن أحمد بن عيس القارئ، ومحمد بن عبد الرحمن بن غزوان، لم أقف على تراجمهم.
(4) القائل هو: محمد بن عبد الرحمن بن غزوان.
(5) علة إسناده كسابقه
أورد أبو منصور عبد الملك الثعالبي البيتين الثاني والثالث في ثمار القلوب: 1/307.
(6) القائل هو عمر بن محمد بن عبد الكريم النسائي) .(3/1186)
حَدَّثَنِي محمَّدُ بنُ عَبْدِ الكَرِيمِ الأَزْدِيُّ قالَ: قالَ أَعْرَبِيٌّ:
أُخَيَّ لَيْسَ لِي ذَنْبٌ إِلَيْهِ سِوَى جَهْلِي بِمَنْزِلَةِ الرَّغِيفِ
يَقولُ وَقَدْ كَسَرْتُ الحَرْفَ مِنْهُ أَخَذْتَ الآنَ تَعْبَثُ بِالحُروفِ (1)
1113 - أَنْشَدَنا محمَّدٌ، أَنْشَدَنا القاضِي أَبُو الحُسَيْنِ عَطِيَّةُ اللهِ بنُ عَطاءِ اللهِ بنِ محمَّدِ ابنِ أَبِي غِياثِ الفارِسِيُّ، أَنْشَدَنِي أَبُو يَعْلي عَبدُ اللهِ بنُ محمَّدِ بنِ حَمْزَةَ بنِ أَبِي كَرِيمَةِ، أَنْشَدَنِي جَمِيلُ بنُ عَبْدِ الحَمِيدِ:
وارَحْمَتا لِلْغَرِيبِ فِي البَلَدِ
النازِحِ ماذا بِنَفْسِهِ صَنَعا
بِالعَيْشِ مِنْ بَعْدِهِ وَلا انْتَفَعا ... فارَقَ أَحْبابَهُ فَما انْتَفَعُوا
حَتى إِذا ما تَباعَدُوا خَضَعا ... كانَ عَزِيزاً يُقَرِّبُ دارَهُمْ
قَدْ كانَ يَبْكِي مِنَ الفِراقِ
إِذا خُبِرَ عَنْهُ وَكَيْفَ إِذْ وَقَعا (2)
1114 - أَنْشَدَنا محمَّدٌ، أَنْشَدَنا أَبُو القاسِمِ مَنْصُورُ بنُ عَبْدِ اللهِ الصُّورِيُّ [ل238/أ] البَزّارُ لِبَعْضِهِمْ:
لَيْسَ مِثْلَ الدَّراهِم
لِلْحَبِيبِ المُصارِمِ
_________
(1) علة إسناده كعلة إسناد السابق، إضافة إلى أن محمد بن عبد الكريم الأزدي لم أقف على ترجمته أيضاً.
(2) في إسناده أبو الحسين عطية بن عطاء الله الفارسي، وأبو يعلى عبد الله بن محمد، وجميل بن عبد الحميد، لم أقف على تراجمهم.
ذكر الخطيب في تاريخ بغداد 11/367، وعبد الكريم القزويني في التدوين في أخبار قزوين: 2/7، ذكرا البيتين الأوليْن فقط عن علي بن الجهم بن بدر السامي الشاعر من شعره، وورد في أوله ((يا رحمتا)) بدل ((وارحمتا)) .(3/1187)
إنَّها تَصْفَعُ الصُّدو
دَ مَكانَ المَحاجِمِ (1)
1115 - سَمِعْتُ أَبا عَبْدِ اللهِ يَقولُ: بَلَغَنِي عَنْ بَعْضِ أَهْلِ العِلْمِ أَنَّهُ قالَ: حَضَرْتُ بَعْضَ مَجالِسَ العُلَماءِ فَرَأَيْتُ فَتًى حَسَنَ الوَجْهِ وَبَيْنَ يَدَيْهِ مِحْبَرَةٌ حَسَنَةٌ عَلَيْها مَكْتُوبٌ:
أَلَيْسَ مِنَ البَلِيَّةِ أَنَّ مِثْلِي خَلِيٌّ لَيْسَ يَعْشَقُهُ ظَرِيفُ
فَقُلْتُ له: يا فَدَيْتُكَ وَمَنْ لِي بِهذا، فَقالَ لِي اسْكُتْ، قَدْ جَرَّبْتُ سَبْعِينَ نَفْساً (2) كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ يُحِبُّنِي ما جَرَّبْتُ مِنْهُمْ أَحَداً إِلاّ وَجَدْتُ دِرْهَمَهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنيِّ.
1116 - سَمِعْتُ أَبا عَبْدِ اللهِ يِقولُ: سَمِعْتُ الحَمْدُونِيَّ يَقولُ: سَمِعْتُ جَعْفَرَ الخلدِيَّ يَقولُ: كُنْتُ أَصْحَبُ شَيْخاً فَكانَ قُوتُه فِي كُلِّ لَيْلَةٍ رُقاقَةً (3) ، وَكُنْتُ أَجِيئُهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ بِها، فَنَزَلَ عَلَيْهِ ضَيْفٌ، فَأَمَرَنِي فَاشْتَرَيْتُ لَهُ رُقاقاً كَثِيراً وَتَمْرًا، ثُمَّ جِئْتُهُ بِها، فلَمّا كانَ وَقْتُ إِفْطارِهِ قَدَّمْتُ ذَلِكَ له ولِضَيْفِهِ فَأَحْصَيْتُ عَلَيْهِ تِلْكَ اللَّيْلَةَ وَقَدْ أَكَلَ ثَلاثِينَ رُقاقَةً، فَلَمّا كانَ مِنَ الغَدِ وَدَّعَه ضَيْفُهُ وَمَضَى، فَقُلْتُ لهُ يا أُسْتاذُ، رَأَيْتُ مِنْكَ البارِحَةَ عَجَباً، لِي أَصْحَبُكَ السِّنِينَ الطَّوِيلَةَ، وَأَنْتَ لا تَزِيدُ كُلَّ لَيْلَةٍ عَلَى
_________
(1) في إسناده أبو القاسم منصور بن عبد الله الصوري، لم أقف على ترجمته.
(2) هنا في الخطية ما نصّه: ((فقلت له: يا فديتك، ومن)) وعليه علامة الضرب.
(3) الرقاقة: واحدة، والجمع الرقاق، وهو الخبز المنبسط الرقيق، نقيض الغليظ.(3/1188)
الرُّقاقَةِ، فَلَمّا كانَ البارِحَةُ أَحْصَيْتُ عَلَيْكَ وَقَدْ [ل238/ب] أَكَلْتَ مَعَ ضَيْفِكَ ثَلاثِينَ رُقاقَةً، فَقالَ لِي: يا بُنَيَّ أَوَ ما عَلِمْتَ أَنَّ الأَكْلَ مَعَ الإِخْوانِ لا يَضُرُّ)) ؟ (1) .
1117 - سَمِعْتُ أَبا عَبْدِ اللهِ يَقولُ: سَمِعْتُ الحَمْدُونِيَّ يَقولُ: سَمِعْتُ جَعْفَرَ الخُلْدِيَّ يَقولُ: ((يُؤْكَلُ الطَّعامُ عَلَى ثَلاثَةِ ضُروبٍ: مَعَ المُلُوكِ بِالأَدَبِ، وَمَعَ الإِخْوانِ بِالانْبِساطِ، وَمَعَ الفُقَراءِ بِالإِيثار)) ِ (2) .
1118 - وحُكِيَ أَنَّ مَعْروفَ الكَرْخِيَ وَشَقِيقَ (3) البَلْخِيَ لَمّا اجْتَمَعا قالَ شَقِيقٌ: يا
أَبا مَحْفُوظِ، ما التَّصَوُّفُ عِنْدَكُمْ؟، قالَ: إِذا أُعْطِينا شَكَرْنا، وَإِذا ابْتُلِينا صَبَرْنا، (4) فَقالَ: هَذا مَثَلُ الكِلابِ عِنْدَنا بِبَلْخٍ قالَ: فَما التَّصَوُّفُ عِنْدَكُمْ؟، قالَ: إِذا مُنِعْنا شَكَرْنا وَإْذا أُعْطِينا آثَرْنا (5) .
1119 - أَنْشَدَنا أَبُو عَبْدِ اللهِ، أَنْشَدَنا أَبُو عَلِيٍّ صالِحُ بنُ إِبْراهِيمَ بنِ م
_________
(1) في إسناده الحمدوني، لم أجده.
(2) في إسناده الحمدوني.
لم أقف عليه عن جعفر الخلدي، ولكن ذكر ابن مفلح في المقصد الأرشد في أصحاب إمام أحمد: 2/252 عن الإمام أحمد نحوه. ولفظه ((يؤكل الطعام مع الإخوان بالسرور، ومع الفقراء بالايثار، ومع أبناء الدنيا بالمروءة.
(3) في الخطية (سقيق) وفي الهامش (شقيق) وفوقه (بيان صح) .
(4) في الخطية ما نصّه: ((فقال هذا مثل الكلاب عندنا ببلخ، قال: فما التصوف عندكم؟، قال: إذا أعطينا شكرنا، وإذا ابتلينا صبرنا)) وعليه علامة الضرب.
(5) ذكر االقرطبي في تفسيره 14/248 نحوه بدون إسناد.(3/1189)
حمَّدِ بنِ صالِحِ ابنِ رَشْدِينَ المَخْزُومِيُّ (1) ، أَنْشَدَنِي سُلَيْمانُ بنُ حَسّانَ النَّصِيبِيُّ لِنَفْسِهِ: فيِ الشمعَةِ سَنَةَ خَمْسِينَ وَثَلاثَمائَةٍ:
وَمُجَدْوَلَةٍ مِثْلُ صَدْرِ القَناةِ
تَعَرَّتْ وباطِنُها مُكْتَسِي
عَلى الرَّأْسِ كالبُرْنُسِ ... لهَا مُقْلَةٌ هِيَ رُوحٌ لَها وتاجُ
وقُطَّتْ مِنَ الرَّأْسِ لَمْ تَنْعَسِ ... إِذا رَنِقَتْ كنُعاسٍ عَرَا
لِساناً مِنَ الذَّهَبِ الأَمْلَسِ ... وَإِنْ غازَلَتْها الصَّبَا حَرَّكتْ
ضِياءً يُجَلِّي دُجَى الحِنْدُسِ [ل239/أ] ... وتُنْتِجُ فِي وَقْتِ تَلْقِيحِها
وَتِلْكَ مِنَ النَّارِ فِي أَنْحُسِ ... فَنَحنُ مِنَ النُّورِ فِي أَسْعُدِ
وَعَنْ ذا البَنَفْسَجِ والنَّرْجِسِ ... وَقَدْ نابَ وَجْهَكَ عنْ ضَوْئِها
ونَجْمٌ تَأَلَّقَ فِي المَجْلِسِ ... ولَكِنَّها آلَةٌ للنَّدامِ
ورُؤْيَتُها مُنْيَةٌ للأَنْفُسِ ... تَوَقُّدُها نُزْهَةٌ لِلْعُيونِ
وَتَفْنَى وتُفْنِيهِ فِي مَجْلِسِ ... تَكِيدُ الظَّلامَ كما كادَها
ويا حامِلَ الكَأْسِ لا تَجْلِسِ ... فَيا رَبَّةَ العُودِ حُثِّي الغِنا
ويا صالِحَ الخَيْرِ عِشْ سالِماً
عَلى الدَّهْرِ فِي عِزِّكَ الأَنْفَسِ (2)
_________
(1) أبو علي صالح بن إبراهيم بن محمد بن صالح بن رشدين المخزومي، ذكره الذهبي بدون جرح ولا تعديل، توفي سنة ست وعشرة وأربعمائة. تاريخ الإسلام في حوادث ووفيات411-420/401.
(2) في إسناده سليمان بن حسان النصيبي، لم أقف على ترجمته.
ذكر صلاح الدين الصفدي في الوافي بالوفيات: 11/379، ومحمد شاكر الكتبي في فوات الوفيات: 1/319، والذهبي في سير أعلام النبلاء: 16/275، عن أبي علي القرمطي الملقب بالأعصم من شعره، ولكنه لم يذكر الذهبي ومحمد الكتبي إلا البيتين الأوليين والرابع والسادس والحادي عشر، وزاد محمد الكتبي البيت الثالث،
وعند الصفدي من أول بيت إلى البيت السادس، وورد في البيت الثاني عندهم جميعا ((هيئة البرنس)) بدل ((الرأس كالبرنس)) ، وعند محمد الكتبي وحده ((فعلة)) بدل ((مقلة)) ولعله خطأ مطبعي، وورد في البيت الحادي عشر ((لا تنعس)) بدل ((لا تجلس)) .(3/1190)
1120 - أَنْشَدَنا محمَّدٌ، أَنْشَدَنا عَلِيُّ بنُ صالِحِ بنِ إِبْراهِيمَ بنِ رَشْدِينَ، أَنْشَدَنِي أَبُو العَبّاسِ ابنِ محمَّدِ البَصْرِيُّ:
وشَمْعَةٍ ظَلْتُ أُصاحِبُها
تَبِيتُ تَبْكِي وَأَبْكِيها
وَمَدْمَعِي دَمْعُ مَآقيها ... كَأَنَّما صُفْرَتُها صُفْرَتِي
أَعارَها قَلْبِي مِنْ نارِهِ
فَمِثْلُ ما فِيهِ كَذا فِيهاِ (1)
1121 - أَنْشَدَنا محمَّدٌ، أَنْشَدَنا أَبُو العميد هاشِمُ بنُ محمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ إِسْماعِيلَ بنِ سيان التَّمِيمِيُّ المَعْرُوفُ بِالمتيم لِنَفْسِهِ فِي صِفَةِ الشَّمْعَةِ:
ومُؤْنِسَةٍ بِكرُ (2) جَوْفِ الدُّجَى
إِذا احْتَجْتَ فِيهِ إِلى أُنْسِها
ترَى مَأْتَمَ المَوْتِ فِي أُنْسِها (3) ... عَرُوسٌ إِلى النّارِ مِنْ فُرْقَةٍ
مُرُوَّتَها فِي فَنا نَفْسِها [ل239/ب] ... إِذا افْتَضَّها لَهَبٌ أَظْهَرَتْ
كَمُهْجَةِ صبٍّ يحسُّ الْجَوَى
وَيَشْغَلُها الحُبُّ عَنْ حِسِّها (4)
1122 - أَنْشَدَنا محمَّدٌ، أَنْشَدَنا أَبُو يَعْلي حَمْزَةُ بنُ الحَسَنِ البَصْرِيِّ، أَنْشَدَنِي خالِي قالَ الصُّورِيُّ: وخالُهُ الجَمَلُ الناتِحُ البَصْرِيُّ، أَنْشَدَنِي
_________
(1) في إسناده علي بن صالح، وأبو العباس بن محمد البصري لم أقف على ترجمتهما.
(2) في الخطية على كلمة (بكر) ضبة.
(3) كذا ورد في أصل الخطية ولعلَّ الصواب ((عُرْسها)) ، حتى يستقيم المعنى، والله أعلم.
(4) في إسناده أبو العميد لم أقف على ترجمته.(3/1191)
الخُبْزَأُرزِيُّ (1) لِنَفْسِهِ:
تَتِيهُ (2) عَلَيْنا إِنْ رُزِقْتَ مَلاحَةً
فَمَهْلاً عَلَيْنا بَعْضَ تِيهِكَ يا بَدْرُ
فَقَدْ طالَ ما كُنّا مِلاحًا وطالَ ما
صَدَدْنا وَتِهْنا ثُمَّ غَيَّرَنا الدَّهْرُ (3)
1123 - أَنْشَدَنا محمَّدٌ، أَنْشَدَنِي أَبُو يَعْلي البَصْرِيُّ، أًنْشَدَنا ابنُ حَجّاجٍ أَبُو عُبْدِ اللهِ لِنَفْسِهِ:
يا قَلِيلَ الوَفاءِ هَذا جَزائِي أَبَداً
أَنْتَ ضاحِكٌ مِنْ بُكائِي
ـر وَإِنْ كُنْتُ آيِسًا مِنْ بَقائِي ... سَأُجازِيكَ إِنْ بَقِيتُ عَلَى الهَجْـ
ثُمَّ أَدْعُوا عَلَيْكَ غَيْظاً وَلَكِنْ
لا أَجابَ الإِلَهُ فِيكَ دُعائِي (4)
1124 - أَنْشَدَنا محمَّدٌ، أَنْشَدَنا أَبُو العميد المتيم لِنَفْسِهِ:
أَشْتاقُه أَنىّ نَأَى
فَإِذا دَنا وَقَعَ المَلَلْ
ساءَتْ وَكَمْ ذا يَحْتَمِلْ ... لَوْلا خَلائِقُهُ التي
وَحَمَلْتُهُ بَيْنَ الجُفُونِ
لَمَا تَشَكَّتْهُ المُقَلْ (5)
_________
(1) في الخطية (الخبزرزي) والتصحيح من كتب التراجم: وهو نصر بن أحمد بن نصر بن مأمون البصري المعروف بالخبزأرزي الشاعر المشهور، مات سنة سبع عشرة وثلاثمائة. تاريخ بغداد: 13/296.
(2) التيه: هوالكبر. المنجد في اللغة والأعلام (ص67) .
(3) في إسناده أبو يعلى البصري وخاله، لم أقف على ترجمتهما.
أورد أبو الفرج الأصفهاني البيتين في الأغاني منسوبين إلى الحسين بن الضحاك، انظر 7/230.
(4) في إسناده أبو يعلى البصري، وابن حجاج أبو عبد الله لم أقف على ترجمتهما.
(5) في إسناده أبو العميد المتيم لم أقف على ترجمته.(3/1192)
1125 - أَنْشَدَنا أَبُو عَبْدِ اللهِ (1) لِنَفْسِهِ:
يا قاتِلِي مِنْهُ بِسِحْرِ الجُفُون
وَباعِثاً مِنْها عَلَيَّ المَنُون [ل240/أ]
بِقَوْلِ واشٍ وَعَدُوٍّ ظَنِينِ ... أَسْرَفْتَ فِي الهُجْرانِ لِي ظالِماً
هَيْهاتَ هَذَا أَبَداً لا يَكُون ... تَظُنُّنِي أَشْكُوكَ يا مالِكِي
إِنْ كانَ لا يُرْضِيكَ عَنِّي سِوَى
قَتْلِي فَقَتْلِي فِيكَ شَيْءٌ يَهُون
آخِرُ الجُزْءِ وَالحَمْدُ لِلهِ رَبِّ العالَمِينَ وَصَلواته على محمَّدٍ وَآلِهِ أَجْمَعِينَ وسَلامُهُ.
بَلَغَتُ عَرْضاً بِأَصْلٍ مُعارَضٍ بِأَصْلِ سَماعِنا وَلِلهِ الحَمْدُ والمِنَّةُ.
فِي الأَصْلِ ما مِثالُهُ:
سَمِعَ جَمِيعَ هَذا الجُزْءِ عَلَى سيدنا الشيخ الإِمامِ العالِمِ الفِقِيهِ الحافِظِ الزاهِدِ، جَمالِ الدِّينِ شَيْخِ الإِسْلامِ، أَوْحَدِ الأَنامِ، فَخْرِ الأَئِمَّةِ، مُسْنِدِ العَصْرِ، أَبِي طاهِرِ أَحْمَدَ بنِ محمَّدِ بنِ أَحْمَدَ السِّلَفِيِّ الأَصْبَهانِيِّ، صانَ اللهُ قَدْرَه، ورضي عَنْه دُنْيًا وآخِرَةً، بِقِراءَةِ الفَقِيهِ العالِمِ تاجِ الدِّينِ
أَبِي عَبْدِ اللهِ محمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ بنِ محمَّدِ المَسْعودِيِّ صاحِبُه القاضِي المَكِينُ، أَبُو طالِبٍ أَحْمَدُ ابنُ القاضِي المَكِينِ أَبِي الفَضْلِ عَبْدِ اللهِ بنِ حُسَيْنِ بنِ حديد، وَجَوْهَرُ الأُسْتاذُ مَوْلاهُ، وأَبُو عَبْدِ اللهِ محمَّدُ بنُ إِبْراهِيمَ بنِ أَحْمَدَ الفَيْرُوزابادِي، ومحمَّدُ بنُ محمَّدِ بنِ محمَّدِ البَلْخِيُّ الصُّفِيُ، وَأَبُو عَمْرٍو عُثْمانُ بنُ محمَّدِ بنِ أَبِي بَكْرِ الإِسْفِرايِنِي، وأَبُو بَكْرِ محمَّدُ ابنُ الحَسَنِ بنِ
_________
(1) أبو عبد الله: الصوري)) .(3/1193)
نَصْرِ الخلاطي، وَإِسْماعِيلُ بنُ عَبْدِ المَوْلَى بنِ عِيسى الهاشِمِيُّ، وأَبُو محمَّدٍ عَبْدُ العَزِيزِ بنُ عِيسى بنِ عَبْدِ الواحِدِ الأَنْدَلُسِيُّ، وأَحْمَدُ بنُ طارِقِ بنِ سِنانِ القُرَشِيُّ التاجِرُ البَغْدادِيُّ، وكُتِبَ التارِيخُ فِي شَوَّالِ مِنْ سَنَةِ سَبْعٍ وَسِتِّينَ وخَمْسِمائَةٍ بِالإِسْكَنْدَرِيَةِ.
هذا تَسْمِيعٌ صَحِيحٌ كَما قَدْ كُتِبَ، وَكَتَبَ أَحْمَدُ بنُ محمَّدِ الأَصْبَهانِيُّ
بَلَغَ بِقِراءَتِهِ جَعْفَرَ الحُسَيْنِيَ [ل240/ب] .
وفِي الأَصْلِ ما مِثالُهُ: -
بَلَغَ السَّماعُ لجمِيعِهِ عَلَى القاضِي الفَقِيهِ الإِمامِ العالِمِ الأَمِينِ جَمالِ الدِّينِ أَبِي طالِبٍ أَحْمَدَ ابنِ القاضِي المَكِينِ أَبِي الفَضْلِ عَبْدِ اللهِ بنِ القاضِي المَكِينِ أَبِي عَلِيٍّ الحُسَيْنِ بنِ حديد أَبْقاهُ اللهُ وأَدامَ نِعْمَتَهُ بِقِراءَةِ الشَّيْخِ الجَلِيلِ الفَقِيهِ زَكِيِّ الدِّينِ أَبِي محمَّدِ عَبْدِ العَظِيمِ بنِ عَبْدِ القَوِيِّ المُنْذِرِيِّ الجَماعَةَ السادة الفُقَهاءَ وَفَّقَهُمُ اللهُ: القاضِي الفَقِيهُ الإِمامُ نَجِيبُ الدِّينِ أَبُو عَلِيِّ الحَسَنُ، والقاضِي الفَقِيهُ الإِمامُ العالِمُ الصَّدْرُ الكَبِيرُ الأَمِينُ عِمادُ الدِّينِ أَبُو البَرَكاتِ عَبْدُ اللهِ ابنا الشَّيْخِ الفَقِيهِ الإِمامِ العالِمِ النَبِيهِ أَبِي محمَّدِ عَبْدِ الوَهّابِ بنِ الإِمامِ العالِمِ الزاهِدِ الصَّدْرِ مُفْتِي المُسْلِمينِ أَبِي الطّاهِرِ إِسْماعِيلَ بنِ عَوْفٍ، وَأَخُوهُما الشَّيْخُ الفَقِيهُ الإِمامُ الزاهِدُ رَشِيدُ الدِّينِ أَبُو الفَضْلِ عَبْدُ العَزِيزِ، وَوَلَدُهُ أَبُو بَكْرٍ محمَّدُ –جَبَرَهُ اللهُ- الزُّهْرِيُّونَ، القاضِي عَلَمُ الدِّينِ أَبُو محمَّدٍ عَبْدُ الحَقِّ ابنُ القاضِي الرَّشِيدِ أَبِي الحَرَمِ مَكِيِّ بنِ صالِحِ القُرَشِيِّ، والفَقِيهُ الإِمامُ الفاضِلُ أَبُو القاسِمِ
عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ مُقَرِّبِ بنِ عَبْدِ الكَرِيمِ التُّجيبي، والفَقِيهُ الإِمامُ عِزُّ الدِّينِ أَبُو البَرَكاتِ
عَبْدُ الحَمِيدِ بنُ الشَّيْخِ الإِمامِ أَبِي عَلِيِّ الحُسَيْنِ بنِ عَتِيقِ الرَّبَعِيِّ، ويَحْيى بنُ عَلِيِّ بنِ(3/1194)
عَبْدِ اللهِ
ابنِ عَلِيِّ القُرَشِيِّ العَطّارُ - والسَّماعُ بِخَطِّهِ- وَصَحَّ وَثَبَتَ فِي الثّالِثِ مِنْ شَهْرِ رَبِيعِ الأوَّلِ
مِنْ سَنَةِ عَشْرٍ وَسِتِّمائَةٍ بِظاهِرِ ثَغْرِ الإِسْكَنْدَرِيَةِ بِالعينِ والحَمْدُ لِلهِ وَحْدَهُ وصَلَواتُهُ عَلَى
محمَّدٍ وآلِهِ وسَلامُهُ. [ل241/أ](3/1195)
الجُزْءُ الخَامِسُ عَشَرَ
مِنِ انْتِخاَبِ شَيْخِنَا الشَّيْخِ الفَقِيهِ الإِمَام العَالِمِ صدرِ الإسلامِ
أوْحدِ الأنامِ فخرِ الأئمةِ سيفِ السنَّةِ ناصرِ الحديثِ مقتدَى الفرَقِ بقيَّةِ السَّلفِ
أبي طَاهرٍ أحمدَ ابنِ محمدِ بن أحمدَ السِّلَفي الأصبهاني
رضِيَ اللهُ عنه
من أصولِ كتُبِ الشَّيخ الفقيهِ
أبي الحَسينِ المبارَكِ بنِ عبدِ الجبَّارِ الطُّيُورِيِّ.(3/1197)
على الأصل ما مثالُه: -
سمع جميع هذا الجزء على القاضي الجليل الفقيه الأشرف المَكين أبي طالب أحمد بن القاضي المَكين أبي الفضل عبد الله بن القاضي المكين أبي علي الحسين بن حديد -أبقاه الله- بقراءة الفقيه الجليل الإمام زكي الدِّين أبي (1) محمد عبد العظيم بن عبد القوي المنذري القاضي الفقيه الإمام عماد الدِّين، مفتي المسلمين، أبو البركات عبد الله بن الشيخ الفقيه الإمام العالم نبيه الدِّين أبي محمد عبد الوهاب بن إسماعيل بن عوف الزُّهري، والقاضي علم الدِّين أبو محمد عبد الحق ابن الرشيد أبي الحرم مكِّي بن صالح القرشي، وعزِّ الدِّين أبو البركات عبد الحميد بن الإمام جمال الدِّين أبي علي الحسين بن عتيق الرَّبعي، والقاضي الجليل العالم جمال الدِّين أبو القاسم عبد الرحمن بن مقرِّب بن عبد الكريم التُّجيبي، ويحيى بن علي بن عبد الله بن علي القرشي، - وهذا خطُّه - وسمع من أول القائمة الرابعة من هذا الجزء النفيس أبو الطاهر إسماعيل بن القاضي العدل أبي طالب أحمد بن عبد المولى الأنصاري إلى آخر الجزء، وصحَّ وثبَتَ في ثالث شهر ربيع الأول سنة عشر وستّمائة بظاهر الإسكندرية بالعين. [ل 243/بِ]
_________
(1) هنا في الخطية ((علي الحسين)) ثم ضرب عليهما الناسخ.(3/1198)
بسم الله الرحمن الرحيم
رب عونك يا كريم
1126 - أخبرنا القاضي الفقيه المكين الأشرف الأمين جمال الدين أبو طالب أحمد
ابن القاضي المكين أبي الفضل عبد الله بن القاضي المكين أبي علي الحسين بن حديد بثغر الإسكندرية حماه الله تعالى قراءة عليه وأنا أسمع في ثالث ربيع الأول سنة عشر وستمائة، قال: أخبرنا الشيخ الفقيه الإمام العالم الحافظ شيخ الإسلام أوحد الأنام فخر الأئمة سيف السنة مقتدى الفرق بقية السلف أبي طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السِّلَفِي الأصبهاني رضي الله عنه قراءة عليه وأنا أسمع في يوم السبت السادس عشر من شوال من سنة سبع وستين وخمسمائة، قال: أخبرنا الشيخ أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار بانتخابي عليه من أصول كتبه، حدثنا
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ علي بن عبد الله الصوري الحافظ، أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الله ابن محمد العبسِي (1) ، أخبرنا خَيْثَمَة بن سليمان بن حَيْدَرَة بن سليمان بن هزان بن سليمان
ابن حيان أبي النضر، وسمعته يقول: ولدت سنة خمسين ومائتين (2) ،
_________
(1) في الخطية (القيسي) والتصحيح من كتب التراجم.
(2) قال الذهي: ذكر أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ أَبِي كامل الأطرابلسي أن خيثمة ولد سنة خمسين ومائة، ثم قال: وقال عبيد بن أحمد ابن فطيس: سألت خيثمة عن مولده، فقال: في سنة سبع وعشرين ومائتين، ثم قال: كذا في الرواية، والأصح ما تقدم. انظر سير أعلام النبلاء: 15/412-413.(3/1199)
وسمعته يقول (1) : مازَحَ عباسُ بْنُ الوَلِيد جَارِيَةً لَهُ فَدَفَعَتْهُ فَانْكَسَرَتْ رِجْلُهُ فَلَمْ يُحَدِّثْنَا عِشْرِينَ يَوْماً، وَكُنَّا نَلْقَى الْجَارِيَةَ ونَقُولُ: حَسْبُكِ الله كَمَا كَسَرْتِ رِجْلَ الشَّيْخِ وَأَحْرَمْتِينَا الْحَدِيثَ (2) .
1127 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ حِفْظاً، [ل244/أ] حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بن عبد الله
ابن أَبِي كَامِلٍ (3) مِنْ حِفْظِهِ، حَدَّثَنَا خَيْثَمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ مِنْ حِفْظِهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
ابن إِسْمَاعِيلَ الصَّائِغُ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَهْلٍ الْمَازِنِيُّ (4) ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (5) ،
عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ (6) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((سِِِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ)) (7)
_________
(1) القائل: خيثمة بن سليمان.
(2) رجال إسناده ثقات.
أخرجه الذهبي في سير أعلام النبلاء: 12/473، عن خيثمة بن سليمان به.
(3) أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عبد الله بن أبي كامل: العبسي.
(4) عمر بن سهل المازني: ابن مروان التيمي أبو حفص البصري، قال العقيلي: يخالف في حديثه، وقال ابن حبان: ربما خالف. وقال ابن حجر: صدوق يخطئ. الضعفاء الكبير: 3/170، تهذيب الكمال: 21/382، التقريب: 1/413.
(5) أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي.
(6) عبد الله: هو ابن مسعود الصحابي الجليل - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -.
(7) حديث صحيح مخرج في الصحيحين، وإسناد المؤلف فيه عمر بن سهل انفرد بهذا عن شعبة عن أبي إسحاق وهو يخطئ ويخالف.
أخرجه العقيلي في الضعفاء الكبير: 3/170 من طريق محمد بن إسماعيل الصائغ به.
وقال: عمر بن سهل عن شعبة يخالف في حديثه، ثم قال أيضا: ولا يتابع على أبي إسحاق، وإنما روى شُعْبَةُ هَذَا عَنِ الأَعْمَشِ وَمَنْصُورٍ وزبيد عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عَبْدِ الله.
وأخرجه النسائي في السنن: 7/121 رقم ((4105)) و ((4106)) وفي السنن الكبرى أيضا: 2/313 رقم ((3568)) و ((3569)) ، من طريق عبد الرحمن، عن شعبة، عن أبي إسحاق قال: سمعت أبا الأحوص، عن عبد الله موقوفا. وزاد النسائي في رواية: رقم ((3569)) فقال له أبان يا أبا إسحاق أما سمعته إلا من أبي الأحوص قال: بل سمعته من الأسود وهبيرة، وإسناده صحيح.
فقد أخرج الطبراني في معجم الكبير: 10/129 رقم ((10105)) من طريق موسى بن إسماعيل، حدثنا مبارك بن فضالة، عَنِ الحسن، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ عَنْ عَبْدِ الله مرفوعا.
رجاله ثقات. إلا مبارك بن فضالة وهو صدوق يدلس يسوي، التقريب: 1/519، وقد عنعن هنا، والحسن: هو البصري.
وأخرجه النسائي في السنن الكبرى: 2/313 رقم ((3570)) من طريق سفيان بن عيينة، عن أبي الزعراء، عن عمه
أَبِي الأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ موقوفا.
ورجال إسناده ثقات، وأبو الزعراء هو عمرو بن عمرو أو ابن عامر ثقة. التقريب: 1/425.
وأخرجه أحمد في المسند: 1/446 عن علي بن عاصم، وأبو يعلى في المسند: 9/59 عن محمد بن دينار، كلاهما عن إبراهيم الهجري، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ الله مرفوعا. ولفظه: ((سباب المسلم أخاه فسوق، وقتاله كفر، وحرمة ماله كحرمة دمه)) .
وفي إسناده علي بن عاصم وه صدوق يخطئ ويصرّ، التقريب: 1/403، ومحمد بن دينار، صدوق سيء الحفظ وتغير قبل موته، التقريب: 1/477، وإبراهيم الهجري هو ابن مسلم لين الحديث رفع موقوفات، التقريب: 1/94.
وأما ما أشار إليه الصوري مما يُروى عن شعبة، فقد أخرجه البخاري في الإيمان: باب خوف المؤمن من أن يحبط عمله وهو لا يشعر 1/110 رقم ((48)) وفي الأدب: ما ينهى من السباب واللعان رقم ((6044)) ومسلم في الإيمان: باب قَوْلِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ وَقِتَالُهُ كفر 1/81 رقم ((116)) ورقم ((117)) من طرق عن شعبة، عن زبيد، ومنصور، والأعمش، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: ((المسلم فسوق، وقتاله كفر)) .
وأخرجه مسلم أيضا في الإيمان: باب قَوْلِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ، وَقِتَالُهُ كفر 1/81 رقم ((117)) من طريق سفيان، ومحمد بن طلحة بن مصرف، كلاهما عن زبيد، عن أبي وائل به.
وأخرجه البخاري في الفتن: باب قَوْلِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - لا ترجعوا بعدي كفارا ... 13/26 رقم ((7076)) ، من طريق عمر بن حفص، عن أبيه، عن الأعمش، عن شقيق به.(3/1200)
قَالَ الصُّورِيُّ: غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ الشعبة عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، لا أَعْلَمُ(3/1201)
حدَّث بِهِ عَنْهُ هَكَذَا غَيْرَ عُمَرَ بْنِ سَهْلٍ الْمَازِنِيِّ، وَإِنَّمَا يَرْوِي شُعْبَةُ هَذَا عَنِ الأَعْمَشِ وَمَنْصُورٍ وزُبَيْد عَن أَبِي وَائِل، وَسَمِعَهُ مِنِّي شَيْخُنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْغَنِيِّ وَأَبُو بَكْرٍ البَرْقَاني رَحِمَهُمَا اللَّهُ.
قَالَ لِي أَبُو عبد الله بن أبي كامل لَمْ يَرْوِ خَيْثَمَةُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الصَّائِغُ غيرَ هَذَا الْحَدِيثِ الْوَاحِدِ، وَكَانَ قَدْ سَمِعَ مِنْهُ جُزْءًا فَحَسَدَهُ عَلَيْهِ أَبُو الرِّضَا الْحُسَيْنُ بْنُ عِيسَى لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ سَمِعَ مِنَ الصَّائِغِ فَأَخْرَجَهُ إِلَيْهِ فَلَمْ يردَّه عَلَيْهِ، وَقِيلَ إِنَّهُ خرَقه، وَكَانَ خَيْثَمَةُ يَحْفَظُ هَذَا الْحَدِيثَ الْوَاحِدَ مِنْهُ.
1128 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الله الحسين بن عبد الله بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ العبسِيُّ، وأبو عبد الله محمد بن عبد الصمد بن محمد بن لاوٍ الزّرَافي (1) ، وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ محمد
ابن جعفر ابن عُبَيْدِ اللَّهِ الكِلاَعِيُّ، وَأَبُو نَصْرٍ عبد الله بن محمد بن بُنْدَار الْهَمْدَانِيُّ قَالُوا: أَخْبَرَنَا خَيْثَمَةُ بن [ل244/ب] سُلَيْمَانَ بْنِ حَيْدَرَة، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ، حَدَّثَنَا أَبُو المُغِيرَة (2) ، حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ، عَنْ عَطَاءٍ،
_________
(1) ذُكر في ترجمة الصوري في سير أعلام النبلاء: 17/627،
(2) أبو المغيرة: عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ الْحَجَّاجِ الْخَوْلانِيُّ الحمصي ثقة. التقريب: 1/360.(3/1202)
عَنِ ابْنِ عبَّاس (1) : ((أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ
_________
(1) في الخطية ما نصّه: (أبو المغيرة، نا الأَوْزَاعِيُّ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عباس) وعليه علامة الضرب، لتكراره.(3/1203)
)) (1) .
قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ وَهِمَ ابنُ عَبَّاسٍ وَإِنْ كَانَتْ خَالَتَهُ، وَإِنَّمَا تَزَوَّجَهَا حَلالًا.
أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ (2) : عَنْ أَبِي الْمُغِيرَةِ، وَاسْمُهُ عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ الْحَجَّاجِ الخَوْلاني، وَهُوَ حَدِيثٌ ضَيِّقٌ قَالَهُ الصُّورِيُّ.
1129 - حدثنا محمد، أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن فهد (3) ،
_________
(1) حديث صحيح، وإسناد المؤلف فيه أبو عبد الله الزرقي، وأبو عبد الله الكلاعي، وأبو نصر الهمداني لم أقف عليهم، وبقية رجاله ثقات.
أخرجه خيثمة الأطرابلسي في فضائل الصحابة ((حديث خيثمة)) 1/196 عن أبي الحسين الطيوري به. مع قول سعيد بن المسيب.
كما أخرجه البيهقي في السنن الكبرى: 7/212، من طريقين عن أبي العباس محمد بن يعقوب، عن محمد بن عوف به، مع قول سعيد بن المسيب أيضا.
وأخرجه البخاري في جزاء الصيد: باب تزويج المحرم 4/51 رقم ((1837)) عن أبي المغيرة، الأوزاعي به.
وأخرجه أيضا في المغازي: باب عمرة القضاء 7/509 رقم ((4258)) وفي النكاح: باب نكاح المحرم 9/165 رقم ((5114)) ومسلم في النكاح: باب تحريم نكاح المحرم 2/1031 -1032 رقم ((46)) من طرق عن ابن عباس مرفوعا.
قال الطبري فيما نقله عنه ابن حجر في الفتح: 9/16، قال: الصواب من القول عندنا أن نكاح المحرم فاسد لصحة حديث عثمان، وهو: ((المحرم لا يَنْكح ولا يُنْكح)) ، أخرجه مسلم في صحيحه في الحج: باب رقم ((1409)) من طريق نافع، عن نبيه بن وهب، عن أبان بن عثمان، عن أبيه مرفوعا،
وأما قصة ميمونة، فتعارضت الأخبار فيها، ثم ساق من طريق أيوب قال: أنبئت أن الإختلاف في زواج ميمونة إنما وقع لأن النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان بعث إلى العباس لينكحها إياه فأنكحه. فقال بعضهم: أنكحها قبل أن يحرم النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وقال بعضهم: بعدما أحرم، وقد ثبت أن عمر وعليًّا وغيرهما من الصحابة فرّقوا بين محرم نكح وبين امرأته، ولا يكون هذا إلا عن ثبت.
وقال ابن عبد البر في التمهيد: 3/152 قال: والرواية أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ وَهُوَ حلال متواترة عن ميمونة بعينها، وعن أبي رافع مولى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وعن سليمان بن يسار مولاها، وعن يزيد الأصم، وهو ابن أختها، وهو قول سعيد بن المسيب وسليمان بن يسار وأبي بكر بن عبد الرحمن وابن شهاب وجمهور علماء المدينة: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - لم يَنْكح ميمونة إلا وهو حلال قبل أن يحرم، وما أعلم أحدا من الصحابة روى أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - نكح ميمونة وهو محرم إلا عبد الله بن عباس.
قلت: لكن ابن حجر ردّ هذا، وذكر في الفتح: 9/166 ((أنه قد جاء مثله عن عائشة وأبي هريرة، وأن أكثر ما أعل به حديث عائشة هو الارسال، وليس بقادح فيه، وأما حديث أبي هريرة ففي إسناده ضعف، ولكنه يعتضده بحديثي
ابن عباس وعائشة، وذكر أنه سئل أنس عن نكاح المحرم فقال: لا بأس وهل هو إلا كالبيع)) . وقال ابن حجر: لكنه قياس في مقابل النص فلا عبرة به، وكأن أنسا لم يبلغه حديث عثمان، ينظر الفتح: 4/52.
ورواية من ذكرنا معارضة لروايته، والقلب إلى رواية الجماعة أَمْيل، لأن الواحد أقرب إلى الغلط، وأكثر أحوال حديث ابن عباس أن يُجعل متعارضا مع رواية من ذكرنا، فإذا كان كذلك سقط الاحتجاج بجميعها، ووجب طلب الدليل على هذه المسألة من غيرها، فوجدنا عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ - رَضِيَ اللَّهُ عنه - قد روى عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - أنه نهى عن نكاح المحرم، وقال: ((لا يَنْكح المحرم ولا يُنْكح)) فوجب المصير إلى هذه الرواية التي لا معارض لها، لأنه يستحيل أن ينهى عن شيء ويفعله، مع عمل الخلفاء الراشدين لها، وهم عمر وعثمان وعلي - رضي الله عنهم - وهو قول ابن عمر وأكثر أهل المدينة.
قلت: وقد علمتَ أنه إذا تعارض قول رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - مع فعله يقدم قوله على فعله، ذلك لما يعتري أفعاله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَنْ الخصوصيات، وكما أن الحذر إذا تعارض مع الإباحة قدم الحذر على الإباحة، أخذا بالاحتياط، والله أعلم.
(2) في الخطية رمز له (خ) .
(3) أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بن فهد: لعله التهامي الشاعر، قال الذهبي: له ديوان صغير، وكان ديّنا ورعا عن الهجاء، قتل سنة عشرة وأربعمائة، وفيات الأعيان: 3/378، العبر: 3/122، سير أعلام النبلاء: 17/381، النجوم الزاهرة:
4/264، شذرات الذهب: 3/204،(3/1204)
أخبرنا جعفر
ابن أحمد بن عبد الله بن سليمان البَزَّار، حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن الحداد القاضي (1) ، حدثنا أبو يزيد القَرَاطِيسِي (2) ، حدثنا سعيد بن أبي مريم، قال: أتيتُ مالكَ بن أنس أسْتأذِنُ علَيْه فَحُجِبْتُ عَنْهُ فقلت: ما هَكَذَا صاحِبُنَا، أيُّ وَقْتٍ أّتَيْنَاهُ وَصَلْنَا إِلَيْهِ فَاطَّلَعَ عَلَيَّ مَالِكٌ مِنْ كَوَّةٍ في دَارِهِ، فقال لِي: مَنْ صَاحِبُكُمْ؟ فقلتُ: اللَّيْث بن سعد، فقال لِي: فَأَيْنَ نحنُ مِنَ اللَّيْثِ بنِ سعد، لَقَدْ احْتَاجَ الصِّبْيَانُ إلى شيءٍ من عُصْفُر، فكتَبْتُ إليْهِ في ذلكَ فأَنْفَذَ إليْنَا منْهُ مَا اسْتَعْمَلَهُ الصِّبْيَانُ وَأَهْدَوْا مِنْهُ إِلَى الْجِيَرانِ وَبِعْنَا مِنْهُ بِدَنَانِيرَ كَثِيرَةٍ، أَوْ كَمَا قَالَ: حدَّثنا محمد، أخبرنا علي، أخبرنا جعفر قال: لَمْ يَسْمَعْ أبو بكر بن الحَدَّاد من أبي يزيد القَرَاطِيسِي غير هذه الحكاية (3) .
1130 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الله الحسين بن عبد الله [ل245/أ] ابن محمد العبسي، أخبرنا خَيْثَمَةُ بنُ سليمان، أخبرنا العباس بن الوليد بن مَزِْيد، أخبرني أبي، حدثنا الأَوْزَاعِيُّ قال: سمعت بِلاَلَ بن
_________
(1) أبو بكر محمد بن أحمد بن الحداد القاضي: الشافعي المصري الكناني، صاحب كتاب الفروع في المذهب، قال الدارقطني: كان كثير الحديث، لم يحدث عن غير النسائي، وقال رضيت به حجة بينه وبين الله. وقال المسبّحي: كان عالما بالحديث والأسماء والرجال والتاريخ. طبقات الشافعية للسبكي: 3/79، الوفيات الأعيان: 4/197، سير أعلام النبلاء: 15/445، شذرات الذهب: 2/367.
(2) أبو يزيد البسطامي: هو يوسف بن يزيد بن كامل، ثقة، التقريب: 1/612.
(3) في إسناده جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الله البزار، لم أقف على ترجمته.(3/1205)
سعد يقول: لاَ تَنْظُرْ إِلَى صِغَرِ الْخَطِيئَةِ وَلَكِنِ انْظُرْ مَنْ عَصَيْتَ (1) .
1131 - حدثنا محمد، أخبرنا الحسين بن عبد الله، أخبرنا خَيْثَمَة،
_________
(1) رجال إسناد المؤلف كلهم ثقات.
أخرجه عبد الله بن المبارك في الزهد: 1/24، ومن طريقه العقيلي في الضعفاء الصغير: 3/431، وابن جميع في معجم الشيوخ: 0/131، وأبو نعيم في حلية الأولياء: 5/223، والبيهقي في شعب الإيمان: 5/430، وابن الجوزي في العلل المتناهية: 2/774، والمزي في تهذيب الكمال: 4/295 عن الأوزاعي به.
قال العقيلي: وهذا أولى من رواية غالب، قلت ستأتي رواية غالب قريبا في أثناء التخريخ.
وأخرج ابن الجوزي في صفة الصفوة: 4/218، عن الأوزاعي به. بدون إسناد.
كما أخرجه البيهقي أيضا في شعب الإيمان: 1/269، والذهبي في سير أعلام النبلاء: 5/91 من طريق الوليد بن مسلم، وابن أبي عاصم في الزهد: 1/384، من طريق داود بن رشيد، كلاهما عن الأوزاعي به.
ورُوي مرفوعا من غير طريقه: أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء: 6/78، وابن الجوزي في العلل المتناهية: 2/773، من طريق محمد بن إسحاق العكاشي، عن الأوزاعي، عن حسان بن عطية، عن أبي كبشة، عن عمرو بن العاص مرفوعا. ولفظه ((لا تنظروا إلى صغر الذنوب، ولكن انظروا على من أجرأتم)) .
وذكره الديلمي في المسند الفردوس وابن عراق في التنزيه الشريعة: 2/234، عن ابن العاص.
وقال أبو نعيم: غريب من حديث الأوزاعي عن حسان، تفرد برفعه محمد بن إسحاق وفيه ضعف ومكشهوره من قبل بلال بن سعد.
وأخرجه القفيلي في الضعفاء الكير: 3/432، وابن الجوزي في العلل المتناهية: 2/773، من طريق غالب بن عبيد الله، عن مجاهد، عن ابن عمر مرفوعا.
والحديث ضعيف جداًّ بهذا الإسناد، فيه غالب بن عبيد الله، تركه الدارقطني وغيره، وضعفه الآخرون، انظر الضعفاء الكبير: 3/431. المجروحين: 2/201، لسان الميزان: 3/331.
وأخرجه ابن الجوزي في العلل المتناهية: 2/773، من طريق سليمان بن عمرو أبي داود النخعي، عن الأوزاعي، عَنْ
أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هريرة قال: كان من مواعظ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((لا تنظر إلى صغر الخطيئة، ولكن انظر إلى عظمة من تعصي)) .
وفي إسناده أبو داود النخعي، وهو كذاب يضع الحديث.
وقال ابن الجوزي: هذه الأحاديث ليست من كلام رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - وإنما هي كلام بلال بن سعد.
وقال ابن عراق: هذا إنما يثبت من قول بلال بن سعد.(3/1206)
أخبرنا العَبَّاس قال: حدثنا الأَوْزَاعِيُّ قال: سَمِعْتُ بِلاَلَ بن سعد يقول: كَفَى بِنا (1) ذَنْباً أَنْ اللهَ يُزَهِّدُنَا فِي الدُّنْيَا وَنَحْنُ نَرْغَبُ فِيهَا (2) .
1132 - حدثنا محمد، أخبرنا الحسين بن عبد الله (3) ، أخبرنا خيثمة بن سليمان، حدثنا عُبَيْدُ الكَشْوَري (4) ، حدثنا عبد الله بن عبد الصمد، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا مَعْمَرٌ قال: جَاءَ رجلٌ إِلَى ابنِ سِيرِين فقالَ: رَأَيْتُ فِي النَّوْمِ كَأَنَّ حَمَامَةً الْتَقَمَتْ لُؤْلُؤَةً فَخَرَجَتْ (5) أَعْظَمَ مِمَّا دَخَلتْ، ورأَيْتُ حَمَامَةً أُخْرَى الْتَقَمَتْ لُؤْلُؤَةً فَخَرَجَتْ أَصْغَرَ مِمَّا دَخَلَتْ، وَرَأيتُ حَمَامَةً أُخْرَى الْتَقَمَتْ لُؤْلُؤَةً فَخَرَجَتْ (6) كَمَا دَخَلَتْ سَوَاء، فَقَال: أَمَّا الْحَمَامَةُ الَّتِي الْتَقَمَتْ لُوْلُؤَةً فَخَرَجَتْ أَعْظَمَ مِمَّا دَخَلَتْ فَذَلِكَ الْحَسَنُ يَسْمَعُ الْحَدِيثَ فَيُجَوِّدُهُ بِمَنْطِقِهِ ويَزِيدُ فِيهِ مِنْ
_________
(1) في الخطية (به) ، ولعل الصواب ما أثبتنا.
(2) رجال إسناد المؤلف كلهم ثقات.
أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء: 5/224، من طريق إبراهيم بن محمد بن الحسن، حدثنا عباس بن الوليد بن مزيد، عن أبيه، عن الأوزاعي به.
وأخرجه ابن المبارك في الزهد: 1/166، وابن أبي عاصم في الزهد: 1/385، وأبو نعيم في حلية الأولياء: 5/224، والذهبي في سير أعلام النبلاء: 5/22، من طرق عن الأوزاعي به. وزاد بعضهم ((فزاهدكم راغب، وعالمكم جاهل، وعابدكم مقصّر)) .
(3) الحسين بن عبد الله: العبسي.
(4) الكَشْوَرى: نسبة إلى كَشْوَر، قرية من قرى صنعاء اليمن، الأنساب 5/77.
(5) في الخطية ما نصّه: (كما دخلت سواء) وعليه علامة الضرب.
(6) في الخطية (أصغر) وعليها علامة الضرب.(3/1207)
مَوَاعِظِهِ، وَأَمَا الَّتِي خَرَجَتْ أَصْغَرَ مِمَّا دَخَلَتْ: فَذَلِكَ ابْنُ سِيرينَ يَسْمَعُ الْحَدِيثَ فَيَنْقُصُ مِنْهُ وَيَشُكُّ فِيهِ، وأَمَّا الَّتِي خَرَجَتْ كمَا دَخَلَتْ: فذَلِك َقتَادَةُ هُوَ مِن أَحْفَظِ النَّاِس (1) .
1133 - حدثنا [ل245/ب] محمد، أخبرنا الحسين بن عبد الله، أخبرنا خَيْثَمَة بن سليمان، حدثنا أحمد بن ملاعب، حدثنا إسماعيل بن عبد الله السُّكَّري (2) ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ: رأَيْتُ الثَّوْرِيَّ فِي النَّوْمِ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ وَكَأَنِّي جَالِسٌ وَهُوَ قَائِمٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، فَقُلْتُ: كَيْفَ رَأَيْتَ؟ أَعْنِي مَا بَيْنَ يَدَيْكَ، قالَ: بِيَدِهِ هَكَذَا وقَلَّبَهَا، قال سفيان: كَأنَّهُ يقُولُ: لَمْ أَرَ إِلاَّ خَيْراً، قالَ: ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيَّ، فَقَالَ: أَقِلَّ مَعْرِفَةَِ النَّاسِ، أَقِلَّ مَعْرِفَةَِ النَّاسِ، أَقِلَّ مَعْرِفَةِ النَّاسِ (3) .
_________
(1) وإسناد المؤلف فيه عبيد الكشوري لم أقف على ترجمته وبقية رجاله ثقات.
أخرجه أحمد في العلل ومعرفة الرجال: 2/315 رقم ((2395)) والبيهقي في شعب الإيمان: 4/193 رقم ((4777)) والمزي في تهذيب الكمال: 23/507، من طريق عبد الرزاق به. وإسناد الإمام أحمد أقل أحواله أن يكون حسنا.
وأخرجه أبو زكريا النووي في تهذيب الأسماء: 2/368، والذهبي في سير أعلام النبلاء: 4/617، عن معمر بن راشد به بدون إسناد.
(2) إسماعيل بن عبد الله السكري: ابن خالد بن يزيد القرشي العبدي أبو عبد الله الرقي المعروف بالسكري، ذكره
ابن حبان في الثقات، وقال ابن علاّن الحراني: مات بعد الأربعين ومائتين، وكان يرمى بالجهم. وقال ابن حجر: صدوق نسب لرأي جهم. الثقات: 8/101، تهذيب الكمال: 3/114، التقريب: 1/108.
(3) رجال إسناده ثقات.
أخرجه أحمد في العلل ومعرفة الرجال: 2/330، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل: 1/120، من طريق أبي أسامة، وأبو نعيم في حلية الأولياء: 6/383، من طريق ابن المقرئ وإبراهيم بن أيوب، وابن عبد البر ي التمهيد: 17/444، من طريق الحسين بن الحسن المروزي، خمستهم عن ابن عيينة به مختصراً على قوله ((رأيت الثوري في النوم فقلت له أوصني، فقال: أقل معرفة الناس)) .(3/1208)
1134 - حدثنا محمد، حدثنا أبو الفضل صالح بن أحمد بن حَمْدَان بن الهَمَذَانِي، حدثنا إبراهيم بن محمد بن يعقوب (1) ، حدثنا محمد بن أحمد بن مَطَر، حدثنا قاسم الجُوعِيُّ (2) قال: جِئْتُ سَلْماً الْخَوَّاصَ (3) فَقَدَّم إِلَيَّ نِصْفَ بِطِّيخَةٍ ونِصْفَ رَغِيفٍ، وقال: كُلْ يَا قَاسِم، نَزَلْتُ عَلَى أَخٍٍ لِي فَقَدَّمَ إِلَيَّ نَصْفَ ِخِيارَةٍ وَنِصْفَ رَغِيفٍ وَقَال: كُلْ يَا سَلْم، فَإِنَّ الْحَلاَلَ لاَ يَحْتَمِلُ السَّرَفَ، وَمَنْ دَرَى مِِنْ
_________
(1) إبراهيم بن محمد بن يعقوب: لعله أبو إسحاق الهمذاني التُّرابي، وثقه صالح بن أحمد والذهبي، وقال الخليلي: عدّلوه. مات سنة خمس وعشرين وثلاثمائة. سير أعلام النبلاء: 15/389، تذكرة الحفاظ: 3/831.
(2) قاسم الجوعي: هو قاسم بن عثمان أبو عبد الملك العبدي الدمشقي عرف بالجوعي بضم الجيم، وسكون الواو وفي آخره العين المهملة، شيخ الصوفية، قال أبو حاتم: صدوقا، وقال السمعاني: لعله كان يبقى جائعا كثيراً، وقال الذهبي: كان زاهدا بدمشق. مات سنة ثمان وأربعين ومائتين. الجرح والتعديل: 7/114، طبقات الصوفية: 0/98، حلية الأولياء: 9/322، الأنساب: 3/373، سير أعلام النبلاء: 12/77.
(3) سلم الخواص: هو سلم بن ميمون الخواص، قال العقيلي: حدث بمناكير لا يتابع عليها. وقال أبو حاتم: أدركته ولم أكتب عنه، روى عن أبي خالد الأحمر حديثا منكرا شبه الموضوع. وقال محمد بن عون: دفن كتبه وكان يتحدث من حفظه فيغلط. وقال ابن حبان: ربما ذكر الشيء ويقبله توهما لا تعمّدا فبطل الاحتجاج بما يروي إذا لم يوافق الثقات. الضعفاء الكبير: 2/165، الجرح والتعديل: 4/267، المجروحين: 1/345.(3/1209)
أَيْنَ يَكْسِِبُ دَرَى كَيْفَ يُنْفِِقُ (1) .
1135 - سمعت أبا عبد الله (2) يقول: سمعت أبا بكر محمد بن نصر بن جعفر بن الحسين الصوفي بروبا (3) يقول: سمعت أبا بكر الشبلي وقد سئل عن قَوْلِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -، ((كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْعَابِرُ سَبِيلٍ)) . فقال: نعم كُنْ غَريباً مِِنْكَ لاَ عَنْكَ بِِكَ (4) .
1136 - حدثنا محمد، حدثنا أحمد بن الحسن المالكي (5) ، حدثنا
_________
(1) في إسناده أبو الفضل الهمذاني ومحمد بن أحمد بن مطر لم أقف على ترجمتهما، وسلم الخواص سيء الحفظ.
ذكره أبو نعيم في الحلية: 9/323، وابن الجوزي في صفة الصفوة: 4/274-275، عن قاسم الجوعي.
(2) أبو عبد الله: الصوري.
(3) روبا: قرية من قرى دُجيل بغداد، معجم البلدان: 3/75.
(4) في إسناده أبو بكر محمد بن نصر الصوفي لم أقف على ترجمته، وأبو بكر الشبلي قال فيه عبد الله الرازي: لم أر في الصوفية أعلم من الشبلي.
لم أقف على هذا الأثر، ولكن الحديث صحيح مخرج في صحيح البخاري.
أخرجه البخاري في الرقاق: باب قَوْلِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - كن في الدنيا كأتك غريب 11/233 رقم ((6416)) من طريق الأعمش، قال حدثني مجاهد، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قال: ((أخذ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - بمنكبي فقال: كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر السبيل)) .
وكان ابن عمر يقول: ((إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحّتك لمرضك، ومن حياتك لموتك)) .
(5) أحمد بن الحسن المالكي: لعله أحمد بن الحسن بن محمد بن سهل أبو الفتح المالكي المقرئ الواعظ، ويعرف
بابن الحمصي، من شيوخ أبي نعيم الأصبهاني، ذكره الخطيب دون جرح ولا تعديل. في تاريخ بغداد: 4/90-91.(3/1210)
أحمد بن بكر (1)
قال: سمعت يحيى بن معاذ الرازي يقول: ((إذا سمعتِْ النُّفوسُ بالجُوعِ قَعَدَتْ [ل246/أ] على مَوائدِ الآخرَةِ)) (2) .
1137 - حدثنا محمد، حدثنا أحمد، حدثنا أحمد بن بكر قال: سمعت يحيى بن معاذ يقول: ((حَرَامٌ عَلَى نَفْسٍ تَجِدُ طَعْمَ الْمَلَكُوتِ وَهِيَ تَجِدُ الطَّعَامَ (3) وَالشَّرَابَ لَذَةً)) (4) .
1138 - حدثنا محمد، حدثنا أحمد (5) ، حدثنا أحمد بن بكر قال: سمعت يحيى بن معاذ يقول: ((وَدِدْتُ أَنَّ اللهَ وَهَبَ لِي مِنْ كُنْهِ حُبِّهِ ذَرَّةً حَتََّى أَنْثُرَهَا عَلَى اْلأُمَّةِ، حَتَّى لاَ يَبْقَى فِي اْلأَرْضِ إِلاَّ مُحِبًّا لله)) (6) .
1139 - حدثنا محمد، حدثنا أحمد، حدثنا أحمد قال: سمعت يحيى بن معاذ
يقول: كُنْتُ فِي سِيَاحَتِي فَبَيْنَا أَنَا فِي بَعْضِ الْفَلَواتِ إِذْ لاَحَ لِي كَوْكَبٌ مِنْ قَصَبٍ
فَقَصَدْتُ نَحْوَهُ فَإِذا أَنَا بِشَيْخٍ مُبْتَلَى قَدْ
_________
(1) أحمد بن بكر: لعله أبو سعيد البالسي، ويقال: أحمد بن بكرويه، ذكره ابن حبان في الثقات وقال يخطئ. وقال
ابن عدي: روى مناكير عن الثقات، وقال الأزدي: كان يضع الحديث. الثقات: 8/51، وفيه أبو بكر بدل أبو سعيد، ميزان الاعتدال: 1/86، لسان الميزان: 1/140.
(2) في إسناده أحمد بن بكر، وهو إن كان أباسعيد البالسي فهو منكر الحديث،
(3) كذا في الخطية، ولعل الأشبه بالصواب ((للطعام)) والله أعلم.
(4) علة إسناده كعلة الإسناد السابق.
(5) أحمد: بن الحسن المالكي.
(6) علة إسناده كعلة الإسناد السابق.(3/1211)
أَكَلَ الدُّودُ لَحْمَهُ، فَوَقَعَ لَهُ فِي قَلْبِي رَحْمَةٌ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا شَيْخُ أَتُحِبُّ أَنْ أَسْأَلَ اللهَ أَنْ يُبْرِئَكَ؟ قال: فَرَفَعَ رَأْسَهُ وَهُوَ أَعْمَى، فَنَظَرَ إِلَيَّ وَهُوَ يَقُولُ: يا يحيى بن معاذ الرازي، وَإِنَّ لَكَ عِنْدَهُ هِذِهِ الدَّالَّةَ؟ فَلِمَ لاَ تَسْأَلُهُ أَنْ يُبْغِضَ إِلَيْكَ شَهْوَةَ الرُّمَّان، قال يحيى بن معاذ: وَقَدِ اعْتَقَدْتُ (1) مَعَ اللهِ تَرْكَ الشَّهَوَاتِ مَا خَلاَ الرُّمَّان، فَلَمْ أَقْدِرْ عَلَى تَرْكِهِ لِحُبِّي لَهُ، ثُمَّ نَظَرَ إِلَيَّ فقال لِي: يا يحيى بنُ معاذ، احْذَرْ أَنْ تَتَعَرَّضَ لأَوْلِيَاء اللهِ
فَتُفْتَضَحَ عِنْدَهُم (2) .
1140 - حدثنا محمد، حدثنا أحمد، حدثنا عَلِيُّ بْنُ جَعْفَرٍ الْبَغْدَادِيُّ (3) بِمِصْرَ قَالَ: قَالَ أَبُو مُوسَى الدَّبِيلي بن أُخْتِ أَبِي يَزِيدَ البِسْطامي (4) ، حَدَّثَنَا أبو يزيد البسطامي (5)
، يعني:
[ل246/ب]
_________
(1) كلمة (اعتقدت) في الأصل ليست واضحة، وفي الهامش (اعتقدت) وفوقها (بيان) .
(2) علة إسناده كعلة الإسناد السابق.
أخرجه ابن الجوزي في صفة الصفوة: 4/383 عن يحيى بن معاذ.
(3) علي بن جعفر البغدادي: لم أميزه ويرد في أسانيد الخطيب في تاريخه كثيراً.
(4) أبو موسى الدبيلي بن أخت أبي يزيد البسطامي، الدبيلي بفتح الدال بعدها باء معجمة بواحدة مكسورة وياء ساكنة معجمة باثنتين من تحتها، لعله هو شعيب بن محمد بن أحمد بن بزيع الدبيلي ويكنى بأبي بكر أيضا، روى عن سهل
ابن سُقَيْر الخلاطي، وحدث عنه أبو بكر المفيد. الاكمال: 3/352، توضيح المشتبه 4/71.
(5) أبو يزيد البسطامي: بكسر الباء وسكون السين، وهي نسبة إلى بسطام بلدة مشهورة بقومس، وهو طيفور
ابن عيسى، قال السلمي: له كلام حسن في المعاملات. وقال الذهبي: جاء عنه أشياء ظاهرها إلحاد، مات سنة إحدى وستين ومائتين، عن ثلاث وتسعين سنة. حلية الأولياء: 10/33، طبقات الصوفية: 0/67، سير أعلام النبلاء: 13/86.(3/1212)
طَيْفُورَ بْنَ عِيسَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ الطُّوسِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بن عيينة،
عن محمد ابن سُوقَةَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: ((ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْجَيْشَ الَّذِي يُخْسَفُ بِهِمْ، فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: لَعَلَّ فِيهِمُ اْلمُكْرَهَ، فَقَالَ: إِنَّهُمْ يُبْعَثُونَ عَلَى نِيَّاتِهمْ)) (1)
_________
(1) حديث صحيح، وإسناد المؤلف فيه أحمد بن الحسن المالكي منكر الحديث، وعلي بن جعفر البغدادي لم أميّزه، وأبو موس الدبيلي لم أقف على جرح ولا تعديل له، وأبو يزيد البسطامي قال الذهبي: جاء عنه أشياء ظاهرها إلحاد، وبقية رجاله ثقات.
أخرجه أحمد في المسند: 6/289، وابن ماجة في الفتن: باب جيش البيداء 2/1351 رقم ((4065)) ، وأبو يعلى في المسند: 12/357 رقم ((6926)) ، من طريق هارون بن عَبْدُ اللَّهِ الحمّال، والترمذي في الفتن: باب ما جاء في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 6/390 رقم ((226)) من طريق نصر بن علي، وابن ماجة في الفتن: باب جيش البيداء
2/1351 رقم ((4065)) من طريق محمد بن الصباح، ونصر بن علي، ثلاثتهم عن سفيان بن عيينة به. ورجال أسانيدهم ثقات.
وقال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه، وقد روي هذا الحديث عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ عائشة أيضا.
وأخرجه مسلم في الفتن: باب الخسف بالجيش الذي يؤم البيت 4/2208 رقم ((2882)) من طريق عبيد الله
ابن القبطية قال: دخل الحارث بن أبي ربيعة، وعبد الله بن صفوان وأنا معهما، على أم سلمة أم المؤمنين، فسألاها عن الجيش الذي يخسف به، وكان ذلك في أيام ابن الزبير، فقالت، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - ((يعوذ عائذ بالبيت، فيبعث إليه بعث، فإذا كانوا ببيداء من الأرض خسف بهم، فقلت: يا رسول الله، فكيف بمن كان كارها، قال: يخسف به معهم، ولكنّه يُبعث يوم القيامة على نيّته)) ،
وحديث عائشة الذي أشار إليه الترمذي أخرجه البخاري في البيوع: باب ما ذكر في الأسواق رقم ((2118)) من طريق إسماعيل بن زكرياء، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعَمٍ، عن عائشة به مرفوعا.
وقال الحافظ في الفتح الباري: 4/340 هكذا قال إسماعيل بن زكرياء، عن محمد بن سوقة، وخالفه سفيان بن عيينة، فقال: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أُمِّ سلمة، أخرجه الترمذي، ويحتمل أن يكون نا بن جبير سمعه منهما، فإن روايته عن عائشة، وروي من حديث حفصة شيئا منه، وروى الترمذي من حديث صفية نحوه.(3/1213)
1141 - حدثنا محمد، حدثنا أحمد، حدثنا عَلِيُّ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: قَالَ أَبُو مُوسَى: حَدَّثَنَا أَبُو يَزِيدَ الْبَسْطَامِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْجَوْزَجَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ، حَدَّثَنَا عَنْبَسَةُ بْنُ عَمْرٍو (1) ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((كَلاَمُ الْقَدَرِ لَشِرَارُ هَذِهِ اْلأُمَّةِ، وَمِرَاءٌ فِي الْقُرْآنِ كُفْرٌ)) (2)
_________
(1) عنبسة بن عمرو: وقيل عنبسة بن مهران، قال البخاري: لا يتابع على حديثه، وقال أبو حاتم: منكر الحديث، وقال العقيلي: يهم في حديثه، ضعفاء الكبير للعقيلي: 3/366.
(2) حسن بمجموع طرقه، وعلة إسناد المؤلف كعلة الإسناد السابق، إضافة إلى ضعف عنبسة بن عمرو.
أخرجه ابن الأعرابي في المعجم: 3/1، و37/2، والدولابي في الكنى: 2/38، والبزار في مسنده في الزوائد 1/230، وابن أبي عاصم في السنة: 1/155، والعقيلي في الضعفاء: 3/366، والطبراني في معجم الأوسط: 6/96 رقم ((5909)) وابن عدي في الكامل: 5/1902، والحاكم في المستدرك: 2/473، والجرجاني في الفوائد: 2/ 160، وابن بشران في الأمالي: 74/1، من طرق عن أبي عاصم به بلفظ: ((آخر الكلام في القدر لشرار هذه الأمة)) . وزاد بعضهم ((في آخر الزمان)) . دون قوله: ((ومراء في القرآن كفر)) وإنما ذكر لفظ المؤلف كاملا الديلمي في مسند الفردوس: 1/402، عن أبي هريرة بدون إسناد.
وأخرجه العقيلي في الضعفاء: 3/366، من طريق إبراهيم بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي عاصم به موقوفا.
وقال الذهبي: كذا رواه أبو عاصم النبيل بالوجهين، ميزان الاعتدال: 3/302.
وأخرجه العقيلي في الضعفاء: 3/365-366، والذهبي في ميزان لاعتدال: 3/302 من طريق محمد بن خزيمة، عن عبد الله بن رجاء، عن عنبسة بن مهران به مرفوعا، وقال الذهبي: ورواه ابن رجاء مرة فوقفه،
قلت: أخرجه العقيلي في الضعفاء: 3/366، من طريق علي بن عبد العزيز، عن عبد الله بن رجاء به موقوفا.
والإسناد مداره على عنبسة، قال البخاري: لا يتابع على حديثه. وقال أبو حاتم: منكر الحديث. وقال العقيلي: عنبسة ابن عمرو يهم في حديثه. وقال البزار: لا نعلم رواه عن الزهري إلا عنبسة وهو لين الحديث، وقال الحاكم: صحيح علي شرط البخاري، وتعقبه الذهبي بقوله: عنبسة ثقة، لكن لم يرويا له. وتعقبهما الألباني بقوله: وهذا وهم منهما، فإن عنبسة هذا ما وثّقَه أحدن الصحيحة 3/116.
وأخرجه البزار كما قال الهيثمي في مجمع الزوائد: 7/202، والعقيلي في الضعفاء: 3/156، من طريق نعيم بن حماد، والطبراني في معجم الأوسط: 6/219 رقم ((6233)) من طريق محمد بن بكار العيشي، كلاهما عن عمر
ابن أبي خليفة، عن هشام بن حسان، عن مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هريرة مرفوعا.
وفي إسناده: عمر بن أبي خليفة، قال فيه أبو حاتم: صالح الحديث، وقال عمرو بن علي: من الثقات، وقال العقيلي منكر الحديث، هذا الحديث حديث منكر. الجرح والتعديل: 6/106، تهذيب الكمال: 21/330.
وقال البزار: ((إسناد حسن)) ووافقه الألباني في الصحيحة: 3/116، وقال هذا أقرب إلى الصواب. وقال الهيثمي: ورجال البزار في أحد إسنادين رجال الصحيح غير عمر بن أبي خليفة وهو ثقة. وقال ابن حجر مقبول. التقريب: 1/412.
وأخرجه العقيلي في الضعفاء: 3/366، واللالكائي في إعتقاد أهل السنة: 4/626، والذهبي في ميزان الاعتدال:
3/302، من طريق أغلب بن تميم، عن أبي خالد الخزاعي، عن الزهري، قال: قال لي عمر بن عبد العزيز، رد علي حَدِيثِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - في القدر، فقال سمعت فلانا الأنصاري يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى الله عليه وسلم - يقول: ((أخّر الكلام القدر لشرار هذه الأمة في آخر الزمان)) . قال العقيلي: هذا أولى. وقال الذهبي: فهذا أشبه.
قلت: في إسناده أغلب بن تميم، قال ابن معين: ليس بشيء. وقال البخاري فيه: منكر الحديث. وقال ابن حبان: خرج عن حدّ الاحتجاج لكثرة خطئه. انظر التاريخ الكبير: 2/70، الجرح والتعديل: 2/273، المجروحين: 1/175. وورد عند اللالكائي: غالب بن تميم، ولم أجد له ترجمة، وأبو خالد الخزاعي، لم أجد له ترجمة أيضا، وورد عند اللاكائي: منيع أبو خالد، ولم أجد له ترجمة كذلك، ولكن الذهبي ذكر منيع بن عبد الرحمن في "ميزان الاعتدال "وقال: لا بأس به. ولا أدري أهو هذا أم لا.
وأما قوله ((لمراء في القرآن كفر)) فهو حديث صحيح.
أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 10/529، أحمد في المسند 2/285، أبو يعلى في المسند 10/303 رقم (5897) ، والخطيب في تاريخه 4/81 من طريق يحيى بن يعلى التيمي، عن منصور بن المتر، عن سعد بن إبراهيم، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هريرة مروعا. وتحرّف سعد في مسن أحمد إلىسعيد.
وأخرجه أبو داو في السنة، باب النهي عن الجدال في القرآن 4/199 رقم (4603) ، وأحمد في المسند 2/286 و424، و475، و503، و528، وابن حبان في صحيحه 4/324 رقم (1464) ، والطبراني في مسند الشاميين 2/263 رقم (1305) ولحاكم في المستدرك 2/243، وابو نعيم في الحلية 8/212-213ن وفي أخبار أصبها 2/123من طريق محمد بن عمرو بن علقمة الليثي، عن أبي سلمة به. وتحرّف بن علقمة عند الحاكم إلى علقمة.
وصححه الحاكم ووافقه الذهبي،
قلت: فيه محمد بن عمرو بن علقمة الليثي أخرج له البخاري مقرونا، ومسلم متابعة، وفيه كلام ينزله عن رتبة الصحيح إلى الحسن، والله أعلم.
وأخرجه أحمد في المسند 2/300، والنسائي في السنن الكبرى 5/33، وابن حبان في صحيحه 1/275 رقم 74) ، وأبو يعلى في المسند 10/410 رق (6016) والخطيب في تاريخه 11/26، من طريق أبي حازم عن أبي سلمة به.
رجاله ثقات، لكن تحرّف (أبي حازم) بالحاء المهملة عند الخطيب إلى (أبي خازم) بالخازم المعجمة أيضاً.
وأخرجه الطبراني في المعجم الصغير 1/345 رقم (574) ، والخطيب في تاريخه 11/136، من طريق هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عن أبي سلمة به.
وقال الطبراني: لم يروه عن هشام إلا ابن أبي حمزة تفرد به ابن حميرة.
وأخرجه أيضا في المعجم الصغير 1/299 رقم (496) من طريق الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وأبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا.
وقال: لم يروه عن الزهري عن سعيد وأبي سلمة إلا عنبسة الحداد.
وأخرجه أحمد في المسند 2/478 من طريقاثوري، و2/494، ن طريق منصور بن المعتمر، والحاكم في المستدرك 2/243 من طريق سعيد ثلاثتهم عن سعد بن إبراهيم، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مرفوعا.
وهذا من المزيد في المتصل الأسانيد إذ تقدم من رواية يحيى بن يعلى، عن منصور بن المعتمر، عن سعد بن إبراهيم، ولم يذكر فيه عمر بن أبي سلمة بين سعد بن إبراهيم وبن أبي سلمة.
قلت: ورواية الثوري ومنصور سنده حسن، وصحح الحاكم رواية سعيد ووافقه الذهبي.(3/1214)
1142 - حدثنا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ (1) قَالَ: قَالَ أَبُو مُوسَى (2) : حَدَّثَنَا
أَبُو يَزِيدَ البِسْطَامي، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ
_________
(1) في الخطية (أحمد بن علي) ، والتصحيح من الأسانيد الماضية، ومن أبي نعيم في ((الحلية)) علي بن جعفر البغدادي والله أعلم.
(2) أبو موسى: الدبيلي.(3/1216)
السِّجْزي، حَدَّثَنَا أَبُو شُعَيْبٍ (1) ، حَدَّثَنَا موسى
ابن هِلالٍ الْكُوفِيُّ (2) ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّدِّي (3) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ المُلائي (4) ، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ ضَعْفَ الْيَقِينِ أَنْ تُرْضِيَ النَّاسَ بِسَخَطِ اللهِ، وَأَنْ تَحْمَدَهُمْ عَلَى رِزْقِ اللهِ، وَأَنْ تَذُمَّهُمْ عَلَى مَا لَمْ يُؤْتِكَ اللهُ، إِنَّ رِزْقَ اللهِ لاَ يَجُرُّهُ حِرْصُ حَرِيصٍ، وَلاَ يَرُدُّهُ كُرْهُ كَارِهٍ، إِنَّ اللهَ بِحُكْمِهِ وَجَلالِهِ جَعَلَ الرَّوْحَ (5) وَالْفَرَجَ فِي الرِّضَا وَالْيَقِينِ، وَجَعَلَ الْهَمَّ وَالْحُزْنَ [ل247/أ] فِي الشَّكِ وَالسُّخْطِ)) (6)
_________
(1) أبو شعيب: لم أميزه، وعند البيهق في شعب الإيمان علي بن شعيب: هو ابن عدي بن همام أبو الحسن السمسار، وثقه النسائي والخطيب. مات سنة ثلاث وخمسين ومائتين. انظر تاريخ بغداد: 11/435-436.
(2) موسى بن هلال الكوفي: لم أجد له ترجمة. وعند البيهقي في شعب الإيمان موسى بن بلال،
(3) أبو عبد الرحمن السدّي: هو محمد بن مروان الكوفي السدي الصغير، قال ابن معين: ليس بثقة. وقال البخاري: سكتوا عنه، وكذّبه ابن نصير وجرير، وقال أبو حاتم: هو ذاهب الحديث متروك الحديث لا يكتب حديثه البتة. وتركه النسائي. وقال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الأثبات لا يحل كتابة حديثه إلا على جهة الاعتبار، وقال ابن حجر: متهم بالكذب. الضعفاء الكبير: 4/136، الجرح والتعديل: 8/86، المجروحين: 2/286، تاريخ بغداد: 3/291، التقريب: 1/506.
(4) في الخطية ((الكناني)) أو ((الكتاني)) والتصحيح من كتب التخريج.
(5) الروح، بفتح الراء، أي الراحة وطيب النفس.
(6) حديث موضوع، في إسناده أحمد بن علي لم أميّزه، وأبو موسى هو الدبيلي لم أجد له توثيقاً ولا تعديلاً، وأبو يزيد البسطامي قال فيه الذهبي: جاء عنه أشياء ظاهرها إلحاد، وموسى بن هلال لم أقف على ترجمتهما، ومحمد بن مروان السدي متّهم بالكذب.
أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء: 10/41، من طريق علي بن جعفر البغدادي، عن أبي موسى به.
وأخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء: 10/41، و5/106، من طريق علي بن محمد بن مروان، والبيهقي في شعب الإيمان:
1/221، من طريق موسى بن بلال، كلاهما عن محمد بن مروان أبي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّدي، عَنْ عَمْرِو بن قيس الملائي به.
وقال أبو نعيم: غريب من حديث عمرو تفرد به علي بن مروان عن أبيه.
وذكره اليلمي في مسند الفردوس: 1/209، بدون إسناد.
وقد روي هذا الحديث عن ابن مسعود مرفوعا موقوفا، وأما المرفوع: فقد أخرجه الطبراني في معجم الكبير: 10/266 رقم ((10514)) وأبو نعيم في حلية الأولياء: 4/121، و 7/130، والقضاعي في مسند الشهاب: 2/91، من طريق خالد بن يزيد العمري، حدثنا سفيان الثوري وشريك بن عبد الله وسفيان بن عيينة، عن سليمان الأعمش، عن خيثمة، عن عبد الله بن مسعود مرفوعا.
وقال أبو نعيم: غريب من حديث الثوري والأعمش تفرد به العمري.
قلت: وخالد بن يزيد العمري، كذّبه ابن معين وأبو حاتم وتركه أبو زرعة، وقال الهيثمي: فيه خالد بن يزيد واتهم باوضع. وانظر الجرح والتعديل: 3/360، مجمع الزوئد: 4/71.
وعند القضاعي: خالد بن نجيح عن الثوري، وخالد بن نجيح كذّبه أبو حاتم واتهمه بالوضع أيضا. الجرح والتعديل: 3/355. وقد خالف أبو قرة موسى بن طارق كلاًّ من خالد بن يزيد وخالد بن نجيح، عند البيهقي في شعب الإيمان:
1/222، من طريق أبي قرة، عن سفيان الثوري، عن منصور بن المعتمر، عن خيثمة به.
وروايته هذه مقدمة على رواية خالد بن يزيد، وخالد بن نجيح، لأنه ثقة وإن كان يغرب كما قال ابن حجر في التقريب: 1/551، وذكره المنذري أيضا في الترغيب والترهيب: 2/540، عن ابن مسعود بدون إسناد.
وأخرجه هناد في الزهد: 1/304، والبيهقي في شعب الإيمان: 1/222، من طريق الحسن بن الصباح كلاهما – هناد والحسن بن الصباح-، عن سفيان بن عيينة، عن موسى بن أبي عيسى، عن ابن مسعود موقوفا.
وإسناد هنّاد صحيح رجاله ثقات، وإسناد البيهقي حسن، فيه الحسن بن الصباح وهو صدوق يهم، لكنه هنا متابع لهنّاد، وبقية رجاله ثقات. وهذا أولى.(3/1217)
1143 - حَدَّثَنَا محمد، أنشدنا أبو محمد عبد الرحمن بن عمر بن محمد التجيبي المعدل، أنشدنا الحسين بن علي بن سيار:(3/1218)
رَأَيْتُ قَوْماً عَلَيْهِمْ سِمَةُ اْلـ
خَيْرِ بِحَمْدِ الزَّكَاءِ مُبْتَهِلَهْ
سَأَلْتُ عَنْهُمْ فَقِيلَ مُتَّكَلَهْ ... اعْتَزَلُوا النَّاسَ فِي جَوَامِعِهِمْ
سَاكِنَةٌ تَحْتَ حُكْمِهِ نَزَلَهْ ... صُوفِيَّةٌ بِالرِّضَا مُصَابِرَةٌ
ـنَاسُ وَمَنْ دُون هَؤُلاَ رَذَلَهْ ... فَقُلْتُ إِذْ ذَاكَ هَؤُلاءِ هُمْ النْـ
حَتَّى تَبَيَّنْتُ أَنَّهُمْ سَفَلَهْ ... فَلَمْ أَزَلْ خَادِماً لَهُمْ زَمَنًا
أَوْ لَبِسُوا كُلَّ شُهْرَةٍ مَثُلَهْ ... إنْ أَكَلُوا كَانَ أَكْلُهُمْ سَرَفاً
عَنْ فَرْضِهِ لاَ تَخَالُهُ عَقَلَهْ ... سَلْ شَيْخَهُمْ وَالْكَبِيرَ مُخْتَبِراً
مُدَلِّلٍ لاَ تَرَآهُ قَدْ جَهِلَهْ ... وَاسْأَلْهُ عَنْ وَصْفِ شَادِنٍ غَنَجٍ
عِلْمُ رَعَاعِ الرَّعَاعِ وَالرَّذَلَهْ ... عِلْمُهُمْ بَيْنَهُمْ إِذَا جَلَسُوا
وَالْبُرْهَانُ وَالْعَكْسُ عِنْدَهُمْ مَسَلَهْ ... الوَقْتُ وَاْلحَالُ وَالْحَقِيقَةُ
وَهُمْ شِرَارُ الذِّئَابِ وَالْحُثَلَهْ ... قَدْ لَبِسُوا الصُّوفَ كَيْ يُرَوْا صُلَحَا
يَسْتَأْكِلُوا النَّاسَ شَرَّهَا أَكَلَهْ ... وَجَانَبُوا الْكَسْبَ وَالْمَعَاشَ لِكَيْ
لَكِنْ لِتَعْجِيلِ رَاحَةٍِ الْعَطَلَهْ ... وَلَيسَ مِنْ ِعفَّةٍ وَلاَ رِِعَةٍ
إِلَيْهِمْ ثِِِبْ فَإِنَّهُم بَطَلَهْ ... فَقُلْ لِمَنْ مَالَ بِابْتِدَاعِهِمْ
واسْتَغْفِرِ اللهَ مِنْ كَلاَمِهِمْ
وَلاَ تُعَاوِدْ لِعِشْرَةِ الْجَهَلَهْ (1) [ل247/ب]
1144 - أنشدنا محمد بن علي الصوري، أنشدني بعض شيوخنا:
أَهْلُ التَّصَوُّفِ قَدْ مَضَوْا
صَارَ التَّصَوُّفُ مَخْرَقَهْ
_________
(1) في إسناده الحسين بن علي بن سيار لم أقف على ترجمته.(3/1219)
وَتَواجُداً وَمُطبَّقَهْ ... صَارَ التَّصَوُّفُ صَيْحَةً
سَيْرَ الطَّرِيقِ الملْحَِقَهْ ... كَذَبَتْكَ نَفْسُكَ لَيْس َذا
مِنْهُ الْعَيُونُ المُحْدِقَهْ ... حَتَّى تَكُونَ بِعَيْنِ مَنْ
تَجْرِي عَلَيْكَ صُرُوفُهُ
وَهُمُومُ سِرِّكَ مُطْرِقَهْ (1)
1145 - أنشدنا الصوري (2) ، أنشدني أبو يعلى محمد بن الحسن البصري الصوفي (3) لنفسه:
أَهْلُ التَّصَوُّفِ أَهْلِي وَهُمْ حِِمَالِي وَنُبْلِي وَلَسْتُ أَعْنِي بِهَذَا إِلاّ لِمَنْ كَانَ قَبْلِي (4)
1146 - سمعت الصوري (5) يقول: سمعت أبا الحسين بن جميع الغساني بصيدا يقول: قال لنا أبو محمد أحمد بن محمد بن الحَجَّاج المرْعَشِي: قَعَدْتُ في ليلةٍ، فقلت: اللَّهُمَّ اكْشِفْ لي وعرِّفْنِي طريقًا
_________
(1) في إسناده شيخ محمد بن علي الصوري لم أقف على ترجمته.
(2) الصوري: أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله.
(3) أبو يعلى محمد بن الحسن البصري الصوفي: بن الفضل بن العباس، قال الخطيب: أذهب عمره في السفر والتغرب، كتبت عنه وكان صدوقا، وكان شيخا مليحا، ظريفاً من أهل الفضل والأدب وحسن الشعر. تاريخ بغداد: 2/220.
(4) رجال إسناده ثقات.
ذكره الصوري لنفسه في الفوائد العوالي له: 0/21، وعنه الخطيب في الفقه والمتفقه: 2/73.
(5) الصوري: أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله.(3/1220)
أَتَمَسَّكُ به فإِنِّي لا أُحِبُّ العِلْمَ يكونُ لِي عَوْناً (1) عَلى قَضاءِ ولا إلى أسْبابِ الدُّنْيا، فرأيتُ في يعني: ليلة جُمْعَة ((آخر الليل)) (2)
كأَنِّي جالسٌ وفي حِجْرِي مُصْحَفٌ جَديدٌ وَبَيْنَ يدَيَّ مُصْحفٌ عتيقٌ، فأنَا أَقْرَأُ ِفي هَذا وفي هذا إِذْ أَتَى آتٍ فقال: إنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - جاءكَ لِيُسَلِّمَ عَلَيْكَ، فَانْقَبَضْتُ مِنْ هَيْبَةِ قَوْلِهِ، وبُهِتُّ فإذا أنَا [ل248/أ] بِشَيْخٍ بَهِيٍّ يُشْبِهُ بَعْضُهُ بَعْضاً في لباسِهِ وَهَيْئَتِهِ، فقلتُ فِي نفْسِي ما هذا النَّبِي! فقال لِي قائلٌ: هذا أحمدُ بنُ حَنْبَل، فدخلَ وسلَّمَ وجلسَ مُتَوَجِّهاً إلى القِبْلَةِ وَوَجْهِي أنا إلى الغَرْبِ، فَلَمْ أُقْبِلْ عَلَيْهِ وَلَمْ أَشْتَغِلْ بِهِ لِمَا في قلبي مِنَ التَّطَلُّعِ إلى رُؤْيَةِ رسولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فأنا كذلك إِذْ سَطَعَ نورٌ فأضَاءَ الْبَيْتَ كما يُضِيءُ الْبَرْقُ فإذا النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - قَدْ دخلَ وعلَيْهِ ثِيَابٌ، نورُها مِنْ نُورِ الْبَرْقِ، فَسَلَّمَ وَجَلَسَ عَنْ يَمِينِ أحمدَ، فَبَقيتُ مُنْقَبِضاً هائِباً، فأخرجَ - صلى الله عليه وسلم - جَوْزَةً مِنَ الزَّهْرِ لَمْ أرَ على شَكْلِهَا وَلَوْنِهَا، فَرَمَى بِهَا إليَّ، فَوَقَعَتْ فِي حِجْرِي، فَضَمَمْتُهَا إِلَيَّ، ثُمَّ أَخْرَجَ أُخْرَى نَوْعاً آخَرَ مِنَ الزَّهْرِ فَرَمَى بِهَا إِلَيَّ فَوَقَعَتْ فِي حِجْرِي فَضَمَمْتُهَا (3)
، ثُمَّ رَمَى بِثَالِثَةٍ، بنَوْعٍ أيضًا منَ الزَّهْرِ غيرِ اْلاثْنَيْنِ، فَأَخَذْتُها فَضَمَمْتُهَا ثُمَّ
_________
(1) هنا في هامش الخطية (عونا) وفوقها (بيان) .
(2) آخر الليل)) : أثبت هاتين الكلمتين من هامش الخطية..
(3) بعد كلمة ((فضممتها)) هناك نص ضُرب عليه وهو: ((إليّ ثم أخرج آخر نوعا آخر من)) ..(3/1221)
قُمْتُ حتَّى تُركْتُ بينَ يَدَيْهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقُلْتُ: يا رسولَ اللهِ، ما أَشَدَّ اتِّبَاعَ هَذا لِسُنَّتِكَ، فقال: صَدَقْتَ، فَانْظُرْ مَا فَعَلَ اللهُ بِهِ بِاتِّبَاعِهِ لِسُنَّتِي، فقلتُ يا رسولَ الله، اختلفَ النَّاسُ في سجودِ السَّهْوِ في الصلاة، فقالتْ طائفةٌ: السُّجودُ بالزِّيادةِ والنُّقْصَانِ كُلُّهُ بَعْدَ (1)
السَّلاَمِ، وقالتْ طائفةٌ: السُّجودِ للسَّهوِ بالزِّيادةِ والنُّقْصانِ كُلُّهُ قَبْلِ السَّلامْ، [ل248/ب] وقالتْ طائفةٌ: ما كانَ مِنْ زِيادةٍ فالسُّجودُ بعدَ السَّلامِ، وما كَانَ مِنْ نَقْصٍ فَالسُّجُودُ قَبْلَ السَّلاَمِ، وكيْفَ الْعَمَلِ فِي ذَلِكَ يا رسولَ الله؟ فالْتَفَتَ إلى أحمدَ وهو علَى يَسَارِهِ، فقال: كما يقولُ هَذَا، فقلتُ: يا رسول الله، فَمَا تقولُ في اْلأَذَانِ وَاْلإقَامةِ، فقَدْ اخْتَلَفَ النَّاسُ فِي ذلكَ، فَمِنْهُمْ مَنْ يقولُ: بِأَذَانِ بِلال، ومنهُمْ مَنْ يُقُولُ بِأَذَانِ أَبِي مَحْذُورَة؟ فقال: العَمَلُ علَى مَا يقُولُ هذا، وسَأَلْتُهُ ثَالِثَةً، وَلَمْ أَحْفَظِ اْلجَوَابَ، وَلا السُؤَالَ، فقال: هو كَما يقولُ هذَا، ثُمَّ نَهَضَ - صلى الله عليه وسلم - إلى الصَّلاةِ فَقَامَ مُنْفَرِداً وقَامَ أحمدُ خَلْفَهُ مُسْتَوِيًا، وقُمْتُ عَنْ يَمِينِ أَحْمَدَ، فصَلَّى رَكْعَتَيْنِ بِنَا، وعَبَّرَ الحَارِسُ فَضَرَبَ بِالْجَرَسِ، وَنَحْنُ فيِ التَّشَهُدِ، فَانْتَبَهْتُ وَأَخَذْتُ فِي عِلْمِ أَحْمَدَ وكُتُبِهِ، فَكَتَبْتُ مِن ْعِلْمِهِ ثَلاَثَمِائة جزء)) (2) .
_________
(1) في الخطية (قبل) وعليها علامة الضرب، وتحتها (بعد) ..
(2) في الخطية ((حرد)) ولعل الأشبه بالصواب ما أثبتناه، وفي إسناده أبو محمد أحمد بن محمد المرعشي ذكره ابن جميع ضمن شيوخه دون جرح ولا تعديل.(3/1222)
1147 - أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي الجَوْهَرِيُّ (1) ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ خَلَف
ابن محمد بن جيان الخلال (2) ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أحمد بن أبي حامد العابدي المَخْزُومِيُّ بمكة، عن ابن أبي عمر يعني العَدَنِيِّ، عن الحُمَيْديِّ (3) قال: قلت لأحمدَ بنِ حنبل: الليلةُ يَقْعُدُ سُفْيَانُ ابنُ عُيَيْنَة؟ قال: الليلةُ يَقْعُدُ الشَّافعيُّ، قال: قلتُ: سُفيانُ بنُ عُيينة يَفُوتُ، والشافعيُّ لاَ يَفُوتُ، قال: الشافعي يفوت، وابن عيينة لا يفوت، قال: فَحَضَرْنَا مَجْلِسِ الشَّافعيِّ قال: فلما [ل249/أ] قُمْنَا قال: هذَا رَوَاه فُلانٌ، قال: قلت: حديث كذا، قال، هذا رواه فُلانٌ، قال: فإذا السِّتُّة كُلُّها صِحاحٌ وأنَا لَمْ أَدْرِ (4) .
_________
(1) أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ الجوهري: الحسن بن علي بن محمد بن الحسن بن عبد الله الشيرازي البغدادي، قال الخطيب: كتبنا عنه وكان ثقة أمينا كثير السماع. وقال الذهبي: كان من بحور العلم. مات سنة أربع وخمسين وأربعمائة. تاربخ بغداد: 7/393، سير أعلام النبلاء: 18/68، الأنساب: 3/379.
(2) أبو بكر محمد بن خلف بن محمد بن جيان الخلال، وثقه حمزة السهمي والخطيب. مات سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة. تاريخ بغداد: 5/239، سير أعلام النبلاء: 16/359، تبصير المنتبه: 1/275.
(3) الحميدي: عبد الله بن الزبير بن عيسى القرشي الأسدي الحميد ثقة حافظ. التقريب: 1/303.
(4) في هامش الخطية مع نهاية هذا السطر (بلغ وصح) .
في إسناده أبو بكر محمد بن أحمد العابدي المخزومي، لم أقف على ترجمته، وبقية رجاله ثقات.
أخرج أبو نعيم في حلية الأولياء: 9/99، عن أبي توبة البغدادي قال: رأيت أحمد بن حنبل ... فذكره مختصراً.
وذكر ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل: 7/202، عن أبي إسماعيل الترمذي، عن إسحاق بن راهويه نحوه. وفيه ((أن ذاك الشافعي لا يفوت، وذا ابن عيينة يفوت)) . بدل ((الشافعي يفوت، وابن عيينة لا يفوت)) .
وذكره النووي في تهذيب الأسماء 1/80، عن محفوظ بن أبي قال: كنا بمكة وأحمد بن حنبل جالس عند الشافعي، فذكر نحو الذي ذكر ابن راهويه.(3/1223)
1148- أخبرنا عبد الكريم بنُ محمد المحاملي (1) إجازة أن أبا بكر بنَ شَاذان حدثهم، حدثني مَخْلَدُ بنُ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنُ أَحْمَدَ البزَّار، حدثني الزُّبيرُ بنُ عبد الملك الهاشِمِيُّ قال: مَرَرْتُ بِبَعْضِ الْمُعَلِّمِينَ ويُعْرَفُ بِالْكِسْرَى، فرأيتُهُ يُصَلِّي بِالصِّبْيَانِ صلاةَ الْعَصْرِ، فلمْ أَزَلْ وَاِقفاً أُفَكِّرُ فِيهِ، فَلَمَّا أَنْ رَكَعَ أَْدْخلَ رأسَهُ مِنْ رِجْلَيْهِ يَْظُرُ ما يَصْنعُ الصِّبْيَانُ خَلْفَهُ، فرأَى صَبِيًّا يَلْعَبُ، فقال لهُ وهوَ راكعٌ: يابنَ الْبَقَّالِ، هُو ذا أدْرِي مَا تَصْنَعُ (2) .
1149- قال: وأخبرني غيره، قال: مررت بمعلم وهو يُلَقِّنُ صَبِيًّا شيئًا مِنَ الشِّعْرِ، فَاسْتَمَعْتُ فإذا هو يقول:
أشْقَيْتَني رَبي وعَنَيْتَنِي بِحُبِّ يحيي خَتَنِ بن الجُرَدْ
فقلت: أيُّها الشَّيْخُ، لِمَنْ هذا الشِّعْرُ؟ قال لذي الرُّمَّة: قلت: والله ما أَدْري من أي شيءٍ أَعْجَب من تَصْحيفكَ الشِّعرَ أمْ لاِسْمِ الشاعِر،
_________
(1) عبد الكريم بن محمد المحاملي: عبد الكريم بن محمد بن أحمد أبو الفتح ابن المحاملي، وثقه الخطيب، قال مات سنة ثمان وأربعين وأربعمائة. تاريخ الإسلام حوادث ووفيات (441-450 ص182) . تاريخ بغداد: 11/ 80.
(2) في إسناده مخلد بن علي البزار، والزبير بن عبد الملك الهاشمي، لم أقف على ترجمتهما.(3/1224)
فقال: ما الشِّعْرُ، ولِمَنْ هو؟ قلتُ: لِذِي الرُّمَّة وهو:
أسْقَيْتَني رَبِيْ وغَنَيْنَني بُحْتُ بِحُبىً حين بنَّ الخُرَدْ (1)
1150 - أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ السّوَّاق (2) ، أَخْبَرَنَا أبو القاسم
[ل249/ب] إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرٍ الخِرَقِي (3) ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ نُفَيْرَه، حَدَّثَنِي أَبُو الطَّيِّبِ الصًّيَّاد مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الخُزَاعِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حسين، حدثنا موسى ابن إِبْرَاهِيمَ (4) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُروة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (5) : ((مَنْ أكلَ الْجَرْجِيرَ بعدَ الْعِشَاءِ الآخِرَةِ فباتَ
_________
(1) علة إسناده كعلة الإسناد السابق، وهذا النص في الخطية فيه إشكال، ولم أقف عليه في مصدر آخر حتى أستطيع أن أجزم بما أثبتنا، فينظر.
والخرد: من الخريدة، والخريد، والخرود من النساء: البكر التي لم تُمْسَسْ قط، والجمع خرائد، والخُرُد، والخرَّد، لسان العرب: 3/162، مادة ((خرد)) .
(2) أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بن عثمان السوّاق: البندار يعرف بابن السوّاق، وثقه الخطيب، مات سنة أربعين وأربعمائة. تاريخ بغداد: 3/235.
(3) أَبُو الْقَاسِمِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بن جعفر الخِرَقي: بن موسى، وقيل أبو إسحاق المقرئ، وثّقه العتيقي ومحمد بن العباس
ابن فرات والخطيب، مات سنة أربع وسبعين وثلاثمائة. تاريخ بغداد: 6/17.
(4) موسى بن إبراهيم: لعله أبو عمران المروزي، روى عن ابن لهيعة وغيره، كذّبه يحيى بن معين. وقال العقيلي: منكر الحديث، لا يتابع على حديثه. وقال ابن عدي: شيخ مجهول حدّث بالمناكير عن الثقات وغيرهم، وهو بيّن الضعف. وتركه الدارقطني. الكامل: 6/348 تاريخ بغداد: 13/38، لسان الميزان: 6/111، الكشف الحثيث: 0/262.
(5) ضعيف جداًّ، في إسناده عبد الله بن محمد بن علي بن نفيرة وأبو الطيب محمد بن إسحاق الخزاعي لم أقف على ترجمتهما، وعلي بن الحسين لم أميّزه، وموسى بن إبراهيم متروك الحديث.(3/1225)
عليهِ نَازَعَهُ الْجُذَامُ فِي أَنْفِهِ (1)
، وَمن أكلَ الْكُرَّاثَ وبَاتَ عَلَيْهِ فَنَكهَتُهُ مُنْتِنَة وَبَاتَ آمِنًا مِنَ الْبَوَاسِير، وَاعْتََزَلَتْهُ الْمَلَكَانِ حَتَّى يُصْبِحَ (2) ، ومنْ أَكَلَ الْكَرَفْسَ (3) باتَ ونَكْهَتُهُ طَيِّبَةٌ وَبَاتَ آمِنًا مِنْ وَجَعِ اْلأضْرَاِس وَاْلأَسْنَانِ (4) ، ومَنْ أَكَلَ اْلِهنْدِبَاءَ بَاتَ وَلَمْ يُحِكْ فِيهِ سمٌّ وَلا سِحْرٌ، وَلَمْ يَقْرَبْهُ شَيْءٌ مِنَ الدَّوَابِ حَيَّةٍ وَلاَ عَقْرَبٍ (5)
، وَمَنْ أَكَلَ بَقْلَةَ الْجَنَّةِ
_________
(1) الفقرة الأولى هذه: أخرجها ابن عدي في الكامل: 6/2386-2387، وابن الجوزي في الموضوعات: 1/299، من طريق مسعدة بن اليسع، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((مَنْ أكل الجرجير ... )) .
قال ابن عدي: مسعدة هذا ضعيف الحديث، كل ما يرويه من المراسيل ومن المسند وغيره، وقال ابن الجوزي: وهذا حديث موضوع، وقال أحمد بن حنبل: مسعدة ليس بشيء، خرّقنا حديث مسعدة منذ دهر، وقال أبو الفتح الأزدي هو مجهول، انظر ميزان الاعتدال: 4/98.
وأخرجها الجرجاني في تاريخ جرجان: 0/343، ابن الجوزي في الموضوعات: 1/299، من طريق عبد المؤمن بن عبد العزيز قال: حدثنا أبو الحسن، عن أبي العلاء، عن مكحول، عن عطية بن بُسْر قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى الله عليه وسلم - ((بئست البقلة الجرجير، من أكل منها ليلا حتى يتضلّع بات ونفسه تنازعه، ويضرب عرق الجذام من أنفه، وقال النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: كلوها بالنهار وكفّوا عنها ليلاً. وقال ابن الجوزي: هذا حديث موضوع وأكثر رواته مجاهيل.
(2) الفقرة الثانية: فقد ثبت نهيه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ اقتراب المسجد ممن أكل الكراث، وقد تقدم ذلك في رواية رقم ((412)) . ولكن ما زاد على الكراث لم أقف عليه.
(3) الكرفس: بقل من فصيلة الخيميّات، ينبت على شاطئ المتوسط، وفي مناطق أخرى عديدة، زُرع أولاً كنبات طبّيّ ثم تحوّل إلى نبات غذائي، منه نوع الكرَفس، تؤكل جذوره. المنجد اللغة والأعلام: 0/681.
(4) الفقرة الثالثة: لم أقف على من أخرجها.
(5) الفقرة الرابعة: أخرجها ابن الجوزي في الموضوعات: 1/298، من طريق عمر بن حفص المازني، عن بشر بن عبد الله، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أبيه، عن جده الحسين بن علي قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: ((مَا من ورقة من ورق الهندبا إلا عليها طرة من ماء الجنة)) .
وقال: فيه عمر بن حفص، قال أحمد بن حنبل: خرقنا حديثه، وفيه محمد بن يونس الكديمي، قال ابن حبان: كان يضع الحديث، ميزان الاعتدال: 3/189، المجروحين: 2/313.
وأخرجها ابن عدي في الكامل: 4/1604، وابن الجوزي في الموضوعات: 1/298، من طريق عبد الرحمن بن مسهر، عن عنبسة بن عبد الرحمن، عن مويى بن عقبة، عن ابن أنس بن مالك، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: ((الهندبا من الجنة)) .
قال ابن عدي: عبد الرحمن: لا يعرف كبير رواية، ومقدار ما له من الروايات لا يتابع عليه، وعنبسة بن عبد الرحمن، قال ابن معين: ليس بشيء، وتركه النسائي، وقال ابن حبان: صاحب أشياء موضوعة، لا يحل الاحتجاج به. انظر الضعفاء الصغير: 0/287، المجروحين: 2/178-179.
وأخرجها ابن عدي في الكامل: 6/2387، وابن الجوزي في الموضوعات: 1/299، من طريق مسعدة بن اليسع، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: ((عَلِيٌّ كل ورقة من الهندبا حبّة من ماء الجنة)) .
وفي إسنادها مسعدة بن اليسع، تقدم بيان ضعفه، ونقل ابن الجوزي عن الأزدي أنه قال: متروك، وقال مرة: هالك كذّبه أبو داود، وقال الذهبي والكديمي: متهم، وعبد الرحمن بن مسهر وعنبسة بن عبد الرحمن متروك، وقال
ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح. انظر ميزان الاعتدال: 4/98، الترتيبك 0/214.(3/1226)
أَمَرَ اللهُ الْمَلاَئِكَةَ يَكْتُبُونَ لَهُ الْحَسَنَات (1) ، وَمنْ أكلَ السَّذاب (2) باتَ آمِنًا مِنْ ذَاتِ الجَنْبِ وَالدُّبَيْلَة (3) ، ومَنْ أكلَ الْفُجْلَ باتَ آمِنًا مِنَ
_________
(1) الفقرة الخامسة: لم أجدها بهذا اللفظ، ولكن الديلمي ذكرها في مسند الفردوس 3/589، عن ابن عباس بدون إسناد، ولفظها ((ومن أكل من بقلة الباذروج أمر الله عز وجل الملائكة يكتبون له الحسنات حتى يصبح)) .
(2) السذاب: نبات من فصيلة السذابيات، قوي الرائحة، أزهاره صغيرة قلّما تُرى، يُزرع في أوروبا وآسيا، له بعض الفوائد الطبيّة لكن استعماله خطر للغاية. المنجد في اللغة والأعلام: 0/328.
(3) الفقرة الساسة: ذكرها الديلمي في مسند الفردوس: 3/589، عن بن عباس بدون إسناد أيضا.(3/1227)
الْبَشَمِ (1) ، وَمَنْ أكلَ الْبَقْلَةَ الْخَبِيثَةَ فَلا يَقْرَبْ مَسْجِدَنَا هَذَا، فإنَّ الْمَلائِكَةَ تَتَأَذَّى مِمَّا يَتَأَذَّى (2) ، وَمَنْ أَكَلَ الدُّبَّاءَ بِالْعَدَسِ رَقَّ عندَ ذِكْرِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ، وَزَادَ فِي دِمَاغِهِ (3) ، وَمَنْ أَكَلَ فُولَةً بِقِشْرِهَا نَزَعَ اللهُ مِنْهُ مِنَ الدَّاءِ مِثْلِها (4)
، وَمَنْ أَكَلَ الْمِلْحَ قبلَ الطَّعامِ وبعدَ الطَّعامِ فَقَدْ أَمِنَ مِنْ ثَلاَثِمَائةِ وَسِتِّين نَوْعًا مِنَ الدَّاءِ أَهْوَنُهَا الْجُذَامُ والْبَرَصُ (5)
_________
(1) الفقرة السابعة: لم أجد من أخرجها.
(2) الفقرة الثامنة: لم أجدها بهذا اللفظ، ولكن تقدم في رواية رقم ((1102)) نهيه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَنْ أكل البصل والكراث والثوم من اقترب المصلى، وأن الْمَلائِكَةَ تَتَأَذَّى مِمَّا يَتَأَذَّى مِنْهُ الإنس.
(3) الفقرة التاسعة: لم أجدها.
(4) الفقرة العاشرة: أخرجها ابن عدي في الكامل: 4/1573، من طريق عبد الله بن عمر الخراساني، وابن الجوزي في الموضوعات: 1/293، من طريق بكر بن عبد الله أبي عاصم، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنِ
أبي الخير، عن عروة، عن عائشة مرفوعا.
وقال ابن عدي: هذا حديث باطل لا يرويه غير عبد الله هذا، وهو يحدث عن الليث بمنكير، وقال الذهبي: ذو مناكير، وبكر بن عبد الله، قال فيه ابن معين: ليس بشيء، وقال ابن الجوزي: هذا حديث ليس بصحيح.
ورواها ابن الجوزي في الموضوعات: 1/293، من طريق عبد الصمد بن مطير، عن ابن وهب، عن الليث به.
وقال: وكأنه سرقه وغيّر إسناده، لأن عبد الصمد هذا، تركه الدارقطني، وقال ابن حبان: لا يحل ذكره إلا على وجه القدح، وقال الذهبي: كُذّب، فالحديث ضعيف جداًّ. انظر المجروحين: 2/149، الترتيب: 0/212، ميزان الاعتدال: 3/620.
(5) الفقرة الأخيرة: ذكرها الديلمي في مسند الفردوس: 3/89 عن عائشة بدون إسناد.
وأخرجها ابن الجوزي في الموضوعات: 1/289، من طريق أبي القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر، عن أبيه، عن علي
ابن موسى الرضا، عن أبي موسى بن جعفر، عن أبي جعفر بن محمد، عن أبي محمد بن علي، عن أبي علي بن الحسين،
عن أبي الحسين بن علي، عن أبي علي بن أبي طالب مرفوعا. بلفظ ((يا عليُّ عليك بالملح فإنه شفاء من سبعين داء، الجذام والبرص والجنون)) . وأقره السيوطي في اللالي المصنوعة: 2/211، وابن عراق في تنزيه الشريعة: 2/243، في هذا الإسناد. وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - والمتهم به عبد الرحمن بن أحمد بن عامر أو أبوه، فإنهما يرويان نُسخة عن أهل البيت كلَّها باطلة. وقال الذهبي في الترتيب: 0/210، عبد الله بن أحمد كذّاب وضعه في تلك النسخة على أهل البيت، وأقرّه الشوكاني في الفوائد: 0/152 رقم ((22)) .
وعند ابن منده في "أخبار الأصبهان" من حديث سعد بن معاذ مرفوعا: ((استفتحوا طعامكم بالملح فوالذي نفسي بيده إنه ليرّ ثلاثا وسبعين من البلاء أو قال من الداء)) .
وقال ابن عراق: هو من طريق إبراهيم بن جيّان بن حكيم، فلا يصلح شاهد، قال ابن عدي: أحاديثه موضوعة. وقال المعلمي: وحديث ابن مندة: فيه إبراهيم بن جيان وهو كذّاب.
وتعقب السيوطي ابن الجوزي بأن عند البيهقي في شعب الإيمان رقم ((5952)) عن علي موقوفا.
وقال ابن عراق: وأثر علي ضعيف. في سنده جويبر، وعنه عيسى بن الأشعث مجهول، والله أعلم.
وقال المعلمي: حديث علي موقوف فيه، عيسى بن الأشعث: مجهول، عن جويبر ضعيف جداًّ.
قلت: فالحديث موضوع مرفوعا، ومنكر جدّا موقوفا على علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - والله أعلم. ينظر ميزان الاعتدال:
1/28، المنار المنيف: 0/55، المصنوع: 0/742، كشف الخفاء: 1/556-557، والفوائد المجموعة (ص152، رقم 22) .(3/1228)
1151 - وحدثنا [ل250/أ] أبو طالب محمد بن علي الحربي (1) ، حدثنا عمر بن أحمد
ابن شاهين، حدثنا عمر بن الحسن (2) ، أخبرنا
_________
(1) أبو طالب محمد بن علي الحربي: هو محمد بن علي بن الفتح بن محمد أبو طالب الحربي المعروف بابن العشاري، وثقه الخطيب، وقال الذهبي: كان فقيها عالما زاهدا خيّرا مكثرا. مات سنة إحدى وخمسين وأربعمائة. تاريخ بغداد:
3/107، طبقات الحنابلة: 2/191، الأنساب: 8/459، سير أعلام النبلاء: 18/48، شذرات الذهب: 3/289.
(2) عمر بن الحسن: بن علي بن مالك بن أشرس أبو الحسين الشيباني، المعروف بابن الأشنان، قال الدارقطني، والحسن الخلال: ضعيف، وكذّبه الدارقطني مرة. وقال أبو علي الهروي: صدوق. ما سمعنا أحدا يقول فيه أكثر من أنه يرى الإجازة سماعا، وكان لا يحدث إلا من أصوله. مات سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة. تاريخ بغداد: 11/236، الأنساب: 1/281، ميزان الاعتدال: 2/250، لسان الميزان: 4/290.(3/1229)
الحارث (1) قال: حدثني أحمد بن سهل، عن إبراهيم بن عبد الرحمن (2) قال: ((قِيلَ لِحَمَّاد بن زيد: ما أَعْوَنُ الأَشْيَاءِ على الْحِفْظِ؟ قال:
قِلَّةُ الْفَهْم (3)
)) .
1152 - أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ (4) ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الوضَّاح السِّمْسَار الْحَرْبِيُّ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ الورَّاق جَارُنَا، حَدَّثَنَا أَبُو قِلابَةَ (5) ، حدثنا إسحاق
ابن ناصح (6) ،
_________
(1) الْحَارِثُ: بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أسامة.
(2) إبراهيم بن عبد الرحمن: لعله إبراهيم بن عبد الرحمن بن مهدي البصري، قال ابن عدي: روى عن الثقات المناكير ولم أر حديثا منكرا يحكم عليه بالضعف من أجله، وقال ابن حجر: صدوق له مناكير، قيل إنها من قبل الراوي عنه. تهذيب الكمال: 2/137، التقريب: 1/91.
(3) في إسناده عمر بن الحسن، وهو ضعيف، وأحمد بن سهل لم أميّزه،
كذا في الخطية: ((قلة الفهم)) كما أثبتنا وفوقها (صح) ، وما عند الخطيب أسب للمعنى، أخرجه في الجاكع لأخلاق الراوي: 2/265، من طريق محمد بن خلف بن المرزبان حدثني عبد الرحمن بن محمد الطوسي، حدثني إبراهيم بن عبد الرحمن به، وفيه ((قلة الغمّ)) بدل ((قلة الفهم)) وزيادة ((ليس يكون قلة الغمّ إلا مع خلو السر وفراغ القلب، والليل أقرب الأوقات من ذلك)) .
(4) أبو طالب: محمد بن علي الحربي.
(5) أبو قلابة: عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن محمد أبو محمد الرقاشي الضرير.
(6) إسحاق بن ناصح: الجوهري بصري، قال ابن معين: ليس بشيء. وقال أحمد: كان من أكذب الناس، يحدث عن التيمي عن ابن سيرين برأي أبي حنيفة. رماه أبو حاتم بالكذب. قال العقيلي بعدما ذكر هذا الإسناد في ترجمته قال: لا يتابع هذا الشيخ عليه أحد. وذكره ابن حبان في الثقات وقال ربما يغرب. الضعفاء الكبير: 1/105، الجرح والتعديل:
2/235، الثقات: 8/115، لسان الميزان: 1/376.(3/1230)
حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ مَنْصُورٍ (1) ، عَنْ رِبْعي (2) ، عَنْ طَارِقِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((اسْتَعِدَّ لِلْمَوْتِ قَبْلِ الْمَوْتِ)) (3) .
1153 - أخبرنا أبو عبد الله الصوري قراءة، أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عمر
ابن محمد البزار التُّجِيِبيُّ، أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن محمد بن المفسر (4) سنة أربعين، حدثنا أحمد ابن علي بن سعيد
_________
(1) مَنْصُورِ: بْنِ الْمُعْتَمِرِ.
(2) ربعي: هو ابن حراش أبو مريم العبسي الكوفي ثقة. التقريب: 1/205.
(3) حديث موضوع، في إسناده أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ السمسار، وجعفر بن محمد الورّاق، لم أقف على ترجمتهما، وإسحاق بن ناصح متهم.
أخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني: 3/36 رقم ((1323)) ، والعقيلي في الضعفاء الكبير: 1/105، والطبراني في معجم الكبير: 8/376، رقم ((8174)) ، من طريق عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصَّفَّارُ القسملي، والحاكم في المستدرك: 4/347، والبيهقي في شعب الإيمان: 7/352، من طريق أبي قلابة كلاهما عن إسحاق بن ناصح به. وورد عند ابن أبي عاصم ((إسحاق بن واضح)) بدل ((إسحاق بن ناصح)) وهو تصحيف.
قال أبو حاتم: كذب على قيس. الجرح والتعديل: 2/235، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: 10/309، فيه إسحاق
ابن ناصح، قال أحمد: كان من أكذب الناس. وقال العقيلي: ليس هذا الحديث محفوظ من حديث قيس ولا غيره، ولا يتابع هذا الشيخ عليه أحد. الضعفاء الكبير: 1/506، ميزان الاعتدال: 1/200، لسان الميزان: 1/376.
(4) أبو أحمد عبد الله بن محمد بن مفسر: عبد الله بن محمد بن عبد الله بن الناصح الدمشقي يعرف بابن المفسّر انتخب عليه الدارقطني، مات سنة خمس وستين وثلاثمائة. طبقات المفسرين للدراوردي: 1/250، طبقات الشافعية للسبكي: 3/314، سير أعلام النبلاء: 16/282، شذرات الذهب: 3/51.(3/1231)
القاضي قال: سمعت يحيى بن معين يقول: لَيْسَ فِي أَصْحَابِ ابْنِ عَوْنِ أَعْلَمُ مِنَ أَزْهَر (1) .
1154- وسمعتُهُ يقول: اسم الشعبي: عامر بن شَراحيل (2) .
1155- وسمعتُهُ يقول: اسم أبي إسحاق السَّبِيعي: عمرو بن عبد الله (3) .
واسمُ أبي نَضْرَة: المنذر ابن مالك بن قطعة (4) .
أبو المتوكِّل: عليُّ بن داود (5) .
أبو السَّلِيل: ضُرَيْب بن نُقَيْر (6) .
1156- وسمعتُهُ يقول: الحسن لم يسمعْ من سَمُرَة، وسمع من أنس وعبد الرحمن بن سَمُرَة (7) . [ل250/ب]
_________
(1) رجال إسناده ثقات.
أخرجه الذهبي في سير أعلام النبلاء: 9/442 عن أحمد بن علي بن سعيد القاضي المروزي، عن ابن معين به.
وفي التاريخ لابن معين برواية الدارمي: 0/215، رقم: 802، ورقم: 803، قلت أزهر السمّان كيف حديثه؟ فقال: ثقة. قلت: فمعاذ بن معاذ؟ فقال: ثقة. قلت: أيهما أثبت في ابن عون؟، فقال: ثقتان.
(2) في الخطية بعد هذه الرواية ما نصّه: (وسمعته يقول: اسم الشعبي عامر بن شراحيل) ، وعليه علامة الضرب لوروده مكرراً، وانظر التاريخ لابن معين برواية الدوري: 2/285.
(3) التاريخ لابن معين برواية الدوري: 2/448 رقم ((1833)) .
(4) التاريخ لا بن معين برواية الدوري: 2/586 رقم ((3597)) .
(5) التاريخ لابن معين برواية الدوري: 2/417 رقم ((3701)) .
(6) التاريخ لابن معين برواية الدوري: 2/274 رقم ((3815)) .
(7) التاريخ لابن معبن برواية الدوري: 2/111 رقم ((4094)) ورقم ((4095)) .(3/1232)
1157- قال: وعامر بن مسعود لَيْسَ من أَصْحَابِ النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - (1) .
1158- واسم أبي بُرْدَة: عامر بن عبد الله.
1159- وقال: أبو الأَحْوَص أحَبُّ إليَّ من أبي بكر (2) .
1160- وقال: إسرائيل أثبتُ منْ شَرِيك (3) .
1161- وقال: أبو يحيى القَتَّات ضعيف (4) ، وشُرَحْبِيل بن سَعْد ضعيف (5) .
1162- وقال: ابن أبي ذئب أثبتُ في حديث المَقْبُرِي من ابن عَجْلان (6) .
1163- محمد بن خالد لم يَسْمَعْ من أنس (7) .
_________
(1) التاريخ لابن معين برواية الدوري: 2/289 رقم ((502)) .
(2) التاريخ لابن معين برواية الدوري: 2/221 رقم ((3167)) . أبو الأحوص هو سلاّم بن سليم، وأبو بكر هو بن عياش.
(3) التاريخ لابن معين برواية الدوري: 2/29 رقم ((3169)) وفيه إسرائيل أثبت حديثا من شريك.
(4) التاريخ لابن معين برواية الدوري: 2/731 رقم ((1757)) ، قيل اسمه زاذان، وقيل: دينار، وقيل مسلم، وقيل غير ذلك.
(5) التاريخ لابن معين برواية الدوري: 2/249 رقم ((1046)) ، وفيه: ليس بشيء ضعيف.
(6) التاريخ لابن معين برواية الدوري: 2/525 رقم ((558)) ورقم ((1119)) وزيادة ((يقولون إنها اختلطت على ابن عجلان)) .
(7) لم أقف عليه في التاريخ لابن معين برواية الدوري، والدارمي، وابن الجنيد والدقاق وأبي سعيد الطبراني.(3/1233)
1164- واسم أبي غالب صاحب أبي أُمَامة: حزَوَّر (1) .
1165- وسئل عن يزيد بن عطاء، فقال لَيْسَ بِشَيء (2) .
1166- قال: وسمعت عيسى بن يونس يقول: ما كُنْتُ أَظُنُّ أَنَّ أَحَداً أَرْوَى مِنِّي عن إسماعيل بن أبي خالد حَتَّى ظَهَرَ هَذَا الرُّؤَاسِي، يعني: وكيعًا (3) .
1167- جعفر بن بَرْقان ثقة (4) .
1168- حَرِيز بن عثمان ليس به بأس (5) .
1169- الحَكَم بن عبد الملك الذي رَوَى عن قتادة ضعيف (6) .
1170- السَّرِيُّ بن يحيى خَيْرٌ من عَبَّاد بن راشد (7) .
_________
(1) التاريخ لابن معين برواية الدوري: 2/720 رقم ((4610)) .
(2) التاريخ لابن معين برواية الدوري: 2/675 رقم ((3296)) ، وقال مرة: ضعيف في 2/675 رقم ((3486)) .
(3) لم أقف عليه.
(4) في التاريخ لابن معين بروية الدوري: 2/84 رقم ((5225)) جعفر بن برقان كان أُميًّا، وذكر بخير، وليس هو في الزهري بشيء، وكان رجل صدق.
(5) التاريخ لابن معين بروية الدوري: 2/106 رقم ((5125)) وفيه: حريز بن عثمان ثقة.
(6) التاريخ لابن معين برواية الدارمي: 0/ 100 رقم: 280، وبرواية الدوري: 2/125، الحكم بن عبد الملك القرشي ليس بشيء.
(7) لم أجده بهذا اللفظ، وفي التاريخ لابن معين برواية الدوري: 2/190، وبرواية الدقاق: 0/69 رقم: 182، السَّرِيُّ
ابن يحيى ثقة.(3/1234)
1171- وسُئل سِمَاك روى عن الحسن؟ قال: نعم (1) .
1172- مَطَرُ بن جامع ثقة (2) .
1173- وقال: عدي بن الفضل لا يكتب حديثه ولا كرامة له (3) .
1174- وعديُّ بن الفضل روى عنه معتمر (4) .
1175- وأَسِيدُ الجمَّال كذاب (5) .
1176- الحكم الإسرائيلي ليس بشيء (6) .
1177- وقال: قال ابنُ عُلَيَّهِ عن أيوب: لم يسمعْ قتادة من أبي قِلابةَ شيئًا، إنما وقَعَتْ كُتُبُ أبي قلابةَ إليه. (7)
1178- وهاشم بن البَرِيد ثقة (8) ، وابنه ليس به بأس. آخر ((التاريخ)) (9) .
_________
(1) لم أجده، وسماك: هو ابن حرب أبو المغيرة.
(2) لم أقف عليه.
(3) التاريخ لابن معين برواية الدوري: 2/398 رقم ((3844)) .
(4) التاريخ لابن معين برواية الدوري: 2/398 رقم ((3844)) .
(5) التاريخ لابن معين برواية الدوري: 2/39 رقم ((1914)) وهو أسيد بن زيد الجمّال.
(6) لم أقف عليه.
(7) التاريخ لابن معين برواية الدوري: 2/484 رقم ((3318)) و2/484 رقم ((3354)) مطولا.
(8) التاريخ لابن معين بروية الدوري: 2/614 رقم ((2220)) ولم يذكر عنه شيئا.
(9) وابنه: هو علي بن هاشم بن البريد، التاريخ لابن معين برواية الدوري: 2/423، وفيه ((علي بن هاشم بن البريد ثقة)) بدل قوله ((ليس به بأس)) .(3/1235)
[ل251/أ]
1179 - أخبرنا الصُّوري، أخبرنا أبو الحسين مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جُمَيْع، أخبرنا محمد
ابن مخلد، سمعت عبَّاسا الدوري يقول: ((ماتَ الوَاقِدِيُّ وَهُوَ عَلَى الْقَضَاءِ، وَلَيْسَ لَهُ كَفَنٌ، فَبَعَثَ الْمَأْمُونُ بِأَكْفَانِهِ)) (1) .
1180 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ (2) ، أَخْبَرَنَا ابْنُ مَخْلَدٍ (3) ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عُبَيْدٍ النَّهْرَتِيرِيُّ (4) ، حَدَّثَنَا سَلْمُ بن سالم (5) ، حدثنا
_________
(1) رجاله ثقات.
أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد: 3/20، عن الصوري به. وذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء: 9/467، عن عباس الدوري به بدون إسناد.
(2) محمد: ابن جميع.
(3) ابن مخلد: محمد بن مَخْلَدٍ.
(4) في الخطية: ((يعقوب بن عبيلة)) والتصحيح من كتب التراجم. وهو يعقوب بن عبيد النهرتيري: ابن أبي موسى، ونهر تيرَى: بكسر التاء المثناة من فوقها وياء ساكنة وراء مفتوحة مقصور: بلدٌ من نواحي الأهواز، حفره أردشير الأصغر بن بابك، قال أبو حاتم: مات سنة إحدى وستين ومائتين. الجرح والتعديل: 9/210، تاريخ بغداد: 14/280، معجم البلدان 5/319، سير أعلام النبلاء: 12/338.
(5) سلم بن سالم: البلخي أبو محمد، ضعفه محمد بن سعد وماه بالارجاء، وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال أحمد: ليس بذاك في الحديث. وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، وترك حديثه، وقال أبو زرعة: لا نكتب حديثه كان مرجئا، وكان لا وأومى بيده إلى فيه، يعن: لا يصدق، وضعفه النسائي. وقال ابن حبان: منكر الحديث، يقلب الأخبار قلبا، وكان مرجئا شديد الارجاء. الطبقات الكبرى: 7/374، بحر الدم: 1/500، الضعفاء والمتروكون: 0/47، الضعفاء الكبير: 2/165، الجرح والتعديل: 4/266، المجروحين: 1/344، تاريخ بغداد: 9/140، لسان الميزان: 3/63.(3/1236)
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنِ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ:
((أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - احْتَجَمَ وَهُوَ صَائِمٌ مُحْرِمٌ، وَأَعْطَى الْحَجَّامَ أَجْرَهُ، وَلَوْ كَانَ حَرَامًا
مَا أَعْطَاهُ)) (1) .
قَالَ: غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ عُبَيْدِ اللَّهِ، لا أَعْلَمُ حَدَّثَ بِهِ
_________
(1) حديث منكر بهذا السياق، وإسناد المؤلف ضعيف فيه سلم بن سالم، وهو غريب من حديث ابن عمر مرفوعا.
أخرجه مالك في الموطأ 1/298 ومن طريقه الشافعي في المسند: 0/104، والبيهقي في السنن الكبرى: 4/269، من طريق شعيب، كلاهما عن نافع عن ابن عمر موقوفاً أنه كان يحتجم وهو صائم قال: ثم ترك ذلك بعد، فكان إذا صام لم يحتجم حتى يفطر.
وأما الحديث بهذا السياق فخطأ، وإنما الصحيح فيه ما أخرجه البخاري في الصوم: باب الحجامة والقيء للصائم
4/174 رقم ((1938)) وفي الطب: باب أي ساعة يحتجم 10/149 رقم ((5694)) من طريق أيوب، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: ((أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - احتجم وهو محرم، واحتجم وهو صائم)) .
قال الحفظ ابن حجر في التلخيص الحبير: 2/191، بعد أن ذكر حديث ابن عباس رضي الله عنهما الذي فيه ((احتجم وهو صائم محرم)) ، قال: وفي الجملة الأولى نظر، فما المانع من ذلك، فلعله فعل ذلك مرة لبيان الجواز، وبمثل هذا لا ترد الأخبار الصحيحة، ثم ظهر لي أن بعض الرواه جمع بين الأمرين في الذكر، فأوهم أنهما وقعا معا، والأصوب رواية البخاري، ((احتجم وهو صائم، واحتجم وهو محرم)) فيحمل على أن كل واحد منهما وقع في حالة مستقلة، وهذا لا مانع منه، فقد صحّ أنه - صلى الله عليه وسلم - صام رمضان وهو مسافر، وهو في الصحيحين بلفظ: ((وما فينا صائم إلا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - وعبد الله بن رواحة)) ويقوّي ذلك أن غالب الأحاديث ورد مفصلا. وذكر أن أحمد وغيره أعلّوه، قال مهنّا: سألت أحمد عنه فقال: ليس فيه ((صائم)) إنما هو محرم، قلت: من ذكره؟ قال: ابْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ عَمْرٍو عَنْ عطاء وطاووس، وروح عن زكرياء، عن عمرو عن طاووس، وعبد الرزاق، عن ابن خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قال أحمد: هؤلاء أصحاب ابن عباس لا يذكرون صياما ... )) .
وروى قاسم بن أصبغ من طريق الحميدي، عن سفيان، عن يزيد بن أبي زياد، عن مقسم، عن ابن عباس مثله، ثم قال: قال الحميدي: هذا ريح، لأنه لم يكن صائما محرما، لأنه خرج في رمضان في غزوة الفتح، ولم يكن محرما.
وأما الشطر الأخير من الحديث. فقد أخرج البخاري في البيوع: باب ذكر الحجامة 4/324 رقم ((2103)) وفي الإجارة: باب خراج الحجام 4/458 رقم ((2278)) ورقم ((2279)) ، والطب: باب سعوط 10/147 رقم ((5691)) ومسلم في المساقاة: باب حل أجرة الحجامة، 3/1205 رقم ((1577)) والسلام: باب لكل داء دواء واستحباب التداوي رقم ((1202)) من طرق عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ((أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - احْتَجَمَ وأعطى الحجام أجره واستعط)) . وقوله ((واستعطف)) أي: استعمل السعوط، وهو ما يجعل في الأنف مما يتداوى به.
قلت وقوله ((احتجم وهو صائم)) في ظاهره التعارض مع الحديث ((أفطر الحاجم والمحجوم)) الذي صححه عدد من الأئمة، لذلك ذهب جماعة من العلماء إلى النسخ، ولكن القول بالنسخ لا يصار إليه إلا عند عدم إمكانية الجمع بين الآثار التي يبدو التعارض بينهما، وممن ذهب إلى الجمع الإمام الشوكاني حيث قال في نيل الأوطار: 4/279: ((فيجمع بين الأحاديث بأن الحجامة مكروهة في حق من كان يضعف بها، وتزداد الكراهة إذا كان الضعف يبلغ إلى حد يكون سببا للافطار، ولا تكره في حق من كان لا يضعف بها، وعلى كل حال، تجنّب الحجامة للصائم أولى، فيتعين حمل قوله: ((أفطر الحاجم والمحجوم)) على المجاز لهذه الأدلة الصارفة له عن معناه الحقيقي.(3/1237)
عَنْهُ غَيْرَ سَلْمِ بْنِ سَالِمٍ الْبَلْخِيِّ (1) ،
وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
1181 - سمعت أبا الحسن أحمد بن محمد العتيقي يقول: سمعت أبا بكر محمد بن يوسف ابن يعقوب الرقي (2) إملاء يقول: سمعت أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادِ الأعرابي بمكة يقول: سمعتُ سلمًا يقول: سمعتُ فضيلَ بنَ عِيَاض يقول: ((إِنَّمَا أَمْسِ مَثَلٌ،
_________
(1) في الخطية ((البجلي)) وهو تصحيف، والتصحيح من كتب التراجم، كما تقدم آنفا.
(2) أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بن يعقوب الرُّقي: نسبة إلى الرقة وهي بلدة إلى طرف الفرات، ويكنى بأبي عبد الله وهو أشهر، قال الخطيب: غير ثقة، وذكر حديثا موضوعا في ترجمته، وقال: الحمل فيه علىالرقي، وقال الذهبي: وضع على الطبراني حديثا باطلا في حشر العلماء بالمحابر. مات سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة. تاريخ بغداد: 3/409، الأنساب:
6/151، سير أعلام النبلاء: 16/473، لسان الميزان: 5/436.(3/1238)
وَالْيَوْم عَمَلٌ، وغَدًا أَمَلٌ)) (1) .
1182 - أخبرنا أحمد، أخبرنا محمد بن يوسف، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أحمد الزاهد ببغداد، حدثنا عمر بن عبد العزيز بن مِقْلاَص، حدثنا أبي (2) ، حدثنا ابْنُ وهب، عن يونس (3) ، عن ابنِ شهاب قال: ((إِنََِّمَا هَذَا الْعِلْمُ خَزَائِنُ وَمِفْتَاحُهَا المَسْأَلَةُ)) (4)
_________
(1) في إسناده أبو بكر الرُّقي وهو ليس بثقة، وسلم هو ابن عبد الله الخراساني لم أقف على ترجمته.
أخرجه البيهقي في الزهد الكبير: 2/196 عن أبي محمد بن يوسف، عن أبي سعيد بن الأعرابي به.
وأبو محمد بن يوسف لم أميّزه، ولعله هذا خطأ من الناسخ، حيث سبق النظر بعد ((أبو)) إلى ((محمد)) بدل ((بكر)) وأن الصواب هو: ((أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ)) كما عند المصنف هنا.
وأخرجه المزي في تهذيب الكمال: 23/291، والذهبي في سير أعلام النبلاء: 8/427، عن سلم بن عبد الله الخراساني به.
(2) أبوه: عبد العزيز بن عمران بن مقلاص المصري، قال أبو حاتم صدوق. وذكره ابن حبان في الثقات. الجرح والتعديل: 5/391، الثقات: 8/396.
(3) يونس: بن يزيد الأيلي.
(4) في إسناده محمد بن يوسف وهو ليس بثقة، وأبو الحسن علي بن أحمد لم أقف على ترجمته.
أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء: 3/363 من طريق أبي همام، والبيهقي في المدخل إلى السنن الكبرى: 0/291-292، من طريق عبد الله بن عبد الحكم وبحر بن نصر، والخطيب في الفقه والمتفقه: 2/32، من طريق زيد بن بشر
وعبد العزيز بن عمران، خمستهم عن ابن وهب به.
وروي نحوه عن الإمام أحمد في المقصد الأرشد: 3/122 من قوله.
وأخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء: 3/192، والقزويني في التدوين في أخبار قزوين: 3/4، و428، والذهبي في ميزان الاعتدال: 3/12-13، وفي لسان الميزان: 2/417، من طريق داود بن سليمان، عن علي بن موسى الرضي أو الرضا، عن أبي موسى بن جعفر، عن أبيه جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ محمد بن علي، عن أبيه عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ الحسين، عن أبي علي بن أبي طالب مرفوعا: ((العلم خزائن ومفتاحها السؤال، فاسألوا يرحمكم الله، فإنه يؤخر فيه أربعة: السائل، والمتعلم، والمستمع، والمحب لهم)) . وعند بعضهم ((المعلم)) ، وعند بعضهم أيضا ((والمجيب لهم)) .
وفي إسناده داود بن سليمان الجرجاني، قال الذهبي: كذّبه ابن معين ولم يعرفه أبو حاتم، وبكل حال فهوكذاب له نسخة موضوعة على الرضا رواها علي بن محمد بن مهرويه القزويني الصدوق عنه، لسان الميزان: 3/12-13، وقال العراقي في تخريج أحاديث الاحياء: 1/58 رواه أبو نعيم من حديث علي مرفوعا بإسناد ضعيف، قلت بل هو موضوع. والله أعلم.
وذكره الديلمي في المسند الفردوس: 3/68، والعجلوني في الكشف الخفاء: 2/85، والمناوي في الفيض القدير: 3/389 بدون إسناد.(3/1239)
1183 - أنشدنا علي بن المحسن التَّنُوخِيُّ (1) ، أنشدنا أبو بكر بن شاذان، أنشدنا
أبو عبد الله إبراهيم بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَرَفَةَ النَّحْوِي لنفسه: هـ هـ هـ[ل251/ب]
يَا ثَقِيلاً عَلَى الْقُلُوبِ إِذَا غَنْـ
نىَ فَقَدْ أَيْقَنْتُ بِطُولِ السُّهَادِ
يَا عُرَامًا (2) أَتَى عَلَى مِيعَادِ ... يَا قَذَى فِي الْعُيُونِ ماتَيْن (3) أَلْفٍ
يا وُجُوهَ التِّجَارِ يَوْمَ الْكَسَادِ ... يَا رُكُودًا فِي يَوْمِ غَيْمٍ وَصَيْفٍ
خَلِّ عَنَّا فَإِنَّمَا أَنْتَ فِينَا
واوُ عَمْرٍو أَو كَالْحَدِيثِ الْمُعَادِ (4)
_________
(1) علي بن المحسن التنوخي: بن علي بن محمد بن أبي الفهم أبو القاسم، قال الخطيب: كان صدوقا في الحديث، وقال شجاع الذهلي: كان يتشيع، ويذهب إللا الاعتزال، وقال الذهبي: محله الصدق والستر، مات سنة سبع وأربعين وأربعمائة. تاريخ بغداد: 12/115، لسان الميزان: 4/252.
(2) العُرام: من عرم، يقال: رجل عارم، أي خبيثٌ شِرِّيرٌ، لسان العرب: 12/394-395.
(3) كذا في الخطية.
(4) رجال إسناده ثقات. وفي البيت الأول كتب الناسخ على كلمة (القلوب) : (صح) وكتب في الهامس (العيون) .
ذكر السمعاني البيت الأخير فقط في أدب الاملاء والاستملاء: 1/79 من طرق علي بن المحسن به.(3/1240)
1184 - أنشدنا أبو محمد الجوهري (1) لبعضهم:
جَعَلْنَا عَلاَمَاتِ الْمَوَدَّةِ بَيْنَنَا دَقَائِقَ لحَْظٍ هُنَّ أَخْفَى مِنَ السِّحْرِ
فأَعرِفُ مِنْهُ الْوَصْلَ فِي لِينِ طَرْفِهِ وَأَعْرِفُ مِنْهُ الْهَجْرَ فِي النَّظَرِ الشَّزْرِ
1185 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَتِيقِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الرَّقِيُّ، حَدَّثَنَا خَيْثَمَةُ بْنُ سُليمان بِأَطْرَابُلُسَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الصُّوري، حَدَّثَنَا عَتِيقُ بْنُ يَعْقُوبَ (2) ، حَدَّثَنَا الدَّرَاوَرْدِيُّ (3) ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عن نافع، عن بن عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((مِنْ أَتَى كَاهِنًا أَْوْ عَرَّافًا لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاَةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً)) (4) .
_________
(1) أبو محمد الجوهري: الحسن بن علي.
(2) عتيق بن يعقوب: بن صديق بن موسى بن عبد الله أبو يعقوب الزبير المدني: ذكره ابن أبي حاتم ونقل قول أبي زرعة بلغني أنه حفظ الموطأ في حياة مالك. ذكره ابن حبان في ثقاته. ووثقه الدارقطني، مات سبع أو ثمان وعشرين ومائتين. الجرح والتعديل: 7/46، الثقات: 8/527، لسان الميزان: 4/129.
(3) الدراوردي: هو عبد العزيز بن محمد بن عبيد أبو محمد الجهني مولاهم المدني.
(4) حديث صحيح، وإسناد المؤلف فيه محمد بن يوسف ليس بثقة، وأحمد بن سليمان الصوري لم أقف على ترجمته، وقد تفرد الدراوردي عن عبيد الله العمري بهذا وهو سيء الحفظ، وحديثه عنه منكر كما قال النسائي.
أخرجه الطبراني في معجم الأوسط: 2/107 رقم ((1402)) من طريق أبي غسان محمد بن يحيى الكناني، عن
عبد العزيز بن محمد الدراوردي به. قال الهيثمي في مجمع الزوائد: 5/118، وفي مجمع البحرين: 7/137 رقم ((4193)) : رجاله ثقات. قلت: بل فيه عبد العزيز الدراوردي، وهو صدوق يخطئ، وقال الطبراني: لم يرو عن عبيد الله إلا الدراوردي تفرد به أبو غسان. قلت: بل تابعه عتيق عند المؤلف هنا. فالخطأ من الدراوردي، والصواب فيه: ما أخرجه مسلم في السلام: ابا تحريم الكهانة وإتين الكهان 4/175 رقم ((2230)) عن يحيى ابن سعيد، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عن نافع، عن صفية، عن بعض أزواج النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - قال: ((من أتى عرافا فسأله عن شيء لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً)) .(3/1241)
1186 - أخبرنا أحمد، حدثني محمد (1) ، حَدَّثَنَا أبو بكر الحَاضِرِي بحلب، حدثنا محمَّدُ
ابن إبراهيم بن أبي سُكَيْنَة، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ (2) ، حَدَّثَنَا أَبُو حنيفة، عن عُبيد الله، عن نافع، عن بن عمر قال: قال رجلٌ: ((يا أبا عبد الرَّحمن، رَأَيْتُكَ تَصْنَعُ أَرْبَعَ خِصَالٍ، قَالَ مَا هِي؟ قال: رَأَيْتُكَ حِينَ أَرَدْتَ أَنْ تُحْرِمَ رَكِبْتَ رَاحِلَتَكَ، ثُمَّ اسْتَقْبَلْتَ الْقِبْلَةْ، ثُمَّ أَحْرَمْتَ حِينَ انْبَعَثْتَ، وَرَأَيْتُكَ إِذَا طُفْتَ الْبَيْتَ لَمْ تُخَلِّ (3) الرَّكْنَ الْيَمَانِيَّ [ل 252/أ] حَتَّى تَسْتَلِمَهُ، وَرَأَيْتُكَ تُلَوِّنُ لِحْيَتَكَ بِالصُّفْرَةِ (4)
_________
(1) مُحَمَّدُ: بْنُ يُوسُفَ الرَّقِّيُّ.
(2) مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ: بْنِ فرقد أبو عبد الله الشيباني الكوفي صاحب أبي حنيفة، أخذ بعض الفقه عنه، وتمّمه على القاضي أبي يوسف، ضعفه ابن معين وأحمد وأبو أمية الأحوص الغلابي وأبو حفص عمرو بن علي الصيرفي وأبو داود، وكذّبه ابن معين مرة، وقال ابن المديني: صدوق، وقال الدارقطني: عندي لا يستحق الترك. مات سنة تسع وثمانين ومائة بالري. تاريخ بغداد: 2/172، الأنساب: 7/433، سير أعلام النبلاء: 9/134، ميزان الاعتدال: 3/513، لسان الميزان: 5/121، شذرات الذهب/1/321.
(3) وفي مسند أبي حنيفة ((لم تجاوز)) .
(4) صحيح، وإسناد المؤلف فيه محمد بن يوسف الرقي وهو ليس بثقة، وأبو بكر الحاضري لم أقف على ترجمته، ومحمد ابن إبراهيم ربما أخطأ، ولم أجد من رواه عن عبيد العمري غير أبي حنيفة.
مخرج في مسند أبي حنيفة: 1/179، وفيه ذكر لخصلة الرابعة وهي: ((ورأيتك تتوضأ في النعال السبتية، قَالَ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى الله عليه وسلم - يصنع ذلك)) .
وأخرجه مالك في الموطأ في الحج: باب العمل في الاهلال 1/333، ومن طريقه البخاري مطولا، ومفرقا في الوضوء: باب غسل الرجلين في النعلين ولا يمسح على النعلين 1/267 رقم ((166)) وفي اللباس: باب النعال السبتية وغيرها 10/308 رقم ((5851)) ، ومسلم في الحج: باب الاهلال من حيث تنبعث الراحة 2/844 رقم ((1187)) ، عن سعيد المقبري، عن عبيد بن جريج أنه قال لعبد الله بن عمر، يا أبا عبد الرحمن ... فذكره.
وأخرجه مسلم في الحج أيض: باب الاهلال من حيث تنبعث الراحلة 2/845 رقم ((1187)) من طريق ابن قسيط، عن عبيد بن جريج به.
وأخرجه البخاري في الحج: باب قول الله تعالى ((يأتوك رجالا وعلى كل ضامر ... )) 3/379 رقم ((1514)) مختصرا، وفي باب أهلّ حين استوى به راحلته قائمة 3/412 رقم ((1552)) ومسلم في الحج باب الاهلال من حيث تنبعث الراحلة 2/845 رقم ((1187)) ، من طريقين عن ابن عمر به مختصراً.
النعال السبتية: بكسر السين، هي الدبوغة بالقرظ، قال بن الأثير في النهاية في غريب الحديث: 2/330 سمّيت بذلك لأن شعرها قد سُبِّت عنها، أي حُلِق وأُزِيل، وقيل: لأنها انسبتت بالدباغ، أي: لا نت.(3/1242)
1187 - أخبرنا أحمد، حدثني محمد (1) ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى الْقَيْسَرَانِيُّ بِقَيْسَارِيَّةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الخرائطي (2) ، حدثنا
_________
(1) مُحَمَّدُ: بْنُ يُوسُفَ الرَّقِّيُّ.
(2) محمد بن جعفر الخرائطي: محمد بن سهل السامري صاحب كتاب ((مكارم الأخلاق)) قال الخطيب: كان حسن الأخبار، مليح التصانيف، وقال ابن ماكولا: صنف الكثير، وكان من الأعيان الثقات، مت سنة سبع وعشرين وثلاثمائة. تاريخ بغداد: 2/139، الأنساب: 5/71، الوافي بالوفيات: 2/296، سير أعلام النبلاء: 15/267.(3/1243)
نَصْرُ بْنُ دَاوُدَ (1) ، حَدَّثَنَا الْوَاقِدِيُّ (2) ، حَدَّثَنَا هَارُونُ السَّرَخْسِيُّ (3) ، عَنْ عُبَيْدِ الله (4) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((مَنْ بَدَأَ بِالسُّؤَالِ قَبْلِ السَّلاَمِ فَلاَ تُجِيبُوهُ)) (5)
_________
(1) نصر بن داود: بن منصور بن طوق أبو منصور الصاغاني ويعرف بالخنلجي، قال ابن أبي حاتم: محله الصدق. مات سنة إحدى وسبعين ومائتين. الجرح والتعديل: 8/472، تاريخ بغداد: 13/292.
(2) الواقدي: محمد بن عمر بن واقد أبو عبد الله الأسلمي المديني، متروك، تركه ابن معين وابن المديني وأحمد والبخاري ومسلم والنسائي، وقال أبو زرعة: تركه الناس، ورماه ابن حبان بالوضع. وقال ابن حجر متروك. الضعفاء الصغير:
0/104، الضعفاء والمتروكون: 0/93، الجرح والتعديل: 8/20، المجروحين: 2/290، تاريخ بغداد: 2/3، التقريب: 1/498.
(3) هاروس السرخسي: هارون بن محمد أبو الطيب السرخسي، كذّبه ابن معين، وقال العقيلي والساجي: الغالب على حديثه الوهم. وقال ابن عدي: ليس بمعروف، ومقدار ما يرويه ليس بمحفوظ. الضعفاء الكبير: 4/360، الكامل: 7/2579، لسان الميزان: 6/181.
(4) عبيد الله: الْعُمَرِيُّ.
(5) حديث ضعيف: وإسناد المؤلف ضعيف جداًّ، فيه محمد بن يوسف الرقي وهو ليس بثقة، محمد بن عمر الواقدي وهو متروك، وهارون السرخسي كثير الوهم وكذّبه ابن معين.
أخرجه الطبراني في "معجم الأوسط"من طريق عبد الله بن السري الأنطاكي، عن هارون السرخسي، عن عبد الله العمري، عن نافع به. ذكر فيه ((عبد الله العمري)) بدل ((عبيد الله العمري))
وإسناده موضوع فيه هارون السرخسي وهو كذاب، وعبد الله العمري ضعيف.
وسئل أبو زرعة عن حديث رواه عبد الله بن السري الأنطاكي، عن هارون بن محمد، عن عبد الله الْعُمَرِيُّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - قال: مَنْ بَدَأَ بِالسُّؤَالِ قَبْلَ السَّلامِ فلا تجيبوه)) قال أبو زرعة هذا حديث ليس له أصل. العلل لابن أبي حاتم: 2/332.
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: 8/32، رواه الطبراني في الأوسط وفيه هارون بن محمد أبو الطيب وهو كذاب.
وأخرجه ابن عدي في الكامل 5/1929 من طريق السري بن عاصم، حدثنا حفص بن عمر الأيلي، حدثنا عبد العزيز
ابن أبي روّاد، عن نافع به.
وإسناده ضعيف جداًّ، فيه ابن أبي رواّد، قال ابن عدي: في بعض رواياته ما لا يتابع عليه)) . وقال ابن حجر: صدوق عابد ربما وهم ورمي بالارجاء، التقريب: 1/357، وحفص بن عمر الأيلي: كذّبه أبو حاتم والساجي، وقال
ابن عدي: أحاديثه كلها إما منكر المتن أو منكر الإسناد، وهو إلى الضعف أقرب، وقال الحاكم: ذاهب الحديث. الجرح والتعديل: 3/183، الكامل: ميزان الاعتدال: 2/324.
والسري بن عاصم: كذّبه ابن خراش، وقال بان حبان وابن عدي: يسرق الحديث. وساق له الذهبي بعض الأحاديث المنكرة وقال إنها من بلاياه. المجروحين: 1/355. الكامل: الكشف الحثيث: 0/123.
وأخرجه ابن أبي حاتم في العلل: 2/294، و331، و332، وأبو نعيم في حلية الأولياء: 8/199، من طريق أبي تقي هشام بن عبد الملك، وبن السني في عمل اليوم والليلة: رقم ((210)) من طريق كثير بن عبيد، كلاهما عن بقية، عن عبد العزيز بن أبي رواد، عن نافع به. بلفظ: ((لا تبدأوا بالكلام قبل السلام فمن بدأ بالكلام قبل السلام فلا تجيبوه)) . وعند أبي نعيم وابن السني مختصراً على ((من بدأ بالكلام قبل السلام فلا تجيبوه)) .
وقد صرّح بقية في العلل وفي عمل اليوم والليلة بالتحديث، وقد ضعّف هذا الحديث الإمام أبو زرعة، حيث قال: هذا حديث ليس له أصل، لم يسمع بقية هذا الحديث من عبد العزيز، إنما هو عن أهل حمص، وأهل حمص لا يميزون هذا)) .
قلت: وأبو تقي هشام بن عبد الملك حمصي صدوق ربما وهم، التقريب: 1/573، وكثير بن عبيد حمصي ثقة، التقريب: 1/460.
هذا وقد حسّن ابن ناصر الدين الألباني هذا الإسناد وقال: كثير بن عبيد هذا حمصي ثقة ومن الصعب الإقتناع بأن مجرد كونه حمصيا مع كونه ثقة، لا يميز بين قول بقية ((عن)) وبين قوله ((حدثنا)) الصحيحة: 2/459. ولم يذكر دليلا على تحسينه هذا غير استصعابه.(3/1244)
1188 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ (1) ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَعِيدٍ الْحَافِظُ الْكُوفِيُّ، حدثنا محمد ابن عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عِيسَى، عَنْ عُبَيْدِ الله، عن نافع، عن بْنِ عُمَرَ: أَنَّ النَّبِيَّ
_________
(1) مُحَمَّدُ: بْنُ يُوسُفَ الرَّقِّيُّ.(3/1245)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ((النَّدَمُ تَوْبَةٌ)) (1)
_________
(1) حديث صحيح، وإسناد المؤلف فيه محمد بن يوسف وهوليس بثقة، وعلي بن سعيد الكوفي، وعبد الله بن يحيى
ابن عيسى لم أقف على ترجمتهما، لكن عليّاً وصف بالحفظ في الإسناد، انفرد به عبد الله بن يحيى عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، ولكنه قد روي من وجد آخر
عن نافع.
أجرخه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل: 7/244، من طربق محمد بن خالد الدمشقي، عن مالك، عن نافع به. وقال أبو حاتم: محمد بن خالد كان يكذب.
وفي الباب عن عبد الله بن مسعود: أخرجه ابن ماجة في الزهد: باب ذكر الموت 2/1420 رقم ((4252)) ، والمروزي في زياداته على الزهد لابن المبارك: 1/368 رقم ((1044)) والحميدي في المسند: 1/58-59 رقم ((105)) ، وابن الجعد في المسند: 1/264 رقم ((738)) وابن أبي شيبة في المصنف: 9/361، ةوأحمد في المسند: 1/376، و433، والفسوي في التاريخ والمعرفة: 3/136، و162، وأبو يعلى في المسند: 8/380 رقم ((4969)) و9/64 رقم ((5129)) ، والطحاوي في شرح مشكل لآثار: 2/199، وفي شرح معاني الآثار: 4/291، والحاكم في المستدرك: 4/243، والقضاعي في مسند الشهاب: 1/42 رقم ((13)) ، والبيهقي في السنن الكبرى: 10/154، والبغوي في شرح السنة: 5/91 رقم ((1307)) ، من طريق سفيان بن عيينة،
وأخرجه علي الجعد في المسند: 1/329، وابن أبي شيبة في المصنف: 9/362، والفسوي في التاري والمعرفة: 3/135-136، والشاشي في المسند: 1/309 رقم ((269)) والطبراني في مسند الشاميين: 1/148،، والقضاعي في المسند الشهاب: 1/43، رقم ((14)) ، من طريق الثوري، وأبو نعيم في حلية الأولياء: 8/312، من طريق عمر بن سعد، والشاشي في المسند: 1/309 رقم ((269)) من طريق شريك بن عبد لله، كلهم عن عبد الكريم الجزري قال أخبرني زياد بن أبي مريم، عن عبد الله بن معقل بن مقرِّن، قال دخلت مع أبي على عبد الله بن مسعود فقال: أنت سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - يقول: ((الندم التوبة)) قال: نعم. وقال مرة: سمعته يقول: ((الندم التوبة)) . ولم ينفرد بن عبد الكريم الجزري بهذا السياق بل تابعه خُصَيف عند أحمد في المسند: 1/422-423، عن خصيف عن زياد بن أبي مريم به.
وعبد الكريم هو ابن مالك الجزري، ثقة، التقريب: 1/361، وخصيف هو بن عبد الرحمن الجزري، صدوق سيء الحفظ خلف بأخرة التقريب: 1/193، ولكنه هنا متابع لعبد الكريم الثقة، زياد بن أبي مريم الجزري ثقة كذلك، التقريب: 1/122،
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه بهذه اللفظ، ووافقه الذهبي، وصححه البوصيري في مصبح الزجاجة رقم ((1521)) .
وقد خالفهم فرات بن سلمان الجزري والنضر بن عربي وزهير بن معاوية فقالوا: ((زياد بن الجراح)) بدل ((زياد
ابن أبي مربم)) ، أخرجه أحمد في المسند: 1/422، عن فرات، والطبراني في معجم الصغير: 1/33، من طريق النضر
ابن عربي، والبيهقي في السنن الكبرى: 10/154، من طريق زهير بن معاوية، ثلاثتهم عن عبد الكريم بن مالك الجزري، عن زياد بن الجراح، عن عبد الله بن معقل به.
وقال الطبراني: لم يروه عن النضر بن عربي إلا ابن سوار.
قلت: فيه فرات بن سلمان الجزري، وثقه ابن معين وأحمد. وقال أبو حاتم: لا بأس به محله الصدق صالح الحديث. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال ابن عدي: لم أر المتقنين صرحوا بضعفه، وأرجو أنه لا بأس به. انظر الثقات:
7/322، الكامل: 6/2051، ميزان الاعتدال: 3/342، تعجيل المنفعة: 0/331-332.
والنضر بن عربي، لا بأس به كما في التقريب: 1/562، وزياد بن الجراح ثقة، التقريب: 1/ 218.
هذا وقد رجح عدد من الأئمة رواية من قال زياد بن الجراح، قال ابن معين: إنما هو عن زياد بن الجراح وليس وزياد ابن مريم، وقال أبو حاتم: هذا وهم، وهم فيه سفيان ابن عيينة، إنما هو زياد بن الجراح ليس هو زياد بن أبي مريم، سمعت من مصعب بن سعيد الحرابي يقول: عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أنه قال لابن عيينة أنا رأيت زياد بن الجراح، وليس هو زياد بن أبي مريم. انظر التاريخ لابن معين: 2/177، العلل لابن أبي حاتم: 2/101-102، العلل للدارقطني:
5/297،. وزياد بن الجراح الجزري هو ثقة، وقيل هو زياد بن أبي مريم الجزري وهو ثقة أيضاً، وأياًّ كان فإن هذا الخلاف لا يضر ما كلٌّ منهما ثقة.
وعن أنس: أخرجه ابن حبان في صحيحه: 2/379 رقم ((613)) من طريق محفوظ بن أبي توبة، والحاكم في المستدرك: 4/243، من طريق عثمان بن سعيد الدارمي، والمقدسي في الأحاديث المختارة: 6/102، عن محمد
ابن سهل، ثلاثتهم عن عثمان صالح السهمي، حدثنا ابن وهب، عن يحيى بن أيوب قال: سعت حميدا الطويل يقول: قلت لأنس بن مالك: أقال رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - ((الندم التوبة)) قال: نعم.
وفي إسناده محفوظ بن أبي توبة ضعيف.
وصححه الحاكم وتعقّبه الذهبي بقوله: هذا من مناكير يحيى، وضعفه المقدسي في الأحاديث المختارة: 6/102، وأخرجه البزار في المسند: 4/77، رقم ((3239)) عن عمرو بن مالك، عن ابن وهب به. وقال: لا نعلمه يروى عن أنس إلا من هذا الوجه، ولا رواه عن حميد إلا يحيى، وعمرو حدث عن ابن وهب بأحاديث ذُكر أنه سمعها بالحجاز، وأنكر أصحاب الحديث أن يكون حدث بها إلا بالشام أو بالمصر.
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 10/199: رواه البزار عن شيخه عمرو بن مالك الرواسبي، وضعفه غير واحد، ووثقه ابن حبان وقال يغرب ويخطئ، وقال ابن حجر: ضعيف، وباقي رجاله رجال الصحيح.
وعن وائل بن حجر: عند الطبرني في معجم الكبير: 22/41 رقم ((101)) من طريق إسماعيل بن عمرو البجلي، عن قيس بن الربيع، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن وائل بن حجر مرفوعا.
وفي إسناده إسماعيل بن عمرو البجلي، قال الهيثمي: وثقه ابن حبان، وضعفه غير واحد وبقية رجاله وثقوا.
قلت: وهذا الحديث على ضعفه فهو صالح لأن يكون شاهدا لحديث ابن مسعود.
وعن أبي سعد الأنصاري: عند الطبراني في معجم الكبير: 22/306 رقم ((775)) وأبو معيم في حلية الأولياء:
10/398، من طريق ابن أبي فديك، حدثنا يحيى بن خالد، عن ابن أبي سعد الأنصاري، عن أبيه مرفوعا، ولفظه: ((الندم توبة، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له)) وهو ضعيف، فيه يحيى بن أبي خالد، وابن أبي فديك، كلاهما مجهولان، قال الهيثمي: وفيه من لا أعرفه. وقال الذهبي: وهو حديث ضعيف، رواه مجهول عن مجهول. انظر الجرح والتعديل: 6/140، لسان الميزان: /252، مجمع الزوائد: 10/199، قلت: وهو صالح في الشواهد.
وعن أبي هريرة: أخرجه الطبراني في معجم الصغير: 1/69، وأبو نعيم تاريخ أصبهان: 1/140، من طريق مورق
ابن سخيت عن أبي هلال، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هريرة مرفوعا. وقال الهيثمي: في مجمع الزوائد: 10/199، ((رجاله وثقوا وفيهم خلاف.
وعن عائشة: عند أحمد في المسند: 6/264 مرفوعا، ولفظه: ((فإن التوبة من الذنب الندم والاستغفار)) . ورجال إسناده ثقات. والحديث صحيح، والحمد لله.
وانظر جزء فيه حديث المصيصي، لأبي جفعر محمد بن سليمان المصيصي (ص75-77) .(3/1246)
1189 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ (1) ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ اللَّخْمِيُّ (2) بِأَصْبَهَانَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ المكِيُّ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ
_________
(1) مُحَمَّدُ: بْنُ يُوسُفَ الرَّقِّيُّ.
(2) سليمان بن أحمد اللخمي: الإمام الطبراني.(3/1248)
عَطَاءٍ (1) ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ (2) ، عَنْ عُبيد اللَّهِ، عن نافع، عن بْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((لاَ تَمْنَعُوا إِمَاءَ اللهِ مَسَاجِدَ اللهِ)) (3) .
1190 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ (4) ، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ العَسَّال (5)
بِأَصْبَهَانَ، حدثنا علي ابن الْحُسَيْنِ بْنِ الجُنَيْد (6) ، حَدَّثَنَا الْمُعَافَى بْنُ
_________
(1) معاية بن عطاء: البصري، قال العقيلي: كان يروي القدر عن الثوري وغيره في حديثه مناكير، وما لا يتابع على أكثره، وذكر له بعض الأحاديث المنكرة عن الثوري، ثم قال: هذه كلها بواطيل لا أصل لها. ضعفاء الكبير: 4/184، لسان الميزان: 6/58.
(2) سُفْيَانَ: الثَّوْرِيِّ.
(3) حديث صحيح مخرج في الصحيحين، وإسناد المؤلف منكر، فيه محمد بن يوسف الرقي وهو ليس بثقة، وقد تفرد به معاوية بن عطاء عن سفيان الثوري، ولا يعرف إلا من طريقه، وهو منكر الحديث، والحديث في الصحيحين من غير طريق الثوري.
أخرجه البخاري في الجمعة: باب هل على من لم يشهد الجمعة غسل 2/382 رقم ((900)) من طريق أبي أسامة، ومسلم في الصلاة: باب خروج النساء إلى المسجد إذا لم يترتب عليه فتنة 1/327 من طريق ابن نمير وابن إدريس، ثلاثتهم عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ به.
(4) مُحَمَّدُ: بْنُ يُوسُفَ الرَّقِّيُّ.
(5) أبو أحمد العسّال: هو محمد بن أحمد بن إبراهيم العسّال بفتح العين وتشديد السين المهملة وفي آخرها اللام، ويقال هذا لمن يبيع العسل ويشتاره، القاضي محدث أصبهان، قال ابن حيان مؤلف طبقات المحدثين بأصبهان: كان من كبار الناس في العلم والإتقان والحفظ والمعرفة مقبول القول، ووثقه ابن مردويه، وأبو بكر بن أبي علي وأبو نعيم. مات سنة تسع وأربعين وثلاثمائة. تاريخ بغداد: 1/270، طبقات المحدثين بأصبهن: 4/227، اللباب: 2/62، تذكرة الحفاظ:
3/787، المقتنى في سرد الكنى: 1/62.
(6) عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْجُنَيْدِ: أبو الحسن الرازي، ويعرف في بلده بالمالكي لكونه جمع حديث مالك، قال ابن أبي حاتم: صدوق، وقال أبو يعلى: هو حافظ علم مالك. وقال الذهبي: كان يحفظ أحاديث الزهري أيضا، وكان بصيرا بالرجال والعلل. مات سنة إحدى وتسعين ومائتين. الجرح والتعديل: 6/179، تذكرة الحفاظ: 2/671، سير أعلام النبلاء: 14/16، شذرات الذهب: 2/208.(3/1249)
سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عن عبيد الله
ابن عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((إِنَّ الْيَهُودَ تَقُولُ: السَّامُ عَلَيْكُمْ، فَقُولُوا: وَعَلَيْكُمْ)) (1) .
1191 - أَخْبَرَنَا أحمد، حدثنا محمد (2) ، حَدَّثَنَا عبد الله بن جعفر بن
_________
(1) حديث صحيح مخرج في الصحيحين، وإسناد المؤلف فيه محمد بن يوسف الرقي وهو ليس بثقة، وبقية رجاله ثقات.
أخرجه البخاري في المرتدين: باب إذا عرض الذمي أو غيره بسبّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ولم يصرح 12/280 رقم ((2928)) ومسلم في السلام: باب النهي عن ابتداء أهل الكتاب بالسلام: 4/1706 رقم ((2164)) من طريق ابن عيينة، ومسلم في السلام: باب النهي عنةابتداء أهل الكتاب بالسلام 4/1706 رقم ((2164)) من طريق إسمعيل بن جعفر، ومالك في الموطأ 2/960، ومن طريقه البخاري في الإستئذان: باب كيف الرد على أهل الذمة بالسلام 11/42 رقم ((6257)) ثلاثتهم عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ به.
جاء في رواية ((وعليكم)) وفي رواية ((عليكم)) وفي رواية بالإفراد ((عليك)) و ((وعليك)) وقد ذهب بعضهم إلى أن الواو زائدة، وقال بعضهم للإستئناف، وذهب بعضهم إلى تضعيف الرواية بالواو.
قال ابن حجر: بل الرواية باثبات الواو ثابتة، وهي ترجح التفسير بالموت، وهو أولى من تغليط الثقة.
ونقل ابن حجر قول النووي: ((الصواب أنّ حذف الواو وإثباتها ثابتان جائزان، وبإثباتها أجود ولا مفسدة فيه، وعليه أكثر الروايات، وفي معناه وجهان، أحدهما: أنهم قالوا عليكم الموت، فقال وعليكم أيضا، أي نحن وأنتم فيه سواء، كلنا نموت. والثاني: أن الواو للإستئناف لا للعطف والتشريك، والتقدير: عليكم ما تستحقونه من الذم. فتح الباري: 11/43-46.
(2) مُحَمَّدُ: بْنُ يُوسُفَ الرَّقِّيُّ.(3/1250)
فَارِسٍ (1) بِأَصْبَهَانَ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيب (2) ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ (3) ، حَدَّثَنَا قَيْسٌ (4) ، عَنْ عَاصِمٍ (5) ، عَنْ زر (6) ،
[ل252/ب] عَنْ عَلِيٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((صَلاَةُ الْوُسْطَى صَلاَةُ الْعَصْرِ)) (7)
_________
(1) عبد الله بن جعفر بن فارس: عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس أبو محمد الأصبهاني، وثقه ابن مردويه وأثنى عليه ابن مندة، وقال الذهبي: كان من الثقات العباد، مات سنة ست وأربعين وثلاثمائة. طبقات المحدثين بأصبهان: 0/156، ذكر أخبار أصبهان: 2/80، شير أعلام النبلاء: 2/272.
(2) يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ: بن عبد القاهر بن عبد العزيز أبو بشر العجلي، وثقه ابن أبي حاتم. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال ابن حيان: كان معروفا بالستر والصلاح وكان مقبول القول. يقال كان عنده ثلاثين ألف عن أبي داود. الجرح والتعديل: 9/237، طبقات المحدثين بأصبهان: 3/44، الثقات: 9/290.
(3) أَبُو دَاوُدَ: سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ بن الجارود الطيالسي البصري، ثقة حافظ غلط في أحاديث، التقريب: 1/250.
(4) قيس: بن الربيع.
(5) عاصم: بن بهدلة، وهو عاصم بن أبي النجوم وأبو النجود اسمه بهدلة، وكنيته أبو بكر الأسدي، صدوق له أوهام حجة في القراءة وحديثه في الصحيحين مقرون، التقريب: 1/285.
(6) زر: هو ابن حبيش.
(7) حديث صحيح مخرج في الصحيحين، وإسناد المؤلف فيه محمد بن يوسف الرقي وهو ليس بثقة، وقيس بن الربيع صدوق تغيّر لما كبر، وقد تابعه غير واحد من الثقات إلا أن عاصما لا يرتقي حديثه إلى الصحيح.
أخرجه الطيالسي في المسند 1/24 رقم ((164)) .
وأخرجه الشافعي في أحكام القرآن 1/60، وعبد الرزاق في المصنف: 1/576 رقم ((2192)) ، والنسائي في السنن الكبرى: 1/152 رقم ((360)) ، وأبو يعلى في المسند: 1/314 رقم ((390)) ، والطحاوي في شرح معاني الآثار:
1/174، والبيهقي في السنن الكبرى: 1/460، والبغوي في شرح السنة: 1/233 رقم ((387)) ، من طريق الثوري، وأحمد في المسند: 1/150، وابن ماجة في الصلاة: باب المحافظة على صلاة العصر 1/224 رقم ((684)) ، والبزار في المسند: رقم ((557)) و ((558)) ، وأبو يعلى في المسند: 1/312 رقم ((386)) و1/313 رقم ((377)) ، وابن خزيمة في صحيحه: 2/289 رقم ((1336)) وابن حبان في صحيحه: 5/39-40 رقم ((1745)) ، من طريق حماد بن زيد، والطحاوي في شرح معاني الآثار: 1/173، من طريق زائدة بن قدامة، خمستهم عن عاصم بن بهدلة، عن زر
ابن حبيش قال: قلت لعبيدة سل عليّا عن الصلاة الوسطى فسأله فقال: كنا نرى نها صلاة العصر، حتى سَمِعْتُ
رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - يقول يوم الخندق، شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر ملأ الله قبورهم وأجوافهم نارا)) . هكذا ورد عند بعضهم، وعند بعضهم ليس لعبيدة ذكر أصلا، وإنما يرويه زر عن علي مباشرة.
وأخرجه أحمد في المسند: 1/122، من طريق سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زر بن حبيش، عن عبيدة السلماني، عن علي - صلى الله عليه وسلم - مرفوعا. وأصل الحديث مخرج في الصحيحين، من حديث علي بن أبي طالب - صلى الله عليه وسلم -.
أخرجه البخاري في الجهاد: باب الدعاء على المشركين بالهزيمة والزلزلة 6/105 رقم ((2931)) والمغازي: باب غزوة الخندق، 7/405 رقم ((4111)) وفي التفسير: باب حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى 8/195 رقم ((4533)) ، وفي الدعوات: باب الدعاء على المشركين 11/194 رقم ((6396)) ، ومسلم في المسجد: ببا التغليظ في تفويت صلاة العصر 1/436 رقم ((627)) ، من طريق محمد بن سيرين، ومسلم أيضا في المساجد: باب الدليل لمن قال الصلاة الوسطى هي العصر 1/436 رقم ((627)) ، من طريق أبي حسان الأعرج كلاهما عن عبيدة السلماني، عن علي مرفوعا.
وأخرجه مسلم أيضا في المساجد: باب الديل لمن قال الصلاة الوسطى هي العصر 1/237 رقم ((627)) ، من طريق شتير بن شكل، ومن طريق يحيى بن الجزار كلاهما عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ مرفوعا. وفي بعض الروايات التصريح بأنها هي صَلاةُ الْعَصْرِ.(3/1251)
1192 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الصُّورِيُّ، حدثنا أبو الحسين الغساني، حدثنا أحمد بن محمد ابن بكر الِهزّاني، حدثنا العباس بن فرج(3/1252)
الرِّياشي، عن الأصمعي، عن الخليل بن أحمد قال: ((النَّاسُ أَرْبَعَةُ رَِجْلَةٍ: فَرَجُلٌ عَالِمٌ يَعْلَمُ أَنَّهُ عَالِمٌ فَتَعَلَّمُوا مِنْهُ، وَرَجُلٌ عَالِمٌ نَاٍس فَذَكِّرُوهُ، وَرَجُلٌ جَاِهٌل يَعْلَمُ أَنَّهُ جَاهِلٌ فَعَلِّمُوهُ، وَرَجُلٌ جَاهِلٌ يَرَى أَنَّهُ عَالِمٌ فَاهْرَبُوا مِنْهُ)) (1) .
1193 - قال (2) : حدثنا الرياشي، عن الأصمعي، أخبرني من سمع أيوب السَّخْتيانِيُّ يقول: ((إِنَّي لأَعْرِفُ مِنْ أَصْحَابِي مَنْ أَتَبَرَّكُ بِدُعَائِهِ، وَلَوْ شَهِدَ عِنْدِي عَلَى شَيْءٍ يَسِيرٍ لَمْ أَقْبَلْ شَهَادَتَهُ)) (3) .
1194 - قال (4) : حدثنا الرِّياشي، عن الأصمعي، أنشدنا الخليل بن أحمد:
_________
(1) رجاله ثقات. أخرجه البيهقي في المدخل إلى السنن الكبرى: 1/441، من طريق العباس بن أحمد، والذهبي فيتذكرة الحفاظ: 3/788، من طريق الحسن بن علي الطوسي، كلاهما عن الزبير بن بكار، عن النضر بن شميل، عن الخليل
ابن أحمد به.
وأخرجه المزي في تهذيب الكمال: 8/326، من طريق أحمد بن سفيان الطائي، عن يعقوب بن إسحاق الأصبهاني، عن الخليل بن أحمد نحوه.
(2) القائل هو: أحمد بن محمد بن بكر الهزاني.
(3) رجاله ثقات إلا أن فيه مجهولاً، لأن الذي سمع من أيوب السخياني غير معروف.
وهذا النص يحمل على من ساء حفظه وكثر غلطه وخطؤه. قال الإمام ابن قدامة: ولا تقبل شهادة من يعرف بكثرة الغلط والغفلة. وجملته أنه يعتبر في الشاهد أن يكون موثوقا بقوله، لتحصل غلبة الظن بصدقه، ولذلك اعتبرنا العدالة ومن يكثر غلطه وتغفّله لا يوثق بقوله، لاحتمال أن يكون من غلطاته، فربما شهد على غير من استُشْهد عليه، أو بغير ما استُشْهد به ... )) انظر المغني: 14/178.
(4) القائل هو: أحمد بن محمد الهزاني.(3/1253)
لَعَمْرُكَ مَا تَدْرِي الضَّوَارِبُ بِالْحَصَى
وَلاَ زَاجِرَاتُ الطَّيْرِ مَا اللهُ صَانِعُ
فَسَلْهُنَّ إِنْ لاَقَيْتَهُنَّ مَتَى الْفَتَى
مُلاَقِي الْمَنَايَا أَوْ مَتَى الْغَيْثُ وَاقِعُ (1)
1195 - قال (2) : حدثنا الرِّياشي، عن الأَصْمعي قال: قال سَلاَّمُ بن أبي مطيع (3) : ((كانَ أيُّوبُ أَفْقَهَ أَصْحَابِهِ، وِكانَ ابنُ عَوْن أَمْلَكَهُمْ لِنَفْسِهِ، وِكَانَ يُونُسُ أَرْضَاهُمْ فِي الْعَامَّةِ، وَكَانَ سليمانُ أَشَدَّهُمُ [ل253/أ] اجْتِهَاداً (4) .
_________
(1) رجال إسناده ثقات.
قد ذكر الحافظ ابن عبد البر البيت الأول ضمن أبيات رثى بها لبيد بن ربيعة أخاه أربد. في الإستيعاب: 3/1337. وفي بهجة المجالس وأنس المجالس: 1/425، وفيه ((الطوارق)) بدل ((الضوارب)) .
(2) القائل هو: أحمد بن محمد بن بكر الهزاني.
(3) سلام بن أبي مطيع: أبو سعيد الخزاعي مولاهم البصري، سئل أحمد عن سلام بن مسكين وسلام بن أبي مطيع فقال: جميعا ثقة، إلا أن سلام بن مسكين أكثر. وقال أبو حاتم: صالح الحديث،. وقال ابن حبان: كان سيء الأخذ كثير الوهم لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد. وقال ابن عدي: ليس بمستقيم الحديث عن قتادة خاصة. وقال ابن حجر: ثقة صاحب السنة، في روايته عن قتادة ضعف. مات سنة أربع وستين وقيل بعدها. الجرح والتعديل: 4/258. المجروحين: 1/341، تهذيب الكمال: 12/298، التقريب: 1/261.
(4) رجال إسناده ثقات.
أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء: 3/38، من طريق يحيى بن معمر بن سهل البصري، عن الأصمعي به مختصرا على قوله ((وكان ابن عون أملكهم لنفسه)) .
وذكر المزي في تهذيب الكمال: 3/457، عن شعبة من قوله: كان –يعني أيوب- سيد الفقهاء، وقال مرة: ما رأيت مثل أيوب ويونس بن عبيد وابن عون.
وقال ابن سعد في الطبقات الكبرى: 7/246، عن عارم بن الفضل، عن حماد بن زيد قال: فقهاؤنا أيوب وابن عون ويونس.(3/1254)
1196 - قال (1) : حدثنا الرِّياشي، عن الأصمعي قال: مات أَيُّوب بنُ أبي تَمِيمَة سنةَ إِحْدى وثلاثين ومائة، وماتَ يونسُ بنُ عبيد سنةَ ثمانٍ وثلاثين ومائة (2) ، وماتَ ابنُ عَوْن سنةَ إحدى وخمسين ومائة (3) .
1197 - قال (4) : وحدثنا الرياشي، عن الأصمعي، عن ابْنِ عَوْن، عن محمدِ
ابنِ سيرين، أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الْفِيلِ فِي النَّوْمِ فَقَالَ: أَمْرٌ عَظِيمٌ، قَلِيلُ الْمَنْفَعَةِ (5) .
1198 - قال (6) : وحدثنا الرِّياشي، حدثنا الأَصْمَعي، عن ابن أبي الزناد (7) ،
_________
(1) القائل هو: أحمد بن محمد بن بكر الهزاني.
(2) يونس بن عبيد: حكى ابن حبان الخلاف في سنة وفاته، فقال: مات سنة ثمان أو تسع وثلاثين ومائة. ورجح خليفة ابن خياط وفهد بن حيان وقريش بن أنس وابن حجر أنه مات سنة تسع وثلاثين ومائة. ويمكن الجمع بين القولين بأنه مات في أواخر سنة ثمان وثلاثين وأوائل سنة تسع وثلاثين ومائة، والله أعلم. انظر الثقات: 7/647، طبقات خليفة: 0/218، مشاهير علماء الأمصار: 1/150، تهذيب التهذي: 11/289، التقريب: 1/613.
(3) ابن عون: هو عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنِ بْنِ أرطبان أبو عون البصري، مال إلى أنه مات سنة إحدى وخمسين ومائة ابن سعد وغيره، وقال ابن حجر: مات سنة خمسين ومائة على الصحيح ولم يظهر لي مستدنه على هذا الترجيح. ورجال إسناد المؤلف كلهم ثقات. ينظر الطبقات الكبرى: 7/261، التقريب: 1/317.
(4) القائل هو: أحمد بن محمد بن بكر الهزاني) .
(5) رجاله كلهم ثقات.
(6) القائل هو: أحمد بن محمد بن بكر الهزاني.
(7) ابن أبي زناد: عبد الرحمن بن أبي الزناد عبد الله بن ذكوان.(3/1255)
عن أبيه قال: مَا كُنَّا نَكْتُبُ إِلاَّ السُنَّةَ، وَكَان ابنُ شِهابِ يَكْتُبُ كُلَّ شَيْءٍ، فَلَمَّا احْتِيجَ إِلَيْهِ عَلِمْنَا أَنَّهُ كَانَ أَوْعَانَا (1) .
1199 - وأنشدنا (2) الرِّيَاشِي:
أَزُورُكُمْ لاَ أَكَافِيكُمْ بِجَفْوَتِكُمْ
إِنَّ الْمُحِبَّ إِذَا لَمْ يُسْتَزَرْ زَارَا
يُقَرِّبُ الشَّوقُ دارًا وَهِي نَازِحَةٌ
مَنْ عَالَجَ الشَّوْقَ لمَ ْيَسْتَبْعِدِ الدَّارَا (3)
1200 - قال (4) : حدثنا الرِّياشي، حدثنا سعيد بن عامر، عن المثنى بن سعيد قال: أمر الحجاج (5) يَزِيدُ الرِّشْك (6) أنْ يَذْرَعَ البَصْرَةَ، فَوَجَدَهَا
_________
(1) رجاله ثقات.
أخرجه المزي في تهذيب الكمال 26/433، والذهبي في سير أعلام النبلاء 5/332.
(2) القائل هو أحمد بن محمد بن بكر الهزاني.
(3) البيتان موجودان في ديوان العباس بن الأحنف ص 148، ونصّه:
نزوركم لا نكافيكم بجفوتكم إن المحبَّ إذا لم يُستزر زارا
يستقرِبُ الدارَ شوقاً وهي نازحةٌ من عالج الشَّوقَ لم يستبعد الدارا
والبيت الأول ورد نحوه في رواية رقم (102) .
(4) القائل هو: أحمد بن محمد بن بكر الهزاني) .
(5) الحجاج: بن يوسف بن أبي عقيل الثقفي، ذكره البخاري ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا وكذا ابن أبي حاتم، وقال النسائي: ليس بثقة ولا مأمون. وقال الحاكم: أهلٌ ألا يروى عنه. وقال الذهبي: كان ظلوما جبارا ناصبيا خبيثا سفاكا للدماء. وقال ابن حجر: ولولا ما ارتكبه من العظائم والفتك والشر لمشى حاله. التاريخ الكبير: 2/373، الجرح والتعديل: 3/168، سير أعلام النبلاء: 4/343، تهذيب التهذيب: 2/184، لسان الميزان: 2/180، التقريب: 1/153.
(6) يزيد الرَّشك: يزيد بن أبي يزيد الرِّشك بكسر وتشديد الراء وسكون الشين المعجمة، بالفارسية أي كبير اللحية، وبذلك لقب لكبر لحيته. ويقال القسام، يقسم الدور، أبو الأزهر الضبعي، ثقة وهم من ليّنه، مات سنة ثلاثين ومائة، التقريب: 1/606.(3/1256)
فَرْسَخَيْنِ وَثَلاَثين فِي خَمْسِ دَوَانِيق (1) .
1201 - قال (2) : حدثنا الرِّياشي، حدثنا الأصمعي، قال: كان يقال: ((جِنَانُ الدُّنْيَا ثَلاَثٌ، وحُشُوشُ الدُّنْيَا ثَلاثَةٌ (3) ، فَجِنَانُها غَوْطَةُ دِمَشْقَ (4) ، وَنَهْرُ سَمَرْقَنْدَ (5) ، وَنَهْرُ اْلأُبُلَّةِ،
وحُشُوشُها (6) هِيت (7) ،
_________
(1) رجاله ثقات.
ذكره المزي في تهذيب الكمال: 32/282، وابن حجر في تهذيب التهذيب: 11/325، عن سعيد
ابن عامر، عن المثنى بن سعيد بعث الحجاج يزيد الرشك إلى البصرة فوجدها طولها فرسخين وعرضها خمسة دوانق.
(2) القائل هو: أحمد بن محمد بن بكر الهزاني.
(3) في الخطية: ((جنان الدنيا ثلاثة، وحشوش الدنيا ثلاث)) .
(4) غوطة دمشق: الغوطة: قال ابن الأعرابي، هو مجمع النبات، وقال ابن شميل: هي وهدة في الأرض المطمئنة. وغوطة دمشق استدارتها ثمانية عشر ميلا يحيط بها جبل عالية من جميع جهاتها، ولا سيما في شمالها، فإن جبالها عالية جداًّ، وميهها خارجة من تلك الجبال. معجم البلدان: 4/248، وفي معالم الأثيرة (ص211) هي الأرض المخفضة المحيطة بمدينة دمشق.
(5) نهر سمرقند: وورد أيضا صغد سمرقند: الصغد بالضم ثم السكون وآخره دال المهملة وقال يقال بالسين مكان الصاد، وهي كورة عجيبة قصبتها سمرقند، وقيل هما صغدان، صغد سمرقند، وصغد بخارى، وهي قرى متصلة خلال الأشجار والبساتين من سمرقند إلى قريب من بخارى لا تبيّن القرية، حتى تأتيها لالتحافىالأشجار بها، وهيي من أطيب أرض الله كثيرة الأشجار غزيرة الأنهار متجاوبة الأطيار، انظر معجم البلدان: 3/409، و464.
(6) حشوش: بفتح الحاء وضمها، أي البستان.
(7) هِيْت: بكسر الهاء وآخره تاء مثناة، سميت هيت هيت لأنها في هُوَّة من الأرض انقلبت الواء باء لانكسار ما قبلها، وهي بلدة على فرات من نواحي بغداد فوق الأنبار ذات نخل كثير وخيرات واسعة، وهي مجاورة للبريّة. معجم البلدان: 5/482-483.(3/1257)
وأَرْدَبِيل (1) ، وعُمَان)) (2) . [ل253/ب]
1202 - قال الرِّياشي: قال قُسُّ بنُ سَاعدة (3) : لأَقْضِيَنَّ بَيْنَ النَّاسِ قَضِيَّةً مَا قَضَى بِهَا أَحَدٌ قَبْلِي وَلا يَرُدُّهَا أَحَدٌ بَعْدِي مَنِ ادَّعَى شَرَفًا دُونَهُ لُؤْمٌ فَلا شَرَفَ لَهُ، وَمَنْ ذُكِرَ بِلُؤْمٍ دُونَهُ شَرَفٌ فَلا لُؤْمَ عَلَيْهِ (4) .
1203 - قال (5) : أنشدنا الرِّياشي:
_________
(1) أردبيل: بفتح ثم السكون وفتح الدال وكسر الباء وياء ساكنة ولام، من أشهر مدن أذربيجان، قال ياقوت الحموي: وهي مدينة كبيرة جداًّ، رأيتها في سنة سبع عشرة وستمائة فوجدتها في فضاء من الأرض فسيح، يتسرب في ظاهرها وباطنها عدة أنهار كثيرة المياه، ومع ذلك فليس فيها شجرة واحدة من شجر جميع الفواكه لا في ظاهرها ولا في باطنها، ولا في جميع الفضاء الذي هي فيه، وإذا زُرع أو غُرس فيها شيء من ذلك لا يفلح هذا مع صحة هؤلاء وعذوبة مائها وجودة أرضها، وهو من أعجب ما رأيته. معجم البلدان: 1/145.
(2) رجال إسناده ثقات.
ذكره الياقوت الحموي في معجم البلدان: 1/464 عن الأصمعي نحوه وفيه: وحشوشها الأبلة وسيراف وعمان.
وذكر في 1/77، عن الأصمعي ولفظه: ((جنان الدنيا ثلاث: غوطة دمشق، ونهر بلخ، ونهر الأبلة، وحشوش الدنيا خمسة، الأبلة وسيراف وعمان، وأردبيل، وهيت.
وقال أبو بكر محمد بن العباس الحوارزمي الشاعر الأديب: جنان الدنيا أربع: غوطة دمشق وصغد سمرقند وشعب بوّان وجزيرة الأبلة، وقد رأيتها كلها وأفضلها دمشق. معجم البلدان: 3/464.
(3) قس بن ساعدة: بن خذافة بن زفر بن إياد بن نزار الإيادي الخطيب البليغ المشهور، وذكره بعضهم في الصحابة، وقيل إنه توفي قبل البعثة، انظر الإصابة: 5/551-553 رقم: (7345) .
(4) رجال إسناده ثقات.
(5) القائل هو: أحمد بن محمد الهزاني.(3/1258)
إِذَا سَمِعْتَ بِمَوْتٍٍ لِلْبَخِيلِ فَقُلْ
بُعْداً وَسُحْقًا لَهُ مِِنْ هَالِكٍ مُودِي
وَصَارَ جِسْمَانُهُ لِلتُّرْبِ وَالدُّودِ ... خَلَّفْتَ مَالَكَ مِيرَاثاً لِوَارِثِهِ
تَرَكْتَ سَرْحَكَ (1) مَنْقُوصاً سَيُورَثُهُ
وَالسَّيْف يَصْدَأ وَهُو فِي جَفْنِ مَغْمُودِ
1204 - قال (2) : حدثنا الرِّياشي، عن الأصمعي، عن الخليل بن أحمد قال: ((لَمْ أَرَ الرَّجْلَ يَجْمَعُ إِلا لأَحَدِ ثَلاَثةٍ: هُمْ أَبْغَضُ النَّاسِ إِلَيْهِ، إِمَّا زَوْجُ امْرَأَتِهِ، وَإِمَّا امْرَأَةُ ابْنِهِ، وَإِمَّا زَوْجُ ابْنَتِهِ، وَكانَ يُقَالُ: إِنَّمَا مَالُِكَ لَكَ (3) أَوْ لِحَاجَةٍ تَحْدُثُ فِيه أَوْ لِلْوَارِث، فَلا تَكُنْ أَخَسَّهُمْ حَظًّا مِنْهُ)) .
1205 - قال (4) : حدثنا الرياشي، عن الأصمعي، عن النمر بن هلال النمري (5) ، عن قتادة، عن أبي الجلد (6) قال: الأَرْضُ أَرْبَعَةُ وعشرون أَلْفَ فَرْسَخ: فَلِلْعَرْبِ مِنْهَا أَلْفُ فَرْسَخٍ، ولِفَاِرس ثَلاثةُ آلاف، وللرُّوم ث
_________
(1) السَّرْح: المال السائم، وهو الذي يُسامُ في المرعى من الأنعام، يقال: سَرَحَتِ الماشيةُ، تَسْرَحُ سَرْحاً سُرُوحا: سامَتْ، ولا يسمى من المال سَرْحاً إلا ما يُغْدَى به ويُراح، لسان العرب: 2/478، (سرح) .
(2) القائل هو: أحمد بن بكر الهزاني) .
(3) في الخطية (سقط لك) وعليه علامة الضرب، وكُتب في الهامش (سقط من الأصل لك) .
(4) القائل هو: أحمد بن محمد الهزاني.
(5) النمر بن هلال النمري: ذكره ابن حبان في الثقات: 7/546،
(6) أبو الجلد: هو جيلان بن فروة، ويقال بن أبي فروة الأسدي البصري روى عنه قتادة وغيره، وثقه ابن سعد وأحمد وقال ابن حبان كان ممن يقرأ كتب الأوائل وكان من العباد. الطبقات الكبرى: 7/222، الجرح والتعديل: 2/547، مشاهير علماء الأنصار: 1/93، الثقات: 4/119.(3/1259)
مانيةُ آلافِ فَرْسَخٍ، ولِلسُّودَانَ اثْنَا عَشَرَ ألْفًا (1) .
1206 - قال الرِّياشي: قال الأصمعي: ((مَا بَيْنَ الشِّحْر (2) إِلَى عُمَانَ أَلْفُ فَرْسَخٍ)) (3) .
1207- قال الرِّياشي: قال أبو عاصم (4) : ((يُقَالُ إِنَّ جَزِيرَةَ الْعَرَبِ (5) مَا دُونَ دِجْلَة)) (6) . [ل254/أ] .
_________
(1) رجال إسناده ثقات.
أخرجه ابن حبان في الثقات: 7/546 والقرطبي في التفسير: 18/215 عن قتادة، عن أبي الجلد به.
وأخرجه أبو عثمان المقرئ الداني في السنن الواردة في الفتن: 6/1215 رقم ((675)) من طريق هارون بن أبي يزيد، عن سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ من قوله، ولفظه: ((الأرض أربعة وعشرون ألف فرسخ، فاثنا عشر ألف فرسخ السند والهند، وثمانية آلاف الصين، وثلاثة آلاف الروم وألف العرب)) . وفي إسناده سعيد بن بشير الأزدي وهو ضعيف، انظر التقريب: 1/234.
وأخرجه الخطيب في تايخ بغداد: 14/205 من طريق يحيى بن واقد بن محمد أبو صالح الطائي، عن الأصمعي، عن النمر بن هلال من قوله. ويحيى بن واقد هذا وثقه إبراهيم بن أورمة. انظر تاريخ بغداد: 14/205.
(2) الشحر: بكسر شين وسكون الحاء، وهو صُقْعٌ على ساحل بحر الهند من ناحية اليمن، وقال الأصمعي وابن سيده: هو بين عدن وعمان. وقال الأزهري: هو أقصى اليمن، ويقال: شِحْر عُمان وشَحْر عُمان، وهو ساحل البحر بين عمان وعدن. معجم البلدان: 3/371، و4/398.
(3) رجال إسناده ثقات.
(4) أبو عاصم: الضحاك بن مخلد النبيل.
(5) جزيرة العرب: يقال إنما سميت بذلك لإحاطة الأنهار والبحار بها من جميع أقطارها وأطرافها فصاروا منها في مثل الجزيرة من جزائر البحر، وقال ابن حجر: سمّيت جزيرة العرب لأحاطة البحار بها، يعني بحر الهند، وبحر القلزم، وبحر فارس، وبحر حبشة، وأضيفت إلى العرب لأنها كانت بأيديهم قبل الإسلام، وبه أوطانهم ومنازلهم، انظر معجم البلدان: 2/159، فتح الباري 6/171.
(6) رجال إسناده ثقات.(3/1260)
1208- قال الرِّياشي: يُقالُ إِنَّ الْفُرَاتَ جَاءَ مِنْ بِلاَدِ الرُّومِ، فَجَاءَ حَتَّى صَبَّ فِي دِجْلَةَ، وَصَبَّتْ دِجْلَةُ فِي الْبَحْرِ، وَعَطَفَتِ الْبَحْرَ إِلى عَدَنَ ثُمَّ إِلَى جُدَّةَ (1) .
1209- قال الرِّياشي: وقال الأصمعي: هُوَ مِنْ حَضَرَ مَوْتَ إِلَى جُدَّةَ.
1210- قال الرياشي: وقال الأَصْمَعِي: يقُولُونَ إِذا خَلَّفْتَ الْحِجَاَز (2) مُصْعِداً فَقَدْ أَنْجَدْتَ، وإذا انْحَدَرْتَ مِنْ ثَنَايا (3) ذَاتِ عِرْقٍ فَقَدْ أَتْهَمْتَ، فإذا عَرضَ لكَ الْحِرَارُ -جمع حِرَّة- وَأَنْتَ بِنَجْدٍ ذَلِكَ (4) الْحِجَاز، فَإذا عَرَضَ لكَ المَرْخُ وَالْعَفَارُ (5) فقدْ أَتْهَمْتُ، وَالمَدِينةُ حِجَارٌ (6) .
_________
(1) رجال إسناده ثقات.
ذكر ذلك الياقوت الحموي في معجم البلدان: 2/159.
(2) كذا في الخطية، وفي معجم البلدان (عَجْلَزاً) .
(3) في الخطية ((يمانا)) وهو تصحيف والمثبت من معجم البلدان.
(4) كذا في الخطية ((ذلك)) وفوقها ضبة، وقد أُثبت (ذلك) أيضاً في مصادر التخريج.
(5) المرخ: بفتح الميم وسكون الخاء، واد باليمن، والعفار: موضع بين مكة والطائف، المرخ والعفار: شجرتان فيهما نار ليس في غيرهما من الشجر، وقيل: نوع من النبات. معجم البلدان: 5/103، و4/131، أسماء جبال تهامة: 0/18، و20، و24.
(6) رجال إسناده ثقات.
ذكر الياقوت الحموي في معجم البلدان: 4/86، و5/262، نحوه.
وجاء في 2/74 عن الأصمعي أيضاً قال: إذا خلفت عمان مصعدا فقد أنجدت، فلا تزال منجدا حتى تنزل في ثنايا ذات عرق، فإذا فعلت ذلك فقد أتهمت إلى البحر، وإذا عرضت لك الحرار وأنت منجد فتلك الحجاز، وإذا تصوبت من ثنايا العرق واستقبلك الأراك والمرخ فقد أتهمت، وإنما سمي الحجاز حجازا لأنه حجز بين تهامة ونجد.(3/1261)
1211- قال الرِّياشي: قال الأصمعي: سمعتُ مَشَايِخُ الْعَرْبِ يقُولُونَ اْلحِجَازُ مِنْ نَجْدٍ وَتُهَامَةٍ، قَالُوا وَالطَّرْفُ الذي بِقُرْبِ الْمَدِينة طَرَفُ نَجْدٍ، وهو أوَّلُ مَنْزِلٍ إِذَا خَرَجْتَ مِنَ الْمَدِينَةِ تُرِيدُ الْعِرَاقَ وأنشد:
كأنَّ المَطَايا لمْ تُنَخْ وتُهَامة إذا صَعَّدَتْ في ذاتِ عِرْقٍ صُدُورُها
1212 - قَالَ (1) : سَمِعْتُ أَبَا عُمَرَ بْنَ خَلَّادٍ (2) يَقُولُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: أَخْبَرَنِي الزُّهْرِي قَالَ: خَرَجْتُ إِلَى عَبْدِ الْمَلِك بْنِ مَرْوَانَ أَلْتَمِسُ الرِّزْقَ، فَدَخَلْتُ مَسْجِدَ دِمَشْقَ فرأيتُ حَلقَةً ضَخْمَةً، فجَلَسْتُ إِلَيْهَا، فَإذَا رسولُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوان قَدْ خَرَجَ، فَقَالَ: إِنَّ أميَر الْمُؤْمِنِينَ يقولُ لَكُمْ: مَنْ كَانَ عِنْدَهُ علمٌ أَنَّ عُمَرَ بنَ الخَطَّاب كانَ يَكْتُبُ بِيَدِهِ فلْيُخْبِرْنَا،
[ل 254/ب] فَلَمْ يُجِبْهُ أحدٌ، فقلتُ: أَنَا أُخْبِرُهُ، فَقَالَ قَبِيصةُ بْنُ ذُؤَيْب: وَكَانَ صاحبَ الْحَلْقَةِ، أخبِرْنِي بِمَا عِنْدَكَ، فقلتُ: لا أخبِرُ غيرَ أميرِ الْمُؤْمِنين، فَدَخَلَ إِلَى عبدِ الْمَلِكِ فَأَخْبَرَهُ أَنَّ بَعْضَ أَهْلِ الْمَدِينَةِ قَدِمَ دِمَشْقَ فَذكرَ أنَّهُ يَعْرِفُ أَميَر الْمُؤْمِنِينَ أَنَّ عُمَر كَانَ يَكْتُبُ بِيَدِهِ،
فَقَالَ: صِفْهُ لِي، فَقَالَ: شَابٌ فِي عَيْنَيه عَمَشٌ، فَقَالَ: يَنْبَغِي أنْ يكونَ هذَا مِنْ بَنِي زُهْرَةَ مِنْ
آلِ شِهَاِب،
_________
(1) القائل هو العباس بن فرج الرياشي.
(2) أبو عمر بن خلاد: لعله محمد بن خلاد بن هلال الأسكندراني، قال الذهبي: لا أدري من هو، روى عن الليث
ابن سعد، لكن أبا سعيد بن يونس ذكر أنه يروي مناكير ويكنى أبا عبد الله، قلت: وهذا يشكل إلا أن يقال أن في كنيته خلافاً. ميزان الاعتدال: 6/135.(3/1262)
أَدْخِلْهُ إلَيَّ، فأدْخَلَنِي إِلَيْهِ، فَقَالَ أزُهْرِيٌّ أنتَ؟ قُلْتُ: نَعم، قَالَ: منْ آلِ شِهَاب؟ قُلْتُ: نَعم، قَالَ: مَنْ أَبُوكَ؟ قُلْتُ: مُسْلِمُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَعْرِفُهُ، كانَ نَعَّاراً (1) فِي الفَتَنِ، كيفَ عَلِمْتَ أَنَّ عُمَرَ كَانَ يَكتب بِيَدِهِ؟ قُلْتُ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَة بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلَى الْمِنْبَرِ: ((لاَ تَغْلِبُوا عَلَى آيَةِ الرَّجْمِ، فَقَدْ رَجَمَ رسولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَرَجَمْنَا بَعْدَهُ، وَكُنَّا نَقْرَؤُهَا فِي كِتَابِ اللهِ، وَلَوْلاَ أَنْ يَقُولَ النَّاسُ زَادَ ابنُ الْخَطَّابِ فِي كِتَّابِ اللهِ لَكَتَبْتُهَا بِخَطِّي)) . قَالَ: مَا أَقْدَمَكَ الشَّامَ؟ قلتُ: أَلْتَمِسُ قَضَاءَ دَيْنِي، وَإِصْلاَحَ حَالِي، وَرِزْقًا يُجْرَى عَلَيَّ، قَالَ: يُقْضَي دَيْنُكَ، وَيُصْلَحُ مِنْ حَالِكَ، فَأَمَّا الرِّزْقُ فَلاَ سَبِيلَ إِلَيْهِ، فَقَضَى دَيْنِي، وأَصْلَحَ حَالِي، وَوَصَلَنِي، وَخَرَجْتُ إِلَى [ل255/أ] الْمَدِينَةِ، فَبَلَغَ عُبيدُ اللهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ خَبَرِي فَهَجَرَنِي، وَلَمْ يَأْذَنْ لِي عَلَيهِ، وَقَالَ: تَحْمِلُ حَدِيثِي إِلَى بَنِي مَرْوَانَ؟ فَمَكَثْتُ حِينًا أَتَرَضَّاهُ حَتَّى رَضِيَ (2)
_________
(1) رجل نعَّار في الفتن: خرّاجٌ فيها سعَّاء. لسان العرب: مادة ((نعر)) 5/222.
(2) في إسناده أبو عمر بن خلاد، ولم أجد هذه القصة عن غيره وهو منكر الحديث، وأما أثر بن عباس فقد أخرجه البخاري في الحدود: باب الاعتراف بالزنا 12/137 رقم ((6829)) ومسلم في الحدود: باب رجم الثيب في الزنا رقم ((1691)) ، من طريق سفيان بن عينة عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ به.
وأخرجه مالك في الموطأ: 2/823، مختصرا كما عند المؤلف.
وأخرجه البخاري في الحدود: الاعتراف بالزنا 12/137 رقم ((6829)) مختصرا على الرجم من طريق سفيان
ابن عيينة، و12/144 رقم ((6830)) مطولا، من طريق صالح بن كيسان، وفي الإعتصام: باب ما ذكر لنبي - صلى الله عليه وسلم - وحض على اتفاق أهل العلم 13/303 رقم ((7323)) من طريق معمر، ثلاثتهم عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ به.(3/1263)
1213 - قال (1) : حدثنا الرِّياشي، حدثنا مسعود بن بِشْر المازني (2) ، عن رجلٍ مِنْ وَلَدِ عَمْرو بن مُرَّة الجُهَنِي وَكَانَتْ لأَبِيهِ صُحْبَةٌ قال: قَامَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي ضِنَّةَ (3) إِلَى عَبْدِ الْمَلِك ِبْنِ مَرْوانَ فقال:
وَاللهِ مَا نَدْرِي إِذَا مَا فَاتَنَا طَلَبٌ إِلَيكَ مَنِ الَّذِي نَتَطَلَّبُ
وَلَقَدْ ضَرَبْنَا فِي الْبِلاَدِ فََلَمْ نَجِدْ أَحَداً سِوَاكَ إِلَى الْمَكَارِمِ يُنْسَبُ
فَاصْبِرْ لِعَادَتِنَا التَّي عَوَّدْتَنَا أوْ لاَ فَأَرْشِدْنَا إِلَى مَنْ نَذْهَبُ
فأَعْطاهُ ألفَ دينار، ثُمُّ عادَ إليهِ بَعْدَ الحَوْلِ فأنْشَدَهُ:
نَرُبُّ الَّذِي يَأْتِي مِنَ الْخَيْرِ إِنَّهُ إِذَا فَعَلَ الْمَعْرُوفَ زَادَ وَتَمَّمَا
وَلَيْسَ كَبَانٍ حِينَ تَمَّ بِنَاؤُهُ تَتَبَّعَهُ بِالنَّقْضِ حَتَّى تَهَدَّمَا
فأعْطَاهُ أَلَْفَيْ دِينار، ثُمَّ أتاهُ الْحَوْلُ فقال:
إِذَا اسْتَعْذَرُوا كَانُوا مَعَاذِيرَ بِالنَّدَى يَعُودُونَ بِاْلإِحْسَانِ عَوْداً عَلَى بَدْءِ
قال: فأعْطَاه ثَلاثَةَ آلاف دِينَار (4) .
_________
(1) القائل هو: أحمد بن محمد الهزاني) .
(2) مسعود بن بشر المازني: لم أجد له ترجمة، ولكن الذهبي ذكره ضمن الذين رووا عن الواقدي. ميزان الاعتدال:
1/423، لسان الميزان: 1/451.
(3) في الخطية ((ضبّة)) وهو تصحيف، والتصحيح من فصل المقال لأبي عبيد البكري ص 252.
(4) في إسناده مسعود بن بشر المازني ذكره الذهبي دون جرح ولا تعديل، وشيخه غير معروف.(3/1264)
1214 - قال (1) حدثنا إبراهيمُ بن مَكْتُوم (2) ، حدثنا عبدُ الصَّمد بن خَاقَانَ بن الأَهْتَم قال: ((لَمَّا وَلِيَ مُحَارِبُ بْنُ دِثَار القَضَاءَ، قِيلَ لِلْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةََ أَلاَ تَأْتِيهِ؟ قال: مَا أَصَابَتْهُ عِنْدَ نَفْسِهِ مُصِيبَةٌ فَأُعَزِّيَهُ، وَلاَ حَدَثَ لَهُ نِعْمَةٌ عِنْدِي فَأَهَنِّئهُ، وَلاَ كُنْتُ لَهُ قَبْلَ الْيَوْمِ زَوَّارًا فَآتِيَهُ)) (3) .
1215 - قال (4) : [ل255/ب] حدثنا الرِّياشي، عن الأصمعي، كَانَ أَوْسُ بْنُ حُجْر فَحْلَ مُضَرَ فِي الشِّعْرِ حَتَّى نَشَأَ النَّابِغَةُ فَطَأْطَأَ مِنْهُ (5)
_________
(1) القائل هو أحمد بن محمد الهزاني.
(2) إبراهيم بن مكتوم: أبو إسحاق السلمي، ذكره ابن أبي حاتم من غير جرح ولا تعديل. وقال أبو جعفر الطحاوي: هو عند أهل الحديث معروف ثقة. وذكره ابن حبان في الثقات. الجرح والتعديل: 2/139، الثقات: 8/84، تاريخ بغداد: 6/183.
(3) في إسناده عبد الصمد بن حاقان، لم أقف على ترجمته، وبقية رجاله ثقات.
أخرجه البيهقي في السنن الكبرى: 10/98، من طريق أبي جعفر الطحاوي، قال: سمعت أبا جعفر محمد بن العباس يقول: لما ولي محارب بن دثار القضاء ... فذكره.
وفي إسناده أبي العباس أحمد بن علي البزاز الكسائي، وأبو عيسى عبد الرحمن بن إسماعيل العروضي لم أقف لهما على ترجمة. وبقية رجاله ثقات.
(4) القائل هو: أحمد بن محمد الهزاني) .
(5) إسناده ثقات.
لم أجده عن الأصمعي، ولكن قاسم بن سلام الجمحي ذكره عن أبي عمرو بن العلاء في طبقات فحول الشعراء 1/97، – أنه – قال: كان أوس فحل مضر حتى نشأ النابغة وزهير فأخملاه، قلت ومعروف أن الأصمعي روى عن عمرو
ابن العلاء كثيراً، فلا يبعد أن يكون سمع منه هذا ثم أسقطه حين التحديث.
أخملاه: من خمل، والخامل: الخفي الساقط الذي لا نباهة له، ويقال هو خامل الذكر والصوت، إنه لخامل الذكر: أي لا يعرف ولا يذكر، وخمل صوته، إذا وضعه وأخفاه ولم يرفعه. لسان العرب: 11/221، مادة ((خمل)) .(3/1265)
1216 - قال (1) : حدثنا الرِّياشي، عن المُنْتَجِعِ بنِ نَبْهَان (2) قال: سمعتُ بَعْضَ اْلأَعْرَابِ يَتَحَدَّثُ: أَنَّ أَفْعَى لَحَسَتْ (3) بَيْضَ نُغَارٍ وَهُوَ طَيْرٌ صَغِيرٌ شِبْه الْعُصْفُورِ، فطارَ النُّغَارُ حَتَّى أَخَذَ شَيْئاً مِنَ اْلأَرْضِ ثُمَّ أَتَى اْلأَفْعَى، ثُمَّ رَفْرَفَ عَلَى رَأْسِهَا فَفَغَرَتْ (4) فَاهَا إِلَيْهِ لِتُرْهِبَهُ، فَأَلْقَى فِي فِيهَا شَيْئاً، فَجَعَلَتْ تَضْطَرِبُ حَتَّى مَاتَتْ، فَنظَرُوا فَإِذَا هُوَ قَدْ أَلْقَى فِيهَا حَسَكَةً (5) .
1217 - قال (6) : حدثنا الرِّياشي، وأبو حاتم السِّجِسْتَانِيُّ، قالا: حدثنا الأصْمَعي، حدثنا أبو عطاء، قال داود بنْ أبي هند (7)
: إِنَّمَا فَشَا الْقَدْرُ
_________
(1) القائل هو: أحمد بن محمد الهزاني.
(2) في الخطية غير واضح كأنه ((المنتج بن نبهان)) ولم أجد له ذكر في كتب التراجم، وغيرها. ولعله المنتجع بن نبهان: روى عنه معمر بن المثنى وأبو عبيدة انظر الطبراني في التفسير: 15/224، الإصابة: 1/130.
(3) لحست: من لحس، اللحسة: لعق اللعقة. لسان العرب: 6/205، مادة ((لحس)) .
(4) ففغرت: فغر فاه: أي فتحه. لسان العرب: 5/59.
(5) رجال إسناد ثقات إلا المنتجع بن نبهان.
(6) القائل هو: أحمد بن محمد الهزاني.
(7) داود بن أبي هند: القشيري مولاهم أبو بكر أو أبو محمد البصري. أثنى عليه ابن عيينة، وثقه ابن سعد وأحمد
وابن معين والعجلي وأبو حاتم والنسائي ويعقوب بن شيبة وابن حبان. وقال ابن حجر: ثقة متقن كان يهم بأخرة. مات سنةتسع وثلاثين أو سنة أربعين بعد المائة. الطبقات الكبرى: 7/255، معرفة الثقات: 1/232. الثقات:
6/278، تهذيب الكمال: 8/461، التقريب: 1/200.(3/1266)
فِي الْبَصْرَةِ لَمَّا أَسْلَمَ النَّصَارَى وَاليَهُودُ، لأَنَّ الْقَدَرَ مَقَالَةَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى (1) .
1218 - حدثنا الرياشي، عن الأَصْمَعي قال، مات داودُ بْنْ أبي هِنْدَ سنة تسع وثلاثين ومائة (2) .
1219 - قال (3) : حدثنا الرِّياشي، عن الأَصْمعي، عَنْ شَيْخٍ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ قال: قال زُبَيْدُ الْيَامي (4) وَهُوَ حَيٌّ مِنْ هَمَذَانَ: خَرَجَ مِنْ هَمَذَانَ إِلَى صِفِّينَ اثْنَا عَشَرَ أَلْف رَجُلٍ، فَمَا رَجَعَ مِنْهُمْ إلاَّ خَمْسَةٌ أو سِتَّةٌ (5) .
_________
(1) في إسناده أبو عطاء لم أقف على ترجمته، وبقية رجاله ثقات.
وقد روى الآجري في الشريعة: 0/243، واللالكائي في السنة: 4/750، بإسناد جيد عن الأوزاعي أنه قال: أول من نطق في القدر رجل من أهل العراق يقال له: سوسن كان نصرانيا فأسلم، ثم تنصر فأخذ عنه معبد الجهني، وأخذ غيلان عن معبد.
(2) رجال إسناده ثقات.
في الخطية ((سبع وثلاثين ومائة)) وهو تصحيف، والتصحيح من كتب التراجم، حيث نقل يزبد بن هارون وابن سعد وغيرهما أنه توفي سنة تسع وثلاثين ومائة. وقال علي بن المديني وغيره أنه مات سنة أربعين ومائة. وقال خليفة بن الخياط: أنه مات سنة تسع وثلاثين أو أول سنة أربعين ومائة. وقال ابن حجر: وقيل مات سنة إحدى وأربعين ومائة. وقد جمع الذهبي بين هذه الأقوال فقال أنه مات في أول سنة أربعين، قلت والجمع أولى وأفضل ما دام لم يترجح لدينا قول. انظر الطبقات الكبرى: 7/255، طيقات خليفة: 0/218، تذكرة الحفاظ: 1/146، تهذيب التهذيب: 3/177، التقريب: 1/200.
(3) القائل هو: أحمد بن محمد الهزاني.
(4) زبيد اليامي: زبيد بموحدة مصغّر ابن الحارث بن عد الكريم بن عمرو اليامي بالتحتانية أبو عبد الرحمن الكوفي ثقة ثبت عابد مات سنة اثنتين وعشرين ومائة أو بعدها. التقريب: 1/213.
(5) في إسناده شيخ من أهل الكوفة لم أعرف من هو.
لم أقف على هذا النص، ولكن ذكر ابن كثير في "البداية والنهاية": أن علي بن أبي طالب لما فرغ من وقعة الجمل ودخل البصرة، سار منها إلى الكوفة، فلما دخلها، بعث إلى جرير بن عبد الله، وكان على همذان من زمان عثمان، وإلى الأشعث بن قيس، وهو على نيابة أذربيجان من أيام عثمان أيضاً، يأمرهما أن يأخذا البيعة له على من هناك ثم يقبلا إليه، ففعلا ذلك.
قلت: ولكنه لم يرد فيه العدد الذي خرج مع جرير بن عبد الله من همذان على وجه التحديد، ولا شك أن كلَّ من لم يكن لديه عذر شرعي سيكون من الخارجين، تلبية لأمر خليفة المسلمين، كما أن النص يدل على أنهم إنما خرجوا إليه بعد الوقعة، ولكن نص المؤلف دل على خروجهم إليه قبل الوقعة.(3/1267)
1220 - قال (1) : حدثنا أبو حاتم (2) ، عن الأصمعي قال: المِيزَانُ مِيْزَانُ أَهْلِ مَكَّةَ، وَالْمِكْيَالُ مِكْيَالُ أَهْلِِ الْمَدِينَةِ (3)
_________
(1) القائل هو: أحمد بن محمد الهزاني.
(2) أبو حاتم: السجستاني.
(3) صحيح، وإسناد المؤلف حسن فيه أبو حاتم وهو صدوق، وبقية رجاله ثقات.
أخرجه)) وأبو داود في البيوع: باب قَوْلِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - ((المكيال مكيال أهل المدينة)) 3/633 رقم ((3340)) والنسائي في الزكاة: باب كم الصاع 5/54، وفي البيوع: باب الرجحان في الوزن 7/284، وعبد بن حميد في المنتخب: 0/256 رقم ((803 وفي النسائي في السنن الكبرى: 2/29، و4/35، والطبراني في معجم الكبير: 12/392 رقم ((13449)) ، وأبو نعيم في حلية الأولياء: 4/20، والبيهقي في السنن الكبرى: 6/31، من طريق الفضل بن دكين، وزاد النسائي والملائي، كلاهما عن سفيان الثوري، عن حنظلة، عن طاووس، عن ابن عمر مرفوعا، بلفظ: ((الوزن وزن أهل مكة، والمكيال مكيال أهل المدينة)) .
وإسناد صحيح رجاله ثقات، وقد تابع أبو المنذر إسماعيل بن عمر والفريابي أبا نعيم، أخرجه أبو عبيد في الأموال:
1/518 رقم ((1607)) ، ومن طريقه البغوي في شرح السنة: 8/69 رقم ((2063)) ، من طريق أبي المنذر إسماعيل
ابن عمر، والطحاوي في مشكل الآثار: 2/99، من طريق الفريابي، والبيهقي في السنن الكبرى: 4/170، من طريق قبيصة، والنسائي في السنن الكبرى: 4/35 رقم ((6186)) ، من طريق الملائي، أربعتهم عن سفيان الثوري، عن حنظلة، عن طاووس، عن ابن عمر مرفوعا. وقال أبو نعيم: غريب من حديث طاووس وحنظلة، ولا أعلم رواه عنه متصلة إلا الثوري.
وخالفهم جميعا أبو أحمد الزبيري، أخرجه البزا في المسند: 2/85 رقم ((1262)) وابن حبان في صحيحه: 8/77 رقم ((3283)) والبيهقي في السنن الكبرى: 6/31، من طريق أبي أحد الزبيري، عن سفيان الثوري، عن حنظلة
ابن أبي سفيان، عن طاووس، عن ابن عباس مرفوعا. وورد عند البزار والبيهقي ((المكيال مكيال أهل مكة، والميزان ميزان أهل المدينة)) . وهو خطأ، والصواب ما تقدم.
وقال أبو داود: وكذا رواه الفريابي وأبو أحمد عن سفيان وافقهما في المتن، وقال أبو أحمد عن ابن عباس مكان
ابن عمر.
وقال سليمان: هكذا رواه أبو أحمد فقال: عن ابن عباس، فخالف أبا نعيم في لفظ الحديث، والصواب ما رواه أبو نعيم بالإسناد واللفظ. انظر السنن الكبرى للبيهقي: 6/31.(3/1268)
1221 - قال (1) : حدثنا أبو حاتم، [ل256/أ] والرياشي جميعًا، عن الأصمعي، عن أبي عمرو بن العلاء (2) قال: بَلَغَنَا أَنَّ عُمَرَ بنَ الخطَّابِِ قال لَهُ رَجُلٌ: الصُّلْعَانُ (3) خَيْرٌ أَمِ الْفُرْعَان (4) ؟ فَقَالَ عُمَرُ: الفُرْعَان (5) .
_________
(1) القائل هو: أحمد بن محمد الهزاني.
(2) أبو عمرو بن العلاء: قيل اسمه زبان أو العريان، أو يحيى أو جزء بفتح الجيم ثم زاء ثم همزة، والأول أشهر ثقة من علماء العربية، مات سنة أربع وخمسين ومائة. وهو ابن ست وثمانين سنة. التقريب: 1/ 660
(3) الصلعان من الصَّلع: وهو ذهاب الشعر من مقدم الرأس إلى مؤخره، وكذلك إذا ذهب وسطه، صَلِع يَصْلَع صَلَعاً وهو أَصْلَعُ، ويجمع أصلع على صُلْعان. لسان العرب: 8/204.
(4) في الخطية ((القُرْعان)) ، من القُرْعُ، قرس الرأس وهو أن يصلع فلا يبقى على رأسه شعر، ويقال: قوم قُرْعٌ وقُرْعان. لسان العرب: 8/262. وهو تصحيف، والتصحيح من غريب الحديث لابن الجوزي.
(5) رجاله ثقات.
ذكره الزمخشري في الفائق في غريب الحديث: 3/108، ابن الجوزي في غريب الحديث: 2/188، وقال ابن الجوزي والأفرع: الوافرُ الشَّعر لم يذْهَب منه شيء.(3/1269)
آخره والحمد لله رب العالمين، بلغت عرضا بأصل معارض بأصل سماعنا ولله الحمد والمنة.
في الأصل ما مثاله: -
بلغ السماع لجميعه على سيدنا الشيخ الأجل الإمام العالم الحافظ شيخ الإسلام، أوحد الأنام، فخر الأئمة، أبي طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السِّلفي الأصبهاني، رضي الله عنه، بقراءة الفقيه تاج الدِّين أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن محمد المسعودي، صاحبه القاضي الفقيه المَكين، الأشرف الأمين، جمال الدِّين، خاصة أمير المؤمنين، أبو طالب أحمد بن القاضي المكين أبي الفضل عبد الله بن القاضي المكين أبي علي الحسين بن حديد، وصفي الدولة أبو الحسن جوهر ابن عبد الله الأستاذ فتاه، والشيوخ الفقهاء: الخطيب أبو القاسم أحمد بن جعفر
ابن إدريس (1) الغافقي، وأبو الرضا أحمد بن طارق بن سنان القرشي البغدادي، وأبو الحسن سيار بن علي ابن مفرج المقدسي، وأبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن أحمد الفيروزآبادي، ومحمد ابن محمد بن محمد البَلْخيُّ الصُّفيَّان، وأبو بكر محمد بن الحسن بن نصر الخِلاطي، وأبو عمرو عثمان بن محمد ابن أبي بكر الإسفرايني، وأحمد بن علي ابن جعفر بن سعْيَه اللَّخمي،
وأبو إسحاق إبراهيم بن ثابت الزُّهري، وأبو علي حسن بن يوسف بن أبي الرِّضا الدمشقي، وزكريا بن صالح بن محمد الموقاني، والوجيه أبو محمد عبد العزيز بن عيسى بن عبد الواحد
ابن سليمان الأندلسي الشافعي، وولده أبو القاسم عيسى، وإسماعيل بن عبد الرحمن
_________
(1) في الخطية ((أميس)) والتصحيح من الصفيحة [ل أ/55] و [ل ب/271] .(3/1270)
بن أحمد الأنصاري -مثبت هذا السماع، وهذا خطُّه- وآخرون، وذلك في يوم السبت السادس
عشر من شوال من سنة سبع وستين وخمسمائة بالإسكندرية، حماها الله تعالى،
والحمد لله حقَّ حمده.
هذا التسميع الذي فوق خطي هذا صحيح كما قد كتبه كاتبه، وكتب أحمد بن محمد الأصبهاني. [ل256/ب](3/1271)
الجزء السادس عشر
من انتخاب الشيخ الفقيه الإمام العالم الحافظ شيخ الإسلام
أوحد الأنام فخر الأئمة سيف السنة مقتدى الفرق بقية السلف ناصر الحديث
أبي طاهرِ أحمدَ بنِ محمدِ بن أحمدَ السِّلفِيِّ الأَصْبهانِيِّ
من أصول كتب الشيخ
أبي الحسين المبُاَرَكِ بنِ عبدِ الجَبَّارِ الطُّيُورِيِّ.
[ل259/بِ](4/1274)
بسم الله الرحمن الرحيم
رب سهل برحمتك
1222- أخبرنا القاضي الفقيه المكين الأشرف الأمين جمال الدين أبو طالب أحمد ابن القاضي المكين أبي الفضل عبد الله بن القاضي المكين أبي علي الحسين بن حديد بثغر الإسكندرية حماه الله تعالى قراءة عليه وأنا أسمع في الثالث من ربيع الأول سنة عشر ستمائة، قال: أخبرنا الشيخ الفقيه الإمام العالم الحافظ شيخ الإسلام أوحد الأنام فخر الأئمة سيف السنة مقتدى الفرق ناصر الحديث بقية السلف
أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي الأصبهاني رضي الله عنه قراءة عليه وأنا أسمع في يوم السبت السادس عشر من شوال من سنة سبع وستين وخمسمائة، أخبرنا الشيخ أبو الحسين المبارك
ابن عبد الجبار بانتخبي عليه من أصول كتبه، حدثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ علي بن عبد الله الصوري الحافظ، أخبرنا أبو الحسين الغساني، حدثنا أبو رَوْقُ الهِزَّانِي أَحمد بن محمد بن بكر، حدثنا العباس
ابن الفرج الرياشي، وأبو حاتم (1) قالا: قال الأصمعي: قال أبو عمرو بن العلاء: ((كَانَ النبي - صلى الله عليه وسلم - أَفْرَعًا، وَكَانَ أَبُو بَكر أَفْرَعاً، وكانَ عُمر أَصْلَعًا، لَمْ يَبْقِ مِنْ
_________
(1) أبو حاتم: السجستاني.(4/1275)
شَعْرِهِ إِلاَّ حِفَافٌ، وَهُوَ أَنْ يَبْقَى مِنْهِ كَالطُّرَّةِ حَوْلَ رَأْسَهِ، يَقُولُ: رَجُلٌ أَفْرَعٌ، وامْرَأَة ٌفَرْعَىَ، وَذَلِكَ إِذَا كانَ الشَّعْرُ [ل260/أ] تَامًا لَمْ يَذْهَبْ مِنْهُ شَيْءٌ)) (1) .
1223- سمعت أبا عبد الله يقول: سمعت أبا الحسين يقول: سمعت أحمد بن محمد بن بكر يقول: سمعت أحمد بن روح (2) يقول: سمعت علي بن عبد الله بن جعفر بن نجيح المديني وهو مولى بني كنانة بن خزيمة يقول: وَجَدْتُ الإِسْنَادَ وجيد الحديث والأصول يدور على ستة:
من أهل المدينة: محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب الزُّهْري يكنى أبا بكر، مات سنة أربع وعشرين ومائة.
_________
(1) رجال إسناده ثقات.
أخرجه أحمد أبو جعفر الطبري في الرياض النضرة: 1/411-412 رقم ((24)) . عن الأصمعي به.
وفي غريب الحديث لابن الجوزي 2/188 قال الأصمعي: كان أبو بكر أفرعاً، وكان عمر أصلعاً.
هذا وقد روى البخاري في المناقب: باب صفة النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - 3/1824 رقم ((3349)) ، وفي اللباس: بابالجعد 5/2210 رقم ((5560)) ، ومسلم في الفضائل: باب صفة شعر النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - 4/1824 رقم ((2347)) ، عن أنس بن مالك يصف النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: ((كان ربعة من القوم ليس بالطويل ولا بالقصير أزهر اللون ليس بأبيض أمهق ولا آدم ليس بجعد قطط ولا سبط ... )) .
وليس بجعد قطط ولا سبط: أي شعره ليس بشعر فيه التواء وانقباض ولا بمسترسل.
وأما في حق أبي بكر فلم أجد في كتب التاريخ التصريح بأنه كان أفرعاً، وأما عمر بن الخطاب فقد ذكرت كتب التاريخ التي ذكرت صفته الخَلْقية أنه كان أصلعاً.
(2) أحمد بن روح: بن زياد بن أيوب أبو الطيب الشعراني، ذكره الخطيب دون جرح ولا تعديل، وذكر أن أبا القاسم الطبراني روى عنه، مات سنة تسعين ومائتين. تاريخ بغداد: 4/159، طبقات المحدثين بأصبهان: 4/86.(4/1276)
ومن أهل مكة: عمرو بن دينار مولى بَاذان مولى بني جُمَح يكنى أبامحمد، مات سنة سبع وعشرين ومائة.
ومن أهل البصرة: قتادة بن دعامة يكنى أبا الخطاب، مات سنة ثمان عشرة ومائة (1) . ويحيى ابن أبي كثير يماني بصري [يكنى أبا نصر، مات سنة اثنتين وثلاثين ومائة باليمامة] (2)
ولأهل الكوفة: أبو إسحاق السَّبِيعي، [واسمه عمرو بن عبد الله بن عبيد، ومات سنة تسع وعشرين ومائة] .
وسليمان بن مهران الأعمش مولى بني أسد، وكَانَ مِهْرَان رَجُلاً جَمِيلاً [ويكنى أبا محمد، مات سنة ثمان وأربعين ومائة]
ثُمَّ صَارَ علم هؤلاء الستة إلى [أصناف الأصناف ممن صنف، فلأهل المدينة] :
مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر الأَصْبُحِي مولى بني تيم بن مرة يكنى أبا عبد الله، مات سنة تسع وسبعين ومائة، سمع من الزهري وحده من هؤلاء الستة.
ومحمد بن إسحاق بن يسار مولى مخرمة الزهري يكنى أبا بكر، مات سنة أربع وأربعين ومائة (3) ، سمع من ابن شهاب ومن
_________
(1) وفي علل ابن المدينة ((سنة سبع عشرة ومائة)) .
(2) ما بين المعقوفين في هذه الروية هو من علل لابن المديني، وتذكر الحفاظ.
(3) في العلل لابن المديني ص 37، ((سنة اثنتين وخمسين ومائة)) .(4/1277)
الأعمش. [ل260/ب]
[و] مِنْ (1) أَهْلِ مَكَّة عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج يكنى أبا الوليد، لقي الزهري وعمرو بن دينار، ورأى الأعمش ولم يكتب عنه شيئا، وهو مولى لآل خالد بن أسيد، [مات سنة إحدى وخمسين ومائة] .
وسفيان بن عيينة بن ميمون مولى محمد بن مزاحم الهلالي يكنى أبا محمد، مات سنة ثمان وتسعين ومائة، لقي الزهري، وعمرو بن دينار، وأبا إسحاق، والأعمش، وابن جريج.
ومِنْ أَهْلِ البَصْرَةِ سعيد بن أبي عروبة، واسمه: مهران يكنى أبا النضر مولى بني عدي من بني يشكر، مات سنة ثمان أو تسع وخمسين ومائة.
وحماد بن سلمة بن دينار مولى بني تميم، يكنى أبا سلمة، مات سنة ثمان وسبعين ومائة (2) . وأبو عَوَانة الوَضَّاح مولى بني يزيد بن عطاء واسطي، مات سنة خمس وسبعين ومائة.
وشعبة بن الحجاج بن الورد أبو بِسْطَام مَوْلى الأَشَاقِر من الأزد (3)
، مات سنة ستين ومائة.
_________
(1) في الخطية هناك ضبة على (من) .
(2) وفي العلل لابن المديني ص 38، ((سنة ثمان وستين ومائة)) .
(3) تنتسب قبائل الأزد جميعاً إلى الأزْد بن الغوث بن نَبْتٍ بن مالك بن زيد بن كَهْلان بن سبأ بن يَشْجُب بن َعْرُب
ابن قحطان، والأزد لقبه، واسمه دراء بوزن (فِعَال) ، والأزْد والأسْد لغتان، والأخيرة أفصح، إلا أن الأولى أكثر، انظر: الإيناس: ص57. والصحاح: (أزد) 2/440.
وفي التصريح: ((واختلف في تسمية أزداً، وأسداً، فقيل: لأنه كان كثير العطاء، فقيل له ذلك، لكثرة من يقول أسدى إليّ كذا، أو أزدى، وقيل: لأنه كان كثير النكاح، والأزْد والأسد النّكاح)) . انظر: االتصريح بمضمون التوضيح:
2/263، ويذكر النسابون أن القبائل التي تنتسب إلى الأزْد افترقت على نحو ست وعشرين قبيلة، وهي: جَفْنة، وغسّان، والأوس، والخزرج، وخزاعة، ومازن، وبارق، وألمع، والحَجْر، والعَتيك، وراسب، وغامد، ووالِبَة، وثُمالة، ولِهْب، وزهران، ودُهمان، والحدّان، وشَكْر، وعكّ، ودوس، وفَهْم، والجَهاضم، والأشاقر، والقَسامل، والفَراهيد، انظرنسب عدنان وقحطان ص 44-46، والفصوص: 3/281-285، والأنباه على قبائل الرواة: ص108، وطرفة الأصحاب في معرفة الأنساب: ص46.(4/1278)
ومعمر بن راشد بصري يكنى أبا عُروة مولى الحُدَّان (1) مات بِالْيَمَن سنة أربع وخمسين [ومائة] ، سمع من الزهري وعمرو بن دينار، وقَتَادَة ويحيى بن أبي إسحاق والأَعْمَش.
ومِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ: سفيان بن سعيد بن مَسْرُوق الثَّوْري، ويكنى أبا عبد الله، مات بالبصرة سنة إحدى وستين ومائة.
ومِنْ أَهْلِ الشَّامِ: عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرٍو الأَوْزاعِي مِنْ سَبَأ سنة إِحْدَى وَخَمسين ومائة (2) . وهُشَيْم بن بَشِير،
_________
(1) قال ابن دريد: الحدّان حيٌّ من الأزد فأخل عليه اللام الأزهري، حُدّان قبيلة في اليمن وبنو حُدّان، - بضم – من بني سعد. لسان العرب: 3/144، مادة ((حدد)) ، وانظر الأزد ومكانتهم في العربية، ص: 348-349، من مجلة الجامعة الإسلامية، العدد: 116، السنة: 34-1422هـ.
(2) كتب الناسخ في هامش الخطية كلمة ((كذا)) ، كأنه يشير إلى أن ذكر ((سبأ)) بدل حمير التي ينتسب إليها الأوزاعي، أو إشارة منه إلى أنه لم يذكر كلمة ((مات)) ، أو أنه لم يكن يرى صحة تحديد سنة وفاته بهذه السنة.(4/1279)
[ل261/أ] مِنْ سُكاَّنِ وَاسِط مولى بني سُلَيْم، يكنى: أبا معاوية، مات سنة ثلاث وثمانين ومائة.
وانتهى علم هؤلاء [الستة وعلم الاثني عشر إلى ستة نفر:] إلى يحيى بن سعيد القطان يكنى أبا سعيد موى بني تميم، مات سنة ثمانٍ وتسعين ومائة.
وإلى يحيى ين زكرياء بن أبي زائدة، ويكن أبا سعيد مولى هَمْدان، مات سنة اثنتين وثمانين ومائة.
وإلى وَكِيعِ بن الجَرَّاح بن مَلِيح بن عَدِي بن فَرَسٍ الرُّؤَاسِي، يكنى أبا سفيان، مات سنة تسع وتسعين ومائة.
وصَارَ عِلْمُ هَؤلاَءِ إلَي ثَلاَثَة: عبد الله بن المبارك مولى بني حَنْظَلَة خُرَاسَاني، ومات بِهِيْت (1) سنة إحدى وثمانين ومائة،
وعَبد الرحمن بن مهدي مولى الأزْد يكنى أبا سعيد، مات ثمان وتسعين ومائة.
[ويحيى بن آدم ويكنى أبا زكريا وهو مولى خالد بن عبد الله بن أسد (2) مات سنة ثلاث ومائتين] (3) .
_________
(1) هيت: تقدمت تعريفها في رواية رقم: 515.
(2) في الخطية كلمة ((أسد)) غير واضح، كأنها ((أسيد)) والتصحيح من ترجمة خالد بن عبد الله، انظر التقريب:
1/189.
(3) أخرجه ابن المديني في العلل: 1/37 –40، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل: 1/59، و128، و186، و220، و234، و252، وابن مندة في شروط الأئمة: 1/33-40، والخطيب في تاريخه: 9/9، و10/400، و14/115، و178، و179، وفي الجامع لأخلاق الراوي: 2/294، والرامهرمزي في المحدث الفاصل: 1/616-620، والمزي في تهذيب الكمال: 18/347، و31/550-551، والذهبي في تذكرة الحفاظ: 1/111، و360، وسير أعلام النبلاء:
5/345، و9/526، و11/78-89، من طريق أحمد بن يحيى بن الجارود وعلي بن أحمد بن النضر ومحمد بن أحمد البراء وأبو علي صالح بن محمد وحنبل بن إسحاق كلهم عن علي بن المديني به. عند بعضهم مطولا وعند بعضهم مختصرا.(4/1280)
1224- قال (1) : حدثنا الرياشي، حدثنا الأصمعي، عن أبي الأَشْهَب جعفر بن حيان قال: سمعت الأحنف يقول: الأَفْعَى تُحَكِّكُ فِي بَيْتِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَيِّمٍ رَدَدْتُ عَنْهَا كُفُؤاً (2) .
1225- قال (3) : أنشدنا خلف لابن شُبْرُمَة (4) :
لَقَدْ كَانَ فِيهَا لِلأَمَانَةِ مَوْضِعٌ
وَلِلْكَفِّ مُرْتَادٌ وَلِلْعَيْنِ مَنْظَرُ
ولِلْحَائِم (ِ (5) الصَّادي (6) رِيٌّ بِرِيقِهَا
وَلِلطَّرْبِ الْمُشْتَاقِ خَمْرٌ وَمُسْكِرُ (7)
_________
(1) القائل هو: أبو روق الهزاني.
(2) رجاله إسناده ثقات، إلا الأحنف لم أميّزه.
ذكره الجاحظ في البيان والتبيين: 1/314 ولفظه: ((ثلاث لا أناة فيهنَّ عندي، قيل: وما هنَّ يا أبا بحر؟، قال:
المبادرة بالعمل الصالح، وإخراج ميتك، وأن تُنكح الكفء أيمك، وكان يقول: لأفعى تحكك في ناحية بيتي أحب
إلي من أيِّم رددت عنها كفؤاً، وكان يقال: ما بعد الصواب إلا الخطأ، وما بعد منعهنّ من الأكفاء إلا بذلهنّ
للسفلة والغوغاء.
(3) القائل هو: أبو روق الهزاني.
(4) ابن شبرمة: عبد الله بن شبرة بضم المعجمة وسكون الموحدة وضم الراء بن الطفيل الضبي أبو شبرمة ثقة فقيه. التقريب: 1/307.
(5) الحائم: من حام، يقال: حام الرَّجل، إذا عطش، فهو حائم. انظر المنجد في اللغة والأعلام: 0/164.
(6) الصادي: من صَدِيَ، يَصْدَى، صَدًى، أي عطش شديداً، فهو صدٍ، وصادٍ، وصَدْيان، والصَّدَى: العطش الشديد. انظر المنجد في اللغة والأعلام: 0/420.
(7) البيتان لقيس بن ذريح في لُبْنى ضمن أبيات كما ذكرها أبو الفرج الأصبهاني في الأغاني: 9/238-239.(4/1281)
فقِيلَ: مَا بَقِيَ شيْءٌ؟ قال: بَلَى المُوَافَقَة (1) .
1226- قال (2) : وأَنْشَدَنِي لِإِبْنِ شُبْرُمَة. [ل261/ب] (3)
تَرَى طَالِبِ النِّسْوَانِ يَحْسَبُ
أَنَّهَا سَوَاءٌ وَبَوْنٌ بَيْنَهُنَّ بَعِيدُ
فَمِنْهُنَّ جنَّاتٌ تَفِيءُ ظِلاَلُهَا
وَمِنْهُنَّ نِيرَانٌ بِهِنَّ وَقُودُ (4)
1227- قال (5) أنْشَدَنا عبدُ الله بن شَبِيْب:
لَئِنْ كَانَتْ الدُّنْيَا بِلُبنى (6) تَقَلَّبَتْ
فَلِلدَّهْرِ وَالدُّنْيَا بُطُونٌ وَأَظْهُرُ
وَلِلْكَفِّ مُرْتَادٌ وَلِلْعَيْنِ مَنْظَرُ ... لَقَدْ كَانَ فِيهَا لِلأَمَانَةِ مَوْضِعٌ
وَلِلْحَائِمُ الْعَطْشَان ريٌّ برِيقِهَا
وَلِلْمَرِحِ الذَّيَّالِ خَمْرٌ وَمُسْكِرُ (7)
1228- قال (8) : أنشدنا محمد بن خَلَف قال: سمع رَجُلٌ إسماعيلَ بنَ
_________
(1) في الخطية ((الرافعة)) وكتب الناسخ في جانب السطر ((الموافقة)) وفوفها ((صح)) .
(2) القائل هو: أبو روق الهزاني) .
(3) في الخطية ما نصّه: ((لقد كان فيها للأمانة موضع وللكف مرتاد وللعين منظر)) وعليه علامة الضرب.
(4) ذكر الماوردي البيتين في أدب الدنيا والدين: 0/133.
(5) القائل هو: أبو روق الهزاني.
(6) في الخطية ((بليلى)) والتصحيح من الأغاني.
(7) انظر تخريجها في الرواية رقم: 539.
(8) القائل هو: أبو روق الهزاني) .(4/1282)
حَمَّاد بن أبي حنيفة (1) ينْشُدُ:
وَمَا نِلْتُ مِنْهاَ لَذَّةً غَيْرَ أَنَّنِي
إِذَا هِيَ بَاَلتْ بُلْتُ حَيْثُ تَبُولُ
وَإنْ ذُكِرَتْ حَنَّ الْفُؤَادُ لِذِكْرِهَا
وظَلَّ عَمُودُ الْخُصْيَتَيْنِ يَجُولُ
قال: وَلَمَّا عُزِلَ عَنْ قَضَاءِ الْبَصْرَةِ شَيَّعَهُ أَهْلُ الْبَصْرَةِ، وَقَالُوا: عَفَفْتَ عَنْ أَمْوَاِلنَا وأَعْرَاضِنَا، قال: نَعم، وَعَنْ أَوْلاَدِكُمْ يُعَرِّضُ بيحيى بن أَكْثم (2) .
1229- قال (3) : وأَنْشَدَ أَبُو صَخْرَةَ الرِّيَاشِي (4) فِي يحيى بن أَكْثم:
أَنْطَقَنِي الدَّهْرُ بَعْدَ إِخْرَاسِ
لِنَائِبَاتٍ أَطَلْنَ (5) وَسْوَاسِي
_________
(1) إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة: الكوفي، قال صالح بن محمد: كان جهميا ليس بثقة. وقال ابن عدي: ضعيف. وقال يوسف: كان ثقة صدوقا لم يغمزه سوى الخطيب، وتعقبه ابن حجر بقوله: قد غمزه من هو أعلم به من الخطيب، فبطل الحصر الذي ادعاه. تاريخ بغداد: 6/243، ميزان الاعتدال: 1/26، لسان الميزان: 1/398.
(2) وقوله: (حنّ) في الخطية يمكن قراءة هذه الكلمة ب (خرّ) أيضاً، ولكن المثبت أليق، والله أعلم.
أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد: 6/244، عن أبي الطيب طاهر بن عبد الله الطبري، عن المعافى بن زكرياء، عن محمد ابن أحمد بن إبراهيم الحكمي قال: قال أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ القاسم فذكره مختصرا. وهو مذكور في تهذيب الكمال للمزي: 31/212، وفي لسان الميزان لابن حجر: 1/399، بدون إسناد.
(3) القائل هو: أبو روق الهزاني.
(4) أبو صخرة الرياشي: هو العباس بن فرج، وكنيته أبو الفضل، ولم أجد من كنّاه بهذه الكنية ممن ترجم له.
(5) في الخطية (أطن) وفي الهامش (أطلن) وفوقها (صح) .(4/1283)
يَرْفَعُ نَاسًا يَحُطُّ مِنْ نَاسِ ... ياَ بُؤْسَ لِلدَّهْرِ لاَ يَزَالُ كَمَا
بِطُولِ نَكْسٍ وَطُولِ أَنْفَاسِ [ل262/أ] ... لاَ أَفْلَحَتْ أُمَّةٌ وَحُقَّ لَهَا
وَلَيْسَ يَحْيَى لَهَا بِسَّوَاسِ ... تَرْضَى بِيَحْيَى يَكُونُ سَائِسَهَا
وَلاَ يَرَى عَلَى مَنْ يَلُوطُ مِنْ بَأْسِ ... قَاضٍ يَرَى الْحَدَّ فِي الزِّنَا
مِثْلِ جَرِيرٍ ومِثْلِ عبَّاسِ ... يَحْكُمُ لِلْأَمْرَدِ الْغَرِيرِ عَلَى
الْعَدْلُ وَقَلَّ الْوَفَاءُ فِي النَّاسِ ... فَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَيْفَ قَدْ ذَهَبَ
يَلُوطُ وَالرَّاشِ شرَّ مَا رَاشِ ... أَمِينُهَا يَرْتَشِي وَحَاكِمُنَا
قَامَ عَلَى النَّاسِ كُلُّ مِقْيَاسِ ... لَوْ صَلَحَ الدِّينُ وَاسْتَقَامَ لَقَدْ
لاَأَحْسَبُ الْجَوْرَ يَنْتَفِي وَعَلَى الْ
أُمَّةِ قَاضٍٍٍ مِنْ آلِ عَبَّاسِ (1)
1230- قال (2) : حدثنا الرِّيَاشِي، حدثنا الحُسَيْن بن محمد الذَّرَّاع (3) ، حدثنا عمر
ابن هارون البلخي (4) ، عن قرة بن خالد قال: سأَلَ رَجُلٌ م
_________
(1) أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد: 14/195-196، عن أبي روق الهزاني به. وورد في البيت الثالث عند الخطيب ((اتّعاس)) بدل ((أنفاس)) . وفي البيت الثامن ((أميرنا)) بدل ((أمينها)) ، وهو أشبه بالصواب، وفي البيت الأخير ((ينقضي)) بدل ((ينتفي)) . وقال الخطيب: ليست هذه الأبيات للرياشي إنما هي لأحمد بن أبي نعيم.
(2) القائل: أبو روق الهزاني.
(3) الحسين بن محمد الزراع: بن أيوب وقيل الذارع، السعدي أبو علي البصري، وثقه أبو حاتم والنسائي. وقال ابن حجر: صدوق. مات سنة سبع وأربعين ومائتين. الجرح والتعديل: 3/64، الثقات: 8/190، تهذيب الكمال:
6/469، التقريب: 1/168.
(4) عمر بن هارون البلخي: بن يزيد الثقفي، قال ابن سعد، تركوا حديثه. وقال ابن معين: ليس بشيء. وقال أحمد: لا أروي عنه شيئا. وتركه النسائي وصالح بنمحمد الحافظ وأبو علي الحافظ وابن حجر. وقال الساجي والدارقطني: ضعيف. وقال أبو نعيم: حدث عن ابن جريج والأوزاعي وشعبة بالمناكير لا شيء. الضعفاء والمتروكون: 0/85، الجرح والتعديل: 6/140، المجروحين: 2/90، الضعفاء لأبي نعيم: 0/113، تهذيب الكمال: 21/520، التقريب: 1/41.(4/1284)
حمدَ بْنَ سِيرينَ عن حديثٍ وقَدْ أَرَادَ أَنْ يَقُومَ فَقَالَ:
إِنَّكَ إِنْ كَلَّفْتَنِي مَالَمْ أُطِقْ سَاءَكَ مَاسَرَّكَ مِنِّي مِنْ خُلُقْ (1)
1231- قال (2) : حدثنا الرِّيَاشِي، عَنْ الأَصْمَعِي، عن نَافِع بن أبي نعيم (3) قال: ((مات عكرمةُ وكثيِّرُ (4) في يومٍ واحدٍ)) (5) .
_________
(1) إسناده ضعيف جداًّ فيه عمر بن هارون البلخي وهو متروك.
أخرجه الخطيب في الجامع لأخلاق الراوي: 1/215، من طريق أبو روق الهزاني به.
وأخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء: 2/265، من طريق محمد بن جشم، عن أبي سعيد الأشج، عن عمر بن هارون به. وذكره السيوطي عن ابن سيرين في تدريب الراوي: 2/146.
(2) القائل هو: أبو روق الهزاني.
(3) نافع بن أبي نعيم: نافع بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي نعيم أبو رويم المقرئ، وثقه ابن سعد وابن معين، وقال أحمد: كان يؤخذ عنه القرآن وليس في الحديث بشيء. وقال أبو حاتم: صدوق. وقال النسائي: ليس به بأس. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال الساجي وابن حجر صدوق. وقال ابن حجر: ثبت في القراءة. مات سنة تسع وستين ومائة. الجرح والتعديل: 8/456، الثقات: 7/532، طبقات المحدثين بأصبهان: 1/381، تهذيب الكمال: 29/281، التقريب: 1/558.
(4) كثيّر: بضم الكاف وفتح الثاء وكسر الياء المشددة بعدها راء، وهو أبو صخر كثيّر بن عبد الرحمن بن الأسود الخزاعي المدني، قال الذهبي من فحول الشعراء، كان شيعيّا، يقول بتناسح الأرواح، وكان خبيثا، يؤمن بالرجعة، مات هو وعكرمة في يوم سنة سبع ومائة. انظر سير أعلام النبلاء: 5/152.
(5) رجال إسناده كلهم ثقات.
أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى: 5/292، وابن عبد البر في التمهيد: 2/35، والمزي في تهذيب الكمال:
20/291، من طريق محمد بن عمر الواقدي قال: حدثني خالد بن القاسم البياض قال: ((مات عكرمة وكثيّر عزة الشاعر في يوم واحد سنة خمس ومائة ... )) .
وأخرجه المزي في تهذيب الكمال: 20/290، والذهبي في سير أعلام النبلاء: 5/34، ميزان الاعتدال: 5/119، عن الدراوردي من قوله، ولم يذكر سنة الوفاة.
وأخرجه ابن عدي في الكامل: 5/1906 من طريق أبي معشر، وابن عبد البر في التمهيد: 2/35، من طريق المفضل
ابن فضالة، والذهبي في ميزان الاعتدال: 5/119، من طريق سليمان بن معبد السبخي، قالوا: ((مات عكرمة وكثيّر عزة في يوم واحد في المحرم سنة تسع ومائة)) . ولم يذكر سليمان السبخي سنة الوفاة.(4/1285)
1232- قال (1) : حدثنا الرِّياشِي (2) ، حدثنا أَبُو عاصم (3) ، عن عبد الله بن الوليد، عن محمد ابن عبد الرحمن قال: سمعت ابْنَ الزُّبَيْر يقول: ((ما أَصَابَنِي فِي عَمَلِي هَذَا شَيْءٌ إِلاَّ وَقَدْ أَخْبَرَنِي بِهِ كَعْبٌ، وقال: الطَّيْرُ لاَ يَرْفَعُ فِي السَّمَاءِ أَكْثَرَ مِنْ اثْنَي عَشَرَ مِيلاً، وَِإنَّ الذِّئْبَ يُكَنَّى أَبَاجَعْدَة، وَإنَّ الطِّلاَءَ خَمْرٌ)) (4) . [ل262/ب]
_________
(1) القائل: أبو روق الهزاني) .
(2) هنا في الخطية ((عن الأصمعي)) : وعليه علامة الضرب.
(3) أبو عاصم: الضحاك بن مخلد النبيل.
(4) رجاله إسناده ثقات.
ذكر ابن حجر شطره الأول في الإصابة 5/650، في ترجمة كعب بن ماتع.
وأما شطره الأخير فقد روى ابن أبي شيبة في المصنف: في نكاح المتعة وحرمتها 3/552 رقم ((17075)) من طريق محمد بن بشر، والفاكهي في أخبار مكة: 3/13-14، من طريق حماد بن أسامة، كلاهما عن عبد الله بن الوليد
ابن عبد الله، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب القرشي، عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما قال: ((ألا إن الذئب يكنى أبا جعدة، ألا وإن المتعة هي الزنا)) . ورجال إسناده ثقات.
ويروى عن عبيد بن الأبرص قوله: هي الخمر تكنى الطلاء كما الذئب يكنى أبا جعدة.
وذكره البيهقي عنه في السنن الكبرى: 8/295، والصنعاني في سبل السلام: 4/35.(4/1286)
1233- قال (1) : حدثنا أَبُو حَاتِم (2) قال: ((كَتَبْتُ كِتَابًا إلى (3) اْلأَصْمَعِي فَقُلْتُ فِيهِ كَافأك اللهُ بِخَيْرٍ، فَخَرَّقَهُ، وَقَالَ: لاَ تَعُدْ لِمِثْلِ هَذَا، إِنَّمَا تَكُونُ الْمُكَافَأَةُ بَيْنَ النُّظَرَاءِ وَاللهُ قَدْ تعَالَى (4) عَنْ ذَلِكَ)) (5) .
1234- قال (6) : أنشدنا الرِّيَاشِي:
ولَقَدْ عَلِِمْتُ وَأْنْتَ تَعْلَمُهُ أَنَّ الْعَطَاءَ يُشِينُهُ الْمَطْلُ
1235- قال (7) : حدثنا الرِّيَاشِي، حدثنا الأَصْمَعِي، حدثنا العَلاَءُ بنُ أَسْلَم، عن هِشَامِ ابن عقبة أَخِي ذِي الرُّمَّة، وَكَانَ ذُو الرُّمَّةِ يَتِيمًا فِي حِجْرِ هِشَام قال: ((أَتَانِي هِشَامٌ وَأَنَا أُرِيدُ الْحَجَّ، فقال: إِنَّكَ تُرِيدُ سجرا لحضره (8) الشَّيطَان حُضُوراً لا يَحْضُرُهُ فِي غَيْرِهِ، فَاتَّقِ اللهَ وَصَلِّ الصَّلاَةَ ِلوَقْتِهَا فَإِنَّكَ لاَ مَحَالَةَ تُصَلِّ (9) فَصَلِّهَا صَلاَةً تَنْفَعُكَ.
_________
(1) القائل هو: أبو روق الهزاني.
(2) أبو حاتم: السجستاني.
(3) في الخطية ((عن)) .
(4) في الخطية يمكن أن يقرأ (يتعالى) وما أثبتناه أشبه.
(5) رجال إسناده ثقات.
(6) القائل هو: أبو روق الهزاني) .
(7) القائل هو: أبو روق الهزاني.
(8) في الخطية كذ: ((سجرا لحضره)) أو (شجراً لحضرة) ، ولم يتبيّن لي المراد.
(9) كذا في الخطية: ((تصل)) والصواب: تُصَلِّي، أو مصلٍّ.(4/1287)
وَاعْلَمْ أَنَّ لِكُلِّ رُفْقَةٍ كَلْبًا يَنْبَحُ عَنْهُمْ، فَإِنْ يَكُنْ خَيْرًا شرَكُوهُ (1) ، وَإِنْ كَاَن شَراًّ تَقَلَّدَهُ دُونَهُمْ فَلاَ تَكُنْ كَلْبَ الرُّفْقَةِ)) (2) .
1236 - قال (3) : حدثنا الرِّيَاشِي، عن الأَصْمَعِي، عن مُعْتَمر بن سليمان، عن أبيه (4) قال: قلت لهلال بن أسد المازني (5) : ((مَا أَكْلَةٌ تَبْلُغُنِي عَنْكَ؟ قَال: أَقْبَلْتُ مِنَ الْبَحْرَيْنِ عَلَي بَعِيٍر لِي فَلَمَّا كُنْتُ بَطْنَ الصُّلَيْبِ (6) انْدَقَّ فَأَكَلْتُهُ، وَجَمَعْتُ جِلْدَهُ وَقَوَائِمَهُ وَلَفَفْتُهَا وَحَمَلْتُهَا عَلَى ظَهْرٍ لِي (7)) ) .
1237- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصُّورِي، أَخْبَرَنَا أَبُو محمد الحسن بن
_________
(1) كذا في الخطية، شرِكَ شَرْكاً وشَرِكاً، وشِِرْكةً وشَرِكَةً: صار شريكه، المنجد في اللغة والأعلام (ص384) .
(2) في إسناده العلاء بن أسلم، وهشام بن عقبة لم أقف على ترجمتهما.
(3) القائل هو: أبو روق الهزاني.
(4) أبوه: سليمان بن طَرخان التيمي.
(5) هلال بن أسد المازني: ذكره البخاري وابن أبي حاتم دون جرح ولا تعديل، وذكره ابن حبان في الثقات. التاريخ الكبير: 8/203، الجرح والتعديل: 9/73، الثقات: 5/504.
(6) في الخطية: ((بطن الصُّلَيب)) : والصواب: ببطن)) والصُّليب: بضم أوله على لفظ التصغير، كأنه تصغير صُلب موضع عند بطن فلج. وفُلْج: قال أبو منصور: هو اسم بلد، ومنه قيل لطريق تأخذ من طريق البصرة إلى اليمامة طريق بطن فلج. وقال غيره: فلج واد بين البصرة وحمى ضرية من منازل عدي بن جندب بن العنبر. انظر معجم ما استعجم: 3/841، معجم البلدان: 3/472.
(7) كذا في الخطية وفي الهامش ((ظهري)) وكتب فوقها ((صحَّ)) . ورجال إسناده ثقات.(4/1288)
حَامِد بن [ل263/أ] الْحَسَنِ بْنِ حَامِد البَغْدَادِيُّ الأَدِيبُ (1) بِمِصْرَ، أَخْبَرَنَا أبُو الحَسَن عَلِيُّ ابن محمد بن سعيد الموصِلي (2) ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُلَيْل العَنَزِي مِنْ كِتَابِه بِسُرَّ مَنْ رَأَى، حَدَّثَنَا عمرو
ابن الضَّحَّاكِ بْنِ مَخْلَدٍ الشَّيْبَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ زَوْجُ خَيْرَةَ الخُزَاعِيَّة، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ قالتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((مَنْ حُرِمَ حَظُّهُ مِنَ الرِّفْقِ حُرِمَ حَظُّهُ مِنَ الرِّزْقِ، وَمَنْ أُعْطِيَ حظَّه مِنَ الرَّفقِ أعْطِي حَظُّهُ مِنَ الرِّزْقِ)) (3)
_________
(1) أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ حَامِدِ بن الحسن بن حامد البغدادي الأديب: قال الخطيب: صدوق، وكان تاجرا مموِّلا، مات سنة سبع أربعمائة. تاريخ بغداد: 7/303.
(2) أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بن سعيد الموصلي: كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم. وقال ابن فرات: مخلط غير محمود. مات سنة تسع وخمسين وثلاثمائة. تاريخ بغداد: 12/82، لسان الميزان: 4/255.
(3) حديث حسن، وإسناد المؤلف ضعيف، فيه أبو الحسن علي الموصلي مخلط غير محمود، وكذّبه ابن المظفر أبو نعيم.
أخرجه أحمد في المسند: 6/159، وأبو يعلى في المسند: 8/24، وابن الجعد في المسند: 2/6186، رقم (3579) ، والعقيلي في الضعفاء الكبير: 2/324، وابن عدي في الكامل: 4/295، وأبو نعيم في حلية الأولياء: 9/159، وأبو محمد عبد الله الأنصاري في طبقات المحدثين بأصبهان: 2/326، والقضاعي في مسند الشهاب:
1/274-275، والبغوي في شرح السنة: 13/74 رقم (()) ، من طريق عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ بن أبي مليكة عن القسم بن محمد به.
وأخرج ابن أبي حاتم في العلل: 2/298، رقم (2406) قال سألت أبي عن حديث رواه يحيى بن حمزة، عن حيوة
ابن شريح، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عائشة مرفوعا، بلفظ ((من رزق حظه من الرفق فقد رزف الخير كله، ومن حرم حظه من الرفق فقد حرم الخير كله)) . قال أبي: روى هذا الحديث ابن وهب عن حيوة، عن ابن الهاد، عن
ابن أبي ربيعة، عن ابن أبي ملكية.
وأخرجه أحمد في المسند 6/71، وابن عدي في الكامل: 4/1605 من طريق عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ القرشي، عن عمه بن أبي مليكة، عن عائشة مرفوعا. ولفظه: ((إذا أراد الله بأهل بيت خير أدخل عليهم الرفق)) .
وأخرجه أحمد في المسند 6/71 من طريق عروة بن الزبير، و6/104-105 من طريق عطاء بن يسار كلاهما عن عائشة مرفوعاً.
وأخرجه ابن عدي في الكامل: 4/296 من طريق عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ الزهري، عن عروة، عن أبي هريرة مرفوعا. ولفظه ((إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف)) .
وسئل الدارقطني عن هذه الرواية فقال: يرويه الزهري، عن عروة، واختلف عنه، فرواه عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ
ابن أبي مليكة، عن الزهري، فرواه عنه ابن أبي فديك وأبو أحمد الزبيري والقعنبي، وقالوا عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ الزهري، عن عروة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، ورواه عبد الوهاب بن عطاء، عن الخفاف، عن شيخ من أهل مكة وهو المليكي قال: عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عائشة وهو ضعيف. علل الدارقطني: 8/292.
قال أحمد بن حميد سألت أحمد بن حنبل، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ التيمي، يروي عن القاسم، عن عائشة قال: منكر الحديث، الكامل 4/1606، وقال ابن معين: عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ بن أبي مليكة ضعيف. وقال البخاري: عبد الرحمن ابن أبي مليكة القرشي منكر الحديث، وقال النسائي: متروك الحديث. وقال العقيلي بعدما ذكر له ثلاثة أحاديث وهذا آخرها، قال: فلا يتابعه عليها إلا من هو دونه أو مثله، وأما الرفق فقد روي فيه أحاديث من غير هذا الوجه بأسانيد جياد بألفاظ مختلفة. وقال
ابن عدي: وهذه الأحاديث عن القاسم وعن ابن أبي مليكة وعن الزهري في الرفق يرويها عنهم عبد الرحمن بن أبي مليكة هذا.
وأخرجه ابن راهوية في مسنده: 1/263، والحميدي في المسند: 1/193، وأحمد في السند: 6/451، والبخاري في الأدب المفرد: 1/164 رقم ((270)) ، والترمذي في البر والصلة: باب ما جاء في حسن الخلق رقم ((2002)) والبغوي في شرح السنة: رقم ((3496)) ، والبزار في المسند: رقم ((1975)) ، والقضاعي في مسند الشهاب: 1/274، والبيهقي في السنن الكبرى: 10/193، وفي شعب الإيمان: 1/238 رقم ((8002)) ، والخطيب في الجامع لأخلاق الراوي:
1/407، والمنذري في الترغيب والترهيب: 2/279، من طريق عمرو بن دينار، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ يعلى
ابن مملك، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء مرفوعا، وفيه ((من الخير)) بدل ((من الرزق)) وقال الترمذي: حسن صحيح.
وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف: 8/516، وأحمد في المسند: 6/446، و448، و442، والبخاري في الأدب المفرد: رقم ((270)) ، وأبو داود ف الأدب: باب حسن الخلق: رقم ((4799)) والترمذي في الأدب والصلة: باب ما جاء في حسن الخلق رقم ((2003)) ، وابن حبان في صحيحه: 2/230 رقم ((481)) والبيهقي في شعب الإيمان: 6/238، رقم (()) ، من طرق عن عطاء الكَيْخَاراني، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء مرفوعا مختصرا.
والحديث في هذا المعنى صحيح ثابت في الصحيحين، أخرجه البخاري في الإستتابة، باب إذا عرض الذمي وغيره بسب النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - 14/283 رقم (2927) وفي الأدب، باب الرفق في الأمر كله 12/64 رقم (6024) ، وفي الإستئذان، باب كيف الرد على أهل الذمة الشلام 12/308 رقم (256) ، ومسلم في السلام، باب النهي عن ابتداء أهل الكتاب بالسلام وكيف يرد عليهم، رقم (2165) من حديث عائشة، ها قالت: استأذن رهط من اليهود عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - فقالوا: السام عليك، فقلت: بل عليكم السام واللعنة، فقال: يا عائشة: إن الله الرفيق، يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الأَمْرِ كُلِّهِ ... )) .
وأخرجه مسلم من حديث عائشة أيضاً، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - قال: يا عائشة، إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على ما سواه)) .
وأخرجه أيضاً من طريق شريح بن هانئ عن عائشة مرفوعاً ((إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع في شيء إلا شانه)) 4/ 2003 رقم (2593) .
وأخرجه أيضاً من حديث جرير بن عبد الله مرفوعاً بلفظ: ((من حرم الرفق حرم الخير أو من يحرم الرفق يحرم الخير)) . 4/2003 رقم (2592) .(4/1289)
1238- قال (1) : حدثنا الحسن (2) ، أنشدنا بعضُ الشُّعَرَاء:
الرِّفْقُ يُمْنٌ وَاْلأَنَاةُ سَعَادَةٌ فَاسْتَأْنِ فِي رِفْقٍ تُلاَقِ نَجَاحًا (3)
_________
(1) القائل هو: أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ الموصلي، وسيرد في الروايات التالية إلى نهاية الجزء ما عد رقم: (1255) .
(2) الحسن: هو ابن عليل وسيرد في الروايات التالية أيضاً إلى نهاية الجزء ما عدا رقم (1289) .
(3) علة إسناده كعلة الإسناد السابق.
ذكره الخطيب في تاريخ بغداد: 7/166، عن أمير المؤمنين المتوكل.
الرفق يمن والأناة سعادة ... فاستأن في رفق تلاق نجاحا
لا خير في حزم بغير رويّة ... والشك وَهْنٌ إن أردت سراحا
والبيت من أبيات النابغة الذبياني، انظر ديوانه (ص28) ، وجاء فيه: ((فتأن في رفق تنال نجاحا)) .
وعزاه إلى النابغة أبو عبيد البكري في فصل المقال في شرح كتاب الأمثال (ص328) ، وورد هذا البيت فيه كما عند المؤلف هنا.(4/1291)
1239- قال أنشدنا الحسن لنفسه:
لاَ تَنْظُرَنَّ إِلي الثِّيَابِ فَإِنَّنِي خَلَقُ الثِّيَابِ مِنَ الْمُرُوءَةِِ كَاسِي (1) .
1240- قَالَ (2) : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُبيد (3) ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَب أَخُو
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْلَمَةَ، وَمَا رَأَيْنَا عِنْدَهُ إِلاَّ شَيْئًا يَسِيرًا، وَكَانَ يُحَدِّثُ وَيَبْكِي، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أبي حَازِمٍ (4) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وسلم: ((مَنْ أَعْمَرَهُ اللهُ سِتِّينَ سَنَةً فَقَدْ أَعْذَرَهُ اللهُ إِلَيْهِ فِي الْعُمُرُ)) (5) .
_________
(1) علة إسناده كعلة الإسناد السابق.
(2) القائل هو: أبو الحسن الموصلي.
(3) كذا في الخطية، والصواب الحسن بن عليل كما عند الخطيب في تاريخ بغداد.
(4) عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ: وفي المخطوط عبد الله بن أبي حازم، والتصحيح من الخطيب في تاريخه، لأنيِّ لم أجد ضمن أولاد أبي حازم سوى عبد الجبار وعبد العزيز، وهو عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ سلمة بن دينار المخزومي مولاهم أبو تمام كما في تاريخ بغداد، صدوق، التقريب: 1/356.
(5) حديث صحيح، وإسناد المؤلف فيه علي بن محمد الموصلي، مخلط غير محمود، وكذّبه ابن المظفر وأبو نعيم،
وعبد العزيز بن مسلمة لم أجد له ترجمة.
أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد: 7/303، عن الصوري، عن الحسن بن حامد بن الحسن، عن علي بن محمد الموصلي به.
وأخرجه القضاعي في مسند الشهاب: 1/262 رقم ((424)) ، والبيهقي في السنن الكبرى: 3/370، والرامهرمزي في الأمثال: 0/98، من طريق عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عن أبيه به.
وأخرجه البخاري في الرقاق: باب من بلغ ستين سنة فقد أعذر إلى الله في العمر 11/238 رقم ((6419)) من طريق معن بن محمد الغفاري، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ المقبري به. وقال تابعه أبو حازم وابن عجلان عن المقبري.(4/1292)
1241- قال: أنشدنا الحَسَنُ لنفسه:
يُعَزِّي الْمُعَزِّي ثُمَّ يَمْضِي لِشَأْنِهِ
وَيَتْرُكُ فِي الصَّدْرِ الدَّخِيلَ المُجَمْجَمَا [ل263/ب]
حَرِيقًا ثَوَى فِي الصَّدْرِ لَوْ أَنَّ بَعْضَهُ
أَنَاخَ عَلَى سَلْمَى إذا لَتضرَّما (1) .
1242- قال: أنشدنا الحسن:
يَا عَمْرُو عَنِّي جَزَاكَ اللهُ صَالِحَةً
هَذَا وَدَاعٌ لَكُمْ مِنِّي وَتَسْلِيمُ
لاَ تَزْهَدَنْ فِي اصْطِنَاعِ الْعُرْفِ تَفْعَلُهُ
إِنَّ الَّذِيْ يَحْرِمُ الْمَعْرُوفَ مَحْرُومُ (2)
1243- قال أنشدنا الحسن:
العُرْفُ نُزْهَةُ ذِي النُّهَى وَذَخِيرَةٌ
تُلْقِي جَوَادِيهَا بِكُلِّ مَكَانِ
_________
(1) في إسناده أبو الحسن الموصلي وهو مخلط، وقدكذّبه ابن المفظر وأبو نعيم.
(2) علة إسناده كعلة الإسناد السابق.
ذكرهما عبد الكريم القزويني في تدوين أخبار القزويني: 2/345، وياقوت الحموي في معجم البلدان: 1/106، ولم يذكرا القائل لهما: وورد عند القزويني:
يَا مَالَ نَحْن جَزَاكَ اللهُ صَالِحَةً
هَذاَ وَدَاعٌ لَكُمْ مِنِّي وَتَسْلِيمُ
وتَزْهَدُوا فِي اصْطِنَاعِ الْعُرْفِ مِنْ أَحَدٍ
إِنَّ الَّذِي يَحْرِمُ المحرِمَ مَحْرُومُ
وعند ياقوت الحموي:
يا مالُ عَنِّي جَزَاكَ اللهُ صَالِحَةً
هَذَا وَدَاعٌ لَكُمْ مِنِّي وَتَسْلِيمُ
لاَ تَزْهَدَنْ فِي اصْطِنَاعِ الْعُرْفُ عَنْ أَحَدٍ
إِنَّ الَّذِي يَحْرِمُ الْمَعْرُوفَ مَحْرُومُ(4/1293)
مَا ضَاعَ مَعْرُوفٌ أَتَيْتَ إِلَى امْرِئٍ
فَغَدَا وَرَاحَ يُذِيعُهُ بِلِسَانِ (1)
1244- قال: أنشدنا الحسن لنفسه:
أَوْلَى الْبَرِيَّةِ حَقًّا أَنْ تُوَاسِيَهُ
عِنْدَ السُّرُورِ الَّذِي وَاسَاكَ فِي الْحَزَنِ
إِنَّ الْكِرَامَ إِذَا مَا أَسْهَلُوا ذَكَرُوا
مَنْ كَانَ يَعْتَادُهُمْ فِي الْمَنْزِلِ الْخَشِنِ (2)
1245- قال: حدثنا الحسن، حدثنا أبو خيثمة زهير بن حرب مِنْ كِتَابِهِ، سَمِعْتُهُ
يُمْلِيهِ عَلَى ابْنِهِ أبي بكر (3) فَتَقَدَّمَتُ، فَلَمَّا رَآنِي قال: يا عَسْكَرِيُّ، طَفَّلْتَ (4) عَلَى ابْنِي،
اقْعد، اكْتُبْ، حدَّثَنَا عبد الله بن بكر السهمي، حدثنا أَبِي (5) ، حدثنا سلم بن قُتَيْبة قال:
كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ هُبَيْرَةِ الأَكْبَرِ (6) قال: فجَرَى الْحَدِيثُ حَتَّى جَرَى ذِكْرُ الْعَرَبِيَّةِ، فَقَالَ: وَاللهِ
مَا اسْتَوَى رُجْلاَنِ دِينُهُمَا وَاحِدٌ، وَحَسَبُهُمَا وَاحِدٌ،
_________
(1) في إسناده ابو الحسن الموصلي مخلط غيرمحمود، وكذّبه ابن المظفر وأبو نعيم.
(2) علة إسناده كعلة الإسناد السابق.
ذكر الخطيب البيت الثاني دون الأول ولم ينسبه إلى قائله، حيث جاء فيه:
إن الكرام إذا ما أسهلوا ذكروا من كان يؤنسهم في المنزل الخشن.
(3) أبو بكر: هو أحمد بن أبي خيثمة زهير بن حرب النسائي البغدادي.
(4) طفّلت: أي دخلت من دون إذن ولا دعوة، ومنه الطفيلي: الذي يدخل الوليمة والمآدب ولم يدع إليها. لسان العرب 11/404، مادة (طفل) .
(5) أبوه: بكر بن حبيب السهمي الباهلي، وثقه ابن وابن حبان. الجرح والتعديل: 2/383، الثقات: 6/104.
(6) ابن هبيرة: هو عمر بن هبيرة بن معاوية بن سُكَيْن الأمير أبو المثنى الفزاري، أمير العراقيين، مات سنة سبع ومائة تقريبا. االكامل في التاريخ: 5/97، سير أعلام النبلاء: 4/562.(4/1294)
وَمُرُوءَتُهُمَا وَاحِدَةٌ، أَحَدُهُمَا يَلْحَنُ
وَالآخَرُ لاَ يَلْحَنُ، إِنَّ أَفْضَلَهُمَا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ [ل264/أ] الّذِي لاَ يَلْحَنُ، قال: قلنا:
أَصْلَحَ اللهُ الأَمِيرَ، هذَا أَفْضَلُ فِي الدُّنْيَا لِفَضْلِ فَصَاحَتِهِ وَعَرَبِيَّتِهِ، أَرَأَيْتَ اْلآخِرَة، مَا بَالُهُ
فَضُل فِيهَا؟ قال: إِنَّهُ يَقْرَأُ كِتَابَ اللهِ عَلَى مَا أَنْزَلَهُ اللهُ، وَإِنَّ الَّذِي يَلْحَنُ يَحْمِلُهُ لَحْنُهُ عَلَى
أَنْ يُدْخِلَ فِي كِتَابِ اللهِ مَا لَيْسَ فِيهِ، وَيُخْرِجَ مِنْهُ مَا هُوَ فيِهِ، قال: قُلْت: صَدَقَ الأَمِيرُ
وَبَرَّ (1) .
1246- قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، وَأَيُّوبُ بْنُ صَالِحٍ الْمُؤَدِّبُ (2) بِالْبَصْرَةِ، قَالا: حَدَّثَنَا
أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الشَّاذَكُوني (3) إِمْلاءً مِنْ حِفْظِهِ بِحَضَرَةِ أَبِي حَاتِم، وَأَبِي زُرْعَةَ، وصَالِح جَزَرَة، وَالْمُسْتَمْلِي أَبو (4) قِلاَبة الضَّرِير، وَلَمْ يَذْكُرْ أَيُّوبُ بْنُ صَالِحٍ هَذِه الْقِصَّةَ حَدَّثَنَا الحكم
ابن
_________
(1) في إسناده أبو الحسن الموصلي وهو مخلط، وكذّبه أبو نعيم وابن المظفر.
أخرجه الخطيب في الجامع لأخلاق الراوي: 2/25-26، من طريق أبي عبد الله الصوري، عن الحسن بن حامد الأديب، عن علي بن محمد بن سعيد الموصلي، عن الحسن بن عليل، عن أبي خيثمة به.
(2) أيوب بن صالح المؤدب: لعله أيوب بن صالح بن سليمان بن هاشم أبو صالح المعافري القرطبي المالكي، كان إماما في المذهب، وكان متصرّفاً في علم النحو والبلاغة والشعر. الوافي بالوفيات: 10/52، سير أعلام النبلاء: 15/330-331، تاريخ علماء الأندلس: 1/86.
(3) أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الشاذكوني: المنقري، قال البخاري: هو أضعف من كل ضعيف. كتب عنه أبو زرعة ثم ترك الرواية عنه. وقال النسائي: ليس بثقة. ورماه صالح الجزرة بالوضع. وقال أبو جعفر: مثل هذا لا يحدث عنه. وقال الخطيب: كان حافظا مكثرا. مات سنة ست وثلاثين ومائتين. الثقات: 1/279، طبقات المحدثين بأصبهان: 2/123، تاريخ بغداد: 9/40.
(4) كذا في الخطية، وفوقها (صح) .(4/1295)
ظَهِيرٍ (1)
، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: ((قَدِمَ مُلُوكُ حَضْرَمَوْت عَلَى رسولِ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَنُو وَلِيْعة، ومِخْوَس (2) ، وَمِشْرَح، وأبْضَّعَة (3) وَأُخْتُهُم الْعَمَرَّدَةِ، وَفِيهِمْ الأَشْعَثُ ابْنُ قَيْس، وَهُوَ مِنْ أَصْغَرِهِمْ فَقَالُوا: أَبَيْتَ اللَّعنَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: لستُ مَلِكًا، أنَا محمدُ
ابنُ عبدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِب، قَالُوا: لاَ نُسَمِّيكَ بِاسْمِك، قَالَ: لَكِنَّ اللهَ سَمَّانِي، وَأَنَّا أَبُو الْقَاسِم، فَقَالُوا: يَا أَبَا الْقاَسِم، إِنَّا قَدْ خَبَّأْنَا لَك خَبِيئًا فَمَا هُوَ؟ وَكَانُوا خَبَؤُوا لِرَسولِ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - رِجْلَ جَرَادَ ةٍ، وحَمِيْتَ َسْمنٍ، قال: وَالْحَمِيْتُ: الزِّقُّ [ل264/ب] الَّذِي قَدْ قُيِّرَ دَاخِلُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: إِنَّمَا يُفْعَلُ ذَلِك بِالْكَاهِنِ، وَإِنَّ الْكَاهِنَ وَالْكَهَانَةَ وَالْمُتَكَهِّنَ فِي النَّارِ، فَقَالُوا كَيْفَ
_________
(1) الحكم بن ظُهَيْر: بالمعجمة الفزاري أبو محمد، قال ابن معين: ليس بثقة، وقال البخاري: تركوه منكر الحديث. وقال أبو زرعة وأبو حاتم: متروك الحديث، وقال الجوزجانيك ساقط، وقال ابن حبان: يروي عن الثقات الأشياء الموضوعات. وقال ابن حجر: متروك رمي بالرفض واتهمه ابن معين. التاريخ الكبير: 2/345، الضعفاء الصغير:
0/31، الضعفاء والمتروكون: 0/31، الجرح والتعديل: 3/118، المجروحين: 1/250، تهذيب الكمال: 7/99، التقريب: 1/175.
(2) في الخطية (يحرس) والتصحيح من معجم البلدان 2/271، (حضرموت) وجاء في القاموس المحيط: 2/220 مادة (خوس) : ومخوس كمنبر ومشرح وجمد وأبضعة بنو معد يكرب الملوك الأربعة الذين لعنهم رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -، ولعن أختهم العمردة، وفدوا مع الأشعث، فأسلموا ثم ارتدوا، فقتلوا يوم النجير، فقالت نائحتهم: يا عينُ بكّي لي الملوك الأربعة.
(3) في الخطية (الضعة) وهو تصحيف،(4/1296)
نَعْلَمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللهِ؟ قَالَ: فَأَخَذَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَفًّا مِنْ حَصَى فَقَالَ: هَذَا يَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ، [فَسَبَّحَ الْحَصَى فِي يَدِهِ فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -] (1) : إِنَّ الَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ أَنْزَلَ عَلَيَّ كِتَابًا لاَيَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنَ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفهِ، أَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ مِنَ الْجَبَلِ الْعَظِيمِ فِي اللَّيْلَةِ الظَّلْمَاءِ فيِ مِثْلِ نُورِ الشِّهَاب، قَالَ: فأَسْمِعْنَا مِنْهُ، فتَلاَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - {وَالصَّافاَتِ صَفًّا، فاَلزَّاجِرَاتِ زَجْرًا} (2) ، حَتَّى بَلَغَ {رّبُّ الْمَشَارِقِ} (3)
ثُمَّ سَكَنَ رسولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَلَمْ يَتَحَرَّكْ مِنْهُ شَيْءٌ ودُمُوعُه تَجْري عَلَى لِحْيَتِه، فَقَالُوا: إِنَّا نَرَاك تَبْكِي فمِنْ مَخَافةِ مَنْ أرسلَكَ تَبْكي؟ قَالَ: خَشْيَتِي مِنْهُ أبْكَتنْيِ، بَعَثَنِي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ فِي مثْلِ حَدِّ السَّيْفِ إِن زِغْتُ عنْهُ هَلَكْتُ، ثُمَّ تلاَ: {وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ} الآية (ْ (4) (5) .
_________
(1) ما بين المعقوفين مثبت من هامش الخطية وكتب عليها الناسخ ((صح)) .
(2) سورة الصافات آية رقم ((1 و2))
(3) سورة الصافات آية رقم ((5)) ..
(4) سورة الإسراء: آية رقم ((86)) .
(5) في إسناده أبو الحسن الموصلي وهو مخلط، كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم، وأبو داود الشاذكوني ضعيف ورماه صالح الجزرة بالوضع والحكم بن ظهير متروك الحديث، وأبو موسى لم أميّزه.
أخرجه محمد بن علي الترمذي في نوادر الأصول في أحاديث الرسول: 2/216-217، عن ابن عباس بدون إسناد، بأطول مما عند المؤلف.(4/1297)
1247- قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَرْعَرَةَ، حَدَّثَنَا عُبَيْسُ بْنُ مَرْحُومٍ (1) ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ (2) ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلان، عَنْ سُمَيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ: ((أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ إِذَا عَطَسَ غَضَّ بِهَا صَوْتَهُ، وَأَمْسَكَ عَلَى وَجْهِهِ)) (3) . [ل265/أ]
_________
(1) عبيس بن مرحوم: بن عبد العزيز العطار، وثقه ابن معين والعجلي وأبو حاتم وابن حبان، وزاد أبو حاتم أن في حديثه شيء. مات سنة تسع عشرة ومائتين. معرفة الثقات: 2/125، الجرح والتعديل: 7/34، الثقات: 8/52.
(2) حاتم بن إسماعيل: أبو إسماعيل المثني الحارثي مولاهم، وثقه ابن سعد والعجلي وابن حبان. قال أحمد زعموا أن حاتما فيه غفلة إلا أن كتابه صحيح. وقال النسائي: ليس به بأس، وقال مرة: ليس بالقوي. قال ابن حجر: صحيح الكتاب، صدوق يهم. مات سنة ست وثمانين ومائة. الطبقات الكبرى: 5/425، معرفة الثقات: 1/275، الثقات: 8/210، تهذيب الكمال: 5/187، التقريب: 1/144.
(3) حديث صحيح، وإسناد المؤلف فيه أبو الحسن الموصلي وهو مخلط، وقد كذّبه أبو نعيم وابن المظفر.
أخرجه أبو داود في الأدب: باب العطاس 5/287-288 رقم ((5029)) والترمذي في الإستئذان والآداب: باب ما جاء في حفض الصوت وتخمير الوجه عند العطاس 8/19 رقم ((2893)) وأحمد في المسند: 2/439، والحاكم في المستدرك: 4/325، والبيهقي في السنن الكبرى: 2/90، وابن عبد البر في التمهيد: 17/335، والبغوي في شرح السنة: 12/314 رقم ((3346)) ، من طريق يحيى بن سعيد، وأبو يعلى في المسند: 12/17 رقم ((6663)) من طريق خالد بن الحارث، والحميدي في المسند: 2/489 رقم ((1157)) والطبراني في معجم الصغير: 1/83، وفي معجم الأوسط: 2/505 رقم ((187)) ، من طريق سفيان الثوري، والبيهقي في السنن الكبرى: 2/90، من طريق إسرائيل، أربعتهم عن محمد بن عجلان به.
وقال الترمذي: حسن صحيح، وقال الحاكم: حديث صحيح الإسناد، وعند بعضهم زيادة ((غطّى وجهه بثوبه أو بيده)) .
وأخرجه الحاكم في المستدرك: 4/264، من طريق ابن وهب، عن عبد الله بن عياش، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِنَّ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - قال: ((إذا عطس أحدكم فليضع كفيه على وجهه وليخفض صوته)) . وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
قلت: فيه عبد الله بن عياش وهو صدوق يغلط أخرج له مسلم في الشواهد، التقريب: 1/317.(4/1298)
1248- قال: حدثنا الحسن، حدثنا علي بن المديني، حدثنا عبد الله بن هارون الشامي، حدثني أبي (1)
، حدثنا أبو يونس القشيري (2) ، حدثنا عمرو بن دينار: ((أَنَّ زَيْدَ
ابنَ أُسَامَة لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ جَعَلَ يَبْكِي، فقال لَهُ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْن - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَا يُبْكِيك؟ قال: أَبْكِي عَلَى أَنَّ عَليَّ خَمْسَةَ عَشَرَ أَلْفَ دِينَاٍر، فقال لَهُ عَلِيُّ، لاَ تَبْكِ، فَهُنَّ عَلَيَّ، وَأَنْتَ مِنْهَا بَرِيءٌ (3) .
1249- قال: أخبرنا الحسن (4) قِرَاءَةً عَلَيْهِ، حدَّثَكُمْ عليُّ بْنُ المَدِينِي،
_________
(1) هارون بن أبي عيسى الشامي: قال البخاري: يخطئ في غير حديث محمد بن إسحاق. وذكره العقيلي في الضعفاء. ووثقه ابن حبان والذهبي. وقال ابن حجر: مقبول. الضعفاء الكبير: 4/358، الثقات: 9/238، تهذيب الكمال:
30/102، الكاشف: 2/331، التقريب: 1/569.
(2) أبو يونس القشيري: حاتم بن أبي صغير القشيري البصري، وابو مغيرة اسمه مسلم وهو جده لأمه وقيل زوج أمه ثقة من السادسة. التقريب: 1/144.
(3) في إسناده أبو الحسن الموصلي كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم، وهو مروي من غير هذا الطريق.
أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء: 3/141، وابن عساكر في تاريخ دمشق: 41/385، من طريق إسماعيل بن إسحاق القاضي، عن علي بن المديني به.
وأخرجه المزي في تهذيب الكمال: 20/393، والذهبي في سير أعلام النبلاء: 4/394، معلقا على حاتم القشيري به. وابن الجوزي في صفة الصفوة: 2/101 معلقا على عمرو بن دينار به.
وورد عندهم ((محمد بن أسامة بن زيد)) بدل ((زيد بن أسامة)) ، وورد في السير: بضعة عشر ألف)) .
(4) في الخطية (الحسين) والتصحيح من روايات السابقة واللاحقة.(4/1299)
حدثنا سُفْيان (1) قال: ((كَانَ عَلِيُّ بنُ حَسَيْن - رضي الله عنه - يَحْمِلُ مَعَهُ جِرَاباً مِنْ خُبْزٍ بَتَصَدَّقُ بِهِ، ويقُولُ: بَلَغَنِي أَنَّ الصَّدَقَةَ تُطْفِئُ غَضَب
_________
(1) سفيان: هو ابن عيينة.(4/1300)
َ الرَّبِّ)) (1) .
1250 - قال: حدثنا الحسن، حدثنا علي (2) ، حدثنا سفيان (3) قال: قال عليُّ
ابن حسين: ((مَا يَسُرُّنِي بِنَصِيبِي مِنَ الذُّلِّ حُمْرُ النَّعَمِ)) (4) .
1251- قال (5) : حدثنا الحسن (6) ، حدثنا علي (7) ، حدثنا سفيان (8) قال: حدثونا عن الزهري قال: ((مَا رَأَيْتُ قُرَشِياًّ أَفْضَلَ مِنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْن)) (9) .
_________
(1) في إسناده أبو الحسن الموصلي وهو مخلط، كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم ن وهو مروي من غير هذا الطريق.
أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء: 3/135-136، وابن عساكر في تاريخ دمشق: 12/21، والذهبي في سير أعلام النبلاء: 4/393، من طريق سفيان، عن أبي حمزة الثُّمالي أن علي بن حسن كان يحمل.. فذكره.
وأخرجه ابن الجوزي في صفة الصفوة: 2/96 عن أبي حمزة من قوله. وأبو حمزة الثمالي هذا هو ثابت بن أبي صفية الثمالي واسم أبيه دينار كوفي ضعيف رافضي، التقريب: 1/132.
وأخرج الترمذي في الزكاة: باب ما جاء في فضل الصدقة رقم ((664)) وابن حبان في صحيحه: 8/103-104 رقم ((3309)) والبغوي في شرح السنة: رقم ((1634)) من طريق عقبة بن مكرم، عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِيسَى، عَنْ يونس
ابن عبيد، عن الحسن، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم -: ((الصدقة تطفئ غضب الرب، وتدفع ميتة السُّوء)) . وقال الترمذي: حسن غريب من هذا الوجه.
قلت فيه عبد الله بن عيسى الخزاز وهو ضعيف كما في التقريب: 1/ 317، وفيه عنعنة الحسن أيضا.
وأخرج الطبراني في معجم الصغير: رقم ((128419)) ، ومن طريقه القضاعي في مسند الشهاب: 1/92 رقم ((99)) ، عن محمد ابن عون السيرافي، عن أصرم بن حوشب، عن قرة بن خالد، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين قال: قلت لعبد الله بن جعفر ابن أبي طالب حدّثنا شيئا سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: ... وسمعت رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - يقول: صدقة السر تطفئ غضب الرب. وفي إسناده أصرم بن حوشب وهو متروك الحديث واتهمه غير واحد بالوضع. انظر الجرح والتعديل: 2/336. والمجروحين: 1/181.
وأخرجه الطبراني في معجم الأوسط: 1/513، رقم ((947)) ، وفي معجم الكبير: 19/421 رقم ((1018)) والقضاعي في مسند الشهاب: 1/94 رقم ((102)) ، من طريق صدقة بن عبد الله، وعن أصبغ، عن بهز بن حكيم، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَنِ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - قال: ((صانع المعروف تقي مصارع السوء، وإن صدقة السر تطفئ غضب الرب ... )) وفي إسناده صدقة بن عبد الله وهو ضعيف، التقريب: 1/275.
(2) علي: بن المديني.
(3) سفيان: بن عيينة.
(4) في إسناده أبو الحسن الموصلي مخلط كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم. لكنه روي من غير هذا الوجه.
أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء: 3/137، عن أبي بكر بن مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أحمد بن حنبل، عن أبيه عن سفيان به. وأبو بكر بن مالك هو القطيعي.
وأخرجه المزي في تهذيب الكمال: 20/398، والذهبي في سير أعلام البنلاء: 4/395، عن سفيان بن عيينة بدون إسناد. وعزاه ابن عبد البر إلى علي بن الحسين في التمهيد: 9/158.
(5) القائل هو: أبو الحسن الموصلي.
(6) الحسن: بن عليل.
(7) علي: بن المديني،
(8) سفيان: بن عيينة.
(9) صحيح، وإسناد المؤلف فيه أبو الحسن الموصلي، وهو مروي من غير هذا الطريق.
أخرجه عمر بن أحمد أبو حفص الواعظ في تاريخ أسماء الثقات: 1/140، ويعقوب الفسوي: 1/544، وأبو نعيم في حلية الأولياء: 3/141، وأبو الوليد الباجي في التعديل والتجريح: 3/956، وابن الجوزي في صفة الصفوة: 2/99، والمزي في تهذيب الكمال: 20/384، والذهبي في سير أعلام البنلاء: 4/387، وابن حجر في تهذيب التهذيب:
7/269، عن سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ به.
وذكره ابن عساكر في تاريخ دمشق: 41/375، عن الزهري بدون إسناد.(4/1301)
قال (1) : وسمعته يقول (2) : ((كُنْتُ كَثِيرَ الْمُجَالَسَةِ لِعَلِيِّ بْنِ حُسين، وَلَكِنَّهُ كَانَ قَلِيلَ الرِّوَايَةِ)) (3) .
1252- قال حدثنا الحسن، حدثنا ابن سلام (4) قال: قال عمرو بن العاص: ((يَثَّغِر الغُلاَمُ وهوَ ابنُ سبْعِ سِنِينَ، وَيَحْتَلِمُ لاِبْنِ أَرْبَعَ عشرةَ، ويَكْمُلُ خَلْقُةُ لإِحْدَى وَعِشْرِينَ، وَيَكْمُلُ عَقْلُةُ لِثَمَانٍ وَعِشْرِينَ)) (5) .
_________
(1) القائل هو سفيان بن عيينة.
(2) أي الزهري.
(3) في إسناده أبو الحسن الموصلي أيضاً، وهو مروي من غير هذا الطريق.
أخرجه المزي في تهذيب الكمال: 20/386، والذهبي في سير أعلام البنلاء: 4/389، وابن حجر في تهذيب التهذيب: 7/269، عن سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ به.
وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق: 41/376، من طريق عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ الزهري به.
(4) ابن سلام: لعله محمد بن سلام البيكندي بكسر الموحدة وسكون التحتانية وفتح الكاف وسكون النون أبو جعفر ثقة ثبت من العاشرة مات سنة سبع وعشرين، التقريب: 1/482.
(5) في إسناده أبو الحسن الموصلي كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم.
لم أجده عن عمرو العاص، ولكنّ الرامهرمزي روى في المحدث الفاصل: 1/188، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ الغراء، عن محمد بن يحيى الأزدي، عن قبيصة، عن الثوري قوله: ((يثغر الغلام لسبع، ويحتلم لأربع عشر، ويكمل عقله لعشرين، ثم هو التجارب)) وقال: وقد روي نحو من هذا عن علي،.
قلت: وفي إسناده عبد الله بن أحمد الغراء، لم أقف له على ترجمة، ومحمد بن يحيى الأزدي ثقة كما في التقريب: 1/513، وقبيصة هو ابن عقبة السُّوائي، صدوق ربما خالف، كما في التقريب: 1/453.
وروى الذهبي في سير أعلام النبلاء: 7/270، من طريق ضمرة، عن سفيان قال: يثغر الغلام لسبع ويحتلم بعد سبع ثم ينتهي طوله بعد سبع ثم يتكامل عقله بعد سبع ثم هي التجارب. وضمرة هو ابن ربيعة الفساطيطي صدوق يهم قليلا كما في التقريب: 1/280.
ويثّغر: أي تسقط أسنانه الرواضع، ثم ينبت مكانها الأسنان الدائمة، يقال: أثغر سنه: إذا سقط ونبت جميعا.(4/1302)
1253- قال: أنشدنا الحسن، أنشدنا أبو عبد الله القاسمي: [ل265/ب]
سَائِلْ قُرَيْشًا إِذَا مَا كُنْتَ ذَا عَمَهٍٍ (1)
مَنْ كَان أَثْبَتَهَا في الدِّينِ أَوْتَادا
عِلْمًا وَأطْيَبَها أَهْلاً وَأَوْلاَدا ... مَنْ كَانَ أَوَّلَها سِلْمًا وَأَكْثرَها
تدْعُوا مَعَ اللهِ أَوْلاَدًا وَأَنْدَادا ... مَنْ كَانَ وَحَّدَ إِذْ كانتْ مَكذِّبَةً
عنْهَا وَإِنْ بَخِلُوا فِي كُرْبَةٍ جَادا ... مَنْ كَانَ يَقْدُمُ في الهَيْجَاِ إذَا نَكَلُوا
جَدَّ الطِّعَانُ بِصَدْرِ الرُّمْحِ ذَوَّادا ... مَنْ كَانَ بِالسَّيْفِ ذَبَّابًا وكَانَ إِذَا
إِنْ يَصْدُقُوكَ فَلَنْ يَعْدُوا أَبَا حَسَنٍ
إِنْ أَنْتَ لَنْ تَلْقَ للأَبْرَارِ حُسَّادا (2)
_________
(1) عمهٍ: من عَمَهَ، تعامه: إذا تحيَّر في طريقه. المنجد في اللغة والأعلام: 0/531.
(2) في إسناده أبو الحسن الموصلي كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم.
ذكره ابن عبد البر في الاستيعاب: 3/1133، عن إسماعيل بن محمد الحميري من شعره، وورد عنده في البيت الثاني ((أقدم إسلاما)) بدل ((أولها سلما)) ، و ((أطهرها)) بدل ((أطيبها)) وفي البيت الثالث ((من وحّد)) بدل ((من كان وحّد)) ، و ((أوثانا)) بدل ((أولادا)) ، وفي البيت الرابع ورد عنده ((إن نكلوا)) بدل ((إذا نكلوا)) ، و ((وإن بخلوا في أزمة)) بدل ((وإن بخلوا في كربة)) ، وورد في البيت الخامس: من كان أعدلها حكما وأبسطها علما وأصدقها وعدا وإيعادا. بدل البيت الخامس الذي عند المؤلف. وورد البيت السادس عنده كما عند المؤلف وزيادة البيت السابع وهو: إن أنت لم تلق أقواما ذوي صلف، وذا عناد لحقٍّ الله حجَّادا، ووذكر أبو الفرج مطلعها في ترجمته في الأغاني: 7/286، وإسماعيل بن محمد ابن يزيد بن ربيعة المعروف بالسيد الحميري، كان شاعرا محسنا كثير القول، كان راضيا، وكان يرى رجعة بن الحنفية إلى الدنيا، قال الذهبي: له مدائح بديعة في أهل البيت، ونظمه في الذروة، ولذلك حفظ ديوانه أبو الحسن الدارقطني، وقيل إنه اجتمع بجعفر الصادق، فبين له ضلالته فتاب. توفي سنة ثلاث وسبعين ومائة، وقيل سنة ثمان وسعين ومائة. البداية والنهاية: 1/173، فوات الوفيات: 1/188، سير أعلام النبلاء: 8/44-46، لسان الميزان: 1/436.(4/1303)
1254- قال: حدثنا الحسن، حدثنا يحيى بن معين، حدثنا أبو عاصم (1) ، عن عيسى (2) ، عن ابنِ أبي نجيح، عن مُجاهد، {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ} (3) ، قال: القرآن (4) .
وعن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قال: {المُتَوَسِّمِينَ} (5) المُتَفَرِّسِينَ (6)
_________
(1) أبو عاصم: الضحاك بن مخلد النبيل.
(2) عيسى: بن ميمون الجُرَشي بضم الجيم وفتح الراء والمعجمة ثم المكي أبو موسى، ثقة من السابعة. التقريب: 1/441.
(3) سورة الحجر آية رقم: (94) .
(4) في أبو الحسن الموصلي، ولكنه مروي من غير هذا الطريق.
أخرجه الطبري في التفسير 14/68، من طريق عيسى وورقاء وشبل جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ} . قال: اجهر بالقرآن في الصلاة.
وأخرجه أيضا 14/68، من طريق ابن إدريس، وسفيان الثوري، وابن فضيل، وشريك جميعا عن ليث بن سعد، عن مجاهد به. وورد عن بعضهم بألفاظ متقاربة: ((هو القرآن)) و ((بالقرآن)) و ((بالقرآن في الصلاة)) .
وأخرج القرطبي في الجامع لأحكام القرآن 10/62، وابن كثير في تفسير القرآن العظيم 4/551، والسيوطي في الدر المنثور 4/199، وعزاه إلى ابن أبي حاتم، وابن المنذر، كلهم عن مجاهد قوله: اجهر بالقرآن في الصلاة.
(5) انظر سورة الحجر آية رقم: (75) .
(6) في إسناده أبو الحسن الموصلي كذّبه ابن المظفر وابو نعيم، وهو مروي من غير هذا الطريق.
أخرجه الطبري في التفسير 14/45، من طريق عيسى، وورقاء، وشبل جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، {إن في ذلك لآيات للمتوسمين} . قال: للمتفرسين.
وأخرجه أيضا 14/45، و46، من طريق عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عن قيس، عن مجاهد به مثله.
وفي إسناده عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ وهو صدوق له أوهام، التقريب 1/363.
وذكره البغوي في معالم التنزيل: 4/488، والقرطبي في الجامع لأحكام القرآن: 10/47، وابن كثير في تفسير القرآن العظيم 4/543، والسيوطي في الدر المنثور 4/192، والشوكاني في فتح القدير 3/199، كلهم عن مجاهد بدون إسناد.(4/1304)
1255- حدثنا الحسن، حدثنا يحيى (1) قال: قال سفيان (2) : قال ابْنُ شُبْرُمَة (3) :
لَو شِئْتَ كُنْتَ كَكُرْزٍ (4) فِي تَعَبُّدِهِ
أَوْكَابْنِ طَارِقٍ (5) حَوْلَ البَيْتِ فِي الْحَرَمِ
قَدْ حالَ دُونِ لَذِيذِ الْعَيْشِ خَوْفُهُمَا
وَشَمّرَا فِي طِلاَبِ الْعَيْشِ وَالْكَرَم
قال ابْنُ شُبْرُمًة: فذَكَرْتُهُ لابْنِ هُبَيْرَة (6) فَقَالَ: صِفْهُمَا لِي، فقُلْتُ: أَمَّا كُرْزٍ فَكَانَ إِذَا
قَدِمَ مَكَّةَ طَافَ لَيْلَهُ وَنَهَارَهُ، وَأَمَّا ابْنُ طَارِقٍ (7) فَلَوْ أَنَّ أَحَدًا اكْتَفَى بِالتُّرَابِ لاَكْتَفَى بِهِ (8) .
[ل266/أ]
_________
(1) يحيى: بن معين.
(2) سفيان: بن عيينة.
(3) ابن شبرمة: عبد الله بن شبرمة.
(4) كرز: هو ابن وبرة الحارثي العابد من اتباع التابعين الكوفي، قال أبو نعيم: كان يسكن جرجان، له الصيت البليغ في النُّسك والتعبّد، حلية الأولياء: 5/79-83، سير أعلام النبلاء: 6/54.
(5) ابن طارق: محمد بن طارق المكي، ثقة عابد. التقريب: 1/ 485.
(6) في الخطية ((ابن عبده)) ولم أجده، والتصحيح من الجرجاني وأبي نعيم، وابن هبيرة هو: يزيد بن عمر بن هبيرة أبو خالد الفزاري، كان بطلا شجاعا، سائسا جوادا، فصيحا خطيبا، وكان من الأكلة، وله في كثرة الأكل أخبار، قتل في ذي القعدة سنة اثنتين وثلاثين ومائة. تاريخ خليفة: 0/636، المجروحين: 2/123، سير أعلام النبلاء: 6/207-208.
(7) في الخطية (وأما ابن) مكرر، وعليه علامة الضرب.
(8) صحيح، في إسناد المؤلف أبو الحسن الموصلي كذّبه ابن المظفّر وأبو نعيم، وبقية رجاله ثقات، وقد روي من غير طريقه..
أخرجه الفاكهي في أخبار مكة: 2/324، وحمزة الجرجاني في تاريخ جرجان: 1/338، وأبو نعيم في حلية الأولياء:
5/81-82، والمزي في تهذيب الكمال: 25/404، من طرق عن سفيان بن عيينة به. وأسانيدهم حسنة.
وأخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء: 5/81، وابن الجوزي في صفة الصفوة: 2/217، من طريق محمد بن فضيل، عن شبرمة به. ومحمد بن فضيل صدوق عارف رمي التشيع كما في التقريب: 1/502، وكذلك علي بن المنذر، التقريب: 1/405.
وذكر الذهبي في سير أعلام النبلاء: 6/85، وابن حجر في الإصابة: 5/661، البيتين عن ابن شبرمة دون القصة، وورد عند جرجان في تاريخ جرجان، وعند أبي نعيم في حلية الأولياء ((ابن هبيرة)) بدل ((ابن عبدة))(4/1305)
1256- قال: أنشدنا الحسن، أنشدني رجَلٌ:
إِذَا تَضَايَقَ أَمْرٌ فَانْتَظِرْ فَرَجًا فَأَصْعَبُ اْلأَمْرِ أَدْنَاهُ مِنَ الْفَرَجِ (1)
1257- قال: أنشدنا الحسن، أنشدنا أحمد بن يحيى قال: قال جَرِير (2) :
أحبُّ لِحُبِّ الْعَاصِمِيَّةِ مَعْشَرًا
مِنَ النَّاسِ مَا كَانُوا صَدِيقًا وَلاَ أَهْلا
وَأَرْعَاهُمُ بِالْغَيْبِ مِنْ أَجْل حبّهاِ حُبِّهَا
وَأُوْليهِمْ مِنِّي النّصَاحَةَ وَالْبَذْلا (3)
1258- قال: حدثنا الحسن، حدثنا أحمد بن إبراهيم الموصل، حدثنا يحيى بن أكثم القاضي، قال ابْنُ عُلَيْل: وقَدْ رَأَيْتُ يَحْيَى بْنَ أَكْثم
_________
(1) في إسناده ابو الحسن الموصلي.
أخرجه البيهي في شعب الإيمان: 7/208 رقم ((10019)) ، عن محمد بن الحسين قال: رأيت مجنونا قد ألجأه الصبيان إلى المسجد فجاء فقعد في زاوية، فتفرقوا عنه، فقام وهو يقول: فذكره.
(2) جرير: بن عطيّة بن الخطفي التميمي البصري، شاعر زمانه، وقيل كان عفيفاً منيباً، وفضّله جماعة على فرزدق، وقال امرأة فرزدق: غلبك – جرير – على حلوه، - تعني حلو شعره - وشركك في مرِّه. سير أعلام النبلاء: 4/590، البداية والنهاية: 9/260ن شذرات الذهب: 1/140.
(3) في إسناده أبو الحسن الموصلي، كذّبه ابن المظفر وابو نعيم، وأحمد بن يحيى لم أميّزه. والبيتان موجودان في ديوان جرير: ص336.(4/1306)
وسمعتُ مِنهُ قالَ: وَقَفَ الْمَأْمُونُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى عَقَبَةِ حُلْوَان فأنشأ يقول:
حَتىَّ مَتَى أنا فِي حَطٍّ وَترْحَالِ
وَطُولِ سُقْمٍ وَإِدْبَارٍ وَإِقْبَالِ
عَن اْلأَحِبَّةِ لاَ يَدْرُونَ مَا حَالِي ... ونَازِحِ الدَّارِ لاَ أَنْفَكُّ مُغْتَرِبًا
لاَ يَخْطُرُ الْمَوْتُ مِنْ حِرْصِي عَلَىبَالِي ... بِمَشْرِقِ اْلأَرْضِ طَوْرًا ثُمَّ مَغْرِبِهَا
وَلَوْ قَعَدْتُ أَتَانِي الرِّزْقُ فِي دَعَةٍ
إِنَّ الْقنُوعَ الغِنَى لاَ كَثْرَةُ الْمَالِ (1)
1259- قال: أخبرنا الحسن بن عُلَيْل قِرَاءَةً، حدَّثَنِي أحمد بن موسى بن محمد
ابن سليمان بن حمكان، عن الهَيْثَم بن عدي قال: ((لَمَّا خَرَجَ هارونُ الرَّشِيدُ في طَلَبِ سَيَّارٍ ابنِ رِافِع أَبَثَّ عَسَاكِرَهُ فِي طَلَبِهِ حَتَّى ظَفِرَ بِهِ، فَلَمَّا أُدْخِلَ عَلَيْهِ دَعَا بِنِطْعِ، وَأَمَرَ بِجَزَّارٍ فَأَحْضَرَهُ، وقال: اقْطَعْهُ عُضْوًا عُضْوًا، وَبَضِّعْهُ بَضْعَةً بَضْعَةً (2) ، فَما زَالَ الْجَزَّارُ يُبَضِّعُهُ، وَكاَنَ هَارُونُ عَلِيلاً فَيُغْشَى عَلَيْهِ، [ل266/ب] فَإِذَا فَتَحَ عَيْنَيهِ نَظَرَ إِلَى الْفَضْلِ بنِ الرَّبِيع (3) وَهُوَ وَاقِفٌ عَلَى رَأْسِهِ فَقَالَ: يَا فَضْل:
_________
(1) في إسناده أبو الحسن الموصلي كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم، ويحيى بن أكثم صدوق رمي بسرقة الحديث.
ذكر كمال الدين عمر بن أبي جرادة هذه الأبيات في بغية الطلب في تاريخ حلب 4/1799، عن أبي العتاهية.
(2) في هامش الخطية كلمة (بضعة) الثالثة، وفوقها (صح) .
(3) الفضل بن الربيع: بن يونس بن محمد بن أبي فرة أبو العباس، كان حاجب هارون الرشيد، ومحمد الأمين، وكان في صحبة الرشيد إلى أن مات بطوسي، وقد أسند الحديث عن المنصور والمهدي أمير المؤمنين. تاريخ بغداد: 12/343.(4/1307)
أَحِيْنَ دَنَا مَنْ كُنْتُ أَرْجُوا دُنُوَّهُ
رَمَتْنِي عُيُونُ الدَّهْرِ مِنْ كُلِّ جَانِبِ
فَصَبْرًا عَلَى مَكْرُوهِ مُرِّ الْعَوَاقِبِ ... فَأَصْبَحْتُ مَرْحُومًا وَكُنْتُ مُحَسَّدًا
وَأَنْدُبُ أَوْقَاتِ السُّرُورِ الذَّوَاهِبِ ... سَأَبْكِي عَلَى الْوَصْلِ الَّذِي كَانَ بَيْنَنَا
وَأَعْتَقِدُ اْلأَيَّامَ بِالصَّبْرِ وَالْعَزَا
عَلَيْكَ وَإِنْ جَانَبْتُ غَيْر مُجَانِبِ
قال: ثُمَّ يَلْتَفِتُ إِلَى الْجَزَّارِ فَيَقُولُ: اقْطَعْ عُضْوًا عُضْوًا حَتَّى سَقَطَ سَيَّارٌ مَيِّتًا (1) .
1260- قال: حدثنا الحسن، حدثنا عبد الله بن مروان بن معاوية، حدثنا الواقدي، حدثني عبد الرحمن بن أبي الزِّناد، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ لِي الشَّعْبي: ((أَلاَ أُخْبِرُكَ بِطَرِيفَةٍ؟ جَلَسْتُ الْيَوْمَ فِي مَجْلِسِ الْقَضَاءِ وَكَانَتْ عِنْدَي امْرَأَةٌ لَمْ يَكُنْ غَيْرِي وَغَيْرُهَا، فَجَاءَ رَجُلٌ فَوَقَفَ عَلَيْنَا، فَقَالَ أَيُّكُمْ الشَّعْبِي؟ فَقُلْتُ: هَذِهِ)) (2) .
1261- قال: حدثنا الحسن، حدثنا مسعود بن بشر المازني، حدثني
_________
(1) في إسناده ابو الحسن الموصلي كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم، وأحمد بن موسى بن حمكان لم أقف على ترجمته، والهيثم
ابن عدي قال فيه البخاري سكتوا عنه، وهذه العبارة عادة ما يستعملها فيمن تركوا حديثه، انظر الشرح والتعديل لألفاظ الجرح والتعديل (ص63) .
ذكره ابن الأثير في الكامل في التاريخ 5/354، مختصراً.
(2) في إسناده أبو الحسن الموصلي، كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم، والواقدي متروك.
أخرجه المزي في تهذيب الكمال: 14/37، من طريق بد الرحمن بن أبي الزناد به.
وذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء: عن مجالد وغيره أن رجلا مغفلا لقي الشعبي ومعه امرأة تمشي، فقال: أيُّكما الشعبي، قال: هذه.(4/1308)
الواقدي قال: ((كُنْتُ مَعَ أَشْعَب فِي يَوْمِ عِيد نُرِيدُ الْمُصَلَّى، فَوَجَدَ دِينَارًا، فَقَالَ: يَا ابْنَ وَاقِد، قُلْتُ: مَا تَشَاءُ يَا أبَا العَلاَء، قال: وَجَدْتُ دِينَارًا فَمَا تَرَى أَصْنَعُ بِهِ؟ قلتُ: عَرِّفْهُ، قال: أُمُّ الْعَلاَءِ إِذًا طَالِقٌ، قُلْتُ فَمَا تَصْنَعُ بِهِ، قال: أَشْتَرِي [ل267/أ] بِهِ قَطِيفَةً ثُمَّ أُعَرِّفُهَا، قال: وَكَانَ أَشْعَبُ جَارًا لِلوَاقِدِي)) (1) .
1262- قال: حدثنا الحسن إملاء، حدثنا محمد بن محمد بن مرزوق (2) ،
_________
(1) في إسناده أبو الحسن الموصلي وهو مخلط، وكذّبه ابن المظفر وأبو نعيم، والواقدي متروك.
أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد: 7/40، عن الصوري، عن الحسن بن حامد الأديب، عن علي بن محمد بن سعيد
أبو الحسن الموصلي، عن الحسن بن عليل به. وفيه ((وكان أشعب خال الواقدي.
وأخرجه الذهبي في ميزان الاعتدال: 1/ 423، وابن حجر في لسان الميزان: 1/451، من طريق بن بشر. والخطيب في تاريخ بغداد: 7/40-41، وابن خلِّكان في وفيات الأعيان: 2/472، والذهبي في ميزان الاعتدال: 1/423،
وابن حجر في لسان الميزان: 1/451، من طريق الزبير بن بكار، والخطيب في تاريخ بغداد: 7/40، والذهبي في ميزان الاعتدال: 1/423، وابن حجر في لسان الميزان: 1/451، من طريق أحمد بن إبراهيم، ثلاثتهم عن الواقدي به.
وقال القاضي عياض في ترتيب المدارك: 3/215، بعدما ذكر هذه القصة عن الواقدي قال: كذا وجدت هذا الخبر عنه، ولا أدري من هذا الأشعب، فإن أشعب الطماع متقدم عن زمن الواقدي، سمع من سالم بن عمر، وقد قال أهل هذا الباب، لا يعرف بهذا الاسم غيره.
وتعقّبه ابن حجر بقوله: فأما شكّه فيه فلا أثر له فإن الطامع لا شك فيه، وقد أدرك الواقدي من حياته خمسا وعشرين سنة، ثم قال: وقد تأخر وفاته عن الواقدي مدة، وأما دعواه أن اسمه فرد فهو كذلك فما ذكروا غيره، والله أعلم. انظر لسان الميزان: 1/452.
(2) محمد بن محمد بن مرزوق: الباهلي ابن بنت مهدي البصري، قال أبو حاتم: صدوق، ذكره ابن حبان في الثقات وقال: ربما أخطأ. ووثقه الخطيب. وقال ابن حجر: صدوق له أوهام. مات سنة ثمان وأربعين ومائتين. الثقات: 9/125، تاريخ بغداد: 3/199، تهذيب الكمال: 26/377، التقريب: 1/505.(4/1309)
حدثتني
أم علي بنت سليمان بن علي قالت (1) : سمعت عمِّي إسماعيل بن علي قال: قال عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الله: ((نِعْمَ الأُخْتَانُ الْقُبُورُ)) (2) .
1263- قال: حدثنا الحسن، حدثنا مسعود بن بشر المازني، حدثني سعيد بن محمد الوّرَّاق، عن مَطَر (3) ، عن الشَّعْبِي قال: ((الْبَسْ مِنَ الثِّيَابِ مَا لاَ يَزْدَرِيكَ فِيهَا السُّفَهَاءُ، وَلاَ يَعِيبُكَ بِهَا الْفُقَهَاءُ (4)
_________
(1) في الخطية ((قال)) ، والتصحيح منَّا لمقام المعنى.
(2) في إسناده أبو الحسن الموصلي علي بن محمد كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم، وأم علي وعمّها لم اقف على ترجمتهما.
ذكره العجلوني في كشف الخفاء: 1/490، و2/427، والمناوي في فيض القدير: 5/291، عن علي بن عبد الله بدون إسناد. وعزى كل منهما إلى الطيوريات.
(3) مطر: الوراق.
(4) في إسناده أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ الموصلي وهو مخلط، وقد كذّبه ابن المفظر وأبو نعيم، وسعيد بن الوراق ضعيف ومطر صدوق كثير الخطأ.
أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء: 4/318، من طريق شريح بن يونس، عن سعيد بن محمد الوراق به.
وأخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء: 1/302، والمنذري في الترغيب والترهيب: في اللباس: باب الترغيب في ترك الترفع في اللباس 3/83، والهيثمي في مجمع الزوائد: 5/135، عن أبي يعفور وقدان قال: سمعت ابن عمر وسأله رجل ما ألبس من الثياب قال: ما لا يزدريك فيه السفهاء ولا يعتبك به الحلماء، قال: ما هو؟، قال: ما بين الخمسة إلى العشرين درهما. وقال المنذري والهيثمي رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. قلت بل في إسناده عثمان بن أبي شيبة وهو ثقة له أوهام، التقريب: 1/386، ويونس بن أبي يعفور وقدان صدوق يخطئ كثيرا كما في التقريب: 1/614، وهو إسناد حسن إن شاء الله.
وأخرجه الخطيب في الجامع لأخلاق الراوي: 1/382، من طريق الحسن بن سلام، عن أبي غسان، عن جعفر بن زياد الأحمر، عن العلاء بن المسيب قال: قال إبراهيم- النخعي-: ((البس من الثياب ما لا يشتهرك الفقهاء ولا يزدريك السفهاء)) . وإسناده حسن فيه جعفر بن زياد الأحمر وهو صدوق يتشيع كما قال ابن حجر في التقريب: 1/140، والعلاء بن المسيب ثقة ربما وهم. كما في التقريب أيضا: 1/436. وبقية رجاله ثقات.(4/1310)
1264- قال: حدثنا الحسن، حدثنا الزُّبير بن بَكَّار، حدثنا حَمَّاد بن إسحاق الموصلي، حدَّثني أبي، عن ابْنِ كُنَاسَةَ (1) قال: قال نُصَيْبٌ (2) : ((مَا عَلِمْتُ أَنِّي مِنَ الشُّعَرَاءِ حَتَّى قُلْتُ:
بِزَيْنَبَ أَلْمِمْ قَبْلَ أَنْ يَرْحَلَ الرَّكْبُ وَقُلْ إِنْ تَمَلِِّينَا فَمَا مَلَّكَ الْقَلْبُ
قال ابْنُ كُنَاسَة: وَلَقِيَ الْكُمَيْتُ (3) النُّصَيْبَ فِي حَمَّامٍٍ بِالْكُوفَةِ فَقَالَ لَهُ: أَنْتَ النُّصَيْبُ؟ فَقَالَ: نَعم، قال: أَنْتَ الَّذِي تَقُولُ:
بِزَيْنَبَ أَلْمِمْ قَبْلَ أَنْ يَرْحَلَ الرَّكْبُ وَقُلْ إِنْ تَمَلِّينَا فَمَا مَلَّكَ الْقَلْبُ
قال: نَعم، قال: فأنْشِدْنِيهَا، قال: مَا أُرْوِِيْتُهَا فَتَرْوِيهَا أَنْتَ؟ قال:
_________
(1) ابن كناسة: بضم الكاف وتخفيف النون، هو محمد بن عبد الله بن عبد الأعلى الكوفي الأسدي، وكناسة لقب لجدّه أو لأبيه. وثقه ابن معين وعلي بن المديني وأحمد بن حنبل والعجلي وأبو داود والذهبي. وقال أبو داود: كان صاحب أخبار، يكتب حديثه ولا يحتج به. وقال ابن حجر: صدوق عارف بالآداب. مات سنة سبع ومائتين. التاريخ لابن معين: 2/523 الجرح والتعديل: 7/300، تاريخ بغداد: 5/404، تهذيب الكمال: 25/492، الأغاني: 13/337، التقريب: 1/488.
(2) نصيب: لعله نصيب بن رباح أبو محجن الأسود مولى عمر بن عبد العزيز. انظر طبقات حول الشعراء: 0/141، الشعر والشعراء: 0/410، الأغاني: 1/125، معجم الأدباء: 19/228.
(3) الكميت: بن يزيد الأسدي الكوفي، قال الذهبي: كان مقدم شعراء وقته. مات سنة ست وعشرين ومائة. الأعاني: 17/1، سير أعلام النبلاء: 5/388.(4/1311)
نَعم، فَانْدَفَعَ الْكُمَيْتُ يُنْشِدُ وَالنُّصَيْبُ يَبْكِي (1) .
1265- قال: أنشدنا الحسن، أنشدنا مسعود بن بشر المازني لجميل بن معمر (2) :
إِنِّي َلأَحْفَظُ غَيْبَكُمْ وَيَسُرُّنِي
لَوْ تَعْلَمِينَ بِصَالِحٍ أَنْ تُذْكَرِي [ل267/ب]
أَوْ نَلْتَقِي فِيهِ عَليَّ كَأَشْهُرِ ... وَيَكُونُ يَوْمٌ لاَ أَرَى لَكِ مُرْسِِِلاً
إِنْ كَانَ يَوْمُ لِقَاكُمُ لَمْ يُقْدَر ... يَا لَيْتَنِي أَلْقَى الْمَنِيَّةَ بَغْتَةً
إِلاَّ كَبَرْقِ سَحَابَةٍ لَمْ تُمْطِر ... مَا أَنْتِ وَالْوَعْدَ الَّذِي تَعِدِينَنِي
تُقْضَي الدُّيُونُ وَلَيْسَ يُنْجَِزُ عَاجِلاً
هَذَا الْغَرِيمُ أَنَا وَلَيْسَ بِمُعْسِرِ (3)
1266- قال: أنشدنا الحسن، أنشدني مصعب بن عبد الله الزبيري:
لَعُمْرُكَ مَا يَدْرِي الْفَتَى كَيْفَ يَتَّقِي
نَوَائِبَ هَذَا الدَّهْرِ أَمْ كَيْفَ يَحْذَرُ
_________
(1) في إسناده أبو الحسن الموصلي كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم، وحماد بن إسحاق لم يذكر فيه الخطيب جرحاً ولا تعديلاً، وأبوه كتب الناس عنه بانتخاب الدارقطني ثم بان كذبه فمزقوا حديثه.
(2) جميل بن معمر: هو جميل بن عبد الله بن معمر العذري الشاعر المشهور صاحب بثينة، قال الذهبي نظمه في الذروة، يُذْكر مع كُثَيِّر عزّة والفرزدق. يقال مات سنة اثنتين وثمانين، وقيل بل عاش حتى وفد عمر بن عبد العزيز. طبقات فحول الشعراء: 0/543، الشعر والشعراء: 0/346، الأغاني: 7/77، سير أعلام النبلاء: 4/181، شذرات الذهب: 1/91.
(3) في إسناده أبو الحسن الموصلي أيضاً.
ورد هذه الأبيات في ديوان جميل بثينة (ص25) ، وعند أبي الفرج الأصبهاني في الأغاني: 2/388، و8/108، وفيهما: ((هذا الغريم لنا)) ، بدل من ((هذا الغريم أنا)) .(4/1312)
يَرَى الشَّيْءَ مِمَّا يُتَّقَي فَيَخَافُهُ
وَمَا لاَ يَرَى مِمَّا يَقِي اللهُ أَكْثَرُ (1) .
1267- قال: أنشدنا الحسن قال: أنْشَدُونَا للْمُقَنَّع (2) :
يُعَاتِبُنِي فِي الدَّيْنِ قَوْمِي وَإِنَّمَا
تَدَايَنْتُ فِي أَشْيَاءَ تُكْسِبُهُمْ حَمْدا
مُكَلَّلَةٍ شَحْمًا مُدَفَّقَةً ثَرْدا ... وَفِي جَفْنَةٍ لاَ يُحْجَبُ الضَّيْفُ دُوْنَهَا
فَإِنَّ الَّذِي بَيْنِي وَبَيْنَ بَنِي أَبِي
وَبَيْنَ بَنِي عَمِّي لَمُخْتَلِفٌ جِدّا (3)
1268- قال: حدثننا الحسن، حدثنا عَمَّارُ بنْ زَرْبِيّ، حدثنا بِشْرُ بن مَنْصُورقال: سمعتُ أَيُّوبَ (4) يقولُ: ((مَا طَالَ مَجْلِسٌ قَطّ إِلاَّ كَانَ لِلشَّيْطَانِ فِيهِ نَصِيبٌ)) (5) .
_________
(1) في إسناده أبو الحسن الموصلي أيضاً، كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم.
(2) في الخطية: ((لابن المقفّع)) والتصحيح من الأغاني، وهو محمد بن ظفر بن عمير، والمقنع لقب له، وهو شاعر مقلٌّ من شعراء بني أمية. انظر ترجمته والأبيات في الأغاني لأبي الفرج الأصبهاني: 17/111-113.
(3) في إسناده أبو الحسن الموصلي كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم.
(4) أيوب: هو السختياني.
(5) في إسناده أبو الحسن الموصلي أيضاً، وقد كذّبه ابن المظفر أبو نعيم، تقدم تخريج هذا الأثر في رواية رقم (113) ، وورد أيضاً في رقم (707) ، و (936) .
وما طريق المؤلف فأخرجه الخطيب أيضا في الجامع لأخلاق الراوي: 2/129، من طريق أبي القاسم عبد الله بن محمد وابن منيع كلاهما عن سليمان بن أيوب قال أتينا بشر بن منصور، فسألناه عن أحاديث، فقال لنا، حسبكم، فما طال مجلس إلا كان للشيطان فيه نصيب.
وقال السمعاني: هذا من كلام محمد بن مسلم بن شهاب الزهري.
وقال محقق الجامع لأخلاق الراوي الدكتور محمود الطحّان في تفسير هذا الأثر: لأنه إذا ملّ الناس من طول المجلس تثاءبوا وتململوا، وذلك من الشيطان.(4/1313)
1269- قال: قُرِئَ عَلَى الحسن وأَنَا أَسْمَعُ حَدَّثَكُمْ مَسْعُودُ بنُ بِشْر المَازني، حدثنا ياسِرٌ بن عبد الله الخَادِمُ (1) قال: ((سَأَلَ مُحَمَّدُ بْنُ عبد المُلْك الزَّيَّاتُ أَبَا دُلَف القاسم بن عيسى العِجلِي عَرْضَ رُقْعَةٍ عَلَى الْحَسَنِ بن سهل ذِي الرِّئَاسَتَيْن، فَعَرَضَهَا عَلَيْهِ، فَقَالَ [ل 268/أ] لَهُ الْحَسَن: نَحْنُ فِي شُغْلٍ عَنْ هَذاَ، فقال لَهُ أَبُو دُلَف: مِثْلُكَ أَطَالَ اللهُ بَقَاءَكَ لاَ يَنْشَغِلُ عَنْ مُحَمَّدِ ابن عبد الملك، فقال لِخَازِنِه: احْمِلْ مَعَ أَبِي دُلَفٍ إِلَيْهِ عِشْرِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ، قال: فَلَّمَا وَصَلْتُ إِلَى مُحَمَّدٍ كَتَبَ إِلَيْهِ بِهَذَيْنِ الْبَيْتَيْنِ:
أَعْطَيْتَنِي يَا وَلِيَّ الْحَقِّ مُبْتَدِئًا
عَطِيَّةً كَافَأْتَ مَدْحِي وَلَمْ تَرَنِي
مَا شِمْتُ بَرْقَكَ حَتَّى نِلْتُ رَيِّقَهُ
كَأَنَّمَا كُنْتَ بِالْجَدْوَى تُبَادِرُنِي
فَعَرَضَهَا أَبِو دُلَف عَلَى الْحَسَنِ بنِ سَهْلِ فقال: يَا محمد (2) ، احْمِلْ إِلَى مُحَمَّد خَمْسِةَ آلاف دِينَارٍ)) (3) .
1270-قال: حدثني الحسن، حدَّثَنِي عبْدُ الرحمن بن عبد الله
_________
(1) ياسر بن عبد الله الخادم: وعند الخطيب: يانس بن عبد الله الخادم، ذكره الطبري في تاريخه 5/639، و680، وقال إنه خادم الموفق، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.
(2) ورد عند الخطيب ((يا غلام)) بدل ((يا محمد)) ، ولعل ما ورد عند الخطيب هو الأنسب إلا أن يكون الخازن اسمه محمد. وهو احتمال وارد أيضا.
(3) في إسناده أبو الحسن الموصلي كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم.
أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد: 7/322، عن الصوري عن الحسن بن حامد الأديب، عن الحسن به.(4/1314)
الأَصْمَعِي (1) ، عن عمه عبد الملك بن قريب قال: ((وَقَفَتْ أَعْرَابِيَّةٌ عَلَيْنَا بِمَكَّةَ فَقالتْ (2) : سَنَةٌ جَرَّدَتْ، وَأَيْدٍ جَمَدَتْ، وَحالٌ جُهِدَتْ، فَهَلْ فَاعِلٌ لِخَيْرٍ، أَوْ دَالٌ عَلَى خَيْرٍ، أَوْ مُجِيبٌ بِخَيْرٍ، رَحِمَ اللهُ مَنْ رَحِمَ، وَأَقْرَضَ مَنْ لاَ يَظْلِمُ)) (3) .
1271- قال: حدثني الحسن، حدثنا أبو عثمان المَازِني (4) ، حدثنا الأصمعي، عن العَلاَءِ ابنِ حَرِيز (5) قال: قال بَعْضُ الْحُكَمَاءِ لِوَلَدِهِ: ((ياَ بَنِيَّ افْعَلُوا الْمَعْرُوفَ الْمُتَمِّمَ لِلشُّكْرِ، فَإِنَّ شَكْرَ النَّاسِ جَمَالٌ فِي الْحَيَاةِ، وَشَرَفٌ فِي الْمَمَاتِ، وَمَا سَلَفَتْ نِعْمَةٌ إِلاَّ بِكُفْرِهَا، وَلاَ دَامَتْ إِلاَّ بِشُكْرِهَا)) (6) .
1272- قال (7) : حدثنا الحسن، حدثنا سعيد بن داود الزنبري، حدثنا سفيان بن [ل268/ب] عُيَيْنَة قال: ((رَأَى سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرِ ابْنَهُ يَطُوفُ
_________
(1) عبد الرحمن بن عبد الله الأصمعي: بن قريب، ذكره ابن حبان في الثقات. الثقات: 8/381.
(2) في الخطية: ((فقال)) . والصواب ما أثبتنا، لمقام المعنى، والله أعلم.
(3) في إسناده أبو الحسن الموصلي.
ذكره الخطّابي في غريب الحديث: 1/722.
(4) أبو عثمان المازني: مسعود بن بشر.
(5) العلاء بن حريز: ذكره ابن ماكولا ممن سمع من أبيه حريز. انظر الاكمال: 2/86.
(6) في إسناده أبو الحسن الموصلي. ومن ذلك قول الله تعالى: {وإذ تأذّن ربكم لئن شكرتم لأزيدنّكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد} . سورة إبراهيم آية رقم: (7) .
(7) القائل هو: أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ الموصلي.(4/1315)
بِالْبَيْتِ فَقَالَ: هَذَا أَعَزُّ الْخَلْقِ، وَمَا شَيْءٌ أًسَرُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ فِي مِيزَانِي (1) .
1273- قال: أنشدنا الحسن، أنشدني أبو نضرة التمار:
إِذَا كَلَّمَتْنِي بِالْجُفُونِ الْفَوَاتِرِ
رَدَدْتُ عَلَيْهَا بِالدُّمُوعِ (2) البوَادِرِ
وَقَدْ قُضِيَتْ حَاجَاتُنَا بِالضَّمَائِرِ ... فَلَمْ يَعْلَمِ الْوَاشُونَ مَا دَارَ بَيْنَنَا
أَماحُكْمُ بَعْدِي عَلَى طَرْفِ جَائِرِ ... أَقَاتِلَتِي ظُلْمًا بِأَسْهُمِ لَحْظِهَا
فَلَوْ كَانَ لِلْعُشَّاقِ قَاضٍ مِنَ الْهَوَى
إِذًا كَانَ يقْضِي بَيْنَ قَلْبِي وَنَاظِرِي (3)
1274- قال: حدثنا الحسن، حدثنا أبو حَاتِم، عن الثَّوْرِي، عن أبي عُبَيْدَةَ قال: قال الأَحْنَفُ: الشَّمَاتَةُ تَعْقُبُ النَّدَامَةَ (4) .
1275- قال: أنشدنا الحسن:
إِنْ يَحْسُدُونِي فَإِنِّي غَيْرُ لاَئِمِهِم
قَبْلِي مِنَ النَّاسِ أَهْلُ الفَضْلِ قَدْ حُسِدُوا
وَمَاتَ أَكْثَرُنَا غَيْظًا بِمَا يَجِدُوا ... فَدَامَ لِي وَلَهُمْ مَابِي وَمَا بِهِمُ
أَنَا الَّذِي يَجِدُونِي فِي صُدُورِهِمُ
لاَ أَرْتَقِي صَعَداً مِنْهَا وَلاَ أَرِدُ (5)
_________
(1) في إسناده أبو الحسن الموصلي هذا، وقد كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم، وسعيد الزنبري صدوق له مناكير عن مالك، وهذه ليست عن مالك.
(2) في الخطية (بالعيون) وعليها علامة الضرب، وفوقها كلمة (بالدموع) وفوقها (صح) .
(3) في إسناده أبو الحسن الموصلي وأبو ضمرة لم أقف على ترجمته، واسمه غير واضح في المخطوط.
(4) في إسناده أبو الحسن الموصلي كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم.
(5) في إسناده أبو الحسن الموصلي كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم.
أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد: 13/367، من طريق سفيان بن وكيع عن أبيه، عن أبي حنيفة من قوله. بدون البيت الثالث، وفي إسناده محمد بن الحسن بن أحمد الأهوازي قال فيه الخطيب في تاريخ بغداد: يركب ويضع على الشيوخ، وقال أبو نصر الجصاص كان جراب الكذب.
وذكرهما البيهقي في شعب الإيمان: 5/276 رقم ((6649)) ، عن منصور الفقيه.
ونسبها ابن عبد البر في بهجة المجالس وأنس المجالس: 1/413، إلى لبيد بن عطار بن حاجب التميمي.
وورد عند ابن عبد البر ((حقولهم)) بدل ((صدورهم)) .(4/1316)
1276- قال: حدثنا الحسن، حدثنا أحمد بن إبراهيم (1) ، حدثنا أبو السَّري سَهْل
بن محمُود (2) قال: قال ابن عيينة: يَنْبَغِي لِلْخَلْقِ أَنْ يَكُونُوا وَجِلِينَ مِنْ هِذِهِ الآيَةِ: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (3) .
1277 - قال: حدثنا الحسن قال: كَتَتَ إِلَيَّ [ل269/أ] يُونسَ بن
_________
(1) أحمد بن إبراهيم: الموصلي.
(2) أبو السري سهل بن محمود: سهل بن محمود بن حليمة أبو السري مولى العباس بن عبد الله، قال يعقوب بن شيبة كان أحد أصحاب الحديث. وذكره الدارقطني وقال: بغدادي فاضل، ووثقه الخطيب، مات سنة خمس عشرة ومائتين. الجرح والتعديل: 4/204، تاريخ بغداد: 9/115.
(3) سورة النور آية رقم: (63) . وفي إسناد المؤلف أبو الحسن الموصلي كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم، وإبراهيم هو الموصلي أيضاً لم يذكر الخطيب في ترجمته جرحاً ولا تعديلاً.
لم أقف على هذا الأثر ولكنّ ابن أبي حاتم أخرج في تفسير القرآن العظيم: 8/2657، والسيوطي في الدر المنثور:
5/111، عن أبي علي عبد الصمد بن صبيح، عن الحسن بن صالح قال: إني لخائف على من ترك المسح على الخفين أن يكون داخلا في هذه الآية {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ} .
وروى عبد بن حميد عن سفيان بن عيينة في تفسير هذه الآية قال: أن يطبع على قلوبهم، ذكره السيوطي في الدر المنثور: 5/111.(4/1317)
عبد الأَعْلَى فِي كِتَابِهِ إِلَيَّ، وحدثنا موسى بن أبي موسى، حدثنا يونس (1) ، أَنَّهُ سَمِعَ مُحَمِّدَ بنَ إدريس الشَّافِعِي قال: قِيلَ لِعُمَرَ بنِ عبدِ العزيزِ مَا تَقُولُ فيِ أَهْلِ صِفِّينَ؟ قَال: ((َ تِلْكَ دِمَاءٌ طَهَّرَ اللهُ يَدِي مِنْهَا فَلاَ أُحِبُّ أَنْ أُخَضِّبَ لِسَانِي فِي
_________
(1) يونس: هو ابن عبد الأعلى.(4/1318)
هَا)) (1) .
1278- قال: حدثنا الحسن، حدثنا الوَلِيدُ بْنُ أَبِي بَدْر (2) ، حدثنا ابْنُ وَهْب، حدثني عبدُ الله بن عيَّاش قال: كَانَ عُمَرُ بن عبد العزيز يَتَمَثَّلُ بِهَذَيْنِ الْبَيْتَيْنِ:
نَهَارُكَ يَا مَغْرُورُ سَهْوٌ وَغَفْلَةٌ
وَلَيْلُكَ نَوْمٌ وَالرَّدَى لَكَ لاَزِمُ
وُتَشْغَلُ (3) فِيمَا سَوْفَ تَكْرَهُ غِبَّهُ
كَذَلِكَ فِي الدُّنْيَا تَعِيشُ الْبَهَائِمُ (4)
_________
(1) في إسناد أبو الحسن الموصلي كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم.
أخرجه عبد الكريم القزويني ي أخبار القزوين: 1/192، و3/335، من طريق أبي حاتم، وأبو نعيم في حلية الأولياء: 9/114، من طريق أحمد بن إبراهيم بن مكويه، كلاهما عن يونس به.
وأخرج ابن سعد نحوه في الطبقات الكبرى: 5/394، من طريق خالد بن يزيد بن بشر، عن أبيه قال سئل عمر
ابن عبد العزيز عن علي وعثمان والجمل وصفين وما كان بينهم، فقال: ((تلك دماء كف الله يدي عنها وأنا أكره أن أغمس لساني فيها)) .
لقد صار عمر بن عبد العزيز قدوة أهل السنة والجماعة في هذا الباب من أجل هذه المقولة التي قالها رحمه الله تعالى، وصارت كلمته هذه قاعدة ثابتة عند أهل السنة والجماعة فيما شجر بين الصحابة رضي الله عنهم، وسار على منواله أئمة الدين الذين جاءوا بعده في الامساك عما جرى بينهم، ومن ذلك ليس على سبيل الحصر:
ما قاله ابن أبي زيد القيرواني في بيانه لعقيدة أهل السنة والجماعة حيث قال: السكوت عما شجر بين أصحاب
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الفتنة وعدم الخوض فيها، انظر شرح مقدمة ابن أبي زيد القيرواني في العقيدة: 0/435.
وقال النووي: وأما الحروب التي جرت فكانت لكل طائفة شبهة اعتقدت تصويب أنفسها بسببها ... - ثم قال- واعلم أن سبب تلك الحروب أن القضايا كانت مشتبهة فلشدة اشتباهها اختلف اجتهادهم وصاروا ثلاثة أقسام، قسم ظهر لهم بالاجتهاد أن الحق في هذا الطرف وأن مخالفه باغ فوجب عليهم نصرته، وقتال الباغي عليه فيما اعتقدوه، ففعلوا ذلك ولم يكن يحل لمن هذه صفته التأخر عن مساعدة إمام العدل وقتال البغاة في اعتقاده، وقسم عكس هؤلاء ظهر لهم أن الحق في الطرف الآخر فوجب عليهم مساعدته وقتال الباغي عليه،
وقسم ثالث اشتبهت عليهم القضية وتحيروا فيها ولم يظهر لهم ترجيح أحد الطرفين فاعتزلوا الفريقين، وكان هذا الاعتزال هو الواجب في حقهم لأنه لا يحل الإقدام على قتال مسلم حتى يظهر أنه مستحق لذلك، ولو ظهر لهؤلاء رجحان أحد الطرفين وأن الحق معه لما جاز لهم التأخر عن نصرته في قتال البغاة عليه، فكلهم معذورون - رضي الله عنهم -، ولهذا اتفق أهل الحق ومن يعتد به في الاجماع على قبول شهادتهم ورواياتهم وكمال عدالتهم - رضي الله عنهم -، صحيح مسلم بشرح النووي: 15/149.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: وكذلك نؤمن بالامساك عما شجر بينهم، ونعلم أن بعض المنقول في ذلك كذب، وهم كانوا مجتهدين إما مصيبين لهم أجران، وإما مثابين على عملهم الصالح مغفور لهم خطأهم ما كان لهم من السيئات، وقد سبق لهم من الله الحسنى، فإن الله يغفرها لهم)) مجموع فتاوى: 3/406-407.
(2) الوليد بن أبي بدر: هو الوليد بن شجاع بن الوليد السكوني الكندي أبو همام الكوفي، ثقة. التقريب: 1/582.
(3) في إسناده أبو الحسن الموصلي كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم، وعبد الله بن عياش صدوق يغلط.
أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء: 5/26، و263، من طريق مهدي بن سابق النهدي البهدراني، عن عبد الله
ابن عياش، عن أبيه قال: كان عمر بن عبد العزيز ... وذكر في آخر القصة ثلاثة أبيات منها هذين البيتين، ورجال إسناده ثقات.
وأخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء أيضا: 5/319، والبيهقي في الزهد الكبير: 2/230، من طريق جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ،
عَنْ حمزة الزيات قال كان عمر بن عبد العزيز ... فذكرهما. لكنه ورد في الحلية: ((وتنصب)) وفي الزهد الكبير: ((وتتعب)) بدل ((وتشغل)) .
وأخرجه أبو نعيم أيضا في حلية الأولياء أيضا: 5/319، من طريق أبي معشر، عن محمد بن قيس قال: كان عمر
ابن عبد العزيز فذكرهما.
وأخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء: 5/319-320، والبيهقي في شعب الإيمان: 7/409، وابن الجوزي في صفة الصفوة: 2/124، من طريق سعيد بن محمد الثقفي الوراق، عن القاسم بن غزوان قال: كان عمر بن عبد العزيز يتمثل هذه الأبيات، فذكر هذين البيتين ضمن تلك الأبيات.
وأخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء: 7/220، والبيهقي في الزهد الكبير: 2/229، والذهبي في سير أعلام النبلاء:
7/166، من طرق عن جعفر بن عون، عن مسعر بن كدام من شعره.
ولم يذكر الذهبي إسناده إليه، وورد عند أبي نعيم والذهبي ((وتتعب)) بدل ((وتشغل)) .
(4) في الخطية (تجهل) وعليها علامة الضرب، وفي الهامش (تشغل) وفوقها (صح) .(4/1319)
1279- قال: حدثنا الحسن، حدثنا أبو بِشْر (1) ، حدثنا سَعيد بن عامر (2) ، عن
أبي جعفر، عن خالد الرَّبَعي (3) قال: قلت: ((احْفَظُوهُنَّ عَنِّي، وَتَعَلَّمُوهُنَّ وَاحِدَةً وَاحِدَةً، فَإِنَّكُمْ لاَ تُطِيقُونَ جَمِيعًا تَرْكَ الْكَذِبِ، وتَرْكَ الْغِيبَةِ، وَتَرْكَ الْحَلِفِ)) (4) .
1280- قال: أخبرنا الحسن (5) قِرَاءَةً، حدثنا مسعود بن بِشْر قال: قال
_________
(1) أبو بشر: كذا ورد في الخطية، ولم أجد له ترجمة، ولعل الصواب ((ابن بشر)) كما في الرواية التالية، وما تقدم في رقم (1261) و (1263) و (1265) و (1269) .
(2) سعيد بن عامر: لعله الضبعي بضم المعجمة وفتح الموحدة أبو محمد البصري، وثقه ابن سعد وابن معين والعجلي
وابن قانع. وقال أبو حاتم: في حديثه بعض الغلط، وه صدوق. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال ابن حجر: ثقة صالح، وقال أبو حاتم: ربما وهم. الطبقات الكبرى: 7/296، الجرح والتعديل: 4/48، الثقات: 8/264، تهذيب الكمال: 10/510، تهذيب التهذيب: 4/44، التقريب: 1/237.
(3) خالد الربعي: خالد بن أيوب الربعي، قال ابن معين: ضعيف. وقال أبو زرعة: متروك الحديث، لسان الميزان: 2/374.
(4) في إسناده أبو الحسن الموصلي، كذّبه ابن المظفر وبو نعيم، وأبو جعفر لم أميّزه، وخالد الربعي ضعيف.
(5) الحسن: بن عليل.(4/1320)
لي العَيْشِي (1) : ((كُنْتُ فِي مَجْلِسِ حَدِيثٍ فِيهِ أَبُو نُوَاسٍ (2) فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ وَقَدْ تَخَطَّى إِلَى مَحْظُورِ)) (3) .
1281- قال أبو الحسن (4) : رأَيْتُ فِي كِتَابِ ابْنِ عُلَيْل قَرصَ حَدِّ الْغُلاَمِ ولَمْ يَقْرَأْهُ ابْنُ عُلَيْل، فَنَظَرَ إِليّ فَانْصَرَفْتُ إِلَى الْبَيْتِ، فَإِذَا فِي كُتُبِي رُقْعَةٌ قَدْ طُرِحَتْ، وَإِذَا فِيهَا مَكْتُوبٌ: [ل/269/ب]
لَوْلاَ غَزَالٌ كَغُصْنِ بَانِ
يَجْرِي مَعَ الشَّمْسِ فِي عِنَانِ
مُبَاعِدِ الدَّارِ غَيْرِ دَانِ ... مَا كُنْتُ أَسْعَى إِلَى فَقِيهِ
عَنْهَا قَدْ اغْنِيْتُ بِالْقُرْآن ... أكْتُبُ مِنْ لَفْظِهِ (5) فُصُولاً
مِنَ الأَبَارِيقِ وَالْقَنَانِ ... أنَا بِوَصْفِي مُقَدِّمَاتٍ
أَحْذَقُ مِنِّي بِأَنْ أُنَادِي
حَدَّثَنَا ثَابِتُ الْبُنَانِي (6)
_________
(1) العيشي: المعروف ابن عائشة، وهوعبيد الله بن محمد بن حفص.
(2) أَبُو نُوَاسٍ: الْحَسَنُ بْنُ هَانِئٍ.
(3) في إسناده أبو الحسن الموصلي كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم.
(4) أَبُو الْحَسَنِ: عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ الموصلي.
(5) في هامش الخطية: (لفطفه) ، وفوقها: (أصل) .
(6) في إسناده أبو الحسن الموصلي أيضاً، كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم.
أخرج الخطيب نحوه في تاريخ بغداد: 7/440، من طريق عبيد الله بن محمد بن عائشة أبي عبد الرحمن قال: جنى
أبو نواس بالبصرة جناية فخرج منها ثم رأيته بعد ذلك في مجلس عبد الواحد بن زياد فقال: أرجو أن يكون صلح ثم نظرت، فإذا إلى جنبه غلام وهو يقرص خدّه، قال: فنظر إليّ وقد نظرت إليه، فانصرفت إلى منزلي، وإذا قد سبقت ببطاقة، وإذا فيها مكتوب ... فذكر هذه الأبيات.(4/1321)
1282- قال: حدثنا الحسن، حدثنا ابن عائشة، وحدثنا الحسن بن سعيد، حدثنا أبي (1)
، حدثنا ابنُ عائشة قال: ((أَرَدْتُ الرِّحْلةَ إِلى ابْنِ الْمُبارك، فَجِئْتُ إِلَى وَاسِطٍ، فَقُلْتُ حَتَّى أَدْخُلَ إِلى إِسْحَاقَ الأَزْرَقِ لَعَلِّي أَسْمَعُ مِنْهُ شَيْئًا، فَجِئْتُ إِلَيه فلمَّا رَآني جَهَشَ نَفْسَهُ بَاكِيًا، قال: أَمَا تَرى إِلى هَذَا عَدُوِّ الله (2) ، كَذَبَ عَلَيَّ وَعَلَى أَصْحَابِ رسول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَاللهِ مَا حَدَّثْتُهُ يَا جَارِيَة، هَاتِ القِرْطَاسِ، قَالَ فَجَاءَتْ بِقِرْطَاسٍ، فَإِذَا فِيهِ مَكْتُوبٌ:
يَا حَسَنَ الْمُقْلَتَيْنِ وَالْجِيدِ
وَقَاتِلِي مِنْهُ بِالْمَوَاعِيدِ
فَيَا بَلاَئيَ مِنْ خُلْفِ مَوْعُودِي ... تُوعِدُنِي الْوَعْدَ ثُمَّ تُخْلِفُنِي
شَمْرَةَ، عَنْ ابْنِ مَسْعُودِ: ... حَدَّثَنِي الْأَزْرَقُ الْمُحَدِّثُ عَنْ
لاَ يُخْلِفُ الْوَعْدَ غَيْرُ كَافِرَةٍ
وَكَافِرٌ فِي الْجَحِيمِ مَصْفُودِ (3)
_________
(1) أبوه: سعيد بن نُصَير البغدادي أبو عثمان ويقال أبو منصور الدورقي الورّاق، يروي عن ابن عائشة، وقال
ابن حجر: صدوق أخرج له أبو داود. تاريخ بغداد: 9/92، تذكرة الحفاظ: 2/479، التقريب: 1/241.
(2) في الخطية: ((العدو الله)) . ولعل الصواب ما أثبتنا.
(3) في إسناده أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ الموصلي، كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم، والحسن بن سعيد لم أقف على ترجمته.
أخرجه السهمي في تاريخ جرجان: 1/511، من طريق يوسف بن داية، عن أبيه قال: ((رأيت إسحاق الأزرق وهو يبكي ... )) . وورد عنده ((فلا تفي منه لي بموعود)) بدل ((فيا بلاي من خلف موعود)) ، وورد فيه ((عمرو بن شمر)) بدل ((شمرة)) و ((حدثنا)) بدل ((حدثني)) ، وزيادة: ((ثم قال: والله ما حدثنا عمرو بن شمر بشيء من هذا، قال: قلت
لأبي نصر محمد بن طاهر الأديب من عنى به؟، قال: عنى به الحسن بن هانئ أبا نواس.
قلت: وزن الشطر الثاني من البيت الثاني والثالث غير مستقيم، والصحيح ما عند السهمي في تاريخ جرجان.
وعمرو بن شمر لم يسمع من ابن مسعود، وقال البخاري وأبو حاتم فيه: منكر الحديث. وتركه النسائي. وكذّبه الجوزجاني. التاريخ الكبير:
6/344، الضعفاء المتروكون للنسائي: 0/80، الجرح والتعديل: 6/239، أحوال الرجال: 1/56.
وأن الراوي عن ابن مسعود هو (سمرة بن سهم الأسدي، وهو مجهول كما في التقريب 1/256.(4/1322)
1283- قال: حدثنا الحسن، حدثنا مسعود بن بشر، حدثني عبيد الله بن محمد بن
[ل270/أ] عائشة قال: ((كُنَّا بِبَابِ عَبْدِ الْوَاحِدِ بنِ زِيَاد وَمَعَنَا أَبُو نُوَاس نَنْتَظِرُ عَبْدَ الْوَاحِدِ أَنْ يَخْرُجَ فَيَقْرَأَ عَلَيْنَا مَا مَعَنَا، فَخَرَجَ، فَجَعَلَ يَقْرَأُ عَلَى وَاحِدٍ وَاحِدٍ مَا مَعَهُ حَتَّى بَقِيَ أَبُو نُوَاسٍ آخرَ النَّاسِ فَقالَ لَهُ: مَعَكَ شَيْءٌ يَا فَتىً نَقْرَؤُهُ علَيْكَ؟ قال: نَعم، فَدَفَعَ إِلَيْهِ رُقْعَةً، فَإِذَا فِيهِ مَكْتُوبٌ:
ولَقَدْ كُنَّا رَوَيْنَا
عَنْ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَهْ
أَنَّ سَعْدَ ابْنَ عُبَادَه ... عنْ سَعِيدِ بنِ المُسَيِّب
قاَلَ مَنْ مَاتَ مُحِبًّا
فَلَهُ أَجْرُ الشَّهَادَه
فَرَمَى عَبْدُ الْوَاحِدِ بِالرُّقْعَةِ مِنْ يَدِهِ وَقَالَ: يَا خَبِيث، واللهِ لاَ حَدَّثْتُ قَوْماً أَنْتَ فِيهِمْ أَبَدًا (1) .
_________
(1) في إسناده أبو الحسن الموصلي كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم.
أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد: 7/438-439، عن الحسن بن أبي بكر أخبرنا أحمد بن يعقوب بن يوسف الأصبهاني، حدثنا مسبح بن حاتم، عن ابن عائشة به.
وفي إسناده الحسن بن أبي بكر، ومسبح بن حاتم لم أقف لهما على ترجمة. وأحمد بن يعقوب الأصبهاني ذكره الخطيب في تاريخه: 5/226، دون جرح ولا تعديل.
وأما قوله ((من مات محبا فله أجر الشهادة)) : فقد تقدم تخريجه مفصلاً في رواية رقم (112) .(4/1323)
1284- قال: حدثنا الحسن، حدثنا الرِّيَاشي، قال: قال العُتْبِي (1) : أَحْسَنُ مَا قِيْل فِي اْلإِيَابِ قَوْلُ نُصَيْبِ (2) :
أَقَمْنَا عِنْدَهُ فِي خَيْرِ مَثْوَى
فَلَمْ أَمْلِكْ وَلَمْ يَمْلِكْ ركَابِي
لَكِنَّ الْمُصَمِّمَ حِينَ يَقْضِي
لُبَانَتَهُ يُوَكَّلُ بِالإِيَابِ (3)
1285-قال: حدثنا الحسن، ومحمد بن الحسن قالا: أنشدنا عبد الرحمن بن أخي الأصمعي، عن عمِّه:
إذاَ كُنْتَ عَمَّا يَكْرَهُ النَّاسُ صَابِرًا
فَأَنْتَ عَلَى مَكْرُوهِ نَفْسِكَ أَصْبَرُ
وَلَسْتَ عَلَى اسْتِصْلاَحِ مَنْ شِئْتَ قَادِرًا
وَأَنْتَ عَلَى اسْتِفْسَادِ مَنْ شِئْتَ تَقْدِرُ (4)
1286- قال: حدثنا الحسن، ومحمد بن الحس قالا: أخبرنا أبو حاتم (5) ، عن العُتْبِي (6)
[ل270/ب] قال: قال لُقْمَانُ لاِبْنِهِ: ((ارْحَمْ الْفُقَرَاءَ لِقِلَّةِ صَبْرِهِمْ، وَاْرَحْم اْلأَغْنِيَاءَ لِقِلَّةِ شُكْرِهِمْ)) (7) .
_________
(1) العتبي: محمد بن عبيد الله بن عمرو أبو عبد الرحمن الأموي العتبي الأخباري الشاعر، قال الذهبي: كان يشرب وله تصانيف أدبيات، مات سنة ثمان وعشرين ومائتين. تاريخ بغداد: 2/324، الأنساب/380، سير أعلام النبلاء:
11/96، شذرات الذهب: 2/65.
(2) نصيب: بن رباح.
(3) في إسناده أبو الحسن الموصلي كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم.
(4) في إسناده أبو الحسن الموصلي كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم. ومحمد بن الحسن لم أميّزه.
(5) أبو حاتم: السجستاني.
(6) العتبي: محمد بن عبيد الله.
(7) في إسناده أبو الحسن الموصلي كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم، ومحمد بن الحسن لم أميّزه.(4/1324)
1287-قال: حدثنا الحسن، ومحمد قالا: حدثنا عبد الرحمن (1) ، عن عمه (2) ، عن الأصمعي قال: ((قيل لِلشَّعْبِي: أَيُّ الطَّعَامِ أَطْيَبُ؟ قال: الْجُوُع أَبْصَرُ)) (3) .
1288-قال: حدثنا الحسن بن زكرياء، حدثنا رجل، عن عَمْرُو بن فَائِد (4) عن الكَلْبِي، عن أَبِي صالح (5) ، عن ابنِ عباس قال: ((اطْلُبْ اْلأَدَبَ فَإِنَّهُ زِيَادَةٌ فِي الْعَقْلِ، دَلِيلٌ عَلَى الْمُرُوءَةِ، مُؤْنِسٌ فِي الْوَحْدَةِ، وَصَاحِبٌ فِي الْغُرْبَةِ، وَمَالٌ عِنْدَ الْقِلَّةِ)) (6) .
_________
(1) عبد الرحمن: ابن أخي الأصمعي.
(2) عمه: هو الأصمعي عبد الملك بن قُريب، لذا فإن زيادة (عن) بين (عمه) و (الأصمعي) وهم من الناسخ.
(3) في إسناده أبو الحسن الموصلي كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم، ومحمد بن الحسن لم أميّزه.
(4) عمرو بن فائد: بالفاء الأسواري أبو علي، وقال يحي بن سعيد: ليس بشيء. وقال ابن المديني: كان يضع الحديث. وقال النسائي: ليس بثقة، لا يكتب حديثه..قال العقيلي: كان يذهب إلى القدر والاعتزال ولا يقيم الحديث. وقال الدارقطني: متروك. الضعفاء الكبير: 3/290، الجرح والتعديل: 6/253، الكشف الحثيث: 0/203.
(5) أبو صالح: هو ذكوان السمان الزيات.
(6) في إسناده أبو الحسن الموصلي كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم، والحسن بن زكريا لم أميّزه، وعمرو بن فائد متروك.
أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد: 9/276، عن محمد بنأحمد بن رزق، عن أبي الحسن علي بن محمد بن أحمد المصري، عن عبد الرحمن بن حاتم المرادي، عن سعيد بن عفير قال: كان شبيب بن شيبة يقول: ((اطلبوا العلم بالأدب فإنه فذكره ... )) دون قوله ((ومال عند القلة)) .
وفي إسناده شيخ الخطيب ذكره في تاريخه: 1/302، دون جرح ولا تعديل. وعبد الرحمن بن حاتم المرادي، لم أقف له على ترجمة. وسعيد بن كثير بن عفير صدوق كما في التقريب: 1/240، وشبيب بن شيبة صدوق يهم كما في التقريب أيضا: 1/263، وأبو الحسن علي بن محمد بن أحمد المصري وثقه الخطيب في تاريخ بغداد: 12/75.(4/1325)
1289- قال: حدثنا الحسن بن زكرياء قال: سمعت الجاحظ يقول: ((قِيلَ لِبِلاَلِ
ابْنِ أبي بُرْدَة (1) : لِمَ جَفَوْتَ فُلانًا؟ قال: رَأَيْتُهُ قَاعِدًا فِي الظِّلِّ وَعَلَيْهِ مِظَلَّةٌ، وَرَأَيْتُهُ يَغْتَنِمُ الْحِِِجَامَةَ فِي بُيُوتِ إِخْوَانِهِ)) (2) .
1290- قال: حدثنا الحسن، حدثنا عثمان بن طالوت، عن الأصمعي قال: ((كَانَ مَعَنَا أَعْرَاِبيٌّ وَنَحْنُ نَأْكُلُ حَلاَوَةً، فَقِيلَ لَهُ: لَلَّهِ مَا شَبِعَ مِنْ هَذَا أَحَدٌ إِلاَّ مَاتَ، فَسَكَتَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ: اسْتَوصُوا بِالْعِيَالِ خَيْرًا، فَوَ اللهِ مَا بُدَّ مِنْهُ)) (3) .
1291- قال: أخبرنا الحسن بن عُلَيْل، حدثني أبو حفص بن إدريس قال: سمعت بشرَ ابْنَ الحارث يقول: ((قِيلَ لِمُحَمَّدِ بنِ وَاسِع: كَيْفَ أَصْبَحْتَ؟ قَالَ: سَيِّئٌ عَمَلِي، قرِيبٌ أَجَلِي، بَعِيدٌ أَمَلِي)) (4)
_________
(1) بلال بن أبي بردة: بن أبي موسى الأشعري أبو عمرو قاضي البصرة، ذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن حجر: مُقِلّ مات سنة نيف وعشرين ومائة. الثقات: 6/91، تهذيب الكمال: 4/266، التقريب: 1/129.
(2) في إسناده أبو الحسن الموصلي كذّهبه ابن المظفر وأبو نعيم، والحسن بن زكريا لم أميّزه، والجاحظ ليس بثقة ولا مأمون.
(3) في إسناده أبو الحسن الموصلي كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم، والحسن هو ابن زكريا لم أميّزه، وبقية رجاله ثقات.
(4) في إسناده أبو الحسن الموصلي كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم، وأبو حفص بن إدريس لم أقف على ترجمته. وبقية رجاله ثقات.
أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء: 2/346، من طريق حماد بن زيد، والبيهقي في الزهد الكبير: 2/223، من طريق محمد بن مروان، كلاهما عن هشام بن حسان قال: لقيت محمد بن واسع فقلت له: كيف أصبحت؟ أو كيف أمسيت؟ فقال: فذكره.
وفي إسناد أبي نعيم شيخه محمد بن عبد الرحمن بن الفضل لم أقف له على ترجمة، وبقية رجاله ثقات.
وفي إسناد البيهقي أبو بكر بن رجاء، لم أقف له على ترجمة، ومحمد بن مروان صدوق له أوهام كما في التقريب:
1/506، وهو هنا متابع، وبقية رجاله ثقات.(4/1326)
1292-قال: (1) حدثنا الحسن بن عُلَيْل [ل271/أ] إملاء، حدثنا يحيى بن مَعِين قال: ((أَخْطَأَ عَفَّانُ فِي نَيِّفٍ وَعِشْرِينَ حَدِيثًا، فَمَا أَعْلَمْتُ بِهَا أَحَدًا وَأَعْلَمْتُهُ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ، وَلَقَدْ طَلَبَ إِلَيَّ خَلَفُ بْنُ سَالِم فَقَال لِي: قُلْ أَيُّ شَيْءٍ هِيَ، فَمَا قُلْتُ لَهُ، وَكَانَ يُحِبُّ أَنْ يَجِدَ عَلَيْه)) ِ.
قال يحيى: ((مَا رَأَيْتُ عَلَى رَجُلٍ قَطُّ خَطَأً إِلاَّ سَتَرْتُهُ وَأَحْبَبْتُ أَنْ أُزَيِّنَ أَمْرَهُ، وَمَا اسْتَقْبَلْتُ رَجُلاً فِي وَجْهِهِ بِأَمْرٍ يَكْرَهُهُ، وَلَكِنْ أُبَيِّنُ لَهُ خَطَأَهُ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ، فَإِنْ قَبِلَ ذَاكَ وَإِلاَّ تَرَكْتُهُ)) (2) .
آخر الجزء والحمد لله رب العالمين، وصلواته على سيدنا محمد نبيه وآله وسلامه.
_________
(1) القائل هو: أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ الموصلي.
(2) في إسناده أبو الحسن الموصلي كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم وبقية رجاله ثقات.
أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد: 14/183-184، عن الصوري، عن الحسن بن حامد الأديب، عن علي بن محمد بن سعيد الموصلي، عن الحسن بن عليل به.
وأخرجه الذهبي في سير أعلام النبلاء: 11/83، و93، عن الحسن بن عليل به. بدون إسناد.(4/1327)
بلغتُ عرضا بأصل معارض بأصل سماعنا من ابن حديد، ولله الحمد والمنة.
في الأصل ما مثاله: -
سمع جميع هذا الجزء على الشيخ الإمام العالم الفقيه الحافظ، شيخ الإسلام، أبي طاهر
أحمد بن محمد بن أحمد السِّلفي الأصبهاني، بقراءة الشيخ العالم تاج الدِّين أبي عبد الله محمد
ابن عبد الرحمن بن محمد المسعودي صاحبُه القاضي المكين، أبو طالب أحمد بن القاضي المكين أبي الفضل عبد الله بن الحسين بن حديد، والشيوخ العلماء: أبو الرِّضا أحمد بن طارق بن سنان البغدادي، وأبو عبد الله محمد بن الحسن الواعظ، وولده أبو المعالي، والخطيب أبو القاسم أحمد ابن جعفر بن إدريس الغافقي [ل271/ب] وأبو الحسن علي ابن المفضل بن علي المقدسي، وأبو الطاهر إسماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد الأنصاري، وأبو القاسم عبد الرحمن بن محمد
ابن تركي، وأبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن أحمد الفيروزآبادي، ومحمد بن محمد بن محمد البلخي، وأبو بكر محمد بن الحسن بن نصر الخِلاطي، وأبو عمرو عثمان بن محمد بن أبي بكر الإسفرايني، وحسن بن عبد الغني بن يوسف بن محمد المنادي – مثبت هذه الأسماء - وبقية من سمعه تلوه، وأبو علي حسن بن يوسف بن أبي الرِّضا الدمشقي، وأبو الحسن علي بن إسماعيل ابن علي الأوسي، وأبو القاسم عبد الرحمن بن بليمة، وإبراهيم بن تمام الزُّهْري، وصدقة
ابن خلف المقرئ، وأبو المكارم أحمد بن علي بن سعية، وأبو الفضل جعفر بن عبد المجيد بن علي الدِّيباجي، والفقيه أبو محمد عبد العزيز بن(4/1328)
عيسى بن عبد الواحد بن سليمان الأندلسي الشافعي، وولده أبو القاسم عيسى، وذلك في يوم السبت السادس عشر من شوال، سنة سبع وستين وخمسمائة بالإسكندرية، والحمد لله وحدَه.
هذا تسميع صحيح كما قد كتبه كاتنبه، وكتب أحمد بن محمد الأصبهاني يخطّه.
وفي الأصل ما مثاله: -
بلغ السماع لجميعه على القاضي الفقيه الإمام الصدر العامل المكين [ل272/أ] أبي طالب أحمد بن القاضي المكين أبي الفضل عبد الله بن القاضي المكين أبي علي الحسين بن حديد أدام الله حراسته، بقراءة المكين أبي الفضل عبد الله بن القاضي المكين أبي علي الحسين بن حديد أدام الله حراسته بقراءة الفقيه الإمام زكي الدِّين أبو محمد عبد العظيم بن عبد القوي المنذري، من أوله إلى البلاغ، ومن البلاغ إلى آخره بقراءة القاضي الجليل الفاضل الأسعد أبي القاسم
عبد الرحمن بن مقرب بن عبد الكريم التُّجيبي، فسمع كلُّ واحد منهما ما قرأه الآخر، القاضي الفقيه الإمام العالم الصدر الكامل، عماد الدِّين، مفتي المسلمين، أبو البركات عبد الله
ابن القاضي الفقيه الإمام نبيه الدِّين أبي محمد عبد الوهاب بن الإمام الزاهد الورع أبي الطاهر إسماعيل بن عوف الزُّهري، وعلم الدِّين أبو محمد عبد الحق بن القاضي الرشيد أبي الحرم مكِّي ابن صالح القرشي، والفقيه الإمام عز الدين أبو البركات (1) عبد الحميد بن الشيخ الإمام العالم جمال الدين أبي علي الحسين بن عتيق الرَّبعي، والنفيس أبو الطاهر
_________
(1) في الخطية ((عرار بن أبي البركات)) والتصحيح من بقية السماعات.(4/1329)
إسماعيل بن القاضي العدل أبي طالب أحمد بن عبد المولى الأنصاري، ويحيى بن علي بن عبد الله بن علي القرشي المالكي، - والسماع بخطه - وصح وثبت فِي الثَّالِثِ مِنْ رَبِيعٍ الأَوَّلِ من سنة عشر وستّمائة بظاهر الإسكندرية بالعين، والحمد لله وحدَه، وصلواتُه على محمد وآله وسلامُه. [ل272/ب](4/1330)
الجزء السابع عشر
من انتخاب الشيخ الفقيه الإمام العالم الحافظ شيخ الإسلام
أوحد الأنام فخر الأئمة سيف السنة مقتدى الفرق ناصر الحديث
أبي طَاهرِأحمدَ بنِ محمدِ ابنِ أحمدَ السِّلَفِيِّ الأصبهانِيِّ ت
من أصول كتب الشيخ
أبي الحسين المبُاَرَكِ بنِ عبدِ الجَبَّارِ الطُّيُورِيِّ
[ل 274/ب](4/1332)
رب سهل برحمتك
1293- أخبرنا القاضي الفقيه المكين الأشرف الأمين جمال الدين أبو طالب أحمد ابن القاضي المكين أبي الفضل عبد الله بن القاضي المكين أبي علي الحسين بن حديد قراءة عليه وأنا أَسْمَعُ بِظَاهِرِ ثَغْرِ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ حَمَاهُ الله تعالى بالعين من جزيرة الرمل في الرابع من ربيع الأول سنة عشر وستمائة، قال: أخبرنا الشيخ الفقيه الإمام الحافظ شيخ الإسلام أوحد الأنام فخر الأئمة مقتدى الفرق بقية السلف ناصر الحديث أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي الأصبهاني رضي الله عنه بقراءتي عليه في يوم الثلاثاء الخامس من صفر سنة ثمان وستين وخمسمائة، أخبرنا الشيخ أبو الحسين المبارك
ابن عبد الجبار بانتخابي عليه من أصول كتبه، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ علي بن عبد الله الصوري الحافظ، أخبرنا أبو محمد الحسن بن حامد بن الحسن بن حَامِدٍ الْبَغْدَادِيُّ الأَدِيبُ بِمِصْرَ، أَخْبَرَنَا
أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بن سعيد الموصلي، حدثنا الحسن بن عليل قال: سمعت علي بن المديني يقول: دَارَ عِلْمُ الثِّقَاتِ عَلَى سِتَّةٍ: اثْنَانِ بِالْحِجَازِ، وَاثْنَانِ بِالْكُوفَةِ، وَاثْنَانِ بِالْبَصْرَةِ:(4/1333)
فأمَّا اللَّذان بالحجاز: فالزهري، وعمرو بن دينار.
وأمَّا اللَّذانِ بِالْكُوفَةِ: فأبو إسحاق والأعمش.
وأَمَّا اللَّذان بالبصْرَةِ: [ل275/أ] (1) فقتادة، ويحيى بن أبي كثير.
ثُمَّ دَارَ عِلْمُ هَؤُلاءِ عَلى ثَلاثَةَ عَشَرَ، ثلاثةٍ بالحجاز، وثلاثةٍ بالكوفة، وخمسةٍ بالبصرة، وواحدٍ بواسط، وواحدٍ بالشام.
فأَمَّا الَّذِينَ بِالْحِجَازِ: فمالك بن أنس، وابن جريج، ومحمد بن إسحاق.
وأمَّا الَّذين بِالْكُوفَةِ فسفيان الثوري، وسفيان بن عيينة، وإسرائيل بن يونس.
وأَمَّا الَّذين بِالْبَصْرَةِ: فسعيد بن أبي عروبة، وهشام بن أبي عبد الله، وشعبة، ومعمر، وحماد ابن سلمة.
وأمَّا الَّذي بوَاسط: فهُشَيمٌ بن بَشِير.
وأمَّا الَّذي بالشَّام فالأوْزاعي.
قال علي ابن المديني: ثُمَّ دَارَ عِلْمُ هَؤُلاءِ عَلى يحيى بن معين (2) .
_________
(1) في الخطية ما نصّه: «الزهري وعمرو بن دينار، وأما اللذان بالكوفة» وعليه علامة الضرب.
(2) في إسناده أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ الموصلي كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم، ولكن النص صحيح عن ابن المديني كما تقدم في الرواية رقم «1223» من طرق عديدة عن ابن المديني، ولم أجده من طريق الحسن بن عليل، عن ابن المديني إلا عند المؤلف هنا.(4/1334)
1294-قال (1) : أنشدنا الحسن بن عليل:
لِسَانُ الْفَتَى نِصْفٌ وَنِِصْفٌ فُؤَادُهُ ... فَلَمْ يَبْقَ إِلاَّ صُورَةُ اللَّحْمِ وَالدَّمِ
وَكَائِنٍ تَرَى مِنْ صَامِتٍ لَكَ مُعْجِبٍ ... زِيَادَتُهُ أَوْ نَقْصُهُ فِي تَكَلُّمِ (2)
1295- باب إبانة الرجل عن علمه وفضله إذا هو لم يعرف له حق مثله.
حدثنا أبو عبد الله الصوري إملاء، أخبرنا القاضي أبو الحسن عبد الله بن القاسم بن علي ابن الْقَاسِمِ بْنِ زَيْدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الهمداني، حدثنا أبو الحسن علي بن محمد الحراني الأزدي إملاء من حفظه، حدثنا أبو بكر محمد بن [ل275/ب] يحيى بن سليمان المروزي (3) قال: سأَلْتُ خَلَفَ بنَِ هِشَام البَزَّار لِمَ سُمِّيَ الْكِسَائِيَّ كِسَائِيًّا؟ قال دَخلَ الكِسائِيُّ الْكُوفَةَ فجاءَ إلَى مَجْلِسِ السَّبِيع (4) ، وَكَانَ حَمْزَةُ بنُ حَبِيب
_________
(1) القائل هو أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ الموصلي.
(2) في إسناده أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ الموصلي، كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم.
أخرجهما البيهقي في شعب الإيمان: 4/273، عن شاب مجهول. وأبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ في البيان والتبيين: 1/102، عن الأعور الشّنِّيّ، وهما في ديوان زهير بن أبي سلمى:. /74 أيضاً.
وذكر المناوي البيت الأول فقط في فيض القدير 1/287، ولم ينسبه إلى أحد.
(3) أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بن سليمان المروزي: قال الدارقطني: صدوق. وقال مسلمة: كان كثير الحديث. ووثقه الخطيب. وقال ابن حجر: صدوق صاحب أبي عبيد، مات سنة ثمان وتسعين ومائتين. تهذيب الكمال: 26/612، تاريخ بغداد: 3/422، التقريب: 1/512.
(4) السبيع: بفتح السين وكسر الباء محلّة من محال الكوفة منسوبة إلى القبيلة، وهم بنو سبيع من همدان. لسان العرب: 8/150.(4/1335)
الزَّيَّات يُقْرِئُ فِيهِ، فَتَقَدَّمَ الْكِسَائِيُّ معَ أذانِ الْفَجْرِ فَجَلَسَ وهُوَ مُلْتَفٌّ بِكِسَاءٍ مِنَ الْبُرْكان الأَسْوَد، فلمَّا صلَّى حمزةُ قال: منْ يَقْدُمُ في الوقتِ يَقْرَأُ؟ قيل لهُ: هذَا الْكِسَائِيُّ أوَّلُ مَنْ يَقْدُمُ، يعْنونَ لصَاحِبِ الْكِسَاءِ، فَرَمَتْهُ الْقَوْمُ بِأَبْصَارِهِمْ فقالوا: إِنْ كانَ حائِكًا فَسَيَقْرَأُ سورَةَ يُوسف، وَإِنْ كانَ مَلاَّحًا فَسَيَقْرَأُ سورةَ طه، فَسَمِعَهُمْ، فَابْتَدَأَ بسورةِ يوسف، فلمَّا بَلَغَ إلى قِصَّةِ الذِّئْبِ قرَأَ {فَأَكَلَهُ الذِّيبُ} (1) بغَيْرِ هَمْزٍ، فقال لَهُ حمزةُ: {الذِّئْبُ} بالهمز، فقال لَهُ الْكِسَائِيُّ: وكذلك أَهْمِزُ {الحُوتُ} (2)
قال: لا، قال: فَلِمَ هَمَزْتَ {الذِّئْبُ} ولم تَهْمِزُ {الحُوتُ} ؟ وهذا {فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ} ، وهذا {فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ} ؟ فرَفَعَ حَمْزَةُ بصرَه إلى خلاّدٍ الأَحْول ـ وكان أجملَ غِلْمَانِهِ ـ، فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ فِي جَمَاعَةِ أَهْلِ الْمَجْلِسِ فَنَاظَرُوا فَلَمْ يَصْنَعُوا شَيْئًا، فقالوا: أَفِدْنَا يَرْحَمُكَ اللهُ، فقال لَهُمُ الْكِسَائِيُّ: تَفهمُوا عَنِ الْحَائِكِ، تقول إذا نَسَبْتَ الرَّجُلَ إلى الذِّيبِ قَدْ اسْتَذَأَبَ الرَّجُلُ، ولو قلت: اسْتَذَابَ بِغَيْرِ هَمْزٍ لَكُنْتَ إِنَّمَا نَسَبْتَهُ إِلَى الْهُزَالِ تقول: [ل276/أ] قَدْ اسْتَذَابَ (3) إِذَا اسْتَذَابَ شَحْمُهُ بِغَيْرِ هَمْزٍ، وَإِذَا نَسَبْتَهُ إِلَى الْحُوتِ
_________
(1) سورة يوسف الآية رقم «17» .
(2) سورة الصافات الآية رقم «142» ..
(3) وفي تاريخ بغداد زيادة «الرجل» بعد كلمة «استذاب» .(4/1336)
تقُولُ: قَدْ اسْتَحَاتَ الرُّجْل ُ، أَيْ كثُرَ أَكْلُهُ، لأنَّ الْحُوتَ يَأْكُلُ كَثِيرًا، لا يَجُوزُ فيه ِالْهَمْزُ، فَلِتِلْكَ الْعِلَّةِ هُمِزَ الذِّئْبَ، وَلَمْ يُهْمَزِ الْحُوت، وفِيهِ مَعْنى آخر لاَ يَسْقُطُ الْهَمْزُ مِنْ مُفْرَدِهِ وَلاَ مِنْ جَمِيعِهِِ، وأنشدهم:
أيُّهَا الذِّئْبُ وَابْنُهُ وَأَبُوهُ أنْتَ عِنْدِي مِنْ أَذْؤُبِ ضَارِيَاتِ
قال: فَسُمِيَّ الْكِسَائِيَّ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْم (1) .
1296 - قال خَلَفُ (2) : وأنشدنِي الكِسَائِيُّ بَيْتًا مِنَ الشِّعْرِ لاَ أَعْرِفُ بَيْتًا غَيْرَهُ فيهِ شَاهدان منَ الْقُرْآنِ إلاَّ هَذَا الْبَيْت:
كَنُودٌ لِنَعْمَاءِ الرِّجَالِ وَمَنْ ... يَكُنْ كَنُودًا لِنَعْمَاءِ الرِّجَالِ يُفَنَّدُ
والكَنُودُ: الكَفُور قال الله تعالى: {إِنَّ الإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودُ} (3) ، يعني: لَكَفُور، والتَّفْنِيدُ هو التَّكْذِيبُ، قال الله تعالى: {إِنِّي َلأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلاَ أَْنْ تُفَنِّدُونَ} (4) .
_________
(1) في إسناده أبو الحسن عبد الله الهمداني وأبو الحسن علي بن محمد الأزدي لم أقف على ترجمتهما.
أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخه: 11/404 عن الصوري به.
وقد قيل في سبب تسمية الكسائي كسائيّا قولا آخر حيث أخرج الخطيب في تاريخه 11/404، من طريق محمد بن سليمان بن محبوب، عن أبي عبد الرحمن البصري مردوية، عن علي بن الخياط المدني، عن عبد الرحيم بن موسى قال: قلت للكسائي: لم سميت الكسائي؟ ، قال: لأني أحرمت في كساء.
(2) خلف: بن هشام.
(3) سورة العاديات آية رقم: «6» .
(4) سورة يوسف آية قم «94» .
علة إسناده كعلة الإسناد السابق. ذكر القرطبي هذا البيت دون الآيتين في تفسيره: 20/160، ولكن جاء فيه: «يبعّد» بدلا من كلمة: «يفنّد» .(4/1337)
1297- حَدَّثَنَا الصُّورِيُّ قَالَ: نَقَلْتُ مِنْ كِتَابِ «تَفْضِيلُ الشُّبَّانِ» تَأْلِيفَ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الصُّولِيِّ يَقُولُ فِيهِ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يونس الكديمي، حدثني علي بن الْمَدِينِيِّ قَالَ: أَرَدْتُ الخُرُوجَ مِنَ الْبَصْرَةِ إِلَى سُفْيانَ بْنِ عُيَيْنَة فقلتُ لِيحيى بن سعيد، وعبد الرحمن بن مهدي: اكتبالي [ل276/ب] إِلَى سُفْيَانَ، فَقَالا: مَا نَكَاتِبُهُ وَلَكِنْ بِمَكَّةَ بِشْر بن السَّرِيِّ، ومُؤَمَّل ابنَ إسماعيل قَدْ جَاوَرَا، فَنَحْنُ نَكْتُبُ لَكَ إليهمَا حَتَّى يَصِيرَا مَعَكَ إليهِ، فَكتبَا لِي إِليْهِمَا، فَقَدِمْتُ مَكَّةَ، فَأَوْصَلْتُ الكِتَابَ إِلَيْهما، فَمَشَيَا مَعِي إليه، وعَرَّفَاهُ مَكَانِي، فَوعدَهُمَا اخْتِصَاصِي والْعِنَايَةَ بِي، فَحَضَرْتُ مَجَالِسَ وَأَذْكَرْتُهُ أَمْرِي، وَكُنْتُ كَسَائِرِ النَّاسِ، فقلتُ: مَا يَرْفَعُنِي إِلاَّ نفْسِي، فَجَلَسْتُ نَاحِيَةً أَنْتَظِرُ أَنْ يَمُرَّ شَيْءٌ فَأَتَكَلَّمُ فِيهِ، فقال يوْمًا: حدثنا هشام ين عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: أَكَلْتُ مَعَ رَسُوِل الله ? فقالَ لِي: يَا بُنَيَّ، سَمِّ اللهَ، وَكُلْ بِيَمِينِكَ، وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ (1)
، فَقُمْتُ، فقلتُ:
_________
(1) حديث صحيح، ولكن قد اختلف في إسناده على هشام بن عروة.
فقد أخرجه ابن ماجة في الأطعمة، باب التسمية عند الطعام 2/1087 رقم «3265» وأحمد في المسند: 4/26-27، والترمذي في العلل الكبير: 1/307 رقم: 572، من طريق سفيان بن عيينة، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سلمة به.
وأخرجه الترمذي في الأطعمة: باب ما جاء في التسمية على الطعام 5/590 رقم «1918» وفي العلل الكبير: 1/307 رقم: 572،، والنسائي في السنن الكبرى: 6/76- 77 رقم «10104» و «10105» و «10106» وفي اليوم والليلة: رقم «274» و «275» وابن قانع في المعجم الصحابة: 2/225، والطبراني في المعجم الكبير: 9/12 رقم «8299» ، والبيهقي في شعب الإيمان: 5/75 رقم «5834» من طريق سفيان الثوري عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبيه به.
وقال الإمام أحمد: كذا وجدته في جمع سليمان لحديث سفيان الثوري، وهكذا رواه سفيان بن عيينة، عن هشام، وقال علي بن المديني: إنما رواه أصحاب هشام بن عروة، عن هشام، عن أبي وجزة، عن رجل من مزنية، عن عمر ابن أبي سلمة. شعب الإيمان: 5/75.
وأخرجه الطيالسي في المسند: 0/193 رقم «1358» من طريق عبد الله بن المبارك، وابن حبان في الصحيح: 12/9-10 رقم «5211» ، من طريق محمد بن سواء، كلاهما عن هشام، عن أبي وَجْزة عن أبي سلمة
وأخرجه وأبو داود في الأطعمة باب الأكل باليمين 4/144 رقم «3777» وأحمد في المسند أيضا: 4/27 وابن حبان في صحيحه: 12/15 رقم «5215» ، والطبراني في المعجم الكبير: 9/13 رقم «8300» ، من طرق عن سليمان بن بلال، عن أبي وجزة به.
وأخرجه أحمد في المسند: 4/26، والنسائي في السنن الكبرى: 6/77 رقم «10107» و «10108» وفي اليوم والليلة: رقم «276» و «277» ، والطبراني في العجم الكبير: 9/13 رقم «8301» من طرق عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبي وجزة، عن رجل من مزينة، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ به.
ورجح هذا الطريق كل من ابن المديني والبخاري، والنسائي، والبيهقي.
صرّح بذلك البخاري بقوله: كأن حديث أبي وجزة أصح. والنسائي بقوله: هذا الصواب عندنا. انظر العلل الكبير للترمذي: 1/307، وفي فتح الباري: 9/524، وأخرجه البخاري في الأطعمة: باب التسمية على الطعام والأكل باليمين 10/653 رقم «5376» ، و10/657 رقم «5377» ، ومسلم في الأشربة: باب آداب الطعام والشراب وأحكامها 3/1599 رقم «2022» من طرق عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ عمر بن أبي سلمة.(4/1338)
يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، خَالفَكَ النَّاسُ بِالْعِرَاقِ، قَالَ: مَنْ؟ قلتُ: حَمَّادٌ، وحمّاد،
وأبو عوانة، وغيرهم، كل قَالَ: عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة، عَنْ أَبِي وَجْزَةَ السَّعْدِيّ، عَنْ عمر
ابن أبي سلمة، قال: ومن أَبُو وَجْزَة؟ أَهُوَ شَاعِرُ آلِ الزُّبَيْرِ؟ قَدْ كنتُ أدركتُهُ ورأيتُهُ، قُلْتُ: هُوَ ذَاكَ، فتَوَقَّفَ عَنِ الْحَدِيثِ، وقال فِي يَوْمٍ آخَرَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ(4/1339)
عائشة، أنَّ النَّبيَّ ?، «صَلَّى فِي ثَوْبٍ قَدْ خَالَفَ بَيْنَ طَرَفَيْهِ» (1) . فَقُمْتُ إِلَيْهِ فقلتُ: خَالَفَكَ النَّاسُ بِالْعِرَاقِ، قَالَ: مَنْ؟ قلتُ: هُشَيْمٌ، وَأَبُو عَوَانَةَ، وَأَبُو أُسَامَةَ، وغَيْرُهُمْ [ل277/أ] قالوا فيه: عن هشام
ابن عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: مَنْ أجْل أنِيسَيْن كَتَبَ إِلَيْهِمَا تُرِيدُ أَنْ تُؤَدِّبَنِي، قَالَ: ثُمَّ أَدْنَانِي وعليت عَلَيْهِ، فكَانَ يُمِرُّ اْلأَحَادِيثَ عَليّ قَبْلَ أَنْ يُحَدِّثَ بِهَا، وَنِلْتُ مِنْهُ مَا أَرَدْتُ (2) .
1298- سمعت الصوري يقول: حدثني من أثق به، عن أبي سعيد الحسن بن عبد الله السِّيرافي أنه قال: حضَرْتُ مَجْلِسَ أبي بكر بن م
_________
(1) حديث صحيح، أخرجه البخاري في الصلاة: باب الصلاة في الثوب الواحد ملتحفا به 2/17، ومسلم في الصلاة باب 1/368 رقم «517» من طريق أبي أسامة. وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير: 9/7 رقم «8277» من طريق أبي عوانة كلاهما عن هشام بن عروة به. ولم أقف على طريق هشيم،
وأخرجه البخاري في الصلاة: باب الصلاة في الثوب الواحد ملتحفا به 2/17 رقم «355» من طريق يحيى القطان، ورقم «354» من طريق عبيد الله بن موسى، ومسلم في الصلاة: باب 1/368 رقم «517» من طريق وكيع، وحماد ابن زيد كلهم عن هشام بن عروة به.
وأخرجه وأبو داود في الصلاة: باب الرجل يصلي في ثوب واحد بعضه على غيره 1/416 رقم «631» من طريق أبي الوليد الطيالسي وإسحاق بن راهوية في المسند: 2/541 رقم «580» من طريق موسى القاري، كلاهما عن زائدة، عن أبي حصين، عن أبي صالح، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، ولفظه: «أنّ النبي ? صلّى في ثوب واحد بعضه عليّ» . وهذا حديث صحيح رجاله ثقات.
(2) في إسناد المؤلف محمد بن يونس الكديمي كذّبه أبو داود، ورماه بالوضع ابن حبان وابن عدي والدارقطني، وقال ابن حجر ضعيف.(4/1340)
جاهد (1) أَوَّل مَا حَضَرْتُهُ وهُوَ يُمْلِي، فَجَلَسْتُ فِي أُخْرَيَاِت النَّاسِ، فقال الْمُسْتَمْلِي: وَاجْعَلْهَا عَلَيْهِمْ سِنِينَ كَسِنيِّ يُوسُف، (2) فَتَطَاوَلْتُ،
ـ وكان أبو سَعِيد ذَمِيمًا حَقِيرَ الْمَنْظَرِـ، فَقُلْتُ: كَسِنِيْ يُوسُف؟ فَلَمْ يَفْهَمْ عَنِّي فَقُمْتُ قَاِئمًا فَأَعَدْتُ الْقَوْلَ، فقال ابنُ مُجاهد: مَنْ هَذَا؟ فَأَشَارُوا إليَّ، فَاسْتَدْعَانِي وَقَرَّبَنِي إِلَيهِ فَتَحَصَّلْتُ فِي أَعْلَى الْمَجْلِسِ بَعْدَ أَنْ كُنْتُ فِي أَدْنَاهُ (3) .
وقال الصُّوري في هذا المعنى:
إذَا الْمَرْءُ لَمْ يُعْرَفْ لَهُ قَدْرُ مِثْلِهِ ... وَأَصْبَحَ مَغْمُوصًا (4) لَهُ حَقُّ فَضْلِهِ
فَلا بَأْسَ أَنْ يُنْبِئُ بِصَالِحِ فِعْلِهِ ... وَمَا خَصَّهُ ذُو الْفَضْلِ مِنْهُ بِفَضْلِهِ
1299- أنشدنا أبو عبد الله الصوري، أنشدنا أبو محمَّد عبد الرحمن بن عمر بن محمَّد ابن سعيد التُّجيِبي، وأَبُو العبَّاس مُنِير بْنُ أَحْمَدَ بن
_________
(1) أبو بكر بن مجاهد: أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْعَبَّاسِ بن مجاهد أبو بكر البغدادي المقرئ، قال الخطيب البغدادي كان ثقة مأمونا، قال أبو عمرو الداني: أفاق ابن مجاهد سائر نظائره مع اتساع علمه وبراعة فهمه، وصدق لهجته، وظهور نسكه، مات سنة أربع وعشرين وثلاثمائة. تاريخ بغداد: 5/144، طبقات الشافعية: 3/57، البداية والنهاية:
11/185، النجوم الزاهرة: 3/258.
(2) في الخطية ما نصّه: «فلم يفهم عني، فقمت قائما، فأعدت القول، فقال: ابن مجاهد: من هذا؟ ، فأشاروا إليّ» وعلى هذا النص علامة الضرب.
(3) في إسناده شيخ الصوري، لم أعرف من هو، وقد وصفه بالثقة.
(4) في الخطية كأنها (مغموما) وفي الهامش (مغموصا) وفوقها (بيان) .(4/1341)
الحسن الخَلاَّل قالا: أنشدنا أبو الطَّيْب محمد ابن جعفر غُنْدَر (1) ، [ل277/ب] أنشدنا نَهْشَلُ بنُ دَارِم لنفسه:
يُهُودُ الْمُسْلِمِينَ رَوَافِضوهُمْ ... إِلهَي لا تدَعْ مِنهُمْ بَقِيَّه
فَقَدْ كَرِهُوا الْكِتَابَ وحَرَّفوهُ ... لِكَيْ تَخْفَى أُمُورُهُمُ الشّنِيَّه
لَهُم جَفْرٌ تَعالَى الله عمَّا ... حَوَاهً من أقاويل رَدِيَّه
فَحَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ ... وَلاَ يَرْدَعْكُمْ عَنْهُمْ تَقِِيَّه
فَقَدْ أَمَرَ النَّبِيُّ بِقَتْلِ قَوْمٍ ... لَهُمْ نَبْزٌ وَأَسْمَاءُ الرَّافِضِيَّه
هُمْ جَحَدُوا النَّبِيَّ وَعَانَدُوهُ ... تَبَرَّأُوا مِنْ صَحَابَتِهِ الزَّكِيَّه
كَمَا بَرِئَ النَّوَاصِبُ مِنْ عَلِيٍّ ... فَلا حَيَّا الإِلَهُ النّاصبِيَّه
وَلا حَيَّا كِلاَبَ النَّارِ أَيْضًا ... فَقَدْ مَرقوا فسموا المَارِقِيَّه
خَلِيلْي عُدْ عَنْ أَهْوَاءِ جَهْمٍ ... وَلا تَزْعُمْ بِأَنَّ لَكَّ الْمَشِيَّه
فَمَحْضُ الدِّينِ إِنْ فَتَّشْتَ عَنْهُ ... فَعِنْدَ ذَوِي الْحَديثِ الْحَنبَلِيَّه
رَضُوا بِاللهِ رَبًا ثُمَّ قَالُوا ... مُحمَّد عِنْدَنَا خَيْرُ الْبَرِيَّه
وَصَدِّيقٌ خَلِيفَتُهُ عَلَيْنَا ... وفَارُوقٌ حَكَاهُ عَلَى السَّوِيَّه
وعُثْمَانٌ وَخَامِسُهُمْ عَلَيٌّ ... أبو السَّبْطَيْنِ بَعْلُ الهاشميَّه
وَطَلْحَةُ والزبيرُ مَعَ ابنِ عوْفٍ ... وسعدٌ والسَّعيدُ على البقيَّه
_________
(1) أبو الطيب محمد بن جعفر غندر: بن درّان البغدادي الصوفي الجوّال، ذكره الخطيب والذهبي دون جرح ولا تعديل، روى عنه الدارقطني وغيره. تاريخ بغداد: 2/150، سير أعلام النبلاء: 16/215.(4/1342)
وَأصحابُ النَّبيِّ فخيرُ قرْنٍ ... مَضىَ ويكونُ حَتَّى السَّاهِرِيَّه (1)
وَلا تنْسَى مُعَاويةَ بنَ صَخْرٍ ... رَدِيفاً لِلنِبيِّ عَلَى المَطِيَّه [ل278/أ]
وَكَاتِبَ وَحَيِ خَالِقِنَا بِفَهْمٍ ... وخَالَ الْمُؤْمِنِينِ ذَوِي الرَّضِيَّه (2)
1300- أنشدنا محمد، أنشدنا أبو محمد عبد المحسن بن غلبون الصوري:
وَتُرِيْكَ نَفْسُكَ فِي مُعَانَدَةِ الْوَرَى ... رَشَداً ولسْتَ إِذَا فَعَلْتَ بِرَاشِدِ
شَغَلَتْكَ عَنْ أَفْعَالِها أَفْعَالُهُم ... هَلاَّ اقْتَصَرْتَ عَلَى صَدِيقٍ واحدِ (3)
1301- أنشدنا محمد، أنشدني عبد المحسن لنفسه:
وقَالُوا تَوَلَّى حِينَ قَابَلَهُ الْغِنىَ ... وَأَصْبَحَ تُبْدِيهِ اللَّيَالِي فَتَخْتَفِي
فَقُلْتُ حَمَانِي الْمَالُ عِلْمِي بأنَّني ... أُخَلِّفُ مَالي أَوْ فَمَالي لِمُخْلَفِ
1302- أنشدنا محمد، أنشدني عبد المحسن لنفسه:
لَمَّا تَبَيَّنْتُ أنَّ حُبَّكم ... يَحْسُنُ عِنْدِي وَلَيْسَ يَحسُنُ بِي
بَشَّرْتُ طَرْفِي بِحُسْنِ عَاقِبَةٍٍ ... فِيكُمْ وَقَلْبِي بِسُوءِ مُنْقَلَبي
1303- سمعت أبا عبد الله إملاء مِنْ حِفْظِهِ يقول: سمعت أبا القاسم
_________
(1) من الساهرة، أي: الأرض، وقيل وجهها، وفي التنزيل: {فإذا هم بالساهرة} ، وقيل: هي الأرض التي لم توطأ، وقيل هي أرض يجددها الله يوم القيامة، لسان العرب 4/383.
(2) في إسناده أبو الطيب محمد بن جعفر لم يُذكر بجرح ولا تعديل، وبقية رجاله ثقات.
(3) ذكرهما ابن تغري بردي في النجوم الزاهرة: 4/269، وفيه «على عدُوٍّ واحدِ» . بدلا من «صديق واحد» .(4/1343)
الحسن بن أحمد
ابن عبد الله بن هاشم المقرئ، ـ وكان شيخا صالحا ـ يقول: سمعت أبا بكر البغدادي (1) يقول: سَأَلْتُ أسْتَاذِي أبا طالب المكي (2) عن مسْألَةٍ، فقال لي: أَلا أُعَلِّمُكَ دُعَاءً هُوَ خَيْرٌ لَكَ مِنْ جوابِ مَسْأَلَتِكَ؟ قلت: بَلَى، قال: قل: «اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي لَكَ خَالِصًا وَاجْعَلْ لِي مِنْكَ نَصِيبًا» (3) .
1304- سمعت أبا عبد الله يقول: سمعت أبا عمرو عثمان بن سعيد الأسَدِي [ل278/ب] يقول: قَصَدْتُ زِيَارَةَ أَبِي الخير التِّيناتِي، فَلَمَّا حَصَلْتُ عِنْدَهُ، رَمَى إِلَيَّ حَبْلاً، وقال: خُذْ هَذَا، فاَصْعَدِ الْجَبَلَ، فَاقْطَعْ حُزْمةَ حَطَبٍ فبِعْها بِدَانِقَيْن، فتَقَوَّتْ بِدَانِقٍ، وَتَصَدَّقْ بِدَانِقٍ، فقلتُ: قد ضاقَتْ خِزَانَةُ مَوْلايَّ حَتَّى أَحْمِلَ الْحَطَبِ، وَأُطْعِمَ عِبَادَهُ؟ فَصَاحَ، وقال: الْحَلاَلُ ثُمَّ الْقُرْآنُ ثُمَّ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، فَبِالْحَلاَلِ يُسْتَعَانُ
_________
(1) أبو بكر البغدادي: لعله محمد بن خميس بن جميل.
(2) أَبُو طَالِبٍ الْمَكِّيُّ: مُحَمَّدُ بْنُ علي بن عطية أبو طالب المكي الزاهد الواعظ صاحب قوت القلوب، قال الخطيب: ذكر في القوت أشياء منكرة والصفات، وقال أبو طاهر العلاف: وعظ ببغداد وخلط في كلامه، وحُفِظ عنه أنه قال: ليس على المخلوقين أضر من الخالق، فبدّعوه وهجروه، فبطل الوعظ، وقال العتيقي: كان رجلا صالحا مجتهدا في العبادة.، مات سنة ست وثمانين وثلاثمائة. تاريخ بغداد: 3/89، ميزان الاعتدال: 3/655، الوافي بالوفيات: 4/116، وفيات الأعيان: 4/303.
(3) في إسناده أبو القاسم الحسن المقرئ لم أجد له ترجمة، وأبو بكر البغدادي لم يُذكر فيه جرح ولا تعديل.(4/1344)
عَلَى الْقُرْآنِ، وَبِالْقُرْآنِ يُعْرَفُ الله عَزَّ وجَلَّ (1) .
1305- حدثنا محمد، أخبرنا الحسن بن علي بن عبد الله بن الحسن بإسناد لا أحفظه، عن أبي سعيد الخزاز قال: كنت أنا وأبو بكر الزّقاّق (2) ، وعياش بن المهتدي (3) ، وجماعةٌ من أَصْحابِنَا فِي سَفَرٍ، فَصَحِِبَنَا فَتىً بِيَدِهِ مِحْبَرَةٍ، فَظَنَنَّا أَنَّهُ مِنْ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ، فَتَثَاقَلْنَا بِهِ فَسَارَ مَعَنَا إِلَى أَنِ انْتَهَيْنَا شَطِّ الْبَحْرِ، فقال له بَعْضُنَا، يا فَتى، كيفَ الطَّرِيق؟ فقال: الطَّريقُ طَريقَانِ، طريقُ العَامَّةِ، وطَرِيقُ الْخَاصَّةِ، فَأَمَّا طُرِيقُ الْعَامَّةِ فَهَذَا الَّذِي أَنْتُمْ عَلَيْهِ، وَأَمَّا طَريقُ الخاصَّةِ فبسمِ الله، ووضعَ رِجْلُهُ على الماءِ فلَمْ يَزَلْ يَمْشِي عليه حَتَّى غَابَ عَنْ أَبْصَارِنا (4) .
1306- سمعت أبا عبد الله يقول: سمعت أبا القاسم الحسن بن أحمد يقول: سمعت
أبا الحسن البَغْرَاشي يقول: قال لي أبو الخير التِّيناتي يا
_________
(1) تقدم هذا النص في رواية رقم «1066» ولم أجد من رواه غير المؤلف.
(2) أبو بكر الزقاق: ورد عند الخطيب «أبو بكر الكتّاني» وهو محمد بن علي بن جعفر أحد مشايخ الصوفية، قال الخطيب: كان فاضلا نبيلا حسن الشارة، مات سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة. تاريخ بغداد: 3/74.
(3) عياش بن المهدي: وعند الخطيب في تاريخه «عباس بن المهدي» ولم أجد لهما ترجمة.
(4) في إسناه الحسن بن علي، وأبو سعيد الخزاز، وأبو بكر الزقاق، وعياش بن المهتدي، لم أقف على تراجمهم.
أخرجه الخطيب 3/74، من عبد العزيز، عن علي بن عبد الله، عن أحمد بن فارس، عن أبي بكر الكتاني قال: كنت أنا وأبو سعيد الخزاز، عباس بن المهتدي وآخر فذكره.(4/1345)
أبا الحسن: «إِيَّاكَ وَكَثْرَةَ [ل279/أ] السَّفَرِ، فَإِنَّهُ يُقْسِي الْقَلْبَ، وَيَذْهِبُ بِالدِّينِ» (1) .
1307- سمعت أبا عبد الله يقول، سمعت أبا عمرو عثمان بن سعيد بن عثمان الأسدي يقول: سمعت أبا العباس بدوي (2) ببعلبك، وقد سأَلَهُ أبو بكر بن وصيف (3) ، فقال له: يا أستاذ، حدثنا بأَحْسَنِ شَيْءٍ رَأَيْتَ، فقال له: احْذَرْ شَطْحَ النُّفُوسِ وَدَعَاوِيهَا، فَإِنِّي خَرَجْتُ مِنْ صَيْدَا أُرِيدُ بَيْرُوتَ، فَلَمَّا حَصَلْتُ قِنْطَارَ بَيْرُوت، قالتْ لِي نَفْسِي: السَّاعَةَ يَخْرُجُ الْعَدُوُّ يَأْخُذُكَ، فقلتُ: غلام الملك يأخُذُهُ العَدُوُّ، فَجَعَلْتُ أَخْطُر، وأقول: غلام الملك يأْخُذُهُ الْعَدُوُّ، وَإذا قدْ أحاطَ بي الأَعْلاَجُ (4) ، فأخَذُونِي وطَرَحُونِي فِي شَيْنِي (5) ومَضَوْا إِلى قُبْرُس (6)
_________
(1) في إسناده أبو القاسم الحسن بن أحمد وأبو الحسن البغراسي لم أجد لهما ترجمة.
تقدم تخريجه في رواية رقم «942» .
(2) كذا في الخطية، ولم يتضح لي صورة هذه الكلمة.
(3) أبو بكر بن وصيف: لعله محمد بن العباس بن وصيف الغزي، قال الذهبي: ما علمت به بأسا. مات سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة. سير أعلام النبلاء: 16/341، العبر: 2/362، شذرات الذهب: 3/79.
(4) الأعلاج: جمع علج، وهو الرجل الضخم القوي من كفّار العجم، وبعضهم يطلقه على الكافر عموماً، لسان العرب 2/326، ومنجد في اللغة والأعلام (ص525) .
(5) كذا في الخطية ولم أقف على معنى هذه الكلمة.
(6) قبرس: بضم أوله وسكون ثانيه ثم ضم الراء وسين مهملة جزيرة في بحر الروم ـ بحر الأبيض المتوسط ـ معجم البلدان: 4/305..(4/1346)
، فَلَمَّا نَزَلْنَا إِلَى الْبَرَِّ اسْتَأْذَنْتُهُمْ فِي الصَّلاةِ، فَأَذِنُوا لِي، فَأَدَّيْتُ مَا فَاتَنِي مِنَ الْفَرَاِئِض ثُمَّ تَنَفَّلْتُ مَا فَتَحَ الله تعالَى لِي، ثُمَّ سَأَلْتُ الله تَبَارَكَ وتَعَالَى أَنَّ لا يُؤَاخِذَنِي بِشَطْحِ نَفْسِي فِي دَعَاوِيهَا، وأَنْ يُسَامِحَنِي ثُمَّ غَلَبَنِي النَّومُ فَنِمْتُ ثُمَّ انْتَبَهْتُ فِي اْلمكانِ الَّذي أخذتُ منهُ، فقال لهُ أبو بكر بن وصيف: حدثنا بشيء آخر مما رأيت، فقال له: عليكَ بالسُّكونِ إِلَى الله تعالَى وَالتَّوَكُّلِ عَلَيْه، فَإِنِّي خَرَجْتُ مِنَ الرَّقَّةِ أَرِيدُ الشَّرْق، فَحَصلْتُ فِي مَكَانٍ مَعْرُوفٍ بكثْرَةِ السِّبَاعِ، فقالتْ لِي نَفْسِي: السَّاعَةَ [ل 279/ب] يَخْرُجُ السَّبْعُ يَأْكُلُكَ، فقلتُ: وَيْلَكَ ثِقِي بالله، وَاسْكُنِي إليه، فبينا أنا أراجِعُها إذ أنا بشَيْءٍ قَدْ وقع بيديه على كَتِفِي، فَالْتَفَتُّ لأنْظُرَ مَا هُوَ، فمَعَ لَفْتَتِي، قَيّلَ خَدِّي اليَمِين وذهب هارِبًا في الغَابةِ فنَظَرْتُ إِلَيْهِ فَإِذَا هُوَ السَّبْعُ (1) .
1308-حدثنا أبو عبد الله، حدثني أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن علي بن المبارك قال: سمعت أبا عبد الله الروذباري يقول: ركِبَتْ رُفْقَةٌ جَملاً فَأَنَا رَاكِبُهُ حَتى وقعَتْ رِجْلُهُ في وَهْدَةٍ (2) ، فقلت: جَلّ الله، فَلَوَّى عُنُقَهُ إليَّ، وقال: نَعم جل الله، ثَّم قال الشيخُ لأَصْحَابِهِ، عَاهَدْتُكُمُ الله إِنْ حَكَيْتُمْ عَنيِّ هَذِهِ الْحِكَايَةَ إِلاَّ بَعْدَ مَوْتِي.
_________
(1) في إسناده أبو عمرو عثمان الأسدي وأبو العباس بدوي لم أجد لهما ترجمة.
(2) وهدة: المطمئنّ من الأرض والمكان المُنْخَفِض كأنه حُفْرة. لسان العرب: مادة: «وهد» 3/470.(4/1347)
قال الصوري: وقدْ حَكَى لي غيُر واحدُ منْ أصحابِ أبي عبد الله الروذباري أَنَّهُمْ سَمِعُوهُ يقول وذكرَ الْحِكَايَةَ (1) .
1309- سمعت أبا عبد الله يقول: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ خميس بن جميل البغدادي،
وأبو طالب محمد بن أحمد الحسني، عن أبي بكر الهلالي أَنَّهُمَا سَمِعَاه يقول: يَذْكرُ عنْ أَهْلِهِ، أَنَّهَا قالتْ له: «قَدِ اشْتَهَى عَلَيّ الصِّبْيَانُِ عَصَافيرَ، وقدْ بِعْتُ غَزْلاً لِي فَخُذْ ثَمَنَهُ وَاشْتَرِ لَهُمْ ذَلِك، فخرجتُ بالفضَّةِ، فَاشْتَرَيْتُ الْعَصَافِيرَ، فَلَمَّا حَمَلْتُهَا بِيَدِي، وَقَعَتْ عَلَيَّ حِدْأَةٌ، فَخَطَفَتْهَا مِنْ يَدَي، وَلَمْ يَكُنْ مَعِي شَيْءٌ اشْتَرِي عِوَضَها، [ل280/أ] فجئتُ إِلَى الْمَنْزِل، فَوَجَدْتُ العَصَافِيَر عِنْدَهُم، فسَأَلْتُهُمْ عن ذلك، فقالوا: كُنّا قُعُودًا فجَاءَتْنَا حِدْأَةٌ فَرَمَتْ إِلَيْنَا هَذِهِ الْعَصَافِيرِ وَذَهَبَتْ (2) » .
1310- سمعت أبا عبد الله يقول: سمعت أبا القاسم الحسن بن أحمد بن عبد الله يقول: سمعت أبا بكر البغدادي يقول: «مَرَرْتُ فِي السُّوقِ فَرَأَيْتُ أَبا طالب المَكِّي قَاِعدًا بَيْنَ يَدَيَّ دكّانِ خبّازٍٍ وهو يَبْكِي،
_________
(1) في إسناده أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد لم أجد له ترجمة، وأبو عبد الله الروذباري صوفي ضعيف له أغلاط،
(2) في إسناده أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ خُمَيْسِ لم يُذكر فيه جرح ولا تعديل، وأبو طالب محمد بن أحمد لم أجد له ترجمة.(4/1348)
فَسَأَلْتُهُ عَنْ قُعُودِهِ هُنَاكَ، فقَال لِي: مَرَرْتُ بِهَذَا الٍخَبَّازِ وَهُوَ يُخْرِجُ الْخُبْزَ مِنَ التَّنُّورِ، فَاشْتَهَتْ نَفْسِي رَغِيفًا سَخِنًا، فَمَنَعْتُهَا مِنْ ذَلكَ، وَكَانَ قَدْ أَقَامَ مُدَّةَ سَنِينَ لاَ يَأْكُلُ الْخُبزَ، فلمَّا مَنَعْتُهَا مِنَ ذَلكَ قالَتْ لِي: اقْعُدْ بِنَا نَبْكِي، فقلتُ لهُ: يا أستاذُ، ما عَلَيْكَ لو أَطْعَمْتَهَا هَذَا الرَّغِيفَ، فقال لي: اسْكُتْ، لَوْ عَلِمَتْ أنَّا نُتَابِعُهَا عَلَى مَا تُرِيدُ بَعْدَ هذه الْمُدَّةِ كلِّها ما أطقْنَاها (1) » .
1311- حدثنا محمد، أخبرنا أبو بكر محمد بن خميس الصوفي، حدثنا أبو عبد الله أحمد
ابن عطاء الروذباري، أخبرني محمد بن الحسن صاحب سهل بن عبد الله قال: قال سهل بن عبد الله: لاَ يُفْلِحُ قَلْبُ عَبْدٍ يُحِِبُّ ثلاثة: الْغِِنَى، وَالْبَقَاء، والإِهِْتِمَام بِغَدَا (2) .
1312- وبهذا الإسناد قال (3) : قال سهل (4) : مَنْ كَانَ مُقِيمًا فِي أَدْنَى وَقْتٍ عَلَى أَدْنَى
[ل280/ب] شُبْهَةٍ، فَقُلْبُهُ مَحْجُوبٌُ عَنِ الله عَزَّ وَجَلَّ (5) .
_________
(1) في إسناده أبو القاسم الحسن بن أحمد لم أجد له ترجمة، وأبو بكر البغدادي لم يذكر بجرح ولا تعديل.
(2) في إسناده أبو بكر البغدادي، وأبو عبد الله الروذباري صوفي له أغلاط ولم يتعمد الكذب، ومحمد بن الحسن وسهل ابن عبد الله لم أميّزهما.
(3) القائل هو: محمد بن الحسن صاحب سهل.
(4) سهل: هو بن عبد الله.
(5) وعلة هذا الإسناد كعلة الإسناد السابق.
أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد 5/252 في ترجمة محمد بن خميس(4/1349)
1313 - حدثنا محمد، أخبرني أبو بكر محمد بن خميس الصوفي، عن أبي الخير التيناتي «أَنَّهُ قَصَدَهُ رَجُلٌ مِنْ مكانٍ بعيدٍ، فلمَّا وصَلَ إليه وَحضَرَتْ صلاةُ الظُّهرِ والعَصْرِ، فلمَّا كانَ صلاةُ المغربِ صلَّى وَجَهَرَ بِالْقِرَاءَةِ لَمْ يُحَقِّقْ التِّلاوَةَ، فوجدَ ذلك الرَّجُلُ في نفسِهِ، وقال: كَابَدْتُ مَشَقَّةَ السَّفَرِ إلى رَجُلٍ لا يُقيمُ فاتحةَ الْكتابِ؟ وباتَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ، فلمَّا أَصْبَحَ خَرَجَ إلَى عَيْنٍ بِالْقُرْبِ لِيَتَوَضَّأَ، وَجدَ السَّبْعَ رَابِضًا عِنْدَهَا فَرَجَعَ هَارِباً، وَالْتَقَى بِهِ أبو الخَيْرِ فَتَبَيَّنَ الْخَوْفُ فِي وَجْهِهِ فَتَوَجَّهَ إلى العَيْنِ، وتّوجهَ الرَّجُلَ يَمْشِي خَلْفَهُ لِيَرَى مَا يَصْنَعُ، فَجَاءَ أبو الخير إلى السَّبْعِ فأخَذَ بِأُذُنَيْهِ، وَجَعَلَ يُعَرِّكُهُمَا (1) ويقول له: كمْ أَقُوُل لَكَ: إِذَا كانَ عِنْدَنَا ضَيْفٌ لاَ تُؤْذِنَا، قُمْ فَانْصَرِفَ، فَوَلَّى السَّبْعُ ذَاهِبَا، وَرَجَعَ أبو الخير يُرِيدُ الْمَسْجِدَ، فَلَحِقَهُ الرَّجُلُ فِي الطَّرِيقِ فقال له: كُنْ كَذَا والْحَنْ في {الحمد} (2) » .
1314 - حدثنا أبو عبد الله، حدثني أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن جميع الغساني لفظا، أخبرنا محمد بن حمدان بن مالك القاضي أبو
_________
(1) يعرّكها: من تعرّك الشيء، إذا تدلّك.
(2) يعني سورة الفاتحة، وفي إسناد المؤلف أبو بكر البغدادي لم يُذْكر فيه جرح ولا تعديل،
لم أجد هذا النص عن أبي الخير التيناتي، ولكن ذكر الذهبي أنّ له آياتٍ وكراماتٍ وتأوي السباعُ إليه وتأنسُ به. انظر سير أعلام النبلاء: 16/23.(4/1350)
الحسين (1) ، حدثنا عباس بن محمد قال: قال لي يحيى ابن معين: «كَمْ كَتَبْتَ عَن شَبَابَةَ بنِ سَوَّار؟ قلتُ: كذَا، وكَذَا، قال: فقال لي: كَتَبْتُ عنه، وقال: حدثنا شبابة [ل281/أ] بن سوار، حدثنا شعبة، عن قتاده، عن سعيد بن المسيب، عن أبيه (2) قَالَ: كُنَّا يَوْم الْحُدَيْبِيَّةِ أَلْفًا وَأَرْبَعَمائة، قال: قلْتُ: لاَ وَالله مَا سَمِعْتُ هَذَا قَطُّ» (3)
_________
(1) محمد بن حمدان بن مالك القاضي أبو الحسين. ذكره ابن جميع والخطيب دون جرح ولا تعديل، مات سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة. معجم الشيوخ لابن جميع: 0/101، تاريخ بغداد: 2/288.
(2) هو المسيّب بن حزن بفتح المهملة وسكون الزاي، ابن أبي وهب المخزومي، أبو سعيد، له ولأبيه صحبة، عاش إلى خلافة عثمان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
(3) في إسناده محمد بن حمدان: لم يُذْكر فيه جرح ولا تعديل، وبقية رجاله ثقات. وعنعنة قتادة لا أثر لها، لأن الراوي عنه شعبة، وأصل الحديث في الصحيح من حديث جابر وغيره.
أخرجه ابن جميع في معجم الشيوخ: 1/101-102، ومن طريقه الخطيب في تاريخ بغداد: 9/296.
وأخرجه يحيى بن معين في تاريخه برواية الدوري: 1/321، ومن طريقه البيهقي في دلائل النبوّة: 2/214.
وأخرجه ابن قانع في معجم الصحابة: 3/127 عن أسلم بن سهل الواسطي، عن أحمد بن سهل بن علي، عن شبابة به.
وقد وردت روايات مختلفة في تحديد عدد جيش المسلمين في يوم الحديبية منها، ما ورد بتحديد بألف وأربعمائة،
أخرجه البخاري في المغازي: باب غزوة الحديبية 8/211 رقم «4154» . مطولاً، وفي التفسير: باب قوله:
{إذ يبايعونك تحت الشجرة} 9/561 رقم «4840» مختصرا، وفي الأشربة: باب شرب البركة والماء المبارك
11/237 رقم «5639» مطولا، ومسلم في الإمارة: باب استحباب مبايعة الإمام الجيش عند إرادة القتال
3/1483-1484، رقم «1856» من طرق عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ? يوم الحديبية: «أنتم خير أهل الأرض وكنّا ألف وأربعمائة، لو كنت أبصر لأريتكم مكان الشجرة» .
وقد صحّ ذلك أيضا من حديث البراء، ومعقل بن يسار، وسلمة بن الأكوع.
وما ورد بتحديده بألف وخمسمائة: أخرجه البخاري في المناقب: باب علامات النبوّة في الإسلام 7/279 رقم «3576» وفي باب المغازي: باب غزوة الحديبية 8/209 رقم «4152» . ورقم «4153» ، مسلم في الإمارة: باب استحباب مبايعة الإمام الجيش عند القتال 3/1484 رقم «1856» ، من طرق عن جابر بن عبد الله قال: ... وفيه: «لو كنّا مائة ألف لكفانا، كنا خمس عشرة مائة» .
وورد بأنهم كانوا ألفا وثلاثمائة: أخرجه مسلم في الإمارة: باب استحباب مبايعة الإمام الجيش عند إرادة القتال
3/1483 رقم «1857» من قول عبد الله بن أبي أوفى الصحابي الجليل - رضي الله عنه -.
هذا وقد ورد بتحديدهم بأنهم كانوا بضع عشرة مائة. وورد أيضا بأنهم كانوا ألفا وخمسمائة وخمسة وعشرين. وكل هذه الروايات وردت بأسانيد صحيحة. علما بأنه قد ورد في تحديد عددهم بأنهم كانوا سبعمائة. والتحديد بأنهم كانوا ألفا وخمسمائة وأربعين، والتحديد بأنهم كانوا ألفا وسبعمائة. والتحديد بأنهم كانوا ألفا وثمانمائة. ولكنها كلها غير ثابتة لضعف رجال أسانيد تلك الروايات، وأما رواية سبعمائة فلوقوع الوهم فيها، وأن الصحيح أنها من كلام
ابن إسحاق، فلا يصار إليها إذاً لمخالفتها النصوص الصحيحة الثابتة. انظر مرويات غزوة الحديبية: 0/39-53.
وأما الروايات الصحيحة فإنك ترى في ظاهرها إختلافًا، لذلك إختلفت فيها وجهات نظر العلماء إلى قولين:
أ: من قال بالترجيج وهم: الإمام البيهقي والإمام ابن القيم وغيرهما رحمهم الله، حيث رجّحوا رواية ألف وأربعمائة. وأما الإمام ابن حبان فقد رجح رواية ألف وخمسمائة. حيث قال: الصحيح ألف وخمسمائة على ما قاله سعيد
ابن المسيّب. انظر صحيح ابن حبان: 11/232، دلائل النبوّة: 2/214، زاد المعاد: 3/288، فتح الباري: 7/440.
ب: وقال الآخرون بالجمع بين الروايات إعمالا بجميع النصوص الصحيحة. حيث قال الإمام النووي بعدما ذكر الروايات الثلاث الأول قال: ويمكن أن يجمع بينهما بأنهم كانوا أربعمائة وكسر، فمن قال: أربعمائة، لم يعتبر الكسر، ومن قال: خمسمائة اعتبره، ومن قال: ألف وثلاثمائة ترك بعضهم لكونه لم يُتْقِن العدّ أو لغير ذلك أهـ شرح النووي علي صحيح مسلم: 13/2.
وقال ابن حجر: والجمع بين هذا الاختلاف أنهم كانوا من ألف وأربعمائة، فمن قال: ألفا وخمسمائة جبر الكسر، ومن قال: ألفا وأربعمائة ألغاه، ويؤيّده قوله في الرواية الثالثة من حديث براء «ألفا وأربعمائة أو أكثر» ، أما قول عبد الله بن أبي أوفى: ألفا وثلاثمائة، فيمكن حمله على ما اطلع عليه هو، واطلع غيره على زيادة ناس لم يطلع هو عليهم، والزيادة من الثقة مقبولة، أو العدد الذي ذكره جملة من ابتدأ الخروج من المدينة والزائد تلاحقوا بهم بعد ذلك، أو العدد الذي ذكره عدد المقاتل والزيادة عليه من الأتباع، من الخدم والنساء والصبيان الذين لم يبلغوا الحلم. اهـ فتح الباري: 7/440.
وكلام الصوري صحيح، لم أجد من وافق شبابة في هذا السياق.(4/1351)
قال الصوري هذا حديث غريب، من حديث شعبة بن الحجاج، عن(4/1352)
قتادة بن دعامة
أبي الخطاب السدوسي، ما رأيناه إلا من هذا الوجه.
1315 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنِي أبو الحسين بن جميع، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ (1)
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْخَيَّاطُ بِالْبَصْرَةِ، حَدَّثَنَا أَبُو سُلَيْمَانَ الْقَزَّازُ، - قَالَ الصُّورِيُّ: وَاسْمُهُ: مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ابن مُنْذِرٍ بَصْرِيٌّ (2) -، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ بَيَانٍ الْعُقَيْلِيُّ (3) ، عن أبي الرَّحَّال (4)
_________
(1) في الخطية ما نصّه: «ما رأيناه إلا من هذا الوجه، حدثنا محمد دثني» وعلى هذا النص علامة الضرب.
(2) أبو سليمان القزاز: مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ مُنْذِرٍ البصري، ذكره ابن حبان في الثقات وقال: كتب عنه العراقيّون والغرباء. الثقات: 9/153.
(3) يزيد بن بيان العقيلي: أبو خالد المعلم، قال العقيلي: لا يتابع على حديثه، ولا يعرف إلا به، وقال ابن حبان: كان ممن ينفرد بالمناكير التي إذا سمعها مَنْ الحديث صناعته لا يشكّ أنها معلولة أو مقلوبة، لا يجوز الاحتجاج به بحال، وقال الدارقطني وابن حجر: ضعيف. الضعفاء الكبير: 4/375، المجروحين: 3/109، الضعفاء والمتروكون: رقم الترجمة: 594، تهذيب التهيب: 11/277، التقريب: 1/600.
(4) أبو الرَّحَّال: محمد بن خالد، ويقال: خالد بن محمد الأنصاري البصري، قال البخاري: عنده عجائب، وقال أبو حاتم: ليس بقوي، منكر الحديث، وقال ابن حبان: عنده مناكير يرويها عن أنس على قلة، وقال الذهبي وابن حجر: ضعيف. التاريخ الصغير: 0/124، التاريخ الكبير:
3/172، الجرح والتعديل: 7/242، المجروحين: 1/284، تهذيب الكمال: 33/310، الكاشف: 2/426، التقريب: 1/ 640.(4/1353)
، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الرَّحِمَ اشْتُقَّتْ مِنَ الرَّحْمَنِ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ بِسِلْسِلَةٍ، تُنَادِى كلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ، صِلْ مَنْ وَصَلَنِي وَاقْطَعْ مَنْ قَطَعَنِي» (1) .
هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ حديث أبي الرَّحَّال خَالِدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ أبي حمزة أنس ابن مَالِكٍ الأَنْصَارِيِّ النَّجَّارِيِّ، لا أَعْلَمُ حدَّث بِهِ عَنْهُ غَيْرَ يَزِيدَ بْنِ بَيَانٍ الْعُقَيْلِيِّ، وَمَا كَتَبْنَاهُ إِلا عَنْ شَيْخِنَا، وَالْمَحْفُوظُ الْمَشْهُورُ بِهَذَا الإِسْنَادِ: «مَا أَكْرَمَ شَابٌ شَيْخًا لِسِنِّهِ ... .» الحديث (2)
_________
(1) إسناده منكر، فيه محمد بن سلمة لم أجد له ترجمة، ويزيد بن بيان العقيلي وأبو الرَّحَّال كلاهما ضعيفان، انفرد به أبو الرحال عن أنس، وفي متنه نكارة أيضا. أخرجه ابن جميع في معجم الشيوخ: 1/109.
وقد روي نحوه عن عدد من الصحابة منهم أبو هريرة عند البخاري في الأدب: باب من وصل وصله الله، 10/417 رقم «5988» من طريق أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مرفوعا: «الرحم شحنة من الرحمن، فقال الله: من وصلك وصلته، ومن قطعك قطعته» .
ومن حديث عائشة أيضا عند مسلم في البرّ والصّلة والآداب: باب صلة الرحم وتحريم قطيعتها 4/1981رقم «2555» .
(2) حديث حسن بمجموع طرقه.
وأما هذا الطريق: فأخرجه الترمذي في في الصلة: باب ما جاء في إجلال الكبير، رقم (2022) والعقيلي في الضعفاء: 4/375، وابن عدي في الكامل: 7/2733، والطبراني في المعجم الأوسط 6/94 رقم (5903) ، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان 2/185، والقضاعي في مسند الشهاب 2/20 رقم (802) والسمعاني في أدب الإملاء والاستملاء (ص135) ، والمزي في تهذيب الكمال: 32/96، والذهبي في سير أعلام النبلاء 15/31 كلهم من طريق يزيد بن بيان به بلفظ: «مَا أَكْرَمَ شَابٌّ شَيْخًا لسنِّه إلا قيّض الله له من يكرمه عند سنِّه» .
قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث هذا الشيخ يزيد بن بيان. وقال العقيلي: عن يزيد بن بيان لا يتابع عليه، ولا يعرف إلا به. وقال ابن عدي: لا يعرف لأبي الرحال عن أنس غير هذا، ولا أعلم يرويه عنه غير يزيد ابن بيان. قلت وكلاهما ضعيفان كما تقدّم. وقال الذهبي عقبه: إسناده واهٍ.
وله شواهد كثيرة يرتقي بها إلى الحسن، وقد تقدم تخريجه مفصلاً في رواية رقم (104)(4/1354)
1316 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بن جميع، أخبرنا محمد بن [ل281/ب]
شهمردَ الْفَارِسِيُّ (1) بِحَلَبَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانٍ الأزْرَق، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْحَكَمِ (2) ،
حَدَّثَنَا جَرير بْنُ أَيُّوبَ البجَلي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ
أَبِي إسحاق (3) ، عَنْ مَسْروق الأَجْدَع، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَا مِنْ عَبْدٍ أَصْبَحَ صَائِمًا إِلاَّ فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاِء، وَسَبَّحَتْ أَعْضَاؤُهُ، وَاسْتَغْفَرَ لَهُ أَهْلُ سَمَاِء الدُّنْيَا إِلَى أَنْ تَوَارَى بِالْحِجَابِ، وَإِنْ صَلَّى رَكْعَةً أَوْ رَكْعَتَيْنِ تَطَوُّعًا، أَضَاءَتْ لَهُ السّمَوَاتُ
_________
(1) محمد بن شهمرد الفارسي: لم أجد له ترجمة، لكن المزي وغيره قد ذكره ضمن تلامذة محمد بن حسان الأرزق، تهذيب الكمال: 23/342.
(2) القاسم بن الحكم: بن كثير العُرَني، بضم المهملة وفتح الراء بعدها نون، أبو أحمد الكوفي، وثقه ابن معين وأحمد بن حنبل
وأبو خيثمة وخلف بن سالم وابن نمير والنسائي، قال أبو حاتم: محله الصدق، يكتب حديثه ولا يحتج به، وقال أبو زرعة: صدوق. وقال العقيلي: في حديثه مناكير، يتابع على كثير من حديثه،، وقال ابن حبان: مستقيم الحديث. وقال ابن حجر: صدوق فيه لين، مات سنة ثمان ومائتين. الجرح والتعديل: 7/109، الثقات: 9/16، تهذيب الكمال: 23/342، تهذيب التهذيب: 8/279.
(3) أبو إسحاق: هو السبيعي.(4/1355)
نُورًا، وَقُلْنَ أَزْوَاجُهُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ: اللَّهُمَّ اقْبِضْهُ إِلَيْنَا فَقَدِ اشْتَقْنَا إِلَى رُؤْيَتِهِ، وَإِنْ هَلَّلَ أَوْ سَبَّحَ تَلَقَّاهَا سَبْعُونَ أَلْف مَلَكٍ يَكْتُبُونَهَا إِلَى أَنْ تَوَارَى بِالْحِجَابِ (1) .
هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ، عَنْ أَبِي عَائِشَةَ مَسْرُوقِ بْنِ الأَجْدَعِ، مَا كَتَبْنَاهُ عَنْهُ إِلا بِهَذَا الإِسْنَادِ، قَالَهُ الصُّورِيُّ.
1317 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ جُمَيْعٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُطَّلِبِ بْنِ حَمْزَةَ
أَبُو بَكْرٍ الْمُقْرِئُ الصَّيْرَفي بالرَّافِقَة، وَتُوُفِّيَ لاثْنَتَيْ عَشْرَةَ مِنَ الْمُحَرَّمِ سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ سَيْفٍ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هَانِئٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بن العلاء، حدثنا العبَّاس
ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْبَدِ بْنِ الْعَبَّاسِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «كَانَ يَلْبَسُ خَاتَمَهُ [ل282/أ] فِي يَمِينِهِ» (2)
_________
(1) حديث موضوع، في إسناده محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وهو صدوق سيء الحفظ جداًّ، وجرير بن أيوب متهم.
أخرجه ابن جميع في معجم الشيوخ: 1/115، ومن طريقه الذهبي في ميزان الاعتدال: 2/117، وانظر لسان الميزان: 2/101.
وأخرجه الطبراني في المعجم الصغير: 2/92 وفي المعجم الأوسط: 7/368 رقم «7749» من طريق سهل بن حماد، عن جرير به.
وأخرجه ابن عدي في الكامل: 2/547-548، من طريق سهل بن حماد، عن جرير بن أيوب، عن محمد بن عبد الرحمن، عن الشعبي، عن مسروق به.
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: 3/180: رواه الطبراني في الصغير، وفيه أيوب وهو ضعيف جدّاً. وقال الذهبي: هذا موضوع على ابن أبي ليلى.
(2) حديث صحيح، وفي إسناد المؤلف محمد بن المطلب الصيرفي لم أجد له ترجمة، ويحيى بن العلاء وهو كذّاب.
أخرجه الطبراني في المعجم الكبير: 11/233 رقم «1158» من طريق محمد بن موسى الحرشي، وابن الجوزي في العلل المتناهية: 2/692 رقم «1154» من طريق أبي بدر كلاهما عن معاذ بن هانئ به.
وقال ابن الجوزي: تفرد به يحيى، عن العباس، قال أحمد: يحيى بن العلاء كذاّب يضع الحديث، وقال الفلاس: متروك الحديث.
أخرجه الطبراني في المعجم الكبير: 11/305 رقم «11815» من طريق محمد بن بكار، عن عدي بن الفضل، عَنْ
أَبِي إِسْحَاقَ، عَن عِكْرِمَةَ به.
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: 5/153، رواه الطبراني من طريقين ضعيفين.
قلت: وعدي بن الفضل متروك الحديث كما في التقريب: 1/388، وأبي إسحاق هو: الشيباني سليمان بن أبي سليمان الكوفي ثقة، التقريب: 1/252. ويلاحظ أن الهيثمي قد تساهل في حكمه على هذين الطريقين.
ولكن وردت أحادث صحيحة في تختّم النبي ? في يمينه، منها على سبيل المثال:
ما أخرجه مسلم في اللباس والزينة: باب 3/1658 رقم «2094» وغيره من طريق ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مالك قال: «أن رسول الله ? لبس خاتم فضّة في يمينه، فيه فصٌّ حبَشِيٌّ، كان يجعل فصُّه مما يلي كفُّه» .
وما أخرجه أبو داود في الخاتم: باب ما جاء في التختّم في اليمين أو اليسار 4/432 رقم «4229» والترمذي في أبواب اللباس: باب ما جاء في لبس الخاتم في اليمين 5/422 رقم «1796» وأبو الشيخ في العظمة: رقم «131» والمزِّي في تهذيب الكمال: 13/227، من طريق محمد بن إسحاق، عن الصلت بن عبد الله بن نوفل بن عبد المطلب قال: «رأيت ابن عباس يتختّم في يمينه ولا إخاله إلا قال: رأيت رسول الله ? يتختم في يمينه»
وقال الترمذي: قال محمد بن إسماعيل: حديث حسن صحيح.
قلت: في إسناد أبي داود يونس بن بكير وهو صدوق يخطئ كما في التقريب: 1/613، وفي إسناد الترمذي: محمد
ابن حميد الرازي وهو ضعيف، لكن كان ابن معين حسن الرأي فيه انظر التقريب: 1/475، وقال ابن حجر في الفتح: 10/326 في سنده لين. اهـ
قلت: ولكن متابعة يونس بن بكير لمحمد بن حميد الرازي نافعة لهذا قال محمد ناصر الدين الألباني: حسن. انظر مختصر الشمائل المحمديّة: 0/61 رقم «80» . وقال في إرواء الغليل: إسناده جيد.
هذا وقد وردت نصوص أخرى صحيحة في التّختّم في اليسار ما جعل العلماء يختلفون في التوفيق بين هذه الأحاديث على أقوال ذكرها الحافظ ابن حجر في الفتح: 10/326-327.
وأما ما نُقِل عن الإمام أحمد في رواية الأثرم عنه في تضعيفه حديث التختمّ باليمين، وما نُقل عن الدارقطني وغيره أنه قال: «المحفوظ أن النبي ? كان يختتم في يساره» . فقد قال الألباني: وأنا أظن أن هذا قاله في خصوص حديث معيّن، وإلا فأحاديث تختّمه ? في يمينه أصح وأكثر، وبعضها في الصحيحين.
وقال أيضا: فما نقله المؤلف عن الإمام أحمد من التضعيف محمول على أنه أراد حديثا معيَّناً لخصوص علّة فيه، وإلا فإن تضعيف ذلك مع وروده في خمسة أحاديث صحيحة من طرق مختلفة مما يستبعد صدوره عن الإمام أحمد رضي الله عنه.
وأضاف قائلا: وجملة القول أنه قد صح عنه ? التختم في اليمين، وفي اليسار، فيحمل اختلاف الأحاديث في ذلك على أنه ? كان يفعل هذا تارة وهذا تارة، فهو من الاختلاف المباح الذي يخيّر فيه الإنسان. انظر إرواء الغليل:
3/299، و304.(4/1356)
1318 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ بن جميع، أخبرنا محمد بن(4/1357)
يُوسُفَ بِسِيرَافَ (1) ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا الكرماني بن عمرو، حدثنا مُبارك
ابن فضالة، عَنِ الْحَسَنِ (2) ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «كَمَا تَكُونُوا يُوَلَّى عَلَيْكُمْ» (3)
_________
(1) سيراف: بكسر أوله وآخره فاء هي مدينة جليلة على ساحل بحر فارس. معجم البلدان: 3/294.
(2) الحسن: هو البصري.
(3) حديث منكر وإسناد المؤلف فيه محمد بن يوسف وأبو المثنى ومحمد بن يحيى والكرماني بن عمرو لم أجد لهم ترجمة، إضافة إلى عنعنة مبارك بن فضالة.
أخرجه ابن جميع في معجم الشيوخ: 1/149.
وأخرجه القضاعي في مسند الشهاب: 1/336-337 رقم «577» من طريق أحمد بن إبراهيم بن عثمان بن المثنى
أبو المثنى الباهلي، أن أباه، وعمّه محمد بن يحيى حدثاه قالا: حدثنا الكرماني بن عمرو به.
وقال ابن حجر: في تخريخ أحاديث الكشاف: 4/25 وفي إسناده إلى مبارك مجاهيل.
وقال ابن طاهر: والمبارك وإن ذكر بشيء من الضعف فالتهمة على من رواه عنه فإنّ فيهم جهالة.
ورواه الديلمي في مسند الفردوس: 3/305 رقم «4918» من طريق يحيى بن هاشم، عن يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ أبيه، عن جدّه، عن أبي بكرة مرفوعا.
والبيهقي في شعب الإيمان: 6/22-23 رقم «7391» من طريق يحيى بن هاشم، عن يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ
أبي إسحاق مرسلا. وقال: هذا منقطع وراويه يحيى بن هاشم وهو ضعيف.
وقال الشوكاني في الفوائد المجموعة: 1/194 رقم «624» في إسناده وضاّع، وفيه انقطاع.
وقال الألباني: ويحيى في عداد من يضع، وأضاف قائلاً: ثمّ إنّ الحديث معناه غير صحيح على اطلاقه عندي، فقد حدثنا التاريخ تولّي رجل صالح عقب أمير غير صالح، والشعب هو هو. انظر الضعيفة: 1/490-491 رقم «320» .
وذكره العجلوني في كشف الخفاء: 2/184 رقم «1978» والفتني في تذكرة الموضوعات: رقم «182» والملا علي القاري في الأسرار المرفوعة: 0/155 رقم «594» كلهم بدون إسناد.(4/1358)
1319 - سمعت أبا عبد الله يقول: سمعت أبا الحسين (1) بن أبي صادق النيسابوري يقول: سمعت محمد بن يعقوب الأصم يقول: سمعت الربيع بن سليمان يقول: سمعت الشَّافِعِيَّ يقول: «الفُولُ يَزِيدُ فِي الدَِّمَاغِ، وَالدِّمَاغُ يَزِيدُ فِي الْعَقْلِ» (2) .
1320 - قال (3) : سمعت الأصم يقول: سمعت العباس بن محمد يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: وسُئِلَ (4) عَنِ الرُّوسِِ
_________
(1) هنا في الخطية بياض وكتب الناسخ: (صح) .
(2) رجال إسناده ثقات سوى أبا الحسين بن أبي صادق النيسابوري لم أقف له على ترجمة.
أخرجه أبو نعيم في الحلية: 9/141 من طريق محمد بن ريّان، ومحمد بن يحيى بن آدم، و9/137 من طريق نوح بن منصور، والذهبي في سير أعلام النبلاء: 10/56، من طريق محمد بن عصمة الجوزجاني، أربعتهم عن الربيع بن سليمان به. ولفظه في الحلية: «القول يزيد في الدماغ، والدماغ من العقل» . وأمّا لفظه عند الذهبي في السِّيَر فهو كما عند المؤلف هنا.
(3) القائل هو: أبو الحسين بن أبي صادق النيسابوري.
(4) في الخطية: «فسأل» والتصحيح من تاريخ بغداد.(4/1359)
فقال: «ثَلاثَةٌ بَيْنَ اثْنَيْنِ صَالِِح» (1) .
1321- قال (2) : وسمعت الأصم يقول: سمعت العباس بن محمد يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: وَسُئِلَ عَنْ رَجُلٍ فقالَ: «هُوَ ضَعِيفٌ فِي الْحَدِيثِ، قيلَ: وَمِنْ أَيْنَ جَاءَ ضَعْفُهُ؟ قال: رَأَيْتُهُ يَبُولُ فِي الطَّرِيقِ» (3) .
1322 - أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري، أنشدنا أبو عمر بن حيويه، أنشدنا الصولي (4) قال: أنشدت لأبي الشَّمَقْمَق:
لِحْيَةُ الْمُنْذِرِيِّ لَوْ حَلَقُوهَا ... ثُمَّ رَاحُوا بِهَا إِلَى النُّسَّاج
جَاءَ مِنْهَا قَطِيفَةٌ وَكِسَاءٌ ... مِنْ مُشَاقٍ وَلَيْسَ مِنْ دِيباجِ [ل282/ب]
لِحْيَةُ الْمُنْذِرِيِّ قَدْ غَلّفُوهَا ... بِسِلاَحِ الْكُرْكِيِّ وَالدُّرَّاج (5)
_________
(1) في إسناده أبو الحسين بن أبي صادق لم أجد له ترجمة.
أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخه: 14/185، عن أبي الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الحسين بن سليمان السليطي -بنيسابور- عن أبي العباس محمد بن يعقوب الأصم به. لم يتبيّن لي معنى هذا النص.
والسليطي هذا وثّقه عبد الغفار الفارسي، انظر سير أعلام النبلاء: 17/389.
(2) القائل هو: أبو الحسين بن أبي صادق النيسابوري.
(3) في إسناده أبو الحسين هذا لم أجد له ترجمة.
(4) الصولي: أبو بكر الصولي.
(5) الكركي: طائر كبير من فصيلة الكُركيات ورتبة طوال الساق أغبر اللون، طويل العنق والرجلأ أبتر الذنب، قليل اللحم، لسان العرب 10/481، والمنجد في اللغة والأعلام (ص681) . والدرّاج: القنفذ لأنه يدرج في الليل، المنجد في اللغة والأعلام (ص210) .(4/1360)
لِحْيَة المنذري رَفَّ دَجَاجٍ ... سَلَحُ الدِّيكِ فَوْقَ رَفِّ الدَّجَاجِ
1323 - قال (1) : وأنشدنا الصولي، أنشدني أبي (2) :
إِذَا مَا تلاَحَظْنَا عَرَفْت ضَمِيرَهَا (3) ... وَأفْصَحَ لَحْظِي عَنْ ضَمِيِري الْمُكَتَّمِ
فَرُحْتُ وَرَاحَتْ عَالِمَيْن بِمَا وَعَى ... مِن الشوق قَلْبَانَا ولم نتكلَّم (4)
1324 - قال (5) : وأنشدنا الصولي، أنشدنا أبي (6) :
قَلْبِي إِلَى قَلْبِهِ تَغْشَى سَرِيْرَتهِ وَالطَّرْفُ عَنْهُ حِذارَ النَّاسِ يَنْصَرِفُ (7)
1325 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْفَضْلِ الخيَّاط الأزَجي،
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ الْمُفِيدُ بِجَرْجَرَايا (8) ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ ابن عبد الرحمن
_________
(1) القائل هو: أبو عمرو بن حيوية.
(2) أبوه: يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ العباس:.
(3) في الخطية (سطورها) وعليها علامة الضرب، وفي الهامش (ضميرها) وفوقها (صح) .
(4) في إسناده يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ العباس لم أقف على ترجمته.
(5) القائل: أبو عمر بن حيوية) .
(6) أبوه: يحيى بن عبد لله.
(7) في إسناده يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ العباس لم أقف على ترجمته.
(8) أبو بكر محمد بن أحمد بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ الْمُفِيدُ: قال أبو الوليد الباجي: أنكرت عليه أسانيد ادّعاها، وقال الماليني: كان المفيد رجلا صالحا، وقال الخطيب: كان سافر كثيرا، وكتب عن الغرباء، وروى مناكير، وعن مشايخ مجهولين، واتهمه الذهبي. تاريخ بغداد: 4/244، 1/346، ميزان الاعتدال: 3/460، سير أعلام النبلاء: 16/269، شذرات الذهب: 3/92.(4/1361)
السَّقْطي (1) ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارون، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأنْصَاريُّ، عَنِ محمد ابن إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِي، عَنْ عَلْقَمَةَ بنِ وَقَّاصٍ اللَّيْثِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بن الخطَّاب رضي الله عنه عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّمَا اْلأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لاِمْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَإِلَى (2) رَسُولِهِ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيا يُصِيبُهَا، أَوِ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيهِ (3)
» .
1326 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْمُفِيدُ، حَدَّثَنَا أحمد (4) ،
_________
(1) أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّقَطِيُّ: أبو العباس، قال الخطيب: ليس بمعروف عند أهل النقل، وذكره ضمن المجاهيل الذين روى عنهم أبو بكر المفيد، وقال: أكثر أحاديث السقطي عن يزيد بن هارون صحاح ومشاهير، وقال الذهبي: شيخ لا يعرف إلا من جهة المفيد، ووهّاه الأزدي. تاريخ بغداد: 1/346، و4/244، ميزان الاعتدال: 1/116،
(2) في الخطية: «وَإِلَى» .
(3) حديث صحيح مخرج في الصحيح، وإسناد المؤلف فيه أبو بكر المفيد، يروي مناكير عن مشايخ مجاهيل واتهمه الذهبي، تفرد بهذه الرواية عن أحمد بن عبد الرحمن، الذي ليس بمعروف عند أهل النقل، ولكن الخطيب ذكر أن أكثر أحاديثه عن يزيد بن هارون صحاح ومشاهير.
أخرجه الخطيب البغدادي: 4/244، عن القاضي أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ بْنِ علي الصيمري، عن أبي بكر المفيد به.
وقال الخطيب: وقد ذكرنا فيما تقدّم من أخبار المفيد أنّ أحمد بن عبد الرحمن ممن تفرد هو بالرواية عنه، وليس بمعروف عند أهل النقل والله أعلم.
وقد تخريج هذا الحديث في الرواية رقم (871) .
(4) أحمد: هو ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّقَطِيُّ.(4/1362)
حدثنا يزيد بن هارون، [ل283/أ] أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعُدُهُ مِنَ النَّارِ، قَالَ: وَرُبَّمَا قَالَ: فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعُدَهُ مِنَ النَّارِ مُتَعَمِّداً» (1) .
1327 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الزَّيَّاتُ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ ابن مُحَمَّدٍ الْفِرْيَابِيُّ، حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عاصم
_________
(1) حديث صحيح متواتر، وعلة إسناد المؤلّف كعلة إسناد السابق.
أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف: 6/204 من طريق يزيد بن هارون، والدارمي في السنن: 1/67 رقم «242» وأحمد في المسند: 3/287، والطبراني في جزء من كذب عليّ متعمّدا: 0/255 رقم «107» من طريق شعبة، والنسائي في السنن الكبرى 3/485 رقم «5914» وأبو يعلى في المسند: 7/115 رقم «4061» ورقم «4062» من طريق جرير وهشيم، و7/118 رقم «4070» و7/121 رقم «4076» من طريق إسماعيل بن إبراهيم، والطبراني في جزء فيه حديث من كذب عليّ متعمّدا: 0/250 رقم «104» والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد: 10/300، من طريق محمد بن عبد الله الأنصاري، و0/253 رقم «106» من طريق زهير، و0/259 رقم «109» من طريق القاسم ابن معن، وأبو نعيم في الحلية الأولياء: 3/33، من طريق أبي مسلم الكشي، وأخرجه الخطيب في تاريخ بغداد: 9/149، من طريق قريش بن أنس، كلهم عن سليمان التيمي به.
وهو حديث صحيح ثابت عن أنس رجال أسانيد بعضهم ثقات، ولكن التي في رجالها ضَعْف تتقوّى بأسانيد الثقات. وقد أخرجه البخاري في العلم: باب إثم من كذب على النبي ? 1/201 رقم «108» ومسلم في المقدمة: باب تغليظ الكذب على رسول الله ? 1/10 رقم «2» من طريق عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أنس بن مالك مرفوعا نحوه بلفظ: «إنه ليمنعني أن أحدّثكم حديثا كثيرا أن النبي قال: «من تعمّد عليّ كذباً فليتبوّأ مقعده من النار» .
وقد سبق من حديث علي بن أبي طالب برقم (305) ، و (308) .(4/1363)
الأَنْطَاكِيُّ (1) ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمة (2) ، عن محمد
ابن إِسْحَاقَ (3) ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ مَوْلَى أُمِّ سَلَمة، عَنْ أُمِّ سَلَمة قَالَتْ: سمعتُ رسولَ اللَّهِ ? يَقُولُ: «إِذَا حَضَرَتِ الصَّلاَةِ وَالْعِشَاءِ فَابْدَأُوا بِالْعَشَاءِ» (4) .
1328 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ
_________
(1) نصر بن عاصم الأنطاكي: ذكره العقيلي في الضعفاء، وقال بعدما ذكر له حديثا: لا يتابع عليه ولا يعرف إلا به، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الذهبي: له رحلة ومعرفة، وقال ابن حجر: لين الحديث من صغار العاشرة، الضعفاء الكبير: 4/298، الثقات: 9/217، الكاشف: 3/200، التقريب: 1/560.
(2) محمد بن سلمة: هو الباهلي.
(3) محمد بن إسحاق: هو صاحب المغازي.
(4) حديث صحيح، وإسناد المؤلف فيه نصر بن عاصم تفرد به عن محمد بن سلمة وهو لين الحديث، ومحمد بن إسحاق قد صرّح بالتحديث عند أحمد والطبراني.
أخرجه أحمد في المسند: 6/291، و303، و314، وأبو يعلى في المسند: 12/427، رقم «6993» والطحاوي في شرح مشكل الآثار: 5/236 رقم «1985» ، والطبراني في المعجم الكبير: 23/297 رقم «660» من طرق عن محمد بن إسحاق بهذا الاسناد.
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: 2/46، رواه أحمد وأبو يعلى والطبرانى، ورجاله ثقات سمع بعضهم من بعض. وللحديث شواهد عن جماعة من الصحابة منهم أنس رضي الله عنه:
أخرجه البخاري في الأذان: باب إذا حضر الطعام وأقيمت الصلاة 1/159 رقم «672» ومسلم في المساجد: باب كراهة الصلاة بحضرة الطعام الذي يريد أكله في الحال 1/3920 رقم «557» من طريق الزهري، والبخاري في الأطعمة: باب إذا حضر العشاء فلا يعجل عن عشائه 9/584 رقم «5463» من طريق أبي قلابة، كلاهما عن أنس مرفوعا بلفظ: «إذا قُدِّم العشاء فابدأوا به قبل أن تصلّوا صلاة المغرب، ولا تعجلوا عن عشائكم» . وهذا لفظ الزهري عند البخاري. وأما لفظ أبي قلابة فهو: «إذا وضع العشاء وأقيمت الصلاة فابدأوا بِالْعَشَاءِ» .(4/1364)
بْنِ كَيْسَانَ، حَدَّثَنَا الْقَاضِي يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الأَزْدِيُّ (1) ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حماد
ابن سَلَمَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، (2) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: «أَنَّ النَّبِيَّ ? كَانَ يَمُرُّ بِالتَّمْرِةِ فَمَا يَمْنَعُهُ أَنْ يَأْخَذَهَا إِلاَّ مَخَافَةَ أَنْ تَكُونَ صَدَقَةً» (3)
_________
(1) الْقَاضِي يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إسماعيل الأزدي، أبو محمد، وثّقه طَلْحَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، والخطيب البغدادي. تاريخ بغداد: 14/310، البداية والنهاية: 11/112، سير أعلام النبلاء: 14/85، النجوم الزاهرة: 3/171.
(2) قتادة: بن دعامة.
(3) حديث صحيح، ورجال إسناد المؤلف كلهم ثقات وأبو الحسن علي بن محمد وإن كان فيه ضعف، لكنّ سماعه من يوسف القاضي صحيح، روى عنه جزء الزكاة.
أخرجه الطيالسي في المسند: 0/267 رقم «1999» ومن طريقه أبو نعيم في حلية الألياء: 6/252، وأحمد في المسند: 3/184، من طريق عبد الرحمن، و3/193، من طريق بهز، و3/258، وأبو يعلى في المسند: رقم «3094» من طريق عفان بن مسلم، وأبو داود في الزكاة: باب الصدقة على بني هاشم 2/299 رقم «1651» من طريق موسى بن إسماعيل، ومسلم بن إبراهيم المعنى، وأبو يعلى في المسند: 5/245-246 رقم «2862» من طريق عبد الواحد، والطحاوي في شرح معاني الآثار: 2/9، من طريق أبي الوليد، وابن حبان في الصحيح: 8/90 رقم «3296» من طريق عبد الله بن معاوية كلهم عن حماد بن سلمة به.
وأخرجه مسلم في الزكاة: باب تحريم الزكاة على رسول الله ? 2/752 رقم «1071» من طريق معاذ بن هشام الدستوائي، عن أبيه، عن قتادة به بلفظ: «أنّ رسول الله ? مر بتمرة بالطريق فقال: «لولا أن تكون من الصدقة لأكلتها» .
وأخرجه البخاري في البيوع: باب ما يتنزه من الشبهات 4/293 رقم «2055» وفي اللقطة: باب إذا وجد تمرة في الطريق 5/86 رقم «2431» ومسلم في الزكاة: باب تحريم الزكاة على رسول الله ? 2/752 رقم «1071 وغيرهما من طريق منصور بن المعتمر عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ أنس مرفوعا مثله(4/1365)
1329 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ عُبَيْدُ اللَّهِ (1) بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيُّ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفِرْيَابِيُّ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ (2) ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ قَالَ: سَمِعْتُ الأَوْزَاعِيَّ يُحَدِّثُ، عَنْ هَارُونَ بْنِ رِئَاب (3) ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رسول الله ?: يُبْعَثُ أَهْلُ الْجَنَّةِ عَلَى صُورَةٍٍِ آدَم فِي مِيلاَدِ ثَلاَثِ وَثَلاَثِينَ، جُرْداً [ل283/ب] مُكَحَّلِيَن، ثُمَّ يُذْهَبُ بِهِمْ إِلَِى شَجَرَةٍ فِي الْجَنَّةِ، فَيُكْسَوْنَ مِنْهَا ثِيَاباً لاَ تُبْلَى ثِيَابُهُمْ وَلاَ يَفْنَي شَبَابُهُمْ» (4)
_________
(1) في الخطية (عبد الله) ، والصحيح ما أثبتنا، وهو صاحب جزء معروف.
(2) صفوان بن صالح: بن صفوان الثقفي مولاهم أبو عبد الملك الدمشقي ثقة كان يدلّس تدليس التسوية قاله أبو زرعة الدمشقي، التقريب: 1/276.
(3) هارون بن رئاب: بكسر الراء الأسدي البصري أبو بكر أو أبو الحسن، وثقه ابن سعد وابن معين وأحمد بن حنبل والنسائي وابن حبان والذهي، وقال ابن أبي حاتم: روى عن أنس رؤية، وروى عن رجل عن أنس، وقال ابن حبان: لم يسمع من أنس شيئاً، وقال ابن حجر: ثقة عابد اختلف في سماعه من أنس. الطبقات الكبرى: 7/244، الثقات: 5/508، و7/578، الجرح والتعديل: 9/89، جامع التحصيل: 0/292، الكاشف: 2/329، التقريب: 1/568.
(4) حديث حسن بمجموع طرقه، ورجال إسناد المؤلف كلهم ثقات إلا أبو الفضل عبد الله بن عبد الرحمن الزهري، ولم أجد له ترجمة، وقد تفرد به هَارُونَ بْنِ رِئَابٍ عَنْ أَنَسِ.
والحديث في حديث الزهري، 1/113 رقم (46) ، وقال فيه: (نا جعفر من لفظه) . وفيه فائدة للطيوريات حيث قيد فيه جعفر بأنه هو الفريابي.
أخرجه الطبراني في المعجم الصغير: 2/140، وأبي الشيخ في العظمة: 3/1079 رقم «582» والمقدسي في الأحاديث المختارة: 7/265-266 رقم «2716» و «2717» من طريق محمود بن خالد، وعباس بن الوليد الخلال، قالا: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ به. وفيه: «أبناء ثلاثين» .
وأورده ابن القيم في حادي الأرواح: 0/103، من رواية ابن أبي داود عن الأوزاعي به. نحوه، وفيه: «ثلاث وثلانين سنة في ميلاد» .
ورواه ابن أبي الدنيا كما عزاه ابن القيم في حادي الأرواح: 0/104، من طريق آخر عن الأوزاعي، عن هارون بن رياب، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله ?: «يدخل أهل الجنة الجنة على طول آدم ستين ذراعاً بذراع الملك على حسن يوسف، وعلى ميلاد عيسى ثلاث وثلاثين سنة، وعلى لسان محمد جرد مرد مكحلين» . وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد: 10/398-399، مختصرا وعزاه إلى الطبراني في الأوسط، وقال: اسناده جيد.
وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير: 8/219، من طريق الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ به.
قلت: والخلاف في سماع هَارُونَ بْنِ رِئَابٍ، عَنْ أَنَسِ، يقتضي أن تكون الإسناد منقطع، ولكن رؤيته لأنس تحمل على أنه سمع منه أحياناً، فيحمل ما رواه من غير أن يصرح في روايته عن رجل عن أنس على الاتصال، والله أعلم.
ويشهد له حديث معاذ بن جبل الذي أخرجه والترمذي في صفة الجنة: باب ما جاء في سني أهل الجنة 4/682 رقم «2545» ، وأحمد في المسند: 5/232، و240، و243، ولفظه عند الترمذي: يدخل أهل الجنة الجنة جردا مرداً مكحَّلين أبنا ثلاثين أو ثلاث وثلاثين سنة» . وقال: هذا حديث حسن غريب.
وقال الهيثمي: رواه أحمد، وإسناده حسن إلا أن شهراً لم يدرك معاذ بن جبل مجمع الزوائد: 10/336،
وحديث أبي هريرة: أخرجه الترمذي في صفة الجنة: باب ما جاء في صفة ثياب أهل الجنة 4/279 رقم 2539» وأحمد في المسند: 2/295، والدارمي في سننه 2/335، ولفظه عند الترمذي: «أهل الجنة جرد مرد كحل لا يفنى شبابهم ولا يتلى ثيابهم» . وقال هذا حديث حسن غريب.
وأخرج مسلم في الجنة وصفة نعيمها وأهلها: باب دوام نعيم أهل الجنة 4/2181 رقم «2836» من حديث أبي هريرة مرفوعاً، بلفظ: «من يدخل الجنة ينعم لا يبأس لا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه» .(4/1366)
1330 - سمعت عبد العزيز يقول: سمعت أبا بكر المفيد يقول: سمعت أبا عبد الله محمد
ابن عبد الله صاحب بشر بن الحارث يقول: قال لي الفَتْحُ بن شَخْرَف: «رَأَيْتُ أَمِيَر الْمُؤْمِنِين عَلِيَّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السلام فِي النَّوْمِ، فقُلْتُ: يَا أَميَر المُؤْمِنِين، علِّمْنِي شَيْئاً حَسَناً، قال:(4/1367)
فَبَسَطَ كفَّهُ إِلَيَّ فإذَا فِيها مَكْتُوبٌ سَطْرَانِ، فَقَرَأْتُهُمَا فَإذَا هما: مَا رَأَيْتُ أَحْسَنَ مِنْ تَوَاضُعِ الْغَنِيِّ لِلْفَقِيرِ، طَلب ثوابِ اللهِ، وَأَحْسَنُ مِنْ ذَلِكَ تِيهُ (1) الْفَقِيرِ عَلَى الْغَنِيِّ ثِقَةً بِالله» (2) .
1331 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ الْمَكِّيُّ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَطِيَّةَ الْحَارِثِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْقَطَّانُ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْعَلاءِ الزُّبَيْدِيُّ (3) ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبَانٍ (4) ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله ?
_________
(1) تيه: من تاه يتيه تَيْهاً: إذا تكبّر، والتِّيْهُ: الكبر. لسان العرب مادة تيه: 13/482،
(2) في إسناده أبو بكر المفيد يروي مناكير عن مجاهيل، واتهمه الذهبي وأبو عبد الله محمد بن عبد الله، لم أجد له ترجمة. أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد: 12/386، عن عبد العزيز الأزجي به.
وقد سبق الأثر برواية رقم (597) من طريق آخر وتخريجه هناك.
(3) إبراهيم بن العلاء الزبَيْري: الحمصي المعروف بابن زبريق بكسر الزاء وسكون الياء، وقال ابن عون: شيخ غير متّهم، قال الذهبي: صدوق، وقال ابن حجر: مستقيم الحديث إلا في حديث واحد، يقال أن ابنه محمد أدخله عليه، مات سنة خمس وثلاثين ومائتين. الثقات: 8/71، تهذيب الكمال: 2/161، الكاشف: 1/220، تهذيب التهذيب: 1/129، التقريب: 1/92.
(4) أبان: بن أبي عياش فروز أبو إسماعيل البصري، كذّبه شعبة. وتركه يحيى بن معين وأحمد بن حنبل والنسائي، وقال الجرجاني: ساقط. وقال الذهبي: واه، وقال ابن حجر: متروك. تاريخ ابن معين برواية الدوري: 2/5-6، التاريخ الكير: 1/454، الضعفاء والمتروكون: 0/14، الضعفاء الكبير: 1/38، الضعفاء والمتروكون لابن الجوزي: 1/19، أحوال الرجال: 1/103، المقتني في سرد الكنى: 1/77، التقريب: 1/87،(4/1368)
يَقُولُ: «مَا أَحْدَثَ الْمُسْلِمُ أَخاً فِي اللَّهِ تَعَالىَ إِلاَّ أَحْدَثَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ دَرَجَةً فِي الْجَنَّةِ» (1) .
1332 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ الْمُقْرِئُ -صَاحِبُ ابْنِ مُجَاهِدٍ- (2) ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِسْحَاقَ،
_________
(1) حديث ضعيف جداً، وإسناد المؤلف ضعيف جداًّ، فيه محمد بن القاسم لم أجد له ترجمة، وأبان بن أبي عياش متروك الحديث.
أخرجه الطبراني في مسند الشاميين: 1/105 رقم «157» من طريق أبي خُلَيْد عتبة بن حماد، عن ابن ثوبان، عن أبان ابن أبي عياش، به بلفظ: «من أحدث الله له أخاً في الله رفع الله له به درجة في الجنة» .
وأخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب الإخوان: 0/110 رقم «26» عن سويد بن سعيد حدثنا بقية، عن الأحوص بن حكيم، عن أبي إسماعيل العبدي، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قال رسول الله ?: «ما أحدث رجل أخا في الله عز وجلّ إلا بنى الله له بيتاً في الجنة» .
وإسناده ضعيف جداًّ، فيه سويد بن سعيد، صدوق في نفسه إلا أنه عمي فصار يتلقن ما ليس من حديثه وأفحش فيه ابن معين القول. التقريب: 1/340، وبقية بن الوليد: صدوق كثير التدليس عن الضعفاء التقريب: 1/105، وقد عنعن هنا، والأحوص بن حكيم ضعيف كما في التقريب: 1/49، وأبو إسماعيل العبدي: قال الدارقطني: متروك، انظر ميزان الاعتدال: 4/491. ورمز له السيوطي بالضعف انظر فيض القدير: 5/412 رقم «7789» ، ونقل المناوي عن العراقي قوله: اسناده ضعيف. وقال الألباني: ضعيف جداًّ، الضعيف الجامع الصغير: 0/720 رقم «4982» . وذكره الديلمي في مسند الفردوس بمأثور الخطاب: 4/60 رقم «619» .
وأخرجه ابن أبي الدنيا في الإخوان: 0/111 رقم «27» عن عبد الله بن الهيثم، حدثنا أبو معاوية محمد بن خازم، عن ليث، عن عبد الملك، عن أنس قال: «من اتخذ أخاً في الله بني له برج في الجنة» . وإسناده ضعيف أيضا، فيه ليث بن أبي سليم: صدوق اختلط جدّاً ولم يتميّز حديثه فترك، التقريب: 1/464.
(2) ابن مجاهد: أبو بكر بن مُجَاهِدٍ.(4/1369)
حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَرَفٍ الْمِصْرِيُّ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ
ابن صَالِحٍ، عَنِ ابنِ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنِ أبي الخَيْر (1) ، عن عقبة ابن عَامِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ?: «عَلَيْكُمْ بِزَيْتِ الزَّيْتُون كُلُوهُ [ل284/أ] وَادَّهِنُوا بِهِ، فَإِنَّهُ يَنْفَعُ مِنَ الْبَاسُور (2) » (3)
_________
(1) أبو الْخَيْرِ: مَرْثَدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ.
(2) الباسور: هو ورم تدفعه الطبيعة إلى كل موضع في البدن يقبل الرطوبة من معقدة وأنثيين وأشفار وغير ذلك، فإن كان في المقعدة لم يكن حدوثه دون انفتاح أفواه العروق، وقد تبدل السين صاداً، وقيل إنه معرّب لا عربي. فيض القدير: 4/349، التعاريف: 1/129.
(3) حديث موضوع، آفته خالد بن نجيح وهو كذاب وكان يكتب مع عثمان بن صالح وغيره فبلوا به، وفي إسناد المؤلف أيضاً أحمد بن عبد الله، وعبد اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَرَفٍ لم أقف لهما على ترجمة.
أخرجه ابن أبي حاتم في العلل: 2/279 رقم «2338» ، والطبراني في المعجم الكبير: 17/281 رقم «774» ، وعنه أبو نعيم في الطب: 2/80، والذهبي في ميزان الاعتدال: 5/52، من طريق يحيى بن عثمان بن صالح، حدثني أبي، حدثنا ابن لهيعة به. بلفظ: عليكم بهذه الشجرة المباركة زيت الزيتون، فتداووا به فإنه مصحّة من الباسور» . وهذا لفظ ابن أبي حاتم.
وذكره الديلمي في الفردوس: 3/27 رقم «4054» ، والسيوطي في الجامع الصغير كما قال المناوي في فيض القدير: 4/349-350، و353، بدون إسناد. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 5/100: «رواه الطبراني وفيه ابن لهيعة، وحديثه حسن، وبقية رجاله رجال الصحيح» .
وذكر الذهبي هذا الحديث في ترجمة عثمان بن صالح، ونقل قول أبي حاتم فيه أنه كذب، علل الحديث: 2/279، انظر ميزان الاعتدال: 5/52، وأقره الذهبي، ونفى أبو زرعة من أن يكون عثمان بن صالح يضع الحديث حيث قال: لم يكن عثمان عندي ممن يكذب، ولكن كان يكتب مع خالد بن نجيح فبُلُوا به، كان يُمْلي عليهم ما لم يسمعوا من الشيخ. ميزان الاعتدال: 5/52.
هذا وقد وافق الألباني أبا حاتم والذهبي فقال في الضعيفة: 1/349 ـ 350 رقم «194» ، كذب، وقال: فالظاهر أن خالداً هذا هو الذي أفتعل هذا الحديث، واستطاع أن يوهم عثمان بن صالح أنه كتبه عن الشيخ ـ وهو ابن لهيعة ـ، وأما كيف تمكّن من ذلك، فالله أعلم به.
وأما خالد بن نجيح هذا فقد قال فيه أبو حاتم: كان يصحب عثمان بن صالح المصري، وأبا صالح كاتب الليث، وابن أبي مريم، وهو كذّاب، يفتعل الأحاديث ويضعها في كتب ابن أبي مريم وأبي صالح، وهذه الأحاديث التي أنكرت على أبي صالح يتوهم أنها من فعله» . الجرح والتعديل: 3/355.(4/1370)
1333 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ المُفِيد، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ المُعَمَّرِي، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَص (1) ، عَنْ سِماك بْنِ حَرْب، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَة قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ ? إِذَا صَلَّى الْفَجْرَ قَعَدَ فِي مَجْلِسِهِ حَتِّى تَطْلَعَ الشَّمْسُ» (2) .
1334 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْمُفِيدُ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْوَرَّاقُ، حَدَّثَنَا أَيْضًا، قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الرَّبِيع بْنِ سُلَيْمَانَ الجِيزِيُّ المصريُّ حَدَّثَنِي أَبِي الرَّبيع بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا طَلْق بنُ السَّمْح (3) ، حدثنا يحيى بن
_________
(1) أَبُو الأَحْوَصِ: سَلامُ بْنُ سُلَيْمٍ، مولاهم أبو الأحوص الكوفي، ثقة متقن، التقريب: 1/261.
(2) حديث صحيح، وإسناد المؤلف منكر أبو بكر المفيد روى مناكير عن مشايخ مجاهيل واتهمه الذهبي والحسن بن علي المعمري ضعيف، انفرد المعمري بهذا عن عثمان بن أبي شيبة، وقد قال فيه: الخطيب أن في حديثه غرائب وأشياء ينفرد بها ولم أجده من حديث عثمان بن أبي شيبة.
أخرجه مسلم في المساجد: باب فضل الجلوس في مصلاه بعد الصبح 1/464 رقم «670» من طريق أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ عن أبي الأحوص به.
(3) طلق بن سمح: بفتح المهملة وسكون الميم بعدها مهملة ابن شرحبيل بن طلق اللخمي أبو السمح المصري، قال أبو حاتم: ليس بمعروف، وأورد له هذا الخبر وقال: باطل، وقال ابن حجر: مقبول مات سنة إحدى عشرة ومائتين. الجرح والتعديل: 4/491، تهذيب الكمال: 13/454، لسان الميزان: 7/ 252، التقريب: 1/283.(4/1371)
أَيُّوبَ (1) ، عَنْ حُمَيْد، عَنْ أَنَسٍ أَنَّهُ مَرِضَ فعادَهُ بَعْضُ إِخْوَانِهِ فَقَالَ لِجَارِيَتِه: يَا جَارِيَةُ، هَلُمِّي لإِخْوَانِنَا شَيْئاً وَلَوْ كِسْرًا، فَإِنِّي سمعتُ رسولَ الله ? يَقُولُ: «إِنَّ مَكَارِمَ الأَخْلاَقِ مِنْ أَعْمَالِ أَهْلِ الْجَنَّةِ» (2) .
1335 - أخبرنا عبد العزيز، حدثنا يوسف بن عمر القَوَّاس، حدثتا محمد بن مَخْلَد، حدثنا أبو عيسى الطُّوسي موسى بن هارون (3) ، حدثنا محمد بن نُعَيْم بن هَيْصَم (4) ، قال: سمعت بشرَ ابنَ الحارث
_________
(1) يحيى بن أيوب: الغافقي.
(2) حديث باطل. في إسناده طلق بن السمح وهو مجهول، وأبو بكر المفيد فيه روى مناكير عن مجاهيل واتهمه الذهبي.
أخرجه الطبراني في الأوسط كما عزاه إليه الهيثمي في مجمع الزوائد: 8/177، والقضاعي في مسند الشهاب: 2/108 رقم «985» ، من طريق أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادِ، عن محمد بن الربيع الجيزي، عن أبيه الربيع بن سليمان، وابن أبي حاتم في علل الحديث: 2/112 رقم «1831» ، من طريق عبد الله بن الحكم، كلاهما عن طلق به.
وقال أبو حاتم عقبه: هذا حديث باطل باطل، وطلق مجهول. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: 8/177 وإسناده جيد.
قلت: فيه طلق وهو مجهول الحال، لذلك قال فيه ابن حجر مقبول، أي عند المتابعة، ولا متابع هنا، فالحديث ضعيف منكر.
وأخرج ابن حبان في المجروحين: 1/335، عن سليمان بن بشار الخراساني، عن ابن عيينة، عن حميد به
وقال في سليمان بن بشّار: يروي عن الثقات ما لم يحدثوا به، ويضع على الأثبات ما لا يحصى كثرة ليس يعرفه كل إنسان من أصحاب الحديث، لا يحل الاحتجاج به بحال.
(3) أبو عيسى الطوسي موسى بن هارون: بن عمرو، وثّقه الخطيب البغدادي، مات سنة إحدى وثمانين ومائتين، الجرح والتعديل: 8/167، تاريخ بغداد: 13/ 48 رقم: 7015،
(4) محمد بن نعيم بن الصيهم: أبو بكر روى عن بشر بن الحارث حكايات حدث بها عنه، ذكره الخطيب دون جرح ولا تعديل، تاريخ بغداد: 3/321 رقم «1422» .(4/1372)
يقول: «لاَ تَقْدِرُ عَلَى أَنْ تَحْفَظَ اللِّسَانَ إِلاَّ بِالْوحَدَةِ، فَإِنَّ الْمَجَالِسَ لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَحْفَظَ فِيهَا لِسَانَكَ وَإِنَّمَا هُوَ سَبْعُ» (1) .
1336 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا أَبُو طالب محمد بن علي بن عَطِيَّة المكي، حدثني (2)
أبو بكر الطُّوسي بمكة قال: سمعت [ل284/ب] إسحاق بن إبراهيم الدَّبَرِيُّ يقول: سمعت عبد الرزاق بن همَّام يقول: سمعت مَعْمَرًا يقول: سمعت الزُّهْرِيَّ يقولُ: «مَنْ طَلَبَ العِلْمَ جُمْلَةً فَاتَهُ جُمْلَةً، وَإِنَّمَا يُدْرُكُ الْعِلْمُ حَدِيثٌ وَحَدِيثَانِ» (3) .
1337 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ المكي الزاهد، حدثني علي بن أحمد
ابن شعيب المقرئ بمكة، حدثنا ابن أبي حاتم عبد الرحمن
_________
(1) رجال إسناده ثقات، إلا محمد بن نعيم لم يذكره الخطيب بجرح ولا تعديل.
(2) في الخطية (وحدثني) بزيادة واو، وهو وهم من الناسخ لأنها ليست موجودة في إسناد الخطيب في الجامع، والله أعلم.
(3) في إسناده أبو بكر الطوسي، لم أجد له ترجمة.
أخرجه الخطيب في الجامع لأخلاق الراوي: 1/232، عن عبد العزيز به. وذكره القرطبي في التفسير: 1/40، والسيوطي في تدريب الراوي: 2/152 عن معمر به. وأخرجه عبد الرزاق في المصنف: 2/325 عن معمر من قوله.
هذا وقد رُوي مثله عن قتادة عند أبي بكر محمد بن عبد الغني البغدادي في التقييد لمعرفة رواة السنن والمسانيد:
1/461، والمزي في تهديب الكمال: 23/512، من طريق عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قتادة قال: من طلب العلم جملة ذهب منه جملة، إنما كنّا نطلب العلم حديثا وحديثين. ورجال إسناد محمد بن عبد الغني في التقييد كلهم مقبولون إلاّ سعيد بن أبي رجاء فلم أجد له ترجمة. وأما المزي فلم يذكر الإسناد إلى عبد الرزاق بن همّام.(4/1373)
بن محمد بن إدريس، حدثني أبي، حدثنا أبو صالح (1) ، حدثني مُعاوية بن صالح، عن ابن أبي طلحة (2) ، عن ابنُ عبَّاس في قولِ الله عزَّ وجلَّ: «لاَ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ (3) » قال: «لاَ تَقُولُوا خِلاَفَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ» (4) .
1338 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا أَبُو طالب المكي، حدثني محمد بن يعقوب الصَنَادِيقِيُّ بمكة، حدثنا أحمد بن السِّنْدِيّ (5) بمصر قال:
_________
(1) أبو صالح: كاتب الليث.
(2) ابن أبي طلحة: علي بن أبي طلحة سالم مولى بني العباس، قال أحمد: له أشياء منكرات، وقال دحيم: لم يسمع من ابن عباس التفسير، وقد حدثنا عبد الله بن يوسف، عن علي بن أبي طلحة، عن مجاهد، وقال أبو داود: هو إن شاء الله في الحديث مستقيم، وقال أبو حاتم: علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس مرسل، إنما يروي عن مجاهد والقاسم بن محمد، وقال يعقوب الفسوي: ليس هو بمتروك ولا حجة، وقال النسائي: ليس به بأس، ووثقه العجلي وابن حبان، وقال ابن حجر: صدوق قد يخطئ، أرسل عن ابن عباس ولم يره. معرفة الثقات: 2/156، الضعفاء الكبير: 3/234، الجرح والتعديل: 6/188، الثقات: 7/211، جامع التحصيل: 0/240، والتقريب: 1/402.
(3) سورة الحجرت الآية رقم «1» .
(4) إسناده ضعيف فيه علي بن أحمد بن شعيب المقرئ، لم أقف على ترجمته، وابن أبي طلحة صدوق يخطئ لم أجد له متابعا، وفيه إرسال أيضا، لأنّ ابن أبي طلحة لم يسمع من ابن عباس، ولكن إرساله هذا لا يضرّ لكون المسقط معروفا وهو مجاهد، كما تقدّم في رواية رقم: «703» .
أخرجه أبو نعيم في الحلية 10/398 من طريق عبد العزيز بن عمران، والطبري في تفسيره: 26/116، وابن كثير في التفسير العظيم: 7/364، وابن الجوزي في الضوء المنير على التفسير: 5/407، من طريق علي، كلاهما عن أبي صالح به.
(5) أحمد بن السندي: لعله أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السِّنْدِيِّ أبو الفوارس الصابوني المصري، قال الذهبي: صدوق إن شاء الله إلا أني رأيته قد تفرد بحديث باطل عن محمد بن حمادة الطهراني، كأنه أدخل عليه. ميزان الاعتدال: 1/297، لسان الاعتدال: 7/94.(4/1374)
سمعت محمد بن عبد الله بن عبد الحكم يقول: سمعت الشَّافعيَّ يقول: «المِرَاءُ فِي الْعِلْمِ يُقْسِي الْقَلْبَ وَيُورِثُ الضَّغَائِنُ» (1) .
1339 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا أَبُو طالب المكي، حدثني محمد بن يعقوب، حدثنا أحمد ابن السِّنْدِِيّ، حدثنا أبو يعقوب البُوَيْطِيُّ قال: سمعت الشَّافعيَّ يقول: «مَنْ أَطْرَاكَ فِي وَجْهِكَ بِمَا لَيْسَ فِيكَ فَقَدْ شَتَمَكَ، وَمَنْ نَقَلَ إليكَ نقَلَ عَنْكَ، وَمَنْ نَمَّ عندَك نَمَّ بِكَ، ومَنْ إذَا أَرْضَيْتَهُ قال فِيكَ مَا لَيْسَ فِيكَ، فكذلِكَ [ل285/أ] إِذَا أَسْخَطْتَهُ قال فِيكَ مَا لَيْسَ فِيكَ» (2) .
1340 - ل ب/269 أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا أَبُو طالب المكي، حدثنا عبد الله بن يحيى القرشي، حدثنا محمد بن الحسين اللَّخْمِي (3) ،
_________
(1) في إسناده محمد بن يعقوب الصناديقي لم أقف على ترجمته.
أخرجه البيهقي في شعب الإيمان: 6/354 رقم «8488» وفي الاعتقاد: 0/239، وفي المدخل إلى السنن الكبرى:. /201، رقم «239» وفي مناقب البيهقي: 2/151، والذهبي في سير أعلام النبلاء: 10/28، من طريق الربيع ابن سليمان عن الشافعي.
وذكره أبو زكرياء النووي في تهذيب الأسماء: 0/75 عن الشافعي بدون إسناد.
(2) في إسناده محمد بن يعقوب الصناديقي، لم أقف على ترجمته.
وأما الأثر فقد ذَكر النووي الشطر الثاني في تهذيب الأسماء: 0/76.
(3) محمد بن الحسين اللخمي: لعله ابن حميد بن الربيع أبو الطيب اللخمي الكوفي، كذّبه أحمد بن محمد بن سعيد، وقال أبو بكر -ابن شاذان- أن في قول بن سعيد نظراً، وقال ابن عدي كان شيخا ورّاقا، ووثّقه أبو يعلى الطوسي، مات سنة ثمان عشرة وثلاثمائة. تاريخ بغداد: 2/236.(4/1375)
حدثنا أبو العَيْنَاء السُّلَمِي، حدثني الوليد ابن هشام القَحْذَمُِّي قال: قال خالد بن صَفْوان (1) : «لاَ تَسْأَلِ الْحَوَائِجَ ثَلاَثَةَ رِجَالٍ: لاَ تَسْأَلْهَا (2) كذُوباً، فَإِنَّهُ يقرِّبُ بعيدَها ويباعدُ قريبَها، ولا تَسْأَلْهَا أحْمَقَ، فإنَّهُ يريدُ أنْ يَنْفَعَك فَيَضُرَّك، وَلا تَسْأَلْهَا رَجُلاُ لهُ إلى صَاحِبِكَ حَاجَة، فَإِنَّهُ تَصِيرُ حَاجَتُكَ بِطَانةً لِحَاجَتِهِ» (3) .
1341 - حدثنا عبد العزيز، (4) حدثنا عمر بن أحمد بن شاهين، حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ، حدثنا المسيّب ابنُ وَاضِح، حدثنا يوسف بن أَسْبَاط، عن سفيان الثَّوريِّ قال: أَحَادِيثُ الرُّخَصِِ كُلُّها منْسوخةٌ، نَسَخَتْها الحدُودُ والفَرَائضُ (5) .
_________
(1) خالد بن صفوان: بن الأهتم أبو صفوان المنقري الأهتمي البصري البليغ، قال الذهبي: كان في أيام التابعين، وكان مشهورا بالبخل، البليغ فصيح زمانه. سير أعلام النبلاء: 6/226.
(2) في الخطية (لا تسلها) وفوقها (صح) .
(3) في إسناده عبد الله بن يحيى القرشي، لم أقف على ترجمته، وأبو العيناء السلمي وهو وإن عُرِف بوضع الحديث إلا أنه اعترف بذلك وتاب وكان لا يسند من الحديث إلا القليل، والغالب على رواياته الحكايات
ذكره ابن أبي جرادة في بغية الطلب: 7/3054.
(4) في الخطية لا يوجد (حدثنا عبد العزيز) والتصحيح من الأسانيد الماضية والتالية، والطيوري لم يسمع من ابن شاهين.
(5) في إسناده المسيب بن واضح، وهو ضعيف لكثرة أخطائه، وقد رماه أبو داود بالوضع، وتركه العقيلي والنّباتي والدّارقطني. ويوسف بن أسباط، لا يحتج به.(4/1376)
1342 - أخبرنا عبد العزيز، حدثنا عمر بن شاهين، حدثنا أحمد بن محمد بن إسماعيل (1) ، حدثنا الفَضْل بن زِياد قال: سمعتُ أحمدَ بنَ حنبل وسُئِلَ عَنِ الْحَدِيثِ الَّذِي رُوِيَ أَنَّ السُّنَّةَ قَاضِيَةٌ علَى الْكِتَابِِ، فقال: مَا أجْسُرُ عَلَى هَذَا أَنْ أَقُولَهُ، وَلَكِنَّ السُّنةَ تُفَسِّرُ الْكِتَابَ، تُعَرِّفُ الْكِتابَ وَتُبيِّنُهُ» (2) .
1343 - أخبرنا عبد العزيز، حدثنا عُمَرُ بْنُ شَاهِينَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن محمد بن إسماعيل، حدثنا الفضل بن زِياد قال: سمعت أحمدَ بنَ حنبل رحمه الله يقولُ: «نَظَرْتُ في الْمُصْحَفِ [ل285/ب] فَوَجَدْتُ فيهِ طاعَةَ الرَّسُولِ ? في ثلاثَةٍ وثلاثين مَوْضِعاً، ثُمَّ جَعَلَ يَْتلُوا هَذِهِ اْلآيَةَ: {فَلْيَحْذَرِ اللَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ} (3) . وجَعَلَ يَتْلُوا هَذِهِ الآيةَ: {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} (4) » الآية (5) .
_________
(1) أحمد بن محمد بن إسماعيل: أبو الدحداح التميمي.
(2) رجاله ثقات.
أخرجه الخطيب في الكفاية في علم الرواية: 0/14-15، عن عبد العزيز به. وذكره القرطبي في تفسيره: 1/39. وأخرجه الدارمي في السنن في المقدمة: باب السنة قاضية على كتاب الله رقم (587) ، عن مُحَمَّدُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي إسحاق الفزاري، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أبي كثير من قوله بلفظ: «السنة قاضية على القرآن وليس القرآن بقاض على السنة»
(3) سورة النور، الآية رقم «63» .
(4) سورة النساء الآية رقم «65» .
(5) رجاله ثقات.(4/1377)
1344 - أخبرنا عبد العزيز، حدثنا عمر بن شاهين، حدثنا محمد بن هارون بن حميد
ابن المجدر، حدثنا أبو همام (1) ، حدثني بقية بن الوليد قال: قالَ لِي اْلأَوْزَاعِيُّ: «يا أبا محمد، ما تقولُ فِي قَوْمٍ يُبْغِْضُونَ حَدِيثَ نَبِيِّهِمْ ?؟ قال: قلتُ: قَوْمُ سوء، قال: لَيْسَ مِنْ صَاحبِ بِدْعَةٍ تُحَدِّثُهُ عَنْ رَسُوِل الله ? بِخِلاَفِ بِدْعَتِهِ إِلاَّ أَبْغَضَ الْحَدِيثَ» (2) .
آخره والحمد لله رب العالمين وصلواته على سيدنا محمد نبيه وآلهِ وصحبِه
وسلامُه بلغت عرضا بأصل معارض بأصل سماعنا، ولله الحمد والمنة. [ل286/أ]
في الأصل ما مثاله: -
بلغ السماع لجميعه على القاضي الجليل الصدر الأمين جمال الدِّين أبو طالب أحمد
ابن القاضي المكين، أبي الفضل عبد الله بن القاضي المكين أبي علي الحسين بن حديد أبقاه
الله، بقراءة القاضي الأجل الفاضل الأسعد جمال الدِّين أبي القاسم عبد الرحمن بن مقرّب
ابن عبد الكريم التُّجيبي، القاضي علم الدين أبو محمد عبد الحق بن
_________
(1) أَبُو هَمَّامٍ: الْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعٍ.
(2) رجاله ثقات. أخرجه الالكائي في اعتقاد أهل السنة: 3/430 عن أحمد بن محمد بن أحمد الفقيه، عن عمر بن أحمد بن شاهين به.(4/1378)
القاضي الرشيد أبي الحرم مكي بن صالح القرشي، والفقيه الإمام زكي الدِّين أبو محمد عبد العظيم بن عبد القوي المنذر، وعزّ الدِّين أبو البركات عبد الحميد بن الشيخ الإمام العالم جمال الدِّين أبي علي الحسين
ابن عتيق الرَّبَعي، ويحيى بن علي بن عبد الله القرشي المالكي، - والسماع بخطه- وصحَّ في يوم الأربعاء الرابع من شهر ربيع الأول من سنة عشر وستمائة، بظاهر ثغر الإسكندرية بالعين.
[ل286/ب]
بلغ السماع لجميعه على الشيخ الأجل الإمام العالم الحافظ، شيخ الإسلام، أوحد الأنام، فخر الأئمة، مفتي الأمة، سيف السنة، أبي طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السِّلفي الأصبهاني رضي الله عنه، بقراءة صاحبه القاضي المَكين الأشرف الأمين، خاصة أمير المؤمنين أبي طالب أحمد بن القاضي المكين الفضل عبد الله بن القاضي المكين أبي علي الحسين بن حديد، صفي الدولة جوهر الأستاذ مولاه، والخطيب أبو القاسم أحمد بن جعفر بن علي الغافقي، وأبو محمد عبد الباقي بن عبد الوهاب بن من الله النَّحوي، وأبو الحسن مفضل بن علي بن طسيبويه (1) ، والخطيب أبو الفضل أحمد بن عبد الحق بن القاسم التميمي، وأبو الحسين الكوفي، وأبو العباس أحمد بن عبادة الأندلسي، وزكريا بن صالح بن محمد الموقاني، ويحيى بن أحمد
_________
(1) كلمة (طستيويه) في الخطية ليست واضحة.(4/1379)
بن سليم (1) الحضرمي، وعبد العظيم بن حسين بن جميل، وأبو طالب أحمد بن عبد الله الإسكندري، وأحمد ابن محمد بن مهدي بن تميم، وأبو الحسن علي بن حيوس الأنصاري، وعبد المجيد بن عبد العالي الهمَذَاني، وأحمد بن منصور بن عَتِيق، وأحمد بن علي بن جعفر بن سعيا، وصدقة بن خلف القارئ، وأبو الفضل جعفر بن علي الديباجي، وأبو عبد الله محمد بن المارستاني، ومجاهد بن عبد الله التُّجيبي، وأبو طالب أحمد بن محمد بن المحمدي، ويحيى بن عقيل السعدي، وكتب إسماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد الأنصاري، وذلك في يوم الثلاثاء الخامس من صفر سنة ثمان وستين وخمسمائة بالإسكندرية.
هذا تسميع صحيح كما قد كُتِب، وكتب أحمد بن محمد الأصبهاني.
[ل287/أ]
_________
(1) ويمكن أن يقرأ (حكيم) .(4/1380)
نصوص كتاب الطيوريات التي وقفنا عليها في الكتب المطبوعة وليست موجودة في النسخة الخطية التي اعتمدناها:(4/1381)
1م- قال الزرقاني (ت622) : لطيفة، روى السلفي في «الطيوريات» بسنده أن أبا طلحة زوج أم أنس، قام إليها مرة يضربها، فقام أنسٌ ليخلصها، وقال له: خلِّ عن العجوز، فقالت له: أتقول العجوز؟ عجز الله ركبك، فصلى لنا ركعتين ثم انصرف» (1) .
2م- قال محمد بن عبد الغني البغدادي المعروف بابن النقطة الحنبلي قال: أخبرنا عبد القادر بن عبد الله الرهاوي في كتابه، قال: أنبأ أحمد بن محمد السِّلفي بالإسكندرية، قال: أنبأ أبو الحسين بن الطيوري، وأبو علي أحمد بن محمد البَرْداني ببغداد، قالا: أنبأ هناد بن إبراهيم النسفي، قال: أنبأ أبو عبد الله محمد بن أحمد الغُنجار في "تاريخ بخارى" قال: سمعت أبا علي إسماعيل بن محمد بن أحمد بن حاجب - يعني الكشاني- يقول: سمعت محمد بن يوسف بن مطر يقول: سمع "الجامع الصحيح" من أبي عبد الله محمد بن إسماعيل بِفِرَبْر، في ثلاث سنين، في سنة ثلاث وخمسين، وأربع وخمسين، وخمس وخمسين ومائتين، وسمعت من علي بن خَشْرَم سنة ثمانٍ وخمسين ومائتين، وأنا بفربر مرابطاً» (2) .
3م- قال ابن حجر في ترجمة سعيويه القاص المشهور بالتفضيل،
_________
(1) انظر شرح موطأ مالك 1/439-440.
(2) انظر التقييد لمعرفة رواة الأسانيد 1/126.(4/1383)
راجعت ترجمته في الحمقى والمغفلين لابن الجوزي، وجدت له حكاية تدل على أنه كان لا يبالي بوضع الأسانيد والحديث، ففي "الطيوريات" من طريق إسحاق بن إبراهيم، عن عثمان الخراساني، قال: قال سعيويه القاص: حدثنا شبابة، عن ورقاء، عن قتادة، يرفع الحديث إلى عليِّ بن الجعد، فذكر شيئا، فقيل له: هذا عليُّ بن الجعد حي، يعني ولم يلق قتادة، فقال: ما كُنتُ أظنُّه إلا في بني إسرائيل» (1) .
4م- قَالَ ابْنُ حَجَرٍ أَيْضًا: وَرَوَى ابْنُ شَاهِينَ فِي "الأَفْرَادِ" لَهُ، وَمِنْ طَرِيقِهِ السِّلفي فِي "الطُّيُورِيَّاتِ" قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْقُطَعِيُّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ صَالِحِ بْنِ خَوَّاتٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: أَنَّ أوّلَ رأسٍ عُلِّق فِي الإِسْلامِ رأسُ أَبِي عَزَّةَ الْجُمَحِيِّ، ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عُنُقه ثُمَّ حُمل رأسُه على رمحٍ، ثم اُسل به إلى المدينة» (2) .
5م- وقال السيوطي أيضا: وسئل ابن عباس عن أبي بكر فقال: كان كالخير كلِّه، وسئل عن عمر فقال: كالطير الحذر الذي يرى أن له بكلِّ طريق شَرَكاً، وسئل عن علي فقال: مُلِئَ عزْماً وحزما وعلما
_________
(1) انظر لسان الميزان 3/132.
(2) انظر تلخيص الحبير 4/106-108 برقم (1875) .(4/1384)
ونجدةً، أخرجه في "الطيوريات"» (1) .
6م- وقال السيوطي أيضا: وأخرج السِّلفي في "الطيوريات" بسند صحيح عن ابن عمر، عن عمر، أنه أراد أن يكتب السنن، فاستخار الله شهرا، فأصبح وقد عزم له، ثم قال: إني ذكرتُ قوماً كانوا قبلكم كتبوا كتابا، فأقبلوا عليه وتركوا كتاب الله (2) .
7م- وقال أيضا: وفي "الطيوريات" بسند إلى جعفر بن محمد، عن أبيه قال: قال رجل لعليِّ بن أبي طالب [- رضي الله عنه -] : «نسمعك تقول في الخطبة: اللهم أصلحنا بما أصلحت به الخلفاء الراشدين المهديين، فمن هم؟ فاغرورقتْ عيناه، فقال: هم حبيباي أبو بكر وعمر إماما الهدى، وشيخا الإسلام، ورجُلا قريش، والمقتدى بهما بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، من اقتدى بهما عُصم، ومن اتبع آثارهما هُدي الصراط المستقيم، ومن تمسك بهما فهو من حزب الله» (3) .
8م- وقال أيضا: وفي "الطيوريات" عن سليم بن عيسى قارئ أهل الكوفة، قال: «لما حضرتِ الحسنَ الوفاةُ جَزِعَ، فقال له الحسين: يا أخي: ما هذا الجزَع؟! إنك ترد على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وعلى علي -
_________
(1) تاريخ الخلفاء (ص121) .
(2) انظر تاريخ الخلفاء (ص138) .
(3) تاريخ الخلفاء (ص178-179) .(4/1385)
رضي الله عنه -، وهما أبواك، وعلى خديجة، وفاطمة، وهما أمَّاك، وعلى القاسم والطاهر، وهما خالاك، وعلى حمزة وجعفر، وهما عماك، فقال له الحسن: أي أخي، إني داخل في أمر من أمر الله تعالى، لم أدخل في مثله، وأرى خلقا من خلق الله لم أر مثله قطّ» (1) .
9م- وقال السيوطي أيضا: وأخرج السلفي في "الطيوريات" عبد الله بن أحمد ابن حنبل، قال: «سألت أبي عن عليٍّ ومعاوية، فقال: اعلم أن عليا كان كثير الأعداء، ففتش له أعداؤه عيباً فلم يجدول، فجاؤوا إلى رجل قد حاربه وقاتلهن فأطروه كيادا منهم له» (2) .
10- وقال السيوطي أيضا: وفي "الطيوريات" عن سليمان المخزومي قال: «أذن معاويةُ للناس إذْناً عاما، فلما احتفل المجلس قال: أنشدوني ثلاثة أبياتٍ لرجلٍ من العرب، كلُّ بيتٍ قائمٌ بمعناه، فسكتوا، ثم طلع عبد الله بن الزبير فقال: هذا مِقْوالُ العرب وعلامتها أبو خُبيب، قال: مَهْيَم؟ قال: أنشدني ثلاثة أبيات لرجلٍ من العرب، كلُّ بيتٍ قائم بمعناه، قال: بثلاثمائة ألف، قال: وتساوي؟ قال: أنت بالخيار وأنت وافٍ كافٍ، قال: هاتِ، فأنشده للأفوَه الأودي، قال:
_________
(1) تاريخ الخلفاء (ص193-194.
(2) تاريخ الخلفاء (ص 199) .(4/1386)
بلوتُ الناس قرنا بعد قرنٍ فلم أر غيرَ ختّالٍ وقال
وقال: صدق، هيه، قال:
ولم أر في الخطوب أشد وقْعاً وأصعب من معاداة الرِّجال
قال: صدق، هيه، قال:
وذُقْتُ مرارةَ الأشياء طُرًّا فما طَعْمٌ أمر من السؤال
قال: صدق، ثم أر له بثلاثمائة ألف (1) .
11م- وقال السيوطي أيضا: وأسند السِّلفي في "الطيوريات" «أن عبد الملك بن مروان خرج يوما، فلقيته امرأة فقال: يا أمير المؤمنين: قال: ما شأنكِ؟ قالت: توفي أخي وترك ستّمائة دينار، فدفع إلي من ميراثه دينارا واحدا، فقيل: هذا حقُّك، فعمي الأمر فيها على عبد الملك، فأرسل إلى الشعبي فسأله، فقال: نعم، هذا توفي فترك ابنتين فلهما الثلثان أربعمائة، وأُمًّا فلها السدس مائة، وزوجة فلها الثُّمن خمس وسبعون، واثنى عشر أخا فلهم أربعة وعشرون، وبقي لهذه دينار» (2) .
12م- قال السيوطي أيضا: أخرج السِّلفي في "الطيوريات" بسنده عن ابن المبارك، قال: «لما أفضت الخلافة إلى الرشيد وقعت في نفسه جاريةٌ من جواري المهدي، فراوَدَها عن نفسها، فقال: لا
_________
(1) تاريخ الخلفاء (ص202-203.
(2) تاريخ الخلفاء (ص221) .(4/1387)
أصلُحُ لك، إن أباك قد طاف بي، فشُغِف بها، فأرسل إلى أبي يوسف فسأله، أعندك في هذا شيء؟ فقال: يا أمير المؤمنين، أوكلّما ادعت أمةٌ شيئا ينبغي أن تصدق؟ لا تصدِّقها، فإنها ليست بمأمونة، قال ابن المبارك: لم أدر ممن أعجب! من هذا الذي قد وضع يده في دماء المسلمين وأموالهم يتحرج عن حُرمة أبيه، أو من هذه الأمة التي رغبت بنفسها عن أمير المؤمنين، أو من هذا فقيه الأرض وقاضيها، قال: اهتِك حُرْمةَ أبيك، واقض شهوتك، وصيِّرْه في رقبتي» (1) .
13م- وقال السيوطي أيضاً: وأخرج أيضاً عن عبد الله بن يوسف قال: قال الرشيد لأبي يوسف: «إني اشتريت جارية وأريد أن أطأها الآن قبل الاستبراء، فهل عندك حيلة؟ قال: نعم، تَهَبُها لبعض ولدك، ثم تتزوّجها» (2) .
14م- قال السيوطي أيضا: وأخرج عن إسحاق بن راهويه قال: «دعا الرشيد أبا يوسف ليلا، فأفتاه بأمرٍ له بمائة ألف درهم، فقال أبو يوسف: إن رأى أمير المؤمنين أمَرَ بتعجيلها قبل الصُّبح، فقال: عجِّلوا، فقال بعض من عنده: إن الخازن في بيته والأبواب مغْلقَة،
_________
(1) تاريخ الخلفاء (ص291) .
(2) تاريخ الخلفاء (ص291) .(4/1388)
فقال أبو يوسف: فقد كانت الأبواب مغلقة حين دعاني ففُتحتْ» (1) .
15م- وقال السيوطي أيضا: وفي "الطيوريات" بسنده إلى إسحاق الموصلي، قال: قال أبو العتاهية لأبي نواس: البيت الذي مدحتَ به الرشيد، لودِدْتُ أني كنت سبقتك به إليه:
قد كنتُ خِفتُك ثم أمّنَنِي مِنْ أن أخافَك خوفُك الله (2)
16م- وقال السيوطي أيضا: وأخرج السٍّلفي في " الطيوريات" عن حفص المدائني قال: «أُتِيَ المأمون بأسود قد ادعى النبوة، وقال: أنا موسى بن عمران، فقال له المأمون: إن موسى بن عمران أخرج يدَه من جيبه بيضاء، فأخرجْ يدَكَ بيضاء، حتى أُومِنَ بك، فقال الأسود: إنما جُعِل ذلك لموسى لما قال له فرعون: {أنا ربكم الأعلى} (3) ، فقل أنت كما قال فرعونُ حتى اُخرج يدي بيضاء، وإلا لم تَبْيَضْ» (4) .
17م- وقال السيوطي أيضا: وأخرج أيضا أن المأمون قال: «ماانفتق علي فَتْقٌ إلا وجدْتُ سببَه جوْرُ العُمَّال» (5) .
_________
(1) تاريخ الخلفاء (ص291-292.
(2) تاريخ الخلفاء (ص 295) .
(3) سورة النازعات، آية رقم (24) .
(4) تاريخ الخلفاء (ص326-327) .
(5) تاريخ الخلفاء (ص327) .(4/1389)
18م- وقال السيوطي أيضا: وقد يُستدلّ بما أخرجه السِّلفي في "الطيوريات" من حديث ابن عمر مرفوعا: «أعربوا القرآن يدلُّكم على تأويله» (1) .
19م- وقال السيوطي أيضاً: وأخرج الطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان والسِّلفي في "الطيوريات" عن أنس قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم -: «نزلت عليَّ سورة الأنعام ومعها مَوْكِبٌ من الملائكةِ يسدُّ ما بين الخافقَيْن، لهم زجَلٌ بالتسبيح والتقديس، والأرض تَرْتَجُّ، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: سبحان الله العظيم، سبحان الله العظيم» (2) .
20م- وقال السيوطي أيضا: وأخرج السِّلفي في "الطيوريات" عن نافع: «أن ابن عمر كان إذا سافر أَخْرَج معه سفيها يردُّ عنه سفاهةَ السُّفهاء» (3) .
21م- وقال السيوطي أيضا: وأخرج السلفي في " الطيوريات" عن ابن حبيب - رضي الله عنه - قال: «زمزم شراب الأبرار، والحِجْر مصلىَّ الأخيار (4) .
_________
(1) تاريخ الخلفاء (ص465) .
(2) الدر المنثور (3/243-244) .
(3) الدر المنثور (3/630) .
(4) الدر المنثور 4/156.(4/1390)
22- وقال السيوطي أيضاً والشوكاني: أخرج أبو الشيخ وابن مردويه والسِّلفي في "الطيوريات" عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -: «لا تلقِّنوا الناس فيكذبوا، فإن بني يعقوب لم يعلموا أن الذئب يأكل الناس، فلما لقنهم أبوهم كذبوا فقال: أكله الذئب» (1) .
23- وقال السيوطي أيضا: وأخرج السِّلفي في "الطيوريات" بسندٍ واهٍ، عن أبي جعفر محمد بن علي قال: «لما نزلتْ {وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي. هَارُونَ أَخِي. اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي} (2) ، كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - على جبل، ثم دعا ربه وقال: اللهم اشددْ أزري بأخي علي، فأجابه إلى ذلك» (3) .
م- قال السيوطي أيضا: وأخرج السِّلفي في " الطيوريات" من طريق يزيد بن هارون - رضي الله عنه - قال: سمعت المسعودي يقول: «أن من قرأ أوّلَ ليلة من رمضان {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مبيناً} (4) ، في التطوُّع، حُفِظ ذلك العام» (5) .
_________
(1) الدر المنثور 4/510، وفتح القدير 3/14.
(2) سورة طه، آية رقم (29-31) .
(3) الدر المنثور 5/566.
(4) سورة الفتح، آية رقم (1) .
(5) الدر المنثور 7/512.(4/1391)
25م- قال المناوي: أخرج في "الطيوريات" بسند فيه ضعف عن بقية قال: «سألتُ الأوزاعيَّ: ما معنى قول المصطفى - صلى الله عليه وسلم - (قوتوا طعامكم) ..إلخ، قال: صغر الأرغفة» (1) .
_________
(1) فيض القدير 4/529.(4/1392)