لقاء العشر الأواخر بالمسجد الحرام (55)
الإلمام في ختم سيرة ابن هشام
للحافظ المؤرخ
شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي
(ت902 هـ)
دراسة وتحقيق
الحسين بن محمد الحدادي
دار البشائر الإسلامية
الطبعة الثانية
1426 هـ - 2005 م(/)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي فضل نبينا على جميع البشر، وتفضل علينا باختصاصه بأزكى الكرامات والبشر، وأرسله رحمةً للعالمين من الباقين ومن غبر، وأكمله بما تأيد به من المعجزات والكرامات المتواتر بها الخبر، وجعل طريقته أجمل الطرق، وسيرته أكمل السير، وخذل من أعرض عن أسبابه بالغرض الفاسد الجالب لكل ضرر، وتكفل بعصمته من كل كدر، وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، من طاب سيرةً، وحسن علانية وسريرةً، وبه الوجود ضاء وافتخر، وعليه المعول في كل محمودٍ، سيما فصل القضاء في المحشر صلى الله عليه وسلم ، وعلى آله وأصحابه وأتباعه القائمين بنصر الدين المعتبر، والساعين في نشر ما يضاف إليه من أثر، صلاةً وسلاماً دائمين كل مساءٍ وسحرٍ.
وبعد: فإن أولى ما به الأخباري يعتني، وأغلى ما له الأثاري يقتني، معرفة سيرة نبي العجم والعرب، والداعي لأتم الطاعات والقرب، محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، أشرف مرسلٍ ومنتسب، المتضمنة لمولده ونسبه، وأصله وحسبه، ورضاعه وأسمائه، ومنشأه إلى انتهائه، ومبدأ البعث والنبوة، مما ظهر من تلك الآيات والعلامات الشاهدة للقوة، كانشقاق القمر بالدليل القطعي الذي اشتهر، والإسراء والمعراج، والهجرة، ثم فتح مكة التام به الانتهاج، وبناء المسجد الشريف، وبكاء الجذع(1/25)
المنيف، ومغازيه وسيره، وبعوثه وعمره، وحجة الوداع، البديعة الارتفاع، وحليته وصفاته، وأخلاقه وشمائله، ونعوته وخصائله، وأعمامه وعماته، وبنيه وبناته، ومواليه وأمرائه، وأصحابه وخيله وسلاحه، وسائر أشيائه، وخصائصه ومعجزاته، ثم مرضه ووفاته، إلى غير ذلك مما يعظم النفع به للسالك، بل هو فيما قال ابن فارس إمام اللغويين: ((مما يحق معرفته على المسلمين)).
وظاهره كما لبعضهم: الوجوب، وإليه ميل ما في القلوب، ولكن قال غيره: ((إن التهمم بمعرفة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ، وما يضاف لذلك مما هو مأثور ومنقول، من أولى ما يهتم به، ويقدم العارف بسببه، ويتوفر علمه عمن لا يعلمه)).
وصرح بعض العلماء الفهماء ((بتقبيح من جهل ما كان للمصطفى، ذي الصدق والوفا، من الفضائل الذاتية والعرضية، والشمائل البهية، والسيرة المرضية، ممن ارتسم بالعلم، وزعم أنه من ذوي الدراية والحلم، وقرر أن(1/26)
من اجتهد في الإحاطة بما أمكنه من ذلك، وإماطة الجهل عن نفسه لهذه المسالك، يكون فيما نرجو جديراً بإجابة فتاني القبر إذا سألاه، بصيراً بما يندفع به الشك والاشتباه من فضل مولاه)).
وكفى بقول رب العالمين، في كتابه المبين: {وكلاً نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك وجاءك في هذه الحق وموعظةٌ وذكرى للمؤمنين}، شاهداً للإيمان لنحو مما نحن فيه، مما هو غني عن الإيضاح والتنبيه.
ولذا استدل بها الأستاذ الأواه أبو القاسم الجنيد رحمه الله لما يندرج فيه هذا المعنى، ويمتزج معه بالحسنى، فإنه كما قال: ((الحكايات جندٌ من جنود الله عز وجل)).
وقيل له: من أين لك هذا القول المطمئن إليه بعد الوجل؟ ((تلا هذه الآية، واستغنى بها للحكاية)).
بل هي من الشواهد لمطلق الأخبار الواردة للتعريف والاعتبار، ولله در القائل:
إذا عرف الإنسان أخبار من مضى ... توهمته قد عاش من أول الدهر(1/27)
ولعمري إنه عند ذكر الصالحين تنزل الرحمة، فكيف من هو عين الرحمة، والعروة الوثقى والعصمة، من كشف الله تعالىبه عن الوجود الغمة، وصرف بوجوده عن الأمة الهلاك بالسنة والنقمة، وتمت باتباعه النعمة، وعمت بحديثه وإسماعه الخيرات الجمة، سيد الأولين والآخرين، وسند المتقدمين والمتأخرين، والتعرض لهذا فوز [ينبئ بمحبة]، معلنٌ بقصد التقرب والقربة، فمن أحب شيئاً أكثر من ذكره، والمحب مع محبوبه، في علوه وفخره، ممن يخوله المسامحة في تقصيره، وترك المشاححة في كثير من أموره، عملاً بقوله تعالى المتلو بألسنتكم وقلوبكم:
{وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم}.
وقال رسول رب العالمين: ((والذي نفسي بيده، لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه ووالده وولده والناس أجمعين)).
وقد انتدب لجمع مغازيه وسيرته وسائر أيامه، مما يرشد(1/28)
لطريقته. فممن فاق كثرةً، وراق خبرةً:
1- كموسى بن عقبة الأسدي المدني، أحد التابعين.
2- ومحمد بن إسحاق المطلبي مولاهم المدني، أحد التابعين أيضاً لرؤيته أنساً رضي الله عنه.
3- وأبي عبد الله محمد بن عمر الأسلمي مولاهم المدني، القاضي، الواقدي، نسبة لجده واقد.(1/29)
4- [وأبي بكر عبد الرزاق بن همام الحميري مولاهم الصنعاني.
5- وفي أول الطبقات الكبرى، لكاتبه أبي عبد الله محمد بن سعدٍ البغدادي سيرة مطولة].
6- وأبي أحمد محمد بن عائذ القرشي الدمشقي الكاتب.(1/30)
7- وأبي عثمان سعيد بن يحيى الأموي البغدادي.
8- وأبي القاسم التيمي الأصبهاني.
وأولها أصحها، كما قاله تلميذه الإمام مالك وغيره.
9- ومن أواخرهم الزين العراقي.
وكل من كتابه وكتاب الخامس في مجلد.(1/31)
والسادس في ثلاث.
والرابع في مجلد ضمن مصنفه الشهير.
وأما الثاني:
[هو القائل فيه الشافعي: ((من أراد التبحر في المغازي فهو عيال عليه))]، فروى المبتدأ والمغازي عنه:
- سلمة بن الفضل الرازي.
والمغازي كل من:
- جرير بن حازم.(1/32)
- ويحيى بن محمد بن عباد بن هانئ.
وكتابه الشهير جماعةٌ منهم:
- أبو محمد، وأبو زيد، زياد بن عبد الله بن الطفيل البكائي العامري.
- ويونس بن بكير الشيباني الكوفيان.
وأولهما أوثقهما بل قال: يحيى بن آدم عن ابن إدريس:
((ما أحدٌ أثبت في ابن إسحاق منه، لأنه أملاه عليه مرتين))، وكذا قال غيره.
ونقل الآجري عن أبي داود: ((أن ثانيه ليس عنده بحجة، كان يأخذ كلام ابن إسحاق فيوصله بالأحاديث)).(1/33)
وأخذ العلامة -الفهامة الراوية النسابة، المقدم في اللغة والعربية والأشعار المستطابة، إمام أهل الأدب، والإمام المرجوع إليه فيما انتقي وانتخب، الثقة الحجة، والمتقن المحجة، أبو محمد عبد الملك بن هشام بن أيوب الذهلي: بضم المعجمة، وسكون الهاء بعدها لام. السدوسي: بفتح السين، وضم الدال المهملتين، نسبة لسدوس بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة. وقيل الحميري: بكسر المهملة ثم ميم. المعافري: بفتح الميم والمهملة، وبعد الألف فاءٌ مكسورةٌ، ثم راء، نسبة للمعافر بن يعفر قبيلٌ كبيرٌ نسب إليه بشرٌ كثيرٌ عامتهم بمصر. البصري: بالموحدة المفتوحة أو المكسورة ثم مهملة، نسبة للبصرة: مدينة بناها عتبة بن غزوان سنة سبع عشرة في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، لم يعبد بأرضها صنمٌ، عمل تاريخها عمر بن شبة في مجلد وغيره. نزيل مصر، ويعرف(1/34)
بابن هشام- كتاب ابن إسحاق بعد أن سمعه من زياد البكائي لاتصافه كما تقدم.
فهذبه ونقحه، ورتبه وصححه، وحذف جملةً من أشعاره، وتصرف بما أعلن بعلو مقداره، وأتى [ .. .. ] (1) ، من بعوثٍ وسرايا، ونعوتٍ وقضايا، وزوائد ومهمات، وفوائد من تحرير أماكن، وتقرير أحاسن، واستدراكاتٍ ونقل لغاتٍ مشتركاتٍ، وتسمية مبهماتٍ، وسرد تتماتٍ لأنسابٍ معيناتٍ، وتعيين بعض ألفاظٍ من القرآن لمن قرأ بها أتت به الرواية من الأعيان، وبيان أن ذلك الشعر لغير من نسبه إليه، أو في غير ما سيق له من غزوة أو غيرها لديه، وتفسيرٍ لغريبٍ، وتكميلٍ لا يقتصر على بعضه من متن أو غيره للإيضاح [والتقريب]، وحكاية الخلاف فيما لعله يجزم به، وأشياء يندفع بها الكثير من المشتبه، مع مزيد التحري وسديد الرأي في بيان ما يدرجه في كلام ابن إسحاق ولو كلمة للتبري.
وحذف ما فيه إفحاش في الأشعار من قائلها، وخسف ما يرى غموضه، أو غلطه في منقولها؛ مما يهتز له المطالع، ويلتذ به السامع، بحيث صار كأنه من تصنيفه، لما أبدع فيه من جواهره وترصيفه.
ولذا نسب إليه وأضيف لعمل يديه، فقيل: ((سيرة ابن هشام))،
__________
(1) بياض في الأصل.(1/35)
وصار هو الإمام، وعول عليه من بعده، وتوسل بالمرور عليه في كل كرب وشدة.
- وكتبه بخطه الحافظ الرحال أبو القاسم بن بشكوال في ثلاثة أشفار، ورواه من طرق جليلة الاعتبار.
وحكي عن أحمد بن خالد عن ابن وضاح الماجد: ((أن كتاب المغازي لابن هشام، بيع بأربعمائة دينار تمام)).
- وممن كتبه من قبله:
الوزير أبو القاسم الحسين بن علي بن الحسن البصري الأصل المصري، صاحب الكتب المؤلفة في التفسير والنسب واللغة وغيرها، والمتبحر في فنون، والقائل:
وكل امرء يدري مواقع رشده ... ولكنه أعمى أسير هواه
هوى نفسه يعميه عن قبح غيه ... وينظر عن فهم عيوب سواه(1/36)
قوض خيامك عن أرضٍ تهان بها ... وجانب الذل إن الذل يجتنب
وارحل إذا كانت الأوطان مضيعة ... فالمندل الرطب في أوطانه حطب
ويعرف بابن المغربي لكون جد أبيه علي بن محمد كان على ديوان المغرب، وأما حفيده: فكان من وزراء خلفاء مصر، فقتله وأقاربه الثلاث الحاكم. وولي ابنه هذا الوزارة في عدة أماكن: كبغداد، ولقب بالكامل ذي الجلالتين.
وكانت بعد في سنين [ .. .. ] (1) ، وقابلها بأصول بين اختلافها بالهامش، مع فرائد مهمة مبتكرة له أو منقولة، وجزأه ثلاثين جزءاً، وفهرس بأول كل جزءٍ ما اشتمل عليه لسهولة الكشف، وانتفع الناس به لما أبدى من المهمات، وقرر أنه رام بذلك التقرب إلى الله تعالى وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم ، والترجي لحسن الخاتمة، عفا الله عنه وإيانا، [ولكنه كان كثير الإزراء
__________
(1) بياض في الأصل.(1/37)
بالفضلاء، يسأل النحوي عن الفقه، والفقيه عن التفسير، والمفسر عن العروض في أشباه هذا، مع الدهاء، وخبث الباطن، [ودلت الدولة]، وفعل المكروه، إلى أن مات في رمضان سنة ثمان عشر وأربعمائة].
ورأيت من نسب الشعر الثاني للأمير أبي نصر ابن ماكولا، وكتبه في ترجمته، فكأنه رواه عن أحد من أصحاب هذا فظن أنه له.
وكذا كتبه من المتأخرين [وهو جدير بهذا التكريم، لكونه مما يضاف للنبي الكريم، عليه أفضل الصلاة والتسليم] بخطه، وأتقنه في ضبطه، شيخنا أوحد الحنفية المحققين الأعلام، الكمال ابن الهمام، بالفضل الجميل، والترجي لكل جميل، وترجمته تحتمل كراسة فأكثر.(1/38)
وكتب عليه الإمام الأستاذ أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله الخثعمي ثم السهيلي -القائل: ما أنشدناه شيخي إمام الأئمة، أبو الفضل ابن حجر رحمه الله، أخبرنا: أبو الفرج الغزي، أخبرنا: أبو النور الدبوسي، أنشدنا: أبو محمد عبد المنعم بن معاذ إجازةً عنه كذلك، وذكر أنه ما سأل الله بها أحدٌ شيئاً إلا أعطاه إياه، وكذلك أخبر جماعة ممن استعمل إنشادها، وكتبها عنه أبو الخطاب ابن دحية:
يا من يرى ما في الضمير ويسمع ... أنت المعد لكل ما يتوقع
يا من يرجى في الشدائد كلها ... يا من إليه المشتكى والمفزع
يا من خزائن رزقه في قول كن ... امنن فإن الخير عندك أجمع
مالي سوى فقري إليك وسيلةٌ ... وبالافتقار إليك فقري أدفع
مالي سوى قرعي لبابك حيلةٌ ... فلئن رددت فأي بابٍ أقرع
ومن الذي أدعو وأهتف باسمه ... إن كان فضلك عن فقيرك يمنع
حاشا لجودك أن تقنط عاصياً ... الفضل أجزل والمواهب أوسع(1/39)
- كتاباً حافلاً نفيساً هائلاً سماه: ((الروض الأنف)).
اشتمل على: ((إيضاح للفظٍ غريبٍ، أو إعراب غامضٍ لغير الأريب، أو كلامٍ مستغلقٍ، أو نسبٍ عويص غير محقق، أو موضع فقه مفتقرٍ للتنبيه عليه، أو خبرٍ ناقصٍ فيورد تتمته، فيما تحقق لديه، ماشياً فيه على طريقة أصله))، مع [الإلمام بمن] قبله، فجاء كما قال مؤلفه: ((من أصغر الدواوين حجماً، ولكن كنيفٌ مليء علماً)).
فيه: ((من فوائد العلوم والآداب، وأسماء الرجال والأنساب، ومن الفقه: الباطن اللباب، وتعليل النحو وصنعة الإعراب، ما هو مستخرج من نيفٍ على مائة وعشرين ديواناً)). سوى ما ابتكره بفكره، وحسن نظره، وزاده إيضاحاً وبياناً، وذلك بعد سماعه له على:
- الحافظ أبي بكر محمد بن عبد الله بن العربي.(1/40)
- وأبي مروان عبد الملك بن سعيد القرشي العبدري بسندهما إلى: عبد الملك.
وقد اختصره غير واحد:
- كالذهبي في: ((بلبل الروض))، وقال: إنه قرأ أصل السيرة في ستة أيام طوال على أبي المعالي الأبرقوهي.
- وكالتقي يحيى ابن شيخ الإسلام الشمس الكرماني في ((زهر الروض)).
- وكذا اختصره الشمس محمد بن أحمد بن موسى الكفيري الدمشقي، وسماه أيضاً ((زهر الروض)).
بل للعلاء مغلطاي على كل من ((السيرة)) و((الروض)) كتاب(1/41)
((الزهر الباسم)) مشحون بنفائس، غير مأمونٍ من نقائص.
وفي تصانيف شيخنا رحمه الله ((تخريج الأحاديث النبوية المنقطعة في السيرة الهشامية)).
وشرح منها قطعة كبيرة شيخنا البدر العيني سماه ((كشف اللثام))، ما وقفت على واحد منهما.
قلت:
ومن شيوخه بالبصرة بلده:
- [خلاد] بن قرة بن خالد السدوسي.
- وعبد الوارث بن سعيد التنوري.
- ومسلمة بن علقمة المازني.(1/42)
- ويونس بن حبيب.
- وأبو زيد هو سعيد بن أوس الأنصاري.
- وأبو عبيدة هو: معمر بن المثنى.
- وابن لأبي عمرو بن العلاء الإمام، إما بشرٌ أو غيره.
ومصر:
- عبد الله بن وهب.
- مع اجتماعه بالشافعي كما سترى.
وبالمدينة:
- أبو بكر الزبيري عبد الله بن نافع بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام.(1/43)
وكذا من شيوخه:
- خلف بن محرز العوفي اللغوي الشاعر المعروف بالأحمر.
وفيهم المقدمون في النحو واللغة وشواهدها، وما يشابه ذلك فهم شيوخه فيه.
ويكثر الرواية عمن لم يسمهم، واصفاً لبعضهم بالثقة، أو بالعلم بالشعر، أو بالعلم بالرواية.
واجتمع في مصرنا بإمامنا الإمام الأعظم، والمجتهد المقدم، أبي عبد الله الشافعي رحمهما الله تعالى فذاكره أنساب الرجال، فقال له الشافعي بعد أن تذاكرا طويلاً: ((دع عنك أنساب الرجال فإنها لا تذهب عنا وعنك، وخذ بنا في أنساب النساء، فلما أخذا في ذلك، بقي ابن هشام مبهوتاً)).
ثم كان ابن هشام يقول بعد ذلك: ((ما ظننت أن الله خلق مثله))، وكان يقول: ((الشافعي حجةٌ في اللغة)).(1/44)
وناهيك بهذا فخراً لكل منهما، بل ترجمه المزني -صاحب الشافعي- بأنه: ((علامة أهل مصر بالعربية والشعر)). ونحوه قول غيره: ((كان عالم مصر بالغريب والشعر))، وحدث فيها بالمغازي وغيرها.
روى كتابه عنه جماعة منهم الإخوة الثلاثة:
- أبو بكر أحمد.
- وأبو سعيد.
- وأبو عبد الله محمد.
بنو عبد الله بن عبد الرحيم بن سعيد بن أبي زرعة، الزهري، مولاهم المصريون، المعروف كل منهم بابن البرقي، لاتجارهم إلى برقة، وكلهم ثقات أجلاء.(1/45)
والأول والثالث حافظان، مصنفان: فلأولهما كتاب في ((معرفة الصحابة وأنسابهم))، ولثانيهما عنه ذلك، وهو من شيوخ أبي داود والنسائي. والآخر من شيوخ الطبراني.
وجدهم سعيد هكذا وقع مجوداً عند غير واحد، كابن يونس.
والذي عند ابن ماكولا سعيه بمهملتين ثانيهما ساكنة، ثم تحتانية مفتوحة، ثم هاء.
- وأبو النظر محمد بن الحسن المصري القطان.
ولثالثهم فيه فوائد، نقل عنه منها أبو القاسم بن المغربي الوزير أنه: ((كلما كان فيه عمران بن مخزوم، فالذي قبله عايذ -بالتحتانية والذال المعجمة- وما كان فيه عمر بن مخزوم، فالذي(1/46)
قبله عابد -بالموحدة والدال المهلمة-)). انتهى.
واتصل بنا من طريق ثانيهم ما أخبرنا به المشايخ الجلة:
- أستاذي حافظ الوقت شيخ مشايخ الإسلام، الشهاب أبو الفضل أحمد بن علي العسقلاني.
- وأخبرنا: عبد الله بن الجمال أبي أحمد عبد الله بن محمد الخطيب.
- والزين أبو محمد ابن الجمال أبي إسحاق إبراهيم بن العز محمد اللخمي.
- والموفق أبو الحسن بن إبراهيم بن علي اليماني.
- والقطب أبو عبد الله بن المحب محمد بن أحمد الأزهري.(1/47)
- والبهاء أبو محمد بن محمد الحلبي.
- والجلال أبو المعالي بن أحمد الخطيب.
- والشرف أبو زكريا بن محمد فقيه مصر.
- وأبو هريرة عبد الرحمن بن عمر القبابي.
- وأم محمد ابنة السراج أبي حفص عمر بن العز بن جماعة رحمهم الله تعالى.
سماعاً على الثاني لجميعها.
وعلى الأول: من أولها إلى قوله: ((إسلام عمر)).
وقراءة على الثالث والرابع لجميعها بالمسجد الحرام تجاه الكعبة.
وعلى الذي بعدهما لثلثها الأول، وانتهى إلى قوله: ((شأن أبي قيسٍ، صرمة بن أبي أنس)).(1/48)
وعلى الذي يليه من أولها إلى: ((إسلام حمزة)).
وعلى الذي يليه من ثم إلى: ((شأن أبي قيسٍ)) أيضاً.
وعلى الذي يليه لجميعها.
وعلى المرأة: لأحاديث منها مفردة، مع قطعة من أولها، وإجازةً منهم بسائرها مشافهةً.
ومن أبي هريرة مكاتبةً.
قال الأول والثامن: أخبرنا بها أبو الحسن علي بن محمد [الفوي]، زاد الثامن، والولي أحمد بن أبي الفضل الحافظ.
وقال السادس والسابع: أخبرنا بها أحمد بن علي بن محمد الكناني.
وقال الخامس: أخبرنا بها العلامة النحوي الشمس أبو عبد الله محمد بن محمد بن علي الغماري المالكي لفظاً.(1/49)
قال الأربعة، وكذا شيخنا أبو هريرة: أخبرنا بها الجمال أبو بكر محمد بن محمد بن محمد بن الحسن الفارقي.
قال الغماري: قراءةً.
وقال الولي: حضوراً وإجازةً.
وقال أبو هريرة: إجازةً.
وقال الباقيان: سماعاً.
وقالت المرأة: أخبرنا أبو الفرج عبد الرحمن بن أبي الحسن علي بن محمد الثعلبي بن القاري إذناً ح، وقال الثالث: أخبرنا بها والدي: أخبرنا بها الحافظ فتح الدين أبو الفتح محمد بن محمد بن سيد الناس اليعمري لفظاً.
قال هو والثعلبي والفارقي: أخبرنا بها الشهاب أبو المعالي أحمد بن إسحاق بن محمد بن المؤيد الأبرقوهي.
قال الثعلبي: إذناً، إن لم يكن حضوراً.
وقال ابن سيد الناس: بقراءتي عليه لجميعها إلا يسيراً فسمعته بقراءة غيري عليه.(1/50)
وقال الفارقي: قراءةً عليه لجميعه وأنا شاهد في الخامسة، زاد فقال: وأخبرنا بمعظمها -وذلك من أوله إلى قوله في الجزء الخامس عشر من تجزئة ثلاثين في: ((ذكر من قتل من المشركين ببدر))، ((ونبيه بن الحجاج بن عامر قتله حمزة بن عبد المطلب)).
ومن قوله في السابع عشر في: ((ذكر من قتل بأحد))، ((وقالت هند ابنة عتبة: شفيت نفسي من حمزة بأحد)) إلى انتهاء الجزء الثامن عشر عند قوله: ((يوم الرجيع في سنة ثلاث)).
ومن قوله في الجزء العشرين: ((وأنزل الله تعالى في أمر الخندق وبني قريظة من القرآن في سورة الأحزاب)) القصة إلى ((خبر أهل الإفك في غزوة بني المصطلق)).
والجزء الثالث والعشرين بتمامه، وأوله ((بقية أمر خيبر))، وآخره: ((بقية أمر غزاة زيد وجعفر))-: شرف القضاة أبو الفتح محمد بن(1/51)
أحمد بن محمد بن عبد العزيز بن الجباب السعدي. وأنا في الخامسة وأجازه بسائرها.
ح وقال الأول أيضاً:
وأخبرنا بها أبو الفضل بن الحسين الحافظ سماعاً من قوله في قصيدة النعمان: ((ألا هل أتى الحسناء أن حليلها .. .. ))، إلى قوله: ((ذكر الأسباب في المسير إلى بدر))، وإجازة منه لسائرها.
أخبرنا بها القطب أبو عبد الله محمد بن علي بن عبد العزيز بن القطرواني.
أخبرنا بها أبو البركات محمد بن ربيعة بن حاتم بن سنان المصري الكتبي، وهو آخر من حدث عنه بالسماع.
ح وقال الثاني:
أخبرنا بها أبو العباس أحمد بن الحسن بن محمد القدسي الزينبي.
أخبرنا بها ملفقاً: الشهابان أبو العباس الأحمدان بن أبي بكر بن طي(1/52)
الزبيري، وابن علي بن أيوب المشتولي. فعلى الأول الأجزاء الأربعة الأول، من التجزئة المذكورة، وعلى الثاني لباقيها. قالا: أنا بها أبو الصلاح عبد الله بن محمد بن عين الدولة الصفراوي.
قال هو و[الكتبي] وشرف القضاة والأبرقوهي:
أخبرنا بها أبو محمد وأبو البركات عبد القوي بن عبد العزيز بن عبد الله بن الحسن بن الجباب التميمي السعدي.
ح وقال الرابع:
أنبأنا بها أم محمد عائشة ابنة محمد الصالحية، قالت هي: والجمال اللخمي أيضاً: أنا بها أسد الدين أبو محمد عبد القادر بن عبد العزيز بن المعظم عيسى بن العادل أبو بكر بن أيوب بن(1/53)
الملوك: أخبرنا بها: الخطيب أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن أحمد بن أبي الفتح المقدسي، عرف بابن خطيب مردا: أخبرنا بها صنيعة الملك أبو محمد هبة الله بن يحيى بن علي بن حيدرة المقري الشافعي، قال هو وابن الجباب: أخبرنا بها أبو محمد عبد الله بن رفاعة بن غدير السعدي الفرضي الشافعي.
ح وقال الفارقي أيضاً.
وأخبرنا العلامة البهاء أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن أبي نصر بن النحاس الحلبي النحوي، والشرف أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن أبي سعد بن علي الآمدي من قوله في الجزء الأول: ((غلب أبرهة الأشرم على أمر اليمن))، إلى قوله في الجزء الثاني: قال ابن إسحاق: ((وأما(1/54)
أسامة بن لؤي فخرج إلى عمان))، ومن قوله: ((شعر أبي طالب في استعطاف قريش)). وذلك في أول الجزء السادس إلى آخر الكتاب وأنا في الخامسة، وإجازةً منهما لسائرها.
ح وقال الثاني أيضاً:
أخبرنا بها أبو الفرج عبد الرحمن بن أحمد بن المبارك الغزي:
أخبرنا بها أبو النون، يونس بن إبراهيم بن عبد القوي الدبوسي، سماعاً عليه للأجزاء الثلاثة الأول، والعشرة الأخيرة من التجزئة المذكورة، وإجازةً لسائرها إن لم يكن سماعاً.
قال هو، والآمدي، وابن النحاس: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن ابن المقير البغدادي إذناً، قال الدبوسي إن لم يكن سماعاً: أخبرنا بها أبو الفضل محمد بن ناصر بن علي البغدادي الحافظ في كتابه.(1/55)
وقال الجمال اللخمي أيضاً:
أخبرنا بها التقي أبو عبد الله بن محمد بن عبد الحميد بن محمد بن عبد الحميد المطلبي، والنجم أبو بكر عبد الله بن علي بن عمر بن شبلٍ الصنهاجي.
وقال الغزي أيضاً:
أخبرنا بها البدر أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن سعد الله ابن جماعة، سماعاً من أول الجزء الحادي عشر، إلى قوله في السادس عشر ((ذكر من استشهد من المسلمين ببدر))، وإجازةً بسائرها.
قال الثلاثة:
أخبرنا بها الشريف أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن علي بن محمد الحسيني، أخبرنا بها أبو الطاهر محمد بن أبي الفضل محمد بن محمد بن بنان الأنباري، أخبرنا بها أي قال: هو وابن ناصر: أخبرنا بها أبو إسحاق إبراهيم بن سعيد بن عبد الله المصري الحافظ عرف بابن الحبال.(1/56)
قال ابن بنان: سماعاً.
وقال الآخر: إجازةً، زاد فقال هو وابن رفاعة: وأخبرنا بها القاضي أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين الخلعي الشافعي.
قال ابن رفاعة: سماعاً.
وقال الآخر: إجازةٌ.
قالا: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عمر بن محمد بن سعيد التجيبي البزار، عرف بابن النحاس. زاد الخلعي فقال: وأبو العباس أحمد بن الحسن بن عتبة الرازي.
قالا: أخبرنا بها أبو محمد عبد الله بن جعفر بن الورد ابن زنجويه البغدادي، أنا بها أبو سعيد عبد الرحيم بن عبد الله بن البرقي، أنا بها: الإمام أبو محمد عبد الملك بن هشام.
فذكر علوماً فيها من زيادات عن شيوخه وغيرها مما يعرف فيه.
وذكره أبو سعيد بن يونس في الغرباء ممن قدم مصر وقال: ((إنه ثقة)).(1/57)
مات بمصر لثلاث عشرة خلت من ربيع الأول سنة ثماني عشرة ومائتين، وزعم السهيلي أنه سنة ثلاث عشر.
وأثنى عليه بقوله: ((إنه مشهور بحمل العلم متقدم في علم النسب والنحو))، ووهمه الذهبي فيما زعمه خاصة.
وكذا ذكره مسلمة بن قاسم في ((الصلة))، وقال: ((كان صاحب نحو وغريب)).
وقال العماد ابن كثير: ((كان إماماً في اللغة والنحو والعربية، وكان مقيماً بديار مصر، وقد اجتمع به الشافعي حين وردها، وتناشدا من أشعار العرب أشياء كثيرة)).
قلت: وله ((أنساب حمير وملوكها))، و((شرح ما وقع في أشعار السير(1/58)
من الغريب)).
وبالجملة فلم أجد من شفى الغليل في ترجمته، ولا استوفى بالتطويل اللائق بمرتبته، وإن كنا أشرنا لحاصلها، واستثرنا من المتقطعات متواصلاً، رحمه الله رحمةً واسعةً، ونفعنا به، وبعلومه النافعة.
وإذا علم هذا، فقد روى ابن لهيعة عن أبي الأسود، عن عروة بن الزبير ((المغازي)).
كذا، والزهري عن عروة بن الزبير عن أبيه، وحجاج بن أبي منيع عن الزهري.
وروى يونس بن يزيد ((مشاهد النبي صلى الله عليه وسلم )) عن الزهري.
والوليد بن مسلم أبو العباس القرشي الدمشقي الذي قال فيه أبو زرعة الرازي: ((إنه أعلم بأمر المغازي والسير عن الأوزاعي)).
ومحمد بن عبد الأعلى ((السير)) عن معتمر بن سليمان، عن أبيه.
وعبد الملك بن حبيب، والمسيب بن واضح، وأبو عمرو معاوية بن عمرو ((السير))(1/59)
عن أبي إسحاق الفزاري.
والحسن بن سفيان، عن أبي بكر بن أبي شيبة ((المغازي)).
ولكل من أبي بكر بن أبي خيثمة، وأبي القاسم بن عساكر في ((تاريخهما)).(1/60)
وأبي زكريا النووي في ((تهذيب الأسماء واللغات)).
وأبي الحجاج المزي في ((تهذيب الكمال)).
وأبي عبد الله الذهبي في ((تاريخه)).
والعماد ابن كثير في ((مقدمة بدايته)).
وأبي الحسن الخزرجي في مقدمة ((تاريخ اليمن)).(1/61)
والتقي الفاسي في ((تاريخ مكة)).
في آخرين-: سيرةٌ مطولةٌ لبعضهم: كابن عساكر.
أو مختصرة:
أفردها:
- أبو الشيخ ابن حيان.
- وأبو الحسين بن فارس اللغوي.(1/62)
- وأبو عمر بن عبد البر في ((الدرر في اختصار المغازي والسير)).
- وأبو محمد ابن حزم.
- والشرف [أبو أحمد] الدمياطي.
- وعبد الغني المقدسي، كتب على كتابه القطب الحلبي ((المورد الهني)) وهو نافع جداً.
- وأبو عبد الله الذهبي.(1/63)
- وأبو الفتح ابن سيد الناس في ((عيون الأثر)) وما أحسنه، كتب عليه البرهان الحلبي تعليقاً في مجلدين سماه: ((نور النبراس)).
وفي ((نور العين)) وهو مختصر.
واختصر سيرة ابن سيد الناس: الشمس محمد بن عبد اللطيف المحلي الحنفي، وكان صالحاً.(1/64)
- وأبو الربيع الكلاعي، وضم إليها سير الثلاثة الخلفاء وسماه: ((الاكتفاء)).
- والمحب الطبري.
- والقاضي عز الدين بن جماعة في تصنيفين.
- والشمس البرماوي كذلك.(1/65)
- والعلاء علي بن عثمان التركماني الحنفي.
- وأبو أمامة ابن النقاش.
- والشمس ابن ناصر الدين في مؤلف حافل متقن.
- التقي المقريزي في كتابه ((الإمتاع) وفيه مما ينتقد الكثير.
- ولعثمان بن عيسى بن درباس الماراني ((الفوائد المثيرة في جوامع السيرة)).(1/66)
كذا الشهاب أحمد بن إسماعيل الإبشيطي الشافعي الواعظ المتوفى سنة خمس وثلاثين وثمانمائة كتابٌ جامعٌ، كتب منه نحو ثلاثين سفراً، يحتوي على ((سيرة ابن إسحاق)) مع ما كتبه السهيلي وغيره عليها، وما اشتملت عليه ((البداية))، لابن كثير، وعلى ما احتوت عليه ((المغازي))، للواقدي وغير ذلك، ضابطاً للألفاظ الواقعة فيها، وكان زائد اللهج بها.
ونظمها:
- الفتح بن [موسى].
- والشهاب ابن العماد الأقفهسي.(1/67)
- البقاعي وشرح كل نظمه.
- كذا نظمها العز الديريني.
- وفتح الدين ابن الشهيد.
- والزين العراقي في ((ألفيته)) التي مشى فيها على سيرة مختصرة(1/68)
للعلاء مغلطاي، كتب على هذه المختصرة فوائد الشمس البرماوي، والشرف أبو الفتح المراغي، وجرد ذلك في تصنيف مفرد التقي بن فهد.
وشرح النظم: الشهاب بن رسلان، ومن قبله المحب بن الهائم، الفريد في الذكاء، وهو مطول وقفت على مجلد منه قرظه له الناظم وغيره.
وكذا شرح شيخنا بعض أبيات من أوله، وتممت عليه وأرجو تحريره وإبرازه.
ونظم سيرة مغلطاي أيضاً في زيادة على ألف بيت الشمس الباعوني الدمشقي أخو الأستاذ البرهان، وسمعت بعضه منه، وسماه: ((منحة اللبيب في سيرة الحبيب)).(1/69)
وأفرد مولده بالتأليف جماعة.
- كأبي القاسم السبتي في ((الدر المنظم في المولد المعظم))، في مجلدين.
- ثم العراقي.
- وابن الجزري.
- وابن ناصر الدين.(1/70)
وأسلافه:
- محمد بن إسحاق المسيبي.
وأسماءه:
- أبو الخطاب ابن دحية.
- والقرطبي، وغيرهما نظماً ونثراً.
واعتنيت بها فقاربت نحو خمسمائة، وهي قابلة للزيادة فأكثرها أوصاف.
وختانه وأنه ولد مختوناً:
-الكمال ابن طلحة.
ورد عليه في تصنيف أيضاً الكمال أبو القاسم بن أبي جرادة.(1/71)
ولأبي بكر الخرائطي ((هواتف الجان، وعجيب ما يحكى عن الكهان، ممن بشر بالنبي صلى الله عليه وسلم بواضح البرهان)).
وكذا لابن أبي الدنيا: ((الهواتف)).
ولابن درستويه: ((حديث قس بن ساعدة)).
ولهشام بن عمار: ((المبعث)).(1/72)
ولأبي الخطاب ابن دحية وغيره: ((المعراج)).
وجمع ((دلائل النبوة)) كثيرون منهم:
- أبو زرعة الرازي.
- وثابت السرقسطي.
- وأبو القاسم الطبراني.(1/73)
- والتيمي.
- وأبو عبد الله ابن منده.
- وأبو الشيخ ابن حيان.
- وأبو نعيم الأصبهاني.
- وأبو بكر ابن أبي الدنيا.
- وأبو أحمد ابن [العسال].(1/74)
-وأبو بكر النقاش المفسر.
- وأبو العباس المستغفري.
- وأبو الأسود عبد الرحمن بن الفيض.
- وأبو ذر المالكي.
- وأبو بكر البيهقي وهو أحفلها.
وكذا جمعها مع غرائب الأحاديث:
- إبراهيم بن الهيثم البلدي.(1/75)
وأعلام النبوة:
- أبو محمد بن قتيبة.
- وأبو داود صاحب ((السنن)).
- وأبو الحسين بن فارس.
- وأبو الحسن الماوردي الفقيه.
- وقاضي الجماعة، أبو المطرف المغربي.
- العلاء مغلطاي.
والشمائل النبوية:
- أبو عيسى الترمذي.(1/76)
- وأبو العباس المستغفري.
- وأبو بكر عبد الله بن محمد بن علي بن طرخان البلخي.
وكتبت من شرح قطعةً أولها. ورأيت قطعةً من مسودة بخط الجمال ابن الظاهري كالمستخرج عليها.
والصفة النبوية:
- أبو البختري.
- أبو علي محمد بن هارون.
والأخلاق النبوية:
- إسماعيل القاضي.(1/77)
وصفة نعله الشريف:
- أبو اليمن ابن عساكر.
والهدي النبوي:
- ابن القيم وغيره.
ولأبي نعيم.
- المستغفري.
- الضياء المقدسي: ((الطب النبوي)).(1/78)
وللقاضي عياش كتاب ((الشفا بتعريف حقوق المصطفى))، وقد شرحت شأن من كتب عليه في مصنف لي في ختمه.
ولأبي الربيع سليمان بن سبع السبتي ((شفاء الصدور)) في مجلدات، واختصره بعض الأئمة وفيه مناكير كثيرة.
ولأبي الفرج ابن الجوزي: ((الوفا بالتعريف بالمصطفى)).
ولابن المنير ((الاقتفاء)).(1/79)
ولأبي سعد النيسابوري ((شرف المصطفى)) في مجلدات.
ولجعفر الفريابي ((المعجزات وتكثير الطعام والشراب))، وكذا لغيره: ((المعجزات)).
ولجماعة:
- كالماوردي.
- ابن سبع.
- والجلال البلقيني: ((الخصائص)).(1/80)
ولأبي أحمد العسال.
- وأبي الشيخ بن حيان: ((خطبه صلى الله عليه وسلم )).
أفرد بعضهم ((خطبة الوداع))، وهي فيما قال ابن بشكوال: آخر خطبه.
بل لبعضهم: ((كلماته المفردة)).
وللطبراني.
-وأبي عبد الله بن منده: ((كتب النبي صلى الله عليه وسلم )).
ولغيرهما: ((الوفاة النبوية)).
وللبيهقي: ((حياة الأنبياء في قبورهم)).
ولآخرين: ((فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم )).
كإسماعيل القاضي.
وأبي بكر ابن أبي عاصم. ومن سردت أسماءهم في خاتمة كتابي(1/81)
((القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع، لخلق سردتهم في: ((شرحي لألفية الحديث)).
أصحابه:
وأجمع مصنف فيهم كتاب ((الإصابة)) لشيخنا.
وأفرد منهم أبو زكريا بن منده ((أسماء أردافه)).
وأبو عبيدة معمر بن المثنى، وزهير بن العلاء العبسي: ((أسماء أزواجه)).
وكذا جمعهن غيرهما.(1/82)
وغيرهم مواليه وكتابه.
إلى غير ذلك.
مما لو تصدى أستاذٌ علامةٌ حافظٌ فيها لجمعه في كتابٍ، مع التلخيص والانتخاب، والتحقيق والانتقاد، والتوفيق بين مختلفي المتن والإسناد، لجاء في عشرين مجلداً فأكثر، يحصل به مع القصد الجميل أعظم فخرٍ يؤثر، ولكن الاسترواح هو الغالب، والغدو والرواح فيما لا يجدي استحكم على المطلوب منه فضلاً عن الطالب، بل قل من يتوجه للازدياد من معارفه، والاستناد لمن يترقى معه في عوارفه، إنما همتهم للقال والقيل، وفكرتهم في المجادلة والمجالدة المنافس للتعديل، مع تلبسهم بالعريض والطويل، وتأنسهم بمن هو واجب الهجر إلا القليل، مما في بسطه نوع جفا، مع كونه ليس به خفا، ولكن الحدث جنونٌ، وكل حزبٍ بما لديهم فرحون، على أنه لا مطمع في حصر ذلك، ولا مدفع في اتساع هذه المسالك.
ومن أمعن النظر، وأنعم بالفكر المعتبر، علم أن محمل ذلك(1/83)
ومفصله، بحرٌ لا ساحل له، ولو لم يكن إلا المعجزات الباقية على ممر الدهور والأعوام، وتعاقب العصور والأيام، لكان في الدلالة كافياً، وبالمراد وافياً.
وما أحسن قول شيخنا رحمه الله في قصيدة له قرأتها عليه في جملة ديوانه:
ماذا يقول المادحون ومدحكم ... فضلاً به نطق الكتاب المحكم
المعجز الباقي وإن طال المدى ... والأبلغ البلغاء فهو المفحم
الأمر أعظم من مقالة قائلٍ ... إن رقق الفصحاء أو إن فخموا
وقال فيها قبل هذه الأبيات:
ذو المعجزات الباهرات فسل به ... نطق الحصا وبهائماً قد كلموا
حفظت لمولده السماء واستبشرت ... فالماردون بشهبها قد رجموا
وبه الشياطن ارتدت واستيأست ... كهانها من علم غيب يقدم
إيوان كسرى انشق ثم تساقطت ... شرفاته بل كاد رعباً يهدم
والماء غاض ونار ساوة أخمدت ... من بعد ما كانت تشب وتضرم
هذا وآمنةٌ رأت ناراً لها ... بصرى أضاءت والدياجي تظلم
وبليلة الإسراء سرى بجسمه ... والروح جبريل المطهر يخدم
وصلى بأملاك السماء والأنبياء ... وله عليهم رفعةٌ وتقدم
وعلا إلى أن حاز أقصى غاية ... للغير لا ترجى ولا تتوهم
ولقاب قوسين اعتلا لما دنا ... أو كان أدنى والمهيمن أعلم(1/84)
يا سيد الرسل الذي آياته ... لا تنقضي أبداً ولا تتصرم
ولله در القائل:
لم أسع في طلب الحديث تكثراً ... أو لاجتماع قديمه وحديثه
لكن إذا فات المحب لقاء من ... يهوى تعلل باستماع حديثه
وأنشدني غير واحد منهم الإمام أبو أحمد بن محمد الصوفي قال: أنشدني الإمام أبو الخير ابن الجزري لنفسه عقب إسماعه الشمائل النبوية، وقد دخلت في عموم إجازته:
أخلاي إن شط الحبيب وربعه ... وعز تلاقيه ونأت منازله
وفاتكم أن تبصروه بعينكم ... فما فاتكم بالسمع هذي شمائله
وقد سبق بنحوه ما أنشدنا شيخنا إمام الأئمة أبو الفضل المصري، قال: أنشدنا أبو المعالي ابن خطيب داريا لنفسه، مما كتب على حائط الآثار النبوي بالمكان الذي بناه الصاحب، تاج الدين ابن حنا بالمعشوق قبلي الفسطاط:(1/85)
يا عين إن بعد الحبيب وداره ... ونأت مرابعه وشط مزاره
فلقد حظيت من الزمان بطائل ... إن لم تريه فهذه آثاره
وهو أيضاً مسبوق بما أنشدناه أبو هريرة القبابي إذناً، عن الإمام الصلاح الصفدي لنفسه:
أكرم بآثار النبي محمدٍ ... من زارها استوفى السعود مزاره
يا عين دونك فالحظي وتمتعي ... إن لم تريه فهذه آثاره
ومما نسب لإمامنا الشافعي رحمه الله وعزاه الطائي في أربعينه لبعضهم:
كل العلوم سوى القرآن مشغلةٌ ... إلا الحديث وإلا الفقه في الدين
العلم ما كان فيه قال ثنا ... وما سوى ذاك وسواس الشياطين
والله أسال أن يجعلنا ممن قام بسنته حساً ومعنىً، ويشغلنا بتحقيقها والتفقه فيها حكماً ولفظاً ومعنىً، وأن يثبتنا بالقول الثابت في الدارين للفوز بالذي هو أهنى، ويختم لنا ولأحبابنا وأقاربنا وأصولنا وفروعنا والقاري والسامعين وسائر المسلمين بالحسنى، آمين آمين. اهـ.(1/86)
((ووافق الفراغ من تعليق هذا المؤلف من خط مؤلفه يوم الأحد، حادي عشر أو ثاني عشر، شهر شوال عام أربعٍ وأربعين وألف)).(1/87)