489 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عمر السُّكَّريّ، حدثنا عبد الله بن محمد،
حدثنا محمد بن حسان السَّمْتيّ، حدثنا إسماعيل بن مجالد، حدثنا مجالد، عن الشعبي قال:
((إنَّ سُنّةً كانَتْ في الأَنْصَار؛ إذا ماتَ المُسْلِمُ لا يُدفَنُ حَتَّى [ل/106أ] يُقرَأَ عندَ
رأسِه سُورةَ يس)) (1) .
_________
(1) إسناده ضعيف من أجل مجالد بن سعيد، وقد تقدم أنه ضعيف، ولم أجد الأثر بهذا اللفظ.
وذكر الحافظ ابن حجر في "التلخيص" (2/104) عن الشعبي أنه قال: "كانت الأنصار يستحبون أن يقرأوا عند الميت سورة البقرة". وعزاه إلى أبي بكر المروزي في "كتاب الجنائز". وانظر سبل السلام (2/91) .
وذكر الشيخ الألباني أن ذلك من بدع الجنائز.(2/568)
490 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الكَتَّانيّ، حَدَّثَنَا عُبيد اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (1) السُّكَّريّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرِ بْنِ حمَّاد (2) ، حَدَّثَنَا أَبِي (3)
، عَنْ شُعْبَةَ (4) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِياد،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:
_________
(1) ابن محمد بن عيسى، أبو محمد، وثقه الخطيب، وقال الدارقطني: "شيخ نبيل".
مات سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة.
العلل للداقطني (4/320) ، وتاريخ بغداد (10/351) ، وسير أعلام النبلاء (14/547) .
(2) هكذا في المخطوط، وترجم له الخطيب فقال: أحمد بن نصر بن حماد بن عجلان، أبو جعفر البجلي الورّاق، وسمّاه عبيد الله بن عبد الرحمن السكري محمداً.
قال الذهبي: "أتى بخبر منكر جدًّا"، مات سنة سبعين ومائتين في رمضان.
تاريخ بغداد (5/180) ، واللسان (1/317) .
(3) هو نصر بن حماد بن عجلان البجلي، أبو الحارث الوراق.
قال ابن معين: "كذاب"، وقال البخاري: "يتكلمون فيه"، وقال مسلم: "ذاهب الحديث"، وقال النسائي: "ليس بثقة".
وقال العقيلي، وأبو حاتم، والأزدي: "متروك الحديث"، وقال أبو زرعة: "لا يكتب حديثه"، وقال ابن عدي ـ بعد ما أورد ما أنكر عليه ـ: "وله غيرها عن شعبة كلها غير محفوظة، ومع ضعفه يكتب حديثه"، وقال ابن حبان: "كان من الحفاظ، ولكنه كان يخطئ كثيراً ويهم في الأسانيد حتى يأتي بالأشياء كأنها مقلوبة، فلما كثر ذلك منه بطل الاحتجاج به إذا انفرد".
قلت: اعتبر الحافظ ابن حجر قول ابن عدي وابن حبان فقال: "ضعيف"، مع أن الأئمة الآخرين ضعفوه جدًّا كما سبق، ويمكن توجيه ذلك أنه متروك فيما انفرد به من الروايات أو خالف فيها الناس، وأما ما لم ينفرد به فإنه يتقوى، وممن يكتب حديثه كما قال ابن عدي والله أعلم.
التاريخ الصغير (2/294) ، والضعفاء الصغير (ص113) ، والكنى والأسماء (1/236) ، والضعفاء للعقيلي (4/300) ، والجرح والتعديل (8/470) ، والكامل لابن عدي (7/38-39) ، والمجروحين (3/54) ، والضعفاء والمتروكين
لابن الجوزي (1/158) ، والتهذيب (10/380) ، والتقريب (560/ت7109) .
(4) هو ابن الحجاج.(2/569)
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إنَّ اللَّهَ ليسَ بتاركِ أحدٍ يومَ الْجُمُعَةِ إِلا غَفَر لَهُ)) (1) .
491 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ جَعْفَرٍ التَّيْمُليّ بِالْكُوفَةِ، حدثنا علي
ابن الْعَبَّاسِ المقانِعيّ (2) ، حَدَّثَنَا عُبيد بْنُ إِسْمَاعِيلَ الهَبَّاريّ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: ((قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي لأَعْلَمُ إِذَا كُنتِ عنِّي رَاضِيَةً، وَإِذَا كنتِ عليَّ غَضْبَى، قَالَتْ: فقلتُ: مِنْ أينَ تعرفُ ذَلِكَ؟ قَالَ: إِذَا كنتِ عنِّي رَاضِيَةً فإنَّكِ تَقُوْلِين: لا، وربِّ محمّدٍ، وَإِذَا كنتِ غَضْبَى قلتِ: لا، وربِّ إبراهيمَ، قَالَتْ: فقلتُ: أَجَلْ، وَاللَّهِ يَا رسولَ اللَّهِ، مَا أَهْجُرُ إِلا اسمَكَ)) .
الْبُخَارِيُّ عن عبيد (3)
_________
(1) إسناده واهٍ من أجل نصر بن حماد، وقد تقدم ما فيه، واتهمه الأزدي بوضع هذا الحديث عن شعبة.
وقال الذهبي: "أتى بخبر منكر جدًّا، قال: حدثنا أبي، حدثنا شعبة ... فذكره.
وقال ابن حجر: "ومن أوابده عن شعبة ... فذكره.
التهذيب (10/380) وانظر الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/159) .
قلت: ويروى مثله من حديث أنس بن مالك مرفوعاً أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (5/109) عن عبد الملك ابن يحيى بن بكير، عن أبيه، عن مفضل بن فضالة، عن أبي عروة، عن أبي عمار، عنه به وزاد: "من المسلمين".
قال الهيثمي: "رجاله رجال الصحيح خلا شيخ الطبراني".
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (3/185) عن أنس.
(2) هو الشيخ المحدث الصدوق علي بن العباس، أبو الحسن البجلي الكوفي، توفي سنة عشر وثلاثمائة.
طبقات القراء لابن الجزري (1/547-548) ، وسير أعلام النبلاء (14/430-431) .
(3) في الصحيح (5/2004/ح5228) كتاب النكاح، باب غيرة النساء ووجدهن.
وأخرجه مُسْلِمٍ (4/1890ح2439) كتاب فضائل الصحابة، باب في فضل عائشة من طريق أبي أسامة به.
وأخرجه البخاري في الموضع السابق، وفي (5/2257ح6078) كتاب الأدب، باب ما يجوز من الهجران لمن عصى، ومسلم في الموضع السابق من طريق عبدة، عن هشام به.(2/570)
492 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عبد الرحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى (1) في كتاب "التاريخ" قال: قال أبي عبدُ الرحمن (2) : ((كانَ أحمد بن صالح المصري يُكنَّى
أبا جعفرٍ، وكان أبُوه صالحٌ جُنْدِياًّ من أهل طَبَرِسْتان من العَجَم، ووُلِدَ أحمدُ بْنُ صالح بمصرَ سنةَ تِسعِينَ ومِائَة، وتُوُفِّيَ بمصرَ يومَ الإِثْنَيْنِ لثَلاَثٍ خَلوْنَ مِنْ ذي القَعْدة سنةَ ثمانٍ وأَرْبَعِينَ
[ل/106ب] ومِائَتَينِ، وكانَ حافظا للحَدِيثِ، وذكر أبو عبد الرحمن النَّسائيّ أحمد
ابنَ صالح فَرَمَاه، وأساءَ الثَّنَاء عليه (3) ، وقال: حدثنا معاويةُ بنُ صالح قال: سمعتُ يحيى
ابنَ مَعِين
_________
(1) أبو الحسن المصري الصدفي، المنجِّم الكبير، مصنف كتاب "الزيج الحاكمي"، له سماعات عالية.
قال الذهبي: "عدّله القاضي محمد بن النعمان وقبله فلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ".
وقال في "الميزان": "لا يحل الأخذ عنه، منجّم ساحر، وهو مصنّف الزيج الكبير". انظر اللسان (4/232-233) .
مات سنة تسع وتسعين وثلاثمائة في شوال. سير أعلام النبلاء (17/109-110) .
(2) هو الإمام الحافظ المتقن، أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن الإمام يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، الصَّدَفِيُّ، المصري، صاحب "تاريخ علماء مصر"، ولد سنة إحدى وثمانين ومائتين، ومات في جمادى الآخرة سنة سبع وأربعين وثلاثمائة.
سير أعلام النبلاء (15/578-579) .
(3) قال محمد بن هارون بن حسان البرقي: "هذا الخراساني يتكلم في أحمد بن صالح، وحضرت مجلس أحمد بن صالح وطرده من مجلسه، فحمله ذلك على أن يتكلم فيه".
انظر تاريخ بغداد (4/200) ، سير أعلام لنبلاء (12/167-168) .(2/571)
يقول: أحمدُ بن صالح كذَّاب، يتفَلْسَف (1) ، قال أبي رحمه الله: ولم يكُنْ عندَنا أحمدُ ابن صالح رحمه الله بِحَمْدِ الله كَمَا قالَ، ولم تكُنْ آفتُهُ غيرَ الكِبْر)) (2) .
493 - أنشدنا أحمد، أنشدنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مِقْسَم
_________
(1) قلت: قال الذهبي: "ومن نادر ما شذّ به ابن معين ـ رحمه الله ـ كلامه في أحمد بن صالح حافظ مصر، فإنه تكلم فيه باجتهاده، وشاهد منه ما يليّنه باعتبار عدالته، لا باعتبار إتقانه، فإنه متقن ثبت، ولكن عليه مأخذ في تيه وبأو كان يتعاطاه، والله لا يحب كل مختال فخور، ولعله اطلع منه على حال في أيام شبيبة ابن صالح، فتاب منه أو بعضه، ثم شاخ ولزم الخير فلقيه البخاري والكبار واحتجوا به". سير أعلام النبلاء (11/82-83) .
قال ابن عدي: "أحمد بن صالح من حفاظ الحديث، وخاصة لحديث الحجاز، ومن المشهورين بمعرفته، وحدّث عنه البخاري مع شدّة استقصائه، ومحمد بن يحيى، واعتمادهما عليه في كثير من حديث الحجاز وعلى معرفته". اهـ. الكامل (1/187) .
وذهب ابن حبان إلى أن أحمد بن صالح الذي كذّبه ابن معين هو أحمد بن صالح الشّمومي حيث قال: "وكان أحمد
ابن صالح في الحديث وحفظه، ومعرفة التاريخ، وأنساب المحدّثين عند أهل مصر كأحمد بن حنبل عند أصحابنا بالعراق، ولكنه كان صِلفًا تيّاهاً، ولا يكاد يعرف أقدار من يختلف إليه، وكان يحسد علي ذلك، والذي روى معاوية ابن صالح عن يحيى بن معين: أن أحمد بن صالح كذّاب، فإن ذلك أحمد بن صالح الشمومي، شيخ كان بمكة يضع الحديث، سأل معاوية بن صالح عنه، فأما هذا فهو يقارب ابن معين في الحفظ والإتقان، وكان أحفظ لحديث مصر والحجاز من يحيى بن معين". الثقات (1/25-26) .
وانظر سير أعلام النبلاء (11/82-83) ، (12/166) .
(2) إسناده تالف فيه علي بن عبد الرحمن بن أحمد بن يونس لا يحل الأخذ عنه منجم ساحر، قاله الذهبي.
أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 04/201-202) ، عن أحمد العتيقي به، وذكره المزي في "تهذيب الكمال" (1/344) ، والذهبي في "سير أعلام النبلاء" (12/165) ، وابن حجر في "التهذيب" (1/41) ، وفي "هدي الساري" (ص386) .(2/572)
المُقرِئ العطَّار، أنشدنا أبو العباس بن عطاء الصُّوفي (1) :
أناسٌ أمِنّاهم فنَمُّوْا حديثَنا
فلما كَتَمْنا السرَّ عنهم تقَوَّلُوا
فما حفِظُوا العهدَ الَّذي كانَ بينَنا
ولا حِينَ هَمُّوا بالقَطِيعةِ أَجمَلُوا (2)
494 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ شاهين، حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد، حدثنا محمد بن زُنْبور المكِّي قال: ((سأل أبي زُنْبُور بن أبي الأزهر مالكَ بنَ أنس ـ وأنا أسمع ـ عن رجلٍ أرضَعَتِ امْرأتُه غُلاماً وأرضَعَتْ سُرِّيَّتُه جارية، قال: اللِّقاح واحد)) (3) .
آخره والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد النبي وآله وسلَّم تسليما.
بلغت عرضا بأصل معارض بأصل سماعنا ولله الحمد والمنة. [ل/107أ]
_________
(1) هو أبو العباس أحمد بن محمد بن سهل بن عطاء الأَدَمي، البغدادي الزاهد، العابد المتألِّه، تأثر بالحلاّج، وصحّح مذهبه فأُوذي بسببه، كان ينام في اليوم والليلة ساعتين، توفي في سنة تسع وثلاثمائة في ذي القعدة.
حلية الأولياء (10/302-305) ، وتاريخ بغداد (5/26-30) ، وسير أعلام النبلاء (14/255-256) ، وطبقات الأولياء (59-61) .
(2) أخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (10/269) ومن طريقه الخطيب في "تاريخ بغداد" (14/388 ـ في ترجمة
أبي بكر ختن الجنيد بن محمد ـ) عن أبي الحسن بن مقسم قال: أنشدني أبو بكر ختن الجنيد قال: أنشدني الجنيد بن محمد:
تحمل عظيم الذنب ممن تحبه وإن كنت مظلوما فقل: أنا ظالمُ
قال: وأنشدني الجنيد: أناس أمناهم ... فذكر البيتين، إلا أنه قال في الشطر الأول من البيت الثاني: "ولم يحفظوا الودّ الذي كان بيننا ".
(3) تقدم برقم (68) بهذا الإسناد والمتن.(2/573)
في الأصل ما مثاله:
بلغ السماع لجميعه على الشيخ الأجل العالم الفقيه الحافظ، شيخ الإسلام أوحد الأنام، فخر الأئمة مفتي الأمة، سيف السنة أبي طاهر أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم السِّلَفي الأصبهاني رضي الله عنه بقراءة الفقيه تاج الدين أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن محمد المسعودي، صاحبه القاضي الفقيه المكين أبي الفضل عبد الله بن القاضي المكين أبي علي الحسين بن حديد وصفي الدولة أبو الحسن جوهر بن عبد الله الأستاد فتاه، والأشياخ العلماء؛ أبو الرضي أحمد بن طارق بن سنان القرشي البغدادي، وأبو عبد الله محمد بن إبراهيم
ابن أحمد الفيروزآبادي ومحمد بن محمد بن محمد البلخي الصوفيان، وأبو عمرو عثمان بن أبي بكر الإسفراييني، وأبو محمد عبد العزيز بن عيسى بن عبد الواحد بن سليمان الأندلسي وولده أبو القاسم عيسى، وإسماعيل
ابن عبد الرحمن بن أحمد الأنصاري كاتب هذا السماع وهذا خطه، وآخرون، وذلك في عشية يوم الخميس رابع عشر شوَّال من سنة سبع وستين وخمسمائة بالإسكندرية.
هذا المسطور فوق خطي هذا صحيح.
وكتب أحمد بن محمد الأصبهاني. [ل/107ب]
وفي الأصل ما مثاله:
سمع جميع هذا الجزء على القاضي الأجل الفقيه العالم جمال الدين أبي طالب أحمد بن القاضي المكين
أبي الفضل عبد الله بن القاضي المكين أبي علي الحسين بن حديد رضي الله عنهم بقراءة الشيخ العالم الفاضل الثقة المتقن(2/574)
الأمين زكي الدين أبي محمد عبد العظيم بن عبد القوي بن عبد الله المنذري، الجماعة السادة القضاة الجُلَّة الفقهاء؛ السعيد الأمين نجيب الدين ولي أمر المؤمنين أبو علي الحسن، والعالم السعيد الأمين عماد الدين أبو البركات عبد الله، والرشيد العالم الزاهد الإمام أبو الفضل عبد العزيز بنو القاضي الفقيه النبيه الأعز أبي محمد عبد الوهاب
ابن الشيخ الفقيه الإمام صدر الإسلام أبي الطاهر إسماعيل بن عوف الزهريون، والقاضي علم الدين أبو محمد عبد الحق ابن القاضي الرشيد أبي الحرم مكي بن صالح، والنفيس أبو الطاهر إسماعيل بن الفقيه العدل أبي طالب أحمد
ابن عبد المولى، والقاضي عز الدين أبو البركات عبد الحميد بن الفقيه الإمام العالم جمال الدين أبي علي الحسين
ابن عتيق بن رشيق، والرشيد أبو الحسين يحيى بن علي بن عبد الله القرشي العطَّار، وأبو بكر محمد بن القاضي الفقيه الرشيد أبي الفضل عبد العزيز بن عوف، وعبد الرحمن بن مقرب بن عبد الكريم التُّجِيبِيّ وهذا خطه، وذلك في شهر ربيع الأول من سنة عشر وستمائة بظاهر الإسكندرية، والحمد لله حق حمده، وصلواته على محمد نبيه محمد وآله وسلامه، وحسبنا الله ونعم الوكيل. [ل/108أ](2/575)
الجزء السابع
من انتخاب شيخنا الأجل الإمام العالم الفقيه الحافظ شيخ الإسلام
أوحد الأنام فخر الأئمة مفتي الأمة
أبي طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي الأصبهاني
رضي الله عنه
من أصول كتب الشيخ
أبي الحسين المبارك بن عبد الجبار الطيوري
[ل/110بِ](2/578)
بسم الله الرحمن الرحيم
عونَك يا كريم
أخبرنا الشيخ الفقيه المكين، الأشرف الأمين، جمال الدين أبو طالب أحمد بن القاضي المكين أبي الفضل عبد الله بن القاضي المكين أبي علي الحسين بن حديد -قراءة عليه وأنا أسمع- في الثالث من شهر ربيع الأول من سنة عشر وستمائة بجزيرة الرمل من ظاهر ثغر الإسكندرية حماه الله تعالى قال: أخبرنا الشيخ الإمام الفقيه الحافظ، العالم الزاهد، شيخ الإسلام، أوحد الأنام، جمال الحفاظ، صدر الدين، فخر الأئمة سيف السنة أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد
ابن إبراهيم السِّلَفي الأَصْبَهانيّ رَضِيَ الله عنه ـ قراءة عليه وأنا أسمع ـ في النصف من شوال من سنة سبع وستين وخمسمائة، قال: أخبرنا الشيخ أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار بانتخابي عليه من أصول كتبه،
495 - حدثنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بن أحمد العَتِيْقيّ، أخبرنا أبو حفص عمر
ابن أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بن محمد، حدثنا أبو أحمد محمود بن غَيْلان قال: سمعت إسماعيل بن داود المِخْراقيّ يقول: سمعت مالكا يقول: ((أخذ ربيعةُ الرَّأْي بيدي ونحن في(2/579)
الرَّحَبة فقال: وربِّ هذا المقامِ، ما رأيتُ عِراقيًّا تامَّ العَقْلِ)) (1) .
496 - أخبرنا أحمد، أخبرنا أبو الحسين (2) علي بن محمد بن عبد الله بن سعيد العَسْكَريّ، حدثنا أحمد بن زكريا بن يحيى السَّاجيّ ومحمد بن أحمد بن حَمْدَان القُشَيْريّ
وعلي بن محمد بن جعفر مولى بني هاشم (3) قالوا: [ل/111أ] حدثنا محمد بن زكريا (4) ، حدثنا ابن عائشة قال: قال بعض الحُكَماء: ((مَنْ أخذَ منَ العُلوم نُتَفَها، ومنَ الحِكَم طُرَفَها فقد أَحْرَزَ عُيونهَا وحاز مَكْنُونَها)) (5) .
_________
(1) تقدم برقم (70) بهذا الإسناد، وبلفظ يختلف، فراجع هناك.
(2) هكذا في المخطوط، وفي "تاريخ بغداد" كناه الخطيب "أبا الحسن" المكبّر، وقد تقدم في الرواية رقم (208) .
(3) لم يتبين لنا من هو، فلعله أبو الحسين المقرئ المالكي، يعرف بالشواربي، ولي القضاء بعكبرى، قال الخطيب: "سمعت التنوخي ذكر هذا الشواربي فأثنى عليه"اهـ. مات بعكبرى سنة أربعمائة. تاريخ بغداد (12/96) .
(4) ابن دينار الغلاّبيّ، أبو جعفر الضبِّي، من أهل البصرة.
ذكره أبو يعلى الخليلي مع موسى بن زكريا وقال: "حافظان صاحبا أخبار وأشعار، ولهما روايات كثيرة، لكنهما ضعيفان متكلم فيهما".
وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: "كان صاحب حكايات وأخبار يعتبر حديثه إذا روى عن الثقات؛ لأنه في بعض روايته عن المجاهيل بعض المناكير"، وقال ابن منده: "تكلم فيه"، وقال الدارقطني: "يضع الحديث".
الضعفاء والمتروكون للدارقطني (رقم484) ، وسؤالات الحاكم (رقم206) ، والإرشاد (2/529) ، والثقات لابن حبان (9/154) ، واللسان (5/168) .
(5) في إسناده أحمد بن زكريا الساجي، ومحمد بن أحمد بن حمدان القشيري، لم نقف لهما على ترجمة، ومحمد بن زكريا الغلابي متكلم فيه، والأثر أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (12/94) عن العتيقي به مثله.(2/580)
497 - أخبرنا أحمد، أخبرنا علي (1) ، أخبرني فهد بن إبراهيم بن فهد بن حكيم (2) ، حدثنا محمد بن زكريا (3) ، حدثنا ابن عائشة، عن أبيه قال: قال يحيى بن خالد البَرْمَكيّ (4) لابنه جعفر (5) : ((إن للعلم أرواحا وأجساما، فَخُذْ أرواحَه، ودَعْ أجسامَه)) (6) .
498 - أخبرنا أحمد، أخبرنا علي قال: سمعت أبا عُمر محمد بن عبد الواحِد الزَّاهد (7)
يقول: ((كانَ أبو حَنِيفةَ إذَا سُئِلَ عن شَيْءٍ مِنَ اللُّغةِ
_________
(1) هو العسكري الذي تقدم في الذي قبله.
(2) من شيوخ أبي نعيم، روى عنه في أماكن من "حلية الأولياء"، ولم أقف له على ترجمة.
(3) هو الغلاَّبي.
(4) هو يحيى بن خالد بن برمك الوزير الكبير، أبو علي الفارسي، من رجال الدهر حزماً ورأياً، وسياسة وعقلاً، وحذقاً بالتصرف، ضمه المهدي إلى ابنه الرشيد ليربِّيه ويثقِّفه، ويعرِّفه الأمور، فلما استخلف رفع قدره، ونوّه باسمه، وصيّر أولاده ملوكاً، وبالغ في تعظيمهم إلى الغاية مدة، مات سنة تسعين ومائة في سجن الرقة.
سير أعلام النبلاء (9/89-91) .
(5) هو الوزير الملك أبو الفضل جعفر بن الوزير الكبير أبي علي يحيى بن الوزير خالد بن برمك الفارسي.
كان من ملاح زمانه، كان وسيماً أبيض جميلاً، فصيحًا مفوَّهاً، أديباًَ عذْبَ العبارة، حاتميَّ السخاء، وكان لعَّاباً غارقًا في لذات الدنيا، ولي نيابة دمشق، فقدمها في سنة ثمانين ومائة، قتله الرشيد سنة سبع وثمانين ومائة.
سير أعلام النبلاء (9/59-71) .
(6) في إسناده فهد بن إبراهيم بن فهد بن حكيم، لم نقف له على ترجمة، ومحمد بن زكريا الغلابي تقدم ما فيه، ولم نجد الخبر فيما رجعنا إليه من المصادر.
(7) هو العلاّمة الإمام الأوحد الزاهد، محمد بن عبد الواحد، أبو عمر البغدادي، المعروف بغلام ثعلب، لأنه كان لازمه في العربية فأكثر عنه إلى الغاية، كان مولده سنة إحدى وستين ومائتين، ومات سنة خمس وأربعين وثلاثمائة.
تاريخ بغداد (2/356-359) ، وسير أعلام النبلاء (15/508-513) .(2/581)
يقُولُ: إنَّها لَيْسَتْ مِنْ شَأْنِي ويَتَمَثَّلُ بهذه الأبياتِ:
إنَّ أهلَ القِياس في كلِّ فَنٍّ ... عند أهلِ العُقولِ كالمِيْزانِ
من تَحَلَّى بغير ما هو فيهِ ... فَضَحَتْه شَواهِدُ الامْتِحانِ
وجَرَى في السِّباقِ جَرْيَ سَلِيْبٍ ... خَلَفَتْه الجِيَادُ يَوْمَ الرِّهانِ (1)
499 - أخبرنا أحمد، أخبرنا علي، حدثنا عبد الله بن مَرْوان (2) ، حدثنا أحمد
ابن أبي طاهر قال: قال الجاحِظ في بعض كتبه: ((لا يَزَال المرءُ في فُسْحةٍ من عقلِه ما لم يَضَعْ كتابا يَعْرِضُ على النَّاسِ مَكْنُونَ جهلِه، ويَتَصَفَّحُ به إن أخطَأَ مَبْلغَ عقلِه)) (3) .
500 - أخبرنا أحمد، أخبرنا علي قال: سمعت أبي محمد بن عبد الله بن سعيد يقول: سمعت عَبْدَان القاضي يقول: سمعت نصر بن علي يقول: سمعت الأَصْمَعي يقول: سمعت
[ل/111ب] أبا عمرو بن العَلاَء يقول: ((الإنسانُ في فُسْحةٍ من عقلِه وفي سَلاَمةٍ من أَفْواهِ النَّاسِ ما لم يَضَعْ كتابا أو يَقُلْ شِعراً)) (4) .
_________
(1) أخرج الخبر والأبيات الخطيب في "الفقيه والمتفقه" (2/402) عن العتيقي به، وجاء عنده "إن هذا القياس ... " بدل "إن أهل القياس"، وهو أنسب، وجاء "سكيت" بدل "سليب".
(2) هو عبد الله بن مروان بن معاوية بن الحارث بن أسماء بن خارجة بن حصن بن حذيفة بن بدر، أبو حذيفة الفزاري، قال الخطيب: "كان ثقة". الثقات لابن حبان (8/350) ، وتاريخ بغداد (10/151) .
(3) لم نجده في كتب الجاحظ المطبوعة.
(4) أخرجه الخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي" (2/283) .
وذكره صديق حسن خان في "أبجد العلوم" (1/194) ، وحاجي خليفة في "كشف الظنون" (1/38) .(2/582)
501 - أخبرنا أحمد، أخبرنا علي، أخبرني أبي، عن أبيه قال: قال أحمد بن أبي طاهر: قال العَتَّابيّ (1)
: ((من صَنَع كتابا فقدِ اسْتَشْرَف للمدح والذَّمّ، فإن أحسن فقدِ اسْتُهْدِف الحَسَد والغِيْبة، وإن أساء فقد تَعرَّض للشَّتْم واسْتُقْذِف بكلِّ لسانٍ)) (2) .
502 - أخبرنا أحمد، حدثنا علي قال: سمعت أبا عمر محمد بن عبد الواحد غُلام ثعلب يَحكي عن الكِنْديّ (3) أنه قال: ((مَنِ اتَّخَذ الحِكمة لِجاماً اتَّخَذَه النَّاسُ إِمَاماً)) (4) .
_________
(1) العتّابي نسبة إلى عتاب بن أسيد بن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس.
وهوعبد العزيز بن معاوية بن عبد العزيز بن محمد بن أمية، الإمام الصدوق، المسند، أبو خالد القرشي، الأموي، كان من المعمّرين، مات سنة أربع وثمانين ومائتين.
تاريخ بغداد (10/452-453) ، واللباب (2/319) ، وسير أعلام النبلاء (13/382-383) .
(2) أخرجه الخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي" (2/283) عن العتيقي به مثله.
وأورده صديق حسن خان في "أبجد العلوم" (1/194) ، وحاجي خليفة في "كشف الظنون" (1/38) .
(3) هو يعقوب بن إسحاق بن الصبّاح، الكندي، الأشعثي، صاحب الكتب، من ولد الأشعث بن قيس أمير العرب، كان رأسًا في حكمة الأوائل، ومنطق اليونان، والهيئة والتنجيم والطب، وله باع طويل في الهندسة والموسيقى، كان يقال له فيلسوف العرب، وكان متَّهماً في دينه، بخيلاً، ساقط المروءة، وله نظم جيد، وبلاغة وتلامذة.
طبقات الأطباء (1/206-214) ، والفهرست (ص255-261) ، وطبقات الأطباء والحكماء لابن جلجل (ص73) ، وأخبار الحكماء للقفطي (ص240-247) ، سير أعلام النبلاء (12/337) .
(4) إسناده صحيح، ولم نجد الأثر فيما رجعنا إليه من المصادر.(2/583)
503 - أخبرنا أحمد، أخبرنا علي، حدثنا محمد بن أحمد بن موسى، وأبو طاهر
ابن أبي عُبيدة، وأبي، قالوا: حدثنا إبراهيم بن محمد، أخبرني عمر بن شبة، عن الجاحظ قال: قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ((لسانُك يَقْتَضِيك ما عوّدتَهُ)) (1) .
504 - أخبرنا أحمد، أخبرنا علي قال: سمعت أبا رياش يقول: قال أبو الأسود الدِّيْليّ: ((ليسَ شيءٌ أَعَزُّ من العلْم؛ وذلك أنَّ الملوكَ حُكَّامٌ على النَّاس، والعُلماءُ حُكَّامٌ على الملوكِ)) (2) .
505 - أخبرنا أحمد، أخبرنا علي، حدثنا عبد الله بن جعفر النَّحويّ، حدثنا المبرِّد قال: قال بعض الحكماء: ((من أدَّب ولده صغيرا سُرَّ به كبيرا)) (3) .
506 - أخبرنا أحمد، أخبرنا علي، حدثنا إبراهيم بن جعفر بن حَمْدَان (4) [ل/112أ] ومحمد بن أحمد بن حمدان التُّسْتَريّ، قالا:
_________
(1) لم نجد الأثر، وفي إسناد المصنف جماعة لم نقف لهم على تراجم، وهم: محمد بن أحمد بن موسى، وأبو طاهر
ابن أبي عُبيدة، وإبراهيم بن محمد.
(2) لم نجده عند غير المصنف، وأبو رياش لم نجد له ترجمة.
(3) تقدم برقم (208) بهذا الإسناد نفسه، وسياقه هناك أتم.
(4) لعله إبراهيم بن مخلد بن جعفر بن مخلد بن سهل بن حمدان، أبو إسحاق المعروف بالباقرحي.
قال الخطيب: "كتبنا عنه، وكان صدوقاً صحيح الكتاب حسن النقل جيّد الضبط، ومن أهل العلم والمعرفة بالأدب". كان مولده سنة خمس وعشرين وثلاثمائة، ومات سنة عشر وأربعمائة. تاريخ بغداد (6/190) .(2/584)
حدثنا الحَضْرَميّ (1) ، حدثنا محمد بن عُمر
الكِنْديّ (2) ، حدثنا يحيى بن آدم وإسحاق بن منصور (3)
، عن جعفر الأحمر (4) ، عن
_________
(1) هو محمد بن عبد الله بن سليمان مطيّن.
(2) هو محمد بن عمر بن الوليد الكندي، أبو جعفر الكوفي. وكتب عنه أبو حاتم، وذكره ابن حبان في "الثقات".
وقال النسائي: "لا بأس به". وقال ابن حجر: "صدوق". مات سنة ست وخمسين ومائتين.
الجرح والتعديل (8/22) ، والثقات (9/142) ، وتهذيب الكمال (26/196) ، والكاشف (2/206) ، والتهذيب
(9/326) ، والتقريب (498/ت6176) .
(3) هو السلولي مولاهم، أبو عبد الرحمن الكوفي، مات سنة سبع وستين ومائة.
وثقه ابن معين، والعجلي، وزاد العجلي: "وكان فيه تشيع وقد كتبت عنه".
وقال الحافظ ابن حجر: "صدوق تكلم فيه للتشيع، من التاسعة، مات سنة أربع ومائتين".
الجرح والتعديل (2/234) ، ومعرفة الثقات للعجلي (1/220) ، وتهذيب الكمال (2/479) ، والتهذيب (1/219) ، والتقريب (103/ت385) .
(4) هو جعفر بن زياد الأحمر الكوفي، وثقه ابن معين ـ في رواية محمد بن أبي شيبة والدوري ـ، ويعقوب بن سفيان، والعجلي، وعثمان بن أبي شيبة، وفي رواية الدارمي سئل ابن معين عنه فقال بيده، ولم يثبته، وقال أبو داود: "صدوق شيعي"، وقال النسائي: "ليس به بأس"، وقال أبو زرعة: "صدوق"، وقال الدارقطني: "يعتبر به"، وقال أحمد: "كان يتشيع"، وقال أيضاً: "هو صالح الحديث".
قلت: هو كثير الرواية عن الضعفاء، فلذلك ينزل عن درجة الثقة، وكان يتشيع، قال ابن عدي: "له أحاديث يرويها عنه غير أهل الكوفة غير ما ذكرته، وهو يروي شيئًا من الفضائل، وهو في جملة متشيعة الكوفة، وهو صالح في رواية الكوفيين". واختار الحافظ ابن حجر قول أبي داود فيه فقال: "صدوق يتشيع".
العلل لأحمد (3/103، 161) ، والضعفاء للعقيلي (1/186) ، والجرح والتعديل (2/480) ، ومعرفة الثقات للعجلي
(1/268) ، والمجروحين (1/213) ، والكامل لابن عدي (2/141-142) ، وسؤالات البرقاني (رقم79) ، وتاريخ أسماء الثقات (ص55) ، وتهذيب الكمال (5/38-40) ، ومن تكلم فيه (ص59) ، والتهذيب (2/79) ، والتقريب (140/ت940) .(2/585)
عَوْف
ابن قَيس (1) في قوله: (( {وَجَعَلَنِيْ مُبَارَكاً أَيْنَمَا كُنْتُ} (2) ، قال: مُعلِّماً مُؤَدِّباً)) (3)
_________
(1) هكذا في المخطوط "عوف بن قيس"، ولم نجد ترجمته، وفي بعض مصادر التخريج "عمرو بن قيس"، ولكن جعفر الأحمر لم يذكر فيمن روى عن عمرو بن قيس، وإنما أبو خالد الأحمر.
(2) الآية (31) من سورة مريم.
(3) إسناده ضعيف، فيه من لم نقف له على ترجمة.
أخرجه أبو الشيخ في "طبقات المحدّثين بأصبهان" (2/15) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن النعمان
ابن عبد السلام، عن أبي رجاء ـ وكان جليسا للنعمان ـ، عن أبي قبيصة، عن عمرو قيس به مثله.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (5/130 ـ في ترجمة عمرو بن شمر ـ) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بن ناجية، عن محمد ابن عبد الله بن محمد بن يحيى بن أبي بكير، عن جده يحيى بن أبي بكير، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي حفص:
((وَجَعَلَنِيْ مُبَارَكاً أَيْنَمَا كُنْتُ)) ، قال عيسى بن مريم قال: معلّماً ومؤدِّباً، ((وَحَنَاناً)) قال: رحمة، ((وَزَكَاةً)) قال: طاهراً من الذنوب.
وفي إسناده عمرو بن شمر وهو متروك الحديث.
ثم قال ابن عدي: حدثنا أبو سفيان مثله عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ الربيع بن خيثمة، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وهذا أيضاً غير محفوظ بهذا الإسناد.
وأخرج الطبري في "تفسيره" (16/81) عن يونس بن عبد الأعلى، عن سفيان ـ هو ابن عيينة ـ في قوله تعالى {وجعلني مباركا أينما كنت} قال: "معلِّماً للخير".
وأخرج أبو خيثمة في "كتاب العلم" (ص12) ، والطبري في الموضع السابق، وابن أبي عاصم في "الزهد" (ص167) من طريق جرير ـ هو ابن عبد الحميد ـ، عن رجل، عن ليث ـ هو ابْنُ أَبِي سُلَيْمٍ ـ، عَنْ مُجَاهِدٍ في قوله: فذكر الآية، قال: "معلِّماً للخير حيثما كنت".
في إسناده ليث بن أبي سليم وهو ضعيف، وفيه أيضاً راوٍ مبهم.
ويروى مرفوعا من حديث أبي هريرة قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((نفَّاعًا أينما اتَّجَهتُ)) .
أخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (3/25) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بن عثمان، عن الحسين بن عبد المجيب، عن شعيب ابن محمد الكوفي، عن هشيم بن بشير، عن يونس، عن الحسن، عنه به.
قال أبو نعيم: غريب من حديث يونس تفرد به هشيم، وعنه شعيب.(2/586)
507 - أخبرنا أحمد، أخبرنا علي، أخبرنا أبو محمد بن خلاَّد الأرقط (1) قال: قيل
لأبي عمرو بن العَلاء: ((أيحسُن بالشيخ أن يتعلَّم؟ قال: إن حسُن بالشيخ أن يَعِيش فإنه يحسُن به أن يتعلَّم)) (2) .
508 - أخبرنا أحمد، أخبرنا علي، حدثنا أبو محمد بن خلاَّد، حدثنا زكريا بن يحيى السَّاجيّ، حدثنا يحيى بن يونس (3) ، عن مُصْعَب الزُّبَيْريّ قال: قال أبي (4) : ((عليكَ بطلبِ العلمِ؛ فإنَّه إِنْ لم يكُنْ لكَ خُبْزٌ كان لك خُبزاً، وإن لم يكُنْ لك أُدْمٌ كان لك أُدْماً وكان لك جمالاً)) (5) .
_________
(1) هو الإمام الحافظ البارع، محدث العجم، أبو محمد الحسن بن عبد الرحمن بن خلاّد الفارسي، مصنف كتاب "المحدث الفاصل بين الراوي والواعي"، وهو أول كتاب ألف في علوم الحديث، وقد روى هذا الكتاب الذهبي من طريق السلفي، عن الطيوري، بقي إلى بعد الخمسين وثلاثمائة.
سير أعلام النبلاء (16/73-75) .
(2) أخرجه الخطيب في "الفقيه والمتفقه" (2/167) عن العتيقي به.
وأورد الخطيب أيضاً آثارا أخرى بمعناه فراجعه فيه.
وانظر جامع بيان العلم لابن عبد البر (ص588) .
(3) هو يحيى بن يونس الشيرازي، أبو يوسف الفارسي، ذكره ابن حبان في "الثقات" (9/268) ، وذكر الحافظ ابن حجر أن له كتاب "المصابيح في الصحابة". الإصابة (5/390، 419) .
(4) هو عبد الله بن مُصْعَبِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ الله بن الزبير، الأمير الكبير، أبو بكر الأسدي الزبيري.
قال الذهبي: "كان جميلاً، سريًّا، محتشماً، فصيحاً مفوَّهاً، وافر الجلالة، محمود الولاية، كان يحبّه المهدي ويحترمه، جمع له الرشيد مع اليمن إمرة المدينة".
مات سنة أربع وثمانين ومائة. سير أعلام النبلاء (8/517) .
(5) إسناده حسن، ولم أجد الأثر فيما رجعت إليه من مصادر.(2/587)
509 - أخبرنا أحمد، أخبرنا علي قال: سمعت أبي يقول: سمعت أبا بكر بن دُرَيد يقول: ((من لم يُفِدْ بالعلم مَالاً كَسَبَ به جَمالاً)) ، والكلام لِبُزُرْجُمْهِرْ (1) .
510 - أخبرنا أحمد، أخبرنا علي، أخبرنا أبو روق الهِزَّانيّ (2) من كتابه، قال: أنشدنا الرِّياشيّ:
شِفَا العَمَى طولُ السُّؤَالِ وَإِنَّمَا
يُطيلُ العَمَى طُولُ السُّكوتِ عَلَى الجهلِ
وأيضَا:
وإِنْ يَكُ قومٌ ليس عندَكَ خُبْرُهمْ
فإنَّ سؤالا سوفَ يشفِيكَ فاسألِ (3)
1@اِئْتِ حمادَ بنَ زيدِ ... 511 ـ أخبرنا أحمد، أخبرنا علي، أخبرنا محمد بن أحمد بن حمدان التُّستَريّ، حدثنا
أبو العَيْناء قال: ((رأيتُ عبد الله بنَ داود الخُرَيْبيّ فقلتُ: حدِّثْني، قال: عليكَ بالقرآن
[ل/112ب] فتَعلَّمْه، قلتُ: قد قرأتُ فاستَقرِئْني، قال: اقرأْ وأَقْبِل عليَّ، فقرأتُ، قال: عليك بالفرائِض، قلتُ: قد تعلَّمتُ الصُّلْب، قال: أيُّما أقربُ إليك؛ أخوك
_________
(1) لم نجد الأثر فيما رجعنا إليه من المصادر.
(2) هو أحمد بن محمد بن بكر الهِزَّاني البصري، الثقة المعمَّر، مسند البصرة، سمع سنة سبع وأربعين ومائتين وبعدها، وكان يتّجر بالكتب ويُعْنَى بجمعها وله يد طولى في اللغة والشعر، والأخبار، والعروض، ولم يكن في النحو بذلك الباهر، ومات في شعبان سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة.
سير أعلام النبلاء (15/285-286) ، ومعرفة القراء الكبار (1/220) .
(3) لم نجد البيتين فيما رجعنا إليه من المصادر.(2/588)
أمِ ابْنُ أخيك؟ قلتُ: أخي ابنُ أبي وابنُ أخي ابنُ ابْنِ ابْنِ جدي، قال: عليك بالنَّحو، قلتُ: قد أصَبْتُ منه سَهْمًا، قال: فقول عمر بن الخطاب حينَ طُعِن: يا لَلْمسلمين؟ قلتُ: استغاثة وتَعَجُّباً، قال: مُتِّعْتُ بك، لو حدّثتُ اليومَ أحدا لحدَّثْتُك)) (1) .
512 - أخبرنا أحمد، أخبرنا علي، أخبرنا محمد بن أحمد بن حَمْدان، حدثنا أبو العَيْناء، حدثنا الأصمَعيّ قال: ((دخلتُ علَى الرَّشِيد بعدَ غَيبةٍ فقال: كيفَ صبرتَ عنَّا؟ فقلتُ: ما أَلاَقَتْنِي أرضٌ بعدَ أميرِ المؤمِنِينَ، فَتَبَسَّم، فلمَّا خَرَجَ النّاسُ قال لي: ما مَعْنَى ألاَقَتْني؟ قُلْتُ: مَا اسْتَقرَّتْ بِيْ كَمَا قِيْلَ: فُلاَنٌ لا يُلِيق شيئا، أَيْ: لا يُدرِكُ شيئا مَعَه يَقَرّ، فقال: هذا حَسَنٌ، ولكنْ لا تُكلِّمْني بينَ يدَيِ النَّاس إلا بما أفهَمُه حتَّى أجدَ جوابَه، فإذا خلوتُ فقُلْ ما شِئْتَ؛ فإني أسألُك عَمَّا لا أعلَم، وإنَّه لَيَقْبُحُ بالسُّلطان أَنْ يَسمَعَ مَا لا يَدرِي؛ فإمَّا أن يسكتَ فيعلَمَ الناس أنَّه ما فَهِم، أو يُجيبَ بغيرِ الجوابِ فَيَتَحَقَّقَ عندَهم ذلك،
_________
(1) أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (3/172) ، ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" (14/46) ، والذهبي في "سير أعلام النبلاء" (9/351) عن محمد بن أحمد بن رزق البزاز، وأبي الفرج أحمد بن عمر المعدّل، وأبي العلاء محمد
ابن الحسن الوراق، عن أحمد بن كامل القاضي، عن أبي العيناء بأتم منه هنا.
هذه الحكاية تدل على أن عبد الله بن داود الخريبي كان لا يحدث أي أحد، بل كان عسيرا في الرواية، قال
ابن ماكولا: "كان الخريبي عسِراً في التحديث". الإكمال (3/286) .(2/589)
فقلتُ: قد -واللهِ- أفادَني أميرُ المؤمنين من الأَدَب أكثرَ [ل/113أ] ممَّا أَفَدْتُه)) (1) .
513 - أخبرنا أحمد، أخبرنا علي، أخبرنا أبو علي إسماعيل بن محمد الصَفَّار، حدثنا المُبَرِّد قال: قال الخليل (2) : ((ما في كُتُبِك رأسُ مالِك، وما في قلبِك للنَّفَقة)) (3) .
514 - أخبرنا أحمد، أخبرنا علي، حدثنا عبد الله بن مروان، حدثنا عَسَل بن ذَكْوَان، أخبرنا الخليل بن أسد، حدثنا عبد الله بن صالح بن مسلم القاضي (4) ، حدثنا أبو يوسف القاضِي (5) ، عن أبي كبيران قال: قال لي الشَّعْبيّ: ((لا تَدَعَنَّ شيئا (6) من العلم إلا لِتَفْقَه، فهو خيرٌ لك
_________
(1) ذكره القاضي أبو سعيد السيرافي في "أخبار النحويين" (ص49) عن أبي العباس محمد بن يزيد به.
(2) هو ابن أحمد الفراهيدي.
(3) أخرجه الخطيب في "الفقيه والمتفقه" (2/264) ، وفي "تقييد العلم" (ص140-141) ، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" (ص375) من طريق أبي بكر بن الأنباري، عن أبيه قال: قال الخليل: ... فذكره، وأنشد:
لَيْسَ بِعِلْمٍ مَا حَوَى الْقِمَطْرُ مَا الْعِلْمُ إلاَّ مَا وَعَاه الصَّدْرُ.
(4) هو العجلي.
(5) هو الإمام المجتهد، العلاّمة المحدّث، قاضي القضاة، يعقوب بن إبراهيم بن حبيب بن حُبيش بن سعد بن معاوية الأنصاري، الكوفي، كان مولده سنة ثلاث عشرة ومائة، ومات سنة اثنتين وثمانين ومائة.
سير أعلام النبلاء (8/535-539) .
(6) في المخطوط "شيء" وفوقها ضبة.(2/590)
من موضِعِه من الصَّحيفة والدَّفْتَر؛ فإنَّك تحتاجُ إليه يوما ماَّ)) (1) .
515 - أخبرنا أحمد، أخبرنا علي، حدثنا عبد الواحد بن الحسن بن أحمد بن خلف الجُنْدِيْسَابُوريّ، حدثنا سعيد بن عثمان الأَهْوَازيّ (2) ، وأخبرنا أحمد، أخبرنا علي، حدثنا محمد ابن إسحاق الأهْوَازيّ، حدثنا أحمد بن الحسن قالا: حدثنا أبو النُّعْمان عارِم قال: ((جاءَنِي
عبدُ الله بنُ المبارك فقال: أَفِدْني عن حَمَّاد بن زيد فأفَدْتُه، فذهب إلى ـ يعني حمَّاد ـ ثم رجع إلي فقال لي:
أيها الطالب علماً ... ائت حماد بن زيد
فاقتبس حِلْماً وعِلْماً ... ثُمَّ قيّده بِقَيْدِ
ثُمَّ قَيِّدْه بِقَيْدٍ ... ثُمَّ قَيِّدْه بِقَيْدِ (3)
_________
(1) لم نجد الأثر فيما اطلعنا عليه من المصادر.
(2) هو سعيد بن عثمان بن بكر أبو سهل الأهوازي، نزيل بغداد، وثقه الخطيب، وقال الدارقطني: "صدوق حدّث ببغداد". سؤالات الحاكم (رقم107) ، وتاريخ بغداد (9/97) .
(3) أخرجه البخاري ـ معلَّقًا ـ في "التاريخ الكبير" (3/25) ، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (1/179) عن عارم به، وليس عندهما ذكر القصة، وليس عند ابن أبي حاتم تكرار قوله "ثم قيده بقيد".
وأخرجه العجلي في "معرفة الثقات" (1/319) عن أبيه، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (1/180) عن أبيه عن ابن الطباع، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (6/258) من طريق محمد بن علي بن الحسن بن شقيق، عن أبيه كلهم عن ابن المبارك به من دون ذكر القصة مع شيء من الاختلاف في اللفظ.
وأورده الذهبي عن ابن المبارك في "سير أعلا م النبلاء" (7/459) .
وأخرج الخطيب في "الكفاية" (ص137) ، وفي "تاريخ بغداد" (6/29) من طريق أبي بكر الشافعي، عن إبراهيم الحربي قال: "جئت عارماً فطرح لي حصيراً على الباب وخرج، وقال: مرحباً، أيش خبرك؟ مارأيتك منذ مدة ـ وما كنت جئته قبلها ـ ثم قال لي: قال ابن المبارك: فذكر الأبيات ـ وفيه "فاستفد" مكان "فاقتبس" ـ وقال: والقيد بقيد، وجعل يشير بيده على أصبعه مراراً، فعلمت أنه اختلط".
وأورده الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (10/268) عن أبي بكر الشافعي.(2/591)
516 - أخبرنا أحمد، أخبرنا علي، أخبرنا عبد الله بن مروان، حدثنا أحمد بن أبي طاهر، أخبرني سليمان بن سالم المَصَاحِفيّ (1) قال: قال الخليل بن أحمد: ((ما سمعتُ شيئا إلا كتبتُه، ولا كتبتُ شيئا إلا حفظتُه، ولا حفِظتُ شيئا إلا انْتَفعتُ به)) (2) . [ل/113ب]
517 - أخبرنا أحمد، أخبرنا علي، أخبرنا عيسى بن حمدان، حدثنا القاسم بن كَيْسان قال: ((كان عبد الله بن عبد العزيز بن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لا يُجالِس الناس، ويَنزِل مَقبَرةً، وكان لا يُرَى إلاَّ وفي يده كتاب، فسُئِل عن ذلك، فقال: لم أرَ واعظا أوعَظَ من قَبرٍ، ولا مُمْتِعاً أمتَعَ من كتاب، ولا شيئا أسلمَ من وَحْدةٍ، فقيل له: قد جاء في الوَحدة ما قد جاء، فقال: ما أفسده الجاهل، وأنشد:
وما من كاتبٍ إلا ستَبْقَى ... كتابتُه وإن بلِيَتْ يدَاهُ
_________
(1) المصاحفي: بفتح الميم والصاد، وبعد الألف حاء مهملة مكسورة، نسبة إلى المصاحف. اللباب (3/218) .
(2) أخرج الخطيب في "تاريخ بغداد" (6/354) بإسناده عن إسحاق بن راهويه نحوه من قوله.
وانظر تهذيب الكمال (2/385) ، وسير أعلام النبلاء (11/373) .
روي نحوه عن قتادة، ومكحول من قولهما، ذكره الذهبي في "سير أعلام النبلاء (5/271، 436) .(2/592)
فلا تنسَخْ بخطِّك غيرَ علمٍ ... يسُرُّك في العواقبِ أن ترَاهُ (1)
518 - أخبرنا أحمد، أخبرنا علي، أنشدنا أبو عمر محمد بن عبد الواحد، أنشدني ثَعلب:
نعم المؤَانِسُ والجليسُ كتابُ
تزْهُو به إِنْ خَانَك الأَصحابُ
لا مُفشِياً سِراًّ إذا اسْتَودعْتَهُ
وتُفادُ منه حِكمةٌ وصوابُ (2)
519 - أخبرنا أحمد، أخبرنا علي، أنشدني أبو بكر الشَّيْطانيّ صاحب أبي بكر بن دُرَيد:
إذا اعتلَلْتُ فكُتُب العلمِ تَشْفِينيْ
فيها نَزَاهةُ أَلْحاظِيْ وتَزْيِيْنِيْ
مَالَتْ علَيَّ تُعَزِّيْنِي وتُسْلِيْنِيْ ... إذا شكوتُ إليها الهمَّ من حَزَنٍ
فَاقَ الصَّدِيقَ الَّذي بالوُدِّ يُصْفِيْنِيْ [ل/114أ] ... إِلْفِي وحِلْفي وأُنْسي حين يُؤْنِسُنِيْ
حَسْبي الدفاترُ من دنيا قَنِعْتُ بها
لا أبتَغِي بدَلاً منها ومن دِيْنِيْ (3)
520 - أخبرنا أحمد، أخبرنا علي، أخبرنا إسماعيل بن محمد (4) ، حدثنا المبرِّد قال: قال المهلَّب بن أبي صُفرة: ((العيشُ كلُّه في الجليس الممتِع)) (5) .
_________
(1) في إسناده عيسى بن حمدان، والقاسم بن كيسان، لم أجد ترجمتهما، والأثر لم أجده فيما رجعت إليه من المصادر.
(2) لم نجد البيتين فيما رجعنا إليه من مصادر.
(3) لم نجد الأبيات فيما رجعنا إليه من مصادر.
(4) هو الصفار.
(5) ذكره المبرد في "الكامل" (1/308) .(2/593)
521 - أخبرنا أحمد، أخبرنا علي، أخبرنا إسماعيل، حدثنا المبرِّد قال: ((قيل للمهلَّب: ما خيرُ المَجَالس؟ قال: ما بعُد فيه مَدَى الطَّرْف، وكَثُرتْ فيه فائدةُ الجَلِيس)) (1) .
522 - أخبرنا أحمد، أخبرنا علي، حدثنا أبو عمر الزَّاهد، حدثنا ثَعلب، حدثنا الحِزَاميّ إبراهيم بن المنذر، عن موسى بن عُقبة قال: ((مُلاقاةُ الرجال تلقِيحٌ لألبابها)) (2) .
523 - أخبرنا أحمد، أخبرنا علي، أخبرنا إسماعيل (3) ، حدثنا المبرِّد قال: ((سئل عبد الملك ابن مروان عن باقي لذَّتِه فقال: محادثةُ الإخوانِ في اللَّيالِي الفُتْر (4) على الكُثْبان العُفْر)) (5) .
524 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، حَدَّثَنَا إسماعيل الصفَّار، حدثنا المبرِّد قال: قال سليمان بن عبد الملك بن مروان: ((قد أكلْنا الطَّيِّب، ولَبِسْنا اللَّيِّن، ورَكِبْنا الفَارِه، وامْتَطَيْنا العَذْراء، فلم يَبْقَ من لذَّتِي إلا
_________
(1) ذكره المبرّد في "الكامل" (1/229) .
(2) أخرجه المصنف في "المشيخة البغدادية" (ل19/أ) .
(3) في المخطوط "حدثنا علي بن إسماعيل" وهو خطأ، انظر الروايات السابقة (520، 521، 524) .
(4) في الكامل للمبرد "في الليالي القُمْر".
(5) ذكره المبرد في "الكامل" (1/308) .(2/594)
صديقٌ أَطْرَحُ فيما بينَه وبيني مُؤْنَةَ التَّحَفُّظ)) (1) .
525 - أخبرنا أحمد، أخبرتا علي، أخبرنا إسماعيل وأبو إسحاق الهُجيمي قالا: حدثنا المبرِّد قال: قال ابن عباس: ((لِجَليسي عَلَيَّ ثلاثُ خِلالٍ: أنْ أرمُقَه (2) بطرْفي إذا أَقْبَل، وأوَسِّعَ له إذا جَلَس، وأُصغِيَ له (3) إذا حدث)) (4) .
526 - أخبرنا أحمد، أخبرنا علي، حدثنا القاضي [ل/114ب] أبو العباس محمد بن يحيى ابن حكيم التُّستَريّ، والقاضي أبو محمد الحسن بن عبد الرحمن الرَّامَهُرْمُزيّ قالا: حدثنا أحمد
ابن الصَّلْت، حدثنا أحمد بن يونس (5) ، حدثنا الفَزَاريّ (6) ، عن الأَوْزَاعيّ، عن مَكْحُول (7) قال:
((كانوا يقولون: في مُجالَسة النَّاس الزِّيادةُ في العلم،
_________
(1) ذكره المبرد في المصدر السابق.
(2) في الكامل "أرميه".
(3) في الكامل "إليه".
(4) ذكره المبرد في المصدر السابق.
وذكر المزي في "تهذيب الكمال" (10/507) عن سعيد بن العاص أنه قال: "لجليسي علي ثلاث خصال: إذا دنا رحَّبت به، وإذا جلس أوسعت له، وإذا حدّث أقبلت عليه".
(5) هو أحمد بن عبد الله بن يونس التميمي، اليربوعي.
(6) هو أبو إسحاق الفزاري.
(7) هو الشامي.(2/595)
وفي العُزْلة السَّلامة في الدين)) (1) .
527 - أخبرنا أحمد، أخبرنا علي، أنشدني أبو محمد بن خلاَّد (2) ، أنشدنا محمد
ابن القاسم (3) ، أنشدني الجاحظ لنفسه:
يَطِيبُ العيشُ أن تَلْقَى حكيما
غِذَاه العلمُ والنظَرُ المُصيبُ
وفضلُ العلمِ يعرِفُهُ الأَدِيبُ ... فيكشِفُ عنكَ حَيْرةَ كلِّ جهلٍ
سِقامُ الحِرصِ ليسَ لهُ شِفاءٌ
وداءُ الجهلِ ليس له طَبيبُ (4)
528 - أخبرنا أحمد أخبرنا علي، حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بْنِ إِسْحَاقَ الدَّقِيقيّ (5) بتُسْتَر سنةَ اثنتين وثلاثين وثلاثمائة، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْمَعْرُوفُ بِالْبَغْدَادِيِّ (6) ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيينة، عَنْ
_________
(1) أخرجه أبو خيثمة في "كتاب العلم" (ص14) عن الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ به ولفظه: "إن لم يكن في مجالسة الناس ومخالطتهم خير فالعزلة أسلم".
وهذا إسناد صحيح، وقد صرّح الوليد فيه بالتحديث.
وأورده الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (5/162) عن الأوزاعي وسعيد بن عبد العزيز، عن مكحول.
(2) هو الرامهرمزي.
(3) هو أبو العيناء.
(4) أخرج الأبيات الخطيب في "تاريخ بغداد" (12/215) ، وفيه "غداه العلم والظن المصيب".
(5) ذكره ابن نقطة في "تكملة الإكمال" (2/599) وقال: "حدث عن الحسن بن علي بن عفان، حدث عنه الطبراني في "معجمه".
(6) النجاحي، سكن مكة وحدث بها عن سفيان بن عيينة، روى عنه القاضي المحاملي، وإسماعيل بن العباس الوراق وغيرهما، وثّقه الخطيب.
وقال النسائي: "أَبُو بَكْرٍ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ، بغدادي يعرف بالنجاحي، سكن مكة". تاريخ بغداد (14/306) .(2/596)
زِياد بْنِ عِلاقة، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ: ((قَامَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى توَرَّمَت قَدَماه، فَقِيلَ لَهُ: يَا رسولَ اللَّهِ، قَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تقدَّم مِنْ ذنبِك وَمَا تأخَّر، قَالَ: أَفَلا أكونُ عَبْدًا شَكُورًا؟!)) (1) .
529 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله بن مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ الأَبْهَريّ المالِكيّ سَنَةَ ثَلاثٍ وسبعين وثلاثمائة، حدثنا عبد الله بن محمد بن [ل/115أ] عبد العزيز سنة عشر وثلاثمائة، حَدَّثَنَا جَدِّي أَحْمَدُ بْنُ مُنَيْعٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ مُحَمَّدُ بْنُ حَيّان البَغَويّ، عَنْ مَالِكٍ (2) ، عَنْ هُشَيم (3) ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عُمارة بْنِ حَدِيد (4) أَنَّ النَّبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
_________
(1) في إسناد المصنف أبو بكر محمد بن أحمد بن إسحاق الدقيقي، لم نجد من وثقه، ولكن الحديث صحيح من طريق
ابن عيينة كما يأتي.
أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (14/306) عن العتيقي بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (4/1830) كتاب التفسير، باب قوله {لِيَغْفَِرَلَكَ اللهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطاً مُسْتَقِيْمًاً} عن صدقة بن الفضل، ومسلم (4/2171) كتاب صفة القيامة، باب الإكثار من الأعمال والاجتهاد من العبادة عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شيبة وابن نمير، ثلاثتهم عن ابن عيينة به.
وأخرجه البخاري (1/380) كتاب الجمعة، باب قيام النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الليل حتى ترم قدماه، وفي (5/2375) كتاب الرقاق، باب الصبر عن محارم الله من طريق مسعر، ومسلم في الموضع السابق من طريق أبي عوانة، كلاهما عن زياد بن علاقة به.
(2) هو ابن أنس.
(3) هو ابن بَشير.
(4) هو عُمارة بن حديد البَجَلي، مجهول، تفرد العجلي بتوثيه، وذكره ابن حبان في "الثقات" كما في التهذيب.
قال ابن المديني: "لا أعلم أحداً روى عنه غير يعلى بن عطاء". وقال أبو حاتم: "مجهول". وقال أبو زرعة: "لا يعرف". وقال الذهبي: "لا يُدْرَى من هو". وقال ابن حجر: "مجهول من الثالثة".
الجرح والتعديل (6/364) ، ومعرفة الثقات للعجلي (2/162) ، وتهذيب الكمال (21/236) ، والتهذيب (7/362) ، والتقريب (408/ت4841) .(2/597)
قَالَ: ((اللهُمّ بارِكْ لأُمَّتِي فِي بُكُورِها)) (1)
_________
(1) إسناده ضعيف، وهو مرسل.
رواه العتيقي في "فوائد الأبهري" (17/ح1) بهذا الإسناد.
وأخرجه الخطيب في "موضّح الأوهام" (2/535) عن العتيقي، والقاضي أبي تمام الواسطي، عن محمد بن المظفر،
وأبو يعلى الخليلي في "الإرشاد" (1/251) عن محمد بن الحسن بن الفتح الصفار، وعمر بن إبراهيم بن كثير المقرئ، وابن عدي في "الكامل" (7/137) كلهم عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ البغوي به مرسلاً.
قال الخليلي: "هكذا مرسلاً، وإنما هو عن عمارة، عن صخر الغامدي".
قلت: الرواية الموصولة التي ذكرها الخليلي أخرجها الطبراني في "المعجم الأوسط" (7/70/ح6883) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (1/405) من طريق محمد بن إبراهيم بن زياد الرازي، عن أحمد بن منيع، عن أبي الأحوص محمد
ابن حيّان، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ هُشَيْمٍ، عَنْ يعلى، عن عمارة، عن صخر الغامدي.
قال الطبراني: "لم يروِ هذا عن مالك إلا أبو الأحوص، تفرد به أحمد بن منيع".
قلت: وتفرد به عنه محمد بن إبراهيم بن زياد الرازي، قال عنه الدارقطني: "متروك"، وقال مرة: "ضعيف". وقال البرقاني: "بئس الرجل"، فالحمل عليه أولى. انظر الضعفاء والمتروكون (رقم488) ، وتاريخ بغداد (1/407) .
قال الخطيب: "تفرد برواية هذا الحديث عن مالك أبو الأحوص البغوي، ولم يروِِه عن أحمد بن منيع موصولاً هكذا سوى محمد بن إبراهيم بن زياد، وأخطأ فيه، والصواب ما أخبرناه ... فساق بأسانيده إلى البغوي عن جده أحمد
ابن منيع مرسلاً، وقال: وكان عبد الله بن محمد البغوي لا يحدّث بهذا الحديث إلا في كل سنة مرة واحدة". اهـ.
ثم إن أحمد بن منيع لم يتفرد برواية هذا الحديث عن أبي الأحوص، عن مالك موصولاً، بل تابعه محمد بن بشر
أخي خطاب، عن أبي الأحوص عن مالك به، أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (26/387) .
وهناك وجه ثانٍ لرواية عبد الله بن محمد البغوي، عن أحمد بن منيع، عن أبي الأحوص به موصولاً، أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (9/441) عن العتيقي، عن أبي محمد عبد الله بن الحسن الخلال، عن البغوي به.
قال العتيقي: "هكذا حدّثناه الخلال إملاءً، وذكر فيه صخرًا الغامدي".
وقال الخطيب: "قد وهم الخلال فيه؛ لأن أبا القاسم البغوي ما كان يذكر صخراً، وإنما ذكره محمد بن إبراهيم بن زياد الرازي عن أحمد بن منيع".
قلت: كلا، بل أصاب الخلال فيه، وقد تابعه على ذلك أبو القاسم بن حبابة، عن البغوي به، أخرجه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1/319) بإسناد صحيح إليه، والخلال وابن حبابة ثقتان، فلا ينبغي طرح روايتهما.
وإذا ثبت هذا، فمن المتفرد الحقيقي في هذا الحديث؟ للجواب عن هذا أورد ما قال الدارقطني في "الأفراد" ـ كما في "أطرافه" لابن طاهر (ل144/ب) : "غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ مَالِكٍ عَنْ هُشَيْمٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عن عمارة بن حديد، تفرد به أَبُو الأَحْوَصِ مُحَمَّدُ بْنُ حَيَّانَ عن مالك".
وقال الخليلي: وإنما رواه صَخْرٍ الْغَامِدِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عليه وسلم، وهو من الأفراد، ومن حديث مالك تفرد به أَبُو الأَحْوَصِ مُحَمَّدُ بْنُ حَيَّانَ الْبَغَوِيُّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ هُشَيْمٍ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ حديد ـ من غير ذكر صخر ـ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، وأبو الأحوص ثقة، ولا يعرف لمالك عن الواسطيين غير هذا الحديث، رواه عن هشيم بن بشير، وهو أصغر من مالك، يروي عن مالك".
قلت: في كلام الدارقطني هذا تحقيق دقيق غاية الدقة، يدل على تبصره بالعلل؛ لأن أبا الأحوص هو المتفرد حقيقة بهذا الحديث عن مالك كما رأيت، وأبو الأحوص ثقة، قال الخليلي: "بغدادي ثقة، كتب عنه أحمد بن منيع، وهو قرين أحمد، وثقه وأثنى عليه، يتفرد بحديث عن مالك، عن هشيم". الإرشاد (1/251) .
والحاصل أن حديث أبي الأحوص عن مالك، عن هشيم روي موصولاً ومرسلاً، ولكن في سنده عمارة بن حديد، وقد تقدم أنه لم يوثقه غير العجلي وابن حبان، وقال غيرهما مجهول، ولم يعرف من روى عنه غير يعلى بن عطاء.
هذا وقد روي الحديث أيضاً عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعاً، وفيه زيادة: ((واجعل ذلك يوم خميسها)) .
أخرجه الخليلي في "الإرشاد" (1/158) ، وابن المقرئ في "المنتخب من غرائب أحاديث مالك" (ص80-81/ح27) من طريق عبد المنعم بن بشير، عن مالك به.
قال الخليلي: "وهذا الخبر بهذا الإسناد لا أصل له عن مالك، ولا عن نافع".
قلت: آفته عبد المنعم بن بشير أبو الخير الأنصاري، من أهل مصر، قال عنه عبد الله بن أحمد: قلت لأبي: يا أبتِ، رأيت عبد المنعم بن بشير في السوق، فقال: "يا بنيّ، وذاك الكذّاب يعيش؟! ".
وقال ابن عدي: "له أحاديث مناكير ... وعامة ما يرويه لا يتابع عليه"، وقال ابن حبان: "منكر الحديث جدًّا، يأتي عن الثقات بما ليس من حديث الأثبات، لا يجوز الاحتجاج به بحال"، وقال الخليلي: "وضَّاع على الأئمة"، وقال الحاكم: "روى عن مالك وعبد الله بن عمر الموضوعات".
انظر الضعفاء للعقيلي (3/112) ، والكامل لابن عدي (5/237) ، والمجروحين (2/158) ، والإرشاد (1/158) ، والمدخل إلى الصحيح (ص177) ، واللسان (4/74) .
وروي الحديث من وجه آخر عن مالك، أخرجه الخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي" (1/150) قال: أخبرني
أبو الحسن محمد بن أحمد بن السري النهرواني، نا أبو بكر محمد بن جعفر العسكري، نا يوسف بن أحمد بن الحكم النصري ـ قدم علينا مجتازاً ـ، نا عبد الله بن مسلمة، نا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ نَافِعٍ قال: سألت ابن عمر عَنْ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم ((اللَّهُمَّ بَارِكْ لأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا)) ، فقال: "في طلب العلم والصف الأول".
وفي إسناده محمد بن جعفر العسكري، ذكره الخطيب ولم يحكِ فيه جرحاً ولا تعديلاً. تاريخ بغداد (2/146) .
وحديث صخر الغامدي هذا أخرجه من غير طريق مالك ابن أبي شيبة (6/534) ، وأحمد (3/417، 431) ، وعلي
ابن الجعد في "مسنده" (ص256) ، وأبو داود (3/35) كتاب الجهاد، باب في الابتكار في السفر عن سعيد بن منصور، والترمذي (3/517) كتاب البيوع، باب ما جاء في التبكير بالتجارة عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي، وابن ماجه (2/752) كتاب التجارات، باب ما يرجى من البركة في البكور، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شيبة، وابن حبان (11/62) من طريق قتيبة، كلهم عن هشيم به، وفيه: "وكان صخر رجلاً تاجراً، وكان يبعث تجارته من أول النهار فأثرى، وكثر ماله".
قال الترمذي: "حديث صخر الغامدي حديث حسن، ولا نعرف لصخر الْغَامِدِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم غير هذا الحديث".
وأخرجه علي بن الجعد في "مسنده" (ص256) ، والطيالسي (ص175) ، والدارمي (2/283) عن سعيد بن عامر، وأحمد (3/431) عن محمد بن جعفر، والنسائي في "الكبرى" (5/258) من طريق خالد، وابن حبان (11/63) من طريق قتيبة، كلهم عن شعبة، عن يعلى به.
وفي إسناده عمارة بن حديد، وهو مجهول، ووثقه العجلي، وذكره ابن حبان في "الثقات".
وقد حسن الحديث الترمذي ـ كما تقدم ـ، وصححه ابن حبان، وضعفه ابن القطان، وابن الجوزي.
وقال أبو حاتم: "لا أعلم في ((اللَّهُمَّ بَارِكْ لأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا)) حديثاً صحيحاً". العلل (2/268) .
قلت: لعله يعني كل حديث بمفرده، وإلا فللحديث شواهد كثيرة عن جم غفير من الصحابة ـ وإن لم يخلُ كل منها من ضعف، إلا أنها بمجموعها تكتسب قوة ـ، وقد اعتنى الحافظ المنذري بجمع طرقه فبلغ نحوا ً من عشرين صحابيًّا، فلذلك ذكره الكتاني في "نظم المتناثر".
وقال الحافظ ابن حجر: "منها ما يصح، ومنها ما لا يصح، وفيها الحسن والضعيف".
وحسّنه أبو إسحاق الحويني أيضاً.
انظر شواهد هذا الحديث في التلخيص الحبير (4/97) ، ومجمع الزائد (1/132) ، (4/61-62) ، و (8/194) ، ومصباح الزجاجة (3/28) ، والمقاصد الحسنة (ص90) ، وفوائد أبي عمرو السمرقندي (ص225-2230) .
والحديث سيورده المصنف في (ل160/ب) .(2/598)
530 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ(2/600)
إِبْرَاهِيمَ
المَوْصِليّ (1) قَالَ: كنتُ بالشَّمَّاسِيّة (2) والمأمونُ يَجْرِي فِي الْحَلَبَةِ (3) ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ ليحيى
ابن أَكْثَمَ -وَهُوَ يَنْظُرُ إِلَى كَثْرَةِ النَّاسِ-: أَمَا تَرَى، أَمَا تَرَى؟ ثم قال (4) : حدثنا يوسفُ
ابن
_________
(1) هو أحمد بن إبراهيم بن خالد، أبو علي الموصلي، نزيل بغداد، وثقه ابن معين، وذكره ابن حبان في "الثقات".
وقال الذهبي: "وثّق"، وقال ابن حجر: "صدوق". مات سنة ست وثلاثين ومائتين.
الثقات لابن حبان (8/26) ، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين (ص42) ، وتهذيب الكمال (1/245-246) ، والكاشف (1/189) ، والتهذيب (1/8) ، والتقريب (77/ت1) .
(2) الشمّاسية ـ بفتح أوله وتشديد ثانيه، ثم سين مهملة ـ منسوبة إلى بعض شماسي النصارى، وهي مجاورة لدار الروم التي في أعلى مدينة بغداد، وإليها ينسب باب الشماسية، وهي أعلى من الرصافة. معجم البدان (3/361) .
(3) الحلْبة – بالتسكين – خيل تجمع للسباق من كل أوب لا تخرج من موضع واحد، ولكن من كل حي.
اللسان (1/332 ـ مادة "حلب") .
(4) القائل هو أحمد بن إبراهيم الموصلي كما أفادت الرواية الآتية، ولكن وقع عند البيهقي في "شعب الإيمان" ما يفيد بأن القائل هو المأمون حيث جاء عنده: قَالَ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَوْصِلِيُّ: كنا عند المأمون، فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أمير المؤمنين، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: فذكر الحديث ... قال: فصاح به المأمون: اسكت، أنا أعلم بالحديث منك، حدثنيه يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ الصَّفَّارُ، عَنْ ثابت، عن أنس، فذكره.
قلت: ويمكن الجمع بأن أحمد بن إبراهيم الموصلي سمعه من يوسف بن عطية ـ بدون واسطة ـ، ومن المأمون أيضاً.(2/601)
عَطيّة (1)
، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ أنَّ النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((الخلقُ كُلُّهم عِيالُ اللَّهِ عزَّ وجلَّ، فأَحَبُّ خلقِه إِلَيْهِ أنفعُهم لعِيالِه)) (2)
_________
(1) هو يوسف بن عطية بن ثابت الصفّار، أبو سهل البصري، مجمع على ضعفه، وهو متروك الحديث منكره.
قال أبو حاتم والبخاري: "منكر الحديث"، وقال ابن معين وأبو داود: "ليس بشيء"، وقال النسائي: "متروك الحديث، ليس بثقة"، وقال أبو زرعة والدارقطني: "ضعيف الحديث"، وقال الذهبي: "مجمع على ضعفه".
تاريخ ابن معين (4/209 ـ الدوري ـ) ، وأحوال الرجال (ص118) ، والتاريخ الكبير (8/387) ، والتاريخ الصغير
(2/223) ، وسؤالات الآجري (ص259) ، والضعفاء والمتروكين للنسائي (ص106) ، والضعفاء للعقيلي (4/455) ، والجرح والتعديل (9/226) ، والكامل لابن عدي (7/152-153) ، والمجروحين (3/134) ، وسؤالات البرقاني
(ص73) ، والميزان (4/468) ، والتهذيب (11/367) ، والتقريب (611/ت7873) .
(2) إسناده ضعيف جدًا من أجل يوسف بن عطية الصفار، وهو متروك.
أخرجه الأبهري في "فوائده" (ص18-19) بهذا الإسناد والمتن.
وأخرجه البزار (2/398/ح1949 ـ كشف الأستار ـ) ، وأبو يعلى (6/65، 106، 194/ح3315، 3370، 3478) ، والحارث بن أبي أسامة (2/857/ح911 ـ بغية الباحث ـ) ، والطبراني في "مكارم الأخلاق" (ح87) ، وابن عدي في "الكامل" (7/153-154) ، وابن أبي الدنيا في "قضاء الحوائج" (ص36/ح24) ، والبيهقي في "شعب الإيمان"
(6/42-43/ح7446، 7447) ، والعسكري في "الأمثال" ـ كما في "المقاصد الحسنة (ص201) ـ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (ح1306) كلهم من طريق يوسف بن عطية به.
قال النووي -كما في كشف الخفا (1/457) : "هو حديث ضعيف؛ لأن فيه يوسف بن عطية، ضعيف باتفاق الأئمة".
وأورده الحافظ الذهبي في "الميزان" ضمن مناكيره.
وقال الهيثمي: "رواه أبو يعلى، والبزار، وفيه يوسف بن عطية الصفار، وهو متروك". مجمع الزوائد (8/191) .
ويروى الحديث أيضاً عن ابن مسعود وأبي هريرة.
أما حديث أبي هريرة فأخرجه الديلمي (2/ق137 ـ زهر الفردوس ـ) من طريق بشر بن رافع، عن يحيى
ابن أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عنه بلفظ: "الخلق كلهم عيال الله، وتحت كنفه، فأحب الخلق إلى الله من أحسن إلى عياله، وأبغض الخلق إلى الله من ضنّ على عياله".
وفي إسناده بشر بن رافع، وهو ضعيف وقد تفرد به.
قال ابن معين: "حدّث بمناكير". قال أحمد: "ضعيف". وقال البخاري: "لا يتابع على حديثه". وقال النسائي: "ليس بالقوي".
وقال ابن حبان: "يروي عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ أشياء موضوعة، يعرفها من لم يكن الحديث صناعته، كأن كان المتعمد لها". المجروحين (1/188) .
وحديث ابن مسعود أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (10/86/ح10033) ، وفي "المعجم الأوسط" (5/356) ، وابن حبان في "المجروحين" (2/238) ، وابن عدي في "الكامل" (6/341) ، والهيثم بن كليب في "مسنده" (2/419) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (6/43-44/ح7448، و7449) ، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (1/102) ، وفي "الترغيب والترهيب" (رقم138) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (6/333) ، ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (2/519) ، من طريق موسى بن عمير، عن الحكم، عن إبراهيم، عن الأسود بن يزيد، عنه به.
وفي إسناده موسى بن عمير، وهو القرشي، وقد تقدم أنه متروك، راجع ترجمته في الرواية رقم (121) .
قال أبو نعيم: غريب من حديث الحكم، لم يروِه عنه إلا موسى بن عمير".
وقال ابن الجوزي: "هذا حديث لا يصح".
قلت: وله طريق آخر أخرجه ابن عدي في "الكامل" (5/162) من طريق عثمان بن عبد الرحمن القرشي، عن حماد
ابن أبي سليمان، عن شقيق، عنه بلفظ: "الخلق عيال الله، فأحب عياله ألطفهم بأهله".
وإسناده ضعيف من أجل عثمان بن عبد الرحمن القرشي، قال عنه أبو حاتم: "ليس بالقوي، يكتب حديثه ولا يحتج به".
وقال ابن عدي: "منكر الحديث"، وقال: "وهذه الأحاديث لعثمان التي ذكرتها عامتها لا يوافقه عليها الثقات، وله غير ما ذكرت، عامة ما يرويه مناكير، إما إسنادًا، وإما متناً".
وقال ابن حجر المكي في "الفتاوى الحديثية" ـ كما في "كشف الخفا (2/458) ـ: "ورد من طرق كلها ضعيفة".
وسيورد المصنف هذا الحديث في الرواية (رقم 940) بهذا الإسناد نفسه.(2/602)
531 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ(2/603)
إبراهيم (1) وشُجاع ابن مَخْلَد (2) قَالا: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ نَحْوَهُ (3) .
532 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا عبد الله، حدثنا عبيد الله بْنُ عُمَرَ القوَارِيْريّ، حَدَّثَنَا حَرَميّ بْنُ عُمارة (4)
، حَدَّثَنَا شُعبة، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعيب (5) ، عَنْ أَبِيهِ (6) ، عَنْ جَدِّهِ (7) ((أنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
_________
(1) هو الموصلي.
(2) الفلاس، أبو الفضل البغوي، وثقه الأئمة: ابن معين، وأحمد، وأبو زرعة.
وقال الحسين بن فهم، وابن قانع: "ثقة ثبت"، وقال الذهبي: "حجة خيّر".
وأما الحافظ ابن حجر فنزّله غير منزلته فقال: "صدوق وهم في حديث واحد، رفعه وهو موقوف؛ فذكره بسببه العقيلي، من العاشرة، مات سنة خمس وثلاثين".
انظر الجرح والتعديل (4/379) ، والثقات لابن حبان (8/313) ، وتاريخ بغداد (9/252) ، وتهذيب الكمال
(12/380) ، والكاشف (1/480) ، والتهذيب (4/274) ، والتقريب (264/ت2748) .
(3) انظر ما قبله.
(4) هو حرمي بن عمارة بن أبي حفصة، العتكي، أبو روح البصري.
قال ابن معين: "صدوق"، وقال أحمد: "كانت فيه غفلة"، وقال ابن حجر: "صدوق يهم، من التاسعة، مات سنة إحدى ومائتين".
تاريخ ابن معين (ص98 ـ رواية الدارمي ـ) ، والضعفاء للعقيلي (1/270) ، واللسان (7/195) ، والتهذيب
(2/204) ، والتقريب (156/ت1178) .
(5) ابن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص، صدوق من الخامسة، مات سنة ثماني عشرة ومائة. التقريب (423/ت5050) .
(6) هو شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص، صدوق ثبت سماعه من جدّه. التقريب (267/ت2806) .
(7) هو عبد الله بن عمرو بن العاص الصحابي الجليل رضي الله عنه.(2/604)
قَالَ لرجلٍ فِي حديثٍ ذَكَره: أنتَ ومالُك لأبيكَ)) (1) .
533 - أخبرنا أحمد، أخبرنا محمد، حدثنا عبد الله، حدثنا عُبيد الله بن عمر والصَّلْت ابن مسعود (2) قالا: أخبرنا حمَّاد بن زيد، عن حبيب بن الشَّهيد، عن الحَسَن (3) قال: ((ثَمَن الجنة: لا إلهَ إِلا اللهُ)) (4) .
534 - أَخْبَرَنَا أحمد، أخبرنا محمد، حدثنا عبد الله، حدثنا الحسن [ل/115ب]
ابن أَبِي إِسْرَائِيلَ النَّهْرَتِيْريّ (5) ، حَدَّثَنَا عِيسَى بنُ يونُس،
_________
(1) إسناده ضعيف من أجل حَرَمِيّ بن عُمارة، وهو صدوق فيه غفلة، أخرجه أبو بكر الأبهري في "فوائده" (20/ح4) بهذا الإسناد واللفظ، وقد تقدم تخريجه في الرواية رقم (261) .
(2) هو الصلت بن مسعود بن طريف الجحدري، أبو بكر أو أبو محمد البصري القاضي، ثقة ربما وهم، كذا قال الحافظ ابن حجر، ولكن قال ابن عدي: "قد اعتبرت حديثه فلم أجد فيه ما يجوز أن أنكره عليه ... وهو عندي لا بأس به".
انظر الكامل (4/82) ، وتهذيب الكمال (13/229-231) ، والتهذيب (4/383) ، والتقريب (277/2950) .
(3) هو ابن أبي الحسن البصري.
(4) إسٍناده صحيح، أخرجه أبو بكر الأبهري في "فوائده" (ص26/رقم10) بهذا الإسناد والمتن.
وأخرجه ابن أبي شيبة (7/199) عن ابن علية ومحمد بن عدي، وابن قتيبة في "تأويل مختلف الحديث" (ص172) عن إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد، عن أبيه، والخطيب في "تاريخ بغداد" (1/270) ، و (4/318) من طريق روح بن عبادة، كلهم عن حبيب بن الشهيد به.
وروي الحديث عن أنس مرفوعاً، أخرجه ابن عدي في "الكامل" (348) من طريق موسى بن إبراهيم، ثنا حماد بن زيد وعلي بن عاصم، عن حميد، عن أنس.
وموسى بن إبراهيم هذا قال عنه ابن عدي: "شيخ مجهول، حدّث بالمناكير عن قوم ثقات، أو من لا بأس به، وهو بيّن الضعف على رواياته وحديثه".
(5) ذكر ابن حبان الحسن بن أبي إسرائيل في "الثقات" ولم ينسبه، وقال: "يروي عن عبد الوهاب بن عطاء وأهل العراق، حدثنا عنه عبدان الجواليقي، مستقيم الحديث". الثقات (8/178) .
ووقع في "معجم الصحابة" لابن قانع (2/139) ، وفي "تهذيب الكمال" (10/171 ـ في ترجمة سالم بن غيلان التجيبي ـ) "الحسن بن إِسْرَائِيلَ النَّهْرَتِيرِيُّ".(2/605)
عَنِ المُعَلَّى بْنِ عِرْفان (1) ، عَنْ شَقِيق
ابن سَلَمة، عَنِ ابنِ مَسْعُودٍ قَالَ: ((كَانَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ علي وَسَلَّمَ إِذَا شرِب مِنَ الإِنَاءِ يتَنَفَّس ثلاثةَ أَنْفَاسٍ، يحمَد اللَّهُ تَعَالَى فِي كلِّ نَفَس، ويشكُرُه فِي آخرهِنَّ)) (2)
_________
(1) هو الأسدي الكوفي، منكر الحديث، متروكه.
قال ابن معين: "ليس بشيء"، وقال البخاري: "منكر الحديث"، وقال أبو زرعة: "منكر، واهي الحديث"، وقال النسائي: "متروك الحديث"، وقال الساجي، والحاكم والنقاش: "حدّث عن أبي وائل بمناكير"، ونسبه ابن عدي إلى الغلو في التشيع.
تاريخ ابن معين (3/277 ـ الدوري ـ) ، والتاريخ الكبير (7/395) ، والضعفاء الصغير (ص110) ، والضعفاء للعقيلي (4/213) ، والجرح والتعديل (8/330) ، وسؤالات البرذعي (ص514) ، والمجروحين (3/16) ، والكامل
لابن عدي (6/369) ، واللسان (6/64) .
(2) إسناده ضعيف جدًّا من أجل المعلى بن عرفان، وهو منكر الحديث، وقد تفرد به.
أخرجه أبو بكر الأبهري في "فوائده" (27-28/ح12) بهذا الإسناد والمتن.
وأخرجه البزار (ح2900 ـ كشف الأستار ـ) ، والعقيلي في "الضعفاء" (4/213) ، والطبراني في "المعجم الكبير"
(10/205) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (ص471) ، والهيثم بن كليب في "مسنده" (2/79-80) من طرق عن عيسى بن يونس به، واختصر البزار بذكر التنفس ثلاثاً، دون ذكر التحميد والشكر.
وأخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (9/117) من طريق معلى بن عرفان به.
قال الهيثمي: "فيه المعلى بن عرفان وهو متروك". مجمع الزوائد (5/81) .
وقال العقيلي: "وهذا يروى بغير هذا الإسناد بخلاف هذا اللفظ في معناه من طريق صالح".
قلت: وهو حديث أبي هريرة الذي أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (1/465-466) من طريق عتيق
ابن يعقوب، عن عبد العزيز بن محمد الداروردي، عن محمد بن عجلان، عن أبيه، عنه ((أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم كان يشرب في ثلاثة أنفاس، إذا أدنى الإناء إلى فيه سمّى، فإذا أخّره حمد الله، يفعل ذلك ثلاث مرات)) .
قال الطبراني: "لم يروِ هذا الحديث عن ابن عجلان إلا الداروردي، تفرد به عَتِيق بن يعقوب".
وقال الهيثمي: "فيه عَتِيق بن يعقوب، ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح". مجمع الزوائد (5/81) .
وقد حسّن إسناده الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (10/94) .
قلت: وهو حديث ثابت من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، بدون ذكر التحميد، والذكر.
أخرجه البخاري (5/2133) كتاب الأشربة، باب الشرب بنفسين أو ثلاثة، ومسلم (3/1602) كتاب الأشربة، باب كراهة التنفس في نفس الإناء، واستحباب التنفس ثلاثاً خارج الإناء، من طريق عزرة بن ثابت أنه قال: أخبرني ثمامة
ابن عبد الله ـ هو ابن أنس ـ قال: ((إن أنساً يتنَفّس في الإناء مرتين أو ثلاثاً، وزعم أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - كان يتنَفَّس ثلاثاً)) .
وأخرجه مسلم في الموضع السابق من طريق أبي عصام، عَنْ أَنَسٍ قَالَ ((كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتنفّس في الشراب ثلاثاً، ويقول: "إنه أروى، وأبرأ وأمرأ"، قال أنس: فأنا أتنفس في الشراب ثلاثاً)) .(2/606)
535 - أخبرنا أحمد، أخبرنا محمد (1) ، حدثنا محمد بن الحُسَين الأُشْنانيّ (2) ،
حدثنا إسماعيل بن موسى الفَزَاريّ ابن بنتِ السُّدِّيّ (3) ، حدثنا عاصم بن حُميد أو رجلٌ،
عن عاصم بن حُميد الحنَّاط (4) ،
_________
(1) هو أبو بكر الأبهري.
(2) هو مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ حَفْصٍ، أبو جعفر الخثعمي الكوفي، ولد سنة إحدى وعشرين ومائتين.
قال الدارقطني: "ثقة مأمون". وقال الذهبي: "الإمام الحجة المحدّث".
مات سنة خمس عشرة وثلاثمائة.
سؤالات السهمي (رقم15) ، وتاريخ بغداد (2/234-235) ، وسيرأعلام النبلاء (14/529) .
(3) أبو محمد أو أبو إسحاق الكوفي، صدوق يخطئ، ورمي بالرفض، مات سنة خمس وأربعين ومائتين.
انظر التاريخ الكبير (1/373) ، والجرح والتعديل (2/196) ، والكامل لابن عدي (1/325) ، والثقات لابن حبان
(8/104) ، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/122) ، وتهذيب الكمال (3/211) ، والكاشف (1/250) ، والتهذيب (1/292) ، والتقريب (110/ت492) .
(4) هو عاصم بن حميد الحنّاط الكوفي، وثقه أبو زرعة، وقال أبو حاتم: "شيخ".
وقال أبو نعيم: "ما كان بالكوفة ممن يتشيع أوثق من من عاصم بن حميد الحناط"، وقال الحافظ ابن حجر: "صدوق من السابعة".
الجرح والتعديل (6/342) ، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين (ص149) ، وتهذيب الكمال (13/482) ، والتهذيب
(5/37) ، والتقريب (285/ت3057) .(2/607)
عن ثابت بن أبي صَفِيَّة أبي حمزة الثُّمَاليّ (1)
، عن عبد الرحمن
ابن جُندُب (2) ، عن كُمَيل بن زياد النَّخَعيّ قال: ((أخذ علي بن أبي طالب رضي الله عنه بيدي فأخرجني إلى ناحية الجَبَّان (3) ، فلما أَصْحَر (4) جَلَس، ثم تَنَفَّس ثم قال: يا كميل
ابن زِيَاد، القلوب أَوْعِية (5) ، خيرُها أَوْعَاها، احفَظْ عَنِّي ما أقول لك: النَّاس ثلاثةٌ؛
_________
(1) في المخطوط تصحف إلى "اليماني" والتصويب من مصادر الترجمة والتخريج.
وهو ثابت بن أبي صفية الثُّمالي ـ بضم المثلثة ـ أبو حمزة، واسم أبيه دينار، وقيل سعيد، الكوفي.
ضعفه ابن معين، وأحمد، والنسائي جدًّا، وقال أبو حاتم، وأبو زرعة: "لين"، وزاد أبو حاتم: "يكتب حديثه ولا يحتج به".
وقال الجوزجاني: "واهي الحديث"، وتركه حفص بن غياث، وقال الدارقطني: "متروك"، وقال ابن عدي: "وضعفه بيّن على رواياته، وهو إلى الضعف أقرب"، وقال الحافظ ابن حجر: "ضعيف رافضي".
الطبقات لابن سعد (6/364) ، والعلل لأحمد (3/96) ، أحوال الرجال (ص70) ، والضعفاء والمتروكين للنسائي
(ص27) ، والضعفاء للعقيلي (1/172) ، والمجروحين (1/206) ، والكامل لابن عدي (2/93) ، وسؤالات البرقاني (ص19) ، وتهذيب الكمال (4/385) ، والكاشف (1/282) ، والتهذيب (2/7) ، والتقريب (132/ت818) .
والثُّمالي: نسبة إلى ثُمالة، بطن من الأزد. اللباب (1/241) .
(2) ذكره البخاري وسكت عنه، وذكره ابن حبان في "الثقات".
وقال الذهبي: "مجهول".
التاريخ الكبير (5/268) ، والثقات (7/69) ، واللسان (3/408) .
(3) الجبان في الأصل الصحراء، وأهل الكوفة يسمون المقابر جبانة، كما يسميها أهل البصرة المقبرة.
معجم البلدان (2/99-100) ، ومراصد الاطلاع (1/310) .
(4) عند الخطيب والمزي "أصحرنا".
(5) في رواية المزي "أربعة" بدل "أوعية".(2/608)
فعالمٌ ربَّانِيٌّ، ومُتعلِّم على سبيل النَّجاة، وهَمَجٌ رِعاعٌ أتباعُ كلِّ نَاعِقٍ، يَمِيْلون مع كلِّ رِيحٍ، لم يَسْتضِيئُوا بنُور العلم، ولم يَلْجَأُوا إلى رُكن وَثِيقٍ، العلم خيرٌ من المال، العلم يحرُسُك وأنت تحرُس المال، والعلم (1) يَزْكُو على العمل والمال تنقُصه النَّفَقة (2) ، وصُحبة (3) العالم دين يُدَانُ به، تُكْسِبه (4) الطَّاعةَ في حياته وحميدَ (5) الأُحْدُوثة بعد وفاتِه، وصَنِيعة المال تَزُولُ بزَوَالِه، مات خُزَّان [ل/116أ] الأموال وهم أحياءٌ، والعلماء باقُون ما بقِيَ الدَّهرُ، أعيانُهم مفقودة وأمثالُهم في القلوب موجودةٌ، هَاهْ، إنَّ ههُنَا ـ وأشار إلى صدره ـ علما لو أصبتَ حَمَلةً (6) بل أصبتَ لَقِناً (7) لأهل الحق لا بصيرةَ له في حياتِه (8)
_________
(1) في المخطوط بدون واو العطف، استدركته من فوائد أبي بكر الأبهري.
(2) في رواية الخطيب "العلم حاكم، والمال محكوم عليه"، وعند ابن الشجري "العالم حاكم، والمال محكوم عليه".
(3) هكذا في المخطوط، وفي "فوائد الأبهري" "ومحبة العالم"، وكذا عند أبي نعيم، والمزي، والكلمتان متلازمتا المعنى.
(4) في "فوائد الأبهري" "يكسبه" بالياء.
(5) هكذا في المخطوط، وفي فوائد الأبهري "جميل".
(6) في فوائد الأبهري "حمله".
(7) زاد أبو نعيم، والخطيب، والذهبي: "غير مأمون عليه يستعمل آلة الدين للدنيا، يستظهر بحجج الله على كتابه"، وعند الخطيب والذهبي: "وبنعمه على عباده"، وعند الذهبي: "منقاداً لأهل الحق ... ".
(8) عند الخطيب: "إحيائه".(2/609)
يَقْتَدِح الشَّكُّ في قلبه بأوّلِ عارضٍ من شُبْهة، لا ذا ولا ذا (1)
، فمن مَنْهوم باللَّذَّة (2) سلِسِ القِيَاد للشَّهَوات، أو مُغْرًى بجمع الأموال والادِّخار، لَيْسَا (3) من دُعاة الدين، أقرب شَبَهًا بهما الأنعامُ السَّائِمة، كذلك يموتُ العلم بموت حامِليه، اللهمَّ بَلَى، لن تخلُوَ الأرض مِنْ قائِمٍ بحُجّةٍ (4) لِكَيْلاَ تَبْطُلَ حُجَجُ الله عزَّ وجلَّ وبَيِّناتُه، أولئك الأَقَلُّون عَدَداً، الأَعْظَمون عند الله قدرا، بهم يدفع الله عزَّ وجلَّ عن حُجَجه حتَّى يردُّوها إلى نُظرائِهم ويزرَعُوها (5) في قلوب أَشْباهِهم، هجم بهم العلمُ على حقيقة الأمر فاستلانوا ما استَوْعَر منه المُتْرَفون، وأنِسوا مما (6) استَوْحَش منه الجاهلون، صَحِبوا (7) الدنيا بأبدانٍ أرواحُها معلَّقةٌ بالمحلِّ الأعلى، أولئك خُلَفاء الله عزَّ وجلَّ في بلاده، والدُّعاةُ إلى دينِه، هاه هاه (8) شَوْقاً إلى رُؤيتِهم، وأستغفر الله لي ولك، إذا شِئْتَ فقُمْ)) (9)
_________
(1) عند الذهبي: "اللهم لا ذا ولا ذا"، وعند الخطيب: " ... ولا ذاك"..
(2) عند الخطيب: "أو منهوماً باللذات".
(3) عند الخطيب "ليس" بدون ألف الاثنين.
(4) عند الخطيب والمزي: "من قائم لله بحججه".
(5) في المخطوط: "يزرعونها"، والمثبت من "فوائد الأبهري" وغيره.
(6) في المخطوط "وأنسوا منه ما"، والمثبت من "فوائد الأبهري".
(7) عند الخطيب "صاحبوا".
(8) في المخطوط "هاهاه"، والمثبت من "فوائد الأبهري" و"تذكرة الحفاظ".
(9) إسناده ضعيف جدًّا فيه:
- إسماعيل بن موسى الفزاري، وتقدم ما فيه.
- والثمالي ضعيف رافضي، كما تقدم.
- وعبد الرحمن بن جندب مجهول.
والأثر أخرجه أبو بكر الأبهري في "فوائده" (ص32-34/رقم16) ، ومن طريقه ابن الشجري في "الأمالي" (1/66) بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (1/79-80) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (24/220-222) ، والذهبي في "تذكرة الحفاظ" (1/11) من طريق محمد بن الحسين الخثعمي به.
وأخرجه أبو نعيم في المصدر السابق، ومن طريقه أبو بكر الخطيب في "الفقيه والمتفقه" (1/182-183) من طريق
أبي نعيم ضِرَار بن صُرَد، عن عاصم بن حُميد به.
ويروى من وجه آخر عن كميل بإسناد واهٍ، أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (6/379) .
قال الخطيب بعد إيراده لهذا الأثر في "الفقيه والمتفقه" (1/184) : "هذا الحديث من أحسن الأحاديث معنى، وأشرفها لفظاً، وتقسيم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب الناس في أوله تقسيم في غاية الصحة، ونهاية السداد، لأن الإنسان لا يخلو من أحد الأقسام الثلاثة التي ذكرها مع كمال العقل، وإزاحة العلل، إما أن يكون عالماً، أو متعلِّماً، أو مُغفَّلاً للعلم وطلبه، ليس بعالم، ولا طالب له".(2/610)
536 - أخبرنا أحمد، أخبرنا محمد، حدثنا محمد، حدثنا أبو كُرَيب، [ل/116ب] حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْر، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((إنَّ اللَّهَ لا يقبِض العلمَ انْتزاعاً يَنتَزِعه مِنَ النَّاس، وَلَكِنْ يقبِض الْعِلْمَ بقَبْض الْعُلَمَاءِ، حتَّى إِذَا لَمْ يَبْقَ عالمٌ اتَّخَذَ النَّاسُ رؤوساً جُهَّالاً فسُئِلوا فأفتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فضلُّوا وأضلُّوا)) (1) .
537 - قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبُو كُريب، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الرحمن (2) ، حدثنا
_________
(1) إسناده صحيح، أخرجه الأبهري في "فوائده" بهذا الإسناد واللفظ، وقد تقدم برقم (9) من طريق هشام به.
وسيرد في الرواية رقم (828) من طريق هشام بن عروة به.
(2) هو ابن أبي ليلى القاضي.(2/611)
عيسى
ابن مُخْتَارٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيلى (1) ، عَنْ أَبِي الزُّبَير، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم قَالَ:
((ابدَأْ بِمَنْ تَعُول)) (2)
_________
(1) هو محمد بن عبد الرحمن بن أَبِي لَيْلَى.
(2) إسناده حسن، فيه:
- محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وهو صدوق سيّئ الحفظ جدًّا، ولكن تابعه غير واحد من أصحاب أبي الزبير.
- وأما أبو الزبير ـ وهو مدلس ـ فقد وقع التصريح منه بالسماع في بعض طرق الحديث، وبه انتفت آفة تدليسه.
أخرج الحديث أبو بكر الأبهري في "فوائده" (ص41/ح25) بهذا الإسناد واللفظ.
وأخرجه مسلم (2/692) كتاب الزكاة، باب الابتداء في النفقة بالنفس، ثم أهله ثم القرابة من طريق الليث بن سعد وأيوب، وابن خزيمة (4/102) ، من طريق أيوب، وابن حبان (8/134) من طريق ابن جريج، كلهم عن أبي الزبير بلفظ: ((أعتق رجل من بني عذرة عبداً له عن دُبر، فبلغ ذلك رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، فقال: ألك مال غيره؟ فقال: لا، فقال: من يشتريه مني؟ فاشتراه نعيم بن عبد الله العدوي بثمانمائة درهم، فجاء بِهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، فدفعها إليه، ثم قال: "ابدأ بنفسك، فتصدق عليها، فإن فضل شيء فلأهلك، فإن فضل عن أهلك شيء فلذي قرابتك، فإن فضل عن ذي قرابتك فهكذا وهكذا، يقول: فبين يديك، وعن يمينك، وعن شمالك")) . واللفظ لليث.، وقد صرح كل من ابن جريج وأبي الزبير عند ابن حبان بالسماع.
وأخرجه عبد بن حميد (ص309) من طريق عطاء عن جابر نحوه.
فتابع عطاء أبا الزبير على هذا الحديث.
وله شاهد من حديث أبي هريرة، أخرجه البخاري (2/518) كتاب الزكاة، باب لا صدقة إلا عن ظهر غنى ... إلخ، و (5/2048) كتاب النفقات، باب وجوب النفقة على الأهل والعيال، من طريق سعيد بن المسيب، ومسلم (2/721) كتاب الزكاة، باب كراهية المسألة للناس من طريق قيس بن أبي حازم، كلاهما عنه بلفظ: ((خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى، وابدأ بمن تعول)) . واللفظ للبخاري.
وأخرجه البخاري (5/2048) كتاب النفقات، باب وجوب النفقة على الأهل والعيال، من طريق أبي صالح عنه نحوه، وفيه: ((واليد الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى)) .
وفي الباب عن أبي أمامة، وحكيم بن حزام وغيرهما.(2/612)
538 - قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبُو كُريب، حَدَّثَنَا قَبِيصة (1) ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ (2) ، عَنِ الأَعْمَشِ،
عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ قَبْلَ مَوْتِهِ بِثَلاثَةِ أَيَّامٍ: ((لا يموتَنَّ أحدُكم إلاَّ وَهُوَ يُحْسِن الظَّنَّ بِاللَّهِ عزَّ وجلَّ)) (3)
_________
(1) هو قبيصة بن عقبة بن محمد بن سفيان السُّوَائي ـ بضم المهملة وتخفيف الواو ـ أبو عامر الكوفي، وثقه الأئمة؛
ابن معين، وأحمد، والعجلي، وأبو يعلى الخليلي، وابن حبان، إلا أنهم تكلموا في حديثه عن الثوري، وعلّلوا ذلك بأنه كان يسمع منه صغيراً، فكثرت مخالفاته، ولكن البخاري أكثر عنه، عن سفيان في صحيحه.
أما الحافظ ابن حجر فقال: "صدوق ربما خالف، من التاسعة، مات سنة خمس عشرة ومائتين على الصحيح".
الجرح والتعديل (7/127) ، ومعرفة الثقات للعجلي (2/214) ، والثقات لابن حبان (9/21) ، والإرشاد (2/572) ، والتعديل والتجريح (3/1067) ، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين (ص193) ، وتاريخ بغداد (12/474) ، والتهذيب (8/312) ، والتقريب (453/ت5513) .
(2) هو الثوري.
(3) إسناده حسن، أخرجه الأبهري في "فوائده" (ص58/ح54) بهذا الإسناد واللفظ.
أما قبيصة فقد تابعه غير واحد من أصحاب الثوري وهم:
- عبد الرحمن بن مهدي، أخرج حديثه مسلم (4/2206) كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب الأمر بحسن الظن بالله عند الموت، عن أبي بكر بن نافع، عنه به.
- ويحيى بن آدم، أخرج حديثه أحمد (3/293) .
- وعبد الرزاق بن همام الصنعاني، أخرجه أحمد (3/330) عنه به.
- ومحمد بن كثير العبدي، أخرج حديثه ابن حبان (2/403) .
- وحصين بن حفص الأصبهاني، أخرج حديثه تمام الرازي في "فوائده" (1/245) .
ووافق سفيانَ عليه جريرُ بن عبد الحميد، وأبو معاوية، وعيسى بن يونس، أخرج حديثهم مسلم (4/2205-2206) كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب الأمر بحسن الظن بالله عند الموت.
كما وافق أبا سفيان عليه أبو الزبير، أخرج حديثَه مسلم في الموضع السابق.
فالحديث صحيح ثابت، ولا أثر لكلامهم على رواية قبيصة عن الثوري، ولا على حديث أبي سفيان عن جابر، لأن كلاًّ منهما قد توبع، والله أعلم.(2/613)
539 - قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو كُريب، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا (1) ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حُميد (2) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ [عَنْ عَائِشَةَ] (3) ((أنَّ رسولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يأكُل الرُّطَب بالبِطِّيخ)) (4) .
540 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ
_________
(1) هو ابن عدي بن الصلت التيمي.
(2) هو ابن عبد الرحمن الرؤاسي.
(3) ما بين المعقوفتين ساقط من المخطوط، استدركته من "فوائد الأبهري"، و"السنن الكبرى" للنسائي.
(4) إسناده صحيح، أخرجه أبو بكر الأبهري في "فوائده" (59/ح57) بهذا الإسناد واللفظ.
وأخرجه النسائي في "السنن الكبرى" (4/166) من طريق زكريا بن عدي به.
وأخرجه أبو داود (4/310-311/ح3836) كتاب الأطعمة، باب الجمع بين اللونين في الأكل، والترمذي
(3/183/ح1904) كتاب الأطعمة، باب ما جاء في أكل البطيخ بالرطب، وابن حبان في "الثقات" (9/7 -ترجمة الفضل بن سخيت ـ) من طريق هشام بن عروة به.
وزاد أبو داود: ((نكسر حرّ هذا ببرد هذا، وبرد هذا بحرّ هذا)) .
وقال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب، رواه بعضهم عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، وقد روى يزيد بن هارون عن عروة، عن عائشة هذا الحديث".
قلت: وممن رواه مرسلاً داود الطائي، أخرج حديثه النسائي في "السنن الكبرى" (4/166) عن أحمد بن يحيى، عن إسحاق بن منصور، عنه به.
وله شاهد صحيح من حديث أنس، أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (5/112) من طريق جرير بن حازم، عن حميد، عنه ((أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم كان يجمع بين البطيخ والرطب)) .
وعزاه الحافظ ابن حجر إلى النسائي في "السنن الكبرى" وقال: "بسند صحيح".(2/614)
مُوسَى (1) ، حَدَّثَنَا الحَسَن بْنُ الْقَاسِمِ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ بكَّار (2)
، عَنْ خَالِدِ بْنِ الطُّفَيل (3) ، عَنِ ابْنِ عمران
ابن حُصَيْنٍ (4) ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((النَّظَر إِلَى عليٍّ
رَضِيَ الله
_________
(1) هو ابن بنت السدي.
(2) وقع في المخطوط "بكار بن العباس"، وكذا في "فوائد الأبهري، والصواب ما أثبته، وهو العباس بن بكّار الضبّي البصري، منكر الحديث، وكذّبه الدارقطني.
قال العقيلي: "الغالب على حديثه الوهم والمناكير"، وقال ابن عدي: "منكر الحديث عن الثقات وغيرهم"، وقال الدارقطني: "بصري كذّاب"، وقال ابن القيّم: "لا يحتج به".
الضعفاء للعقيلي (3/363) ، والكامل لابن عدي (5/5) ، والضعفاء والمتروكون (رقم424) ، والعلل المتناهية
(1/235) ، والمنار المنيف (ص146) ، واللسان (3/237) ، والكشف الحثيث (ص147) .
(3) هكذا في المخطوط "خالد بن الطفيل"، وكذا في "فوائد الأبهري".
ولعله وقع التصحيف من الأبهري، أو ممن قبله حيث إنني لم أجد راوياً بهذا الاسم، ولعل الصواب خالد بن طُلَيق، وهو خالد بن طليق بن محمد بن عمران بن حصين الخزاعي، قاضي البصرة، ذكره البخاري، وابن أبي حاتم وسكتا عنه.
وقال الدارقطني: "ليس بالقوي"، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: "من أهل الشام"، وقال الساجي: "صدوق يهم".
التاريخ الكبير (3/156) ، والجرح والتعديل (3/337) ، والثقات لابن حبان (6/258) ، والضعفاء والمتروكون
(ص246) ، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/246) ، واللسان (2/379) .
(4) هو طُلَيْق بن محمد بن عمران بن الحصين الخزاعي، ذكر ابن أبي حاتم أنه روى عن عمران، وذكره البخاري فقال: "طُلَيق بن عمران" بدون "محمد" بينهما، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال البرقاني: "قلت له ـ يعني الدارقطني ـ: طليق بن محمد عن عمران بن حصين؟ فقال: مرسل، وطليق لا يحتج به، ليس حديثه نيِّراً".
وقال الذهبي: "وُثِّق"، وقال ابن حجر: "مقبول".
الجرح والتعديل (4/499) ، والثقات لابن حبان (4/396) ، وسؤالات البرقاني (ص38) ، والكاشف (1/516) ، وتهذيب الكمال (13/461) ، والتهذيب (5/31) ، والتقريب (284/ت3046) .(2/615)
عَنْهُ عِبادةٌ)) (1) .
541 - أخبرنا أحمد، أخبرنا محمد، [حدثنا محمد] (2) ، حدثنا محمد بن علي بن [ل/117أ] شقيق (3) قال: سمعت أبي يقول: حدثنا أبو
_________
(1) إسناده واهٍ بمرة، فيه:
- طليق بن محمد بن عمران الخزاعي، لم يوثقه غير ابن حبان والساجي، وقال الحافظ ابن حجر: "مقبول".
- وخالد بن الطفيل لم أجد له ترجمة.
وإن كان خالد بن طليق ـ كما يبدو ـ فلم يوثّقه غير ابن حبان، وقد ضعفه الدارقطني.
- والعباس بن بكّار منكر الحديث، وكذّبه الدارقطني.
- وابن بنت السدي، من غلاة الشيعة.
والحديث أخرجه أبو بكر الأبهري في "فوائده" (ص60/ح58) بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (18/109) من طريق عمران بن خالد بن طليق، والذهبي في "الميزان"
(-في ترجمة هارون بن حاتم الكوفي-) من طريق العباس بن بكار، كلاهما عن خالد بن طليق به، وفيه قصة.
قال الذهبي: "رواه يعقوب الفسوي، وهذا باطل في نقدي".
وتعقبه العلائي فقال: "الحكم عليه بالبطلان فيه بعد، ولكنه كما قال الخطيب: غريب". مختصر استدراك الحافظ الذهبي على المستدرك لابن الملقّن (3/1505-1520) ، وانظر تنزيه الشريعة (1/382-383) .
وقال الهيثمي: "رواه الطبراني، وفيه عمران بن خالد الخزاعي، وهو ضعيف". مجمع الزوائد (9/119) .
وجنح الشوكاني إلى تحسين الحديث بكثرة رواته وطرقه، وقد صرّح الكتاني في "نظم المتناثر" (ص243) بأنه ورد من رواية أحد عشر صحابيًّا بعدة طرق.
قلت: أوردها كلها السيوطي في "اللآلئ المصنوعة" (1/342-346) ، وأكثرها الشوكاني في "الفوائد المجموعة"
(ص359-361) ، كلها بطرق واهية، لا ينتهض بها الحديث، فالصواب أن الحديث لم يثبت، بل هو باطل، قال
ابن الجوزي بعد أن أورد الحديث من طرق عدة: "هذا حديث لا يصح من جميع طرقه". الموضوعات (1/358-363) .
وقد حكم عليه بالوضع أيضا الشيخ الألباني في "ضعيف الجامع" (ص 863ح5992) ، وقبله الشيخ المعلّمي، انظر في تعليقاته على الفوائد المجموعة.
(2) ما بين المعقوفتين ساقط من المخطوط، وهو الأشناني، واستدركته من "فوائد الأبهري"، وقارن بينه، وبين الإسناد التالي.
(3) هو محمد بن علي بن الحسن بن شقيق المروزي.(2/616)
حمزة (1) ، عن جابر (2) عن عبد الله بن نُجيّ (3) قال: سمعتُ عليا رضي الله عنه يقول: ((إذا ادَّعى الرَّجُل أخا أو أختا وأنكره الآخرون (4) ورَّثْتُه من نصيبِ الَّذي ادَّعاه ولم أُوَرِّثْه من نصيبِ الَّذي أنكَرَ (5) ، وإذا مات الذي ادُّعِي ورَّثْتُ الذي ادَّعَاه (6)) ) (7) .
542 - أخبرنا أحمد، أخبرنا محمد، حدثنا محمد، حدثنا محمد قال: سمعت أبي يقول: قال عبد الله (8) : ((كان يُعْجِبُني مجالسةُ سُفيانَ (9) ، إنْ شِئْتُ رأيتُه مصلِّياً (10) ، وإن شِئْتُ رأيتُه
في الزُّهد،
_________
(1) هو محمد بن ميمون المروزي، أبو حمزة السكري.
(2) هو جابر بن يزيد الجعفي، ضعيف رافضي.
ووقع في المخطوط "جابر بن عبد الله"، والتصويب من فوائد "الأبهري".
(3) وقع في المخطوط "جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ يحيى"، وفوق كلمة "عن" ضبة، وبعد كلمة "يحيى" صح، والتصويب من "فوائد الأبهري".
وهو عبد الله بن نُجَيّ ـ بنون وجيم، مصغّر ـ، ابن سلمة الحضرمي الكوفي، أبو لقمان، صدوق، من الثالثة. التقريب (326/ت3664) .
(4) في فوائد الأبهري "الآخر".
(5) في فوائد الأبهري "أنكره".
(6) فيه "ادّعى".
(7) إسناده ضعيف من أجل جابر الجعفي، وهو ضعيف.
أخرجه أبو بكر الأبهري في "فوائده" (ص61/رقم59) بهذا الإسناد مع اختلاف يسير نبّهت عليه.
(8) هو ابن المبارك.
(9) هو الثوري.
(10) يعني الصلاة عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، كما يبيّنه رواية أبي نعيم الآتية.(2/617)
وإن شِئْتُ رأيتُه في غامِض الفقه)) (1) .
543 - أخبرنا أحمد، أخبرنا محمد، حدثنا محمد، حدثنا محمد بن عُبيد المُحَارِبيّ، حدثنا علي بن مُسهِر، عن الأعمش، عن إبراهيم التَّيمِي، عن الحارث بن سُويد، عن عبد الله (2) قال:
((هذا الأمَد (3) ، وهذا الأجَل، وهذا الهرَم، وهذه الحُتُوف شارعةٌ (4) إليه دون الهرَم، فأيُّها سبق إليه أخذه، فإن أخطأتْه جاءه الهرَم حتى يقتلَه)) (5) .
544 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا أَبُو كُريب، حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ بُرَيد بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ أَبِي الحَوْراء قَالَ: ((قِيلَ لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا:
مَا حفِظْتَ عَنِ النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: حفِظتُ مِنْهُ: دَعْ مَا يَرِيبُك إِلَى مَا لا يَرِيبُك؛ فَإِنَّ
_________
(1) إسناده صحيح، أخرجه الأبهري في "فوائده" (ص61/رقم60) بهذا الإسناد واللفظ.
وأخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (6/358) عن أحمد بن إسحاق، عن أبي العباس الحمّال، عن الحسن بن هارون النيسابوري قال: سمعت ابن المبارك يقول: فذكر نحوه، وقال "الورع" مكان "الزهد"، وفي آخره "رأيته غائصًا في الفقه".
وزاد في آخره: "فأما مجلس أتيته فلا أعلم أنهم صلّوا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم حتى قاموا عن شغب ـ يعني مجلس أبي حنيفة وأصحابه ـ".
(2) هو ابن مسعود رضي الله عنه.
(3) هكذا في المخطوط وعليه علامة التصحيح (صح) ، وفي فوائد الأبهري "الأمل" بدلاً منه.
(4) في فوائد الأبهري "سارعة" بالسين المهملة.
(5) إسناده حسن، محمد بن عبيد المحاربي صدوق.
أخرجه أبو بكر الأبهري في فوائده (ص61/رقم (61) بهذا الإسناد.(2/618)
الصِّدقَ طُمأنينةٌ، وَإِنَّ الكذِب رِيْبَةٌ، قَالَ: وتناولتُ تَمْرَةً مِنْ تَمْرِ الصَّدَقة فوضعتُها في فِيَّ [ل/117ب] فَأَدْخَلَ أُصْبُعه فأخرجَها فَأَلْقَاهَا عَلَى التَّمر، فَقِيلَ لَهُ: هَذِهِ التَّمْرَةُ لِهَذَا الصَّبيِّ، فَقَالَ: إِنَّا آلَ محمدٍ لا تَحِلُّ لَنَا الصَّدقة، وَكَانَ يعلِّمنا هَذَا الدُّعاء: اللهمَّ اهْدِني فِيمَنْ هديتَ، وعافِني فِيمَنْ عافيتَ، وتَوَلَّني فِيمَنْ تولَّيتَ، وبارِكْ لِي فِيمَا أعطيتَ، وقِني شرَّ مَا قضيتَ، إِنَّكَ تَقضِي وَلا يُقْضَى عَلَيْكَ، إِنَّهُ لا يذِلّ مَنْ وَالَيتَ، تباركتَ ربَّنا وتعاليتَ)) (1) .
545 - أخبرنا أحمد، أخبرنا محمد، حدثنا محمد، حدثنا محمد ـ يعني ابن علي
ابن شَقيق ـ قال: سمعت أبي يقول: قال عبد الرحمن بن مهدي: ((ولم أرَ أحدا أشدَّ بحثا للرجال من شُعبة، ولم أرَ أحدا أعقلَ من مالك، ولم أرَ أحدا أنصحَ لهذه الأمة من ابن المُبارك)) (2)
_________
(1) إسناده صحيح، أخرجه أبو بكر الأبهري في "فوائده" (ص62/ح62) بهذا الإسناد واللفظ.
وأخرجه كاملاً عبد الرزاق (3/117-118) ـ ومن طريقه الطبراني في "المعجم الكبير" (3/76) ـ عن الحسن
ابن عمارة، وأحمد (1/200) عن يحيى بن سعيد، ومحمد بن جعفر، وابن حبان (2/498-499) من طريق مؤمّل
ابن إسماعيل، أربعتهم عن شعبة به، وفي لفظ ابن حبان اختلاف يسير.
(2) وأخرجه أبو داود (2/253-254/ح 1420) كتاب الصلاة، باب القنوت في الوتر، والترمذي (1/289/ح 463) أبواب الوتر، باب ما جاء في القنوت في الوتر، والنسائي (3/248) كتاب قيام الليل وتطوع النهار، باب الدعاء في الوتر، وابن ماجه (1/ 372/ح 1178) كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب ما جاء في القنوت في الوتر، والطبراني في "المعجم الكبير" (3/75) من طرق عن أبي إسحاق السبيعي، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ به مختصراً على تعليم الدعاء.
قال الترمذي: "هذا حديث حسن، لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث أبي الحوراء ... ولا نعرف عَنِ النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم في القنوت أحسن من هذا".
وأخرجه الدارمي (1/451) من طريق شعبة، وأبي إسحاق، عن بريد به، وليس فيه قوله ((دع ما يريبك ... إلى قوله: وإن الكذب ريبة)) .
وأخرجه الطيالسي (ص163) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (3/76) من طريق عفان، وابن خزيمة (4/59) من طريق يزيد بن زريع، ثلاثتهم عن شعبة به، مختصراً على قصة تمر الصدقة.
وأخرجه الترمذي (4/668) ، والنسائي في "السنن الكبرى" (3/239) ، و (8/327) من طريق ابن إدريس، وزاد الترمذي عن محمد بن جعفر، والدارمي (2/319) من طريق سعيد بن عامر، والحاكم (2/15) من طريق سعيد
ابن عامر وعفان، ويزيد بن زريع، وفي (4/110) من طريق روح بن عبادة، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/335) من طريق الطيالسي، كلهم عن شعبة، والحاكم 02/16) من طريق أبي إسحاق الفزاري، عن الحسن بن عبد الله النخعي، كلاهما ـ شعبة والحسن بن عبد الله النخعي ـ عَنْ بُرَيْدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ به مختصراً على الجزء الأول إلى قوله
((وإن الكذب ريبة)) ، واختصر بعضهم إلى قوله ((إلى ما لا يَرِيبُك)) .
قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح".
وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه".
وأخرجه ابن خزيمة (4/59) من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة به، سوى الدعاء.
() إسناده صحيح، أخرجه الأبهري في "فوائده" (ص63-64/رقم 65) بهذا الإسناد واللفظ.
وأخرج الخطيب في "تاريخ بغداد" (9/262) من طريق عمرو بن عباس الأزدي، عن ابن مهدي نحوه، وقال: "تقشفاً" مكان "بحثاً للرجال".
وأخرجه المصنف في "المشبخة البغدادية" (ل52/ب ـ نسخة آيا صوفيا ـ) من طريق أبي موسى محمد بن المثنى قال: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: "ما رأت عيناي مثل أربعة: ما رأيت أحفظ للحديث من الثوري، ولا أشدَّ تقشّفاً من شعبة، ولا أعقل من مالك بن أنس، ولا أنصح لهذه الأمة من عبد الله بن المبارك".
وذكره المزي في "تهذيب الكمال" (16/17) ، والذهبي في "سير أعلام النبلاء" (7/237) ، وابن حجر في "التهذيب"
(5/336) عن محمد بن المثنى عنه به.
وأخرج أبو نعيم في "حلية الأولياء" (6/359) بإسناده عنه أنه قال: "ما رأيت أعقل من مالك، ولا رأيت أعلم من سفيان".
وأخرج الجزء الثاني منه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (1/27) .
وأورد الجزء الأخير منه ابن الجوزي في "صفة الصفوة" (4/136) .(2/619)
546 - أخبرنا أحمد، أخبرنا عُبيد الله بن عبد الرحمن الزهري قال: قرأتُ في كتاب أبي قال: سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول: ((وُلد أبي سنةَ أربعٍ وستِّين ومائة، وكان يذكر موت المَهْدي (1) وهو غُلامٌ، ومات سنةَ إحدى وأربعين ومِائَتَين)) (2) .
547 - أخبرنا أحمد، أخبرنا عُبيد الله قال: قرأت في كتاب أبي قال: أخبرني.... (3) الدلاَّل (4) قال: قال الأَصْمَعيّ: ((ستةٌ يُضْنِين (5)
_________
(1) هو الخليفة العباسي، تقدمت ترجمته في الرواية رقم (192) ، وأنه مات سنة تسع وستين ومائة.
(2) إسناده صحيح.
أخرجه ابن الجوزي في "مناقب الإمام أحمد" (ص34) من طريق أبي مزاحم الخاقاني، عن عبد الله أنه قال: "سمعت أبي يقول: ولدت شهر ربيع الأول سنة أربع وستين ومائة".
وفي (ص35) من طريق محمد بن العباس النحوي عن عبد الله مثله، وزاد: "قدمت بي أمي حاملاً من خراسان".
وفي (ص496) من طريق الطبراني، عن عبد الله قال: "توفي أبي في يوم الجمعة ضحوة، ودفناه بعد العصر لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول سن إحدى وأربعين".
(3) هنا كلمة لم تتبين قراءتها وصورتها: "الخيا ... ".
(4) لم أتبين من هو، وهناك من اسمه القاسم بن محمد بن حماد الدلال الفارسي، قال الدارقطني: "ضعيف". سؤالات الحاكم (ص132) .
(5) في المخطوط "تضنين" بالتاء، وهو خطأ، ومعناها من الضنى وهو المرض. القاموس المحيط (ص1683) .(2/620)
بل يقتُلْنَ؛ انتظارُ المائدة، ودَمْدَمة الخادم (1) ، والسِّراج المُظلِم، والوَكْفُ (2) من أول الليل إلى آخره، وخلافُ من تُحِبُّه، والنظَر إلى بَخِيل)) (3) . [ل/118أ]
548 - أخبرنا أحمد، أخبرنا عُبيد الله، حدثني أبي عبدُ الرحمن بنُ محمد، حدثنا محمد ابن يزيد المبرِّد النَّحويّ، حدَّثني أبو عثمان المازِنيّ (4) قال: ((سُئِل علي بن موسى الرِّضَا (5) ؛ أيكلِّف الله العبادَ ما لا يُطِيقون؟ قال: هو أَعْدَل من ذلك، قال: فيستطيعون أن يفعَلوا ما يُريدون؟ قال: هم أَعْجَز من ذلك)) (6) .
_________
(1) أي غضبه. القاموس المحيط (ص1432- مادة دمدم -) .
(2) الوَكْف: من وكف البيت بالمطر، ووَكَفت العين بالدمع، وأصل الوكف في اللغة الميل والجَوْر. لسان العرب مادة (وكف) .
(3) انظر غرر الخصائص (ص287) ، وكتاب الثقلاء للعبودي (ص21) .
(4) هو إمام العربية، أبو عثمان بكر بن محمد بن عدي، البصري، صاحب "التصريف".
قال المبرّد: "لم يكن أحد بعد سيبويه أعلم بالنحو من المازني".
وقال القاضي بكّار بن قتيبة: "ما رأيت نحويًّا يشبه الفقهاء إلا حبان بن هلال والمازني".
مات سنة سبع وأربعين ومائتين، وقيل: سنة ثمانٍ. سير أعلام النلاء (9/270-272) .
(5) هو الإمام السيد، أبو الحسن علي الرضا بن موسى الكاظم، بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي بن الحسين الهاشمي، العلوي المدني، وأمه نوبيّة اسمها سكينة، وكان من العلم والدين والسؤدد بمكان، ولد بالمدينة سنة ثمان وأربعين ومائة، ومات بسنداباذ من طوس، لتسع بقين من رمضان سنة ثلاث ومائتين. سير أعلام النبلاء (9/387-393) .
(6) أورده الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (9/391) عن المبرّد به مثله.(2/621)
549 - أخبرنا أحمد، أخبرنا محمد بن عَبْدِ اللَّهِ الأبهَريّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ (1) ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ (2) ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ المُغِيرة، عَنْ ثَابِتٍ (3) ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ:
((لَقَدْ رأيتُ إِبْرَاهِيمَ بنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَكِيد بنَفَسِه (4) بينَ يدَيْ رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فدمعَتْ عينَا رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: تدمَع العينُ
ويحزَن الْقَلْبُ، وَلا نَقُولُ إِلا مَا يُرْضِي ربَّنا عزَّ وجلَّ، واللهِ، إِنَّا بِكَ يَا إبراهيمُ
لَمَحْزونون)) (5) .
550 - سمعت أحمد يقول: سمعت محمد بن عبد الله بن المُطَّلِب بالكوفة يقول: سمعت أبا الحُسَين رجاء بن يحيى الكاتب يقول: سمعت أبا الحسن علي بن محمد بن الرضا (6) بسَرَّ
_________
(1) هو البغوي.
(2) هكذا في المخطوط، وفي فوائد الأبهري "شيبان بن أبي شيبة"، وهو الظاهر؛ لأن البغوي معروف بالرواية عن شيبان
ابن أبي شيبة، وهو شيبان ين فروخ والله أعلم.
(3) هو البناني.
(4) أي يسوق بها، وقيل: معناه يقارب بها الموت. فتح الباري (3/174) .
(5) إسناده صحيح، إن كان البغوي، روى عن عثمان بن أبي شيبة -كما هاهنا-، وحسن إن روى عن شيبان بن أبي شيبة
-كما في "فوائد الأبهري"-.
أخرجه الأبهري في "فوائده" (ص23-24/ح8) بهذا الإسناد واللفظ.
وأخرجه البخاري ـ تعليقا ـ (1/439) كتاب الجنائز، باب قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: إنا بك لمحزونون ... إلخ، ومسلم
(4/1807) كتاب الفضائل، باب رحمته الصبيان والعيال، وتواضعه، وفضل ذلك، من طريق سليمان بن المغيرة بأطول مما هنا.
وأخرجه البخاري في الموضع نفسه من طريق قريش بن حيان، عن ثابت به بأطول منه.
(6) هكذا في المخطوط، ولعل الصواب "علي بن محمد الرضا" وهو الذي تقدم في الرواية رقم (448)(2/622)
من رأَى (1) يقول لرجل من الكُتَّاب: ((أَحسِنْ إلى من أسَاءَ إِلَيْكَ، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَلاَ تُسِئْ إِلَى مَنْ أَحْسَنَ إِلَيْكَ)) (2) .
551 - سمعت أحمد يقول: سمعت محمد بن عبد الله يقول: سمعت [أحمد بن] (3) إسحاق ابن البهلول يقول: سمعت محمد بن زُنْبُور المكي يقول: سمعت أبا بكر بن [ل/118ب] عَيَّاش يقول: ((لا يُفيد تعبُّدُ المفْلِس؛ فإنه إذا اسْتَغْنَى رَجَع)) (4) .
552 - سمعت أحمد يقول: سمعت محمد بن عبد الله الكوفي بها يقول: سمعت محمد
ابن جعفر بن رَمِيس (5) بالقَصْر (6) يقول: سمعت عبد الله
_________
(1) هي مدينة كانت بين بغداد وتكريت على شرقي دجلة.
وفيها لغات: سامراء ممدود، وسامرا مقصور، وسر من رأ مهموز الآخر، وسر من را مقصور الآخر. معجم البلدان (3/173) .
(2) في إسناده أبو الحسين رجاء بن يحيى الكاتب، لم أجد ترجمته، ومحمد بن عبد الله بن المطلب متهم في روايته، والأثر لم أقف عليه عند غير المصنف.
(3) ما بين المعقوفتين ليس في المخطوط، استدركته من مصادر الترجمة؛ ولأن محمد بن عبد الله بن المطلب لم يدرك إسحاق بن بهلول ـ وقد قال فيه: سمعت ـ حيث ولد الأول بعد وفاة الثاني بمدة، ولد سنة سبع وتسعين ومائتين، ومات ابن بهلول سنة اثنتين وخمسين ومائتين.
ثم إن أحمد بن إسحاق بن بهلول ذكر فيمن رَوَوْا عن محمد بن زُنْبُور المكي، وليس أبوه منهم، وانظر أيضاً الرواية رقم (60) .
(4) إسناده كسابقه، فيه محمد بن عبد الله بن المطلب، والأثر لم أجده فيما رجعت إليه من المصادر.
(5) أبو بكر القصري، كان بغداديًّا، ثم نزل القصر وأقام بها إلى أن توفي سنة ست وعشرين وثلاثمائة.
قال الدارقطني: "كان من الثقات".
وقال هو عن نفسه: "بعت صف الحدّادين ببغداد بثلاثة آلاف دينار فأنفقتها كلها على الحديث". تاريخ بغداد (2/139) .
(6) القَصْر هي مدينة على فرات الكوفة، بناها يزيد بن عمر بن هبيرة، فعرفت بقصر ابن هبيرة. معجم البلدان
(4/365) .(2/623)
بن أبي المودَّة الأَنْباريّ بمكة يقول: سمعت بشر بن الحارث (1) يقول: سمعت المعافَى بن عمران (2) يقول: سمعت سفيان الثَّوْريّ يقول: ((رِضَى المُتَجَنِّي غايةٌ لا تُدرَك)) (3) .
553 - سمعت أحمد يقول: سمعت محمد بن عبد الله بالكوفة يقول: سمعت عبد الله
ابن محمد بن عُبيد التَّمِيميّ (4) يقول: سمعت أبا الفَيْض ذا النُّون بن إبراهيم الإِخْمِيميّ بمصر يقول: ((ثلاثةٌ موجودةٌ
_________
(1) هو الحافي.
(2) هو الأزدي.
(3) في إسناده عبد الله بن أبي المودة الأنباري ولم أقف له على ترجمة، وخولف في متنه كما يأتي.
أخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (8/338) ـ ومن طريقه الخطيب في "تاريخ بغداد" (7/69) من طريق أبي العباس أحمد ابن محمد الخزاعي، عن بشر بن الحارث به بلفظ: "إرضاء الخلق غاية لا تدرك"، فخالف الخزاعيُّ عبدَ الله بن أبي المودة.
وأخرج أبو نعيم (6/386) من طريق سليمان الشاذكوني، عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ سفيان الثوري قال: "رضى الناس غاية لا تدرك، وطلب الدنيا غاية لا تدرك".
وأخرج أبو نعيم (9/122-123) من طريق يونس بن عبد الأعلى، والربيع بن سليمان أن الشافعي قال لكل منهما: "رضى الناس غاية لا تدرك، وليس إلى السلامة من سبيل، فعليك بما ينفعك فالزمه"، واللفظ ليونس.
وأخرج البيهقي في "شعب الإيمان" (6/347) من طريق عبد الله بن داود قال: سمعت الأعمش يقول: "جواب الأحمق السكوت عنه"، قال الأعمش: "السكوت جواب، والتغافل يطفئ شرًّا كثيرًا، ورضى المتجنِّي غاية لا تدرك، واستعطاف المحبّ عون للظَّفَر، ومن غَضِبَ على من لا يقدر عليه طال حزنُه".
(4) هو ابن أبي الدنيا.(2/624)
وثلاثةٌ مفقودةٌ؛ العلمُ موجودٌ والعمل فيه مفقودٌ، والحُبّ موجود والصِّدْق فيه مفقودٌ، والعمل موجودٌ والإخلاصُ فيه مفقودٌ)) (1) .
554 - سَمِعْتُ أَحْمَدَ يَقُولُ: سمعت محمد بن عبد الله بْنِ المطَّلِب يَقُولُ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ
ابن عُبيد اللَّهِ (2) التَمَّار، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِين، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ (3) ، حدثنا مَعْمَر (4) ، عن
ابن طاووس (5) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ حَلَف فَقَالَ: إنْ شاءَ اللهُ، لَمْ يَحْنَث)) (6) .
555 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو يَعْقُوبَ يوسف بن أحمد الصَّيْدلانيّ (7) ب
_________
(1) أخرج البيهقي في "شعب الإيمان" (2/292) من طريق عبد الله بن المطّلب، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بن عبيد التميمي من قوله.
وأورده ابن الملقِّن في "طبقات الأولياء" (ص220) عن ذي النون المصري مثله.
(2) هو أحمد بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ التمار الذي تقدم في الرواية رقم (311) ، وهنا نسب إلى جده.
(3) هو ابن همام الصنعاني.
(4) هو ابن راشد الأزدي.
(5) هو عَبْدِ اللَّهِ.
(6) في إسناده أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ التَّمَّارُ، وقد تقدم أنه غير ثقة.
ومحمد بن عبد الله بن المطلب، وقد تقدم ما فيه.
والحديث صحيح تقدم تخريجه في الرواية رقم (377) .
(7) في المخطوط "الصيدناني" وقد سبق في الرواية (127) ، وفيها "الصيدلاني" كما أثبتّ، وسيأتي في الروايات
(567، 568) الصيدناني، وعلى كل حال فهما نسبة إلى شيء واحد سواء، نسبة إلى بيع العقاقير والأدوية.
انظر اللباب (2/253-254) .(2/625)
مكة، حَدَّثَنَا
أَبُو اليَسَع إِسْمَاعِيلُ بْنُ أبي الجَعْد [ل/119أ] المَصِّيْصِيّ (1) ، حدثنا يوسف بن سعيد بن مُسَلَّم (2) قال: سمعت علي بن بَكَّار يقول: سمعت إبراهيم بن أدهَم يقول:
اتّخِذ الله صاحبا وذَرِ الناس جانبَا (3)
556 - سمعت أبا الحَسَن (4) يقول: سمعت يوسف (5) بمكة يقول:
_________
(1) تقدم في الرواية رقم (34) .
(2) هو المصّيصي.
(3) أخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (8/10-11) من طريق يوسف بن سعيد بن مسلم به مثله، وفي أوله: "صحبت إبراهيم بن أدهم، وكثيرا ما كنت أسمعه يقول: يا أخي، ... فذكره.
وأخرج ابن منده في "مسند إبراهيم بن أدهم" (ص48) من طريق العباس بن الوليد قال: بلغني أن إبراهيم بن أدهم دخل على أبي جعفر فقال: ما حالك؟ قال:
نُرَقِّعُ دُنْيَانا بِإِفْسَادِ دِيْنِنَا فَلاَ دِيْنُنَا يَبْقَى ولا مَا نُرَقِّعُ
فقال: اخرج عني، فخرج وهو يقول:
اتَّخِذِ الله صاحِبًا وَدَعِ النَّاسَ جانبًا.
وأورده الذهبي في "سير أعلام البنلاء" (7/392) عن علي بن بكّار قال: "كان إبراهيم من بني عِجْل، كريم الحسب، وإذا حصد ارتجز وقال: ... " فذكر مثله.
وأخرج أبو نعيم في "حلية الأولياء" (10/133) بإسناده عن مجاهد الصوفي من قوله مثله.
وأخرج ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (48/411) ، وفي "تعزية المسلم" (ص52) من طريق أبي سعيد بن الأعرابي، عن سلم بن عبد الله الخراساني قال: سمعت الفضيل بن عياض يقول: "كفى بالله محبًّا، وبالقرآن مؤنسًا، وبالموت واعظًا، اتخذ الله صاحباً، ودع الناس جانبا".
(4) هو العتيقي.
(5) هو الصيدلاني أو الصيدناني.(2/626)
سمعت أبا بكر
ابن واضح (1) يقول: سمعت أبا مسعود أحمد بن الفُرات يقول: ((كان شيوخُنا يذكرون أشياءَ في الحفظ فأجمعوا أنَّه ليس شيءٌ أنفعَ من كَثْرة النَّظَر، وحفظُ اللَّيل غالبٌ (2) على حفظِ النَّهار، هذا أو معنَاه)) (3) .
557 - سمعت أحمد يقول: سمعت أبا يعقوب (4) بمكة يقول: سمعت أبا عبد الله محمد ابن إدريس القَزْوِينيّ يقول: سمعت حَجّاج بن حمزة الخُشَّابي (5) يقول: سمعت حُسَين بن علي الجُعْفيّ يقول: سمعت الأعمش يقول: ((ما رأيتُ أحدا من الفُقَهاء إلا وهو يَتَخَتَّم في يَسارِه)) (6) .
_________
(1) هو محمد بن علي بن العباس بن واضح، أبو بكر الفقيه النسائي، أخو عباس بن علي، سكن بغداد وحدّث بها، وثّقه محمد بن أحمد الصفّار، مات سنة إحدى وثلاثمائة. تاريخ بغداد (3/69) .
(2) في المخطوط "غايب"، والمثبت من مصدر التخريج.
(3) أخرجه الخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي" (2/265) عن أحمد بن أبي جعفر القطيعي - وهو العتيقي – به.
(4) هو الصيدلاني.
(5) هو حجاج بن حمزة بن سويد العجلي الرازي. قال أبو زرعة: "شيخ مسلم صدوق".
وقال علي بن الحسن الهسنجاني: سمعت أخي أبا محمد ـ يعني عبد الله بن الحسن ـ وذكر حجاج بن حمزة فقال: "أعرفه منذ ثلاثين أو أربعين سنة، ما أعرفه إلا يزداد خيرًا". الجرح والتعديل (3/158) .
والخُشّاني: بضم الخاء وتشديد الشين المعجمة، وفي آخرها باء موحدة، نسبة إلى خُشّاب، قرية من قرى الرَّيّ.
انظر اللباب (1/444) ، ومعجم البلدان (2/371) .
(6) في إسناده أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إدريس القزويني، وأبو يعقوب الصيدلاني، لم أجد ترجمتهما، والأثر لم أجد هكذا عن الأعمش، إلا أن أبا بكر بن أبي شيبة ذكر في باب من كان يتختم في يساره جماعة من الصحابة الذين كانوا يتختمون في يسارهم. انظر المصنف (6/196) .(2/627)
558 - أنشدنا أحمد، أنشدنا أبو الحسن محمد بن سفيان بالكوفة، أنشدني الحسن
ابن عبد الله النَّحْويّ:
عليلٌ من مكانَيْنِ
من الإفلاسِ والدَّيْنِ
وفي هذَيْنِ لي شُغْلُ
وحسبِيْ شُغْلُ هذَيْنِ (1)
559 - سمعت أحمد يقول: سمعت أبا الفضل الكوفي (2) يقول: سمعت [ل/119ب] أحمد بن سيف (3) يقول: سمعت الرَّبيع بن سليمان يقول: سمعت الشافعي يقول: ((ما رفعتُ أحدا فوقَ منزِلَتِه إلا وُضِع منِّي مقدارُ ما رفعتُ منه)) (4) .
560 - أنشدنا أحمد، أنشدنا محمد بن جعفر النحوي بالكوفة، أنشدنا أبو بكر الشِّبْليّ ـ وما رأيتُ أزهدَ منه ـ هذه الأبيات:
أَشَرُّ مِنَ الحقِّ بالحقِّ إِنَّنِي
لَفي حقٍّ من حقِّ الحبيب أغيبُ
حبيبٌ رآني حيثُ لا حيثُ كائنا ... ولا حيثُ غَيري لم يكُنْ فأُصيبُ
_________
(1) تقدم برقم (99) بهذا الإسناد نفسه.
(2) هو عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري.
(3) لعله أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ أَحْمَدَ بن سيف السلامي القضاعي، مات بدمشق سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة.
تكملة الإكمال (3/336) ، ومعجم البلدان (3/226) .
(4) أخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (9/146) من طريق أبي القاسم الزيّات، عن الربيع به مثله.
وأخرجه ابن أبي حاتم في "آداب الشافعي" (ص122) ، والبيهقي في "مناقب الشافعي" (2/190) من طريق علي
ابن إسماعيل بن طباطبا العلوي، عن أبيه قال: سمعت الشافعي يقول: "ما أكرمت أحداً فوق مقداره إلا اتّضع من قدري عنده بمقدار ما أكرمته به".(2/628)
فغِبْت بها عما هُناك أغيبُ ... وأَلْبَسَني أثوابَ نورٍ مِنَ الهُدَى
كذا فَلْيَكُن من يَدَّعِي الحُبَّ صادقاً
له شاهدُ عدلٍ وليسَ يَغِيبُ (1)
561 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جعفر التَّمِيميّ المؤدِّب، حدثنا محمد بن يحيى النَّدِيم، عن أبي العَيْناء، عن الأَصْمَعيّ قال: ((دخل أعرابيٌّ على الحَجَّاج، فجعل يَشْكُو إليه جَدْبَ السَّنة، فَبَيْنا هو يُفرِط في الشَّكْوَى إِذْ ضَرَطَ، فقال: أعزَّ اللهُ الأمير، وهو أيضا من مَصائِب هذه السَّنة، فضحِك منه الحَجَّاج فقال: نعم، إنَّ الضُّراط خلفَ الكِذْبة مثلُ المِتْرَس (2) خلفَ الباب، وأمر أنْ يُوْهَبَ له دراهمَ ويُخْلَع عليه خِلْعة (3)) ) (4) .
562 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إبراهيم البَزَّاز (5) ، حدثنا سليمان بن أحمد المَلَطِيّ (6) ، حدثنا عبد الله بن حُميد [ل/120أ] بن البنَّا،
_________
(1) لم أجد الأبيات فيما رجعت إليه من المصادر.
(2) المِتْرَس: خشبة توضع خلف الباب، فارسية: أي لا تخف معها. القاموس المحيط (ص688- مادة ترس -) .
(3) خُلْعة المال وخِلْعته خياره، وسمي خيار المال خُلعة وخِلعة؛ لأنه يخلع قلب الناظر إليه. لسان العرب (8/79) .
(4) أورد ابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق" (ص148) : أن أعرابيًّا دخل على هشام بن عبد الملك، فذكر قصة نحوه.
(5) هو ابن شاذان.
(6) هو أبو أيوب سليمان بن أحمد بن يحيى بن عثمان بن أبي صلابة المَلَطِيّ من أهل المَلَطِيّة، وهي من ثغور الروم مما يلي أذربيجان. الأنساب (5/380 – البارودي-) .(2/629)
حدثنا أبو خَيْثَمة قال: سمعت سفيان ابن عيينة يقول: ((إذا كَتب الرَّجُلُ الحَدِيثَ وهو ابنُ ثلاثِينَ سنة سُمِّيَ تِيْر، وإذا كَتَبَ وهو ابنُ أربعين سنة سُمِّيَ تيرمَاه)) (1) .
563 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ المُظَفَّر البَزَّاز، حدثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أحمد ابن حمَّاد بن زُغْبة (2) قال: سمعت الرَّبيع بن سليمان يقول: سمعت الشَّافعيّ يقول: ((طَلَبُ العلم أفضلُ من صلاةِ النَّافِلة)) (3) .
_________
(1) أخرجه الخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي" (1/313) عن العتيقي به.
قال الخطيب: "تِيْر" و"تيرماه" بالفارسية من أشد شهور القيظ حرًّا، وأثقلها على القلوب كرباً، وأراد سفيان بذلك أن طلب الحديث في الحداثة أسهل من أن يتركه الإنسان حتى يتكامل شبابه، ويدخل في الكهولة، ثم يبتدئ بطلبه في تلك الحال، فيكون بمثابة تيرماه في الثقل وَاللَّهُ أَعْلَمُ".
(2) في المخطوط "عتبة" وهو تصحيف، والتصويب من تاريخ الإسلام.
وهو محمد بن أحمد بن حماد بن زغبة، أبو عبد الله التجيبي، المصري، ذكره الذهبي في "تاريخ الإسلام"
(ص568/حوادث311-320) وقال: روى عن عمه عيسى بن حماد، وعنه المصريون، مات سنة ثماني عشرة
وثلاثمائة.
(3) في إسناده محمد بن أحمد بن حماد التجيبي، لم أجد من وثّقه، ولكنه متابع.
أخرجه ابن المظفر في "غرائب حديث مالك" (ص205-206) ، وعنه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (9/119) بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي حاتم في "آداب الشافعي" (ص97) عن الربيع به.
وأخرجه أبو نعيم في الموضع السابق، والبيهقي في "المدخل" (ص310) ، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" (1/30) ، وفي "الانتقاء" (ص84) ، والخطيب في "شرف أصحاب الحديث" (ص113) ، وأبو الحسن الهكّاري في "اعتقاد الشافعي" (ص32 ـ ضمن مجموع ـ) من طرق عن الربيع بن سليمان به.
وعند الهكاري "طلب الحديث" بدل "طلب العلم".
وأورده الهروي في "ذم الكلام" (ص247) ، والذهبي في "سير أعلام النبلاء" (10/53) .(2/630)
564 - أخبرنا أحمد، حدثنا أبو عبد الله محمد بن الحسن بن محمد السراجي الرَّازيّ (1) ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي حاتم (2)
، حدثنا أبو سعيد الأشَجّ، حدثنا حمُيد بن عبد الرحمن الرُّؤَاسيّ، عن حسن بن صالح قال: ((سألتُ ـ أو سُئِل ـ جعفر بن محمد عليه السلام عن التكبير على الجنازة فقال: أربعا)) (3) .
565 - سمعت أحمد يقول: سمعت أبا حفص عمر بن محمد بن علي الزَيَّات يقول: سمعت جعفر بن محمد الفِرْيابيّ يقول: ((انْصَرفتُ من مجلِس عُبيد ِالله بن مُعاذ بالبصرة، وإذا بحَلْقَةٍ وجماعةٍ منَ النَّاس قِيامٍ، فنظرتُ فإذا شابٌّ مجنونٌ، فقيل لي: يا فَتَى، تُؤذِّن في أُذُنه، فقلتُ: أمسِكُوا يدَه ورِجْلَه، وأذَّنتُ في أُذُنِه، فلمَّا بلغتُ: أشهَد أن محمدا رسُولُ الله، قالَ لِيْ عَلَى لِسانِ الْمَجْنونِ بصوتٍ سَمِعَه (4)
_________
(1) وثقه البرقاني، وقال العتيقي: "كان ثقة أميناً مستوراً".
مات سنة أربع وسبعين وثلاثمائة.
تاريخ بغداد (2/211) .
(2) هو العلاّمة الحافظ عبد الرحمن بن محمد بن إدريس، أبو محمد الرازي، ولد سنة أربعين ومائتين، أو إحدى وأربعين.
قال الذهبي: "كان بحراً لا تكدّره الدِّلاء".
مات سنة سبع وعشرين وثلاثمائة بالريّ، وله بضع وثمانون سنة. سير أعلام النبلاء (13/263-269) .
(3) إسناده صحيح، والأثر لم أجده، وتقدم مرفوعاً أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم كبر على الجنازة أربعاً. انظر الرواية رقم (413) .
(4) في المخطوط "سمعته" وعليها ضبة.(2/631)
الحاضِرُونَ [ل/120ب] مَنْ يَشُوم محمد مُكواً (1) ـ يعني أنا أَنْصرِف ولا تذكُرْ محمدا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ)) (2) .
566 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو عُمر بْنِ حيُّوْيَه، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ العَلاَّف النحوي المعروف بالمحرِّف، حدثنا أبو عمر الدُّوْريّ، حدثنا علي بن قُدامة الجَزَريّ، عن مُجاشِع
ابن عَمْرٍو، عَنْ ميسرةَ بْنِ عبدِ ربِّه، عن سعيد بن جُبَير، عن ابن عباس: (( {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوْهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوْهٌ} (3) فَأَمَّا الَّذِينَ اسْودَّتْ وجوهُهم فأهلُ البِدَع وَالأَهْوَاءِ، وَأَمَّا الَّذِينَ ابيَضَّتْ وجوهُهم فأهلُ السُّنّة والجماعة)) (4) .
567 - سمعت أحمد يقول: سمعت يوسف بن أحمد الصَّيْدَنانيّ بمكة يقول: سمعت أبا عبد الله (5) جعفر بن محمد الطُّوْسي صهرَ الصائغ يقول: سمعت محمد بن إسماعيل الصائغ يقول: ((سألني همام شِرَى (6) هاوُن، فأتيتُ (7) بهاوُن فجعل يقرأ عليَّ، فأقول له: زِدْني
_________
(1) في هامش المخطوط: كذا.
(2) إسناده صحيح، أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (7/201) عن الحسن بن محمد الخلال والعتيقي، عن أبي حفص الزيات به.
(3) جزء من الآية (106) من سورة آل عمران.
(4) تقدم الأثر برقم (129) بهذا الإسناد.
(5) هكذا كناه هنا "أبو عبد الله"، وفي "تاريخ بغداد" "أبو محمد"، وكذا في مصادر ترجمته.
(6) في تاريخ بغداد "شراء".
(7) في تاريخ بغداد "فأتيته".(2/632)
فيقول: أَذَلَّني الهاون)) (1) .
568 - سمعت أحمد يقول: سمعت يوسف بن أحمد الصَّيْدَنانيّ يقول: سمعت إسماعيل بن أبي الجَعْد المِصِّيْصيّ يقول: سمعت عبّاس البَيْرُوتيّ يقول: سمعت أبي (2) يقول: ((سُئِل الأوزاعي عن البُلْه (3) ، قال: الأَعْمَى عَنِ الشَّرِّ البَصِيرُ بِالخَيْر)) (4) .
569 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ أحمد (5) ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
_________
(1) أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (2/39) عن العتيقي به.
قال الخطيب: "كذا قال لنا العتيقي: همام، وأحسبه أبا همام فالله أَعْلَمُ".
(2) هو الوليد بن مزيد البيروتي، تلميذ الأوزاعي.
(3) هكذا في المخطوط، وعند البيهقي في "شعب الإيمان" "الأبله" بالإفراد، وهو المناسب للجواب.
(4) في إسناده إسماعيل بن أبي الجعد، ويوسف بن أحمد الصيدناني، ولم أهتدِ لترجمتهما.
أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (2/126) من طريق إبراهيم بن فراس المالكي، عن عبد الله بن الجارود النيسابوري، عن العباس بن الوليد به ـ وتصحف العباس فيه إلى عبد الله ـ.
وأخرج أيضاً من طريق إبراهيم بن فراس، عن القاسم بن الحسن بن زيد صاحب سهل بن عبد الله -يعني التستري- يقول: أظنه عن سهل في تفسير الحديث الذي جاء أكثر أهل الجنة البُله قال: "هم الذين ولهت قلوبهم وشغلت بالله عز وجل".
وعن أبي عبد الرحمن السلمي قال: سئل أبو عثمان عن قوله: ((إِنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ الْبُلْهُ)) قال: الأبله في دنياه، الفقيه في دينه.
ونقل الطحاوي عن أحمد بن أبي عمر: أنهم البله عن محارم الله سبحانه وتعالى، لا من سواهم ممن به نقص العقل بالبله.
انظر التعاريف (ص145) ، وكشف الخفا (1/187) ، والمصنوع (ص57) .
قلت: والحديث غير ثابت كما يأتي تحقيقه إن شاء الله.
(5) هو الصيدناني.(2/633)
الرَّبِيعِ الجِيْزيّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَزيز (1) ، حدثنا سَلاَمة [ل/121أ] بْنُ رَوْح (2)
، عَنْ عُقَيل (3) ، عَنِ الزهريّ، عن أنس ابن مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((إِنَّ أكثرَ أهل الجنّة البُلْه (4)) ) (5)
_________
(1) هو محمد بن عُزَيز ـ بمهملة وزايين، مصغّر ـ ابن عبد الله بن زياد بن عقيل، أبو عبد الله الأيلي، مختلف فيه.
فوثقه سعيد بن عثمان، والعقيلي، ومسلمة، وذكره ابن حبان في "الثقات".
وقال ابن أبي حاتم: "صدوق"، وأما النسائي فقد تردّد فيه، فقال مرة: لا بأس به، وقال مرة: "صويلح"، وقال مرة: "ليس بثقة، ضعيف"، وقال أبو أحمد الحاكم: "رأيت القدماء حدثوا عنه مثل الفضل بن سخيت، وفيه نظر"، وقال
ابن شاهين: "كان أحمد بن صالح المصري سيئ الرأي فيه"، وقال الحافظ ابن حجر: "فيه ضعف، وقد تكلموا في صحة سماعه من عمه سلامة بن روح"، مات سنة سبع وستين ومائتين.
الجرح والتعديل (8/52) ، والثقات لابن حبان (9/137) ، ومولد العلماء لابن زبر (2/583) ، والكاشف (2/201) ، والتهذيب (9/306) ، والتقريب (496/ت6139) .
(2) هو سلامة بن روح بن خالد بن عقيل الأيلي، أبو روح، متكلم فيه، وهو صدوق له أوهام.
قال أبو زرعة: "ضعيف منكر الحديث"، وقال أبو حاتم: "ليس بالقوي، محله عندي محل الغفلة"، وقال أبو داود: "كان أحمد بن صالح كتب عنه ثم تركه"، وقال ابن قانع: "ضعيف"، وذكر له ابن عدي مناكير عن عقيل، وقال البخاري ومسلم: "سمع عقيلاً"، وقال ابن وارة: الكتب التي يروي عن عقيل صحاح"، وقال مسلمة: "لا بأس به"، وذكره
ابن حبان في "الثقات" وقال: "مستقيم الحديث".
التاريخ الكبير (4/195) ، والكنى والأسماء لمسلم (1/299) ، والجرح والتعديل (4/301) ، والكامل لابن عدي
(3/313-314) ، والثقات لابن حبان (8/300) ، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/8) ، والكاشف (1/475) ، والتهذيب (4/253) ، والتقريب (261/ت2713) .
(3) هو ابن خالد الأيلي.
(4) تقدم تفسير البله في الذي قبله.
(5) إسناده ضعيف من أجل سلامة بن روح، وقد تفرد به.
أخرجه البزار (2م411/ح1983- كشف الأستار-) ، وابن عدي في "الكامل" (3/313) ـ ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان" (2/126) ـ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4/121) ، ـ ومن طريقه القضاعي في "مسند الشهاب" (2/110) ـ، والمزي في "تهذيب الكمال" (26/116) ، والذهبي في "سير أعلام النبلاء" (6/303) من طريق محمد بن عُزَيز به.
قال البزار: "قد روي بعضه مرفوعاً من وجوه، وبعضه لا نعلمه إلا من هذا الوجه، وسلامة هو ابن أخي عقيل، ولم يتابع على حديثه "أكثر أهل الجنة البُلْه"، على أنه لو صح كان له معنى".
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (3/313) ـ ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان" (2/126) من طريق إسحاق
ابن إسماعيل بن عبد الأعلى الأيلي عن سلامة به.
قال ابن عدي: "هذا الحديث بهذا الإسناد منكر، لم يروِه عن عقيل غير سلامة هذا"، وقال الدارقطني: "تفرد به سلامة عن عقيل"، وقال ابن الجوزي ـ بعد أن أورد الحديث عن أنس وجابر: "هذان حديثان لا يصحان"، قال المزي: " هذا حديث غريب من حديث عقيل بن خالد عن ابن شهاب الزهري، تفرد به محمد بن عزيز، عن سلامة بن روح به".
وقال العراقي: "أخرجه البزار من حديث أنس، وضعفه، وصحّحه القرطبي في "التذكرة"، وليس كذلك فقد قال
ابن عدي: إنه منكر".
انظر العلل المتناهية (2/935) ، والمغني عن حمل الأسفار (3/18) ، والمصنوع للقاري (ص57) .
قلت: وللحديث طريق آخر عن عقيل، أخرجه القضاعي في "مسند الشهاب" (2/110) من طريق عبد السلام
ابن محمد الأموي، عن سعيد بن كثير بن عفير، عن يحيى بن أيوب، عن عقيل به.
وفي إسناده عبد السلام بن محمد الأموي، قال الدارقطني: "ضعيف جدًّا"، وقال مرة: "منكر الحديث".
وقال الخطيب: "صاحب المناكير". انظر اللسان (4/17) .
قلت: هذا الطريق أوهى من سابقه؛ فلذلك لم يعرّج عليه أحد من الأئمة الذين تقدمت أقوالهم.
وله شاهد لا يفرح به من حديث جابر بن عبد الله، أخرجه ابن عدي في "الكامل" (1/191) ـ ومن طريقه
ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (2/934) ـ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (2/125) من طريق أحمد بن عيسى الخشّاب، عن عمرو بن أبي سلمة، عن مصعب بن ماهان، عن الثوري، عن محمد بن المنكدر عنه به.
قال ابن عدي: "هذا حديث باطل بهذا الإسناد"، وقال البيهقي: "هذا الحديث بهذا الإسناد منكر"
قلت: تقدم قريباً حكم ابن الجوزي له بأنه لا يصح، وهو كما قالوا، وآفته أحمد بن عيسى الخشاب، قال عنه الدارقطني: "كذّاب يضع الحديث"، وقال مسلمة بن القاسم: "كذّاب حدّث بأحاديث موضوعة"، اللسان (1/240) .(2/634)
570 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا الحُسين بْنُ محمد بن عُبيد الدَقَّاق، حدثنا م(2/635)
حمد بن عُثمان ابن أبي شَيْبة، حدثنا أبي، حدثنا الوليد بن عُقبة الشَّيْبانيّ (1) ، حدثنا حمزة الزيَّات، عن حبيب
ابن أبي ثابت، عن إبراهيم النَّخَعيّ، عن عَلْقَمة (2) قال: ((لو كان أهلُ الحقِّ إذا قابَلوا أهلَ الباطل ظَهَرُوا عليهم ما كانتْ فتنةٌ)) (3) .
571 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْوَرَّاقُ أَبُو بَكْرٍ (4) ، حدثنا محمد بن محمد
ابن سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا شَيْبان بْنُ فَرُّوخ الأُبُلِّيّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٌ (5) ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينار (6) ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((اليَدُ العُلْيا خيرٌ مِنَ اليد السُّفْلَى)) (7) .
_________
(1) هو الوليد بن عقبة بن المغيرة، أو ابن كثير الشيباني، الكوفي، الطحان.
قال أبو حاتم: "صدوق لا بأس به صالح الحديث"، وقال أبو زرعة: "لا بأس به"، وقال ابن حجر: "صدوق".
الجرح والتعديل (9/12) ، والتهذيب (11/127) ، والتقريب (583/ت7443) .
(2) هو ابن قيس النخعي.
(3) إسناده حسن، أخرجه أبو مسهر في "نسخته" (ص65) من طريق حبيب به.
(4) وقع في المخطوط "البزارق" وعلى حرفي الزاي والألف أثر الضرب، والصواب ما أثبته.
(5) هو القَسْمَلي.
(6) هو المدني.
(7) إسناده صحيح.
أخرجه البخاري (2/519) كتاب الزكاة، باب لا صدقة إلا عن ظهر غنى ... إلخ، ومسلم (2/717) كتاب الزكاة، باب بيان أن الْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السفلى ... إلخ، من طريق مالك، عن نافع، عن ابن عمر به.
وقد تقدم ضمن تخريج الحديث رقم (537) فانظره هناك.(2/636)
572 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله بن المُطَّلِب بالكوفة، حدثنا أبو العبّاس أحمد ابن سَهْلِ بْنِ الفَيْرُزان المُقرِئ الأُشْنَانيّ (1) فِي مسجدِه إِمْلاءً سنةَ ثمانٍ وثلاثمِائَة، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حمُيد الرَّازيّ، حَدَّثَنَا زافِر بْنُ سُلَيْمَانَ (2) ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُيينة (3)
، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ
_________
(1) أحد القراء المجوّدين، وثقه الدارقطني، وقال ابن أبي هاشم: "قرأت القرآن كله على الأشناني، وكان خيِّراً، فاضلاً ضابطاً"، مات في المحرم سنة سبع وثلاثمائة.
تاريخ بغداد (4/185) ، وطبقات القراء الكبار (1/200-201) ، وسير أعلام النبلاء (14/226-227) ، وطبقات القراء لابن الجزري (1/59-60) .
(2) هو زافر بن سليمان الإيادي، أبو سليمان القُهُسْتاني ـ بضم القاف والهاء وسكون المهملة ـ سكن الري ثم بغداد، وولي قضاء سجستان، وثقه ابن معين، وأحمد، وأبو داود، وزاد: "كان رجلاً صالحاً".
وقال أبو حاتم: "محله الصدق"، وقال البخاري: "عنده مراسيل ووهم"، وقال النسائي: "عنده حديث منكر عن مالك"، وقال الساجي: "كان يكون بالري كثير الوهم"، وقال ابن عدي: "عامة ما يرويه لا يتابع عليه، ويكتب حديثه مع ضعفه"، وقال ابن حبان: "كثير الغلط في الأخبار، واسع الوهم في الآثار على صدق فيه، والذي عندي في أمره: الاعتبار بروايته التي يوافق فيها الثقات وتنكر ما انفرد به من الروايات".
قلت: لكثرة أوهامه تنزل درجته من الثقة، فلذلك قال الحافظ ابن حجر: "صدوق له أوهام".
تاريخ ابن معين (4/354، 358، و364) ، والعلل لأحمد (3/130) ، والتاريخ الكبير (3/451) ، والضعفاء والمتروكين للنسائي (ص43) ، والضعفاء للعقيلي (2/95) ، والجرح والتعديل (3/624) ، والكامل لابن عدي (3/232-233) ، والمجروحين (1/315) ، وتهذيب الكمال (9/267-269) ، والتهذيب (3/262) ، والتقريب (213/ت1979) .
(3) أخو سفيان بن عيينة الهلالي، وثقه العجلي، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: "كان من العباد".
وقال أبو حاتم: "لا يحتج بحديثه، يأتي بالمناكير"، وقال ابن حجر: "صدوق له أوهام".
معرفة الثقات (2/249) ، والجرح والتعديل (8/42) ، والثقات لابن حبان (7/416) ، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/90) ، والتهذيب (9/350) ، واللسان (5/337) ، والتقريب (501/ت6213) .(2/637)
سَعْدٍ السّاعِديّ قَالَ: ((جَاءَ جبريلُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا محمدُ، عِشْ مَا عِشْتَ
ـ أَوْ مَا شِئْت ـ، فإنَّك ميِّت، وأحْبِبْ مَنْ أحببْتَ، فَإِنَّكَ مُفارِقُه، وَاعْمَلْ مَا شِئتَ فإنك مَجزيٌّ به [ل/121ب] واعلَمْ يَا محمّدُ، أَنَّ شرَفَ الْمُؤْمِنِ قيامُه بِاللَّيْلِ، وعِزَّه استِغناؤُه عَنِ النَّاس)) (1)
_________
(1) في إسناد المصنف محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني، وهو متهم، ولكن الحديث أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط"
(4/306) ، وحمزة بن يوسف السهمي في "تاريخ جرجان" (ص1/102) ، وأبو نعيم في "حلية الأولياء"
(3/253) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1/435) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (4/10) من طرق عن محمد بن حميد الرازي به.
قال أبو نعيم: "هذا حديث غريب من حديث محمد بن عيينة، تفرد به زافر بن سليمان، وعنه محمد بن حميد".
قلت: لم يتفرد محمد بن حميد به عن زافر، فأخرجه الحاكم (4/360) من طريق عيسى بن صبيح ـ وفيه: وقال مرة عن ابن عمر، وقال مرة: سهل بن سعد ـ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1/435) من طريق عبد الصمد
ابن موسى القطان، كلاهما عن زافر بن سليمان به.
قال الحاكم: "حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، وإنما يعرف من حديث محمد بن حميد عن زافر".
وقال المنذري: "إسناده حسن". الترغيب (1/243، 333) .
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/219) : "رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه زافر بن سليمان، وثّقه أحمد،
وابن معين، وأبو داود، وتكلم فيه ابن عدي وابن حبان بما لا يضر".
قلت: زافر بن سليمان صدوق كثير الأوهام، وقد تفرد بهذا الحديث، ومحمد بن عيينة مثله أو قريب منه، فالحكم على الإسناد بالصحة أو الحسن فيه نوع من التساهل، بل هو إلى الضعف أقرب؛ لأن مثلهما لا يحتمل تفرده، ولكن للحديث شاهد من حديث جابر بن عبد الله.
أخرجه أبو داود الطيالسي (ص242) ـ ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان" (7/348) عن الحسن بن أبي جعفر، عن أبي الزبير، عنه به، سوى قوله ((وإن شرف المؤمن ... إلخ)) .
وقد علّق يونس بن حبيب ـ راوي مسند الطيالسي ـ هذا الحديث حيث قال: "وذكر أبو داود ... "؛ لأنه
لم يسمعه منه، بل سمعه من إبراهيم بن عبد العزيز، عن أبي داود به، وصله أبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان"
(2/282) .
وإسناده ضعيف من أجل الحسن بن أبي جعفر، وعنعنة أبي الزبير.
وله شاهد آخر عن علي، أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (ح4845) .
قال الهيثمي: "فيه جماعة لم أعرفهم".
والحاصل أن هذه الأحاديث إذا ضم بعضها إلى بعض تتقوى، وترتقي إلى درجة الحسن والاحتجاج، وقد حسّنه العراقي ـ كما في كشف الخفا (2/77) ـ، وانظر الفوائد المجموعة (ص34) .(2/638)
573 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عُمر بْنُ محمد بن علي الزيَّات، حدثنا أبو بكر أحمد
ابن عبد العزيز الجَوْهَريّ (1) ، حدثني أبو يَعلَى زكريا بن يحيى المِنْقَريّ (2) ، حدثنا الأَصْمَعيّ، حدثنا أيوب بن واقد (3) ، عن المُغِيرة (4) ، عن إبراهيم (5) قال: ((ليسَ من المُرُوْءة كثرةُ الالتِفاتِ في الطُرُق)) (6) .
_________
(1) لم أجد ترجمته، ولكن روى عنه العسكري في "تصحيفات المحدثين"، وروى فيه عن عمر بن شبة.
(2) الساجي، ذكره الهروي في "مشتبه أسامي المحدثين" (ص127) وقال: "روى عن الأصمعي وغيره".
وذكره ابن حبان في "الثقات" (8/255) وقال: "كان من جلساء الأصمعي".
(3) هو أيوب بن واقد، أبو الحسن الكوفي، ويقال: أبو سهل، سكن البصرة، متروك، مجمع على ضعفه.
انظر التاريخ الكبير (1/426) ، والضعفاء والمتروكين للنسائي (ص15) ، والجرح والتعديل (2/260) ، والضعفاء للعقيلي (1/115) ، والكامل لابن عدي (1/355) ، وتهذيب الكمال (3/502) ، والتهذيب (1/363) .
(4) هو ابن مقسم الضبّي، ثقة متقن، إلا أنه كان يدلس، ولا سيما عن إبراهيم، قاله الحافظ في "التقريب" (543/ت6851) .
(5) هو ابن يزيد النخعي.
(6) إسناده ضعيف جدًّا من أجل أيوب بن واقد.(2/639)
574 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الحسن بن جعفر السِّمْسار، حدثنا أبو شُعيب الحَرَّانيّ، أخبرنا يحيى بن عبد الله البابْلُتِّيّ (1) ، حدثنا الأوزاعي قال: ((إنَّ أَطْيَب ما أَكَلَ أحدُكم من كسبِه أو من تجارةٍ مبرورة (2)) ) (3) .
575 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بن الشِّخِّير محمد بن عُبيد الله، حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن النخَّاس (4) قال: سمعت أبا السائب (5) يقول: سمعت وكيع بن الجَرَّاح يقول:
((أوَّلُ من وَلِيَ قضاءَ الكُوفة سلمانُ (6) بن رَبيعة، وكان يَمكُث أربعين يوما لا يَأْتِيه خصمٌ)) (7) .
_________
(1) هو يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الضحاك البابلتي ـ بموحّدتين ولام مضمومة ومثناة ثقيلة ـ، أبو سعيد الحراني، ابن امرأة الأوزاعي، ضعيف، مات سنة ثماني عشرة ومائتين. تهذيب الكمال (31/409) ، والتقريب (593/ت7585) .
(2) في المخطوط "مبرور" بدون التاء، والصواب إثباتها.
(3) إسناده ضعيف من أجل يحيى البابلتي، ولم أجد الأثر فيما رجعت إليه من المصادر.
(4) يعرف بابن الرَّوَّاس، حدث عن إسحاق بن أبي إسرائيل، وعبد الوهاب الورّاق، وعنه أبو بكر ابن الشِّخّير، ذكره الخطيب ولم يحكِ فيه جرحاً ولا تعديلاً، مات سنة خمس عشرة وثلاثمائة. تاريخ بغداد (1/381) .
(5) هو سلم بن جنادة.
(6) وقع في المخطوط "سليمان"، والتصويب من مصادر التخريج والترجمة.
وهو سلمان بن ربيعة بن يزيد بن عمرو، ولاّه عمر قضاء الكوفة، وكان من كبراء التابعين، قال ابن سعد: "كان ثقة قليل الحديث". الطبقات (6/131) ، وتاريخ بغداد (9/206) .
(7) أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (9/206) من طريق ابن الشخير به مثله.
وأخرجه أيضا في الموضع السابق بإسناده عن أبي وائل قال: "رأيت سلمان بن ربيعة جالساً بالمدائن على قضائها
-واستقضاه عمر بن الخطاب- أربعين يوماً، فما رأيت بين يديه رجلين يختصمان، لا بالقليل ولا بالكثير، فقلنا لأبي وائل: فمِمَّ ذاك؟ قال: من انتصاف الناس فيما بينهم".
وأخرج البخاري في "التاريخ الكبير" (4/136) عن أبي وائل نحوه.
وأخرج ابن سعد في "الطبقات" (6/131) عن الفضل بن دكين، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن المهاجر قال: سمعت أبي يذكر عن الشعبي قال: "بعث سلمان بن ربيعة على القضاء، قال: فمكثت أربعين يوماً أعدّها يوماً، ما يردّني إلى أهلي إلا الظهيرة، وما تقدم إليّ فيه اثنان".(2/640)
576 - سمعت أحمد يقول: سمعت أبا بكر يقول: سمعت محمد بن أحمد النخَّاس يقول: سمعت عبد الوهَّاب الوَرَّاق يقول: ((حضرتُ ابنَ عُيَيْنة بمكة ـ وسُئِل عن الإيمان ـ فقرأ: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُوْنَ الَّذِيْنَ إِذَا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوْبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيْمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُوْنَ * الَّذِيْنَ يُقِيْمُوْنَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُوْنَ * أُولئِكَ هُمُ المُؤْمِنُوْنَ حَقّاً*} (1)) ) (2) .
577 - أخبرنا [ل/122أ] أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ الله (3) بن الشِّخِّير، حدثنا محمد بن أحمد ابن النخَّاس قال: سمعت عبد الوهَّاب الورَّاق يقول: ((ما بَلَغَنا أنْ كانَ لِلْمُسلِمِينَ جمعٌ أكثرُ مِنهُمْ
_________
(1) الآيات (2-4) من سورة الأنفال.
(2) لم أجد من أخرجه عن ابن عيينة.
وأخرج أبو نعيم في "حلية الأولياء" (6/71) بإسناده إلى الوليد بن مسلم، ثنا الأوزاعي، حدثني حسان أن الإيمان في كتاب الله صار إلى العمل فقال: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُوْنَ ... } إلى قوله: {أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُوْنَ حَقًّا} .
وروى عن الحسن البصري نحوه.
(3) في المخطوط "عبد الله بن"، وكتب في الهامش، وعليه ضبة، وفي آخره "صح".، والصواب "عبيد الله" كما أثبت.(2/641)
عَلَى جَنازَةِ أحمدَ بنِ حَنْبَلٍ رَضِيَ الله عَنْهُ إلاَّ جَنازةً في بَنِي إسرَائِيلَ)) . قال أبو بكر ابن النخاس، فحدثت به أحمد بن فَرَح (1) صاحبَ التفسير فقال: "صدق عبد الوهاب، هذه جنازةٌ كانت في بني إسرائيل" (2) .
578 - أخبرنا أحمد، حدثنا ابن الشِّخِّير، حدثنا محمد بن أحمد النخَّاس، حدثنا
إسحاق بن أبي إسرائيل، عن ابن المبارك، عن ابن أبي نَجِيح، عن مُجاهِد في قول الله عزَّ وجلَّ
(( {يَا أُخْتَ هَارُوْنَ} (3) قال: كان رجلٌ صالحٌ في بني إسرائيل حضر جنازتَه أربعون (4) ألفا مِمَّن اسْمُه هارونُ سِوَاه)) (5) .
_________
(1) هو العلاّمة الإمام، المقرئ المفسّر، أبو جعفر أحمد بن فرح بن جبريل العسكري، ثم البغدادي، الضرير، كان ثقة ثبتاً ذا فنون، مات سنة ثلاث وثلاثمائة. تاريخ بغداد (4/345-346) ، وسير أعلام النبلاء (14/163-164) .
(2) أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (4/422) ـ ومن طريقه ابن الجوزي في "مناقب الإمام أحمد" (ص504) ـ من طريق أبي بكر بن الشخير به مثله.
وأخرجه أيضاً عن الحسن بن أبي بكر قال: ذكر عبد الله بن إسحاق البغوي، أن بنان بن أحمد القصباني أخبرهم: أنه حضر جنازة أحمد بن حنبل مع من حضر، قال: "فكانت الصفوف من الميدان إلى قنطرة ربع القطيعة، وحضر من حضرها من الرجال ثمانمائة ألف، ومن النساء ستين ألف امرأة، وكان دفنه يوم الجمعة، قال: "وصلى عليه محمد
ابن عبد الله بن طاهر".
وأخرج ابن الجوزي في المصدر السابق (ص503-505) آثاراً أخرى في عظم الجمع الذين حضروا جنازته.
(3) جزء من الآية (28) من سورة مريم.
(4) في المخطوط "أربعين" وهو خطأ.
(5) أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (1/381) عن العتيقي به.
وذكر ابن كثير في "تفسيره" (3/219-220) أقوالاً في تفسير قوله {يَا أُخْتَ هَارُوْنَ} :
قيل: شبيهة هارون في العبادة. وقيل: أي أخي موسى، وكانت من نسله، كما يقال للتميمي: يا أخا تميم، وللمضري: يا أخا مضر. وقيل: نسبت إلى رجل صالح كان فيهم اسمه هارون، فكانت تتأسّى به في الزهادة والعبادة.
وقيل: أنهم شبّهوها برجل فاجر كان فيهم يقال له: هارون. وانظر تحفة الأحوذي (8/477) .(2/642)
579 - أخبرنا أحمد، حدثنا أبو عبد الله الحُسين بن محمد بن عُبيد الدقَّاق، حدثنا محمد
ابن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا عبد الأعلى بن حمَّاد، حدثنا بِشْر بن منصور (1) ، عن وُهَيب
ابن الوَرد قال: ((قال يَحْيَى لِعِيسَى عَلَيهِمَا السَّلامُ: يا روحَ الله، ما أشدُّ ما خلق الله؟ قال: غَضَبُ الله عزَّ وجلَّ، قال: فأخبِرْني عن شيءٍ أتَّقِي به غَضَبَ الله، قال: لا تَغضَبْ)) (2) .
580 - أخبرنا أحمد، حدثنا أبو الحُسَين عُبيد الله بن أحمد بن البَوَّاب، حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن أبي سعيد (3) ، حدثنا جعفر بن عامر (4) قال: سمعت عفَّاناً قال: ((حضرتُ
أبا عَوانة [ل/122ب] وعنده قومٌ
_________
(1) هو الأزدي الزاهد.
(2) إسناده صحيح، أورده المزي في "تهذيب الكمال" (31/171) عن بشر بن منصور به.
(3) البزار، ذكره الخطيب فقال: حدثني الحسن بن محمد الخلال أن يوسف القوَّاس ذكره في جملة شيوخه الثقات. مات في ذي القعدة سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة. تاريخ بغداد (1/306) .
(4) لعله جعفر بن عامر بن هاشم أبو يحيى العسكري، من أهل بغداد، يروي عن أبي عاصم وأهل العراق، وعنه حاجب ابن أركين، ذكره ابن حبان في "الثقات" (8/162) وقال: "ربما أغرب". وانظر اللسان (2/116) .(2/643)
يسألونَه يَنْتَخِبون، فقال: ما تصنَعون؟ قالوا نَنْتَخِب، قال: لا تتركوا شيئا؛ فإنه ليس شيءٌ إلا أُرِيدَ به شيءٌ)) (1) .
581 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عُبيد اللَّهِ بن أحمد بن البَوَّاب، حدثنا إسحاق بن بُنَان
ابن مَعْن الأَنْماطيّ (2) قال: ذكر الحسن الجَرَويّ، حدثنا ضَمْرَة (3) ، عن ابن شَوْذَب قال: قيل لأبي هريرة: ((كَمْ بينَنا وبين السماء؟ قال: دعوةُ مظلومٍ)) (4) .
582 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عُبيد اللَّهِ بن أحمد بن البوَّاب، حدثنا محمد بن شَريك الإِسْفِرايِيْنيّ (5) ـ قدم للحج ـ، حدثنا محمد بن
_________
(1) في إسناده جعفر بن عامر، لم أتبين من هو، فإن كان هو السابق ذكره فقد ذكره ابن حبان في "الثقات".
أخرجه الخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي" (2/188) عن العتيقي به.
وأخرجه أيضا من طريق آخر عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بن أبي سعيد البزاز عن جعفر بن عامر به.
(2) أبو محمد البغدادي.
قال الدارقطني: "ليس به بأس"، كذا عند الخطيب، وحكى حمزة بن يوسف السهمي عنه أنه قال: "ثقة".
مات سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة. سؤالات السهمي (ص171) ، وتاريخ بغداد (6/390) .
(3) هو ابن ربيعة الفلسطيني.
(4) إسناده منقطع، فإن ابن شوذب لم يدرك أبا هريرة، ولم أجده عند غير المصنف، والأثر بكامله مكرّر في المخطوط، أشار إليه الناسخ.
(5) هو محمد بن شريك بن محمد، أبو بكر الإسفراييني، ذكره الخطيب، ولم يحكِ فيه جرحاً ولا تعديلاً، وأرخ وفاته سنة ست وعشرين وثلاثمائة بنيسابور، وحمل إلى إسفرايين ودفن بها.
تاريخ بغداد (5/355) .(2/644)
الجُنَيد النِّيْسابوريّ (1) أن أبا مُسْهِر أخبرهم قال: سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول: ((مَنِ اسْتَخار واسْتشار فقد قَضَى ما عليهِ)) (2) .
583 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عُبيد اللَّهِ (3) ، حدثنا عبد الله بن محمد (4) ، حدثنا عُبيد الله ابن عمر القَوَارِيريّ قال: ((لما لقِيَ هارونُ الرَّشيد الفُضيلَ بنَ عِياض قال له الفُضيل: يا حَسَنَ الوجهِ، أنتَ المسؤولُ عن هذه الأمة، حدثنا ليثٌ، عن مجاهد {وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ} (5) قال: الوَصْل الَّذي كان بينهم في الدنيا، قال: فجعل هارونُ يَبْكي ويَتَشَهَّق)) (6)
_________
(1) أبو عبد الله، ذكره السهمي في "تاريخ جرجان" (ص401) .
(2) في إسناده محمد بن الجنيد النيسابوري، ومحمد بن شريك الإسفراييني لم أجد لهما توثيقاً، وبقية رجاله ثقات، أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (5/355) عن العتيقي به.
(3) هو ابن البوّاب.
(4) هو البغوي.
(5) جزء من الآية (166) من سورة البقرة.
(6) إسناده صحيح.
أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (14/8) ـ ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (48/409) ـ من طريق عبيد الله بن أحمد بن يعقوب المقرئ به، مثله.
وأخرج قصة هارون الرشيد مع الفضيل بن عياض هذه ـ مطوّلة ومختصرة ـ أبو نعيم في "حلية الأولياء" (8/105-108) من طريق يحيى بن يوسف الزمّي، والفضل بن الربيع، والبيهقي في "شعب الإيمان" (6/35) من طريق أبي جعفر الأنباري العابد، ومن طريق أحمد بن عاصم أبي عبد الله الأنطاكي، وفي (6/36-37) من طريق الفضل بن الربيع، كلهم عن الفضيل بنحوه.
وأورد نحوه ابن قدامة في "التوابين" (ص164-170) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (23/295-296) ، والذهبي في "سير أعلام النبلاء" (8/430، و435-436، و441) .(2/645)
584 - أخبرنا أحمد، [ل/123أ] حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ محمد بن سعيد الرَزّاز الشيخ الصالح، حدثنا أبو شُعيب عبد الله بن الحسن الحَرَّانيّ، حدثنا أحمد بن منصور التَّلّيّ قال: قال مالك بن أنس ـ في الغريم أيصير إلى الحبس وله مال ظاهر ـ: ((أن القاضيَ يَبيع متاعَه ويَقضِيه الغُرَماء، ولا يحبِسُه حتى يكونَ هو الذي يَقضِيه، وذلك الذي لا يُشَكُّ فيه بين أهل الإسلام عندنا قديما وحديثا)) (1) .
585 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، حَدَّثَنَا أبو شُعيب، حدثنا مروان بن عُبيد (2) ، حدثنا الفُضيل بن عياض عن عُبيد المُكتِب قال: ((رأيتُهم يكتبون التفسير عند مجاهد في قوله: {يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَآءُ} (3) قال: العلمُ والفِقْهُ)) (4)
_________
(1) إسناده صحيح، ولم أجد الأثر عند غير المصنف.
(2) كنيته أبو سلمة.
قال الأزدي: "منكر الحديث، ليس بشيء". الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/114) ، واللسان (6/17) .
(3) جزء من الآية (269) من سورة البقرة.
(4) إسناده ضعيف جدًّا، من أجل مروان بن عبيد، وهو منكر الحديث، وبقية رجاله ثقات.
أخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (3/292) من طريق أبي شعيب الحرّاني به، إلا أنه قال: عَنْ لَيْثٍ -وَهُوَ ابْنُ أَبِي سليم-
بدل عبيد المكتب.
وأخرجه ابن أبي شيبة (4/541) ، وابن جرير في "تفسيره" (3/90) من طريق جرير ـ هو ابن عبد الحميد ـ عن ليث به، وزاد فيه: ليست بالنبوة، ولكنه القرآن.
وقد روى نحوه عن ابن عباس، وقتادة، وابن جريج وغيرهم.
قلت: هذا هو القول الأول في تفسير الآية.
وقيل معناها الإصابة كما أخرج الطبري، والدارمي (2/528) من طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد أنه قال في الآية: الإصابة.
وأخرج ابن أبي الدنيا في "الورع" (ص48) عن الحسن أن معناها الورع.
وقيل معناها العلم بالدين.
وقيل الخشية.
وقيل معناها النبوة.
وقد رجح الطبري القول بأنَّ معناها الإصابة، وأن جميع الأقوال المذكورة تندرج تحته؛ لأن الإصابة في الأمور إنما تكون عن فهم بها وعلم ومعرفة، وإذا كان ذلك كذلك كان المصيب عن فهم منه بمواضع الصواب في أموره فهمًٍا خاشياً لله، فقيهاً عالماً، وكانت النبوة من أقسامه؛ لأن الأنبياء مسدّدون مفهّمون، وموفّقون لإصابة الصواب، في بعض الأمور، والنبوة بعض معاني الحكمة. انظر تفسير الطبري (3/91) ، وتفسير القرطبي (3/330) .(2/646)
586 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ محمد بن علي الزيَّات، حدثنا أحمد بن الحُسين
ابن إسحاق الصُّوفيّ (1) قال: سمعت سَرِيّ السَّقَطيّ يقول: ((أربعةٌ كانوا في الدُّنيا أَعْمَلوا أنفسَهم في طَلب الحلال ولم يُدْخِلوا أجوافَهم إلا الحلال، فقيل: مَنْ هُمْ يا أبا الحَسَن؟ قال: وُهَيب بن الوَرْد (2) ، وشُعيبُ بْنُ حَرْبٍ (3) ، ويوسُفُ بنُ أسْباط (4) ،
_________
(1) أبو الحسن البغدادي، الصوفي الصغير، الشيخ العالم المحدّث، وثقه أبو عبد الله الحاكم وغيره، وليّنه بعضهم، مات في آخر سنة اثنتين وثلاثمائة، وقيل سنة ثلاث وثلاثمائة.
تاريخ بغداد (4/98-99) ، وسير أعلام النبلاء (14/153-154) ، والميزان (1/92-93) ، واللسان (155-156) .
(2) هو وهيب بن الورد أخو عبد الجبار بن الورد، العابد الرباني، أبو أمية، ويقال أبو عثمان المكي، مات سنة ثلاث وخمسين ومائة. سير أعلام النبلاء (7/198-199) .
(3) شعيب بن حرب، الإمام القدوة العابد، شيخ الإسلام، أبو صالح المدائني، المجاور بمكة، مات سنة ست وتسعين ومائة، وقيل سنة سبع وتسعين. سير أعلام النبلاء (9/188-191) .
(4) يوسف بن أسباط الزاهد، من سادات المشايخ، له مواعظ وحكم. سير أعلام النبلاء (9/169-171) .(2/647)
وسُلَيمانُ الخوَّاص (1)) ) (2) .
587 - أخبرنا أحمد، حدثنا عمر، حدثنا أحمد، حدثنا أبو إبراهيم الترجماني (3) قال:
((سمعتُ ابنَ المبارك وسُئل مَنِ النَّاسُ؟ قال: العُلَماء، قيل: فَمَنِ الملوكُ؟ قال: الزُّهّاد
[ل/123ب] قيل: فَمَنِ الغَوغاءُ؟ قال: خُزَيمة (4) وأصحابُه، قيل: فمن السَّفَلة؟ قال: الذي لا يَخاف اللهَ عزَّ وجلَّ)) (5) .
_________
(1) سليمان الخَوّاص من العابدين الكبار بالشام، قال الأوزاعي: "فلو كان في السلف لكان علاّمة". سير أعلام النبلاء (8/178-179) .
(2) في إسناده أحمد بن الحسين بن إسحاق الصوفي، وثقه بعضهم وليّنه آخرون.
أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (9/241) ـ ومن طريقه المزي في تهذيب الكمال (12/514) ـ عن أحمد العتيقي والتنوخي، عن عمر الزيات به مثله.
وذكره الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (9/189-190) .
وأخرج الخطيب في "تاريخ بغداد" (5/155) ، و (14/387) ـ ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"
(48/393) عن محمد بن مخلد قال: سمعت أبا بكر المقاريضي المذكّر قال: سمعت بشر بن الحارث قال: "عشرة من كانوا يأكلون الحلال، لا يدخلون بطونهم إلا حلالاً ولو استفّوا التراب والرماد، قلت: ومن هم يا أبا نصر؟ قال: "سفيان الثوري، وإبراهيم بن أدهم، وسليمان الخوّاص، وعلي بن فضيل، ويوسف بن أسباط، وأبو معاوية نجيح الخادم، وحذيفة بن قتادة المرعشي، وداود الطائي، ووهيب بن الورد، وفضيل بن عياض".
(3) في المخطوط "الترجمان" بغير الياء، وفوق الكلمة ضبة، والمثبت من التقريب وأصوله.
وهو إسماعيل بن إبراهيم بن بسّام البغدادي، قال الحافظ: "لا بأس به". التقريب (105/ت412) .
(4) هو خزيمة بن خازم، من أكابر قوّاد المأمون، توفي سنة ثلاث ومائتين.
(5) إٍسناده كسابقه.
أخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (8/167-168) من طريق الفضيل بن محمد البيهقي، قال: سمعت سنيد بن داود يقول: سألت ابن المبارك، ... فذكر مثله إلا الجزء الأخير.
وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (7/192) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (5/357) من طريق عبد الصمد بن يزيد مردويه، قال: سمعت فضيل بن عياض يقول: ... فذكر مثله، إلا قوله "فمن الغوغاء؟ قال: خيثمة وأصحابه"، وفي الأخير "الذي يأكل بدينه".
وأخرجه الرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (ص203-205) - من طريقه القاضي عياض في "الإلماع" (ص238-240) ـ، عن علي بن محمد بن الحسين الفارسي، عن محمد بن هارون الموصلي، عن عبيد بن جناد ـ وفي "الإلماع" عبيد الله بن جناد ـ قال: "عرضت لابن المبارك ... فذكره مطوّلاً، وقال في آخره: "قلت: من السفلة؟ قال: من باع دينه بدنيا غيره".
وأخرج الخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي" (1/85) من طريق حسنون العطار، عن ابن المبارك قال: قيل لسفيان: من الناس؟ ... فذكر نحوه، إلا أنه قال فمن الغوغاء؟ قال: "الذين يكتبون الحديث يأكلون به الناس".
وأورده الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (8/399) مثل ما عند المصنف إلا الجزء الأخير فقال: "الذين يعيشون بدينهم".(2/648)
588 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ بْنُ شَاذَان، حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى عيسى بن يعقوب ابن جَابِرٍ الزَجَّاج (1) ـ وَقَدْ كُفَّ بَصَرُهُ ـ، حَدَّثَنَا دِينَارٌ مَوْلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ فِي قَنطَرة الصَّرَاة (2) ، حَدَّثَنِي صَاحِبِي أنسُ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ قَضَى لأخِيه حَاجَةً مِنْ حَوائِجِ الدُّنيا قَضَى اللَّهُ لَهُ اثنتَيْنِ وَسَبْعِينَ حَاجَةً أسهلُها المغفِرة)) (3) .
_________
(1) ذكره الخطيب في "تاريخ بغداد" (11/175) وسكت عنه.
(2) الصّراة: نهر يتشعب من الفرات، ويجري إلى بغداد، سمّي بذلك؛ لأنه صري من الفرات، أي قطع. معجم ما استعجم (3/829) وانظر معجم البلدان (3/399) .
(3) إسناده واهٍ، فيه دينار مولى أنس، وهو متهم.
أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (8/381) ، و (11/175) -ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (2/512) -
عن العتيقي به مثله.
قال ابن الجوزي: "هذا حديث لا يصحّ ... ودينار كذّاب".
قلت: وقد تقدم الكلام في دينار في الرواية رقم (488) .(2/649)
589 - سمعت أبا الحسن يقول: أخبرنا محمد بن جعفر النَّجَّار النحوي في معنى قولهم "لا يُعْرَف الهَشُّ من البَشّ"، قال: "الهشُّ النبات القائم، والبش ما قد أضجعْتَه الأرض".
590 - أنشدنا أحمد، أنشدنا محمد بن جعفر قال: أنشدتُ لبعضهم في مدح الفِراق:
لستُ مِمَّنْ يذُمُّ يومَ الفراقِ
ولهُ مِنَّةٌ على العُشَّاقِ
إنَّ فيهِ اعْتِنَاقةً لِوَداعِ
وانتظارَ اعْتِنَاقٍ يومَ التَّلاقِ (1)
591 - سمعت أحمد يقول: سمعت محمد بن جعفر النَجَّار يقول: سمعت أبا بكر محمد ابن الحسن بن دُرَيد الأزدي يقول: سمعتُ بِشْر بن بنتِ أزهرَ السَمَّان (2)
يقول: سمعت جدي أزهر (3) يقول: ((كتبتُ الحديث ستين سنة، وصنَّفْتُ عشرين سنة، فلما كان من بعد ثمانين [ل/124أ] جاءَني صَبِيَّانِ فقالا لي: تُمْلِي علينا؟ وكنتُ
_________
(1) لم أجد البيتين، فيما اطلعت عليه من المصادر.
(2) هو بشر بن آدم بن يزيد البصري، أبو عبد الرحمن، ابن بنت أزهر السمان، صدوق فيه لين.
قال أبو حاتم والدارقطني: "ليس بقوي"، كذا في "التهذيب" عن الدارقطني، وفي سؤالات الحاكم: "ليس بالقوي".
وقال النسائي: "لا بأس به". وقال مسلمة: "صالح". وذكره ابن حبان في الثقات.
الجرح والتعديل (2/351) ، والثقات لابن حبان (8/144) ، وسؤالات الحاكم (رقم293) ، والتهذيب (1/387) ، والتقريب (122/ت675) .
(3) هو أزهر بن سعد السمّان الباهلي.(2/650)
أُمْلِي عليهِما إذ مَرَّ القَرَّاد، فقام أحدُهما مع القَرّاد، فصاحَ الَّذي بَقِيَ بالآخر: يا أخي، تَعَالَ، فإن الشَّيخَ كَيِّس، قال: فقال أزهرُ للصَّبِيّ: قُمْ، فعل الله بك وفعل، بعدَ ثمانين سنة صرتُ شيخا كَيِّساً)) (1) .
592 - أنشدنا أحمد، أنشدنا محمد بن جعفر، أنشدنا أبو عبد الله نَفْطَوَيه لمحمد
ابن عبد الملك الزيَّات (2) :
فَوَاللهِ، لا أنسَى غَداةَ اجتماعِنا
وأحشاؤُنا من شِدَّة الوَجْدِ تُخْفِقُ
نُكاتِمُ أهلينا ونُظْهِرُ بُغضَةً
ونلقَى سكوتا والحواجبُ تَنْطِقُ (3)
593 - أنشدنا أحمد، أنشدنا محمد بن جعفر النَّحويّ، أنشدنا أبو عبد الله لمحمد (4) بن عبد الملك:
يا قليلَ الوفاءِ هذا قبيحٌ
أنتَ خلْوٌ منَ الهَوَى مستريحُ
لم تَبِتْ سالما وقلبي جريحُ ... أنتَ لو كان للهَوَى منكَ حَظٌّ
كلُّ هَجْرٍ يكونُ يوما إلى اللَّيـ
ـلِ ويَفْنَى فذاك هجرٌ مليحُ (5)
_________
(1) لم أجد الحكاية عند غير المصنف.
(2) هو الوزير الأديب العلاّمة، أبو جعفر مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أبان بن الزيات، كان والده زيّاتاً سوقيًّا، فساد بالأدب وفنونه، وبراعة النظم والنثر، ووزر للمعتصم، والواثق، وكان معاديًا لابن أبي دؤاد، فأغرى ابن أبي دؤاد المتوكل، حتى صادر ابن الزيات وعذّبه، ومات منه سنة ثلاث وثلاثين ومائتين.
سير أعلام النبلاء (11/172-173) .
(3) لم أجد البيتين فيما اطلعت عليه من المصادر.
(4) اللام غير واضحة في المخطوط، وأثبتها لأن السياق يقتضي ذلك، انظر الإسناد السابق.
(5) لم أجد الأبيات عند غير المصنف.(2/651)
594 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عُبيد اللَّهِ بن أحمد بن البَوَّاب، حدثنا أبو بكر أحمد
ابن محمد بن أبي سعيد، حدثنا حسين بن محمد بن عبد الرحمن -يعني ابن فهم-، حدثنا أبي (1) ، حدثنا إسحاق المَوْصِليّ (2) قال: قال لي المعتصم: ((يا إسحاقُ، إذا نُصِرَ الهَوَى ذهب الرَّأيُ)) (3) .
595 - أخبرنا أحمد، أخبرنا [ل/124ب] أبو بكر بن الشِّخِّير، حدثنا أحمد بن الحُسَين المُقرِئ (4) قال: سمعت الحُسَين بن فهم يقول: سمعت يحيى بن مَعِين يقول ـ وقد ذُكِر عنده حُسْن الجَوَاري (5) ـ فقال: ((كنتُ بمصرَ فرأيتُ جارية بِيْعَتْ بألفِ دينار، ما رأيتُ أحسنَ
_________
(1) هو محمد بن عبد الرحمن بن فهم، ذكره الخطيب في "تاريخ بغداد" (2/311) ولم يحك فيه شيئاً.
وانظر اللسان (5/343) ، حيث ذكره فيه لروايته خبراً منكراً أن ابن أبي دؤاد بذّل علي بن المديني المال حين تكلم في خبر جرير بن أبي حازم في الرؤية بأن جرير بن أبي حازم بوّال على عقبيه أعرابي. قال الخطيب: "هذا باطل وقد نزّه الله علي بن المديني عن قوله ذلك".
(2) هو إسحاق بن إبراهيم بن ميمون التميمي الموصلي، الإمام العلاّمة، ذو الفنون، الأخباري، صاحب الموسيقى، والشعر الرائق، والتصانيف الأدبية، مع الفقه، واللغة، وأيام الناس، والبصر بالحديث، وعلو المرتبة، ولد سنة بضع وخمسين ومائة.
قال إبراهيم الحربي: "كان ثقة عالماً".
مات سنة خمس وثلاثين ومائتين. سير أعلام النبلاء (11/118-121) .
(3) أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (2/311) من طريق عبيد الله بن البوّاب به مثله.
(4) لعله الصوفي الصغير الذي تقدمت ترجمته في الرواية رقم (586) .
(5) في المخطوط "الجوارِ" بكسر الراء وبدون الياء، والصواب إثباتها كما في مصادر التخريج.(2/652)
منها صلى الله عليها، فقلتُ: يا أبا زكريا، مثلُك يقول هذا؟ قال: نعم، صلى الله عليها وعلى كلِّ مَلِيح)) (1) .
596 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بْنُ الشِّخِّير، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ أَحْمَدَ بن محمد
ابن أَبِي شَحْمة (2)
، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ (3) ، حَدَّثَنَا شُعيب بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي هِلالٍ، عَنْ رَبِيعة بْنِ سَيف (4) ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
_________
(1) إسناده ضعيف فيه حسين بن فهم، ليس بالقوي، أخرجه ابن القيسراني في "كتاب السماع" (ص92-93) من طريق أبي الحسين عبد الله بن محمد بن جعفر بن محمد ابن شاذان قال: سمعت حسين بن فهم يقول: ... فذكر مثله.
وذكره ابن الجوزي في "المنتظم" (9/178) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (31/561) ، والذهبي في "سير أعلام النبلاء" (11/87) عن الحسين بن فهم مثله.
وفي هذه الحكاية ما يستنكر وهو الصلاة على كل مليح، وإنما شرعت الصلاة عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، ويجوز قرن غيره به، ولكن هذه الحكاية غير صحيحة، وعلى صحتها فمحمولة على ما قال الذهبي: "هذه الحكاية محمولة على الدعابة من أبي زكريا، وتروى عنه بإسناد آخر".
(2) أبو الفضل القطيعي، وثقه الخطيب وابن ماكولا.
قال علي بن عمر الحربي: "وجدت في كتاب أخي بخطه: مات ابن أبي شحمة في سنة إحدى عشرة وثلاثمائة".
تاريخ بغداد (12/153) ، وتهذيب مستمر الأوهام (ص305) .
(3) هو الدورقي.
(4) هو ربيعة بن سيف بن ماتع ـ بكسر المثناة ـ المعافري، الإسكندراني، صدوق له مناكير.
قال البخاري: "عنده مناكير"، وقال ابن يونس: "في حديثه مناكير"، وقال النسائي "ليس به بأس"، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: "كان يخطئ كثيراً"، توفي قريبا من سنة عشرين ومائة.
التاريخ الكبير (3/290) ، والجرح والتعديل (3/477) ، والثقات (6/361) ، وتهذيب الكمال (9/113-117) ، والتهذيب (3/221) ، والتقريب (207/ت1906) .(2/653)
عَمْرٍو (1) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهِ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَا مِنْ مُسْلِمٍ يموتُ يومَ الْجُمُعَةِ أَوْ ليلةَ الْجُمُعَةِ إِلا وُقِيَ فتنةَ القبر)) (2)
_________
(1) في المخطوط "عبد الله بن عمر"، والتصويب من مصادر التخريج.
(2) إسناده ضعيف، فيه:
- الانقطاع، بين ربيعة بن سيف وعبد الله بن عمرو.
- وربيعة هذا صدوق في حديثه مناكير.
أخرجه أحمد (2/169) ـ ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" (9/116) ـ، والترمذي (3/386) كتاب الجنائز، باب ما جاء فيمن مات يوم الجمعة عن محمد بن بشار، كلاهما عن أبي عامر العقدي، والترمذي في الموضع السابق، وابن عساكر في "تعزية المسلم" (ص79) من طريق ابن مهدي، كلاهما عن هشام بن سعد به.
وأخرجه عبد الرزاق (3/270) عن ابن جريج عن ربيعة به.
قال الترمذي: "هذا حديث غريب، ليس إسناده بمتصل، وربيعة بن سيف إنما يروي عن أبي عبد الرحمن الحُبُلّي، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، ولا نعرف لربيعة بن سيف سماعاً من عبد الله بن عمرو".
وقال أبو المحاسن الحنفي: "منقطع الإسناد؛ فإن ربيعة لم يلقَ عبد الله، وبينهما رجلان: أحدهما مجهول". معتصر المختصر (1/115) .
وضعف إسناده أيضاً الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (3/253) .
ولكن وصله الطبراني ـ كما في فيض القدير (5/499) ـ من حديث ربيعة بن سيف، عن عياض بن عقبة، عن ابن عمرو.
وقال المزي: "رواه بشر بن عمر الزهراني، وخالد بن نزار الأيلي، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعِيدُ بْنُ أَبِي هِلالٍ، عَنْ ربيعة
ابن سيف، عن عياض بن عقبة الفهري، عن عبد الله عمرو". تحفة الأشراف (6/289) ، وتهذيب الكمال (9/116) .
قلت: وقد أسنده الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (12/583-584) من طريق بشر بن موسى الزهراني به، قال عقبه: "غريب".
وروي من وجه آخر عن ربيعة بن سيف، أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (ح279) من طريق ابن وهب، عن الليث بن سعد، عنه: أن عبد الرحمن بن قَحْزَم أخبره أن ابناً لعياض بن عقبة مات يوم الجمعة، فاشتدّ وجده عليه، فقال له رجل من الصدف: يا أبا يحيى، ألا أبشرك بشيء سمعته من عبد الله بن عمرو؟ ... فذكره.
ثم أخرجه الطحاوي في الموضع السابق، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (ص103) من طرق عن الليث بن سعد، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عنه به مثله، قال الطحاوي: "وهو أشبه عندنا بالصواب".
قلت: وهذا ضعيف أيضاً فيه:
- عبد الرحمن بن قحزم، وهو مجهول، ذكره ابن ماكولا في "الإكمال" (7/101-102) .
- والرجل الصدفي لم يسمّ.
- وربيعة بن سيف، تقدم ما فيه.
وللحديث طريق آخر عن ابن عمرو أخرجه عبد بن حميد في "مسنده" (ص132) عن يزيد بن هارون، وأحمد (2/172) عن سريج بن النعمان، وفي (2/220) عن إبراهيم بن أبي العباس، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (ص103) من طريق سليمان بن آدم، وابن عساكر في "تعزية المسلم" (ص78-79) من طريق أبي الربيع الزهراني، وداود بن رشيد، والحسن بن يوسف، كلهم عن بقية ـ هو ابن الوليد ـ، عن معاوية بن سعيد التجيبي، عن أبي قَبيل المصري، عنه به.
وإسناده ضعيف أيضاً فيه:
- أبو قبيل المصري، واسمه حُيَيّ بن هانئ، قال الحافظ ابن حجر: "صدوق يهم". التقريب (185/ت1606) .
- ومعاوية بن سعيد، ذكره البخاري وابن أبي حاتم وسكتا عنه.
وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: "يروي المقاطيع".
وقال الحافظ ابن حجر: "مقبول"، أي إذا توبع، وقد توبع في الجملة متابعة قاصرة.
- وأما بقية بن الوليد فقد صرح بالسماع إلى آخر الإسناد، فزال ما يخشى عليه من التدليس.
وللحديث شاهد من حديث أنس، أخرجه أبو يعلى (7/146) ، وعنه ابن عدي في "الكامل" (7/92) عن أبي معمر إسماعيل بن إبراهيم، عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ واقد بن سلامة، عن يزيد الرقاشي عنه به، وليس فيه "ليلة الجمعة".
وإسناده ضعيف، فيه يزيد الرقاشي، وقد تقدم أنه ضعيف.
وواقد بن سلامة ضعيف كذلك. انظر الكامل (7/92) .
وله شواهد أخرى لا يفرح بها:
الأول: حديث جابر بن عبد الله، أخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (3/155-156) من طريق عمر بن موسى
ابن الوجيه، عن محمد بن المنكدر عنه بلفظ: (( ... أجير من عذاب القبر، وجاء يوم القيامة وعليه طابع الشهداء)) .
قال أبو نعيم: "غريب من حديث جابر ومحمد، تفرد به عمر بن موسى، وهو مدنيّ فيه لين".
قلت: بل هو منكر، أو موضوع، عمر بن موسى ممن يضع الحديث.
انظر أحوال الرجال (ص173) ، والتاريخ الكبير (6/197) ، والجرح والتعديل (2/141) ، و (6/133) ، والضعفاء والمتروكين للنسائي (ص82) ، والضعفاء للعقيلي (3/190) ، والكامل لابن عدي (5/9-12) .
والثاني: من حديث الزهري عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، أخرجه عبد الرزاق (3/270) عن ابن جريج عن رجل عنه به، وزاد: ((وكتب شهيداً)) ، وإسناده معضل ضعيف، وفيه:
- عنعنة ابن جريج.
- وشيخه فيه مبهم.
والثالث: من حديث المطلب بن حنطب، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، أخرجه عبد الرزاق في الموضع السابق عن
ابن جريج عن رجل، عنه به، وإسناده كالذي قبله.
والرابع: من قول عكرمة بن خالد المخزومي، عند اليهقي في "إثبات عذاب القبر" (ص104) .
والخامس: حديث زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، أخرجه الدارقطني في "الأفراد" ـ كما في تعزية المسلم (ص80) ـ من طريق أبي نعيم، عن خارجة بن مصعب، عنه به.
في إسناده خارجة بن مصعب السرخسي، وهو متروك، وكان يدلس عن الكذّابين، ويقال: إن ابن معين كذّبه. التقريب (186/ت1612) .
والحاصل أن هذه الشواهد لا تصلح لتقوية الحديث، اللهم إلا أن يكون حديث أنس، ولكن طريق بقية بن الوليد إذا ضم إلى طريق ربيعة بن سيف، فإنه يكسب قوة ترفع الحديث إلى الحسن، وقد حسّنه الشيخ الألباني أو صحّحه في "أحكام الجنائز" (ص49-50) ، وهو كذلك إن شاء الله.(2/654)
597 - سمعت أحمد يقول: سمعت أبا عبد الله بن عُبيد العَسْكَريّ(2/655)
يقول: سمعت محمد ابن هارون بن العباس المنصوري (1) يقول: سمعت الفتح بن شخرف (2) يقول: ((رأيتُ أمير المؤمنين عليَّ بنَ أَبِي
_________
(1) هو محمد بن هارون بن العباس بن عيسى بن أبي جعفر المنصور، أبو بكر خطيب مسجد الجامع بمدينة المنصور، كان من أهل الستر والفضل والخطابة، ولي إمامة مسجد المدينة ببغداد خمسين سنة، وكانت وفاته في سنة ثمان وثلاثمائة، وله خمس وسبعون سنة. تاريخ بغداد (3/356) .
(2) هو فتح بن شخرف بن داود الكِسّي ـ بكاف مكسورة، بعدها سين نسبة إلى "كسّ"، وهي مدينة معروفة عند سمرقند ـ، أبو نصر، أحد الزهاد الورعاء، لم يأكل الخبز مدة ثلاثين سنة، مات سنة ثلاث وسبعين ومائتين في شوال. انظر تاريخ بغداد (12/384-388) ، وطبقات الحنابلة (1/323) ، وطبقات الصوفية (11/11) ، وصفة الصفوة (2/227) .
(2)(2/656)
طالب عليه السلام في النوم فقلت: يا أمير المؤمنين، حرفٌ تُنْبِيْنِي به، [قال] (1) : ما رأيت أحسنَ من تواضُعِ الأغنياء للفقراء، قال: فقلت: زِدْني، قال: أحسنُ من ذلك تِيهُ (2) الفقراء على الأغنياء [ل/125أ] ثقة بالله عزَّ وجلَّ)) (3) .
598 - سمعت أحمد يقول: سمعت أبا عبد الله (4) يقول: سمعت أبا الفضل العباس
ابن عبد السميع (5) المنصوري يقول: سمعت الفتح بن
_________
(1) ما بين المعقوفين ساقط من المخطوط، وأثبته من مصادر التخريج، وهو الذي يقتضيه السياق.
(2) هكذا في المخطوط، وفي مصادر التخريج، سوى "جزء العسكري" ففيه: "نية" بدل "تيه".
(3) إسناده جيد، أخرجه العسكري في "حديثه عن شيوخه" (ص 65-66 -المطبوع في آخر "الكرم والجود" للبرجلاني-) عن محمد بن هارون بن العباس المنصوري به مثله.
وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (9/425) ، و (11/234) ، و12 (/386) من طرق عن الفتح بن شخرف به، وفي بعض طرقه زيادة: قال: فقلت له: زدني، قال: فأومأ إلي بكفه فإذا فيه مكتوب:
قد كنت ميّتاً فصرت حيّاً وعن قليل تصير مَيْتاً
أعيى بدار الفناء بيت فابْنِ بدار البقاء بيتاً
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (6/298/رقم 8234) من طريق آخر عن الفتح بن شخؤف نحوه.
وذكره ابن الملقن في "طبقات الأولياء" (ص275) ، والمناوي في "فيض القدير" (2/295) مثل ما عند المصنف.
والخبر سيورده المصنف في الرواية رقم (1330) ، بإسناد آخر وبلفظ مقارب.
(4) هو العسكري.
(5) ابن هارون بن سليمان بن أبي جعفر المنصور الهاشمي، وثّقه الخطيب، ومات في شوال سنةإحدى وثلاثين وثلاثمائة. تاريخ بغداد (12/158) .(2/657)
شَخْرَف يقول: ((كنتُ أفُتُّ للنمل الخبزَ كلَّ يوم، فلما كان يومُ عاشُوراء لم يأكُلُوه)) (1) .
599 - سمعت أحمد يقول: سمعت أبا العباس الشِّيرازيّ (2) يقول: ((كان لنا جارٌ بِشِيْراز، فبنى دارا وأنفق عليها عَشَراتِ أُلوف، فأحبَّ أن يَرَاها النَّاسُ عند فَرَاغِه منها فتمارَضَ لِيعُودَه النّاسُ، ويَنْظُروا إلى دارِه، فجاءَ النَّاسُ يعُودُونَه وتَحَقَّقَ مَرَضُه، فلم يَقُمْ من صَرْعتِه حتَّى ماتَ)) (3) .
600 - سمعت أحمد يقول: سمعت أبا علي الحُسَين بن ميمون بن حَسَنُون البزَّاز (4)
بمصر يقول: سمعت القاضي أبا طاهر (5) يقول:
_________
(1) إسناده صحيح.
أخرجه العسكري في "حديثه عن شيوخه" ـ المطبوع مع كتاب الكرم والجود ـ (ص66) بهذا الإسناد والمتن.
وأخرج أبو نعيم في "حلية الأولياء" (9/41) بإسناده إلى قيس بن عباد قال: "كانت الوحش تصوم يوم عاشوراء".
(2) هو الإمام الحافظ الجوّال أحمد بن منصور بن ثابت الشيرازي.
قال الحاكم: "جمع من الحديث ما لم يجمعه أحد، وصار له القبول بشيراز، بحيث يضرب به المثل".
توفي سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة. سير أعلام النبلاء (16/472-473) .
(3) إسناده صحيح، ولم أجد من أخرجه سوى المصنف.
(4) الصدفي، ذكره الحبال في وفيات سنة تسع وعشرين وثلاثمائة وقال: "رجل صالح".
وذكره ياقوت الحموي وقال: سمع منه الحافظ المتقن، شيخ الحرم سعد بن علي بن محمد بن علي بن الحسين الزنجاني. وفيات المصريين (ص71) ، ومعجم البلدان (3/152) .
(5) هو مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الله القاضي الذهلي، قاضي القضاة، البغدادي، المالكي، قاضي الديار المصرية، مولده سنة تسع وسبعين ومائتين، وثقه الخطيب، وانتقى عليه الداقطني نحواً من مائة جزء، مات سنة سبع وستين وثلاثمائة.
تهذيب مستمر الأوهام (ص150) ، وسير أعلام النبلاء (16/204-210) .(2/658)
((كان يُقال: عقل امرأتين كامِلتَين حُرَّتَينِ عقلُ رجلٍ، وعقل أربعِ خِصْيان عقلُ امْرأةٍ، وعقلُ أربعين حائكا عقلُ خَصِيٍّ، وعقلُ أربعين معلِّماً عقلُ حائِكٍ)) (1) .
آخر الجزء والحمد لله وحده، وصلواته على سيدنا محمد نبيه وآله الطاهرين وسلَّم تسليما.
بلغت عرضا بأصل معارض بأصل سماعنا ولله الحمد والمنة. [ل/125ب]
في الأصل ما مثاله:
بلغ السماع بجميعه على الشيخ الأجل الإمام، العالم الفقيه الحافظ، شيخ الإسلام أوحد الأنام،
أبي طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السِّلَفي الأصبهاني رضي الله عنه بقراءة الفقيه تاج الدين أبي عبد الله محمد
ابن عبد الرحمن بن محمد المسعودي، صاحبه القاضي الفقيه المكين، الأشرف الأمين جمال الدين خاصة أمير المؤمنين أبو طالب أحمد بن القاضي المكين أبي الفضل عبد الله بن الحُسين بن حديد، وأبو الرضي أحمد
ابن طارق بن سنان القرشي البغدادي، وأبو بكر محمد بن الحسن بن نصر الخلاطي، وأبو عبد الله محمد
ابن إبراهيم بن أحمد الفيروزآبادي ومحمد بن محمد بن محمد البلخي، وأبو عمرو
_________
(1) إسناده صحيح، ولم أجده عند غير المصنف.(2/659)
عثمان بن محمد بن أبي بكر الإسفراييني، وزكريا بن صالح بن محمد الموقاني، وأبو علي حسن بن يوسف بن أبي الرضا الدمشقي، والشريف أبو الفرَج عبد القاهر بن هبة الله بن عبد القاهر بن المؤيد بالله الهاشمي، وأبو محمد عبد العزيز بن عيسى
ابن عبد الواحد بن سليمان الأندلسي الشافعي وولده أبو القاسم عيسى، وإسماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد الأنصاري مثبت السماع وهذا خطه، وآخرون وذلك يوم الجمعة منتصف شوَّال سنة سبع وستين وخمسمائة بالإسكندرية.
هذا تسميع صحيح، قرئ علي من الأصل الذي كتب هذا الفرع منه.
وكتب أحمد بن محمد الأصبهاني. [ل/126أ]
وفي الأصل ما مثاله:
بلغ السماع لجميع هذا الجزء على القاضي الأجل الفقيه العالم جمال الدين أبي طالب أحمد
ابن القاضي المكين أبي الفضل عبد الله بن القاضي المكين أبي علي الحسين بن حديد رضي الله عنه بقراءة الفقيه الإمام العالم المتقِن مفيد الأصحاب زكي الدين أبي محمد عبد العظيم بن عبد القوي المنذري الجماعة السادة الفقهاء الجُلَّة؛ السعيد الأمير نجيب الدين ولي أمر المؤمنين أبو علي الحسن، والعالم السعيد الأمين عماد الدين أبو البركات عبد الله، والرشيد العالم الزاهد الإمام أبو الفضل عبد العزيز بنو القاضي الققيه النبيه الأعز أبي محمد عبد الوهاب بن الشيخ الفقيه الإمام صدر الإسلام أبي الطاهر إسماعيل
ابن(2/660)
عوف الزهريون، والقاضي علم الدين أبو محمد عبد الحق بن القاضي الرشيد أبي الحرم مكي بن صالح القرشي، والنفيس أبو الطاهر إسماعيل بن الفقيه العدل أبي طالب أحمد بن عبد المولى الأنصاري، والقاضي الفقيه عز الدين أبو البركات عبد الحميد بن الشيخ الإمام العالم الصدر جمال الدين أبي علي الحُسين
ابن عتيق الرَبَعي، والقاضي الفقيه الإمام العالم جمال الدين الأسعد أبو القاسم عبد الرحمن بن مقرب
ابن عبد الكريم التُّجِيْبِي، وأبو بكر محمد بن القاضي الرشيد الفقيه الإمام أبي الفضل عبد العزيز ابن عوف المذكور أعلاه، ويحيى بن علي بن عبد الله القرشي المالكي والسماع بخطه.
وصح وثبت في الثالث من شهر ربيع الأول من سنة عشر وستمائة بجزيرة الرمل بالعين من ظاهر ثغر الإسكندرية حماه الله تعالى، الحمد لله وحده وصلواته على محمد وآله وسلامه. [ل/126ب](2/661)
الجزء الثامن
من انتخاب
الشيخ الفقيه الإمام العالم الحافظ صدر الإسلام أوحد الأنام
فخر الأئمة سيف السنة بقية السلف
أبي طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السِّلفي الأصبهاني
رضي الله عنه
من أصول كتب
الشيخ أبي الحُسَين المبارك بن عبد الجبار الطُّيُوْريّ
[ل/128بِ](2/664)
بسم الله الرحمن الرحيم
ربِّ سهِّل يا كريمُ
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الفقيه المكين، الأشرف الأمين، جمال الدين أبو طالب أحمد بن القاضي المكين أبي الفضل عبد الله بن القاضي المكين أبي علي الحُسَين بن حديد ـ قراءة عليه وأنا أسمع ـ بثغر الإسكندرية حماه الله تعالى في ثالث شهر ربيع الأول سنة عشر وستمائة قال: أخبرنا الشيخ الفقيه، الإمام العالم، شيخ الإسلام أوحد الأنام، فخر الأئمة سيف السنة، بقيَّة السلف أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السِّلَفي الأصبهاني رضي الله عنه ـ قراءة عليه وأنا أسمع ـ في النصف من شوال من سنة سبع وستين وخمسمائة قال: أخبرنا الشيخ أبو الحُسَين المبارك بن عبد الجبار بانتخابي عليه من أصول كتبه:
601 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ محمد بن أحمد العَتِيقيّ، أخبرنا إسحاق بن سعد
ابن الْحَسَنِ بْنِ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا جَدِّي، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ صَالِحٍ اليَشْكُريّ (1)
، حدثنا عبد الله بْنُ عُمر العُمَريّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ
_________
(1) أبو خالد النيسابوري الفرّاء.
قال إسماعيل بن قتيبة: "كان من أورع مشايخنا، وأكثرهم اجتهاداً"، وقال الحسن بن سفيان: "فاتني يحيى بن يحيى التميمي بالوالدة، لم تَدَعني أخرج إليه، فعوّضني الله بأبي خالد الفرّاء، وكان أسند من يحيى بن يحيى"، وقال أبو حاتم: "مجهول"، وقال الذهبي: "مشهور صدوق ووثقه ابن حبان"، توفي سنة تسع وعشرين ومائتين.
الجرح والتعديل (9/272) ، والثقات لابن حبان (9/275) ، والميزان (4/429) ، وسير أعلام النبلاء (10/479-480) ، واللسان (6/289) .(2/665)
ابْنِ عُمَرَ ((أَنَّ النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَأْمُرُ مُؤذِّنه إِذَا كَانَ فِي السَّفَر فِي ليلةٍ باردةٍ أَوْ مَطِيرةٍ أَنْ يؤذِّن عَلَى إِثْر أَذَانِه؛ أَنْ لا حَرَجَ، صلُّوا فِي رِحَالِكم)) (1) .
602 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا جدِّي، حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا عبد الله بْنُ عُمر العُمَريّ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقبة، عَنْ سَالِمٍ (2) ، عَنْ ابْنِ عُمر أنَّه قَالَ: ((كَانَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [ل/129أ] يُوْتِر على راحِلَتِِه)) (3)
_________
(1) إسناده ضعيف من أجل عبد الله العمري، وهو ضعيف كما تقدم في ترجمته في الرواية رقم (32) ، ولم أجد من أخرجه من طريقه غير المصنف.
والحديث صحيح عن نافع؛ لأن عبد الله العمري تابعه أخوه عبيد الله، ومالك، وأيوب.
- أما حديث مالك فأخرجه في "الموطأ" (1/73) ، ومن طريقه البخاري (1/ 237/ح666) كتاب الأذان، باب الرخصة في المطر والعلة أن يصلي في رحله، ومسلم (1/ 484/ح697) كتاب صلاة المسافرين، باب الصلاة في الرحال في المطر، عنه به.
- وحديث عبيد الله أخرجه البخاري (1/227/ح632) كتاب الأذان، باب الأذان للمسافر إذا كانوا جماعة.. إلخ،
من طريق يحيى ـ هو ابن سعيد ـ، ومسلم (1/484/ح697) كتاب صلاة المسافرين، باب الصلاة في الرحال في
المطر من طريق عبد الله بن نمير، كلاهما عنه به.
- وحديث أيوب أخرجه أبو داود (2/91/ح1054) كتاب الصلاة، باب التخلف عن الجماعة في الليلة الباردة،
من طريق إسماعيل، عنه بِهِ.
(2) هو ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ.
(3) إسناده ضعيف كسابقه، من أجل عبد الله العمري، ولم أجد من أخرجه من طريقه غير المصنف، وخالفه وهيب
ـ هو ابن خالد ـ، فقال: عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ نافع، عن ابن عمر به، أخرج حديثه البخاري (1/371/ح1095)
كتاب تقصير الصلاة، باب صلاة التطوع على الدواب، وحيثما توجهت، عن عبد الأعلى بن حماد، عنه به، وفيه:
"أن ابن عمر كان يفعل ذلك".
ولكن أخرج البخاري (1/371/ح1098) كتاب تقصير الصلاة، باب ينزل للمكتوبة، ومسلم (1/487/ح700) كتاب صلاة المسافرين، باب جواز صلاة النافلة على الدابة في السفر حيث توجهت، من طريق يونس، عن الزهري، عن سالم به.
فتابع الزهريُّ موسى بن عقبة في حديثه عن سالم، وهي متابعة قاصرة لعبد الله العمري.
وأخرجه البخاري (1/339/ح1000) كتاب الوتر، باب الوتر على الدابة، من طريق جويرية بن أسماء، ومسلم (1/486/ح700) كتاب صلاة المسافرين، باب جواز صلاة النافلة على الدابة، من طريق عبيد الله، كلاهما عن نافع، عن ابن عمر به.
فتابع جويرية وعبيد الله موسى بن عقبة على حديثه عن نافع.
والحاصل أن الحديث مروي عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ نافع، عن ابن عمر، وعنه، عَنْ سَالِمٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ.
وأخرجه مالك (1/151) ومن طريقه مسلم في الموضع السابق، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عن ابن عمر به.
وأخرجه البخاري (1/371 برقم 1096) كتاب تقصير الصلاة، باب الإيماء على الدابة، من طريق عبد العزيز
ابن مُسْلِمٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دينار بِهِ.(2/666)
603 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا جدِّي، حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ (1) ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ يَسار قَالَ: قَالَ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، وخُزيمة بْنُ ثَابِتٍ، وَسَعْدُ بْنُ مَالِكٍ (2) قَالُوا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إنَّ هَذَا الوجَع رِجْزٌ، وبقيَّةٌ مِنْ عذابٍ عُذِّب بِهِ قومٌ قبلَكم، فَإِذَا كَانَ بأرضٍ فَلا تَدْخُلُوهَا (3) ، وإذَا كانَ بِأَرْضٍٍ وَأَنْتُمْ ب
_________
(1) هو عبد الغفار بن القاسم بن قيس، أبو مريم الكوفي، الأنصاري.
قال الدارقطني: "كوفي ضعيف، حدّث عنه شعبة، ولعله لم يخبره".
كذا قال في "الضعفاء والمتروكون" (رقم356) ، وفي السنن (2/186) ، و (4/138) ، وقال البرقاني: سمعت الدارقطني يقول: "عبد الغفار بن القاسم، أبو مريم، متروك"، ثم قال: "شيخ شعبة، أثنى عليه شعبة، وخفي على شعبة، وبقي بعد شعبة فخلّط". سؤالات البرقاني (رقم316) .
(2) هو أبو سعيد الخدري رضي الله عنه.
(3) جاء في هامش المخطوط "في الأصل (ترحلوها) وهو وهم، والصواب (تَدْخُلُوهَا) ".(2/667)
ها فَلاَ تَفِرُّوا مِنْهُ)) (1) .
604 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا جدِّي، حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا العُمَريّ
-يَعْنِي عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ-، عَنْ سَعِيدٍ المَقْبُريّ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ (2) ، عَنْ عمَّار بْنِ يَاسِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إنَّ أحدَهم ليصلِّي وَمَا لَهُ مِنَ الصَّلاةِ ثُلُثُها، وَلا رُبُعُها، وَلا سُدُسُها، حَتَّى بَلَغَ العُشُر)) (3)
_________
(1) إسناده ضعيف، فإن حبيب بن أبي ثابت كثير الإرسال والتدليس، وقد دلس في هذا الإسناد فأسقط إبراهيم بن سعد
بين عطاء بن يسار والصحابة، وفيه عبد الغفار بن القاسم وهو ضعيف.
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (4/91) من طريق يحيى بن أبي بكير، عن عبد الغفار بن القاسم به مثله.
وأخرجه عن هؤلاء الصحابة ـ هكذا مجتمعين ـ عبد بن حميد (ص81) ، ومسلم (4/ 1739برقم 2218)
كتاب السلام، باب الطاعون، والطيرة والكهانة ونحوها، والنسائي في "السنن الكبرى" (4/362) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (4/90) من طريق سفيان ـ هو الثوري، عن حبيب، عن إبراهيم بن سعد، عنهم.
فخالف سفيانُ عبد الغفار بن قاسم، فقال: عن حبيب، عن إبراهم بن سعد، ولم يقل: عن حبيب، عن عطاء
ابن يسار، ووافقه الأعمش، والشيباني، أخرج حديثهما مسلم (4/1739-1740برقم 2218) .
ورواه شعبة عن حبيب، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ إبراهيم بن سعد، عن أسامة به، أخرجه مسلم في الموضع السابق.
قلت: هكذا روى ابن أبي عدي، ومعاذ بن معاذ عن شعبة، ولكن روى حفص بن عمر، عن شعبة، عن حبيب
ابن أبي ثابت، عن إبراهيم بن سعد قال: سمعت أسامة بن زيد فذكر نحوه، فوافق هنا رواية الثوري ومن وافقه عن حبيب، أخرج حديث حفص البخاري (5/2163/ح 5728) كتاب الطب، باب ما يذكر في الطاعون، عنه.
(2) هو أبو بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الحارث بن هشام.
(3) إسناده ضعيف، فيه:
- الانقطاع بين أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن الحارث وعمار بن ياسر كما يتبين في إسناد أحمد.
- وعبد الله العمري، ضعيف.
- مخالفة يزيد بن صالح اليشكري للآخرين كما يأتي.
لم أجد من أخرجه من طريق يزيد بن صالح غير المصنف.
وأخرج أحمد (4/319) عن يحيى بن سعيد القطان، وأبو يعلى (3/21) من طريق عبد الوهاب، كلاهما عَنْ
عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ العمري، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الحارث، عن أبيه أن عمار بن ياسر
صلى ركعتين فخفّفهما، فقال له عبد الرحمن بن الحارث: يا أبا اليقظان، أراك خففتهما، فقال: إني بادرت بهما الوسواس ... فذكره إلا أنه عكس العدد من العُشر.
فخالف القطان وعبد الوهاب، يزيد بن صالح اليشكري فقالا: عن عبيد الله ـ المصغر ـ، وقالا: عن أبي بكر
ابن عبد الرحمن بن الحارث، عن أبيه عن عمار.
وأخرج أبو يعلى (3/189-190/ح1615) ـ وعنه ابن حبان (5/210-212/ح1889) عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ
-هو القواريري-، عن يحيى القطان، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عن سعيد المقبري، عن عمر بن أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
ابن الحارث بن هشام عن أبيه عن عمار به.
قال ابن حبان: "سمعه عمر من جده عن عمار".
وتعقبه الحافظ في "إتحاف المهرة" (11/735) فقال: "لم يسمع عمر من جده شيئاً، وإنما روى هذا الحديث عن أبيه، عن عمار، كذا رواه النسائي".
قلت: وهو عنده في "السنن الكبرى" (1/211) ، وفيه عمر بن أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قال عنه الحافظ: "مقبول". التقريب (410/ت4868) .
وأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (1/290) ، وأبو يعلى (3/189-190/ح1615) من طريق عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنِ المقبري، عن عمر بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بن هشام، عن أبيه عن عمار به.
وأخرجه أحمد (4/321) ، وأبو داود (1/503/ح796) كتاب الصلاة، باب ما جاء في نقصان الصلاة، من طريق
ابن عجلان، عن سعيد المقبري، عن عمر بن الحكم، عن عبد الله بن عَنَمة، عن عمار به.
هذا إسناد رجاله رجال الصحيح.
وله طريق آخر عن عمار أخرجه أحمد (4/264) من طريق محمد بن إسحاق، حدّثني مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ، عن عمر بن الحكم بن ثوبان، عن أبي لاس قال: دخل عمار بن ياسر المسجد، فركع فيه ركعتين أخفهما وأتمهما، قال: ثم جلس، فقمنا إليه، فجلسنا عنده، ثم قلنا له: خفّفت ركعتيك هاتين جدًّا يا أبا اليقظان، فقال: إني بادرت
بهما الشيطان أن يدخل علي فيهما".
وهذا إسناد حسن، ومحمد بن إسحاق قد صرح بالتحديث، وأبو لاس قال عنه الحافظ: "صحابي". التقريب
(316/ت3518) .
وبالجملة الحديث بهذه الطرق صحيح لغيره، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.(2/668)
605 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنِي جدِّي، حَدَّثَنَا زُهَير بْنُ(2/669)
عبَّاد (1) ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ مَيْسَرة (2) ، عن العَلاء بن عبد الرحمن، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((رُبَّ أشعَثَ يُدْفَع بِالأَبْوَابِ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ عزَّ وجلَّ لأَبَرَّه)) (3) .
606 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ لُؤلُؤ، حَدَّثَنَا أبو عمرو سهل ابن مُوسَى بشِيْرَاز، حَدَّثَنَا بِشْر بْنُ مُعاذ العَقَديّ (4)
_________
(1) هو زهير بن عباد الرؤاسي، ابن عم وكيع بن الجراح، كنيته أبو محمد، من أهل الكوفة، سكن مصر.
ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: "يخطئ ويخالف". وقال الدارقطني: "مجهول".
مات سنة ثمان وثلاثين ومائتين.
الثقات لابن حبان (8/256) ، والميزان (2/273) .
(2) هو حفص بن ميسرة العُقيلي ـ بالضم ـ، أبو عمر الصنعاني، نزيل عسقلان، وثقه ابن معين، وأحمد.
وقال أبو حاتم: صالح الحديث"، وقال مرة: "يكتب حديثه، ومحله الصدق، وفي حديثه بعض الأوهام".
وقال ابن حجر: "ثقة ربما وهم، من الثامنة، مات سنة إحدى وثمانين".
الجرح والتعديل (3/187) ، وتهذيب الكمال (7/73-77) ، والميزان (1/568) ، والتهذيب (2/419-420) ، والتقريب (174/ت1433) .
(3) إسناده ضعيف، من أجل زهير بن عباد الرؤاسي.
أخرجه الخطيب في "موضّح الأوهام" (2/19) من طريق إِسْحَاقُ بْنُ سَعْدِ بْنِ الْحَسَنِ بن سفيان به مثله.
والحديث صحيح، أخرجه مسلم (4/2024/ح2622) ، كتاب البر والصلة، باب فضل الخاملين والضعفاء وفي
(4/2191/ح2854) كتاب الجنة وصفة نعيمها، باب النار يدخلها الجبارون.
(4) أبو سهل البصري الضرير.
قال أبو حاتم: "صالح الحديث صدوق". وقال مسلمة: "بصري صالح".
وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ: "صدوق من العاشرة، مات سنة بضع وأربعين".
الجرح والتعديل (2/368) ، والثقات (8/144) ، وتهذيب الكمال (4/146-147) ، والتهذيب (1/458) ، التقريب (124/ت702) .(2/670)
، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانة، عَنْ قَتَادَةَ، عن أنس
((أنَّ النبيَّ [ل/129ب] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وعثمانَ كَانُوا يفتَتِحون القِراءةَ بِـ {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} )) (1) .
607 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، حَدَّثَنَا سَهْلٌ، حَدَّثَنَا بِشْرٌ، [حَدَّثَنَا] (2) أَبُو عَوَانة، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((يَهْرَم ابنُ آدمَ وتَشِبُّ معهُ اثْنَتانِ؛ الحرصُ عَلَى الْمَالِ، والحرصُ على العُمر)) (3)
_________
(1) في إسناده أَبُو عَمْرٍو سَهْلُ بْنُ مُوسَى، لم أجد ترجمته، ولكن تابعه ابن خزيمة عن بشر بن معاذ، أخرجه في "صحيحه" (1/248) .
وأخرجه البخاري في "جزء القراءة" (ص36) ، والترمذي (2/15/ح246 ـ شاكر ـ) أبواب الصلاة، باب ما جاء في افتتاح الصلاة، والنسائي (2/133) كتاب الافتتاح، باب البداء بفاتحة الكتاب قبل السورة، والخطيب في "تاريخ بغداد" (5/234) ،
وابن عبد البر في "الإنصاف" (ص213-214ح14) كلهم من طريق قتيبة بن سعيد، عن أبي عوانة به.
قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح".
وأخرجه ابن ماجه (1/267/ح813) كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب افتتاح القراءة، من طريق جبارة
ابن المغلس، عن أبي عوانة به نحوه، ولم يذكر عثمان.
وقد تابع أبا عوانة عليه جمعٌ من أصحاب قتادة، انظر طرق حديثهم في "الإنصاف" لابن عبد البر رحمه الله تعالى.
(2) ما بين المعقوقتين عليه تضبيب، إشارة إلى الشك، والتصويب من الإسناد الذي قبله، وبعده.
(3) إسناده كسابقه.
أخرجه ابن ماجه (2/1415/ح4234) كتاب الزهد، باب الأمل والأجل، وابن حبان في "روضة العقلاء"
(ص129 ـ في مجانبة الحرص للعاقل ـ) من طريق بشر بن معاذ به.
وأخرجه مسلم (2/724/ح1047) كتاب الزكاة، باب كراهة الحرص على الدنيا، والترمذي (4/493/ح2339) كتاب الزهد، باب ما جاء في قَلْبُ الشَّيْخِ شَابٌّ عَلَى حُبِّ اثنتين، من طرق عن أبي عوانة به.
قال الترمذي: "هذا حديث صحيح".
وأخرجه البخاري (7/171 ـ تركيا ـ) كتاب الرقاق، باب من بلغ ستين سنة فقد أعذر الله إليه في العمر، من طريق هشام، عن قتادة به.(2/671)
608 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، حَدَّثَنَا سَهْلٌ، حَدَّثَنَا بِشْر، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانة، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: ((كَانَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أخَفَّ النَّاسِ صَلاةً فِي تَمام)) (1) .
609 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حدثنا إسحق، حَدَّثَنَا جدِّي، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ صالح الفَرَّاء، حدثنا عبد الله بْنُ عُمَرَ العُمَري، عَنْ سَالِمٍ أَبِي النَّضر، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ ((أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئل؛ مَا لِلرَّجُلِ منِ امْرأتِه وَهِيَ حائضٌ؟ فَقَالَ: مَا فوقَ الإِزَارِ)) (2) .
610 - سمعت أحمد يقول: سمعت أبا عُمر بن حَيُّوْيَه يقول: سمعت ابن أبي داود يقول: سمعت علي بن خَشْرَم يقول: سمعت وكيعا
_________
(1) إسناده كسابقه.
أخرجه ابن خزيمة (3/48) عن بشر بن معاذ العقدي به مثله.
وأخرجه مسلم (1/342/ح469) كتاب الصلاة، باب أمر الأئمة بتخفيف الصلاة في تمام، والترمذي (1/463/237) أبواب الصلاة، باب ما جاء إذا أم أحدكم الناس فليخفف، والنسائي (2/430/ح823 ـ دار المعرفة ـ) كتاب الصلاة، باب ما على الإمام من التخفيف، وأبو يعلى (5/239-240/ح2852) من طرق عن أبي عوانة به.
(2) إسناده ضعيف من أجل عبد الله العمري، ولم أجد الحديث من رواية أبي سلمة عن عائشة، عند غير المصنف.
وأما الحديث فإنه صحيح ثابت رواه غير واحد عن عائشة، منهم:
- الأسود بن يزيد النخعي، أخرج حديثه البخاري (1/78ـ تركيا ـ) كتاب الحيض، باب مباشرة الحائض، ومسلم (1/242/ح293) كتاب الحيض، باب مباشرة الحائض فوق الإزار، من طريق إبراهيم النخعي عنه بلفظ: ((كان إحدانا إذا كانت حائضاً، أمرها رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، فتأتزر بإزار، ثم يباشرها)) .
- وعبد الرحمن بن الأسود أخرج حديثه البخاري ومسلم في الموضعين السابقين.(2/672)
[يقول] (1) غيَر مرَّة: ((يا فِتْيَانُ، تفَقَّهُوا فقهَ الحديث؛ فإنَّكم إن تَفَقَّهْتم فقهَ الحديث لم يَقْهَرْكم أهلُ الرَّأي)) (2) .
611 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، أَخْبَرَنَا أبو عبد الله العَسْكريّ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بن عثمان بن أبي شَيْبة، حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ حَمْزَةُ بْنُ مَالِكٍ الأسلَميّ (3) ، حَدَّثَنِي عمِّي سُفْيَانُ بْنُ حَمْزَةَ (4)
، عَنْ كَثِيرِ بْنِ زيد (5) ،
_________
(1) هذه الكلمة غير موجودة في المخطوط، وأثبتها لأن السياق يقتضي ذلك، وهي مثبتة في الرواية رقم (931) .
(2) إسناده صحيح، أخرجه الخطيب في "الفقيه والمتفقه" (2/161-162) ، وفي "نصيحة أهل الحديث" (ص41) من طريق ابن حيويه به مثله.
وأخرجه الحاكم في "معرفة علوم الحديث" (ص66) من طريق إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ المروزي، عن علي بن خشرم قال: "كنا في مجلس سفيان بن عيينة فقال: يا أصحاب الحديث ... ، فذكر نحوه".
وأخرج الخطيب في الموضعين السابقين من طريق أحمد بن علي الأبار، عن علي بن خشرم بلفظ: "لو أنكم تفقهتم الحديث، وتعلمتموه ما غلبكم أصحاب الرأي، ما قال أبو حنيفة في شيء إلا ونحن نروي فيه باباً".
وسيكرر المصنف هذا الخبر في الرواية رقم (931) بهذا الإسناد واللفظ.
(3) في المخطوط "السّلمي" والصواب ما أثبت.
وهو ابن أخي سفيان بن حمزة.
ذكره ابن أبي حاتم وقال: "روى عنه أبي، وسمع منه بالمدينة في سنة خمس وخمسين ومائتين، وكنت معه فلم يُقْضَ
لي السماع منه". الجرح والتعديل (3/216) .
(4) هو سفيان بن حمزة بن سفيان بن فروة الأسلمي، أبو طحة المدني.
قال أبو حاتم ـ وسئل عنه ـ: "مديني صالح الحديث"، وقال أبو زرعة: "هو صدوق"، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي: "وثق"، وقال ابن حجر: "صدوق من الثامنة".
الجرح والتعديل (4/230) ، والثقات لابن حبان (8/288) ، وتهذيب الكمال (11/142) ، والكاشف (1/448) ، والتهذيب (4/97) ، والتقريب (244/ت2438) .
(5) هو كثير بن زيد الأسلمي مولاهم، أبو محمد المدني، يقال له: ابن مافَنَّه، وثقه ابن عمار الموصلي.
قال ابن معين: "ليس بذاك القوي"، كذا حكى عنه ابن أبي خيثمة، وحكى يعقوب الدورقي عنه أنه قال: "ليس به بأس"، وعن معاوية بن صالح قال: "صالح"، وقال أحمد: "ما أرى به بأساً"، وقال علي بن المديني وأبو حاتم: "صالح ليس بالقوي"، وقال أبو زرعة: "صدوق فيه لين"، وقال يعقوب بن شيبة: "ليس بذاك الساقط، وإلى الضعف ما هو"، وقال النسائي: "ضعيف"، وقال ابن عدي: "ولم أرَ بحديثه بأساً، وأرجو أنه لا بأس به"، وقال الحافظ ابن حجر: "صدوق يخطئ".
العلل لأحمد (2/317) ، والتاريخ الكبير (7/216) ، والضعفاء والمتروكين للنسائي (ص89) ، وسؤالات
ابن أبي شيبة (ص95) ، والجرح والتعديل (7/150) ، والثقات لابن حبان (7/354) ، والمجروحين (2/222) ، والكامل (6/67-68) ، والكاشف (2/144) ، والتهذيب (8/370) ، والتقريب (459/ت5611) .(2/673)
عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ رَباح، عَنْ أبي هريرة [ل/130أ] أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
((الْمُسْلِمُونَ عَلَى شروطِهم، مَا وافقَ الحقَّ مِنْهَا، والصُّلْحُ جائزٌ بين المسلمين)) (1)
_________
(1) إسناده ليّن، فيه:
- كثير بن زيد الأسلمي، وهو متكلم فيه، وقال الحافظ: "صدوق يخطئ".
قال ابن الملقن: "وفي إسناده كثير بن زيد الأسلمي، وهو مختلف فيه، وابن حبان وثّقه، وأخرج الحديث في صحيحه من جهته".
كذا قال في "تحفة المحتاج" (2/263) ، وفي "خلاصة البدر المنير" (2/69) ، قال: "بإسناد حسن".
-وحمزة بن مالك الأسلمي، لم أجد من وثقه، ولكن روى عنه أبو حاتم، وهو ممن لا يروي إلا عن ثقة، وقد تابعه غير واحد.
والحديث أخرجه ابن الجارود في "المنتقى" (ص161، 251) عن حمزة بن مالك به مثله.
وأخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (6/79) ، و (7/249) من طريق سفيان بن حمزة به، سوى قوله ((والصلح
جائز بين المسلمين)) .
قال البيهقي: "وزاد سفيان في حديثه ((ما وافق الحق منها)) ، وقدروينا ذلك بزيادته من حديث خُصيف، عن عروة، عن عائشة، وعن عطاء، عن أنس بن مالك مرفوعاً، سيأتي ذكر حديثهما إن شاء الله تعالى.
وأخرجه أحمد (2/366) ، وأبو داود (4/216 ح 3589) كتاب الأقضية، باب في الصلح، والدارقطني (3/27) ، والحاكم (2/57) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (6/166) من طريق ابن وهب، وابن حبان (ح5091) من طريق مروان بن محمد الطاطري، كلاهما عن سليمان بن بلال، عن كثير بن زيد به، سوى قوله: ((ما وافق الحق منها)) ، وهو عند أحمد: ((الصلح جائز بين المسلمين)) فقط.
وأخرجه البيهقي (6/79) ، و (7/249) ، والدارقطني (3/27) من طريق عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عن كثير بن زيد به، سوى قوله ((ما وافق الحق منها)) .
وله شاهد من حديث كثير بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عن جده.
أخرجه الترمذي (2/403ح 1363) أبواب الأحكام، باب ما ذكر عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم في الصلح
بين الناس، وابن ماجه (2/788/ح2353) كتاب الأحكام، باب الصلح، والطبراني في "المعجم الكبير" (17/22) ، والدارقطني (3/27) ، والحاكم (4/113) من طرق عنه به بلفظ ((الصلح جائز بين المسلمين، إلا صلحاً حرم حلالاً، أو أحل حراماً، والمسلمون على شروطهم، إلا شرطاً حرم حلالاً، أو أحل حراماً)) .
قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح". اهـ.
ويشهد له أيضاً حديث عائشة الذي أخرجه الدارقطني (3/27) ، والحاكم (2/57) ، والبيهقي (7/249) من طريق خصيف، عن عروة، عنها، وقال خصيف: وحدّثني عطاء بن أبي رباح، عن أنس بن مالك.
وخصيف ضعيف، ولكن يصلح في الشواهد.
والحاصل أن الحديث بمجموع طرقه وشواهده يتقوى، ويرتقي إلى درجة الحسن أو الصحة إن شاء الله، وقد
علّقه البخاري بصيغة الجزم.
وفي الباب عن عدد من الصحابة، لا يخلو كل واحد منه من مقال، وحديث أبي هريرة هذا أمثل ما في الباب. انظر تغليق التعليق (3/281) .(2/674)
612 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا الحُسين بْنُ مُحَمَّدٍ العَسْكَريّ، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ هارون
ابن يُوسُفَ بْنِ زِيَاد الْمَعْرُوفُ بِابْنِ مِقْرَاض (1) ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ العَدَنيّ (2) ، حَدَّثَنَا
_________
(1) الشَّطَوي، وثّقه الإسماعيلي، وقال الذهبي: "الإمام الفاضل".
توفي في ذي الحجة سنة ثلاث وثلاثمائة. تاريخ بغداد (14/29) ، وسير أعلام النبلاء (14/262) .
(2) نزيل مكة، ويقال: إن أبا عمر كنية يحيى، صدوق صنف المسند، وكان لازم ابن عيينة، لكن قال أبو حاتم: "كان رجلا صالحاً، وكانت به غفلة، رأيت عنده حديثاً موضوعاً، حدّث به عن ابن عيينة، وهو صدوق".
وقال أحمد بن سهل الإسفراييني: سمعت أحمد بن حنبل ـ وسئل عمن نكتب؟ ـ فقال: "أما بمكة فابن أبي عمر".
التاريخ الكبير (1/265) ، والجرح والتعديل (8/124-125) ، والتهذيب (9/518-520) ، والتقريب (513/ت6391) .(2/675)
سُفْيَانُ (1) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عن جابر بن عبد الله قَالَ: ((أطعَمَنا رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لحومَ الْخَيْلِ، ونَهَانا عَنْ لُحُومِ الحُمُر)) (2) .
613 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ (3) ، حَدَّثَنَا جدِّي، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ صَالِحٍ (4) ، حَدَّثَنَا عبد الغَفَّار بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
((لَبَّيْك اللَّهُمَّ لَبَّيْك، لَبَّيْك لا شريكَ
_________
(1) هو ابن عُيَيْنَةَ.
(2) إسناده حسن.
أخرجه الشافعي في "مسنده" (ص380) ، والطحاوي في "معاني الآثار" (4/204) من طريق إبراهيم بن بشار، ومن طريق محمد بن سعيد، وابن حبان (7/341) ، من طريق نصر بن علي، والدارقطني (4/289-290) ، من طريق
أبي كريب، كلهم عن سفيان بن عيينة به.
وأخرجه الترمذي (4/223/ح1793) كتاب الأطعمة، باب ما جاء في أكل لحوم الخيل عن قتيبة، ونصر بن علي، والنسائي (1/229/ح4339) كتاب الصيد، باب الإذن في أكل لحوم الخيل، عن قتيبة، كلاهما عن سفيان به.
قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح، وهكذا روى غير واحد عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ جابر، ورواه حماد
ابن زيد عن عمرو بن ديينار، عن محمد بن علي، عن جابر، ورواية ابن عيينة أصح، قال: وسمعت محمداً يقول:
سفيان بن عيينة أحفظ من حماد بن زيد".
قلت: والحديث تقدم برقم (332) من طريق عمرو بن دينار، فلينظر تخريجه هناك، وأن الشيخين أخرجا الحديث
من طريق حماد بن زيد، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ محمد بن علي، عن جابر.
(3) هو إِسْحَاقُ بْنُ سَعْدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ سُفْيَانَ.
(4) هو الفراء اليشكري.(2/676)
لَكَ لَبَّيْك، إنَّ الحمدَ والنِّعمةَ لَكَ والملكَ، لا شريكَ لَكَ)) (1) .
614 - سمعت أحمد يقول: سمعت أبا حفص بن شاهين يقول: سمعت أبا الحسن علي
ابن الحسن بن العبد (2) يقول: سمعت عثمان بن خُرَّزاذ يقول: سمعت مسلم بن أبي مسلم (3) يقول:
((سأَلَني مَلِكُ الرُّوم؛ ما يقول صاحبُكم في القرآن ـ يعني المأمون ـ قال: قلتُ: يقول: القرآنُ والتَّوراة والإنجيل والزَّبور مخلوقٌ، قال: فقال لي: كَذَب، هذا كلُّه كلامُ الله)) (4) .
615 - أخبرنا أحمد، حدثنا أبو عُمَرَ بْنُ حَيُّويَه بِانْتِقَاءِ الدّارَقُطنيّ، حَدَّثَنَا محمد بن محمد ابن سُلَيْمَانَ البَاغَنْديّ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عبد الواحد (5)
[ل/130ب] قال: قال لنا يحيى
ابن
_________
(1) إسناده ضعيف من أجل عبد الغفار بن القاسم، وهو ضعيف رافضي، ولم أجد من أخرجه من طريقه غير المصنف.
والحديث صحيح عن نافع، أخرجه البخاري (2/147-تركيا-) كتاب الحج، باب التلبية، ومسلم (2/841/ح1184) كتاب الحج، باب التلبية وصفتها ووقتها من طريق مالك، عنه به.
(2) الوراق، ذكره الخطيب وسكت عنه، ومات سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة. تاريخ بغداد (11/382) .
(3) هو مسلم بن عبد الرحمن الجرمي، وثقه الخطيب البغدادي، نزل طرسوس وبها مات في شهر رمضان سنة أربعين ومائتين. تاريخ بغداد (13/100) .
(4) في إسناده الحسن بن علي بن الحسن بن العبد، لم يوثّقه أحد، ولم أجد الأثر عند غير المصنف.
(5) هو جعفر بن عبد الواحد الهاشمي القاضي، كان على قضاء الثغر، وضّاع.
قال الدارقطني: "يضع الحديث"، وقال أبو زرعة: "روى أحاديث لا أصل له"، وقال أبو حاتم: "كان جعفر بن عبد الواحد وصل حديثاً لعبد الله بن مسلمة، زاد فيه أنساً، فدعا عليه القعنبي فافتضح"، قال أبو زرعة: "أخاف أن تكون دعوة الشيخ الصالح أدركته"، وقال ابن عدي: "يسرق الحديث، ويأتي بالمناكير عن الثقات"، وساق له أحاديث وقال: "كلها بواطيل، وبعضها سرقه من قوم، وكان عليه يمين ألا يحدُّث ولا يقول: حدثنا، وكان يقول: قال لنا فلان"، ونحوه قال ابن حبان.
الجرح والتعديل (2/483-484) ، والمجروحين (1/253-255 –السلفي-) ، والميزان (1/412-413) ، واللسان (2/119) .(2/677)
كَثِيرٍ (1) : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ (2) ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الشَّعْبيّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ((أنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلَّى عَلَى قبرٍ بَعْدَ مَا دُفِن)) .
قَالَ شُعْبَةُ: فقلتُ لِقَتَادَةَ: سمعتَه مِنَ الشَّعْبِيِّ؟ فَقَالَ: لا، حدَّثَنِيه عاصمٌ الأحوَل، فأتيتُ عاصم الأحوَل فقلتُ: سمعتَه مِنَ الشَّعْبِيِّ؟ قَالَ: لا، حدَّثَنِي الشَّيْبانيّ، فأتيتُ الشَّيْبانيَّ فسألتُه فَقَالَ: حدَّثَني الشَّعْبِيُّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ (3) .
_________
(1) هو أبو غسان العنبري.
(2) هو ابن الحجاج.
(3) إسناده باطل فيه جعفر بن عبد الواحد، وقد تقدم ما فيه.
والحديث صحيح، أخرجه مسلم (2/658ح954) كتاب الجنائز، باب الصلاة على القبر، من طريق شعبة، وسفيان الثوري، وجرير بن عبد الحميد، وعبد الواحد بن زياد، كلهم عن الشيباني به مثله.
وأخرج البخاري (1/208 ـ تركيا ـ) كتاب الأذان، باب وضوء الصبيان، ومتى يجب عليهم الغسل، وحضورهم الجماعة والعيدين والجنائز وصفوفهم، و (2/88 ـ تركيا ـ) كتاب الجنائز، باب الصفوف على الجنائز،
و (2/89 ـ تركيا ـ) كتاب الجنائز، باب سنة الصلاة على الجنائز، و (2/91-92) باب الصلاة على القبر بعد
ما يدفن، من طريق شعبة به نحوه.
وأخرجه (2/72ح1247) كتاب الجنائز، باب الإذن بالجنازة، عن أبي معاوية، وفي (2/88) من طريق عبد الواحد ابن زياد، و (2/90ح1326) باب صلاة الصبيان مع الناس على الجنائز، من طريق زائدة، ثلاثتهم عن الشيباني به.(2/678)
سَمِعْتُ أَحْمَدَ يَقُولُ: ذَكَرَ شيخُنا أَبُو الْحَسَنِ الدارَقُطنيّ، حَدَّثَنَا ابنُ مَخْلَد سنةَ اثنتين وعشرين وثلاثمِائة بِهَذَا الْحَدِيثِ، فَقَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الباغَنْديّ الصَّغِيرُ سنةَ سِتِّينَ ومِائتين.
616 - أَخْبَرَنَا أحمد، حدثنا عُبَيدالله بْنُ أَحْمَدَ بْنِ البَوَّاب المُقرِئ، حدثنا أبو بكر محمد ابن عبد الله المَهْريّ (1) ، حَدَّثَنَا النَّضْر بْنُ طَاهِرٍ (2) ، حَدَّثَنَا زَنْفَل العَرَفيّ (3) ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيكة، عَنْ عَائِشَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصدِّيق رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ((أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَرَادَ أَمْرًا قَالَ: "اللهُمّ خِرْ لِي وَاخْتَرْ لِي")) (4)
_________
(1) هو محمد بن عبد الله بن يوسف، أبو بكر المهري، بصري سكن بغداد، وثقه الخطيب.
تاريخ بغداد (5/444-445) .
(2) هو النضر بن طاهر القيسي، ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: "ربما أخطأ ووهم".
وقال ابن عدي: "بصري ضعيف جدًّا"، وقال: "يسرق الحديث، ويحدث عمن لم يَرَه، لا يحتمله سنّه".
انظر الثقات لابن حبان (9/214) ، والميزان (5/383) ، واللسان (6/162-163) .
(3) هو زَنْفَل بن عبد الله، ويقال: ابن شدّاد، أبو عبد الله العَرَفي ـ نسبة إلى عرفات؛ لأنه كان يسكنها ـ المكّي،
ضعفه النقّاد؛ ابن معين، والنسائي، والدولابي، والأزدي، وأبو داود، والدارقطني.
وقال ابن حبان: "كان قليل الحديث، وفي قلته مناكير لا يحتج به".
تاريخ ابن معين (2/175 ـ الدوري ـ) ، والضعفاء والمتروكين للنسائي (ص223) ، والجرح والتعديل (3/618) ، والمجروحين (1/390 ـ السلفي ـ) ، والضعفاء والمتروكون للدارقطني (ص220) ، والتهذيب (3/340-341) ، والتقريب (217/ت2038) .
(4) إسناده منكر، فيه:
- زنفل العَرَفي وهو ضعيف، وقد تفرد به.
- والنضر بن طاهر، تقدم ما فيه.
أخرجه الترمذي (4/264/ح3516) كتاب الدعوات، باب 86، وأبو يعلى (1/45-46/ح44) ، وأبو بكر
المروزي في "مسند أبي بكر" (ح44) ، والذهبي في "سير أعلام النبلاء" (13/183-184) كلهم من طريق زنفل
ابن عبد الله العرفي به.
قال الترمذي: "هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث زنفل، وهو ضعيف عند أهل الحديث ... وتفرد بهذا الحديث، ولا يتابع عليه".
وانظر المقاصد الحسنة (ص90) ، وكشف الخفا (1/188) .(2/679)
617 - أخبرنا أحمد، حدثنا عُبيدالله (1) ، حدثنا محمد بن محمد بن سُلَيْمَانَ (2) ، حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلامِ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الحرَّانيّ (3) ، حَدَّثَنَا العَلاء بْنُ سُلَيْمَانَ (4)
، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ
_________
(1) هو البواب.
(2) هو الباغندي.
(3) هو عَبْدُ السَّلامِ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ بن سويد، مولى ربيعة، إمام مسجد الجامع بحرّان، كنيته أبو الحسن.
روى عن زهير بن معاوية، وهو آخر من روى عنه، كما قال الخطيب في "السابق واللاحق".
ذكره ابن أبي حاتم وسكت عنه، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: "ربما أخطأ"، وقال ابن عدي: "حدثني بعض أصحابنا عن أبي عروبة الحراني أنه كان يسيء الرأي في عبد السلام هذا، وكان يقول: "قد كتبت عنه، ولا أحدّث عنه"، وقال ابن عدي: "وعبد السلام هذا له أحاديث صالحة عن زهير بن معاوية، وعن شيوخ حرّان، ولا أعلم بحديثه بأساً، ولم أرَ في حديثه منكراً فأذكره"، وقال الأزدي: "تركوه".
مات سنة أربع وأربعين ومائتين.
الجرح والتعديل (6/48) ، والثقات لابن حبان (8/428) ، والكامل لابن عدي (5/331) ، وسير أعلام النبلاء
(8/183) ، واللسان (4/13) .
(4) هو العلاء بن سليمان الرَّقي، أبو سليمان.
قال عمرو بن خلاد: "كان في العلاء بن سليمان غفلة"، وقال العقيلي: "لا يتابع على حديثه"، وقال البرذعي: "رأيت أبا زرعة يسيء الرأي في العلاء بن سليمان الرقّي، ونسبه إلى الضعف"، وقال ابن عدي: "منكر الحديث، ويأتي بمتون ولها أسانيد لا يتابعه عليها أحد"، وقال أبو علي محمد بن سعيد القشيري: "حدّث عن الزهري في مس الذكر حديثاً منكراً"، وقال الأزدي: "ساقط لا تحل الرواية عنه".
الضعفاء للعقيلي (3/345) ، سؤالات البرذعي (ص701) ، والكامل لابن عدي (5/223) ، والضعفاء والمتروكين
لابن الجوزي (1/187) ، واللسان (4/184) .(2/680)
سَالِمٍ (1) ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ (2) أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ((من مسَّ [ل/131أ] فرْجَه فَلْيَتوَضَّأْ)) .
تَفَرَّدَ بِهِ الْعَلاءُ عن الزهري (3)
_________
(1) هو ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ.
(2) في المخطوط "ابن عمران"، والصواب ما أثبت، كما في مصادر التخريج.
(3) إسناده ضعيف جدًّا من أجل العلاء بن سليمان، وهو منكر الحديث، وقد تفرد به عن الزهري، كما أفصح عنه المصنف.
أخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/74) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (12/281) ، وابن عدي في "الكامل" (5/223) ، وابن شاهين في "ناسخ الحديث" (ص103) من طرق عن العلاء بن سليمان به.
قال الهيثمي: "وفي سند "الكبير" العلاء بن سليمان، وهو ضعيف جدًّا". مجمع الزوائد (1/245، و249) .
وقال الطحاوي: "العلاء ضعيف"، ومثله قال ابن حجر في "الدراية" (1/41) .
وله طرق أخرى عن ابن عمر رضي الله عنهما:
- أولها: طريق نافع، وعنه مالك، وعبد الله العمري، وهاشم بن زيد الدمشقي، وسليمان بن وهب الأنصاري.
- أما حديث مالك فأخرجه العقيلي في "الضعفاء" (1/273) ، وابن حبان في "المجروحين" (1/257) من طريق
حفص بن عمر العدني، المعروف بالفرخ، وفيه أن ابن عمر كان يقول: "يتوضأ من مس فرجه، قال: وسمعت بسرة بنت صفوان تقول: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم يقول: ((من مس فرجه فليتوضأ)) .
وإسناده ضعيف جدَّا، وحفص بن عمر العدني، قال عنه النسائي: "ليس بثقة"، وقال العقيلي: "لا يقيم الحديث".
وقال ابن عدي: "هذا ليس يرويه عن مالك إلا حفص بن عمر، وهذا الحديث في "الموطأ" عن ابن عمر موقوف،
وأما قوله عن بسرة فهو باطل".
وقال ابن حبان: "هذا خبر مقلوب الإسناد، إنما هو عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر فقلبه".
- وحديث عبد الله العمري أخرجه الدارقطني (1/147) ، وابن عدي في "الكامل" (4/142) ، وابن الجوزي في "التحقيق" (1/178) من طريق إسحاق الفروي، عنه به.
وفي سنده عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْعُمَرِيُّ، وهو ضعيف.
قال ابن عدي: "هذا الحديث بهذا الإسناد منكر".
- وحديث هاشم بن زيد أخرجه ابن شاهين في "ناسخ الحديث" (ص103) من طريق صدقة بن عبد الله الدمشقي، عنه به.
وعزاه الهيثمي إلى البزار وقال: "وفي إسناد البزار هاشم بن زيد، وهو ضعيف جدًّا". مجمع الزوائد (1/245، 249) .
قلت وهاشم بن زيد هذا قال عنه أبو حاتم: "ضعيف الحديث". الجرح والتعديل (9/103) .
وقال الدارمي في "كتاب الأطعمة" ـ كما في اللسان (6/184) ـ: "هاشم ليس بقوي في الحديث".
- وحديث سليمان بن وهب الأنصاري أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (2/143) عنه به.
قال العقيلي: "سليمان بن وهب الأنصاري بصري يخالف في حديثه".
- والطريق الثاني: طريق محمد بن سيرين عنه.
أخرجه أبو يعلى الخليلي في "الإرشاد" (2/485) من طريق عبد العزيز بن أبان، عن سفيان الثوري، عن أيوب عنه به.
قال الخليلي: "هذا منكر بهذا الإسناد، لا يصح من حديث أيوب، ولا من حديث سفيان، والحمل فيه على عبد العزيز ابن أبان الكوفي؛ فإنهم ضعّفوه".
قلت: وعبد العزيز بن أبان قال عنه الحافظ ابن حجر: "متروك، وكذّبه ابن معين وغيره". التقريب (356/ت4083) .
- الطريق الثالث: عن ابن جريج، عن عبد الواحد بن قيس ـ أو بشير بالشك ـ، عنه به.
أخرجه ابن عدي في "الكامل" (3/319) من طريق سليم بن مسلم عنه به.
وإسناده ضعيف جدًّا، من أجل سليم بن مسلم ـ وهو الخشّاب المكي.
قال ابن معين: "ليس بثقة"، وقال مرة: "كان جهميًّا خبيثاً"، وقال النسائي: "متروك الحديث".
تاريخ ابن معين (3/444 ـ الدوري ـ) ، والضعفاء والمتروكين للنسائي (ص47) ، والضعفاء للعقيلي (2/164) .
والحاصل أن حديث ابن عمر المرفوع، لم يقم له إسناد يركن إليه، وإنما الثابت عنه موقوف عليه، كما أخرجه مالك (1/42-43)
-ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (1/131، 136) -، وابن أبي شيبة (1/151) ، وعبد الرزاق (116) ، وابن الجعد في "مسنده" (ص478) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/76) ، والدارقطني (1/150) من طرق عنه.
وأما المرفوع فقد ورد عن جماعة كثيرة من الصحابة، وأصح ذلك حديث بسرة بنت صفوان الذي أخرجه مالك (1/42) ، وأحمد (6/406) ، وأبو داود (1/235ح183) كتاب الطهارة، باب الوضوء من مس الذكر، والترمذي (1/55ح82) كتاب الطهارة، باب الوضوء من مس الذكر، والنسائي (1/100) كتاب الطهارة، باب الوضوء من مس الذكر،
وابن ماجه (1/161ح479) كتاب الطهارة وسننها، باب الوضوء من مس الذكر، وابن خزيمة (1/22) ، وابن الجارود في "المنتقى" (ص17) ، والدارقطني (1/146) من طرق عن عروة بن الزبير، عن مرون بن الحكم، عن بسرة به.
قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح".
ونقل الترمذي عن البخاري أنه "أصح شيء في الباب".
وقال الدارقطني: "صحيح".
وصححه كذلك أحمد، وابن معين ـ كما حكى ابن عبد البر عنه ـ، وأبو حامد بن الشرقي، والبيهقي، والحازمي، وابن حبان، والحاكم، وابن الملقن.
قال البيهقي: "هذا الحديث وإن لم يخرجه الشيخان لاختلاف وقع في سماع عروة منها أو من مروان، فقد احتجّا
بجميع رواته".
انظر علل الترمذي (ص48 ـ بترتيب أبي طالب القاضي ـ) ، والتمهيد (17/192) ، والاعتبار للحازمي (ص40) ، وتحفة المحتاج لابن الملقن (1/151) ، وخلاصة البدر المنير (1/55) ، والدراية لابن حجر (1/38) ، والتلخيص الحبير
(1/122) ، وعون المعبود (1/212) .
وفي الباب عن عدد من الصحابة، منهم أم حبيبة، وأبو أيوب، وأبو هريرة، وأروى بنت أنيس، وعائشة، وجابر، وزيد ابن خالد، وعبد الله بن عمرو، وغيرهم، وقد عدَّهم الكتاني في "نظم المتناثر" (ص65) فبلغ بهم سبع عشرة نفساً.(2/681)
618 - أخبرنا أحمد، حدثنا أبو عمرو (1) عثمان بن محمد بن القاسم الأَدَميّ،
حدثنا عبد الله بْنُ إِسْحَاقَ المَدَائِنيّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَكيم (2) ، حَدَّثَنَا سَلْم بْنُ قُتيبة، حَدَّثَنَا يونُس ابن أبي إسحاق (3) ،
_________
(1) في المخطوط "أبو عمر"، سقط منه الواو، انظر الرواية رقم (181) .
(2) هو المقوِّم البصري.
(3) هو السبيعي، صدوق يهم قليلاً، قاله الحافظ ابن حجر.
وقال ابن مهدي: "لم يكن به بأس"، وقال أبو حاتم: "صدوق، لا يحتجّ به"، وقال أحمد: "حديثه مضطرب"، وقال القطان: "كانت فيه غفلة".
التاريخ الكبير (8/408) ، وتهذيب الكمال (32/488-493) ، والميزان (4/482-483) ، والتهذيب (11/433-434) ، والتقريب (613/ت7899) .(2/683)
عَنِ الشَّعْبيّ، عَنْ عُروة (1) ، عَنِ المُغِيرة بْنِ شُعبة قَالَ: ((كنتُ مَعَ النّبيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَهَبَ لحاجتِه فتبِعْتُه بإِداوةٍ، فتوضَّأ، واستَنْشَق وَغَسَلَ وَجْهَهُ ثمَّ أَرَادَ أَنْ يغسِل ذِراعَيه وَمَسَحَ برأسِه، ثُمَّ أهْوَيْتُ إِلَى خُفَّيْه لأَخْلَعَهما، فَقَالَ: "يَا مُغيرةُ، أَقِرَّ الخُفَّيْن؛ فَإِنِّي أدْخَلْتُ الخُفَّين ورجلايَ طَاهِرَتَانِ"، فَتَوَضَّأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَسَحَ عَلَى الخُفَّين)) (2) .
فشهِد المغيرةُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وشهِدَ عروةُ عَلَى الْمُغِيرَةِ بِذَلِكَ، وشَهِد الشَّعبيّ عَلَى عُرْوَةَ، وشَهِد يونسُ عَلَى الشَّعبيّ بِذَلِكَ، وشَهِد سَلْمٌ عَلَى يونسَ بِذَلِكَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى وَأَنَا أشهَدُ عَلَى سَلْم بِذَلِكَ، قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وشهِدْتُ أَنَا عَلَى يَحْيَى بِذَلِكَ، قَالَ لَنَا أَبُو عَمْرٍو (3) : وشهدتُ أنا على عبد الله بْنِ إِسْحَاقَ بِذَلِكَ، قَالَ أَبُو
_________
(1) هو عروة بن المغيرة بن شعبة الثقفي، أبو يعفور الكوفي.
(2) إسناده حسن، ويونس بن أبي إسحاق متابع كما يأتي.
أخرجه أبو داود (1/105-106/ح151) كتاب الطهارة، باب المسح على الخفين، من طريق يونس به.
وقد تابع يونسَ عليه زكريا بنُ أبي زائدة، أخرجه البخاري (1/59 ـ تركيا ـ) كتاب الوضوء، باب إذا أدخل رجليه وهما طاهرتان، و (7/37) كتاب المغازي، باب لبس جبة الصوف في الغزو، ومسلم (1/230/ح274)
كتاب الطهارة، باب المسح على الخفين، عنه، عن الشعبي به.
وحديث المسح على الخفين تقدم أيضاًَ برقم (382) ، وسيأتي برقم (622) عن سمرة بن جندب.
(3) في المحطوط "أبو عمر" كما سبق في الإسناد، وكما يأتي، وهو خطأ.(2/684)
الْحَسَنِ العَتِيقيّ: وشهِدتُ أَنَا عَلَى أَبِي عَمْرٍو بِذَلِكَ، قَالَ لَنَا شيخُنا أَبُو الحُسين: وَأَنَا أشهَد عَلَى أَبِي الحَسَن بِذَلِكَ، قَالَ لَنَا شيخُنا أَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ: وَأَنَا أشهَد عَلَى أَبِي الحُسين بِذَلِكَ.
أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو الْحُسَيْن فِي مَوْضِعٍ آخَرَ، أَخْبَرَنَا الْعَتِيقِيُّ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ (1) بن عبد الرحمن الزهري، حدثنا الْمَدَائِنِيُّ مُسَلْسَلا أَيْضًا نَحْوَهُ (2) .
619 - أَخْبَرَنَا [ل/131ب] أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ السِّمْسار، حدثنا محمد بن الحسن
ابْنُ سَمَاعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعيم، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ عَطِيَّةَ العَوْفي، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ مَاتَ لا يُشرك بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ)) (3) .
620 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حدثنا أبو الحُسَين عُبيدالله بْنُ أَحْمَدَ بْنِ البَوَّاب المُقْرِئ، حدثنا محمد ابن الْقَاسِمِ بْنِ جَعْفَرٍ البَزَّاز أَبُو الطيِّب، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَمْرٍو القَوْمَسيّ، حدثنا بِشْر
ابن الحارث (4) ، عن
_________
(1) في أصل المخطوط "عبد الله" كما نبه عليه الناسخ، وصوّبه.
(2) أخرجه أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري في "حديثه" (1/259/ح226) عن المدائني به مسلسلاً.
(3) تقدم الحديث برقم (380) بهذا الإسناد نفسه.
(4) هو الحافي.(2/685)
عبد الرحمن بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَار، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((ثلاثٌ لا يُفَطِّرْنَ الصَّائِمَ؛ الحِجامة، وَالاحْتِلامُ، والقَيْء)) (1) .
621 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ السِّمْسار، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ سَماعة، حَدَّثَنَا أَبُو نُعيم (2) ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ قِرْطاس (3) ،
_________
(1) إسناده ضعيف فيه:
- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أسلم، وهو ضعيف، كما تقدم في ترجمته في الرواية رقم (153) ، وقد أخطأ في وصل هذا الإسناد.
- وإسحاق بن عمرو القومسي لم أقف له على ترجمة.
أخرجه ابن خزيمة (3/233) من طريق إسماعيل بن أبي أويس، وسعيد بن منصور، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بن أسلم به.
قال ابن خزيمة عقبَه: "هذا الإسناد غلط، ليس فيه عطاء بن يسار، ولا أبو سعيد، وعبد الرحمن بن زيد ليس هو ممن يحتج أهل الحديث بحديثه؛ لسوء حفظه للأسانيد، وهو رجل صناعته العبادة، والتقشف، والموعظة والزهد، ليس من أحلاس الحديث الذي يحفظ الأسانيد".
قلت: لم يتفرد عبد الرحمن، بل وافقه هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم به.
أخرجه ابن خزيمة (3/235) ، والدارقطني (2/183) من طريق شعيب بن حرب، عنه به، ولكن خالفهما سفيان الثوري، وعبد الرحمن بن مهدي، ومعمر، فقالوا: عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ رجل، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: فذكره، أخرج حديثهم ابن خزيمة، وحديثهم هو الصواب، قال ابن خزيمة: "سمعت محمد بن يحيى ـ يعني الذهلي ـ يقول: "هذا الخبر غير محفوظ عن أبي سعيد، ولا عن عطاء بن يسار، والمحفوظ عندنا حديث سفيان ومعمر".
قلت: وفي إسناده رجل مبهم، وعليه فالحديث ضعيف، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
(2) هو الفضل بن دكين.
(3) هو عيسى بن قرطاس الكوفي، متروك الحديث، وكان من الغلاة في الرفض.
انظر تاريخ ابن معين (2/464 - الدوري) ، والضعفاء للعقيلي (3/1092-1093 - السلفي) ، والجرح والتعديل (6/285) ، والمجروحين (2/99-100 - السلفي) ، والضعفاء والمتروكون للدارقطني (ص317) ، والتهذيب (8/227-228) ، والتقريب (440/ت5320) .(2/686)
عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((ارفَعُوا سَدْلَكم فِي الصَّلاة، وكلُّ شيءٍ أصابَ الأرضَ مِنْ سَدلِكم فَفِي النَّار)) (1) .
622 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ (2) السِّمْسار، حَدَّثَنَا ابنُ سَماعة، حَدَّثَنَا أَبُو نُعيم، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُبيدالله (3) الطَّائِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعة، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ سَمُرة بْنِ جُنْدُب،
عَنْ أَبِيهِ: ((أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَسَحَ عَلَى الخُفَّين)) (4) .
623 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ المُظَفَّر، حَدَّثَنَا أبو محمد
_________
(1) إسناده ضعيف جدًّا من أجل عيسى بن قرطاس.
أخرجه ابن عدي في "الكامل" (5/1891) ، وأبو نعيم في "تسمية الرواة عن أبي نعيم الفضل بن دكين" (ص73) ،
عن الحسين بن أحمد بن المخارق، كلاهما عن ابن سماعة به.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (3/400-401) ، والعقيلي في "الضعفاء" (3/1093 ـ السلفي ـ) عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الصَّائِغُ، والطبراني في "المعجم الكبير" (11/261) عن علي بن عبد العزيز، ثلاثتهم عن أبي نعيم به.
وذكره ابن حبان في "المجروحين" (2/100 ـ السلفي ـ) في ترجمة عيسى بن قرطاس.
ولفظه عندهم: ((إذا صليتم فارفعوا سَبَلكم، فكل شيء أصاب الأرض من سَبَلكم ففي النار)) .
انظر السلسلة الضعيفة (4/130/ح1626) .
(2) في المخطوط "أبو سعد" والصواب ما أثبت.
(3) هكذا ورد هنا، وقد سلف كذلك في الرواية رقم (382) ، وفي التقريب "عبيد" بدون الإضافة.
(4) تقدم برقم (382) بهذا الإسناد نفسه.(2/687)
عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ القُرَشيّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ المَدِيْنيّ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ [ل/132أ] زُرَيع، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبة، حَدَّثَنَا قَتادة، عَنْ أَنَسٍ ((أنَّ نبيَّ اللَّهِ صعِد أُحُداً فتَبِعه أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، فرَجَفَ بِهِمْ فضربَه رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرِجْله فَقَالَ: اثْبُتْ أُحُدُ، فإنَّمَا (1) عَلَيكَ نبيٌّ وصِدِّيقٌ وشَهيدَانِ)) (2) .
_________
(1) في المخطوط "فإن"، والتصويب من صحيح البخاري.
(2) إسناده صحيح.
أخرجه البخاري (4/199-200 ـ تركيا ـ) ، كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب عمر بن الخطاب ... من
طريق يزيد بن زريع به.
وأخرجه في الموضع السابق، و (4/197 ـ تركيا ـ) باب قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: لو كنت متخذاً خليلاً،
و (4/204) باب مناقب عثمان رضي الله عنه ... من طرق عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ به.(2/688)
624 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ لُؤْلُؤ، حَدَّثَنَا
أَبُو مَعْشَر الْحَسَنُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ نَافِعٍ الدَّارِميّ (1) ، حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبيع الزَّهْرانيّ، حَدَّثَنَا يزيد
ابن زُريع، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ (2) ، عَنْ قَتادة: أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ حدَّثهم ((أَنَّ رسولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صعِد أُحُداً، فتبِعَه أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، فرَجَف بِهِمُ الجبلُ، فضربَه رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ برِجلِه وَقَالَ: اثْبُتْ أُحُدُ، عَلَيْكَ نبيٌّ وصِدِّيقٌ وشَهِِيدَانِِ)) (3) .
625 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُطَرِّف الجَرَّاحيّ (4) ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ ابن سَهْلِ بْنِ الفَيرُزَان الأُشْنانيّ المُقرِئ ـ وَمَا سَمِعْتُهُ إِلا مِنْهُ ـ، حَدَّثَنَا عبد الله بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَان (5) ، حَدَّثَنَا عَمْرٌو العَنْقَزيّ (6) ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الهُذَليّ (7)
، عن الحسن (8) ،
_________
(1) البصري، البغدادي، الشيخ المعَمّر، وثّقه الدارقطني، توفي سنة إحدى وثلاثمائة، في جمادى الآخرة.
سؤالات السهمي (رقم249) ، وتاريخ بغداد (7/327) ، وسير أعلام النبلاء (14/148-149) .
(2) هو ابن أبي عروبة.
(3) إسناده صحيح، تقدم تخريجه في الذي قبله.
(4) هو علي بن الحسن بن علي بن مطرِّف، أبو الحسن القاضي، الجرّاحي.
قال ابن أبي الفوارس ـ وقد سئل عنه: هل يحتج به؟ ـ: "غيره أحب إليّ"، وقال البرقاني: "كان يتّهم في روايته عن حامد بن شعيب، ولم أكتب عنه"، وقال العتيقي: "كان خيِّراً فاضلاً، حسن المذهب، وكان متساهلاً في الحديث".
توفي سنة ست وسبعين وثلاثمائة، لأربع خلون من جمادى الآخرة.
تاريخ بغداد (11/387) .
(5) هو عبد الله بن عمر بن محمد بن أبان الأموي مولاهم، ويقال له الجعفي ـ نسبة إلى خاله حسين بن علي ـ،
أبو عبد الرحمن الكوفي، مُشْكُدانة ـ بضم الميم والكاف، بينهما معجمة ساكنة، وبعد الألف نون، وهو وعاء المسك بالفارسية ـ، صدوق فيه تشيع، من العاشرة، مات سنة تسع وثلاثين ومائتين.
تهذيب الكمال (15/345-347) ، والميزان (3/180-181) ، والتهذيب (5/332-333) ، والتقريب
(315/ت3493) .
(6) العَنْقَزيّ: نسبة إلى بيع عنقز، قاله ابن حبان في "الثقات" (8/482) .
(7) هو سُلْمى بن عبد الله بن سُلْمى البصري، وقيل: اسمه روح، وهو ابن بنت حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيِّ، ضعيف جدًّا، وتركه القطان وابن مهدي.
وقال مزاحم بن زفر الكوفي: سألت شعبة عن أبي بكر الهذلي، فقال: "دعني، لا أقيء"، وقال ابن معين: "ليس بشيء"، ونقل عن غندر أنه قال: "كان أبو بكر إمامنا، وكان يكذب"، وقال أبو حاتم: "ليس بقوي الحديث، يكتب حديثه ولا يحتج به".
مات سنة سبع وستين ومائة.
تاريخ ابن معين (2/697) ، والضعفاء للعقيلي (2/552-553 ـ السلفي ـ) ، والجرح والتعديل (4/313-314) ، والمجروحين (1/456-457 ـ السلفي ـ) ، وتهذيب الكمال (33/159-161) ، والتقريب (625/ت8002) .
(8) هو ابن أبي الحسن البصري.(2/689)
عَنْ أُمِّهِ (1) ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((تَقْتُل عمَّاراً (2) الفِئَةُ الباغِية)) (3) .
626 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ محمد بن عبد الله بْنِ صَالِحٍ الْفَقِيهُ الأَبْهَريّ الْمَالِكِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ عبد العزيز الحَلَبي الشيخ الصالح (4)
_________
(1) اسمها خيرة، مولاة لأم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، ذكرها ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ ابن حجر:
"مقبولة".
الثقات (4/216) ، وتهذيب الكمال (35/166-167) ، والتقريب (746/ت8578) .
(2) في المخطوط "عمار".
(3) إسناده ضعيف جدًّا، من أجل أبي بكر الهذلي، وهو متروك الحديث، ولكن الحديث صحيح ثابت عن الحسن من غير طريقه.
أخرجه مسلم (4/2236ح2916) كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل، فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء، من طريق ابن عون وخالد الحذّاء، كلاهما عن الحسن به، وزاد خالد سعيد
ابن أبي الحسن ـ أخا الحسن ـ.
وللحديث شواهد كثيرة عن جماعة من الصحابة رضي الله عنهم.
قال الحافظ ابن حجر: "روى حديث ((عمّار تقتله الفئة الباغية)) جماعة من الصحابة، منهم: قتادة بن النعمان
كما تقدم، وأم سلمة عند مسلم، وأبو هريرة عند الترمذي، وعبد الله بن عمرو بن العاص عند النسائي، وعثمان
ابن عفان، وحذيفة، وأبو أيوب، وأبو رافع، وخزيمة بن ثابت، ومعاوية، وعمرو العاص، وأبو اليسر، وعمار نفسه، كلها عند الطبراني وغيره، وغالب طرقها صحيحة أو حسنة". فتح الباري (1/646) .
وسيورده المصنف في الرواية رقم (855) من حديث أنس.
(4) المحدث الصادق، الزاهد القدوة، قال الحاكم: "كان من عباد الله الصالحين". وقال أبو نعيم: "تخرج به جماعة من الأعلام، كإبراهيم بن المولَّد، وكان ملازماً للشرع، متّبعاً له". مات سنة ثماني عشرة وثلاثمائة، وله نيف وتسعون سنة.
حلية الأولياء (10/366) ، وسير أعلام النبلاء (14/513-514) .(2/690)
بدِمَشْقَ، حَدَّثَنَا ابنُ أَبِي سُكَيْنة (1) ، حدثنا أبو الأَحْوَص (2) [ل/132ب] عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي أيُّوب الأَنْصَارِيِّ قَالَ: ((جَاءَ رجلٌ إِلَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: دُلَّنِي عَلَى عملٍ يُقَرِّبُني منَ الْجَنَّةِ ويُباعِدني مِنَ النَّار؟ فَقَالَ: "تَعبُد اللَّهَ عزَّ وجلَّ لا تُشرك بِهِ شَيْئًا، وتُقِيم الصَّلاةَ، وتُؤْتِي الزَّكاة وتَصِل ذَا رَحِمِكَ"، قَالَ: فأَدْبَرَ الرَّجُل، فَقَالَ النّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم: "إِنْ أمسكهُنَّ دَخَلَ الْجَنَّة")) (3) .
627 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ بْنُ الوضَّاح، حَدَّثَنَا أَبُو شُعيب الحرَّانيّ، حدثنا يحيى بن عبد الله البابْلُتِّيّ، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ
_________
(1) هو محمد بن إبراهيم بن أبي سكينة الحلبي، ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: "ربما أخطأ". الثقات (9/101) ، واللسان (5/20) .
(2) هو سلام بن سليم.
(3) إسناده حسن، وابن أبي سكينة ذكره ابن حبان في الثقات، ولم أجد من أخرجه من طريقه غير المصنف، وقد تابعه جماعة عن أبي الأحوص كما يأتي.
أخرجه مسلم (1/43/ح13) كتاب الإيمان، باب بيان الإيمان الذي دخل به الجنة، وأن من تمسك بما أمر به دخل الجنة، عن يحيى بن يحيى التميمي، وأبي بكر بن أبي شيبة، والطبراني في "المعجم الكبير" (4/139/ح3926) من طريق ابن أبي شيبة، وأبي الوليد، ويحيى الحماني، أربعتهم عن أبي الأحوص به، فتابعوا ابن أبي سكينة عليه.
وأخرجه البخاري (2/108-109 ـ تركيا ـ) كتاب الزكاة، باب وجوب الزكاة، و (7/72) كتاب الأدب،
باب فضل صلة الرحم، ومسلم في الموضع السابق من طريق شعبة، عن ابن عثمان بن عبد الله بن موهب، وأبيه عثمان
ابن عبد الله، عن موسى بن طلحة به.(2/691)
وَرْدَان (1)
قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: ((ارْتَقَى النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المِنْبر، فَلَمَّا ارْتَقَى دَرَجَةً قَالَ: آمِينَ، ثُمَّ ارتَقَى دَرَجَةً فَقَالَ: آمِينَ، ثُمَّ ارْتَقَى دَرَجَةً فَقَالَ: آمِينَ، ثُمَّ اسْتَوَى، فَجَلَسَ فَقِيلَ لَهُ: يَا نبيَّ اللَّهِ، مَاذَا أمَّنْتَ؟ قَالَ: إِنَّ جبريلَ عَلَيْهِ السَّلامُ أَتَاني، فَقَالَ: رَغِمَ أنفُ امرِئٍ ذُكِرْتَ عِنْدَهُ فَلَمْ يصلِّ عَلَيْكَ فقلتُ: آمِينَ، ورَغِمَ أنفُ امْرِئٍ أَدْرَكَ أبَوَيْه، أَوْ أحدَهما فَلَمْ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ، فقلتُ: آمِينَ، ورَغِمَ أنفُ امْرِئٍ أَدْرَكَ رمضانَ فَلَمْ يُغْفَر لَهُ فقلتُ: آمين)) (2)
_________
(1) هو سلمة بن وردان الليثي، أبو يعلى الجُنْدَعي ولاءً، المدني.
قال ابن معين: "ليس بشيء"، وقال أحمد: "منكر الحديث"، وقال مرة: "ضعيف الحديث".
وقال أبو حاتم: "ليس بقوي، تدبّرت حديثه فوجدت عامتها منكرة، لا يوافق حديثه عن أنس حديث الثقات، إلا
في حديث واحد، يكتب حديثه".
تاريخ ابن معين (2/227 ـ الدوري ـ) ، والعلل لأحمد (1/240، 320 ـ المكتبة الإسلامية ـ) ، والجرح
والتعديل (4/175) ، والتهذيب (4/160) ، والتقريب (248/ت2514) .
(2) إسناده ضعيف فيه:
- سلمة بن وردان، وقد تفرد به.
- والراوي عنه يحيى بن عبد الله البابلتي، ضعيف كذلك.
أخرجه البزار (ح3168 ـ كشف الأستار ـ) ، وإسماعيل القاضي في "فضل الصلاة عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم" (ح15) ، والحافظان الحسن ومحمد ابنا علي بن عفان في "الأمالي والقراءة" (ص44-45/ح39) ، وأبو بكر الشافعي
في "الغيلانيات" (1/389-390/ ح181 ـ مختصرًا على الجزء الأخير ـ) ، وابن شاهين في "فضائل شهر رمضان" (ص134-135/ح7-8) ، والعراقي في "الأربعين العشارية" (ح92) من طرق عن سلمة بن وردان به.
قال البزار: "وسلمة صالح، وله أحاديث يستوحش منه، ولا نعلم روى أحاديث بهذه الألفاظ غيره"، قال الهيثمي: "رواه البزار، وفيه سلمة بن وردان، وهو ضعيف، وقد قال فيه البزار: صالح، وبقية رجاله رجال الصحيح"، قلت: قول البزار في سلمة
ابن وردان "صالح" مخالف لما قاله الأئمة فيه كما سلف في ترجمته، والظاهر أنه عنى بصلاح ديانته، لا روايته، والله أعلم".
مجمع الزوائد (10/166) ، والقول البديع للسخاوي (ص208) .
وله طريقان آخران عن أنس:
- أولهما طريق ثابت، أخرجه ابن شاهين في المصدر السابق (ص132/ح4) من طريق مؤمل ـ هو ابن إسماعيل ـ، عن حماد بن سلمة، عنه به مختصراً.
وفيه مؤمل بن إسماعيل، وهو صدوق سيئ الحفظ، فالسند ضعيف.
- وثانيهما: طريق موسى بن عبد الله الطويل عنه، أخرجه أبو الليث السمرقندي في "تنبيه الغافلين" (2/443-444) ،
وتمام في "فوائده" (رقم990) ، من طريق أبي جعفر محمد بن سلمة، عنه به.
وفي سنده موسى الطويل، وقد تقدم غير مرة أنه متّهم بالكذب.
وقد روي أيضاً من غير طريق أنس:
- الأول: حديث ابن عباس.
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (12/84/ح12551) ، وابن شاهين في "فضل شهر رمضان" (ص128/ح1)
من طريق إِسْحَاقَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كيسان، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عنه به.
وفي سنده إِسْحَاقَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كيسان، وهو ضعيف أيضاً. انظر الميزان (1/194) ، واللسان (1/365) ، ومجمع الزوائد (10/156) .
وأبوه عبد الله بن كيسان، ضعيف أيضاً، وقال البخاري: "منكر الحديث". وقال العقيلي: "في حديثه وهم كثير".
وقال أبو حاتم: "ضعيف الحديث". وقال ابن حجر: "صدوق يخطئ كثيراً".
انظر تهذيب الكمال (15/480-481) ، والتهذيب (5/371) ، والتقريب (319/ت3558) .
وله طريق آخر عنه، أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (11/82/ح11115) ، وفي إسناده يزيد بن أبي زياد، وقد تقدم أنه ضعيف. انظر الرواية رقم (434) .
- والشاهد الثاني: حديث عمار بن ياسر.
أخرجه البزار (ح3164 ـ كشف الأستار ـ) ، وابن شاهين في "فضل شهر رمضان" (ص130/ح2) من طريق عثمان بن أبي عبيدة، عن أبيه، عن جده، عنه به مختصراً.
وإسناده ضعيف، فإن عثمان وأباه قال في كل منهما الحافظ: "مقبول"، أي إذا توبعا، ولا متابع لهما.
قال السخاوي: "أخرجه البزار هكذا، والطبراني باختصار من رواية عثمان بن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر، عن أبيه، عن جدّه بهذا"، ثم قال: "ومحمد بن عمار ذكره ابن حبان في "الثقات"، وابنه أبو عبيدة وثّقه ابن معين، وقال أبو حاتم: "منكر الحديث". القول البديع (ص210) .
- والشاهد الثالث: حديث كعب بن عُجْرة.
أخرجه إسماعيل القاضي في "فضل الصلاة عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم" (ح19) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (19/144/ح315) ، وابن شاهين في "فضل شهر رمضان" (ص130-132/ح3) ، والحاكم (4/153-154) ، من طرق عن سعيد بن أبي مريم، عن محمد بن هلال، عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة، عن أبيه، عن جده كعب به مطوّلاً.
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي.
وقال الهيثمي: "رواه الطبراني، ورجاله ثقات". مجمع الزوائد (10/166) .
وقال السخاوي: "رجاله ثقات". القول البديع (ص207-208) .
قلت: فيه إسحاق بن كعب، قال الذهبي في "الميزان" (1/196) : "تابعي مستور". وقال ابن حجر في "التقريب": "مجهول الحال"، فكأنهم صحّحوه بناءً على كونه تابعيًّا، وقد روى عن أبيه، فيكون أعلم به وألصق، كما تقدم في منهج الذهبي في ذلك، والله أعلم.
- والشاهد الرابع: حديث أبي هريرة.
أخرجه أحمد (2/254) ، والترمذي (5/550/ح3545) كتاب الدعوات، باب قول رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "رغم أنف رجل"من طريق ربعي بن إبراهيم ـ أخو إسماعيل بن إبراهيم بن علية ـ عن عبد الرحمن بن إسحاق، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عنه به مختصراً.
قال الترمذي: "حديث حسن، غريب من هذا الوجه".
وأخرجه إسماعيل القاضي (ح16) ، وابن حبان، والحاكم (1/549) ، من طريق بشر بن المفضل، وإسماعيل القاضي
(ح17) من طريق يزيد بن زريع، كلاهما عن عبد الرحمن بن إسحاق المدني به، وهو عند الحاكم مختصر بذكر الصلاة فقط.
وله طريق آخر عن أبي هريرة، أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (ح646) ، وإسماعيل القاضي (ح18) ، والبزار
(ح3169 -كشف الأستار) ، وابن خزيمة (ح1888) من طريق كثير بن زيد الأسلمي، عن الوليد بن رباح، عنه به.
وله طريق آخر عنه أخرجه أبو يعلى (ح5922) ، وعنه ابن حبان (ح907) من طريق محمد بن عمرو بن علقمة،
عن أبي سلمة، عنه، وإسناده حسن.
والحاصل أن الحديث بهذه الشواهد يتقوى ويصح، وفي الباب غير ما ذكرت عن مالك بن الحويرث، وجابر بن عبد الله، وعبد الله بن مسعود، وجابر بن سمرة.(2/692)
628 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله الأَبْهَريّ، حدثنا سعيد بن(2/693)
عبد العزيز الحَلَبيّ بدمشق، حدثنا محمد بن إبراهيم بن أبي سُكَيْنة،(2/694)
حدثنا أبو الأحوص، عن أبي إسحق (1) ، عن
أبي جُحَيفة [ل/133أ] قال: سمعت عليَّ بنَ أبي طالب رضي الله عنه ـ وهو على المنبر ـ يقول: ((أَلاَ، إنَّ خير هذه الأُمَّة بعد نبيِّها أبو بكر، وبعد أبي بكرٍ عمرُ، ولَوْ أَشَاءُ أَنْ أُخبِرَكم بالثالث لأخبَرْتُكُم)) (2) .
629 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ الجَرَّاحيّ الشَّاهد، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عمر
ابن عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ الْجَارُودِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الملك بْنِ أَبِي الشَّوَارِب (3) ، حَدَّثَنَا
أَبُو عَوَانة، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
((إنَّ ابْني هَذَا سَيِّدٌ، ويُصْلِح اللَّهُ عزَّ وجلَّ بِهِ بينَ فِئَتَينِ (4) مِنَ المسلِمين عظيمتَيْنِ، ـ يَعْنِي الحَسَن بْنَ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السلام ـ)) (5)
_________
(1) هو السبيعي.
(2) تقدم برقم (480) من طريق قتيبة بن سعيد، عن أبي الأحوص به.
(3) الأموي البصري، واسم أبي الشوارب: محمد بن عبد الرحمن بن أبي عثمان، صدوق.
قال أحمد: "ما بلغني عنه إلا خيراً"، قال النسائي: "لا بأس به"، وقال مرة: "ثقة"، وذكره ابن حبان في "الثقات".
مات سنة أربع وأربعين ومائتين.
الجرح والتعديل (8/5) ، والثقات لابن حبان (9/102) ، وتاريخ بغداد (2/344-345) ، تهذيب الكمال (26/19-21) ، والتهذيب (9/316-317) ، والتقريب (494/ت6098) .
(4) في المخطوط "فتنتين" بدل فئتين، وهو تصحيف.
(5) في إسناده:
- أبو سفيان طلحة بن نافع، وقد تكلم في سماعه من جابر، قيل: إنه صحيفة، كما تقدم في ترجمته في الرواية رقم (66) .
- وفيه الأعمش وهو مدلس وقد عنعن.
- ومحمد بْنُ عُمَرَ بْنِ عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ الْجَارُودِ، لم أجد ترجمته.
والحديث أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (3/35/ح2597) ، وفي "المعجم الأوسط" (2/481/1831) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" (6/443) من طريق عبد السلام بن عاصم الرازي، عن عبد الرحمن بن مَغْراء، عن الأعمش به.
قلت: في إسناد الطبراني عبد الرحمن بن مَغْراء الدوسي، أبو زهير الكوفي، صدوق تكلم في حديثه عن الأعمش، قاله الحافظ ابن حجر في "التقريب" (350/ت4013) .
والراوي عنه عبد السلام بن عاصم الرازي، قال عنه الحافظ ابن حجر: "مقبول"، أي إذا توبع، ولا متابع له،
فالإسناد ضعيف.
قال البزار: "روي هذا الحديث عن أبي بكرة، وعن جابر، وحديث أبي بكرة أشهر وأحسن إسناداً، وحديث جابر غريب". فتح الباري (13/66) .
وحديث أبي بكرة أخرجه البخاري (3/1328ح3629) كتاب المناقب، باب علامات النبوة في الإسلام من
طريق حسين الجعفي، و (2/962/ح2704) كتاب الصلح، باب قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ
رَضِيَ اللَّهُ تعالى عنهما: "إن ابني هذا سيّد ... إلخ"، و (3/1369ح) كتاب فضائل أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، باب مناقب الحسن والحسين، و (6/2602/ح7109) كتاب الفتن، باب قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ تعالى عنهما: "إن ابني هذا سيّد ... إلخ"، من طريق سفيان بن عيينة، كلاهما عن إسرائيل أبي موسى،
عن الحسن البصري، عنه به، وفي بعض طرقه مطوّل.(2/695)
630 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ السِّمسار، حدثنا محمد بن جعفر
القُرَشي القتَّات، حدثنا أبو نُعيم الفضل بن دُكَين، حدثنا بُكير بن عامر اليَحْصُبيّ (1) قال:
سمعت قَيس بنَ أبي حازم يقول: ((أَمَّ النَّاسَ
_________
(1) هكذا في المخطوط، ولعله تحريف من "البجلي" كما في مصادر الترجمة، ومصدر التخريج.
وهو بكير بن عامر البجلي، أبو إسمعيل الكوفي، متكلم فيه.
فضعفه ابن معين، وأحمد، والنسائي، وأبو حاتم، وأبو زرعة، وتركه القطان وابن مهدي فلم يحدّثا عنه، ووثقه ابن سعد، والحاكم، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أحمد بن صالح: "ليس به بأس"، وقال العجلي: "كوفي لا بأس به".
والصحيح أنه ضعيف؛ لأن أكثر النقاد على تضعيفه، وليس هو ممن يترك حديثه، كما قال ابن عدي: "بكير بن عامر هذا ليس بكثير الرواية، ورواياته قليلة، ولم أجد له متناً منكراً، وهو ممن يكتب حديثه".
تاريخ ابن معين (3/334) ، و (4/296) ، والعلل لأحمد (1/396) ، و (2/69) ، والتاريخ الكبير (2/115) ،
والضعفاء والمتروكين للنسائي (ص24) ، والضعفاء للعقيلي (1/153) ، ومعرفة الثقات للعجلي (1/253) ،
والجرح والتعديل (2/406) ، والكامل لابن عدي (2/33) ، والثقات لابن حبان (6/106) ، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين (ص47) ، والتهذيب (1/430) .(2/696)
خالدُ بن الوليد مُتوَشِّحاً بِثَوبٍ)) (1) .
631 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ محمد بن عمرو بن يونس السُّوْسيّ (2) ،
_________
(1) إسناده ضعيف، فيه:
- بكير بن عامر البجلي، وهو ضعيف، ولكنه متابع كما يأتي.
- ومحمد بن جعفر القتات، وهو ضعيف أيضاً كما تقدم في ترجمته في الرواية رقم (359) ، لكنه متابع كذلك كما سيأتي.
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (4/105/3806) عن علي بن عبد العزيز، عن أبي نعيم به.
فتابع علي بن عبد العزيز محمد بن جعفر القتات.
وأخرجه عبد الرزاق (1/355) عن الثوري، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قال: "أمّنا خالد
ابن الوليد في مسفرة متوشحاً بها"، والمسفرة الملحفة.
فتابع إسماعيل بن أبي خالد بكير بن عامر، فالأثر حسن، أو صحيح، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
(2) لم أجد ترجمته، ولكن ورد في "تاريخ مولد العلماء ووفياتهم" لابن زبر (2/570) ما نصه: "مات أبو جعفر محمد
ابن عمرو بن يونس السوسي في المحرم سنة تسع وخمسين ومائتين، في طريق مكة، منصرفاً من الحج، مات ساجداً
وقد استوفى مائة سنة". اهـ.
والظاهر أنه المراد هنا، فقد ترجم له الذهبي في "تاريخ الإسلام" وقال: "محمد بن عمرو بن يونس أبو جعفر الثعلبي الكوفي، ويعرف بالسوسي". اهـ
فهو كوفي، وشيخه كوفي، وشيخ شيخه كوفي، لكن لم يمكن العتيقي إدراكه ـ وهو يقول في الإسناد: أخبرنا ـ،
فيحتمل أن هناك رجلاً أو أكثر سقط من الإسناد – وهو الأظهر-، وخاصة أن الأزهري ـ وهو في طبقة العتيقي ـ قد روى عنه بواسطة رجلين والله أعلم. انظر "تاريخ بغداد" (12/452) ، وتاريخ الإسلام (وفيات 259/ص306) .(2/697)
حدثنا الحُسين بن يَزِيد الكوفي (1) قال: ((دخل الأعمش مسجدَ المدينة وعليه فَرْوةٌ قدْ قَلَبَه وعليه كساءُ خَزٍّ قَطَريّ، وعلى رِجْلِه الطِّينُ فقال له رجلٌ: يا شيخُ، لو غَسَلْتَ رجلَيْك فقال له: يا مُكلِّف، إنْ كانَ يَهُمُّك فالْحَسْه، قال: فلما صلَّى الفجرَ اجْتَمَع النَّاسُ، وقالوا: [ل/133ب] الأعمش، فقال له الرّجلُ: إنِّي لم أعرِفْك، فقال: حَدَّثَنِيه إبراهيمُ، عن عَلْقَمةَ، عن عبد الله: ((أَنَّه كان يُصَلِّي، وعلى رِجْلَيْه مثلُ الخَلْخَالَيْنِ أو مثلُ الخَلْخَالَتينِ من طِيْنِ المَطَر)) (2) .
632 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حدثنا أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر الخِرَقِيّ (3) ،
_________
(1) هو الحسين بن يزيد بن يحيى الطحان، أبو عبد الله الكوفي، ذكره ابن حبان في "الثقات".
وقال أبو حاتم: "هو ليّن الحديث"، وكذا قال الحافظ ابن حجر، مات سنة أربع وأربعين ومائتين.
الجرح والتعديل (3/67) ، والثقات لابن حبان (8/188) ، وتهذيب الكمال (6/501) ، والكاشف (1/337) ، والتهذيب (2/324) ، والتقريب (169/ت1361) .
(2) إسناده ضعيف فيه:
- الحسين بن يزيد الكوفي، وهو ليّن الحديث.
- ومحمد بن عمرو بن يونس السوسي، لم أتبين من هو، فإن كان السوسي الذي ذكره ابن زبر، فإن العتيقي
لم يدركه، فإن كان غيره، فلم أجد ترجمته.
والأثر لم أجد من أخرجه عن الأعمش غير المصنف، ولكن أخرج ابن أبي شيبة (1/177) عن شريك، عن حكيم بن الديلم قال: "رأيت ابن مغفَّل في يوم مطر قائماً يصلي إلى سارية في المسجد، وعلى رجليه مثل الخلخالين أو الحجالين".
(3) هو عبد العزيز بن جعفر بن محمد بن عبد الحميد، ويقال: ابن حمدي، أبو القاسم الخرقي.
قال محمد بن عمر بن بكير، وابن أبي الفوارس: "شيخ ثقة"، وقال العتيقي: "سنة خمس وسبعين وثلاثمائة، فيها توفي أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ جعفر الخرقي، في سكّة غزوان، في شهر ربيع الآخر، وكان ثقة أميناً". تاريخ بغداد (10/462-463) .(2/698)
حدثنا محمد
ابن مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الباغَنْديّ، حَدَّثَنَا شَيْبان بْنُ فَرُّوخ الأُبُلّيّ، أَخْبَرَنَا حمَّاد بْنُ واقِد الصَّفَّار (1) ، عَنْ أَبِي سِنَان القَسْمَليّ (2) ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سَوْدة (3)
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ عَادَ مَرِيضًا أَوْ زَارَ أَخًا لَهُ فِي اللَّهِ عزَّ وجلَّ نادَى مُنَادِي (4)
_________
(1) أبو عمر العيشي، ضعيف، ضعفه ابن معين، وليّنه أبو حاتم وأبو زرعة، وزاد أبو حاتم: "يكتب حديثه على الاعتبار، وهو بابة عثمان بن مطر ويوسف بن عطية".
وقال عمرو بن علي: "كثير الخطأ والوهم ليس ممن يروى عنه"، وقال البخاري: "منكر الحديث"، وقال العقيلي: "يخالف في حديثه".
تاريخ ابن معين (2/133) ، والضعفاء للعقيلي (1/334-335 ـ السلفي ـ) ، والجرح والتعديل (3/150) ، وتهذيب الكمال (7/289-292) ، والتهذيب (3/21) ، والتقريب (179/ت1508) .
(2) هو عيسى بن سنان الحنفي، الفلسطيني، نزيل البصرة، ضعفه ابن معين، وأحمد.
وقال أبو حاتم: "ليس بقوي في الحديث"، وقال العجلي: "لا بأس به"، وقال ابن خراش: "صدوق"، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ ابن حجر: "لين الحديث".
تاريخ ابن معين (2/462-463 ـ الدوري ـ) والضعفاء للعقيلي (3/1084 ـ السلفي ـ) ، والجرح والتعديل
(6/277) ، والثقات لابن حبان (7/235-236) ، وتهذيب الكمال (22/606-609) ، والتهذيب (. 8/190) ، والتقريب (438/ت5295) .
(3) هو عثمان بن أبي سودة المقدسي، كان أبوه مولى لعبد الله بن عمرو بن العاص، وأمه مولاة لعبادة بن الصامت،
وثّقه ابن حبان، ومروان بن محمد، ويعقوب بن سفيان، وابن حجر، وقال أبو الحسن بن القطان: "لا تعرف حاله"، وقال الذهبي: "في النفس شيء من الاحتجاج به".
الجرح والتعديل (6/153-154) ، والثقات لابن حبان (5/154) ، وتهذيب الكمال (19/386-389) ، والميزان
(3/432) ، والتهذيب (7/120-121) ، والتقريب (384/ت4477) .
(4) هكذا في المخطوط بإثبات الياء، والأولى حذفها وتعويضها بالتنوين.(2/699)
مِنَ السَّمَاءِ؛ أَنْ طِبْتَ وَطَابَ مَمْشَاك، تَبَوّأْ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ)) (1)
_________
(1) إسناده ضعيف، فيه:
- أبو سنان القسملي، وهو لين الحديث.
- وحماد بن واقد، وهو ضعيف أيضاً.
- وشيبان بن فروخ، قال عنه أبو زرعة: "صدوق يهم كثيراً".
قلت: لم أجد -فيما وقفت عليه من المصادر- من ذكر حماد بن واقد غيره، فالظاهر أن هذا من أوهامه، وقد خالفه عبد الله
ابن المبارك، وعفان، وموسى بن داود، وحسن بن موسى، وعبد الواحد بن غياث، فقالوا: عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أبي سنان به.
- أما حديث ابن المبارك فأخرجه في "مسنده" (ح3) ، وفي "الزهد" (ح708) .
- وحديث عفان أخرجه أحمد (2/354) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (19/388) من طريق جعفر بن محمد
ابن شاكر الصائغ، كلاهما ـ أي أحمد والصائغ ـ عنه عن حماد به.
- وحديث موسى بن داود أخرجه أحمد (2/326) عنه، عن حماد به.
- وحديث حسن بن موسى أخرجه عبد بن حميد (ح1451) ، وأحمد (2/354) كلاهما عنه، عن حماد به.
- وحديث عبد الواحد بن غياث أخرجه ابن حبان (7/228/ح2961) من طريقه، عن حماد به.
وأخرجه الترمذي (4/320/ح2008) كتاب البر والصلة، باب ما جاء في زيارة الإخوان، وابن ماجه (1/464/ح1443) كتاب الجنائز، باب ما جاء في ثواب من عاد مريضاً، والطبري ـ كما في "إتحاف المهرة" (15/342) ـ،
وابن الشجري في "الأمالي" (2/289) ، وابن أبي الدنيا في "الإخوان" (ص149) ، وفي "المرض والكفارات" (ص164) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (6/493/ح9026) من طرق عن أبي سنان به.
قال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب، وقد روى حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عن أبي رافع، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم شيئًا من هذا"، وقال الطبري: "صحيح".
قلت: أشار الترمذي إلى حديث أبي هريرة الذي أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (ص 128/ح350) ،
ومسلم (4/1988/ح2567) كتاب البر والصلة والآداب، باب في فضل الحب في الله، من طريق حماد بن سلمة به، ولفظه: ((أن رجلاً زَارَ أَخًا لَهُ فِي اللَّهِ، فأرصد الله له على مدرجته ملكاً، فلما أتى عليه قال: أين تريد؟ قال:
أريد أخاً لي في هذه القرية، قال: هل لك عليه من نعمة تربّها؟ قال: لا، غير أنِّي أحببته في الله عز وجلّ، قال:
فإني رسول الله إليك، بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه)) .(2/700)
633 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ (1) ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ يُوسُفَ الدَّقَّاق (2) ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ غُلام خَلِيلٍ (3) ، حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلان، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ،
عَنْ مُعان بْنِ رِفاعة (4) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي أُمَامة قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لا تَسْتَشِيروا الحَاكة وَلا المُعَلِّمينَ)) (5)
_________
(1) هو الخرقي.
(2) هو علي بن يوسف بن أيوب الدقاق، ذكره الخطيب وسكت عنه.
ونقل الحافظ عن ابن الجوزي أنه قال: "لا يعرف". تاريخ بغداد (12/124) ، واللسان (4/268) .
(3) أبو عبد الله الباهلي، البصري، الشيخ العالم، الزاهد الواعظ، شيخ بغداد، إلا أنه كان يرى الكذب الفاحش، ويرى وضع الحديث.
قال أبو داود: "ذاك -يعني صاحب الزنج- كان دجّال البصرة، وأخشى أن يكون هذا -يعني غلام خليل- دجّال بغداد".
قال أبو بكر الصبغي: "غلام خليل، ممن لا أشك في كذبه"، وقال أبو جعفر النقاش: "هو واهٍ"، وقال ابن عدي: "سمعت أبا عبد الله النهاوندي يقول: كلمتُ غلام خليل في هذه الأحاديث، فقال: وضعناها لترقّق القلوب".
مات سنة خمس وسبعين ومائتين في رجب.
الجرح والتعديل (2/73) ، والمجروحين (1/150-151) ، وتاريخ بغداد (5/78-80) ، والميزان (1/141-142) ، واللسان (1/272-274) ، وسير أعلام النبلاء (13/282-285) .
(4) السَّلاَمي -بتخفيف اللام- الشامي، ليّن الحديث، كثير الإرسال، من السابعة، مات بعد الخمسين ومائة. التقريب
(537/ت6747) .
(5) إسناد واهٍ بمرة، فيه:
- عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، وهو ضعيف، كما تقدم في الرواية رقم (34) .
- ومعان بن رفاعة، لين الحديث.
- وغلام خليل، متهم بالكذب والوضع.
- وعلي بن يوسف الدقاق، لا يعرف.
أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (12/125) من طريق عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ جَعْفَرٍ الْخَرَقِيُّ به.
والحديث ذكره ابن حجر في "اللسان" (1/326) في ترجمة أحمد بن يعقوب الحناط، قال: أتى بحديث موضوع،
فقال: حدثنا محمد بن عبد الحكم، حدثنا ابن وارة، حدثنا سعيد بن أبي مريم، عن يحيى بن أيوب، عن ابن زحر، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ القاسم، عن أبي أمامة به، وزاد: ((فإن الله سلبهم عقولهم، ونزع البركة من أكسابهم".
وقد حكم عليه بالوضع ابن القيم في "نقد المنقول" (ص86) ، والشوكاني في "الفوئد المجموعة" (ص276) .(2/701)
634 - أخبرنا أحمد، حدثنا أبو عبد الله الحُسين بْنُ مُحَمَّدٍ العَسْكَريّ بْنُ الدقَّاق، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سُلَيْمَانَ المَرْوَزيّ (1) ، حَدَّثَنَا أَبُو عُبيد الْقَاسِمُ بْنُ سلاَّم، حدثنا إسماعيل ابن جعفر، عن العَلاء بن عبد الرحمن، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلّم [ل/134أ] ((أَلاَ أَدُلُّكم عَلَى مَا يمحُو اللَّهُ بِهِ الخَطَايا، ويرفَعُ بِهِ الدَّرَجات؟ قالُوا: بَلَى، قَالَ: إسباغُ الوُضوء فِي المَكارِه، وكثرةُ الخُطَى إِلَى المَساجِد، وانتِظارُ الصَّلاةِ بَعْدَ الصَّلاةِ، فذلكُمُ الرِّباط)) (2) .
635 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حدثنا أبو حفص عمر بن محمد بن علي الزيَّات
_________
(1) ثم البغدادي، وثّقه الخطيب، وقال الدارقطني: "صدوق". وقال الذهبي: "الشيخ المحدث".
مات سنة ثمان وتسعين ومائتين في شوال.
سؤالات الحاكم (ص142) ، وتاريخ بغداد (3/422-423) ، وطبقات القراء لابن الجزري (2/276-277) ، وسير أعلام النبلاء (14/48-49) .
(2) إسناده حسن، من أجل العلاء بن عبد الرحمن.
والحديث صحيح أخرجه مسلم (1/219/ح251) كتاب الطهارة، باب فضل إسباغ الوضوء على المكاره من
طريق إسماعيل بن جعفر به.(2/702)
جارنا، حدثنا عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَاجِية قَالَ: سَمِعْتُ دِينَارًا أَبَا مِكْيَس يَقُولُ: خدَمْتُ أنسَ بنَ مَالِكٍ ثلاثَ سِنِينَ، فسمعتُه يُحَدِّثُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((مَنِ احْتَكَر طَعَامًا أَرْبَعِينَ يَوْمًا ثُمَّ أخرَجَه، فَطَحَنه وخَبَزَه، وتَصَدَّق بِهِ لَمْ يقبَلْه اللَّهُ مِنْهُ)) (1)
_________
(1) إسناده تالف، فيه دينار أبو مكيس، يروي عن أنس الموضوعات، وتقدمت ترجمته في الرواية رقم (488) .
أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (8/382) من طريق عمر بن محمد بن علي الزيات به.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (3/109) من طريق عبد الله بن ناجية به.
وأورده الشوكاني في "الفوائد المجموعة" (ص144) وعزاه للخطيب وقال: "هو موضوع، والمتهم به دينار، رجل
يروي عن أنس الموضوعات، وقد أخرجه ابن عساكر من حديث معاذ، والديلمي من حديث علي رضي الله عنه".
قلت: وقد ورد من حديث ابن عمر مرفوعا ((من احتكر طعاماً أربعين ليلة فقد برئ من الله، وبرئ الله منه،
وأيما أهل عرصة أصبح فيهم امرؤ جائعاً فقد برئت منهم ذمة الله تعالى)) .
أخرجه أحمد (2/33) ، وابن أبي شيبة (6/104) ، وأبو يعلى (10/118) ، والبزار (ح1311 -كشف الأستار) ، والطبراني
في "المعجم الأوسط" (8/210) ، والحاكم (2/14) من طريق أصبغ بن زيد، عن أبي بشر، عن كثير بن مرة الحضرمي،
عنه به.
وسقط في مطبوعة المستدرك "أبو بشر" من الإسناد، ووقع عند البزار "عمرو بن دينار" مكان "كثير بن مرة".
قلت: وهذا الحديث منكر بهذا الإسناد، فيه أصبغ بن زيد، وهو مختلف فيه، وقد تفرد به عن أبي بشر، وأبو بشر هذا
مجهول.
وكذا أعل الحديث بأصبغ بن زيد كل من ابن حزم، وابن عدي، والزيلعي، والعراقي، وابن حجر. انظر الكامل
(1/400) ، والمحلى (9/64) ، ونصب الراية (4/262) ، والقول المسدّد (ص7) ، والدراية (2/334) .
قال ابن عدي: "وهذه الأحاديث ـ وذكر منها هذا الحديث ـ لأصبغ غير محفوظة، يرويها عنه يزيد بن هارون،
ولا أعلم روى عن أصبغ هذا غير يزيد بن هارون". اهـ.
وأصبغ هذا قال عنه ابن حبان في "المجروحين" (1/174) : "يخطئ كثيراً، لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد".
قلت: وأما أبو بشر فإنه مجهول، قال أبو حاتم: "هذا حديث منكر، وأبو بشر لا أعرفه". العلل (1/392) .
وقال ابن أبي حاتم: "سئل يحيى بن معين عن أبي بشر الذي يحدّث عن أبي الزاهرية الذي روى عنه أصبغ بن بن زيد، فقال: "لا شيء". الجرح والتعديل (9/347) .
للحديث طريق آخر عن ابن عمر أخرجه الدارقطني في "غرائب مالك" ـ كما في "الميزان" (1/476) ـ عن أيها
ابن أبي خلف، أبي هريرة، عن محمد بن المبارك الصوري، عن مالك، عن نافع، عنه به.
قال الدارقطني: "هذا باطل، ليس في رواته من يتّهم سوى أبي هريرة هذا".
قلت: وتحصل من هذا أن هذا الحديث لم يثبت من جميع طرقه وَاللَّهُ أَعْلَمُ.(2/703)
636 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ علي بن محمد بن سعيد الرَّزَّاز الشَّيْخُ
الصَّالِحُ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الفِرْيَابيّ، حَدَّثَنَا مِنْجاب بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِر،
عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مرضِه: ((مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ (1) بِالنَّاسِ، فقُلْتُ: يَا رسولَ اللَّهِ، إنَّ أَبَا بَكْرٍ إِذَا قَامَ مقامَك لَمْ يُسْمِعِ النَّاسَ مِنَ البُكاءِ، فمُرْ عُمرَ فَلْيُصَلِّ (2) بالنّاس)) (3)
_________
(1) في المخطوط "فليصلي" بإشباع الياء.
(2) في المخطوط "فليصلي" بإشباع الياء.
(3) إسناده صحيح، وهو غريب من حديث عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنْ هِشَامِ بن عروة، تفرد عنه منجاب بن الحارث، وعنه
الفريابي، ولم أقف على هذا الطريق عند غير المصنف.
وأخرجه مسلم (1/314/ح418) كتاب الصلاة، باب استخلاف الإمام إذا عرض له عذر، عن منجاب
ابن الحارث، عَنْ عَلِيِّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة به.
وأخرجه أبو عوانة في "مسنده" (2/115 ـ دار المعرفة ـ) من طريق إسماعيل بن الخليل، عَنْ عَلِيِّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ الأعمش به.
وأخرجه البخاري (1/165 ـ تركيا ـ) كتاب مواقيت الصلاة، باب أهل العلم والفضل أحق بالإمامة، وفي
(1/175-176) باب إذا بكى الإمام في الصلاة، وفي (8/145) كتاب الاعتصام، باب ما يكره من التعمق
والتنازع في العلم والغلو في الدين والبدع، عن هشام به مطوّلاً.
وأخرجه الشافعي في "مسنده" (ص29، 160) عن يحيى بن حسان، وأحمد (6/96) عن عفان، والدارقطني (1/398) من طريق عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَيْشِيُّ، كلهم عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ هشام به نحوه.
وأخرجه أحمد (6/202) من طريق يحيى القطان، والبخاري (1/166-167 ـ تركيا ـ) كتاب الصلاة، باب من قام إلى جنب الإمام، ومسلم (1/314-315) كتاب الصلاة، باب استخلاف الإمام إذا عرض له عذر من طريق ابن نُمَير، كلاهما عن هشام به.
وأخرجه أحمد (6/159، 270) ، والبخاري (4/122) كتاب الأنبياء، باب قول الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ فِيْ يُوْسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِِلِيْنَ} من طريق سعد بن إبراهيم، عن عروة به.(2/704)
637 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ كَيْسان النَّحْوِيُّ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْقَاضِي، حَدَّثَنَا مُسَدَّد (1) ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانة، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ المُغِيرة الثَّقَفيّ، عَنْ عليٍّ بْنِ رَبِيعة الأَسَديّ، عَنْ أسماءَ [ل/134ب] بْنِ الحَكَم الفَزَاريّ (2) قَالَ: سمعتُ عليا رضي الله عَنْهُ يَقُولُ: ((كنتُ رَجُلا إِذَا سمعتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا نَفَعَني اللهُ بِمَا شَاءَ أَنْ ينفَعَني، فَإِذَا حَدَّثَنِي أحدٌ مِنْ أَصْحَابِهِ اسْتحلَفْتُه، فَإِذَا حَلَف لِي صدَّقْتُه، وحدَّثني أَبُو بَكْرٍ
_________
(1) هو ابن مسرهد الأَسَدي.
(2) هو أسماء بن الحكم الفزاري، وقيل: السلمي، أبو حسان الكوفي.
قال ابن سعد: "كان قليل الحديث"، ووثّقه العجلي، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: "يخطئ".
وقال البزار: "أسماء مجهول".
وقال موسى بن هارون: "ليس بمجهول؛ لأنه روى عنه علي بن ربيعة والركين بن الربيع، وعلي بن ربيعة قد سمع من علي، فلولا أن أسماء بن الحكم عنده مرضيًّا ما أدخله بينه وبينه في هذا الحديث".
وقال الحافظ ابن حجر: "صدوق".
الطبقات لابن سعد (6/225) ، والجرح والتعديل (2/325) ، ومعرفة الثقات للعجلي (1/223) ، ومسند البزار
(1/64) ، والثقات لابن حبان (4/59) ، والتهذيب (1/234) ، والتقريب (105/ت408) .(2/705)
ـ وَصَدَقَ أَبُو بَكْرٍ ـ أَنَّهُ قَالَ: سمعتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "مَا مِنْ عبدٍ يُذْنِبُ ذَنْبًا فيُحْسِن الطُّهور ثُمَّ يَقُومُ فيُصلِّي ركعتَيْن، ثُمَّ يستغفرُ اللَّهَ عزَّ وجلَّ إِلا غُفِرَ لَهُ"، ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ: {وَالَّذِيْنَ إِذَا فَعَلُوْا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوْا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ} (1) إِلَى آخِرِ الآيَةِ)) (2)
_________
(1) الآية (135) من سورة آل عمران.
(2) إسناده حسن، وأسماء بن الحكم الفزاري وثّق.
أخرجه أبو داود (2/86) كتاب الصلاة، باب في الاستغفار، وابن حبان (2/390) ، وابن عدي في "الكامل"
(1/430) عن الفضل بن حباب، كلاهما عن مسدّد به مثله.
وأخرجه الطيالسي (ص2) ، وأحمد (1/2) ، والترمذي (2/258) كتاب الصلاة، باب ما جاء في الصلاة عند التوبة، وفي (5/228) كتاب تفسير القرآن، باب ومن سورة آل عمران، والنسائي في "السنن الكبرى" (6/110، و315) وفي "عمل البوم والليلة" (ص316) ، والبزار (1/63، و188) ، وأبو يعلى (1/23) ، وعبد الله بن أحمد في "فضائل الصحابة" (1/413) ، وأبو بكر المروزي في "مسند أبي بكر" (ص50) ، والطبراني في "الدعاء" (ص517) ، والضياء في "المختارة" (5/228) ، من طرق عن أبي عوانة به.
قال الترمذي: "حديث علي حديث حسن لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث عثمان بن المغيرة".
وأخرجه أحمد (1/2) ـ ومن طريقه ابنه في "فضائل الصحابة" (1/159) ـ والحميدي في "مسنده" (1/2) ،
وابن ماجه (1/446) كتاب إقامة الصلاة، باب ما جاء أن الصلاة كفارة، وأبو بكر المروزي في "مسند أبي بكر"
(ص48) ، وأبو يعلى (1/23) ، وتمام في "الفوائد" (2/154) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (4/96) من طريق مسعر وسفيان الثوري، عن عثمان بن المغيرة به.
هذا وقد اعترض بعض الأئمة على هذا الحديث لما تضمنه من أمر الاستحلاف، وتفرد أسماء بن الحكم به، قال البخاري: "ولم يروَ عن أسماء بن الحكم إلا هذا الواحد، وحديث آخر، ولم يتابع عليه، وقد روى أصحاب النبي
صلى الله عليه وسلم بعضهم عن بعض، فلم يحلف بعضهم بعضاً". التاريخ الكبير (2/54) .
وأجاب عنه المزي بأن للحديث متابعات عدة ذكرها، إلا أنها لا تشد هذا الحديث شيئاً؛ لكونها ضعيفة جدًّا كما قال الحافظ ابن حجر. انظر تهذيب الكمال (2/534-535) ، والتهذيب (234) .
وقال البزار: "قول علي: كنت امرأً إِذَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ حديثاً ... إنما رواه أسماء بن الحكم، وأسماء مجهول، لم يحدث بغير هذا الحديث، ولم يحدث عنه إلا علي بن ربيعة ... فلم يُرْوَ عن علي إلا من هذا الوجه".
قلت: وقد تقدم أن أسماء بن الحكم موثّق، فلا يضره تجهيل من جهّله، وقد حسّن الترمذي هذا الحديث كما تقدم، وصحّحه الشيخ الألباني في "صحيح سنن أبي داود"، وقال ابن عدي ـ بعد إخراجه له ـ: "وهذا الحديث طريقه حسن، وأرجو أن يكون صحيحاً، وأسماء بن الحكم هذا لا يعرف إلا بهذا الحديث، ولعل له حديثاً آخر".
والحاصل أن الحديث أقل درجته أن يكون حسناً، وأما الاستحلاف فليس بمنكر لغرض الاحتياط والله أعلم.
وللحديث شاهد بمعنى قريب من حديث عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عنه، أخرجه مسلم (1/208/ح232) كتاب الطهارة، باب فضل الوضوء والصلاة عقبه.(2/706)
638 - أخبرنا أحمد، حدثنا أبو الحُسين مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سلَمة الكُهَيْلي المُعَلِّم بِالْكُوفَةِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الله الحَضْرَميّ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَان الأَزْدِيُّ (1) ، حَدَّثَنِي أَبُو شَيْبة (2) ، حدثني
_________
(1) أبو إسحاق أو أبو إبراهيم الورّاق، كوفي ثقة، تكلم فيه للتشيع، مات سنة ست عشرة ومائتين.
انظر التاريخ الكبير (1/347) ، والجرح والتعديل (2/160-161) ، وتهذيب الكمال (3/5-10) ، والميزان (1/212) ، والمغني (1/77) ، والكاشف (1/117) ، والتهذيب (1/269-270) ، والتقريب (105/ت410) .
(2) هو إبراهيم بن عثمان العبسي، الكوفي، قاضي واسط، مشهور بكنيته، متروك الحديث، ضعفه يحيى، وأحمد،
وأبو داود، وأبو حاتم، والدارقطني.
قال البخاري: "سكتوا عنه"، وقال الترمذي: "منكر الحديث"، وقال النسائي والدولابي: "متروك الحديث"، وقال
أبو حاتم: "ضعيف الحديث، سكتوا عنه، وتركوا حديثه"، وقال ابن حبان: "كان إذا حدّث عن الحكم جاء بأشياء معضِلة، وكان ممن كثر وهمه، وفحش خطؤه حتى خرج عن حد الاحتجاج به".
التاريخ الكبير (1/310) ، والجرح والتعديل (2/115) ، والمجروحين (1/100-101 ـ السلفي ـ) ، والضعفاء والمتروكون للدارقطني (ص99) ، وتاريخ بغداد (6/113-114) ، وتهذيب الكمال (2/147-151) ، والتقريب
(92/ت215) .(2/707)
الْحَكَمُ (1) ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ (2) ، عَنْ سَعْدٍ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لا يُؤَدِّي عَنّي إِلا أَنَا أَوْ عليٌّ)) (3)
، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمَا (4) .
639 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ (5) ، حَدَّثَنَا الحَضْرَميّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ (6) ويحيى (7) وإسماعيل بن
_________
(1) هو ابن عتيبة.
(2) هو ابن أبي وقاص.
(3) إٍسناده ضعيف جدًّا، من أجل أبي شيبة، وهو متروك، والكهيلي لم أجد له ترجمة.
أخرجه النسائي في "السنن الكبرى" (5/129/ح4862) ، وفي "خصائص علي" (2/93 – المطبوع مستقلاً عن السنن الكبرى -) من طريق عبد الله بن رقيم عن سعد، وفيه ((إلا أنا أو رجل مني)) .
وله طريق آخر عن سعد، أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (2/800/ح1223 ـ الجوابرة ـ) من طريق محمد
ابن خالد بن عثمة، عن موسى بن يعقوب، عن المهاجر بن مِسمار، عن عائشة بنت سعد، عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم يقول يوم الجحفة ـ وأخذ بيد علي، فخطب، وحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: ((أيها الناس، إني وليكم)) ، قالوا: صدقت يا رسول الله، وأخذ بيد علي رضي الله عنه، فرفعها فقال: ((هذا وليّي، والمؤدّي عني)) .
وإسناده ضعيف، محمد بن إسحاق بن عثمة قال عنه الحافظ: "صدوق يخطئ". التقريب (476/ت5847) .
وقال في موسى بن يعقوب: "صدوق سيئ الحفظ". التقريب (554/ت7026) .
وله شاهد من حديث حُبْشي بن جُنادة الذي سيأتي في الرواية التالية، وسيورده المصنف في (ل179/أ) بهذا الإسناد.
(4) الأمر بالصلاة إنما خاص بالني صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لا تجوز تعديته إلى غيره.
(5) هو الكهيلي.
(6) هو ابن أبي شيبة.
(7) هو ابن عبد الحميد الحماني، كما صُرِّح به عند الطبراني.(2/708)
مُوسَى (1) ، قَالُوا: حَدَّثَنَا شَرِيكُ بن عبد الله (2) ، عن أبي إسحق (3) ، عَنْ حُبْشِيّ بْنِ جُنَادة قَالَ: سمعتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: ((لا يُؤَدِّي عَنِّي إلا [ل/135أ] أَنَا أَوْ عليٌّ)) (4)
، - عَلَيْهِ السَّلامُ -.
_________
(1) هو ابن بنت السدي الفزاري.
(2) هو شريك بن عبد الله النخعي، الكوفي، القاضي بواسط، ثم الكوفة، أبو عبد الله، صدوق يخطئ كثيراً، تغير حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة، وكان عادلاً فاضلاً، عابداً، شديداً على أهل البدع، مات سنة سبع أو ثمان وسبعين ومائة.
انظر الجرح والتعديل (4/365-367) ، وتاريخ بغداد (9/279-295) ، وتهذيب الكمال (12/462-475) ، وسير أعلام النبلاء (8/200-216) ، والميزان (2/460-464) ، والتهذيب (4/333-337) ، والتقريب (266/ت2787) .
(3) هو السبيعي.
(4) في إسناده محمد بن إبراهيم الكهيلي، ولم أقف له على ترجمة.
والحديث أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (4/16/ح3511) من طريق الحضرمي، عن علي بن حكيم، وإسماعيل، ويحيى الحماني به.
وأخرجه ابن أبي شيبة في (12/59) ـ وعنه ابن ماجه (1/44/ح119) المقدمة، وابن أبي عاصم في "السنة"
(2/886/ح1355 ـ تحقيق الجوابرة ـ) ، وزاد ابن ماجه: سويد بن سعيد وإسماعيل بن موسى ـ، وأحمد (4/165) عن الزبيري، والترمذي (5/594/ح3719) كتاب المناقب، باب (21) عن إسماعيل بن موسى، وابن عدي في "الكامل" (2/848) من طريق ... ...، كلهم عن شريك به.
قال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب".
قلت: في إسناده أبو إسحاق السبيعي، فإنه اشتهر بالتدليس، وتغير حفظه بأخرة، ولكن وقع التصريح بالسماع كما عند أحمد، قال شريك: فقلت لأبي إسحاق: أين سمعت منه؟ قال: وقف علينا على فرس له في مجلسنا في جبّانة السبيع.
وأما تغيره فلا يضر؛ لأن شريكاً ممن سمع منه قديماً، قال أبو معاوية بن صالح الأشعري: سألت أحمد بن حنبل عن شريك، فقال: "كان عاقلاً صدوقاً، محدّثاً، وكان شديداً على أهل الريب والبدع، قديم السماع من أبي إسحاق قبل زهير، وقبل إسرائيل"، فقلت له: إسرائيل أثبت منه؟ قال: "نعم"، قلت له: يحتج به؟ قال: "لا تسألني عن رأيي في هذا"، فإسرائيل يحتج به؟ قال: "إي لعمري". سير أعلام النبلاء (8/209) .
وحكى صالح عن أبيه أنه قال: "سمع شريك من أبي إسحاق قديماً، وشريك في أبي إسحاق أثبت من زهير وإسرائيل وزكريا". الجرح والتعديل (4/367) .
قلت: ولم يتفرد شريك به عن أبي إسحاق، بل تابعه اثنان:
- أحدهما إسرائيل، وهو من أثبت الناس في جده أبي إسحاق، أخرج حديثه أحمد (4/164-165) ، وفي "فضائل الصحابة" (2/91) عن الزبيري، والنسائي في "السنن الكبري" (5 / 45/ح8147) من طريق وكيع، كلاهما عنه به.
- والثاني: قيس بن الربيع، أخرج حديثه الطبراني في "المعجم الكبير" (4/16/ح3513) من طريق يحيى الحماني، عنه به.
وله شاهد من حديث سعد بن أبي وقاص من طريق عائشة بنت سعد الذي تقدم قبل هذا.(2/709)
640 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا الحَضْرَميّ، حَدَّثَنَا ضِرَار بن صُرَد (1) ، حدثنا عبد العزيز بْنُ مُحَمَّدٍ (2)
، عَنْ يَزِيدَ بْنِ
_________
(1) هو ضرار ـ بكسر أوله مخفَّفاً ـ، ابن صُرَد ـ بضم المهملة وفتح الراء ـ، التيمي، أبو نعيم الطحّان، الكوفي.
قال البخاري، والنسائي، وابن حماد، وابن الجوزي: "متروك الحديث"، وزاد ابن الجوزي: "كان متعبّدًا، وكان يكذب".
ونسبه ابن عدي إلى التشيع، وقال ابن حبان: "كان فقيهاً عالماً بالفرائض، إلا أنه يروي المقلوبات عن الثقات"، وقال في مكان آخر: "سيئ الحفظ كثير الخطأ"، وقال الدارقطني: "ضعيف"، وتفرد أبو حاتم فقال: "صدوق لا يحتج به".
قلت: لقد اعتبر ابن حجر قول أبي حاتم هذا فقال: "صدوق له أوهام وخطأ، رمي بالتشيع، وكان عارفاً بالفرائض، من العاشرة، مات سنة تسع وعشرين".
الضعفاء والمتروكين للنسائي (ص59) ، والضعفاء للعقيلي (2/222) ، والمجروحين (1/380) ، و (3/120) ، والكامل
(4/101) ، والضعفاء والمتروكون للدارقطني (رقم301) ، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/60) ، واللسان
(7/250) ، والتقريب (280/ت2982) .
(2) هو الداروردي.
قال ابن معين: "صالح ليس به بأس". وقال أحمد: "إذا حدث من كتابه فهو صحيح، وإذا حدث من كتب الناس وهم، ربما قلب حديث عبد الله العمري يرويه عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ". وقال أبو زرعة: "سيئ الحفظ". وقال النسائي: "حديثه عن عبيد الله العمري منكر". وقال ابن حجر: "صدوق، كان يحدث من كتب غيره فيخطئ".
ووثقه العجلي، وذكره ابن حبان في الثقات.
معرفة الثقات (2/98) ، والجرح والتعديل (5/395) ، والثقات (7/116) ، والتقريب (385/ت4119) .(2/710)
عبد الله بن الهادِ، عن عبد الله بْنِ أَبِي سلَمة (1) ، عَنْ عَمْرِو ابن سُلَيم (2) الزُرَقي، عَنْ أَبِيهِ (3) قَالَ: ((رأيت علياً - عليه السلام - بِمِنَى عَلَى جَمَلٍ يتبَع النَّاس يَصْرُخ يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: أيُّها النَّاسُ، إنَّها أيّامُ أكلٍ وشُرْبٍ فلا يصومَنَّ أحدٌ)) (4) .
_________
(1) في المخطوط "عبد الله بن سلمة"، والمثبت من مصادر التخريج.
(2) في المخطوط "عمرو بن سلم"، وهو تصحيف، والمثبت من مصادر التخريج.
(3) كذا في المخطوط، وفي مصادر التخريج: عن أمه.
(4) في إسناده ضِرار بن صُرَد، وهو كثير الأوهام، وقد أخطأ في هذا الإسناد حيث قال: عن عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ يزيد بن عبد الله ابن الْهَادِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سليم، عن أبيه، وخالفه الشافعي فقال: عن عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ يزيد
ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهَادِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عن عمرو بن سليم، عن أمه، أخرجه في "الرسالة" (ص411/رقم1127) .
ووافق الدارورديَّ على هذا الحديث كلُّ من روى عن يزيد بن الهاد، منهم الليث بن سعد، والمفضل بن فضالة، وحيوة ابن شريح بذكر أمه.
- أما حديث الليث فأخرجه أحمد (1/104) ، والنسائي في "السنن الكبرى" (2/169) ، والطبري في "تهذيب الآثار" (ص256) من طرق عنه به.
- وحديث المفضل بن فضالة أخرجه أحمد (1/104) .
- وحديث حيوة بن شريح أخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" (ص257) .
وله شواهد كثيرة عن عدد من الصحابة، منها حديث نبيشة الهذلي الذي أخرجه مسلم (2/800ح1141) كتاب الصيام، باب تحريم صوم أيام التشريق، عن سريج بن يونس، عن هشيم، عن خالد الحذّاء، عن أبي المليح، عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قال: ((أيام التشريق أيام أكل وشرب)) .
وفي الباب عن كعب بن مالك، وعقبة بن عامر، وبشر بن سحيم، وأبي هريرة، وعبد الله بن حُذافة.(2/711)
641 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْحَسَنُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الوَضَّاح، حدثنا محمد
ابن جَعْفَرٍ القُرَشيّ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعيم (1) ، حَدَّثَنَا بَشِيرُ بْنُ المُهاجِر (2) ، حَدَّثَنَا عبد الله بْنُ بُريدة، عَنْ أَبِيهِ (3) قَالَ: ((كنتُ قَاعِدًا عِنْدَ النَّبيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فسمِعْتُه يَقُولُ: بُعِثْتُ أَنَا والسّاعةَ جَمِيعًا إِنْ كادتْ لَتَسْبِقُني)) (4)
_________
(1) هو الفضل بن دكين.
(2) هو بشير بن المهاجر الغَنَويّ ـ بالمعجمة والنون ـ، الكوفي.
وثّقه ابن معين، والعجلي، وقال النسائي: "ليس به بأس"، كذا في "التهذيب"، وفي "الضعفاء والمتروكين" له قال: "ليس بالقوي"، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: "دلس عن أنس ولم يَرَه، وكان يخطئ كثيراً"، وقال أحمد والساجي: "منكر الحديث"، وزاد أحمد: "قد اعتبرت أحاديثه فإذا هو يجيء بالعجب"، وقال أحمد مرة: "مرجئ متهم، متكلم فيه"، وقال أبو حاتم: "يكتب حديثه ولا يحتج به"، وقال البخاري: "يخالف في بعض حديثه".
قلت: هذا الاختلاف فيه يقتضي عدم الحكم له بالثقة مطلقاً، ولا بالضعف مطلقاً، وأوسط القول فيه ما قاله الحافظ ابن حجر فيه: "صدوق لين الحديث، رمي بالإرجاء".
التاريخ الكبير (2/101) ، والضعفاء والمتروكين للنسائي (ص23) ، والضعفاء للعقيلي (1/143) ، والكامل (2/21) ، وتهذيب الكمال (4/177) ، والتهذيب (1/411) ، والتقريب (125/ت723) .
(3) هو بريدة بن الحصيب الأسلمي، الصحابي الجليل.
(4) إسناده ضعيف، فيه:
- بشير بن المهاجر وهو صدوق فيه لين.
- ومحمد بن جعفر القرشي القتّات، وهو ضعيف، كما تقدم في الرواية رقم (359) ، ولكنه متابع كما يأتي.
أخرجه ابن عدي في "الكامل" (2/21) قال: "وجدت هذا الحديث بخطي، عن محمد بن جعفر القتات الكوفي ... "
فذكره.
وأخرجه أحمد (5/348) ، والطبري في "تاريخه" (1/17) عن أبي كريب، كلاهما عن أبي نعيم به.
فتابع أحمد وأبو كريب محمد بن جعفر القرشي.
وعزاه الهيثمي إلى أحمد والبزار وقال: "رجال أحمد رجال الصحيح". مجمع الزوائد (10/311) .
وللحديث شواهد منها حديث أنس بن مالك الذي أخرجه البخاري (5/2385) كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: ((بعثت أنا والساعة كهاتين)) ، ومسلم (4/2268-2269/ح2951) كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب قرب الساعة، من طريق شعبة، عن قتادة، عنه به نحوه.(2/712)
642 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ (1) ، حَدَّثَنَا محمد بن الحسن بْنِ سَماعة، حَدَّثَنَا
أَبُو نُعيم (2) ، حَدَّثَنَا سُويد بْنُ نُجَيح (3) أَبُو قَُطَبة، حَدَّثَنِي يَزِيدُ الْفَقِيرُ قَالَ: ((كنتُ غُلامًا شَابًّا فقرأتُ الْقُرْآنَ، فالْتَزَق بِي نفرٌ مِنَ الخَوَارِج يَدْعُونَ إِلَى أمرِهم، فقُضِيَ أَنِّي خَرَجتُ مَعَهم حَاجًّا، فَإِذَا هُمْ يَقُولُونَ: هَلْ لَكَ فِي رَجُلٍ مِنْ أَصْحابِ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟ فانطلقتُ مَعَهُمْ، فَإِذَا هُوَ أَبُو سَعِيدٍ الخُدْريّ فَقَالُوا: يَا أَبَا سَعِيدٍ، إِنَّا (4) فِيْنا رجالاً يقرَأُون القرآن، هم أشدُّ اجتِهاداً [ل/135ب] فَبَيْنَا هُمْ كذلِكَ إِذْ خَرَجُوا عَلَيْنَا بأَسْيَافِهم، [فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: سمعتُ رسولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم -
_________
(1) هو السمسار.
(2) هو الفضل بن دكين.
(3) في المخطوط "سويد بن يحيى"، وهو تصحيف، والتصويب من مصادر الترجمة والتخريج.
وثّقه ابن معين، وقال أحمد: "ما أرى به بأساً"، وقال أبو حاتم: "شيخ يكتب حديثه"، وقال ابن سعد: "توفي في خلافة أبي جعفر، وكان جار الأعمش".
(4) هكذا في المخطوط "إنا" بضمير الجماعة، وعليه يكون "رجالاً" بدلاً لضمير الجماعة، وفي مسند الإمام أحمد "إن فينا رجالاً"، وهو أقرب للصواب.(2/713)
يَقُول] (1) : إنَّ قوماً يقرأون الْقُرْآنَ لا يُجاوِز تراقِيَهم، يمرُقون مِنَ الإِسْلامِ كَمَا يَمْرُق السَّهْمُ مِنَ الرَمِيَّة)) (2) .
643 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الكُهَيْليّ، حَدَّثَنَا الحَضْرَميّ، حدثنا سعد ابن وَهْبٍ الخُزَاعيّ الْوَاسِطِيُّ (3) ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ
_________
(1) في المخطوط: " ... بأسيافهم، فقالوا: يا رسول الله ... "، وكتب الناسخ فوق "بأسيافهم" كلمة "صح" الدالة على أن الرواية وقعت هكذا، وهو خطأ أو سهو، والمثبت من مسند الإمام أحمد.
(2) إسناده صحيح، وتابع ابنَ سماعة البخاريُّ عن أبي نعيم، أخرجه في "التاريخ الكبير" (8/342) .
وتابع أبا نعيم عليه محمد بن عبيد الطنافسي، أخرجه أحمد (3/52) عنه، عن سويد بن نجيح به بلفظ: ((قلت
لأبي سعيد: إن منا رجالاً هم أقرأنا للقرآن، وأكثرنا صلاة، وأوصلنا للرحم، وأكثرنا صوماً، خَرَجُوا عَلَيْنَا بِأَسْيَافِهِمْ، فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم يقول: "يخرج قوم يقرأون القرآن، لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ")) .
وإسناده صحيح، وله طرق أخرى عن أبي سعيد منها:
- طريق عبد الرحمن بن أبي نُعْم، أخرجه البخاري (4/1581/ح4351) كتاب المغازي، باب بعث علي
ابن أبي طالب عليه السلام، وخالد بن الوليد رضي الله عنه إلى اليمن قبل حجة الوداع، ومسلم (2/742-743/ح1064) كتاب الزكاة، باب ذكر الخوارج وصفاتهم من طرق عن عمارة بن القعقاع، عنه به، وفيه قصة غير القصة التي ههنا.
- طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن، أخرجه البخاري (3/1219) و (4/1928) باب إثم من راءى بقراءة القرآن أو تأكل به أو فخر به، و (6/2540) باب قتل الخوارج والملحدين بعد إقامة الحجة عليهم، ومسلم (2/742/ح1064) كتاب الزكاة، باب ذكر الخوارج وصفاتهم، من طرق عنه به مطولاً.
- طريق معبد بن سيرين عنه، أخرجه البخاري (6/2748) من طريق محمد بن سيرين عنه به.
(3) لم أجد له ترجمة، غير ما ورد في "تاريخ واسط" (2/203) قال: "أبو الحسين سعد بن وهب بن سنان السلمي، توفي سنة أربع وثلاثين ومائتين".(2/714)
بْنُ سُلَيْمَانَ (1) ، عَنْ يزيدَ الرِّشْك، عَنْ مُطرِّف
ابن عبد الله، عَنْ عِمران أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((عليٌّ منِّي وَأَنَا مِنْهُ)) (2) .
644 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا الحَضْرَميّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ البَغَويّ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بن عبد الحميد (3) ، حَدَّثَنَا عَمْرُوِ بْنُ قَيْسٍ المُلاَّئِيّ، عَنْ عطيَّة العَوْفيّ، عَنْ
أَبِي سَعِيدٍ الخُدْريّ: ((قُتِل قتيلٌ بِالْمَدِينَةِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فصعِد الْمِنْبَرَ فَخَطَبَنَا خُطْبةً، فَقَالَ: "أَمَا تعلَمون مَنْ قَتَلَ هَذَا القَتيل بينَ أظهُرِكم؟ " قَالُوا: لا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وَالَّذي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوِ اجْتمع عَلَى قَتْلِ مؤمنٍ أهلُ السَّمَاءِ وَأَهْلُ الأَرْضِ، ورَضُوا بِهِ، لأدخلَهُمُ الله عزَّ وجلَّ النَّارَ ج
_________
(1) هو الضبعي.
(2) في إسناده سعد بن وهب الخزاعي، لم أجد من ترجم له، ولكنه توبع كما سيأتي، ومحمد بن إبراهيم الكهيلي لم أجد له ترجمة.
أخرجه أحمد (4/437) عن عفان، وعبد الرزاق، والنسائي في "السنن الكبرى" (5/45، و126) عن قتيبة بن سعيد وبشر بن هلال، وابن حبان (15/373) من طريق الحسن بن عمر بن شقيق، والحاكم في (3/119) من طريق قتيبة، كلهم عن جعفر بن سليمان به نحوه، وفي آخره: ((وهو ولي كل مؤمن بعدي)) ، وفي أوله قصة.
فهؤلاء تابعوا سعد بن وهب الخزاعي عن جعفر بن سليمان، وبه يتقوى الحديث وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
(3) هو داود بن عبد الحميد الكوفي، ثم الموصلي.
قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه، وعرضت عليه حديثه، قال: "لا أعرفه وهو ضعيف الحديث، يدل حديثه على ضعفه".
وقال العقيلي: "روى عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ الْمُلائِيِّ بأحاديث لا يتابع عليها"، وقال الأزدي: "منكر الحديث".
الجرح والتعديل (3/418) ، والضعفاء للعقيلي (2/37) ، واللسان (2/420) .(2/715)
ميعاً، وَالَّذي نَفْسِي بِيَدِهِ، لا يُبْغِضُنا أهلَ الْبَيْتِ أحدٌ، إِلا أَكَبَّه اللَّهُ عزَّ وجلَّ عَلَى وجهِه في النار")) (1) .
645 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا الحَضْرَمي، حَدَّثَنَا ضِرَار
ابن صُرَد، حدثنا عبد العزيز بْنُ مُحَمَّدٍ (2) ، عَنْ سُهيل بْنِ أَبِي
_________
(1) إسناده ضعيف، فيه:
- عطية العوفي، وهو ضعيف.
- وداود بن عبد الحميد ضعيف كذلك.
- والكهيلي لم أجد له ترجمة.
أخرجه الحاكم (4/392) من طريق إسحاق بن إبراهيم البغوي به مثله.
وعزاه الهيثمي في "مجمع الزوائد" (7/296) إلى البزار، وقال: "فيه داود بن عبد الحميد وغيره من الضعفاء".
وللجزء الأخير منه طريق آخر عن أبي سعيد، أخرجه الحاكم (3/162) من طريق محمد بن بكير الحضرمي، عن محمد ابن فضيل الضبي، عن أسد بن موسى، عن أبان بن جعفر بن تغلب، عن جعفر بن إياس، عن أبي نضرة، عنه به.
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه.
وله طريق ثالث عن أبي سعيد، أخرجه ابن حبان (15/435) من طريق هشام بن عمار، عن أسد بن موسى، عن سَلِيم بن حيان، عن أبي المتوكّل النّاجي، عنه به.
وللحديث شاهد من حديث ابن عباس، أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (12/133) ، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (5/62) من طريق عطاء بن أبي مسلم، والبيهقي في "شعب الإيمان" (3/347) كلاهما عن العلاء بن المسيب، عن حبيب بن أبي ثابت، عنه به، سوى قوله: ((وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لا يُبْغِضُنَا ... إلخ)) .
قال الهيثمي: "رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح، غير عطاء بن أبي مسلم، وثّقه ابن حبان، وضعّفه جماعة".
قلت: وقد توبع عطاء عليه كما سبق.
وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (3/234) من طريق الحسن بن حماد سجادة، عن العلاء، وزاد سعيد بن جبير بين ابن عباس وحبيب بن أبي ثابت.
قلت: ولكن في إسناده محمد بن وهب بن الجراح المعروف بابن أبي تُراس، لم أجد ترجمته إلا عند الخطيب، ولم يحك فيه جرحاً ولا تعديلاً.
(2) هو الداروردي.(2/716)
صالح [ل/136أ] عَنْ أَبِيهِ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِذَا أحبَّ اللَّهُ عزَّ وجلَّ عَبْدًا نَادَى
جبريلَ؛ إنِّي قَدْ أحببْتُ فُلانًا، فأَحَبّه الله عزَّ وجلَّ، ثُمَّ يُنادِي فِي أَهْلِ السَّماء، ثُمَّ تَنْزِل المحبَّةُ
فِي الأَرْضِ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ عزَّ وجلَّ: {إِنَّ الَّذِيْنَ آمَنُوْا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ
الرَّحْمنُ وُدًّا} (1)) ) (2)
_________
(1) الآية (96) من سورة مريم.
(2) في إسناده ضرار بن صرد، وهو كثير الأوهام والخطأ كما تقدم، ولكن تابعه قتيبة بن سعيد، وأبو داود الحفدي.
- أما حديث قتيبة فأخرجه الترمذي (5/317/ح3161) كتاب التفسير، باب من سورة مريم، عنه به مثله. قال الترمذي: "حديث حسن صحيح".
- وحديث أبي داود الحفدي أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" -كما في تفسير ابن كثير (3/141) - عن أبيه، عن أبي داود به.
والحديث أخرجه مسلم (4/2031/ح2637) كتاب البر والصلة، باب إذا أحب الله عبداً حبّبه إلى عباده، من طريق الداروردي، ويعقوب بن عبد الرحمن القاري، والعلاء بن المسيب، ومالك، كلهم عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ به، بلفظ: ((إذا أحب الله العبد نادى جبريل؛ إن الله يحب فلاناً فأحبّه، فيحبّه جبريل، فينادي جبريل في أهل السماء؛ إن الله يحب فلاناً فأحبوه، فيحبّه أهل السماء، ثم يوضع لَهُ الْقَبُولُ فِي الأَرْضِ، وَإِذَا أبغض عبداً دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلاناً فأبغضه، قال: فيبغضه جبريل، ثُمَّ يُنَادِي فِي أَهْلِ السَّمَاءِ؛ إن الله يبغض فلاناً فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض)) .
وأخرجه البخاري (6/2721ح7485) كتاب التوحيد، باب كلام الرب مع جبريل، ونداء الله الملائكة، من طريق عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، عن أبي صالح به.
وأخرجه أيضاً (3/1175/ح3209) كتاب بدء الخلق، باب ذكر الملائكة، و (5/2247/ح6040) كتاب الأدب، باب المِقة من الله تعالى، من طريق ابن جريج، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ نافع، عن أبي هريرة به، وليس عند البخاري
((وإذا أبغض عبداً ... إلخ)) .(2/717)
646 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ محمد الزَيَّات، حدثنا عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ ناجِية، حَدَّثَنَا الحسن بن عيسى بن ماسَرْجِس، حدثنا عبد الله بْنُ الْمُبَارَكِ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ الحذَّاء،
عن عبد الله بْنِ شَقيق، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((إِذَا اسْتَيْقَظَ أحدُكم مِنْ مَنامِه فَلا يُدْخِل يدَه فِي الإِنَاءِ حَتَّى يغسِلَها ثلاثَ مراتٍ)) (1) .
647 - أخبرنا أحمد، حدثنا عمر (2) ، حدثنا عبد الله (3) ، حدثنا عبد الواحد بن غِيَاث، حدثنا حمَّاد بن سلمة، عن عبد الملك بن عُمير، عن عَطيّة القُرَظيّ ((أنَّهُم عُرِضوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم زمنَ قُرَيظة، فمن كان منهم مُحتلِماً، أو نبتَتْ عانَتُه قُتِل، فنظروا إليَّ فلم تكنْ عانتي نبتَتْ فتُرِكْتُ)) (4)
_________
(1) إسناده صحيح.
أخرجه مسلم (1/233/ح278) كتاب الطهارة، باب كراهة غمس المتوضئ وغيره يده المشكوك في نجاستها في الإناء قبل غسلها، من طريق بشر بن المفضل، عن خالد به، وفيه ((فإنه لا يدري أين باتت يده)) .
وأخرجه البخاري (1/72ح162) كتاب الوضوء، باب الاستجمار وترًا، من طريق مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأعرج، عن أبي هريرة به، وفي أوله: ((إذا توضأ أحدكم فليجعل في أنفه ثم لينثر، ومن استجمر فليوتر)) .
(2) هو الزيات.
(3) هو ابن ناجية.
(4) إسناده حسن.
أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (6/58) من طريق عبد الواحد بن زياد به.
وأخرجه الحاكم (3/73) من طريق حماد بن سلمة به.
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه".
وأخرجه عبد الرزاق (10/179) ، وابن أبي شيبة (6/483، و542) ، وأحمد (4/310، 384) ، والدارمي (2/294) ، وأبو داود (4/141) كتاب الحدود، باب في الغلام يصيب الحد، والترمذي (4/145) كتاب السير، باب ما جاء في النزول على الحكم، والنسائي (6/155) كتاب الطلاق، باب متى يقع طلاق الصبي، وابن ماجه (2/849/ح2541) كتاب الحدود، باب من لا يجب عليه الحد، وابن حبان (11/103-105، 109) ، والحاكم (2/134) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (9/93) من طرق عن عبد الملك بن عمير به.
قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح".
وهناك طريق آخر عن عطية القرظي، أخرجه الحاكم (2/134) من طريق محمد بن عبد الله بن عبد الملك، عن
ابن وهب، عن ابن جريج وابن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عنه.
قال الحاكم: "فصار الحديث بمتابعة مجاهد صحيحاً على شرط الشيخين".
ثم أخرجه في مكان آخر (4/430) بهذا الإسناد، ولم يذكر ابن عيينة مع ابن جريج، وقال: "هذا حديث غريب صحيح ولم يخرجاه، وإنما يعرف من حديث عبد الملك بن عمير، عن عطية القرظي".(2/718)
648 - أخبرنا أحمد، حدثنا عمر (1) ، حدثنا عبد الله (2) ، حَدَّثَنَا سُويد بْنُ سَعِيدٍ، حدثنا عمرو ابن يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ جَدِّهِ سَعِيدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (("مَا بَعَثَ اللَّهُ عزَّ وَجَلَّ نَبِيًّا إِلا [ل/136ب] راعيَ غَنَم"، فَقَالَ لَهُ أصحابُه: وَأَنْتَ يَا نبيَّ اللَّهِ؟ قَالَ: "وَأَنَا قَدْ رعَيْتُها لأَهْلِي بالقَرارِيط")) (3) .
649 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الدَّارَقُطنيّ، وعُمر بْنُ أَحْمَدَ الكَتّانيّ،
وعُبيدالله بْنُ حَبَابة ـ وَاللَّفْظُ للدّارَقُطنيّ ـ قَالُوا: حدثنا
_________
(1) هو الزيات.
(2) هو ابن نَاجِيَةَ.
(3) إسناده حسن، من أجل سويد بن سعيد، وهو صدوق يتلقن بعد ما عمي، وقد توبع.
أخرجه البخاري (2/789/ح2262) كتاب الإجارة، باب رعي الغنم على قراريط، عن أحمد بن محمد المكي، عن عمرو بن يحيى به.(2/719)
عبد الله بن محمد بن عبد العزيز (1) ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيد، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي غَسَّان مُحَمَّدِ بْنِ مُطَرِّف، عَنْ زيد
ابن أَسْلَمَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسين (2) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَرْجَانة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((مَنْ أَعْتَقَ رَقَبةً أَعْتَقَ اللَّهُ بِكُلِّ عُضْوٍ مِنْهَا عُضْوًا مِنْهُ مِنَ النَّارِ حَتَّى
فَرْجَه بفَرْجِه)) .
الْبُخَارِيُّ عن محمد بن عبد الرحيم، عَنْ دَاوُدَ نَازِلا، وَمُسْلِمٌ عَنْ دَاوُدَ (3) .
650 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ العبّاس (4) ، حدثنا أبو عبد الله الحُسَين بن علي
ابن الْحُسَيْنِ الدَّهّان (5) ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ يَعْقُوبَ الجُعْفيّ (6) ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ صَابِرٍ الهاشِميّ (7) ،
_________
(1) هو البغوي.
(2) هو زين العابدين العلوي الهاشمي.
(3) صحيح البخاري (6/2469/ح6715) كتاب كفارات الأيمان، باب قوله تعالى {أَوْ تَحْرِيْرُ رَقَبَةٍ} ، وأي الرقاب أزكى، وصحيح مسلم (2/1147/ح1509) كتاب العتق، باب فضل العتق.
وعند البخاري: "رقبة مسلمة".
وأخرجه مسلم في الموضع السابق من طريقين آخرَين عن سعيد بن مرجانة به، وفيه "رقبة مؤمنة".
(4) هو ابن حيّويه.
(5) هو الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بن الحكم، أبو عبد الله الأسدي، الكوفي الدهّان، ذكره الخطيب في "تاريخ بغداد"
(8/71) وسكت عنه.
(6) هو الفضل بن يوسف بن يعقوب بن حمزة القصباني، الكوفي، ذكره ابن حبان في "الثقات" (9/8) .
(7) هو الحسن بن صابر الهاشمي، الكسائي، من أهل الكوفة.
قال ابن حبان: "منكر الحديث جدًّا عن الأثبات، ممن يأتي بالمتون الواهية عن الثقات بأسانيد متصلة".
المجروحين (1/239) ، وانظر الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/203) ، واللسان (2/214) .(2/720)
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ (1) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ الْفِرْدَوْسَ قَالَتْ: يَا ربِّ، زَيِّنِّي، فَأَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ إِلَيْهَا؛ قَدْ زيَّنتُكِ بِالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا)) (2) .
651 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الوَرَّاق بِقِرَاءَتِهِ عَلَيْنَا، حَدَّثَنَا
أَبُو الْفَضْلِ جَعْفَرُ بن محمد بن أحمد بن حَاتِمٍ (3) المَرْوَزيّ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ [ل/137أ] أحمد
ابن مُحَمَّدِ بْنِ حُميد المُقْرِئ (4)
، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ بِشر (5) الكَاهِلِيّ، حَدَّثَنَا
_________
(1) هو ابن الجراح الرؤاسي.
(2) إسناده واهٍ بمرة، وآفته الحسن بن صابر الهاشمي، وهو منكر الحديث جدًّا.
أخرجه ابن حبان في "المجروحين" (1/239) من طريق الفضل بن يوسف الجعفي به.
وأورده الذهبي في "الميزان" في ترجمة الحسن بن صابر، وعزاه إلى ابن حبان، وقال: "وهذا كذب". وانظر اللسان
(2/214) .
(3) كذا في المخطوط، وفي تاريخ بغداد "جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بن بنت حاتم"، وهو أبو الفضل المعدّل، كان ينزل سويقة غالب، وثّقه الخطيب، مات لأربع عشرة خلت من شوال سنة ست وأربعين وثلاثمائة. تاريخ بغداد (7/225) .
(4) المخضوب، والملقب بالفيل لضخامته، كان يسكن باب المحول، قال الدارقطني: "ليس بالقوي".
مات سنة ست وثمانين ومائتين.
سؤالات الحاكم (رقم20) ، وتاريخ بغداد (4/436) ، واللسان (1/262) .
(5) في المخطوط "إسحاق بن بشير"، والمثبت من مصادر الترجمة.
وهو إسحاق بن بشر بن مقاتل، أبو يعقوب الكاهلي، الكوفي.
قال الحضرمي: "ما سمعت أبا بكر بن أبي شيبة كذّب أحداً إلا إسحاق بن بشر الكاهلي، فإنه جاز به، فقال لي:
"أبو يعقوب هذا كذّاب".
وقال موسى بن هارون الحمال: "مات إسحاق بن بشر الكاهلي بالكوفة سنة ثمان وعشرين ومائتين، كذّاب، وكان يخضب".
وقال الفلاس، والدارقطني: "متروك".
وقال ابن عدي والدارقطني: "هو في عداد من يضع الحديث".
الكامل لابن عدي (1/342) ، والضعفاء والمتروكون للدارقطني (رقم90) ، واللسان (1/355) .(2/721)
أَبُو مَعْشَر (1) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الخطَّاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: ((بَيْنَمَا نَحْنُ قُعودٌ مَعَ النَّبيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى جَبَلٍ مِنْ جِبال تِهَامَة، إذْ أَقْبَلَ شيخٌ فِي يَدِهِ عَصًا (2) ، فسلَّم عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَرَدَّ عَلَيْهِ السَّلامَ، ثم قال: نَغْمَة الجنّ وعَمَّتُهم (3) ، مَنْ أنتَ؟ قَالَ: أَنَا هامَة بن الهَيْم بن لاقيس
ابن إِبْلِيسَ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: مَا بينَك وبينَ إبليسَ إِلا أَبَوَيْنِ؟ (4) قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَكَمْ أَتَى
لَكَ مِنَ الدَّهْرِ؟ قَالَ: قَدْ أَفْنَيْتُ الدُّنْيَا عمرَها إِلا قَلِيلا، قَالَ: عَلَى ذَلِكَ؟ قَالَ: كنتُ وَأَنَا
غُلام ابنُ أعوامٍ أَفْهَمُ الْكَلامَ، وأَمُرُّ بِالآكَامِ، وآمُرُ بِإِفْسَادِ الطَّعَامِ وَقَطِيعَةِ الأَرْحَامِ، فَقَالَ
رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: بِئْسَ -لِعَمْرِو اللَّهِ- عملُ الشَّيْخِ المُتَوَسِّم وَالشَّابِّ المُتَلَوِّم، قَالَ: ذَرْني مِنَ التَّعْداد (5) ،
إِنِّي تائبٌ
_________
(1) اسمه نجيح بن عبد الرحمن.
(2) في المخطوط "عصى".
(3) هكذا في المخطوط، وفي الضعفاء للعقيلي، وطبقات المحدثين بأصبهان، واللسان: "وغَنّتهم".
(4) هكذا في المخطوط، وفي الضعفاء للعقيلي "أبوان"، وكلاهما صحيح.
(5) هكذا في المخطوط، وفي الضعفاء للعقيلي "زدني من التعذار"، وفي طبقات المحدثين بأصبهان: "ذرني من استعدادك"، وفي اللسان: "ذرني من التعذار"، وفي الهواتف: "دعني من اللوم والعذل".(2/722)
إِلَى اللَّهِ عزَّ وجلَّ، إِنِّي كُنْتُ مَعَ نُوحٍ فِي مسجدِه مَعَ مَنْ آمنَ بِهِ مِنْ قومِه، فَلَمْ(2/723)
أَزَلْ أُعاتِبُه عَلَى دعوتِه عَلَى قَوْمِهِ حتَّى بَكَى عَلَيْهِمْ وأَبْكانِي، وَقَالَ: لا جَرَمَ إنِّي عَلَى ذَلِكَ منَ النّادِمين، وأعوذُ بِاللَّهِ أنْ أكونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ، قَالَ: قُلْتُ: يَا نُوحُ، إِنِّي مِمَّنْ أَشْرَكَ فِي دَمِ السَّعِيدِ الشَّهيد قابيلَ بْنِ آدَمَ (1) ، فَهَلْ تَجِدُ لِي عِنْدَ ربِّك عزَّ وجلَّ من توبة؟ [ل/137ب] فَقَالَ: يَا هامةُ، هِمَّ بِالْخَيْرِ وافْعَلْه قَبْلَ الحَسْرة والنَّدَامة، إِنِّي قَرَأْتُ فِيمَا أَنْزَلَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ عليَّ أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ عبدٍ تَابَ إِلَى اللَّهِ عزَّ وجلَّ بَالِغًا ذنبُه مَا بَلَغَ إِلا تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ، فقُمْ فَتَوَضَّأْ، واسْجُد لِلَّهِ
عزَّ وجلَّ سَجْدَتَيْن، قَالَ: ففعلتُ مِنْ سَاعَتِي مَا أَمَرَنِي بِهِ، قَالَ: فَنَادَانِي، ارْفَعْ رَأْسَكَ، فَقَدْ نزلَتْ توبتُك مِنَ السَّمَاءِ، قَالَ: فخَرَرْتُ لِلَّهِ سَاجِدًا حَوْلا، وَكُنْتُ مَعَ هودٍ عَلَيْهِ السَّلامُ فِي مسجِدِه مَعَ مَنْ آمنَ بِهِ مِنْ قومِه فَلَمْ أَزَلْ أُعاتِبُه عَلَى دعوتِه عَلَى قومِه حَتَّى بَكَى عَلَيْهِمْ وأَبْكَاني، فَقَالَ: لا جَرَمَ إنِّي عَلَى ذَلِكَ منَ النّادِمين، وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أكونَ مِنَ الجاهِلين، وكنتُ مَعَ صَالِحٍ فِي مسجدِه مَعَ مَنْ آمنَ بِهِ مِنْ قومِه، فَلَمْ أَزَلْ أُعاتِبُه عَلَى دعوتِه عَلَى قومِه حَتَّى بَكَى عَلَيْهِمْ وأَبْكَاني، فكلُّهم يَقُولُ: فَأَنَا عَلَى ذَلِكَ مِنَ النّادِمين، وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ، وكنتُ زَوَّاراً لِيَعْقُوبَ عَلَيْهِ السَّلامُ وكنتُ مِنْ يُوسُفَ بِالْمَكَانِ الأَمِينِ (2) ، وكنتُ أَلْقَى إلياسَ فِي الأَوْدِية، وَأَنَا أَلْقَاه الآنَ، وإنِّي لقِيْتُ مُوسَى بنَ عِمرانَ عَلَيْهِ السَّلامُ فعَلَّمني مِنَ التَّوْرَاةِ، وَقَالَ: إنْ أنتَ لقِيْتَ عيسى بنَ مريمَ فأَقْرِئْه مِنِّي السَّلامَ، وَإِنِّي لقِيْتُ عيسى بنَ مريم فأقرأْتُه من موسى [ل/138أ] السَّلامَ، وَإِنَّ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلامُ قَالَ: إِنْ أَنْتَ لقِيتَ مُحَمَّدًا (3) - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فأَقْرِئْه مِنِّي السَّلام، قَالَ: فَأَرْسَلَ رسولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَيْنَيْه فَبَكَى، ثُمَّ قَالَ: وَعَلَى عِيسَى السَّلامُ مَا دامتِ الدُّنْيَا، وَعَلَيْكَ السَّلامُ يَا هامةُ بأدائِك الأَمَانَةَ، قَالَ هَامَةُ: قُلْتُ (4) : يَا رسولَ اللَّهِ، افْعَلْ بِي مَا فَعَلَ مُوسَى بْنُ عمرانَ، علَّمَني مِنَ التَّوْرَاةِ، قَالَ: فعلَّمه رسولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
{إِذَا وَقَعَتِ الوَاقِعَةُ} ، {والمُرْسَلاتِ} ، {وَعَمَّ يَتَسَاءَلُوْنَ} ، {وَإِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} ، والمُعَوِّذَتَيْنِ، {وقُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} ، وَقَالَ: ارْفَع إِلَيْنَا حاجتَك يَا هامةُ، وَلا تدَعْ زيارتَنا، قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ: فقُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَلَمْ يَنْعَه (5) إِلَيْنَا
_________
(1) هكذا في المخطوط وفي الضعفاء للعقيلي، وورد في طبقات المحدّثين بأصبهان، واللسان: "هابيل بن آدم"، وكلاهما صحيح، فعلى الأول يكون مفعولاًبه، وعلى الثاني يكون عطف بيان، والله أعلم.
(2) في الضعفاء للعقيلي، واللسان: "بالمكان المكين".
(3) في المخطوط "محمد" بدون ألف.
(4) هكذا في المخطوط، والظاهر أنها مدرجة هنا.
(5) في المخطوط "ولم ينعاه"، والصواب ما أثبت، كما في الضعفاء، وطبقات المحدثين، واللسان.(2/724)
ولَسْتُ أَدْرِي؛ حيٌّ هُوَ أَمْ مَيِّتٌ)) (1)
_________
(1) إسناده واهٍ بمرة، فيه:
- أبو معشر المدني، وهو ضعيف.
- وإسحاق بن بشر الكاهلي، متروك الحديث، واتهم بالوضع.
- وأحمد بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حُمَيْدٍ الْمُقْرِئُ، ليس بالقوي.
أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (1/98-99) عن علي بن عبد العزيز، عن إسحاق بن بشر الكاهلي به.
وأورده الذهبي في "الميزان" (1/186-188) عن إسحاق بن بشر الكاهلي.
قال العقيلي: "هذا حديث ليس له أصل، ولا يحتمل أبو معشر مثل هذا الحديث، وإن كان فيه لين، والحمل فيه على إسحاق".
ومثله قال الذهبي أن الحمل على إسحاق الكاهلي.
قلت: ولكن إسحاق لم يتفرد به، بل رواه علي بن عبد العزيز بن بحر، وهو أحد المتروكين عن أبي معشر به، أشار إليه الذهبي بقوله: "مع أن علي بن عبد العزيز بن بحر أحد المتروكين قد رواه بطوله عن أبي معشر".
كما رواه عن أبي معشر ابنه محمد، أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" ـ كما في "الميزان" (1/88) ، وفي "الإصابة"
(6/519) ـ قال: ثنا محمد بن الحسن بن داود العلوي، ثنا أبو نصر محمد بن حمدويه المروزي، ثنا عبد الله بن محمد الآملي، ثنا محمد بن أبي معشر، أخبرني أبي، فذكره ولم يطوله.
قال الحافظ ابن حجر: "وحديث هامة إذا كان محمد بن أبي معشر وغيره قد تابع الكاهلي عليه فكيف يكون الحمل على الكاهلي؟! والحمل فيه حينئذ على أبي معشر".
وله طريق آخر عن عمر، أخرجه جعفر المستغفري، وإسحاق المنجنيقي ـ كما في الإصابة (6/519) من طريق
أبي محصن الحكم بن عمار، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المسيب قال: قال عمر: فذكره مطوّلاً، وزاد فيه: ((أنه قال: أتى علي ثمانية آلاف وأربعمائة واثنتان وعشرون سنة، وأنه كان يوم قتل قابيل هابيل غلاماً، وإن عدد الجن الذين استمعوا القرآن وصلَّوا خَلْفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم ثلاثة وسبعون ألفاً)) .
وإسناده منقطع، وسعيد بن المسيب لم يدرك عمر.
وله طريق آخر ذكره ابن حجر في الإصابة، من رواية عبد الحميد بن عمر الجندي، عن شبل بن الحجاج، عن طاووس، عن ابن عباس، عن عمر بطوله.
ويروى من حديث ابن عباس، أخرجه الفاكهي في "أخبار مكة" (4/14-15) من طريق مسلم الطائفي، عن عزير بن الجُرَيجي، عن ابن جريج، عن عطاء، عنه أنه قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم في دار الأرقم مختفياً في أربعين رجلاً وبضع عشرة امرأة، فدق الباب، فقال: "افتحوا، إنها لنغمة شيطان"، قال: ففتح الباب فدخل رجل قصير، فقال: السلام عليك يا نبي الله، ورحمة الله وبركاته، فقال: وعليك السلام ورحمة الله، مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا هَامَةُ بْنُ الْهَيْمِ بْنِ لاقِيسَ بْنِ إبليس فذكره" مختصراً.
والحديث مروي أيضا عن أنس بن مالك، أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (4/96) ، وابن أبي الدنيا في "الهواتف" (ص77-78) ، وابن ماجه في "التفسير" ـ كما في "تهذيب الكمال" (25/481) ، وعبد الله بن أحمد في زيادات الزهد، وابن مردويه في "التفسير" ـ كما في "الإصابة" (6/518) ـ من طريق أبي سلمة محمد بن عبد الله الأنصاري، عن مالك
ابن دينار، عن أنس قَالَ: ((كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عليه وسلم خارجاً من جبال مكة، إذ أقبل شيخ متكئ على عكازة، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: "مشية جنيّ، ونغمة جنّيّ، فقال: أجنّيّ أنت؟ فقال: نعم، قال: من أي الجن أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا هَامَةُ بْنُ هيم بن لاقيس بن إبليس، ... )) ، فذكره نحوه ولم يطوّله.
وفي إسناده أبو سلمة محمد بن عبد الله الأنصاري، وهو منكر الحديث.
قال العقيلي: "روى هذا الحديث إسحاق بن بشر الكاهلي عن أبي مَعْشَرٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عمر، عن عمر رضي الله تعالى عنه، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، وكلا هذين الإسنادين غير ثابت، ولا يرجع منهما إلى صحة".(2/725)
652 - أخبرنا أحمد، حدثنا أبو الحُسَين محمد بن النضر بن محمد بن سعيد المَوْصِليّ، حدثنا
أبو يَعْلَى (1) ، حدثنا محمد بن الحسين البُرْجُلاَنيّ (2) ،
_________
(1) هو الموصلي.
(2) هو محمد بن الحسين بن أبي الشيخ، أبو جعفر البرجلاني ـ بضم الباء وسكون الراء، وضم الجيم ـ نسبة إلى قرية من قرى واسط بالعراق، صاحب التواليف في الرقائق.
قال ابن أبي حاتم: قيل: إن رجلاً سأل أحمد بن حنبل عن شيء من أخبار الزهد، فقال: "عليك بمحمد بن الحسين".
وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: "كان صاحب حكايات ورقائق".
وقال الذهبي: "أرجو أن يكون لا بأس به، ما رأيت فيه توثيقاً ولا تجريحاً، لكن سئل عنه إبراهيم الحربي: فقال: ما علمت إلا خيراً"، مات سنة ثمان وثلاثين ومائتين.
الجرح والتعديل (7/229) ، والثقات لابن حبان (9/88) ، وتاريخ بغداد (2/222) ، والأنساب (2/139) ، وسير أعلام النبلاء (11/112) .(2/726)
حدثنا زيد بن الحُبَاب (1)
، حدثنا عبد العزيز بن أبي رَوَّاد (2) ، عن نافع ((أن ابنَ عُمر كان إذا فاتَه صلاةُ العشاء جماعةً أَحْيَى بقِيَّةَ ليلتِه)) (3) .
_________
(1) هو زيد الحباب بن الريان، أبو الحسين العُكْلي ـ بضم المهملة وسكون الكاف ـ، الخراساني، ثم الكوفي، الزاهد، رحل في الحديث فأكثر منه، وثّقه ابن معين، وابن المديني، والعجلي، وعثمان بن أبي شيبة، والدارقطني وغيرهم.
وقال ابن معين: "كان يقلب حديث الثوري، ولم يكن به بأس"، وقال أحمد: "كان يضبط الألفاظ عن معاوية بن صالح، لكن كان كثير الخطأ"، وقال أبو حاتم: "صدوق صالح الحديث"، وقال ابن حبان: "كان ممن يخطئ، يعتبر حديثه، إذا روى عن المشاهير، وأما روايته عن المجاهيل ففيه المناكير"، وقال ابن حجر: "صدوق يخطئ في حديث الثوري".
الطبقات لابن سعد (6/402) ، وسؤالات أبي داود (ص319) ، والتاريخ الكبير (3/391) ، والجرح والتعديل
(3/561) ، والثقات لابن حبان (8/250) ، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين (ص91) ، وتاريخ بغداد (8/443) ، وتهذيب الكمال (10/40-46) ، والتهذيب (3/347-348) ، والتقريب (222/ت2124) .
(2) هو عبد العزيز بن أبي رَوَّاد ـ بفتح الراء، وتشديد الواو ـ المكي.
وثّقه يحيى بن معين، والعجلي، ويحيى بن سعيد القطان وقال: "ليس ينبغي أن يترك حديثه لرأي أخطأ فيه".
وقال أحمد: "كان مرجئًا، رجلاً صالحاً، وليس هو في التثبت كغيره"، وقال النسائي: "ليس به بأس"، وقال أبو حاتم: "صدوق ثقة في الحديث"، وقال الساجي: "صدوق يرى الإرجاء"، وقال الدارقطني: "هو متوسط في الحديث، وربما وهم في حديثه"، وقال ابن عدي: "في بعض أحاديثه ما لا يتابع عليه"، وقال الحاكم: "ثقة عابد، مجتهد، شريف النسب"، وقال الحافظ ابن حجر: "صدوق عابد، ربما وهم، ورمي بالإرجاء".
قلت: يكاد أن يكون ثقة، لأن أكثر النقاد على توثيقه، لولا أنه ربما وهم، وتفرد بأحاديث لم يتابع عليها كما قال ابن عدي، وقال الإمام أحمد: "وليس هو في التثبت كغيره".
التاريخ الكبير (6/22) ، والضعفاء للعقيلي (3/6-10) ، ومعرفة الثقات للعجلي (2/96) ، والمجروحين (2/137-138) ، وتهذيب الكمال (18/136-139) ، والتهذيب (6/301-302) ، والتقريب (357/ت4096) .
(3) إسناده حسن، أخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (1/303) من طريق أبي يعلى به.
وأخرجه من طريق بشر بن موسى، عن خلاد بن يحيى، عن عبد العزيز بن أبي رواد به.
وأورده الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (3/215، 235) عن عبد العزيز بن أبي رواد به.(2/727)
653 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ (1) ، حَدَّثَنَا أبو يَعْلَى (2) ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الأَزْهَر المَازِنيّ (3)
، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كثير (4) ، عن مَخْلَد
_________
(1) هو ابن النضر الموصلي.
(2) هو الموصلي.
(3) هو محمد بن الأزهر الجوزجاني.
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سمعت أبي يقول لرجل من أهل خراسان ـ وسأله عن محمد بن الأزهر الجوزجاني ـ فقال: "لا تكتبوا عنه حتى يتوب"، وذاك أنه بلغه أنه تكلم في القرآن فقال: لا تكتبوا عنه حتى لا يحدّث عن الكذّابين".
وقال ابن عدي: "ومحمد بن الأزهر هذا ليس بمعروف، وإذا لم يكن معروفاً يحدّث عن الضعفاء فسبيلهم سبيل واحد، لا يجب أن يشتغل برواياتهم وحديثهم"، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: "روى عنه أحمد بن سنان، كثير الحديث، من جلساء أحمد بن حنبل"، وقال الحاكم: "هو ثقة مأمون صاحب حديث".
العلل لأحمد (3/261) ، والضعفاء للعقيلي (4/36) ، والجرح والتعديل (7/209) ، والكامل لابن عدي (6/132) ، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/39) ، واللسان (5/64) .
(4) هو محمد بن كثير بن أبي عطاء الثقفي، الصنعاني، أبو يوسف المصّيصي، وثقه ابن سعد، ويحيى بن معين.
وقال أبو حاتم: "كان رجلا صالحاً يسكن المصّيصة، وأصله من صنعاء، وفي حديثه بعض الإنكار".
وقال مرة: سمعت الحسن بن الربيع يقول: "محمد بن كثير اليوم أوثق الناس، وكان يكتب عنه وأبو إسحاق الفزاري حيّ، وكان يعرف بالخير"، وقال صالح بن محمد: "صدوق كثير الخطأ"، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: "يخطئ ويغرب"، وضعفه أحمد، قال عبد الله: "ذكر أبي محمد بن كثير فضعفه جدًّا، وضعّف حديثه عن معمر جدّا، وقال: "هو منكر الحديث"، وقال: "يروي أشياء منكرة"، وقال البخاري: "لين جدًّا"، وقال أبو داود: "لم يكن يفهم الحديث".
وقال أبو زرعة: "دفع إليه كتاب الأوزاعي، في كل حديث مكتوب: حدّثنا محمد بن كثير، فقرأه إلى آخره، يقول: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ عَنْ الأوزاعي، وهو محمد بن كثير"، وقال أبو يعلى الخليلي: "يتفرد بأحاديث"، وقال ابن عدي: "ومحمد بن كثير له روايات عن معمر والأوزاعي خاصة أحاديث عداد، مما لا يتابعه أحد عليه"، وقال الذهي "مختلف فيه، صدوق اختلط بآخره، توفي سنة ست عشرة ومائتين".
قلت: والظاهر أن الأصل في أمره أن يكون صدوقا، فلما اختلط كثر أوهامه، وفحشت أخطاؤه تُتَجَنَّب أحاديثُه، فما تفرد به عُدَّ منكراً والله أعلم.
الطبقات لابن سعد (7/489) ، والعلل لأحمد (3/251) ، والتاريخ الكبير (1/218) ، والجرح والتعديل (8/69) ، والضعفاء للعقيلي (4/128) ، والكامل لابن عدي (6/254) ، والثقات لابن حبان (9/70) ، والإرشاد (2/477) ، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/94) ، وتهذيب الكمال (26/329-333) ، والكاشف (2/212) ، والتقريب (504/ت6251) .(2/728)
بْنُ الحُسَين (1) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حسَّان، عن بْنُ سِيرِينَ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلّم [ل/138ب] ((مَنْ قَرَأَ يَاسِينَ (2)
فِي ليلةٍ غُفِرَ له)) (3)
_________
(1) هو المصّيصي.
(2) كذا في المخطوط، والصواب في الرسم "يس".
(3) إسناده ضعيف جدًّا فيه:
- محمد بن كثير المصيصي، وهو صدوق كثير الخطأ، وقد تفرد به.
- ومحمد بن الأزهر الجوزجاني، حذّر منه أحمد بن حنبل.
- ومحمد بن النضر الموصلي ضعيف.
أخرجه أبو يعلى في "معجمه" (ص72) عن محمد بن الأزهر الجوزجاني به مثله.
قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن حديث رواه علي بن ميمون الرقي، عن محمد بن كثير الصنعاني، عن مخلد بن حسين، عن هشام عن محمد بن سيرين، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ... ـ فذكر الحديث ـ، قال أبي: "هذا حديث باطل، إنما رواه جسر عن الحسن، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم مرسل". العلل (2/67) .
والحديث رواه الحسن عن أبي هريرة، وهو مرسل؛ لأن الحسن لم يسمع من أبي هريرة.
وله عن الحسن طرق:
- أولها: طريق محمد جحادة عنه أخرجه الدارمي (2/549) ، وتمام في "فوائده" (2/6) ،، والبيهقي في "شعب الإيمان" (2/480) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (3/254) من طريق أبي همام الوليد بن شجاع بن الوليد السكوني، عن أبيه، عن زياد بن خيثمة، عنه به، وفيه زيادة: ((ابتغاء وجه الله)) .
وفي إسناده شجاع بن الوليد، أبو بدر السكوني، وهو صدوق له أوهام.
وأخرجه ابن حبان (ح2574) من طريق الوليد بن شجاع به، إلا أنه قال جندب بن عبد الله بدل أبي هريرة، وهو خطأ، والمحفوظ من حديث أبي هريرة.
- والثاني: طريق هشام بن زياد عنه.
أخرجه أبو يعلى (11/95/ح6224) عن إسحاق بن أبي إسرائيل، عن حجاج بن محمد، عنه به نحوه، وزاد: ((ومن قرأ حم التي فيها الدخان أصبح مغفورًا له)) .
قال ابن كثير في "التفسير" (3/564) : "إسناده جيد".
قلت: بل إسناده ضعيف جدًّا، فيه هشام بن زياد بن أبي يزيد، وهو هشام بن أبي هشام، أبو المقدام، ويقال له: هشام ابن أبي الوليد المدني، قال عنه الحافظ
ابن حجر: "متروك". التقريب (572/ت7292) .
- والثالث: طريق جسر بن فرقد أبي جعفر عنه.
أخرجه أبو داود الطيالسي (4/212/ح2589 -التركي) ، -ومن طريقه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (2/159) -، والعقيلي في "الضعفاء" (1/203) ، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (4/287) من طريق مسلم بن إبراهيم، كلاهما عنه به.
وهذا إسناد ضعيف، من أجل جسر بن فرقد، وهو ضعيف.
- الرابع: طريق غالب القطان عنه.
أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (ح3509) ، وفي "المعجم الصغير" (1/255) ، والخطيب في "تاريخ بغداد"
(10/257) من طريق أغلب بن تميم، عن حسن بن أبي جعفر، عن جسر، عنه به.
قال الطبراني: "لم يدخل أحد فيما بين جسر بن فرقد والحسن غالباً إلا أغلب بن تميم".
وأغلب بن تميم هذا ضعيف، وقال البخاري: "منكر الحديث"، وقال ابن معين: "سمعت منه وليس بشيء". الكامل لابن عدي (1/416) ، واللسان (1/464) .
وقال الهيثمي: "رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه أغلب بن تميم، وهو ضعيف". مجمع الزوائد (7/97) .
- الخامس: طريق أيوب، ويونس، وهشام، عنه.
أخرجه ابن عدي في "الكامل" (1/416) من طريق أغلب بن تميم الشعوذي، عنهم به.
قال ابن عدي: "هذا الحديث لا يرويه عن هؤلاء غير أغلب".
وقال أيضاً بعد أن أورد أحاديث أنكرت عليه ومنها هذا الحديث: "وهذه الأحاديث التي أمليتها مع أحاديث له سواها، عامتها غير محفوظة، إلا أنه من جملة من يكتب حديثه".
والحاصل أن الحديث ليس له طريق يثبت، وقد تقدم قول أبي حاتم، أنه باطل، ومثله قال ابن الجوزي.
وقال الدارقطني: "وليس فيها شيء ثابت. العلل للدارقطني (10/269) ، والموضوعات لابن الجوزي (1/247) .
ويروى نحوه عن معقل بن يسار، وأنس بن مالك، وأبي بكر الصديق، وعبد الله بن مسعود -رضي الله عنهم- لا يصح منه شَيْءٌ.(2/729)
654 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ (1) ، حَدَّثَنَا أَبُو يَعلى (2) ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِين
أَبُو زَكَرِيَّا، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاث، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ أَبُو يَعْلَى: ـ لَمْ أَفْهَمْ أبو هُرَيْرَةَ كَمَا أُرِيدُ ـ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ أَقَالَ مُسْلِمًا عَثْرَتَه أَقَالَهُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ عَثْرَتَه يومَ الْقِيَامَةِ)) (3) .
655 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ بْنُ النَّضْرِ، حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا سُوَيد بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيع، عَنْ سَعِيدٍ (4) ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ
_________
(1) هو ابن النضر الموصلي.
(2) هو الموصلي.
(3) في إسناده محمد بن النضر الموصلي، ولكن الحديث مخرج في "نسخة يحيى بن معين" برواية الصوفي (ص125/ح32) .
وأخرجه أبو يعلى في "معجم شيوخه" (ص326) ، وعبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" (2/252 ـ وقع في مطبوعات المسند أنه من رواية الإمام أحمد عن ابن معين، والصواب أنه من رواية عبد الله عن ابن معين، كما نبّه عليه الشيخ الأرناؤوط في تحقيق المسند (12/400) ـ، وأبو داود (4/168/ح3454) ، كتاب البيوع، باب في فضل الإقالة، وابن حبان (11/404-405/ح5029-5030) ، والحاكم (2/45) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (6/27) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (8/196) ، من طريق ابن معين به.
وأخرجه ابن ماجه (2/741/ح2199) كتاب التجارات، باب الإقالة من طريق مالك بن سُعير، عن الأعمش به.
(4) هو ابن أَبِي عَرُوبَةَ.(2/731)
عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: ((صلَّى النبيُّ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم عَلَى أُمِّ سعدٍ (1) بَعْدَ شَهْرٍ، وَكَانَ مُتَغَيِّباً)) (2) .
656 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ سَماعة، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيم، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْريّ، عَنْ صَالِحٍ مَوْلَى التَّوْأَمة، عَنْ
_________
(1) أي أم سعد بن عبادة بن الصامت.
(2) إسناده ضعيف، فيه سويد بن سعيد الحدثاني، وكان يتلقن ما ليس من حديثه ـ كما تقدم ـ وقد تفرد بوصل هذا الحديث، وغيره رواه مرسلاً وهو الصواب.
أخرجه ابن عدي في "الكامل" (3/438) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/48) من طريق سويد بن سعيد به، وفيه زيادة.
قال ابن عدي: "وهذا الكلام الأول في متنه ((هذه وهذه سواء)) ، وهو مشهور عن شعبة، والكلام الثاني بهذا الإسناد ((أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم صلى على قبر أم سعد)) ، لم يروِه غير سويد، ولم يجمع بين المتنين لنا أحد ممن حدثناه عن سويد غير المنجنيقي وعمران، وحدّثناه جماعة عن سويد فذكروا فيه المتن الثاني الغريب".
وقال البيهقي نحوه، وقال: والمشهور عن قتادة، عن ابن المسيب، عن النبي صلى الله غليه وسلم مرسلاً ... قيل لأحمد: حدث به سويد بن سعيد عن يزيد بن زريع، قال: لا تحدث بمثل هذا".
وأما الحديث المرسل فأخرجه الترمذي (3/356ح1043) كتاب الجنائز، باب ما جاء في الصلاة على القبر،
وابن الجوزي في "التحقيق" (2/16) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (6/264 ـ تعليقاً ـ) من طريق يحيى بن سعيد القطان، وابن أبي شيبة (3/41) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (6/20) من طريق عبدة بن سليمان،، كلاهما عن سعيد بن عروبة، عن قتاده، عن سعيد بن المسيب ((أن أم سعد بن عبادة ماتت وهو غائب، فلما قدم أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إني أحب أن تصلي على أم سعد، فأتى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبرها، فصلى عليها)) .
قال البيهقي: "هو مرسل صحيح".
وقال أيضاً: "والمشهور عن قتادة، عن ابن المسيب، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم مرسلاً".
انظر نصب الراية (2/265) ، والتلخيص (2/125) .
وقد تقدم حديث صلاة النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على القبر في الرواية رقم (615) من حديث ابن عباس رضي الله عنه، ولكن بدون تقييد بشهر.(2/732)
أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
((لا يبيعُ حاضرٌ لبادٍ)) (1) .
657 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، حَدَّثَنَا ابْنُ سَماعة، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيم، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ سُهَيل بْنَ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثيّ، عَنْ تَمِيم الدَّارِيِّ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إنَّما الدِّين النَّصيحةُ، إنَّما الدِّينُ النَّصيحةُ، قِيلَ: لِمَنْ
يَا رسولَ اللَّهِ؟ قَالَ: لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ [ل/139أ] وعامَّتِهم)) (2) .
658 - أخبرنا أحمد، حدثنا الحسن (3) ، حدثنا محمد بن جعفر القَتَّات، حَدَّثَنَا
أَبُو نُعَيم (4) ، حَدَّثَنَا الثَّوريّ، عَنِ الأَجْلَح، عَنِ الشَّعْبِيِّ ((أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَقْبَلَ جعفرَ بنَ أَبِي طالبٍ حِينَ جَاءَ مِنْ أَرْضِ الحَبَشة فقبَّل عَيْنَيْه، وضَمَّه إليه)) (5)
_________
(1) تقدم برقم (371) بهذا الإسناد نفسه.
(2) تقدم الحديث برقم (373) بهذا الإسناد نفسه.
(3) هو السمسار.
(4) هو الفضل بن دكين.
(5) إسناده ضعيف فيه:
- الإرسال.
- والأجلح متكلم فيه، كما تقدم.
- ومحمد بن جعفر القتات ضعيف كما تقدم، ولكن تابعه ابن سعد في "الطبقات" (4/35) . عن أبي نعيم به.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" (4/34-35) عن عبد الله بن نمير، وابن أبي شيبة (8/621) ـ وعنه أبو داود
(4/356/ح5220) باب في قبلة بين العينين، وفي "المراسيل" (ص337-339) ، وعن أبي داود ابن الأعرابي في "القبل والمعانقة (رقم37) ـ، عن علي بن مُسهِر، كلاهما عن الأجلح به نحوه.
وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (2/108/ح1469) من طريق أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ بلفظ: ((لما أتى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم حين فتح خيبر، قيل له: قدم جعفر من عند النجاشي، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "لا أدري بأيهما أنا أشدّ فرحاً، بقدوم جعفر أو فتح خيبر"، فتلقاه، فقبّل بين عينيه)) .
قال الهيثمي: "رواه الطبراني مرسلاً، ورجاله رجال الصحيح". مجمع الزوائد (9/272) .
قلت: بل فيه الأجلح، وقد تقدم أنه مختلف فيه، ولم يخرج له في الصحيح، والله أعلم.
وروى الحسن بن الحسين الرُّعَيني، عن الأجلح، عن الشعبي، عن جابر بن عبد الله موصولاً.
أخرجه الحاكم (3/26) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" (4/246) من طريق الرعيني به.
وكذا رواه عثمان بن أبي شيبة، عن إسماعيل بن مجالد، عن أبيه، عن الشعبي به، أخرجه أبو يعلى (ح1876) عنه به.
وهذا إسناد ضعيف، من أجل مجالد بن سعيد، وهو ضعيف، وقد اختلف عليه؛ إذ أخرج أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (رقم1435) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (1/152) من طريق أسد بن عمرو البَجَلي، عن مجالد بن سعيد، عن عامر الشعبي، عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أبيه.
وأخرج البيهقي في "السنن الكبرى" (7/101) ، من طريق زياد بن عبد الله، عن مجالد بن سعيد، عن عامر الشعبي، عن عبد الله بن جعفر به مرسلاً.
قال البيهقي إثره: "إن المرسل هو المحفوظ"، وقال في "شعب الإيمان" بعد أن أورده بلفظ: ((فقبّل بين عينيه)) : "إن رواية ((بين عينيه)) وإن كانت مرسلة أصح"، وقال أبو داود: "روي هذا مسنداً، ولم يصحّ". المراسيل (ص339) .
قلت: وله طريق آخر عن جابر أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (4/257) ، والطبراني في "المعجم الأوسط" (6/334) ، وابن جميع في "معجم شيوخه" (ص171) من طريق مكي بن عبد الله الرعيني، عن سفيان بن عيينة، عن أبي الزبير، عنه به نحوه، وهو عند ابن جميع مطوّل.
وفي إسناده مكي بن عبد الله الرعيني، وهو منكر الحديث.
قال العقيلي: "حديثه غير محفوظ"، وقال ابن يونس: "يكنى أبا الفضل، لا يتابع على ما رواه عن ابن وهب، توفي سنة تسع وأربعين، أو سنة خمسين ومائتين، وهو أخو ليث بن عبد الله بن المهاجر"، وقال الذهبي: "له مناكير".
انظر اللسان (6/87) .
وللحديث شواهد من حديث عائشة، وابن عباس، وأبي جُحيفة.
- أما حديث عائشة فأخرجه أبو يعلى في "معجمه" (ص152) ، وابن أبي الدنيا في "الإخوان" (ص195) ، والبغوي في "معجم الصحابة" (1/436) ، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (2/431/ح1038) من طريق محمد بن عبد الله ابن عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ محمد، عنها به نحوه.
وإسناده ضعيف، قال الحافظ ابن حجر: "وسنده موصول، لكن في سنده محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير، وهو ضعيف". فتح الباري (11/62) .
- وحديث أبي جحيفة أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (2/108) ، و (22/100) ، وفي "المعجم الأوسط"
(2/287) ، وفي "المعجم الصغير" (1/40) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (11/292) من طريق الوليد بن عبد الملك ابن مسرح الحرّاني، عن مخلد بن يزيد، عن مسعر، عن عون بن أبي جحيفة، عن أبيه به نحوه.
قال الطبرايي: "لم يروِ هذا الحديث عن مسعر إلا مخلد، تفرد به الوليد بن عبد الملك".
وقال الهيثمي: "رواه الطبراني في الثلاثة، وفي رجال الكبير أنس بن سالم، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات". مجمع الزوائد (9/271-272) .
- وحديث ابن عباس ذكره السخاوي في "الأجوبة العليّة" (ص38-39) ، وعزاه إلى ابن عساكر من طريق عبد الله
ابن طاووس، عن أبيه، عنه: ((أن جعفراً لما قدم من أرض الحبشة تلقّاه النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، واعتنقه، وقبّل بين عينيه)) .
قلت: لم يتيسر لي الوقوف على هذا الطريق.
والحاصل أن الحديث بطرقه يرتقي إلى الحسن لغيره.(2/733)
659 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ بْنُ إِبْرَاهِيمَ (1) ، حَدَّثَنَا الحَضْرَميّ (2) ، حَدَّثَنَا حُسَين
ابن عَبْدِ الأَوَّل (3) ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عيَّاش، عَنْ عَاصِمِ
_________
(1) هو الكهيلي.
(2) هو مطيّن.
(3) هو حسين بن عبد الأول، أبو عبد الله النخعي، الكوفي الأحول.
كذّبه ابن معين، وضعّفه أبو داود ووهّاه، وقال ابن ابي حاتم: "كتب عنه أبي، وسمعت أبي يقول: "تكلم الناس فيه"، وسألت أبا زرعة عنه فقال: "روى أحاديث لا أدري ما هي، ولست أحدث عنه ولم يقرأ علينا حديثه"، وذكره
ابن حبان في "الثقات"، وقال العجلي: "كوفي ثقة عالم"، مات في شوال سنة ثمان وعشرين ومائتين.
الطبقات لابن سعد (6/416) ، وسؤالات الآجري (ص204) ، والجرح والتعديل (3/59) ، ومعرفة الثقات للعجلي
(1/301) ، والثقات لابن حبان (8/187) ، وتاريخ بغداد (8/164 ـ ترجمة حميد بن الربيع ـ) ، واللسان (2/294) .(2/735)
بْنُ أَبِي النَّجُود (1) ، عَنْ زِرّ بْنِ حُبَيْش، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَسَّال المُرَاديّ قَالَ: ((كنتُ مَعَ النَّبِيِّ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم فِي سَفَرٍ، فَنَادَاهُ أعرابيٌّ بصوتٍ لَهُ جَهْوَريٍّ؛ يَا محمَّدُ، يَا محمَّدُ، فَأَجَابَهُ عَلَى قَدْرِ كلامِه: "هَاهْ هَاهْ"، قَالَ: الْمَرْءُ يُحِبُّ الْقَوْمَ وَلَمْ يَلْحَقْ بِهِمْ، قَالَ: "المرءُ مَعَ مَنْ أحَبَّ")) (2)
_________
(1) هو عاصم بن بَهْدَلة الأسدي مولاهم الكوفي، أبو بكر المقرئ، وثّقه غير واحد من النقاد، وإنما تكلم فيه من تكلم من قبل حفظه، وأوسط القول فيه ما قاله الحافظ ابن حجر: "صدوق له أوهام، حجة في القراءة، وحديثه في الصحيحين مقرون، من السادسة، مات سنة ثمان وعشرين".
انظر سؤالات أبي داود (ص293) ، ومعرفة الثقات للعجلي (2/7) ، والجرح والتعديل (6/340) ، والثقات لابن حبان (7/256) ، ومشاهير علماء الأمصار له (ص165) ، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين (ص150) ، وتهذيب الكمال
(13/473-479) ، والميزان (2/357) ، والتقريب (285/ت3054) .
(2) إسناده ضعيف جدًّا فيه:
- حسين بن عبد الأول، كذبه ابن معين، وتركه أبو زرعة، ووهاه أبو داود.
- ومحمد بن إبراهيم الكهيلي لم أجد ترجمته.
ولكن الحديث ثبت من طرق عن عاصم.
أخرجه الطيالسي (2/486-487/ح1263 ـ التركي ـ) والترمذي (4/596) كتاب الزهد، باب ما جاء أن المرء مع من أحب، من طرق عن عاصم به.
قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح".
وأخرجه ـ مطوَّلاً ـ أحمد (4/239) ، والترمذي (5/545) كتاب الدعوات، باب فضل التوبة والاستغفار، والنسائي في "السنن الكبرى" (6/344) من طريق عاصم به.
قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح".
وله شاهد من حديث ابن مسعود أخرجه البخاري (5/2283/ح6169) كتاب الأدب، باب علامة حب في الله عز وجل، ومسلم (4/2034/ح2640) كتاب البر والصلة والآداب، باب المرء مع من أحب، من طرق عن الأعمش، عن أبي وائل عنه به.
وفي الباب عن أنس، وأبي ذر، وأبي موسى الأشعري، ومعاذ بن جبل وغيرهم.
قال الحافظ ابن حجر: "وقد جمع أبو نعيم طرق هذا الحديث في جزء سماه "كتاب المحبين مع المحبوبين"، وبلغ الصحابة فيه نحو العشرين". فتح الباري (10/560) .(2/736)
660 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ محمد بن أحمد بن حمَّاد بن سفيان الكوفي بها من حفظه، حدثنا محمد بن علي بن داود بن بكر القَيْسيّ أبو زيد الوَزّان، حدثنا جُبَارة بن المُغَلِّس، حدثنا عمرو بن ثابت (1) ، عن عطاء بن أبي مَرْوَان، عن أبيه (2) قال: ((أُتِيَ عليٌّ رضيَ الله عنه بِسَكْرَان في رمضانَ فضربَه الحدَّ، وحَبَسَه حتَّى إذا كان من الغدِ أخرجه، فضربَه عشرين سوطا، قال: ضربْتُك لشُرْبِك الخمرَ، وضربْتُك العشرين لفطرِك)) (3)
_________
(1) هو ابن أبي المقدام الكوفي، مولى بكر بن وائل، ضعيف، رمي بالرفض، ترك ابن مهدي حديثه.
وضعفه البخاري، ومسلم، وأبوزرعة، وأبو حاتم وقال: "يكتب حديثه، كان رديء الرأي، شديد التشيع"، وقال
ابن معين: "ليس بثقة ولا مأمون"، وقال مرة: "كوفي ليس بشيء"، وقال النسائي: "متروك الحديث"، وقال أبو داود: "رافضي خبيث"، وقال العجلي: "شديد التشيع، غالٍ فيه، واهي الحديث".
تاريخ ابن معين (3/522 ـ الدوري ـ) و (ص150 ـ الدارمي ـ) ، والتاريخ الكبير (6/319) ، والكنى والأسماء لمسلم (1/167) ، والضعفاء والمتروكين للنسائي (ص80) ، والضعفاء للعقيلي (3/261-262) ، والجرح والتعديل
(6/223) ، ومعرفة الثقات للعجلي (2/172) ، والكامل لابن عدي (5/120-121) ، والمجروحين (2/76) ، وتهذيب الكمال (21/554-558) ، والتهذيب (8/9) ، والتقريب (419/ت4995) .
(2) هو أبو مروان الأسلمي، اسمه مُغِيث ـ بمعجمة ومثلّثة، وقيل: بمهملة ثم مثناة مشدّدة ثم موحّدة ـ، وقيل: اسمه سعيد، وقيل: عبد الرحمن، له صحبة، إلا أن الإسناد إليه بذلك واهٍ، قاله الحافظ ابن حجر في "التقريب" (672/ت8355) .
(3) إسناده ضعيف، فيه:
- عمرو بن ثابت بن أبي المقدام، وهو ضعيف رافضي.
- وجبارة بن المغلّس، وهو ضعيف كذلك.
- ومحمد بن علي بن داود القيسي، وأبو الحسن محمد بن أحمد بن حماد بن سفيان لم أقف على ترجمتهما.
أخرجه ابن أبي شيبة (5/530) عن أبي خالد، عن حجاج، والبيهقي في "السنن الكبرى" (8/321) من طريق علي ابن الحسن، عن عبد الله بن الوليد، عن سفيان، كلاهما عن عطاء بن أبي مروان، عن أبيه قال: "أتي علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه بالنجاشي به نحوه"، وفيه: "أنه ضربه الحدّ ثمانين".
ووله شاهد من فعل عمر، أخرجه ابن أبي شيبة (5/531) عن أبي خالد، عن حجاج، عن أبي سفيان البكري، قال:
((أتي عمر برجل شرب خمرًا في رمضان، فضربه ثمانين، وعزّره عشرين)) .(2/737)
661 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ محمد [ل/139ب] الزيَّات، حدثنا إبراهيم
ابن عبد الله المُخَرِّميّ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ غَانِمٍ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ قَالَ فِي كُلِّ يومٍ مائةَ مرةٍ؛ لا إلهَ إِلا اللَّهُ الحقُّ المُبِينُ، كَانَ لَهُ أمانٌ مِنَ الْفَقْرِ وأمْنٌ مِنْ وَحْشَة الْقَبْرِ، واسْتَجْلب بِهِ الغِنَى، واسْتَقْرع بِهِ بابَ الْجَنَّةِ)) .
قَالَ الْفَضْلُ بْنُ غَانِمٍ: لَوْ خَرَجْتُمْ فِي هَذَا الْحَدِيثِ إِلَى الْيَمَنِ لَكَانَ قَلِيلا (1) .
662 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُوسَى السُّكُونيّ، حَدَّثَنَا
أَبُو العبَّاس أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الجَرَاديّ (2) إِمْلاءً قَالَ:
_________
(1) تقدم برقم (122) بهذا الإسناد نفسه، وتخريجه هناك.
(2) هو أحمد بن الحسين بن عبد الصمد الجرادي الموصلي، ورّاق علي بن حرب، ذكره ابن نقطة في "تكملة الإكمال"
(2/122) .(2/738)
سَمِعْتُ مُؤَمَّل بْنَ إِهاب (1) يَقُولُ: حدثنا يحيى ابن آدَمَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاش، عن أبي إسحق (2) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ (3) ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: ((مَرَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ برجلٍ يَقْرَأُ {هَلْ أَتَاكَ حَدِيْثُ الْغَاشِيَةِ} ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بَلَى، قَدْ أَتَانِي)) (4) .
663 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الدَّارَقُطنيّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ صاعِد،
حدثنا عُبَيدالله بْنُ سَعْدٍ (5) ، حَدَّثَنَا عَمِّي (6) ، حَدَّثَنَا أبي (7) ،
_________
(1) هو مؤمل بن إهاب بن عبد العزيز بن قفل، الربعي العجلي، أبو عبد الرحمن الكوفي، نزيل الرملة، أصله من كرمان، وثقه النسائي، ومسلمة بن القاسم، وغيرهما، وذكره ابن حبان في "الثقات".
وقال ابن الجنيد: سئل عنه ابن معين، فكأنه ضعّفه.
وقال الحافظ ابن حجر: "صدوق له أوهام".
الجرح والتعديل (8/375) ، والثقات لابن حبان (9/188) ، وتاريخ بغداد (13/181-183) ، وتهذيب الكمال
(29/179-181) ، والكاشف (2/310) ، والتهذيب (10/340) ، والتقريب (555/ت7030) .
(2) هو السبيعي.
(3) هو الأودي المخضرم.
(4) إسناده ضعيف فيه:
- مؤمل بن إهاب، وهو صدوق له أوهام، وقد وهم في وصل هذا الحديث، حيث خالفه علي بن محمد الطنافسي
- وهو ثقة عابد ـ، فرواه مرسلاً.
- وأحمد بن الحسين الجرادي لم أجد من وثقه.
والحديث لم أجد من رواه موصولاً سوى المصنف، وأما الرواية المرسلة فأخرجها ابن أبي حاتم في "تفسيره" ـ كما في "تفسير ابن كثير" (4/503) ـ عن أبيه، عن علي بن محمد الطنافسي، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ به، ولم يذكر فيه ابن مسعود.
(5) هو الزهري.
(6) هو يعقوب بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري.
(7) هو إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري.(2/739)
عن ابن إسحق، حَدَّثَنِي ابنُ شِهاب الزُّهريّ، عَنْ عمر بن عبد العزيز بْنِ مَرْوَانَ، عَنِ الرَّبِيع بْنِ سَبِرة، عَنْ أَبِيهِ (1) قَالَ:
((سمعتُ رسولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنهَى عَنْ مُتْعة النِّساء في حَجَّة الوَدَاع)) (2)
_________
(1) هو سبرة بن معبد، أو ابن عوسجة، أو ابن ثَرِيَّة -بفتح المثلثة، وكسر الراء وتشديد التحتانية- الجهني، له صحبة رضي الله عنه.
(2) إسناده حسن، وابن إسحاق قد صرح بالتحديث في هذا الإسناد، ولم أجد من أخرجه هكذا من طريقه غير المصنف.
وأخرج الترمذي في "العلل" (ص162 ـ ترتيب أبي طالب ـ) ، والباغندي في "مسند عمر بن عبد العزيز" (ص173-174) ، وابن شاهين في "ناسخ الحديث" (ص361) وأبو نعيم في "مسند أبي حنيفة" (ص39) من طريق وهب بن جرير، عن أبيه، عن ابن إسحاق به، غير أنه قال: "عام الفتح" بدل "حجة الوداع".
قال الترمذي: سألت محمداً عن هذا الحديث فقال: "هذا حديث خطأ، والصحيح عن الزهري، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ سَبْرَةَ، عَنْ أبيه، ليس فيه عمر بن عبد العزيز، وإنما أتى هذا الخطأ من جرير بن حازم".
قلت: وقد تابع جرير بن حازم على هذا الإسناد والمتن عبد الرحمن بن معزى.
أخرج حديثه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (5/363) من طريق محمد بن عبد الله القطان، عنه به.
وكذا أخرج عبد الرزاق (ح14041) ـ ومن طريقه أحمد (3/404-405) ، والطبراني في "المعجم الكبير"
(ح6514) ـ، وابن أبي شيبة (7/504) كلاهما عن معمر، والدارمي (2/188) عن جعفر بن عون، وابن ماجه
(1/631/ح1962) كتاب النكاح، باب النهي عن نكاح المتعة من طريق عبدة بن سليمان، وأبو يعلى (2/238) من طريق إسحاق الأزرق، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/203) من طريق أبي نعيم وجعفر بن عون، كلهم عن
عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، عن الربيع بن سبرة به مطوّلاً، وفيه أنه في حجة الوداع.
قال البيهقي: "وكذلك رواه جماعة من الأكابر كابن جريج والثوري وغيرهما، عن عبد العزيز بن عمر، وهو وهم منه، فرواية الجمهور عن الربيع بن سبرة أن ذلك كان زمن الفتح".
قلت: ولكن أخرج مسلم (2/1025ح1406) كتاب النكاح، باب نكاح المتعة، من طريق عبد الله بن نمير، وعبدة ابن سليمان عنه به، بدون تعيين التاريخ.
وأخرج أحمد (3/404) عن عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، وأبو داود (3/16/ح2065) كتاب النكاح، باب في نكاح المتعة، ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى (7/204) ـ، والطبراني في "المعجم الكبير" (ح6532) من طريق مسدّد بن مسرهد، كلاهما عن عبد الوارث، وتمام في "فوائده" (1/359) من طريق سفيان، كلاهما ـ عبد الوارث وسفيان ـ عن إسماعيل بن أمية، عن الزهري قال: "تذاكرنا عند عمر بن عبد العزيز المتعة متعة النساء، فقال ربيع ابن سبرة: "سمعت أبي يَقُولُ: "سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم في حجة الوداع ينهى عن نكاح المتعة".
قلت: وخالف إسماعيلَ بن أمية جماعةٌ من أصحاب الزهري، فرَوَوْه عنه أن تحريم نكاح المتعة كان يوم الفتح، منهم:
- معمر بن راشد الازدي، أخرج حديثه أحمد (3/404) ، وابن أبي شيبة (3/551) ـ وعنه مسلم (2/1026/ح1406) كتاب النكاح، باب نكاح المتعة، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (5/29) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/204) ـ عن إسماعيل بن علية، عنه به.
- صالح بن كيسان، أخرج حديثه مسلم (2/1026/ ح1406) كتاب النكاح، باب نكاح المتعة، من طريق إبراهيم ابن سعد الزهري، عنه به.
- سفيان بن عيينة، أخرج حديثه الحميدي في "مسنده" (2/374) ـ ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى"
(7/204) ـ، والدارمي (2/188) عن محمد بن يوسف، كلاهما عنه به.
- عمرو بن الحارث، أخرج حديثه ابن حبان (9/453) من طريق ابن وهب، عنه به.
- يحيى بن سعيد الأنصاري، أخرج حديثه ابن قانع في "معجم الصحابة" (1/303) من طريق سليمان بن كثير، عنه به.
قلت: رواية هؤلاء عن الزهري أولى بالقبول من رواية من قال بأنه في حجة الوداع؛ لأنهم أكثر عدداً، قال البيهقي: "ورواية الجماعة أولى".
وقد تابع الزهريَّ عليه عمارة بن غزية، أخرج حديثه مسلم (2/1024/ح1406) كتاب النكاح، باب نكاح المتعة من طريق وهيب، وبشر بن المفضل، عنه به مطوّلاً.
وتابعه أيضاً عبد الملك وعبد العزيز ابنا الربيع بن سبرة، عن أبيهما، وحديثهما عند مسلم في الموضع السابق.
والحاصل أن رواية من قال أنه يوم الفتح أصح، وأشهر، قال الحافظ ابن حجر: "وأما حجة الوداع، فهو اختلاف على الربيع بن سبرة، والرواية عنه أنها في الفتح أصح وأشهر". فتح الباري (9/170) .
وقال السهيلي ـ كما في "نصب الراية" (3/178) ـ: "والمشهور في ذلك رواية الرَّبِيعِ بْنِ سَبْرَةَ عَنْ أَبِيهِ أنه كان عام الفتح وهو في صحيح مسلم، وفيه حديث آخر رواه أبو داود من حديث الرَّبِيعِ بْنِ سَبْرَةَ عَنْ أَبِيهِ أيضاً أن تحريمها كان في حجة الوداع، ورواية من روى أنه كان في غزوة أوطاس موافقة لرواية عام الفتح والله أعلم".
وقال العلامة الألباني في "صحيح سنن ابن ماجه": "صحيح دون قوله "حجة الوداع"، والصواب يوم الفتح". اهـ.
وأجيب عن الرواية التي فيها أنها في حجة الوداع بجوابين:
- أحدهما أن المراد بذكر ذلك في حجة الوداع إشاعة النهي والتحريم لكثرة من حضرها من الخلائق.
- والثاني: احتمال أن يكون انتقل ذهن أحد رواته من فتح مكة إلى حجة الوداع؛ لأن أكثر الرواة عن سبرة أن ذلك كان في الفتح، ومما يدل على ذلك أن من روي عنه أنها في حجة الوداع، روي عنه أيضاً إما أنها في عام الفتح، وإما بدون تعيين التاريخ، والله أعلم. انظر التلخيص (3/155) .(2/740)
664 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ محمد [ل/140أ] الزيَّات، حدثنا(2/741)
أبو العبَّاس عبد الله بْنُ الصَّقْر السُكَّريّ (1) وَأَفَادَنَا عَنْهُ أَبُو جَعْفَرٍ النَّاقِدُ (2) ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَاضِي (3) ، حَدَّثَنَا حمَّاد بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا بُدَيْل بْنُ مَيْسَرة، عن عبد الله بْنِ شَقِيق، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِذَا صُعِد بِرُوحِ المؤمِنِ يُقال: روحٌ طَيِّبَة صلَّى الله عليكِ)) (4) .
_________
(1) هو عبد الله بن الصقر بن نصر البغدادي، أبو عبد الله السكري، وثقه الخطيب، وقال الدارقطني: "صدوق"، مات سنة اثنتين وثلاثمائة في جمادى الآولى.
تاريخ بغداد (9/482-483) ، سير أعلام النبلاء (14/173-174) .
(2) لم يتبيّن لي من هو.
(3) هو المعمري.
(4) إسناده صحيح.
وأخرجه مسلم (4/2202ح 2872) كتاب صفة الجنة، باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه، وإثبات عذاب القبر والتعوذ منه، من طريق حماد بن زيد بلفظ: ((إذا خرجَت روحُ المؤمن تلقّاها مَلَكَانِ يُصْعِدانِها ـ قال حماد: فذكَر من طِيْب ريحِها وذكر المِسْك ـ قال: ويقول أهلُ السماء: روحٌ طيِّبةٌ جاءَتْ من قِبَل الأرض صلَّى الله عليكِ، وعلى جَسَد كُنتِ تَعْمُرِينَه، فيُنْطَلَق به إلى ربّه عزّ وجلّ، ثم يقول: انطلِقوا به إلى آخر الأَجَل، قال: وإن كان الكافرَ، إذا خرجَتْ روحُه، قال حماد: وذُكِر من نَتَنِها وذَكَر لعناً، ويقولُ أهلُ السماء: روحٌ خَبِيثة جاءَتْ من قِبَل الأرض، قال: فيُقال: انطلِقوا به إلى آخر الأجل، قال أبو هريرة: فردَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم رَيْطَةً كانتْ عليه على أنْفِه هكذا)) .(2/742)
665 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ الرَزَّاز، حَدَّثَنَا أَبُو حَنِيفَةَ الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا عُبَيدالله بْنُ مُحَمَّدٍ الحَلَبيّ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّة الصَّفَّار، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم يَقُولُ: ((نِيَّة المؤمِن أَبْلَغُ مِنْ عملِه)) (1)
_________
(1) إسناده ضعيف جدًا فيه:
- يوسف بن عطية الصفار، وهو متروك، كما تقدم في الرواية رقم (530) .
- وعبيد الله بن محمد الحلبي لم أجد له ترجمة.
- وأبو حنيفة الواسطي، ليس بالقوي، وقد كما تقدم في الرواية رقم (14) .
أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (5/343) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1/119) من طريق الحلبي به مثله.
وأخرجه العسكري في "الأمثال" ـ كما في كشف الخفا (2/430) ـ.
قال ابن دحية: "لا يصح".
وقال البيهقي: "إسناده ضعيف".
قال الحافظ ابن حجر: "والحديث المذكور ضعيف، وهو في مسند الشهاب".
شعب الإيمان (5/343) ، وفتح الباري (4/219) ، والفوائد المجموعة (ص250) ، وعون المعبود (2/355) .
وفي الباب عن سهل بن سعد، ونوّاس بن سمعان، وعلي بن أبي طالب، وابن عباس.
- أما حديث سهل فأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (6/185) ، ومن طريقه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (2/255) من طريق حاتم بن عباد بن دينار الجُرَشي، عن يحيى بن قيس الكندي، والخطيب في "تاريخ بغداد" (9/237) من طريق سمعان بن مسبّح الكسّي، عن الربيع بن حسّان الكسّي، عن يحيى بن عبد الغفار، عن محمد بن سعيد، عن سليمان النخعي، كلاهما ـ أي يحيى بن قيس الكندي وسليمان النخعي ـ عن أبي حازم، عنه بلفظ: ((نية المؤمن خير من عمله، وعمل المنافق خير من نيته، وكل يعمل على نيته، فإذا عمل المؤمن نار في قلبه نور)) .
قال أبو نعيم: "هذا حديث غريب من حديث أبي حازم وسهل، لم نكتبه إلا من هذا الوجه".
وقال الهيثمي: "رواه الطبراني في "الكبير"، ورجاله موثّقون، إلا حاتم بن عباد بن دينار الجرشي، لم أرَ من ذكر له ترجمة". مجمع الزوائد (1/61، 109) .
قلت: وفي إسناده أيضاً يحيى بن قيس الكندي، قال عنه الحافظ: "مستور". التقريب (595/ت7627) .
وفي إسناد الخطيب سليمان النخعي، وهو ضعيف كما في "التقريب" (255/ت2620) ، وسمعان بن مسبّح الكسّي، ذكره الخطيب وسكت عنه.
- وحديث نوّاس بن سمعان أخرجه القضاعي في "مسند الشهاب" (1/119) من طريق محمد بن حمران القشيري، عن عثمان بن عمر الضبي، عن عثمان بن عبد الله الشامي، عن بقية، عن بَحِير بن سعد، عن خالد بن معدان عنه به بلفظ: ((نية المؤمن خير من عمله، ونية الفاجر شر من عمله)) .
وفي إسناده بقية بن الوليد، وهو كثير التدليس عن الضعفاء، وقد عنعن في هذا الإسناد.
وضعف الحديث العجلوني، والسيوطي، وقال في "التدريب" بعد أن أورده مع أحاديث أخر: "كلها باطلة لا أصل لها". الدرر المنتثرة (ص183) ، وتدريب الراوي (2/176) ، وكشف الخفا (2/430) .
- وحديث علي بن أبي طالب أورده ابن عبد البر ـ في معرض الاحتجاج به ـ في "التمهيد" (12/265) من طريق موسى بن إسماعيل بن موسى بن جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن جدّه جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن جدّه علي
ابن حسين، عن أبيه، عنه به، بلفظ: ((نية المؤمن خير من عمله، ونية الفاجر شر من عمله، وكل يعمل على نيته)) .
- وحديث ابن عباس أخرجه الربيع بن حبيب في "مسنده" (ص23) عن أبي عبيدة مسلم بن أبي كريمة، عن جابر
ابن زيد الأزدي، عنه به، بلفظ: ((نية المؤمن خير من عمله)) .
فائدة: معنى كون النية خيراً من العمل، لأن النية لا يدخلها الفساد، والعمل يدخله الفساد. قاله ابن الأعرابي.
وقال البيهقي: وقد قيل: النية دون العمل، قد تكون طاعة، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: ((من هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة)) ، قالوا: والعمل دون النية لا يكون طاعة.
وقال ابن عبد البر: "وهذا معناه عندنا: أن نية المؤمن خير من عمل بلا نية".
شعب الإيمان (5/343) ، والتمهيد (19/205) .(2/743)
666 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ سَماعة، حَدَّثَنَا
أَبُو نُعَيم الْمَخْضُوبُ سنةَ ستَّ عَشْرَة وَمِائَتَيْنِ، حَدَّثَنَا(2/744)
سليمان بن مِهْران الأعمش، عن
إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيّ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ ((أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم أهدَى
مَرَّةً غَنَمًا)) (1) .
667 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ سَماعة، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيم، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيق بْنِ سَلَمة قَالَ: قَالَ عبد الله بْنُ مَسْعُودٍ: ((كُنَّا إِذَا جَلَسْنَا خلفَ
النَّبِيِّ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم قُلْنا: السَّلامُ عَلَى اللَّهِ، فَقَالَ: إنَّ اللَّهَ هُوَ السَّلامُ، فَإِذَا
صَلَّى أحدُكم فلْيَقُل: التَّحِيَّات لِلَّهِ والصَّلَوَات، السَّلامُ عَلَيْكَ أيُّها النبيُّ ورحمةُ اللَّهِ
وبركاتُه، السَّلامُ علَيْنا وعلى عباد الله [ل/140ب] الصَّالِحِينَ، ـ فإنَّكم إِذَا قُلْتُمُوها
أصابتْ كلَّ عبدٍ صالحٍ فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ـ، أشهَدُ أنْ لا إلهَ إِلا اللَّهُ، وأشهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عبدُه ورسولُه)) (2) .
668 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، حَدَّثَنَا ابنُ سَماعة، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيم،
حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم:
((لَيْسَ المسكينُ الَّذِي تَرُدُّه الأَكْلةُ والأَكْلَتان والتّمرةُ والتمرتانِ (3) ولكِنَّ المسكينَ لا يَسأل شَيْئًا ولا يُفْطَن بمكانِه)) (4) .
_________
(1) تقدم برقم (360) بهذا الإسناد، وتخريجه هناك.
(2) تقدم الحديث برقم (362) بهذا الإسناد نفسه، وتخريجه ثمة.
(3) في المخطوط "الأكلة والأكلتين، والتمرة والتمرتين"، والتصويب من مصادر التخريج.
(4) تقدم الحديث برقم (367) بهذا الإسناد، وثمة تخريجه.(2/745)
669 - أخبرنا أحمد، حدثنا أبو القاسم طَلْحة بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الشَّاهد صاحب
ابنِ مجاهد، حدثنا عبد الله بْنُ زَيْدَان بِالْكُوفَةِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ كَثِيرٍ الأَسَديّ، حدثنا عبد الله بْنُ قَنْبَر (1) ، حَدَّثَنِي أَبِي قَنْبَر (2) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طالبٍ عَلَيْهِ السَّلام قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((خِيَارُ أُمَّتِي الَّذين (3) إِذَا غَضِبُوا رَجَعُوا)) (4)
_________
(1) قال العقيلي: "لا يتابع على حديثه من وجه يثبت".
وقال الأزدي: "تركوه".
الضعفاء للعقيلي (2/289) ، واللسان (3/327) .
(2) هو قَنْبَر ـ بفتح القاف، وسكون النون، وفتح الباء ـ، مولى علي رضي الله تعالى عنه، ذكره ابن أبي حاتم ولم يحكِ فيه جرحاً ولا تعديلاً.
وقال الذهبي في "الميزان": "لم يثبت حديثه ... قلّ ما روى".
الجرح والتعديل (7/146) ، وتكملة الإكمال (4/648) ، واللسان (4/475) .
(3) هكذا في المخطوط، وفي مصادر التخريج: " ... أحدّاؤهم الذين ... ".
(4) إسناده ضعيف جدًّا فيه:
- عبد الله بن قنبر، وهو متروك الحديث.
- ومحمد بن عثمان بن كثير الأزدي، لم أقف على ترجمته.
- وصاحب ابن مجاهد، أخباري ضعيف.
والحديث أخرجه القضاعي في "مسند الشهاب" (2/243) من طريق طلحة بن محمد به.
وأخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (6/60) ، والعقيلي في "الضعفاء" (2/289) ، والقضاعي في "مسند الشهاب"
(2/242) ، وتمام في "فوائده" (2/240) من طريق مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ، والحاكم ـ كما في "اللسان"
(3/327) والبيهقي في "شعب الإيمان" (6/313) ، من طريق أحمد بن محمد بن إبراهيم المروزي، كلاهما عن محمد
ابن عثمان بن كثير الفراء به.
قال تمام: "لم أكتب عنه غيره ـ يعني عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الحضرمي ـ.
وقال العقيلي: "وفي هذا رواية من غير هذا الوجه فيها لين أيضاً".
قلت: وله شاهد لا يفرح بها من حديث ابن عباس مرفوعاً بلفظ: ((تعتري الحدّةُ خيارَ أمتي)) .
أخرجه أبو يعلى (4/337) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (11/151) عن الحسين بن إسحاق، كلاهما عن أبي الربيع الزهراني، عن سلام بن سلم الطويل، عن الفضل بن عطية، عن عطاء بن أبي رباح، عنه به.
وإسناده ضعيف جدًّا فيه سلام بن سلم الطويل، وهو متروك الحديث.
انظر سؤالات ابن طهمان (ص117) ، والضعفاء للعقيلي (2/185) ، والجرح والتعديل (2/260) ، والمجروحين
(1/339) ، وسنن الدارقطني (2/151) ، والضعفاء والمتروكون له (رقم265) ، والتهذيب (4/281) .(2/746)
670 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا طَلْحَةُ (1) ، حَدَّثَنَا محمد بن محمد بن سُلَيمان الباغَنْديّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الملك بْنِ أَبِي الشَّوَارِب، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سَلَمة (2) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنْكَدِر، عَنْ جَابِرٍ ((أَنَّهُ تَزَوَّج فَقَالَ لَهُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم: فهَلاَّ بِكْراً تُلاعِبُها وتُلاعِبُك؟)) (3)
_________
(1) هو صاحب ابن مجاهد.
(2) هو سعيد بن سلمة بن أبي الحسام، أبو عمرو المدني، مولى عمر بن الخطاب القرشي، ضعفه النسائي، وذكره ابن حبان في "الثقات".
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي: سمعت أبي يقول: "سألت يحيى بن معين عن سعيد بن سلمة المديني فلم يعرفه"
ـ يعني: فلم يعرفه حق معرفته ـ.
وقال أبو سلمة التبوذكي: "ما رأيت كتاباً أصح من كتابه".
وقال الحافظ ابن حجر: "صدوق صحيح الكتاب يخطئ من حفظه، من السابعة".
الجرح والتعديل (4/29) ، والثقات (6/358) ، وتهذيب الكمال (10/477-499) ، والكاشف (1/437) ، والتهذيب (4/37) ، و (12/200) ، والتقريب (236/ت2326) .
(3) إسناده ضعيف من أجل صاحب ابن مجاهد، فإنه أخباري ضعيف، كما تقدم في الرواية رقم (478) .
وأما الحديث فهو ثابت عن ابن المنكدر عن جابر، أخرجه الحميدي في "مسنده" (2/514) عن ابن عيينة، وأحمد
(3/294) عن عبد الرزاق، عن سفيان ـ هو الثوري ـ كلاهما عن محمد بن المنكدر به بلفظ: ((قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم: "أتزوّجت؟ " فقلت: نعم، فقال: "أبكرًا أم ثيّباً"، فقلت: لا، بل ثيِّباً، لي أخوات وعمات، فكرهت أن أضم إليهن خرقاء مثلهن، قال: "أفلا بكراً تلاعبها؟ ". قال: "لكم أنماط؟ " قلت: يا رسول الله، وأنّى؟ فقال: "أما ـ (وقع في مطبوعة الميمنية "خف، أما إنها" بزيادة كلمة "خف" في متن الحديث، وهو خطأ شنيع نبّه عليه الشيخ الأرنؤوط في تحقيق المسند ـ) إنها ستكون لكم أنماط"، قال: فأنا اليوم أقول لامرأتي: نَحّي عنّي أنماطك، فتقول: نعم، ألم يقل رسول الله: "إنها ستكون لكم أنماط"؟! فأتركها)) .
وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين، وقد تابع الثوري وابن عيينة سعيدَ بن سلمة على هذا الحديث.
والحديث أخرجه مطوَّلاً البخاري (2/739) كتاب البيوع، باب شراء الدواب، و (2/810) كتاب الوكالة، باب إذا وكل رجل أن يعطي شيئاً ولم يبين كم يعطي، و (3/1083) كتاب الجهاد، باب استئذان الرجل الإمام، و (5/1954) كتاب النكاح، باب تزويج الثيبات ... . إلخ، و (5/2008) كتاب النكاح، باب طلب الولد، و (5/2009)
كتاب النكاح، باب تستحد المغيبة وتمتشط الشعثة، و (5/2053) كتاب النفقات، باب عون المرأة زوجها في ولده،
و (5/2347) كتاب الدعوات، باب الدعاء للمتزوج، ومسلم (2/1087) كتاب النكاح، باب استحباب نكاح ذات الدين، و (2/1088-1089) كتاب النكاح، باب استحباب نكاح البكر، من طرق عن جابر.(2/747)
671 - أخبرنا أحمد، حدثنا أبو حفص الزيَّات، حدثنا عبد الله بن ناجِيَة، حدثنا عبد الواحد ابن غِيَاث، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانة، عَنْ بَيَان (1) ، عَنْ قَيْس (2) ، عَنْ مِرْدَاس الأَسْلَميّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم: [ل/141أ] ((يُقْبَض الصَّالِحُونَ، الأَوَّلَ فالأَوَّلَ حتَّى يَبْقَى حُثَالَةٌ (3)
كمثلِ حُثَالَةِ التَّمْر والشَّعِير، لا يُبَالِي اللهُ عنهم)) (4) .
_________
(1) هو ابن بشر الأحمسي.
(2) هو ابن أبي حازم.
(3) الحثالة، ورد في بعض الروايات "الحفالة"، وهما بمعنى الرديء من كل شيء. النهاية (1/339) ، والفتح (11/252) .
(4) إسناده حسن من أجل عبد الواحد بن غياث، وهو صدوق كما تقدم في الرواية رقم (152) .
أخرجه البخاري (5/2364) كتاب الرقاق، باب ذهاب الصالحين، وفي "التاريخ الكبير" (7/434) عن يحيى
ابن حماد، عن أبي عوانة به نحوه.
وأخرجه (4/1527) كتاب المغازي، باب غزوة الحديبية، من طريق إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قيس به.
وسيرد الحديث في (834) من طريق آخر عن بيان به.(2/748)
672 - أخبرنا أحمد، حدثنا أبو عمر بن حَيُّوْيَه، حدثنا عبد الله بْنُ سُلَيمان (1) ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ (2) ، حَدَّثَنَا سَعْدُ (3)
بْنُ الصَّلْت، حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ الجَهْم (4) ، عَنْ جَعْفَرٍ (5) ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: ((عَطِس عِنْدَ النَّبِيَّ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم غُلامٌ لَمْ يَبْلُغ الحُلُمَ فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَقَالَ النَّبِيَّ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم: بَارَكَ اللَّهُ فِيكَ يَا غُلاَم، فمَضَتِ السُّنَّة مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم؛ إِذَا عَطِس الغُلاَم فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ
_________
(1) هوابن أبي داود السجستاني.
(2) هو ابن عبد الله بن بكير بن زيد النهشلي، الفارسي، المعروف بشاذان، ابن بنت سعد بن الصلت.
قال ابن أبي حاتم: "كتب إلى أبي وإلي، وهو صدوق".
وذكره ابن حبان في "الثقات" وأرّخ وفاته سنة سبع وستين ومائتين، لسبع بقين من جمادى الآخرة.
الجرح والتعديل (2/211) ، والثقات (8/120) .
(3) في المخطوط "سعيد" بالياء، والتصويب من مصدر الترجمة، وكذا وقع عند البخاري في "التاريخ الكبير" وفي "التاريخ
الصغير"، وهو سعد بن الصلت بن برد بن أسلم، أبو الصلت القاضي، البجلي الكوفي، قاضي شيراز. ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: "ربما أغرب". وقال الذهبي: "هو صالح الحديث، وما علمت لأحد فيه جرحاً".
مات سنة ست وتسعين ومائة.
التاريخ الكبير (3/483) ، والتاريخ الصغير (1/25) ، والجرح والتعديل (4/86) ، والثقات (6/378) ، وسير أعلام النبلاء (9/317-319) .
(4) هو هارون بن الجهم بن ثُوَير بن أبي فاختة.
قال العقيلي: "يخالف في حديثه، وليس بمشهور في النقل".
وقال ابن الجوزي: "سعد ـ يعني ابن الصلت ـ وهارون ـ يعني ابن الجهم ـ مجهولان".
وقال الذهبي: "حدّث عنه سعد بن الصلت بحديث منكر".
الضعفاء للعقيلي (4/263) ، والعلل المتناهية (2/726) ، واللسان (6/177) .
(5) هو جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ.(2/749)
ربِّ الْعَالَمِينَ، أَنْ يُشَمَّت بِبَارَكَ اللَّهُ فِيكَ)) (1) .
673 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي دَاوُدَ، حدثنا جعفر
ابن مُسَافِر التِّنِّيسيّ (2) ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَسَّان، حَدَّثَنَا سُلَيمان بْنُ قَرْم (3)
، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم: ((طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيْضَة عَلَى كُلِّ مسلِم)) (4) .
قَالَ ابْنُ أَبِي دَاوُدَ:
_________
(1) إسناده منكر كما قال الذهبي، تفرد به هارون بن الجهم، وهو مجهول غير مشهور، ولم أجد من أخرجه غير المصنف.
(2) هو جعفر بن مسافر بن راشد التنيسي، أبو صالح الهُذَلي.
قال أبو حاتم: "شيخ"، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: "كان راوياً لعمرو بن أبي سلمة ويحيى بن حسان ... ربما أخطأ"، وقال الذهبي: "صدوق".
وقال ابن حجر: "صدوق ربما أخطأ، من الحادية عشرة، مات سنة أربع وخمسين".
الجرح والتعديل (2/491) ، والثقات لابن حبان (8/161) ، وتهذيب الكمال (5/109) ، والكاشف (1/296) ، والتهذيب (3/91) ، والتقريب (141/ت957) .
(3) هو سليمان بن قَرْم ـ بفتح القاف وسكون الراء ـ ابن معاذ، أبو داود البصري، النحوي، ومنهم من ينسبه إلى جده، ضعفه ابن معين، وابن المديني، والنسائي، وأبو زرعة.
وقال أحمد: "لا أدري به بأساً، ولكنه كان يُفْرِط في التشيع".
وقال ابن حبان: "كان رافضيًّا غاليًا في الرفض، ويقلب الأخبار".
وقال ابن عدي: "له أحاديث حسان أفراد، وهو خير من سليمان بن أرقم بكثير".
وقال الحافظ ابن حجر: "سيئ الحفظ يتشيع".
تاريخ ابن معين (3/411 ـ الدوري ـ) ، و (ص128 ـ الدارمي ـ) ، وسؤالات ابن أبي شيبة (ص169) ، والضعفاء والمتروكين للنسائي (ص49) ، والضعفاء للعقيلي (2/136) ، والجرح والتعديل (4/136) ، والكامل
لابن عدي (3/255-257) ، والمجروحين لابن حبان (1/332) ، والكاشف (1/463) ، والتهذيب (4/187) ، والتقريب (253/ت2600) .
(4) إسناده ضعيف من أجل سليمان بن قرم، وهو سيئ الحفظ، ولكن تابعه حسّان بن سِياه كما يأتي.
أخرجه ابن عدي في "الكامل" (3/257) ، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" (1/7) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1/69) من طريق جعفر بن مسافر به.
وقد تابع سليمانَ بن قرم عليه حسّانُ بن سياه، أخرج حديثه ابن عدي في "الكامل" (2/370-371) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (2/254) ، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" (1/7) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1/69) من طرق عنه به.
وحسان بن سياه قال عنه ابن عدي: "وحسان بن سياه له أحاديث غير ما ذكرته، وعامتها لا يتابعه غيره عليه، والضعف يتبين على رواياته وحديثه".
قلت: وهنا لم يتفرد بالحديث، بل تابعه سليمان بن قرم كما تقدم، فإذا ضمت روايته إلى رواية سليمان بن قرم، فإنها تتقوى، والله أعلم.
وهناك متابعة ثانية لا يفرح بها من حديث حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ أخرجه الحاكم ـ كما في "اللسان" (1/434) ـ عن شيخه إسماعيل بن محمد بن الفضل الشعراني النيسابوري، عن جده، عن عبيد الله العيشي، عنه به.
وإسماعيل هذا قال عنه الحاكم: "ارتبت في لقيّه بعض الشيوخ".
وذكر البزار رواية حماد هذا فقال: "هذا كذب، ليس له أصل عن ثابت، عن أنس، فأما ما يذكر عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم أنه قال: ((طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مسلم)) فقد روي عن أنس من غير وجه، وكل ما يروى فيها عن أنس فغير صحيح". مسند البزار (1/172) .
وللحديث طرق كثيرة جدًّا عن أنس بن مالك، تربو على عشرين طريقاً ـ فيما وقفت عليه بعد البحث ـ أغلبها ساقط، لا يصلح للاحتجاج، أذكر منها ما أرى أنه يحتمل التقوية والاعتضاد والله الموفق.
- الطريق الأول: عاصم الأحول عنه.
أخرجه الطبراني في "المعجم الصغير" (1/169 من طريق محمد بن مصفّى، ثنا العباس بن إسماعيل الهاشمي، ثنا الحكم
ابن عطية، عن عاصم الأحول، عن أنس ... فذكر الحديث.
قال الطبراني: "لم يروه عن عاصم إلا الحكم بن عطية، ولا عن الحكم إلا العباس بن إسماعيل البصري، تفرد به ابن المصفّى".
قلت: وهذا الإسناد فيه ضعف محتمل؛ لأن الحكم بن عطية ـ وهو العيشي ـ متكلم فيه، ولكن قال فيه أبو حاتم: "يكتب حديثه، ليس بمنكر الحديث، وكان أبو داود يذكره بجميل، حدثنا عنه أبو الوليد، قلت: يحتج به؟ قال: "لا، من ألف شيخ لا يحتج بواحد، ليس هو بالمتقن". الجرح والتعديل (1/125-126) .
وقريب من قول أبي حاتم المذكور قول الساجي: "صدوق يهم"، وقول الحافظ ابن حجر: "صدوق له أوهام". التقريب (175/ت1455) .
والعباس بن إسماعيل الهاشمي، قال عنه ابن حبان في "الثقات": "يعتبر به"، يعني في المتابعة.
وأما محمد بن مصفّى فهو صدوق له أوهام، وكان يدلس، قاله الحافظ ابن حجر في "التقريب" (507/ت6304) .
وأما تدليسه فقد أمنّاه لتصريحه بالتحديث، وعلى كل حال فالحديث بهذا الطريق يصلح في المتابعات، والله أعلم.
- الطريق الثاني: عن قتادة بن دعامة السدوسي.
أخرجه ابن شاهين ـ كما في "المقاصد الحسنة" (ص276) ـ وعنه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1/68) ،
وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (15/461) ـ كما في "تخريج مشكلة الفقر" (ص51) من طريق أحمد بن عبد الله ابن أبي الحناجر، عن موسى بن داود، عن حماد بن سلمة، عنه به.
قال ابن الجوزي: "موسى بن داود مجهول"، وقال السخاوي: "رجاله ثقات".
في قولهما نظر، فإن موسى بن داود ليس بمجهول، بل هو من رجال مسلم. قال عنه الحافظ ابن حجر: "صدوق فقيه زاهد له أوهام". التقريب (550/ت6959) .
وليس رجال إسناده ثقات، بل فيه أحمد بن عبد الله بن أبي الحناجر، فإني لم أظفر به، فلعل السخاوي التبس عليه
ابن أبي الخناجر الذي اسمه أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ بن مسلم بن أبي الخناجر، الذي قال فيه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (2/73) : "صدوق"، والله أعلم.
وبالجملة هذا السند صالح للمتابعات أيضاً.
وهناك طريق آخر عن قتادة أخرجه أبو يعلى (5/283/ح2904) عن سريج، عن أبي حفص الأبار، عن رجل من أهل الشام، عنه به.
قلت: وهذان الطريقان اللذان يمكن أن يعول عليهما لتقوية حديث ثابت عن أنس، وأما بقية الطرق عن أنس، فإنها طرق واهية، لا تنتهض، اللهم إلا أن يكون بعض طرق حديث أنس، التي لا يخلو كل واحد منها من ضعف، إلا أن ضعفه يمكن أن ينجبر إذا ضم بعضها إلى بعض، فترتقي بالحديث إلى درجة الحسن إن شاء الله، أما الصحة فبعيدة والله أعلم.
وأما بقية الطرق الواهية فقد استَوْفاها غير واحد من أهل العلم والباحثين بالتوسع، فلا أرى هنا جدوى لذكرها، وممن استوفى ذكر طرقه الشيخ الألباني في "تخريج مشكلة الفقر"، للدكتور يوسف القرضاوي، وأبو إسحاق الحُوَيني في تحقيقه لـ"جنة المرتاب" لابن بدر الموصلي، وأبو الأشبال الزهيري في تحقيق "جامع بيان العلم وفضله" لابن عبد البر الأندلسي.(2/750)
سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: لَيْسَ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ حَدِيثٌ أصَحُّ مِنْ هَذَا(2/751)
أَوْ قَالَ: حَدِيثٌ يَصِحّ إِلا هَذَا.(2/752)
674 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إبراهيم بن شَاذَان، حدثنا عبد الله بن أحمد
ابن سعيد الجَصَّاص (1) ، حدثنا يحيى بن الفضل (2) العَنَزِيّ، حدثنا العلاَء بن بِشْر القُرَشيّ (3) ، حدثنا جعفر بن محمد، عن أبيه قال: ((لما كان كل شيء يتكلَّم اشتَكَتِ الحَمَامة،
فجاءت السِّنَّوْر تَعُوْدُها فقالت: كيف [ل/141ب] تَجِدِيْنَكِ (4) يا عَمَّةِ؟ قالت: بخيرٍ ما عُوْفِيْنا منكِ)) (5) .
675 - أخبرنا أحمد، حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ حَيُّوْيَه، حدثنا عبد الله بن سُلَيمان (6) إملاء، حدثني أبي قال: ((رأيتُ في المنام أيَّامَ المِحْنَة كأَنَّ
_________
(1) لعله عبد الله بن أحمد بن سعيد بن الحسن الشيحي، أبو الحسين البغدادي، ذكره ابن نقطة في "تكملة الإكمال"
(3/302) .
(2) ابن يحيى بن كيسان البصري، الخِرَقي ـ بكسر المعجمة وفتح الراء، ثم قاف ـ صدوق، ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: "يغرب". مات سنة ست وخمسين ومائتين.
الثقات لابن حبان (9/268) ، وتهذيب الكمال (31/495) ، والكاشف (2/373) ، والتهذيب (11/231) ، والتقريب (595/ت7622) .
(3) هو العلاء بن بِشْر العَبْشَمي الكوفي، ضعفه الأزدي.
وقال ابن عدي: "العلاء بن بشر هذا لا أعرف له تمام خمسة أحاديث، ومقدار ما يرويه لا يتابع عليه".
وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: "شيخ يروي عن ابن عيينة، روى عنه جُعْدة بن يحيى المناكير".
الكامل لابن عدي (5/221) ، والثقات لابن حبان (8/503) ، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/186) ، واللسان (4/183) .
(4) في المخطوط "تجدك"، والصواب ما أثبت.
(5) في إسناده العلاء بن بشر، وهو ضعيف.
ولم أجد الأثر عند غير المصنف.
(6) هو ابن أبي داود السجستاني.(2/753)
رجلا خرج من المقصورة من المسجد الجامع وهو يقول: قال رَسُولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم ـ قال أبو بكر: وعقد أبي ثلاثين ـ: "اقْتَدُوا باللَّذَيْنِ من بعدي؛ أحمد بن حنبل وفلان"، ونسيتُ اسمَ الثاني إلا أنه كان أيامَّ قَتْلِ أحمد بن نصر)) (1) .
676 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو محمد جعفر بن محمد بن علي بن الحُسَين الطَّاهِرِيّ (2) ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله المُسْتَعِيْنِيّ (3)
، حدثنا أبو بكر المَرُّوْذيّ قال: ((سألْتُ أحمد بن حنبل عن حُمَيد الخَزَّاز فقلتُ له: إن يحيى (4) يتكلَّم فيه، قال: ما علِمْتُه إلا ثقة، وقد كُنَّا نَقْدَم عليه إلى الكوفة فنَنْزِل عنده فيُفِيدُنا عن المُحَدِّثِين، ثم قَدِم إلى بغداد ليسمَعَ التفسير من حُسَين المَرْوَزيّ، فنزل عندي وطَبَخْنا له كرنبية، فلما كان الليلةَ الثانيةَ طَبَخْنا له كرنبية، فلما كان الليلةَ الثالثةَ
_________
(1) إسناده صحيح.
أخرجه الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (11/346) من طريق أبي عمر بن حيويه به مثله.
وأخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (9/185) بإسناده عن أبي داود نحوه، وفيه: يعني مسجد طرسوس.
وأورده الذهبي (11/305) عن الخلال، عن أبي داود قال: رأيت في المنام سنة ثمان وعشرين ومائتين ... فذكر نَحْوَهُ.
(2) ترجم له الخطيب في "تاريخ بغداد" (7/233) وقال: سألت العتيقي عن الطاهري فقال: "ثقة، كان ينزل شارع دار الرقيق، ومات في شوال من سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة".
(3) هو محمد بن عبد الله بن الحسين أبو بكر العلاّف، يعرف بالمستعيني، وثّقه الخطيب، مات سنة خمس وعشرين وثلاثمائة في شعبان.
تاريخ بغداد (5/447) .
(4) يعني ابن معين.(2/754)
طَبَخْنا له كرنبية فقال: يا أبا عبد الله، ما تُحْسِنون بيتَكم تَطْبُخُون إلا كرنبية؟! قال: فقلتُ له: إنِّي سمعتُك بالكوفة تقول: إن نساءَ آل خُرَاسان يُجِدْنَ (1) طَبِيْخَ الكرنبية)) (2)
_________
(1) في المخطوط "يجيدون"، والصواب ما أثبت.
(2) إسناده صحيح.
أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (8/164) عن العتيقي به.
وأخرجه أيضاً من طريق أحمد بن محمد بن عبد الله الخلال، عَنْ أَبِي بَكْرٍ المروذي عنه قال: "كنا نزلنا عليه أنا وخلف أيام أبي أسامة، وكان أبو أسامة يكرمه، قلت: يكتب عنه؟ قال: أرجو، وأثنى عليه، قلت: إني سألت يحيى عنه فحمل عليه حملاً شديداً، وقال: رجل سرق كتاب يحيى بن آدم من عبيد بن يعيش، ثم ادّعاه، قلت: يا أبا زكريا، أنت سمعت عبيد بن يعيش يقول هذا؟ قال: لا، ولكن بعض أصحابنا أخبرني، ولم يكن عنده حجة غير هذا، فغضب أبو عبد الله، وقال: سبحان الله! يقبل مثل هذا عليه؟! يسقط رجل مثل هذا؟! قلت: يكتب عنه؟ قال: أرجو".
قلت: حميد الخزاز هو حميد بن الربيع بن حميد بن مالك، أبو الحسن اللخمي، الكوفي، قدم بغداد ومات سنة ثمان وخمسين ومائتين، تكلم فيه ابن معين ـ كما في هذه الحكاية ـ وغيره، ووثقه غير واحد.
وممن تكلم فيه ـ غير ابن معين ـ:
- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ مطين، قال في ترجمة ابن حميد: "كذاب بن كذاب".
- والنسائي قال: "ليس بشيء".
- ابن عدي قال: "كان يسرق الحديث، ويرفع أحاديث".
- وقال البرقاني: "كان أبو الحسن الدارقطني يحسن القول فيه، وأنا أقول: ليس بحجة؛ لأني رأيت عامة شيوخنا يقولون: هو ذاهب الحديث".
وممن وثقوه وأثنوا عليه، أحمد، وأبو حاتم، وأبو زرعة، وعثمان بن أبي شيبة، والدارقطني، وأبو عبد الرحمن السلمي.
قال ابن أبي حاتم: "ما كان أحمد بن حنبل يقول في حميد بن الربيع إلا خيراً، وكذلك أبي وأبو زرعة".
وقال عبد الله: "كان أبي يحسن القول في حميد الخزاز، وقال: كان يطلب معنا الحديث، ورأيته على باب أبي أسامة يفيد الناس".
وقال عثمان بن أبي شيبة: "أنا أعلم الناس بحميد بن الربيع الخزاز، هو ثقة، ولكنه شره يدلس، وحج بأبي أسامة".
وقال أبو عبد الرحمن السلمي عن الدارقطني: "تكلم فيه يحيى بن معين، وقد حمل الحديث عنه الأئمة ورَوَوْا عنه، ومن تكلم فيه لم يتكلم بحجة"، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: "ربما أخطأ".
انظر هذه الأقوال في الضعفاء والمتروكين للنسائي (ص33) ، والثقات لابن حبان (8/197) ، والكامل (2/280، و368) ، وتاريخ بغداد (8/162-164) ، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/238) ، واللسان (2/263) .
قلت: قول من وثقه وقواه أولى بالقبول، إذ أن الذين وثّقوه وعدّلوه، وثّقوه توثيقاً مفسَّراً، وحينئذ يجب تقديم التوثيق على التجريح، وأن الذين تكلموا فيه لم يتكلموا فيه بحجة ـ كما سبق من قول الدارقطني، والظاهر أنهم إنما أخذوه عن ابن معين، وقد أنكر عليه الإمام أحمد كما حكى المروذي عنه.
وانظر ضوابط الجرح والتعديل (ص47) .(2/755)
677 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنِي أَبُو الحُسَين (1) عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ البَيْضَاوِيّ، حَدَّثَنَا إسماعيل ابن عليّ [ل/142أ] بْنِ عَلِيٍّ الخُزَاعيّ (2) بوَاسِط، حَدَّثَنَا أبو عبد الله مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ كَثِيرٍ الصَّيْرَفِيّ الْبَابْشَامِيُّ الْمَعْرُوفُ بِأُسْتَاذِ لَيْثٍ (3) سنةَ ثِنْتَيْنِ (4) وَسَبْعِينَ وَمِائَتَيْنِ قَالَ: ((دخلْنا
_________
(1) أثبت الناسخ هنا إشارة لحق، وكتب في الهامش كلمة "بن"، وفوقها علامة التصحيح، مما يدل على استدراكه على النص، وهذا الاستدراك غير صحيح، والصواب ما أثبت في الأصل، كما سبق في ترجمته في الرواية رقم (301) ، وكما يأتي في الإسناد الذي بعده.
(2) أبو القاسم، ابن أخي دعبل بن علي الشاعر.
قال الخطيب في ترجمة محمد بن إبراهيم البابشامي: "وإسماعيل غير ثقة"، وقال الدارقطني: "لم يكن مرضيًّا"، وقال الذهبي: "متّهم يأتي بأوابد"، مات سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة.
تاريخ بغداد (1/396) ، واللسان (1/421) .
(3) ذكره الخطيب في "تاريخ بغداد" (1/396) ولم يحكِ فيه جرحاً ولا تعديلاً، وقال: "لم يروِ عن محمد بن إبراهيم هذا إلا إسماعيل بن علي الخزاعي، وإسماعيل غير ثقة".
(4) في تاريخ بغداد "سنة ثلاث"، وفي الرواية رقم (946) "سنة ست وسبعين".(2/756)
عَلَى
أَبِي نُوَاس (1) نَعُوْدُه فِي مرَضِه الَّذِي مَاتَ فِيهِ فَقَالَ لَهُ عِيسَى بْنُ مُوسَى الهاشِمِيّ (2) : يَا أَبَا عَلِيٍّ، أَنْتَ فِي أَوَّلِ يومٍ مِنْ أَيَّامِ الآخِرَةِ وآخرِ يومٍ مِنْ أَيَّامِ الدُّنْيَا، وَبَيْنَكَ وَبَيْنَ اللَّهِ هَنَاتٌ (3) فَتُبْ إِلَى اللَّهِ
عزَّ وجلَّ، فَقَالَ أَبُو نُوَاس: سَنِّدُوْنِيْ، فَقَالَ: إِيَّايَ تُخَوِّف بِاللَّهِ عزَّ وجلَّ؟ وَقَدْ حدثنا حمَّاد
ابن سَلَمة عَنْ يَزِيدَ الرُّقاشِيّ (4) ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم: "لِكُلِّ نبيٍّ شفاعةٌ، وَإِنِّي اختبأْتُ شَفَاعَتِي لأَهْلِ الْكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِي يومَ الْقِيَامَةِ"، أَفَتَرَانِي لا أَكُوْن منهم؟!)) (5)
_________
(1) هو الحسن بن هانئ الحكمي، الشاعر المعروف، ظاهر الفسق والمجون كما قال الذهبي. الميزان (4/581) .
(2) هو عيسى بن موسى بن أبي محمد بن المتوكل على الله، أبو الفضل الهاشمي.
قال الخطيب: "كان ثقة ثبتاً، حسن الأخلاق، جميل المذهب"، مات سنة ثلاث وستين وثلاثمائة. تاريخ بغداد (11/178) .
ووقع في الرواية رقم (946) : "صَالِحُ بْنُ عَلِيٍّ الْهَاشِمِيُّ".
(3) في المخطوط "هناة" بالتاء المربوطة.
(4) وقع في "تاريخ بغداد" ثابت البناني" بدل "يزيد الرقاشي".
ويزيد الرقاشي، تقدمت ترجمته في الرواية رقم (297) .
(5) إسناده ضعيف جدًّا، فيه:
- يزيد الرقاشي، وهو ضعيف.
- والحسن بن هانئ أبو نواس ظاهر الفسق والمجون، ليس أهلاً بأن يروى عنه.
- ومحمد بن إبراهيم البابشامي لم يوثقه أحد.
- وإسماعيل بن علي الخزاعي غير ثقة.
أخرجه مع القصة الخطيب في "تاريخ بغداد" (1/396) ، من طريق إسماعيل بن علي الخزاعي به.
وأخرجه في "موضّح الأوهام" (1/432) من طريق إسماعيل بن علي الخزاعي به من دون ذكر القصة.
وأما الحديث فهو صحيح ثابت عن أنس.
أخرجه أبو داود (4/236) كتاب السنة، باب في الشفاعة، والترمذي (4/625) كتاب صفة القيامة والرقائق والورع، باب منه، والبيهقي في "السنن الكبرى" (8/17) ، و (10/190) من طرق عن أنس به مثله.
قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه".
وأخرج مسلم (1/190) كتاب الإيمان، باب اختباء النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الشفاعة لأمته من طرق عن قتادة، عن أنس بلفظ: ((لكل نبي دعوة دعاها لأمته، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة)) .
وأخرجه البخاري تعليقًا (5/2323) كتاب الدعوات، باب لكل نبي دعوة مستجابة، قال: وقال لي خليفة:
قال معتمر: سمعت أبي عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عليه وسلم قال: ((كل نبي سأل سؤالاً)) ، أو قال: ((لكل نبي دعوة ... )) ، فذكر نحوه.
وله شاهد من حديث أبي هريرة وجابر.
- أما حديث أبي هريرة فأخرجه البخاري (5/2323) كتاب الدعوات، باب لكل نبي دعوة مستجابة، وفي
(6/2718) كتاب التوحيد، باب في المشيئة والإرادة، ومسلم (1/188، 190) كتاب الإيمان، باب اختباء النَّبِيَّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الشفاعة لأمته.
- وحديث جابر أخرجه مسلم (1/190) كتاب الإيمان، باب اختباء النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الشفاعة لأمته.(2/757)
678 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ (1) ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَلِيٍّ (2) ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ كَثِيرٍ (3) ، حَدَّثَنَا أَبُو نُوَاس الْحَسَنُ بْنُ هَانِئٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ البُنَانِيّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لا يموتُ أحدُكم حَتَّى يُحْسِنَ ظَنَّه بِاللَّهِ عزَّ وجلَّ؛ فَإِنَّ حُسْنَ
_________
(1) هو الْبَيْضَاوِيُّ.
(2) هو الخزاعي.
(3) هو البابشامي.(2/758)
الظَّنّ بِاللَّهِ ثَمَنُ الجَنَّة)) (1) .
679 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله الكوفي الحافظ، حدثنا محمد بن الحسن
ابن دُرَيد الأَزْدِيّ، حدثنا عبد الرحمن بن أخي الأَصْمَعِيّ، حدثني عَمِّي قال: سمعت [ل/142ب] أعرابِياًّ يقول: ((من أحبَّ أن لا تَفُوْتَه شَهْوةٌ فَلْيَشْتَهِ (2) ما يُمْكِنُه)) (3) .
680 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله بن المُطَّلِب، حدثنا ابن
_________
(1) إسناده منكر فيه:
- أَبُو نُوَاسٍ الْحَسَنُ بْنُ هَانِئٍ، وقد تفرد بهذا الإسناد واللفظ عن أنس.
- ومحمد بن إبراهيم البابشامي، لم يوثقه أحد.
- وإسماعيل بن علي الخزاعي غيرثقة.
أخرجه ابن جميع الصيداوي في "معجم شيوخه" (ص301) ، ومن طريقه الخطيب في "موضح الأوهام" (1/432) عن عبد الله بن علي الخزاعي ـ وهو إسماعيل بن علي الخزاعي ـ به مثله.
وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (1/396) من طريق إسماعيل بن علي الخزاعي به، إلا أنه جعل مكان "ثابت البناني" "يزيد الرقاشي".
وأما متن الحديث ـ سوى قوله: ((فَإِنَّ حُسْنَ الظَّنِّ بِاللَّهِ ثَمَنُ الجنة)) ـ فقد ثبت من حديث جابر الذي تقدم برقم
(538) وتخريجه هناك، وسيكرره المصنف في (ل195/ب) من حديث أنس أيضاً.
قلت: وأما معناه فقد ثبت أيضاً عن أنس بلفظ: ((أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قال: يقول الله: "أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا دعاني")) .
أخرجه أحمد (3/210، 277) ، من طريق أبي داود الطيالسي، والطبراني في "الدعاء" (17) ، من طريق عمرو
ابن مرزوق، كلاهما عن شعبة، عن قتادة عنه به.
وإسناده صحيح على شرط مسلم.
(2) في المخطوط "فليشتهي" بإشباع الياء.
(3) في إسناده محمد بن عبد الله بن المطّلب وهو متّهم كما تقدم في الرواية رقم (12) ، ولم أقف على الأثر بعد عند غير المصنف.(2/759)
أبي داود قال: سمعت محمود بن خالد (1) يقول: قلت لأبي حفص عمرو بن أبي سَلَمة: ((تُحِبّ أن تُحدِّث؟ قال: ومن يحب أن يَسْقُطَ اسمُه من الصالحين؟)) (2) .
681 - سمعت أحمد يقول: سمعت أبا القاسم عبد الله بن أحمد بن علي المُقْرِئ (3)
يقول: سمعت أبا بكر عبد الله بن محمد بن زياد النِّيْسَابُوْرِيّ يقول: سمعت محمد بن نصر أبا عبد الله (4) يقول: س
_________
(1) هو الدمشقي.
(2) في إسناده محمد بن عبد الله بن المطلب، وهو متهم، ولم أجد من أخرج الأثر عن عمرو أبي سلمة، ولكن قال الرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (ص161) : "كفى بالمحدث شرفاً أن يكون اسمه مقروناً باسم النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وذكره متّصلاً بذكره، وذكر أهل بيته وأصحابه، ولذلك قيل لبعض الأشراف: نراك تشتهي أن تحدّث؟! فقال: "أولا أحب أن يجتمع اسمي باسم النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في سطر واحد؟!! ".
وأورد ـ عكس ذلك ـ الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (8/500) عن بشر الحافي قال: قال عيسى بن يونس: سألت أبا بكر بن عياش عن الحديث فقال: "إن كنت تحب أن تحدّث فلست بأهل أن تؤتى، وإن كنت تكره أن تؤتى، فبالحريّ أن تنجو".
(3) السوذَرْجاني، الأصبهاني، روى عنه الخطيب وقال عنه ـ في ترجمة أبي أحمد العسال ـ: "كان ديِّناً ثقةً صالحاً".
انظر تاريخ بغداد (1/270) ، وتكملة الإكمال (4/315) ، وسير أعلام النبلاء (16/10) .
(4) في المخطوط "أبو عبد الله"، وفوق كلمة "أبو" تضبيب، وله وجه في الإعراب.
وهو محمد بن نصر بن الحجاج المروزي، الإمام، وشيخ الإسلام، أبو عبد الله الحافظ.
قال أبو بكر الصيرفي: "لو لم يصنّف ابن نصر إلا كتاب "القسامة" لكان من أفقه الناس"، وقال الذهبي: "يقال: إنه كان أعلم الأئمة باختلاف العلماء على الإطلاق"، توفي في المحرم سنة أربع وتسعين ومائتين، بعد أيام من وفاة محمد بن صالح جَزَرة.
ترجمته في سير أعلام النبلاء (14/33-40) .(2/760)
معت إسحاق بن راهُوْيَه يقول: ((لما وَرَدْتُ مرو (1) كتبتُ إلى أحمدَ بن حنبلٍ؛ أن يبعَث إليَّ بشيءٍ من كُتُب الشافعي حتى أُصَنِّف عليه، قال: فبعث إلي بكتاب "الرسالة" وقال: هذا كتاب أُعْجِبَ به عبد الرحمن بن مَهْدِيّ)) (2) .
682 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله بْنِ المُطَّلِب، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أحمد
ابن مُوسَى بْنِ العَبَّاس بْنِ مُجاهِد المُقرِئ، حدثنا محمد بن عبد الله الزُهَيْرِيّ (3)
، حدثنا عبد الصمد بْنُ النُّعْمَان (4) ، حَدَّثَنَا حَمْزَةُ الزيَّات، عن حبيب بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ
_________
(1) هي أشهر مدن خراسان وقصبتها، بينها وبين نيسابور سبعون فرسخاً. معجم البلدان (5/112-113) .
(2) إسناده صحيح.
أخرجه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (7/203) ، ومن طريقه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (9/102) نحوه، وليس فيه ذكر تعجب ابن مهدي من الكتاب.
وعند أبي نعيم زيادة: ((وحدثنا أبو زرعة قال: بلغني أن إسحاق بن راهويه كتب له كتب الشافعي، فسنّ في كلامه أشياء قد أخذها من الشافعي، وجعلها لنفسه)) .
(3) هو محمد بن عبد الله بن جعفر، أبو بكر الزهيري، جار أحمد بن حنبل، وكان أحد الصالحين، وثقه الخطيب.
مات سنة خمس وستين ومائتين، يوم الثلاثاء لأربع بقين من شوال، وكان قائماً يصلي، فخرّ ميِّتاً.
تاريخ بغداد (5/428) .
(4) البغدادي البزّاز، وثقه ابن معين والعجلي، وذكره ابن حبان في "الثقات".
وقال أبو حاتم: "صالح الحديث صدوق"، وقال النسائي والدارقطني: "ليس بالقوي".
مات سنة ست عشرة ومائتين.
تاريخ ابن معين (4/397) ، والجرح والتعديل (6/51) ، ومعرفة الثقات للعجلي (2/95) ، والثقات لابن حبان
(8/415) ، وسير أعلام النبلاء (9/518) ، واللسان (4/23) .(2/761)
عَنْهَا قَالَتْ: ((كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: اللهُمَّ عافِنِي (1) فِي بَصَري واجعَلْه الوارثَ مِنِّي، لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ، سبحانَ اللَّهِ ربِّ العرشِ العظيم)) (2)
_________
(1) هكذا في المخطوط، وفي جميع مصادر التخريج ((اللهم عافني في جسدي، وعافني في بصري ... الحديث)) .
(2) إسناده ضعيف جدًّا من أجل محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني، وهو متّهم.
وفي سماع حبيب بن أبي ثابت من عروة خلاف كما يأتي.
أخرجه الترمذي (5/518/ح3480) كتاب الدعوات، باب ما جاء في جامع الدعوات عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، وأبو يعلى (8/145/ح4692) ، من طريق معاوية بن هشام، والحاكم (1/711) من طريق بكر بن بكار، وابن عدي في "الكامل"
(2/407) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (2/136) من طريق حماد بن شعيب، ثلاثتهم عن حبيب بن أبي ثابت به.
قال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب"، قال: سمعت محمداً يقول: "حبيب بن أبي ثابت لم يسمع من عروة بن الزبير شيئاً والله أعلم"، وقال الحاكم: "حديث صحيح الإسناد، إن سلم سماع حبيب من عروة، ولم يخرجاه".
قلت: وقد صحح أبو داود سماع حبيب بن أبي ثابت من عروة بن الزبير، وذكر أن حبيباً روى عن عروة حديثاً صحيحاً، ويعني هذا الحديث. انظر تهذيب الكمال (20/41) ، والتهذيب (7/170) ، وعون المعبود (1/210) .
وقال ابن عبد البر: "وحبيب لا ينكر لقاؤه عروة لروايته عمن هو أكبر من عروة، وأقدم موتاً"، وقال أيضاً: "لا شك أنه أدرك عروة". نقله عنه صاحب نصب الراية (1/72) .
وأما ابن عدي فظاهر كلامه يدل على إثبات سماع حبيب من عروة إذ قال: "وهذا الحديث أكبر ظني أنه يرويه حماد ابن شعيب عن حبيب بن أبي ثابت، عن عروة، عن عائشة، وحبيب بن أبي ثابت هو أشهر وأكثر حديثاً من أن أحتاج أن أذكر من حديثه شيئاً، وإنما ذكرت هذا المقدار من رواية الثوري وشعبة عنه، وهو بشهرته مستغنٍ عن أن أذكر من أخباره أكثر من هذا، وقد حدّث عنه الأئمة مثل الأعمش والثوري، وشعبة، وغيرهم، وهو ثقة حجة كما قاله ابن معين، ولعل ليس في الكوفيين كبير أحد مثله لشهرته وصحة حديثه وهو في أئمتهم يجمع حديثه".
وقال الخطيب: "وهكذا رواه حمزة بن حبيب الزيات عن حبيب، ورواه أبو مريم عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ الْقَاسِمِ عَنْ حبيب
ابن أبي ثابت، عن مولى لقريش، عن عروة بن الزبير".
قلت: هذا لا شيء، عبد الغفار بن القاسم ضعيف كما سبق، فروايتهم هي الصواب والله أعلم.(2/762)
683 -[أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ] (1) ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شاذان أبو بكر، حدثنا أبو محمد علي
ابن الحسن بن محمد الدَقَّاق المعروف بابن المُغِيرة (2) ، حدثنا الحُسَين بن علي بن الأسود (3)
أبو عبد الله العِجْليّ قال: [ل/143أ] سمعت سفيان بن عُيَيْنة يقول: ((لما وَلِيَ عمر
ابن عبد العزيز الخلافةَ بعث إلى محمد بن كعب وإلى رجاء بن حَيْوَة وإلى سالم بن عبد الله، قال: فحضروا فقال لهم: قد تَرَوْن ما قد ابْتُلِيْتُ به، وما قد نَزَلَ بي فما عندكم؟ فقال محمد ابن كعب: يا أمير المؤمنين، اجعل الناس أصنافا ثلاثة؛ اجعل الشيخَ أبا، والنَّصَفَ أخا، والشابَّ ولدا، فبَرَّ أباك،
_________
(1) ما بين المعقوفتين سقط من المخطوط.
(2) قال عمر بن بشران: "علي بن الحسن بن محمد بن مغيرة الدقاق، أبو محمد ثقة مأمون".
وأرخ ابن قانع وفاته سنة سبع عشرة وثلاثمائة في ذي القعدة.
تاريخ بغداد (11/380) .
(3) تصحف "الأسود" في المخطوط إلى "الأستاذ"، والتصويب من مصادر الترجمة.
وهو الحسين بن علي بن الأسود العجلي، أبو عبد الله الكوفي، نزيل بغداد، متكلم فيه.
قال أحمد: "لا أعرفه"، وقال أبو حاتم: "صدوق"، وقال أبو الفتح الأزدي: "ضعيف جدًّا، يتكلمون في حديثه"، وقال ابن عدي: "كوفي يسرق الحديث"، وذكره ابن حبان ـ كما نقله الحافظ في التهذيب ـ وقال: "ربما أخطأ"، وقال الحافظ ابن حجر: "صدوق يخطئ كثيراً، لم يثبت أن أبا داود روى عنه"، مات سنة أربع وخمسين ومائتين.
الجرح والتعديل (3م56) ، والكامل لابن عدي (2/368) ، وتاريخ بغداد (8/68) ، وتهذيب الكمال (6/392) ، والكاشف (1/334) ، والتهذيب (2/297) ، والتقريب (167/ت1331) .(2/763)
وصِلْ أخاك، وتَعَطَّفْ على ولدِك، وقال لرجاء بن حَيْوة: ما تقول يا رجاءُ؟ فقال: يا أمير المؤمنين، ارضَ للناس ما ترضَى لنفسِك، وما كَرِهْتَ أن يُؤْتَى إليك فلا تَأْتِه إليهم، واعلم أنك أوَّلُ خليفةٍ يموت، وقال لسالم بن عبد الله: ما عندك يا سالمُ؟ فقال: يا أمير المؤمنين، اجعلِ الأمر يوما واحدا، اصبر لله عن شَهَواتِ الدُّنيا، آخر فطرك فيه الموت، فكأَنْ قد كان، فقال عمر رضي الله عنه: لا حولَ وَلا قوّةَ إِلا بِاللَّهِ)) (1)
_________
(1) في إسناده الحسين بن علي بن الأسود العجلي، وهو متكلم فيه.
وأخرج الآجري في "أخبار عمر" (ص65) بإسناده إلى صالح بن حسان قال: أرسل عمر بن عبد العزيز إلى محمد بن كعب القرظي فقال: "بخٍ، سألت عن أمر حسن، كن لصغير المسلمين أباً، ولكبيرهم ابناً، وللمثل منهم أخاً، وعاقب الناس بقدر ذنوبهم على قدر أجسامهم، لا تضربنَّ لغضبك سوطاً واحداً فتتعدّى، فتكون عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ العادين".
وروى في (ص70-73) بإسناده إلى يونس بن جعفر الرَّقّي: أن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه كتب إلى سالم
ابن عبد الله بن عمر بن الخطاب: "أما بعد، فإن الله تبارك اسمه وتعالى جده ابتلاني بما ابتلاني به من أمر عباده وبلاده، أن يحسن عوني وعاقبتي وعاقبة من ولاّني أمره، وقد رأيت أن أسير في الناس بسيرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه إن قضى الله ذلك واستطعت إليه سبيلاً، فابعث إلي بكتب عمر وقضائه في أهل القبلة وأهل العهد، فإني متّبع أثره، وسائر بسيرته إن شاء الله، وأسأل الله التوفيق لما يحب ويرضى".
وبإسناده أن سالماً أجاب: "أما بعد، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ الدنيا لما أراد أن يخلقها له، فجعل لها مدة قصيرة، كأن ما بين أولها وآخرها ساعة من نهار ثم قضى عليها على أهلها الفناء، فقال {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاّ وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُوْنَ} سورة القصص [88] ... إلخ" في موعظة طويلة تتضمن معنى ما ههنا. وانظر في ذلك سيرة عمر لابن عبد الحكم (ص122) ، وحلية الأولياء لأبي نعيم (5/284) ، وسيرة عمر لابن الجوزي (ص107-108) .
وأخرج الآجري في (ص77-78) أن الحسن البصري كتب إلى عمر بنحو ما قال محمد بن كعب القرظي ههنا.(2/764)
684 - أخبرنا أحمد، حدثنا سهل (1) ، حدثنا يَمُوْت بن المُزَرِّع قال: سمعت خالي الجاحظ يقول: سمعت مسلم بن الوليد الأنصاري (2) يقول: ((سألت الفضل بن سهل (3) حاجة فقال لي: يا مسلمُ، أَسُرُّك اليومَ بالوعد وأَسُرُّك غدا بالإنجاز إن شاء الله؛ لأنه كان يُقَال: إن المَوَاعِيد شَبَكٌ من شِبَاك الكَرَم يَصْطادُون بها الإخوانَ، أَلاَ تسمَعُهم يقولون: فلان يُنْجِز الوعد [ل/143ب] ويَفِي بالضَّمان، ويصدُقُ في المَقال؟)) (4) .
685 - أخبرنا أحمد، حدثني عبد الرحمن بن عمر (5) الحافظ بدمشق من لفظه، حدثنا علي
ابن أحمد (6)
المَقابِرِيّ البغدادي، حدثنا بِشْر بن
_________
(1) هو ابن أحمد الديباجي.
(2) هو مسلم بن الوليد الأنصاري مولاهم، البغدادي، حامل لواء الشعر، كان شاعراً مدَّاحاً، محسناً مفوَّهاً، وهو المعروف بصريع الغواني، مات في أواخر دولة الرشيد.
الشعر والشعراء (ص528) ، وتاريخ بغداد (13/96) ، وسير أعلام النبلاء (8/365) .
(3) هو الفضل بن سهل السرخسي الوزير، الملقب بذي الرئاستين، لأنه تقلد الوزارة والحرب، وهو أخو الوزير الحسن
ابن سهل، أسلم أبوهما على يد المهدي، وأسلم هو سنة تسعين ومائة على يد المأمون، وكان شيعيًّا منجِّماً ماكرًا، قتله خال المأمون في حمام سرخس في شعبان سنة اثنتين ومائتين.
ترجمته في تاريخ بغداد (12/339) ، وسير أعلام النبلاء (10/99-100) .
(4) لم أجد الأثر عند غير المصنف.
(5) ابن نصر بن محمد، أبو القاسم الشيباني السامَرّائي، ثم الدمشقي البزاز.
قال الكتاني: "كتب الكثير، واتُّهم في لقاء أبي إسحاق بن أبي ثابت، وكان يتّهم بالاعتزال، توفي في رجب سنة عشر وأربعمائة".
ترجمته في سير أعلام النبلاء (17/262-263) .
(6) ابن محمد بن إبراهيم بن مروان، أبو الحسن البغدادي، يعرف بابن المقابري.
قال الخطيب: "روى عنه تمام بن محمد بن عبد الله الرازي ... وعبد الرحمن بن عثمان بن أبي نصير الدمشقي أحاديث مستقيمة".
وذكر أبو الفتح بن مسرور أنه سمع منه، وقال: "كان يذكر عنه بعض اللين". تاريخ بغداد (11/322) .(2/765)
موسى (1) قال: سمعت يحيى بن معين يقول: ((ويل للمحدِّث إِنِ اسْتَضْعَفَه أصحابُ الحديث، قلتُ له: يعملون به ماذا؟ قال: إن كان كذوبا (2) سرقوا كُتُبَه وأفسدوا حديثَه، وحبسوه وهو حاقن حتى يأخُذَه الحصْر، فيقتلوه بشرِّ قَتْلَة، وإن كان ذكرا فحلا استَضْعَفَهم، وكانوا بين أمرِه ونهيِه، قلتُ: وكيف يكون ذلك؟ قال: يكون يعرف ما يخرج من رأسه، ويكون هذا الشأن صَنْعَتَه، أمَا سمعتَ أبا بكر الهُذَليَّ كيف يقول؟ قال لي الزهري: أيُعجِبك الحديث؟ قلتُ: نعم، قال: أمَا، إنه يُعجِب ذكورَ الرجال ويكرَهُه مُؤَنَّثُهم، أما ذكور الرجال فهم الذين يطلبون الحديث والعلم وعرفوا قدره، وأما مُؤَنَّثُهم (3) فهم هؤلاءِ الَّذين يقولون: أَيْشٍ تعمَل بالحديث وتَدَعُ القرآن؟
_________
(1) ابن صالح بن شيخ بن عميرة، أبو علي الأسدي البغدادي، ولد سنة تسعين ومائة.
وثّقه الدارقطني. وقال أبو بكر الخلال الفقيه: "كان أحمد بن حنبل يكرم بشر بن موسى، وكتب له إلى الحميدي إلى مكة".
وقال الخطيب: "كان ثقة أميناً، عاقلاً ركينًا"، مات سنة ثمان وثمانين ومائتين.
الجرح والتعديل (2/367) ، وتاريخ بغداد (7/86-87) ، وتذكرة الحفاظ (2/611-612) ، وسير أعلام النبلاء
(13/352-354) .
(2) كذا في المخطوط، وفي "سير أعلام النبلاء": "كودناً"، والكودن البغل أو الحصان الهجين، ويشبه به الرجل البليد.
(3) هكذا في المخطوط، وينبغي أن يكون "مؤنثوهم" بالجمع؛ لأن الخبر يأتي جمعاً.(2/766)
أَوَما علِموا أنَّ السُّنّة تقضِي على الكتاب أصلَحَنا اللهُ وإيَّاهم)) (1) .
686 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بن أحمد بن حمَّاد بْنِ سُفْيَانَ القُرَشيّ الْحَافِظُ بِالْكُوفَةِ، حَدَّثَنَا أبو عبد الله الحُسَين بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الفَرَزْدَق الفَزَاريّ (2) ، حدثني محمد
ابن عبد الله بْنِ غَالِبِ بْنِ هَاشِمٍ المَلَطِيّ بمصر، حدثنا محمد بن عبد الرحمن الْكُوفِيُّ الحَذَّاء بِالْكُوفَةِ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ [ل/144أ] بْنُ الكُمَيْت (3) قَالَ: ((دخلتُ عَلَى يَحْيَى بْنِ اليَمَان وَقَدْ تقرَّبْتُ وأطبقْتُ إِحْدَى نعلَيَّ عَلَى الأُخْرَى فقال ل
_________
(1) إسناده حسن، وابن المقابري روى أحاديث مستقيمة.
أخرجه الخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي" (1/140-141) عن العتيقي بهذا الإسناد.
وأورده المزي في "تهذيب الكمال" (31/560) ، والذهبي في" سير أعلام النبلاء" (11/93) عن بشر بن موسى مختصرا إلى قوله: "يكون يعرف ما يخرج من رأسه".
وأما قول الزهري: "الحديث يحبه ذكور الرجال ويكرهه مؤنثوهم" فأخرجه الطبري في "تاريخه" (4/523) عن المبارك الطبري أنه سمع أبا عبيد الله يقول: سمعت المنصور يقول للمهدي: يا أبا عبد الله، لا تجلس مجلساً ومعك من أهل العلم من يحدّثك، فإن محمد ابن شهاب الزهري قال: "الحديث ذكر ولا يحبه إلا ذكور الرجال، ولا يبغضه إلا مؤنثوهم"، وصدق أخو زهرة.
وأخرجه الرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (ص179) من طريق أبي بكر الهذلي به.
وأخرجه أيضاً ـ ومن طريقه القاضي عياض في "الإلماع" (ص25) ـ من طريق سعيد بن محمد الخطاف عن الزهري به.
وأخرجه ابن قتيبة في "تأويل مختلف الحديث" (ص58) ، وابن نقطة في "تكملة الإكمال" (3/484) من طريق
أبي يعقوب الخطابي، عن عمه، عن الزهري به.
وأورده الخطابي في "إصلاح غلط المحدثين" (ص167) .
(2) قال الدارقطني: "لا بأس به". سؤالات السهمي (ص203) .
(3) قال أبو نعيم ضرار بن صُرد: "سمعت يزيد بن الكميت يقول -وكان من خيار الناس ـ ... "، وقال الدارقطني: "متروك".
انظر تاريخ بغداد (13/357) ، وسؤالات البرقاني (ص71) ، واللسان (6/292) .(2/767)
ي: يَا يزيدُ، تقرَّبْتَ، فقلتُ: مَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ، فَقَالَ: يَا يزيدُ، حَدَّثَنِي صَاحِبُ هَذِهِ الدَّارِ ـ يَعْنِي سُفْيَانَ الثَّوْري ـ، عَنْ زَيْدِ
ابن أَسْلَم، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَار، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إنَّ رِيحَ الجنَّة لتُوجَد من مَسِيْرَة خمسمِائَةِ عامٍ، وَلا يَجِدُ ريحَ الْجَنَّةِ مَنْ طَلَبَ الدُّنيا بِعَمَلِ الآخِرة)) (1) .
آخره والحمد لله ربِّ العالمين وصلَّى الله على محمد وآله وسلَّم تسليما.
بلغت عرضا بأصل مقابَل بأصل سماعنا ولله الحمد والمِنَّة.
_________
(1) إسناده منكر جدًّا فيه:
يزيد بن الكميت، وهو متروك.
ومحمد بن عبد الرحمن الحذّاء، ومحمد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَالِبِ الملطي، ومحمد بن أحمد بن حماد، لم أجد لهم ترجمة.
وأما الحديث فلم أجد من أخرجه سوى المصنف.
ولكن أخرج الطبراني في "المعجم الكبير" (2/268) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الحضرمي، عن محمود بن غيلان، عن نصر ابن خالد النحوي، عن هدّاب، عن إبراهيم بن الضريس، عن الهيثم، عن الجارود قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم: ((مَنْ طَلَبَ الدُّنْيَا بِعَمَلِ الآخِرَةِ طمس وجهه، ومحق ذكره، وأثبت اسمه في النار)) .
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/220) : "رواه الطبراني، وفيه من لم أعلمهم".
وأخرج حمزة بن يوسف السهمي في "تارسخ جرجان" (ص342) عن ابن عدي، عن أحمد بن حفص السعدي، عن محمد بن سليمان بن وردان الجرجاني، عن سعد بن سعيد الجرجاني، عن أبي طيبة، عن كرز بن وبرة الحارثي، عن الربيع بن خثيم، عن ابن مسعود مرفوعاً نحوه.
وذكر العجلوني في "كشف الخفا" (2/342) بلفظ: ((مَنْ طَلَبَ الدُّنْيَا بِعَمَلِ الآخِرَةِ فليس له في الآخرة من نصيب)) .
قال: رواه الديلمي عن أنس.(2/768)
الأصل ما مثاله:
بلغ السماع لجميعه على الشيخ الأجل، الإمام العالم، شيخ الإسلام أوحد الأنام، فخر الأَئِمَّة مفتي الأُمَّة سيف السنة أبي طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السِّلَفي الأصبهاني رضي الله عنه بقراءة الفقيه
تاج الدين أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن محمد المسعودي، صاحبه القاضي الفقيه المكين، الأشرف الأمين جمال الدين خاصة أمير المؤمنين أبو طالب أحمد بن القاضي المكين أبي الفضل عبد الله بن القاضي المكين أبي علي الحُسَين بن حديد وصفِيّ الدولة أبو الحسن جوهر بن عبد الله الأستاد فتاه والفقهاء؛
أبو الرضى أحمد بن طارق ابن سِنَان القُرَشيّ البغدادي وأبو علي حسن بن يوسف بن أبي الرضا الدمشقيّ، وأبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن أحمد الفيروزابادي، ومحمد بن محمد بن محمد البَلْخيّ الصُّوفيّ وأبو المكارم محمد بن الحسن بن نصر الخلاطي [ل/144ب] وأبو عمرو عثمان بن محمد الإِسْفِرَايِيْنيّ الصُّوفيّ، وأحمد بن سعيد وزكريا بن صالح بن محمد المُوْقانيّ، وأبو الفضائل الحسن بن عبد الغنيّ
ابن يوسف المناريّ، وأبو الفتوح عبد القاهر بن هبة الله ابن المؤيَّد بالله الهاشمي، وأبو محمد الحسن بن محمد ابن أحمد العَلَويّ، وأبو محمد عبد العزيز ابن عيسى بن عبد الواحد بن سُلَيمان الأندلسي الشافعي، وإسماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد الأنصاري مثبت السماع وهذا خطه، وآخرون في يوم الجمعة مُنْتَصِف شَوَّال سنةَ سبعٍ وستين وخمسِمِائَة بالإسكندرية حماها الله تعالى والحمد لله وحده.
هذا تسميع صحيح قرئ عليَّ من الأصل الذي يُسْمَع منه هذا الفرعُ منه.
وكتب أحمد بن محمد الأصبهاني.(2/769)
وفي الأصل ما مثاله:
سمع جميعه على القاضي الأجل الفقيه جمال الدين أبي طالب أحمد بن القاضي المكين أبي الفضل عبد الله بن الحُسَين بن حديد بقراءة الشيخ الأجل الفقيه العالم الثِّقة زكيّ الدين أبي محمد عبد العظيم
ابن عبد القوي بن عبد الله المُنْذِريّ الجماعةُ السادةُ الفقهاء مجيب الدين أبو علي الحسن، والإمام عماد الدين أبو البركات عبد الله ابْنَا الشيخ الفقيه النبيه أبي محمد عبد الوَهَّاب بن عوف، وأخوهما القاضي الرَّشيد العالم أبو الفضل عبد العزيز وولده أبو بكر محمد، والقاضي عِزّ الدين أبو البركات عبد الحميد
ابن الإمام جمال الدين أبي علي الحُسَين بن عَتِيق بن رَشِيق، الرَّشيد أبو الحُسَين يحيى بن عليّ بن عبد الله القُرَشيّ [ل/145أ] والقاضي عَلَم الدين أبو محمد عبد الحقّ بن القاضي الرَّشيد أبي الحَرَم مكي بن صالح القُرَشيّ، والنفيس أبو الطاهر إسماعيل بن الفقيه أبي طالب أحمد بن عبد المولى الأنصاريّ، وكاتب هذه الأسماء عبد الرحمن بن مقرب بن عبد الكريم وصح وثبت في ثالث ربيع الأَوَّل من سنة عشرٍ وستِّمِائَة. [ل/145ب]
صورة ما في الأصل:
سمع جميع الجزء على الشيخ الإمام العالم الفقيه الحافظ شيخ الإسلام أوحد الأنام أبي طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي الأصبهاني، بقراءة الشيخ العالم تاج الدين أبي عبد الله محمد
ابن عبد الرحمن بن محمد المسعودي، صاحبه القاضي المكين أبو طالب أحمد بن القاضي المكين الأشرف أبي الفضل عبد الله بن الحسين بن حديد، والأشياخ الفقهاء: أبو الرضا أحمد
ابن(2/770)
طاهر (1) ابن سنان البغدادي القرشي، وأبو الطاهر إسماعيل بن عبد الرحمن الأنصاري المقرئ الكاتب، وأبو عبد الله محمد بن إبراهيم الفيروزآبادي، ومحمد بن أحمدبن محمد البلخي (2) ، وأبو بكر محمد بن الحسن الخلاطي، وأبو عمرو عثمان بن محمد بن أبي بكر الإسفراييني، وزكريا بن صالح البوقاني، وأبو علي حسن بن يوسف الدمشقي، وأبو القاسم
عبد الرحمن بن عبد المجيد ابن الصفراوي، والأمين الحاج قولي بن موسى، وابنه محمود،
وابن أخيه إبراهيم ابن ساوي بن موسى التركي، وأبو محمد الحسن بن حميد بن أحمد العلوي (3) ، والشريف أبو محمد عبد القاهر بن هبة الله ابن عبد القاهر الهاشمي، وأبو المكارم
أحمد ابن علي بن سعيا، وعبد العزيز ابن عيسى بن عبد الواحد بن سليمان، - وهو مثبت
هذه لأسماء في الأصل بخطه- وولده أبو القاسم عيسى، وكاتب هذا السماع حسن
ابن عبد الغني بن يوسف بن محمد المنادي، وذلك في يوم الجمعة منتصف شوال سنة
سبع وستين وخمسمائة.
هذا تسميع صحيح كما قد كتب.
كتب أحمد بن محمد الأصبهاني. [ل147/أ] .
_________
(1) كذا ورد في الأصل، وفي بقية السماعات (أحمد بن طارق) .
(2) كذا ورد في الأصل، وورد في بقية السماعات (محمد بن محمد بن محمد البلخي) .
(3) كذا في الأصل، وقد ورد في السماع الوارد في [ل145/أ] (وأبو محمد الحسن بن محمد بن أحمد العلوي) .(2/771)
الجزء التاسع
من انتخاب الشيخ الفقيه الإمام العالم الحافظ
صدر الإسلام أوحد الأنام فخر الأئمة سيف السنة مقتدى الفرق
بقية السلف أبي طاهر أحمد بن محمد بن أحمد
السلفي الأصبهاني رضي الله عنه من أصول
كتب الشيخ أبي الحسين المبارك بن عبد الجبار
الطّيوري(3/773)
وفي الأصل ما مثاله: -
سمع جميع هذا الجزء بقراءة الشيخ العالم الأمين المحدث الثقة الجِهْبِذ عمدة الأصحاب
أبي محمد عبد العظيم بن عبد القوي بن عبد الله المنذري على القاضي الأجلّ الأمين جمال الدّين ولي أمير المؤمنين أبي طالب أحمد بن القاضي المَكين أبي الفضل عبد الله بن القاضي المكين
أبي علي الحسين بن حديد الجماعة الفقهاء: القاضيان الفقيهان الجليلان الأمين نجيب الدِّين
أبو علي الحسن، والعالم الجليل عماد الدِّين أبو البركات عبد الله ابنا الإمام الأعز أبي محمد
عبد الوهاب بن إسماعيل بن عوف، وأخوهما القاضي الفقيه الرشيد أبو الفضل عبد العزيز، وابنه أبو بكر محمد، وعلم الدين أبو محمد عبد الحق بن القاضي الرشيد أبي الحرم مكي بن صالح القرشي، والفقيه الرشيد أبو الحسين يحيى بن علي ابن عبد الله القرشي العطار، وعز الدين
أبو البركات عبد الحميد بن الإمام أبي علي الحسين بن عتيق، وإسماعيل بن أحمد بن عبد المولى الأنصاري، وعبد الرحمن بن مقرّب، - والخط له- وذلك فِي ثَالِثِ رَبِيعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ عشر وستّمائة عبد الحق مصلح وهو صحيح (1) ، وكتب عبد الرحمن بن مقرّب حامدا لله تعالى ومصلِّياً على نبيه وآله وسلم تسليما. [ل147بِ]
_________
(1) عبارة ((وهو صحيح)) في الأصل ليست واضحة.(3/774)
بسم الله الرحمن الرحيم
رب سهل يا كريم
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الفقيه المكين الأشرف الأمين جمال الدين أبو طالب أحمد ابن القاضي المكين أبي الفضل عبد الله بن القاضي المكين أبي علي الحسين بن حديد قراءة عليه وأنا أسمع بثغر الإسكندرية - حماه الله تعالى - ثالث ربيع الأول سنة عشر وستمائة، قال: أخبرنا الشيخ الفقيه الإمام العالم الحافظ صدر الإسلام أوحد الأنام فخر الأئمة سيف السنة بقية السلف
أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي الأصبهاني - رضي الله عنه – قراءة عليه وأنا أسمع في النصف من شوال من سنة سبع وستين وخمسمائة.
687- أخبرنا الشيخ أبو الحسين المبارك ابن عبد الجبار بانتخابي عليه من أصول كتبه، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بن أحمد العتِيقِي، حدثنا محمد بن عبد الله بن صالح الأبهري الفقيه المالكي (1)
، حدثنا
_________
(1) محمد بن عبد الله بن صالح الأبهري الفقيه المالكي: أبو بكر التميمي. قال الدارقطني: ثقة مأمون زاهد ورع، وقال أبو الفوارس: كان ثقة أمينا مستورا، وقال هو وأحمد العتيقي: إليه انتهت الرئاسة في مذهب مالك، وذكر الخطيب نحوه، مات في شوال سنة خمس وسبعين وثلاثمائة. تاريخ بغداد 5/462 والوافي والوفيات 3/108 والبداية والنهاية 11/304 والأنساب
1/125 وترتيب المدارك 4/466 وسيرأعلام النبلاء 16/232وشذرات الذهب 3/85.(3/775)
أبو الحسن أحمد ابن محمد بن إسحاق (1) بالرحبة (2) ، حدثني أبو علي السمَّاك الرافقي (3) ((وكَانَ مِنْ خِيارِ عِبَادِ اللهِ)) ، قال: ((مَاتَتْ أُمِّي في مِحْنَةِ الوَاثِق (4) فرَأَيْتُها في النَّوْمِ فقُلْتُ لها: يا أُمَّه، ما فَعلَ الُله
بِكِ؟، قالتْ: صِرْتُ إلى خَيْرٍ، قُلْتُ: فَلَكِ إلي حاجةٌ؟، قالت: نَعم، إذا سمعتَ المُؤذِّنَ يقولُ: لا إله إلاَّ اللهُ فقُلْ: لا إله إلاَّ اللهُ محمَّدٌ رسولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -، القرآنُ كلامُ اللهِ غيرُ مَخْلوقٍ، قال: فدَخَلْتُ إلى المسجدِ الجامعِ فرأيْتُ الحَسَنَ بن حمَّاد سَجّادَة، (5)
_________
(1) أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بن اسحاق: لعله أحمد بن محمد بن إسحاق التنوخي البزاز الأنباري المعروف بالياموري، قال الدارقطني كان ثقة صدوقا واسع الكتابة إلا أنه لم يكثر ما حدث به لأنه في وقته شيوخ كثيرون أعلى إسنادا منه، وإنما كان يكتب عنه نفر معدودون مات سنة أربع أو خمس وخمسين وثلاثمائة. تاريخ بغداد 4/392
(2) بلدة على فرات، الموسوعة العربية المسيرة (ص864) .
(3) بفتح الراء وكسر الفاء وفي آخرها القاف هذه النسبة إلى الرافقة وهي بلدة على الفرات يقال لها الآن الرقة، اللباب 1/8.
(4) الواثق هو: الواثق بالله هارون بن المعتصم بالله أبي إسحاق محمد بن هارون الرشيد أبو جعفر وقيل أبو القاسم العباسي البغدادي أمه رومية ولي الخلافة بعهد من أبيه وبويع له في تاسع عشر ربيع الأول سنة سبع وعشرين ومائتين وكان مولده في شعبان سنة ست وتسعين ومائة، وفي سنة احدى وثلاثين ومائين وَرَدَ كتابه إلى أمير البصرة يأمره أن يمتحن الأئمة والمؤذنين بخلق القرآن، وكان قد تبع أباه في ذلك، ثم رجع في آخر أمره. تاريخ الطبري 9/123 وتاريخ بغداد 14/15 والكامل في التاريخ 6/528 وفوات الوفيات 4/228 وسيرأعلام النبلاء 10/306 وتاريخ الخلفاء 0/340.
(5) الحسن بن حماد سجّادة: الحسن بن حماد بن كسيب أبو علي الحضرمي البغدادي الكوفي المعروف بسجّادة، وثقه الخطيب والذهبي، وقال الحافظ ابن حجر صدوق، تاريخ بغداد 7/295 الكاشف 1/324 التقريب 1/160.(3/776)
فقلْتُ: رُؤْيَايَ، فقال لِي: أُحدِّثك بأعْجَبَ مِنْها، لمَاَّ كان مُنْذُ لَيَالي رأيتُ فِي النَّومِ رجُلَيْن لم أر [ل148/أ] َ (1) أَحْسنَ مِنْهما وَجْهاً وثَوْباً، فقلتُ لهما: مَنْ أنْتُما فِدَاكُما أبِي وأمِّي فإنِّي لم أر أحدًا من خَلْقِ الله أَحْسَن مِنْكما؟! فقال لي أحدُهما: أنا جبريل وهذا ميكائيل، فعَلِقْتُ بهما، وقلتُ: فدَاكُما أبِي وأمِّي ما تَقُوْلان في القرآنِ؟ فقال أَحَدُهما: أَناَ جبريلُ وهذَا ميكائيل وأحمد بن حنبل والرَّوْحانيُّون (2) وحَمَلَةُ العَرْشِ يقولون: القرآنُ كلامُ اللهِ غيرُ مَخْلوق)) (3)
_________
(1) في الخطية ما نصه (أحداً من خلق الله) وضرب عليها الناسخ.
(2) في الخطية ((الروحانيين)) .
(3) في إسناده أبو علي الرافقي لم أجد له ترجمة، وفي المتن نكارة، وهي ((إذا سمعت المؤذن يقول: لا إله إلا الله فقل....)) وأما ما جاء فيها بأن القرآن كلام الله غير مخلوق فهذا موافق للكتاب والسنة، إلا أن الرؤيا المنامية لا تؤخذ منها الأحكام الدينية، وإنما تُعرض على كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، فإن وافقهما فالعمل حينئذ لهما لا للرؤيا، وإن خالفهما فلا يلتفت إليها البتة، وإنما يَذكر العلماء مثل هذه القصص والرؤى للاستئناس لكونها وافقت الكتاب والسنة، كما أفادني فضيلة الشيخ عبد الرزاق العباد وفّقه الله.
وقوله ((إذا سمعت المؤذن يقول: لا إله إلا الله. فقل: ... )) فيه مخالفة لما ثبت عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم -.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: ((لا ريب أن الأذكار والدعوات من أفضل العبادات، والعبادات مبناها على التوقف والاتباع لا على الهوى والابتداع، ... فليس لأحد أن يسن للناس نوعا من الأذكار والأدعية غير المسنون ويجعلها عبادة راتبة يواظب الناس عليها كما يواظبون على الصلوات الخمس ... )) مجموع فتاوى شيخ الإسلام
22/510. وانظر صلاة الجماعة حكمها، وأحكامها، والتنبيه على ما يقع فيها من بدع وأخطاء: (ص196-197.(3/777)
688 - سمعت أحمد يقول: سمعت أبا عبد الله الحسين بن محمد بن سليمان الكاتب يقول: سمعت أبا عبد الله بن أبي الأزهر يقول: سمعت سفيان بن وكيع يقول: قال رَجُلٌ لسفيان ابن عيينة: إنِّي غَرِيب، قال: فأَنْشَأَ سُفْيان يقولُ:
غَريبُ يَسْتكِنّ إلى غريبِ
غريبِ الشَّوْقِ في بَلَدٍ غريبِ
كِلانا في القَرابةِ ذو سواءِ
فما يُغْنِي الغَرِيبُ عَنِ الْغَرِيبِ
689 - أخبرنا أحمد، حدثنا الحسين بن محمد بن سليمان الكاتب، حدثنا ابن أبي الأزهر، حدثنا سفيان بن وكيع، قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول: ((دَعَانا سفيان بن سعيد الثَّوْري فَقَدَّمَ إليْنَا تمرًا ولبَناً جامدًا فَلَمَّا تَوَسَطْنا الأكْلَ قال: قُومُوا بنِا حتَّى نُصَلِّيَ ركعتين شكرًا لِله تَعالىَ. قال سُفْيان بن وَكِيع: لَوْ قَدَّمَ إليْهِمْ من هذا اللَّوْزِينَج (1) المحدَثِ لَقَال لهم: قُومُوا بِنا نُصلِّي التَّراوِيحَ)) (2) .
690 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ العباس بن حَيُّويَه، حدثنا عبد الله [ل148/ب] ابن محمد ابن بنت مَنِيْع، حدثنا يحيى بن أيوب العابد، حدثنا أبو داود النخعي سليمان بن عمرو، (3)
حدثنا عبد الله
_________
(1) اللوزينج: من الحلواء شبه القطائف تُؤْدَمُ بدهن اللَّوْز. انظر لسان العرب: 5/408.
(2) الإسناد ضعيف. لضعف سفيان بن وكيع.
(3) أبو داود النخعي سليمان بن عمرو، كذبه ابن معين وأحمد وقتيبة والذهبي، وقال وابن حبان وابن عدي والحاكم كان يضع الحديث، وتركه البخاري وغيره. العلل ومعرفة الرجال: 2/542، التاريخ الكبير 4/28 والضعفاء الصغير
. /53 والضعفاء والمتروكون. /49 والجرح والتعديل 4/132 والكامل 3/245 اولمجروحين 1/333 وميزان الاعتدال2/216.(3/778)
بن عبد الرحمن، عن سعيد بن المسيب، قال: قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ((إذا رأيْتُم القارئ يَغْشَى السُّلْطان فهو لِصٌّ، وإذا رأيتموه يَجْلس ليُجلَس إليه فهو يقول: أنا ذا فاعْرِفوني، فلا تَجْلِسوا إليه ولا كَرَامةَ، وإذا جَلَس لِيُعلِّمَ خيرًا أو لِيَتَعلَّمَ، فذلك)) (1) .
691 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الحسن بن جعفر السِّمْسَار، (2) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْكُوفِيُّ القَتَّات، (3)
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ الأَحْوَلُ مِنَ الْعَيْنَيْنِ سَنَةَ ثَمَانِ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ مهران الأعمش، عن شقيق (4) قال: ((كُنْتُ أنا وحُذَيْفةُ إذْ جاء
_________
(1) إسناده ساقط فيه سليمان النخعي، وهو كذاب، وعبد الله بن عبد الرحمن لم أميّزه، كما أن فيه إرسالا أيضاً.
(2) أبو سعيد الحسن بن جعفر السِّمْسار بكسر السين وسكون الميم: هو الحسن بن جعفر بن محمد بن الوضاح بن جعفر ابن بشر بن عطاء بن دينار أبو سعيد السمسار الحربي المعروف بالحُرْفي بضم الحاء وسكون الراء، قال العتيقي: كان فيه تساهل، وتوفي سنة ست وسبعين وثلاثمائة، وقيل سنة خمس وسبعين وثلاثمائة، تاريخ بغداد 7/292 والأنساب
4/113 وميزان الاعتدال 1/481 وسير أعلام النبلاء 16/369 لوسان الميزان 2/198 وشذرات الذهب 3/86.
(3) مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْكُوفِيُّ الْقَتَّاتُ: هو محمد بن جعفر بن محمد بن حبيب بن أزهر أبو عمر القتات بفتح القاف والتاء مع تشديد التاء الكوفي، ضعفه ابن قانع والخطيب، وقال الدارقطني تكلموا في سماعه من أبي نعيم، انظر تاريخ بغداد
2/129 وميزان الاعتدال 3/501 وسير أعلام النبلاء 13/567 ولسان الميزان 5/106.
(4) شقيق: هو ابن سلمة أبو وائل الأسدي الكوفي ثقة مخضرم مات في خلافة عمر بن عبد العزيز وله مائة سنة، التقريب 1/268.(3/779)
شَبَثُ ابن رَبْعِيّ فقام يُصلِّي فبَزَق بين يَدَيْه، فلما انْفَتَل، قال له حُذَيْفة: يا شَبَثُ لا تَبْزُقْ بين يدَيْك ولا عن يَمِينِك، عن يَمِينِك كاتِبُ الحَسَناتِ، وابْزُقْ عن يَسَارِك، أو خلفك (1) فإنَّ الرَّجُلَ إذا قام يُصلِّي استَقْبَله الله عز وجل بوَجْهِه، فلا يَصْرِفُه حتىَّ يكونَ هو الَّذي يَصْرِفُه، أو يُحْدِثُ حَدَثَ سَوْءٍ)) (2) .
692 - سمعت أحمد يقول: سمعت أبا عبد الله الحسين بن محمد العسكري يقول: سمعت
أبا العباس محمد بن إسحاق الصيرفي يقول: ((كنتُ بحَضَرَة الزُّبَيْر بْن بَكَّار وقد أَهْدَى له صديقٌ له حَمَلاً مَشْوِيًّا، فقال للرَّسولِ: اقْرَأْ عليهِ السَّلاَمَ، وقلْ له: لَطَفَ اللهُ بكَ)) (3) .
693 - أخبرنا أحمد، حدثنا الحسين، [ل149/أ] حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الحسين
الدقاق (4) سنة ثلاثمائة، حدثنا القاسم بن بشر، (5) حدثنا
_________
(1) كذا في الأصل والصحيح ((تحت قدميك)) كما في بقية المصادر، أو ربما هكذا ورد في هذه الرواية عند ابن الطيوري، لذلك انتخبها السلفي لغرابة هذه اللفظة، والله أعلم.
(2) تقدم تخريجه في روية رقم (359) .
(3) في إسناده أبو العباس محمد بن إسحاق الصيرفي لم أعرف حاله من حيث الجرح أو التعديل.
(4) أبو جعفر محمد بن الحسين الدقاق، قال الخطيب حدث عن القاسم بن بشر، وروى عنه أبو عبد الله العسكري ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، تاريخ بغداد 8/100.
(5) قاسم بن بشر: بن أحمد بن معروف أبو محمد البغدادي وثقه الخطيب، تاريخ بغداد 12/427.(3/780)
الوليد بن مسلم أبو العباس، قال: ((سَأَلتُ عبدَ الرَّحمن بن يزيد بن جابر عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ {وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ} (1) ، فقال: حدثني سليمان بن موسى (2) قال: حدثني نافع أنَّ ابْنَ عمر كان يُحْيِيْ اللَّيْلَ صلاة، ثم يقول: يا نافع، أَسْحَرْنا؟، فأَقُولُ: لا، فيَعُودُ إلى صَلاَتِه، فإذا قلتُ: نَعم، قَعَدَ يَسْتَغْفِرُ اللهَ ويَدْعوا حتىَّ يُصْبِح)) (3) .
694 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ محمد بن علي الزيات، حدثنا
_________
(1) سورة آل عمران آية رقم ((17)) .
(2) سليمان بن موسى: بن الأشدق أبو أيوب الدمشقي، وثقه ابن سعد ودحيم، وقال ابن معين: ثقة في الزهري، وقال أيضا سليمان بن موسى عن مالك بن يخامر مرسل، وعن جابر مرسل، وقال البخاري وابن جريج: عنده مناكير، وقال أبو حاتم: محله الصدق في حديثه بعض الاضطراب، وقال النسائي ليس بالقوي في الحديث، وقال ابن حجر: صدوق فقيه في حديثه بعض لين، وخولط قبل موته بقليل، الطبقات الكبرى7/457 والتاريخ الكبير 4/38 والضعفاء الصغير 0/53 والضعفاء والمتروكون 0/50 والجرح والتعديل 4/141 وجامع التحصيل 0/190 وتهذيب الكمال 12/92 والكاشف 1/464 وتهذيب التهذيب 4/387 والتقريب 1/255
(3) في إسناده سليمان بن موسى وهو صدوق في بعض حديثه لين وخولط، وأما الوليد فقد صرح بالسماع فأمِنّا منه التدليس.
أخرجه أبو الشيخ البرجلاني في الكرم والجود وسخاء النفوس: 0/63 عن محمد بن الحسين الدقَّاق به.
وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسير القرآن العظيم مسندا عن رسول الله والصحابة والتابعين2/145- 146 عن أبيه حدثنا علي بن محمد الطنافسي، وحماد بن زاذان، قالا: حدثنا الوليد به.
وفي إسناده علي بن محمد الطنافسي وثقه أبو حاتم، وذكره ابن حبان في الثقات، الجرح والتعديل 6/202 الثقات
8/467، وحماد بن زاذان ثقة وثقه أبو حاتم وأبو زرعة، الجرح والتعديل 3/139 وتهذيب التهذيب3/ 8 فرجاله كلهم ثقات إلا سليمان بن موسى.
أخرجه الطبراني في المعجم الكبير: 12/260 رقم 13043 وأبو نعيم في حلية الأولياء: 1/303،
من طريق أسد بن موسى، عن الوليد بن مسلم به، وأسد بن موسى صدوق يغرب وفيه نصب، قاله ابن حجر في التقريب: 1/104، وقال الهيثمي في المجمع 9/347: رجاله رجال الصحيح غير أسد بن موسى وهو ثقة.
وأخرجه البغوي في معالم التنزيل 1/285 وابن عطية في المحرر الوجيز 3/39 وابن كثير في التفسير العظيم 2/18 والسيوطي في الدر المنثور في التفسير بالمأثور2/164 كلهم عن نافع عن ابن عمر، بدون إسناد إلى نافع.(3/781)
إبراهيم بن عبد الله
ابن أَيُّوبَ المخرَّمي، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ حَمَّادٍ سَجَّادَةَ يَقُولُ: ((بَلَغَنِي أَنَّ أمَّ إِسْحَاقَ الأَزْرَقِ قَالَتْ: يَا بُنَيَّ، إنَّ بالكوفةِ رجُلاً يَستَخِفُّ بأصحابِ الحديثِ، وأَنْتَ عَلَى الحجِّ أسألُكَ بحَقِّي عَلَيْك أنْ تَسمَعَ مِنْهُ شَيْئاً، قَالَ إِسْحَاقُ: فدخلتُ الكوفةَ فَإِذَا الأَعْمَشُ قاعدٌ وَحْدَه، فَوَقَفْتُ عَلَى بابِ المسجدِ، فَقُلْتُ: أمِّي والأَعْمَش، وَقَدْ قَالَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ)) (1) ، فقُلْتُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ حَدِّثْنِي فإنيِّ رجُلٌ غريبٌ، قَالَ: مِنْ أيْنَ أنْتَ؟، قُلْتُ: مِنْ وَاسِطَ، قَالَ: فَمَا اسْمُك؟، قُلْتُ: إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الأَزْرَقُ، قَالَ: ولا خُيِّبْتَ، ولا خُيِّبَتْ أمُّك، أليس حرَّجَتْ عَلَيْكَ أَلَّا تسمعَ منيِّ شَيْئًا؟، قُلْتُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ
[ل149/ب] ، لَيْسَ كلُّ مَا بَلَغَك يكونُ حَقًّا، قَالَ: لأُحدِّثَنَّك بحديثٍ مَا حدَّثْتُ بِهِ أَحَدًا قَبْلَك، فحَدَثَني أنَّ ابْنَ أَبِي أَوْفَى (2) قَالَ: سَمِعْتُ رسولَ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقولُ: ((الخَوَارِجُ كِلاَبُ النَّارِ)) (3)
_________
(1) تقدم تخريجه في رواية رقم (673) .
(2) ابن أبي أوفى: عبد الله بن أبي أوفى علقمة بن خالد بن الحارث الأسلمي صحابي شهد الحديبية.
(3) الإسناد ضعيف لضعف إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَخْرَمِيُّ، وفيه انقطاع بين سجادة وإسحاق الأزرق، وفيه انقطاع أيضا بين الأعمش وابن أبي أوفى، إلى جانب أن الأعمش مدلس وقد عنعن.
والحديث: أخرجه ابن ماجة في سننه في المقدمة: باب في ذكر الخوارج 1/61 رقم 173 وابن أبي شيبة في المصنف 15/305 وأحمد في المسند 4/355 وابنه عنه في السنة 2/635 رقم 151، وابن عاصم في السنة 2/424 رقم 904 ويحيى بن صاعد في جزء فيه مسند ابن أبي أوفى 0/134 رقم 39 و40 والآجري في الشريعة 1/370 رقم 61 وأبو نعيم في الحلية 5/56 والخطيب في تاريخه 6/319 و320 وابن الجوزي في العلل المتناهية 1/ 162 – 163 رقم 261 وتلبيس إبليس 0/105 من طرق عن إسحاق الأزرق به، مختصراً على الحديث إلا الخطيب فإنه قد رواه مختصرا ومطولا مع القصة كما عند المصنف،
قال أبو نعيم: يقال إن هذا الحديث مما خص به الأعمش إسحاق الأزرق، ويذكر أنه مما تفرد به إسحاق، وروى من حديث الثوري عن الأعمش.
وأخرجه أبو نعيم في الحلية 5/56 من طريق سفيان الثوري عن الأعمش به.
والحديث مداره علىالأعمش، يرويه عن ابن أبي أوفى وهو لم يسمع منه كما نص على ذلك أبو حاتم، ونقل ابن الجوزي عن الإمام أحمد أنه قال: لم يسمع الأعمش من ابن أبي الأوفى، ونفى الترمذي كذلك من أن يكون سمع من أحد من الصحابة، وعليه فإن الحديث منقطع الإسناد،
وقد تابع سعيد بن جمهان الأعمش عند الطيالسي في مسنده 0/110 رقم 822 وأحمد في مسنده 4/382-383 وابن أبي عاصم في السنة 2/424 رقم 905 والحاكم في المستدرك 3/571 من طريق الحشرج بن نباتة عن سعيد بن جمهان عن ابن أبي أوفى به مطولا،
وفي إسناده الحشرج بن نباتة وهو صدوق يهم التقريب 1/252، وسعيد بن جمهان: صدوق له أفراد التقريب 1/234
وله شاهد من حديث أبي أمامة رضي الله عنه: أخرجه الطيالسي في مسنده 0/155 رقم 1136 وأحمد في مسنده 5/253 و 256 والترمذي في تفسير سورة آل عمران من كتاب التفسير 8/279- 280 رقم 3187 وابن ماجة في المقدمة باب في ذكر الخوارج 1/62 رقم 176 والآجري في الشريعة 1/367-368-369 رقم 59 و60 والطبراني في معجم الصغير
2/117 والمعجم الأوسط 10/34 رقم9081 ومعجم الكبير 8/319 رقم8033 و8/322 رقم8036 ورقم8037
وابن الجوزي في العلل المتناهية 1/163 رقم 262 والحارث في مسنده كما في بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث للهيثمي 2/716 رقم706 كلهم من طريق أَبِي غَالِبٍ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الباهلي بعضهم ذكر القصة وبعضهم أختصر على الحديث.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن.
قلت في سنده أبي غالب وهو صدوق يخطئ، وقد تابعه سيار الأموي عند أحمد في مسنده 5/250 وذكر الحديث والقصة، وسيار هذا هو الأموي الدمشقي مولى معاوية، ويقال مولى خالد بن يزيد بن معاوية، وقد ذكره ابن حبان في ثقاته 4/335 ولم أجد من وثقه توثيقا صريحا إلا ما قال فيه الحافظ ابن جحر أنه صدوق التقريب1/427 وبهذه المتابعة يتضح لنا وجه تحسين الترمذي لطريق أبي غالب السابق،
وتابعهما صفوان بن سليم عن أبي أمامة الباهلي، أخرجه أحمد في مسنده 5/269 من طريق أنس بن عياض عن صفوان بن سليم، وسنده صحيح رجاله ثقات.(3/782)
695 - سمعت أحمد يقول: سمعت القاضي أبا الحسن علي بن الحسن(3/783)
بن علي بن مطرف الجراحي يقول: تُوُفِيَ أبو أحمد هارون بن يوسف بن هارون بن زياد، يومَ الأربعاء لأربعَ عشَرَة خلَتْ من ذي الحِجَّةِ، سنَةَ ثلاثٍ وثلاثِمائة.
وفيها مات عُمَر بن أيُّوب السَّقَطِي.
ومات قاسم المُطَرِّز (1) ودُفِن بمقبرة باب الكوفة سنةَ خمسٍ وثلاثِمائة.
ومات أبو خليفة الفَضْل بن الحُبَاب (2) بالبصرة لثلاثَ عشَرةَ خلَوْنَ من جُمادى الأولى سنةَ خمسٍ وثلاثِمائة.
_________
(1) قاسم المطرز: قاسم بن زكرياء بن يحيى أبو محمد ابن المطرز المقرئ أحد الثقات الأثبات سمع أبا كريب وسويد
ابن سعيد، وعنه الخلدي، وأبو الجعابي، تاريخ بغداد 12/441، والبداية والنهاية 11/144، وشذرات الذهب 4/27، وتهذيب التهذيب 8/314.
(2) أَبُو خَلِيفَةَ الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ: الفضل بن الحباب بن محمد بن شعيب أبو خليفة الجمحي البصري، من كبار شيوخ
أبي داود وأبي زرعة، وكان محدثا ثقة مكثرا راوية الأخبار والأدب فصيحا مُفوَّها، البداية والنهاية 11/144،
وسير أعلام النبلاء 14/7، وتذكرة الحفاظ 2/670، وشذرات الذهب 4/27.(3/784)
ومات عليُّ بْنُ إسحاق بن زاطِيا، (1) يوم الجمعة لأَرْبَعٍ بقَيْن من جمادى الآخرة سنَةَ ستٍ وثلاثِمائة.
وفيها مات أبو محمد القاسم بن أيوب التَّوَّزي (2) .
وفيها مات محمد بن الحسين بن شَهْريار (3) .
ومات أحمد بن سهل بن الفيرزان الأُشْناني أبو العباس المقرئ ثقة صدوق صاحب قراءة عاصم يوم الأربعاء لأرْبعَ عشْرَةَ خلَتْ من المحرَّمِ سنَةَ سَبْع.
ومات حامد بن شعيب البَلْخِيّ (4) ثقةٌ صدوقٌ يومَ الخميس لستٍّ
_________
(1) كتب الناسخ بمحاذاة هذا السطر كلمة ((زاطيا)) وكتب فوقها ((بيان)) إشارة منه إلى التوضيح.
وهو علي بن إسحاق بن زاطيا: هو أبو الحسن المخرّمي، سمع عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بن بكار بن الريان، وعنه أبو بكر الشافعي، وابن الزيات، كفّ بصره بآخره، وقال أبو بكر بن السنيِّ: لا بأس به، توفي في جمادى الأولى كذا في التاريخ الإسلام، انظر تاريخ بغداد 11/349 وسير أعلام النبلاء 14/253 وتذكرة الحفاظ 2/689 وميزان الاعتدال 3/114 وتاريخ الإسلام في حوادث ووفيات 301- 320 /191 ولسان الميزان 4/205.
(2) أبو محمد القاسم بن أيوب التوزي: لم أقف له علي ترجمة.
(3) محمد بن الحسين بن شهريار: أبو بكر القطان البلخي الأصل، روى عن الفلاس، وبشر بن معاذ، وعنه أبو بكر الشافعي، ومحمد بن عمر الجعابي، كذّبه ابن ناجية، وقال الدارقطني: ليس به بأس، تاريخ بغداد 2/232 والبداية والنهاية 11/146 وسير أعلام النبلاء 2/232 ولسان الميزان 5/138وسؤالات السهمي للدارقطني 0/94.
(4) حامد بن شعيب البلخي: حامد بن محمد بن شعيب بن زهير أبو العباس البلخي المؤدب، في الخطية ذكر الناسخ أنه مات سنة سبع وثلاثمائة وهو تصحيف، والصحيح تسع وثلاثمائة كما في المصادر التالية: تاريخ بغداد
8/169 وتاريخ الإسلام في حوادث ووفيات (301- 320 /251) ، والعبر 2/144 وشذرات الذهب2/258.(3/785)
خلَوْن من
المحرَّم سنة سبع.
وفيها مات [ل150/أ] أبو بكر بن المرْزُبَان المُخَرَّمِيّ.
مات أبو صخْرَة عبدُ الرحمن بنُ بحر القرشي (1) سنةَ عَشْرٍ وثلاثِمائة.
مات محمد بن هارون بن المُجدَّر البَيِّع يوم الأربعاء سَلخَ ربيعٍ الآخر من سنَةَ اثْنَتَيْ عشْرَةَ، وتوفي أبو بكر أحمد بن عبد الله بن سيف الفرائضي سنة ستَّ عَشْرَةَ.
مات أبو الطيب الكَوْكَبِيّ سنةَ سَبْعَ عشرة.
مات أبو محمد بن صاعد ودفن باب مقبرة الكوفة، وكان يومًا (2) عظيمَ المَنْظر سنةَ ثمانَ عشرَةَ، مولدُهُ سنةَ ثمانٍ وعشرين.
توفي أبو عبيد (3) بن حربويه الثقةُ المأمونُ لثلاثَ عشرَةَ بقَيْن من
_________
(1) أَبُو صَخْرَةَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بحر القرشي: عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن هلال أبو محمد القرشي السامي الكاتب البغدادي، وفي الخطية: ((أبو ضمرة عبد الرحمن بن بحر)) والتصحيح من مصادر الترجمة، وثقه الخطيب وابن الجوزي والذهبي، انظر تاريخ بغداد 10/285 وتاريخ الإسلام في حوادث 301-320 ص 272 وسير أعلام النبلاء 14/ 457.
(2) في الخطية (يوم) . وكتب الناسخ فوقه ضبّة.
(3) في الخطية: (أبو عبيدة) وظن الناسخ عدم وضوحها أو شك في صحة ذلك، فكتب في هامش الأصل (أبو عبيدة) أيضاً، والتصحيح من الروايات ذوات الأرقام التالية: (47، و65، و227، و882) .(3/786)
رمضان سنةَ تِسْعَ عشرَةَ.
توفي أبو عمر محمد بن يوسف القاضي (1) وصلَّى عليه ابنُه عمر بن محمد، وكان ثقة صدوقًا في سنةِ عشرين.
وفيها مات أبو الحسن محمد بن إبراهيم بن حفص بن شاهين (2) درب الزعفراني (3) يوم الاثنين فَجَاءَهُ وقد خَرجَ من الحمَّام في عافيةٍ لخمسٍ خَلَوْنَ من شهر رمضان.
696 - أنْشَدَنا أحمد، أَنْشَدَنا أبو القاسم مَنْصور بن جعفر بن مُلاَعِب، أنشَدَنا محمد ابن الحسن بن دُرَيْد لبعض العرب:
من تصدَّى لأَخيه
بالغِنىَ فهو أخوهُ
_________
(1) أبو عمر: محمد بن يوسف القاضي: محمد بن يوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن حماد بن زيد الأزدي مولاهم البغدادي القاضي، قال الخطيب كان لا نظير له الحكام عقلاً وحلماً وذكاءً، وحمل الناس عنه علما واسعا من الحديث والفقه، ولم ير الناس ببغداد أحسن من مجلسه، كان يجلس للحديث والبغوي عن يمينه وابن صاعد عن يساره وأبو بكر بن زياد النيسابوري بين يديه. تاريخ بغداد 3/401 والبداية والنهاية 11/193 وسير أعلام النبلاء 14/555 وشذرات الذهب 4/102 والنجوم الزاهرة 3/235.
(2) أبو الحسن محمد بن إبراهيم بن حفص بن شاهين: البغدادي البزاز، سمع محمد بن الوليد البسري والحسن بن أبي الربيع، وعنه أبو بكر الوراق والدارقطني وأبو حفص الكناني، تاريخ بغداد 1/408 والمنتظم 13/312.
(3) درب الزعفراني: درب الزعفران: بكرخ بغداد، كان يسكنه التجار وأرباب الأموال، وربما يسكنه بعض الفقهاء. معجم البلدان 2/510.(3/787)
رأى (1) منه مايَسُوهُ ... فإنِ احْتاجَ إليه
ـلَقَ (2) أقصاه بنوهُ ... يُكْرَم المُثْري فإن أَمْـ
سائلاً ما وَصَلوهُ ... لو رأى الناسُ نبِيًّا
زادِ كلبٍ أَكَلُوهُ ... [ل150/ب] وهم لو طعموا في
ـر بتسآل أفُوهُ ... لا تراني آخر الدهـ
ـمنِ يَكْثُرْ حارِمُوهُ ... إنَّ مَنْ يسأل سوَى الرحـ
قِ الْوَرَى طُرّاً (3) سَلوهُ ... والذي قامَ بأَرْزا
فاسْمَعوا منيِّ وَعُوهُ ... تلبسُوا أثوابَ عزّ
حِبِك الدَّهْرَ أخُوهُ ... أنتَ ما اسْتَغْنيتَ عن صا
مرَّةً مجّكَ فوهُ ... فإن احْتَجْتَ إليه
أَكْرِمِ المعروفَ مالم
تتبذَّلْ فيه الوجوهُ (4)
697 - أَنْشَدَنا أحمد، أنْشَدَنا منصور بن ملاعب، أَنشَدَنِي إبراهيم بن محمد نِفْطُويَة (5) لنفسه:
_________
(1) في الخطية: ((راء)) : مقلوب رأى. أو أن الأصل ((رأ)) والحرف المد المقصور ساقط.
(2) أملق: من الإملاق أي الافتقار، فرجل أملق من المال أي فقير منه، لسان العرب 10/ 348.
(3) طُراَّ: أي جميعا، وقولهم جاءوا طُراَّ، أي جميعا، وهو منصوب على المصدر أو الحال. لسان العرب 10/498.
(4) وقفت على هذه الأبيات في ديوان أبي العتاهية مع زيادة بيتين، انظر ص472.
(5) إبراهيم بن محمد نفطويه: بكسر النون وفتحها، والكسر أفصح والفاء ساكنة وفتح الطاء والواو وسكون الياء،
أبو عبد الله النحوي العتكي الأزدي الواسطي مشهور بنفطويه، قال الدارقطني: ليس بالقوي، وقال الخطيب: كان صدوقا، وقال المرزبان كان ثقة صدوقا، توفي سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة، وقيل سنة تسع عشرة وثلاثمائة، تاريخ بغداد 6/159 والبداية والنهاية 11/183 والوافي بالوفيات 6/130 والنجوم الزاهرة 3/249 وانباه الرواة على انباه النحاة 1/211.(3/788)
أَسْتغْفِرُ اللهَ ممَّا يعلمُ اللهُ
إنَّ الشَّقِيَّ لمنْ لَمْ يَرْحَمِ اللهُ
هَبْهُ تجاوَزَ لِي عَنْ كلِّ مَظْلَمةٍ
واسَوْءتا منْ حيَائي يومَ ألْقَاه (1)
698 - أخبرنا أحمد، أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْحَسَنِ الجَراحي، حدثنا أبو يعقوب إسحاق
ابن إِبْرَاهِيمَ الصَّيْدَلانِيُّ، (2) وَكَانَ يحفظُ حَدِيثًا وَاحِدًا لَمْ يكنْ عندَه غيرُه، حَدَّثَنَا أَبُو الأشعثِ أحمدُ ابن الْمِقْدَامِ، (3) حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: ((خَدِمْتُ النبيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَشَرَ سِنِينَ، فَمَا قاَلَ لِشَيءٍ عَمِلْتُهُ، لِمَ عَمِلْتُهُ؟ وَلاَ لِشَيءٍ لَمْ أَعْمَلْهُ، لِمَ لَمْ تعْمَلْهُ؟)) وذكر الحديث. (4)
_________
(1) أخرجهما الخطيب في تاريخ بغداد 6/159 من طريق منصور بن ملاعب به، كما ذكرهما صاحب انباه الرواة
1/211 بدون إسناد، وورد فيه ((لمن لم يسعد الله)) بدل ((لمن لم يرحم الله)) وجاء عند الخطيب في تارخه ((واسوءتاه)) بدل ((واسوءتا)) .
(2) إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَبُو يَعْقُوبَ الصيدلاني، قال الخطيب حدث عن أبي الأشعث، لم يكن عنده غير حديث واحد، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، مات سنة خمس وعشرين وثلاثمائة، تاريخ بغداد 6/396.
(3) أَبُو الأَشْعَثِ أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ: العجلي البصري، وثقه النسائي، وقال أبو حاتم: محله الصدق، وقال ابن عدي: هو من أهل الصدق حدث عنه أئمة الناس، وقال الحافظ ابن جحر: صدوق صاحب حديث، طعن أبو داود في مرووته، والكامل1/179 والتعديل والتجرح 1/323 وتهذيب التهذيب 12/15 والتقريب 1/85.
(4) حديث صحيح، إسناد المؤلف حسن لغيره، وأبو الحسن الجراحي أثنى عليه العتيقي وقال: فيه تساهل، وأبو الأشعث صدوق، ولم ينفرد به بل تابعه غيره.
أخرجه مسلم في الفضائل باب كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم أحسن الناس خلقا، 4/1804 رقم , ((2309)) من طريق حماد بن زيد به، ولفظه: ((خدمت رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم عشر سنين ما قال لي أفًّا قط، ولا قال لي لشيء لم فعلت كذا، وهلا فعلت كذا)) .
وأخرجه البخاري في الأدب باب حسن الخُلُق والسخاء وما يكره من البخل، 10/456 رقم ((6038)) ومسلم في الفضائل باب كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم أحسن الناس خُلُقاً 4/1804 رقم ((2309)) من طريق سلاّم
ابن مسكين عن ثابت به.
وأخرجه البخاري في الوصايا: باب استخدام اليتيم في السفر والحضر، 5/395 رقم ((2768)) وفي الديات: باب من استعان عبدا أو صبيا، 12/253 رقم ((6911)) ومسلم في الفضائل: باب كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم أحسن الناس خلقا، 4/1804 رقم ((2309)) من طريق إسماعيل بن إبراهيم عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ عن أنس به، وليس فيه تحديد سني الخدمة.
وأما بقية الحديث: فقد أخرجه البخاري في المناقب: باب صفة النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، 6/563 رقم ((3561)) ومسلم في الفضائل: باب طيب رائحة النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولين مسه، 4/1814 رقم ((2330)) من طريق حماد بن زيد به، ولفظه عند البخاري: ((ما مسست حريرا ولا ديباجا ألين من كف النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا شممت ريحا قط أو عرفا قط أطيب من ريح أو عرف النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)) . وعند مسلم ((عرق)) بدل ((عرف)) .
وأخرجه مسلم بمعناه في الفضائل: باب طيب رائحة النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، من طريق سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ عَنْ ثَابِتٍ به.
وأخرجه البخاري في الصيام: باب ما يذكر من صوم النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وإفطاره 6/215 رقم ((1973)) .
وقد أخرجه كاملا كما أشار المصنف الإمام الترمذي في سننه في البر: باب ما جاء في خُلق النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - 4/368 رقم 2015.(3/789)
699 – أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الحسن بن جعفر، حدثنا محمد بن جعفر القتات القرشي، حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حدثنا بسام الصيرفي (1) قال: ((سَأَلْتُ مُحمَّدَ
ابنَ علي، (2) عن الصَّلاةِ
_________
(1) بسام الصيرفي: هو بسام بن عبد الله الصيرفي، قال ابن حبان يخطئ، وقال الذهبي: ثقة، الثقات 6/119 والكاشف 1/265.
(2) محمد بن علي: هو الباقر أبو جعفر ثقة فاضل.(3/790)
خَلْفَ بَني أُمِيَّةَ؟، قال: صلِّ خَلْفَهُمْ، فإنَّا نُصَلِّي خَلْفَهُمْ، قلت: إنَّ
[ل151/أ] النَّاسَ يَزْعُمون أنَّ ذلك مِنْكُم تَقِيَّة، (1) قال: كَذَبوا، كان الحسنُ والحسينُ عليهما السلام (2) يَبْتَدِرَان إلى مروانَ (3) فَيُصلِّيان خَلْفَهُ فإذا صَعِدَ المِنْبَر سبّهُ الحسنُ والحسينُ، أَوَكانَ هذا تَقِيَّة؟)) (4) .
700 – سمعت أحمد يقول: سمعت أبا بَكْرِ بْنَ شَاذَانَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أبا عيسى عبد الرحمن ابن زَاذَانَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مَخْلَدٍ الرزَّاز يَقُولُ:
_________
(1) التقية: في مفهوم الشيعة معناها أن يظهر الشخص خلاف ما يبطن، أي معناها النفاق والكذب والمراوغة في خداع الناس، لا التقية التي أباحها الله للمضطرب المكرَه. انظر فرق معاصرة تنتسب إلى الإسلام للدكتور غالب بن علي العواجي: 1/195.
(2) وأما قوله: ((عليهما السلام)) : فهذا خلاف ما عليه الجمهور، فقد قالوا أن الأولى عدم إفراد غير الأنبياء بالصلاة، لأن هذا قد صار شعارا لأنبياء، إذا ذكروا فلا يلحق بهم غيرهم، وأما الصلاة على غير الأنبياء على سبيل التبعية كما جاء في الحديث: ((اللهم صل على محمد وآله وأزواجه)) فهذا جائز بالإجماع، انظر سورة الأحزاب آية رقم: ((56)) من تفسير ابن كثير.
(3) مروان: هو بن الحكم بن أبي العاص بن أمية القرشي الأموي، ثقة لا تثبت له صحبة، التقريب1/525.
(4) إسناده ضعيف فيه أبو سعيد الحسن بن جعفر قال العتيقي فيه تساهل، ومحمد بن جعفر القتات ضعفه غير واحد، وقال الدارقطني: تكلموا في سماعه من أبي نعيم. وفيه انقطاع بين محمد بن علي والحسن والحسين.
ولم أجد من ذكر هذه القصة بهذا اللفظ لكنه جاء في تاريخ الإسلام في حوادث ووفيات 61-80/232 وفي سير أعلام النبلاء 3/477-478 أن الحسين كان يُسَابُّ مروان بن الحكم، فجعل الحسن ينهاه، وفي سنده أبو يحيى النخعي، قال الذهبي: لا أعرفه.
وذكر ابن كثير عن محمد بن علي عن أبيه أن الحسن والحسين كانا يصليان خلف مروان ولا يعيدان، هكذا ورد في البداية والنهاية 8/358.(3/791)
((كُنْتُ عِنْدَ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، وجاءَهُ رجلٌ، فَقَالَ لهُ شَيْئًا لمَْ أَفْهَمْه، فَقَالَ لَهُ: اصبِرْ فإنَّ الصَّبْرَ معَ النَّصْرِ، ثُمَّ قال: سمعت عفان بن مسلم يقول: وحدثنا هَمَّامٌ، (1) عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ: ((وَالنَّصْرِ مَعَ الصَّبْرِ، وَالْفَرَجُ مَعَ الْكَرْبِ، {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً، إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً} (2)) ) (3) .
701 - سمعت أحمد يقول: سمعت أبا بكر بن شاذان يقول: ((سَأَلْتُ أبا عيسى (4) في أي سنة ولدت؟، قال: وُلِدْتُ في سنَةِ إحدى وعشرين ومائتين، وسألته في أي سنة مات أحمدُ بن حنبل؟، فقال: سنة إحدى وأربعين ومائتين، وصلَّيْتُ علَيْهِ مرَّتَيْن، صلَّى عليه عمٌّ (5) كانَ لهُ، وجاءَ عبدُ الله ابن إسحاق بن إبراهيم فصَلَّى عليه، وصَلَّيْتُ
_________
(1) همام: هو همام بن يحيى بن دينار العوذي بفتح المهملة وسكون الواو وكسر المعجمة أبو عبد الله أو أبو بكر البصري.
(2) سورة الشرح آية رقم (5و6) .
(3) حديث باطل، وهذا إسناد ساقط فيه عبد الرحمن بن زاذان وهو متهم.
أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد 10/287 والمزي في تهذيب الكمال: 1/465، والذهبي في ميزان الاعتدال: 4/279، من طريق عبد الرحمن بن زاذان به، وهو حديث باطل كما قال الحافظ الذهبي وتبعه في ذلك ابن حجر، في لسان الميزان: 3/415.
(4) أبو عيسى: هو عبد الرحمن بن زاذان.
(5) عم له: إسحاق بن حنبل بن هلال أبو يعقوب الشيبان قال الخطيب: كان ثقة، توفي سنة ثلاث وخمسين ومائتين، تاريخ بغداد 6/369(3/792)
عليه أيضًا، وكان حَرًّا شديدًا (1)) ) . (2)
702 - أَخْبَرَنَا أحمدُ، حَدَّثَنَا محمدُ بْنُ إبراهيم الكُهَيْلِي بالكوفة، حدثنا أبو جعفر الحَضْرَمِيّ (3) ، حدثنا عوفُ بن سلام، حدثنا مَنْدَل، عن إسماعيلِ بن سليمان، (4) [ل151/ب] عَنْ أبي عُمَر الأزدي، عن ابْنِ الحنفية (5) في قوله عز وجل {سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا} (6) . قال: لا تَلْقَى مُؤْمِنًا إلاَّ وفي قَلْبِه وُدٌّ لِعَلِيِّ وأَهْلِ بَيْتِه عَليهم
_________
(1) في الأصل (حر شديد) وعلى كل كلمة ضبّة) .
(2) رجال إسناده ثقات، إلا أبا عيسى عبد الرحمن بن زاذان، وهو متهم، أخرجه الخطيب تاريخ بغداد 10/287 عن أبي بكر بن شاذان به غير أن أبا عيسى لم يذكر غير السنة التي توفي فيها الإمام أحمد، ولم يذكر بقية الرواية.
(3) هو محمد بن عبد الله بن سليمان الحافظ المطيّن الحضرمي، وثقه الدارقطني والخليل، حط عليه محمد بن عثمان بن أبي شيبة، وحط هو على ابن أبي شيبة، وقال ابن أبي حاتم: صدوق، ووثقه الذهبي، وقال: ثقة وثقه الناس، وأصغوا إلى ابن أبي شيبةن ثم قال: فلا يعدّ غالبا كلام الأقران، توفي سنة سبع وتسعين ومائتين، تذكرة الحفاظ 2/662، والعبر 2/108، وميزان الاعتدال 3/607، ولسان الميزان 5/233، سير أعلام النبلاء 14/41.
(4) إسماعيل بن سلمان: بن أبي المغيرة الأزرق الكوفي، قال ابن معين: ليس حديثه بشيء، وقال النسائي: متروك، وقال أبو زرعة وأبو حاتم والدارقطني والساجي والذهبي والحافظ ابن حجر ضعيف..انظر الضعفاء والمتروكون 1/257 وتهذيب الكمال 3/105والكاشف 1/246 وتهذيب التهذيب 1/265 والتقريب 1/107.
(5) ابن الحنفية: هو محمد بن الحنفية بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أبو القاسم الهاشمي المدني ثقة عابد، التقريب 1/497.
(6) انظر سورة مريم آية رقم ((96)) .(3/793)
السَّلاَم. (1)
703 - أخبرنا أحمدُ، حدثنا عمرُ بن إبراهيم المُقْرئ، حدثنا أبو يوسفُ يعقوب بن عبد الرحمن الدَّعاَّء، (2)
حدثنا علي بن أحمد المصري، حدثنا عليُّ بن داود، (3) حدثنا عبدُ الله بن صالح، (4) عن معاويةَ بن
_________
(1) وهذا الأثر ضعيف جدّاً: فيه محمد الكهيلي لم أجد له ترجمة، وأبو جعفر الحضرمي وأبو عمر الأزدي لم أميّزهما، ومندل
ابن علي ضعيف، وإسماعيل بن سلمان ضعفه غير واحد وتركه النسائي، ولعل الحمل عليه، خاصة أن ابن عدي قد قال فيه أن حديث الطير وغيره من الأحاديث البلاء فيها منه. وأما قوله عليهم السلام فقد تقدم التعليق عليه رواية رقم ((13)) .
أخرجه الآجري في الشريعة 4/7166 رقم ((1222)) من طريق عبد الله بن صالح، عن مندل به.
(2) أبو يوسف يعقوب بن عبد الرحمن الدَّعّاء بتشديد الدال والعين وفتحها الجصاص بفتح الجيم والصاد المشددة المهملة وفي آخرها صاد أخرى، هذه النسبة إلى العمل بالجص، وتبييض الجدران. قال الخطيب في حديثه وهم كثير. وقال
أبو محمد الحسن بن غلام الزهري: ليس بالمرضي. تاريخ بغداد 14/294 والأنساب 3/260 والعبر 2/227 وميزان الاعتدال 4/453 وسير أعلام النبلاء 15/296 ولسان الميزان 6/308.
(3) علي بن داود: بن يزيد أبو الحسن التميمي القنطري بفتح القاف وسكون النون الأدمي. قال الخطيب: ثقة. وذكره ابن حبان في ثقاته. وقال الذهبي: صالح الحديث، لكنه روى خبرا منكرا فتكلم فيه لذلك. تاريخ بغداد 11/424 والثقات 8/473 وميزان الاعتدال 4/460 وسير أعلام النبلاء 13/143 وشذرات الذهب 2/331.
(4) عبد الله بن صالح: المصري أبو صالح، كان ابن معين يوثقه، وقال ابن المديني: ضربت على حديث كاتب الليث، ولا أروي عنه شيئا. وقال أبو حاتم: هو أمين صدوق. وقال النسائي: ليس بثقة. وقال ابن عدي: مستقيم الحديث إلا أنه يقع في حديثه غلط ولا يتعمد الكذب. وقال أبو زرعة: لم يكن عندي ممن يتعمد الكذب، وكان حسن الحديث. وقال ابن حبان: كان في نفسه صدوقا. وقال ابن حجر: صدوق كثير الغلط، ثبت في كتابه، وكانت فيه غفلة. الجرح والتعديل 5/86 والضعفاء والمتروكون 0/63 وتاريخ بغداد 9/480 وميزان الاعتدال 2/44 وتهذيب التهذيب 5/256 والتقريب 1/308.(3/794)
صالح، (1) عن عليِّ بن أبي طلحة، (2)
عن ابنِ عباس في قوله:
{قُرْآناً عَرَبِياً غَيْرَ ذِي عِوَجٍ} (3) . قال: غَيْرَ مَخْلُوق (4) .
_________
(1) معاوية بن صالح: أبو عمرو الحضرمي الحمصي قاضي الأندلس. وثقه ابن سعد وابن معين وأحمد وأبو زرعة والعجلي والنسائي. وقال ابن معين مرة: صالح. وقال أبو حاتم: صالح الحديث، حسن الحديث، لا يحتج به. وقال ابن عدي: صدوق إلا أنه يقع في حديثه إفرادات. وقال الذهبي: لم يحتج به البخاري. وقال الحافظ ابن حجر: صدوق له أوهام. الطبقات الكبرى 7/521 والمعرفة والتاريخ 2/426 والجرح والتعديل 8/382 وتذكرة الحفاظ 1/176 وتهذيب التهذيب 10/209 والتقريب 1/538.
(2) علي بن طلحة: هو أبو الحسن واسم أبي طلحة سالم مولى آل عباس. قال أحمد: له أشياء منكرات. وقال ابن أبي حاتم: روى عن ابن عباس مرسل. وقال دحيم: لم يسمع علي بن أبي طلحة من ابن عباس التفسير. ووثقه ابن حبان.. وقال الحافظ: صدوق يخطئ، أرسل عن ابن عباس ولم يره. الضعفاء الكبير 3/234 والجرح والتعديل 6/188 والثقات 2/156 والتقريب 1/402.
(3) انظر سورة الزمر رقم ((28)) .
(4) هذا الأثر في إسناده علي بن أحمد المصري لم أجد له ترجمة، وعلي بن أبي طلحة، تقدم كلام أحمد فيه أن له منكرات، إلى جانب أنه لم يسمع من ابن عباس، إضافة إلى أن فيه معاوية بن صالح وهوصدوق له أوهام، وعبد الله
ابن صالح صدوق سيء الحفظ أيضا، وأبو يوسف الدعا في حديثه وهم كثير.
أخرجه الآجري في الشريعة 1/495- 496 رقم ((160)) ، من طريق عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح به. وإسناده حسن، وظاهره الانقطاع إذ لم يسمع ابن أبي طلحة من ابن عباس، ولكن كان صاحب صحيفة في التفسير بمصر، قال عنها الإمام أحمد: ((بمصر صحيفة في التفسير رواها علي بن أبي طلحة لو رحل رجل فيها إلى مصر قاصدا ما كان كثيرا.)) الإتقان للسيوطي 2/188، وقال ابن حجر: ((هذه النسخة كانت عند أبي صالح كاتب الليث، رواها عن معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس، وهي عند البخاري عن أبي صالح، وقد اعتمد عليها في صحيحه كثيرا، فيما يعلقه عن ابن عباس، وقد اعتمد عليها لكون الواسطة بينهما معروفة، وهو إما مجاهد، أو سعيد بن جبير، ولذا قال ابن حجر بعد ما عرف الواسطة وهوثقة. تهذيب التهذيب 7/339، وفي الشريعة للآجري 1/495 496، قال: قال حمُّويه بن يونس: بلغ أحمد بن حنبل هذا الحديث، فكتب إلى جعفر بن محمد بن فضيل ليكتب إليه بإجازة، فكتب إليه بإجازة، فسُرَّ أحمد بهذا الحديث، وقال: كيف فاتني عن عبد الله بن صالح هذا الحديث. وأخرجه الأصبهاني في الحجة في بيان المحجة 2/198، دون إسناد.
وعزاه ابن حجر في الفتح في كتاب التفسير 8/548، والسيوطي في الدر المنثور 7/223، إلى ابن مردوية. حيث قال ابن حجر: وأخرج ابن مردويه من وجهين ضعيفين عن ابن عباس في قوله ((غير ذي عوج)) قال: ليس بمخلوق.(3/795)
704 - أَخْبَرَنَا أحمدُ، حَدَّثَنَا إسحاقُ بْنُ سَعْدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ سُفْيَانَ قدِمَ عليْنَا، حَدَّثَنَا جَدِّي، حَدَّثَنَا هُدْبةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا حمادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((لَمَّا نُفِخَ فِي آدَمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، فَبَلَغَ الرُّوحُ رَأْسَهُ عَطَسَ، فَقَالَ: الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَقَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ: يَرْحَمُكَ اللهُ)) (1)
_________
(1) حديث صحيح، رجال إسناده ثقات.
أخرجه ابن حبان في صحيحه 14/37 رقم ((6165)) . من طريق الحسن بن سفيان به مرفوعا.
وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/263، من طريق موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة به موقوفا. وقال: هذا حديث صحيح الإسناد على شرط مسلم وإن كان موقوفا فإن إسناده صحيح بمرة.
وقلت: وهذا من قبيل تعارض الرفع والوقف، ولكن المرفوع أولى لأن الحمل فيه على حماد، لأنه ساء حفظه فصار تارة يرفعه وتارة يوقفه، ولأنه ليس مما للرأي فيه مجال.
وللمرفوع شاهد من حديث أبي هريرة، وقد رُوي عنه من طرق:
1: ما أخرجه ابن أبي عاصم في السنة 1/90 رقم ((205)) ، وابن حبان في صحيحه 14/36 رقم ((6164)) ، من طريق مبارك بن فضالة، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ خَبِيبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أبي هريرة مرفوعا. وفيه زيادة: ((ولذلك سبقت رحمته غضبه)) وفي إسناده مبارك بن فضالة، وهو صدوق يدلس ويسوّي، التقريب 1/519، وقد صرح بالتحديث عند ابن أبي عاصم عن شيخه ولكن يُخشى من أن يكون دلّس تدليس التسوية.
2- طريق سعيد المقبري عنه: أخرجه الترمذي في كتاب التفسير: باب من سورة المعوذتين، 5/353 رقم ((3368)) ، وقال: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. وابن أبي عاصم في السنة 1/91 رقم ((206)) ، والنسائي في السنن الكبرى 6/63 رقم ((10046)) ، والطبري في تاريخه 1/9، وابن حبان في صحيحه 14/40 رقم ((6167)) ، والحاكم في المستدرك 1/64، و4/233، وقال: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي، وعنه البيهقي في الأسماء والصفات 0/324، من طريق عن الحارث بن عبد الرحمن، عن سعيد المقبري به مطولا ومختصرا. وفي إسناده: الحارث بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ذباب الدوسي وهو صدوق يهم. التقريب 1/146، وقد جزم الذهبي في ميزانه بأنه ثقة.
1/437، وهو مهما قيل فيه لا ينحط به حديثه عن درجة الحسن.
3- الشعبي عنه: أخرجه الحاكم في المستدرك 1/64، من طريق مخلد بن مالك، عن أبي خالد الأحمر، عن داود
ابن أبي هند، عن الشعبي به، ورجال إسناده كلهم ثقات، وقد صححه الحاكم ووافقه الذهبي.
4- طريق أبي صالح عنه: أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى 2/180، وقال: حسن صحيح وقد روي من غير وجه عن أبي هريرة، والطبري في تاريخه 1/96، والحاكم في المستدرك 2/585، من طريق عن أبي صالح به، وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم.
5- من طريق أبي سلمة حماد بن سلمة عنه: أخرجه الطبري في تاريخه 1/96، من طريق أبي الأحمر سليمان بن حبان، عن مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سلمة به. وهذا إسناده حسن فيه محمد بن عمرو وهوحسن الحديث، وبقية رجاله ثقات.
وأما الموقوف فله شاهد من قول ابن عباس: أخرجه الحاكم في المستدرك 2/287 من طريق محمد بن سلمة، عن خُصَيف بن عبد الرحمن، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ به. وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. قلت: وخصيف هذا صدوق سيء الحفظ وضعفه أحمد وغيره. انظر الكاشف 1/273 وتهذيب التهذيب 3/123 والمجروحين 1/287، التقريب: 1/193، ولكن طالما رجحنا المرفوع فالموقوف معلول لا يتقوى.(3/796)
705 - أخبرنا أحمدُ، حدثنا أبو الحسين يَحْيَى بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ(3/797)
الإِمَامُ بِمَدِينَةِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بقِرَاءَتي عَلَيْهِ، حَدَّثَنَا أحمدُ بْنُ عَمْرٍو الْمَدِينِيُّ، حَدَّثَنَا يونس بن عبد الأعلى، حدثنا سفيان ابْنُ عُيَيْنَة، عَنِ الزُّهْرِي، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، ((أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنِ السَّاعَةِ؟، فَقَالَ: مَا أَعْدَدْتَ لهَاَ؟ قَالَ: حُبَّ اللهِ وَرَسُولِهِ، قَالَ: أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ)) . (1)
706 - أَخْبَرَنَا أحمدُ، حَدَّثَنَا عثمانُ بْنُ محمد بن [ل152/أ] القاسم الأدمي، حدثنا عبدُ الله بن إسحاق المَدَائِنِي، حدثنا أحمدُ بن سِنَان قال: ((قالَ لِي أَبو سَعِيد الحَدَّاد في شَيءٍ: أَخْطَأْتَ، قال: قلتُ له: بل أنت أَخْطَأتَ إذْ ظَنَنْتَ أَنِّي لا أُخْطِئ)) . (2)
_________
(1) حديث صحيح مخرج في الصحيحين، ورجال إسناد المؤلف ثقات إلا يحيى بن الحسين فإني لم أجده.
أخرجه مسلم في البر والصلة والآداب: باب المرء مع من أحب، 4/2032 رقم ((2639)) ، من طريق زهير بن حرب ومحمد بن عبد الله بن نمير وابن أبي عمر كلهم عن سفيان بن عيينة به.
وأخرجه البخاري في الأدب: باب ما جاء في قول الرجل ويلك، 10/553 رقم ((6167)) ، ومسلم في البر والصلة والآداب: باب المرء مع من أحب، 4/2033 رقم ((2639)) ، من طريق شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ به.
وأخرجه البخاري في الأدب: باب علامات الحب في الله 10/557 رقم ((617)) ، ومسلم في البر والصلة: باب المرء مع من أحب، 4/2033 رقم ((2639)) .
وأخرجه مسلم أيضا من طريق هشام، عن قتادة، عن أنس به، ومن طريق أبي الربيع العتكي، عن حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ البناني، عن أنس. ومن طريق معمر بن راشد، عن الزهري به. ومن طريق منصور، عن سالم بن أبي الجعد، عن أنس. ومن طريق إِسْحَاقَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي طلحة، عن أنس.
(2) رجاله ثقات، وأحمد بن سنان لعله الواسطي القطان وهو ثقة من رجال التقريب، وأورده الخطيب في تاريخه 4/138 من طريق عبد الله بن إسحاق، عن أحمد بن سنان قال: سمعت أبا سعيد الحداد يقول: قال لي عبد الرحمن بن مهدي وقد ذكرت شيئا: ((أخطأت، فقلت له: أخطأت أنت إذ ظننت أني لا أخطئ)) .
لعل هذه الحكاية وقعت بين أبي سعيد وأحمد بن سنان مرة، كما وقعت أيضا بين أبي سعيد الحداد وعبد الرحمن
ابن مهدي مرة أخرى، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.(3/798)
707 - سمعت أحمدَ يقول: سمعت أبا عمر بن حَيُّويَة يقول: سمعت أبا بكر بن أبي داود يقول: سمعت سَلَمةَ بن شَبِيْب يقول: سمعت عبدَ الرَّزاق يقول: سمعت مَعْمَراً يقول: سمعت الزُّهْرِيَّ يقول: ((إِذَا طالَ المَجْلِسُ كانَ للشَّيطانِ فيه نَصيبٌ)) (1) .
708 - أَخْبَرَنَا أحمدُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ فَهْدٍ الْمَوْصِلِيُّ الْقَاضِي، (2) حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْجبارِيُّ، (3)
حَدَّثَنَا أَبُو
_________
(1) رجاله ثقات، وقد تقدم تخريجه في رواية رقم (113) وسيتكرر هذا النص أيضاً في رواية رقم (936) .
(2) أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ فَهْدٍ الْمَوْصِلِيُّ الْقَاضِي، قال الخطيب: سألت البرقاني عن ابن فهد فقال: ما علمت منه إلا خيرا، وسألت عنه مرة أخرى فقال: ليس به بأس قد كان يوثق. تاريخ بغداد 8/9.
(3) أحمد بن الحسن الجباري: ولم أقف له على ترجمة، وكلمة (الجباري) في الخطية غير واضح. ولم اهتد إليه لا من خلال شيوخ الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ فَهْدٍ، ولا من خلال تلامذة أبي حفص القاضي، ولم أجده ممن ينسبون إلى الجباري ولا إلى الجاري، والجاري نسبة إلى قرية من قرى أصبهان، وأما الجرادي فقد وجدت من اسمه أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ
أَبُو الْعَبَّاسِ الجرادي الموصلي أيضاً، وقد ذُكر في أثناء الإسناد، وضمن تلامذة بعض الشيوخ، ما جعلني أقول: لعّل ثَمَّةَ تصحيف في اسم أبيه ونسبته، والله أعلم، انظر صحيح بن حبان: 2/347، و5/285، والتهميد لابن عبد البر:
2/151، وحلية الأولياء: 4/178، والاكمال لابن نقطة: 2/266، وتهذيب الكمال: 6/392، و11/66،
و20/362، و31/275، وتهذيب التهذيب: 4/78، و5/100، و7/260.(3/799)
حَفْصٍ قَاضِي حَلَب، (1) حَدَّثَنَا محمَّدُ بْنُ أَبِي سُكَيْنَةَ البَهْرَاني، (2) حَدَّثَنَا ابنُ أَبِي روَّاد، عَنْ أَبيه، (3) عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ (4) قَالَ:
((ذكرْتُ حَدِيثًا رواهُ ابنُ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ: ((مَا حَقُ امْرِئٍ يَبِيْتُ ثَلاَثاً إِلاَّ
وَوَصِيَّتُهُ عِنْدَ رَأْسِهِ)) . فدَعَوْتُ بِدَوَاةٍ وقِرْطاسٍ لأَكْتُبَ وصيَّتِي، وَجاءَني النَّوْمُ، فَنِمْتُ، فَبَيْنَا
أَنَا نائمٌ، إذْ دَخَلَ عليَّ داخلٌ أبيضُ الثِّيابِ، حَسَنُ الوَجْهِ، طَيِّبُ الرَائحَةِ، فقلتُ: يَا هَذا،
مَنْ أَدْخَلَكَ دَاري؟، قَالَ: أَدْخَلَنِيهَا رَبُّها، قلتُ: فَمَنْ أَنْتَ؟، قَالَ: مَلَكُ المَوْتِ، قَالَ:
فَرُعِبْتُ مِنْهُ، فَقَالَ: لَنْ تُرَع، إِنِّي لمْ أُومَرْ بِقَبْضِ روحِكَ، قَالَ: قُلْتُ: اكْتُبْ لِي بَرَاءَةً مِنَ النَّارِ، (5) قَالَ: هَاتِ دَوَاةً
_________
(1) أبو حفص: هو عمر بن الحسن بن نصر أبو حفص القاضي الحلبي، مات سنة ست أو سبع وثلاثمائة، وثقه الدارقطني. انظر سؤالات الحاكم للدارقطني: 0/131، وتاريخ بغداد 11/221 وسير أعلام النبلاء 14/254 تاريخ الإسلام في حوادث ووفيات 301-320/214.
(2) محمد بن أبي سكينة: واسم أبي سكينة زياد بن مليك، قال الحافظ ابن حجر: وهو جائز الحديث لأنه مجهول الحال لم يوثق ولم يضعف. لسان الميزان 7/55.
(3) أبوه: ميمون بن عمارة، وقيل: أيمن بن بدر أبو روّاد المكي العتكي، يروي عنه ابنه عبد العزيز، ذكره البخاري وابن أبي حاتم دون جرح ولا تعديل، وذكره ابن حبان في ثقاته، الكنى للبخاري 0/31، والجرح والتعديل 9/372، والثقات 5/417، والمقتنى في سرد الكنى 1/240.
(4) أبوه: أسلم أبو زيد العدوي مولى عمر ثقة مخضرم. التقريب 1/104.
(5) وأما قوله: اكْتُبْ لِي بَرَاءَةً مِنَ النَّارِ: فالبراءة من النار لا تكون إلا بملازمة طاعة الله ورسوله حتى الممات، مع إرجاع ذلك إلى الله تعالى، إذ لا يدخل أحد الجنة بعمله، وإنما يدخلها المؤمن بعد أن يتغمّده الله برحمته.(3/800)
وقِرْطاساً، [ل152/ب] فَمَدَدْتُ يَدِي إِلَى الدَّواةِ والقِرْطاس
الَّذي نِمْتُ وَفِي قَلْبِي أَنَّه عندَ رأسِي، فَنَاوَلْتُه، فَكتب فِي الْقِرْطَاسِ بِسْمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ، أستغْفِرُ اللهَ، أستغْفِرُ اللهَ، حتىَّ ملأَ بطْنَهُ وظَهْرَهُ، ثُمَّ نَاوَلَنِي، فَقَالَ: هَذِهِ براءَتُكَ مِنَ النَّارِ،
فَقُلْتُ: يَرْحَمُكَ اللهُ، اكْتبْ لِي كَمَا وعَدْتَني، فَقَالَ: هَذِهِ براءَتُكَ، وانْتَبَهْتُ فَزِعًا، فَدَعَوْتُ بِالسِّراج ونظَرْتُ، فَإِذَا القِرْطاسُ الَّذي تحتَ رأسِي مَكْتوبٌ في بطْنِهِ وظاهره، أستغْفِرُ اللهَ، أستغْفِرُ اللهَ)) (1) .
709 - أَخْبَرَنَا أحمدُ، حَدَّثَنَا إسحاقُ بْنُ سَعْدِ بْنِ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا جدِّي، حَدَّثَنَا سعدُ
ابن يَزِيدَ الفَرَّاء، (2) حَدَّثَنَا إبراهيمُ بْنُ طَهْمان، (3) عَنْ
_________
(1) في إسناده من لم أقف له على ترجمة.
وأما الحديث فأخرج مسلم في الوصية: باب 3/1250 رقم ((1627)) من طرق عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ أبيه أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((مَا حق امرئ مسلم له شيء يوصي به يبيت ثلاث ليال إلا ووصيته عنده مكتوبة)) . بدون ذكر الرؤية.
(2) في الخطية سعيد بن يزيد الفراء: وفي كتب التراجم سعد بن يزيد أبو الحسن النيسابوري الفرّاء، وهو الصواب، ذكره ابن حبان في ثقاته. وقال الذهبي: محله الصدق. الثقات 8/283، سير أعلام النبلاء 10/480.
(3) إبراهيم بن طهمان: أبو سعيد الخراساني، قال عبد الله بن المبارك: صحيح الكتب. وقال ابن معين: لا بأس به. وقال أحمد: ثقة. وقال مرة: صحيح الحديث مقارب، إلا أنه كان يرى الإرجاء. وقال أبو حاتم: صدوق حسن الحديث. وقال أبو داود: ثقة. وقال ابن عمار: ضعيف وهو مضطرب الحديث. وقال العقيلي: كان يغلو في الإرجاء. وقال ابن حجر: ثقة يغرب تكلم فيه للإرجاء، ويقال رجع عنه، تاريخ ابن معين برواية الدارمي رقم (179) والضعفاء الكبير 1/56، الجرح والتعديل 2/107، تاريخ بغداد 6/105،(3/801)
سُهَيْلِ بْنَ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ تميمٍ الدَّاري، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((الدِّينُ النَّصِيحَةُ، قَالُوا لِمَنْ يَا رَسُولَ اللهِ
- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟ قَالَ: لِلَّهِ، وَلِكِتَابِهِ، وَأَئِمَّةِ الْمُؤْمِنِينَ، أَوْ قَالَ: أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ (1) ، وَعَامَتِهِمْ)) (2) .
710 - أخبرنا أحمدُ، حدثنا أبو عمر بْنُ حَيُّوَيْهِ مِنْ لَفْظِهِ، حَدَّثَنَا عبدُ اللهِ بن سليمان
ابن الأَشْعَثِ، حَدَّثَنَا أحمدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحمن بْنِ وَهْبٍ، حَدَّثَنَا محمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيّ، حَدَّثَنَا مالكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عبد الله ابن أَبِي طَلْحَة، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: ((رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَحَانَتْ صَلاةُ الْعَصْرِ وَالْتَمَسَ النَّاسُ الْمَاءَ فَلَمْ يَجِدُوهُ، فَأُتِيَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِإِنَاءٍ، [ل153/أ] فَوَضَعَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَدَهُ فيِ الْمَاءِ، فَرَأَيْتُ الْمَاءَ يَنْبُعُ مِنْ تَحْتِ أَصَابِعِ رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَتَوَضَّأَ النَّاسُ حَتىَّ تَوَضَّأَ مِنْ عِنْدِ آخِرِهِمْ)) (3) .
_________
(1) في الخطية: (المؤمنين) فضرب عليها الناسخ وأثبت في هامش الخطية (المسلمين) وكتب (صح) .
(2) حديث صحيح، رجال إسناده ثقات.
أخرجه مسلم في الإيمان: باب بيان أن الدين النصيحة، 1/74 رقم ((55)) ، من طرق عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ به. ولفظه: ((أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قال: إن الدين النصيحة، قلنا: لِمَنْ؟، قَالَ: للَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ ولأئمة المسلمين وعامتهم)) .
وعلّقه البخاري في الإيمان: باب قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم الدين النصيحة لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ، 1/ 30.
(3) حديث صحيح مخرج في الصحيحين، وهذا إسناد حسن فيه أحمد بن عبد الرحمن وهوصدوق تغير بأخرة لكن تابعه غير واحد.
أخرجه مالك في الموطأ في الطهارة: باب جامع الوضوء، 1/32، ومن طريقه الشافعي في المسند 2/186، والبخاري في الوضوء: باب التماس الوضوء إذا حانت الصلاة، 1/271 رقم ((169)) ، وفي المناقب: باب علامات النبوة في الإسلام 6/580 رقم ((3573)) ، ومسلم في الفضائل: باب معجزات النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، 4/1783 رقم ((2279)) .
وأخرجه البخاري في الوضوء: باب الوضوء من التَّور 1/304 رقم ((200)) ، وفي المناقب: باب علامات النبوة في الإسلام 6/580 رقم ((357)) و6/581 رقم ((3574)) ، ورقم ((3575)) ، وفي الوضوء: باب الغسل والوضوء في المحضب والقدح والخشب والحجارة 1/301 رقم ((195)) ، ومسلم في الفضائل: باب معجزات النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ 4/1783 رقم ((2279)) ، من طرق عن أنس.(3/802)
الْمُسْتَفَادُ مِنْ هَذَا الْحَدِيثَ أَنَّ الشَّافِعِيَّ لَمْ يَقُلْ فِي حَدِيثٍ حَدَّثَنَا مَالِكٌ إِلا هَذَا وَاللَّهُ أَعْلَمُ. (1)
711 - سمعت أحمدَ يقول: سمعت عليَّ بن عبد العزيز البَرْذَعِيَّ (2) يقول: سمعت
الشِّبْلِيَّ يقول: ((احْتَجَبَ اللهُ تَعالَى عَنْ خَلْقِهِ بسَبْعِين
_________
(1) لم يتبيّن لي من القائل، أهو أبو بكر أم أبو طاهر أحمد السلفي، فإذا كان الأول فقد قال فيه الدارقطني: هو كثير الخطأ في الكلام على الحديث، تاريخ بغداد 9/464، ولم يصب في قوله هذا، لأني قد وقفت على مواضع عديدة يقول فيها الإمام الشافعي حدثنا مالك، انظر السنن المأثورة لإمام الشافعي في كتاب الصلاة: باب ما جاء في الجمع بين الصلاتين في المطر 0/130 رقم ((34)) ، وباب ما جاء في القراءة في الصلوات 0/168 رقم ((93)) ، وباب الابراد بالظهر في شدة الحر 0/193 رقم ((124)) ، وباب ما جاء في القراءة في الركوع 0/233 رقم ((170)) وغيرها.
(2) علي بن عبد العزيز البرذعي: بن مردك بن أحمد أبو الحسن البرذعي البزّاز، وثقه الخطيب، وقال أبو عبد الله الصيمري ترك الدنيا عن مقدرة، واشتغل بالعبادة ولزم المسجد، تاريخ بغداد 12/30، والعبر 3/35، وشذرات الذهب 3/124.(3/803)
أَلْفِ حِجَاب وأنا وَرَاءَ هذا
كُلِّه)) (1) .
712 - أَخْبَرَنَا أحمدُ، حَدَّثَنَا ابْنُ مِقْسَم، حَدَّثَنَا أحمدُ بْنُ الصَّلْت الحِمَّانِيّ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْم الفَضْلُ بْنُ دُكَيْن، حَدَّثَنَا سُفْيان، (2) عَنْ لَيْث، (3) عَنْ أَبِي الزُّبير، عَنْ جَابِرِ قَالَ: ((كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لاَ يَنَامُ
_________
(1) مما لا شك فيه أن الله احتجب عن خلقه بحجاب، لقوله تعالى: {وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء إنه علي حكيم} . سورة الشورى رقم الآية ((51)) .
وروى الدارمي في كتابه: رد الدارمي على بشر المريسي: باب الحجب التي احتجب الله بها عن خلقه، 2/762-763 روى من طريقه عن أبي زرارة بن أَبِي أَوْفَى أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عليه وسلم سأل جبريل هل رأيت ربك؟، فانتفض جبريل، وقال: يا محمد: إن بيني وبينه سبعين حجابا من نور، لو دَنَوْت من أدناها حجابا لاحترقت)) . والحديث بهذا السند مرسل.
وأخرج ابن خزيمة في كتاب التوحيد: باب ذكر صورة ربنا عز وجل 1/51 عن هشيم، عن ابي بشر، عن مجاهد قال:
((بين الملائكة وبين العرش سبعون حجابا، حجاب من نور، وحجاب من ظلمة، وحجاب من نور، وحجاب من ظلمة)) .
وأورده السيوطي في اللآئي المصنوعة 1/17 عن العقيلي قال: حدثنا الوليد، حدثنا أبو حاتم، حدثنا أبو سلمة موسى بن إسماعيل بسند الدارمي، عن زرارة بن أَبِي أَوْفَى أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عليه وسلم سأل جبريل وذكره بلفظه، قال: هذا سند صحيح الإسناد.
وأخرج البيهقي بإسناده إلى سهل بن سعد رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: دون الله تعالى سبعون ألف حجاب من نور وظلمة، ما تسع نفسي حس شيء من تلك الحجب إلا زهقت نفسها. وبنحوه عن مجاهد وابن أبي نجيح، انظر الأسماء والصفات 0/402- 403.
وأما قوله: ((وأنا وراء هذا كله)) : أي أن الخلق كله محجوبون عن الله بسبعين ألف حجاب وأنه وراء ذلك إذ كُشف له وليس بينه وبين الله حجاب. فهذا باطل، وهو من تصوفه.
(2) سفيان: الثوري
(3) ليث: هو ابن أبي سليم بن زُنَيْم بالزاي والنون مصغر القرشي مولاهم أبو بكر، واسم أبي سليم أيمن، وقيل: أنس، وقيل:(3/804)
حَتىَّ يَقْرَأَ تَنْزِيل وتَبَارَكَ)) (1)
_________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ساقط، فيه أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مِقْسَمٍ أبو الحسن العطّار وهو ليس بثقة، وأحمد
ابن الصلت وضاع، والليث بن أبي سليم ضعيف.
أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 10/424 رقم ((9865)) ، وعبد بن حميد في المنتخب 3/23 رقم ((1038)) ، وأحمد في مسنده 3/340، والدارمي في السنن 2/527 رقم ((3411)) ، والبخاري في الأدب المفرد: باب ما جاء إذا أوى إلى فراشه 2/614 رقم ((1206)) ، والترمذي في سننه في فضائل القرآن: باب ما جاء في سورة الملك 8/301 رقم ((3054)) ، وفي الدعوات: باب ما جاء فيمن يقرأ من القرآن عند المنام 9/247 رقم ((3629)) ، وابن الضريس في فضائل القرآن: 0/176 رقم ((238)) ، والنسائي في عمل اليوم والليلة: 0/432 رقم ((708)) ، وابن أبي حاتم في العلل
2/61 رقم ((1668)) ، والطبراني في الدعاء: 2/914- 916 رقم ((266)) و ((267)) و ((269)) و ((270)) و ((271)) و ((272)) ، وابن السني في عمل اليوم والليلة 0/195 رقم ((674)) ، والبيهقي في شعب الإيمان 2/478 رقم ((2455)) ، والبغوي في شرح السنة 4/472 رقم ((1201)) و ((1207)) ، وفي تفسيره 5/189، وابن كثير في تفسيره أيضا 6/358، من طرق عن ليث بن أبي سليم به.
وفي إسناده ليث وهو صدوق اختلط جدا ولم يميز حديثه فترك، التقريب 1/263، إلا أنه لم يتفرد به بل تابعه المغيرة بن مسلم الخراساني، عند البخاري في الأدب المفرد 2/614 رقم ((1207)) ، والنسائي في عمل اليوم والليلة 0/431 رقم ((706)) ، والمغيرة بن مسلم صدوق التقريب 1/543، فمثل هذه المتابعة نافعة لليث بن أبي سليم إلا أنه تبقى عنعنة أبي الزبير حيث لم يصرح بالسماع في المصادر السابقة، لكن زهير بن معاوية روى هذا الحديث عن أبي الزبير وفيه ذكر للواسطة، كما أخرجه أبو عبيد الهروي في فضائل القرآن 0/251- 252، والنسائي في عمل اليوم والليلة
0/432 رقم ((709)) ، وعلي بن الجعد في الجعديات 2/942 رقم ((2705)) ، والحاكم في المستدرك 2/412، وقال: حديث صحيح على شرط مسلم لأن مداره على حديث ليث، عن أبي الزبير، والبيهقي في شعب الإيمان
2/478 رقم ((2456)) ، من طرق عن زهير بن معاوية قال: سألت أبا الزبير أسمعت جابرا يذكر أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم كان لا ينام حتى يقرأ ((ألم تنزيل)) و ((تبارك)) ؟، قال: ليس جابر حدثنيه، ولكن حدثنيه صفوان أو ابن صفوان.
انظر العلل لابن أبي حاتم 2/61 رقم ((1668)) ، وهو صفوان بن عبد الله بن صفوان القرشي المكي ثقة التقريب
1/277، فزال ما خُشِي من تدليس أبي الزبير، وتبيّن أن الراوي المسقط ثقة، والحديث صحيح لغيره والحمد لله.(3/805)
713- أَخْبَرَنَا أحمدُ، حَدَّثَنَا ابْنُ مِقْسَم، حَدَّثَنَا أحْمَدُ بْنُ الصَّلْت، حَدَّثَنَا عفانُ بن مسلم الصَفّار، حدثنا همَاَّمُ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسِ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: ((لاَ يُؤْمِنُ عَبْدٌ حَتىَّ يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ مِنَ الْخَيْرِ)) (1) .
714- أَخْبَرَنَا أحمدُ، حَدَّثَنَا ابْنُ مِقْسَم، حَدَّثَنَا أحمدُ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيم، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنِ ابْنِ عَجْلان، عَنْ عاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيْد، عَنْ رافع
ابن خَدِيجٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: ((أَسْفِرُوا بِالصُّبْحِ فَإِنَّهُ أَعْظَمُ لِلأَجْرِ)) (2)
_________
(1) حديث صحيح، وإسناد المؤلف ساقط، فيه ابن مقسم لم يكن بثقة، وأحمد بن الصلت وضاع.
أخرجه البخاري في الإيمان: باب من الإيمان أن يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ 1/14 رقم ((13)) ، ومسلم في الإيمان: باب الدليل على أن من خصال الإيمان أن يحب لأخيه المسلم ما يحب لنفسه 1/67 رقم ((72)) ، من طريق شعبة عن قتادة به، دون لفظ ((من الخير)) ، وزاد فيه مسلم: ((أو لجاره)) ،
ومن طريق الحسين المعلم عن قتادة به، وفيه زيادة: ((ولجاره)) عند البخاري، و ((أو لجاره)) عند مسلم، وزاد مسلم في أول الحديث ((والذي نفسي بيده)) ، وقال الحافظ ابن حجر: وأغرب بعض المتأخرين فزعم أن طريق حسين عند البخاري معلقة وهو غلط.
وأما لفظة ((من الخير)) فقد رواها ضمن هذا الحديث النسائي في السنن 8/115 رقم5015، والسنن الكبرى 2/71 رقم ((274)) ، الإمام أحمد 3/176-206-251-272-278-289، وأبو يعلى في المسند 5/2887-2950-2967-3081-3151-3182-3183-و6/3257، وأبو عوانة في المستخرج 1/33، وابن حبان في الصحيح 1/229 رقم ((235)) .
(2) حديث صحيح، وإسناد المؤلف ساقط فيه ابن مقسم لم يكن بثقة، وأحمد بن الصلت وضاع، وبقية رجاله ثقات. وفيه رواية الصحابي عن صحابي.
أخرجه أبو داود في سننه في الصلاة: باب في وقت الصبح 1/294 رقم ((424)) ، وابن ماجه في السنن في الصلاة: باب وقت صلاة الفجر 1/221 رقم ((672)) ، والنسائي في السنن في المواقيت: باب الاسفار 1/294 رقم ((547)) ، والشافعي في مسنده 0/175، وعبد الرزاق في المصنف 1/568 رقم ((2159)) ، والحميدي في المسند 1/199 رقم ((409)) ، وأحمد في مسنده 4/140، والدارمي في سننه 1/301 رقم ((1218)) والطحاوي في شرح المعاني الآثار
1/178، والطبراني في معجم الكبير 4/249 رقم 4283، و4284، و4287، وابن حبان في صحيحه 4/355 رقم ((1489)) ، و4/358 رقم ((1491)) ، وأبو نعيم في الحلية 7/94، والحازمي في الإعتبار 0/199، باب رقم ((13)) ، من طرق عن محمد بن عجلان به. قال بعضهم: ((اسفروا بالصبح)) ، وقال بعضهم: ((اصبحوا بالصبح)) ،
وقال بعضهم: ((بالفجر)) ، وقال بعضهم: ((فإنه أعظم للأجر)) ، وقال بعضهم: ((فإنه أعظم للأجر أو قال لأجوركم)) ، وزاد الطحاوي وابن حبان: ((فإنكم كلما أصبحتم بالصبح، كان أعظم لأجوركم أو لأجرها)) . وهذا لفظ ابن حبان، ورجال أسانيدهم ثقات.
وأخرجه الترمذي في أبواب الصلاة: باب ما جاء في الإسفار بالفجر 1/406 رقم ((154)) ، وقال حديث حسن صحيح، وأحمد في مسنده 3/465، والدارمي 1/300 رقم ((1217)) ، والطبراني في المعجم الكبير4/250 رقم
((4286)) ، وفي المعجم الأوسط 10/134 رقم ((9285)) ، وابن حبان في صحيحه 4/357 رقم ((1490)) ، والبيهقي في السنن 1/407، من طرق عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ به.
وفي سنده محمد بن إسحاق وهو صدوق مشهور بالتدليس عن الضعفاء والمجهولين، وعن شر منهم، وضعفه بذلك الإمام أحمد والدارقطني وغيرهما. انظر طبقات المدلسين 0/51 رقم ((125)) ، وهذا من تدليسه وإنما يرويه بواسطة
ابْنِ عَجْلانَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ عمر بن قتادة كما رواه نفسه عند أحمد في المسند 3/465، وزال ما خُشي من أن يكون دلّس عن رجل ضعيف، فرجع هذا الإسناد إلى الإسناد الأول، وهو إسناد صحيح رجاله ثقات، وابن عجلان ثقة قد اختلط عليه أحاديث أبي هريرة وهذا ليس منها، إضافة إلى أنه لم ينفرد بهذا الحديث بل تابعه زيد بن أسلم، كما أخرجه النسائي في سننه في المواقيت: باب الإسفار 1/294 رقم ((548)) ، والطبراني في المعجم الكبير 4/251 رقم ((2494)) ، من طريق أبي غسان، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عاصم بن عمر به. وإسناده صحيح كما قال الزيلعي في نصب الراية 1/238. وأبو غسان: هو محمد بن مطرف المدني ثقة حافظ، التقريب 1/507.
وقد خالف عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أسلم أبا غسان، فرواه عن أبيه، عن محمود بن لبيد به، أخرجه أحمد في مسنده
5/429، وهذا إسناد منكر لأن عبد الرحمن بن زيد هذا ضعفه جماعة منهم ابن سعد وعلي بن المديني وابن معين وأحمد والنسائي وغيرهم. انظر الطبقات الكبرى 5/413، الضعفاء والمتروكون 0/67 والكامل4/269 والمجروحين
2/57 وتهذيب الكمال 17/114، والتقريب 1/340.
ولم ينفرد عبد الرحمن بن زيد به بل تابعه هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم به. أخرجه أحمد في المسند 4/143، والطحاوي في شرح معاني الآثار 1/179، وهشام بن سعد هذا صدوق له أوهام، التقريب 1/572، وتابعهما أيضا داود النصري عند الطحاوي في شرح معاني الآثار 1/179، والطبراني في معجم الكبير 4/251 رقم ((4292)) و ((4293)) ، والخطيب في تارخه 13/45، وفي رواية الطحاوي ورواية للطبراني ((أبو داود)) وقال الزيلعي في نصب الراية 1/236، أبو داود الجزري، ولم أعرف لا هذا ولا ذاك.
وروى الطيالسي في المسند 0/129 رقم ((961)) ، عن أبي إبراهيم، عن هرير بن عبد الكريم بن رافع بن خديج، عن رافع بن خديج مرفوعا. ولفظه: ((قال: قال لبلال: اسفروا بصلاة الصبح حتى يرى القوم مواقع نبلهم)) . وهُرَيْر بالتصغير بن عبد الرحمن وثقه ابن معين، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن حجر مقبول. انظر الجرح والتعديل
9/121، وتهذيب الكمال30/167، والتقريب 1/571. وأبو إبراهيم: لم أقف عليه بهذه الكنية، وإنما الذي يروي عن هرير هو أبو إسماعيل إبراهيم بن سليمان المؤدِّب كما ذُكر في ترجمة هرير، وكما رواه ابن أبي حاتم وفسره في العلل 1/139، و1/143، والجرح والتعديل 9/121 رقم ((512)) ، لذا فإن كلمة ((أبو)) كما تقدم عند الطيالسي قد تكون زائدة ويكون الصواب هو إبراهيم بن سليمان المؤدب، قال ابن حجر: هو صدوق يغرب. التقريب 1/90.
والحديث صحيح قد صححه جماعة من الأئمة منهم الإمام الترمذي وابن حبان وحسنه الحازمي في الإعتبار 0/199، وقال ابن حجر: صححه غير واحد انظر الفتح 2/55.(3/806)
715 - أَخْبَرَنَا أحمدُ، حَدَّثَنَا ابنُ مِقْسَم المُقْرئ، [ل153/ب] حَدَّثَنَا(3/807)
أحمدُ بْنُ الصَّلْت، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيان الثَّوْرِيُّ، عَنِ عبد المَلَكِ بن عمير، عن عَمْرُو بْنِ حُرَيْث،
عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، أَنَّ رَسُولَ(3/808)
اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: ((الكَمْأَةُ مِنَ الْمَنِّ وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ)) . (1)
716 - أَخْبَرَنَا أحمدُ، حَدَّثَنَا الحسنُ بْنُ جعفر، (2) حدثنا ابْنُ سمَاَعَة، (3) حدثنا أبونعيم، حدثنا أبو حنِيْفَة النُّعْمان بن ثابت، عن حَمَّاد، (4) عن إبراهيم (5) : ((أَنَّ جَرِيرَ بنَ عبدِ اللهِ بالَ ومَسَحَ على خُفَيْهِ)) (6) .
717 - أَخْبَرَنَا أحمدُ، حَدَّثَنَا الحسنُ، حَدَّثَنَا محمَّدُ بْنُ سَمَاعة، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا
أَبُو حَنِيفَةَ، عَنْ حَمَّاد، (7) عن إبراهيم، (8) عَنْ
_________
(1) حديث صحيح مخرّج في الصحيحين، وإسناد المؤلف ساقط فيه ابن مقسم ليس بثقة، ولم يكن شيئاً في الحديث، وأحمد بن الصلت وضاع، وفيه رواية صحابي عن صحابي.
أخرجه البخاري في التفسير: باب قوله تعالى {وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المن والسلوى} 8/163 رقم ((4478)) ، وفي باب {ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه} 8/303 رقم ((4639)) ، وفي الطب: باب المنّ شفاء للعين 10/163 رقم ((5708)) ، ومسلم في الأشربة: باب فضل الكمأة ومداواة العين بها 3/1619 رقم ((2049)) ، و3/1621 رقم ((2049)) ، من طرق عن عبد الملك بن عمير به.
وأخرجه مسلم في الأشربة: باب فضل الكمأة 3/1620 رقم ((2049)) ، من طريق شعبة ومطرف كلاهما عن الحكم ابن عتيبة، عن الحسن العرني، عن عمرو بن حريث به.
وعلّقه البخاري عن شعبة في الطب: باب المن شفاء للعين 10/163 رقم ((5708)) .
(2) الحسن بن جعفر: السمسار أبو سعيد.
(3) في الخطية ((أبو سماعة)) وكتب الناسخ في الهامش ((صوابه ابن)) .
(4) حماد: هو ابن أبي سليمان بن مسلم أبو إسماعيل الكوفي مولى الأشعريين.
(5) إبراهبم: بن يزيد النخعي.
(6) صحيح، تقدم تخريجه في رواية رقم (374) .
(7) حماد: ابن أبي سليمان.
(8) إبراهيم: هو النخعي.(3/809)
عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: ((هَوَّنَ عَليَّ مَنِيَّتِي إِنِّي رَأَيْتُ عَائِشَةَ فِي الْجَنَّةِ)) (1) .
718 - أَخْبَرَنَا أحمدُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ ابْن مِقْسَم، حَدَّثَنَا أحمدُ بْنُ
_________
(1) حديث ضعيف، وإسناد المؤلف ضعيف فيه حماد بن أبي سليمان، وهو صدوق له أوهام وقد ضعفه ابن سعد، كما أن فيه انقطاعاً إذ لم يسمع النخعي من عائشة.
أخرجه أبو حنيفة في مسنده: 2/77، وعزاه محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي إلى السِّلَفي في "الطيوريات" في كتابه أزواج النبي اللاتي دخل بهن أو عقد عليهن أو خطبهن وبعض فضائلهن: (ص89) .
وأخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد 5/390 رقم ((3008)) ، والطبراني في معجم الكبير 23/39 رقم ((98)) ، وفي الأوسط 3/284 رقم (1291) ، والمروزي في زياداته على الزهد لابن المبارك (1078) كلهم من طريق أبي معاوية محمد بن خازم، عن أَبِي حَنِيفَةَ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة ولفظه: ((إنه ليهون عليّ الموت إني أريتك زوجتي في الجنة)) ، واللفظ لابن أبي عاصم. وفي إسناده محمد بن خازم وهو ثقة أحفظ الناس لحديث الأعمش، وقد يهم في حديث غيره، التقريب 1/475. وأبو حنيفة فهو مع جلالته ضعيف في الحديث، وشيخه حماد صدوق له أوهام وقد تفرد به، ولكن الأسود بن يزيد النخعي لم ينفرد به عن عائشة بل تابعه مصعب
ابن إسحاق بن طلحة عند أحمد في مسنده 6/138، وفي فضائل الصحابة 2/871 رقم ((1633)) ، عن وكيع عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عن مصعب بن إسحاق بن طلحة به، ولفظه: ((إنه ليهوّن عليّ إني رأيت بياض كفّ عائشة في الجنة)) . وإسناده ضعيف، لجهالة مصعب بن إسحاق بن طلحة، وهو من رجال التعجيل وقد تفرد بالرواية عنه إسماعيل بن أبي خالد وام يوثقه غير ابن حبان، وقد اختلف على إسماعيل فرواه وكيع عن إسماعيل عن مصعب بن إسحاق عن عائشة، ورواه مرسلا يزيد بن هارون فقال عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عن مصعب بن إسحاق بن طلحة قال: أخبرت أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - فذكره. أخرجه ابن سعد في الطبقات 8/65-66.
والحديث يبقى على ضعفه لكن ثبت أن عائشة رضي الله عنها في الجنة من حديث عمار بن ياسر عند البخاري رقم (3772) وغيره.(3/810)
الصَّلْت، حَدَّثَنَا عفانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا قتادةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ عبادةُ بْنِ الصَّامِت، أنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: ((مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللهِ أَحَبَّ اللهُ لِقَاءَهُ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللهِ كَرِهَ اللهُ لِقَاءَهُ، فَقَالَتْ لَهُ عَائِشَةُ أَوْ بَعْضُ أَزْوَاجِهِ: أَنَا أَكْرَهُ الْمَوْتَ، قَالَ: لَيْسَ ذَلِكَ، وَلَكِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا حَضَرَهُ الْمَوْتُ، بُشِّرَ بِرِضْوَانِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَكَرَامِتِهِ، وَلَيْسَ شَيءٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا أَمَاَمَهُ، فَأَحَبَّ لِقَاءَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَأحَبَّ اللهُ لِقَاءَهُ، وَإِنَّ الْكَافِرَ إِذَا حَضَرَهُ الْمَوْتُ، بُشِّرَ بِعَذَابِ اللهِ وَعَقُوبَتِهِ، فَلَيْسَ أَكْرَهَ إِلَيْهِ مِمَّا أَمَامَهُ، [ل154/أ] فَكَرِهَ لِقَاءَ اللهِ، وَكَرِهَ اللهُ لِقَاءَهُ)) (1) .
719 - أَخْبَرَنَا أحمدُ، حَدَّثَنَا ابْنُ مِقْسَم، حَدَّثَنَا أحمدُ بْنُ الصَّلْت، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْم، حَدَّثَنَا العُمَري، (2) عَنْ نافع، عن بن عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ قَالَ: ((مَا سَاقَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلىَ أَحَدٍ مِنْ أَزْوَاجِهِ، وَلاَ بَنَاتِهِ أَكْثَرَ مِنْ اثْنَتيْ (3) عَشَرَة أُوقِيَّةً)) (4)
_________
(1) حديث صحيح، وإسناد المؤلف ساقط فيه أبو الحسن ابن مقسم ليس بثقة، وأحمد بالصلت وضاع، وفيه رواية صحابي عن صحابي.
أخرجه البخاري في كتاب الرقاق: باب مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ الله لقاءه 11/357 رقم ((6507)) ، وسلم مختصرا في الذكر والدعاء: باب مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ الله لقاءه 4/2065 رقم ((2683)) ، من طرق عن قتادة به.
(2) العمري: هو عبد الله.
(3) في الخطية ((اثني عشر)) .
(4) حديث صحيح، وإسناد المؤلف موضوع فيه ابن مقسم ليس بثقة، أحمد بن الصلت وهو وضاع. وفيه رواية صحابي عن صحابي.
أخرجه البزار في مسنده 1/62 برقم (158) من طريق عبد الله بن يوسف عن الفضل بن دكين به.
وقال البزار وهذا الحديث لا نعلم رواه عن العمري إلا فضل بن دكين ولا نعلم يرويه عن ابن عمر عن عمر إلا من هذا الوجه اهـ.
أخرجه الحاكم في المستدرك في النكاح: باب أيها الناس لا تغالوا مهر النساء 2/ 176، من طريق عن سالم وَنَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ عمر بن الخطاب خطب الناس فذكر نحوه.
وقد روي هذا الحديث من غير هذا الطريق عند وأبي داود في النكاح: باب الصداق 2/582 رقم ((2106)) ، والترمذي في النكاح: باب ما جاء في مهور النساء 3/422 رقم ((1114)) ، وقال حديث حسن صحيح. وابن ماجة في النكاح: باب صداق النكاح 1/607 رقم ((1887)) ، والنسائي في النكاح: باب القسط في الأصدقة 5/6/428 رقم ((3349)) ، والطيالسي في المسند 1/12 رقم ((64)) ، والحميدي في مسنده 1/13 رقم ((23)) ، وأحمد في مسنده 1/40 و48، والدارمي في السنن 2/190 رقم ((2200)) ، وابن حبان في صحيحه 10/480 رقم ((4620)) ، والحاكم في المستدرك في النكاح: باب كان صداقنا إذا كان فينا رسول الله صلى الله علي وسلم عشر أواق 2/175 رقم ((2725)) ، والبيهقي في السنن 7/234 والطبراني في المعجم الأوسط 1/340 رقم ((574)) ، من طرق عَنِ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي العجفاء قال خطبنا عمر رحمه الله فقال: ((ألا لا تغلوا بصدق النساء فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا أو تقوى عند الله لكان أولاكم بها النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ما أصدق رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم امرأة من نسائه ولا أصدقت امرأة من بناته أكثر من ثنتي عشر أوقية)) . وهذا لفظ أبي داود،
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقد رواه أيوب السختياني وحبيب الشهيد وهشام بن حسان وسلمة بن علقمة ومنصور بن زاذان وعون بن أبي جميلة ويحيى بن عتيق، كل هذه الروايات صحيحة عن محمد
ابن سيرين وأبو العجفاء السلمي هرم بن حيان وهو من الثقات، ووافقه الذهبي لكن تقعبه في اسم أبي العجفاء فقال: بل هرم بن نسيب، وثقه يحي وابن شاهين وابن حبان والدارقطني، ولا يلتفت إلى قول ابن حجر فيه أنه مقبول.(3/811)
720- أَخْبَرَنَا أحمدُ، حَدَّثَنَا ابْنُ مِقْسَم، حَدَّثَنَا ابنُ الصَّلْت، حَدَّثَنَا أَبُو نَعيم، فذَكَرَ نَحْوَهُ عَنِ ابْنِ عُمر، قَالَ: لَمْ يَذْكُرْ أَبُو نُعَيْمٍ فِي هِذِهِ المَرَّة عَنْ عُمَرَ. (1)
_________
(1) إسناده ساقط كسابقه، وقد تقدم تخريجه هناك مع حديث ابن عمر.(3/812)
721- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا ابنُ مِقْسَم، حَدَّثَنَا ابنُ الصَّلْت، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا الْعُمَرِيُّ، (1) عَنْ نَافِعٍ، عن بن عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ، قَالَ (2) : ((قُلْتُ يَا رَسُولُ اللهِ، أَيَنَامُ أَحَدُنَا وَهُوَ جُنُبٌ؟ قَالَ: نَعم، إِذَا تَوَضَّأُ)) (3) .
722 - أَخْبَرَنَا أحمدُ، حَدَّثَنَا ابنُ مِقْسَم، حَدَّثَنَا ابْنُ الصَّلْت، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَان، (4) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنْكَدَر، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((مَنْ يَأْتِنِي بِخَبَرِ الْقَوْمِ يَوْمَ الأَحْزَابِ؟، قَالَ: فَقَالَ الزُّبَيْرُ: أَنَا، ثُمَّ قَالَ: مَنْ يَأْتِنِي بِخَبَرِ الْقَوْمِ؟، فَقَالَ الزُّبَيْرُ: أَنَا، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: إِنَّ لِكُلِّ نَبِيِّ حَوَارِيًّا وَحَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ)) (5)
_________
(1) العمري: هو عبيد الله العُمَري.
(2) والخطية: (قالت) وهو تصحيف.
(3) حديث صحيح، وإسناد المؤلف ساقط كسابقه، فيه ابن مقسم لم يكن بثقة، وابن الصلت وهو وضاع، وفيه رواية صحابي عن صحابي.
أخرجه مسلم في الحيض: باب جواز نوم الجنب واستحباب الوضوء له وغسل الفرج 1/248 رقم ((306)) ، من طريق عبيد الله العمري، عن نافع به.
وأخرجه البخاري في الغسل: باب نوم الجنب 1/392 رقم ((287)) ، وفي باب الجنب يتوضأ ثم ينام 1/393 رقم ((289)) و ((290)) ، ومسلم في الحيض: باب جواز نوم الجنب 1/249 رقم ((306)) ، من طرق عن ابن عمر قال: استفتى عمر النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيَنَامُ أَحَدُنَا وَهُوَ جُنُبٌ؟، قَالَ: نَعَمْ إِذَا تَوَضَّأَ.
(4) سفيان: هو ابن عيينة.
(5) حديث صحيح، وإسناد المؤلف كسابقه.
أخرجه البخاري في الجهاد: باب فضل الطليعة 6/52 رقم ((2846)) ، وفي باب هل يبعث الطليعة وحده 6/53 رقم ((2747)) ، وفي باب السير وحده 6/137 رقم ((2997)) ، وفي فضائل الصحابة: باب مناقب الزبير بن العوام 7/79 رقم ((3719)) ، وفي المغازي: باب غزوة الخندق وهي الأحزاب 7/406 رقم4113، وفي أخبار الآحاد: باب بعث النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الزبير طليعة وحده 13/239 رقم ((7261)) ، ومسلم في فضائل الصحابة: باب فضائل طلحة والزبير رضي الله عنهما من طرق عن محمد بن المنكدر به.
وأما قوله ((والحواري: الناصر)) فهو مدرج من قول سفيان بن عيينة أحد رواة هذا الحديث عن ابن المنكدركما في صحيح البخاري انظر الصحيح مع الفتح 6/137 رقم ((2997)) .(3/813)
والحَوَارِيُّ: النَّاصِر.
723 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ طَاهِرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ السَّلِيْطِيّ النَّيْسَابُورِيُّ (1) مِنْ
لَفْظِهِ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي حمزةَ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْفَقِيهِ بِهَمَذَان، قُلْتُ لَهُ: أَخْبَرَكُمْ
أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أُوَيْسٍ، [ل154/ب] حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ بُدَيْلٍ
أَبُو جَعْفَرٍ، (2) حَدَّثَنَا مُفَضَّلُ بْنُ صَالِحٍ، (3) حَدَّثَنَا سِمَاك، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود،
_________
(1) أَبُو مُحَمَّدٍ طَاهِرُ بْنُ أَحْمَدَ بن علي السليطي بفتح السين المهملة، وكسر اللام، وبعدها الياء المنقوطة من تحتها بنقطتين، وفي آخرها الطاء المهملة، هذه النسبة إلى سليط وهو اسم لجد المنتسب إليه، النيسابوري، ويسمى عبد الصمد أيضا، قال شيرويه كان أحمد من عني بهذا الشأن، حسن العبارة كثير الرحلة صدوقا، وقال يحيى بن منده: هو أحد الحفاظ، صحيح النقل، ويفهم الحديث ويحفظه، تذكرة الحفاظ4/1223، وسير أعلام النبلاء 19/89والبداية والنهاية 12/135.
(2) أَحْمَدُ بْنُ بُدَيْلٍ أَبُو جَعْفَرٍ: ابن قريش اليامي بالتحتانية قاضي الكوفة، قال النسائي: لا بأس به. وقال ابن أبي حاتم: محله الصدق. وقال ابن حبان: مستقيم الحديث. وقال ابن عدي: حدث عن حفص بن غياث وغيره أحاديث أنكرت عليه، وهو ممن يكتب حديثه على ضعفه. وقال الدارقطني: لين. وقال ابن حجر: صدوق له أوهام. والجرح والتعديل 2/43، والكامل 1/186، وتهذيب التهذيب 1/17، والتقريب 1/77.
(3) مفضل بن صالح: أبو جميلة ويقال: أبو علي الأسدي النخاسي الكوفي، قال البخاري وأبو حاتم: منكر الحديث. وقال الترمذي: ليس عند أهل الحديث بذاك الحافظ. وقال ابن حبان: يروي المقلوبات عن الثقات فوجب ترك الاحتجاج به. وقال الحافظ ابن حجر: ضعيف. الضعفاء الكبير 4/241 والجرح والتعديل 8/316، والمجروحين 3/22، تاريخ بغداد 4/49، وتهذيب التهذيب 10/271، والتقريب 1/ 544، موسوعة أقوال الدارقطني 1/55.(3/814)
عَنْ أَبِيهِ (1) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((نَضّرَ اللهُ امْرَأً سَمَعَ مِنَّا حَدِيثاً، فَبَلَّغَهُ كَمَا سَمِعَهُ، فَإِنَّهُ رُبَّ مُبَلَّغٍ أَوْعَى مِنْ سَامِعٍ)) (2)
_________
(1) هكذا في الخطية، ولعله خطأ من الراوي عن سماك، أو من الناسخ، والصواب عن سماك، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الله ابن مسعود، عن أبيه، كما سيأتي في تخريج الحديث.
(2) حديث صحيح، وإسناد المؤلف فيه أبوحمزة محمد بن الحسين، وعبد الرحمن بن محمد، ومحمد بن أويس، لم أقف على ترجمتهم، ومفضل بن صالح ضعيف.
أخرجه أحمد في مسنده 1/436، الترمذي في العلم: باب ما جاء في الحث على تبليغ السماع 5/34 رقم ((2657)) ، وقال: حسن صحيح. وابن ماجة في المقدمة: باب من بلغ علما 1/85 رقم ((232)) ، وابن حبان في صحيحه 1/268 رقم ((66)) ، و1/271 رقم ((68)) ، و1/271-272 رقم ((69)) ، وأبو يعلى في المسند 9/62 رقم ((5126)) ،
و9/198 رقم ((5296)) ، والطبراني في الأوسط 2/363 رقم ((1632)) ، والقضاعي في مسند الشهاب 2/306 رقم ((1419)) ، من طرق عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود به.
وسماك ثقة تكلموا في حديثه عن عكرمة وهذا ليس منها كما رأيت، وقد قال الترمذي عقب إخراجه لهذا الحديث: هذا حديث حسن صحيح. وأورده البغوي في مصابيح السنة 1/22 في قسم الأحاديث الحسان. وأورده الحافظ المنذري في الترغيب والترهيب 1/108 ونقل تصحيح الترمذي وتحسينه وسكت عليه، وأورده السيوطي في الجامع الصغير، انظر فيض القدير 6/284 ورمز له بالصحة.. إضافة إلى أنه لم ينفرد به بل تابعه عبد الملك بن عمير عند الترمذي في العلم: باب ما جاء في الحث على تبليغ السماع 5/34 رقم ((2658)) ، والشافعي في المسند 1/16 والحميدي في المسند
1/47 رقم ((88)) ، ووالبيهقي في معرفة السنن والآثار: رقم ((44)) ، و ((46)) ، وفي الدلائل 1/23، والحاكم في معرفة علوم الحديث 0/260، والخطيب في الكفاية 0/69، وابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله 0/45، والبغوي في شرح السنة: رقم ((1112)) ، من طرق عن عبد الملك بن عمير، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الله بن مسعود به.
وعبد الملك ثقة تغير حفظه وربما دلس، وتغييره لا يؤثر إذ لم ينفرد به، وأما ما يخشى من تدليسه فقد زال ذلك بتصريحه بالتحديث عند الخطيب في الكفاية. هذا وقد ذكر السيوطي وغيره هذا الحديث في كتب الأحاديث المتواترة.(3/815)
724 - أخبرنا أبو محمد، قال: قرأنا على الفقيه أبي القاسم بنجير بن حيلة بن البصري، أخبركم أبو بكر بن محمد اليَزْدِي، أخبرنا أبو محمد العسكري في كتابه، حدثنا الحسنُ
ابن محمَّد، وأحمد بن محمد البصري (1) قالا: حدثنا عبد الرحمن بن أخي الأصمعي، قال: قال سمعت عمِّي الأصْمَعِي يقول: قال لي الرَّشيدُ (2) ((اسْتَكْثِرْ مِنْ هَذِهِ الحِكَايَاتِ، فَإِنَّها نِثَارَاتُ الدُّرِّ وَرُبَّمَا كانَ فِيهَا الدُّرَّةُ الَّتيِ لاَ قِيمَةَ لَها)) (3) .
_________
(1) أحمد بن محمد البصري: هو أحمد بن محمد بن بكر أبو روق الهزاّني البصري، وصفه الذهبي بالمسند البصرة الثقة المعمّر،، انظر سير أعلام النبلاء: 15/285، وميزان الاعتدال: 1/132، والعبر: 2/225، ولسان الميزان: 1/256.
(2) الرشيد: أبو جعفر هارون بن المهدي محمد بن المنصور بن عبد الله بن محمد الهاشمي العباسي استخلف بعهد معقود له بعد الهادي من أبيهما المهدي، كان من أنبل الخلفاء، وأحشم الملوك، وذاحجٍّ وجهاد، وغزوٍ وشجاعة ورأي. وكان يحب العلماء، ويحب المديح، ويجيز الشعراء، ويقول الشعر، وإنما ظهرت فتنة خلق القرآن بعده. المعرفة والتريخ
1/161، وتاريخ الطبري 8/230، والكامل في التاريخ 6/106 والعبر 1/312، وسير أعلام النبلاء 9/286، وشذرات الذهب 1/334.
(3) في إسناده أبو القاسم بنجير، وأبو بكر بن محمد اليزدي، وأبو محمد العسكري لم أجد لهم ترجمة، أخرجه السمعاني في أدب الاملاء 1/70 من طريق أبي أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد، عن أبي بكر بن دريد، وأحمد بن محمد بن بكر البصري به. وفيه زيادة: ((ثم يتبع الحكايات بالأناشيد والأشعار ويختم بها المجلس)) .(3/816)
725 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْعَتِيقِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عُبَيْدُ اللَّهِ بن محمد بن حمدان العكبري بِعُكْبَرَا (1) ، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ (2) ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَأَبُو خَيْثَمَةَ، (3) وغَيْرُ وَاحِد، قَالُوا: حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، سَمِعَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَجُلاً يَعِظُ أَخَاهُ فِي الْحَيَاءِ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((الْحَيَاءُ مِنَ اْلِإيْمَانِ)) . (4)
726 - أخبرنا أحمد، أخبرنا عبيد الله، حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد، حدثنا حفص
ابن عَمْرٍو الرَّبَالِيُّ (5) ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ ميمون، (6)
حَدَّثَنَا
_________
(1) بلدة على دجلة، قريبة من بغداد، معجم البلدان 4/142، الموسوعة العالمية 16/331.
(2) هو البغوي.
(3) أبو خيثمة: هو زهير بن معاوية
(4) حديث صحيح، وإسناد المؤلف ضعيف والحمل فيه على ابن بطة.
أخرجه علي بن الجعد في الجعديات 0/421 رقم ((2873)) ، ورجال إسناده ثقات.
وأخرجه البخاري في الإيمان: باب الحياء من الإيمان 1/74 رقم ((64)) ، ومسلم في الإيمان: باب بيان عدد شعب الإيمان وأفضلها وأدناها وكونه من الإيمان 1/61 رقم ((36)) من طرق عن الزهري به.
(5) في الخطية حفص بن عمر والتصحيح من مصادر الترجمة، وهو ثقة من رجال التقريب.
(6) يحيى بن ميمون: بن عطاء القرشي أبو أيوب التمّار البصري، كذّبه عمرو بن علي أبو حفص وقال: حدث عن علي ابن زيد بأحاديث موضوعة، روى عن عاصم الأحول أحاديث منكرة. وقال ابن المديني والخطيب ضعيف. وقال مسلم ابن حجاج منكر الحديث. وقال النسائي: ليس بثقة ولا مأمون. وقال ابن عدي: عامة ما يرويه ليس بمحفوظ. وتركه الدارقطني وابن حجر. الضعفاء الكبير 4/426، والجرح والتعديل 9/188، والكامل 7/226، وتاريخ بغداد
14/124، وتهذيب الكمال 32/10، وتهذيب التهذيب 11/254، والتقريب 1/597.(3/817)
عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي نضرة، (1) عن أبي سعيد [ل155/أ] قَالَ: ((جَاءَ شَابٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَ: ياَ رَسُولَ اللهِ، عَلِّمْنِي دَعَاءً أُصِيْبُ بِهِ خَيْرًا قَالَ: فَقالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ادْنُه، فَدَنَا، حَتَّى كَادَ يُصِيْبُ رُكْبَةَ رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قاَل: ((قُلْ اللَّهُمَّ اعْفُ عَنِّي، فَإِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ، إِنَّكَ عَفُوٌّ كَرِيمٌ)) . (2)
727 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، أَخْبَرَنَا عبيد الله، حدثنا عبد الله بْنُ مُحَمَّدٍ، (3) حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: ((إِنَّ اللهَ جَلَّ وَعَزَّ لاَ يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعاً يَنْتَزِعُهُ مِنَ النَّاسِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاء، حَتَّى إِذَا لَمْ يَبْقَ عَالِمٌ اتَّخَذَ
_________
(1) أبو نضرة: هوالمنذر بن مالك بن قطعة بضم القاف وفتح المهملة العبدي العَوَقِي.
(2) حديث موضوع بهذا السياق، وإسناد المؤلف فيه يحيى بن ميمون وهو متهم، وعلي بن زيد ضعيف.
أخرجه الطبراني في الأوسط 7/367 رقم ((7746)) ، عن حفص بن عمر الربالي، وأبو يعلى في مسنده 2/300 من طريق أبي الربيع الزهراني، وابن عدي في الكامل7/226، من طريق محمد بن هارون المقري ثلاثتهم عن يحيى ابن ميمون به.
وعزاه الهيثمي في مجمع الزرائد 10/174 إلى الطبراني في الأوسط وقال: فيه يحيى بن ميمون وهو متروك.
وذكره إبراهيم بن محمد الحسيني في البيان والتعريف 1/142، والمناوي في فيض القدير 2/143، ونقلا كلام الهيثمي
(3) عبد الله بن محمد: أبو القاسم البغوي.(3/818)
النَّاسُ رُؤُوساً جُهَّالاً، فَسُئِلُوْا، فَأَفْتَوْا بِغَيْرِعِلْمٍ، فَضَلُّوْا وَأَضَلُّوا)) . (1)
728- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ محمد بن صاعد، حدثنا محمد
ابن سُلَيْمَانَ لُوَيْن، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ. (2)
729- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا عبد الله بن محمد بن زياد النَيْسَابُورِي، حدثنا يونس بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى الصَّدَفِيُّ، أَخْبَرَنِي ابنُ وَهْب، أَنَّ مَالِكاً أَخْبَرَهُ عَنْ هِشَامِ ابن عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الله بن عمرو [ل155/ب] قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((إِنَّ اللهَ لاَ يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ النَّاسِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَيْضِ
_________
(1) حديث صحيح، وإسناد المؤلف باطل كما نص على ذلك الخطيب ووافقه الذهبي، قال الخطيب: وهذا الحديث باطل من رواية البغوي عن مصعب، ولم أره عن مصعب عن مالك أصلا والله أعلم. ولعل الحمل على ابن بطة، فإن له أوهاما وغلطا.
أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد 10/374- 375، والذهبي في سير أعلام النبلاء 16/531، من طريق العتيقي به.
والمشهور من هذا الحديث أنه من مسند عبد الله بن عمرو كما تقدم في رواية رقم (9) ، و (536) ، وانظر تخريجه هناك، وسيأتي في الرواية التالية أيضاً.
وكان تحديث النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بذلك في حجة الوداع كما رواه أحمد في مسنده 5/266، وغيره من حديث أبي أمامة قال: لما كان في حجة الوداع، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم وهو يومئذ مردف الفضل بن عباس على جمل آدم، فقال: ((أيها الناس خذوا من العلم قبل أن يقبض العلم وقبل أن يرفع العلم)) فقال أعرابي: كيف يرفع؟ فقال: ((ألا إن ذهاب العلم ذهاب حملته)) ثلاث مرات.
(2) حديث صحيح، وإسناد المؤلف فيه عبيد الله ابن بطة وبقية رجاله ثقات. وقد تقدم تخريج هذا الحديث في الرواية رقم ((9)) ، و (536) .(3/819)
الْعُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يَتْرُكْ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤُوسًا جُهَّالاً، فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا، وَأَضَلُّوا)) . (1)
730 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ حُمَيْدٍ (2) بِعُكْبَرَى مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْعَبَّاسِ، حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عَمْرُو بْنُ عَلِيِّ بْنِ بَحْرِ بْنِ كَنِيْز الصَّيرفي، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْع، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: ((إِنَّهُ لَيَسْمَعُ خَفْقَ نِعَالِهِمْ حِيْنَ يُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ)) . (3)
731 - أخبرنا أحمد، أخبرنا عبيد الله، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا مُطَهِّر بْنُ الهَيْثَم الطَّائي، (4) حدَّثَتْنِي
_________
(1) حديث صحيح، وإسناد المؤلف فيه عبيد الله بن بطة وبقية رجاله ثقات، وقد تقدم تخريج الحديث في رواية رقم (9) ، و (536) .
(2) أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بن زيد بن حميد: مولى علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب العباسي، قال الخطيب: أحاديثه مستقيمة تدل على صدقه. وتاريخ بغداد 7/384، وتاريخ الإسلام في حوادث 321-330/170.
(3) حديث صحيح، وإسناد المؤلف رجاله ثقات إلا عبيد الله بن بطة له أوهام وغلط.
أخرجه البخاري مطولاً في الجنائز: باب الميت يسمع خفق النعال 3/232 رقم ((1338)) ، 3/305 رقم ((1374)) ، ومسلم في الجنة وصفة نعيمها وأهلها: باب عرض مقدمة الميت في الجنة أو النار 4/2201 رقم (2870) من طريق قتادة به، ولفظه عند مسلم ((إن الميت إذا وضع في قبره، إنه ليسمع خفق نعالهم إذا انصرفوا)) .
(4) مطهر بن الهيثم: بن حجاج الطائي البصري، قال أبو سعيد بن يونس: متروك الحديث. وقال العقيلي: بصري لا يصح حديثه. وقال ابن حبان: منكر الحديث، يأتي عن موسى بن علي ما لا يتابع عليه، وعن غيره من الثقات بما لا يشبه حديث الأثبات. وقال ابن حجر: متروك من التاسعة. الضعفاء الكبير 4/261، والمجروحين 3/26، وتهذيب الكمال 28/88، وتهذيب التهذيب 10/163، والتقريب 1/535.(3/820)
أُمِّي: أُمُّ عَاصم، قَالَتْ: حَدَّثَتْني حَكِيْمَةُ، (1) عَنْ عَائِشَةَ أمِّ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَتْ: ((أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ نَمْتَشِطَ الْغُسْلَ، (2) وَأَنْ نَخْتَضِبَ الْغَمْسَ، (3) وَلاَ نَقْحَلَ (4) أَيْدِيَنَا مِثْلَ أَيْدِيْ الرِّجَالِ)) . (5)
732 - أخبرنا أحمد، أخبرنا عبيد الله، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي داود، قال: قرئ على الحارث ابن مسكين وأنا أسمع، عن ابن وهب، أو ابن
_________
(1) حكيمة: لعلها بنت أمية بن الأخنس بن عبيد أم حكيم جدة يحيى بن أبي سفيان الأخنسي، روت عن أم سلمة، قال ابن حجر: مقبولة من الرابعة، تهذيب الكمال 35/157، وتهذيب التهذيب 12/410، والتقريب 1/745.
(2) وعند الطبراني في الكبير وفي الأوسط: ((أن نمتشط بالعسل)) .
(3) الغمس: يقال اختضبت المرأة غمسا، غمست يدها خضابا مستويا من غير تصوير. لسان العرب6/156.
(4) وفي الخطية: ((نكحل)) ، والتصحيح من معجم الكبير وفي الأوسط، ونقحل: من قحل: بفتح القاف والحاء، أي يبس، بمعنى ألا يتركن أيديهن يابسات. لسان العرب 11/552-553.
(5) حديث ضعيف جداًّ، في إسناده مطهر بن الهيثم وهو متروك الحديث، وأم عاصم لم أجد لها ترجمة، وعبيد الله
ابن بطة متكلم فيه.
لم أقف علىهذا الحديث بهذا الإسناد، وإنما وقفت على نحوه بسند آخر، أخرجه الطبراني في معجم الكبير 25/138 رقم ((334)) ، وفي الأوسط 8/89 رقم ((8054)) ، من طريق محمد بن أبي عمران بن أبي ليلى قال: حدثتني عمتي حمادة بنت محمد، عن عمتها آمنة بنت محمد بن عمران، عن جدتها أم ليلى قال: ((بايعنا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم فكان فيما أخذ علينا أن نختضب الغمس، ونمتشط بالعسل ولا نقحل أيدينا من خضاب)) . وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 5/171، وفي إسناده من لم أعرفه.(3/821)
القاسم، (1) قال: ((قِيْلَ لِمَالِكٍ لِمَ لَمْ تَأْخُذْ عَنْ عَمْرُو بن دينار؟، قال: أَتَيْتُهُ فَوَجَدْتُهُمْ يَأْخُذُونَ عَنْهُ قِيَاماً، فَأَجْلَلْتُ حَدِيثَ رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ آخُذَهُ [ل156/أ] وَأَنَا قَائِمٌ)) . (2)
733- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، أَخْبَرَنَا عَلِيٌّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ لُؤْلُؤٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو عِمْرَانَ مُوسَى بْنُ سَهْلٍ
ابن عَبْدِ الْحَمِيدِ الجَوْني، حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْب، أَخْبَرَنِي عَمْرو يَعْنِي:
ابْنَ الْحَارِثِ، أَنَّ عبدَ الرَّحْمن بْنَ الْقَاسِمِ حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِيهِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أنَّهُ كَانَ يُخْبِرُ عَنْ رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، أَنَّهُ قَالَ: ((إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لاَ يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلاَ لِحَيَاتِهِ، وِلَكِنَّهُمَا آيَةٌ مِنْ آيَاتِ اللهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهَا فَصَلُّوا)) . (3)
_________
(1) ابن القاسم: عبد الرحمن بن القاسم الفقيه صاحب مالك.
(2) رجاله ثقات، إلا عبيد الله بن بطة، وهو متكلَّم فيه.
أخرجه الخطيب في الجامع لإخلاق الراوي وآداب السامع 1/408، والذهبي في سير أعلام النبلاء 8/67، من طريق ابن أبي داود به، وعند الخطيب: ((حدثكم ابن القاسم أوغيره)) ، وعند الذهبي: عن ابن القاسم فقط،
لكن وجدت لمالك رواية واحدة عن عمرو بن دينار عند الخليلي في الإرشاد: 1/327 حيث رواها باسناده إلى داود ابن عبد الله الحفري، عن عبد العزيز الدراوردي، عن مالك بن أنس، سمع عمرو بن دينار يذكر أن عبد الله عباس قال: إذا أوترت كفاك، وإذا بدا لك أن تصلي فاشفع حتى تصبح، ثم قال: لم يرو مالك عن عمرو بن دينار غير هذا تفرد به عنه دَاوُدَ.
(3) حديث صحيح مخرج في الصحيحين، رجال إسناده ثقات.
أخرجه البخاري، في الكسوف: باب صلاة في كسوف الشمس 2/526 رقم ((1042)) ، وفي بدء الخلق: باب صفة الشمس والقمر 6/297 رقم ((3201)) ، ومسلم في الكسوف: باب ذكر النداء لصلاة الكسوف ((الصلاة جامعة))
2/630 رقم ((914)) ، من طرق عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، عن عمرو بن الحارث به.(3/822)
734 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الرَّزّاز، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفِيريَابِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ،
عَنْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ: ((لَقَدْ أُوْتِيَ اْلأَشْعَرِيُّ مِزْمَاراً مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاودَ)) . (1)
735- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، أَخْبَرَنَا عليُّ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرٌ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إبراهيم الدَّوْرَقِي، حدثنا يحيى
ابن سَعِيدٍ الأُمَوِيُّ، حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
((لَوْ رَأَيْتَنِيْ وَأَنَا أَسْتَمِعُ قِرَاءَتَكَ الْبَارِحَةَ، لَقَدْ أُعْطِيْتَ مِزْمَاراً مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاودَ)) . قُلْتُ: أَمَا وَاللهِ يَارَسُولِ اللهِ، إِنْ (2) أَعْلَمْ أَنَّكَ تَسْمَعُ قِرَاءَتِي لحَبَّرْتُهُ لَكَ تَحْبِيْراً)) (3)
_________
(1) حديث صحيح، رجال إسناده ثقات، وعبد الله بن بريدة روى عن أبيه هنا وهو بريدة بن الحصيب بالمهملتين مصغّر الأسلمي صحابي جليل.
أخرجه مسلم في صلاة المسافرين وقصرها: باب استحباب تحسين الصوت بالقرآن، 1/546 رقم ((235)) من طريقين عن ابن نُمَيْرٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ به.
(2) هكذا في الخطية وفوق ((إن)) ضبة، وفي مصادر التخريج (لو) .
(3) حديث صحيح، ورجال إسناده ثقات، وأبو بردة اسمه عامر بن عبد الله روى عن أبيه هنا، وهوأبو موسى الأشعري الصحابي الجليل وأحد الحكمين بصفِّين.
أخرجه مسلم مختصرا في صلاة المسافرين وقصرها: باب استحباب تحسين الصوت بالقرآن 1/546 رقم ((793)) ، وابن حبان في صحيحه: 16/169 رقم ((7197)) ، والبيهقي في السنن الكبرى: 3/12، من طريق يحيى بن سعيد الأموي به.
وأخرجه البخاري في فضائل القرآن: باب حسن الصوت بالقراءة للقرآن 9/92 رقم ((5048)) ، من طريق عن بريد ابن عبد الله، عن جده أبي بردة به. ولفظه: ((يا أبا موسى لقد أوتيت مِزْمَارًا مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ)) .
قال الإمام النووي في التّبيان في آداب حملة القرىن (ص82-87) : فصل: في رفع الصوت بالقرآن:
((هذا فصل مهم ينبغي أن يعتنى به، اعلم أنه جاءت أحاديث كثيرة في الصحيح وغيره، دالة على استحباب رفع الصوت بالقرآن، وجاءت آثار دالة على استحباب الإخفاء، وخفض الصوت، وسنذكر منها طرفا يسيراً إشارة إلى أصلها إن شاء الله تعالى،
قال الإمام أبو حامد الغزالي وغيره من العلماء: وطريق الجمع بين الأخبار والآثار المختلفة في هذا، أن الإسرار أبعد من الرياء فهو أفضل في حق من يخاف ذلك، فإن لم يخف الرياء بالجهر ورفع الصوت، فالجهر ورفع الصوت أفضل لأن العمل فيه أكثر، ولأن فائدته تتعدى إلى غيره، والنفع المتعدي أفضل من اللازم، ولأنه يوقظ قلب القارئ، ويجمع همه إلى الفكر فيه، ويصرف سمعه إليه ويطرد النوم ويزيد في النشاط، ويوقظ غيره من نائم وغافل وينشطه، قالوا: فمهما حضره شيء من هذه النيات فالجهر أفضل، فإن اجتمعت هذه النيات تضاعف الأجر.
قال الغزالي: ولهذا قلنا القراءة في المصحف أفضل، فهذا حكم المسألة.
ثم ذكر أدلة استحباب رفع الصوت بالقراءة، وأدلة استحباب الإخفاء وخفص الصوت، ثم ختم هذا الفصل بقوله:
قلت: وكل هذا موافق لما تقدم تقريره في اول الفصل من التفصيل، وأنه إن خاف بسبب الجهر شيئاً مما يكرهه لم يجهر، وإن لم يخف استحب له الجهر، فإن كانت القراءة من جماعة مجتمعين، تأكد استحباب الجهر لما قدمناه، ولما يحصل فيه من نفع غيرهم، والله أعلم)) .(3/823)
[ل156/ب] .
736- قَالَ: (1) حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ، حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، عَنْ مَالِكِ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائشةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ: ((يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ، لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ، لَضَحِكْتُمْ قَلِيلاً، وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيراً)) (2) .
_________
(1) القائل هو عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّزَّازُ.
(2) حديث صحيح، ورجال إسناده ثقات.
أخرجه البخاري في الأيمان والنذور: باب كيف كان يمين النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، 11/523 رقم ((6631)) ، ومسلم في الكسوف: باب صلاة الكسوف، 2/618 رقم ((901)) ، من طريق هشام بن عروة به. وعندهما زيادة قسم: ((والله لو تعلمون ... )) بعد قوله ((يا أمّة محمد)) .(3/824)
737- قَالَ: (1) حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، (2) عَنْ أَبِي الزِّنَاد، (3)
عَنِ الأَعْرَج، (4) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: ((وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ، لَضَحِكْتُمْ قَلِيلاً، وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيراً (5)) ) (6) .
738 - أخبرنا أحمد، حَدَّثَنَا أَبُو الْفَتْحِ يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ الْقَوَّاسُ، حَدَّثَنَا أَبُو
_________
(1) القائل هو جعفر الفريابي.
(2) المغيرة بن عبد الرحمن: بن عبد الله القرشي الأسدي الحزامي المدني ويعرف بالقُصِيّ، التقريب 1/543.
(3) أبو الزناد: هوعبد الله بن ذكوان أبو عبد الرحمن القرسي.
(4) الأعرج: هو عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ.
(5) كلمة ((كثيراً)) أثبتها الناسخ في هامش الخطية، ثم كتب فوقها ((ليس في الأصل)) .
(6) حديث صحيح: رجاله إسناده ثقات.
أخرجه أحمد في مسنده 2/418، من طريق قتيبة به. وقد تابع محمدُ بن إسحاق المغيرةَ بن عبد الرحمن عند أحمد في مسنده 2/257، ومحمد بن إسحاق صدوق مدلس، وقد عنعن هنا لكن لا تضر عنعنته في صحة الحديث إذ لم ينفرد به بل هو هنا متابع.
وللحديث طرق أخرى عن أبي هريرة منها: ما أخرجه البخاري في الأيمان والنذور: باب كيف كانت يمين النبي صلى الله علي وسلم، 3/9 رقم ((6637)) ، من طريق هشام بن يونس، عن معمر، عن همام، عن أبي هريرة مرفوعا. وفي الرقاق: باب قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قليلا، 11/319 رقم ((6485)) ، من طريق ابن شهاب الزهري، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة مرفوعا.(3/825)
حامد محمد
ابن هَارُونَ الْحَضْرَمِيُّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الصَّبَّاحِ الْعَطَّارُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيّ الْحَنَفِيُّ، حَدَّثَنَا قُرَّةُ، (1) عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: ((انْتَظَرْنَا النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَتَّى صَارَ قَرِيْباً مِنْ نِصْفِ اللَّيْلِ، قَال: فَجَاءَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَصَلَى، فَكَأَنَّمَا أَنْظُرُ إِلَى وَبِيْصَ خَاتَمِهِ، حَلَقَةٍ فِضَّةٍ)) (2) .
أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ (3) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّبَّاحِ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَنَفِيُّ كَمَا أَخْرَجْنَاهُ.
739 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ اليَسَعُ الأَنْطَاكي، حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوبة
الحَرَّاني إِمْلاءً، حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى مُحَمَّدُ بْنِ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ،
عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: ((لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبُّ لِأَخِيهِ أَوْ قَالَ لِجَارِهِ مَا
_________
(1) قرة: بن خالد سدوسي الحافظ.
(2) حديث صحيح، رجال إسناده ثقات. وفيه موافة ابن الطيوري لمسلم بن حجاج في صحيحه، فقد رواه من غير طريق مسلم عن شيخ مسلم عبد الله بن الصباح.
أخرجه مسلم في المساجد ومواضع الصلاة: باب وقت العشاء وتأخرها 1/443 رقم ((640)) ، من طريق عبد الله بن الصباح به.
وأخرجه البخاري في مواقيت الصلاة: باب وقت العشاء إلى نصف الليل 2/51 رقم ((572)) ، وفي باب السمر في الفقه والخير بعد العشاء 2/73 رقم ((600)) ، وفي الأذان: باب من جلس في المسجد ينتظر الصلاة وفضل المساجد 2/142 رقم ((661)) ، وفي باب يستقبل الإمام الناس إذا سلّم 2/334 رقم ((847)) ، وفي اللباس: باب فضّ الخاتم 10/321 رقم (()) ، ومسلم في المساجد ومواضع الصلاة: باب وقت العشاء وتأخيرها 1/443 رقم ((640)) ، من طرق عن أنس.
(3) في الخطية حرف (م) .(3/826)
يُحِبُّ لِنَفْسِهِ)) (1) .
أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ (2) : عَنْ مُسَدَّدٍ، عَنْ يَحْيَى الْقَطَّانِ: عَنْ شعبة.
[ل157أ/] وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ (3) : عَنْ أَبِي مُوسَى.
740- أَخْبَرَنَا أَحْمَد، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله بن المطلب الشياني بِالْكُوفَةِ إِمْلاءً مِنْ حِفْظِهِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ، قَالَ: ((أَتَيْتُ مَنْزِلَ عَمْرَو بْنِ بَحْر الْجَاحِظِ، فَدَقَقْتُ عَلَيْهِ البَابَ، فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ فَقُلْتُ: رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ، فَقَالَ: وَمَتَى عَهِدْتَنِي أَقُولُ بالْحَشَوِيَّةَ؟ فَقُلْتُ: إِنِّي ابْنُ أَبِي دَاودَ، فَقَالَ: مَرْحَباً بِكَ، وبِأَبِيك، ادْخُلْ، مَا تُرِيدُ؟ فَقُلْتُ: تُحَدِّثُنِي بِحَدِيثٍ، فَقَالَ: حدثنا حجاج، (4)
_________
(1) حديث صحيح، وإسناد المؤلف ساقط فيه عبد الله بن محمد اليسع وهو متهم.
أخرجه مسلم في الإيمان: باب الدليل على أن من خصال الإيمان أن يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ من الخير، 1/67 رقم ((45)) ، من طريق محمد بن المثنى به. كما قال المؤلف.
وأخرجه البخاري في الإيمان: باب من الإيمان أن يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ 1/56 رقم ((13)) ، من طريق مسدد، عن يحيى، عن شعبة به. كما قال المؤلف.
وأخرجه مسلم في الإيمان: باب الدليل على أن من خصال الإيمان أن يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ من الخير 1/67 رقم ((45)) ، من طرق عن قتادة به.
(2) في الخطية حرف (خ) أثبته الناسخ في الهامش ثم كتب فوقها ((صح)) .
(3) في الخطية حرف (م) .
(4) حجاج: هو محمد المصيصي وهو الوحيد الذي يروي عن ابن جريج اسمه حجاج، ثقة من رجال التقريب 1/153.(3/827)
عَنْ ابن جريج، (1) عن عطاء، (2) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صَلَّى عَلَى طِنْفُسَة (3) فَقُلْتُ: زِدْنِي، فَقَالَ: ابْنُ أَبِي دَاودَ لاَ يَكْذِبُ)) . (4)
_________
(1) ابن جريج: عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج.
(2) عطاء: ابن أبي رباح ثقة فاضل لكنه كثير الإرسال وقيل تغير بأخرة ولم يكثر ذلك منه. التقريب: 1/391.
(3) طنفسة: الطِّنْفُسة والطُّنْفُسة، بضم الفاء، قيل هي البساط الذي له خمل رقيق. لسان العرب: 6/127.
(4) في إسناد المؤلف مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّيْبَانِيُّ وهو كذاب، وعمرو بن بحر الجافظ ليس بثقة ولا مأمون وكان من أئمة البدع. أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد: 12/212، عن أحمد العتيقي به. وفيه ((عن حجاج، عن حماد، عن ثابت، عن أنس مرفوعا.
وأخرجه الذهبي في سير أعلام النبلاء 11/530، من طريق السلفي عن المبارك الطيوري، عن محمد بن علي الصوري املاء، عن خلف بن محمد، عن أبي سليمان بن زبر، عن ابن أبي بكر به. كما سيأتي في حديث رقم (948) ،
وقد رُوي نحو هذا الحديث عن ابن عباس: أخرجه الطيالسي في المسند: 0/348 رقم ((2672)) ، وابن أبي شيبة في المصنف: 1/398، وأحمد في المسند: 1/269-309-320-358، والترمذي في الصلاة: باب ما جاء في الصلاة على الخمرة 2/293 رقم ((331)) ، وقال حسن صحيح. وأبو يعلى في المسند: 5/195 رقم ((2703)) ، وابن حبان في صحيحه: 6/84-85 رقم ((2310)) و ((2311)) ، والبيهقي في السنن الكبرى: 2/421، كلهم من طريق سماك، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ولفظه: ((كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يصلي على الخمرة)) . وفي إسناده عكرمة، ومعروف أن في روايته عن ابن عباس اضطراب، ولكنه لم ينفرد بها بل تابعه عمرو بن دينار كما عند ابن أبي شيبة في المصنف: 1/400، وأحمد في المسند: 1/232، وابن ماجة في الإقامة: باب الصلاة على الخمرة 1/328 رقم ((1030)) ، وابن عدي في الكامل: 3/1084، من طريق زمعة بن صالح، عن عمرو بن دينار به. وفيه: ((بساط)) بدل ((الخمرة)) .
وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف: 1/400، وأحمد في المسند: 1/232 و273، وابن خزيمة في صحيحه 1/103 رقم ((1005)) ، وابن عدي في الكامل: 3/1084، والحاكم في المستدرك: 1/259، والبيهقي في السنن الكبرى: 2/436-437، من طريق زمعة بن صالح، عن سلمة بن هرام، عن عكرمة به.
وقال الحاكم: صحيح، وقد احتج البخاري بعكرمة، واحتج مسلم بزمعة ولم يخرجاه.
قلت: لم يحتج مسلم بزمعة وإنما روى له مقرونا كما روى لعكرمة مقرونا، انظر رجال صحيح مسلم لابن منجوية1/109، و1/229.
وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى أيضا في الصلاة: باب الصلاة على الخمرة 2/437، من طريق زمعة بن صالح، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ كريب، عن ابن عباس مرفوعا. ورجاله ثقات إلا زمعة فهو ضعيف كما في التقريب لابن حجر، ولكن الحديث صحيح أو حسن كما تقدم من كلام الإمام الترمذي رحمه الله.(3/828)
741- أخبرنا أحمد، حدثنا أبو القاسم عبد العزيز بن عبد الله، حَدَّثَنَا جَدِّي أَبُو عَلِيٍّ، (1) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدَكَ الْقَزْوِينِيُّ، (2) حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْخَيْرِ مَرْثَدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ اليَزَنِي يَقُولُ: ((رأيتُ أَبَا تَمِيم الجَيْشانِي يَرْكَعُ رَكَعتَيْنِ حِينَ يَسْمَعُ أَذَانَ الْمَغْرِبِ، قَالَ: فَلَقِيْتُ عُقْبَةَ، فَقُلْتُ: أَلاَ أُعْجِبُكَ عَنْ أَبِي تَمِيمٍ الْجَيْشَانِيُّ يَرْكَعُ ركعتَيْنِ قَبْلَ صَلاَةِ الْمَغْرِبِ، وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَغْمِصَهُ، (3) قَال عُقْبَةُ: أَمَا إِنَّا كُنَّا نَفْعَلُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قُلْتُ: فَمَا مَنَعَكَ الآنَ؟،
_________
(1) أبو علي: هو الحسن بن محمد بن زياد الأصبهاني الداركي، ثقة له أصول.
(2) يحيى بن عبدك الغزويني: أبو زكرياء، قال ابن أبي حاتم: ثقة صدوق كتبت عنه. وذكره ابن حبان في الثقات وقال يغرب. وقال أبو يعلى الخليلي: ثقة متفق عليه. الجرح والتعديل: 9/173، الثقات: 9/271، طبقات الحفاظ: 0/255، العبر: 2/49.
(3) أغمصه: بالصاد، من غَمَصَه وغَمِصَه يَغمِصه غمصاً، أي حقّره واستصغره ولم يره شيئا، ومنه: غمص عليه قولا قاله، أي عابه عليه. لسان العرب: 7/61.(3/829)
قَالَ: الشُّغْلُ)) . (1)
742- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، حدثنا جدِّي، [ل157/ب] حدثنا
أبو زُرْعة الرازي، (2) حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ يَعْنِي: ابنَ أَيْمَنَ الْمَكِّيُّ، (3) حَدَّثَنِي
ابنُ أَبِي مُلَيْكة، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: ((كَانَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا خَرَجَ أَقْرَعَ بَيْنَ نِسَائِهِ، فَطَارَتْ الْقُرْعَةُ عَلَى عَائِشَةَ وحَفْصَةَ فَخَرَجَتَا مَعَهُ جَمِيعاً)) . (4) .
743- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، حدثنا جدي، حدثنا محمد بن حميد، حدثنا الفرات بن خالد، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنِ
_________
(1) حديث صحيح، ورجال إسناده ثقات.
أخرجه البخاري في التهجد: باب الصلاة قبل المغرب 3/59 رقم ((1184)) ، بدون قوله: ((وأنا أريد أن أغمصه)) . وأحمد في مسنده: 5/155، والطبراني نحوه في معجمه الكبير 17/287 رقم ((4275)) ، كلهم من طريق عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ به.
(2) أبو زرعة الرازي: هو عبيد الله بن عبد الكريم بن يزيد بن فروخ إمام حافظ ثقة. التقريب 1/373.
(3) عبد الواحد بن أيمن أبو القاسم المخزومي مولاهم المكي، وثقه ابن معين، وقال أبو حاتم: صالح الحديث، وقال مرة: ثقة. وقال النسائي: ليس به بأس. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال ابن حجر: لا بأس به. الجرح والتعديل: 6/19، الثقات: 7/124، تهذيب الكمال: 18/446، تهذيب التهذيب: 6/384، التقريب: 1/366.
(4) حديث صحيح، رجاله ثقات.
أخرجه البخاري في النكاح: باب قرعة النساء إذا أراد السفر 9/5211، ومسلم في الفضائل: باب فضل عائشة
4/1894 رقم ((2445)) من طريق عبد الواحد بن أيمن به(3/830)
الأَعْمَش، عن عَمْرو ابن مُرَّةَ، عن عبد الله
ابن الحارث، عن حذيفةَ بْنِ اليَمَان، قال: ((لَيَضِيعَنَّ إِسْلاَمُ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ: فَانْتَهَرَهُ قَيْسُ بْنُ رَافِع، وَجَعَلَ يَصِيحُ يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ يَضِيعُ أَمْرُ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ، قالَ: نَعْم، وَكَيْفَ لاَ يَضِيعُ إِذَا وَلِيَ أَمْرُهُمْ مَنْ لاَ يَزِنُ إِيْمَانُهُ عِنْدَ اللهِ شَعِيرَة)) . (1)
744 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا جَدِّي، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَنْبَسَةَ، حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنْ طَلْحةَ بنِ مُصَرِّفِ، عَنْ أَبِيهِ، (2) عَنْ جَدِّهِ (3) قَالَ: ((رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، تَوَضَّأَ، فَمَسَحَ برَأْسِهِ حَتَّى بَلَغَ القَذَالَ)) (4)
_________
(1) صحيح، وإسناد المؤلف ضعيف، لضعف محمد بن حميد.
أخرجه البخاري في التاريخ الكبير: 7/149 من طريق محمد بن أنس، عن الأعمش به مختصراً على قول حذيفة: ((كيف لا يضيع أمر أُمَّةِ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - إذا ملّك أمرهم من لا يزن عند الله جناح بعوضة)) .
وأخرجه علي بن الجعد في مسنده طبعة الخانجي 2/169، عن شريك، عن سماك عن أبي سلامة، عن حذيفة قال: ((ليكونن عليكم أمراء أو أمير لا يزن أحدهم عند اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قشرة شعيرة)) . وفي إسناده سماك، ولم أقف على ترجمته.
(2) أبوه: هو مصرف بن عمرو بن كعب، ويقال مصرف بن كعب بن عمرو اليامي الكوفي، قال ابن حجر: روى حديثه طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن جده، مجهول. تهذيب التهذيب: 10/158، التقريب1/533.
(3) جده: كعب بن عمرو، جد طلحة بن مصرف اليامي، قال ابن أبي حاتم: روى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، وذكر هذا الحديث، وروى له أبو داود وقال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: أن ابن عيينة كان ينكره، ويقول: أيش هذا طلحة عن أبيه عن جده. وأثبت له ابن الأثير وابن حجر الصحبة. أسد الغابة: 4/185، الإصابة: 3/300، تهذيب التهذيب: 8/391، التقريب: 1/461،
(4) ضعيف جداً، وفي إسناد المؤلف سعيد بن عنبسة وهوكذاب. وإنما يروى هذا الحديث عن ليث بن أبي سليم، عن طلحة بن مصرف، وليس مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ عَنْ طَلْحَةَ.
أخرجه أبو داود في السنن: في الطهارة: باب صفة وضوء النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، 1/32 رقم ((132)) ، وأحمد في مسنده: 3/481، والطبراني في معجم الكبير: 19/180 رقم ((407)) و ((408)) ، والطحاوي في شرح معاني الآثار: في الطهارة: باب في مسح الرأس في الوضوء 1/30، كلهم من طريق ليث بن أبي سليم، عن طلحة بن مصرف به. ولهذا الإسناد ثلاث علل:
1- ... فيه ليث بن أبي سليم: قال فيه ابن حجر: صدوق اختلط أخيرا ولم يتميز حديثه فترك.
2- ... جهالة مصرف بن عمرو.
3- ... اختلافهم في صحبة جد طلحة بن مصرف، قال علي بن المديني: سألت عبد الرحمن بن مهدي عن اسم جد طلحة، فقال: عمرو بن كعب، أو كعب بن عمرو، وكانت له صحبة. تهذيب التهذيب: 8/391. وقال عباس الدوري: قلت ليحيى بن معين: طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن جده، رأى جده رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم؟ فقال يحيى: المحدثون يقولون قد رآه، وأهل بيت طلحة يقولون ليست له صحبة. ونفى ابن عيينة والعلائي أن يكون له صحبة. الجامع التحصيل: 0/247.
فالحديث ضعيف جداًّ، وقد أنكره ابن عيينة كما تقدم، وقال ابن حجر إسناده ضعيف. تلخيص الخبير:
1/135.
وقال محمد ناصر الدين الألباني: ولهذا ضعفه النووي وابن تيمية والعسقلاني وغيرهم. وذكره في ضعيف سنن أبي داود: رقم ((15)) . وانظر الضعيفة: 1/170.
القذال: جماع مؤخَّر الرأس من الإنسان، والجمع أَقْذِلة وقُذُل. لسان العرب: 11/553.(3/831)
745 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا جَدِّي، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن حمزة، حدثنا دُرُسْتُ (1) ابن زياد، (2) حدثنا أَبان بن
_________
(1) كلمة ((درست)) كتبها الناسخ في هامش الخطية ثم كتب فوقها ((بيان)) .
(2) درست بن زياد: العنبري ويقال: القشيري بصري أبو الحسن، قال ابن معين: لا شيء. وقال البخاري: حديثه ليس بالقائم. وقال أبو زرعة: واهي الحديث. وقال أبو حاتم: حديثه ليس بالقائم، عامته عن يزيد الرقاشي، ليس يمكن أن يعتبر بحديثه. وقال أبو داود: ضعيف. وقال النسائي: ليس بالقوي. وقال ابن حبان: منكر الحديث. وقال ابن عدي: أرجو لا بأس به. وقال الدارقطني ضعيف. وقال ابن حجر: ضعيف. التاريخ الكبير: 3/253، والتاريخ الصغير 0/42، والجرح والتعديل: 3/437، والضعفاء والمتروكون للنسائي: 0/39، والكامل: 3/101، والمجروحين: 1/293، وتهذيب التهذيب: 3/181، والتقريب: 1/201.(3/832)
طَارِقٍ، (1) عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((مَنْ دَخَلَ عَلَى غَيْرِ [ل158/أ] دَعْوَةٍ، دَخَلَ مُغِيراً وَخَرَجَ سَارِقاً)) (2) .
746 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا جدِّي، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ يَعْنِي: ابْنَ حُرَيْث، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ يَعْنِي: ابْنَ مُوسَى، عَنْ أَبِي فَرْوَةَ، (3)
_________
(1) أبان بن طارق: البصري، قال أبو داود وأبو زرعة: مجهول، وضعفه ابن عدي، وقال ابن حجر: مجهول الحال. الجرح والتعديل: 2/301، الكامل: 1/390، تهذيب الكمال: 2/13، التقريب: 1/87.
(2) حديث منكر، وإسناده ضعيف فيه عبد الرحمن بن حمزة لم أجد له ترجمة، ودرست بن زياد وهو ضعيف، وأبان بن طارق مجهول. قال ابن عدي: وأبان هذا لا يعرف إلا بهذا الحديث، وهذا الحديث معروف به، وله غير هذا لحديث، لعله حديثين أو ثلاثة، وليس له أنكر من هذا الحديث.
أخرجه أبو داود في الأطعمة: باب ما جاء في إجابة الدعوة 4/125 رقم ((3741)) . وقال: وأبان مجهول. وابن عدي في الكامل: 1/390، والطبراني في الأوسط والبزار في مسنده والحاكم في المستدرك في الخطيب في التعطيل، كما في اتحاف الخيرة المهرة للبوصيري ص ص 75، والقضاعي في مسند الشهاب: 1/314 رقم ((528)) ، والبيهقي في الكبرى: 7/68، و7/267، من طرق عن درست بن زياد به. بلفظ ((من دعي فلم يجب فقد عصى الله ورسوله، ومن دخل على غير دعوة ... الحديث.
وقال البزار: لا نعلمه عن ابن عمر إلا من هذا الوجه وأبان لا نعلم أسند عن نافع غير هذا، ولا رواه عنه إلا درست وهو بصري لم يكن به بأس، وقال الهيثمي: رواه البزار وفيه أبان بن طارق وهو ضعيف.
ذ ...
(3) أبو فروة: هو يزيد بن سنان بن يزيد التميمي الرهاوي، قال ابن المديني: ضعيف الحديث. وقال ابن معين: ليس بشيء. وقال مرة: ليس بثقة. وقال أحمد: ضعيف. وقال أبو حاتم: محمله الصدق، والغلب عليه الغفلة، يكتب حديثه ولا يحتج به. وقال أبو زرعة: ليس بقوي الحديث. وتركه النسائي. وقال ابن عدي: عامة حديثه غير محفوظة، وقال
ابن حجر: ضعيف. الضعفاء والمتروكون 0/112، الجرح والتعديل: 9/266، الكامل: 7/269، تهذيب الكمال:
32/155، تهذيب التهذيب: 11/293، التقريب: 1/602.(3/833)
عَنْ مَعْقِلٍ، (1) عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيْ، عَنْ
أَبِي سَعِيدٍ الخَيْر، (2) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَكْتُبْ الصِّيَامَ عَلَى اللَّيْلِ (3) ، فَمَنْ صَامَ فَلْيَتَعَنَّ وَلاَ خَيْرَ لَهُ)) (4)
_________
(1) معقل: هو الكناني، روى عن عبادة بن نسي، روى عنه يزيد بن سنان الرهاوي، لم يُذكر فيه جرح ولا تعديل. التاريخ الكبير: 7/393، الجرح والتعديل: 8/286، الثقات: 7/491.
(2) أبي سعيد الخير: الزرقاني الأنصاري، وقيل: هو أبو سعيد الخير الأنماري له صحبة، وقيل اسمه عامر بن سعيد شامي، وقيل عمرو بن سعد روى عنه عبادة بن نسي، كذا قال ابن عبد البر. ولم يفرق بينهما. وذهب قوم إلى أنهما مختلفين. وقال الحافظ ابن حجر: بعد أن ذكر اختلافهم، قال: فمن هذا الإختلاف يتوقف في الجزم بصحة هذا السند، أي كونه متصلا أو مرسلا. وجزم في التقريب بأن له صحبة، وقال وقد وهم من خلطه بالذي قبله، ووهم أيضاً من صحّف الذي قبله به. –يعني بالذي قبله: أبو سعيد الحُبْراني – الإستيعاب: 4/1672، الإصابة: 4/88، تهذيب التهذيب: 12/121، التقريب: 1/644.
(3) في الخطية ((على ذا البل)) وكتب الناسخ في الهامش كلمة ((ينظر)) ، والتصحيح من الكامل لابن عدي.
(4) حديث ضعيف، في إسناده أبو فروة الرهاوي وهو ضعيف، ومعقل الكناني مجهول الحال.
أخرجه ابن عدي في الكامل: 7/269، وابن قانع في معجم الصحابة: 1/100 رقم ((102)) ، من طريق الفضل بن موسى، عن أبي فروة الرهاوي به، بلفظ: ((إن الله تبارك وتعالى لم يكتب على الليل صياما، فمن صام فليتعنَّى ولا أجر له)) . وهذا لفظ ابن عدي، والحديث ضعيف ولم أجد من تابع أبي فروة على هذه الرواية، وقال ابن عدي: وهذا الحديث بهذا الإسناد ليس يرويه غير أبي فروة الرهاوي، وعزاه السيوطي أيضا للشيرازي في الألقاب ورمز لضعفه. انظر فيض القدير 2/257 وذكره الألباني في ضعيف الجامع 2/100 وقال: ضعيف.
وذكره ابن حجر في الإصابة: 7/171 في ترجمة أبي سعد الخير فقال: فأخرج الترمذي في العلل المفردة [1/113
برقم 196] ، وابن أبي داود في الصحابة، وأبو أحمد الحاكم عنه، من طريق أخرى، كلهم من طريق أبي فروة الرهاوي، عن معقل الكندي، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((إن الله لم يكتب الصيام في الليل، فمن صام فقد تعنّى، ولا أجر له)) ، وقال الترمذي: سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: أرى هذا الحديث مرسلا، وما أرى عبادة بن نسي سمع من أبي سعد الخير.
وأخرجه الدولابي في الكنى من وجه آخر عن أبي فروة، فقال عن أبي سعد الخير الأنصاري، وفي رواية الحاكم أبي أحمد عن أبي سعد الخير، وأخرجه ابن مندة وقال: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وقال الترمذي: سألت محمداً، - يعني البخاري – عنه فقال: لا أدري عبادة بن نسي سمع من أبي سعد الخير.(3/834)
747 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا جَدِّي، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدَكَ القَزْوِينِي، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ عِمْرَان أَبُو حَفْص التُّجِيِبي، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُشَّانَةَ الْمَعَافِرِيَّ (1) يَقُولُ: سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: ((مَنْ كَانَ لَهُ ثَلاَثُ بُنيَّاتٍ فَصَبَرَ عَلَيْهِنَّ، وأطعمهنَّ، وَسَقَاهُنَّ، وَكَسَاهُنَّ مِنْ جِدَتِهِ، كُنَّ لَهُ حِجَاباً مِنَ النَّارِ)) . (2)
_________
(1) أبو عشانة: بضم المهملة وتشديد المعجمة وبعد الألف ونون، هو حيّ بن يؤمن المصري المعافري ثقة مشهور بكنيته من الثالثة مات سنة ثماني عشر، التقريب 1/185،
(2) حديث صحيح، رجال إسناده ثقات.
أخرجه ابن ماجة في الأدب: باب بر الوالد والإحسان للبنات 2/1210 رقم ((3669)) ، وأحمد في مسنده: 4/154، والبخاري في الأدب المفرد: باب من عال جاريتين أو واحدة، 1/44 رقم ((76)) ، وأبو يعلى في المسند: 3/299 رقم ((1764)) ، والطبراني في المعجم الكبير: 17/299 رقم ((826)) ، و 17/300 رقم ((827)) ، من طرق عن حرملة بن عمران به.
قال البوصيري: إسناده صحيح. مصباح الزجاجة: 1/221. وذكره الألباني في الصحيحة: رقم: ((294)) .(3/835)
748 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ حَيُّويَه مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، حَدَّثَنَا ابْنُ صَاعِدٍ إِمْلاءً، حَدَّثَنَا عَمْرو بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بن أنس، عن زيد
ابن أَسْلَمَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَدِمَ رَجُلاَنِ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ، فَخَطَبَا، فَعَجِبَ النَّاسُ مِنْ بَيَانِهِمَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ((إِنَّ مِنْ بَعْضِ الْبَيَانِ أَوْ مِنَ الْبَيَانِ لَسِحْراً)) . (1)
749- أخبرنا أحمد، أخبرنا محمد، حدثنا ابنُ صَاعِدٍ إِمْلاءً، حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بن سليمان،
[ل158/ب] حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيُّ، أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَاد، عَنِ الأَعْرَج، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: ((صَلاَةُ الْجَمَاعَةِ أَفْضَلُ مِنْ صَلاَةِ أَحَدِكُمْ وَحْدَهُ، بِخَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ جُزْءاً)) (2) .
قَالَ ابْنُ صَاعِدٍ: نَرَى أَنَّ
_________
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات.
أخرجه مالك في الموطأ في الكلام: باب ما يكره في الكلام لغير ذكر الله 2/986، ومن طريقه أخرجه البخاري، في الطب: باب إن من البيان لسحرا 10/237 رقم ((5767)) . وفي النكاح: باب الخطبة 9/201 رقم ((5146)) من طريق عن زيد بن أسلم به.
(2) حديث صحيح، رجاله ثقات ولكن إسناده معلول، ولكن الربيع لم يتابعه أحد في سياق هذا الإسناد على هذا الوجه وإنما يعرف هذا الحديث من رواية الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عن أبي هريرة. لهذا قال ابن صاعد في تعليقه على هذه الرواية: وهم الربيع، حيث رواه الربيع بن سليمان عن الشافعي في مسنده في الإمامة 0/52 عن مالك به،
وأخرجه رواة الموطأ: 1_ يحيى الليثي: في صلاة الجماعة: باب فضل صلاة الجماعة، 1/188 رقم ((342)) ، وابن القاسم: 0/65 رقم ((11)) ، وسويد ابن سعيد في الصلاة: باب فضل صلاة الجماعة على صلاة الفذ 0/99 رقم ((104)) ، وأبي مصعب في الصلاة: باب ما جاء في فضل صلاة الحجماعة 1/126 رقم ((323)) ، ومسلم في المساجد ومواضع الصلاة: باب فضل صلاة الجماعة وبيان التشديد في التخلف عنها، 1/449 رقم ((649)) ، كلهم عن مَالِكٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ المسيب، عن
أبي هريرة. مرفوعا.
وأخرجه البخاري في الأذان: باب فضل صلاة الفجر في الجماعة 2/137 رقم ((648)) ، من طريق شعيب، وفي التفسير: باب أن قرآن الفجر كان مشهودا 8/399 رقم ((4717)) ، ومسلم في المساجد ومواضع الصلاة: باب فضل صلاة الجماعة وبيان التشديد في التخلف عنها 1/449 رقم ((649)) ، من طريق معمر، كلاهما عن الزهري به(3/836)
الرَّبِيعَ وَهِمَ عَلَى الشَّافِعِيِّ فِي إِسْنَادِ هَذَا الْحَدِيثِ، لأَنَّ الْحَسَنَ
ابن مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيَّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الشَّافِعِيُّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عن سعيد بن المسيب، عن أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، بِهَذَا وَهُوَ الصَّوَابُ (1) .
750 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الكَوْكَبِي، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَنْبَسَة، حَدَّثَنَا حَمَّاد بْنُ مَسْعَدَةَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: ((مِنْ حُسْنِ إِسْلاَمِ الْمَرْءِ، تَرْكُهُ مَا لاَ يَعْنِيْهِ)) (2) .
751- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، أخبرنا محمد، حدثنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
_________
(1) انظر بيان من أخطأ على الشافعي للبيهقي: 2/171-172، ومعرفة السنن والآثار 4/7
(2) وهو مرسل، وقد تقدم تخريجه من رواية رقم (152) .(3/837)
إسحاق المصري، حدثنا إبراهيم بن مرزوق البصري بمصر (1) ، حدثنا بشر بن عمر الزهراني، قال: سأَلْتُ مَالَكَ بْنَ أَنَسٍ عَمَّنْ أَهَلَّ بِعُمُرَةٍ ثُمَّ بَدَا لَهُ أَنْ يُهِلَّ بِحَجٍّ؟، قال: ذَاكَ لَهُ، مَا لَمْ يَطُفْ بِالْبَيْتِ، وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ، قُلْتُ: فَمَنْ أَهَلَّ بِحَجٍّ مُفْرِدٍ ثُمَّ بَدَا لَهُ أَنْ يُهِلَّ بِعُمْرَةٍ؟، قال: لَيْسَ ذَلِكَ لَهُ، قُلْتُ: عَنْ مَنْ؟ فَقالَ: الَّذِي أَدْرَكْتُ عَلَيْهِ أَهْلَ الْعِلْمِ بِبِلَدِنَا)) (2) .
752 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ مغلِّس أحمد ابن محمد الكُنَيْز، (3) [ل159/أ] حدثنا الزُّبَيْر بن بَكَّار، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زَبَالَة، (4) حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ هِشَامُ بْنُ
_________
(1) إبراهيم بن مرزوق البصري: أبو إسحاق نزيل مصر، ثقة إلا أنه كان يخطئ فيقال له فلا يرجع، والتقريب: 1/94.
(2) صحيح، وفي إسناد المؤلف أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إسحاق لم أقف له على ترجمة.
أخرجه مالك في الموطأ في الحج باب القران في الحج 1/337 رقم ((42)) ، مختصرا على الجزء الأول منه، وفي الحج أيضا: باب إفراد الحج 1/335 رقم ((39)) ، مخصترا على الجزء لأخير مِنْهُ.
(3) أبو عبد الله ابن المغلس أحمد بن محمد الكنيز البغدادي البزاز، وثقه الخطيب والذهبي. سنة ثمان عشرة وثلاثمائة. تاريخ بغداد: 5/104، العبر: 2/172، سير أعلام النيلاء: 14/520، شذرات الذهب: 2/276.
(4) مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زُبَالَةَ: بفتح الزاي المعجمة وتخفيف الموحدّة، المخزومي معروف بابن زبالة، قال ابن معين: ليس بشيء كذاب، وقال أحمد: كان كذابا، وقال البخاري: عنده مناكير. وقال أبو حاتم وأبو زرعة: واهي الحديث. وتركه النسائي. وقال ابن حبان: يسرق الحديث، ويروي عن الثقات ما لم يسمع منهم من غير تدليس عنهم. وقال ابن حجر كذبوه. التاريخ الكبير: 1/67، والجرح والتعديل: 7/227، والمجروحين: 2/274، والضعفاء والمتروكون: 0/233، وتهذيب التهذيب: 9/115، والتقريب: 1/474،(3/838)
عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: ((كُلُّ الْبِلاَدِ فُتِحَتْ بِالسَّيْفِ وَالرُّمْحِ، وَفُتِحَتْ الْمَدِينةُ بِالْقُرْآنِ وَهِيَ مُهَاجَرُ نَبِيِّ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَمَحَلُّ أَزْوَاجِهِ، وَفِيهَا قَبْرُهُ، وَقَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((الْمَدِيْنَةُ مُهَاجَرِي، وَفِيهَا بَيْتِي، وَحَقٌّ عَلَى أُمَّتِي حِفْظُ جِيرَانِي)) . (1)
_________
(1) حديث صحيح، إسناد المؤلف ساقط فيه مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زُبَالَةَ وهوكذاب. قال ابن معين: والله ما هو بثقه، حدث عدو الله عَنْ مَالِكٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ مرفوعا. وقال أحمد: هذا منكر، لم يسمع من حديث مالك، ولا هشام إلا أن هذا من قول مالك، لم يروه عن أحد، قد رأيت هذا الشيخ كان كذابا. انظر الجرح والتعديل: 7/228، الموضوعات لابن الجوزي: 2/217.
وأخرجه البزار في كشف الأستار: 2/49 رقم ((1180)) ، وأبو يعلى في معجم شيوخه رقم ((174)) ، والعقيلي في الضعفاء الكبير: 4/58، وابن عدي في الكامل: 6/2190، وابن المقرئ في معجم شيوخه: رقم ((30)) وأبو يعلى الخليلي في الإرشاد في معرفة علماء الحديث: 1/169، رقم ((9)) ، والخطيب في الرواة عن مالك: كما عزاه إليه السيوطي في اللآلي المصنوعة: 2/127، وابن الجوزي في الموضوعات: 2/216، وذكره الذهبي في الميزان: 3/514، كلهم من طريق مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زُبَالَةَ، عن مالك به مرفوعا.
قال ابن المقرئ إسناده ضعيف، وقال البزار: تفرد به ابن زبالة، وقد تُكلِّم فيه بسبب هذا وغيره. وقال ابن حزم: وهذا إسناد لا ينفرد بمثله إلا ابن زبالة دون سائر من روى عن مالك من الثقات. كشف الأستار: 2/50، المحلى: 7/452،
قلت: لم ينفرد به كما قال البزار وابن حزم، ولا تفرد به ذؤيب بن عمار كما قال الذهبي، بل رواه عدد من الرواة عن مالك. وهم: ذؤيب بن عمامة، وإبراهيم بن حبيب بن الشهيد، وأبو غزية محمد بن موسى، وأبو غسان. وكلهم لا تقوم بمثلهم الحجة في رواياتهم عن مالك، إلا رواية أبي غسان، فقد أخرجها أبو خيثمة وابن مقرئ كما في فضائل المدينة لصالح الرفاعي (ص246) من طريق الزبير بن بكار، عن أبي غسان عن مالك به.
وقال المؤلف: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات.(3/839)
753- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ المُغَلِّس، حدثنا الزُّبير ابن بَكَّار، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَبُو غَسَّان، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ هشام ابن عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((مِثْلِه)) . (1)
754- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، (2) حدثنا الزُّبير،. (3) حدثنا سعيد
ابن داود بن زَنْبَر، (4) عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ داود بن الحصين، (5)
عن طاوس، عن ابْنِ عُمر، قال: ((العِلْمُ
_________
(1) وهذا رجال إسناده كلهم ثقات، تقدم الكلام عليه في الرواية السابقة
(2) أبو عبد الله: ابن المغلس.
(3) الزبير: هو ابن بكار
(4) سعيد بن داود بن زنبر: هو سعيد بن داود بن سعيد بن أبي زنبر أبو عثمان الزنبري بفتح الزاي المعجمة والموحدة وسكون النون بينهما ثم الراء، قال ابن معين: ما كان عندي بثقة، وقال أبو زرعة: ضعيف الحديث، حدث عن مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ خارجة بن زيد، عن أبيه بحديث باطل، ويحدث بمناكير عن مالك. وقال أبو حاتم: ليس بالقوي. وقال الساجي: عنده مناكير. وقال العقيلي: يحدث عن مالك بشيء أنكرت عليه. وقال ابن حبان والحاكم: يروي عن مالك أحاديث مقلوبة. وكذبه عبد الله بن نافع في دعواه أنه سمع من لفظ مالك. وقال ابن حجر: صدوق له مناكير عن مالك. التاريخ الكبير: 3/ 470، الضعفاء الكبير: 2/103، الجرح والتعديل: 4/18، المجروحين: 1/325، تهذيب الكمال: 10/417، تهذيب التهذيب: 4/21، التقريب: 1/235،
(5) داود بن الحصين: أبو سليمان الأموي المدني، وثقه ابن معين مطلقا، وقال ابن المديني: ما روى عن عكرمة فمنكر. وقال ابن عيينة كنا نتقي حديثه. وقال النسائي: ليس به بأس. وقال ابن حجر: ثقة إلا في عكرمة. الجرح والتعديل:
3/408، تهذيب التهذيب: 3/181، التقريب: 1/198،(3/840)
ثَلاَثَةٌ: كِتَابٌ نَاطِقٌ، وَسُنَّةٌ مَاضِيَةٌ، وَلاَ أَدْرِي)) . (1)
755- قال: (2) حدثنا الزُّبير، حدثنا إبراهيم بْنُ المُنْذِر، عن ابْنِ عِصام، (3) عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر: ((مِثْلَه)) . (4)
_________
(1) في إسناده سعيد بن داود، يروي مناكير عن مالك.
أخرجه ابن عبد البر في التمهيد 4/266، من طريق سعيد بن داود به.
(2) القائل: هو أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ الْمُغَلِّسِ.
(3) ابن عصام: قال ابن حزم: هو طاهر بن عصام، كان طاهرا، وكان ثقة. الإحكام: 8/510،
(4) حسن، رجال إسناده ثقات إلا أنه تُكلٍّم في إبراهيم بن المنذر بكلام غير ضارٍّ إن شاء الله.
أخرجه ابن حزم في الإحكام: 8/510، من طريق طاهر بن عصام، والطبراني في المعجم الأوسط: 1/299 رقم ((1005)) ، من طريق عمر بن حصين كلاهما عن مالك به موقوفا.
وابن عصام هذا قال ابن حزم: كان طاهرا وكان ثقة. وسماه ابن عدي بعمر بن عصام، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: 1/172، فيه حصين غير منسوب رواه عن مالك، ورواه عنه إبراهيم بن المنذر ولم أر من ترجمه.
وقول الهيثمي: ((فيه حصين غير منسوب)) يوقع الشك فيما وقع عند الطبراني في تسمية اسمه بأنه عمر بن حصين، وعلى أية حال فإن الرجل لا يزال غير معروف، لأني لم أجد من ترجم له.
وأخرجه ابن عدي في الكامل: 1/175 والخطيب في تاريخ بغداد: 4/23، وذكره الذهبي في الميزان: 1/217، من طريق أبي حذافة أحمد بن إسماعيل السهمي المدني، حدثنا مالك به.
وقال ابن عدي: وهذا الحديث بهذا الإسناد يرويه شيخ يقال له عمر بن عصام، عن مالك، وأنكر ما رأيت لأبي حذافة هذا عن مالك أحاديث مناكير وما رواه غيره محتمل، حدثنا عبد الله بن موسى بن الصقر، عن إبراهيم ابن المنذر الحزامي عنه، وأبو حذافة سرقه منه. وقال الذهبي في أبي حذافة: حدث عنه ابن خزيمة ثم تركه.(3/841)
756 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا أبو محمد بن بُنَان الأَنْمَاطي، (1) حدثنا
أبو هَمَّام، (2) حدثنا أبو الحسين (3) قال: ((سألتُ مالكَ بن أنس، عن الشَّاهِدِ وَالْيَمِيِن فِي الطَّلاَقِ وَالْعِتْقِ؟ فَقَالَ: لاَ، إِنَّمَا هَذَا فِي الشِّرَاءِ وَالْبَيْعِ وَأَشْبَاهِهِ)) . (4)
757 – أخبرنا أحمد، حدثنا محمد، [ل159/ب] حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي داود إملاء، حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وَهْب، حدثنا عَمِّي (5) ، أخبرني اللَّيْثُ ابنُ سعد، ومالك
ابن أنس، وبكر بن مضر،
_________
(1) أبو محمد بن بنان الأنماطي: هو إسحاق بن بنان بن معن، وثقه الدارقطني. وقال الخطيب: ليس به بأس. مات بعد العشر والثلاثمائة. تاريخ بغداد: 6/390.
(2) أبو همام: هو الوليد بن شجاع بن الوليد بن قيس السكوني الكوفي ثقة. التقريب: 1/582.
(3) أبو الحسين: لعله زيد بن الحباب بن الريان، ويقال رومان التميمي العكلي الكوفي، أصله من خراسان، روى عن مالك، وثقه
ابن معين. وقال أحمد: صدوق كان يضبط الألفاظ عن معاوية بن صالح، لكن كان كثير الخطأ، وقال مرة: صاحب حديث كيّس. وقال ابن حجر: صدوق كان يخطئ في حديث الثوري. تاريخ بغداد: 8/443، تهذيب التهذيب: 3/347، التقريب: 1/222.
(4) صحيح، رجاله ثقات. قد وافق زيد بن الحباب جماعة من رواة موطأ مالك، منهم:
أبو مصعب: أخرجه في الأقضية: باب القضاء باليمين مع الشاهد 2/472 رقم ((291)) ، ويحيى بن يحيى الليثي: في الأقضية: باب القضاء باليمين مع الشاهد 2/264 رقم ((2115)) ، وسويد بن سعيد الحدثاني: في القضاء: باب القضاء باليمين مع الشاهد 0/230 رقم ((285)) .
(5) عمه: هوعبد الله بن وهب المصري حافط عابد، التقريب، 1/328.(3/842)
ويحيى بن أيوب، (1) ((أَنَّ ابْنَ عَجْلاَن أَخْبَرَهُمْ أَنَّ امْرَأَةً له حَمَلَتْ مَرَّةً خَمْسَ سِنِين، وَمَرَّةً ثَلاَثَ سِنِينَ)) . (2)
758- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ البَاغَنْدِي، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْم الحَلَبِي، قال: ((كُنَّا عِنْدَ مَالِكِ بن أنس فَأَتَاهُ عُثْمَانُ بْنُ صَالِح أو صَالِحُ ابْنُ عُثْمان، (3) فَقَالَ لَهُ: يَا
أَبَا عَبْدِ اللهِ: الرُّقْعَةُ، فَأَخْرَجَ رُقْعَةً، قَالَ: قَدْ نَظَرْتُ فِيهَا وَهِيَ مِنْ حَدِيثِي، فَارْوِهَا عَنِّي)) . (4)
_________
(1) يحيى بن أيوب: أبو العباس المصري الغافقي، وثقه ابن معين، وقال مرة: صالح. وقال أحمد سيء الحفظ، وقال أبو حاتم: محله الصدق يكتب حديثه ولا يحتج به، وثقه ابن حبان، وقال النسائي: ليس بذاك، وقال ابن حجر: صدوق ربما أخطأ. الضعفاء والمتروكون: 0/108، الجرح والتعديل: 9/127، الثقات: 1/190، التقريب: 1/588.
(2) حسن، وقد ذكرت أغلب الكتب التي ترجمت لابن عجلان نحو هذا الأثر، واستدل بعض الفقهاء به في تحديد أطول مدة للحمل.
(3) هو عثمان بن صالح بن صفوان السهمي مولاهم أبو يحيى المصري وثقه ابن معين وقال أبو حاتم: كَانَ شيخا صالحا، وقال ابن رشدين: رأيته عند أحمد بن صالح متروكا. وقال أبو زرعة: لم يكن عندي ممن يكذب ولكن كان يكتب مع خالد بن نجيح فبلوا به، كان يملي عليهم ما لم يسمعوا. وقال ابن حجر: صدوق. الجرح والتعديل: 3/947 تهذيب التهذيب: 7/113، التقريب: 1/384.
وأما ((صالح بن عثمان)) فلم أجد له ترجمة، ولم يذكر ضمن تلامذة الإمام مالك أيضا، لذا أرى أن الصواب هو ((عثمان بن صالح)) لأن الحلبي لم يضبط اسمه، خاصة وأنه اختلط، والله أعلم.
(4) حسن، في إسناده أبو نعيم الحلبي وعثمان بن صالح.
أخرجه الخطيب في الكفاية: 1/327، من طريق محمد بن العباس بن حيويه به.(3/843)
759- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، (1) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفَّى وأَنَا سَأَلْتُهُ، (2) حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ أَنَسٍ بْنِ مَالِكٍ:
((أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دَخَلَ مَكَّةَ وَعَلَى رَأْسِهِ الْمِغْفَرُ)) . (3)
_________
(1) في أصل الخطية ((نا أبو بكر)) ثم ضرب عليه الناسخ.
(2) محمد بن مصفى: بن بهلول أبو عبد الله القرشي الحمصي، قال أبو حاتم: صدوق. وقال صالح بن جزرة حدّث بمناكير، وأرجو أن يكون صدوقا. وأنكر عليه أحمد حديثا واحدا. وقال الذهبي: كان ثقة، وقال ابن حجر: صدوق له أوهام، وكان يدلس. الجرح والتعديل 8/104، ميزان الاعتدال: 4/43، تهذيب التهذيب: 9/460، التقريب: 1/507.
(3) حديث صحيح، وإسناد المؤلف رجاله ثقات إلا محمد بن مصفى وهو صدوق.
أخرجه ابن حبان في صحيحه: 9/115 رقم ((3805)) ، من طرق محمد بن المصفى عن محمد بن حرب، والخطيب في تاريخه: 1/362، من طريق إسماعيل بن الفضل، أخبرنا مكي بن إبراهيم، كلاهما عن ابن جريج به. وقال الخطيب: لا نعلم أن إسماعيل بن الفضل روى عن مكي بن إبراهيم شيئا ولا أدركه، وقد أخطأ، وصوابه إسماعيل بن الفضل قال: قرأت في كتاب مكي بن إبراهيم، حدثنا ابن جريج، عن مالك به
وأخرجه البخاري مختصرا في اللباس: باب المغفر 10/275 رقم ((5808)) ، والصيد: باب دخول الحرم ومكة بغير إحرام، 4/59 رقم ((1846)) ، من طريق عبد الله بن يوسف، وفي الجهاد: باب قتل الأسير وقيل الصبر 6/165 رقم ((3044)) ، من طريق إسماعيل، وفي المغازي: باب أين ركز النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الراية يوم الفتح 8/15 رقم ((4286)) ، من طريق يحيى بن قزعة، ومسلم في الحج: باب جواز دخول مكة بغير إحرام 2/989 رقم ((1357)) ، من طريق عبد الله بن مسلمة القعنبي ويحيى بن يحيى وقتيبة بن سعيد كلهم عن مالك به. مطولا كما عند المؤلف في الرواية التالية.
هذا وقد قال ابن الصلاح: تفرد به مالك عن الزهري.
وتعقبه العراقي، بأنه قد روي من غير طريق مالك، ثم ذكر قصة أبي بكر بن العربي وأنه قال: رويته من ثلاثة عشر طريقا من غير طريق مالك.
وقال ابن حجر: ((وقد تتبعت طرق هذا الحديث فوجدته كما قال ابن العربي ... بل أزيد. ثم قال بعد ما ذكر تلك الطرق: فقول من قال من الأئمة: أن هذا الحديث تفرد به مالك عن الزهري، ليس على إطلاقه، وإنما المراد به بشرط الصحة. وقول ابن العربي: إنه رواه من طرق غير طريق مالك إنما المراد به في الجملة، سواء صح أو لم يصح، فلا اعتراض ولا تعارض.
وما أجود عبارة الترمذي في هذا فإنه قال- بعد تخريجه-: ((لا يعرف كبير أحد رواه عن الزهري غير مالك)) .
وكذا عبارة ابن حبان: ((لا يصح إلا من رواية مالك عن الزهري)) .
ثم قال الحافظ ابن حجر: وهذا التقييد أولى من ذلك الاطلاق. النكت على ابن الصلاح: 2/654-669.
هذا وسيتكرر هذا الحديث في رواية رقم ((760)) و ((771)) و ((772)) و ((827)) و ((872)) ((873)) .(3/844)
760- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ (1) إِمْلاءً، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وسُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَإِبْرَاهِيمُ الْحَلَبِيُّ، (2) وَمُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ لُوَيْن، قَالُوا: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ (3) ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: ((أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دَخَلَ مَكَّةَ وَعَلَى رَأْسِهِ الْمِغْفَرُ)) . (4)
قَالَ لَنَا الْبَاغَنْدِيُّ: وَفِي حَدِيثِ بَعْضِهِمْ:
_________
(1) أبو بكر: الباغندي.
(2) إبراهيم الحلبي: هوابن محمد الزهري نزيل البصرة، ذكره ابن حبان في ثقاته وقال: يخطئ. وقال ابن حجر: صدوق يخطئ. الثقات: 8/75، تهذيب الكمال: 2/191، التقريب: 1/93.
(3) في الخطية: ابن شهاب، عن الزهري، ولا شك أن هذا وهم من الناسخ.
(4) حديث صحيح. وإسناد المؤلف حسن أو صحيح لغيره فيه هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ وَسُوَيْدُ بْنُ سعيد.
تقدم تخريجه في الرواية السابقة رقم ((759)) وأما طريق المؤلف فقد وجدته عند ابن ماجة في سننه: في الجهاد: باب السلام 2/938 رقم ((2805)) عن هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ وَسُوَيْدُ بْنُ سعيد به. ولم أجد رواية إبراهيم الحلبي ومحمد
ابن سليمان لوين وأخشى أن يكون من قبيل الإدراج في الإسناد.(3/845)
((قِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا ابْنُ خَطَلٍ مُتَعَلِّقٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - اقْتُلُوهُ)) .
761- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا بَدْرُ بنُ الهَيْثَم [ل160/أ] الْقَاضِي (1)
، حَدَّثَنَا أَبُو سَبْرَة الْمَدَنِيُّ (2) مِنْ وَلَدِ أَبِي رُهْمٍ، صَاحِبِ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، حَدَّثَنَا مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنِ ابْنِ شِهاب، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وأَبي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِي، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: ((إذَا أَمَّنَ اْلإِمَامُ فَأَمِّنُوا،
_________
(1) في الخطية: (بدر بن الهيثم القاضي) ثم كتب الناسخ تحت كلمة بدر في الهامش ((يزيد)) ثم كتب جنبها ((صح أصل)) . وبدر بن الهيثم هو ابن خلف بن خالد بن راشد أبو القاسم اللَّخميي القاضي الكوفي وثّقه الدارقطني والخطيب والذهبي وغيرهم وقد روى عنه أبو عمر بن حيويه وجماعة، وَوُصف بالقاضي كما في أصل المخطوط، لذا فإن القلب إلى أنه هو أميل، مات سنة سبع عشرة وثلاثمائة، انظر تاريخ بغداد: 7/107، وسير أعلام النبلاء: 14/530.
ويزيد بن الهيثم هو ابن طهمان أبو خالد الدقاق يعرف بالبادا، قال الخطيب: وصوابه البادي بكسر الدال. وثقه الدارقطني. مات سنة أربع وثمانين ومائتين، لكن ذكرُ وكيع لَهُ في كتابه أخبار القضاء يدل على أنه تقلّد هذا المنصب، وبالتالي لا يمكن الجزم بأن الصحيح هو الأول ولله أعلم.. تاريخ بغداد: 14/349، أخبار القضاة للوكيع: 1/35، البداية والنهاية: 11/88.
(2) أبو سبرة المدني: هوعبد الرحمن بن محمد أب سبرة المدني متأخر، قال الدارقطني كثير الوهم. وقال الحاكم: له مناكير. وقال الذهبي: ربما يخالف في حديثه. وقال ابن حجر: يروي عن مطرف عن مالك أحاديث عدد يخطئ فيها عليه. المغني في الضعفاء: 2/86، ميزان الاعتدال: 4/ 314، لسان الميزان: 3/431، لسان الميزان: 7/50.(3/846)
فَإِنَّهُ مَنْ وَافَقَ تَأْمِينُهُ تَأْمِينَ الْمَلاَئِكَةِ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ)) . (1)
قال بدر: قالوا: الحديث غلط، والصحيح، عن أبي هريرة، حَدَّثَنَا بِهِ أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجّ (2) ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ الزُّهري، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِذَا قَالَ اْلإِمَامُ: غَيْرُ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِينَ، فَقُولُوا: آمِينَ، فَإِنَّهُ إِذَا وَافَقَ تَأْمِينُهُ تَأْمِينَ الْمَلاَئِكَةِ غُفِرَ لِأَهْلِ الْمَسْجِدِ)) . (3)
_________
(1) حديث صحيح: وإسناد المؤلف منكر وَهِم فيه أبو سبرة على مطرف بن عبد الله، لأن هذا الحديث لا يُروَى عن مالك إلا عن أبي هريرة.
أخرجه مالك في الموطأ: في الصلاة: باب ما جاء في التأمين خلف الإمام 1/194، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بن المسيب، عن أبي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أبي هريرة مرفوعا: بلفظ ((إِذَا أَمَّنَ الإِمَامُ فأمنُوا، فَإِنَّهُ مَنْ وَافَقَ تَأْمِينُهُ تَأْمِينَ الْمَلائِكَةِ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذنبه)) . وقال ابن شهاب: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم يقول: آمين. وأخرجه البخاري من طريقه في الأذان: باب جهر الإمام بالتأمين 2/262 رقم ((780)) ، ومسلم في الصلاة: باب التسميع والتحميد والتأمين 1/307 رقم ((410)) .
وأخرجه البخاري في الدعوات: باب التأمين 11/200 رقم ((6402)) من طريق سفيان بن عيينة، ومسلم في الصلاة: باب التسميع والتحميد والتأمين 1/307 رقم ((410)) ، من طريق يونس كلاهما عن الزهري به. وعند البخاري بدون ذكر أبي سلمة بن عبد الرحمن، وبدون ذكر قول الزهري عند كل منهما.
(2) أبو سعيد الأشجّ: ثقة من شيوخ البخاري ومسلم، واسمه عبد الله بن سعيد الأشج، انظر التقريب 1/305.
(3) الحكم على الحديث بأنه خطأ بهذا الإسناد صحيح، والحكم على الإسناد الذي ساقه وكذا المتن بأنه صحيح
ليس الأمر كذلك بل هو خطأ. لأني لم أجد من روى عن مالك هذا الحديث بالإسناد المذكور، غير إسحاق
ابن سليمان الرازي، أخرجه الدارقطني في الأفراد والغرائب كما في الأطراف لابن القيسراني، وقال تفرد به إسحاق
ابن سليمان الرازي عن مالك، عن الزهري بهذا اللفظ 0/533، وأورده ابن عبد البر في التمهيد 7/8، تعليقا
مجزوما عن إسحاق ابن سليمان، ثم قال: ولم يتابع ((يعني إسحاق بن سليمان)) على هذا اللفظ، وإنما هو لفظ حديث سُمَي. قلت وحديث سمي رواه عدد من الرواة الثقات عن مالك، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عن أبي هريرة مرفوعا ولفظه: إِذَا قَالَ الإِمَامُ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عليهم ولا الضالين، فقولوا: آمين، فإنه من وافق قوله قول الْمَلائِكَةِ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ من ذنبه)) أخرجه مالك في الموطأ في الصلاة: باب ما جاء في التأمين خلف الإمام 1/87 رقم ((195)) ، ومن طريقه البخاري في الأذان: باب جهر المأموم بالتأمين 2/517 رقم ((782)) ، وفي التفسير: باب غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ رقم ((4475)) .
وقوله في الرواية ((غفر لأهل المسجد)) غير محفوظ بل هو منكر، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.(3/847)
762 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا عبد الله بن محمد بن مَنِيع، حَدَّثَنِي جَدِّي
أَحْمَدُ بنُ مَنِيع، حدَّثَنِي أَبُو الأَحْوَص مُحَمَّدُ بْنُ حيَّان البَغَوي، عَنْ مَالِكٍ بن أنس، عن هُشَيْم
ابن أَبِي حَازِمٍ، (1) عَنْ يَعْلَي بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عُمَارَة بْنِ حَدِيد، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قالَ: ((اللَّهُمَّ بَارِكْ ِلأَمَّتِي فِي بُكُورِهَا)) . (2)
763- قَالَ (3) : حَدَّثَنَا ابْنُ مَنِيعٍ، حَدَّثَنَا عليُّ بْنُ الجَعْد، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، وهُشَيْم، عَنْ يَعْلَي
ابن عَطَاءٍ، عَنْ عُمَارة بْنِ حَديد، عَنْ صَخْرِ الغَامِدِي، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((مِثْلَه)) . (4)
764- أخبرنا [ل160/ب] أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ صاعد
_________
(1) في الخطية: هشيم عن أبي خازم وهو وهم من الناسخ.
(2) تقدم تخريجه في رواية رقم (529) .
(3) القائل هو عبد الله بن محمد بن منيع.
(4) تقدم تخريجه في رواية رقم (529) ،(3/848)
إملاء، حدثنا محمد
ابن سُلَيْمَانَ (1) بِمِصْرَ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الحُنَيْنِي (2) ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ محمد
ابن يَحْيَى بْنِ طحْلاء (3) ، عَنْ أَبِيهِ (4) ، عَنْ عُمَرَ قَالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((خَيْرُ بِيُوتِكُمْ بَيْتٌ فِيهِ يَتِيمٌ مُكْرَمٌ)) . (5)
_________
(1) محمد بن سليمان: لُوَين.
(2) إسحاق بن إبراهيم الحنيني: أبو يعقوب، قال البخاري في حديثه نظر. وقال أبو زرعة: صالح. وقال ابن عدي: والحنيني مع ضعفه يكتب حديثه. وقال النسائي: ليس بثقة، وقال الدارقطني: لا بأس به، وقال مرة ضعيف. وقال الذهبي: صاحب الأوابد. وقال ابن حجر: ضعيف. التاريخ الكبير: 1/479، الجرح والتعديل: 2/208، الكامل:
1/341، ميزان الاعتدال: 1/179، التقريب: 1/99،
(3) مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ طَحْلاءَ: قيل هو يحيى بن محمد بن طحلاء، وقيل طلحة مولى بني ليث مدني ذكره ابن حبان في الثقات. التاريخ الكبير: 8/303، لجرح والتعديل: 9/184، الثقات: 7/606،
(4) أبوه: محمد بن طحلاء بفتح الطاء وسكون الحاء المهملتين مولى جويرية بنت الحارث الغطفانية المدني، قال أبو حاتم: ليس به بأس. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال ابن حجر: صدوق. الجرح والتعديل: 7/ 292، الثقات: 7/271، التقريب: 1/485.
(5) حديث منكر، في إسناده إسحاق بن إبراهيم الحنيني وهو ضعيف قد تفرد بهذ عن مالك بن أنس. وقال العقيلي: وأما حديث مالك فلا أصل له. وقال ابن عدي: لا يرويه عن مالك غير إسحاق الحنيني هذا.
أخرجه العقيلي في الضعفاء الكبير: 1/97، وابن عدي في الكامل: 1/334، والطبراني في معجم الكبير: 12/388،
وأبو نعيم في الحلية: 6/337، والقضاعي في مسند الشهاب: 2/229 رقم ((1249)) والخليلي في الإرشاد: 1/435، من طريق إسحاق بن إبراهيم الحنيني، عن مالك به. قال الطبراني: يحيى بن محمد بن طلحة، وقال الآخرون يحيى بن محمد بن طحلاء.
وقال أبو حاتم عندما سأله ابنه عن هذا الحديث: هذا حديث منكر. العلل لابن أبي حاتم: 2/176،
وقال الخليلي: تفرد به الحنيني عن مالك والحديث صحيح.
وللحديث شاهد من حديث أبي هريرة: أخرجه عبد الله بن المبارك في الزهد: باب ما جاء في الإحسان إلى اليتيم
0/229 رقم ((654)) ، وعبد بن حميد في المنتخب: 3/217 رقم ((1465)) ، والبخاري في الأدب المفرد باب خير بيت فيه يتيم يحسن إليه 1/231 رقم ((137)) ، وابن ماجة في الأدب: باب حق اليتيم 2/1213 رقم ((3679))
وابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق: 0/348 رقم ((103)) ، من طريق يحيى بن أبي سليمان، عن زيد بن أبي عتاب،
عن أبي هريرة مرفوعا، بلفظ: ((خير بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يحسن إليه، وشر بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يساء إليه، ثم قال بأصبعه: أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين وجمع بينهما)) .
وهذا سنده ضعيف، فيه يحيى بن أبي سليمان وهو أبو صالح، وعند ابن ماجة: يحيى بن سليمان، قال فيه البخاري: منكر الحديث. وقال أبو حاتم: ليس بالقوي مضطرب الحديث. وقال ابن عدي: وهو ممن يكتب حديثه وإن كان بعضها غير محفوظة. وقال البوصيري: إسناده ضعيف. وقال: أخرج ابن خزيمة حديثه في صحيحه، وقال: في النفس من هذا الحديث شيء، فإني لا أعرف يحيى بعدالة ولا جرح، وإنما خرجت خبره لأنه يختلف العلماء فيه، وقال: وقد ظهر للبخاري وأبي حاتم ما خفي على ابن خزيمة فجرحهما مقدم على من عدّله، مصباح الزجاجة 3/165.(3/849)
765- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا ابن صاعد إملاء، قال: سَمِعْتُ يَحْيى بن سليمان ابن نِضْلَة يقول: ((دَخَلْتُ أَنَا وَإِبْرَاهِيمٌ بن أبي يحيى بَيْنَ السَّقْفَيْنِ، فَبَلَغَ ذَلَكَ مَالِكاً، فقال: مَا أُحِبُّ أَطَّلِعُ فِي بَيْتِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - يَعْنِي: قَبْرَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وَسَلَّمَ -)) (1) .
766- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ صَاعِدٍ إِمْلاءً، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الصُّوفِيُّ، وَأَفَادَنِيهِ عَنْهُ إبراهيم الأصفهاني (2) ، وكتبه ل
_________
(1) في إسناده إبراهيم بن أبي يحيى تركه العجلي.
(2) إبراهيم الأصفهاني: لعله إبراهيم بن قتيبة الأصفهاني، قال ابن حجر: ذكره الطوسي في مصنفي الشيعة الإمامية. لسان الميزان: 1/92.(3/850)
ي بِخَطِّه، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ الدّهَاني (1) ، حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي الأَسْوَدِ (2) ، عَنْ إِدْرِيسَ الأَوْدِي (3) ، عَنْ أَخِيهِ دَاوُدَ بْنِ يَزِيدَ الأَوْدِي (4)
، عَنْ أَبِيهِمَا (5) قَالَ: ((كُنْتُ جَالِساً مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي مَسْجِدِ الْكُوفَةِ، فَجَاءَهُ رَجْلٌ، فَقَالَ: يَا
أَبَا هُرَيْرَةَ، شَهِدْتَ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَوْمَ غَدِيْرِ خُمِّ؟، قَالَ: نَعْم، قَالَ: فَمَا سَمِعْتَهُ يَقُولُ؟: قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ لِعَلِيٍِّ: مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَهَذَا مَوْلاَهُ، اللَّهُمَّ وَالِ
_________
(1) علي بن ثابت أبو الحسن الكوفي و الدهّاني-: كذا في الخطية باثبات ياء النسبة، وفي ((التقريب)) الدهّان (وهو الصواب) ، ذكره ابن حبان في الثقات. وقال ابن حجر: صدوق. تهذيب الكمال: 20/339، التقريب: 1/398،
(2) منصور بن أبي الأسود: وقيل اسم أبيه حازم الليثي الكوفي، قال ابن سعد: كان تاجرا كثير الحديث. ووثقه ابن معين. وقال أبو حاتم: يكتب حديثه. وقال النسائي: ليس به بأس. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال ابن حجر: صدوق رمي بالتشيع. طبقات الكبرى: 6/382، الجرح والتعديل: 8/180، الثقات: 7/475، التقريب: 1/546.
(3) في الخطية: أبي إدريس الأودي: وصوابه إدريس الأودي، ابن يزيد بن عبد الرحمن الأودي الزعافري ثقة. التقريب: 1/97.
(4) داود بن يزيد الأودي: ابن عبد الرحمن الزعافري أبو يزيد الكوفي الأعرج، قال علي ابن المديني: لا أروي عن داود
ابن يزيد. وقال ابن معين وأحمد: ضعيف. وقال أحمد مرة: واه. وقال ابن حبان: يكتب حديث وليس بالقوي، وقال مرة: لا بأس به. وقال ابن حجر: ضعيف. الضعفاء الكبير: 2/40، الجرح والتعديل: 3/427، الثقات: 1/342، تهذيب الكمال: 8/467، التقريب: 1/200.
(5) أبوهما: هو يزيد بن عبد الرحمن الأودي الزعافري، قال علي بن المديني: كان ثبتا. وذكره ابن حبان في ثقاته. وقال ابن حجر: مقبول. الضعفاء الكبير: 2/40، الثقات: 5/542، تهذيب التهذيب: 11/302، التقريب: 1/603.(3/851)
مَنْ وَالاَهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ)) . (1)
767 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا أبُو الحسن ابن المغيرة، حدثنا ابْنُ أبي سعد، حدثني إبراهيم بن المنذر، حدثنا مَعَن بن عيسى، عن مالك ابن أنس، عن يحيى بن سعيد: (2)
((أَنَّ سعيدَ بن
_________
(1) حديث صحيح، وإسناد المؤلف فيه داود الأودي ضعيف.
أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط: 2/68 رقم ((1105)) ، من طريق عكرمة بن إبراهيم الأزدي، عن إدريس
ابن يزيد الأودي، عن أبيه به، دون ذكر أَخِيهِ دَاوُدَ بْنِ يَزِيدَ الأَوْدِيِّ في السند وقال: لم يروه عن إدريس إلا عكرمة. قلت: وعكرمة هذا ضعيف، قال ابن معين: ليس بشيء. وقال النسائي: ضعيف. وقال ابن حبان: كان ممن يقلب الأخبار ويرفع المراسيل، لا يجوز الاحتجاج به. انظر الجرح والتعديل: 7/11، الضعفاء والمتروكون: 0/86، لسان الميزان: 4/181. لكن متن الحديث صحيح.
أخرجه أحمد في مسنده 1/118، والحاكم في المستدرك: 3/109، والطبراني في المعجم الكبير: رقم ((4969)) و ((4970)) ، من طريق حبيب بن أبي ثابت، عن أبي الطفيل، عن زيد بن أرقم قال: لما دفع النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من حجة الوداع ونزل غدير خمٍّ ... فذكر القصة مع الحديث.
وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، وسكت عنه الذهبي.
قلت في إسناده حبيب وهو مدلِّس وقد عنعن، لكنه لم ينفرد به بل تابعه فطر بن خليفة عند أحمد في مسنده 4/370، والطبراني في االمعجم الكبير: رقم ((4968)) .
ورجال إسناده كلهم ثقات لذلك قال الهيثمي في المجمع: 9/104: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير فطر بن خليفة وهو ثقة.
فالحديث له طرق كثيرة ليس هنا مكان بسطها، وقد ذكر الهيثمي بعضها في مجمع الزوائد 9/103-108، وقال
ابن حجر في ((الفتح الباري)) 7/74: وهو كثير الطرق جداً، وقد استوعبها ابن عُقْدة في كتاب مفرد، وكثير من أسانيدها صحاح وحسان، وقد روينا عن الإمام أحمد قال: ما بلغنا عن أحد من الصحابة ما بلغنا عن علي. اهـ
(2) يحيى بن سعيد: بن قيس الأنصاري المدني، ثقة ثبت التقريب: 1/591.(3/852)
[ل161/أ] الْمُسيب ولد لسنتين بقيتا من إمارة عمر بن الخطاب (1) .
قال: أبو إسحاق (2) : فَمَنْ قَالَ بِالْحَدِيثِ الَّذِي يَحَدِّثُ بِهِ سُفْيَانَ فِي أّنَّهُ سَمِعَ مِنْ عُمَرَ، فَهُوَ يَقُولُ: وُلِدَ لِسَنَتَيْن مَضَتَا، وَقُتِلُ عُمَر وهو ابْنُ ثَمَانِي سِنِينَ)) . (3)
768 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا أبو طالب أحمد بن نَصْر بن طالب (4) إملاء، حدثنا أبو حفص عمر بن عبد العزيز بن عمران بن
_________
(1) إسناد المؤلف فيه أبو الحسن ابن المغيرة، لم أقف له على ترجمة.
ولم أقف على من أخرج هذا الأثر عن مالك عن يحيى بن سعيد الأنصاري، وإنما الثابت عند الأئمة خلاف هذا، لقد روى علي بن المديني، عن سفيان، عن يحيى بن سعيد الأنصاري قال: سمعت ابن المسيب يقول: ولدت لسنتين مضتا من خلافة عمر. هكذا ذكرت كتب التراجم. انظر الطبقات الكبرى5/119، وابن حبان في مشاهير علماء الأنمصار: 1/63، التعديل والتجرح: 3/1081، الجامع التحصيل: 0/184، تهذيب الكمال: 11/66
(2) أبو إسحاق: هو إبراهيم بن المنذر المتقدم في الإسناد.
(3) وأما سماع ابن المسيب من عمر بن الخطاب، فقد اختلف العلماء في ذلك قديما، وأنكر مالك سماعه منه، وقال
ابن سعد: ويُروي أنه سمع من عمر ولم أر أهل العلم يصححون ذلك، وإن كان قد رآه. وقال ابن معين: قد رأى
ابن المسيب عمر بن الخطاب وكان صغيرا، ولم يثبت سماعا عنه وقال مرة: ابن ثمان سنين يحفظ شيئا؟، وأنكر الإمام أحمد سماعه عنه، وقال أبو حاتم: لا يصح له سماع إلا الخطبة، أو النعي، ولعل هذا هو الصحيح، أخرج البخاري
في التاريخ عن ابن المسيب أنه قال: إني لأذكر يوم رأيت عمر ينعى النعمان بن مقرن على المنبر. تاريخ ابن معين:
2/208، والتاريخ الكبير: 5/119، التعديل والتجريح: 3/1081، تهذيب الكمال: 11/66،
(4) أبو طالب أحمد بن نصر بن طالب: قال الدارقطني: أبو طالب الحافظ أستاذي. وقال الخطيب: ثقة ثبتا. تاريخ بغداد: 5/182، تذكرة الحفاظ: 3/832، شذرات الذهب: 2/298،(3/853)
سعيد بن مِقْلاَص المصري، حدثنا
إبراهيم بن مُنْذِر، حدثنا مَعَن (1) ومُطَرِّفُ (2) ، قَالاَ: سَمِعْنَا مالك ابن أنس، إِذَا سُئِلُ فَقِيلَ لَهُ:
يَا أَبَا عبد الله، فَمَنْ تَرَى أَنْ يأْخُذَ المَغَازِي؟، وعَمَّنْ تَرَى أَنْ يأخُذَهَا؟، فَقَالَ مَالِك: ((عَلَيْكُمْ بِمَغَازِي الشَّيْخُ الصَّالِحُ مُوسَى بن عُقْبَة، فَإِنَّهَا أَصَحُّ المَغَازِي عِنْدَنَا)) (3) .
769- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حدثنا أبو طالب أحمد بن نصر بن طالب، حدثنا أحمد ابن سعد بن إبراهيم، حدثنا زيد بن بشر الحَضْرَمي، أخبرني ابن وَهْب، قال: سمعت مالكا يقول: ((كَانَ عامر بن عبد الله بن الزُّبَيْر يركب بِنَاسٍ مِنَ الْقُرَّاءِ إِلَى نَخْله، فَيُطْعِمَهُمْ، مِنْهُمْ: مُوسَى بْنُ عُقْبَة (4)) ) .
770- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ المُجَدَّر، أَخْبَرَنَا أَبُو مُصْعَبٍ (5) ، أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ،
_________
(1) معن: هو ابن عيس.
(2) مطرف: هو ابن عبد الله بن مطرف اليساري.
(3) صحيح، رجاله ثقات.
علقه المزي في تهذيب الكمال: 29/118، والذهبي في سير أعلام النبلاء: 6/115، وفي طبقات الحفاظ: 1/70، وابن حجر في تهذيب التهذيب: 10/ 322، من طرق عن مالك به.
(4) صحيح، رجاله ثقات.
(5) أبو مصعب: هو الزهري أحد رواة الموطأ.(3/854)
عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: ((طَيَّبْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهِ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ أَنْ يُحْرِمَ، وَيَوْمَ (1) النَّحْرِ [ل161/ب] قَبْلَ أَنْ يَطُوفَ بِالْبَيْتِ بِطِيبٍ فِيهِ مِسْك)) ٌ (2) .
771- أخبر أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ المُجَدَّر، حَدَّثَنَا لُوَيْن محمد بن سليمان
ابن حَبِيبٍ، حدَّثنا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دَخَلَ مَكَّةَ عَامَ الْفَتْحِ، وَعَلَى رَأْسِهِ الْمِغْفَرُ، فَقِيلَ لَهُ: هَذَا ابْنُ خَطَلُ مُتَعَلِّقٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ، فَقَالَ: اقْتُلُوهُ)) (3) .
772- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ صَاعِدٍ إِمْلاءً، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ المِصِيصِي لُوَيْنٌ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ الزُّهْرِي، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((دَخَلَ مَكَّةَ عَامَ
_________
(1) في الخطية ليس فيها (واو) أي: (ويوم) ، وإنما أثبته من كتب الحديث.
(2) حديث صحيح: رجاله ثقات.
أخرجه مالك في الموطأ: في الحج: باب الرخصة في الطيب للمحرم رقم ((217)) . ومن طريقه البخاري في الحج: باب الطيب عند لإحرام 3/396 رقم ((1539)) ، ومسلم في الحج: باب الطيب للمحرم عند الإحرام 2/846 رقم ((1189)) .
كما أخرجه البخاري في الحج: باب الطيب بعد رمي الجمار 3/584 رقم ((1854)) ، وفي اللباس: باب تطييب المرأة زوجها بيدها 10/366 رقم ((5922)) ، ومسلم في الحج: باب الطيب للمحرم عند الإحرام 2/846 رقم ((1189)) ، من طرق عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ به.
(3) حديث صحيح، رجاله ثقات. وقد تقدم تخريجه في رواية رقم: ((759)) .(3/855)
الْفَتْحِ، وَعَلَى رَأْسِهِ الْمِغْفَرُ، فَقِيلَ: هَذَا ابْنُ خَطَلُ مُتَعَلِّقٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ، فَقَالَ: اقْتُلُوهُ)) (1) .
773- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ، قال: قرئ على الحارث
ابن مِسْكِينٍ وَأَنَا أَسْمَعُ، أَخْبَرَكَ (2) عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَاد، عَنِ الأعْرَج، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((قَالَ اللهُ تَعَالَى: ابنُ آدَمَ، أَنْفِقْ، أُنْفِقُ عَلَيْكَ)) (3) .
قَالَ ابْنُ أَبِي دَاوُدَ: لَيْسَ هَذَا فِي ((الْمُوَطَّأِ)) ، حَدَّثَنَاهُ أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ ابن نَافِعٍ، عَنْ مَالِكٍ، ((مِثْلَهُ)) (4) .
774 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أبي داود، حدثنا سلمة بن شبيب، حدثنا عبد الرزاق، قال: سمعت سفيان الثَّوْرِي، ومالك بن أنس، ومعمر، وابن جريج (5) ، وسفيان بن عيينة،
_________
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات، تقدم تخريجه في رواية رقم: ((759)) .
(2) في الخطية: (القاسم بن) ولكن الناسخ ضرب عليها.
(3) حديث صحيح، رجاله ثقات.
أخرجه البخاري في التفسير: باب وكان عرشه على الماء مطولا 8/352 رقم ((4684)) ، وفي النفقات: باب فضل النفقة على الأهل مطولا 9/497 رقم ((5352)) ، وفي التوحيد: باب قول الله تعالى {يريدون أن يبدِّلوا كلام الله} 13/464 رقم ((7496)) ، ومسلم في الزكاة: باب الحث على النفقة وتبشير المنفق بالخلف 2/290 رقم ((993)) مطولاً، كلاهما من طرق عن أبي الزناد به.
(4) لم أقف على هذا الطريق.
(5) ابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز.(3/856)
يقولون: ((الإِيْمَانُ: قَوْلٌ وَعَمَلٌ، يَزِيدُ ويَنْقُصُ)) (1) .
775- أخبرنا [ل162/أ] أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي دَاوُدَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الرحيم، حدثنا خالد بن نزار (2) ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ يحيى بن سعيد، عن سعيد ابن المسيب، قال: قال عمر ابن الخطاب رضي الله عنه: ضِفْتُ قَوْماً فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَقَدَّمُوا إِلَيَّ حَرِيرَةً (3) ، وَفِي وَسَطِهَا شَيْءٌ مِنْ سَمْنٍ، فَجَعَلَ أَحَدُهُمْ يَأْخُذُ مِثْلَ
_________
(1) صحيح، رجاله ثقات.
أخرجه علي بن الجعدفي مسنده 2/31 رقم ((1881)) والآجري في الشريعة: 2/641 رقم ((261)) ، واللا لكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة 5/957 رقم ((1735)) و1736)) و5/958 رقم ((1737)) من طرق عن عبد الرزاق به.
وقد تُكلّم في حديث عبد الرزاق عن الثوري، ولكن شيخنا صالح بن حامد الرفاعي قال في خلاصة هذا المبحث:
أن عبد الرزاق ثقة في سفيان الثوري، إلا أنه ليس من كبار أصحابه المختصين به، وقد وقع في حديثه الذي سمعه بمكة بعض الاضطراب، لكن ذلك لا يؤثر في حديثه عن سفيان عامة كما تقدم، ولذلك اتفق البخاري ومسلم على تخريج حديثه عن الثوري إلا أنه ينبغي التوقف فيما ينفرد به عبد الرزاق عن الثوري عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ خشية أن تكون من أحاديث عبد الله بن عمر كما قال الإمام أحمد. الثقات الذين ضعفوا في بعض شيوخهم: (ص87) .
قلت: وهذه ليست منها. وقد ورد من قول الثوري وحده في رواية رقم (463) ضمن أثر طويل
(2) خالد بن نزار: بن المغيرة بن سليم الغساني مولاهم أبو يزيد الأيلي، قال ابن الجارود: خالد بن نزار أثبت من حرمي بن عمارة، ووثقه محمد بن وضاح، وذكره ابن حبان في الثقات وقال يغرب ويخطئ. وقال الذهبي: ثقة. وقال ابن حجر: صدوق يخطئ. الثقات: 8/223، تهذيب الكمال: 8/184، الكاشف: 1/396، تهذيب التهذيب: 3/106، التقريب: 1/191.
(3) الحريرة: الحسا من الدّسم والدقيق، وقيل هو الدقيق الذي يطبخ بلبن، وقال شمّر: الحريرة من الدقيق، والخزيرة من النُّخال، وقال ابن الأعرابي: هي العصيدة ثمّ النخيرة، ثم الحريرة، ثم الحَسْوُ. انظر لسان العرب: 4/184.(3/857)
النَّوَاةِ، ويَغْمِسُهَا فِي ذَلِكَ السَّمْنِ وَيَأْكُلُ، فَخَيَّرْتُ نَفْسِي بَيْنَ أَنْ آكُلَ كَما يَأْكُلُونَ، وَبَيْنَ أَنْ آكُلَ فَأَشْبَعُ وَأَفْتَضِحُ، فَاخْتَرْتُ أَنْ آكُلَ كَمَا يَأْكُلُونَ)) (1) .
قال ابن داود: وتفرد خالد بن نزار، عن مالك، عن يحيى بن سعيد بحديثين أحدهما: هذا، والآخر حديث أحمد بن صالح (2) .
776- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ القَزَّاز الرَّازي (3) ، حَدَّثَنَا مَكِّي بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: ((صلَّى النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى النَّجَاشِيِّ وَكَبَّرَ أَرْبَعاً (4)) ) .
_________
(1) في إسناده محمد بن عبد الرحيم لم أميّزه، وخالد صدوق يخطئ، وبقية رجاله ثقات.
(2) سيأتي في رواية رقم (777) .
(3) سليمان بن داود الفزاز الرازي: أبو أحمد الثقفي، قال أبو حاتم: صدوق. وابن أبي حاتم: روى عنه أبي وكتب عنه وهو صدوق ثقة، وذكره ابن حبان في الثقات. الجرح والتعديل: 4/115، الثقات: 8/280، تاريخ جرجان: 1/221.
(4) حديث صحيح، رجال إسناده ثقات إلا أن مكيا خالف الجماعة الذين رووا هذا الحديث عن مالك كما سيأتي.
أخرجه ابن ماجة في الجنائز: باب ما جاء في الصلاة على النجاشي 1/491 رقم ((1538)) . وقال البوصيري في مصباح الزجاجة: 1/501، إسناده صحيح، ورجاله ثقات.
قلت ولكن هذا لا يكفي في صحة الحديث لأنه قد صرح غير واحد من الأئمة على ضعف هذا الحديث بهذا الإسناد، وسئل ابن معين عن هذه الرواية؟ فقال: هذا باطل وكذب. وقال عبد الصمد بن الفضل: سألنا مكي بن إبراهيم عن حَدِيثِ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر أن البي صلى الله عليه وسلم كبر على النجاشي أربعا، فحدثنا من كتابه عن مَالِكٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وقال هكذا في كتابي. تاريخ بغداد 13/115، وتهذيب الكمال: 28/ 476، وتهذيب التهذيب: 10/260.
وقال ابن أبي حاتم: سألت أبا زرعة عن حديث مكي بن إبراهيم، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر ... الحديث، فقال: هذا خطأ، إنما هُوَ مَالِكٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، وهم فيه مكي. العلل 1/368.
وقال الخطيب: يقال إن مكي بن إبراهيم رواه هكذا بالري وهو جائي من الخراسان يريد الحج، فلما رجع من حجه سئل عنه فأبى أن يحدث به.
هذا وإن من مرجحات بطلان هذه الرواية ورجحان طريق أبي هريرة:
1- ... مخالفة مكي للجماعة الذين روى هذا الحديث عن مالك.
2- ... رجوعه عنه رحمه الله تعالى.
3- ... أن هذا مما حدث به من حفظه وأن حديث أبي هريرة حدث به من الكتاب.
4- ... إن مالكا عن نافع، عن ابن عمر جادة فلعل هذا هو الذي جعل مكي يرويه هكذا ظنا منه أنها على الجادة.
5- ... إخراج الشيخين طريق أبي هريرة واعراضهما عن هذا الطريق.
وأما الرواية الصحيحة التي أشار إليها ابن أبي داود فقد أخرجها مالك في الموطأ في الجنائز: باب التكبير على الجنائز 1/226، رقم ((14)) ومن طريقه البخاري في الجنائز: باب الرجل ينعى أهل الميت بنفسه 3/116 رقم ((1245)) وباب التكبير على الجنازة أربعا 3/202 رقم ((1333)) ، ومسلم في الجنائز: باب في التكبير على الجنازة 2/656 رقم ((951)) .
وأخرجه البخاري في الجنائز: باب صلاة الصبيان مع الناس على الجنائز 3/186 رقم ((1318)) ، ومسلم في الجنائز: باب في التكبير على الجنازة 2/656 رقم ((951)) ، من طريق عقيل،
وأخرجه البخاري مناقب الأنصار: باب موت النجاشي 7/191 رقم ((3881)) ، ومسلم في الجنائز: باب باب التكبير على الجنازة 2/656 رقم ((951)) ، من طريق صالح بن كيسان.
وأخرجه البخاري في الجنائز: باب الصفوف على الجنازة 3/186 رقم ((1318)) ، كلهم عن ابن شهاب به.(3/858)
قَالَ ابْنُ أَبِي دَاوُدَ: هَذَا أَخْطَأَ فِيهِ مَكِّيٌّ، وَإِنَّمَا حَدَّثَ بِهِ بالرَّيِّ، وَإِنَّمَا هُوَ مَالِكٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَهُوَ الصَّوَابُ،(3/859)
فَمَنْ حدَّث بِهِ عَنْ مَكِّيٍّ، أَنَّهُ حَدَّثَ بِهِ فِي غَيْرِ الرَّيِّ فَقَدْ كَذَبَ.
777 - أخبرنا أحمد، حدثنا محمد، حدثنا بْنُ أَبِي دَاوُدَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن صالح (1) ، حدثنا خالد بن نِزَار، عن مالك بن أنس، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، قال: ((إِنْ كُنْتُ لَأَرْحَلُ اْلأَيَّامَ وَاللَّيَالِيَ فِي طَلَبِ [ل162/ب] الْحَدِيثِ الوَاحِدِ (2)) ) .
آخره والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم تسليما.
بلغت عرضا بأصل معارض بأصل سماعنا ولله الحمد والمنّة. [ل163/أ]
في الأصل ما مثاله: -
سمع جميع الجزء العاشر من انتخاب علي بن الحسين بن الطيوري على الشيخ الإمام العالم الفقيه الحافظ الزاهد جمال الدِّين، شيخ الإسلام، أوحد الأنام، صدر الحفّاظ، أبي طاهر أحمد
ابن محمد بن أحمد السِّلفي الأصبهاني، بارك الله في
_________
(1) أحمد بن صالح: المصري.
(2) صحيح: رجاله ثقات
أخرجه الخطيب في الجامع لأخلاق الراوي: 2/226 من طريق محمد بن العباس بن حيويه به.
وأخرجه ابن سعد في طبقات الكبرى: 5/120، ويعقوب الفسوي في المعرفة التاريخ: 1/468-469، والمزي في تهذيب الكمال 11/66، والذهبي في تذكرة الحفاظ: 1/54، وسير أعلام النبلاء: 4/222، من طريق عن مالك، عن يحيى بن سعيد به، وقال بعضهم عن مالك: أنه بلغه أن سعيد بن المسيب قال: فذكره.(3/860)
عمره، ورضي عنه دنيا وآخرة، بقراءة الفقيه الإمام تاج الدين أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن محمد المسعودي من أصل السماع الذي نُقِل منه هذا الفرع، صاحبُهُ القاضي الأجلّ المكين، أبو طالب أحمد بن المكين أبي الفضل
عبد الله بن القاضي أبي علي الحسين بن حديد، وجوهر الأستاذ مولاه، وأبو عبد الله محمد
ابن إبراهيم بن أحمد الفيروزآبادي، ومحمد بن محمد بن محمد البَلْخي، وأبو طاهر إسماعيل
ابن عبد الرحمن بن أحمد الأنصاري، وأبو عمرو عثمان بن محمد بن أبي بكر الإسفرايني، وزكريا بن صالح المُوقاني الصوفيّان، وأبو الفضائل الحسن بن عبد الغني بن يوسف المنادي،
وأبو القاسم عبد الرحمن ابن عبد المجيد بن الصفراوي، والشريف أبو محمد عبد القاهر بن هبة الله ابن عبد القاهر بن المؤيد بالله الهاشمي، والأمير الحاج قولي بن موسى، وابنه محمود، وابن أخيه إبراهبم بن ساوي ابن موسى، ,أبو محمد بن حميد بن أحمد العلوي، وأبو المكارم أحمد بن علي ابن سعيا اللَّخمي، والوجيه أبو محمد عبد العزيز بن عيسى بن عبد الواحد بن سليمان
الأندلسي الشافعي، وابنه أبو القاسم عيسى، وأحمد بن طارق بن سنان القرشي التاجر،
وذلك في يوم الجمعة خامس عشر شوال من سنة سبع وستين وخمسمائة
بالإسكندرية.
هذا تسميع صحيح كما قد كتبه الكاتب، وكتب أحمد بن محمد الأصبهاني بخطّه.
[ل165/أ] .(3/861)
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء العاشر
من انتخاب الشيخ الفقيه الإمام العالم الحافظ صدر الإسلام
أوحد الأنام فخر الأئمة سيف السنة مقتدى الفرق ناصر
الحديث بقية السلف أبي طاهر أحمد بن محمد بن أحمد
السلفي الأصبهاني رضي الله عنه من أصول كتب
الشيخ أبي الحسين المبارك بن عبد الجبار الطيوري.(3/863)
في الأصل ما مثاله:
سمع جميعه على القاضي الفقيه الإمام العالم الأمين جمال الدّين ولي أمير المؤمنين أبي طالب أحمد ابن القاضي المكين أبي الفضل عبد الله بن القاضي المكين أبي علي الحسين بن حديد أبقاه الله بقراءة الفقيه الإمام العالم زكي الدِّين أبي محمد عبد العظيم بن عبد القوي المنذري الجماعة الفقهاء، القاضي الإمام العالم الصدر نجيب الدين أبو علي الحسن، والعالم الجليل الفاضل
عماد الدين أبو البركات عبد الله، والإمام العالم الزاهد رشيد الدّين بنو القاضي الفقيه الإمام العالم الأعز أبي محمد عبد الوهاب بن إسماعيل بن عوف الزهريون، وأبو بكر محمد بن القاضي الرشيد أبي الفضل عبد العزيز بن عوف المزهر، والقاضي الإمام الفاضل الأسعد أبو القاسم
عبد الرحمن بن مقرب التُّجيبي، وعلم الدين أبو محمد عبد الحق [ابن] (1) مكي بن صالح القرشي، وعزّ الدين أبو البركات عبد الحميد بن الشيخ الإمام جمال الدين أبي علي الحسين
ابن عتيق الرَّبَعي، والنفيس أبو الطاهر إسماعيل بن أحمد بن عبد المولى الأنصاري، ويحيى بن علي ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مفرج القرشي المالكي، والسماع بخطه، وصح ذلك في ثالث شهر ربيع الأول من سنة عشر وستمائة بظاهر ثغر الإسكندرية بالرمل، والحمد لله حق حمده، وصلواته على سيدنا محمد نبيِّه وآله وسلامه، فيه ملحق أبو الفضل (2) عبد العزيز وهو صحيح، كتبه يحيى القرشي وصح. [ل165/بِ] .
_________
(1) ما بين المعقوفين مثبت من بقية السماعات.
(2) في الخطية ((الفضل)) غير واضح وإنما أثبتناه من بقية السماعات.(3/864)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رب اختم بخير
778 - أخبرنا القاضي الْفَقِيهُ الْمَكِينُ الأَشْرَفُ جَمَالُ الدِّينِ أبو طالب أحمد ابن القاضي المكين أبي الفضل عبد الله بن القاضي المكين أبي علي الحسين ابن حديد قراءة عليه وأنا أسمع بثغر الإسكندرية -حماه الله تعالى- في ثالث شهر ربيع الأول سنة عشر وستمائة، قال: أخبرنا الشيخ الفقيه الإمام العالم الحافظ شيخ الإسلام أوحد الأنام فخر الأئمة سيف السنة مقتدى الفرق بقية السلف أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي الأصبهاني ـ رضي الله عنه ـ قراءة عَلَيْهِ، وَأَنَا أَسْمَعُ فِي الْخَامِسِ عشر من شوال من سنة سبع وستين وخمسمائة، أخبرنا الشيخ أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار بانتخابي عليه من أصول كتبه، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بن محمد بن أحمد ابن مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ الْعَتِيقِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ (1) بْنِ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ الْيَمَنِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أحمد ابن زَكَرِيَّاءَ بْنِ يَحْيَى الْبَغْدَادِيُّ الْعَطَّارُ (2) ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ
_________
(1) في الخطية (الحسن) والتصحيح من رواية رقم: (64، و145، و146)
(2) عبد الله بن أحمد بن زكرياء العطار البغدادي: قال الخطيب: حدث بمصر عن إسحاق الدبري. ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً. انظر تاريخ بغداد 9/388.(3/865)
إِبْرَاهِيمَ الدَّبَرِيُّ (1)
، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ (2) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((إِذَا أَحَبَّ اللهُ عَبْداً، قَالَ لِجِبْرِيلَ: إِنِّي أُحِبُّ فُلاَناً فَأَحِبَّهُ، قَالَ: فَيَقُولُ جِبْرِيلُ ِلأَهْلِ السَّمَاءِ: إِنَّ رَبَّكُمْ يُحِبُّ فُلاَناً فَأَحِبُّوهُ، قَالَ: فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، فَيُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الأَرْضِ، وَإِذَا بغَضَ (3) ، [ل166/أ] فَمِثْلُ ذَلِكَ)) (4) .
_________
(1) إسحاق بن إبراهيم الدبري: بن عباد الصنعاني. قال الدارقطني: صدوق. قال الحاكم: سألت الدارقطني عن إسحاق الدبري، أيدخل في الصحيح؟ قال: إي والله، هو صدوق، ما رأيت فيه خلافاً. قال ابن الصلاح: وقد وجدت فيما روى الدبري عن عبد الرزاق أحاديث استنكرها جدًّا، فأحلت أمرها على الدبري؛ لأن سماعه منه متأخر جدًّا. وقال ابن حجر: روى عن عبد الرزاق أحاديث منكرة، فوقع التردد فيها هل منه فانفرد بها أو هي معروفة مما تفرد به عبد الرزاق. انظر الكامل 1/344- رقم: 177، لسان الميزان 1/349- رقم: 1084، ميزان الاعتدال 1/181..
(2) أبوه ذكوان أبو صالح السمان الزيات المدني. ثقة ثبت. التقريب 1/203- 1841.
(3) كذا في الخطية، وفي مصنف عبد الرزاق (وإذا أبغض) .
(4) حديث صحيح، وإسناد المؤلف فيه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الحسن اليمني لم أجد له ترجمة، وأما إسحاق الدبري فقد توبع بمتابعات قاصرة.
أخرجه عبد الرزاق في المصنف 10/450- رقم: 19673.
وأخرجه مالك في الموطأ، في السفر، باب ما جاء في المتحابين في الله 2/953- رقم: 15.
ومسلم في البر والصلة، باب ما جاء إذا أحب الله عبداً حببه إلى عباده 4/2030- رقم: 2637 من طريق مالك، وعبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون، وعبد العزيز الدراوردي، والعلاء بن المسيب، وجرير كلهم عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ به. كما أخرجه البخاري في التوحيد، باب كلام الرب مع جبريل ونداء الله الملائكة 3/461- رقم: 7485 بسنده عن أبي صالح به.(3/866)
779 - أخبرنا أحمد، أخبرنا محمد، حدثنا أحمد بن مروان (1) ، حدثنا أحمد بن علي المقرئ (2) ، حدثنا محمد بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي عاصم الحَبَطِيَّ، عن الحسن (3) ، قَالَ: ((لَمَّا خَلَقَ اللهُ الْجَنَّةَ، قَالَتْ: رَبِّ لِمَنْ خَلَقْتَنِي؟ قَالَ: لِمَنْ مَاتَ وَهُوَ يَخَافُنِي)) (4) .
780 - أخبرنا أحمد، أخبرنا محمد، حدثنا أبو علي بن دُحَيم، حدثني سعيد ابن أبي الأزهر الربعي، قال: أنشد منشد أبا يوسف القاضي قول الشاعر:
وإذَا المحِبُّ شَكَا الصُّدودَ فَلمْ يُعْطَفْ عَلَيهِ فَقَتْلُهُ عَمْدُ
قال: فقال أبو يوسف: إيْ وَاللهِ، إيْ والله تُؤْخَذُ مِنْهُ الدِّيَةُ مُغَلَّظَةً (5) .
781- قال: وأنشد آخر ابن أبي الليث:
تَرَى فِي الْحُكُومَةِ يا سَيِّدِي ... عَلَى مَنْ تَعَشَّقَ أَنْ يُقْتلا
_________
(1) أحمد بن مروان أبو بكر الدينوري المالكي. ضعفه أبو الحسن الدارقطني، ومشاه غيره. قال الذهبي: وأراه توفي بعد الثلاثين وثلاثمائة. وقال ابن حجر نقلا عن مسلمة إنه مات سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة. ميزان الاعتدال 1/156، لسان الميزان 1/310.
(2) أحمد بن علي: أبو جعفر الخزاز البغدادي المقرئ. توفي في المحرم سنة ست وثمانين ومائتين. وثقه الدارقطني والخطيب. تاريخ بغداد 4/303.
(3) الحسن: هو البصري.
(4) في إسناده محمد بن عبد الله، وأبو عاصم الحبطي لم أعرفهما.
أخرجه الدينوري في المجالسة 8/82-83- رقم: 3407. وعزاه السيوطي في البدور السافرة رقم: 1683 للدينوري في المجالسة
(5) في إسناده سعيد بن أبي الأزهر الربعي لم أجد له ترجمة.(3/867)
فقال: لاَ وَاللهِ مَا أَرَاهُ وَلاَ رَأَتْهُ القُضَاةُ مِنْ قَبْلِي.
782 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا أبو علي بن دُحَيم، حدثني علي ابن سالم (1) ، حدثني الحسين بن عبد الله بن جعفر، (2) حدثنا علي بن إسماعيل، قال: ((صَحِبْتُ رَجُلاً مِنْ إِخْوَانِي إِلَى الْكَعْبَة، فَمَرِضَ فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ، فَلَمَّا حُضِرَ، قُلْتُ لَهُ: يَا أُخَيَّ، قُلْ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَيَّ وَهُوَ يَقُولٌ:
فوَيْلِِِِِِي مِِِنَ اْلحُمىَّ وَوَيْلِِي مِنَ الْهَوَى وَمَا مِنْهُمَا إلاَّ عَليَّ شَدِيدُ [ل166/ب]
فَأَعَدْتُ عَلَيْهِ، قُلْ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، فَفَتَحَ عَيْنَيْهِ ثُمَّ قّالَ:
أَنَا إِنْ مِتُّ فَالْهَوَى حَشْوُ قَلْبِي فَبِِدَاءٍٍِِِ الْهَوَى يَمُوتُ الْكِرَامُ.
ثم قال: يَا مَنْ لاَ يَمُوتُ أَبَداً، ارْحَمْ مَنْ يَمُوتُ غَداً، ثم مات (3)
783 - أخبرنا أحمد، أخبرنا محمد، حدثنا محمد بن بشر بن عبد الله
_________
(1) علي بن سالم بن ثوبان، وقيل: شوال. بصري. قال البخاري والأزدي: لا يتابع على حديثه. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال الحافظ ابن حجر: ضعيف من السابعة. التاريخ الكبير 6/278، ميزان الاعتدال 5/159، المغني 2/448، لسان الميزان 5/203، تهذيب التهذيب 7/286، التقريب 1/401، الكاشف 2/40، تهذيب الكمال 20/446.
(2) هنا في الخطية: (نا علي بن سالم، حدثني الحسين بن عبد الله بن جعفر) وضرب عليها الناسخ.
(3) في إسناده محمد بن الحسن اليمني، والحسين بن عبد الله لم أقف لهما على ترجمة، وعلي بن إسماعيل لم أميّزه.(3/868)
الزبيري (1) ، حدثنا إبراهيم بن مرزوق، حدثنا بشر بن ثابت، حدثنا حسان بن صالح (2) ، عن يونس (3) ، عن الحسن (4) قال: ((لَقَدْ طَلَبَ أَقْوَامٌ الْعِلْمَ مَا أَرَادُوا بِهِ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، وَمَا عِنْدَهُ، فَمَا زَالَ بِهِمْ الْعِلْمُ حتى أَرَادُوا بِهِ اللهَ تَعَالَى)) (5)
784 - أخبرنا أحمد، أخبرنا محمد، حدثنا أحمد بن مروان بن محمد القاضي، حدثنا محمد بن عبد العزيز (6) ، حدثنا الحسن بن علي،
_________
(1) محمد بن بشر بن عبد الله الزبيري العسكري المصري أبو بكر. ولد سنة ثمان وأربعين ومائتين. ومات سنة اثنتين وثلاثين ثلاثمائة، لم يذكر فيه جرح ولا تعديل. انظر تبصرة المنتبه 2/656، السير 15/314، لسان الميزان 5/93، مولد العلماء ووفياتهم 2/667، تذكرة الحفاظ 3/842.
(2) كذا في الخطية وعند الدارمي في سننه (حسان بن مسلم) .
(3) يونس: بن عبيد ابو عبد الله العبدي مولاهم البصري. ثقة ثبت فاضل ورع من الخامسة. مات سنة تسع وثلاثين ومائة. التقريب 1/613.
(4) الحسن هو البصري.
(5) في إسناده محمد بن الحسن اليمني، وحسان بن صالح، لم أقف عليهما، ومحمد بن بشر لم أعرف حاله من حيث الجرح والتعديل.
أخرجه الدارمي في سننه عن بشر بن ثابت عن حسان بن مسلم عن يونس به. 1/114- رقم: 360.
ومعنى ((فما زال بهم العلم)) : أي يهذب نفوسهم ويخلص نياتهم، ويحسن قصدهم.
(6) محمد بن عبد العزيز الدينوري. ذكره ابن أبي حاتم بدون جرح ولا تعديل، وذكر له ابن عدي أحاديث منكرة. وقال الذهبي: منكر الحديث ضعيف. وقال ابن حجر: كان ليس بثقة. الجرح والتعديل 8/8- رقم: 31، الكامل لابن عدي 6/289- رقم: 1774، الكشف الحثيث عمن رمي /238- رقم: 694، لسان الميزان 5/260- رقم: 898، ميزان الاعتدال 3/629، المغني في الضعفاء 2/609.(3/869)
حدثنا معتمر بن سليمان، عن أبيه سليمان (1) ، قال: ((يَا ابْنَ آدَمَ، إِذَا رَأَيْتَ النَّاسَ يُكْرِمُونَكَ عَلَى طَاعَةِ اللهِ، فَاعْلَمْ أَنَّ اللهَ أَحَبَّ أَنْ يُعْلِمَك كَرَامَتَكَ عَلَيْهِ، فَلاَ تَرْجِعْ (2) مِنْ طَاعَتِهِ إِلَى مَعْصِيَتِهِ)) (3) .
785 - أخبرنا أحمد، أخبرنا محمد، حدثنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ دُحَيم، حدثنا أحمد بن الفرج (4)
، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الطَّائِفِيُّ (5) ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ
_________
(1) أبوه سليمان بن طرخان التميمي، أبو المعتمر البصري. نزل في تميم فنسب إليهم. ثقة عابد من الرابعة. مات سنة ثلاث وأربعين ومائة، وهو ابن سبع وتسعين. التقريب 1/252- رقم: 2575.
(2) كتب الناسخ في هامش الأصل (ترجع) وكتب فوقها (بيان) .
(3) إسناده ضعيف، فيه محمد بن الحسن اليمني لم أجد له ترجمة، ومحمد بن عبد العزيز ليس بثقة.
أخرجه الدينوري في المجالسة 4/366-367- رقم: 1549 وفيه: ((أن الله أحب أن يعلمك كرامته عليك)) .
(4) أحمد بن الفرج بن سليمان أبو عتبة الحمصي، المعروف بالحجازي الكندي. مات سنة نيف وسبعين ومائتين. قال
ابن أبي حاتم: كتبنا عنه، ومحله عندنا محل الصدق. ووثقه مسلمة، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: يخطئ. وضعفه محمد بن عوف الطائي. ونقل الخطيب عن ابن عوف هذا أنه كذبه. قال: وكان ليس عنده في حديث بقية أصل، هو فيها أكذب الخلق. وضعف أمره ابن جوصاء. وقال ابن عدي: لا يحتج به. وقال أبو عتبة: مع ضعفه احتمله الناس ورووا عنه. وقال ابن حجر: هو وسط. الجرح والتعديل 2/67- رقم: 124، الكامل 1/190- رقم: 29، الثقات 8/45- رقم: 12176، تاريخ بغداد 4/339- 2168، لسان الميزان 1/245- رقم: 768، تهذيب التهذيب 1/59.
(5) محمد بن سعيد الطائفي.: قال ابن حبان: يروي عن الثقات ما ليس من حديثهم، لا يحل الاحتجاج به بحال. وذكره المزي وابن حجر ونقلا فيه قول ابن حبان هذا. وقال ابن حجر أيضاً في التقريب: ضعيف. انظر المجروحين 2/268- رقم: 953، تهذيب الكمال 25/285، تهذيب التهذيب 9/169، لسان الميزان 7/360، التقريب 1/480.(3/870)
عطاء (1) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((ليسَ عَلَى أَهْلِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْشَةٌ فِي قُبُورِهِمْ، كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِمْ، إِذَا انْفَلَقَتْ الأَرْضُ عَنْهُمْ، يَقُولُونَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَالنَّاسُ بُهْمٌ)) (2)
_________
(1) عطاء: بن أبي رباح.
(2) حديث ضعيف منكر، وإسناد المؤلف فيه محمد بن الحسن اليمني لم أجده، وأحمد بن الفرج فيه ضعف، ومحمد
ابن سعيد، قال فيه ابن حبان: يروي عن الثقات ما ليس من حديثهم، ثم ذكر هذا الحديث وقال: خبر باطل؛ إنما يعرف هذا من حديث عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عمر فقط.
والحديث أخرجه ابن حبان في المجروحين 2/268 والخطيب في التاريخ 5/305 وخيثمه في حديثه 197-198 من طريق أحمد بن الفرج به؛ قال أبو نعيم في كتاب الضعفاء ص139: ((روى -أي محمد بن سعيد الطائفي- عن امن جريج حديثاً موضوعاً في أَهْلِ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. وقال ابن حبان: إنما يعرف هذا من حديث عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عمر فقط)) وحديث عبد الرحمن الذي أشار إليه ابن حبان أخرجه في المجروحين 1/202، وابن أبي حاتم في تفسيره وابن كثيرفي تفسيره 3/557، والطبراني في الأوسط 9/181 رقم (9478) . وابن عدي في الكامل 4/271، والبيهقي في الشعب 1/110-111، والخطيب في التاريخ 1/266، من طريق يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ مرفوعاً: ((لَيْسَ عَلَى أَهْلِ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْشَةٌ فِي قُبُورِهِمْ ولا في النشور. وكأني بهم وهم ينفضون التراب عن رؤوسهم ويقولون: {الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن} . سورة فاطر آية 34.
والحماني: قال ابن حجر: حافظ إلا أنهم اتهموه بسرقة الحديث. التقريب 1/593- 7591. ولكن تابعه عبد الرحمن ابن واقد، رواه عنه الخطيب في التاريخ 10/265. وابن واقد هذا اتهمه ابن عدي وعبدان الأهوازي بسرقة الحديث أيضاً. الكامل 4/318- 1150. وعبد الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ضعيف. التقريب 1/340- 3865. وقد تفرد به كما قال البيهقي في الشعب وقال المنذري في الترغيب 2/417: ((وفي متنه نكارة)) وقال العراقي في تخريج الإحياء
1/297، والسخاوي في المقاصد ص353: سنده ضعيف.
وأخرجه الطبراني في الوسط 9/171 رقم (9445) عن يعقوب بن إسحاق عن جعفر بن عاصم عن مجاشع بن عمرو عن داود بن أبي هند عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً ولفظه: ((ليس على أهل لاإله إلا الله وحشة عند الموت، ولا عند القبر)) . وقال: لم يرو هذا الحديث عن داود بن أبي هند إلا مجاشع بن عمرو، تفرد به جعفر بن عاصم.
قلت: ومجاشع منكر الحديث، وأما يعقوب بن إسحاق ابن الزبير الحلبي وجعفر بن عاصم الحراني فلم أجد لهما ترجمة.(3/871)
786 - أخبرنا أحمد، أخبرنا محمد، حدثنا أحمد بن مروان [ل167/أ] بن محمد القاضي، حدثنا إبراهيم بن سهلوية الدينوري، حدثنا الحسن بن علي الخلال، قال: ((كُنَّا عِنْدَ مُعْتَمر بنِ سُلَيْمَانَ يُحَدِّثُنَا: إِذْ أَقْبَلَ ابْنُ الْمُبَارَكِ، فَقَطَعَ مُعْتَمر حَدِيثَهُ، فَقِيلَ لَهُ: حَدِّثْنَا، فَقَالَ: إِنَّا لاَ نَتَكَلَّمُ عِنْدَ كُبَرَائِنَا)) . (1)
787 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، أَخْبَرَنَا أحمد بن حفص، حدثنا عمران
ابن بكار، حدثنا محمد بن مصفى (2) ، حدثنا بقية (3) ، عن
_________
(1) في إسناده محمد بن الحسن اليمني، وإبراهيم ب سهلوية، والحسن بن علي الخلال، لم أجد لهم تراجمة.
أخرجه الخطيب في الجامع لأخلاق الراوي: 1/320، وأورده محقق المجالسة في الملحق برقم 12.
(2) محمد بن مصفى بن بهلول الحمصي. أبو عبد الله القرشي. مات سنة ست وأربعين ومائتين. قال أبو حاتم: صدوق. وقال أبو زرعة: كان يرسل ويدلس التسوية. وقال النسائي: صالح. وقال صالح بن محمد اليغدادي: كان مخلطاً، وأرجو أن يكون صادقاً. وقد حدث أحاديث مناكير. وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: كان يخطئ. ووثقه الذهبي وقال: يغرب. وقال
ابن حجر:: صدوق له أوهام، وكان يدلس. تهذيب الكمال 26/465- رقم: 5613، تهذيب التهذيب 9/406-
رقم: 744، التقريب 1/507- رقم: 6304، الكاشف 2/222- رقم: 5157، لسان الميزان 7/276- رقم: 4749.
(3) بقية: هو ابن الوليد.(3/872)
إبراهيم
ابن أدهم، قال: ((مَا عَالَجْتُ مِنَ الْعِبَادَةِ شيئًا أَشَدَّ مِنْ مُنَازَعَةِ النَّفْسِ إِلَى الْوَطَنِ)) (1) .
788 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَهْبَذُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صالح
ابن ذُرَيْحٍ الْعُكْبَرِيُّ، حَدَّثَنَا جُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ، حَدَّثَنَا مَنْدَلُ بْنُ عَلِيٍّ، عن ليث ابن أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ (2) ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: ((رُبَّمَا انْقَطَعَ شِسْعُ رَسُولِ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ فَيَمْشِي فِي نَعْلٍ وَاحِدَةٍ، حَتَّى يُصْلِحَهَا، أَوْ تُصْلَحَ لَهُ)) (3)
_________
(1) في إسناده محمد بن الحسن اليمني وأحمد بن حفص لم أعرفهما، ومحمد بن مصفى صدوق له أوهام، وبقية معروف بالتدليس عن الضعفاء والمجهولين وقد عنعن.
(2) أبوه الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بكر التيمي. ثقة أحد الفقهاء بالمدينة.
(3) إسناده ضعيف، فيه جبارة المغلس وهو منكر الحديث. ومندل بن علي، وليث بن أبي سليم كلاهما ضعيفان.
أخرجه ابن عدي في الكامل 6/456، من طريق مندل بن علي، والخطيب في تاريخه 4/382، من طريق أحمد
ابن بديل عن مفضل بن صالح كلاهما عن ليث بن أبي سليم به. وإسناده ضعيف للعلة السابقة، ومفضل ضعيف أيضاً.
ورواه الترمذي في اللباس، باب ما جاء في الرخصة في المشي في النعل الواحدة رقم: 1777. والطحاوي في مشكل الآثار 2/142، كلاهما من طريق ليث بن أبي سليم به. ولفظه: ((ربما مشى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم في نعل واحدة)) وإسناده ضعيف أيضاً، فيه ليث بن أبي سليم أيضاً. ثم وجدت ابن عيينة يرويه عن أبيه عن عائشة أنها مشت بنعل واحدة. أخرجه الترمذي في اللباس، باب ما جاء في الرخصة في المشي في نعل واحدة، وقال: هذا أصح. ثم قال: ((هكذا رواه سفيان الثوري وغير واحد عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ موقوفاً. وهذا أصح)) .
والطبراني كما في مجمع البحرين للهيثمي 7/159- رقم: 4233 من طريق عبد الله بن محمد بن عمر بن علي عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ علي موقوفا. وإسناده حسن. كذا قال الهيثمي في مجمع الزوائد 5/139.
وذكره ابن حجر في في فتح الباري 10/310 وضعفه وقال: وقد رجح البخاري وغير واحد وقفه على عائشة.
قلت: ولكن هذا الحديث الذي معنا يعارض ما في الصحيحين عن أبي هريرة مرفوعاً: ((لا يمش أحدكم في نعل واحدة، لينعلهما جميعاً أو ليخلعهما جميعاً)) رواه البخاري في اللباس، باب لا يمشي في نعل واحدة 10/309- رقم: 5855، ومسلم في اللباس والزينة، باب استحباب لبس النعل في اليمنى 3/1660- رقم: 2097، وروى مسلم عن جابر نحوه أيضاً برقم: 2099.
وقد تطرق الحافظ الطحاوي إلى تعارض الحديثين في شرح مشكل الآثار 2/141، وأجاب عنه بأن الاختلاف في مثل هخذا إنما يكون بعد تكافئ الإسانيد فيه وثبوت الروايات له، فأما إذا [كان] بخلاف ذلك فلا يكون كما ذكرت.
وقال ابن عبد البر في ((الاستذكار)) : حديث أبي هريرة، وحديث جابر صحيحان ثابتان، وقد رُوي عن عائشة رحمها الله معارضةٌ لحديث أبي هريرة في هذا الباب، ولم يلتفت أهل العلم إلى ذلك، لأن السنن لا تُعارَض بالرأي.
فإن قيل: لَمْ تُعارض أباهريرة برأيها، وإنما ذكرتْ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - ربما نقطع شسع نعله، فمشى في نعل واحدة، قيل: لم يرو هذا - والله أعلم - إلا مندَل بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عن عائشة.
ومندل وليث ضعيفان، لا حجّة فيما نقلا منفردَين، فكيف إذا عارض نقلُهما نقلَ الثقات الأئمة. وانظر أيضاً الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة: (ص135-136) .(3/873)
789 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى الْحَاسِبُ، حَدَّثَنَا جُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ، حَدَّثَنَا مَنْدَلُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: ((رُبَّمَا انْقَطَعَ شِسْعُ رَسُولِ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ، فَيَمْشِي فِي نَعْلٍ وَاحِدَةٍ حَتَّى يُصْلِحَهَا أَوْ تُصْلَحَ لَهُ)) (1) .
790 - أخبرنا أحمد، حدثنا أبو عبد اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْيَمَنِيُّ،
_________
(1) وعلة إسناده كسابقه. ولأنه لو صح هذا عن نافع لما تركه أصحابه الكبار.(3/874)
أخبرنا أبو أحمد حاتم
ابن عَبْدِ اللَّهِ الْجِهَازِيُّ (1) ، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بن محمد ابن سليمان بن إبراهيم الأزدي،
[ل167/ب] حَدَّثَنَا حَبِيبٌ كَاتِبُ مَالِكٍ (2) ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ محمد بن جبير
ابن مُطْعَمٍ، أَنَّ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ قَالَ: ((إِنَّ لِيَ خَمْسَةَ أَسْمَاءٍ: أَنَا مُحَمَّدٌ، وَأَناَ أَحْمَدُ، وَأَناَ الْمَاحِي: الَّذِي يَمْحُوا اللهُ بِيَ الْكُفْرَ، وَأَنَا الْحَاشِرُ: الَّذِي يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى قَدَمَيَّ، وَأَنَا الْعَاقِبُ)) (3) .
_________
(1) أَبُو أَحْمَدَ حَاتِمُ بْنُ عَبْدِ الله الجهازي: وثقه سعيد بن يونس، توفي سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة. انظر لسان الميزان: 2/145.
(2) حبيب كاتب مالك: هو ابن أبي حبيب إبراهيم، ويقال مرزوق، ويقال زريق الحنيفي أبو محمد المصري. قال أحمد: ليس بثقة. وقال مرة: كان يكذب. وقال ابن معين: كان إذا انتهى إلى آخر قراءة صفح أوراقاً وكتب بلغ. وكذبه أبو داود، وتركه أبو حاتم والنسائي، وقال: أحاديثه كلها موضوعة عن مالك. وقال الحاكم: ذاهب الحديث، ورماه ابن حبان بالوضع. ومع هذا فإن الروايات المتعددة للموطأ إنما جاءت برواية حبيب، فيحمل تجريحه على الأحاديث التي في خارج الموطأ. أما أحاديث الموطأ فصحيحة، ولا يمكن تطرق الضعف إليها، ليقظة مالك أثناء القراءة، وكانت ابنته أيضاً تقف خلف الباب أثناء القراءة، فإذا أخطأ حبيب في القراءة طرقت الباب طرقاً خفيفاً تنبه مالكاً إلى ذلك. تهذيب الكمال 5/366-، تهذيب التهذيب 2/158، الكامل 2/411، المجروحين: 1/265.
(3) حديث صحيح، وإسناد المؤلف فيه محمد بن الحسن اليمني وأبو القاسم عبد الله بن محمد الأزدي، لم أجد لهما ترجمة.
أخرجه البخاري في المناقب، باب ما جاء في أسماء النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رقم: 3532 من طريق معن عن مالك به. وأخرجه أيضاً في التفسير، سورة الصف رقم: 4614. ومسلم في الأدب، باب ما جاء في أسماء النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ 4/1858 - رقم: 4614 من طريق شعيب عن الزهري به. وأخرجه مسلم في الأدب، باب ما جاء في أسماء النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ 4/1858- رقم: 461 من طريق سفيان بن عيينة، ومعمر، وعقيل، ويونس، كلهم عن الزهري. وقد جاء في رواية ابن عيينة زيادة في آخر الحديث: ((الذي ليس بعده نبي)) وفي رواية يونس: ((الذي ليس بعده أحد، وقد سماه الله رؤوفاً رحيماً)) .
وعند عقيل قال: قلت للزهري: وما العاقب؟ قال: ا ((لذي ليس بعده نبي)) قلت: فتبين أن هذا التفسير مدرج من قول الزهري. وأشار إلى ذلك البيهقي في الدلائل 1/154. وأما قوله: ((وقد سماه الله رؤوفاً رحيماً)) فهو من قول الزهري بلا شك، صرح بذلك البيهقي، وأقره عليه الحافظ ابن حجر في الفتح 6/557.
وأخرجه بلفظ المؤلف الطبراني في الكبير 2/122 رقم (1529) ، من طريق مالك، و2/120 رقم (1521) من طريق شعيب بن أبي حمزة كلاهما عن الزهري به.(3/875)
791 - أخبرنا أحمد، أخبرنا محمد بن علي بن شعيب المدائني، حدثنا يحيى بن عثمان
ابن صالح، حدثنا حرملة، قال: سمعت محمد بن إدريس الشافعي يقول: عجبتُ ممَّنْ يتعشَّى بالبيضِ كيفَ لا يموتُ)) (1) .
792 - أنشدنا أحمد، أنشدنا محمد، أنشدني أحمد بن محمد بن عمران (2) ، أنشدني أبو بكر السمرقندي:
ما أَحْسَنَ الوُدُّ في مَوَاضِعِه ... فانْظُرْ بعَيْنَيْكَ قَبلَْ أَنْ تَضَعَهْ
صُنْهُ عَنِ المَوْضع الدَّنِيِّ فَمَنْ ... كَانَ دَنياًّ صَديقُهُ وَضَعَهْ (3)
_________
(1) في إسناده محمد بن علي شعيب المدائني ولم أعرفه.
أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء: 9/143 عن حرملة، والذهبي في سير أعلام النبلاء: 10/56 عن الربيع كلاهما عن الشافي. وورد عندهما: ((البيض المسلوق)) .
(2) أحمد بن محمد بن عمران: أبو العباس الخفافي الاستراباذي، يروي عن نضر بن الفتح السمرقندي. تاريخ جرجان 1/125- رقم: 120.
(3) في إسناده محمد المدائني وأبو بكر السمرقندي لم أجد لهما ترجمة.(3/876)
793 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: قَرَأْتُ على أحمد بن علي
ابن شعيب ابن زِيَادٍ الْمَدَائِنِيُّ أَبُو عَلِيٍّ، حَدَّثَكُمْ سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، حَدَّثَنَا قُدَامَةُ، يَعْنِي: ابْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْخَشْرَمِيَّ (1) ، عَنْ إسماعيل ابن شَيْبَةَ (2) ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٌ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ قال: ((للنار ِ بَابٌ لاَ يَدْخُلُ مِنْهُ إِلاَّ مَنْ شَفَا غَيْظَهُ بِسَخَطِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ)) (3) .
794 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، أَخْبَرَنَا محمد، حدثنا عبد العزيز بن أحمد (4) ،
_________
(1) قدامة بن عبد الله الخشرمي: هو قدامة بن محمد بن قدامة بن خشرم الأشجعي الخشرمي المدني، كما في كتب التراجم، قال أبو حاتم وأبو زرعة: لا بأس به. التاريخ الكبير 7/179- رقم: 805، الجرح والتعديل 7/129- رقم: 735.
(2) إسماعيل بن شيبة الطائفي: هو إسماعيل بن إبراهيم بن شيبة، وقيل: إسماعيل بن شبيب. قال النسائي: منكر الحديث. وقال ابن حبان: يتقى حديثه من رواية قدامة عنه. وقال ابن عدي: يروي عن ابن جريج ما لا يرويه غيره، ثم ساق هذا الحديث. قال العقيلي: عن ابن جريج أحاديثه مناكير ليس فيها شيء محفوظ. وذكر منها هذا الحديث. وقال ابن حجر: واهٍ. الضعفاء الكبير للعقيلي 1/83، الضعفاء والمتروكون: 0/17-، الثقات 8/93، لسان الميزان 1/410-411.
(3) إسناده منكر. فيه محمد بن علي المدائني، وأحمد بن علي المدائني، لم أجد لهما ترجمة، وإسماعيل بن شيبة قال العقيلي فيه: يروي عن ابن جريج أحاديث منا كير ليس منها شيء محفوظ.
أخرجه العقيلي في الضعفاء 1/83، وابن أبي حاتم في علل الحديث: 2/338-339، وابن عدي في الكامل
6/51، 6/2074، والخطيب في تاريخ بغداد وذكره الحافظ ابن حجر في لسان الميزان
1/410 كلهم من طريق إسماعيل بن شيبة به. وقال أبو زرعة: منكر.
(4) عبد العزيز بن أحمد: هو بن الفرج الغافقي، كما في إسناد الخطيب.(3/877)
حَدَّثَنَا يحيى ابن فضيل (1) ، حدثنا عيسى بن موسى بن إسماعيل التبوذكي، قال: قال لي أبو عاصم: (( [ل168/أ] تَلْعَبُ بِالشَّطْرَنْج؟ قُلْتُ: نَعَمْ، يَا أَبَا عَاصِمٍ، قَالَ: عَلِمْتَ أَنَّ عِنْدِي شَطْرَنْجَ، قُلْتُ: مِنْ أَيْنَ لَكَ؟ قَالَ: كَانَتْ لأَبِي، قُلْتُ: هَبْهَا لِى، قَالَ: مَا تَصْنَعُ بِهَا؟ قَالَ: قُلْتُ: أَنْتَ عَنْ أَبِيكَ إسْنَادٌ، فَوَهَبَهَا لَهُ، قال أبو محمد يحيى بن فضيل، ورأيت الشطرنج عند عيسى)) (2) .
795 - أنشدنا أحمد، أنشدنا محمد، أنشدنا علي بن محمد الحَرَّاني، أنشدنا هِلالُ ابْنُ العَلاء:
أَسِِجْنٌ وَقَيْدٌ واغْتِرَابٌ وَفُرْقَةٌ
وَهَجْرُ حَبِيْبٍٍ إنَّ ذَا لَعَظيمُ
وَإنّ امْرَأً دَامَتْ مَوَاثِيقُ عَهْدِِهِ
عَلَى دُونِِ مَا لاَقَيْتُهُ لَكَرِيمُ (3)
796 - أخبرنا أحمد، أخبرنا محمد، حدثنا أحمد بن مروان القاضي، حدثنا إبراهيم الحربي (4) ، قال: ((سُئِِلَ أَبُو تُرَابِ
_________
(1) يحيى بن فضيل: أبو محمد الكاتب، قال أبو سعيد بن يونس: قدم مصر وكتب عنه، مات سنة ثمانين ومائتين. تاريخ بغداد: 14/222.
(2) في إسناده محمد المدائني وعيسى بن موسى التبوذكي لم أجد لهما ترجمة.
أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد: 14/222 في ترجمة يحيى بن الفضيل.
(3) في إسناده محمد المدائني وعلي بن محمد الحراني لم أجد لهما ترجمة.
(4) إبراهيم الحربي: هو إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم. أبو إسحاق الحربي. قال الخطيب: كان إماماً في العلم، رأساً في الزهد، عارفاً بالفقه، بصيراً بالأحكام، حافظاً للحديث، مميزاً لعلله، قيماً بالأدب، جمّاعاً للغة. وقال الدارقطني: صدوق إمام بارع في كل علم. تاريخ بغداد 6/28، طبقات الحنابلة 1/86، تذكرة الحفاظ
2/584، البداية والنهاية 11/79.(3/878)
النَّخْشَبِي (1) -وََكان رَئِيس الصوفية- مَا حَدُّ الأَكْلِ عِنْدَكُمْ، قَالَ: حَتَّى يَفْنَى الطَّعَامُ)) (2) .
797 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، أَخْبَرَنَا أحمد بن مروان، حدثنا يحيى بن المختار (3) ، قال:
((سُئِلَ أَبُو التُّرَابِ النَّخْشَبِيِّ، مَا حَدُّ الشِّبَعِ عِنْدَكُمْ؟ قَالَ: يَأْكُلُ الرَّجُلُ حَتَّى يَنْسَى مَتَى بَدَأَ بِالأَكْلِ)) (4) .
798 - أخبرنا أحمد، أخبرنا محمد، حدثنا بكر بن أحمد (5) ، حدثنا عمران بن بكير (6) ، حدثنا خالد بن خَلِِيِّ (7) ، حدثنا بقية، عن
_________
(1) أبو تراب النخشبي: هو عسكر بن الحصين شيخ الطائفة. قال الذهبي: كتب العلم وتفقّه، ثم تأله وتعبّد، وساح وتجرد. حلية الأولياء 10/45، تاريخ بغداد 12/315، طبقات الحنابلة 1/248، السير 11/545.
(2) في إسناده محمد بن علي المدائني لم أجد له ترجمة.
ذكره محقق المجالسة في الملحق بقم (12) ،
(3) يحيى بن المختار البغدادي. سمع أحمد بن حنبل. وروى عنه أحمد بن مروان الدينوري المالكي. تاريخ بغداد
14/225.
(4) في إسناده محمد بن علي المدائني لم أجد له ترجمة.
ذكره محقق المجالسة في الملحق برقم (13) .
(5) بكر بن أحمد بن حفص التنيسي الشعراني. قال أبو سعيد بن يونس: كان ثقة حسن الحديث. مات سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة. انظر العبر 2/225، السير 15/ 308، شذرات الذهب 2/329.
(6) عمران بن بكير: وهو عمران بن بكار بن راشد الكلاعي البراد الحمصي المؤذن. كما في تلامذة بكر
ابن أحمد. ثقة، مات سنة إحدى وسبعين ومائتين. تهذيب الكمال 22/311- رقم: 4482، تهذيب التهذيب 8/124، التقريب 1/429- رقم: 5146، السير 15/309.
(7) خالد بن خلي الكلاعي أبو القاسم الحمصي القاضي. قال البخاري: صدوق. وقال النسائي: ليس به بأس. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال الدارقطني: ليس له شيء ينكر. ووثقه الخليلي والذهبي. وقال ابن حجر: صدوق. الجرح والتعديل 3/327 الكاشف 1/363، تهذيب التهذيب 3/75، التقريب 1/187، الثقات 8/225- 13131.(3/879)
إبراهيم بن أدهم، قال: حدثني محمد بن عجلان قال: ((قَالَ إِبْلِيسُ: لَيْسَ شَيْءٌ أَشَدَّ عَلَيَّ مِنْ عَالِمٍ حَلِيمٍ، إِنْ تَكَلَّمَ، تَكَلَّمَ بِعِلْمٍ، وَإِنْ سَكَتَ، سَكَتَ بِحِلْمٍ، قَالَ: يَقُولُ إَبْلِيسُ: فَذَلِكَ كَلاَمُهُ أَشَدُّ عَلَيَّ مِنْ سُكُوتِهِ، وَسُكُوتُهُ أَشَدُّ عَلَيَّ مِنْ كَلاَمِهِ)) (1) . [ل168/ب] .
799 - أخبرنا أحمد، أخبرنا محمد، أنشدنا أحمد بن مروان، أنشدنا أحمد بن داود (2) :
إنِّي أَرَى مَنْ لَهُ قَنُوعٌ يَعْدِلُ مَنْ نَالَ مَا تَمَنىَّ
والرِّزقُ يَأْتِي بِلاَ عَناءٍ وَرُبَّمَا فَاتَ مَنْ تَعَنَّى (3)
800 - أخبرنا أحمد، أخبرنا محمد، حدثنا إبراهيم بن ميمون الصواف، حدثنا أبو أمية (4) ، حدثنا
_________
(1) في إسناده محمد بن علي المدائني، لم أجد له ترجمة، وفيه عنعنة بقية بن الوليد أيضاً.
أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء 8/26-27 من طريقين عن بقية بن الوليد به.
(2) أحمد بن داود: أبو حنيفة الدينوري النحوي. صدوق. قال الذهبي: مات سنة اثنتين وثمانين ومائتين. معجم الأدباء 3/26، إنباه الرواة 1/41، الوافي والوفيات 6/377، البداية والنهاية 11/72، السير 13/422.
(3) في إسناده محمد بن علي المدائني لم أجد له ترجمة.
(4) أَبُو أُمَيَّةَ: مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن أمية البغدادي ثم الطرطوسي. ولد في حدود سنة ثمانين ومائة، ومات في سنة ثلاث وسبعين ومائتين. قال ابن يونس: كان فهما حسن الحديث. ووثقه أبو داود. وقال الحاكم: صدوق كثير الوهم. وقال ابن حبان: كان ثقة من الثقات. دخل مصر فحدثهم من حفظه في غير كتاب بأشياء أخطأ فيها، فلا يعجبني الاحتجاج بخبره إلا بما حدث في كتابه. تهذيب الكمال 24/327- رقم: 5032، ميزان الاعتدال 2/447، تهذيب التهذيب 9/14.(3/880)
الأصمعي (1) ، عن أبي عون (2) ، عن ابن سيرين، قال: ((كَانُوا يَسْتَحِبُّونَ الْفَأْلَ، وَيَكْرَهُونَ الطِّيَرَةَ، فَقُلْتُ لاِبْنِ عَوْنٍ: يَا أَبَا عَوْنٍ، مَا الْفَأْلُ؟ قَالَ: أَنْ تكُونَ مَرِيضاً فَتَسْمَعُ يَا سَالِمُ، أَوْ بَاغِيَ حَاجَةٍ فَتَسْمَعُ يَا وَاجِدُ)) (3) .
801 - أخبرنا أحمد، أخبرنا أحمد بن مروان المالكي، حدثنا سليمان بن الحسن بن النضر (4) ، قال: سمعت بشر بن الحارث يقول: ((مَنْ أَرَادَ أَنْ يُذٍٍٍٍٍٍٍِِِِِِِِِِِِِِلَّ نَفْسَهُ، فَلْيُدْخِِِِِِِِلْ يَدَهُ فِي قَصْعَةِ غَيْرِهِ)) (5) .
_________
(1) الأصمعي: عبد الملك بن قريب.
(2) أبو عون: هو عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنِ بْنِ أرطبان البصري. ثقة ثبت فاضل من أقران أيوب في العلم والعمل والسن. من السادسة. مات سنة خمسين ومائة على الصحيح. التقريب 1/317- رقم: 3519.
(3) في إسناده محمد بن علي المدائني، وإبراهيم بن ميمون الصوّاف لم أجد لهما ترجمة.
أخرجه ابن عبد البر في التمهيد: 24/72- 73، و192.
(4) سليمان بن الحسن بن النضر: أبو أيوب العطار البصري الحنفي. قال حمزة بن يوسف في "سؤالاته للدارقطني رقم: 294: سألت أبا محمد بن غلام الزهري عن سليمان بن الحسن أبي أيوب العطار فقال: ثقة.
(5) في إسناده إنقطاع بين أحمد العتيقي وأحمد بن مروان المالكي.
ذكره محقق المجالسة برقم (16) .
أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء: 8/344، من طريق أحمد بن الصلت عن بشر بن الحارث به نحوه، ولفظه: ((من أراد أن يكون عزيزاً في الدنيا، سليما في الآخرة، فلا يحد، ولا يشهد، ولا يؤم قوما، ولا يأكل لأحد طعاما)) .(3/881)
802 - أخبرنا أحمد، أنشدنا محمد، أنشدنا أحمد بن مروان، أنشدني بعض أصحابنا لثعلب في المبرد (1) حين مات:
مَاتَ (2) الْمُبَرِّدُ وَانْقَضَتْ أَيَّامُهُ ... وَسَيَنْقَضِِي بَعْدَ (3) الْمُبَرِّدِ ثَعْلَبُ
بَيْتٌ مِِنَ الآدَابِِ أَصْبَحَ نِِصْفُهُ ... خربا وباقي (4) نصفه (5) فسيخرب
803 - أخبرنا أحمد، أخبرنا محمد، حدثنا أحمد بن مروان، حدثنا أحمد ابن علي المقرئ، حدثنا الأصمعي، عن أبيه (6) ، قال: ((سُئِلَ الأَحْنَفُ ابنُ قَيْسٍ، مَا الْمُرُوءَةُ؟ قَالَ: العِفَّةُ والِحرْفَةُ)) (7) .
_________
(1) المبرد: هو محمد بن يزيد بن عبد الأكبر الأزدي البصري النحوي أبو العباس الثمالي المبرد. قال الخطيب: كان عالماً فاضلاً موثوقاً به في الرواية، حسن المحاضرة، مليح الأخبار، كثير النوادر. وما رأى المبرد مثل نفسه. وقال ابن حماد النحوي: كان ثعلب أعلم باللغة وبنفس النحو من المبرد، وكان المبرد أكثر تفنناً في جميع العلوم من ثعلب. ومات المبرد في أول سنة ست وثمانين ومائتين. تاريخ بغداد 3/380، إنباه الرواة 3/241، وفيات الأعيان 4/313، لسان الميزان 5/430.
التخريج: أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد من طريق أحمد العتيقي عن مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عُمَرَ اليمني به. تاريخ بغداد 8/380- رقم: 1498. وذكره صاحب معجم الأدباء 5/102 في ترجمة ثعلب. وفي إنباه الرواة 1/173 في ترجمة ثعلب.
(2) في معجم الأدباء: (وليلحقن مع) وفي تاريخ بغداد وإنباه الرواة (ومع المبرد سوف يذهب ثعلب)
(3) في معجم الأدباء: (ذهب) وفي تاريخ بغداد وإنباه الرواة هذا البيت متأخر عن البيت التالي.
(4) في تاريخ بغداد: (وسائر)
(5) في معجم الأدباء: (بيتها)
(6) أبوه: قريب بن عبد الملك، قال ابن أبي حاتم: روى عَنْ أَبِي غَالِبٍ عَنْ أَبِي أمامة، وروى عنه عمرو بن عاصم الكلابي، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، الجرح والتعديل: 7/149.
(7) في إسناده محمد بن علي المدائني لم أجد له ترجمة.
أخرجه أخرجه الدينوري في المجالسة: 3/187 رقم: 824، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق: 24/337، والماوردي في أدب الدين والدنيا رقم: 317.(3/882)
804 - أنشدنا أحمد، أنشدنا محمد، أنشدنا أحمد بن عبد الله بن الحسن العدوي (1) ، أنشدني أحمد بن مسروق الحصيب، أنشدني [ل169/أ] بعض أصحابنا:
ضَعُفْتُ عن الإِخْوَانِِ حَتَّى جَفَوْتُهُم ... وما ذَاكَ زُهْداً فِي اْلإِخَاءِ وَلاَ الْوُدِّ
ولَكِنَّ أياما تَقَسَِّمْنَ قُوَّتِِي ... فَما أبْلُغُ الْحَاجَاتِِ إلاَّ عَلَى جُهْدِِِِِِ
805 - أخبرنا أحمد، أخبرنا محمد، أخبرنا أبو محمد بكر بن أحمد بن حفص، حدثنا سعيد بن عثمان بن حبيب التنوخي (2) ، حدثنا إبراهيم بن مهدي (3) ، قال: سمعت
حفصًا يقول: ((رَأَيْتُ مندلًا أَبَا حَيَّانٍ (4) يقودُ الأَعْمَش، فَعَثر الأعمشُ بحَجَرٍ في الطَّرِيقِ، فَقَالَ: مَا
_________
(1) أحمد بن عبد الله بن الحسن العدوي: المصري، ذكره الخطيب ضمن تلامذة إبراهيم بن زيد أبي إسحاق البغدادي، تاريخ بغداد: 6/80.
(2) سعيد بن عثمان بن حبيب التنوخي: الحمصي. أورده الدارقطني في غرائب مالك وضعفه. انظر لسان الميزان 3/38.
(3) إبراهيم بن مهدي المصيصي البغدادي. قال عبد الباقي بن قانع: مات سنة خمس وعشرين ومائتين، وقيل: أربع وعشرين. قال ابن معين: كان رجلاً يسلم فقيل له: أهو ثقة؟ فقال: ما أراه يكذب. ووثقه أبو حاتم. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال ابن حجر: مقبول. تاريخ بغداد 6/178، الجرح والتعديل2/138، الثقات 8/71، تهذيب الكمال 2/214، تهذيب التهذيب
1/147، التقريب 1/94،
(4) وفي الخطية ((مندل أبو حيان)) وفوق كلٍّ من هاتين الكلمتين ضبة.(3/883)
فِي الطَّريقِ حَجرٌ غيرُه، فقال الأعمشُ: فذاك أَخْبَثُ لكَ وَأَشَرُّ، حيثُ جئتَ بي إلى حجرٍ ليس غيرُه)) (1) .
806 - أخبرنا أحمد، أخبرنا محمد، حدثنا محمد بن إسحاق أبو عبد الله القاضي، حدثنا أحمد بن القاسم بن محمد، عن محمد بن شعيب، قال: سَمِعْتُ عَلِيَّ ابنَ المْدَيِنِي، يَقُولُ: ((إِذَا رَأَيْتَ الْحَدَثَ، أَوَّلَ مَا يَكْتُبُ الْحَدِيثَ يَجْمَعُ حَدِيثَ الْغُسْلِ وحَدِيثَ مَنْ كَذَبَ، فَاكْتُبْ عًلَى قَفَاهُ لاَ يُفْلِحُ)) (2) .
807 - أخبرنا أحمد، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ علي بن سويد المؤدب إملاءمن كتابه، حدثنا علي بن عبد الحميد الغضائري (3) بحلب، قال: سمعت السري السقطي يقول: ((مَنْ حَاسَبَ نَفْسَهُ اسْتَحْيَا اللهُ مِنْ حِسَابِهِ)) (4) هـ.
_________
(1) في إسناده محمد بن علي المدائني ومندل أبو حيان لم أجدلهما ترجمة، وسعيد بن عثمان ضعفه الدارقطني.
(2) في إسناده محمد بن علي المدائني، ومحمد بن إسحاق القاضي، أحمد بن القاسم ومحمد بن شعيب لم أقف على تراجمهم.
أخرجه الخطيب في الجامع لأخلاق الراوي: 2/301.
(3) علي بن عبد الرحمن الغضائري أبو الحسن: توفي في شوال سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة. وثقه الخطيب. تاريخ بغداد 12/29، العبر 2/156، البداية والنهاية 11/153، شذرات الذهب 2/266، السير 14/432.
(4) في إسناده محمد بن علي المدائني، لم أجد له ترجمة.(3/884)
808 - قال (1) : وسمعته يقول: ((نَزَلْتُ فِي بَعْضِ القُرَى الشَّامِ، فَإِذَا أَناَ بِطَيْرٍ وَقَعَ عَلَى شَجَرَةٍ، وَهُوَ يَصِيحُ إِلَى الصَّبَاحِ [ل169/ب] ، أَخْطَأْتُ لاَ أَعُودُ، قَالَ سري: فَلَمَّا أَصْبَحْتُ سَأَلْتُ أَهْلَ الْقَرْيَةِ مَا شَأْنُ هَذَا الطَّائِر يَصِيحُ اللَّيْلَ كُلَّهُ؟ قالوا: فَقَدَ إِلِْفَهُ)) (2) .
809 - قال: وسمعته يقول: ((مَوْتُ الأَشِحَّاءِ رَاحَةٌ عَلَى قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ)) (3) .
810- ـ قال: وسمعته يقول: ((مَنْ عَرَفَ قَدْرَ مَا يَطْلُبُ، هَانَ عَلَيْهِ مَا يَبْذُلُ)) (4) .
811 - قال: وسمعته يقول: ((من عصَى اللهَ وهو يضْحكَ، أدخلَهُ النَّارَ وهو يَبْكي)) (5) .
812 - قال: وسمعته يقول: ((مَنْ لَمْ يَشْكُرِ اللهَ عَلَى النِّعَمِ، فَقَدْ اسْتَدْعَى زَوَالَهَا)) (6) .
_________
(1) القائل هو علي بن عبد الحميد الغضائري. وكذا في الروايات التالية: رقم: 809، إلى رقم: 814.
(2) علة إسناده كعلة إسناد السابق،
(3) علة إسناده كعلة إسناد السابق
(4) علة إسناده كعلة إسناد السابق، وقد ورد هذا النص مطولاً في رواية رقم (308) من طريق آخر.
(5) علة إسناده كعلة إسناد السابق
أخرج ابن عساكر في تاريخ دمشق 20/194 نحوه من طريق محمد بن أبي شيخ عن السري السقطي به.
(6) علة إسناده كعلة إسناد السابق
هذاالأثر يطابق قول الله تعالى: {وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم عن عذابي لشديد} سورة إبراهيم الآية ((7)) .(3/885)
813 - قال: وسمعته يقول: ((رأيت راهبًا في صَوْمَعَةٍ، فقلت: مُنْذُ كَمْ أَنْتَ في صَوْمَعَتِك هذه؟ قال: منذُ ثلاثين سنَّة، قال: قلتُ: فما أفادك اللهُ في طولِ خَلْوتِك به؟ قال: وَيْحَكَ وهَلْ رأيتَ وَزيراً قط يُخْرجُ بِسِرِّ خَلِيفته؟)) (1) .
814 - قال: وسمعته يقول: ((من تزَيَّنَ للنَّاسِ بما ليسَ فيه، سَقطَ مِنْ عَينِ اللهِ)) (2) .
815 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ حَيُّويه، حدثنا عبد الله بن سليمان ابن الأشعث، حدثنا عبد الله بن خُبَيْق (3) ، قال: قال يوسفُ بن أسباط: كنْتُ مع سفيان الثوري في المسجد الحرام، فقال لي سفيان: ((واللهِ الذي لا إلهَ إِلاَّ هو، وَرَبِّ هَذهِ الْكَعْبَة، لَقَدْ حَلَّتِ العُزْلَةُ)) (4) .
816 - أَخْبَرَنَا أَحَمْدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُجَدَّرِ،
_________
(1) علة إسناده كعلة إسناد السابق.
(2) علة إسناده كعلة إسناد السابق.
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق 20/181 من طريق علي بن عبد الحميد الغضائري به.
(3) عبد الله بن خبيق: الأنطاكي. قال ابن أبي حاتم: روى عن شعيب بن حرب ويوسف بن أسباط قال: أدركته ولم أكتب عنه، كتب إلى أبي بجزء من حديثه. الجرح والتعديل 5/46.
(4) في إسناده عبد الله بن خبيق، لم يوثقه أحد، ويوسف بن أسباط لا يحتج به.
أخرجه أبو نعيم في الحلية 6/388 من طريق أحمد بن روح عن عبد الله بن خُبَيْق به(3/886)
حدثنا محمد ابن عبد الله [ل170/أ] المخرمِي، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانٍ (1) ، حدثنا حفص ابن غِيَاثٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي غَالِبٍ (2)
، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ: ((كلاَبُ أَهْلِ النَّارِ، أَهْلُ البِدَعِ)) (3)
_________
(1) إسماعيل بن أبان: الغنوي الخياط الكوفي. أبو إسحاق، رمي بالوضع، مات سنة عشر ومائتين. تركه البخاري والنسائي. وقال ابن حبان: يضع الحديث على الثقات. تاريخ بغداد 4/396، المجروحين تهذيب الكمال
3/11- رقم: 412.
(2) أبو غالب: قيل اسمه حزور بفتح الحاء والراء والواو المشددة، وقيل: سعيد بن الحزور، وقيل: نافع. قال
ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به إلا فيما وافق الثقات. وضعفه النسائي. وقال ابن حجر: صدوق يخطئ. المجروحين 1/267، ميزان الاعتدال 1/421، الضعفاء والمتروكون 0/115، التقريب 1/421.
(3) وإسناده ساقط، فيه إسماعيل بن أبان الغنوي وهو وضاع.
أخرجه ابن الجوزي في العلل المتناهية: 1/168- 169 رقم (262) ، من طريق المخرمي به. ولفظه: ((أهل البدع كلاب أهل النار)) قال الدارقطني: تفرد به المخرمي عن إسماعيل بن ابان. وقد رواه أحمد بن محمد الأصغر عن إسماعيل عن حفص عن الأعمش عن أبي أوفى. والمخرمي أثبت منه. وقال ابن الجوزي: وإسماعيل ليس بشيء، قال أحمد: حدث بأحاديث موضوعة، وقال ابن حبان: يضع على الثقات اهـ، انظر تاريخ بغداد 4/396، والعلل المتناهية
لابن الجوزي 1/168-169 رقم: 262. ولكن المعروف من لفظ حديث أبي غالب في هذا الباب هو: (الخوارج كلاب النار) أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده ص155- رقم: 1136، وأحمد في مسنده 5/253-256 والترمذي 8/351-352- رقم: 4086 في تفسير سورة آل عمران من كتاب التفسير. وقال هذا حديث حسن. وابن ماجة في المقدمة، باب في ذكر الخوارج 1/62، والآجري في الشريعة ص35-36، والطبراني في معجمه الصغير 2/117، وفي طريقه أبو نعيم في أخبار أصبهان 2/32-324 جميعهم من طريق أَبِي غَالِبٍ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم. ولفظ الطيالسي: قال: ((كنت مع أبي أمامة فجيء برؤوس من رؤوس الخوارج فنصبت على درج دمشق: فقال: كلاب النار -قالها ثلاثاً- شر قتلى قتلوا تحت ظل السماء، خير قتلى من قتلتم أو قتلوه -قالها ثلاثاً- قلت: أشيئاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم أو شيئاً تقوله برأيك؟ فقال: إني إذن لجريء، إني إذن لجريء، بل شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم)) ولفظ الباقين نحوه، إلا أن بعضهم اختصره وذكر موضع الشاهد فقط: ((الخوارج كلاب النار)) .
والإسناد مداره على أبي غالب وهو صدوق يخطئ؛ لكنه تابعه سيار الأموي الدمشقي أخرجه الإمام أحمد في المسند 5/250 من طريقه، فذكر الحديث والقصة بنحو مما تقدم. وفي سنده سيار الأموي ذكره ابن حبان في الثقات 4/335، 6/423. وقال ابن حجر: صدوق. وتابعه أيضاً صفوان بن سليم، أخرجه الإمام أحمد في المسند 5/269 من طريق شيخه أنس بن عياض قال: سمعت صفوان بن سليم يقول: دخل أبو أمامة الباهلي دمشق ... فذكر الحديث بنحو مما تقدم. وسنده صحيح.(3/887)
817 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدٍ الْحَضْرَمِيُّ، حدثنا محمد ابن زِيَادٍ، حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ مَنْصُورٍ (1) ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: ((كانَ رسولُ اللهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ قَالَ: الَّلهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَذِلَّ، أَوْ أَضِلَّ، أَوْ أَجْهَلَ، أَوْ يُجْهَلَ عَلَيَّ)) (2) .
_________
(1) منصور: بن المعتمر.
(2) حديث صحيح، وإسناد المؤلف حسن، فيه محمد بن زياد وهو صدوق يخطئ.
أخرجه الحميدي في المسند 1/145- رقم: 303، وأحمد في المسند 6/306، 318، 321، وعبد بن حميد 3/245- رقم: 1534، وأبو داود في السنن، كتاب الأدب، باب ما يقول إذا خرج من بيته 5/327- رقم: 5094، والترمذي في كتاب الدعوات، باب التعوذ من أن يجهل. وقال: حسن صحيح. 9/385- رقم: 3487، والنسائي في الاستعاذة، باب الاستعاذة من دعاء لا يستجاب 7/8/ 680- رقم: 5554، وابن ماجة في الدعاء، باب ما يدعو به الرجل إذا أراد أن يخرج من بيته 2/1278- رقم: 3884، والطبراني في الكبير 23/320- رقم: 726، 727، 728، 731، 732، والحاكم في المستدرك في الدعاء، باب دعاء وقت الخروج من البيت 1/519، والبيهقي في الحج، باب ما يقول إذا خرج من بيته 5/251 كلهم من طرق عن منصور. وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة رقم: 85 بسنده عن عاصم، والبيهقي في السنن الكبرى 5/251 في الحج، باب ما يقول إذا خرج من بيته، من طريق عن عطاء، وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة أيضاً رقم: 88، والطبراني عن سفيان عن زبيد، أربعتهم عن الشعبي به. وهذه الروايات ألفاظها متقاربة. ولفظ الترمذي: بسم الله، توكلت على الله، اللهم إني أعوذ بك من أن أذل ... إلخ. وقال الترمذي كما سبق: حسن صحيح. وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين. ووافقه الذهبي.(3/888)
818 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بن المغلس، حدثنا عمرو ابن علي الفلاس، قال: سمعت أبا بحر البكراوي (1) يقول: ((ما رأيت أحدًا أَعْبَدَ من شُعْبَةَ،
عَبَدَ اللَّهَ حتى جَفَّ الْجِلْدُ عَلَى الْعَظْمِ، فَمَا كَانَ بَيْنَهُمَا لَحْمٌ)) (2) .
819 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ العباس، حدثنا عبد الله بن محمد البغوي، حدثنا شجاع بن مخلد، قال: ((مَرَّ بِي بِشْرٌ بنُ الحْاَرِثِ وأناجالسٌ فِي مَجْلِسِ مَنْصُورِ بنِ عَمَّارٍ القَاصّ (3) ، وأنا في
_________
(1) أبا بحر البكراوي: عبد الرحمن بن عثمان. قال ابن معين: ضعيف. وقال أحمد: طرح الناس حديثه. وقال البخاري: بعضهم يكتب عنه؛ إلا أنه بلغني عن علي أنه تكلم فيه. وقال ابن حبان: منكر الحديث، ممن يروي المقلوبات عن الأثبات. وقال أبو حاتم: ليس بالقوي، يكتب حديثه ولا يحتج به. وقال ابن حجر: ضعيف. الضعفاء للعقيلي 2/335، الثقات 2/82، الجرح والتعديل 5/264، المجروحين 2/61، التقريب 1/346.
(2) في إسناده أبو بحر البكراوي وهو ضعيف.
أخرجه أبو نعيم في الحلية 7/144 من طريق أبي بشر محمد بن أحمد بن حماد عن عمرو بن علي الفلاس به. وذكره الذهبي في السير 7/209.
(3) منصور بن عمار القاضي: وفي كتب التراجم: (القاص) قال أبو حاتم: ليس بالقوي. وقال العقيلي: لا يقيم الحديث. وقال ابن عدي: منكر الحديث، وأرجو أنه لا يتعمد الكذب، وإنكار ما يرويه لعله من جهة غيره. الجرح والتعديل
8/176- رقم: 777، والضعفاء الكبير 4/193- رقم: 1771، الكامل 6/393- رقم: 1881.(3/889)
آخرِ النَّاسِ، فمَرَّ بِشْرٌ مُطْرِقٌ، فنظر إلي، ومضى وهو يقول: وأنت أيضًا يا أبا الفضلِ؟ وأنت أيضًا يا أبا الفضلِ؟)) (1) .
820 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ
ابن الْمُسَيِّبِ بْنِ ضُرَيْسٍ النَّيْسَابُورِيُّ (2) ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ
ابن محمد الوراق (3) ، [ل170/ب] عن علي بن الحزوَّر (4) ،
_________
(1) رجاله ثقات.
قلتُ: لأن منصور كان قاصاً وهذا سبب إنكار بشر على شجاع لأنه يضيع وقته في سماع القصص، كما.
(2) أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ الْمُسَيِّبِ بن ضريس النيسابوري: هو عمر بن محمد المسيب بن ضريس أبو حفص النيسابوري. مات سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة. وثقه الدارقطني. تاريخ بغداد 11/262- رقم: 5954.
(3) سعيد بن محمد الوراق: أبو الحسن الثقفي. قال ابن معين: ليس بشيء. وقال أبو حاتم: ليس بقوي. وقال النسائي: ليس بثقة. وضعفه ابن سعد. وقال ابن عدي بعد ما ذكر له أحاديث قال: ويتبين على حديثه ورواياته ضعيفه. وقال أبو داود: ضعيف. وتركه الدارقطني. وقال ابن حجر: ضعيف. الضعفاء للعقيلي 2/117، الجرح والتعديل 4/58- رقم: 260، الكامل 3/40، تهذيب الكمال 11/47، تهذيب التهذيب 4/69، الطبقات الكبرى 6/399، الضعفاء والمتروكون 0/53، التقريب 1/24.
(4) علي بن الحزوَّر: أبو الحسن بفتح المهملة والزاي والواو المشددة بعده راء، الكوفي، وهو علي بن أبي فاطمة. وقال البخاري: منكر الحديث. وفي موضع آخر فيه نظر، عنده عجائب، وقال السعدي: ذاهب ليس بثقة، وقال الدارقطني: متروك، وقال ابن عدي: والضعف على حديثه بين. وتركه النسائي، وقال ابن حجر: متروك شديد التشيع. الجرح والتعديل 6/182، الكامل 5/186- 1345، تهذيب الكمال 20/366، تهذيب التهذيب 7/261- 508، الضعفاء والمتروكون /77 التقريب 1/399.(3/890)
قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مَرْيَمَ
الثَّقَفِيَّ (1) يَقُولُ: سَمِعْتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ يَقُولُ: ((يَا عَلِيُّ طُوبَى لِمَنْ أَحَبَّكَ وصَدَقَ فِيكَ، ووَيْلٌ لِمَنْ أَبْغَضَكَ وكَذَبَ فِيكَ)) (2) .
821 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدٍ الْحَضْرَمِيُّ،
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ الْبَاهِلِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، حَدَّثَنِي سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَاصِمٍ (3) ،
_________
(1) أبو مريم الثقفي: قال أبو حاتم وابن حبان، هو قيس المدائني. وقال النسائي الحنفي ثقة. وقال ابن حجر: ((الذي يظهر لي أن النسائي وهم في قوله إن أبا مريم الحنفي يسمى قيسا. والصواب أن الذي يسمى قيساً هو أبو مريم الثقفي ... )) وقال الدارقطني: أبو مريم الثقفي عن عمار مجهول. وبه قال ابن حجر. تهذيب الكمال 34/282 تهذيب التهذيب 12/252، لسان الميزان 7/482، الجرح والتعديل 7/106، الثقات 5/314.
(2) حديث ضعيف جداً، في إسناده علي بن الحزور الكوفي وهو متروك. وسعيد بن محمد الوراق ضعيف. كما أن فيه أبا مريم الثقفي وهو مجهول.
أخرجه الحسن بن عرفة في جزئه ص 46 رقم (8) ، وقد دخل ابن الطيوري من طريقه
وأخرجه أحمد في فضائل الصحابة 2/680- رقم: 1162، والحاكم في المستدرك 3/135، وابن عدي في الكامل
5/1832، وابن الجوزي في العلل 1/242 كلهم من طريق سعيد الوراق به. وقال الحاكم: صحيح الإسناد. وتعقبه الذهبي بقوله: سعيد وعلي متروكان. وقال ابن الجوزي: لا يصح. وقال الذهبي بعد ما ذكره: هذا باطل. الميزان 3/118.
(3) عاصم: هو ابن بهدلة، وهو ابن أبي النجود أبو بكر الأسدي. مات سنة ثمان وعشرين ومائة. قال ابن سعد: كان ثقة إلا أنه كان كثير الخطأ في حديثه. وقال أحمد: كان خيراً ثقة، والأعمش أحفظ منه. وقال ابن معين: لا بأس به. وقال العجلي: كان ثقة. ووثقه أبو زرعة. وقال أبو حاتم: عندي محل الصدق صالح الحديث، وليس محله أن يقال هو ثقة، ولم يكن بالحافظ. وقال النسائي: ليس به بأس. وقال الدارقطني: في حفظه شيء. وقال ابن حجر: صدوق له أوهام. تهذيب الكمال 13/473- رقم: 3002، تهذيب التهذيب 5/35- رقم: 67، الجرح والتعديل 6/340- رقم: 1887، التقريب 1/285- رقم: 3054.(3/891)
عَنْ زِرٍّ (1) ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ (2) ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ:
((لاَ تَذْهَبُ الأَيَّامُ واللَّيَالِي حَتَّى يَمْلِكَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي اسْمُهُ اسْمِي)) (3)
_________
(1) زر: هو ابن حبيش الأسدي. قال ابن حبان: أدرك الجاهلية ولا صحبة له، ووثقه ابن معين وابن سعد. الجرح والتعديل 3/622- رقم: 6817، مشاهير علماء الأمصار 1/100- رقم: 740، الطبقات الكبرى 6/104، انظر التقريب: 1/215.
(2) عبد الله: هو ابن مسعود كما في مصادر التخريج.
(3) حديث صحيح، وإسناد المؤلف حسن من أجل عاصم بن أبي النجود، وهو صدوق.
تخريج الحديث: أخرجه ابن أبي شيبة 15/198، وأحمد في المسند 1/376- رقم: 3572، 1/377، 1/448، 1/430، وأبو داود في كتاب المهدي، رقم: 4282، والترمذي في الفتن: باب نا جاء في المهدي رقم: 2230، ورقم: 2231، وابن حبان في الصحيح رقم: 5954- 6825، والطبراني في الكبير رقم: 10219، 10213، 10223، 10214، 10215، 10216، 10217، 10218، 10220، 10221، 10222، 10224، 10225، 10226، 10227، 10228، 10229، 10230.
وفي الصغير رقم: 1181، وابن عدي 2/517، 4/1544، 5/1796، 7/2555، وأبو نعيم في أخبار أصبهان
2/195، والحاكم في المستدرك 4/442 به. ولفظه: ((لا تنقضي الأيام، ولا يذهب الدهر حتى يملك العرب رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي اسْمُهُ يواطئ اسمي. وهذا لفظ أحمد، وعند الآخرين نحوه أو مثله)) . لكن الدارقطني لم يخرجه بإسناده؛ إنما ذكر أنه رواه سفيان الثوري وشعبة وزائدة وغيرهم عن أئمة المسلمين عن عاصم.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وللحديث شواهد من حديث علي بن أبي طالب وأبي سعيد الخدري عند الإمام أحمد في المسند وأبي هريرة عند الترمذي وابن ماجة وابن حبان. وأم سلمة عند أبي داود وابن ماجة. وابن عباس عند ابن أبي شيبة(3/892)
قال لي أبو حفص عمرو بن علي: والله لقد أفدت هذا الحديث لعفان.
822 - أخبرنا أحمد، أخبرنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان (1) ، حدثنا الحسن
ابن حبيب بن عبد الملك (2) بدمشق، حدثنا فهد بن سليمان (3) ، حدثنا إسحاق بن بشر (4) ،
حدثنا قيس (5) ، عن خصيف (6) ، عن عكرمة، في قوله عز وجل: {وَالْعَافِينَ عَنِ
النَّاسِ} (7)
_________
(1) أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان: المعروف بابن شاهين البغدادي. وثقه أبو الفتح ابن أبي الفوارس، وأبو بكر الخطيب، والأمير أبو نصر، والدارقطني، وأبو الوليد الباجي، وأبو القاسم وغيرهم. توفي سنة خمس وثمانين وثلاثمائة.
انظر تاريخ بغداد 11/265، العبر 3/29، البداية والنهاية 11/316، لسان الميزان 3/283، شذرات الذهب
3/117، السير 16/ 431.
(2) الحسن بن حبيب بن عبد الملك: أبو علي الدمشقي الحصائري الشافعي. وثقه عبد العزيز الكتاني وغيره. مات سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة. العبر 2/247، طبقات الشافعية 3/355، النجوم الزاهرة 3/300، شذرات الذهب 2/346، توضيح المشتبه 1/206، تبصرةالمنتبه 2/506، السير 15/383.
(3) فهد بن سليمان لعله النحاس المصري. قال ابن أبي حاتم: كتبت فوائده ولم يقض لنا السماع منه. الجرح والتعديل
7/89- رقم: 505.
(4) إسحاق بن بشر: لم أميزه، ولكنّ اثنين منهما ضعيفان متّهمان وهما: الباهلي والبخاري، وأما الآخر فصدوق وهو الراوي الرازي.
(5) قيس: أبو عمارة الفارسي مولى الأنصار. ويقال: مولى سودة مولاة بني ساعدة من الأنصار. قال البخاري: فيه نظر. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال ابن حجر: فيه لين.
الثقات 1519، تهذيب التهذيب 8/363، التقريب 1/458.
(6) خصيف: هو ابن عبد الرحمن الجزري أبو عون.
(7) سورة آل عمران آية رقم: ((134)) .(3/893)
قال: عَنِ الْمَمَالِيكِ (1) .
823 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ يعني: ابن حيويه، حدثنا ابن صاعد، حدثنا بندار محمد بن بشار (2) ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عن أبي إسحاق (3) ، عن مسروق (4) ، قال: ((مَا أُحِبُّ أَنْ يَكُونَ الرَّجُلُ بَخِيلاً فِي صِحَتِّهِ، مُبَذِّراً عِنْدَ مَوْتِهِ)) (5) .
824 - أخبرنا أحمد، أخبرنا عمر بن شاهين، قال: سمعت عبد الله بن سليمان ابن الأشعث، يقول: سمعت [ل171/أ] أحمد بن أبي الحواري يقول: سمعت الوليد ابن مسلم يقول: ((دَخَلَتِ الشَّامَ عَشَرَةُ أَلْفِ عينا (6) ، رَأَتْ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم)) (7) .
_________
(1) في إسناده إسحاق بن بشر لم أميّزه، وقيس أبو عمارة فيه لين، إضافة إلى أن خصيفاً صدوق سيء الحفط خلط بأخرة.
والأثر لم أقف عليه من قول عكرمة في كتب التفسير، ولكني وجدته من قول أبي العالية، وكذا مكحول. وثبت في تفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم 2/549 أنه قال: ثنا أبو هارون الخزار، ثنا إسحاق بن سليمان، ثنا أبو جعفر، عن الربيع عن أبي العالية في قول الله: {والعافين عن الناس} قال: عن المملوكين. وروي عن مكحول أيضاً نحو ذلك.
(2) في الأصل ((نا بندار، نا محمد بن بشار)) وهو خطأ ووهم من الناسخ، لأن محمد بن بشار هو بندار.
(3) أبو إِسْحَاقَ: عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أبو إسحاق السبيعي.
(4) مسروق: ابن الأجدع بن مالك الهمداني الوادعي. أبو عائشة الكوفي.
(5) رجال إسناده ثقات.
(6) كذا في الخطية والصواب (عشرة آلاف عين) .
(7) رجال إسناده ثقات.(3/894)
825 - أخبرنا أحمد، أخبرنا عمر بن أحمد، حدثنا عمر بن الحسن، حدثنا الحارث بن محمد (1) ، عن المدائني (2) ، عن أبي عمرو بن العلاء (3) ، قال: قال الحسن (4) : ((الأَسْوَاقُ مَوَائِدُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَمَنْ أَتَاهَا أَصَابَ مِنْهَا)) (5) .
826 - أخبرنا أحمد، أخبرنا عمر بن عبد الله بن سليمان، حدثني أبي، حدثنا حامد
ابن يحيى، عن سفيان بن عيينة، قال: ((أَرَدْتُ الْحَجَّ فَلَقِيتُ زرارة بن أعين (6)
، فَقُلْتُ: أَلَكَ حَاجَةٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، إِذَا
_________
(1) الحارث بن محمد: ابن أبي أسامة أبو محمد التميمي مولاهم البغدادي الخصيب، قال ابن حجر: تكلم فيه بلا حجة. لسان الميزان 2/157.
(2) المدائني: هناك اثنان ممن روى عن أبي عمرو العلاء يقال لكلٍّ منهما المدائني، الأول: سلام بن سليمان بن سوار المدائني، وهو ضعيف كما في التقريب: 1/261، والثاني: شبابة بن سوار المدائني، وهو ثقة حافظ رمي بالارجاء كما في التقريب: 1/263، ولم يتبين لي من منهما روى هذا الأثر عن أبي عمرو بن العلاء.
(3) أبو عمرو بن العلاء: ابن عمار بن العريان المازني النحوي القارئ. اسمه زبان أو العريان أو يحيى. والأول أشهر، والثاني أصح عند الصولي. ثقة مات سنة أربع وخمسين ومائة، وهو ابن ست وثمانين سنة. التقريب 1/ 660.
(4) الحسن: هو البصري.
(5) في إسناده عمر بن الحسن والمدائني لم أجد لهما ترجمة.
(6) زرارة بن أعين: الكوفي أخو حمران: قال سفيان بن عيينة: ما رأى أبا جعفر، ولكنه كان يتبع حديثه. وبنحوه قال الثوري. وقال الذهبي: كوفي فيه رفض بين. وقال أيضاً: قل ما روى. انظر الضعفاء للعقيلي 2/96- رقم: 557، ميزان الاعتدال
3/ 102، ولسان الميزان: 2/473، المغني في الضعفاء 1/238- رقم: 2179، المعرفة والتاريخ 2/671.(3/895)
لَقِيتَ جَعْفَرَ بنَ محَمَّدٍ فَأَقْرِئْهُ مِنِّي السَّلاَمَ، وَاسْأَلْهُ، أَفِي الْجَنَّةِ أَنَا أَمْ فِي النَّارِ؟ فَلَمَّا قَدِمْتُ، دَخَلْتُ عَلَى جَعْفَرَ بنِ مُحًمَّدٍ، فَقُلْتُ: زرارة بن أعين يُقْرِؤُكَ السَّلامَ، ويقول: أَنَا فِي الْجَنَّةِ أَمِ فِي النَّارِ؟ فقال: قُلْ لَهُ: فِي النَّارِ، قَالَ: قُلْتُ: رَحِمَكَ اللهُ، وَتَعْلَمُ الْغَيْبَ؟ قَالَ: لاَ أَعْلَمُ الْغَيْبَ، ومَنْ زَعَمَ أَنِّي أَعْلَمُ الْغَيْبَ فَهُوَ فِي النَّارِ، وزرارة مِمَنْ يَزْعُمُ أَنِّي أَعْلَمُ الْغَيْبَ، فَهُوَ فِي النَّارِ، فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَى الكُوفَةَ، لَقِيَنِي زرارة، فقال:
مَا فَعَلْتَ؟ فَقُلْتُ: قَدْ فَعَلْتُ الَّذِي سَأَلْتَنِي، فقال: هُوَ فِي النَّاِر، قال:
فَمَا قُلْتَ لَهُ؟ قَالَ: قُلْتُ لَهُ: وَتَعْلَمُ الغَيْبَ؟ فقال: لا أعلمُ الغيبَ، ومَنْ زَعَمَ أَنِّي أَعْلَمُ الغَيْبَ، فَهُوَ فِي النَّارِ، وزرارة مِمَّنْ زَعَمَ [ل171/ب] أَنِّي أَعْلَمُ الْغَيْبَ، قال: فَضَحِكَ زرارة، وقال: كَالَ لَكَ مِنْ جِرَابِ النَّوْرَةِ)) (1) .
827 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُفَضَّلِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّيْبَانِيُّ،
_________
(1) رجال إسناده ثقات، إلا عمربن سليمان وأبوه لم أجد لهما ترجمة.
لم أجد هذا الأثر بهذا الإسناد، وما ذُكر أن هذه القصة وقعت بين سفيان بن عيينة وزرارة بن أعين، وإنما المذكور في كتب التراجم أن هذه القصة وقعت بين زرارة بن أعين وابن سماك. أخرجه العقيلي في الضعفاء الكبير 2/96-97، في ترجمة زرارة بن أعين. ومن طريق العقيلي ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء: 15/238-239، وابن حجر في لسان الميزان: 2/473-474، من طريق سعيد بن منصور عن ابن السماك، قال: حججت فلقيني زرارة بن أعين بالقادسية فقال: إن لي إليك حاجة وعظمها. فقلت: ما هي؟ فقال: إذا لقيت جعفر بن محمد: فأقرئه مني السلام ... إلخ، وزادوا: ((وما جراب النورة؟ قال: عمل معك بالتقية)) اهـ(3/896)
حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عِيسَى بحُلْوان، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُهَاجِرِ، حَدَّثَنَا سفيان ابن عُيَيْنَةَ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: ((دَخَلَ رسولُ اللهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ مَكَّةَ يَوْمَ الْفَتْحِ، وعَلَى رَأْسِهِ الْمِغْفَرُ)) (1) .
828 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حدثنا أبو المفضل، حدثنا رجاء بن يحيى أبو الحسين الكاتب عرضًا، حدثنا حماد بن إسحاق (2) ، عن أبيه (3) ، قال: ((قيل لابن المقفع، من أدَّبك؟ قال: نَفْسِي، قِيلَ: وكَيْفَ ذَلِكَ؟ قال: كُنْتُ إِذَا اسْتَحْسَنْتُ أَمْراً لِغَيْرِي اسْتَحْسَنْتُهُ لِنَفْسِي، وَإِذَا اسْتَقْبَحْتُهُ مِنْ غَيْرِي، اسْتَقْبَحْتُهُ لِنَفْسِي)) (4) .
829 - أخبرنا أحمد، أخبرنا أبو المفضل، حدثنا الحسين بن محمد بن أبي حثمة الأنصاري، حدثنا إسحاق بن داود القنطري، قال: سمعت
_________
(1) حديث صحيح، إسناد المؤلف موضوع فيه أبو المفضل وهو وضاع، وحفص بن عيسى لم أجد له ترجمة.
أخرجه الحميدي في مسنده 2/509- رقم: 1212، والنسائي في السنن 5/201- رقم: 2868، وفي السنن الكبرى 2/282- رقم: 2851، وابن حبان في صحيحه 9/115- رقم 3806 من طرق عن سفيان
ابن عيينة.
والحديث مخرج في الصحيحين. وقد تقدم تخريجه مفصلاً في حديث رقم: (759) ، من طرق عَنْ مَالِكٍ.
(2) حماد بن إسحاق: ابن إبراهيم التميمي المعروف بالموصلي. روى عن أبيه كتاب الأغاني. تاريخ بغداد 8/159.
(3) أبوه: إسحاق بن إبراهيم بن ماهان وقيل: ابن ميمون التميمي الموصلي. أبو محمد.
(4) إسناده موضوع فيه أبو المفضل وهو وضاع، ورجاء بن يحيى لم أجد له ترجمة.
ذكر الذهبي نحو هذا الأثر في سير أعلام النبلاء 6/209 عن ابن المقفع بدون إسناد.(3/897)
بشر بن الحارث يقول: ((تَرْكُ الأَدَبِ مَعَ الإِخْوَانِ مِنَ الأَدَبِ)) (1) .
830 - أخبرنا أحمد، أخبرنا أبو المفضل، حدثنا أحمد بن نصر القاضي السدوسي، حدثنا الزبير بن بكار، حدثني إسماعيل ابن أبي أويس، عن أخيه أبي بكر عبد الحميد بن أبي أويس، قال: قال لي جدي مالك بن أنس: ((يَا بُنيَّ لا خَيْرَ لَكَ فِيمَنْ لا خَيْرَ فِيهِ لِنَفْسِهِ)) (2) .
831 - أخبرنا أحمد، أخبرنا أبو المفضل، أخبرنا إبراهيم بن محمد بن عرعرة الشامي، بنَصِيبِين، حدثني أبو العيناء، عن الأصمعي، عن العلاء بن جرير (3) ، [ل172/أ] عن أبيه، عن الأحنف بن قيس قال: ((ثَلاَثَةٌ لاَ يَنْتَصِفُونَ مِنْ ثَلاَثة، ٍ شَرِيفٌ مِنْ دَنِِِيٍّ، وبَرٌّ مِنْ فَاجِرٍٍٍٍٍ، وحَلِيمٌ مِنْ أَحْمَقَ)) (4) .
832 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بن محمد بن علي بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الطَّاهِرِيُّ، حَدَّثَنَا يحيى بن محمد بن صَاعِدٍ،
_________
(1) إسناده موضوع فيه أبو المفضل وهو وضاع، وإسحاق بن داود القنطري لم أجد له ترجمة.
(2) إسناده موضوع فيه أبو المفضل وهو وضاع، وأحمد بن نصر القاضي لم أجد له ترجمة.
(3) كذا في الأصل (العلاء بن جرير) ولم أجد إلا العلاء بن حريز، قال ابن ماكولا: وحريز والد العلاء، حدث عن الأحنف بن قيسن وروى عنه ابنه العلاء بن حريز. انظر الإكمال: 2/86.
(4) إسناده ساقط فيه أبو المفضل وهو وضاع.
أخرجه ابن عساكر في تاريخه من طريق أبي المفضل به 24/333-334.
وذكره الذهبي عن الأحنف في السير 4/93.(3/898)
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ شَاهِينَ (1) ، حَدَّثَنَا خالد
ابن عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا بَيَانٌ (2) ، عَنْ قَيْسٍ، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: قَالَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: ((مَا حَجَبَنِي النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- مُنْذُ أَسْلَمْتُ، ولاَ رَآنِي إِلاَّ ضَحِكَ)) (3) .
833 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصَّفَّارُ (4) ،
وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ يَحْيَى الْقَطَّانُ، قَالا: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ
_________
(1) إسحاق بن شاهين: ابن الحارث الواسطي أبو بشر، مات بعد الخمسين ومائتين. قال النسائي: لا بأس به. وقال مرة: صدوق كتبنا عنه بواسط. وقال ابن حبان: مستقيم الحديث. قال الذهبي: صدوق. وكذا قال ابن حجر. الثقات 8/117، الكاشف
1/236، تهذيب الكمال 2/434، تهذيب التهذيب 1/236، التقريب: 1/101.
(2) بيان: ابن بشر الأحمسي بمهملتين، أبو بشر الكوفي، ثقة ثبت من الخامسة. التقريب 1/129- رقم: 789.
(3) حديث صحيح، وإسناد المؤلف حسن، إسحاق بن شاهين تابعه غير واحد.
أخرجه مسلم في كتاب فضائل الصحابة، باب في فضائل جرير بن عبد الله 4/1925- رقم: 2475 من طريقين عن خالد بن عبد الله به مثله.
وأخرجه البخاري في الجهاد، باب من لا يثبت على الجبل 6/161، رقم: 3035، وفي الأدب، باب التبسم والضحك: 10/504، رقم: 6089، من طرق عن إسماعيل عن قيس به. ومسلم في فضائل الصحابة، باب فضائل جرير بن عبد الله 4/1925، تحت رقم: 1925 من طريق ابن نمير، عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ إسماعيل، عن قيس به، ولفظه: ((ما حجبني رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مُنْذُ أَسْلَمْتُ، وَلا رَآنِي إلا تبسم في وجهي)) وزاد ابن نمير في حديثه هذا عن ابن إدريس: ولقد شكوت إليه أني لا أثبت على الخيل، فضرب بيده في صدري وقال: ((اللهم ثبته، واجعله هادياً مهديًّا)) ولمسلم طريق آخر أيضاً عن أبي أسامة عن إسماعيل، عن قيس به.
(4) عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصَّفَّارُ: وثقه الذهبي وذكره ممن توفوا في سنة ثمان وخمسين ومائتين في كتابه السير 12/486.(3/899)
الْجُعْفِيُّ، عَنْ زَائِدَةَ، حَدَّثَنَا بَيَانُ
ابن بشر، عن قيس ابن أَبِي حَازِمٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: ((خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ
ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ـ، لَيْلَةَ الْبَدْرِ، فَنَظَرَ إِلَى الْقَمَرِ، قَالَ: إِنَّكُمْ تَرَوْنَ رَبَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَمَا تَرَوْنَ إِلَى هَذَا، لاَ تُضَامُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ)) (1) .
834 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ شَاهِينَ، أخبرنا خلف ابن عَبْدِ اللَّهِ (2) ، عَنْ بَيَانٍ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ مِرْدَاسٍ الأَسْلَمِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ يَقُولُ: ((يذْهَبُ أَوْ يُقْبَضُ (3) الصَّالِحُونَ أَوَّلَ، فَأَوَّلَ، حَتَّى يَبْقَى مِثْلُ حُثَالَةِ التمرِ والشَّعِيِر لاَ يُبَالِي اللهُ عَزَّ وجَلَّ بِهِمْ)) (4) .
_________
(1) حديث صحيح، ورجال إسناد المؤلف كلهم ثقات.
أخرجه البخاري في كتاب التوحيد، باب قوله تعالى: {وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة} 13/419- رقم: 7436 من طريق عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصَّفَّارُ، عن حسين بن علي الجعفي به. كما أخرجه في مواقيت الصلاة، باب فضل صلاة الصبح 2/52- رقم: 573، وفي التوحيد، باب قول الله تعالى: {وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة} 13/419- رقم: 7434، ومسلم في المساجد ومواضع الصلاة، باب فضل صلاتي الصبح والعصر والمحافظة عليهما 1/439- رقم: 632، من طريق إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قيس بن أبي حازم به مطولاً.
(2) كذا في الخطية والصواب خالد بن عبد الله كما في رواية رقم (832) وفي عامة المصادر.
(3) يذهب أو يقبض: شك من الراوي، ولكن الكلمتين وردتا كما هو في كتب التخريج.
(4) حديث صحيح، ورجال إسناد المؤلف كلهم ثقات.
أخرجه ابن حبان في صحيحه 15/265- رقم: 6852، والقضاعي في مسند الشهاب 1/355 برقم 607 من طريق خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ بيان به.
وأخرجه البخاري في الرقاق، باب ذهاب الصالحين 11/251- رقم: 6434، من طريق أبي عوانة عن بيان به. ولفظه: ((يذهب الصالحون الأول فالأول، ويبقى حفالة كحفالة الشعير أو التمر، لا يباليهم الله بالة)) قال أبو عبد الله: يقال: (حفالة وحثالة) . وأخرجه في المغازي أيضاً، باب غزوة الحديبية 7/444- رقم: 4156، من طريق عيسى عن إسماعيل، عن قيس به موقوفاً على مرداس الأسلم.(3/900)
835 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى [ل172/ب] الْقَطَّانُ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ بَيَانٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ عُقْبَةَ ابن عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ـ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ـ: ((أَلَمْ تَرَ آيَاتٍ أُنْزِلَتْ اللَّيْلَةُ؟ لَمْ يُرَ مِثْلُهَا قَطُّ،
{أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} (1) وَ {أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} (2)) ) (3) .
836 - أَخْبَرَنَا أْحمد، أَخْبَرَنَا جَعْفَرٌ، حَدَّثَنَا عبد الله بن محمد بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا حَسَّانُ بْنُ أَبِي حَنِيفَةَ (4) ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ (5) ((أَنّ رَجُلاً قَدِمَ يَوْمَ النَّحْرِ وَهُوَ مُهِلٌّ بِالحَجِّ،
_________
(1) سورة الفلق: آية رقم: ((1)) .
(2) سورة الناس: آية رقم: ((1)) .
(3) حديث صحيح، وإسناد المؤلف صحيح أيضاً، يوسف بن موسى صدوق، لكن تابعه غير واحد.
أخرجه مسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب فضل قراءة المعوذتين 1/558- رقم: 814 من طريق قتيبة
ابن سعيد، عن جرير بن عبد الحميد به. ولفظه: ((أَلَمْ تَرَ آيَاتٍ أُنْزِلَتِ اللَّيْلَةَ، لم ير مثلهن قط: قل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس)) ومن طرق عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عن قيس به نحوه.
(4) حسان بن أبي حنيفة: لم أجد له ترجمه، ولعل هو حسان بن إبراهيم في إسناد التالي، والله أعلم.
(5) إبراهيم: النخعي.(3/901)
فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يُهِلَّ بِعُمْرَةٍ، وَعَلَيْهِ الْحَجُّ مِنْ قَابِلٍ)) (1) .
837 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا
حسان بن إبراهيم، حدثنا إبراهيم (2) ، عن عطاء (3) ، ((أَنَّ عُمَرَ ابْنَ الْخَطَّابِ قَصَّرَ الصَّلاَةَ بِمَكَّةَ، ثُمَّ قَالَ بَعْدَ التَّسْلِيمِ: يَا أَهْلَ مَكَّةَ، أَتِمُّوا فَإِنَّا قَوْمٌ سَفَرٌ)) (4)
_________
(1) في إسناده إرسال، وحماد بن أبي سليمان صدوق له أوهام، وحسان بن أبي حنيفة لم أقف على ترجمته.
(2) إبراهيم: ابن ميمون الصائغ أبو إسحاق المروزي. وثقه ابن معين. وقال أحمد: ما أقرب حديثه. وقال
أبو زرعة: لا بأس به. وقال أبو حاتم: يكتب حديثه، ولا يحتج به. وقال النسائي: ليس به بأس. ووثقه في موضع آخر. وقال ابن حجر: صدوق، قتل سنة إحدى وثلاثين، من السادسة. تهذيب الكمال 2/223- رقم: 256، تهذيب التهذيب 1/150- رقم: 314، التقريب 1/94- رقم: 261.
(3) عطاء هو بن أبي رباح: بفتح الراء والموحدة. واسم أبي رباح أسلم القرشي مولاهم المكي.
(4) صحيح، لكن إسناد المؤلف ضعيف فيه حسّان بن إبراهيم وهو صدوق يخطئ، وفيه إرسال أيضاً إذ لم يحضر عطاء الواقعة وقد عُرف بكثرة الارسال.
لم أجد من ذكر هذا الأثر بهذا الإسناد. ولكنه ثابت عن عمر من غير هذا الطريق: أخرجه الإمام مالك في الموطأ، في قصر الصلاة في السفر، باب صلاة المسافر إذا كان إماماً، أو كان وراء إمام: 1/149- رقم: 19، ومن طريقه الطحاوي في شرح معاني الآثار 1/419، والبيهقي في السنن 3/126؛ إلا أنه سقط فيه ذكر ابن عمر. وعبد الرزاق في المصنف، باب مسافر أم مقيمين 2/540- رقم: 4369 من طريق معمر كلاهما عن الزهري عن سالم
ابن عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عمر بن الخطاب كان إذا قدم مكة صلى بهم ركعتين، ثم يقول: ((يا أهل مكة أتموا صلاتكم فإنا قوم سفر)) وعند عبد الرزاق فيه التصريح بأنها صلاة الظهر. وأخرجه أبو بكر ابن أبي شيبة في المصنف في الصلوات، باب المقيم يدخل في صلاة المسافر: 1/383 من طريق عكرمة بن عمار، عن سالم به مثله.
وأخرجه مالك أيضاً في الموطأ في الموضع السابق في قصر الصلاة في السفر 1/49 باب صلاة المسافر إذا كان إماماً،
ومن طريقه الطحاوي في شرح معاني الآثار 1/419، وعبد الرزاق في المصنف، باب مسافر أم مقيمين 2/540- رقم: 4371، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ في المصنف 1/383 من طريق سفيان الثوري كلاهما عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أبيه، عن عمر بن الخطاب مثل ذلك. وذكر عبد الرزاق وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ في مصنفيهما طرقاً أخرى، والطحاوي في شرح معاني الآثار.(3/902)
838 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرٌ، حَدَّثَنَا عبد الله، حدثنا زياد بن أيوب، حدثني حسن ابن أبي مالك (1) ، ـ وكان من خيار عباد الله ـ قال: قلت لأبي يوسف القاضي: ما كَانَ
أَبُو حَنِيفَةَ يَقُولُ فِي الْقُرْآنِ؟ قَالَ: فَقَالَ: كَانَ يَقُولُ: اَلْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ. قَالَ: قُلْتُ: فَأَنْتَ يَا أَبَا يُوسُفَ؟ فَقَالَ: لاَ.
قَالَ أَبُو القَاسِمِ يَعْنِي: الْبَغَوِيَّ، فَحَدَّثْتُ بِهَذَا الْحَدِيثِ القَاضِي البرتي (2) ، فَقَال: وَأَيُّ
حَسَنٍ كَانَ وَأَيُّ حَسَنٍ كَانَ، يَعْنِي: الْحَسن بْنَ أَبِي مَالكٍ، قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ: فَقُلْتُ: للبرتي
[ل173/أ] : هَذَا قَوْلُ أَبِي حَنِيفَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ، الْمَشْؤُومُ، قَالَ: وَجَعَلَ يَقُولُ: أحدث بحلقي)) (3) .
_________
(1) في الأصل (حسن بن أبي مليك) والتصحيح من تاريخ بغداد، وهو الحسن بن أبي مالك أبو مالك، وثقه غير واحد (ت204هـ) . انظر الجواهر المضية رقم 481 وطبقات الفقهاء ص36 والطبقات السنية 3/50،
(2) القاضي البرتي: هو أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى أبو العباس القاضي البرتي، وثَّقه الدارقطني والخطيب والذهبي، مات سنة ثمانين ومائتين. تاريخ بغداد: 5/61، تذكرة الحفاظ: 2/556، وسير أعلام النبلاء: 13/407.
(3) رجاله ثقات.
أخرجه الخطيب من طريق أحمد العتيقي هذا به. تاريخ بغداد 13/385.(3/903)
839 - أخبرنا أَحْمَدُ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا أَسْبَاط بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاءٍ الخُراساني (1) ، عَنْ عبَّاد بْنِ كَثِيرٍ (2) ، عَنِ الجُريري (3) ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ (4) ، عن جابر بن عبد الله، وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ: ((الْغِيبَةُ أَشَدُّ مِنَ الزِّنَا، قَالُوا: وَكَيْفَ؟ قَالَ: إِنَّ الرَّجُلَ يَتُوبُ، فَيَتُوبَ اللهُ عَلَيْهِ، وَإِنَّ صَاحِبَ الْغِيبَةِ لاَ يُغْفَرُ لَهُ حَتَّى يَغْفِرَ لَهُ صَاحِبُهُ)) (5)
_________
(1) أبو رجاء الخراساني: قال ابن حبان في ترجمته: أبو رجاء التميمي من أهل البصرة يروي عن ثابت البناني، يروي عن الثقات الموضوعات، ويقلب الأسانيد، ويرفع الموقوفات. وقال العقيلي: هو عبد الله بن الفضل الخراساني، أبو رجاء، منكر الحديث. انظر الضعفاء الكبير للعقيلي 2/288، رقم: 859، المجروحين 2/168، 2/299، الميزان 4/161.
(2) عباد بن كثير الثقفي البصري من السابعة، مات بعد الأربعين. قال ابن معين: ضعيف الحديث. وقال مرة: ليس بشيء. وكان عبد الله بن المبارك والثوري وشعبة ينهون الناس عن الأخذ عن عباد بن كثير هذا. وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث. وقال البخاري: تركوه. وقال النسائي: متروك الحديث. وضعفه الدارقطني. وقال ابن حجر: متروك. قال أحمد: روى أحاديث كذب. تاريخ ابن معين 2/292، الجرح والتعديل 6/ رقم: 433، التاريخ الصغير 2/104، الضعفاء والمتروكون رقم: 408، تهذيب الكمال 14/145- رقم: 3090، التقريب 1/290- رقم: 3139.
(3) الجريري: هو سعيد بن إياس الجُرَيْري.
(4) أبو نضرة: هو المنذر بن مالك بن قطعة وهو مشهور بكنيته.
(5) ضعيف جدّاً، في إسناده أبو رجاء الخراساني، وهو منكر الحديث، وعباد بن كثير متروك الحديث
أخرجه هناد في "الزهد" 2/565- رقم: 1178، ومن طريقه أبو الشيخ في التوبيخ والتنبيه رقم: 171، وابن أبي الدنيا في "الصمت" رقم: 164- 1/300، وفي الغيبة والنميمة رقم: 25، وابن حبان في المجروحين 2/168، والطبراني في الأوسط 7/306- رقم: 6586، والبيهقي في الشعب 5/306- رقم: 6741 من طريق أسباط به. والحديث مداره على عباد بن كثير الثقفي البصري، وهو متروك. فالحديث ضعيف جداًّ، لشدة ضعف الإسناد.
قال الهيثمي في المجمع 8/91-92: رواه الطبراني في الأوسط، وفيه عباد بن كثير الثقفي وهو متروك. وقال ابن أبي حاتم في العلل 2/ 120 رقم: 1854: ((قلت لأبي: هذا الحديث منكر؟ قال: كما يكون، أسأل الله العافية، يجيء عباد ابن كثير البصري بمثل هذا)) . وعزاه العراقي في تخريجه للإحياء 3/141 إلى ابن مردويه في "التفسير" وكذلك السيوطي في الدر المنثور 6/97، والبيهقي أيضاً في شعبه كما تقدم.(3/904)
840 - أخبرنا أَحْمَدُ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَبُو يَعْقُوبَ الْمَرْوَزِيُّ (1) ، حَدَّثَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ حَكِيم بن جُبَيْر (2) ، عن محمد ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ (3) ، عَنِ النَّبِيِّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ قَالَ: ((َمنْ سَأَلَ وَلَهُ غنَاءٌ جَاءَ وَفِي وَجْهِهِ كُدُوحٌ، أَوْ خُدُوشٌ، أَوْ خُمُوشٌ، قِيلَ: وَمَا غِنَاؤُهُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: خَمْسُونَ دِرْهَمًا، أَوْ قِيمَتُهَا مِنَ الذَّهَبِ)) (4)
_________
(1) إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَبُو يَعْقُوبَ المروزي: هو ابن أبي إسرائيل كامجرا -بفتح الميم وسكون الجيم- صدوق تكلم فيه لوقفه في القرآن. مات سنة خمس وأربعين، وقيل: ست، وله خمس وتسعون سنة. التقريب 1/100 -رقم: 338.
(2) حكيم بن جبير: الأسدي الكوفي، تركه شعبة من أجل هذا الحديث، قال ابن معين: ليس بشيء. وقال أحمد
وأبو حاتم: ضعيف منكر الحديث، وقال النسائي وابن حجر: ضعيف، وتركه الدارقطني. التاريخ لابن معين برواية عباس الدوري: 2/127، الضعفاء والمتروكون: 0/31، الجرح والتعديل: 3/301، المجروحين: 1/246، تهذيب التهذيب: 7/265، التقريب: 1/176.
(3) عبد الله: هو ابْنِ مَسْعُودٍ.
(4) حديث منكر، تفرد به حكيم بن جبير وهو ضعيف، تركه شعبة والدارقطني.
أخرجه الطيالسي في مسنده 0/42- رقم: 322، والترمذي في كتاب الزكاة، باب من تحل له الزكاة
3/40 رقم: 650، والدارمي في الزكاة، باب من تحل له الصدقة 1/386، والدولابي في الكنى 1/281، والدارقطني في سننه 2/122 في كتاب الزكاة، باب الغنى الذي يحرم السؤال، والبغوي في شرح السنة، في الزكاة، باب من لا تحل له الصدقة من الأغنياء والأقوياء 6/83- رقم: 1600، كلهم من طريق شريك بن عبد الله به. ولم ينفرد شريك بن عبد الله به عن حكيم بن جبير؛ بل تابعه سفيان الثوري؛ فقد أخرجه الإمام أحمد في مسنده
1/441، وأبو داود في الزكاة، باب من يعطى من الصدقة وحد الغنى 5/ 102- رقم: 2591، والدارمي في السنن 1/386، والطحاوي في شرح معاني الآثار 2/20، 4/122، وابن عدي في الكامل 2/635- 636، والدارقطني في السنن 2/122 في الزكاة، باب الغنى الذي يحرم السؤال، والحاكم في المستدرك 1/407، والبيهقي في السنن الكبرى 7/24، والخطيب في تاريخه 3/205 من طرق عن سفيان الثوري، عن حكيم بن جبير به، ومداره عليه. وقال الترمذي عقب إيراده لهذا الحديث: حديث ابن مسعود حديث حسن.
وجاء في سنن أبي داود عقب إيراده للحديث: قال: قال يحيى -يعني ابن آدم- فقال عبد الله بن عثمان لسفيان: حفظي أن شعبة لا يروي عن حكيم بن جبير. فقال سفيان: فقد حدثناه زبيد عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد. وذكر الترمذي نحوه أيضاً.
قلت: وقد ردّ يعقوب بن بن سفيان الفسوي هذه الحكاية، حيث قال: هي حكاية بعيدة. ولو كان حديث حكيم
ابن جبير عن زبيد ما خفي على أهل العلم.
ويؤيده ما جاء في تاريخ ابن معين برواية الدوري: 2/127، أنه سئل عن حديث ابن جبير حديث ابن مسعود ((لا يحل الصدقة لمن كان عنده خمسون درهماً)) يرويه أحد غير حكيم؟، فقال: يحيى بن معين: يرويه يحيى بن آدم عن سفيان عن زبيد، ولا أعلم أحداً يرويه إلا يحيى بن آدم، وهذا وهم ولو كان هكذا لحدّث به الناس جميعا عن سفيان، ولكنه حديث منكر.
وأخرجه الدارقطني في السنن في الزكاة، باب الغنى الذي يحرم السؤال، من طريق أبي إسحاق السبيعي عن محمد
ابن عبد الرحمن بن يزيد به. وقال عقبه: وهم في قوله عن أبي إسحاق؛ إنما هو حكيم بن جبير،
وهو ضعيف، تركه شعبة وغيره. وأخرجه أيضاً 2/121 من طريق بكر بن خنيس عن أبي شيبة، عن القاسم
ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ ابن مسعود بلفظ: (لا تحل الصدقة لرجل له خمسون درهماً) وقال عقبه أيضاً: أبو شيبة هو عبد الرحمن بن إسحاق، ضعيف، وبكر بن خنيس ضعيف. وأخرجه أيضاً من طريق عبد الله بن سلمة
ابن أسلم، عن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة، عن أبيه، عن ابن مسعود نحوه. وقال: ابن أسلم ضعيف.(3/905)
841 - أخبرنا أَحْمَدُ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو بكر محمد بن عبد الله(3/906)
المُسْتَعِينِي، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَنْبَسَةَ، حَدَّثَنَا سَيَّارُ بْنُ حَاتِمٍ (1) ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَالْحَارِثُ
ابن نَبْهَانَ (2) ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، عن شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ سَعِيدِ بن عامر ابن خِذْيَم (3) ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ يَقُولُ: ((لَوْ أَنَّ امْرَأَةً مِنْ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ طَلَعَتْ إِلَى اْلأَرْضِ، لأَذْهَبَتْ [ل173/ب] بِنُورِ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ، وَلَمَلأَتِ الأَرْضَ رِيحَ مِسْكٍ وَعَنْبَرٍ، وَإِنِّي وَاللهِ مَا
_________
(1) سيار بن حاتم: أبو سلمة العنزي البصري. قال القواريري: لم يكن له عقل، كان معي في الدكان. قلت: يتهم بالكذب؟ قال لا. وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: كان جماعا للرقائق. وقال الحاكم: في حديثه بعض المناكير. وقال العقيلي: أحاديثه مناكير. ضعفه ابن المديني. وقال الأزدي: عنده مناكير. مات سنة مائتين أو تسع وتسعين ومائة. وقال الذهبي: صدوق. وقال ابن حجر: صدوق له أوهام. تهذيب الكمال 12/307- رقم: 2666، تهذيب التهذيب 4/254- رقم: 508، الكاشف 1/475- رقم: 2214، التقريب: 1/261.
(2) الحارث بن نبهان: قال ابن حبان: ضعيف الحديث. وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال مرة: لا يكتب حديثه. وقال أحمد: لم يكن يعرف الحديث، ولا يحفظه منكر الحديث. وقال ابن حجر: متروك. التاريخ لابن معين برواية الدوري: 2/94، الثقات 1/279- رقم: 249، الكامل 2/191- رقم: 374، تهذيب الكمال 5/288- رقم: 146، التقريب: 1/148.
(3) في الأصل: ((خديج)) والتصحيح من كتب التخريج.(3/907)
كُنْتُ لأَخْتَارَكِ عَلَيْهِنَّ، وَدَفَعَ فِي صَدْرِهَا، يَعْنِي امْرَأَتَهُ)) (1) .
842 - أخبرنا أحمد، أخبرنا جعفر، أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ العباس بن جبريل الوراق الشمعي (2) ، حدثنا أحمد بن الوليد بن أبي الوليد الفحام (3) ، أخبرنا عثمان بن عمر البصري المدائني، أخبرنا ابن عون، عن مسلم بن إبراهيم بن أبي عبد الله (4) ، عن إبراهيم بن يزيد التيمي، عن أبيه قال: ((كُنْتُ لاَ تُخْطِئُنِي عَشِيَّةُ خَمِيسٍ إِلاَّ أَتَيْتُ فِيهَا عِنْدَ عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُودٍ، فَمَا سَمِعْتُهُ يَقُولُ لِشَيْءٍ قَطُّ: قَالَ رَسُولُ اللهِ
_________
(1) ضعيف، في إسناده سيار بن حاتم وهو صدوق له أوهام، والحارث بن نبهان متروك، لكن جعفر بن سليمان صدوق.
أخرجه ابن المبارك في الزهد: 1/76-77، والطبراني في المعجم الكبير 6/56، وابن عدي في الكامل 2/570، في ترجمة جعفر بن سليمان الضبعي من طريق حَمَّادُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَنْبَسَةَ به. وقال الهيثمي بعد ما عزاه الطبراني والبزار [كما في كشف الأستار 4/199 رقم3528] قال: فيها الحسن بن عنبسة الوراق ولم أعرفه. وبقية رجاله ثقات، وفي بعضهم ضعف. مجمع الزوائد 10/417. ووهم الهيثمي رحمه الله في ذلك وإنما هو حَمَّادُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَنْبَسَةَ الوراق من شيوخ الإمام مسلم، وقال ابن عدي: وهذا الحديث معروف بسيار بن حاتم عن جعفر والحارث بن نبهان.
(2) أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ العباس بن جبريل الوراق الشمعي: مات سنة ست وعشرين وثلاثمائة. قال الدارقطني: عبد الله بن العباس الشمعي شيخ ثقة كتبنا عنه. تاريخ بغداد 10/37- رقم: 5156.
(3) أحمد بن الوليد بن أبي الوليد الفحام: أبو بكر، مات سنة ثلاث وسبعين ومائتين. قال الخطيب: كان ثقة. تاريخ بغداد 5/188- رقم: 2643.
(4) كذا في الخطية، والصواب (مسلم أبو عبد الله) ، وهو مسلم بن عمران ويقال ابن أبي عمران البطين الكوفي ثقة، من رجال التقريب.(3/908)
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى كَانَتْ ذَاتَ عَشِيَّةٍ، فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ فَاغْرَوْرَقَتَا عيناهُ، وَانْتفَخَتْ أَوْدَاجُهُ، وَأَنَا رَأَيْتُهُ مَحْلُولَةً أَزْرَارُهُ وَقَالَ: أَوْ مِثْلُهُ، أَوْ نَحْوُهُ، أَوْ شَبِيهٌ بِهِ)) (1) .
843 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ صَاعِدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ الْمَخْزُومِيُّ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ (2) ، حَدَّثَنَا عَمْرٌو (3) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعَمٍ، قَالَ: ((كانَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ لأَصْحَابِهِ: اِذْهَبُوا بِنَا إِلَى بَنِي وَاِقفٍ ـ حَيٌّ مِنَ الأَنْصَارِ ـ نَزُورُ الْبَصِيرَ، لِرَجُلٍ مَحْجُوبِ الْبَصَرِ)) (4)
_________
(1) في إسناده عثمان بن عمر البصري المدائني، ومسلم بن إبراهيم لم أجد لهما ترجمة. وبقية رجاله ثقات.
أخرجه الدارمي في السنن: 1/95، رقم: 270، والخطيب في موضح أوهام الجمع والتفريق: 2/458، من طريق عثمان بن عمر.
(2) سفيان: هو ابن عيينة.
(3) عمرو: هو ابن دِينَارٍ.
(4) حديث مرسل. محمد بن جبير تابعي.
أخرجه البزار في البحر الزخار 8/350- رقم: 3426، من طريق أحمد بن عبدة، عن سفيان به. مرسلاً، ولم يقل عن أبيه. وأورده الهيثمي في كشف الأستار 2/389- رقم: 1921. وأخرجه البزار في البحر الزخار 8/349-350 - رقم 3425، عن إبراهيم بن المستمر العروقي، وقيل: العوقي، عن الصلت بن محمد أبي همام الخاركي، والطبراني في الكبير 2/127- رقم: 1534، وفي الأوسط 4/217، والبيهقي في السنن 10/200 من طريق محمد
ابن يونس الجمّال كلاهما، عن ابن عيينة به موصولاً.
وقال أو نعيم: أرسله أصحاب ابن عيينة عن نافع بن جبير ولم يقل عن أبيه إلا محمد بن يونس الجمال.
وقال الهيثمي في المجمع: فيه محمد بن يونس الجمال وهو ضعيف 2/298. وقال أيضاً في موضع آخر: رواه البزار، واللفظ له، والطبراني ورجال البزار رجال الصحيح غير إبراهيم بن المستمر العروقي، وهو ثقة. مجمع الزوائد 8/174. وقال البزار عقب إيراده لرواية إبراهيم العروقي عن أبي همام، قال: وهذا الحديث لا نعلم أحداً وصله عن جبير بن مطعم إلا أبو همام -وكان ثقة- عن ابن عيينة. وقد خالف أبو همام غيره، وخولف في إسناده. وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 2/127- رقم: 1533، من طريق الحسن بن منصور الكسائي عن ابن عيينة به موصولاً أيضاً.
وأخرجه البزار في البحر الزخار المسند 8/350- رقم: 3427، والبيهقي في السنن 10/200 من طريق حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ عَنْ ابن عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عن جابر مرفوعاً. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: 8/174: رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير موسى بن عبد الرحمن المسروقي وهو ثقة، إلا أن البزار قال: لم يروه من حديث جابر إلا حسين بن علي الجعفي، وأحسبه أخطأ فيه. وفي كشف الأستار زيادة: لأن الحفاظ إنما يروونه عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مطعم مرسلاً. وقال البيهقي بعدما ذكر رواية محمد بن يونس الجمال عن ابن عيينة موصولاً؛ قال: كذا أتى به موصولاً، والصحيح عن سفيان بن عيينة، عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعَمٍ، عَنْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلاً
والصحابي المقصود في هذا الحديث هو عمير بن عدي القارئ، قال أبو نعيم: هو الذي سماه رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - البصير وكان يزوره في بني واقف.(3/909)
844 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ صَاعِدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلاءِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: ((كانَ رَسُولُ [ل174/أ] اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ لأَصْحَابِهِ: اِذْهَبُوا بِنَا إِلَى بَنِي وَاقِفٍ نَزُورُ الْبَصِيرَ رَجُلٌ مَحْجُوبٌ)) (1) .
قال ابن صاعد: وَمِمَّنْ قَالَ فِي إِسْنَادِهِ عَنْ أَبِيهِ: -.
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، حَدَّثَنَا عَمْرُو ابن دِينَارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعَمٍ، عَنْ
_________
(1) في إسناده إرسال، وقد تقد تخريجه في الرواية السابقة.(3/910)
أَبِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ قَالَ: ((اِنْطَلِقُوا بِنَا إِلَى بَنِي وَاقِفٍ، نَزُورُ الْبَصيرَ. قَالَ: وَكَانَ مَحْجُوبَ الْبَصَرِ)) .
قَالَ ابْنُ صَاعِدٍ: وَقَالَ حُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ فِي إِسْنَادِهِ: عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرٍ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَضَّاحِ (1) ، وَمُوسَى بْنُ عبد الرحمن ابن مَسْرُوقٍ الْكِنْدِيُّ جَمِيعًا بِالْكُوفَةِ، قَالا: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو، عن جابر بن عبد الله، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ـ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ـ: ((اِنْطَلِقُوا بِنَا إِلَى الْبَصِيرِ الَّذِي فِي بَنِي وَاقِفٍ نَعُودُهُ)) . وَكَانَ رَجُلاً أَعْمَى، قَالَ: فَقَوْلُهُ: عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَهْمٌ، وَالصَّحِيحُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعَمٍ.
845 - سمعت أحمد يقول: كان أبو بكر المَطِيري ِفي دَرْبِ خُزَاعَةَ، وَكَان حَافِظاً لِلْحَدِيثِ، وَكَانَ لاَ بَأْسَ بِهِ فِي دِينِهِ وَالثِّقَةِ (2) .
846- سمعت أَحْمَدَ يَقُولُ (3) : سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ محمد بن الحسن بن
_________
(1) ورد في هامش الخطية ما نصه: (في الخطية الرضاح) .
(2) وأخرجه الخطيب من طريق أحمد بن أبي جعفر القطيعي، عن أبي محمد جعفر بن محمد الطاهري من قوله: كان أبو بكر المطيري ينزل في درب خزاعة، وكان حافظًا للحديث، وكان لا بأس به في دينه والثقة. تاريخ بغداد 2/146.
(3) هنا في الخطية (سمعت أبا بكر يقول) ، وعليها علامة الضرب.(3/911)
عبدان الصيرفي (1) يقول: سمعت جعفر الخلدي (2) يقول: ((زُرْتُ قَبْرَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا ـ، فَغَفَوْتُ عِنْدَ الْقَبْرِ [ل174/أ] غَفْوَةً، فَرَأَيْتُ كَأَنَّ الْقَبْرَ قَدْ انْشَقَّ وَخَرَجَ مِنْهُ إِنْسَانٌ، فَقُلْتُ: إِلَى أَيْنَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ؟ قَالَ: نُرِيدُ هَؤُلاَءِ)) (3) .
847 - سمعت أحمد يقول: سمعت أبا بكر يقول: سمعت الخلدي يقول: ((كَانَ فِيَّ جَرَبٌ عَظِيمٌ كَثِيرٌ، قَالَ: فَمَسَحْتُ بِتُرَابِ قَبْرِ الْحُسَيْنِ، قَالَ: فَغَفَوْتُ فَانْتَبَهْتُ، وَلَيْسَ عَلَيَّ مِنْهُ شَيْءٌ)) (4) .
_________
(1) أبو بكر محمد بن الحسن بن عبدان الصيرفي: ابن الحسن بن مهران، وثقه عبيد الله بن أحمد، وقال: كان فوق الثقة.
(2) جعفر الخلدي: هو جعفر بن محمد بن نصير بن قاسم، أبو محمد البغدادي. وثقه الخطيب. وقيل: عجائب بغداد ثلاثة: نكت المرتعش، وإشارات الشبلي، وحكايات الخلدي. مات سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة في رمضان، وله خمس وتسعون سنة. انظر تاريخ بغداد 7/226-227، حلية لأولياء 10/381، البداية والنهاية 11/234، العبر 2/279، السير 15/558.
(3) رجال إسناده ثقات، وهذه الرؤيا من حكايات الخلدي، وهي من عجائب بغداد، كما أشار الخطيب والسمعاني.
(4) رجال إسناده ثقات.
وهذا النص من منكرات الخلدي. وقد ذكر الخطيب في ترجمته أن عجائب بغداد: نكت المرتعش، وإشارات الشبلي، وحكايات الخلدي. تاريخ بغداد 7/226.
وإن المريض يجوز له شرعا أن يتداوى بالأدوية المباحة، مع اليقين بأن الشافي هو الله وحده، ولكن التمسح بالقبور وبعض الأماكن المقدسة من الأمور المنهية عنها شرعاً، حتى التمسح بقبر سيد البشر أجمعين، فإذا كان التمسح بقبر رسول الله منهياً عنه شرعاً، فمن باب أولى قبر غيره.
وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله اتفاق العلماء على أن من زار قبر النبي - صلى الله عليه وسلم -، أو قبر غيره من الأنبياء والصالحين - الصحابة وأهل البيت وغيرهم - أنه لا يتمسح به، ولا يقبّله، انظر مجموع الفتاوى طبعة وزارة الشؤون الإسلامية بالمملكة العربية السعودية: 27/79.
وقال أيضاً: لأن التقبيل والاستلام إنما يكون لأركان بيت الله الحرام، فلا يشبّه بيت المخلوق ببيت الخالق، مجموع الرسائل الكبرى لابن تيمية: 1/298.
وقال النووي رحمه الله ما نصّه: ((يكره مسحه باليد وتقبيله، بل الأدب أن يبعد منه كما يبعد منه لو حضر في حياته - صلى الله عليه وسلم -، هذا هو الصواب، وهو الذي قاله العلماء وأطبقوا عليه، وينبغي أن لا يغتر بكثير من العوام في مخالفتهم ذلك، فإن الاقتداء والعمل إنما يكون بأقوال العلماء، ولا يلتفت إلى محدثات العوام وجهالاتهم ... )) ، الايضاح في المناسك للإمام النووي: (ص161) .
وقد أطال د. ناصر بن عبد الرحمن بن محمد الجديع النفس في هذه المسألة في كتابه: ((التبرك أنواعه وأحكامه)) من ص327-340.(3/912)
848 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، بِانْتِقَاءِ عَبْدِ الْغَنِيِّ بْنِ سَعِيدٍ الْحَافِظِ (1) ، حَدَّثَنَا أَبُو الحسن علي
ابن مُحَمَّدِ بْنِ لُؤْلُؤٍ، حَدَّثَنَا حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْكَاتِبُ، حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ الْخُزَاعِيُّ، حدثنا عبد الله بن المبارك، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ (2) ، عَنْ إسماعيل ابن مُحَمَّدٍ هُوَ: أَبُو سَعْدٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ سَعْدٍ، قَالَ: ((رَأَيْتُ لِرَسُولِ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ تَسْلِيمَتَيْنِ: تَسْلِيمَةً عَنْ يَمِينِهِ: السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ، وَتَسْلِيمَةً عَنْ يَسَارِهِ: السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ، حَتَّى
_________
(1) عبد الغني بن سعيد بن علي الإمام الحافظ أبو محمد الأزدي المصري صاحب كتاب "المؤتلف والمختلف" ولد سنة اثنتين وثلاثمائة. وثقه الدارقطني والبرقاني وأبو الوليد الباجي والعتيقي وغيرهم، وتوفي سنة تسع وأربعمائة. وفيات الأعيان 3/223، البدايةوالنهاية 12/7، تذكرة الحفاظ 3/1047، السير 17/268، شذرات الذهب 3/188.
(2) مُصْعَبِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ الله بن الزبير: أبو عبد الله الأسدي، قال أحمد: ضعيف، وقال النسائي: ليس بالقوي. وقال أبو حاتم: لا يحتجّ به. وقال ابن حبان: منكر الحديث، استحق لذلك مجانبة حديثه. وقال ابن حجر: لين الحديث. التاريخ الكير: 7/353، الجرح والتعديل: 8/304، المجروحين: 3/28، التقريب: 1/533.(3/913)
يُرَى بَيَاضُ خَدِّهِ مِنْ هَاهُنَا، وَمِنْ هَاهُنَا)) (1) .
غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ عَمِّهِ عَامِرٍ، لا نَعْلَمُ أَحَدًا حَدَّثَ بِهِ عَنْهُ غَيْرَ
مُصْعَبٍ.
849 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَاذَانَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن إسحاق ابن الْبُهْلُولِ، حَدَّثَنَا أَبِي (2) ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنِ مُوسَى، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْحَكَمِ (3) ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى (4) ، عَنْ عليٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ: ((منْ رَوَى عَنِّي حَدِيثاً وَهُوَ يَرَى أَنَّهُ كَذِبٌ، فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبِينَ)) (5)
_________
(1) حديث صحيح، وإسناد المؤلف حسن، لأن مصعب بن ثابت وإن ضعفه غير واحد من الأئمة فقد تابعه عبد الله
ابن جعفر عند مسلم، وهذا يردّ قول المصنف: غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ إِسْمَاعِيلَ عَنْ عمه، لا نعلم أحداً حدّث عنه غير مصعب.
أخرجه البيهقي في السنن الكبرى 2/178 من طريق نعيم بن حماد به نحوه.
وأخرجه مسلم في المساجد، باب السلام للتحليل من الصلاة عند فراغها وكيفيته 1/409، رقم: 582 من طريق عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ إسماعيل بن محمد. ولفظه: ((كنت أرى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يسلم عن يمينه وعن يساره، حتى أرى بياض خده)) .
(2) أبوه: إسحاق بن بهلول بن حسان أبو يعقوب التنوخي الأنباري. ولد سنة أربع وستين ومائة. قال الخطيب: كان ثقة، ووثقه الذهبي. مات فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وخمسين ومائتين، وقد قارب التسعين. تاريخ بغداد
6/366، الجرح والتعديل 2/214، تذكرة الحفاظ 2/518، العبر 2/3، الوافي والوفيات 8/408.
(3) الحكم: بن عتيبة بالمثناة، ثم الموحدة، مصغراً، ثقة ثبت فقيه إلا أنه ربما دلس التقريب 1/175.
(4) ابن أبي ليلى: هو عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى الأنصاري المدني ثم الكوفي، ثقة. التقريب 1/349.
(5) حديث صحيح، والاسناد خطأ، قال ابن أبي حاتم بعد ذكر هذه الرواية على هذا الوجه: فسمعت أبا زرعة يقول: هذا خطأ، والصحيح ما حدثنا أبو نعيم وأبو عمر الحوض عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ سَمُرَةَ
ابن جندب مرفوعاً. علل الحديث 2/287- رقم: 2366.
أخرجه مسلم في المقدمة، باب وجوب الرواية عن الثقات وترك الكذابين 1/9، من طرق عن شعبة، عن الحكم
ابن عتيبة، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ به مرفوعاً بلفظ: ((من حدث عني بحديث يَرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الكاذبين)) .
وأما الرواية التي أشار إليها المؤلف فقد أخرجها الإمام مسلم أيضاً في المقدمة، باب وجوب الرواية عن الثقات وترك الكذابين 1/9، من طريق شعبة وسفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ أَبِي شَبِيبٍ، عن المغيرة بن شعبة مرفوعاً.
وأما حديث علي فقد أخرجه البخاري في العلم، باب إثم من كذب عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم 1/199، رقم: 106، ومسلم في المقدمة، باب تغليظ الكذب عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم 1/9، رقم 1 كلاهما من طريق شعبة، عن منصور، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَن علي مرفوعاً، وعند مسلم مثل لفظ المؤلف، وعند البخاري ... فيه: ((فإنه من كذب علي فليلج النار)) .(3/914)
هكذا جاءت هذه الرواية [ل175/أ] عَنْ شُعْبَةَ، وَهِيَ: وَهْمٌ. وَالصَّوَابُ: عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عن سمرة ابن جُنْدُبٍ، وَعَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثابت، عن ميمون ابن أَبِي شَبِيبٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ.
وَحَدِيثُ عَلِيٍّ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ـ فَإِنَّمَا يَرْوِيهِ شُعْبَةُ بِإِسْنَادٍ آخَرَ وَلَفْظٍ آخَرَ فَأَمَّا الإِسْنَادُ، فَعَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَن عَلِيّ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ـ وَلَفْظُهُ: ((لاَ تَكْذِبُوا عَلَيَّ، فَإِنَّهُ مَنْ يَكْذِبُ عَلَيَّ يَلِجُ النَّارَ)) .
850- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ لُؤْلُؤٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ الْحَسَنُ بْنُ(3/915)
سُلَيْمَانَ الدَّارِمِيُّ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ النَّرْسِيُّ، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَامِرٍ (1) يُحَدِّثُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ (2) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قِيلَ لِلنَّبِيِّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ: ((أَنَّ الْيَهُودَ تَقُولُ: إِنَّ الْعَزْلَ الْمَوْءُودَةُ الصُّغْرَى، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: كذَبَتِْ الْيَهُودُ، كَذَبَتِْ الْيَهُودُ، لَوْ أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَهَا لَمْ يَسْتَطِعْ عَزْلَهَا)) (3)
_________
(1) أَبُو عَامِرٍ: صَالِحُ بْنُ رُسْتُمَ الخزاز المزني البصري. قال ابن معين: ضعيف. وقال أبو حاتم: يكتب حديثه. ووثقه أبو داود. وقال الإمام أحمد: صالح الحديث. قال ابن عدي: عمدي لا بأس به، قد روى عنه يحيى بن سعيد. وقال الذهبي: قد احتج به مسلم. وقال ابن حجر: صدوق كثير الخطأ. مات سنة اثنتين وخمسين ومائة. الجرح والتعديل 4/403، تهذيب التهذيب 4/390-391، ميزان الاعتدال 20/294، التقريب 1/272- رقم: 2861.
(2) أبو سلمة: هو عبد لرحمن بن عوف الزهري المدني الصحابي الجليل.
(3) حديث صحيح، وإسناد المؤلف منكر. فيه أبو عامر، وهو صدوق كثير الخطأ، وقد خالف من هو أوثق منه.
أخرجه أبو يعلى في مسنده 10/405- رقم: 6011، والنسائي في السنن الكبرى 5/341- رقم: 9083 في العشرة، باب العزل، وذكر اختلاف الناقلين للخبر في ذلك، من طريق معتمر بن سليمان به.
وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 7/230، باب العزل، من طريق شجاع بن الوليد، عن محمد بن عمرو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هريرة. وفيه محمد بن عمرو بن علقمة؛ قال ابن معين: ما زال الناس يتقون حديثه. قيل له: وما علة ذلك؟ قال: كان يحدث مرة عن أبي سلمة بالشيء من رأيه، ثم يحدث به مرة عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هريرة. وقال ابن حجر: صدوق له أوهام. التقريب 1/499- رقم: 6188، تهذيب الكمال 26/212.
وأخرجه أحمد في المسند رقم (11288) من طريق يزيد بن هارون، والنسائي في الكبرى رقم (9079) من طريق معاذ بن هشام، والطحاوي في شرح معاني الآثار 3/31، وفي شرح مشكل الآثار رقم (1916) من طريق أبي داود الطيالسي، ثلاثتهم عن هشام الدستوائي عن يحي، عن محمد بن عبد الرحمن بْنِ ثَوْبَانَ عَنْ أَبِي رِفَاعَةَ عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً.
وأخرجه أبو داود في السنن في النكاح، باب ما جاء في العزل، رقم (2117) ، والبيهقي في السنن الكبرى 7/230 من طريق أبان، والنسائي في السنن الكبرى رقم (9082) من طريق أبي إسماعيل، كلاهما عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عن محمد بن عبد الرحمن عن أبي رفاعة.
وأخرجه أحمد أيضاً والنسائي في السنن الكبرى رقم (9081) ، والطحاوي في شرح معاني الآثاتر 3، 31، وفي شرح مشكل الآثار رقم (1917) ، من طريق هارون بن إسماعيل الخزاز البصري، والنسائي في السنن الكبرى أيضاً رقم (9080) من طريق عثمان بن عمر البصري، وقم (9082) من طريق أبي إسماعيل القناد، ثلاثتهم عن عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي مطيع بن عون أحد بني رفاعة، عن أبي سعيد.
وأخرج البخاري نحوه رقم (5207) ومسلم رقم (1440) من حديث جابر بن عبد الله.(3/916)
غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
تَفَرَّدَ بِهِ عَنْهُ أَبُو عَامِرٍ صَالِحُ بْنُ رُسْتُمَ الخزَّاز، وَخَالَفَهُ هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِي، فَرَوَاهُ عَنْ يَحْيَى، عن محمد بن عبد الرحمن بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ أَبِي رِفَاعَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيّ، فَقَالَ أَبَانُ (1) بْنُ يَزِيد، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ (2) ، مِثْلَ ذَلِكَ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: [ل175/ب] رِفَاعَةُ، وَلَمْ يَقُلْ أَبُو رِفَاعَةَ،
وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ أَبِي مطيع
ابن عوف أحد بني رفاعة ابن الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، وَتَابَعَهُ أَبُو إِسْمَاعِيلَ الْقَنَّادُ، وَاسْمُهُ: إِبْرَاهِيمُ ابن عَبْدِ الْمَلِكِ.
وَرَوَاهُ مَعْمَرُ بْنُ رَاشِد، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرحمن ابن ثوبان، عن جابر ابن
_________
(1) في الأصل غير واضح وكتب الناسخ في الهامش (أبان) و (بيان) ، للتوضيح.
(2) في الأصل (زكريا) وضرب عليها الناسخ وكتب (كثير) و (صح) .(3/917)
عَبْدِ اللَّهِ، وَأَرْسَلَهُ أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، فَلَمْ يُجَاوِزْ بِهِ يَحْيَى. وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ.
851 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عُمَرُ مُحَمَّدِ بْنِ الزَّيَّاتِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن الحسين الصوفي، وحدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُطِيعٍ الْبَكْرِيُّ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ عَطِيَّةَ (1) ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ: ((إِنَّ أفضَلَ أَهْلِ الدَّرجاتِ الْعُلَى لَيَرَاهُمْ مَنْ أسفلُ مِنهُم كَمَا تَرَوْنَ الكوكبَ الدُّريَّ الَّذي فِي أُفُقِ السَّمَاءِ، وإِنَّ أَبا بَكْرٍ وعمرَ مِنْهُمْ وأَنْعِمَا رضيَ اللهُ عنهمَا)) (2)
_________
(1) عطية: هو ابن سعد بن جنادة بضم الجيم بعدها نون خفيفة، العَوْفي الجَدَلي.
(2) حديث حسن، في إسناد المؤلف عطية العوفي، ومحمد بن أبي ليلى، وهما ضعيفان، إلا أن العوفي لم ينفرد به بل تابعه أبو الوداك.
أخرجه أحمد في المسند والترمذي في السنن رقم (3658) ، وأبو يعلى في المسند رقم (1299) ، والبيهقي في البعث والنشور رقم (276) من طريق محمد بن فضيل عن سالم بن أبي حفصة، والأعمش، وعبد الله بن صهبان، وكثير بن النواء، وابن أبي ليلى، عن عطية به.
غير أنه لم يرد ذكر الأعمش عن أبي يعلى، وسالم بن أبي حفصة عند البيهقي.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن.
وأخرجه الحميدي في المسند رقم (755) وابن أبي عاصم في السنة رقم (1416) ، و (1417) ، وأبو يعلى في المسند رقم (1130) و (1178) ، والطبراني في الصغير رقم (353) ، ورقم ((570) ، وفي الأوسط رقم (3451) و (5483) ، و (7336) ، و (9484) ، والسمهي في تاريخ جرجان (ص237) ، وأبو نعيم في الحلية 7/250، والخطيب في تاريخ بغداد 3/195، و11/58، و12/124، والبغوي في شرح السنة رقم (3892) ، و (3893) ، كلهم من طرق عن عطية العوفي به.
وقال البغوي: هذا حديث حسن.
أخرجه الإمام أحمد في المسند 3/26، 61، وفي فضائل الصحابة 1/169، 170- رقم: 165. وأبو يعلى في المسند 2/461- رقم: 1278 من طريق مجالد عن أبي الوداك به. ولفظه: ((إن أهل الدرجات العلى ليرون من فوقهم كما ترون الكوكب الدري فِي أُفُقِ السَّمَاءِ، وَإِنَّ أَبَا بكر وعمر منهم وأنعما)) .
في إسناده مجالد بن سعيد الهمداني وهو ضعيف، وباقي رجال إسناده ثقات، هم رجال الشيخين؛ إلا أبا الوداك، جبر بن نوف الهمداني، ثقة من رجال مسلم.
وتابعهما أيضاً الكوثر بن حكيم: أخرجه ابن عدي في الكامل 6/2098 من طريق عبد الله بن مطيع، عن هشيم، عن الكوثر بن حكيم به؛ إلا أن ابن عدي قال في الكوثر هذا عقب إيراده الحديث: عامة ما يرويه غير محفوظة.
وللحديث بتمامه شاهدان:
الأول: من حديث أبي هريرة أخرجه الطبراني في الأوسط رقم: 6006 من طريق سلم بن قتيبة.
الثاني: من حديث جابر بن سمرة أخرجه الطبراني في الكبير 2/254- رقم: 2065. وقال الهيثمي في المجمع 9/54: فيه الربيع بن سهل الواسطي، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
لذلك فإن هذا الحديث وإن كان مداره على عطية العوفي وهو ممن لا يحتج بحديثه؛ إلا أن متابعة أبي الوداك له مع ما في إسناده من ضعف، يرتقي الحديث إلى درجة الحسن. لذلك حكم على هذا الحديث بالحسن الإمام الترمذي والبغوي.
ولكن الحديث مخرج نحوه في الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري بدون قوله: ((وَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ مِنْهُمْ وانعما)) أخرجه البخاري في بدء الخلق، باب ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة 6/320- رقم: 3256، ومسلم في صحيحه في الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب ترائي أهل الجنة أهل الغرف كما يرى الكوكب في السماء 4/2177- رقم: 2831 من طريق مالك بن أنس، عن صفوان بن سليم، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أبي سعيد الخدري به، ولفظه: ((إن أهل الجنة ليراءون أهل الغرف من فوقهم كما تراءون الكوكب الدري الغابر في الأفق في المشرق أو المغرب لتفاضل ما بينهم، قالوا: يا رسول الله، تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم؟ قال: بلى، والذي نفسي بيده رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين)) .
وأخرجه البخاري أيضاً في الرقائق، باب صفة الجنة والنار 11/416- رقم: 6556، ومسلم في صحيحه في الجنة وصفة نعيمها، باب ترائي أهل الجنة أهل الغرف كما يرى الكوكب في السماء 4/2177- رقم: 3830 من طريق النعمان بن أبي عياش، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ.(3/918)
قَالَ الصُّوفِيُّ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُطِيعٍ: أَيْنَ كَتَبْتَ عَنْ خَالِدٍ؟ قَالَ: بِمَكَّةَ، هَذَا الْحَدِيثُ لَمْ أَسْمَعْ مِنْهُ غَيْرَهُ.(3/919)
852- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إبراهيم بن شاذان، حدثنا عبد الله بن محمد البغوي، حدثنا محمد بن عبد الواهب الْحَارِثِيُّ (1) ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ (2) ، عن يحيى ابن سَعِيدٍ (3) ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عن عائشة ـ رضي الله [ل176/أ] عَنْهَا ـ قَالَتْ:
((لَمَّا ماتَ عثمانُ بْنُ مظعونٍ كشفَ النَّبيُ ـ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ـ الثَّوْبَ عَنْ وجهِهِ، وقَبَّلَّ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، ثُمَّ بَكَى طَوِيلًا، فلمَّا رُفع السَّريرُ، قَالَ: طُوبَى لَكَ يَا عُثْمَانُ لمَْ تَلْبَسْكَ الدُّنْيَا ولَمْ تَلْبَسْهَا)) (4)
_________
(1) في الخطية ((محمد بن عبد الوهاب)) ثم كتب الناسخ في الهامش: وصوبه ((الواهب)) ومحمد بن عبد الواهب الحارثي: لعله ابن الزبير بن زنباع أبو جعفر الحارثي كوفي الأصل. ذكره ابن حبان في الثقات، وقال: ربما أخطأ. ووثقه صالح ابن محمد أبو علي. مات سنة تسع وعشرين ومائتين. الثقات 9/83- رقم: 15307، تاريخ بغداد 2/390- رقم: 906.
(2) محمد بن عبد الله ابن عبيد بن عمير: لعله مولى طلحة بن عبيد الله القرشي من أهل الكوفة. ذكره ابن حبان في الثقات 7/365- رقم: 10465.
(3) يحيى بن سعيد: هو الأَنْصَارِيِّ،
(4) حديث حسن، في إسناده غريب انفرد بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن عبيد بن عمير.
وأخرجه أبو داود في الجنائز: باب في تقبيل الميت 2/201، رقم: 3163، الترمذي في الجنائز، باب ما جاء في تقبيل الميت 3/314 رقم: 989، وأحمد في المسند: 6/55، والطيالسي في المسند: 1/201، رقم: 1415، و1/202 رقم: 1424، والطحاوي في شرح معني الآثار: 4/293، كلهم من طريق عاصم بن عبيد، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ ((أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم قبل عثمان بن مظعون وهو ميت، وهو يبكي، أو قال: عيناه تزرفان)) . وهذ لفظ الترمذي، وقال: حديث عائشة حديث حسن صحيح.
وذكره الديلمي في الفردوس بمأثور الخطاب 2/451- رقم: 394، والسيوطي في جمع الجوامع 2/739، والبرهان فوزي في كنز العمال 13/525-526- رقم: 37358 عن عائشة مثله بدون إسناد.
ورُوي عن معاذ بن ربيعة أيضاً عزاه الهيثمي في مجمع الزاوائد: 3/20، إلى البزار وقال: إسناده حسن.(3/920)
غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، تَفَرَّدَ بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدٍ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
853 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ النَّضْرِ الْمَوْصِلِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن علي بن المثنى، حدثنا غَسَّانُ بْنُ الرَّبِيعِ (1) ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ هِشَامٍ، وَابْنِ عَوْنٍ، وَعَاصِمٍ الأَحْوَلِ، وَسُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أنَّ رَجُلا قَالَ: ((ياَ رسولَ اللهِ ـ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَّ ـ أَيُصَلِّي أحدُنا فِي ثوبٍ واحدٍ؟ قَالَ: أَوَ كلُّكُمْ يجدُ ثَوْبَيْنِ)) (2)
_________
(1) غسان بن الربيع: أبو محمد البصري الموصلي. مات سنة ست وعشرين ومائتين. ضعفه الدارقطني. وقال مرة: صالح.
وذكره ابن حبان في الثقات. وقال: كان نبيلاً فاضلاً ورعاً. وأخرج حديثه في صحيحه. وقال ابن حجر: كان صالحاً ورعاً، ليس بحجة في الحديث. الإكمال في ذكر من له رواية في مسند أحمد ممن ليس في تهيب الكمال: رقم: 692، الجرح والتعديل 7/52- رقم: 294، لسان الميزان 4/418- رقم: 1280.
(2) حديث صحيح مخرج في الصحيحين، في إسناد المؤلف غسان بن الربيع وهو ليس بحجة.
أخرجه أبو يعلى في المسند برقم (5883) و (5888) ، من طريق الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عن أبي هريرة.
وفيه قال: ((أبو هريرة للسائل: أتعرف أبا هريرةن فإنه كان يصلي في ثوب واحد، وثيابه موضوعة على المشجب)) ، وهذا من فوائد الطيوريات حيث يخرج الروايات الغريبة حتى عن المصنفين.
أخرجه ابن حبان في صحيحه 6/75- رقم: 2298، 6/80- رقم: 2306 من طريق حماد بن سلمة، عن عاصم الأحول، وأيوب وحبيب بن الشهيد، وهشام عن محمد بن سيرين به مطولاً مع قصة. وأخرجه الإمام أحمد 2/498، والدارمي في سننه 1/367- رقم: 1370، والدارقطني في السنن 1/282- رقم: 1، من طريق هشام القردوس وحده به.
وأخرجه الإمام أحمد في المسند أيضاً 2/495- رقم: 10423، والطحاوي في شرح معاني الآثار 1/378 من طريق عاصم الأحول به وحده. ولم أقف على طريقي ابن عون وسليمان التيمي. ولعل الغرابة فيهما معاً لا في طريق سليمان التيمي فقط كما قال المؤلف. وهو من قبيل الإدراج في الإسناد. ولكن الحديث صحيح ثابت في الصحيحين من طريق أيوب بن أبي تميمة، عن محمد بن سيرين، أخرجه البخاري في صحيحه في الصلاة، باب الصلاة في القميص والسراويل والتبان والقباء 1/475- رقم: 365 من طريق حماد بن زيد، ومسلم في الصلاة، باب الصلاة في ثوب واحد وصفة لبسه رقم: 515 من طريق إسماعيل بن إبراهيم كلاهما عن محمد بن سيرين به.
وأخرجه البخاري في الصلاة أيضاً، من طريق سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ أَبِي هريرة، باب الصلاة في الثوب الواحد ملتصقاً به 1/470-رقم: 358، ومسلم في الصلاة، باب الصلاة في ثوب واحد وصفة لبسه 1/368- رقم: 515 من طريق مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سعيد بن المسيب به.(3/921)
حَدِيثُ التَّيْمِيِّ مِنْ بَيْنِهِمْ غَرِيبٌ لا نَعْلَمُ رَوَاهُ عَنْهُ غَيْرَ ثَابِتِ بْنِ يَزِيدَ.
854 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا جدي (1) ، حدثنا عمار
ابن زربي (2) ، حدثنا بشر بن منصور، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ الْحَبْحَابِ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ (3) ، عَنْ مُطَرِّفٍ (4) ، عَنْ
_________
(1) جدُّه هو: الحسن بن سفيان.
(2) عمار بن زربي: أبو المعتمر، بصري. قال العقيلي: الغالب على حديثه الوهم، ولا يعرف إلا به. وذكر هذا الحديث وكذبه أبو حاتم، وقال: هو كذاب متروك الحديث. وقال ابن عدي: أحاديثه غير محفوظة. وذكره ابن حبان في الثقات وقال: كان ضريراً يغرب ويخطئ. الضعفاء للعقيلي 3/327- رقم: 1346، الجرح والتعديل 6/392- رقم: 2183، الكامل 5/76- رقم: 1255، لسان الميزان 4/271- رقم: 762، الثقات 8/157- رقم: 14776.
(3) أبو العالية: هو رفيع -بالتصغير- ابن مهران، أبو العالية الرِّياحي ثقة كثير الإرسال التقريب 1/210-.
(4) مطرف: بن عبد الله بن الشخير، بكسر الشين المعجمة، وتشديد المعجمة المكسورة بعدها تحتانية ساكنة، ثم راء التقريب 1/534.(3/922)
أَبِيهِ (1) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَّلَمَ ـ: ((أَقِلُّوا الدخولَ علَى الأغنياءِ، فإِنَّه لَحَرِيٌّ أَنْ لاَ يَزْدَرُوا نعمةَ اللهِ عزَّ وجلَّ)) (2) . تَفَرَّدَ بِهِ عَمَّارٌ.
855 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ الزَّيَّاتِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ البراثي (3) ، حدثنا علي
ابن قُرَيْن (4) ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ (5) ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم ـ:
_________
(1) أبوه: عبد الله بن الشخير الصحابي الجليل.
(2) ضعيف جدًّا، في إسناده عمار بن زربي وهو متروك.
أخرجه البيهقي في الشعب 7/273-274 من طريق أبي عبد الله العالم بالتاريخ عن إسحاق بن سعد. وأخرجه
ابن عدي في الكامل 5/1731 من طريق الحسن بن سفيان به، وذكره العقيلي في الضعفاء 3/327- 1346، والذهبي في الميزان 5/199، وابن حجر في اللسان 4/271. قال ابن عدي: هذا الإسناد غير محفوظ. وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/312 عن عبد الله بن الشخير معلقاً، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. قلت: لكنه من رواية عمار بن زربي، وهو متروك.
(3) أحمد بن محمد البراثي: أحمد بن محمد بم خالد ابو العباس البغدادي البراثي. قال الدارقطني: ثقة مأمون. تاريخ بغداد
5/3، طبقات الحنابلة 1/64، السير 14/92.
(4) علي بن قُرَيْن بن بهيس أبو الحسن البصري: قال يحيى بن معين: لا يكتب عنه، كذاب خبيث. وقال أبو حاتم: متروك الحديث، ليس بشيء. وقال موسى بن هارون وغيره: كان يكذب. وقال العقيلي: كان يضع الحديث. قال ابن عدي: يسرق الحديث عن الثقات. قال الدارقطني: كان ضعيفاً. وكذا قال أبو نعيم. مات سنة ثلاث وثلاثين ومائتين. التاريخ لابن معين برواية الدارمي: 0/240،، الضعفاء للعقيلي 3/249- رقم: 1248، الجرح والتعديل 6/201- رقم: 1106، الكامل
5/214-رقم: 1368، تاريخ بغداد 12/51، ميزان الاعتدال 3/151، لسان الميزان 4/251- رقم: 683.
(5) أبو التياح: يزيد بن حميد الضبعي -بضم المعجمة وفتح الموحدة- أبو التياح بمثناة، ثم تحتانية ثقيلة، وآخره مهملة، بصري مشهور بكنيته، ثقة ثبت، من الخامسة، مات سنة ثمان وعشرين. انظر التقريب 1/600- رقم: 7704.(3/923)
((تَقْتُلُ عَمَّارَ الفِئَةُ البَاغِيةُ)) (1) .
[ل176/ب] تَفَرَّدَ بِهِ ابْنُ قُرَيْنٍ، عَنْ عَبْدِ الْوَارِثِ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنْ أَنَسٍ، وَعَلِيٌّ لَيْسَ بِالْقَوِيِّ، رَوَاهُ الأَقْوِيَاءُ عَنْ عَبْدِ الْوَارِثِ، عَن أَبِي التَّيَّاحِ، عَن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهَذِيل مُرْسَلا.
856 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّيَّاتُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ
_________
(1) حديث صحيح، وإسناده معلول، تفرد به قرين، وخالف بذلك من هو أولى منه من الثقات، وهو متهم.
تخريج الحديث: لم أجده عن أنس، وإنما وقفت على نحوه في بغية الباحث في زوائد مسند الحارث 2/924- رقم: 1018 من طريق العباس بن الفضل عن الوارث به مرسلاً، والطيالسي في مسنده 0/90- رقم: 649 من طريق شعبة كلاهما عَن أَبِي التَّيَّاحِ، عَن عَبْدِ الله بن الهذيل العنزي: أن عمارا رضي الله عنه كان ينقل معهم -يعني الصخر- فَقَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: ((ويحك يا ابن سمية، تقتلك الفئة الباغية)) ولكن سند الأول فيه العباس وهو ضعيف. التقريب: 1/294 رقم: 3186، وفيه إرسال. وقال الطيالسي عقبه: روى هذا الحديث عبد الواحد، عن أبي التياح، عن أبي الهذيل، عن عمار أن النبي صلىالله عليه وسلم قال: ... )) أخرجه صاحب بغية الباحث في زوائد مسند الحارث 2/924- رقم: 1517، من طريق حماد عن أبي التياح به. والحديث صحيح ثابت عن أم سلمة، وأبي سعيد لخدري في الصحيحين.
وأما حديث أم سلمة فقد تقد تخريجه في رواية رقم (625) .
وأما حديث أبي سعيد الخدري فأخرجه البخاري في الصلاة، بابالتعاون في بناء المسجد 1/541، رقم: 447، الجهاد، باب مسح الغبار عن الرأس في سبيل الله 6/30، رقم: 2812، ومسلم في الفتن وأشراط الساعة، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل، فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء 4/2235- رقم: 2915.(3/924)
أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الصُّوفِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ الطَّائِيُّ (1) ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بن سماك ابن حَرْبٍ، عَنْ أَبِيهِ (2) ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ: ((الماءُ لاَ يُنَجِّسُهُ شيءٌ)) (3)
_________
(1) أَبُو عَلِيٍّ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عبد ربه الطائي: أبو إسحاق، وقيل أبو علي. ذكره ابن حبان في الثقات. وقال ابن حجر: منكر الحديث. تاريخ بغداد 10/423- رقم: 5579، لسان الميزان 4/66- رقم: 196، الثقات 8/390- رقم: 14036.
(2) أبوه: سماك بن حرب بن أوس بن خالد، أبو الميرة الكوفي. وثقه ابن معين وأبو حاتم. وقال يعقوب: روايته عن عكرمة مضطربة، وهو في غير عكرمة صالح. وقد سمع منه قديماً مثل سفيان وشعبة، فحديثه عنه صالح مستقيم. وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: يخطئ كثيراً. وقال أحمد: مضطرب الحديث. وكان شعبة يضعفه. وقال العجلي: كان جائز الحديث إلا أنه كان في حديث عكرمة ربما وصل الشيء عن ابن عباس. وقال ابن المديني: روايته عن عكرمة مضطربة. وقال الذهبي: ثقة ساء حفظه وقال ابن حجر في التقريب: صدوق روايته عن عكرمة خاصة مضطربة، وقد تغير فكان ربما تلقّن. تهذيب الكمال 12/115- رقم: 2579، الثقات 4/339- رقم: 322، تاريخ بغداد 9/214- قم: 4792، الكاشف 1/465- رقم: 2141، الكواكب النيرات؟ /45- رقم: 29، تهذيب التهذيب 4/204- رقم: 405، التقريب: 1/255.
(3) حديث صحيح، وإسناد المؤلف فيه أبو علي الطائي وهو منكر الحديث،، وسعيد بن سماك متروك الحديث،
أخرجه أحمد في المسند 1/235، 1/308، وأبو داود في السنن في الطهارة، باب الماء لا يجنب 1/55- رقم:
68، والترمذي في الطهارة، باب ما جاء في الرخصة في ذلك 1/200- رقم: 65. وقال: حسن صحيح.
وابن ماجه في الطهارة، باب الرخصة بفضل وضوء المرأة 1/132- رقم: 370، والدارمي في السنن 1/187، وابن خزيمة 1/48- رقم: 91، 1/57-58- رقم: 109، وابن حبان في صحيحه 4/47-48- رقم: 1241-1242، 1/73- رقم: 1261، والحاكم في المستدرك 1/159، والبيهقي في السنن 1/189، 267، من طرق عن سماك بن حرب به، وعند الترمذي. وعند الترمذي: ((إن الماء لا يجنب))
وأخرجه عبد الرزاق في المصنف رقم: 396، وأحمد في المسند 1/235، 284، 308، وابن ماجه في السنن، في الطهارة، باب الرخصة بفضل وضوء المرأة 1/132- رقم: 371، والنسائي في المياه 1/189-190- رقم: 324، وابن الجارود في المنتقى 1/24-25- رقم: 48-49، والدارمي في السنن 1/187، والطحاوي في شرح معاني الآثار 1/26، والحاكم في المستدرك 1/159، 195، وصححه، ووافقه الذهبي والبيهقي في السنن الكبرى 1/267،
1/188، من طريق سماك بن حرب به. وفي بعضها مع القصة، وفي بعضها بدون موضع الشاهد.
والحديث صحيح، صححه الترمذي وابن حبان وابن خزيمة. وقال الحاكم والذهبي: الخبر صحيح لا يحفظ له علة. وقد جزم بصحته الحافظ وعزى تصحيحه إلى عدد من أئمة الحديث أيضاً، منهم الإمام أحمد ويحيى
ابن معين وابن حزم. انظر التلخيص 1/13.(3/925)
857 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ المظفَّر، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَبَّاسِ الطَّيَالِسِيُّ (1) ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مِرْدَاسٍ (2) ، حَدَّثَنَا أَبُو خَلَفٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِيسَى (3) ، عن يونس
ابن عُبَيْدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ،
_________
(1) أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ العباس بن عبيد الله الطيالسي: قال الخطيب: كان ثقة. وقال الدارقطني: لا بأس به. مات سنة ثمان وثلاثمائة في ذي القعدة. تاريخ بغداد 10/36- رقم: 5155.
(2) محمد بن مرداس: أبو عبد الله الأنصاري البصري. قال أبو حاتم: مجهول. وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: مستقيم الحديث. وروى عنه البخاري في كتاب القراءة خلف الإمام. قال الذهبي: مجهول. وقال ابن حجر: مقبول. مات سنة تسع وأربعين ومائتين. تهذيب الكمال 26/389- رقم: 5591، تهذيب التهذيب 9/285- 814، لسان الميزان 7/374- رقم: 4738، الجرح والتعديل 8/97- 417، التقريب 1/505- رقم: 6278، الثقات 9/107- رقم: 5445.
(3) أَبُو خَلَفٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عيسى بن خالد الخزار البصري. قال العقيلي: لا يتابع على أكثر حديثه. وقال أبو زرعة
وأبو حاتم: منكر الحديث. وقال ابن عدي: عن يونس بن عبيد وداود بن أبي هند ما لا يوافقه عليه الثقات، وهو مضطرب الحديث، وليس ممن يحتج به. وقال النسائي: ليس بثقة. وقال ابن حجر: ضعيف. الجرح والتعديل 5/127- رقم: 585، الضعفاء للعقيلي 2/286- رقم: 856، الكامل 4/251- رقم: 1086، تهذيب الكمال 15/416- رقم: 3474، التقريب 1/317- رقم: 3524.(3/926)
عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ (1) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: ((أَنَّ النَّبِيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كانَ إِذَا اغْتَسَلَ خَلَّلَ لِحْيَتَهُ)) (2) . تَفَرَّدَ بِهِ أَبُو خَلَفٍ، عَنْ يُونُسَ.
858 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَابُورٍ (3) ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَلَبِيُّ، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ
_________
(1) عَنِ عائشة) أثبته الناسخ في هامش الخطية وكتب صح.
(2) حديث منكر، في إسناده أبو خلف الخزار وهو ضعيف، وقد انفرد بهذا عن يونس بن عبيد. وقال ابن عدي: أبو خلف عن يونس بن عبيد وداود بن أبي هند ما لا يوافقه عليه الثقات. ولا أعلم هذا عن يونس عن هشام إلا عن عبد الله بن عيسى أبي خلف.
والحديث أخرجه ابن عدي في الكامل 4/1565 في ترجمة أبي خلف، وهو منكر كما تقدم. والثابت في الصحيحين من حديث عائشة ((أنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اغتسل يخلل بيده شعره)) أخرجه البخاري في صحيحه، في الغسل، باب الوضوء قبل الغسل 1/360- رقم: 248 من طريق مالك. وفي باب هل يدخل الجنب يده في الإناء قبل أن يغسلها إذا لم يكن على يده قذر غير الجنابة 1/374- رقم: 262 من طريق حماد مختصراً، وباب تخليل الشعر حتى إذا ظن أنه قد أروى بشرته أفاض عليه 1/382- رقم: 272 من طريق
عبد الله بن المبارك ثلاثتهم عن هشام بن عروة به. ولفظه: قَالَتْ: ((كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم إذا اغتسل من الجنابة غسل يده، وتوضأ وضوءه للصلاة، ثم اغتسل، ثم يخلل بيده شعره، حتى إذا ظن أنه قد أروى بشرته أفاض عليه الماء ثلاث مرات، ثم غسل سائر جسده)) وأخرجه مسلم في الطهارة، باب صفة غسل الجنابة 1/253- رقم: 316، من طريق أبي معاوية، عن هشام به. ومن طريق جرير وعلي بن مسهر وابن نمير، ومن طريق وكيع 1/254- رقم: 316 ثلاثتهم عن هشام بن عروة به نحوه. وليس فيه ذكر لغسل الرجلين.
(3) أحمد بن عبد الله بن سابور: أبو العباس الدقاق. وثقه الدارقطني. مات يوم السبت، ودفن يوم الأحد ضحو لعشر بقين من المحرم سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة. تاريخ بغداد 4/225- رقم: 1928.(3/927)
لَيْثٍ، وَهُوَ: ابْنُ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قال: سمعت علي بن أبي طَالِبٍ ـ عَلَيْهِ السَّلامُ ـ يَقُولُ: ((أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بخيرِ النَّاسِ بَعْدَ رسولِ اللهِ ـ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ـ؟ قالُوا بَلَى، قَالَ: أَبُو بكرٍ وعمرُ ـ رضيَ اللهُ عنهمَا -)) (1) .
859 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو يَعْقُوبَ إِسْحَاقُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا جدِّي (2) ، حَدَّثَنَا حبَّان ابن مُوسَى (3) ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، حَدَّثَنَا الْفُضَيْلُ بْنُ مَرزوق (4) ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ
أَبِي سَعِيدٍ [ل177/أ] الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ: ((أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللهِ عزَّ وجلَّ
_________
(1) حديث صحيح، وإسناد المؤلف منكر. لم أجد من تابع الليث وهو صدوق اختلط جداً، فلم يتميّز حديثه فتُرك.
أخرجه الإمام أحمد في الفضائل 1/301- رقم: 399، ورقم: 400، وفي المسند 1/106، و1/110، وعلقه البخاري في التاريخ الكبير 3/180، من طرق عن أبي جحيفة عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ به. وإسناده صحيح.
هذا، وقد روى الإمام أحمد في الفضائل طرقاً كثيرة لهذا الحديث، فمن أراد الوقوف عليها فليراجعها هناك.
(2) جده هو: الحسن بن سفيان.
(3) حبان بن موسى: أبو محمد السلمي المروزي.
(4) الفضيل ابن مرزوق: هو فضيل بن مرزوق الأغر الرؤاسي أبو عبد الرحمن. وثقه الثوري وقال ابن معين ثقة، وقال مرة: ليس به بأس. وقال أبو حاتم: صدوق صالح الحديث يهم كثيراً، لا يحتج بحديثه. قال ابن حبان: منكر الحديث جدا. كان ممن يخطئ على الثقات. وقال مرة: جائز الحديث، ثقة، يتشيع. وقال ابن عدي: أرجو أن لا بأس به. وقال ابن حجر: صدوق يهم. التاريخ لابن معين برواية الدوري: 2/476، وبرواية الدارمي: 0/191، الثقات 2/208- رقم: 1488، الجرح والتعديل 7/75-رقم: 423، الكامل 6/19-رقم: 1565، المجروحين 2/209- رقم: 870، التقريب: 1/448.(3/928)
يومَ القيامةِ، وأقْربُهُمْ منيِّ مَجْلِسًا: إمامٌ عادلٌ، وأبغضُ النَّاسِ إِلَى اللهِ عزَّ وجلَّ يومَ القيامةِ وأشدُّهُمْ عَذَابًا: إمامٌ جائرٌ)) (1) .
860 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ النضر، حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى (2) ، حَدَّثَنَا سُرَيْجُ ابن يُونُسَ، حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ الأبَّار (3) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحادة، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ: ((أشدُّ النَّاسِ عَذَابًا يومَ القيامةِ: إمامٌ جائرٌ)) (4) .
_________
(1) حديث ضعيف، لضعف عطية العوفي.
أخرجه أحمد في المسند 3/22، 55، والترمذي في الأحكام، باب ما جاء في الإمام العادل 4/559- رقم: 1344. وقال: حسن غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه. وابن الجعد في المسند 2/783- رقم: 2090. ومن طريقه البغوي في شرح السنة 10/65- رقم: 2472، وقال: حسن غريب. والقضاعي في مسند الشهاب 2/255- رقم: 1305 كلهم من طريق الفضيل بن مرزوق به، وعند القضاعي مختصراً. ولم ينفرد الفضيل بن مرزوق بهذا عن عطية؛ بل تابعه كل من طلحة بن عبد الله ومحمد بن جحادة. أخرجه أبو يعلى بمعناه في مسنده 2/285- رقم: 2035 من طريق طلحة بن عبد الله، و 2/343-رقم: 1088 من طريق محمد بن جحادة مختصراً كلاهما عن عطية به. والحديث مداره على عطية العوفي، وهو صدوق يخطئ كثيراً، ومدلس وقد عنعن.
(2) أبو يعلى: أحمد بن المثنى.
(3) أبو حفص الأبَّار: عمر بن عبد الرحمن بن قيس الأبار بتشديد الموحدة.
(4) حديث ضعيف، لضعف عطية العوفي، وبقية رجاله ثقات.
أخرجه أبو يعلى في المسند 2/343- رقم: 1088 من طريق سريج به.
وأخرجه الترمذي في الأحكام، باب ما جاء في الإمام العادل 4/559- 1344 والإمام أحمد 3/22، و55، من طرق عن فضيل بن مرزوق عن عطية العوفي به نحوه، وقال الترمذي: حديث أبي سعيد الخدري حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
كما أخرجه أبو يعلى أيضاً في المسند 2/285- رقم: 1003 من طرق عن طلحة بن عبد الله عن عطية العوفي به، ولفظه: ((إن أرفع الناس درجة يوم القيامة الإمام العادل، وإن أوضع الناس درجة يوم القيامة الإمام الذي ليس بعادل)) .(3/929)
861 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الدَّارَكِيُّ، حَدَّثَنَا جدي الحسن
ابن مُحَمَّدٍ الدَّارَكِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الرَّازِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الضُّرَيْسِ (1) ، حَدَّثَنَا الْجَرَّاحُ، يَعْنِي: ابْنَ الضَّحَّاكِ الْكِنْدِيَّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (2) ، عن سعيد بن جبير، عن ابْنِ عَبَّاسٍ: ((أَنَّ النَّبيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كانَ يُصلِّي فِي الفجرِ بألم تَنْزِيلِ السَّجدةِ وهَلْ أَتَى)) (3)
_________
(1) يحيى بن الضريس: بن يسار البجلي مولاهم أبو زكريا الرازي القاضي. قال ابن معين: كان ثقة كيساً. وقال النسائي: ليس به بأس. وذكره ابن حبان في الثقات وقال: ربما خلط. وقال ابن حجر: صدوق. وقال وكيع: كان من حفاظ الناس لولا أنه خلط في حديثين. مات سنة ثلاث ومائتين. تهذيب الكمال 31/383، تهذيب التهذيب 2/368، التقريب 1/592.
(2) أبو إسحاق: السبيعي، عمرو بن عبد الله.
(3) حديث صحيح، وإسناد المؤلف حسن، قد توبع كل من أبي إسحاق السبيعي، والجراح بن الضحاك.
أخرجه لإمام أحمد في المسند 1/272، والطيالسي في المسند 0/ 343- رقم: 1634، والطحاوي في شرح معاني الآثار 1/404 من طريق شريك بن عبد الله النخعي. وأخرجه عبد الرزاق في المصنف 2/117- رقم: 2729 عن معمر بن راشد، والطبراني في الكبير 12/47- رقم: 12433 من طريق موسى بن عقبة ثلاثتهم عن أبي إسحاق به. وفي بعضها التصريح بصلاة الصبح يوم الجمعة.
وأخرجه الطبراني في الكبير 12/15-16- رقم: 12333 من طريق إسرائيل و 12/16- رقم: 12334 من طريق سفيان الثوري كلاهما عن أبي إسحاق به. وفي رواية الثوري زيادة: ((ويقرأ في الجمعة ب {سبح اسم ربك الأعلى}
و {هل أتاك حديث الغاشية} .
وأخرجه أحمد في المسند 1/272 من طريق شريك عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عون بن مالك مرسلاً.
وأخرجه أحمد في المسند 1/345 من طريق إسرائيل عن أبي إسحاق عن مسلم بن سعيد بن جبير عن ابن عباس به.
وأخرجه الطيالسي في المسند 0/343- رقم: 2636 وأحمد في المسند 1/226، ومسلم في الجمعة، باب ما يقرأ في يوم الجمعة 2/599- رقم: 879، وأبو داود في السنن في الصلاة، باب ما يقرأ في صلاة الصبح يوم الجمعة 1/648- رقم: 75، والنسائي في الجمعة، باب القراءة لسورة الجمعة والمنافقين
3/124- رقم: 1420، والطبراني في الكبير 12/28- رقم: 12375، وأبو نعيم في الحلية 7/182 من طريق شعبة عن مخول عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس به. وزيادة ((وفي الجمعة سورة الجمعة و {إذا جاءك المنافقون} )) وصححه ابن خزيمة رقم: 533.
وأخرجه الترمذي في الصلاة، باب ما جاء فيما يقرأ به في صلاة الفجر يوم الجمعة 3/55- رقم: 519، والطحاوي 1/414، والطبراني في الكبير 12/28- رقم: 12377 من طريق شريك عن مخول عن مسلم بن البطين عن سعيد بن جبير به.
وقال الترمذي: حسن صحيح. وصححه ابن خزيمة أيضاً في صحيحه رقم (533) .
وأخرجه أحمد في المسند 1/328، وأبو داود في السنن في الصلاة، باب ما يقرأ في صلاة الصبح 1/648-رقم: 1074، والنسائي في الافتتاح، باب القراءة في الصبح يوم الجمعة 2/497- رقم: 955، والطحاوي
1/414، وابن حبان 5/ 129 رقم: 1821، والطبراني 12/28- رقم: 12376 من طرق عن أبي عوانة عن مخول بن راشد عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير به بدون زيادة.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/141-142، وأحمد في المسند 1/354، ومسلم في الجمعة، باب ما يقرأ في يوم الجمعة 2/599- رقم: 879، وابن ماجه في الإقامة، باب القراءة في صلاة الفجر 1/269- رقم: 821، والطحاوي 1/414، والطبراني في الكبير 12/28- رقم: 12373، والبيهقي في السنن 3/201، وفي شعب الإيمان 2/489- رقم: 2490 من طريق سفيان الثوري عن مخول بن راشد عن مسلم البطين، عن سعيد
ابن جبير به، وعند بعضهم زيادة: ((وفي الجمعة بالجمعة والمنافقين)) وعند الطبراني: ((وفي الجمعة بالجمعة والمنافقين فقط)) دون ذكر موضع الشاهد.
وأخرجه أحمد في المسند 1/334، وابن حبان في صحيحه 5/127-128- رقم: 1820، والطبراني في الكبير 12/42، رقم: 12417، والطحاوي في شرح معاني الآثار 1/404- 405 من طريق همام قال: ثنا قتادة عن عزرة عن سعيد بن جبير به. وفيه تصريح بأنه كان يقرأ ذلك في صلاة الصبح يوم الجمعة. وإسناده صحيح. فالحديث صحيح والحمد الله.(3/930)
غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ الْجَرَّاحِ، وَهُوَ مِمَّا تَفَرَّدَ بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ وَقَدْ تَابَعَ الْجَرَّاحُ عَلَى هَذِهِ الرِّوَايَةِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ غَيْرُ وَاحِدٍ، مِنْهُمْ: إِبْرَاهِيمُ(3/931)
بْنُ طَهْمَانَ، وَشَرِيكٌ، وَزَادَ عَلَيْهِمْ حمزة
ابن حَبِيبٍ الزَّيَّاتُ، رَجُلا بَيْنَ أَبِي إِسْحَاقَ، وَبَيْنَ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَهُوَ مُسْلِمٌ البَطَين.
862 - أخبرنا أحمد، أخبرنا إسحاق بن سعد (1) ، حدثنا محمد بن إسحاق السراج (2) ، حدثنا أحمد بن سعيد الرِّباطي، حدثنا حفص بن عمر العدني، حدثني [ل177/ب] عيسى ابن الضحاك (3) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ (4) ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قال: ((تَنَوَّقَ رجلٌ في بسمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ فَغُفِرَ لَهُ)) (5) .
غريب من حديث عيسى بن الضحاك، وهو أخو الجراح لم يقع إلينا إلا من هذا الوجه.
_________
(1) إسحاق بن سعد: أبو يعقوب.
(2) محمد بن إسحاق السراج: بن إبراهيم بن مهران أبو العباس السراج مولى ثقيف. قال ابن أبي حاتم: صدوق ثقة. مات سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة. تاريخ بغداد 1/248- رقم: 73.
(3) عيسى بن الضحاك: الكندي، أخو جراح بن الضحاك الكوفي. قال أبو حاتم: لا بأس به. وذكره ابن حبان في الثقات. الجرح والتعديل 6/279- رقم: 1549، الثقات 7/237- رقم: 9852.
(4) إسماعيل بن أبي خالد: الأحمسي البجلي.
(5) في إسناده حفص بن عمر العدني وهو ضعيف.
لم أجده بهذا الإسناد ولا بنصه، وإنما وقفت على معناه عند القرطبي في الجامع لأحكام القرآن 1/91 قال: قال سعيد ابن أبي سكينة: بلغني أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه نظر إلى رجل يكتب "بسم الله الرحمن الرحيم" فقال له: ((جوِّدْها فإن رجلاً جَوَّدَها فغفر له)) .
وقال سعيد أيضاً: وبلغني أن رجلاً نظر إلى قرطاس فيه "بسم الله الرحمن الرحيم" فقبله، ووضعه على عينيه فغفر له.(3/932)
863 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا جَدِّي (1) ، حدثنا محمد
ابن حُمَيْدٍ الرَّازِيُّ، حَدَّثَنَا هَارُونُ -يَعْنِي-: ابْنَ الْمُغِيرَةِ، عَنْ عَنْبَسَةَ -يَعْنِي-: ابن سعيد، عن الزبير ابن عَدِيٍّ، قَالَ: ((دَخَلْتُ عَلَى أَنَسِ بنِ مَالِكٍ، فرأيتُ علَى فراشِهِ ياسمينَ، ورأيتُ فِي دارِهِ كَبْشَيْنِ، فقلتُ: مَا هذَا؟! فَقَالَ: أُضَحِّي بِهِمَا، فَإِنَّ رسولَ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ((كَانَ يُضَحِّي بِكَبْشَيْنِ)) (2) .
غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ، أَبِي عَدِيٍّ، وَمِنْ حَدِيثِ عَنْبَسَةَ بْنِ سَعِيدٍ قَاضِي الرَّيِّ، وَهُوَ مِمَّا تَفَرَّدَ بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
864 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ ابن لُؤْلُؤٍ (3) ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زَنْجُوِيَةَ، حَدَّثَنَا
أَبُو مَعْمَرٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْقَطِيعِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن جعفر (4) ،
_________
(1) جده: هو الحسن بن محمد الداركي.
(2) حديث صحيح: وإسناد المؤلف منكر فيه محمد بن حميد، وقد قال فيه صالح: كنا نتهمه، وكان يأخذ أحاديث الناس فيقلب بعضها على بعض.
لم أجده بهذا الإسناد، ولكن الحديث ثابت عن أنس عند البخاري في الأضاحي: باب ذبح الأضاحي بيده 5/2114 رقم: 5244، ومسلم في الأضاحي: باب استحباب الضحية وذبحها مباشرة بلا توكيل 3/1556 رقم: 1966، من طريق شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ بن مالك مرفوعاً. بلفظ ((ضحى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - بكبشين أملحين فرأيته واضعاً قدمه على صفاحهما يسمي ويكبّر، فذبحهما بيده)) . وهذا لفظ البخاري رحمه الله.
(3) أبو الحسن بن لؤلؤ: هو علي بْنِ لُؤْلُؤٍ.
(4) عبد الله بن جعفر: بن نجيح المديني، أبو جعفر السعدي. وقال ابن معين: ليس بشيء. وقال عمرو بن علي: ضعيف الحديث. وقال أبو حاتم: منكر الحديث جدًّا، يحدث عن الثقات بالمناكير. وقال: كان علي لا يحدث عن أبيه، وقال الحافظ: ضعيف.. انظر التقريب 1/298، الجرح والتعديل 5/22-23، تهذيب التهذيب 5/174-175.(3/933)
عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ قَالَ: ((أَنَا أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عنهُ الأَرْضُ يومَ القيامةِ، وَأَنَا صاحبُ لواءِ الْحَمْدِ بيدِي، وَلا فخرَ، وأنَا أوَّلُ مَنْ يدخلُ الجنَّةَ وَلا فخرَ، آخذٌ بحَلْقَةِ بابِ الْجَنَّةِ، فيُؤْذَنُ لِي، فيستَقْبِلُنِي وجهُ الجبَّارِ عزَّ وجلَّ، فأخِرُّ لَهُ سَاجِدًا، فَيَقُولُ: يَا محمَّدُ، ارفَعْ رأسَك، [ل178/أ] واشفعْ تُشَفَّعْ، وسلْ تعطَ، فأَرفعُ رأسِي، فأقولُ: ربِّ أُمَّتِي، أُمَّتِي، فيقولُ: اذهبْ فانظرْ مَنْ وجدتَ فِي قَلْبِهِ زِنَةَ مِثْقَاٍل مِنَ الإيمانِ فأَخرجْه، فأذهبُ ثمُ أرجعُ فَآخُذُ بحلْقةِ بابِ الجنَّةِ فيؤذنُ لِي، فيستقبلُني وجهُ الجبَّارِ عزَّ وجلَّ، فأخرُّ لَهُ سَاجِدًا، فيقولُ: يَا محمَّدُ، ارفعْ رأسَك، واشفعْ تُشَفَّعْ، وسلْ تعطَ، فأرفعُ رأسِي، فَأَقُولُ: ربِّ أُمَّتِي، أُمَّتِي، فلاَ أزالُ أراجعُ إِلَى ربِّي عزَّ وجلَّ، فيقولُ: اذهبْ فَمَنْ وجدتَ فِي قلبِه ِ حَبَّةً مِنَ الإِيمَانِ فأَخْرِجْهُ، فأُخرجُ مِنْ أُمَّتِي أَمْثَالَ الْجِبَالِ، ثمَّ يقولُ لِيَ النَّبِيُّونَ: ارجعْ إِلَى ربِّك فاسْأَلْهُ، فأَقُولُ: قَدْ راجعتُ إلى رَبِّي حَتَّى اسْتَحْيَيْتُ)) (1)
_________
(1) حديث صحيح، وإسناد المؤلف منكر تفرد به عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ سُهَيْلَ بْنَ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أبي هريرة، وهو ضعيف.
أخرجه المروزي في تعظيم قدر الصلاة 1/278- رقم: 269 من طريق ابن أبي أويس ثنى أخي عن سليمان بن بلال عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عن زياد النمري عن أنس بن مالك مرفوعاً نحوه، بدون قوله:
((فَأُخْرِجُ مِنْ أُمَّتِي أَمْثَالَ الْجِبَالِ ... )) إلى آخره. أخرجه أحمد في المسند: 3/144، والمروزي في تعظيم قدر الصلاة
1/276- رقم: 268، وابن مندة في الإيمان 3/92رقم: 877، والبيهقي في الدلائل 5/479، وفي شعب الإيمان رقم: 1489 من طريق يونس بن محمد ثنا الليث بن سعد عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن أسامة بن الهاد عن عمرو بن أبي عمر عن أنس مرفوعاً نحوه. ورد عند أحمد عمرو بن أحمد مصحفاً. ورجاله ثقات.
قال ابن مندة: هذا حديث صحيح مشهور عن ابن الهاد. اهـ(3/934)
865 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ مَرْوَانَ الأَبْزَارِيُّ (1) ، حَدَّثَنَا محمد بن محمد ابن عُقْبَةَ الشَّيْبَانِيُّ (2) ، حَدَّثَنَا جُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبَجَلِيُّ (3) ،
عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ (4) ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ـ قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ: ((لَقَدْ شِبْتَ، قَالَ: شَيَّبَتْنِي هُودٌ، وَالْوَاقِعَةُ، وَالْمُرْسَلاَتُ، وَعَمَّ يَتَسَاءَلُونَ، وَإِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ)) (5)
_________
(1) في الخطية: ((محمد بن يزيد بن مروان الأبزاري)) وهو تصحيف والصحيح مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ مَرْوَانَ الأبزاري أبو عبد الله الأنصاري، وثقه أبو بكر البرقاني وأبو القاسم الأزهر والعتيقي، وانتقي عليه الدارقطني، مات سنة سبع وسبعين وثلاثمائة. انظر تاريخ بغداد: 5/289.
(2) محمد ابن محمد بن عقبة الشيباني: أبو جعفر الكوفي. قال الذهبي: كان كبير الشأن، ثقة، نافذ الكلمة، كثير النفع. توفي سنة تسع وثلاثمائة. السير 14/220، والوافي والوفيات 1/99.
(3) عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ البجلي: الكوفي الخزار. ذكره ابن حبان في الثقات، وقال: مستقيم الحديث. وقال أبو حاتم: لا أعرفه. قال ابن حجر: مقبول في الثامنة. وقال الذهبي: وثق. الثقات 8/423، وتهذيب الكمال 18/251، التقريب 1/361، الكاشف 1/661.
(4) عامر بن سعد: البجلي الكوفي. روى عن أبي بكر الصديق مرسلاً. ذكره ابن حبان في الثقات، وقال الحافظ ابن حجر: مقبول. وقال الذهبي: وثق. تهذيب الكمال 14/23، تهذيب التهذيب 5/57، الثقات 5/179، التقريب 1/287، الكاشف 1/522.
(5) حديث صحيح، وإسناد المؤلف فيه جبارة بن المغلس وهو ضعيف.
قد اختلف فيه على أبي إسحاق السبيعي؛ فقد ذكر أبو نعيم في حلية الأولياء طريق أبي إسحاق عن عامر
ابن سعد عن أبي بكر 4/350 وأخرجه أبو الشيخ في أحاديثه 13/1 من طريق جبارة عن عبد الكريم به، إلا أنه قال: ((عن أبيه)) مكان ((عن أبي بكر)) وقد أشار إليه المؤلف وقال: والأول أصح.
وأخرجه الترمذي: 5/402 رقم (3297) ، وابن سعد في الطبقات 1/435، وأبو نعيم في الحلية 4/350، والحاكم في المستدرك 2/344، والمروزي في مسند أبي بكر ص68، من طريق شَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَن، عَنْ
أبي إسحاق الهمداني، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قال: قال أبو بكر رضي الله عنه: ((يا رسول الله قد شبت، قال ... فذكره)) . وقال الترمذي عقبه: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه من حديث ابن عباس إلا من هذا الوجه.
وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 10/553- رقم: 10317، والحاكم في المستدرك 2/476 من طريق أبي الأحوص، عن أبي إسحاق، عن عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قال أبو بكر ... فذكره. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
وأخرجه ابن سعد في الطبقات 1/435، والمروزي في مسند أبي بكر من طريق أبي الأحوص، عن أبي إسحاق، عن عكرمة، عن أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. ولكن فيه إرسال؛ لأن عكرمة لم يسمع من أبي بكر الصديق. انظر المراسيل لابن أبي حاتم ص158.
وأخرجه ابن سعد في الطبقات 1/435 من طريق إسرائيل، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَن عِكْرِمَةَ، عن أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
وأخرجه أيضاً في المصدر السابق من طريق مسعود بن سعد الجعفي، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَن عِكْرِمَةَ، عن ابن عباس، عن أبي بكر بلفظ: ((شيبتني هود وأخواتها أو ذواتها)) شك من الراوي.
وأخرجه الطبراني في الكبير 10/125-126 بسنده عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص عون بن مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مسعود أن أبابكر قال: ((ما شيبك يا رسول الله؟ قال: هود والواقعة)) . وفي إسناده عمرو بن ثابت وهو متروك. كذا قال النسائي. وقال ابن حبان: يروي الموضوعات. وقال ابن معين: ليس بثقة ولا مأمون التاريخ 2/440، الضعفاء والمتروكون ص300، المجروحين 2/76.
وأخرجه أبو بكر الشافعي في الغيلانيات 2/323- رقم: 107 والدارقطني في العلل: 1/208-209، من طريق أبي معاوية، عن زكرياء بْنِ أَبِي زَائِدَة، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَن أَبِي بكر نحوه مختصرً، وفيه أبو معاوية وهو مدلس من الطبقة الثالثة، وهم الذين أكثروا منه فلم يحتج الأئمة بأحاديثهم، إلا ما صرحوا فيه بالسماع. وأبو معاوية قد عنعن، وزكرياء وإن لم يضره تدليسه إلا أنه روى عن أبي إسحاق بعد اختلاطه.
وقد خالف عبد الرحيم بن سليمان أبا معاوية فقال: عن زكرياء عن أبي إسحاق، عن أبي ميسرة عَمْرُو بْنُ شُرَحْبِيلَ، عَنْ أَبِي بكر نحوه، ذكره الدارقطني في العلل: 1/208، وفي إسناده إرسال. فأبو ميسرة عن عمر بن الخطاب مرسل، فلأن أن يكون مرسلاً عن أبي بكر من باب أولى؛ لتقدم وفاة أبي بكر. المراسيل لابن أبي حاتم ص143.
وذكر الدارقطني طرقاً أخرى من طريق محمد بن مسلمة، عن أبي إسحاق، عن مسروق، عَنْ عَائِشَةَ، عَنْ
أَبِي بَكْرٍ. وعن يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ أبي إسحاق، عن علقمة، عن أبي بكر، انظر العلل له 1/208-209.
وأخرجه الترمذي في الشمائل ص27، وأبو يعلى في المسند 2/184 رقم (880) ، والطبراني في الكبير 22/123 رقم (318، من طريق عَلِيِّ بْنِ صَالِحِ بْنِ حَيّ، عن أبي إسحاق، عن أبي جحيفة. هذا، فإن الاختلاف في هذا الحديث إنما هو من أبي إسحاق لا غيره، فإنه كان قد اختلط، وهذا من اختلاطه. ولهذا جعله الحافظ ابن حجر في النكت مثالاً للمضطرب في السند.
ولكن يتبين مما تقدم أن الحديث صحيح، وينتفي الاضطراب المذكور في إسناده. وذلك بترجيح رواية شيبان وأبي الأحوص وإسرائيل وغيرهم. وتعتبر روايتهم مقدمة على غيرها، لأن اتفاقهم في رواية الحديث وهم ثقات حفاظ حجة. والله أعلم.(3/935)
غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ: وَهُوَ(3/936)
الْبَجَلِيُّ الْكُوفِيُّ، تَفَرَّدَ بِهِ
عَبْدُ الْكَرِيمِ الْخَزَّارُ، وَقَدْ قِيلَ عَنْ جُبَارَةَ بْنِ مُغَلِّسٍ، قَوْلٌ آخَرُ، وهو: عامر بن سعد، (1) [ل178/ب] عَنْ أَبِيهِ، وَالأَوَّلُ أَصَحُّ. لَيْسَ عِنْدَ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ شَيْءٌ، وَقَدْ رُوي عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ أقوالٌ: فَقَالَ: شَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَن، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ الْعَبْدِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ صَالِحِ بْنِ حَيّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ.
وَرَوَاه أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَة، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ،
_________
(1) في الخطية بعد سعد ما نصه: (وَهُوَ الْبَجَلِيُّ الْكُوفِيُّ، تَفَرَّدَ بِهِ عبد الكريم الخزاز، وَقَدْ قِيلَ: عَنْ جُبَارَةَ بْنِ مغلس وهو عامر بن سعد) وعليه علامة الضرب.(3/937)
عَنْ مَسْرُوقٍ، عَن
أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ.
وَقَالَ عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ: عَنْ زَكَرِيَّا، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ، وَهُوَ: عمرو ابن شُرَحْبِيلَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ)) .
866 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بن إبراهيم الكهيلي بالكوفة، حدثنا محمد
ابن عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ (1) ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ (2) ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانٍ، حَدَّثَنِي أَبُو شَيْبَةَ (3) ، حَدَّثَنِي الْحَكَمُ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ: ((لاَ يُؤَدِّي عَنِّي إِلاَّ أَنَا وَعَلِيٌّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -)) (4) .
867 - أَخْبَرَنَا أحمد، حدثنا أبو حفص عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّيَّاتُ، حَدَّثَنَا أَبُو عبد الله محمد ابن إبراهيم ابن أبان السراج (5) ، سنة إحدى
_________
(1) مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ: محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي الحافظ مُطيَّن. وثقه الدارقطني والخليل، حط عليه محمد بن عثمان بن أبي شيبة، وحط هو على ابن أبي شيبة. وقال ابن أبي حاتم: هو صدوق، وثقه الذهبي، وقال: ثقة: وثقه الناس، وما صغوا إلى ابن أبي شيبة، ثم قال: فلا يعدّ غالبا بكلام الأقران. توفي سنة سبع وتسعين ومائتين. الميزان 6/215- رقم: 7807، الجرح والتعديل 7/298، طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/300-301، والسير 14/41.
(2) عثمان بن محمد: ابن أبي شيبة الكوفي.
(3) أبو شيبة: إبراهيم بن عثمان بن خواستى العبسي.
(4) حديث صحيح أو حسن، وقد تقدم تخريجه في رقم (638-639) .
(5) أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إبراهيم ابن أبان السراج: مات سنة ست وثلاثمائة، وقيل: سنة خمس. قال الخطيب: كان ثقة، مات سنة خمس وثلاثمائة، وقيل: سنة ست وثلاثمائة. تاريخ بغداد 1/401، العبر 2/130، السير 14/222، شذرات الذهب 2/246.(3/938)
وثلاثمائة، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو عُثْمَانَ النَّاقِدُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ أَيْمَنَ (1) ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ قَالَ: ((حَجَجْنَا مَعَ رسولِ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ومعَنَا النِّسَاءُ، والصِّبْيَانُ، فلبَّيْنَا عَنِ الصِّبْيَانِ ورَمَيْنَا عَنْهُمْ)) (2) .
هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبُ الإِسْنَادِ وَالْمَتْنُ [ل179/أ] لم يقع إلينا إلا من حَدِيثِ عَمْرٍو النَّاقِدِ.
وَيُقَالُ: أَنَّ الْحَدِيثَ عَنْ أَشْعَثَ بْنِ سَوَّارٍ مكان أيمن.
_________
(1) أيمن: ابن نابل الحبشي، أبو عمران، وقيل: أبو عمرو المكي. وقد روى عن أبي الزبير. قال ابن معين: ثقة، لم يكن يفصح. وقال يعقوب بن شيبة: مكي صدوق وإلى الضعف ما هو. وقال أبو حاتم: شيخ. وقال النسائي: لا بأس به. وقال الدارقطني: ليس بالقوي، خالف الناس. قال ابن حجر: صدوق يهم. التاريخ لابن معين برواية الدوري: 2/47، الجرح والتعديل 2/ 319، تهذيب التهذيب: 1/393، التقريب 1/117، رقم: 597.
(2) حديث غريب. أخرجه البيهقي في السنن الكبرى 5/156، رقم: 9495 من طريق محمد بن إبراهيم السراج، عن عمرو بن محمد
ابن بكير الناقد عن ابن نمير به.
وأخرجه أحمد في المسند 3/314، وابن ماجه في المناسك، باب الرمي عن الصبيان 2/1010، رقم: 3038، من طريق أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، والترمذي في أبواب الحج، باب ما جاء في حج الصبي 3/674، رقم: 931، من طريق محمد بن إسماعيل الواسطي كلاهما عن ابن نمير، ثنا أشعث، عن أبي الزبير به. ولفظه عند الترمذي: ((وكنا نلبي عن النساء، ونرمي عن الصبيان)) وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
وقد توبع ابن نمير في هذا الإسناد، حيث أخرجه البيهقي في السنن الكبرى 5/156، من طريق عباد بن العوام، ومنصور بن أبي الأسود، كلاهما عن أشعث بن سوار به، ولم يقل عباد في حديثه: (ورمينا عنهم) والحديث مداره الآن على أشعث وهو ضعيف كما قال الحافظ ابن حجر في التقريب 1/113.(3/939)
868 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى الْحَاسِبُ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا الأَشْجَعِيُّ (1) ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنِ الأَعْمَشِ، وَمَنْصُورٍ (2) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ (3) ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: قَالَ الْمِقْدَادُ بْنُ الأَسْوَدِ: ((أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ، أَنْ نَحْثُوَ فِي وُجُوهِ المَدَّاحِيَنَ التُّرَابَ)) (4) .
أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ (5) عَنْ عُثْمَانَ.
869 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْوَرَّاقُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ، حَدَّثَنَا
الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،
عَنِ النَّبِيِّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ قَالَ: ((السفرُ قطعةٌ مِنَ العذابِ، يمنعُ أحدُكم نومَه، وَطَعَامَهُ، وَشَرَابَهُ، فَإِذَا قَضىَ أَحَدُكُمْ نَهْمَتَهُ مِنْ سَفَرِهِ، فَلْيَعْجَلْ إِلَى أَهْلِهِ)) (6) .
_________
(1) الأشجعي: هو عبيد الله بن عبيد الرحمن أبو عبد الرحمن الأشجعي الكوفي ثقة مأمون. التقريب1/373.
(2) منصور: ابن المعتمر
(3) إبراهيم: النخفعي.
(4) حديثث صحيح: رجال إسناده ثقات.
أخرجه مسلم في الزهد والرقاق: باب النهي عن المدح إذا كان فيه إفراط، وخيف منه فتنة على الممدوح 4/2297 رقم: 3002، عن عثمان بن أبي شيبة به مع القصة.
(5) في الخطية حرف (م) .
(6) حديث صحيح، رجال إسناده ثقات. وقد تقدم تخريجه في رواية رقم (123) .(3/940)
870 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عمر الحربي، حدثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار، حدثنا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: ((السفَرُ قِطْعَةٌ مِنَ الْعَذَابِ، يَمْنَعُ الرَّجُلَ طَعَامَهُ، وَشَرَابَهُ، وَنَوْمَهُ، فَإِذَا قضىَ أَحَدُكُمْ نَهْمَتَهُ مِنْ وَجْهِهِ فَلْيَعْجَلْ إِلَى أَهْلِهِ)) (1) .
871 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي دَاوُدَ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى الْحَارِثِ وَأَنَا أَسْمَعُ، أَخْبَرَكَ عَبْدُ الرًّحمن ابن القاسم، حدثني مالك [ل179/ب] ابن أنس، عن يحيى بن سعيد، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيِّ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((إِنَّمَا اْلأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لاِمْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيًا يُصِيبُهَا، أَوْ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ)) (2)
_________
(1) حديث صحيح. رجال إسناده ثقات. وقد تقدم تخريجه في رواية رقم (123) .
أخرجه الإمام مسلم في الإمارة، باب السفر قطعة من العذاب 3/1526، رقم: 1927 من طريق منصور
ابن أبي مزاحم به. وقد تقدم تخريجه في الحديث السابق أيضاً رقم: 183.
(2) حديث صحيح: رجال إسناده ثقات.
أخرجه النسائي في المجتبى، كتاب الطهارة، باب النية في الوضوء 1/62، رقم: 75 وفي الطلاق، باب الكلام إذا قصد به فيما يحتمل معناه 6/470، رقم: 3437، وفي السنن الكبرى، في الطلاق، بال الطلاق إذا قصد به لما يحتمله معناه 3/361، رقم: 5635 من طريق الحارث بن مسكين به.
وأخرجه البخاري في الإيمان، باب ما جاء أن الأعمال بالنية والحسبة 1/35، رقم: 54، وفي النكاح، باب من هاجر أو عمل خيراً لتزويج امرأة فله ما نوى 9/115، رقم: 5070، ومسلم في الإمارة، باب قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
((إِنَّمَا الأعمال بالنية)) 3/1515، رقم: 1907 من طرق عن مالك به.
وأخرجه البخاري أيضاً في كتاب بدء الوحي، باب كيف كان بدء الوحي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم 1/9، رقم: 1، وفي العتق، باب الخطأ والنسيان في العتاقة والطلاق ونحوه 5/160، رقم: 2529، وفي مناقب الأنصار، باب هجرة النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه إلى المدينة 7/226، رقم: 3898، وفي الأيمان، باب النية في الأيمان 11/532، رقم: 6689، وفي الحيل، باب في ترك الحيل، وأن لكل امرئ ما نوى 12/327، رقم: 6953، ومسلم في الإمارة، باب قوله: ((إنما الأعمال بالنية)) 3/1516، رقم: 1907 من طرق عن يحيى بن سعيد الأنصاري به.
وسيتكرر هذا الحديث في رواية رقم (908) ، و (1325) .(3/941)
872 - أخبرنا أحمد، حدثنا محمد، حدثنا ابن أبي داود، قال: قرئ على الحارث
ابن مِسْكِينٍ وَأَنَا أَسْمَعُ، أَخْبَرَكَ عَبْدُ الرَّحمن بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنِي مَالِكٌ، حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: ((أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، دَخَلَ مَكَّةَ عَامَ الْفَتْحِ وَعَلَى رَأْسِهِ الْمِغْفَرُ، فَلَمَّا نَزَعَهُ جَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ: اِبْنُ خَطَلٍ، مُتَعَلِّقٌ(3/942)
بِأَسْتَاِر الْكَعْبَةِ، قَالَ: اقْتُلُوهُ)) (1) .
873 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي دَاوُدَ، حَدَّثَنَا لُوَيْنٌ، حَدَّثَنَا مالك
ابن أَنَسٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: ((دَخَلَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَكَّةَ وَعَلَى رَأْسِهِ الْمِغْفَرُ، فَقِيلَ لَهُ: هَذَا ابْنُ خَطَلٍ مُتَعَلِّقٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ، فَقَالَ: اقْتُلُوهُ)) (2) .
874 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي دَاوُدَ قَالَ: قُرِئَ على الحارث
ابن مِسْكِينٍ وَأَنَا أَسْمَعُ، أَخْبَرَكَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ،
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أنه قال: قال رسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((أَلاَ كُلُّكُمْ رَاعٍ، وكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ
عَنْ رَعِيَّتِهِ)) (3) . [ل180/أ] .
_________
(1) حديث صحيح: رجاله ثقات.
أخرجه النسائي في السنن الكبرى 5/17، رقم: 8584 من طريق ابن القاسم به.
والحديث مخرج في الصحيحين، وقد تقدم تخريجه مفصلاً في حديث رقم: (759) . وقال ابن رجب الحنبلي في شرح علل الترمذي 1/239 بعد ما ذكره ضمن غرائب الصحيح قال: فإنه لا يصح إلا من حديث مَالِكٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ
عَنْ أنس.
(2) حديث صحيح. رجاله ثقات وهو مكرر انظر رقم: (73) .
(3) حديث صحيح، رجال إسناده ثقات. أخرجه مالك في الموطأ برواية محمد بن الحسن في العتاق، باب كسب الحجام، 1/313 رقم992 ومن طريقه البخاري في الأحكام، باب قول الله تعالى {وأطيعوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ منكم} النساء آية59، 15/3 رقم7138 ومسلم في الإمارة، باب فضيلة الإمام العدل 3/1459 رقم (1829) من طريق إسماعيل بن جعفر كلاهما عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ به مطولا.
وعند البخاري برقم (893) و (2409) و (2554) و (2558) ، و (2751) و (4892) و (5200) ومسلم برقم (1829) من طرق عن عبد الله، والبخاري برقم (3455) ، ومسلم برقم (1842) من حديث أبي هريرة.(3/943)
الجزء الحادي عشر
من انتخاب الشيخ الفقيه الإمام العالم الحافظ
شيخ الإسلام أوحد الأنام فخر الأئمة سيف السنة بقية السلف
أبي طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي الأصبهاني ـ
رضي الله عنه ـ من أصول كتب الشيخ أبي الحسين
المبارك ابن عبد الجبار الطيوري.
فيه حديث الخدام من
شباب الأنصار لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[ل180/بِ](3/946)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
رب سهل يا كريم.
875 - أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الفقيه المكين الأشرف الأمين جمال الدين أبو طالب أحمد ابن القاضي المكين أبي الفضل عبد الله بن القاضي المكين أبي علي الحسين بن حديد [قراءة عليه وأنا أسمع] (1)
بثغر الإسكندرية ـ حماه الله تعالى ـ ثالث ربيع الأول سنة عشر وستمائة، قَالَ: حَدَّثَنَا الشَّيْخُ الْفَقِيهُ الإِمَامُ الْعَالِمُ الحافظ شيخ الإسلام أوحد الأنام فخر الأئمة سيف السنة بقية السلف أبو طاهر أحمد ابن محمد بن أحمد السلفي الأصبهاني ـ رضي الله عنه ـ[قراءة عليه وَأَنَا أَسْمَعُ فِي الْخَامِسِ عَشَرَ من شوال من سنة سبع وستين وخمسمائة] (2) ، أخبرنا الشيخ أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار بانتخابي عليه من أصول كتبه، حدثنا أبو الحسن أحمد ابن مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْعَتِيقِيُّ، حَدَّثَنَا أبو عمر (3) محمد بن العباس بْنِ حيُّويَه الخَزَّازُ، حَدَّثَنَا أَبُو بكر ابْنُ أَبِي دَاوُدَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ
_________
(1) في الأصل ما بين المعقوفين بياض وإنما أثبته من بقية الأجزاء والله أعلم.
(2) ما بين المعقوفين أشار الناسخ في الخطية إلى الهامش وكتبه، ولكنه مطموس وإنما أثبته من الأجزاء الأخرى أيضاً.
(3) في الخطية ((أبو عمر)) وفي هامش الخطية ((في الأصل أبو عمرو)) ، والصحيح أبو عمر.(3/947)
الرَّحْمَنِ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ سَالِمِ بْنِ قَنْبَرَ (1) ، قَالَ: سمعت أنس ابن مَالِكٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: ((الجَالِبُ مَرْزُوقٌ، وَالْمُحْتَكِرُ مَلْعُونٌ)) (2) .
876 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا أَبُو بكر الباغندي، حدثنا إسحاق بن يعقوب المروزي، حدثنا إسحاق بن رَاهُوية، حدثني أحمد بن النَّضْر، قال: سمعت أبا حمزة السُّكَّري يقول: سمعت أبا حنيفة يقول: ((لَوْ أَنَّ مَيِّتًا إذا مَاتَ وَدُفِنَ ثُمَّ احْتَاجَ أَهْلُهُ إِلَى الْكَفَنَ فَلَهُمْ أَنْ
[ل181/أ] يَنْبِشُوهُ وَيَبِيعُوهُ)) (3) .
_________
(1) نُعَيْمُ بْنُ سَالِمِ بْنِ قَنْبَرَ: روى عن أنس، قال ابن قطان: لا يعرف. وقال ابن حجر: تصحف اسمه وإلا فهو مشهور الضعف متروك الحديث وأول اسمه ياء مثناة من تحت ثم غين معجمة ثم نون. لسان الميزان: 6/169.
(2) حديث ضعيف، وإسناد المؤلف ضعيف جداًّ، فيه عبد الرحمن بن مسلم لم أميّزه، ونعيم بن سالم وهو متروك الحديث وقد أنفرد به عن أنس، إذ لم أجد له متابعا.
أخرجه ابن ماجة في التجارات: باب الحكرة والجلب 2/728 رقم ((2153)) وعبد بن حميد في المنتخب: 0/42 رقم ((33)) والدارمي في السنن: 2/324 رقم ((2544)) ، والبيهقي في السنن الكبرى: 6/30 رقم ((10934)) كلهم من طريق علي بن سالم بن ثوبان، عن عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عن سعيد بن المسيب، عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - مرفوعا.
قال البيهقي في السنن الكبرى: 6/30، والذهبي في ميزان الاعتدال: 5/159، تفرد به علي بن سالم.
قال البخاري: لا يتابع في حديثه. وفيه عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ وهو ضعيف كما في التقريب: 1/401، كما أن فيه إرسالا أيضا.
وذكره السخاوي في المقاصد الحسنة رقم (361) وقال: سنده ضعيف.
(3) رجاله ثقات.
أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد: 13/412، من طريق موسى بن عيسى السراج، عن أبي بكر الباغندي به.
وينبشوه: من نبش الشيء ينبُشُه نَبْشا، استخرجه بعد الدفن، ونَبْشُ الموتى، استخراجهم. لسان العرب: 6/350.
قلت: وهذا النص مخالف لما ثبت عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - من النهي من انتهاك حرمة المسلم مطلقا حيّاً كان أو ميتاً.
أخرج مسلم في صحيحه في كتاب الجنائز: باب النهي عن الجلوس على القبر والصلاة عليه 2/667 رقم ((971)) ، عن أبي هريرة مرفوعا: ((لأن يجلس أحدكم على جمرة فتحرق ثيابه فتخلص إلى جلده خير له من أن يجلس على قبر)) . وهذا بالنسبة للجلوس فقط على القبر فكيف بالنبش واخراج كفنه عنه.
وأخرج أحمد في المسند: 6/58، و168-169، و200، و4/26، وأبو داود في الجنائز: باب في الحفار يجد العظم هل يتنكب ذلك المكان رقم ((3207)) ، وابن ماجة في الجنائز: باب في النهي عن كسر عظام الميت 1/516 رقم ((1616)) ، والطحاوي في مشكل الآثار: 2/108، وابن حبان في صحيحه: 7/437 رقم ((3167)) ، والدارقطني في السنن: 3/188، وأبو نعيم في أخبار الأصبهان: 2/186، والبيهقي في السنن الكبرى: 4/58، من طرق عن سعد
ابن سعيد أخي يحيى بن سعيد، عن عمرة، عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى الله عليه وسلم - قال: ((كسر عظم الميت ككسر حياًّ)) . ومن المعلوم أن نبشه قد يؤدي إلى كسر عظم، وإنما قد يجوز نبش قبر الميت وإخراجه منه إذا دعت الضرورة إلى ذلك، أو مصلحة إسلامية راحجة يقررها أهل العلم. والله أعلم.(3/948)
877 - ل ب/173 أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا (1) قال: أنشدنا عبيد الله ابن أحمد المَرُورُّوذِي (2) ، أنشدني أبي (3) ، لبعض الشعراء:
عَبَثَ الرُّبيِّعُ بِخَدِّهَا فَكَأَنَّمَا
فِي الْعَارِضَيْنِ شَقَاِئقٌ وَبَنَفْسَجُ
لَوْ هَمَّ وَهْمٌ أَنْ يُلِمَّ بِخَدِّهَا
قَبْلَ الضَّمِير لَخِلْتَهُ يَتَضَرَّجُ
_________
(1) هنا في الخطية بياض وكتب الناسخ في الهامش ((كذا في الأصل بياض)) .
(2) عبيد الله بن أحمد المروزي: ابن أبي طاهر طيفور أبو الحسين، مات سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة. تاريخ بغداد: 10/348.
(3) أبوه: أحمد بن أبي طاهر طيفور أبو الفضل الكاتب كان أحد البلغاء الشعراء.(3/949)
878 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَف بْنِ بَسَّام الآجُرِّيُّ (1) ،
حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى النَّاقد (2) ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ (3) ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَكِيمٍ (4) ، عَنْ عاصم
ابن عُبَيْدِ اللَّهِ (5) ، عَنْ عبيدِ مَوْلى أَبِي رُهْم (6) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: ((مَرَرْتُ مَعَ النَّبِيِّ - صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ - عَلَى
_________
(1) مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفِ بْنِ بَسَّامٍ الآجري: أبو بكر الأخباري ابن المرزبان المُحَوَّلي البغدادي، صاحب التصنيف، قال الدارقطني: أخباري لين، وقال الخطيب: كان أخباريّا مصنفا حسن التأليف. مات سنة تسع وثلاثمائة. تاريخ بغداد:
5/237، ميزان الاعتدال: 3/538، لسان الميزان: 5/157.
(2) أبو يحيى الناقد: محمد بن عبد الرحيم المعروف بالصاعقة ثقة. التقريب: 1/493.
(3) هو الضبّي الواسطي.
(4) عبد الله بن حكيم: أبو بكر الداهري، قال علي بن المديني: ليس بشيء لا يكتب حديثه. وقال ابن معين: ليس بثقة. وقال أحمد: ليس بشيء. وقال يعقوب الفسوي وعبد الرحمن بن يوسف بن خراش وعلي بن بندار الزاهد وإبراهيم الجوزجاني متروك الحديث. الضعفاء الكبير: 2/241، المجروحين: 2/21، تاريخ بغداد: 9/446، ميزان الاعتدال: 2/410.
(5) عاصم بن عبيد: بن عاصم بن عمر بن الخطاب العدوي المدني. قال ابن عيينة كان الأشياخ يتقون حديثه. وأنكر عبد الرحمن بن مهدي حديثه انكاراً شديداً. وقال ابن سعد: كثير الحديث لا يحتج به. وقال ابن معين: ضعيف. وقال أحمد: ليس بذاك. وقال ابن حبان: كان ممن يخطئ كثيرا فبطل الاحتجاج به إذا انفرد. وقال ابن حجر: ضعيف. التاريخ
لابن معين: 2/283، الضعفاء الكبير: 3/333، الجرح والتعديل: 6/347، المجروحين: 2/127، تهذيب الكمال: 13/500، التقريب: 1/285.
(6) في الخطية: ((عبيد مولى أبي فهم)) والتصحيح من كتب التخريج، وهو عبيد مولى أبي رُهم: هو عبيد بن أبي عيد المدني، قال البخاري قال مؤمل: عبيد بن كثير. ووثقه العجلي. وذكره ابن حبان في الثقات وجزم بما حكاه البخاري عن مؤمل من أن اسم أبي عبيد كثير. وقال ابن حجر: مقبول. التاريخ الكبير: 5/453، معرفة الثقات: 2/118، الثقات: 5/135، لسان الميزان: 121، و125، التقريب: 1/377.(3/950)
بُقْعَةٍ مِنْ بِقَاعِ الْمَدِينَةِ، فَقَالَ: انْظُرْ إِلَى هَذِهِ الْبُقْعَةِ! إِنَّهُ سَيَكُونُ أَيْمَانٌ لاَ تَصْعَدُ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَمَرَرْتُ عَلَى الْبُقْعَةِ بَعْدُ فَإِذاَ نُخَّاسُوا (1) الرَّقِيق)) (2) .
879 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حدثنا عمر (3) حدثنا عبد الله (4) ، حدثنا عمرو الناقد، حدثنا سعيد بن خُثَيْم (5) ، حدثنا محمد بن خالد الضَّبِّي (6) ، قال: ((مَرَّ إبراهيمُ (7) بِامْرَأَةٍ مِنْ مُرَادِ بُكْرَةً، وَهِي عَلَى
_________
(1) في بقية المصادر ((النخاسين)) بيّاع الدواب والرقيق، والاسم: النخاسة بكسر والفتح كذا في القاموس: 2/363.
(2) حديث منكر. وإسناد المؤلف ضعيف جداًّ فيه عبد الله بن حكيم وهو متروك الحديث. وقد تفر به عاصم بن عبيد الله وهو ضعيف.
أخرجه أحمد بن في المسند: 2/303، وأبو بكر الشافعي في الغيلانيات: 1/37 رقم (419) ، والذهبي في سير أعلام النبلاء:
8/400، من طريق سفيان بن سعيد، عنة عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عبيد بن أبي عبيد مولى أبي رهم به نَحْوَهُ.
(3) كذا في الخطية والصواب (أبو عمر) بدليل الإسناد الذي بعده، وهو محمد بن العباس بن حيويه المتقدم في الأسانيد الماضية والتالية.
(4) عبد الله: هو ابن أبي داود.
(5) سعيد بن خثيم: لم أجد له ترجمة، وقد ذكر ممن روى عن محمد بن خالد الضبي. في تهذيب الكمال: 25/153.
(6) محمد بن خالد الضبي: أبو يحيى ويقال أبو حي وقيل أبو خالد ولقبه سؤر الأسد، قال أبو حاتم: ليس بحديثه بأس، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الأزدي: منكر الحديث. وقال ابن حجر: صدوق. الجرح والتعديل: 7/241، الثقات: 7/370، تهذيب الكمال: 25/153، تهذيب التهذيب: 9/127، التقريب: 1/476.
(7) إبراهيم: النخعي.(3/951)
بَابِ دَارِهَا، فَسَلَّمَ عَلَيْهَا فَقَاَل (1) : يَا أُمَّ بَكْرٍ، أَلَمْ يَأْنِ، لَكِ أَنْ تَدَعِي الْمَغْزَلَ، أَمَا كَبُرْتِ؟، فَقَالَتْ: كَيْفَ أَدَعُهُ، وَسَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبي طَالبِ ـ عَلَيْهِ السَّلاَمُ ـ يقول: هُوَ مِنْ طَيِّبَاتِ الرِّزْقِ)) ؟.
880 - سمعت أحمد، يقول: سمعت أبا عُمر (2) يقول: مات أبو بكر بن مُجاهد المُقْرِئ (3) ـ رحمه الله ـ في يوم الأربعاء (4) العصر، وأُخْرِج يوم الخميس ضَحْوَةً، وصَلىَّ عليه [ل181/ب] الحسن بن عبد العزيز الهاشمي (5) ، عندَ بَابِ البُسْتاَنِ بِالْجَانِبِ الشَّرْقِي، وَدُفِنَ بِمَقْبَرَةِ (6) بَابِ بُسْتَانِ، وذلك فِي شَعْبَانَ سنَةَ أَربعٍ وَعِشْرِينَ وَثَلاَثِمائة. (7)
_________
(1) هنا في (لها) وعليها علامة الضرب.
وفي إسناد هذه الرواية عبد الله لم أميزه، وسعيد بن خثيم لم أجد له ترجمة.
(2) أبو عمر: محمد بن العباس بن حيويه.
(3) أبو بكر بن مجاهد المقرئ: أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْعَبَّاسِ بن مجاهد البغدادي المقرئ النحوي، ولد سنة خمس وأربعين ومائتين، قال الخطيب: كان ثقة، مات سنة أربع وعشرين وثلاثمائة. تاريخ بغداد: 5/144، البداية والنهاية: 11/185، سير أعلام النبلاء: 15/272، شذرات الذهب: 2/302.
(4) هذا في الخطية: (قبل) وضرب عليها الناسخ.
(5) الحسن بن عبد العزيز الهاشمي: الإمام، ذكره الخطيب ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. مات سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة. تاريخ بغداد: 7/339.
(6) في الخطية ((مقبرة)) بدون حرف الباء.
(7) أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد: 5/148 من طريق الأزهري عن أبي عمر به.(3/952)
وتُوُفِيَ أبو عبدِ الله بن الجراح الضَّرَّابُ (1) يومَ السَّبْتِ لأَرْبَعَةَ عَشَر (2) كُنَّ بَقَيْنَ مِنْ شَعْبَانَ، سَنَةَ أَرْبعٍ وعشرينَ وثلاثِمائة، وَدُفِنَ في مَقْبَرةِ أَبِيه (3) .
881 - أخبرنا أحمد، (4) حدثنا محمد بن أحمد بن المؤمَّل (5) ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ المُقَدَّمِي، حدثنا الفَرَوِيْ، - يعْني: إسحاقَ بنَ محمد (6) -، قال: سمِعْت مَالكاً، - يعني:
ابنَ أنس -، يقول: ((إِذَا
_________
(1) أبو عبد الله الجراح الضراب: أحمد بن محمد بن الجراح بن ميمون أبو عبد الله الضرّاب. قال الخطيب: كان ثقة يسكن بين السورين. تاريخ بغداد: 4/408.
(2) في الخطية: ((لأربع عشرة)) .
(3) أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد: 4/409، من طريق الأزهري وأبي طالب عمر بن إبراهيم الفقيه كلاهما عن محمد ابن العباس أبي عمر به.
(4) أرى أنه سقط في هذا الموضع ((حدثنا محمد)) وهو ابن حيويه، شيخ العتيقي كما تقدم، لأن ابن المؤمل متقدم، ولم يسمع منه العتيقي، وقد على الصواب في رواية رقم (937) ، والله أعلم.
(5) محمد بن أحمد بن المؤمل: بن أبان بن خرزاذ أبو عبيد الصيرفي، وثقه الجراحي، وقال الخطيب: كان ثقة يفهم. مات سنة اثنتي عشر وقيل ثلاث عشرة وثلاثمائة. تاريخ بغداد: 1/361.
(6) إسحاق بن محمد الفروي: ابن إسماعيل أبو يعقوب المدني، قال أبو حاتم: كان صدوقا ولكن ذهب بصره فربما لقن، وقال مرة: مضطرب. وقال النسائي: ليس بثقة. وقال العقيلي: جاء عن مالك بأحاديث كثيرة لا يتابع عليها. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال ابن حجر: صدوق كف فساء حفظه، مات سنة ست وعشرين ومائتين. الضعفاء والمتروكون: 0/19، الضعفاء الكبير: 1/106، الثقات: 8/114، تهذيب الكمال: 2/471، تهذيب التهذيب: 1/217، التقريب: 1/102.(3/953)
لَمْ يَكُنْ لِلإِ نْسَانِ فِي َنفْسِهِ خَيْرٌ، لَمْ يَكُنْ لِلنَّاسِ فِيهِ خَيْرٌ)) (1) .
882 - سمعت أبا الحسن يقول: سمعت أبا عمر يقول: سمعت أبا عبيد ابن
حَرْبُويَه (2) يقول: سمعت سَرِيَّ السَّقطِيَّ يقولُ: ((مَنْ مَرِضَ فَلَمْ يَتُبْ فَهُوَ كَمَنْ عُولِجَ فَلَمْ يَبْرَأْ)) (3) . هـ
883 - وسمعته يقول (4) : سمعت سَرِيَّ السَّقطِيَّ يقول: ((مَنْ أَحْسَنَ ظَنَّهُ ِباللهِ اسْتَرَاحَ قَلْبَهُ)) (5) .
884 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا محمد بن خلف بن المَرْزُبَانُ الُمحَوَّلِي، حدثنا محمَّدُ بْنُ العَلاَء الكَاتبُ، قال: قال حمزةُ بنُ بِيْض (6) لِغُلاَمٍ لَهُ: ((أَيَّ يَوْمٍ صَلَيْنَا الْجُمْعَةَ فِي الرُّصَافَةِ؟، فَفَكَّرَ الْغُلاَمُ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: يَوْمَ الثَّلاَثَاءِ)) (7) .
_________
(1) في إسناده إسحاق بن محمد الفروي صدوق ساء حفظه لما كف بصره، وقال العقيلي: جاء عن مالك بأحاديث كثيرة لا يتابع عليه. قلت: وقد انفرد بهذا ولم أجد له متابع.
أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء: 6/321، من طريق إسملعيل بن إسحاق، عن إسحاق الفروي به.
(2) أبو عبيد بن حربويه: علي بن الحسين بن حرب بن عيسى البغدادي، ثقة فقيه كما في التقريب: 1/400.
(3) رجال إسناده ثقات.
(4) القائل هو: أبو عبيد بن حربويه.
(5) رجال إسناده ثقات، وقد تقدم في رواية رقم (227) بالإسناد نفسه.
(6) حمزة بن بيض: بكسر أولّه الحنفي الكوفي من بلغاء الشعراء، قال الذهبي: أخباره مستقصاة في الأغاني، سير أعلام النبلاء: 5/267.
(7) رجاله ثقات إلا حمزة بن بيض لم يتبيَّن لي حاله.(3/954)
885 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي داود، حدثنا عباد ابن يَعْقُوبَ الرَّوَاجِنِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو يَزِيدَ العُكْلِي، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ المَكِّي (1) ، عَنْ جابرِ بنِ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: قالَ رسولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ فَلَيْسَ مِنِّي: وَلاَ أَنَا مِنْهُ بُغْضُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِب، وَنَصْبٌ [ل182/أ] لأَهْلِ بَيْتِي، وَمَنْ قَالَ الإِيْمَانُ كَلاَمٌ)) (2) .
886 - ل ب/174 أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي دَاوُدَ (3) ، حَدَّثَنَا أَبُو الطَّاهِر (4) ، حدثنا ابْنُ وَهْب، عن يونس (5) ، عن ابن شهاب
_________
(1) أبو عبد الله المكي: عمار بن أبي عمار مولى هاشم أبو عبد الله المكي، وقيل أبو عمرو أو أبو عمر، وثّقه أبو داود وأبو حاتم وأبو زرعة. وذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن حجر: صدوق ربما أخطأ. الجرح والتعديل: 6/289، الثقات: 5/267، تهذيب الكمال: 21/198، التقريب: 1/408.
(2) حديث منكر، في إسناده أبو يزيد العكلي لم أجد له ترجمة، وفيه تفرد عباد بن يعقوب الرواجني، قال ابن عدي: روى أحاديث أنكرت عليه في فضائل أهل البيت. وهشام بن سعد رمي بالتشيع.
أخرجه الديلمي في مسند الفردوس بمأثور الخطاب: 2/85، عن جابر بدون إسناد.
(3) محمد بن أبي داود: لم أجد له ترجمة، وأرى أن في الإسناد انقطاعاً، وأن الصواب: ((حدثنا محمد، حدثنا ابن داود)) كما تقدم في الرواية السابقة فسقط ((حدثنا)) هنا سهواً، ولأن أحمد العتيقي لا يروي عن ابن أبي داود.
(4) أبو طاهر: أحمد بن عمرو بن عبد الله ببن عمرو بن السَّرْح بمهملات المصري ثقة: التقريب: 1/83.
(5) يونس: بن يزيد الأيلي بفتح الهمزة وسكون التحتانية بعدها لام أبو يزيد. قال ابن حجر: ثقة إلا أن في روايته عن الزهري وهماً قليلاً وفي غير الزهري خطأ، التقريب: 1/614.(3/955)
قَالَ: ((التُّفَّاحُ يُورِثُ النِّسْيَانَ)) (1) .
887 - أَخْبَرَنَا أحمدُ، حَدَّثَنَا محمدُ بْنُ أبي داود (2) ، حدثنا محمد بن الهَيْثَم
الواسطي، حدثنا شَبَابَةُ (3) ، عن أيُّوبِ بن عتبة (4) ، عَنْ يَحْيَى
_________
(1) رجال إسناده ثقات.
ذكره العجلوني في كشف الخفاء: 2/416، عن ابن شهاب الزهري.
وذكر المزي في تهذيب الكمال: 26/434، والذهبي في سير أعلام النبلاء: 5/332، عن ابن وهب عن الليث كان بن شهاب يقول: ما استودعيت قلبي شيئا قط فنسيته، وكان يكره أكل التفاح وسؤر الفار، وكان يشرب العسل ويقول: إنه يذكِّر.
وروى الذهبي أيضا في سير أعلام النبلاء: 5/332، عن مقاتل بن سليمان، عن الزهري قال: كان ابن عباس يقول: خمس يورث النسيان: أكل التفاح والبول في الماء الراكد، والحجامة في القفا، وإلقاء القملة في التراب، وسؤر الفأرة)) .
وذكر الخطيب في الجامع لأخلاق الراوي: 2/263، عن إبراهيم بن المختار أنه قال: ((خمس تورث النسيان: أكل التفاح، وشرب سؤر الفأر، والحجامة في النقرة، وإلقاء القمل، والبول في الماء الراكد)) .
أخرجه محمد بن أبو بكر الزرعي في نقد المنقول: 1/50، وابن القيم في منار المنيف: 1/59، والعجلوني في كشف الخفاء: 1/541، و2/415، مرفوعا بدون إسناد. بلفظ: ((ست خصال تورث النسيان: أكل سؤر الفأر، وإلقاء القمل في النار وهي حية، والبول في الماء الراكد، وقطع القطار، ومضغ العِلْك، وأكل التفاح الحامض)) . وقال العجلوني: حديث شديد الوهي والضعف، وفي سنده الحكيم بن عبد الله الأبلي أو البابلي متهم بالوضع.
(2) محمد بن أبي داود: لم أجد له ترجمة. ولعل الصواب: كما تقدمت الإشارة إلى ذلك في رواية (886) .
(3) شبابة: بن سوار المدائني، ثقة حافظ رمي بالإرجا، التقريب:
1/263.
(4) أيوب بن عتبة: اليماني أبو يحيى القاضي من بني قيس بن ثعلبة، قال ابن معين: ليس بشيء، وقال مرة: ضعيف. وقال أحمد: مضطرب الحديث عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، وقال له ابنه عبد الله فقلت له: عن غير يحيى؟، قال: هو على ذاك. وقال البخاري: أيوب بن عتبة عن يحيى بن أبي كثير وقيس بن طلق وغيرهم لين. وقال أبو زرعة: ضعيف. وقال النسائي: مضطرب الحديث. وقال ابن حبان: يكتب حديثه وليس بالقوي. وقال ابن عدي: وهو مع ضعفه يكتب حديثه. وقال ابن حجر: ضعيف. االتاريخ الصغير: 0/18، الضعفاء والمتروكين: 0/15، الجرح والتعديل: 2/253، الثقات: 1/241، الكامل: 1/ تهذيب الكمال: 3/484، التقريب: 1/118.(3/956)
بن أبي كثير، قال: ((النَّعْلُ
السَّوْدَاءُ تُورِثُ الهَمَّ)) (1) .
888 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي داود، حدثنا عمر بن الخطاب السجستاني (2) ، حدثنا سهل بن عثمان (3) ، حدثنا ابن العَذْرَاء (4) ، عن ابْنُ جُرَيْج (5) ، عن عطاء (6) ، عن ابن عباس، قال:
_________
(1) إسناده ضعيف فيه محمد بن الهيثم الواسطي لم أجد له ترجمة، وأيوب بن عتبة ضعيف، وقد تفرد بهذا عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ.
ذكر العجلوني في كشف الخفاء: 2/415، أن العامة تزعم أن لبس النعال السود يورث النسيان.
وذكر المناوي في الفيض القدير: 3/131، عن العارف بن أدهم قوله: ((قلة الحرص والطمع يورث الصدق والورع، وكثرة الحرص والطمع تورث الهم والجزع)) .
(2) عمر بن الخطاب السجستاني: بكسر المهملة والجيم وسكون المهملة بعدها مثناة نزيل الأهواز القشيري بقاف معجمة مصغر، وقال ابن حبان: مستقيم الحديث. وقال ابن حجر: صدوق. مات سنة أربع وستين ومائتين. الثقات: 8/447، تهذيب الكمال: 21/326، التقريب: 1/412.
(3) هو العسكري، قال أبو حاتم: صدوق. وقال عبدان: له غرائب كثيرة. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال أبو شيخ: كان كثير الفوائد. وقال الذهبي: ثقة صاحب غرائب. وقال ابن حجر: هو أحد الحفاظ له غرائب. الجرح والتعديل:
4/203، الثقات: 8/292، تهذيب الكمال: 12/197، تهذيب التهذيب: 4/224، التقريب: 1/258.
(4) ابن العذراء: ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل: 9/225، وذكر له هذا الحديث.
(5) ابن جريج: عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج.
(6) عطاء: ابن أبي رباح.(3/957)
((مَنْ لَبِسَ نَعْلاً صَفْرَاءَ لَمْ يَزَلْ يَنْظُرُ فِي سُرُورٍ، ِلأَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يقولُ: {صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ} (1) .
889 - سمعت أبا علي الحسن بن علي بن المذهب التميمي (2) ، يقول: س
_________
(1) سورة البقرة آية رقم: (69) ، والأثرموضوع، في إسناده ابن عذراء وهو متهم بالوضع.
أخرجه ابن أبي حاتم في العلل: 2/319، والطبراني في معجم الكبير: 10/263، والخطيب في تاريخ بغداد: 5/24، وفي الجامع لأخلاق الراوي: 1/392، من طريق سهل بن عثمان. وعلقه ابن كثير في تفسيره 1/110، عن ابن جريج.
قال بن أبي حاتم: قال أبي: ((هذا حديث كذب موضوع)) .
وقال الهيثمي في المجمع الزوائد: 5/139، فيه ابن عذراء غير مسمى، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
وأخرجه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل: 9/325، وقال: هو ليس بشيء، وهو حديث كذب موضوع، وبمثله قال ابن الجوزي في ترجمته في الضعفاء والمتروكين: 3/245، وقال الذهبي في ميزان الاعتدال: 4/594، ابن العذراء لا شيء، ورواه العقيلي في الضعفاء الكبير: 1/235، والذهبي في ميزان الاعتدال: 3/351، من طريق الحسن بن علي النميري عن الفضل بن الربيع عن ابن جريج به، وقال العقيلي: الحسن مجهول، والفضل بن الربيع لا يتابعه إلا من هو دونه أو مثله. وقال: قد تابعه من هو دونه. انظر الضعفاء الكبير: 3/446.
(2) هذا في الخطية: ((أبو الحسن بن علي بن المذهب التميمي)) : ثم كتب الناسخ بين ((الحسن)) و ((علي)) إشارة لَحَق وكتب في هامش ((علي)) فأصبح اسمه كذا: ((أبو الحسن علي بن علي بن المذهب التميمي)) ، وهو خطأ والصحيح: أبو علي الحسن بن علي بن المذهب التميمي كما في كتب التراجم، وكما ذكره الناسخ نفسه في الرواية التالية، قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان يروي عن ابن مالك القطيعي مسند أحمد بن حنبل بأسره، وكان سماعه صحيحا إلا في أجزاء منه، فإنه ألحق اسمه فيها، ... ثم قال: وليس بمحل حجّة. وقال السِّلفي: سألت شجاعاً الذهلي عن ابن المُذْهِب، فقال: كان شيخاً عَسِراً في الرواية. وقال الذهببي: وكان صاحب حديثٍ وطلب، وغيرُه أقوى منه، وأمثل منه. مات سنة أربع وأربعين وأربعمائة. انظر تاريخ بغداد: 7/390، وميزان الاعتدال: 1/510، وسير أعلام النبلاء: 17/640، ولسان الميزان: 2/236، شذرات الذهب: 3/271.(3/958)
معت أبا حفص عمر بن أحمد بن شاهين المروزي، يقول: سمعت عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، يقول: ((وقد اسْتَمْلَى (1) أبو عبد الله بن مهران المُسْتَمْلِي (2)
فَقَالَ لَهُ: أَرْجُو أَنْ أسْتَمْلِيَ عَلَيْكَ سَنَةَ عِشْرِينَ وَثَلاَثِمَائَة، - وكَاَن هَذَا الْقَوْلُ فِي قُرْبِ مَوْتِهِ - فقال له: ضَيَّقْتَ عَلَيَّ عُمُري، أنَا رَأَيْتُ رَجُلاً فِي الْحَرَمِ لَهُ مَائَةٌ وَسِتٌ وَثلاَثُونَ سنَة يقولُ: رَأَيْتُ الْحسَنَ وابنَ سِيرينَ، أَو كَمَا قال)) (3) .
890 - سمعت أبا علي يقول: سمعت أبا حفصٍ يقول: سمعت أبا القاسم البَغَوِي يقول: رأيتُ فِي كِتَابِ جَدِّي فِي حَديثِ أَبي مُعاويةَ الضرير مَكْتُوباً عَلَى [ل182/ب] ظَهْرِهِ: وُلدَ أبو القاسم عبدُ اللهِ بن محمد بن عبد العزيز يَوْمَ الاثْنين في شهْرِ رَمَضَانَ سنةَ أربعَ عشَرةَ ومائَتَيْن. قال أبو حفص: وَكتبَ الْحديثَ سنةَ خَمْسٍ وعِشرينِ وَمَائَتَيْن، وبَلَغَنِي أَنَّهُ قال: حُمِّلْتُ إِلَى مَجْلسِ عَاصمِ بنِ عليِّ،
_________
(1) كذا في الخطية، ولعل الصواب ((استملاه)) حتى يستقيم المعنى، والله أعلم.
(2) أبو عبد الله بن مهران المستملي: محمد بن العباس بن مهران أبو عبد الله المستملي، مات سنة تسع وعشرين وثلاثمائة. تاريخ بغداد: 3/116، تاريخ الإسلام في حوادث ووفيات: 321-330/271..
(3) هنا في هامش الخطية: (بلغ وصح) رجاله ثقات.
ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء: 14/454، مختصراً من طريق ابن الطيوري قال سمعت ابن المذهب به.
وقال: كان يسر البغوي أن لو قال له مستمليه: أرجو أن أستملي عليك سنة خمسين وثلاثمائة.(3/959)
وَكتبَ عنْ يحيى بنِ معين وَلَمْ يُحَدِّثْنَا عَنْهُ (1) .
قال أَبو حفص [رحمه الله] : وَوُلِدَ محمدُ بنُ هارون الحَضْرَمِي بعْدَ سنةِ عِشرين، ومات في سنة عشرين وثلاثمائة.
وَوُلِدَ ابنُ أبي داود سنةَ ثَلاثين ومائتين، ومَاتَ فِي ذي الْحِجَّةِ سنةَ ستَّ عشرَةَ وثلاثمائة.
وسمعتُه يقولُ: أّوَّل ما كتَبتُ عن محمد بن أسلم الطُّوسي بِطُوس (2) ، وفَرِحَ بِي أبي، وقال لي: أول ما كتبت عن رجل صالح.
قال أبو حفص [رحمه الله] : وبَلَغَنِي أَنَّهُ أَوَّل ما كتب عن يحيى بن عثمان، وأنَّهُ أُدْخِلَ علَى أحمد بن صالح المصرِيِّ بِحِيلَةٍ حتَّى سمِعَ منهُ، لأنَّهُ مَا كانَ يُحَدِّثُ لِحَدَثٍ ولا شَابٍ.
وبلغَنِي أنَّ يحيى بن محمد بن صاعِد وُلِدَ سنةَ ثَمانٍ وعشرين ومائتين ومَاتَ سنةَ ثَمَانِ عَشْرَةَ وثَلاَثِمَائة وَأَوَّل مَا كَتَبَ سنةَ تِسعٍ وثلاثين عن الحسن بن ماسَرْجِس.
قال أبو حفص [رحمه الله] : فنَظَرْتُ فإذَا ابْنُ أبي داود أَوَّل ما كَتَبَ ولهُ إِحْدى عَشْرَةَ سنَة، وابن منيع أول ما كتب وله إحدى عشرة سنة، وابنُ صاعِد أوَّل مَا كَتَبَ وَلَهُ إِحْدَى عَشْرَةَ سنة.
قال أبو حفص: [رحمه الله] وَوُلِدْتُ أنا فِي صَفَر سنَةَ تِسْعٍ وتسعين
_________
(1) ذكره ابن نقطة في التقييد (ص313) .
(2) محمد بن أسلم الطوسي: أبو الحسن الكندي، وثقه أبو حاتم أبو زرعة. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال الذهبي: كان من الثقات. مات سنة اثنتين وأربعين ومائتين. الجرح والتعديل: 7/201، الثقات: 9/97، سير أعلام النبلاء: 12/195. تذكرة الحفاظ: 2/532.(3/960)
ومائتين، وَكَتَبْتُ الْحديثَ فِي سنَةِ ثَمَانٍ [ل183/أ] وثلاثِمائة، وَلي إِحْدَى عَشْرَةَ سنَة، وَأَرْجُو أَنْ نبْلُغَ مَبْلَغَهُمْ.
قال شيخنَا أَبُو الْحَسَين (1) : وكتبتُ أَنَا الْحَديثَ ولِي إِحْدَى عَشْرَة سنَة.
سمعتُ أَبَا عَلِيِّ يَقُولُ: مَاتَ أَبُو حَفْص بنُ شاهين سنة خمسٍ وثمانين وثلاثِمائة.
891 - أَخْبَرَنَا أَبُو عليِّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الدَّارقُطْنِيُّ الْحَافِظُ (2) إِمْلاءً، حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الخَيَّاطُ (3) ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُوسَى (4) ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ رُسْتُم الخُرَاسانِيُّ (5) ، حدثنا
_________
(1) أي ابن الطيوري.
(2) أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بن أحمد الدارقطني لحافظ، قال الخطيب: كان الدارقطني فريد عصره وقريع دهره ونسيج وحده وإمام وقته، انتهى إليه علم الأثر والمعرفة بعلل الحديث وأسماء الرجال مع الصدق والثقة وصحة الإعتقاد. وقال أبو الطيب الطبري: كان أمير المؤمنين في الحديث. وقال الحافظ عبد الغني: أحسن الناس كلاما على حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاثة، وذكر منهم الدارقطني في وقته. تاريخ بغداد: 12/34، الأنساب: 5/245، البداية والنهاية: 11/317، سير أعلام النبلاء: 16/449، شذرات الذهب: 3/116.
(3) أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بن أحمد الخياط: لعله البيّع أخو زبير بن محمد الحافظ البغدادي، مات إحدى وعشرين وثلاثمائة. وثّقه القوّاس وغيره. تاريخ بغداد: 9/106، سير أعلام النبلاء: 15/23.
(4) يوسف بن موسى: أبو يعقوب القطان البغدادي الكوفي نزيل الريِّ ثم بغداد.
(5) إبراهيم بن رستم الخراساني: المروزي، وثّقه ابن معين. وقال أبو حاتم: كان يرى الإرجاء ليس بذاك، محله الصدق. قال العقيلي: كثير الوهم. وقال ابن حبان: يخطئ. وقال ابن عدي: منكر الحديث. وقال الدارقطني: مشهور ليس بالقوي. مات سنة إحدى عشر ومائتين. الضعفاء العقيلي: 1/52، الجرح والتعديل: 2/99، الثقات: 8/70، الكامل 1/271، تاريخ بغداد: 6/72، لسان الميزان: 1/56.(3/961)
خارجةُ بنُ مُصْعَبٍ (1)
، عَنْ زِيَادِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ هلالِ
ابن أَبِي مَيْمُونة، عَنْ أَبِيهِ (2) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: ((أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَيَّرَ غُلاَماً بَيْنَ أَبِيهِ وَأُمِّهِ)) (3) .
_________
(1) خارجة بن مصعب: بن خارجة أبو الحجّاج السرخسي الخرساني الضبعي، تركه ابن المبارك ووكيع والنسائي. قال ابن معين: ليس بشيء، ومرة قال ليس بثقة. وقال أحمد: لا يكتب حديثه. وقال أبو حاتم: مضطرب الحديث، ليس بقوي يكتب حديثه ولا يحتج به، لم يكن محله محل الكذب.. ووصفه غير واحد بالتدليس. وقال ابن حبان: لا يحل الاحتجاج بخبره. وقال ابن عدي: ضعيف وليس ممن يتعمد الكذب. وقال ابن حجر: متروك وكان يدلس عن الكذابين ويقال كذّبه ابن معين. مات سنة ثمان وستين ومائة. الضعفاء والمتروكون: 0/37، الجرح والتعديل: 3/375، المجروحين:
1/288، تهذب الكمال: 8/16، طبقات المدلسين: 0/54، التقريب: 1/186.
(2) أبوه: أبو ميمونة الفارسي المدني الأبار قيل اسمه سليم أو سلمان أو سليمان وقيل أسامة، ثقة ومنهم من فرّق بين الفارسي والأبار، وكل منهما مدني يروي عن أبي هريرة. التقريب: 1/677.
(3) حديث صحيح. وإسناد المؤلف منكر. فيه خارجة بن مصعب وهو متروك ومتهم بالوضع وقد خالف الثقات كما ذكر الإمام الدارقطني.
أخرجه والترمذي في الأحكام: باب ما جاء في تخيير الغلام بين أبويه إذا افترقا 4/589 رقم ((1368)) ، وابن ماجة في الأحكام: باب تخيير الصبي بين أبويه 2/787 رقم ((2351)) ، والحميدي في مسنده: 2/464، وأحمد في المسند:
2/246، وسعيد بن منصور في السنن: 2/140 رقم: 2275، وأبو يعلى في المسند 10/512 رقم ((6131)) ، والبيهقي في السنن الكبرى: 9/231، من طرق عن سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ زِيَادِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ هِلالِ بْنِ أبي ميمونة، عن أبي ميمونة، عن أبي هريرة مرفوعا. وقد سقط في إسناد أحمد في المسند (أبو ميمونة) .
وأخرجه أبو داود في الطلاق: باب من أحق بالولد 2/708 رقم ((2277)) ، والنسائي في الطلاق: باب إسلام أحد الزوجين وتخيير الولد 6/496، والبيهقي في السنن الكبرى: 8/3، من طريق جريج حدثنا زياد به.
وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى: 8/3، من طريق وكيع بن الجراح، حدثنا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي ميمونة به.
وأخرجه ابن أبي حاتم في العلل: 1/429، من طريق محمد بن حمران، عن هلال بن أسامة المصيصي، عن سليمان بن أبي ميمونة، عن أبي هريرة. قال أبي: إنما هو سليم أبو ميمونة.
وقال الترمذي: حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح.(3/962)
قال الدارقطني: هكذا قال: عن هِلالِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ أبيه، ووهم في قوله: عن أبيه، وإنما رواه هلال بن أبي ميمونة، وهو: هلال بن علي، وهو: هلال بن أسامة، ويقال: إنه هلال بن علي بن أسامة، عن أبي ميمونة الأعرابي، واسمه سليم، عن أبي هريرة. فلما رآه خارجة يرويه عَنْ هِلالِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ، عن أبي ميمونة، تَوَهَّمَ أنه أبوه وليس كذلك.
وتابعه على وَهْمِهِ داودُ بن مِهْرَان، فرواه عن ابن عُيَيْنة، عن زياد بن سعد، كذلك، حَدَّثَنَا بِهِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّوّاق، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ رَاشِدٍ الآدَمِيُّ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ مِهْرَانَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ هِلالِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: شَهِدْتُ
رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ((خَيَّرَ غُلاَماً بَيْنَ أَبِيهِ وَأُمِّهِ)) . [ل183/ب] .
892 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ العَتِيْقِيُّ، حَدَّثَنَا أبو عمر محمد
ابن العباس بن حَيُّويَه، حدثنا العباس بن العباس الجوهري، حدثنا محمد بن موسى الطُّوسِيُّ، حدثنا مشرف ابن سعيد، حدثني ابن عائشة، قال: قال يحيى بن خالد: ((مَنْ لَمْ يَكُنْ أَفْضَلُ شَيْءٍ فِيهِ(3/963)
الْعَقْلُ، هَلَكَ بِأَصْغَرِ شَيْءٍ فِيهِ)) (1) .
893- قال (2) : وسمعت أَعْرَاِبياًّ يقولُ: ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ غَضَبِ الْعَاقِلِ)) .
894 - أخبرنا أحمد، حدثنا محمد، حدثني ابنُ المَرْزُبَان محمد بن خَلَف، حدثنا بعْضُ جُلَساءِ إسماعيل بن إسحاق القاضي: ((أَنَّ رَجُلاً قَدَّمَ زَوْجَتَهُ إِلَى القَاضِي، فقال: أَصْلَحَ اللهُ القَاضِيَ، زَوْجَتِي هَذِهِ نَاهٍٍِِِِِد، فقال إسماعيلُ: احْمَدِ اللهَ (3) ، فَهَذَا مِمَّا تُوصَفُ بهِ المرَْأَةُ، قال الرَّجُلُ: تُوصَفُ الْمَرْأَةُ بِأَنَّهَا لاَ تَأْوِي بَيْتَهَا، وَلاَ تُطَاوِعُ زَوْجَهَا، قال إسماعيل: فهذه نَاشِزٌ إذًا، قال: صَدَقْتَ)) (4) .
895 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا إبراهيم بن عَرَفَة قال: ((كَسرَ جامعُ الصَّيْدَلاَنِيُّ لَوْزَةً، فأصابَ بِهَا لَوْزَتَيْن، فقال: سُبْحانَ الَّذِي يُصَوِّرُ
_________
(1) في إسناده محمد بن موسى الطوسي لم أجد له ترجمة.
(2) القائل هو: ابن عائشة.
(3) في الخطية ((أَحمَدُ)) بالرفع.
(4) في إسناده من لا يعرف، ولم أقف على هذا الأثر: لكن قد جاء النهي عن عصيان المرأة زوجها عموما وعن عدم تمكينها نفسها له، حيث أخرج البخاري في النكاح: باب إذا باتت المرأة مهاجرة فراش زوجها 9/293-284 رقم ((5193)) ، ومسلم في النكاح: باب تحريم امتناعها من فراش زوجها 2/1059 رقم ((1436)) ، من طرق عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هريرة مرفوعا: ((إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلم تأته، فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح)) . وهذا لفظ مسلم.(3/964)
فِي اْلأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ!، وشَهِدَ الْمُزْدَلِفَةَ، فقال: ما أشرَفَ هذا المقامِ!، لقَدْ حَججْتُ غَيْرَ حِجَّةٍ فأَرَى القَمرَ أبدًا فِي هَذا المَوْضِعِ)) (1) .
896 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ يَحْيَى بْنُ صاعِد، حدثنا محمد ابن إِسْمَاعِيلَ السُّلَمِيُّ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَيُّوبَ الطَّلْحِيُّ (2) ، حَدَّثَنِي أَبِي (3) ، عَنْ جدي (4) ، عن موسى ابن طَلْحَة، عَنْ أَبِيهِ: طَلْحَة بْنِ عبيد الله [ل184/أ] قَالَ: ((لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ وَرَجَعَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، صَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَرَأَ هِذِهِ الآيةَ: {رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ} (5) إِلَى آخِرِ
_________
(1) رجاله ثقات.
(2) سليمان بن أيوب الطلحي: ابن سليمان بن عيسى بن موسى بن طلحة الكوفي، قال ابن أبي حاتم: روى عن أبيه عن جده. وذكره ابن حبان في الثقات. قال ابن عدي: عامة أحاديثه لا يتابع عليها. ووثقه يعقوب بن شيبة والفضل بن سكين السندي. وقال ابن حجر: صدوق يخطئ. روى عن أبيه وآبائه نسخة. الجرح والتعديل: 4/101، تهذيب التهذيب: 4/152، لسان الميزان: 3/77، التقريب: 1/250.
(3) أبوه: أيوب بن سليمان بن عيسى بن موسى بن طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، قَالَ ابن أبي حاتم: روى عن أبيه سليمان وعن إسحاق بن يحيى عنه ابنه سليمان، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. الجرح والتعديل: 2/248،
(4) جده: سليمان بن عيسى بن موسى بن طلحة بن عبيد الله، ذكره البخاري في التاريخ الكبير، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال يروي عن جده موسى بن طلحة عن علي. التاريخ الكبير 4/30، الثقات 6/394.
(5) سورة الأحزاب آية رقم: ((23)) .(3/965)
الآيَةِ. فَقامَ إِليهِ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَنْ هَؤلاَءِ؟، فَأَقْبَلَتُ وَعَليَّ ثَوْبَانِ أَخْضَرَانِ، فَقَالَ: أَيُّهَا السَّائِلُ هَذاَ مِنْهُمْ)) (1)
_________
(1) حديث حسن، وإسناد المؤلف منكر فيه سليمان بن أيوب الطلحي صدوق يخطئ، روى عن آبائه نسخة.
أخرجه ابن أبي عاصم في السنة: 2/613 رقم: 1400، ونحوه في رقم: 1403. عن الحسن بن علي الحلواني عن سليمان بن أيوب الطلحي به.
أخرجه الطبري في تفسيره: 21/146، من طريق سليمان بن أيوب، حدثني أبي، عن إسحاق، عن يحيى بن طلحة، عن عمه مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِ به.
وأخرجه الترمذي في التفسير: باب سورة الأحزاب 5/350 رقم: ((3202)) وابن ماجة في المقدمة: باب فضائل الصحابة 1/46 رقم ((126)) و ((127)) ، وابن سعد في الطبقات الكبرى: 3/218، وابن أبي عاصم في السنة:
2/613 رقم: 1401، من طريق إسحاق بن طلحة، عن عمه موسى بن طلحة قال: قال لي معاوية أشهد لسمعت رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - يقول: ((طلحة ممن قضى نحبه مما عاهد الله عليه)) .
وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه - أي من حديث معاوية- إلا من هذا الوجه وإنما روى عن موسى
ابن طلحة عن أبيه.
وإسحاق بن طلحة التيمي هو مقبول. كما في التقريب: 1/101. وعند ابن أبي عاصم إسحاق بن يحيى بن طلحة التيمي، عن عمر موسى بن طلحة، وإسحاق هذا ضعيف كما في التقريب: 1/ 103.
وأخرجه ابن أبي عاصم في السنة: 2/613 رقم: 1402، والطبري في تفسيره: 21/146، من طريق إسحاق بن يحيى ابن طلحة، عن عمه عيسى بن طلحة، عن معاوية قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى الله عليه وسلم - يقول: ((طلحة ممن قضى نحبه)) .
وأخرجه الترمذي في التفسير باب سورة الأحزاب: 5/350 رقم ((3203)) و5/645، رقم: 3742، وأبو يعلى في المسند: 2/26 رقم ((663)) وابن أبي عاصم في السنة: 2/613 قم: 1399، والمقدسي في الأحاديث المختارة:
3/18، من طريق يونس بن بكير، عن طلحة بن يحيى، عن موسى وعيسى ابني طلحة، عن أبيهما أن أصحاب
النبي - صلى الله عليه وسلم - قالوا: أن الأعرابي جاء يسأله عمن قضى نحبه من هو؟، فذكره.
وقال الترمذي: حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث أبي كريب عن يونس، وقد رواه غير واحد من كبار أهل الحديث عن أبي كريب هذا الحديث، وسمعت محمد بن إسماعيل يحدث بهذا عن أبي كريب، ووضعه في كتاب الفوائد.(3/966)
897 - أنشدنا أحمد، أنشدنا محمد، أنشدنا أحمد بن عبيد الله بن عمار (1) :
يَا صَاحِبَيَّ دَعَا الْمَلاَمَةَ فِي الْهَوَى
تَرْكُ الْهَوَى يَا صَاحِبَيَّ خَسَارَه
لَجَّتْ يَمِينٌ مَا لَها كَفَّاره ... قَدْ رُمْتُ قَلْبِي كَيْ يَفِيقَ فَقالَ لِي
إِنْ أَنْتَ لَمْ تَعْشَقْ فأنتَ حِجَارَه ... ألاَّ أَفِيقَ ولا أَفْتُرَ سَاعَةً
وَكَذَا الحَرِيقُ بُدُوُّهُ بِشَرَارَه ... كانَ الْهَوَى وَبُدُوُّهُ فِي نَظْرَةٍ
يَا مَنْ أُحِبُّ وَلاَ أُصَرِّحُ بِاسْمِهِ
إِيَّاكَ أَعْنِي وَاسْمَعِي يَا جَارَه
898 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حدثنا محمد بن محمد بن سُلَيْمَانَ الْبَاغَنْدِيُّ، حَدَّثَنَا عبَّاد بْنُ يَعْقُوبَ الرَّوَاجِني، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فَضْلٍ (2) ، عَنْ أَبِيهِ (3) ، عَنْ عَمْرو بْنِ دِينار، عَنْ جابر ابن عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ
_________
(1) أحمد بن عبيد الله بن عمار: أبو العباس الثقفي الكاتب المعروف بحمار العزير قال الخطيب: كان يتشيع، مات سنة أربع عشرة وثلاثمائة. تاريخ بغداد: 4/252.
(2) في الخطية: ((محمد بن فضيل)) والصواب: محمد بن فضل: بن عطية بن عمر العبسي مولاهم الكوفي، قال ابن معين: ليس بشيء. وقال مرة: ضعيف. وقال البخاري: سكتوا عنه. وقال النسائي: متروك الحديث. وقال الذهبي: مشهور تركوه وبعضم كذّبوه. وقال ابن حجر: كذبوه. تاريخ ابن معين: 2/534، الضعفاء الصغير: 0/217، الضعفاء والمتروكون: 0/220، المغني في الضعفاء: 2/200، التقريب: 1/502.
(3) أبوه: الفضل بن عطية بن عمرو بن خالد المروزي مولى بني عبس، وثقه ابن معين أبو داود. وقال عمرو بن علي: ضعيف الحديث. وقال أبو زرعة: لا بأس به. وذكره ابن حبان في الثقات وقال: يعتبر حديثه من غير رواية ابنه عنه، لأن ابنه في الحديث ليس بشيء. وقال ابن حجر: صدوق ربما وهم. الثقات: 9/8، تهذيب الكمال: 23/235، التقريب: 1/446.(3/967)
رسول الله - صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((إِنَّ النَّاسَ يَكْثُرُونَ، وَأَصْحَابِي يَقِلُّونَ، فَلاَ تَسُبُّوهُمْ، فَمَنْ سَبَّهُمْ، فَعَلْيهِ لَعْنَةُ اللهِ)) (1) .
899 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، حدثنا سعيد بن نُصير [ل184/ب] أبو عثمان الشَّعِيري، سنةَ ستٍّ وعشرين ومائتين، قال: ((قَامَ رجلٌ إلَى سُفْيانَ بن عُيَيْنةَ، فقال: يا أبا محمد، إِنَّ هَذَا الَّذِي فِيهِ (2) ، يعني: بِشْراً
_________
(1) حديث ضعيف جداًّ، في إسناده محمد بن الفضل وهو متروك الحديث، وكذّبه بعضهم.
أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد: 3/149، من طريق عباد بن يعقوب به.
وأخرجه أبو يعلى في المسند: 4/133 رقم: (2184) ، والخطيب في تاريخ بغداد: 3/149، من طريق محمد بن الفضل، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ جَابِرِ بْنِ عبد الله مرفوعا بلفظ: ((إِنَّ النَّاسَ يَكْثُرُونَ وَأَصْحَابِي يَقِلُّونَ، ولا تسبوهم، لعن الله من سبّهم)) .
وأخرجه الخطيب في تاريخ بغداد: 3/149، من طريق محمد بن الفضل، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ ابن عمر مرفوعا.
والحديث مداره على محمد بن الفضل بن عطية وهو متروك وكذّبه بعضهم.
وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير: 12/434 رقم: 13588، وفي المعجم الأوسط كما في مجمع البحرين في زوائد المعجمين: 7/29-30 رقم: (3979) والعقيلي في الضعفاء: 2/264، والسهمي في تاريخ جرجان: ص 252-254، من طريق عبد الله بن سيف الخُوارزمي، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنْ عطاء بن أبي رباح، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ مرفوعا بلفظ: ((لعن الله من سب أصحابي)) .
وقال العقيلي عقبه: عبد الله بن سيف، حديثه غير محفوظ وهو مجهول بالنقل، وفي النهي عن سب أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحاديث ثابتة الأسانيد من غير هذا الوجه، وأما اللعن فالرواية فيه ليّنة، وهذا يُروى عن عطاء مرسل.
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: 1/21، عبد الله بن سيف ضعيف. وعزاه إلى البزار وقال: في إسناده سيف بن عمر وهو متروك. انظر مجمع الزوائد: 10/21.
(2) في الخطية: ((الذي فيه)) غير واضح.(3/968)
المَرِيسي (1) ، يَزْعُمُ أَنَّ الْقُرْآنَ مَخْلُوقٌ. فقالَ: كَذبَ عَدُوُّ اللهِ، قال الله عَزَّ وَجَلَّ: {أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ} (2) فالخَلْقُ: مَا خَلَقَ، والأَمْرُ: القُرْآنُ)) (3) .
900 - أنشدنا أحمد، أنشدنا محمد، أنشدنا محمد بن خَلَف بن المَرْزُبَان، قال أُنْشِدْتُ عن المازني (4) :
_________
(1) بشر المريسي: بفتح الميم وكسر الراء، وبعدها الياء المنقوطة باثنتين من تحتهما وفي آخرها السين المهملة، هذه النسبة إلى مريسي وهي قرية بمصر، وهو بشر بن غياث بن أبي كريمة المريسي ويكنى بأبي عبد الرحمن وهو من موالي زيد بن الخطاب رضي الله عنه. قال ابن كثير: شيخ المعتزلة، وأحد من أضل المأمون. وقال الذهبي: مبتدع ضال لا ينبغي أن يروى عنه ولا كرامة، أتقن علم الكلام، ثم جرّد القول بخلق القرآن، وناظر عليه ولم يدرك الجهم بن صفوان وإنما أخذ مقالته واحتج بها ودعا إليها. تاريخ بغداد: 7/57، اللباب: 3/200، البداية والنهاية: 10/281، ميزان الاعتدال:
3/322.
(2) الآية من سورة الأعراف آية رقم ((54)) .
(3) رجال إسناده ثقات،
أخرج الخطيب في تاريخ بغداد: 9/88، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ البغوي به.
هذا وقد رَدّ على بشر المريسي وعلى بدعته هذه الإمام أبو سعيد عثمان بن سعيد في كتابه: " نقض الإمام الدارمي على المريسي" حيث نقل المؤلف فيه أقوال السلف في أن القرآن غير مخلوق. انظر 1/571، -578.
(4) المازني: لعله إمام العربية أبو عثمان بكر بن محمد بن عدي البصري صاحب التصريف والتصانيف، قال المبرد: لم يكن أحد بعد سيبويه أعلم بالنحو من المازني. وقال بكار بن قتيبة: ما رأيت نحويا يشبه الفقهاء إلا حيان بن هلال والمازني، مات سنة سبع أو ثمان وأربعين ومائتين. تاريخ بغداد: 7/93، إنباه الرواة: 1/246، فيات الأعيان: 1/283، سير الأعلام النبلاء: 2/270. لسان الميزان: 2/57،(3/969)
لَهُ لِحْيَةٌ شَانَتْ جَوَانِبَ وَجْهِِهِِ كَأَنَّ عَلَى أَطْرَافِِهَا سَلْحُِ طَائِرِِ (1)
901 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا أحمد بن عبيد الله بن عمار، حدثنا أبو زيد النميري (2) ، حدثني القحذمي الوليد ابن هشام (3) ، قال: ((وَقَعَ الحَرِيقُ فِي بَنِي عَدِيّ، فَسَلِِِمِ يَبْتُ قَوَّادَةٍ كَانَتْ هُنَاكَ، فَقِيلَ لَهَا: سَلِمَ بَيْتُكَ، فَقَالَتْ: الْمُحْسِنُ مُعَانُ)) (4) .
902 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا أحمد، حدثنا النُّمَيْرِيُّ عمرُ بن شبَّه، قال: ((كَانَ لِبَعْضِ الْمَدَنِيِّين حِمَارٌ، فَأَرَادَ بَيْعَهُ، فقال: لِبَعْضِ إِخْوَانِهِ: إِنْ رأيتَ أَنْ تَحْضُرَ بيْعَ حِمَارِي لِتَمْدَحُهُ فَيكُونَ أَنْفَقَ لهُ، فَلَمَّا أَحْضَرَهُ لِيَبيْعَهُ، جاءَهُ الرَّجْلُ فقال: يا فَلاَن، هَذَا حِمَارُكَ الَّذِي يَظْفَرُ البَحْرُ بِقَيْدِهِ؟، فقالَ الرَّجُلُ: مِنْ دُونِ هَذَا يُنْفَقُ الِحمَارُ)) (5) .
_________
(1) لم أقف عليه، وفيه تعرّض لأمر مأمور به في الدين وهو إعفاء اللحية، وكل ما أمر به الإسلام لا يجوز الاستهزاء به بأي حال من الأحوال، ومن استهزأ بشيء من الدين كفر.
(2) أبو زيد النميري: هو عمرو بن شبّة بفتح المعجمة وتشديد الموحدة بن عبيدة بن زيد النميري بالنون مصغر.
(3) القحذمي الوليد بن هشام: البصري، ذكره البخاري وغيره في التاريخ الكبير دون جرح ولا تعديل، وذكره ابن حبان في الثقات. التاريخ الكبير: 8/157، الجرح والتعديل: 9/20، الثقات: 7/555، لسان الميزان: 6/228.
(4) في رجال إسناده أحمد بن عبيد لم أعرف حاله إلا ما قال فيه الخطيب أنه كان يتشيّع،
(5) علة هذا الإسناد كسابقه.(3/970)
903 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ الدِّيبَاجِي (1) سَنَةَ أَرْبَعٍ وعشرين وثلاثمائة، حدثنا جعفر بن محمد [ل185/أ] الصَّائِغُ، حَدَّثَنَا عفَّانُ (2) ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانة، قَالَ: ((كُنَّا عِنْدَ أَبِي حنِيْفَة، وَجَاءَهُ كِتَابٌ مِنْ بَعْضِ قُضَاةِ الأَمْصَارِ يَسْأَلُهُ عَنْ أَشْيَاء: قَالَ: فَأَقْبَلَ يقُولُ: اكْتُبْ يُقْطَعُ وَيُقْطَعُ، حَتَّى قالَ فِي التَّمْرَة والنَّخْل، قَالَ: اكْتُبْ يُقْطَعُ، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: امْسِكْ، قالَ رسولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ((لاَ قَطْعَ فِي ثَمَرٍ وَلاَ كَثَر)) . فَقالَ: امْحُهُ، وَاكْتُبُ لاَ تُقْطَعُ)) (3)
_________
(1) أبو الحسن الديباجي: أحمد بن محمد بن علي بن الحسن أبو الحسن الديباجي، قال الدارقطني: الشيخ الصالح. وقال الخطيب: كان قد كف بصره قبل موته بمدة طويلة. مات سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة. تاريخ بغداد: 5/68.
(2) عفان: هو بن مسلم بن عبد الله.
(3) في إسناده أبو الحسن الديباجي قال الدارقطني فيه الشيخ الصالح، وبقية رجاله ثقات.
لم أقف على هذه القصة، وعلى فرض صحتها فإن هذه القصة وغيرها من النصوص محمولة على أن الحديث لم يصله، فاجتهد وأفتى برأيه، والدليل على ذلك أنه لما ذُكر له حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يقل شيئا بل سكت وتوقَّف وأخذ به.
وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه ((رفع الملام عن أئمة الأعلام)) : 0/45، عقب ذكره الأمور التي تجعل الإمام يقول خلاف الحديث، قال: فإنا لا نعتقد في القوم العصمة نجوِّز عليهم الذنوب ونرجو لهم مع ذلك أعلى الدرجات لما اختصهم الله به من الأعمال الصالحة والأحوال السنية، وأنهم لم يكونوا مصرِّين على ذنب، وليسوا بأعلى درجة من الصحابة - رضي الله عنهم -، والقول فيهم كذلك كالقول فيما اجتهدوا فيه من الفتاوى والقضاء والدماء التي كانت بينهم - رضي الله عنهم - وغير ذلك.
وأما الحديث: ((لاقطع في تمر ولا كثر)) فهو حديث صحيح.
أخرجه النسائي في السنن: في قطع السارق: باب ما لا قطع فيه 8/87، وابن ماجة في الحدود: باب لا قَطْعَ فِي ثَمَرٍ وَلا كثر 2/865 رقم ((2593)) وأخرجه الشافعي في السنن: 2/182، رقم ((551)) ، والحميدي في مسنده: 1/199 رقم ((407)) والدارمي في السنن: 2/174،) والطحاوي في شرح المعاني: 3/172، وابن الجارود في المنتقى: 0/210 رقم ((826)) وابن حبان في الصحيح: 10/316 رقم ((4466)) ، والبيهقي في السنن الكبرى: 8/263، من طريق سفيان، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن عمه واسع بن حبان أن غلاما سرق ودياً في حائط فرفع إلى مروان، فأمر بقطعه، فقال رافع بن خديج: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - قال: ((لا قطع في تمر ولا كثر)) . بعضهم لم يذكر القصة وإنما اكتفى فقط بالحديث، وهو حديث صحيح، رجاله ثقات، وصححه ابن حبان وغيره.
وأخرجه الشافعي أيضا في السنن: 2/83-83، عن مالك بن أنس، والنسائي في السنن في قطع السارق: باب ما لا قطع فيه 8/87-88، والترمذي في الحدود: باب ما جاء لا قطع في تمر ولا كثر 5/10 رقم ((1473)) ، من طريق الليث، كلاهما عن يحيى بن سعيد عن محمد بن يحيى بن حبان به.
وأخرجه مالك في الموطأ في الحدود: باب ما لا قطع فيه 2/83، ومن طريقه الشافعي في السنن: 2/181 رقم ((550)) والدارمي في السنن: 2/174، وأحمد في المسند/ 3/463، و464، و4/140، و142، وأبو داود في الحدود: باب ما لا قطع فيه 4/549-550 رقم ((4388)) و ((4389)) والنسائي في قطع السارق باب ما لا قطع فيه 8/87، والطحاوي في شرح معاني الآثار 3/172، والطبراني في المعجم الكبير: 4/260-262 رقم ((4339)) و4341)) و ((4342)) و ((4343)) و ((344)) و ((4345)) و ((4346)) و ((4347)) و ((4348)) و ((4350)) و ((4351)) ، والبيهقي في السنن الكبرى: 8/262-263، والبغوي في شرح السنة: 10/317 رقم ((2600)) من طرق عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن يحيى بن حبان به، ولم يذكروا فيه واسع بن حبان.
وأخرجه النسائي في قطع السارق: باب ما لا قطع فيه 8/87، والدارمي في السنن: 2/174، والطبراني في المعجم الكبير: 4/260، رقم ((4340)) من طريق أَبِي نُعَيْمٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ يحيى بن سعيد به، إلا أنهم لم يذكروا فيه عن واسع بن حبان أيضا.
وأخرجه عبد الرزاق ي المصنف: 10/223 رقم ((18916)) عن ابن جريج، والدارمي في السنن: 2/174، والنسائي في قطع السارق: باب ما لا قطع فيه 8/88، من طريق أبي أسامة، كلاهما عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن يحيى
ابن حبان، عن رجل من قومه، عن رافع بن خديج، لكن لم يقل ابن جريج ((من قومه)) .
وأخرجه النسائي في قطع السارق: باب ما لا قطع فيه 8/88، من طريق بشر، والطبراني في المعجم الكبير: 4/262 رقم ((4352)) من طريق الليث كلاهما عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن يحيى بن حبان، قال بشر: عن يحيى بن سعيد أن رجلا من قومه حدثّه عن عمة له، عن رافع بن خديج.
وأخرجه الدارمي في السنن: 2/174-175، والنسائي في قطع السارق: باب ما لا قطع فيه 8/88، من طريق سعيد ابن منصور، عن عبد العزيز الداوردي، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن أبي ميمون، عن رافع
ابن خديج. قال النسائي: هذا خطأ، أبو ميمون لا أعرفه.
وأخرجه عبد الرزاق في المصنف: 10/223 رقم ((18917)) من طريق يحيى بن أبي كثير، والنسائي في قطع السارق: باب ما لا قطع فيه 8/86-87، والطبراني في المعجم الكبير: 4/247 رقم ((4277)) من طريق القاسم بن محمد، كلاهما عن رافع بن خديج.
والحديث له شاهد من حديث أبي هريرة عند ابن ماجة في الحدود: باب لا يقطع في ثمر ولا كثر 2/865 رقم ((2594)) ، ولكن سنده ضعيف فيه عبد الله بن سعيد المقبري.
وعند أبي داود بسند حسن من حديث عبد الله بن عمرو مرفوعاً عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الثمر المعلّق فقال:
((من أصاب بفيه من ذي حاجة غير متخذ خُبْنَة فلا شيء عليه، ومن خرج بشيء منه فعليه غرامة مثليه والعقوبة، ومن سرق منه شيئاً بعد أن يؤويه الجَرين فبلغ ثمن المجنّ فعليه القطع، ومن سرق دون ذلك فعليه غرامة مثليه والعقوبة)) .
وقوله: ((الثَّمَر)) أي الرطب ما دام في راس النخلة، فإذا صُرِم فهو الرطب.
و ((الكَثَر)) جُمَّار النخل.(3/971)
904 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا أبو الحسن الدِّيبَاجِيُّ، حدثنا(3/972)
جعفر
ابْنُ محمد الصَّائِغُ، حدثنا رَجَاءُ بن السِّنْدِيّ (1) ، قال سمعت حَمْزَةُ بنُ الْحَارث - ذكره
عن أبيه (2) - قال: ((قُلْتُ لأَبِي حنيفةَ أَوْ قِيلَ
_________
(1) رجاء بن السندي: أبو محمد النيسابوري، قال أبو حاتم: صدوق. وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الحاكم: ركن من أركان الحديث. وقال ابن حجر: صدوق. مات سنة إحدى وعشرين ومائتين. الجرح والتعديل: 3/503، الثقات: 8/247، تهذيب الكمال: 9/163، التقريب: 1/208.
(2) أبوه: الحارث بن عمير أبو عمير البصري نزيل مكة، وثّقه ابن معين والعجلي وأبو زرعة وأبوحاتم والنسائي والدارقطني. وقال ابن خزيمة: كذاب. وقال ابن حبان: كان ممن يروي عن الأثبات الأشياء الموضوعات. وقال الحاكم: روى عن حميد الطويل وجعفر بن محمد أحاديث موضوعة. وقال الأزدي: ضعيف منكر الحديث. وقال ابن حجر: وثقه الجمهور وفي أحاديثه مناكير، ضعّفه بسببها الأزدي وابن حبان وغيرهما، فلعلّه تغير حفظه في الآخر. الجرح والتعديل: 3/83، المجروحين: 1/223، تهذيب الكمال: 5/269، تهذيب التهذيب: 2/132، التقريب: 1/147.(3/973)
لَهُ وَهُوَ يَسْمَعُ: رَجُلٌ يقُولُ أَشْهَدُ أَنَّ الْكَعْبَةَ حقٌ، غَيْر أَنِّي لاَ أَدْرِي، أَهُوَ هَذَا الْبَيْت الَّذِي يَحُجُّ النَّاسُ إِلَيْهِ ويَطُوفُونَ حَوْلهَ، أَوْ بَيْتٌ بِخُرَاسَانَ، أَمُؤْمِنٌ هُوَ؟ قال: نَعم)) (1)
_________
(1) رجال إسناده ثقات إلا أبو الحسن الديباجي لم يُوَثَّق، والحارث بن عمير ضعفه الأزدي وغيره ووثقه الجمهور.
أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد: 13/374، من طريق جعفر بن محمد بن شاكر، عن رجاء بن السندي به.
وأخرجه الخطيب أيضا في تاريخ بغداد: 13/372، من طريق الحميدي، عن حمزة بن الحارث به مثله. وزيادة ((وسأله عن رجل قال: شهد أن محمد بن عبد الله نبي ولكن لا أدري هو الذي قبره بالمدينة أم لا، فقال: مؤمن حقا، قال الحميدي: ومن قال هذا فقد كفر. قلت وفي إسناده الحارث بن عمير.
وأخرجه أيضا في تاريخه: 13/272، من طريق محمد بن محمد الباغندي، حدثنا أبي قال: كنت عند عبد الله بن الزبير فأتاه كتاب أحمد بن حنبل، اكتب إلي أشنع مسألة عن أبي حنيفة، فكتب إليه حدثني الحارث بن عمير قال: سمعت أبا حنيفة يقول: فذكر معناه.
وأخرجه أيضاً في تاريخه: 13/374، من طريق مؤمل، عن سفيان الثوري، عن عباد بن كثير قال: قلت لأبي حنيفة وسألته عن من يعلم أن الكعبة حق غير أنه لا يدري أهي التي بمكة أو هي بخراسان، أمؤمن هو؟ قال: نعم، قلت له: فما تقول في رجل قال أنا أعلم أن محمدا رسول الله ولكن لا أدري هو الذي كان بالمدينة من قريش أو محمد آخر أمؤمن هو؟، قال: نعم. قال مؤمل: قال سفيان: وأنا أقول من شك في هذا فهو كافر.
قلت: وفي إسناده عباد بن كثير، إن كان هو الرملي الفلسطيني، فقد قال قال فيه النسائي: ليس بثقة، وقال أبو زرعة ضعيف، وإن كان الثقفي البصري، فقد قال فيه ابن معين: ليس بشيء، وقال البخاري: تركوه، وقال النسائي: متروك، وأما إن كان الكاهلي، فهو متروك الحديث، انظر ميزان الاعتدال 2/370-375.(3/974)
905 - أخبرنا أحمد، أخبرنا محمد، حدثنا أبو الحسن الدِّيبَاجِيّ، حدثنا جعفر بن محمد الصَّاِئغُ، حدثنا إبراهيم بن سعيد، حدثنا أبو تَوْبَة (1) ، وأبو صالح (2) ، قالا: سمعنا أبا إسحاق الفَزَارِيَّ (3) قال: سمعتُ سُفْيَانَ والأَوْزَاعِيَّ يقولانِ: ((مَا وُلِدَ فِي الإِسْلامِ مَوْلُودٍ هُوَ أَشْأمُ على هذه الأمة من أبي حنيفة)) (4)
_________
(1) أبو توبة: الربيع بن نافع الحلبي، نزيل طرسوس ثقة حجة من العاشرة مات سنة إحدى وأربعين ومائتين، التقريب:
1/207.
(2) أبو صالح: هما شيخان روى عنهما إبراهيم بن سعيد، الأول: أبو صالح عبد الغفار بن داود الحراني، وهو ثقة فقيه كما في التقريب: 1/360.
والثاني: محبوب بن موسى الفراء الأنطاكي، وثقه العجلي وأبو داود وابن حبان. وقال ابن حجر: صدوق، لم يصح أن البخاري أخرج له. معرفة الثقات: 2/266، الجرح والتعديل: 8/389، الثقات: 9/205، تهذيب الكمال:
27/350، التقريب: 1/ 521.
(3) أبو إسحاق: إبراهيم بن محمد بن الحارث الفرزاري، ثقة حافظ مات سنة خمس وثمانين وقيل بعدها التقريب: 1/92.
(4) في إسناده أبو الحسن الديباجي هو شيخ صالح لم يوثِّقه أحد، وبقية رجاله ثقات.
أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد: 13/399، من طريق مسلم بن أبي مسلم الحرقي، عن أبي إسحاق الفزاري به. وفيه زيادة ((وكان أبو حنيفة مرجئا يرى السيف)) .
كما أخرجه في تاريخه أيضا 13/419-420، من قول الثوري وحماد وابن عون.
قلت: ولا شك أن هذا الكلام مردود، فإن الإمام أبا حنيفة كان ولا يزال إماما من أئمة المسلمين، وسبب قولهم هذا يحمل على اختلاف المذاهب بين مدرسة أهل الحديث ومدرسة أهل الرأي، والله أعلم.
قال السخاوي: سئل الحافظ ابن حجر عما ذكره النسائي في الضعفاء والمتروكون عن أبي حنيفة أنه ليس يقوي في الحديث وهو كثير الغلط والخطأ على قلة روايته، فأجاب بقوله: النسائي من أئمة الحديث والذي قاله إنما هو بحسب ما ظهر له وأدَّاه إليه اجتهاده، وليس كل أحد يؤخذ بجميع قوله، وقد وافق النسائي على مطلق القول في الإمام جماعة من المحدثين واستوعب الخطيب في ترجمته من تاريخه أقاويلهم، وفيها ما يقبل وما يرد، وقد اعتذر عن الإمام بأنه كان يرى أنه لا يحدث إلا بما حفظه منذ سعمه إلى أن أداه، فلهذا قلَّت الرواية عنه، وصارت روايته قليلة بالنسبة لذك، وإلا فهو في نفس الأمر كثير الرواية، وفي الجملة ترك الحوض في مثل هذا أولى، فإن الإمام وأمثاله ممن قفزوا القنطرة، فما صار يؤثر في أحد منهم قول أحد، بل هو في الدرجة التي رفعهم الله إليها من كونهم متبوعين مقتدى بهم، فليعتمد هذا ... )) . جمان الدرر: [ل 118/ب] .(3/975)
906 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الحسن الديباجي، حدثنا جعفر بن محمد الصَّائِغُ، حدثنا إبراهيم بن سعيد، حدثنا أبو تَوْبَة، عن سلمة بن كُلْثُوم (1) [ل185/ب] قال: قال الأوْزَاعِيُّ لَمَّا بَلَغُهُ مَوْتُ أَبِي حنيفة: ((الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَمَاتَهُ، كَانَ يَنْقُضُ عُرَى الإِسْلاَمِ عُرْوَةً، عُرْوَةً)) (2) .
907 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا أبو الحسن الدِّيْبَاجِيّ، حدثنا
_________
(1) سلمة بن كلثوم: الكندي الشامي، وقال أبو توبة: لم يكن في أصحاب الأوزاعي أهنأ منه. ووثّقه أبو اليمان. وقال الدارقطني: شامي يهم كثيرا، ووثقه الذهبي، وقال ابن حجر: صدوق. الجرح والتعديل: 4/171، تهذيب الكمال:
11/311، الكاشف: 1/454، التقريب: 1/248.
(2) في هامش الخطية في جانب هذا الأثر ما نصُّه: ((بلغ وصح)) .
في إسناده أبو الحسن الديباجي قال الدارقطني: شيخ صالح، ولم يوثقه أحمد، وسلمة بن كلثوم صدوق وبقية رجاله ثقات.
أخرجه عبد الله بن أحمد في السنة: 1/207، من طريق إبراهيم بن سعيد به.
وأخرجه ابن حبان في المجروحين: 3/66، بإسناده عن الأوزاعي به.
وذكره البخاري في تاريخ الكبير: 2/100، وابن عدي في الكامل: 7/8، من قول الثوري.(3/976)
جعفر بن محمد الصَّائِغُ، حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ، حَدَّثَنَا موسى بن إسماعيل، عن أبي عوانة (1) قال: ((شَهِدْتُ أبا حنيفةَ سُئِلَ عَنْ الأَشْرِبَةِ، فَمَا سُئِلَ عَنْ شَيْءٍ مِنْهَا إِلاَّ قال: حلاَلٌ، وَسُئِلَ عَنْ المُسْكِر، فقالَ: حَلاَلٌ)) (2) .
908 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَدَائِنِيُّ، حدثنا نوح
ابن حَبِيبٍ القَوْمَسِي، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ (3) ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عطاء ابن يَسَار، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْري، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ)) (4) .
_________
(1) أبو عوانة: وضاح بن عبد الله اليشكري ثقة ثبت. التقريب: 1/580.
(2) في إسناده أبو الحسن قال الدارقطني: هو شيخ صالح، وبقية رجاله ثقات.
أخرجه عبد الله بن أحمد في السنة: 1/207، عن إبراهيم به. ورجال إسناده ثقات.
وأخرجه الخطيب في تاريخ بغداد: 13/412، من طريق أبي سلمة، عن أبي عوانة به.
قلت: ويرى الإمام أبي حنيفة أن ما صُنع من عصير العنب فقط قليله وكثيره، لقوله - صلى الله عليه وسلم - ((حرمت الخمرة لعينها، والسُّكر من كل شرب)) أخرجه النسائي في الأشربة: باب ذكر الأخبار التي احتج بها من أباح شراب المسكر، 8/277، وأنه كان يرى أن كل ما بلغ السُّكر من العصيرات الأخرى فهو حرام، وإن لم يبلغ حدّ السُّكر فلا. فهذا الذي يفرق فيه بين القليل والكثير أعني العصيرات الأخرى غير عصير العنب للحديث السابق. انظر البدائع الصنائع: 9/213 وفي المغني: 12/497.
(3) عبد المحيد بن عبد العزيز: بن أبي رواد أبو عبد الحميد المكي.
(4) حديث صحيح، وإسناد المؤلف منكر، تفرد به عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وهو صدوق يخطئ ويدلس، وبقية رجاله ثقات، وقد قال الحفاظ: لم يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَلا من رواية عمر بن الخطاب، ولا عن عمر إلا من رواية علقمة بن وقاص، ولا عن علقمة إلا من رواية محمد بن إبراهيم التيمي، ولا عن محمد إلا من رواية يحيى بن سعيد لأنصاري، وعن يحيى انتشر، فرواه جمع من الأئمة، فهو غريب في أوله، مشهور في آخره.
وتقدم تخريجه في رواية رقم ((871)) . وأما طريق المؤلف فقد أخرجه القضاعي في مسند الشهاب: 2/196 رقم ((1173)) من طريق الحسن بن سفيان، عن نوح بن حبيب به.(3/977)
909 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا أبو العباس الفَزَارِي، حدثنا أبو العباس أحمد ابن يونس الضَّبِّي (1) ، قال: ((كانَ زَيْدَانُ الكَاتِبُ يَكْتُبُ بيَن يَدَي يحيى بن أَكْثم، وكَانَ غُلاَماً مُتَنَاهِيًا فِي الْجَمَالِ، فَقَرَصَ يَحيى خَدَّهُ فَخَجِلَ وَاسْتَحْيَا وَطَرَحَ الْقَلَمَ مِنْ يَدِهِ، فقالَ لَهُ يحيى: اكْتُبْ مَا أُمْلِي عَلَيْك، وقال:
أَيَا قمَراً جمَّشْتُهُ (2) فتَغَضَّبا
وأَعْرَضَ بي مِنْ تِيْهِهِ مُتجَنِّبا
فكنْ أبدًا يا سيِّدِي مُتغيِّبا ... إذا كُنْتَ للتَّجْميشِ والعِشْقِ كارها
وتجعلَ مِنْها فَوْقَ خدَّيْك عَقْرَبا [ل 186/أ] ... ولاَ تُظْهرِ الأَصْدَاغَ للنَّاس فتنة
فتَقتُلَ مُشْتاقاً وتَفْتِنَ ناسِكًا
وتَتْرُكَ قاضي المُسْلمينَ مُعذَّباً (3)
910 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ محمد بن صاعد،
_________
(1) أبو العباس أحمد بن يونس الضبي: ابن المسيب البغدادي سكن أصبهان، قال علي بن عمر: كان كثير الحديث من الثقات. وقال ابن أبي حاتم: محله عندنا محل الصدق. وذكره ابن حبان في الثقات. مات سنة ثمان وستين ومائتين. الجرح والتعديل: 2/81، الثقات: 8/51، تايخ بغداد: 5/223.
(2) جمشته: من الجمش: أي المغازلة، ضرب بقرص ولعب، وقد جمّشه وهو يجمِّشها، أي يقرصها ويلاعبها. لسان العرب: 6/275.
(3) رجال إسناده ثقات.(3/978)
حَدَّثَنَا بُنْدَار محمد ابن بَشَّار، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِي (1) ، حَدَّثَنَا مُهَاجِر أَبُو مَخْلَدٍ (2) ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَالِيَةِ (3) قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ)) (4) .
911 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ المَرْوَزِيُّ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْع، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ ح
_________
(1) عبد الوهاب الثقفي: ابن عبد المجيد بن الصلت أبو محمد البصري، ثقة تغير قبل موته بثلاث سنين. كما في التقريب: 1/368.
(2) مهاجر أبو مخلد: مهاجر بن مخلد أبو مخلد مولى البكرات بفتح الموحدة والكاف، قال ابن معين: صالح، وقال أبو حاتم: لين الحديث، ليس بالمتقن يكتب حديثه. وذكره ابن حبان في الثقات. وقيل كان وهيب يعيبه ويقول: لا يحفظ. وقال الساجي: صدوق. وقال ابن حجر: مقبول. الجرح والتعديل: 8/262، الثقات: 7/486، تهذيب الكمال:
28/579، التقريب: 1/548.
(3) أبو العالية: رفيع بن مهران الرياحي.
(4) حديث صحيح، وإسناد المؤلف جيد، فيه مهاجر أبو مخلد وهو مقبول، ولم يتابعه أحد ولكن قد توبع شيخه بمتابعة قاصرة.
أخرجه أحمد في المسند: 6/137، والقضاعي في مسند الشهاب: 1/395-396 رقم ((678)) ، من طريق وكيع، حدثنا محمد بن سليم المكي، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عائشة به مثله. ورجال أحمد كلهم ثقات والحمد لله.
وأخرجه أحمد في المسند: 6/79، من طريق كثير بن زيد، عن المطلب بن عبد الله، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ لها: يا عائشة: ((استتري من النار ولو بشق تمرة، فإنها تسد من الجائع مسدها من الشبعان)) .
وفي إسناده كثير بن زيد الأسلمي صدوق يخطئ كما في التقريب: 1/459، والمطلب بن عبد الله صدوق كثير التدليس والارسال كما في التقريب أيضا: 1/534.
والحديث صحيح ثابت في الصحيحين من حديث عدي بن حاتم، تقدم تخريجه في رواية رقم (395) .(3/979)
ميد، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: ((لَبَّيْكَ بِحِجَّةٍ وَعُمْرَةٍ مَعاً)) (1) .
912 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا محمد بن القاسم الكَوْكَبِي إملاء، حَدَّثَنَا
أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي خَيْثَمَة (2) ، أخبرنا المَدَائِنِي (3) ، قال: قال تَوْبة العَنْبَرِيُّ: ((عَمِلْتُ لِيوسف بن عمر (4) فَحَبَسَنِي حتىَّ لَمْ يَبْقَ في رأْسِي شَعْرَةٌ سَوْدَاء، فرأَيْتُ في المَنَامِ رَجُلاً حَسَنَ الْوَجْهِ أَبْيَضَ
_________
(1) حديث صحيح، ورجال إسناده ثقات.
أخرجه الدارقطني في السنن: 2/288 رقم ((233)) والحاكم في المستدرك: 1/645، من طريقين عن الحسين
ابن الحسن المروزي به.
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
وأخرجه مسلم في الحج: باب ما جاء في الجمع بين الحج والعمرة 2/915 رقم ((1251)) من طريق إسماعيل
ابن إبراهيم، عن حميد الطويل قال قال أنس سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - يقول: ((لَبَّيْكَ بِعُمْرَةٍ وَحَجٍّ)) .
(2) أبو بكر بن أبي خيثمة: هو أحمد بن زهير بن حرب بن شداد النسائي الأصل البغدادي، قال ابن أبي حاتم: كان صدوقا. ووصفه ابن حبان بالاتقان. قال الخطيب: كان ثقة عالما متقنا حافظا بصيرا بأيام الناس وأئمة الأدب أخذ علم الحديث عن أبيه وابن معين، وأيام الناس عن أبي الحسن المدائني. مات آخر سنة ثمان وتسعين ومائتين. الجرح والتعديل: 2/25، الثقات: 8/55، تاريخ بغداد 4/162 لسان الميزان: 1/174.
(3) المدائني: علي بن محمد أبو الحسن المدائني الأخباري صاحب التصانيف، وقال أبو جعفر الطبري: كان عالما بأيام الناس صدوقا في ذلك. وقال ابن عدي: ليس بالقوي في الحديث. وقال ابن حجر معقبا عليه: ما له من الروايات المسندة. مات سنة أربع أو خمس وعشرين ومائتين، وقد ولد سنة اثنتين وثلاثين ومائة. تاريخ بغداد: 12/54، الكامل في التاريخ: 6/516، ميزان الاعتدال: 3/153، شذرات الذهب: 2/54.
(4) يوسف بن عمر: بن محمد بن الحكم الثقفي أمير العراقيين وخراسان، قال الذهبي: كان شهما كافيا سائسا جبارا مهيبا عسوفا جوادا معطاءً، مات سنة سبع وعشرين ومائة، وعاش أزيد من ستين سنة. سير أعلام النبلاء: 5/442، شذرات الذهب: 1/172.(3/980)
الثَّوْبِ، فقال لي: يا تَوْبَةُ، لقد طالَ حَبْسُكَ.
قلتُ: أَجَلْ، قال: قُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ العَفْوَ وَالْمُعَافَاةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، قال: فَقُلْتُهُمَا ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، فَانْتَبَهْتُ فَكَتَبْتُهَا، ثُمَّ قُمْتُ فَتَوَضَّأْتُ وَصَلَّيْتُ، فَما زِلْتُ أقُولُهَا حَتَّى السَّحْرِ، فَإِذَا رُسُلُ يُوسف قَدْ أَخْرَجُونِي إِلَيْهِ في قُيُودِي، قال: تُحِبُّ أَنْ أُخَلِّيك؟، قلت: نَعم، فَأَطْلَقَ قُيُودِي، وَخَلاَنِي رَجُلاَنِ (1) فَعَلَّمْتُهُمَا (2) رَجُلاً فِي السِّجْنِ، فَقَالَ تَوْبَةُ: ما قُلْتُهَا فِي غَدَاةٍ قَطّ [ل186/ب] يُذْهَبُ بي إليه إِلاَّ صُرِفَ عنِّي، حتَّى كانَ يومًا، قال: فطَلَبْتُها فَلَمْ أَقْدِرْ عليها فضَربَنِي مائةَ سَوْطٍ، قال: فذكَرْتُها فقُلْتُها فخَلَوْا عَنِّي)) (3) .
913 - أنشدنا أحمد، أنشدنا محمد، أنشدنا نَهْشَلُ بن دَارِم (4) ، أنشدني أبو طَلْحَةُ الفَزَارِي (5) ، أنْشدَنِي الشَّامِيُونَ لأَبِي حَازِم
_________
(1) في هامش الخطية: ((رجلان)) وعليها ((صح)) .
(2) كذا في الخطية: والأشبه (فعلمتها) .
(3) رجال إسناده ثقات إلا المدائني فهو ليس بقوي.
ذكره المزي في تهذيب الكمال: 4/336، وابن حجر في تهذيب التهذيب: 1/452، من طريق ابن أبي خيثمة به.
(4) نهشل بن دارم: قيل اسمه إبراهيم بن دارم بن أحمد أبو إسحاق الدارمي النهشلي، وثقه الخطيب في تاريخ بغداد: 13/455.
(5) أبو طلحة الفزاري: أحمد بن محمد بن عبد الكريم الوشا المعروف بالوساوسي، ضعفه الدارقطني وقال تكلموا فيه. ووثقه البرقاني، ورماه ابن حجر بالتدليس. مات سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة. تاريخ بغداد: 5/57، لسان الميزان: 1/285.(3/981)
القاضي (1) ، بقوله في ابنه:
أّذَلَّ فَأَحْبِبْ بِهِ مِنْ مُذِلٍّ
ومِنْ ظالٍم لِدَمِيْ مُسْتحِلِّ
إذا مَا تَتَايَهَ قابَلْتُه
بِذُلٍّ وذَلكَ جَهْدُ المُقِلِّ
914 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا أبو طالب الحَافِظُ (2) إملاء، حدثنا أبو الطَّيْب أحمد بن إبراهيم المصريُّ (3) ، حدثنا يونس بن عبد الأعلى، حدثنا ابن وَهْب، قال: قال مالك: ((لَيْسَ فِي النَّاسِ شَيْءٌ أَقَلُّ مِنَ اْلإِنْصَافِ)) (4) .
915 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا عبد الله بن سليمان بن الأَشْعَث إِمْلاءً، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصور بْنِ سيَّار، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ الجَوْزَجَانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ المَلِك الدَّقِيقِي (5) ، قَالُوا: حَدَّثَنَا
_________
(1) أبو حازم القاضي: لعله أحمد بن محمد بن نصر أبو حازم القاضي، وثقه الخطيب. مات سنة ست عشرة وثلاثمائة. تاريخ بغداد: 5/108.
(2) أبو طالب الحافظ: أحمد بن نصر.
(3) أبو الطيب أحمد بن إبراهيم المصري: لعله أحمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن أبو الطيب نزل الرحبة ذكره الخطيب في تاريخه دون جرح ولا تعديل. تاريخ بغداد: 4/16.
(4) رجال إسناده ثقات إلا أبا الطيب أحمد بن محمد المصري فلم أميزه.
(5) محمد بن عبد الملك الدقيقي: ابن مروان ابو جعفر الواسطي، قال أبو حاتم: صدوق. وقال أبو داود: لم يكن بمحكم العقل. وذكره ابن حبان في الثقات. ووثقه مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ والدارقطني ومسلمة بن قاسم. وقال ابن حجر: صدوق. مات سنة ست وستين ومائتين. الجرح والتعديل: 8/5، الثقات: 9/131، سؤالات البرقاني للدارقطني: رقم الترجمة: 446، وسؤالات السلمي له أيضاً: رقم الترجمة: 300، تاريخ بغداد: 2/346، تهذيب الكمال: 26/24، التقريب: 1/494.(3/982)
عَمْرو بْنُ عَاصِمٍ (1)
، حَدَّثَنَا هَمَّام، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مَوَرِّقُ العِجْلِي (2) ، عَنْ أَبِي الأَحْوَص (3) ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((إِنَّمَا الْمَرْأَةُ عَوْرَةٌ، فَإِذَا خَرَجَتْ مِنْ بَيْتِهَا اسْتَشْرَفَهَا الشَّيْطَانُ، وَأَقْرَبُ مَا يَكُونُ مِنْ رَبِّهَا، مَا كَانَتْ فِي قَعْرِ بَيْتِهَا)) (4)
_________
(1) عمرو بن عاصم: بن عبيد الله الكلابي القيسي أبو عثمان البصري، وثقه ابن سعد. وقال ابن معين: أراه كان صدوقاً. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال ابن حجر: صدوق في حفظه شيء. الطبقات الكبرى: 7/305، تاريخ ابن معين برواية الدارمي:
0/178 رقم: 643، الجرح والتعديل: 6/250، الثقات: 8/481، تهذيب الكمال: 22/90، التقريب: 1/423.
(2) مورق العجلي: مورِّق بتشديد الراء بن مشمرج بضم أوله وفتح المعجمة وسكون الميم وكسر الراء بعدها جيم، ثقة عابد، التقريب: 1/549.
(3) أبو الأحوص: عوف بن مالك الجشمي بضم الجيم وفتح المعجمة الكوفي مشهور بكنيته، ثقة، التقريب: 1/433.
(4) حديث صحيح لغيره، وإسناد المؤلف فيه عمرو بن عاصم وهو صدوق في حفظه شيء إلا أنه قد توبع.
أخرجه أبو داود في الصلاة: باب في التشديد في خروج النساء إلى المسجد 2/156 رقم ((570)) والترمذي في الرضاع: باب رقم 18، 3/476 رقم: 1173، وابن خزيمة في صحيحه: 3/ 93 رقم ((1685)) وابن حبان في صحيحه: 12/413 رقم ((5599)) من طريق عمرو بن عاصم به. وعند بعضهم مختصراً.
وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير: 10/108 رقم ((10115)) وفي الأوسط: 8/101 رقم: 8096، من طريق سويد بن أبي حاتم، وابن خزيمة في الصحيح: 3/93 رقم ((1687)) من طريق ابن بشير كلاهما عن قتادة به. وقال الترمذي: حسن غريب.
وأخرجه ابن خزيمة رقم ((1686)) وابن حبان في صحيحه: 12/412 رقم ((5598)) من طريق أحمد بن المقدام، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أبيه، عن قتادة، عن أبي الأحوص به.
وأحمد بن المقدام، وسليمان التيمي كلاهما صدوق.
في إسناده انقطاع بين قتادة وأبي الأحوص، قاله أبو حاتم فيما نقله عنه ابنه في المراسيل: 0/637.
وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير: 9/295 رقم ((9481)) ورقم ((9482)) من طريقين عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ الله موقوفا عليه قال: ((إنما النساء عورة، وإن المرأة لتخرج ... فذكره مطولا.
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: 2/35، ورجاله ثقات.
وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى: 3/131، من طريق هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُوَرِّقٍ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - قال: ((صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في حجرتها، وصلاتها في مخدعها أفض من صلاتها في بيتها)) ورجاله ثقات.(3/983)
916 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا عبد الله [ل187/أ] بْنُ أَبِي دَاوُدَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ ابن عُثْمَانَ الأَوْدِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الأَسَدِيُّ (1) ، حَدَّثَنَا فِطْرٌ (2) ، عَنْ عَطَاءٍ: شَيْخٌ مِنْ بَنِي شَيْبَة أَدْرَكَهُ وَهُوَ كَبِيرٌ قَالَ: ((رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُصَلِّي عِنْدَ الْمَقَامِ وَعَلَيْهِ نَعْلاَنِ سِبْتِيَّتَانِ لَمْ يَخْلَعْهُمَا)) (3) .
_________
(1) محمد بن القاسم الأسدي: أبو إبراهيم كوفي، قال ابن معين: ليس بشيء. وقال مرة: لم يكن من أصحاب الحديث، ولم يكن له تيقُّظ أصحاب الحديث. وقال أحمد: يكذب أحاديثه أحاديث سوء موضوعة ليس بشيء. وقال أبو زرعة: لا يعجبني حديثه، وقال مرة شيخ. وتركه النسائي. وقال العقيلي: لا يتابع على حديثه. قال ابن حبان: يروي عن الثقات ما ليس من أحاديثهم، ويأتي عن الأثبات بما لم يحدثوا، لا يجوز الاحتجاج به ولا الرواية عنه بحال. وقال ابن حجر: كذبوه. وقال مرة: ضعيف جداًّ. مات سنة سبع ومائتين. تاريخ ابن معين برواية ابن الجنيد: 0/220، وبرواية الدوري: 2/534، الضعفاء والمتروكون: 0/95، الضعفاء الكبير: 4/126، الجرح والتعديل: 8/65، المجروحين:
2/361، تهذيب الكمال: 26/301، تهذيب التهذيب: 9/361، الإصابة: 4/506، التقريب: 1/502.
(2) فطر: بن خليفة أبو بكر الحنّاط القرشي المخزومي مولاهم الكوفي، صدوق رمي بالتشيع. التقريب: 1/448.
(3) حديث موضوع: في إسناده محمد بن القاسم الأسدي وهو كذاب.
أخرجه الطبراني في المعجم الكبير: 17/170 رقم ((449)) وابن حجر والإصابة: 4/506، من طريق محمد بن القاسم الأسدي به.
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: 2/52، رواه الطبراني وفيه محمد بن القاسم الأسدي وهما اثنان وكلاهما وثق وفي أحدهما ضعف كثير وبقية رجاله ثقات.(3/984)
917 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي دَاوُدَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عثمان بن أبي صَفْوان الثَّقَفِي، حدثنا أمية بن خالد (1) ، قال: ((قِيلَ لشُعْبَةَ مَا لَكَ لاَ تُحَدِّثُ عنْ عبدِ المَلِك ابن أبي سليمان، وَهُوَ حَسَنُ الْحَدِيثِ؟، قال: مِنْ حُسْنِهَا فَرَرْتُ)) (2) .
918 - قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي دَاوُدَ، حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الجَهْضَمِي، حَدَّثَنِي مَعْنُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ (3) ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ زينبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَة، عَنْ أمِّ سَلَمَة، قَالَتْ: ((شَكَوْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِنَّي شَاكِيَةٌ، لاَ أَسْتَطِيعُ أَنْ أَطُوفَ، قَالَ: طُوفِي وَرَاءَ النَّاسِ وَأَنْتِ رَاكِبَةٌ، فَطُفْتُ)) (4)
_________
(1) أمية بن خالد: بن الأسود بن هدبة الأزدي القيسي البصري أبو عبد الله، قال أحمد: كان يحدث من حفظه لا يخرج كتابا، وثقه العجلي وأبو زرعة وأبو حاتم والترمذي وابن حبان، الجرح والتعديل: 2/302، الثقات: 1/236، تهذيب الكمال: 3/330، تهذيب التهذيب: 1/324، التقريب: 1/114،
(2) صحيح رجال إسناده ثقات،
أخرجه ابن حاتم في الجرح والتعديل: 1/146، وابن عدي في الكامل: 5/302، والعقيلي في الضعفاء الكبير:
3/32، والبيهقي في الكبرى: 6/606، والخطيب في الجامع لأخلاق الراوي 2/101، والمزي في تهذيب الكمال: 18/326، من طريق أمية بن خالد به.
(3) أبو الأسود: محمد بن عبد الرحمن بن نوفل الأسدي ثقة من السادسة، التقريب:
1/493.
(4) حديث صحيح رجال إسناده ثقات.
أخرجه ابن حبان في الصحيح: 9/139 رقم ((3830)) ، من طريق نصر بن علي الجهظمي به.
وأخرجه مالك في الموطأ: 1/370 رقم ((123)) ومن طريقه البخاري في الصلاة: باب إدخال البعير في المسجد للعلة
1/557 رقم ((464)) وفي الحج: باب طواف النساء مع الرجال 3/480 رقم ((1619)) ، وفي باب من صلى ركعتي الطواف خارجا من المسجد 3/486 رقم ((1626)) ، وفي باب المريض يطوف راكبا 3/490 رقم ((1633)) وفي تفسير: تفسير سورة الطور 8/603 رقم ((4853)) ، ومسلم في الحج: باب جواز الطواف على بعير ونحوه 2/927 رقم ((1276)) .(3/985)
919 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا ابن أبي داود، حدثنا أحمد بْنُ يُوسُفَ بْنِ سَالِمٍ الأَزْدِي، وَكَانَ يَنْزِلُ بَنِي سُلَيْم، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي دَاوُدَ الحَرَّانِي، حَدَّثَنَا سَابِق (1) ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ (2) ،
عَنْ أَبِيهِ (3) ، عَنْ جابرٍ: ((أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَضَى بِالشَّاهِدِ مَعَ الْيَمِينِ، وَقَضَى بِهِ عَلِيُّ - رضي الله عنه - بِالْكُوفَةِ)) (4)
_________
(1) سابق: بن ناجية، ذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن حجر: مقبول من السادسة. الثقات: 6/433، التقريب: 1/226.
(2) جعفر بن محمد: بن علي بن الحسين الهاشمي المعروف بالصادق.
(3) أبوه: هو محمد بن علي بن الحسين بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ القرشي الباقر ثقة، التقريب 1/497.
(4) حديث صحيح لغيره، في إسناده سابق بن ناجية وهو مقبول أي عند المتابعة وقد تابعه غير واحد.
أخرجه أحمد في المسند: 1/248، وابن ماجة في الأحكام: باب قضاء بالشاهد واليمين 2/793 رقم ((2369)) والترمذي في باب رقم ((1344)) ، وابن الجارود في المنتقى: رقم ((1008)) ، والطحاوي في شرح معاني الآثار:
4/144-145، والدارقطني في السنن: 4/212، والبيهقي في السنن الكبرى: 10/170، وابن عبد البر في التمهيد: 2/136، من طريق عبد الوهاب الثقفي،
وأخرجه أبو عوانة في الأيمان والنذور 3/340، والبيهقي في السنن الكبرى: 10/170، وابن عبد البر في التمهيد:
2/138، من طريق إبراهيم بن أبي حية، والطبراني في المعجم الأوسط: 1/444، رقم ((7345)) ، وابن عبد البر في التمهيد: 2/135، من طريق عبيد الله بن عمر، وابن عبد البر في التمهيد أيضا: 2/136-137، من طريق يحيى بن سليم،
و2/137 من طريق محمد بن عبد الرحمن بن رواد، خمستهم عن جعفر بن محمد به مرفوعا. وقال عبد الله بن الإمام أحمد: كان أبي قد ضرب على هذا الحديث، قال: ولم يوافق أحد على جابر، فلم أزل به حتى قرأه عليّ وكتب عليه صح.
وأخرجه مالك في الموطأ: 2/721، ومن طريقه أخرجه أبو عوانة في الأيمان والنذور: 3/340، والطحاوي في شرح ومعاني الآثار: 4/145، والبيهقي في السنن الكبرى: 10/169، وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف: 14/225 رقم ((18165)) والطحاوي في شرح معاني الآثار: 4/145، من طريق سفيان الثوري، والترمذي رقم ((1345)) ، والبيهقي في السنن الكبرى: 10/169، من طريق إسماعيل بن جعفر، وأبو عوانة 3/340، والبيهقي في السنن الكبرى: 10/169، من طريق يحيى بن أيوب، والبيهقي في السنن الكبرى: 10/169، من طريق ابن جريج خمستهم عن جعفر بن محمد أبيه مرسلا، ولم يذكروا جابرا.
وأخرجه ابن عبد البر في التمهيد: 2/134، من طريق عثمان بن خالد المدني، عن مالك، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أبيه، عن جابر. وقال: هكذا حدّث به عثمان بن خالد، عن مالك مسندا، والصحيح فيه عن مالك أنه مرسل في روايته، وقد تابع عثمان بن خالد إسماعيل بن موسى الكوفي فرواه أيضا عن مالك، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أبيه، عن جابر.
وقد قال الترمذي مرجّحا الارسال:
وقد تقدم ترجيح ابن عبد البر أيضا للارسال. ثم وقفت على كلام الدارقطني نقله عنه الزيلعي في نصب الراية 4/100، يقول: كان جعفر بن محمد ربما أرسل هذا الحديث، وربما وصله عن جابر، لأن جماعة من الثقات حفظوه عن أبيه، عن جابر، والقول قولهم لأنهم زادوا، وهم ثقات وزيادة الثقة مقبولة. أهـ(3/986)
920 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي دَاوُدَ، حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ آدَمَ (1) ، حَدَّثَنَا الفَضْل بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا أَبُو حَمْزَةَ السُّكَّري، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِياد، عَنْ نافع، [ل187/ب]
عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: ((صَلَّى
_________
(1) محمود بن آدم: أبو أحمد ويقال: أبو عبد الرحمن الموزي، قال ابن أبي حاتم: كان ثقة صدوقا. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال ابن حجر: صدوق. مات سنة ثمان وخمسين ومائتين. الجرح والتعديل: 8/290، الثقات: 9/202، التقريب: 1/522.(3/987)
رَسُولُ اللهِ - صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى زَانِيَةٍ مَاتَتْ هِيَ وَابْنُهَا فِي نِفَاسِها)) (1)
921 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أبي داود، حدثنا علي بن حسَّان
السُّكَّرِيُّ، حدثنا موسى بن داود (2) ، حدثنا عبد الغفار بن القاسم، حدثني سَلَمَةُ
ابن أبي الطُفَيْل (3)
، عن أبيه (4) ، قال: سَمِعْتُ علياَّ - رضي الله عنه - يقولُ: ((وَاللهِ لَوْ ضُرِبَ المُؤْمِنُ عَلَى خَيْشُومِهِ ما أبْغَضَنِي (5) ، وَلَوْ أَعْطَيْتُ الْمُنَافِقَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ مَا أَحَبَّنِي)) (6) .
_________
(1) حديث منكر، في إسناده محمد بن زياد لم أعرفه، ولم أجد له متابع. وبقية رجاله ثقات.
أخرجه الطبراني في المعجم الكبير: 12/386، رقم ((13428)) ، من طريق علي بن الحسن بن شقيق، والخطيب في تاريخه: 3/267، من طريق الفضل بن موسى كلاهما عن أبي حمزة السكري به.
وأضاف الخطيب قائلاً: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غالب قال: قلت لأبي الحسن الدارقطني: أَبُو حَمْزَةَ السُّكري عَنْ مُحَمَّدِ ابن زياد؟ قال: هذا الذي يُحدِّث عن نافع، عن ابن عمر، شيخ أبي حمزة مجهول، والحديث منكر، قلت: حديث ((أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - صلّى على زانية وابنتها؟، قال: نعم، قلت: يترك؟ قال: نعم.
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: 3/41، فيه محمد بن زياد صاحب نافع ولم أجد من ترجمه.
(2) موسى بن داود: لعله أبو عبد الله الضبي الطرسوسي الخُلقاني كوفي الأصل، صدوق فقيه زاهد له أوهام. التقريب: 1/550.
(3) سلمة بن أبي الطفيل: بن عامر بن واثلة. قال ابن خراش: مجهول. وذكره ابن حبان في الثقات. الجرح والتعديل:
4/166، الثقات: 4/318، الإكمال: 0/174
(4) أبوه: عامر بن واثلة الصحابي الجليل.
(5) في الخطية غير واضح فكتب الناسخ في الهامش (أبغضني) مُوَضِّحاً هذه الكلمة.
(6) إسناده ضعيف جدًّا، فيه علي بن حسان السكري لم أجد له ترجمة، عبد الغفار بن القاسم متروك، إضافة إلى جهالة سلمة بن أبي الطفيل.(3/988)
922 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ، حدثنا ابْنُ أبي داود، حدثني أبي (1) ، عن عليُّ بنُ المَدِيِنيُّ، قال: قال يحيى بن سعيد العطَّار (2) : ((كُنَّا إِذَا اسْتَضْعَفَنَا المحدِّثُ أكَلَنَا، وَإِذَا استضْعَفْنَاهُ أَكَلْنَاهُ (3)) ) (4) .
923 - أخبرنا أَحْمَدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ، حَدَّثَنَا أحمد ابن صالح، أخبرنا عبد الله بن وَهْب، قال: سَمِعْتُ مالكَ بنَ أَنَس يقول: ((النَّاسُ يَنْظُرُونَ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَعْيُنِهِمْ)) (5) .
_________
(1) أبوه: أبو داود سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير الأزدي السجستاني صاحب السنن.
(2) يحيى بن سعيد العطار: أبو زكريا الأنصاري الحمصي، وثّقه ابن مصفَّى، وقال ابن معين: ليس بشيء، وضعّفه الدارقطني، وقال ابن خزيمة: لا يحتج به. وقال ابن حجر ضعيف. تاريخ ابن معين برواية: ص228 رقم: 873، سؤالات أبي عبد الرحمن السلمي للدارقطني (ص14) ، تهذيب التهذيب: 11/220، والتقريب: 1/591.
(3) في الخطية ((وإذا استضعفنا أكلناه)) والتصحيح من الجامع للخطيب كما سيأتي.
(4) صحيح رجاله ثقات.
أخرجه الخطيب في الجامع لأخلاق الراوي: 1/140، من طريق ابن أبي داود عن أبيه، عن مسدد، عن يحيى بن سعيد يقول: ((كنا إذا استضعَفْنا محدثاً أكلناه، وإذا استضعَفَنا أكَلَنا)) .
(5) صحيح رجاله ثقات.
أخرجه الآجري في الشريعة: 0/254، واللالكائي في شرح اعتقاد أهل السنة: 3/50 رقم ((870)) ، وأبو نعيم في الحلية: 6/326، وذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء: 8/99، من طريق ابن أبي داود به.
هذا هو مذهب السلف الصالح في مسألة رؤية الله يوم القيامة وأنها ثابتة وخاصة بأهل الجنة، وإمام مالك معروف بعقيدة السلف، وأما الأدلة على أن رؤية الله ثابتة فكثيرة، منها قوله تعالى: {وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة} . سورة القيامة آية رقم ((22)) و ((23)) . وقوله تعالى: {كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون} . سورة المطففين آية رقم ((15)) . قال الشافعي: لما حبجب هؤلاء في السخط كان في ذلك دليل على أن أولياءه يرونه في الرضا. انظر مناقب البيهقي: 1/420.
وأما الأحاديث المصرحة برؤية اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فقد ذكر ابن القيم رحمه الله في كتابه حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح: 0/212، أنها متواترة وذكر عددا منها ما تقدم من حديث جرير بن عبد الله في رواية رقم ((146)) الذي أخرجه البخاري، ومن حديث أبي هريرة وأبي سعيد الخدري عند البخاري ومسلم مَعًا.(3/989)
924 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أبي داود، حدثنا أبو عُمَيْر الرَّمْلي (1) ، حدثنا أيُّوب بن سُوَيد (2) ، عن أُسَامة بن زيد، عن الزُّهْرِي، عن طاوس، عن ابن عباس:
((أَنَّهُ رَجَعَ عَنِ الصَّرْفِ قَبْلَ مَوْتِه)) (3)
_________
(1) أبو عمير الرملي: عيسى بن محمد بن إسحاق أبو عمير النحاس بمهملتين الرملي، ويقال: اسم جده عيسى، ثقة فاضل من صغار العاشرة، مات سنة ست وخمس، وقيل بعدها، التقريب: 1/440.
(2) أيوب بن سويد: أبو مسعود الرملي الحميري الشيباني، قال ابن معين: ليس بشيء، وقال مرة: ليس بشيء، يسرق الحديث. وقال البخاري: يتكلمون فيه. وقال أبو حاتم: لين الحديث. وقال النسائي: ليس بثقة. وقال ابن عدي: يقع في حديثه ما يوافقه الثقات عليه، ويقع فيه مالا يوافقه عليه، ويكتب حديثه في جملة الضعفاء. وقال ابن حجر: صدوق يخطئ. الضعفاء والمتروكون: 0/160، الضعفاء الكبير: 1/113، الجرح والتعديل: 2/249، تهذيب الكمال: 3/474، التقريب: 1/118.
(3) إسناده حسن، فيه أيوب بن سويد وهو صدوق يخطئ، وأسامة بن زيد وهو صدوق يهم. وبقية رجاله ثقات.
لم أجد من أخرجه بهذا الإسناد، ولكن وقفت على معناه بأسانيد أخرى، منها: ما أخرج أحمد في المسند: 3/51 مختصرا، وابن عدي في الكامل: 2/831، والحاكم في المستدرك: 2/42-43، وابن خزم في المحلى: 7/417، من طريق حيان بن عبيد الله العدوي قال: سألت أبا مجلز عن الصرف؟، فقال: كان ابن عباس رضي الله عنهما لا يرى به بأسا زمانا من عمره ما كان منه عينا يعني يدا بيد، فكان يقول: إنما الربا في النسيئة، فلقيه أبو سعيد الخدري فقال له: يابن عباس ألا تتقي الله إلى متى توكل الناس الربا، أبلغك أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - ... فقال ابن عباس: جزاك الله الجنة، فإنك ذكرتني أمراً كنت نسيته، أستغفر الله وأتوب إليه، فكان ينهى عنه بعد ذلك أشد النهي.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه بهذه السياقة. وتعقبه الذهبي فقال: حيان فيه ضعف وليس بحجة. وقال ابن عدي: عامة ما يرويه افرادات ينفرد بها، وذكر هذا منها.
وحكاه أبو سعيد الخدري عن ابن عباس عند ابن ماجة في التجارات: باب من قال لا ربا 2/758 رقم ((257)) ، والبيهقي في السنن الكبرى: 5/280.
وقد ثبت عنه رضي الله عنه كراهيته لذلك بعد أن كان أجازه وبعد أن راجعه أبو سعيد الخدري كما عند مسلم في المساقاة: باب بيع الطعام مثلا بمثل 3/1217 رقم ((1595)) قال أبو سعيد الخدري: فحدثني أبو الصهباء أنه سأل ابن عباس عنه بمكة فكرهه.
ثم ثبت رجوعه شفويّا أيضا عند ابن ماجة في التجارات: باب من قال لا ربا إلا في نسيئة 2/759 رقم ((2258)) والبيهقي في السنن كبرى: 5/282، وفي معرفة السنن والآثار: 8/43، من طريق أبي الجوزاء، عن ابن عباس أنه قال: قد كنت أفتي بذلك حتى حدثني أبو سعيد الخدري وابن عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - نهى عنه، فأنا أنهاكم عنه)) . وفي السنن الكبرى ((حتى حدثني أبو سعيد وابن عمر)) وهذا لفظ البيهقي.
وإسناد ابن ماجة رجاله كلهم ثقات. ولفظه عنده: عن أبي الجوزاء قال: سمعته يأمر بالصرف، يعني ابن عباس، ويحدث ذلك عنه، ثم بلغني أنه رجع عن ذلك، فلقيته بمكة فقلت: إنه بلغني أنك رجعت، قال: نعم، إنما كان ذلك رأيا مني، وهذا أبو سعيد يحدّث عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - أنه نهى عن الصرف.
وكان ابن عباس لا يرى تحريم ربا الفضل وأن الربا إنما هو ربا النسيئة فحسب لقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((لا ربا إلا في النسيئة)) . رواه عن أسامة بن زيد عن النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أخرجه البخاري في البيوع: باب بيع الدينار بالدينار نساء 3/98 رقم ((2178)) ، ومسلم في المساقاة: باب بيع الطعام مثلا بمثل 3/1217-1218 رقم ((1596)) .
ومن الأجوبة التي أجاب بها الجمهور على دليل ابن عباس:
1-أن معناه لا ربا أشد إلا في النسيئة، فالمراد نفي الكمال لا نفي الأصل.
2-ولأنه مفهوم وحديث أبي سعيد الخدري منطوق ولا يقاوم المفهوم المنطوق.(3/990)
925 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أبي داود، حدثنا أبو(3/991)
عُمَيْر الرَّمْلِي، حدثنا محمد بن يوسف (1) ، حَدَّثَنَا عَبَّاد بن كَثِير (2) ، عَنْ أَبِي الزِّناد، عَنِ الأَعْرَج، [ل188/أ]
عن أبي هريرة، قال: ((وَاللهِ لَوْلاَ أَنَّ أَبَا بكر - صلى الله عليه وسلم - اسْتُخْلِفَ مَا عُبِدُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ)) (3) .
926 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أبي داود، حدثنا أبو حاتم الرَّازِي (4) ، حدثنا محمد بن عيسى، حدثنا هُشَيْم، عن مُجالِد، عن الشَّعْبِي، قال: ((كانَ قَاضٍ فِي بَني إسرائيلَ فَأَهْدَى إليه رَجُلٌ مِسْرَجَةً (5) ثُمَّ خَاصَمَ إليه، فَبَلَغَ خَصْمَهُ أَنَّهُ أَهْدَى إليه مِسْرَجَةً، فأَهْدَى إلى القَاضي بَغْلَةً، ثُمَّ تَخَاصَمَا إليه، فَجَعَلَ صاحبُ المِسْرَجة يقول: أَيُّهَا القَاضِي، اقْضِ بَيْنِي وبيْنَهُ قَضَاءً يُضِيءُ كمَا يَضِيءُ الْسِّرَاجُ عَلَى الْمِسْرَجَةِ، فلمَّا رأَى خَصْمَهُ إِلْحَاحَهُ بِالْمِسْرَجَة، قال:
_________
(1) مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ: الْفِرْيَابِيُّ.
(2) عباد بن كثير: لعله البرمكي متقارب الحديث كما قال ابن كثير في البداية والنهاية: 6/305.
(3) إسناده حسن فيه عباد بن كثير وهو متقارب الحديث وبقية رجاله ثقات.
أخرجه البيهقي في الاعتقاد: 1/345، وابن كثير في البداية والنهاية: 6/305، من طريق الفريابي محمد بن يوسف به مطولا.
وقال ابن كثير: عباد بن كثير هذا أظنه البرمكي لرواية الفريابي عنه، وهو متقارب الحديث، فأما البصري الثقفي فمتروك الحديث والله أعلم.
وذكره المحبّ الطبري في الرياض النضرة: 2/47.
(4) أبو حاتم الرازي: محمد بن إدريس بن المنذر الحنظلي أحد الحفاظ من الحادية عشرة مات سبع وسبعين ومائتين، التقريب: 1/467.
(5) مسرجة: بكسر الميم، التي فيها الفتيل، والمَسرجة بالفتح: التي يجعل عليها المسرجة، أو التي توضع عليها الفتيلة والدهن، لسان العرب: مادة ((سرج)) 2/297.(3/992)
وَيْحَكَ إِنَّ الْبَغْلَةَ قَد رَمَحَتْ (1) الْمِسْرَجَةَ)) (2) .
927 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا ابن أبي داود، حدثنا حسان ابن الحسن، حدثني حُيَبيُّ ابن حاتم (3) ، حدثنا عبد الله بن إدريس، عن عَبْثَرِ بن القاسم، عن سُفْيَانِ الثَّوْرِيِّ، قال: ((كُنْتُ أَطْلُبُ رَجُلاً مِنْ عُبَّادِ الْكُوفةِ عِشرين سَنَةً، يقال له: كُونِي، فَلَمْ أَقْدِرُ عَلَيْه، فمَرَرْتُ يومًا بِشَاطِئِ الفُرَاتِ وَقَوْمٌ يَعْمَلُون فِي طِينٍ، فَنَادَى رَجُلٌ يَا كُونِي عَجِّل الطِّينَ، فَوَقَفْتُ مَكَاني، ونَادَيْتُ يا كُونِي، فأَتَانِي، فقال: مَنْ أَنْتَ؟، فقُلْتُ: أنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، فقال لاَ تَشْغَلْني عَنْ عمَلِ الْقَوْمِ، قال: فَقُلْتُ: كَلِمَةً أَنْتَفِعُ بِهَا، فقال: يَا سُفْيان، [ل188/ب] كُلُّ خَيْرٍ نَرْجُو مِنْ رَبِّنَا مَنْعُ رَبِّنَا لَنَا عَطَاءٌ)) (4) .
_________
(1) رمحت: من رَمَحَ، ورمح الفرس والبغل والحمار وكل ذي حافر يرمح رمحاً، أي ضرب برجله، وقيل: ضرب برجله جميعا. لسان العرب مادة ((رمح)) : 2/454.
(2) في إسناده مجالد بن سعيد وهو ليس بالقوي، وقد عنعن هشيم أيضا. وبقية رجاله ثقات.
وقد بوّب الماوردي في كتابه الأحكام السلطانية والولايات الدينية (ص96) فصلاً فقال: فصل: وليس لمن تقلد القضاء أن يقبل هدية من خصم ولا من أحد من أهل عمله وإن لم يكن له خصم، فأفاد وأجاد،
(3) حيي بن حاتم: هو محمد بن حاتم الجراجرائي المعروف بحيي، قال أبو حاتم: صدوق، وقال ابن حبان: ربما أخطأ. الجرح والتعديل: 7/238، الثقات: 9/91.
(4) في إسناده حسان بن الحسن لم أجد له ترجمة، وحيي بن حاتم صدوق، وبقية رجاله ثقات.
ذكره أبو نعيم في الحلية الأولياء: 7/80 من طريق محمد بن محمد التمار عن محمد بن حاتم الجرجرائي به، غير أنه لم يذكر عبثر بن القاسم بين عبد الله بن إدريس وسفيان الثوري، ولعل عبد الله بن إدريس سمعه مرة من عبثر بن القاسم ثم سماعه ثانية من الثوري طلبا للعو، خاصة أن سماعه ثابت عنهما جميعا. والله تعالى أعلم.
وورد عنده ((كوثاني)) بدل ((كوني)) .(3/993)
928 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ، حدثنا علي بن خَشْرَم، قال: سمعت عيسى بن يونس يقول: ((حجَّ الأَعْمَشُ، ومحمد بن سُوقَه، ومالك بن مِغْوَل، فكانُوا يقولُونَ لِلْجَمَّالِ في أَوْقَاتِ الصَّلاةَ أَنِخْ حَتَّى نَتوضَّأَ، ثمَّ يقُولُون أَقِم حَتَّى نُصَلِّي، فآذوْهُ فَتَرَكَهُمْ حَتَّى أَحْرَمُوا، وأَمِنَ أَنْ يَثِبُوا عَلَيْه، فَلَمَّا كان في وقت الصَّلاةِ قالوا له: أَنِخْ، قال: لاَ أَفْعَلُ، قال: قِفْ حَتَّى نُصَلِّي، قال: لاَ أَفْعَلُ، فَلمَّا وَرَدُوا الْمَنْزِلَ وَثَبَ إليه محمد بن سَوْقه يُرِيدُهُ، فرجَعَ مِن الطَّريقِ، وقال: اسْتَغْفِر اللهَ، فوَثَبَ إليه مالكُ بن مِغْوَل، فأخَذَ بِتَلْبِيَتِه فَنَظَرَ إلى السَّمَاء، فقال: لوْلاَ اللهُ، فَوَثَبَ إليه الأَعْمَش بِجَرِيدَةٍ رَطْبَةٍ، فجعلَ يَضْرِبُهُ ويقولُ: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْك، قال علي: فقلتُ لعيسى: فسمعتُ الأَعْمَشَ يقولُ: مِنْ تَمَامَ الْحَجِّ، ضَرْبُ الْجَمَّالِ، فقال: بلَغَنِي ذَلِك عَنْهُ)) (1) .
_________
(1) رجال إسناده ثقات.
أخرجه أبو نعيم في الحلية: 5/53، من طريق أحمد بن الأبار، عن أبي عبد الرحمن قال: سمعت وكيعا يقول: اكترى الأعمش من أعرابي وخرج معه قوم يرجون أن يسمعوا منه ... فقال-أي الأعمش- إن من سنة الإحرام ضرب الجمال.
وذكره السخاوي في المقاصد الحسنة: 0/676 رقم ((1198)) ، وعلي بن القاري في المصنوع في معرفة الحديث الموضوع: 1/194 رقم ((369)) ، والعجلوني في كشف الخفاء: 2/333 رقم ((2443)) .
ولا شك أن هذا من قول الأعمش وهذا من نوادره، وكان صاحب مزاح ودعابة ونوادر.(3/994)
929 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي دَاوُدَ الْمَكِّيُّ، حَدَّثَنَا إسحاق
ابن إِبْرَاهِيمَ (1) ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ الصَّلْتِ (2) ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ (3) ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: ((كَانَ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عِشْرُونَ شَاباًّ مِنَ اْلأَنْصَارِ يُكْرِمُونَهُ، يَبْعَثُ بِهِمْ فِي حَوَاِئجِهِ)) (4) .
930 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي داود، [ل189/أ] حدثنا
إبراهيم ابن عَبَّاد الكِرْمَانِي (5) ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْر،
_________
(1) إسحاق بْنِ إِبْرَاهِيمَ: بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن عمر النهشلي المعروف بشاذان الفارسي أبو بكر، قال ابن أبي حاتم والذهبي: صدوق. ذكره ابن حبان في الثقات. وقال ابن حجر: له مناكير وغرائب، وقد جمع ابن مندة غرائبه ووقعت لنا من طريقه. مات سنة سبع وستين ومائتين. الجرح والتعديل: 2/211، الثقات: 8/120، سير أعلام النبلاء:
12/382، لسان الميزان: 1/347.
(2) سعيد بن الصلت: بن بُرْد بن أسلم القاضي أبو الصلت البجلي الكوفي، ذكره عدد ممن ترجم له ولم ينقلوا فيه جرحا ولا تعديلا، قال ابن حبان: ربما يغرب. وقال الذهبي: صالح الحديث، وما علمت لأحد فيه جرح. مات سنة ست وتسعين ومائة. الثقات: 6/378، سير أعلام النبلاء: 9/317، العبر: 1/320.
(3) أبو سفيان: طلحة بن نافع الواسطي الاسكاف.
(4) حديث منكر، في إسناده إسحاق بن إبراهيم وهو صدوق له غرائب ومناكير، وأبو سفيان معروف بالتدليس وقد عنعن هنا، وهو غريب من حديثه عن أنس،
أخرجه محمد المقدسي في الأحاديث المختارة: 6/218، رقم ((2230)) من طريق إسحاق بن إبراهيم به.
قال العجلي: ولا أعلم أن الأعمش روى عن أحد يكنى أبا سفيان إلا طلحة، والله أعلم. معرفة الثقات: 1/481.
(5) إبراهيم بن عباد الكرماني: لم أجد له ترجمة لكن ذكره محمد بن عبد الغني البغدادي في تكملة الإكمال: 2/512، ضمن شيوخ عبد الكبير بن عمر الخطابي.(3/995)
حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ زِياد،
عَنْ هِلاَل الوزَّان (1) ، عَنْ أَبِي كَثِيرٍ الأَسَدِيِّ (2) ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَسْعَدَ
ابن زُرَارَة (3) ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((انْتَهَيْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي إِلَى سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى، فَأُوْحِيَ إِليَّ فِي عَلِيٍّ بِثَلاَثٍ: إِنَّهُ إِمَامُ الْمُتَّقِينَ، وَسَيِّدُ الْمُسْلِمِينَ، وَقَاِئدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ إِلَى جَنِّاتِ النَّعِيمِ)) (4)
_________
(1) في الخطية: (هلال الوراق) والتحيح من كتب التخريج، وهو هلال بن أبي حميد أو ابن حميد أو مقلاص أو ابن عبد الله الجهني مولاهم أبو الجهم ويقال غير ذلك في اسم أبيه وفي كنيته الصيرفي الوزان الكوفي ثقة من السادسة. التقريب: 1/575.
(2) أبو كثير الأسدي: قيل حمان، وفي تعجيل المنفعة: حبيب بن حماز الأسدي، قال العجلي كوفي تابعي ثقة. وقال البخاري وابن أبي حاتم: الأنصاري. وذكره ابن حبان في الثقات. الكنى للبخاري: 0/64، معرفة الثقات: 1/282، الجرح والتعديل: 9/429، الثقات: 4/139، تعجيل المنفعة: 1/84.
(3) عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَسْعَدَ بْنِ زرارة: الأنصاري وفي صحبته خلاف، ذكره ابن أبي حاتم وابن حبان في الصحابة، وقال
ابن حجر: مات أبوه أسعد ابن زرارة في عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم -، فلا يبعد الصحبة لابنه. الجرح والتعديل: 5/1، الثقات: 3/242، الإصابة في التمييز الصحابة: 4/6.
(4) حديث منكر، إسناد المؤلف فيه جعفر بن زياد وهو شيعي، قال ابن حبان أنه كثير الرواية عن الضعفاء وإذا روى عن الثقات تفرد عنهم بأشياء في القلب منها شيء، وإبراهيم بن عباد الكرماني لم أعرف حاله من حيث الجرح أو التعديل.
أخرجه الخطيب في موضح أوهام الجمع والتفريق: 1/188-189، من طريق يحيى بن أبي بكير، وأحمد بن الفضل كلاهما عن جعفر بن زياد به.
وخالفهما نصر بن مزاحم العطار فجعله من مسند أسعد بن زرارة، أخرجه الخطيب أيضا في موضح أوهام الجمع والتفريق: 1/189، من طريقه عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ هلال، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَسْعَدَ بن زرارة، عن أبيه مرفوعا.
ورواه الحاكم في المستدرك 3/148، والخطيب في موضح أوهام الجمع والتفريق: 1/190، من طريق عمرو
ابن الحصين العقيلي، عن يحيى بن العلاء الرازي، عن هلال بن أبي حميد، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَسْعَدَ بن زرارة عن أبيه مرفوعا. وقال الحاكم: صحيح الإسناد. وتعقبعه الذهبي بقوله في التلخيص: 3/138: أحسبه موضوعا، عمرو
ابن الحصين وشيخه متروكان. وقال ابن حجر في عمرو بن الحصين أنه متروك: كما في التقريب: 1/420، ويحيى بن العلاء رمي بالوضع كما في التقريب أيضا: 1/595.
ورواه الخطيب في موضح أوهام الجمع والتفريق: 1/190 من طريق عمرو بن الحصين، عن يحيى ين العلاء، عن حماد ابن هلال، عن محمد بن أسعد بن زرارة، عن أبيه عن جده. وعلة هذا الإسناد كالعلة الذي قبله.
ويرى الحافظ ابن حجر أن ذِكْر أسعد زيادة في السند.
وخالفهم عيسى بن سوادة الرازي عند الخطيب أيضا في موضح أوهام الجمع والتفريق: 1/189، فرواه عن هلال الوزان، عن عبد الله بن عكيم الجهني مرفوعا.
ورواه الخطيب في موضح أوهام الجمع والتفريق: 1/190، من ريق الحسين بن هارون الضبي، وأبو الحسين محمد
ابن أحمد بن جميع كلاهما عن ابن عقدة أحمد بن محمد، عن محمد بن مفضل الأشعري، عن أبيه، عن مثنى بن القاسم، عن هلال، عن أبي كثير الأنصاري، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَسْعَدَ، عن أنس، عن أبي أمامة مرفوعا.
غير أن ابن جميع لم يذكر أنسا وأبا أمامة، بل قال: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَسْعَدَ بن زرارة، عن أبيه مرفوعا.
وقال ابن حجر بأنه يمكن الجمع بأن يكون عبد الله بن أسعد ليس ولد الأسعد بل هو ابن ابنه، ولعل أباه هو محمد فيوافق رواية وهذه الرواية الأخيرة، ويكون قوله رواية المثنى بن القاسم، عن أنس تصحيفا وإنما هي عن أبيه، وأما أبو أمامة فهو أسعد بن زرارة هكذا يكنى، والله أعلم.
قال ابن تيمية: هذا حديث موضوع عند من له أدنى معرفة بالحديث، ولا تحل نسبته إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - المعصوم ولا نعلم أحدا هو سيد المرسلين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين غير نبينا مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وأقره الذهبي في مختصر منهاج السنة: 0/473. وقال ابن حجر في الإصابة: 2/275، ومعظم الرواة في هذه الأسانيد ضعفاء والمتن منكر جداًّ.(3/996)
قَالَ ابْنُ أَبِي دَاوُدَ، وَلَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - غَيْرُ هَذَا الرَّجُلِ.
931 - أخبرنا أحمد، حدثنا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي دَاوُدَ، حدثنا علي بن خَشْرَم، قال: سمعتُ وَكيعا يقول غَيْرَ مَرَّةٍ: ((يَا فِتْيَان، تَفَقَّهُوا فِقْهَ(3/997)
الْحَدِيثِ، فَإِنَّكُمْ إِنْ تَفَقَّهْتُمْ فِقْهَ الْحَدِيثِ لَمْ يَقْهَرْكُمْ أَهْلُ الرَّأْيِ)) (1) .
932 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا ابنُ أبي داود، حدثنا علي ابن خَشْرَم، قَالَ: سَمِعْتُ ابنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: فِي تَفْسِيرِ حَدِيثِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - في قَوْلِهِ: ((وَلَكِنَّ اللهَ أَعَانَنِي عَلَيْهِ فَأَسْلَمُ)) . قَالَ: الشَّيْطان لَمْ يُسْلِمْ، ولَكِنْ إِنَّما قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: أَعَانَنِي اللهَ عَلَيْهِ فَأَسْلَمُ أَنَا مِنْهُ)) (2) .
933 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا أبو بكر محمد بن محمد بن سليمان، حدثني عبد الله ابن خالد بن يزيد اللُّؤْلُؤي (3) ، حدثنا
_________
(1) رجال إسناده ثقات، وقد تقد تخريجه في رواية رقم (610) .
(2) رجال إسناده ثقات.
أخرجه الترمذي في النكاح: باب ما جاء في كراهية الدخول على المغيبات 3/ رقم ((وفي الرضاع: باب رقم ((17)) 4/336 رقم ((من طريق علي بن خشرم يه.
والحديث صحيح أخرجه مسلم في صفات المنافقين وأحكامهم: باب تحريش الشيطان وبعثه وسراياه لفتنة
الناس 4/2167 رقم ((2814)) من طريق جرير وسفيان الثوري وعمار بن رزيق كلهم عن منصور، عن سالم
ابن أبي الجعد، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ((ما منكم من أحد إلا وقد وكِّل به قرينة من الجنِّ، قالوا: وإياك يا رسول الله؟، قال: وإياي، إلا أن الله أعانني عليه فلا يأمرني إلا بخير)) .
غير أن في حديث سفيان: ((وقد وكِّل به قرينة من الجن وقرينة من الملائكة)) .
قال القاضي عياض: في إكمال المعلم بفوائد مسلم: 8/350، فأسلم: رويناه بالضبطين من الرفع والفتح، فمن رفع تأولها فأسلمُ أنا منه وهي التي صحًّحَ الخطابي ورجًّح، ومن فتح جعله صفة القرين من الإسلام، وهي عندي أظهر بدليل قوله: ((فلا يأمرني إلا بخير)) . وهذا التأويل الذي رجحه ابن حبان في صحيحه: 14/326 رقم ((6416)) . و14/327 رقم ((6417)) . وقد ذكر البغوي في شرح السنة: 14/409 رقم ((4211)) ، تفسير ابن عيينة هذا، ثم قال: وقيل: أسلمَ، أي أسلم.
(3) عبد الله بن خالد بن يزيد اللؤلؤي: البصري: وثقه الخطيب. تاريخ بغداد: 9/451.(3/998)
أبي (1) ، حدثنا المعتمر بن سليمان، قال: سمعتُ [ل189/ب] أَيُّوب السِّخْتِيَانِيَّ يقول: ((أَخَذَ عُثْمَانُ الْحَرْبَةَ لِيُقَاتِلَ، فَنُودِي مِن السَّمَاءِ فارْمِ بِهَا، فَرَمَى بها)) (2) .
934 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أبي داود، حدثنا أبو الدَّرْدَاء المَرْوَزِي، حدثنا علي بن الحسين بن وَاقد، عن أبيه، عن مَطَرِ الوَرَّاق (3) ، قال: ((غَضِبَ عَليَّ أَبِي فَأَسْلَمَنِي فِي الْحَاكَةِ نِصْفَ يوْمٍ، فَلَمْ أَزَلْ أَعْرِفُ ذَلِكَ فِي عَقْلِي إِلَى اليَوْمِ)) (4) .
935 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أبي داود، حدثنا إسحاق بن إبراهيم
ابن زيد، حدثنا سعيد بن الصَّلْت، حدثنا عبد الله بن عبد الله السِّجْزِي، عن زِرِّ بنِ حُبَيْش، عن عليِّ بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: ((مَنْ أَسْلَمَ وَقَرأَ القُرْآنَ ثَبَتَ سَهْمُه في بَيْتِ مَالِ الْمُسْلِمِينَ فِي كُلِّ سَنَّةٍ مَائَتِا دِينَارٍ، فإِنْ أُعْطِيَها في الدُّنْيا، وإلا أُعْطِيَها
_________
(1) أبو: خالد بن يزيد اللؤلؤي العتكي، قال العقيلي: لا يتابع على كثير من حديثه. الضعفاء الكبير: 2/17.
(2) ضعيف، في إسناده خالد بن يزيد وقد تقدم كلام العقيلي فيه بأنه لا يتابع على كثير من حديثه، وفيه انقطاع أيضا لأن أيوبا إنما ولد بعد مقتل عثمان بن عفان.
أخرجه أبو العرب في المحن: 0/63، نقلا عن ((فتنة مقتل عثمان)) 1/68 للدكتور محمود الغبان.
(3) مطر الوراق: هو ابن طهمان أبو رجاء السلمي مولاهم الخراساني.
(4) في إسناده علي بن الحسين وهو صدوق يهم، ومطر الوراق صدوق كثير الخطأ، وبقية رجاله ثقات.(3/999)
في الآخِرَة)) (1) .
936 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي دَاوُدَ، حدثنا سلمة ابن شَبِيب، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، قال: سمعت الزُّهْرِيَّ يقول: ((إذَا طَالَ الْمَجْلِسُ كَانَ لِلشَّيطان فِيهِ نَصِيبٌ)) (2) .
937 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا أبو عبيد محمد بن أحمد بن المؤمَّل الصَّيْرَفِي، حدثنا محمد بن غالب (3)
، حدثني غَسَّانُ الغُلاَبِيُّ (4) ، حدثنا آدم أخو سفيان بن عيينة (5) ، حدثني سفيان (6) قال: ((رآنِي قَيْسُ
_________
(1) في إسناده إسحاق بن إبراهيم له مناكير وغرائب، وسعيد بن الصلت قال فيه ابن حبان ربما يغرب، وعبد الله السجري لم أجد له ترجمة.
(2) رجاله ثقات، وتقدم تخريجه في رواية رقم: (113) ، وورد أيضاً برقم (707) .
(3) محمد بن غالب: بن حرب الضبي أبو جعفر الدقاق البغدادي يعرف بتمتام، قال ابن أبي حاتم صدوق، وقال
ابن حبان: كان متقنا صاحب دعابة. ووثقه الدارقطني وقال: وهم في أحاديث. وقال ابن المنادي: كتب عنه الناس ثم رغب أكثرهم عنه لخصال الشيعة في الحديث وغيره. وقال الخطيب: كان كثير الحديث صدوقا حافظا. مات سنة ثلاث وثمانين ومائتين. الجرح والتعديل: 8/55، الثقات: 9/151، تاريخ بغداد: 3/143، لسان الميزان: 5/337.
(4) غسان الغلابي: هو غسان بن المفضل أبو معاوية البصري، وثقه ابن معين والدارقطني. وذكره ابن أبي حاتم دون جرح ولا تعديل. وذكره ابن حبان في الثقات، مات سنة تسع عشرة ومائتين. الطبقات الكبرى: 7/349، الجرح والتعديل: 2/267، الثقات: 9/1، تاريخ بغداد: 12/328.
(5) آدم أخو سفيان بن عيينة الهلالي: قال أبو حاتم: لا يحتج بحديثه يأتي بالمناكير. الجرح والتعديل: 2/267، لسان الميزان: 1/336.
(6) سفيان: هو ابن عيينة.(3/1000)
بنُ الرَّبِيع عَلَى قَنْطَرَةٍ الصُّراة، فقال: النَّجَاةَ، النَّجاةَ، فإِنَّا كُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّ هَذَا الْمَكَانَ الَّذِي يُخْسَفُ بِه)) (1) .
938 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي دَاوُدَ، حدثنا عبد الرحيم [ل190/أ] ابن سَلامٍ، حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ عِيسَى (2) ، عن محمد بن عبد الملك الأَنْصَارِيِّ (3)
، عن محمد
ابن المُنْكَدِر، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((مَنْ قَادَ مَكْفُوفاً أَرْبَعِينَ خَطْوَةً غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِه)) (4)
_________
(1) في إسناده آدم أخو سفيان بن عيينة لم أجد له متابع وقد تقدم قول أبي حاتم فيه أنه يأتي بالمناكير وقيس بن الربيع صدوق تغيّر بأخرة.
أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد: 1/41، من طريق أبي سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان، عن محمد
ابن غالب به.
(2) قرة بن عيسى: ذكره ابن سعد بدون جرح ولا تعديل: وقال روى عن الأعمش. الطبقات الكبرى: 7/314.
(3) مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الأَنْصَارِيِّ: المدني الضرير أبو عبد الله، قال أحمد: كان أعمى وكان يضع الحديث، وذكر هذا الحديث. وقال البخاري: منكر الحديث. وقال أبو حاتم: ذاهب الحديث جداًّ، كذاب كان يضع الحديث. وقال
أبو زرعة: ضعيف الحديث. وقال النسائي: متروك الحديث. وقال ابن حبان: كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات. التاريخ الصغير: 0/103، الضعفاء والمتروكون: 0/93، الضعفاء الكبير: 4/103، الجرح والتعديل: 8/4، المجروحين: 2/269، لسان الميزان: 5/265، الكشف الحثيث: 0/238.
(4) حديث ضعيف جدا، وإسناد المؤلف ساقط فيه عبد الرحيم بن سلام لم أميّزه، ومحمد بن عبد الملك متهم.
أخرجه ابن عدي في الكامل: 6/2167 في ترجمة مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الأَنْصَارِيِّ، والبيهقي في شعب الإيمان: 6/108 رقم ((7627)) ، وابن الجوزي في الموضوعات: 2/174، من طريق محمد بن عبد الملك به.
قال ابن عدي: ((هذا يرويه محمد بن عبد الملك عن محمد بن المنكدر، ورواه علي بن عروة الدمشقي، عن محمد بن المنكدر أيضا)) .
أخرجه أبو يعلى في المسند: 9/466 رقم ((5613)) ، وابن حبان في المجروحين: 2/107، وابن عدي في الكامل:
5/1851، والطبراني في المعجم الكبير: 2/353 رقم ((13322)) ، وأبو نعيم في الحلية الأولياء: 3/158، والبيهقي في شعب الإيمان: 6/109 رقم ((7627)) ، والخطيب في تاريخ بغداد: 5/105، من طريق سَلْم بن سالم، عن علي
ابن عروة، عن محمد بن المنكدر به.
وقد صحَّف في مسند أبي يعلى وفي ((الحلية)) و ((تاريخ بغداد)) ((سَلْم)) إلى ((سالم)) ، وفي ((شعب الإيمان)) إلى ((سليم)) ، والتصويب من كتب التراجم التي ترجمت له.
وسلم بن سالم هذا كان ابن المبارك يكذّبه. وقال ابن معين: ليس بشيء. وقال أبو زرعة: لا يكتب حديثه كان مرجئا. وقال النسائي: ضعيف. وقال ابن حبان: منكر الحديث. تاريخ ابن معين برواية الدوري: 4/356، الضعفاء والمتروكون: 0/117، الجرح والتعديل: 4/266، المجروحين: 1/344.
وفيه علي بن عروة القرشي، وهو متروك الحديث كما في التقريب: 1/403.
وقال البيهقي عقب إيراده هذا الحديث: علي بن عروة هذا ضعيف. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: 3/138 كذاب. وقال ابن حجر في المطالب العالية: 2/406 رقم ((2591)) ، هذا الحديث ضعيف جداًّ، ولا يثبت في هذا شيء.
وأخرجه ابن عدي في الكامل: 2/531، والبيهقي في شعب الإيمان: 6/108 رقم ((7625)) ، من طريق سليمان
ابن عبد الرحمن، حدثنا محمد بن عبد الرحمن القشيري، حدثنا ثور بن يزيد، عن محمد بن المنكدر به.
وقال ابن عدي: هذا الحديث لا يرويه عن محمد المنكدر غير ثور، ومن حديث ثور أغرب، ولا أعلم يرويه عن ثور غير محمد وعنه سليمان.
ورواه الخطيب في تاريخ بغداد: 9/214، من طريق المعلّى بن مهدي، حدثنا سنان بن البَخْتَري، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حميد، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعا، بلفظ: ((من قاد أعمى أَرْبَعِينَ خُطْوَةً غُفِرَ لَهُ مَا تقدم من ذنبه)) .
وإسناده ضعيف، فيه عبيد الله بن أبي حميد، وهو محمد بن أبي حميد إبراهيم الزُرَقي الأنصاري المدني أبو إبراهيم، ولقبه حماد، قال ابن الجوزي في الموضوعات: 2/177، قوله عبيد الله بن أبي حميد تدليس، وإنما هو محمد بن أبي حميد. وقال فيه ابن معين: ليس بشيء. تاريخ ابن معين برواية الدوري: 2/512، وقال البخاري في التاريخ الكبير: 1/70، منكر الحديث. وقال ابن حجر في التقريب: 1/475، ضعيف.
وسنان بن البختري، ذكره الخطيب في تاريخه غير أنه لم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. والمعلى بن مهدي صدوق يأتي أحيانا بالمناكير. انظر الجرح والتعديل: 8/335، ميزان الاعتدال: 6/478.
وقال ابن الجوزي في الموضوعات: 2/176، هذه الأحاديث كلها ليس فيها ما يصح عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم -، قلت: لكنه
يفهم من كلام ابن عراق وتصرفه في تنزيه الشريعة: 2/138، أنه لا ينتهي بمجموعه إلى أن يكون موضوعا،
بل ضعيف جداًّ.(3/1001)
939 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي دَاوُدَ، حَدَّثَنَا هَارُونُ(3/1002)
بْنُ محمد
ابن بّكَّار (1) ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ (2) ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: ((أَنَّهُ ذَكَرَ لِرَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ تُصِيبُهُ الْجَنَابَةُ مِنَ اللَّيْلِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: تَوَضَّأْ وَاغْسِلْ ذَكَرَكَ ثُمَّ نَمْ)) (3) .
940 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا عبد الله بن محمد البّغَوِيُّ، حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ المَوْصِلِيُّ، قَالَ: كُنْتُ بِالشمَّاسِيَّة وَكَانَ أَمِيُر الْمُؤْمِنِينَ
الْمَأْمُونَ يُجْرِي الْحَلْبَة، فَلَمَّا ركبَ يَحْيَى بْنُ أَكْثَمَ مَعَهُ، جَعَلَ يُجِيلُ بَصَرَهُ وَيَنْظُرُ
كَثْرَةَ النَّاسِ، ويقولُ لِيحيى: أَمَا تَرَى، أَمَا تَرَى، ثُمَّ قالَ: حدثَنَا يوسفُ بْنُ عَطِيَّة الصَّفَّارُ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ
_________
(1) هَارُونُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بَكَّارٍ: بن بلال العاملي الدمشقي، قال أبو حاتم: صدوق. وقال النسائي: لا بأس به. ووثقه الذهبي: وقال ابن حجر: صدوق. الجرح والتعديل: 9/97، تهذيب الكمال: 30/103، التقريب 1/569.
(2) مروان: بن محمد الطاطري بن حسان الأسدي الدمشقي، ثقة ثبت، مات سنة عشر ومائتين كما في التقريب: 1/526
(3) صحيح رجال إسناده كلهم ثقات.
أخرجه مالك في الموطأ: 1/47 رقم ((76)) ومن طريقه البخاري في الغسل: باب الجنب يتوضأ ثم ينام 1/393 رقم ((290)) ، ومسلم في الحيض: باب جواز نوم الجنب 1/249 رقم ((306)) .
والحديث تقدم تخرجه في رواية رقم ((721)) من طريق آخر.(3/1003)
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((الخَلْقُ كُلُّهُمْ عِيَالُ اللهِ، فَأَحَبُّ خَلْقِهِ إِلَيْهِ أَنْفَعُهُمْ لِعِيَالِهِ)) (1) .
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَوْصِلِيُّ: وَحَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ هَذَا الحديث.
آخره والحمد لله رب العالمين
بلغت عرضا بأصل معارض بأصل ابن حديد ولله الحمد والمنة. [ل190/ب]
في الأصل ما مثاله.
بلغ السماه لجميعه على الشيخ الأجل الإمام العالم الفقيه الحافظ شيخ الإسلام، أوحد الأنام، فخر الأئمة، مفتي الأمة، سيف السنة أبي طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السِّلفي الأصبهاني، رضي الله عنه، بقراءة الفقيه تاج الدين أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن محمد المسعودي صاحِبُه القاضي الفقيه المَكِين الأشرف الأمين جمال الدين، خاصة أمير المؤمنين،
أبو طالب أحمد ابن القاضي المكين أبي الفضل عبد الله بن القاضي المكين أبي علي الحسين
ابن حديد، وصَفِيّ الدولة أبو الحسن جوهر بن عبد الله الأستاذ فتاه، والأشياخ الفقهاء،:
أبو الرِّضا أحمد بن طارق بن سِنان القرشي البغدادي، وأبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن أحمد الفيروزآبادي، ومحمد بن محمد بن محمد البلخي الصُّوفي، وأبوعمرو عثمان بن محمد بن أبي بكر الإسفرايني، وأبو بكر محمد بن الحسن بن نصر الخِلاطي، وإسماعيل بن عبد المولى بن
_________
(1) حديث ضعيف جداً، تقدم تخريجه في رواية رقم (530) .(3/1004)
عيسى الهاشمي، وأبو محمد عبد العزيز بن عيسى بن عبد الواحد بن سليمان الأندلسي الشافعي،
وأبو القاسم عيسى ولدُه، وإسماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد الأنصاري مثبت السماع - وهذا خطُّه- وآخرون، وذلك في عشية يوم الجمعة، منتصف شوال سنة سبع وستين وخمسمائة بالإسكندرية.
هذا التسميع الذي فوق خطّي هذا صحيح. [ل 191/أ] .
وقد نُسِخ هذا الفرع من الأصل الذي قرئ منه عليّ، وكتب أحمد بن محمد الأصبهاني بخطّه، والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد النبي وآله وسلّم تسليماً.
[ل191/ب] .(3/1005)
الجزء الثاني عشر
من انتخاب الشيخ الفقيه الإمام العالم
الحافظ شيخ الإسلام أوحد الأنام فخر الأئمة سيف
السنة بقية السلف أبي طاهر أحمد بن محمد بن
أحمد السلفي الأصبهاني ـ رضي الله عنه ـ
من أصول كتب الشيخ أبي الحسين المبارك
ابن عبد الجبار الطيوري [ل193/بِ](3/1008)
بسم الله الرحمن الرحيم
رب اختم بخير
941 - أخبرنا القاضي الفقيه المكين الأشرف الأمين جمال الدين أبو طالب أحمد
ابن القاضي المكين أبي الفضل عبد الله بن القاضي المكين أبي علي الحسين بن حديد بثغر الإسكندرية ـ حَمَاهُ اللَّهُ تَعَالَى ـ فِي الثَّالِثِ مِنْ رَبِيعٍ الأَوَّلِ مِنْ سَنَةِ عشر وستمائة، قال: أخبرنا الشيخ الفقيه الإمام العالم الحافظ شيخ الإسلام أوحد الأنام فخر الأئمة سيف السنة بقية السلف أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي الأصبهاني ـ رضي الله عنه ـ قراءة عليه وأنا أسمع في النصف من شوال من سنة سبع وستين وخمسمائة، أخبرنا الشيخ أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار بانتخابي عليه من أُصُولِ كُتُبِهِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الله محمد بن عبد الله الصُّورِيُّ (1) الْحَافِظُ إِمْلاءً مِنْ لَفْظِهِ، أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الصَّالِحُ أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ ابن أَحْمَدَ بْنِ جُمَيْعٍ الْغَسَّانِيُّ (2)
بِصَيْدَا، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ
_________
(1) أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله الصوري. ترجمته ضمن شيوخ ابن الطيوري، في الفصل الأول من قسم الدراسة.
(2) في الخطية: ((أبو الحسن)) والصواب: أبو الحسين كما في كتب التراجم، وهو: محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الرحمن ابن يحيى بن جميع الغساني الصيداوي وعند السمعاني: الصيداني، وثقه أبو عبد الله الصوري والخطيب. مات سنة اثنتين وأربعمائة. الأنساب: 8/116، معجم البلدان: 3/437، اللباب: 2/253، سير أعلام النبلاء: 17/152..(3/1009)
اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ هِشَامِ بْنِ اللَّيْثِ الْفَارِسِيُّ (1) بِصُورَ، وَكَانَ سَمَاعُهُ مِنْهُ سَنَةَ ثلاث وعشرين وثلاثمائة، أَخْبَرَنَا الْمُسَيِّبُ بْنُ وَاضِحٍ السُّلَمِيُّ، وَكَانَ سَمَاعُهُ مِنْهُ بِصُورَ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عن عطاء ابن يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((إِنَّ اللهََ يَقُولُ لأَِهْلِ الْجَنَّةِ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ، [ل194/أ] فَيَقُولُونَ: لَبَيْكَ رَبَّنَا وَسَعْدَْيكَ، فَيَقُولُ: هَلْ رَضِيتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: وَمَالَنَا لاَ نَرْضَي وَقَدْ أَعْطَيْتَنَا مَا لَمْ تُعْطِ أَحَداً ِمْن خَلْقِكَ، فَيَقُولُ: أَنَا أُعْطِيكُمْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، قَالُوا: يَا رَبِّ، وَأَيُّ شَيْءٍ أَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ!؟ قَالَ: أُحِلُّ عَلَيْكُمْ رِضْوَانِي فَلاَ أَسْخَطُ عَلَيْكُمْ بَعْدَهُ أَبَداً (2)) ) .
_________
(1) أبو عبد الله أحمد بن هشام بن الليث الفارسي، ذكره ابن جميع ضمن شيوخه في معجمه: 0/209،
(2) حديث صحيح، وإسناد المؤلف حسن، فيه المسيب بن الواضح وهو ضعيف لكثرة خطئه ووهمه، ولكنه قد تابعه الثقات.
أخرجه ابن المبارك في الزهد برواية نعيم بن حماد: 1/129 رقم ((430)) .
وأخرجه البخاري في الرقاق: باب صفة الجنة والنار 11/415 رقم ((6549)) ، عن معاذ بن أسد، ومسلم في الجنة وصفة نعيمها: باب إحلال الرضوان على أهل الجنة 4/2176 رقم ((2829)) ، من طريق محمد بن عبد الرحمن
ابن سهم كلاهما عن ابن المبارك به.
وأخرجه البخاري في التوحيد: باب كلام الرب مع أهل الجنة 13/487 رقم ((7518)) ، ومسلم في الجنة وصفة نعيمها باب إحلال الرضوان على أهل الجنة 4/2176 رقم ((2829)) من طريق ابن وهب، عن مالك بن أنس به.
قلت: قوله: إن كان صحيحا فيه نظر، فالحديث أخرجه الشيخان كما أثبته هو نفسه فلا محل لكلامه، والله أعلم.(3/1010)
أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ (1) : عَنْ مُعَاذِ بْنِ أَسَدٍ، عَنِ ابن المبارك.
وأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ (2) : عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَهْمٍ (3) ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، كَمَا أَخْرَجْنَاهُ، وَهُوَ حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ مَالِكٍ. إِنْ كَانَ صَحِيحًا وَلَيْسَ هُوَ فِي الْمُوَطَّأِ.
942 - سمعت أبا عبد الله يقول: سمعت أبا القاسم الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الله بن هاشم المقرئ الشيخ الصالح بعَكّا يقول: سمعت أبا الحسن البَغْرَاسي، يقول: قال لي أبو الخير التيناتي (4) : ((إياك وكثرة السفر، فإنه يُقْسِي القلبَ، ويُذْهِبُ الدِّينَ (5)) ) .
943 - سمعت أبا عبد الله يقول: سمعت أبا القاسم يقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا اْلحَسَنِ اْلبَغْرَاسِي يقُولُ: ((قَرَأْتُ فِيمَا أَوْحَى اللهُ إِلى دَاودَ، يَا دَاودُ، قُلْ لِبَنيِ إِسْرَائِيلَ: لاَ يُجَاوِزُونِي بِاْلمَعَاصِي فَأبْتَلِيْهِمْ بَاْلأَسْفَارِ، أُمْحِقُ فِيهَا
_________
(1) في الخطية: رمز له بحرف (خ) .
(2) في الخطية: رمز له بحرف (م) .
(3) في الخطية: (عبد الرحمن بن سهم) والتصحيح من صحيح مسلم.
(4) أبو الخير التيناتي: أصله من المغرب، وسكن تينات وهي قرية من قرى أنطاكية، ويقال له الأقطع لأنه كان مقطوع اليد، مات بعد الأربعين وثلاثمائة، وكان له آيات وكرامات. صفة الصفوة: 4/282، الأنساب: 1/501.
(5) في إسناده أبو القاسم الحسن بن أحمد وأبو الحسن البغراسي لم أقف على ترجمتهما.
أخرجه ابن الجوزي في صفة الصفوة: 4/284، عن أبي الحسن البغراسي به. وفيه ((ويُذهب بالدين)) .(3/1011)
اْلأَعْمَارَ، وَأَُقِلُّ فِيهَا اْلأَعْمَالَ)) (1) .
944 - حدثنا أبو عبد الله إملاء، أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد ابن زكريا النسوي (2)
شيخنا بالرملة، أخبرني أحمد ابن أبي عمران (3) ـ وَقَدْ رَأَيْتُ أَنَا أَحْمَدَ بْنَ أَبِي عِمْرَانَ وَكَتَبْتُ عَنْهُ وَأَجَازَ لِي جَمِيعَ حَدِيثِه بِمَكَّةَ ـ، [ل 194/ب] قَالَ: سَمِعْتُ وَذَكَرَ شَيْخاً شَذَّ عَنِّي اسْمُهُ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي الْخَيْرِ التِّينَاتِيِّ، وَأَنَا أُرِيدُ الْمُضِيَّ إِلَى طَرْسُوس لِلْغَزْوِ، فَقَالَ لِي: أَيْنَ تُريِدُ؟ فَقُلْتُ: طَرْسُوس لِلْغَزِوِ، وَأَرْجِعُ مِنْ هُنَاكَ إِلَى مَكَّةَ، فَقَالَ: إِنَّ لِلَّهَ عِبَاداً شَرَدُوا مِنْ بَابِهِ فَمَزَّقَهُمْ فِي الأَوْطَانِ، فَمَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الْمَلِكِ، إِذَا كَانَ لَهُ خَاصَّةٌ جَعَلَهُمْ نُصْبَ عَيْنِهِ وَأْتَمَنَهُم على الدُّورِ والْحَرَمِ، فَإِذَا هُوَ سَخِطَ عَلَيْهِمْ تدرق (4) بِهِمْ فيِ الْحُرُوبِ، فَإِنْ قَتلُوا
_________
(1) في إسناده أبو القاسم المقرئ وأبو الحسن البغراسي لم أقف على ترجمتهما.
(2) في الخطية: (أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادِ النسوي، وهو خطأ، والصحيح ابن زكريا كما في رواية رقم (996) ، و (1009) ، وثقه الخطيب، وقال مات سنة ست وتسعين وثلاثمائة، تاريخ بغداد 5/9.
(3) أحمد بن أبي عمران: لعله ابن موسى الجرجاني أبو الحسن الفرضي، حلف أبو سعيد النقاش أنه يضع الحديث. وذكره الحاكم وقال: كان يضع الحديث، وركب الأسانيد على المتون. وقال حمزة السهمي: روى مناكير عن شيوخ مجاهيل لم يتابع عليها فكذبوه. مات سنة ستين وثلاثمائة. سسؤالات السهمي للدارقطني رقم (113) ، لسان الميزان: 1/235، الكشف الحثيث: 0/52 رقم و73)) .
(4) تدرّق: من الدَّرق: ضرب من الضرب من التِّرسة: الواحدة درقة، تتخذ من الجلود، وغيره الدرقة الحجفة وهي ترس من جلود ليس فيه خشب ولا عقب، والجمع درقٌ وأدراق ودراق. لسان العرب: 10/95.(3/1012)
فتح، وإن قُتِلوُا فتح، وإنما أَخَذْتُ الْفَوَائِدَ مِنَ لُزُومِ الْمَحَارِيبِ)) (1) .
945 - سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ يقولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو عُثْمَانَ بْنَ َسعِيدٍ ابْنِ عُثْمَانَ الأَسَدِيِّ يقول: سمعتُ أَبَا الْخَيْرِ التِّينَاتِيَّ يقول: ((عليكم بِالْمَحَارِيبِ وَالْوُقُوفِ بَيْنَ يَدَيِ اللهِ، فَإِنَّ الْفَوَائِدَ لاَ تُؤْخَذُ إِلاَّ مِنَ الْمَحَارِيب)) (2) .
946 - حَدََّثنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْمَيْمُونِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أحمد بن محمد بن أحمد
ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ المعدَّل، أَخْبَرَنَا أَبُو القاسم ابن عَلِيِّ بْنِ عَلِيٍّ الْخُزَاعِيُّ (3) وَاسْمُهُ: إِسْمَاعِيلُ فِي قَطِيعَةِ الرَّبِيعِ فِي دَرْبِ رِيَاحٍ بِبَغْدَادَ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ كَثِيرٍ الصَّيْرَفِيُّ الْبَابْشَامِيُّ، سَنَةَ سَتٍّ وَسَبْعِيَنَ، قَالَ: ((دَخَلْنَا عَلَى أَبِي نُوَاسِ الْحَسَنِ بْنِ َهاني نَعُودُهُ فيِ مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، فَقَالَ صَالِحٌ ابْنُ عَلِيِّ الْهَاشِمِيِّ (4) : يَا أَبَا عَلِيِّ، أَنْتَ فِي أَوَّلِ [ل195/أ] يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ الآْخِرَةِ، وَآخِرِ يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ
_________
(1) في إسناده أحمد بن أبي عمران لم أقف له على ترجمة.
(2) في إسناده أبو عمرو عثمان بن سعيد الأسدي لم أقف على ترجمته.
(3) أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ علي الخزاعي: هو إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَلِيٍّ بن رزين، قال الدارقطني: لم يكن بمرض. وقال الخطيب: ليس بثقة. وقال الذهبي: متهم، يأتي بأوابد عن عباس الدوري والكديمي. ميزان الاعتدال: 1/238، لسان الميزان: 1/421، الكشف الحثيث: 0/70.
(4) صالح بن علي الهاشمي: لم أقف له على ترجمة، وورد في رواية رقم (677) وعند الخطيب: عيسى بن موسى الهاشمي، بدل صَالِحُ بْنُ عَلِيٍّ الْهَاشِمِيُّ.(3/1013)
الدُّنْيَا، وَبَيْنَكَ وَبَيْنَ اللهِ هَنَّاتٌ، فَتُبْ إِلَى اللهِ،
قَالَ أَبُو نَوَاسِ: سَنِّدُونِي، فَلَمَّا اسْتَوَى قَالَ: إِيِّايَ تُخَوِّفُ بِاللهِ، وَقَدْ حَدَّثَنِي حَمَّادٌ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ـ صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لكلِّ نَبِيٍّ شَفَاعَةٌ، وَإِنيِّ أَخْتَبَأْت ُشَفَاعَتِي لأَِهْلِ الْكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتيِ، أَفَتَرَىلاَ أَكُونُ مِنْهُمْ؟)) (1) .
947 - أَمْلَى عَلَيْنَا أَبُو عَبْدُ اللهِ، قالَ: أَمْلَى عَلَيَّ أَبُو الْمَيْمُونَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بْنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عَلِيِّ بْنِ عَلِيِّ أَبُو الْقَاِسمِ الْخُزَاعِيُّ ببَغْدَادَ وَاسْمُهُ: إِسْمَاعِيلُ، حدثنَا مُحَمَّدٌ
ابْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنُ كَثِيرٍ، حدثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ ابْنُ هَانئ، حدثَنَا حَمَّادٌ ابْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِي، عَنْ أَنَسٍ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَى اللهُ عَلَيْهِ َوَسلَّمَ: ((لاَ يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ حَتىَ يُحْسِنَ ظَنَّهُ بِرَبِّهِ، فَإِنَّ حُسْنَ الظَّنِّ بِاللهِ ثَمَنُ الْجَنَّةِ)) (2) .
وَقَعَ عِنْدَ شَيْخِنَا فِي
_________
(1) حديث صحيح، وأما القصة ففي إسناد المؤلف أبو القاسم الخزاعي وهو متهم، وأبو نواس قد قال فيه ابن الجوزي بأنه قد غلب عليه اللهو، وقال الذهبي: فسقه ظاهر، ويزيد الرقاشي ضعيف أيضا، وقد تقدم تخريج الحديث في رواية رقم (777) .
(2) حديث صحيح دون الجزء الأخير منه، ((فَإِنَّ حُسْنَ الظَّنِّ بِاللَّهِ ثَمَنُ الجنة)) . وإسناد المؤلف ضعيف جداًّ، فيه
أبو القاسم الخزاعي وهو متهم. والحسن بن هانئ ضعيف.
أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد 1/396، من طريق هلال بن محمد بن جعفر الحفار، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ علي أبو القاسم الخزاعي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ كثير، عن أَبِي نَوَّاسٍ الْحَسَنِ بْنِ هَانِئٍ به.
وأخرجه ابن جميع في معجم الشيوخ: 1/301 ومن طريقه الخطيب في موضح أوهام الجمع والتفريق: 1/418، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ علي أبو القاسم به. وقال الخطيب: لم يرو عن محمد بن إبراهيم هذا إلا إسماعيل بن علي الخزاعي، وإسماعيل غير ثقة. تاريخ بغداد: 1/397، ولم يفرق الخطيب بين إسماعيل بن علي الخزاعي، وعبد الله بن علي الخزاعي، وقد جاء عند الصيداوي والخطيب ((يزيد الرقاشي)) بدل ((ثابت البناني)) .
وورد في حسن الظن بالله حديث صحيح أخرجه مسلم في صفة الجنة: باب الأمر بحسن الظن بالله تعالى عند الموت
4/2206 رقم ((2877)) . من حديث جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا ((يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إِلا وَهُوَ يُحْسِنُ الظَّنَّ بِاللَّهِ عز وجل)) .(3/1014)
أَصْلِهِ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَلِيٍّ، وَاسْمُهُ: إِسْمَاعِيلُ، وَأَنَا بَيَّنْتُ اسْمَهُ بِقَوْلِي: إِسْمَاِعيلُ، قَالَهُ الصُّورِيُّ.
948 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حدثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ خَلَفُ بْنُ مُحَمَّدٍ بْنُ عَلِيٍّ بْنُ حَمْدُون الْوَاسِطِيِّ (1) اْلحَافِظُ بِصُورَ، حدثَنَا أَبُو سُلَيْمَانَ مُحَمَّدٌ بْنُ عَبْدُ اللهِ بْنِ أحمد بن زَبْرٍ الدِّمَشْقِيُّ (2) ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ، قالَ: أَتَيْتُ الجَاحِظَ فاستأْذَنْتُ عَلَيْهِ فَأَطْلَعَ عَلَيَّ مِنْ كُوَّةٍ فِي دَارِهِ [ل195/ب] ، فَقَالَ ليِ: مَنْ أَنْتَ؟ فَقُلْتُ: رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ الَحَدِيثِ، فَقَالَ: أَوَ مَا عَلِمْتَ أَنيِّ لا أََُقولُ بِالحَشَوِيَّةِ؟ فَقُلْتُ: إِنيِّ ابْنُ أَبيِ دَاوُدَ، فَقَالَ: مَرْحَباً بِكَ وَأَبِيكَ. أُدْخُلْ، فَلَمَّا دَخَلْتُ، قَالَ لِي: مَا تُرِيدُ؟
_________
(1) أَبُو مُحَمَّدٍ خَلَفُ بْنُ مُحَمَّدِ بن علي بن حمدون الواسطي: قال الأزهري: كان حافظا. وقال الحاكم: كان حافظا لحديث شعبة وغيره. وقال الخطيب: كان له حفظ ومعرفة، واشتغل بعد ذلك بالتجارة وترك النظر في العلم إلى أن مات بعد سنة أربعمائة. تاريخ بغداد: 8/334، تذكرة الحفاظ: 3/1067، سير أعلام النبلاء: 17/260.
(2) أَبُو سُلَيْمَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ زَبْرٍ الدمشقي: قال الكتّاني كان ثقة مأمونا نبيلا. مات سنة تسع وسبعين وثلاثمائة، تذكرة الحفاظ: 3/996، سير أعلام النبلاء: 16/440، شذرات الذهب: 3/95.(3/1015)
فَقُلْتُ: تُحَدِّثُنِي بحَدِيثٍ وَاحِدٍ، فَقَالَ: اكْتُبْ. حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ بْنُ المِنْهَالِ، حدثَنَا حَمَّادٌ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابتِ، ٍ عَنْ أََنَسٍ: ((أَنَّ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صَلَّى عَلَى طِنْفُسَةٍ)) (1) .
فَقُلْتُ: زِدْنِي حَدِيثاً آخَرَ، فَقَالَ: مَا يَنْبَغِي لاِبْنِ أَبِي دَاوُدَ أَنْ يَكْذِبَ.
949 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الله محمد بن علي بن عَبْدِ اللَّهِ الصُّورِيُّ الْحَافِظُ، حَدَّثَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جُمَيْعٍ الشَّيْخُ الصَّالِحُ بِصَيْدَا مِنْ لَفْظِهِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ محمد ابن يوسف
ابن سُلَيْمَانَ بْنِ الزَّيَّاتِ (2) ، حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ سَهْلٍ (3) ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله
ابن خُثَيْم، عَنْ سَعِيدٍ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((مِنْ خَيْرِ أَكْحَالِكُمُ اْلأَثْمِد يُنْبِتُ الشَّعَرَ وَيَجْلُو البَصَرَ)) (4)
_________
(1) حديث ضعيف في إسناده الجاحظ وهو ضعيف وكان من أئمة البدع. وقد تقدم تخريجه في رواية رقم ((740)) .
(2) أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بن سليمان بن الزيات: ويقال الخلال، ذكره الخطيب دون جرح ولا تعديل، وقال: بلغني أنه كان حيًّا في سنة تسع وعشرين وثلاثمائة. تاريخ بغداد: 3/405،
(3) الهيثم بن سهل: بن عبد الله بن بحر بن مستنير بن مدرك التستري، ضعفه الدارقطني. وضرب إسماعيل القاضي على حديثه عن حماد، وأنكر عليه، وقال مسلمة بن قاسم: جائز الحديث. وقال الذهبي: محدث ليِّن عالي الإسناد. مات بعد ستين ومائتين. تاريخ بغداد: 14/60، ميزان الاعتدال: 4/323، لسان الميزان: 6/207.
(4) حديث صحيح، وإسناد المؤلف حسن لغيره فيه الهيثم بن سهل وهو وإن كان فيه ضعف إلا أنه متابع.
أخرجه أحمد في المسند: 1/231 و274، والحميدي في مسنده: 1/240 رقم ((520)) وابن ماجة في سننه في الطب: باب الكحل بالاثمد 2/1157 رقم ((3497)) ، والطبراني في معجم الكبير: 12/66 رقم ((12491)) ، وابن حبان في الثقات: 13/436-437 رقم ((6072)) و ((6073)) ، والطبري في تهذيب الآثار: رقم ((761)) و ((762)) و ((763)) و ((764)) و ((765)) ، من طرق عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خثيم به مختصرا كما عند المؤلف.
وأخرجه عبد الرزاق في المصنف: 3/429 رقم ((6200)) و ((6201)) وأحمد في المسند: 1/247و274و355و363، وأبو داود في الطب: باب في الأمر بالكحل 4/209 رقم ((3878)) والترمذي في الجنائز: باب ما يستحب من الأكفان
4/72 رقم ((994)) وابن ماجة في الجنائز: باب ما جاء فيما يستحب من الكفن 1/473 رقم ((1472)) وفي اللباس: باب البياض من الثياب 2/1181 رقم ((3566)) والطبراني في معجم الكبير: 12/64-66 رقم ((12485)) و ((12486)) و ((12487)) و12488)) و ((12489)) و ((12490)) و ((12491)) و ((12492)) و ((12493)) وابن حبان في صحيحه: 12/242 رقم ((5423)) والحاكم في المستدرك: 1/354، والبيهقي في السنن الكبرى: 3/245، و5/33، والبغوي في شرح السنة: 5/314 رقم ((1477)) من طرق عن ابن خثيم به بلفظ: ((البسوا من ثيابكم البياض، وكفنوا فيها موتاكم، فإنها من خير ثيابكم، وإن من خير أكحالكم الاثمد يجلو البصر وينبت الشعر)) .
واختصره بعضهم، وقال الترمذي: حسن صحيح. وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي.(3/1016)
950 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ (1) ، حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ابن جَعْفَرٌ، حدثنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَاَل رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((إِذَا كَانُوا ثَلاَثَةً فلاَ يَتَنَاجى اثْنَانِ دُونَ وَاحِدٍ)) (2) .
_________
(1) محمد: هو ابن يوسف.
(2) حديث صحيح، وإسناد المؤلف حسن لغيره. لضعف الهيثم بن سهل وهو جائز الحديث، وعبد الله بن جعفر ضعيف، ولكنهما قد توبعا.
أخرجه ابن ماجة في الأدب: باب لا يتناجى اثنان دون الثالث 2/1241 رقم ((3776)) ، ومالك في الموطأ: 2/988 رقم ((13)) ، والحميدي في المسند رقم ((645)) ، وأحمد في المسند: 2/9، و62، و73، و79، وابن عدي في الكامل: 4/1596، وابن حبان في صحيحه: 2/342 رقم ((580)) ، و2/343 رقم ((572)) ، والبغوي في شرح السنة: رقم ((3509)) ، من طرق عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ به. وقال ابن عدي: وهو مشهور عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ.
وأخرجه مالك في الموطأ: 2/989 رقم ((14)) ، ومن طريقه البخاري في الاستئذان: باب لا يتناجى الاثنان دون الثالث 11/81 رقم ((6288)) ومسلم في السلام: باب تحريم مناجاة الاثنين دون الثالث 4/1717 رقم ((2183)) من طرق عن نافع، عن ابن عمر مرفوعا. بلفظ ((إِذَا كَانُوا ثَلاثَةً فَلا يَتَنَاجَى اثنان دون الثالث)) . وهذا لفظ البخاري.(3/1017)
951 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى أَبِي الْفَتْحِ مُحَمَّدٍ بْنِ إِبْرَاهِيَم بْنِ مُحَمَّدٍ ابْنِ يَزِيدَ الطَّرْسُوسِي الْمَعْرُوفِ: بِابْنْ الْبَصَرِيِّ (1) ببَيْتٍِ الْمَقْدِسِ فِي [ل196/أ] مَنْزِلِهِ َوأَنَا أَسْمَعُ، قِيلَ لَهُ: حَدَّثَكُمْ أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ بْنُ زِيَادٍ بْنِ بِشْرٍ الأَعْرَابِيِّ البَصْرِيِّ (2) بَمكَّةَ، حَدَّثَنَا سَعْدَانُ ابن نَصْرِ بْنِ مَنْصُورٍ الْبَزَّازُ (3) ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْهِلالِيُّ، عَنْ عَمْرٍو (4) ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعَمٍ، عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ
_________
(1) أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ الطَّرَسُوسِيِّ المعروف بابن البصري، وثقه الأزهري، مات نحو سنة عشر وأربعمائة. تاريخ بغداد: 1/415.
(2) أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد بن بشر الأعراب البصري: الصوفي المعروف بابن الأعرابي، قال الذهبي: صدوق، وكان كبير الشأن بعيد الصيت، عالي الإسناد. مات سنة أربعين وثلاثمائة. حلية الأولياء: 10/375، البداية والنهاية: 11/226، لسان الميزان: 1/308، شذرات الذهب: 2/354.
(3) سَعْدَانُ بْنُ نَصْرِ بْنِ مَنْصُورٍ: أبو عثمان البغدادي الثقفي البزاز، وقيل اسمه سعيد والغالب عليه سعدان، قال أبو حاتم وابنه عبد الرحمن: صدوق. وذكره ابن حبان في الثقات. ووثقه الدارقطني. مات سنة خمس وستين ومائتين. الجرح والتعديل: 4/290، الثقات: 8/305، تاريخ بغداد: 9/205.
(4) عمرو: هو بن دينارالمكي.(3/1018)
الْخُزَاعِيِّ (1) ، قاَلَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ اْلآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ اْلآخِرِ فَلْيُحْسِنْ إِلَى جَارِهِ، مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وِالْيَوْمِ اْلآخِرِ فَلْيَقُلْ َخْيراً أَوْ لِيَصْمُتْ)) (2) .
قَالَ سَعْدَانُ: قَالَ سُفْيَانُ: وَزَادَ فِيهِ ابْنُ عَجْلانَ يُثْبِتُهُ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ اَلآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ جَائِزَتُهَ يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ، وَالضِّيَافَةُ ثَلاَثَةُ أَيَّامِ، وَلَيْسَ لَهُ أَنْ يَثْوَى عِنْدَهُ حَتَى يُخْرِجَهُ، فَمَا اتُّفِقَ
_________
(1) أبو شريح الخزاعي: هم خويلد بن عمرو الصحابي الجليل رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
(2) حديث صحيح، إسناده صحيح رجاله ثقات.
أخرجه سعدان كلتي الروايتين في جزئه ص40 برقم (129) و (130) .
وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى: 5/68، من طريق أبي سعيد أحمد بن محمد ابن الأعرابي به.
وأخرجه البخاري في الأدب: باب مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخر 10/445 رقم ((6019)) ومسلم في الإيمان: باب الحث على إكرام الجار والضيف 1/69 رقم ((48)) من طريق زهير بن حرب، ومحمد بن عبد الله بن نمير عن سفيان بن عيينة به
وأخرجه البخاري في الأدب: باب مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخر فلا يؤذي جاره 10/445 رقم ((619)) ، وفي باب إكرام الضيف وخدمته، 10/531 رقم ((6135)) وفي الرقاق: باب حفظ اللسان 11/308 رقم ((6476)) ومسلم في اللقطة: باب الضيافة ونحوها 3/1352-1353 رقم ((48)) ، عن أبي شريح مرفوعا مطولا. بدون قوله: وَلَيْسَ لَهُ أَنْ يَثْوِيَ عِنْدَهُ حتى يحرجه)) .
وأما رواية محمد بن عجلان التي أشار إليها ابن عيينة فقد أخرجها الطبراني في معجم الكبير: 8/351 رقم (()) ومن طريقه أبو نعيم في الحلية: 8/323 من طريق سعيد بن عيسى بن سعيد بن تليد الرعيني، عن المفضل بن فضالة، عن محمد بن عجلان، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عن أبي هريرة مرفوعا.
وفيه المقدام بن داود بن عيسى، ابن أخ سعيد بن عيسى بن تليد، لم أقف له على ترجمة، وبقية رجاله ثقات. وقال الطبراني: تفرد به المفضل بن فضالة عن ابن عجلان ... ، قلت والمفضل ثقة أخطأ ابن سعد في تضعيفه كذا قال
ابن حجر. التقريب: 1/544.(3/1019)
عَلَيْهِ مِنْ بَعْدُ فَهُوَ صَدَقَة)) .
952 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ بْنِ عبد الله بن محمد
ابن إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْسِيِّ (1) بِطَرَابُلُسَ ـ وَهُوَ يَنْظُرُ فِي أَصْلِ كِتَابِهِ ـ، أَخْبَرَكُمْ
أَبُو الْحَسَنِ خَيْثَمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ حَيْدَرَةَ (2) ، حَدَّثَنَا أَبُو عُتْبَةَ أَحْمَدُ بْنُ الْفَرَجِ (3) ، حَدَّثَنَا يحيى
ابن سَعْدٍ، حَدَّثَنَا سَوَّارُ بْنُ مُصْعَبٍ (4) ، عَنْ كُلَيْبِ بْنِ وَائِلٍ، عَنِ [ل196/ب] ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ
_________
(1) أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عبد الله بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم العبسي: في الخطية: (القيسي) والتصحيح من كتب التراجم، وهو ابن أبي كامل البصري، وثقه أبو بكر الحداد وغيره، انظر العبر: 3/116، سير أعلام النببلاء: 17/339، شذرات الذهب: 3/200.
(2) أَبُو الْحَسَنِ خَيْثَمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ بن حيدرة: وفي اللسان: حندرة، وثقه عبد العزيز الكتاّني والخطيب. وقال الذهبي: كان رحّالا وجوّالا صاحب حديث. مات سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة. سير أعلام النبلاء: 15/412، تذكرة الحفاظ:
3/858، لسان الميزان: 2/411.
(3) أَبُو عُتْبَةَ أَحْمَدُ بْنُ الْفَرَجِ: الحمصي المعروف بالحجازي المؤذن. قال ابن أبي حاتم: محله الصدق. وضعفه محمد بن عون الطائي، ونقل الخطيب عنه تكذيبه. ووثقه مسلمة بن قاسم، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن عدي: لا يحتج به، ثم قال: ومع ضعفه احتمله الناس ورووا عنه. الجرح والتعديل: 2/67، الثقات: 8/45، الكامل: 1/190، تهذيب التهذيب: 1/59، تاريخ بغداد: 4/339.
(4) سوار بن مصعب: الكوفي المؤذن الأعمى الهمداني، قال ابن معين: ضعيف، وقال مرة: ليس بشيء. وقال البخاري: منكر الحديث. وتركه أحمد وأبو حاتم والنسائي وأبو نعيم. وقال ابن حبان: كان ممن يأتي بالمناكير عن المشاهير حتى يسبق إلى القلب أنه كان المتعمد لها. الجرح والتعديل: 4/271، الضعفاء والمتروكون: 0/51، الضعفاء الكبير:
2/168، المجروحين: 1/356، الضعفاء: 0/90، لسان الميزان: 3/128.(3/1020)
رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: ((مَنْ نَظَرَ إِلَى أَخِيهِ نَظْرَةَ مَوَدَّةٍ، لَمْ يَكُنْ فيِ قَلْبِهِ عَلَيْهِ حِنَةٌ (1) ، لَمْ يَطْرِفْ (2) حَتَى يُغْفَرَ لَهُ مَا مَضَى مِنْ ذُنُوبِهِ)) (3) .
953 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْغَنِيِّ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ سعيد ابن بشر
ابن مَرْوَانَ الأَزْدِيُّ الْمِصْرِيُّ الْحَافِظُ مِنْ لَفْظِهِ وَحِفْظِهِ بِطَرَابُلُسَ قَدِمَهَا مَاضِيًا لِعَقْدِ الْهُدْنَةِ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْجَرَّابُ (4) ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ عُمَرَ ابْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: ((إِنَّمَا اْلأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ، وَإِنَّمَا
_________
(1) كذا في الخطية: وفي مصادر التخريج ((إحنة)) والإِحْنَة: الحِقْد في الصدر، وربما قالوا: حنة. انظر لسان العرب:
13/8، مادة (أحن) .
(2) كذا كُتب الكلمة في الخطية وعليها ضبة، وكتب الناسخ في الهامش (لم يطرق) بالقاف وعليها ضبة كذلك.
(3) حديث ضعيف جداًّ، في إسناده سوار بن مصعب وهو متروك الحديث. قال ابن عدي: عامة ما يرويه ليست محفوظة. وأورد هذا الحديث في ترجمته مضعفا له به.
أخرجه ابن عدي في الكامل: 3/1293، والطبراني في معجم الأوسط: 8/154 رقم ((8251)) والبيهقي في شعب الإيمان: 2/288، رقم (()) من طريق سَوَّارُ بْنُ مُصْعَبٍ، عَنْ كُلَيْبِ به نحوه.
وقال محمد ناصر الدين الألباني: ضعيف جدا. وسوار بن مصعب متروك كما قال النسائي وغيره. الضعيفة: 5/306 رقم ((2278)) .
(4) إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الجراب: بن أحمد بن عيسى البغدادي البزاّز، وثقه الخطيب. مات سنة خمس وأربعين وثلاثمائة. تاريخ بغداد: 6/304، سير أعلام النبلاء: 15/497.(3/1021)
ِلاِمْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ، فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا، أَوِ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا َهاجَرَ إِلَيْهِ)) (1) .
954 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْقَاسِمِ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ بَحْرِ بْنِ الْوَرَّاقِ الرَّمْلِيِّ بِهَا ـ وَهُوَ يَنْظُرُ فِي أَصْلِهِ ـ، قُلْتُ: حَدَّثَكُمْ أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي مُوسَى الْبَغْدَادِيُّ إِمْلاءً فِي جَامِعِ الرَّمْلَةِ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ اثنتين وأربعين وثلاثمائة، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ سَهْلٍ الدِّمْيَاطِيُّ (2)
، حدثنا عبد الله [ل197/أ] بْنُ يُوسُفَ التِّنِّيسِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ (3) ، حَدَّثَنَا أَبُو الأَسْوَدِ (4) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ النَّضْرِ، عَنْ
_________
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات. وهو مخرج في الصحيحين.
أخرجه البيهقي في السنن الكبرى: 1/298 و2/14 و4/112 و5/39، من طريق يزيد بن هارون به. وقد تقدم تخريجه في رواية رقم ((185)) .
(2) بكر بن سهل الدمياطي: إسماعيل بن نافع أبو محمد الهاشمي، قال النسائي: ضعيف. وقال مسلمة بن قاسم: تكلم الناس فيه ووضعفوه من أجل الحديث الذي حدث به عن سعيد بن كثير. مات سنة تسع وثمانين ومائتين. ميزان الاعتدال:
1/345، سير أعلام النبلاء: 13/425، شذرات الذهب: 2/201،
(3) ابن لهيعة: عبد الله بن لهيعة بن عقبة بن فرعان بن ربيعة أبو عبد الرحمن الحضرمي الغافقي المصري، صدوق، خلط بعد احتراق كتبه، ورواية ابن المبارك وابن وهب عنه أعدل من غيرها، وله في مسلم بعض شيء مقرون. التقريب: 1/319.
(4) أبو الأسود: محمد بن عبد الرحمن بن نوفل بن خويلد الأسدي المدني، ثقة مات سنة بضع وثلاثين ومائة. التقريب: 1/493.(3/1022)
أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: ((حُفَّتِ الْجَنَّةُ بِالْمَكَارَةِ، وَحُفَّتِ النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ)) (1) .
955 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ القاسم بن علي ابن القاسم ابن زَيْدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْقَاضِي الْهَمْدَانِيِّ بِطَرَابُلُسَ فِي مَنْزِلِهِ، قُلْتُ: أَخْبَرَكُمْ أبو بكر أحمد ابن عبيد ابن أحمد ابن عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ فِيمَا قُرِئَ عَلَيْهِ وَأَنْتَ تَسْمَعُ، فَقَالَ: نَعَمْ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو مُوسَى بْنُ عِيسَى بْنِ الْمُنْذِرِ السُّلَمِيُّ (2) فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ ابن خالد الوهبي (3) ، حَدَّثَنَا
_________
(1) حديث صحيح مخرج في الصحيحين، وإسناد المؤلف فيه أبو الْقَاسِمِ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ بَحْرِ الرملي، وأبو الحسن أحمد ابن عيس البغدادي، لم أقف على ترجمتهما، وابن لهيعة صدوق خلط. وهو إسناد غريب من رواية أبي الأَسْوَدِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ النَّضْرِ، عن أبي هريرة، أنفرد به ابن لهيعة.
أخرجه أحمد في مسنده: 2/380، من طريق قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا ابْنُ لهيعة به.
وهو إسناد حسن، لأن ابن لهيعة وإن كان فيه الكلام المعروف، إلا أن الراوي عنه قتيبة بن سعيد: ثقة، وهو لم يكتب حديث ابن لهيعة إلا من كتب ابن وهب ثم سمعها من ابن لهيعة، لذلك كان أحمد بن حنبل يقول له فيما رواه عن
ابن لهيعة: أحاديثك عن ابن لهيعة صحاح.
أخرجه البخاري في الرقاق: باب حجبت النار بالشهوات 11/320 رقم ((6487)) ، من طريق مالك، ومسلم في الجنة وصفة نعيمها وأهلها 4/2174 رقم ((2823 من طريق ورقاء، كلاهما عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الأَعْرَجِ، عن أبي هريرة مرفوعا. وعند البخاري: ((حجبت)) بدل ((حفّت)) ، وتقدم الحديث أيضاً في رواية رقم (404) من حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه -.
(2) أَبُو عَمْرٍو مُوسَى بْنُ عِيسَى بن المنذر السلمي: الحمصي، كتب النسائي عنه، وقال: حمصي لا أحدث عنه شيئا، ليس هو شيئا. لسان الميزان: 6/126.
(3) أحمد بن خالد الوهبي: ابن موسى أبو سعيد، وثقه ابن معين. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال الدارقطني: لا بأس به. وقال ابن حجر: صدوق. الجرح والتعديل: 2/49، الثقات: 8/6، تهذيب الكمال: 1/299، التقريب: 1/23،(3/1023)
إِسْرَائِيلُ بْنُ يُونُسَ بْنِ أَبِي إسحاق السبيعيى الْكُوفِيُّ وَاسْمُ
أَبِي إِسْحَاقَ: عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هَانِي، حَدَّثَنِي جَدِّي (1) أَبُو إِسْحَاقَ (2) ، عَنْ عمرو
ابن مَيْمُونٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَال: ((بَيْنَا رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَائِمٌ يُصَلِّي عِنْدَ الْكَعْبَةِ، وَجَمِيعُ قُرَيْشِ فِي مَجَالِسِهِمْ، إِذْ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ: أَلاَ تَرَوْنَ إِلَى هَذَا الْمُرَائِي، أَيُّكُمْ يَقُومُ إِلَى جَزُوِر آلِ فُلاَنِ، فَيَعْمَدُ إِلَى فَرَثِهَا وَدَمِّهَا وَسِلاَهَا فَيَجِيءُ بِهِ، ثُمَّ يُمْهِلُهُ حَتَى إِذَا سَجَدَ وَضَعَهُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ؟ فَانْبَعَثَ أَشْقَاهُمْ، فَجَاءَ بِهِ فَأَمْهَلَهُ، فَلَمَّا سَجَدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَضَعَهُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ، وَثَبَتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سَاجِداً كَمَا هُوَ، وَضَحِكُوا [ل197/ب] حَتَى مَالَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعَضٍ مِنَ الضَّحْكِ، فَانْطَلَقَ مُنْطَلِقٌ إِلَى فَاطِمَةَ، وَهِيَ جُوَيْرِيَّةٌ، فَأَقْبَلَتْ تَسْعَى، وَثَبَتَ النَّبِيُّ َصَّلى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاجِداً، حَتَى أَلْقَتْهُ، وَأَقْبَلَتْ عَلَيْهِمْ تَسُبُّهُمْ، وَضَحِكَ بَعْضُهُمْ إِلَى َبعْضٍ، فَلَمَّا قَضىَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاَتَهُ، قَالَ: اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِقُرَيْشٍ، ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهَمَّ عَلَيْكَ بِعَمْرٍو بْنِ هِشَامٍ، وَعُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ،
_________
(1) في الخطية بياض.
(2) أبو إسحاق: هم عمرو بن عبد الله بن عبيد، وقيل علي، ويقال: ابن أبي شعيرة الهمداني السبيعي، ثقة مكثر عابد، اختلط بآخره، انظر التقريب: 1/423.(3/1024)
وَشَيْبَةَ
ابْنِ رَبِيعَةَ، وَاْلَوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ، وَأُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ، وَعُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ. قَالَ عَبْدُ اللهِ: فَلَقَدْ رَأَيْتُهُمْ صَرْعَى يَوْمَ بَدْرٍ يُسْحَبُونَ إِلَى القَلِيْبِ (1)
قَلِيْب بَدْرٍ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أُتْبِعَ أَصْحَابُ اْلقُلَيْبِ اللَّعْنَةَ)) (2) .
956 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: أَمْلَى عليَّ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ خُمَيْسِ بن جَمِيلٍ الْبَغْدَادِيُّ (3) بِصُورَ فِي الْمَسْجِدِ الْجَامِعِ مِنْ لَفْظِهِ وَحِفْظِهِ، حَدَّثَنَا
_________
(1) القليب: البئر قبل أن تطوى، ويبنى بالحجارة أو نحوها، انظر النهاية في غريب الحديث: 4/98، ومختار الصحاح:
1/228.
(2) حديث صحيح مخرج في الصحيحين، وإسناد المؤلف فيه أبو الحسن عبيد الله الهمدانين وابو بكر أحمد بن عبيد الصفار لم أقف على ترجمتهما، وأبو عمرو موسى بن عيسى تركه النسائي، وقد انفرد بهذا عن أحمد بن خالد، إذ لم أجد له متابع،.
أخرجه البخاري في الصلاة: باب المرأة تطرح عن المصلي شيئا من الأذى 1/594 رقم ((520)) من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق به.
وأخرجه البخاري في الوضوء: باب إذا ألقي على ظهر المصلي قذر أو جيفة لم تفسد علي صلاته 1/348-349 رقم ((240)) وفي الجهاد: باب الدعاء على المشركين بالهزيمة والزلزلة 6/106 رقم ((2934)) بنحوه مطولا وفي الجزية والموادعة: باب طرح جيف المشركين في البئر 6/286 رقم ((318)) بنحوه مطولا وفي المناقب: باب ما لقي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه من المشركين بمكة 7/165 رقم ((3854)) بنحوه مطولا وفي المغازي: باب دعاء النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على كفار قريش 7/293 رقم ((3960)) مختصرا، ومسلم في الجهاد والسير: باب ما لقي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أذى المشركين والمنافقين 3/1418 رقم ((1794)) مطولا، و3/1420 رقم ((1795)) مختصراً، من طريق أبي إسحاق به.
(3) أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ خُمَيْسِ بن جميل البغدادي: ذكره الخطيب دون جرح ولا تعديل، وقال حدث عن هشام بن إسحاق الكناني صاحب جعفر بن محمد القلانسي. تاريخ بغداد: 5/252.(3/1025)
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ هِشَامُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الْكِنَانِيُّ (1)
، حدثنا جعفر ابن مُحَمَّدِ بْنِ حَمَّادٍ الْقَلانِسِيُّ (2) ، حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ الْعَسْقَلانِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، َعنْ مُوسَى ابْنِ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((مَا سُئِلَ اللهُ شَيْئاً قَطٌّ أَحَبَّ إِلَى اللهِ مِنْ أَنْ يُسْأَلَ اْلعَافِيَةُ)) (3) .
957 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُنِيرِ بن عمر ابن صالح
ابن عطية [ل198/أ] الْقَيْسَرَانِيِّ الْكِنَانِيِّ بِصُورَ قَدِمَ عَلَيْنَا،
_________
(1) أَبُو عَبْدِ اللَّهِ هِشَامُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الْكِنَانِيُّ، ذكره الخطيب ضمن شيوخ محمد بن خميس، تاريخ بغداد:
5/252.
(2) جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمَّادٍ القلانسي: أبو الفضل الرملي، ذكره ابن حبان في الثقات، قال الذهبي: صدوق عابد كبير القدر، الثقات: 8/163، سير أعلام النبلاء: 14/108، لسان الميزان: 2/127.
(3) حديث منكر، في أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ خُمَيْسِ، وهشام بن إسحاق، لم يتبيّن لي حالهما من حيث الجرح أو التعديل،
وعبد الرحمن بن أبي مليكة وهو منكر الحديث تفرد به عن موسى بن عقبة.
أخرجه الترمذي في الدعوات: بعد باب ما جاء في عقد التسبيح اليد 9/533 رقم ((3616)) مطولا و 9/534 تحت رقم ((3616)) مختصرا كما عند المؤلف وابن عدي في الكامل: 4/1605، والحاكم في المستدرك: 1/198، والمنذري في الترغيب الترهيب: 4/168 رقم ((4968)) من طريق عبد الرحمن بن أبي مليكة به.
وقال الترمذي: غريب لا نعرفه إلا من حديث عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ القرشي وهو ضعيف في الحديث. وقال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وتعقبه الذهبي وقال: عبد الرحمن ضعيف. وقال ابن حجر في نتائج الأفكار: رواه كلهم من طريق
عبد الرحمن بن أبي مليكة وهو ذاهب الحديث. الترغيب والترهيب: 4/168.(3/1026)
قُلْتُ: أَخْبَرَكُمْ أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ
ابن مَرْوَانَ بْنِ يَحْيَى الْقَيْسَرَانِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ ذَكْوَانَ (1) ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ (2) ، حَدَّثَنَا حَكِيمُ بْنُ جُبَيْرٍ (3) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((مَنْ مَاتَ وَهُوَ مُدْمِنُ خَمْرٍ لَقِيَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ كَعَابِدِ وَثَنٍ)) (4)
_________
(1) إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ ذَكْوَانَ: بن أبي سفيان القيسراني. ذُكر ضمن تلامذة محمد الفريابي.
(2) إسرائيل: هو ابن يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ.
(3) حكيم بن جبير: الأسدي الكوفي. تركه شعبة وابن مهدي والدارقطني وغيرهم. قال أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وابن معين وأحمد وأبو حاتم والنسائي ضعيف. وزاد أحمد مضطرب وأبو حاتم منكر الحديث. وقال ابن حبان: كان غاليا في التشيع كثيرا الوهم. وقال ابن حجر: ضعيف. الضعفاء والمتروكون: 0/31، الضعفاء الكبير: 1/316، الجرح والتعديل: 3/201، المجروحين: 1/246، تهذيب الكمال: 7/165، التقريب: 1/31.
(4) حديث منكر: في إسناده أبو الحسن القيسراني، وأبو علي الحسن القيسراني، وإبراهيم بن معاوية لم أقف على تراجمهم، وحكيم بن جبير ضعيف منكر الحديث.
أخرجه البزار انظر كشف الأستار: 3/356 رقم ((2934)) وابن أبي حاتم في العلل: 2/26، والطبراني في المعجم الكبير: 12/45 رقم ((12428)) وأبو نعيم في الحلية: 9/253، وابن الجوزي في العلل المتناهية: 2/972 رقم ((1119)) من طريقين: طريق إسرائيل والمعلى بن هلال، كلاهما عن حكيم بن جبير به.
وأخرجه ابن أبي حاتم في العلل: 2/26، من طريق أحمد بن يونس، عن إسرائيل، عن ثور، عن سعيد بن جبير به.
وقال أبو حاتم: ((حديث حكيم بن جبير عندي أصح. فقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: فقلت لأبي: فحكيم بن جبير
أحب إليك أو ثوير؟ فقال: ما فيهما إلا ضعيف غال في التشيع ... )) .
وأخرجه ابن عدي في الكامل: 4/1525، وابن حبان في صحيحه: 12/167 رقم ((5347)) وابن الجوزي في العلل المتناهية: 2/672 رقم ((1118)) من طريق عبد الله بن خراش بن حوشب، عن العوام بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جبير به.
وفيه عبد الله بن خراش وهو ضعيف كما في التقريب: 1/301، وقال ابن الجوزي عقب إيراده للحديث قال: وهذا لا يصح فإن العوام مجروح. قلت: بل هو ثقة. كما في التقريب: 1/433، فالحمل فيه على عبيد الله ابن خراش لا على العوام بن حوشب.
وأخرجه أحمد في مسنده: 1/272 وابن الجوزي في العلل المتناهية: 2/671 رقم ((1116)) من طريق أسود بن عامر، حدثنا الحسن بن صالح، عن محمد بن المنكدر قال: حُدِّثت عن ابن عباس مرفوعا.
وفيه الحسن بن صالح، قال ابن حبان: ينفر د عن الثقات بما لا يشبه حديث الثقات. قلت وراويه عن ابن عباس مجهول أيضا.
وأخرجه عبد الرزاق في المصنف: 9/239، والخطيب في الموضّح: 2/407، من طريق ابن أبي نجيح، عن ابن المنكدر، عن ابن عباس مرفوعا. بدون ((حدّثت)) .
وأخرجه ابن أبي حاتم في العلل: 2/37، عن سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو مرفوعا.
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: هذا خطأ إنما هو كما رواه الحسن بن صالح، عن محمد بن المنكدر، قال حدِّثت عن ابن عباس.(3/1027)
958 - أخبرنا محمد، حدثنا أبو محمد عبد الغني بن سعيد بن علي الأزدي الحافظ بطرابلس من حفظه، حدثنا عبد الله بن جعفر ابن الورد (1) ، حدثنا يحيى بن أيوب (2) ، حدثنا سعيد بن أبي مريم، حدثنا يحيى بن أيوب (3) ، عَنْ مُحَمَّدٍ بْنِ عَجْلاَن، قَالَ: ((لَمَّا خَلَقَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ اْلعِبَادَ، قَالَتْ اْلمَلاَئِكَةُ: لاَ تَسَعُهُمْ الأَرْضُ، قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: سَأُسَلِّطُ عَلَيْهِمْ اْلَمْوتَ، قَالُوا: لاَ يُهْنِيهِمْ اْلعَيْشُ، قَالَ:
_________
(1) عبد الله بن جعفر بن الورد: أبو محمد البغدادي ثم المصري، وثقه الذهبي وغيره. مات سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة. سير أعلام النبلاء: 16/39، العبر: 2/292، شذرات الذهب: 3/8.
(2) يحيى بن أيوب: بن بادي الخولاني أبو زكرياء العلاّف، قال النسائي: صالح. وقال الذهبي وابن حجر: صدوق.
تهذيب الكمال: 31/330، الكاشف: 1/361، التقريب: 1/588.
(3) يحيى بن أيوب: الغافقي.(3/1028)
سَأَبْسُط لَهُمْ فِي الأَمَلِ)) (1) .
959-أخبرنا محمد، حدثنا الشيخ الصالح أبو أحمد عبد الله بن بكر بن محمد الحسين
ابن محمد الطبراني (2) العابد من لفظه، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ علي بن الحسن العطوفي (3) ، قال: قرئ على أحمد بن محمد بن مسروق الطوسي (4) ، وأنا أسمع، حدثكم أحمد بن أبي الحواري، َقاَل: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ صَاعِدٍ (5) يقُولُ: ((كَانَتْ
_________
(1) إسناد هـ حسن، فيه يحيى بن أيوب الغافقي وهو صدوق ربما أخطأ، وابن عجلان صدوق أيضاً.
أخرجه أبو علي الصوري في الفوائد المنتقاة والغرائب الحسان عن شيوخ الكوفيين: 1/110-111،
من طريق عبد الله بن جعفر بن الورد به. غير أنه ورد فيه ((سأوكل بهم الموت)) بدل ((سأسلط عليهم الموت)) .
(2) أبو أحمد عبد الله بن بكر بن محمد بن الحسين بن محمد الطبراني، وثقه الصوري والدارقطني وغيرهما، وقال الدارقطني يتشيع. مات سنة تسع وتسعين وثلاثمائة. تاريخ بغداد: 9/423، سير أعلام النبلاء: 17/106.
(3) أبو بكر محمد بن علي بن الحسن العَطوفي، بفتح العين وضم الطاء المهملتين وفي آخرها الفاء، وتحرفت النسبة عند الخطيب إلى العطوي، وقال الخطيب والسمعاني: صدوق. تاريخ بغداد: 4/210، الأنساب: 3/79.
(4) أحمد بن محمد بن مسروق الطوسي: قال الدارقطني: ليس بالقوي يأتي بالمعضلات، وقال الخطيب: كان معروفا بالخير مذكورا بالصلاح. مات سنة تسع وقيل ثمان وتسعين ومائتين. الحلية الأولياء: 10/213،
تاريخ بغداد: 5/100، ميزان الاعتدال: 1/150، سير أعلام النبلاء: 13/494، لسان الميزان: 1/292.
(5) أحمد بن صاعد: الصوري الزاهد، ذكره ابن أبي حاتم من غير جرح ولا تعديل، وقال السمعاني: صاحب
حكمة وزهد. الجرح والتعديل: 2/56، الأنساب: 3/563،(3/1029)
الرَّاحَةُ قَبْلَ اْليَوْمَ فِي لِقِاءِ اْلأِخْوَانِ، وَإِنَّمَا الرَّاحَةُ اْليَوْمَ فِي اْلخَلْوَةِ بِهِ)) (1) .
960 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ محمد [ل198/ب] بن جعفر بن عبد الله ابن صالح بن إبراهيم بن عبد الله (2) الكلاعي الحمصي بطرابلس، قلت: حدثكم أبو أحمد منصور ابن أحمد الهروي بالرافعة سنة ست وأربعين وثلاثمائة، حدثنا أبو بكر الفروي، قَالَ: ((دَخَلْنَا عَلَى سري السقطي وَعِنْدَ رَأْسِهِ كُوزٌ مَكْسُورٌ، وَهُوَ يَقُولُ: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، كُنْتُ أَتَهَيَّأُ فِيهِ لِلصَّلاَةِ أَخَذَتْه كسَرَتْه، قَالَ: قُلْنَا لَهُ: مَنْ هَذِهِ الَّتِي هَجَمَتْ عَلَيْكَ فَكَسَرْتَهُ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْكَ ـ؟ قالَ: مَا هَجَمَ عَلَيَّ إِنْسَانٌ وَلَكِنْ نِمْتُ اْلبَارِحَةَ بَعْدَ انْقِضَاِء وِرْدِي، فَإِذَا أَنَا بِجَارِيَةٍ، مَارَأَيْتُ أَصْبَحَ وَجْهًا مِنْهَا، عَلَيْهَا أَنْوَاعُ اْلحُلِيِّ وَالْحُلَلِ، فَقُلْتُ: لِمَنْ أَْنَتِ يَا جَارِيَةُ؟ فَقَالَتْ: ِلمَنْ لاَ يُبْرِدُ الَماءَ فِي الدَّوَارِيقِ، وَأَخَذْتُ الدَّوْرَقَ فَكَسَرتْهُ)) (3) .
_________
(1) في إسناده أحمد بن محمد بن مسروق وهو ليس بالقوي ويأتي بالمعضلات.
أخرجه ابن أبي الدنيا في العزلة: 1/152 رقم ((178)) من طريق محمد بن إدريس، حدثنا أحمد قال: سمعت أحمد
ابن صاعد الصوري يقول: فذكره.
(2) كذا في الخطية، وورد في رواية رقم (1075) و (1128) ، عبيد الله، ولم أقف على ترجمته.
(3) في إسناده أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ جعفر الكلاعي، وأبو أحمد منصور الهروي، وأبو بكر الفروي لم أقف على تراجمهم.
أخرج ابن الجوزي نحوه في صفة الصفوة: 2/374، من طريق جنيد، عن السقطي به.(3/1030)
961 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أبي يعقوب إسحاق بن أحمد بن الحسين ابن المغيرة ابن إبراهيم بن أحمد بن عبد الله بن موسى بن إسماعيل بن عبد الصمد الكندي، قلت: حدثكم أبو عبد الله أحمد بن عطاء بن أحمد الروذباري (1) ، حدثني محمد بن علي الدينوري الصوفي، قال: قال محمد بن يعقوب: ((كَمَالُ اْلعِلْمِ بِالْعِلْمِ (2) ، َوجَمَالُهُ بِاْلأَدَبِ، وَتَصْفِيَتُهُ بِاْلوَرَعِ، وَقَبُولُهُ بِالإِخْلاَص)) (3) .
962 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أبي بكر عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله
ابن خَيْثَمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ حَيْدَرَةَ القرشي المعدل بطرابلس، [ل199/أ] قلت: أخبركم
أبو طاهر محمد بن الحسين بن علي الأنطاكي المقرئ، حدَّثَنِي أَبُو اْلحَسَنِ عَلِيُّ ابْنُ عَبْدِ اللهِ اْلكَلْبِيُّ بِدِمَشْقَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ أَبِي اْلحَوَارِي فِي جَامِعِ دِمِشْقَ يَقُولُ: ((لاَ تُجَالِسُوا أَهْلَ اْلبِدَعِ، وَلاَ تُبَايِعُوهُمْ، وَلاَ تُشَاوِرُوهُمْ، وَلاَ تُنَاكِحُوهُمْ،
_________
(1) أبو عبد الله أحمد بن عطاء بن أحمد الروذباري. قال أبو عبد الله الصوري: روى عن إسماعيل الصفار بما لم يروه الصفار ولا أظنه ممن كان يتعمد الكذب لكنه اشتبه عليه. وقال الخطيب: روى أحاديث وهم فيها وغلط غلطا فاحشا، مات سنة تسع وستين وثلاثمائة. الحلية الأولياء: 10/383، تاريخ بغداد: 4/336، طبقات الصوفية: 0/497. سير أعلام النبلاء: 16/227.
(2) كذا ورد في الخطية، ولعل الصواب (العمل) والله أعلم.
(3) في إسناده أبو يعقوب الكندي، ومحمد بن يعقوب، لم أقف على ترجمتهما، وأما محمد بن علي الدينوري فلم أميّزه، وليس هو صاحب المجالسة.(3/1031)
وَإِنْ مَرِضُوا فَلاَ تَعُودُوهُمْ، وَإِنْ مَاتُوا فَلاَ تَشْهَدُوا جَنَائِزَهُمْ، وَكَانَ يَبْكِي وَهُوَ يُحَدِّثُ حَتَى يَسِيلُ دُمُوعُهُ)) (1) .
963 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بن علي الصوري، قال: قرأت على أبي إسحاق إبراهيم ابن علي بن المبارك بن أحمد الرحبي بالرملة، قلت: حدثكم أبو العباس أحمد ابن محمد بن علي ابن هارون البرذعي، قال:
_________
(1) في إسناده أبو طاهر محمد المقرئ، وأبو الحسن علي الكلبي، لم أقف على ترجمتهما.
لم أقف عل هذا الأثر عن أحمد بن أبي الحواري، ولكن روي عن بشر بن الحارث أنه قال في الجهمية: ((لا تجالسوهم، ولا تكلموهم، وإن مرضوا فلا تعودوهم،، وإن ماتوا فلا تشهدواهم)) ، أخرجه عبد الله بن أحمد في السنة: 1/126.
قلت: والمقصود من أهل البدع عند المؤلف هنا، هم الجهمية والقدرية وكل من وصل ببدعته مبلغ الكفر.
ومما لا شك فيه أن الصحابة والتابعين وأتباعهم وعلماء السنة مجمعون ومتّفقون على معاداة أهل البدعة
ومهاجرتهم. وقد بوّب أهل العلم من المحدثين والفقهاء تبويبات عدة في معادات أهل البدعة ومهاجرتهم، وعند أبي
داود في السنن: باب مجانبة أهل الأهواء وبغضهم، 4/198، وفي الترغيب والترهيب للإمام المنذري الترهيب من حب الأشرار وأهل البدع لأن المرء مع من أحب 3/14، والنووي في الأذكار: باب التبرّي من أهل البدع والمعاصي
0/323، حتى جُعل ذلك من أبواب العقيدة كما في كتاب الاعتقاد للبيهقي: باب النهي عن مجالسة أهل البدع.
وقد دلّت الآثار المنقولة عن أئمة السلف حرمة مجالسة أهل البدع والأهواء وتزوج منهم وتزويجهم وعيادتهم وحضور جنائزهم والصلاة عليهم، ولكن هذا يختلف باختلاف أحوالهم بحسب بعدهم عن الدين وقربهم منه. فمن بلغ ببدعته حدّ الكفر مثل الجهمية والقدرية وغيرهم ممن هم في حكمهم من أهل البدع والأهواء المقطوع بكفرهم عند أهل االسنة فهؤلاء يقاطعون، وأما المحكوم له بالإسلام فإن مجلسته ومناكحته وعيادته وشهود جنازته له حالات وأحوال، بسطها فضيلة الشخ إبراهيم الرحيلي في كتابه القيّم: ((موقف أهل السنة والجماعة من أهل البدع والأهواء)) 1/343-435.(3/1032)
سَمِعْتُ اْلعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ اللهِ (1) يَقُولُ: سَمِعْتُ سَهْلاً (2) يقُولُ: ((النَّاسُ عَلَى أَرْبَعَةِ طَبَائِعِ: عَلَى طَبْعِ الأَبَالِسَةِ، وَالشَّيَاطِينِ، وَالبَهَائِمِ، وَاْلمَلاَئِكَةِ، فَأَمَّا الأَبَالِسَة: ُ فَالذِّينَ يُؤْذُونَ النَّاسَ وَيُعَذِّبُونَهُمْ، وَأَمَّا الشَّيَاطِينُ: فَالسَّحَرَةُ، وَاْلكَهَنَةُ، وَاْلمُنَجِّمُونَ، وَأَمَّا اْلبَهَائِمُ: فَإِنَّهُمْ يَأْكُلُونَ، وَيَشْرَبُونَ، وَيَنَامُونَ، وَأَمَّا الَّذِينَ هُمْ مِثْلَ اْلَملاَئِكَةِ: فَالَّذِينَ يَقْطَعُونَ أَوْقَاتِهِمْ بِالذِّكْرِ وَالطَّاعَاتِ)) (3) .
964 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أبي مسعود صالح بن أحمد بن القاسم بن يوسف الميانجي القاضي (4) بصيدا، [ل199/ب] قلت:
_________
(1) الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: بْنِ أحمد بن عصام، وقيل العباس بن أحمد بن عبد الله أبو الفضل المزني البغدادي الشافعي، قال أبو أحمد السراج لم يكن صدوقا ولا ثقة ولا مأمونا. وأنكر علي أحمد بن محمد البزار عن حدث عنه، وروى عن سهل بن عبد الله حكايات. تاريخ بغداد: 12/156.
(2) سهل: بن عبد الله بن يونس أبو محمد التستري الصوفي الزاهد، قال الذهبي: روى عنه حكايات، وله كلمات نافعة ومواعظ حسنة، وقد راسخ في الطريق. حلية الأولياء: 10/189، طبقات الصوفية للسلمي: ص: 206، سير أعلام النبلاء: 13/330،
(3) في إسناده أبو إسحاق إبراهيم الرحبي، وابو العباس أحمد بن محمد البرذعي، لم أقف على ترجمتهما.
أخرجه أبو نعيم في الحلية الأولياء: 10/206-207، قال سمعت أبي قال سمعت خالي أحمد بن محمد بن يوسف يقول: قال سهل بن عبد الله فذكر نحوه مطولا. وفيه أحمد بن محمد بن يوسف لم أعرفه.
(4) أبو مسعود صالح بن أحمد بن القاسم بن يوسف الميانجي القاضي، الميانجي، بفتح الميم والياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفتح النون وفي آخرها الجيم، هذه النسبة إلى موضعين: الأول منسوب إلى موضع بالشام، ومنهم صاحبنا هذا، والثاني منسوب إلى ميانه أذربيجان. الأنساب: 5/424-425.(3/1033)
أخبركم أبو محمد أحمد بن محمد بن الحجاج المرعشي (1) ، حدثنا أحمد بن سنان المنبجي، قال: سمعت أحمد بن أبي الحواري يقول: سَمِعْتُ
أَبَا سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيَّ (2)
يَقُولُ: يَا أَحْمَدُ، يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: ((إِذَا نَامَتْ الْعُيُونُ كَذَبَ مَنْ ادَّعَى مَحَبَّتِي، إِذَا جَنَّهُ اللَّيْلُ نَامَ عَنِّي، أَوَ لَيْسَ كُلُ مَحِبٍّ يُحِبُّ لِقَاءَ حَبِيبِهِ، هَا أَنَا مُطَّلِعٌ عَلَى أَحِبَّائِي إِذَا جَنَّهُمُ اللّيْلُ، جَعَلْتُ أَبْصَارَهُمْ فِي قُلُوبِهِمْ، وَمَثَّلْتُ نَفْسِي بَيْنَ أَعْيُنِهِمْ، فَخَاطَبُونِي عَلَى مُشَاهَدَةٍ، وَسَأَلُوني عَلَى حُضُورٍ، فَلَمْ يَحْسُنُ بيِ يَوْمَ اَلقِيَامَةِ إِلا َّ أُرَوِّحَ أَبْدَانَهُمْ وَقُلُوبَهُمْ، النَّاسُ يَوْمَ اْلقِيَامَةِ فِي كَرْبٍ وَجُهْدٍ، وَهُمْ يَوْمَ اْلقِيَامَةِ عَلَى كَرَاسِيٍّ فِي ظِلِّ عَرْشِي)) (3) .
_________
(1) أبو محمد أحمد بن محمد بن الحجاج المرعشي، بفتح الميم وسكون الراء، وفتح العين المهملة وفي آخرها الشين المعجمة، وهذه النسبة إلى مرعش وهي بلدة من بلاد الشام. ذكره ابن جميع ضمن شيوخه في كتا به معجم الشيوخ: 0/183، الأنساب: 5/258.
(2) أبو سليمان الداراني: هو عبد الرحمن بن أحمد، وقيل ابن عساكر، وقيل ابن عطية العنسي الداراني، ثقة لم يرو
مسندا إلا واحدا وله حكايات في الزهد. التقريب: 1/342.
(3) في إسناده أبو مسعود الميانجي، وأبو محمد أحمد المرعشي، وأحمد بن سنان المنبجي لم أقف على تراجمهم.
أخرجه ابو نعيم في الحلية الأولياء: 8/99-100، من طريق محمد بن المسيب حدثنا إسحاق بن الجراح، حدثنا الحسين ابن زياد قال: أخذ فضيل بن عياض بيدي فقال: يا حسين: ينزل الله كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا فيقول الرب: من ادعى محبتي إذا جنه الليل نام عني ... فذكر نحوه مختصرا.
وفي إسناده محمد بن المسيب، لم أعرفه وقد ذكر ضمن تلامذة إسحاق ابن الجراح، وأما إسحاق بن الجراح فهو صدوق كما قال ابن حجر في التقريب: 1/100. والحسين بن زياد قد أثنى عليه أبو حاتم في دينه فقال: هو رجل صالح. الجرح والتعديل: 3/53.(3/1034)
965 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أبي الفضل أحمد بن أبي عمران الهروي بمكة في المسجد الحرام، قال: سمعت محمد بن الحسن المقرئ يقول: سمعت أبا بكر بن حَمْدُوه البزار يقول: َسمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مُعَاذٍ الرَّازِي َّ (1) َيقُولُ: ((َسيِّدِي لَوْلاَ أَنَّ اْلاِفْتِقَارَ إِلَيْكَ مِنْ أَحَبِّ الأَشْيَاِء إِلَيْكَ، مَا ابْتَلَيْتَ بِالذُّنُوبِ أَكْرَمَ الخَلْقِ عَلَيْكَ)) (2) .
966 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، قاَلَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي اْلَحَسَنِ رَيَّانِ بْنِ عَبدِ اللهِ بْنِ رَيَّانِ الصَّيْدَانِّي بِصَيدَا، قُلْتُ: أَخْبَرَكُمْ أَبُو مُحَمَّدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ بِن اْلحَجَّاجِ المرعشي، حدثنَا عُمَرُ
ابْنُ سِنَانِ (3) ، قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ أَبِي اْلحَوَارِي يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ الدَّارَاِني يَقُولُ: حدثنَا أَحْمَدُ: ((أَنَّ أَهْلَ [ل200/أ] الطَّاعَةِ لَيْسَ بِالطَّاعَةِ سَعِدُوا، وَلَكِنْ بِالسَّعَادَةِ أَطَاعُوا، وَإِنَّ أَهَْل المَعَاصِي لَيْسَ بِالمَعَاصيِ شَقُوا، وَلَكِنْ بِالشَّقَاوَةِ عَصَوْا)) .
_________
(1) يحيى بن معاذ: أبو زكرياء الرازي الواعظ، قال الذهبي: له كلام جيِّد ومواعظ مشهورة. الحلية الأولياء: 10/51، تاريخ بغداد: 14/208، سير أعلام النبلاء: 13/15، شذرات الذهب: 2/138.
(2) في إسناده أبو الفضل أحمد الهروي، ومحمد بن الحسن المقرئ، وابو بكر بن حمدوه لم أقف على تراجمهم.
أخرجه ابن الجوزي في صفة الصفوة: 4/92 من طريق الحسن بن علي بن يحيى قال: قال يحيى بن معاذ: ((لولا أن العفو من أحب الأشياء إليه ما ابتلي بالذنوب أكرم الخلق عليه)) .
(3) عمر بن سنان: لعله العقيلي من أهل البصرة. ذكره ابن حبان في الثقات وقال يغرب. الثقات: 8/443، لسان الميزان: 4/311.(3/1035)
967 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أبي القاسم عبد الواجد بن إسماعيل بن حمدان
ابن زيدان بن خلف بن خلوف الإسكندراني الصواف، قلت: حدثكم القاضي أبو الفرج
محمد ابن الحسين بن الحسن بن عبد الخالق البغدادي الشافعي بالإسكندرية، حدثنا عمر
ابن عبد الرحمن السلمي، حدثنا هدبة، حدثنَا حَمَّادٌُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ (1) ، عَن مُطْرِّفٍ (2) قالَ: ((َلأَنْ أُعَافَى فَأَشْكُرَ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُبْتَلَى فَأَصْبِرَ)) (3) .
_________
(1) ثابت: هو البناني.
(2) مطرف: ابن عبد الله بن الشخير.
(3) صحيح، وإسناد المؤلف فيه أبو القاسم عبد الواحد الصوّاف، وأبو الفرج محمد الشافعي، وعمر بن عبد الرحمن السلمي، لم أقف على تراجمهم.
أخرجه ابن سعد في الطبقات: 7/144 من طريق عفان بن مسلم، عن حماد بن سلمة به.
وأخرجه هناد بن السري في الزهد: 1/530 رقم ((449)) من طريق قبيصة، عن حماد بن سلمة به. وإسنادهما صحيح رجالهما كلهم ثقات.
وأخرجه عبد الرزاق في المصنف: 11/253، والخرائطي في فضيلة الشكر: 0/45-46، وأبو نعيم في الحلية الأولياء: 2/200، والذهبي في سير أعلام النبلاء: 4/195، من طريق قتادة، وأحمد في الزهد 0/242، ويعقوب الفسوي في المعرفة والتاريخ: 2/82، من طريق غيلان، والفسوي وحده في المعرفة أيضا: 2/82 من طريق أبي نعمان، والبيهقي في شعب الإيمان: 4/106 رقم ((4437)) من طريق بديل بن ميسرة جميعا عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ به.
وجاء مرفوعا نحوه عن أبي الدرداء عن الطبراني في معجم الصغير: 1/110 من قوله عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم فأقرّه. وقد أخرجه الخطيب في الموضح: 1/399 من طريق الطبراني، وفيه إبراهيم بن حبان الأنصاري، وهو إبراهيم بن مالك الأنصاري، وقد ذكر له ابن عدي أحاديث موضوعة ومناكير. الكامل: 1/252، لسان الميزان: 1/94.(3/1036)
968 - أخبرنا محمد، حدثني أبو عمرو منير بن عبد الرزاق بن إلياس بن محمد
ابن يعقوب أبي طوق المعدل بطرابلس من لفظه، حدثنا أبو عبد الله أحمد بن عطاء بن أحمد الروذباري، حدثنا أبو إسحاق الهاشمي، حدثنا الحسين بن الحسن (1) ، حدثنا عبد الله ابن المبارك، عن عطاء بن مسلم (2) ، عَنْ وَهْبٍ بْنُ مُنَبِّهٍ، قَاَل: ((كَلَّمَ اللهُ عز وجل مُوسَى صَلَّى اللهُِ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَلْفِ مَقَامٍ، كُلَّمَا كَلَّمَهُ فِي مِقَامِ تَغَشَّاهُ نُورٌ غَيْرُ نُورِ اْلمَقَاِم الَّذِي قَبْلَهُ، فَمَكَثَ أَرْبَعِيَن يَوْمٌاً مُتَبَرْقِعاً لَوْ رَآهُ أَحدٌ لَمَاتَ مِنْ عِظَمِ نُورِ اْلعِزَّةِ الَّذِي تَغَشَّى وَجْهَهُ)) (3)
_________
(1) الحسن بن الحسين: أبو عبد الله المروزي السلمي، صدوق، التقريب: 1/166.
(2) عطاء بن مسلم: الخَفاّف أبو مخلد الكوفي، قال ابن معين: ليس به بأس، وأحاديثه منكرات، ووثقه مرة. وضعفه
أبو داود. وقال أبو حاتم: لا يثبت حديثه وليس بقوي، كان شيخا صالحا. وقال أبو زرعة: دفن كتبه ثم روى من حفظه فيهم فيه، وكان رجلا صالحا. وقال ابن حبان: قليل الحديث يغرب. وقال ابن حبان: صدوق يخطئ كثيرا. مات سنة تسعين ومائة. الجرح والتعديل: 6/336 المجروخين: 2/131 تهذيب الكمال: 20/104.
ميزان الاعتدال: 5/96، التقريب: 1/96.
(3) في إسناده أبو إسحاق الهاشمي لم أقف على ترجمته، وعطاء بن مسلم تفرد بهذا عن وهب، وقد قال فيه ابن حبان: قليل الحديث يغرب، وقال أيضا: يأتي بالشيء على التوهم فيخطئ، فكثر المناكير في أخباره وبطل الاحتجاج به إلا فيما وافق الثقات.
أخرجه عبد الله بن أحمد في السنة: 1/292 رقم ((561)) و2/476 رقم ((1088)) وابن حبان في ترجمة محمد عمرو
ابن مقسم في الثقات: 9/51، وأبو نعيم في الحلية الأولياء: 4/50، من طريق محمد بن عمرو بن مقيم عن عطاء بن مسلم، عن وهب قال: ((إن الله كلم موسى في ألف مقام، وكان إذا كلمه رئي النور على وجه موسى ثلاثة أيام، قال: فلم يمس موسى امرأة بعد ما كلمه الله)) . وفيه محمد بن عمرو بن مقسم، ذكره ابن حبان في الثقات 9/51، ولم أجد من وثقه غيره.
وهذا الأثر من الإسرائيليات المروية عن وهب بن منبه وهو معروف بالا كثار منها، كما قال الذهبي في الميزان:
7/148: كان كثير النقل من كتب الإسرائيليات.(3/1037)
969 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أبي الحسين عطية بن عطاء الله بن محمد القاضي الفارسي [ل200/ب] بصيدا ـ وهو ينظر في أصله ـ، قلت: أخبركم أبو علي محمد
ابن جعفر بن محمد بن أبي كريمة، حدثنا جعفر بن أحمد (1) ، حدثنا أحمد بن أبي الحواري، حدثنا أبو جعفر المصري، قالَ: ((أَوْحى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَا دَاودُ، تَزْعُمُ أَنَّكَ تُحِبُّنيِ؟ فَإِنْ ُكنْتَ تُحِبُّنِي فَأَخْرِجْ حُبَّ الدُّنْيَا مِنْ قَلْبِكَ، فَإِنَّ حُبِّي وَحُبَّهَا لاَ يَجْتَمِعَانِ فِيهِ)) (2) .
970 - سمعت محمدًا يقول: سمعت أبا الحسن أحمد بن علي بن نهيك نيمك الشيرازي يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيِّ اْلحَسَنَ بْنَ مُحَمَّدٍ بْنِ
_________
(1) جعفر بن أحمد: بن عاصم أبو محمد الدمشقي البزاز المعرف بابن الرواس، وثقه الدارقطني. مات سنة سبع وثلاثمائة. تاريخ بغداد: 7/204.
(2) في إسناده أبو الحسين عطية الفارسي، وأبو علي محمد بن جعفر لم أقف على ترجمتهما، وأبو جعفر المصري لم أميّزه.
روى البيهقي نحوه في الزهد الكبير: 2/78 رقم ((68)) عن ذي النون يقول: ((اعلموا أن المحب لله عز وجل لا يعظم عند الإيثار لله، لأنه ليس شيء عنده أعظم من الله فينبغي للمحب لله أن يُرى عليه أثر ذلك من رفض الدنيا، لأنه من المحال أن يجتمع في القلب حب الله مع حب الدنيا، فمن أحب الله لم ينظر إلى ما يناله من الدنيا. ولا يكون له حاجة إلى غير من أحب)) .(3/1038)
هَارُونَ بِكَارزين (1) يَقُولُ: ((مَنْ خَلُصَتْ لِلْحَقِ أَعْمَالُهُ قَصُرَتْ فِي الدُّنْيَا آمَالُهُ)) (2) .
971 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى الْقَاضِي أَبِي الْحَسَنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بن القاسم بن علي ابن الْقَاسِمِ بْنِ زَيْدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْهَمْدَانِيِّ بِطَرَابُلُسَ فِي مَنْزِلِهِ، قُلْتُ: حدثكم أبو نصر محمد
ابن مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو النَّيْسَابُورِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ الْقَاضِي الرَّقِّيُّ (3) ، قَالَ: كتَبَتْ إِلَيّ وَالِدَتِي مَرْوَةُ بِنْتُ مَرْوَانَ إِلَى الأَهْوَازِ تَقُولُ: حَدَّثَتْنِي وَالِدَتِي عَاتِكَةُ بِنْتُ مُحَمَّدِ ابن بَكَّارٍ، عَنْ أَبِيهَا، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى هِشَامٍ (4) بالرُّصَافة وَعِنْدَهُ الزُّهْرِيُّ، فَحَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سَالِمُ ابن عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (5) : ((مَا تَرَكَ عَبْدُ للهِ أَمْراً لاَ يَتْرُكُهُ إِلاَّ لَهُ، إِلاَّ عَوَضَهُ اللهُ مَا هُوَ خَيْرٌ لَهُ فِي دِينِهِ [ل201/أ] وَدُنْيَاهُ)) (6)
_________
(1) كازرين: بفتح الراء وكسر الزاي وياء ثم نون، بلد بفارس، انظر معجم البلدان: 4/428.
(2) في إسناده أبو الحسن أحمد بن علي الشيرازي، وابو علي الحسن بن محمد بن هارون لم أقف على ترجمتهما.
(3) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ الْقَاضِي الرَّقي: كذا في الخطية، وفي سؤالات السلمي للدارقطني (ابن سعيد) ، وقال الدارقطني: كذاب، يضع الحديث.
(4) هشام: هو بن عروة.
(5) قَالَ) أثبتها الناسخ في هامش الخطية، وأشار إليها بعلامة اللحق وكتب (صح) .
(6) حديث صحيح بمعناه دون قوله ((في دينه ودنياه)) ، وأثر المؤلف موضوع، في إسناده عبد الله الرقي كذبه الدارقطني، وأما أبو الحسن الهمداني، وأبو نصر النيسابوري، ومروة بنت مروان، وعاتكة بنت محمد وأبو ها بكار لم أقف على تراجمهم.
أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء: 2/196، من عبد الله بن سعد القاضي الرقي به، بدون أبيات. وقال: غريب من حديث الزهري، لم نكتبه إلا من هذا الوجه
وقال الألباني: إن إسناده موضوع، فإن من دون الزهري لا ذكر لهم في شيء من كتب الحديث، غير عبد الله بن سعد الرقي، فإنه معروف، ولكن بالكذب، الضعيفة 1/61 رقم (5) .
وأخرجه وكيع في الزهد: 2/635، وأحمد في مسنده: 5/78 و79 و362، والمروزي في زياداته على الزهد لابن
المبارك: 0/412، والقضاعي في مسند الشهاب: 2/178 رقم ((1135)) و ((1136)) ، والبيهقي في شعب الإيمان:
5/53 رقم ((5748)) ، كلهم من طريق سليمان بن المغيرة، عن حميد بن هلال، عن أبي قتادة، وأبي الدهماء
قالا: كانا يكثران السفر نحو هذا البيت، قالا: أتينا على رجل من أهل البادية فقال البدوي: أخذ بيدي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم فجعل يعلمني مما علمه الله تبارك وتعالى، وقال ((إنك لن تدع شيئا اتقاء الله جل وعز إلا أعطاك خيرا منه)) وهذا لفظ أحمد، وإسناد صحيح رجاله ثقات، والرجل الذي رويا عنه له صحبة كما هو مذكور في ترجمتهما في التهذيب، وقال محمد بن ناصر الدين الألباني: أخرجه أحمد بسند صحيح.
وقد رواه مرسلا ابن أبي الدنيا في الورع: 1/45 رقم ((41)) عن محمد بن سلام الجمحي، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عن الشعبي قال: بلغني أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قال: ... فذكره. والشيباني هو أبو إسحاق سليمان ابن أبي سليمان وهو ثقة. التقريب: 1/252، وخالد بن عبد الله هو الطحان الواسطي ثقة كذلك، التقريب: 1/189.
والجمحي هو صاحب كتاب: ((طبقات الشعراء)) سئل عنه أبو حاتم فقال: أخوه عبد الرحمن بن سلام أوثق منه، وقال ابن حجر: صدوق. الجرح والتعديل: 7/278، التقريب: 1/342.
ورُوي م على الشعبي، أخرجه أبو نعيم في الحلية الأولياء: 4/312، من طريق أحمد بن موسى، حدثنا إسماعيل ابن سعيد، حدثنا جرير، عن أبي إسحاق، عن الشعبي نحوه.
وفي إسناده أحمد بن موسى، وإسماعيل بن سعيد لم أعرفهما، وأما جرير فهو ابن حازم ثقة لكن في حديثه عن قتادة ضعف، وله أوهام إذا حدّث من حفظه. التقريب: 1/138، وأبو إسحاق هو عمرو بن عبد الله السبيعي ثقة اختلط بأخرة، لكنه مدلس وقد عنعن. التقريب: 1/423، والتبيين لأسماء المدلسين: 0/160، وروي موقوفا على أبي بن كعب أيضا: أخرجه ابن أبي الدنيا في الورع: 0/55 رقم ((42)) من طريق مسلم بن شداد، عن عبيد بن عمير الليثي، عن أبي بن كعب نحوه وزيادة.
وإسناده حسن، فمسلم بن شداد وثقه العجلي وابن حبان. وبقية رجاله ثقات. معرفة الثقات: 2/277، الجرح والتعديل: 8/186، الثقات: 7/445.(3/1039)
فَآثِرْنِي يَا بنيَّ يؤثِرْكَ اللَّهُ. وَكَتَبَ فِي أَسْفَلِ كِتَابِهَا مِنْ قِبَلِهَا:(3/1040)
عَجُوزٌ بِأرضِ الرَّقَّتَيْنِ وَحِيدَةٌ
لِنَأْيِكَ بِالأَهْوَازِ ضَاقَ بِهَا الذَّرْعُ
سِوى دَمْعِ عَيْنَيهَا فَلَمْ يَمُتِ الدَّمْعُ ... وقَدْ مَاتَتْ الأَعْضَاءُ مِنْ كُلِّ جِسْمِها
فَلَيْسَ لِرَاقٍ فِيهِ ضُرٌّ وَلاَ نَفْعُ ... وَلَمْ يَبْقَ إِلاَّ الْجِلْدُ وَالْعَظْمُ بَالِيًا
يَنُحْنَ عَلَيْهَا لاَ حَسِيسٌ وَلا سمْعُ ... فَهَا هِي ذَا كَالشَنَّ (1) بينَ ترائبٍ
أن تُضِيءَ في الصُّبحِ أنْجُمُها السَّبْعُ ... تُراعِي الثُّرَيَّا مَا تَلَذُّ بِمَغْمَضٍ إلي
وآخَرَ مَسْرُور يَدُرُّ لهُ الضَّرْعُ ... وكَمْ فِي الدُّجَى مِنْ ذِي هُمُومٍ مُقَلْقَلٍ
بكَاهَا إِذا مَا نَابَ مِن حَادِثٍ قَرْعُ ... ومَنْ أَضْحَكَتْهُ الدَّارُ فهِي أَنِيسَهُ
عَسَى اللهُ لاَ يَائس مِنَ اللهِ أَنْ أرى أَرَى
سَفَائنَ عبدِ اللَّهِ تَقُْدمُها الشُّرْعُ
972 - أنشدنا محمد، أنشدني أبو الفرج عبد الصمد بن محمد بن أحمد ابن غالب الصوري لنفسه:
يا مُرسِلاً مِنْ طََرْفِهِ
سَهْمًا إِلى قَلْبِي قَتُولا
سَهَرًا وَفِي جِسْمِي نُحُولا ... أَوْرَثْتَنِي في مُقْلَتِي
دِثِ بعد هَجْرِك لِي مَقِيلا ... وتَرَكْتَ قَلْبِي لِلْحَوا
رِدُ مِنْ جَوى قَلْبِي غَلِيلا ... لا أَحْتَسي كأسًا تُبَرْ
إلاَّ بِذِكركُمُ ولَوْ
كانتْ رَحِيقًا سَلْسَبيلا (2)
_________
(1) الشّنَّ: منه التشنن، وهو اليبس في جلد الإنسان عند الهرم. لسان العرب: 13/242، مادة (شنن) .
(2) في إسناده أبو الفرج عبد الصمد بن محمد بن أحمد بن غالب الصوري، لم أقف على ترجمته.(3/1041)
973 - أنشدنا محمد، أنشدني أبو محمد عبد المحسن بن محمد بن أحمد بن غالب [ل201/ب] الصوري (1) لنفسه:
بِهَوَاكَ هُنْتُ عَلى الَّذِي
قدْ كُنْتُ ذا عزِّ عَليهِ
مَنْ كُنْتُ أَقْرَبَهُمْ إِلَيْهِ ... وبعُدْتُ دُونَ النَّاسِ مِمْ
أَتُرَى هَوَاكَ يَقِيلُنِي
فَأَتوُبُ مِنْهُ عَلَى يَدَيهِ
974 - أنشدنا محمد، أنشدني أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم البصري لنفسه:
بَكَتْ فَكَادَ الفُؤَادُ يَنْصَدِعُ
قَالَتْ أَرَى الْوَصْلَ سَوْفَ يَنْقَطِعُ
قلتُ اصْبِرِي فَالْقَضَاءُ فَرَّقَنَا
لَعَلَّنَا بَعْدَ ذاَ سَنَجْتَمِعُ (2)
975 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جُمَيْعٍ مِنْ لَفْظِهِ بصيدا، أخبرنا محمد
ابن يُوسُفَ بْنِ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا الهَيْثَمُ بْنُ سَهْلٍ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِياث، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ،
عَنْ أَبِي صَالِحٍ (3) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((لاَ تَصُومُوا يَوْمَ الْجُمْعَةِ
_________
(1) أبو محمد عبد المحسن بن محمد بن أحمد بن غالب الصوري: لم أجد فيه جرحا ولا تعديلا، مات سنة تسع عشرة وأربعمائة، ولم ثمانون سنة. وفيات الأعيان: 3/232، سير أعلام النبلاء: 17/400، العبر: 3/131، شذرات الذهب: 3/211.
(2) في إسناده إبراهيم بن محمد بن إبراهيم البصري، لم أقف على ترجمته.
(3) أبو صالح: ذكوان السمان الزيات.(3/1042)
مُتَعَمِّداً، وَلَكِنْ صُومُوا قَبْلَهُ بِيَوْمٍ أَوْ بَعْدَهُ بِيَوْمٍ)) (1) .
976 - أنشدنا محمد، أنشدنا أبو الحسين مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جُمَيْع، أنشدنا أبو عبد الله أحمد بن عطاء الرُّوذَبارِيُّ، أنشدنا محمد بن الزِّبْرِقان:
دِينُ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ أَخْبَارُ
نِعَْم الْمَطِيَّةُ لِلْفَتَى الآثارُ
فَالرَّأْيُ لَيْلٌ وَالْحَدِيثُ نَهَارُ ... لاَ تُخْدَ عَنَّ عَنِ الْحَدِيثِ وَأَهْلِهِ
وَلَرُبَّمَا سَلَكَ الْفَتَى سُبُلَ الْهَوَى
وَالشَّمْسُ طَالِعَةٌ لَهَا أَنْوَارُ (2) [ل202/أ]
977 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ مِنْ لَفْظِهِ، حَدَّثَنِي أَبُو الْمَيْمُونِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ
_________
(1) حديث صحيح، وإسناد المؤلف حسن، فيه محمد بن يوسف ذكره الخطيب دون جرح ولا تعديل، والهيثم بن سهل جائز الحديث.
أخرجه البخاري في الصيام: باب صوم يوم الجمعة 4/131 رقم ((1985)) ومسلم في الصيام: باب كراهية يوم
الجمعة منفرا 2/801 رقم ((1144)) من طريق حفص بن غياث وأضاف مسلم طريق أبي معاوية كلاهما عن
الأعمش به.
(2) في إسناده أبو عبد الله الروذباري وهو ضعيف.
ذكرها ابن جميع في معجم الشيوخ: 1/203- 204 في ترجمة أحمد بن عطاء أبو عبد الله الروذباري ولم يذكر البيت الثالث، وذكرها صلاح الدين خليل الصفدي أيضاً في كتابه الوافي بالوفيات: 1/311، من طريق الخطيب البغدادي قال أخبرني محمد بن علي الأصبهاني، حدثنا الحسين بنومحمد بن الوليد التستري بها حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ محمد
ابن يوسف بن مسعدة إملاء، قال: سمعت عبد الله بن سلام يقول: أنشدني عبدة بن زياد الأصبهاني من قوله، فذكره هكذا:
... دين النبي محمد مختار نعم المطية للفتى الآثار
لا ترغبنّ عن الحديث وأهله فالرأي ليل والحديث نهار
ولربما غلط الفتى سبل الهدى والشمس بازغة لها أنوار.(3/1043)
أحمد ابن مُحَمَّدٍ الْمُعَدَّلُ مِنْ لَفْظِهِ سَنَةَ ثمان وتسعين وثلاثمائة، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى أَبُو الْعَبَّاسِ العَماَّرِي بالأَثَارِب (1) ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ العَمِّي، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، حَدَّثَنَا مُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي الْوَدَّاكِ (2) ، عَنْ أَبيِ سَعِيدٍ اْلخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ َرُسولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((ثَلاَثَةٌ يَضْحَكُ اللهُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ اْلقِيَامَةِ: الرَّجِلُ إِذِا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ يُصَلِّي، وَاْلقَوْمُ إِذَا صَفُّوا لِلصَّلاَةِ، وَاْلقَوْمُ إِذَا صَفُّوا لِقِتَالِ اْلعَدُوِّ)) (3)
_________
(1) الأثارب: قلعة معروفة بين حلب وأنطاقية، وبينها وبين حلب ثلاثة فراسخ، وهذه القلعة الآن خراب وتحت جبلها قرية تسمى باسمها فيقال لها الأثارب. معجم البلدان: 1/89، وفي معجم ما استعجم: 1/105، موضع بالشام.
(2) أبو الوداك: جبر بن نوف بفتح النون وآخره فاء بسكون الميم البكالي بكسر الموحدة وتخفيف الكاف الهمداني الكوفي. وقال ابن سعد: كان قليل الحديث. وثقه ابن معين. وقال النساني صالح. وقال مرة: ليس بالقوي. وقال ابن حبان: هو من أهل الصدق والاتقان. وثقه الذهبي، وقال ابن حجر: صدوق يهم. الجرح والتعديل: 2/532، مشاهير علماء الأمصار: 1/93، تهذيب الكمال: 4/495، الكاشف: 1/289، التقريب: 1/137.
(3) حديث حسن لغيره، وإسناد المؤلف فيه أحمد بن محمد العماري، لم أقف على ترجمته، ومجالد وإن كان ضعيفا إلا أنه قد قال ابن مهدي: حديث مجالد عن الأحداث أبي أسامة وغيره ليس بشيء، ولكن حديث شعبة وحماد بن زيد وهشيم وهؤلاء، يعني أنه تغير حفظه في آخر عمره.
أخرجه ابن جميع في معجم شيوخه: 1/165، ومن طريقه الذهبي في سير أعلام النبلاء: 6/287، من طريق أحمد
ابن محمد بن عيس به.
وأخرجه أحمد في مسنده: 3/80 وأبو يعلى في مسنده: 2/285 رقم ((1004)) والبيهقي في الأسماء والصفات:
0/472، من طرق عن هشيم بهذا الإسناد، ولم ينفرد به مجالد بن سعيد بل تابعه عبد الله بن إسماعيل.
وأخرجه ابن ماجة في المقدمة: باب فيما أنكرت الجهمية 1/72 رقم ((200)) من طريق عبد الله بن إسماعيل، عن مجالد به. وقال البوصيري في الزوائد: 1/87، في إسناده مقال. قلت وقال أبو حاتم عبد الله بن إسماعيل مجهول، ولم أجد لأبي الوداك متابعا، وهو صدوق يهم.
وأخرجه البزار في كشف الأستار: 1/244 رقم ((715)) من طريق محمد بن أبي ليلى، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، عَنْ أَبِي سعيد مرفوعا. وفي سياقه تغاير عما عند ابن ماجة وغيره، وفي إسناده محمد بن أبي ليلى، وعطية العوفي.
وقال الهيثمي: رواه ابن ماجة وغيره بغير هذا السياق ورواه البزار وفيه محمد بن أبي ليلى وفيه كلام كثير لسوء حفظه لا لكذبه. انظر مجمع الزوائد: 2/256، ولكن بمجموع الطريقين يرتقي الحديث إلى الحسن، إن شاء الله.(3/1044)
غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ سَعْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ سِنَانٍ الْخُدْرِيِّ، لا أَعْلَمُ حَدَّثَ بِهِ عَنْهُ غَيْرَ أَبِي الْوَدَّاكِ جَبْرِ بْنِ نَوْفٍ، وَمَا كَتَبْنَاهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، وَحَدَّثَ بِهِ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَن هُشَيْمٍ، فَكَأَنِّي سَمِعْتُهُ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِهِ.
978 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ الطَّرَسُوسِيِّ الْمَعْرُوفِ بِابْنِ الْبَصْرِيِّ بِبَيْتِ المقدس سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة، حدثنا أبو محمد عبد الله
ابن الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقَاضِي الصَّابُونِيُّ (1) بِأَنْطَاكِيَةَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاثِينَ وَثَلاثِمِائَةٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ محمد بن عبد الله بن عَبْدِ الْحَكَمِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الخير الزبادي (2) ، عن
_________
(1) أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الحسين بن عبد الرحمن الصابوري: لعله أبو محمد عبيد اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرحمن الصابوني، الذي ذكره السمعاني بدون جرح ولا تعديل في الأنساب: 3/507.
(2) مالك بن الخير الزبادي بفتح الزاي والباء الموحدة، -وهذا هو الصحيح كما قال ابن حجر- أبو الخير المصري، ذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن قطان لم تثبت عدالته. قال الذهبي: يريد أنه لم ينص أحد على أنه ثقة، -ثم قال: - وفي رواة الصحيحين عدد كثير ما علمنا أن حديثه نص على توثيقهم، والجمهور على أن من كان من المشايخ قد روى عنه جماعة ولم يأت بما ينكر عليه أن أحاديث صحيح. وقال الذهبي مرة: محله الصدق. مات سنة ثلاث وخمسين ومائة. الجرح والتعديل: 8/208، الثقات: 7/460، الأنساب: 6/244، اللباب: 2/56، لسان الميزان: 5/3، تبصير المنتبه: 2/664.(3/1045)
أَبِي قَبِيلٍ (1)
، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - قاَلَ: [ل 202/ب] ((لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يُجِلَّ كَبِيرَنَا، وَيَرْحَمْ صَغِيرَنَا، وَيَعْرِفْ لِعَالِمِنَا)) (2) .
لا أَعْلَمُ جَاءَتْ هَذِهِ الزِّيَادَةُ، ((وَيَعْرِفْ لِعَالِمِنَا)) إِلَّا فِي
_________
(1) أبو قبيل: حُييّ بن هانئ بن ناضر أبو قبيل بفتح القاف وكسر الموحدة بعدها تحتانية ساكنة المعافري المصري، وثقه ابن معين والعجلي وأبو زرعة واليعقوب الفسوي وأحمد بن صالح. وقال أبو حاتم: صالح الحديث. وذكره ابن حبان في الثقات وقال كان يخطئ. وقال الذهبي: وثقه جماعة. وقال ابن حجر: صدوق يهم. معرفة الثقات: 1/329، الجرح والتعديل: 3/275، الثقات: 4/178، تهذيب الكمال: 7/490، الكاشف: 1/360، التقريب: 1/185..
(2) حديث حسن بشواهده بدون الزياة التي انفرد بها أبو قبيل عن عبادة، إذ هي غريبة ولم يتابعه فيها أحد، وفي إسناد المؤلف أبو الفتح عبد الله الطوسي لم أقف على ترجمته.
أخرجه الحاكم في المستدرك: 1/122، والبيهقي في المدخل إلى السنن الكبرى: 1/383، من طريق أبي عبد الله محمد ابن عبد الله بن الحكم به. وعند الحاكم زيادة ((حقه)) .
وأخرجه أحمد في مسنده: 5/323 من طريق هارون، وضياء الدين المقدسي في الأحاديث المختارة: 8/361 رقم ((445)) من طريق هارون وأحمد بن صالح كلاهما عن ابن وهب به. إلا أنه قال: ((ليس من أمتي)) .
ورواه البخاري في التاريخ الكبير: 7/312 رقم ((132)) من طريق مالك بن خير الزبادي به.
ورواه المنذري في الترغيب والترهيب: 1/149 رقم ((169)) والعجلي في كشف الخفاء: 2/226، عن عبادة بن الصامت به، بدون إسناد.
وقال الحاكم: ومالك بن خير الزيادي مصري ثقة وأبو قبيل تابع كبير. وقال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني وإسناده حسن. مجمع الزوائد: 8/14.
والحديث له شاهد من حديث أبي أمامة عند الطبراني في معجم الكبير: 8/196 رقم ((7803)) )) و8/281 رقم ((7922)) بدون قوله ((ويعرف لعالمنا)) وفي سند حديث رقم ((7703)) عفير بن معدان، وهو ضعيف، كما في التقريب: 1/393.
ومن حديث ابن عباس: عند أحمد في مسنده 1/257، بزيادة ((ولم يأمر بالمعروف وينه عن المنكر)) والطبراني في معجم الكبير: 11/72 رقم ((11083)) و11/449 رقم ((2276)) وفيه ((ويعرف لنا حقنا)) بدل ((لم يأمر بالمعروف)) وليس عندهما ((ويعرف لعالمنا)) . وفي إسناد أحمد ليث بن أبي سليم وهو ضعيف، التقريب: 1/464.
ومن حديث واثلة بن الأسقع رواه الطبراني في معجم الكبير: 22/95 رقم ((229)) من طريق الزهري عنه مرفوعا.
وقال الهيثمي: الزهري لم يسمع من واثلة. مجمع الزوائد: 8/14.
ومن حديث أبي هريرة: رواه الحاكم في المستدرك: 4/178 بلفظ: ((ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويعرف حق كبير)) وقال: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، وقال الذهبي: صحيح.(3/1046)
هَذَا الْحَدِيثِ وَهُوَ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي الْوَلِيدِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، لا أَعْلَمُ حَدَّثَ بِهِ عَنْهُ غَيْرَ أَبِي قَبِيلٍ حُيَيِّ بْنِ هَانِئٍ، وَلا عَنْهُ غَيْرَ مَالِكِ بْنِ الْخَيْرِ الزَّبَادِيِّ، وَمَا رَأَيْنَاهُ عَنْ مَالِكٍ إِلَّا مِنْ حديث بن وهب، وحدث به أحمد
ابن حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ، عَنْ هَارُونَ بْنِ مَعْرُوفٍ، أَوْ غَيْرِهِ، عَنِ بن وَهْبٍ، وَوَقَعَ إِلَيْنَا عَالِيًا كَأَنَّا سَمِعْنَاهُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ، قَالَهُ الصُّورِيُّ.
979 - أخبرنا محمد، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بن جعفر بن عبيد الله الحميري بطرابلس، أخبرنا خيثمة بن سليمان القرشي، أخبرنا العباس بن الوليد بن مزيد (1) ، أخبرني أبي (2) وعقبة ابن علقمة (3) ، قالا:
_________
(1) العباس بن الوليد بن مزيد: بفتح الميم وسكون الزاي وفتح الياء البيروتي العُذْري، ذكره العجلي في الثقات، وقال
ابن حجر: صدوق عابد. معرفة الثقات: 2/20، التقريب: 1/294.
(2) أبوه: الوليد بن مزيد: أبو العباس البيروتي العذري ثقة ثبت، قال النسائي: كان لا يخطئ ولا يدلس، مات سنة ثلاث وثمانين ومائة. التقريب: 1/583.
(3) عقبة بن علقمة: وثقه النسائي وابن خراش والحاكم. وقال العقيلي: لا يتابع على حديثه. وقال ابن حبان: يعتبر حديثه من غير رواية ابنه عقبة عنه لأنه كان يدخل عليه الحديث. وقال ابن عدي: روى عن الأوزاعي ما لم يوافقه عليه أحد. وقال الذهبي: صدوق يغرب. وقال ابن حجر: صدوق كان ابنه يدخل عليه ما ليس من حديثه.
الثقات: 8/500، تهذيب الكمال: 20/211، الكاشف 2/29، تهذيب التهذيب: 7/219، التقريب: 1/395.
() الأوزاعي: عبد الرحمن بن عمرو.(3/1047)
َقالَ الأَوْزَاعِيُّ (1)
: ((مَا اُبْتُلِىَ المُسْلِمُ فِي دِينِهِ بِشَيْءٍ أَضَرُّ عَلَيْهِ مِنِ اطْلاَقِهِ لِسَانَهُ)) (2) .
980 - حدثنا محمد، أخبرني أبو بكر محمد بن خميس بن جميل بصور، حدثنا أحمد ابن علي الروذباري، أخبرني القاسم بن بكر الصوفي قال: قيل ليحيى بن معاذ: أخبرنا بأحلى الأصوات فَقَالَ: ((مَزَامِيرُ أُنْسٍ فيِ مَقَاصِيِر قُدُسٍِ بِأَلْحَانِ تَحْمِيدٍ فيِ رِيَاضِ َتمْجِيدٍ فِي
_________
(1) رجال إسناده ثقات إلا أبو عبد الله الحميري، فلم أقف عليه. وقد وردت نصوص عديدة تدل على خطورة اللسان على الإنسا إن هو أطلقه، لأنه سلاح ذو حدّين، ومن تلك النصوص:
ما جاء في حديث سهل بن سعد عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - قال من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة.
أخرجه البخاري في الحدود: باب من ترك الفواحش 12/113 رقم ((6807)) وفي الرقاق: باب حفظ اللسان 11/308 رقم ((6474)) .
وأخرج أحمد في مسنده: 5/231مطولا، والترمذي في الإيمان: باب ما جاء في حرمة الصلاة 7/362-365 رقم
((2749)) ، وابن ماجة في الفتن: باب كف اللسان في الفتنة 2/1314 رقم ((3973)) ، وأبو يعلى في مسنده:
13/548 رقم ((7555)) ، كلهم عن معاذ بن جبل - رضي الله عنه - قال: ((كنت مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - في سفر فأصبحت يوما قريبا منه ونحن نسير، فقلت يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار ... ثم قال: ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟، قلت: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: فأخذ بلسانه، قال كفّ عليك هذا، فقلت: يا نبي الله: وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: ثكلتك أمك، وهل يكب الناس في النار على وجوههم، أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم)) . وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
ولمزيد التفصيل ينظر كتاب آفات اللسان لابن أبي الدنيا.
(2)(3/1048)
مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدَرٍ)) (1) .
981 - سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ بْنَ خَمِيسٍ اْلبَغْدَادِيَّ يَقُولُ: ((أَوْحَى اللهُ إِلَى [ل203/أ] دَاوَد فِي صِفَةِ أَوْلِيَائِهِ: يَا دَاودُ بِطِبِِّي صَحُّوا، وَبِطِيبِي فَاحُوا، وَبِوَجْدِي بَاحُوا، وَعَلى قُرْبيِ نَاحُوا، وَمِنْ أَجْليِ صاَحوُا، وَإِلَيَّ غَدَوا وَرَاحُوا)) (2) .
982 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْحُسَيْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ جُمَيْعٍ الصَّيْدَاوِيِّ الشَّيْخِ الصَّالِحِ، قُلْتُ: أَخْبَرَكُمْ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْقَاضِي بِبَغْدَادَ سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ (3) ، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَرْجِسَ الْمُزَنِيِّ، قَالَ: ((كَانَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا سَافَرَ قَالَ:
_________
(1) في إسناده القاسم بن بكر، ولم أقف على ترجمته، ومحمد بن خميس لم أعرف حاله، وأحمد الروذباري ضعيف.
أخرجه أبو نعيم في الحلية الأولياء: 9/354 من طريق إبراهيم بن عبد الله الصوفي يقول: سئل ذو النون عن سماع العظة الحسنة والنغمة الطيبة فقال: ((مزامير أنس في مقاصيد قدس بألحان توحيد في رياض تمجيد، بمطربان الغواني في تلك المعاني المؤية بأهلها إللا النعيم الدائم في مقعد صدق عند مليك مقتدر)) ثم قال: هذا لهم الخبر، فكيف طعم النظر)) . قلت: ولم يتبيّن لي معنى هذا النص.
(2) في إسناده أبو بكر بن جميس البغدادي لم أجد له جرحاً ولا تعديلاً، ولم يتبيّن لي معنى هذا النص أيضاً.
(3) جرير: هو ابن عبد الحميد بن قُرط بضم القاف وسكون االراء بعدها طاء مهملة الضبيِّ، ثقة صحيح الكتاب،
قيل كان في آخر عمره يهم من حفظه. . التقريب: 1/139.(3/1049)
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ، وَكَآبَةِ اْلُمُنُقَلَبِ، وَاْلحَورِ بَعْدَ اْلكَوْنِ، وَدَعْوَةِ اْلَمَظْلُومِ، وَسُوءِ اْلمَنْظَرِ فيِ اْلأَهْلِ وَاْلمَالِ)) (1) .
983 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُنِيرِ بْنِ عمر بن صالح ابن عَطِيَّةَ الْكِنَانِيِّ، قُلْتُ: أَخْبَرَكُمْ أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ مَرْوَانَ بْنِ يحيى القيسراني، حدثنا إبراهيم ابن مُعَاوِيَةَ بْنِ ذَكْوَانَ، وَعَمْرُو بْنُ ثَوْرٍ (2) ، قَالا: حَدَّثَنَا الْفِرْيَابِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ أَيُّوبَ الْبَجَلِيُّ (3)
، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ نَافِعِ بْنِ بُرْدَةَ، عَنِ ابْنِ
_________
(1) حديث صحيح، رجال إسناده ثقات.
أخرجه الذهبي في معجم المحدثين: 1/275، من طريق يوسف بن موسى به.
وأخرجه مسلم في الحج: باب ما يقول إذا ركب إلى سفر الحج وغيره 2/979 رقم ((1343)) ، من إسماعيل بن عليه، وأبي معاوية محمد بن خازم، وعبد الواحد، كلهم من طريق عاصم الأحول بهذل الإسناد.
وفي رواية إسماعيل بن علية ((يتعوذ من وعثاء السفر)) بدل من ((اللهم إني أعوذبك من وعثاء السفر)) وفيه: ((والحور
بعد الكون)) بدل ((والحور بعد الكور)) قلت: وقد رُوي بالنون وبالراء، وممن ذكر الراوتين: جميعا الإمام الترمذي
في سننه في أبواب الدعوات عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - باب ما يقول إذا خرج مسافرا 9/399 رقم ((3502)) من طريق حماد بن زيد، عن عاصم الأحول به مطولا. وقال بعدما رواه بالراء: هذا حديث حسن صحيح، ويروى
الحور بعد الكون أيضا. ومعنى قوله ((الحور بعد الكون أو كور)) وكلاهما له وجه، يقال: إنما هو الجوع عن الإيمان إلى الكفر، أو من الطاعة إلى معصية، إنما يعني من رجوع شيء إلى شيء من الشر.
وقال النووي بعد ذكر كلام الترمذي هذا: وكذا قال غيره من العلماء، معناه بالراء والنون جميعا: الرجوع من
الاستقامة أو الزيادة إلى النقص، انظر شرح صحيح مسلم للنووي
(2) عمرو بن ثور: الحذامي ذُكر ضمن تلامذة محمد بن يوسف الفريابي. ولم أقف له على ترجمة.
(3) جرير بن أيوب البجلي: الكوفي، قال ابن معين: ليس بشيء. وقال البخاري وأبو حاتم وأبو زرعة والعقيلي:
منكر الحديث. وتركه النسائي. وقال ابن عدي ولم أر في حديثه إلا ما يحتمل وليس له حديث منكر قد جاوز الحد.
وقال ابن حبان: كان ممن فحش خطؤه. وقال أبو نعيم: كان يضع الحديث. الضعفاء الصغير: 0/25، الضعفاء
والمتروكون: 0/28، الضعفاء الكبير: 1/197، الجرح والتعديل: 2/503، المجروحين: 1/220، الكامل: 2/133، لسان الميزان: 2/101،(3/1050)
مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِنَّهُ قَالَ ذَاتَ يَوْمٍ وَقَدْ أَهَلَّ رَمَضَانُ: ((َلوْ يَعْلَمُ اْلِعَبادُ مَا فيِ رَمَضَانَ لَتَمَنَّتْ أُمَّتِي أَنْ يَكُونَ رَمَضَانُ السَّنَةَ كُلَّهَا، قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ خُزَاعَةِ: يَا رَسُولُ اللهُ، حَدََّثَنَا بِهِ، قَالَ: إِنَّ [ل203/ب] اْلجَنَّة َلتُزَيَّنُ لِرَمَضَانَ مِنْ رَأْسِ اْلحَوْلِ إِلَى اْلحَوْلِ، حَتىَ إِذَا كَانَ أَوَّلُ يَوْمٍ مِنْ رَمَضَانَ، هَبَّتْ رِيحٌ مِنْ تَحْتِ اْلعَرْشِ فَعَصَفَتْ وَرَقُ اْلَجَّنةِ، فَتَنْظُرُ اْلحُور َاْلعِيَن إِلَى ذَلِكَ، فَيَقُلْنَ: اللَّهُمّ اجْعَلْ لَنَا فِي عِبَادِكَ فِي هَذَا الشَّهْرِ أَزْوَاجًا، تَقِرُّ أَعْيُنِنَا بِهِمْ، وَتَقِرُّ أَعْيُنُهُمْ بِنَا، فَمَا مِنْ عَبْدٍ يَصُومُ يَوْماً مِنْ رَمَضَانَ إِلاَّ زُوِّجَ زَوْجَةً مِنَ الحُورِ اْلعِيِن، فِيَ خَيْمَةٍ مِنْ دُرَّةٍ مُجَوّفَةٍ مِمَّا نَعَتَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فيِ اْلخِيَامِ} (1)
عَلَى كُلِّ امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ سَبْعُونَ حُلَّةً، لَيْسَتْ مِنْهَا محلَّةٌ عَلَى لَوْنِ اْلأُخْرَى، فَيُعْطَى سَبْعُونَ لَوْنًا مِنَ الطِّيبِ لَيْسَ مِنْهَا لَوْنٌ عَلَى رِيحِ اْلآخِرِ، لِكَلِّ امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ سَبْعُونَ سَرِيراً مِنْ يَأقُوتة حَمْرَاءَ مُوَشَّحَةٍ بِالدُّرِّ، عَلَى كُلُِّ سَرِيرِ سَبْعُونَ فِرَاشاً بَطَاِئنُهَا مِنْ اسْتَبْرَقٍ، وَفَوْقَ السَّبْعِيِن فِرَاشاً سَبْعُونَ أَرِيكَةً، لِكُلِّ امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ سَبْعُونَ أَلْفَ وَصِيفَةٍ لحِاَجَتِهَا، وَسَبْعُونَ أَلْفَ
_________
(1) سورة الرحمن، الآية رقم: (72) ..(3/1051)
وَصِيفٍ مَعَ كُلِّ وَصِيفٍ صَحْفَةٌ مِنْ ذَهَبِ، فِيهَا لَوْنٌ مِنْ طَعَامِ تَجِدُ ِلآخِرِ لُقْمَةٍ مِنْهَا لَذَّةً لاَ تَجِدُ ِلأَوَّلِهِ، وَيُعْطَى زَوْجُهاَ مِثْلَ ذَلِكَ عَلَى سَرِيرٍ مِنْ يَأقُوتٍ أَحْمَرَ عَلَيْهِ سِوَارَانِ مِنْ ذَهَبِ مُوَشَّحَانِ بِيَاقُوتِ أَحْمَرَ، هَذَا لِكُلِّ يَوْمٍ مِنْ رَمَضَانَ، سِوَى مَا يَعْمَلُ مِنْ اْلحَسَنَاتِ. قَالَ مُحَمَّدٌ: فِي بَعْضِ مَا رَوَاهُ، سِوَى مَا أَرَاهُ يَكُونُ مِنْ اْلحَسَنَاتِ، شَكَّ مُحَمَّدٌ)) (1)
_________
(1) حديث منكر، في إسناده أبو الحسن الكناني، وأبو علي الحسن القيسراني، وإبراهيم بن معاوية، وعمر بن ثور، ونافع بن بردة، لم أقف على تراجمهم، وجرير بن أيوب منكر الحديث، وقد تفرد به عن الشعبي.
أخرجه ابن خزيمة في صحيحه: 3/190 رقم ((1886)) من طريق محمد بن يوسف الفريابي مطولا، ومن طريق
قتيبة، عن جرير به، وعنده ((أبو مسعود)) بدل ابن مسعود، وفيه بعض الخلاف في متن الحديث مع ما عند المؤلف من تقديم أوتأخير أوزيادة كلمة أونقصها.
وأخرجه أبو يعلى في مسنده: 9/180-181 رقم ((5273)) والشاشي في مسنده: 2/277-278 رقم ((852))
من طريق عن جرير به. وقال ابن خزيمة: إن صح الخبر فإن في القلب من جرير بن أيوب البجلي.
وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد: 3/141، وقال: رواه أبو يعلى وفيه جرير بن أيوب، وهو ضعيف. قلت: وقد
سقط، ((ابن)) عنده قبل ((مسعود)) .
وقال ابن حجر: تفرد به جرير بن أيوب، وهو ضعيف جدّاً، وقد أخرجه ابن خزيمة في صحيحه وقال: إن صح الخبر، فإن في القلب من جرير بن أيوب، وكأنه تساهل فيه لكونه من الرغائب، وابن مسعود ليس هو الهذلي المشهور، وإنما هو آخر غفاري. المطالب العالية: 3/224 رقم ((1050)) وأورده ابن الجوزي في الموضوعات: 2/188، واستدركه السيوطي في اللائي المصنوعة: 2/99-100،
وقال الشوكاني في الفوائد المجموعة: 0/88، رواه أبو يعلى عن ابن مسعود مرفوعا، وهو موضوع، آفته جرير بن أيوب، وسياقه وسياق الذي قبله ... مما يشهد العقل أنهما موضوعان، فلا معنى لاستدراك السيوطي لهما على
ابن الجوزي: بأنه قد رواهما غير من رواهما عنه ابن الجوزي، فإن الموضوع لا يخرج عن كونه موضوعا برواية الرواة له. انظر تنزيه الشريعة المرفوعة: 2/153-154.
وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 22/388 رقم (967) من طريق الهياج بن بسطام عن عباد عن نافع عن أبي مسعود مرفوعاً. وقال الهيثمي في المجمع 3/142، وفيه الهياج بن بسطام وهو ضعيف.(3/1052)
984 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أبي بكر الأثرم، [ل204/أ] أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، يَعْنِي: ابْنَ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْمَرْوَزِيَّ الْمَعْرُوفَ بِالْحَامِضِ (1) ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَيُّوبَ النَّصيبي (2) ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ سَفَرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ (3) ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((اْلعَافِيَةُ عَشْرةُ أَجْزَاءٍ: تِسْعَةٌ مِنْهَا فِي الصَّمْتِ، وَاْلعَاشِرةُ اعْتِزَالُكَ عَنِ النَّاِس)) (4) .
985 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: أَمْلَى عَلَيَّ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْغَنِيِّ بْنُ سعيد
_________
(1) عبد الله بن محمد بن إسحاق المروزي المعروف بالحامض: وثقه الخطيب، مات سنة تسع وعشرين وثلاثمائة.
تاريخ بغداد: 10/124، الأنساب: 4/30، سير أعلام النبلاء: 15/287. شذرات الذهب: 2/323.
(2) موسى بن أيوب النصيبي: ابن عيسى أبو عمران الأنطاكي. وثقة العجلي. قال أبو حاتم: صدوق، وذكره ابن حبان في الثقات. وقال الذهبي: ثقة. وقال ابن حجر: صدوق. معرفة الثقات: 2/304، الجرح والتعديل:
8/134، الثقات: 9/161، تهذيب الكمال: 29/33، الكاشف: 2/302، التقريب: 1/550.
(3) عبد الرحمن بن عبد الله: السراج البصري،
(4) حديث منكر. في إسناده محمد بن أبي الأثرم ويوسف بن سفر لم أقف على ترجمتهما.
ذكره الديلمي في مسند الفردوس: 3/82 رقم ((4231)) والمناوي في فيض القدير: 4/370 رقم ((5653)) ،
عن ابن عباس بدون إسناد.
ورمز له السيوطي بالضعف. وقال المناوي: قال الخطيب هذا حديث منكر. وضعفه محمد بن ناصر الدين الألباني
في ضعيف الجامع الصغير وزياداته: 0/560 رقم ((3834)) وفي الضعيفة: أيضا رقم ((3927)) .(3/1053)
ابن عَلِيٍّ الأَزْدِيُّ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْجَرَّابُ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْبَلَدِيُّ (1)
، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: عَنِ الَّنبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ ((: لاَ حِمَى إِلاَّ ِللهِ وَرَسُولِهِ)) (2) .
986 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُنِيرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ (3) وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ الْمَيْمُونِ بْنِ أَحْمَدَ (4) ، وَأَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ إبراهيم المعد لون قِرَاءَةً عَلَيْهِمْ، أَنَّ أَحْمَدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ
_________
(1) إبراهيم بن الهيثم البلدي: ابن المهلَّب أبو إسحاق، ذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن عدي: أحاديثه مستقيمة،
وقال: فلم أر له منكراً يكون من جهته إلا أن يكون من جهة من روى عنه. ووثقه الدارقطني. مات سنة سبع أو ثمان وسبعين ومائتين. الثقات: 8/88، الكامل: 1/274، تاريخ بغداد: 6/206.
(2) حديث صحيح، رجال إسناده ثقات.
أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار: 3/269، من طريق ابن أبي داود، وابن حبان في صحيحه: 10/540 رقم ((4685)) من طريق يحيى بن معين كلاهما عن علي بن عياش بهذا الإسناد، ولم يذكرا شعيب بن أبي حمزة.
وأخرجه البخاري من طريق آخر في الشرب: باب لا حمى إلا لله ولرسوله 5/44 رقم ((2370)) عَنْ يَحْيَى بْنِ بُكَيْرٍ، عَنِ الليث، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عباس، عن الصعب بن جثّامة مرفوعا.
وأخرجه أيضا في الجهاد: باب أهل الدار يبيتون 6/146 رقم ((3012)) من طريق علي بن عبد الله، عن سفيان
عن الزهري بإسناد السابق.
(3) أَبُو الْعَبَّاسِ مُنِيرُ بْنُ أَحْمَدَ بن الحسن بن علي: بن منير المصري الخشاب المعدّل، قال الحبال: ثقة لا يجوز عليه التدليس، مات سنة اثنتي عشرة وأربعمائة. العبر: 3/110، سير أعلام النبلاء: 17/267، شذرات الذهب:
3/197.
(4) لم أجد له ترجمة، ويحتمل أن يكون هو المذكور في إسناد رواية رقم (600) .(3/1054)
بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَنَّادَ، حَدَّثَهُمْ إِمْلاءً، حَدَّثَنَا أَبُو الطَّاهِرِ خَيْرُ بْنُ عرفة ابن عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ (1) ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ أَنَّ درَّاجاً (2)
حَدَّثَهُ، أَنَّ أَبَا الْهَيْثَمِ (3) حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ: عَنْ رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ((أَنَّ رَجُلاً قَالَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، طَوبىَ ِلمَنْ رَآك وَآمَنَ ِبكَ، [ل204/ب] قَالَ: طُوبَى ِلمَنْ رَآني، ثُمَّ طُوبَى، ثُمَّ طُوبَي، ثُمَّ طُوبيَ ِلمَنْ آمَنَ بيِ وَلَمْ يَرَنيِ، فَقَالَ َلهُ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَما طُوبىَ؟ قَالَ: شَجَرَةٌ فيِ اْلجَنَّةِ مَسِيَرةُ مِائَةِ سَنَةٍ ثِياَبُ أَهْلِ اْلجَنَّةِ تَخْرُجُ مِنْ أَكْمَامِهَا)) (4)
_________
(1) أبو طاهر خَيْرُ بْنُ عَرَفَةَ بْنِ عَبْدِ الله الأنصاري: قال الذهبي: صدوق. مات أول سنة ثلاث وثمانين ومائتين. سير أعلام النبلاء: 13/413-414.
(2) درّاج: بفتح الدال وتثقيل الراء وآخره جيم ابن سمعان أبو سمح، وقيل اسمه عبد الرحمن ودرّاج لقب السهمي
مولاهم المصري. وثقه ابن معين, وقال أحمد: حديثه منكر. وقال أبو حاتم: في حديثه ضعف. وقال أبو دود: أحاديثه مستقيمة إلا ما كان عن أبي الهيثم عن أبي سعيد. وقال النسائي: ليس بالقوي. وقال مرة: منكر
الحديث. وقال الدارقطني: ضعيف: وقال مرة: متروك. وقال ابن حجر: صدوق في حديثه عن أبي الهيثم ضعف.
الضعفاء والمتروكون: 0/39، الجرح والتعديل: 3/441، تهذيب الكمال: 8/477، التقريب: 1/201.
(3) أبو الهيثم: هو سليمان بن عمرو بن عبد أو عبيد الليثي ثقة من الرابعة، القريب: 1/253.
(4) حديث ضعيف، في إسناده أحمد بن إبراهيم القناد لم أعرف حاله من حيث الجرح أو التعديل، وابن لهيعة قد تابعه عمرو بن الحارث إلا أن في رواية درّاج عن أبي الهيثم ضعفاً.
ولكن قوله ((طوبى لمن رآني وآمن بي، وطوبى لِمَنْ آمَنَ بِي وَلَمْ يَرَنِي)) حسن لغيره، قد رُوي عن عدد من الصحابة.
وحديث أبي سعيد الخدري هذا أخرجه أحمد في مسنده: 3/71، وأبو يعلى في مسنده: 2/519 رقم ((1374)) والخطيب في تاريخه: 4/91، كلهم من طريق ابن لهيعة بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن حبان في صحيحه: 16/213 رقم ((7230)) و16/429 رقم ((7413)) والطبري في تفسيره: 13/149 من طريق عمرو بن الحارث، عن دراج به. لكن عند ابن حبان في رواية رقم ((7230)) مختصرا بدون قوله ((قال له رجل: وما طوبى.. . إلى آخره)) وورد في رواية رقم ((7413)) مختصرا ً-ب- ((قال لَهُ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ما طوبى ... إلى آخره)) دون ذكر بداية الحديث. وقد تقدم الكلام على الإسناد.
وأخرجه عبد بن حميد في منتخبه: 0/208 رقم ((1000)) وابن أبي عاصم في السنة: / رقم ((1487)) مختصرا.
من طريق وكيع، عن إبراهيم أبي إسحاق، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سعيد الخدري مرفوعا. بلفظ: ((طوبى لمن رآني
وآمن بي، وطوبى لِمَنْ آمَنَ بِي وَلَمْ يَرَنِي)) وهذا لفظ ابن أبي عاصم، ولفظ عبد بن حميد ((طوبى لمن رآني ولمن رأى
من رآني، ولمن رَأَى مَنْ رَأَى مَنْ رَآنِي)) وإسناده ضعيف فيه إبراهيم أبو إسحاق وهو غير منسوب، فإن كان إبراهيم
ابن إسماعيل بن مجمع فهو ضعيف، كما في التقريب: 1/88، وإن كان إبراهيم بن الفضل المخزومي فهو متروك كما قال ابن حجر في التقريب أيضا: 1/92، فالضعف باق لأن كلا منهما ضعيف.
ومن تلك الشواهد التي رُوي عن عدد من الصحابة:
1- من حديث أنس عند أحمد في مسنده: 3/155، من طريق جبير، وأبي يعلى في مسنده: 6/119 رقم ((3391)) ، من طريق محتسب، كلاهما عن ثابت، عن أنس مرفوعا بلفظ: ((طوبى لمن رآني وآمن بي –مرة-
وطوبى لمن لم يرني وآمن بي –سبع مرات-)) .
وفي إسناد أحمد حسر بن فرقد وهو ضعيف. انظر ميزان الاعتدال: 1/398، وفي لسان الميزان: 2/104-105.
وفي إسناد أبي يعلى محتسب بن عبد الرحمن أبي عائد وهو ضعيف أيضا، قال ابن عد: يروي عن ثابت أحاديث
ليست بمحفوظة. الكامل: 6/2457.
وتابعهما أبو هدبة عند الخطيب في تاريخه: 6/200، وأبو هدبة هو إبراهيم بن هدبة، قال الخطيب فيه أنه حدّث
بأصبهان عن أنس بأباطيل.
وتابعهم موسى الطويل عند الخطيب في تاريخه أيضا: 3/306، وإسناده ضعيف جداًّ، فيه موسى الطويل، وقد قال
فيه ابن حبان: روى عن أنس أشياء موضوعة، وقال ابن عدي: روى عن أنس مناكير. المجروحين: 2/243،
لسان الميزان: 6/122.
وتابعهم حميد الطويل عند الخطيب في تاريخه أيضا، 13/127، وفي إسناده مظفر بن عاصم، ولم أقف له على
ترجمة، وتابعهم كذلك دينار بن عبد الله عند ابن عدي في الكامل: 3/977، ودينار بن عبد الله هذا قال فيه ابن عدي ضعيف ذاهب.
2- ومن حديث ابن عمر عند الطيالسي: 1/252 رقم ((1845)) من طريق العمري، وابن عدي في الكامل:
4/1427، من طريق طلحة بن عمرو كلاهما عن نافع، عن ابن عمر مرفوعا. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد:
10/67، وقال: رواه الطبراني، وفيه محمد بن القاسم الأسدي الكوفي، وهو مجمع على ضعفه. قلت فيه العمري أيضا وهو ضعيف كما في التقريب: 1/314، وطلحة بن عمرو متروك كذلك، التقريب: 1/283.
وقال ابن عدي: عامة ما يروي عنه لا يتابعونه عليه.
3- ومن حديث واثلة بن الأسقع عند ابن عدي في الكامل: 6/2327 من طريق عمر بن حفص الدمشقي عن
أبي الخطاب معروف الخياط، عن واثلة بن الأسقع مرفوعا. قلت وإسناده منكر.
قال ابن عدي: وهذه الأحاديث المعروفة عن واثلة منكرة جداًّ. وقال أيضا: عامة ما يرويه وما ذكرته أحاديث
لا يتابع عليها.
4- ومن حديث عبد الله بن بسر عند الحاكم في المستدرك: 4/86، من طريق جميع بن ثوب، عن عبد الله بن بسر مرفوعا. وإسناده منكر أيضا، قال الذهبي: في التلخيص وجميع بن ثوب واه.
5- ومن حديث علي بن أبي طالب عند الخطيب في تاريخه: 3/49، من طريق أبي الدنيا قال: سمعت مولاي علي ابن أبي طالب مرفوعاً يقول: ((طُوبَى لِمَنْ رَآنِي، وَمَنْ رَأَى مَنْ رَآنِي، وَمَنْ رَأَى مَنْ رأى من رآني)) .
واسناده ضعيف جدا، فيه ابن أبي الدنيا وهو الأسج عثمان بن خطاب البلوي، قال الذهبي: حدث بقلة حياء بعد الثلاثمائة عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، فافتضح بذلك، وكذّبه فيه النقاد. لسان الميزان: 3/33.
6- ومن حديث أبي عبد الرحمن الجهني عند أحمد: 4/152، من طريق ابن إسحاق، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عن مَرْثَدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْيَزَنِيَّ، عن عبد الرحمن الجهني مرفوعا.
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: 10/67، رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح، غير محمد بن إسحاق، وقد صرّح
بالسماع، وقال الألباني في الصحيحة: 3/247، وإسناده جيد.
7- ومن حديث أبي عمرة عند الطبراني كما قال الهيثمي في مجمع الزوائد: 10/67، رواه الطبراني في الأوسط
والكبير نحوه، وفيه بيهس الثقفي ولم أعرفه، وابن لهيعة فيه ضعف، وبقية رجال الكبير رجال الصحيح.
8- ومن حديث أبي أمامة: أخرجه الطيالسي في مسنده: 1/154 رقم ((1132)) وأحمد في مسنده: 5/248 و257 و264، وابن حبان في صحيحه: 16/215 رقم ((7233)) والطبراني في معجم الكبير: 8/310
رقم ((8009)) و 8/311 رقم ((8010)) من طرق عن همام بن يحيى وحماد بن الجعد، كلاهما عن قتادة، عن أيمن، عن أبي أمامة مرفوعا.
وخالفهما أبو عامر العقدي: أخرجه ابن حبان في صحيحه: 16/216 رقم ((7232)) من طريق أبي عامر العقدي
عن قتادة، عن أيمن، عن أبي هريرة. وأما همام بن يحيى في الإسناد الأول، فهو ثقة ربما وهم. التقريب: 1/574.
وحماد بن الجعد، وقيل محمد بن الجعد ضعيف، التقريب: 1/471، وأبو عامر العقدي هو عبد الملك بن عمرو
ثقة، كما في التقريب أيضا: 1/364،
وقد صحح ابن حبان هذين الإسنادين وقال: سمع هذ الخبر أيمن عن أبي هريرة، وأبي أمامة معا. قلت والإسناد مداره
على أيمن، وهو مالك الأشعري، ذكره ابن حبان في الثقات: 4/48، ولم يوثقه غيره، بل قال فيه الذهبي: مجهول.
لسان الميزان: 1/476، واعتمد الهيثمي على توثيق ابن حبان فقال: في مجمع الزوائد: 10/67، رواه أحمد والطبراني بأسانيد، ورجالهما رجال الصحيح غير أيمن بن مالك الأشعري وهو ثقة.
وعلى كلٍّ فإن الحديث بمجموع طرقه يرتقي إلى الحسن. والله أعلم.(3/1055)
987 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، أَخْبَرَنَا مُنِيرُ بْنُ أَحْمَدَ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ الْمَيْمُونِ،(3/1056)
ومحمد ابن إِبْرَاهِيمَ، أَنَّ أَحْمَدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَهُمْ، حَدَّثَنَا خَيْرُ بْنُ(3/1057)
عَرَفَةَ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحِ بْنِ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنِ الزُّبَيْدِي (1) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ (2) ، عَنْ جَدِّهِ، َقاَل: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((أَيُّمَا رَجُلٌ مَسَّ فَرْجَه فَلْيَتَوَضَّأْ، وَأَيُّمَا امْرَأَةٍ
_________
(1) هو محمد بن الوليد الزبيري ثقة ثبت من رجال التقريب 1/511.
(2) أبوه: شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص السهمي الحجازي أبو عمرو. ذكره ابن حبان في الثقات، وذكر النجار وأبو داود وغيرهما: أنه سمع من جده. وقال ابن حجر: صدوق ثبت سماعه عن جده. الثقات: 4/357، تهذيب التهذيب: 4/311، التقريب: 1/267،(3/1058)
مَسَّتْ فَرْجَهَا فَلْتَتَوَضَأْ)) (1)
_________
(1) حديث صحيح: في إسناد المؤلف أحمد بن إبراهيم القناد لم أعرف حاله من حيث الجرح أو التعديل، وفيه عنعنة بقية بن الوليد أيضا وهو صدوق معروف بالتدليس عن الضعفاء.
أخرجه أحمد في مسنده: 2/223، والترمذي في الطهارة: باب الوضوء من مس الذكر رقم (()) وابن الجارود: في المنتقى: 0/18 رقم ((19)) والطحاوي في شرح معاني الآثار: 1/75، والدارقطني في السنن في الطهارة: باب ما روي في المس القبل والدبر والذكر 1/147، وأبو نعيم في تاريخ أصفهان: 2/239- 208، والزيلعي في نصب الراية: 1/58، وابن حجر في تلخيص الحبير: 1/187، من طريق بقية بن الوليد به.
وقال الترمذي في العلل الكبير: 1/161، عن البخاري: وهو عندي صحيح. ورواه الزيلعي في نصب الراية: 1/58، من طريق عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شعيب به نحوه. وخالفهما المثنى بن الصباح، فرواه عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ سعيد بن المسيب، عن بسرة بنت صفوان قالت: يا رسول الله: كيف ترى في إحدانا تمس فرجها، والرجل يمس فرجه بعد ما يتوضأ؟، قال: يتوضأ يا بسرة. قلت والمثنى ضعيف اختلط بأخرة، كما في التقريب: 1/519، فلا اعتبار لمخالفته، فالحديث مداره إذا على عمرو بن شعيب، وللعلماء في روايته عن أبيه عن جده أقوال: والخلاصة أنها متصلة، وقد ثبت سماع أبيه من جده، كما نص على ذلك غير واحد من الأئمة، قال البخاري: رأيت أحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، وإسحاق ابن راهوية، وأبا عبيدة وعامة أصحابنا يحتجون بحديث عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن جده، ما تركه أحد من المسلمين، وقال البخاري: من الناس بعدهم. وقال ابن راهوية: إذا كان الراوي عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أبيه، عن جده ثقة فهو كأيوب، عن نافع عن ابن عمر. التاريخ الكبير: 6/325، العلل الكبير: 1/161، تهذيب التههيب: 8/43، ذكر من اختلف العلماء ونقاد الحديث فيه: 0/58-60.
ومن شواهد هذا الحديث حديث بسرة بنت صفوان: أخرجه الترمذي في الطهارة: باب الوضوء من مس الذكر 1/272 رقم ((83)) والنسائي في الغسل والتيمم: الوضوء من مس الذكر 1/ 216، وابن الجارود في المنتقى: 1/17 رقم ((17)) و1/18 رقم ((18)) وابن حبان في صحيحه: 3/398 رقم ((1113)) ورقم ((1114)) و3/400 رقم ((1116)) والدارقطني في السنن: 1/146، والحاكم في المستدرك 1/137-138، والبيهقي في السنن الكبرى: 1/129- 130، وفي المعرفة: 1/359، كلهم من طرق عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبيه، عن مروان بن الحكم، عن بسرة بنت صفوان أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: ((مَنْ مَسَّ فَرْجَهُ فليتوضا)) وعند بعضهم: ((إذا مس أحدكم ذكره فليتوضأ)) و ((من مس ذكره فليتوضأ وضوءه للصلاة))
وأخرجه مالك في الموطأ في الطهارة: باب الوضوء من مس الفرج 1/42 ومن طريقه الشافعي في المسند 1/34، وأبو داود في الطهارة: باب الوضوء من مس الذكر 1/125 رقم ((181)) والنسائي في الطهارة: باب الوضوء من مس الذكر 10/100 والطبراني في معجم الكبير: 24/ 196 رقم ((496)) والحازمي في الاعتبار: 0/41 والبيهقي في السنن الكبرى: 1/128، وفي المعرفة: 1/327، والبغوي في شرح السنة: 1/340 رقم ((165)) من طريق مَالِكٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي بكر.
وأخرجه الدارمي في المسند: 1/185، وابن أبي شيبة في المصنف: 1/163، والحميدي في المسند: 1/171 رقم ((352)) والطيالسي في المسند 1/230 رقم)) وأحمد في المسند: 6/406-407، والنسائي في الطهارة: باب الوضوء من مس الذكر 1/216، والطحاوي في شرح معاني الآثار 1/185، وابن الجارود في المنتقى: 0/17 رقم ((16)) وابن حبان في صحيحه: 3/396 رقم ((1112)) والطبراني في معجم الكبير: 24/196-197 رقم ((487)) و ((488)) و ((489)) و ((490)) و ((491)) و ((492)) و ((493)) و ((494)) و ((495)) و ((497)) و ((498)) و ((499)) و ((500)) و ((501)) و ((502)) ، والبيهقي في السنن الكبرى: 1/128-129، من طرق عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بكر، عن عروة بن الزبير يقول: دخلت على مروان بن الحكم فتذاكرنا ما يكون منه الوضوء، فقال مروان: ومن مس الذكر الوضوء. قال عروة: وما علمت ذلك، فقال مروان: أخبرتني بسرة بنت صفوان أنها سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - يقول: ((إذا مس أحدكم ذكره فليتوضأ)) .
وفي الروايات الأخرى: فقال عروة: فلم أزل أماري مروان حتى دعا رجلا من حرسه، فأرسله إلى بسرة يسألها عما
حدثته من ذلك، فأرسلت إليه بسرة بمثل ما حدثني عنها مروان.
وأخرجه أحمد في مسنده: 6/406-407، والترمذي في الطهارة: باب الوضوء من مس الذكر 1/270 رقم ((82)) والنسائي في الغسل والتيمم: باب الوضوء من مس الذكر 1/216، وابن حبان في صحيحه: 3/399 رقم ((1115)) والبيهقي في السنن الكبرى: 1/128 من طريق هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عن بسرة مرفوعا بلفظ: ((من مس ذكره فلا يصل حتى يتوضأ)) .
وأخرجه الترمذي في الطهارة: باب الوضوء من مس الذكر 1/272 رقم ((84)) من أبي الزناد، عن عروة عن بسرة مرفوعا. بدون ذكر الزهري.
وأخرجه عبد الرزاق في المصنف: / رقم ((411)) والنسائي في الغسل والتيمم: باب الوضوء من مس الذكر 1/216 من طريق معمر، والنسائي في الغسل والتيمم: باب الوضوء من مس الذكر 1/216 من طريق الليث، وابن حبان في صحيحه: 3/400 رقم ((1117)) والبيهقي في السنن الكبرى: 1/132، من طريق عبد الرحمن بن مر اليحصبي، كلهم عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ بسرة مرفوعا، بلفظ: ((إذا مس أحدكم فرجه فليتوضأ)) . وفي رواية عبد الرحمن بن نمر زيادة: ((والمرأة مثل ذلك)) .
ثم ساق البيهقي بسنده عن الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدِ الرحمن قال سألت الزهري عن مس المرأة فرجها أتتوضأ؟، فقال: أخبرني عبد الله بن أبي بكر، عن عروة، عن مروان بن الحكم، عن بسرة بنت صفوان، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - قال: ((إذا أفضى أحدكم بيده إلى فرجه فليتوضأ)) . قال: والمرأة مثل ذلك. قال البيهقي: وظاهر هذا يدل على أن
قوله: ((والمرأة مثل ذلك)) من قول الزهري، ومما يدل عليه أن سائر الرواة رووه عن الزهري بدون هذه الزيادة،
قلت: وقد تقدم في التخريج ذكر من رواه عن الزهري آنفا.
وأخرجه الدارمي في السنن: 1/184، والطحاوي في شرح معاني الآثار: 1/72، من طريق الأوزاعي، عن الزهري، عن أبي بكر بن حزم، عن عروة، عن بسرة مرفوعا.
وأخرجه النسائي في الطهارة: باب الوضوء من مس الذكر 1/100، من طريق شعيب، عن الزهري، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بكر بن عمرو بن حزم، عن عروة، عن بسرة مرفوعا.
وقد أعل هذا الحديث بعلتين غير قادحتين: الأولى: أنه من رواية مروان بن الحكم، وهو ممن لا يحتج بحديثه، وأفعاله في كتب التاريخ معلومة.
الثانية: أن الواسطة بين مروان بن الحكم وبسرة بنت صفوان هو شرطيُّه، وهو غير معروف،
هذا وقد أجاب الأئمة على هاتين العلتين على النحو الآتي بإيجاز.
قال ابن حبان: وأما خبر بسرة الذي ذكرناه، فإن عروة بن الزبير سمعه من مروان بن الحكم عن بسرة، فلم يقنعه ذلك حتى بعث مروان شرطياًّ له إلى بسرة فسأله، ثم أتاهم، فأخبرهم بمثل ما قالت بسرة، فسمعه عروة ثانيا عن الشرطي، عن بسرة، ثم لم يقنعه ذلك حتى ذهب إلى بسرة فسمع منها، فالخبر عن عروة، عن بسرة متصل ليس بمنقطع، وصار مروان والشرطي كأنهما عاريتان يسقطان من الإسناد. صحيح ابن حبان: 3/397. وقال ابن حزم في المحلى: 1/236، ((مروان بن الحكم ما نعلم له جرحةً قبل خروجه على أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير - رضي الله عنه -، ولم يلقه عروة إلا قبل خروجه على أخيه لا بعد خروجه، هذا مما لا شك فيه)) .
وللحديث شواهد أخرى من حديث ابن عمر وأم حبيبة وابن عباس وجابر بن عبد الله وأبي هريرة وعائشة - رضي الله عنهم - وانظر الخلافيات للبيهقي 2/223-279.(3/1059)
وآخره والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا
محمد نبيه وآله(3/1060)
وسلم تسليماً كثيراً.(3/1061)
بلغت عرضا بأصل معارض بأصل سماعنا ولله الحمد والمنة. هـ.
صورة ما في الأصل:
بلغ السماع لجميعه على الشيخ الأجل الأمام العالم الفقيه الحافظ شيخ الإسلام أوحد الأنام فخر الأئمة مفتي الأمة سيف السنة أبي طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي الأصبهاني رضي الله عنه، بقراءة الفقيه تاج الدين أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن محمد المسعودي صاحبه القاضي الفقيه المكين الأشرف الأمين جمال الدين خاصته أمير المؤمنين أبو طالب أحمد ابن القاضي المكين أبي الفضل عبد الله بن القاضي المكين أبي علي الحسين بن حديد والشيوخ [ل205/أ] العلماء أبو الرضا أحمد بن طارق بن سنان القرشي البغدادي، وأبو عبد الله محمد ابن إبراهيم بن أحمد الفيروزآبادي، ومحمد بن محمد بن محمد البلْخي الصوفي، وأبو بكر محمد ابن الحسن بن نصر الخلاطي، وأبو عمرو عثمان بن محمد بن أبي بكر الإسفراييني، وصفي الدولة أبو الحسن جوهر بن عبد الله الأستاذ المكين، وأبو محمد عبد العزيز بن عيسى بن عبد الواحد ابن سليمان الأندلسي الشافعي، وإسماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد الأنصاري، - مثبت السماع وهذا خطُّه – وآخرون من ذلك عشية يَوْمِ الْجُمُعَةِ، مُنْتَصَفِ شَوَّالٍ مِنْ سنة سبع وستين وخمسمائة، بثغر الإسكندرية حماه الله تعالى، هذا المكتوب صحيح كما قد كتب، وقد قرئ عليّ من الأصل المنسوخ منه هذا الفرع، وكتب أحمد بن محمد الأصبهاني.(3/1062)
وفي الأصل ما مثاله:
بلغ السماع لجميعه على القاضي الفقيه الإمام العالم الأشرف المكين جمال الدين أبي طالب أحمد ابن القاضي المكين أبي الفضل عبد الله بن القاضي المكين أبي علي الحسين بن حديد أبقاه الله، بقراءة الفقيه الإمام الناقد زكي الدين أبي محمد عبد العظيم بن عبد القوي المنذري السادة الفقهاء: القاضي الفقيه الإمام العالم نجيب الدين أبو علي الحسن، والقاضي الفقيه الإمام الصدر الكبير [ل205/ب] عماد الدين أبو البركات عبد الله ابنا الشيخ الفقيه الإمام العالم النبيه، أبي محمد عبد الوهاب بن عوف، وأخوهما القاضي الفقيه الرشيد العالم الزاهد أبو الفضل عبد العزيز، وولده أبو بكر محمد، والقاضي علم الدين أبو محمد عبد الحق بن الرشيد أبي الحرم مكي ابن صالح القرشي، القاضي الأسعد أبو القاسم عبد الرحمن بن مقرّب التجيبي، وعز الدين أبو البركات عبد الحميد بن الإمام العالم جمال الدين أبي علي بن الحسين بن عتيق الربعي، والنفيس أبو الطاهر إسماعيل ابن الفقيه أبي طالب أحمد بن عبد المولى الأنصاري، ويحي بن علي بن عبد الله القرشي المالكي، - وهذا خطُّه - وصح وثبت في الثالث من ربيع الأول سنة عشرٍ وستمائة بظاهر الإسكندرية بالعين، والحمد لله وحده، وصلواته على محمد نبيه وآله وأصحابه وسلامه، وحسبي الله ونعم الوكيل [ل206/أ] .(3/1063)
الجزء الثالث عشر
من انتخاب الشيخ الإمام العالم الحافظ
شيخ الإسلام أوحد الأنام فخر الأئمة سيف السنة علم
الحديث بقية السلف أبي طاهرأحمد بن محمد ابن أحمد
السِّلَفي الأَصْبَهاني رضي الله عنه من أصول
كُتُب الشيخ أبي الحسين المبارك ابن
عبد الجبار الطيوري.
[ل208/بِ](3/1066)
بسم الله الرحمن الرحيم.
رب سهِّل يا كريم.
988 - أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الفقيه المكين الأشرف الأمين جمال الدين أبو طالب أحمد ابن القاضي المكين أبي الفضل عبد الله ابن القاضي المكين أبي علي الحسين بن حديد قراءة عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ بِظَاهِرِ ثَغْرِ الإسكندرية ـ حماه الله تعالى ـ في ثالث ربيع الأول سنة عشر وستمائة، قَالَ: حَدَّثَنَا الشَّيْخُ الْفَقِيهُ الإِمَامُ العالم الحافظ شيخ الإسلام أوحد الأنام فخر الأئمة سيف السنة بقية السلف أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي الأصبهاني ـ رضي الله عنه ـ قراءة عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ مُنْتَصَفِ شَوَّالٍ مِنْ سَنَةِ سبع ستين وخمسمائة، أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبِي الْحُسَيْنِ الْمُبَارَكِ بن عبد الجبار بانتخابي عليه من أصول كتبه، حدثنا أبو عبد الله محمد بن علي ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصُّورِيُّ الْحَافِظُ مِنْ لَفْظِهِ، قَالَ: أَمْلَى عَلَيَّ أَبُو الْمَيْمُونِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عِيسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلَفٍ، أَخْبَرَهُمْ بأنطاكية سنة سبع وعشرين وثلاثمائة، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَذْرَمِي (1) ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْر، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ:
_________
(1) أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللَّهِ بن محمد الأذرمي: ابن إسحاق، وفي الخطية: (الأخدمي) وهو تصحيف، وثقه أبو حاتم، وذكره ابن حبان في الثقات. الجرح والتعديل: 5/161، الثقات: 8/361، تاريخ بغداد: 10/74، الكاشف: 1/592.(3/1067)
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم -: ((لاَ يَبِتَنَّ رَجُلٌ عِنْدَ امْرَأَةٍ ثَيِّبٍ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ نَاكِحًا أَوْ ذَا مَحْرَمٍ)) (1) .
989 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى أَبِي الْحُسَيْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أحمد بن محمد [ل209/أ] ابن أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَحْيَى (2) وَأَنَا أَسْمَعُ، أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ هِشَامِ بْنِ اللَّيْثِ الْفَارِسِيَّ أَخْبَرَهُمْ بصُور سَنَةَ ثلاث وعشرين وثلاثمائة، حَدَّثَنَا المُسَيّب بْنُ وَاضِح السُّلَمِي، حَدَّثَنَا إسماعيلُ بْنُ عَيَّاش، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَة (3) ، عَنْ عُثْمَان ابن ي
_________
(1) حديث صحيح، وإسناد المؤلف رجاله ثقات إلا عبد الله بن عيسى، لم أقف عليه.
أخرجه مسلم في السلام: باب تحريم الخلوة بالأجنبية والدخول عليها 4/170 رقم ((2171)) من طرق عن هشيم به. بلفظ: ((ألا لا يَبِيتَنَّ رَجُلٌ عِنْدَ امْرَأَةٍ ثَيِّبٍ إِلَّا أَنْ يَكُونَ نَاكِحًا أَوْ ذَا مَحْرَمٍ)) .
(2) أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن يحيى: هو ابن جميع.
(3) محمد بن طلحة: بن مصرف أبو عبد الله اليامي الكوفي، قال ابن سعد: كانت له أحاديث منكرة. وقال ابن معين: يتقى حديث ثلاثة، وذكر منهم محمد بن طلحة. وقال مرة: ثقة صالح الحديث، وقال مرة أيضا: ليس بشيء. وقال أحمد: صالح الحديث ثقة، لا يكاد يقول حدثنا. وقال العجلي: ثقة إلا أنه سمع من أبيه وهو صغير. قال أبو زرعة صدوق. وقال النسائي: ليس بالقوي. وقال ابن حبان يخطئ. وقال ابن حجر: صدوق له أوهام، وأنكروا عليه سماعه من أبيه لصغره. مات سنة سبع وستين ومائة. الطبقات الكبرى: 6/376، معرفة الثقات: 2/241، الضعفاء والمتروكون: 0/94، الضعفاء الكبير: 4/85، الجرح والتعديل: 7/291، الثقات: 7/388، الكاشف: 2/183، تهذيب التهذيب: 9/238، التقريب: 1/4895،(3/1068)
حيى (1) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: ((أَوَّل مَا سَمِعَ النَّاسُ بِالْفَالُوذَج (2)
أَنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَتَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقالَ: إِنَّ أُمَّتَكَ سَتُفْتَحُ لَهُمُ اْلأَرْضُ وَمَا يَكْثُرُ عَلَيْهِمْ مِنَ الدُّنْيَا، حَتَّى أنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الْفَالُوذَجَ، قالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: وَمَا الْفَالُوذَجُ؟، قَالَ يَخْلِطُونَ الْعَسَلَ وَالسَّمْنَ جَمِيعاً، قالَ: فَشَهِقَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - شَهْقَةً)) (3)
_________
(1) عثمان بن يحيى: الحضرمي، ذكره ابن أبي حاتم بدون جرح ولا تعديل وقال: روى عن ابن عباس، وذكر هذا الحديث. وقال الأزدي لا يكتب حديثه. وقال الذهبي: صدوق إن شاء الله، وقال مرة: مجهول. وقال ابن حجر: ضعفه الأزدي. الجرح والتعديل: 6/173، الضعفاء والمتروكون لابن الجوزي: 2/173، المغني في الضعفاء: 2/430، تهذيب الكمال: 19/507، التقريب: 1/387.
(2) الفالوذج: قال الجوهري: الفالوذ والفالوذق معرّبان، وقال يعقوب: ولا يقال الفالوذج.. الفالوذ كما في لسان العرب: هو من الحلواء هو الذي يؤكل، يسوّى من لبِّ الحنطة، فارسي معرّب. مختار الصحاح: 1/214، لسان العرب: 3/503.
(3) حديث منكر. في إسناده أحمد بن هشام الفارسي لم أعرف حاله من حيث الجرح والتعديل، والمسيب بن واضح ضعفه الأئمة وتركه بعضهم، وإسماعيل بن عياش مخلط عن غير أهل بلده، ومحمد بن طلحة ليس من أهل بلده. وهو صدوق له أوهام أيضاً، وعثمان بن يحيى ضعفه الأزدي.
أخرجه ابن جميع في معجم الشيوخ: 0/ 209، ومن طريقه المزي في تهذيب الكمال: 19/509، والذهبي في سير أعلام النبلاء: 11/404-405، عن أحمد بن هشام بهذا الإسناد. وقال الذهبي: هذا حديث منكر.
ولم ينفرد المسيب، عن إسماعيل بن عياش به، بل تابعه غيره، حيث أخرج ابن ماجة في الأطعمة: باب الفالوذج 2/1108 رقم ((3340)) من طريق عبد الوهاب بن الضحاك العرضي أبي الحارث، وابن الجوزي في الموضوعات: 3/21، من طريق أبي اليمان كلاهما عن إسماعيل بن عياش به.
وفي إسناد ابن ماجة عبد الوهاب بن الضحاك العرضي، وهو متروك كذبه أبو حاتم كما في التقريب: 1/368.
وقال البوصيري في الزوائد: 3/93، هذا إسناد ضعيف، عبد الوهاب قال فيه أبو داود يضع الحديث، وقال الحاكم: روى أحاديث موضوعة، رواه ابن الجوزي في الموضوعات من طريق إسماعيل بن عياش وقال: هذا حديث باطل لا أصل له، ثم ضعف جميع رواته.
وقال المزي: منكر الحديث جداًّ وقد تابعه المسيب بن واضح، عن إسماعيل بن عياش وهو قريب منه.
وقال ابن حجر: بل هو فوقه بكثير، يكفيك أن أبا حاتم قال فيه صدوق، وقال ابن عدي كان النسائي حسن الرأي فيه، ولم ينفرد به عبد الوهاب ولا المسيب، فقد رواه ابن أبي الدنيا عن إبراهيم بن سعيد الجوهري، عن أبي اليمان، عن إسماعيل، وإسماعيل مدلس، وقد عنعن ولا سيما رواه عن غير الشاميين، ولكن تابعه غيره عن محمد بن طلحة، رواه أبو الفتح الأزدي في ترجمة عثمان في الضعفاء والمتروكون: 2/173، وابن الجوزي في الموضوعات: 3/21-22، عن القاسم بن إسماعيل المحاملي، حدثنا يحيى بن الورد، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طلحة به. قلت وإسناده ثقات إلا محمد ابن طلحة، وعثمان بن يحيى، وقد تقدم الكلام فيهما.
وقال الأزدي عثمان بن يحيى هو الحضرمي لا يكتب حديثه. اهـ وقال ابن الجوزي: وهذا باطل لا أصل له، ومحمد ابن طلحة قد ضعفه يحيى بن معين، وقال أبوكامل: ليس بشيء. وقال الأزدي: لا يكتب حديثه عن ابن عباس. وتعقبه ابن حجر فقال: أورده ابن الجوزي في الموضوعات فلم يصب، والله أعلم.(3/1069)
990 - حدثنا محمد، قال: قُرِئَ علي مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ (1) وَأَنَا أَسْمَعُ، أَنَّ أَحْمَدَ بْنَ هِشام أَخْبَرَهُمْ، حَدَّثَنَا الْمُسَيَّبُ بْنُ واضِح، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عيَّاش، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ (2) ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَبْدِ
_________
(1) محمد بن أحمد: هو ابن جميع.
(2) محمد بن عبد الله: لعله مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْعَرْزَمِيُّ وهو من شيوخ إسماعيل بن عياش، قال ابن معين: ليس بشيء، لا يكتب حديثه. وقال أحمد: ترك الناس حديثه، وقال البخاري: تركه ابن المبارك ويحيى. وقال العجلي وأبو حاتم: ضعيف الحديث. وقال أبو زرعة: لا يكتب حديثه. وقال النسائي: ليس بثقة. وقال مرة: متروك الحديث. وقال ابن حبان: كان صدوقا إلا أنّ كتبه ذهبت وكان رديء الحفظ فجعل يحدِّث من حفظه ويهم فكثر المناكير في روايته. وقال ابن حجر: متروك. مات بضع وخمسين ومائة. التاريخ لبن معين برواية الدوري: 2/529، العلل ومعرفة الرجال: 1/90، الضعفاء الضغير: 2/104، معرفة الثقات: 2/247، الضعفاء والمتروكون: 0/92، الجرح والتعديل: 8/1 المجروحين: 2/246، الكاشف: 2/197، التقريب: 1/494.(3/1070)
اللَّهِ الكلاَبِيِّ، عَنْ أَبِي مَرْيَمَ (1) قَالَ: مَرَّ مُعَاوِيَةُ فَقَالَ: إِنِّي لَمْ، يَعْنِي: آتِكَ إِلاَّ ِلأُحَدِّثَكَ حَدِيثاً تَرْغَبُ فِيهِ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقُولُ: ((مَنْ وَلِيَ (2) مِنْ أَمْرِ الْمُسْلِمِينَ شَيْئاً فَاحْتَجَبَ عَنْهُمْ حَجَبَ اللهُ عَنْهُ بَابَ رَحْمَتِهِ)) (3)
_________
(1) أبو مريم: عمرو بن مرة بن عبس بن مالك يكنى أبا مريم وأبا طلحة الأزدي الجهني الصحابي الجليل. الإصابة: 4/68.
(2) في الخطية: (أمر) وعليها علامة الضرب، وفي الهامش (ولي) وفوقها (صح) .
(3) حديث حسن لغيره.. وإسناد المؤلف ضعيف، فيه أحمد بن هشام لم أعرف حاله من حيث الجرح والتعديل، والمسيب ابن واضح ضعفه الأئمة وتركه العجلي والنباتي والدارقطني، وإسماعيل بن عياش ضعيف إذا روى عن غير الشاميين وهذا ليس شاميًّا، والزبير بن عبد الله الكلابي لم أقف على ترجمته.
لم أجد هذا الحديث بهذا الإسناد، ولكنه مروي عن أبي مريم الصحابي الجليل، أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى: 7/437 عن صدقة بن خالد، وأبو داود في الخراج والإمارة والفيء: باب فيما يلزم من أمر الرعية والحجبة عنه 3/356 رقم ((2948)) عن سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، والترمذي في الأحكام: باب ما جاء في إمام الرعية 4/562-563 رقم ((1348)) عن علي بن حجر، والبيهقي في السنن الكبرى: 10/101 عن محمد بن مبارك، والهيثمي في زوائد مسند الحارث: 2/638 رقم ((609)) عن خالد بن القاسم، خمستهم عن يحيى بن حمزة، وعند البيهقي عن يحيى وصدقة، والحاكم في المستدرك: 4/93، عن بقية ثلاثتهم عن يزيد بن أبي مريم، حدثنا القاسم بن مخيرة أخبره أن أبا مريم الأزدي أخبره قال: دخلت على معاوية فقال: ما أنعمنا بك أبا فلان، وهي كلمة تقولها العرب، فقلت حديثا سمعته أخبرك به، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: ((من ولاه الله عز وجل شيئا من أمر المسلمين فاحتجب دون حاجتهم وخلّتهم وفقرهم احتجب الله عنه دون حاجته وخلّته وفقره، فجعل رجلا على حوائج الناس. وهذا لفظ أبي داود. وقال الحاكم: إسناده شامي صحيح. ووافقه الذهبي. وقال الألباني في الصحيحة: 2/206 وهو كما قالا.
قلت: وللحديث طرق أخرى: أخرجها أحمد في مسنده: 4/231، والترمذي في الأحكام: باب ما جاء في إمام الرعية 4/562 رقم ((1347)) من طريق إسماعيل بن إبراهيم، والحاكم في المستدرك: 4/94، من طريق حماد بن سلمة، كلاهما عن علي بن الحكم قال: قال عمرو بن مرة لمعاوية: إني سمعت رسوالله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: ((ما من إمام يغلق بابه دون ذوي الحاجة والخلّة والمسكنة إلا أغلق ... الحديث.
وقال الترمذي: حديث عمرو بن مرة حديث غريب، وقد روي هذا الحديث من غير وجه، وعمرو بن مرة الجهني يكنى أبا مريم. وقال الحاكم: إسناده صحيح. ووافقه الذهبي. وقال الحاكم: أبو الحسن: هو عبد الحميد ابن عبد الرحمن، وقال ابن المديني وابن حجر: هو الجزري مجهول، وقال ابن حجر أيضا: أخطأ من سمّاه عبد الحميد. تهذيب التهذيب: 12/77، التقريب: 1/633.
وقال الألباني بعد أن نقل تصحيح الحاكم وموافقه الذهبي له، قال: وذلك من أوهامها، فإن أبا لحسن هذا هو الجزري، وقد قال الذهبي نفسه في ترجمته من الميزان: ((تفرد عنه علي بن الحكم)) الصحيحة 2/205.
وأخرجه أحمد في المسند: 3/441 من طريق معاوية بن عمرو، وأبو سعيد، وأبو يعلى في المسند: 13/368 رقم ((7378)) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، ثلاثتهم عن زائدة، عن السائب بن حبيش الكلاعي، عن أبي الشماخ الأزدي، عن ابن عمر له من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أتى معاوية فدخل عليه فقال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - يقول: فذكر نحوه.
وفي إسناده أبو الشماخ الأزدي، قال الحسيني مجهول، انظر تعجيل المنفعة: 1/495،
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: 5/210، رواه أحمد وأبو يعلى وأبو الشماخ لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
وله شاهد من حديث معاذ، رواه أحمد في المسند: 5/238، وابن الجعد في مسنده: 1/336 رقم ((2309)) ، من طريق حسين بن محمد، والطبراني في معجم الكبير: 20/152 و316، من طريق حنيفة بن مروان كلاهما عن شريك، عن أبي حصين، عن أبي خالد الوابلي، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم -: ((من ولي أمر المسلمين شيئا فاحتجب عن ضعفة المسلمين احتجب الله عنه يوم القيامة)) . ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد: 5/210 وقال: رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد ثقات. قلت: بل هو ضعيف لضعف شريك القاضي وهوسيء الحفظ، ولجهالة الوالبي صاحب معاذ، لكنه ينفع في المتابعات، والله أعلم.(3/1071)
991 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ محمد بن أحمد بن محمد مِنْ(3/1072)
لَفْظِهِ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا الدَّبَرِيُّ، عَنْ [ل209/ب] عبد الرَّزاق، عن يحيى ابن العَلاَء (1) ، عَنِ ابنِ سابِط، عَنْ حَفْصة بنة عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: ((مَوْتُ الْفُجْأَةِ تَخْفِيفٌ عَلَى الْمُؤْمِنِ، وَأَخْذَةُ أَسَفٍ عَلَى الْكَافِرِ)) (2)
_________
(1) يحيى بن العلاء: أبو عمرو البجلي الرازي: قال ابن معين: ليس بثقة. وكذّبه أحمد. وقال عمرو بن علي والنسائي والأزدي متروك الحديث. وقال ابن عدي: الضعف على حديثه بيِّن، وأحاديثه موضوعات. وقال ابن حبان: ينفرد عن الثقات بالمقلوبات لا يجوز الاحتجاج به. وقال الدارقطني: ضعيف. وقال الذهبي: واه. وقال ابن حجر: رمي بالوضع. مات قرب ستين ومائة. الضعفاء والمتروكون: 0/107، الكامل: 7/198، المجروحين: 3/116، الضعفاء والمتروكون: 3/200، ميزان الاعتدال: 4/158، تهذيب التهذيب: 11/229، التقريب: 1/595.
(2) حديث صحيح، وإسناد المؤلف ضعيف جداً، فيه يحيى بن العلاء وهو متروك الحديث، وأبو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ محمد، وابن سابط لم أقف على ترجمتهما.
ولم أجد هذا الحديث بهذا الإسناد عن عائشة، ولكنه ورد من طريق آخر: أخرجه ابن الجوزي في العلل المتناهية: 2/894 رقم ((1493)) من طريق صالح بن موسى الطلحي، قال حدثنا عبد الملك بن عمير، عن موسى بن طلحة قال: قلت لعائشة: إن عبد الله بن عمر يقول: إن موت الفجأة سخطة على المؤمن، فقالت: يغفر الله لابن عمر أوهم الحديث، إِنَّمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى الله عليه وسلم -: ((مون الفجأة تخفيف على المؤمن وسخط على الكافر)) .
وفي إسناده صالح بن موسى الطلحي الكوفي التميمي وهو متروك. التقريب: 1/274.
وأخرجه أحمد في المسند: 6/136، من طريق وكيع، والبيهقي في السنن الكبرى: 3/379، من طريق أبي إسحاق، كلاهما عن عبيد الله بن الوليد، عن عبد الله بن عبيد الله بن عمير، سَأَلْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا عن موت الفجأة أيكره؟ قالت: لأي شيء يكره؟ سألت رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - عن ذلك؟، فقال: راحة للمؤمن وأخذة أسف للفاجر، وهذا لفظ البيهقي.
وخالف سفيان الثوري كلاًّ من أبي إسحاق ووكيع: حيث أخرجه البيهقي في السنن الكبرى: 3/379، من طريق سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بن الوليد به موقوفا على عائشة رضي الله عنها. وإسناده ضعيف جداًّ، فيه عبيد الله بن الوليد وهو متروك، كما في التقريب: 1/375.
وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى: 3/379 من طريق أبي شهاب- عبد ربه بن نافع- عن الأعمش، عن زبيد، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ الله بن عمر، وعائشة رضي الله عنهما موقوفا عليهما.
وعبد ربه بن نافع صدوق يهم. التقريب: 1/335، وزبيد هو ابن الحارث ثقة. التقريب: 1/ 213وأبو الأحوص هو عون بن مالك الجشمي ثقة. التقريب: 1/433.
وأخرجه البيهقي أيضا في السنن الكبرى: 3/379، من طريق أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ الأعمش، عن زبيد، عن مرة، عن عبد الله من قوله. وفي إسناده أبو بكر ين عباش وهو ثقة ساء حفظه لما كبر وهو صحيح الكتاب التقريب: 1/624، ومرة: هو ابن شراحيل الهمداني، ويقال: مرة الطيب ثقة. التقريب: 1/252.
وقد خالف الحجاج الأعمش فيما رواه البيهقي في السنن الكبرى: 3/379، من طريق الحجاج، عن زبيد، عن مرة، عن عبد الله مرفوعا. والحجاج هو ابن أرطأة صدوق كثير الخطأ والتدليس. التقريب: 1/152.
وللحديث شواهد من حديث عبيد بن عبد الله بن خالد السلمي: عند أحمد في مسنده: 3/424 و4/219، وأبو داود في الجنائز باب موت الفجأة 3/481 رقم ((4110)) والبيهقي في السنن الكبرى: 3/378، من طريق يحيى بن سعيد، عن شعبة، عن منصور، عن تميم بن سلمة، أو سعيد بن عبيدة، عن عبيد بن خالد السلمي كان من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((موت الفاجأة أخذة أسف)) . وحدّث مرة عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -.
وأخرجه أحمد في مسنده أيضا: 3/424 و 4/219 عن محمد بن جعفر، عن شعبة به موقوفا على عبيد بن خالد من قوله.
وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى: 3/378 من طريق روح بن عبادة، عن شعبة بهذا الإسناد، فرفعه مرة وأوقفه مرةأخرى، ورجال أحمد وأبي داود ثقات. وقال الزيلعي في تخريج الكشاف: 2/254، أخرج أبو داود عن عبيد بن خالد مرفوعا وموقوفا (( ((موت الفجأة أخذة أسف)) .
ومن حديث أنس بن مالك: أخرجه ابن الجوزي في العلل المتناهية: 2/893 رقم ((1490)) من طريق محمد بن مقابل الرازي، عن جعفر بن هارون، عن سمعان بن مهدي، عن أنس مرفوعا. ((موت الفجأة رحمة للمؤمنين وعذاب للكافرين)) . وإسناده ضعيف. فيه محمد بن مقاتل وهو ضعيف، التقريب: 1/508، وسمعان بن مهدي قال الذهبي فيه: لا يكاد يعرف، ألصقت به نسخة مكذوبة رأيتها، قبّح الله من وضعها، وقال ابن حجر: وهي من رواية محمد بن مقاتل عن جعفر بن هارون الواسطي، عن سمعان فذكر النسخة وهي أكثر من ثلاثمائة حديث أكثر متونها موضوعة. ميزان الاعتدال: 2/234، لسان الميزان: 3/114.
وأخرجه ابن الجوزي في العلل المتناهية: 2/893 رقم ((1489)) من طريق درست بن زياد، حَدَّثَنَا يَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ، عَنْ أَنَسِ مرفوعا نحوه. وإسناده ضعيف أيضا، فيه درست بن زياد، ويزيد الرقاشي، وكلاهما ضعيفان.
وأخرجه ابن الجوزي في العلل المتناهية: 2/893-894 رقم ((1491)) من طريق الحسن بن عمارة، عن ابن زياد، عن أنس مرفوعا بلفظ ((إن من اقتراب الساعة فشو الفالج وموت الفجأة)) . وفي إسناده الحسن بن عمارة وهو البجلي متروك الحديث. التقريب: 1/162.
ومن حديث أبي هريرة: أخرجه ابن الجوزي أيضا في العلل المتناهية: 2/894 رقم ((1492)) من طريق أبي معاوية، عن إبراهيم بن الفضل، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عن أبي هريرة قال: ((مرَّ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - بحائط مائل فأسرع المشي فقالوا: يا رسول الله كأنك خفت هذا الحائط، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - إني كرهت موت الفجأة)) . وفي إسناده إبراهيم بن الفضل وهو متروك الحديث. التقريب: 1/92.
ومما تقدم من حديث عبيد بن خالد السلمي يغني في هذا الباب لأنه صحيح الإسناد، ولا يضر كونه رفعه مرة وأوقفه مرة أخرى، لأنه مما ليس للرأي فيه مجال، فيكون من قبيل الموقوف الذي له حكم الرفع، وهذا ما لو لم يأت به إلا موقوفا، وكيف وقد أتى به مرفوعا أيضا. وقال النووي: سنده صحيح، خلاصة الأحكام 2/903 رقم (3199) .(3/1073)
992 - حدثنا محمد، قال: قُرِئَ علي أبي الحسين محمد بن أبي بكر(3/1074)
الأَثْرَمِ وأنا أسمع، -وكان ثقة-، أن محمد بن مخلد العَطَّار أخبرهم، حدثنا أحمد بن الوليد الفَحَّامُ، حدثنا كثير بن هشام، حدثنا عيسى بن إبراهيم الهاشمي (1) ، عن سُفْيان الثَّوْرِي، قال: ((كَانَ يُقَالُ: هَذِهِ الحُمْرَةُ
_________
(1) عيسى بن إبراهيم الهاشمي: قال ابن معين: ليس بشيء. وقال البخاري والنسائي: منكر الحديث. وقال أبو حاتم: متروك الحديث. وقال العقيلي: حديثه غير محفوظ. وقال ابن حبان: يروي المناكير عن جعفر بن برقان، ... لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد. الضعفاء والمتروكون: 0/77، الضعفاء الكبير: 3/395، الجرح والتعديل: 6/271، المجروحين: 2/121.(3/1075)
الَّتِي فِي السَّمَاءِ بُكَاؤُهَا عَلَى الْمُؤْمِنِ)) (1) .
993 - حدثنا محمد، حدثنا الشيخ الصالح أبو أحمد عبد الله بن بكر بن محمد ابن الحسين العابد من لفظه، أخبرني محمد بن العَبَّاس بن الفُضَيْل البغدادي (2) ، حدثنا الحسينُ ابن عمرو بن الجَهْم، قال: ((سمعت بشرَ بنَ الحَارث وقال لَهُ رَجُلٌ كَيْفَ أَمْسَيْتَ؟، فَقَالَ: فِي عَافِيَةٍ بِخَيْرٍ، لَوْ أَنَّ لِي الدُّنْيَا كُلَّهَا مَا أَرَدْتُهَا، الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ مَلْعُونٌ، مَا فِيهَا إِلاَّ مَا ابْتُغِيَ بِهِ وَجْهُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ)) (3) .
994 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: قرأْتُ عَلَى أبي بكر محمد بن البزاز بن أحمد الطَّرْسُوسِيِّ-وكانَ شَيْخاً صَالحاً- قلتُ: أَخْبَرَكُمْ مُحَمَّدُ بْنُ أحمد الأَنْبَارِيُّ (4) ، حدثنا الحسين بن سعيد الحَلَبِيُّ، قال: سمعت عبدَ الواحد
_________
(1) إسناده ضعيف جداًّ، فيه عيسى بن إبراهيم الهاشمي، وهو متروك الحديث وأبو الحسين محمد بن أبي بكر الأثرم لم أقف على ترجمته.
(2) محمد بن العباس بن الفضل البغدادي، وقيل محمد بن العباس بن الفضل بن الفضيل أبو بكر البزار. قال الخطيب: حدّث عن [وذكر جماعة] أحاديث مستقيمة، مات بعد سنة أربعين وثلاثمائة، تاريخ بغداد: 3/116.
(3) في إسناده الحسين بن عمرو بن الجهم، لم أقف على ترجمته.
لم أقف على هذا النص، لكن ورد شطره الأخير: ((الدنيا ملعونة ملعون ما فيها، إلا ما ابتغي به وجه الله عز وجلّ)) مرفوعا: عن عدد من الصحابة: منهم أبو هريرة، وجابر بن عبد الله، وعبد الله بن مسعود، وأبي الدرداء، وغيرهم، بأسانيد ضعيفة.
(4) محمد بن أحمد الأنباري: لعله بن يعقوب أبو عمر المعروف بالفرنجلي، ذكره الخطيب دون جرح ولا تعديل، في تاريخ بغداد: 1/376.(3/1076)
بن أحمد (1) يقول: قال لي سَرِيُّ بنُ المُغَلِّس السَّقَطِيُّ: يا عبدَ الواحد: ((مَنْ عَرَفَ مَا يَطْلُبُ هَانَ عَلَيْهِ مَا يَبْذُلُ، وَلَنْ تَصِلَ إِلَى مَا تُرِيدُ إِلاَّ [ل210/أ] بِتَرْكِ مَا تَشْتَهِي، عَجِبْتُ مِمَّنْ يُنْشِدُ ضَالَّتَهُ، وَقَدْ أَضَلَّ نَفْسَهُ، وَمِمَّنْ يُشْفِقُ عَلَى نَفَادِ دِينَارِهِ وَدِرْهَمِهِ وَلاَ يُشْفِقُ عَلَى نَفَادِ عُمرِهِ)) (2) .
995 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: قرأتُ عَلَى أبي أسامة محمد بن أحمد بن محمد المقرئ (3) ، قلت له: أخبركُمْ جمح بن القاسم (4) ، حدثنا عبْدُ الصَّمْد بنْ أبي يَزِيد، حدثنا أحمدُ بنْ أبي الحَوَارِي، حدثنا أبُو سليمان (5) ، قال: ((رَبَّمَا أَقَمْتُ فِي الآيَةِ الوَاحِدَةِ خَمْسَ لَيَالٍ (6) ،
_________
(1) عبد الواحد بن أحمد: لعله عبد الواحد بن أحمد بن عبد الله بن مسلم يكنى أبا أحمد، وثقه الخطيب. تاريخ بغداد: 11/8-9.
(2) في إسناده أبو بكر محمد بن البزاز بن أحمد الطرسوسي، والحسين بن سعيد الحلبي لم أقف على ترجمتهما.
ذكر المناوي نحوه في الفيض القدير: 1/467، عن ابن أدهم قال: وكتب ابن أدهم إلى سفيان: ((من عرف ما يطلب هان عليه ما يبذل، ومن أطلق بصره طال أسفه، ومن أطلق أمله ساء عمله، ومن أطلق لسانه قتل نفسه)) .
(3) أبو أسامة محمد بن أحمد بن محمد المقرئ: ابن القاسم الهروي، وقال الداني ربما أملى الحديث من حفظه، فقلّب الأسانيد وغيَّر المتون، مات سنة سبع عشرة وأربعمائة. سير أعلام النبلاء: 17/364، ميزان الاعتدال: 3/464، لسان الميزان: 5/55.
(4) جمح بن القاسم: بن عبد الوهاب أبو العباس الجمحي الدمشقي المؤذّن، وثقه الكتاني والذهبي. مات سنة ثلاث وستين وثلاثمائة. سير أعلام النبلاء: 16/77، العبر: 2/330، شذرات الذهب: 3/45.
(5) أبو سليمان: هو الداراني.
(6) في الخطية ((ليالي)) .(3/1077)
وَلَوْلاَ أَنَّنِي بَعْدُ فِي اللَّيْلَةِ السَّادِسَةِ أَتْرُكُ الْفِكْرَ فِيهَا مَا جُزْتُها أَبَداً، وَإِنَّمَا تُؤْتَوْا مِنْ أَنَّ أَحَدَهُمْ إِذَا ابْتَدَأَ فِي السُّورَةِ يُرِيدُ آخِرَهَا، وَإِذَا قَامَ يُرِيدُ جُزْءَهُ (1) وَلَوْ رَدَّدَ اْلآيَةَ الْوَاحِدَةَ عَشْرَ مَرَّاتِ مَا بَرِحَ حَتَّى يَفْهَمَهَا، قالَ أَحمَدُ: فَجَرَّبْتُهُ فَمَا بَلَغْتُ قَطُّ عشرَ مَرَّاتٍ حَتَّى فَهِمْتُ)) (2) .
996 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أبي العباس أحمد بن محمد بن زكرياء النَّسَائي قال: سمعتُ عبد السَّلام بن محمد المخرَّميَّ (3) يقول: سمعت أبا بكر الجَوَارِبِيَّ الأَصْبَهَانِيَّ (4) يقول: سمعتُ سهلَ بنَ عبد الله يقولُ: ((حَظُّ الْخَلْقِ مِنَ الْيَقِينِ عَلَى قَدْرِ حَظِّهِمْ مِنَ الرِّضَا، وَحَظُّهُمْ مِنَ الرِّضَا عَلَى قَدْرِ عَيْشِهِمْ مِنْهُ، وَعَلَى قَدْرِ قُرْبِهِمْ مِنَ التَّقْوَى، أَدْرَكُوا الْيَقِينَ)) (5) .
_________
(1) في الخطية ((جزوه)) .
(2) في إسناده أبو أسامة محمد بن أحمد وهو ضعيف، وعبد الصمد بن أبي يزيد لم أقف على ترجمته.
أخرجه أبو نعيم في الحلية: 9/262، وابن الجوزي في صفة الصفوة: 4/232، من طريق أحمد بن أبي الحواري، عن أبي سليمان بلفظ: (( ((وربما جاءت الآية في القرآن تطير العقل، فسبحان الذي رده إليهم بعد)) . اهـ وهذا لفظ أبي نعيم.
(3) هو: أبو القاسم ابن أبي موسى الصوفي، وثقه الخطيب. تاريخ بغداد: 11/56-57.
(4) هو: محمد بن صالح بن خلف بن داود، وثقه مات سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة. تاريخ بغداد: 5/362.
(5) رجال إسناده ثقات إلا سهل بن عبد الله فلم أميّزه.(3/1078)
997 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أبي القاسم عبد الله بن أحمد بن محمد ابن سختوية (1) قلت: حدثكم أحمد بن عطاء ابن أحمد [210/ب] الرُّوذَبَاِريُّ قال: قال خَالي (2) رحمهُ اللهُ: ((سأَلْتُ بَعْضَ أَهْلِ مَحَبَّةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ بِمَا اسْتَحَقَ أَهْلُ مَحَبَّتِهِ مَحَبَّتَهُ؟ فَاضْطَرَبَ، ثُمَّ قَالَ لِي: وَيْحَكَ، إِنَّ أَهْلَ السَّمَاءِ وَأَهْلَ اْلأَرْضِ لَمْ يَسْتَحِقُّوا مِنْ مَحَبَّةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَزْنَ ذَرَّةٍ وَلَكِنْ سَلْ بِمَا وَصَلَ أَهْلُ مَحَبَّةِ اللهِ إِلَى مَحَبَّةِ، فَسَأَلْتُهُ؟ فَقَالَ: بِالزُّهْدِ فِي الدُّنْيَا، قُلْتُ: فَهَلْ عَالَجَ الْقَوْمُ شَيْئاً قَبْلَ الزُّهْدِ؟ قالَ: نَعْم، التَّقَلُّلَ مِنَ الدُّنْيَا، فَقُلْتُ: هَلْ عَالَجَ الْقَوْمُ شَيْئاً قَبْلَ التَّقَلُّلِ؟ قَالَ: نَعم، حَذَرِ الْمَوْتِ، قُلْتُ: صِفْ لِي حاَلَ هَؤلاَءِ، قَالَ: يَأْكُلُونَ كَمَا يَأْكُلُ الْمَرْضَى وَيَرْقُدُونَ كَمَا يَرْقُدُ الْغَرْقَي)) (3) .
998 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ محمد بن العباس بن عبد الملك ابن العباس الفَارِسِيِّ، قُلْتُ: حدَّثَكُمْ أبو القاسم عبد السَّلام
_________
(1) ذكره الخطيب فيمن روى عنه الصوري تاريخ بغداد: 5/11
(2) خاله: هو أبو علي محمد بن أحمد الروذباري.
(3) في إسناده أحمد بن عطاء وهو ضعيف، قال قاسم بن عساكر: روى أحاديث غلط فيها غلطا فاحشا، وقال الصوري: ما أظنه ممن يتعمد الكذب، ولكنه شُبّه عليه. وأبو القاسم عبد الله بن أحمد بن سختوية لم أقف على ترجمته.(3/1079)
بن محمد المخَرَّمِي قالَ: سمِعْتُ أَبا علي محمد بن أحمد الرُّوذَبَارِي (1) يَقُولُ: سَمِعْتُ جُنَيْداً (2) يَقُولُ: ((كَانَ سَرِيُّ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُفِيدَنِي يسألني (3) ، فَقَالَ لِي: مَا الشُّكْرِ؟، فَقُلْتُ: أَنْ لاَ يُعْصَي اللهُ بِنِعَمِهِ، قَالَ: فَكَانَ يَسْتَعِيدُنِيهِ)) (4) .
999 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أبي الحسن علي بن عبد الله الحُبُلِّي، قُلْتُ: أَخْبَرَكُمْ أبو علي الحسن بن إسحاق بن إبراهيم،
_________
(1) أبو علي محمد بن أحمد الروذباري: قيل اسمه أحمد بن محمد، وقيل هارون، صحب الجنيد، وقال أبو علي الكاتب: ما رأيت أحدا أجمع العلم الشريعة والحقيقة من أبي علي. مات سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة. تاريخ بغداد: 1/329، الحلية الأولياء: 10/356، سير أعلام النبلاء: 14/535، شذرات الذهب: 2/296.
(2) الجنيد: بن محمد بن الجنيد النهاوندي ثم البغدادي القواريري، شيخ الصوفية، قال ابن المنادي: سمع الكثير وشاهد الصالحين، وأهل المعرفة، ورزق الذكاء، وصواب الجواب، لم ير في زمانه مثله في عفة وعزفٍ عن الدنيا. تاريخ بغداد: 7/241، الحلية الأولياء: 10/255، صفة الصفوة: 2/416، سير أعلام النبلاء: 14/66.
(3) في الأصل ((يسلني)) .
(4) في إسناده أبو الحسن محمد بن العباس الفارسي لم أقف عى ترجمته.
أخرجه الخطيب في تاريخه: 7/244 من طريق رضوان بن محمد بن الحسن الدينوري، عن معروف بن محمد بن معروف، عن عيس بن كاسة عن الجنيد به نحوه.
ورضوان بن محمد قال الخطيب فيه: ما علمت منه إلا خيرا. تاريخ بغداد: 8/432، وأشار أبو سعيد السمان إلى أن معروف بن محمد لم يكن ثقة. تاريخ بغداد: 13/209، وعيس بن كاسة، لم أجد له ترجمة.
وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان: 4/130 رقم ((4550)) من طريق جعفر بن محمد الخواص، عن الجنيد به نحوه. وفي إسناده جعفر الخواص، لم أجد فيه جرحا ولا تعديلا.
وأخرجه الخطيب أيضا في تاريخه أيضا: 7/244، وابن الجوزي في صفة الصفوة: 2/417، والذهبي في سير أعلام النبلاء: 14/68، من طريق أبي محمد المرتعس عن الجنيد نحوه.
وفي إسناده أبو محمد المرتعس، وهو عبد الله بن محمد، وسماه الخطيب جعفرا، وقال من كبار الصوفية، وقيل عجائب بغداد في التصوف ثلاث: نكت أبي محمد المرتعش، وحكايات الخلدي، وإشارات الشبلي. تاريخ بغداد: 7/221، سير أعلام النبلاء: 15/230.
وذكره أبو نعيم في الحلية الأولياء: 10/119، وبرهان الدين بن مفلح في المقصد الأرشد في ذكر أصحاب الإمام أحمد: 1/305، عن الجنيد بدون إسناد.(3/1080)
حدثنا محمَّدُ بْنُ المُسَيّب (1) ، حدثنا عبد الله ابن خُبَيْق، حدثنا عبد الله بن ضُرَيْس (2) ، قال: ((جَاءَ رَجُلٌ إِلَى يُونُس ابْنِ عُبَيْد، قال: أَنْتَ يونس؟ قال: نَعم، قال: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يُمِتْنِي حَتَّى [ل211/أ] أَرَانِيكَ، إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْ مَسْأَلَةٍ (3) ، قَالَ: سَلْ عَمَّا بَدَا لَك، قالَ: مَا غَايَةُ الْوَرَعِ؟ قَالَ: الْخُرُوجُ مِنْ كُلِّ شُبْهَةٍ، وَالْمُحَاسَبَةُ عِنْدَ كُلِّ طَرْفَةٍ، قَالَ: فَمَا غَايَةُ الزُّهْدِ؟، قَالَ: تَرْكُ الرَّاحَةِ)) (4)
_________
(1) محمد بن المسيب: بن إسحاق بن عبد الله النيسابوري ثم الأغياني، ذكره الذهبي وقال: إمام شيخ الإسلام. سير أعلام النبلاء: 14/422،
(2) عبد الله بن ضريس: الأصبهاني أبو محمد، ذكره عبد الله أبو الشبخ الأنصاري في طبقات المحدثين بأصبهان ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. طبقات المحدثين بأصبهان: 2/406.
(3) في الخطية: (مسلة) .
(4) في إسناده أبو الحسن علي بن عبد الله الحبلي، وأبو علي الحسن بن إسحاق بن إبراهيم لم أقف على ترجمتهما، وعبد الله بن خبيق لم يوثّقه أحد، قال ابن أبي حاتم فيه: أدركته ولم أكتب عنه، كتب إلى أبي بجزء من حديثه، وعبد الله بن ضريس لم أقف له على توثيق ولا تعديل.
أخرجه البيهقي في الزهد الكبير: 0/314 رقم ((840)) ، من طريق أحمد بن عمير و 0/316 رقم ((849)) من طريق جعفر بن أحمد الشاماتي عن عبد الله بن خبيق به، وأحمد بن عمير قال فيه الذهبي: صدوق، له غرائب، وقال الدارقطني لم يكن بالقوي، وقال الطبراني هو من ثقات المسلمين. سؤالات السلمي للدارقطني (ص35) ، سير أعلام النبلاء: 15/15، ميزان الاعتدال: 1/268، لسان الميزان: 1/239. وجعفر بن أحمد الشاماتي، قال الذهبي: هو الإمام المحدث الرَّحاّل المصنف، أبو محمد النيسابوري الفقيه الشافعي. في سير أعلام النبلاء: 14/15.(3/1081)
1000 - حدثنا محمد، حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد الأَصْبَهَانِيُّ مِنْ لفظه، أخبرنا سليمانُ بن أحمد بن أيوب، حدثنا عليُّ بن عبد العزيز (1) ، حدثنا أحمدُ بن يونس (2) ، قال: سمعتُ الثَّوْرِيَّ يقولُ: ((النَّظَرُ فِي وُجُوهِ الظَّالِمِينَ خَطِيئَةٌ، وَأَكْلُ طَعَامِ الظَّالِمِينَ سُقُوطٌ مِنْ عَيْنِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَتَرْكُ قِيَامِ اللَّيْلِ طَرْدٌ بَيِّنٌ)) (3) .
1001 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أبي يعقوب إسحاق بن أحمد بن الحسين ابن المُغِيرَة الكِنْدِيِّ، قُلْتُ: حدَّثكم أحمد بن عطاء بن أحمد، أخبرني أبو صالح عبد الله بن صالح، قال: قال يوسفُ بن
_________
(1) علي بن عبد العزيز: بن المرزبان بن سابور أبو الحسن البغوي، قال ابن أبي حاتم: كان صدوقا ووثقه الدارقطني، وقال الذهبي: حسن الحديث. مات سنة بضع وثمانين ومائتين. الجرح والتعديل: 6/196، ميزان الاعتدال: 3/143، لسان الميزان: 4/241.
(2) أحمد بن يونس: هو أحمد بن عبد الله بن يونس التميمي أبو عبد الله الكفي اليربوعي، ثقة، التقريب: 1/81.
(3) رجال إسناده ثقات إلا أبو بكر محمد بن أحمد الأصبهاني لم أجد له ترجمة.
أخرجه أبو نعيم في الحلية الأولياء: 7/46، من طريق عبد الله بن سابق، عن سفيان الثوري مختصرا على قوله: ((النظر إلى وجه الظالم خطيئة)) .(3/1082)
الْحُسَيْنِ (1) : قال ... ذُو النُّونِ المصرِيُّ: ((خَالِفْ هَوَاكَ بِتَقْوَاكَ، وَخَالِف اْلأَحْمَقَ، وَإِنْ كَانَ عَابِداً، وَخَفْ نَفْسَكَ عَلَى دِينِكِ، وَخَفْ هَوَاكَ عَلَى عَقْلِكَ)) (2) .
1002 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أحمد بن محمد الثقة المأمون، أخبرنا محمد ابن مَخْلَد بن حفص، قال: سمعت محمدُ بن يوسف (3) يقول: قالَ بِشْرُ بْنِ الحارث رضِيَ الله عنه: ((إِذَا رَأَيْتَ الْقَارئَ يَسْتَوِي بِبَابِ غَنٍّى فَهُوَ مَمْقُوتٌ)) (4)
_________
(1) يوسف بن الحسين: بن علي أبو يعقوب الرازي، قال خطيب: كان كثير الأسفار وصحب ذا النون المصري، وحكى عنه وسمع أحمد بن الحنبل. تاريخ بغداد: 14/314، الحلية الأولياء: 10/238، سير أعلام النبلاء: 14/248.
(2) في إسناده أحمد بن عطاء وهو ضعيف، وأبو يعقوب إسحاق بن أحمد، وأبو صالح عبد الله بن صالح لم أقف على ترجمتهما.
(3) محمد بن يوسف: سليمان بن سليم أبو عبد الله الجوهري، صحب بشر بن الحارث، قال ابن أبي حاتم صدوق، كتبت عنه مع أبي ببغداد، مات سنة خمس وستين ومائتين. تاريخ بغداد: 3/394.
(4) رجال إسناده ثقات إلا محمد بن أحمد، لم أقف عليه، لكن وصفه المؤلف بالثقة المأمون.
أخرجه أبو نعيم في الحلية الأولياء: 6/387، والذهبي في سير أعلام النبلاء: 13/586، من طريق أبي صالح الفراء قال: سمعت يوسف بن أسباط يقول: قال لي سفيان: ((إذا رأيت القارئ يلوذ بالسلطان فاعلم أنه لص، وإذا رأيته يلوذ بالأغنياء فاعلم أنه مراء ... )) . وفي إسناده يوسف بن أسباط وثقه ابن معين. وقال البخاري: دفن كتبه فكان حديثه لا يجيء كما ينبغي. وقال أبو حاتم: لا يحتج به. ووثقه ابن حبان. الثقات: 2/274، سير أعلام النبلاء: 9/171، ميزان الاعتدال، 7/292.(3/1083)
1003 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أحمد بن محمد الصوفي فِيمَا قَرَأْتُ علَيهِ، حدَّثنا أَحْمَدُ بنُ عَطَاء، حدثني وَكِيعُ بْنُ عَلَيّ [ل211/ب] الحَافِظ، حدثنا أحمدُ بن مَسْرُوق، حدثنا محمد بن بشير (1) ، قال: سمعت محمَّد بن السَّمَّاك يقول: ((الذُّبَابُ عَلَى الْعَذٍِِِِِِرَةِ أَحْسَنُ مِنَ الْقُرَّاءِ عَلَى أَبْوَابِ الْمُلُوكِ)) (2) .
1004 - حدثنا محمد، حدثنا أبو محمد خَلَفُ بن محمد بن علي بن حَمْدُون الوَاسِطي الحافظ من لفظه، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الحسين الخَلاَّلُ بِمرو، حدثنا عبدُ الله بن محمود (3) ، حدثنا سعيدُ بن هُبَيْرَة (4) ، حدثنا جعفرُ بن سليمان الضُّبَّعي، عن مالك ابن دينار قال: ((اتَّخِذْ
_________
(1) محمد بن بشير: بن مروان الكندي الواعظ أبو جعفر يعرف بالدعا، قال ابن معين: ليس بالثقة. وقال الدارقطني: ليس بالقوي في حديثه. وقال البغوي والسراج: صدوق. وقال الذهبي: تُكلِّم فيه. الجرح والتعديل: 7/211، تاريخ بغداد: 2/98، لسان الميزان: 5/94.
(2) في إسناده محمد بن أحمد الصوفي ووكيع بن علي لم أقف على ترجمتهما، ولكنّ وكيعاً وُصف في الإسناد بالحافظ، وأحمد بن عطاء ضعيف، وأحمد بن مسروق ليس بالقوي.
أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد: 5/370 من طريق جعفر بن محمد بن نصير الخالدي، عن أحمد بن محمد بن مسروق به. في إسناده جعفر الخالدي وهو ثقة. وثقه الخطيب، انظر تاريخ بغداد: 7/226.
وذكره الذهبي في ميزان اللاعتدال: 6/190 عن محمد بن بشير، عن ابن السماك به.
(3) عبد الله بن محمود: أبو عبد الرحمن المروزي السعدي، مات سنة إحدى عشر وثلاثمائة. وثقه الحاكم. الجرح والتعديل: 5/183. سير أعلام النبلاء: 14/399.
(4) سعيد بن هبيرة: المروزي. قال أبو حاتم: ليس بالقوي، روى أحاديث أنكرها أهل العلم. وقال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الثقات كأنه كان يضعها أو يوضع له فيجيب فيها. وقال الخليلي: له غرائب: الجرح والتعديل: 4/70، المجروحين: 1/326، لسان الميزان: 2/48. الكشف الحثيث: 0/126.(3/1084)
طَاعَةَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ تِجَارَةً تَأْتِكَ اْلأَرْبَاحُ مِنْ غَيْرِ بِضَاعَةٍ)) (1) .
1005 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أبي الفضل الحسن بن أحمد بن عبد الله ابن محمد القاضي، قلت: حدثكم أحمد بن عطاء، حدثنا محمد بن الحسن قال: قال شرقي: قال أبو حمزة: قال محمّدُ بن الهَيْثَم: قلتُ لأَبِي حَرِيز: أوصني، قال: ((إِيَّاكَ وَاْلأُنْسَ إِلَى حِلْمِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ عَنْك، َ وَإِمْهَالُهُ إِيَّاكَ، فَإِنَّهُ إِنْ غَضِبَ عَلَيْكَ مَحَى اسْمَكَ مِنْ دِيوَانِ اْلأَتْقِيَاءِ، وَحَبَسَكَ فِي سِجْنِ اْلأَشْقِيَاءِ)) (2) .
1006 - سمعت أبا عبد الله يقول: سمعت أبا القاسم الحسن بن عبد
_________
(1) في إسناده أبو الحسن علي بن الحسن الخلال لم أقف عليه، وسعيد بن هبيرة ليس بالقوي، وله غرائب.
أخرجه أحمد في الزهد: 0/83، والبيهقي في الزهد الكبير:: 2/282، رقم ((721)) من طريق سيار، حدثنا، حدثنا مالك بن دينار قال لقمان لابنه: يا بني اتخذ طاعة الله تجارة ... فكره. وسيار هو بن حاتم العنزي، صدوق له أوهام. التقريب: 1/361.
وأخرج أبو نعيم نحوه مطولا في الحلية الأولياء: 4/54، من طريق محمد بن طاهر بن أبي الدميك، حدثنا إبراهيم بن زياد سبلان، حدثنا زافر بن سليمان: عن أبي سنان الشيبان قال: بلغني أن وهب بن منبه قال: يا بني: اتخذ طاعة الل تجارة ... فذكره.
وفي إسناده زافر بن سليمان، وهو الإيادي صدوق كثير الأوهام. التقريب: 1/213. وفيه انقطاع أيضا بين أبي سنان الشيباني ووهب بن منبه.
(2) في إسناده أبو الفضل الحسن بن أحمد بن عبد الله القاضي وشرقي، لم أقف على ترجمتهما، وأحمد بن عطاء ضعيف، ومحمد بن الحسن، ومحمد بن الهيثم لم أميّزهما.(3/1085)
الله ابن أحمد ابن هاشم المقرئ يقول: (1) سمعت أبا بكر الهِلاَلِيَّ (2) يقول: ((مَنْ عُنِيَ بِمُجَاهَدَةِ (3) اْلأَسْرَارِ، اشْتَغَلَ عَنِ الْحِكَايَاتِ وَاْلأَخْبَارِ، وَذِكْرُ اللهِ أَفْضَلُ اْلأَذْكَارِ، وَمِنْ نُورِ اللهِ تُقْتَبَسُ اْلأَنْوَارُ)) (4) .
1007 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: أَمْلَى عَلَيَّ أَبُو الْمَيْمُونِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أحمد بن محمد من كتابه، أخبرنا أحمد بن يوسف [ل212/أ] بن إسحاق المَنْبَجِيُّ (5) ، حدثنا سَهْلُ بن صالح الأَنْطَاكِيُّ، حدثنا سَيَّارٌ، حدثنا جعفر بن سليمان قال: سمعت مالكَ بن دينار يقول: ((لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ إِذَا أَنَا مِتُّ أَنْ يَشُدُّونِي فِي وِثَاقِي فَيُنْطَلَقُ بِي إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ كَمَا يُنْطْلَقُ بِالْعَبْدِ الآبقِ إِلَى سَيِّدِهِ)) (6) .
_________
(1) هنا في الخطية (قال) وعليها علامة الضرب.
(2) أبو بكر الهلالي: محمد بن عبد الله بن يوسف البصري، ذكره ابن الجوزي والذهبي، وقال الذهبي روى خبرا باطلا. صفة الصفوة: 4/243، لسان الميزان: 5/334.
(3) في الخطية: (لمجاهدة) ، باللام، والتصحيح من صفة الصفوة لابن الجوزي.
(4) في إسناده أبو القاسم الحسن بن عبد الله المقرئ، لم أقف على ترجمته، وأبو بكر الهلالي متكلّم فيه.
أخرجه ابن الجوزي في صفة الصفوة: 4/243 من طريق أبي عبد الله محمد بن علي الصوري به مختصرا على قوله: ((من عني بمجاهدة الأسراء اشتغل عن الحكايات والأخبار)) .
(5) أحمد بن يوسف بن إسحاق المنبجي: أبو بكر، ذكره ابن جميع ضمن شيوخه من غير جرح ولا تعديل. معجم الشيوخ: 0/210.
(6) إسناده حسن، فالإسناد وإن كان فيه يوسف المنبجي وهو لم يوثقه أحد، إلا أن سهل بن صالح قد تابعه علي بن مسلم، عن سيار بن حاتم.
أخرجه ابن أبي عاصم في الزهد: 1/322، من طريق علي بن مسلم به. وعلي بن مسلم ثقة، كما في التقريب: 1/405.(3/1086)
1008 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: قرأتُ عَلَى أبي إسحاق إبراهيمَ بنِ علي بن المبارك، قلتُ: أَخْبَرَكُمْ أحمدُ بْنُ عَطَاء بن أحمد، أخبرني محمَّد بْنُ علي، قال: قال أحمدُ ابن الفَضْل: قال يحيى بن معاذ: ((إِلَهِي لاَ أَعْتَمِدُ عَلَى الْعُذْرِ وَإِنَّمَا أَتَّكِلُ عَلَى الْعَفْوِ، إِلَهِي قَدْ رَجَوْتُ مِنْكَ أَلاَّ تُعَذِّبَنِي ِلأَنَّكَ أَرْحَمُ بِي مِنِّي، إِلَهِي إِنْ كَانَ لاَ يُقَرَّبُ إِلاَّ مَنْ أَحْسَنَ فَإِلَى مَنْ يَلْجَأُ مَنْ أَسَاءَ، إِلَهِي لاَ تَجْمَعُ بَيْنِي وَبَيْنَ أَعْدَائِكَ فِي دَارِ نَارِكَ، وَلاَ تُشْمِتْهُمْ بِي بِتَعْذِيبِكَ إِيَّايَ، وَهَبْ ذُنُوبِي بِكَرَمِكَ يَا أَكْرَمَ اْلأَكْرَمِينَ)) (1) .
1009 - حدثنا محمدقال: قرأتُ علَى أبي العباس أحمدَ بن محمد بن زكريَّا، قلت: حدثك أبو عبد الله أحمدُ بن عطاء، أخبرني محمدُ بن علي، قال: قال أحمدُ بن الفضل: قال يحيى بنُ مُعَاذ في مُنَاجَاتِهِ: ((إِلَهِي أَمَلِى سَاقَنِي إِلَيْكَ، وَجُودِكَ، دَلَّنِي عَلَيْكَ، فَإِمَّا قَبِلْتَنِي بِأَمَلِي، ِلأَنِّي ضَعِيفٌ، وَإِمَّا وَهَبْتَنِي لِكَرَمِكَ، ِلأَنَّكَ لَطِيفٌ، إِلَهِي إِنْ قَبِلْتَنِي خَادِماً فَمِنْ شَأْنِ الْكَرِيمِ الضِّنَّةُ بِخَدَمِهِ، إِلَهِي هَذَا سُرُورِي بِكَ وأَنَا مَأْسُورٌ، وَكَيْفَ سُرُورِي بِكَ، وَأَنَا [ل212/ب] مَسْرُورٌ)) (2) .
_________
(1) في إسناده أبو إسحاق إبراهيم بن علي، وأحمد بن الفضل، لم أقف على ترجتهما، وأحمد بن عطاء صوفي ضعيف، غلط في أحاديث غلطا فاحشا، ومحمد بن علي لم أميّزه.
(2) في إسناده أحمد بن عطاء وهو ضعيف، ومحمد بن علي لم أميّزه، وأحمد بن الفضل لم أقف على ترجمته، ولكن أحمد بن الفضل قد تابعه غيره عند ابن الجوزي.
أخرجه ابن الجوزي في صفة الصفوة: 4/95 من طريق محمد بن محمود السمرقندي، عن يحيى بن معاذ به نحوه، ولفظه: ((هذا سروري بك خائفا، فكيف سروري بك آمنا، هذا سروري بك في المجالس، فكيف سروري بك في تلك المجالس، هذا سروري بك في دار الفناء، فكيف سروري بك في دار البقاء.
ومحمد بن محمود السمرقندي، لم أقف له على ترجمة أيضا.(3/1087)
1010 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أبي القاسم عبد الله بن أحمد بن محمد، قلت: حدثكم أحمد بن عطاء، أَخْبَرَني أبو صالح عبد الله بن صالح الصُّوفِيُّ، قال: قال يحيى ابن مُعاذ: ((إِلَهِي إِنْ كَانَتْ ذُنُوبِي قَدْ عَظُمَتْ فِي جَنْبِ نَهْيِكَ، فَإِنَّها (1) صَغُرَتْ فِي جَنْبِ عَفْوِكَ، إِلَهِي: إِنَّ ذُنُوبِي، وَإِنْ كَانَتْ قَطِيعَةً، فَإِنِّي لَمْ أُرِِدْ بِهَا الْقَطِيعَةَ، كَيْفَ أَقْطَعُ مَنْ لاَ يَقْطَعُنِي لاَ تَجْعَلْنِي أَهْوَنَ اْلأَشْيَاءِ عَلَيْكَ، وَأَنْتَ أَعَزُّ اْلأَشْياَءِ عَلَيَّ، إِلَهِي لَمْ أَهْتَدِ إِلَيْكَ إِلاَّ بِكَ، فَكَيْفَ أَنْجُوا مِنْكَ إِلاَّ بِكَ)) (2) .
1011 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: قرأتُ عَلَى أبي محمد مُعاذ بن محمد،
_________
(1) في الخطية: ((فإنا)) .
(2) في إسناده أبو القاسم عبد الله، وأبو صالح عبد الله لم أقف على ترجمتهما. وأحمد بن عطاء ضعيف. ولكن أبا صالح قد تابعه غيره عند ابن الجوزي.
أخرجه ابن الجوزي في صفة الصفوة: 4/94 من طريق أبي العباس بن حكموية الرازي، عن يحيى بن معاذ به مختصرا. وابن حكموية هذا، لم أجد له ترجمة أيضا.
وأخرج ابن الجوزي نحوه أيضا في صفة الصفوة: 4/90 من طريق أبي عمران، عن يحيى بن معاذ يدعو: أللهم لا تجعلنا ممن يدعو إليك بالأبدان ويهرب منك بالقلوب، يا أكرم الأشياء علينا لا تجعلنا أهون الأشياء عليك.
وفي إسناده أبو عمران لم أجد له ترجمة أيضا.(3/1088)
أن أبا أحمد عمرو ابن عثمان بن جعفر البغداديُّ (1) حدثهم، حدثنا سليمان بن داود بن كثير (2) ، حدثنا محمد ابن وَزِير الواسطي، أخبرنا المنتصر بن تَمِيم، عن أَبِي بَشِير المازِني (3) ، قال: ((كانَ مِنْ دُعَاءِ مُطَرِّفِ بنِ عبدِ الله: ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ تَجْعَلَنِي عِبْرَةً ِلأَحَدٍ مِنْ خَلْقِكِ، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أَتَزَيَّنَ لِلنَّاسِ بِمَا يُشِينُنِي عِنْدَكَ، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ يَكُونَ أَحَدٌ أَسْعَدَ بِمَا عَلَّمْتَنِي مِنِّي، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أَقُولَ شَيْئاً مِنَ الْحَقِّ أَبْتَغِي بِهِ غَيْرَكَ، وَأَعُوذُبِكَ أَنْ تَبْتَلِينِي بِبَلِيَّةٍ، تَضْطَرُّنِي فِيهَا إِلَى مَعاصِِيكَ)) (4) .
1012 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: قرأتُ عَلَى أبي أسامة محمد بن أحمد بن محمد، قلت (5) : حَدَّثَكُمْ أحمد بن عطاء بن أحمد الرُّوذَبَارِي، قال س
_________
(1) أبو أحمد عمرو بن عثمان بن جعفر البغدادي: ذكره الخطيب في تاريخه دون جرح ولا تعديل. تاريخ بغداد: 12/22.
(2) سليمان بن داود بن كثير، بن وقدان أبو محمد الطوسي، وثقه الخطيب، مات سنة أربع أو خمس عشرة وثلاثمائة. تاريخ بغداد: 9/62-63، سير أعلام النبلاء: 14/482.
(3) أبو بشير المازني: هو قيس بن عبد الله الأنصاري الصحابي الجليل. الإصابة 7/41.
(4) رجاله ثقات إلا معاذ بن محمد والمنتصر بن تميم فلم أقف لهما على ترجمة، وعمرو بن عثمان لم أقف له على توثيق ولا تعديل.
أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف: 13/475 رقم ((16965)) عن أبي الأحوص، عن أبي غيلان قال: كان مطرف بن الشخير يقول: ... فذكره مطولا.
وأبو غيلان هو سعد بن طالب الشيباني، قال أبو حاتم: شيخ صالح في حديثه. وقال أبو زرعة: لا بأس به. وذكره ابن حبان في الثقات. الجرح والتعديل: 4/87. الثقات: 8/283. وأبو الأحوص: هو سلام بن سليم الحنفي الكوفي ثقة. التقريب: 1/261.
(5) هنا في الخطية: (له) وعليها علامة الضرب.(3/1089)
معتُ محمد بن [ل213/أ] وهيب (1) يقول: سَمِعْتُ جُنَيْدَ بنَ مَحَمَّد يقُولُ فِي دَعَائِهِ: ((اللَّهُمَّ وَهَبْ لَنَا مَا وَهَبْتَهُ لِخَاصَتِكَ مِنْ أَهْلِ صَفْوَتِكَ مِنْ حَقِيقَةِ الْعِلْمِ وَالْمَعْرِفَةِ بِكَ)) (2) .
1013 - أَنْشَدَنَا محمد بن علي لنَفْسِهِ في الْوَعْظ:
يَا أَيُّهَا الْعَاصِي إِلَى كَمْ ذَا تُصِرُّ عَلَى الْمَعَاصِي
أَنَسِيتَ وَيْحَكَ مَا أُعِدْ دَ لِمَنْ عَصَى يَوْمَ الْقِصَاصِ
فَدَعِ الْمَعَاصِي خَوْفَ يَوْ مٍ فِيهِ يُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي
وَاغْنَمْ شَبَابَكَ إِنَّهُ بعْدَ الزِّيَادَةِ فِي انْتِقَاصِ
وَاعْمَلْ وَأَنْتَ مُحَاذِرٌ وَاحْتَلْ لِنَفْسِكَ فِي الْخَلاَصِ
وَاذْكُرْ وُقُوفَكَ مَوْقِفاً جَمَعَ اْلأَدَانِي وَاْلأَقَاصِي
سُعِدَ الْمُطِيعُ لِرَبِّهِ فِيهِ وَأُشْقِيَ كُلُّ عَاصِي.
1014 - أخبرنا محمد، حدثنا أبو محمد عبد الرحمن بن عمر بن محمد بن سعيد ابن إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ النَّحاَّس البَزَّاز (3) ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ
_________
(1) مُحَمَّدُ بْنُ وهيب: لعله محمد بن وهب أبو جعفر العابد كان ممن اشتهر بالصلاح والزهد وعرف بالتقلل والفقر، كان بينه وبين الجنيد بن محمد مودّة واختصاص، مات قرب السبعين ومائتين. تاريخ بغداد: 3/333.
(2) في إسناده أبو أسامة محمد بن أحمد، وأحمد بن عطاء، وهما ضعيفان.
(3) أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عمر بن محمد بن سعيد بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ النحاس البزاز: قال الذهبي: كان الخطيب قد عزم على الرحلة إليه، فلم يقض. ثم قال كان محدث مسند الديار المصرية ومحدثها. مات سنة ست عشرة وأربعمائة. العبر: 3/121، سير أعلام النبلاء: 17/313، شذرات الذهب: 3/204.(3/1090)
أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ فَرْضَخ (1) الإِخْمِيمِيُّ (2) بِمَكَّةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبة (3) ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ ابن الْوَلِيدِ الخَلاَّلُ (4) ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ (5)
، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ (6) ، عن قتادة،
_________
(1) في الخطية (وضح) وكتب الناسخ في هامش الخطية (لعله فرضخ) ، وهو الصحيح.
(2) أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدِ بن فرضخ الأخميمي: المصري، قال الدارقطني: روى أحاديث في ثواب المجاهدين والمرابطين والشهداء موضوعة كلها وكذب، لا تحل روايتها والحمل فيها على ابن فرضخ، فهو المتهم بها، فإنه كان يركب الأسانيد ويضع عليها أحاديث. لسان الميزان الاعتدال: 1/178.
(3) مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ: أبو العباس العسقلاني محدث فلسطين، وثقه الدارقطني والذهبي. ثم قال الذهبي: أحسبه مات سنة عشر وثلاثمائة. سير أعلام النبلاء: 4/292، تذكرة الحفاظ: 2/764، شذرات الذهب: 2/260.
(4) العباس بن الوليد الخلال: ابن صبح بضم المهملة وسكون الموحدة، الدمشقي السُّلمي، قال أبو حاتم: يكتب حديثه شيخ. وقال أبو داود: كان عالما بالرجال والأخبار لا أحدث عنه. وقال ابن حجر صدوق، من الحادية عشرة، مات سنة ثمان وأربعين. ميزان الاعتدال: 4/54، التقريب: 1/294.
(5) يحيى بن صالح: الوُحاظي أبو زكرياء ويقال أبو صالح الشامي الدمشقي، وثقه ابن معين وأبو حاتم وأبو اليمان وابن حبان. وقال أبو عوانة اللإسفراييني: حسن الحديث، ولكنه صاحب رأي.. وقال أحمد بن صالح: حدث يحيى بن صالح بثلاثة عشر حديثا عن مالك ما وجدناها عند غيره. وقال العقيلي: كان جهميًّا. وقال الحاكم: ليس بالحافظ عندهم. وقال الذهبي: وثقه جماعة وقد تكلم فيه لأجل بدعته. وقال ابن حجر: صدوق من أهل الرأي، مات سنة اثنتين وعشرين ومائتين. الجرح والتعديل: 9/158، الثقات: 9/260، تهذيب الكمال: 31/375، تذكرة الحفاظ: 1/408، التقريب: 1/591.
(6) سعيد بن بشير: الأزدي ويقال النصري أبو عبد الرحمن أو أبو سلمة الشامي، قال شعبة: صدوق الحديث. كان ابن مهدي يحدث عنه ثم تركه. وقال ابن المديني: كان ضعيفا. وقال ابن نمير: منكر الحديث، ليس بشيء، ليس بقوي الحديث، يروي عن قتادة المنكرات. وقال البخاري: يتكلمون في حفظه، وهو يحتمل. وقال دحيم: ثقة. مشيختنا يقولون هو ثقة لم يكن قدريا. وقال يعقوب بن سفيان: ضعيف منكر الحديث. وقال النسائي وابن حجر: ضعيف. الضعفاء الصغير: 0/49، المعرفة التاريخ: 2/124، الضعفاء والمتروكون: 0/52، تهذيب الكمال: 10/348، تهذيب التهذيب: 4/8، التقريب: 1/234.(3/1091)
عَنِ الْحَسَنِ (1) ، قَالَ: ((دَخَلْنَا عَلَى عَاصِم بْنِ حَدْرَة، فَقَالَ: مَا كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَوَّابٌ قَطّ، وَلاَ مَشَي مَعَهُ بِوِسَادَةٍ قَطّ، وَلاَ أَكَلَ عَلَى (2) خُوَانٍ (3) قَطُّ)) (4) .
قَالَ: وَسَمِعْتُ ابنَ قُتَيْبة يَقُولُ: سمعتَ [ل213/ب] العَبَّاس يَقُولُ: سَمِعْتُ عِيسى بْنَ شَاذَانَ يَقُولُ: وكتَبَ عَنِّي هَذَا الْحَدِيثَ يقولُ: عَاصِمُ بْنُ حَدْرَة هَذَا رَجُلٌ مِنَ اْلأَنْصَارِ، وَلَهُ
_________
(1) الحسن: هو البصري.
(2) هذا في الخطية (معه) وعليها علامة الضرب.
(3) خوان: وهو ما يوضع عليه الطعام عند الأكل. النهاية في غريب الحديث: 2/89.
(4) حديث منكر، تفرد به سعيد بن بشير وهو ضعيف روى عن قتادة المنكرات.
أخرجه ابن قانع في معجم الصحابة: 2/295، عن المعمري، عن العباس بن الوليد به.
وفيه: ((خدرة)) بالخاء المعجمة، وهو خطأ، وصوابه بالحاء كما عند المؤلف. وانظر المؤتلف للأزدي: 0/30، والإكمال لابن ماكولا: 3/129، توضيح المشتبه: 3/408-409.
وأخرج البخاري في الأطعمة، باب الخبز المرقق والأكل على الخوان والسفرة، رقم (5071) من طريق قتادة عن أنس قال: ما علمت النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أكل على سُكُرَّجَة قط، ولا خبز له مرقق قَطُّ، وَلا أَكَلَ عَلَى خِوَانٍ قط)) .
قيل لقتادة: فعلام كانوا يأكلون؟، قال: على السفر.
وقال ابن حجر في هذا الحديث في فتح الباري: قوله (عن أنس) هذا هو المحفوظ، ورواه سعيد عن قتادة فقال: (عن الحسن قال: دخلت عَلَى عَاصِمِ بْنِ حَدْرَةَ فَقَالَ: ما أكل النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى خِوَانٍ قَطُّ)) .(3/1092)
صُحْبَةُ مِنَ النَّبِيِّ ـ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ـ.
قَالَ الصُّورِيُّ: لا أَعْلَمُ لِعَاصِمِ بْنِ حَدْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ ـ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ـ حَدِيثًا غَيْرَ هَذَا. وَلا أَعْلَمُ لَهُ مَخْرَجًا إلاَّ مِن حَدِيثِ سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ عَنْهُ، وحَدْرَة: بالحاء والدال المهملتين ولهُ في الأَسْمَاء نَظِيرٌ يُشَاكِلُهُ في الصُّورَةِ وَالْخَطِّ، وَيُخَالِفُهُ فِي الضَّبْطِ وَالنُّقَطِ. وهما اسْمَان لاَ أَعْلَمُ لهما ثالثا: فأَحَدُهما (1) : جُذْرَة بن سبرة العَتَقِي (2) له صحبة، وهذا بالجيم والذال المعجمتين، والآخر خُدْرَ بن عوف بن الحارث بن الخزرج في نسب الأنصار، وهذا بالخاء المعجمة والدال المهملة وإليه ينتهي أبو سعيد وأبو شيبة الخُدْرِيَّان. وبالله التوفيق.
1015 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بن الحسن ابن إِسْحَاقَ بْنِ عُتْبَة الرَّازِي (3) إِمْلاءً، حَدَّثَنَا عبدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُعَاوِيَةَ العُتْبِي (4) ، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بنُ عَبَّاد الرُّؤَاسِي، حَدَّثَنَا يزيدُ بْنُ عَطَاء
_________
(1) في الخطية كلمة (فأحدهما) ليست واضحة، وكتب الناسخ في هامش الخطية، (فأحدهما) وفوقها (بيان) .
(2) في الخطية، ((العبقي)) والتصحيح من الاكمال لابن ماكولا: 3/129، وفي تهذيب مستمر الأوهام له أيضاً 0/169.
(3) أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ عُتْبَةَ الرَّازِيُّ: ثم المصري ذكره الذهبي وغيره دون جرح ولا تعديل، مات سنة سبع وخمسين وثلاثمائة. سير أعلام البلاء: 16/113، العبر: 2/307، شذرات الذهب: 3/22.
(4) عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْعُتْبِيُّ: ذكر ابن ماكولا ضمن شيوخ عثمان بن شعبان أبي عمر. في الإكمال: 7/284.(3/1093)
اليَشْكُرِيُّ مَوْلىَ أَبِي عُوَانَة (1) ، عَنْ بَيَانِ ابن بِشْرٍ (2) ، عَنْ قَيْس بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي شَهْم (3)
ـ وَكَانَ رَجُلاً بَطَّالاً ـ قَالَ: ((مَرَّتْ بِي جَارِيَةٌ وَأَنَا فِي بَعْضِ أَزِقَّةِ الْمَدِينَةِ تَتَوَكَّأُ، فَأَهْوَيْتُ بِيَدِي إِلَى خَاصِرَتِهَا، [ل214/أ] فَلَمَّا أَصْبَحْتُ أَتَى النَّاسُ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُبَايِعُونَهُ، فَأَهْوَيْتُ بِيَدِي ِلأُبَايِعَهُ فَقَبَضَ يَدَهُ عَنِّي، وَقَالَ: إِنَّكَ صَاحِبُ الجُبَيْذَة، يَعْنِي: أَما إِنَّكَ صَاحِب الجُبَيْذَة، قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، بَايِعْنِي، فَوَاللهِ لاَ عُدْتُ أَبَداً فَفَعَلَ)) (4)
_________
(1) يَزِيدُ بْنُ عَطَاءٍ الْيَشْكُرِيُّ مَوْلَى أبي عوانة. قال ابن سعد وابن معين والعقيلي ضعيف. وقال ابن معين مرة: ليس بالقوي. وقال أحمد: ليس به بأس، حديثه مقارب. وقال العجلي: جائز الحديث. وقال أبو حاتم: لا يحتج بحديثه. وقال النسائي: ليس بالقوي. وقال ابن حبان: ساء حفظه حتى كان يقلب الأسانيد، ويروي عن الثقات ما ليس من حديث الأثبات فلا يجوز الاحتجاج به. وقال ابن عدي: حسن الحديث. وقال ابن حجر: ليِّن الحديث. مات سنة سبع وسبعين ومائة. معرفة الثقات: 2/366، الضعفاء والمتروكون: 0/110، الضعفاء الكبير: 4/387، المجروحين: 3/103، الكامل: 7/273، الضعفاء والمتروكون لابن الجوزي: 3/211، ميزان الاعتدال: 7/256، التقريب: 1/603.
(2) هنا في الخطية: (بيان بن أبي بشر) ، والتصحيح من كتب التخريج والترجم، وهو بيان بن بشر أبو بشر الأحمسي الكوفي، ثقة ثبت من الخامسة. التقريب: 1/129.
(3) أبو شهم: صاحب الجبَيْذة، تصغير جبذذة بجيم وموحدة ساكنة ثم ذال معجمة، لا يعرف اسمه ولا نسبه، وذكر ابن السكن أن اسمه زيد أو يزيد بن أبي شيبة، وقال ابن حجر: ويقال اسم أبي شهم عبيد بن كعب. الإصابة: 4/103..
(4) حديث حسن، وإسناد المؤلف فيه أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ لم يذكر بجرح ولا تعديل، وعبد الرحمن بن معاوية لم أقف على ترجمته، ويزيد بن عطاء اليشكري ليس بالقوي،.
أخرجه الطبراني في معجم الكبير: 22/372 رقم ((932)) من طريق إسماعيل بن الحسن الخفاف المصري، عن زهير بن عباد به. وإسماعيل بن الحسن الخفاف لم أقف له على ترجمة.
وأخرجه ابن سعد في الطبقات: 6/56، ولطبراني في معجم الكبير: 22/372، رقم ((392)) من طريق العلاء بن عبد الجبار العطار، وأحمد في المسند 5/294، من طريق سريج، وأبو يعلى في المسند: 3/112، من طريق بشر بن الوليد الكندي، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني: 5/138، والطبراني في معجم الكبير: 22/372 رقم ((من طريق محمد ابن أبان الواسطي أربعتهم عن يزيد بن عطاء به.
وبشر بن الوليد الكندي: وثقه الدارقطني وغيره. وقال صالح بن محمد جزرة: صدوق لكنه لا يعقل، كان قد خرف. تاريخ بغداد: 7/84. وسريج بن يونس ثقة. القريب: 1/129، والعلاء بن عبد الجبار ثقة كذلك، التقريب: 1/43، ومحمد بن أبان الواسطي صدوق تكلم فيه الأزدي، التقريب: 1/465.
والحديث مداره على يزيد بن عطاء، ولكنه لم ينفرد به بل تابعه هريم بن سفيان عند أحمد في المسندك 5/294، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني: 5/138، والطبراني في معجم الكبير: 22/373، والحاكم في المستدرك: 4/418، والبيهقي في السنن الكبرى: 4/319، وتهذيب الكمال: 33/407، من طريق أسود بن عامر عن هريم بن سفيان عن بيان بن بشر به.
وأسود بن عامر ثقة، التقريب: 1/111، وهريم بن سفيان أبو محمد الكوفي، صدوق، التقريب: 1/571.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين ولم يخرجاه. وقال ابن حجر: إسناده قوي، انظر الإصابة: 4/103.
وعند أحمد وابن أبي عاصم والطبراني في رواية والحاكم والبيهقي ((كشحها)) مكان ((خاصرتها)) .
وعند البيهقي فقط ((النبيذة)) بدل ((الجبيذة)) وهو تصحيف. وعند ابن أبي عاصم ((الجبذة)) بدل ((الجبيذة)) .
والكشح: قيل هو ما بين الخاصرة إلى الضِّلع الخلف، وقيل الكشحان: جانب البطن من ظاهر وباطن. وقيل ما بين الحبة إلى الإبط. وقيل هو الخَصْر، وقيل: إن الكشح من الجسم إنما سمي بذلك لوقوعه عليه. لسان العرب: 2/572.(3/1094)
قَالَ الصُّورِيُّ: لا أَعْلَمُ لأَبِي شَهْمٍ حَدِيثًا غَيْرَ هَذَا الْحَدِيثِ الْوَاحِدِ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَلاَ رَوَاهُ فِيمَا عَلِمْتُ عَنْهُ غَيْرُ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، وَيُقَالُ، إنَّ اسْمَهُ زيدُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَقِيلَ: عبيد الله ابن كَعْبٍ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ.(3/1095)
1016 - أخبرنا محمد، أخبرنا أبو محمد (1) ، أخبرنا أبو العباس محمد بن جعفر بن محمد ابن كامل الحضرمي، سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة، حدثنا خير بن عرفة الأنصاري، حدثنا هانِئُ بن المتوكِّل الإسكندراني (2) ، حدثنا ابنُ لَهِيعَة، عن قيس بن الحجَّاج (3) ، قال: ((لَمَّا فُتِحَتْ مِصْرُ، أَتَى أهلُهَا إلَى عَمْرُو بن العاص حِينَ دَخَلَ بُؤْنَة (4) مِنْ أَشْهُرِ الْعَجَمِ، فقالُوا لَهُ: أَيُّها اْلأَمِيرُ، إِنَّ لِنِيلِنَا هَذَا سُنَّةً لاَ يجْرِي إِلاَّ بِهَا، فقالَ لَهُمْ: وَما ذَلِكَ؟، فقالُوا: إِذَا كانَ ثِنْتَيْ عَشرةَ لَيْلَةً تَخْلُوا مِنْ هذَا الشَّهْرِ عَمَدْنَا إِلىَ جَارِيَةٍ بِكْرٍ بَيْنَ أَبَوَيْهَا (5) ، فَأَرْضَيْنَا أبوَيْهَا وَحَمَلْنَا عَلَيْهَا مِنَ الْحُلِيِّ وَالثِّيَابِ أَفْضَلَ ما يَكُونُ، ثُمَّ أَلْقَيْنَاهَا في النِّيلِ، فقال لَهُمْ (6)
عمرُو: إنَّ هَذَا لاَ يَكُونُ في [ل 214/ب] الإِسْلاَمِ، وَإِنَّ الإِسْلاَمَ يَهْدِمُ مَا كانَ قَبْلَهُ، فأَقَامُوا بُؤْنَة
_________
(1) أَبُو مُحَمَّدٍ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عمر ابن النحاس البزاز.
(2) هانئ بن المتوكل الأسكندراني: ضعفه الهيثمي في مجمع الزوائد: 9/162.
(3) قيس بن الحجاج: الكلاعي المصري، قال أبو حاتم: صالح. ووثقه ابن حبان. وقال ابن يونس: كان رجلا صالحا. وقال ابن حجر: صدوق. الثقات: 7/329، تهذيب التهذيب: 8/348، التقريب: 1/456.
(4) بؤنة: الشهر العاشر من السنة القبطية، ودخوله من الخامس والعشرين من أيّار من شهور السُّريان، وآخره الثالث والعشرين من حزيران. صبح الأعشى: 2/387.
(5) في "البداية والنهاية" ((من أبويها)) بدل ((بين أبويها)) .
(6) في أصل الخطية، ((له)) والتصحيح من البداية والنهاية..(3/1096)
وأبِيْبَ (1) ، ومِسْرَى (2) لاَ يَجْرِي قَلِيلاً وَلاَ كَثِيراً، حَتَّى هَمُّوا بِالْجَلاَءِ مِنْهَا، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ عَمْرُو بْنُ العَاص، كَتَبَ إلَى عُمَرَ بنِ الخَطَّاب - رضي الله عنه - بِذَلِكَ، فَكَتَبَ إِلَيهِ عُمَرُ: إِنَّكَ قَدْ أَصَبْتَ بِالَّذِي فَعَلْتَ، ِلأَنَّ اْلإِسْلاَمَ يَهْدِمُ مَا كَانَ قبْلَهُ. وَكَتَبَ بِطَاقَةً دَاخِلَ كِتَابِهِ، وَكَتَبَ إِلَى عَمْرُو إِنِّي قَدْ بَعَثْتُ إِلَيْكَ بِبِطَاقَةٍ في دَاخِلِ كِتَابِي إلَيْكَ، فَأَلْقِهَا فِي النِّيلِ إِذَا أَتَاكَ كِتَابِي، فَلَمَّا قَدِمَ كِتَابُ عُمَرَ إِلَى عَمْرو بنِ العاص، أَخَذَ الْبِطَاقَةَ، فَإِذَا فِيهَا: مِنْ عَبْدِ اللهِ عُمَرَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِين إِلَى نِيلِ مِصْر (3) ، أَمَّا بَعْدُ: فَإِنْ كُنْتَ إِنَّمَا تَجْرِي مِنْ قِبَلِكَ فَلاَ تَجْرِ، وَإِنْ كَانَ اللهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (4)
، هُوَ الَّذِي يُجْرِيْكَ، فَنَسْأَلُ اللهَ الْوَاحِدَ الْقَهَّارَ أَنْ يُجْرِيَكَ، فَأَلْقَى الْبِطَاقَةَ فِي النِّيلِ قَبْلَ (5) يَوْمِ الصَّلِيبِ بِيَوْمٍ، وَقَدْ تَهَيَّأَ أَهْلُ مِصْرَ لِلْجَلاَءِ وَالْخُرُوجِ، ِلأَنَّهُ لاَ تَقُومُ مَصْلَحَتُهُمْ فِيهَا، إِلاَّ بِالنِّيلِ،
_________
(1) الشهر الحادي عشر من أشهر السنة القبطية، دخوله في الرابع والعشرين من حزيران، وآخره الثالث والعشرون من تمّوز ((يوليو)) صبح الأعشى: 2/388.
(2) الشهر الثاني عشر من أشهر السنة القبطية، دخوله في الرابع والعشرين من تموز من شهور السُّريان، وآخره السابع والعشرون من آب ((أغسطس)) صبح الأعشى: 2/389.
(3) في "البداية والنهاية" ((نيل أهل مصر)) . ولا توجد هذه الجملة في المنتظم لابن الجوزي.
(4) في "البداية والنهاية" ((الله تعالى)) بدل ((الله الواحد القهار)) ..
(5) من قوله: ((قبل يوم الصليب ... إلى فيها إلا النيل)) هكذا ورد أيضا في فتوح مصر، ونحوه في المنتظم، وليس في البداية والنهاية هذه الزيادة.(3/1097)
فَلَمَّا أَلْقَى الْبِطَاقَةَ أَصْبَحُوا يَوْمَ الصَّلِيبِ (1) وَقَدْ أَجْرَاهُ اللهُ سِتَّة عَشَرةَ ذِراعاً فِي لَيْلَةٍ وَاحِدَةٍ، فَقَطَعَ اللهُ تِلْكَ السُّنَّةَ السُّوءَ عَنْ أَهْلِ مِصْر إِلَى الْيَوْمِ)) (2) .
1017 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحمن، أخبرنا محمد بن جعفر بن كامل، حدثنا خَيْرُ ابن عَرَفَة، حدثنا هانِئُ بن المتوكِّل، [ل215/أ] حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بن أبي حبيب، أنَّ مُعَاوِيَة بن أبي سفيان سَأَلَ كعبَ الأَحْبَار، فقال له: ((أَسْأَلُكَ بِاللهِ هَلْ تَجِدُ لِهَذَا النِّيْلِ فِي كِتَاِب اللهِ عَزَّ وَجَلَّ خَبَراً؟، فقَالَ: إِي، وَالَّذِي فَلَقَ الْبَحْرَ لِمُوسَى، إِنِّي ِلأَجِدُهُ فِي كِتَابِ اللهِ، إِنَّ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ يُوحِي فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّتَيْنِ، عِنْدَ خُرُوجِهِ: فيقُولُ: إِنَّ اللهِ يَأْمُرُكَ أَنْ تَجْرِيَ، فَيَجْرِي،
_________
(1) هكذا ورد في فتوح مصر، وفي المنتظم أيضا، وورد في البداية والنهاية: ((يوم السبت)) بدل ((يوم الصليب)) .
(2) في إسناده هانئ بن المتوكل، وابن لهيعة وكلاهما ضعيفان. وفيه انقطاع أيضا لأن قيسا لم يسمع عن عمرو بن العاص.
أخرجه ابن عبد الحكم في فتوح مصر والمغرب: 0/203-204، وابن الجوزي في المنتظم: 4/294، وابن كثير في البداية والنهاية: 1/27، و7/100، من طريق ابن لهيعة، عن قيس بن الحجاج، ممن حدثه قال:.. فذكره.
وإسناده ضعيف أيضا، فشيخ قيس بن الحجاج غير معروف.
وأخرجه الخطيب في تاريخه مختصراً: 5/277، من طريق ابن لهيعة، قيس بن الحجاج قال: قال عمرو بن العاص: ((الإسلام يهدم ما كان قبله)) .
وذكره أبو الشيخ الأصبهاني في العظمة 4/1424-1425، رقم (937) والقرطبي في تفسيره 12/102، في تفسير سورة الشعراء آية رقم (57) ، وابن كثير في تفسير سورة الكهف آية رقم (8) 3/465، وياقوت الحموي في معجم البلدان: 5/335.(3/1098)
مَا كَتَبَ اللهُ لَهُ، ثُمَّ يُوحِي إِلَيْهِ بَعْدَ ذَلِكَ، يَا نِيلُ، إِنَّ اللهَ يَقُولُ لَك: غُرْ (1) حميدًا)) (2) .
1018 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، أخبرنا أبو العباس أحمد بن الحسين بن داناج الإِصْطَخْرِي (3) الزاهد إملاء سنَةَ خمس وثلاثين وثلاثمائة، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ فضاء الجوهري (4) ، ومحمد بن خالد الراسِبِيُّ المعروف بالنّيلِيُّ (5) ، قالا: حدثنا محمد بن عبيد ابن حساب (6)
، حدثنا جعفر بن سليمان، حدثنا عمر بن عبد
_________
(1) غُرْ: من غَرَّ الماء: أي صَبّ، انظر المنجد في اللغة والأعلام: 0/54. وكتب الناسخ في هامش الأصل ((لعله عُدْ حميداً)) .
(2) في إسناده هانئ بن المتوكل، وابن لهيعة وكلاهما ضعيفان، وفيه إرسال فيزيد بن أبي حبيب قال الدارقطني: لم يسمع من ابن عمر ولا من أحد من الصحابة.
أخرجه ابن عبد الحكم في فتوح مصر: 0/203، عن عُثْمَانُ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ لهيعة به. وعثمان بن صالح صدوق، كما في التقريب: 1/384، ولكن متابعه لاتغني، لبقاء الضعف في ابن لهيعة، وانقطاع بين يزيد ومعاوية.
(3) أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بن داناج الإصطخري الزاهد: المصري، روى عنه أبو محمد التجيبي عند القضاعي في مسند الشهاب وقال: الشيخ الصالح، وذكره ياقوت الحموي دون الجرح ولا تعديل، انظر مسند الشهاب: 2/20، معجم البلدان: 1/211.
(4) أحمد بن محمد بن فضاء الجوهري: ذكره أبو بكر الإسماعيلي في معجم شيوخه دون جرح ولا تعديل. انظر معجم الشيوخ: 1/406.
(5) محمد بن خالد الراسبي النيلي: أبو جعفر. قال أبو حاتم: صدوق. الجرح والتعديل: 7/244.
(6) محمد بن عبيد بن حساب، ذكره المزي ضمن تلامذة جعفر بن سليمان، ولم أقف له على ترجمة. انظر تهذيب الكمال: 5/43..(3/1099)
الرحمن الصنعاني، قال: سمعت وَهْبَ بنَ مُنَبِّه يقول: ((لَقِيَ رَجُلٌ رَاهِبًا، فَقَالَ: كَيْفَ صَلاَتُكَ؟، فقال الرَّاهِبُ: إِنِّي لاَ أَحْسِبُ أَحَداً يَسْمَعُ بِذِكْرِ الْجَنَّةِ تَأْتِي عَلَيْهِ سَاعَةٌ لاَ يُصَلِّي فِيهَا، قال: فَكَيْفَ ذِكْرُكَ لِلْمَوْتِ؟، قال: لاَ أَرْفَعُ قَدَمًا وَلاَ أَضَعُ أُخْرَى إلاَّ رَأَيْتُ أَنِّي مَيِّتٌ، قال الرَّاهبُ لِلرَّجُلِ: كَيْفَ صَلاَتُكَ؟، قال: إِنِّي َلأُصَلِّي فَأَبْكِي حَتَّى يَنْبُتُ الْعُشْبُ مِنْ دُمُوعِ عَيْنِي، فَقَالَ الرَّاهِبُ لِلرَّجُلِ: [ل215/ب] أَمَا إِنَّكَ أَنْ تَضْحَكَ وَأَنْتَ مُعْتَرفٌ بِخَطِيئَتِكَ خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ تَبْكِي وَأَنْتَ مُدِلٌّ بِعَمَلِكَ، فإِنَّ الْمُدِلَّ لاَ يُرْفَعُ لَهُ عَمَلٌ، فقالَ الرَّجُلُ لِلرَّاهِبِ: فَأَوْصِنِي فإِنِّي أَرَاكَ حَكِيماً، قالَ: ازْهَدْ فِي الدُّنْيَا وَلاَ تُنَازِعْ أَهْلَهَا فِيهَا، وَكُنْ فِيهَا كَالنَّحْلَةِ إِنَّ أَكَلَتْ أَكَلَتْ طَيِّباً، وَإِنْ وَضَعَتْ وَضَعَتْ طَيِّباً، وَإِنْ وَقَعَتْ عَلَى عُودٍ لَمْ تَكْسِرْهُ، وَانْصَحْ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ نُصْحَ الْكَلْبِ ِلأَهْلِهِ، يُجِيعُونَهُ وَيَطْرُدُونَهُ وَيَضْرِبُونَهُ وَيَأْبَى إِلاَّ أَنْ يَنْصَحَ لَهُمْ، قالَ: فَكَانَ وَهَبٌ إِذَا ذَكَرَ هَذَا الْحَدِيثَ قالَ: وَاسَوْأَتَاهُ إِذَا كَانَ الْكَلْبُ ِلأَهْلِهِ أَنْصَحَ مِنْكَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ)) (1)
_________
(1) في إسناده أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، وأحمد بن محمد بن فضاء، ومحمد بن عبيد، لم أجد لهم توثيقاً ولا جرحاً، وعمر بن عبد الرحمن، لم أقف على ترجمته، وبقية رجاله ثقات.
أخرجه أبو نعيم في الحلية الأولياء: 4/28، من طريق عبد الله بن أبو بكر المقدمي، عن جعفر بن سليمان به. وعبد الله بن أبو بكر المقدمي، لم أقف له على ترجمة، ولكنه ذكر ضمن تلامذة جعفر بن سليمان.
وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف: 13/491 رقم ((17016)) وهناد بن سري في الزهد: 1/264، وأحمد في الزهد: في ذكر بقية زهد عيسى عليه السلام 0/122، وأبو نعيم في الحلية الأولياء: 4/28، من طريق سفيان، عن رجل من أهل صنعاء، عن وهب به.
وأخرجه أبو نعيم في الحلية الأولياء: 4/43-44، من طريق ابن المبارك، عن المبارك، عن أشرس، عن أبي عبد الرحمن- وكان فاضلا- عن وهب به. ومبارك لعله ابن فضالة، وهو صدوق يدلس ويسوي، التقريبك 1/519.(3/1100)
1019 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، أنشدنا أبو هريرة أحمد بن عبد الله ابن الحسن بن أبي العصام العَدَوِيُّ لنفسه:
تَعَالَى اللهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ إِذَا مَا قالَ كُنْ لِلشَّيْءِ كَانَا
رَأَيْتُ الْمَوْتَ لاَ يُبْقِى خَلِيلاً عَلَى خِلٍّ وَإِنْ عَاشَا زَمَانَا
فَكُنْ مِنْهُ عَلَى حَذَرٍ فَإِنِّي رَأَيْتُ الْمَوْتَ لاَ يُعْطِي أَمَانَا
أَنِسْنَا غِرَّةً لِلذِّكْرِ مُنْهُ كَأَنَّا إِنَّمَا يُعْنَى سِوَانَا
وَكَمْ لِمَوْتٍ مِنْ دَارٍ وَدَاٍر أَبَانَ عَمِيدَهَا عَنْهَا فَبَانَا
وَكَمْ ذِي نَخْوَةٍ وَعَزِيزِ قَوْمٍ أَذَلَّ الْمَوْتُ نَخْوَتَهُ فَهَانَا
كَأَنَّا قَدْ نَظَرْناَ عَنْ قَرِيبٍ إِلَى مَا قَدْ وُعِدْنَاُه عَيَانَا (1) .
1020 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا أَبُو سفيان محمد بن عبد الرحمن ابن معاوية [ل 216/أ] العُتْبِي، حدثنا أبي أبو القاسم عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُعَاوِيَةَ العُتْبِي، قال: سمعت ابنَ بُكَيْر (2) يقول: سمعت الليث بن سعد يقول: ((مَا صَحِبَ اْلأَنْبِيَاءَ أَحَدٌ أَفْضَلُ مِنْ أَبِي
_________
(1) في إسناده أبو هريرة أحمد بن عبد الله بن الحسن بن أبي العصام العدوي لم أقف على ترجمته.
(2) ابن بكير: يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بكير.(3/1101)
بَكَرٍ الصِّدِّيق)) (1) .
1021 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحمن، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ بَهْزَاد بْنِ مِهْران، حدثنا فَهْد بن سليمان، حدثنا عبد الله بن صالح (2) ، حدثني اللَّيْث، عن يحيى بن سعيد (3) ، عن سعيد بن المسيب: ((إِنَّهُ كَانَ إِذَا مَرَّ بِالْمَكْتَبِ، قَالَ لِلصِّبْيَانِ: هَؤلاَءِ النَّاسُ بَعْدَنَا)) (4) .
1022 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حدثنا أبو سُفيان محمد بن عبد الرحمن، حدثنا أبي عبد الرحمن بن مُعاوية، قال: سمعت ابنَ بكير قال: سمعت اللَّيْثَ بنَ سعد يقول: ((مَا أَشْرَفْتُ عَلَى حَرَامٍ قَطّ فَتَرَكْتَهُ، إِلاَّ عَوَّضَنِيَ اللهُ خَيْراً مِنْهُ)) (5) .
_________
(1) في إسناده أبو سفيان محمد بن عبد الرحمن، وعبد الرحمن بن معاوية، لم أجد لهما ترجمة.
ذكره القرطبي في تفسيه 8/143، في تفسير آية رقم ((40)) من سورة التوبة ومحب الطبري في الرياض اتلنضر: 1/138، كلاهما عن الليث بن سعد بدون إسناد.
(2) عبد الله بن صالح: المصري كاتب الليث.
(3) يحيى بن سعيد: هو الأنصاري.
(4) رجاله الثقات إلا أَحْمَدُ بْنُ بُهْزَادِ بْنِ مِهْرَانَ، وفهد بن سليمان، ولم أجد فيهما توثيقا صريحاً.
أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى: 5/141، قال أخبرت عن عبد الله بن صالح عن ليث به.
وأخرجه الذهبي في سير أعلام النبلاء: 34/244 تعليقا على يحيى بن سعيد به.
(5) في إسناده أبو سفيان محمد بن عبد الرحمن بن معاوية، وأبو عبد الرحمن بن معاوية لم أقف على ترجمتهما.
لم أقف على هذا النص بهذا الإسناد، ولكن تقدم معناه مرفوعا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - في الرواية رقم ((971)) .(3/1102)
1023 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، أخبرنا أبو الفَضْلِ يحيى بنُ الرَّبِيع بن محمد ابن الرَّبيع الأَصْبَهانِيُّ، حدثنا إسحاق بن إبراهيم ابن يونس (1) ، قال: ذُكِرَ عَن أبي الأَسْوَد الدَّيلي أنه قال:
إِنَّ اْلأُمُورَ إِذَا اْلأَحْدَاثُ دَبَّرَهَا دُونَ الشُّيُوخِ تَرَى فِي بَعْضِهَا خَلَلاَ
إِنَّ الشَّبَابَ لَهُمْ فِي اْلأَمْرِ بَادِرَةٌ وَلِلشُّيُوخِ أَنَاةٌ تَقْطَعُ الْعِلَلاَ (2) .
1024 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، أنشدنا أبو القاسم شِبْلُ بن علي بن محمد العَطَّار، أنشدنا أبو جعفر المُطَيْرِيُّ (3) ، أنشدني أَبِي لأَبِي العتاهية (4) :
_________
(1) إسحاق بن إبراهيم بن يونس: بن موسى أبو يعقوب المعروف بالمنجنيقي الوراق، قال أبو سعيد بن يونس: كان رجلا صالحا صدوقا، وقال الخطيب: كان صادقا صالحا زاهدا، مات سنة أربع وثلاثمائة يوم الجمعة لليلتين بقيتا منه. تاريغ بغداد: 6/385.
(2) فيي إسناده أبو الفضل يحيى بن الربيع الأصبهاني لم قف على ترجمته.
ذكر الشوكاني أول بيت في نيل الأوطار: في الصلاة: باب الانحراف بعد السلام: 2/355.
(3) أبو جعفر: محمد بن داود بن صدقة أبو جعفر الشحام المطيري، ذكره الخطيب من غير جرح ولا تعديل. تاريخ بغداد: 5/254.
(4) أبو العتاهية: هو إسماعيل بن قاسم بن سويد بن كيسان أبو إسحاق العنزي الكوفي الشاعر، قال الخطيب: هو أحد من سار قوله وانتشر شعره وشاع ذكره، ويقال أن أحدا لم يجتمع له ديوانه بكماله لعظمه، وكان يقول في الغزل والمديح، ولقب بأبي العتاهية: لاضطراب فيه، وقيل كان يحب الخلاعة والمجون فيكون مأخوذا من العتوّ. وقال الذهبي: رأس الشعراء الأديب الصالح، عن مالك بحديث منكر. تاريخ بغداد: 6/250، البداية والنهاية: 10/265، سير أعلام النبلاء: 10/195، ميزان الاعتدال: 1/405، لسان الميزان: 1/426.(3/1103)
لاَ تَضَرَّعَنَّ لِمَخْلُوقٍ عَلَى طَمَعٍ فَإِنَّ ذَاكَ مُضِرٌّ مِنْكَ فِي الدِّينِ [ل216/ب]
وَاسْتَرْزُقِ اللهَ مِمَّا فِي خَزَائِنِهِ فَإِنَّمَا ذَاكَ بَيَن الْكَافِ وَالنُّونِ
أَمَا تَرَى كُلَّ مَنْ تَرْجُوا وَتَأْمُلُهُ مِنَ الْبَرِيَّةِ مِسْكِين بن مِسْكِينِ
مَا أَطْيَبَ الْعَيْشَ فِي الدُّنْيَا إِذَا قَنعَتْ نَفْسُ الْفَتَى مِنَ حُطَامِ اْلأَرْضِ بِالدُّونِ
وَأَمْقَتَ الْحِرْصَ فِي الدُّنْيَا لِصَاحِبِهِ وَأَمْقَتَ الْكِبْرَ مِمَّنْ صِيغَ مِنْ طِينِ (1) .
1025 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرِ بْنِ الْعَوَّامِ الشَّيْبَانِيُّ (2) سَنَةَ ثمان وثلاثين وثلاثمائة، حدثنا محمد بن عبد الرحيم بْنِ ثُمَيْر (3) ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ ابن عبد الله بن محمد
_________
(1) في إسناده أبو القاسم شبل بن علي، وداود بن صدقة لم أقف على ترجمتهما،
لم أجد هذه الأبيات في ديوان أبي العتاهية، ولكنّ الخطيب أخرج البيتين الأوّلين في تاريخه: 3/445، من طريق أبي القاسم أحمد بن زيد قال: أنشدني الكديمي فذكرهما.
وأخرجها البيهقي في الزهد الكبير: 2/89، دون البيتين الأخيرين من طريق القاسم بن غصن، حدثنا زكرياء بن أبي خالد، عن عبد الله بن المبارك بها.
والأبيات في ديوان عبد الله بن المبارك ص95، وزيادة أربعة أبيات، كما أفادني محققا هذا الكتاب وهي:
ما أحسن الجود في الدنيا وفي الدين وأقبح البخل فيمن صيغ من طين
ما أحسن الدين والدنيا إذا اجتمعا لا بارك الله في دنيا بلا دين
لو كان باللب يزداد البيب غنى لكان كل لبيب مثل قارون
لكنما الرزق بالميزان من حكم يعطي اللبيب ويعطي كل مأفون
(2) أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرِ بن العوام الشيباني: ذكره ابن ماكولا ضمن تلامذة مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ ثمير. انظر الإكمال: 7/279.
(3) مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ ثمير: ذكره المزي وابن ماكولا ضمن تلامذة سعيد بن كثير بن عفير. ولم أجد له ترجمة. تهذيب الكمال: 11/38. الإكمال: 7/279.(3/1104)
بْنِ المُنْكَدِر، حَدَّثَنِي أَبي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ، وَإِنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ، وَأَنْ تُفْرِغَ مِنْ دَلْوِكَ فِي إِنَاءِ أَخِيكَ)) (1)
_________
(1) حديث حسن لغيره. وفي إسناد المؤلف فيه أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرِ الشيباني، ومحمد بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ ثَمِيرٍ، وعبيد الله بن عبد الله، وعبد الله بن محمد لم أقف على ترجمتهم. ولكن الحديث معروف من طريق مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ.
أخرجه عبد بن حميد في المسند: 3/45 رقم ((1088)) من طريق خالد بن مخلد، وأحمد في المسند: 3/344، من طريق إسحاق بن عيسى، و 3/360، والبخاري في الأدب المفرد: 1/404 رقم ((304)) والترمذي في السنن في البر والصلة: باب ما جاء في طلاقة الوجه 6/105 رقم ((2037)) وقال حديث حسن صحيح. والقضاعي في مسند الشهاب: 1/88 رقم ((90)) من طريق قتيبة بن سعيد، والبغوي في شرح السنة: 6/142-143 رقم (()) من طريق بشر بن الوليد، أربعتهم عن المنكدر بن محمد بن المنكدر، عن أبيه، عن جابر مرفوعا.
وفي إسناده المنكدر بن محمد بن المنكدر وهو لين الحديث. التقريب: 1/547، ولكن تابعه غير واحد.
حيث أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف: 8/550 رقم ((5484)) من طريق عبد الحميد البصري، والبخاري في صحيحه في الأدب: باب كل معروف صدقة 10/447 رقم ((6021)) وفي الأدب المفرد: 1/316 رقم ((224)) وابن حبان في صحيحه: 8/172 رقم ((3379)) والبغوي في شرح السنة: 6/142 رقم ((1642)) من طريق أَبِي غَسَّانَ مُحَمَّدِ بْنِ مُطَرِّفٍ كلاهما عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: ((كل معروف صدقة)) . وعبد الحميد البصري مقبول. كما في التقريب: 1/334 وأبو غسان محمد بن مطرف ثقة التقريب: 1/507
وأخرجه عبد بن حميد في المسند: 3/42 رقم ((1081)) وابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج: 0/35 رقم ((9)) والخرائطي: في مكارم الأخلاق: رقم ((83)) وابن عدي في الكامل: 5/1959، والدارقطني في السنن: 3/38، والحاكم في المستدرك: 2/50 والقضاعي في مسند الشهاب: 1/87 رقم ((88)) والبيهقي في السنن الكبرى: 10/242، والبغوي في شرح السنة: رقم ((1646)) من طريق عبد الحميد بن الحسن الهلالي، وأبو يعلى في المسند: 4/36 رقم ((2040)) وابن حبان في المجروحين: 3/32، وابن عدي في الكامل: 6/2424، والبيهقي في السنن الكبرى: 10/242 من طريق مسور بن الصلت كلاهما عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جابر بن عبد الله أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - قال: ((كل معروف صدقة، وما أنفق المسلم من نفقته على نفسه وأهله كتب له بها صدقة، وما وقى به المرء المسلم عرضه، كتب له بها صدقة، وكل نفقة أنفقها المسلم فعلى الله خلفُها ضامنا، إلا نفقة في بنيان أو معصية)) . واقتصر القضاعي على أوله، وزاد بعضهم على ما ذكرنا.
ووقال الحاكم: صحيح الإسناد: وتعقبه البيهقي بقوله: عبد الحميد ضعفه الجمهور. وقال ابن حجر: صدوق يخطئ، قلت وفي إسناد الثاني مسور ابن الصلت وهو ضعيف الحديث أيضا، ولكن الإسنادين بمجموعهما يرتقي إلى الحسن.
وفي الباب عن حذيفة بن اليمان عند مسلم في الزكاة: باب بيان اسم الصدقة على كل نوع من المعروف 2/697 رقم ((1005)) من طريق أبي مالك الأشجعي، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قال نبيُّكم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((كل معروف صدقة)) .
وعن عبد الله بن يزيد الخطمي الأنصاري عند أحمد في المسند: 4/307، والبخاري في الأدب المفرد: 1/326 رقم ((231)) والطبراني في مكارم الأخلاق: رقم ((111)) من طريق عبد الجبار بن عباس عن عدي بن ثابت، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ مرفوعا. ولفظه كسابقه.
وعن جابر بن سليم الجهني عن أحمد في المسند 5/63، من طريق هشيم، حدثنا يونس بن عبيد، عن عبد ربه الجهني، عن جابر بن سليم مرفوعا. في حديث طويل وفيه: ((لا تحقرن من المعروف شيئا، ولو أن تلقى أخاك ووجهك منبسط، ولو أن تُفْرِغَ مِنْ دَلْوِكَ فِي إِنَاءِ المستسقي ... )) .
رجاله ثقات إلا عبد ربه الجهني، قيل هو عبيدة أبو خراش الجهني، وهو مجهول، كما في الإكمال: 0/256، والتقريب: 1/379.
وعن أبي ذر عند أحمد أيضا في المسند: 5/173، من طريق روح، حدثنا أبو عامر الخزاز، عن أبي عمران الجوني، عن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر مرفوعا. ولفظه: ((لا تحقرن من المعروف شيئا، فإن لم تجد فالق أخاك بوجه طلق. وإسناده حسن،
وعن عبد الله بن مسعود عند ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج: 0/36 رقم ((11)) ، والخرائطي في مكارم الأخلاق: رقم ((82)) والبزار في الكشف الأستار: 1/453، والطبراني في معجم الكبير: 10/110 رقم و10047)) والقضاعي في مسند الشهاب: 1/87 رقم ((89)) من طريق صدقة بن موسى، عن فرقد بن السبخي، حدثنا إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله مرفوعا. بلفظ: ((كل معروف صدقة)) وزاد بعضهم ((إلى غني أو فقير فهو صدقة)) .
في إسناد فرقد السبخي وهو صدوق لكنه لين الحديث كثير الخطأ، التقريب: 1/444.
وأخرجه الطبراني في معجم الكبير: 10/231 رقم ((10412)) من طريق بشار بن موسى الخفاف عن أبي عوانة، عن أبي وائل، عن ابن مسعود مرفوعا. وإسناده ضعيف جدا، فيه بشار بن موسى وهو ضعيف كثير الغلط كثير الحديث، كذا قال ابن حجر في التقريب: 1/122، وقد اضطرب في إسناد هذا الحديث، فرواه أيضا عن أبي عوانة، عن عاصم، عن أبي وائل، عن ابن مسعود أخرجه ابن أبي الدنيا في قضا الحوائج: 0/37 رقم ((12)) . فالحديث بمجوع طرقه يرتقي إلى الحسن.(3/1105)
قَالَ: لاَ أَعْلَمُ أَحَدًا يشْركُ ابْنَ ثَمِيرٍ فِي هَذَا الاسْمِ بِالثَّاءِ وَالْبَاقُونَ بِالنُّونِ.(3/1106)
1026 - أخبرنا محمد، أخبرنا أبو الحسين مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جُمَيْعٍ الغَسَّانِي بصيدا، قال: أملى علينا أبو محمد أحمد بن محمد بن الحَجَّاج المَرْعَشِيُّ الأَنْطَاكِيُّ (1) ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُور الحَرْبِي البَغْدَاِديُّ، حدثنا محمد ابن جعفر الراَّشِدِيُّ (2) ، قال: سمعت عبدَ الوهاب الوَرَّاقَ (3) يقول: ((مَا رَأَيْتُ مِثْلَ أَحمد بن حنبل ـ رحمة الله عليه ـ، قالُوا لَهُ: وَأَيْش الَّذِي كَانَ مِنْ فَضْلِهِ وَعِلْمِهِ عَلَى سَائِرِ مَنْ رَأَيْتَ؟، قال: رَجُلٌ سُئِلَ عَنْ سِتِّيَنَ أَلْفَ مَسْأَلَةٍ فَأَجَابَ [ل217/أ] عَنْهَا بِأَنْ قال: حدَّثنا وَأخبرنَا)) (4)
_________
(1) أبو محمد بن أحمد بن محمد الحجاج المرعشي الأنطاكي: ذكره ابن جميع ضمن شيوخه. معجم الشيوخ: 1/183.
(2) محمد بن جعفر الراشدي: وثقه الخطيب. مات سنة ثلاثمائة، وقيل سنة إحدى ثلاثمائة. تاريخ بغداد: 2/131.
(3) عبد الوهاب الوراق: عبد الوهاب بن عبد الحكم بن نافع أبو الحسن الورّاق البغدادي، ويقال له ابن الحكم، ثقة مات سنة خمسين ومائتين، وقيل بعدها. التقريب: 1/368.
(4) في إسناده أبو محمد المرعشي لم يذكره ابن جميع بجرح، وأبو جعفر محمد بن منصور الحربي لم أقف على ترجمته.
أخرجه ابن مفلح في المقصد الأرشد في ذكر أصحاب إمام أحمد: 1/66، و2/141، عن عبد الوهاب الورّاق تعليقا بدون إسناد.
وأما قوله: ((رجل سئل أحمد عن ستين مسألة فأجاب ... )) يحمل على ما قاله الذهبي عقب كلام أبي زرعة التالي:
قال عبد الله بن أحمد: قال لي أبو زرعة الرازي: أبوك يحفظ ألف ألف حديث، فقيل له، وما يدريك؟، قال ذاكرته فأخذت عليه الأدب.
قال الذهبي: فهذه حكاية صحيحة في سعة علم أبي عبد الله، وكانوا يعدُّون ذلك المكرر والأثر، فتوى التاربعي، وما فُسّر، ونحو ذلك، وإلا فالمتون المرفوعة القوية لا تبلغ عشر معشار ذلك. انظر سير أعلام النبلاء: 11/187.(3/1107)
1027 - ل ب/207 أخبرنا محمد، أخبرنا أبو الحسين، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الخصيب المِصِّيصِيُّ (1) ، قال: سمعتُ أحمد بن صالح (2) يقول: سمعت أبا زُرْعَة الرَّازي يقول: ((إِذَا رَأَيْتَ الْكُوِفَّي يَطْعَنُ عَلَى سُفْيان الثَّوْرِيِّ وَزَائِدَة، فَلاَ تَشُكُّ أَنَّهُ رَافِضِيٌّ (3) ، وإذا رأيتَ الشَّامِيَّ يَطْعَنُ عَلَى مَكْحُولٍ وَالأَوْزَاعِيّ، فَلا َتَشُكُّ أَنَّهُ نَاصِبِيٌّ (4) ، وإذا رأَيْتَ
_________
(1) أبو بكر ابن أبي الخصيب المصيصي: هو مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الخصيب المصيصي، ذكره المزي ضمن تلامذة عثمان بن عبد الله، وذكره ابن ماكولا ضمن شيوخ إبراهيم بن محمد بن الفتح، وقد روى عنه عند الخطيب. في الجامع لأخلاق الراوي: 2/250، تهذيب الكمال: 19/417، الإكمال: 4/552.
(2) أحمد بن صالح: المصري.
(3) رافضي: نسبة إلى بدعة الرفض: أي بغض أبي بكر الصدّيق وعمر بن الخطاب، قال الذهبي: ((ومن أبغض الشيخين واعتقد إمامتهما فهو رافضي مقيت، ومن سبّهما واعتقد أنهما ليسا بإمامي هدى، فهو من غلاة الرافضة، أبعدهم الله. انظر سير علام النبلاء: 16/458.
(4) ناصبي: نسبة إلى بدعة النصب، والنواصب هو قوم يناصبون عليّاً وأصحابه، ليقابلوا بذلك بدعة الروافض، الذين غلوا في محبّة أهل البيت، والحطّ على من قاتل عليّاً - رضي الله عنه -. انظر مجموع الفتاوى" 25/301.(3/1108)
البَصْرِيَّ يَطْعَنُ علَى أَيُّوبِ السِّخْتِيَانِيِّ وابنِ عَوْنٍ، فَلاَ تَشُكُّ أَنَّهُ قَدَرِيٌّ (1)
، وإِذَا رَأَيْتَ الْخُرَاسَانِيَّ يَطْعَنُ عَلَى عَبْدِ اللهِ بنِ المبارك، فَلاَ تَشُكُّ أَنَّهُ مُرْجِئي (2) ، وَاعْلَمْ أَنَّ هَذِهِ الطَّوَائِفَ كُلَّهَا مُجْمِعَةٌ عَلَى بُغْضِ أَحْمد بن حنبل، ِلأَنَّ مَا مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلاَّ وَفِي قَلْبِهِ سَهْمٌ، لاَ بُرْءَ لَهُ مِنْهُ)) (3) .
1028 - أخبرنا محمد، أخبرنا أبو الحسين بن جُمَيْع، قال: قال لنا أبو محمد أحمد ابن محمد بن الحَجَّاجُ، ذكَرَ لِي بعْضُ الشُّيُوخِ عَنِ الْفَتْحِ
_________
(1) القدري: من نسبة إلى بدعة القدر، والقدرية على ضربين: الجبرية الجهمية، -الذين أثبتوا قدر الله تعالى وغلوا في إثباته حتى سلبوا العبد اختياره وقدرته، وقالوا: ليس للعبد اختيار ولا قدرة في ما يفعله أو يتركه.
والقدرية المعتزلة: -الذين- أثبتوا للعبد اختيارا وقدرة في عمله وغلوا في ذلك حتى نفوا أن يكون لِلَّه تعالى في عمل العبد مشيئة أو خلق، ونفى غلا تهم علم الله به قبل وقوعه. وهذا هو المقصود هنا والله أعلم. انظر القول المفيد على كتاب التوحيد لمحمد بن صالح العثيمين2/397.
(2) المرجئ: نسبة إلى بدعة الإرجاء، وله تعريفات عدة: منها إرجاء العمل عن درجة الإيمان وجعله في منزلة ثانية بالنسبة للايمان، لا أنه جزء منه وأن الايمان يتناول الأعمال. على المجاز بينهما هو حقيقة في مجرد التصديق كما أنه قد يطلق على أولئك الذين كانوا يقولون لا تضرّ مع الإيمان معصية كما لا تنفع مع الكفر طاعة.
وقيل الإرجاء يراد به تأخير حكم صاحب الكبيرة إلى يوم القيامة فلا يقضى عليه في الدنيا بحكم ما.
وقيل ربط الإرجاء بما جرى في الشأن علي - رضي الله عنه - من تأخيره في المفاضلة بين الصحابة إلى الدرجة الرابعة، أو إرجاء أمره هو وعثمان إلى الله ولا يشهدون عليهما بإيمان ولا كفر. قلت هذا هو المراد هنا. انظر فرق معاصرة تنتسب إلى الإسلام وبيان موقف الإسلام منها 2/746.
(3) في إسناده أبو بكر بن أبي الخصيب لم أجد فيه جرحا ولا تعديلاً.
أخرجه ابن مفلح في المقصد الأرشد في ذكر أصحاب إمام أحمد: 2/70 بدون إسناد. دون قوله: ((وإذا رأيت البصري يطعن على أيوب السختياني وابن عون فلا تشك أنه قدري)) . وفيه: ((إلا في قلبه شيء)) بدل ((سهم)) .
وقال قتيبة: خير أهل زماننا ابن المبارك، ثم هذا الشاب، يعني: أحمد بن حنبل، وإذا رأيت رجلا يحب أحمد، فاعلم أنه صاحب سنة. انظر سير أعلام النبلاء: 11/195.
وسبب بغضهم لهؤلاء هو أنهم كانو رؤساء أهل السنة المحمدية، وقد حذروا الناس منهم وأغلظوا القول فيهم، ومعروف أن كل صاحب بدعة مبغض لحديث رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - المخالف لبدعته، ومعرض عنه، فكيف هو بالمتمسك به والداعي إليه. فجزاهم الله عنا وعن الإسلام كلَّ خير.(3/1109)
بنِ شَحْرَف، قال: ((كُنْتُ جَالِساً عِنْدَ بِشْرٍ (1) إِذْ جَاءَهُ رجُلٌ فَسَأَلَهُ عَنْ مَسْأَلَةٍ، فَأَطْرَقَ مَلِيًّا، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، ثُمَّ أَطْرَقَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، ثُمَّ قالَ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي أَخَافُ أَنْ أَتَكَلَّمَ، اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي أَخَافُ أَنْ أَسْكُتَ، اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي أَخَافُ أَنْ تَأْخُذَنِي فِيمَا بَيْنَ السُّكُوتِ وَاْلكَلاَمِ، قالَ: وَجاءَ فتى فَسَأَلَ بِشْراً عَنْ مَسْأَلَةٍ فِي الْوَرَعِ، فَقَالَ لهُ: يَا فَتًى، إِنَّهُ مَنْ نَقِرَ (2) جَاعَ وَعَرِيَ؟ قال: فقال الفَتَى: يَا أبَا نَصْرِ، جَاعَ وَعَرِيَ [ل217/ب] يَكُونُ مَاذا؟، قال: فَأَوْمَى بِشْرٌ إِلَى اْلأَرْضِ، فأَخَذَ تِبْنَةً (3) ، ثُمَّ قالَ لهُ: يا فَتى، َلأَنْ يَلْقَى اللهَ تَعَالَى الْعَبْدُ وَفِي قَلْبِهِ مِنَ الْوَرَعِ بِوَزْنِ هَذِهِ أفْضَلُ لَهُ مِنْ أَنْ يَلْقَاهُ بِأَعْمَالِ أَهْلِ الأَرْضِ، النَّوَافِلِ وَليْسَ مَعَهُ وَرَعٌ)) (4) .
_________
(1) بشر: هو ابن الحارث.
(2) نقر: وفلان صار نقيراً، أي صار فقيرا، انظر المنجد في اللغة والأعلام: 0/830.
(3) تبنة: التِّبن: عصيفة الزرع من البر ونحوه، واحدته تبنة. لسان العرب: 13/71.
(4) في إسناده أبو محمد أحمد بن محمد بن الحجاج، ذكره ابن جميع ضمن شيوخه ولم يذكره بجرح ولا تعديل.
ذكره ابن الجوزي في صفة الصفوة: 0/330. مختصرا بدون إسناد.(3/1110)
1029 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ البَزَّاز، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بن أحمد ابن فِرَاس بِمَكَّةَ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ سَهْلٍ، حَدَّثَنَا شُعيب بْنُ يَحْيَى (1) ، حَدَّثَنَا حُيَيُّ بْنُ أَيُّوبَ (2) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ (3) ، عَنْ مُجَمِّعِ بْنِ كَعْبٍ (4) ، عَنْ مَسْلَمَة بْنِ مَخْلَد: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: ((اعْرُوا النِّسَاءَ يَلْزَمْنَ الْحِجَالَ)) (5)
_________
(1) شعيب بن يحيى: بن السائب التجيبي المصري، قال أبو حاتم: هو شيخ ليس بالمعروف. وقال بن حبان مستقيم الحديث. وقال أبو سعيد ابن يونس: كان رجلا صالحا. ووثقه الذهبي. وقال ابن حجر: صدوق عابد. الجرح والتعديل: 4/353. الثقات: 8/309، الكاشف: 1/488، تهذيب التهذيب: 12/537، التقريب: 1/267.
(2) في الخطية: (يحيى بن أيوب) ، والتصحيح من كتب التخريج، وحيي بن أيوب: لم أقف له على ترجمة.
(3) عمرو بن الحارث: الأنصاري المصري.
(4) مجمّع بن كعب: قال أبو حاتم: مجمع لم يدرك مسلمة. وذكره ابن حبان في الثقات. الجرح والتعديل: 8/296، المراسيل لابن أبي حاتم: 1/217، الثقات: 5/438، جامع التحصيل: 0/274.
(5) حديث ضعيف: في إسناده إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ فِرَاسٍ، وحيي بن أيوب لم أقف على ترجمتهما، وبكر بن سهل قد ضُعّف من أجل هذا الحديث، وفيه انقطاع أيضا فمجمّع مع كونه لم يوثقه غير ابن حبان لم يدرك مسلمة.
أخرجه الطبراني في معجم الكبير: 19/438 رقم ((1063)) وفي معجم الأوسط: 3/256 رقم ((3073)) والقضاعي في مسند الشهاب: 1/440 رقم ((689)) والخطيب في تاريخه: 9/367، و12/319، و13/521، وابن الجوزي في الموضوعات: 2/282، كلهم من طريق بكر بن سهل الدمياطي به.
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 5/138: ((رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه مجمع بن كعب ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات)) .
وقال ابن الجوزي: لا يصح. وفي إسناده شعيب بن يحيى، ليس بمعروف كما قال أبو حاتم الرازي. وقال إبراهيم الحربي: ليس لهذا الحديث أصل.
وتعقّبهم ابن عراق في تنزيه الشريعة: 2/212: بأن شعيبا عرفه غير أبي حاتم، وهو التجيبي. قال ابن يونس: عابد صالح. وقال الذهبي: مصري صدوق أخرج له النسائي فحديثه حسن. وقال-أعني ابن عراق- لكن رأيت الحافظ الهيثمي في المجمع أعل الحديث بمجمّع بن كعب وقال لا أعرفه وبقية رجاله ثقات. فدخل شعيب في الثقات، وبقي النظر في حال مجمّع فليحرر والله تعالى أعلم.
قلت: لم أجد تعقب السيوطي على ابن الجوزي عند ذكره لهذا الحديث، وإنما قال بما قال به ابن الجوزي بعدما ذكر هذا الحديث، فقال: شعيب ليس بمعروف، وقال إبراهيم الحربي ليس لهذا الحديث أصل. فكأنه يوافقه، انظر اللالئ المصنوعة: 2/281.
ووجدت المناوي يؤيد هذا في فيض القديد: 1/560 قائلا: وتبعه على ذلك المؤلف - يعني السيوطي- في الموضوعات أي تلخيص الموضوعات. ثم أشار إلى أن ابن حجر تعقبه بقوله: ((إن ابن عساكر خرّجه من وجه آخر في أماليه وحسنه. وقال: بكر بن سهل وإن ضعفه جمع، لكنه لم ينفرد به كما ادعاه ابن الجوزي، فالحديث إلى الحسن أقرب. أياًّ ما كان فلا اتجاه لحكم ابن الجوزي عليه بالوضع.
قلت: إن هذا الكلام الذي قاله الحافظ ابن حجر إنما قاله في إسناد حديث أنس بن مالك مرفوعا: ((إذا بلغ الرجل المسلم أربعين سنة أمّنه الله من أنواع البلايا ... )) . وفيه بكر بن سهل الدمياطي هذا في ذلك الإسناد، وليس في صدد الكلام على هذا الحديث الذي معنا، والذي ضعّفه ضعفه مسلمة بن قاسم من أجله. انظر لسان الميزان: 2/51، القول المسدد: 0/23.
وأخرجه ابن جميع في نعجم الشيوخ: 0/105 من طريق بكر بن سهل به. وفيه ((مجمّع بن خارجة)) بدل ((مجمّع بن كعب)) .، ومجمع بن خارجة لم أقف له على ترجمة، ولعل هذا خطأ من الناسخ.
ومن شواهد هذا الحديث: 1- ما أخرجه الطبراني في معجم الأوسط كما في مجمع البحرين في زوائد المعجمين: 8/172 رقم ((4257)) من طريق موسى بن زياد، وابن عدي في الكامل: 1/307 من طريق الحسن بن سفيان، كلاهما عن زكرياء بن يحيى الخزاز، عن إسماعيل بن عباد، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عن قتادى، عن أسن مرفوعا. ولفظه: ((استعينوا على النساء بالعُرْي)) .
قال ابن عدي: هذا الحديث بهذا الإسناد منكر، ولا يرويه عن سعيد غير إسماعيل هذ، ولإسماعيل عن سعيد غير ما ذكرت من الحديث، بما ينفرد به عنه، وإسماعيل ليس بذلك المعروف.
قلت: قد تركه الدارقطني في الضعفاء والمتروكون: 0/137. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: 5/138: ((رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه موسى بن زكرياء وهو ضعيف.
2- وما أخرجه ابن عدي في الكامل: 4/1639 ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات: 2/282 عن محمد بن داود بن دينار، عن أحمد بن يونس، عن سعدان بن عبدة القدّاحي، عن عبيد الله العتكي، عن أنس مرفوعا. بلفظ ((أجيعوا النساء جوعا غير مضر وأعروهن عريا غير مبرح، لأنهن إذا سمن واكتسين فليس شيء أحب إليهن من الخروج ... )) .
قال ابن عدي: وهذه الأحاديث مناكير كلها، وسعدان بن عبدة القدّاحي غير معروف، وأحمد بن إسحاق بن يونس أيضا لا يعرف، وشيخنا محمد بن داود بن دينار كان يكذب.
قلت وبهذا يتبين أن الحديث فعلا لا أصل له كما قال: إبراهيم الحرب وتبعه على ذلك ابن الجوزي والسيوطي.
الحجال: قال المناوي في فيض القدير 1/559: ((أي قع بيوتهن، وهو بمهملة وجيم ككتاب جمع حجلة، بيت كالقبّة يستر بالثياب له أزرار كبار، يعني: إن فعلتم ذلك بهن لا تعجبن أنفسهن فيطلبن البروز بل يخترن عليه المكث في داخل البيوت ... )) .(3/1111)
1030 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ، حدثني أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد(3/1112)
بْنُ علي ابن المُبَرِّد (1) الرَّحْبِيُّ، حدثنا أبو عبد الله أحمد بن عَطَاء بن أحمد قال: قال ذو النُّون: ((خرَجْتُ الْحِجَازَ عَلَى الوِحْدةِ فَرَأَيْتُ سَوَاداً فِي الْبَرِيَّةِ، فَقَصَدْتُ نَحْوَهُ، فَإذاَ أنا بِعَجُوزٍ سَوْدَاء، فَسَلَّمْتُ عَليها، وَقُلْتُ لَها: مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتِ؟ فَقَالتْ: مِنْ وَطَنِي، فَقُلْتُ: وَإِلَى أَيْنَ؟ فَقَالَتْ: إِلَى سَكَنِي، فَقُلْتُ لَهَا: بِلاَ زَادٍ، فَقَالَتْ: لمَاَّ اسْتَرْكَدْنَا إِلَيْهِ، زَوَّدَنَا صِدْقَ التَّوَكُّلِ عَلَيهِ، قُلْتُ: وَلاَ مَاء؟، قالَتْ: إِنَّمَا يَحْمِلُ الْمَاءَ مَنْ يَخَافُ الظَّمَأَ)) (2) .
_________
(1) كذا في الخطية (المبرد) ، ولعل الصواب (المبارك) كما ورد في رواية رقم (963) و (1008) ، و (1308) .
(2) في إسناده أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد الرحبي لم أقف على ترجمته.
في آخر هذه القصة ما يخالف التوكل على الله شرعا، إذ ليس من التوكل ترك الأخذ بالأسباب.(3/1113)
1031 - سمعت أبا عبد الله، قال: حكى لي بعض شيوخنا، عن سَرِيِّ السَّقَطِيِّ، أنه قال: ((مَنْ عَرَفَ اللهَ عَاشَ، وَمَنْ عَرَفَ الدُّنْيَا طَاشَ، وَاْلأَحْمَقُ يَغْدُوا وَيَرُوحُ فِي لاَش، [ل218/أ] والعَاقِلُ بِخَوَا طِرِ نَفْسِهِ فَتَّاش)) (1) .
1032 - سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: سألتُ عَبْدَ الْغَنِيِّ بْنَ سَعِيدٍ الْحَافِظَ عَنْ قولِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((لاَ يَمْنَعَنَّ أَحَدُكُمْ جَارَهُ أَنْ يَضَعَ خَشَبَةً فِي جِدَارِهِ)) (2) ، أَهُوَ عَلَى الْجَمْعِ أَمْ عَلَى التَّوْحِيدِ؟ فَقَالَ: النَّاسُ كُلُّهُمْ يَقُولُونَهُ عَلَى الْجَمْعِ، إِلاَّ مَا كَانَ مِنْ أَبِي جَعْفَرِ الطَّحَاوِيِّ، فَإِنَّهُ يَقُولُهُ
_________
(1) في إسناده راوٍٍ مجهول.
لم أجد هذا الأثر عن سري السقطي، ولكنه مروي عن ذي النون.
أخرجه البيهقي في شعب لإيمان: 4/163 رقم ((4670)) مطولا. و7/419 رقم ((10820)) مختصرا، من طريقين عن الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ عثمان الحناط قال: سمعت ذا النون المصري يقول: تجوع وتخل ترى العجب، من أحب الله عاش، ومن مال إلى غيره طاش، والأحمق يغدو ويروح في لاشيء، والعاقل عن خواطر نفسه فتاش.
وفيه سعيد بن عثمان الحناط، ذكره الخطيب دون جرح ولا تعديل في تاريخه: 9/99، والحسن بن محمد بن إسحاق، قال فيه عبد العزيز بن علي الآزجي، كان من أهل القرآن والخير وصحيح السماع وأثنى عليه ثناءً كثيرا. تاريخ بغداد: 7/422.
(2) لم أقف على هذا الأثر عن عبد الغني بن سعيد الأسدي، ولا عن أبي جعفر الطحاوي، ولكن الحديث صحيح مخرج في الصحيحين.
أخرجه البخاري في المظالم: باب لا يمنع جار جاره أن يغرز خشبة في جداره 5/110 رقم ((2463)) ومسلم في المساقاة: باب غرز الخشب في جدار الجار 3/1230 رقم ((1609)) من طرق عن الزهري عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مرفوعا بلفظ: ((لا يمنع جار جاره أن يغرز خشبة في جداره. ثم يقول أبو هريرة: مالي أراكم عنها معرضين؟، والله لأرمينّ بها على أكتافكم))(3/1114)
عَلَى التَّوْحِيدِ خَشَبَةً.
1033 - أنشدنا محمد، أنشدنا أبو محمد عبد الرحمن بن بن عمر التُّجِيبِيُّ المُعَدَّلُ، أنشدنا أبو هريرةَ أحمد بن عبد الله بن أبي العِصَام العَدَوِيُّ لنفسه:
ذَهَبَ الدَّهْرُ وَانْقَرَضْ بِاصْطِبَارٍ عَلَى مَضَضْ
وَزَمَاٍن مُسَاعِدٍ لِبَنِي الْخُبْثِ وَالْحِيَضْ
وَالْهُرَيْرِيُّ فِي اعْتِزَا لٍ عَنِ التِّبْرِ وَالْفِضَضْ (1)
شَاعِرٌ جَيِّدُ الْقَرِيـ ـضِ وَرَأْسٌ إِذَا قَرَضْ
غَيْرَ أَنَّ الزَّمَانَ يُقْـ ـعِدُهُ كُلَّمَا نَهَضْ (2) .
1034 - أنشدنا محمد، أنشدني أبو الفَتْحِ بن مُطَرِّف لِنَفْسِهِ في قَصِيدَةٍ أَوَّلُها:
عَلَيَّ بِعَاقِبَةِ اْلأَيَّامِ تَكْفِينِي وَمَا قَضَى اللهُ لاَ شَكَّ يَأْتِينِي (3) .
ثُمَّ قاَلَ بَعْدَ أَبْيَاتٍ:
_________
(1) االتِّبر: الذهب كلُّه، وقيل هو من الذهب والفضّة وجميع جواهر الأرض. لسان العرب: 4/88، والفضض: جمع فضة، وهي الجواهر المعروفة: لسان العرب: 7/208.
وفي مجموع غرائب الحديث لأبي منصور محمد بن عبد الجبار السمعاني: ص118-119، التّبر: قطع الذهب قبل أن يضرب دنانير، والقطعة منه تبرةٌ.
(2) في إسناده أبو هريرة أحمد بن عبد الله العدوي لم أقف على ترجمته.
(3) كذا في الأصل.(3/1115)
وَلاَ خِلاَفَ بِأَنَّ النَّاسَ مُذْ خُلِقُوا فِيمَا يَرُومُونَ مَنْكُوسُ (1) الْقَوَانِينِ [ل218/ب]
أَيُنْفَقُ الْعُمْرُ فِي الدُّنْيَا مُجَازَفَةً وَالْمَالُ يُنْفَقُ فِيهَا بِالْموَازِينِ (2) .
1035 - سمعت أبا عبد الله يقول: سمعت أبا عبد الله الحسين بن علي الصَّيْرَفِيَّ البَغْداديَّ يقول: سمعت أبي (3) يقول: سمعت هارون بنَ يوسف بن أخي (4) مِقْرَاض يقولُ: سمعتُ محمَّد بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ يقول: ((خَرَجَ عَلَيْنَا سُفْيَانُ بن عُيَيْنَةَ وَنَحْنُ عرون (5) فقال: يا أَصْحَابَ الْحَدِيث، ترككم الحديث حديثًا)) (6) .
1036 - أنشدنا محمد، أنشدنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن عبيد الله الرُّوَيْج لبعضهم:
وَلَوْ كُنْتُ أَدْرِي أَنَّ مَا كَانَ كَائِنٌ هَجَرْتُكِ أَيَّامَ الفُؤَاد سَلِيمُ
وَلَكِنْ حَسِبْتُ الْهَجْرَ شَيْئاً أُطِيقُهُ فَمَا كَانَ لِي فِيمَا حَسِبْتُ غَرِيمُ (7) .
_________
(1) كذا في الخطية.
(2) في إسناده أبو الفتح بن مطرف لم أقف على ترجمته.
(3) أبوه: عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ لُؤْلُؤٍ أبو الحسن.
(4) كذا في الخطية وفي رواية رقم (612) بدون (أخي) وكذا في كتب التراجم، ولعلّ (أخي) في هذه الرواية زائدة.
(5) كذا في الخطية عرون: ولعل الصواب ((عارون)) : يعني ليس معهم شيء، لا محبرة ولا قلم، ولا ما يكتب عليه، أو (غازون) .
(6) في إسناده أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ علي الصيرفي لم أقف على ترجمته.
(7) في إسناده أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن عبيد الله الرويج، لم أقف على ترجمته.(3/1116)
1037 - أخبرنا أبو الفتح عبد الكريم بن محمد بن أحمد بن القاسم المُحَامِلي (1) ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان، حدثنا أبو حفص عمر بن محمد بن عمر المعروف بالحَسَّابِ الضَّرِيرِ، قال: سمعت أبا بكر عبد الله بن سليمان بن الأَشْعَث يقول: سمعت علي ابن المُوَفَّق (2)
يقول: قُمْتُ فِي لَيْلَةٍ بَارِدَةٍ فَتَوَضَّأْتُ بِمَاءٍ بَارِدٍ، وَتَوَجَّهْتُ إِلَى الْقِبْلَةِ فَصَلَّيْتُ، فَقَرَأْتُ أَلْفَ مَرَّةٍ {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} ، فَلَمَّا فَرَغْتُ مِنْ صَلاَتِي حَمَلَتْنِي عَيْنِي، فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ: القُرْآنُ كَلاَمُ اللهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ؟، فَسَكَتَ، فَقُلْتُ: الْقَدَرُ خَيْرُهُ وَشَرُّهُ [ل219/أ] حُلْوُهُ وَمُرُّهُ؟، فَسَكَتَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ: اْلإِيْمَانُ قَوْلٌ وَعَمَلٌ يَزِيدُ بِالطَّاعَةِ وَيَنْقُصُ بالْمَعْصِيَةِ؟، فَسَكَتَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ: خَيْرُ النَّاسِ بَعْدَكَ أَبو بَكْر؟، فَسَكَتَ، ثُمَّ قُلْتُ: عُمَرَ بَعْدَ أَبِي بَكْر؟، فَسَكَتَ، ثُمَّ أَرَدْتُ أَنْ أَقُولَ عُثْمَانَ فَاسْتَحْيَيْتُ مِنْهُ - صلى الله عليه وسلم -، فَقُلْتُ: عَلِيّ بَعْدَ عُمَر؟ َ، فقال لي: ثُمّ عُثْمَان، ثُمَّ علي - رضي الله عنهم - أجمعين، وَجَعَلَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يُكَرِّرُهَا، ثُمَّ عُثْمَان، ثُمَّ عَلِيّ، قالَ: ثُمَّ أَخَذَ بِعَضُدِي، فقَالَ لِي: يَا عَلِيَّ بْنَ
_________
(1) أبو الفتح عبد الكريم بن محمد بن أحمد بن القاسم المحاملي: وثقه الخطيب. مات سنة ثمان وأربعين وأربعمائة. تاريخ بغداد: 11/81.
(2) علي بن الموفق: العابد، قال الخطيب: هو عزيز الحديث، وكان ثقة. تاريخ بغداد: 12/110..(3/1117)
الْمُوَفَّق، هَذِهِ سُنَّتِي، فَاسْتَيْقَظْتُ)) (1) .
آخره والحمد لله رب العالمين وصلى الله على
محمد نبيه وآله وسلم تسليما.
بلغت عرضا بأصل معارض بأصل سماعنا من أبي
طالب ابن حديد. ولله الحمد والمنة.
في الأصل ما مثاله: -
بلغ السماع لجميعه على الشيخ الأجل الإمام العالم الحافظ شيخ الإسلام، أوحد الأنام، فخر الأئمة، مفتي الأمة، سيف السنة، أبي طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السِّلفي الأصبهاني، بقراءة الفقيه تاج الدين أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن محمد المسعودي صاحبُهُ القاضي الفقيه المَكِين، الأشرف الأمين، جمال الدِّين، خاصة أمير المؤمنين، أبو طالب أحمد بن القاضي المَكين الأشرف الأمين جمال أبي الفضل عبد الله بن القاضي المكين أبي علي الحسين بن حديد، وصَفِيّ الدولة [ل 219/ب] أبو الحسن جوهر بن عبد الله الأستاذ فتاه، وأبو الرِّضا أحمد بن طارق ابن سنان القرشي البغدادي، وأبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن أحمد الفيروزابادي، ومحمد ابن محمد بن محمد البَلْخي الصُّوفي، وأبو بكر محمد بن الحسن ابن نصر الخِلاطي، وأبو عمرو عثمان ابن محمد بن أبي بكر الإسفرايني، وإسماعيل بن عبد
_________
(1) لم أقف عل هذا الأثر، ولكن رجال إسناده ثقات إلا أبو حفص الحسّاب، ولم أقف على ترجمته.(3/1118)
المولى بن عيسى الهاشمي، وأبو محمد عبد العزيز بن عيس بن عبد الواحد بن سليمان الأندلسي الشافعي، وولدُه أبو القاسم عيسى، وإسماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد الأنصاري، - مثبت السماع وهذا خطّه- وآخرون في عشية يَوْمِ الْجُمُعَةِ، مُنْتَصَفِ شَوَّالٍ مِنْ سنة سبع وستين وخمسمائة بثغر الإسكندرية حماه الله تعالى، والحمد لله حق حمده.
هذا المكتوب صحيح كما قد كتب، قرئ علي من الأصل الذي قد نسخ منه هذا الفرع، وكتب أحمد بن محمد الأصبهاني.
وفي الأصل ما مثاله: -
بلغ السماع لجميع هذا الجزء على القاضي الجليل الإمام العالم المَكين ولي أمير المؤمنين أبي طالب أحمد بن القاضي المَكين أبي الفضل عبد الله بن القاضي المكين أبي علي الحسين ابن حديد، أدام الله سعدَه، بقراءة الفقيه الإمام [ل220/أ] العالم، زكي الدين أبي محمد عبد العظيم بن عبد القوي المنذري الفقهاء السادة القضاة، نفعهم الله في الدنيا والآخرة وهم: القاضي الفقيه، الإمام العالم، الصدر الكامل، نجيب الدِّين أبو علي الحسن، والقاضي الفقيه الإمام العالم الأمين، عماد الدين أبو البركات عبد الله ابنا الشيخ الفقيه الإمام العالم الأمين، نبيه الدِّين، مفتي المسلمين، أبي محمد عبد الوهاب بن الإمام، العالم الزاهد أبي الطاهر إسماعيل ابن عوف، وأخوهما القاضي الفقيه الإمام العالم الزاهد، رشيد الدِّين أبو الفضل عبد(3/1119)
العزيز، وولدُه أبو بكر محمد الزُّهريُّون، والقاضي علم الدين أبو محمد عبد الحق بن القاضي أبي الحرم مكي ابن صالح القرشي، والفقيه الإمام عز الدين أبو البركات عبد الحميد بن شيخ الإمام العالم الصدر الكامل، أبي علي الحسين بن عتيق بن الحسين بن عتيق الرَّبعي، والقاضي الجليل الفاضل، جمال الدِّين الأسعد أبو القاسم عبد الرحمن بن مقرِّب بن عبد الكريم التُّجيبي، والنفيس أبو الطاهر إسماعيل بن الفقيه أبي طالب أحمد بن عبد المولى الأنصاري، ويحيى بن علي بن عبد الله بن علي بن مفرج القرشي، - وهذا خطُّه- وصح وثبت في الثالث من ربيع الأول من سنة عشر وستّمائة، بظاهر ثغر الإسكندية، حرسه الله تعالى،
الحمد لله وحده، وصلواته على سيدنا محمد وآله وسلّم تسليما [ل220/ب] .(3/1120)
الجزء الرابع عشر
من انتخاب الشيخ الفقيه الإمام العالم صدر الإسلام أوحد الأَنام
فخر الأئمة سيف السنة مقتدى الفرق ناصر الحديث بقية السلف
أبي طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي الأصبهاني
رضي الله عنه
من أصول الكتب الشيخ
أبي الحسين المبارك بن عبد الجبار الطيوري
[ل223/بِ](3/1122)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وَصَلَّى اللهُ عَلَى محمَّدٍ وَآلِهِ
1038 - أَخْبَرَنا القاضِي الفقيهُ المَكينُ الأَشرَفُ الأَمينُ جَمالُ الدِّينِ أبو طَالِبِ أحمدُ
ابنُ القاضي المَكينِ أَبي الفَضلِ عبدِ اللهِ بنِ القاضي المَكينِ أَبي عَلِيّ الحُسَينِ بنِ حديدٍ بِظاهِرِ ثَغرِ الإِسكَندَرِيةِ حَماه اللهُ تعالى قِراءةً عليه وأنا أَسمَعُ في الثّالِثِ مِن شَهرِ رَبِيعِ الأَوّلِ سَنةَ عَشرِ وسِتِمائةٍ، قال: أخبرنا الشّيخُ الفَقِيهُ الإمامُ العالِمُ الحافظُ شَيخُ الإِسلامِ أَوحَدُ الأنامِ فَخرُ الأئمَّةِ سَيفُ السُّنةِ مُقتَدى الفِرَقِ بَقيَّةُ السَّلَفِ أَبو طاهِرِ أَحمدُ بنُ محمّدِ بنِ أَحمدَ السِّلَفِيُّ الأَصْبَهانِيُّ رضِيَ اللهُ عنه قِراءةً عليه وأنا أَسمَعُ في شَوّالٍ مِن سنةِ سَبعٍ وسِتِينَ وخَمسِمائةٍ، أخبرنا الشَّيخُ أبو الحُسَينِ المُبارَكُ بنُ عبدِ الجَبّارِ بِانتِخابِي عليه مِن أصولِ كُتُبِه، حدَّثنا أَبُو عبدِ اللهِ محمّدِ
ابنُ علِيٍّ بنِ عبدِ اللهِ الصوري الحافظُ إِملاءً مِن لَفظِه، أَخْبَرَنَا أَبُو العَبّاسِ أحمَدُ بنُ الحُسَينِ
نففا بنِ جَعفَرَ بنِ هارونَ بن العَطّارِ (1) ، أخبرنا أبو العَبّاس أحمَدُ بنُ الحَسنِ بنِ إسحاقَ بنِ عُتبَةَ
_________
(1) ترجم الذهبي في تاريخ الإسلام (وفيات سنة 412هـ) وورد فيه (أبو الحسن بدل أبو العباس) وقال: سمع أحمد بن الحسن بن عتبة الرازي وغيره، وقال الحبال: توفي في حادي عشر شعبان، وولد في سنة سبع وثلاثين في رمضانها، وما أقدّم عليه من شيوخي أحداً في الثقة وجميع الخصال التي اجتمعت فيه، وفيات قوم من المصريين ونفر سواهم (ص374) .(3/1123)
الرَّازيّ (1) ، حدَّثنا محمَّدُ بنُ حمَادِ بنِ يَزيدَ الجُمَحيّ (2) ، حدَّثنا خالدُ بنُ يَزيدَ العمري (3)
، قال: سمعت مالك بن أنس، قال: كانَ يونسُ بنُ يوسفَ مِن العُبّادِ، وأنَّه خرجَ إلى المسجِدِ ذاتَ يومٍ فَلَقِيَتْه امرأةٌ فوقَعَ في نَفْسِه مِنها شيءٌ، فقالَ: ((اللهمَّ إنَّكَ جَعَلْتَ لي بَصَري [ل224/أ] نِعْمةً وقدْ خَشِيتُ أن تكونَ عَليّ نِقْمَةً، فاقبِضْه إليكَ، فَعَمِيَ، فكان يَروحُ إلى المسجِدِ يَقودُه ابنُ أخٍ له، فإذا اسْتَقْبلَ به الأسْطُوانةَ اشْتَغَل الصَّبيُ يَلعَبُ مع الصِّبْيانِ، فإِنْ نابَتْه حاجَةٌ حَصَبَه، فأَقْبَلَ إليه، فبَيْنَا هو ذاتَ يومٍ ضَحْوَةً في المسجِدِ، إذ أَحَسَّ في بَطنِه بشيءٍ، فَحَصَبَ الصَّبيَّ، فشُغِلَ باللَّعِبِ مع الصِّبْيانِ حتى خافَ على نفْسِه فقال: أللَّهمَّ إنَّك كُنْت جعلْتَ في بَصَري نِعْمَةً فخَشِيتُ أن
_________
(1) ورد عند الذهبي أحمد بن الحسن بن بندار بن إبراهيم أبو العباس الرازي المحدث، قال رحل في الحديث، وكان يحسن هذا الشأن. تاريخ الإسلام وفيات 409، وسير أعلام النبلاء 17/299، ولم يتبيّن لي أهو هذا أم غيره.
(2) محمد بن حماد بن يزيد الجمحي: لم أجده بهذه النسبة: ولعله محمد بن حماد الطهراني بكسر المهملة سكون الهاء، وثقه الأئمة، وقال عبد الحق: لا يحتج به. وقال ابن حجر: ثقة حافظ لم يصب من ضعّفه. الجرح والتعديل: 7/240، الثقات: 9/129، تهذيب الكمال: 25/89، التقريب: 1/475.
(3) خالد بن يزيد العمري: المكي أبو الوليد وقيل أبو الهيثم، كذّبه ابن معين وأبو حاتم، وتركه أبو زرعة. وقال
ابن عدي: عامة ما يرويه مناكير. وقال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الأثبات. ورماه الذهبي بالوضع. الجرح والتعديل: 3/360، المجروحين: 1/284، ميزان الاعتدال: 1/646، لسان الميزان: 2/289، الكشف الحثيث:
0/108.(3/1124)
تكونَ عَلَي نِقْمَة، وقدْ خَشِيتُ الفَضيحةَ، فانصرَفَ إلى مَنْزِلِه صحيح يَمشي، قال مالكٌ: فرَأيتُه أَعْمى ورَأيْتُه صحيحًا)) (1) .
1039 - أخبرنا محمَّدٌ، أخبرنا أبو حَفْصٍ عُمَرُ بنُ القاسِمِ بنِ الحَسَنِ بنِ الطّاهِرِ الأدمي الفَرَضي، أخبرنا بُكَيْرُ بنُ الحَسنِ الرَّاِزي، حدَّثَنا بَكرُ بنُ سَهْلِ، حدَّثَنا عبدُ اللهِ بنُ يوسفَ التِّنِّيسِيُّ، حدثني خَلَفُ بنُ عُمرَ (2) قال: كُنتُ عِندَ مالِكِ بنِ أَنَسٍ فَأتاهُ ابنُ أَبِي كَثيٍر قارِئِ المَدِينةِ فَناوَلَه رُقْعَةً، فنَظَرَ فيها مالِكٌ وجَعَلَها تحتَ مُصَلاَّه، فلَمّا قامَ مِن عِندِه ذَهَبْتُ أَقُومُ، فقالَ لي: اثْبُتْ يا خَلَفُ، فناوَلَني رُقْعَةً، فنَظَرْتُ فيها رَأيْتُ اللَّيْلَةَ في مَنامِي كَأنَّه يُقالُ لي: هَذا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ في المَسجِدِ، فَأتَيْتُ المَسجِدَ فَإِذا ناحِيةٌ مِنَ القَبْرِ قدِ انْفَرَجَتْ، وإِذا رسولُ اللهِ [ل224/ب]- صلى الله عليه وسلم - جالِسٌ والنَّاسُ يَقُولُونَ له: يا رسولَ اللهِ اعْطِنا، يا رسولَ اللهِ مُرْ لَنا، قال: فقالَ لَهُم: ((إِنِّي قدْ كَنَزْتُ ت
_________
(1) في إسناده خالد بن يزيد العمري متروك، وهو مروي من غير طريقه.
أخرجه ابن عبد البر في التمهيد: 24/120، من طريق عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم قال: حدثنا عاصم
ابن أبي بكر الزهري قال: سمعت مالك بن أنس يقول: فذكره.
وعبد الرحمن بن عبد الله ثقة كما في التقريب: 1/344، وعاصم بن أبي بكر الزهري ذكره ابن حجر في نزهة الألباب: 1/187، والرشيد العطار في مجرد أسماء رواة مالك: 0/127، كلاهما دون جرح ولا تعديل.
وذكره أيضا ابن الجوزي في صفة الصفوة: 2/134-135، والمزي في آخر ترجمة يونس ابن يوسف، في تهذيب الكمال: 32/561 عن مالك بن أنس بدون إسناد.
(2) خلف بن عمر: ذكره الرشيد العطار دون جرح ولا تعديل في مجرد أسماء الرواة عن مالك: 0/50.(3/1125)
حتَ المِنْبَرِ كَنْزًا وقدْ أَمَرْتُ مالِكًا أنْ يَقْسِمَه فِيكُم، فاذْهَبُوا إلى مالِكٍ)) ، فانْصَرَفَ النَّاسُ وبَعضُهُم يَقُولَُ لِبَعضٍ: ما تَرَوْنَ مالِكًا فاعِلاً؟، فقالَ بَعضُهُم نَفْذَ لِما أَمَرَه بِهِ رسولُ اللهِ، قال: فَرَقَّ مالِكٌ وبَكَى، قال: ثُمَّ خَرَجْتُ وتَرَكْتُه عَلى تِلْكَ الحَال)) ِ (1) .
1040 - قالَ عبدُ اللهِ بنُ يُوسفَ: قالَ أَبُو ضَمْرَةَ علِيُّ بنُ ضَمْرَةَ: قالَ أَبُو المُعافى ابنُ نافِعِ المَدَينِيِّ:
أَلاَ إِنَّ فَقْدَ الْعِلْمِ فِي فَقْدِ مالِكٍ
فَلاَ زالَ فِينا صالِحَ الحَالِ مالِكٌ
ويَهْدِي كَما تَهْدِي النُّجُومُ الشَّوابِكُ (2) ... يُقِيمُ طَرِيقَ الحَقِّ والحَقُّ واضِحٌ
وَلَوْلاَهُ لاَنْسَدَّتْ عَلَيْنا المَسَالِكُ ... فَلَوْلاَهُ ما قامَتْ حُقُوقٌ كَثِيرَةٌ
وَقَدْ لَزِمَ العِيَّ اللُّجوجُ (3) المُمَاحِكُ ... غَشَوْنا إليه نَبْتَغي فَضْلَ رَأْيِه
فَجاءَ بِرَأْيٍ مِثْلُهُ يَقْتَدِي بِه
كَنَظْمِ جُمانٍ زَيّنَتْه السَّبائِكُ (4)
_________
(1) في إسناده أبو حفص عمر بن القاسم الأدمي الفرضي، وبكير بن الحسن الرازي. لم أقف على ترجمتهما، وخلف
ابن عمر لم يوثِّقه أحد، وبكر بن سهل أطلق ضعفه النسائي، ولكن مسلة قيد ضعفه فقال: تكلم الناس فيه وضعفوه من أجل الحديث الذي حدث به عن سعيد بن كثير.
أخرجه المزي في تهذيب الكمال: 27/118، من طريق بكر بن سهل الدمياطي به.
وذكره أبو نعيم في حلية الأولياء: 6/317، والذهبي في سير أعلام النبلاء: 8/62، تعليقا على خلف بن عمر نحوه.
(2) الشوابك: من إذا اشتبكت النجوم، أي ظهرت جميعها. لسان العرب: 10/447.
(3) في الخطية: ((لحوح)) ، واللجوج: المتمادي في الخصومة. لسان العرب: 2/354، والمماحك: معناه قريب جداً من اللجوج. إذ هو: اللجوج العسر الخُلُق. المنجد في اللغة والأعلام: 0/749.
(4) في إسناده أبو ضمرة، وأبو المعافى بن نافع المدني لم أقف على ترجمتهما.
أخرجها المزي في تهذيب الكمال: 27/118، من طريق عبد الله بن يوسف به.
وذكرها ابن عبد البر في التمهيد: 1/84، بدون إسناد، وبدون البيتين الأخيرين.
ولكنه ورد في إسناد المزي ((أبو المعافى بن أبي رافع المديني)) بدل ((أبو المعافى بن نافع)) ، ولم أقف عليه أيضا.
وورد في البيت الثالث ((حدود)) بدل ((حقوق)) و ((لا اشتد)) بدل ((لا انسدت)) ، وورد في البيت الرابع أيضاً ((ضوء)) بدل ((فضل)) .(3/1126)
1041 - حدثنا محمَّدٌ، أخبرنا أَبُو المَيْمُونَ عَبدُ الرَّحْمنِ بنُ أَحمَدَ بنِ محمَّدِ المعدَّلِ،
أخبرنا حبشونُ بنُ مُوسى بنُ أَيُّوبَ الخَلالُ (1) ، حدَّثَنا حَفْصُ بنُ عُمَرَ أَبُو بَكْرِ السَّيارِي (2)
قالَ: سَمِعْتُ الأَصْمَعِيَ أَبا سَعيد يقُولُ: إذا سَمِعْتَه يقُولُ الاسْمُ غَيْرُ مُسَمَّى فَاحْكُمْ عَلَيهِ أوْ
[ل225/أ] فاشْهَدْ عَلَيْهِ بالزَّنْدَقَةِ (3) .
_________
(1) حبشون بن موسى بن أيوب الخلال: أبو نصر البغدادي، وثقه الخطيب. مات في شعبان سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة وله سبع وتسعون سنة. تاريخ بغداد: 8/289، العبر: 2/225، شذرات الذهب: 2/329.
(2) حفص بن عمر أبو بكر السياري: ذكره ابن حبان في الثقات، وقال هو من أهل البصرة. الثقات: 8/201.
(3) إسناده حسن. فيه حفص بن عمر أبو بكر السياري لم يوثّقه غير ابن حبان.
أخرجه اللالكائي في اعتقاد أهل السنة: 2/212 من طريق حبشون بن موسى، والحسن بن إدريس الغافلاني كلاهما عن حفص بن عمر السياري به.
وأخرجه البيهقي في الإعتقاد: 0/72، والذهبي في سير أعلام النبلاء: 10/30 من طريق سعيد بن أحمد اللخمي، حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: سمعت الشافعي يقول: إذا سمعت الرجل يقول: الاسم غير المسمى فاشهد عليه بالزندقة.
قلت: ذلك لأن هذا التعبير اشتهر عند من يزعم أن كلام الله مخلوق، فيقولون: أسماء الله غيره، وما كان غيره فهو مخلوق. وقد ذم السلف من كان هذا معتقده، وأغلظوا القول فيهم. وانظر ما ذكره اللالكائي من النصوص عن السلف في ذلك في كتابه اعتقاد أهل السنة: 2/212، وابن تيمية في مجموع الفتاوى: 6/185-21.(3/1127)
1042 -[ل ب/213] حدَّثَنا محمّدٌ، أَخْبَرَنَا أبُو عَبدِ اللهِ الحُسَيْنُ بنُ محمَّدِ بنِ أَبِي كامِلٍ، أخبرَنا خَيْثَمَةُ بنُ سُلَيْمانَ، حدَّثَنا أَحمَدُ بنُ محمَّدِ بنِ أَبِي الخَناجِرِ، حدَّثَنا بَشِيرُ بنُ زاذانَ (1) ، عنْ رِشْدِينِ بنِ سَعْدِ (2) ، عنْ أَبِي عَلْقَمَةَ (3) ، عنْ أَبِي هُرَيرَةَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: ((لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ رَحْمَةَ اللهِ لِلْمُسَافِرِ لأَصْبَحَ (4) النَّاسُ كُلُّهُمْ عَلى ظَهْرِ سَفَرٍ، إِنَّ اللهَ بِالمُسافِرِ لَرَحِيمٌ)) (5)
_________
(1) بشير بن زاذان: قال ابن معين: ليس بشيء. وقال أبو حاتم صالح الحديث. وقال ابن حبان: غلب الوهم على حديثه حتى بطل الاحتجاج به. وضعفه الدارقطني. واتهمه ابن الجوزي ووصفه بالتدليس. الضعفاء الكبير: 1/144، الجرح والتعديل: 2/274، المجروحين: 1/192، طبقات المدلسين: 0/52، لسان الميزان: 2/37، الكشف الحثيث: 0/77.
(2) رشدين بن سعد: بن نفلح المَهْري بفتح الميم وسكون الهاء أبو الحجاج المصري، قال ابن سعد: كان ضعيفا. قال ليس بشيء، وقال مرة: لا يكتب حديثه. وقال أحمد: ليس به بأس في حديثه الرقائق. وقال مرة ضعيف. وقال أبو حاتم: منكر الحديث، وفيه غفلة ويحدث بالمناكير عن الثقات، ضعيف الحديث. وتركه النسائي. وقال أبو زرعة وعمرو
ابن علي وابن حجر: ضعيف. الطبقات الكبرى: 7/517، الضعفاء والمتروكون: 0/42، الضعفاء الكبير: 2/66، الجرح والتعديل: 3/513، تهذيب الكمال: 9/191، التقريب: 1/209.
(3) أبو علقمة: الفارسي المصري مولى بني هاشم ويقال حليف الأنصار، ثقة وكان قاضي إفريقية من كبار الثالثة. التقريب: 1/659.
(4) في الخطية: ((أصبح)) من غير لام، والمثبت من كشف الخفاء.
(5) حديث ضعيف، إسناده ضعيف، فيه أحمد بن محمد بن أبي الخناجز لم أقف على ترجمته، وبشير بن زاذان ورشدين
ابن سعد كلاهما ضعيفان.
أخرجه الديلمي في المسند: ((الفردوس بمأثور الخطاب)) 3/353-354، وابن الأثير في النهاية في غريب الحديث:
4/98، والسخاوي في المقاصد الحسنة: 0/345، والعجلوني في الكشف الخفاء 2/206، كلهم بلا إسناد بلفظ: ((لو علم الناس رحمة الله عز وجل بالمسافر لأصبح الناس وهم سفر، إن المسافر على قلت)) . وفي رواية العجلوني قال: القلت: الهلاك.
وعزاه ابن حجر إلى السلفي في أخبار أبي العلاء المعرّي، قال: حدثنا الخليل بن عبد الجبار، حدثنا أبو العلاء أحمد
ابن عبد الله بن سليمان المعري، حدثنا أبو الفتح أحمد بن الحسن بن روح، حدثنا خيثمة بن سليمان، حدثنا أبو عتبة، حدثنا بشير بن زاذان الدارسي، عن أبي العلقمة به. ولفظه: ((لو علم الناس رحمة الله بالمسافر لأصبح الناس وهم على سفر، إن المسافر ورحله على قلت إلا ما وقى الله)) قال الخليل: والقلت: الهلاك.
قلت ولعل رشدين بن سعد سقط من الإسناد.
وقال ابن حجر: وكذا أسند أبو منصور الديلمي في مسند الفردوس من هذا الوجه من غير طريق المعري، وكذا ذكره أبو الفرج المعافى القاضي النهرواني في كتاب الجليس والأنيس له بعد أن ذكره مرفوعا عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - لكن لم يسق له إسناداً، انظر تلخيص الحبير: في كتاب الوديعة، 3/1091.
ولكن النووي قد أنكره في تهذيب الأسماء واللغات وقال: ليس هذا خبرا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - وإنما هو من كلام بعض السلف.
وذكره ابن قتيبة في غريب الحديث: 2/564، عن الأصمعي عن رجل من الأعراب قوله.
وقال السخاوي بعدما ذكر الحديث وطرقه في مقاصد الحسنة: 0/345، قال: وكلُّها ضعيفة.(3/1128)
1043 - حَدَّثَنَا محمَّدُ، حدَّثَنا أَبُو الحَسَنِ عُبَيْدُ اللهِ بنُ القاسِمِ بنِ عَلِيِّ بنِ القاسِمِ ابنِ زَيْدِ ابنِ إِسْماعيلَ الهَمَذانِيِّ، وأَبُو عَلِيِّ المُحْسِنُ بنُ جَعْفَرَ بنِ محمَّدِ البَزَّازُ قَالا: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ أَحمَدُ ابنُ عُبَيْدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عُبَيْدِ الصَفَّارُ، حدَّثَنا مُوسى بنُ عِيسى ابنِ المُنْذِرِ، حدَّثَنا محمَّدُ بنُ المُبارَك الصُوريُ، حدَّثَنا يَحْيى بنُ حَمْزَةَ، حدَّثَنا يَزِيدُ بنُ أَبِي مَرْيَمَ (1) ،
_________
(1) يزيد بن أبي مريم: يقال اسم أبيه ثابت، الأنصاري الشامي أبو عبد الله الدمشقي إمام الجامع. وثقه ابن معين ودحيم، وأبو حاتم، والعجلي. ذكره ابن حبان في الثقات وقال: لا يصح له من واثلة بن الأسقع ولا من غيره من الصحابة سماع. وقال الدارقطني: ليس بذاك. ووثقه الذهبي. وقال ابن حجر: لا بأس به. معرفة الثقات: 2/367، الجرح والتعديل: 9/291، الثقات: 5/536، تهذيب الكمال: 32/243، الكاشف: 2/289، التقريب: 1/605.(3/1129)
أَخْبَرَنِي عَبايَةُ بنُ رافِعٍ
ابنِ خَدِيجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْسٍ (1) ، أنَّ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ قالَ: ((مَا اغْبَرَتا قَدَمَا عَبْدٍ فِي سَبيلِ اللهِ فَتَمَسَّهُما النَّارُ أَبَدًا)) (2) .
أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ (3) : عنْ إِسْحاقَ، عنْ محمَّدِ بنِ المُبارَكِ.
1044 - أَنْشَدَنا محمَّدٌ، أَنْشَدَنِي أَبُو النمر أَحمَدُ بنُ عَبدِ الرَّحْمنِ بنِ قابُوسِ بنِ محمَّدِ
ابنِ قابوسِ بنِ خَلَفِ اللُّغَوِيُّ، أَنْشَدَنا أَبُو نَصْرِ محمَّدُ بنُ محمَّدِ بنِ عَمْرِو النَّيْسابُورِيُّ المَعْروفُ بالنبضِ (4) لِنَفْسِه: [ل 225/ب]
سَقَطَتْ نُفوسُ بَنِي الكِرامِ
فَأَصْبَحُوا يَتَطَلَّبُونَ مَكاسِبَ الأَنْذالِ
إِلاَّ صَبَرْتُ وَإِنْ أَضَرَّ بِحالِي ... وَلَقَلَّ ما طَلَبَ الزَّمانُ مُساءَتِي
نَفْسِي تُراوِدُنِي فَتَأْبَى هِمَّتِي
أَنْ أَسْتَفِيدَ غِنًى بِذِلِّ سُؤالِ
_________
(1) أبو عبس: عبد الرحمن بن جبر بفتح الجيم وسكون الموحدة ابن زيد بن جُشم الأنصاري الصحابي الجليل.
(2) حديث صحيح، وفي إسناد المؤلف أبو علي المحسن بن جعفر البزاز، وعبيد الله بن القاسم الهمذاني، وأحمد بن عبيد الصفار، لم أقف على ترجمته، وموسى بن عيسى تركه النسائي.
أخرجه البخاري في الجهاد: باب من اغبرّت قدماه في سبيل الله 6/29 رقم ((2811)) من طريق إسحاق عن محمد
ابن المبارك الصوري به. بلفظ: ((ما اغبرّت قَدَمَا عَبْدٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فتمسه النار)) .
وأخرجه أيضا في الجمعة باب المشي إلى الجمعة 2/390 رقم ((907)) من طريق الوليد بن مسلم، حدثنا يزيد ابن أبي مريم به.
() ولم يخرجه مسلم في صحيحه كما أشار المؤلف.
(3) في الخطية رمز له بحرف (م) .
(4) وفي هامش الخطية (ن ب ض) .(3/1130)
1045 - أَنْشَدَنا محمَّدٌ، أَنْشَدَنِي أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ نُعَيْمِ النُّعَيْمِيُّ البَصَرِيُّ الحافِظُ (1) لِنَفْسِه:
إِذا أَظْمَأَتْكَ أَكُفُّ اللِّئامِ
كَفَتْكَ القَناعَةُ شِبْعاً وَرِيًّا
وَهامَةُ هِمَّتِه (2) فِي الثُّرَيَّا ... فَكُنْ رَجُلاً رِجْلُه في الثَّرَى
لِما قَدْ تَراه لَدَيْه أبيًا ... أَِبيًّا لِنائلِ ذِي ثَرْوَةٍ
فَإِنَّ إِراقَةَ ماءِ الحَيا
ةِ دُونَ إِراقَةِ ماءِ المُحَيَّا (3)
1046 - حدثنا محمَّدٌ، أخبرنا القاضِي أَبُو العَبَّاسِ أَحمَدُ بنُ محمَّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ محمَّدِ
ابن يَحْيى ابنِ سَعِيدِ الكرجي (4) بِمَكَّةَ سَنَةَ سِتٍّ
_________
(1) أبو الحسن علي بن أحمد بن نعيم النعيمي البصري الحافظ: الشافعي، قال الصوري: لم أر ببغداد أحدا أكمل من النعيمي، قد جمع معرفة الحديث والكلام والأدب، ودرس شيئا من فقه الشافعي. وقال الأزهري: وضع النعيمي على ابن المظفّر حديثا لشعبة، فتبيّنه أصحاب الحديث على ذلك فخرج النعيمي عن بغداد، وغاب حتى مات ابن المظفّر، ومات من عرف قصته، ثم عاد إلى بغداد. وقال الخطيب: كتبت عنه، وكان حافظا عارفا متكلما شاعرا، مات سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة. تاريخ بغداد: 11/331، طبقات الشافعية للشيرازي: 0/131، تبيين كذب المفتري:
0/250، طبقات الشافعية للسبكي: 5/237، سير أعلام النبلاء: 17/445،.
(2) في الخطية: (وهمة هامته) وفوقهما علامة الضرب، وفي الهامش (وهامة همته) .
(3) ذكرها الخطيب في تاريخ بغداد: 11/332، وابن عساكر في تبيين كذب المفتري: 0/251-252، وابن القيسراني في المؤتلف والمختلف: 1/141، والسبكي في طبقات الشافعية: 5/338-339، والذهبي في سير أعلام النبلاء:
17/447، وابن كثير في البداية والنهاية: 12/34، وفي النجوم الزاهرة: 4/396، البيتان الأولان فقد، وورد فيه ((عطشتك)) بدل ((أظمأتك)) .
(4) القاضي أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد الكرجي: قال الخطيب: صدوق. مات سنة خمس وأربعمائة. تاريخ بغداد: 4/368.(3/1131)
وَتِسْعِينَ وَثَلاثِمائةِ، حدَّثَنا أَبُو محمَّدٍ جَعْفَرُ
ابنُ محمَّدِ الخَواصُ، حدَّثَنا أَحمَدُ بنُ محمَّدِ بنِ مَسْرُوقِ، حدَّثَنا الرِياشِيُّ (1) ، حدَّثَنا الأَصْمَعِيُّ، حدَّثَنا عِيسى بنُ عُمَرَ (2) ، عنْ أَبِيه قالَ: رَأَيْتُ ثَعْلَبَةَ بنَ النَّمِرِ بنَ شُحَيْمِ بنَ مَنْجُوفِ المُحارِبِي بالحاجر (3) قاعِدًا مُتَوَجِّهًا نَحْوَ القِبْلَةِ وَهُوَ يَقُولُ:
إِلَيْكَ اعْتِذَارِي مِنْ صَلاتِي جالِساً
عَلى غَيْرِ طُهْرٍ مُؤْمِياً نَحْوَ قِبْلَتِي
وَرِجْلايَ لا تَقْوَى عَلَى ثَنْيِ رُكْبَتِي [ل226/أ] ... فَلَيْسَ ببردِ الماءِ لِي رَبِّ طاقَةٌ
وَأَقْضِيكَهُ يا رَبِّ فِي وَجْهِ صَيْفَتِي ... وَلَكِنَّنِي أُحْصِيه يا رَبِّ جاهِدًا
فَإِنْ أَنا لَمْ أَفْعَلْ فَأَنْتَ مُسَلِّطٌ
بِما شِئْتَ مِنْ صَفْعٍ وَمِنْ نَتْفِ لِحْيَتِي (4)
قالَ وَفِيها بَيْتٌ لَمْ يَذْكُرْهُ شَيْخُنا فِي هذِهِ الرِّوايَةِ.
_________
(1) الرياشي: هو عباس بن الفرج الرياشي بكسر الراء وتخفيف التحتانية وبالمعجمة أبو الفضل البصري النحوي، ثقة من الحادية عشرة، التقريب: 1/293.
(2) عيسى بن عمر: أبو عمر البصري المعروف بالثقفي صاحب ابن عاصم الجحدري، وثقه ابن معين. وقال ابن قتيبة: كان من أهل القراءات إلا أن الغريب والشعر أغلب عليه. وقال ابن حجر: صدوق. تهذيب الكمال: 23/13، التقريب: 1/440.
(3) الحاجر: الأرض المرتفعة التي وسطها منخفض، والحاجر أيضاً: ما يمسك الماء من شفة الوادي وهو علم أكثر من موضع، أشهرها: حاجر المدينة غربي النَّقا إلى منتهى حرة الوبرة من وادي العتيق، انظر معالم الأثيرة ص95.
(4) في إسناده عمر، وثعلبة بن النمر بن شحيم المحاربي لم أقف على ترجمتهما.(3/1132)
1047 - حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ، حدَّثَنِي أَبُو المَيْمونِ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ أَحمَدَ بنِ محمَّدِ بنِ أَحمَدَ
ابنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ بنِ يَحْيى المعدل مِنْ لَفْظِهِ، أخبرنا محمَّدُ بنُ أَحمَدَ بنِ حمَّادِ بنِ ثَعْلَبَ
أَبُو العَبَّاسِ الأَثْرَمُ، حدَّثَنا حميدُ بنُ الرَّبِيعِ، حدَّثَنا أَبُو صالِحِ (1) ، عنِ اللَّيْثِ بنِ سَعْدِ، عنْ خالِدِ ابنِ يَزِيدَ (2) ، عنْ سَعِيدِ بنِ أَبِي هِلالِ (3) ، عنْ عَمْرِو بنِ زامِلِ، عنْ سُلَيْمانَ الكاهِلِيِّ، عنْ زَيْدِ ابنِ وَهْبِ، عنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُودِ: حدَّثَنا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ صادِقُ المُصَدَّقِ، وَذَكرَ الحَدِيثَ (4) .
_________
(1) أبو صالح: هو كاتب الليث.
(2) خالد بن يزيد: هو المصري.
(3) في الأصل: ((سعد)) والتصحيح من كتب التخريج، وهو: سعيد بن أبي هلال: الليثي أبو العلاء المصري وثقه الجمهور.
(4) حديث صحيح مخرج في الصحيحين، وإسناد المؤلف منكر، فيه حميد بن الربيع، رمي بالتدليس لكنه صرّح بالتحديث إلا أنه قد ضعفه جماعة ولم أجد له متابعا، وعمرو بن زامل، ومحمد ابن أحمد أبو العباس الأثرم لم أقف على ترجمتهما. ولم أجده من طريق عمرو بن زامل عن سليمان الكاهلي الأعمش.
أخرجه البخاري في الخلق: باب ذكر الملائكة 6/303 رقم ((3208)) وفي الأنبياء: باب خلق آدم وذريته 6/363 رقم ((3332)) وفي القدر: 11/477 رقم ((6594)) وفي التوحيد: باب قوله تعالى ((ولقد سبقت كلمتنا ...
13/440 رقم ((7454)) ومسلم في القدر: باب كيفية الخلق الآدمي 4/2036 رقم ((1)) من طرق عن الأعمش به. ولفظه عند البخاري: ((إن أحدكم يجمع في بطن أمّه أربعين يوما، ثم يكون علقة مثل ذلط، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يبعث الله إليه ملكا بأربع كلمات فيكتب عمله، وأجله، ورزقه، وشقي أم سعيد، ثم ينفخ فيه الروح، فإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخل الجنة، وإن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى لا يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل النار فيدخل النار)) .(3/1133)
1048 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ، حدَّثَنِي أَحمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ البَزّارُ لَفْظاً، عنْ
أَبِي الحُسَيْنِ محمَّدِ بنِ مُوسى بنِ عِيسى (1) البَزّار (2) ، حدَّثَنا أَبُو بَكْرِ أَحمَدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ
ابنِ صالِحِ ابنِ عِيسى بنِ جَعْفَرَ الهاشِمِيُّ (3) ، حدَّثَنا محمَّدُ بنُ الهَيْثَمِ بنِ حَمّادِ، حدَّثَنا يَحْيى
ابنُ عَبْدِ اللهِ ابنِ بُكَيْرِ، حدَّثَنِي اللَّيْثُ (4) ، عنْ خالِدِ بنِ يَزِيدَ، عنْ سَعِيدِ بنِ أَبِي هِلالِ، عنْ
أَبِي الجَهْمِ (5) ، عنْ سُلَيْمانَ الكاهِلِيِّ يَعْنِي: الأَعْمَشَ، عنْ زَيْدِ بنِ وَهْبِ الجُهَنِيِّ، عنْ حُذَيْفَةَ
ابنِ اليَمانِ، حدَّثَنا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثَيْنِ، أَمّا أَحَدُهُما: فَقَدْ رَأَيْناه
[ل226/ب] وأَمّا الآخَرُ: فَنَحْنُ نَنْتَظِرُه، وذَكَرَ الحَديثَ (6)
_________
(1) في الخطية على كلٍّ من (موسى) و (عيسى) ضبة.
(2) أبو الحسين محمد بن موسى بن عيسى البزار: هو محمد بن المظفر بن موسى بن عيسى بن محمد البزار، قال
أبو الفوارس والعتيقي: كان ثقة أمينا مأمونا حسن الحفظ مات سنة تسع وسبعين وثلاثمائة. تاريخ بغداد: 3/262.
(3) أبو بكر أحمد بن عبد الملك بن صالح بن عيسى بن جعفر الهاشمي. وثقه الدارقطني. تاريخ بغداد: 4/267.
(4) الليث: هو ابن سعد.
(5) أبي الجهم: سليمان بن الجهم بن أبي الأنصاري الحارثي أبو الجهم الجوجاني مولى البراء ثقة. التقريب: 1/250.
(6) حديث صحيح، في إسناده أحمد بن علي بن الحسين البزاز لم أقف على ترجمته، وبقية رجاله ثقات.
أخرجه البيهقي في شعب الإيمان 4/324 من طريق روح بن الفرج، عن يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بكير به.
وقال: حديث حذيفة مخرج في الصحيح من حديث سليمان الأعمش، عن زيد بن وهب الجهني عنه، وهو على هذا الوجه غريب.
قلت: أخرجه البخاري في الرقاق: باب رفع الأمانة 11/333 رقم ((6497)) وفي الفتن: باب إذا بقي في حثالة من الناس 13/38 رقم ((7086)) من طريق سفيان الثوري، وفي الاعتصام: باب 13/ 249 رقم ((7276)) من طريق سفيان بن عيينة، ومسلم في الإيمان: باب رفع الأمانة من بعض القلوب 1/126 رقم ((143)) من طريق وكيع
وأبي معاوية ونمير وإسحاق بن إبراهيم ستتهم عن الأعمش عن زيد بن وهب، عن حذيفة قال: حدثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديثين رأيت أحدهما وأنا أنتظر الآخر. حدثنا أن الأمانة نزلت في جَذْر قلوب الرجال ثم علموا من القرآن، ثم علموا من السنة، وحدثنا عن رفعها قال: ينام الرجل النومة فتقبض الأمانة من قلبه، فيظل أثرها مثل أثر الوَكْت، ثم ينام النومة فتقبض، فيبقى أثرها مثل المَجَل، كَجَمْرٍ دحرجته على رجلك فنفط، فتراه منتبرا وليس فيه شيء، فيصبح الناس يتبايعون فلا يكاد أحدهم يؤدّي الأمانة، فيقال: إن في بني فلان رجلا أمينا، ويقال للرجل ما أعقله، وما أظرفه، وما أجلده، وما في قلبه مثقال حبّة خردل من إيمان، ولقد أتى عليّ زمان وما أبالي أيَّكم بايعت، لئن كان مسلما ردّه عليّ الإسلام، وإن كان نصرانيّاً ردّه عليّ ساعيه، فأما اليوم فما كنت أبايع إلا فلانا وفلانا)) وهذا لفظ البخاري.
وفي الفتح الباري: 11/333، قال الأصمعي أبو عمرو وغيرهم: جذر قلوب الرجال: الجذر: الأصل من كل شيء. ووكت: أثر الشيء اليسير منه. والمجل: أثر العمل في الكفّ إذا غلظ.(3/1134)
1049 -[ل أ/215] حدَّثَنا أَبُو عَبْدِ اللهِ، حدَّثَنا أَبُو محمَّدِ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ عُمَرَ بنِ محمَّدِ ابنِ سَعْدِ التجيي المعدل، أخبرنا محمَّدُ بنُ أَيُّوبَ بنِ حَبِيبِ الصَّمُوتُ (1) ، حدَّثَنا عَبْدُ المَلِكِ
ابنُ عَبْدِ الحَمِيدِ المَيْمُونِي، حدَّثَنا محمَّدُ بنُ عُبَيْدِ يَعْنِي: الطَّنَافِسِيَّ، حدَّثَنا عُبَيْدُ اللهِ، يَعْنِي:
ابنَ
_________
(1) مُحَمَّدِ بْنِ أيوب بن حبيب الصموت: الرقي، ذكره الذهبي فيمن مات سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة. سير أعلام النبلاء: 15/441، تاريخ الإسلام حوادث ووفيات 341-350/248.(3/1135)
عُمَرَ (1) ، عنْ نافِعِ، عنِ ابنِ عُمَرَ: أَنَّ جارِيَةً لِحَفْصَةَ سَحَرَتْها فَوَجَدُوا سِحْرَها وَاعْتَرَفَتْ بِهِ عَلَى نَفْسِها، فَأَمَرَتْ حَفْصَةُ رَجُلاً فَقَتَلَها، فَبَلَغَ ذلِكَ عُثْمانَ فَأَنْكَرَ ذلِكَ عَلَيْها، فَقِيلَ لَه: إِنَّها سَحَرَتْها وَوَجَدَتْ سِحْرَها وَأَقَرَّتْ بِه عَلَى نَفْسِها، فَكانَ إِنَّما أَنْكَرّ عَلَيْها أَنَّها قُتِلَتْ دُونَه (2) .
1050 حدثنا محمَّدُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ عُمَرَ المعدل، أخبرنا محمَّدُ بنُ إِبْراهِيمَ
ابنِ حَفْصٍ، حدَّثَنا محمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الحَكَمِ، حدَّثَنا أَبِي (3) ، وَشُعَيْبُ، يَعْنِي ابنَ اللَّيْثِ، عنِ اللَّيْثِ (4) ،
_________
(1) عبيد اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: الْعُمَرِيُّ.
(2) في إسناده محمد بن أيوب الصموت ذكره الذهبي دون جرح ولا تعديل، وبقية رجاله ثقات.
أخرجه عبد الرزاق في المصنف 10/180 رقم ((18747)) وابن أبي شيبة في المصنف: 5/453 رقم ((17912))
و5/561 رقم ((2898)) والطبراني في معجم الكبير: 23/187 رقم ((303)) والبيهقي في السنن الكبرى: 8/136، من طرق عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ به. وفيه: ((فأمرت عبد الرحمن بن زيد فقتلها، فبلغ ذلك عثمان فأنكره واشتد عليه، فأتاه ابن عمر فأخبره أنها سحرتها واعترفت به، ووجدوا سحرها فكأنّ عثمان إنما أنكر ذلك لأنها قتلت بغير إذنه)) . ورجال إسناده ثقات.
وورد عند عبد الرزاق ((عن عبد الله أو عبيد الله العمري)) بالشك، وزيادة ((فقال ابن عمر: ما تنكر على أم المؤمنين من امرأة سحرت واعترفت، فسكت عثمان)) .
(3) أبوه: هو عبد الله بن عبد الحكم بن أعين أبو محمد المالكي، وثقه أبو زرعة الرازي. وقال أبو حاتم: صدوق. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال ابن حجر: صدوق، أنكر عليه ابن معين شيئا. مات سنة أربع عشرة ومائتين. الجرح والتعديل: 5/105، الثقات: 8/347، تهذيب الكمال: 15/191، التقريب: 1/310.
(4) الليث: بن سعد.(3/1136)
حدَّثَنا خالِدُ بنُ يزيد (1) ، عنْ سَعِيدِ بنِ أَبِي هِلالٍ، عنْ سَعِيدِ بنِ الوَلِيدِ، عنْ
أَبِي هاشِمِ، عنْ نافِعٍ، أّنَّه أَخْبَرَه أَنَّ غُلاماً لِحَفْصَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَحَرَها، فَأَمَرَتْ عَبْدَ الرَّحْمنِ بنَ زَيْدٍ (2) فَضَرَبَ عُنُقَه، فَأَرْسَلَ عُثْمانُ إِلى عَبْدِ الرَّحْمنِ فَقالَ: ما حَمَلَكَ عَلى ما صَنَعْتَ؟، فَجاءَه عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ وكانَ (3) ابْنَها أَوِ ابْنَ أَخِيها فَضَرَبَ عُنُقَه (4) .
1051 - سَمِعْتُ أَبا عَبْدِ اللهِ يقولُ: أخبرنا أَبُو محمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ عُمَرَ بنِ محمّدِ التجيبي قالَ: سَمِعْتُ [ل227/أ] القاضِيَ أَبا الحَسَنِ محمَّدَ بنَ إِسْحاقَ الملحمي يقولُ: سَمِعْتُ محمَّدَ بنَ يُونُسَ الكديمي يقولُ: سَمِعْتُ أَبا عاصِمِ النَّبِيلَ يقولُ: ما يَتَكَلَّمُ في النّاسِ إِلاّ سَفَلَةٌ لا دِينَ لَه (5) .
_________
(1) خالد بن يزيد: المصري. وفي الخطية: ((خالد بن زيد)) . والتصحيح من الروايتين السابقتين.
(2) هو ابن الخطاب.
(3) كلمة (كان) في الخطية فوقها ضبة، وفي الهامش ما نصه: ((في الأصل مشكلة كأنها أكان أو لو كان)) .
(4) منكر، في إسناده سعيد بن الوليد، وأبو هاشم لم أقف على ترجمتهما. ولأن حفصة لم تسحرها إلا جارية لها وليس غلاما. كما تقدم في الذي قبله، وعبد الله بن عمر ليس ابنها ولا ابن أخيها، وإنما هو أخوها. لذلك استشكل الناسخ هذه الجملة فكتب في هامش الأصل: ((في الأصل مشكلة كأنها أكان أو لو كان)) .
(5) في إسناده القاضي أبو الحسن محمد بن إسحاق الملحمي لم أقف على ترجمته، ومحمد بن يونس الكديمي ضعيف رماه بعضهم بالوضع.
ولكن الكلام في أعراض الناس في غير مقصد شرعي أمر محرَّم بإجماع المسلمين. وأما إذا كان لمقصد شرعي كما فعل علماء الجرح والتعديل فهذا أمر مطلوب شرعيا، لصيانة دين الله من التحريف والتبديل والزيادة، بل هو من النصح لدين الله والذب عن السنة.(3/1137)
1052 - حدثنا محمَّدٌ، أخبرنا عَبْدُ الرَّحْمنِ، حَدَّثَنا محمَّدُ بنُ إِسْحاقَ قالَ: سَمِعْتُ محمَّدَ ابنَ يُونُسَ بنَ مُوسَى قالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ داودَ (1) يقولُ: سَمِعْتُ الأَعْمَشَ يقولُ: السُّكوتُ جَوابٌ (2) .
1053- قالَ (3) : وسَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ (4) يقولُ وذُكرَ لَه قَولُ عَلِيِّ بنِ أَبِي طالِبٍ في بَيْعِ أُمَّهاتِ الأَوْلادِ فقالَ: مُتِّعْتُ بِكَ حَسْبِي بِعَلِيِّ عِلْمًا (5)
_________
(1) هو الخُرَيْبي.
(2) في إسناده محمد بن إسحاق لم أقف على ترجمته، ومحمد بن يونس بن موسى الكيمي ضعيف، ورماه بعضهم بالوضع.
أخرج البيهقي في شعب الإيمان: 6/347 رقم ((8459)) من طريق أبي الفضل العباس بن الفضل المحمدأبادي، عَنْ
أَبِي قِلابَةَ، عَنْ أَبِي بشير بن السليط قال سمعت عبد الله بن داود به.
(3) القائل هو مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ بْنِ مُوسَى الكديمي.
(4) عبد الله: هو ابن داود.
(5) في إسناده محمد بن إسحاق، ومحمد بن يونس الكديمي ضعيف.
ولم أجد من خرّج هذا الأثر عن عبد الله بن داود ولكن قول علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - في أمهات الأولاد صحيح ثابت، فقد أخرج عبد الرزاق في المصنف: 7/291 رقم ((1322)) عن معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن عبيدة السلماني، قال: سمعت عليا يقول: ((اجتمع رأيي ورأي عمر في أمهات الأولاد أن لا يبعن، قال: ثم رأيت بعد أن يبعن، قال عبيدة: فقلت له: فرأيك ورأي عمر في الجماعة أحب إليّ من رأيك وحدك في الفرقة، أو قال: في الفنتة، قال: فضحك علي)) .
وقال ابن حجر: في تلخيص الحبير: 4/219 وهذا الإسناد معدود في أصح الأسانيد.
وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى: 10/348 وسعيد بن منصور في السنن رقم (2048) من طريق هشام بن حسان، والبيهقي الكبرى أيضاً 10/343 من طريق أيوب السختياني كلاهما، عن محمد بن سيرين به.
وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف: في بيع أمهات الأولاد، 6/436 رقم ((1631)) وسعيد بن منصور في السنن 4/1295 رقم ((658)) وابن الجوزي في التحقيق في أحاديث الخلاف: 2/397 رقم ((2072)) من طريق الشعبي عن عبيدة، عَنْ عَلِيٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قال: استشارني عمر في بيع أمهات الأولاد، فرأيت أنا وهو أنها إذا ولدت عتقت، فعمل به عمر حياته، وعثمان حياته، فلما وليت رأيت أن أرقَّهن، قال الشعبي: فحدثني ابن سيرين أنه قال لعبيدة: فما ترى أنت؟، قال: رأي علي وعمر في الجماعة أحب إليّ من قول عليِّ حين أدرك الإختلاف.(3/1138)
1054- قالَ (1) : وسَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ داودَ وذُكِرَ لَه رَجُلٌ بِعَقْلٍ فقالَ: متّعتُ بِكَ أنا أَعْشَقُ العُقولَ:
1055 - حدثنا محمَّدُ، أخبرنا عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ عُمَرَ، حَدَّثَنا محمَّدُ بنُ إِسْحاقَ الملحمي قالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ للهِ بنَ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلَ يقولُ: قُلتُ لأَبِي رَوَيْتَ عنْ أَبِي مُعاوِيَةَ الضَّرِيرِ وكانَ مُرْجِئاً (2) ، ولَمْ تَرْوِ عنْ شَبابَةَ بنِ سِوارِ وكانِ قدريًا (3) ، قالَ: إِنَّ أَبا مُعاوِيَةَ لَمْ يَكُنْ يَدْعُوا إِلى الإِرْجاءِ، وكانَ شَبابَةُ يَدْعُوا إِلى القدر (4)
_________
(1) القائل: هو محمد بن يونس الكديمي.
(2) وقد رمى أبا معاوية بالإرجاء غير الإمام أحمد، ابن سعد والعجلي وأبو داود وأبو زرعة وابن حبان وغيرهم. انظر الطبقات الكبرى: 6/392، معرفة الثقات: 2/236، الثقات: 7/441، تهذيب الكمال: 12/343.
(3) كذا في الخطية، والصواب أن يكون مرجئا بدليل ما ذكره ابن عدي نقلا عن الإمام أحمد وما جاء عن ابن هانئ والأثرم كلاهما عن الإمام أحمد كما سيأتي.
(4) كذا في الخطية، والصواب ((الإرجاء)) لما بينّا آنفا.
في إسناده محمد بن إسحاق الملحمي لم أقف على ترجمته، ومحمد بن يونس بن موسى الكديمي ضعيف، ورماه بعضهم بالوضع.
أخرجه ابن عدي في الكامل: 4/1365 والمزي في تهذيب الكمال: 12/343 من طريق أحمد بن أبي يحيى قال: سمعت أحمد وذكر شبابة بن سوار فقال: تركته لم أرو عنه للإرجاء، فقيل له يا أبا عبد الله، وأبا معاوية؟، قال: شبابة كان داعية.
قلت في إسناده أحمد بن أبي يحيى كذّبه إبراهيم بن أورمة الأصبهاني، وقال ابن عدي: له غير حديث منكر عن الثقات. الكامل: 1/198، لسان الميزان: 1/321. ولكنه لم ينفر به عن أحمد بن حنبل بل تابعه أحمد بن محمد بن هانئ قال: قلت لأبي عبد الله –أحمد- شبابة أي شيء يقول فيه؟، فقال: شبابة كان يدعو إلى الإرجاء، وحكى عن شبابة قولا أخبث من هذه الأقاويل، ما سمعت عن أحد بمثله، قال: قال شبابة: إذا قال، فقد عمل، قال: الإيمان قول وعمل، كما يقولون، فإذا قال: فقد عمل بجارحته أي بلسانه حين يتكلم به، قال أبو عبد الله هذا قول خبيث ما سمعت أداً يقول، ولا بلغني، قال قلت كيف كتبت عن شبابة، فقال لي نعم كتبت عنه قديما شيئا يسيرا قبيل أن نعلم أنه يقول بهذا. ورماه بالإرجاء أيضا محمد بن سعد والعجلي وأبو زرعة وابن عدي الطبقات الكبرى: 7/320، معرفة الثقات:
1/447، الضعفاء الكبير: 2 /195، الكامل: 4/1366.
قلت إن صحّ هذا ففيه ما يؤيد جواز الرواية عن أهل البدعة والأهواء صادقي اللهجة، إذا لم يكونوا داعين إلى بدعتهم، ولم يرووا ما يؤيد بدعتهم، وهذا ثابت عن الإمام أحمد. انظر الكفاية في علم الرواية: 0/121.(3/1139)
1056 - حَدَّثَنا محمَّدُ، أخبرنا عَبْدُ الرَّحْمنِ، حَدَّثَنا محمَّدُ بنُ إِسْحاقَ الملحمي، حَدَّثَنا محمَّدُ بنُ عُثْمانَ بنِ أَحْمَدَ بِتَوَّج (1) قالَ: سَمِعْتُ زَيْدَ بنَ أَخْزمَ يقولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ داودَ يقولُ: ((يَنْبَغِي لِلرَّجُلِ أّنْ يَحُثَّ وَلَدَه عَلى طَلَبِ العِلْمِ، فإِنَّه إِنْ أَرادَ به دُنْياً أَصابَها، وإِنْ أرادَ به آخِرَةً أصابَها)) (2) . [ل227/ب]
_________
(1) مدينة بفارس فتحت أيام عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، معجم البلدان 2/56.
(2) في إسناده محمد بن إسحاق الملحمي، ومحمد بن عثمان، لم أقف على ترجمتهما، وبقية رجاله ثقات.(3/1140)
1057 - حدثنا محمَّدُ، أخبرنا عَبْدُ الرَّحْمنِ، حَدَّثَنا أَحْمَدُ بنُ بهزادَ بنِ مِهْرانَ السِّيرافِي، حَدَّثَني أَبُو عُثْمانَ سَعِيدُ بنُ عَبْدِ اللهِ (1) قالَ: سَمِعْتُ عَبَّاسَ الدُّورِيَّ يقولُ: سَمِعْتُ يَحْيى ابنَ مَعِينِ يقولُ: ما رَأَيْتُ أَحَداً يُحَدِّثُ لله إلا سِتَّةٌ: عَبْدُ اللهِ بنُ المُبارَكِ، ووَكِيعُ بنُ الجَراحِ، وأَبُو داودَ الحَفَرِيُّ (2) ، وحُسَيْنُ الجُعْفِيُّ، وبالبصرة سَعِيدُ بنُ عامِرِ الضَّبَعِيُّ والقَعْنَبِيُّ (3) لَمْ تَرَ عَيْنِي مِثْلَه (4) .
1058 - حدثنا محمَّدُ، أخبرنا عَبْدُ الرَّحْمنِ، حَدَّثَنا حَمْزَةُ بنُ محمَّدٍ الكِنانِيُّ قالَ: سَمِعْتُ الصَّيْدَلانِيَّ (5) يقولُ: سَمِعْتُ عَبَّاسَ الدُّورِيَّ يقولُ: سَمِعْتُ يَحْيى بنَ مَعِينٍ يقولُ: إِذا رَأَيْتَ الرَّجُلَ يَخْرُجُ مِنْ
_________
(1) أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الله: لعله ابن أبي رجاء الأنباري يعرف بابن عجب، قال الدارقطني: لا بأس به. مات سنة ثمان وتسعين ومائتين. تاريخ بغداد: 9/102.
(2) أبو داود الحفري: هو عمر بن سعد بن عبيد، ثقة عابد. التقريب: 1/413.
(3) القعنبي: عبد الله بن مسلمة أبو عبد الرحمن المصري. ثقة عابد كان ابن معين وابن المديني لا يقدمان عليه في الموطأ أحدً. التقريب: 1/232
(4) في إسناده أحمد بن بهزاد، قال فيه الذهبي: تكلم بكلام مؤذي في عثمان - رضي الله عنه - ثم أملى حديثاً يتضمن مخالفة الجماعة، ومنع من التحديث، فكان يجلس منفراً، ثم تعصّب له قوم من الفرس، وبقية رجاله ثقات.
لم أجده في التاريخ لابن معين، ولكن ذكره المزي في تهذيب الكمال: 16/18، والذهبي في سير أعلام النبلاء: 8/387، وفي تذكرة الحفاظ: 1/123، وابن حجر في تهذيب التهذيب: 11/112، عن عباس الدوري تعليقا.
(5) الصيدلاني: لعله محمد بن عمر بن علي أبو عبد الله الصيدلاني البغدادي، ذكره الخطيب بدون جرح ولا تعديل في تاريخ بغداد: 3/26.(3/1141)
مَنْزِلِه بِلا مِحْبَرَةٍ وَلا قَلَمٍ يَطْلُبُ الحَدِيثَ، فقَدْ عَزَمَ عَلى الكِذْبَةِ (1) .
1059 - أَنْشَدَنا محمَّدُ، أَنْشَدَنِي أَبُو عَمْرٍو عُثْمانُ بنُ سَعِيدِ بنِ عُثْمانَ الأَسَدِيُّ، وكانَ شَيْخاً صالِحًا، أَنْشَدَنِي أَبُو بَكْرِ بنُ ويح (2) الدِّمَشْقِيُّ لِنَفْسِه:
أَُنْسِيتُ (3) بِوَحْدَتِي وقَصَدْتُ رَبِّي
فَدامَ العِزُّ لِي ونَمَا السُّرورُ
أَسارَ الجُنْدُ أمْ رَكِبَ الأَمِيرُ ... وَلَسْتُ بِقائِلٍ ما دُمْتُ حَيًّا
مَتى تَقْنَعْ تَعِشْ مَلِكاً عَزيزاً
يَذِلُّ لِعِزِّكَ المَلِكُ الفَخُورُ (4)
1060 - حَدَّثَنا أَبُو عَبْدِ اللهِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مَحْمودِ بنِ مِسْكينِ الفَقِيهُ أَبُو محمَّدِ،
وَأَبُو العَبَّاسِ أَحمَدُ بنُ الحُسَينِ بنُ جَعْفَرَ بنِ هارُونَ، [ل228/أ] وَأَبُو مُوسى هارُونُ بنُ يَحْيى
ابنُ فَخْرِ الطَّحَّانُ، وَحَسانُ
_________
(1) رجال إسناده ثقات إلا الصيدلاني لم أجد له جرحاً ولا تعديلاً.
أخرجه الذهبي في تذكرة الحفاظ: 3/934، وسير أعلام النبلاء: 16/181، من طريق أبي الحسين الخلعي عن
عبد الرحمن بن عمر التجيبي به.
(2) في هامش الخطية (ويح) وفوقها (بيان) تأكيداً على صحّتها.
(3) كذا في الخطية ولعل الأشبه بالصواب ((أَنِسْتُ)) . والله أعلم.
(4) في إسناده أبو عمرو الأسدي، وأبو بكر بن وريح الدمشقي لم أقف على ترجمتهما.
قد أشار العجلوني إلى نحو هذه الأبيات في كشف الخفاء: 2/446، وقال: وما أحسن ما قيل:
أنسيت بوحدتي ولزمت بيتي ... فدام الأنس لي ونمى السرور
وأدّبني الزمان فلا أبالي ... هجرت فلا أزار ولا أزاور ...
وليس بسائل ما دمت يوما ... أسار الجيش أم قدم الأمير(3/1142)
بنُ اللحياني (1) ، قالُوا: أخبرنا الحَسَنُ بنُ رشيق (2) ، حَدَّثَنا أَحمَدُ
ابنُ إبْراهِيمَ بنِ الحَكَمِ، قال: سَمِعْتُ ذاَ النُّونِ يقولُ: وقالَ لَه بَعْضُ إِخْوانِه: كَيْفَ أَصْبَحْتَ؟، فقالَ: ((أَصْبَحْتُ وَبِنَا مِنْ نِعَمِ اللهِ مالا نُحْصِي معَ كَثيرَةِ ما نَعْصي، فَلا نَدْرِي عَلى ما نَشْكُرُ، أَعَلَى جَميلِ ما نَشَرَ أمْ عَلَى قَبِيحِ ما سَتَرَ)) (3) .
1061 - حدثنا محمَّدُ، أخبرنَا أَبُو عَلِيٍّ المُحْسِنُ بنُ جَعْفَرَ بنِ محمَّدِ بنِ محمَّدِ بنِ أَبِي الكِرامِ البَزَّارُ، أخبرنا أَبُو العَبَّاسِ أَحمَدُ بنُ الحَسَنِ بنُ إِسْحاقَ بنِ عُتْبَةَ الرَّازِيُّ، حَدَّثَنا رَوْحُ بنُ الفَرَجِ، يَعْنِي: أَبا الزِّنْبَاع القَطَّانَ، حَدَّثَنا عَمْرُو بنُ خالِدِ قالَ: سَمِعْتُ زُهَيْرَ بنَ مُعاوِيَةَ يقولُ: قالَ أَعْيَنُ (4) : ما أَدْخَلَ النّاسُ أَجْوافَهُمْ شَرًّا هُوَ شَرٌّ مِنَ السَّمَكِ المالِحِ،
_________
(1) حسان بن اللحيان: هو حسان بن الحسن اللحياني العطار أبو الفتح، ذكره إبراهيم الحبال دون جرح ولا تعديل، وقال سمعنا منه. مات سنة ثلاث عشرة وأربعمائة. وفيات المصريين: 1/57.
(2) الحسن بن رشيق: العسكري مصري، وثقه الدارقطني وأبو العباس النحال وجماعة وأنكر عليه الدارقطني في موضع أنه كان يصلح في أصله ويغيّر. مات سنة سبعين وثلاثمائة. تذكرة الحفاظ: 3/959، لسان الميزان: 2/207.
(3) أخرجه البيهقي في الزهد الكبير: 2/225 من طريق أبي سعد الماليني، وفي شعب الإيمان: 4/123 رقم ((4518)) من طريق أبي الحسن علي بن الحسن ين علي بن فهر المصري كلاهما عن الحسن بن رشيق به، وأبو سعد الماليني ذكره الجرجاني في تاريخ جرجان: 1/124 وأثنى عليه. وأما أبو الحسن علي بن الحسن بن علي فلم أجد له ترجمة.
(4) أعين: لعله الخوارزمي، روى عن أنس، قال أبو حاتم: مجهول. وذكره ابن حبان وسمّاه أعين أبو يحيى البصري، وقال: يروي عن أنس بن مالك وأحسبه الذي يقال له أعين الخوارزمي. وقال الذهبي وابن حجر: مجهول. الجرح والتعديل: 2/324، الثقات: 5/57، ميزان الاعتدال: 1/439، التقريب: 1/114.(3/1143)
وما أَدْخَلَ النّاسُ أَجْوافَهُمْ شَيْئاً هُوَ أَنْفَعُ مِنَ الرُّمّانِ بِقَدْرٍ، فَإذا أَكْثَرْتَ مِنَ الرُّمّانِ كانَ بِمَنْزِلَةِ السَّمَكِ المالِحِ، قالَ عَمْرُو ابنُ خالِدِ: وكانَ أعينُ طَبِيباً (1) .
1062 - سَمِعْتُ أَبا عَبْدِ اللهِ يقولُ: سَمِعْتُ أَبا الحُسَيْنِ (2) بنَ جميعِ الغَسّانِيَّ يقولُ: سَمِعْتُ أَبا عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنَ بنَ إِسمْاعِيلَ المُحامِلِيَّ يقولُ: ((أَعْرِفُ قَبْرَ مَعْروفِ الكَرْخِيِّ (3) مُنْذُ سَبْعينَ سَنَةً، ما قَصَدَهُ مَهْمومٌ إِلاّ فَرَّجَ اللهُ هَمَّهُ)) (4)
_________
(1) في إسناده المحسن بن جعفر البزارلم أقف على ترجمته، ولم أقف على هذا الأثر من وجه آخر.
(2) في الخطية (الحسين) وعليه ضبة، وفي الهامش ما نصّه: (في الأصل أبا الحسن) ، والمثبت في الخطية هو الصواب. كما ورد في ترجمته.
(3) معروف الكرخي: أبو محفوظ ابن فيروز وقيل فيروزان البغدادي الصيرفي. ذكره ابن حبان في الثقات وقال: هو من عباد أهل العراق ومن قرئهم ممن له الحكايات الكثيرة في كرامته واستجاب دعائه، من رفقاء بشر بن الحارث ليس له حديث يرفع إليه. مات سنة مائتين. الثقات: 9/206، حلية الأولياء: 8/360، تاريخ بغداد: 13/199، طبقات الصوفية: 0/83. سير أعلام النبلاء: 9/339.
(4) رجال إسناده ثقات.
أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد: 1/123 من طريق أبي عبد الله الصوري به. وفيه زيادة ((وبالجانب الشرقي مقبرة الخيزران فيها قبر محمد بن إسحاق بن يسار صاحب السيرة، وقبر أبي حنيفة النعمان بن ثابت إمام أصحاب الرأي.
قلت: إن قصد القبر للزيارة لا بأس فيه شرعا. ولكنّ قصده من أجل صرف نوع من أنواع العبادة إلى صاحب القبر أمر محرّم وهو شرك أكبر مخرج من الملّة، والعياذ بالله. لقوله تعالى: {ولا تدع من دون الله مالا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذاً من الظالمين} ، سورة يونس الآية ((106)) . وقوله تعالى: {وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو ... } الآية. سورة يونس الآية ((107)) . وقوله تعالى: {إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير} . سورة الفاطر الآية ((14)) .
وأما تفريج الهموم والكربات عن شخص الزائر الذي لم يصرف أيَّ نوعاً من أنواع العبادة إلى صاحب القبر وإنما قصده من أجل الدعاء عند قبره فهو من باب الابتلاء له.
وأما من ينزل به حاجة من أمر الدنيا أو الآخرة ثم يأتي قبر بعض الأنبياء أو غيره من الصلحاء، ثم يدعو عنده في كشف كربته، فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية في ذلك: ((ليس ذلك سنة، بل هو بدعة لم يفعل ذلك رسو اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ولا أحد من أصحابه، ولا من أئمة الدين الذين يقتدي بهم المسلمون في دينهم ... ولهذا كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى الله عليه وسلم - إذا نزلت بهم الشدائد وأرادوا دعاء الله لكشف الضر، أو طلب الرحمة، لا يقصدون شيئا من القبور، لا قبور الأنبياء وغير الأنبياء، حتى أنهم لم يكونوا يقصدون العاء عند قبر النبي - صلى الله عليه وسلم -، بل ثبت في صحيح البخاري في كتاب الاستسقاء: باب سؤال الناس الإمام الاستسقاء إذا قحطوا 3/182 رقم ((1010)) عن أنس أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَانَ إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب ... ومعلوم أنه لو كان الدعاء عند القبور والتوسل بالأموات مما يستحب لهم لكان التوسل بالنبي - صلى الله عليه وسلم - أفضل من التوسل بالعباس وغيره. انظر مجوع الفتاوى: 27/151-154.(3/1144)
1063- وَبَلَغَنِي عنْ يَحْيى بنِ أَبِي طالِبٍ (1) أنَّهُ قالَ: ماتَ رَجُلٌ فِي جِوارِي فَكُنْتُ أَتَمَنَّى أنْ أَراهُ في النَّومِ [ل228/ب] فَلَمّا كانَ بَعْدَ السَّنَةِ رَأَيْتُه، فَقُلْتُ لهُ: ما فَعَلَ اللهُ بِكَ؟، فقالَ: السَّاعَةَ تُخِلِّصْتُ،
_________
(1) يحيى بن أبي طالب: واسم أبي طالب جعفر بن عبد الله بن الزبرقان، قال أبو حاتم: محله الصدق. وكذّبه موسى
ابن يونس. وذكره ابن حبان في الثقات، وقال أبو أحمد محمد بن محمد: ليس بالمتين. وقال الدارقطني: لا بأس به عندي، لم يطعن فيه أحد بحجة. وقال مرة: ثقة. وقال مسلمة بن قاسم: ليس به بأس، تكلم الناس فيه. وقال الذهبي بعد ما نقل تكذيب موسى بن هارون قال: عنى في كلامه ولم يعن في الحديث. مات سنة خمس وسبعين ومائتين. الجرح والتعديل: 9/134، الثقات: 9/220، لسان الميزان: 6/262.(3/1145)
دُفِنَ في جِوارِنا مَيِّتٌ عُتِقَ عنْ يَمِينِه ثَلاثونَ أَلْفًا، وعنْ شِمالِه ثَلاثونَ أَلْفًا، وَبَيْنَ يَدَيْهِ ثَلاثونَ أَلْفًا، وَمِنْ خَلْفِهِ ثَلاثونَ أَلْفًا، وكانَ ذلِكَ المَيِّتُ الذي دُفِنَ ذلِكَ اليَوْمَ مَعْروفَ الكَرْخِيُّ رحِمَه اللهُ (1) .
1064 - حدثنا محمَّدُ، أخبرنا أَبُو العَبَّاسِ أَحمَدُ بنُ محمَّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ محمَّدِ بنِ يَحْيى
ابنِ سَعِيدِ القاضِي الكَرْجِيُّ، حَدَّثَنا جَعْفَرُ بنُ محمَّدِ (2) قالَ: سمَِعْتُ جُنَيْدَ بنَ محمَّدٍ يقولُ: ما أَحَدٌ طَلَبَ شَيْئاً بِجِدٍّ إِلاَّ نَالَهُ، فَإِنْ لَمْ يَنَلْهُ كُلَّهُ نالَ بَعْضَه (3) .
1065 - أَنْشَدَنا محمَّد، أَنْشَدَنا أَبُو الحُسَيْنِ بنُ جميع الغَسّانِيُّ، وَأَبُو مَسْعودِ صالِحُ بنُ أَحمَدَ ابنِ القاسِمِ بنِ يُوسُفَ بنِ فارِسِ الميَانَجِيُّ قالا: أَنْشَدَنا أَبُو مُحمَّدِ أَحْمَدُ بنُ محمَّدِ بنِ الحَجَّاجِ المرْعَشِيُّ، أَنْشَدَنِي أَبِي لِبَعْضِ الحُكَماءِ:
عَرَّسْتُ جَهْلاً عَلى الدُّنْيا بِتَعْرِيسٍ
حَتى لَقَدْ صِرْتُ في حالِ المَفَالِيسِ
أَطْمَعْتُ نَفْسِيَ فيما لا يَصِحُّ لها ... بعضي وَتَسْكُنُ في أَعْلى الفَرَادِيسِ
_________
(1) هذه الرؤية وغيرها لا يمكن الاعتماد عليها في الأمور الغيبيات، لأن الأمر الغيبي لا يعرف إلا بخبر صادق من الله لنبي من أنبيائه أو رؤيا يراها نبي من أنبيائه أيضا.
(2) جعفر بن محمد: الخلدي.
(3) إسناده حسن.
أخرجه الخطيب في الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع: 2/179، من طريق الحسن بن الحسين الفقيه الهمذاني، عن جعفر الخلدي به.
وفي إسناده الحسن بن الحسين الهمذاني، قال الأزهري: ضعيف ليس بشيء في الحديث، تاريخ بغداد: 7/299.(3/1146)
أَعِيشُ في هذِه الدُّنْيا بِتَدْلِيسِ ... حَتى مَتى لا أَكُنْ بَرّاً ولا وَرِعاً
يَدْرِي بِما أَوْعَيْتُ فِي الكِيْسِ ... فَمَنْ يَراني يَقُلْ هَذا أَخُو وَرِعٍ وَلَيْسَ
لَمْ يَدْنُ مِنِّي وَلَمْ يَرْضَوا بِتَقْدِيسِ ... وَقَدْ وَعَتْ صُحُفِي ما لَوْ بِهَا عَلِمُوا
وَلِي لِسانٌ إِذا اسْتَنْطَقْتُهُ كَذْبٌ
وَرَأْيُهُ فِي هَوايَ رُأْيُ إِبْلِيسِ (1) [ل229/أ]
1066 - سَمِعْتُ أَبا عَبْدِ اللهِ يقولُ: سَمِعْتُ أَبا عَمْرِو عُثْمانَ بنَ سَعِيدِ بنِ عُثْمانَ الأَسَدِيَّ يقولُ: كُنْتُ قَدْ قَصَدْتُ إِلى زِيارَةِ أَبِي الخَيْرِ التيناتي فَلَمّا دَخَلْتُ إِلَيهِ دَفَعَ إِلَيَّ حَبْلاً، وقالَ لِي: خُذْ هَذا الحَبْلَ فَاصْعَدِ الجَبَلَ فَاقْطَعْ حُزْمَةً مِنْ حَطَبٍ فَبِعْها بِدانِقَيْنِ فَتَصَدَّقْ بِدانِقٍ وَتَقَوَّتْ بِدانِقٍ، فقُلْتُ: قَدْ ضاقَتْ خَزانَةُ مَوْلايَ حَتى أَحْمِلَ الحَطَبَ وَأُطْعِمَ عِبادَهُ؟، فَصاحَ عَلَيَّ وقالَ: الحَلالُ، ثُمَّ القُرْآنُ، ثُمَّ اللهُ، بِالحَلالِ يُسْتَعانُ عَلَى مَعْرِفَةِ القُرْآنِ، وَبِالقُرْآنِ يُعْرَفُ اللهُ (2) .
_________
(1) في إسناده أبو مسعود صالح بن أحمد الميانجي لم أقف في ترجمته على جرح ولا تعديل له، وأبو محمد أحمد المرعشي، وأبوه لم أقف على ترجمتهما.
والأبيات أخرجها ابن جميع في معجم الشيوخ: 0/183.
(2) قلت: المعنى صحيح، لأنه بزاد حلال يمكن للإنسان أن يطلب العلم ويستمر فيه، وبالعلم يتوصل إلى معرفة الله تعالى ويعبده على علم وبيّنة، ثم هو يسدّ عنه باب السؤال، وسيتكرر هذا النص في رواية رقم (1304) .
وقد ورد فيما أخرجه البخاري في الزكاة: باب الإستعفاف عن المسألة رقم ((1470)) ، وفي باب قول الله ((لا يسألون الناس إلحافا)) رقم ((1480)) ، وفي البيوع باب كسب الرجل وعمله بيده رقم ((2074)) ، وفي المساقاة: باب بيع الحطب والكلأ رقم ((2374)) ، ومسلم في الكاة: باب كراهة المسألة للناس رقم ((1042)) من حديث أبي هريرة - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -: ((لأن يأخذ أحدكم حبله ثم يغدو أحسبه، قال إلى الجبل فيحتطب فيبيع فيأكل ويتصدق خير له من أن يسأل الناس)) .(3/1147)
1067 - حَدَّثَنَا محمَّدُ، أَخْبَرَنَا أَبُو محمَّدِ عَبْدُ الرَّحمْنِ بنُ عُمَرَ (1) التجيبي، وأَبُو العَبَّاسِ مُنِيرُ ابنُ أَحْمَدَ بنِ الحَسَنِ (2) ، قَالَا: حَدَّثَنا أَبُو عَلِيِّ أَحْمدُ بنُ محمَّدِ بنِ فَضالَةَ (3) ، سَنَةَ ثَمانٍ وَثَلاثِينَ وَثَلاثَمِائَةٍ إِمْلاءً، حَدَّثَنا بَحْرُ بنُ نَصْرِ الخَوْلانِيُّ، حَدَّثَنا خالَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحمنِ (4) ، حَدَّثَنا مالِكُ
ابنُ أَنَسٍ، عنِ الزُّهْرِيِّ، عنْ عَلِيِّ بنِ حُسَيْنِ، عنْ أَبِيه (5)
_________
(1) في هامش الخطية (بيان) وتحتها (عمير صح) ، والمثبت في الإسناد هو الصحيح كما جاء في ترجمته.
(2) أَبُو الْعَبَّاسِ مُنِيرُ بْنُ أَحْمَدَ بن الحسن: وثقه الحبّال. مات سنة اثنتي عشرة وأربعمائة، سير أعلام النبلاء: 17/ 267، العبر: 3/110، شذرات الذهب: 3/197.
(3) أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بن فضالة: بن غيلان الهمداني الحمصي الصفّار المشهور بالسوسي، وثّقه أبو سعيد بن يونس، وقال: كانت كتبه جياد. مات سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة. سير أعلام النبلاء: 15/404، تهذيب ابن عساكر: 2/74.
(4) خالد بن عبد الرحمن: أبو الهيثم الخراساني، وثقه ابن معين. وقال العقيلي: في حفظه شيء. وقال أبو حاتم وأبو زرعة: ليس به بأس. وقال ابن حبان: كان ممن يخطئ حتى خرج عن حدّ الاحتجاج. وقال أبو نعيم: روى عن سماك ومالك بن مغول المناكير. وقال ابن حجر: صدوق له أوهام. الضعفاء الكبير: 2/9، الجرح والتعديل: 3/341، المجروحين:
1/281، الضعفاء: 0/77، تهذيب الكمال: 8/120، التقريب: 1/189.
(5) أبوه: الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بن علي أبي طالب الهاشمي، وقال ابن حجر: صدوق مقل، التقريب:
1/167.(3/1148)
قالَ: قالَ رَسولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((منْ حُسْنِ إِسْلامِ المَرْءِ تَرْكُهُ مَا لا يَعْنِيهِ)) (1) .
قالَ الصوريُّ: وَهَذا الحَدِيثُ إِنَّما يَرْوِيه مالِكٌ فِي المُوَطَأ مُرْسَلاً عنْ عَلِيِّ بنِ حُسَيْنِ، وخالِدُ ابنُ عَبْدِ الرَّحمنِ: هُوَ أَبُو الهَيْثَمِ الخُراسانِيُّ.
1068 - حَدَّثَنَا محمَّدُ، أَخْبَرَنَا أَبُو محمَّدٍ عَبْدُ الرَّحمنِ بنِ عُمَرَ (2) ، أخبرنا أَبُو سَعِيدِ
ابنِ الأَعْرابي، [ل229/ب] حَدَّثَنا محمَّدُ بنُ يَزِيدَ بنِ طَيْفورِ (3) ، حَدَّثَنا خالِدُ بنُ إِسْماعِيلَ المَخْزومِيُّ (4) ، حَدَّثَنا مالِكُ بنُ أَنَسٍ، عنْ خُبَيْبِ بنِ عَبْدِ الرَّحمنِ، عنْ حَفْصِ بنِ عاصِمِ، عنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ، أَوْ عنْ أَبِي سَعِيدِ، أَنَّ رَسولَ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قالَ: ((مَا بَيْنَ بَيْتِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِياضِ الجَنَّةِ، وَمِنْبَرِي عَلَى حَوْضِي)) (5)
_________
(1) رجاله ثقات إلا خالد بن عبد الرحمن هو صدوق له أوهام وقد خالف من هو أوثق منه، والصواب في هذا الحديث كما قاله الصوري، وقد تقدم تخريجه مفصّلا في رواية رقم ((152)) .
(2) أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عمر: في أصل الخطية ((عمير)) والصواب ما أثبتنا كما تقدم ورد في كتب التراجم.
(3) مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ طَيْفُورٍ: أبو جعفر المعروف بالطيفوري، ذكره الخطيب دون جرح ولا تعديل. مات سنة ست وستين ومائتين. تاريخ بغداد: 3/378.
(4) خالد بن إسماعيل المخزومي: روى عن مالك، قال الخطيب: مجهول. لسان الميزان: 2/373.
(5) حديث صحيح، وإسناد المؤلف فيه خالد بن إسماعيل المخزومي وهو مجهول، ولكنه قد تابعه غير واحد عن مالك.
أخرجه ابن الأعرابي في معجم شيوخه" 1/353 ح682 عن محمد –يعني ابن يزيد بن طيفور- به.
وأخرجه مالك في الموطأ: 1/197 رقم ((463)) . ومن طريقه أحمد في المسند: 2/465، عن عبد الرحمن بن مهدي وإسحاق بن عيسى بن الطباع، و2/533، عن عبد الرحمن بن مهدي وحده، والعقيلي في الضفعاء الكبير: 4/73، من طريق القعنبي، طريق أبي عاصم، والطحاوي في شرح مشكل الآثار: 7/316 رقم ((2875)) ، من طريق ابن وهب، و7/317 رقم ((2876)) ، من طريق مطرّف بن عبد الله المدني، والبغوي في شرح السنة: 2/337 رقم ((452)) ، من طريق سبعتهم عن مالك به. ((على شك)) . وقال العقيلي: وحديث القعنبي أولى لأن أناسا يروونه في الموطأ هكذا.
وأخرجه أحمد في المسند: 3/4، والطحاوي في شرح مشكل الآثار: 7/317 رقم ((2877)) ، والبيهقي في البعث والنشور: رقم ((177)) وابن عبد البر في التمهيد: 2/286، من طريق روح بن عبادة، وابن عبد البر في التمهيد:
2/285 من طريق معن بن عيسى كلاهما عن مالك، عَنْ خَبِيبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أن حفص بن عاصم أخبره، عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم -: ((بدون شك)) .
قال ابن عبد البر في التمهيد: 2/285 هكذا روى هذا الحديث عن مالك رواة الموطأ كلهم فيما علمت على الشك في أبي هريرة وأبي سعيد الخدري، إلا معن بن عيسى وروح بن عبادة وعبد الرحمن بن مهدي، فإنهم قالوا فيه: عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري جميعا على الجمع لا على الشك.
قلت: ولعل ابن مهدي ثبت على أبي هريرة وحده بعد أن كان يرويه على الشك.
كما أخرجه البخاري في الإعتصام: باب ما ذكر النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وحض على اتفاق أهل العلم 13/304 رقم ((7335)) من طريقه عن مالك، عَنْ خَبِيبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أبي هريرة وحده، وفي فضل الصلاة في مكة ومدينة: باب فضل ما بين القبر والمنبر 3/70 رقم ((1196)) وفي فضائل المدينة: باب كراهية النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أن يقر المدينة 4/99 رقم ((1888)) وفي الرقاق: باب في الحوض 11/465 رقم ((6588)) ، ومسلم في الحج: باب ما بين القبر والمنبر روضة من رياض الجنة م رقم ((1391)) من طريق عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنِ خَبِيبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حفص
ابن عاصم، عن أبي هريرة وحده.
وقوله روضة من رياض الجنة: قال الحافظ في الفتح 4/100، كروضة من رياض الجنة في نزول الرحمة، وحصول السعادة بما يحصل من ملامة حلق الذكر، ولا سيما في عهده صلى الله عليه - صلى الله عليه وسلم - فيكون تشبيها بغير أداة، أو المعنى: أن العبادة فيها تؤدي إلى الجنة فيكون مجازا، أو وعلى ظاهره، وأن المراد أنه روضة حقيقة بأن ينتقل ذلك الموضع بعينه في الآخرة إلى الجنة، هذا محصل ما أوّله العلماء في هذا الحديث، وهي على ترتيبها هذا في القوة، وانظر رواية (93) أيضاً.(3/1149)
1069 - حدثنا محمَّدُ، حَدَّثَنا أَبُو العَبّاسِ أَحمَدُ بنُ محمَّدِ بنِ الحاجِ بنِ(3/1150)
يَحْيى الْمُعَدَّلُ، حَدَّثَنا أَبُو الفَوارِسِ أَحْمَدُ بنُ محمَّدِ بنِ السِّنْدِيِّ (1) ، حَدَّثَنا أَبُو أُمَيَّةَ محمَّدُ بنُ إِبْراهيمَ بنِ مُسْلِمٍ (2) ، حَدَّثَنا خالِدُ بنُ مَخْلَدِ القَطَوانِيُّ (3) ، حَدَّثَنا مالِكُ بنُ أَنَسٍ، عنْ نافِعِ، عنِ ابنِ عُمَرَ قالَ: قُلْنا يَا رَسولَ اللهِ أَيَنامُ أَحَدُنا وَهُوَ جُنُبٌ؟، قالَ: نَعَمْ، إِذا تَوَضَّأَ (4) .
قالَ: غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ مالِكٍ، عنْ نافِعِ، عنِ ابْنِ عُمَرَ، وَإِنَّما يَرْوِيهِ مالِكٌ فِي المُوَطَّأ عنْ عَبْدِ اللهِ بنِ دِينارِ، عنِ ابْنِ عُمَرَ.
1070 - حَدَّثَنَا محمَّدُ، حَدَّثَنا أَبُو محمَّدِ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنِ عُمَرَ النَّحّاسُ إِمْلاءً بِانْتِقائِي عَلَيهِ، حَدَّثَنا أَبُو الحَسَنِ أَحْمَدُ بنُ بُهْزَادَ بنِ مِهْرانِ إِمْلاءً،
_________
(1) أَبُو الْفَوَارِسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بن السندي: الصابوني، قال الذهبي: صدوق إن شاء الله إلا أني رأيته قد تفرد بحديث باطل عن محمد بن حماد الطهراني كأنه أدخل عليه، وكذّبه ابن المنذر. ميزان الاعتدال: 1/297، لسان الميزان: 1/296.
(2) هنا في الخطية (ملح) وعليها علامة الضرب.
(3) خالد بن مخلد القطواني: بفتح القاف والطاء أبو الهيثم البجلي الكوفي، وقال ابن حجر: صدوق يتشيع وله أفراد، التقريب: 1/190.
(4) حديث صحيح: وإسناد المؤلف ضعيف. لأن خالد بن مخلد يغرب على مالك وقد ذكر الحافظ ابن عدي عددا مما أغرب على مالك، ثم هو غريب لأن مالكا لم يروه إلا عن عبد الله بن ديناركما ذكر الصوري.
لم أجد من أخرجه بهذا السياق عن مالك، وقد تقدم تخريجه في الرواية رقم ((253)) .
ولكنني وقفت عند البيهقي في السنن الكبرى 1/200 من طريق مالك عن نافع، أن ابن عمر كان إذا أراد أن يطعم أو ينام وهو جنب غسل وجهه ويديه إلى المرفقين ومسح برأسه ثم طعم أو نام.
وفي إسناده أبو بكر محمد بن جعفر المزكى لم أجد له ترجمة، وبقية رجاله ثقات، إلا ابن بكير وهو وإن كان ثقة في الليث إلا أنه تكلموا في سماعه عن مالك. التقريب: 1/592.(3/1151)
حَدَّثَنا ليسي بنُ صالِحِ الأَزْدِيُّ (1) ، حَدَّثَنا هانِئُ بنُ المُتَوَكِّلِ الإِسْكَنْدَرانِيُّ، حَدَّثَني خالِدُ بنُ حُمَيْدِ، عنْ مالِكِ بنِ أَنَسٍ، عنْ سَعِيدِ
ابنِ أَبِي سَعِيدِ الْمَقْبُرِيِّ، عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عنْ رَسولِ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنَّهُ قالَ: مَنْ كانَتْ عِنْدَهُ مَظْلَمَةٌ لِأَخيهِ فِي مالٍ أَوْ عِرْضٍ فَلْيَأْتِهِ [ل230/أ] فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْها مِنْ قَبْلِ أنْ تُؤْخَذَ مِنْهُ وَلَيْسَ ثَمَّ دِينارٌ وَلاَ دِرْهَمٌ، فَإِنْ كانَتْ لَهُ حَسَناتٌ أُخِذَ مِنْ حَسَناتِ صاحِبِه، وَإِلاّ أُخِذَ مِنْ سَيِّئاتِ صاحِبِهِ فَطُرِحَ عَلَيْهِ (2) .
1071 - حَدَّثَنَا محمَّدُ، أَخْبَرَنَا الحصيبُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ محمَّدِ بنِ الحصيبِ القاضِي، أَخْبَرَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بنُ محمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ سُلَيْمانَ العَطّارُ (3) ، حَدَّثَنا سيارُ بنُ نَصْرِ بنِ
_________
(1) ليسي بن صالح الأزدي: كذا في الخطية، وعليه (صح) ولم أقف عليه.
(2) حديث صحيح. في إسناد المؤلف وأحمد بن بهزاد تركوه من أجل كلامه المضر في عثمان بن العفان - رضي الله عنه -، وقال الذهبي صدوق، وابن صالح، وهانئ بن المتوكل لم أقف على ترجمتهما، وقد تابع خير بن عرفة ليسي بن صالح وهو صدوق.
أخرجه الطبراني في مسند الشاميين: 2/273 عن خير بن عرفة عن هانئ بن المتوكل به.
وأخرجه البخاري في الرقاق: باب القصاص يوم القيامة 11/395 رقم ((6534)) من طريق إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ مالك، وفي المظالم: باب من كانت له مظلمة عند الرجل فحللها 5/101 رقم ((2449)) من طريق ابن أبي ذئب كلاهما عن سعيد المقبري به.
(3) في هامش الخطية ما نصّه ((في الأصل مشكلة كأنها محمد بن محمد بن سليمان)) والصحيح والله أعلم ما أثبتناه، وهو أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمَانَ الْعَطَّارُ: المعروف بابن حداد، قال الخطيب: ثقة مات سنة ست وأربعين وثلاثمائة بمصر. تاريخ بغداد: 11/241.(3/1152)
سيارِ (1) ، حَدَّثَنا عُثْمانُ بنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنا حُمَيْدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمنِ، وَأَبُو أُسامَة، عنْ مالِكِ بنِ أَنَسٍ، عنْ عَبْدِ اللهِ بنِ يَزِيدَ (2) ، أَخْبَرَنِي زَيْدٌ أَبو عَيَّاشِ (3) أَنَّه سَأَلَ سَعْدَ بنَ أَبِي وَقّاصٍ عنِ البَيْضاءِ بِالسُّلْتِ (4)
، قالَ: بَيْنَهُما فَضْلٌ؟، قالَ: نَعَمْ، قالَ: فَنَهانِي عنْه، قالَ: ثُمَّ قالَ: سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ أَشْتَرِي الرُّطَبَ بِالتَّمْرِ؟ فقالَ لِمَنْ حَوْلَهُ: أَيَنْقُصُ الرُّطَبُ إِذا يَبِسَ؟، قالُوا: نَعَمْ، فقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلا إِذًا (5)
_________
(1) سَيَّارُ بْنُ نَصْرِ بْنِ سَيَّارٍ: لعله أبو الحكم البغدادي ذكره الخطيب بدون جرح ولا تعديل في تاريخ بغداد: 9/237.
(2) عبد الله بن يزيد: وفي أصل الخطية ((زيد)) ، والتصحيح من كتب التخريج، وهو المخزومي ثقة. التقريب: 1/330.
(3) زيد أبو عياش: هو زيد بن عياش الزرقي المخزومي، صدوق، التقريب: 1/224.
(4) نقل صاحب عون المعبود في 9/150 قول الخطابي في بيان المراد بالبيضاء والسُّلت فقال: البيضاء: نوع من البُرّ، أبيض اللون، وفيه رخاوة، ويكون ببلاد مصر. والسُّلْت: نوعٌ غير البُرّ، وهو أدق حَبًّا منه.
وقال بعضهم: البيض: هو الرطيب من السُّلت، والأول أعرف إلا أن هذا القول أليق بمعنى الحديث، وعليه يتبيّن موضع النسيئة من الرطب بالتمر، وإذا كان الرطيب منها جنساً واليابس جنساً آخر لم يصح النسيئة. اهـ.
(5) حديث صحيح، وإسناد المؤلف فيه الحصيب بن عبد الله القاضي لم أقف على ترجمته، وسيار بن نصر ذكره الخطيب بدون جرح ولا تعديل، وبقية رجاله ثقات.
أخرجه مالك في الموطأ: 2/624، ومن طريقه وأبو داود في السنن في البيوع: باب في التمر بالتمر 3/654 رقم ((3359)) ، وابن ماجة في التجارات: باب بيع الرطب بالتمر 2/761 رقم ((2264)) ، والترمذي في البيوع: باب النهي عن المحاقلة والمزابنة 4/416 رقم ((1243)) ، والنسائي في البيوع: باب اشتراء التمر بالرطب 7/269 رقم 4559)) ، والشافعي في المسند: 2/159، وفي الرسالة: 0/907، والطيالسي في المسند: 1/29، رقم ((214)) ، وعبد الرزاق في المصنف: 8/32، رقم ((14185)) وابن أبي شيبة في المصنف: 6/182، و14/204، وأحمد في المسند:
1/175، و179، وأبو يعلى في المسند: 2/68 رقم ((712)) ، و2/69 رقم ((713)) ، وابن الجارود في المنتقى:
0/165 رقم ((657)) والطحاوي في شرح معاني الآثار: 4/6، وابن حبان في الصحيح: 11/372 رقم ((3997)) والشاشي في المسند: 1/206 رقم ((161)) و ((162)) ، والدارقطني في السنن 3/49، والحاكم في المستدرك: 2/38، والبيهقي في السنن الكبرى: 5/294، والبغوي في شرح السنة: 8/78 رقم ((2068)) . وقال الترمذي: حسن صحيح. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
وأخرجه أبو داود في البيوع: باب في التمر بالتمر 3/657 رقم ((3360)) ، والنسائي في البيوع: باب اشتراء التمر بالرطب 7/269 رقم (()) ، من طريق إسماعيل بن أمية. والحميدي في المسند: 1/41 رقم ((75)) ، وعبد الرزاق في المصنف: 8/32 رقم ((14186)) وأحمد في المسند: 1/179، والطحاوي في شرح معاني الآثار: 4/6، والدارقطني
في السنن: 3/49، والحاكم في المستدرك: 2/38 -39، والبيهقي في السنن الكبرى: 5/294، من طريق يحيى
ابن أبي كثير كلاهما عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ به. ولفظ رواية يحيى بن أبي كثير ((نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - عن بيع الرطب بالتمر نسيئة)) .
وقال أبو داود عقبه: رواه عمران بن أبي أنس، عن مولى لبني مخزوم، عن سعيد، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - نحوه.
قلت: أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار: 4/6، من طريق عمران بن أبي أنس، أن مولى لبني مخزوم حدّثه أنه سأل سعيد بن أبي وقاص عن الرجل يُسلف الرجل الرطب بالتمر إلى أجل، فقال سعد: نَهَانَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - عن هذا.
وأخرج الحاكم في المستدرك: 2/43 حديث عمران بن أبي أنس هذا لكنه دون ذكر الأجل.
وقال الدارقطني: وخالفه –يعني يحيى بن أبي كثير- مالك وإسماعيل بن أمية والضحاك بن عثمان وأسامة بن زيد رووه عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ ولم يقولوا فيه- نسيئة-واجتماع هؤلاء الأربعة على خلاف ما رواه يحيى يدل على ضبطهم للحديث، وفيهم إمام حافظ وهو مالك بن أنس. انظر السنن له: 3/49، وفي العلل: 4/399-401.
وأما قوله: ((بالبيضاء بالسُّلت)) قال أبو حاتم ابن حبان في صحيحه 11/373: البيضاء: الرطب من السُّلت باليابس من السُّلت، وقال البغوي في شرح السنة 8/78: البيضاء: نوع من البر أبيض اللون، وفيه رخاوة، يكون ببلاد مصر، والسُّلت نوع آخر غير البر.
وأما رواية الدارقطني الذي أشار إليه الصوري، فلم أجدها في السنن ولا في العلل.(3/1153)
أَخْرَجَهُ الدَّارَ قُطْنِيُّ فِي الرُِّواةِ عنْ مالِكٍ، عنِ الحَسَنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ(3/1154)
عَلِيِّ المادَرانِيِّ، عنْ عُمَرَ بنِ محمَّدِ العَطّارِ فَأخبرنا فِيه مِثْلَه، قالَهُ الصورِيُّ.
1072 - أَنْشَدَنا محمَّدُ بنُ عَلِيٍّ لِنَفْسِهِ:
وَمُهَفْهَفٍ (1) حُلْوُ الشَّما
ئِلِ مُهْجَتِي وَقْفٌ عَلَيْهِ
هُ فَلَمْ أَجِدْ سَبَباً إِلَيْهِ [ل230/ب] ... رُمْتُ التَخَلُّصَ مِنْ هَوَا
يْهِ فَخَلِّصُوهُ مِنْ يَدَيْهِ ... يا قَوْمُ قَلْبِي في يَدَ
أَوْ فَاشْفَعُوا لِي عِنْدَهُ
فَعَسى يُقَرِّبُنِي لَدَيْهِ
1073 - أَنْشَدَنا محمَّدٌ لِنَفْسِهِ:
أَمَا لِهذا الصُّدودِ مِنْ أَجَلِ
يُقْضى إِلَيهِ قَبْلَ انْقِضاءِ أَجَلِي
وَلَمْ يَكُنْ ذاكَ فِيكَ مِنْ أَمَلِي ... فَقَدْ تَمادَى وَاللهِ يا أَمَلِي (2)
وَلَيْسَ دِينِي سِوَى هَواكَ
وَقَدْ رَضِيتُهُ حاكِماً عَلَيَّ وَلِي
1074 - أَنْشَدَنا محمَّدٌ لِنَفْسِهِ:
لَئِنْ صارَمْتََنِي وصَدَدْتِ عَنِّي
بِلا جُرْمٍ وَمِلْتَ إِلى التَجَنِّي
_________
(1) مهفهف: يقال مهفهفة: وهي الخميصة البطن الدقيقة الخصر، ورجل هفهاف ومهفهف كذلك. لسان العرب:
9/348.
(2) في الخطية ((يا ملي)) .(3/1155)
عَهِدْتُكَ راغِباً فِي القُرْبِ مِنِّي ... وَأَظْهَرْتَ التَّباعُدَ لِي وقِدَماً
فَلا عَجَبَ كَذا الأَيّامُ فينا
لها دُوَلٌ تُباعِدُ ثُمَّ تُدْنِي
1075 - حدثا محمَّدٌ، حَدَّثَنا أَبُو عَبْدِ اللهِ محمَّدُ بنُ جَعْفَرَ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ صالِحِ الكلاعِيُّ، حَدَّثَنا أَبُو بَكْرِ محمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ البَراءِ الجعابِيُّ الحافِظُ بِالرَّقَّةِ، حَدَّثَنا محمَّدُ بنُ خَلَفِ بنِ المَرْزُبان، حَدَّثَنا أَبُو ياسِرِ (1) قالَ: أَنْشَدَ رَجُلٌ ابنَ عائِشَةَ:
وَقَفْنا فَلَوْلا أَنَّنا غاضنًا (2) الهَوى
لَهَتَّكَنا عِنْدَ الرَّقِيبِ نَحِيبُ (3)
وفِي دُونِ ما أَلْقاهُ فِي أَلَمِ الهَوى
تُشَقُّ جيوبٌ بل تشَقُّ قلوبُ
قالَ: فقالَ ابنُ عائِشَةَ: لا يَلُومُ عَلى شَقِّها إِلاَّ أَحْمَقُ.
قالَ [ل231/أ] أَبُو بَكْرِ الجعابي: وَقَدْ سَمِعْتُ الفَضْلَ بنَ حُبابٍ يَذْكُرُ نَحْوَه عنِ ابنِ عائِشَة (4) .
1076- سَمِعْتُ الشَّيْخَ أَبا الحُسَيْنِ (5) يقولُ: ماتَ الصُّورِي أَبُو عَبْدِ اللهِ
_________
(1) أبو ياسر: وفي الخطية فوق (ياسر) ضبة، ولعله عمار بن رجاء بن سعد الأستراباذي الثعلبي. قال أبو سعيد الإدريسي: كان فاضلا ديّنا كثير العبادة والزهد. مات سنة ثمان أو سبع ستين ومائتين. تاريخ جرجان: 1/282، و534، وتذكرة الحفاظ: 2/561.
(2) في الخطية ((عاضنا)) . ولم أقف على معناها، ولعل الصواب ((غاضنا)) من غاض يغيض: أي نقص، أو غار وذهب، لسان العرب: 7/201.
(3) نحيب: النحيب أي رفع الصوت بالبكاء. لسان العرب: 1/749.
(4) في إسناده أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ جعفر الكلاعي لم أقف على ترجمته، وبقية رجاله ثقات.
(5) أبو الحسين: مبارك الطيوري.(3/1156)
الحافِظُ يَومَ الأَرْبِعاءِ وَدُفِنَ فِي يَومِ الخَمِيسِ الثَّامِنِ عَشَرَ مِنْ رَجَب سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاثِينَ وَأَرْبَعِمائَةٍ، وصُلِّيَ عَلَيْهِ فيِ ثَلاثِة مَواضِعَ، وَدُفِنَ فِي مَقْبَرَةِ بابِ حرب (1) .
1077 - أَنْشَدَنا محمَّدُ، أَنْشَدَنا أَبُو عَلِيٍّ صالِحُ بنُ إِبْراهِيمَ بنِ رِشْدِينَ، وَأَبُو محمَّدٍ
عَبْدُ المُحْسِنُ بنُ الصُّورِيِّ (2) قالا: أَنْشَدَنا أَبُو القاسِمِ الحُسَيْنُ بنُ بِشْرٍ (3) لِنَفْسِهِ:
لَحَى الله أمرًا أَرْعَاكَ سِرًّا
لِتَكْتُمَهُ وَفَضَّ اللهُ فَاهُ
فَإِنَّكَ بِالذي اسْتَرْعَيتَ مِنْهُ
أَنَمُّ مِنَ الزُّجاجِ بِما وَعاهُ (4)
_________
(1) لم أقف على من وافق أبا الحسين في مقبولته هذه، ولكن في هامش الأصل ما نصّه: ((ح هذا وهم، والصحيح أن
أبا عبد الله الصوري الحافظ توفي سنة إحدى وأربعين على ما يأتي في هذا الجزء على الصواب إلا أن يكونا رجلين اشتركا في الحفظ والنسبة وذلك بعيد، والله أعلم، قله يحيى بن علي القرشي عفا الله عنه)) .
وهذا هو الذي قال به الخطيب وياقوت الحموي والذهبي وغيرهم، وأنه مات يوم الثلاثاء التاسع والعشرين من جمادى الآخرة سنة إحدى وأربعين وأربعمائة. تاريخ بغداد: 3/103، معجم البلدان: 3/434، سير أعلام النبلاء: 17/631.
(2) أبو محمد عبد المحسن بن الصوري: هو عبد المحسن بن محمد بن أحمد بن غالب بن غلبون أبو محمد الصوري الشاعر توفي سنة تسع عشرة وأربعمائة وله ثمانون سنة. سير أعلام النبلاء: 17/400، وفيات الأعيات: 3/232، شذرت الذهب: 3/211.
(3) أبو القاسم الحسين بن بشر: لعله الحسين بن بشر الذي ذكره الذهبي وقال: قال ابن أبي طي من رجال الشيعة الإمامية. لسان الميزان: 2/275.
(4) في إسناده أبو علي صالح بن إبراهيم بن رشدين، لم أقف على ترجمته.
أخرج البيتين عبد الله بن محمد بن عبيد بن سفيان في قرى الضيف 1/488.(3/1157)
1078 - حدثنا محمَّدٌ، أخبرنا القاَضِي أَبُو الفَضْلِ الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ ابنِ محمَّدِ ابنِ المُعافَي الصُّورِيُّ، حَدَّثَنا أَبُو عَبْدِ اللهِ أَحْمَدُ بنُ عَطاءِ بنِ أَحْمَدَ الروذباري، حَدَّثَنا عُبَيْدُ
ابنُ محمَّدِ المقرئ قالَ: قالَ محمَّدُ بنُ يَعْقوب: قالَ ذُو النُّونِ: اللَّحْظاتُ تُورِثُ الحَسَراتِ، أَوَّلُها أَسَفٌ، وَآخِرُها تَلَفٌ، فَمَنْ تابَعَ طَرْفَه تابَعَ حَتْفَهُ (1) .
1079 حدثَنا محمَّدٌ، أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ حَفْصِ بنِ الحَسَنِ البَهْرانِيُّ الأَنْدَلُسِيُّ قالَ: سَمِعْتُ محمَّدَ بنَ العَبّاسِ الضَّبِّيَّ (2) يَقولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ الشِّبْلِيَّ وَسَأَلَهُ رَجُلٌ فَقَالَ لَهُ: يا
أَبا بَكْرٍ ما تَقُولُ فِي رَجُلٍ كانَ لَهُ [ل231/ب] حَظٌّ مِنْ قِيامِ اللَّيْلِ فَتَرَكَه ثُمَّ عاوَدَه فَهُوَ يَجْهَدُ أنْ يَنالهَ فَلا يَقْدِرُ؟، قالَ فَأَنْشَدَهُ:
تَشاغَلْتُمْ عَنَّا بِصُحْبَةِ غَيْرِنا
وَأَظْهَرْ تُمُ الهِجْرانَ ما هَكَذا كُنَّا
فَقَدْ وَحَياةِ الحُبِّ خُنْتُمْ وَما خُنَّا ... وَأَقْسَمْتُمْ أَنْ لا تَخُونونَ فِي الهَوى
لَيالِيَ بِتْنَا نَجْتَنِي مِنْ ثِمارِكُم
فَقَلْبِي إِلى تِلْكَ اللَّيالِيَ قَدْ حَنَّا (3)
_________
(1) في إسناده أبو الفضل الحسن بن أحمد بن عبد الله بن المعافى الصوري، وعبيد بن محمد المقرئ لم أقف على ترجمتهما، وأحمد بن عطاء الروذباري ضعيف.
ذكره ابن الجوزي في ذم الهوى (ص93) .
(2) محمد بن العباس الضبي: بن أحمد بن عاصم أبو عبد الله الضبي الهروي العصمي. روى عنه الدارقطني، ووثقه الخطيب. توفي سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة. تاريخ بغداد: 3/119، تذكرة الحفاظ: 3/1006.
(3) في إسناده أبو علي الحسن بن حفص الأندلسي لم أقف على ترجمته.
ذكر عبد الكريم القزويني البيت الأول دون غيره وورد فيه ((وآثرتم)) بدل ((وظهرتم)) ونسب البيت إلى الأديب سليمان. انظر التدوين في أخبار القزوين: 3/445.(3/1158)
1080- قالَ (1) : وَبَلَغَنِي عَنْه أَنَّهُ جاءَهُ رَجُلٌ فَقالَ لَه: يا أَبا بَكْرٍ، ما تَقُولُ فِي رَجُلٍ يَعْمَلُ سائِرَ الطَّاعاتِ وَهُوَ لا يَجِدُ لَها نفسه لَذَّةً، فَبَكَى أَبُو بَكْرِ الشِّبْلِيُّ وَأَنْشَأَ يَقُولُ:
مَنْ لَمْ يَكُنْ لِلْوِصَال أَهْلاً فَكُلُّ إِحْسانِهِ ذُنوبُ (2) .
1081 - حَدَّثَنَا محمَّدٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ محمَّدِ العبْسِيُّ (3) ، أَخْبَرَنَا أَبُو المَيْمونِ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ عَبْدِ اللهِ البَجَلِيُّ (4) ، حَدَّثَنا عُثْمانُ بنُ سَعِيدِ الرَّازِيُ، حَدَّثَنا أَحمَدُ ابنُ المحيىَ، حَدَّثَنا أَبُو زَكَرِيّا النَّحْوِيُّ يحَيْى بنُ سَعيدِ العامِرِيُّ قالَ: كُنَّا عِنْدَ الكِسائِيِّ (5) قالَ: فَوَرَدَتْ عَلَيْهِ رُقْعَةُ محمَّدِ
_________
(1) لعل القائل هو: أبو علي البهراني.
(2) في إسناده وأبو علي البهراني لم أقف على ترجمته، والراو عنه غير معروف.
انظر ديوان الشبلي (ص89) وذكره ابن الجوزي في المدهش (298) .
(3) في الخطية (القيسي) والتصحيح من كتب التراجم.
(4) أَبُو الْمَيْمُونِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عبد الله البجلي: ابن عمر بن راشد الدمشقي. قال الذهبي: كان أحد الشعراء توفي سنة سبع وأربعين وثلاثمائة: سير أعلام النبلاء: 15/ 533، العبر: 2/276، شذرات الذهب: 2/375.
(5) الكسائي: هو علي بن حمزة بن عبد الله أبو الحسن الأسدي الكوفي شيخ القراءة النحوي، ذكره ابن حبان في الثقات، وقال مستقيم الحديث. مات سنة تسع وثمانين ومائة. الجرح والتعديل: 6/182، الثقات: 8/457، تاريخ بغداد: 11/403.(3/1159)
بنِ الحَسَنِ (1) يَسْأَلُهُ عنْ هذِهِ الأَبْياتِ، وعَنِ الجَوابِ، وَهِيَ:
فَإِنْ تَرْفُقِي يا هِنْدُ فَالرِّفْقُ أَيْمَنُ
وَإِنْ تَخْرِقِي يا هِنْدُ فَالْخَرْقُ أَشْأَمُ
ثَلاثٌ وَمَنْ يَخْرِقْ أَعَقُّ وَأَظْلَمُ [ل232/أ] ... فَأَنْتِ طَلاقٌ وَالطَّلاقُ عَزِيمَةٌ
فَبِينِي بِها إِنْ كُنْتِ غَيْرَ رَفِيقَةٍ
وَما لامْرِئٍ بَعْدَ الثَّلاثِ مَقَدِّمُ (2)
وكَتَبَ إِلَيْهِ الكِسائِيُ: أَمّا مَنْ أَنْشَدَها بِالرَّفْعِ فَلَمْ يُوقِعْ عَلَيْهِ إِلاّ تَطْلِيقَةٌ واحِدَةٌ، وَمَنْ أَنْشَدَها بِالنَّصْبِ فَقَدْ أَوْقَعَ عَلَيْها ثَلاثًا بِالنَّصْبِ فَقَدْ أَبَانَ.
1082 - حدثنا محمَّدٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو محمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ عُمَرَ بنِ محمَّدِ المعدل، أخبرنا
أَبُو عَلِيِّ الحَسَنُ بنُ يُوسُفَ بنِ صالِح بنِ مُلَيْحٍ (3) قالَ:
_________
(1) مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ: بْنِ فرقد أبو عبد الله الشيباني صاحب أبي حنيفة. قال ابن معين: ليس بشيء، وكذّبه مرة. وقال ابن المديني: صدوق. وتركه أحمد. وقال أبوداود: لا يستحق الترك. وقال ابن حبان: ليس في الحديث بشيء. الضعفاء الكبير: 4/55، الجرح والتعديل: 7/227، المجروحين: 2/275، تاريخ بغداد: 2/172.
(2) في إسناده عثمان بن سعيد الرازي، وأحمد بن المحيا، وأبو زكريا النحوي، لم أقف على ترجمتهم.
ذكره الخطيب من طريق محمد بن علي الصلحي، عن أَبِي الْحَسَنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ محمد بن محمود القاضي، عن محمد
ابن عبد الواحد، عن ثعلب قال: كتب الكسائي إلى محمد بن الحسن فذكر البيتين الأوليين دون الثالث، وبنصب ((ثلاثا)) و ((يعق ويظلم)) بدل ((أعق وأظلم)) .
(3) أبو علي الحسن بن يوسف بن صالح بن مليح: الطرائفي المصري، ذكره الذهبي دون جرح ولا تعديل، مات سنة أربعين وثلاثمائة. الأنساب: 8/226، سير أعلام النبلاء: 15/418، لسان الميزان: 2/260.(3/1160)
سَمِعْتُ أَبا الحَسَنِ الخادِمَ (1) وكانَ قَدْ عَمِيَ مِنَ الكِبَرِ فِي مَجْلِسِ بِشْرِ مَوْلَى عرق (2) ، أَنا وَمَنْصورُ (3) وَجَمَاعَةٌ فَقالَ: كُنْتُ غُلاماً لِزُبَيْدَةَ (4) وَإِنِّي يَوْمَ أُوتِيَ بِِاللَّيْثِ بنِ سَعْدِ إِلى الخَلِيفَةِ يَسْتَفْتِيهِ، وَكُنْتُ عَلى رَأْسِ ستي زُبَيْدَةَ خَلْفَ السِّتارَةِ، فَسَألَه هارونُ الرَّشِيدُ فَقالَ: حَلَفْتُ أَنَّ لِي جَنَّتَيْنِ، فَاسْتَحْلَفَه اللَّيْثُ ثَلاثًا، أَنَّكَ تَخافُ اللهَ، فَحَلَفَ له، فقالَ لَهُ اللَّيْثُ: قالَ اللهُ: {وَلِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ} (5)
، قالَ: فَأَقْطَعَه قَطائِعَ كَثِيرَةً بِمِصْرَ (6) .
1083 - حدثنا محمَّدٌ، أخبرنا عَبْدُ الرَّحمنِ بنُ عُمَرَ، حَدَّثَنا أَبُو عَلِيِّ
_________
(1) أبو الحسن: لم أميّزه لوروده مهلا، ولكنه قد ثبت في ترجمة زُبَيدة أنه كان لها خدم كثير، وكان في قصرها من الجواري نحو من مائة جارية كلّهن يحفظهن القرآن.
(2) بسر مولى عرق: وعند الخطيب في تاريخه ((يسر)) .
(3) منصور: هو ابن محمد بن قتيبة بن معمر أبو نصر وراق أبي ثور الفقيه، حدّث عن أحمد بن حنبل، وذكر ابن عدي أنه روى عنه ببغداد. تاريخ بغداد: 13/83.
(4) زُبَيدة: هي بنت جعفر بن المنصور أبي جعفر أم جعفر العباسية أمة العزيز الست، كانت عظيمة الجاه والمال، لها آثار حميدة في طريق الحج، وجدّها المنصور هو الذي لقّبها زبيدة، لأنه كان يداعبها ويرقصها وهي صغيرة، ويقول إنما أنت زبيدة لبياضها، فغلب ذلك عليها، فلا تعرف إلا به، توفيت سنة ست عشرة ومائتين. تاريخ بغداد: 14/ 433، سير أعلام النبلاء: 10/241، البداية والنهاية: 10/271، وفيات الأعيان: 2/314.
(5) سورة الرحمن آية رقم (46) ..
(6) في إسناده أبو العلي الحسن بن يوسف بن صالح لم أقف على ترجمته، وأبو الحسن الخادم غير معروف.
أخرجه الخطيب في تاريخه: 13/4-5 عن محمد بن علي الصوري به.(3/1161)
الحَسَنُ بنُ يُوسُفَ قالَ: ((رُحْتُ مَعَ أبِي لَيْلَةَ الخَتْمِ فِي شَهْرِ رَمَضانَ فَعَطِشَ النَّاسُ، فَأَخْرَجَ إِنْسانٌ شَيْئاً مِنَ الفِضَّةِ فَدَفَعَه إِلَيَّ، فَدَفَعْتُهُ إِلَى شارِبٍ فَأَسْقَى النَّاسَ، فَسَمِعْتُ المُزَنِيَ (1) يَقولُ: بِِرُّوا إِنَّ هَذا الذَّهَبَ وَالفِضَّةَ خَواتِيمُ اللهِ فِي [ل232/ب] أَرْضِهِ، فَمَنْ أَخْرَجَ خَواتِيمَ اللهِ قُضِيَتْ حاجَتُهُ)) (2) .
1084 - ل أ/221 حَدَّثَنَا محمَّدٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي كامِلِ البَصْرِيُّ أخبرنا الحسَنُ بنُ حَبِيبِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ (3) فِي كِتابِهِ، أَنْشَدَنا عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الحَمِيدِ، عنْ أَبِي بِشْرِ الدَّلاّلِ،
_________
(1) المزني: لم أميزّه.
(2) في إسناده أبو علي الحسن بن يوسف ذكره الذهبي دون جرح ولا تعديل.
ذكر الخطيب في تاريخ بغداد: 5/449، والمزي في تهذيب الكمال: 31/146، والذهبي في سير أعلام النبلاء:
4/548 نحوه عن ابن وهب، ولفظه: ((الدراهيم خواتيم الله في الأرض، فمن ذهب بخاتم الله قضيت حاجته)) .
وأخرج الطبراني في معجم الأوسط: 6/316 رقم ((6507)) والديلمي في مسند الفردوس ((الفردوس بمأثور لخطاب: 2/235 رقم ((3127)) والسيوطي في جمع الجوامع: 2/1991 رقم ((10694)) ، والمناوي في فيض القدير: 3/543، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: ((الدنانير والدراهم خواتيم الله في أرضه، فمن جاء بخاتم مولاه قضيت حاجته)) . وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: 4/65، فيه أحمد بن محمد بن مالك بن أنس وهو ضعيف، وحكى المناوي تضعيف الهيثمي والذهبي له في فيض القدير: 3/544.
(3) في الخطية (الحسين بن حبيب) والتصحيح من رواية رقم (1086) وكتب التراجم، وهو الحسن بن حبيب
ابن عبد الملك: أبو علي الدمشقي الحصائري الشافعي، وثقه عبد العزيز الكتّاني، مات سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة. طبقات الشافعية للسبكي: 3/255، سير أعلام النبلاء: 15/383، شذرات الذهب: 2/346.(3/1162)
أَنْشَدَنِي ابنُ أَبِي العَتاهِيَةِ لأَبِيهِ:
وَالمَرْءُ إِنْ كانَ عاقِلاً وَرِعًا
أَخْرَسَهُ عَنْ عُيُوبِهِمْ وَرَعُهُ
كَما المَرِيضِ السَّقِيمِ يَشْغَلُه
عَنْ وَجَعِ النَّاسِ كُلِّهِمْ وَجَعُهُ (1)
1085 - حدثنا محمَّدٌ، أخبرنا أَبُو الحُسَيْنِ محمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ جُمَيْعٍ الغَسّانِيُّ، أخبرنا محمَّدُ ابنُ مَخْلَدِ الدُّورِيّ ُقالَ: سَمِعْتُ مُشْرِفَ بنَ سَعِيدِ (2) يَقولُ: سَمِعْتُ أَبا العَتَاهِيَةِ يُنْشِدُ:
أَرَى عِلَلَ الدُّنْيا عَلَيّ كَثِيرَةً
وَصاحِبُها حَتى المَمَاتِ عَلِيلُ
وَمَنْ ذَا الذِي يَنْجُو مِنَ النَّاسِ سالِماً
وَلِلنّاسِ قالٌ بالظُّنُون وقيلُ (3)
1086 - حدثنا محمَّدٌ، أخبرنا الحُسَيْنُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي كامِلٍ، أخبرنا الحسَنُ بنُ حَبِيبِ فِي كِتابِه قالَ: سَمِعْتُ الرَّبِيعَ بنَ سُلَيْمانَ يَقولُ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَ يَقولُ:
ما حَكَّ جِلْدَكَ مِثْلُ ظُفْرِكَ
فَتَوَلَّ أَنْتَ جَمِيعَ أَمْرِكَ
وَإِذا افْتَقَرْتَ لِحاجَةٍ
فَاسْأَلْ لِمُعْتَرِفٍ بِقَدْرِكَ (4)
_________
(1) في إسناده عبد الله بن عبد الحميد لم أميّزه، وأبو بشر الدلال، وابن أبي العتاهية، لم أقف على تراجمتهما، ذكر القرطبي البيتين في تفسيره 16/327، وورد في البيت الأول ((أشغله عن عيوبه)) بدل ((أخرسه عن عيوبهم)) .
ولم أجد البيتين في ديوان أبي العتاهية.
(2) مشرف بن سعيد: أبو زيد الواسطي مولى سعيد بن العاص، وثقه الخطيب، مات سنة ست وستين ومائتين، وله خمس وثمانون سنة. تاريخ بغداد: 13/224.
(3) رجال إسناده ثقات.
انظر ديوان أبي العتاهية (ص356) .
(4) رجال إسناده ثقات.
البيتان في ديوان الشافعي: 0/117، وانظر مناقب الإمام الشافعي: 0/115-116، شذرات الذهب: 2/11. وورد في ديوان الشافعي ((وإذا قصدت)) وفي شذرات الذهب ((وإذا بليت)) بدل ((وإذا افتقرت)) .(3/1163)
1087 - حدثنا محمَّدٌ، أخبرنا أَبُو الحُسَيْنِ بنُ جميع، أخبرنا أَبُو سَعِيدِ أَحْمَدُ ابنُ [ل233/أ] سَعِيدِ بنِ عُتَيْبٍ وَكانَ سَماعُه مِنْهُ بِصور سَنَةَ ثَلاثٍ وعِشْرِينَ وَثَلاثَمائَةٍ، أَنْشَدَنا الرَّبِيعُ
ابنُ سُلَيْمانَ، أَنْشَدَنِي الشَّافِعِيُ:
كُلُّ العَداوَةِ ترجى (1) إِماتَتُها إِلاّ عَداوَةَ مَنْ عاداكَ بِالحَسَدِ (2)
1088 - سَمِعْتُ أَبا عَبْدِ اللهِ يَقولُ: سَمِعْتُ أَبا الحُسَيْنِ محمَّدَ بنَ محمَّدِ بنِ محمَّدِ النَّيْسابُورِيَّ يَقولُ: سَمِعْتُ أَبا العَبّاسِ الأّصَمَّ يَقولُ: سَمِعْتُ الرَّبِيعَ بنَ سُلَيْمانَ يَقولُ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَ يَقولُ: العِلْمُ عِلْمانِ: عِلْمُ الأَدْيانِ، وَعِلْمُ الأَبْدانِ (3) .
_________
(1) في أصل الخطية: ((ترجى)) وفي الهامش: ((ترجو)) وعليها ((صح)) .
قلت: ولعل هذا إشارة منه إلى أنه قد روي ((ترجى)) و ((ترجو)) لاختلاف النسخ. وكلتا الروايتين صحيحتان. والله أعلم.
(2) في إسناده أبو سعيد أحمد بن سعيد بن عتيب لم أقف على ترجمته، وبقية رجاله ثقات.
البيت في ديوان الشافعي: 0 (ص92) ، وديوان عبد الله بن المبارك (ص79) ، والبيهقي في شعب الإيمان: 5/274،
وابن عبد البر في بهجة المجالس وأنس المجالس: 1/414، والقرطبي في التفسير: 4/183، وورد في ديوان الشافعي ((مودتها))
وعند القرطبي ((إفاقتها)) بدل ((إماتتها)) .
(3) في إسناده أبو الحسين محمد بن محمد النيسابوري، لم أقف على ترجمته، وبقية رجاله ثقات.
أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء: 9/142 من طريق الربيع بن سليمان، والذهبي في سير أعلام النبلاء: 10/41، من طريق محمد بن يحيى بن حسان، كلاهما عن الشافعي به.
وعند الذهبي: ((العلم علمان: علم الدين وهو الفقه، وعلم الدنيا: وهو الطب، وما سواه من الشعر وغيره فعناء وعبث)) .(3/1164)
1089 - حَدَّثَنَا محمَّدٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ حُسَيْنُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي كامِلٍ، أخبرنا خالُ أَبِي خَيْثَمَةَ بنِ سُلَيْمانَ، حَدَّثَنا محمَّدُ بنُ عِيسى بنِ الحارِثِ الجَوْهَرِيُّ البّغْدادِيُّ بِالبَصْرَةِ، حَدَّثَنا محمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحمنِ، يَعْنِي: ابنَ غزوان (1) ، حَدَّثَنا أَبِي، عنْ شُعْبَةَ قالَ: مَرَرْتُ بِهشيم وَهُوَ جالِسٌ إِلى شَيْخٍ مُلْتَفٍّ بِعِمامَةٍ، فَقُلْتُ: مَنْ هذا؟، فقالَ بَعْضُ الأَعْرابِ: اكْتُبْ عَنْه مِنْ مَقَطَّعاتِ الأَعْرابِ، وَنَوادِرِهِمْ، قالَ: فَمَضَيْتُ وَتَرَكْتُهُ فَلَمّا كانَ بَعْدُ لَقِيَنِي هشيمٌ فقالَ: يا أَبا بُسْطامِ (2) تَدْرِي مَنِ الشَّيْخُ الذي رَأَيْتَهُ مَعِي؟، قُلْتُ: لا، قالَ: فإِنَّ ذاكَ الزُّهْرِيُّ، قالَ: قُلْتُ: أَوَ لَيْسَ الزُّهْرِيُّ الذي كانَ يَحْمِلُ الحَرْبَةَ لِهِشامٍ، وكانَ فَعَلَ كَذا، وَجَعَلْتُ أُصَغِّرُ مِنْ أَمْرِهِ، فقالَ: إِنَّكَ وَاللهِ لَوْ رَأَيْتَ ما حَدَّثَنِي بِهِ، قُلْتُ أَرِنِي، فَلَمّا وَقَعَ [ل233/ب] فِي يَدِي خَرَّقْتُهُ فَلَمْ يَبْقَ مِنْه إِلاّ يسِيرٌ، قالَ أَبِي: قالَ هشيمٌ: لَوْلا أَنِّي كُنْتُ قَدْ حَفِظْتُ حَدِيثَ السَّقِيفَةِ، قُلْتُ: لَعَلِّي أَلْقَى الزُّهْرِيَّ فِي طَوافٍ أَوْ طَرِيقٍ حَدَّثَنِي بِهِ، وَقَدْ حَفِظْتُه لَكانَ قَدْ ذَهَبَ (3)
_________
(1) محمد بن عبد الرحمن بن غزوان: لم أجد له ترجمة، ولكنه ذكر ضمن تلامذة أبيه، وأبوه ثقة.
(2) في الخطية (أبا هشام) وعلى هشام علامة الضرب.
(3) في إسناده خال أبي خيثمة بن سليمان، ومحمد بن عيسى الجوهري، ومحمد بن عبد الرحمن بن غزوان، لم أقف على ترجمتهم.
لم أجد هذه القصة ولكن حديث السقيفة معروف ومشهور.
أخرجه أبو داود في الحدود: باب في الرجم 4/572 رقم ((4418)) من طريق عبد الله بن محمد النفيلي، وابن حبان في صحيحه: 2/145 رقم ((413)) من طريق سريج بن يونس مطولا، كلاهما عن هشيم، عن الزهري به.
والبخاري في المظالم: باب ما جاء في السقائف 5/109 رقم ((2462)) وفي مناقب الأنصار: باب مقدم النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأصحابه المدينة 7/264 رقم ((3928)) وفي أحاديث الأنبياء: باب قول الله واذكر في كتاب مريم 6/478 رقم ((3445)) وفي المغازي: باب رقم ((12)) 7/323 رقم ((4021)) وفي الحدود: باب الاعتراف بالزنا 12/ 137 رقم ((6829)) وباب الحبلى من الزنا إذا أحصنت 12/145 رقم ((6830)) وفي الإعتصام: باب ذكر النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وحض على اتفاق أهل العلم 13/303 رقم ((7323)) ومسلم في الحدود: باب رجم الثيب من الزنا رقم ((1691)) من طرق عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بن مسعود، عن ابن عباس قال: ((كنت اقرئ رجالا من المهاجرين منهم عبد الرحمن بن عوف، فبينما أنا في منزله بمن وهو عند عمر بن الخطاب في آخر جة حجها، إذ رجع إليّ
عبد الرحمن، فقال: لو رأيت رجلا أتى أمير المؤمنين اليوم فقال: يا أمير المؤمنين هل لك في فلان يقول لو قد مات عمر لقد بايعت فلانا، فوالله ما كانت بيعة أبي بكر إلا فلتة، فغضب عمر، ثم قال: إنّي إن شاء الله اقائم العشية في الناس فمحذر هم هؤلاء الذين يريدون أن يغضبهم أمورهم، قال عبد الرحمن: فقلت: يا أمير المؤمنين: لا تفعل فإن الموسم يجمع رعاع الناس وغوغائهم، فإنهم هم الذين يغلبون على قربك حين تقوم في الناس، وأنا أخشى أن تقوم فتقول مقالة يطيرها عنك كل مطير، وأن لا يعوها ... فأمهل حتى تقدم المدينة، فإنها دار الهجرة والسنة فتخلص بأهل الفقه وأشراف الناس، فتقول ما قلت متمكنا فيعي أهل العلم مقالتك ويضعونها على مواضعها، فقال عمر والله إن شاء الله لأقومنّ بذلك أول مقام أقومه بالمدينة، قال ابن عباس: فقدمنا المدينة في عقب ذي الحجة، فلما كان يو م الجمعة عجلت الرواح حين زاغت الشمس حتى أجد سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل جالسا إلى ركن المنبر، فجلست حوله تمس ركبتي ركبته، فلم أنشب أن خرح عمر بن الخطاب، فلما رأيته مقبلا قلت: لسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل: ليقولن العشية مقالة لم يقلها منذ استخلف، فأنكر عليّ، وقال ما عسيت أن يقول ما لم يقل قبله، فجلس عمر على المنبر، فلما سكت المؤذنون قال فأثنى على الله بما هو أهله، ثم قال: أما بعد: فإني قائل لكم مقالة قد قدر لي أن أقولها ... ثم إنه بلغني أن قائلا منكم يقول والله لو قد مات عمر بايعت فلانا، فلا يغترّنّ امرؤ أن يقول إنما كانت بيعة أبي بكر فلتة وتمّت، ألا وإنها قد كانت كذلك ولكن الله وقى شرّها وليس فيكم من تقطع الأعناق إليه مثل أبي بكر، من بايع رجلا من غير مشورة من المسلمين، فلا يتابع هو ولا الذي تابعه تغرة أن يقتلا، وإنه قد كان من خيرنا حين توفى الله نبيه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِنَّ الأنصار خالفونا واجتمعوا بأسرهم في سقيفة بني ساعدة، وخالف عنا علي والزبير ومن معهما، واجتمع المهاجرون إلى أبي بكر فقلت لأبي بكر: يا أبا بكر: انطلق بنا إلى إخواننا هؤلاء من الأنصار ... الحديث. وهذا لفظ البخاري،
وأخرجه البخاري في الأحكام: باب استخلاف 13/206 رقم ((7219)) من طريق معمر، عن الزهري، عن أنس
ابن مالك رضي الله عنه أنه سمع خطبة عمر الآخرة حين جلس على المنبر وذلك الغد من يوم توفي النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فتشهد وأبو بكر صامت لا يتكلم، قال كنت أرجو أن يعيش رسو لله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَتَّى يدبرنا، يريد بذلك أن يكون آخرهم فإن بك محمدء - صلى الله عليه وسلم - قد مات، فإن الله تعالى قد جعل بين أظهركم نورا تهتدون به هدى الله مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وإن أبا بكر صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - ثاني اثنين، فإنه أولى المسلمين بأموركم فقوموا فبايعوه، وكانت طائفة منهم قد بايعوه قبل ذلك في سقيفة بني ساعدة وكانت بيعة العامة ... الحديث.(3/1165)