سَهْل] (1) قَالَ: حدَّثنا الأَسود بْنُ عَامِرٍ (2) قال:/ج [21/أ] حدَّثنا شُعْبة عَنْ مُوسَى بْنِ أَنس (3) عَنْ أَنس بْنِ مَالِكٍ: "أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْما قَنَتَ شَهْرًا يَدْعُو عَلَى رِعْلٍ (4) ، وَذَكْوَانَ (5) ، وَعُصَيَّةَ (6) عَصَتِ اللهَ وَرَسُوْلَهُ".
_________
(1) زيادة من: (ج) ... وهو: أبو العبّاس البغداديّ ... صدوق.
روى له: خ، م، د، ت، س. ومات سنة: خمس وخمسين ومئتين.
انظر: الجرح والتّعديل (7/63) ت/359، وتأريخ بغداد (12/364) ت/6800، والكاشف وحاشيته (2/122) ت/4465، والتّقريب (ص/446) ت/5403.
(2) أبو عبد الرّحمن الشاميّ، نزيل بغداد ... ثقة. روى له: ع. ومات سنة: ثمان ومئتين. انظر: تأريخ الدّارميّ عن ابن معين (ص/131) ت/415، وبحر الدّم (ص/74) ت/89، والكاشف (1/251) ت/422.
(3) الأنصاريّ، القاضي ... ثقة، قليل الحديث، من الرّابعة. روى له: ع.
انظر: الطّبقات الكبرى لابن سعد (7/192) ، وتأريخ الثّقات للعجليّ (ص/443) ت/1653، والتّقريب (ص/549) ت/6945.
(4) بكسر الرّاء، وسكون العين المهملة، وفي آخرها اللاّم حيّ من سُليم، وهم بنو: رعل بن مالك بن عوف بن مالك بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم.
انظر: الإنباه على قبائل الرّواة لابن عبد البرّ (ص/85) ، وجمهرة أنساب العرب لابن حزم (ص/262، 468) ، والأنساب (3/76) .
(5) بفتح الذّال المعجمة، وسكون الكاف، وفتح الواو، بعدها الألف، وفي آخرها النّون وهم بنو: ذكوان بن رفاعة بن الحارث بن حُييّ بن الحارث بن بهثة ابن سُليم أيضا. انظر: الإنباه (ص/85) ، والجمهرة (ص/263، 468) والأنساب (3/10، 76) .
(6) بضمّ العين، وفتح الصّاد المهملتين، بعدها ياء مثنّاة تحتيّة مشدّدة، وفي آخرها الهاء بطن من بطون امرئ القيس بن بهثة بن سليم أيضا.
وقيل: إن عصيّة هذه الّتي في بني سُليم هي عصيّة بن مَعِيص من بني عامر بن لؤيّ ابن غالب. انظر: الإنباه (ص/85- 86) ، والجمهرة (ص/170، 172، 261، 468) .
وإنّما قنت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يدعو على هذه البطون من سُليم لقتلهم أهل بئر معونة، سنة: أربع من الهجرة، في شهر صفر (انظر: ص/940) .(2/808)
قال/أ [34/أ] الشَّيخ الإِمام أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: "هَذَا حديثٌ صحيحٌ غريبٌ مِنْ حَدِيثِ مُوسَى بْنِ أَنس بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَبيه، وَمِنْ حَدِيثِ شُعْبَةُ عَنْ مُوسَى بْنِ أَنس، تَفَرَّدَ بِرِوَايَتِهِ الأَسود بْنُ عَامِرٍ الْمَعْرُوفُ بِشَاذَانَ (1) عَنْهُ.
وَرَوَاهُ مُسْلمٌ فِي صَحِيحِهِ عَنْ عَمرو بْنِ محمَّد النَّاقِدِ (2) عَنِ الأَسود بْنِ عَامِرٍ، فكأَنَّ شَيْخَنَا أَبا أَحمد سَمِعَهُ مِنْ مُسْلم".
[92]- حدَّثنا أَبو أَحمد الْفَرَضِيُّ (3) قَالَ: حدَّثنا محمَّد بْنُ جَعْفر المَطِيْريّ (4) قَالَ: حدَّثنا بِشْر بْنُ مَطَر (5) قَالَ: حدَّثنا سُفيان عَنِ الزُّهريّ عَنْ سَعِيدٍ (6) عَنْ أَبي هُريرة أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
_________
(1) انظر: كشف النّقاب لابن الجوزيّ (1/277) ت/830.
(2) صحيح مسلم (كتاب: المساجد وَمواضع الصّلاة، باب: استحباب القنوت في جميع الصّلاة إذا نزلت بالمسلمين نازلة) 1/469.
(3) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/48.
(4) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/508.
(5) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/684.
(6) هو: ابن المسيِّب.(2/809)
"صَلاَةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ صَلاَةٍ فِيْمَا سِوَاْهُ إِلاَّ المَسْجِدَ الحَرَامَ (1) ".
قَالَ الشَّيخ الإِمام أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: "وَهَذَا الْحَدِيثُ أَيضا رَوَاهُ مُسْلم فِي صَحِيحِهِ عَنْ عَمرو النَّاقِدِ، وَزهيرِ بْنُ حَرْب عَنْ سُفيان بْنِ عُيَيْنَةَ (2) ، فكأَنَّ شَيْخَنَا أَبا أَحمد سَمِعَهُ مِنْهُ".
[93]- أَخبرنا أَبو محمَّد عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ [اللَّهِ] (3) بْنِ يَحْيَى الْبَيِّعُ (4) قَالَ: حدَّثنا الْقَاضِي أَبو عَبْدِ اللَّهِ الحُسين بْنُ إِسماعيل الْمَحَامِلِيُّ (5) قَالَ: حدَّثنا يُوسف/ج [21/ب] بْنُ مُوسَى الْقَطَّانُ (6) قَالَ: حدَّثنا جَرير (7) عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ (8) عَنْ جابر بن سَمُرة قال:
_________
(1) جاء في حديث ميمونة رضي الله عنها عند مسلم في صحيحه (2/1014 رقم الحديث/1396) أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم قال: "صَلاةٌ فيهِ [أي: في مسجده] أفضَلُ مِن ألفِ صَلاةٍ فيمَا سِوَاه مِن المسَاجدِ إلاّ مسجد الكعبة".
(2) صحيح مسلم (كتاب: الحج، باب: فضل الصّلاة بمسجدي مكّة والمدينة) 2/1012 رقم الحديث/1394.
(3) زيادة من: (ج) .
(4) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/52.
(5) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/492.
(6) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/584.
(7) هو: ابن عبد الحميد.
(8) ابن عمير القرشيّ، أبو عمرو ويقال: أبو عمر الكوفيّ ...
وثّقه ابن معين (كما في: هدي السّاري ص/443) ، والعجليّ في: (تأريخ الثّقات ص/311 ت/1035) ، ويعقوب بن سفيان في: (المعرفة 2/660) ، والنّسائيّ (كما في: هدي السّاري ص/443) ، وابن نمير (كما في: تهذيب التّهذيب 6/413) ، والذّهبيّ في: (الميزان 3/374) وغيرهم..
وضعّفه بعضهم كابن معين في رواية عنه والإمام أحمد، وأبي حاتم (كما في: الجرح والتّعديل 5/361 ت/1700) لما اعتراه من تغيّر في حفظه، وتخليط في حديثه لمّا كبر سنه؛ فقد عاش: مائة وثلاث سنين أو أكثر.
وقال الحافظ في: (التّقريب ص/364 ت/4200) : "ثقة، فصيح، عالم، تغيّر حفظه، وربّما دلّس". روى له: ع. ومات سنة: ستّ وثلاثين ومائة.(2/810)
خَطَبَ النَّاسَ عمرُ بنُ الْخَطَّابِ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ بِالْجَابِيَةِ (1) فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا قَامَ فِي [مِثْلِ] (2) مَقَامِي هَذَا، فَقَالَ: "أَحْسِنُوا إِلَى أَصْحَابي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُوْنَهُمْ، ثُمَّ [الَّذِينَ يَلُوْنَهُمْ] (3) ، ثُمَّ يَفْشُو (4) الْكَذِبُ حَتَّى يَحْلِفَ الرَّجُلُ عَلَى الْيَمِيْنِ قَبْلَ أَنْ يُسْتَحْلَفَ عَلَيْهَا، وَيَشْهَدَ/ (أ [34/ب] ) عَلَى الشَّهَادَةَ قَبْلَ أَنْ يُسْتَشْهَدَ عَلَيْهَا، فَمَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ يَنَالَ بُحْبُوحَةَ الْجَنَّةِ (5) فَلْيَلْزَمِ الْجَمَاعَةَ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ مَعَ الْوَاحِدِ، وَهُوَ مِنَ الاثنينِ أَبْعَدُ.
_________
(1) بكسر الباء، بعدها ياء مخفّفة قرية من أعمال دمشق بالشّأم.
انظر: معجم البلدان (2/91) ، وتهذيب الأسماء واللّغات للنّوويّ (3/60) ، والمعالم الأثيرة لمحمد حسن شراب (ص/85) .
(2) لحق بحاشية (أ) .
(3) لحق بحاشية (أ) .
(4) أي: ينتشر. انظر: النّهاية (باب: الفاء مع الشّين) 3/449، والقاموس المحيط (باب: الواو وَالياء، فصل: الفاء) ص/1703.
(5) أي: وسطها. غريب الحديث لأبي عُبيد (2/205) .(2/811)
أَلاَ لاَ يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ؛ فَإِنَّ ثَالِثَهُمَا الشَّيْطَانُ. أَلاَ وَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ تَسُوءُهُ سَيِّئَتُهُ، وَتَسُرُّهُ حَسَنَتُهُ فَهُوَ مُؤْمِنٌ".
قَالَ الشَّيخ الإِمام أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: "كَذَا رَوَى هَذَا الحَديث جَريرُ بْنُ عَبْدِ الحمِيْد (1) عَنْ عَبْد الْمَلِكِ بْنِ عُمير، وَتَابَعَهُ: جَرير بْنُ حَازم (2) ، وَمحمد بن شَبِيْب
_________
(1) الحديث رواه أيضا بمثل رواية يوسف القطّان عن جرير:
1 عبد الله بن الجرّاح (صدوق يخطئ، كما في: التّقريب ت/3248) ، أخرج روايته: ابن ماجه في: (سننه 2/791 رقم الحديث/2363) عنه به، بنحوه، مختصرًا.
2 وزهير بن حرب، أخرج روايته: أبو يعلى في: (مسنده 1/133 ورقمها/143) عنه به، بمثله.
3 وإسحاق بن راهويه، أخرج روايته: النّسائيّ في: (سننه الكبرى 5/387 ورقمها/9219) عنه به، بنحوه.
4 والإمام أحمد في: (مسنده 1/26) عنه به، بنحوه أيضا.
(2) الأزديّ، أبو النّضر، البصريّ ... قال الحافظ في: (التّقريب ص/138ت/911) : "ثقة، لكن في حديثه عن قتادة ضعف، وله أوهام إذا حدّث من حفظه". روى له: ع. ومات سنة: سبعين ومائة.
انظر: تهذيب الكمال (4/524) ت/913.
وقفت على روايته هذه من خمس طرق عنه:
أُولاها: رواها النّسائيّ في: (سننه الكبرى 5/387 ورقمها/9220) عن إسحاق بن إبراهيم،
وابن منده في: (الإيمان 2/982- 983 ورقمها/1086) عن محمَّد ابن سعيد وأحمد الورّاق عن أحمد بن عصام، كلاهما عن وهب بن جرير عنه به.
والثّانية: رواها أبو يعلى في: (مسنده 1/131- 132 ورقمها/141) ، وأبو القاسم بن الجرّاح في: (فوائده [3ب 3أ] ) عن شيبان (هو: ابن فرّوخ) ،
وابن منده في: (الإيمان 2/983 ورقمها/1087) عن الطّبرانيّ عن أبي زرعة بن عمرو، كلاهما عن زهير بن حرب عنه به، بنحوه.
والثّالثة: رواها: النّسائيّ في: (سننه الكبرى أيضا 5/387 ورقمها/9221) عن عبد الله بن الصّبّاح عن عبد الأعلى عن هشام (هو: ابن حسّان) عنه به، بنحوه أيضا.
والرّابعة: رواها: ابن أبي عاصم في: (السّنّة 2/617 ورقمها/1489) ، وأبو يعلى في: (المسند 1/132 ورقمها/142) كلاهما عن عليّ بن حمزة البصريّ عنه به.
والأخيرة: رواها: الحارث بن أبي أسامة في: مسنده (بغية الباحث 2/635- 636 ورقمها/607) عن عمرو بن عقيل عنه به ...(2/812)
الزَّهرانيّ (1) ، وقُرَّة بْنُ خَالِدٍ (2) عَنْ عبد الملك.
_________
(1) البصريّ ... ثقة، من السّادسة. روى له: م، س.
انظر: الجرح والتّعديل (7/285) ت/1545، والتّقريب (ص/483) ت/5951. أشار إلى روايته أيضا: الدّارقطنيّ في: (علله 2/122) .
(2) السّدوسيّ، أبو خالد ويقال: أبو محمَّد البصريّ ... ثبت عالم.
روى له: ع. ومات سنة: أربع وخمسين ومائة. انظر: تهذيب الكمال (23/577) ت/4870، والكاشف (2/136) ت/4571.
أشار إلى روايته أيضا: الدّارقطنيّ في (علله 2/122) .
وتابعهم أيضا: شعبة بن الحجّاج ... روى حديثه: المظفر بن الحسن في: (فوائده [1/ب] ) ، والطّبرانيّ في: (معجمه الصّغير ص/111 ورقمه/237) من طريقين عن عبد الحميد بن عصام عن أبي داود الطّيالسيّ عنه به، بنحوه.
قال الطّبرانيّ: "لم يروه عن شعبة إلاّ أبو داود، تفرّد به عبد الحميد بن عصام".(2/813)
وَخَالَفَهُمْ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُخْتَارِ (1) ، وَيُونُسُ بْنُ أَبي إِسحاق (2) ، وَابْنُهُ إِسرائِيل (3) ، وَمَعْمر بْنُ رَاشِدٍ (4) ، وَسفيان الثَّوريّ (5) ، وَعبد الحكيم بن
_________
(1) البصريّ ... لا بأس به، من السّابعة.
روى له: م، د، تم، س، ق.
انظر: الجرح والتّعديل (5/170) ت/788، والتّقريب (ص/322) ت/3605.
أشار إلى روايته أيضا: العقيليّ في: (الضّعفاء 3/302) ، والدّارقطنيّ في: (العلل 2/123) ، وابن منده في (الإيمان 2/983) .
(2) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/784.
أخرج روايته: النّسائيّ في: (السّنن الكبرى 5/388 ورقمها/9223) عن إبراهيم بن محمَّد عن حجّاج بن محمَّد عنه به، بنحوه.
(3) أبو يوسف، الكوفيّ ... ثقة.
روى له: ع. ومات سنة: ستّين ومائة وقيل بعدها.
انظر: الجرح والتّعديل (2/330) ت/1258، والتّقريب (ص/104) ت/401.
أخرج روايته الطّحاويّ في: (شرح معاني الآثار 4/150) عن أبي بكرة (هو: بكّار بن قتيبة) عن محمَّد بن عبد الله بن الزّبير عنه به، بنحوه، مختصرًا. وأشار إليها ابن منده في: (الإيمان 2/983) .
(4) أشار ابن منده في: (الإيمان 2/983) إلى رواية معمر إلاّ أنّه ذكر أنّها كرواية شيبان ومن وافقه عن: عبد الملك عن رجل عن أبي الزّبير ... لا كما ذكره الخطيب هنا أنّها عن عبد الله عن ابن الزّبير والله أعلم بالصّواب.
(5) أشار لروايته أيضا: الدّارقطنيّ في: (العلل 2/123) .(2/814)
مَنصور (1) ، وَحِبَّان (2) ، وَمَنْدَل (3) ابْنَا: عَلِيٍّ، وأَبو عَوَانَةَ (4) ، وَجَمَاعَةٌ غَيْرُهُمْ (5) ، فَرَوَوْهُ عَنْ عَبْد الْمَلِكِ بْنِ عُمَير عن
_________
(1) الخزاعيّ، أبو سهل ويقال: أبو سفيان الواسطيّ ... متروك.
أطلق ابن معين فيه القول بالكذب، من السّابعة. روى له: ت.
انظر: التأريخ لابن معين رواية: الدّوريّ (2/341) ، والتّقريب (ص/332) ت/3750.
أشار لروايته: الدّارقطنيّ في: (العلل أيضا 2/123) .
(2) العنزيّ بفتح المهملة، والنّون، ثمّ الزّاي أبو عليّ، الكوفيّ.. ضعيف. روى له: ق. ومات سنة: إحدى أو: اثنتين وسبعين ومائة. انظر: الميزان (1/449) ت/1682، والتّقريب (ص/149) ت/1076.
روى حديثه: أبو نعيم في: (معرفة الصّحابة 1/141 142 ورقمه/47) عن عبد الملك بن الحسن عن يوسف بن يعقوب القاضي عن أبي الرّبيع سليمان بن داود عنه به، بنحوه.
(3) مثلّث الميم، ساكن الثّاني أبو عبد الله، الكوفيّ ... ضعيف أيضا.
روى له: د، ق. ومات سنة: سبع أو: ثمان وستّين ومائة.
انظر: أحوال الرّجال للجوزجانيّ (ص/70) ت/83، 84، والكاشف (2/294) ت/5627.
أشار لروايته: الدّارقطنيّ في: (العلل أيضا 2/123) .
(4) هو: الوضّاح بن عبد الله اليشكريّ.. أشار إلى روايته أيضا: العقيليّ في: (الضّعفاء 3/302) ، وابن منده في: (الإيمان 2/983) ، والذّهبيّ في: (الميزان 3/240) .
(5) كالحسين بن واقد (ثقة له أوهام، كما في: التّقريب ت/1358) .. أخرج روايته: النّسائيّ في: (السّنن الكبرى 5/387- 388 ورقمها/9222) عن قريش بن عبد الرّحمن عن عليّ بن الحسين عنه به، بنحوه.
والدّارقطنيّ في: الغرائب (ترتيب ابن القيسرانيّ [26/أ] ) ، وقال: "وهو غريب من حديث الحسين بن واقد عن عبد الملك".
وَ: عبد الرّحمن بن عبد الله المسعوديّ (صدوق، اختلط قبل موته، كما في: التّقريب ت/3919) ، وَ: شعبة، وَ: داود بن الزِّبرقان (متروك، كذّبه الأزديّ، كما في: التّقريب ت/1785) ... أشار إلى روايتهم: الدّارقطنيّ في: (العلل 2/123) .
وَ: عمران بن عيينة (صدوق له أوهام، كما في: التّقريب ت/5164) ... أخرج روايته: أبو نعيم في: (معرفة الصّحابة 1/141- 142 ورقمها/46) عن أبي إسحاق بن حمزة عن محمَّد بن عبدوس عن زيد بن الحريش عنه به، بنحوه أيضا. وزيد بن الحريش ذكره ابن أبي حاتم في: (الجرح والتّعديل 3/561 ت/2537) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلاً، وخالفه: محمَّد بن أبي بكر المقدّميّ (ثقة، كما في: التّقريب ت/5761) أخرج روايته: ابن أبي عاصم في: (السّنّة 2/423 ورقمها/899) ، وَ: زيد بن المبارك (صدوق، كما في: التّقريب ت/2155) أخرج روايته: العقيليّ في: (الضّعفاء 3/302) عن عليّ ابن عبد الله بن المبارك عنه، كلاهما عن عمران عن عبد الملك عن ربعيّ بن حراش عن عمر به، بنحوه.. .
وَ: قزعة بن سويد (ضعيف، كما في: التّقريب ت/5546) ... أشار إلى روايته: العقيليّ في: (الضّعفاء 3/302) ، والدّارقطنيّ في: (العلل 2/123) .
وَ: إسحاق بن يوسف الأزرق ... أخرج روايته: أبوسُليمان الحرّانيّ في: (فوائده [4ب 5أ] ) عن أبي بكرمحمود بن محمّد الواسطيّ عن تميم بن المُنْتصر عنه به، بنحوه ... والواسطيّ لم أقف على ترجمة له، وكذا لم أقف على أن الأزرق يروي عن عبد الملك والله أعلم.
وَ: حصين بن واقد ... أشار إلى روايته: الدّارقطنيّ في: (علله 3/123) أيضا، وقال عنه: "شيخ روى عنه ابن عيّاش".(2/815)
عَبْد اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عُمَر.(2/816)
وَرَوَاهُ شَيْبان بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (1) ، وزائِدة (2) ، وَشُعيب بْنُ صَفْوان (3) ، وَعبيد اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو (4) عَنْ عَبْدِ الملك/ج [22/أ] عَنْ رَجُلٍ لَمْ يُسم عَنْ
_________
(1) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/509.
أشار إلى روايته أيضا: العقيليّ في: (الضّعفاء 3/302) ، والدّارقطنيّ في: (العلل 2/124) ، وابن منده في: (الإيمان 2/983) .
(2) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/594.
أشار إلى روايته أيضا: الدّارقطنيّ في: (علله 2/124) ، وابن منده في: (الإيمان 2/983) .
(3) الثّقفيّ، أبو يحيى، الكوفيّ ...
قال الإمام أحمد (كما في: بحر الدّم ص/206 ت/444) : "لا بأس به".
وقال أبو حاتم (كما في: الجرح والتّعديل 4/348 ت/1522) : "يكتب حديثه، ولا يحتجّ به".
وذكره الذّهبيّ في: (المغني 1/299 ت/2779) ، وقال: "وثّقه أحمد، وقال ابن عديّ: عامّة ما يرويه لا يتابع عليه" وقول ابن عديّ في: الكامل (4/5) .
روى له: م، تم، س. من السّابعة.
انظر: التّقريب (ص/267) ت/2803.
أشار إلى روايته أيضا: الدّارقطنيّ في: (علله 2/124) .
(4) الأسديّ، أبو وهب، الرّقّيّ ... ثقة ربّما وهم. روى له: ع. ومات سنة: ثمانين ومائة. انظر: الجرح والتّعديل (5/328) ت/1551، والتّقريب (ص/373) ت/4327.
أشار إلى روايته: الدّارقطنيّ في: (علله 2/124) ، وابن منده في: (الإيمان 2/983) أيضا.
وقال عبد الحميد بن موسى: عن عبيد الله بن عمرو عن عبد الملك عن مجاهد عن عبد الله بن الزّبير عن عمر ...
وعبد الحميد يخالف في حديثه (كما في: الضّعفاء للعقيليّ 3/49) .
وقال الدّارقطنيّ في: (العلل 2/124) عن روايته هذه بعد أن ذكرها: "ولم يصنع شيئا".(2/817)
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عُمر (1) ، وَقِيلَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ فِيهِ أَقْوَالٌ سِوَى هَذِهِ (2) ، وَيُشْبِهُ أَن يَكُونَ الِاضْطِرَابُ مِنْهُ؛ لِكَثْرَةِ اخْتِلَافِ الثِّقَاتِ عَنْهُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ" (3) .
_________
(1) وأخرجه الدّارقطنيّ في: الأفراد (ترتيب ابن القيسرانيّ [26/أ] ) من طريق زياد بن سهل عن التّيميّ عن ابن الزّبير عن عمر ...
وقال: "تفرّد به زياد بن سهل بن زياد الطّحّان عن سليمان التّيميّ عن ابن الزّبير".
(2) وهي كثيرة (كما أشار إلى ذلك أبو نعيم في: الحلية 1/42) ... ومنها:
ما رواه ابن أبي عاصم في: (السّنّة 2/617 برقم/1490) وأشار إليه الذّهبيّ في: الميزان (3/240) عن أبي بكر يحيى بن ليلى،
وأشار إليه العقيليّ في: (الضّعفاء 3/302) ، والدّارقطنيّ في: (العلل 3/125) من حديث يحيى بن يعلى أبي المحياة،
والدّارقطنيّ أيضا (3/125) من حديث محمَّد بن ثابت، ثلاثتهم عن عبد الملك عن قبيصة بن جابر عن عمر.
وأخرجه الدّارقطنيّ أيضا في: الأفراد (ترتيب ابن القيسرانيّ [20/ب] ) ، وأشار إليه في: (العلل 2/125) من حديث محمَّد بن مصعب عن حمّاد بن سلمة، والمسعوديّ، وقيس، ثلاثتهم عن عبد الملك عن رجاء بن حيوة عن عمر.
قال في الأفراد: "تفرّد به محمَّد بن مصعب عن حمّاد بن سلمة، والمسعوديّ، وقيس، عن عبد الملك بن عمير عنه، وهو غريب من حديث رجاء عنه".
وأشار إليه أيضا في: الموضع نفسه من العلل من حديث: ابن عيينة عن عبد الملك عن رجل عن عمر، (وانظر: الإيمان لابن منده 2/983، وتأريخ بغداد 6/57) .
(3) وبنحو هذا قال الدّارقطنيّ أيضا في: (العلل 2/125) .
هذا، وللحديث سبعة طرق أخرى غير ما تقدّم ذكره عن عُمَر رضي الله عنه:
أوّلها: طريق سعد بن أبي وقّاص ... رواها: ابن أبي عاصم في: (السّنّة 1/42 ورقمها/86، 2/421 ورقمها/896) ، والحاكم في: (المستدرك 1/114) كلاهما من طرق عن إبراهيم بن المهاجر بن مسمار عن أبيه عن عامر بن سعد عن أبيه عن عمر به، بنحوه.
وهذا إسناد ضعيف؛ فيه: إبراهيم بن المهاجر، وهو ضعيف (انظر ترجمته في: التّهذيب 1/168) .
والثّانية: طريق كهمس (وهو: الهلاليّ، له صحبة) ... رواها بسند صحيح: الطّحاويّ في: (شرح معاني الآثار 4/150) عن أبي بكرة (هو: بكّار بن قتيبة كما تقدّم ص/675) عن الطّيالسيّ (هو: أبو داود) عن حمّاد بن زيد عن معاوية بن قرّة عنه به ...
والثّالثة: طريق عبد الله بن عمر، وجاءت من طريقين عنه:
الطّريق الأولى: طريق عبد الله بن دينار، واختلف عنه على وجهين:
الأوّل: عنه عن ابن عمر عن عمر ... كذلك رواه: البزّار في: (مسنده 1/271 برقم/167) من طريق عبد الله بن جعفر السّعديّ،
ورواه: الإمام أحمد في: (المسند 1/18) ، والبزّار في: (المسند 1/269 ورقمه/166) ، والنّسائيّ في: (السّنن الكبرى 5/388 389 ورقمه/166) ، والحاكم في: (المستدرك 1/143 144) ، وأبو نعيم في: (معرفة الصّحابة 1/140 ورقمه/45) ، والبيهقيّ في: (السّنن الكبرى 7/91) وغيرهم، من طرق عن محمَّد بن سوقة، كلاهما عن ابن دينار به ...
قال الحاكم: "هذا صحيح على شرط الشّيخين"، ووافقه الذّهبيّ في: التلخيص.
هذا، واختلف على ابن سوقة في إسناد هذا الحديث على عدّة أوجه، ذكرها الدّارقطنيّ في: (العلل 2/66- 68) ، وَذكر بعضها ابن أبي حاتم في: (العلل 2/371 تحت الرّقم/2629) ، ونقل عن أبي زرعة أنّ الصّحيح من ذلك رواية ابن المبارك والنّضر بن إسماعيل عنه.
الثّاني: عنه عن الزُّهريّ عن عمر ... رواها: النّسائيّ في: (السّنن الكبرى 5/388 ورقمها/9224) ، وأشار إليها ابن أبي حاتم في: (العلل 2/371، 2/355) ، والدّارقطنيّ في: (العلل 2/67) من طريق يزيد بن عبد الله بن الهاد عن ابن دينار به.
وذكر الدّارقطنيّ في الموضع المتقدّم من كتابه أنّ هذا هو الصّواب عن ابن دينار. اه وهذا منقطع؛ الزُّهريّ لم يسمع من عُمر (انظر: المراسيل لابن أبي حاتم ص/152 ت/336) .
الطّريق الثّانية: طريق جرير بن حازم.. رواها الطّحاويّ في: (شرح معاني الآثار 4/150) عن عبد الله بن محمَّد بن خشيش عن عارم بن الفضل عنه به ...
وهذا إسناد حسن عند الاعتبار.
والرّابعة: طريق زرّ بن حبيش ... رواها: ابن أبي عاصم في: (السّنّة 1/24 ورقمها/87، 2/422 ورقمها/898) ، والطّبرانيّ في: (المعجم الأوسط 7/249- 250 ورقمها/6479) عن محمَّد بن عيسى بن شيبة، كلاهما عن سعيد ابن يحيى الأمويّ عن أبي بكر بن عيّاش عن عاصم عنه به، بنحوه.
قال الطّبرانيّ: "لم يرو هذا الحديث عن عاصم إلاّ أبو بكر بن عيّاش، تفرّد به سعيد بن يحيى الآمديّ". وهذا إسناد حسن في الجملة أيضا.
والخامسة: طريق سليمان بن يسار ... رواها: الحميديّ في: (مسنده 1/19- 20 ورقمها/32) ، والخطّابي في: (العزلة ص/4) عن الأصمّ عن الرّبيع بن سليمان عن الشّافعيّ، كلاهما عن سفيان بن عيينة عن عبد الله بن أبي لبيد عن ابن سليمان بن يسار عن أبيه به، مختصرًا. وابن سليمان بن يسار لم أقف على ترجمة له.
والسّادسة: طريق أبي صالح عنه ... رواها: النّسائيّ في: (السّنن الكبرى 5/389 ورقمها/9226) عن صفوان بن عمرو عن موسى بن أيوب عن عطاء ابن مسلم عن محمَّد بن سوقة عنه به ... وأبو صالح لم يلق عمر رضي الله عنه (انظر: المراسيل لابن أبي حاتم ص/53 ت/80) .
السّابعة: طريق عاصم بن حميد عنه ... رواها الأصم في: (حديثه [2/1 ب] ) عن أبي عتبة قال: نا بقيّة: ثنا عمر بن خثعم: حدّثني أبو دويد عن عاصم بن حميد به، مختصرًا ... وذكرها ابن ماكولا في: (الإكمال 3/387) ، وأشار إليها المزّيّ في: (تهذيب الكمال 13/481) .
وأبو دويد له ترجمة في: (الإكمال 3/387) ، ولم أقف على جرح أو تعديل فيه.
ومما سبق ينبّين أنّ الحديث لاينزل عن درجة الصّحيح لغيره؛ لكثرة طرقه الحسنة.(2/818)
[94]- أَخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ [اللَّهِ] (1) بْنِ يَحْيَى (2) قَالَ: حدَّثنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسماعيل (3) قَالَ: حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ مُسْلم (4) قَالَ: حدَّثنا يُوسف بْنُ يَعْقوب الْمَاجِشُونُ (5) قَالَ: حَدَّثَنِي محمَّد بْنُ الْمُنْكَدِرِ (6) عَنْ سَعِيد بْنِ المسيِّب قَالَ: سألتُ سَعْد بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ: هَلْ سمعتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلّم/ (أ [35/أ] ) تَسْليما يَقُولُ لعليٍّ: "أَنْتَ مِنِّي بِمنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوْسَى، إِلاَّ أَنَّهُ لاَ نَبِيَّ بَعدِي" أَوْ: "لَيْسَ مَعِيَ نَبِيٌّ". فَقُلْتُ: أَسمعتَ هَذَا؟ فأَدخلَ أُصبعيه فِي أُذنيه، قال: نعم، وإِلا فَاسْتَكَّتَا (7) .
_________
(1) زيادة من: (ج) .
(2) هو: البيّع، تقدّمت ترجمته انظر ص/52.
(3) هو: المحامليّ، تقدّمت ترجمته أيضا انظر ص/492.
(4) ابن سعيد الطّوسيّ، أبو الحسن، البغداديّ ثقة.
روى له: خ، د، س. ومات سنة: ثلاث وخمسين ومئتين.
انظر: الثّقات لابن حبّان (8/473) ، وسؤالات الحاكم للدّارقطنيّ (ص/250) ت/417، والتّقريب (ص/405) ت/4799.
(5) أبو سلمة المدنيّ ثقة. روى له: خ، م، ت، س، ق.
ومات سنة: ثلاث أو أربع، أو خمس وثمانين ومائة.
انظر: التأريخ لابن معين رواية الدّوريّ (2/686) ، والكاشف (2/402) ت/6459، والتّقريب (ص/612) ت/7895.
(6) تقدّمت ترجمته انظر ص/771.
(7) في (أ) : "فاستكّا" بتاء مثنّاة فوقيّة واحدة، وما أثبتّه من: (ج) ، ومثله في المصادر الّتي أورد الحديث فيها.
والمراد: صُمَّتا، مأخوذ من (الاستكاك) : الصّمم، وذهاب السّمع.
انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (4/160) ، والنّهاية (باب: السّين مع الكاف) 2/384.(2/821)
قَالَ الشَّيخ الإِمام أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: "انْفَرَدَ مُسْلِمٌ [بإِخراجه] (1) فِي كِتَابِهِ، فَرَوَاهُ عَنْ يَحْيى بْنِ يَحْيى (2) و (3) مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ (4) وَعُبَيْدُ اللَّهِ بن عُمر القواريريّ (5) وسُرَيج (6) بْنُ يُونُسَ (7) أَربعتهم عَنْ يُوسُفَ بْنِ يَعْقوب الماجشُون.
إِلاَّ أَنّه قَالَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ المسيِّب عَنْ عَامِرِ بْنِ [سَعْد] (8) عَنْ أَبيه.
_________
(1) لحق بحاشية: (أ) .
(2) تقدّمت ترجمته انظر ص/545.
(3) في: (أ) : (وهو محمَّد) واسم الإشارة زائد هنا، ولم يرد في: (ج) .
(4) الدّولابيّ، أبو جعفر، البغداديّ ثقة. روى له: ع. ومات سنة: سبع وعشرين ومئتين. انظر: العلل ومعرفة الرّجال لأحمد (2/103) رقم النّص/1709، والكاشف (2/182) ت/4911، والتّقريب (ص/484) ت/5966.
(5) أبو سعيد، البصريّ، نزيل بغداد ثقة. روى له: خ، م، د، س. ومات سنة: خمس وثلاثين ومئتين. انظر: الطّبقات الكبرى لابن سعد (7/350) ، والكاشف (1/685) ت/3577.
(6) بسين مهملة مضمومة، وآخره جيم.
(7) أبو الحارث، البغداديّ ثقة. روى له: خ، م، س. ومات سنة: خمس وثلاثين ومئتين على الصّحيح. انظر: الطّبقات الكبرى (7/357) ، والتّهذيب (3/457) .
(8) في (أ) : (سعيد) ، وما أثبتّه من: (ج) ، وهو الصّواب.
وهو: عامر بن سعد بن أبي وقّاص الزُّهريّ، المدنيّ ثقة. روى له: ع. ومات سنة: أربع ومائة وقيل قبلها بسنة. انظر: المشاهير لابن حبّان (ص/66) ت/449، والكاشف (1/522) ت/2529.(2/822)
قَالَ سَعِيدٌ: فأَحببت أَنْ أُشافِه بِهِ سَعْدًا، فَلَقِيتُهُ، فسأَلته، فَحَدَّثَنِي بِهِ (1) ، فكأَنَّ شَيْخَنَا أَبا محمَّد سمعه من مُسْلم"./ (ج [22/ب] )
[95]- أَخبرنا أَبوعبد اللَّهِ الحُسين بْنُ الْحَسَنِ بْنِ محمَّد بْنِ الْقَاسِمِ الْمَخْزُومِيُّ الغضائِريّ (2) قَالَ: حدَّثنا أَبو عَلِيٍّ إِسماعيل بْنُ محمَّد الصَّفَّارُ (3) قَالَ: حدَّثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ (4) قَالَ: حدَّثنا أَبو أُسامة (5) عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوة عَنْ أَبيه قَالَ: سمعتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمرو يَقُولُ: سمعتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْليما يقول:
_________
(1) صحيح مسلم (كتاب: فضائل الصّحابة، باب: فضائل عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه) 4/1870 رقم الحديث/2404.
والحديث رواه أيضا: البخاريّ في: (كتاب: المناقب، باب: مناقب عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه) 5/89- 90 ورقمه/202 عَنْ محمَّد بْنِ بَشَّارٍ عَنْ غندر عن شعبة عن سعد (هو: ابن إبراهيم بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ) عن إبراهيم بن سعد (أي: ابن أبي وقّاص) عن أبيه به، بنحوه.
وفي: (كتاب: المغازي، باب: غزوة تبوك) 6/18 ورقمه/408 عن مسدّد عن يحيى (هو: القطّان) عن شعبة عن الحكم (هو: ابن عتيبة) عن مصعب ابن سعد عن سعد به، بنحوه، أيضا مطوّلاً.
(2) تقدّمت ترجمته انظر ص/60.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا انظر ص/245.
(4) تقدّمت ترجمته أيضا انظر ص/529.
(5) هو: حمّاد بن أسامة، تقدّمت ترجمته أيضا انظر ص/632.(2/823)
"إِنَّ اللهَ تَعَالَى لاَ يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعا يَنْتَزِعُهُ مِنَ النَّاسِ وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعَالِمَ، فَيَقْبِضُ الْعِلْمَ، حَتَّى إِذَاْ لَمْ يَتْرُكْ عَاْلِما اِتَّخَذَ النَّاسُ رُؤُسَا جُهَّالاً، فَأَفْتَوا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا، وَأَضَلُّوا".
قَالَ الشَّيخ الإِمام أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: "اتَّفَقَ البخاريُّ، ومُسْلم عَلَى إِخراج هَذَا الْحَدِيثِ فِي كِتَابَيْهِمَا، فأَخرجه البخاريُّ مِنْ رِوَايَةِ مَالِكِ بْنِ أَنس عَنْ هشَام بْنِ عُروة (1) . وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبي كُرَيْبٍ محمَّد بْنِ العلاءِ (2) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِدريس (3) ، وأَبي أُسامة (4) ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَير (5) / (أ [35/ب] ) عَنْ هِشَامٍ (6) ، فكأَنَّ شَيْخَنَا أَبا عَبْدِ اللَّهِ سَمِعَهُ مِنْ مُسْلم".
_________
(1) صحيح البخاريّ (كتاب: العلم، باب: كيف يقبض العلم) 1/60 رقم الحديث/41 عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ عن مالك به، بنحوه.
ورواه أيضا في: (كتاب: الاعتصام بالكتاب والسّنّة، باب: ما يذكر من ذمّ الرّأي، والتّكلّف في القياس) 9/179 ورقمه/78 عن سعيد بن تليد عن ابن وهب عن عبد الرّحمن بن شريح وغيره عن أبي الأسود عن عروة عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو به، بنحوه، مطوّلاً.
(2) تقدّمت ترجمته انظر ص/522.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا انظر ص/753.
(4) تقدّمت ترجمته أيضا انظر ص/632.
(5) تقدّمت ترجمته أيضا انظر ص/508.
(6) صحيح مسلم (كتاب: العلم، باب: رفع العلم وقبضه، وظهور الجهل والفتن في آخر الزّمان) 4/2058.(2/824)
[96]- أَخبرنا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الغضائِريّ (1) قَالَ: حدَّثنا أَبو جَعْفر محمَّد بْنُ عَمْرٍو البَخْتري الرَّزَّازُ (2) قَالَ: حدَّثنا محمَّد بْنُ عِيسَى المدائِنيّ (3) قال: حدَّثنا محمَّد بن الفضل بْنِ عَطِيَّةَ (4) قَالَ: حدَّثنا محمَّد ابن وَاسِعٍ (5) عَنِ ابْنِ سِيرين عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْليما قَالَ: "تَحْرُمُ النَّارُ عَلَى كُلِّ هَيِّنٍ (6) لَيِّنٍ قَرِيْبٍ سَهْلٍ".
_________
(1) تقدّمت ترجمته انظر ص/60.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا انظر ص/537.
(3) أبو عبد الله المقريء وثّقه البرقانيّ، وسئل مرّة عنه، فقال: "لا بأس به".
انظر: تأريخ بغداد (2/399) .
وضعّفه أبو أحمد الحاكم (كما في: تأريخ بغداد 2/399) ، واللاّلكائيّ (كما في: لسان الميزان 5/333) ، وتركه الدّارقطنيّ (كما في سؤالات الحاكم له ص/136 ت/171) ، والحاكم (كما في: الميزان 5/124) .
مات سنة: أربع وسبعين ومئتين.
(4) العبسيّ، مولاهم، أبو عبد الله، الكوفيّ ويقال: المروزيّ
كذّبه ابن أبي شيبة (كما في: التأريخ الكبير 1/208 ت/655) ، وابن معين، والفلاّس (كما في: الجرح والتّعديل 8/57،58 ت/262) ، وابن شاهين في: (تأريخ أسماء الضّعفاء والكذّابين ص/164 ت/541، ص/166 ت/561، ص/167 ت/570) ، وغيرهم. روى له: ت، ق. ومات سنة: ثمانين ومائة. وانظر: العلل لأحمد (2/549) رقم النّص/3601، والضّعفاء الصغيرّ (ص/217) ت/337، والتّقريب (ص/502) ت/6225.
(5) تقدّمت ترجمته انظر ص/771.
(6) من: (الهون) : السّكينة، والوقار، والسّهولة.
النّهاية (باب: الهاء مع الياء) 5/289- 290.
وانظر: معجم المقاييس (باب: الهاء والواو وما يثلّثهما) ص/1059.(2/825)
قَالَ الشَّيخ الإِمام أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: "هَذَا حديثٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ محمَّد بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ، وَمِنْ حَدِيثِ محمَّد بن واسع العابد/ج ( [23/أ] ) عَنِ ابْنِ سِيرِينَ (1) ، وَلَا أَعلم رواه غير محمَّد بن الفَضْل بن عطيّة الخراسانيّ عن محمَّد (2) بن
_________
(1) تابع ابنَ واسع في روايته عن ابن سيرين اثنان:
أوّلهما: زيد العمّيّ البصريّ، روى حديثه ابن عديّ في: (الكامل 3/300) عن أبي يعلى عن أبي الربيع عن سلاّم الطّويل عنه به بمثله
والعمّيّ اتّهمه ابن حبّان، والجمهور على ترك حديثه (كما تقدّم ص/743) .
وسلاّم الطّويل متروك، وأطلق ابن خراش القول فيه بالكذب، واتّهمه ابن حبّان (انظر: المجروحين 1/339، والضّعفاء والمتروكين لابن الجوزيّ 2/6 ت/1459) .
والآخر: وهب بن حكيم بصريّ أيضا روى حديثه: العقيليّ في: (الضّعفاء 4/323) ، والطّبرانيّ في: (المعجم الأوسط 6/339 رقم الحديث/5721) كلاهما عن محمَّد بن عبد الله الحضرميّ عن جمهور بن منصور عنه به بمثله أيضا
قال العقيليّ: "وهب بن حكيم.. مجهول بالنّقل، لا يكاد يعرف".
وجمهور لم أقف على ترجمة له، ولكن قال العقيليّ عقب الحديث: "قال لنا الحضرميّ: سألت ابن نمير عن جمهور، فقال: اكتب عنه".
وقال الطّبرانيّ: "لم يرو هذا الحديث عن محمَّد بن سيرين إلاّ وهب بن حكيم، تفرّد به جمهور بن منصور".
وقوله بتفرّد وهب به عن ابن سيرين كقول الخطيب بتفرّد ابن واسع به عن ابن سيرين، والظّاهر أنّ كلاّ منهما لم يقف على طريقيه الأخريين عن ابن سيرين، أو أنّهما أهملاها لسقوطها، واطّراحها والله تعالى أعلم.
(2) في (أ) : "عمر"، وما أثبتّه من: (ج) ، وهو الصّواب.(2/826)
واسِع (1) ".
_________
(1) الحديث من طريق محمَّد بن الفضل رواه أيضا: مكرم بن أحمد في: (فوائده [5/أ] ) ، وابن عديّ في: (الكامل 6/164) ، وتمّام في: (الفوائد 1/328 ورقمه/837) .
هذا، ولم يتفرّد محمَّد بن الفضل بروايته عن ابن واسع، بل تابعه جماعة:
أوّلهم: حمّاد بن يحيى الأبح، روى حديثه: أبو نعيم في: (الحلية 2/356) من طريق جعفر بن محمَّد بن المرزبان عن خلف بن يحيى عنه به
وجعفر بن محمَّد ترجم له أبو نعيم في: (ذكر أخبار أصبهان 1/293 ت/500) ، ولم يذكر فيه جرحا، ولا تعديلاً.
وخلف بن يحيى قال فيه أبو حاتم (كما في: الجرح والتّعديل 3/372 ت/1697) : "متروك الحديث، كان كذّابا، لا يشتغل به، ولا بحديثه"، وأورده ابن عرّاق في: (تنزيه الشّريعة 1/58) ضمن من ذكره من الوضّاعين، والكذّابين.
والثّاني: جويبر بن سعيد، روى حديثه البيهقيّ في: (الشُّعب 6/271- 272 رقم/8124) من طريق محمّد بن عبد الوهاب عن يعلى بن عُبيد عنه به، بنحوه وجُويبر ضعيف جدّاً، تركه غير واحد (انظر ص/716) .
والثّالث: عبد الله بن كيسان، أشار لحديثه أبو نعيم في: (الحلية 2/356 أيضا) من حديث عيسى بن موسى غنجار عنه به
هذا، ومع عدم الوقوف على سنده إلى غنجار، إلاّ أنّه مع ثقته نقم عليه كثرة روايته عن المجاهيل، والكذّابين، والتّدليس
والاحتياط في أمره: الاحتجاج بما روى عن الثّقات إذا بيّن السّماع منهم فحسب (انظر: الثّقات لابن حبّان 8/492- 493، وطبقات المدلّسين لابن حجر ص/51 ت/124) .
وعبد الله بن كيسان هو: أبو مجاهد المروزيّ، ذكره ابن حبّان في: (الثّقات 7/33) ، وقال: "يبقى من رواية ابنه يعني: إسحاق عنه"، والجمهور على ضعفه (انظر: الكامل لابن عديّ 4/233، وتهذيب الكمال 15/480 ت/3508) .
ورواه هناد في: (الزهد 2/596 رقم/1262) ،والحاكم في (المستدرك 1/126) ومن طريقه: البيهقيّ في الشعب (6/271 رقم/8123) بإسناديهما عن سعد بن سعيد عن عمرو بن أبي عمرو عن المُطَّلِب عن أبي هريرة به، بنحوه إلاّ أنّ قوله عن المطلب ليس في اسناد هنّاد
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبيّ في تلخيصه.
ولكن في سنده: سعد بن سعيد، وهو ابن قيس الأنصاريّ ضعفه الجمهور (انظر: تهذيب الكمال 10/262 ت/2208) ، وقال الحافظ في (التقريب ص/231 ت/2237) : "صدوق سيئ الحفظ".
والمُطَّلِب هو: ابن عبد الله المخزوميّ كثير التّدليس، ولم يُصرّح بالسّماع (انظر: التّقريب ص/534 ت/6710، ومجمع الزّوائد 3/100) .
ورواه ابن بُجير في: (حديثه 23/35 رقم/91) بسنده عن عبد الله بن عيسى عن يونس بن عبيد عن الحسن عن أبي هريرة به، بنحوه قال يونس: ولا أراه إلاّ رفعه إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وعبد الله بن عيسى هو: أبوخلف البصريّ منكر الحديث (انظر: الجرح والتعديل 5/127، والتقريب ص/317 ت/3524) ،
والجمهور على أنّ الحسن البصريّ لم يسمع من أبي هريرة (انظر: جامع التحصيل ص/162 ت/135) .
وممّا سبق يتبيّن أنّ طرق الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه لا يثبت شيء منها، وأمثلها طريق وهب عن ابن سيرين، على ما فيها.
وللحديث شواهد عن عدّة من الصّحابة رضوان الله عليهم هي:
1- حديث ابن مسعود: رواه التّرمذيّ في: (جامعه 4/564 رقم الحديث/2488) ، والإمام أحمد في: (المسند 1/415) ، والخرائطيّ في: (مكارم الأخلاق ص/11) ، وابن حبّان في: صحيحه (الإحسان 2/216 رقم/470) ، والطّبرانيّ في: (المعجم الكبير 10/231 ورقمه/10562) ، وأبو الحسن السّكّريّ في: (حديثه [1/7- أ] ، وفوائده [1/19ب] ) ، وأبو القاسم القشيريّ في: (الأربعين [7/أ] ) ومن طريقه: البغويّ في: (شرح السّنّة 13/85 ورقمه/3505) والبيهقيّ في: (الشّعب 6/272 ورقمه/8125) كلّهم من طرق عن موسى بن عقبة عن عبد الله بن عمرو الأوديّ عنه به، بنحوه إلاّ أنّ في إسناد الطّبرانيّ: عمرو بن عبد الله، وهوخطأ
قال التّرمذيّ، والبغويّ: "هذا حديث حسن غريب".
وفي إسناده: الأوديّ، لم يرو عنه إلاّ موسى بن عقبة، وذكره ابن حبّان في: (الثّقات 5/55) ، وقال الحافظ في: (التّقريب ص/316 ت/3507) : "مقبول" أي: حيث يتابع، وإلاّ فليّن الحديث.
ورواه البيهقيّ في: (الشّعب 6/271 ورقمه/8122) من طريق أخرى عن ابن مسعود، إلاّ أنّ الرّاوي عنه لم يسم.
2- حديث معيقيب الدّوسيّ: رواه الطّبرانيّ في: (المعجم الكبير 20/352 رقم الحديث/832) عن عبد الله بن أحمد، وفي: (الأوسط 9/206 ورقمه/7447) عن موسى بن الحسن الكسائيّ،
والبيهقيّ في: (الشّعب 6/272 ورقمه/8125) عن أبي محمَّد بن يوسف عن ابن الأعرابيّ عن أبي جعفر الحضرميّ، كلّهم عن شيبان بن فرّوخ عن أبي أميّة بن يعلى الثّقفيّ عن محمَّد بن معيقيب عن أبيه به، بنحوه أيضا
وأشار إليه الخلاّل في: (كتاب الورع عن الإمام أحمد ص/65 ورقمه/284) .
قال الطبرانيّ: "لا يروى هذا الحديث عن معيقيب إلا بهذا الإسناد تفرّد به أبو أميّة بن يعلى".
وفي سنده: موسى بن الحسن لم أقف على ترجمة له، وشيبان بن فرّوخ صدوق يهم (كما في: التّقريب ص/269 ت/2834) ، وأبو أميّة ابن يعلى متروك (انظر: التأريخ الكبير للبخاريّ 1/377 ت/1198، والميزان 1/254 ت/971) .
وابن معيقيب لم أقف على ترجمة له.
3- حديث جابر: رواه أبو يعلى في: (المسند 3/379- 380 ورقمه/1853) ، والطّبرانيّ في: (المعجم الأوسط 1/464 ورقمه/841) عن أحمد ابن يحيى الحلوانيّ، وفي: (الصّغير ص/66 ورقمه/83) عن أحمد بن سعيد البغداديّ،
والبغويّ في: (حديث مصعب بن عبد الله الزّبيريّ [138/ب] ) ومن طريقه: أبو حفص الكتانيّ في: (حديثه [3/أ] ) ، وأبو طاهر المخلّص في: (فوائده [6/10- أ] ) ، وبيبى بنت عبد الصمد في: (جزئها ص/32 ورقمه/3) ، وأبو الفرج الثّقفيّ في: (حديثه [3/1ب 2 أ، 3 أ- ب] ) ،وابن حجر في: (الأمالي الحلبيّة ص/34- 35 ورقمه/10) أربعتهم عن مصعب بن عبد الله عن أبيه عن هشام بن عروة عن محمَّد بن المنكدر عن جابر به
قال الطّبرانيّ: "لم يرو هذا الحديث عن هشام بن عروة إلاّ عبد الله بن مصعب، تفرّد به ابنه".
وقال ابن أبي حاتم في: (العلل 2/108) : "سألت أبي وأبا زرعة عن حديث رواه مصعب بن عبد الله الزّبيريّ عن أبيه عن هشام بن عروة عن محمَّد بن المنكدر عن جابر عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم.." فذكره، ثمّ قال: "قالا: هذا خطأ، رواه اللّيث بن سعد، وعبدة بن سليمان عن هشام بن عروة عن موسى بن عقبة عن عبد الله بن عمرو الأوديّ عن ابن مسعود عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وهذا هو الصّحيح".
ثمّ قال: "قلت لأبي زرعة: الوهم ممّن هو؟ قال: من عبد الله بن مصعب. قلت: ما حال عبد الله بن مصعب؟ قال: شيخ" اهـ.
وقال فيه ابن معين (كما في: تأريخ بغداد 10/176) : "كان ضعيف الحديث، لم يكن عنده كتاب، إنّما كان يحفظ".
4- حديث أنس: رواه الطّبرانيّ في: (الأوسط أيضا 6/121 رقم الحديث/8252) عن موسى بن جمهور عن عمرو بن عثمان عن الحارث بن عبيدة عن محمَّد بن أبي بكر عن حميد عنه به، بنحوه
وقال: "لم يرو هذا الحديث عن حميد إلاّ محمَّد بن أبي بكر، ولا عن محمَّد إلا الحارث بن عبيدة، تفرّد به عمرو بن عثمان".
وموسى بن جمهور ترجم له الخطيب في: (تأريخ بغداد 13/51) ، والذّهبيّ في (تأريخ الإسلام 281- 290هـ ص/311) ، ولم يذكرا فيه جرحا، ولاتعديلاً.
والحارث بن عبيدة هو: الحمصيّ، الكلاعيّ، قال أبو حاتم (كما في: الجرح والتّعديل 3/82 ت/372) : "شيخ ليس بالقويّ"، وقال الدّارقطنيّ (كما في: الميزان 1/438 ت/1631) : "ضعيف".
وذكره ابن حبّان في: (الثّقات 8/182) .
ورواه الخطيب في (تأريخه 4/175) بسنده عن نهشل بن دارم عن أحمد ابن أبي سليمان وقيل: ابن سليمان القواريريّ عن حمّاد بن سلمة عن ثابت عن أنس به، مطوّلاً
وأحمد بن سليمان كذّبه الأزديّ وغيره، فلا يفرح به، وقال الدّارقطنيّ: ضعيف (انظر: الميزان 1/103 ت/402) .
هذا، وحكم عليه الشَّيخ الألبانيّ في: (السّلسلة الصّحيحة 2/651 برقم/938) بأنّه صحيح بمجموع شواهده، ولعلّ حكم التّرمذيّ، والبغويّ (انظر ص/865) ، وابن حجر في: (الأمالي الحلبيّة ص/35) بأنّه حسن أشبه بالصّواب والله تعالى أعلم(2/827)
[97] أَخبرنا أَبو الفَتْح محمَّد بْنُ أَحمد بْنِ أَبي الْفَوَارِسِ الْحَافِظُ (1) : أَخبرنا أَبو بَكْرٍ محمَّد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ (2) قَالَ: حدَّثنا الْحَسَنُ بْنُ سَعِيدٍ الْمَوْصِلِيُّ أَبُو عَلِيٍّ (3) قَالَ: حدَّثنا إِبراهيم بْنُ حبّان (4) قال: حدَّثنا
_________
(1) تقدّمت ترجمته انظر ص/57.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا انظر ص/260.
(3) الصّفّار، المقريء ترجم له الخطيب في: (تأريخ بغداد 7/324) وذكر جماعة ممّن رووا عنه، ونقل عن أبي زكريّا الأزديّ: (أبو عليّ الحسن بن سعيد كثير الكتاب، وكان متعفّفا، وكتب النّاس عنه) .
مات سنة: اثنتين وتسعين ومئتين.
(4) ويقال: ابن البراء، وغير ذلك الأنصاريّ مجمع على تركه، اتّهمه ابن حبّان في: (المجروحين 1/117) ، وابن عديّ في: (الكامل 1/255) ، وغيرهما.
وإنّما اختلف في نسبه على أوجه لضعفه، ووهاء رواياته، فغيّر نسبه من سمع منه؛ تدليسا للرّواية عنه، كما يقوله الخطيب في: (الموضح 1/410) .
وانظر: الضّعفاء للعقيليّ (1/45) ، والضّعفاء والمتروكين لابن الجوزيّ (1/24) ت/33.(2/831)
شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ عَنِ الْحَكَمِ (1) عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبي لَيْلَى (2) عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْليما: "مَنْ صَلَّى يَوْمَ الْجُمُعَةِ فِي جَمَاعَةٍ كُتِبَتْ لَهُ حِجَّةٌ مُتَقَبَّلَةٌ، وَإِنْ صَلَّى الْعَصْرَ كَاْنَتْ لَهُ عُمْرَةً، فَإِنْ أَمْسَى فِي مَكَانِهِ لَمْ يَسَلِ اللهَ تَعَالَى شَيْئا إِلاَّ أَعْطَاْهُ".
قَالَ الشَّيخ الإِمام أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: "هَذَا حديثٌ غريبٌ جدًَّا من حديث شعبة/ (أ [36/أ] ) بْنِ الْحَجَّاجِ، وَمَنْ بَعْدِهِ، تَفَرَّدَ إِبراهيم بْنُ حِبَّان بْنِ البراءِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ أَنس بْنِ مالك بروايته عن شعبة (3) .
_________
(1) هو: ابن عُتيبة، تقدّمت ترجمته انظر ص/623.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا انظر ص/599.
(3) الحديث رواه أيضا: الخطيب في: (الموضح 1/408) عن الحسن ابن أبي بكر عن أبي بكر الشّافعيّ به
وفيه: الحسن بن سعيد، لم أقف على جرح، أو تعديل فيه. وإبراهيم بن حِبّان مجمع على تركه، واتّهمه غير واحد (كما تقدّم ص/868) .
ورواه الخطيب أيضا (1/410) من طرق أخرى عن أبي الدّرداء، وفيها بالإضافة إلى إبراهيم بن حبّان: محمَّد بن سنان الشّيزريّ (أو: الشّيرازيّ) صاحب مناكير (كما في: الميزان 5/21 ت/7650) .
ولبعض الحديث شاهد من حديث سهل بن سعد السّاعديّ رضي الله عنه
رواه: ابن عديّ في: (الكامل 6/38) ومن طريقه: البيهقيّ في: الشّعب 3/115 رقم/3046) ،
ورواه البيهقيّ أيضا في: (السّنن الكبرى 3/241) عن أبي عبد الله الحافظ عن أبي الحسن الرّمليّ، كلاهما (ابن عديّ، وأبو الحسن) عن القاسم بن عبد الله بن مهديّ عن أبي مصعب الزُّهريّ عن عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه عن سهل يبلغ به النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: "إنّ لكم في كلّ جُمعة حجّة، وعُمْرة، فالحجّة التّهجير للجمعة، والعمرة انتظار العصر بعد الجمعة"، وهذا لفظ البيهقيّ.
قال ابن عديّ: "ولم يكن هذا في كتابه [أي: كتاب شيخه القاسم بن عبد الله] ، وكان يحفظه، ولم أكتبه إلاّ عنه، وليس هو في نسخة ابن أبي حازم عن أبيه عن سهل" اهـ.
وقال البيهقيّ: "وروي ذلك عن أبي معشر عن نافع عن ابن عمر، وفيهما جميعا ضعف" اهـ.
والقاسم بن عبد الله، قال الدّارقطنيّ: (كما في: الميزان 4/293 ت/6816) : "متّهم بوضع الحديث". وذكره ابن عرّاق في: (تنزيه الشّريعة 1/97 ت/4) في الوضّاعين، والكذّابين.
وذكر الذّهبيّ في: (الميزان 4/292) حديثه هذا، وقال: "هذا موضوع، باطل"، ونحوه في: (المغني 2/519 ت/4993) .
وروى البخاريّ (كتاب: الجمعة، باب: السّاعة التي في الجمعة) 2/48 رقم/58، ومسلم (كتاب: الجمعة، باب: في السّاعة التي في الجمعة) 2/583 رقم/852 حديث أبي هريرة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم ذكر يوم الجمعة، فقال: "فيه ساعةٌ لايُوافقها عَبْدٌ مُسْلم، وَهو قائم يُصلّي يَسْأل الله تعالى شيئاً إلاّ أَعْطاه" وأشار بيده يُقلّلها، والسّياق للبخاريّ.(2/832)
وَإِبْرَاهِيمُ هَذَا يَرْوِي الْأَحَادِيثَ الْمُنْكَرَاتِ عَنِ الثِّقات.
وَهُوَ: إِبراهيم بْنُ حبّان بكسر الحاءِ، [و] (1) بالباءِ الْمُعَجَّمَةِ بِوَاحِدَةٍ.
وَلَهُ نظيرانِ:
أَحدهما: إِبراهيم بْنُ حِبَّان بْنِ عليِ العَنَزيّ الْكُوفِيُّ (2) ، حَدَّثَ عَنْ: أَبيه (3) ، وَعَمِّهِ منْدَل (4) .
رَوَى عَنْهُ: محمَّد بن/ (ج [23/ب] ) إِسماعيل الرَّاشِدِيُّ (5) ، وَيَحْيَى بْنُ زكريَّا بن شَيْبان (6) .
_________
(1) ساقطة من: (أ) ، ومثبتة في: (ج) .
(2) ذكره ابن ماكولا في: (الإكمال 2/315) ، والدّارقطنيّ في: (المؤتلف والمختلف 1/424) ، وابن حجر في: (التّبصير 1/278) وغيرهم، وذكروا فيه بعض ما ذكره الخطيب هنا.
(3) تقدّمت ترجمته انظر ص/815.
(4) تقدّمت ترجمته أيضا انظر ص/815.
(5) لم أقف على ترجمة له.
(6) الجمّال، كوفيّ
روى أيضا عن: عبد الله بن جبلة، وعبيد الله بن موسى.
وروى عنه: أهل الكوفة، وأصحابه.
انظر: الثّقات لابن حبّان (9/270) ، والإكمال (3/29) .(2/834)
وَالْآخَرُ: إِبراهيم بْنُ حِبَّانَ بْنِ حَكِيمٍ (1) .
حَدَّثَ عَنْ: شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النَّخَعِيِّ (2) .
رَوَى عَنْهُ: النَّضْرُ بْنُ هِشَامٍ المُكْتِب (3) .
وَلَهُمْ نُظَراءَ فِي صُورة الْخَطِّ مَعَ اخْتِلَافِ الْهِجَاءِ، مِنْهُم:
إِبراهيم بْنُ حَيّان الكوفيّ (4) .
حدَّث [عن] (5) : أبي جَعْفر محمَّد بْنَ عَلِيٍّ (6) .
رَوَى عَنْهُ: محمَّد بْنُ رَبِيعَةَ (7) ، وَوكيع بن الجرّاح.
_________
(1) لم أقف على ترجمة له أيضا.
(2) أبو عبد الله الكوفيّ
انظر ترجمته في: الطّبقات الكبرى لابن سعد (6/378) ، وتهذيب الكمال (12/462) ت/2736، والميزان (2/460) ت/3697.
(3) بضمٍّ الميم، وسكون الكاف، وكسر التّاء المنقوطة باثنتين، وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة
روى أيضا عن: محمَّد بن سنان العوقيّ، وَالحميديّ، وغيرهما.
وعنه: أحمد بن محمَّد بن أسيد، وَعبد الله بن محمَّد بن عيسى، وغيرهما.
انظر ترجمته في: الجرح والتّعديل (8/481) ت/2201، وطبقات المحدّثين بأصبهان (3/35) ت/246، وذكر أخبار أصبهان (2/305) ت/1807.
(4) له ترجمة في: التأريخ الكبير (1/280) ت/900، والجرح والتّعديل (2/94) ت/250، والثّقات لابن حبّان (6/13) ، ولسان الميزان (1/52) ت/124.
(5) ساقطة من: (أ) ، ومثبتة في: (ج) .
(6) ابن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، تقدّمت ترجمته انظر ص/524.
(7) الكلابيّ، الرّؤاسيّ، أبو عبد الله الكوفيّ
له ترجمة في: تأريخ بغداد (5/274) ت/2769، وتهذيب الكمال (25/196) ت/5210، والتّقريب (ص/478) ت/5877.(2/835)
وإِبراهيم بْنُ حَيَّان (1) ، كُوفِيٌّ آخَرُ، فِي عِدَادِ الْمَجْهُولِينَ.
حَدَّثَ عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْعَلَوِيِّ (2) .
روى عنه: المطّلب بن زياد (3) .
وإِبراهيم بْنُ حَيَّان الْبَغْدَادِيُّ (4) ،
حَدَّثَ عَنْ: خَلَف بْنِ سَالِمٍ (5) .
رَوَى عَنْهُ: أَحمد بْنُ يُوسُفَ الضَّحّاك المخرِّميّ (6)
_________
(1) لم أقف على ترجمة له.
(2) لم أقف على ترجمة له أيضا.
(3) في (أ) : (ابن رماده) ، وما أثبتّه من: (ج) ، وهو الصّواب.
وهو: ابن أبي زهير، الثّقفيّ ويقال: القرشيّ مولاهم، الكوفيّ
روى أيضا عن: محمَّد بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أبي ليلى، وأبي إسحاق السّبيعيّ، وغيرهما. وعنه: أحمد بن حنبل، وابن المبارك، وغيرهما. مات سنة: خمس وثمانين ومائة. انظر: تهذيب الكمال (28/78) ت/6005، وتأريخ الإسلام (181- 190هـ ص/17) ، والتّهذيب (10/177) .
(4) البيّع له ترجمة في: تأريخ بغداد (6/56) ت/3083.
(5) المخرّميّ بضمّ الميم، وفتح الخاء المعجمة، وتشديد الرّاء المكسورة أبو محمد، البغداديّ روى عن: يحيى القطّان، وابن مهديّ، وغيرهما.
وعنه أيضا: ابن أبي خيثمة، والدّوريّ، وغيرهما. ومات سنة: إحدى وثلاثين ومئتين. انظر: التأريخ الصّغير للبخاريّ (2/330) ، وتأريخ مولد العلماء ووفياتهم (2/510) ، وتهذيب الكمال (8/289) ت/1708.
(6) في: (أ) : (المخزوميّ) ، وما أثبتّه من (ج) ، وهو الصّواب.
وهو: أبو عبد الله، الفقيه روى أيضا عن: أبي كريب، ومحمد بن خالد ابن خداش، وغيرهما.
وعنه: محمَّد بن مخلد الدّوريّ، وأبو جعفر اليقطينيّ، وغيرهما. مات سنة: ستّ وثلاثمائة. انظر: تأريخ بغداد (5/219) ت/2694.(2/836)
وَهَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةُ بِالْيَاءِ الْمُعَجَّمَةِ بِاثْنَتَيْنِ مِنْ تَحْتِهَا فِي أَسْمَاءِ آبَائِهِمْ.
وَلَهُمْ نَظِيرٌ آخَرُ هُوَ: إِبراهيم بْنُ حَنان الأَزديّ (1) بِفَتْحِ الْحَاءِ، وَبِنُونٍ قَبْلَ الأَلف، وَنُونٍ بَعْدَهُ.
حَدَّثَ عَنْ: شَهْر بْنِ حَوْشَب الأَشْعريّ (2) .
رَوَى عَنْهُ: عِيسَى بْنِ عُبَيد الْمَرْوَزِيُّ (3) ".
[98]- أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إبراهيم القَزْوينيّ (4) قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن سلمة/ (أ [36/ب] ) بن
_________
(1) له ترجمة في: التأريخ الكبير (1/280) ت/899، والجرح والتّعديل (2/93) ت/247، والإكمال لابن ماكولا (2/318) ، والمشتبه للذّهبيّ (1/131) ، وغيرها.
(2) أبو سعيد ويقال: أبو عبد الله، وغير ذلك الشّاميّ
مات سنة: اثنتي عشرة ومائة.
انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (12/578) ت/2781، والكاشف (1/490 491) ت/2314، والتّقريب (ص/269) ت/2830.
(3) أبو المنيب بضمّ الميم، وكسر النّون، بعدها تحتانيّة، ثمّ موحّدة روى أيضا عن: عكرمة مولى ابن عبّاس، ويحيى بن سعيد الأنصاريّ، وغيرهما. وعنه: عبدان، ونعيم بن حمّاد، وغيرهما.
له ترجمة في: الطّبقات الكبرى (7/369) ، والجرح والتّعديل (6/282) ت/1560، والكاشف (2/111) ت/4385.
(4) في (أ) : "القروانيّ"، وما أثبتّه هو المثبت في عدّة مواضع من هذه النّسخة (انظر مثلاً: ص/50 وفيها ترجمته، 495) ، وكذا هو المثبت في: (ج) .(2/837)
بَحْر (1) قَالَ: حدَّثنا أَبُو حَاتِمٍ الرَّازيّ/ (ج [24/أ] ) قَالَ: حدَّثنا الفَيْضُ بْنُ الفَضْل (2) قَالَ: حدَّثنا مِسْعَر (3) بْنُ كِدَام (4) عن سلمة ابن كُهَيْل (5) عَنْ أَبي صَادِقٍ (6) عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ ناجِد (7) عَنْ عَلِيِّ بن أبي
_________
(1) تقدّمت ترجمته انظر ص/556.
(2) البجليّ، أبو محمَّد، الكوفيّ روى عنه أيضا: يعقوب بن سفيان.
ترجم له البخاريّ في: (التأريخ الكبير 7/140 ت/629) ، وابن أبي حاتم في: (الجرح والتّعديل 7/88 ت/500) ، ولم يذكرا فيه جرحا، ولا تعديلاً، وذكره ابن حبّان في: (الثّقات 9/12) .
(3) بكسر الميم، وسكون السّين، وفتح العين، المهملتين.
(4) بكسر أوّله، وتخفيف ثانيه الهلاليّ، أبو سلمة، الكوفيّ ثقة ثبت.
روى له: ع. ومات سنة: ثلاث أو: خمس وخمسين ومائة.
انظر: الجرح والتّعديل (8/368) ت/1685، وتأريخ أبي زرعة الدّمشقيّ (ص/298 ت/525، ص/472 ت/1227) ، والتّقريب (ص/528) ت/6605.
(5) بضمّ أوّله، وفتح ثانيه، مُصغّرًا الحضرميّ، أبو يحيى، الكوفيّ ثقة.
روى له: ع. ومات سنة: احدى وعشرين ومائة وقيل بعد ذلك.
انظر: التأريخ الصّغير للبخاريّ (1/347) ، وتأريخ الثّقات للعجليّ (ص/197) ت/591، وتهذيب الكمال (11/313) ت/2467.
(6) الأزديّ، الكوفيّ، مختلف في اسمه
وثّقه يعقوب بن شيبة (كما في: تأريخ بغداد 14/412) ، وقال أبو حاتم (كما في: الجرح والتّعديل 8/200 ت/875) : "مستقيم الحديث"، وذكره ابن حبّان في: (الثّقات 7/445) ، وقال الحافظ في: (التّقريب ص/649 ت/8167) : "صدوق من الرّابعة". روى له: س، ق.
(7) بالجيم، والدّال المهملة كما قيّده: الخزرجيّ في: (الخلاصة ص/116) ، والزّبيديّ في: (التّاج حرف: الدَّال المهملة، فصل: النّون مع الدَّال المهملة 9/215) وهو: الأزديّ ويقال: الأسديّ الكوفيّ
شيخ لا يروي عنه إلاّ أبو صادق، وثّقه العجليّ في: (تأريخ الثّقات ص/159 ت/436) ، وذكره ابن حبّان في: (الثّقات 4/229) .
وقال الذّهبيّ في: (الميزان 2/235 ت/2758) : "لا يكاد يعرف".
وقال الحافظ في: (التّقريب ص/208 ت/1918) : "ثقة، من الثّانية".
روى له: س، ق.(2/838)
طَالِبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْليما: "الأَئِمَّةُ مِنْ قُرَيْشٍ، أَبْرَارُهَا أُمِرَاءُ أَبْرَارِهَا، وَفُجَّارُهَا أُمَرَاءُ فُجَّارِهَا، وَلِكُلٍّ حَقٌّ، فَأْتُوا كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ، وَإِنْ أَمَّرَتْ عَلَيْكُمْ قُرَيْشٌ حَبَشِيا عَبْدًا فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيْعُوا مَا لَمْ يُخَيَّرٍْ أَحَدُكُمْ بَيْنَ إِسْلاَمِهِ وَضَرْبِ عُنُقِهِ، فِإِنْ خُيِّرَ بَيْنَ إِسْلاَمِهِ، وَضَرْبِ عُنُقِهِ فَلْيَمْدُدْ عُنُقَهُ، فَإِنَّهُ لاَ دُنْيَا لَهُ وَلاَ آخِرَةَ بَعْدَ إِسْلاَمِهِ".
قَالَ الشَّيخ الإِمام أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: "هَذَا حديثٌ غريبٌ مِنْ حَدِيثِ أَبي صَادق الأَزديّ وَاسْمُهُ: مُسْلم، وَقِيلَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَاجِدٍ (1) عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ نَاجِدٍ، وَمِنْ حَدِيثِ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ عَنْ أَبي صَادِقٍ.
لَا أَعلم رَوَاهُ هَكَذَا مَرْفُوعًا مُجَوَّدًا سِوَى أَبي سلمة مِسْعَر بن كدام
_________
(1) وبه جزم يعقوب بن سفيان في: (المعرفة والتأريخ 3/67) .
وانظر: تهذيب الكمال (33/413) ت/7433.(2/839)
ابن ظهير عنه (1) ".
_________
(1) الحديث من طريق الفيض أخرجه أيضا: البزّار في: (مسنده 3/12- 13 ورقمه/759) عن إبراهيم بن هانئ،
والطّبرانيّ في: (المعجم الأوسط 4/313 ورقمه/3545، والصّغير ص/168 ورقمه/147) ومن طريقه أبو نعيم في: الحلية (7/242) عن حفص ابن عمر الرّقّيّ،
وابن الأعرابيّ في: (معجمه [234/أ] ) ومن طريقه الخطّابيّ في: غريب الحديث (1/363) ،
والبيهقيّ في: (السّنن الكبرى 8/143) عن الحسين الرّوذباريّ عن إسماعيل الصّفّار عن الدّوريّ،
وأبو عمرو الدّانيّ في: (الفتن 1/505 ورقمه/203) عن عبد الوهّاب بن أحمد، وعبد الرّحمن بن عمر عن أحمد بن محمَّد، كلّهم عن الفَضْل بن يوسف عنه به، بعضهم بنحوه، وبعضهم مختصرًا
قال البزّار: "وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن النّبي صلّى الله عليه وسلّم إلاّ من هذا الوجه، بهذا الإسناد".
وعلّق الهيثميّ في: (كشف الأستار 2/227) على قوله هذا، فقال: "عجيبٌ من قوله، وقد رواه بالسّند الّذي قبل هذا" ويقصد: سند حديث عمارة بن رويبة عن عليّ، وسيأتي.
وقال الطّبرانيّ: "لم يروه عن مسعر إلاّ فيض" اهـ فإن كان مراده يرحمه الله باعتبار النّظر إلى طريق مسعر عن سلمة بن كهيل فذاك، وإلاّ فقد توبع فيضٌ في روايته له عن مسعر، تابعه: شعيب بن إسحاق، وداود بن عبد الجبّار، إلاّ أنّهما قالا: عن مسعر عن عثمان بن المغيرة الثّقفيّ عن أبي صادق.. وسيأتي أيضا هذا، وتابع ربيعة بن ناجد في روايته عن عليّ: عمارة بنُ رويبة
روى حديثه: البزّار في: (مسنده 2/149 ورقمه/512) عن سلمة بن شبيب عن عبد الله بن الوزير،
والدّاقطنيّ في: (علله 4/56) عن ابن منيع عن محمَّد بن سليمان بن أبي جعفر، كلاهما عن محمَّد بن جابر عن عبد الملك بن عمير عنه به، بنحوه، مختصرًا.
قال البزّار: "وهذا الحديث لا نعلم رواه عن عليّ إلا عمارة بن رويبة، ولا روى عمارة عن عليّ إلاّ هذا الحديث، ولا رواه عن عبد الملك بن عمير إلاّ محمَّد بن جابر" اهـ. وهذا باعتبار رفعه، وإلاّ فقد رواه: أبو عوانة عن عبد الملك عن عمارة عن عليّ، موقوفا أشار إلى روايته: الدّارقطنيّ في: (علله 4/56) ، وقال: "وقول محمَّد بن جابر أشبه بالصّواب" أي: في روايته عن عبد الملك.
وعلى كلٍّ، ففي سند الحديث: محمَّد بن جابر (وهو: اليماميّ) ضعّفه الجمهور (انظر: تهذيب الكمال 24/564 ت/5110، والتقريب ص/471 ت/5777) .
وعبد الملك كبر، فساء حفظه، وربّما دلّس (كما تقدّم ص/846) ، ولم يصرّح هنا بالسّماع. وابن رويبة له صحبة.
هذا، وخولف سلمة بن كهيل في روايته لهذا الحديث عن أبي صادق
خالفه اثنان:
أحدهما: عثمان بن المغيرة الثّقفيّ واختلف عنه في رفعه، ووقفه، فرواه: ابن أبي عاصم في: (السّنّة 2/622 ورقمه/1513 عن وكيع عن سفيان،
وأبو عمرو الدّاني في: (الفتن 1/507 ورقمه/204) عن عبد الرّحمن بن عثمان عن أحمد بن ثابت عن سعيد بن عثمان عن نصر بن مرزوق عن عليّ بن معبد عن شعيب بن إسحاق عن مسعر،
وأشار إليه الدّارقطنيّ في: (العلل 3/199) من حديث أبي عوانة، ثلاثتهم عنه عن أبي صادق به، موقوفا وأشار إليه الدّارقطنيّ في: (العلل 3/199 أيضا) من حديث داود بن عبد الجبّار عن مسعر عن عثمان به، مرفوعا
ووقفه من طريق مسعر أشبه بالصّواب؛ فراوي الرّفع داود بن عبد الجبّار مع عدم معرفة السّند إليه ليس بثقة (انظر: الضّعفاء والمتروكين للنّسائيّ ص/174 ت/182، والجرح والتّعديل 3/418 ت/1910) ،
وهو مع ذلك قد خالف الثّقة شعيب بن إسحاق (انظر: التّقريب ص/266 ت/2793) كما تقدّم عند أبي عمرو الدّاني في: الفتن.
ويقوّي ذلك أيضا أنّ مسعرًا قد تابعه سفيان، وأبو عوانة وهما ثقتان عن أبي صادق، موقوفا.
والآخر: الحارث بن حصيرة أخرج روايته: ابن أبي عاصم في السّنّة (2/122 برقم/1514) عن قبيصة عن سفيان عنه عن أبي صادق عن عليّ لم يذكر بينهما أحدًا به، موقوفا أيضا بأخصر من هذا والحارث رافضي، ضعيف (انظر: الضّعفاء للدّارقطنيّ ص/179 ت/158، والميزان 1/432 ت/1613) . والحديث مرسل؛ أبو صادق لم يسمع من عليّ (انظر: التّقريب ص/649 ت/8167) .
وممّا سبق يتبيّن أنّ وقف الحديث أشبه بالصّواب، وهو الّذي يرجّحه الدّارقطنيّ في: (العلل 3/199) ، وهو الّذي يشعره كلام الخطيب هنا، وكأنّه هو ما يميل إليه ابن رجب في: (جامع العلوم والحكم ص/262) ، والحافظ في: (التّلخيص الحبير 4/42) والله تعالى أعلم.
وهذا وقد ورد الحديث دون قوله في آخره: "فإنّ خيّر بين إسلامه، وضرب عنقه" إلخ من طرق كثيرة عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أوصلها الحافظ في جزء له بعنوان: (لذّة العيش بطرق الأئمة من قُريش) إلى أربعين طريقا (انظر: الفتح 7/487، والتّلخيص 4/42) .
وذكر السّخاويّ في: (فتح المُغِيث 4/20) أنّ الحافظ قال في هذا الحديث إنّه متواتر، (وانظر: شرح مُلاّ علي قارئ على النُخبة ص/30) .
ومنها: حديث أبي هريرة رضي الله عنه رواه البخاريّ في صحيحه في: (كتاب: المناقب، باب: قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُم شُعُوبا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا..} الآية) 5/11- 12 ورقمه/6، ومسلم في: (كتاب: الأمارة، باب: النّاس تبع لقريش، والخلافة في قريش) 3/1451 ورقمه/1818.
وحديث ابن عمر رضي الله عنهما رواه البخاريّ في: (كتاب: الأحكام، باب: الأمراء من قريش) 9/112 ورقمه/4.
ومسلم في الموضع المتقدّم نفسه (3/1452) ورقمه/1820.(2/840)
[99]- أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ محمَّد بْنُ الحسين بْنِ الفَضْل الْقَطَّانُ (1) قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ الأَدَميّ (2) قَالَ: حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْد اللَّهِ الْهَاشِمِيُّ (3) قَالَ: حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ/ (ج [24/ب] ) الغفاريّ (4) قَالَ: حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَر (5) ، وَمالك بْنُ أَنَس عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلّم تَسْليماً:
_________
(1) تقدّمت ترجمته انظر ص/63.
(2) بفتح الألف، والدّال المهملة، وفي آخرها الميم ثقة. مات سنة: تسع وأربعين وثلاثمائة. انظر: تأريخ بغداد (4/299) ت/2073، والأنساب (4/209) .
(3) أبو القاسم، البغداديّ ثقة، مات سنة: خمس وسبعين ومئتين.
انظر: سؤالات الحاكم للدّارقطنيّ (ص/130) ت/149، وتأريخ بغداد (10/451) ت/5610، والمنتظم (12/271) ت/1816.
(4) أبو محمَّد المدنيّ شيخ منكر الحديث، كما يقوله: أبو داود في: (سننه 5/176 عند الحديث ذي الرّقم/4846) ، والدّارقطنيّ (كما في: تهذيب الكمال 14/275) ، وغيرهما.
واتّهمه ابن حبّان في: (المجروحين 2/37) ، والحاكم في: (المدخل ص/151 152 ت/90) .
وقال ابن طاهر في: (قانون الموضوعات ص/271) : "متروك، يَضَع".
روى له: د، ت. وانظر: الكامل لابن عديّ (4/189) ، والكاشف (1/537) ت/2620، والكشف الحثيث لبرهان الدين الحلبيّ (ص/148) ت/374، وتنزيه الشّريعة لابن عرّاق (1/71) .
(5) أبو عبد الرّحمن العمريّ.(2/843)
"أُحْشَرُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بَيْنَ أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، حَتَّى أَقِفَ بَيْنَ الْحَرَمَيْنِ الْمَدِيْنَةَ، وَمَكَّةَ"./ (أ [37/أ] )
قَالَ الشَّيخ الْإِمَامُ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: "هَذَا حديثٌ غريبٌ مِنْ حَدِيثِ نَافِعٍ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بن عُمَر [ابن الخطّاب] (1) عن مَوْلَاهُ [أَبِي] (2) عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، [وَمِنْ رِوَايَةِ عَبْدِ اللَّهِ (3) بْنِ عُمَرَ بْنِ حَفْص بْنِ عَاصم بْنِ عُمَرَ] (4) بْنِ الخطَّاب، وَمالك بْنِ أَنَسٍ بن مالك عن نافع.
تفرّد عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أبي [عَمرو] (5) الغِفَاريّ [بروايته] (6) عنهما" (7) .
_________
(1) زيادة من: (ج) .
(2) لحق بحاشية: (أ) .
(3) في (أ) : (عبيد الله) ،وهذا خطأ وهو كما أثبتّه في (ج) ،وهو الصّحيح.
(4) لحق بحاشية: (أ) .
(5) في (أ) : (عُمر) ، وما أثبتّه من (ج) ، وهو الصّحيح.
(6) في (أ) : (وبروايته) ، والواو زائدة في أوّله، واللّفظ كما أثبتّه في (ج) ، وهو الصّحيح.
(7) الحديث رواه أيضا: الخطيب (كما في: الميزان 3/103) بسنده عن عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الهاشميّ به، بمثله
وفيه: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْغِفَارِيُّ، منكر الحديث، اتّهمه غير واحد (كما تقدّم ص/879) ، وقال الذّهبيّ في: الميزان "الموضع المتقدّم نفسه" عن حديثه: "فهذا غير صحيح".
وللحديث ثلاثة طرق أخرى عن نافع بنحوه، مطوّلاً، ومختصرًا:
أوّلها: طريق إسماعيل بن أميّة رواها: الترمذيّ في: (جامعه 5/572 ورقمها/3669) ، وابن ماجه في: (سننه 1/38 ورقمها/99) ، وأبو العبّاس الكديميّ في: (حديثه [1/ب] ) ، وأبو طاهر المخلّص في: (فوائده [9/5 ب] ) ، وابن حبّان في: (المجروحين 1/321) ، وابن عديّ في: (الكامل 3/379) ، والحاكم في: (المستدرك 4/280) ، وعبد الغنيّ بن عبد الواحد المقدسيّ في: (فضائل عمر [2/13ب، 14/أ] ) ، وعليّ بن بلبان في: (تحفة الصَّديْق ص/49 50 ورقمها/13) كلّهم من طرق عن سعيد بن مَسْلمة عنه به
قال ابن عديّ: "وهذا لا يُعرف بهذا الإسناد عن إسماعيل بن أميّة إلاّ من رواية سعيد بن مسلمة عنه" اهـ.
وسعيد بن مسلمة هو: ابن هشام الأمويّ قال ابن معين: "ليس بشيء"، وقال أبو حاتم: "ليس بقويّ، هو ضعيف الحديث، منكر الحديث"،
انظر: الجرح والتعديل (4/67) ت/281.
وقال البخاريّ في: (التّأريخ الكبير 3/516 ت/1724) : "فيه نظر".
والكديميّ متّهم (انظر: الجرح والتعديل 8/122 ت/548، والكشف الحثيث ص/254 ت/757) .
والثّانية: طريق عبيد الله العمريّ رواها ابن خلاّد في: (فوائده [2/أب] ) بسنده عن أبي بكر بن عيّاش عن أبي البختريّ عنه به
وأبو البختريّ هو: وهب بن وهب كذّبه ابن معين، وابن حنبل، وابن راهويه، وشعيب بن إسحاق، وأبو حاتم، وغيرهم كما في: (الجرح والتعديل 9/25- 26 ت/116) .
وابن عيّاش اختلط بأخرة، ولا يُدرى متى سمع منه الرّاوي عنه صالح بن عبد الله التّرمذيّ (انظر: التّقريب ص/426 ت/7985، والكواكب النيّرات ص/439 ت/68) .
والثّالثة: طريق محمَّد بن عجلان رواها العُشَاريّ في: (فضائل أبي بكر الصّدّيق ص/59 ورقمها/35) بسنده عن إبراهيم بن راشد عن عليّ بن بحر عن سعيد بن مسلمة عنه به، بمثله
وابن مسلمة تقدّم بيان حاله (ص/881) ولعلّه اضطّرب في رواية هذا الحديث، فجعله مرّة عن إسماعيل بن أُميّة، ومرّة عن ابن عجلان والله أعلم.
وسئل أبو حاتم (كما في: العلل لابنه 2/381) فقال: "هذا حديث مُنْكر".
وللحديث طرق أخرى عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر به، بنحوه رواها: أبو عثمان البحيريّ في: (فوائده [2/14 أ] ) بسنده عن عاصم بن عمر عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر به، بنحوه
وعاصم بن عمر هو: ابن حفص العمريّ ضعّفه ابن معين، وابن حنبل، وأبو حاتم (كما في: الجرح والتعديل 6/346- 347 ت/1915) ، وقال البخاريّ في: (التّأريخ الكبير 6/479 ت/3042) : "منكر الحديث"، وقال النّسائيّ في: (الضّعفاء والمتروكين ص/218 ت/438) : "متروك الحديث".
وجاء نحوه، مختصراً من حديث أبي هريرة رضي الله عنه رواه: الطّبرانيّ في: (المعجم الأوسط 9/121 ورقمه/8254) بسنده عن خالد بن يزيد العمريّ عن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن أبي هريرة به، بنحو شطره الأوّل
وقال: "لم يرو هذا الحديث عن إبراهيم بن سعد إلاّ خالد بن يزيد، تفرّد به عليُّ ابن حرب" اهـ.
وقال الهيثميّ في: (مجمع الزّوائد 9/53) : ".. وفيه: خالد بن يزيد العمريّ، وهو كذّاب" اهـ.
وهو كما قال كذّبه ابن معين، وأبو حاتم (كما في: الجرح والتعديل 3/360 ت/1630) ، وابن حبّان في: (المجروحين 1/285) ، وغيرهم.
وممّا سبق يتبيّن أنّ طرق الحديث منها ما هو موضوع، ومنها ما هو ضعيف لا يُعتدّ به، ولاعاضد له، فلا يصحّ عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.(2/844)
[100]- أَخْبَرَنَا محمَّد بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الفَضْل (1) قال: حدَّثنا أبو
_________
(1) تقدّمت ترجمته انظر ص/63.(2/846)
الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ (1) قَالَ: حدَّثنا محمَّد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ (2) قَالَ: حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْأَحْوَلُ (3) قَالَ: حدَّثنا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْليما: "مَا بَيْنَ قَبْرِي (4) ، وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ".
قَالَ الشَّيخ الإِمام أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: "هَذَا حديثٌ غريبٌ مِنْ حَدِيثِ مَالِكٍ عَنْ نَافِعٍ، تَفَرَّدَ بِرِوَايَتِهِ عَنْهُ أَحمد بْنُ يَحْيى الأَحول/ (ج [25/أ] ) (5) ، وتابعه عبد الله بن
_________
(1) هو: الأدميّ، تقدّمت ترجمته أيضا انظر ص/843.
(2) أبو جعفر، الحضرميّ، الملقّب بمطيّن ثقة. مات سنة: سبع وتسعين ومئتين. انظر: الفهرست للنّديم (ص/323) ، والسّير (14/41) ، ولسان الميزان (5/233) ت/815.
(3) ابن المنذر الكوفيّ مولى الأشعريّين
ذكره ابن حبّان في: (الثّقات 8/24) ، وقال: "يخالف، ويخطئ".
وأورده الدّارقطنيّ (ص/117 ت/46) ، وابن الجوزيّ (1/92 ت/271) في كتابيهما في الضّعفاء والمتروكين.
وقال الذّهبيّ في: (الميزان 1/162 ت/651) : "ليس بشيء".
وانظر: لسان الميزان (1/321) ت/972.
(4) قوله: "قبري" رواية بالمعنى؛ لأنّه صلّى الله عليه وسلّم دفن في بيت سُكناه، واللّفظ الصّحيح: "بيتي".
انظر: قاعدة جليلة في التّوسل والوسيلة لابن تَيْميّة (ص/141) رقم النّص/418، والفتح (3/84) ،والأحاديث الواردة في فضائل المدينة للرّفاعيّ (ص/462) .
(5) الحديث من طريق أحمد بن يحيى رواه: الطّحاويّ في: (شرح مشكل الآثار 4/69) ، والعقيليّ في: (الضّعفاء 4/72) ، والخطيب في: (تأريخ بغداد 12/160) ، وأشار إليه ابن عبد البر في: (التّمهيد 17/181) ، وقال: "وهذا أيضا إسناد خطأ، لم يتابع عليه، ولا أصل له" اهـ.
ومداره على: أحمد بن يحيى، وتقدّم بيان درجته (انظر ص/847) .(2/847)
نافع (1) عن مالك (2) ".
_________
(1) ابن أبي الصّائغ، أبو محمَّد، المدني
وثّقه ابن معين (كما في: تأريخ الدّارميّ عنه ص/153 ت/532) ، والعجليّ في: (تأريخ الثّقات ص/281 ت/897) ، والنّسائيّ (كما في: تهذيب الكمال 16/211) .
وضعّفه الإمام أحمد (كما في: الجرح والتعديل 5/184 ت/856) ، والبخاريّ في: (التّأريخ الصّغير 2/282) ، وأبو زرعة (كما في: سؤالات البرذعيّ له 2/375) ، وقال البرذعيّ في سؤالاته له أيضا (2/732) : "وذكرت أصحاب مالك أي: لأبي زرعة فذكرت عبد الله بن نافع الصّائغ، فكلح وجهه"، وأبو حاتم (كما في: الجرح والتعديل 5/184) ، وقال ابن عديّ في: (الكامل 4/242) : "روى عن مالك غرائب"، وقال الحافظ في: (التّقريب ص/326 ت/3659) : "ثقة، صحيح الكتاب، في حفظه لين".
روى له: بخ، م، 4. ومات سنة: ستّ ومئتين وقيل بعدها
(2) أخرج متابعته العقيليّ في: (الضّعفاء 2/73) ، وأبو بكر المقريء في: (المنتخب من غرائب حديث مالك [4/ب] ، والفوائد [1/17 أ] ) ، وأبو نعيم في: (الحلية 9/324) ، وابن أبي حاتم في: (العلل 1/295) ، والمطريّ في: (التّعريف بما آنست الهجرة ص/21) كلّهم من طرق عنه به
إلاّ أنّه وقع في بعض سنده من المطبوع من علل ابن أبي حاتم تحريف، وسَقَط من إسناد المطريّ: عن مالك عن نافع.
قال أبو زرعة (كما في: العلل لابن أبي حاتم 1/295- 296) وقد سئل عن هذه الطّريق: "هكذا كان يقول عبد الله بن نافع، وإنّما هو مالك عن خبيب بن عبد الرّحمن عن حفص بن عاصم عن أبي سعيد أو عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم".
وقال: (كما في: سؤالات البرذعيّ له 2/375- 376) وقد سئل عن عبد الله بن نافع روايه عن مالك: "ابن نافع عندي منكر الحديث، حدث عن مالك عن نافع عن ابن عمر عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم:" فذكره، ثمّ قال: "وأحاديث غيرها مناكير".
وقال الطّحاويّ يرحمه الله في: (شرح مشكل الآثار 4/69) في هذه الطّريق، والّتي قبلها: "وهذا من حديث مالك يقول أهل العلم: لم يحدّث به عن مالك أحد غير أحمد بن يحيى هذا، وغير عبد الله بن نافع الصّائغ" اهـ.
قلت: بل تابعهما اثنان:
أحدهما: حُبَاب بن جَبَلة، أخرج روايته: العقيليّ في: (الضّعفاء 4/73) عن موسى بن هارون عنه به
وحباب بن جبلة هذا هو: الدّقاّق، كذّبه الأزديّ (كما في: الضّعفاء والمتروكين لابن الجوزيّ 1/186 ت/741) ، ووثّقه موسى بن هارون الحمّال (كما في: لسان الميزان 2/164 ت/729) .
والآخر: إسماعيل بن أبي أويس، أخرج روايته: ابن الجوزيّ في: (مثير العزم السّاكن 2/271- 272 ورقمه/449) عن علي بن عبيد الله عن أبي القاسم البسريّ عن ابن بطّة عن المحامليّ عن البخاريّ عنه به
وابن بطّة مع إمامته في السّنّة، والفقه، وعلمه، وفضله، وصلاحه مُتكلّم فيه من قِبَل حفظه (انظر: تأريخ بغداد 10/371 ت/5536، ولسان الميزان 4/112 ت/230، والتّنْكيل للمعلميّ ص/561 571، وغاية المرام للألبانيّ ص/24) .
هذا، وقال العقيليّ في (الضّعفاء 4/73) بعد أن ذكر بعض الطّرق المتقدّمة: (حديث القعنبيّ أوْلى؛ لأنّ أناسا يروونه في الموطّأ هكذا" اهـ.
ويعني: حديث مالك عن خبيب بن عبد الرحمن، المتقدّم الإشارة إليه في كلام أبي زرعة على طريق عبد الله بن نافع، وهو حديث رواه البخاريّ في صحيحه: (كتاب: الاعتصام بالكتاب والسّنّة، باب: ما ذكر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وحضّ على اتّفاق أهل العلم إلخ) 9/188- 189 ورقمه/105 عن عمرو بن عليّ عن ابن مهديّ عن مالك به إلاّ أنّ فيه: عن أبي هريرة حسب.
والحديث رواه عن نافع أيضا: عبد الله بن عمر العمريّ، وعبد الله بن عثمان ابن خثيم، وموسى بن عبد الله الجهنيّ
أمّا حديث عبد الله بن عمر، فرواه الطّحاويّ في: (مشكل الآثار 4/68) من طريق محمَّد بن بشر العبديّ،
والدّولابيّ في: (الكنى 2/64) من طريق موسى بن هلال العبديّ، كلاهما عنه به بنحوه إلاّ أنّ في حديث موسى: "وما بين قبري، ومنبري ترعة من ترع الجنّة"، وقد أنكر أهل العلم عليه هذا، وقالوا: هذا خطأ، والصّواب: "روضة من رياض الجنّة"
انظر: الصّارم المنكيّ لابن عبد الهادي (ص/29- 41) ، والميزان (4/226) .
وعبد الله بن عمر، وإن وثّق إلاّ أنّ الجمهور على ضعفه (انظر: التّهذيب 5/326، وتقريبه ص/314 ت/3489) .
وأمّا حديث عبد الله بن عثمان، فرواه الطّبرانيّ في: (المعجم الأوسط 1/360 ورقمه/614، 1/412 ورقمه/737) عن أحمد بن عليّ الأبّار عن أبي حصين الرّازيّ عن يحيى بن سليم عنه به وقال: "لم يرو هذا الحديث عن ابن خثيم إلاّ يحيى، تفرّد به أبو حصين"اهـ.
وفي سنده: يحيى بن سليم، وهو: القرشيّ، الطائفيّ، قال فيه الحافظ في: (التّقريب ص/591 ت/7563) : "صدوق سيّء الحفظ"، لكن قال الإمام أحمد في: (العلل ومعرفة الرّجال 2/480 رقم النّص/3150) : "كان قد أتقن حديث ابن خثيم، وكانت عنده في كتاب"، وهذا منها.
وخالفهما: موسى بن عبد الله، فرواه عن نافع عن ابن عمر موقوفا
أخرج روايته أبو نعيم في: (ذكر أخبار أصبهان 1/353) من طريق نصر بن عليّ الجهضميّ عن زياد بن عبد الله عنه به
وزياد لعلّه: البكائيّ، في حديثه عن غير ابن إسحاق لين (انظر: التّقريب ص/220 ت/2085) .
وروي الحديث أيضا عن ابن عمر من طريقين:
إحداهما: طريق سعيد بن المسيّب عنه، رواها العقيليّ في: (الضّعفاء 2/72) عن محمَّد بن عبد الرّحمن السّلميّ عن محمَّد بن يحيى الأزديّ عن محمَّد بن سليمان بن معاذ عن مالك بن ربيعة عنه به وفيها: محمَّد بن سليمان، منكر الحديث (انظر: الضّعفاء 4/72، والميزان 5/15 ت/7621) .
والأُخْرى: ابنه سالم عنه، رواها الطّبرانيّ في: (المعجم الكبير 12/227 رقم الحديث/13156) عن محمَّد بن أحمد بن أبي خيثمة عن إدريس بن عيسى القطّان عن محمَّد بن بشر عن عبيد الله بن عمر عن أبي بكر بن أبي سالم عن أبيه مطوّلاً وهذا إسناد حسن، إدريس بن عيسى ذكره الخطيب في: (تأريخ بغداد 7/12) ، وقال: "لم يكن به بأس"، وبقيّة رجاله ثقات.
وجاء الحديث عن جماعة من الصّحابة رضوان الله عليهم وعدّه بعضهم في المتواتر من الحديث، كالسّيوطيّ في: (قطف الأزهار المتناثرة ص/187 رقم/69) ، والكتّانيّ في: (نظم المتناثر ص/211) ، وغيرهما.
اتّفق البخاريّ، ومسلم على روايته من حديث عبد الله بن زيد المازنيّ، فرواه البخاريّ في: (أبواب التّطوّع باب: فضل ما بين القبر والمنبر) 2/137 ورقمه/217، ورواه مسلم في: (كتاب الحج، باب: مابين القبر والمنبر روضة من رياض الجنّة 2/1010) ورقمه/1390.
واتّفقا عليه أيضاً من حديث أبي هريرة (كما تقدّم ص/793) يرفعه بلفظ: "ما بين بيتي، ومنبري" الحديث (رواه مسلم في الموضع نفسه من كتاب: الحج 2/1011 ورقمه/1391) .
ورواه مسلم في الموضع المتقدّم أعلاه من كتاب الحج (2/1010) ورقمه/1390.(2/848)
[101]- أَخبرنا أَبو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ محمَّد بْنِ يُوسُفَ بْنِ دُوْست الْبَزَّازُ (1) : أَخبرنا محمَّد بْنُ جَعْفر المَطِيْريّ (2) قَالَ: حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ حَرْب (3) قَالَ: حدَّثنا أَبو مُعَاوِيَةَ (4) قَالَ: حدَّثنا الأَعْمَش عَنْ أَبي صَالِحٍ (5) عَنْ أَبي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ [وَسَلَّمَ] (6) : "مَثَلِي، وَمَثَلُ النَّبِيِّينَ كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى دَارً فَأَتَمَّهَا إِلاَّ مَوْضِعَ لَبِنَةٍ (7) وَاْحِدَةٍ، فَجِئْتُ أَنَا، فَأَتْمَمْتُ تِلْكَ اللَّبِنَة".
قَالَ الشَّيخ الإِمام أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: "انْفَرَدَ مُسْلمٌ بِإِخْرَاجِ هَذَا الْحَدِيثِ فِي صَحِيحِهِ، فَرَوَاهُ عَنْ أَبي بكر ابن أَبي شَيْبة، وأَبي كُرَيب محمَّد بْنِ الْعَلَاءِ (8) عَنْ أَبي مُعَاوِيَةَ (9) ، فكأَنَّ شَيْخَنَا أَبا عَبْدِ اللَّهِ سمعه من مُسْلم) ./ (أ [27/ب] ) .
_________
(1) تقدّمت ترجمته انظر ص/50.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا انظر ص/506.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا انظر ص/296.
(4) هو: محمَّد بن خازم، تقدّمت ترجمته أيضا انظر ص/519.
(5) هو: ذكوان بن عبد الله، تقدّمت ترجمته أيضا انظر ص/634.
(6) ساقطة من: (أ) ، ومثبتة في: (ج) .
(7) بفتح اللاّم، وكسر الباء، ويقال: بكسر اللاّم، وسكون الباء: واحدة اللَّبِن الّتي يبنى بها الجدار. النّهاية (باب: اللاّم مع الباء) 4/229- 230.
(8) تقدّمت ترجمته انظر ص/522.
(9) صحيح مسلم (كتاب: الفضائل، باب: ذكر كونه صلّى الله عليه وسلّم خاتم النّبيّين) 4/1791.(2/852)
[102]- أَخبرنا أَبو الْفَتْحِ هِلَالُ بْنُ محمَّد بْنِ جَعْفر الحَفّار (1) قَالَ: أَخبرنا أَبو عَلِيٍّ إِسماعيل بْنُ محمَّد الصَّفَّارُ (2) قَالَ: حدَّثنا عبَّاس بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التَّرَقُفِيُّ (3) قَالَ: حدَّثنا رَوّاد بْنِ الجَرّاح (4) قَالَ: حدَّثنا أَبو سَعْد السَّاعِدِيُّ (5) عَنْ أَنس بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا: "مَنْ أَلْقَى جِلْبِابَ (6) الْحَيَاءِ فَلاَ غِيْبَةَ لَهُ".
_________
(1) تقدّمت ترجمته انظر ص/61.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا انظر ص/245.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا انظر ص/251.
(4) في الأصل: "رَوَّادُ بْنُ الْحَجَّاجِ بْنِ الْجَرَّاحِ"، وما أثبتّه من: (ج) ، وهو الصّواب، وتقدّمت ترجمته انظر ص/679.
(5) قال أبو زرعة (كما في: الجرح والتعديل 9/378 ت/1759) وقد سئل عنه: "لا أعرف اسمه".
وهو مجهول، قال بجهالته: أبو حاتم (في الموضع نفسه من: الجرح والتعديل، والعلل لابنه 2/111) ، والدّارقطنيّ (كما في: سؤالات البرقانيّ له ص/77 ت/599، وقال: يُترك حديثه) ، والذّهبيّ في: (الكاشف 2/428 ت/6641) وغيرهم.
وانظر: المجروحين لابن حبّان (3/157) ، والتّقريب (ص/643) ت/8119.
(6) الجلباب: الإزار والرّداء، وقيل: الملحفة، وقيل: كالمقنعة تغطّي به المرأة رأسها، وظهرها، وصدرها. النّهاية (باب: الجيم مع اللاّم) 1/283.
وانظر: الفائق للزّمخشريّ (1/209) .
والمراد: الشيء المعنويّ، فمن نحّى غريزة الحياء فلم يستح من العار، ولم يخش العيب، ولم يقطعه حياؤه عن المعاصي فلا غيبة له والله أعلم.(2/853)
قَالَ الشَّيخ الإِمام أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: "هَذَا حديثٌ غريبٌ مِنْ حَدِيثِ أَنس بْنِ مَالِكٍ، لَا أَعلم رواه عنه/ (ج [25/ب] ) غَيْرُ أَبي سَعْد السَّاعِدِيِّ، وَلَمْ نَكْتُبْهُ إِلاّ مِنْ حَدِيثِ أَبي عِصَام رَوَّادِ بْنِ الْجَرَّاحِ العَسْقلانيَ عن أَبي سَعْد (1) ".
_________
(1) الحديث رواه مؤمّل بن إهاب في: (جزئه ص/99 ورقمه/27) ، والتّرقفيّ في: (حديثه [1/ب] ) ومن طريقه: عيسى بن عليّ الوزير في: (ستة مجالس [193/ب] ) ، وأبو محمَّد بن مخلد في: (فوائده [1/8- أ] ) ، والقضاعيّ في: (الشّهاب 1/263- 264 ورقمه/426- 427) ، والبيهقيّ في: (السّنن الكبرى 10/210، والشّعب 7/108- 109 ورقمه/9664) ، والخطيب في: (تأريخه 8/438) من طريقين، وشهدة في: (فوائدها ص/78 ورقمه/37) كلاهما (المؤمّل، والتّرقفي) عن روّاد بن الجرّاح به
قال مؤمّل: "فلما اختلط روّاد رفع هذا الحديث، ودلّسوا عليه".
وقال البيهقيّ في: السّنن وكان قد ذكر حديث بهز، وسيأتي: "وهذا أيضا ليس بالقويّ والله أعلم".
وقال في الشّعب: "وفي إسناده ضعف"، وضعّفه أيضاً العراقيّ في: المغني (1/167، 2/825) .
وفي سنده: روّاد بن الجرّاح، اختلط بأخرة فتّرك (كما تقدّم ص/679) ، وأبو سعد السّاعديّ مجهول (كما تقدّم ص/697- 698) .
ومنه يتبيّن عدم صحّة ماجاء في فوائد شُهده (ص/80) من أنّ الحديث حَسَن والله تعالى أعلم.
وللحديث طريق أخرى رواها: ابن عديّ في: (الكامل 1/386) ، والخطيب في: (تأريخه 4/171) ومن طريقه: ابن الجوزيّ في: العلل 2/781 ورقمه/1301 من طرق عن الرّبيع بن بدر،
ورواه أبو محمَّد الخلاّل في: (أماليه ص/79 ورقمه/88) بسنده عن حفص بن سليمان، كلاهما عن أبان بن أبي عيّاش عن أنس به قال ابن الجوزيّ: "وهذا الحديث من جنس ما سبق، وفيه متروكان: الرّبيع، وأبان"، وهو كما قال، انظر ترجمة الرّبيع في: (الكامل 3/127، وَالتّقريب ص/206 ت/1883) ، وأبان في: (الكامل 1/381، والميزان 1/10 ت/15) .
وفي سند الخلاّل: بقيّة بن الوليد، يدلّس تدليس التّسوية، ولم يصرّح بالسّماع عمّن فوقه (انظر: طبقات المدلّسين ص/49 ت/117) .
وجاء نحو الحديث من طريق عليّ، وَمعاوية بن حيدة رضي الله عنهما مرفوعا
فأمّا حديث عليّ فرواه: أبو نعيم في: (ذكر أخبار أصبهان 2/209- 210) من حديث إبراهيم بن سلام المكيّ عن ابن أبي فديك عن جعفر بن محمَّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ عن أبيه عن جدّه به
وفيه: إبراهيم بن سلاّم، وهو: أبو إسحاق الهاشميّ، قال فيه أبو أحمد الحاكم في: (الأسامي والكنى 1/170 ت/24) : "ربّما روى ما لا أصل له"، وضعّفه الدّارقطنيّ (كما في: لسان الميزان 1/64) ، والذّهبيّ في: (المغني 1/16 ت/91) ، وأورده ابن عرّاق في: (تنزيه الشّريعة 1/22 ت/28) في الفصل الخاص بسرد أسماء الوضّاعين، والكذّابين.
أمّا حديث معاوية بن حيدة، فرواه ابن أبي الدّنيا في: (الغيبة والنّميمة ص/8788 رقم/84، وَالصّمت ص/151- 152 ورقمه/221) ، والعقيليّ في: (الضّعفاء 1/202) ، والمحامليّ في: (أماليه رواية: ابن البيّع ص/266 ورقمه/262) ، وابن حبّان في: (المجروحين 1/220) ، والطّبرانيّ في: (الكبير 19/418 ورقمه/1010) ، وابن عديّ في: (الكامل 2/173) ، وأبو أحمد الحاكم في: (الأسامي والكنى 1/414- 415) ، والقضاعيّ في: (الشّهاب 2/202 رقم/1185، 2/203 رقم/1186) ، والسّهميّ في: (تأريخ جرجان ص/75) ، والخطيب في تأريخه (1/382، 3/188، 7/262، 268) ، والبيهقيّ في: (السّنن الكبرى 10/210، والشّعب 2/109 ورقمه/9666،9667) ، وابن الجوزيّ في: (العلل المتناهية 2/778- 779 ورقمه/130) وغيرهم، كلّهم من طرق عن الجارود بن يزيد عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جدّه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "أترعون عن ذكر الفاجر، اذكروه بما فيه حتّى يحذره النّاس" واللّفظ للطّبرانيّ
وفيه: الجارود بن يزيد، وهو: أبو الضّحّاك وقيل: أبو عليّ النّيسابوريّ كذّبه غير واحد من الأئمّة، (انظر: الضّعفاء الصّغير للبخاريّ ص/55 ت/53، والميزان 1/384 ت/1429) .
وحكم على حديثه الغماريّ في: (المغير ص/9) ، والألبانيّ في: (سلسلة الأحاديث الضّعيفة والموضوعة 2/52) بالوضع.
وورد الحديث من طرق أخرى عن بهز عند الطّبرانيّ في: (الأوسط 5/189 ورقمه/4369، والصّغير ص/230 ورقمه/589) ، وابن الجوزيّ في: (العلل 2/879 880) إلاّ أنّها لا تصحّ، فقد ذُكِرَ الحديث للإمام أحمد (كما في: تأريخ بغداد 7/262) ، وقيل له: هل رواه غير الجارود عن بهز؟ فقال: "ما علمت".
وقال العقيليّ:"ليس له من حديث بهز أصل، ولا من حديث غيره، ولا يتابع عليه".
هكذا في المطبوع من كتابه، وعند ابن الجوزيّ في: العلل (2/780) نقلاً عنه: "ولا يتابع عليه الجارود من طريق يثبت".
وقال الدّارقطنيّ في: تعليقه على المجروحين لابن حبّان (ص/68) : "هذا حديث الجارود بن يزيد عن بهز، وضعه عليه، وسرقه منه: عمرو بن الأزهر، فحدّث به عن بهز، وعمرو بن الأزهر كذّاب.. وسرقه منه: سليمان بن عيسى السّكّريّ، وكان دجّالاً، فرواه عن الثّوريّ عن بهز بن حكيم. وسرقه: شيخ يعرف بالعلاء بن بشر، فرواه عن سفيان بن عيينة عن بهز، وابن عيينة لم يسمع من بهز شيئا، وغيّر لفظه.."، ونحوه من كلام الخطيب في: تأريخه (7/262) .
وقال ابن حبّان: "والخبر في أصله باطل، وهذه الطّرق كلّها بواطيل، لا أصل لها".
هذا، وقد روي حديث معاوية هذا بلفظ آخر هو: (ليس لفاسق غيبة) ، رواه: الطّبرانيّ في: (الكبير 19/418 ورقمه/1011) ، وابن عديّ في: (الكامل 5/221) ، وأبو الشَّيخ في: (طبقات المحدّثين بأصبهان 3/478 ورقمه/638) ، وأبو بكر الفقيه في: (مجلس من الأمالي [15/ب] ) ، وأبو بكر الدّقّاق في: (حديثه [2/42 ب] ) ، والهرويّ في: (ذمّ الكلام [4/81 أ] ) ، والبيهقيّ في: (الشّعب 3/109 ورقمه/9665) ، والقضاعيّ في: (الشّهاب 2/202 رقم/1185، 2/203 رقم/1186) ، والخطيب في: (الكفاية ص/42) ، والواحديّ في: (التّفسير [4/82 أ] ) ، وابن الجوزيّ في: (العلل 2/780- 781) ، وغيرهم، كلّهم من طرق عن جعدبة ابن يحيى اللّيثيّ عن العلاء بن بشر عن سفيان بن عيينة عن بهز به
قال ابن عديّ: "هذا معروف بالعلاء بن بشر"، وسبق النّقل عن الدّارقطنيّ بأنّ العلاء سرقه فحدّث به.
وقال الحاكم: "هذا غير صحيح، ولا معتمد".
والعلاء بن بشر قال فيه ابن عديّ: "لا يعرف"، وقال عن حديثه بهذا اللّفظ: "غير معروف"، وذكره ابن حبّان في: (الثّقات 8/504) ، وقال: "شيخ يروي عن ابن عيينة، روى عنه جعدبة بن يحيى المناكير".
وقال الدّارقطنيّ (كما في: لسان الميزان 2/105) في جعدبة: "متروك".
وهو بهذا اللّفظ باطل أيضا قال ببطلانه: الدّارقطنيّ، والخطيب، وابن القيّم (كما في: المنار المنيف ص/134) ، وأبو حفص الموصليّ في: (المغني عن الحفظ والكتاب ص/497) ، والسّخاويّ في: (المقاصد الحسنة ص/354) ، وابن هِمَّات في: (التّنكيت ص/159) ، والألبانيّ في: (السّلسلة الضعيفة 2/53) ، وغيرهم.(2/854)
[103]- أَخبرنا أَبو محمَّد عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ يَحْيى الْبَيِّعُ (1) قَالَ: حدَّثنا الحُسين بْنُ إِسماعيل الْمَحَامِلِيُّ (2) قَالَ: حدَّثنا فَضْل
_________
(1) تقدّمت ترجمته انظر ص/52.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا.. انظر ص/492.(2/857)
ابن سَهْل (1) قَالَ: حدَّثنا حَجّاج بْنُ محمَّد (2) قَالَ: حدَّثنا يُونس بْنُ أَبي إِسحاق (3) عَنْ أَبي إِسْحَاقَ (4) عَنْ أَبي جُحَيْفة (5) عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا: "مَنْ أَصَاْبَ (6) فِي الدُّنْيَا ذَنْبَا فَعُوْقِبَ بِهِ فَاللهُ تَعَالَى أَعْدَلُ مِنْ أَنْ يُثَنِّيَ (7) عُقُوْبَتَهُ عَلَى عَبْدِهِ.
_________
(1) تقدّمت ترجمته أيضا.. انظر ص/808.
(2) المصّيصيّ بكسر الميم، والياء المنقوطة باثنتين من تحتها بين الصّادين المهملتين، الأولى مشدّدة أبو محمَّد، الأعور ثقة ثبت، تغيّر في آخر عمره، لمَّا قدم بغداد قبل موته. روى له: ع. ومات سنة: ستّ ومئتين.
انظر: الطّبقات الكبرى (7/333) ، والكاشف (1/313) ت/942، والتّقريب (ص/153) ت/1135.
(3) تقدّمت ترجمته انظر ص/784.
(4) هو: السّبيعيّ ثقة إلاّ أنّه يدلّس، وتغيّر بأخرة.
روى له: ع. ومات سنة: تسع وعشرين ومائة وقيل قبل ذلك.
انظر: الجرح والتعديل (6/243) ت/1347، والميزان (4/190) ت/6393، والتّقريب (ص/423) ت/5065، وطبقات المدلّسين (ص/42) ت/91.
(5) بضمّ الجيم، وفتح الحاء المهملة، وسكون المثنّاة التّحتييّة قبل الفاء وهو: وهب بن عبد الله السّوائيّ بضمّ السّين المهملة، وتخفيف الواو، والمدّ له صحبة.
انظر: الإصابة (3/642) ت/9166، وأسد الغابة (5/95) .
(6) أي: نال انظر: النّهاية (باب: الصّاد مع الواو) 3/57، ولسان العرب (حرف: الباء الموحدة، فصل: الصّاد المهملة) 1/536.
(7) بتشديد النّون من الثّني بالكسر، والقصر: أن يفعل الشّيء مرّتين.
انظر: النّهاية (باب: الثّاء مع النّون) 1/224، وتحفة الأحوذيّ (7/378) .(2/858)
وَمَنْ أَذْنَبَ ذَنْبا فِي الدُّنْيَا فَسَتَرَ اللهُ عَلَيْهِ، وَعَفَا عَنْهُ، فَاللهُ تَعَالَى أَكْرَمُ أَنْ يَعُوْدَ فِي شَيْءٍ قَدْ عَفَا عَنْهُ".
قَالَ الشَّيخ الإِمام أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: "هَذَا حديثٌ غريبٌ مِنْ حَدِيثِ أَبي جُحَيفة وَهْب بْنِ عَبْدِ اللَّهِ السُّوائيّ عَنْ أَمير الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبي طَالِبٍ [رضي الله عنه] (1) ، وَمِنْ رِوَايَةِ أَبي إِسْحَاقَ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ السَّبِيعِيِّ عَنْ أَبي جُحيفة، لا أَعلم/ (أ [38/أ] ) رَوَاهُ سِوَى يُونُسُ بْنُ أَبي إسحاق عن أَبيه (2) ".
_________
(1) زيادة من: (ج) .
(2) تابع يونس في الرواية عن أبيه جماعة منهم:
1- أبو حمزة الثّماليّ، أشار لروايته الدّارقطنيّ في: (العلل 3/128) ، وهو ضعيف (انظر ترجمته في: تهذيب الكمال 4/357) .
2- الخليل بن مرّة أخرج روايته الدّارقطنيّ في: الأفراد (ترتيب ابن القيسرانيّ [51/ب] ) ، وقال: "غريب من حديث الخليل بن مرّة عن أبي إسحاق، تفرّد به القاسم بن عيسى أبو العبّاس الضرير عنه".
والخليل ضعيف (انظر ترجمته في: التّقريب ص/196 ت/1757) .
3، 4، 5- مسعر بن كدام، والثّوريّ، وخطاب بن كيسان، أشار لروايتهم الدّارقطنيّ أيضا في: الأفراد (ترتيب ابن القيسرانيّ [51/ب] ) ، وقال: "وتفرّد به عنهم محمَّد بن القاسم الأسديّ"، وهو: أبو القاسم الكوفيّ، قال الحافظ في: (التّقريب ص/502 ت/6229) : "كذّبوه".
6،7- الحكم بن عبد الله النصريّ، وحفص بن سليمان، أشار لروايتهما الدّارقطنيّ في: علله (3/128) ، وقال: "واختلف عن حفص بن سليمان، وأبي حمزة، فقيل: عن حفص عن أبي إسحاق عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه عن عليّ، وهذا القول وهم من قائله، والصّحيح عن أبي إسحاق عن أبي جحيفة" اهـ.
وحفص بن سليمان هو: أبو عمر المقريء، متروك الحديث (انظر: التّقريب ص/172 ت/1405) ، والحكم ذكره ابن حبّان في: (الثّقات 6/186) ، وقال الذّهبيّ في: (المغني 1/184 ت/1659) : "مجهول".
والحديث من طريق حجّاج عن يونس عن أبيه رواه أيضا: التّرمذيّ في: (الجامع 5/17- 18 ورقمه/2626) ، وابن ماجه في: (السّنن 2/868 ورقمه/2604) ، وأحمد في: (المسْند 1/99، 159) ، وابن أبي الدّنيا في: (حسن الظّنّ بالله ص/40 ورقمه/52، وَالتّوبة ص/111- 112 ورقمه/136) ، والبزّار في: (المسند 2/125 ورقمه/482) ، والطّبرانيّ في: (الصّغير ص/55 ورقمه/46) ، والدّراقطنيّ في: (السّنن 3/215) ، والحاكم في: (المستدرك 2/445، 4/262، 388) ، والبيهقيّ في: (السّنن الكبرى 8/328) ، والقضاعيّ في: (الشّهاب 1/303 ورقمه/503) ، والضّياء في: (المختارة 2/384- 385 الأحاديث ذوات الأرقام/767، 768، 769، 770) وغيرهم، كلّهم من طرق عنه به
قال التّرمذيّ: "وهذا حديث حسن غريب".
وقال البزّار: "وهذا الحديث لا نعلم رواه عن يونس بن أبي إسحاق عن أبيه عن أبي جحيفة عن عليّ إلاّ الحجّاج"، وبنحوه قال الطّبرانيّ.
هذا، وقد روي الحديث من طريق عبد الملك بن أبي سليمان عن أبي حمزة الثّماليّ به موقوفا على عليّ رواه: عبد بن حميد في: مسنده (المنتخب ص/58 رقم/87) ، والبزّار في: مسنده (2/126- 127 ورقمه/4083) وأشار إليه الدّارقطنيّ في: علله (3/129) عن الحسن بن خلف عن إسماعيل بن يوسف عنه به
وهذا بالإضافة إلى أبي حمزة فيه: الحسن بن خلف، يتكلّمون فيه (انظر: الكامل 2/334) ، وقال الحافظ في: (التّقريب ص/160 ت/1237) : "صدوق له أوهام".
وعبد الملك بن أبي سليمان صدوق له أوهام أيضا (كما في: التّقريب ص/363 ت/4184) .
وللحديث شواهد عن عدد من الصّحابة رضوان الله تعالى عليهم منها: حديث عبادة بن الصّامت، رواه البخاريّ في اثني عشر موضعا من صحيحه، منها في: (كتاب: الإيمان، باب كذا دون ترجمة) 1/19 رقم الحديث/17.
ومسلم في: (كتاب: الحدود، باب: الحدود كفّارات لأهلها) 3/1333 ورقمه/1709.(2/859)
[104]- أَخبرنا أَبو سَهْل مَحْمُودُ بْنُ عُمَر بْنِ جَعْفر العكبريَ (1) قَالَ: حدَّثنا أَبو صَالِحٍ سَهْل بْنُ إِسماعيل بْنِ سَهْل الطَّرَسُوسِيُّ (2) قَالَ: حدَّثنا أَحمد بْنُ عُمَرَ بْنِ موسى بن زَنْجُويه المقريء (3) قَالَ: حدَّثنا إِبراهيم بْنُ الْمُنْذِرِ (4) قَالَ: حدَّثنا إِبراهيم بْنُ مُهَاجر بن مِسْمار (5) / (ج [26/أ] )
_________
(1) تقدّمت ترجمته انظر ص/58.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا انظر ص/696.
(3) أبو العبّاس القطّان، المُخَرِّميّ ترجم له الخطيب في: (تأريخه 4/287 ت/2043) وذكر جماعة ممّن رووا عنه، وقال: "وكان ثقة مات في سنة: أربع وثلاثمائة".
(4) ابن عبد الله بن المنذر القرشي، الأسديّ، أبو إسحاق، المدنيّ صدوق.
روى له: خ، ت، س، ق. ومات سنة: ستّ وثلاثين ومئتين.
انظر: الجرح والتعديل (2/139) ت/450، والكاشف (1/225) ت/208، والتّقريب (ص/94) ت/253.
(5) المدنيّ قال ابن معين (كما في: تأريخ الدّارميّ عنه ص/72 ت/154) : "صالح ليس به بأس"
وضعّفه: البخاريّ في: (الضّعفاء الصّغير ص/29 ت/9) ، والنّسائيّ في: (الضّعفاء والمتروكين ص/146 ت/8) ، وأبو حاتم (كما في: الجرح والتعديل 2/133 ت/422) ، وابن حجر في: (التّقريب ص/94 ت/255) ، وغيرهم، وأطلق ابن طاهر في: (معرفة التّذكرة ص/108 ت/164) القول فيه بالكذب.
وانظر: الضّعفاء والمتروكين للدّارقطنيّ (ص/107) ت/20، والميزان (1/67) ت/224.(2/861)
قَالَ: حدَّثنا عُمر بْنُ ذَكْوَانَ ,
كَذَا فِي أَصل كِتَابِي، وإِنّما هُوَ: حَفْص بْنُ عُمر بْنِ ذَكْوَانَ (1) عَنْ مَوْلَى الحُرَقة (2) عَنْ أَبي هريرة قال:
_________
(1) كذا في النسختين، والصّواب: عمر بن حفص بن ذكوان، كما في: (الجرح والتعديل 2/133) في شيوخ ابن مهاجر، وكما في تلاميذ مولى الحرقة في: (تهذيب الكمال 18/18) ، وهو كذلك في جميع المصادر الّتي ورد فيها سند الحديث وسيأتي ذكرها في تخريجه إن شاء الله.
وعمر بن حفص بن ذكوان هو: أبو حفص المدنيّ ويقال: هو عمر بن أبي خليفة حجّاج بن غياث، وفرّق بينهما البخاريّ في: التّأريخ الكبير (انظره: 6/150 ت/1993، 6/152 ت/2002) ، والعقيليّ في: الضّعفاء (انظره: 3/155، 3/156) والله أعلم.
قال الإمام أحمد في: (العلل 3/300 رقم النّص/5333) : "تركنا حديثه، وخرّقناه".
وقال ابن المدينيّ (كما في: الضّعفاء والمتروكين لابن الجوزيّ 2/206 ت/2449) ، والنّسائيّ في: (الضّعفاء والمتروكين ص/221 ت/461) : "ليس بثقة".
وقال ابن حبّان في: (المجروحين 2/84) : "كان ممّن يشتري الكتب، ويحدّث بها من غير سماع، ويجيب فيما يُسأل وإن لم يكن ممّن يحدّث به".
مات بعد المئتين.
وانظر: الميزان (4/109) ت/6075.
(2) بضمّ المهملة، وفتح الرّاء، بعدها قاف واسمه: عبد الرّحمن بن يعقوب الجهنيّ، المدنيّ ثقة، من الثالثة. روى له: ر، م، 4.
انظر: تأريخ الدّارميّ عن ابن معين (ص/173) ت/623، والثّقات للعجليّ (ص/301) ت/994، والتّقريب (ص/353) ت/4046.
هذا، وتوهّم ابن أبي عاصم في: (السّنّة 1/269) أنّ مولى الحرقة هذا هو ابن المترجم هنا، واسمه: العلاء (له ترجمة في: تهذيب الكمال 22/520 ت/4577) فقد ورد عنده أثناء سياق سند الحديث:".. عن مولى الحرقة قال أبو بكر: وهو العلاء إن شاء الله.." وهذا وهم منه يرحمه الله، وإنّما هو عبد الرّحمن بن يعقوب كما تقدّم وهو الّذي نصّ عليه ابن خزيمة في: (التّوحيد 1/402- 403) ، والخطيب في كلامه على الحديث هنا (انظر ص/807) ، وابن عساكر في: (تأريخه 12/31 أ) ، وابن حجر في: أطراف العشرة (كما في: اللآلئ المصنوعة للسّيوطيّ 1/10) .(2/862)
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْليما: "إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَرَأَ: "طه"، وَ "يس" (1) قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ بِأَلفِ عاْمٍ. فَلَمَّا سَمِعَتِ الْمَلاَئِكَةُ الْقُرْآنَ قَاْلَتْ: طُوْبَى (2) لأُمَّةٍ يُنْزِلُ هَذَا عَلَيْهَا، وَطُوْبَى لأَجْوَاْفٍ تَحْمِلُ هَذَا، وَطُوْبَى لأَلْسُنٍ تَكَلَّمُ بِهَذَا".
_________
(1) يعني: السّورتين.
(2) اسم للجنّة، وقيل: شجرة فيها.
انظر: النّهاية (باب: الطّاء مع الواو) 3/141، ولسان العرب (حرف: الباء الموحدة، فصل: الطّاء المهملة) 1/564- 565.(2/863)
قَالَ الشَّيخ الإِمام أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: "هَذَا حديثٌ غريبٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْقوب مَوْلَى: الحُرَقة عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ، تَفَرَّدَ بِرِوَايَتِهِ إِبراهيم بْنُ مُهَاجر بْنِ مِسْمار الْمَدِينِيُّ عَنْ حَفْص بْنِ عُمر بْنِ ذَكْوان عَنْهُ (1) .
_________
(1) الحديث رواه أيضا الدّارميّ في: (سننه 2/547- 548 ورقمه/3414) ، ويعقوب في: (المعرفة والتّأريخ 3/496) ومن طريقه اللالكائيّ في: (شرح أصول اعتقاد أهل السّنّة والجماعة 2/226 ورقمه/369) ، وابن أبي عاصم في: (السّنّة 1/269 ورقمه/607) ، وابن خزيمة في: (التوحيد 1/402- 403 ورقمه/236) ، والعقيليّ في: (الضّعفاء 1/66) ومن طريقه ابن الجوزيّ في: الموضوعات (1/109) ، وابن حبّان في: (المجروحين 1/108) ، والطّبرانيّ في: (المعجم الأوسط 5/452 ورقمه/4873) ، وابن عديّ في: (الكامل 1/216) ، وأبو الشَّيخ في: (طبقات المحدثين بأصبهان 3/243- 244 ورقمه/472) ، وابن منده في: (التّوحيد 3/316 ورقمه/913) ، وتمّام في: (الفوائد 1/132- 133 ورقمه/303، 1/133 ورقمه/305) ومن طريقه ابن عساكر في: تأريخه 12/31 أ) واللالكائيّ في: (شرح أصول اعتقاد أهل السّنّة 2/226 ورقمه/368) ، والبيهقي في كتابيه: (شعب الإيمان 2/476- 477 ورقمه/2450، والأسماء والصّفات 1/566 ورقمه/491، 1/567 ورقمه/492) ، والذّهبيّ في: (السّير 10/690- 691) ، وأشار إليه أبو نعيم في: (ذكر أخبار أصبهان 2/106) وغيرهم، من طرق عن إبراهيم بن المنذر عن ابن مهاجر به
إلاّ أنّه في الموضع الثّاني من فوائد تمّام: "عن عمر بن حفص بن ذكوان عن عبد الرّحمن بن الحارث عن أبي هريرة" وهذا غلط، فقد قال ابن أبي عاصم في: (السّنّة 1/269) أثناء سياقه للحديث: "وكان الحزاميّ لا يقول لنا قط إلاّ مولى الحرقة، ومن قال غير هذا فقد غلط عليه".
قال ابن حبّان عقب الحديث: "وهذا متن موضوع".
وقال ابن عديّ وقد ذكر معه حديثا آخر: "والحديث الأول يرويه ابن مهاجر بن مسمار، ولا أعلم يرويه غيره" إلى أن قال: ".. وإبراهيم بن مهاجر لم أجد له حديثا أنكر من حديث: "قرأ طه، ويس" لأنّه لم يروه إلاّ إبراهيم بن مهاجر، ولا يروي بهذا الإسناد، ولا بغير هذا الإسناد هذا المتن إلاّ إبراهيم بن مهاجر هذا) .
وقال ابن الجوزيّ: "هذا حديث موضوع".
وقال الذّهبيّ: "هذا حديث منكر؛ فابن مهاجر، وشيخه ضعيفان".
وقال ابن كثير في: (تفسيره 3/148) وقد ذكر الحديث: "هذا حديث غريب، وفيه نكارة.." وأعلّه بابن مهاجر، وشيخه أيضا
وأورد جماعة ممّن ألّف في الموضوعات هذا الحديث في مؤلفاتهم كابن طاهر في: (معرفة التّذكرة ص/108 برقم/164) ، وابن عرّاق في: (تنزيه الشريعة في الفصل الثّاني من كتاب: التّوحيد 1/139) ، والسّيوطيّ في: (اللآليء المصنوعة 1/10) وغيرهم.
هذا، وتعقّب الحافظ ابن حجر في: أطراف العشرة (كما في: اللآلئ 1/10) بعض من قال بوضعه، فقال: "زعم ابن حبّان، وتبعه ابن الجوزيّ أنّ هذا المتن موضوع، وليس كما قالا؛ فإنّ مولى الحرقة هو: عبد الرّحمن بن يعقوب من رجال مسلم، والرّاوي عنه وإن كان متروكا عند الأكثر ضعيفا عند البعض فلم ينسب للوضع، والرّاوي عنه لا بأس به، وإبراهيم بن المنذر من شيوخ البخاريّ" اهـ.
وهذا الكلام وجيه، إلاّ ما ذكره من حال ابن مهاجر أنّه لا بأس به، وهو هنا وإن كان اختار قول ابن معين فيه، إلاّ أنّ الجمهور على ضعفه، وأطلق ابن طاهر فيه القول بالكذب، وقول الجمهور هو ما اختاره في: التّقريب (انظر ص/451) .
وللحديث وجه آخر رواه: ابن عديّ في: (الكامل 1/216) بسنده عن أنس رضي الله عنه وفيه: ابن مهاجر، وعمر بن حفص أيضا، جعلاه عن أنس!
وعزاه السّيوطيّ في: (اللآلئ 1/10) إلى الدّيلميّ، وقال ابن عرّاق في: (تنزيه الشّريعة 1/139) : "وفي سنده: محمَّد بن سهل بن الصّبّاح، فإن يكن هو العطّار فقد مرّ في المقدّمة [1/106] أنّه: وضّاع، وإلاّ فمجهول، وعنه علي بن جعفر بن عبد الله الأنصاريّ الأصبهانيّ لم أعرفه، وعن هذا محمَّد بن عبد العزيز قال الخطيب: فيه نظر" اهـ. [وقول الخطيب في: تأريخه (2/353 ت/859) ] .
هذا، وحكم الألبانيّ في تعليقه على كتاب السّنّة لابن أبي عاصم (1/269) على الحديث بأنّه ضعيف جدًّا، وهو كما قال والله تعالى أعلم.(2/864)
وَفِي الْكُوفِيِّينَ إِبراهيم بْنُ مُهَاجر اِثنان:
أَحدهما: إِبراهيم بْنُ مُهَاجِرِ بن جابرالبجليّ (1) ،
سَمِعَ: طَارِقَ بْنَ شِهاب (2) ، وقَيْس بْنَ أَبي حَازِمٍ (3) ، وَزَيْد بْنَ وَهْب (4) ، ومجاهدًا، وإِبراهيم النّخعيّ (5) .
_________
(1) أبو إسحاق، الكوفيّ له ترجمة في: الطّبقات الكبرى لابن سعد (6/331) ، وتهذيب الكمال (2/211) ت/250، والميزان (1/67) ت/225.
(2) ابن عبد شمس البجليّ، أبو عبد الله، الكوفيّ
انظر ترجمته في: الطبقات الكبرى لابن سعد (6/66) ، وتهذيب الكمال (13/341) .
(3) واسمه: حصين ابن عوف البجليّ، أبو عبد الله، الكوفيّ
انظر ترجمته في: التّأريخ الكبير (7/145) ت/648، والاستيعاب لابن عبد البر (3/247) ، وتهذيب الكمال (24/10) ت/4896.
(4) الجهنيّ، أبو سليمان، الكوفيّ
انظر ترجمته في: تأريخ أبي زرعة الدّمشقيّ (ص/676) ، وأسد الغابة (2/149) ت/1879، وتهذيب الكمال (10/111) ت/2131.
(5) تقدّمت ترجمته انظر ص/715.(2/866)
روى عنه: مِسْعَر بن كِدَام (1) ، وَسفيان الثّوريّ، وَشُعْبة، وَزهير بن معاوية (2) ، وأَبو عوانة (3) .
وَالْآخَرُ: إِبراهيم بْنُ مُهَاجِرٍ الأَزديّ (4) ، حَدَّثَ عَنْ: جَعْفر بْنِ محمَّد بن/أ [38/ب] عَلِيٍّ (5) ، وسُليمان الأَعْمَش، وَغَيْرِهِمَا.
رَوَى عَنْهُ: حَفْص بْنُ رَاشِدٍ (6) ، وَحسن بن حُسين العُرنيّ" (7) / (ج [26/ب] )
[105]- أَخبرنا أَبو بَكْرٍ محمَّد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبان الْهِيتِيُّ (8) قَالَ: حدَّثنا أَبو الطَّيِّبِ أَحمد بْنُ إِبراهيم بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (9) قال: حدَّثنا أَبي (10)
_________
(1) تقدّمت ترجمته أيضاً انظر ص/838.
(2) الجعفيّ، أبو خيثمة، الكوفيّ
انظر ترجمته في: الجر ح والتعديل (3/588) ت/2674، والمشاهير (ص/186) ت/1482، وتهذيب الكمال (9/420) ت/2019.
(3) هو: الوضّاح بن عبد الله، تقدّمت ترجمته انظر ص/815.
(4) لم أقف على ترجمة له.
(5) المعروف بالصّادق، تقدّمت ترجمته انظر ص/524.
(6) الجعفيّ له ترجمة في: الجرح والتعديل (3/172) ت/742.
(7) بضمّ العين، وفتح الرّاء المهملتين، وفي آخرها النّون الكوفيّ، من رؤوس الشّيعة في وقته انظر ترجمته في: الجرح والتعديل (3/6) ت/20، والكامل (2/332) ، والميزان (2/6) ت/1828.
(8) تقدّمت ترجمته انظر ص/55.
(9) تقدّمت ترجمته أيضا انظر ص/522.
(10) لم أقف على ترجمة له.(2/867)
قَالَ: حدَّثنا وَكِيعٌ عَنْ أَبي بكر الهُذَليّ (1) عَنْ قَتَادَةَ (2) قَالَ: أَخذ ابْنُ عبّاس بِطَرْفِ لِسَانِهِ يَلُوْكه (3) ، فَقَالَ: "قُلْ خَيراً تَغْنَمْ، أَوْ أُسْكَتْ تَسْلَم" (4) .
_________
(1) في (أ) : "الذّهليّ"، وما أثبتّه من: (ج) ، وهو الصّواب.
وهو: سُلمي بن عبد الله وقيل اسمه: روح البصريّ قال ابن معين في: (التّأريخ رواية: الدّوريّ 2/697) : "ليس بشيء"، وكذّبه غندر (كما في: الجرح والتعديل 4/313 ت/1365) ، واتّهمه ابن حبّان في: (المجروحين 1/359) . وقال ابن حجر في: (التّقريب ص/625 ت/8002) : "أَخْبَاريّ، متروك الحديث". روى له: ق. ومات سنة: سبع وستّين ومائة.
(2) هو: ابن دعامة، تقدّمت ترجمته انظر ص/605.
(3) من (اللّوك) : أهون المضغ، ويطلق أيضا ويراد به: إدارة الشيء في الفمّ. انظر: النّهاية (باب: اللاّم مع الواو) 4/278، ولسان العرب (حرف: الكاف، فصل: اللاّم) 10/484.
(4) الأثر رواه: وكيع في: (الزّهد 2/550 برقم/286) ، وهو من هذا الطّريق عن ابن عبّاس فيه: أبو بكر الهذليّ، وهو متروك (كما تقدّم أعلاه) .
وقتادة لم يسمع من ابن عبّاس (انظر: المراسيل لابن أبي حاتم ص/139 ت/310، وجامع التّحصيل للعلائي ص/254 ت/633) .
وللأثر خمسة طرق أخرى عن ابن عبّاس:
أوّلها: طريق سعيد بن جبير رواها: الإمام أحمد في كتابيه: (الزّهد ص/278 ورقمها/1041، وفضائل الصّحابة ص/952 ورقمها/1844) عن ابن مهديّ عن الحسن بن أبي جعفر عن أبي الصّهباء عنه به، بنحوه، وابن أبي جعفر ضعيف (انظر: ... الكاشف 1/322 ت/1017) .
والثّانية: طريق مطرّف بن عبد الله بن الشّخّير رواها: ابن أبي الدّنيا في: (الصّمت ص/259- 260 ورقمها/442) عن الحسن بن الصّبّاح عن إسحاق بن منصور السّلوليّ عن عبد السّلام بن حرب عن سعيد الجريريّ عنه به، بنحوه، مطوّلاً
وعبد السّلام بن حرب له مناكير (انظر: التّقريب ص/355 ت/4067) .
والجريريّ اختلط، ولا يُدْرى متى سمع منه عبد السّلام (انظر: الكواكب النّيّرات ص/178 ت/24) .
ولم أقف على ما يدلّ أنّ مطرّفا سمع من ابن عبّاس والله تعالى أعلم.
والثّالثة: طريق إسماعيل بن مسلم البصريّ العبديّ رواها: ابن أبي الدّنيا في: (الصّمت أيضا ص/59 ورقمها/45) عن إسحاق بن إسماعيل (هو: الطّالقانيّ) عن سفيان (هو: ابن عيينة) عنه به، بنحوه
وهذا إسناد رجاله ثقات، إلاّ أنّ إسماعيل بن مسلم لم يسمع من ابن عبّاس، عدّه الحافظ في: (التّقريب ص/110 ت/483) من الطّبقة السّادسة، ولا يَثْبت لأصحابها لقاء أحد من الصّحابة (كما ذكره في المقدّمة ص/75) والله تعالى أعلم.
والرّابعة: طريق عنبسة الخوّاص رواها: ابن أبي الدّنيا في: (الصّمت أيضا ص/320 ورقمها/579) عن أزهر بن مروان عن جعفر بن سليمان عنه به، بنحوه
وأزهر، وجعفر صدوقان (كما في: التّقريب ص/98 ت/312، ص/140 ت/942) ، والخواص لم أقف على ترجمة له.
والخامسة: رجل عنه رواها: ابن المبارك في: (الزّهد 1/339 رقمها/354) ومن طريقه: الإمام أحمد في فضائل الصّحابة (ص/952 ورقمها/1846) ، عنه وعن عبد الوهّاب بن عبد المجيد، وفي: الزّهد (ص/279 برقم/1045) عن عبد الوهّاب فقط، وابن أبي عاصم في: (الزّهد والصمّت [2/ب] ) ومن طريق أحمد في الزّهد: أبو نعيم في: (الحلية 1/327- 328) عن سعيد بن إياس الجريريّ عنه به، بنحوه أيضا
ولعّل الرّجل المبهم هنا هو: مطرّف بن الشّخّير؛ فإنّه تقدّم معنا (ص/811) أنّ ابن أبي الدّنيا رواه من طريق عبد السّلام بن حرب عن الجريريّ عن مطرّف عن ابن عبّاس به.. فإن كان هو فهذا إسناد صحيح، عبد الوهّاب بن عبد المجيد سمع من الجريريّ قبل الاختلاط (انظر: الكواكب النّيّرات ص/183 ت/24) .
وفي معنى الأثر عدّة أحاديث مرفوعة منها:
حديث أبي شريح الخزاعيّ رضي الله عنه بلفظ: "مَنْ كانَ يُؤمنُ بالله، وَاليومِ الآخرِ فَليقُل خَيرًا، أوْ ليسْكُت" رواه البخاريّ في: (كتاب: الرّقاق، باب: حفظ اللّسان) 8/180 ورقمه/63.
ومسلم في: (كتاب: الإيمان، باب: الحثّ على إكرام الجار والضّيف، ولزوم الصّمت إلاّ عن الخير، وكون ذلك كلّه من الإيمان) 1/69 ورقمه/48.
ونحوه حديث أبي هريرة رضي الله عنه رواه: البخاريّ في الموضع المتقدّم نفسه برقم (62) .
ومسلم في الموضع المتقدّم نفسه أيضا (1/68) ورقمه/47.(2/868)
[106]- قَالَ حدَّثنا أَبو أَحمد عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ محمَّد بْنِ أَحمد الْفَرَضِيُّ (1) قَالَ: حدَّثنا أَحمد بْنُ سَلْمَانَ النَّجَّاد (2) قَالَ: حدَّثنا بِشْر بْنُ مُوسَى (3) قَالَ: حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ (4) قَالَ: حدَّثنا يحيى بن
_________
(1) تقدّمت ترجمته انظر ص/48.
(2) الحنبليّ، أبو بكر، البغداديّ صدوق، انتقد الدّارقطنيّ عليه (كما في: سؤالات السّلميّ ص/103 ت/12) تحديثه من كتاب غيره بما لم يكن في أصوله.
لكن اعتذر له الخطيب في: (تأريخه 4/191) بأنّه قد كُفّ بصره في آخر عمره، فلعلّ بعض طلبة الحديث قرأ عليه ما ذكره الدّارقطنيّ.
مات سنة: ثمان وأربعين وثلاثمائة.
وانظر: الأنساب (5/457) ، ولسان الميزان (1/180) ت/576.
(3) ابن صالح الأسديّ، أبو عليّ، البغداديّ ثقة. مات سنة: ثمان وثمانين ومئتين. انظر: تأريخ بغداد (7/86) ت/3523، وطبقات الحنابلة (1/121) ت/143، وتذكرة الحفّاظ (2/611) .
(4) ابن مسلم العجليّ، والد أحمد بن عبد الله صاحب: تأريخ الثّقات ثقة، مات سنة: إحدى عشرة ومئتين.
انظر: الثّقات لابن حبّان (8/352) ، وتأريخ بغداد (9/477) ت/5109، والتّقريب (ص/308) ت/3389.(2/870)
عبد الملك بن أَبي غَنِيَّة (1) قَالَ: كَتَبَ الأَوزاعيّ إِلَى أخٍ لَهُ: "أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّهُ قَدْ أُحِيْطَ بِكَ مِنْ كُلِّ جَاْنِبٍ، وَاعْلَمْ أَنَّهُ يُسَاْرُ بِكَ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، فَاحْذَر اللهَ تَعَالَى، وَالْمَقَاْمَ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَلْيَكُنْ
_________
(1) بفتح المعجمة، وكسر النّون، وتشديد التّحتانيّة الخزاعيّ، أبو زكريّا، الكوفيّ
وثّقه ابن سعد في: (الطّبقات الكبرى 6/393) ، وابن معين (كما في: تأريخ الدّارميّ عنه ص/234 ت/908) ، والإمام أحمد في: (العلل 3/189 رقم النّص/4815، 3/310 رقم النّص/5383) ، وأبو داود (كما في: تهذيب الكمال 31/448) ، والعجليّ في: (تأريخ الثّقات ص/474 ت/1817) ، والدّارقطنيّ (كما في سؤالات البرقانيّ له ص/70 ت/534) ، والذّهبيّ في: (الكاشف 2/370 ت/6206) ، وغيرهم.
ولم يتكلّم فيه فيما وقفت عليه إلاّ ابن عديّ، فقد ذكره في: (كامله 7/208) وقال بعد أن ذكر بعض أحاديثه: "وليحيى بن عبد الملك غير ما ذكرت، وعامّة ما يرويه بعضه لا يتابع عليه، وهو ممّن يُكْتب حديثه".
وكأنّه من أجل هذا قال الحافظ في: (التّقريب ص/593 ت/7598) : "صدوق، له أفراد"اهـ.
ولعلّ الرّجل أرفع من ذلك، فعامّة أهل العلم على توثيقه والله أعلم.
روى له: خ، م، مد، ت، س، ق. ومات سنة: ثمان وثمانين ومائة.(2/871)
عَهْدُكَ بِهِ، [وَالسَّلاَمُ] (1) " (2) .
[107]- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ محمَّد بْنُ أَحْمَدَ الطُّوسِيُّ (3) قَالَ: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ محمَّد بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ (4) قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ إسْحاق بْنِ يَزِيدَ الْعَطَّارَ (5) يَقُولُ: "كُنَّا خَاْرِجِيْنَ مِنْ مِصْرَ إِلَى إِفْرِيْقِيَةَ فِي الْبَحْرِ، فَرَكَدَتْ (6) عَلَيْنَا الرِّيْحُ، فَأَرْسَيْنَا إِلَى مَوْضِعٍ يُقَاْلُ لَهُ: البرطُون (7) ، وَكَاْنَ مَعَنَا صَبِيٌّ
_________
(1) لَحَق بحاشية: (أ) .
(2) الإسْناد حسَن والأثر رواه أيضا: أبو نعيم في: (الحلية 6/140) عن محمَّد بن أحمد بن الحسن أبي عليّ، والخطيب في اقتضاء العلم العمل (ص/104 ورقمه/177) عن الحسين بن عمر الغزّال عن عبد الباقي بن قانع القاضي، كلاهما عن بشر بن موسى به، بنحوه، مختصرا إلاّ أنّ في سند الخطيب: (يحيى بن حميد) ، بدل: (يحيى بن عبد الملك) ، وهو تحريف. وفي المتن: "يساررك"، بدل: "يُسار بِك"، وهو تحريف أيضاً.
وهذا إسناد صحيح، ومحمَّد بن أحمد هو: المعروف بابن الصّوّاف، ثقة، مأمون (كما في: تأريخ بغداد 1/289 ت/140) . وأورده ابن رجب في شرحه للحديث الأربعين من جامع العلوم والحكم (ص/384) .
(3) تقدّمت ترجمته انظر ص/48.
(4) تقدّمت ترجمته أيضا انظر ص/256.
(5) أبو عليّ، البغدادي ثقة. مات سنة: اثنتين وسبعين ومئتين.
انظر: تأريخ بغداد (7/286) ت/3786، والمنتظم (12/250) ت/1781، والسّير (13/144) .
(6) أي: سكنت. انظر: النّهاية (باب: الرّاء مع الكاف) 2/258، والقاموس المحيط (باب: الدال، فصل: الرّاء) ص/362.
(7) لم أقف على تعيين هذا الموضع في ما بين يديّ من مراجع.(2/872)
سَقْلَبِيّ (1) يُقَاْلُ لَهُ: أَيْمَن، وَكَاْنَ مَعَهُ شِصُّ (2) يَصْطَاْدُ بِهِ السَّمَكَ". قَاْلَ: "فَاصْطَاْدَ سَمَكَةً نَحْوًَا مِنْ شِبْرٍ أَوْ أَقَلّ". قَاْلَ: "وَكَاْنَ عَلَى صَنِيْفَةِ (3) أُذُنِهَا الْيُمْنَى مَكْتُوْبًا: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَعَلَى قَذَالِهَا (4) ، وَصَنِيْفَةِ أُذُنِهَا/ (أ [39/أ] ) الْيُسْرَى: مُحَمَّدٌ رَسُوْلُ اللهِ". قَاْلَ: "وَكَاْنَ أَبْيَنَ مِنْ نَقْشٍ عَلَى حَجَرٍ". [قال:] (5) / (ج [27/أ] ) "وَكَاْنَتْ السَّمَكَةُ بَيْضَاءَ، وَالْكِتَابُ أَسْوَدَ، كَأَنَّهُ كِتَاْبٌ بِحِبْرٍ". قَالَ: "فَقَذَفْنَاهَا فِي الْبَحْرِ، وَمُنِعَ النَّاسُ أَنْ يَتَصَيَدُواْ مِنْ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ حَتَّى أَوْغَلْنَا (6) " (7) .
_________
(1) هكذا: بالسين المهملة المفتوحة، ثمّ قاف ساكنة، بعدها لام مفتوحة، وفي بعض المصادر الّتي ذكرت القصّة: "صقلبي" بالصّاد المهملة.
والصّقالبة: جيل من النّاس حمر الألوان، صهب الشّعور. انظر: معجم البلدان (3/416) ، والقاموس المحيط (باب: الباء، فصل: الصّاد) ص/135.
(2) بالكسر، والفتح: حديدة عَقْفَاء، يُصطاد بها السمك.
النّهاية (باب: الشّين مع الصّاد) 2/472.
(3) أي: طرف انظر: لسان العرب (حرف: الفاء، فصل: الصّاد المهملة) 9/198- 199، والقاموس المحيط (باب: الفاء، فصل: الصّاد) ص/1071.
(4) القذال: جماع مؤخّر الرّأس. انظر: لسان العرب (حرف: اللاّم، فصل: القاف) 11/553، والقاموس المحيط (باب: اللاّم، فصل: القاف) ص/1353.
(5) زيادة من: (ج) .
(6) أي: ذهبنا، وأبعدنا. انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (2/28) ، وغريب الحديث للخطّابيّ (3/76) ، والقاموس المحيط (باب: اللاّم، فصل: الغين) ص/1381.
(7) القصّة رواها أيضا: الخطيب في (تأريخه 7/286) ومن طريقه: ابن الجوزيّ في: المنتظم (12/250- 251) ، والذّهبيّ في: السّير (13/144- 145) عن أبي سعيد الصيرفيّ عن أبي العبّاس الأصمّ عن الحسن العطّار عن عبد الرّحمن ابن هارون بها وذكرها مختصرة: ابن تغري بردي في: (النّجوم الزّاهرة 3/79) عن العطّار عن عبد الرّحمن بن هارون أيضا.(2/873)
آخر الجُزْء الثَّالث نقله، وسمعه من أصْل الشَّيخ: محمَّد بن أحمد بن الحسين الهكّاريّ (1) ./ (أ [39/أ] )
_________
(1) وفي (ج) : "آخر الجزء الثّالث، والحمد لله حمد الشّاكرين، وصلّى الله على محمّد، وآله، وسلّم".(2/874)
الجزءُ الرّابع من الفوائِد المُنتَخَبة الصِّحاح وَالغَرائِب
تخريج الشّيخ الإٍمام أَبي بكر أَحمد بن عليّ بن ثابت الخطيب رحمه الله، للشّيخ، الدّيّن، الصّالح أَبي القاسم يوسف بْنُ محمَّد بْنِ أَحمد بْنِ المِهْرَوانيَ الهَمَذَانيّ رحمه الله، رواية القاضي الأَجلّ أَبي (1) الفضل محمَّد بن عمر بن يوسف الأُرمويّ عن المِهْرَوانيّ رضي الله عنه، رواية الشَّيخ الإِمام، الثّقة، الصّدوق عفيف الدين أبي (2) المعالي نصر الله بن سلامة بن سالم المقرئ الهيتيّ عنه. سماع صاحب الجزءِ الفقير إِلى رحمة الله تعالى محمَّد بن أَحمد بن الحسن الهكّاريّ منه. والحمد لله ربِّ العالمين./ (أ [40/أ] )
_________
(1) في (أ) : "أبو"، وهو خطأ.
(2) في (أ) : "أبو"، وهو خطأ.(2/875)
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نَسْتعين (1)
[108]- أَخبرنا الشَّيخ، الإِمام، العالم، الثّقة، الصّدوق عفيف الدين أَبو المعالي نصر الله بن سلامة بن سالم المقرئ الهيتيّ (2) قراءةً عليه، وأَنا أَسمع فأَقَرَّ به، بالمَوْصِل (3) ،بدار الحديث المظفّريّة (4) ، يوم الأَربعاء، رابع عشر شهر الله الأَصمّ رجب، سنة: إثنتين وتسعين وخمسمائة قال: أَخبرنا القاضي الأَجلّ، العالم، فخر القضاة: أَبو الفضل محمَّد بن عمر بن يوسف الأُرمويّ (5) بقراءَتي عليه في سنة: ستّ وأَربعين وخمسمائة قلت له: أَخبركم الشَّيخ أَبو القاسم يوسف بْنُ محمَّد بْنِ أَحمد [بْنِ محمَّد] (6) المِهْرَوانيّ الهَمَذَانيّ قراءَة عليه [وهو يَسْمَع] (7) [، فأَقَرَّ به] (8) في: [شهر] (9) ربيع الأول من سنة: أَربع وستّين وأّربعمائة قَالَ: حدَّثنا أَبو أَحمد عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ محمَّد بْنِ أَحمد بن
_________
(1) ليس في (ج) ، وفي (د) :"توكّلت على الله وحده".
(2) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/55.
(3) تقدّم التّعريف بها.. . انظر ص/491.
(4) تقدّم التّعريف بها أيضا.. . انظر ص/407.
(5) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/408.
(6) لحق بحاشية: (أ) .
(7) زيادة من: (د) ، وفي (ج) : "وأنا أسمع".
(8) لحق بحاشية: (أ) .
(9) زيادة من: (ج) .(2/877)
أَبي مُسْلم الْفَرَضِيُّ (1) قَالَ: حدَّثنا أَبو عَبْدِ اللَّهِ (2) الحُسين بْنُ إِسماعيل الْمَحَامِلِيُّ (3) قَالَ: حدَّثنا يُوسف بْنُ مُوسَى (4) قَالَ: حدَّثنا جَرِيرٌ (5) عن الأَعْمَش عن شَقيق (6) عَنْ حُذَيفة قَالَ: "قَاْمَ فِيْنَا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْما مَقَاما مَا تَرَكَ [شَيْئا] (7) يَكُوْنُ فِي مَقَامِهِ ذَلِكَ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ إِلاّ حَدَّثَ بِهِ، حَفِظَهُ مَنْ حَفِظَهُ، وَنَسِيَهُ مَنْ نَسِيَهُ، قَدْ عَلِمَهُ أَصْحَابِي هَؤُلاَءِ، وَإِنَّهُ لَيَكُوْنُ مِنْهُ الشَّيْءُ قَدْ نَسِيْتُهُ فَأَرَاْهُ، فَأَذْكُرُهُ كَمَا يَذْكُرُ الرَّجُلُ وَجْهَ الرَّجُلِ إِذَاْ غَاْبَ عَنْهُ، ثَمَّ إِذَاْ رَآهُ عَرَفَهُ".
قَالَ الشَّيخ الإِمام أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ رَحِمَهُ اللَّهُ: "هَذَا حديثٌ صحيحٌ مِنْ حَدِيثِ أَبي وائِل شَقيق بْنِ سَلَمة الأَسديّ عَنْ أَبي عَبْدِ اللَّهِ حُذَيفة بْنِ الْيَمَانِ العَبْسيّ، وَثابتٌ مِنْ رواية أَبي محمَّد/ (أ [40/ب] ) سُلَيْمَانَ بْنِ مِهْرَانَ الأَعمش عَنْ أَبي وائِل، اتَّفَقَ الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ عَلَى إِخراجه فِي كِتَابَيْهِمَا الصَّحِيحَيْنِ من حديث/ (ج [30/ب] ) سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنِ الأَعمش (8) . وَانفرد مُسْلمٌ بِرِوَايَتِهِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبي
_________
(1) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/48.
(2) قوله: "أبو عبد الله" ليس في: (ج) ، (د) .
(3) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/492.
(4) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/584.
(5) هو: ابن عبد الحميد.
(6) هو: ابن سلمة، تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/520.
(7) لَحَق بحاشية: (أ) .
(8) أمّا البخاريّ فرواه في: كتاب: القدر، باب: وكان أمر الله قدرًا مقدورًا) 8/221- 222 رقم الحديث/11.
ورواه مسلم في: كتاب: الفتن وأشراط السّاعة، باب: إخبار النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيما يكون إلى قيام السّاعة) 4/2217.(2/878)
شَيْبة، وإِسحاق بْنِ إِبراهيم عَنْ جَرِيرٍ (1) ، فكأَنَّ شَيْخَنَا أَبا أَحمد سَمِعَهُ مِنْ مُسْلم".
[109]- حدَّثنا أَبو أَحمد عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ محمَّد الْفَرَضِيُّ (2) قَالَ: ثنا الحُسين بْنُ إِسماعيل (3) قَالَ: ثنا إِسحاق بْنُ البُهْلول (4) قال: ثنا يحيى ابن سَعِيدٍ (5) قَالَ ثنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبي قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو من فيه إلى فيّ يقول:/ (د [1/ب] ) سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْليما يَقُولُ: "إِنَّ اللهَ [تَعَالَى] (6) لاَ يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعا (7) يَنْتَزِعُهُ (8) ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ، فَإِذَا لَمْ يَبْقَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ عَاْلِمٌ
_________
(1) صحيح مسلم، الموضع المتقدّم نفسه.
(2) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/48.
(3) هو: المحامليّ، تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/492.
(4) هو: التّنوخيّ، تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/505.
(5) هو: القطّان.
(6) لحق بحاشية: (أ) .
(7) أصل النَّزع: الجذب، والقلع، والمراد هنا: أي محوًا من صدور حُفَّاظه.
انظر: النّهاية (باب: النّون مع الزّاي) 5/41، وشرح مسلم للنّوويّ 16/224) .
(8) في (أ) : "ينزعه"، وما أثبتّه من: (ج) .(2/879)
اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤُسَا جُهَّالاً، فَسُئِلُوا، فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا، وَأَضَلُّوا".
قَالَ أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ رَحِمَهُ اللَّهُ: "هَذَا حديثٌ صحيحٌ مِنْ حَدِيثِ أَبي المُنْذر هِشَامِ بْنِ أَبي عَبْدِ اللَّهِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبير بْنِ الْعَوَّامِ عَنْ أَبيه، رواه عنه العددُ الكثير، والجَمُّ الغَفِيْر (1) ، وأصحابُ الْحَدِيثِ يُعْنَون بجمع طرقه (2) .
وَاتَّفَقَ الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ عَلَى إِخراجه مِنْ عِدَّةِ وُجُوهٍ (3) .
وَانْفَرَدَ مُسْلم بإِخراجه مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، فَرَوَاهُ عَنْ محمَّد بْنِ حَاتِمٍ (4) عَنْ
_________
(1) ذكر الحافظ في: الفتح 1/235) أنّه وقع إليه من رواية أكثر من سبعين نفسا عن هشام من أهل الحرمين، والعراق، والشّأم، وخراسان، ومصر، وغيرها.
(2) ممّن جمع طرقه: الخطيب نفسه، في ثلاثة أجزاء انظر: المستفاد من ذيل تأريخ بغداد 19/59، (وَالسِّير 18/292) ، وابن عساكر (كما في: السِّير) ، والحافظ ابن حجر (كما في: فِهْرس الفهارس (1/335) .
(3) سيأتي بعضها وممّا لم يُذكر هنا عند البخاريّ في صحيحه: رواية أبي الأسود عن عروة عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو في: (كتاب: الاعتصام بالكتاب والسّنّة، باب: ما يذكر من ذم الرّأي وتكلّف القياس) 9/179- 180 ورقمه/78 عن سعيد بن تليد عن عبد الله بن وهب عن أبي شريح (هو: عبد الرّحمن بن شريح) عن أبي الأسود به.
ورواه مسلم في: كتاب: العلم، باب: رفع العلم وقبضه وظهور الجهل والفتن في آخر الزّمان) 4/2058 من طريق: شعبة، وعمر بن عليّ، وسفيان، وجرير، وأبي معاوية، وحمّاد بن زيد، ووكيع، وعبدة (هو: ابن سليمان) وابن نمير، وابن إدريس، كلّهم عن هشام به.
وعن محمَّد بن المثنى عن عبد الله بن حمران عن عبد الحميد بن جعفر عن أبيه عن عمر بن الحكم عن عبد الله بن عمرو به.
(4) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/716.(2/880)
يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ القَطّان (1) ، فكأَنَّ شَيْخَنَا أَبا أَحمد سَمِعَهُ مِنْهُ".
[110]- أَخبرنا أَبو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن أَحمد/ (أ [41/أ] ) بْنِ إِبراهيم القَزْوينيّ (2) قَالَ: أَخبرنا أَبو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِبراهيم بْنِ سَلَمة بْنِ بَحْر (3) قَالَ: حدَّثنا أَبو حَاتم الرَّازيّ قَالَ: ثنا إِسماعيلُ/ (ج [31/أ] ) بْنُ أَبي أُوَيْس (4) قَالَ: حدَّثني خَالِي مَالِكُ بْنُ أَنس عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوة عَنْ أَبيه عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرو عَنِ النَّبيِّ صَلَوَاتُ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا، بِنَحْوِهِ.
قَالَ الشَّيْخُ الإِمام أَبو بكرٍ الْخَطِيبُ رَحِمَهُ الله: "انْفَرَدَ البخاريُّ بإِخراجه مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، فَرَوَاهُ عَنْ إِسماعيل بْنِ أَبي أُوَيسٍ المدنيَ (5) .
[111]- أَخبرنا أَبو الْحَسَنِ محمَّد بْنُ أَحمد بْنِ محمّد [بن أحمد] (6) ابن رِزْقَوَيْهِ (7) قَالَ: أَخبرنا أَبو بَكْرٍ أَحمد بْنُ سُليمان بْنِ أَيّوب العبَّادانيّ (8) قَالَ: حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ حَرْب (9) قَالَ: ثنا أَبو عاصمٍ
_________
(1) صحيح مسلم، الموضع المتقدّم نفسه.
(2) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/59.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/556.
(4) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/580.
(5) صحيح البخاريّ (كتاب العلم، باب: كيف يقبض العلم) 1/60رقم الحديث/41
(6) زيادة من: (ج) ، (د) .
(7) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/56.
(8) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/602.
(9) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/296.(2/881)
النَّبِيلُ (1) قَالَ: ثنا سُفْيان (2) عَنْ هِشام بْنِ عُرْوة عَنْ أَبيه عن عبد الله ابن عمرو [ح] (3) ، وَقال (4) العبَّادنيّ: وأَخبرنا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: ثنا وَكِيعٌ قَالَ: ثنا هِشَامُ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبيه عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْليما قال: "إِنِّ اللهَ تَعَالَى لاَ يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعا يَنْتَزِعُهُ مِنَ النَّاسِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ، فَإِذَاْ لَمْ يَبْق عَالِمٌ اتَّخَذَ النَّاسُ/ (د [3/ب] ) رُؤسا جُهَّالاً، فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا، وَأَضَلُّوا".
قَالَ [الشَّيْخُ الْإِمَامُ] (5) أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ رَحِمَهُ اللَّهُ: "رَوَاهُ مُسْلمٌ عَنْ أَبي بَكْرِ بْنِ أَبي شَيْبة، وَزُهَير بْنُ حَرْب (6) عَنْ وَكِيعٍ (7) ، فكأَنَّ شَيْخَنَا أَبا الْحَسَنِ بْنَ رَزْقويه سَمِعَهُ مِنَ مُسْلم".
[112]- أَخبرنا أَبو [عَبْدِ اللَّهِ] (8) الحُسين بن/ (أ [41/ب] ) الْحَسَنِ بْنِ محمَّد بْنِ الْقَاسِمِ المخزوميّ/ (ج [31/ب] ) الغَضَائِريّ (9) قال:
_________
(1) هو: الضّحّاك بن مخلد.
(2) هو: الثّوريّ.
(3) زيادة من: (ج) .
(4) في: (ج) ، (د) : "قال".
(5) زيادة من (د) .
(6) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/512.
(7) صحيح مسلم، الموضع السّابق نفسه.
(8) لحق بحاشية: (أ) .
(9) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/60.(2/882)
حدَّثنا أَبو عَلِيٍّ إِسماعيل بْنُ محمَّد الصَّفَّارُ (1) قَالَ: ثنا الْحَسَنُ بن علي ابن عَفّان (2) قَالَ: ثنا أَبو أُسامة (3) عن هِشَام بن عروة [ح] (4) .
[113]- وأَخبرنا الغَضَائِريّ (5) قَالَ: ثنا إِسماعيل الصَّفَّارُ (6) قَالَ: ثنا أَحمد بْنُ مَنْصور الرَّمَادِيُّ (7) قَالَ: أَخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أَخبرنا مَعْمر (8) عَنِ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبيه عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرو قَالَ: قَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْليما: "إِنَّ اللهَ تَعَالَى لاَ يَنْتَزِعُ الْعِلْمَ مِنْ صُدُوْرِ النَّاسِ بَعْدَ أَنْ يُعَلِّمَهُمْ إِيَّاهُ، وَلَكِنْ ذَهَابُهُ قَبْضُ الْعُلَمَاءِ، فَيَتَّخِذُ النَّاسُ رُؤُسَا جُهَّالاً، فَيُسْئَلُوْنَ، فَيَقُوْلُوْنَ بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَيَضِلُّوْنَ وَيُضِلُّوْنَ".
وَهَذَا لَفْظُ حَدِيثِ مَعْمر.
قَالَ [الشَّيخ الْإِمَامُ] (9) أَبو بكرٍ الْخَطِيبُ: "رَوَاهُ مُسْلمٌ عَنْ أَبي كُرَيب محمَّد بْنِ الْعَلَاءِ (10) عَنْ أَبي أُسامة حمّاد
_________
(1) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/245.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/529.
(3) هو: حمّاد بن أسامة، تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/632.
(4) ساقطة من: (أ) ، ومثبتة في: (ج) ، (د) .
(5) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/60.
(6) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/245.
(7) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/586.
(8) هو: ابن راشد.
(9) زيادة من: (د) .
(10) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/522.(2/883)
ابن أُسامة (1) ، فكأَنَّ شَيْخَنَا أَبا عَبْدِ اللَّهِ الغَضَائِريّ سَمِعَهُ مِنْ مُسْلم.
ورُوي عَنْ: إِسْحَاق [بْنِ إِبراهيم] (2) الدَّبَريّ (3) عَنْ عَبْدِ الرّزَّاق عَنْ مَعْمَر عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبيه.
وَعَنْ: قتادة عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرو (4) .
وَرَوَاهُ: عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبي رَوّاد (5) عَنْ مَعْمَر قال:
_________
(1) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/632.
والحديث في صحيح مسلم في الموضع المتقدّم نفسه أيضا.
(2) لَحَق بحاشية: (أ) .
(3) بفتح الدّال المهملة، والباء المنقوطة بنقطة من تحت، والرّاء المهملة بعدها أبو يعقوب، الصّنعانيّ ... صدوق. مات سنة: خمس وثمانين ومئتين.
انظر: الكامل (1/344) ، وسؤالات الحاكم للدّارقطنيّ (ص/105) ت/62، والميزان1/181) ت/731.
(4) الحديث من هذا الوجه في: مصنّف عبد الرزّاق (11/257) ورقمه/20481.
(5) بفتح الرّاء، وتشديد الواو أبو عبد الحميد، المكيّ ...
قال ابن معين في: التّأريخ رواية: الدّوريّ (2/370) ، والنّسائيّ (كما في: تهذيب الكمال (18/274) : "ثقة".
وقال أبو حاتمكما في: الجرح والتعديل (6/64- 65 ت/340) : "ليس بالقويّ، يكتب حديثه، كان الحميديّ يتكلّم فيه".
وقال الدّارقطنيّ (كما في: سؤالات البرقانيّ له ص/47 ت/317) : "لا يحتجّ به، يعتبر به".
وقال الخليليّ في: الإرشاد (ص/33) : "ثقة لكنه أخطأ في أحاديث".
وخلص الحافظ في: التّقريب (ص/361 ت/4160) إلى أنّه صدوق يخطئ، وهذا أعدل الأقوال والله تعالى أعلم.
روى له: م، 4. ومات سنة: ستّ ومئتين.(2/884)
حَدَّثَنِي يَحْيى بْنُ أَبي كَثِيرٍ (1) ، وَهِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبيه عن عبد الله ابن عَمْرٍو (2) .
وَرَوَاهُ: أَزْهَر بْنُ الْقَاسِمِ (3) عن هشام الدّستوائِيّ (4) /أ [42/أ] عَنْ يَحْيى بْنِ أَبي كَثِيرٍ عن هشام بن عروة./ (ج [32/أ] ) وَرَوَاهُ غيرُ واحدٍ (5) عَنْ هِشام الدَّستوائِيّ عَنْ يَحْيى عَنْ عُرْوَةَ وَهُوَ الصَّوَابُ".
[114]- أَخبرنا أَبو عَبْدِ اللَّهِ الحُسين بْنُ الْحَسَنِ المَخْزُوميَ (6) قال:
_________
(1) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/509.
(2) كذلك رواه ابن رُشَيق في: (حديثه [7/أ] ) عن المفضّل بن محمَّد الهَمْدانيّ عن أبي حمد محمَّد بن يوسف الزّبيديّ عن أبي قرّة موسى بن طارق عن عبد المجيد به.
(3) الرَّاسبيّ، أبو بكر، البصريّ، نزيل مَكّة ... صدوق، من التّاسعة.
روى له: د، س، ق.
انظر: الجرح والتعديل (2/314) ت/1186، والتّقريب (ص/98) ت/311.
(4) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/581.
(5) كيزيد بن هارون ... أخرج روايته أبو نعيم في: الحلية (2/181) عن محمَّد بن أحمد بن محمَّد عن أحمد بن عبد الرّحمن،
وأبو عمرو الدّانيّ في: الفتن (3/586- 587 ورقمه/262) عن سليمان بن داود عن محمَّد بن عبد الله عن عبد الله بن روح، كلاهما عن يزيد به.
قال أبو نعيم: "هذا حديث صحيح ثابت من حديث عروة بن الزّبير".
وَ: الطّيالسيّ في: مسنده (ص/302 ورقمه/2292) ومن طريقه: ابن عبد البرّ في: جامع بيان العلم وفضله (1/589 ورقمه/1011) .
(6) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/60.(2/885)
حدَّثنا إِسماعيل بْنُ محمَّد الصَّفَّارُ (1) قَالَ: حدَّثنا أَحمد بْنُ مَنْصور الرَّمَادِيُّ (2) قَالَ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أَخبرنا مَعْمر عَنْ يَحْيى بْنِ أَبي كَثِيرٍ (3) عَنْ عُرْوة بْنِ الزُّبير عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عَمْرو قال:/ (د [4/ب] ) .أَشهد أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْليما قَالَ: "إِنَّ اللهَ لاَ يَرْفَعُ الْعِلْمَ بِقَبْضِهِ وَلَكِنْ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يَبْقَ عَاْلِمٌ اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤُسَا جُهَّالاً، فَيُسْئَلُوْنَ، فَحَدَّثُوا، فَضَلُّوا، وَأَضَلوا".
قَالَ [الشَّيخ الْإِمَامُ] (4) أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ رَحِمَهُ اللَّهُ: "والحديثُ عِنْدَ مَعْمَر أَيضا عَنِ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهريِّ عَنْ عُرْوة بن الزُّبير" (5) .
_________
(1) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/245.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/586.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/509.
(4) زيادة من: (د) .
(5) الحديث من طريق مَعْمَرٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كثير رواه: عبد الرّزّاق في: المصنّف (11/256 ورقمه/20477) ومن طريقه: ابن عبد البرّ في: جامع بيان العلم وفضله1/588 ورقمه فيه/1008) .
وهو من طريق معمر عن الزُّهريّ رواه عبد الرّزّاق في: المصنّف (11/254 ورقمه/20471) ومن طريقه: الإمام أحمد في: المسند (2/203) ، والنّسائيّ في: السّنن الكبرى (3/456 ورقمه/5908) ، وابن عبد البرّ في: جامع بيان العلم (1/588 ورقمه/1007) .(2/886)
[115]- أَنا أَبو سَهْل مَحْمُودُ بْنُ عُمَر بْنِ جَعْفر العَكْبُريّ (1) قَالَ: حدَّثنا أَبو صَالِحٍ سَهْل بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَهْل الطَّرَسُوسِيُّ (2) قَالَ: حدَّثنا أَبو جَعْفر محمَّد بْنُ صَالِحِ بن توبة الكيلينيّ (3) بمكَّة قَالَ: حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ يَحْيى بْنِ كَثِيرٍ أَبو عُثْمَانَ (4) قَالَ: حدَّثنا إِسحاق بْنُ إِبراهيم الأَنصاريّ (5) قَالَ: حدَّثنا صَفْوان بْنُ سُلَيم (6) عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوة عَنْ أَبيه عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْليما: "إِنَّ اللهَ لاَ يَقْبَضُ الْعِلْمَ انْتِزَاْعَا يَنْتِزِعُهُ مِنَ النَّاسِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ/ (ج [32/ب] ) بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ، فَإِذَاْ لَمْ يَتْرُكْ عَاْلِمَا اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤُسَاً جُهَّالاً، فَيُسْئَلُوا، فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا، وَأَضَلُّوا".
_________
(1) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/58.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/696.
(3) قوله: "الكيلينيّ" ليس في: (ج) ... ولم أقف على ترجمة له.
(4) لم أقف على ترجمة له أيضا.
(5) الصّوّاف، المدنيّ ... ليّن الحديث، من الثّامنة. روى له: ق.
انظر: الجرح والتعديل (2/206) ت/699، والكاشف (1/233) ت/272، والتّقريب (ص/99) ت/326.
(6) الزُّهريّ، مولاهم، أبو عبد الله وقيل: أبو الحارث المدنيّ ... ثقة عابد.
روى له: ع. ومات سنة: اثنتين وثلاثين ومائة.
انظر: الطّبقات الكبرى لابن سعد (القسم المتمّم لتابعي أهل المدينة، ومن بعدهم) ص/324 ت/226، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد (2/495) (ت/3262) , التّقريب (ص/276) ت/2933.(2/887)
قَالَ [الشَّيْخُ الْإِمَامُ] (1) أَبو بكرٍ الخطيب رحمه الله:/أ [42/ب] "هَذَا حديثٌ غريبٌ جِدًَّا مِنْ حَدِيثِ صَفْوان بْنِ سُلَيم الزُّهريِّ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوة، تفرَّد بِرِوَايَتِهِ عَنْهُ إِسحاق بْنُ إِبراهيم بْنِ سَعيد الأَنصاريّ وَقِيلَ: المُزَنيّ (2) .
وَيَدْخل في رواية الأَقرانِ بَعْضُهم عَنْ بَعْضٍ (3) ؛ لأَنَّ صفوانَ، وَهشاماً: قرينانِ".
[116]- حدَّثنا أَبو أَحمد عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ محمَّد بْنِ أَحمد الْفَرَضِيُّ (4) قَالَ: ثنا محمَّد بْنُ جَعْفر المَطِيْريّ (5) قَالَ: ثنا بِشْر بْنُ مَطَر (6) قَالَ: ثنا سُفيان عَنِ الزُّهريّ عَنْ عُرَوَةَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبيَّ صلّى الله عليه
_________
(1) زيادة من: (د) .
(2) رواه من هذا الطّريق: الطّبرانيّ في: معجمه الصّغير (ص/182 رقم الحديث/450) عن زكريّا بن يحيى السّجستانيّ عن سعيد بن كثير المدنيّ عن إسحاق بن إبراهيم به، بنحوه.
وقال: "لم يروه عن صفوان إلاّ إسحاق بن إبراهيم مولى: مزينة".
(3) رواية الأقران بعضهم عن بعض نوع من أنواع علوم الحديث.
والأقران هم المتقاربون في السّنّ والإسناد غالبا، وربما اكتفى بعضهم بتقاربهم في الإسناد، وإن لم يتقاربا في السّنّ.
انظر: علوم الحديث (ص/309) ، وشرح التّبصرة والتّذكرة (3/67- 69) ، والباعث الحثيث (2/537- 538) .
(4) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/48.
(5) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/506.
(6) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/684.(2/888)
وَسَلَّمَ صَلَّى فِي خَمِيْصَةٍ (1) لَهَا أَعْلاَمٌ (2) ، فَقَالَ: "شَغَلَتْنِي أَعْلاَمُ هَذِهِ، اذْهَبُوا بِهَا إِلَى أَبِي جَهْمٍ (3) ، وَأتُوْنِي بِأَنْبِجَانِيَّتِهِ" (4) .
قَالَ [الشَّيْخُ الْإِمَامُ] (5) أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ رَحِمَهُ اللَّهُ: "اتَّفَقَ الشّيخانِ عَلَى إِخْرَاجِهِ فِي صَحِيحَيْهِمَا، فَرَوَاهُ/ (د [5/أ] ) البخاريُّ عَنْ قُتَيْبة بْنِ سَعِيدٍ (6) ، وَرَوَاهُ مُسْلم عَنْ أَبي بَكْرِ بن أَبي شَيْبة،
_________
(1) تقدّم شرحها.. . انظر ص/494.
(2) جمع علم: رسم الثّوب.
ويقال: "عَلَم الثّوبَ" إذا رقمه في أطرافه.
انظر: لسان العرب (حرف: الميم، فصل: العين المهملة) 12/420.
(3) هو: عامر ويقال: عبيدة بن حُذَيفة القرشيّ، له صحبة.
وقد اختلف أهل العلم: لم أمر النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالبعث بهذه الخميصة إلى أبي جهم على قولين، كلاهما محتمل ... فانظر: أسد الغابة (3/16) ت/2689، وَ (5/58) ت/5773، والإصابة4/35) ت/207.
(4) بفتح الهمزة، وسكون النّون، وكسر الموحدة، ويروى بفتحها، وبعد النّون ياء النّسبة: كساء يتّخذ من الصّوف، وله خمل، ولا عَلَمَ له وهو من أَدْون الثّياب الغليظة. انظر: النّهاية (باب: الألف مع النّون) 1/73، والفتح (1/576) .
(5) زيادة من: (د) .
(6) صحيح البخاريّ (كتاب: الأذان، أبواب: صفة الصّلاة، باب: الالتفات في الصّلاة) 1/300 رقم الحديث/140. ورواه أيضا في: (كتاب: الصّلاة، باب: إذا صلّى في ثوب له أعلام، ونظر إلى علمها) 1/168 ورقمه/93 عن أحمد ابن يونس عن إبراهيم ابن سعد عن الزُّهريّ به بنحوه ... وفي: (كتاب: اللّباس، باب: الأكسية والخمائص) 7/269 ورقمه/34 عن موسى بن إسماعيل عن إبراهيم ابن سعد به بنحوه أيضا ...(2/889)
وَزُهَير بْنِ حَرْب (1) ، وَعَمْرو النَّاقد (2) ، أَربعتهم عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، فكأَنَّ شَيْخَنَا أَبا أَحمد سَمِعَهُ مِنْهُمَا".
[117]- أَخبرنا أَبو محمَّد عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ يَحْيى بْنِ زكريَّا الْبَيِّعُ (3) قَالَ: ثنا أَبو عَبْدِ اللَّهِ الحُسين بْنُ إِسماعيل الْمَحَامِلِيّ (4) إِمْلَاءً قَالَ: ثنا/ (ج [33/أ] ) يُوسُفُ بْنُ مُوسَى (5) قَالَ: ثنا جَريْر بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنْ مَنْصور بن المُعْتَمر (6) عَنْ سَعْد بْنِ عُبيدة (7) عَنْ أَبي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَميّ (8) عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كُنَّا فِي جَنَازَةٍ فِي بَقِيعِ الغَرْقَد. قَالَ: فَأَتَانَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا/ (أ [43/ب] )
_________
(1) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/512.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/512.
والحديث في صحيح مسلم في: (كتاب: المساجد ومواضع الصّلاة، باب: كراهية الصّلاة في ثوب له أعلام) 1/391 ورقمه/556.
(3) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/52.
(4) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/492.
(5) هو: الرّازيّ، تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/584.
(6) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/648.
(7) السّلميّ، أبو حمزة، الكوفيّ ... ثقة، من الثالثة. روى له: ع.
انظر: الطّبقات الكبرى (6/298) ، والكاشف (1/429) ت/1837، والتّقريب (ص/232) ت/2249.
(8) هو: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَبِيبِ بْنِ رُبَيّعة بفتح الموحدة، وتشديد الياء الكوفيّ ... تابعيّ، ثقة. روى له: ع. ومات بعد السّبعين.
انظر: تأريخ الثّقات (ص/253) ت/792،793، وتهذيب الكمال (14/408) ت/3222، والتّقريب (ص/299) ت/3271.(2/890)
فَقَعَدَ، وَقعدنا حَوْلَه، وَمَعَه مِخْصَرة (1) ، فَنَكَّسَ (2) ، وَجَعَلَ يَنْكُت (3) بِمَخْصَرَته، ثُمّ قَالَ: "مَا مِنْ نَفْسٍ مَنْفُوْسَةٍ (4) إِلاَّ قَدْ كُتِبَ مَكَانُهَا مِنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، وَإِلاَّ كُتِبَتْ يَعْنِي: شَقِيَّةً، أَوْ سَعِيْدَةً". قَاْلَ: فَقَاْلَ رَجَلٌ (5) : يَا رَسُوْلَ اللهِ، أَفَلاَ نَمْكُثُ عَلَى كِتَابِنَا وَنَدَعُ
_________
(1) بكسر الميم، وسكون المعجمة، وفتح الصّاد المهملة: ما اختصره الإنسان بيده، أو أمسكه من عصا، أو عنزة، أو عكّازة، أو ما أشبه ذلك، سمّيت بذلك لأنّها تحمل تحت الخصر غالبا للاتّكاء عليها. انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (1/308) ، والفائق للزمخشريّ (1/348) ، والفتح (11/505) .
(2) بتشديد الكاف، وتخفيفها، لغتان فصيحتان أي: خفض رأسه، وطأطأه إلى الأرض على هيئة المهموم.
انظر: شرح مسلم للنّوويّ16/195) ، والفتح11/505) .
(3) بفتح الياء المثنّاة من تحت، وضمّ الكاف، وآخره تاء مثنّاة من فوق أي: يؤثّر في الأرض بطرف المخصرة، مرّة بعد مرّة فعل المفكّر المهموم.
انظر: النّهاية (باب: النّون مع الكاف) 5/113، وشرح مسلم للنّوويّ (16/195) .
(4) أي: مولودة. النّهاية (باب: النّون مع الفاء) 5/95.
(5) جاء نحو هذا السُّؤال عن جماعة من الصّحابة رضوان الله عليهم في أحاديث عدّة، كسراقة بن مالك عند مسلم في صحيحه كتاب: القدر، باب: كيفيّة الخلق الآدميّ (4/2040 ورقمه/2648) ، وعمر بن الخطّاب عند التّرمذيّ في: جامعه (4/387 ورقمه/2135) ، وذي اللّحية الكلابيّ عند الإمام أحمد في: مسنده (4/67) ، وغيرهم (كما في: الفتح 11/505) .
أمّا في هذا الحديث فلم أقف على رواية، أو قول لبعض أهل العلم في تعيين المبهم فيه والله تعالى أعلم.(2/891)
الْعَمَلَ، فَمَنْ كَاْنَ مِنَّا مِنْ السَّعَادَةِ (1) فَيَصِيْرُ إِلَى عَمَلِ أَهْلِ السَّعَادَةِ، وَأَمَّا مَنْ كَاْنَ مِنَّا مِنْ أَهْلِ (2) الشَّقَاوَةِ فَيُيَسَّرُوْنَ (3) لِعَمَلِ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ؟ فَقَاْلَ: اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ، أَمَّا أَهْلُ السَّعَادَةِ فَيُيَسَّرُوْنَ لِعَمَلِ أَهْلِ السَّعَادَةِ، وَأَمَّا أَهْلُ الشَّقَاوَةِ فَيُيَسَّرُوْنَ لِعَمَلِ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ"، ثُمَّ قَرَأَ: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} (4) ".
قَالَ [الشَّيْخُ الْإِمَامُ] (5) أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ رَحِمَهُ اللَّهُ: "اتَّفَقَ الشّيخانِ عَلَى إِخْرَاجِهِ، فَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ عُثْمان بْنِ أَبي شَيْبَةَ عَنْ جَرير (6) ، وَرَوَاهُ مُسْلم عَنْ عُثْمان، وإِسحاق بن راهويه، وزُهَير
_________
(1) كذا في النّسخ الثّلاث، وفي: البخاريّ (2/200- 201، 6/298) ، و: مسلم4/2039) : "فمن كان مِنَّا من أهل السّعادة ... ".
(2) قوله: "أهل" ليس في: (ج) ، (د) .
(3) في: (ج) : "فسييسرون".
(4) سورة: اللّيل، الآيات من: (5) إلى: (10) .
(5) زيادة من: (د) .
(6) صحيح البخاريّ: (كتاب: الجنائز، باب: موعظة المحدّث عند القبر وقعود أصحابه حوله) 2/200- 201 رقم الحديث/117.
ورواه أيضا في: كتاب: التّفسير، باب: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى} ) 6/296- 297 ورقمه/441 عن أبي نعيم عن سفيان،
وفي: باب: {وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى} ورقمه/442) عن مسدّد عن عبد الواحد،
وفي: باب: {فَسَنُيَسِّرُه لِلْيُسْرَى} ورقمه/443) عن بشر بن خالد،
وفي: كتاب: التوحيد، باب: قول الله تعالى: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِر} ) 9/284 ورقمه/177 عن محمَّد بن بشّار، كلاهما (ابن خالد، وابن بشّار) عن محمَّد بن جعفر،
وفي: كتاب: التّفسير أيضا باب: {فَسَنُيَسِّرُه لِلْعُسْرَى} ) 6/298 ورقمه/446 عن آدم، وفي: كتاب: الأدب، باب: الرّجل ينكت الشّيء بيده في الأرض) 8/87- 88 ورقمه/239 عن محمَّد بن بشّار عن ابن أبي عديّ، ثلاثتهم عن شعبة،
ورواه في: كتاب: التّفسير أيضا باب: {وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى} ) 6/297 ورقمه/444 عن يحيى عن وكيع،
وفي: كتاب: القدر، باب: {وَكَانَ أَمْرُ اللهِ قَدَرًا مَقْدُورًا} ) 8/222 ورقمه/12 عن عبدان عن أبي حمزة (هو: محمَّد بن ميمون) ، خمستهم عن الأعمش به بنحوه ...
إلاّ أنّ ابن أبي عديّ قال: عن شعبة عن الأعمش ومنصور وهو من طريق منصور في: كتاب: التّفسير أيضا باب: قوله: {وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى} ) 6/298 ورقمه/445 عن عثمان بن أبي شيبة عن جرير عنه به، بنحوه.(2/892)
ابن حَرْب (1) عَنْ جَرير (2) ، فكأَنَّ شَيْخَنَا أَبا محمَّد سَمِعَهُ مِنَ البخاريِّ، ومُسْلم"./ (ج [33/ب] )
[118]- أَخْبَرَنَا أَبُو محمَّد عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ يَحْيَى (3) قال: ثنا
_________
(1) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/512.
(2) صحيح مسلم (كتاب: القدر، باب: كيفيّة الخلق الآدميّ، وكتابة رزقه، وأجله، وعمله، وشقاوته، وسعادته) 4/2039 ورقمه/2647.
(3) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/52.(2/893)
الحُسين بْنُ إِسماعيل (1) قَالَ: ثنا أَبُو السَّائِب وَهُوَ: سَلْم (2) بْنُ جُنَادة (3) قَالَ: ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ (4) عَنِ هِشَامٍ (5) عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ الله ابن جَعْفَر (6) عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْليما: "خَيْرُ نِسَائِهَا (7) : مَرْيَمُ ابْنَةُ عِمْرَان، وَخَيْرُ نِسَائِهَا:
_________
(1) المحامليّ، تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/492.
(2) بفتح أوّله، وسكون اللاّم.
(3) ابن سَلْم السُّوائيّ بضمّ المهملة الكوفيّ ...
وثّقه أبو بكر البرقانيّ (كما في: تأريخ بغداد 9/148) ، ومسلمة بن قاسمكما في: (التّهذيب 4/129) ، والذّهبيّ في: (الكاشف 1/450 ت/2010) .
وقال أبو حاتم (كما في: تهذيب الكمال 11/219) : "شيخ صدوق".
وقال أبو أحمد الحاكم (كما في: حاشية سبط بن العجميّ على الكاشف 1/450) : "يخالف في بعض حديثه".
وقال الحافظ في: (التّقريب ص/245 ت/2464) : "ثقة ربما خالف".
روى له: ت، ق. ومات سنة: أربع وخمسين ومئتين.
(4) هو: محمَّد بن خازم، تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/519.
(5) ابن عروة بن الزّبير الأسديّ.
(6) ابن أبي طالب ... له صحبة. انظر: أسد الغابة (3/94) ت/2862، والإصابة (2/289) ت/4591.
(7) أي: نساء الجنّة، فقد أخرجه النّسائيّ في: سننه الكبرى 5/94- 95 برقم/8364) بسند صحّحه الحافظ في: (الفتح6/543) من حديث ابن عبّاس يرفعه: "أفضل نساء أهل الجنّة خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، ومريم بنت عمران ... " الحديث.
وقيل: إنّ المراد أنّ مريم خير نساء أهل الدّنيا في زمانها، وخديجة خير نساء هذه الأمّة.
وقيل: إنهما خير نساء العالمين، أو خير نساء الأرض.
انظر: شرح مسلم للنّوويّ (15/198) ، والفتح6/543) .(2/894)
خَدِيْجَةُ"./ (أ [43/ب] )
قَالَ [الشَّيْخُ الْإِمَامُ] (1) أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ رَحِمَهُ اللَّهُ: "اتَّفَقَ الشّيخانِ عَلَى إِخْرَاجِهِ، فَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ عَبْدَةَ بْنِ سُليمان (2) ، وَالنَّضْرِ بْنِ شُمَيْل (3) عَنْ هِشَامِ بْنِ عروة (4) .
_________
(1) زيادة من: (د) .
(2) الكلابيّ، أبو محمد، الكوفيّ ... ثقة ثبت.
روى له: ع. ومات سنة: سبع وثمانين ومائة.
انظر: تأريخ الدّارميّ عن ابن معين (ص/92) ت/242، والتّقريب (ص/369) ت/4269.
وحديثه في الصّحيح في: (كتاب: المناقب، باب: تزويج النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم خديجة، وفضلها رضي الله عنها) 5/120 رقم الحديث/303.
(3) بمعجمة، وميم، ولام والنّضر بالفتح، وسكون المعجمة المازنيّ، أبو الحسن النّحويّ، البصريّ ... ثقة ثبت أيضا. روى له: ع. ومات سنة: أربع ومئتين. انظر: الجرح والتعديل (8/477) ت/2188، والتّقريب (ص/562) ت/7135.
(4) صحيح البخاريّ (كتاب: الأنبياء عليهم الصّلاة والسّلام باب: {وَإِذْ قَالَتْ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللهَ اصْطَفَاكِ، وَطَهَّرَكِ، وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِين ... } الآية) 4/318 رقم الحديث/230.(2/895)
وَرَوَاهُ مُسْلم عَنْ أَبي كُرَيب (1) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمير (2) ، وَأَبي أُسامة (3) ، وَوكيع، وَأَبي مُعَاوية (4) ، أَربعتهم عَنْ هِشَامٍ، فكأَنَّ شَيْخَنَا سَمِعَهُ مِنْ مُسْلم".
[119]- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ محمَّد بْنِ يُوسُفَ بْنِ دُوست الْبَزَّازُ (5) قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ محمَّد بْنُ جَعْفَرٍ المَطِيْريّ (6) قَالَ: ثنا عليّ ابن حَرْب (7) قَالَ: ثنا أَبُو مُعَاوية (8) قَالَ: ثنا الْأَعْمَشُ عَنْ أَبِي صَالح (9) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْليما: "إِنَّ أَثْقَلَ الصَّلاَةِ عَلَى الْمُنَافِقِيْنَ: صَلاَةُ الْعِشَاءِ وَصَلاَةُ الْفَجْرِ، وَلَوْ يَعْلَمُوْنَ مَا فِيْهِمَا لأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا (10) ".
_________
(1) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/522.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/508.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/632.
(4) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/519.
والحديث في صحيح مسلم في: (كتاب: فضائل الصّحابة، باب: فضائل خديجة أمّ المؤمنين، رضي الله تعالى عنها) 4/1886 ورقمه/2430.
(5) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/50.
(6) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/506.
(7) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/296.
(8) هو: محمَّد خازم، تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/632.
(9) هو: ذكوان السّمّان، تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/634.
(10) أي: مشيا على اليدين، والرّكبتين، أو الإست.
وقيل: (حَبَاْ حَبْوًا) : مشى على يديه، وبطنه.
انظر: النّهاية (باب: الحاء مع الباء) 1/336، ولسان العرب باب: الواو والياء من المعتلّ، فصل: الحاء المهملة) 14/161.(2/896)
قَالَ [الشَّيخ الْإِمَامُ] (1) أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ رَحِمَهُ اللَّهُ: "أَخرجه البخاريُّ مِنْ رِوَايَةِ حَفْص بْنِ غِياث النّخَعيّ (2) عَنِ الأَعْمَش (3) .
وَرَوَاهُ مُسْلم عَنْ أَبي بَكْرٍ (4) ، وَأَبي كُرَيب (5) عَنْ أَبي مُعَاوية (6) ، فكأَنَّ شَيْخَنَا سمعه منه) ./ (ج [34/أ] )
[120]- أَخبرنا أَحمد بْنُ محمَّد بْنِ يُوسف (7) قَالَ: أَنا محمَّد بْنُ جَعْفَر المَطِيْريّ (8) قال:
_________
(1) زيادة من: (د) .
(2) أبو عمر، الكوفيّ ... ثقة، فقيه، تغيّر حفظه قليلاً بأخرة.
روى له: ع. ومات سنة: أربع أو: خمس وتسعين ومائة.
انظر: الجرح والتعديل3/185) ت/803، والتّقريب (ص/173) ت/1430، والكواكب النّيّرات (الملحق الأول للمحقّق) ص/458 ت/5.
(3) صحيح البخاريّ: (كتاب: الأذان، باب: فضل العشاء في جماعة) 1/265- 266 رقم الحديث/49 بأطول من هذا.
(4) هو: ابن أبي شيبة.
(5) هو: محمَّد بن العلاء، تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/548.
(6) صحيح مسلم (كتاب: المساجد ومواضع الصّلاة، باب: فضل صلاة الجماعة، وبيان التّشديد في التّخلّف عنها) 1/451- 452.
(7) ابن دوست، تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/50.
(8) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/506.(2/897)
ثنا عَلِيُّ بْنُ حَرْب (1) قَالَ: ثنا أَبو مُعَاوية (2) قَالَ: ثنا الأَعْمَش عَنْ أَبي صَالح (3) عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْليما: "مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ أَتَى إِلَى الْجُمُعَةِ، فَدَنَا، وَأَنْصَتَ، وَاسْتَمَعَ غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ، وَزِيَادَةَُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ، وَمَنْ مَسَّ الْحَصَى/ (أ [44/أ] ) فَقَدْ لَغَا" (4) .
قَالَ [الشَّيخ الْإِمَامُ] (5) أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ رَحِمَهُ [اللَّهُ] (6) : "انْفَرَدَ مُسْلم بإِخراجه دُونَ الْبُخَارِيِّ، فَرَوَاهُ عَنْ يَحْيى [بْنِ يَحْيى] (7) ، وَأَبي بَكْر بْنِ أَبِي شَيْبة، وَأبي كُرَيب محمَّد بْنِ العَلاءِ (8) عَنْ أَبِي مُعَاوية (9) ، فكأَنَّ [شَيْخَنَا] (10) أَبا عَبْدِ اللَّهِ [بْنَ دُوست] (11) سمعه من مُسْلم".
_________
(1) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/296.
(2) هو: محمَّد بن خازم، تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/519.
(3) هو: ذكوان السّمّان، تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/634.
(4) أي: تكلّم، وقيل: عدل عن الصّواب، وقيل: خاب.
والأصل الأَوّل. النّهاية (باب: اللاّم مع الغين) 4/258.
(5) زيادة من: (د) .
(6) لحق بحاشية: (أ) .
(7) زيادة من (ج) ، (د) .. وتقدّمت ترجمته، انظر ص/634.
(8) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/522.
(9) هو: محمَّد بن خازم.
(10) زيادة من (ج) . وحديثهم في صحيح مسلم في: (كتاب: الجُمُعَة، باب: فضل من استمع وأنصت في الخطبة) 2/588.
(11) لحق بحاشية: (أ) .(2/898)
[121]- أَخبرنا أَبو عُمر عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ محمَّد بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن مَهْديّ (1) قال: أَنا أَبو عبد الله/د [6/أ] محمَّد بْنُ مَخْلد العَطّار (2) قَالَ: ثنا محمَّد بْنُ عُثمان بْنِ كَرَامة (3) قَالَ: ثنا أَبو أُسَامة (4) عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبيه عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: استأْذَنَ أَبُو بكرٍ فِي الْخُرُوجِ مِنْ مكّةَ حينَ اشْتَدَّ عَلَيهِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْليما: "أَقِمْ". فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أتطمعُ أَنْ يُؤذنَ [لَكَ] (5) ؟ فكانَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْليما يَقُوْلُ: "إِنَّي لأَرْجُوَ ذَلِكَ". قَاْلَ: فَانْتَظَرهُ أَبو بكرٍ، ثُمَّ أَتَى رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْليما ذَاتَ يومٍ ظُهْراً، فَنَاداه، فَقَاْلَ: "أَخْرِجْ مَنْ عِنْدَكَ". فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّمَا هُمَا ابْنَتَايَ (6) . قَاْلَ: "شَعَرْتَ أَنَّهُ قَدْ أُذِنَ لِي فِي الخُرُوجِ"؟
_________
(1) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/54.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/540.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/628.
(4) هو: حمّاد بن أسامة، تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/632.
(5) لحق بحاشية: (أ) .
(6) هما: عائشة، وأسماء، كما في رواية لابن إسحاق.
انظر: سيرة ابن هشام (2/484- 485) .(2/899)
فَقَالَ: يا رسُولَ/ (ج [34/ب] ) اللهِ (1) ، الصُّحْبَة. فَقَالَ: "الصُّحْبَةَ". قَالَ: يا [ر] (2) سُول اللهِ، عِنْدي ناقَتانِ قَدْ أَعْدَدتُهُمَا لِلخُرُوجِ. فَأَعْطَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْمَا إِحْدَاهُمَا (3) وَهِيَ الْجَدْعَاءُ فَرَكِبَهَا، فَانْطَلَقَا حَتَّى أَتَيَا الْغَارَ وَهُوَ بَثَوْرٍ (4) فَتَوَارَيَا فِيْهِ. وَكَاْنَ عَاْمِرُ بنُ فُهَيْرَةَ غُلاَمَا لِعَبْدَةَ بنِ الطُّفَيْلِ (5) وَهُوَ أَخُوْ
_________
(1) لفظ الجلالة ساقط من: (ج) .
(2) ساقطة من: (أ) ، والاستدارك من: (ج) ، (د) .
(3) في (أ) : "أحدهما"، وما أثبتّه من: (ج) .
(4) بلفظ الثّور، فحل البقر جبل بجنوب مكّة، عال، أغبر، يشبه ثورًا مستقبل القبلة، يرى من جميع نواحيها المرتفعة.
انظر: معجم البلدان (2/86) ، ومعجم المعالم الجغرافيّة (ص/72) ، ومعالم مكّة التّأريخيّة كلاهما لعاتق البلاديّ (ص/75) .
(5) هكذا في النّسختين، وفي صحيح البخاريّ (5/234) : (عبد الله بن الطّفيل) ، إلاّ أنّه مع ذلك كأنّه مقلوب، والصّواب: الطّفيل بن عبد الله.
وهو أزديّ من بني زهران، كان أبوه زوج أم رومان فقدما في الجاهليّة مكّة، فحالف أبا بكر، ومات، وخلّف الطّفيل، فتزوّج أبو بكر امرأته، فولدت له: عبد الرحمن، وعائشة، فالطّفيل أخوهما من أمهما، واشترى أبو بكر عامر بن فهيرة من الطّفيل فأعتقه.
انظر: الطّبقات الكبرى لابن سعد (3/230) ، والفتح7/450) ، والإصابة2/224 ت/4250، 2/256 ت/4415) .(2/900)
عَائِشَةَ لأُمِّهَا وَكَانَتْ لأَبِي بَكْرٍ مِنْحَةٌ (1) ، فَكَاْنَ يَرُوْحُ بِهَا، وَيَغْدُوْ (2) عَلَيْهَا، وَيُصْبِحُ، فَيَدَّلِجُ (3) إِلَيْهِمُ، ثُمَّ يَسْرَحُ (4) ، فَلاَ يَفْطُنُ (5) لَهُ أَحٌد مِنَ الرِّعَاءِ.
فَلَمَّا خَرَجَا/ (أ [44/ب] ) خَرَجَ مَعَهُمَا يُعْقِبَانِهِ (6) حَتَّى قَدِمَ الْمَدِيْنَةَ.
_________
(1) بكسر الميم، وسكون النّون، بعدها مهملة وهي عند العرب على وجهين ...
أحدهما: أن يعطي الرجل صاحب المال هبة، أو صلة، فيكون له.
والآخر: أن يعطيه ناقة، أو شاة ينتفع بحلبها، ووبرها زمنا ثمّ يردّها.
وتطلق منحة أيضا على: كل شاة.
والمراد هنا: منحة غنم، فيها لبن.
انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (1/292- 293) ، والنّهاية (باب: الميم مع النّون) 4/364، و (الفتح7/280) .
(2) الرّواح: سير آخر النّهار، والغدوّ نقيضه.
النّهاية (باب: الرّاء مع الواو) 2/273، وَ (باب: الغين مع الدّال) 3/346.
(3) بتشديد الدّال، بعدها جيم أي: يسير عليهم من آخر اللّيل.
انظر: النّهاية (باب: الدّال مع اللاّم) 2/129.
(4) أي: يخرج بالغداة.
انظر: لسان العرب (حرف: الحاء، فصل: السّين) 2/478، ومختار الصّحاح (مادّة: سرح) ص/124.
(5) مأخوذ من: الفطنة بالكسر: الفهم، والحذق.
انظر: لسان العرب (حرف: النّون، فصل: الفاء) 13/323، والقاموس (باب: النّون، فصل: الفاء) ص/1577.
(6) أي: يركبانه عقبة، وهو: أن ينزل الرّاكب، ويركب رفيقه، ثمّ ينزل الآخر، ويركب الماشي، وهذا الّذي يقتضيه ظاهر اللّفظ في العقبة.
ويحتمل أن يكون المراد: أن هذا يُرْكِبه مرّة، وهذا يُرْكِبه أخرى، ولو كان كذلك لكان التّعبير بـ "يردفانه" أظهر. الفتح (7/450) .(2/901)
فَقُتِلَ عَاْمِرُ بنُ فُهَيْرَةَ يَوْمَ: بِئْرِ مَعُوْنَةَ (1) .
قَالَ [الشَّيخ الْإِمَامُ] (2) أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ رَحِمَهُ اللَّهُ: "انْفَرَدَ البخاريُّ بإِخراجه دُونَ مُسْلم، فَرَوَاهُ عَنْ عُبَيد بْنِ إِسْمَاعِيلَ (3) عَنْ أَبي أُسامة (4) ، فكأَنَّ شَيْخَنَا أَبا عُمَرَ بْنَ مَهْديّ سَمِعَهُ مِنْهُ".
[122]- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ محمَّد بْنُ أَحْمَدَ الطُّوْسيّ (5) قَالَ: ثنا أبو
_________
(1) بفتح أوّله، وضمّ ثانيه، بعده واو وَنون بين أرض بني عامر، وبني سليم وهي إلى الثّانية أقرب بين جبال يقال لها: (أُبْلَى) ، وهي سلسلة جبليّة سوداء تقع غرب الْمَهْدِ إلى الشّمال، وهي اليوم ديار مُطَير ...
ويوم بئر مَعُوْنة كان في صَفَر سنة: أربع، على رأس أربعة أشهر من أُحُد، قتل فيه جماعة من خيار المسلمين. انظر: سيرة ابن هشام (3/183- 189) ، ومعجم ما استعجم (4/1245) ، ومعجم المعالم الجغرافيّة لعاتق البلاديّ (ص/52) .
(2) زيادة من: (د) .
(3) القرشيّ، الهبّاريّ بفتح الهاء، والموحّدة الثّقيلة أبو محمّد، الكوفيّ ويقال اسمه: عبيد الله، ويعرف بعُبَيد، وجزم به الشّيرازيّ في الألقاب كما نقله عنه الحافظ في: التّهذيب (7/59- 60) ... ثقة.
روى له: ع. ومات سنة: خمسين ومئتين.
انظر: سؤالات الحاكم للدّارقطنيّ (ص/254) ت/428، والثّقات لابن حبّان (8/433) ، والكاشف (1/688) ت/3605.
(4) هو: حمّاد بن أسامة، تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/663.
والحديث في الصّحيح في: (كتاب: المغازي، باب: غزوة الرّجيع، ورعل، وذكوان، وبئر معونة ... ) 5/233- 234 رقم الحديث/129.
(5) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/48.(2/902)
العَبّاس محمَّد بْنُ يَعْقوب الأَصَمّ (1) قَالَ: ثنا الرَّبيع بْنُ سُلَيْمان (2) قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ (3) .
قَالَ الأَصمّ: وَأَخْبَرَنَا محمَّد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْحَكَمِ (4) قَالَ: ثنا ابْنُ وَهْب.
قال (5) : وثنا بَحْر بْنُ نَصْر بْنِ سَابِق (6) قَالَ: قُرئ عَلَى ابْنِ وَهْب: أَخْبَرَكَ اللَّيْثُ بْنُ سَعْد، ومالك/د [6/ب] بن أنس، وعَمرو بن
_________
(1) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/256.
(2) ابن عبد الجبّار، المراديّ، مولاهم، أبو محمد، المصريّ، صاحب الشّافعيّ ... ثقة. روى له: ع. ومات سنة: سبعين ومئتين.
انظر: الجرح والتعديل (3/464) ت/2083، والمعجم المشتمل (ص/119) ت/335، والتّقريب (ص/206) ت/1894.
(3) القرشيّ، أبو محمَّد، المصريّ ... ثقة.
روى له: ع. ومات سنة: سبع وتسعين ومائة.
انظر: الجرح والتعديل (5/189) ت/879، والكاشف (1/606) ت/3048.
(4) ابن أعين، المصريّ، أبو عبد الله، الفقيه ... ثقة.
روى له: س. ومات سنة: ثمان وستّين ومئتين وقيل بعدها.
انظر: الثّقات لابن حبّان9/132) ، وحاشية سبط ابن العجميّ على الكاشف (2/187) ، والتّقريب (ص/488) ت/6028.
(5) يعني: الأصمّ.
(6) الخولانيّ، مولاهم، أبو عبد الله، المصريّ ... ثقة، فاضل.
روى له: كن. ومات سنة: سبع وستّين ومئتين. انظر: الجرح والتعديل (2/419) ت/1660، والتّقريب (ص/120) ت/639.(2/903)
الْحَارِثِ (1) ، وَابْنُ سَمْعان (2) ، ويُوْنُس بْنُ يَزيد (3) أَنَّ ابْنَ شهابٍ حَدَّثَهُمْ عَنْ عُبيد اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ (4) عَنْ أُمِّ قَيْس بِنْتِ مِحْصَن (5) : "أَنَّهَا جَاءَتْ بِابْنٍ لَهَا صَغِيْرٍ (6) إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
_________
(1) ابن يعقوب، الأنصاريّ، أبو أميّة، المصريّ ... ثقة، فقيه.
روى له: ع. ومات على الأَشْهَر سنة: ثمان وأربعين ومائة وهو الّذي صحّحه الذّهبيّ في: السّير (6/353) .
انظر: المشاهير (ص/178) ت/1498، وتهذيب الكمال (21/570) ت/4341، والكاشف (2/74) ت/4138.
(2) هو: عبد الله بن زياد بن سليمان بن سمعان المخزوميّ، أبو عبد الرّحمن، المدنيّ ... اتّهمه بالكذب جماعة، منهم: الإمام مالك، وابن معينكما في: الضّعفاء للعقيليّ (2/254، 255) ، وابن حبّان في: (المجروحين 2/7) ، وأبو داود (كما في: تأريخ بغداد 9/458) ، وغيرهم. روى له: مد، ق.
وانظر: أحوال الرّجالّ (ص/142) ت/245، والمعرفة والتّأريخ (1/699، 701) ، والكشف الحثيث لبرهان الدّين الحلبيّ (ص/152) ت/386.
(3) ابن أبي النِّجَاد، الأيليّ، أبو يزيد، القرشيّ ... ثقة، إلاّ أنّ في روايته عن الزُّهريّ وهما قليلاً، وقد توبع على روايته هنا كما هو ظاهر في الإسناد.
روى له: ع. ومات سنة: تسع وخمسين ومائة وقيل بعدها.
انظر: تأريخ الدّارميّ عن ابن معين (ص/45) ت/21، 23، (ص/46) ت/24، والجرح والتعديل (9/247) ت/1042، والتّقريب (ص/614) ت/7920.
(4) ابن عتبة بن مسعود، الهذليّ، الفقيه.
(5) الأسديّة ...
انظر ترجمتها في: أسد الغابة (6/379) ت/7563، والاستيعاب (4/485) .
(6) في (أ) : "صغيرًا" وهو خطأ، وما أثبتّه من: (ج) ، وهو الصّحيح.(2/904)
وَسَلَّمَ تَسلِيْما لَمْ يَأْكُلِ الْطَّعَامَ (1) فَأَجلَسَهُ رَسُوْلُ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حِجْرِهِ (2) ، فَبِاْلَ عَلَيْهِ، فَدَعَا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْما بِمَاءٍ فَنَضَحَهُ (3) ، وَلَمْ يَغْسِلْهُ"./ (ج [35/أ] )
قَالَ [الشَّيْخُ الْإِمَامُ] (4) أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ رَحِمَهُ اللَّهُ: " [أَخرجه] (5) البخاريُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسف (6) عن مالك (7) ،
_________
(1) اختلف في المراد بالطّعام ... فقيل: ما عدا اللّبن الّذي يرضعه، والتّمر الّذي يحنّك به، والعسل الّذي يلعقه للمداواة، وغيرها.
وقيل: لم يطعم، ويشرب غير اللّبن.
وقيل: لم يستقلّ بجعل الطّعام في فيه.
وقيل: لم يتقوّت بالطّعام، ويستغن به عن الرّضاع.
والأوّل هو الأشبه، جزم به ابن قدامة، وغيره، وقدّمه الحافظ ابن حجر، وقال: "هو الأظهر".
انظر: المغني لابن قدامة (2/497) ، وشرح مسلم للنّوويّ (3/195) ، والفتح1/390) .
(2) بالفتح، والكسر أي: حضنه.
النّهاية (باب: الحاء مع الجيم) 1/342.
(3) أي: رشّه. انظر: المصدر نفسه (باب: النّون مع الضّاد) 5/69.
(4) زيادة من: (ج) .
(5) لحق بحاشية: (أ) .
(6) التّنّيسيّ بمثنّاة، ونون ثقيلة، بعدها تحتانيّة، ثمّ مهملة ... ثقة متقن.
روى له: خ، د، ت، س. ومات سنة: ثمان عشرة ومئتين.
انظر: الجرح والتعديل (5/205) ت/691، والتّقريب (ص/330) ت/3721.
(7) صحيح البخاريّ (كتاب: الوضوء، باب: بول الصّبيان) 1/109- 110 رقم الحديث/86.
ورواه أيضا في: (كتاب: الطّب، باب: السَّعْوط بالقُسْط الهنديّ والبحريّ) 7/227 رقم الحديث/15 عن صدقة بن الفضل عن ابن عيينة عن الزُّهريّ بنحوه، مطوّلاً.(2/905)
وَأَخْرَجَهُ مُسلم عَنْ حَرْمَلَة بْنِ يَحْيَى (1) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وهب عن يُونس ابن يزيد (2) وحده عَنِ ابْنِ شِهَابٍ (3) ، فكأنَّ شَيْخَنَا سَمِعَهُ مِنْ مُسْلم.
وَلَيْسَ لأُمِّ قَيْس/أ [45/أ] بِنْتِ مِحْصَن فِي الصَّحيحين سِوَى هَذَا الْحَدِيثِ، وَحديث آخَرَ، حَدَّثَنَاهُ أَبُو أَحْمَدَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ محمَّد بْنِ أَحْمَدَ الْفَرَضِيُّ (4) قَالَ: ثنا محمَّد بْنُ جَعْفَرٍ المَطِيْريّ (5) [ح] (6) ،
_________
(1) ابن عبد الله التّجيبيّ بضمّ التاء المعجمة بنقطتين من فوق، وقيل: بفتحها، وكسر الجيم، وسكون المنقوطة باثنتين من تحتها، في آخرها باء منقوطة بواحدة أبو حفص، المصريّ ... صدوق، أملى النّاس بِما حدّث ابنُ وهب.
روى له: م، س، ق. ومات سنة: ثلاث وأربعين ومئتين وقيل بعدها بسنة.
انظر: الكامل لا بن عديّ (2/458- 461) ، والميزان (1/472) ت/1783، والتّقريب (ص/156) ت/1175.
(2) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/538.
(3) صحيح مسلم (كتاب: الطّهارة، باب: حكم بول الطّفل الرّضيع وكيفيّة غسله) 1/238.
وانظر: (كتاب: السّلام، باب: التّدواي بالعود الهنديّ) 4/287.
(4) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/48.
(5) تقدّمت ترجمته أيضاً.. . انظر ص/506.
(6) زيادة من: (د) .(2/906)
وَأَخْبَرَنَاهُ (1) : الْقَاضِي أَبُو الحُسين محمَّد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ إِسماعيل الْمَحَامِلِيُّ (2) قَالَ: ثنا محمَّد بْنُ يَحْيى بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حَرْب [الطّائِيّ (3) قالا: ثنا عَلِيُّ بْنُ حَرْب (4) ] (5) قَالَ: ثنا سُفيان عَنِ الزُّهريِّ عَنْ عُبيد الله زاد المحامليّ: ابن عَبْدِ اللَّهِ، ثُمّ اتَّفَقَا عَنْ أُمَّ قَيْس زَادَ الْمَحَامِلِيُّ: بِنْتَ مِحْصَن، أُخت عُكَّاشة (6) ، ثُمّ اتَّفَقَا قَالَتْ: دَخَلْتُ بِابْنٍ لِي عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْمًا. قَالَ أَبُو أَحْمَدَ (7) :قَدْ عَلَقْتُ (8) عَلَيْهِ مِنَ الْعُذْرَةِ (9) "، وأَخَلَّ الْمَحَامِلِيُّ بِبَعْضِ هَذَا الْكَلَامِ فقال:
_________
(1) في (د) : "وأنبأنا".
(2) تقدّمت ترجمته أيضاً.. . انظر ص/50.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/511.
(4) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/296.
(5) لحق بحاشية: (أ) .
(6) بضمّ العين المهملة، وتشديد الكاف، وقد تخفّف، والأوّل أكثر، وقبل آخره شين معجمة من سادات الصّحابة وفضلائهم. انظر: أسد الغابة (3/564- 565) ت/3732، والمغني لابن طاهر (ص/177) .
(7) هو: الفرضيّ.
(8) قال يونس بن يزيد أحد رجال إسناده كما في: صحيح مسلم 4/1735) : "أعلقتْ: غمزت، فهي تخاف أن يكون به عذرة" اهـ.
وقال القاضي عياض في: (المشارق 2/85 ط: المكتبة العتيقة) : وقع في البخاريّ: "أعلقت، وعلقت، والعلاق والأعلاق، ولم يقع في مسلم إلاّ: أعلقت، وذكر العلاق في رواية، والأعلاق في رواية، والكلّ بمعنى جاءت به الرّوايات.. وتفسيره: غمز العُذْرة وهي: اللهاة بالإصبع" اهـ.
وقال النّووي في شرحه على مسلم (14/200) : "والأعلاق: مصدر أعلقت عنه، ومعناه: أزلت عنه العلوق، وهي: الآفة والدّاهية، والأعلاق هو: معالجة عذرة الصّبيّ، وهي وجع حلقه" اهـ. وانظر: النّهاية "باب: العين مع اللاّم" 3/288.
(9) بضمّ المهملة، وسكون المعجمة وجع في الحلق يهيج من الدّم، يعتري الصّبيان غالبا.
وقيل: قرحة تخرج بين الأذن، والحلق، أو في الخرم الّذي بين الأنف، والحلق.
وهو الّذي يسمى أيضا: سقوط اللهاة واللهاة: اللّحمة الّتي في أقصى الحلق أو: وجع الحلق، أو: بنات الأذن.
وكانوا يعالجون ذلك بالدّغر.
انظر: المشارق للقاضي عياض (2/72) طبعة: المكتبة العتيقة، والنّهاية (باب: العين مع الذّال) 3/198، والفتح (10/157، 177) ، والطّبّ النّبويّ للذّهبيّ (ص/164) .(2/907)
"عَلَى مَا تَصْنَعِيْنَ بِهَذَا العِلاَقِ؟ عَلَيْكُمْ بِهَذَا الْعُوْدِ الهِنْديِّ (1) ، فَإِنَّ فِيْهِ سَبْعَةَ أَشْفِيَةٍ (2) " هَذَا لَفْظ أَبي أَحمد، وتَمَّ حَدِيثِهِ.
وَقَالَ الْمَحَامِلِيُّ: "عَلاَمَ (3) تَدْغُرْنَ (4) أَوْلاَدَكُنَّ بِهَذَا العِلاَقِ؟
_________
(1) هو: القُسْط أو: الكُسْت، لغتان مشهورتان بمعنى واحد: عقار، والهنديّ أحد أنواعه، وهناك نوع آخر هو: القسط البحريّ، وهو أبيض، وثالثها: الشّاميّ، وهو إلى السّواد أقرب، والهنديّ أشدّهم حرارة، والأبيض ألينهم، ومنافعها كثيرة جدًّا.
انظر: المعتمد في الأدوية المفردة للتّركمانيّ (ص/388) ، والنّهاية (باب: الكاف مع السّين) 4/172، وزاد المعاد لابن القيّم (4/353) ، والطّبّ النّبويّ للذّهبيّ (ص/162- 164) .
(2) لم يبيّن في الحديث من جميع رواياته إلاّ اثنتين، ولم يبيّن الخمسة الباقية، وقد ذكر ابن القيّم في: (زاد المعاد 4/354) ، وابن حجر في: (الفتح 10/157) وغيرهما من كلام الأطبّاء ما لعلّه يوخذ منه الخمسة المشار إليها والله تعالى أعلم.
وانظر: المعتمد للتّركمانيّ (ص/386- 388) .
(3) أي: لأيّ شيء؟ مشارق الأنوار (2/83) طبعة: المكتبة العتيقة.
(4) أي: تغمزن، وذلك أنّ الصّبيّ إذا أخذته العُذرة أدخلت المرأة أصبعها في حلقه، فترفع بها ذلك الموضع، وتكبسه، أو تعمد إلى خرقة فتفتلها فتلاً شديدًا، وتدخلها في أنفه، فتطعن ذلك الموضع.
انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (1/28) ، والنّهاية (باب: الدّال مع الغين) 2/123، و (باب: العين مع اللاّم) 3/198.(2/908)
عَلَيْكُمْ بِهَذَا الْعُوْدِ الْهِنْدِيِّ، فَإِنَّ فِيْهِ سَبْعَةَ أَشْفِيةٍ، يُسْعَطُ (1) مِنَ الْعُذْرَةِ،/ (ج [35/ب] ) وَيُلَدُّ (2) مِنَ ذَاْتِ الْجَنْبِ (3) ".
قَالَ [الشَّيْخُ الْإِمَامُ] (4) أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ رَحِمَهُ اللَّهُ: "أَخرجه الشّيخانِ مَعًا فِي كِتَابَيْهِمَا، فَرَوَاهُ البخاريُّ عَنْ صَدَقة بن الفَضْل (5) ،
_________
(1) من السَّعوط بالفتح: ما يجعل من الدّواء في الأنف.
انظر: النّهاية (باب: السّين مع العين) 2/368.
(2) من اللّدود بفتح اللاّم المشدّدة: ما يسقاه المريض في أحد شقّي الفم.
انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (1/235) ، والنّهاية (باب: اللاّم مع الدّال) 4/245.
(3) ويقال لها أيضا: "وجع الخاصرة" وهي قسمان: حقيقيّ، وهو ورم حارّ يعرض في الغشاء المستبطن للأضلاع، وينفجر إلى الدّاخل، وغير حقيقيّ، وهو ألم يشبهه يعرض في نواحي الجنب عن رياح غليظة تحتقن بين الصفاقات.
وهي من الأمراض المخوفة، ومن سيّء الأسقام؛ لأنّها تحدث بين القلب والكبد، وقلّما يسلم صاحبها.
انظر: النّهاية (باب: الجيم مع النّون) 1/303- 304، والطّبّ النّبويّ للذّهبيّ (ص/164) ، والفتح (10/182) .
(4) زيادة من: (د) .
(5) صحيح البخاريّ (كتاب: الطّبّ، باب: السّعوط بالقسط الهنديّ والبحريّ) 7/227 رقم الحديث/15.(2/909)
وَعَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ (1) .
وَرَوَاهُ مُسْلم عَنْ يَحْيى بْنِ يَحْيى (2) ، وأَبي بَكْرِ بْنِ أَبي شَيْبة، وَمحمّد ابن أَبي عُمَر (3) ، وَزُهير بْنُ حَرْب (4) ، وَعَمْرو بْنُ مُحَمَّدٍ النَّاقِدِ (5) ، سَبْعَتُهُمْ عَنْ سُفيان بن عُيينة، فكأَنَّ شيخينا (6) أَبا أَحمد، وأَبا الْحُسَيْنِ سَمِعَاه من البخاريِّ، ومُسْلم".
_________
(1) الصّحيح (كتاب: الطّبّ أيضا، باب: اللّدود) 7/232 ورقمه/30.
ورواه أيضا في الكتاب نفسه (باب: العُذرة) 7/233 ورقمه/32 عن أبي اليمان عن شعيب، و (باب: ذات الجنب) 7/234- 235 ورقمه/35 عن محمَّد (هو: الذّهليّ) عن عتّاب بن بشير عن إسحاق (هو: ابن راشد الجزريّ) ، كلاهما عن الزُّهريّ به بنحوه ...
(2) أبو زكريّا النّيسابوريّ، تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/604.
(3) في: (أ) : "ابن أبي عمرو"، وهو كما أثبتّه في: (ج) ، وهو الصّحيح.
وهو: محمَّد بن يَحْيى بن أبي عمرو، العدنيّ، أبو عبد الله، المكيّ ... صدوق، ممّن لازم ابن عيينة.
روى له: م، ت، س، ق. ومات سنة: ثلاث وأربعين ومئتين.
انظر: التّأريخ لابن معين رواية الدّوريّ (2/542) ، والجرح والتعديل (8/124) ت/560، والتّقريب (ص/513) ت/6391.
(4) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/512.
(5) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/512.
والحديث في صحيح مسلم في: (كتاب: السّلام، باب: التّداوي بالعود الهنديّ) 4/1734 رقم الحديث/287.
(6) في (أ) ، (د) : "شيخنا"، وما أثبتّه من: (ج) ، وهو الصّحيح.(2/910)
[123]- أَنا أَبو الْفَتْحِ هِلال بْنُ محمَّد بن جَعْفر الحفّار (1) / (أ [45/ب] ) قَالَ: أَخبرنا أَبُو عَلِيٍّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ محمَّد الصَّفَّار (2) قَالَ: ثنا عَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التَّرْقُفيّ (3) قَالَ: ثنا أَبو مُسْهر (4) قَالَ: حدَّثني سعيد ابن عَبْدِ الْعَزِيزِ (5) عَنْ رَبِيْعة بْنِ يَزيد (6) عَنْ أَبي إِدْرِيسَ الخَوْلانيّ (7) عَنْ أَبي ذَرٍّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْليما عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنّه قَاْلَ: "إِنَّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي، وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلاَ تَظَالَمُوا. عِبَادِي (8) ، إِنَّكُمْ الَّذِيْنَ تُخْطِئُوْنَ بَاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَأَنَا الَّذِيْ
_________
(1) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/61.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/245.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/560.
(4) بمضمومة، وسكون مهملة، وكسر هاء عبد الأعلى بن مسهر الشّاميّ ثقة، فاضل. روى له: ع. ومات سنة: ثمان عشرة ومئتين.
انظر: تأريخ بغداد (11/72) ، والكاشف (1/611) ت/3082، والتّقريب (ص/332) ت/3738
(5) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/571.
(6) الإياديّ، أبو شعيب، الدّمشقيّ ... ثقة. روى له: ع. ومات سنة: ثلاث وعشرين ومائة وقيل قبل ذلك. انظر: الطّبقات الكبرى لابن سعد (7/465) ، والتّقريب (ص/208) ت/1919.
(7) هو: عائذالله بن عبد الله.
(8) هكذا في النّسخ الثّلاث بحذف أداة النّداء، وضُبّب عليها في (أ) ، (د) دلالة على صحّة ورودها كذلك من جهة النّقل. وفي صحيح مسلم (4/1994) : "يا عبادي".(2/911)
أَغْفِرُ الذُّنُوْبَ، وَلاَ أُبَالِي، فَاسْتَغْفِرُوْنِي أَغْفِرْ لَكُمْ. يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ جَائِعٌ إِلاَّ مَنْ أَطْعَمْتُ، فَاسْتَطْعِمُوْنَي أُطْعِمْكُمْ. يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ عَاْرٍ إِلاَّ مَنْ كَسَوْتُ، فَاسْتَكْسُوْنِي أَكْسِكُمْ. يَا عِبَادِي/ (ج [36/أ] ) لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ، وَآخِرَكُمْ، وَإِنْسَكُمْ، وَجِنَّكُمْ كَاْنُوا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ مِنْكُمْ لَمْ يَزِدْ ذَلِكَ فِي مُلْكَي شَيْئا. يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ، وَآخِرَكُمْ، وَإِنْسَكُمْ، وَجِنَّكُمْ كَاْنُوا عَلَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ مِنْكُمْ لَمْ يَنْقُصْ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي شَيْئا. يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ، وَآخِرَكُمْ، وَإِنْسَكُمْ، وَجِنَّكُمْ اجْتَمَعُوا فِي صَعَيْدٍ وَاحِدٍ، فَسَأَلُوْنِي، ثَمَّ أَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ مَاْ سَأَلَ لَمْ يَنْقُصْ ذَلِكَ مِنِّي شيْئا إِلاَّ كَمَا يَنْقُصُ الْبَحْرُ أَنْ يُغْمَسَ (1) فِيْهِ الْمِخْيَطُ (2) غَمْسَةً وَاحِدَةً.
يَا عِبَادِي إِنَّمَا هَيَ أَعْمَالُكُمْ أَحْفَظُهَا عَلَيْكُمْ فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا
_________
(1) من الغمس، وهو: إرساب الشيء في الشّيء السيّال، أو النّديّ، أو في الماء.
وهو: المَقْل أيضا.
انظر: لسان العرب (حرف: السّين المهملة، فصل: الغين المعجمة) 6/156.
(2) بكسر الميم، وفتح الياء: الإبرة.
انظر: النّهاية (باب: الخاء مع الياء) 2/92، وشرح مسلم للنّوويّ (16/133) .(2/912)
فَلْيَحْمَدِ اللهَ، وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلاَ/ (د [7/ب] ) يَلُوْمَنَّ إِلاَّ نَفْسَهُ (1) ".
قَالَ [الشَّيْخُ الْإِمَامُ] (2) أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ رَحِمَهُ الله: "هذا حديثٌ صحيح/ (أ [46/أ] ) مِنْ حَدِيثِ أَبي إدْريس الخَوْلانيّ عَنْ أَبِي ذَرٍّ الغِفَاريّ، وَمِنْ حَدِيثِ رَبِيْعة بْنِ يَزيد عَنْ أَبي إِدْرِيسَ.
وَرِجَالُ إِسناده مَا بين أَبي ذرّ، وَعَبّاس التَّرْقُفيّ كلُّهم شاميُّون.
انْفَرَدَ مسلمٌ بإِخراجه فِي كِتَابِهِ، فَرَوَاهُ عَنْ أَبي بكر محمَّد بن إِسحاق الصّغانيّ (3) عَنْ أَبي مُسْهِر عَبْدِ الأَعلى بن مُسْهرالدّمشقيّ (4) ، فكأَنَّ شَيْخَنَا أَبا الْفَتْحِ سَمِعَهُ من مُسْلم"./ (ج [36/أ] )
[124]- أَخبرنا أَبو الْحَسَنِ أَحمد بْنُ محمَّد بْنِ أَحْمَدَ بْنِ [مُوسَى ابن] (5) هَارُونَ بْنِ الصَّلْت الأَهوازيّ (6) قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرٍ محمَّد بْنُ جَعْفر المَطِيْريّ (7) قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ حَرْب (8) قَالَ: ثنا سُفيان عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالم (9) عَنْ أَبيه قال:
_________
(1) في (ج) ، (د) : "فلا تلومَنَّ إلاّ نَفْسك"، وضُبّب عليها.
(2) زيادة من: (د) .
(3) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/540.
(4) صحيح مسلم (كتاب: البرّ وَالصّلة وَالآداب، باب: تحريم الظّلم) 4/1995- 1995 ورقمه/2577.
(5) زيادة من: (ج) ، (د) .
(6) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/53.
(7) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/506.
(8) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/296.
(9) هو: ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ.(2/913)
قَالَ النَّبيُّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وسلّم تَسْلميا: "اقْتُلُوا الحَيَّاتِ، وَذَا الطُّفْيَتَيْنِ (1) ، وَالأَبْتَرَ (2) ؛ فَإِنَّهُمَا يَطْمِسَانِ الْبَصَرَ (3) ، وَيَسْتَسْقِطَاِن الحَبَلَ (4) .
_________
(1) تثنية طفية بضمّ الطّاء المهلمة، وسكون الفاء: خوصة المُقْل (والمُقْل: حمل الدّوم، والدّوم: شجرة تشبة النّخلة في حالاتها) . شبّة الخطّين اللّذين على ظهره بخوصتين من خوص المُقل، وهوشرّ الحيّات فيما يقال.
انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (1/55) ، وشرح السّنّة للبغويّ (12/192) ، ولسان العرب (حرف: اللاّم، فصل: الميم) 11/628.
(2) أي: قصير الذَّنَب، وقيل: مقطوعه. انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (1/56) ، وشرح مسلم للنّوويّ (14/230) .
وقوله هنا: ".. والأبتر" تقتضي التّغاير بينه، وبين ذي الطّفيتين، ووقع في بعض طرق الحديث عند البخاريّ في: صحيحه (4/260 برقم/116) : "لا تقتلوا الجنان إلاّ كل أبتر ذي طفيتين" وظاهره اتّحادها، ولكن لا ينفي المغايرة.
انظر: الفتح (6/401) .
(3) أي: يمحوان نوره، وذلك بمجرّد نظرها إليه؛ لخاصّة جعلها الله تعالى في بصريهما إذا وقع على بصر الإنسان.
ويؤيّد هذا رواية يحيى بن سعيد عن نافع عند مسلم في صحيحه (4/1754) : "يلتمعان البصر"، ورواية عمر بن نافع عن أبيه عند مسلم في صحيحه أيضا (4/1754 1755) : "يخطفان البصر".
وقيل: إنّهما يقصدان البصر باللَّسْع، والنَّهْش. والأوّل أصحّ، وأَشْهَر.
انظر: معالم السّنن للخطّابيّ (المطبوع بحاشية سنن أبي داود) 5/411، وشرح السّنّة (12/192) ، والفتح (6/401) .
(4) بفتح المهملة، والموحّدة: الجنين. ومعناه: أنّ المرأة الحامل إذا نظرت إليهما، وخافت أسقطت الحمل غالبا، وقد ذكر مسلم في صحيحه (4/1753) عن الزُّهريّ قال: "ونرى ذلك من سمّيهما" والله أعلم.
انظر: شرح النّوويّ على مسلم (14/230) ، ولسان العرب (كتاب: اللاّم، فصل: الحاء المهملة) 11/139، والفتح (6/401) .(2/914)
فَكَانَ ابْنُ عَمَرَ يَقْتلُ كُلَّ حَيَّةٍ، حَتَّى أَبْصَرَهُ أَبُو لُبَابَةَ (1) أَوْ: زَيْدُ ابنُ الخَطَّابِ (2) وَهُوَ
_________
(1) بضمّ اللاّم، وبموحدتين ابن عبد المنذر، له صحبة.
انظر ترجمته في: أسد الغابة (5/265) ت/6198، والإصابة (4/168) ت/981.
(2) ابن نفيل، أخو: عمر بن الخطّاب، له صحبة أيضا. انظر ترجمته في: أسد الغابة (2/133) ت/1834، والإصابة (1/565) ت/2797.
هذا، وتابع ابن عيينة في روايته عن معمر عن الزُّهريّ كما هنا على الشّكّ في اسم الّذي لقي عمر: عبد الرّزّاق في: (المصنّف 7/154) ومن طريقه: مسلم في: صحيحه (4/1753) ويونس بن يزيد، أخرج روايته مسلم في: صحيحه (4/1753) إلاّ أنّه لم يسق لفظها، وساقه أبو عوانة في مستخرجه [5/68ب] وإسحاق بن يحيى الكلبيّ في نسخته (كما في الفتح 6/406) ومحمد بن الوليد الحمصيّ، أخرج روايته مسلم في: صحيحه (4/1752) .
ورواه صالح بن كيسان (كما في مستخرج أبي عوانة [5/69أ] ) ، ومحمد بن أبي حفصة (علّقه البخاريّ في صحيحه 4/258 عنه بصيغة الجزم) ، وابن مجمع (كما في: الفتح 6/406) ، وغيرهم، كلُّهم عن الزُّهريّ عن سالم عن ابن عمر، وفيه: (فرآني أبو لبابة، وَزيد بن الخطّاب) جمع بينهما لكن ليس في هؤلاء من يقارب الخمسة الّذين رووه بالشّكّ، إلاّ صالح بن كيسان (كما قاله الحافظ في: الفتح 6/402) .
ورواه البخاريّ في صحيحه وسيأتي بيان مواضعها، انظر ص/858 من أوجه عن ابن عمر أنّ الّذي رآه هو: أبو لبابة دون شكّ، واقتصر عليه.
وكذا عقّب مسلم في صحيحه (4/1754) الحديث برواية الشّكّ بإخراجه له من طرق عن ابن عمر بغير شكّ، وأنّه: أبو لبابة أيضا والله تعالى أعلم.(2/915)
يُطَارِدُ (1) حَيَّةً، فَقَاْلَ: "إِنَّهُ قَدْ نُهِيَ عَنْ ذَوَاتِ الْبُيُوْتَ (2) ".
قَالَ [الشَّيْخُ الْإِمَامُ] (3) أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ رَحِمَهُ اللَّهُ: "أَخْرَجَهُ مُسْلم فِي صَحِيحِهِ عَنْ عَمْرِو بْنِ محمَّد النَّاقِدِ عَنْ سُفيان بْنِ عُيينة (4) ، فكأنَّ شيخنا سمعه منه".
_________
(1) أي: يتّبع، ويطلب.
انظر: شرح النّوويّ على مسلم (14/231) ، والفتح (6/401) .
(2) أي: اللاّتي يوجدن في البيوت دون غيرها، وظاهره العموم في جميع البيوت.
وقيل: هو خاص ببيوت المدينة، فلا تقتل حيّاتها إلاّ بإنذارها، وأمّا حيّات غير المدينة فيندب قتلها من غير إنذار.
وقيل: يختصّ ببيوت المدن دون غيرها.
والقول الأوّل اختيار الإمام مالك يرحمه الله إلاّ أنّه يرى ذلك في حيّات بيوت المدينة آكد والله تعالى أعلم.
انظر: المُعْلم للمازريّ (3/109) ، وشرح النّوويّ على مسلم (14/230) ، والفتح (6/401) .
(3) زيادة من: (د) .
(4) صحيح مسلم (كتاب: السّلام، باب: قتل الحيّات، وغيرها) 4/1752 1753 رقم الحديث/2233.
والحديث رواه أيضا: البخاريّ في صحيحه (كتاب: بدء الخلق، باب: قول الله تعالى: {وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّة} ) 4/257- 258 ورقمه/105 عن عبد الله بن محمَّد عن هشام بن يوسف عن معمر عن الزُّهريّ به، بنحوه.
وَ (باب: خير مال المسلم غنم يتبع بها شَعَف الجبال) 4/260 ورقمه/116 عن عمرو بن عليّ عن ابن أبي عديّ عن أبي يونس القشيريّ عن ابن أبي مليكة عن ابن عمر به، بنحوه.
وفيه أيضا (4/260- 261 ورقمه/117) عن مالك بن إسماعيل،
وفي: (كتاب: المغازي، باب كذا دون ترجمة) 5/200 ورقمه/63 عن أبي النّعمان، كلاهما عن جرير بن حازم عن نافع عن ابن عمر به، بنحوه، مختصرًا.(2/916)
[125]- أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسين عَلِيُّ بْنُ محمَّد بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْران المعدِّل (1) قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسماعيل بْنُ محمَّد الصَّفَّارُ (2) قَالَ: ثنا عبد الكريم ابن الْهَيْثم (3) قَالَ: ثنا أَبو الْيَمَانِ (4) قال: أَنا شُعَيْب/ (أ [46/ب] ) بْنُ أَبي حَمْزة القُرَشيّ (5) عَنْ محمَّد بْنِ مُسْلم بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شِهَاب الزُّهريّ قَالَ: أَخبرني سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَر بْنِ الْخَطَّابِ أَنَّه قَالَ: "رَأَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْمَا إِذَا افْتَتَحَ/ (د [8/أ] ) التَّكْبِيْرَ فِي الصَّلاَةِ رَفَعَ يَدَيْهِ حِيْنَ (6) يُكَبِّرُ حَتَّى يَجْعَلَهُمَا حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ، ثُمَّ إِذَا كَبَّرَ لِلرُّكُوْعِ فَعَلَ ذَلِكَ، ثُمَّ إِذَا قَاْلَ: "سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ" فَعَلَ [مِثْلَ] (7) ذَلِكَ/وَقَاْلَِ: "رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ" وَلاَ يَفْعَلُ ذَلِكَ حِيْنَ يَسْجُدُ، وَلاَ حِيْنَ يَرْفَعُ رَأْسَهُ مِنَ السُّجُودِ".
_________
(1) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/62.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/245.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/537.
(4) هو: الحكم بن نافع، تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/534.
(5) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/564.
(6) في (أ) : "حتى"، وهو خطأ، وما أثبتّه من: (ج) ، وهو الصّحيح.
(7) ساقطة من: (أ) .(2/917)
قَالَ [الشَّيْخُ الإِمام] (1) أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ رَحِمَهُ اللَّهُ: "رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي صَحيحه عَنْ أَبي الْيَمَانِ الحَكَم بْنِ نَافع (2) ".
[126]- أَخبرنا أَبو محمَّد عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيى بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ السُّكّريّ (3) قَالَ: أنا إِسماعيل بْنُ محمَّد الصَّفَّارُ (4) قال: ثنا أحمد بن
_________
(1) زيادة من: (د) .
(2) صحيح البخاريّ (كتاب: الأذان، أبواب: صفة الصّلاة، باب: إلى أين يرفع يديه) 1/295 رقم الحديث/126 بنحوه، مختصرًا.
ورواه أيضا في الكتاب نفسه (باب: رفع اليدين في التّكبيرة الأولى مع الافتتاح سواء) 1/294 ورقمه/123 عن عبد الله بن مسلمة عن مالك،
وفي باب: (رفع اليدين إذا كبّر، وإذا ركع، وإذا رفع) 1/294- 295 ورقمه/124 عن محمَّد بن مقاتل عن عبد الله (هو: ابن المبارك) عن يونس (هو: ابن يزيد) كلاهما عن ابن شهاب به، بنحوه، مختصرًا.
ورواه في (باب: رفع اليدين إذا قام من الرّكعتين) 1/295- 296 ورقمه/127 عن عيّاش (هو: ابن الوليد) عن عبد الأعلى (هو: ابن عبد الأعلى) عن عبيد الله (هو: ابن عمر بن حفص) عن نافع عن ابن عمر به، بنحوه، مختصرًا أيضا.
ورواه مسلم في صحيحه (كتاب: الصّلاة، باب: استحباب رفع اليدين حذو المنكبين مع تكبيرة الإحرام، والرّكوع، وفي الرّفع من الرّكوع، وأنّه لا يفعله إذا رفع من السّجود) 1/292- 293 ورقمه/390 من حديث ابن عيينة، وابن جريج، وَعُقَيل (هو: ابن أبي خالد) ، ويونس (هو: ابن يزيد) كلّهم عن ابن شهاب به، بنحوه، مختصرًا كذلك.
(3) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/63-64.
(4) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/245.(2/918)
مَنْصُور الرَّمَاديّ (1) قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرّزّاق أَنا مَعْمَر عَنِ الزُّهريِّ قَالَ: أَخبرني حُمَيد بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْف (2) ، وَمحمّد بن النُّعمان بن بَشِيْر (3) عَنْ أَبيه النُّعمان بْنِ بَشِيْر قَالَ: جاْءَ بِي أَبِي بَشِيْرُ بنُ سَعْدٍ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْما يُشْهِدُهُ عَلَى نُحْلٍ (4) نَحَلَنِي، فَقَاْلَ: النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْليمَاً: "أَكُلَّ بِنِيْكَ نَحَلْتَ"؟ قَاْلَ: لاَ. فَأَبَى أَنْ يَشْهَدَ.
_________
(1) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/586.
(2) القرشيّ، أبو إبراهيم ويقال: أبو عبد الرّحمن، ويقال: أبو عثمان المدنيّ ... ثقة، مكثر. روى له: ع.
والأشبه أنّه مات سنة: خمس وَتسعين وقيل: خمس وَمائة، وهو غلط.
انظر: الطّبقات الكبرى لابن سعد (5/153- 155) ، والكاشف (1/353) ت/1253، والتّقريب (ص/182) ت/1552.
(3) الأنصاريّ، أبوسعيد الدّمشقيّ ... تابعيّ ثقة، من الثّالثة. روى له: خ، م، ت، س، ق. انظر: التأريخ الكبير (1/250) ت/797، وتأريخ الثّقات للعجليّ (ص/415) ت/1509، والتّقريب (ص/510) ت/6356.
(4) بضمّ النّون، بعدها حاء مهملة: العطيّة، والهبة، ابتداءً من غير عِوَض، ولا استحقاق.
انظر: النّهاية (باب: النّون مع الحاء) 5/29.
وهذا النُّحل كان غُلاما، جاء مبيّنا عند البخاريّ (3/312- 313) ، ومسلم (4/1241، 1242، 1244) في صحيحيهما.(2/919)
قَالَ [الشَّيْخُ الْإِمَامُ] (1) أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ رَحِمَهُ اللَّهُ: "أَخرجه البخاريُّ مِنْ حَدِيثِ مَالك بْنِ أَنس عَنِ الزُّهريّ (2) .
وَرَوَاهُ مُسْلم عَنْ إِسحاق بْنِ إِبراهيم (3) ، وَعَبْد بْنِ حُمَيْد/ (أ [47/أ] ) عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ (4) ، فكأنَّ شَيْخَنَا/ (ج [73/ب] ) أَبا محمَّد السُّكَّرِيَّ سَمِعَهُ مِنْ مُسْلم".
[127]- أَخبرنا أَبو الْفَتْحِ محمَّد بْنُ أَحمد بْنِ أَبي الْفَوَارِسِ الْحَافِظُ (5)) قَالَ: ثنا عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ محمَّد (6) قَالَ: ثنا أَبو
_________
(1) زيادة من: (د) .
(2) صحيح البخاريّ (كتاب: الهبة، باب: الهبة للولد) 3/312- 313 رقم الحديث/20 بنحوه.
ورواه أيضا في الكتاب نفسه (باب: الإشْهاد في الهبة) 3/313 ورقمه/21 عن حامد بن عمر عن أبي عوانة عن حصين (هو: ابن عبد الرّحمن السلميّ) ،
وفي: (كتاب: الشّهادات، باب: لا يَشْهد على شَهادة جَوْر إذا أُشْهد) 3/337 ورقمه/16 عن عبدان عن عبد الله (هو: ابن المبارك) عن أبي حيّان التّيميّ، كلاهما عن عامر الشّعبيّ عن النّعمان به، بنحوه، مطوّلاً.
(3) هو: ابن راهويه.
(4) صحيح مسلم (كتاب: الهبات، باب: كراهة تفضيل بعض الأولاد في الهبة) 3/1242.
(5) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/57.
(6) ابن نصر السَّقطيّ بفتح السّين المهملة، والقاف، وكسر الطّاء المهملة أبو محمَّد، البغدادي، المعروف بابن أبي روبا ... ثقة. مات سنة: ستّ وخمسين وثلاثمائة. انظر: تأريخ بغداد (11/124) ت/5819، والأنساب (3/263) ، والمنتظم (14/184) ت/2655.(2/920)
بَكْرٍ محمَّد بْنُ سُليمان بْنِ الْحَارِثِ (1) قَالَ: ثنا قُطْبَة بْنُ العَلاء بْنِ الْمِنْهَالِ الْغَنَوِيُّ (2) قَالَ: ثنا أَبي (3) عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبيه عَنْ عائِشة قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْليما: "مَنْ طَلَبَ مَحَاْمِدَ النَّاسِ بِمَعْصِيَةِ اللهِ عَزَّ، وَجَلَّ عَادَ حَامِدُهُ لَهُ ذَامَّا".
قَالَ [الشَّيخ الْإِمَامُ] (4) أَبو بَكْرٍ الخطيب رحمه الله:
_________
(1) الواسطيّ، المعروف بالباغنديّ ... ضعّفه الدّارقطنيّ (كما في: سؤالات الحاكم له ص/140 ت/179) ، وأبو الفتح محمَّد بن أبي الفوارس (كما في: تأريخ بغداد 5/299) .
وقال الدّارقطنيّ مرّة (كما في: تأريخ بغداد 5/299) : "لا بأس به".
وقال الخطيب (5/298) : "والباغنديّ مذكور بالضّعف، ولا أعلم لأيّة علّة ضُعّف، فإنّ رواياته كلّها مستقيمة، ولا أعلم في حديثه منكرًا". وقال الذّهبيّ في: (الميزان 5/17) : "لا بأس به". توفّي في آخر سنة: ثلاث وثمانين ومئتين.
(2) أبو سفيان، الكوفيّ ... أورده البخاريّ في: (الضّعفاء الصّغير ص/197 ت/304) وقال: "عن أبيه، وليس بالقويّ، وفيه نظر، ولا يصحّ حديثه".
وقال أبو حاتم (كما في: الجرح والتعديل 7/142 ت/792) : "شيخ يُكتب حديثه، ولا يُحتجّ به". وقال الذّهبيّ في: (الميزان 4/281 في نهاية ترجمة: فضيل بن عياض، ورقمها/6768) : "هالك". وانظر: المجروحين لابن حبّان (2/220) ، والضّعفاء والمتروكين لابن الجوزيّ (2/18) ت/2767.
(3) وثّقه أبو زرعة (كما في: الجرح والتعديل 6/361 ت/1992) ، والعجليّ في: (تأريخ الثّقات ص/343 ت/1174) ، وذكره ابن حبّان في: (الثّقات 8/502) . وأورده العقيليّ في: (الضّعفاء 3/343) ، وأورد حديثه هذا، وقال: "لا يتابع عليه، ولا يعرف إلاّ به". وقال الهيثميّ في: (مجمع الزّوائد 10/225) في الابن، وأبيه: "وكلاهما ضعيف".
(4) زيادة من: (د) .(2/921)
"هَذا حديثٌ غريبٌ مِنْ حَدِيثِ عُروة بْنِ الزُّبير عَنْ عائِشة أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ (1) ، وَمِنْ حَدِيثِ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبيه، لَا أَعلم رَوَاهُ غَيْرُ الْعَلَاءِ بْنُ المنهال الغنويّ عنه (2) ".
_________
(1) وتابع عروة في روايته لهذا الحديث جماعةٌ ... وسيأتي ذكرهم (انظر ص/961) .
(2) الحديث من طريق قطبة بن العلاء رواه أيضا: وكيع في: (أخبار القضاة 1/38) ، والخرائطيّ في: (مساوئ الأخلاق ص/111 ورقمه/231) ، وابن المطيريّ في: (حديثه [7/أ] ) ، وابن البختريّ في: (فوائده [12/أ] ) ، وابن الأعرابيّ في: (المعجم [82/أ] ) ، والعقيليّ في: (الضّعفاء 3/343) ، وابن عديّ في: (الكامل 6/53) ، وأبو الحسن بن الصلّت في: (حديث ابن عبد العزيز الهاشميّ [86/أ] ) ، وابن شاذان في: (الفوائد [1/118 أ] ) ، وابن بشران في: (الأمالي [144- 145] ) ، والقضاعيّ في: (الشّهاب 1/299 رقم/498) ، والبيهقيّ في: (الزّهد الكبير ص/331 ورقمه/887، 888) ، وغيرهم، كلّهم من طرق عنه به ...
وفيه: قطبة بن العلاء ضعيف (كما تقدّم ص/959) ، وأبوه متكلّم فيه (كما تقدّم ص/959 أيضا) ، ولا يتابع العلاء على رفعه للحديث عن هشام.
وخالفه: سفيانُ الثّوريّ (كما عند: التّرمذيّ في جامعه 4/527 رقم الحديث/2414، والعلل له أيضا ص/366) ، وعبد الله بن المبارك (أشار لروايته: ابن أبي حاتم في العلل 2/111 رقم/1827) فروياه عن هشام عن أبيه عن عائشة موقوفا، بنحوه إلاّ أنّ ابن المبارك قال: عن هشام عن رجل عن عروة.
قال أبو حاتم (كما في: العلل لابنه، الموضع المتقدّم) : "وهذا هو الصّحيح" أي: الموقوف.
وقال الألبانيّ في: تخريج شرح الطّحاوية (ص/268) عن سند التّرمذيّ: "سنده صحيح، رجاله كلّهم ثقات".
وروي الحديث مرفوعا من طريق أخرى عن عروة، فقد رواه: ابن حبّان في صحيحه (الإحسان 1/510 رقم الحديث/276) ، والقضاعيّ في: (الشِّهاب 1/300 رقم/499) ، ومُشْرق بن عبد الله في: (حديثه [5/أ] ، [61/ب] ) ، والبيهقيّ في: (الزّهد الكبير ص/333 ورقمه/892) كلّهم من طرق عن عثمان بن واقد عن أبيه عن محمَّد بن المنكدر عن عروة به ...
قال الألبانيّ في تخريجه للكتاب المتقدّم، الموضع نفسه: "وهذا سند حسن، رجاله كلّهم ثقات معروفون، وفي عثمان بن واقد كلام، لا ينزل حديثه عن رتبة الحسن، وفي: التّقريب [ص/387 ت/4526] : صدوق ربّما وهم".
هذا وجاء الحديث من طرق أخرى عن عائشة مرفوعا، وموقوفا، وهي كالتّالي:
الطّريق الأولى: طريق عامر الشعبيّ عنها ...
رواها: ابن أبي شيبة في: (المصنّف 6/153 ورقمها/2) ، وأبو داود في: (الزّهد ص/285 ورقمها/337) ، ووكيع في: (أخبار القضاة 1/38) ، كلّهم من طرق عن زكريّا بن أبي زائدة عن عبّاس بن ذريح عنه عن عائشة به موقوفا ... وهذا إسناد صحيح.
ورواه وكيع في: (الزّهد 3/844 ورقمه/523) ومن طريقه: الإمام أحمد في: (الزّهد أيضا ص/241 ورقمه/915) عن زكريّا عن عامر به، ولم يذكر فيه: ابن ذريح، فلعلّ زكريّا سمعه على الوجهين، فحدّث به تارة كذا، وتارة كذا والله أعلم.
وروي مرفوعا من طريق أخرى عن زكريّا ... فرواه الحميديّ في: (المسند 1/129 رقم الحديث/266) ومن طريقه: البيهقيّ في الزّهد (ص/331 ورقمه/886) وأبو داود في: (الزّهد ص/283- 284 رقم/236) عن عبد الله بن محمَّد الزُّهريّ،
وأبو بكر محمَّد بن أحمد المعدّل في: (أماليه [6/أ] ) بسنده عن عبد الجبّار ابن العلاء ثلاثتهم عن سفيان (هو: ابن عيينة) عن الشّعبيّ عن عائشة به ... فإذا صحّ سماع الشّعبيّ من عائشة فهذا إسناد حسن، فيه: عبد الله بن محمَّد، صدوق (انظر: التّقريب ص/321 ت/3589) ، (وانظر حول سماع الشّعبيّ من عائشة: التّأريخ لابن معين رواية الدّوريّ (2/286) ، وسؤالات الآجريّ أبا داود [5/545 ت/1037] .
الطريق الثّانية: طريق القاسم عنها ...
رواها: أبو داود في: (الزُّهد أيضا ص/277 رقم الحديث/329) ، والبيهقيّ في: (الأسماء والصّفات 2/474 ورقمها/1059) من طرق عن غندر عن شعبة عن واقد بن محمَّد عن ابن أبي مليكة عنه عن عائشة به موقوفا ...
وأخرجه عبد بن حميد في مسنده (المنتخب ص/440 رقم/1524) ، ووكيع في: (أخبار القضاة 1/38) ، وابن حبّان في صحيحه (الإحسان 1/511 رقم الحديث/277) ، وابن شاذان في: (فوائده [2/7أ- ب] ) ، والبيهقيّ في: (الزّهد الكبير ص/332- 333 ورقمه/890، 891، والأسماء والصّفات 2/267) ، وابن حجر في: (الأمالي المطلقة ص/119) كلّهم من طرق عن عثمان ابن عمر عن شعبة به ... قال البيهقيّ: "ربما رفعه عثمان، وربّما لم يرفعه"، وقال ابن حجر: "هذا حديث صحيح ... وإسناده على شرط الشّيخين، ولم يخرجاه من هذا الوجه..".
وجاء أيضا من طريق النّضر بن شميل عن شعبة عن محمَّد بن عبيد الله بن أبي مليكة عن القاسم به،
انظر: العلل الكبير للتّرمذيّ (2/837) ، وعلل الدّارقطنيّ [5/42 أ] .
الطرّيق الثّالثة: طريق عبّاس بن ذَريح عنها:
رواها ابن المبارك في: (الزّهد 1/235 رقم/189) عن عنبسة بن سعيد عنه عن عائشة به موقوفا ...
وهذا إسناد منقطع، عبّاس لم يسمع من عائشة، بينه وبينها الشّعبيّ (كما تقدّم ص/865، وانظر: تهذيب الكمال 14/210 ت/3119) .
الطّريق الرّابعة: طريق معمر عنها:
رواها: عبد الرّزّاق في: (المصنّف 11/451) عنه به موقوفا أيضا..
وهذا معضل بين معمر وعائشة (انظر: تهذيب الكمال 28/303 ت/6104، وجامع التّحصيل ص/283 ت/786) .
الطّريق الخامسة: رجل عنها: رواها ابن المبارك في: (الزّهد 1/234 رقم/188) ومن طريقه: التّرمذيّ في جامعه (4/527 رقم/2414) عن عبد الوهّاب بن الورد عن رجل عنها به، مرفوعا ...
قال العراقيّ في: تخريج الإحياء (2/1007) : "في سند التّرمذيّ من لم يسمّ".
وقال الألبانيّ في: تخريجه لشرح الطّحاويّة (ص/268) : "إسناده ضعيف؛ لجهالة الرّجل الّذي لم يسمّ".
هذا، وقال العقيليّ في: (الضّعفاء 3/343) عن الحديث: (ولا يصحّ في الباب مسندًا، وهو موقوف من قول عائشة) اه.
وشطر كلامه الأوّل لعلّه صحيح باعتبار طريق بعينها، وإلاّ فلا، فإن المرفوع بمجموع طرقه لا ينزل عن درجة الصّحيح لغيره، وقد قال الألبانيّ في الكتاب الآنف الذّكر (ص/269) :
(الصّواب عندي أنّ الحديث صحيح موقوفا، ومرفوعا، أمّا الموقوف فظاهر الصّحّة، وأمّا المرفوع فلأنّه جاء من طريق حسنة عن عثمان بن واقد، فإذا انضمّ إليه طريق التّرمذيّ ارتقى الحديث إن شاء الله إلى درجة الصّحيح) اه.
وهذا وجيه، خصوصا إذا أضفنا إلى المرفوع طريق سفيان عن زكريّا، وطريق عثمان بن عمر عن شعبة، وطريق عبد الوهّاب بن الورد، المتقدّم ذكرها والله تعالى أعلم.(2/922)
[128]- أَخبرنا أَبو الْقَاسِمِ إِسماعيل بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَلِيٍّ البُنْدار (1) قَالَ: أَنا أَبو سَهْل/ (د [8/ب] ) أَحْمَدُ بْنُ محمَّد بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ الْقَطَّانُ (2) قَالَ: ثنا محمَّد بْنُ غَالِبِ بْنِ حَرْب (3) قَالَ: ثنا حَفْص بْنُ عُمَر
_________
(1) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/64.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/589.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/556.(2/925)
الكَبْر (1) قَالَ: ثنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبيه عَنْ عَائِشَةَ [رضي الله عنها] (2) قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْليما: "غَيِّرُوا الشَّيْبَ، وَلاَ تَشَبَّهُوا بَالْيَهُوْدِ".
قَالَ [الشَّيْخُ الْإِمَامُ] (3) أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ رَحِمَهُ اللَّهُ: "هَذَا حديثٌ غريبٌ مِنْ حَدِيثِ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبيه عَنْ عَائِشَةَ، تفرَّد بروايته عنه حَفْص بْنُ عُمَر الكَبْر (4) .
ورُوي عن/ (ج37/أ] ) سُفْيَانَ بْنِ سَعِيدٍ الثَّوْرِيِّ أَيْضًا عَنْ هِشَامٍ كَذَلِكَ، أَخبرناه: أَبو الْفَتْحِ محمَّد بْنُ أَحمد بْنِ أَبي الفوراس (5) قَالَ: ثنا الْقَاضِي أَبو بَكْرٍ محمَّد بْنُ عُمَرَ بْنِ سلْم بْنِ البراءِ (6) وَمحمّد بْنُ جَعْفر
_________
(1) بالفتح، وسكون الموحدة ويقال: "الكفر" بالفاء الكوفيّ ...
قال ابن الجوزيّ في: (الضّعفاء والمتروكين 1/223 ت/939) : "قال يحيى: ليس بشيء، وقال مرّة: ليس بثقة ولا مأمون، أحاديثه كذب".
وقال الأزديّ: "متروك الحديث".
وقال ابن حبّان في: (المجروحين 1/259- 260) : (لا يجوز الاحتجاج بخبره) .
وانظر: الكامل (2/387) ، وتأريخ بغداد (8/202) ت/4316، والميزان (2/86) ت/2134.
(2) زيادة من: (ج) .
(3) زيادة من: (د) .
(4) أشار إليه من رواية حفْص عن هشام أيضا: المزّيّ في: (تهذيب الكمال 25/497) .
(5) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/57.
(6) هو: محمَّد بن عمر بن محمَّد بن سلم التّميميّ، القاضي، المعروف بابن الجعابيّ.
ذكر الدّارقطنيّ (كما في: سؤالات الحاكم له ص/154 ت/225) أنّه تغيّر، واتّهمه في الحديث.
وقال الخطيب في: (تأريخه 3/26 ت/953) : ".. وكان كثير الغرائب، ومذهبه في التّشيّع معروف".
وأورده الذّهبيّ في: (المغني 2/620 ت/5871) ، وقال: ".. مشهور محقّق، لكنّه رقيق الدين، تالف". مات سنة: خمس وخمسين وثلاثمائة.
وانظر: لسان الميزان (5/322) ت/1063.(2/926)
الْخَيَّاطُ (1) قَالَا: ثنا عبْدان (2) قَالَ: ثنا زَيْدُ بْنُ الحَرِيش (3) قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاء (4) قَالَ: ثنا سُفْيان الثَّوْرِيُّ عَنْ هِشَام بْنِ عُرْوة عَنْ أَبيه
_________
(1) لم أقف على ترجمة له.
(2) الجواليقيّ، أبو محمد، البغداديّ ... ثقة. مات سنة: ستّ وثلاثمائة.
انظر: تأريخ بغداد (9/378) ت/4955، والمنتظم (13/184) ت/2148، والألقاب للسّخاويّ [104 أ] .
(3) بفتح الحاء المهملة، وكسر الرّاء المخفّفة، وفي آخرها شين معجمة الأهوازيّ، نزيل البصرة ...
ذكره ابن حبّان في: (الثّقات 8/251) ، وقال: "ربّما أخطأ".
وقال ابن القطّان (كما في: ذيل الميزان للعراقيّ ص/254 ت/407) : "مجهول الحال". مات سنة: إحدى وأربعين ومئتين.
وانظر: تأريخ مولد العلماء (2/531) ، والإكمال (2/422) .
(4) أبو عمران، البصريّ، ثمّ المكّيّ.. ثقة، ذهبت كتبه فكان يكتب من حفظه، فوجدت بعض المناكير في رواياته، ولذا ضعّفه يحيى في رواية عنه، وضعّفه الإمام أحمد، وأبو حاتم، وأبو زرعة (كما في: الجرح والتعديل 5/54- 55 ت/254) ، والنّسائيّ (كما في: تهذيب الكمال 14/503) ، ووصفه الذّهبيّ في: (الميزان 3/135 ت/4308) بأنّه صدوق، ورمز له بصح. روى له: ر، م، د، س، ق. ومات في حدود: التّسعين ومائة. وانظر: الطّبقات الكبرى (5/500) ، والضّعفاء (2/252) ، والتّقريب (ص/302) ت/3313.(2/927)
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْليما: "غَيِّرُوا الْشَّيْبَ، وَلاَ تَشَبَّهُوا بِالْيَهُوْدِ".
قَالَ [الشَّيْخُ الْإِمَامُ] (1) أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ رَحِمَهُ اللَّهُ: "وَهُوَ غريبٌ جِدًّا مِنْ حَدِيثِ سُفْيان الثَّوْرِيِّ، تفرَّد بِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ الْمَكِّيُّ عَنْهُ، وَلَمْ يَرْوِهِ عَنِ ابْنِ رَجَاءٍ إِلاَّ زيدُ بْنُ الحَرِيش، وَلَا عَنْ زيدٍ إِلاَّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحمد بْنِ مُوسَى (2) الْمَعْرُوفُ بعَبْدان الأَهْوازيّ، ورواه عنه يَحْيى بن محمَّد بن صاعد (3) .
_________
(1) زيادة من: (د) .
(2) أشار لهذه الرّواية: الدّارقطنيّ في: (علله 4/235) .
(3) ابن كاتب الهاشميّ، أبو محمد، البغداديّ ... ثقة إمام. مات سنة: ثمان عشرة وثلاثمائة. انظر: فهرست النّديم (ص/325) ، والإرشاد للخليليّ (ص/193) ، وتأريخ بغداد (14/731) ت/7537.
روى الحديث من طريقه: الخطيب في: (تأريخه 9/378) عن أبي طالب عمر ابن محمَّد النّجّار عن عمر بن أحمد الواعظ عنه به.
وأبو طالب النّجّار له ترجمة في: (التّأريخ أيضا 11/275 ورقمها/6046) وهو صدوق، لكن يبقى الإسناد ضعيفا من أجل زيد بن الحريش (انظر ص/965) .
هذا، وتابع ابنَ الجعابيّ، ومحمدَ بن جعفر في روايتهما عن عَبْدان: أبو بكر المقرئ، أخرج روايته: الخطيب في: (تأريخه أيضا 5/405، 9/378) عن أبي طالب الدّسكريّ عنه به.
وتابع سفيانَ بمثل روايته عن هشام اثنان ...
أوّلهما: أبو مروان يحيى بن أبي زكريّا الغسّانيّ، رواه: الطّبرانيّ في: (الأوسط 2/133 برقم/1252) عن أحمد بن محمَّد السِّمَّريّ عن محمَّد بن حرب النّسائيّ عنه به ... وقال: "لم يرو هذا الحديث عن يحيى إلاّ محمَّد".
والسِّمَّريّ ترجم له الخطيب (4/403) ، ولم يذكر فيه جرحا، ولا تعديلاً، ويَحْيى ضعيف ...
انظر: الجرح والتعديل (9/146) ت/614، والمجروحين (3/126) .
والآخر: حفص بن عمر الحبطيّ ... أشار لروايته: الدّارقطنيّ في: (علله 4/235) ، والخطيب في: (تأريخه 5/405) .
والحبطيّ ليس بشيء.
انظر: التّأريخ لابن معين رواية: الدّوريّ (2/121) ، ولسان الميزان (2/325) ت/1328.(2/928)
وَرَوَى هَذَا الْحَدِيثَ أَيضا: أَبو يَحْيى محمَّد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كُنَاسَة (1) الْأَسَدِيُّ (2) عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ عُثْمان بْنِ عروة بن
_________
(1) بضمّ الكاف، وتخفيف النّون، وبمهملة هو لقب لأبيه عبد الله، وقيل: لقب جدّه، واسمه: عبد الأعلى ...
انظر: تهذيب الكمال (25/492) ت/5353.
(2) ويقال: أبو عبد الله الكوفيّ ... وثّقه الجمهور (انظر: التّهذيب 9/259) ، وقال أبو حاتم (كما في: الجرح والتعديل 7/300 ت/1628) : "كان صاحب أدب، يكتب حديثه، ولا يحتجّ به".
وكأنّه من أجل هذا قال فيه الحافظ في: (التّقريب ص/488 ت/6027) : "صدوق، عارف بالآداب". وهو إلى التّوثيق أقرب والله تعالى أعلم.
روى له: س. ومات سنة: سبع ومئتين على الصّحيح.
وانظر: الإرشاد للخليليّ (ص/183 184) .(2/929)
الزُّبير (1) عَنْ أَبيه عَنِ الزُّبير عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْليما (2) .
وَلَمْ يُتَابِع ابنَ كُنَاسَة عَلَى هَذَا الْقَوْلِ أحدٌ (3) .
وَرَوَاهُ عِيْسى بْنُ يونُس (4) عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبيه عَنِ ابْنِ عُمَر عن النَّبيِّ
_________
(1) الأسديّ ... ثقة، قليل الحديث. روى له: خ، م، د، س، ق. ومات قبل: الأربعين ومائة. انظر: الطّبقات الكبرى لابن سعد (القسم المتمّم لتابعي أهل المدينة ومن بعدهم) ص/228، وتأريخ خليفة (ص/419) ، والتّقريب (ص/385) ت/4501.
(2) روى حديث ابن كناسة جماعة منهم: الإمام أحمد في: (مسنده 1/165) ، والنّسائيّ في: (سننه 8/137- 138 برقم/5074، وسننه الكبرى 5/415 برقم/9345) ، وأبو يعلى في: (مسنده 2/42 برقم/681) ، وأبو نعيم في: (حليته 2/180) ومن طريقه: المزّيّ في: تهذيب الكمال (25/496) ، والسّمرقنديّ في: (فوائده [7/ب] ) ، والخطيب في: (تأريخه 5/404- 405) ، وأشار إليها الدّارقطنيّ في: (علله 4/235) ، كلّهم من طرق عنه به ... قال أبو نعيم: "غريب من حديث عروة، تفرّد به ابن كناسة.." وسقط من الإسناد في كتابه عثمانَ بن عروة، وهو مذكور في تهذيب الكمال من طريقه.
(3) وكذلك قال الدّارقطنيّ في: (علله 4/235) .
وذكر النّسائيّ في: (السّنن 8/138، والسّنن الكبرى 5/415) بأنّه غير محفوظ من طريق ابن كناسة. والمحفوظ هو الإرسال، كما نقله الخطيب في: (تأريخه 5/405) بسنده عن الدّوريّ عن ابن معين.
(4) ابن أبي إسحاق السّبيعيّ بفتح المهملة، وكسر الموحدة الشّاميّ ... ثقة مأمون. روى له: ع. مات سنة: سبع وثمانين ومائة وقيل بعد ذلك.
انظر: التّقريب (ص/441) ت/5341.(2/930)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْليما (1) .
وتفرَّد عِيْسى أَيضا بِهَذَا الْقَوْلِ (2) .
وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ بِشْر الْعَبْدِيُّ (3) عن هشام/ (ج [37/ب] ) عَنْ أَخيه عُثمان بْنِ عُرْوَةَ [عَنْ عُرْوَةَ] (4) عَنِ النَّبيِّ صَلَّى الله عليه وسلّم/ (د [9/أ] ) تَسْليما/ (أ [48/أ] ) مُرْسَلاً (5) .
وَرَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمير (6) عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبيه عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم تَسْليما (7) .
_________
(1) روى حديث عيسى جماعة منهم: النّسائيّ في: (سننه 8/137 برقم/5073، وسننه الكبرى 5/415 برقم/9344) ، والخطيب في: (تأريخه 4/77) كلاهما من طرق عنه به ...
وجاء في (ج) بعد قول الخطيب: ".. عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا": "مرسلاً" وهو خطأ.
(2) وبمثل هذا قال في: (تأريخه 4/77) .
وقال نحو ذلك النّسائيّ في: (سننه 8/138، وسننه الكبرى 4/415) عقب إخراجه للروايتين المتقدمتين، ووافقه الحافظ في: (الفتح 10/367) .
(3) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/660.
(4) ساقطة من: (أ) ، ومثبتة في: (ج) .
(5) رواه من هذا الطّريق: الخطيب في: (تأريخه أيضا 5/405- 406) عن أبي بكر المقرئ عن أحمد بن جعفر بن حمدان (وهو: القطيعيّ) عن عبد الله ابن الإمام أحمد عن أبيه عنه به ... وهذا إسناد صحيح.
(6) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/761.
(7) رواه من طريق ابن نمير: الخطيب في (تأريخه 5/406 أيضا) عن الحسن ابن عليّ التّميميّ عن عمر بن أحمد الواعظ عن أبي بكر بن أبي شيبة عن عليّ بن شعيب عنه به.
والحسن بن عليّ هو المعروف بابن المُذْهِب صدوق إن شاء الله وقد خلط في بعض سماعاته شيئا ...
انظر: تأريخ بغداد (7/390) ت/3927، ووالمغني للذّهبيّ (1/163) ت/1440.(2/931)
وَالْإِرْسَالُ هُوَ الصَّواب (1) وَاللَّهُ أَعْلَمُ" (2) .
[129]- أَخبرنا أَبو أَحمد عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ محمَّد بْنِ أَحمد الْفَرَضِيُّ (3) قَالَ: ثنا يُوسف بْنُ يَعقوب الأَزْرق (4) قال: ثنا جَدِّي وَهُوَ: إِسحاق بْنُ البُهْلول التَّنُوخِيُّ (5) قَالَ: ثنا سُفيان عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبي سَلَمَةَ (6) عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْليما: "منْ صَاْمَ رَمَضَاْنَ إِيْمَانا وَاحْتِسَابا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ
_________
(1) وصوّب ارساله أيضاً: الدّارقطنيّ في: (علله 4/235) .
(2) وفي الباب عن جابر، وأبي هريرة، وابن سمرة، وأبي ذرّ، وابن عبّاس، وابن عمر، وأبي الطّفيل، وغيرهم، اتّفق عليه الشيخانِ من حديث أبي هريرة رضي الله عنه فرواه البخاريّ في: (كتاب: الأنبياء، باب: ما ذكر عن بني إسرائيل) 4/328 ورقمه/255.
وفي: (كتاب: اللّباس، باب: الخضاب) 7/295 ورقمه/114.
ورواه مسلم في: (كتاب: اللّباس والزّينة، باب: في مخالفة اليهود في الصّبغ) 3/1663 ورقمه/2103.
(3) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/48.
(4) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/505.
(5) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/505.
(6) هو: ابن عبد الرّحمن بن عوف.(2/932)
ذَنْبِهِ. وَمنْ قَاْمَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيْمَانا وَاحْتِسَابا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ (1) ".
قَالَ [الشَّيْخُ الْإِمَامُ] (2) أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ رَحِمَهُ اللَّهُ:
"أَخرجه البخاريُّ فِي كِتَابِهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ عَنْ سُفيان بْنِ عُيينة (3) .
_________
(1) قوله: "ومن قام ليلة القدر ... " الحديث، ليس في (ج) .
(2) زيادة من: (د) .
(3) صحيح البخاريّ (كتاب: صلاة التّراويح، باب: فضل ليلة القدر) 3/99 رقم الحديث/120.
وروى نحو شطره الأوّل في: (كتاب: الإيمان، باب: صوم رمضان احتسابا من الإيمان) 1/28 ورقمه/37 عن ابن سلام عن محمَّد بن فضيل عن يحيى ابن سعيد،
وبنحوه في: (كتاب: الصّوم، باب: من صام رمضان أيمانا، واحتسابا، ونيّة) 3/61 ورقمه/11 عن مسلم بن إبراهيم عن هشام (هو: الدّستوائيّ) عن يحيى (هو: ابن أبي كثير) ،
وفي: (كتاب: صلاة التّروايح، باب: فضل من قام رمضان) 3/97 ورقمه/115 عن يحيى بن بكير عن اللّيث عن عُقيل، وتحت الرّقم/116 عن عبد الله ابن يوسف عن مالك، كلاهما عن الزُّهريّ، ثلاثتهم (يحيى بن سعيد، وابن أبي كثير، والزّهريّ) عن أبي سلمة به ...
إلاّ أنّ في حديث الزُّهريّ: "من قام رمضان..".
ورواه في: (كتاب: الإيمان أيضا باب: قيام ليلة القدر من الإيمان) 1/27 ورقمه/34 عن أبي اليمان عن شعيب عن أبي الزّناد عن الأعرج عن أبي هريرة، بنحو شطره الثّاني.
و (باب: تطوّع قيام رمضان من الإيمان) 1/27 ورقمه/36 عن إسماعيل (هو: ابن أبي أويس) عن مالك، بنحو حديث عبد الله بن يوسف عنه.(2/933)
فكأَنَّ شَيْخَنَا أَبا أَحمد سَمِعَهُ مِنْهُ".
[130]- أَخبرنا أَبو عُمر عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ محمَّد بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَهْدِيٍّ (1) قَالَ: ثنا الْقَاضِي أَبو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسماعيل الْمَحَامِلِيّ (2) إِمْلَاءً قَالَ: ثنا يَعقوب بْنُ إِبراهيم (3) قَالَ: ثنا عِيْسَى بْنُ يُونُس (4) قَالَ: أَنا الأَعمش عَنْ إِبراهيم (5) عَنْ هَمَّام (6) قال: "بَاْلَ جَرِيْرٌ (7) ، وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْه" أَو قَاْلَ: "جَوْرَبَيْهِ". قَاْلَ عِيْسَى: أَنَا أَشُكُّ. "فَقِيْلَ لَهُ: يَا أَبَا عَمْروٍ، أَتَفْعَلُ هَذَا وَقَدْ بُلْتَ؟ قاْلَ: وَمَا يَمْنَعُنِي، وَقدْ رَأَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْمَا يَمْسَحُ عَلَى خُفَّيْهِ. فَكَانَ أَصْحابُ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْما يُعْجِبُهُمْ
_________
(1) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/54.
(2) تقدّمت ترجمته أيضاً.. . انظر ص/492.
(3) تقدّمت ترجمته أيضاً.. . انظر ص/670.
(4) تقدّمت ترجمته أيضاً.. . انظر ص/930.
(5) هو: النّخعيّ.
(6) ابن الحارث النّخعيّ، الكوفيّ ... ثقة، عابد. روى له: ع.
ومات سنة: خمس وستّين وقيل قبلها بسنتين. انظر: الجرح والتعديل (9/106) ت/452، والتّقريب (ص/574) ت/7316.
(7) هو: ابن عبد الله البجليّ رضي الله عنه.(2/934)
ذَلِكَ؛ لأَنَّ إِسْلاَمَهُ كَانَ بَعْدَ نُزُوْلِ الْمَائِدَةِ (1) ".
قَالَ [الشَّيْخُ الإِمام] (2) أَبو بكر الخطيب رحمه الله:/ (أ [48/ب] )
(أَخرجه البخاريُّ من طريق شُعْبة عن الأَعْمَش (3) ./ج [39/أ]
وَرَوَاهُ مُسْلم عَنْ إِسحاق بْنِ إِبراهيم (4) ، وَعَلِيِّ بْنِ خَشْرَم (5) ، جَمِيعًا
_________
(1) في صحيح البخاريّ (1/173) : "قال إبراهيم: فكان يعجبهم؛ لأن جريرًا كان آخر من أسلم".
وفي صحيح مسلم (1/228) نحوه. وفيه أيضا: "فكان أصحاب عبد الله [هو: ابن مسعود] يعجبهم هذا الحديث ... " إلخ.
وذلك لأنّ بعض من أنكر المسح على الخفّين تأوّل مسح النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان قبل نزول آية الوضوء الّتي في المائدة، فيكون منسوخا، وجرير رضي الله عنه إنّما أسلم بعد نزولها، وذكر في حديثه هذا أنّه رأى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم مسح عل الخفّين بعد ذلك، فكانوا يعجبهم هذا الحديث؛ لأنّ فيه ردًّا على أصحاب التّأويل المذكور.
انظر: جامع التّرمذيّ (1/157- 158) ، والتّمهيد (11/134- 141) ، والفتح (1/590) .
(2) زيادة من: (د) .
(3) صحيح البخاريّ (كتاب: الصّلاة، باب: الصّلاة في الخفاف) 1/173 رقم الحديث/53 عن آدم (هو: ابن أبي إياس) عن شعبة به، بنحوه.
(4) هو: ابن راهويه.
(5) بمعجمتين أبو الحسن، المروزيّ ... ثقة.
روى له: م، ت، س. ومات سنة: سبع وخمسين ومئتين أو بعدها.
انظر: الكنى لمسلم (1/231) ت/769، والتّقريب (ص/401) ت/4729.(2/935)
عَنْ عِيْسى بْنِ يونُس (1) . فكأَنَّ شَيْخَنَا أَبا عُمَر بْنَ مَهْدِيٍّ سَمِعَهُ مِنْ مُسْلم".
[131]- أَخبرنا أَبو محمَّد عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ يَحْيى الْبَيِّعُ (2) قَالَ: ثنا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الحسين بن إِسماعيل المحامليّ (3) /د [9/ب] قَالَ: ثنا محمَّد بْنُ الْوَلِيدِ البُسْريّ (4) قَالَ: ثنا محمَّد بْنُ جَعْفر غُنْدَُر (5)) قَالَ: ثنا شُعْبة عَنْ عُبَيْد أَبي الْحَسَنِ (6) قَالَ: سمعت عبد الله ابن أَبي أَوْفَى قَالَ:
كَانَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلميا يَقُولُ: "اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ مِلْءَُ السّمَاوَاْتِ، وَمِلْءَُ الأَرْضِ، وَمِلُءَُ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ".
_________
(1) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/933.
والحديث في الصّحيح في: (كتاب: الطّهارة، باب: المسح على الخفّين) 1/228.
(2) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/52.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/492.
(4) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/594.
(5) في (ج) : "يعني: غندر".
وفي (د) : "محمَّد يعني: ابن جعفر، غندر".
(6) هو: عُبيد بن الحسن المزنيّ ويقال: الثّعلبيّ الكوفيّ ... ثقة، من الخامسة. روى له: م، د، ق.
انظر: الجرح والتعديل (5/405) ت/1873، والكاشف (1/689) ت/3612، والتّقريب (ص/376) ت/4367.(2/936)
قَالَ [الشَّيْخُ الإِمام] (1) أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ رَحِمَهُ اللَّهُ: "انْفَرَدَ مُسْلم بإِخراجه، فَرَوَاهُ عَنْ محمَّد بْنِ المُثنّى (2) ، وَمحمّد بْنِ بَشَّار (3) عَنْ غُنْدَُر (4) ، فكأنَّ شَيْخَنَا سَمِعَهُ مِنْهُ".
[132]- أَخبرنا أَبو عَبْدِ اللَّهِ أَحمد بْنُ محمَّد بْنِ يُوسُفَ بْنِ دُوْست الْبَزَّازُ (5) قَالَ: أَنا محمَّد بْنُ جَعْفر المَطِيْريَ (6) قَالَ: ثنا الحسن بن علي ابن عَفّان (7) قَالَ: ثنا ابْنُ نُمَيْر (8) عَنِ الأَعْمَش عَنْ أَبي صَالِحٍ (9) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْليما: "ذَرُوْنِي مَا تَرَكْتُكُمْ، فَإِنَّمَا هَلَكَ (10) مَنْ كَاْنَ قَبْلَكُمْ
_________
(1) زيادة من: (د) .
(2) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/492.
(3) العبديّ، أبو بكر، البصريّ ... ثقة. روى له: ع. ومات سنة اثنتين وخمسين ومئتين. انظر: الثّقات للعجليّ (ص/401) ت/1435، والتّقريب (ص/469) ت/5754.
(4) صحيح مسلم: (كتاب: الصّلاة، باب: ما يقول إذا رفع رأسه من الرّكوع) 1/346 347.
(5) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/50.
(6) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/506.
(7) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/526.
(8) هو: عبد الله، تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/761.
(9) هو: ذكوان بن عبد الله، تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/634.
(10) في (أ) : "فإنّما هلك من هلك"، وما أثبتّه من: (ج) ، وهو الصّحيح.(2/937)
بِسُؤَالِهِمْ، وَاخْتِلاَفِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ، فَإِذَا أَمَرْتُكُمْ/ (ج [39/ب] ) بِشَيْءٍ فَخُذُوا/ (أ [49/أ] ) مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ، وَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَانْتَهُوا".
قَالَ [الشَّيْخُ الْإِمَامُ] (1) أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ رَحِمَهُ اللَّهُ: "انْفَرَدَ مُسْلم بإِخراجه فِي صَحِيحِهِ، فَرَوَاهُ عَنْ محمَّد بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْر (2) عَنْ أَبِيهِ (3) ، فكأَنَّ شَيْخَنَا أَبا عَبْدِ اللَّهِ سَمِعَهُ مِنْهُ".
[133]- أَخبرنا أَبو نَصْر أَحمد بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدُوس الْجَصَّاصُ الأَهوازيّ (4) قَالَ: ثنا أَبو الْقَاسِمِ سُليمان بْنُ أَحمد بْنِ أَيّوب الطَّبَرَانِيُّ قَالَ: ثنا أَحمد بْنُ إِسحاق بْنِ إِبراهيم بْنِ نُبَيْط بْنِ شَريط الأَشجعيّ (5) صاحبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْليما قَالَ: حَدَّثَنِي أَبي إِسحاق بْنُ إِبراهيم (6) عَنْ أَبيه إِبراهيم بْنِ نُبَيط (7) عن أَبيه نُبيط
_________
(1) زيادة من (د) .
(2) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/508.
(3) صحيح مسلم (كتاب: الفضائل، باب: توقيره صلّى الله عليه وسلّم وترك إكثار سؤاله عمّا لا ضرورة إليه، أو لا يتعلّق به تكليف، وما لا يقع، ونحو ذلك) 4/1831.
وانظر: (كتاب: الحج، باب: فرض الحجّ مرّة في العمر) 2/975 رقم الحديث/1337.
(4) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/49.
(5) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/605.
(6) انظر ص/605.
(7) انظر ص/605.(2/938)
ابن شَريط قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْليما: "إِذَاْ ولِدَ لِلرَّجُلِ ابْنَةٌ بَعَثَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مَلاَئِكَةً يَقُوْلُونَ: السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ، يَكْتَنِفُوْنَهَا (1) بِأَجْنِحَتِهِمْ، وَيَمْسَحُوْنَ بِأَيْدِيْهِمْ عَلَى رَأْسِهَاْ، وَيَقُوْلُوْنَ: ضَعِيْفَةٌ/ (د [10/أ] ) خَرَجَتْ مِنْ ضَعِيْفٍ، الْقَيِّمُ عَلَيْهَا (2) مُعَاْنٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ".
قَالَ [الشَّيْخُ الْإِمَامُ] (3) أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ رَحِمَهُ اللَّهُ: "هَذَا حديثٌ غريبٌ مِنْ حَدِيثِ نُبَيط بْنِ شَريط الأَشجعيّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْليما، لَا أَعلم رَوَاهُ عَنْهُ إِلاّ وَلَدُهُ، وَمَا كَتَبْنَاهُ إِلاّ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ" (4) .
_________
(1) أي: يحيطونها بها من جانبيها.
انظر: النّهاية (باب: الكاف مع النّون) 4/205.
(2) أي: الّذي يقوّمها، ويسوس أمرها.
انظر: لسان العرب (حرف: القاف، فصل: الميم) 12/502.
(3) زيادة من (د) .
(4) الحديث من طريق أحمد بن إسحاق رواه أيضا: الطّبرانيّ في: (المعجم الصّغير ص/60 61 رقم الحديث/64) عنه به، وعزاه ابن عرّاق في: (تنزيه الشّريعة 2/217) إلى أبي نعيم في: الحلية ...
قال الطّبرانيّ وقد ذكر غيره: "لا تروى هذه الأحاديث عن نبيط إلا بهذا الإسناد، تفرد به ولده عنه"اهـ.
وهو حديث لا يصح في إسناده: أحمد بن إسحاق، كذّاب، حدّث عن آبائه بنسخة فيها بلايا.
وأبوه، وجدّه مجهولان (انظر ص/546) ، وانظر: مجمع الزّوائد (1/146، 8/156) .
وجاء الحديث بمعناه من طريق عليّ، وأنس رضي الله عنهما ...
أمّا حديث عليّ، فروي عنه من طريقين:
الأولى: طريق جنادة الكنديّ: رواها ابن الجوزيّ في: (الموضوعات 2/275) ، وقال: "هذا حديث موضوع، قال النّقّاش: وضعه منصور بن الموفق" اهـ.
وانظر ترجمة منصور في: الميزان (5/313) ت/8793، وقانون الموضوعات للفتّنيّ (ص/299) .
وقال أيضا: "وفي الإسناد: يمان بن عديّ، شهد أحمد بأنّه يضع" اهـ.
وقال البخاريّ في: (التّأريخ الكبير 8/425 ت/358) : "في حديثه نظر".
وانظر: المجروحين (3/144) ، وَعلل ابن أبي حاتم (1/383) .
الأخرى: طريق أبي حبّة بن قيس:
رواها ابن السّمّاك في: (فوائده [3ب 4أ] ) ، وأشار إليها السّيوطيّ في: (اللآلئ المصنوعة 2/176) ... وفي إسناد ابن السّمّاك بالإضافة إلى يمان بن عديّ_: خالد بن عمرو السّلفيّ، كذّبه جعفر الفريابيّ وغيره، ووهّاه ابن عديّ.
انظر: الكامل (3/33) ، والموضوعات لابن الجوزيّ (1/419) ، والكشف الحثيث (ص/106) ت/267.
وأمّا حديث أنس فرواه الطّبرانيّ في: (المعجم الأوسط4/8990ورقمه/3125) ، وقال: "لم يرو هذا الحديث عن شعبة إلاّ عبد الرّحمن، تفرّد به عبد الله" اهـ.
وقال الهيثميّ في: (مجمع الزّوائد 8/156) وقد ذكر الحديث: "رواه الطّبرانيّ في الأوسط عن شيخه، لكن لم ينسبه عن عبد الله بن سليمان المصري، ولم أعرفهما، وبقيّة رجاله ثقات"اهـ.
وشيخ الطّبرانيّ هو: بكر بن سهل الدّمياطيّ، ضعّفه جماعة، وقال الذّهبيّ: (متوسّط) ، وقال الحافظ: (مقارب الحال) . انظر: المغني (1/113) ت/978، ولسان الميزان (2/51) ت/195. وفيه: عبد الله بن سليمان المصريّ، وَعبد الرّحمن ابن زياد الرّصاصيّ لم أقف على ترجمة لهما والله تعالى أعلم.
وللحديث لفظ آخر غير ما تقدّم أورده الفتّنيّ في: (تذكرة الموضوعات) ، انظره (ص/131) .(2/939)
[134]- أَخبرنا أَبو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ محمَّد بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْران/ (أ [49/ب] ) المعدّل (1) قال/ (ج [40/أ] ) : أَنا إِسماعيل بْنُ محمَّد الصَّفَّارُ (2) قال: ثنا عَبْدُ الْكَرِيمِ ابْنُ الهَيْثم (3) قَالَ: ثنا أَبو الْيَمَانِ (4) قَالَ: أَخْبَرَنِي شُعَيب (5) عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخبرني سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَر قَالَ: سأَل (6) رجلٌ (7) مِنَ الْمُسْلِمِينَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
_________
(1) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/62.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/245.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/299.
(4) هو: الحكم بن نافع، تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/534.
(5) هو: ابن أبي حمزة، تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/537.
(6) وقع في بعض طرق الحديث عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أنّ السّؤال المذكور كان في المسجد، والنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يخطب على المنبر.
انظر: صحيح البخاريّ (1/203 204) الحديثين/131، 132.
(7) وقع في: (المعجم الصّغير للطّبرانيّ ص/123 رقم الحديث/278) أنّ السّائل هو ابن عمر نفسه، ولكن في السّند إليه: إسحاق بن محمَّد الغرويّ، ضعّفه الجمهور (انظر: تهذيب الكمال 2/471) ، وذكره ابن حبّان في: (الثّقات 8/114) ، وقال: "يغرب، ويتفرّد".
ويردّها أيضا: رواية أيّوب، وبديل، وغيرهما عن عبد الله بن شقيق عن ابن عمر، عند مسلم في: صحيحه (1/517) وفيها: "قال ابن عمر: أنّ رجلاً سأل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وأنا بينه، وبين السّائل ... " ثمّ قال في آخره: "ثمّ سأل رجل على رأس الحول، وأنا بذلك المكان من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فلا أدري هو ذلك الرّجل، أو رجل آخر".
وكذا رواية قتادة عن عبد الله بن شقيق، عند النّسائيّ في: (سننه الصّغرى 2/232 233 رقم الحديث/1691) وفيها: أنّ رجلاً من أهل البادية سأل ...
ويعضدها ما عند محمَّد بن نصر في: أحكام الوتر (كما في: الفتح 2/555) من رواية عطيّة عن ابن عمر: أنّ أعرابيا سأل..
فيظهر من هذا: أنّ السّائل هنا غير معروف، واحتمال أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم سئل عن ذلك عدّة مرّات كما تدلّ عليه رواية أيّوب، وبديل عن ابن شقيق والله تعالى أعلم.(2/941)
وَسَلَّمَ تَسْليما فَقَالَ: يَا رسولَ اللَّهِ، كَيْفَ صلاةُ اللّيلِ؟ فَقَالَ: "مَثْنَى مَثْنَى، فِإِذَا خَشِيْتَ الْصُّبْحَ فَأَوْتِرْ بوَاحِدَةٍ".
وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ [بْنُ عُمَر] (1) يُسَلِّم فِي كُلِّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ يُوتِرُ بِوَاحِدَةٍ.
قَالَ [الشَّيْخُ الْإِمَامُ] (2) أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: "أَخرجه الْبُخَارِيُّ فِي كِتَابِهِ عَنْ أَبي اليمان (3) ".
_________
(1) لحق بحاشية: (أ) .
(2) زيادة من: (د) .
(3) صحيح البخاريّ (كتاب: التّهجّد، باب: كيف كان صلاة النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكم كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم يصلّي من اللّيل) 2/119 رقم الحديث/167.
ورواه أيضا في: (كتاب: الصّلاة، باب: الحلق والجلوس في المسجد) 1/203- 204 رقم/131، 132 عن مسدّد عن بشر بن المفضّل عن عبيد الله (هو: ابن عمر) ، وعن أبي النّعمان عن حمّاد عن أيّوب،
وفي: (كتاب: الوتر، باب: ما جاء في الوتر) 2/69- 70 ورقمه/36 عن عبد الله بن يوسف عن مالك، ثلاثتهم عن نافع إلاّ أنّ مالكا قال: عن نافع وَعبد الله بن دينار.
ورواه في الباب آنف الذّكر من كتاب الوتر عن يحيى بن سليمان عن ابن وهب عن عمرو (هو: ابن الحارث المصريّ) عن عبد الرّحمن بن القاسم عن أبيه،
وفي: (باب: ساعات الوتر) ورقمه/40 عن أبي النّعمان (هو: محمَّد بن الفضل) عن حمّاد بن زيد عن أنس عن ابن سيرين، أربعتهم عن ابن عمر به، بنحوه.
والحديث رواه أيضا مسلم في: صحيحه (كتاب: صلاة المسافرين وقصرها، باب: صلاة اللّيل مثنى مثنى، والوتر ركعة من آخر اللّيل) 1/516- 517 ورقمه/749 من طرق عن نافع، وَسالم، وَعبد الله بن دينار، وَابن شقيق، وَطاوس، وَحميد ابن عبد الرّحمن، ستّتهم عن ابن عمر به.(2/942)
[135]- أَخبرني (1) الْقَاضِي أَبو الْحُسَيْنِ محمَّد بن أحمد بن القاسم ابن إِسماعيل الْمَحَامِلِيُّ (2) قَالَ: ثنا محمَّد بْنُ يَحْيَى بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيُّ بْنُ حَرْب الطّائِيّ (3) قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ حَرْب (4) قَالَ: ثنا سُفيان عَنِ الزُّهريّ عَنْ عُرْوة عَنْ أَبي حُمَيْد السَّاعِدِيِّ: أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا اسْتَعَمَلَ رَجُلًا مِنَ الأَزد (5)
_________
(1) في (د) : "أخبرنا".
(2) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/50.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/506.
(4) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/296.
(5) والنّسبة إليها: (أزديّ) تنسب إلى: أزدشنوءة بفتح الألف، وسكون الزّاي، وكسر الدّال المهملة.
كانت تقطن مأرب من أرض اليمن ثمّ تفرّقت في البلاد، وتمتد ديارها اليوم من جنوب الطّائف إلي شمالي أبها في جنوب جزيرة العرب.
انظر: الأنساب (1/120) ، وبين مكّة وحضرموت للبلاديّ (ص/25- 40) .(2/943)
يُقال لَهُ: ابْنُ اللُّتْبِيَّة (1) ، عَلَى الصَّدقة، [فَلَمَّا] (2) جاءَ قَالَ:
هَذَا لَكُمْ، وَهذا أُهْدِيَ لِي.
فَقَامَ النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْليما عَلَى المِنْبَر، فحمِد اللَّهَ تَعَالَى وأَثنى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: "مَاْ بَاْلُ مَنْ نَسْتَعْمِلُهُ عَلَى بَعْضِ الْعَمَلِ مِنْ أَعْمَالِنَا يَجِيءُ فَيَقُوْلُ: هَذَا لَكُمْ، وَهَذَا أُهْدَيَ لِي. أَلاَ يَجْلِسُ فِي بَيْتِ أَبِيْهِ، أَوْ بَيْتِ أُمِّهِ، فَنَظَرَ أَيُهْدَى إِلَيْهِ شَيْءٌ/ (أ [50/أ] ) أَوْلاْ. وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لاَ يَأْتِي أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْهَا بِشَيْءٍ/ج [40/ب] إِلاَّ جَاءَ بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى عُنُقِهِ، إِنْ كَانَ بَعِيْرًا لَهُ رُغَاءٌ،
_________
(1) بضمّ اللاّم، وسكون المثنّاة، بعدها موحّدة، وقيل: بفتح اللاّم والمثنّاة من بني: لتب حيّ من: الأزد. وقيل: كانت أمّه فعرف بها.
ذكر غير واحد من أهل العلم أنّ اسمه: عبد الله.
وكان بعثه صلّى الله عليه وسلّم له في جماعة من المصدّقين في: المحرّم، سنة تسع من مهاجره صلّى الله عليه وسلّم.
انظر: الطّبقات الكبرى (2/160) ، وأسد الغابة (3/270) ت/3154، والإصابة (2/363) ت/4922، وقُرّة العين للبحرانيّ (ص/54) .
(2) لحق بحاشية: (أ) .(2/944)
وَإِنْ كَانَتْ بَقَرَةً لَهَا خُوَارٌ، أَوْ شَاةً/ (د [10/ب] ) تَيْعَرُ". ثُمّ رفعَ يَدَيْهِ فقالَ ثلاثا: "اللَّهُمَّ بَلَّغْتُ".
قَالَ [الشَّيْخُ الْإِمَامُ] (1) أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ رَحِمَهُ [اللَّهُ] (2) : "اتَّفَقَ الشّيخانِ عَلَى إِخْرَاجِهِ، فَرَوَاهُ البخاريُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ محمَّد المُسْنَدِيّ (3) ، وعليّ بن المدينيّ (4) .
_________
(1) زيادة من: (د) .
(2) سقط لفظ الجلالة من (أ) ، والجملة ليست في بقيّة النّسخ.
(3) بفتح النّون أبو جعفر، الجعفيّ ... ثقة. روى له: خ، ت. ومات سنة: تسع وعشرين ومئتين. انظر: تأريخ بغداد (10/64) ت/5184، والتّقريب (ص/321) ت/3585.
وروايته في الصّحيح في: (كتاب: الهبة، باب: من لم يقبل الهديّة لعلّة) 3/316- 317 ورقمه/31.
(4) الصّحيح (كتاب: الأحكام، باب: هدايا العُمّال) 9/127- 128 ورقمه/36 بنحوه، مطوّلاً.
ورواه أيضا في: (كتاب: الجمعة، باب: من قال في الخطبة بعد الثّناء: أمّا بعد) 2/44- 45 ورقمه/48،
وفي: (كتاب: الأيمان والنّذور، باب: كيف كانت يمين النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم) 8/233 ورقمه/14 عن أبي اليمان عن شعيب عن الزُّهريّ،
وفي: (كتاب: الزّكاة، باب: قول الله تعالى: {وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا} ) 2/258 ورقمه/99 عن يوسف بن موسى، وفي: (كتاب: الحيل، باب: محاسبة الإمام عمّاله) 9/137- 138 ورقمه/55 عن محمد (هو: ابن سلاّم) عن عبدة (هو: ابن سليمان) ، كلاهما عن هشام، كلاهما (الزُّهريّ، وهشام) عن عروة به، بنحوه، مطوّلاً، ومختصرًا.(2/945)
وَرَوَاهُ مُسْلم عَنْ أَبي بَكْرِ بْنِ أَبي شَيْبة، وعَمرو بْنُ محمّد النَّاقِدِ (1) ، وَمُحَمَّدِ بْنِ أَبي عُمر (2) ، خَمْسَتُهُمْ عَنْ سُفيان بْنِ عُيَيْنَةَ.
فكأَنَّ الْقَاضِي أَبا الْحُسَيْنِ (3) سَمِعَهُ مِنْهُمَا".
[136]- أَخبرنا أَبو سَهْل مَحْمُودُ بْنُ عُمَر بْنِ جَعْفر العُكْبَريّ (4) قَالَ: حدَّثنا أَبو صَالِحٍ سَهْل بْنُ إِسماعيل بْنِ سَهْل الطَّرَسُوسِيُّ الْقَاضِي (5) قَالَ: ثنا أَبو عُبَيدة بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ذَكْوَان (6) قَالَ: ثنا أَبي (7) قَالَ: ثنا عِرَاك (8) بْنُ خَالِدٍ (9) قَالَ: ثنا عثمان بن
_________
(1) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/512.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/910.
وهو في مسلم في: (كتاب: الإمارة، باب: تحريم هدايا العمّال) 3/1463 ورقمه/1832.
(3) في (أ) : (الحسن) ، وما أثبتّه من (ج) ، وهو الصّواب.
(4) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/58.
(5) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/696.
(6) هو: أحمد بن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بشير بن ذكوان البهرانيّ، لم أقف على ترجمة له، وما ذكرته أفادته الكتب الّتي ترجمت لوالده.
(7) المقرئ، أبو عمرو ويقال: أبو محمَّد الدّمشقيّ ... صدوق. روى له: د، ق. ومات سنة: اثنتين وأربعين ومئتين. انظر: الجرح والتعديل (5/5) ت/26، وتأريخ دمشق (27/6) ت/3140، والتّقريب (ص/295) ت/3203.
(8) بكسر أوّله، وتخفيف الرّاء، في آخره كاف. انظر: التّقريب (ت/4548)
(9) ابن يزيد، أبو الضّحّاك، الدّمشقيّ ... عدّه دحيم (كما في: تهذيب الكمال 19/545) ، والدّارقطنيّ (كما في: سؤالات البرقانيّ له ص/57 ت/411) ، والذّهبيّ في: (الميزان 3/46) في مرتبة الصّدوق.
وذكره ابن حبّان في: (الثّقات 8/525) ، وقال: "ربّما أغرب، وخالف".
وأورده ابن الجوزيّ في: (الضّعفاء والمتروكين 2/174 ت/2291) .
وقال الحافظ في: (التّقريب ص/388 ت/4548) : "ليّن، من السّابعة".
روى له: قد.(2/946)
عَطَاءٍ (1) عَنْ أَبيه (2) عَنْ عِكْرمة عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا عُزِّيَ النّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْليما عَلَى ابْنَتِهِ رُقيّة امرأَة: عثمان [بن عفّان] (3) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: "الْحَمْدُ لِلَّهِ، دَفُنُ الْبَنَاتِ مِنَ الْمَكْرُمَاتِ".
_________
(1) ابن أبي مسلم، الخراساني، أبو مسعود، المقدسيّ ... ضعّفه الجمهور.
روى له: خد، ق. ومات سنة: خمس وخمسين ومئتين.
انظر: سؤالات ابن أبي شيبة لابن المدينيّ (ص/158) ت/224، والتّأريخ الكبير للبخاريّ (6/644) ، والكنى لمسلم (2/779) ت/3175، والعلل الكبير للتّرمذيّ (2/920) .
(2) أبو أيّوب ويقال: أبو عثمان، ويقال غير ذلك البلخيّ، نزيل الشّأم. مختلف فيه، وأكثر الأئمّة على توثيقه، والاحتجاج به، وأشدّ ما نقم عليه كثرة وهمه، وإرساله، ولذا قال الحافظ في: (التّقريب ص/392 ت/4600) : "صدوق يهم كثيرًا، ويرسل، ويدلّس" إلاّ أنّه لم يذكره في رسالته في المدلّسين، ولا غيره ممّن ألّف في ذلك والله تعالى أعلم.
قال المزّيّ في: (تهذيب الكمال 20/115) : "روى له: الجماعة" ويرى الحافظ في: (تهذيبه 7/214- 215، وتقريبه ص/392 ت/4600) أنّه لم يصحّ إخراج البخاريّ له. مات سنة: خمس وثلاثين ومائة.
وانظر: الجرح والتعديل (6/334) ت/1850، والضّعفاء الصّغير (ص/178) ت/278، والميزان (3/470) ت/5642.
(3) زيادة من: (ج) ، (د) .(2/947)
قَالَ [الشَّيْخُ الإِمام] (1) أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ رَحِمَهُ اللَّهُ: "هَذَا حديثٌ غريبٌ مِنْ حَدِيثِ عِكْرمة عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، وَمِنْ حَدِيثِ عَطَاء الخُراسانيّ عَنْ عِكْرمة.
تفرّد/ (ج [41/أ] ) بِهِ: ابْنُهُ عُثمان بْنُ عَطَاءٍ، وَلَمْ نَكْتُبْهُ إِلاَّ مِنْ رِوَايَةِ عِراك ابن خالد المُريّ عن عثمان" (2) ./ (أ [50/ب] )
_________
(1) زيادة من: (د) .
(2) الحديث من طريق عراك رواه أيضا: يعقوب بن سفيان في: (المعرفة والتّأريخ 3/159) ومن طريقه: ابن الجوزيّ في: الموضوعات (3/236) والطّبرانيّ في: (المعجم الكبير 11/290 ورقمه/12035، والأوسط 3/138 ورقمه/2284، ومسند الشّاميّين 3/324- 335 ورقمه/2408) ، وابن عديّ في: (الكامل 5/171) ومن طريقه: ابن الجوزيّ في: الموضوعات (3/236) وأبو نعيم في: (الحلية 5/209) ، والخطيب في: (تأريخه 5/67) ، وابن عساكر في: (تأريخه 27/7) ، وابن الجوزيّ في: (الموضوعات 3/236) أيضا ...
قال الطّبرانيّ في الأوسط: "لا يروى هذا الحديث عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلاّ بهذا الإسناد، تفرّد به عبد الله بن ذكوان الدّمشقيّ".
وقال ابن عديّ: "وهذا لا أعلم يرويه عن عكرمة غير عطاء، وعن عطاء ابنه عثمان، وعن عثمان عراك بن خالد، وعنه عبد الله بن أحمد، وحدّثنا جماعة من الشّيوخ عن عبد الله بن أحمد بهذا الحديث، إلاّ أنّه حديث عراك".
وقال أبو نعيم: "غريب من حديث عطاء عن عكرمة، تفرّد به عراك بن خالد".
وقال ابن الجوزيّ "هذا حديث لا يصحّ عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. وسمعت شيخنا عبد الوهّاب بن المبارك الأنماطيّ يحلف بالله عزّ وجلّ أنّه ما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من هذا شيئا".
وتعقّبه السّيوطيّ في: (النّكت البديعات ص/118) بأنّه ليس في أسانيده ما يقتضي الوضع، وحاول الرّفع من شأن عراك بن خالد مع أنّه كان قد أقرّه في: (اللآلئ المصنوعة 2/437- 438) ؟
وسرق محمَّد بن عبد الرّحمن بن طلحة هذا الحديث من عراك فحدّث به عن عثمان ابن عطاء ... روى حديثه: ابن عديّ في: (الكامل 6/193) ومن طريقه: ابن الجوزيّ في: الموضوعات (3/236) ...
قال ابن عديّ: "وهذا الحديث حديث عراك بن خالد المدنيّ عن عثمان بن عطاء، حدّث به عنه عبد الله بن ذكوان، سرقه منه محمَّد بن عبد الرّحمن هذا"،
وكان قد قال (6/192) عن محمَّد هذا: "يسرق الحديث، ضعيف".
وانظر: لسان الميزان (5/247) ت/854.
وجاء نحوه من حديث ابن عمر ... رواه: ابن عديّ في: (الكامل 2/278) ، والخطيب في: (تأريخه 7/291) ، وابن الجوزيّ في: (الموضوعات 3/235) ... وفيه: حميد بن حمّاد، قال ابن عديّ (2/277) : "يحدّث عن الثّقات بالمناكير".
وأورده ابن الجوزيّ في: (الضّعفاء والمتروكين 1/237 ت/1023) ، والفتّنيّ ضمن ما سرده من أسماء الوضّاعين والكذّابين في: (قانون الموضوعات ص/252) .
وذكر الخليليّ في: (الإرشاد ص/64) أنّ بعض الكذّابين رواه عن سفيان عن محمَّد بن المنكدر عن جابر، وقال: "وهذا لا أصل له من حديث سفيان، وغيره، إنّما يروى عن ابن عطاء الخراسانيّ عن أبيه عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم مرسلاً، وابن عطاء متروك"اهـ.
والحديث أورده جماعة ممّن ألّف في الموضوعات كابن عرّاق في: (تنزيه الشّريعة 2/372) ، والفتّنيّ في: (التّذكرة ص/217) ، والصّنعانيّ في: (الموضوعات ص/8) ، والشّوكانيّ في: (الفوائد ص/240 ورقمه/829) ، وقال: "لا يصحّ، وجزم ابن حجر ببطلانه".
وأورده الألبانيّ في: (سلسلة الأحاديث الضّعيفة 1/220 رقم الحديث/185) ، و (ضعيف الجامع الصّغير ص/438 ورقمه/2990) ، وقال:
(موضوع) .(2/948)
[137]- أَخبرنا أَبو الْفَتْحِ هَلاَل بْنُ محمَّد بن جَعْفر الحفّار (1)
_________
(1) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/61.(2/949)
قَالَ: أَنا إِسماعيل بْنُ محمَّد الصَّفَّارُ (1) قَالَ: ثنا عَبَّاسُ بْنُ عبد الله التّرقُفيّ (2) [قال: سمعت] (3) الفريابيّ (4) يقول: قال لي سُفيان الثّوريّ يوما وقد اجتمع الناس عليه، فقال لي: "يَا مُحَمَّدُ، تَرَى هَؤُلاَءِ مَا أَكْثَرَهُمْ! ثُلُثُ يَمُوْتُوْنَ، وَثُلُثٌ يَتَرُكُوْنَ، هَذَا الَّذِي يَسْمَعُوْنَهُ، وَمِنَ الْثلُثِ الآخَرِ مَا (5) أَقَلُّ مَاْ يَنْجُبُ (6) " (7) .
[138]- أَخبرنا أَبو أَحمد عُبَيْدُ اللَّهِ بن محمَّد بن أَحمد
_________
(1) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/245.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/560.
(3) لحق بحاشية: (أ) .
(4) بكسر الفاء، وسكون الرّاء، بعدها تحتانيّة، فألف موحدة وفي (أ) : (الفريابيّ) بمثنّاة تحتيّة بعد الفاء وما أثبتّه من: (ج) ، وهو الصّحيح.
وهو: محمَّد بن يوسف، أبو عبد الله، الضّبّيّ، مولاهم ... ثقة، فاضل.
روى له: ع. ومات سنة: اثنتي عشرة ومئتين.
انظر: الإرشاد (ص/131) ، والتّقريب (ص/515) ت/6415.
(5) في (ج) ، (د) : (من) .
(6) أي: يكرم، ويفضل.
انظر: المجموع المغيث لأبي موسى (من باب: النّون مع الجيم) 3/261، والنّهاية (باب: النّون مع الجيم) 5/17.
(7) إسناد الأثر حسن ... الحفّار صدوق (كما تقدّم ص/61) .
ورواه الخطيب في: (الجامع 1/170 رقم/95) عن عبد الله بن يحي السّكريّ عن الصّفّار به ... والسّكريّ صدوق أيضاً (كما تقدّم ص/54) .
وذكره المزّيّ في: (تهذيب الكمال 27/60) مجزوما به عن التّرقفيّ، به، بنحوه.(2/950)
الْفَرَضِيُّ (1) قَالَ: ثنا محمَّد بْنُ يَحْيَى الصُّولِيُّ (2) قَالَ: ثنا الفَضْل بْنُ الحُبَاب (3) قَالَ: ثنا عَبَّاسُ بْنُ الفرَج (4) عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ هِشَامٍ (5) قَالَ: "أَرَاْدَ رَجُلٌ أَنْ يَمْدَحَ رَجُلاً عِنْدَ خَالِدِ بِنْ عَبْدِ اللهِ (6) / (د [11/أ] ) ، فَقَاْلَ: وَاللهِ لَقَدْ دَخَلْتُ إِلَيْهِ، فَرَأَيْتُ أَسْرَى النَّاسِ دَاْرَاً، وَفُرُشَا، وَآلَةً، وَخَدَما. فَقَاْلَ خَاْلِدٌ: إِنَّا للَّهِ، ذَمَمْتَهُ وَاللهِ، هَذِهِ حَاْلُ مَنْ لَمْ تَدَعْ فِيْهِ شَهْوَتُهُ لِلْمَعْرُوْفِ
_________
(1) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/48.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/308.
(3) الحباب: لقب، واسمه: عمرو بن محمَّد الجمحيّ، أبو خليفة، البصريّ ... ثقة. مات سنة: خمس وثلاثمائة. انظر: الثّقات لابن حبّان (9/8) ، وطبقات الحنابلة (1/249) ت/352، والميزان (4/270) ت/6717.
(4) أبو الفضل الرياشيّ بكسر الرّاء، وتخفيف التّحتانيّة، وبالمعجمة البصريّ ... ثقة. روى له: د. ومات سنة: سبع وخمسين ومئتين.
انظر: تأريخ بغداد (12/138) ت/6591، وإنباه الرّواة (2/367) ت/521، والتّقريب (ص/593) ت/3181.
(5) لم أقف على ترجمة له.
(6) ابن يزيد، القسريّ بفتح القاف، وسكون المهملة أبو الهيثم، الدّمشقيّ.. أمير مكّة للوليد بن عبد الملك، وأمير العراقين لهشام بن عبد الملك.
روى له: عخ، د.
مات سنة: ستّ وعشرين ومائة.
انظر: وفيات الأعيان (2/226) ، وتهذيب الكمال (8/107) ت/1627، وإتحاف الورى لابن فهد (2/127، 129) .(2/951)
فَضْلاً، وَلاَ لِلْكَرَمِ مَوْضِعا" (1) .
[139]- أَخبرنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ محمَّد الْفَرَضِيُّ (2) قَالَ: ثنا محمَّد بْنُ يَحْيَى الصُّولِيُّ (3) قَالَ: ثنا الْقَاسِمُ بْنُ إِسماعيل (4) قَالَ: حَدَّثَنِي إِبراهيم بْنُ العبّاس الصّوليّ/ (ج [41/ب] ) الْكَاتِبُ (5) قَالَ: "اِعْتَلَّ (6) الْفَضْلُ بنُ سَهْلٍ ذُو الرِّئَاسَتَيْن (7) عَلَّةً بِخُرَاْسَاْنَ (8) ، ثُمَّ بَرَأَ، فَجَلَسَ لِلنَّاسِ، فَهَنَّؤُوهُ بِالْعَاْفِيَةِ، وَتَصَرَّفُواْ فِي
_________
(1) إسناد الأثر فيه: الوليد بن هشام لم أقف على ترجمة له، ولم أقف على هذا الأثر في غير هذا الكتاب والله تعالى أعلم.
(2) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/48.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/308.
(4) ابن محمَّد، الضّبّيّ، أبو عبيد، المحامليّ ... ثقة. مات سنة: ثلاث وعشرين وثلاثمائة. انظر: خبار الرّاضي والمتّقي (ص/66) ، وتأريخ بغداد (12/447) ت/6925، والسّير (15/263) .
(5) أبو إسحاق، البغداديّ ... كاتب، وشاعر مجيد، اتّصل بذي الرّئاستين، وتنقّل في أعمال السّلطان، ودواوينه إلى أن مات سنة: ثلاث وأربعين ومئتين.
نظر: تأريخ بغداد (6/117) ت/3147، والمنتظم (11/306) ت/1452، ومعجم الأدباء (1/164) .
(6) أي: مرض. القاموس المحيط (باب: اللاّم، فصل: العين) ص/1338.
(7) السَّرْخَسيّ، وزير المأمون ... سمّي بذي الرئاستين: لتدبيره أمر السّيف، والقلم، سمّاه بذلك المأمون بعد أن فوّض أموره كلّها إليه، وقلّده الوزارة، والحرب.
مات سنة: اثنتين ومئتين. انظر: مروج الذهب (4/5) ، وتأريخ بغداد (12/339) ، ومعجم الشّعراء للمرزبانيّ (ص/313) ، والسّير (10/99) .
(8) خراسان: بلاد واسعة، أوّل حدودها ممّا يلي العراق، وآخرها ممّا يلي الهند، وتشتمل على أمّهات البلاد ... وقد فتح أكثرها عُنوة.
انظر: معجم ما استعجم (2/489) ،ومعجم البلدان (2/350) .(2/952)
الْكَلاَمِ، فَلَمَّا فَرَغُوا أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَاْلَ: "إَنَّ فِي الْعِلَلِ لَنِعَما يَنْبَغِي لِلْعُقَلاَءِ أَنْ يَعْرِفُوْهَا/ (أ [51/أ] ) : تَمْحِيصٌ لِلذَّنْبِ، وَتَعَرُّضٌ لِثَوَاْبِ الصَّبْرِ، وَإِيقَاْظٌ مِنَ الْغَفْلَةِ، وَإِذْكَاْرٌ لِلنِّعَمِ فِي حَاْلِ الصِّحَّةِ، وَاسْتِدْعَاْءٌ لِلتَّوْبَةِ، وَحَضٌّ عَلَى الصَّدَقَةِ، وَفِي قَضَاءِ اللهِ وَقَدَرِهِ بَعْدُ الْخِيَاْرُ.
فَنَسِيَ النَّاسُ مَا تَكَلَّمُواْ بِهِ، وَانْصَرَفُواْ بِكَلاَمِ الْفَضْلِ" (1) .
آخر الجزء الرَّابع والحمْد لله ربِّ العَالمين (2) ./أ [51/ب] ج [42/أ] د [11/ب]
_________
(1) إسناد الأثر فيه: إبراهيم بن العباس الصولي لم أقف على جرح أو تعديل فيه، ولم أقف على هذا الأثر في ما بين يديّ من مصادر والله تعالى أعلم.
(2) في (ج) : "آخر الجزء الرّابع، والحمد لله رب العالمين، وصلّى الله على محمَّد وآله".
وفي (د) : "آخر الجزء الرّابع من المهروانيّات، والحمد لله رب العالمين، وصلواته على سيّدنا محمَّد وآله وصحبه وسلّم".(2/953)
الجُزء الخَامِس مِن الفوائِد المُنْتَخبة الصِّحاح وَالغَرائب
تخريج الشّيخ الإِمام أَبي بكر أَحمد بن عليّ بن ثابت الخطيب رضي الله عنه.
للشيخ أَبي القاسم يوسف بْنُ محمَّد بْنِ أَحمد بْنِ المهروانيّ الهمذانيّ رضي الله عنه. رواية القاضي أَبي الفضل محمَّد بن عمر بن يوسف الأُرمويّ رحمه الله عنه، رواية الشّيخ الإِمام عفيف الدين أَبي المعالي نصر الله بن سلامة بن سالم المقرئ الهيتيّ أَيّده الله عنه، سماع منه للفقير إِلى رحمة الله تعالى محمَّد بن أَحمد الهكّاريّ عفا الله عنه.
وَالحمد لله ربّ العَالمين./ (أ [53/أ] )(3/955)
بسم الله الرحمن الرحيم
وَبه نَسْتعين
الحمد لله حَقَّ حمده، وصلوات الله على سيّدنا محمَّد النَّبيِّ، وعلى آله وسلّم (1)
[140]- أَخبرنا الشَّيخ، العالم، الثّقة، الصّدوق، عفيف الدّين أَبو المعالي نصر الله بن سلامة بن سالم المقرئ الهيتيّ (2) بالمَوْصِل (3) ، بدار الحديث المُظَفّريّة (4) ، قراءة عليه، وأنا حَاضر أسمع، فأَقرَّ به، في شهر الله رجب، سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة قال: أَخبرنا القاضي أَبو الفضل محمَّد بن عمر بن يوسف الأُرمويّ بقراءتي عليه في دراه، في صفر سنة: ستّ وأربعين وخمسمائة قلت له: أَخبركم الشّيخ الصّالح الجليل أَبو القاسم يُوسف بن محمَّد بن أحمد المِهْرَوانيّ قراءة عليه في شهر ربيع الأوّل سنة: أربع وستّين وأربعمائة قال: حدَّثنا أَبو أَحمد عَبْدُ اللَّهِ بْنُ محمَّد بْنِ أَحمد بْنِ أَبي مُسْلم الْفَرَضِيُّ قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسماعيل الْمَحَامِلِيُّ قَالَ: ثنا يُوسف بْنُ مُوْسى (5) قَالَ: ثنا جَرِير عَنِ سُهَيل بن أبي
_________
(1) من قوله: "وبه نستعين" إلى قوله: "وسلّم" ليس في: (ج) .
(2) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/407.
(3) تقدّم التّعريف بها.. . انظر ص/491.
(4) تقدّم التّعريف بها أيضا.. . انظر ص/407.
(5) هو: ابن القطّان، تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/525.(3/957)
صَالِحٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَار أَبي الحُبَاب مَوْلَى بَنِي النَّجَّارِ (1) عَنْ زَيْد بْنِ خَالِدٍ الجُهَنيّ عَنْ أَبي طَلْحة قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْليما يَقُولُ: "لاَ تَدْخُلُ المَلاَئِكَةُ بَيْتَا فِيْهِ كَلْبٌ، أَوْ فِيْهِ تِمْثَالٌ".
قَالَ الشَّيْخُ الإِمام أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: "اتَّفَقَ البخاريُّ، وَمُسْلِمٌ عَلَى إِخراج هَذَا الْحَدِيثِ فِي صَحِيحَيْهِمَا مِنْ رِوَايَةِ بُسْر بْنِ سَعِيدٍ عن زَيْد بن خالد.
_________
(1) وقيل: مولى ميمونة زوج النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقيل: مولى شقران مولى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم، وقيل: مولى الحسن بن عليّ ثقة، متقن. روى له: ع. ومات سنة: سبع عشرة ومائة وقيل: قبلها بسنة.
انظر: الطّبقات الكبرى لابن سعد (5/284) ، وتهذيب الكمال (11/120) ت/2385، والتّقريب (ص/243) ت/2423.(3/958)
[وَانْفَرَدَ مُسْلم بِإِخْرَاجِهِ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، فَرَوَاهُ عَنْ إِسحاق بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ جَرِيرٍ،] (1) فكأنَّ شَيْخَنَا أَبَا أَحْمَدَ سَمِعَهُ مِنْ مُسْلم".
[141]- أَخبرنا أَبو أَحمد عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ محمَّد الْفَرَضِيُّ قَالَ: ثنا الحُسين بْنُ إِسماعيل قَالَ: ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ يَزِيدَ قَالَ: ثنا أَبو
_________
(1) لحق بحاشية (أ) .(3/959)
مُعَاوية عَنِ الأَعْمَش عَنْ إِبراهيم عَنْ عَلْقَمة قَالَ: كُنْتُ أَمشي مَعَ عَبْدِ اللهِ (1) بِمنىً (2) ، فَلَقِيَهُ/ (ج [46/ب] ) عُثمان، فَقَامَ مَعَهُ يُحدِّثه، فَقَالَ لَهُ عُثمان: يَا أَبا عَبْدِ الرحمن، ألا نُزَوِّجُك شَابّة لعلّها أَنْ تذكّركَ مَا مَضَى مِنْ زَمَانِكَ؟
فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: أَما لئِن قلتَ ذلك، لَقَدْ قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْليما:
_________
(1) هو: ابن مسعود رضي الله عنه.
(2) بكسر الميم، والتّنوين مشعر الحجّ المعروف، سُمّي بذلك لما يمنى أي: يُراق فيه من الدّماء.
انظر: معجم البلدان (5/198) ، ومعجم معالم الحجاز للبلاديّ (8/268) ، والمعالم الأثيرة لمحمد شُرَّاب (ص/279) .(3/960)
"يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيِتَزَوَّجْ؛ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ. وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَلْيَصُمْ؛ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ ".(3/961)
قَالَ الشَّيْخُ الإِمام أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: "أَخرجه البخاريُّ مِنْ حَدِيثِ أَبي حَمْزَة السُّكّريّ، وحَفْص بْنِ غِيَاثٍ عَنِ الأَعمش.
وَرَوَاهُ مُسْلم عَنْ يَحْيى بْنِ يَحْيى، وأَبي كُرَيب، وأَبي بَكْرِ بْنِ أَبي شَيْبة، ثَلَاثَتُهُمْ عَنْ أَبي مُعَاوية، فكأَنَّ شَيْخَنَا سَمِعَهُ مِنْ(3/962)
مُسْلم".
[142]- أَخبرنا أَبو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ يَحْيى بْنِ زَكَرِيَّا الْبَيِّعُ قَالَ: ثنا الْقَاضِي أَبو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسماعيل الْمَحَامِلِيُّ (1) قَالَ: ثنا يُوسُفُ بْنُ مُوْسى قَالَ: ثنا جَرِير (2) عَنِ المُغيرة (3) عَنْ إِبراهيم قَالَ: "أَتى عَلْقَمَةُ الشَّأمَ، فَدَخَلَ مَسْجِدًا يُصَلِّيَ فِيْهَ. قَاْلَ: ثُمَّ جَاْءَ حَلْقَةً، فَجَلَسَ فِيْهَا، فَجَاْءَ رَجُلٌ، فَعَرَفْتُ فِي تَحَوُّشِ (4)
_________
(1) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/492.
(2) هو: ابن عبد الحميد الضّبّيّ.
(3) ابن مِقْسَم بكسر الميم الضّبّيّ، مولاهم، أبو هشام، الكوفيّ، الضّرير. ثقة، متقن إلاّ أنّه كان يدلّس، لا سيّما عن إبراهيم.
روى له: ع. ومات سنة: ستّ وثلاثين ومائة على الصّحيح.
انظر: سؤالات الآجرّيّ أبا داود (3/172- 173) ، والمعرفة (2/679، 3/14- 15) ، والتّقريب (ص/543) ت/6851.
(4) بمثنّاة مفتوحة في أوّله، وحاء مهملة، وواو مشدّدة، وشين معجمة أي: انقباضهم، أو تنحّيهم عنه. ويحتمل أن يريد: الفطنة والذّكاء، يقال: "رجل حوشي الفؤاد" أي: حديده. انظر: مشارق الأنوار (2/106) ، والنّهاية (باب: الحاء مع الواو) 1/461، وشرح مسلم للنّوويّ (6/109- 110) .(3/963)
الْقَوْمِ وَهَيْئَتِهِ أَنَّهُ. قَاْلَ: فَجَلَسَ إِلَى جَنْبِي، فَقُلْتُ: الْحَمْدُ للهِ إِنِّي لأَرْجُو أَنْ يَكُوْنَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ قَدِ اسْتَجَابَ دَعْوَتِي. قَاْلَ: وَذَلِكَ الرَّجُلُ أَبُو الدَّرْدَاءِ. قَاْلَ: فَقَاْلَ: وَمَا ذَاكَ؟
قَاْلَ عَلْقَمَةُ: دَعَوْتُ اللهَ أَنْ يَرْزُقَنِي جَلِيْسَا صَالِحَا/ (ج [47/أ] ) ، فَأَرْجُوَ أَنْ تَكُوْنَ [أَنْتَ] . فَقَاْلَ: مِمَّنْ أَنْتِ؟ / (أ [54/أ] ) قَاْلَ: فَقُلْتُ: مِنْ أَهْلِ الْكُوْفَةِ أَوْ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ، ثُمَّ مِنْ أَهْلِ الْكُوْفَةِ. قَاْلَ: فَقَاْلَ أَبُو الدَّرْدَاء: أَوَ لَمْ يَكُنْ فِيْكُمْ صَاحِبُ النَّعْلَيْنِ وَالْوِسَاْدِ(3/964)
أَوْ السِّوَاكِ، شَكَّ يُوْسُفُ السِّوَاك، وَالْمِطْهَرَةِ، أَوَ لَمْ يَكُنْ فِيْكُمْ الَّذِي أُجِيْرَ مِنَ الشَّيْطَانِ عَلَى لِسَانِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْمَا؟ قَاْلَ: يَعْنِي: عَمَّارَ بنَ يَاسِرٍ، وَيَعْنِي صَاحِبَ النَّعْلَيْنِ وَالْوِسَادِ وَالسِّوَاكِ وَالْمِطْهَرَةِ: عَبْدَ اللهِ بنَ مَسْعُوْدٍ. قَاْلَ: أَوَلَمْ يَكُنْ فِيْكُمْ صَاحِبُ السِّرِّ الَّذِي لاَ يَعْلَمُهُ غَيْرُهُ أَوْ أَحَدٌ غَيْرُهُ. قَاْلَ: يَعْنِي: حُذَيْفَةَ. ثُمَّ قَاْلَ: تَحْفَظُ كَيْفَ كَاْنَ عَبْدُ اللهِ (1) يَقْرَأُ؟ قَاْلَ: قُلْتُ: نَعمْ، قَاْلَ: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى} . قَاْلَ عَلْقَمَةُ: فَقُلْتُ: {وَالْذَّكَرِ وَالأُنْثَى} . قَاْلَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: وَاللهِ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَهَكَذَا أَقْرَأَنِي رَسُوْلُ اللهِ
_________
(1) هو: ابن مسعود رضي الله عنه.(3/965)
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْما مِنْ فِيْهِ إِلَى فِيَّ، فَمَا زَاْلَ هَؤْلاَءِ حَتَّى كَاْدُوا يَرُدُّوْنِي عَنْهَا".
قَالَ الشَّيْخُ الإِمام أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: "انْفَرَدَ مُسْلم بإِخراجه فِي صَحِيحِهِ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، فَرَوَاهُ عَنْ قُتَيبة بْنِ سَعيد عَنْ جَرير، فكأَنَّ شَيْخَنَا أَبا محمَّد سَمِعَهُ مِنْهُ.
وأَخرجه البخاريُّ مِنْ حَدِيثِ [إِسرائيلَ] ،
وشُعْبة، وأَبي عَوَانَةَ (1) عَنْ مُغِيْرة بْنِ مِقْسَم الضَّبِّيِّ، وَمن
_________
(1) الصّحيح (كتاب: المناقب، أبواب: فضائل أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلّم، باب: مناقب عمّار وحذيفة) 5/104 ورقمه/249 عن موسى (هو: ابن إسماعيل) عنه به، بأخصر من هذا.(3/966)
حديث الأَعْمَش عن إِبراهيم (1) ./ (جـ[47/ب] )
[143]- أَخبرنا (2) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ يَحْيى (3) قَالَ: ثنا الحُسين بْنُ إِسماعيل (4) قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ أَحمد الجَوَاربِيّ (5) قَالَ: ثنا يَزِيدُ (6) قَالَ: ثنا شُعْبة عَنِ المُغَيرة (7) عَنْ إِبراهيم (8) عَنْ عَلْقمة (9) : "أَنَّهُ قَدِمَ الشَّأْمَ، فَدَخَلَ مَسْجِدَ دِمَشْقٍ (10) ، فَصَلَّى فِيْهِ رَكْعَتَيْنِ،
_________
(1) الصّحيح (كتاب: التّفسير، باب: {وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى} ) 6/296 ورقمه/439 عن قبيصة بن عقبة عن سفيان (هو: الثّوريّ) ، و: (باب: {وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ والأُنثَى} ) ورقمه/440 عن عمر بن حفص عن أبيه، كلاهما عن الأعمش به، بنحوه، مختصرًا.
(2) في: (ج) : "أخبرناه"، وهذا خطأ، وما أثبتّه من (أ) ، وهو الصّواب؛ إذ إن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، وهو: ابن البيّع ليس من شيوخ الخطيب، فليتنبّه لهذا.
وانظر: تأريخ بغداد (10/39) ت/5162.
(3) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/52.
(4) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/492.
(5) بفتح الجيم، والواو، وكسر الرّاء، وفي آخرها الباء الموحدة أبو الحسن، الواسطيّ.. ثقة. مات سنة: خمس وقيل: ثمان وخمسين ومئتين. انظر: تأريخ واسط (ص/211) ، وتأريخ بغداد (11/314) ت/6117، والأنساب (2/102) .
(6) ابن هارون، السّلميّ، أبو خالد، الواسطيّ.. ثقة ثبت، عابد. روى له: ع. ومات سنة: ستّ ومئتين. انظر: الجرح والتعديل (9/295) ت/1257، والتّقريب (ص/606) ت/7789.
(7) هو: ابن مقسم، تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/963.
(8) هو: النّخعيّ، تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/715.
(9) هو: ابن قيس، تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/960.
(10) ويقال أيضا: جامع دمشق، وَ: جامع بني أميّة، وَ: الجامع الأمويّ، وَ: الجامع المعمور ... بناه الخليفة: الوليد بن عبد الملك، سنة: ثمان وثمانين من الهجرة.
انظر: المعارف (ص/203) ، وتأريخ الطبريّ (6/496) ، والدّارس للنّعيميّ (2/285) .(3/967)
/أ [54/ب] ثُمَّ قَاْلَ: اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي جَلِيْسَا صَاْلِحَا، فَجَلَسَ إِلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ. فَقَاْلَ لَهُ أَبُو الدَّرْدَاءِ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ قَاْلَ: مِنْ أَهْلِ الْكُوْفَةِ. قَاْلَ: كَيْفَ سَمِعْتَ ابنَ أُمَّ عَبْدٍ (1) يَقْرَأُ: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} ؟ فَقَاْلَ عَلْقَمَةُ: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى وَالنَّهَارِ إَذَا تَجَلَّى وَالذَّكَرِ وَالأُنْثَى} . فَقَاْلَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: لقَدْ حَفِظْتُهَا عنْ رَسوْلِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْما فَمَا زَاْلَ بِي هَؤُلاَءِ حَتَّى شَكَّكُوْنِي. ثُمَّ قَاْلَ: أَلَمْ يَكْفِكُمْ صَاحِبُ الْوِسَادِ، وَصَاحِبُ السِّرِّ الَّذِي لاَ يَعْلَمُهُ أَحَدٌ غَيرُهُ، وَالَّذِي أُجِيْرَ مِنَ الشَّيْطَانِ عَلَى لِسَانِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْما".
صَاحِبُ الْوِسَادِ: ابْنُ مَسْعُودٍ، وَصَاحِبُ السِّرِّ: حُذَيْفَة، وَالَّذِي
_________
(1) هو: ابن مسعود رضي الله عنه.(3/968)
أُجِيْرَ مِنَ الشَّيْطَانِ: عَمَّارُ بنَ يَاْسِرٍ.
قَالَ الشَّيْخُ الإِمام أَبو بَكْرٍ الخطيب: "رَوَاهُ البخاريُّ عَنْ يَحْيى بْنِ جَعْفر (1) عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ (2) ، فكأَنَّ شَيْخَنَا أَبا محمَّد سَمِعَهُ مِنْهُ".
[144]- أَخبرنا أَبو عَبْدِ اللَّهِ أَحمد بْنُ محمَّد بْنِ يُوسُفَ بْنِ دُوْست الْبَزَّازُ (3) قَالَ: أَنا محمَّد بْنُ جَعْفَرٍ المَطِيْريّ (4) قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ حَرْب (5) قَالَ: ثنا أَبو مُعَاوِيَةَ (6) قَالَ: ثنا / (ج [48/أ] ) الأَعمش عَنْ أَبي صَالِحٍ (7) عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا: "لَعَنَ اللهُ السَّارِقَ يَسْرِقُ البَيْضَةَ فَتُقْطَعُ يَدُهُ، وَيَسْرِقُ الْحَبْلَ (8)
_________
(1) ابن أَعْيَن، الأزديّ، أبو زكريّا، البخاريّ ... ثقة. روى له: خ. ومات سنة: ثلاث وأربعين ومئتين. انظر: الثّقات لابن حبّان (9/268) ، والسّير (12/100) ، والتّقريب (ص/588) ت/7521.
(2) صحيح البخاريّ (كتاب: الاستئذان، باب: من ألقى له وسادة) 8/112 ورقمه/51 بنحوه.
(3) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/50.
(4) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/506.
(5) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/296.
(6) هو: محمَّد بن خازم، تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/519.
(7) هو: ذكوان بن عبد الله، تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/634.
(8) اختلف أهل العلم في المراد من البيضة، والحبل هنا ... فمنهم من أمرّ الحديث على ظاهره، وقال: البيضة بيضة الدّجاجة ونحوها، والحبل أيّ حبل دون تمييز بين الجليل، والحقير. ومنهم من رأى أنّ المراد جنس البيضة، والحبل ممّا تبلغ قيمته النّصاب الّذي تقطع فيه اليد.
ومنهم من تأوّل البيضة ببيضة الحديد الّتي تجعل على الرّأس في الحرب، والحبل هو الحبل الّذي يساوي عدّة دراهم كحبال السّفن، ونحو ذلك.
وقد ردّ جمع من أهل العلم التّأويل المذكور، ورأوا أنّه غير مطابق لظاهر الحديث، ومخرج الكلام فيه؛ لأنّ هذا ليس موضع تكثير لما يأخذه السّارق، إنّما هو موضع تقليل، فإنّه لا يقال مثلاً: "قبّح الله فلانا، تعرضّ لقطع يده في جراب من المسك، أو عقد من الجوهر" إنّما يقال: "لعنه الله، تعرّض لقطع يده في حبل رثّ، أو رداء خلق" أو نحو ذلك.
والأخذ بظاهر الحديث، ومخرج الكلام فيه هو الأولى، ويكون وجه الحديث على هذا: ذمّ السّرقة، وتهجين أمرها فيما قلّ أو كثر من المال، وأنّه إن لم يقطع السّارق في هذا القدر القليل جرّته عادته إلى ما هو أكثر منه حتى يبلغ قدر ما تقطع فيه اليد، فتقطع يده والله تعالى أعلم.
انظر: المُعْلِم للمازريّ (2/254) ، والنّهاية (باب: الباء مع الياء) 1/172، ولفتح (12/84- 85) .(3/969)
فُتُقْطَعُ يَدُهُ".
قَالَ الشَّيْخُ الإِمام أَبو بَكْرٍ الخطيب: "أَخرجه البخاريُّ مِنْ رِوَايَةِ شُعْبة (1) ، وحَفْص بْنِ غِيَاثٍ (2) ، وَعَبْدِ الْوَاحِدِ بن زياد (3) عن الأَعْمَش.
_________
(1) لم أقف عليه في الصّحيح من رواية شعبة والله تعالى أعلم.
(2) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/897.
والحديث في الصّحيح في: (كتاب: الحدود، باب: لعن السّارق إذا لم يُسَمّ) 8/285 ورقمه/12 بمثله.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/758.
وحديثه في الصّحيح في الكتاب المتقدّم نفسه (باب: قول الله تعالى: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا} ، وفي كم يقطع) 8/289 ورقمه/29، بمثله أيضا.(3/970)
وَرَوَاهُ مُسْلم عَنْ أَبي بَكْرِ بْنِ أَبي شَيْبة، وأَبي كُرَيب مُحَمَّدِ بْنِ العلاءِ (1) عَنْ أَبي مُعَاوِيَةَ (2) ، فكأَنَّ شَيْخَنَا أَبَا عَبْدِ الله سمعه من مُسلم"./ (أ [55/أ] )
[145]- أَخبرنا أَحمد بْنُ محمَّد بْنِ يوسف (3) قَالَ: أَنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفر المَطِيْريّ (4) قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ حَرْب (5) قَالَ: ثنا أَبو مُعَاوية (6) قَالَ: ثنا الأَعمش عَنْ أَبي صَالح (7) عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْليما: "لَيْسَ مَوْلُوْدٌ يُوْلَدُ إِلاَّ هَذِهِ المِلَّةِ حَتَّى يُبَيِّنَ عَنْهُ لِسَانُهُ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ، أَوْ يُنَصِّرَانِهِ، أَوْ يُشَرِّكَانِهِ". قَالُوا: يَا رسول الله، فكيف [بما] (8) كان قبل ذلك (9) ؟
_________
(1) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/522.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/519.
وحديثه في صحيح مسلم في: (كتاب: الحدود، باب: حدّ السّرقة، ونصابها) 3/1314 ورقمه/1687.
(3) هو: ابن دوست، تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/50.
(4) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/506.
(5) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/296.
(6) هو: محمَّد بن خازم، تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/519.
(7) هو: ذكوان بن عبد الله، تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/634.
(8) ساقطة من: (أ) ، ومثبتة في: (ج) .
(9) أي: كيف بمن مات من أولادهم صغيرًا، قبل تغيّر فطرته الّتي فطره الله عليها، كما جاء ذلك مبيّنا في: رواية همّام عن أبي هريرة في صحيح البخاريّ (8/220- 221) ، وصحيح مسلم (4/4048) .
وَرواية جرير عن الأعمش عند مسلم في صحيحه (4/4048) أيضا.(3/971)
قَالَ: "اللهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِيْنَ".
قَالَ الشَّيْخُ الإِمام أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: "رَوَاهُ مُسْلم فِي كِتَابِهِ عَنْ أَبي بَكْرِ بْنِ أَبي شَيْبة، وأَبي كُرَيب مُحَمَّدِ ابن العلاءِ (1) عَنْ أَبي مُعَاوية (2) ، فكأَنَّ شَيْخَنَا أَبا عَبْدِ اللَّهِ سَمِعَهُ من مُسْلم"./ (ج [48/ب] )
[146]- أَخبرنا أَبو عُمَر عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ محمَّد بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَهْدِيٍّ (3) قَالَ: ثنا الْقَاضِي أَبو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسماعيل المحامليّ (4)
_________
(1) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/522.
(2) والحديث في صحيح مسلم في: (كتاب: القدر، باب: معنى كل مولود يولد على الفطرة، وحكم موت أطفال الكفّار، وأطفال المسلمين) 4/2048.
ورواه البخاريّ في: صحيحه (كتاب: الجنائز، باب: إذا أسلم الصّبيّ فمات هل يصلّى عليه؟ وهل يعرض على الصّبيّ الإسلام؟) 2/198 رقم/114، وَ: (كتاب: التّفسير، باب: لا تبديل لخلق الله) 6/207 ورقمه/268 عن عبدان عن عبد الله (هو: ابن المبارك) عن يونس (هو ابن يزيد) ،
وَفي: (كتاب: الجنائز، باب: ما قيل في أولاد المشركين) 2/208 ورقمه/139 عن آدم عن ابن أبي ذئب، كلاهما عن الزُّهريّ،
وَفي: (كتاب: القدر، باب: الله أعلم بما كانوا عاملين) 8/220- 221 ورقمه/6 عن إسحاق بن إبراهيم عن عبد الرّزّاق عن معمر عن همّام، كلاهما (الزُّهريّ، وهمّام) عن أبي هريرة به، بنحوه.
(3) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/54.
(4) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/492.(3/972)
إِملاءً قَالَ: ثنا أَحمد بْنُ إِسماعيل (1) قَالَ: ثنا مَالِكٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ حُمَيد بْنِ عَبْدِ الرَّحمن بْنِ عَوْف (2) عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْليما قَالَ: "مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ فِي سَبِيْلِ اللهِ نُوْدِيَ فِي الْجَنَّةِ: يَا عَبْدَ اللهِ، هَذَا خَيْرٌ، فَمَنْ كَاْنَ مِنْ أَهْلِ الصَّلاَةِ دُعِيَ مِنْ بَاْبِ الصَّلاَةِ، وَمَنْ كَاْنَ مِنْ أَهْلِ الْجِهَادِ دُعِيَ مِنْ بَاْبِ الْجِهَادِ، وَمَنْ كَاْنَ مِنْ أَهْلِ الصَّدَقَةِ دُعِيَ مِنْ بَاْبِ الصَّدَقَةِ، وَمَنْ كَاْنَ مِنْ أَهْلِ الصِّيَامِ دُعِيَ مِنْ بَاْبِ الرَّيَّانِ".
فَقَالَ أَبو بكرٍ: بأَبي أَنت وأَمّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا عَلَى أَحد مِمَّنْ دُعي مِنْ تِلْكَ الأَبواب مِنْ ضَرُورَةٍ، فَهَلْ يُدعى أَحد مِنْ تِلْكَ [الأَبواب] (3) / (أ [55/ب] ) كُلِّهَا؟ قَالَ: "نَعَمْ، وَأَرْجو أَنْ تَكُوْنَ منهمْ".
قَالَ الشَّيخ الإِمام أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: "انْفَرَدَ البخاريُّ بإِخراجه فِي صحيحه دون مُسْلم، فرواه
_________
(1) ابن محمَّد القرشيّ، أبو حذافة، المدنيّ، نزيل العراق ... سمع الموطّأ من مالك، وأدخلت عليه أحاديث في غيره عن مالك فقبلها، ولم يكن ممن يتعمّد. روى له: ق. ومات سنة: تسع وخمسين ومئتين. انظر: تأريخ بغداد (4/22) ت/1620، وتهذيب الكمال (1/266) ت/10، والكاشف (1/190) ت/8.
(2) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/919.
(3) لحق بحاشية: (أ) .(3/973)
عَنْ إِبراهيم بْنِ الْمُنْذِرِ (1) عَنْ مَعن بْنِ عِيسَى (2) عَنْ مَالِكٍ (3) ،/ (ج [49/أ] ) فَيَكُونُ شَيْخُنَا أَبو عُمَرَ بْنُ مَهْدِيٍّ بِمَنْزِلَةِ الْبُخَارِيِّ".
[147]- أَخبرنا أَبو عُمر بن مَهْديّ (4) قال: أَنا أَبو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مخلد العطّار (5) قال: نا مُحَمَّدُ بْنُ عُثمان بْنِ كَرَامة (6) قال: ثنا
_________
(1) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/861.
(2) ابن يحيى، القزّاز، أبو يحيى، المدنيّ.. ثقة ثبت، كثير الحديث. روى له: ع. ومات سنة: ثمان وتسعين ومائة. انظر: الطّبقات الكبرى (5/437) ، وسؤالات ابن الجنيد لابن معين (ص/382) ت/442، والتّقريب (ص/542) ت/6820.
(3) صحيح البخاريّ (كتاب: الصّيام، باب: الرّيّان للصّائمين) 3/59 رقم الحديث/7 بنحوه.
ورواه أيضا في: (كتاب: الجهاد والسّير، باب: فضل النّفقة في سبيل الله) 4/86 ورقمه/56 عن سعد بن حفص،
وَ: (كتاب: بدء الخلق، باب: ذكر الملائكة صلوات الله عليهم) 4/232 ورقمه/26 عن آدم، كلاهما عن شيبان عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة، ببعضه مختصرًا.
وَ: (كتاب: المناقب، أبواب: فضائل أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم باب كذا دون ترجمة) 5/69- 70 ورقمه/166 عن أبي اليمان عن شعيب عن الزُّهريّ به، بنحوه.
والحديث رواه مسلم في: صحيحه: (كتاب: الزّكاة، باب: من جمع الصّدقة وأعمال البرّ) 2/711- 712 ورقمه/1027 بنحوه.
(4) هو: عبد الواحد، تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/54.
(5) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/540.
(6) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/628.(3/974)
أَبو أُسامة (1) عَنْ هِشَامٍ يَعْنِي: ابْنَ عُرْوة قَالَ: حَدَّثَتْنِي فَاطِمَةُ بِنْتِ المُنْذِر (2) عَنْ أَسماءَ بِنْتِ أَبي بكرٍ قَالَتْ: دخلتُ عَلَى عائِشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا وَالنَّاسُ يُصلّون، فقلتُ لَهَا: مَا شَأْنُ النَّاس يُصلّون؟ فَقُلْتُ: آيَةٌ؟ فأَشارت برأْسِها أَيْ: نَعَمْ.
فأَطالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا جِدًّا حَتَّى تَجَلاَّنِي (3) الْغَشْيُ (4) . قالت: وإِلى جنبي قِرْبَةٌ فِيهَا مَاءٌ، فَفَتَحْتُهَا، فَجَعَلْتُ أَصبُّ مِنْهَا عَلَى رأْسي. فَانْصَرَفَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا وَقَدْ تَجَلَّتِ الشّمسُ (5) ، فخطبَ النَّاسَ، فَحَمِدَ اللَّهَ، وأَثْنَى عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُه، ثُمّ
_________
(1) هو: حمّاد بن أسامة، تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/632.
(2) تقدّمت ترجمتها أيضا.. . انظر ص/768.
(3) أي: غطّاني، وغشّاني. ويجوز أن يكون معناه: ذهب الغشي بقوّتي، وصبري. انظر: معجم المقاييس (باب: الغين والشّين وما يثلّثهما) ص/848، والنّهاية (باب: الجيم مع اللاّم) 1/291.
(4) ضرب من الإغماء إلاّ أنّه دونه، يعرض من طول التّعب، والوقوف.
الفتح (1/347) .
(5) أي: انكشفت، وخرجت من الكسوف.
انظر: معجم المقاييس (باب: الجيم واللاّم وما يثلّثهما) ص/220، والنّهاية (باب: الجيم مع اللاّم) 1/290.(3/975)
قَالَ: "أَمَّا بَعْدُ". قَالَتْ (1) : وَلَغَطَ (2) نِسْوَةٌ مِنَ الأنْصَار، فانْكَفَأْتُ إِليهنَّ (3) لأُسكتَهنَّ. فَقُلْتُ لِعَائِشَةَ: مَا قَالَ؟ قالت: [قال] (4) : "مَا مِنْ شَيْء لَمْ أَكُنْ رَأَيْتُهُ إِلاَّ قَدْ رَأَيْتُهُ فِي مَقَامَي هَذَا حَتَّى الْجَنَّةَ، وَالنَّارَ وَإِنَّهُ قَدْ أُوْحِيِ إِلَّيَ أَنَّكُمْ تُفْتَنُوْنَ فِي الْقُبُوْرِ مِثْلَ أَوْ قَرِيْبَا مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيْحِ الْدَّجَّالِ، يُؤْتَى أَحَدُكُمْ/ (ج [49/ب] ) فَيُقَالُ لَهُ: مَا عِلْمُكَ بِهَذَا الرَّجُلِ؟ فَأَمَّا الْمُؤْمِنُ أَوْ قَاْلَ: الْمُنَافِقُ (5) (شَكَّ هِشَامٌ) / (أ [56/أ] ) فَيَقُوْلُ: هُوَ رَسُوْلُ اللهِ، هُوَ مُحَمَّدٌ، جَاءَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى، فَآمَنَّا، وَصَدَّقْنَا، وَأَجَبْنَا، وَصَدَّقْنَا. فَيُقَاْلُ: نَمْ صَاْلِحا، قَدْ كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّكَ إِنْ كُنْتَ لَمُؤْمِنَا بِهِ.
_________
(1) في: (أ) : (قال) ، وما أثبتّه من: (ج) .
(2) اللّغط: صوت، وضجّة لا يفهم معناها.
النّهاية (باب: اللاّم مع الغين) 4/257.
(3) أي: ملت، وانقلبت إليهنّ. انظر: النّهاية (باب: الكاف مع الفاء) 4/183، والقاموس المحيط (باب: الهمزة، فصل: الكاف) ص/64.
(4) ساقطة من: (أ) ، ومثبتة في: (ج) .
(5) هكذا في النّسختين، وكتب في حاشية: (ج) : "صوابه الموقن"، وهو الصّحيح.(3/976)
وَأَمَّا الْمُنَافِقُ أَوِ الْمُرْتَابُ (شَكَّ هِشَامٌ) فَيُقَاْلُ لَهُ: مَا عِلْمُكَ فِي هَذَا الرَّجُلِ؟ فَيَقُوْلُ: لاَ أَدْرِي، سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُوْلُوْنَ شَيْئَا، فَقُلْتُهُ".
قَالَ هِشام: فَلَقَدْ قالتْ لِي فَاطِمَةُ: فأوْعيتُهُ (1) ، غَيْرَ أَنَّها ذكرت ما يغلَّظ عليّ (2) .
قَالَ الشَّيْخُ الإِمام أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: "أَخرجه البخاريُّ فِي صَحِيحِهِ، فَقَالَ: "وَقَالَ مَحْمُودٌ (3) : ثنا أَبو أُسامة" (4) .
_________
(1) أي: أدخلته في وعاء قلبي. يقال: "أوعيت الشّيء في الوعاء" إذا أدخلته فيه. والمراد: حفظته.
انظر: أدب الكاتب لابن قتيبة (ص/358، 437) ، والنّهاية (باب: الواو مع العين) 5/207.
وانظر: المجموع المغيث لأبي موسى المدينيّ (باب: الواو مع العين) 3/435.
(2) في: (ج) : "عليه"، وهي كذلك في: صحيح البخاريّ (2/42- 43) رقم الحديث/45.
(3) هو: ابن غيلان، تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/588.
قال الحافظ في: (الفتح 2/470) : "وذكره هنا عن محمود وهو: ابن غيلان أحد شيوخه بصيغة: (قال محمود) وكلام أبي نعيم في المستخرج يشعر بأنّه قال: (حدَّثنا محمود) "اهـ.
(4) الصّحيح (كتاب: الجمعة، باب: من قال بعد الثّناء: أمّا بعد) 2/4243 رقم الحديث/45.
ورواه أيضا في: (كتاب: الصّلاة، أبواب: العمل في الصّلاة، باب: الإشارة في الصّلاة) 2/155 ورقمه/259 عن يحيى بن سليمان عن ابن وهب عن الثّوريّ،
وفي: (كتاب: العلم، باب: من أجاب الفتيا بإشارة اليد والرّأس) 1/53- 54 ورقمه/28 عن موسى بن إسماعيل عن وهيب،
ورواه في: (كتاب: الكسوف، باب: صلاة النّساء مع الرّجال في الكسوف) 2/93- 94 ورقمه/91 عن عبد الله بن يوسف، وفي: (كتاب: الاعتصام، باب: الإقتداء بسنن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم) 9/169- 170 ورقمه/58 عن عبد الله بن مسلمة، وفي: (كتاب: الوضوء، باب: من لم يتوضّأ إلاّ من الغشي المثقل) 1/95- 96 ورقمه/48 عن إسماعيل (هو: ابن أبي أويس) ، ثلاثتهم (عبد الله بن يوسف، وابن مسلمة، وإسماعيل) عن مالك، ثلاثتهم (الثّوريّ، ووهيب، ومالك) عن هشام به، مطوّلاً، ومختصرًا.(3/977)
وَرَوَاهُ مُسْلم عَنْ أَبي بَكْرِ بْنِ أَبي شَيْبَةَ، وأَبي كُرَيب (1) عَنْ أَبي أُسامة (2) ، فكأَنَّ شَيْخَنَا أَبا عُمَر سَمِعَهُ مِنَ البخاريِّ، ومُسْلم جَمِيعًا".
[148]- أَخبرنا أَبو الْحَسَنِ أَحمد بْنُ محمَّد بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى بْنِ هَارُونَ بْنِ الصَّلْتِ الأَهوازيّ (3) قَالَ: ثنا أَبو بَكْرٍ محمَّد بْنُ جَعْفر المَطِيْريّ (4) قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ حَرْب (5) قَالَ: ثنا سُفيان بْنُ عُيَينة عن
_________
(1) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/522.
(2) صحيح مسلم (كتاب: الكسوف، باب: ما عرض عَلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم في صلاة الكسوف من أمر الجنّة والنّار) 2/624- 625.
(3) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/53.
(4) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/506.
(5) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/296.(3/978)
/ (ج [50/أ] ) الزُّهريّ عَنْ عُبيد اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ (1) عَنِ ابْنِ عبَّاس عَنْ مَيْمُونة أَنَّ فَأْرَةً وَقَعَتْ فِي سَمْنٍ عَلَى عَهْد النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسليماً فَقَالَ: "أَلْقُوْهَا، وَمَا حَوْلَهَا، ثُمَّ كُلُوهُ".
قَالَ الشَّيْخُ الإِمام أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: "رَوَاهُ البخاريُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبير الْحُمَيْدِيِّ عَنْ سُفْيان (2) ، فكأَنَّ شَيْخَنَا سَمِعَهُ مِنْهُ".
[149]- أَخبرنا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ الصَّلْتِ (3) قَالَ: ثنا محمَّد بْنُ جَعْفر المَطِيْريّ (4) قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ حَرْب (5) قَالَ: ثنا أَبو مُعَاوية (6)
_________
(1) هو: ابن عتبة بن مسعود.
(2) صحيح البخاريّ (كتاب: الذّبائح والصّيد، باب: إذا وقعت الفأرة في السّمن الجامد، أو الذّائب) 7/176- 177 رقم الحديث/69.
ورواه أيضا في: (كتاب: الوضوء، باب: ما يقع من النّجاسات في السّمن أو الماء) 1/114 ورقمه/98 عن إسماعيل (هو: ابن أبي أويس) ،
وفي الموضع نفسه من (كتاب: الذّبائح والصّيد) 7/177 ورقمه/71 عن عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، كلاهما عن مالك، ورواه في الباب نفسه من (كتاب: الوضوء) ورقمه/99 عن عليّ بن عبد الله عن معن،
وفي الباب نفسه من (كتاب: الذّبائح والصّيد) أيضا ورقمه/70 عن عبدان عن عبد الله (هو: ابن المبارك) عن يونس (هو: ابن يزيد) ، ثلاثتهم (مالك، ومعن، ويونس) عن ابن شهاب، به، بنحوه.
(3) هو: أحمد بن محمَّد الأهوازيّ، تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/53.
(4) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/506.
(5) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/296.
(6) هو: محمَّد بن خازم، تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/519.(3/979)
قَالَ: ثنا الأَعمش عَنْ أَبي سُفيان (1) عَنْ جَابر قَالَ: أَتَي النُّعْمَانُ بنُ قَوْقَلٍ، فَقَالَ: يَا رسول الله،/ (أ [56/ب] ) أَرأَيتَ إِنْ صلّيتُ الْمَكْتُوبَاتِ، وأَحللتُ الحلالَ، وحرَّمتُ الحرامَ، أَدخل الْجَنَّةَ؟ قَالَ: "نَعَمْ".
قَالَ الشَّيْخُ الإِمام أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: "رَوَاهُ مُسْلم عَنْ أَبي بَكْرِ بْنِ أَبي شَيْبة، وأَبي كُرَيب (2) عَنْ أَبي مُعَاوية (3) ، فكأَنَّ شَيْخَنَا سَمِعَهُ مِنْهُ".
[150]- أَخبرنا الْقَاضِي أَبو الْحُسَيْنِ محمَّد بْنُ أَحمد بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ إِسماعيل الضَّبِّيُّ الْمَحَامِلِيُّ (4) قَالَ: ثنا أَبُو جَعْفَرٍ محمَّد بْنُ يَحْيى بْنِ عُمَر بْنِ عَلِيِّ بْنِ حَرْب الطّائِيّ (5) قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ حَرْب (6) قَالَ: ثنا سُفيان
_________
(1) هو: طلحة بن نافع الواسطيّ ويقال: المكّيّ الإسكاف ... صدوق، من الرّابعة. روى له: ع.
انظر: العلل ومعرفة الرجال (2/475) رقم النّص/3113، والكاشف (1/514- 515) ت/481، والتّقريب (ص/283) ت/3035.
(2) هو: محمَّد بن العلاء، تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/522.
(3) هو: محمَّد بن خازم، تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/519.
والحديث في صحيح مسلم في: (كتاب: الإيمان، باب: بيان الإيمان الّذي يدخل به الجنّة ... ) 1/44 رقم الحديث/15.
(4) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/50.
(5) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/506.
(6) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/296.(3/980)
عَنِ الزُّهريّ عَنْ حُمَيْد بْنِ عبد الرّحمن (1) / (ج [50/ب] ) عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ قَالَ: جاءَ رَجُلٌ (2) إِلى النَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْليمًا، فَقَالَ: هَلَكتُ. قَالَ: "وَما أَهْلَكَك"؟ قَالَ: وقعتُ عَلَى أَهلي فِي شَهْر رَمَضَانَ. قَالَ: "عِنْدَكَ مَا تُعْتِقُ رَقَبَةً"؟ قَالَ: لاَ. قَالَ: "هَلْ تَسْتَطِيْعُ أَنْ تَصُوْمَ شَهْرَيْنَ مُتَتَابِعَيْنِ"؟ قَالَ: لاَ. قَالَ: "فَهَلْ (3) تَسْتَطِيْعُ أَنْ تُطْعِمَ سَتِّيْنَ مِسْكِيْنا"؟ قَالَ: لاَ.
_________
(1) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/919.
(2) قال الحافظ في (الفتح) : "لم أقف على تسميته".
ثمّ ذكر أنّ بعض أهل العلم سمّاه: سليمان أو: سلمة بن صخر البَيَاضيّ استنادًا إلى حديث رواه ابن أبي شيبة فيه نحو قصّة هذا الحديث، وحقّق رحمه الله أنّهما واقعتان مختلفتان، ثمّ ذكر أنّه وقع في شرح ابن الحاجب ما يوهم أنّ الرجل هو: أبو بردة بن يسار، وقال: "وهو وهم". والصّحيح عدم معرفة عين الرّجل كما قال الحافظ والله تعالى أعلم.
انظر: الفتح (4/194- 196) .
وانظر: الغوامض لابن بشكوال (1/238) ، والمستفاد لابن العراقيّ (1/531) رقم النّص/199، وتنبيه المُعْلم لسبط ابن العجميّ (ص/202) رقم النّص/441.
(3) في (ج) : "هل".(3/981)
قال: "اجْلِسْ". [قال:] (1) فأُتِيَ النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْليما بعَرَقٍ (2) فِيهِ تَمْرٌ، قَالَ: "خُذْ هَذَا فَتَصَدَّقْ بِهِ عَلَى الْمَسَاكِيْنِ". قَالَ: عَلَى أَفقر منَّا، فما بين لابتيها (3) أَهلُ بيت هو أَفقر مِنَّا. قَالَ: فَضَحِكَ النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا حتَّى بدت نَواجِذُهُ، ثُمَّ قال: "خُذْهُ [، واذهب فأطمعه عِيَالَكَ] (4) ".
قَالَ الشَّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب:
_________
(1) زيادة من: (ج) .
(2) بفتح المهملة والرّاء، بعدها قاف وقيل: (بإسكان الرّاء) ، والأوّل هو الصّحيح.
والمراد: المكتل بكسر الميم، وسكون الكاف، وفتح المثنّاة، بعدها لام
ورد مفسّرًا بذلك في بعض روايات الحديث في الصّحيحين، انظر: مثلاً: صحيح البخاريّ (3/73) رقم الحديث/43، (8/43- 44) رقم الحديث/112، وصحيح مسلم (2/782) .
ويسمّى أيضا: الزَّبيل. انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (1/105) ، والنّهاية (باب: العين مع الرّاء) 3/219.
(3) أي: حرّتيها حرّة واقم، وتسمّي: الشّرقيّة، وحرّة الوبرة بفتحات ثلاث متوالية، وجوّز بعضهم تسكين الباء الموحدة وهي الّتي تطلّ على وادي العقيق، وتسمّى: الغربيّة.
انظر: معجم البلدان (5/3) ، والمعالم الأثيرة لحسن شراب (ص/100، 235) ، ومعجم جبال الجزيرة لعبد الله بن خميس (1/77- 80،81) .
(4) لحق بحاشية: (أ) .(3/982)
"اتَّفَقَ الشّيخانِ عَلَى إِخراج هَذَا الْحَدِيثِ فِي كِتَابَيْهِمَا، فَرَوَاهُ البخاريُّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ (1) ، وَعبد الله بن مسلمة القعنبيّ (2) .
_________
(1) صحيح البخاريّ (كتاب: كفّارات الأيمان، باب: قوله تعالى: {قَدْ فَرَضَ اللهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكِمْ وَاللهُ مَوْلاَكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيم} ) 8/258- 259 رقم الحديث/2.
(2) أبو عبد الرّحمن، البصريّ.. ثقة، عابد. روى له: خ، م، د، ت، س. ومات سنة: إحدى وعشرين ومئتين. انظر: التّقريب (ص/323) ت/3620.
وحديثه في الصحيح في الكتاب المتقدّم نفسه (باب: يعطي في الكفّارة عشرة مساكين قريبا كان، أو بعيدًا) 8/259 260 ورقمه/4.
ورواه أيضا في: (كتاب: الصّيام، باب: إذا جامع في رمضان، ولم يكن له شيء، فتصدّق عليه، فليكفّر) 3/74 ورقمه/43 عن أبي اليمان عن شعيب،
وفي: (باب: المجامع في رمضان) 3/74 ورقمه/44 عن عثمان ابن أبي شيبة عن جرير عن منصور (هو: ابن المعتمر) ،
وفي: (كتاب: الهبة، باب: إذا وهب هبة، فقبضها الآخر، ولم يقل: قبلت) 3/318 ورقمه/34، وَ (كتاب: كفّارات الأيمان، باب: من أعان المعسر على الكفّارة) 8/259 ورقمه/3 عن محمَّد بن محبوب عن عبد الواحد عن معمر،
وفي (كتاب: النّفقات، باب: نفقة المعسر على أهله) 7/118 119 ورقمه/103 عن أحمد بن يونس، وفي: (كتاب: الأدب، باب: التّبسّم والضّحك) 8/43 44 ورقمه/112 عن موسى (هو: ابن إسماعيل) كلاهما عن إبراهيم بن سعد، وفي: (كتاب: الأدب أيضا باب: ما جاء في قول الرّجل: ويلك) 8/70 71 ورقمه/187 عن محمَّد بن مقاتل عن عبد الله (هو: ابن المبارك) عن الأوزاعيّ،
وفي: (كتاب: المحاربين من أهل الكفر والرّدّة، باب: من أصاب ذنبا دون الحدّ، فأخبر الإمام فلا عقوبة عليه بعد التّوبة إذا جاء مستفتيا) 8/297 ورقمه/19 عن قتيبة عن اللّيث، ستّتهم عن الزُّهريّ به، بنحوه.(3/983)
وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ يَحْيى بْنِ يَحْيى (1) ، وَأَبي بَكْرِ بْنِ أَبي شَيْبة، / (أ [57/أ] ) وَزُهير بْنِ حَرْب (2) ، وَمحمّد بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَير (3) ، سِتَّتُهم عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيينة، فكأَنَّ الْقَاضِي أَبا الْحُسَيْنِ سَمِعَهُ مِنْ البخاريِّ، ومُسْلم".
[151]- أَخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحمد بْنِ الْقَاسِمِ (4) قَالَ: ثنا محمّد ابن يَحْيَى بْنِ عُمر (5) قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ حَرْب (6) قَالَ: ثنا سُفيان عن الزّهريّ/ (ج [51/أ] ) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْر (7) عَنْ أَبيه قَالَ: قَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْليما: "إِنِّي أَنَا مُحَمَّدٌ، وَأَنَا أَحْمَدُ، وَأَنَا الْمَاحِي الَّذِي يُمْحَى بَي الْكُفْرَ، وَأَنَا الْحَاشِرُ الَّذِي أَحْشُرُ النَّاسَ، وَأَنَا الْعَاقِبُ الَّذِي لَيْسَ بَعْدِي نَبِيٌّ".
_________
(1) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/604.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/512.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/508.
وحديثهم في صحيح مسلم في: (كتاب: الصّيام، باب: تغليظ تحريم الجماع في نهار رمضان على الصّائم ... ) 2/781 782 ورقمه/1111.
(4) هو: المحامليّ، تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/50.
(5) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/506.
(6) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/296.
(7) ابن مطعم بن عديّ القرشيّ، أبو سعيد، المدنيّ ... تابعيّ، ثقة، قليل الحديث. روى له: ع. ومات على رأس المائة.
انظر: الطّبقات الكبرى (5/205) ، وتأريخ الثّقات للعجليّ (ص/401) ت/1441، والتّقريب (ص/471) ت/5780.(3/984)
قَالَ الشَّيْخُ الإِمام أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: "أَخرجه البخاريُّ مِنْ حَدِيثِ مَالِكِ بْنِ أَنس (1) ، وَشُعَيب بْنِ أَبي حَمْزة (2) عَنِ الزُّهريّ.
وَرَوَاهُ مُسْلم عَنْ زُهير بْنِ حَرْب (3) ، وَإِسحاق بْنِ إِبراهيم، وَابن أَبي عُمَر (4) عَنْ سُفيان بْنِ عُيينة (5) ، فكأَنَّ الْقَاضِي أَبا الْحُسَيْنِ سَمِعَهُ مِنْ مُسْلِمٍ".
[152]- أَخبرنا أَبو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحمد الطُّوسيّ (6) قَالَ: [نا] (7) أَبو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصمّ (8) قَالَ: ثنا بَحْر بْنُ نَصْر ابن سَابِقٍ الخَوْلانيّ (9) قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْب (10) قَالَ: أَخبرني
_________
(1) صحيح البخاريّ (كتاب: المناقب، باب: ما جاء في أسماء رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم) 5/24 رقم الحديث/39 عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُنْذِرِ عَنْ معن عنه به، بنحوه.
(2) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/537.
وحديثه في الصحّيح في: (كتاب: التّفسير، باب: {يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَد} ) 6/266 ورقمه/390 عن أبي اليمان عنه به، بنحوه أيضا.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/512.
(4) هو: محمَّد بن يحيى بن أبي عمر، تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/506.
(5) صحيح مسلم (كتاب: الفضائل، باب: في أسمائه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) 4/1828 ورقمه/2354.
(6) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/48.
(7) ساقطة من: (أ) ، ومثبتة في: (ج) .
(8) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/256.
(9) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/903.
(10) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/903.(3/985)
يونُس بْنُ يَزِيدَ (1) عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَبي سَلَمة بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْف عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَكَمِ أَنه سَأَلَ رسولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا عَنِ الطِّيَرَة (2) ، فَقَالَ: "ذَلِكَ شَيْءٌ يَجِدُهُ أَحَدُكُمْ فِي نَفْسِهِ، فَلاَ يَصُدَّنَّكُمْ".
وَسَأَلَهُ عَنِ الكُهَّان (3) ، فقال: "لاَ تَأْتُوْهُمْ". / (أ [57/ب] )
قَالَ الشَّيْخُ الإِمام أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: "انْفَرَدَ مُسْلم [بِإِخْرَاجِهِ] (4) فِي / (ج [51/ب] ) كِتَابِهِ، فَرَوَاهُ عَنْ أَبي الطَّاهِرِ بن
_________
(1) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/538.
(2) بكسر الطّاء، وفتح الياء، وقد تسكن: التّشاؤم بالشّيء.
وأصله فيما يقال: التّطيّر بالسّوانح، وبالبوارح من الطّير، والظّباء، وغيرهما.
انظر: غريب الحديث للخطّابيّ (2/169) ، والمجموع المغيث لأبي موسى المدينيّ (2/376- 379) ، والنّهاية (باب: الطّاء مع الياء) 3/152.
(3) جمع: كاهن، وهو الّذي يتعاطى الخبر عن الكائنات في مستقبل الزّمان، يدّعي معرفة الأسرار، ومطالعة علم الغيب.
ومن هؤلاء الكهنة من كان يزعم أنّ له تابعا من الجنّ يلقي إليه الأخبار؛ ومنهم من كان يزعم معرفة الأمور بمقدّمات أسباب يستدلّ لها على مواقعها من كلام من يسأله؛ أو فعله، أو حاله، وهذا يخصّونه بالعرّاف كالّذي يدّعي معرفة الشّيء المسروق، ومكان الضّالّة، ونحوهما.
انظر: المجموع المغيث للمدينيّ (3/94- 95) ، والنّهاية (باب: الكاف مع الهاء) 4/214 215، والتّعريفات للجرجانيّ (ص/183) .
(4) لحق بحاشية: (أ) .(3/986)
السَّرْحِ (1) ، وَحَرْمَلَةَ بْنِ يَحيى (2) عَنِ ابْنِ وَهْب، فكأَنَّ شَيْخَنَا سَمِعَهُ مِنْهُ".
[153]- أَخبرنا محمَّد بْنُ أَحمد الطُّوسِيُّ (3) قَالَ: حدَّثنا أَبو الْعَبَّاسِ محمَّد بْنُ يَعْقُوبَ الأَصمّ (4) قَالَ: ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ الْعَامِرِيُّ الْكُوفِيُّ (5) قَالَ: ثنا زَيْد بْنُ الحُبَاب (6) قَالَ: ثنا مالك بن أَنس
_________
(1) هو: أحمد بن عمرو بن عبد الله بن السّرح بمهملات المصريّ ... ثقة.
روى له: م، د، س، ق. ومات سنة: خمسين ومئتين.
انظر: الجرح والتعديل (2/65) ت/115، وحاشية سبط ابن العجميّ على الكاشف (1/200) ، والتّقريب (ص/83) ت/85.
(2) ابن حرملة التّجيبيّ بضمّ التّاء المعجمة بنقطتين من فوق، وكسر الجيم، وسكون المنقوطة باثنتين من تحتها، في آخرها باء منقوطة بواحدة أبو حفص، المصريّ ... صدوق.
روى له: م، س، ق. ومات سنة: ثلاث أو أربع وأربعين ومئتين.
انظر: الكامل لابن عديّ (2/458) ، والكاشف (1/317) ت/977، والتّقريب (ص/156) ت/1175.
وحديثهما في صحيح مسلم في: (كتاب: السّلام، أبواب: الطّبّ والمرض والرّقى، باب: تحريم الكهانة، وإتيان الكهّان) 4/1748- 1749.
وانظر: (كتاب: المساجد ومواضع الصّلاة، باب: تحريم الكلام في الصّلاة ... ) 1/381- 382 رقم الحديث/537.
(3) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/48.
(4) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/256.
(5) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/529.
(6) بضمّ المهملة، وموحدتين أبو الحسين، العكلي بضمّ المهملة، وسكون الكاف قال الحافظ في: (التّقريب ص/222 ت/2124) : "صدوق يخطئ في حديث الثّوريّ"اهـ، وليس هذا منها.
روى له: ر، م، 4. ومات سنة: ثلاث ومئتين.
انظر: الجرح والتّعديل (3/561) ت/2538، والكامل لابن عديّ (3/209- 210) ، والكاشف (1/415) ت/1729.(3/987)
عَنِ الزُّهريّ عَنْ أَنس بْنِ مَالِكٍ: "أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْما دَخَلَ مَكَّةَ يَوْمَ الْفَتْحِ، وَعَلَيْهِ مِغْفَرُ (1) حَدِيْدٍ".
قَالَ الشَّيخ الإِمام أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: "قَوْلُه: "حَدِيد" كلمةٌ غريبةٌ لَمْ يَذْكُرْهَا مالكٌ فِي الموطَّأ (2) ، وَقَدْ تَابَعَ زَيْدَ بْنُ الحُبَاب (3) عليها جماعةٌ منهم:
_________
(1) المغفر بكسر الميم، وسكون المعجمة، وفتح الفاء، بعدها راء: زرد ينسج من الدروع على قدر الرأس، يلبس تحت القلنسوة.
وقيل: رفرف البيضة.
وقيل: حلق يتقنّع به المُتَسَلِّح.
ونقل ابن منظور عن ابن شميل: المغفر: حلق يجعلها الرجل أسفل البيضة، تسبغ على العنق، فتقيه. قال: وربما كان المغفر مثل القلنسوة غير أنها أوسع، يلقيها الرجل على رأسه فتبلغ الدرع، ثمّ يلبس البيضة فوقها، فذلك المغفر يُرخى على العاتقين، وربما جعل المغفر من ديباج، وخزّ، أسفل البيضة.
وإنما سمى المغفر لأنه يغفر الرأس (أي: يُلبسه، ويغطّيه) .
انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (3/348) ، ولسان العرب (حرف: الرّاء المهملة، فصل: الغين) 5/26.
(2) انظر: رواية يحيى اللّيثيّ (1/423) رقم الحديث/247، ورواية أبي مصعب الزُّهريّ (1/556- 557) رقم الحديث/1447.
وانظر: التّمهيد لابن عبد البرّ (6/159) .
(3) أشار لرواية زيد: الحافظ في (الفتح 4/72) وذكر أنّ حديث زيد هذا رواه الدّارقطنيّ في الغرائب، والحاكم في الإكليل.
وتابع الحسنَ بن عليّ العامريّ في روايته عن زيد بن الحباب: موسى بن سعيد المسروقيّ ثقة، (كما في: التّقريب ص/552 ت/6987) ... أخرج روايته: أبو الشَّيخ في (أخلاق النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم) ص/125 عن عبد الرّحمن بن محمَّد بن حمّاد عنه به، بمثله هنا.(3/988)
مُعَاوية بْنُ هِشَامٍ القصَّار (1) ، ومحمَّد [بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرَّقاشيّ (2) ، ومحمَّد] (3) بْنُ مُعَاوية النَّيسابوريّ (4) ، وَسُفْيَانُ بْنُ بِشْر (5) ، وَعبيد اللَّهِ بْنُ عَمْرو الْآمِدِيُّ (6) ، وَإسحاق بْنُ مَنْصور بْنِ حَيَّان الأَسديّ (7) ، ومحمّد بن
_________
(1) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/724.
(2) أبو عبد الله، البصريّ ... ثقة، عابد.
روى له: خ، م، س، ق. ومات سنة: سبع عشرة ومئتين. انظر: تأريخ الثّقات للعجليّ (ص/407) ت/1475، وتهذيب الكمال (25/551) ت/5374.
(3) لَحَق بحاشية: (أ) .
(4) أبو عليّ، الخراسانيّ، نزيل بغداد، ثمّ مكّة ... متروك، أطلق ابن معين، وأحمد، والدّراقطنيّ، وغيرهم عليه الكذب. مات سنة: تسع وعشرين ومئتين.
انظر: سؤالات ابن الجنيد لابن معين (ص/407) ت/565، (ص/430- 431) ت/651، والضّعفاء للعقيليّ (4/144) ، والتّقريب (ص/507) ت/6310.
(5) لم أقف على ترجمة له.
(6) روى عنه: نصر بن داود، وإبراهيم بن الجنيد.
سُئل عنه أبو حاتم (كما في: الجرح والتّعديل 5/329 ت/1552) ، وقال: "لا أعرفه". وذكره ابن حبّان في: (الثّقات 8/405) ، وقال: "ربما خالف، وأخطأ". وانظر: لسان الميزان (4/110) ت/222.
(7) أبو يعقوب، الكوفيّ ... روى عنه: أحمد بن حنبل، ومحمد بن عبد الله ابن نمير، وعثمان بن أبي شيبة.
ترجم له البخاريّ في: (التّأريخ الكبير 1/402 ت/1285) وقال: (وقال أحمد أبو جعفر: حدَّثنا إسحاق أبو يعقوب الأسديّ العابد صاحب سنة..) . وابن حبّان في: (الثّقات 8/112) ، وقال: " ... مات سنة: أربع أو خمس ومئتين، وكان عابدًا، فاضلاً". وانظر: الجرح والتّعديل (2/234) ت/823.(3/989)
مَرْوان الْكُوفِيُّ (1) صَاحب الْكَلْبِيِّ (2) وأَحْمَد بن يَزِيْد الوَرْتَنِيسيّ (3) الحرّانيّ (4) .
_________
(1) السُّديّ الصّغير، مولى عبد الرّحمن بن زيد بن الخطّاب ... متروك، لا يُكْتَب حديثه، اتّهمه بعضهم بالكذب. من الثّامنة.
انظر: الجرح والتّعديل (8/86) ت/364، وتأريخ بغداد (3/291) ت/1377، والتّقريب (ص/506) ت/6284.
(2) محمَّد بن السَّائب، أبو النّضر، الكوفيّ ...
انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (25/246) ت/5234.
(3) بفتح الواو، وسكون الرّاء، وفتح التاء المنقوطة بنقطتين من فوقها، وكسر النّون، وسكون الياء المنقوطة من تحتها بنقطتين، وفي آخرها السّين المهملة.
انظر: الأنساب 5/587.
وضبطه الحافظ في: (التّقريب ص/86 ت/127) بتثقيل النّون.
(4) أبو الحسن ... قال أبو حاتم (كما في: الجرح والتّعديل 1/82 ت/191) : "هو ضعيف الحديث، أدركته". وذكره الذّهبيّ في: (الميزان 1/163 ت/660) ، وقال: "ضعّفه أبو حاتم، ومشّاه غيره" اهـ. ولعلّه يقصد بمن مشّاه: النّسائيّ، ومسلمة بن القاسم ... فقد نقل مغلطاي في: (إكمال تهذيب الكمال [1/41] ) عنهما قالا: "ثقة".
وذكره الحافظ في: (التّقريب ص/86 ت/127) ، وقال: "ضعّفه أبو حاتم، من العاشرة، ولم يرو عنه البخاريّ إلاّ حديثا واحدًا متابعةً " اهـ.
وهؤلاء الرّواة جميعاً لم أقف على متابعاتهم لزيد بن الخطّاب بعد.(3/990)
وَرَوَاهُ أَيْضًا: أَبُو عُبَيد الْقَاسِمُ بْنُ سَلَّامٍ (1) عَنْ يَحْيى بْنِ عبد الله
ابن بُكَيْر (2) عن مالك/ (ج [52/أ] ) فأورد هذه الكلمة (3) .
_________
(1) أشار لروايته: الحافظ في (الفتح 7/609) ، ونقل عن الدّارقطنيّ قال: "تفرّد به أبو عبيد، وهو في الموطّأ ليحيى بن بكير مثل الجماعة، ورواه عن مالك جماعة من أصحابه خارج الموطّأ بلفظ: (مغفر من حديد) " قال الحافظ: "ثمّ ساقه من رواية عشرة عن مالك كذلك". وكلام الدّارقطنيّ في: (غرائب مالك له) كما نصّ عليه الحافظ في: (النّكت 2/659، والفتح 4/72) ، ولم أقف عليه في الموجود منه.
(2) القرشيّ، أبو زكريّا، المصريّ ... قال ابن محرز في: (معرفة الرجال عن يحيى بن معين 1/109) : سمعت يحيى وذُكِرَ له يحيى بن بكير المصريّ، قيل له: كان يحدثّ بالموطّأ عن مالك بن أنس. قال: "وأيّ شيء كان يُسَوّي، إنما كان يعرض حبيب، وكان حبيب كذّابا، كان يعرض لهم خمس ورقات، ثمّ يقول لهم: عرضت عليكم عشرة" ثمّ قال يحيى بن معين: "وهو لا يحسن يقرأ حديث ابن وهب، فكيف يقرأ الموطّأ" اهـ. وقال مسلمة بن قاسم (كما في: التّهذيب 11/238) : "تكلّم فيه؛ لأنّ سماعة من مالك إنّما كان بعرض حبيب".
وقال الخليليّ في: (الإرشاد ص/44) : "ثقة، أخرجه البخاريّ في الصّحيح عن مالك وغيره، وتفرّد بأحاديث عن مالك". لكن قال البخاريّ (كما في: (هدي السّاري ص/475) : "ما روى يحيى بن بكير عن أهل الحجاز في التّأريخ فإنّي انتقيه" اهـ، وقال الحافظ معلِّقا: "فهذا يدلّك على أنّه ينتقي حديث شيوخه" الخ.
وقال في التّقريب (ص/597 ت/7580) : "ثقة ... وتكلّموا في سماعه من مالك". روى له: خ، م، ق. ومات سنة: إحدى وثلاثين ومئتين.
وانظر: حاشية سبط ابن العجميّ على الكاشف (2/369) ت/6193.
(3) وتابع زيد بن الحباب على ذكرها أيضا: بشر بن عمر الزّهرانيّ (ثقة، كما في: التّقريب ص/123 ت/698) ... أخرج روايته: ابن عبد البرّ في: (التّمهيد 6/159) عن عبد الوارث بن سفيان عن قاسم ابن أصبغ عن أبي قلابة الرّقاشيّ عنه به، وقال: "ولا أعلم أحدًا ذكر ذلك عن مالك غير بشر ابن عمر في هذا الحديث" اهـ.
وقال الزّرقانيّ في: (شرح الموطّأ 3/265) معلِّقا: "ولعلّه أراد في الموطّأ، وإلاّ فقد رواه خارجة عشرة عن مالك، كذلك أخرجها الدّارقطنيّ".(3/991)
ورواه غَيْرُهُ عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ فَلَمْ يذكرها والله أعلم" (1) .
_________
(1) وجاءت هذه الزيادة في الحديث أيضا من طريق: أبي أويس المدنيّ (تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/609) عن الزُّهريّ ... أخرج روايته: ابن عديّ في: (الكامل 4/183) عن محمَّد بن أحمد بن هارون عن أحمد بن موسى البزّار، والحافظ ابن حجر في: (النّكت 2/658) بسنده عن أحمد بن يحيى الصّوفيّ، كلاهما عن إسماعيل بن أبان عن أبي أويس عن الزُّهريّ به.
قال ابن عديّ: "هذا يُعرف بمالك عن الزُّهريّ، وقد قيل عن مالك: (مغفر من حديد) جماعة، وقد روى ابن أبي أويس هذا الحديث كما ذكرته، وابن أخي الزُّهريّ، ومعمر، والحديث مشهور بمالك"اهـ.
ومحمد بن أحمد بن هارون ترجم له الخطيب في: (تأريخه 1/369 ت/315) ، ولم يذكر فيه جرحا، ولا تعديلاً.
وأحمد بن موسى له ذكر في: (تهذيب الكمال 3/6) ، ولم أقف على ترجمة له. وفي سند الحافظ من لم أقف على ترجمة له أيضا.
وخالف أحمَد بنَ موسى: ابنُ سعد ... فروى الحديث في: (الطّبقات الكبرى 2/139- 140) عن إسماعيل بن أبان بسنده، به، وليس فيه قوله: "من حديد".
ورواه يونس بن محمَّد المؤدّب (ثقة ثبت، كما في: التّقريب ص/614 ت/7914) عن أبي أويس فلم يذكرها ... أخرج روايته: محمَّد بن يعقوب الأصم في: (حديثه [6/أ] ) بسنده عنه به.
والحديث رواه البخاريّ في صحيحه (كتاب: الجهاد والسّير، باب: قتل الأسير وقتل الصّبر) 4/158 ورقمه/143، وَ (كتاب: جزاء الصّيد، باب: دخول مكّة بغير إحرام) 3/43 ورقمه/421 عن عبد الكريم بن يوسف.
ومسلم في صحيحه (كتاب: الحج، باب: جواز دخول مكّة بغير إحرام) 2/989- 990 ورقمه/1357 عن يحيى، وَقتيبة بن سعيد، وَعبد الله بن مسلمة، ستّتهم عن مالك به، دون قوله: "من حديد" في آخره.(3/992)
[154]- أَخبرنا أَبُو الْحَسَنِ (1) مُحَمَّدُ بْنُ أَحمد بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحمد ابن رَزْقويه (2) قَالَ: أَنا أَبو بَكْرٍ أَحمد بْنُ سُليمان بْنِ أَيّوب الْعَبَّادَانِيُّ (3) قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ حَرْب (4) قَالَ: ثنا سُفيان بْنُ عُيَينة / أ [58/أ] عَنِ الزُّهريّ وَهِشَام بْنِ عُرْوة عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عائِشة قَالَتْ: صلَّى رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْليما فِي خَمِيْصَةٍ (5) لَهَا أَعْلاَمٌ (6) قَال: "أَلْهَتْنِي أَعْلاَمُ هَذِهِ، اذْهَبُوا بِهَا، وَأْتُوْنِي بِأَنْبِجَانِيَّةِ (7) أَبِي جَهْمٍ (8) ".
قَالَ الشَّيْخُ الإِمام أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: "اتَّفَقَ الْبُخَارِيُّ ومُسْلم عَلَى إِخراجه فِي كِتَابَيْهِمَا، فرواه البخاريّ
_________
(1) في: (أ) : (الحسن بن محمَّد) ، وما أثبتّه من: (ج) ، وهوالصّواب.
(2) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/56.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/602.
(4) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/296.
(5) تقدّم شرحها.. . انظر ص/494.
(6) تقدّم شرحها أيضاً.. . انظر ص/889.
(7) تقدّم شرحها أيضاً.. . انظر ص/889.
(8) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/889.(3/993)
عَنْ قُتَيبة بْنِ سَعيد (1) .
وَرَوَاهُ مُسْلم عَنْ عَمْرو بْنِ مُحَمَّدٍ النَّاقِدِ (2) ، وزُهَير بْنِ حَرْب (3) ، وأَبي بَكْرِ بْنِ أَبي شَيْبة (4) ، أَربعتهم عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيينة عَنِ الزُّهريِّ وَحْدَهُ عَنْ عُرْوة، فكأَنَّ شَيْخَنَا أَبا الْحَسَنِ بْنَ رَزْقويه سَمِعَهُ مِنَ الْبُخَارِيِّ، وَمُسْلم مَعَا".
[155]- أَخبرنا أَبو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحمد بْنِ رَزْقويه (5) قَالَ: أَنا أَحمد/ (ج [52/ب] ) بْنُ سُلَيْمَانَ العبَّادانيّ (6) قَالَ: حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ حَرْب (7) قَالَ: ثنا سُفيان بْنُ عُيْيَنَةَ قَالَ: ثنا الزُّهْرِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبير ابن مُطْعِم (8) عَنْ أَبيه يُبَلِّغُ بِهِ النَّبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْليما قَالَ: "لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَاطِعٌ (9) ".
_________
(1) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/294.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/512.
(3) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/512.
(4) الحديث هنا بسند المهروانيّ عن عليّ بن حرب، وسبق بسنده عن بشر بن مطر، كلاهما عن ابن عيينة، وتقدّم عزوه إلى الصّحيحين عمّن ذكر الخطيب (انظر: ص/830 رقم الحديث/116) .
(5) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/56.
(6) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/602.
(7) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/296.
(8) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/984.
(9) أي: قاطع رحم ... جاء مبيّنا في رواية: مالك، ومعمر عن الزُّهريّ عند الإمام مسلم في صحيحه (4/1981- 1982) .(3/994)
قَالَ الشَّيْخُ الإِمام أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: "أَخرجه البخاريُّ مِنْ حَدِيثِ عُقَيل بْنِ خَالِدٍ (1) عَنِ الزُّهريّ (2) .
وَرَوَاهُ مُسْلم عَنْ زُهَير بْنِ حَرْب (3) ، وَمُحَمَّدِ بْنِ أَبي عُمَر (4) عَنِ ابْنِ عُيينة (5) ، فكأَنَّ شَيْخَنَا أَبا الْحُسَيْنِ سَمِعَهُ مِنْ مُسْلِمٍ".
[156]- أَخبرنا أَبو الْفَتْحِ هِلَالُ بْنُ محمّد بن جَعْفر/ (أ [58/ب] ) الحفّار (6) قَالَ: أَنا إِسماعيل بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ (7) قَالَ: ثنا عَبَّاسُ [بْنُ عَبْدِ اللَّهِ] (8) التّرقُفيّ (9) قَالَ: ثنا أَبو عَبْدِ الرَّحْمَنِ المُقرئ (10) قَالَ: ثنا
_________
(1) ابن عقيل بالفتح الأيليّ، أبو خالد، الأمويّ، مولاهم ... ثقة ثبت.
روى له: ع. ومات سنة: أربع وأربعين ومائة على الصّحيح. انظر: الطّبقات الكبرى لابن سعد (7/519) ، والتّقريب (ص/396) ت/4665.
(2) صحيح البخاريّ (كتاب: الأدب، باب: إثم القاطع) 8/8 رقم الحديث/13 عن يحيى بن بكير عن اللّيث عن عقيل به، بمثله.
(3) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/512.
(4) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/910.
(5) صحيح مسلم (كتاب: البرّ والصّلة والآداب، باب: صلة الرّحم وتحريم قطعها) 4/1981 ورقمه/2556.
(6) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/61.
(7) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/245.
(8) لحق بحاشية: (أ) .
(9) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/560.
(10) هو: عبد الله بن يزيد العدويّ، مولاهم، البصريّ ... ثقة فاضل، كثير الحديث. روى له: ع. ومات سنة: ثلاث عشرة ومئتين.
انظر: الطّبقات الكبرى لابن سعد (5/501) .الإرشاد (ص/93) ، والتّقريب (ص/330) ت/3715.(3/995)
سَعِيدٌ هُوَ: ابْنُ أَبي أَيّوب (1) قَالَ: حدَّثني عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبي جَعْفَرٍ (2) عَنِ الأَعْرَج (3) عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ عَنِ النّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا أَنَّه قَالَ: "مَنْ عُرِضَ عَلَيْهِ طِيْبٌ فَلاَ يَرُدّهُ؛ فَإِنَّهُ خَفِيفُ الْمَحْمَلِ، طَيِّبُ الرَّائِحَةِ".
قَالَ الشَّيْخُ الإِمام أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: "انْفَرَدَ مسلمٌ دُونَ البخاريِّ بإِخراجه فِي صَحِيحِهِ، فَرَوَاهُ (4) عَنْ أَبي بَكْرِ بْنِ أَبي شَيْبَةَ، وزُهَير بْنُ حَرْب (5) عَنْ أَبي عَبْدِ الرَّحْمَنِ المُقرئ (6) ، فكأَنَّ/ (ج [53/أ] ) شَيْخَنَا أَبا الْفَتْحِ سَمِعَهُ مِنْهُ) .
_________
(1) واسمه: مقلاص الخزاعيّ، مولاهم، أبو يحيى، المصريّ ... ثقة ثبت.
روى له: ع. ومات سنة: إحدى وستّين ومائة على الصّحيح.
انظر: الطّبقات الكبرى لابن سعد (7/516) ، وتهذيب الكمال (10/342) ت/2241، والكاشف (1/432) ت/1856.
(2) واسمه: يسار أبو بكر، الفقيه ... ثقة.
روى له: ع. ومات سنة: بضع وثلاثين ومائة.
انظر: الجرح والتعديل (5/310) ت/1478، وتأريخ أسماء الثّقات للعجليّ (ص/238) ت/907، والتّقريب (ص/370) ت/4281.
(3) هو: عبد الرّحمن بن هرمز.
(4) قوله: (فرواه) ليست في (ج) .
(5) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/537.
(6) صحيح مسلم (كتاب: الألفاظ من الأدب وغيرها، باب: استعمال المسك وأنّه أطيب الطّيب وكراهة ردّ الرّيحان والطّيب) 4/1766 رقم الحديث/2253بنحوه.(3/996)
[157]- أَخبرنا هِلَالُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفر (1) قَالَ: أَنا إِسماعيل بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ (2) قَالَ: ثنا عَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التَّرْقُفيّ (3) قَالَ: ثنا حَفْص ابن عُمر العَدَنيّ (4) قَالَ: ثنا الْحَكَمُ بْنُ أَبان (5) عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْليما قَالَ: "لَوَدِدْتُ أَنَّ تَبَارَكَ فِي صَدْرِ كُلِّ إَنْسَانٍ مِنْ أُمَّتِي".
قَالَ الشَّيْخُ الإِمام أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: "هَذَا حديثٌ غريبٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاس عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْليما وَمِنْ رِوَايَةِ عِكْرمة عَنْ مَوْلَاهُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عبَّاس، تفرَّد بِرِوَايَتِهِ الحكمُ بْنُ أَبان، وَلَمْ نكتبه إِلاَّ من رواية حَفْص بن عُمَر العَدَنيّ عنه (6) " (7) .
_________
(1) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/61.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/245.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/560.
(4) ويقال: الصّنعانيّ أبو إسماعيل، الملقّب بالفرخ بالفاء، وسكون الرّاء، والخاء المعجمة ... ضعيف، من التّاسعة. روى له: ق.
انظر: المجروحين لابن حبّان (1/257) ، والكاشف (1/342) ت/1159، والتّقريب (ص 173) ت/1420.
(5) أبو عيسى، العدنيّ ... صدوق له أوهام. روى له: ر، 4. ومات سنة: أربع وخمسين ومائة. انظر: الجرح والتعديل (3/113) ت/526، وتهذيب الكمال (7/86) ت/1422، والتّقريب (ص/174) ت/1438.
(6) قوله: (العدنيّ عنه) ليست في (ج) .
(7) الحديث رواه أيضا: عبد بن حميد في مسنده (المنتخب ص/206- 207 برقم/603) ، والتّرقفيّ في: (حديثه [2/أ] ) ، والطّبرانيّ في: (المعجم الكبير 11/193 ورقمه/11616) ومن طريقه: الشّجريّ في: الأمالي الخميسيّة (1/107) والحاكم في: (المستدرك 1/565) ومن طريقه: البيهقيّ في: الشّعب 2/494 ورقمه/2507، والشّجري في: (الأمالي 1/107) من طريق أخرى، وعزاه الشّوكانيّ في: (فتح القدير 5/257) إلى ابن مردويه ...
قال الحاكم: "هذا إسناد عن اليمانيّين صحيح، ولم يخرّجاه"، وتعقّبه الذّهبيّ في: تلخيصه، وقال: "حفص واه" اهـ. وهو كما قال الذّهبيّ (انظر ص/936) ، وفيه أيضا: الحكم بن أبان صدوق له أوهام (كما تقدّم ص/936) .
وفي سند عبد بن حميد، والطّبرانيّ أيضا: إبراهيم بن الحكم، وهو متروك،
انظر: الضّعفاء والمتروكين للنّسائيّ (ص/147) ت/12، والمغني للذّهبيّ (1/12) ت/64. فالحديث ضعيف لا يصحّ، ولا عاضد له.
وانظر: تفسير ابن كثير (4/422) .(3/997)
[158]- أَخبرنا أَبو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ محمَّد بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْران المعدِّل (1) قَالَ: أَنا إِسماعيل بْنُ مُحَمَّدٍ الصّفّار (2) / (أ [59/أ] ) قَالَ: ثنا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ الْهَيْثَمِ (3) قَالَ: ثنا أَبو الْيَمَانِ (4) قَالَ: أَخْبَرَنِي شُعَيب (5) عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخبرني سَالِمٌ (6) عَنْ عَبْدِ الله بن عُمَر قال:
_________
(1) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/62.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/245.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/299.
(4) هو: الحكم بن نافع، تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/534.
(5) ابن أبي حمزة، تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/537.
(6) هو: ابن عبد الله.(3/998)
"رَأَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسلِيْما إِذَا أَعْجَلَهُ السَّيْرُ يُؤَخِّرُ صَلاَةَ الْمَغْرِبِ فَيُصَلِّيهَا ثَلاَثَا، ثُمَّ مَا يَلْبَثُ حَتَّى يُقِيْمَ صَلاَةَ/ (ج [53/ب] ) الْعِشَاءِ فَيُصَلِّيهَا رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ يُسَلِّمُ، فَلاَ يُسَبِّحُ (1) بَيْنَهُمَا بِرَكْعَةٍ، وَلاَ يُسَبِّحُ بَعْدَ الْعِشَاءِ بِسَجْدَةٍ حَتَى يَقُوْمَ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ".
[159]- وأَنا [أَبو] (2) الحسين بن بِشْران (3) قَالَ: أَنا إِسماعيل بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ (4) قَالَ: ثنا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ الهَيْثَم (5) قَالَ: ثنا أَبو الْيَمَانِ الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ (6) قَالَ: أَخبرني شُعَيب (7) عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَامِرُ بْنُ سَعْد (8) عَنْ سَعْد بْنِ أَبي وَقَّاصٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم تَسْليما أَعطى (9)
_________
(1) أي: لم يُصلّ نافلة. انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (1/330) ، والنّهاية (باب: السّين مع الباء) 2/331.
(2) لحق بحاشية: (أ)
(3) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/64.
(4) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/245.
(5) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/299.
(6) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/534.
(7) هو: ابن أبي حمزة، تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/537.
(8) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/859.
(9) كان هذا العطاء من فيء أموال هوازن، قسمه النّبيّ صل الله عليه وسلّم على المهاجرين، والمؤلّفة قلوبهم بعد غزوة الطّائف، سنة: ثمان من الهجرة.
انظر: المغازي للواقديّ (3/922- 960) ، وسيرة ابن هشام (4/478- 496) .(3/999)
رَهْطا (1) وسعدٌ جَالِسٌ فَتَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْليما رَجُلًا (2) [هُوَ] (3) أَعجبهم إِليَّ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَالَكَ عن فلان؟ فو الله إِنّي لأُراه (4) مؤمنا.
_________
(1) أي: جماعة. والرّهط من الرّجال: ما دون العشرة.
وقيل: ربّما جاوز ذلك قليلاً.
وقيل: إلى الأربعين.
انظر: غريب الحديث للخطّابيّ (2/414) ، ومعجم المقاييس (باب: الرّاء والهاء وما يثلّثهما) ص/427، والنّهاية (باب: الرّاء مع الهاء) 2/283، والفتح (1/100) .
(2) هو: جعيل بالجيم، وفتح العين المهملة، وسكون الياء المعجمة باثنتين من تحتها ويقال: جعال بالألف بن سراقة الضّمريّ ...
صرّح به الواقديّ في: (المغازي 3/948) ، وابن هشام في: (السّيرة 4/496) ، والدّارقطنيّ في: (المؤتلف 1/456- 457) ، وابن عبد البرّ في: (الاستيعاب 1/237 238) ، وابن ماكولا في: (الإكمال 2/106) ، وابن الأثير في: (أسد الغابة 1/338 ت/748) ، وغيرهم.
وانظر: الفتح (1/100) .
(3) لحق بحاشية: (أ) .
(4) بضمّ الهمزة هكذا في روايات الصّحيحين، وهو الّذي جزم به أبو العبّاس القرطبيّ، ومال إليه الحافظ (انظر: الفتح 1/100- 101) ، وقال النّوويّ في: شرحه على مسلم (2/180- 181) : "هو بفتح الهمزة، من: لأراه أي: لأعلمه ولا يجوز ضمّها، فإنّه قال: غلبني ما أعلم منه، ولأنّه راجع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ثلاث مرّات، ولولم يكن جازما باعتقاده ما كرّر المراجعة"اهـ.
وردّ الحافظ في الفتح ما ذهب إليه النّوويّ، وأنّه لا دلالة فيما ذكر؛ لجواز إطلاق العلم على الظّنّ الغالب، وهو الممكن هنا، فانظره الموضع المتقدّم.(3/1000)
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا: [أَوْ مُسْلِمَا] (1) فسكَتُّ قَلِيلا ثُمّ غَلَبَنِي مَا أَعلم مِنْهُ، فَعُدْتُ لِمِثْلِ مَقَالَتِي عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلّم، وعاد رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم تَسْليما لمثل مقالته، ثُمَّ غَلَبَنِي مَا أَعلم مِنْهُ، فَعَدْتُ، وَعَادَ، ثُمَّ قَالَ: "يَا سَعْدُ، إِنِّي لأُعْطِي الرَّجُلَ، وَغَيْرُهَ أَحَبُّ إِلَىَّ مِنْهُ؛ خَشْيَةَ أَنْ يَكُبَّهُ اللهُ فِي النَّارِ عَلَى وَجْهِهِ".
قَالَ الشَّيْخُ الإِمام أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: "هَذَانِ حَدِيثَانِ صَحِيحَانِ/ (أ [59/ب] ) أَخرجهما البخاريُّ فِي كِتَابِهِ عَنْ أَبي اليمان (2) ".
_________
(1) لحق بحاشية: (أ) .
(2) أمّا الحديث الأوّل فرواه عنه في: (كتاب: تقصير الصّلاة، باب: يصلّي المغرب ثلاثا في السّفر) 2/105- 106 رقم الحديث/126، و (باب: هل يؤذّن أو يقيم إذا جمع بين المغرب والعشاء) 2/109 ورقمه/139.
ورواه أيضا في الكتاب نفسه (باب: الجمع بين المغرب والعشاء) 2/109 ورقمه/138 عن علي بن عبد الله عن سفيان (هو: ابن عيينة) ،
وفي: (كتاب: الحجّ، باب: من جمع بينهما أي: الصّلاتين بالمزدلفة ولم يتطوّع) 2/318 ورقمه/256 عن آدم عن ابن أبي ذئب، كلاهما عن الزُّهريّ عن سالم،
وفي: (كتاب: العمرة، باب: المسافر إذا جدّ به السّير يعجّل إلى أهله) 3/26 ورقمه/381، وَ (كتاب: الجهاد والسّير، باب: السّرعة في السّير عند الرّجوع إلى الوطن) 4/141- 142 ورقمه/204 عن سعيد بن أبي مريم عن محمَّد بن جعفر عن زيد بن أسلم عن أبيه، كلاهما (سالم، وأسلم) عن ابن عمر به.
والحديث رواه مسلم في صحيحه (كتاب: صلاة المسافرين وقصرها، باب: جواز الجمع بين الصّلاتين في السّفر) 1/488- 489 ورقمه/703.
وأمّا الحديث الثّاني، فرواه البخاريّ عن أبي اليمان في: (كتاب: الإيمان، باب: إذا لم يكن الإسلام على الحقيقة وكان على الاستسلام أو الخوف من القتل) 1/23 ورقمه/26.
ورواه أيضا في: (كتاب: الزّكاة، باب: قول الله تعالى: {وَلاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافا} ) 2/249 ورقمه/79 عن محمَّد بن غُرَير عن يعقوب ابن إبراهيم عن أبيه عن صالح بن كيسان عن ابن شهاب عن عامر بن سعد به ... وبه عن ابن كيسان عن إسماعيل بن محمَّد (هو: ابن سعد بن أبي وقّاص) عن أبيه عن سعد به، بنحوه.
والحديث رواه أيضا مسلم في صحيحه، وهو الحديث التّالي من هذا الكتاب ورقمه (160) ، وعزوه إلى الصّحيح ص/1041 وبالله التّوفيق.(3/1001)
[160]- أَخبرنا أَبو محمَّد عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيى بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ السّكّريّ (1) / ج [54/أ] قال: أبنا إِسماعيل بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ (2) قَالَ: ثنا أَحمد بْنُ مَنْصور الرَّمَادِيُّ (3) قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أَنا مَعْمر (4) عَنِ الزُّهريّ عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْد (5) عَنْ أَبيه أَنَّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا أَعطى رِجَالًا (6) ، وَلَمْ يُعْط رجلاً، فقلت:
_________
(1) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/63.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/245.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/586.
(4) هو: ابن راشد.
(5) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/822.
(6) منهم: أبو سفيان صخر بن حرب، وولداه: معاوية، ويزيد، وحكيم بن حزام، وصفوان بن أميّة، والأقرع بن حابس، وعيينة بن حصن، وغيرهم كثير.
انظر: المغازي للواقديّ (3/943- 949) ، وسيرة ابن هشام (4/492- 496) .(3/1002)
يَا رسولَ اللَّهِ، أَعطيتَ فُلانا، وتركتَ فُلانا لم تُعْطه، هو مُؤْمِنٌ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْليما: "أَوْ مسلمٌ"؟ قَالَ: فأَعدتّها عَلَيْهِ ثَلَاثًا، وَهُوَ يَقُولُ: "أَو مسلمٌ"؟ ثُمّ قَالَ: "إِنِّي أُعطِي رِجَالاً، وَأَدَعُ مَنْ هُوَ أَحَبُّ إِلَّى مِنْهُمْ [مَخَافَةَ] (1) أَنْ يُكَبُّوا فِي النَّار عَلَى وُجُوهِهِمْ أَوْ قَاْلَ: عَلَى مَنَاخِرِهِمْ".
قال الزّهريّ: "فنرى أَنَّ الإِسلامَ: الكَلِمَةٌ، والإِيمانَ: العَمَلُ".
قَالَ الشَّيخ الإِمام أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: "رَوَاهُ مُسْلم فِي صَحِيحِهِ عَنْ حَسَن بْنِ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيِّ (2) ، وَعَبْد بْنُ حُمَيْد عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ (3) ، فكأَنَّ شَيْخَنَا أَبا مُحَمَّدٍ السّكّريّ سمعه منه".
_________
(1) لحق بحاشية: (أ) .
(2) أبو عليّ الخلاّل ... ثقة حافظ.
روى له: خ، م، د، ت، ق. ومات سنة: اثنتين وأربعين ومئتين.
انظر: التّقريب (ص/162) ت/1262.
وحديثه في صحيح مسلم في: (كتاب: الإيمان، باب: تألّف قلب من يخاف على إيمانه لضعفه ... ) 1/133 رقم الحديث/150.
وانظر: (كتاب: الزّكاة، باب: إعطاء من يخاف على إيمانه) 2/732.
(3) صحيح مسلم، الموضع الثّاني نفسه من التّعليق المتقدّم (2/733) .(3/1003)
[161]- أَخبرنا أَبو الْقَاسِمِ إِسماعيل بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عُرْوَةَ البُنْدار (1) قَالَ: أَنا أَبو سَهْل أَحمد بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ القطَّان (2) قَالَ: ثنا محمَّد بْنُ غَالِبِ بْنِ حَرْب (3) قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ عَنْبَسة (4) قَالَ: ثنا حُمَيد الطَّويل (5) عن أَنس قال: قال/ (ج [54/ب] ) رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْليما: "مَنْ مَسَحَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِ يَتِيْمٍ كَتَبَ اللهُ لَهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ مَرَّتْ عَلَى يَدِهِ حَسَنَةً".
قَالَ الشَّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب:/ (أ [60/أ] )
_________
(1) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/64.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/192.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا.. انظر ص/556.
(4) القرشيّ، البصريّ، البغداديّ ... كذّاب.
انظر: المجروحين لابن حبّان (3/124) ، وتأريخ بغداد (14/161) ت/7475، وقانون الموضوعات للفتّنيّ (ص/305) .
(5) أبو عبيدة، البصريّ ... ثقة، يدلّس عن أنس ... قال شعبة (كما في: التّأريخ لابن معين رواية: الدّوريّ 2/136) : "لم يسمع حميد من أنس إلاّ أربعة وعشرين حديثا، والباقي سمعها، أو ثبّته فيها ثابت"اهـ.
وعلّق العلائيّ على قوله هذا، فقال: "فعلى تقدير أن يكون مراسيل قد تبيّن الواسطة فيها، وهو ثقة محتجّ به" انظر: جامع التّحصيل له (ص/168) ت/144.
روى له: ع. ومات سنة: اثنتين وقيل: ثلاث وأربعين ومائة.
انظر: التّأريخ الكبير (2/348) ت/2704، والكاشف (1/352) ت/1248، وطبقات المدلّسين (ص/38) ت/71.(3/1004)
"هَذَا [حديثٌ] (1) غريبٌ مِنْ حَدِيثِ أَبي حَمْزة أَنس بْنِ مَالِكٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْليما وَمِنْ حَدِيثِ أَبي عُبَيدة حُمَيد بْنِ أَبي حُمَيد الطَّويل عَنْ أَنس، تفرَّد بِرِوَايَتِهِ يَحيى بْنُ عَنْبَسة عَنْهُ وَهُوَ شَيْخٌ يتفرَّد بأَكثر رِوَايَاتِهِ عن شيوخه (2) ".
_________
(1) زيادة من (ج) .
(2) الحديث من طريق أنس لم أر من رواه غير المهروانيّ هنا، وفي سنده: يحيى بن عنبسة كذّاب (كما تقدّم ص/1042) .
وللحديث شواهد، بنحوه، مطوّلاً، ومختصرًا من حديث: بريدة بن الحصيب، وأبي أمامة، وابن أبي أوفى ...
أمّا حديث بريدة، فرواه: أبو نعيم في: (ذكر أخبار أصبهان) من طريقين عن مندل بن عليّ ...
الأولى: رواها (1/251- 252) بسنده عن إسماعيل بن عمرو عنه عن محمَّد ابن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن أبي دواد عن بريدة به.
وهذا إسناد مسلسل بالضّعفاء، فيه: إسماعيل بن عمرو، وهو: ابن نجيح البجليّ، ضعيف (انظر: ص/773) .
ومندل بن عليّ، ضعيف أيضا (انظر: ص/815) .
ومحمّد بن عبيد الله، منكر الحديث، ليس بشيء ...
انظر: الجرح والتعديل (8/2) ت/6، والميزان (5/80) ت/7904.
الأخرى: رواها: (1/349) بسنده عن حذيفة بن غياث عن عبد العزيز ابن الخطّاب عنه عن محمَّد بن عبيد الله عن أبي داود به ...
وفيه بالإضافة إلى مندل، وَمحمد بن عبيد الله: حذيفة بن غياث، ترجم له أبو الشَّيخ في: (طبقات المحدثين بأصبهان 3/130 ت/281) ، وأبو نعيم في: (ذكر أخبار أصبهان 1/348 ت/637) ، ولم يذكرا فيه جرحا، ولا تعديلاً.
وهو منقطع بين محمَّد بن عبيد الله، وأبي دواد.
وأمّا حديث أبي أمامة، فروي من طريقين عن القاسم بن عبد الرّحمن عنه به ...
الأولى: رواها: ابن المبارك في: (الزّهد 1/522- 523 ورقمها/608، والبرّ والصّلة ص/167 ورقمها/207) ومن طريقه: الإمام أحمد في: المسند (5/250، 265) ، والزّهد (ص/40- 41 برقم/113) ، والبغويّ في: شرح السّنّة (13/44 برقم/3456) عن يحيى ابن أيّوب عن عبيد الله بن زحر عن عليّ بن يزيد عن القاسم عنه به ...
قال أبو نعيم: "غريب من حديث أبي أمامة لم نكتبه إلاّ من هذا الوجه، حدّث به سعيد بن أبي مريم عن يحيى بن أيّوب مثله" اهـ.
وعبيد الله بن زحر مختلف فيه، وهو إلى الضّعف أقرب (كما تقدّم ص/669) ، وعليّ بن يزيد، واهي الحديث، كثير المنكرات، وكذا شيخه القاسم مختلف فيه، والرّاوي عنه ضعيف (انظر ص/669670) .
وحديث سعيد بن أبي مريم عن يحيى بن أيّوب الّذي أشار إليه أبو نعيم رواه الطّبرانيّ في: (المعجم الكبير 8/202 ورقمه/7821) ، والبيهقيّ في: (شعب الإيمان 7/472 ورقمه/11036) من طريقين عن سعيد بن أبي مريم به.
الأخرى: رواها: الطّبرانيّ في: (المعجم الكبير 8/238 ورقمه/7929، والأوسط 4/121 ورقمه/3190) عن بكر بن سهل عن شعيب ابن يحيى التّجيبيّ عن ابن لهيعة عن خالد بن أبي عمران عن القاسم به ...
وقال: "لم يرو هذا الحديث عن خالد إلاّ ابن لهيعة"اهـ.
وفيه بالإضافة إلى القاسم: ابن لهيعة، ضعيف (كما تقدّم ص/581) ، وبكر بن سهل، ضعيف أيضا (كما تقدّم ص/597) .
وأمّا حديث ابن أبي أوفى، فرواه: ابن حبّان في: (المجروحين 2/203- 204) عن محمَّد بن إسحاق السّعديّ عن عليّ بن خشرم عن عيسى بن يونس، وابن شاذان في: (مشيخته [8/أ] ) عن جعفر بن هارون المؤدّب الدينوريّ عن عبد الله بن محمّد ابن سنان عن عمرو بن منصور، كلاهما عن فائد أبي الورقاء عنه به ...
وفيه: أبو الورقاء، قال أبو حاتم (كما في: الجرح والتعديل 7/84 ت/475) : "ذاهب الحديث، لا يكتب حديثه ... وأحاديثه عن ابن أبي أوفى بواطيل، لا تكاد ترى لها أصلاً، كأنّه لا يشبه حديث ابن أبي أوفى، ولو أنّ رجلاً حلف أن عامّة حديثه كذب لم يحنث) اه.
وانظر: العلل لأحمد رواية: المرّوذيّ (ص/101) ت/15، (ص/226) ت/437، والتّقريب (ص/444) ت/5373.
والحديث أورده: ابن طاهر في: (معرفة التّذكرة ص/234 برقم/889) ، وأعلّه بأبي الورقاء أيضا.
ورواه ابن المبارك في: (الزّهد 1/520 521 ورقمه/605) عن بقيّة قال: سمعت: ثابت بن عجلان يقول: بلغني أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: ... فذكر نحوه، وهذا إسناد منقطع، إن لم يكن معضلاً.
وفي الباب عن أبي الدّراداء مرفوعا بلفظ: (إذا أردتّ أن يلين قلبك فامسح على رأس اليتيم، وأطعمه) ... رواه البيهقيّ في: (الشّعب 7/472 ورقمه/11035) عن عليّ بن محمَّد المقرئ عن الحسن بن محمَّد بن إسحاق عن يوسف بن يعقوب عن سليمان بن حرب،
وأبو سعد أحمد بن محمَّد البغداديّ في: (مجلس له [2/أ] ) عن محمَّد بن أحمد ابن عمر التّاجر عن محمَّد بن موسى الصّيرفيّ عن محمَّد بن إسحاق الصّغانيّ، كلاهما عن حمّاد بن سلمة عن محمَّد بن واسع عن أبي الدّرداء به ...
وابن واسع لم يلق أبا الدّرداء (انظر: جامع التّحصيل ص/271ت/716) ،
وشيخ البيهقيّ لعلّه المعروف بابن السّقّاء ... ترجم له الذّهبيّ في: (السِّير 17/305) ، ولم يذكر فيه جرحا، ولا تعديلاً.
وشيخ أبي سعد البغداديّ لم أقف على ترجمة له والله تعالى أعلم.
وبنحو حديث أبي الدّرداء: حديث أبي هريرة ... رواه: البيهقيّ في: (الشّعب 7/472 ورقمه/11034) وفيه: شيخ البيهقيّ عليّ بن محمَّد المقرئ أيضا ورجل لم يُسَمّ.
وممّا سبق يتبيّن أنّ هذه الشّواهد تصلح لتقوية بعضها، فلعلّ متنها بمجموع طرقه لاينزل عن درجة الحسن لغيره والله أعلم.(3/1005)
[162]- أبنا أَبو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحمد بْنِ إِبراهيم القَزْوينيّ (1) قَالَ: أبنا أَبو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِبراهيم بْنِ سَلَمة بْنِ بَحْر (2) قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ الأَشجّ الهَمَذَانيّ (3) قَالَ: حدَّثنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ حسَّان (4) قَالَ: حدَّثنا سُفيان الثَّوْرِيُّ عَنْ إِبراهيم بْنِ مَيْسرة (5) عَنْ طَاوُسٍ (6) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْليما: "لَمْ [يُرَ] (7) لِلْمَتَحَابَّيْنِ مِثْلُ النِّكَاحِ".
قَالَ الشَّيْخُ الإِمام أَبو بكر الخطيب:
_________
(1) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/59.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/556.
(3) هو: محمَّد بن عليّ بن صالح الختن بفتح الخاء المعجمة، والتّاء ثالث الحروف، وفي آخرها النّون أبو جعفر، المعروف بحمدان ... ترجم له السّمعانيّ في: (الأنساب 2/324) ، وابن الجوزيّ في: (كشف النّقاب 1/164 ت/402) ، وابن حجر في: (نزهة الألباب 1/75 ت/118، 1/212 ت/799) ،والسّخاويّ في: (الألقاب [ص/31] ) ، وغيرهم ... ولم يذكروا فيه جرحا، ولا تعديلاً.
(4) أبو يحيى الخراسانيّ، تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/542.
(5) الطّائفيّ، نزيل مكّة.. ثبت، حافظ. روى له: ع. ومات سنة: اثنتين وثلاثين ومائة. انظر: التّأريخ الكبير (1/328) ت/1031، وتهذيب الكمال (2/221) ت/255، والتّقريب (ص/94) ت/260.
(6) هو: ابن كيسان.
(7) لحق بحاشية: (أ) .(3/1008)
"لَمْ يروِ هَذَا الْحَدِيثُ كَذَا مَوْصُولًا عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ إِلاّ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ حَسَّانٍ، وَتَابَعَهُ: مؤَمّل بْنُ إِسماعيل (1) .
وَرَوَاهُ غَيْرُهُمَا عن سُفيان/ (ج [55/أ] ) مُرْسلاً، وَلَمْ (2) يُذكر ابْنُ عَبَّاسٍ فِي إِسناده، وَهُوَ الصَّوَابُ وَاللَّهُ أعلم" (3) .
_________
(1) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/664.
(2) في (ج) : "لم".
(3) طرق الحديث عن الثّوريّ لم أقف على شيء منها، وسنده هنا ضعيف؛ لحال أبي القاسم في شيخه أبي الحسن القطّان (انظر ص/5556) ، ومحمّد بن صالح الأشجّ لم أقف على حاله.
وتابع الثّوريّ على وصله أيضا: محمَّد بن مسلم الطّائفيّ ... أخرج حديثه: ابن ماجه في: (السّنن 1/593 رقم الحديث/1847) ، والطّبرانيّ في: (المعجم الكبير 11/42 ورقمه/11009، والأوسط 4/115 ورقمه/3177) ، والعقيليّ في: (الضّعفاء 4/134) ، والحاكم في: (المستدرك 2/160) ، وتمّام في: (الفوائد 1/322- 323 وأرقامه/816، 817، 818) ، والبيهقيّ في: (سننه الكبرى 7/78) ، والضّياء المقدسيّ في: (الأحاديث المختارة [62/281- ب] ) كلّهم من طرق عنه عن إبراهيم بن ميسرة به ...
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرّجاه؛ لأنّ سفيان بن عيينة، ومعمر بن راشد أوقفاه عن إبراهيم بن ميسرة على ابن عبّاس"، وسكت الذّهبيّ عليه.
وقال البوصيريّ في: الزّوائد (2/94) : "إسناده صحيح، ورجاله ثقات"اهـ.
ومحمد بن مسلم متكلم فيه، فوثّقه ابن معين، وقال: "كان إذا حدّث من حفظه يخطئ"، وضعّفه الإمام أحمد (انظر: تهذيب الكمال 26/412 ت/5604) ، وقال الحافظ في: (التّقريب ص/506 ت/6293) : "صدوق يخطئ من حفظه".
وهو مع ذلك قد خولف في الحديث، خالفه جماعة، فرووه عن ابن ميسرة عن طاوس مرسلاً، وهم:
1- ابن جريج ... روى حديثه: عبد الرّزّاق (6/168 ورقمه/13077) ، وابن أبي شيبة (3/271 ورقمه/12) في مصنّفيهما، والبيهقيّ في: (سننه الكبرى 7/78) كلّهم من طرق عنه به ... إلاّ أنّ ابن جريج لم يصرّح بالسّماع من شيخه، وهو مدلّس من الثّالثة.
انظر: طبقات المدلّسين (ص/41) ت/83.
2- معمر بن راشد ... روى حديثه: عبد الرّزّاق في: (مصنّفه 6/151، 168) بسند صحيح عنه.
3- ابن عيينة ... روى حديثه: أبو يعلى في: (مسنده 5/132 ورقمه/2747) عن أبي خيثمة، وسعيد بن منصور في: (سننه 1/139رقم/492 ط: الأعظميّ) ، والعقيليّ في: (الضّعفاء 4/134) عن بشر بن موسى عن الحميديّ، ثلاثتهم عنه به ...
قال العقيلي وكان قد ذكر قبله الموصول: "هذا أولى".
وروي عن ابن عيينة موصولاً بإسناد آخر عند ابن شاذان في: (المشيخة الصّغرى رقم/60) من طريق حيّان بن بشر عن أحمد بن حرب الطّائيّ عنه عن عمرو بن دينار به ...
وفيه: ابن بشر، ذكره ابن أبي حاتم في: (الجرح والتعديل 3/248 ت/1105) ، ولم يذكر فيه جرحًا، ولا تعديلاً؛ وفي سنده من لم أقف على ترجمة له.
وجاء الحديث موصولاً أيضا من طريق أخرى عن طاوس، فقد رواه ابن منده في: (الأمالي [46/أ] ) ، والطّبرانيّ في: (المعجم الكبير11/15ورقمه/10895) من طريق إبراهيم بن يزيد عن سليمان الأحول أو عمرو بن دينار عنه به ...
وإبراهيم بن يزيد هو: الخوزيّ بضمّ المعجمة، وبالزّاي متروك الحديث.
انظر: الضّعفاء والمتروكين لابن الجوزيّ (1/60) ت/136، والتّقريب (ص/95) ت/272.
وممّا سبق يتبيّن أنّ سند المهروانيّ ضعيف؛ من أجل حال أبي القاسم القزوينيّ في شيخه، وأنّ محمَّد بن مسلم أخطأ فوصل الحديث، ولا يصحّ وصله من طرقه الأخرى، والصّواب رواية من تقدّم ذكرهم مرسلاً كما قاله العقيليّ، والخطيب هنا والله تعالى أعلم.(3/1009)
[163]- أَخبرنا أَبو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحمد بْنِ أَبي الْفَوَارِسِ الْحَافِظُ (1) قَالَ: أَخبرنا أَبو بَكْرِ أَحمد بْنُ إِبراهيم الإِسماعيليّ (2) قَالَ: ثنا أَبو العبَّاس الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ (3) لَفْظًا قَالَ: ثنا عَمَّارُ بْنُ عُمَر بْنِ الْمُخْتَارِ، أَبو يَاسِرٍ (4) قال:
_________
(1) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/57.
(2) الجرجانيّ، الشّافعيّ ... ثقة، مصنّف.
مات سنة: إحدى وسبعين وثلاثمائة.
انظر: تأريخ جرجان (ص/69) ، وطبقات الشّافعيّة للسّبكيّ (3/7) ت/73، والنّجوم الزّاهرة (4/144) .
(3) ابن عامر الشّيبانيّ، النّسويّ بفتح النّون، والسّين المهملة، والواو،
قال ابن أبي حاتم في: (الجرح والتعديل 3/16 ت/60) : "كتب إليّ، وهو صدوق".
وقال السّمعانيّ في: (الأنساب 5/487) : "إمام متقن، ورع، ثبت".
وقال الذّهبيّ في: (الميزان 2/15 ت/1852) : "ما علمت به بأسا".
ووصفه في (السّير 14/157) بأنّه إمام حافظ ثبت.
وانظر: طبقات الشّافعية لابن قاضي شهبة (1/92) ت/37، ولسان الميزان (2/211) ت/934.
(4) المسيميّ، ضعّفه العقيليّ في (الضّعفاء 3/325 ت/1344) ، والبيهقيّ (كما في: لسان الميزان 4/273 ت/770) ، والذّهبيّ في: (الميزان 4/86 ت/5997) ، وغيرهم.
وقال الفتّنيّ في: (قانون الموضوعات ص/280) : "يسرق الحديث".(3/1011)
ثنا أَبِي (1) عَنْ غَالب القطَّان (2) قَالَ: أَتيت الْكُوفَةَ (3) فِي تِجَارَةٍ لي (4) ، فَنَزَلْتُ قَرِيبًا مِنَ الأعْمَش (5) ، فَكُنْتُ أَخْتَلِفُ إِلَيْهِ فَلَمَّا كَانَ لَيْلَةٌ أَرَدْتُ أَنْ أَنْحَدِرَ (6) إِلَى البَصْرة (7) قَامَ مِنَ اللَّيْلِ يتهجَّد، فمرَّ بِهَذِهِ الْآيَةِ: {شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُوا الْعِلْمِ قَائِما بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيْزُ الْحَكِيْمُ إِنَّ الدِّيْنَ عِنْدَ اللهِ الإِسْلاَمُ} (8) ، ثُمَّ قَالَ الْأَعْمَشُ: وَأَنَا أَشْهَدُ بِمَا شَهِدَ اللَّهُ بِهِ، وَاسْتَوْدَعَ اللَّهُ هَذِهِ الشَّهَادَةَ، فَهِيَ لِي
_________
(1) بصريّ، يحدّث بالأباطيل، متّهم بالوضع.
انظر: الكامل (5/35) ، والكشف الحثيث لبرهان الدّين الحلبيّ (ص/199) ت/556، ولسان الميزان (4/329) ت/934.
(2) أبو سليمان، البصريّ ... ثقة. روى له: ع.
انظر: الكامل (6/6) ، والكاشف (2/115) ت/4414.
(3) سبق التّعريف بها.. انظر ص/99.
(4) قوله: "لي" ليست في (ج) .
(5) سليمان بن مهران.
(6) من الحدور بفتح الحاء أي: أهبط، وأنزل.
انظر: معجم المقاييس (كتاب: الحاء، باب: الحاء والدّال وما يثلّثهما) ص/251، والنّهاية (باب: الحاء مع الدّال) 1/353.
(7) المدينة المعروفة بأرض العراق، قيل: سمّيت بذلك لغلظ أرضها، وصلابة حجارتها، وقيل غير ذلك.
ويجمع بين الكوفة، والبصرة، فيقال: (العراقان، والمصران) للدّلالة عليهما.
انظر: معجم البلدان (1/430) ، ومعجم ما استعجم (1/254) ، وجني الجنّتين (ص/78، 106) .
(8) الآية: (18) ، وبعض: (19) من سورة: آل عمران.(3/1012)
عِنْدَ اللَّهِ وَدِيعَةٌ قَالَهَا مِرَارًا. قُلْتُ: لَقَدْ سَمِعَ فِيهَا شَيْئًا. فصلَّيت مَعَهُ، وَوَدَّعْتُهُ، ثُمَّ قُلْتُ: إنّه سمعتك تردِّدُها. قال: أوما بَلَغَكَ مَا فِيهَا؟ قَالَ: قُلْتُ: أَنَا عِنْدَكَ مُنْذُ سَنَةٍ لَمْ تحدِّثني. فَقَالَ: وَاللَّهِ لَا أُحَدِّثُكَ بِهَا سَنَة. فَمَكَثْتُ عَلَى بَابِهِ ذلك اليوم، وأقمت/ (ج [55/ب] ) سنَة. فَلَمَّا مَضَتِ السَّنَةُ قُلْتُ: يَا أَبَا محمَّد، قَدْ مَضَتِ السَّنَةُ. قَالَ: حَدَّثَنِي أَبو وائِل (1) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْليما: "يُجَاءُ بِصَاحِبِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيَقُوْلُ: عَبْدِي عَهِدَ إِلَّى، وَأَنَا أَحَقُّ مَنْ وَفَى بِالْعَهْدِ، أَدْخِلُوا عَبْدِي الْجَنَّةَ".
قَالَ الشَّيخ الإِمام أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: "هَذَا حديثٌ غريبٌ جِدًّا مِنْ حَدِيثِ أَبي وائِل شَقِيقِ [بْنِ سَلَمة] (2) عَنْ أَبي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعود، وَمِنْ حَدِيثِ سليمان الأَعمش عن أَبي وائِل، تفرَّد بِهِ غَالب بْنُ خطَّاف الْقَطَّانُ البَصْريّ عَنِ الأَعمش،
_________
(1) هو: شقيق بن سلمة، تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/520.
(2) زيادة من: (ج) .(3/1013)
وَلَمْ نَكْتُبْهُ إِلاَّ مِنْ رِوَايَةِ عَمَّارُ بْنُ عُمَر بْنِ الْمُخْتَارِ عَنْ أَبيه عَنْ غَالِبٍ" (1) .
[164]- أَخبرنا أَبو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبيد اللَّهِ [بْنِ يَحْيَى الْبَيِّعُ (2) قَالَ: ثنا الْقَاضِي أَبو عَبْدِ اللَّهِ] (3) الْحُسَيْنُ بْنُ إِسماعيل الْمَحَامِلِيُّ (4) / (أ [61/أ] ) قَالَ: ثنا أَبو السَّائِب هُوَ (5) : سَلْم (6) بن جُنَادة السُّوائِيّ (7)
_________
(1) الحديث من طريق عمّار بن عمر رواه أيضا: العقيليّ في: (الضّعفاء 3/325) ، والطّبرانيّ في (المعجم الكبير 10/199 ورقمه/10453) ومن طريقه: أبو نعيم في: الحلية (6/187- 188) ، ومن طريق أبي نعيم: ابن الجوزيّ في: العلل (1/111 ورقمه/148) وابن عديّ في: (الكامل 5/35- 36، وأشار إليه في 6/7) ومن طريقه: ابن الجوزيّ في: العلل أيضا (1/111 ورقمه/147) والخطيب في: (تأريخ بغداد 7/193- 194) ومن طريقه: ابن الجوزيّ في: العلل أيضا (1/110 ورقمه/146) ...
قال ابن عديّ وقد ذكر الحديث، وحديثا غيره: "وهذان الحديثان لا يحدّث بهما بإسناديهما غير عمر بن المختار، وقد حدّثنا عليّ بن سعيد عن عمّار بن عمر بن مختار عن أبيه بغير حديث، ومقدار ما يرويه فيه نظر".
وقال ابن الجوزيّ: "هذا حديث لا يصحّ عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تفرّد به عمر بن المختار، وعمر يحدّث بالأباطيل ... ".
وهو كما قالوا، عمّار بن عمر يسرق الحديث، وأبوه يحدّث بالأباطيل، متّهم بالوضع (كما تقدّم في ترجمتيهما ص/950) .
(2) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/52.
(3) لحق بحاشية: (أ) .
(4) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/492.
(5) في (ج) : "وهو".
(6) في: (أ) : "مسلم" بالميم في أوّله وكُتب أمامها في الحاشية: (صوابه: سلم) ، وهذا هو الصّحيح الموجود في النّسخة: (ج) .
(7) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/894.(3/1014)
قال: ثنا بن إِدريس (1) عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيب (2) عَنْ أَبي بُرْدة (3) عَنْ عَلِيٍّ [رضي الله عنه] (4) قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْليما: "قُل: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ السَّدَاْدَ والْهُدَى، وَاذْكُرْ/ (ج [56/أ] ) بِالْهُدَى هِدَايَةَ الطَّرِيْقِ، وَالتَّسْدِيْدَ سَدَادَ السَّهْمِ". وَنَهَانِي أَنْ أَجْعَلَ خَاتَمِي فِي هَذِهِ، أَوْ فِي هَذِهِ يعني: إحدى الوسْطَيين (5) وَنَهَانِي عَنِ القِسِّيَّ (6) ، والمِيْثَرة.
_________
(1) هو: عبد الله، تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/702.
(2) ابن شهاب الجَرْميّ بفتح الجيم، وسكون الرّاء المهملة الكوفيّ ... صدوق. روى له: خت، م، 4. ومات سنة: سبع وثلاثين ومائة.
انظر: الثّقات لابن حبّان (7/256) ، وتهذيب الكمال (13/537) ت/3024، والتّقريب (ص/286) ت/3075.
(3) هو: ابن أبي موسى الأشعريّ، تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/690.
(4) زيادة من: (ج) .
(5) في رواية لمسلم (3/1659) : ".. لم يدر عاصم [هو: ابن كليب] في أيّ الثّنيّتين ... "، وفي أخرى: ".. قال: فأومأ إلى الوسطى والّتي تليها".
والمراد بقوله: "والّتي تليها": السّبّابة.. فقد رواه: أبو داود في (سننه 4/430 ورقمه/4225) عن مسدّد، والنّسائيّ في: (سننه 8/177 ورقمه/5212) عن إسماعيل بن مسعود، كلاهما عن بشر بن المفضّل، والتّرمذيّ في: (جامعه 4/218 ورقمه/1786) عن ابن أبي عمر، والنّسائيّ في: (سننه أيضا 8/177 ورقمه/5210) عن محمَّد بن منصور، وَ (رقم/5211) عن محمَّد بن المثنّى، وَمحمّد بن بشّار عن عبد الرحمن، ثلاثتهم (ابن أبي عمر، وابن منصور، وعبد الرّحمن) عن سفيان بن عيينة، كلاهما (بشر، وسفيان) عن عاصم بن كليب به، وفيه: (السّبّابة، والوسطى) ، وهذه أسانيد حسنة، مدارها على ابن كليب، وهو صدوق (كما تقدّم ص/1052) .
(6) بفتح القاف، وبعضهم يكسرها.
انظر: النّهاية (باب: القاف مع السّين) 4/59.(3/1015)
فأَمَّا القَسِّيَةُ فهي: ثياب مُضلَّعة (1) بالحرير، يؤتى بِهَا مِنْ مِصْر، فِيهَا مِثْلُ الأترج (2) . وَأَمَّا المِيْثَرَة: فَشَيْءٌ كَانَتْ تَصْنَعُهُ النِّساء لبعولتهنَّ على الرِّحال (3) .
قَالَ الشَّيْخُ الإِمام أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: "رَوَاهُ مُسْلم فِي كِتَابِهِ الصّحيح عَنْ محمَّد بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَير (4) ، وأَبي كُرَيب محمَّد بْنِ الْعَلَاءِ (5) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِدْرِيسَ (6) ، فكأَنَّ شَيْخَنَا سَمِعَهُ منه".
_________
(1) أي: فيها خطوط كثيرة، كالأضلاع. وقيل: ما نسج بعضه، وترك بعضه.
انظر: المجموع المغيث لأبي موسى (من باب: الضّاد مع اللاّم) 2/330، والفتح (10/305) .
(2) انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (1/226) ، وغريب الحديث للخطّابيّ (1/732) ، والفتح (10/305) .
(3) انظر: النّهاية (باب: الواو مع الثّاء) 5/150- 151، ولسان العرب (حرف: الرّاء، فصل: الواو) 5/278- 279، والفتح (10/306، 320) .
(4) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/508.
(5) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/522.
(6) صحيح مسلم (كتاب: اللّباس والزّينة، باب: النّهي عن التّختّم في الوسطى والّتي تليها) 3/1659 ورقمه/2078. بحديث الخاتم فقط.
وما ورد من الدّعاء في أوّله رواه جماعة منهم: مسلم في صحيحه (كتاب: الذّكر والدّعاء والتّوبة والاستغفار، باب: التّعوّذ من شرّ ما عمل ومن شرّ ما لم يعمل) 4/2090 ورقمه/2725 عن أبي كريب وابن نمير، كلاهما عن ابن إدريس عن عاصم به، بنحوه.(3/1016)
[165]- أَبنا (1) أَبو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ [المخزوميّ] (2) قَالَ: ثنا أَبو عَلِيٍّ إِسماعيل بْنُ محمَّد الصَّفَّارُ (3) قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ محمَّد بْنِ أَيّوب المخرِّميّ (4) قَالَ: ثنا سُفيان بْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنس بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْليما: "إِذَا حَضَرَتِ الصَّلاَةُ وَالْعَشَاءُ فَابْدَؤُا بِالْعَشَاءِ"./ (ج [56/ب] )
قَالَ الشَّيْخُ الإِمام أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: "رَوَاهُ مُسْلم فِي كِتَابِهِ عَنْ عَمْرو بْنِ مُحَمَّدٍ النَّاقِدِ (5) ، وزُهَير بْنِ حَرْب (6) وأَبي بَكْرِ بْنِ أَبي شَيْبة عَنْ سُفيان بْنِ عُيينة (7) ، فكأَنَّ شَيْخَنَا أَبا
_________
(1) في (ج) : "أخبرنا".
(2) في: (أ) : "المخرّميّ" وما أثبتّه من: (ج) ، وهو الصّحيح.
تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/60.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/245.
(4) أبو محمَّد، البغداديّ ... صدوق. مات سنة: خمس وستّين ومئتين.
انظر: الجرح والتعديل (5/11) ت/53، وفيه: عبد الله بن أيوب نُسِب إلى جَدّه، وتأريخ بغداد (10/81) ت/5195، والنّجوم الزّاهرة (3/50) .
(5) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/512.
(6) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/512.
(7) صحيح مسلم (كتاب: المساجد ومواضع الصّلاة، باب: كراهة الصّلاة بحضرة الطّعام ... ) 1/392 رقم الحديث/557.
ورواه البخاريّ في صحيحه (كتاب: الأذان، باب: إذا حضر الطّعام وأقيمت الصّلاة) 1/271 ورقمه/64 عن يحيى بن بكير عن اللّيث عن عُقَيل عن ابن شهاب،
وفي (كتاب: الأطعمة، باب: إذا حضر العشاء فلا يعجل عن عشائه) 7/150 ورقمه/88 عن معلّى بن أسد، عن وهيب (هو: ابن خالد) عن أيّوب (هو: السّختيانيّ) عن أبي قلابة، كلاهما عن أنس به، بنحوه.(3/1017)
عبد الله سمعه منه"./ (أ [61/ب] )
[166]- أَخبرنا أَبو سَهْلٍ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ بْنِ جَعْفَرٍ العَكبريّ (1) قَالَ: ثنا أَبو صَالِحٍ سَهْلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَهْلٍ الطَّرَسُوسِيُّ الْقَاضِي (2) قَالَ: ثنا أَبو العبَّاس عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وُهَيْب الغزِّيّ (3) بِالرَّمْلَةِ (4) قَالَ: ثنا محمَّد ابن أَبي السَّريّ العَسْقَلانيّ (5) قَالَ: ثنا شَيْخ بْنُ أَبِي خَالِدٍ البَصْريّ (6)
_________
(1) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/58.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/696.
(3) لم أقف على ترجمة له.
(4) بفتح الرّاء، وسكون الميم مدينة عامرة بفلسطين، بينها وبين بيت المقدس ثمانية عشر ميلاً، مصّرها سليمان بن عبد الملك، واتّخذها عاصمة جند فلسطين.
انظر: معجم البلدان (3/69) ، والمشترك وضعا والمفترق صقعا، كلاهما لياقوت (ص/210) ، والمعالم الأثيرة لمحمّد شُرَّاب (ص/130) .
(5) هو: محمَّد بن المتوكّل بن عبد الرّحمن القرشيّ، مولاهم، أبو عبد الله ...
وثّقه ابن معين (كما في: سؤالات ابن الجنيد ص/397 ت/518) ، وذكره ابن حبّان في: (الثّقات 9/88) ، وقال: "كان من الحفّاظ".
ووصفه ابن عديّ (كما في: تهذيب الكمال 26/358) ، ومسلمة بن قاسم، وابن وضّاح (كما في: التّهذيب 9/425) ، وغيرهم بكثرة الوهم والغلط. وقال الذّهبيّ في: (الميزان 5/149 ت/8114) : "ولمحمّد هذا أحاديث تستنكر". وقال ابن حجر في: (التّقريب ص/405 ت/6263) : "صدوق عارف، له أوهام كثيره".
روى له: د. ومات سنة: ثمان وثلاثين ومئتين وقيل قبلها.
(6) الصّوفيّ ... قال الذّهبيّ في: (الميزان 2/476 ت/3763) : "متّهم بالوضع.. مجهول، دجّال.. قال الحاكم: روى عن حمّاد بن سلمة أحاديث موضوعة في الصّفات، وغيرها) .
وانظر: المجروحين (1/364) ، والكامل (4/47) ، والكشف الحثيث للحلبيّ (ص/133) ت/339.(3/1018)
قَالَ: ثنا حَمَّاد بْنُ سَلَمة عَنْ عَمْرو بْنِ دِينَارٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ [عَلَيْهِ] (1) وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا: "كَاْنَ نَقْشُ خَاْتَمِ سَلَيْمَاْنَ بنِ دَاْوُدَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهُ وَسَلَّمَ".
قَالَ الشَّيخ الإِمام أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: "هَذَا حديثٌ غريبٌ جِدّاً مِنْ حَدِيثِ عَمْرو بْنِ دِينَارٍ الْمَكِّيِّ عن جابر ابن عَبْدِ اللَّهِ الأَنصاريّ، وَمن حَدِيثِ حَمَّادُ بْنُ سَلَمة عَنْ عَمْرو، تفرَّد بِرِوَايَتِهِ عَنْهُ شَيْخُ بْنُ أَبي خالد البَصْريّ (2) .
_________
(1) ساقطة من: (أ) ، ومثبتة في: (ج) .
(2) الحديث من طريق ابن أبي السّريّ عن شيخ بن أبي خالد رواه أيضا:
العقيليّ في: (الضّعفاء 2/197) ، وابن حبّان في: (المجروحين 1/364، وأشار إليه 3/76) ، وابن عديّ في: (الكامل 4/47) ومن طريقه: ابن الجوزيّ في: الموضوعات (1/201) وتمّام في: (الفوائد 1/271- 272 ورقمه/667، 668) ومن طريقه: ابن عساكر في: تأريخه ( [7/288 ب] ) كلّهم من طرق عنه به ...
قال العقيليّ وقد ذكر حديثا غيره: "كلّها [هكذا] مناكير ليس لها أصل إلاّ من حديث هذا الشَّيخ".
وقال ابن حبّان وقد ساق لشيخ ثلاثةَ أحاديث، هذا أحدها: "ثلاثتها بواطيل موضوعات، لا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قاله، ولا جابر رواه، ولا عمرو حدّث به، وليس من حديث ابن سلمة".
وقال ابن عديّ وقد ذكر بعض حديثه: "وهذه الأحاديث الّتي رواها عن حمّاد بهذا الإسناد بواطيل كلّها".
وقال ابن الجوزيّ: "هذا حديث لا يصحّ عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" اهـ.
والحديث موضوع لا شكّ في ذلك، وأورده جماعة ممّن ألَّف في الموضوعات كابن عرَّاق في: (تنزيه الشّريعة 1/237) ، والسّيوطيّ في: (النّكت البديعات ص/253 ورقمه/267) ، والفتّنيّ في: (تذكرة الموضوعات ص/108) ، والشّوكانيّ في: (الفوائد ص/427 ورقمه/1374) ، وغيرهم.
وللحديث شاهد بمعناه من حديث عبادة بن الصّامت رضي الله عنه ...
رواه الطّبرانيّ في: (مسند الشّاميّين 1/405 ورقمه/703) ومن طريقه: ابن عساكر في: تأريخه (7/288- أ) وذكره السّيوطيّ في: (اللآلئ 1/171) ... إلاّ أنّه حديث لا يصحّ أيضا فيه: محمَّد بن مخلد الرّعينيّ، قال ابن عديّ في: (الكامل 6/256) : "يحدّث عن مالك، وغيره بالبواطيل"، ثمّ قال: "وهو منكر الحديث عن كل من يروي عنه".
وقال الذّهبيّ في: (الميزان 5/157 ت/8151) وقد ذكر حديثا له: "وهو كذب ظاهر".
وأورده: ابن عرّاق في: (التّنزيه ص/113 ت/260) ، والفتّنيّ في: (القانون ص/295) في الوضّاعين والكذّابين.
وفيه أيضا حميد بن محمَّد الحمصيّ، لم أقف على ترجمة له.
وروي الحديث أيضا موقوفا على ابن عبّاس رضي الله عنهما ... رواه السّهميّ في: (تأريخ جرجان ص/210) ، وفيه: داود بن سليمان، كذّاب (انظر: الضّعفاء والمتروكين لابن الجوزيّ 1/263 ت/1145، ولسان الميزان 2/417 ت/1725) .(3/1019)
وَرواه:/ (ج [57/أ] ) وَهْب بْنُ حَفْص الحرَّانيّ (1) عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الجُدِّيّ (2) عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمة، وَذَلِكَ بَاطِلٌ، وَوَهْب بْنُ حَفْص كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ".
[167]- أَخبرنا أَبو الْفَتْحِ محمَّد بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الفَوَارس الْحَافِظُ (3) قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بكر أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ خَلاّد (4) قَالَ: ثنا الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدٍ (5) قَالَ: ثنا يَحْيى بْنُ هَاشِمٍ السِّمسَار (6) عن حَمْزَة
_________
(1) ويقال: وهب بن يحيى بن حفص، يعرف بأبي الوليد بن المحتسب، البجليّ ... متّهم بالوضع. مات بعد الخمسين ومئتين بيسير.
ولم أقف على طريقه في غير المهروانيّات والله أعلم.
انظر: تأريخ بغداد (13/488) ت/7325، والكشف الحثيث (ص/275) ت/827، ولسان الميزان (6/234) ت/832.
(2) بضمّ الجيم، وتشديد الدّال أبو عبد الله، المكّيّ ... صدوق.
روى له: خ، د، ت، س. ومات سنة: أربع أو: خمس ومئتين.
انظر: التّأريخ الصّغير للبخاريّ (2/279) ، وتهذيب الكمال (18/280) ت/3513، والتّقريب (ص/362) ت/4163.
(3) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/57.
(4) النّصيبيّ، ثمّ البغداديّ ... ثقة. مات سنة: تسع وخمسين وثلاثمائة.
انظر: تأريخ بغداد (5/220) ت/2696، والسّير (16/69) .
(5) هو: ابن أبي أسامة، تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/509.
(6) أبو بكر، الغسّانيّ ... تحايده الحفّاظ، واتّهموه بالوضع، وسرقةالحديث.
مات سنة: خمس وعشرين ومئتين.
انظر: الكامل (7/251) ، والميزان (6/86) ت/9643، وقانون الموضوعات للفتّنيّ (ص/306) .(3/1021)
الزّيّات (1) عن الأَ عمش عَنْ خَيْثَمَةَ (2) عَنْ عَديّ بْنِ حاتم قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْليما: "كُلُّكُمْ يُنَاجِي رَبهُ عَزَّ وَجَلَّ لَيْسَ بَيْنَهُ،/ (أ [62/أ] ) وَبَيْنَهُ تُرْجُمَانٌ (3) فَيَنْظُرُ إِلَى أَيْمَنِهِ فَيَرَى عَمَلَهُ، ثَمَّ يَنْظُرُ إِلَى أَشْأَمِهِ (4) فَيَرَى عَمَلَهُ، ثُمَّ يَنْظُرُ إِلَى أَمَامِهِ فَيَرَى النَّار". فَقَالَ: "اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ (5) تَمْرَةٍ".
قَالَ الشَّيْخُ الإِمام أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: "هَذَا حديثٌ صحيحٌ مِنْ حَدِيثِ سُليمان الأَعْمَش، وغريبٌ مِنْ
_________
(1) القارئ، أبو عمارة، الكوفيّ ... صدوق ربّما وهم.
روى له: م، 4. ومات سنة: ستّ أو ثمان وخمسين ومائة.
انظر: الطّبقات الكبرى لابن سعد (6/385) ، والتّقريب (ص/179) ت/1518.
(2) ابن عبد الرّحمن الجعفيّ، الكوفيّ ... ثقة.
روى له: ع. ومات بعد سنة ثمانين.
انظر: تأريخ الثّقات للعجليّ (ص/145) ت/391، والكاشف (1/377) ت/1428، والتّقريب (ص/197) ت/1773.
(3) بضمّ التّاء المثنّاة الفوقيّة، وفتحها الّذي يترجم الكلام، أي: ينقله من لغة إلى أخرى. انظر: النّهاية (باب: التّاء مع الرّاء) 1/186.
(4) أي: شماله.
انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (3/157) ، والمجموع المغيث لأبي موسى المدينيّ (2/166) .
(5) أي: نصف.
انظر: النّهاية (باب: الشّين مع القاف) 2/491.(3/1022)
رواية حَمزة بن/ (ج [57/ب] ) حَبيْب الزَّيَّاتُ الْقَارِئُ عَنِ الأَعمش (1) .
وقع (2) إِلينا بعلوٍّ مِنْ رِوَايَةِ يَحْيى بْنِ هَاشِمٍ السِّمسَار عنه (3) ".
_________
(1) كذلك قال أبو الشَّيخ في: (طبقات المحدّثين بأصبهان 2/79) .
(2) في (ج) : "ووقع".
(3) الحديث من طريق حمزة رواه أيضا: الطّبرانيّ في: (المعجم الصّغير ص/331 ورقمه/899) ، وأبو الشَّيخ في: (طبقات المحدّثين بأصبهان 2/78- 79 ورقمه/135) ، وأبو نعيم في: (الحلية 4/124) .
قال الطّبرانيّ: "لم يروه عن حمزة إلاّ زياد أبو حمزة، تفرّد به عامر"اهـ.
ولكن توبع زياد تابعه: يحيى السّمسار، كما هنا، وكما عند: أبي نعيم في: (الحلية 4/124) .
وإسناد الحديث هنا فيه: السّمسار، وهو متّهم، والزّيّات، وهو صدوق ربّما وهم (كما تقدم ص/960- 961) .
والحديث متّفق عليه من طرق أخرى عن الأعمش، فرواه البخاريّ في: (كتاب: التّوحيد، باب: كلام الرّب عزّ وجلّ يوم القيامة في النّبيّين وغيرهم) 9/263- 264 ورقمه/138 عن عليّ بن حجر عن عيسى بن يونس،
وَ (كتاب: الرّقاق، باب: من نوقش الحساب عذّب) 8/201- 202 ورقمه/127 عن عمر بن حفص عن أبيه،
وَ (باب: قول تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَة إِلَى رَبّهَا نَاظِرَة} من كتاب: التّوحيد) 9/236- 237 ورقمه/69 عن يوسف بن موسى عن أبي أسامة ثلاثتهم عن الأعمش به، بنحوه.
ورواه أيضا في: الموضع الأوّل، والثّاني عن الأعمش عن عمرو بن مرّة عن خيثمة به، بنحوه، وزاد ".. فمن لم يجد فبكلمة طيّبة".
ورواه مسلم في: (كتاب: الزّكاة، باب: الحثّ على الصّدقة ولو بشقّ تمرة..) 2/703- 704 ورقمه/1016 من طريق عيسى بن يونس، وَأبي معاوية، كلاهما عن الأعمش به، بنحوه.(3/1023)
[168]- أَخبرنا أَبو نَصْر أَحمد بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدُوسٍ الأَهْوَازيّ (1) قَالَ: ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحمد بْنِ أَيّوب الطَّبَرَانِيُّ قَالَ: ثنا أَحمد بن إِسحاق ابن إِبراهيم بْنِ نُبَيط بْنِ شَريط الأَشجعيّ (2) صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْليمًا قَالَ: حدَّثني [أَبِي] (3) إِسحاق بْنُ إِبراهيم (4) عَنْ أَبيه إِبراهيم بْنِ نُبَيط (5) عَنْ أَبيه نُبَيط بْنِ شَريط قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْليما: "مَنْ سَتَرَ حُرْمَةَ مُؤْمِنٍ حَرَّمَهُ اللهُ تَعَالَى عَلَى النَّارِ".
قَالَ الشَّيخ الإِمام أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: "هَذَا حديثٌ غريبٌ مِنْ رِوَايَةِ نُبيط بْنِ شَريط عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْليما تفرَّد بِهِ وَلَدُهُ عَنْهُ، وَلَمْ نَكْتُبْهُ إِلاَّ من هذا الوجه (6) ".
_________
(1) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/49.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/605.
(3) في الأصل: "ابن"، وما أثبتّه من: (ج) ، وهو الصّواب.
(4) لم أقف على ترجمة له.
(5) لم أقف على ترجمة له أيضا.
(6) الحديث رواه الطّبرانيّ في: (المعجم الصّغير ص/61 ورقمه/64) عن أحمد بن إسحاق به ... وقال قد ذكر بعض حديثه: "لا تروى هذه الأحاديث عن نبيط إلاّ بهذا الإسناد، تفرًّد بها ولده عنه" اهـ.
وهو حديث لا يصحّ، في إسناده: أحمد بن إسحاق، كذّاب، حدّث عن آبائه بنسخة فيها بلايا، وأبوه، وجدّه مجهولان (انظر: ص/605) .
وفي الباب عن ابن عمر رضي الله عنهما رواه: البخاريّ في صحيحه في: (كتاب: المظالم، باب: لا يظلم المسلمُ المسلمَ ولا يظلمه) 3/257 ورقمه/15.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عند مسلم في صحيحه؛ وتقدّم عزوه إليه ... (انظر: الحديثين/80،81 ص/712، 720) .(3/1024)
[169]- أَخبرنا أَبو الْفَتْحِ محمَّد بْنُ أَحمد بْنِ أَبي الْفَوَارِسِ (1) قَالَ: أَنا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبراهيم (2) قَالَ: ثنا إِسحاق بْنُ خَالَوَيْهِ (3) قَالَ: ثنا عليّ ابن بَحْر (4) قَالَ: ثنا إِبراهيم بْنُ خَالِدٍ (5) قَالَ: ثنا عُمَر بْنُ عُبيد (6) عمَّن
_________
(1) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/57.
(2) ابن أيّوب البزّاز، أبو محمَّد، البغداديّ، المعروف بابن ماسي ... ثقة، ثبت.
مات سنة: تسع وستّين وثلاثمائة.
انظر: تأريخ بغداد (9/408) ت/5016، والمنتظم (14/273) ت/2755، والعبر (2/131) .
(3) البابسيريّ بالألف بين الباءين ثاني الحروف، وكسر السّين المهملة، والرّاء بين الياءين آخر الحروف الواسطيّ (كما في: تهذيب الكمال 20/326) ، وله ذكر في: (تأريخ واسط ص/253) ، والسّير (16/253) ، ولم أقف على ترجمة له.
(4) القطّان، أبو الحسن، البغداديّ ... ثقة، فاضل.
روى له: خت، د، ت. ومات سنة: أربع وثلاثين ومئتين.
انظر: الجرح والتعديل (6/176) ت/965، والتّقريب (ص/398) ت/4691.
(5) ابن عبيد القرشيّ، أبو محمَّد، الصّنعانيّ ... ثقة أيضا.
روى له: د، س. انظر: العلل لأحمد (3/605) رقم النّصّ/3878، والتّقريب (ص/89) ت/171.
(6) الصّنعانيّ ... ترجم له البخاريّ في: (التّأريخ الكبير 6/177 ت/2087) وابن أبي حاتم في: (الجرح والتعديل 6/123 ت/670) ولم يذكرا فيه جرحا، ولا تعديلاً. وذكره ابن حبّان في: (الثّقات 8/438) .(3/1025)
قَالَ: سَمِعْتُ وَهْب بْنَ مُنَبّه (1) يقول: "إِنَّ اللهَ تَعَالَى (2) / (أ [62/ب] ) (ج [58/أ] ) قَاْلَ: مَنِ اسْتَغْنَى بِأَمْوَالِ الْفُقَرَاءِ أَفْقَرْتُهُ، وَكُلُّ بَيْتٍ بُنِيَ بِقُوَّةِ الضُّعَفَاءِ أَجْعَلُ عَاقِبَتَهُ إِلَى خَرَابٍ (3) ".
_________
(1) الذّماريّ بكسر الذّال المشدّدة المعجمة، وفتح الميم، بعدها الألف، وفي آخرها الرّاء أبو عبد الله، الصّنعانيّ ... ثقة. روى له: خ، م، ت، س، فق. ومات سنة: بضع عشرة ومائة. انظر: طبقات فقهاء اليمن للجعديّ (ص/57) ، والتّقريب (ص/585) ت/7485.
(2) في (ج) : "عزّ وجلّ".
(3) إسناد الأثر فيه: إسحاق بن خالويه، لم أقف على ترجمة له، وعمر بن عبيد لم يوثّقه غير ابن حبّان، ثمّ هو منقطع بينه، وبين وهب بن منبّه.
ورواه الإمام أحمد في: (الزّهد ص/152 ورقمه/511) من طريق أخرى عن ابن وهب، فقال: أخبرنا غوث بن جابر قال: سمعت عبد الله بن صفوان بن كلبيّ من الأبناء يذكر عن أبيه عن وهب بن منبّه أنّه وجد في بعض كتب الأنبياء عليهم السّلام ... فذكر نحوه.
وغوث بن جابر قال عنه ابن معين (كما في: العلل ومعرفة الرّجال لأحمد 2/605 ت/3879) : "لم يكن به بأس، وما كتبت عنه حديثا قط، كان يروي حكمة وهب".
وعبد الله بن صفوان ضعيف ...
انظر: الجرح والتعديل (5/84) ت/390، والكامل (4/175) .
وأبوه ذكره ابن أبي حاتم في: (الجرح والتعديل 4/424 ت/8161) ، ولم يذكر فيه جرحا، ولا تعديلاً.(3/1026)
[170]- أَخبرنا أَبو أَحمد عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ محمَّد بْنِ أَحمد الْفَرَضِيُّ (1) : حدَّثنا أَبو بَكْرٍ محمَّد بْنُ يَحْيى الصوليّ (2) : حدَّثنا أَبو العَيْنَاءِ (3) : ثنا [الْأَصْمَعِيُّ (4) ] (5) : حدَّثنا العلاءُ بْنُ أَسلَم (6) : حَدَّثَنِي رُؤْبَة (7) بْنُ العجَّاج (8) قَالَ:
_________
(1) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/48.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/308.
(3) بفتح العين المهملة، وسكون الياء المثنّاة من تحتها، وفتح النّون، وبعدها ألف ممدودة، وهو: محمَّد بن القاسم البصريّ، أبو عبد الله، الضّرير ...
قال الدّارقطنيّ (كما في: تأريخ بغداد 3/172) : "ليس بقويّ في الحديث".
وقال الخطيب (3/170) : "ولم يسند من الحديث إلاّ القليل، والغالب على رواياته الأخبار، والحكايات". مات سنة: ثلاث وثمانين ومئتين وقيل قبلها.
وانظر: معجم الأدباء (18/286) ، ووفيّات الأعيان (4/343) ت/643، ولسان الميزان (5/344) ت/1136.
(4) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/532.
(5) ضُرب عليها في: (أ) ، وأثبتت في: (ج) ، وإثباتها صحيح.
(6) العدويّ ابن أخي العلاء بن زياد كما في: تهذيب الكمال (8/489) ، ولم أقف على ترجمة له.
(7) بضمّ الرّاء، وسكون الهمزة، وفتح الباء الموحدة، وبعدها هاء ساكنة.
انظر: وفيّات الأعيان (2/305) ت/238.
(8) العجَّاج لقب، واسمه: عبد الله ابن رؤبة التّميميّ، أبو الجحاف ويقال: أبو محمَّد البصريّ ... ليّن الحديث.
روى له: خت. ومات سنة: خمس وأربعين ومائة.
انظر: الثّقات لابن حبّان (6/310) ، وطبقات الشّعراء للجمحيّ (ص/200) ، والتّقريب (ص/211) ت/1959.(3/1027)
"أَتَيْتُ النَّسَّابَةَ الْبَكْرِيِّ (1) ، فَقَاْلَ لِي: مَنْ أَنْتَ؟ فَقُلْتُ ابنُ الْعَجَّاْجِّ. فَقَاْلَ: قَصَّرْتَ وَاللهِ، وَعُرِفْتَ، عَلَّكَ كَقَوْمٍ عِنْدِي إِنْ حَدَثْتُهُمْ لَمْ يَعُواْ عَنِّي، وَإِنْ سَكَتُّ عَنْهُمْ لَمْ يَسْأَلُوْنِي. قُلْتُ: أَرْجُو أَنْ لاَ أَكُوْنَ كَهُمْ. قَاْلَ: فَاعْلَمْ يَا بُنِيَّ أَنَّ لِلْعِلْمِ آفَةً، وَنَكَدًا، وَهُجْنَةً. فَآفَتَهُ: نِسْيَاْنُهُ، وَنَكَدُهُ: الْكَذِبُ فِيْهِ، وَهُجْنَتُهُ: وَضْعُهُ عِنْدَ غَيْرَ أَهْلِهِ" (2) .
_________
(1) هو: دغْفَل بغين معجمة، وفاء بن حنظلة بن زيد السّدوسيّ ... يقال: له صحبة، ولا يصحّ. وعدّه بعضهم في المجهولين.
روى له: تم. ومات غرقا في قتال الخوارج قبل سنة: ستّين على الأشهر.
انظر: الجرح والتعديل (3/441) ت/2004، وأسد الغابة (2/8) ت/1513، وتهذيب الكمال (8/486) ت/1799، والميزان (2/217) ت/2675، والتّقريب (ص/201) ت/1821.
(2) إسناد الأثر فيه: أبو العيناء البصريّ ... ليس بقويّ (كما تقدّم ص/1027) ، والعلاء بن أسلم لم أقف على ترجمة له، ورؤبة ليّن (كما تقدّم ص/1027) ، وشيخه فيه جهالة (كما تقدّم) .
ورُوي من أربعة طرق أخرى عن الأصمعيّ ...
الأولى: طريق أحمد بن إبراهيم بن كثير ... رواها ابن عساكر في: (تأريخه 17/302) بسنده عن إبراهيم بن الجنيد عنه به، بنحوه هنا ... وفيه من لم أقف على ترجمة له.
والثّانية: طريق أبي حاتم السّجستانيّ ... رواها ابن قتيبة في: (عيون الأخبار 2/134) عنه به ... وهذه طريق حسنة لولا جهالة العلاء بن أسلم، فأبو حاتم صدوق (انظر: التّقريب 258 ت/2666) .
والثّالثة: طريق عبّاس بن الفرج الرّياشيّ بكسر الرّاء، وتخفيف التّحتانيّة، وبالمعجمة ... رواها ابن عبد البرّ في: (جامع بيان العلم 1/449 ورقمها/720) بسنده عنه به، بنحوه أيضا.
وهذه طريق صحيحة لولا جهالة العلاء بن أسلم.
والرّابعة: طريق بشر بن موسى البغداديّ ... رواها البيهقيّ في: (الشُّعب 2/278- 279 رقم/1757) ومن طريقه: ابن عساكر في: تأريخ دمشق (17/303) عن أبي بكر إسماعيل بن محمَّد الضّرير،
وابن عساكر في: (تأريخه 17/302- 303) عن أبي المعالي الفارسيّ عن البيهقيّ عن أبي الحسن بن بشران عن أبي سهل القطّان كلاهما عن بشر به، بنحوه.
وذكره المزّيّ في: (تهذيب الكمال 8/489) مجزوما به عن بشر أيضا ...
والإسناد الأوّل إلى بشر فيه بالإضافة إلى ابن أسلم: أبو بكر الضّرير، لم أقف على ترجمة له.
والثّاني صحيح إلى بشر بن موسى، أبو المعالي الفارسيّ: ثقة (كما في: السّير 20/93) .
ورواه عن العلاء بن أسلم أيضا: الحكمُ بن موسى ... أخرج روايته الخلعيّ في (فوائده [5/11ب- 12أ] ) بسنده عن الحسن بن داناج عن عبد الله بن أحمد، وموسى بن هارون، ومحمد بن العباس كلّهم عنه به، بنحوه ...
والحسن بن داناج لم أقف على ترجمة له.
ورواه الإمام أحمد في: (العلل ومعرفة الرّجال 1/279 رقم النّص/1667) ، والبيهقيّ في: (المدخل ص/348 رقم/579) ، وابن عساكر في:
(تأريخه 17/303) من طرق عن عفّان بن مسلم عن معاذ بن السّفير (أو: السّقير) عن أبيه عن دغفل به، بنحوه ...
وذكره ابن حجر في: (الإصابة 2/475) عن حنبل بن إسحاق عن عفّان به ... ومعاذ، وأبوه لم أقف على ترجمة لهما والله تعالى أعلم.(3/1028)
[171]- أَخْبَرَنَا أَبو أَحمد الْفَرَضِيُّ (1) : حدَّثنا محمَّد بْنُ يَحْيَى (2) قَالَ: "أنشدنا المُبَرِّد محمَّد بن يزيد (3) :
هُمُوْمُ أُنَاْسٍ فِي فُنُوْنٍ كَثِيْرَةٍ
وَهَمَّيَ فِي الدُّنْيَا صَدِيْقٌ مُسَاعِدُ/ (ج [58/ب] )
نَكُوْنُ كرُوْحٍ بَيْنَ شَخْصَيْنِ قُسّماْ
فَجِسْمَاْهُمَاْ جِسْمَاْنِ وَالرُّوْحُ وَاْحِدُ) (4) .
_________
(1) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/48.
(2) هو: الصّوليّ، تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/308.
(3) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/608.
(4) الإسناد حسن إلى المبرّد.
والبيتان لأبي عبد الله بن عرفة ... نسبهما إليه ابن عبدربّه في العقد الفَريد (2/231) ، بنحوهما.
وروى موفّق الدّين ابن قدامة في: (المتحابّين في الله ص/37- 38 رقم/31) هذين البيتين، مع اختلاف يسير في بعض ألفاظهما، عن شيخه: يوسف بن هبة الله عن محمَّد بن ناصر عن أبي عليّ بن البنّاء عن عبد العزيز بن جعفر عن أحمد بن مسلم قال: "أنشدني بعضهم: ... "، فذكرهما.
ويوسف بن هبة الله، وأحمد بن مسلم لم أقف على ترجمة لهما، وبقيّة رجاله لا بأس بهم.(3/1030)
آخر الجزء الخامس وهو الّذي خرّجه الخطيب إلى هنا والحمد لله وصلواته على سيّدنا محمَّد، وآله، وصحبه أجمعين (1) ./ (أ [63/أ] ) (ج [59/أ] )
_________
(1) وفي (ج) : "آخر الخامس من حديث المهروانيّ، وهو آخر ما خرّجه الحافظ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ رَحِمَهُ اللَّهُ، والحمد لله حمد الشّاكرين، وصلّى الله على سيدنا محمّد، وآله، وصحبه أجمعين، وسلّم تسليما".(3/1031)