باب قوله عز وجل « ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون مع سائر ما يحتج به من أنكر الشفاعة »
1 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأ أبو بكر محمد بن جعفر بن أحمد المزكي ، ثنا محمد بن إبراهيم العبدي ، ثنا يعقوب بن كعب الحلبي ، ثنا الوليد بن مسلم ، عن زهير بن محمد العنبري ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جابر بن عبد الله ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا قول الله عز وجل « ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون » فقال صلى الله عليه وسلم : « إن شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي » قال أبو عبد الله : هذا حديث صحيح قال الشيخ طاهر : هذا يوجب أن تكون الشفاعة لأهل الكبائر يختص بها رسول الله صلى الله عليه وسلم دون الملائكة ، إنما(1/23)
يشفعون في الصغائر أو في استزادة الدرجات . وقد يكون القصد منه بيان كون المشفوع له مرتض بإيمانه وإن كانت له كبائر الذنوب دون الشرك . فيكون المراد بالآية نفي الشفاعة للكفار وأن أحدا من الملائكة المقربين ولا من الأنبياء المرسلين لا يجترئ على أن يشفع لأحد من الكافرين ، فإن الله تعالى لم يأذن به ولم يرتض اعتقاده
2 - أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي ، أنبأ أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس ، ثنا عثمان بن سعيد ، ثنا عبد الله بن صالح ، عن معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، في قوله تعالى : « ولا يشفعون إلا لمن ارتضى » يقول : « الذين ارتضاهم بشهادة أن لا إله إلا الله »
3 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا عبد الرحمن بن الحسن القاضي ، ثنا إبراهيم بن الحسين ، ثنا آدم بن أبي إياس ، ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله تعالى « لله الشفاعة جميعا » يقول : « لا يشفع أحد إلا بإذنه » وفي قوله « ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة إلا من شهد بالحق وهم » يعني عيسى وعزيرا والملائكة ، يقول : « لا يشفع عيسى وعزير والملائكة إلا لمن شهد بالحق » وهم يعلمون « أي : علم الحق » وفي قوله : « ولا يشفعون إلا لمن ارتضى » يعني « لمن رضي عنه »(1/24)
قال الشيخ : وكل هذا يرجع إلى أنهم لا يشفعون للكفار ، ورضي الله تعالى عن العبد إرادته مغفرته والعفو عنه وإكرامه بإدخاله الجنة ، فالشفعاء من الملائكة والأنبياء دون الأولياء يشفعون لمن سبق في علم الله تعالى الرضا عنه حتى يوصل إليه ما يقتضيه رضاه عنه وقد يكون المراد بالآية « ولا يشفعون إلا لمن ارتضى » أن يشفعوا له ، كقوله « من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه » قال أبو عبد الله الحليمي : وأما قول الله عز وجل « يوم لا تملك نفس لنفس شيئا » فإنه لا يدفع الشفاعة ؛ لأن المراد بالملك الدفع بالقوة كما يكون في الدنيا أن يدفع الناس بعضهم عن بعض وعن أنفسهم بالقوة ولا يكون ذلك يوم الدين . والشفاعة ليست من هذا الباب لأنها تذلل من الشافع للمشفوع عنده وإقامة الشفيع تذلل من المشفوع له فلا يوم هي أليق به وأشبه بأحواله من يوم الدين «
4 - وأما الحديث الذي أخبرنا أبو نصر محمد بن علي الفقيه الشيرازي ، ثنا أبو محمد أحمد بن عبد الله المزني ، ثنا أبو الحسن علي بن محمد بن عيسى الحكاني ، ثنا أبو اليمان الحكم بن نافع الحمصي ، بسلمية في سنة إحدى وعشرين ومائتين ، أخبرني شعيب ، عن الزهري ، أخبرني سعيد بن المسيب وأبو سلمة بن عبد الرحمن ، أن أبا هريرة قال : قام رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أنزل الله عز وجل « وأنذر عشيرتك الأقربين قال : » يا معشر قريش اشتروا أنفسكم لا أغني عنكم من الله شيئا ، يا بني عبد مناف ، لا أغني عنكم من الله شيئا ، يا عباس بن عبد المطلب ، لا أغني عنك من الله شيئا ، يا صفية عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لا أغني عنك من الله شيئا ، يا فاطمة بنت محمد سليني ما شئت لا أغني عنك من الله شيئا « فقد رواه البخاري في الصحيح عن أبي اليمان ، وأخرجه مسلم من حديث يونس بن يزيد ، عن الزهري وأخرجه من أوجه أخر وقال أبو عبد الله الحليمي في معناه : » قد يخرج على أن يكون نهاهم عن(1/25)
التقصير في حقوق الله تعالى اتكالا على أنهم عشيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولعلهم لا يسألون عما يعملون لأجله ، فأخبرهم أن اتصالهم به لا يسقط عنهم تبعات أعمالهم ، وأنهم مسئولون محاسبون كغيرهم ، وأمرهم بعد ذلك إلى الله تعالى إن شاء عذبهم وإن شاء عفا عنهم . ولم يرد به أنه لا يشفع لهم وليست الشفاعة أغنى عنهم من الله شيئا لأن الشفاعة فيما بيننا غير موجبة ، فكيف نتوهم أن تكون الشفاعة عند الله موجبة . والذي يدل على صحة هذا ما
5 - أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن الغضائري ببغداد ، أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز إملاء ، ثنا محمد بن غالب بن حرب التمتام ، ثنا أبو حذيفة موسى بن مسعود ، ثنا سفيان الثوري ، عن أبيه ، عن أبي الضحى ، عن ابن عباس ، قال : جاء العباس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : « إنك قد تركت فينا ضغائن مذ صنعت الذي صنعت » ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : « لا يبلغوا الخير » ، أو قال : « الإيمان حتى يحبوكم لله عز وجل ولقرابتي ، أترجو سلهم - حي من مراد - شفاعتي ولا ترجو بنو عبد المطلب شفاعتي ؟ »
6 - أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن إبراهيم الهاشمي ، ثنا أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ، ثنا أبو قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي ، ثنا أبو حذيفة ، بإسناده هذا قال : قال العباس : ما نلقى يا رسول الله من قريش إذا تلاقوا تلاقوا بوجوه مشرقة ، وإذا لقيناهم لقونا بغير ذلك ؟ فقال : « والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة ، حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى يحبوكم لله ولرسوله يرجو مراد شفاعتي ولا ترجوها بنو عبد المطلب ؟ »(1/26)
وصله أبو حذيفة ورواه أبو أحمد الزبيري وغيره عن الثوري مرسلا ، وكذلك رواه حسان بن إبراهيم ، عن سعيد بن مسروق مرسلا
7 - أخبرنا أبو الحسن بن أبي المعروف الفقيه ، أنبأ بشر بن أحمد الإسفراييني ، ثنا أحمد بن الحسين بن نصر الحر ، أنبأ علي بن المديني ، ثنا حسان بن إبراهيم الكرماني ، ثنا سعيد بن مسروق ، عن أبي الضحى ، قال : أتى العباس النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إنا لنعرف الضغائن في أناس من قومنا في وقائع أوقعناها ، فقال : « أما إنهم لم يبلغوا خيرا حتى يحبوكم لقرابتي ترجو شفاعتي سلهب قال : حي من اليمن ، ولا ترجوها بنو عبد المطلب ؟ » كذا قال بالباء
8 - وأخبرنا علي بن أحمد بن عبدان ، أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ، ثنا عثمان بن محمد الزعفراني ، ثنا علي بن المديني ، ثنا أبي ، ثنا سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، قال : كانت امرأة من بني هاشم تحت رجل من قريش فكان بينه وبينها شيء ، فقال لها : ستعلمين والله أنه لا ينفعك قرابتك من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مغضبا فقال : « ما بال رجال يزعمون أن قرابتي لا تنفع ، وأني لترجو شفاعتي صدي وسلهب » قال : فسألت أبا عبيد عن صدي وسلهب قال : حيان من اليمن
9 - أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان ، أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ، أنبأ ابن(1/27)
ملحان ، ثنا ابن بكير ، ثنا الليث ، ح أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأ محمد بن يعقوب الحافظ ، ثنا إبراهيم بن محمد ، ومحمد بن شاذان ، قالا : ثنا قتيبة بن سعيد ، ثنا الليث ، عن ابن الهاد ، عن عبد الله بن خباب ، عن أبي سعيد الخدري ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر عنده عمه أبو طالب . فقال : « لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة فيجعل في ضحضاح من النار يبلغ كعبيه يغلي منها دماغه » لفظ حديث قتيبة . وفي رواية ابن بكير أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر عنده عمه أبو طالب رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن يوسف عن الليث ورواه مسلم عن قتيبة
10 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ، ثنا محمد بن عبد الوهاب الفراء ، ثنا قبيصة بن عقبة ، ثنا سفيان ، عن عبد الملك بن عمير ، عن عبد الله بن الحارث ، قال : قال العباس : يا رسول الله وأخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الشعبي ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ، ثنا أبو داود ، ثنا سفيان ، عن عبد الملك بن عمير ، عن عبد الله بن الحارث ، عن العباس بن عبد المطلب . قال : قلت يا رسول الله ح (1/28)
وحدثنا أبو سعد عبد الملك بن أبي عثمان الزاهد ، أنبأ أبو محمد يحيى بن منصور القاضي ، أنبأ أحمد بن سلمة البزاز ، ثنا محمد بن بشار العبدي ، ثنا يحيى بن سعيد . وسألته عنه حدثنا سفيان ، حدثني عبد الملك بن عمير ، ثنا عبد الله بن الحارث بن نوفل ، ثنا العباس بن عبد المطلب قال : قلت للنبي صلى الله عليه وسلم ما أغنيت عن عمك فقد كان يحوطك وينصرك قال : « هو في ضحضاح من النار لولاي لكان في الدرك الأسفل من النار » لفظ حديث يحيى بن سعيد . وفي رواية أبي داود فإنه كان يحوطك ويغضب لك ، لولا ذلك رواه البخاري في الصحيح عن مسدد عن يحيى . ورواه مسلم عن ابن حاتم عن يحيى
11 - أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ ، أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ، ثنا يوسف بن يعقوب القاضي ، ثنا محمد بن أبي بكر ، ثنا أبو عوانة ، عن عبد الملك بن عمير ، عن عبد الله بن الحارث بن نوفل ، عن العباس بن عبد المطلب ، أنه قال : يا رسول الله هل نفعت أبا طالب فإنه يحوطك ويغضب لك ؟ قال : « نعم هو في ضحضاح من نار ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار »(1/29)
رواه البخاري في الصحيح ، عن موسى ، عن أبي عوانة ورواه مسلم ، عن محمد بن أبي بكر
12 - أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ، أخبرني أبو الوليد ، ثنا إبراهيم بن أبي طالب ، عن ابن أبي عمر ، ثنا سفيان هو ابن عيينة ، عن عبد الملك بن عمير ، عن عبد الله بن الحارث ، قال : سمعت العباس ، يقول : قلت يا رسول الله إن أبا طالب كان يحوطك وينصرك فهل نفعه ذلك ؟ قال : « نعم وجدته في غمرات من النار فأخرجته إلى ضحضاح » رواه مسلم في الصحيح عن ابن أبي عمير قال الشيخ ثنا ابن أبي طالب هذا صحيح من جهة الرواية فلا معنى لإنكاره ، من أنكر صحته ووجهه عندي والله أعلم أن الشفاعة للكفار إنما امتنعت لورود خبر الصادق بأنه لا يشفع منهم أحدا وقد ورد الخبر بذلك عام فورد هذا عليه مورد الخاص على العام وحمله بعض أهل النظر على أن هذا الكفر من العذاب يكون واصلا إليه إلا أن الله يضع عنه ألوانا من العذاب على جنايات جناها سوى الكفر تطييبا لقلب النبي صلى الله عليه وسلم وثوابا له في نفسه لا لأبي طالب لأن حسنات أبي طالب صارت بموته على كفره هباء منثورا . وقد ورد الخبر بأن ثواب الكافر على إحسانه يكون في الدنيا
13 - أخبرنا أبو الخير جامع بن أحمد بن المحمد آبادي ، أنبأ ، أبو(1/30)
طاهر محمد بن الحسن المحمد آبادي ، ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ، ثنا أبو عمر الحوضي ، ثنا همام ، ثنا قتادة ، عن أنس ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه عز وجل : « إن الله لا يظلم المؤمن حسنة يثاب عليها الرزق في الدنيا ويجزى بها في الآخرة . وأما الكافر فيعطى بحسناته في الدنيا حتى إذا أفضى إلى الآخرة ، أو إلى ربه تعالى لم يكن له حسنة يعطى بها خيرا » وأخرجه مسلم في الصحيح من حديث يزيد بن هارون عن همام . ومن قال بالأول زعم أن هذا أيضا ورد عاما وخبر أبي طالب خاص أما ما
14 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا محمد بن يعقوب هو الشيباني ، ثنا حسين بن محمد ، ومحمد بن عمر ، قالا : ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، ثنا حفص بن غياث ، عن داود ، عن الشعبي ، عن مسروق ، عن عائشة ، قالت : قلت : يا رسول الله إن ابن جدعان كان في الجاهلية يصل الرحم ويطعم المسكين ، فهل ذلك نافعه ؟ قال : « لا ينفعه ، إنه لم يقل يوما رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين » رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة وهذا لا ينفي تحقيق أبي طالب بأنه ينفعه ما صنع إلى النبي صلى الله عليه وسلم في التخفيف عنه من عذابه . وقد يجوز أن يكون الحديث ما ورد من الآيات والأخبار في بطلان خيرات الكافر إذا مات على كفره ، ورد في أنه لا يكون لها موقع التخليص من النار وإدخال الجنة ، لكن يخفف عنه من عذابه الذي يستوجبه على جنايات ارتكبها سوى الكفر بما فعل من الخيرات والله أعلم . وقد ورد في معناه خبر في إسناده نظر
15 - حدثنا الإمام أبو الطيب سهل بن محمد بن سليمان ، أنبأ أبو عبد الله(1/31)
محمد بن يزيد الجوهري ، ثنا زكريا بن يحيى البزاز ، ثنا زيد بن أخزم الطائي ، ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو بكر ، محمد بن داود الزاهد ، ثنا علي بن الحسين بن الجنيد ، ثنا زيد بن أخزم الطائي ، ثنا عامر بن مدرك الحارثي ، ثنا عتبة بن يقظان ، عن قيس بن مسلم ، عن طارق بن شهاب ، عن ابن مسعود ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « ما أحسن محسن من مسلم ولا كافر إلا أثابه الله عز وجل » قال : فقلنا : يا رسول الله ما إثابة الله للكافر ؟ قال : « إن كان قد وصل رحما أو تصدق بصدقة أو عمل حسنة أثابه الله المال والولد والصحة وأشباه ذلك » ، قال : فقلنا : وما إثابته في الآخرة ؟ فقال : « عذابا دون العقاب » قال : وقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم « أدخلوا آل فرعون أشد العذاب » زاد ابن الجنيد هكذا قرأه رسول الله صلى الله عليه وسلم مقطوعة الألف . وروي عن عروة بن الزبير بإسناد صحيح ما يؤكد هذه الطريقة
16 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأ أبو الحسن أحمد بن محمد بن(1/32)
عبدوس ، ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ، قال : قرأت على أبي اليمان أن شعيبا أخبره عن الزهري قال : أخبرني عروة بن الزبير ، أن زينب بنت أبي سلمة ، - وأمها أم سلمة - أخبرته أن أم حبيبة بنت أبي سفيان أخبرتها أنها ، قالت : قلت : يا رسول الله ، ذكر الحديث في عرضها عليه نكاح أختها ثم نكاح درة بنت أبي سلمة . فقال : « والله لو أنها لم تكن ربيبتي في حجري ما حلت لي إنها لابنة أخي من الرضاعة أرضعتني وأبا سلمة ثويبة فلا تعرضن علي بناتكن ولا أخواتكن » قال عروة : وثويبة مولاة أبي لهب ، كان أبو لهب أعتقها فأرضعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما مات أبو لهب أريه بعض أهله في النوم بشر حيبة فقال له : ماذا لقيت ؟ فقال أبو لهب : « لم نر بعدكم رجاء غير أني سقيت في هذه مني بعتاقتي ثويبة وأشار إلى النقيرة التي بين الإبهام والتي تليها » رواه البخاري في الصحيح عن أبي اليمان
17 - وأما الحديث الذي أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين العلوي ،(1/33)
أنبأ أبو حامد الشرقي ، ثنا محمد بن عبيد الخزاز الأصم الكوفي ، بنيسابور ، ثنا محمد بن بشر العبدي ، ثنا عبد الله بن الأسود ، عن الحصين بن عمر ، عن المخارقي بن عبد الله بن جابر ، عن طارق بن شهاب ، عن عثمان بن عفان ، رضي الله عنه قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من غش العرب لم يدخل في شفاعتي ولم تنله مودتي » تابعه معاوية بن عمرو ، عن محمد بن بشر . ولم أكتبه إلا من حديث الحصين بن عمرو الأحمسي وهو عند أهل النقل ضعيف
18 - فأما ما أخبرنا به أبو الحسن العلوي ، أنبأ أبو نصر ، أحمد بن محمد بن قريش المروزودي قدم علينا غارنا ، ثنا محمد بن بالوجيه الفزاري ، ثنا عبدان بن عثمان ، ثنا عبد الله بن المبارك ، ثنا منيع ، عن معاوية بن قرة ، عن معقل بن يسار ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « رجلان لا تنالهما شفاعتي يوم القيامة ، إمام ظلوم غشوم (1/34)
عسوف ، وآخر غال في الدين مارق منه » فقد تفرد به منيع بن عبد الرحمن البصري ، وروي من أوجه أخر ضعيفة ، وفيه وفيما قبله إن صح إثبات الشفاعة لغير المذكورين فيه والمارق من الدين : هو الخارج منه ، ولا شفاعة له ولا عفو عنه وغيره إن لم يخرج من النار بالشفاعة فقد يخرج منها يوما ما برحمة الله . وقد ورد خبر الصادق بأنه لا يضيع إيمان من مات عليه فيكون ما أوعده بأن شفاعته لا تناله تلحقه بأن يطول بقاؤه في النار ولا يخرج منها مع من يخرج منها بالشفاعة ، والله أعلم(1/35)
باب قول الله عز وجل « إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء هذا البيان أن المراد والله أعلم أنه يغفر لمن يشاء ذنبه - الذي هو دون الشرك - فلا يعاقبه عليه ، ولا يغفره لمن يشاء ويعاقبه عليه ، ثم يكون عاقبته الجنة ولا يخلد في النار من وافى القيامة مؤمنا . قال الله تعالى » إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا « وفي تخليد المؤمن مع الكفار في النار تضييع ما أحسن من الإيمان بالله وكتبه ورسله . وقال » إن الله لا يظلم مثقال ذرة «
19 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب ، حدثني محمد بن نعيم ، حدثني إسماعيل بن سالم ، أنبأ هشيم ، ثنا خالد ، عن أبي قلابة ، عن أبي الأشعث الصنعاني ، عن عبادة بن الصامت ، قال : أخذ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم كما أخذ على النساء « أن لا نشرك بالله شيئا ولا نسرق ولا نزني ولا نقتل أولادنا ولا يعضه بعضنا بعضا ، فمن وفى منكم فأجره على الله ومن أتى منكم حدا فأقيم عليه فهو كفارته ومن ستره الله عليه فأمره إلى الله إن شاء عذبه وإن شاء غفر له » رواه مسلم في الصحيح عن إسماعيل بن سالم ، وأخرجاه من حديث أبي إدريس الخولاني عن عبادة «(1/36)
20 - أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الإمام ، أنبأ أبو جعفر محمد بن علي الحرسقاني ، ثنا الحسن بن سفيان النسوي ، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، ثنا سفيان ، عن الزهري ، عن أبي إدريس ، عن عبادة بن الصامت ، قال : بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : « تبايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا ولا تسرقوا ولا تزنوا فمن وفى منكم فأجره على الله ومن أصاب من ذلك شيئا فستره الله فذلك إلى الله إن شاء عذبه وإن شاء غفر له »
21 - أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ، ببغداد ، أنبأ عبد الله بن جعفر ، ثنا يعقوب بن سفيان ، ثنا عبد الحميد بن بكار السلمي البيروتي ، وصفوان بن صالح ، قالا : ثنا الوليد هو ابن مسلم ، أنبأ ابن ثوبان ، عن أبيه ، عن مكحول ، عن أسامة بن سلمان العبسي ، ثنا أبو ذر ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : « إن الله عز وجل ليغفر للعبد ما لم يقع الحجاب » ، قالوا : يا رسول الله ، وما وقوع الحجاب ؟ قال : « أن تموت - يعني النفس - وهي مشركة » كذا قاله : الوليد بن مسلم
22 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ومحمد بن موسى بن الفضل ، قالا : ثنا أبو(1/37)
العباس محمد بن يعقوب ، ثنا الحسن بن علي بن عفان ، ثنا زيد بن الحباب ، حدثني عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان ، عن أبيه ، عن مكحول ، عن عمر بن نعيم ، عن أسامة بن سلمان ، عن أبي ذر ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن الله يغفر لعبده ما لم يقع الحجاب » ، فقيل : يا رسول الله وما الحجاب ؟ قال : « أن تموت النفس وهي مشركة » وكذلك رواه عمر بن عبد الواحد وغيره ، عن عبد الرحمن بن ثابت
23 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأ أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم الشيباني ، ثنا أحمد بن حازم الغفاري ، ثنا عبيد الله بن موسى ، ثنا مهدي بن ميمون ، عن واصل الأحدب ، عن معرور بن سويد ، عن أبي ذر ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أتاني آت من ربي فبشرني » أو قال : « أخبرني أنه من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة » ، قلت : وإن زنى وإن سرق ؟ قال : « وإن زنى وإن سرق » رواه البخاري في الصحيح عن موسى عن مهدي ، وأخرجاه من حديث شعبة عن واصل
24 - أخبرنا أبو صالح بن أبي طاهر العنبري ، أنبأ جدي يحيى بن منصور(1/38)
القاضي ، ثنا أحمد بن سلمة ، ثنا إسحاق بن إبراهيم ، أنبأ جرير ، عن عبد العزيز بن رفيع ، عن زيد بن وهب ، عن أبي ذر ، قال : خرجت ليلة من الليالي ، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي ليس معه إنسان . فذكر الحديث ، قال فلما جاء لم أصبر حتى قلت : يا نبي الله جعلني الله فداك من كنت تكلم في جانب الحرة فما سمعت أحدا يرفع إليك شيئا . فقال : « ذاك جبريل عرض لي في جانب الحرة ، فقال : بشر أمتك من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة . فقلت : » يا جبريل وإن زنى وإن سرق ؟ قال : نعم وإن زنى وإن سرق ، قلت : وإن زنى وإن سرق ؟ قال : وإن زنى ، وإن سرق ، وشرب الخمر « رواه البخاري ومسلم في الصحيح عن قتيبة عن جرير
25 - أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الله بن محمد السديري البيهقي ، بخسروجرد ، أنبأ أحمد بن محمد بن الحسين الخسروجردي ، ثنا داود بن الحسين البيهقي ، ثنا حميد بن زنجويه ، ثنا النضر بن شميل ، أنبأ شعبة ، ثنا حبيب بن أبي ثابت ، وسليمان الأعمش ، وعبد العزيز بن رفيع ، قالوا : سمعنا زيد بن وهب ، عن أبي ذر ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن جبريل عليه السلام أتاني فبشرني أنه من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة » ، قال : قلت : وإن زنى وإن سرق ؟ ، قال : وإن زنى وإن سرق « قال سليمان : يعني لزيد بن وهب ، إنما يروى هذا الحديث عن أبي ذر ، قال : أما أنا فسمعته من أبي ذر وأخرجه البخاري . فقال : وقال النضر بن شميل(1/39)
26 - أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن الفضل القطان ببغداد ، أنبأ عبد الله بن جعفر بن درستويه ، ثنا يعقوب بن سفيان ، ثنا عمر بن حفص بن غياث ، ثنا أبي ، ثنا الأعمش ، ثنا زيد بن وهب ، ثنا والله أبو ذر ، بالربذة قال : كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم أمشي في حرة المدينة عشيا فاستقبلنا أحد ، فقال : « يا أبا ذر ما أحب أن أحدا ذاك ذهبا يأتي علي ليلة وعندي منه دينار إلا دينارا أرصده لديني إلا أن أقول به في عباد الله هكذا وهكذا وأرانا بيده » ، ثم قال : يا أبا ذر قلت : لبيك وسعديك يا رسول الله . قال : « إن الأكثرين هم الأقلون ، إلا من قال بالمال هكذا وهكذا » . ثم قال : « مكانك لا تبرح حتى أرجع إليك » فانطلق حتى غاب عنا فسمعت صوتا فتخوفت أن يكون قد عرض لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأردت أن أذهب ثم ذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تبرح ، فمكثت . فأقبل ، فقلت : يا رسول الله سمعت صوتا فخشيت أن يكون عرض لك فأردت أن آتيك ، ثم ذكرت قولك : لا تبرح يعني فأقمت . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ذاك جبريل عليه السلام أتاني فأخبرني أنه من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة » ، قال : قلت : يا رسول الله وإن زنى وإن سرق ؟ ، قال : « وإن زنى وإن سرق » قال الأعمش : قلت لزيد : بلغني أنه أبو الدرداء . قال : أشهد لحدثنيه أبو ذر بالربذة . رواه البخاري في الصحيح ، عن عمر بن حفص وأخرجه مسلم من وجه آخر عن الأعمش أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا محمد بن صالح بن هاني ، ثنا السري (1/40)
بن خزيمة ، ثنا الأعمش ، حدثني أبو صالح ، عن أبي الدرداء ، نحوه رواه البخاري في الصحيح عن عمر بن حفص ، قال البخاري : حديث أبي صالح ، عن أبي الدرداء ، مرسل وحديث عطاء بن يسار ، عن أبي الدرداء ، مرسل أيضا ، والصحيح حديث أبي ذر كذا قال
27 - وقد أخبرنا أبو القاسم الحسن بن محمد بن حبيب المفسر ، من أصله ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ، ثنا سعيد بن أبي مريم ، أنبأ محمد بن جعفر ، أخبرني محمد بن أبي حرملة ، عن عطاء بن يسار ، أنه قال : أخبرني أبو الدرداء ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ يوما هذه الآية « ولمن خاف مقام ربه جنتان » فقلت : وإن زنى وإن سرق يا رسول الله ؟ فقال : « ولمن خاف مقام ربه جنتان » فقلت : وإن زنى وإن سرق يا رسول الله ؟ فقال : « وإن رغم أنف أبي الدرداء »(1/41)
قال الشيخ : قد ذكر فيه عن عطاء سماعه من أبي الدرداء ، وهذا غير حديث أبي ذر ، وإن كان يؤدي معناه ، وروي من وجه آخر عن زيد بن وهب عن أبي الدرداء
28 - أخبرنا أبو الحسن العلاء بن محمد بن أبي سعيد الإسفراييني ، بها ، أنبأ بشر بن أحمد ، ثنا إبراهيم بن علي ، ثنا يحيى بن يحيى ، أنبأ عبد الواحد بن زياد ، عن الحسن بن عبيد الله ، عن زيد بن وهب ، قال : سمعت أبا الدرداء ، يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة » ، قلت : وإن زنى وإن سرق ؟ - مرارا - قال : وإن زنى وإن سرق ، وإن رغم أنف أبي الدرداء «
29 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا : ثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار ، ثنا أحمد بن محمد بن عيسى البرتي ، ثنا(1/42)
أبو معمر ، ثنا عبد الوارث ، ثنا الحسين ، عن ابن بريدة ، أن يحيى بن يعمر ، حدثه أن أبا الأسود الديلي حدثه ، عن أبي ذر ، ح وأخبرنا أبو صالح بن أبي طاهر العنبري ، أنبأ جدي يحيى بن منصور القاضي ، ثنا أحمد بن سلمة ، ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث العنبري ، حدثني أبي ، عن الحسين ، عن أبي بريدة ، أن يحيى بن يعمر حدثه ، أن أبا الأسود الديلي حدثه ، أن أبا ذر حدثه قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه ثوب أبيض وإذا هو نائم ثم أتيته فإذا هو نائم ثم أتيته ، وقد استيقظ فجلست إليه فقال : ما من عبد قال : لا إله إلا الله لم يأت على ذلك إلا دخل الجنة « قال : قلت : وإن زنى وإن سرق ؟ قال : » وإن زنى وإن سرق « . قلت : وإن زنى وإن سرق ؟ قال : » وإن زنى وإن سرق على رغم أنف أبا ذر « وفي رواية أبي معمر على رغم أنف أبي ذر . قال : فخرج أبو ذر وهو يجر إزاره . ويقول : نعم وإن رغم أنف أبي ذر ، ثم اتفقا . قال : وكان أبو ذر يحدث بهذا ويقول : نعم وإن رغم أنف أبي ذر . رواه مسلم في الصحيح عن زهير بن حرب وغيره عن عبد الصمد ورواه البخاري ، عن أبي معمر
30 - أخبرنا أبو علي بن شاذان ، أنبأ عبد الله بن جعفر ، ثنا يعقوب بن سفيان ، ثنا يوسف بن عدي ، ثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي ، عن عمارة بن غزية ، عن عطاء بن أبي مروان ، عن أبيه عن أبي ذر ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من لقي الله لا يعدل به شيئا في الدنيا ثم كان عليه مثل جبال ذنوب غفر الله له »
31 - أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل بن نظيف المصري بمكة ، ثنا أبو(1/43)
علي الحسن بن الخضر بن عبد الله السيوطي ، إملاء ثنا إسحاق بن إبراهيم بن يونس ، ثنا أبو حفص عمرو بن علي الباهلي ، ثنا بشر بن المفضل ، ثنا خالد الحذاء ، عن الوليد بن مسلم أبي بشر ، قال : سمعت حمران ، يقول : سمعت عثمان ، ح وأخبرنا محمد بن الفضل ، ثنا أبو الفضل العباس بن محمد بن نصر الرافعي إملاء ، ثنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن إسماعيل بن شداد القاضي الخذوعي ، ثنا مسدد بن مسرهد ، ثنا إسماعيل بن إبراهيم ، عن خالد الحذاء ، عن الوليد بن مسلم ، عن حمران ، عن عثمان بن عفان ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة » لفظ الرافقي . وقال ابن الخضر « يعلم أن » رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة وزهير ، عن إسماعيل ، وعن محمد بن أبي بكر ، عن بشر بن المفضل
32 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو العباس هو الأصم ، ثنا يحيى بن أبي طالب ، أنبأ عبد الوهاب ، أنبأ سعيد ، عن قتادة ، عن مسلم بن يسار ، عن حمران بن أبان ، عن عثمان بن عفان ، أن عمر بن الخطاب قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :(1/44)
« إني لأعلم كلمة لا يقولها عبد حقا من قلبه فيموت على ذلك إلا حرم على النار : لا إله إلا الله »
33 - أخبرنا أبو محمد جناح بن نذير بن جناح القاضي بالكوفة ، أنبأ أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم ، ثنا إبراهيم بن إسحاق بن أبي العنبس القاضي ، ثنا محمد بن عثيل ، عن الأعمش ، عن أبي سفيان ، عن جابر ، قال : جاء رجل إلي النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ما الموجبتان ؟ قال : « من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة ومن مات يشرك بالله شيئا دخل النار » أخرجه مسلم في الصحيح من حديث أبي معاوية ، عن الأعمش
34 - أخبرنا أبو صالح بن أبي طاهر العنبري ، أنبأ جدي يحيى بن منصور القاضي ، ثنا أحمد بن سلمة ، ثنا إسحاق بن إبراهيم ، أنبأ أبو عامر العقدي ، ثنا قرة وهو ابن خالد عن أبي الزبير ، عن جابر بن عبد الله ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « من لقي الله وهو لا يشرك به شيئا دخل الجنة ، ومن لقيه يشرك به شيئا دخل النار » رواه مسلم في الصحيح ، عن سليمان بن عبيد الله الغيلاني ، وحجاج بن الشاعر ، عن أبي عامر العقدي وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني أبو الوليد ، ثنا محمد بن أحمد بن(1/45)
زهير ، ثنا إسحاق بن منصور ، ثنا معاذ بن هشام ، حدثني أبي ، عن أبي الزبير ، عن جابر ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره بمثله رواه مسلم في الصحيح ، عن إسحاق بن منصور
35 - أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ، ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ، ثنا السري بن خزيمة ، ثنا عمر بن حفص بن غياث ، ثنا أبي ، ثنا الأعمش ، ثنا شقيق ، عن عبد الله ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من مات يشرك بالله شيئا دخل النار » وقلت : أنا : ومن مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة « رواه البخاري في الصحيح عن عمر بن حفص وأخرجه مسلم من أوجه أخر عن الأعمش
36 - أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ ، أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ، ثنا يوسف بن يعقوب ، ثنا محمد بن أبي بكر ، ثنا معاذ بن هشام ، حدثني أبي ، عن قتادة ، عن أنس بن مالك : أن نبي الله صلى الله عليه وسلم ومعاذ بن جبل رديفه على الرحل فقال : « يا معاذ بن جبل » . قلت : لبيك يا رسول الله وسعديك . قالها ثلاثا - ما من عبد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله صادقا من قلبه إلا حرمه الله على النار ، قال : يا رسول ألا أخبر به الناس فيستبشروا ؟ قال : إذا يتكلوا . فأخبر بها معاذ عند موته تأثما(1/46)
« رواه البخاري في الصحيح عن إسحاق بن إبراهيم ورواه مسلم عن إسحاق بن منصور كلاهما عن معاذ بن هشام
37 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ ، ثنا إبراهيم بن عبد الله السعدي ، ثنا قريش بن أنس ، ح وأخبرنا أبو الحسين بن بشران ، أنبأ أبو الحسن علي بن محمد المصري ، ثنا محمد بن أحمد بن يزيد الرياحي ، ثنا قريش بن أنس ، ثنا حبيب بن الشهيد ، عن حميد بن هلال ، عن هيمان بن كاهل ، وفي رواية الرياحي كاهن ، ثنا عبد الرحمن بن سمرة ، وكان ، في حديثه أنه حدثه معاذ بن جبل ، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « من شهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله يرجع ذاكم إلى قلب مؤمن دخل الجنة »
38 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسين الخسروجردي بها ، ثنا محمد بن أيوب ، أنبأ موسى بن إسماعيل ، ثنا حماد ، عن ثابت ، عن أنس بن مالك ، أن عتبان بن مالك الأنصاري ، عمي فقال : يا رسول الله تعال فصل في داري حتى أجعل صلاتك مسجدا ، فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فاجتمع إلى عتبان بن مالك قومه ، وتغيب مالك بن دخشم فوقعوا فيه . فقالوا : يا رسول الله إنه منافق ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أليس يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ؟ » قالوا : بلى ، وإنما يقولها تعوذا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « والذي نفسي بيده لا يقولها أحد صادقا إلا حرمت عليه النار »(1/47)
أخرجه مسلم عن أبي بكر بن نافع ، عن بهز بن أسد ، عن حماد
39 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو محمد بن أبي حامد المقرئ قالا : ثنا أبو العباس هو الأصم ، ثنا العباس بن محمد الدوري ، ثنا علي بن الحسن بن شقيق ، ثنا عبد الله بن المبارك ، عن يونس بن يزيد ، عن الزهري ، عن عمرو بن أبي سفيان ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لما فدي إسحاق بالكبش قال الله عز وجل : إن لك دعوة مستجابة قال : وزادني معمر ، قال : قال له إبراهيم : تعجل دعوتك لا يدخل الشيطان فيها شيئا . قال إسحاق : » اللهم من لقيك من الأولين والآخرين لا يشرك بك شيئا فاغفر له « كذا روي بهذا الإسناد . ورواه عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزهري ، عن القاسم بن محمد قال : اجتمع أبو هريرة وكعب فذكر الحديث وذكر هذه القصة في دعوة إسحاق عن كعب فنهي عنه (1/48)
والأحاديث في مثل هذا كثيرة ، والمراد بها والله أعلم إثبات الجنة له في العاقبة ونفي التخليد عنه في العقوبة ، ثم من أهل التوحيد من يغفر له ابتداء من غير عقوبة ومنهم من يعاقب على ذنبه مدة ثم تكون عاقبته الجنة كما مضى في الأخبار المخرجة مثلها . وقد مضى في كتاب الإيمان الدلالة على أن المعاصي التي هي دون الشرك وإن عظمت لا تبلغ مبلغ الشرك ، ولا توجب لصاحبها التخليد في النار . وآيات التخليد كلها في الكفار وما ورد منها في أهل الإسلام . فالمراد به أن ذلك جزاؤه إذا أراد الله تعالى أن يعفو عن جزائه فعل ، والعفو عما ورد به الوعيد لا يكون خلفا
40 - أخبرنا أبو علي الروذباري ، أنبأ أبو بكر بن داسة ، ثنا أبو داود ، ثنا أحمد بن يونس ، ثنا أبو شهاب ، عن سليمان التيمي ، عن أبي مجلز ، في قوله عز وجل : ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم قال : « هي جزاؤه فإن شاء الله أن يتجاوز عن جزائه فعل »
41 - أخبرنا الفقيه أبو منصور عبد القاهر بن طاهر ، أنبأ أبو عمرو إسماعيل بن مجيد ، أنبأ أبو مسلم ، ثنا الأنصاري ، عن هشام بن حسان ، قال : كنا عند محمد بن سيرين فقال له رجل : « من يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها » . حتى ختم الآية . قال : فغضب محمد وقال : أين أنت من هذه الآية(1/49)
إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء قم عني ، اخرج عني . قال : فأخرج « قال أبو سليمان الخطابي : القرآن كله في مذاهب أكثر أهل العلم بمنزلة الكلمة الواحدة ، وما تقدم نزوله وما تأخر في وجوب العمل به سواء ما لم يقع بين الأول والآخر منافاة ، ولو جمع بين قوله عز وجل : إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء وقوله : » ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها « وألحق به قوله : لم يكن متناقضا فشرط المشبه قائم في الذنوب كلها ما عدا الشرك ، وأيضا فإن قوله : » فجزاؤه جهنم « محتمل أن يكون معنى » فجزاؤه جهنم « : إن جازاه الله تعالى ولم يعف عنه . والآية الأولى خبر لا يقع فيه الخلف ، والآية الأخرى وعيد يجزى يرجى فيه العفو . والله أعلم
42 - أخبرنا أبو سعد الماليني ، أنبأ أبو أحمد بن عدي الحافظ ، قال : سمعت عمر بن محمد الوكيل ، يقول : ثنا معاذ بن المثنى ، ثنا سوار بن عبد الله ، ثنا الأصمعي ، قال : « جاء عمرو بن عبيد الله إلى أبي عمرو بن العلاء فقال له : يا أبا عمرو الله يخلف وعده ؟ فقال : لن يخلف الله وعده . فقال عمرو : فقد قال فذكر آية وعيد لم يحفظها عمر فقال أبو عمرو من العجمة : أتيت الوعد غير الإيعاد . ثم أنشد أبو عمرو : وإني وإن واعدته أو وعدته سأخلف ميعادي وأنجز موعدي كذا في هذه الرواية والصواب : وإني وإن أوعدته أو وعدته سأخلف إيعادي وأنجز موعدي »(1/50)
43 - أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان ، أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ، ثنا هشام ، ومعاذ بن المثنى ، وعياش بن تميم ، وعباس بن الفضل ، قالوا : ثنا هدبة بن خالد ، ثنا سهيل بن أبي حزم ، عن ثابت ، عن أنس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من وعده الله على عمل ثوابا فهو منجزه له ومن أوعده الله على عمل عقابا فهو بالخيار إن شاء عفا عنه وإن شاء عذبه » لفظ حديث عباس ولم يذكر الباقون إن شاء عذبه - تفرد به سهيل ، وليس بالقوي قرأت في كتاب القتيبي رحمه الله حدثني إسحاق بن إبراهيم الشهيدي ، ثنا قريش بن أنس قال : سمعت عمرو بن عبيد يقول : « يؤتى بي يوم القيامة فأقام بين يدي الله عز وجل فيقول لي : لم قلت إن القاتل في النار ؟ فأقول : أنت قلته . ثم تلا هذه الآية : » ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها « قلت له : وما في البيت أصغر مني ، أرأيت إن قال لك : فإني قد قلت : » إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء من أين علمت أني أشاء أن أغفر ؟ قال : فما استطاع أن يرد علي شيئا
44 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأ أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن(1/51)
أيوب الطوسي ، ثنا أبو حازم الرازي ح وأخبرنا أبو نصر أحمد بن علي القاضي ، ثنا أبو بكر محمد بن المؤمل ، ثنا الفضل بن محمد ، قالا : ثنا ابن أبي مريم ، ثنا محمد بن جعفر ، أخبرني زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي سعيد الخدري ، : أن رجالا من المنافقين في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا إذا خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى الغزو تخلفوا عنه وفرحوا بمقعدهم خلاف رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتذروا إليه وحلفوا وأحبوا أن يحمدوا بما لم يفعلوا . فنزل فيهم « لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا » إلى قوله « من العذاب » رواه البخاري في الصحيح ، عن ابن أبي مريم ، ورواه مسلم عن الحلواني ، وغيره عن ابن أبي مريم
45 - أخبرنا أبو بكر بن فورك ، أنبأ عبد الله بن جعفر الأصبهاني ، ثنا أحمد بن يونس ، ثنا حجاج بن محمد ح وأخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي ، وأبو سعيد محمد بن موسى قالا : ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا العباس بن محمد الدوري ، ثنا حجاج بن محمد الأعور ، قال : قال ابن جريج : أخبرني ابن أبي مليكة أن حميد بن عبد الرحمن أخبره أن مروان قال : اذهب يا رافع لبوابه إلى ابن عباس فقل : لئن كان كل امرئ منا فرح بما أتى وأحب أن يحمد بما لم يقل معذبا لنعذبن أجمعون . فقال ابن عباس : وما لكم ولهذه الآية إنما أنزلت هذه الآية في أهل الكتاب ليبيننه للناس ولا يكتمونه . الآية فتلا ابن عباس : لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا . فقال ابن عباس : سألهم النبي صلى الله عليه وسلم عن(1/52)
شيء فكتموه وأخبروه بغيره وقد أروه أن قد أخبروه بما سألهم عنه واستحمدوا بذلك إليه وفرحوا بما أتوا من كتمانهم إياه ما سألهم رواه البخاري في الصحيح ، عن محمد بن مقاتل ، عن حجاج ، وأخرجه من حديث هشام بن يوسف ، عن ابن جريج ، عن ابن أبي مليكة ، عن علقمة بن وقاص عنه وقال : تابعه عبد الرزاق ، عن ابن جريج قال الشيخ : ورواه روح بن عبادة ، عن محمد بن عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج ، عن أبيه نحو رواية حجاج
46 - أخبرنا أبو بكر بن فورك ، أنبأ عبد الله بن جعفر ، ثنا يونس بن حبيب ، ثنا أبو داود ، ثنا صالح بن رستم أبو عامر الخزاز ، ثنا سيار أبو الحكم ، عن الشعبي ، عن علقمة ، قال : كنا عند عائشة ، فدخل عليها أبو هريرة . قالت : يا أبا هريرة أنت الذي تحدث أن امرأة عذبت في هرة لها ربطتها لم تطعمها ولم تسقها . فقال أبو هريرة : سمعته منه ، يعني النبي صلى الله عليه وسلم فقالت عائشة : أتدري ما كانت المرأة ؟ قال : لا . قالت : إن المرأة مع ما فعلت كانت كافرة إن المؤمن كريم على الله من أن يعذبه في هرة ، فإذا حدثت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فانظر كيف تحدث
47 - أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن عمر بن علي الفقيه القاضي ببغداد ، ثنا أبو بكر أحمد بن سلمان ، ثنا إبراهيم بن إسحاق ، ثنا عفان ، ثنا وهيب بن خالد ، ثنا موسى بن عقبة ، قال : سمعت أبا سلمة ، عن عائشة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « سددوا وقاربوا وأبشروا فإنه لا يدخل أحدا عمله الجنة » قالوا : ولا أنت يا رسول الله ؟(1/53)
قال : « ولا أنا إلا أن يتغمدني الله منه برحمته » أخرجه البخاري في الصحيح ، فقال : وقال عفان : فذكره وأخرجه مسلم من وجه آخر ، عن وهيب
48 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأ أبو الفضل بن إبراهيم ، ثنا أحمد بن سلمة ، ثنا قتيبة بن سعيد ، ثنا الليث ، عن محمد بن قيس ، قاص عمر بن عبد العزيز ، عن أبي صرمة ، عن أبي أيوب ، أنه قال حين حضرته الوفاة : قد كتمت عنكم شيئا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « لولا أنكم تذنبون لخلق الله خلقا يذنبون فيغفر لهم » رواه مسلم في الصحيح عن قتيبة
49 - أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ، أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب ، ثنا حسين بن حسن بن مهاجر ، ثنا هارون بن سعيد الأيلي ، ثنا ابن وهب ، عن عياض بن عبد الله الفهري ، عن إبراهيم بن عبيد بن رفاعة ، عن محمد بن كعب القرظي ، عن صرمة ، عن أبي أيوب ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « لو أنكم لم تكن لكم ذنوب يغفرها الله لكم لجاء الله بقوم لهم ذنوب يغفرها الله لهم » رواه مسلم في الصحيح عن هارون بن سعيد
50 - أخبرنا طلحة بن علي بن الصقر ، ببغداد ، ثنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي ، ثنا إسحاق بن الحسن ، ثنا أبو سلمة ، ح وأخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان ، أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ، ثنا(1/54)
أبو مسلم الكجي بن حجاج ، قالا : ثنا حماد ، عن ثابت ، وأبي عمران الجوني ، عن أنس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « يخرج من النار . قال أبو عمران : أربعة . وقال ثابت : رجلان فيعرضون على ربهم فيؤمر بهم إلى النار فيلتفت أحدهم فيقول أي ربي قد كنت أرجوك إذا أخرجتني منها أن لا تعيدني فيها فينجيه الله منها » لفظ حديث طلحة رواه مسلم في الصحيح عن هدبة بن خالد ، عن حماد بن سلمة
51 - أخبرنا أبو سعيد عبد الرحمن بن محمد بن شبابة الهذلي ، بها ، قال : ثنا أبو العباس الفضل بن الفضل الكندي ، أنبأ أبو يعلى ، ثنا شيبان بن فروخ ، ثنا سلام بن مسكين ، ثنا أبو ظلال ، عن أنس بن مالك ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : « إن عبدا في جهنم ينادي ألف سنة يا حنان ، يا منان ، قال فيقول الله تعالى : يا جبريل ائت عبدي . قال فينطلق جبريل فيرى أهل النار منكبين على وجوههم . قال : فيرجع فيقول الله ائتني به فإنه في مكان كذا وكذا . قال : فيأتيه فيجيء به ، فيقول له : يا عبدي كيف وجدت مكانك ومقيلك ؟ قال فيقول : يا رب شر مكان وشر مقيل . قال : فيقول ردوا عبدي . فيقول : يا رب ما كنت أرجو أن تردني إذا أخرجتني فيقول الله تعالى : دعوا عبدي »(1/55)
52 - أخبرنا أبو بكر القاضي ، ثنا أبو العباس الأصم ، ثنا الحسن بن مكرم ، ثنا عثمان بن عمر ، ثنا أبو عامر ، عن عمران الجوني ، عن أبي بردة ، عن أبي موسى ، قال : يؤتى بالعبد يوم القيامة ، فيستره ربه بينه ، وبين الناس فيرى خيرا ، فيقول : قد قبلت ، ويرى شرا فيقول : قد غفرت فيسجد عند الخير والشر ، فيقول الناس : طوبى لهذا العبد الذي لم يعمل شرا قط هذا موقوف ولا يقوله إلا توقيفا
53 - أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق ، أنبأ أبو الحسن الطرائفي ، ثنا عثمان بن سعيد ، ثنا عبد الله بن صالح ، عن معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، في قوله : « فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره » قال : « ليس مؤمن ، ولا كافر عمل خيرا ولا شرا ، في الدنيا إلا أراه الله إياه ، وأما المؤمن فيريه حسناته وسيئاته فيغفر له من سيئاته ويثيبه بحسناته ، وأما الكافر فيريه حسناته ، وسيئاته فيرد عليه حسناته ، ويعذبه بسيئاته »
54 - أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ، ثنا أبو العباس الأصم ، ثنا يحيى بن أبي طالب ، ثنا يزيد بن هارون ، أنبأ عبد الأعلى بن أبي المساور ، عن حماد ، عن إبراهيم ، عن صلة بن زفر ، عن حذيفة بن اليمان ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « والذي نفسي(1/56)
بيده » ليدخلن الجنة منتنا قد محشته النار بذنبه ، والذي نفس محمد بيده ليغفرن الله عز وجل يوم القيامة مغفرة يتطاول لها إبليس رجاء أن تصيبه «(1/57)
باب قول الله عز وجل « ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله »
55 - أخبرنا الأستاذ أبو بكر بن فورك ، أنبأ عبد الله بن جعفر ، ثنا يونس بن حبيب ، ثنا أبو داود ، ثنا شعبة ، عن الوليد بن العيزار ، قال : سمعت رجلا ، من ثقيف يحدث رجلا من كنانة ، عن أبي سعيد ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في هذه الآية : « ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا » الآية . قال : « كلهم في الجنة أو قال : كلهم بمنزلة واحدة » قال شعبة : أحدهما يريد والله أعلم كلهم بمنزلة واحدة في أن منازلهم الجنة ثم يتفاوتون في الدرجات «
56 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأ أبو زكريا العنبري ، ثنا محمد بن عبد السلام ، ثنا إسحاق بن إبراهيم ، أنبأ جرير ، حدثني الأعمش ، عن رجل ، سماه عن أبي الدرداء ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في قوله عز وجل فمنهم (1/58)
ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ، ومنهم سابق بالخيرات قال : « السابق والمقتصد يدخلان الجنة بغير حساب ، والظالم لنفسه يحاسب حسابا يسيرا ، ثم يدخل الجنة » قال أبو عبد الله : ورواه الثوري ، عن الأعمش قال : ذكر أبو ثابت ، عن أبي الدرداء ، وقيل : ابن ثابت ، وقيل : عن شعبة ، عن الأعمش ، عن رجل من ثقيف ، عن أبي الدرداء . وإذا كثرت الروايات في حديث ظهر أن للحديث أصلا
57 - أخبرنا أبو بكر القاضي ، أنبأ دعلج بن أحمد ، ثنا أحمد بن سعيد بن شاهين ، ثنا محمد بن جامع ، ثنا حصين بن نمير ، ثنا ابن أبي ليلى ، عن أخيه ، عن أبيه ، عن أسامة بن زيد ، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قول الله عز وجل : فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات قال : « كلهم في الجنة »
58 - أخبرنا أبو طاهر الفقيه ، ومحمد بن موسى ، قالا : أنبأ أبو عبد الله الصفار الأصبهاني ، ثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبد السلام الأصبهاني ، ثنا محمد بن سعيد بن سابق ، ثنا عمرو بن أبي قيس ، عن ابن أبي ليلى ، عن أخيه عيسى ، عن أبيه ، عن أسامة بن زيد ، في قوله : فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد « قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : » كلهم من هذه الأمة «
59 - أخبرنا أبو محمد جناح بن نذير القاضي بالكوفة ، أنبأ أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم ، ثنا أحمد بن حازم ، أنبأ عبيد الله بن موسى ، أنبأ سكين بن عبد العزيز ، ثنا حفص بن خالد بن جابر ، حدثني ميمون بن سياه ، عن(1/59)
عمر ، رضي الله عنه قال : تلا هذه الآية ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ، ومنهم مقتصد ، ومنهم سابق بالخيرات قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « سابقنا سابق ومقتصدنا ناج ، وظالمنا مغفور له » فيه إرسال بين ميمون بن سياه ، وبين عمر رضي الله عنه . وروي من وجه آخر غير قوي ، عن عمر موقوفا عليه
60 - أخبرنا أبو نصر بن قتادة ، أنبأ أبو منصور النضروي ، ثنا أحمد بن نجدة ، ثنا سعيد بن منصور ، ثنا فرج بن فضالة ، حدثني أزهر بن عبد الله الحرازي ، حدثني من ، سمع عثمان بن عفان ، رضي الله عنه وهو يقرأ هذه الآية : ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا الآية ، فسمعته يقول : « ألا إن سابقنا أهل جهادنا ، ألا وإن مقتصدنا أهل حضرنا ، ألا وإن ظالمنا أهل بدونا » وكان عمر بن الخطاب إذا نزع هذه الآية قال : « ألا إن سابقنا سابق ومقتصدنا ناج ، وظالمنا مغفور له »
61 - أخبرنا عمر بن عبد العزيز بن عمر بن قتادة ، أنبأ العباس بن الفضل النضروي ، ثنا أحمد بن نجدة ، ثنا سعيد بن منصور ، ثنا عمرو بن ثابت ، عن أبيه ، عن عتبة ، عن البراء بن عازب ، قال : سمعته يقول : فمنهم ظالم لنفسه ، ومنهم مقتصد ، ومنهم سابق بالخيرات قال البراء : « أشهد على الله أن يدخلهم جميعا الجنة » قال(1/60)
أخبرنا سعيد ، ثنا هشيم ، أنبأ حصين ، عن إبراهيم ، قال : « نجوا كلهم » قال وحدثنا سعيد ، وثنا سفيان ، عن عمرو بن دينار ، عن عبيد بن عمير ، قال : « كلهم صالح »
62 - قال وحدثنا سعيد ، ثنا مروان بن معاوية ، ثنا عوف ، ثنا عبد الله بن الحارث بن نوفل ، حدثني كعب : « إن الظالم لنفسه من هذه الأمة ، والمقتصد والسابق بالخيرات كلهم في الجنة ، ألم تر أن الله عز وجل قال : ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ، ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير جنات عدن يدخلونها قرأ عوف إلى قوله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب ، والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا قال كعب : » هؤلاء أهل النار « أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا : ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا محمد بن عبد الوهاب ، عن عطاء ، أنبأ عوف ، عن عبد الله بن الحارث ، قال : سمعت كعبا ، يقول : فذكره بمثله
63 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو بكر بن الحسين ، وأبو سعيد بن أبي عمرو قالوا : ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا حجاج ، قال : قال ابن جريج : سمعت عطاء ، يقول : فمنهم ظالم لنفسه ، ومنهم مقتصد ، ومنهم سابق بالخيرات زعم أن هؤلاء الأصناف الثلاثة نحن أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، وزعم أن قوله(1/61)
جنات عدن يدخلونها في هؤلاء الأصناف الثلاثة ، وأن كعبا قال : هم أمة محمد هؤلاء الأصناف الثلاثة أفأنا أقيم على اليهود وأدع هذا الدين اختلفت الروايات فيه عن ابن عباس فروي عنه كما
64 - أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي ، ثنا أبو الحسن الطرائفي ، ثنا عثمان بن سعيد ، ثنا عبد الله بن صالح ، عن معاوية بن أبي صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، في قوله ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا « إلى آخر الآية قال : » هم أمة محمد صلى الله عليه وسلم أورثهم الله سبحانه كل كتاب أنزله فظالمهم يغفر له ومقتصدهم يحاسب حسابا يسيرا وسابقهم يدخل الجنة بغير حساب «
65 - وروي عنه ، كما أخبرنا أبو نصر بن قتادة ، أنبأ أبو منصور النضروي ، ثنا أحمد بن نجدة ، ثنا سعيد بن منصور ، ثنا سفيان ، عن عمرو بن دينار ، قال : قال ابن عباس : « الظالم لنفسه هو الكافر »
66 - قال : وحدثنا سعيد ، ثنا مروان بن معاوية ، ثنا عوف ، عن الحسن ، : « أن الظالم لنفسه هو المنافق ، وأما المقتصد ، والسابق بالخيرات فهما صاحبا الجنة »
67 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا : ثنا أبو العباس الأصم ، ثنا يحيى بن أبي طالب ، أنبأ عبد الوهاب ، قال : قال عوف ، وقال الحسن : « الظالم لنفسه المنافق سقط هذا والمقتصد ، والسابق بالخيرات فإن هذان في الجنة » قال الشيخ : واسم الظالم واقع على الشرك(1/62)
68 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني أبو عمرو بن حمدان ، أنبأ الحسن بن سفيان ، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، ثنا عبد الله بن إدريس ، وأبو معاوية ، ووكيع ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله ، قال : لما نزلت الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم شق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا : أينا لا يظلم نفسه ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : « ليس هو كما تظنون ، إنما هو كما قال لقمان لابنه : لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم رواه مسلم في الصحيح ، عن أبي بكر بن أبي شيبة وأخبرنا أبو صالح بن أبي طاهر العنبري ، أنبأ جدي يحيى بن منصور القاضي ، ثنا أحمد بن سلمة ، ثنا إسحاق بن إبراهيم ، أنبأ جرير ، وأبو معاوية ، ووكيع ، عن الأعمش ، بهذا الإسناد قال : لما نزلت الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم شق ذلك على المسلمين » وفي رواية وكيع : فشق ذلك على أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا رسول الله ، فأينا لا يظلم نفسه ؟ قال : « ليس بذاك هو إنما هو الشرك ، ألم تسمعوا ما قال لقمان لابنه ؟ يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم » رواه البخاري في الصحيح ، عن قتيبة ، عن جرير ، وعن إسحاق بن إبراهيم ، عن وكيع
69 - أخبرنا أبو حامد أحمد بن علي المقرئ الخسروجردي ، حدثنا أبو بكر محمد بن إسماعيل بن العباس الوراق ببغداد ، ثنا أبو الحسن علي بن محمد بن هارون الحميري القاضي الكوفي ، ثنا محمد بن العلاء أبو كريب ، ثنا(1/63)
عبد الله بن إدريس ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله يعني ابن مسعود ، قال : لما نزلت هذه الآية الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم شق ذلك على أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ألا ترون إلى قول لقمان : إن الشرك لظلم عظيم » ؟ قال عبد الله بن إدريس : حدثني أولا أبي عن أبان بن تغلب ، عن الأعمش بما سمعته منه . رواه مسلم في الصحيح ، عن أبي كريب وفي هذا دلالة ظاهرة على أن الظلم الذي هو دون الشرك لا يبلغ مبلغ الشرك في سلب الأمن والاهتداء ، عن صاحبه وإذا لم يسلبه إلا من الموعود والاهتداء أدخل تحت قوله ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء وكان له الأمن في العاقبة لا محالة لقوله تعالى أولئك لهم الأمن وهم مهتدون(1/64)
باب قول الله عز وجل ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين وقوله : يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثا
70 - أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي ، أنبأ أبو الحسن الطرائفي ، ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ، ثنا عبد الله بن صالح ، عن معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، في قول الله عز وجل ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين ذلك يوم القيامة ، يتمنى الذين كفروا لو كانوا موحدين
71 - أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ، أنبأ أبو زكريا يحيى بن محمد العنبري ، ثنا محمد بن عبد السلام ، ثنا إسحاق بن إبراهيم ، أنبأ جرير ، عن عطاء بن السائب ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، قال : « ما يزال الله يشفع ، ويدخل الجنة ، ويرحم ، ويشفع ، حتى يقول من كان من المسلمين ، فليدخل الجنة » ، فذلك حين يقول ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين تابعه أبو عوانة ، وغيره عن عطاء
72 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا : ثنا أبو(1/65)
العباس محمد بن يعقوب ، ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ، ثنا روح بن عبادة ، ثنا القاسم بن الفضل ، ثنا عبد الله بن أبي جرول ، عن أنس بن مالك ، وابن عباس أنهما تأولا هذه الآية : ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين فقالا : « هو يوم يجمع الله أهل الخطايا من المسلمين والكفار في النار جميعا فيقول لهم المشركون : ما أغنى عنكم ما كنتم تعبدون ؟ قالا : فيخرجهم الله عز وجل برحمته » ، فذلك ثم حين يقول : ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين
73 - أخبرنا أبو نصر بن قتادة ، أنبأ أبو منصور النضروي ، ثنا أحمد بن نجدة ، ثنا سعيد بن منصور ، ثنا داود العطار ، قال : سمعت عبد الكريم البصري ، يقول : قال مجاهد ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين « قال : » ذلك وهم في النار حين يرون أهل الإسلام يخرجون من النار بإسلامهم «
74 - أخبرنا أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن عمر بن قتادة ، أنبأ أبو محمد(1/66)
عبد الله بن أحمد بن سعد البزار ، ثنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم البوشنجي ، ثنا أبو يعقوب يوسف بن عدي ، ثنا عبيد الله بن عمرو الرقي ، عن زيد بن أبي أنيسة ، عن المنهال بن عمرو ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال سعيد : جاء رجل فقال : يا ابن عباس إني أجد في القرآن شيئا يختلف علي فذكر الحديث بطوله . قال ابن عباس : قوله فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون فهذا في النفخة الأولى ينفخ في الصور فيصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله فلا أنساب بينهم عند ذلك ولا يتساءلون ، وأما قوله : ربنا ما كنا مشركين وقوله ولا يكتمون الله حديثا ، فإن الله سبحانه يغفر يوم القيامة لأهل الإخلاص ذنوبهم لا يتعاظم عليه ذنب أن يغفره ، ولا يغفر شركا فلما رأى المشركون ذلك قالوا : إن ربنا يغفر الذنوب ، ولا يغفر الشرك فتعالوا نقول : إنا كنا أهل ذنوب ، ولم نكن مشركين . فقال الله عز وجل أما إذا كتمتم الشرك فاختموا على أفواههم فيختم على أفواههم فتنطق أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون ، فعند ذلك عرف المشركون أن الله سبحانه لا يكتم حديثا فذلك قوله : يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض ، ولا يكتمون الله حديثا أخرجه البخاري في الترجمة ، وقد مضى بطوله في كتاب ( الأسماء والصفات )
75 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو بكر أحمد بن إسحاق الفقيه ، أنبأ علي بن الحسين بن الجنيد ، ثنا أبو الشعثاء ، ثنا خالد بن نافع الأشعري ، عن (1/67)
سعيد بن أبي بردة ، عن أبيه ، عن أبي موسى الأشعري ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « إذا اجتمع أهل النار في النار ومعهم من أهل القبلة من شاء الله . قال : ما أغنى عنكم إسلامكم وقد صرتم معنا في النار ؟ قالوا : كانت لنا ذنوب فأخذنا بها ، فسمع الله بما قالوا : قال فأمر بمن كان في النار من أهل القبلة فأخرجوا . قال : فقال الكفار : يا ليتنا كنا مسلمين فنخرج كما أخرجوا . قال : وقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم : » الر تلك آيات الكتاب وقرآن مبين ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين « مثقلة
76 - أخبرنا أبو طاهر الفقيه ، ثنا أحمد بن إسحاق الصيدلاني ، إملاء ، ثنا سعيد بن سعد أبو عمرو ، ثنا محمد بن مقاتل ، ثنا أبو مطيع الحكم بن عبد الله البلخي ، ثنا أبو حنيفة ، عن سلمة بن كهيل ، عن أبي الزعراء ، عن عبد الله بن مسعود ، أنه قال : يعذب الله قوما من أهل الإيمان ثم يخرجهم بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم حتى لا يبقى إلا من ذكر الله عز وجل ما سلككم في سقر إلى قوله وكنا نكذب بيوم الدين ، حتى أتانا اليقين ، فما تنفعهم شفاعة الشافعين
77 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأ أبو بكر الشافعي ، ثنا إسحاق بن الحسن ، ثنا أبو حذيفة ، ثنا سفيان ، عن الأعمش ، عن ذر ، عن يسير الكندي ، قال : كنت عند علي بن أبي طالب فقال رجل : يا أمير المؤمنين أرأيت قول الله عز وجل فالله يحكم بينكم يوم القيامة ، ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا(1/68)
ناقص أخر سطر
78 - أخبرنا أبو سعيد الماليني ، أنبأ أبو أحمد بن عدي الحافظ ، ثنا إسحاق بن إبراهيم بن يونس ، ثنا الحسن بن قزعة ، ثنا بهلول بن عبيد ، قال : سمعت سلمة بن كهيل ، عن ابن عمر ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ليس على أهل لا إله إلا الله وحشة في الموت ولا في النشور وكأني بهم عند الصيحة ، وهم ينفضون شعورهم من التراب يقولون : الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن » هذا مرسل عن سلمة بن كهيل ، وابن عمر ، وبهلول بن عبيد تفرد به وليس بالقوي
79 - وأخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق ، أنبأ عبد الباقي بن قانع ، ثنا حمزة بن داود بن سليمان المؤدب ، بالأيلة ، ثنا الحسن بن عرعرة ، حدثنا بهلول بن عبيد ، عن سلمة بن كهيل ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ليس على أهل لا إله إلا الله وحشة في قبورهم ، وكأني بهم ينفضون التراب عن رءوسهم ويقولون : الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن » كذا أخبرناه من أصله ، وكذا في الأمالي الحسن بن عرعرة . ولعل الصواب الحسن بن قزعة(1/69)
باب ما جاء في المؤمن يفدى بالكافر ، فيقال هذا فداؤك من النار ، والكافر لا يؤخذ منه فدية ولا تنفعه شفاعة
80 - أخبرنا أبو طاهر الفقيه ، أنبأ أبو حامد بن بلال البزاز ، ثنا أبو الأزهر ، ثنا أبو أسامة ، عن طلحة بن يحيى ، عن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إذا كان يوم القيامة دفع إلى كل مؤمن رجل من أهل الملل ، فقيل له : هذا فداؤك من النار » وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو الحسين بن علي الحافظ ، أنبأ الحسن بن سفيان ، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، ثنا أبو أسامة ، فذكره بإسناده إلا أنه قال : « دفع إلى كل مسلم يهودي ، أو نصراني فيقال : هذا فكاكك من النار » ورواه مسلم في الصحيح ، عن أبي بكر بن أبي شيبة
81 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو علي الحسين بن علي الحافظ ، أنبأ الحسن بن سفيان ، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، ثنا أبو أسامة ، فذكره بإسناده إلا أنه قال : « دفع إلى كل مسلم يهودي ، أو نصراني فيقال : هذا فكاكك من النار » ورواه مسلم في الصحيح ، عن أبي بكر بن أبي شيبة
82 - ح وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل بن نظيف المصري بمكة ، ثنا أبو بكر بن أحمد بن محمد بن أبي الموت المكي ، إملاء ، ثنا علي بن عبد العزيز ،(1/70)
ثنا عفان بن مسلم الصفار ، عن همام ، ثنا قتادة ، أن عونا ، وسعيد بن يعني ابن أبي بردة حدثاه أنهما ، سمعا أبا بردة ، يحدث عمر بن عبد العزيز ، عن أبيه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « لا يموت رجل مسلم إلا أدخل مكانه يهوديا أو نصرانيا » فاستحلفه عمر بن عبد العزيز بالله الذي لا إله إلا هو ثلاث مرات أن أباه حدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فحلف له . قال : ولم يحدثني سعيد أنه استحلفه ، ولم ينكر على عون قوله رواه مسلم في الصحيح ، عن أبي بكر بن شيبة ، عن عفان
83 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو زكريا بن أبي إسحاق ، أنبأ أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي ، ثنا عثمان بن سعيد ، ثنا يحيى بن صالح ح وأخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي ، أنبأ أبو سهل بن زياد القطان ، ثنا عبد الكريم بن الهيثم الديرعاقولي ، ثنا يحيى بن صالح الوحاظي ، ثنا يزيد بن سعيد ، من ذي عصوان ، عن عبد الملك بن عمير ، عن أبي بردة ، عن أبيه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « إذا كان يوم القيامة بعث الله إلى كل مؤمن ملكا معه كافر فيقول الملك للمؤمن : يا مؤمن هاك هذا الكافر فهو فداؤك من النار » لفظ حديث الديرعاقولي . وفي رواية عثمان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إذا كان يوم القيامة ، أعطى الله كل رجل من هذه الأمة رجلا من الكفار ، فيقال له : هذا فداؤك من النار »
84 - أخبرنا أبو طاهر الفقيه ، أنبأ أبو بكر محمد بن الحسن القطان ، أنبأ(1/71)
أحمد بن يوسف السلمي ، ثنا عمر بن عبد الله بن رزين ، ثنا جعفر بن الحارث ، عن عروة بن عبد الله بن قشير الجعفي ، عن أبي بكر بن أبي بردة ، عن أبيه ، عن أبي موسى الأشعري ، أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن هذه الأمة أمة مرحومة لا عذاب عليها عذابها بأيديها فإذا كان يوم القيامة أعطي كل رجل منهم رجلا من أهل الأديان فكان فكاكه من النار »
85 - وأخبرنا أبو الحسن العلوي ، أنبأ أبو حامد بن الشرقي ، ثنا حمدان السلمي ، ثنا عمرو بن أبي سلمة ، ثنا زهير بن محمد ، عن أبي النضر ، عن أبي بردة ، وعبد الله بن عثمان بن خثيم ، عن أبي بردة ، عن أبيه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « أمتي مرحومة جعل الله عذابها بأيديها فإذا كان يوم القيامة دفع الله إلى كل رجل من المسلمين رجلا من أهل الأديان ، فكان فداه من النار » ووجه هذا عندي والله أعلم أن الله تعالى قد أعد للمؤمن مقعدا في الجنة ومقعدا في النار كما روي في حديث أنس بن مالك . كذلك الكافر كما روي في حديث أبي هريرة ، فالمؤمن يدخل الجنة بعدما يرى مقعده من النار ليزداد شكرا والكافر يدخل النار بعد ما يرى مقعده من الجنة لتكون عليه حسرة ، فكأن الكافر يورث على المؤمن مقعده من الجنة ، والمؤمن يورث على الكافر مقعده من النار فيصير في(1/72)
التقدير كأنه فدى المؤمن بالكافر . وبالله التوفيق
86 - وأما الحديث الذي أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأ أبو عمرو محمد بن أحمد الفقيه ، أنبأ الحسن بن سفيان ، ثنا محمد بن عمر بن أبي جبلة ، حدثنا حرمي ، ثنا شداد أبو طلحة الراسبي ، عن غيلان بن جرير ، عن أبي بردة ، عن أبيه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « يجيء يوم القيامة ناس من المسلمين ، بذنوب أمثال الجبال يغفرها الله لهم ، ويضعها على اليهود والنصارى » . قال أبو روح : لا أدري ممن الشك قال أبو بردة : فحدثت به عمر بن عبد العزيز ، فقال : أبوك حدثك هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم ؟ قلت : نعم . رواه مسلم ، عن محمد بن عمرو بن جبلة . إلا أن اللفظ الذي تفرد بها شداد أبو طلحة بروايته في هذا الحديث . وهو قوله : ويضعها على اليهود النصارى مع شك الراوي فيه لا أراه محفوظا . والكافر لا يعاقب بذنب غيره . قال الله عز وجل : لا تزر وازرة وزر أخرى ، وإنما لفظ الحديث على ما رواه سعيد بن أبي بردة ، وغيره ، عن أبي بردة ووجهه ما ذكرناه . والله أعلم . وقد علل البخاري حديث أبي بردة باختلاف الرواة عليه في إسناده ، ثم قال : الحديث في الشفاعة أصح قال أحمد : ويحتمل أن يكون حديث الفداء في قوم قد صارت ذنوبهم مكفرة في حياتهم ، وحديث الشفاعة في قوم لم تعد ذنوبهم مكفرة في حياتهم ، ويحتمل أن يكون هذا القول لهم في حديث الفداء بعد الشفاعة ، فلا يكون بينهما اختلاف والله أعلم(1/73)
87 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب ، ثنا إبراهيم بن أبي طالب ، ثنا محمد بن معمر ، ثنا روح بن عبادة ، ثنا سعيد ، عن قتادة ، قال : ثنا أنس بن مالك ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « يجاء بالكافر يوم القيامة . فيقال له : لو كان لك ملء الأرض ذهبا أكنت تفتدي به ؟ فيقول : نعم . فيقال له : قد كنت سألت ما هو أيسر من ذلك » أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأ أحمد بن جعفر ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، ثنا روح بن عبادة ، فذكره بإسناده ، زاد فذلك قوله عز من قال : إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبا ولو افتدى به رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن معمر . ورواه مسلم ، عن عبد بن حميد ، عن روح
88 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، في كتاب « المستدرك » ثنا علي بن حمشاذ العدل ، ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ، ثنا إسماعيل بن أبي أويس ، حدثني أخي أبو بكر عن ابن أبي ذئب ، عن سعيد المقبري ، عن أبي هريرة ، (1/74)
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « يلقى إبراهيم أباه آزر يوم القيامة ، وعلى وجه آزر قترة وغبرة فيقول له إبراهيم : ألم أقل لك لا تعصني ؟ فيقول أبوه : فاليوم لا أعصيك . فيقول إبراهيم : يا رب إنك وعدتني لا تخزني يوم يبعثون فأي خزي أخزى من أبي الأبعد . فيقول الله عز وجل : إني حرمت الجنة على الكافرين . ثم يقول : يا إبراهيم ما تحت رجليك فينظر فإذا هو بذبح ملتطخ فيؤخذ بقوائمه فيلقى في النار » رواه البخاري في الصحيح ، عن إسماعيل بن أبي أويس(1/75)
باب ما جاء في آخر من يخرج من النار ، ويدخل الجنة
89 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني أبو نضر الفقيه ، ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ، ثنا نعيم بن حماد ، ثنا إبراهيم بن سعد ح وأخبرنا أبو عمرو البسطامي ، ثنا أبو بكر الإسماعيلي ، أخبرني المنيعي ، ثنا محمد بن جعفر الوركاني ، ثنا إبراهيم بن سعد ، عن الزهري ، عن عطاء بن يزيد ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الرؤية : « حتى إذا فرغ الله من القضاء بين العباد وأراد أن يخرج برحمته من النار من أراد من أهل النار أمر الملائكة أن يخرجوا من النار من كان لا يشرك بالله شيئا ممن أراد الله أن يرحمه ممن يقول : لا إله إلا الله فيعرفونهم في النار بأثر السجود تأكل النار ابن آدم إلا أثر السجود حرم الله على النار أن تأكل أثر السجود فيخرجون من النار قد امتحشوا فيصب عليهم ماء الحياة فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل ، ويبقي رجل مقبل بوجهه عن النار وهو آخر أهل الجنة دخول الجنة فيقول أي رب اصرف وجهي عن النار فإنه قد قشبني ريحها فأحرقني ذكاؤها فيدعو الله بما شاء أن يدعوه ، ثم يقول الله تبارك وتعالى : هل عسيت إن فعلت ذلك أن تسألني غيره ؟ فيقول : لا (1/76)
وعزتك لا أسألك غيره ، ويعطي ربه من عهود ومواثيق ما شاء الله ، فيصرفه الله عن النار ، فإذا أقبل على الجنة فرآها سكت ما شاء الله أن يسكت ثم يقول : أي رب قربني إلى باب الجنة فيقول الله : أليس قد أعطيتني عهودك ومواثيقك أن لا تسألني غير ما أعطيتك ويلك يا ابن آدم ما أغدرك فيقول : أي رب لا أكون أشقى خلقك ، فيدعو الله حتى يقول له : فهل عسيت إن أعطيتك ذلك أن لا تسألني غيره . فيقول : لا وعزتك لا أسأل غيره . ويعطي الله ما شاء من عهود ومواثيق فيقدمه إلى باب الجنة ، فإذا قام على باب الجنة انفقهت له الجنة فرأى ما فيها من الخير والسرور . فيسكت ما شاء الله أن يسكت ، ثم يقول : أي رب أدخلني الجنة . فيقول الله تعالى : ألست قد أعطيت عهودك ومواثيقك لا تسألني غير ما أعطيتك ؟ ويلك يا ابن آدم ما أغدرك . فيقول : أي رب لا أكون أشقى خلقك . فلا يزال يدعو الله حتى يضحك الله منه فإذا ضحك الله منه ، قال : ادخل الجنة فإذا دخلها قال الله له : تمنه فيسأل ربه ويتمنى حتى أن الله عز وجل ليذكره ، يقول : من كذا أو كذا ، حتى إذا انقطعت به الأماني . قال الله تعالى : ذلك لك ، ومثله معه » قال عطاء بن يزيد ، وأبو سعيد الخدري ، مع أبي هريرة لا يرد عليه من حديثه شيئا ، حتى إذا حدث أبو هريرة أن الله عز وجل قال لذلك الرجل : ومثله معه قال أبو سعيد : وعشرة أمثاله معه يا أبا هريرة ، قال أبو هريرة : ما حفظت إلا قوله ، وذلك له ومثله معه . قال أبو سعيد : أشهد أني حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله ذلك : وله عشرة أمثاله « . قال أبو هريرة : وذلك الرجل آخر أهل الجنة دخولا الجنة رواه البخاري في الصحيح ، عن عبد العزيز بن عبد الله ، عن إبراهيم بن سعد وأخرجه مسلم من حديث يعقوب بن إبراهيم ، عن أبيه ، والضحك المذكور فيه قد مضى تأويله في كتاب » الأسماء والصفات « ومعناه يرجع إظهار كرامته ورحمته(1/77)
90 - أخبرنا أبو عمرو محمد بن عبد الله الأديب ، أنبأ أبو بكر الإسماعيلي ، أخبرني الحسن بن سفيان ، ثنا إسحاق بن إبراهيم ، أنبأ جرير ، قال : وأخبرنا أبو بكر ، ثنا عمران ، ثنا عثمان بن أبي شيبة ، ثنا جرير ، عن منصور ، عن إبراهيم ، عن عبيدة ، عن عبد الله ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « إني لأعلم آخر أهل النار خروجا من النار وآخر أهل الجنة دخولا الجنة ، رجل يخرج من النار حبوا ، فيقول الله عز وجل له : اذهب فادخل الجنة فيأتيها فيخيل إليه أنها ملأى ، فيقول : يا رب قد وجدتها ملأى ، فيقول له عز وجل : اذهب فادخل الجنة فإن لك مثل الدنيا ، وعشرة أمثال الدنيا . فيقول : أتسخر بي أو تضحك بي ، وأنت الملك ؟ قال : فقد رأيت رسول الله ضحك حتى بدت نواجذه » قال إبراهيم : فكان يقال ذلك أدنى أهل الجنة منزلا « . رواه البخاري في الصحيح ، عن عثمان بن أبي شيبة ورواه مسلم ، عن عثمان ، وإسحاق بن إبراهيم
91 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي ، قالا : أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب بن يوسف ، ثنا علي بن أبي الحسن بن أبي عيسى الهلالي ، ثنا حجاج بن منهال الأنماطي ، ثنا حماد بن سلمة ، ثنا ثابت ، عن أنس بن مالك ، عن ابن مسعود ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : « آخر من يدخل الجنة رجل يمشي على الصراط ، فهو يمشي مرة ويكبو مرة ، وتسفعه النار مرة ، فإذا جاوزها التفت إليها فقال : تبارك الذي أنجاني منك لقد أعطاني شيئا ما أعطاه أحدا من الأولين والآخرين ، فيرفع له شجرة ، فيقول : أي رب أدنني من هذه الشجرة فلأستظل بظلها ، وأشرب من مائها . فيقول الله عز وجل له : يا ابن آدم لعلي(1/78)
إن أعطيتكها تسألني غيرها . فيقول : لا ، أي رب ، فيعاهده أن لا يسأله غيرها ، فيدنيه منها ، وربه يعلم أنه يفعل لأنه يرى ما لا صبر له عليه فيستظل بظلها ، ويشرب من مائها ، ثم ترفع له شجرة أخرى هي أحسن من الأولى فيقول : أي رب ادنني منها فلأستظل بظلها وأشرب من مائها ولا أسألك غيرها ، وربه يعلم أنه سيفعل وهو يعذره ؛ لأنه يرى ما لا صبر له عليه فيقول الله عز وجل : يا ابن آدم ، ألم تعاهدني ألا تسألني غيرها ؟ فيقول : بلى ، أي رب ولكن هذه لا أسألك غيرها ، فيقول الله عز وجل : إن أدنيتك تسألني غيرها ، فيعاهده ألا يفعل ، فيدنيه منها ، فيستظل بظلها ويشرب من مائها ، ثم ترفع له شجرة عند باب الجنة هي أحسن من الأولتين فيقول : أي رب ادنني من هذه الشجرة فلأستظل بظلها وأشرب من مائها . فيقول الله عز وجل : يا ابن آدم ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها ؟ فيقول : بلى ، أي رب ، هذه لا أسألك غيرها . فيقول : لعلي إن أدنيتك منها تسألني غيرها ، فيعاهده أن لا يفعل وربه يعلم أنه سيفعل وربه يعذره لأنه يرى ما لا صبر له عليه فيدنيه منها فيسمع أصوات أهل الجنة . فيقول : أي رب أدخلنيها فيقول : يا ابن آدم ما يضريني منك . أترضى أن أعطيك الدنيا ومثلها معها ؟ فيقول : أي رب أتستهزئ بي وأنت رب العالمين ؟ فضحك ابن مسعود فقال : ألا تسألوني مم ضحكت ؟ قالوا : ومم ضحكت ؟ فقال : هكذا فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وضحك . فقال : ألا تسألوني مم ضحكت ؟ فقالوا : مم ضحكت يا رسول الله ؟ ، قال : » من ضحك رب العالمين حين قال : أتستهزئ بي وأنت رب العالمين ؟ فيقول : إني لا أستهزئ بك ، ولكني على ما أشاء قادر « أخبرنا أبو محمد جناح بن نذير بن جناح القاضي بالكوفة ، أنبأ أبو جعفر بن دحيم ، ثنا أحمد بن حيان ، ثنا عبد الله بن محمد ، حدثنا عفان بن مسلم ، ثنا حماد بن سلمة ، فذكره بإسناده ومعناه(1/79)
رواه مسلم في الصحيح ، عن عبد الله بن محمد بن أبي شيبة بن أبي بكر
92 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا الحسن بن علي بن عفان العامري ، ثنا عبد الله بن نمير ، عن الأعمش ، وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو عبد الله الشيباني ، ثنا يحيى بن محمد بن يحيى ، ثنا محمد بن عبد الله بن نمير ، ثنا أبي ، ثنا الأعمش ، عن المعرور بن سويد ، عن أبي ذر ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إني لأعلم آخر أهل الجنة دخولا وآخر أهل النار خروجا منها رجل يؤتى به يوم القيامة فيقال : اعرضوا صغار ذنوبه وارفعوا عنه كبارها . فيعرض عليه صغار ذنوبه ، فيقال له : عملت يوم كذا وكذا كذا وكذا ، وعملت يوم كذا وكذا كذا وكذا فيقول : نعم لا يستطيع أن ينكر وهو مشفق من كبار ذنوبه أن تعرض عليه . فيقال له : إن لك بمكان كل سيئة حسنة . فيقول : رب قد عملت أشياء لا أراها هاهنا . ولقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه » رواه مسلم في الصحيح ، عن محمد بن عبد الله بن نمير(1/80)
باب ما جاء في أصحاب الأعراف قال الله عز وجل وبينهما حجاب ، وعلى الأعراف رجال يعني على السور رجال يعرفون كلا بسيماهم الآية وبينهما حجاب يقول : « بين الجنة ، والنار سور »
93 - أخبرنا ، أبو نصر بن قتادة ، أنبأ أبو منصور النضروي ، ثنا ابن نجدة ، ثنا أحمد بن منصور ، ثنا سفيان ، عن عبيد الله بن أبي يزيد ، سمع ابن عباس ، سئل عن الأعراف ، فقال : هو الشيء المشرف
94 - أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي ، أنبأ أبو الحسن الطرائفي ، ثنا عثمان بن سعيد ، ثنا عبد الله بن صالح ، عن معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، في قوله وبينهما حجاب ، وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم قال : يعرفون أهل النار بسواد الوجوه . وأهل الجنة ببياض الوجوه . قال : والأعراف هو السور الذي بين الجنة والنار . وقوله : لم (1/81)
يدخلوها وهم يطمعون قال ابن عباس : أصحاب الأعراف هم رجال كانت لهم ذنوب عظام ، وكان جسيم أمرهم لله تعالى يقومون على الأعراف فإذا نظروا إلى أهل الجنة طمعوا أن يدخلوها . وإذا نظروا إلى أهل النار تعوذوا بالله منها فأدخلهم الله الجنة . فذلك قوله أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة يعني أصحاب الأعراف ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ، ولا أنتم تحزنون
95 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأ أبو الحسن علي بن محمد بن عقبة الشيباني بالكوفة ، ثنا الهيثم بن خالد ، ثنا عبيد الله بن موسى ، أنبأ يونس بن أبي إسحاق ، عن الشعبي ، عن صلة بن زفر ، عن حذيفة ، قال : « أصحاب الأعراف قوم تجاوزت بهم حسناتهم النار وقصرت بهم سيئاتهم عن الجنة ، فإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين فبينما هم كذلك إذ طلع عليهم ربك . فقال لهم : قوموا ادخلوا الجنة فإني قد غفرت لكم » هذا موصول موقوف . وروي مرسلا موقوفا
96 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا : ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، أنبأ العباس بن الوليد بن مزيد ، أخبرني شعيب ، أخبرني شيبان ، ثنا يونس بن أبي إسحاق الهمداني ، عن عامر الشعبي ، قال : أرسل إلي عبد الحميد بن عبد الرحمن فإذا عنده عبد الله بن ذكوان أبو الزناد مولى قريش وقد ذكرا من أصحاب الأعراف ذكرا ليس كما ذكرا . قال : فقلت لهما : إن(1/82)
شئتما أنبأتكما ما ذكر من أمرهم حذيفة بن اليمان قال : فقالا : هات . قال : فقال : قال حذيفة : ذكر أن أصحاب الأعراف قوم تجاوزت بهم حسناتهم النار وقصرت بهم سيئاتهم من الجنة فإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار قالوا : ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين ، فبينما هم كذلك إذ طلع عليهم ربهم فقال لهم : قوموا فادخلوا الجنة فإني قد غفرت لكم وروي مرسلا مرفوعا فيما يتوهم راويه
97 - أخبرنا الحسين بن بشران العدل ، ببغداد ، أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ، ثنا كثير بن شهاب القزويني ، ثنا محمد بن سعيد بن سابق ، ثنا عمرو بن أبي قيس ، عن مطرف ، عن الشعبي ، قال : أرسل إلي عبد الحميد ، فسألني عن أصحاب الأعراف ؟ فقلت : إن شئت حدثتك . قال : فحدثني . فقلت : قال حذيفة أراه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « يجمع الله الناس يوم القيامة ، فيؤمر بأهل الجنة إلى الجنة ، وبأهل النار إلى النار ، ثم يقال لأصحاب الأعراف : ما تنتظرون ؟ قالوا : ننتظر أمرك . فيقال لهم : إن حسناتكم جازت بكم النار ، أن تدخلوها ، وحالت بينكم وبين الجنة خطاياكم ، فادخلوا بمغفرتي ورحمتي » وروي فيه حديثان مرفوعان في إسنادهم ضعف
98 - أخبرنا أبو الحسين القطان ، ببغداد ، ثنا أبو الوليد هشام بن عبد الملك ، ثنا أبو معشر ، ثنا يحيى بن شبل ، عن محمد بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، عن أصحاب الأعراف فقال : « » قوم قتلوا في سبيل الله في(1/83)
معصية آبائهم ، فمنعهم من الجنة معصية آبائهم ومنعهم من النار قتلهم في سبيل الله « » قال يعقوب وعبد الرحمن المزني : وجعل عداده في الصحابة أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأ عبد الرحمن بن الحسن القاضي ، ثنا إبراهيم بن الحسين ، ثنا آدم ، أنبأ أبو معشر ، حدثني يحيى بن شبل ، عن يحيى بن عبد الرحمن المزني ، عن أبيه ، فذكره وأخبرنا أبو نصر بن قتادة ، أنبأ أبو منصور النضروي ، ثنا أحمد بن نجدة ، ثنا سعيد بن منصور ، ثنا أبو معشر ، عن يحيى بن شبل ، عن عمرو بن عبد الرحمن المزني ، فقيل : عمر بن عبد الرحمن ، وأبو معشر نجيح المزني : هذا ضعيف والله أعلم
99 - وقد أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان ، أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ، ثنا تمتام ، ثنا سعد بن عبد الحميد ، ثنا أبو معشر ، عن سعيد المقبري ، عن أبي هريرة ، قال : سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن أصحاب الأعراف قال : « هم قوم قتلوا في سبيل الله وهم لآبائهم عاصون فمنعوا الجنة بمعصيتهم آباءهم ، ومنعوا النار بقتلهم في سبيل الله » قال : ثنا تمتام ، ثنا هوذة ، ثنا أبو معشر ، عن يحيى ، عن عمر بن عبد الرحمن الأنصاري ، عن أبيه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، مثله
100 - أخبرنا أبو الحسين بن بشران ، أنبأ أبو الحسن علي بن محمد(1/84)
المصري ، ثنا يوسف بن يزيد ، ثنا الوليد بن موسى ، ثنا منبه بن عثمان ، عن عروة بن رويم ، عن الحسن ، عن أنس بن مالك ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : « إن مؤمني الجن لهم ثواب ، وعليهم عقاب . فسألناه عن ثوابهم ، وعن مؤمنيهم . فقال : على الأعراف ، وليسوا في الجنة مع أمة محمد صلى الله عليه وسلم . فسألناه : وما الأعراف ؟ قال : حائط الجنة تجري فيه الأنهار ، وتنبت فيه الأشجار والثمار »
101 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا عبد الرحمن بن الحسن القاضي ، ثنا إبراهيم بن حسين ، ثنا آدم ، ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قال : « الأعراف حجاب بين الجنة والنار ، والسور له باب ، وأصحاب الأعراف يطمعون أي في دخول الجنة يعرفون كلا بسيماهم ، وأصحاب النار سود الوجوه ، وزرق العيون »
102 - وأخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن السقاء ، أنبأ أبو عبد الله محمد بن أحمد بطة ، ثنا عبد الله بن محمد بن زكريا الأصبهاني ، ثنا سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي ، ثنا مسلم بن خالد الزنجي ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في أصحاب الأعراف قال : « هم قوم قد استوت حسناتهم ، وسيئاتهم ، وهم على سور بين الجنة والنار ، وهم على طمع من دخول الجنة ، وهم داخلون »
103 - أخبرنا أبو طاهر الفقيه ، ثنا أبو عثمان عمرو بن عبد الله النضري ، ثنا محمد بن عبد الوهاب ، أنبأ يعلى بن عبيد ، ثنا سفيان ، عن حبيب بن أبي(1/85)
ثابت ، عن مجاهد ، عن عبد الله بن الحارث بن نوفل ، قال : « أصحاب الأعراف أناس تستوي حسناتهم ، وسيئاتهم ، فيذهب بهم إلى نهر يقال له : الحياة تربته ورس ، وزعفران ، وحافتاه قصب من ذهب مكلل باللؤلؤ فيغتسلون منه ، فتبدوا في نحورهم شامة بيضاء ، ثم يغتسلون فيزدادون بياضا ، ثم يقال لهم : تمنوا ما شئتم . فيتمنوا ما شاءوا . فيقال لهم : لكم مثل ما تمنيتم سبعين مرة ، فأولئك مساكين الجنة »
104 - أخبرنا أبو نصر بن قتادة ، أنبأ أبو منصور النضروي ، ثنا أحمد بن نجدة ، ثنا سعيد بن منصور ، ثنا معتمر بن سليمان التيمي ، عن أبيه ، قال : أنبأني أبو مجلز ، في قوله عز وجل : وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم قال : الأعراف مكان مرتفع عليه رجال من الملائكة يعرفون أهل الجنة بسيماهم ، وأهل النار بسيماهم : ونادوا أصحاب الجنة ، أن سلام عليكم لم يدخلوها بعد وهم يطمعون في دخولها وإذا صرفت أبصارهم قال : أبصار أهل الجنة ، تلقاء أصحاب النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين ، ونادى أصحاب الأعراف رجالا من الكفار يعرفونهم بسيماهم قالوا : ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون . أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ، ولا أنتم تحزنون فهذا حين دخلوها « والذي يعرف بالاستدلال بالأخبار أن حساب المؤمن دون الإيمان تقابل بسيئاته ، فمن ثقلت موازين حسناته ، فهو في عيشة راضية ، ومن خفت موازين حسناته ، فهو في(1/86)
مشيئة الله . لقوله عز وجل ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ثم الذي يتعرف بالاستدلال بالأخبار أن من المؤمنين من يوضع إيمانه في كفة حسناته ، حتى ترجح به ، ويدخل الجنة بلا عذاب ، ومنهم من يعذب بقدر سيئاته ، ومنهم من يجعل من أصحاب الأعراف ، ومآب جميعهم الجنة بما تلونا من الآيات ، وذكرنا من الأخبار الصحيحة في ذلك . وبالله التوفيق . وقوله عز وجل : فأمه هاوية ، وما أدراك ما هيه نار حامية معناه في الكفار الخلود ، ومعناه في المؤمنين من لم يدخل في مشيئة الله التي في قوله » ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء وأراد والله أعلم ، فأمه هاوية إلى الوقت الذي شاء الله بما ذكرنا من الحجج في أن مآب المؤمنين الجنة ، والله يرزقنا بمنه ، وكرمه ، وجوده «(1/87)
باب ما جاء في حوض النبي صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل : إنا أعطيناك الكوثر
105 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني أبو الوليد الفقيه ، ثنا جعفر بن أحمد بن نصر ، ثنا علي بن حجر ، ثنا علي بن مسهر ، ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني محمد بن أحمد بن علي المقرئ ، أنبأ الحسن بن سفيان ، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، ثنا علي بن مسهر ، أنا المختار بن فلفل ، عن أنس بن مالك ، قال : بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم بين أظهرنا إذ غفي إغفاءة ، ثم رفع رأسه متبسما . فقلنا : ما أضحكك يا رسول الله ؟ قال : « أنزلت علي آنفا سورة فقرأ : بسم الله الرحمن الرحيم إنا أعطيناك الكوثر ، فصل لربك وانحر » إلى آخرها . ثم قال : « أتدرون ما الكوثر ؟ » قلنا : الله ورسوله أعلم . قال : « فإنه نهر وعدنيه ربي عليه خير كثير ، وهو حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة ، آنيته عدد النجوم فيختلج العبد فأقول : رب إنه من أمتي . فيقول : ما تدري ما أحدث بعدك » رواه مسلم في الصحيح ، عن أبي بكر بن أبي شيبة ، وعلي بن حجر
106 - أخبرنا أبو علي الروذباري ، أنبأ أبو بكر بن داسة ، ثنا أبو داود ،(1/88)
ثنا هناد بن السري ، ثنا محمد بن فضيل ، عن المختار بن فلفل ، قال : سمعت أنس بن مالك ، يقول : أغفى رسول الله صلى الله عليه وسلم إغفاءة فرفع رأسه مبتسما ، فإما قال لهم ، وإما قالوا له : يا رسول الله لما ضحكت ؟ فقال : « إنه أنزلت علي آنفا سورة فقرأ : بسم الله الرحمن الرحيم إنا أعطيناك الكوثر » ، حتى ختمها ، فلما قرأها قال : « هل تدرون ما الكوثر ؟ » قالوا : الله ورسوله أعلم . قال : « فإنه نهر وعدنيه ربي جل وعز في الجنة ، عليه خير كثير ، عليه حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة ، آنيته عدد الكواكب » رواه مسلم في الصحيح ، عن أبي ذئب ، عن محمد بن فضيل
107 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، في التفسير ، أنبأ عبد الرحمن بن الحسن القاضي ، ثنا إبراهيم بن الحسين ، ثنا آدم بن أبي إياس ، ثنا شيبان ، عن قتادة ، عن أنس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لما عرج بي إلى السماء أتيت على نهر حافتاه قباب اللؤلؤ المجوف ، فقلت : ما هذا يا جبريل ؟ فقال : هذا الكوثر الذي أعطاك ربك فأهوى الملك بيده فاستخرج فإذا طينه مسك أذفر » رواه البخاري في الصحيح ، عن آدم بن أبي إياس
108 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا : ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ، ثنا حسن الأشيب ، ثنا شيبان ، عن قتادة ، عن أنس بن مالك ، أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال : « يرى فيه أباريق الذهب والفضة كعدد نجوم السماء »(1/89)
رواه مسلم في الصحيح ، عن زهير بن حرب ، عن الأشيب
109 - أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني ، نبا أبو سعيد بن الأعرابي ، ثنا الحسن بن محمد الزعفراني ، ثنا عفان ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني أبو النضر الفقيه ، ثنا محمد ، أنبأ أبو الوليد ح وأخبرنا أبو عمرو محمد بن عبد الله الأديب ، أنبأ أبو بكر الإسماعيلي ، أخبرني أبو يعلى الموصلي ، والحسن بن الطيب اللخمي ، قالا : ثنا هدبة ، قالوا : ثنا همام ، عن قتادة ، عن أنس ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « بينما أنا أسير في الجنة ، وإذا أنا بنهر حافتاه قباب اللؤلؤ المجوف وفي رواية الحسن : قباب الدر المجوف ، قلت : ما هذا يا جبريل ؟ قال : هذا الكوثر الذي أعطاك ربك ، وضرب الملك بيده فإذا طينه مسك أذفر » لفظ حديث أبي عمرو رواه البخاري في الصحيح ، عن أبي الوليد ، وعن هدبة أخبرنا أبو علي الروذباري ، أنبأ أبو بكر بن داسة ، ثنا أبو داود ، ثنا عاصم بن النضر ، ثنا المعتمر ، قال : سمعت أبي يقول : ثنا قتادة ، عن أنس بن مالك ، قال : لما عرج بنبي الله صلى الله عليه وسلم في الجنة أو كما قال : عرض له نهر حافتاه الياقوت المحبب ، أو قال : المجوف(1/90)
وذكر بنحو من حديث همام ولم يقل : أذفر
110 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا علي بن حمشاذ ، ثنا محمد بن بشر بن مطر ، ثنا هريم بن عبد الأعلى ، قال : وحدثني أبو علي الحافظ ، واللفظ ، له ، أنبأ الحسن بن سفيان ، ثنا عاصم بن النضر الأحول ، أنبأ المعتمر بن سليمان ، سمعت أبي ، ثنا قتادة ، عن أنس بن مالك ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « ما بين ناحيتي حوضي كما بين صنعاء ، والمدينة » ورواه مسلم في الصحيح بهذا اللفظ ، عن هريم ، وعاصم بن النضر
111 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأ أحمد بن سليمان الفقيه ، ثنا جعفر الطيالسي ، ثنا أبو الوليد الطيالسي ، ثنا أبو عوانة ، عن قتادة ، عن أنس ، قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « ما بين لابتي حوضي مثل ما بين صنعاء ، والمدينة ، أو مثل ما بين المدينة ، وعمان » رواه مسلم في الصحيح ، عن الحسن الحلواني ، عن أبي الوليد
112 - أخبرنا أبو عمرو الأديب ، أنبأ أبو بكر الإسماعيلي ، أخبرني الحسن بن سفيان ، ثنا حرملة بن يحيى ، أنبأ عبد الله بن وهب ، أخبرني يونس ، عن ابن شهاب ، عن أنس حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « قدر حوضي كما بين أيلة ، وصنعاء من اليمن ، وإن فيه من أباريق بعدد نجوم السماء » رواه البخاري في الصحيح ، عن سعيد بن عفير ، عن ابن وهب ورواه مسلم عن حرملة بن يحيى
113 - حدثنا أبو عبد الله الحافظ ، إملاء ، أنبأ أبو بكر أحمد بن إسحاق ،(1/91)
وعلي بن حمشاذ العدل ، وأحمد بن يعقوب الثقفي ، وعمرو بن محمد بن منصور ، قالوا : ثنا عمر بن حفص السدوسي ، ثنا عاصم بن علي ، ثنا أبو أويس ، عن الزهري ، عن أخيه عبد الله بن مسلم بن شهاب ، عن أنس بن مالك ح وأخبرنا أبو محمد بن يوسف ، أنبأ أبو سعيد بن الأعرابي ، ثنا الحسن بن محمد الزعفراني ، ثنا سليمان بن داود ، ثنا إبراهيم بن سعد ، حدثني محمد بن عبد الله بن مسلم ابن أخي ابن شهاب ، عن أبيه ، عن أنس ، قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكوثر . فقال : « هو نهر أعطانيه الله في الجنة ، ترابه مسك ، شرابه أبيض من اللبن ، وأحلى من العسل ، ترده طير أعناقها مثل أعناق الجزر » ، فقال أبو بكر : يا رسول الله إنها لناعمة . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أكلها أنعم منها » لفظهما سواء ، ورواه الدراوردي عن ابن أخي ابن شهاب ، عن أبيه عبد الله بن مسلم أنه سمع أنس بن مالك فذكره . وقال عمر بدل أبي بكر . ورواه محمد بن إسحاق بن يسار ، عن جعفر بن عمرو بن أمية ، عن عبد الله بن مسلم الزهري ، قال : سمعت أنس بن مالك يقول : فذكره . يزيد وينقص
114 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا : ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا أحمد بن عبد الجبار ، ثنا يونس بن بكير ، عن ابن إسحاق ، حدثني جعفر بن عمرو بن أمية الضمري ، عن عبد الله بن مسلم الزهري ، قال : سمعت أنس بن مالك ، يقول : قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم : ما الكوثر الذي أعطاك ربك ؟ قال : « نهر كمثل ما بين صنعاء إلى أيلة من أرض الشام ، آنيته أكثر من عدد(1/92)
نجوم السماء يرده طائر لها أعناق كأعناق البخت » ، فقال عمر بن الخطاب : والله يا رسول الله إنها لناعمة . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أكلها أنعم منها »
115 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأ عبد الرحمن بن الحسن القاضي ، ثنا إبراهيم بن الحسين ، ثنا آدم ، ثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن أبي عبيدة ، قال : سألت عائشة أم المؤمنين ، عن الكوثر ، فقالت : « هو نهر أعطي نبيكم صلى الله عليه وسلم في الجنة شاطئاه در مجوف عليه من الآنية عدد النجوم » رواه البخاري في الصحيح ، عن خالد بن يزيد الكاهلي ، عن إسرائيل ، واستشهد برواية مطرف
116 - أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان ، أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ، ثنا علي بن الحسن القافلاني ، ثنا محمد بن سابق ، ثنا أبو زبيد ، عن مطرف ، عن أبي إسحاق ، عن أبي عبيدة ، قال : قالت عائشة : « تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا بنت تسع سنين ، وصحبته تسعا ، قال لها : فما الكوثر ؟ قال : هو نهر أعطيه رسول الله صلى الله عليه وسلم في بطنان الجنة ، قال : قلت : وما بطنان الجنة ؟ قالت : وسط الجنة ، قالت : شاطئاه در مجوف ، أو درة مجوفة »
117 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا : ثنا أبو العباس هو الأصم ، ثنا أحمد بن عبد الجبار ، ثنا يونس بن بكير ، عن أبي إسحاق ، حدثني يزيد بن رومان ، قال : « كان العاص بن وائل السهمي إذا ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم » قال دعوه إنما هو رجل أبتر لا عقب له وقد هلك قد انقطع ذكره (1/93)
واسترحتم منه ، فأنزل الله عز وجل في ذلك إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر ، حتى قضى السورة « أي قد أعطيتك الكوثر هو خير لك من الدنيا ، وما فيها ، وفي رواية أبي عبد الله أي : قد أعطيتك ما هو خير لك من الدنيا وما فيها ، والكوثر العظيم من الأمر ، إن شانئك هو الأبتر العاص بن وائل
118 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأ أبو عمرو السختياني ، ثنا إبراهيم بن إسحاق ، ثنا يعقوب بن إبراهيم ، ثنا هشيم ، ثنا أبو بشر ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، أنه قال : « الكوثر هو الخير الكثير الذي أعطاه الله إياه » قال أبو بشر : فقلت لسعيد : فإن ناسا يزعمون أنه نهر في الجنة ، فقال سعيد : النهر الذي في الجنة من الخير الكثير الذي أعطاه الله إياه « رواه البخاري في الصحيح ، عن يعقوب بن إبراهيم
119 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو بكر القاضي قالا : ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا أبو الحسن حميد بن عياش الرملي ، ثنا مؤمل بن إسماعيل ، ثنا حماد بن زيد ، ثنا عطاء بن السائب ، قال : قال محارب بن دثار ، قال : سمعت سعيد بن جبير ، يذكر ، عن ابن عباس ، في الكوثر ، قلت : سمعته يقول : قال ابن عباس : هو الخير الكثير ، فقال محارب : سبحان الله ، ما أقل ما سقط لابن عباس ، سمعت ابن عمر قال : لما نزلت : إنا أعطيناك الكوثر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « هو نهر في الجنة حافتاه من ذهب ، شرابه أشد بياضا من اللبن ، وأحلى من العسل ، وأشد ريحا من المسك ، يجري على جنادل اللؤلؤ والمرجان ، صدق ابن عباس ، هذا والله الخير الكثير »(1/94)
120 - أخبرنا أبو بكر بن فورك ، أنبأ عبد الله بن جعفر ، ثنا يونس بن حبيب ، ثنا أبو داود ، ثنا أبو عوانة ، ثنا عطاء بن السائب ، قال : قال لي محارب بن دثار : ما كان سعيد بن جبير يقول في الكوثر ؟ قلت : كان سعيد بن جبير يحدث عن ابن عباس قال : هو الخير الكثير . قال محارب : أين يقع رأي ابن عباس ؟ قال محارب : حدثنا عبد الله بن عمر قال : لما نزلت إنا أعطيناك الكوثر فصل قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : « هو نهر في الجنة ، حافتاه من ذهب ، يجري على الدرر والياقوت ، تربته أطيب ريحا من المسك ، وطعمه أحلى من العسل ، وماؤه أشد بياضا من الثلج »
121 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو سعيد بن أبي عمر قالا : ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا أحمد بن عبد الجبار ، ثنا يونس بن بكير ، عن عيسى بن عبد الله التميمي ، عن عبد الله بن أبي نجيح ، قال في قوله : إنا أعطيناك الكوثر قال : نهر في الجنة ، وقالت عائشة : « هو نهر في الجنة ، ليس أحد يدخل إصبعه في أذنيه إلا سمع ذلك النهر »
122 - أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران العدل ببغداد ، أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو بن البختري ، ثنا محمد بن عبد الله ، ثنا(1/95)
عبد الوهاب يعني ابن عطاء ، ثنا سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن سالم بن أبي الجعد الغطفاني ، عن معدان بن أبي طلحة اليعمري ، عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « إني لبعقر حوضي يوم القيامة أذود عنه الناس لأهل اليمن أضربهم بعصاي حتى يرفض عنهم » ، قال : فسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عرضه ، فقال : « من مقامي هذا إلى عمان » ، وسئل عن شرابه ، فقال : « أشد بياضا من اللبن ، وأحلى من العسل ، يغت فيه ميزابان من الجنة أحدهما ذهب والآخر ورق » وأخبرنا محمد بن عمرو ، ثنا محمد بن عبد الله ، ثنا عبد الوهاب ، ثنا هشام بن أبي عبد الله ، عن قتادة ، عن سالم بن أبي الجعد ، عن معدان ، عن ثوبان ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، مثله أخرجه مسلم في الصحيح من حديث هشام الدستوائي
123 - وأخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان ، أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ، ثنا بشر بن موسى ، ثنا الحسن يعني ابن موسى ، عن شيبان بن عبد الرحمن النحوي ، عن قتادة ، عن سالم بن أبي الجعد ، عن معدان بن أبي طلحة اليعمري ، عن ثوبان ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « أنا يوم القيامة عند عقر حوضي أذود الناس لأهل اليمن والله لأضربنهم بعصاي حتى يرفض عنهم » قال : قال رجل : يا رسول الله ما سعته ؟ قال : مثل ما بين المدينة إلى عمان ، قال : فما شرابه ؟ قال : أشد بياضا من اللبن ، وأحلى من العسل ، يغت أو يغب فيه ميزابان يمدانه من الجنة إحداهما من ورق والآخر من ذهب « رواه مسلم في الصحيح ، عن زهير بن حرب ، عن الحسن بن موسى الأشيب(1/96)
124 - أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ، ببغداد ، أنبأ القاضي أبو بكر أحمد بن كامل ، ثنا أبو إسماعيل الترمذي ، ثنا أبو صالح ، حدثني معاوية بن صالح ، عن سليم بن عامر ، عن أبي أمامة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « إن الله عز وجل يدخل من أمتي الجنة سبعين ألفا بغير حساب » قال يزيد بن الأخنس السلمي : وما هذا في أمتك إلا كالذباب الأزرق في الذبان ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « يدخل من أمتي سبعون ألفا بغير حساب ، مع كل ألف سبعون ألفا ، وثلاث حثيات » ، قال : يا رسول الله وما سعة حوضك ؟ قال : « مثل ما بين عدن ، وعمان ، وهو أوسع ، وأوسع ، وأشار بيديه فيه شعبان من ذهب وفضة » . قال : قال : يا رسول الله : وما شرابه ؟ قال : « شرابه أبيض من اللبن ، وأحلى من العسل مذاقة ، وأطيب ريحا من المسك ، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا ، ولم يسود وجهه بعدها أبدا »
125 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا : ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ، ثنا عبد الله بن يوسف ، ثنا محمد بن مهاجر ، ثنا العباس بن سالم ، عن أبي سلام الأسود ، قال : بلغ عمر بن عبد العزيز ، أنه يحدث عن ثوبان ، حديثا في الحوض ، قال : فبعث إليه فحمل على البريد ، قال : فلما انتهى إليه فدخل عليه فسلم قال : فقال عمر(1/97)
كالمتوجع : ما أردنا المشقة عليك يا أبا سلام ، ولكن بلغني عنك حديث تحدث به عن ثوبان ، عن نبي الله صلى الله عليه وسلم في الحوض ، فأحببت أن تشافهني به مشافهة فقال أبو سلام : سمعت ثوبان يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « حوضي ما بين عدن إلى عمان البلقاء ، ماؤه أشد بياضا من اللبن ، وأحلى من العسل ، أكوابه عدد نجوم السماء ، من شرب منه لم يظمأ بعدها أبدا ، أول الناس ورودا عليه فقراء المهاجرين الشعث رءوسا الدنس ثيابا الذين لا ينكحون المتنعمات ، ولا تفتح لهم السدد » قال : فقال عمر : لكني قد نكحت المتنعمات فاطمة بنت عبد الملك ، وفتحت لي أبواب السدد ، لا جرم لا أغسل رأسي حتى يشعث ، ولا ثوبي الذي يلي جسدي حتى يتسخ «
بالدهن
126 - أخبرنا أبو طاهر الفقيه ، ثنا أبو بكر محمد بن الحسين القطان ، ثنا إبراهيم بن الحارث ، ثنا يحيى بن أبي بكير ، ثنا إسماعيل بن عياش ، ثنا محمد بن المهاجر ، عن العباس بن سالم اللخمي ، قال : بعث عمر بن عبد العزيز إلى أبي سلام الحبشي ، فحمل على البريد ، فلما قدم عليه ، فقال أبو سلام : لقد شق علي محملي على البريد ، وقد أشفقت على رجلي ، فقال : ما أردنا المشقة عليك يا أبا سلام ، ولكن بلغني عنك حديث ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحوض فأحببت أن أشافهك به ، فقال : سمعت ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « إن حوضي ما بين عدن إلى عمان البلقاء ماؤها أشد بياضا من اللبن ، وأحلى من العسل ، وأكوابه عدد نجوم السماء ، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا ، أول الناس ورودا عليه فقراء المهاجرين ، فقال عمر بن الخطاب ، ومن هم يا رسول الله فقال : هم الشعث رءوسا الدنس ثيابا الذين لا ينكحون المتنعمات ، ولا تفتح لهم أبواب السدد » فقال عمر بن عبد العزيز : والله لقد نكحت المتنعمات فاطمة بنت عبد(1/98)
الملك ، وفتحت لي أبواب السدد إلا أن يرحم الله لا جرم لا أدهن رأسي ، حتى يشعث ، ولا أغير ثوبي الذي على جسدي حتى يتسخ « وروي ذلك أيضا ، عن سليمان بن يسار ، عن ثوبان
بالدهن
127 - أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ، أخبرني عبد الله بن محمد الكعبي ، ثنا محمد بن أيوب ، أنبأ أبو بكر بن أبي شيبة ح وأخبرنا أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن عمر بن قتادة ، أنبأ أبو الحسن محمد بن الحسن السراج ، ثنا أبو شعيب الحراني ، ثنا علي بن المديني ، أنبأ عبد العزيز بن عبد الصمد ، ثنا أبو عمران الجوني ، عن عبد الله بن الصامت ، عن أبي ذر ، قال : قلت : يا رسول الله ما آنية الحوض ؟ قال : « والذي نفس محمد بيده لآنيته أكثر من عدد نجوم السماء وكواكبها في الليلة المظلمة المصحية من شرب منها لم يظمأ آخر ما عليه يشخب فيه ميزابان من الجنة عرضه مثل طوله ما بين عمان وأيلة ، ماؤه أشد بياضا من اللبن ، وأحلى من العسل » رواه مسلم في الصحيح ، عن أبي بكر بن أبي شيبة
128 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو نصر بن قتادة ، قالا : ثنا أبو الحسن محمد بن الحسن ، ثنا أبو شعيب الحراني ، ثنا علي بن المديني ح وأخبرنا علي بن أحمد بن عبدان ، ثنا أحمد بن عبيد ، ثنا خلف بن عمرو العكبري ، ثنا إبراهيم بن عرعرة ، قالا : أنبأ حرمي بن عمارة ، ثنا شعبة ، عن معبد بن(1/99)
خالد ، أنه سمع حارثة بن وهب ، وفي رواية ابن المديني قال : سمعت حارثة بن وهب ، يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وذكر الحوض فقال : « كما بين المدينة ، وصنعاء » وفي رواية إبراهيم : « ما بين صنعاء ، والمدينة » رواه البخاري في الصحيح ، عن علي بن عبد الله ، ورواه مسلم ، عن إبراهيم بن محمد بن عرعرة
129 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني أبو بكر بن إسحاق الفقيه ، أنبأ أبو المثنى ، ثنا مسدد ، ثنا يحيى ، عن عبيد الله ، حدثني نافع ، عن عبد الله ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « إن أمامكم حوضا كما بين جرباء ، وأذرح » رواه البخاري في الصحيح ، عن مسدد ورواه مسلم ، عن زهير بن حرب ، وغيره عن يحيى بن سعيد
130 - أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ، أخبرني أبو النضر الفقيه ، ثنا صالح بن محمد البغدادي الحافظ ، ثنا داود بن عمرو الضبي ، ثنا نافع بن عمر الجمحي ، عن ابن أبي مليكة ، قال : قال عبد الله بن عمرو بن العاص : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « حوضي مسيرة شهر ، وزواياه سواء ، وماؤه أبيض من الورق ، وريحه أطيب من المسك ، كيزانه كنجوم السماء ، فمن شرب منه لا يظمأ بعده أبدا » وقال : وقالت أسماء بنت أبي بكر : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إني على الحوض أنظر من يرد علي منكم ، وسيؤخذ أناس دوني ، فأقول يا رب مني ومن أمتي ، فيقال : ما شعرت ما عملوا بعدك ، والله ما برحوا بعدك يرجعون على أعقابهم ،(1/100)
قال : وكان ابن أبي مليكة يقول : اللهم إنا نعوذ بك أن نرجع على أعقابنا أو نفتن عن ديننا » رواه مسلم في الصحيح ، عن داود بن عمرو الضبي ورواه البخاري ، عن ابن أبي مريم ، عن نافع بن عمر
131 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب ، ثنا إبراهيم بن محمد الصيدلاني ، ثنا ابن أبي عمر ، ثنا يحيى بن سليم ، عن ابن خثيم ، عن عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة ، سمع عائشة ، تقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول بين ظهراني أصحابه : « إني على الحوض أنتظر من يرد علي منكم ، فوالله ليقتطعن دوني رجال ، فأقول : أي رب مني ، ومن أمتي ، فيقول : إنك لا تدري ما عملوا بعدك ، وما زالوا يرجعون على أعقابهم »(1/101)
رواه مسلم في الصحيح ، عن ابن أبي عمر
132 - أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق ، أنبأ أبو الحسين بن عثمان ، ثنا أبو قلابة ، ثنا بشر بن عمر ، ثنا أفلح بن سعيد ، حدثني عبد الله بن رافع ، مولى أم سلمة ، قال : سمعت أم سلمة ، تقول : قال رسول الله أنا على الحوض أنتظر من يرد علي منكم ، ولترفعن لي رجال ، ثم لتختلجن دوني فأقول : يا رب أصحابي أصحابي ، فيقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ، فما زالوا يرجعون على أعقابهم أخرجه مسلم في الصحيح ، ومن وجه آخر ، عن أفلح
133 - أخبرنا أبو علي الروذباري ، بطوس ، أنبأ أبو النضر محمد بن محمد بن يوسف الفقيه ، ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ، ثنا سعيد بن أبي مريم ، ثنا أبو غسان ، حدثني أبو حازم ، عن سهل بن سعد ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إني فرطكم على الحوض ، من مر علي شرب ، ومن شرب لم يظمأ أبدا ، ليردن علي أقوام أعرفهم ، ويعرفوني ، ثم يحال بيني وبينهم » قال أبو حازم : فسمع النعمان بن أبي عياش فقال : هكذا سمعت من سهل ؟ فقلت : نعم ، أشهد على أبي سعيد الخدري لسمعته ، وهو يزيد منها فأقول : هم أمتي ، فيقال لي : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ، فأقول : سحقا سحقا سحقا لمن غير بعدي « قال أبو سعيد الدارمي : تأويله عندنا في أهل الردة . رواه البخاري في الصحيح ، عن سعيد بن أبي مريم ، وأخرجه مسلم من وجهين آخرين ، عن أبي حازم
134 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني أبو النضر الفقيه ، ثنا إبراهيم بن إسماعيل العنبري ، ثنا دحيم ، قال : وأخبرني أبو النضر ، ثنا محمد بن عبد الله بن إسحاق ، ثنا محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني ، قالا : ثنا مروان بن معاوية ، عن أبي مالك الأشجعي سعيد بن طارق ، عن أبي حازم ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « إن حوضي أبعد من أيلة إلى عدن ، هو أشد بياضا من الثلج ، وأحلى من العسل ، ولآنيته أكثر من عدد نجوم السماء ، وإني لأصد الناس عنه ، كما يصد(1/102)
الرجل إبل الناس عن حوضه . قالوا : يا رسول الله أتعرفنا يومئذ ؟ قال : نعم لكم سيما ليست لأحد من الأمم تردون علي غرا محجلين من أثر الوضوء » رواه مسلم في الصحيح ، عن ابن أبي عمر وأخرجه من حديث ابن فضيل ، عن أبي مالك ، عن أبي حازم ، عن أبي هريرة ، ومن حديث ابن مسهر ، عن أبي مالك ، عن ربعي بن حراش ، عن حذيفة
135 - أخبرنا أبو الحسن المقرئ ، أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ، ثنا يوسف بن يعقوب ، ثنا أبو الربيع ، ثنا إسماعيل بن جعفر ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني أبو النضر الفقيه ، ثنا صالح بن محمد ، ثنا يحيى بن أيوب المقابري ، ثنا إسماعيل بن جعفر ، أخبرني العلاء ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى المقبرة فقال : « السلام عليكم دار قوم مؤمنين ، وإنا إن شاء الله بكم للاحقون ، ووددت أنا قد رأينا إخواننا . قالوا : أولسنا إخوانك يا رسول الله ؟ قال : » بل أنتم أصحابي ، وإخواني الذين لم يأتوا بعد « قالوا : كيف تعرف من لم يأت بعد من أمتك يا رسول الله ؟ قال : أرأيت لو أن رجلا له خيل غر محجلة بين ظهري خيل دهم بهم ، ألا يعرف خيله ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : » فإنهم يأتون غرا محجلين من الوضوء ، وأنا فرطهم على الحوض ، ألا ليذادن(1/103)
رجال عن حوضي ، كما يذاد البعير الضال ، أناديهم : ألا هلم . فيقال : إنهم قد بدلوا ، فأقول : سحقا سحقا « لفظ حديث يحيى ، رواه مسلم في الصحيح ، عن يحيى بن أيوب ، وغيره
136 - أخبرنا محمد بن عبد الله أبو عمرو البسطامي ، أنبأ أبو بكر الإسماعيلي ، ثنا عمران بن موسى ، ثنا عثمان بن جرير ، عن الأعمش ، عن شقيق ، عن عبد الله ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أنا فرطكم على الحوض ، ولأنازعن أقواما من أصحابي ، ثم لأغلبن عليهم ، ثم أقول : يا رب أصحابي فيقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك » رواه مسلم في الصحيح ، عن عثمان بن أبي شيبة وأخرجه البخاري من حديث أبي عوانة ، عن الأعمش ، وكذلك رواه مغيرة ، وعاصم ، عن أبي وائل شقيق ، عن عبد الله بن مسعود ، قال حصين : عن أبي وائل ، عن حذيفة
137 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا (1/104)
أحمد بن عبد الحميد الحارثي ، ثنا محمد بن بشر العبدي ، حدثني مسعر ، عن عبد الملك بن عمير ، قال : سمعت جندب بن عبد الله العلقي ، يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « أنا فرطكم على الحوض » رواه مسلم في الصحيح ، عن أبي كريب ، عن محمد بن بشر وأخرجاه من حديث شعبة ، عن عبد الملك بن عمير
138 - أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ، ثنا محمد بن صالح بن هانئ ، ثنا الحسن بن سفيان ، ثنا عبد الرحمن بن سلام ، ثنا الربيع بن مسلم ، عن محمد بن زياد ، عن أبي هريرة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « لأذودن عن حوضي رجالا كما تذاد الغريبة من الإبل » رواه مسلم في الصحيح ، عن عبد الرحمن بن سلام وأخرجه البخاري ومسلم من حديث شعبة ، عن محمد بن زياد
139 - أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني ، أنبأ أبو سعيد بن الأعرابي ، ثنا الحسن بن محمد الزعفراني ، ثنا عفان ، ثنا وهيب ، ثنا عبد العزيز بن صهيب ، عن أنس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « ليردن على الحوض رجال ممن صاحبني ، فإذا رفعوا إلي ورأيتهم ، اختلجوا دوني ، فلأقولن : أي رب أصحابي أصحابي ، فليقالن : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك » رواه مسلم في الصحيح ، عن محمد بن حاتم ، عن عفان ، ورواه البخاري ، عن مسلم بن إبراهيم ، عن وهيب(1/105)
140 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأ أبو الفضل بن إبراهيم ، ثنا أحمد بن سلمة ، ثنا محمد بن بشار ، ثنا وهب بن جرير ، ثنا أبي قال ، : سمعت يحيى بن أيوب ، يحدث ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن يزيد بن عبد الله ، عن عقبة بن عامر ، قال : صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على قتلى أحد ، ثم صعد المنبر كالمودع للأحياء ، والأموات . فقال : « إني فرطكم على الحوض ، وإن عرضه كما بين أيلة إلى الجحفة ، وإني لست أخشى عليكم أن تشركوا بعدي ، ولكني أخشى عليكم الدنيا أن تنافسوا فيها ، وتقتتلوا فتهلكوا ، كما هلك من كان قبلكم ، قال عقبة : وكان آخر ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر » رواه مسلم في الصحيح ، عن أبي موسى ، عن وهب ، وأخرجه البخاري ومسلم من حديث الليث ، عن يزيد
141 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأ أبو محمد عبد العزيز بن عبد الرحمن الدباس ، بمكة ، ثنا أبو بكر محمد بن الحسن الحرفي ، ثنا الوليد بن شجاع ، ثنا أبي ، ثنا زياد بن خيثمة ، عن سماك بن حرب ، عن جابر بن سمرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « إني فرطكم على الحوض ، وإن بعد ما بين طرفيه ، كما بين صنعاء ، وأيلة ، كأن الأباريق فيه النجوم » رواه مسلم في الصحيح ، عن الوليد بن شجاع
142 - أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك ، أنبأ عبد الله بن جعفر ، ثنا(1/106)
يونس بن حبيب ، ثنا أبو داود ، ثنا شعبة ، أخبرني عمرو بن مرة ، قال : سمعت أبا حمزة ، عن زيد بن أرقم ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « ما أنتم بجزء من مائة ألف أو سبعين ألف جزء ممن يرد على الحوض ، وكانوا يومئذ ثمان مئة أو سبعمائة »
143 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأ الحسن بن يعقوب العدل ، ثنا محمد بن عبد الوهاب ، أنبأ جعفر بن عون ، أنبأ أبو حيان يحيى بن سعيد التيمي تيم الرباب ، ثنا يزيد بن حيان التيمي ، قال : شهدت زيد بن أرقم ، وبعث إليه عبيد الله بن زياد ، فقال : ما أحاديث بلغني عنك تحدث بها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، تزعم أن له حوضا في الجنة ، فقال : ثنا ذاك رسول الله صلى الله عليه وسلم ووعدناه . فقال : كذبت ، ولكنك شيخ قد خرفت . قال : أما إنه سمعته أذناي من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وسمعته يقول : « من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ، وما كذبت على رسول الله صلى الله عليه وسلم »
144 - أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي ، أنبأ أبو محمد عبد الله بن محمد بن الحسن بن الشرقي ، ثنا محمد بن يحيى الذهلي ، ثنا عبد الرحمن بن مهدي ، عن قرة بن خالد ، عن أبي حمزة ، قال : « دخل أبو برزة على عبيد الله بن زياد فقال : إن محدثكم هذا لدحداح ، فقال : ما كنت أرى أعيش في قوم يعدون صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم عارا . قالوا : إن الأمير إنما دعاك ليسألك عن الحوض ، عن أي باله ، قال : أحق هو ؟ قال : نعم ، فمن كذب به فلا سقاه الله منه »
145 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي ، ثنا(1/107)
أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ، ثنا روح بن عبادة ، ثنا حسين المعلم ، عن عبد الله بن بريدة ، عن أبي سبرة الهمداني ، قال عبيد الله : ما أصدق بالحوض حوض محمد صلى الله عليه وسلم بعدما حدثه أبو برزة الأسلمي ، والبراء بن عازب ، وعابد بن عمرو ، فقال : ما أصدقهم ، قال أبو سبرة : ألا أحدثك من ذلك حديث شفاء ؟ بعثني أبوك في مال إلى معاوية ، فلقيت عبد الله بن عمرو ، فحدثني وكتبته بيدي من فيه ما سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم أزد حرفا ، ولم أنقص قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « إن الله لا يحب الفاحش ، ولا المتفحش ، والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة ، حتى يظهر الفحش والتفحش ، وقطيعة الأرحام ، وسوء الجوار ، وحتى يؤتمن الخائن ، ويخون الأمين ، ومثل العبد المؤمن ، كمثل القطعة الجيدة من الذهب تنفخ عليها فخرجت طيبة ، ووزنت فلم تنقص ، قال : ومثل العبد المؤمن كمثل النخلة أكلت طيبا ووضعت طيبا ، ووقعت فلم تكسر ، ولم تفسد . قال : وقال : موعدكم حوضي ، وعرضه مثل طوله أبعده ما بين أيلة إلى مكة ، فيه أمثال الكواكب أباريق ماؤه أشد بياضا من الفضة ، من ورده فشرب منه لم يظمأ بعده أبدا . قال : فقال ابن زياد : أشهد أن الحوض حق ، وأخذ الصحيفة التي فيها الكتاب » وكذلك رواه أبو أسامة ، عن الحسين ، ورواه ابن أبي عدي ، عن الحسين ، عن عبد الله بن بريدة قال : ذكر لي أن أبا سبرة بن سلمة الهذلي ، سمع ابن زياد
146 - أخبرنا أبو طاهر الفقيه ، ثنا أبو حامد بن بلال ، ثنا أحمد بن منصور المروزي ، ثنا النضر بن شميل ، أنبأ شداد بن سعيد ، قال : سمعت أبا الوازع جابر بن عمرو ، أنه سمع أبا برزة ، يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « ما بين ناحيتي(1/108)
حوضي كما بين أيلة إلى صنعاء مسيرة شهر عرضه كطوله فيها ميزابان ينثعبان من الجنة من ذهب وورق ، أبيض من اللبن ، وأحلى من العسل ، وأبرد من الثلج ، فيه أباريق عدد نجوم السماء »
147 - أخبرنا أبو الحسن المقرئ ، قال : أخبرنا الحسن بن محمد بن إسحاق ، ثنا يوسف بن يعقوب ، ثنا هدبة بن خالد ، ثنا سليمان بن المغيرة ، عن ثابت ، عن أنس ، قال : « دخلت على زياد أو ابن زياد ، وهم يذكرون الحوض ، فقلت : لقد كانت عجائز بالمدينة كثيرا ما يسألن ربهن عز وجل ، أن يسقيهن من حوض محمد صلى الله عليه وسلم »
148 - أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الله الهاشمي ببغداد ، ثنا محمد بن عمرو بن البختري الرزاز ، ثنا محمد بن عبدك القزاز ، ثنا عبد الله بن بكر ، ثنا حميد ، عن أنس ، قال : « دخلت على عبيد الله بن زياد ، وهم يتراجعون بينهم الحوض فلما رآني قال : قد جاءكم أنس ، فانتهيت إلى القوم ، فقالوا : ما تقول في الحوض يا أنس ؟ قال : فاسترجعت ، وقلت : ما حسبت أن أعيش حتى أرى مثلكم ينكرون الحوض ، لقد تركت بعدي عجائز ما تصلي واحدة منهن صلاة إلا سألت الله عز وجل أن يوردها حوض محمد صلى الله عليه وسلم »
149 - أخبرنا أبو نصر بن قتادة ، أنبأ أبو الحسن محمد بن الحسن السراج ، ثنا أبو شعيب الحراني ، ثنا علي بن المديني ، ثنا عفان ، ثنا حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن يوسف بن مهران ، عن ابن عباس ، قال : « سمعت عمر ،(1/109)
رضي الله عنه يقول : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم رجم ورجم أبو بكر ، ورجمت ، وسيكون قوم يكذبون بالرجم ، والدجال ، والحوض ، والشفاعة ، وبعذاب القبر ، وبقوم يخرجون من النار »
150 - أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ، أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ، ثنا محمد بن عبد الله بن يزيد ، ثنا روح بن عبادة ، ثنا مالك بن أنس ، عن حبيب بن عبد الرحمن ، أن حفص بن عاصم أخبره ، عن أبي هريرة ، وأبي سعيد الخدري ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة ، ومنبري على حوضي » أخرجه البخاري في الصحيح ، من وجه آخر ، عن مالك وأخرجاه من حديث عبيد الله بن عمر ، عن خبيب دون ذكر أبي سعيد في إسناده(1/110)
جماع أبواب الإيمان بالجنة والنار ، وإنهما مخلوقتان معدتان لأهلهما وما جاء فيهما وفي صفتهما
باب الإيمان بالجنة والنار
151 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأ أبو بكر بن إسحاق الفقيه ، أنبأ إسماعيل بن إسحاق القاضي ، ثنا سليمان بن حرب ، ثنا حماد بن زيد ، عن مطر الوراق ، عن عبد الله بن بريدة ، عن يحيى بن يعمر ، عن عبد الله بن عمر ، قال : حدثني عمر بن الخطاب ، قال : بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل فقال : يا رسول الله ، ما الإيمان ؟ قال : « أن تؤمن بالله ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، وبالموت ، وبالبعث من بعد الموت ، والحساب ، والجنة ، والنار ، والقدر كله » ، قال : صدقت « وذكر الحديث بطوله وأخرجه مسلم في الصحيح ، عن جماعة ، عن حماد بن زيد(1/111)
باب ما يستدل به على أن الجنة ، والنار قد خلقتا ، وأعدتا لأهلهما فنسأل الله الجنة ، ونعوذ به من النار ، قال الله عز وجل : وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها الآية ، فوصف عرضها ، والعرض لا يكون إلا لمخلوق فأما المعدوم ، فلا عرض له ، وأخبر بأنها أعدت للمتقين ، والمعدة لا تكون إلا مخلوقة ، وقال في صفة النار وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين فأخبر أنها أعدت للكافرين ، والمعدة لا تكون إلا موجودة .
152 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا الربيع بن سليمان ، ثنا عبد الله بن وهب ، أخبرني مالك بن أنس ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن الله عز وجل قال : » أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ذخرا بله ما أطلعكم الله عليه « رواه مسلم في الصحيح ، عن هارون بن سعيد ، عن ابن وهب
153 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو بكر بن إسحاق ، إملاء ، أنبأ بشر بن(1/112)
موسى ، حدثنا الحميدي ، ثنا سفيان ، ثنا أبو الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال الله عز وجل « أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر » ، قال أبو هريرة : فاقرءوا إن شئتم فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون « رواه البخاري في الصحيح ، عن الحميدي ورواه مسلم ، عن زهير ، وغيره ، عن سفيان
154 - أخبرنا أبو طاهر الفقيه ، أنبأ أبو محمد حاجب بن أحمد الطوسي ، ثنا محمد بن حماد الأنبوردي ، وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا : ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا أحمد بن عبد الجبار ، قال : ثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا الحسن بن علي بن عفان ، ثنا عبد الله بن نمير ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « يقول الله عز وجل : أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر » ثم قرأ فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون « لفظ ابن نمير ، وفي رواية أبي معاوية قال : وكان أبو هريرة يقرؤها » من قرات أعين « رواه البخاري في الصحيح ، فقال : وقال أبو معاوية(1/113)
ورواه مسلم ، عن أبي بكر ، وأبي كريب ، وأبي معاوية ، عن محمد بن عبد الله بن نمير ، عن أبيه
155 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني أحمد بن صالح ، ثنا محمد بن نصر ، ثنا يحيى بن يحيى ، قال : قرأت على مالك ، على نافع ، عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي ، إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة ، وإن كان من أهل النار ، فمن أهل النار يقال : هذا مقعدك حتى يبعثك الله إليه يوم القيامة » رواه مسلم في الصحيح ، عن يحيى بن يحيى ورواه البخاري ، عن إسماعيل ، عن مالك ، وفي رواية سالم ، عن ابن عمر : « إن كان من أهل الجنة فالجنة ، وإن كان من أهل النار ، فالنار »
156 - أخبرنا أبو سعد الزاهد عبد الملك بن أبي عثمان إملاء ، أنبأ أبو عمر بن مطر ، ثنا محمود بن محمد الواسطي ، ثنا وهب بن بقية ، أنبأ خالد بن عبد الله ، عن محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « لما خلق الله تعالى الجنة والنار أرسل جبريل إلى الجنة ، فقال : اذهب (1/114)
فانظر إليها وإلى ما أعددت لأهلها فيها ، فذهب فنظر إليها وإلى ما أعد الله لأهلها فيها ، فرجع فقال : وعزتك لا يسمع بها أحد إلا دخلها ، فأمر بالجنة فحفت بالمكاره فقال : ارجع فانظر إليها ، فإذا هي تركب بعضها بعضا ، ثم رجع فقال : وعزتك لا يدخلها أحد يسمع بها فأمر بها فحفت بالشهوات ، ثم قال : اذهب فانظر إلى ما أعددت لأهلها فيها فذهب ، فنظر إليها ، فرجع فقال : وعزتك لقد خشيت أن لا ينجو منها أحد إلا دخلها »
157 - أخبرنا أبو علي الروذباري ، أنبأ أبو بكر بن داسة ، ثنا أبو داود ، ثنا موسى بن إسماعيل ، ثنا حماد ح وأخبرنا أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن قتادة النيسابوري ، أنبأ أبو الحسن محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن عبدة ، ثنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم البوشنجي ، ثنا أبو نصر التمار ، ثنا حماد بن سلمة ، عن محمد بن عمرو بن علقمة ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم . وفي رواية موسى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « لما خلق الله عز وجل الجنة قال لجبريل : اذهب فانظر إليها ، فذهب فنظر إليها ، فقال : أي رب ، وعزتك لا يسمع بها أحد إلا دخلها ، ثم حفها بالمكاره ، ثم قال : يا جبريل اذهب فانظر إليها ، فذهب فنظر إليها ، ثم جاء فقال : أي رب وعزتك لقد خشيت أن لا يدخلها أحد ، فلما خلق الله النار ، قال : يا جبريل اذهب فانظر إليها ، فذهب فنظر إليها ثم جاء فقال : أي رب وعزتك ، لا يسمع بها أحد فيدخلها ، فحفها بالشهوات ، ثم قال : يا جبريل اذهب فانظر إليها ، فذهب فنظر إليها ، فقال : أي رب وعزتك لقد خشيت أن لا يبقى أحد إلا دخلها »(1/115)
لفظ حديث موسى ، وفي رواية التمار : « فحففها » رواه أبو داود في كتاب السنن ، عن موسى بن إسماعيل ، عن حماد بن سلمة هكذا ، وكذا رواه إسماعيل بن جعفر ، عن محمد بن عمرو
158 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأ أحمد بن سلمان الفقيه ، ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ، ثنا ابن أبي أويس ، ثنا مالك ، عن أبي الزناد ح وأخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ، أنبأ أبو عبد الله بن يعقوب ، ثنا أحمد بن سهل ، ثنا أحمد بن منيع ، ثنا شبابة ، ثنا ورقاء ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « حفت الجنة بالمكاره ، وحفت النار بالشهوات » وفي رواية مالك : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « حجبت النار بالشهوات ، وحجبت الجنة بالمكاره » وروى مسلم في الصحيح ، عن زهير بن حرب ، عن شبابة ورواه البخاري ، عن إسماعيل بن أبي أويس
159 - أخبرنا أبو علي الروذباري ، ثنا أبو بكر محمد بن مهرويه ، عن عباس بن سنان الرازي ، ثنا أبو حاتم الرازي ، ثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي ، ثنا حماد بن سلمة ، عن ثابت ، وحميد ، عن أنس بن مالك ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « حفت الجنة بالمكاره ، وحفت النار بالشهوات » رواه مسلم في الصحيح ، عن القعنبي(1/116)
160 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أحمد بن جعفر ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، ثنا عثمان بن محمد ، قال عبد الله : وقد سمعته أنا من عثمان بن محمد بن أبي شيبة ، ثنا جرير ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو قال : قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم : « اختصمت الجنة والنار ، فقالت الجنة : يا رب فما لها إنما يدخلها ضعفاء الناس ، وسقاطهم ؟ قالت النار : يا رب فما لها يدخلها الجبارون والمتكبرون ؟ فقال : أنت رحمتي أصيب بك من أشاء ، وأنت عذابي أصيب بك من أشاء ، ولكل واحدة منكما ملؤها قال : فأما الجنة فإن الله لا يظلم من خلقه أحدا ، وأنه ينشئ لها ما يشاء ، وأما النار فإنهم يلقون فيها ، وتقول هل من مزيد ، حتى يضع فيها قدمه ، فهنالك تمتلئ ويزوي بعضها إلى بعض وتقول : قط قط » ورواه مسلم في الصحيح ، عن عثمان بن أبي شيبة وأخرجاه من حديث أبي هريرة
161 - أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ ، ثنا الحسن بن محمد بن إسحاق ، ثنا يوسف بن يعقوب ، ثنا محمد بن أبي بكر ، ثنا يحيى بن سعيد ، عن عبيد الله ، عن نافع ، عن ابن عمر ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « الحمى من فيح جهنم ، فأبردوها بالماء » رواه البخاري في الصحيح ، عن مسدد ورواه مسلم ، عن أبي موسى ، وزهير ، كلهم عن يحيى بن سعيد
162 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو بكر بن إسحاق ، إملاء ، ثنا(1/117)
العباس بن الفضل الأسفاطي ، ثنا أبو الوليد ، ثنا شعبة ، أخبرني أبو الحسن ، قال : سمعت زيد بن وهب ، قال : سمعت أبا ذر ، يقول : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فقال : « أبرد ، ثم قال : أبرد ، ثم قال : أبرد ، حتى رأينا أن قد فاء الفيء ، ثم قال : أبرد بالصلاة ، فإن شدة الحر من فيح جهنم » رواه البخاري في الصحيح ، عن أبي الوليد وأخرجه مسلم من وجه آخر ، عن سعيد
163 - أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ ، ثنا أبو جعفر أحمد بن عبيد الحافظ بهمدان ، أنبأ إبراهيم بن الحسين ، ثنا أبو اليمان ، أنبأ شعيب بن أبي حمزة ، عن الزهري ، قال : أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن ، أنه سمع أبا هريرة ، يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « اشتكت النار إلى ربها ، فقالت : أي رب أكل بعضي بعضا ، فأذن لها بنفسين ، نفس في الشتاء ، ونفس في الصيف ، وهو أشد ما تجدون من الحر ، ومن الزمهرير » رواه البخاري في الصحيح ، عن أبي اليمان وأخرجه مسلم من حديث يونس ، عن الزهري
164 - أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن الغضائري ، ببغداد ، ثنا أبو جعفر محمد بن عمر الرزاز ، ثنا إسحاق بن الحسن بن ميمون الحربي ، ثنا أبو العلاء الحسن بن سوار ، ثنا ليث يعني ابن سعد ، عن معاوية بن صالح ، عن عبد الملك بن أبي بشير ، رفع الحديث قال : « ما من يوم إلا والجنة والنار يسألان تقول الجنة : يا رب قد طابت ثمرتي ، واطردت أنهاري ، واشتقت إلى أوليائي ، عجل إلي بأهلي ، وتقول النار : اشتد حري ، وبعد قعري ، وعظم جمري عجل إلي بأهلي »(1/118)
باب قول الله عز وجل وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة ، وكلا منها رغدا حيث شئتما ، ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين « إلى قوله إلى حين » وقوله في سورة الأعراف ويا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة « إلى قوله كما أخرج أبويكم من الجنة ، وقال في سورة طه فقلنا يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى » إلى قوله وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة « وهذا الوصف لا يكون للجنة الدنيوية ، أو إنما أخرجا منها لأنهما لم يدخلاها للثواب والمثوبة ، فدخولهما ، وخروجهما كدخول الملائكة ، وخروجها
165 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأ الحسن بن يعقوب ، ثنا يحيى بن أبي طالب ، ثنا عبد الوهاب بن عطاء ، أنبأ سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن الحسن ، عن عتي بن ضمرة ، عن أبي بن كعب ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « إن آدم كان رجلا طوالا كأنه نخلة سحوق كثير شعر الرأس ، فلما ركب الخطيئة بدت له عورته ، وكان لا يراها قبل ذلك فانطلق فارا في الجنة ، فتعلقت به شجرة ، فقال لها :(1/119)
أرسليني ، قالت : لست بمرسلتك ، قال : وناداه ربه : يا آدم أمني تفر ؟ قال : يا رب إني أستحييك »
166 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا : ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا محمد بن عبيد الله المنادي ، ثنا يونس بن محمد ، ثنا شيبان ، عن قتادة ، قال : « ابتلى الله آدم ، فأسكنه الجنة يأكل منها رغدا حيث شاء ، ونهاه عن شجرة واحدة أن يأكل منها ، وقدم إليه فيها فما زال به البلاء ، حتى وقع بما نهي عنه ، فبدت له سوأته عند ذلك ، وكان لا يراها فأهبط من الجنة »
167 - أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ ، ثنا الحسن بن محمد بن إسحاق ، ثنا يوسف بن يعقوب ، ثنا هدبة بن خالد ، ثنا حماد بن سلمة ، عن عمار بن أبي عمارة ، قال : سمعت أبا هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « إن موسى لقي آدم ، فقال له موسى : أنت آدم الذي خلقك الله بيده ، وأسكنك جنته ، وأسجد لك ملائكته وفعلت ما فعلت ، وأخرجت ذريتك من الجنة ؟ فقال آدم لموسى : أنت الذي اصطفاك الله برسالاته ، وكلمك ، وأتاك التوراة . أأنا أقدم أم الذكر ؟ قال : بل الذكر ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : » فحج آدم موسى «
168 - وحدثنا أبو طاهر الفقيه ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا يحيى بن أبي طالب ، ثنا عبد الوهاب بن عطاء ، ثنا داود بن أبي هند ، عن عامر ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « إن موسى لقي آدم عليهما السلام فقال : أنت آدم الذي أشقيت الناس وأخرجتهم من الجنة ؟ قال : فقال آدم : أنت الذي اصطفاك الله على الناس برسالاته ، وبكلامه ؟ قال : نعم . قال : فبكم تجد فيما أنزل عليك أنه(1/120)
سيخرجني منها قبل أن يدخلنيها ؟ قال : بكذا وكذا ، قال : نعم ، قال : فحج آدم موسى » قد مضى هذا الحديث بطرقه في كتاب القدر
169 - حدثنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا محمد بن الحسن الكارزي ، ثنا علي بن عبد العزيز ، ثنا حجاج بن منهال ، ثنا حماد بن سلمة ، عن حميد ، عن يوسف بن مهران ، عن ابن عباس ، قال : قال علي بن أبي طالب : « أطيب ريح الأرض الهند هبط بها آدم عليه السلام ، فعلق شجرها من ريح الجنة »
170 - وحدثنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا محمد بن صالح بن هاني ، ثنا الحسين بن الفضل ، ثنا هوذة بن خليفة ، ثنا عوف ، عن قسامة بن زهير ، عن أبي موسى الأشعري ، قال : « إن الله عز وجل لما أخرج آدم من الجنة زوده من ثمار الجنة ، وعلمه صنعة كل شيء ، فثماركم هذه من ثمار الجنة ، غير أن هذه تغير ، وتلك لا تتغير »(1/121)
باب ما يستدل به على أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى الجنة ، والنار ورأى في كل واحدة منهما بعض أهلها ، وما أعد لبعض أهلها ، والمعدوم لا يرى وأخبر عن مصير أرواح أهلها إليها قبل القيامة ، وغير ذلك مما يستدل به على خلقهما . قال الله عز وجل : ولقد رآه نزلة أخرى « يعني جبريل عليه السلام ، عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى » المأوى اسم لجنس الجنان ، وسميت مأوى لأنها مأوى أهل الجنة إذ يغشى السدرة ما يغشى ما زاغ البصر وما طغى لقد رأى من آيات ربه الكبرى «
171 - وأخبرنا أبو الحسين بن بشران العدل ، ببغداد ، أنبأ أبو جعفر الرزاز ، ثنا محمد بن عبيد الله ، ثنا يونس بن محمد المؤدب ، ثنا شيبان بن عبد الرحمن النحوي ، عن قتادة ، قال : ثنا أنس بن مالك ، أن مالك بن صعصعة ، حدثهم : « أن نبي الله صلى الله عليه وسلم ، ذكر حديث المعراج ، وذكر فيه عروجه إلى السماء السابعة ، وما رأى فيها قال : ورفعت إلى سدرة المنتهى فإذا ورقها مثل آذان الفيول ، وإذا نبقها مثل قلال هجر ، وإذا أربعة أنهار نهران ظاهران ، ونهران باطنان ، فقلت : ما هذا يا جبريل ؟ قال : أما النهران الظاهران : فالنيل ، والفرات ، وأما(1/122)
الباطنان فنهران في الجنة » وذكر الحديث أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح من حديث هشام الدستوائي ، وابن أبي عروبة ، عن قتادة
172 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني أبو بكر بن عبد الله ، أنبأ الحسن بن سفيان ، ثنا حرملة بن يحيى ، ثنا ابن وهب ، أخبرني يونس ، عن ابن شهاب ، عن أنس بن مالك ، قال : كان أبو ذر يحدث ، فذكر حديث المعراج . قال ابن شهاب : وأخبرني ابن حزم ، أن ابن عباس ، وأبا حية الأنصاري ، يقولان : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ثم عرج بي حتى ظهرت لمستوى أسمع فيه صريف الأقلام » قال ابن حزم ، وأنس بن مالك : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ففرض الله على أمتي خمسين صلاة » ، فذكر الحديث في مراجعته إلى أن قال : فقلت : قد استحييت من ربي ، قال : ثم انطلق بي حتى إذا جاء بي سدرة المنتهى ، فغشيتها ألوان لا أدري ما هي ، ثم أدخلت الجنة ، فإذا جنابذ اللؤلؤ ، وإذا ترابها المسك « أخرجه مسلم في الصحيح ، عن حرملة بن يحيى وأخرجه البخاري من أوجه أخر ، عن يونس بن بريدة
173 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا أبو بكر يحيى بن أبي طالب ، أنبأ عبد الوهاب بن عطاء ، أنبأ أبو محمد راشد الحماني ، عن أبي هارون العبدي ، عن أبي سعيد الخدري ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، في حديث الإسراء قال : ثم رفعت إلى سدرة المنتهى ، فإذا كل ورقة فيها تكاد أن تغطي هذه الأمة ، وإذا فيها عين(1/123)
تجري ، يقال لها : سلسبيل فينشق منها نهران : أحدهما الكوثر ، والآخر يقال له : الرحمة ، فاغتسلت فيه فغفر لي ما تقدم من ذنبي ، وما تأخر ، ثم إني دفعت إلى الجنة ، فاستقبلتني جارية ، فقلت : لمن أنت يا جارية ؟ قالت : لزيد بن حارثة ، وإذا أنا بأنهار من ماء غير آسن ، وأنهار من لبن لم يتغير طعمه ، وأنهار من خمر لذة للشاربين ، وأنهار من عسل مصفى ، وإذا رمانها كأنها الدلاء عظما ، وإذا أنا بطيرها كأنها بختيكم هذه ، فقال عندها صلى الله عليه وسلم : « إن الله قد أعد لعباده الصالحين ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر » قال : ثم عرضت على النار ، فإذا فيها غضب الله وزجره ، ونقمته ، لو طرح فيها الحجارة ، والحديد لأكلتها ، ثم أغلقت دوني « وذكر الحديث
174 - حدثنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي ، أخبرنا محمد بن عمر بن جميل الأزدي ، ثنا محمد بن الجهم السمري ، ثنا عبد الوهاب بن عطاء الخفاف ، ثنا سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن أنس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « بينما أنا أسير في الجنة إذ عرض لي نهر حافتاه قباب اللؤلؤ المجوف ، فقلت : يا جبريل ما هذا ؟ قال : الكوثر الذي أعطاك ربك ، قال : » فأضرب يدي ، فإذا طينه المسك «
175 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني أبو أحمد بن أبي الحسن ، ثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز ، ثنا هدبة بن خالد ، ثنا همام بن يحيى ، ثنا قتادة ، ثنا أنس ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « بينما أنا أسير في الجنة إذا أنا بنهر حافتاه قباب الدر المجوف » ، قال : قلت : ما هذا يا جبريل ؟ قال : « هذا الكوثر الذي أعطاك ربك (1/124)
فضرب الملك بيده ، فإذا طينه مسك أذفر » رواه البخاري في الصحيح ، عن هدبة
176 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا أحمد بن شيبان الرملي ، ثنا سفيان بن عيينة ، عن عمرو ، ومحمد بن المنكدر ، عن جابر بن عبد الله ، قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم ح وأخبرنا علي بن محمد بن عبد الله بن بشران ببغداد ، ثنا إسماعيل بن محمد الصفار ، ثنا بشر بن موسى ، ثنا الحميدي ، ثنا سفيان ، ثنا ابن المنكدر ما شبع مما حدثنا به عمرو قال : سمعت جابر بن عبد الله يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « دخلت الجنة فرأيت فيها قصرا ، أو دارا . فقلت : لمن هذه ؟ فقيل : لرجل من قريش ، فرجوت أن أكون أنا هو فقيل : لعمر بن الخطاب ، فلولا غيرتك يا أبا حفص لدخلته ، قال : فبكى عمر ، وقال : أو يغار عليك يا رسول الله » وفي رواية الرملي : « فأردت أن أدخلها ، فذكرت غيرتك يا أبا حفص » والباقي سواء أخرجه مسلم في الصحيح ، عن جماعة ، عن سفيان ، عن عمرو ، وابن المنكدر ، عن جابر
177 - أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان ، أنبأ أحمد بن عبيد ، ثنا إسماعيل بن إسحاق ، ثنا حجاج ، ثنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة ، ثنا محمد بن المنكدر ، عن جابر ، قال : قال رسول الله : رأيتني كأني دخلت الجنة ، فإذا أنا بالرميصاء امرأة أبي طلحة يعني أم سليم ، وسمعت خشفا أمامي ، فقلت : من هذا(1/125)
يا جبريل ؟ قال : بلال ، ورأيت قصرا أبيض بفنائه جارية ، فقلت : لمن هذا ؟ فقال : لعمر بن الخطاب . فأردت أن أدخله فأنظر إليه ، فذكرت غيرتك . فقال عمر : بأبي وأمي وعليك أغار ؟ رواه البخاري في الصحيح ، عن حجاج بن منهال وأخرجه مسلم من وجه آخر ، عن عبد العزيز
178 - أخبرنا أبو الحسين بن بشران ، أنبأ دعلج بن أحمد ، ثنا ابن شيرويه ، ثنا إسحاق بن راهويه ، ثنا جرير ، عن قابوس بن أبي ظبيان ، عن أبيه ، قال : ثنا ابن عباس ، قال : « ليلة أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم ، دخل الجنة فسمع في جانبها خشفا ، فقال : يا جبريل من هذا ؟ ، فقال : هذا بلال المؤذن ، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم الناس ، فقال : قد أفلح بلال رأيت له كذا وكذا . قال : ولقيه موسى فرحب به فقال : مرحبا بالنبي الأمي ، قال : وهو رجل آدم طوال سبط شعره مع أذنيه ، أو فوقهما . فقال : يا جبريل من هذا ؟ فقال : هذا موسى عليه السلام ، ثم مضى ، فلقيه رجل ، فرحب به . فقال : من هذا يا جبريل ؟ قال : هذا عيسى ، ثم مضى ، فلقيه شيخ جليل مهيب ، فرحب به وسلم عليه ، وكلهم يسلم عليه . فقال : يا جبريل من هذا ؟ قال : هذا أبوك إبراهيم عليه السلام ، قال : فنظر في النار ، فإذا قوم يأكلون الجيف . قال : من هؤلاء يا جبريل ؟ قال : هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس . قال : ورأى رجلا أزرق جعدا شعثا إذا رأيته قال : من هذا يا جبريل ؟ قال : هذا عاقر الناقة . قال : فلما أن دخل النبي صلى الله عليه وسلم المسجد الأقصى ، قام يصلي ، ثم التفت فإذا النبيون أجمعون يصلون معه ، فلما انصرف جيء بقدحين إحداهما عن اليمين ، والآخر عن الشمال ، في أحدهما لبن ، وفي الآخر عسل ، فأخذ اللبن ، فشربه ، فقال الذي معه القدح : أصبت الفطرة »
ه بالدهن
العاقر : الذابح أو القاتل
179 - أخبرنا أبو الحسين بن بشران ، ببغداد ، ثنا أبو جعفر الرزاز ، ثنا(1/126)
محمد بن عبد الله بن يزيد ، ثنا يونس بن محمد ، ثنا الليث بن سعد ، عن يزيد بن الهاد ، عن ابن شهاب ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « رأيت عمرو بن عامر ، يجر قصبة في النار ، وكان أول من سيب السوائب » أخرجاه في الصحيح من وجه آخر ، عن الزهري قال البخاري : ورواه ابن الهاد
180 - أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك ، أنبأ عبد الله بن جعفر ، ثنا يونس بن حبيب ، ثنا أبو داود ، ثنا هشام ، عن أبي الزبير ، عن جابر بن عبد الله ، . فذكر حديث كسوف الشمس ، وصلاة النبي صلى الله عليه وسلم قال : « وجعل يتقدم ، ويتأخر في صلاته ، ثم أقبل على أصحابه ، فقال : إنه عرضت علي الجنة ، والنار فقربت مني الجنة حتى لو تناولت منها قطفا قصرت يدي عنه ، أو قال : نلته شك هشام ، وعرضت علي النار فجعلت أتأخر رهبة أن تغشاكم ، رأيت امرأة حميرية سوداء طويلة ، تعذب في هرة لها ربطتها ، فلم تطعمها ، ولم تسقها ، ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض ، ورأيت فيها أبا ثمامة عمرو بن مالك ، يجر قصبه في النار » أخرجه مسلم في الصحيح ، من حديث هشام الدستوائي
181 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو بكر بن إسحاق ، أنبأ الحسن بن سفيان ، أنبأ أبو بكر بن أبي شيبة ، ثنا عبد الله بن نمير ، ثنا عبد الملك ، عن عطاء ، عن جابر ، فذكر حديث الكسوف قال : فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم : « يا أيها الناس ، ما من شيء توعدونه إلا وقد رأيته في صلاتي هذه حتى جيء بالنار ، وذلك حين(1/127)
رأيتموني تأخرت مخافة أن تصيبني من نفحها ، وحتى رأيت فيها صاحب المحجن يجر قصبة في النار كان يسرق متاع الحاج بمحجنه فإن فطن له قال : إنه تعلق بمحجني ، وإن غفل عنه ذهب به ، حتى رأيت فيها صاحبة الهرة التي ربطتها فلم تطعمها ، ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض ، حتى ماتت جوعا . ثم حجب بالجنة ، وذلك حين رأيتموني تقدمت ، حتى قمت من مقامي لقد مددت يدي ، وأنا أريد أن أتناول من ثمرها ، لتنظروا إليه ، ثم بدا لي أن أفعل فما من شيء توعدونه إلا قد رأيته في صلاتي هذه » رواه مسلم في الصحيح ، عن أبي بكر بن أبي شيبة
182 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأ أبو بكر بن أبي نصر الدرايردي ، أنبأ أحمد بن محمد بن عيسى ، ح وأخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر المقرئ ببغداد ، أنبأ أحمد بن سلمان ، ثنا إسحاق بن الحسن بن ميمون ، قالا : ثنا القعنبي ، عن مالك ، عن زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، عن عبد الله بن عباس ، قال : خسفت الشمس . فذكر الحديث ، قال فيه : « قالوا : يا رسول الله رأيناك تناولت شيئا في مقامك هذا ، ثم رأيناك تكعكعت . قال : إني رأيت الجنة ، أو رأيت الجنة ، فتناولت منها عنقودا ، لو أخذته لأكلتم منه ما بقيت الدنيا ، ورأيت النار ، فلم أر كاليوم منظرا أفظع ، رأيت أكثر أهلها النساء . قالوا : بم يا رسول الله ؟ قال : بكفرهن . قيل : أيكفرن بالله ؟ قال : يكفرن العشير ، ويكفرن الإحسان ، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ، ثم رأت منك شيئا ، قالت : ما رأيت منك خيرا قط » رواه البخاري في الصحيح ، عن القعنبي(1/128)
وأخرجه مسلم من وجه آخر ، عن مالك رحمه الله
183 - أخبرنا أبو الحسين بن بشران ، أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ، ثنا محمد بن عبد الملك الدقيقي ، ثنا يزيد بن هارون ، أخبرنا سليمان التيمي ، عن أبي عثمان ، عن أسامة بن زيد ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « قمت على باب الجنة ، فإذا أكثر من يدخلها الفقراء ، وإذا أصحاب الجد محبوسون ، وقمت على باب النار ، فإذا أكثر من يدخلها النساء » أخرجه البخاري ، ومسلم في الصحيح ، من حديث سليمان ورواه معتمر ، وغيره عن سليمان وزادوا فيه في أهل الجد : « إلا من كان من أهل النار فقد أمر به إلى النار »
184 - أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان ، أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ، ثنا ابن أبي قماش ، ثنا أبو الوليد ، ثنا سلم بن زرير ، عن أبي رجاء العطاردي ، ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأ دعلج بن أحمد السجزي ، ثنا إسحاق بن الحسن الحربي ، ثنا عثمان بن الهيثم ، ثنا عوف بن أبي جميلة ، عن أبي رجاء ، عن عمران بن الحصين ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « اطلعت في الجنة ، فرأيت أكثر أهلها الفقراء ، واطلعت في النار ، فرأيت أكثر أهلها النساء » رواه البخاري في الصحيح ، عن أبي الوليد ، وعن عثمان بن الهيثم قال البخاري :(1/129)
وتابعه أيوب ، عن أبي رجاء ، قال : وقال صخر : وحماد بن نجيح ، عن أبي رجاء ، عن ابن عباس
185 - أخبرناه أبو الحسين بن بشران ، أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ، ثنا محمد بن صالح الأنماطي ، ثنا مسلم ، ثنا صخر بن جويرية ، وحماد بن نجيح ، قالا : ثنا أبو رجاء العطاردي ، قال : سمعت ابن عباس ، يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « اطلعت في الجنة ، فرأيت أكثر أهلها الفقراء ، واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء »
186 - أخبرنا أبو الحسين بن بشران ، وأبو عبد الله الحسين بن عمر بن برهان ، وأبو الحسين بن الفضل القطان ، وأبو محمد السكري ببغداد ، قالوا : أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ، ثنا الحسن بن عرفة ، حدثني القاسم بن مالك المزني ، عن المختار بن فلفل ، عن أنس بن مالك ، قال : « بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم إذا أقيمت الصلاة ، فقال : يا أيها الناس ، إني إمامكم ، فلا تسبقوني بالركوع ، ولا بالسجود ، ولا برفع رءوسكم ، فإني أراكم من أمامي ، ومن خلفي ، وأيم الذي نفس محمد بيده لو رأيتم ما رأيت لضحكتم قليلا ، ولبكيتم كثيرا . فقالوا : يا رسول الله ، ما رأيت ؟ قال : رأيت الجنة ، والنار » رواه مسلم في الصحيح من حديث ابن مسهر ، وجرير ، ومحمد بن فضيل ، عن مختار بن فلفل
187 - أخبرنا أبو الحسين بن بشران ، أنبأ إسماعيل الصفار ، ثنا إسماعيل بن إسحاق الأزدي ، ثنا أحمد بن عبد الله بن يونس ، ثنا أبو بكر بن(1/130)
عياش ، عن سليمان ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « رأيت الجنة ، والنار ، فلم أر مثل ما فيهما من الخير والشر »
188 - أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري ، ببغداد ، ثنا إسماعيل بن محمد الصفار ، ثنا أحمد بن منصور ، ثنا عبد الرزاق ، أنبأ معمر ، عن الزهري ، عن عمرة بنت عبد الرحمن ، قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « بينما أنا في الجنة ، إذ سمعت قارئا ، فقلت : من هذا ؟ قالوا : حارثة بن النعمان ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كذلك البر كذلك البر ، قال : وكان أبر الناس بأمه » قال الرمادي : ثنا عبد الرزاق في الجامع فقال : عن عروة ، عن عائشة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم
189 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ ، ثنا يحيى بن منصور الهروي ، ثنا محمد بن عبد الله بن نمير ، حدثنا أنس ، وأبو معاوية قالا : ثنا الأعمش ، عن عبد الله بن مرة ، عن مسروق ، قال : « سألنا عبد الله بن مسعود ، عن هذه الآية ، ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا ، بل أحياء عند ربهم يرزقون ، فرحين » فقال : أما إنا قد سألنا عن ذلك ، فقال : أرواحهم في جوف طير خضر لها قناديل معلقة بالعرش تسرح من الجنة حيث شاءت ، ثم تأوي إلى تلك القناديل ، فاطلع عليه ربهم اطلاعة(1/131)
فقال : هل تشتهون شيئا ؟ فقالوا : أي شيء نشتهي ؟ ونحن نسرح من الجنة حيث شئنا ، ففعل ذلك بهم ثلاث مرات ، فلما رأوا أنهم لن يتركوا من أن يسألوا شيئا قالوا : يا رب نريد أن ترد أرواحنا في أجسادنا ، حتى نقتل في سبيل الله مرة أخرى ، فلما رأى أن ليس لهم حاجة تركوا « رواه مسلم في الصحيح ، عن محمد بن عبد الله بن نمير
190 - أخبرنا عبد الله بن يوسف الأصبهاني ، أنبأ أبو سعيد بن الأعرابي ، ثنا سعدان بن نصر ، ثنا سفيان ، عن عبد الله بن أبي يزيد ، قال : سمعت ابن عباس ، يقول : « أرواح الشهداء في أجواف طير خضر ، تعلق من ثمر الجنة »
191 - وقد أخبرنا أبو الحسين بن بشران ، ببغداد ، أنبأ أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد ، ثنا محمد بن بشر ، ثنا عثمان بن أبي شيبة ، أنبأ عبد الله بن إدريس ، عن محمد بن إسحاق ، عن إسماعيل بن أمية ، عن أبي الزبير ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لما أصيب إخوانكم بأحد جعل الله أرواحهم في أجواف طير خضر ترد أنهار الجنة ، وتأكل من ثمارها ، وتأوي إلى قناديل من ذهب معلقة في ظل العرش فلما وجدوا طيب مأكلهم ، ومشربهم ، ومقيلهم » ، قالوا : من يبلغ إخواننا عنا أنا أحياء في الجنة نرزق لكيلا يزهدوا في الجهاد ، ولا يتكلوا عند الحرب ، فقال الله تعالى : أنا أبلغهم عنكم ، قال : (1/132)
فأنزل الله عز وجل ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون إلى آخر الآية «
192 - أخبرنا أبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي ، أنبأ أحمد بن سلمان النجاد ، ثنا الحسن بن مكرم بن حسان ، ثنا عثمان بن عمر ، ثنا يونس بن يزيد ، عن الزهري ، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك ، عن أبيه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « إنما نسمة المسلم طير يعلق في شجر الجنة ، حتى يرجعه الله إلى جسده يوم يبعثه »
193 - أخبرنا أبو زكريا ، أنبأ أحمد بن سلمان ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، ثنا محمد بن إدريس الشافعي ، عن مالك بن أنس ، عن ابن شهاب ، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك ، أنه أخبر أن أباه كعب بن مالك ، كان يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « إنما نسمة المؤمن طير يعلق في شجر الجنة ، حتى يرجعه الله عز وجل إلى جسده يوم يبعثه » كذا رواه ، ورواه شعيب بن أبي حمزة ، عن الزهري قال : أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك ، وهو أحد الثلاثة الذين تيب عليهم ، كان يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « إنما نسمة المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة ، حتى يرجعها الله عز وجل إلى جسده » أخبرناه أبو بكر القاضي ، أنبأ أبو سهل بن زياد القطان ، ثنا عبد الكريم بن الهيثم ، ثنا أبو اليمان ، أنبأ شعيب ، فذكره(1/133)
194 - أخبرنا أبو طاهر الفقيه ، أنبأ أبو حامد بن بلال ، ثنا محمد بن إسماعيل الأحمسي ، ثنا المحاربي ، عن محمد بن إسحاق ، قال : سمعته يذكر ، عن الحارث بن فضيل ح وأخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق ، أنبأ أحمد بن سلمان ، ثنا الحسن بن مكرم ، ثنا يزيد بن هارون ، أنبأ محمد بن إسحاق ، عن الحارث بن فضيل ، عن الزهري ، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك ، عن أبيه ، قال : « لما حضرت كعبا الوفاة أتته أم بشر بنت البراء ، فقالت : يا أبا عبد الرحمن ، إن لقيت فلانا فأقرئه مني السلام ، فقال لها : يغفر الله لك يا أم بشر نحن أشغل من ذلك . فقالت : أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : » إن نسمة المؤمن تسرح في الجنة ، حيث شاءت ، ونسمة الكافر في سجين « ؟ قال : بلى ، قالت : فهو ذلك » لفظ حديث يزيد بن هارون ، وفي رواية المحاربي : فقالت : يا أبا عبد الرحمن أما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : « أرواح المؤمنين طائر خضر تعلق شجرة الجنة ؟ ، قال : بلى ، قالت : هو ذاك »
195 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ، أنبأ معاوية بن عمرو ، عن أبي إسحاق الفزاري ، عن زائدة ، عن ميسرة الأشجعي ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، عن كعب ، قال : « جنة المأوى فيها طير خضر ترتقي منها أرواح الشهداء تسرح في الجنة ، وأرواح آل فرعون أراه قال : في طير سود تغدوا على النار ، وتروح ، وأن أطفال المسلمين في عصافير في الجنة »(1/134)
196 - أخبرنا أبو طاهر الفقيه ، أنبأ أبو بكر القطان ، ثنا أحمد بن يوسف ، ثنا محمد بن يوسف ، قال : ذكر سفيان ، عن ثور ، عن خالد بن معدان ، عن عبد الله بن عمرو ، قال : « الجنة مطوية في قرون الشمس تنشر في كل عام مرتين ، وأرواح المؤمنين في طير كالزرازير تأكل من ثمر الجنة »
197 - أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ، أنبأ عبد الله بن جعفر بن درستويه ، ثنا يعقوب بن سفيان ، ثنا أبو صالح ، حدثني الليث ، حدثني يحيى بن سعيد ، عن سعيد بن المسيب ، أنه قال : إن سلمان الفارسي وعبد الله بن سلام التقيا فقال أحدهما لصاحبه : « إن لقيت ربك قبلي ، فأخبرني ماذا لقيت منه » فقال أحدهما لصاحبه : « أويلقى الأحياء الأموات ؟ » قال : « نعم ، أما المؤمنون فإن أرواحهم في الجنة ، وهي تذهب حيث شاءت » قال : فتوفي أحدهما قبل صاحبه ، فلقيه في المنام فكأنه سأله ، فقال الميت : « توكل وأبشر ، فلم أر مثل التوكل قط »
198 - أخبرنا أبو علي الروذباري ، بطوس ، أنبأ أبو محمد عبد الله بن عمر بن شوذب المقرئ الواسطي ، بها ثنا أحمد بن سنان ، ثنا وهب بن جرير ، ثنا شعبة ، عن عدي بن ثابت ، عن البراء ، قال : « لما توفي إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : » إن له مرضعا في الجنة(1/135)
« رواه البخاري في الصحيح ، عن حجاج بن منهال ، وغيره ، عن شعبة
199 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا حميد بن عباس الرملي ، ثنا مؤمل بن إسماعيل ، ثنا سفيان ، عن عبد الرحمن الأصبهاني ، عن أبي حازم ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أولاد المؤمنين في جبل في الجنة يكفلهم إبراهيم وسارة ، حتى يردهم إلى آبائهم يوم القيامة » تابعه وكيع ، عن سفيان
200 - ثنا أبو منصور الظفر بن محمد العلوي إملاء ، أنبأ أبو بكر محمد بن جعفر الأدمي ببغداد ، ثنا أحمد بن عبيد الله النرسي ، ثنا عبيد الله بن موسى ، عن شيبان بن عبد الرحمن النحوي ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « لقد رأيت رجلا يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر طريق كانت تؤذي الناس » رواه مسلم في الصحيح ، عن أبي بكر بن أبي شيبة ، عن عبيد الله
201 - أخبرنا أبو عبد الله إسحاق بن محمد بن يوسف السوسي ، ثنا أبو جعفر محمد بن محمد بن عبد الله البغدادي ، أنبأ محمد بن جامع بن رزيق ، ثنا أبو الطاهر ، ح وأخبرنا علي بن أحمد بن عبدان ، أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ، ثنا زكريا بن يحيى ، ثنا أبو الطاهر أحمد بن السرح ، ثنا خالي أبو رجاء عبد الرحمن بن عبد(1/136)
الحميد النهري ، قال : حدث يحيى بن أيوب ، عن داود بن أبي هند ، عن أنس بن مالك ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « إن الله عز وجل بني الفردوس بيده ، وحظرها على كل مشرك ، وكل مدمن للخمر سكير » لفظ حديث السوسي
202 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو العباس هو الأصم ، ثنا يحيى بن أبي طالب ، أنبأ عبد الوهاب بن عطاء ، أنبأ سعيد ، عن قتادة ، قال : بلغنا أن كعبا قال : « إن الله عز وجل خلق الجنة بيده أي بقدرته ، وكتب التوارة بيده ، وخلق آدم بيده ، ثم قال للجنة : تكلمي فقالت : قد أفلح المؤمنون ، قال قتادة : وحق لها أن تقول ذلك ، وقد علمت ما أعد الله لأوليائه فيها من الكرامة » كذا وجدته في كتابه : أي بقدرته ، وأحسبه زيادة من جهة الكاتب وروينا عن أنس ، وعبد الله بن الحارث ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم عن ابن عمر من قوله : دون كلام الجنة في كتاب الأسماء والصفات
203 - وروي من ، وجه آخر ضعيف ، كما حدثنا عبد الله بن يوسف الأصبهاني ، إملاء وأبو محمد الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن فراس بمكة قراءة عليه ، أنبأ أبو حفص عمر بن محمد الجمحي بمكة ، ثنا علي بن عبد العزيز ، ثنا يونس ، عن عبيد الله العميري البصري ، ثنا عدي بن الفضل ، عن الجريري ، عن(1/137)
أبي نضرة ، عن أبي سعيد ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن الله أحاط حائط الجنة لبنة من ذهب ، ولبنة من فضة وغرس غرسها بيده ، وقال لها : تكلمي ، فقالت : قد أفلح المؤمنون ، فقال : طوبى لك منزل الملوك »
204 - أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ، أنبأ عبد الرحمن بن الحسن ، ثنا إبراهيم بن الحسين ، ثنا آدم ، ثنا شيبان ، عن جابر ، عن مجاهد ، قال : إن الله تبارك وتعالى غرس جنات عدن ، بيده فلما تكاملت أغلقت فهي تفتح في كل سحر ، فينظر الله تبارك وتعالى إليها ، فيقول : قد أفلح المؤمنون(1/138)
باب ما ورد في عدد الجنان قال الله عز وجل ولمن خاف مقام ربه جنتان فبأي آلاء ربكما تكذبان ذواتا أفنان فبأي آلاء ربكما تكذبان ، وكتب إلى آخر السورة ، فذكر الله سبحانه في هذه الآيات أربع جنات ، وأشار إلى الفردوس الأولتين اللتين لمن خاف مقام ربه ، واللتين دونهما ، فذهب أكثر العلماء إلى أن عدد الجنان أربعة ، وأن جنة المأوى اسم لجميع الجنان ، وكذلك جنة عدن ، وجنة نعيم ، وذات الخلد ، وذات السلم ، ويشبه أن يكون الفردوس أيضا اسما للجنان كلها ، وقد قيل إنه اسم لأعلاهن درجة ، والله أعلم
205 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأ أبو الفضل محمد بن إبراهيم المزكي ، ثنا أحمد بن إبراهيم المزكي ، ثنا أحمد بن سلمة ، ثنا إسحاق بن إبراهيم ، ونصر بن علي الجهني ، ومحمد بن بشار ، قال ابن بشار : ثنا وقال نصر ، وإسحاق : أنبأ عبد العزيز بن عبد الصمد العمي ، ثنا أبو عمران الجوني ، عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس ، عن أبيه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « جنتان من فضة آنيتها ، وما فيها ، وجنتان من ذهب آنيتها وما فيها ، وما بين القوم ، أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن »(1/139)
وقال إسحاق : في جنات عدن . رواه البخاري في الصحيح ، عن علي بن عبد الله بن عبد العزيز ورواه مسلم ، عن نصر بن علي ، وإسحاق بن إبراهيم ، وغيرهما
206 - أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك ، أنبأ عبد الله بن جعفر ، ثنا يونس بن حبيب ، ثنا أبو داود ، ثنا الحارث أبو قدامة ، عن أبي عمران الجوني ، عن أبي بكر بن أبي موسى ، عن أبيه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « جنان الفردوس أربع : جنتان من ذهب حليتها وآنيتها وما فيها وجنتان من فضة حليتها وآنيتها ، وما فيها وما بينهم ، وبين أن يروا ربهم عز وجل ، إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن تصدع أنهار في جوبة في جنة عدن ، ثم تصدع في الجنة أنهارا »
207 - أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ ، أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ، ثنا يوسف بن يعقوب ، ثنا سليمان بن حرب ، ثنا حماد بن زيد ، عن أبي عمران الجوني ، وثابت البناني ، عن أبي بكر بن أبي موسى ، عن أبي موسى الأشعري ، أنه قال في هذه الآية : ولمن خاف مقام ربه جنتان ، قال : « جنتان من ذهب للسابقين ، وجنتان من فضة للتابعين »
208 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا عبدان بن يزيد الدقاق ، بهمدان ، ثنا(1/140)
إبراهيم بن الحسين ، ثنا آدم بن أبي إياس ، ثنا حماد بن سلمة ، عن ثابت البناني ، وأبي عمران الجوني ، عن أبي بكر بن أبي موسى الأشعري ، عن أبي موسى ، في قوله عز وجل : ولمن خاف مقام ربه جنتان « ، قال : » جنتان من ذهب للسابقين ، وجنتان من فضة للتابعين « وكذلك رواه عبد الصمد بن عبد الوارث ، عن حماد بن سلمة موقوفا ورواه مؤمل بن إسماعيل ، عن حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أبي بكر بن أبي موسى ، عن أبيه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : » جنتان من ذهب للسابقين ، وجنتان من ورق لأصحاب اليمين « أخبرنا أبو الحسن المقرئ ، أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ، ثنا يوسف بن يعقوب ، ثنا محمد بن أبي بكر ، ثنا مؤمل ، فذكره
209 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ إملاء ، ثنا حامد بن أبي حامد المقرئ ، ثنا إسحاق بن سليمان الرازي ، ثنا عنبسة بن سعيد ، وعمرو بن أبي قيس ، عن المنهال بن أبي عمرو ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، في قول الله عز وجل : وكان عرشه على الماء « قال : كان عرش الله على الماء ، ثم اتخذ لنفسه جنة ، ثم اتخذ دونها أخرى ، ثم أطبقها بلؤلؤة واحدة ، وقال عز وجل : ومن دونهما جنتان » ، قال : وهي التي لا يعلم الخلائق ما فيها ، وهي التي قال الله تعالى : فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون « يأتيهم منها كل يوم تحية »(1/141)
210 - أخبرنا أبو بكر أحمد بن حسن القاضي ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا يحيى بن أبي طالب ، ثنا علي بن عاصم ، ثنا عطاء بن السائب ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : ولمن خاف مقام ربه جنتان فذكر فضل ما بينهما ، ثم ذكر ومن دونهما جنتان مدهامتان قال : خضروان ، فيهما عينان نضاختان ، وفي تلك تجريان ، وفيهما فاكهة ، ونخل ، ورمان ، وفي تلك من كل فاكهة زوجان ، ومنهما خيرات حسان ، وفي تلك قاصرات الطرف لم يطمثهن إنس قبلهم ، ولا جان يعني فيهما متكئين على رفرف خضر ، وعبقري حسان ، وفي تلك متكئين على فرش بطائنها من إستبرق ، قال : الديباج ، والعبقري : الزرابي
211 - أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني ، أنبأ أبو سعيد بن الأعرابي ، ثنا الحسن بن محمد الزعفراني ، ثنا عفان ، ثنا حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أنس بن مالك ، « أن حارثة ، جاء يوم بدر نظارا ، أو كان غلاما ، فجاء سهم غرب ، فوقع في ثغرة نحره ، فقتله ، فجاءت أم الربيع أمه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : قد علمت مكان حارثة مني ، فإن كان من أهل الجنة فسأصبر ، وإلا فسيرى الله ما أصنع ، فقال : يا أم الربيع إنها ليست بجنة واحدة ، ولكنها جنان كثيرة ، وإنه لفي الفردوس الأعلى » تابعه سليمان بن المغيرة ، عن ثابت
212 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو عبد الرحمن السلمي ، من أصله ، وأبو سعيد بن أبي عمرو قالوا : ثنا أبو العباس الأصم ، ثنا محمد بن هشام بن(1/142)
ملاس النميري ، ثنا مروان بن معاوية الفزاري ، ثنا حميد ، عن أنس ، قال : « أصيب حارثة يوم بدر ، فجاءت أمه ، فقالت : يا رسول الله قد علمت منزلة حارثة مني ، فإن يكن في الجنة صبرت ، وإن يكن غير ذلك ترى ما أصنع . فقال : جنة واحدة إنها جنان كثيرة ، وإنه في الفردوس الأعلى » أخرجه البخاري من حديث قتادة ، وحميد ، عن أنس
213 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأ أبو أحمد بكر بن محمد بن حمدان الصيرفي ، ثنا محمد بن غالب ، ثنا سعد بن عبد الحميد بن جعفر ، ثنا فليح ، عن هلال بن علي ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من آمن بالله ورسوله ، وأقام الصلاة ، وصام رمضان ، فإن حقا على الله أن يدخله الجنة ، جاهد في سبيل الله ، أو جلس في أرضه التي ولد فيها قالوا : يا رسول الله أفلا ننبئ الناس بذلك ؟ قال : إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيله ، ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض ، فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس ، فإنه وسط الجنة ، وأعلى الجنة ، وفوقه عرش الرحمن ، ومنه تفجر أنهار الجنة » رواه البخاري في الصحيح ، عن يحيى بن صالح ، عن فليح
214 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا : ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ، ثنا عفان بن مسلم ، ثنا همام ، ثنا زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، عن عبادة بن الصامت ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « إن في الجنة مائة درجة بين كل درجتين كما بين السماء والأرض ، الفردوس الأعلى درجة ، ومن فوقه يكون العرش ، ومنها تفجر أنهار الجنة الأربعة ،(1/143)
فإذا سألتم الله عز وجل ، فاسألوه الفردوس »
215 - أخبرنا أبو عبد الله ، وأبو سعيد ، قالا : ثنا أبو العباس ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا جعفر بن عون ، أنبأ هشام بن سعد ، عن زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، قال : قال معاذ : لمن حضره من أهله قبل أن يموت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « إن في الجنة مائة درجة ، كل درجة منها ما بين السماء والأرض ، وأعلاها الفردوس ، وعليها يكون العرش ، وهي أوسط شيء في الجنة ، ومنها تفجر أنهار الجنة ، فإذا سألتم الله فسلوه الفردوس »
216 - أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله الحرفي ، ثنا حمزة بن محمد بن العباس ، ثنا محمد بن إسماعيل السلمي ، ثنا إسحاق بن إبراهيم بن العلاء ، حدثني عمرو بن الحارث ، حدثني عبد الله بن سالم ، حدثني محمد بن الوليد ، ثنا عبد الرحمن بن أبي عوف ، أن سويد بن حبلة ، حدثهم أن عرباض بن سارية يرده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : « إذا سألتم ، فاسألوا الله الفردوس ، فإنه سر الجنة كقول الرجل منكم لراعيه : عليك بسر الوادي ، فإنه أعشبه ، وأمرعه »(1/144)
باب ما ورد في أبواب الجنة ، وما يقال لأهلها عند دخولهم ، وما يقولون قال الله عز وجل : وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا « قرأها إلى قوله : فنعم أجر العاملين » ، وقال : ونزعنا ما في صدورهم من غل تجري من تحتهم الأنهار ، وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا « ، الآية
217 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو عثمان سعيد بن محمد بن محمد بن عبدان النيسابوري ، وأبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي قالوا : ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ، ثنا ابن أبي مريم ، ثنا أبو غسان ، حدثني أبو حازم ، عن سهل بن سعد ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « في الجنة ثمانية أبواب ، فيها باب يسمى الريان لا يدخله إلا الصائمون » رواه البخاري في الصحيح ، عن سعيد بن أبي مريم
218 - وأخبرنا أبو نصر أحمد بن علي القاضي ، ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ ، ثنا محمد بن عبد الوهاب ، أنبأ خالد بن مخلد ، ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب ، ثنا الحسن بن سفيان ، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، ثنا خالد بن مخلد ، عن سليمان بن بلال ، حدثني(1/145)
أبو حازم ، عن سهل بن سعد ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن في الجنة بابا يقال له الريان ، يدخل منه الصائمون ، يوم القيامة لا يدخل معهم أحد غيرهم ، يقال : أين الصائمون ؟ فيدخلون منه ، فإذا دخل آخرهم أغلق ، فلم يدخل منه أحد » رواه البخاري في الصحيح ، عن خالد بن مخلد ، ورواه مسلم ، عن ابن أبي شيبة ، عن خالد بن مخلد
219 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني محمد بن علي بن عبد الحميد الصنعاني ، بمكة ، ثنا إسحاق بن إبراهيم بن عباد ، أنبأ عبد الرزاق ح وأخبرنا أبو صالح بن أبي طاهر العنبري ابن بنت يحيى بن منصور القاضي ، أنبأ جدي ، أنبأ أحمد بن سلمة ، ثنا إسحاق بن إبراهيم ، ومحمد بن رافع ، ومحمد بن يحيى ، قال إسحاق : أنبأ ، وقال الآخران : ثنا عبد الرزاق ، والحديث لإسحاق ، أنبأ عبد الرزاق ، ثنا معمر ، عن الزهري ، عن حميد بن عبد الرحمن ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « من أنفق زوجين من ماله في سبيل الله ، دعي من أبواب الجنة ، وللجنة أبواب ، فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة ، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان ، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة ، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد » ، فقال أبو بكر : يا رسول الله والله ما على أحد من ضرورة من أيها دعي ، فهل يدعى أحد منها كلها ؟ قال : « نعم ، وأرجو أن تكون منهم » رواه مسلم في الصحيح ، عن عبد بن حميد ، عن عبد الرزاق وأخرجه البخاري من وجه آخر ، عن الزهري
220 - وأخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان ، أنبأ أحمد بن عبيد ،(1/146)
ثنا إسماعيل بن إسحاق ، ثنا أبو مصعب ، عن مالك ، عن ابن شهاب ، عن حميد بن عبد الرحمن ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « من أنفق زوجين في سبيل الله نودي في الجنة : يا عبد الله هذا خير ممن كان من أهل كذا » وذكر الحديث بمعناه ، أخرجه البخاري ، من حديث مالك
221 - أخبرني أبو عمرو محمد بن عبد الله الأديب ، أنبأ أبو بكر الإسماعيلي ، أخبرني ابن مسلم ، ثنا موسى بن سهل الرملي ، ثنا آدم بن أبي إياس ، ثنا شيبان ، عن يحيى بن كثير ، عن أبي سلمة ، أنه سمع أبا هريرة ، يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من أنفق زوجين في سبيل الله دعاه خزنة الجنة من كل باب أي فل هلم » ، فقال أبو بكر : ذاك الذي لا توى عليه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إني لأرجو أن تكون منهم » رواه البخاري في الصحيح ، عن آدم وأخرجه مسلم من وجهين آخرين ، عن شيبان
222 - أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ، ببغداد ، أنبأ عبد الله بن صالح الجهني ، حدثهم قال : حدثتي معاوية بن صالح الحمصي ، قاضي أندلس ، عن أبي عثمان ، عن جبير بن نفير ، وربيعة بن يزيد ، عن أبي إدريس الخولاني ، وعبد الوهاب بن بخت ، عن الليث بن سليمان الجهني ، كلهم يحدث ، عن عقبة بن عامر ، قال عقبة : كنا خدام أنفسنا ، وكنا نتداول رعية الإبل بيننا ، وأصلي نوبتي رعية(1/147)
الإبل ، فرحت بها بعشي ، فأدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قائم يحدث الناس ، وأدركت من حديثه ، وهو يقول : « ما منكم من أحد يتوضأ ، فيبلغ الوضوء ، ثم يقوم فيركع ركعتين يقبل عليهما بقلبه ووجهه إلا وجبت له الجنة ، وغفر له » ، قال : فقلت : ما أجود هذا ، قال : فقال قائل من بين يديه : التي قبلها أجود يا عقبة ، قال : فنظرت فإذا هو عمر بن الخطاب ، قال : قلت : وما هي يا أبا حفص ؟ قال : إنه قال قبل أن تأتي : « ما منكم من أحد يتوضأ ، فيبلغ الوضوء ، فيقول : أشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء » أخرجه مسلم في الصحيح من حديث عبد الرحمن بن مهدي ، عن معاوية بن صالح بالإسنادين ، دون إسناد عبد الوهاب ، وهذا لا يخالف حديث سهل ، وأبي هريرة ، وكان هذا : ومن أنفق زوجين في سبيل الله يدعى من الأبواب كلها ، وكذلك كل من ورد الخبر بأن يدعى من الأبواب كلها
223 - أخبرنا أبو الحسين بن الفضل ، أنبأ عبد الله بن جعفر ، ثنا يعقوب بن سفيان ، ثنا هشام بن عمار ، وعبد الرحمن بن إبراهيم ، وعبد الله بن يوسف ، قالوا : أنبأ الوليد بن مسلم ، حدثني صفوان بن عمرو ، قال : وحدثنا يعقوب بن عثمان ، أنبأ عبد الله ، ثنا صفوان بن عمرو ، أن أبا المثنى المليكي ، حدثه أنه سمع عتبة بن عبد السلمي ، وكان ، من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « القتلى ثلاثة رجال ، رجل مؤمن جاهد بنفسه ، وماله في سبيل الله ، حتى لقي العدو ، وقاتلهم حتى يقتل ، ذاك الشهيد الممتحن في خيمة الله تحت عرشه ، لا يفضله النبيون إلا بدرجة النبوة ، ورجل مؤمن قرف على نفسه من الذنوب ، والخطايا جاهد بنفسه ،(1/148)
وماله حتى إذا لقي العدو ، وقاتلهم حتى يقتل ذلك تحت مصمصة ذنوبه ، وخطاياه ، وأن السيف محاء للخطايا ، وأدخل من أي أبواب الجنة شاء ، فإن لها ثمانية أبواب ، ولجهنم سبعة أبواب ، وبعضها أفضل من بعض ، ورجل منافق جاهد في سبيل الله بنفسه وماله حتى إذا لقي العدو قاتل ، حتى يقتل فذلك في النار ، إن السيف لا يمحو النفاق »
224 - أخبرنا أبو الحسين بن الفضل ، أنبأ عبد الله بن جعفر ، ثنا يعقوب بن سفيان ، ثنا هشام بن عمار ، وعبد الرحمن بن إبراهيم ، وصفوان بن صالح ، قالوا : ثنا الوليد ، ثنا جرير بن عثمان ، عن شرحبيل بن شفعة ، قال : سمعت عتبة بن عبد السلمي ، قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : « ما من عبد يموت له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث ، إلا تلقوه من أبواب الجنة الثمانية من أيها شاء دخل »
225 - أخبرنا أبو علي بن شاذان البغدادي ، بها ، أنبأ عبد الله بن جعفر ، ثنا يعقوب بن سفيان ، ثنا الفضل بن التياح أبو العباس ، ثنا معن بن عيسى ، ثنا ابن أبي بكر ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب ، عن سالم بن عبد الله ، عن أبيه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « باب أمتي الذي يدخل منه الجنة عرضه مسيرة الراكب المجد المجود ثلاثا ، ثم إنهم ليضغطون عليه ، حتى تكاد مناكبهم تزول »(1/149)
كذا في هذه الرواية ، وقد روينا في الحديث الصحيح ، عن عتبة بن غزوان أنه قال في خطبته : وقد ذكر لنا أن ما بين مصراعين من مصاريع الجنة مسيرة أربعين سنة ، وليأتين عليه يوم ، وهو كظيظ من الزحام « هو أصح
226 - وأخبرنا علي بن أحمد بن عبدان ، أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ، ثنا جعفر بن محمد ، ثنا قتيبة ، ثنا ابن لهيعة ، عن دراج ، عن أبي الهيثم ، عن أبي سعيد الخدري ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « ما بين مصراعين في الجنة أربعين سنة »
227 - وبهذا الإسناد ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « إن الجنة مائة درجة ، ولو اجتمعوا في إحداهن لوسعتهم »
228 - أخبرنا أبو سعد الماليني ، أنبأ أبو أحمد بن عدي ، ثنا محمد بن إسحاق بن فروخ ، ثنا علي بن شعيب ، ثنا علي بن عاصم ، أخبرني سعيد الجريري ، حدثني حكيم بن معاوية القشيري ، عن أبيه ، قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : « بين كل مصراعين من مصاريع الجنة مسيرة سبع سنين »
229 - وبإسناده قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : « في الجنة بحر للماء ،(1/150)
وبحر للبن ، وبحر للعسل ، وبحر للخمر ، ثم تشتق الأنهار منها بعد » قال علي بن عاصم : فحدثت بهذين الحديثين بهز بن حكيم فقال : لم أسمعهما
230 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأ أبو عبد الله بن يعقوب ، وأبو الفضل بن إبراهيم ، قالا : ثنا أحمد بن سلمة ، ثنا إسحاق بن إبراهيم ، أنبأ عبد الرزاق ، قال : وقال الثوري : حدثني أبو إسحاق ، إن الأغر حدثه ، عن أبي سعيد الخدري ، وأبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « ينادي مناد إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا ، وإن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدا ، وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدا ، وإن لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبدا » ، فذلك قوله عز وجل : ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون « رواه مسلم في الصحيح ، عن إسحاق بن إبراهيم
231 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا : ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا أحمد بن عبد الجبار ، ثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ما منكم من رجل إلا له منزلان منزل في الجنة ، ومنزل في النار ، فإن مات ، ودخل النار ورث أهل الجنة منزله ، وذلك قوله أولئك هم الوارثون » أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد السقاء ، أنبأ أبو سهل بن زياد ، ثنا أبو عوف عبد الرحمن بن عوف الترمذي ، ثنا زكريا بن عدي ، ثنا أبو معاوية ، فذكره بإسناده مثله(1/151)
232 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأ أبو زكريا العنبري ، ثنا محمد بن عبد السلام ، ثنا إسحاق ، أنبأ عبد الرزاق ، أنبأ معمر ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، في قوله عز وجل : أولئك هم الوارثون « ، قال : » يرثون مساكنهم ، ومساكن إخوانهم التي أعدت لهم إذا أطاعوا الله عز وجل «
233 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو الفضل محمد بن إبراهيم المزكي ، ثنا محمد بن عمرو الحرس ، ثنا أحمد بن عبد الله بن يونس ، ثنا أبو بكر بن عياش ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « كل أهل النار يرى مقعده ، من الجنة ، فيقول : لو أن الله هداني ، فتكون عليه حسرة ، وكل أهل الجنة يرى مقعده من النار ، فيقول : لولا أن الله هداني ، فيكون له شكرا ، ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم : أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله »
234 - أخبرنا محمد بن عبد الله ، أخبرني أبو أحمد الحافظ ، أنبأ أبو العباس محمد بن إسحاق ، ثنا عبد الكريم بن الهيثم ، ثنا أبو اليمان ، أنبأ شعيب ، ثنا أبو الزناد ، أن عبد الرحمن الأعرج ، حدثه أنه ، سمع أبا هريرة ، يحدث : أنه سمع(1/152)
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « لا يدخل الجنة أحد إلا أري مقعده من النار لو أساء ليزداد شكرا ، ولا يدخل النار أحد إلا أري مقعده من الجنة لو أحسن ، ليكون عليه حسرة » رواه البخاري ، عن أبي اليمان
235 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثني أبو سعيد أحمد بن يعقوب الثقفي ، ثنا الحسن بن المثنى بن معاذ العنبري ، حدثني أبي ، ثنا معاذ بن هشام ، عن أبيه ، عن عمرو بن مالك ، عن أبي الجوزاء ، عن ابن عباس ، الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن قال : قال حزن النار
236 - أخبرنا الشريف أبو الفتح العمري ، أنبأ عبد الرحمن بن أبي شريح ، أنبأ أبو القاسم البغوي ، ثنا علي بن الجعد ، أنبأ زهير ، عن أبي إسحاق ، عن عاصم بن ضمرة ، عن علي ، قال : « ذكر النار ، فعظم أمرها ، ثم أخفضه ، ثم قال : وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا » ، حتى إذا انتهوا إلى باب من أبوابها وجدوا عنده شجرة يخرج من تحت ساقها عينان تجريان ، فعمدوا إلى إحداهما كأنما أمروا به ، فشربوا منها فأذهب ما في بطونهم من أذى ، أو بأس ، ثم عمدوا إلى الأخرى ، فتطهروا منها ، فجرت عليهم نضرة النعيم ، فلم تغير أشعارهم بعدها أبدا ، ولا تشعث رءوسهم كأنما دهنوا بالدهان ، ثم انتهوا إلى الجنة فقالوا : سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين ، ثم تلقاهم الولدان فيطوفون كما يطيف أهل الدنيا بالحميم ، فقدم عليهم من غيبته يقولون له : أبشر أعد الله لك من الكرامة (1/153)
كذا ، قال : ثم ينطلق غلام من أولئك الولدان إلى بعض أزواجه من الحور العين ، فيقول : قد جاء فلان باسمه الذي كان يدعى به في الدنيا ، قالت : أنت رأيته ، فيقول : أنا رأيته ، وهو بأثري فيستخف إحداهن الفرح ، حتى تقوم على أسكفة بابها ، فإذا انتهى إلى منزله نظر إلى أساس بنيانه ، فإذا جندل اللؤلؤ فوقه صرح أخضر ، وأحمر ، وأصفر من كل لون ، ثم رفع رأسه ، فنظر إلى سقفه ، فإذا يلمع كالبرق ، ولولا أن الله عز وجل قدره له لألم أن يذهب بصره ، ثم طأطأ رأسه ، فإذا أزواجه ، وأكواب موضوعة ، ونمارق مصفوفة ، وزرابي مبثوثة ، ثم اتكئوا فقالوا : الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله « ، ثم ينادي مناد ، تحيون فلا تموتون أبدا ، وتقيمون فلا تظعنون أبدا ، وتصحون أراه قال : فلا تمرضون أبدا » قال أبو إسحاق : كذا قال
237 - أخبرنا أبو عبد الله بن يوسف الأصبهاني ، أنبأ أبو عبد الله محمد بن علي بن الهروي بمكة ، ثنا إسحاق بن إبراهيم بن عباد الصنعاني ، وحدثنا القاضي أبو عمر محمد بن الحسن بن محمد قال : وثنا سليمان بن أحمد بن أيوب اللخمي ، ثنا إسحاق بن إبراهيم الديري ، أنبأ عبد الرزاق بن همام ، عن الثوري ، عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم ، عن عطاء بن يسار ، عن سلمان الفارسي ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لا يدخل الجنة أحد إلا بجواز بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا كتاب من الله لفلان ابن فلان أدخلوه جنة عالية ، قطوفها دانية »(1/154)
باب ما جاء في غرف الجنة قال الله تعالى : وهم في الغرفات آمنون « ، وقال : يجزون الغرفة بما صبروا » ، وقال : لكن الذين اتقوا ربهم لهم غرف من فوقها غرف مبنية تجري من تحتها الأنهار وعد الله لا يخلف الله الميعاد «
238 - أخبرنا أبو الحسين بن بشران ، ببغداد ، أنبأ أبو الحسن علي بن محمد المصري ، ثنا محمد بن إسماعيل السلمي ، ثنا عبد العزيز الأويسي ، أنبأ مالك بن أنس ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي ، وأبو سعيد بن أبي عمرو قالوا : أنبأ أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا الربيع بن سليمان ، ثنا عبد الله بن وهب ، أنبأ مالك ، عن صفوان بن سليم ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي سعيد الخدري ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف فوقهم ، كما تراءون الكوكب الغابر من الأفق ، من المشرق أو المغرب لتفاضل ما بينهم » ، قالوا : يا رسول الله تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « بلى ،(1/155)
والذي نفسي بيده رجال آمنوا بالله ، وصدقوا المرسلين » لفظ حديث ابن وهب ، رواه البخاري في الصحيح ، عن عبد العزيز بن عبد الله ورواه مسلم ، عن هارون بن سعيد ، عن ابن وهب
239 - أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان ، أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ، ثنا عبيد بن شريك ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو طاهر الفقيه ، قالا : ثنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه إملاء ، أنبأ عبيد بن عبد الواحد ، ثنا ابن أبي مريم ، ثنا أبو التمام عبد العزيز بن أبي حازم ، حدثني ابن أبي حازم ، عن سهل بن سعد ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « إن أهل الجنة ليتراءون الغرفة ، في الجنة كما تراءون الكوكب في السماء » قال أبو حازم : فحدثت بهما النعمان بن أبي عياش ، قال : سمعت أبا سعيد الخدري يقول ، ويزيد فيه : « كما تراءون الكوكب الدري الغارب في الأفق الشرقي والغربي » زاد أحمد بن عبيد ، في روايته ، عن عبيد قال ابن أبي مريم : وسمعت من يرويه عن مالك قال : « الغابر » رواه البخاري في الصحيح ، عن القعنبي ، عن عبد العزيز وأخرجه مسلم من وجهين آخرين ، عن أبي حازم
240 - أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن برهان الغزال ، وأبو الحسين(1/156)
بن الفضل القطان ، وغيرهما ، ببغداد قالوا : أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ، ثنا الحسن بن عرفة ، ثنا محمد بن فضيل ، عن الأعمش ، وابن أبي ليلى ، وكثير المواء ، وعبد الله بن صهبان ، كلهم عن عطية العوفي ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن أهل الدرجات العلى لتراهم من تحتهم كما ترون النجم الطالع في أفق من آفاق السماء ، ألا وإن أبا بكر وعمر منهم وأنعما »
241 - أخبرنا أبو عبد الحافظ ، أخبرني أحمد بن محمد بن إسماعيل بن مهران ، ثنا أبي ، ثنا هارون بن سعيد الأيلي ، ثنا ابن وهب ، حدثني حيي ، عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن عمرو ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « إن في الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها ، وباطنها من ظاهرها » قال أبو مالك الأشعري : لمن يا رسول الله ؟ قال : « لمن أطاب الكلام ، وأطعم الطعام ، وبات قانتا ، والناس نيام »
242 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا : ثنا أبو(1/157)
العباس محمد بن يعقوب ، ثنا أحمد بن عبد الجبار ، ثنا أبو معاوية ، عن عبد الرحمن بن إسحاق ، عن النعمان بن سعد ، عن علي ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن في الجنة غرفا يرى ظهورها من بطونها ، وبطونها من ظهورها » ، فقام أعرابي فقال : لمن هي يا رسول الله ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لمن قال طيب الكلام ، وأفشى السلام ، وأطعم الطعام ، وصلى بالليل والناس نيام »
243 - أخبرنا أبو الحسين بن بشران ، أنبأ أبو عمرو عثمان بن أحمد المعروف بابن السماك ، ثنا عبد الرحمن بن محمد بن منصور ، ثنا أبي ، ثنا عبد الرحمن بن عبد المؤمن ، قال : سمعت محمد بن واسع ، يذكر عن الحسن ، عن جابر بن عبد الله ، قال : قال لنا النبي صلى الله عليه وسلم : « ألا أحدثكم بغرف الجنة ؟ » ، قال : قلت : بلى يا رسول الله بأبينا أنت وأمنا ، قال : « إن في الجنة غرفا من أصناف الجوهر كله يرى ظاهرها من باطنها ، وباطنها من ظاهرها ، فيها من النعيم واللذات والسرف ، ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت » ، قال : قلت : يا رسول الله ولمن هذه الغرف ؟ قال : « لمن أفشى السلام ، وأطعم الطعام ، وأدام الصيام ، وصلى بالليل والناس نيام » ، قال : قلنا : يا رسول الله ومن يطيق ذلك ؟ قال : « أمتي تطيق ذلك ، وسأخبركم عن ذلك : من لقي أخاه فسلم عليه أو رد عليه فقد أفشى السلام ، ومن أطعم أهله وعياله من الطعام حتى يشبعهم ، فقد أطعم الطعام ، ومن صام رمضان ، ومن كل شهر ثلاثة أيام ، فقد أدام الصيام ، ومن صلى العشاء الآخرة ، وصلى الغداة في جماعة ، فقد صلى الليل والناس نيام ، واليهود ، والنصارى ، والمجوس »(1/158)
وهذا الإسناد غير قوي إلا أنه من الإسنادين الأولين يقوي بعضه بعضا ، والله أعلم . وروي بإسناد آخر ، عن جابر ، وروي بإسناد آخر
244 - كما حدثنا الإمام أبو عثمان ، أنبأ أبو علي بن أبي عمرو الجيزي ، أنبأ أبو عمران موسى بن العباس ، ثنا علي بن حرب ، حدثني حفص بن عمر بن حكيم ، وأخبرنا أبو سعد الماليني ، أنبأ أبو أحمد بن عدي الحافظ ، ثنا محمد بن عبد الحميد ، ومحمد بن علي بن إسماعيل ، قالا : ثنا علي بن حزم ، ثنا حفص بن عمرو ، ثنا عمرو بن قيس الملائي ، عن عطاء بن أبي رباح ، عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن في الجنة لغرفا فإذا كان ساكنها فيها لم يخف عليه خلفها ، وإذا كان خلفها لم يخف عليه ما فيها » ، قيل : لمن هي يا رسول الله ؟ قال : لمن أطاب الكلام ، (1/159)
وواصل الصيام ، وأطعم الطعام ، وأفشى السلام ، وصلى والناس نيام « ، قيل : وما طيب الكلام ؟ قال : » سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، ولا أكبر إلا الله ، فإنها تأتي يوم القيامة ، ولها مقدمات ، ومجنبات ، ومعقبات « ، قيل : وما وصال الصائم ؟ قال : » من صام شهر رمضان ثم أدرك شهر رمضان فصامه « ، قيل : وما إطعام الطعام ؟ قال : » من قات عياله ، وأطعمهم « ، قيل : فما إفشاء السلام ؟ قال : » مصافحة أخيك ، وتحيته « ، وقيل : وما الصلاة والناس نيام ؟ قال : » صلاة العشاء الآخرة « لفظ حديث الماليني ، وحفص بن عمر هذا مجهول لم يرو عنه غير علي بن حرب ، والله أعلم
245 - أخبرنا الإمام أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني ، أنبأ أبو علي زاهر بن أحمد الفقيه ، أنبأ أبو حامد محمد بن هارون الحضرمي ، ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري ، ثنا قرة بن حبيب ، عن جسر بن فرقد ، عن الحسن ، عن عمران بن حصين ، وأبي هريرة قالا : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية ومساكن طيبة في جنات عدن « قال : » قصر من لؤلؤة في ذلك القصر سبعون دارا من ياقوتة حمراء ، في كل دار سبعون بيتا من زمردة خضراء في كل بيت سرير على كل سرير سبعون فراشا من كل لون على كل فراش زوجة من الحور العين ، في كل بيت سبعون مائدة ، على كل مائدة سبعون لونا من الطعام ، في كل بيت سبعون وصيفة ، ويعطى المؤمن في كل غداة ، يعني من القوة ما يأتي على ذلك كله أجمع «(1/160)
باب ما جاء في حائط الجنة ، وترابها وحصائها
246 - حدثنا محمد بن الحسين بن داود العلوي إملاء ، أنبأ أبو حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال البزاز ، ثنا أحمد بن حفص بن عبد الله ، حدثني أبي ، حدثني إبراهيم بن طهمان ، عن مطر ، عن العلاء بن زياد ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « إن حائط الجنة لبنة من ذهب ، ولبنة من فضة »
247 - أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ ، أنبأ الحسن بن محمد(1/161)
بن إسحاق ، ثنا يوسف بن يعقوب ، ثنا محمد بن المنهال ، أنبأ يزيد بن زريع ، ثنا سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، على العلاء بن زياد عن أبي هريرة ، قال محمد حفظي : قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « الجنة لبنة من ذهب ، ولبنة من فضة ، ترابها زعفران ، وطينها مسك »
248 - أخبرنا أبو بكر بن فورك ، أنبأ عبد الله بن جعفر ، ثنا يونس بن حبيب ، ثنا أبو داود الطيالسي ، ثنا زهير بن معاوية ، عن سعد الطائي ، حدثني أبو المدلة ، مولى أم المؤمنين أنه سمع أبا هريرة ، يقول : قلنا : يا رسول الله إنا إذا كنا عندك رقت قلوبنا ، وكنا من أهل الآخرة ، فإذا فارقناك شممنا النساء والأولاد وأعجبتنا الدنيا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لو كنتم تكونون ، أو لو أنكم كنتم إذا فارقتموني كما تكونون عندي لصافحتكم الملائكة بأكفها ولزارتكم في بيوتكم ، ولو كنتم لا تذنبون لجاء الله بقوم يذنبون ، حتى يستغفروا فيغفر لهم » ، قلنا : يا رسول الله(1/162)
أخبرنا عن الجنة ما بناؤها ؟ قال : « لبنة من ذهب ، ولبنة من فضة ، وملاطها المسك الأذفر ، وحصباؤها اللؤلؤ ، والياقوت ، وترابها الزعفران من يدخلها ينعم ، فلا يبؤس ، ويخلد لا يموت ، لا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه »
249 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني أبو الوليد الفقيه ، أنبأ الحسن بن سفيان ، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، ثنا أبو أسامة ، عن الجريري ، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد ، أن ابن صياد ، سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن تربة الجنة ، فقال : « درمكة بيضاء مسك خالص » رواه مسلم في الصحيح ، عن أبي بكر بن أبي شيبة ورواه حماد بن سلمة كما ثنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني ، أنبأ أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد البصري بمكة ، ثنا الحسن بن محمد الزعفراني ، ثنا عفان بن مسلم ، ثنا حماد بن سلمة ، عن سعيد الجريري ، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد الخدري ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل ابن صياد عن تربة الجنة ، فقال : « درمكة بيضاء مسك خالص » ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « صدق » ، وهكذا رواه أبو سلمة ، عن أبي نضرة
250 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني عبد الأعلى بن عبد الله بن الأشعث السجستاني ، ثنا أبي ، ثنا نصر بن علي الجهضمي ، ثنا بشر بن الفضل ، عن أبي مسلمة ، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (1/163)
لابن صائد ما تربة الجنة ؟ قال : « درمكة بيضاء مسك » ، يا أبا القاسم قال : « صدقت » رواه مسلم في الصحيح ، عن نصر بن علي
251 - أخبرنا علي بن أحمد ، أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ، ثنا محمد بن يونس ، ثنا سهل بن بكار ، ثنا وهيب بن خالد ، عن الجريري ، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : « إن الله عز وجل أحاط حائط الجنة لبنة من ذهب ، ولبنة من فضة ، ثم شقق فيها الأنهار ، وغرس فيها الأشجار ، فلما نظر الملائكة إلى حسنها ، وزهرها ، قالت : طوباك في منازل الملوك »(1/164)
باب ما جاء في أشجار الجنة ، وأنهارها ، وثمارها ، وظلالها أخبرنا الشيخ الفقيه أبو عبد الله محمد بن الفضل بن أحمد الفراوي قراءة عليه قال : أنبأ أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي قال : قال الله عز وجل : إن المتقين في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر « ، قال : جنات تجري من تحتها الأنهار » ، وقال : والسابقون السابقون أولئك المقربون في جنات النعيم « إلى تمام الآيات ، فيما وعدهم ووعد أصحاب اليمين ، وقال : فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرة من ربهم » ، وقال : إن المتقين في جنات وعيون وفواكه مما يشتهون «
252 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثني أبو بكر بن محمد بن أحمد بن بالويه ، ثنا موسى بن هارون ، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، ثنا أبو أسامة ، وعبد الله بن نمير ، وعلي بن مسهر ، عن عبيد الله بن عمر ، عن حبيب بن عبد الرحمن ، عن حفص بن عاصم ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « سيحان ، وجيحان ، والفرات ، والنيل كل من أنهار الجنة »(1/165)
رواه مسلم في الصحيح ، عن أبي بكر بن أبي شيبة
253 - أخبرنا أبو طاهر الفقيه ، أنبأ أبو حامد بن بلال ، ثنا عباس بن محمد الدوري ، ثنا يونس بن محمد المؤدب ، أنبأ ليث بن سعد ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن من ، حدثه عن كعب ، قال : « النيل نهر العسل في الجنة ، والدجلة نهر اللبن في الجنة ، والفرات نهر الخمر في الجنة ، وسيحان نهر الماء في الجنة »
254 - أخبرنا محمد بن موسى بن الفضل ، أنبأ أبو عبد الله الصفار ، ثنا الأصبهاني أحمد بن مهدي ، ثنا ابن أبي مريم ، ثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي ، حدثني ابن أخي ابن شهاب ، عن أبيه عبد الله بن مسلم ، أنه سمع أنس بن مالك ، يقول في الكوثر ، قال رسول الله : « هو نهر أعطانيه ربي أشد بياضا من اللبن ، وأحلى من العسل فيها طيور أعناقها كأعناق الجزر » ، فقال عمر بن الخطاب : إنها يا رسول الله لناعمة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أكلها أنعم منها » تابعه إبراهيم بن سعد ، عن ابن أخي ابن شهاب ، وقال في الحديث : قال أبو بكر بدل عمر
255 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ومحمد بن موسى بن الفضل ، قالا : ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا الربيع بن سليمان ، ثنا أسد بن موسى ، ثنا ابن ثوبان ، عن عطاء بن قرة ، عن عبد الله بن ضمرة ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من سره أن يسقيه الله عز وجل الخمر في الآخرة ليتركها في الدنيا ، ومن(1/166)
سره أن يكسوه الله الحرير في الآخرة ، فليتركه في الدنيا ، أنهار الجنة تفجر من تحت تلال أو من تحت جبال المسك ، ولو كان أدنى أهل الجنة حلية عدلت بحلية أهل الدنيا جميعا ، لكان ما يحليه الله عز وجل به في الآخرة أفضل من حلية أهل الدنيا جميعا »
256 - وأخبرنا أبو بكر القاضي ، ثنا حاجب بن أحمد ، ثنا محمد بن حماد ، ثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن عمرو بن مرة ، عن مسروق ، عن عبد الله ، قال : « إن أنهار الجنة تفجر من جبل مسك » هذا موقوف صحيح
257 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو بكر بن إسحاق ، أنبأ بشر بن موسى ، ثنا الحميدي ، ثنا سفيان ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة سنة ، فلا يقطعها فاقرءوا إن شئتم وظل ممدود » رواه البخاري في الصحيح ، عن علي بن عبد الله ، عن سفيان وأخرجه مسلم من حديث المغيرة بن عبد الرحمن ، عن أبي الزناد
258 - حدثنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي ، أنبأ أبو (1/167)
حامد أحمد بن محمد بن الحسين الحافظ ، ثنا محمد بن يحيى الذهلي ، ثنا عبد الرزاق ، أنبأ معمر ، عن محمد بن زياد ، أنه سمع أبا هريرة ، يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها » ، قال أبو هريرة : فاقرءوا إن شئتم وظل ممدود «
259 - وأخبرنا أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري ، ببغداد ، أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ، ثنا أحمد بن منصور ، ثنا عبد الرزاق ، أنبأ معمر ، عن قتادة ، عن أنس ، قال : أخبر محمد بن زياد ، عن أبي هريرة ، قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها « قال محمد بن زياد في حديثه ، عن أبي هريرة : واقرءوا إن شئتم وظل ممدود »
260 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب ، ثنا أحمد بن سلمة ، ثنا إسحاق بن إبراهيم ، أنبأ أبو هشام المخزومي ، ثنا وهيب ، عن أبي حازم ، عن سهل بن سعد ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها » قال أبو حازم ، فحدثت به النعمان بن أبي عياش الزرقي ، فقال : حدثني أبو سعيد الخدري ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « إن في الجنة لشجرة يسير الراكب الجواد المضمر السريع مائة عام ، لا يقطعها » رواه البخاري ومسلم في الصحيح ، عن إسحاق بن إبراهيم(1/168)
261 - أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله بن الحرفي ، ببغداد ، ثنا علي بن محمد بن الزبير الكوفي ، ثنا الحسن بن علي بن عفان ، ثنا زيد بن الحباب ، عن سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن ميمون ، في قول الله عز وجل : وظل ممدود « قال : » مسيرة سبعين ألف عام «
262 - وأخبرنا أبو طاهر الفقيه ، أنبأ أبو حامد بن بلال ، ثنا محمد بن إسماعيل الأحمسي ، ثنا أبو بكر بن عياش ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن ميمون ، في قوله : وظل ممدود « ، قال : » مسيرة سبعين عاما «
263 - أخبرنا أبو علي الروذباري ، أنبأ الحسين بن الحسن بن أيوب الطوسي ، قال : سمعت أبا حاتم محمد بن إدريس الرازي قال : سمعت أبا توبة ، ثنا معاوية بن سلام ، عن أخيه ، زيد بن سلام ، أنه سمع أبا سلام ، يقول : حدثني عامر بن زيد البكالي ، أنه سمع عتبة بن عبد السلمي ، يقول : جاء رجل أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ما حوضك الذي يحدث عنه ، قال : « هو كما بين البيضاء إلى بصرى ، ثم يمدني الله فيه بكراع لا يدري بشر مم خلق » ، قال : فكبر عمر بن الخطاب ، قال : أما الحوض فيزدحم عليه الفقراء المهاجرين الذين يقتلون في سبيل الله ويموتون في سبيل الله أرجو أن يوردني الله عز وجل الكراع ، فأشرب منه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : « إن ربي وعدني أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا بغير حساب يشفع كل ألف بسبعين ألفا ، ثم يحثي بكفه ثلاث حثيات » ، فكبر عمر بن(1/169)
الخطاب وقال : إن السبعين الألف الأولتين يشفعهم الله في آبائهم ، وأبنائهم ، وعشائرهم ، أرجو أن يجعلني الله في إحدى الحثيات الأواخر ، فقال الأعرابي : يا رسول الله فيها فاكهة ؟ قال : « نعم ، فيها شجر طوبى تطابق الفردوس » ، قال : أي شجرة أرضنا تشبه ؟ « ، قال : » ليس تشبه شيئا من شجر أرضك « ، ولكن أتيت الشام ؟ قال : لا ، قال : » فإنها تشبه شجرة بالشام تدعى الحورة تنبت على ساق واحد ، ثم ينتشر أعلاها « ، قال : ما عظم أصلها ؟ قال : » لو ارتحلت جذعة من إبل أهلك ما أحطت بأصلها ، حتى تنكسر ترقوتاها هرما « ، قال : فهل فيها عنب ؟ قال : » نعم « ، قال : ما عظم العنقود منه ؟ قال : مسيرة شهر للغراب لا يقع ولا يفتر ، قال : ما عظم الحبة منه ؟ قال : هل ذبح أبوك تيسا من غنمه عظيما قط ؟ قال : نعم ، قال : فسلخ إهابه فأعطاه أمك فقال ادبغي هذا ، ثم أفرى لنا منه دلوا نروي به ماشيتنا ، قال : فإن تلك الحبة تشبعني ، وأهل بيتي ؟ قال : نعم ، وعامة عشيرتك » وأخبرنا أبو الحسن بن الفضل القطان ، أنبأ عبد الله بن جعفر ، ثنا يعقوب بن شعبان ، حدثني أبو توبة ، . فذكر هذا الحديث بإسناده نحوه
264 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الربيع بن سليمان ، ثنا بشر بن بكر ، ثنا صفوان بن عمرو ، عن سليم بن عامر ، عن أبي أمامة ، قال : كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون : إن الله عز وجل ينفعنا بالأعراب ، ومسائلهم ، أقبل أعرابي يوما ، فقال : يا رسول الله لقد ذكر الله عز وجل في القرآن شجرة مؤذية ، وما كنت أرى أن في الجنة شجرة تؤذي صاحبها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « وما هي ؟ » قال : السدر ، فإن لها شوكا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(1/170)
« يقول الله عز وجل : في سدر مخضود » يخضد الله شوكه ، فيجعل مكان شوكه ثمرا ، إنها تنبت ، ثم انفتق الثمر منها عن اثنين وسبعون لونا من طعام ما منها لون يشبه الآخر «
265 - أخبرنا أبو نصر بن قتادة ، أنبأ أبو منصور النضروي ، ثنا أحمد بن نجدة ، ثنا سعيد بن منصور ، ثنا عتاب بن بشير ، أنبأ خصيف ، عن عطاء ، ومجاهد ، قالا : « لما سأل أهل الطائف الوادي يحمى لهم ، وفيه عسل ، ففعل وهو واد معجب ، فسمعوا الناس يقولون في الجنة كذا وكذا ، قالوا : يا ليت في الجنة مثل هذا الوادي ، فأنزل الله عز وجل : وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين في سدر مخضود »
266 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأ عبد الرحمن بن الحسن القاضي ، ثنا إبراهيم بن الحسين ، ثنا آدم بن أبي إياس ، ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قال : « المخضود : الموقر حملا » ، ويقال أيضا : « لا شوك له » ، وعن مجاهد في قوله : وطلح منضود « ، قال : يعني الموز المتراكم ، وذلك أنهم كانوا يعجبون بوج ظلاله من طلحه وسدره »
267 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو بكر القاضي ، قالا : ثنا الأصم ، ثنا الحسن بن علي بن عفان ، ثنا أبو يحيى الحماني ، ثنا النضر وهو ابن عربي ،(1/171)
عن عكرمة ، عن ابن عباس ، في قوله : وطلح منضود « ، قال : » الموز « وسدر مخضود ، قال : » لا شوك له « وروينا من وجه آخر ، عن ابن عباس ، وأبي هريرة ، أنهما قالا في الطلح هو الموز
268 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأ أحمد بن كامل القاضي ، ثنا محمد بن سعيد العوفي ، حدثني أبي ، حدثني عمي الحسين بن الحسن بن عطية بن سعد ، حدثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، في قوله : ولمن خاف مقام ربه جنتان « ، يقول : خاف ثم اتقى ، فالخائف من ركب طاعة الله ، وترك معصيته ، وقوله : ذواتا أفنان » ، يقول : « فيما بين أطراف شجرها ، يعني : يمس بعضها بعضا كالمعروشات ، ويقول : ذوات فصول عن كل شيء » ، وقوله : مدهامتان « ، قال : » خضراوان من الري ، ويقال : ملتفتان ، وقوله : فيهما عينان نضاختان « ، يقول : نضاختان بالخير ، وقوله : في سدر مخضود » ، قال : حفده ، وقره من الحمل ، وقيل : حصد حتى ذهب شوكه فلا شوك له « ، وقوله : وطلح منضود » ، قال : بعضه على بعض «
269 - أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق ، أنبأ أبو الحسن الطرائفي ، ثنا عثمان بن سعيد ، ثنا عبد الله بن صالح ، عن معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، في قوله : مخضود « يقول : » لا شوك فيه « ، وقوله : مدهامتان » يقول : « خضراوان » ، وقوله : وجنى الجنتين دان « يقول : » ثمارها دانية « ، وقوله نضاختان يقول : » فياضتان «
270 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا عبد الرحمن بن الحسن ، ثنا إبراهيم بن الحسين ، ثنا آدم ، ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ،(1/172)
مدهامتان « يعني : » سوداوان من الري « قال : وثنا ورقاء ، عن عطاء بن السائب ، عن سعيد بن جبير ، قال : يعني : » خضراوان «
271 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأ عبد الله محمد بن عبد الله الأصبهاني ، ثنا أسد بن عاصم الأصبهاني ، ثنا الحسن بن حفص ، ثنا سفيان ، عن حماد ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، في قوله : فيهما فاكهة ، ونخل ، ورمان « قال : » نخل الجنة جذوعها زمرد أخضر ، كرانيفها ذهب أحمر ، وسعفها كسوة لأهل الجنة ، منها مقطعاتهم ، وحللهم ، وثمرها أمثال القلال أو الدلاء ، وأشد بياضا من اللبن ، وأحلى من العسل ، وألين من الزبد ، وليس له عجم «
272 - حدثنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأ أبو بكر بن إسحاق ، أنبأ محمد بن(1/173)
سليمان بن الحرب ، أنبأ أبو غسان ، ثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن البراء بن عازب ، في قوله عز وجل : وذللت قطوفها تذليلا « ، قال : » ذللت لهم فيتناولون منها كيف شاءوا «
273 - أخبرنا أبو النصر بن قتادة ، أنبأ أبو منصور النضروي ، ثنا أحمد بن نجدة ، ثنا سعيد بن منصور ، ثنا شريك ، عن أبي إسحاق ، عن البراء بن عازب ، في قوله : وذللت قطوفها تذليلا ، قال : « إن أهل الجنة يأكل من ثمار الجنة قياما ، وقعودا ، ومضطجعين ، على أي حال شاءوا »
274 - أخبرنا أبو نصر بن قتادة ، أنبأ أبو منصور النضروي ، حدثنا أحمد بن نجدة ، ثنا سعيد بن منصور ، ثنا سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قال : « أرض الجنة من ورق ، وترابها مسك ، وأصول شجرها ذهب ، وورق ، وأفنانها اللؤلؤ والزبرجد والورق ، والثمار والشجر بين ذلك فمن أكل قائما فلم يؤذه ، ومن أكل مضطجعا لم يؤذه ، ومن أكل جالسا لم يؤذه ، وذللت قطوفها تذليلا
275 - أخبرنا أبو نصر بن قتادة ، أخبرنا أبو الحسين القهستاني ، ثنا محمد بن أيوب ، أنبأ حفص بن عمر ، ثنا شعبة عن أبي بشر ، عن سعيد بن جبير : متكئين على رفرف خضر « ، قال : » رياض الجنة «(1/174)
276 - أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي ، ثنا حاجب بن أحمد الطوسي ، ثنا محمد بن حماد الأنيوردي ، ثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن أبي ظبيان ، عن جرير بن عبد الله ، قال : « نزلنا للصفاح ، فإذا رجل نائم تحت شجرة قد كادت الشمس أن تبلغه قال : فقلت للغلام : انطلق بهذا النطع فأظله ، قال : فانطلق فأظله ، فلما استيقظ إذا هو سلمان ، فأتيته أسلم عليه ، فقال : يا جرير تواضع لله ، فإنه من تواضع لله في الدنيا رفعه الله يوم القيامة ، يا جرير هل تدري ما الظلمات يوم القيامة ؟ قلت : لا أدري ، قال : ظلم الناس بينهم ، ثم أخذ عويدا لا أكاد أراه بين أصبعيه ، فقال : يا جرير لو طلبت في الجنة مثل هذا لم تجده ، قلت : يا أبا عبد الله ، فأين النخل والشجر ؟ قال : » أصولها اللؤلؤ ، والذهب ، وأعلاها الثمر « وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو العباس بن يعقوب ، ثنا الحسن بن علي بن عفان ، ثنا ابن نمير ، ثنا الأعمش ، فذكره بإسناده ، ومعناه
277 - أخبرنا أبو الحسن محمد بن أبي المعروف الفقيه ، ثنا بشر بن أحمد الفرائني ، أنبأ أحمد بن الحسين بن نصر الحذاء ، ثنا علي بن المديني ، ثنا يحيى بن اليمان ، عن سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن عبد الرحمن بن عوسجة ، عن علقمة ، قال : الجنة سجسج لا حر فيها ولا قر
278 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا عبد الرحمن بن الحسن القاضي ، ثنا إبراهيم بن الحسين ، ثنا آدم ، ثنا حماد بن زيد ، والمهدي بن ميمون ، عن شعيب بن الحبحاب ، قال : « خرجت أنا وأبو العالية الرياحي ، فلما كنا بالجبان ، وذلك قبل طلوع الشمس ، قال : نبئت أن الجنة هكذا ثم تلا : وظل ممدود »(1/175)
279 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو بكر القاضي قالا : ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا العباس بن محمد الدوري ، ثنا أسود بن عامر ، ثنا سفيان الثوري ، عن عمرو بن مرة ، عن أبي عبيدة ، عن مسروق ، في قوله : وماء مسكوب « ، قال : » أنهارها تجري في غير أخدود « ، قال : ونخل طلعها هضيم » ، قال : من أصلها إلى فروعها « أو كلمة نحوها
280 - أخبرنا أبو نصر بن قتادة ، أنبأ أبو منصور النضروي ، ثنا أحمد بن نجدة ، ثنا سعيد بن منصور ، ثنا سفيان ، عن ابن أبي نجيح أو غيره ، عن مجاهد ، في قوله : عينا فيها تسمى سلسبيلا « ، قال : » حديدة الجرية «(1/176)
باب ما جاء في لباس أهل الجنة ، وفرشهم ، وسررهم ، وأرائكهم ، وخيامهم ، وأكوابهم ، وغير ذلك قال الله تعالى : جنات عدن يدخلونها يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير « ، وقال : يحلون فيها من أساور من ذهب ويلبسون ثيابا خضرا من سندس وإستبرق متكئين فيها على الأرائك نعم الثواب وحسنت مرتفقا » ، وقال : عاليهم ثياب سندس خضر وإستبرق « ، إلى قوله : من فضة » ، وقال : فيها سرر مرفوعة ، وأكواب موضوعة ، ونمارق مصفوفة ، وزرابي مبثوثة « ، وفي أهل الجنتين العلياوين » متكئين على فرش بطائنها من إستبرق « ، وقال : في أهل الجنتين دونهما متكئين على رفرف خضر ، وعبقري حسان » ، وقال في موضع آخر : جزاهم بما صبروا جنة وحريرا متكئين فيها على الأرائك « ، إلى قوله : قدروها تقديرا »
281 - أخبرنا أبو علي الروذباري ، وأبو عبد الله الحافظ ، وأبو سعيد بن أبي عمرو قالوا : أنبأ أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا هارون بن سليمان ، ثنا عبد الرحمن بن مهدي ، عن حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أبي رافع ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « من يدخل الجنة ينعم ولا يبؤس لا تبلى ثيابه ، ولا يفنى شبابه ، الجنة ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب »(1/177)
رواه مسلم في الصحيح ، عن زهير بن حرب ، عن عبد الرحمن بن مهدي
282 - أخبرنا أبو بكر محمد بن فورك ، أنبأ عبد الله بن جعفر ، ثنا يونس بن حبيب ، ثنا أبو داود ، ثنا محمد بن مسلم بن أبي الوضاح ، عن العلاء بن عبد الله بن رافع ، عن حنان بن خارجة ، عن عبد الله بن عمرو ، قال : « قال رجل : يا رسول الله ، أخبرنا عن ثياب أهل الجنة أخلق يخلق أم نسج ينسج ؟ فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وضحك بعض القوم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : » مم تضحكون ؟ « من جاهل يسأل عالما ؟ ثم قال : » تتشقق عنها ثمر الجنة مرتين «
283 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو العباس هو الأصم ، ثنا العباس بن محمد الدوري ، ثنا موسى بن داود ، ثنا عبد الله بن لهيعة ، أنبأ يزيد بن أبي حبيب ، أنه سمع أبا الخير مرثد بن عبد الله يقول « في الجنة شجر نبت السندس منه يكون ثياب أهل الجنة »
284 - أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين بن فورك ، أنبأ عبد الله بن جعفر الأصبهاني ، ثنا يونس بن حبيب ، ثنا أبو داود الطيالسي ، ثنا شعبة ، عن أبي إسحاق ، قال : سمعت البراء ، يقول : أهديت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حلة حرير فجعلوا يلمسونها ، ويتعجبون من لينها ، فقال رسول الله لمنديل سعد بن معاذ في الجنة ألين من هذه رواه مسلم في الصحيح ، عن أحمد بن عبدة ، عن أبي داود ،(1/178)
وأخرجاه من حديث غندر ، عن شعبة
285 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ، ثنا زهير بن حرب ، حدثني يونس بن محمد ، ثنا شيبان ، عن قتادة ، ثنا أنس بن مالك ، قال : أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم جبة من سندس ، وكان ينهى عن الحرير ، قال : فتعجب الناس منها ، قال : « والذي نفس محمد بيده إن مناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن من هذا » رواه البخاري في الصحيح ، عن عبد الله بن محمد ، عن يونس ورواه مسلم ، عن زهير بن حرب
286 - أخبرنا أبو طاهر الفقيه ، أنبأ أبو بكر محمد بن الحسن القطان ، ثنا أحمد بن يوسف ، ثنا عبد الرزاق ، أنبأ معمر ، عن همام بن منبه ، قال : هذا ما حدثنا أبو هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أول زمرة تدخل الجنة صورتهم على صورة القمر ليلة البدر ، لا يبصقون فيها ، ولا يتمخطون ، ولا يتغوطون فيها ، آنيتهم ، وأمشاطهم من الذهب والفضة ، ومجامرهم من الألوة ، رشحهم المسك ، ولكل واحد منهم زوجتان يرى مخ ساقهما من وراء اللحم من الحسن لا اختلاف بينهم ، ولا تباغض ، قلوبهم على قلب واحد ، يسبحون الله بكرة وعشيا » رواه مسلم في الصحيح ، عن محمد بن رافع ، عن عبد الرزاق وأخرجه البخاري من حديث ابن المبارك ، عن معمر
287 - أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان ، أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ، ثنا(1/179)
معاذ بن المثنى ، ثنا سعيد بن سليمان ، عن فضيل بن مرزوق ، عن عطية ، عن أبي سعيد ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أول زمرة تدخل الجنة وجوههم كالقمر ليلة البدر ، والزمرة الثانية كأحسن كوكب دري في السماء ، ولكل امرئ منهم زوجتان على كل زوجة سبعون حلة يرى مخ ساقهن من وراء الخال » وبإسناده عن فضيل ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن ميمون ، عن عبد الله ، عن النبي صلى الله عليه وسلم . بنحوه « كما يرى الشراب الأحمر في الزجاجة البيضاء »
288 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثني أبو الحسن بن علي بن داود المطرز المصري ، بمكة ، ثنا العباس بن محمد بن العباس المصري ، ثنا عمرو بن سواد السرحي ، ثنا عبد الله بن وهب ، أخبرني عمرو بن الحارث ، عن أبي السمح ، عن أبي الهيثم ، عن أبي سعيد الخدري ، « أن النبي صلى الله عليه وسلم : تلا قول الله عز وجل : جنات عدن يدخلونها يحلون فيها من أساور من ذهب » (1/180)
، فقال : إن عليهم التيجان ، إن أدنى لؤلؤة فيها لتضيء ما بين المشرق ، والمغرب «
289 - أخبرنا أبو الحسين بن بشران ، أنبأ أبو الحسن المصري ، ثنا ابن أبي مريم ، ثنا أسد بن موسى ، ثنا ابن ثوبان ، حدثني عطاء بن قرة ، عن عبد الله بن ضمرة ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله : « لو أن أدنى أهل الجنة حلية عدلت حليته بحلية أهل الدنيا جميعا لكان لما يحليه الله في الآخرة أفضل من حلية أهل الدنيا جميعا »
290 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأ أبو بكر بن أحمد بن سلمان الفقيه ، ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ، ثنا حجاج بن منهال ، وعاصم بن علي ، قالا : ثنا حماد بن يحيى ، قال : سمعت أبا عمران الجوني ، يحدث عن أبي بكر بن ميمون بن عبد الله بن قيس الأشعري ، عن أبيه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « الخيمة درة مجوفة طولها في السماء ستون ميلا في كل زاوية منها للمؤمن أهلا لا يراهم الآخرون » رواه البخاري في الصحيح ، عن الحجاج بن منهال وأخرجه مسلم من وجه آخر عن همام
291 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ، ثنا عفان ، ثنا همام ، ثنا قتادة ، عن عكرمة ، عن ابن(1/181)
عباس ، قال : « الخيمة درة مجوفة ، فرسخ في فرسخ ، لها أربع آلاف مصراع من ذهب » هذا موقوف
292 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبي سعيد بن أبي عمرو ، قالا : ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا يحيى بن أبي طالب ، أنبأ علي بن عاصم ، أنبأ حصين بن عبد الرحمن ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، في قوله عز وجل : متكئين فيها على الأرائك « ، قال : » لا تكون أريكة حتى يكون السرير في الحجلة ، فإن كان سرير دون حجلة ، لا يكون أريكة إلا والسرير في الحجلة ، وإن كانت حجلة بغير سرير لم يكن أريكة ، ولا تكون أريكة إلا والسرير في الحجلة ، فإذا اجتمعا كانت أريكة «
293 - أخبرنا أبو نصر بن قتادة ، أنبأ أبو منصور النضروي ، ثنا أحمد بن نجدة ، ثنا سعيد بن منصور ، ثنا خالد ، عن حصين ، عن مجاهد ، في قول الله عز وجل : متكئين فيها على الأرائك « ، قال : » هي الأسرة في الحجال « قال :
294 - وحدثنا سعيد ، ثنا أبو الأحوص ، وخالد بن عبد الله ، عن حصين ، عن مجاهد ، في قوله : على سرر موضونة « ، قال : » مرمولة بالذهب « قال : وحدثنا سعيد ، ثنا هشيم ، أنبأ حصين ، عن مجاهد ، عن ابن عباس قال : » مرمولة بالذهب «(1/182)
295 - أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق ، أنبأ أبو الحسن الطرائفي ، ثنا عثمان بن سعيد ، ثنا عبد الله بن صالح ، عن معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، في قوله : سرر موضونة « ، يقول : » مصفوفة « ، وفي قوله رفرف خضر » قال : « المجالس وعبقري حسان » ، قال : الزرابي : وقوله : فروح وريحان « ، يقول : » راحة ومستراح « ، وقوله : نمارق مصفوفة » ، يقول : « المرافق »
296 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأ أبو العباس المحبوبي ، ثنا أحمد بن بشار ، ثنا محمد بن كثير ، ثنا سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن هبيرة بن يريم ، عن عبد الله بن مسعود ، في قوله عز وجل : بطائنها من إستبرق « ، قال : » أخبرتم بالبطائن ، فكيف بالظهائر «
297 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأ عبد الرحمن بن الحسن ، ثنا إبراهيم بن الحسين ، ثنا آدم ، ثنا هشيم ، عن أبي بشر ، عن سعيد بن جبير ، قال : « الرفرف رياض الجنة ، والعبقري عتاق الزرابي »(1/183)
298 - قال : وحدثنا آدم ، عن ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قوله : على الأرائك ينظرون « ، قال : » الأرائك من لؤلؤ ، وياقوتة «
299 - أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان ، أنبأ أحمد بن عبيد ، ثنا أبو الحسن العودي ، ثنا سليمان الشاذكوني ، ثنا عبد الله بن وهب ، ثنا عمرو بن الحارث ، عن الدراج أبي السمح ، عن أبي الهيثم ، عن أبي سعيد ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله : فرش مرفوعة « ، قال : » ما بين الفرشتين كما بين السماء والأرض «
300 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأ أحمد بن كامل ، ثنا محمد بن سعد العوفي ، حدثني أبي ، حدثني عمي ، حدثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، في قوله : يطاف عليهم بآنية من فضة ، وأكواب كانت قواريرا ، قوارير من فضة « يقول : » آنية من فضة وصفاؤها وهيئتها كصفاء القوارير « ، قدروها تقديرا » ، قال : « قدرت للكف »
301 - أخبرنا أبو نصر بن قتادة ، أنبأ أبو منصور النضروي ، ثنا أحمد بن نجدة ، ثنا سعيد بن منصور ، ثنا خالد ، عن حصين ، عن مجاهد ، في قوله تعالى :(1/184)
متكئين فيها على الأرائك « ، قال : » هي الأسرة في الحجال «
302 - قال : وحدثنا سعيد ، ثنا أبو الأحوص ، وخالد بن عبد الله ، عن حصين ، عن مجاهد في قوله : على سرر موضونة « ، قال : » مرمولة بالذهب « قال : وثنا سعيد ، ثنا هشيم ، أنبأ حصين ، عن مجاهد ، عن ابن عباس قال : » مرمولة بالذهب «
303 - أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق ، أنبأ أبو الحسن الطرائفي ، ثنا عثمان بن سعيد ، ثنا عبد الله بن صالح ، عن معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، في قوله : سرر موضونة ، يقول : « مصفوفة » ، وفي قوله : رفرف خضر ، قال : « المجالس وعبقري حسان ، قال : » الزرابي « أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق ، أنبأ أبو الحسن الطرائفي ، ثنا عثمان بن سعيد ، ثنا سفيان عن عمرو بن دينار ، عن عكرمة قال : قال ابن عباس : » لو أخذت فضة من فضة الدنيا ، فضربتها حتى جعلتها مثل جناح الذباب لم يرى الماء من ورائها ، ولكن قوارير الجنة بياض الفضة في صفاء القوارير «(1/185)
باب ما جاء في طعام أهل الجنة ، وشرابهم ، وفاكهتهم ، وما ترجع إليه أطعمتهم قال الله عز وجل : وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا ، قالوا : هذا الذي رزقنا من قبل ، وأتوا به متشابها ، وقال : أولئك لهم رزق معلوم فواكه وهم مكرمون في جنات النعيم على سرر متقابلين يطاف عليهم بكأس من معين بيضاء لذة للشاربين لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون . وقال : إن للمتقين لحسن مآب جنات عدن مفتحة لهم الأبواب متكئين فيها يدعون فيها بفاكهة كثيرة وشراب ، وقال : وأمددناهم بفاكهة ولحم مما يشتهون يتنازعون فيها كأسا لا لغو فيها ، ولا تأثيم ، قال : ويطوف عليهم ولدان مخلدون بأكواب وأباريق وكأس من معين لا يصدعون عنها ولا ينزفون وفاكهة مما يتخيرون ولحم طير مما يشتهون ، وقال : إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا ، وقال : ويسقون فيها كأسا كان مزاجها زنجبيلا عينا فيها تسمى سلسبيلا ، إلى قوله : وسقاهم ربهم شرابا طهورا ، وقال : وكأسا دهاقا ، وقال : إن الأبرار لفي نعيم على الأرائك ينظرون تعرف في وجوههم نضرة النعيم يسقون من رحيق مختوم ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ومزاجه من تسنيم عينا يشرب بها المقربون ،(1/186)
إلى سائر ما ورد في كتاب الله في هذا المعنى
304 - أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ، ببغداد ، أنبأ أبو سهل بن زياد القطان ، ثنا أبو يحيى عبد الكريم بن الهيثم ، ثنا أبو توبة ، ثنا معاوية بن سلام ، عن زيد بن سلام ، أنه سمع أبا سلام ، قال : ثنا أبو أسماء الرحبي ، أن ثوبان ، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « كنت قائما عند رسول الله فجاء حبر من أحبار اليهود . فذكر الحديث في سؤاله إلى أن قال : فمن أول الناس إجازة يعني على الصراط ؟ قال : فقراء المهاجرين ، قال اليهودي : فما تحفتهم حين يدخلون الجنة ؟ قال : زيادة كبد الثور . قال : فما غذاؤهم على أثرها ؟ قال : ينحر لهم ثور الجنة الذي كان يأكل من أطرافها . قال : فما شرابهم عليه ؟ قال : من عين فيها تسمى سلسبيلا . فقالت : صدقت » رواه مسلم في الصحيح ، عن الحلواني ، عن أبي توبة وقد مضى حديث أبي سعيد الخدري ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : « تكون الأرض يوم القيامة خبزة واحدة نزلا لأهل الجنة » ، وذكر الحديث في تصديق اليهودي إياهم في ذلك ، قوله : « إدامهم بالام ونون ، وهو ثور ، ونون يأكل من زيادة كبدهما سبعون ألفا »
305 - أخبرنا أبو طاهر الفقيه ، أنبأ حاجب بن أحمد ، ثنا محمد بن حماد ، ثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن أبي سفيان ، عن جابر ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أهل الجنة يأكلون فيها ويشربون ، ولا يتغوطون ، ولا يبولون ، ولا(1/187)
يتمخطون ، ولا يبزقون طعامهم جشاء ، ورشحا كرشح المسك » . زاد فيه جرير ، عن الأعمش : « يلهمون التسبيح ، والتحميد ، كما يلهمون النفس »
306 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ومحمد بن موسى ، قالا : ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا أحمد بن عبد الجبار ، ثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن ثمامة بن عقبة المحلمي ، عن زيد بن أرقم ، قال : « أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل من اليهود فقال : يا أبا القاسم ألست تزعم أن أهل الجنة يأكلون فيها ، ويشربون ، ويقول لأصحابه إن أقر لي بهذا خصمته . فقال رسول الله : » بلى والذي نفس محمد بيده إن أحدهم ليعطى قوة مائة رجل في المطعم ، والمشرب ، والشهوة ، والجماع « ، فقال له اليهودي : فإن الذي يأكل ، ويشرب تكون له الحاجة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : » حاجتهم عرق يفيض من جلودهم مثل المسك ، فإذا البطن قد ضمر «
307 - أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن برهان ، وأبو الحسين محمد (1/188)
بن الحسين بن الفضل القطان ، وأبو محمد السكري ببغداد ، قالوا : أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ، ثنا الحسن بن عرفة ، ثنا خلف بن خليفة ح وأخبرنا أبو محمد جناح بن نذير المحاربي بالكوفة ، أنبأ أبو جعفر بن دحيم ، ثنا أحمد بن حازم ، أنبأ أبو غسان ، ثنا خلف بن خليفة ، عن حميد الأعرج ، عن عبد الله بن الحارث ، عن عبد الله بن مسعود ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إنك لتنظر إلى الطير في الجنة ، فتشتهيه ، فيخر بين يديك مشويا »
308 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو العباس هو الأصم ، ثنا إبراهيم بن منقذ ، ثنا إدريس بن يحيى ، حدثني الفضل بن المختار ، عن عبد الله بن موهب ، عن عصمة بن مالك الحطمي ، عن حذيفة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن في الجنة طيرا أمثال البخاتي » ، قال أبو بكر : إنها لناعمة يا رسول الله ؟ قال : « أنعم منها من يأكلها ، وأنت ممن يأكلها يا أبا بكر »
309 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا يحيى بن أبي طالب ، أنبأ عبد الوهاب بن عطاء ، أنبأ سعيد ، عن قتادة ، في قوله : ولحم طير مما يشتهون قال : ذكر لنا أن أبا بكر قال : « يا رسول الله ، إني لأرى طير الجنة ناعمة كما أهلها ناعمون . قال : » من يأكلها أنعم منها ، وإنها أمثال البخاتي ، وإني أحتسب على الله أن تأكل منها يا أبا بكر « قد مضت الرواية الموصولة في هذا المعنى في الكوثر(1/189)
310 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا الأصم ، ثنا يحيى بن أبي طالب ، ثنا عبد الوهاب ، أنبأ سعيد ، عن قتادة ، عن أبي أيوب ، رجل من أهل البصرة ، عن عبد الله بن عمرو ، في قوله عز وجل : ويطاف عليهم بصحاف من ذهب ، قال : « يطاف عليهم بسبعين صحفة من ذهب كل صحفة فيها لون ليس في الأخرى »
311 - أخبرنا أبو زكريا المزكي ، أنبأ أبو الحسن الطرائفي ، ثنا عثمان بن سعيد ، ثنا عبد الله بن صالح ، عن معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، في قوله : بكأس من معين يقول : « الخمر » ، وقوله : لا فيها غول ولا هم عنها ، يقول : « ليس فيها منها صداع » ، وفي قوله : ينزفون يقول : « لا تذهب عقولهم » ، وقوله : كأسا دهاقا ، يقول : « ممتلئا » . وقوله : رحيق مختوم ، يقول : « الخمر ختم بالمسك »
312 - حدثنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا يحيى بن منصور ، ثنا أبو عبد الله البوشنجي ، ثنا أحمد بن حنبل ، ثنا هشيم ، أنبأ حصين ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، في قوله عز وجل : وكأسا دهاقا ، قال : « هي المتتابعة الممتلية » قال : وربما سمعت العباس يقول : « اسقنا وادهق لنا »
313 - قال أبو عبد الله الحافظ : أخبرنا أبو بكر الشافعي ، ثنا إسحاق(1/190)
بن الحسن ، ثنا أبو حذيفة ، ثنا سفيان ، عن أشعث ، عن أبي الشعثاء ، عن يزيد بن معاوية ، عن علقمة بن قيس ، عن ابن مسعود ، قال : ختامه مسك قال : « خلط ، وليس بخاتم يختم »
314 - أخبرنا أبو نصر بن قتادة ، أنبأ أبو منصور النضروي ، ثنا أحمد بن نجدة ، ثنا سعيد بن منصور ، ثنا أبو الأحوص ، أنبأ أشعث بن سليم ، عن زيد بن معاوية العبسي ، قال : « سألت علقمة عن قوله ختامه مسك فقرأها : خاتمه مسك ، فقال لي علقمة : ليست خاتمه ، ولكن أقرأها ختامه مسك ، ثم قال لي علقمة ختامه خلطه ، ألم تر أن المرأة من نسائكم تقول للطيب أن يخلطه من مسك كذا وكذا »
315 - أخبرنا أبو نصر ، أنبأ أبو منصور ، ثنا أحمد ، ثنا سعيد ، ثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن عبد الله بن مرة ، عن مسروق ، في قوله : يسقون من رحيق مختوم قال : « الرحيق : الخمر ، والمختوم يجدون عاقبتها طعم المسك »
316 - وبإسناده عن عبد الله في قوله : ومزاجه من تسنيم قال : « يمزج لأصحاب اليمين ، ويشربها المقربون صرفا »
317 - أخبرنا أبو نصر بن قتادة ، أنبأ أبو منصور النضروي ، ثنا أحمد بن(1/191)
نجدة ، ثنا سعيد بن منصور ، ثنا خالد بن عبد الله ، عن عطاء بن السائب ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، في قوله : ومزاجه من تسنيم عينا يشرب بها المقربون ، قال : « يشرب منها المقربون صرفا ، وتمزج لمن دونهم »
318 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأ عبد الرحمن بن الحسن ، ثنا إبراهيم بن الحسين ، ثنا آدم ، ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله : يسقون من رحيق مختوم ، قال : « الرحيق : الخمر » ، وقوله : ختامه مسك يقول : « طيبه مسك »
319 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأ عبد الرحمن بن الحسن ، ثنا إبراهيم بن الحسين ، ثنا آدم ، ثنا شيبان ، عن جابر ، عن عبد الرحمن بن سابط ، عن أبي الدرداء ، في قوله : ختامه مسك ، قال : « هو شراب أبيض مثل الفضة يختمون به آخر شرابهم لو أن رجلا من أهل الدنيا أدخل يده فيه ، ثم أخرجها لم يبق ذو روح إلا وجد ريح طيبها » قال :
320 - وحدثنا آدم ، ثنا أبو شيبة ، عن عطاء ، قال : « التسنيم اسم العين الذي يمزج به الخمر » قال :
321 - وحدثنا آدم ، ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله :(1/192)
فروح وريحان ، قال : « الروح جنة ، ورخاء ، والريحان الرزق »
322 - أخبرنا أبو طاهر الفقيه ، ثنا أبو بكر محمد بن عمر بن حفص الزاهد ، ثنا إبراهيم بن عبد الله بن عمر بن بكر بن الحارث الكوفي العبسي ، أنبأ وكيع ، عن الأعمش ، عن أبي ظبيان ، عن ابن عباس ، قال : « ليس في الجنة شيء ، مما في الدنيا إلا الأسماء »(1/193)
باب ما جاء في صفة حور العين ، والولدان ، والغلمان قال الله عز وجل فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن إنس قبلهم ، ولا جان إلى قوله : كأنهن الياقوت والمرجان ، وقال : حور مقصورات في الخيام ، وقال : وعندهم قاصرات الطرف أتراب ، وقال : وزوجناهم بحور عين ، وقال : وحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون ، جزاء بما كانوا يعملون ، إلى قوله : إنا أنشأناهن إنشاء ، فجعلناهن أبكارا عربا أترابا ، وقال : وعندهم قاصرات الطرف عين كأنهن بيض مكنون ، وقال : ولهم فيها أزواج مطهرة ، وغير ذلك من الآيات التي وردت في هذا المعنى . وقال : ويطوف عليهم ولدان مخلدون إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا ، وقال : ويطوف عليهم غلمان لهم ، كأنهم لؤلؤ مكنون
323 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأ أبو الفضل بن إبراهيم ، ثنا أحمد(1/194)
بن سلمة ، ثنا قتيبة بن سعيد ، ثنا عبد الواحد بن زياد ، عن عمارة بن القعقاع ، عن أبي زرعة ، قال : سمعت أبا هريرة ، يقول : قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر ، والذين يلونهم على أشد كوكب دري في السماء إضاءة ، لا يبولون ، ولا يتغوطون ، ولا يتفلون ، ولا يتمخطون أمشاطهم الذهب ، رشحهم المسك مجامرهم الألوة أزواجهم الحور العين ، أخلاقهم على خلق رجل واحد على صورة أبيهم آدم ستين ذراعا في السماء » رواه مسلم في الصحيح ، عن قتيبة ، أخرجاه من حديث جرير ، عن عمارة إلا أنه قال : سبعين ذراعا . ورواية عبد الواحد أصح ، والله أعلم ، وفي حديث أبي صالح ، وهمام بن منبه ، عن أبي هريرة : « في صورة آدم ستون ذراعا »
324 - أخبرنا أبو علي الروذباري بنيسابور ، وأبو الحسين بن بشران العدل ، ببغداد ، قالا : أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ، ثنا سعدان بن نصر ، ثنا يزيد بن هارون ، أنبأ هشام ، عن محمد ، قال : « كنا عند أبي هريرة ، فتذاكروا ، فقالوا : الرجال في الجنة أكثر من النساء ، قال أبو هريرة : ألم يقل أبو القاسم : » إن أول زمرة من أمتي تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر ، ثم الذين يلونهم على أشد كوكب دري في السماء إضاءة ، ثم هم بعد ذلك منازل ، لكل واحد منهم زوجتان من الحور العين يرى مخ سوقهن من وراء الحلل ، والذي نفسي بيده ما فيها من عزب «
325 - أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ، أنبأ محمد بن يعقوب ، ومحمد بن إبراهيم ، قالا : ثنا أحمد بن سلمة ، ثنا عمرو بن زرارة بن واقد الكلابي ، أنبأ (1/195)
إسماعيل ، عن أيوب ، عن محمد ، قال : أما تفاخروا ، وأما تذاكروا الرجال أكثر في الجنة أم النساء ؟ فقال أبو هريرة : ألم يقل أبو القاسم صلى الله عليه وسلم : « إن أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر ، والتي تليها على أضوأ كوكب دري في السماء لكل امرئ منهم زوجتان اثنتان يرى مخ سوقهما من وراء اللحم ، وما في الجنة عزب » رواه مسلم في الصحيح ، عن يعقوب بن إبراهيم ، وغيره عن إسماعيل ابن علية ، وأخرجاه من حديث همام بن منبه ، عن أبي هريرة . زاد : « يرى مخ سوقهم من وراء اللحم ، من الحسن »
326 - أخبرنا أبو عمرو محمد بن عبد الله الأديب ، أنبأ أبو بكر الإسماعيلي ، أنبأ محمد بن يحيى المروزي ، والحسن بن علوية بن سليمان ، قالا : ثنا عاصم بن علي ، أنبأ إسماعيل بن جعفر ، ح وأخبرنا أبو سعيد شريك بن عبد الملك بن الحسن الإسفراييني ، ثنا بشر بن أحمد ، ثنا داود بن الحسن البيهقي ، ثنا قتيبة ، عن علي بن حجر ، ومحمد بن زنبور ، قالوا : ثنا إسماعيل بن جعفر ، عن حميد ، عن أنس ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « غدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا ، وما فيها ، ولقاب قوسين أحدكم أو موضع قدمه من الجنة خير من الدنيا ، وما فيها ، ولو أن امرأة من نساء أهل الجنة اطلعت إلى الأرض لأضاءت ما بينهما ولملأت ما بينهما ريحا ، ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا ، وما فيها » زاد الإسفراييني في روايته ، يعني الخمار (1/196)
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ، ثنا أبو معمر ، ثنا عبد الوارث ، ثنا حميد الطويل ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم . فذكر الحديث بنحوه ، إلا أنه قال : « أو موضع قده » قال أبو معمر : قاب القوس من مقبض القوس إلى رأس القوس ، وموضع قده السوط رواه البخاري في الصحيح ، عن عبد الله بن محمد ، عن معاوية بن عمرو ، عن أبي إسحاق ، عن حميد قال : سمعت أنس بن مالك ، عن النبي صلى الله عليه وسلم . فذكره ، وقال : « موضع قيد ، يعني سوطه »
327 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو علي العباس بن محمد بن يعقوب ، ثنا محمد بن عبد الحكم القطري ، بالرملة ، ثنا سعيد بن منصور ، ثنا الحارث بن عبيد أبو قدامة ، ح وأخبرنا أبو الحسن علي بن أبي السقاء ، ثنا أبو بكر بن محمد بن يزداد ، ثنا محمد بن أيوب ، أنبأ سهل بن بكار ، ثنا أبو قدامة الحارث بن عبيد ، عن أبي عمران الجوني ، عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس ، عن أبيه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن للعبد المؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤة مجوفة ، طولها ستون ميلا للعبد المؤمن فيها أهلون يطوف عليهم لا يرى بعضهم بعضا » رواه البخاري ، عن أبي موسى ، عن أبي قدامة ، ورواه مسلم ، عن سعيد بن منصور(1/197)
328 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو علي الحسن بن محمد المصري الحافظ ، بمكة ، ثنا غيلان بن أحمد بن سليمان ، ثنا عمرو بن سواد السرحي ، ثنا عبد الله بن وهب ، أخبرني عمرو بن الحارث ، عن أبي السمح ، عن أبي الهيثم ، عن أبي سعيد الخدري ، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : كأنهن الياقوت والمرجان ، قال : « تنظر إلى وجهها وهي في خدرها أصفى من المرآة ، وإن أدنى لؤلؤة عليها لتضيء ما بين المشرق ، والمغرب ، وأنه يكون عليها سبعون ثوبا ينفذها بصره ، حتى يرى مخ ساقها من وراء ذلك »
329 - أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان ، ثنا أحمد بن عبيد ، ثنا الكديمي ، ثنا حبان بن هلال ، ثنا سليمان بن المغيرة ، عن ثابت ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله : « لما أسري بي دخلت الجنة موضعا يسمى البيدج عليه خيام اللؤلؤ ، والزبرجد الأخضر ، والياقوت الأحمر ، فقلن : السلام عليك يا رسول الله . قلت : يا جبريل ما هذا النداء ؟ قال : هؤلاء المقصورات في الخيام يستأذنون ربهن في السلام عليك ، فأذن لهن فطفقن يقلن : نحن الراضيات فلا نسخط أبدا ، نحن الخالدات فلا نظعن أبدا ، وقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم الآية حور مقصورات في الخيام »
330 - أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي ، أنبأ أبو الحسن الطرائفي ، ثنا عثمان بن سعيد ، ثنا عبد الله بن صالح ، عن معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، في قوله : قاصرات الطرف يقول : « عن غير أزواجهن » ، وفي قوله : كأنهن بيض مكنون ، يقول : « اللؤلؤ(1/198)
المكنون » ، وفي قوله : لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان ، يقول : « لم يدمهن إنس قبلهم ولا جان » ، وفي قوله : عربا ، يقول : « عواشق » ، وفي قوله : أترابا يقول : « منسوبات » ، وفي قوله : كواعب يقول : نواهد ، أترابا يقول : « مستويات »
331 - أخبرنا أبو نصر بن قتادة ، أنبأ أبو منصور النضروي ، ثنا أحمد بن نجدة ، ثنا سعيد بن منصور ، ثنا أبو عوانة ، عن إسماعيل بن سالم ، عن الشعبي ، في قوله : لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان ، قال : « هن من نساء أهل الدنيا خلقهن الله في الخلق الآخر » ، كما قال : إنا أنشأناهن فجعلناهن أبكارا عربا لم يطمثهن حين عدن في الخلق الآخر إنس قبلهم ولا جان «
332 - أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان ، أنبأ أحمد بن عبيد ، ثنا الأسفاطي يعني العباس بن الفضل ، ثنا نحوه الحماني ، ثنا ابن إدريس ، عن ليث ، عن مجاهد ، عن عائشة ، قالت : دخل النبي صلى الله عليه وسلم على عائشة ، وعندها عجوز فقال : من هذه ؟ قالت : إحدى خالاتي . قال : أما إنه لا يدخل الجنة العجز ، فدخل العجوز من ذلك ما شاء الله . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : « إنا أنشأناهن إنشاء خلقا آخر يحشرون يوم القيامة حفاة عراة غرلا ، وأول من يكسى إبراهيم خليل الرحمن » . ثم قرأ النبي صلى الله عليه وسلم : إنا أنشأناهن إنشاء
333 - أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق ، أنبأ أبو الحسن الكارزي ، أنبأ (1/199)
علي بن عبد العزيز ، ثنا أبو نعيم ، ثنا سفيان الثوري ، عن موسى بن عبيدة ، عن يزيد الرقاشي ، عن أنس بن مالك ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنشأناهن إنشاء . قال : « عجائزكن في الدنيا عمشا رمصا »
334 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأ عبد الرحمن بن الحسن القاضي ، ثنا إبراهيم بن الحسين ، ثنا آدم بن أبي إياس ، ثنا شيبان ، عن جابر الجعفي ، عن يزيد بن مرة ، عن سلمة بن يزيد ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : في قوله إنا أنشأناهن إنشاء قال : « يعني البنات الأبكار اللاتي كن في الدنيا » قال :
335 - فحدثنا آدم ، ثنا مبارك بن فضالة ، عن الحسن ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لا يدخل الجنة عجوز ، فبكت عجوز ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : » أخبروها أنها ليست يومئذ عجوز إنها يومئذ شابة « ، إن الله عز وجل يقول : إنا أنشأناهن إنشاء قال :
336 - وحدثنا آدم ، وثنا مبارك بن فضالة ، عن الحسن ، قال : « العربى : المعتشقات لبعولتهن ، والأتراب : المستويات بلبسهن واحد » حدثنا آدم ، وثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قال : « المتحببات إلى أزواجهن ، وأما قوله : أترابا ، فيقول : أمثالا »
337 - وحدثنا آدم ، ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله (1/200)
: قاصرات الطرف ، قال : يقول : « قاصرات الطرف على أزواجهن ، فلا يبغون غير أزواجهن »
338 - وحدثنا آدم ، ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن عاصم ، قال : « المقصورات المحبوسات في الخيام ، لا يبرحنه ، والخيمة لؤلؤة ، وفضة » قال :
339 - وحدثنا آدم ، ثنا المبارك بن فضالة ، عن الحسن ، قال : يقول : « قصر طرفهن على أزواجهن ، فلا يردن غيرهن ، والله ما هن متبرجات ولا متطلعات »
340 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ومحمد بن موسى ، قالا : ثنا أبو العباس هو الأصم ، أنبأ العباس بن الوليد ، أخبرني ابن شعيب ، أخبرني شيبان ، ثنا منصور ، عن مجاهد ، قال : مقصورات في الخيام ، قال : « قصر أبصارهن على أزواجهن ، وقلوبهن ، وأنفسهن على أزواجهن ، فلا يردن غيرهم في خيام اللؤلؤ »
341 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني أبو محمد بن زياد ، قال : سمعت أبا بكر محمد بن إسحاق يقول : سمعت إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ، يقول : أخبرتنا عائشة بنت يونس بن عمران بن عمير ، قال : سمعت زوجي ليث بن أبي سليم ، يحدث عن مجاهد ، قال : « حور العين خلقن من الزعفران »
342 - أخبرنا أبو الحسين القطان ، ببغداد ، أنبأ علي بن عبد الرحمن بن ماتي الكوفي ، ثنا أحمد بن حازم بن أبي عزرة ، أنبأ عقبة بن مكرم ، ثنا عبد الله بن زياد ، عن ليث بن أبي سليم ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، قال : « خلقن الحور العين من الزعفران »(1/201)
343 - وروى الحارث بن خليفة أبو العلاء المؤدب ، ثنا إسماعيل ابن علية ، عن عبد العزيز بن صهيب ، عن أنس بن مالك ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « الحور العين خلقن من الزعفران » أخبرنا أبو عبد الله بن أبي طاهر الدقاق ، ببغداد ، أنبأ أحمد بن سلمان ، ثنا محمد بن غالب بن حرب الضبي ، ثنا الحارث بن خليفة أبو العلاء المؤدب ، فذكره ، وهذا منكر بهذا الإسناد لا يصح عن ابن علية
344 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا : ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا يحيى بن أبي طالب ، ثنا عبد الوهاب بن عطاء ، أنبأ سعيد ، عن قتادة ، في قوله : وعندهم قاصرات الطرف أتراب ، قال : « قصرت طرفهن على أزواجهن فلا يردن غيرهم »
345 - قال : وأخبرنا سعيد ، عن قتادة ، قال ابن عباس : حور مقصورات في الخيام ، قال : « الخيمة درة مجوفة ، فرسخ في فرسخ عليها أربعة آلاف مصراع من ذهب » قال سعيد : وكأن قتادة قال : كان الحسن يقول : « الحور : البيض » ، قال : وأخبرنا سعيد ، عن قتادة قال : كان الحسن يقول : « الحوراء : العيناء »
346 - أخبرنا أبو طاهر الفقيه ، أنبأ أبو بكر القطان ، ثنا أحمد بن يوسف السلمي ، ثنا محمد بن يوسف ، ثنا إسرائيل ، عن أبي يحيى ، عن مجاهد ، في قوله :(1/202)
حور مقصورات في الخيام ، قال : « بيض لا يخرجن من بيوتهن »
347 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأ عبد الرحمن بن الحسن ، ثنا إبراهيم بن الحسين ، ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله : وزوجناهم بحور عين ، قال : يقول : أنكحناهم حورا عينا ، والحور التي يحار فيها الطرف باد مخ ساقها من وراء ثيابها ، فينظر الناظر وجهه في كبد إحداهن كالمرآة من رقة الجلد ، وصفاء اللون
348 - ، قال : وحدثنا آدم ، ثنا ضمرة ، عن عثمان بن عطاء ، عن أبيه ، في قوله : حور عين ، قال : « يعني سوداء الحدقة عظيمة العين »
349 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا إبراهيم بن مرزوق ، أنبأ عفان بن مسلم ، ثنا عبد الواحد بن زياد ، ثنا أبو روق وهو عطية بن الحارث قال : سمعت الضحاك ، يقول في قوله عز وجل : وزوجناهم بحور عين ، قال : « بيض حسان العيون »
350 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا عبد الرحمن بن الحسن ، ثنا إبراهيم بن الحسين ، ثنا آدم ، ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله : لهم فيها أزواج مطهرة ، قال : « طهور من الحيض ، والغائط ، والبول ، والبزاق ، والنخامة ، والمني ، والولد » ، وقوله : في شغل ، « من النعمة فاكهون هم وأزواجهم : يعني حلائلهم » ، على الأرائك ، قال : « الأرائك من لؤلؤ ، وياقوت »(1/203)
351 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا : ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، أنبأ العباس بن الوليد ، أخبرني ابن شعيب ، أخبرني الأوزاعي ، عن قول الله ، عز وجل : إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون ، قال : « شغلهم افتضاض الأبكار »
352 - أخبرنا أبو نصر بن قتادة ، أنبأ أبو منصور النضروي ، ثنا أحمد بن نجدة ، ثنا سعيد بن منصور ، ثنا سفيان ، عن عمرو ، عن عكرمة ، في قوله : إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون ، قال : « في افتضاض الأبكار »
353 - أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك ، أنبأ عبد الله بن جعفر ، ثنا يونس بن حبيب ، ثنا أبو داود ، ثنا عمران ، عن قتادة ، عن أنس ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « يعطى المؤمن في الجنة قوة كذا وكذا من النساء ، قيل : يا رسول الله أيطيق ذلك ؟ قال : يعطى قوة مائة »
354 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو بكر القاضي ، وأبو سعيد بن أبي عمرو ، قالوا : ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا إبراهيم بن سليمان البرلسي ، ثنا يحيى بن صالح ، ثنا سعيد بن سنان ، عن ربيعة الحرسي ، حدثني خارجة بن حرمي العذري ، قال : سمعت رجلا بتبوك ، قال : يا رسول الله أيباضع أهل الجنة ؟ قال : يعطى الرجل منهم من القوة في اليوم الواحد أفضل من سبعين منكم
355 - أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن المؤمل ، أنبأ أبو عثمان (1/204)
النضروي ، ثنا أبو عبد الله محمد بن حمزة السمرقندي ، ثنا هناد بن السري ، ثنا أبو أسامة ، عن هشام ، عن زيد بن الحواري ، عن ابن عباس ، قال : قيل : يا رسول الله أنفضي إلى نسائنا في الجنة كما نفضي إليهن في الدنيا ؟ قال : « والذي نفس محمد بيده إن الرجل ليفضي في الغداة الواحدة إلى مائة عذراء »
356 - أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق ، أنبأ أبو عبد الله الشيباني ، ثنا محمد أبو عبد الوهاب ، أنبأ جعفر بن عون ، أنبأ عبد الرحمن بن زياد ، عن عمارة بن راشد ، قال : سئل أبو هريرة : هل يمس أهل الجنة أزواجهم ؟ وقد كان أدرك أبا هريرة ، قال : « نعم بذكر لا يمل ، وفرج لا يحفى ، وشهوة لا تنقطع »
357 - أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد الماليني ، أنبأ أبو أحمد بن عدي الحافظ ، ثنا محمد بن الفيض الغساني ، بدمشق ، ثنا هشام ، عن خالد بن يزيد بن أبي(1/205)
مالك ، عن أبيه ، عن خالد بن معدان ، عن أبي أمامة الباهلي ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ما من أحد يدخله الله الجنة ، إلا زوجه ثنتين وسبعين زوجة ، ثنتين من الحور العين ، وسبعين من ميراثه من أهل الجنة ، ما منهن واحدة إلا ولها قبل شهي ، وله ذكر لا ينثني » وعن أبي أمامة أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم : هل يتناكح أهل الجنة ؟ فقال : « دحاما دحاما ، لا مني ولا منية » تفرد به خالد بن يزيد ، وليس بالقوي
358 - أخبرنا أبو بكر القاضي ، أنبأ أبو سهل بن زياد ، ثنا أبو عوف ، ثنا عتاب بن زياد ، ثنا عبد الله بن المبارك ، أنبأ إسماعيل بن أبي خالد ، عن أبي صالح ، والسدي ، كأنهن الياقوت والمرجان ، قال : « بياض اللؤلؤ وصفاء الياقوت »
359 - أخبرنا أبو نصر بن قتادة ، أنبأ النضروي ، ثنا أحمد بن نجدة ، ثنا سعيد بن منصور ، وحدثنا الحسن بن يزيد الأصم ، عن السدي ، في قوله : كأنهن بيض مكنون ، قال : « البيض في عشه المكنون »(1/206)
360 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأ عبد الرحمن بن الحسن ، ثنا إبراهيم بن الحسين ، ثنا آدم ، ثنا المبارك بن فضالة ، عن الحسن ، في قوله ولدان مخلدون ، قال : « لم تكن لهم حسنات ، فيجزون بها ، ولا سيئات ، فيعاقبون عليها ، فوضعوا بهذا الوضع »
361 - قال : وحدثنا آدم ، ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله : يطوف عليهم ولدان مخلدون ، قال : يقول : « لا يموتون ولا يكبرون »
362 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا : ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا يحيى بن أبي طالب ، عن عبد الوهاب ، ثنا سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن أبي أيوب ، عن عبد الله بن عمرو ، قال : « إن أدنى أهل الجنة منزلا من يسعى إليه ألف خادم كل خادم على عمل ليس عليه صاحبه » ، قال : وتلا هذه الآية : إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا
363 - أخبرنا أبو طاهر الفقيه ، ثنا أبو حامد بن بلال ، ثنا أبو الأزهر ، ثنا أبو النضر ، ثنا الأشجعي ، عن سفيان ، عن ليث ، عن ابن سابط ، قال : « يزوج الرجل من أهل الجنة أربعة آلاف بكر ، وثمانية آلاف ثيب ، وخمس مائة عذراء » هذا هو الصحيح من قول ابن سابط
364 - أخبرنا أبو سعد الماليني ، أنبأ أبو بكر عبد الله بن محمد بن محمد(1/207)
بن فورك المقرئ ، ثنا أبو عبد الله محمد بن يوسف البنا الطوفي ، ثنا الحسين بن الحسن المروزي ، حدثني عبد الوهاب الخفاف ، ثنا موسى الأسفاري ، عن رجل ، من بلى ، عن عبد الرحمن بن سابط ، عن عبد الله بن أبي أوفى ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن الرجل من أهل الجنة ليزوج خمسمائة حوراء ، وأربع آلاف بكر ، وثمانية آلاف ثيب ، يعانق كل واحدة منهن مقدار عمره في الدنيا »(1/208)
باب ما جاء في سوق أهل الجنة
365 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأ أبو عبد الله بن يعقوب ، ثنا الحسن بن سفيان ، وعمران بن موسى ، قالا : ثنا سعيد بن عبد الجبار ، ح وأخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي ، وأبو نصر بن قتادة قالا : أنبأ أبو محمد يحيى بن منصور القاضي ، ثنا عمران بن موسى ، ثنا سعيد بن عبد الجبار القرشي البصري ، ثنا حماد بن سلمة ، عن ثابت البناني ، عن أنس بن مالك ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « إن في الجنة سوقا يأتونها كل جمعة فيها كثبان المسك ، فتهب ريح الشمال فتحثي أو تسفي في وجوههم المسك » . وفي رواية القاضي : « فتحثي في وجوههم وثيابهم فيزدادوا حسنا وجمالا فيرجعون إلى أهليهم وقد ازدادوا حسنا وجمالا فيقول لهم أهلوهم : والله لقد ازددتم بعدنا حسنا وجمالا ، فيقولون : وأنتم والله لقد ازددتم بعدنا حسنا وجمالا » لفظ حديث القاضي غير أنه لم يذكر كثبان المسك رواه مسلم في الصحيح ، عن سعيد بن عبد الجبار ، دون ذكر المسك
366 - أخبرنا أبو الحسين بن بشران ، أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ،(1/209)
ثنا محمد بن عبد الملك الدقيقي ، ثنا يزيد بن هارون ، أنبأ سليمان يعني التيمي ، عن أنس بن مالك ، : « أن أهل الجنة ، يقولون : انطلقوا بنا إلى السوق ، قال : فيأتون جبالا أو كثبانا من مسك فإذا رجعوا إلى أهليهم ، قال لهم أزواجهم : إنا لنجد منكم ريحا ما كنا نجدها قبل أن تذهبوا ، ويقولون لأزواجهم مثل ذلك » كذا أتي به موقوفا وروي عن ابن المسيب عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم معناه في قصة طويلة
367 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا : ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي ، ثنا أبو معاوية ، عن عبد الرحمن بن إسحاق ، عن النعمان بن سعد ، عن علي ، قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : « إن في الجنة سوقا ما فيها بيع ولا شراء ، إلا الصور من الرجال والنساء ، فإذا اشتهى الرجل صورة دخل فيها ، وإن فيها مجتمع للحور العين يرفعن أصواتا لم يسمع الخلائق بمثلها ، يقلن : نحن الخالدات فلا نبيد ، ونحن الناعمات ، فلا نبؤس ، ونحن الراضيات ، فلا نسخط ، فطوبى لمن كان لنا وكنا له »(1/210)
باب السماع في الجنة ، والتغني بذكر الله عز وجل قال الله عز وجل : فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فهم في روضة يحبرون
368 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا أبو بكر محمد بن إسحاق الصغاني ، ثنا روح بن عبادة ، عن الأوزاعي ، عن يحيى بن أبي كثير ، في روضة يحبرون قال : « السماع في الجنة »
369 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو طاهر الفقيه ، وأبو زكريا بن أبي إسحاق ، وأبو سعيد بن أبي عمرو قالوا : ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، ثنا ابن أبي فديك ، عن ابن أبي ذئب ، عن عون بن الخطاب بن عبد الله بن رافع ، عن ابن لأنس بن مالك ، أن أنس بن مالك(1/211)
قال : قال رسول الله : « إن الحور في الجنة يتغنين يقلن : نحن الجوار الحسان حببنا لأزواج كرام »
370 - حدثنا أبو سعد عبد الملك بن أبي عثمان الزاهد ، أنبأ أبو الحسن علي بن بندار بن الحسين ، ثنا جعفر بن محمد بن الحسن الفريابي ، ثنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي ، ثنا خالد بن يزيد بن أبي مالك ، عن أبيه ، عن خالد بن معدان ، عن أبي أمامة الباهلي ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « ما من عبد يدخل الجنة إلا ويجلس عند رأسه وعند رجليه ثنتان من الحور العين يغنيان بأحسن صوت يسمعه الإنس والجن ، وليس بمزمار الشيطان ، ولكن بتحميد الله وتقديسه »
371 - أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي ، ثنا سليمان بن محمد بن ناجية ، ثنا محمد بن علي بن عتاب الجلاب ، ثنا أبو الربيع الزهراني ، ثنا يعقوب القمي ، عن جعفر بن أبي المغيرة ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : « سلونا فإنكم لا تسألون عن شيء ، إلا سألنا عنه ، فقال رجل : أفي الجنة غناء ؟ قال : » أكوار من مسك عليها جوار يمجدون الله عز وجل بصوت لم تسمع الآذان بمثلها قط «
372 - أخبرنا أبو عبد الرحمن ، أنبأ عبد الله بن محمد الدقاق ، ثنا السراج ، ثنا هناد بن السري ، ثنا مروان بن معاوية ، عن علي بن أبي الوليد ، قال : « سئل مجاهد : هل في الجنة سماع ؟ قال : » إن فيها شجرة لها سماع لم يسمع السامعون إلى مثله (1/212)
« وقد روي فيه أحاديث مرفوعة أسانيدها ضعيفة بمرة ، فتركت نقلها
373 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الحضرمي ، ثنا الخضر بن أبان الهاشمي ، ثنا شيبان ، ثنا جعفر ، قال : سمعت مالك بن دينار ، يقول في قوله عز وجل قال : وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب ، قال : « يقام داود عليه السلام يوم القيامة ، عند ساق العرش ، يقول : يا داود ، مجدني بذلك الصوت الحسن الرخيم الذي كنت تمجدني به في الدنيا ، قال : فيقول : يا رب كيف وقد سلبتنيه ؟ فيقول : إني سأرده عليك اليوم ، فيندفع داود بصوت يستفرغ نعيم أهل الجنة »
374 - أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان ، أنبأ أحمد بن عبيد ، ثنا جعفر الفريابي ، ثنا سعيد بن حفص ، ثنا محمد بن سلمة ، عن أبي عبد الرحيم ، عن زيد بن أبي أنيسة ، عن المنهال بن عمرو ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، قال : « إن في الجنة نهرا طول الجنة ، حافتاه العذارى قيام متقابلات ، ويغنين بأحسن أصوات يسمعها الخلائق ، حتى ما يرون أن في الجنة لذة مثلها : ، قلنا يا أبا هريرة وما ذلك الغناء ؟ قال : » إن شاء الله التسبيح ، والتحميد ، والتقديس وثناء على الرب عز وجل «
375 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني محمد بن إبراهيم بن الفضل المزكي ، ثنا الحسن بن محمد بن زياد ، ثنا عمرو بن علي ، ثنا أبو عاصم ، عن ابن جريج ، أخبرني أبو الزبير ، قال : سمعت جابر بن عبد الله ، يقول : « سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : » يأكل أهل الجنة ، ويشربون منها ، ولا يتغوطون ، ولا يتمخطون ،(1/213)
ولا يبولون ، ولكن طعامهم جشاء ، ورشح كرشح المسك ، ويلهمون التسبيح ، والحمد ، كما تلهمون النفس « رواه مسلم في الصحيح ، عن الحسن الحلواني ، وحجاج بن الشاعر ، عن أبي عاصم
376 - أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق ، أخبرنا أبو الحسن الطرائفي ، ثنا عثمان بن سعيد ، ثنا عبد الله بن صالح ، عن معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، في قوله : لا يسمعون فيها لغوا يقول : « باطلا » ولا تأثيما ، يقول : « كذبا »
377 - أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ، أنبأ عبد الرحمن بن الحسن ، ثنا إبراهيم بن الحسين ، ثنا آدم ، ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله : لا يسمعون فيها لغوا ، يقول : « لا يستبون » ، وفي قوله : لا تسمع فيها لاغية ، يقول : « لا تسمع فيها شتما »(1/214)
باب قول الله عز وجل : ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون ، إلى قوله : فاكهة كثيرة منها تأكلون ، وقوله : فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون ، الآية ، وقوله : وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا
378 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأ أحمد بن جعفر القطيعي ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، ثنا هارون بن معروف ، قال عبد الله وقد سمعته من ، هارون بن معروف قال : وأخبرنا أبو صخر ، أن أبا حازم ، حدثه قال : سمعت سهل بن سعد الساعدي ، يقول : شهدت من رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسا وصف فيه الجنة ، حتى انتهى ، ثم قال في آخر حديثه : « فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر » ، ثم قرأ هذه الآية : تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا ، وطمعا ، ومما رزقناهم ينفقون ، فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون رواه مسلم في الصحيح ، عن هارون بن معروف ، وهارون بن سعيد ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي ،(1/215)
قالا : ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا ابن أبي مريم ، أنبأ عبد الله بن سويد بن حيان ، من أهل مصر ، عن عمرو بن الحارث ، يحدث عن أبيه ، قال : حدثني أبو صخر ، عن أبي حازم ، عن سهل بن سعد ، أنه سمعه يقول : بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصف الجنة ، فذكره بنحوه . قال أبو صخر : فذكرت ذلك للقرظي ، فقال : « إنهم أخفوا لله عملا ، وأخفى لهم ثوابا فلو أقدموا على الله عز وجل فأقر تلك الأعين »
379 - أخبرنا أبو طاهر الفقيه ، أنبأ أبو حامد بن بلال ، ثنا أحمد بن منصور المروزي ، ثنا النضر بن شميل ، أنبأ محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال الله تبارك وتعالى : « أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر » ، واقرءوا إن شئتم : فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون ، وفي الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة سنة لا يقطعها ، واقرءوا إن شئتم : وظل ممدود ، وموضع سوط أحدكم في الجنة خير من الدنيا ، وما فيها « اقرءوا إن شئتم قول الله تبارك وتعالى : فمن زحزح عن النار ، وأدخل الجنة فقد فاز
380 - حدثنا أبو الحسن محمد بن الحسين العلوي ، أنبأ أبو حامد(1/216)
أحمد بن محمد بن الحسن الحافظ ، ثنا أحمد بن حفص ، حدثني أبي ، حدثني إبراهيم بن طهمان ، عن موسى بن عقبة ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لقيد سوط في الجنة خير مما بين السماء والأرض »
381 - أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ، ببغداد ، وأبو علي بن شاذان قالا : أنبأ عبد الله بن جعفر بن درستويه ، ثنا يعقوب بن سفيان ، ثنا عبد الله بن يوسف ، ثنا الوليد بن مسلم ، ثنا محمد بن المهاجر ، عن الضحاك المغافري ، عن سليمان بن موسى ، عن كريب ، مولى ابن عباس قال : حدثني أسامة بن زيد : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه : « ألا هل مشمر للجنة ، إن الجنة لا خطر لها هي ورب الكعبة نور يتلألأ ، وريحانة تهتز ، وقصر مشيد ، ونهر مطرد ، وفاكهة نضيجة ، وزوجة حسناء جميلة في حبرة ، ونعمة في مقام أبدا في حبرة ، ونعمة ، ونضرة في دار عالية بهية سليمة » ، قالوا : نحن المشمرون لها يا رسول الله ، قال : « قولوا : إن شاء الله ، قال : ثم ذكر الجهاد ، وحض عليه »
382 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو علي الحسين بن علي الحافظ ، إملاء ، ثنا أبو صالح القاسم بن الليث الرسعني ، بتنيس ، ثنا المعافى بن سليمان ، ثنا فليح ، عن هلال بن علي ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوما وهو يحدث ، وفيمن عنده رجل من أهل البادية : « إن رجلا من أهل الجنة(1/217)
استأذن ربه في الزرع ، فقال له ربه عز وجل : أو لست فيما شئت ؟ قال : بلى ، ولكني أحب أن أزرع ، قال : فيقول الله عز وجل : أو لست فيما شئت ؟ قال : بلى ، ولكني أحب أن أزرع ، قال : فيقول الله عز وجل : فازرع ، قال : فبذر حبه ، فبادر الطرف نباته استواؤه ، واستحصاده ، ويكون أمثال الجبال ، قال : فيقول الله عز وجل له : دونك ابن آدم فإنه لا يشبعك شيء ، قال : فقال الأعرابي : يا رسول الله والله لا تجد هذا إلا قرشيا أو أنصاريا ، فإنهم أصحاب الزرع ، فأما نحن فلسنا بأصحابه ، قال : فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم » رواه البخاري في الصحيح ، عن محمد بن سنان ، عن فليح
383 - أخبرنا أبو بكر بن فورك ، أنبأ عبد الله بن جعفر ، ثنا يونس بن حبيب ، ثنا أبو داود ، حدثنا المسعودي ، عن علقمة بن مرثد ، عن سليمان بن بريدة ، عن أبيه ، قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : « هل في الجنة خيل ؟ فإنها تعجبني ، قال : إن أحببت ذلك أتيت بفرس من ياقوت أحمر ، فتطير بك في الجنة حيث شئت » وقال له رجل آخر : إن الإبل يعجبني ، فهل في الجنة من إبل ؟ قال : يا عبد الله ، إن أدخلت الجنة ، فلك فيها ما اشتهت نفسك ، ولذت عيناك «
384 - أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن إبراهيم بن علي بن عروة البندار ببغداد ، ثنا أبو سهل بن زياد القطان ، ثنا صالح بن محمد الداري ، ثنا عاصم بن علي وأخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان ، ثنا أبو بكر بن محمد بن أحمد بن محمويه ، ثنا عثمان بن خرزاذ الأنطاكي ، ثنا عاصم بن علي بن عاصم ، قال : ثنا المسعودي ، عن علقمة بن مرثد ، عن سليمان بن بريدة ، عن(1/218)
أبيه ، أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله هل في الجنة خيل ؟ قال : « إن يدخلك الله الجنة فلا تشاء أن تركب على فرس من ياقوتة حمراء تطير بك في الجنة حيث شئت » ، قال : فجاء رجل آخر ، فقال : يا رسول الله هل في الجنة إبل فلم يقل له مثل الذي قال صاحبه قال : « إن يدخلك الله الجنة ، يكون لك فيها ما اشتهت نفسك ولذت عينك » أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان ، أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ، ثنا الحسن بن سهل المجور ، ثنا قرة ، ثنا المسعودي ، فذكره بإسناده نحوه ، إلا أنه قال : « فلا تشاء أن تركب ياقوتة حمراء تطير بك في أي الجنة شئت إلا ركبت » تفرد به المسعودي هكذا . ورواه االثوري ، عن علقمة بن مرثد ، عن عبد الرحمن بن سابط الجمحي ، عن النبي مرسلا ، وقيل عن علقمة
385 - كما أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو العباس بن يعقوب ، ثنا العباس بن محمد الدوري ، ثنا عبد الصمد ، ثنا الحسن بن الحارث ، عن علقمة بن مرثد ، عن عبد الرحمن بن ساعدة ، قال : « كنت أحب الخيل ، فقلت : في الجنة خيل يا رسول الله ؟ قال : يا عبد الرحمن إن أدخلك الله الجنة ، فكان لك فيها فرس من ياقوت له جناحان يطير بك حيث شئت »
386 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ومحمد بن موسى ، قالا : ثنا أبو العباس(1/219)
محمد بن يعقوب ، ثنا محمد بن عيسى ، ثنا سلام بن سليمان ، أنبأ سلام الطويل ، عن زيد العمي ، عن أبي الصديق الناجي ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله : « إن الرجل من أهل الجنة ليشتهي الولد في الجنة ، فيكون حمله ، وفصاله ، وشبابه في ساعة واحدة » وهذا إسناد ضعيف بمرة إلا أنه قد روي هذا المتن من حديث معاذ بن هشام ، عن أبيه ، عن عامر الأحول ، عن أبي الصديق ، وبلغني عن إسحاق بن إبراهيم أنه قال في هذا الحديث هكذا يكون إن كان يشتهي لكنه لا يشتهي ، قال البخاري : وقد روي عن أبي رزين العقيلي ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : « أن أهل الجنة لا يكون لهم ولد » قال الشيخ : وقد روينا فيما مضى ، عن أبي أمامة مرفوعا في معناه
387 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ في التاريخ ، ثنا أبو سهل محمد بن سليمان ، ثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم ، ثنا سليمان بن داود بن صالح بن حسان الثقفي أبو أحمد ، ثنا يحيى بن حفص الأسدي ، قال : سمعت أبا عمرو بن العلاء النحوي ، يحدث عن جعفر بن زيد العبدي ، عن أبي الصديق الناجي ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن الرجل من أهل الجنة ليولد له كما يشتهي يكون حمله وفصاله وشبابه في ساعة واحدة » قال الحاكم : قال الأستاذ أبو سهل : أهل الزيغ ينكرون هذا الحديث ،(1/220)
وقد روي فيه غير إسناد ، وسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذاك ، فقال : يكون نحو ما رويناه ، والله سبحانه يقول : فيها ما تشتهيه الأنفس ، وتلذ الأعين ، وليس بالمستحيل أن يشتهي المؤمن الممكن من شهواته الصفي المقرب المسلط على لذاته قرة عين ، وثمرة فؤاد من أنعم الله عليهم بأزواج مطهرة ، فإن قيل : ففي تأويله أنهن لا يحضن ولا ينفسن ، وأنى يكون الولادة ، قلت : الحيض سبب الولادة الممتد أمله بالحمل على الكره والوضع عليه كما أن جميع ملاذ الدنيا من المآرب ، والمطاعم ، والملابس ، على ما عرف من التعب ، والنصب ، وما يعقب كل ما يحذر منه ، ويخاف من عواقبه هذه خمر الدنيا المحرمة المستولية على كل بلية ، قد أعدها الله تعالى لأهل الجنة منزوع البلية موفق اللذة ، فلم لا يجوز أن يكون على مثله ولد ؟
388 - أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري ، ببغداد ، أنبأ إسماعيل بن محمد ، أنبأ عباس بن عبد الله الترقفي ، ثنا سعيد بن عبد الله بن دينار الدمشقي ، زعم أن أصله بصري ، قال : ثنا الربيع بن صبيح ، عن الحسن ، عن أنس ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « إذا استقر أهل الجنة في الجنة اشتاق الإخوان إلى الإخوان ، فيسير سرير ذا إلى ذا فيلتقيان ، فيتحدثان ما كان بينهما في دار الدنيا ، فيقول : يا أخي تذكر يوم كنا في دار الدنيا ، في مجلس كذا ، فدعونا الله عز وجل فغفر لنا »
389 - أخبرنا أبو الحسين بن بشران ، وأبو الحسن محمد بن أحمد(1/221)
بن الحسن البزاز ، أنبأ أبو محمد عبد الله بن محمد بن إسحاق الفاكهي ، بمكة ، ثنا أبو يحيى بن أبي مسرة ، ثنا خلاد بن يحيى ، ثنا مسعر ، عن قتادة ، قال : سمعت أنس بن مالك ، يقول : « سمعت أن قائل أهل الجنة يقول : انطلقوا بنا إلى السوق ، فينطلقون ، فيظلهم جبال من مسك ، فيجلسون ، فيتحدثون عليها » قال أبو يحيى : هكذا ثنا به خلاد لم يذكر لنا فيه النبي صلى الله عليه وسلم «
390 - حدثنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني بكر بن محمد الصيرفي ، ثنا عبد الصمد بن الفضل ، ثنا حفص بن عمر العدني ، ثنا الحكم بن أبان ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، أنه ذكر مراكب أهل الجنة ، ثم تلا : وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا ، ذكر مراكبهم
391 - أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن السقاء ، أنبأ أبو عبد الله بن بطة ، ثنا عبد الله بن محمد بن زكريا ، ثنا سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي ، ثنا مسلم بن خالد ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله : وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا ، قال : « كبيرا عظيما ، وقال : استئذان الملائكة عليهم ، وقال : يعظمهم الخدم ولا يدخل الملائكة عليهم إلا بإذن »
392 - أخبرنا الأستاذ أبو سعد عبد الملك بن أبي عثمان الزاهد ، أنبأ أبو عثمان بن أحمد بن رجاء ، ثنا أبو الحسن محمد بن الفيض الدمشقي ، ثنا أحمد بن أبي الحواري ، قال : « سمعت أبا سليمان ، يقول : في قول الله عز وجل : وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا ، قال : » فالملك الكبير أن رسول رب العزة (1/222)
يأتيه بالتحفة ، واللطف ، فلا يصل إليه حتى يستأذن له عليه ، فيقول للحاجب : استأذن على ولي الله ، فإني لست أصل إليه ، فيعلم ذلك الحاجب حاجبا آخر بعد حاجب ، فيأذن له ، ومن داره إلى دار السلام باب يدخل منه على ربه إذا شاء بلا إذن ، فالملك الكبير أن رسول رب العزة لا يدخل عليه إلا بإذن وهو يدخل على ربه بلا إذن «(1/223)
باب أول من يدخل ، وما جاء في صفة أهل الجنة
393 - أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن برهان الغزال ، وأبو الحسين بن الفضل القطان ، وأبو محمد السكري في آخرين ببغداد قالا : أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ، ثنا الحسن بن عرفة العبدي ، في ذي الحجة سنة ست وخمسين ومائتين ، ثنا أبو النضر هاشم بن القاسم ، عن سليمان بن المغيرة ، عن ثابت البناني ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « آتي يوم القيامة باب الجنة ، فأستفتح ، فيقول الخازن : من أنت ؟ فأقول : محمد ، فيقول : بك أمرت أن لا أفتح لأحد قبلك » رواه مسلم في الصحيح ، عن عمرو الناقد ، وزهير ، عن هاشم بن القاسم
394 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا : ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي ، ثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أول زمرة(1/224)
تدخل الجنة من أمتي على صورة القمر ليلة البدر ، ثم الذين يلونهم على أشد نجم في السماء أضاءة ، ثم هم بعد ذلك منازل ، لا يتغوطون ، ولا يبولون ، ولا يتمخطون ، ولا يبزقون ، أمشاطهم الذهب ، ومجامرهم الألوة ، وريحهم المسك ، أخلاقهم على خلق رجل واحد على طول أبيهم آدم ستين ذراعا » رواه مسلم في الصحيح ، عن أبي بكر بن أبي شيبة ، وأبي كريب ، عن أبي معاوية وأخرجاه من حديث همام بن منبه ، عن أبي هريرة ، وقال في رواية أبي زكريا على خلق رجل واحد . وفي رواية أبي كريب على خلق رجل ولم يثبته شيخنا
395 - أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الفقيه ، أنبأ أبو بكر محمد بن القطان ، ثنا أحمد بن يوسف السلمي ، ثنا داود بن شبيب القرشي ، ثنا حماد بن سلمة ، عن الجريري ، عن أبي نضرة ، عن شمير بن نهار ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « يدخل فقراء المسلمين الجنة قبل أغنيائهم بنصف يوم مقداره خمس مائة عام على خلق آدم ثمانية عشر ذراعا في سبعة أذرع » قال شمير : وما ذاك الذراع ؟ قال : كأطولكم رجلا « كذا وجدته في سماعي ، شمير بالشين معجمة وبالميم . ورواه غيره ، عن حماد ، فقال شتير بن نهار بالشين والتاء
396 - أخبرنا أبو نصر بن قتادة ، أنبأ أبو الحسن بن عبدة ، ثنا محمد بن إبراهيم البوشنجي ، ثنا أبو نصر التمار ، ثنا حماد بن سلمة عن الجريري ، عن أبي نضرة ، عن شتير بن نهار ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « يدخل فقراء المؤمنين الجنة قبل أغنيائهم بنصف يوم مقداره خمس مائة عام على خلق آدم ثمانية(1/225)
عشر ذراعا في سبع أذرع ، قلت : وما الذراع فيكم يومئذ ؟ قال : أطولكم رجلا » والصحيح رواية غير حماد سمير بن نهار بالسين غير معجمة ، وبالميم . كذا قاله البخاري ، ورواية أبي صالح ، وهمام ، وأبي زرعة ، عن أبي هريرة ، على صورة آدم ستين ذراعا أصح من هذه الرواية ، وأما روايته في قدر سبق الفقراء الأغنياء بدخول الجنة ، فكذلك رواه غيره ، عن أبي هريرة
397 - أخبرنا أبو طاهر الفقيه ، أنبأ أبو بكر القطان ، ثنا أحمد بن يوسف ، ثنا محمد بن يوسف ، ثنا سفيان ، عن محمد بن عمرو بن علقمة ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « يدخل الفقراء الجنة قبل الأغنياء بنصف يوم خمس مائة عام »
398 - أخبرنا أبو محمد بن يوسف ، إملاء ، أنبأ أبو إسحاق إبراهيم بن فراس المالكي ، ثنا العباس بن الفضل الأسفاطي ، ثنا أحمد بن يونس ، ثنا أبو بكر بن عياش ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : « يدخل الفقراء الجنة قبل الأغنياء بنصف يوم خمسمائة سنة »
399 - أخبرنا أبو طاهر الفقيه ، أنبأ أبو حامد بن بلال ، ثنا السري بن خزيمة ، ثنا عبد الله بن يزيد المقرئ ، أنبأ سعيد بن أبي أيوب ، عن عمرو بن جابر الحضرمي ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « يدخل فقراء المسلمين الجنة قبل الأغنياء بأربعين خريفا »(1/226)
400 - أخبرنا أبو طاهر ، أنبأ أبو الحسن الطرائفي ، ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ، ثنا عبد الله بن صالح ، أن معاوية بن صالح ، حدثه أن عبد الرحمن بن جبير ، حدثه ، عن أبيه جبير بن نفير ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص ، قال : بينا أنا قاعد في المسجد ، وحلقة من فقراء المهاجرين قعودا إذ دخل النبي صلى الله عليه وسلم ، فقعد إليهم فقمت إليهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم : « ليستبشر الفقراء المهاجرون بما يسر وجوههم فإنهم يدخلون الجنة قبل الأغنياء بأربعين عاما » قال : فلقد رأيت وجوههم أسفرت فقال عبد الله بن عمرو : حتى تمنيت أن أكون منهم
401 - أخبرنا أبو الحسين بن الفضل ، أنبأ عبد الله بن جعفر ، ثنا(1/227)
يعقوب بن سفيان ، ثنا سعيد بن منصور ، ثنا عبد الله بن وهب ، ثنا أبو هانئ الخولاني ، عن عبد الرحمن بن مالك ، عن معاوية بن خديج ، قال : إنا جميعا في المسجد ، ومسلمة بن مخلد ، وذكر السبق فهم على ذلك ، دخل عبد الله بن عمرو قبل صلاة الصبح بالغلس ، فقال معاوية لمسلمة : فصل ما بيننا وبينك يا أبا محمد ، حدثنا ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عن المهاجرين ، قال : نعم « سبقوا الناس بأربعين خريفا يتنعمون فيها ، والناس محبوسون بالحساب ، ثم تكون الزمرة الثانية مائة خريف »
402 - وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل ، أنبأ عبد الله بن جعفر ، ثنا يعقوب بن سفيان ، ثنا عثمان بن أبي شيبة ، ثنا جرير ، عن يزيد بن أبي زياد ، عن عبد الرحمن بن سابط ، عن سعيد بن عامر بن حذيم ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « يجمع الله الناس للحساب ، فيقولون : والله ما عندنا من حساب ولا يتركنا من شيء ، قال : فيقول ربهم : صدق عبادي ، فتفتح لهم الجنة ، فيدخلونها قبل الناس بسبعين عاما » قال أحمد : اختلفت الروايات في هذه المواقيت فإن كلها محفوظة ، فيحتمل أن يكون اختلافها باختلاف درجات الفقراء ، ومنازلهم من الطاعة
403 - أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري ، ببغداد ، أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ، ثنا عباس بن عبد الله الترقفي ، ثنا أبو عبد الرحمن المقرئ ، ثنا سعيد بن أبي أيوب ، ثنا معروف بن سويد الجذامي ، عن أبي عشانة المعافري ، عن عبد الله بن عمرو ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « هل تدرون أول من يدخل الجنة من خلق الله عز وجل ؟ قالوا الله ورسوله أعلم . قال : » أول من يدخل الجنة من خلق الله فقراء المهاجرين الذين تسد بهم الثغور ، وتتقى بهم المكاره ، ويموت أحدهم ، وحاجته في صدره لا يستطيع لها قضاء ، فيقول الله عز وجل لمن شاء من ملائكته : ايتوهم فحيوهم ، قال : فيقولون : ربنا نحن سكان سماواتك ، وخيرتك من خلقك أفتأمرنا أن نأتي هؤلاء ، فنسلم عليهم ؟ فيقول الله عز وجل : إن هؤلاء كانوا عبادا لي يعبدونني لا يشركون بي شيئا ، وتسد بهم الثغور ويتقى بهم المكاره ، ويموت أحدهم وحاجته في صدره ، لا يستطيع لها قضاء ، فتأتيهم الملائكة عند ذلك فيدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم ، فنعم عقبى الدار «(1/228)
404 - أخبرنا أبو الحسين بن بشران ، أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ، ثنا أحمد بن منصور الرمادي ، ثنا عبد الرزاق ، أنبأ معمر ، عن سليمان التيمي ، عن أبي عثمان ، عن أسامة بن زيد ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « وقفت على باب الجنة فرأيت أكثر أهلها المساكين ، ووقفت على باب النار ، فرأيت أكثر أهلها النساء ، وإذ أهل الجد محبوسون إلا من كان من أهل النار ، فقد أمر به إلى النار » أخرجاه في الصحيح من أوجه أخر ، عن سليمان التيمي
405 - أخبرنا أبو طاهر الفقيه ، أنبأ أبو بكر القطان ، ثنا إبراهيم بن الحارث ، ثنا يحيى بن أبي بكير ، ثنا زهير بن محمد ، عن سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « سألت ربي عز وجل ، فوعدني أن يدخل من أمتي الجنة سبعين ألفا على صورة القمر ليلة البدر ، فاستزدت ربي ، فزادني مع كل ألف سبعين ألفا ، فقلت : أي رب أرأيت إن لم يكن هؤلاء مهاجري أمتي ، قال : إذا أكملهم من الأعراب »
406 - أخبرنا أبو الحسين بن بشران ، أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ، حدثنا عباس بن محمد الدوري ، ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأ حمزة بن العباس العقبي ببغداد ، ثنا العباس بن محمد الدوري ، ثنا أبو النضر هاشم بن القاسم ، ثنا إبراهيم بن سعد ، ثنا أبي ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « يدخل الجنة أقوام أفئدتهم مثل أفئدة الطير » رواه مسلم في الصحيح ، عن الحجاج بن الشاعر ، عن أبي النضر(1/229)
407 - أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن بندار القزويني المجاور بمكة حرسها الله تعالى ، ثنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله بن سعد الزهري ، ثنا جعفر بن محمد الفريابي ، ثنا صفوان بن صالح ، ثنا عمرو بن عبد الواحد ، قال : سمعت الأوزاعي ، يحدث عن ابن رباب ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « يبعث أهل الجنة على صورة آدم عليه السلام في ميلاد ثلاث وثلاثين جردا مكحلين ، ثم يذهب بهم إلى شجرة في الجنة ، فيكسون منها ثيابا لا تبلى ثيابهم ولا يفنى شبابهم »
408 - أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان ، أنبأ أحمد بن عبيد ، ثنا العودي ، ثنا هدبة ، ثنا حماد ، عن علي بن زيد ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « أهل الجنة جرد ، مرد ، بيض ، جعاد ، مكحلين ، أبناء ثلاث وثلاثين ، على خلق آدم ، طولهم ستون ذراعا عرض سبعة أذرع »
409 - أخبرنا أبو سعد الماليني ، أنبأ أبو أحمد بن عدي الحافظ ، ثنا(1/230)
محمد بن طاهر بن أبي الدميك ، ثنا عبيد الله العيشي ، ثنا حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ليدخلن أهل الجنة الجنة جردا مردا بيضا جعادا مكحلين ، أبناء ثلاث وثلاثين ، وهم على خلق آدم ستين ذراعا في سبعة أذرع »
410 - أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ، أنبأ عبد الله بن جعفر بن درستويه ، ثنا يعقوب بن سفيان ، ثنا عبد الرحمن بن إبراهيم ، ثنا مروان الفزاري ، ثنا يزيد يعني ابن سنان أبو فروة الجزري ، حدثني أبو يحيى سليم الكلاعي ، ثنا المقداد بن معدي كرب قال : وقلنا يا أبا كريمة حدثنا شيئا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : سمعته يقول : « يحشر ما بين السقط إلى الشيخ الفاني يوم القيامة أبناء ثلاث وثلاثين سنة المؤمنون منهم في خلق آدم ، وحسن يوسف ، وقلب أيوب مردا مكحلين أولي أفانين » ، قال : فقلنا : فكيف بالكافر يا نبي الله ؟ قال : يعظم للنار حتى يصير جلده أربعين باعا ، وحتى يصير ناب من أنيابه مثل أحد « قال يعقوب : والصحيح هو المقدام
411 - أخبرنا أبو القاسم الحرفي ، ببغداد ، ثنا حمزة بن محمد بن العباس ، ثنا محمد بن إسماعيل السلمي ، ثنا إسحاق بن إبراهيم بن العلاء ، حدثني عمرو بن الحارث ، حدثني عبد الله بن سالم ، حدثني الزبيدي محمد بن(1/231)
الوليد بن عامر ، أن المقدام حدثهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « ما من أحد يموت سقطا ، ولا هرما ، وإنما الناس فيما ذلك إلا بعث ابن ثلاثين سنة ، فإن كان من أهل الجنة كان مسحة آدم ، وصورة يوسف ، وقلب أيوب ، ومن كان من أهل النار عظموا ، وفخموا كالجبال » ورواه غيره ، عن سليم فقال : « أبناء ثلاث وثلاثين سنة »
412 - أخبرنا أبو الحسين بن بشران ، ثنا أبو جعفر الرزاز ، ثنا محمد بن عبد الله ، ثنا يونس بن محمد ، ثنا شيبان ، عن قتادة ، قال : حدث شهر بن حوشب ، عن معاذ بن جبل ، قال : « يبعث المؤمنون يوم القيامة جردا مردا مكحلين بني ثلاثين سنة » ورواه عمران القطان ، عن قتادة ، عن شهر بن حوشب ، عن معاذ بن جبل ، عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا أنه قال : « أبناء ثلاثين أو ثلاث وثلاثين »(1/232)
باب آخر من يدخل الجنة ، ومن يكون أدنى من أهل الجنة منزلة ، ومن يكون منهم أرفع منزلة
413 - أخبرنا أبو طاهر الفقيه ، أنبأ أبو طاهر المحمد آبادي ، ثنا العباس بن محمد ، ثنا عبيد الله بن موسى ، ثنا إسرائيل ، عن منصور ، ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأ أبو الفضل بن إبراهيم المزكي ، ثنا أحمد بن سلمة ، ثنا قتيبة بن سعيد ، وإسحاق بن إبراهيم ، قالا : أنبأ جرير ، عن منصور ، عن إبراهيم النخعي ، عن عبيدة السلماني ، عن عبد الله بن مسعود ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « إني لأعلم آخر أهل النار خروجا من النار ، وآخر أهل الجنة دخولا الجنة ، رجلا يخرج من النار حبوا ، فيقول الله عز وجل له : اذهب فادخل الجنة ، فيأتيها فيخيل إليه أنها ملآى ، فيقول يا رب وجدتها ملآى ، فيقول الله له : اذهب فادخل الجنة ، فإن لك مثل الدنيا وعشرة أمثال الدنيا ، فيقول : أتسخر بي أو تضحك بي ، وأنت الملك ، قال : فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه » قال إبراهيم : وكان يقال : « إن ذلك أدنى أهل الجنة منزلا »(1/233)
لفظ حديث جرير ، وفي رواية إسرائيل : آخر أهل الجنة دخولا ، وآخر أهل النار خروجا من النار رجل يخرج حبوا ، فيقول له ربه : ادخل الجنة ، فيقول : أرى الجنة ملآى ، فيقول له : ذلك ثلاث مرات كل ذلك يعيد الجنة ملآى ، فيقول : إن لك مثل الدنيا عشر مرات « ، لم يذكر ما بعده رواه البخاري في الصحيح ، عن محمد بن خالد ، عن عبيد الله بن موسى ، عن عثمان بن أبي شيبة ، عن جرير ، ورواه أبو معاوية ، عن الأعمش بإسناده ، ومعناه ، إلا أنه قال : » فيقال له : تمنه ، فيتمنى ، فيقال : فإن لك الذي تمنيت ، وعشرة أضعاف الدنيا «
414 - أخبرنا عبد الله الحافظ ، أنبأ أبو الفضل بن إبراهيم ، ثنا أحمد بن سلمة ، حدثني إبراهيم بن الحارث القنطري ، ثنا يحيى بن أبي بكير ، ثنا زهير بن محمد ، عن سهل بن أبي صالح ، عن النعمان بن أبي عياش ، عن أبي سعيد الخدري ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « إن أدنى أهل الجنة منزلة رجل صرف الله وجهه عن النار قبل الجنة ، وتمثل له شجرة ذات ظل ، فقال : أي رب قربني إلى هذه الشجرة أكون في ظلها ، فقال الله عز وجل : هل عسيت إن فعلت أن تسألني غيره ؟ فقال : لا وعزتك ، فقدمه الله عز وجل إليها ، ومثلت له شجرة ذات ظل وثمر ، فقال : أي رب قربني إلى هذه الشجرة أكون في ظلها ، وآكل من ثمرها ، فقال الله عز وجل له : هل عسيت إن أعطيتك ذلك أن تسألني غيره ، فيقول : لا وعزتك ، لا أسألك غيره ، فقدمه الله إليها ، ومثل له شجرة ذات ظل ، وثمر ، وماء ، فقال : أي رب قربني إلى هذه الشجرة أكون في ظلها ، وآكل من ثمرها ، وأشرب من مائها ، فيقول الله عز وجل : هل عسيت إن فعلت ذلك أن تسألني غيره ؟(1/234)
فيقول : لا وعزتك ، لا أسألك غيره ، فيقدمه الله إليها ، فبرز له باب الجنة ، فيقول : أي رب قربني إلى باب الجنة ، فأنظر إلى أهلها ، فيقدمه الله إليها فيرى الجنة وما فيها ، فيقول : أي رب أدخلني الجنة ، فقال : فيدخله الله الجنة ، فإذا دخل الجنة ، قال : هذا لي ، فيقول الله عز وجل تمن ، قال : فيتمنى ويذكره الله عز وجل ، تمن كذا وكذا ، حتى إذا انقطعت به الأماني ، قال الله عز وجل : هو لك وعشرة أمثاله ، قال : ثم يدخل الجنة ، فيدخل عليه زوجتاه من الحور العين ، فيقولون له : الحمد لله الذي أحياك لنا ، وأحيانا لك ، قال : فيقول : ما أعطي أحد مثل ما أعطيت ، قال : وأدنى أهل النار عذابا ينعل بنعلين من نار يغلي دماغه من حرارة نعليه » رواه مسلم في الصحيح ، عن أبي بكر بن أبي شيبة ، عن يحيى بن أبي بكير ، إلى قوله : مثل ما أعطيت
415 - حدثنا السيد أبو الحسن محمد بن الحسين العلوي ، أنبأ أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسن الحافظ ، وأبو حامد بن بلال البزار قالا : ثنا أحمد بن حفص بن عبد الله ، حدثني أبي ، حدثني إبراهيم بن طهمان ، عن موسى بن عقبة ، عن صفوان بن سليم ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول (1/235)
الله صلى الله عليه وسلم : « إن أدنى مقعد أحدكم من الجنة أن يقال له : تمن فيتمنى ، فيقال : هل تمنيت ؟ فيقول : نعم ، فيقال : لك ما تمنيت ومثله معه »
416 - وأخبرنا أبو طاهر الفقيه ، أنبأ أبو بكر القطان ، ثنا أحمد بن يوسف ، ثنا عبد الرزاق ، أنبأ معمر ، عن همام بن منبه ، قال : هذا ما حدثنا أبو هريرة ، قال : وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن أدنى مقعد أحدكم من الجنة أن هي له أن يقال : تمن ، فيتمن ويتمن ، فيقال له : تمنيت ؟ فيقول : نعم ، فيقول : فإن لك ما تمنيت ومثله معه » رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن رافع ، عن عبد الرزاق ، وروينا فيما مضى من حديث سعيد بن المسيب ، وعطاء بن يزيد ، عن أبي هريرة في حديث الرؤية ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « ويبقى رجل بين الجنة والنار هو آخر أهل الجنة دخولا مقبلا بوجهه على النار ، يقول : يا رب اصرف وجهي عن النار ، فإنه قد قشبني ريحها ، وأحرقني ذكاؤها ، فيقول الله عز وجل : فهل عسيت إن فعلت ذلك أن تسأل غير ذلك ، فيقول : لا وعزتك ، فيعطي ربه ما شاء من عهد وميثاق ، فيصرف الله وجهه عن النار » ، ثم ذكر الحديث إلى أن قال : ثم يأذن له في دخول الجنة ، فيقول له : تمن ، فيتمنى ، حتى إذا انقطع به قال الله عز وجل : من كذا وكذا فسل ، يذكره ربه ، حتى إذا انتهت به الأماني قال الله عز وجل : لك ذلك ومثله معه قال أبو سعيد الخدري لأبي هريرة : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « لك وعشرة أمثاله » ، قال أبو هريرة : لم أحفظ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا قوله : لك ذلك ومثله معه ، قال أبو سعيد : أشهد أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « ذلك وعشرة أمثاله »(1/236)
أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ، أنبأ أبو الحسين عبد الصمد بن علي بن مكرم ، ثنا إبراهيم بن الهيثم البلدي ، ثنا أبو اليمان ، أخبرني شعيب ، عن الزهري ، أخبرني سعيد بن المسيب ، وعطي بن سعيد الليثي ، أن أبا هريرة ، أخبرهما ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك أخرجاه في الصحيح من حديث أبي اليمان ولعل ما حفظه أبو سعيد أولى ؛ فقد وافقه في ذلك ما رويناه عن عبد الله بن مسعود ، عن النبي صلى الله عليه وسلم
417 - أخبرنا أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن عمر بن قتادة ، أنبأ أبو عمرو بن مطر ، أنبأ أبو خليفة ، إملاء ، ثنا علي بن عبد الله ، ثنا سفيان ، ثنا مطرف ، وابن أبجر ، سمعاه من الشعبي ، يقول : سمعت المغيرة بن شعبة ، يخبر الناس على المنبر قال : سأل موسى عليه السلام ربه عز وجل : « أخبرني بأدنى أهل الجنة منزلة ؟ قال : هو رجل يجيء بعدما أدخل أهل الجنة الجنة ، فيقال له : ادخل الجنة ، فيقول : أي رب ، كيف أدخل وقد نزل الناس منازلهم ، وأخذوا أخذاتهم ، فيقال له : أترضى أن يكون لك مثل ما يكون لملك من ملوك الدنيا ، فيقول له : رضيت يا رب ، فيقال : لك هذا ومثله مثله ، حتى عد خمسا ، فيقول : رضيت رب ، فيقال : لك هذا وما اشتهت نفسك ولذت عينك ، قال : يا رب ، أخبرني بأعلاهم منزلة ؟ قال : أولئك الذين أردت ، وسوف أخبرك ، غرست كرامتهم بيدي ، وختمت عليها ، فلم تر عين ، ولم تسمع أذن ، ولم يخطر على قلب ، ومصداقه في كتاب الله عز وجل : فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون »(1/237)
قال علي بن المديني : قيل لسفيان : رفعه ابن أبجر ؟ قال : رفعه أحدهما أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ، ثنا إبراهيم بن محمد الصيدلاني ، وإبراهيم بن أبي طالب ، قالا : ثنا بشر بن الحكم ، ثنا سفيان بن عيينة ، ثنا مطرف ، وابن أبجر ، فذكر الحديث ، قال سفيان : رفعه أحدهما ، أراه قال : ابن أبجر رواه مسلم في الصحيح عن بشر بن الحكم وأخبرنا أبو عبد الله ، ثنا أبو الحسن بن الحسين بن منصور ، ثنا هارون بن يوسف بن زياد ، ثنا ابن أبي عمر ، ثنا سفيان ، عن مطرف بن طريف ، وعبد الملك بن سعيد بن أبجر ، سمعا الشعبي ، يقول : سمعت المغيرة بن شعبة ، يقول على المنبر ، يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم رواه مسلم في الصحيح عن ابن أبي عمر
418 - وأخبرنا علي بن أحمد بن عبدان ، أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ، ثنا هشام بن علي ، ثنا ابن رجاء ، أنبأ إسرائيل ، عن ثوير وهو ابن أبي فاختة قال : سمعت ابن عمر ، يحدث ، رفع الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال : « إن أدنى أهل الجنة منزلة من ينظر إلى جناته » ، أو قال : « زوجاته وخدمه ونعيمه وسرره مسيرة ألف سنة ، وأكرمهم على الله عز وجل من ينظر إلى وجهه غدوة وعشية ، ثم تلا وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة » وقال عبد الملك بن أبجر ، عن ثوير : « إن أدنى أهل الجنة منزلة لمن ينظر في ملكه ألفي سنة ، يرى أقصاه كما يرى أدناه ، ينظر في سرره وأزواجه (1/238)
وخدمه ، وإن أفضلهم منزلة لمن ينظر إلى الله عز وجل في وجهه في كل يوم مرتين » أخبرناه علي بن أحمد بن عبدان ، أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ، ثنا أبو بكر عمر بن حفص السدوسي ، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، ثنا محمد بن خازم ، عن عبد الملك بن أبجر ، عن ثوير بن أبي فاختة ، عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم . فذكره
419 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا إسماعيل بن عبيد بن أبي كريمة الحراني ، حدثني محمد بن سلمة ، عن أبي عبد الرحيم خالد بن أبي يزيد ، حدثني زيد بن أبي أنيسة ، عن المنهال ، عن ابن أبي عبيدة بن عبد الله ، عن مسروق بن الأجدع ، قال : ثنا عبد الله بن مسعود ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « يجمع الله الأولين والآخرين لميقات يوم معلوم » ، فذكر الحديث بطوله ، وذكر الرجل الذي يخرج من النار ، وذكر عوده إلى مسألة الزيادة إلى أن قال : فيقول الله عز وجل له : ما لك لا تسأل ؟ قال : فيقول له : رب قد سألتك حتى استحييت ، قال : فيقول الله عز وجل : أترضى أن أعطيك مثل الدنيا منذ يوم خلقتها إلى يوم أفنيتها وعشرة أضعافها ؟ قال : فيقول : أتستهزئ بي وأنت رب العالمين ؟ فيقول الرب : لا ولكني على ذلك قادر ، سل ، فيقول : رب ألحقني بالناس ، فيقول : الحق بالناس ، فينطلق يرمل في الجنة حتى إذا دنا من الناس رفع له قصر من درة فيخر ساجدا ، فيقال له : مه ، إنما هو منزل من منازلك ، ثم يلقى رجلا فيتهيأ ليسجد ، فيقال له : مه ما لك ؟ فيقول : رأيت أنك ملك من الملائكة ، فيقول : إنما أنا خازن من خزانك وعبد من عبيدك ، تحت يدي ألف قهرمان على مثل ما أنا عليه ، قال : فينطلق أمامه حتى يفتح له (1/239)
القصر ، وهو درة مجوفة سقائفها وأبوابها وأغلاقها ومفاتحها ، منها جوهرة خضراء مبطنة بحمراء ، كل جوهرة تفضي إلى جوهرة ليست على لون الأخرى ، في كل جوهرة سرر وأزواج ووصائف ، أدناهم حوراء عيناء عليها سبعون حلة يرى مخ ساقها من وراء حللها ، كبدها مرآته ، وكبده مرآتها ، إذا أعرض عنها إعراضة ازدادت في عينه سبعين ضعفا عما كانت قبل ذلك ، قال : فيقول لها : والله لقد ازددت في عيني سبعين ضعفا ، قال : فتقول له : وأنت والله ازددت في عيني سبعين ضعفا ، قال : فيقول له : أشرف ، قال : فيشرف ، فيقال له : ملكك مسيرة مائة عام ، فينفذه بصره « قال : فقال عمر بن الخطاب : ألا تسمع إلى ما يحدثنا به ابن أم عبد يا كعب عن أدنى أهل الجنة منزلا ، فكيف أعلاهم ؟ قال كعب : يا أمير المؤمنين ، لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، إن الله خلق لنفسه دارا وجعل فيها ما يشاء من الأزواج والثمرات والأسرة ، ثم أطبقها ثم لم يرها أحد من خلقه ، لا جبريل ولا غيره من الملائكة ، قال : ثم قرأ كعب : فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون قال : وخلق دون ذلك جنتين زينهما بما شاء ، وأراهما من شاء من خلقه ، ثم قال : فمن كان كتابه في عليين نزل تلك الدار التي لم يرها أحد ، حتى إن الرجل من أهل عليين ليخرج يسير في ملكه ، فما تبقى خيمة من خيام الجنة إلا دخلها ضوء من ضوء وجهه ، ويستبشرون بريحه ويقولون : واها لهذه الريح الطيبة ، هذا من أهل عليين قد خرج يسير في ملكه ، قال : فقال عمر : ويحك يا كعب ، إن هذه القلوب قد استرسلت فاقبضها ، قال كعب : » والذي نفسي بيده ، إن لجهنم يوم القيامة لزفرة ما من ملك مقرب ، ولا نبي مرسل ، إلا يخر لركبتيه ، حتى إن إبراهيم خليل الله ليقول : نفسي نفسي ، حتى لو كان لك عمل سبعين نبيا لظننت أنك لا تنجو «
420 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا (1/240)
محمد بن إسحاق الصغاني ، ثنا عفان ، ثنا حماد بن سلمة ، ثنا عطاء بن السائب ، عن عمرو بن ميمون ، عن ابن مسعود ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « يكون قوم في النار ما شاء الله أن يكونوا ، ثم يرحمهم الله فيخرجهم منها ، فيكون في أدنى الجنة ، فيغتسلون في نهر يقال له : الحيوان ، يسميهم أهل الجنة الجهنميين ، لو ضاف أحدهم أهل الدنيا لفرشهم وأطعمهم وسقاهم ولحفهم » ، ولا أظنه إلا قال : « وزوجهم »
421 - أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان ، أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ، ثنا محمد بن حيان بن راشد الأنصاري ، ثنا كثير ، أنبأ أحمد بن سلمة ، ح وأخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الله البيهقي ، ثنا أبو بكر الإسماعيلي ، أنبأ أبو بكر الفريابي ، ثنا تميم بن المنتصر ، ثنا يزيد بن هارون ، أنبأ حماد بن سلمة ، عن ثابت البناني ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « يؤتى بأنضر الناس كان في الدنيا ، فيقال : اغمسوه في النار غمسة ، فيقول الله عز وجل له : يا ابن آدم ، هل مر بك رخاء قط ، هل رأيت نعيما قط ؟ فيقول : لا وعزتك وجلالك ما زلت في هذا منذ خلقت ، ويؤتى بأسوأ الناس حالا كان في الدنيا ، فيقال : اغمسوه في الجنة ، فيقول الله عز وجل : يا ابن آدم ، هل رأيت بؤسا قط ، هل مرت بك شدة قط ؟ فيقول : لا وعزتك وجلالك ما زلت في هذا منذ خلقت » لفظ حديث ابن عبدان . وفي حديث البيهقي : « يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة ، فيصبغ في النار صبغة ، ثم يخرج منها ، فيقول له عز وجل : يا ابن آدم ، هل رأيت نعيما قط ، ورأيت سرورا قط ، أو أصابك خير قط ؟ فيقول : لا وعزتك ما أصابني خير قط ، ثم يؤتى بأشد أهل الدنيا ضرا في الدنيا من أهل الجنة ، فيصبغ صبغة في الجنة ، فيقول له(1/241)
عز وجل : هل أصابك بؤس قط ، أو شدة قط ؟ فيقول : وعزتك ما أصابني بؤس قط ، ولا شدة قط » أخرجه مسلم في الصحيح من حديث يزيد بن هارون ، عن حماد(1/242)
باب قول الله عز وجل : لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى
422 - قال الفراء : يعني سوى الموتة الأولى ، وهذا كقوله : ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ما قد سلف ، أي لا تفعلوا سوى ما قد فعل آباؤكم أخبرنا بذلك أبو سعيد بن أبي عمرو ، ثنا أبو العباس الأصم ، ثنا محمد بن الجهم ، عن الفراء وقول الله : أكلها دائم وظلها وقوله : لا مقطوعة ولا ممنوعة ، وقوله في مواضع : خالدين فيها أبدا
423 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا العباس بن محمد الدوري ، ثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد ، ثنا أبي ، عن صالح بن كيسان ، ثنا نافع ، أن عبد الله بن عمر قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « يدخل الله أهل الجنة الجنة ، ويدخل أهل النار النار ، ثم يقوم مؤذن بينهم فيقول : يا أهل الجنة لا موت ، ويا أهل النار لا موت ، كل خالد فيما هو فيه » رواه البخاري في الصحيح عن علي بن عبد الله . ورواه مسلم عن عبد بن حميد ، وغيره ، كلهم عن يعقوب(1/243)
424 - حدثنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي ، إملاء وقراءة عليه ، أنبأ أبو محمد عبد الله بن محمد بن الحسن الشرقي ، ثنا عبد الله بن هاشم ، ثنا معاذ بن معاذ العنبري ، ثنا سفيان ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر ، قال : سأل رجل النبي : « أينام أهل الجنة ؟ قال : » النوم أخ الموت ، ولا يموت أهل الجنة «
425 - وحدثنا أبو الحسن ، أنبأ عبد الله بن محمد بن الحسن ، ثنا محمد بن يحيى ، ثنا محمد بن يوسف ، عن سفيان ، عن محمد بن المنكدر ، قال : قال رجل : يا رسول الله ، أينام أهل الجنة ؟ قال : « النوم أخ الموت ، ولا يموت أهل الجنة » وأخبرنا أبو القاسم زيد بن أبي هاشم العلوي ، وأبو القاسم عبد الواحد بن محمد بن النجار المقرئ بالكوفة ، قالا : ثنا محمد بن علي بن دحيم ، ثنا القاضي إبراهيم بن إسحاق ، ثنا قبيصة ، عن سفيان ، عن محمد بن المنكدر ، قال : قيل : يا رسول الله ، فذكر كذلك مرسلا
426 - وحدثنا أبو الحسن العلوي ، وأبو القاسم عبد الواحد ، أنبأ أبو نصر(1/244)
محمد بن حمدويه بن سهل المروزي ، ثنا عبد الوهاب الخوارزمي ، ثنا عبد الله بن جبلة بن أبي رواد ، ثنا سفيان الثوري ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر بن عبد الله ، قال : قيل : يا رسول الله ، أينام أهل الجنة ؟ قال : « النوم أخ الموت ، ولا يموت أهل الجنة »
427 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو بكر بن إسحاق ، أنبأ عبد الله بن محمد ، ثنا إسحاق بن إبراهيم ، أنبأ عبد الرزاق ، قال : وقال الثوري : فحدثني أبو إسحاق ، أن الأغر ، حدثه ، عن أبي سعيد الخدري ، وأبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « ينادي منادي : إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا ، وإن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدا ، وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدا ، وإن لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبدا » ، فذلك قوله عز وجل : ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون رواه مسلم في الصحيح عن إسحاق بن إبراهيم
428 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو العباس هو الأصم ، ثنا العباس الدوري ، ثنا يونس بن محمد ، ثنا سعيد بن زربى ، عن نفيع بن الحارث ، عن عبد الله بن أبي أوفى ، قال : سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم فقال : النوم مما يقر الله به أعيننا في الدنيا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن الموت شريك النوم ، وليس في الجنة موت » ، قالوا : يا رسول الله ، فما راحتهم ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : « إنه ليس فيها لغوب ، كل أمرهم راحة » ، فأنزل الله تعالى فيه : لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب(1/245)
باب قول الله عز وجل : للذين اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وأزواج مطهرة ورضوان من الله والله بصير بالعباد
429 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو سهل أحمد بن محمد بن إبراهيم المهراني ، ومحمد بن موسى بن الفضل ، قالوا : ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا الربيع بن سليمان ، ثنا عبد الله بن وهب ، حدثني مالك بن أنس ، ح وأخبرنا أبو عمرو الأديب محمد بن عبد الله ، أنبأ أبو بكر الإسماعيلي ، أنبأ جعفر بن محمد الفريابي ، ثنا إبراهيم بن عثمان بن زياد المصيصي ، ثنا ابن المبارك ، أنبأ مالك ، عن زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن الله عز وجل يقول لأهل الجنة : يا أهل الجنة ، فيقولون : لبيك ربنا وسعديك ، فيقول : هل رضيتم ؟ فيقولون : ما لنا لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم يعط أحد من خلقك ، فيقول : أنا أعطيتكم أفضل من ذلك ، قالوا : يا رب ، وأيش أفضل من ذلك ؟ قال : أحل عليكم رضواني ، فلا أسخط عليكم بعده أبدا » لفظ حديث ابن المبارك ، وفي رواية ابن وهب ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : وزادوا : والخير في يديك ، فقال : وما لنا لا نرضى يا رب ، قال : فيقول : ألا أعطيكم(1/246)
رواه البخاري في الصحيح عن معاذ بن أسد . ورواه مسلم عن محمد بن عبد الرحمن بن سهم ، كلاهما عن ابن المبارك . ورواه البخاري عن يحيى بن سليمان . ورواه مسلم عن هارون بن سعيد ، كلاهما عن ابن وهب(1/247)
باب قول الله عز وجل : للذين أحسنوا الحسنى وزيادة
430 - أخبرنا أبو بكر بن فورك ، أنبأ عبد الله بن جعفر ، ثنا يونس بن حبيب ، ثنا أبو داود ، ثنا همام بن سلمة ، ح وأخبرنا أبو حامد أحمد بن أبي خلف الصوفي الإسفراييني بها قال : ثنا أبو بكر محمد بن يزداد بن مسعود ، ثنا محمد بن أيوب بن يحيى ، أنبأ موسى بن إسماعيل ، وعلي بن عثمان ، قالا : ثنا حماد بن سلمة ، ثنا ثابت ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن صهيب ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « إذا دخل أهل الجنة الجنة ، وأهل النار النار ، نادى مناد أن يا أهل الجنة إن لكم عند الله موعدا » ، قال : « فيقولون : ما هو ؟ ألم يثقل موازيننا ، ويبيض وجوهنا ، ويدخلنا الجنة ، وينجينا من النار ؟ فيكشف الحجاب ، فينظرون إلى الله عز وجل ، فوالله ما أعطاهم الله شيئا أحب إليهم من النظر إليه » لفظ حديث الإسفراييني ، وفي رواية أبي داود : وقال : وتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية : للذين أحسنوا الحسنى وزيادة أخرجه مسلم في الصحيح من حديث عبد الرحمن بن مهدي ، ويزيد بن (1/248)
هارون ، جميعا عن حماد بن سلمة . وفي رواية أبي داود قال : قال : « إذا دخل أهل الجنة الجنة نادى مناد : يا أهل الجنة ، إن لكم عند الله موعدا ، فيقولون : وما هو ؟ أليس يبيض وجوهنا ، ويثقل موازيننا ، وأدخلنا الجنة ، فيقال لهم ذلك ثلاثا ، فيتجلى لهم ، فينظرون ، فيكون ذلك عندهم أعظم مما أعطوه »
431 - أخبرنا أبو بكر القاضي ، أنبأ أبو سهل بن زياد القطان ، ثنا أبو عوف البزوري ، ثنا عتاب بن زياد ، أنبأ عبد الله بن المبارك ، أنبأ أبو بكر الهذلي ، أخبرني أبو تميمة الهجيمي ، قال : سمعت أبا موسى الأشعري ، يخطب على منبر البصرة يقول : إن الله عز وجل يبعث يوم القيامة ملكا إلى أهل الجنة فيقول : يا أهل الجنة ، هل أنجزكم الله ما وعدكم ؟ فينظرون فيرون الحلي والحلل والثمار والأنهار والأزواج المطهرة ، فيقولون : نعم قد أنجزنا ما وعدنا ، قالوا ذلك ثلاث مرات ، فينظرون فلا يفتقدون شيئا مما وعدوا ، فيقولون : نعم ، فيقول : قد بقي شيء ، إن الله يقول : للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ، قال : ألا إن الحسنى الجنة ، وزيادة النظر إلى وجه الله
432 - أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان ، أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ، ثنا الكديمي ، ثنا يعقوب بن إسماعيل أبو يوسف السلال ، ثنا أبو عاصم العباداني ، عن الفضل بن عيسى الرقاشي ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « بينما أهل الجنة في مجلس لهم إذ سطع لهم نور على باب الجنة ، فرفعوا رءوسهم ، فإذا الرب تعالى قد أشرف فقال : يا أهل الجنة ، سلوني ،(1/249)
قالوا : نسألك الرضى عنا ، قال : رضاي أحلكم داري ، وأنالكم كرامتي هذا أوانها ، فسلوني ، قالوا : نسألك الزيادة ، قال : فيؤتون بنجائب من ياقوت أحمر أزمتها زمرد أخضر ، وياقوت أحمر ، فجاءوا عليها تضع حوافرها عند منتهى طرفها ، فيأمر الله عز وجل بأشجار عليها الثمار ، فتجيء حوراء من الحور العين وهن يقلن : نحن الناعمات فلا نبؤس ، ونحن الخالدات فلا نموت ، أزواج قوم كرام ، ويأمر الله عز وجل بكثبان من مسك أبيض أذفر ، فينثر عليهم ريحا يقال لها : المثيرة ، حتى تنتهي بهم إلى جنة عدن ، وهي قصبة الجنة ، فتقول الملائكة : يا ربنا ، قد جاء القوم ، فيقول : مرحبا بالصادقين ، مرحبا بالطائعين ، قال : فيكشف لهم الحجاب ، فينظرون إلى الله عز وجل ، فيتمتعون بنور الرحمن ، حتى لا يبصر بعضهم بعضا » ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « فذلك قول الله عز وجل : نزلا من غفور رحيم » وقد مضى في هذا الكتاب في كتاب الرؤية ما يؤكد ما روي في هذا الحديث ، والله أعلم(1/250)
باب ما جاء في موضع الجنة وموضع النار
433 - روينا عن عبد الله بن سلام ، أنه قال : « الجنة في السماء ، والنار في الأرض »
434 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ومحمد بن موسى ، قالا : ثنا أبو العباس هو الأصم ، ثنا يحيى بن أبي طالب ، أنبأ عبد الوهاب هو ابن عطاء ، ثنا داود ، ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأ عبد الرحمن بن الحسن القاضي ، ثنا إبراهيم بن الحسين ، ثنا آدم ، ثنا حماد بن سلمة ، عن داود بن أبي هند ، عن سعيد بن المسيب ، قال : قال علي بن أبي طالب ليهودي : أين جهنم ؟ فقال اليهودي : تحت البحر ، فقال علي : صدق ، ثم قرأ والبحر المسجور وفي رواية عبد الوهاب : إن عليا سأل يهوديا : أين جهنم ؟ قال : البحر ، قال علي : ما أراك إلا صادقا ، وتلا هذه الآية وإذا البحار سجرت ، وقال : والبحر المسجور وروي فيه حديث مرفوع
435 - أخبرنا أبو نصر بن قتادة ، أنبأ أبو عمرو بن نجيد ، أنبأ أبو مسلم ،(1/251)
ثنا أبو عاصم ، عن عبد الله بن أبي أمية ، قال : حدثني رجل ، عن صفوان بن يعلى ، عن يعلى ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « البحر هو جهنم »
436 - أخبرنا أبو الحسين بن الفضل ، أنبأ عبد الله بن جعفر ، ثنا يعقوب بن سفيان ، ثنا أبو عاصم ، حدثني محمد بن يحيى ، عن صفوان بن يعلى ، عن يعلى : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « البحر هو جهنم » ، ثم تلا نارا أحاط بهم سرادقها
437 - أخبرنا أبو علي الروذباري ، أنبأ أبو بكر بن داسة ، ثنا أبو داود ، ثنا سعيد بن منصور ، ثنا إسماعيل بن زكريا ، عن مطرف ، عن بشر أبي عبد الله ، عن بشير ، عن مسلم ، عن عبد الله بن عمرو ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لا يركب البحر إلا حاج أو معتمر أو غاز في سبيل الله ؛ فإن تحت البحر نارا ، وتحت النار بحرا »
438 - أخبرنا أبو بكر القاضي ، أنبأ حاجب بن أحمد ، ثنا محمد بن حماد ، ثنا يحيى بن سليم الطائفي ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قول الله عز وجل : إن كتاب الفجار لفي سجين ، قال : « سجين صخرة تحت الأرض السابعة تقلب فيجعل كتاب الفاجر تحتها »
439 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو سعيد بن أبي عمرو ، قالا : ثنا أبو(1/252)
العباس محمد بن يعقوب ، ثنا محمد بن إسحاق ، أنبأ علي بن قادم أبو الحسن ، قال : سمعت سفيان ، يسأل محمد العرزمي : يا أبا عبد الرحمن ، أين سمعت الجنة ، أين هي ؟ وأين سمعت النار أين هي ؟ قال محمد بن عبيد الله العرزمي أنبأ سلمة ، عن أبي الزعراء ، قال : قال عبد الله : الجنة في السماء السابعة العليا ، والنار في الأرض السابعة السفلى ، ثم قرأ : إن كتاب الأبرار لفي عليين ، إن كتاب الفجار لفي سجين قال الشيخ : حديث البراء بن عازب وأبي هريرة في عذاب القبر وما ذكرا عن النبي صلى الله عليه وسلم في موضع روح المؤمن والكافر يدل على هذا ، وقد ذكرناهما في كتاب عذاب القبر
440 - أخبرنا أبو الحسين بن بشران ، أنبأ أبو عمرو بن السماك ، ثنا حنبل بن إسحاق ، ثنا الحميدي ، ثنا سفيان ، ثنا أبان بن تغلب ، عن رجل ، من أهل اليمن قال : « ذهبت أطلب بعيرا لي ، فأدركني الليل في يزهوت ، فبت أسمع صوتا : يا رومة ، يا رومة ، فلم أزل كأني أسمع أصوات الخلق ، فسألت رجلا من أهل الكتاب ، فقال : الملك الذي على أرواح الكفار اسمه رومة »
441 - أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان ، أنبأ أحمد بن عبيد ، ثنا أحمد بن يحيى الحلواني ، ثنا هدبة بن خالد ، ثنا همام ، ثنا قتادة ، حدثني رجل ، عن سعيد بن المسيب ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص ، أنه قال : « أرواح الكفار تجمع ، أظنه قال : في بئر بحضرموت ، يقال لها : ترهوت »(1/253)
باب ما جاء في عدد أبواب جهنم قال الله تعالى : إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين وإن جهنم لموعدهم أجمعين لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم
442 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ، أنبأ معاوية بن عمرو ، عن أبي إسحاق الفزاري ، عن صفوان يعني ابن عمرو ، عن أبي المثنى ، عن عتبة بن عبد السلمي وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث ذكره : « فإن لها - يعني الجنة - ثمانية أبواب ، ولجهنم سبعة أبواب »
443 - أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا سعد بن عثمان ، ثنا بشر بن بكر ، حدثني عبد الرحمن بن يزيد ، حدثني ابن سعيد ، قال : سمعت أبا هريرة ، يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن الصراط بين ظهري جهنم دحض مزلة ، فالأنبياء يقولون عليه : اللهم سلم سلم ، والناس كلمع البرق ، وكطرف العين ، وكأجاود الخيل والبغال والركاب ، وشدا على الأقدام ، فناج مسلم ، ومخدوش مرسل ، ومطروح فيها ، ولها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم »(1/254)
444 - أخبرنا أبو الحسن بن أبي المعروف الفقيه ، أنبأ أبو سهل الإسفرائيني ، ثنا أحمد بن الحسين بن نصر الحذاء ، ثنا علي بن المديني ، ثنا يحيى بن سعيد ، ثنا سفيان ، ثنا أبو إسحاق ، عن هبيرة ، عن علي ، قال : أبواب جهنم هكذا فرج علي بين أصابعه الأربع ، يعني بابا فوق باب « قال : وحدثنا علي بن بشر بن الفضل ، ثنا أبو هارون العتواري الغنوي ، عن حطان ، قال علي : وهو حطان بن عبد الله الرقاشي ، قال : سمعت عليا يقول : » أبواب جهنم هكذا ، ووضع يده اليمنى على ظاهر يده اليسرى «
445 - أخبرنا أبو الحسين بن بشران ، أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ، ثنا سعدان بن نصر ، ثنا معمر ، عن الخليل بن مرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا ينام حتى يقرأ تبارك وحم السجدة ، وقال : « الحواميم سبع ، وأبواب جهنم سبع : جهنم ، والحطمة ، ولظى ، وسعير ، وسقر ، والهاوية ، والجحيم ، قال : تجيء كل حم منها يوم القيامة ، أحسبه قال : تقف على باب من هذه الأبواب فتقول : اللهم لا يدخل هذا الباب من كان يؤمن بي ويقرؤني » هذا منقطع ، والخليل بن مرة فيه نظر(1/255)
باب ما جاء في خزنة جهنم
446 - أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان ، أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ، أنبأ المعمري الحسن بن علي ، حدثني مسروق بن المرزبان ، ثنا ابن أبي زائدة ، حدثني حريث ، عن عامر ، عن البراء بن عازب أن رهطا من اليهود سألوا رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن خزنة جهنم ، قال : الله ورسوله أعلم ، فجاء الرجل فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم ، فنزلت عليه : عليها تسعة عشر حديث ابن أبي مطر ليس بالقوي ، وهذه الآية نزلت بمكة في شأن الوليد بن المغيرة حين عاتبه أبو جهل في اعترافه بإعجاز القرآن ، ولم يرض منه حتى قال : إن هذا إلا سحر يؤثر ، فأخبر الله تعالى عن قوله فيما بينهم ، وخوفه بالسقر ، وبمن عليها من الخزنة ، وأكثر أهل التفسير على أنها تسعة عشر ملكا مع مالك خازن النار ، وقد رواه مجالد ، عن الشعبي ، عن جابر بن عبد الله ، أنهم سألوا أصحابه فقالوا : حتى نسأل نبينا ، فسألوه فقال : « هم تسعة عشر » ، ولم يذكر نزول الآية ، وهو أصح . ذكره إسحاق الحنظلي عن ابن عيينة ، عن مجالد
447 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا عبد الرحمن بن الحسن القاضي ،(1/256)
ثنا إبراهيم بن الحسين ، ثنا آدم بن أبي إياس ، ثنا حماد بن سلمة ، ثنا الأزرق بن قيس ، عن رجل من بني تميم قال : كنا عند أبي العوام فقرأ هذه الآية : عليها تسعة عشر ، فقال : ما تقولون ؟ أتسعة عشر ملكا ؟ فقلت أنا : بل تسعة عشر ألفا ، فقال : ومن أين علمت ذلك ؟ فقلت : لأن الله عز وجل يقول : وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا ، فقال أبو العوام : صدقت ، وبيد كل ملك مرزبة من حديد لها شعبتان ، فيضرب بها الضربة يهوي بها سبعين ألفا ، بين منكبي كل ملك منهم مسيرة كذا وكذا(1/257)
باب ما جاء في أودية جهنم
448 - حدثنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو حفص أحمد بن أحيد الفقيه ببخارى ، ثنا صالح بن محمد بن حبيب الحافظ ، ثنا هارون بن سعيد الأيلي ، ثنا عبد الله بن وهب ، أخبرني عمرو بن الحارث ، عن دراج أبي السمح ، عن أبي الهيثم ، عن أبي سعيد الخدري ، ويل لكل همزة لمزة ، قال : الويل واد في جهنم يهوي فيه الكافر أربعين خريفا قبل أن يفرغ من حساب الناس
449 - وحدثنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثني أبو الحسن أحمد بن محمد بن إسماعيل بن مهران ، حدثني أبي ، حدثني أبو عبيد الله الوهيز ، حدثني عمي ، عن عمرو بن الحارث ، عن أبي السمح ، عن أبي الهيثم ، عن أبي سعيد الخدري ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « الويل واد في جهنم يهوي فيه الكافر أربعين خريفا قبل أن يبلغ قعره ، والصعود جبل في النار ، فيصعد فيه سبعين خريفا ثم يهوي ، وهو كذلك »(1/258)
رفعه ابن أخي ابن وهب ، عن عمه ، وقرأته أيضا بخط شيخنا أبي عبد الله ، فيما لم يمل من كتاب المستدرك حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا بحر بن نصر ، ثنا عبد الله بن وهب ، فذكر بإسناده مرفوعا ، وهو فيما أنبأني به إجازة
450 - أخبرنا أبو نصر بن قتادة ، أنبأ أبو منصور النضروي ، ثنا أحمد بن نجدة ، ثنا سعيد بن منصور ، ثنا خلف بن خليفة ، عن العلاء بن المسيب ، عن أبيه ، عن أبي عبيدة ، عن ابن مسعود ، قال : « ويل واد في جهنم يسيل فيه صديد أهل النار جعل للمكذبين »
451 - أخبرنا أبو الحسين بن بشران ، وأبو الحسن محمد بن أحمد بن الحسن بن إسحاق البزاز ببغداد ، قالا : ثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن إسحاق الفاكهي ، بمكة ، ثنا أبو يحيى بن أبي مسرة ، ثنا أبو عبد الرحمن المقرئ ، ثنا سعيد بن أبي أيوب ، حدثني محمد بن عجلان ، عن زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، قال : « الويل واد في جهنم ، لو سيرت فيه الجبال لانماعت من حره »
452 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأ أبو العباس السياري ، ثنا محمد بن موسى الباشاني الفقيه ، ثنا علي بن الحسن ، ثنا الحسين بن واقد ، ثنا أبو إسحاق ، عن البراء بن عازب ، ح(1/259)
وأخبرنا الفقيه أبو القاسم عبيد الله بن عمر القاضي ببغداد ، ثنا أحمد بن سلمان ، ثنا الحسن بن مكرم ، ثنا شبابة ، ثنا يونس بن أبي إسحاق ، وابنه إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن البراء بن عازب ، في قوله : فسوف يلقون غيا ، قال : نهر في جهنم - في رواية الحسن - واد في جهنم بعيد القعر منتن الريح
453 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني عبد الرحمن بن الحسن القاضي ، بهمدان ، ثنا إبراهيم بن الحسين ، ثنا آدم بن أبي إياس ، ثنا شعبة ، عن أبي إسحاق ، عن أبي عبيدة ، عن عبد الله ، في قوله جل وعز : فسوف يلقون غيا ، قال : « نهر في جهنم بعيد القعر ، خبيث الطعم »
454 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو بكر القاضي ، قالا : ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا إبراهيم بن مرزوق البصري ، بمصر ، ثنا إسحاق بن إدريس ، عن أبي الأحوص ، عن أبي إسحاق ، عن أبي عبيدة ، عن عبد الله ، في قوله : فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا ، قال : الغي نهر حميم في النار يقذف فيه الذين يتبعون الشهوات
455 - أخبرنا أبو الحسن محمد بن أبي المعروف ، أنبأ أبو سهل بشر بن (1/260)
أحمد ، أنبأ أبو جعفر الحذاء ، ثنا علي بن المديني ، ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث ، ثنا يزيد بن درهم ، قال : سمعت أنس بن مالك ، في قوله : وجعلنا بينهم موبقا : واد من قيح ودم
456 - قال : وحدثنا علي ، ثنا روح بن عبادة ، ثنا سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، قال : وذكر لنا ، أن عمر البكالي حدث ، عن عبد الله بن عمرو في قوله : موبقا ، قال : « واد في النار عميق ، فرق يوم القيامة بين أهل الهدى وأهل الضلالة »
457 - أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان ، أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ، ثنا تمتام محمد بن غالب ، ثنا محمد بن زياد بن . . . . ثنا شرقي بن القطامي ، عن لقمان بن عامر ، قال : جئت أبا أمامة الباهلي صدي بن العجلان فقلت : حدثني حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « إن صخرة لو قذف بها في جهنم ما بلغت قعرها سبعين خريفا ، ثم ينتهي إلى غي وأثام » ، قلت : وما غي وأثام ؟ قال : « نهران في أسفل جهنم يسيل منهما صديد أهل النار » ، قول الله عز وجل : فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا ، وقوله : ومن يفعل ذلك يلق أثاما
458 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأ عبد الرحمن بن الحسن ، ثنا إبراهيم بن الحسين ، ثنا آدم ، ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله :(1/261)
موبقا قال : الموبق واد في جهنم . وفى قوله يلق أثاما قال : يعني به واديا في جهنم تدعى أثاما وقد مضى رواية أبي الحسن بن أبي المعروف في بيانه
459 - وأخبرنا أبو الحسن بن أبي المعروف ، أنبأ بشر الإسفراييني ، ثنا أبو جعفر بن الحذاء ، أنبأ علي بن المديني ، ثنا ريحان بن سعيد ، ثنا عباد بن منصور ، عن أيوب ، عن أبي قلابة ، عن أبي أسماء الرحبي ، حدثني عمرو البكالي ، « أن الموبق الذي ذكر الله في القرآن في سورة الكهف واد في النار بعيد القعر يفرق به يوم القيامة بين أهل الإسلام وبين من سواهم من الناس »
460 - قال وأخبرنا علي ، ثنا جرير ، عن منصور ، عن عرفجة ، في قوله : موبقا ، قال : « مهلكا »
461 - أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله الحرفي ، ثنا أحمد بن سلمان ، ثنا هلال بن العلاء ، ثنا عبد الله بن جعفر ، ثنا ابن عياش ، ثنا سعيد بن يوسف ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلام ، حدثني الحجاج بن عبد الله الثمالي وكان قد رأى النبي صلى الله عليه وسلم وحج معه حجة الوداع ، أن نفيرا حدثه ، وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : إن في جهنم سبعين ألف واد ، في كل واد سبعين ألف شعب ، في كل شعب سبعون ألف ثعبان ، وسبعون ألف عقرب ، لا ينتهي الكافر والمنافق حتى يواقع ذلك كله (1/262)
كذا وجدته في كتابي وذكره البخاري في التاريخ الكبير فقال : قال إسحاق بن يزيد ، ثنا إسماعيل بن عياش بهذا الإسناد ، غير أنه قال : إن نفير بن مجيب حدثه ، وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من قدمائهم ، قال : إن في جهنم سبعين ألف واد ، في كل واد سبعون ألف شعب ، في كل شعب سبعون ألف بيت ، في كل بيت سبعون ألف بئر ، في كل بئر سبعون ألف ثعبان ، في شدق كل ثعبان سبعون ألف عقرب ، لا ينتهي الكافر أو المنافق حتى يواقع ذلك كله
462 - أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان ، أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ، حدثني محمد بن الفضل ، ثنا سعيد بن سليمان ، عن أزهر بن سنان ، ثنا محمد بن واسع ، قال : قلت لبلال بن أبي بردة : إن أباك حدثني عن جدك ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « إن في جهنم واديا ، وفي الوادي بئر يقال له : هبهب ، حق على الله أن يسكنه كل جبار ، فإياك أن تكون منهم » تابعه يزيد بن هارون ، عن أزهر
463 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا العباس بن محمد ، ثنا يحيى بن معين ، حدثنا هشيم ، عن العوام بن حوشب ، عن عبد الجبار الخولاني ، قال : قدم علينا رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دمشق فرأى (1/263)
ما فيه الناس ، يعني من الدنيا ، فقال : وما يغني عنهم ، أليس من ورائهم الفلق ؟ قيل : وما الفلق ؟ قال : جب في النار إذا فتح هر منها أهل النار هكذا قال يحيى : هر منه أهل النار ، لم يقل : فر منه
464 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأ أبو عبد الله محمد بن علي الروذباري ، ثنا جعفر بن محمد بن سوار ، ثنا محمد بن نوح السعدي يعني النيسابوري ، ثنا يحيى بن اليمان ، ثنا سفيان الثوري ، عن أبي إسحاق ، عن عاصم بن ضمرة ، عن علي ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « تعوذوا بالله من جب الحزن ، أو وادي الحزن » ، قيل : يا رسول الله ، وما جب الحزن ، أو وادي الحزن ؟ قال : « واد في جهنم تتعوذ منه جهنم كل يوم سبعين مرة ، أعاذنا الله منها ، أعده الله للقراء المرائين »(1/264)
باب ما جاء في قعر جهنم ودركاتها ، وتفاوت أهلها في عذابها ، وما ورد في أهونهم عذابا قال الله عز وجل : إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ، وقال : سأرهقه صعودا
465 - أخبرنا أبو نصر بن قتادة ، أنبأ أبو عمرو بن مطر ، ثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي ، ثنا الهيثم بن خارجة ، ثنا خلف ، ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب ، ثنا محمد بن شاذان ، ثنا علي بن حجر ، ثنا خلف بن خليفة ، ثنا يزيد بن كيسان ، عن أبي حازم ، عن أبي هريرة ، قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فسمعنا وجبة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أتدرون ما هذا ؟ » قلنا : الله ورسوله أعلم ، قال : « هذا حجر أرسل في جهنم منذ سبعين عاما ، الآن حين انتهى إلى قعرها » وفي رواية الهيثم : « بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ سمع وجبة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : » هل تدرون ما هذا ؟ « قلنا : الله ورسوله أعلم ، قال : » هذا حجر رمي به في النار منذ سبعين خريفا ، فالآن انتهى إلى قعر النار « رواه مسلم في الصحيح عن يحيى بن أيوب ، عن خلف بن خليفة ، أخرجه أيضا من حديث مروان بن معاوية ، عن يزيد(1/265)
466 - أخبرنا أبو طاهر الفقيه ، أنبأ أبو بكر القطان ، ثنا أحمد بن يوسف ، ثنا عمر بن عبد الوهاب ، ثنا المعتمر بن سليمان ، عن أبيه ، عن عطاء وهو ابن السائب ، عن أبي بكر بن أبي موسى ، عن أبيه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « لو أن حجرا ألقي في جهنم لم يبلغ أسفلها سبعين خريفا »
467 - أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي ، أنبأ حاجب بن أحمد الطوسي ، ثنا محمد بن حماد ، ثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن يزيد الرقاشي ، عن أنس بن مالك ، قال : سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم دويا فقال : « يا جبريل ، ما هذا ؟ » قال : هذا حجر ألقي من شفير جهنم سبعين خريفا ، فالآن حين استقر في قعرها «
468 - وبهذا الإسناد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لو أن حجرا يبلغ خلفات ألقي من شفير جهنم هوى فيها سبعين عاما حتى يبلغ قعرها »
469 - وروينا عن عتبة بن غزوان ، أنه خطبهم فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : « أما بعد ، فإن الدنيا قد أذنت بصرم ، وولت حذاء ، ولم يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء يتصابها صاحبها ، وإنكم منتقلون منها إلى دار لا زوال لها ، فانقلبوا بخير ما بحضرتكم ؛ فإنه قد ذكر أن الحجر يلقى من شفير جهنم ، فيهوي فيها سبعين (1/266)
عاما لا يدرك لها قعرا ، والله لتملأن أفعجبتم ، ولقد ذكر لنا أن ما بين مصراعين من مصاريع الجنة مسيرة أربعين سنة ، وليأتين عليه يوم وهو كظيظ من الزحام » وذكر الحديث أخبرناه أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو بكر بن إسحاق ، أنبأ بشر بن موسى ، ثنا أبو عبد الرحمن المقرئ المنظري ، ثنا سليمان بن المغيرة ، ثنا حميد بن هلال ، عن خالد بن عمير العدوي ، قال : خطبنا عتبة بن غزوان ، فذكر الحديث رواه مسلم في الصحيح عن شيبان بن فروخ ، عن سليمان بن المغيرة
470 - أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان ، ثنا أحمد بن عبيد الصفار ، ثنا محمد بن الفضل بن حازم ، حدثنا كامل ، ثنا ابن لهيعة ، ثنا دراج ، عن أبي الهيثم ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ويل وادي في جهنم يهوي فيه الكافر قدر أربعين خريفا ، ثم يهوي به كذلك أبدا »
471 - أخبرنا أبو طاهر الفقيه ، أنبأ أبو بكر القطان ، ثنا أحمد بن يوسف ، ثنا محمد بن يوسف ، ثنا إسرائيل ، عن عمار الدهني ، ح وأخبرنا أبو نصر بن قتادة ، أنبأ أبو منصور النضروي ، ثنا أحمد بن نجدة ، ثنا سعيد بن منصور ، ثنا سفيان ، عن عمار الدهني ، عن عطية العوفي ، عن أبي (1/267)
سعيد الخدري ، في قوله : سأرهقه صعودا ، قال : صخرة في جهنم إذا وضعوا عليها أيديهم ذابت ، فإذا رفعوها عادت ، واقتحامها فك رقبة أو إطعام في يوم ذي مسغبة ، وفي رواية إسرائيل : جبل في النار ، وقال : ثم يرفعونها ، فيعود اقتحامها
472 - أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ، أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ، ثنا زكريا بن يحيى الكوفي ، ثنا المنجاب بن الحارث ، ح وأخبرنا أبو نصر محمد بن أحمد بن إسماعيل البزاز الطبراني بها ، أنبأ أبو النضر محمد بن محمد بن يوسف الفقيه ، ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ، ثنا منجاب بن الحارث ، ثنا شريك ، عن عمار الدهني ، عن عطية ، عن أبي سعيد ، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : سأرهقه صعودا ، قال : « جبل من نار في النار ، يكلف أن يصعده ، فإذا وضع يده عليه ذابت ، فإذا رفعها عادت ، وإذا وضع رجله عليه ذابت ، وإذا رفعها عادت »
473 - حدثنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثني محمد بن صالح بن هانئ ، ثنا الحسين بن الفضل ، ثنا محمد بن سابق ، ثنا إسرائيل ، عن سماك بن حرب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، ومن يعرض عن ذكر ربه يسلكه عذابا صعدا قال : « جبل في جهنم »
474 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أحمد بن سلمان ، ثنا جعفر بن محمد بن شاكر ، ثنا حسين بن محمد ، ثنا شيبان بن عبد الرحمن ، عن قتادة قال : وحدثنا أيوب بن إسحاق الفقيه ، واللفظ له ، قال : أنبأ موسى بن إسحاق(1/268)
الأنصاري ، ثنا عبد الله بن أبي شيبة ، ثنا يونس بن محمد ، ثنا شيبان ، قال : قال قتادة : سمعت أبا نضرة ، يحدث ، عن سمرة بن جندب ، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « إن منهم من تأخذه النار إلى كعبيه ، ومنهم من تأخذه النار إلى حجزته ، ومنهم من تأخذه النار إلى ترقوته » رواه مسلم في الصحيح عن عبد الله بن أبي شيبة ، ويشبه أن يكون هذا فيمن يدخل النار من أهل التوحيد بذنوبهم ، ثم يخرجون منها ، وقد أخذت النار منهم على قدر ذنوبهم
475 - حدثنا أبو بكر بن فورك ، ثنا عبد الله بن جعفر ، ثنا يونس بن حبيب ، ثنا أبو داود ، ثنا شعبة ، عن أبي إسحاق ، قال : سمعت النعمان بن بشير ، يخطب ، وهو يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن أهون أهل النار عذابا رجل في أخمص قدميه جمرتان ، وجمرة يغلي منها دماغه » أخرجاه في الصحيح من حديث غندر ، عن شعبة
476 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو سعيد محمد بن موسى ، قالا : ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي ، ثنا أحمد بن خالد الوهبي ، ثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن النعمان بن بشير ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « إن أهون أهل النار عذابا يوم القيامة رجل في أخمص قدميه جمرتان يغلي منها دماغه كما يغلي المرجل أو القمقم » رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن رجاء ، عن إسرائيل(1/269)
477 - أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ، أنبأ عبد الله بن جعفر ، ثنا يعقوب بن سفيان ، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، ثنا أبو أسامة ، عن الأعمش ، ثنا أبو إسحاق ، عن النعمان بن بشير ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن أهون أهل النار عذابا من له نعلان وشراكان من النار يغلي منهما دماغه كما يغلي المرجل ، ما يرى أن أحدا أشد عذابا منه ، وإنهم لأهونهم عذابا »
478 - أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ، أخبرني أبو الوليد ، أنبأ الحسن بن سفيان ، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، ثنا يحيى بن أبي بكير ، ثنا زهير يعني ابن محمد ، عن سهيل ، عن النعمان بن أبي عياش ، عن أبي سعيد ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « إن أدنى أهل النار عذابا ينتعل بنعلين من نار يغلي دماغه من حرارة نعليه » رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر
479 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني أبو عمرو يعني ابن حمدان ، أنبأ الحسن بن سفيان ، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، ثنا عفان ، ثنا حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أبي عثمان النهدي ، عن ابن عباس ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « أهون أهل النار عذابا أبو طالب ، منتعل بنعلين يغلي منهما دماغه » رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر ، وقد مضى سائر طرقه في باب الشفاعة(1/270)
باب ما جاء في شدة حر جهنم ، وما جاء في وقود نارها وشدة برد زمهريرها قال الله عز وجل : قل نار جهنم أشد حرا لو كانوا يفقهون ، وقوله : كلما خبت زدناهم سعيرا ، وقال : فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين
480 - أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن علي السقاء ، ثنا محمد بن القاسم بن عبد الرحمن العتكي ، ثنا أبو علي محمد بن عمرو بن النضر ، ثنا القعنبي ، ثنا المغيرة ، عن أبي الزناد ، ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأ أبو بكر أحمد بن سلمان الفقيه ، ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ، ثنا إسماعيل بن أبي أويس ، ثنا مالك ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « نار بني آدم التي يوقدون جزء من سبعين جزءا من نار جهنم » ، قالوا : يا رسول الله ، إن كانت لكافية ، قال : « فإنها فضلت عليها بتسعة وستين جزءا » لفظ حديث مالك ، وفي رواية المغيرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ناركم هذه التي يوقد بنو آدم جزء من سبعين جزءا ، كلها مثل حرها »(1/271)
رواه البخاري في الصحيح عن إسماعيل بن أبي أويس . وأخرجه مسلم عن قتيبة ، عن المغيرة بن عبد الرحمن
481 - أخبرنا أبو طاهر الفقيه ، أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان ، ثنا أحمد بن يوسف السلمي ، ثنا عبد الرزاق ، أنبأ معمر ، عن همام بن منبه ، قال : هذا ما حدثنا أبو هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ناركم هذه ما يوقد بنو آدم جزء من سبعين جزءا من حر جهنم » ، قالوا : والله إن كانت لكافيتنا يا رسول الله ، قال : « فإنها فضلت عليها بتسعة وستين جزءا ، كلهن مثل حرها » رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن رافع ، عن عبد الرزاق
482 - أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن ، أنبأ حاجب بن أحمد ، ثنا محمد بن حماد ، ثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن زيد بن وهب ، قال : قال عبد الله : « إن ناركم هذه جزء من سبعين جزءا من تلك النار ، ولولا أنها ضربت في البحر مرتين ما انتفعتم منها بشيء » هذا موقوف
483 - وقد أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ ، أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ، ثنا يوسف بن يعقوب ، ثنا إبراهيم بن بشار ، ثنا سفيان ، ثنا أبو الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « إن ناركم هذه جزء من سبعين جزءا من نار جهنم ضربت بماء البحر مرتين ، ولولا ذلك ما جعل الله فيها منفعة لأحد »(1/272)
484 - أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان ، أنبأ أحمد بن عبيد ، ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ، ثنا إبراهيم بن حمزة ، ثنا عبد العزيز ، عن أبي سهل بن مالك ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « تحسبون أن نار جهنم مثل ناركم هذه ، هي أشد سوادا من القار ، هي جزء من بضعة وستين جزءا منها ، أو نيف وأربعين جزءا » شك أبو سهل
485 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا أحمد بن شيبان الرملي ، ثنا سفيان ، عن الزهري ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « اشتكت النار إلى ربها فقالت : يا رب ، أكل بعضي بعضا ، فأذن لها بنفسين ، نفس في الشتاء ، ونفس في الصيف ، فأشد ما تجدون من الحر من حرها ، وأشد ما تجدون من البرد من زمهريرها » رواه البخاري في الصحيح عن علي بن عبد الله ، عن سفيان
486 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا الحسن بن علي بن عفان العامري ، ثنا محمد بن عبيد ، ثنا مسعر ، عن عبد الملك بن ميسرة ، عن عبد الرحمن بن سابط ، عن عمرو بن ميمون ، عن عبد الله بن مسعود ، قال : « إن الحجارة التي سمى الله تعالى في القرآن وقودها الناس والحجارة حجارة من كبريت ، خلقها الله عنده عز وجل كيف شاء أو كما شاء »(1/273)
487 - أخبرنا أبو علي الروذباري ، أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ، ثنا محمد بن غالب ، ثنا عبيد بن عبيدة ، ثنا معتمر بن سليمان ، عن أبيه ، قال : زعم علقمة ، عن عاصم ، عن أبي صالح ، عن كعب ، قال : « سجرت النار ألف سنة حتى ابيضت ، ثم سجرت ألف سنة حتى احمرت ، ثم سجرت ألف سنة حتى اسودت » ، قال : وأظنه قال : ولجهنم سبعة آلاف زمام ، مع كل زمام سبعون ألف ملك « رواه يحيى بن أبي بكير ، عن شريك ، عن عاصم ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة مرفوعا
488 - أخبرنا الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان ، ببغداد ، أنبأ عبد الله بن جعفر ، ثنا يعقوب بن سفيان ، حدثنا العباس بن محمد الدوري ، ثنا يحيى بن أبي بكير ، أنبأ شريك ، عن عاصم ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أوقدت النار ألف سنة حتى احمرت ، ثم أوقد عليها ألف سنة حتى ابيضت ، ثم أوقد عليها ألف سنة حتى اسودت ، فهي سوداء مظلمة » تفرد به يحيى بن أبي بكير ، عن شريك . ورواه ابن المبارك ، عن شريك ، عن عاصم ، عن أبي صالح ، أو رجل ، عن أبي هريرة موقوفا
489 - أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان ، أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ، ثنا(1/274)
الكديمي ، ثنا سهل بن حماد ، ثنا المبارك بن فضالة ، ثنا ثابت البناني ، عن أنس ، قال : تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية وقودها الناس والحجارة ، فقال : « أوقد عليها ألف عام حتى احمرت ، وألف عام حتى ابيضت ، وألف عام حتى اسودت ، فهي سوداء مظلمة لا يطفأ لهبها » قال : وبين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل أسود يهتف بالبكاء ، فنزل عليه جبريل عليه السلام فقال : يا محمد ، من هذا الباكي بين يديك ؟ قال : « رجل من الحبشة » ، وأثنى عليه معروفا ، قال : فإن الله عز وجل يقول : وعزتي وجلالي ، لا تبكي عين عبد في الدنيا من مخافتي إلا أكثرت ضحكها معي في الجنة «
490 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني الحسن بن حليم المروزي ، أنبأ أبو الموجه ، أنبأ عبدان ، أنبأ عبد الله ، أنبأ سعيد بن يزيد أبو شجاع ، عن أبي السمح ، عن أبي الهيثم ، عن أبي سعيد الخدري ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون ، قال : « تشويه النار ، فتفلق شفته العليا حتى تبلغ وسط رأسه ، وتسترخي شفته السفلى حتى تضرب سرته »
491 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال :(1/275)
ثنا الحسن بن علي بن عفان ، ثنا عمرو بن محمد العنقزي ، عن إسرائيل وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأ محمد بن إسحاق الصفار ، ثنا أحمد بن نصر ، ثنا عمرو بن طلحة ، أنبأ إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن أبي الأحوص ، عن عبد الله بن مسعود ، في قول الله عز وجل : وهم فيها كالحون ، قال : ككلوح الرأس النضيج
492 - أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق ، أنبأ أبو الحسن الطرائفي ، ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ، ثنا عبد الله بن صالح ، عن معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، في قوله : كالحون ، يقول : عابسون
493 - أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان ، أنبأ أحمد بن عبيد ، ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ، ثنا إبراهيم بن عبد الله الهروي ، ثنا محمد بن سليمان الأصبهاني ، عن أبي سنان ، عن عبد الله بن أبي الهذيل ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن جهنم لما سيق إليها تلقتهم بعنف ، ونفحتهم نفحة لم تترك لحما على عظم إلا ألقته على العرقوب » الصواب « ولفحتهم بلفحة »
494 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أحمد بن كامل القاضي ، ثنا (1/276)
يزيد بن الهيثم ، ثنا محمد بن جعفر العيدي ، ثنا ابن فضيل ، عن أبي سنان ، عن عبد الله بن أبي الهذيل ، عن أبي هريرة ، في قوله عز وجل : لواحة للبشر ، قال : تلقاهم جهنم يوم القيامة فتلفحهم لفحة ، فلا تترك لحما على عظم إلا وضعته على العراقيب
495 - أخبرنا أبو نصر بن قتادة ، أنبأ أبو منصور النضروي ، ثنا أحمد بن نجدة ، ثنا سعيد بن منصور ، ثنا سفيان ، عن أبي سنان ، عن عبد الله بن أبي الهذيل ، أو غيره ، في قوله : تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون ، قال : لفحتهم النار لفحة فما أبقت لحما على عظم إلا ألقته عند أعقابها
496 - قال : وحدثنا سعيد ، ثنا خالد بن عبد الله ، عن حصين ، عن عكرمة في قوله : يوم هم على النار يفتنون ، قال : « كما يفتن الذهب بالنار »
497 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأ عبد الرحمن بن الحسن ، ثنا إبراهيم بن الحسين ، ثنا آدم ، ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله : على النار يفتنون ، يعني : يحرقون ، أي كما يفتن الذهب في النار ذوقوا فتنتكم ، يعني تحريقكم ، وفي قوله : ثم في النار يسجرون ، قال : يقول : « توقد بهم النار »(1/277)
498 - أخبرنا أبو نصر بن قتادة ، وأبو بكر محمد بن إبراهيم المشاط ، قالا : أنبأ أبو عمرو بن مطر ، ثنا إبراهيم بن علي ، ثنا يحيى بن يحيى ، أنبأ ابن لهيعة ، عن دراج ، عن أبي الهيثم ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لو أن دلوا من غساق ألقي في الدنيا لأنتن أهل الأرض »
499 - أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق ، أنبأ أبو الحسن الطرائفي ، ثنا عثمان بن سعيد ، ثنا عبد الله بن صالح ، عن معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، في قوله : غساقا ، يقول : الزمهرير
500 - أخبرنا أبو نصر بن قتادة ، أنبأ أبو منصور النضروي ، ثنا أحمد بن نجدة ، ثنا سعيد بن منصور ، ثنا جرير ، عن منصور ، عن إبراهيم ، في قوله : حميما وغساقا ، قال : الغساق ما ينقطع من جلود أهل النار وصديدهم
501 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو سعيد بن أبي عمرو ، قالا : ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، أنبأ العباس بن الوليد بن مزيد ، أخبرني أبي ، ثنا سعيد بن عبد العزيز ، قال : قال بلال بن سعد : « لو أن دلوا ، من الغساق وضع على الأرض لمات من عليها »
502 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو العباس هو الأصم ، ثنا أحمد بن(1/278)
حازم ، ثنا عبيد الله بن موسى ، عن سفيان ، عن السدي ، عن مرة ، عن عبد الله : وآخر من شكله أزواج ، قال : الزمهرير
503 - أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق ، أنبأ أبو الحسن الطرائفي ، ثنا عثمان بن سعيد ، ثنا عبد الله بن صالح ، عن معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس في قوله : كلما خبت زدناهم سعيرا ، يقول : سكنت ، وفي قوله : شواظ من نار ، يقول : لهب النار ، ونحاس ، يقول : دخان النار ، وفي قوله حميم آن ، يقول : انتهى حره ، وقوله : ترمي بشرر كالقصر ، يقول : كالقصر العظيم ، وفي قوله : جمالت صفر ، يقول : قطع النحاس
504 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا أبو علي الحسين بن إسحاق بن يزيد القطان ، ثنا محمد بن كثير ، أنبا سفيان ، ثنا عبد الرحمن بن عابس ، قال : سمعت ابن عباس ، سئل عن قول الله : إنها ترمي بشرر كالقصر ، قال : كنا نرفع من الخشب بقصر القصر ثلاثة أذرع أو أقل ، نرفعه للشتاء فنسميه القصر رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن كثير(1/279)
505 - حدثنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني أبو بكر الشافعي ، ثنا إسحاق بن الحسن ، ثنا أبو حذيفة ، ثنا سفيان ، عن عبد الرحمن بن عابس ، قال : سمعت ابن عباس ، وسئل ، عن هذه : ترمي بشرر كالقصر ، قال : كنا في الجاهلية بقصر ذراعين أو ثلاثة ، فنرفعه في الشتاء ، فنسميه القصر « قال : وسمعت ابن عباس ، وسئل عن جمالت صفر ، قال : حبال السفن يجمع بعضها إلى بعض حتى يكون كأوسط الرجال » أخرجهما البخاري في الصحيح من حديث سفيان
506 - أخبرنا أبو نصر بن قتادة ، أنبأ أبو منصور النضروي ، ثنا أحمد بن نجدة ، ثنا سعيد بن منصور ، ثنا خديج بن معاوية ، ثنا أبو إسحاق ، عن علقمة ، عن ابن مسعود ، : إنها ترمي بشرر كالقصر : أما إني لست أقول كالشجر ، ولكن كالحصون والمدائن
507 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأ عبد الرحمن بن الحسن القاضي ، ثنا إبراهيم بن الحسين ، ثنا آدم ، ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله : إنها ترمي بشرر كالقصر ، قال : يقول : « كأنها حزم الشجر ، قال : والجمالات الصفر حبال الجسور »
508 - أخبرنا أبو الحسن بن عبدان ، أنبأ أحمد بن عبيد ، ثنا إسحاق بن (1/280)
الحسن الحربي ، ثنا عفان ، ثنا عبد العزيز بن مسلم ، ثنا الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « يخرج عنق من النار لها عينان يبصر بها ، وأذنان يسمع بها ، ولسان ينطق به ، يقول : إني وكلت بكل جبار عنيد ، وبكل من دعا مع الله إلها آخر والمصورين »
509 - أخبرنا أبو علي الروذباري ، أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ، ثنا محمد بن علي الوراق ، ثنا عبيد الله بن موسى ، أنبأ ابن أبي ليلى ، عن عطية ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « يخرج عنق من النار فيقول : إني وكلت بكل جبار عنيد ، وبمن جعل مع الله إلها آخر » قال : « فينطوي عليهم فيطرحهم في غمرات جهنم »
510 - وأخبرنا أبو علي الروذباري ، أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ، ثنا محمد بن غالب ، ثنا عبيد بن عبيدة ، ثنا معتمر ، عن أبيه ، عن عطية ، عن أبي سعيد ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « يخرج عنق من النار أشد سوادا من القار فيقول : إني وكلت بكل جبار عنيد ، ومن يدع مع الله إلها آخر ، ومن قتل نفسا بغير نفس »(1/281)
باب ما جاء في ثياب أهل النار وسلاسلهم وأغلالهم ، وما يصب عليهم من الحميم ، ويقمعون بمقامع من حديد قال الله عز وجل : فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار يصب من فوق رءوسهم الحميم يصهر به ما في بطونهم والجلود ولهم مقامع من حديد كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها ، وقال : سرابيلهم من قطران وتغشى وجوههم النار ليجزي الله كل نفس ما كسبت ، وقال : وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال ، في سموم وحميم ، وظل من يحموم ، لا بارد ولا كريم ، وقال : فسوف يعلمون إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون ، في الحميم ثم في النار يسجرون ، وقال : خذوه فغلوه ، ثم الجحيم صلوه ، ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه
511 - أخبرنا الحافظ ، أنبأ الحسن بن حليم المروزي ، أنبأ أبو الموجه ، أنبأ عبدان ، أنبأ ابن المبارك ، أخبرني سعيد بن يزيد ، عن أبي(1/282)
السمح ، عن أبي حجيرة ، عن أبي هريرة ، وتلا قول الله تبارك وتعالى : فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار ، فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « إن الحميم ليصب على رءوسهم ، فينفذ الجمجمة ، ثم يخلص إلى جوفه ، فيسلت ما في جوفه ، حتى يمرق من قدميه ، وهو الصهر ، ثم يعاد كما كان »
512 - أخبرنا أبو الحسين بن الفضل ، أنبأ عبد الله بن جعفر ، ثنا يعقوب بن سفيان ، ثنا أبو بكر الحميدي ، ثنا سفيان ، ثنا سالم ، قال : قرأ إبراهيم التيمي في قصصه : الذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار « فقال إبراهيم : سبحان من قطع من النيران ثيابا »
513 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثني محمد بن صالح بن هانئ ، ثنا السري بن خزيمة ، ثنا عبد الله بن يزيد المقرئ ، ثنا سعيد بن يزيد ، عن أبي السمح ، عن عيسى بن هلال الصدفي ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لو أن رصاصة من هذه مثل هذه ، وأشار إلى مثل الجمجمة ، أرسلت من السماء إلى الأرض ، وهي مسيرة خمسمائة سنة لبلغت قبل الليل » ، وتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون ، في الحميم ثم في النار يسجرون ورواه ابن المبارك عن سعيد ، وزاد فيه : « ولو أنها أرسلت من رأس السلسلة لسارت أربعين خريفا الليل والنهار ، قبل أن تبلغ أصلها أو قعرها »
514 - أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي ، أنبأ أبو الحسن(1/283)
الطرائفي ، ثنا عثمان بن سعيد ، ثنا عبد الله بن صالح ، عن معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، في قوله : قطران ، يقول : هو النحاس المذاب
515 - أخبرنا أبو نصر بن قتادة ، أنبأ أبو منصور النضروي ، ثنا أحمد بن نجدة ، ثنا سعيد بن منصور ، ثنا خالد ، عن حصين ، عن عكرمة ، في قوله : سرابيلهم من قطران ، قال : من صفر يحمى عليه
516 - قال : وحدثنا سعيد ، ثنا هشيم ، أنبأ الشيباني ، ثنا يزيد بن الأصم الهلالي ، أنه سمع ابن عباس سئل عن ظل من يحموم ، قال : « من نار سوداء »
517 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو صادق العطار ، قالا : ثنا أبو العباس هو الأصم ، ثنا الحسن بن علي بن عفان ، ثنا أسباط بن محمد ، عن الشيباني ح وحدثنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأ أبو بكر بن عبد الشافعي ، ثنا إسحاق بن الحسن ، ثنا أبو حذيفة ، ثنا سفيان الثوري ، عن سليمان الشيباني ، عن يزيد بن الأصم ، عن ابن عباس ، وظل من يحموم ، قال : من دخان أسود . وفي رواية أسباط قال : كنت عند ابن عباس ، فجاءه رجل فقال : ما ظل من يحموم ؟ قال : ظل الدخان(1/284)
518 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأ عبد الرحمن بن الحسن ، ثنا إبراهيم بن الحسين ، ثنا آدم ، ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله : وظل من يحموم ، قال : يقول : ظل من دخان جهنم أسود ، وهو اليحموم . وفي قوله إلى ظل ذي ثلاث شعب ، قال : يعني من دخان جهنم
519 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو سعيد بن أبي عمرو ، قالا : ثنا أبو العباس هو الأصم ، ثنا أحمد بن عبد الجبار ، ثنا أبو معاوية ، عن إسماعيل هو ابن أبي خالد ، عن أبي مالك ، في قوله : وظل من يحموم ، قال : ظل من دخان جهنم
520 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا عبد الرحمن بن الحسن القاضي ، ثنا إبراهيم بن الحسين ، ثنا آدم ، ثنا حماد بن سلمة ، ثنا الأزرق بن قيس ، عن رجل ، من بني تميم قال : كنا عند أبي العوام فقرأ هذه الآية عليها تسعة عشر ، فقال : ما تقولون ، أتسعة عشر ملكا ؟ فقلت أنا : بل تسعة عشر ألفا ، فقال : ومن أين علمت ذلك ؟ ، فقلت : لأن الله عز وجل يقول : وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا ، فقال أبو العوام : صدقت ، وبيد كل ملك منهم مرزبة من حديد لها شعبتان ، فيضرب بها الضربة يهوي بها سبعين ألفا ، بين منكبي كل ملك منهم مسيرة كذا وكذا
521 - أخبرنا أبو علي الروذباري ، أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ، ثنا محمد بن غالب ، ثنا عبيد بن عبيدة ، ثنا معتمر بن سليمان ، عن أبيه ، قال : زعم علقمة بن وقاص ، عن عاصم ، عن أبي صالح ، قال : إذا ألقي الرجل في النار لم(1/285)
يكن له منتهى حتى يبلغ قعرها ، ثم تجيش به جهنم ، فترفعه إلى أعلى جهنم ، قال : وما على عظامه فرغة لحم ، قال : فتضربه الملائكة بالمقامع ، فيهوي بها في قعرها ، فلا يزال كذلك أو كما قال
522 - أخبرنا أبو نصر بن قتادة ، وأبو بكر محمد بن إبراهيم الفارسي ، قالا : ثنا أبو عمرو بن مطر ، ثنا إبراهيم بن علي ، ثنا يحيى بن يحيى ، أنبأ ابن لهيعة ، عن دراج ، عن أبي الهيثم ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، في قوله : مقامع من حديد : « لو وضع مقمع من حديد في الأرض ، ثم اجتمع عليه الثقلان ما أقلوه من الأرض »
523 - أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان ، أنبأ أحمد بن عبيد ، ثنا الكديمي ، ثنا أبو علي الحنفي ، ثنا شريك ، عن الأعمش ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، في قوله : فيؤخذ بالنواصي والأقدام ، قال : يجمع بين رأسه ورجليه ، ثم يقصف كما يقصف الحطب
524 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ومحمد بن موسى بن الفضل ، قالا : ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا السري بن يحيى ، ثنا أبو غسان ، ثنا عبد السلام ، عن أبي خالد ، عن المنهال بن عمرو ، قال : حدثت نعيما ، بحديث شاذان(1/286)
عن البراء ، في القبر ، فقال لي : ألا أحدثك بما أعظم من ذلك ثنا سويد بن غفلة قال : إذا أراد الله عز وجل أن ينسى أهل النار جعل للرجل منهم صندوقا على قدره من النار لا ينبض فيه عرق إلا فيه مسمار من نار ، ثم يضرم فيه النار ، ثم يقفل بقفل من نار ، ثم يجعل ذلك الصندوق في صندوق من نار ، ثم يضرم فيها نار ، ثم يقفل ، ثم يلقى أو يطرح في النار ، فذلك قوله : لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل ذلك يخوف الله به عباده يا عباد فاتقون ، وذلك قوله : لهم فيها زفير وهم فيها لا يسمعون ، قال : فما يرى أن في النار أحدا غيره قال أبو خالد : نعيم بن أبي هند ؟ فقال : ما حدثني أو ما حدثته ، فظننا أنه نعيم بن دجاجة
525 - أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق ، أنبأ أبو الحسن الطرائفي ، ثنا عثمان بن سعيد ، ثنا عبد الله بن صالح ، عن معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، في قوله : مؤصدة ، يقول : « مطبقة »
526 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأ أحمد بن كامل القاضي ، أنبأ محمد بن سعد العوفي ، حدثني أبي ، حدثني عمي الحسين بن الحسن بن عطية ، حدثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، في قوله : عمد ممددة ، قال : هي عليهم مغلقة ، أدخلهم في عمد ، فمدت عليهم بعماد ، وفي أعناقهم السلاسل ، فسدت به الأبواب ، أعوذ بالله من النار
527 - وفي قوله : ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه ،(1/287)
قال : « تسلل في دبره حتى يخرج من منخره ، حتى لا يقوم على رجليه »
528 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأ عبد الرحمن بن الحسن ، ثنا إبراهيم بن الحسين ، ثنا آدم ، ثنا المبارك ، عن الحسن ، قال : « الأنكال قيود من نار »(1/288)
باب ما جاء في طعام أهل النار وشرابهم قال الله عز وجل : إن شجرة الزقوم ، طعام الأثيم ، كالمهل يغلي في البطون ، كغلي الحميم ، وقال : ثم إنكم أيها الضالون المكذبون ، لآكلون من شجر من زقوم ، فمالئون منها البطون ، فشاربون عليه من الحميم ، فشاربون شرب الهيم ، وقال : إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم ، طلعها كأنه رءوس الشياطين ، فإنهم لآكلون منها فمالئون منها البطون ، ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم ، ثم إن مرجعهم لإلى الجحيم ، وقال : تصلى نارا حامية ، تسقى من عين آنية ، ليس لهم طعام إلا من ضريع ، لا يسمن ولا يغني من جوع ، وقال : إنه كان لا يؤمن بالله العظيم ولا يحض على طعام المسكين فليس له اليوم ها هنا حميم ولا طعام إلا من غسلين لا يأكله إلا الخاطئون ، وقال : إن لدينا أنكالا وجحيما ، وطعاما ذا غصة وعذابا أليما ، وقال : ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله قالوا إن الله حرمهما على الكافرين ، وقال : ويسقى من ماء صديد ، يتجرعه ولا يكاد يسيغه ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت ومن ورائه عذاب غليظ ، وقال : إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا
529 - أخبرنا أبو بكر بن فورك ، أنبأ عبد الله بن جعفر ، ثنا يونس بن (1/289)
حبيب ، ثنا أبو داود ، ثنا شعبة ، عن الأعمش ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ، قال : « لو أن قطرة من الزقوم قطرت في بحار الدنيا أفسدت على أهل الدنيا معايشهم ، فكيف بمن يكون طعامه ؟ »
530 - وأخبرنا أبو طاهر الفقيه ، أنبأ أبو حامد بن بلال البزاز ، ثنا أبو الأزهر ، ثنا يحيى بن عيسى الرملي ، عن الأعمش ، عن أبي يحيى ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، قال : « لو أن قطرة ، من زقوم جهنم أنزلت إلى الدنيا لأفسدت على الناس معاشهم »
531 - أخبرنا أبو طاهر الفقيه ، من أصل سماعه ، أخبرنا أبو بكر القطان ، ثنا إسحاق بن عبد الله بن محمد بن رزين ، ثنا حفص بن عبد الرحمن ، عن محمد بن إسحاق ، عن حكيم بن حكيم بن عباد بن حنيف ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، أنه قال : لما ذكر الله الزقوم خوف به هذا الحي من قريش ، فقال أبو جهل : هل تدرون ما هذا الزقوم الذي يخوفكم به محمد ؟ قالوا : لا ، قال : نتزبد بالزبد ، أما والله لأن أمكننا منها لنتزقمها تزقما ، فأنزل الله عز وجل فيه : والشجرة الملعونة في القرآن ، يقول : المذمومة ، ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا
532 - أخبرنا الإمام أبو عثمان ، أنبأ أبو نعيم أحمد بن محمد بن إبراهيم الإسفراييني ، ثنا أبو نصر محمد بن أحمد بن حمدويه المروزي ، ثنا عبد الله بن (1/290)
حماد الآملي ، ثنا سليمان بن عبد الرحمن ، ثنا عبد الرحمن بن سوار الهلالي ، حدثني أبو عكرمة الطائي ، قال : سمعت أنس بن مالك ، يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « يا معشر المسلمين ، ارغبوا فيما رغبكم الله فيه ، واحذروا مما حذركم الله منه ، وخافوا مما خوفكم الله به من عذابه وعقابه ومن جهنم ؛ فإنها لو كانت قطرة من الجنة معكم في دنياكم التي أنتم فيها حلتها لكم ، ولو كانت قطرة من النار معكم في دنياكم التي أنتم فيها خبثتها عليكم »
533 - أخبرنا أبو علي بن شاذان ، أنبأ عبد الله بن جعفر ، ثنا يعقوب بن سفيان ، ثنا عاصم بن يوسف التيمي ، ثنا قطبة بن عبد العزيز ، عن الأعمش ، عن شمر بن عطية ، عن شهر بن حوشب ، عن أم الدرداء ، عن أبي الدرداء ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « يلقى على أهل النار الجوع ، حتى يعدل ما هم فيه من العذاب ، فيستغيثون بالطعام ، فيغاثون بطعام من ضريع لا يسمن ولا يغني من جوع ، فيستغيثون بالطعام ، فيغاثون بطعام ذي غصة ، فيذكرون أنهم كان يجيزون الغصص في الدنيا بالشراب ، فيستغيثون بالشراب ، فيرفع إليهم الحميم بكلاليب الحديد ، فإذا دنت من وجوههم شوت وجوههم ، وإذا دخلت في بطونهم قطعت ما في بطونهم ، فيقولون : ادعوا خزنة جهنم » ، قال : « فيدعون خزنة جهنم : أن ادعوا ربكم يخفف عنا يوما من العذاب ، فيقولون : أولم تك تأتيكم رسلكم بالبينات ؟ قالوا : بلى ، قالوا : فادعوا ، وما دعاء الكافرين إلا في ضلال » ، قال : « فيقولون : ادعوا مالكا ، فيدعون مالكا فيقولون : يا مالك ليقض علينا ربك » ، قال : « فيجيبهم : إنكم ماكثون » قال الأعمش : أنبئت أن بين دعائهم وبين إجابة مالك إياهم ألف عام ، قال : « فيقولون : ادعوا ربكم ، فلا أحد خير من ربكم ، فيقولون : ربنا غلبت علينا شقوتنا(1/291)
، وكنا قوما ضالين ، ربنا أخرجنا منها ، فإن عدنا فإنا ظالمون » ، قال : « فيجيبهم : اخسئوا فيها ولا تكلمون » ، قال : « فعند ذلك يئسوا من كل خير ، وعند ذلك أخذوا من الزفير والحسرة والويل » أخبرناه أبو طاهر الفقيه ، أنبأ أبو طاهر المحمد آبادي ، ثنا العباس الدوري ، ثنا عاصم بن يوسف التميمي ، ثنا قطبة بن عبد العزيز ، عن الأعمش ، عن شمر بن عطية ، عن شهر بن حوشب ، عن أم الدرداء ، عن أبي الدرداء ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « يلقى على أهل النار الجوع » ، قال : فذكر الحديث بطوله أخرجه أبو عيسى الترمذي في كتابه ، عن عبد الله بن عبد الرحمن ، عن عاصم بن يوسف ، قال أبو عيسى : إنما يروى عن الأعمش بإسناده ، عن أبي الدرداء ، غير مرفوع ، وقطبة ثقة عند أهل الحديث
534 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني الحسن بن حليم المروزي ، ثنا أبو الموجه ، أنبأ عبدان ، أنبأ عبد الله بن المبارك ، أنبأ صفوان بن عمرو ، عن عبد الله بن بسر ، عن أبي أمامة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : ويسقى من ماء صديد ، يتجرعه ولا يكاد يسيغه ، قال : « يقرب إليه فيتكرهه ، فإذا أدني منه شوى وجهه ، ووقع فروة رأسه ، فإذا شربه قطع أمعاءه ، حتى يخرج من دبره » ، يقول الله تعالى : وسقوا(1/292)
ماء حميما فقطع أمعاءهم ، يقول الله تعالى : وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب « رواه أبو عيسى عن سويد ، عن ابن المبارك ، عن صفوان ، عن عبيد الله بن بسر وكذلك قاله في التاريخ البخاري عبيد الله بن بشر . قال أبو عيسى : ولعله أن يكون أخا عبد الله بن بسر
535 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأ عبد الله بن عمر الجوهري ، بمرو ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، ثنا أبي ، ثنا هارون بن معروف ، قال : ثنا عبد الله بن وهب ، أخبرني عمرو بن الحارث ، عن أبي السمح ، عن أبي الهيثم ، عن أبي سعيد الخدري ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : بماء كالمهل ، قال : « كعكر الزيت ، فإذا قرب إليه سقطت فروة وجهه ، ولو أن دلوا من غسلين يهراق في الدنيا لأنتن أهل الدنيا »
536 - حدثنا محمد بن عبد الله الحافظ ، أخبرني أبو الحسين محمد بن أحمد الحنظلي ببغداد ، ثنا أبو قلابة ، ثنا عاصم ، عن شبيب بن شيبة ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، : طعاما ذا غصة ، قال : شوك يأخذ بالحلق ، لا يدخل ولا يخرج ، وفي قوله : كثيبا مهيلا ، قال : المهيل الذي إذا أخذت منه شيئا تبعك آخره ، والكثيب من الرمل(1/293)
537 - أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي ، أنبأ أبو الحسن الطرائفي ، عن عثمان بن سعيد ، ثنا عبد الله بن صالح ، عن معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، في قوله : كالمهل ، يقول : اسود كمهل الزيت ، وفي قوله : شرب الهيم ، يقول : شرب الإبل العطاش ، وفي قوله : غسلين ، يقول : صديد أهل النار ، وفي قوله : من ضريع ، يقول : شجر من نار وقال : في رواية عطية عنه : الضريع : الشبرق
538 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا عبد الرحمن بن الحسن ، ثنا إبراهيم بن الحسين ، ثنا آدم ، ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله : ويسقى من ماء صديد ، قال : يعني القيح والدم ، وقوله : يغاثوا بماء كالمهل : مثل القيح والدم ، أسود كعكر الزيت ، وقوله : وساءت مرتفقا ، يقول : ساء مجتمعا ، وقوله : إنا جعلناها فتنة للظالمين ، قال : هو قول أبي جهل : إنما الزقوم التمر والزبد نتزقمه
539 - وعن مجاهد قال : الضريع : الشبرق اليابس ، وقوله : فشاربون شرب الهيم ، قال : الهيم : الإبل الظماء
540 - قال : وحدثنا آدم ، ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله : تسقى من عين آنية ، يقول : قد بلغ إناها ، وحان شربها
541 - قال : وحدثنا آدم ، ثنا المبارك بن فضالة ، عن الحسن ، قال : كانت(1/294)
العرب تقول للشيء إذا انتهى حره لا يكون شيء أحر منه : قد أنى حره ، فقال الله عز وجل : من عين آنية ، يقول : « قد أوقد الله على جهنم مذ خلقت فأنى حرها »
542 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو سعيد بن أبي عمرو ، وأبو صادق العطار ، قالوا : حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا الحسن بن مكرم ، ثنا يزيد بن هارون ، أنبأ العوام بن حوشب ، عن إبراهيم التيمي ، في قول الله عز وجل : ويأتيه الموت من كل مكان قال : « حتى من أطراف شعره »(1/295)
باب ما جاء في حيات جهنم وعقاربها قال الله عز وجل : سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة ، وقال : زدناهم عذابا فوق العذاب
543 - أخبرنا أبو عمرو محمد بن عبد الله الأديب ، أنبأ أبو بكر الإسماعيلي ، أخبرنا ابن ناجية ثنا ابن أبي النضر ، حدثني أبو النضر ، ثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار ، عن أبيه ، عن أبي صالح السمان ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من آتاه الله مالا فلم يؤد زكاته مثل له يوم القيامة شجاعا أقرع له زبيبتان يطوقه يوم القيامة ، ثم يأخذ بلهزمته ، يعني بشدقه ، يقول : أنا مالك ، أنا كنزك » ، ثم تلا هذه الآية : ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله إلى آخر الآية « رواه البخاري في الصحيح عن علي بن المديني ، عن أبي النضر
544 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو صادق العطار ، وأبو نصر أحمد بن علي القاضي ، قالوا : ثنا أبو العباس الأصم ، ثنا الحسن بن علي بن عفان ، ثنا أبو أسامة ، عن الثوري ، ح(1/296)
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو بكر الشافعي ، ثنا إسحاق بن الحسن الحربي ، ثنا أبو حذيفة ، ثنا سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن أبي وائل ، عن عبد الله بن مسعود ، في قوله : سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة ، قال : بحية ثعبان ، فينقر رأسه ، فيتطوق في عنقه ، ثم يقول : أنا مالك الذي بخلت به ورواه عبد الملك بن أعين ، وجامع بن أبي راشد ، عن أبي وائل مرفوعا في معناه
545 - أخبرناه أبو عبد الله الحافظ ، أنبأ أبو علي المذكر ، عن عتيق بن محمد ، ثنا سفيان ، عن عبد الملك بن أعين ، وجامع بن أبي راشد ، سمعنا شقيق بن سلمة يخبر عن ابن مسعود ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « ما من أحد لا يؤدي زكاة ماله إلا مثل له يوم القيامة شجاعا أقرع ، حتى يطوق به في عنقه » ، ثم قرأ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مصداقه من كتاب الله عز وجل : لا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله إلى قوله : سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة ، قال : طوق من نار «
546 - أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن المؤمل ، ثنا أبو عثمان عمرو بن عبد الله البصري ، ثنا أبو أحمد محمد بن عبد الوهاب ، أنبأ يعلى بن عبيد ، ثنا الأعمش ، عن عبد الله بن مرة ، عن مسروق ، قال : قال عبد الله : زدناهم عذابا فوق العذاب ، قال : « عقارب لها أنياب كالنخل الطوال »(1/297)
547 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا محمد بن إسحاق ، أنبأ أصبغ بن الفرج ، ثنا ابن وهب ، عن عمرو بن الحارث ، أخبره ، أن دراجا أبا السمح حدثه ، أنه سمع عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي ، صاحب النبي صلى الله عليه وسلم ، يقول : عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن في النار حيات أمثال أعناق البخت ، يلسعن اللسعة فيجد حموتها أربعين خريفا ، وإن فيها لعقارب كالبغال الموكفة ، يلسعن اللسعة فيجد حموتها أربعين خريفا »
548 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو حامد المقرئ ، وأبو صادق العطار ، قالوا : ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا إبراهيم بن مرزوق البصري ، بمصر ، ثنا سعيد بن عامر ، أنبأ شعبة ، قال : كتب إلى منصور ، وقرأته عليه ، عن مجاهد ، عن يزيد بن شجرة قال : كان يزيد بن شجرة رجلا من رهاء ، وكان معاوية يستعمله على الجيوش ، فخطبنا يوما فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : « أيها الناس ، اذكروا نعمة الله عليكم ما أحسن نعمة الله عليكم ، لو ترون ما أرى من بين أحمر وأصفر ، ومن كل لون ، وفي الرجال ما فيها أنه إذا أقيمت الصلاة فتحت أبواب السماء ، وأبواب الجنة ، وأبواب النار ، وإذا التقى الصفان ، فتحت أبواب السماء ، وأبواب الجنة ، وأبواب النار ، وزين الحور العين ، فيطلعن ، فإذا أقبل أحدكم بوجهه إلى القتال قلن : اللهم ثبته ، اللهم انصره ، وإذا أدبر احتجبن عنه وقلن : اللهم اغفر له ، وانتهكوا وجوه القوم ، فداكم أبي وأمي ؛ فإن أول قطرة تقطر من دم أحدكم يحط الله بها عنه خطاياه كما تحط الغصن من ورق الشجرة ، وتبتدره اثنتان من حور العين ،(1/298)
ويمسحان التراب عن وجهه ويقولان : فدانا لك ، ويقول : أنا لكما ، فيكسى مائة حلة لو وضعت بين أصبعي هاتين لوسعتاهما ، ليست من نسج بني آدم ، ولكنهما من ثياب الجنة ؛ إنكم مكتوبون عند الله بأسمائكم ، وسماتكم ، ونجواكم ، وخلالكم ، ومحاسنكم ، فإذا كان يوم القيامة قيل : يا فلان ، هذا نورك ، يا فلان ، لا نور لك ، وإن لجهنم جبابا من ساحل كساحل البحر فيه هوام ، حيات كالبخاتي ، وعقارب كالبغال الدل أو كالدل البغال ، فإذا سأل أهل النار التخفيف قيل : اخرجوا إلى الساحل ، فتأخذهم تلك الهوام بشفاههم وجنوبهم ، وما شاء الله من ذلك فتكشطها ، فيرجعون فينادون إلى معظم النار ، ويسلط عليهم الجرب ، حتى إن أحدهم ليحك جلده ، حتى يبدو العظم ، فيقال : يا فلان ، هل يؤذيك هذا ؟ فيقول نعم ، فيقال له : بما كنت تؤذي المؤمنين »(1/299)
باب قول الله عز وجل : إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب ، وما ورد في غلظ جلد الكافر وعظم نفسه في النار وقوله عز وجل : كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها الآية : وقوله : كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها ، وقوله : إن المجرمين في عذاب جهنم خالدون لا يفتر عنهم وهم فيه مبلسون ، وقوله في مواضع : خالدين فيها أبدا
549 - أخبرنا أبو عمرو محمد بن عبد الله الأديب ، أنبأ أبو بكر الإسماعيلي ، أخبرني الحسن بن سفيان ، ثنا يوسف بن عيسى ، ثنا الفضل بن موسى ، عن الفضيل بن غزوان ، عن أبي حازم ، عن أبي هريرة ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « ما بين منكبي الكافر مسيرة خمسمائة عام للراكب المسرع »
550 - قال : وأخبرنا الحسن ، ثنا محمد بن طريف البجلي ، ثنا ابن فضيل ، عن أبيه ، عن أبي حازم ، عن أبي هريرة ، رفعه قال : « ما بين منكبي الكافر في النار مسيرة ثلاثة أيام للراكب المسرع » رواه البخاري في الصحيح عن معاذ بن أسد ، عن الفضل بن موسى . ورواه مسلم عن أبي بكر كريب ، وغيره ، عن ابن فضيل ، ولم يقل : رفعه(1/300)
551 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو علي الحسين بن علي بن يزيد الحافظ ، إملاء ، أنبأ حامد بن محمد بن شعيب ، وعمر بن أيوب السقطي ، قالا : ثنا شريح بن يونس ح وحدثنا أبو سعيد عبد الملك بن أبي عثمان الزاهد ، ثنا أبو سعيد أحمد بن أبي بكر بن أبي عثمان الخيري ، أنبأ حامد بن محمد بن شعيب ، ثنا شريح بن يونس ، ثنا حميد بن عبد الرحمن ، عن الحسن بن صالح ، عن هارون بن سعيد ، عن أبي حازم ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ضرس الكافر في النار مثل أحد ، وغلظ جلده مسيرة ثلاث » وفي رواية الحافظ : « ضرس الكافر أو ناب الكافر مثل أحد ، وغلظ جلده مسيرة ثلاث » رواه مسلم في الصحيح عن شريح بن يونس ح
552 - أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن شجاع بن الحسن الصوفي ، ببغداد ، أنبأ أبو بكر محمد بن جعفر بن محمد بن الهيثم الأنباري ، ثنا أحمد بن الخليل ، ثنا أبو النضر ، ثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار ، عن زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ضرس الكافر مثل أحد ، وفخذه مثل البيضاء ، ومقعده من النار كما بين قديد ومكة ، وكثافة جلده اثنان وأربعون ذراعا بذراع الجبار » قال أحمد : أراد به والله أعلم التعظيم والتهويل بإضافته إلى الجبار ، أو أراد جبارا من الجبابرة المخلوقة(1/301)
553 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو بكر بن محمد بن أحمد بن بالويه ، إملاء ، ثنا أبو بكر محمد بن إبراهيم مربع ببغداد ، ثنا يحيى بن معين ، ثنا مروان بن معاوية الفزاري ، ثنا الفضل بن يزيد الثمالي ، عن أبي العجلان المحاربي ، قال : سمعت عبد الله بن عمر ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن الكافر ليجر لسانه في سجين يوم القيامة يتوطؤه الناس » قال أبو بكر مربع الحافظ : ليس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الإسناد إلا هذا الحديث ، والله أعلم قال أحمد : ورواه أبو عيسى ، عن هناد ، عن علي بن مسهر ، عن الفضل بن يزيد ، عن أبي المخارق ، عن ابن عمر . ثم قال أبو عيسى : أبو المخارق ليس بمعروف ، قال الشيخ أحمد : وهذا غلط ، إنما هو أبو العجلان المخارق ، وذكره البخاري في الكنى
554 - أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ ، أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ، ثنا يوسف بن يعقوب القاضي ، ثنا مسدد ، ثنا بشر بن المفضل ، ثنا عبد الرحمن بن إسحاق ، عن سعيد المقبري ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ضرس الكافر يوم القيامة مثل أحد ، وعرض جلده سبعون ، وعضده مثل البيضاء ، وفخذه مثل ورقان ، ومقعده من النار مثل ما بيني وبين الربذة »(1/302)
555 - أخبرنا أبو نصر بن قتادة ، أنبأ أبو علي الرفاء ، أنبأ علي بن عبد العزيز ، ثنا أبو نعيم الفضل بن دكين ، ثنا عمران بن زيد ، ثنا أبو يحيى القتات ، عن مجاهد ، عن ابن عمر ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « إن أهل النار يعظمون في النار حتى يصير ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة كذا وكذا ، وغلظ جلده أربعين ذراعا ، ضرسه أعظم من جبل أحد » كذا في كتابي ، عن ابن عمر
556 - وأخبرنا علي بن أحمد بن عبدان ، في مسند عبد الله بن عمرو قال : أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ، ثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله ، ثنا عبد الله بن رجاء ، ثنا عمران بن زيد ، عن أبي يحيى القتات ، عن مجاهد ، عن عبد الله بن عمرو ، يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « إن أهل النار يعظمون في النار حتى يصير ما بين شحمة أذن أحدهم إلى عاتقه سبعمائة عام ، وغلظ جلده أربعون ذراعا ، وضرسه أعظم من أحد » هذا غلط من أحمد بن عبيد أو من فوقه ، وإنما هو عن ابن عمر
557 - قد أخبرناه علي بن أحمد بن عبدان ، في مسند ابن عمر قال : ثنا أحمد بن عبيد الصفار ، ثنا تمتام ، ثنا عبد الصمد ، ثنا عمران بن زيد الثعلبي ، عن أبي يحيى ، عن مجاهد ، عن ابن عمر ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « إن أهل النار يعظمون ، حتى يكون من شحمة أذن أحدهم إلى موضع عنقه سبعمائة ، وغلظ جلده أربعين ، وضرسه أعظم من جبل أحد »(1/303)
558 - أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان ، أنبأ أحمد بن عبيد ، ثنا علان بن عبد الصمد ، ثنا المنذر بن الوليد ، ثنا أبي شعبة ، عن داود بن أبي هند ، عن عبد الله بن قيس ، عن الحارث بن أقيش ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « إن الرجل ليعظم للنار ، حتى يكون أحد زواياه »
559 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأ الحسن بن حليم المروزي ، ثنا أبو الموجه ، أنبأ عبدان ، أنبأ عنبسة بن سعيد ، عن حبيب بن أبي عمرة ، عن مجاهد ، قال : قال لي عبد الله بن عباس : أتدري ما سعة جهنم ؟ قلت : لا ، قال : أجل والله ما تدري أن بين شحمة أذن أحدهم وبين عاتقه مسيرة سبعين خريفا ، تجري فيه أودية القيح والدم ، قلت له : أنهار ، قال : لا ، بل أودية ، ثم قال : أتدري ما سعة جهنم ؟ قال : لا ، قال : أجل والله ما تدري ، حدثتني عائشة ، أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله عز وجل : والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه ، قلت : فأين الناس يا رسول الله يومئذ ؟ قال : « على جسر جهنم »
560 - أخبرنا أبو القاسم زيد بن أبي هاشم العلوي بالكوفة ، أنبأ أبو(1/304)
جعفر بن دحيم ، ثنا إبراهيم بن عبد الله ، أنبأ وكيع ، عن الأعمش ، قال : سمعت شيخا ، يحدث ، عن عمرو بن ميمون ، قال : « إنه ليسمع بين جلد الكافر ولحمه جلبة الدود كجلبة الوحش »
561 - أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي ، أنبأ أبو عبد الله الشيباني ، ثنا محمد بن عبد الوهاب ، أنبأ جعفر بن عون ، أنبأ الأعمش ، عن أبي ظبيان ، عن سلمان ، قال : النار سوداء مظلمة ، لا يضيء لهبها ولا جمرها ، ثم قرأ هذه الآية كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها
562 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو سعيد بن أبي عمرو ، قالا : ثنا أبو العباس الأصم ، ثنا أحمد بن عبد الجبار ، ثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن أبي ظبيان ، عن سلمان ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « النار لا يطفئ جمرها ، ولا يضيء لهبها » قال : ثم قرأ وذوقوا عذاب الحريق كذا وجدته مرفوعا ورفعه ضعيف
563 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ومحمد بن موسى ، قالا : ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا يحيى بن أبي طالب ، أنبأ عبد الوهاب بن عطاء ، أنبأ الربيع بن برة ، عن الفضل الرقاشي ، أن عمر بن الخطاب ، قرأ هذه الآية كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب ، قال : يا كعب ، أخبرني بتفسيرها ، فإن صدقت صدقتك ، وإن كذبت رددت عليك ، فقال : إن جلد ابن آدم يحرق ويجدد في ساعة أو في مقدار ساعة ستة آلاف مرة ، قال : صدقت(1/305)
564 - أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر ، أنبأ الحسين بن يحيى بن عياش القطان ، ثنا أبو الأشعث ، ثنا الفضيل بن عياض ، عن هشام ، عن الحسن ، قال : كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ، قال : « تأكلهم النار كل يوم سبعين ألف مرة كلما أكلتهم قيل لهم : عودوا ، فيعودون كما كانوا »
565 - أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان ، أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ، ثنا محمد بن غالب ، حدثني مسلم بن إبراهيم ، ثنا جسر بن فرقد ، ثنا الحسن ، قال : سألت أبا برزة ، قال : قلت : أخبرني أي آية أشد على أهل النار ؟ قال : قول الله عز وجل : فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا
566 - أخبرنا محمد بن موسى ، أنبأ أبو عبد الله الصفار ، ثنا محمد بن غالب ، ثنا مسلم بن إبراهيم ، ثنا أبو الأشهب ، عن الحسن : إن عذابها كان غراما ، قال : قد علموا أن كل غريم مفارق غريمه إلا غريم جهنم
567 - وأخبرنا محمد ، أنبأ أبو عبد الله ، ثنا محمد بن غالب ، ثنا زكريا بن عدي ، ثنا عمرو بن محمد العنقزي ، عن موسى بن عبيدة ، عن محمد بن كعب : إن عذابها كان غراما ، قال : « إن الله عز وجل سأل الكفار عن نعمة ، فلم يجده عندهم ، فأغرمهم ، فأدخلهم النار »(1/306)
568 - قال : وحدثنا محمد بن غالب ، حدثني سعيد بن سليمان ، ثنا أبو معشر ، عن محمد بن قيس : إن عذابها كان غراما ، قال : غرموا ما نعموا في الدنيا
569 - أخبرنا أبو طاهر الفقيه ، أنبأ أبو بكر القطان ، ثنا أحمد بن يوسف ، ثنا محمد بن يوسف الفريابي ، ثنا سفيان بن سعيد الثوري ، عن ابن جريج ، عن إسحاق بن عويمر ، عن مجاهد ، قال : « بلغني أنها استراحة أهل النار أن يضع يده أحدهم على خاصرته »(1/307)
باب قول الله عز وجل في المجرمين : ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون وقوله : ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت ومن ورائه عذاب غليظ ، والبيان أن أهل النار من الكفار لا يموتون ، وهم فيها خالدون ، والبيان أن أهل الجنة من المسلمين لا يموتون فيها ، وهم فيها خالدون
570 - أخبرنا أبو محمد جناح بن نذير القاضي بالكوفة ، أنبأ أبو جعفر بن محمد بن علي بن دحيم ، أنبأ أحمد بن حازم بن أبي غرزة ، أنبأ يعلى بن عبيد ، ثنا الأعمش ، ح أخبرنا أبو الحسين بن بشران ، أنبأ أبو جعفر الرزاز ، ثنا أبو الحسين ، ثنا أحمد بن عبد الجبار ، ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو سعيد بن أبي عمرو ، قالا : ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي ، ثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي سعيد ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « يجاء بالموت يوم القيامة كأنه كبش أملح » ، قال : « فيوقف بين الجنة والنار » ، قال : « فيقال : يا أهل الجنة ، هل تعرفون هذا ؟ فيشرئبون وينظرون ، ويقولون : نعم ، هذا الموت » ، قال : « فيقال : يا أهل النار ، هل تعرفون هذا ؟ قال : فيشرئبون وينظرون ، ويقولون : نعم ، هذا(1/308)
الموت » ، قال : « فيؤمر به فيذبح » ، قال : « ثم يقال : يا أهل الجنة ، خلود فلا موت ، ويا أهل النار خلود فلا موت » ، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم : وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر وهم في غفلة يعني في الدنيا « لفظ حديث أبي معاوية رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة ، وغيره ، عن أبي معاوية . وأخرجه البخاري عن عمر بن حفص ، عن أبيه ، عن الأعمش وأخرجه البخاري أيضا من حديث الأعرج ، عن أبي هريرة مختصرا
571 - أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ، أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب ، ثنا محمد بن إسماعيل ، ثنا هارون بن سعيد الأيلي ، ثنا ابن وهب ، أخبرني عمر بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر ، أن أباه ، حدثه ، عن عبد الله بن عمر ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « إذا صار أهل الجنة إلى الجنة ، وصار أهل النار إلى النار ، أتي بالموت حتى يجعل بين الجنة والنار ، ثم يذبح ، ثم ينادي مناد : يا أهل الجنة ، لا موت ، يا أهل النار ، لا موت ، فيزداد أهل الجنة فرحا إلى فرحهم ، ويزداد أهل النار حزنا إلى حزنهم » رواه مسلم في الصحيح عن هارون بن سعيد ، وأخرجاه من حديث نافع ، عن ابن عمر
572 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأ أبو محمد عبد الله بن موسى بن(1/309)
إسحاق الفاكهي ، بمكة ، ثنا أبو يحيى عبد الله بن أحمد بن أبي مسرة ، ثنا أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي ، ثنا مسلم بن خالد ، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين ، عن ابن سابط ، عن عمرو بن ميمون الأودي ، قال : قام فينا معاذ بن جبل فقال : يا بني أود ، إني رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم ، تعلمون أن المعاد إلى الله عز وجل ، ثم إلى الجنة أو إلى النار ، وإقامة لا ظعن ، وخلود لا موت ، في أجساد لا تموت
573 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني أبو سعيد أحمد بن يعقوب الثقفي ، أنبأ أبو مسلم ، ثنا حجاج بن المنهال ، ثنا سفيان بن عيينة ، ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ، ثنا محمد بن شاذان الأصم ، ثنا قتيبة بن سعيد ، ثنا سفيان ، عن عمرو ، سمع عطاء ، يخبر ، عن صفوان بن يعلى ، عن أبيه ، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ على المنبر ونادوا يا مالك لفظ حديث قتيبة رواه البخاري في الصحيح عن حجاج وقتيبة
574 - أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ، ثنا أبو الحسين علي بن عبد الرحمن السبعي ، ثنا الحسين بن الحكم الحيري ، ثنا قبيصة بن عقبة ، ثنا سفيان ، عن عطاء بن السائب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، في قوله عز وجل : ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك ، قال : « مكث عنهم ألف سنة ثم قال : إنكم ماكثون »(1/310)
باب دعاء أهل النار بالويل والثبور والزفير والشهيق ونكالهم قال الله عز وجل : وأعتدنا لمن كذب بالساعة سعيرا إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا وإذا ألقوا منها مكانا ضيقا مقرنين دعوا هنالك ثبورا لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا وادعوا ثبورا كثيرا ، وقال : لهم فيها زفير وشهيق ، وقال : لهم فيها زفير وهم فيها لا يسمعون ، قال : قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون ، قال اخسئوا فيها ولا تكلمون
575 - أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا العباس بن محمد الدوري ، ثنا عمر بن حفص بن غياث ، ثنا أبي ، عن العلاء بن خالد الكاهلي ، عن شقيق ، عن عبد الله ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام ، مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها » رواه مسلم في الصحيح عن عمر بن حفص
576 - أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ ، أنبأ الحسن بن(1/311)
محمد بن إسحاق ، ثنا يوسف بن يعقوب ، ثنا سليمان بن حرب ، ثنا حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن أول من يكسى حلة من نار إبليس ، فيضعها على حاجبيه ، ويسحبها من خلفه ، وذريته من خلفه ، وهو يقول : يا ثبور ، وهم ينادون : يا ثبورهم ، حتى يقفوا على النار ، فيقول : يا ثبور ، ويقولون : يا ثبورهم ، فيقال : لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا وادعوا ثبورا كثيرا
577 - أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ، ومحمد بن موسى بن الفضل ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا يحيى بن أبي طالب ، أنبأ عبد الوهاب بن عطاء ، أنبأ سعيد ، عن قتادة ، عن أبي أيوب ، عن عبد الله بن عمرو ، قال : « إن أهل النار ينادون مالكا : يا مالك ليقض علينا ربك ، قال : فيذرهم أربعين عاما لا يجيبهم ، ثم يجيبهم : إنكم ماكثون ، قال : ثم ينادون ربهم ، فيذرهم مثل الدنيا لا يجيبهم ، فيجيبهم : اخسئوا فيها ولا تكلمون ، قال : فأيئس القوم بكلمة ، ما كان إلا الزفير والشهيق » قال قتادة : شبه أحوالهم بأحوال الحمير ، أوله زفير ، وآخره شهيق أخبرنا أبو الحسن المقرئ أنبأ الحسن بن محمد بن(1/312)
إسحاق ، ثنا يوسف بن يعقوب ، ثنا محمد بن المنهال ، ثنا يزيد بن زريع ، ثنا سعيد بن أبي عروبة ، فذكره بإسناده بنحو من معناه ، إلا أنه لم يذكر قول قتادة ، وبإسناده عن عبد الله بن عمرو قال : « إن أهل النار يسلط عليهم البكاء ، حتى لو أن السفن أرسلت في دموعهم لجرت »
578 - أخبرنا أبو عثمان سعيد بن محمد بن محمد بن عبدان ، ثنا أبو عبد الله بن يعقوب الشيباني ، ثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا محمد بن عبيد ، ثنا الأعمش ، عن يزيد الرقاشي ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « يرسل على أهل النار البكاء ، فيبكون حتى تنقطع الدموع ، حتى يبكون الدم ، حتى يرى في وجوههم كهيئة الأخدود لو أرسلت فيها السفن لجرت »
579 - وأخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي ، أنبأ الحاجب بن أحمد ، ثنا محمد بن حماد ، ثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن يزيد الرقاشي ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « يلقى البكاء على أهل النار فيبكون حتى ينفذ الدموع ، ثم يبكون الدم ، ثم إنه ليصير في وجوههم أخدودا لو أرسلت فيها السفن لجرت » ورواه أبو شهاب عن الأعمش ، عن عمرو بن مرة ، عن يزيد الرقاشي ، عن أنس بن مالك موقوفا
580 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا أبو بكر محمد بن إسحاق الصغاني ، ثنا إسحاق بن إبراهيم الرازي ، أخبرنا سلمة بن الفضل ، حدثني محمد بن إسحاق ، عن محمد بن كعب القرظي ، في(1/313)
قوله : لهم فيها زفير وشهيق ، قال : زفروا في جهنم فزفرت النار ، وشهقوا فشهقت النار ، بما استحلوا من محارم الله ، والزفير من التنفس ، والشهيق من البكاء
581 - أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق ، أنبأ أبو الحسن الطرائفي ، ثنا عثمان بن سعيد ، ثنا عبد الله بن صالح ، عن معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، في قوله : لهم فيها زفير وشهيق ، يقول : صوت شديد ، وصوت ضعيف
582 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأ عبد الرحمن بن الحسن القاضي ، ثنا إبراهيم بن الحسين ، ثنا آدم بن أبي إياس المسعودي ، عن يونس بن خباب ، عن ابن مسعود ، قال : إذا بقي في النار من يخلد فيها جعلوا في توابيت من نار ، فيها مسامير من نار ، ثم جعلت تلك التوابيت في توابيت من نار ، ثم جعلت تلك التوابيت في توابيت من نار ، ثم قذفوا في أسفل الجحيم ، فيروا أنه لا يعذب في النار أحد غيرهم ، ثم تلا ابن مسعود : لهم فيها زفير وهم فيها لا يسمعون
583 - أنبأني أبو عبد الله الحافظ إجازة ، أنبا أبو عبد الله محمد بن عبد الله(1/314)
الزاهد الأصبهاني ، ثنا أسيد بن عاصم ، ثنا الحسين بن حفص ، ثنا سفيان ، وأخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم الأصبهاني ، ثنا أبو نصر العراقي ، ثنا سفيان بن محمد الجوهري ، ثنا علي بن الحسن الهلالي ، ثنا عبد الله بن الوليد ، ثنا سفيان ، ثنا سلمة بن كهيل ، ثنا أبو الزهراء ، قال : كنا عند عبد الله بن مسعود ، فذكر الحديث بطوله قال : « ثم يأمر بالصراط فيضرب على جهنم ، قال : فيمر الناس كقدر أعمالهم زمرا ، أوائلهم كلمح البرق ، ثم كمر الريح ، ثم كمر الطير ، ثم كأسرع البهائم ، ثم كذلك ، حتى يمر الرجل سعيا ، حتى يمر الرجل مشيا ، حتى يكون آخرهم رجلا يتلبط على بطنه ، قال : فيقول : يا رب لم أبطأت بي ؟ قال : فيقول : لم أبطئ بك إنما أبطأ بك عملك ، ثم يأذن الله في الشفاعة ، فيكون أول شافع يوم القيامة روح القدس جبريل عليه السلام ، ثم إبراهيم خليل الله ، ثم موسى أو عيسى ، قال أبو الزعراء : لا أدري أيهما ، قال : قال : ثم يقوم نبيكم رابعا لا يشفع أحدا بعده فيما يشفع فيه ، وهو المقام المحمود الذي ذكر الله عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ، قال : فليس من نفس إلا هي تنظر إلى بيت في الجنة أو بيت في النار ، قال : وهو يوم الحسرة ، فيرى أهل النار البيت الذي في الجنة ، فيقال : لو عملتم ، فتأخذهم الحسرة ، قال : ويرى أهل الجنة البيت الذي في النار ، فيقولون : لولا أن من الله عليكم ، قال : ثم يشفع الملائكة النبيون ، والشهداء ، والصالحون ، والمؤمنون ، قال : فيشفعهم الله ، قال : ثم يقول : أنا أرحم الراحمين ، قال : ثم قرأ عبد الله : يا أيها الكفار ما سلككم في سقر ، قالوا لم نك من المصلين ، ولم نك نطعم المسكين ، وكنا نخوض مع الخائضين ، وكنا نكذب بيوم الدين ، قال : عقد بيده أربعا ثم قال : هل ترون في هؤلاء من خير ما يترك فيها أحد فيه خير ، فإذا أراد الله أن لا يخرج منها أحدا غير وجوههم (1/315)
وألوانهم ، قال : يجيء الرجل من المؤمنين فينظر فلا يعرف أحدا ، فيناديه الرجل فيقول : يا فلان ، أنا فلان ، فيقول : ما أعرفك ، قال : فعند ذلك يقولون في النار : ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون ، قال : فيقول عند ذلك : اخسئوا فيها ولا تكلمون ، فإذا قال ذلك : أطبقت عليهم فلم يخرج منهم بشر »
584 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأ أبو بكر محمد بن داود بن سليمان ، ثنا إبراهيم بن أبي طالب ، وجعفر بن محمد بن الحسن ، ومسدد بن قطن ، قالوا : ثنا عمرو بن زرارة ، ثنا أبو جنادة ، عن الأعمش ، عن خيثمة ، عن عدي بن حاتم ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « يؤمر يوم القيامة بناس من الناس إلى الجنة ، حتى إذا دنوا منها واستنشقوا رائحتها ، ونظروا إلى قصورها وإلى ما أعد الله لأهلها فيها ، نودوا أن اصرفوهم عنها لا نصيب لهم فيها ، فيرجعون بحسرة ما رجع الأولون بمثلها ، فيقولون : يا ربنا ، لو أدخلتنا النار قبل أن ترينا ما أريتنا من ثوابك وما أعددت فيها لأولئك كان أهون علينا ، قال : ذاك أردت بكم ، كنتم إذا خلوتم بارزتموني بالعظيم ، وإذا لقيتم الناس لقيتموهم مخبتين ، تراءون الناس بخلاف ما تعطوني بقلوبكم ، هبتم الناس ولم تهابوني ، وأجللتم الناس ولم تجلوني ، وتركتم للناس ولم تتركوا لي ، فاليوم أذيقكم العذاب الأليم ما حرمتكم من الثواب » قال أبو عبد الله : أبو جنادة هذا حصين بن مخارق الكوفي(1/316)
585 - أخبرنا أبو عثمان سعيد بن محمد بن محمد بن عبدان ، ثنا أبو الحسن محمد بن محمد الكارزي ، أنبأ أبو الحسن علي بن عبد العزيز بن يحيى البغوي بمكة ، ثنا حجاج بن منهال الأنماطي ، ثنا حماد بن سلمة ، ثنا ثابت البناني ، عن أنس بن مالك ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « يؤتى بالرجل من أهل الجنة ، فيقال له : يا ابن آدم ، كيف وجدت منزلك ؟ فيقول له : يا رب ، خير المنزل ، فيقول له : سل وتمن ، فيقول : ما أسأل وما أتمنى إلا أن تردني إلى الدنيا فأقتل في سبيلك عشر مرات لما يرى من فضل الشهادة ، ويؤتى بالرجل من أهل النار ، فيقول له : يا ابن آدم كيف وجدت منزلك ؟ فيقول : يا رب شر منزل . فيقول له : فتفتدي منه بطلاع الأرض ذهبا ، فيقول : أي رب ، نعم ، فيقول له : كذبت ، قد سئلت أقل من ذلك لم تفعل ، فيرد إلى النار »
586 - أخبرنا عمر بن عبد العزيز بن عمر بن قتادة ، أنبأ العباس بن الفضل النضروي ، ثنا أحمد بن نجدة ، ثنا سعيد بن منصور ، ثنا أبو معشر ، عن محمد بن كعب ، قال : لأهل النار خمس دعوات ، يجيبهم الله عز وجل في أربعة ، فإذا كانت الخامسة لم يتكلموا بعدها أبدا ، فيقولون : ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا فهل إلى خروج من سبيل ، فيجيبهم الله : ذلكم بأنه إذا دعي الله وحده كفرتم وإن يشرك به تؤمنوا فالحكم لله العلي الكبير ، ثم يقولون :(1/317)
ربنا أخرنا إلى أجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل ، فيجيبهم الله عز وجل : أولم تكونوا أقسمتم من قبل ما لكم من زوال ، فيقولون : ربنا أخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل ، فيجيبهم الله : أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير ، ثم يقولون : ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين ، ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون ، فيجيبهم الله : اخسئوا فيها ولا تكلمون ، فلا يتكلمون بعدها أبدا
587 - أخبرنا أبو نصر بن قتادة ، أنبأ أبو علي الرفاء ، ثنا أبو بكر أحمد بن إسحاق بن الفضل القطان المروزي ببغداد ، ثنا سعيد بن عبد الجبار ، ثنا مالك بن أنس ، عن زيد بن أسلم ، في قوله : سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص ، قال : صبروا مائة سنة ، وجزعوا مائة سنة ، ثم قالوا : سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص
588 - أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن داود البزاز ببغداد ، ثنا أبو عمرو عثمان بن أحمد الدقاق ، ثنا نصر بن محمد الأسدي ، ثنا يحيى بن معين ، ثنا أبو عبيدة الحداد ، ثنا هشام بن حسان ، عن محمد بن شبيب ، عن جعفر بن أبي وحشية ، عن سعيد بن جبير ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله(1/318)
صلى الله عليه وسلم قال : « لو كان في المسجد مائة ألف أو يزيدون ، فتنفس رجل من أهل النار ، فأصابهم نفسه لأحرق المسجد ومن فيه » قال : وسمعت يحيى بن معين يقول : سمع سعيد بن جبير من أبي هريرة(1/319)
باب قول الله عز وجل : يوم يأت لا تكلم نفس إلا بإذنه فمنهم شقي وسعيد فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق ، خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد ، وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك عطاء غير مجذوذ ذكر الحاكم أبو عبد الله الحليمي رحمه الله في معنى قوله : إلا ما شاء ربك وجهين : أحدهما أن الله تبارك وتعالى لما أخبر عن اليوم الموعود بأن الذين شقوا في النار ، والذين سعدوا في الجنة ، كان الذي يقتضيه هذا الظاهر أن دخول كل واحد من الفريقين الدار المعدة لهم يقترن بإتيان ذلك اليوم ، وليس كذلك ؛ لأن دخولهم حيث أعد لهم يتأخر طويلا بعد إتيان اليوم الموعود ، فقال جل ثناؤه : إلا ما شاء ربك ، أي إلا ما شاء ربك من وقفهم حيث كانوا فيه ، إلى أن حوسبوا ووزنت أعمالهم ، وسيق كل فريق إلى حيث قضي له ، لئلا يعارض الخبر المتقدم خلق ومن قال هذا قال : إن قوله : ما دامت السموات والأرض ، لم يرد أنهم يبقون حيث ذكر وسمى قدر ما بقيت السموات والأرض ؛ لأن التوقيت ينافي الخلود ، وإنما ذلك عبارة عن طول مدة بقائهم ، فضرب للمخاطبين مثل ذلك بمدة بقاء السموات والأرض ؛ إذ لم يكن فيما يعلمونه من خلق الله جل ثناؤه ، ويعرفون حاله أطول بقاء منهما ، ولم يكن في جملتهم شيء أخبرونا أنه ليس بمنقض ، فيضرب(1/320)
لهم مثل الجنة والنار به ، فهذا القدر هو المراد لا أن بقاء أهل الجنة في الجنة ، وأهل النار في النار ، كائن إلى وقت ثم ينقضي ، لكنه دائم باق ، ولا انقضاء له ، والله أعلم . والوجه الآخر ، أن المعنى خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك من الزيادة عليه ، ألا ترى أنه قال في أهل الجنة : عطاء غير مجذوذ ، أي غير مقطوع ، فلو كان المعنى أنهم يقيمون قدر ما دامت السموات والأرض ثم يخرجون ، كان العطاء مجذوذا ، فلما أخبر أنه غير مجذوذ علمنا أن معنى الاستثناء ما ذكرنا والله أعلم . ومن قال هذا قال : إلا بمعنى سوى ، وذلك يحسن إذا كان المستثنى أكثر من المستثنى منه ، كرجل يقول : لفلان علي ألف درهم إلا الألفين التي هي إلى سنة ، فيكون المعنى سوى الألفين ، وعلى هذا يكون قوله تبارك وتعالى في أهل النار : إن ربك فعال لما يريد بمعنى : إنهم خالدون في النار ما دامت السموات والأرض سوى ما شاء ربك من الزيادة على ذلك ، فلا يتعاظمنكم ذلك أمره ؛ فإنه يفعل ما يريد ، لا يسأل عما يفعل وهم يسألون ، قال : ويحتمل أن يكون ذكر مدة السموات والأرض في هذا الوجه إشارة إلى أن الآخرة لا تتقدر بمقدار الدنيا ، لكنهم إن استوفوا في الجنة والنار مدة العالم المنقضي ، فلا الجزاء الذي لقوه بمنقض ، ولا المآب الذي أعد لهم منقض ، ولكن هذا كله دائم ، والله أعلم أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا محمد بن الجهيم السمري ، قال : سمعت أبا زكريا يحيى بن زياد الفراء يقول في قوله : خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك ، يقول القائل : ما هذا الاستثناء وقد وعد الله أهل النار الخلود ، وأهل الجنة الخلود ؟ ففي ذلك معنيان : أحدهما أن يجعله استثناء(1/321)
يستثنيه ولا يفعله كقولك : والله لأضربنك إلا أن أرى غير ذلك ، وعزيمتك على ضربه ، ولذلك قال : خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك ولا يشاء . والقول الآخر ، أن العرب إذا استثنت شيئا كبيرا مع مثله ، أو مع ما هو أكثر منه ، كان معنى إلا ومعنى الواو سواء ، فمن ذلك قوله : خالدين فيها ما دامت السموات والأرض ، سوى ما يشاء من زيادة الخلود ، فيجعل إلا مكان سوى ، فيصلح ، وكأنه قال : خالدين فيها مقدار ما كانت السموات والأرض سوى ما زادهم من الخلود والأبد ومثله في الكلام أن تقول : لي عليك ألف إلا الألفين اللذين من قبل فلان ، أفلا ترى أنه في المعنى لي عليك ألف سوى الألفين ، قال الفراء : وهذا أحب الوجهين إلي ؛ لأن الله عز وجل لا خلف لوعده ، وقد وصل الاستثناء بقوله : عطاء غير مجذوذ ، فاستدل على أن الاستثناء لهم في الخلود غير منقطع عنهم
589 - أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق ، أنبأ أبو الحسن الطرائفي ، ثنا عثمان بن سعيد ، ثنا عبد الله بن صالح ، عن معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، في قوله عز وجل : عطاء غير مجذوذ ، يقول : عطاء « غير منقطع »
590 - أخبرنا أبو عبد الرحمن بن محبوب الدهان ، أنبأ الحسين بن محمد بن هارون ، ثنا أحمد بن محمد بن نصر ، ثنا يوسف بن بلال ، ثنا محمد بن مروان ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس ، فذكر تفسير سورة هود إلى قوله : فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق ، خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك ، قال : فقد شاء ربك أن يخلدوا في النار ، وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك ، قال : فقد شاء ربك(1/322)
أن يخلدوا في الجنة ، قال : وقال فيها وجه آخر ، قال : إن أهل الجنة لا يخرجون من الجنة ، وأهل النار لا يخرجون من النار ، ويكونون في الجنة وفي النار كما كانت السموات والأرض ، فلم يفن خلقهما حتى هلك من عليها وصاروا إلى الجنة وإلى النار ، وكذلك يدوم أهل الجنة وأهل النارعطاء لهم ، يعني رزقا لأهل الجنة ، غير مجذوذ ، يقول : غير مقطوع عنهم . قال : ويقال : فأما الذين شقوا ففي النار خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك ، حبسهم على الصراط يعذبون ، وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك : خروجهم من النار ، وهو الجهنميون ، إن ربك فعال لما يريد ، قال : ويقال : ما دامت سماء الجنة وأرض الجنة ، وسماء النار وأرض النار ، قوله : خروجهم من النار ، يريد والله أعلم قدر ما مكثوا فيها بذنوبهم ، حتى أخرجوا منها بالشفاعة
591 - أخبرنا يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى ، أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب ، ثنا محمد بن عبد الوهاب الفراء ، أنبأ جعفر بن عون أنبأ إسماعيل بن أبي خالد ، وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي ، قالا : ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا أبو البختري عبد الله بن محمد بن بشر ، ثنا إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس بن أبي حازم ، عن المستورد ، أخي بني فهر قال :(1/323)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ما الدنيا في الآخرة إلا كما يدخل أحدكم يده في البحر ، فلينظر بما ترجع إليه » هذا لفظ حديث أبي بشر . وفي رواية جعفر قال : قال : « والله ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يضع أحدكم أصبعه في اليم ، فلينظر بما ترجع » . وقال في إسناده : سمعت ابن شاذان : أبو زكريا في إسناده بين محمد بن بشر وبين ابن أبي خالد مسعرا
592 - وكذلك أخبرناه أبو عبد الله الحافظ ، وأبو محمد بن أبي حامد ، عن أبي العباس ، في الثالث عشر من فوائد الأصم ، وقالا في متنه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « ما الدنيا في الآخرة إلا كما يدخل أحدكم يده في اليم ، فلينظر بما يرجع » رواه مسلم في الصحيح عن ابن نمير ، عن محمد بن بشر ، عن ابن أبي خالد(1/324)
حديث الصور
593 - أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان ، أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ، ثنا إسماعيل بن أبي كثير النسوي ، ثنا مكي بن إبراهيم ، ح وأخبرنا أبو نصر بن قتادة ، أنبأ عبد الله بن محمد بن عبد الله الرازي ، ثنا إبراهيم بن زهير الحلواني ، ثنا مكي بن إبراهيم ، ثنا إسماعيل بن رافع ، عن محمد بن يزيد بن أبي زياد ، عن رجل ، من الأنصار ، عن محمد بن كعب القرظي ، عن أبي هريرة قال : حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن عصابة من أصحابه ، فينا أبو بكر وعمر ، فقال : « إن الله عز وجل لما فرغ من خلق السموات والأرض خلق الصور ، فأعطاه إسرافيل ، فهو واضعه على فيه شاخص ببصره إلى العرش ينتظر متى يؤمر » ، فقلت : يا رسول الله : وما الصور ؟ قال : « القرن » ورواه إسحاق عن عبدة بن سليمان ، عن إسماعيل بن رافع ، عن محمد بن يزيد بن أبي زياد ، عن رجل من الأنصار ، عن محمد بن كعب القرظي ، عن رجل من الأنصار ، عن أبي هريرة وأخبرنا الأستاذ أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم ، ثنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي ، ثنا أبو قلابة الرقاشي ، ثنا أبو عاصم الضحاك بن(1/325)
مخلد ، ثنا إسماعيل بن رافع ، عن محمد بن يزيد بن أبي زياد ، عن محمد بن(1/326)
كعب القرظي ، عن رجل من الأنصار ، عن أبي هريرة كذا قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال الأستاذ : وذكر الحديث ، فلم يأذن في قراءة المتن ، فكتب المتن من كتابه ، وكان فيه : « إن الله عز وجل لما فرغ من خلق السموات والأرض خلق الصور ، فأعطاه إسرافيل ، فهو واضعه على فيه شاخص ببصره إلى العرش ينتظر متى يؤمر » ، قال : قلت : يا رسول الله ، ما الصور ؟ قال : « القرن » ، قال : قلت : كيف هو ؟ قال : « عظيم ، والذي بعثني بالحق ، إن عظم دائرة فيه كعرض السماء والأرض ، فينفخ فيه ثلاث نفخات : الأولى نفخة الفزع ، والثانية نفخة الصعق ، والثالثة نفخة القيام لرب العالمين ، فيأمر الله عز وجل إسرافيل بالنفخة الأولى فيقول : انفخ نفخة الفزع ، فينفخ نفخة الفزع ، فيفزع أهل السموات والأرض إلا من شاء الله ، فيأمره فيمدها ويطيلها ، ولا يفتر ، وهو الذي يقول الله عز وجل : ما ينظر هؤلاء إلا صيحة واحدة ما لها من فواق ، فيسير الله الجبال ، فتمر مر السحاب ، فتكون سرابا ،(1/327)
فترج الأرض بأهلها رجا ، فتكون كالسفينة الموقرة في البحر تضربها الرياح وتكفيها الرياح ، أو كالقنديل المعلق بالعرش ترجحه الأرواح ، وهي التي يقول الله عز وجل : يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة قلوب يومئذ واجفة ، فتمتد الأرض بالناس على ظهرها ، فتذهل المراضع ، وتضع الحوامل ، ويشيب الولدان ، وتطير الشياطين هاربة من الفزع ، حتى تأتي الأقطار ، فتلقاها الملائكة تضرب وجوهها ، فترجع فتولي الناس مدبرين ما لهم من الله من عاصم ، ينادي بعضهم بعضا ، وهو الذي يقول الله عز وجل : يوم التناد ، بينما هم على ذلك تصدعت الأرض ، فانصدعت من قطر إلى قطر ، فرأوا أمرا عظيما لم يروا مثله ، وأخذهم من ذلك الكرب والهول ما الله به عليم ، ثم نظروا إلى السماء فإذا هي كالمهل ، ثم انشقت فانتثرت نجومها ، فانخسفت شمسها وقمرها » ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « والأموات يومئذ لا يعلمون شيئا من ذلك » ، قال أبو هريرة : فمن استثنى الله عز وجل حيث قال : ففزع من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله ، قال : « أولئك هم الشهداء ، فإنما يصل الفزع إلى الأحياء ، وهم أحياء عند ربهم يرزقون ، وقاهم الله فزع ذلك اليوم وأمنهم ، وهو عذاب يبعثه الله على شرار خلقه ، والذي يقول : يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم ، إلى قوله : ولكن عذاب الله شديد ، فيمكثون في ذلك البلاء ما شاء الله إلا أنه يطول عليهم ، ثم يأمر الله إسرافيل ، فينفخ نفخة الصعق ، فيصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله ، فإذا خمدوا جاء ملك الموت إلى الجبار فيقول : قد مات أهل السماء والأرض إلا من شئت ، فيقول الله عز وجل وهو أعلم : من بقي ؟ فيقول : أي رب ، بقيت أنت الحي الذي لا تموت ، وبقيت حملة العرش ، وبقي جبريل وميكائيل ، وبقيت أنا ، فيقول جل وعز : فيموت جبريل وميكائيل ، فينطق الله العرش ، فيقول : أي رب ، يموت جبريل وميكائيل ، فيقول : اسكت ، إني كتبت الموت على كل من تحت عرشي ، فيموتان ، ثم يأتي ملك الموت إلى الجبار فيقول : أي رب ، قد مات جبريل وميكائيل ، فيقول وهو أعلم : فمن بقي ؟ فيقول :(1/328)
بقيت أنت الحي الذي لا يموت ، وبقيت حملة عرشك ، وبقيت أنا ، فيقول : ليمت حملة عرشي ، فيموتوا ، فيأمر الله عز وجل العرش فيقبض الصور من إسرافيل ، ثم يقول : ليمت إسرافيل ، فيموت ، ثم يأتي ملك الموت فيقول : يا رب ، قد مات حملة عرشك ، فيقول وهو أعلم : فمن بقي ؟ فيقول : بقيت أنت الحي الذي لا يموت ، وبقيت أنا ، فيقول : أنت خلق من خلقي ، خلقتك لما رأيت فمت ، فيموت ، فإذا لم يبق أحد إلا الله الواحد الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفوا أحد ، فكان آخرا كما كان أولا ، طوى السموات كطي السجل للكتاب ، ثم دحاها ، ثم تلقفهما ثلاث مرات ، ثم قال : أنا الجبار ، ثم يقول عز وجل : لمن الملك اليوم ؟ فلم يجبه أحد ، ثم يقول لنفسه تبارك وتعالى : لله الواحد القهار ، ثم يقول الله عز وجل : يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات ، فيبسطها بسطا يمدها مد الأديم العكاظي ، لا ترى فيها عوجا ولا أمتا ، ثم يزجر الله الخلق زجرة واحدة ، فإذا هم في هذه الأرض المبدلة في مثل ما كانوا منه من الأولى ، من كان في بطنها كان في بطنها ، ومن كان على ظهرها كان على ظهرها ، ثم ينزل الله عليكم ماء من تحت العرش كمني الرجال ، ثم يأمر الله السماء أن تمطر أربعين يوما ، حتى يكون فوقهم اثنا عشر ذراعا ، ويأمر الله الأجساد أن تنبت كنبات الطراثيث أو كنبات البقل ، حتى إذا تكاملت أجسادهم ، فكانت كما كانت ، قال الله عز وجل : ليحيا حملة العرش ، فيحيون ، ثم يقول الله : ليحيا جبريل وميكائيل فيحيون ، فيأمر الله إسرافيل ، فيأخذ الصور ، فيضعه على فيه ، ثم يدعو الله بالأرواح فيؤتى بها يتوهج أرواح المؤمنين نورا ، والأخرى ظلمة ، فيقبضها جميعا ، ثم يلقيها في الصور ، ثم يأمر الله إسرافيل أن ينفخ نفخة البعث ، فتخرج الأرواح كأنها النحل قد ملأت ما بين السماء والأرض ، فيقول الله : وعزتي وجلالي ، ليرجعن كل روح إلى جسده ، فتدخل الأرواح في الخياشيم ، ثم تمشي في الأجساد مشي السم في اللديغ ، ثم تنشق الأرض عنهم سراعا ، فأنا أول من تنشق عنه الأرض ، فتخرجون منها إلى ربكم تنسلون مهطعين إلى الداعي ، فيقول الكافرون : هذا يوم عسر ، حفاة ، عراة ، غرلا ، ثم يقفون موقفا واحدا(1/329)
مقدار سبعين عاما لا ينظر إليكم ، ولا يقضي بينكم ، فتبكون حتى تنقطع الدموع ، ثم تدمعون دما تعرقون ، حتى يبلغ ذلك منكم أن يلجمكم أو يبلغ الأذقان ، فتصبحون فتقولون : من يشفع لنا إلى ربنا ، فيقضي بيننا فيقول : من أحق من أبيكم آدم خلقه الله بيده ، ونفخ فيه من روحه ، وكلمه قبلا ، فتأتون آدم عليه السلام ، فتطلبون ذلك إليه ، فيأبى ويقول : ما أنا بصاحب ذلك » ، فيأتون الأنبياء نبيا نبيا ، كلما جاءوا نبيا يأبى عليهم ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « حتى يأتوني فأنطلق معهم ، فآتي الفحص فأخر ساجدا » ، قال أبو هريرة : يا رسول الله ، ما الفحص ؟ قال : « قدام العرش ، حتى يبعث الله ملكا فيأخذ بعضدي فيقول لي : يا محمد ، فأقول : نعم يا رب ، فيقول : ما شأنك ؟ » ، وهو أعلم قال : « فأقول : يا رب ، وعدتني الشفاعة ، وشفعتني في خلقك ، فاقض بينهم ، فيقول الله : قد شفعتك أنا آتيهم فأقضي بينهم » ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « فأرجع فأقف مع الناس ، فبينا نحن وقوف إذ سمعنا حسا من السماء شديدا ، فهال فنزل أهل السماء الدنيا بمثلي من في الأرض من الجن والإنس ، حتى إذا دنوا من الأرض أشرقت بنورهم ، وأخذوا مصافهم ، قال : قلنا لهم : دونكم الله ، قالوا : لا ، ثم تنزل أهل السماء الثانية بمثلي من نزل من الملائكة ، ومثلي من فيها من الجن والإنس ، حتى إذا دنوا من الأرض أشرقت بنورهم وأخذوا مصافهم ، ثم ذكروا نزول أهل كل سماء على قدر ذلك من التضعيف ، ثم ينزل الجبار في ظلل من الغمام والملائكة ، ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية ، وهو اليوم ، أربعة أقدامهم على نجوم الأرض السفلى ، والأرض إلى حجزهم ، والعرش على مناكبهم ، لهم زجل بالتسبيح ، يقولون سبحان ذي العرش والجبروت ، سبحان ذي الملك والملكوت ، سبحان الحي الذي لا يموت ، سبحان الذي يميت الخلائق ولا يموت ، سبوح قدوس ، سبحان ربنا الأعلى رب الملائكة والروح ، الذي يميت الخلق ولا يموت(1/330)
. فيضع الله كرسيه حيث شاء من أرضه ، ثم يهتف تبارك وتعالى قائلا : يا معشر الجن والإنس ، إني قد أنصت لكم مذ خلقتكم إلى يومكم هذا ، أسمع قولكم ، وأبصر أعمالكم ، فاسمعوا إلي ، فإنما هي أعمالكم وصحفكم تقرأ عليكم ، فمن وجد خيرا فليحمد الله ، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه ، ثم يأمر الله جهنم ، فيخرج منها عنق ساطع مظلم ، ثم يقول : ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين ، إلى قوله : وامتازوا اليوم أيها المجرمون ، فيميز الله الناس ، وتجثوا الأمم ، ويقول الله تعالى : وترى كل أمة جاثية كل أمة تدعى إلى كتابها ، فيقضي الله بين خلقه إلا الثقلين الإنس والجن ، فيقضي بين الوحش والبهائم ، حتى إنه ليقيد للجماء من ذات القرن ، فإذا فرغ من ذلك ، ولم يبق تبعة عند واحدة للأخرى ، قال الله تعالى : كوني ترابا ، فعند ذلك يقول الكافر : يا ليتني كنت ترابا ، فيقضي الله تعالى بين العباد ، فيكون أول ما يقضي فيه الدماء ، فيأتي كل قتيل في سبيل الله ، يأمر الله كل قتيل فيحمل رأسه ، وأوداجه تشخب دما ، فيقول : يا رب ، سل هذا فيم قتلني ؟ فيقول وهو أعلم : لم قتلته ؟ فيقول : يا رب ، قتلته لتكون العزة لك ، فيقول الله : صدقت ، فيجعل الله وجهه مثل نور الشمس ، ثم تشيعه الملائكة إلى الجنة ، ثم يأمر الله كل قتيل قتل على غير ذلك ، فيأتي يحمل رأسه ، ويشخب أوداجه دما ، ويقول : يا رب ، سل هذا فيم قتلني ؟ فيقول والله أعلم : لم قتلته ؟ فيقول : يا رب ، قتلته لتكون العزة لي ، فيقول الله : تعست ، ثم لا يبقى بشرة قتلها إلا قتل بها ، ولا مظلمة ظلمها إلا أخذ بها ، ثم يصير فيما بقي في مشيئة الله تعالى إن شاء عذبه ، وإن شاء رحمه ، ثم يقضي بين من بقي من خلقه ، حتى لا يبقي مظلمة عند أحد إلا أخذها المظلوم من الظالم ، حتى إنه لو كلف شائب اللبن بالماء أن يقلبه حتى يخلص اللبن من الماء ، فإذا فرغ الله من ذلك نادى مناد يسمع الخلائق كلهم فيقول : ألا ليلحق كل قوم بآلهتهم ، وما كانوا(1/331)
يعبدون من دون الله ، فلا يبقى أحد عبد شيئا من دون الله إلا مثلت له آلهته ، ويجعل الله تعالى ملكا من الملائكة على صورة عزير ، ويجعل الله ملكا من الملائكة على صورة عيسى ابن مريم ، فيتبع اليهود عزيرا ، ويتبع النصارى عيسى ، ثم تقودهم آلهتهم إلى النار ، وهم الذين يقول الله عز وجل فيهم : لو كان هؤلاء آلهة ما وردوها وكل فيها خالدون ، وإذا لم يبق إلا المؤمنون ، وفيهم المنافقون ، جاءهم الله فيما شاء من هيئة ، فيقولون : والله ما لنا إله إلا الله ، وما كنا نعبد غيره ، فيكشف لهم عن ساق ويتجلى لهم ، ويظهر لهم من عظمته ما يعرفون به أنه ربهم فيخرون سجدا على وجوههم ويخر كل منافق على قفاه ، ويجعل الله تعالى أصلابهم كصياصي البقر ، ثم يأذن لهم فيرفعون رءوسهم ، ويضرب الله عز وجل الصراط بين ظهراني جهنم كعدد أو كعقد الشعر أو كحد السيف ، عليه كلاليب ، وخطاطيف ، وحسك كحسك السعدان ، دونه جسر دحض مزلة ، فيمرون كطروف العين أو كلمح البرق أو كمر الريح أو كجياد الخيل أو كجياد الرياحات أو كجياد الرجال ، فناج سالم ، ومخدوش ، ومكدوش على وجهه في جهنم ، فإذا أفضى أهل الجنة إلى الجنة قالوا : من يشفع لنا إلى ربنا ، فندخل الجنة ، فيقولون : من أحق من أبيكم آدم عليه السلام خلقه الله بيده ، ونفخ فيه من روحه ، وكلمه قبلا ، وأسجد له ملائكته ، فيأتون آدم عليه السلام ، فيطلبون ذلك إليه فيذكر ذنبا ، فيقول : ما أنا بصاحب ذلك ، ولكن عليكم بنوح ؛ فإنه أول رسل الله ، فيؤتى نوح عليه السلام ، فيطلب ذلك إليه ، فيذكر ذنبا ، فيقول : ما أنا بصاحب ذلك ، عليكم بإبراهيم عليه السلام ؛ فإن الله عز وجل اتخذه خليلا ، فيؤتى ، فيطلب ذلك إليه ، فيذكر ذنبا ، فيقول : عليكم بموسى عليه السلام ؛ فإن الله عز وجل قربه نجيا ، وكلمه تكليما ، وأنزل عليه التوراة ، فيؤتى موسى عليه السلام ، فيطلب ذلك إليه ، فيذكر ذنبا ، فيقول : ما أنا بصاحب ذلك ، ولكن عليكم بروح الله وكلمته عيسى ابن مريم ، فيؤتى عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم ، فيطلب ذلك إليه ، فيقول : ما أنا بصاحب ذلك ، ولكن عليكم بمحمد صلى الله عليه وسلم ، فيأتوني ولي عند ربي ثلاث شفاعات وعدنيهن ، فأنطلق فآتي الجنة ، فآخذ(1/332)
بحلقة الباب ، ثم أستفتح ، فيفتح لي فأحيا ويرحب بي ، فإذا أدخلت الجنة ، فنظرت إلى ربي تبارك وتعالى خررت ساجدا ، فيأذن الله لي من حمده وتمجيده شيئا ما أذن به لأحد من خلقه ، ثم يقول : ارفع رأسك يا محمد ، واشفع تشفع ، وسل تعطه ، فإذا رفعت رأسي ، قال الله وهو أعلم : ما شأنك ؟ فأقول : يا رب ، وعدتني الشفاعة ، فشفعني في أهل الجنة أن يدخلون الجنة ، فيقول الله عز وجل : قد شفعناك ، وأذنت لهم في دخول الجنة » ، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « والذي بعثني بالحق ، ما أنتم في الدنيا بأعرف بأزواجكم ومساكنكم من أهل الجنة بأزواجهم وبمساكنهم ، فيدخل كل رجل منهم على اثنتين وسبعين زوجة مما ينشيء الله عز وجل ، وثنتين آدميتين من ولد آدم عليه السلام ، ولهم فضل لعبادتهما الله في الدنيا ، فيدخل الأول منهم في غرفة من ياقوتة على سرير من ذهب مكلل باللؤلؤ ، وعليها سبعون حلة من سندس وإستبرق ، ثم يضع يده بين كتفيها ، ثم ينظر إلى يده من صدرها من وراء ثيابها وجلدها ولحمها ، وإنه لينظر إلى مخ ساقها ، كما ينظر أحدكم إلى السلك في قصبة الياقوت ، كبدها له مرآة وكبده لها مرآة ، فبينما هو عندها لا يملها ولا تمله ، ما يأتيها مرة إلا وجدها عذراء ، ما يفتر ذكره ، ولا يشتكي قبلها ، فبينما هو كذلك إذ نودي : إنا قد عرفنا أنك لا تمل ، إلا أنه لا مني ولا منية ، إلا أن لك أزواجا غيرها ، فيخرج فيأتيهن واحدة واحدة ، كلما جاء واحدة قالت : والله ما أرى في الجنة شيئا أحسن منك ، وما في الجنة شيء أحب إلي منك ، فإذا رفع أهل النار إلى النار رفع فيها خلق من خلق ربك قد أوبقتهم أعمالهم ، فمنهم من تأخذه النار إلى قدميه لا تجاوز ذلك ، ومنهم من تأخذه النار إلى نصف ساقيه ، ومنهم من تأخذه النار إلى ركبتيه ، ومنهم من تأخذه إلى حقويه ، ومنهم من تأخذه في جسده كله إلا وجهه يحرم الله تعالى صورتهم عليها » . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « فأقول : يا رب ، من وقع في النار من أمتي ، فيقول الله عز وجل : أخرجوا من النار من عرفتم ، فخرج أولئك ، حتى لا يبقى منهم أحد ، ثم يأمر الله عز وجل في الشفاعة ، فلا يبقى نبي ، ولا شهيد ، إلا شفع ، فيقول الله : أخرجوا من النار من وجدتم في قلبه زنة الدينار ، فيخرج أولئك حتى لا يبقى منهم أحد ، ثم يشفع الله عز وجل يقول : أخرجوا من وجدتم في قلبه(1/333)
ثلثي الدينار إيمانا ، ونصف وربع دينار ، ثم يقول : قيراط ، ويقول : حبة من خردل ، فيخرج أولئك حتى لا يبقى أحد منهم ، وحتى لا يبقى أحد له شفاعة إلا شفع ، حتى إن إبليس لعنه الله ليتطاول لما يرى من رحمة الله رجاء أن يشفع له ، ثم يقول الله : بقيت أنا ، وأنا أرحم الراحمين ، فيخرج منها ما لا يحصيه كثرة ، كأنهم الجمر يثبتهم الله على نهر يقال له : الحيوان ، فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل ، ما يلي الشمس منها أخيضر ، وما يلي الظل منها أصيفر ، فينبتون كنبات الطراثيث ، حتى يكونوا مثل الدر مكتوبة في رقابهم الجهنميون عتقاء الله عز وجل ، فيعرفهم أهل الجنة بذلك الكتاب ، ما عملوا خيرا قط ، فيمكثون في الجنة ما شاء الله ، وذلك الكتاب في رقابهم ، ثم يقولون : ربنا ، امح عنا هذا الكتاب ، فيمحاه عنهم »(1/334)