بسم الله الرحمن الرحيم
وبه ثقتي .
1 - أخبرنا والدي الإمام الأوحد ، إمام الأئمة ، مفتي الأمة ، ناصر السنة ، قامع البدعة ، صدر الزمان ، محيي الدين ، قطب الإسلام : أبو محمد عبد القادر بن أبشي صالح بن عبد الله الحنبلي بقراءتي عليه في شعبان سنة إحدى وخمسين وخمسمائة بمدرستنا بباب الأزج من شرقي بغداد قال : أنا الشيخ الصالح أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي قراءة عليه فأقر به من سنة أربع وتسعين وأربعمائة بدرب المروزي بالقطيعة من غربي بغداد(1/21)
بالكرخ قال : أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي قال : أنا أبو بكر عبد العزيز بن جعفر بن أحمد بن يزدان بن معروف الكرخي الفقيه المعروف بغلام الخلال قال : أنا الإمام أبو بكر أحمد بن محمد بن هارون الخلال قال : هذا كتاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .(1/22)
باب ما روي في ، واجب الأمر ، كيف هو ؟
أخبرنا سليمان بن الأشعث أبو داود السجستاني ، أن أبا عبد الله أحمد بن حنبل ، سئل عن الرجل يضرب الطنبور أو الطبل ونحو ذلك ، أتوجب أن يغير ؟ قال : أوجب إن غير فله فضل ، قيل لأحمد : فيرفع للسلطان ؟ قال : « السلطان في ذلك مكروه ، نرجو أن يكلم بشيء كأن تعظه »
2 - أخبرنا أبو بكر المروذي ، أن أبا عبد الله ، ذكر محمد بن مروان الذي صلب في الأمر بالمعروف فترحم عليه ، وقال : « قد قضى ما عليه »
3 - وأنبأنا أبو بكر المروذي ، قال : حدثنا أحمد بن حنبل ، وذكر ابن أبي خالد ، وقد كان أبو عبد الله عرف قصته في إقدامه ،@(1/23)
فقال : « ذاك قد هانت عليه نفسه »
4 - وأخبرني محمد بن أبي هارون ، أن إسحاق بن إبراهيم ، حدثهم أنه ، قال لأبي عبد الله : متى يجب علي الأمر ؟ قال : « إذا لم تخف سيفا ولا عصى »
5 - أخبرني موسى بن سهل ، قال : حدثنا محمد بن أحمد الأسدي ، قال : حدثنا إبراهيم بن يعقوب ، عن إسماعيل بن سعيد ، قال : سألت أحمد عمن ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عند من لا يخاف سيفه ولا سوطه ؟ قال : « إذا استطاع فليغير فلا يسعه غيره »
6 - كتب إلي يوسف بن عبد الله الإسكافي قال : حدثنا الحسين بن علي بن الحسن ، أنه سأل أبا عبد الله عن الرجل ، يشرع له وجه بر فيحمل نفسه على الكراهية ، وآخر يشرع له وجه بر فيسر بذلك أيهما أفضل ؟ فقال : « ألم تسمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : » من تعلم القرآن وهو كبير يشق عليه أن له أجرين «@(1/24)
7 - أخبرني محمد بن الحسين ، قال : حدثنا الفضل بن زياد ، قال : سألت أبا عبد الله قلت : لنا جار يجيء بالقدر ، فيوضع على النار ، وينبذ فيها ؟ قال : انهوه ، قلت : لا ينتهي ، قال : « أغلظ ، أو يرضى لنفسه أن يقال فاسق ؟ »
8 - أخبرنا حرب بن إسماعيل ، قال : سمعت إسحاق بن راهويه ، حدثهم أن أبا عبد الله سئل : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، واجب ، على المسلم ؟ قال : نعم ، قال : فإن خشي ؟ قال : « هو واجب عليه حتى يخاف ، فإذا خشي على نفسه فلا يفعل »
9 - أخبرنا أبو بكر المروذي ، قال : سمعت محمد بن عبد الله ،@(1/25)
يقول : قلت لشعيب بن حرب : في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فقال : « لولا السيف ، والسوط ، وأشباه هذا لأمرنا ونهينا ، فإن قويت فأمر وانه »
10 - أخبرني محمد بن هارون ، أن مثنى الأنباري ، حدثهم أنه ، سأل أبا عبد الله عن « الحديث الذي جاء : » أنتم في زمان من عمل فيه بالعشر مما أمر به نجا « ، فلم يعرفه ،@(1/26)
وحدثه به رجل فلم يعرفه »
11 - أنا محمد بن مسعود الأنطاكي ، حدثنا سهل بن صالح ، حدثنا أبو داود الطيالسي ، عن عبد الواحد بن زياد ، قال : قلت للحسن : يا أبا سعيد ، أرأيت الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، أفريضة هو ؟ قال : لا يا بني ، كان فريضة على بني إسرائيل ، فرحم الله هذه الأمة وضعفهم ، فجعله عليهم نافلة
باب من رأى منكرا فلم يستطع له تغييرا أن يعلم الله من قلبه أنه له كاره
12 - أخبرني محمد بن الحسين ، أن الفضل ، حدثهم قال :@(1/27)
سمعت أبا عبد الله ، وقال ، له رجل : لي جار يشرب ويعتدي ، ترى لي أن أنهاه عن ذلك ؟ قال : ما أحسن ما تفعل ، قال له الرجل : فإن لم أفعل ؟ قال : تخافه ؟ قال : نعم ، قال : « أنكر بقلبك ، وليعلم الله ذلك منك » . روي ذلك عن عبد الله بن مسعود
13 - أخبرني أبو بكر المروذي ، أن أبا بكر الأثرم ، قال : قيل لأبي عبد الله : رجل رأى منكرا أيجب عليه تغييره ؟ قال : « إذا غير بقلبه فأرجو . ثم قال : إن منهم من يخاف منه فإذن يغير بقلبه »
14 - وأخبرني الحسين بن محمد ، ببيت المقدس قال : كتبت من مسائل أبي علي الدينوري من مسائل ابن مزاحم أن أبا عبد الله قيل له : رجل رأي منكرا أيجب عليه تغييره ؟ قال : « إذا غير بقلبه فأرجو »
15 - وأخبرنا محمد بن أبي هارون ، أن إسحاق بن إبراهيم حدثهم ، أنه سأل أبا عبد الله قال : قلت رجل تكلم بكلام سوء يجب علي فيه أن أغيره في ذلك الوقت فلا أقدر على تغييره ، وليس لي أعوان يعينونني عليه ؟ قال : « إذا علم الله من قلبك أنك@(1/28)
منكر لذلك فأرجو أن لا يكون عليك شيء »
16 - أخبرني محمد بن أبي هارون ، ثنا مثنى الأنباري ، قال : سلمت على أحمد ، ووضعت عنده قرطاسا ، وقلت : انظر فيها ، واكتب لي جوابها ، وفيها : ما تقول إن رأى الرجل الطنبور تباع في سوق من أسواق المسلمين مكشوفة ، فأيهما أحب إليك ذهابه إلى السلطان فيها ، أو يكون معه من يعني السلطان بأمره فينادي السلطان فيها ، أو يأمر بكسرها ، أو يكون منه فيها بعض التغيير ، أو جلوسه عن الذهاب إلى السلطان وهو يأمر بلسانه وينكر بقلبه ؟ فكتب : « يغير ذلك إذا لم يخف ، فإن خاف أنكر بقلبه ، وأرجو أن يسلم على إنكاره »
17 - وأخبرنا محمد بن جعفر ، حدثنا إسحاق بن داود ، حدثنا أبو جعفر الحذاء ، قال : قال وكيع في الأمر والنهي : « مروا بها من لا يخاف سيفه ولا سوطه »
18 - أخبرني منصور بن الوليد ، حدثنا جعفر بن محمد بن النسائي ، قال : قلت لأبي عبد الله : يجب الأمر والنهي على الإنسان ؟ قال : « يا أبا محمد ، في هذا الزمان أظنه شديدا ، مع أن في حديث أبي سعيد تسهيلا ، قلت له : » من رأى منكم منكرا@(1/29)
فليغيره بيده « ، قال : نعم ، قال : » بقلبه وذلك أضعف الإيمان « ، قلت : هذا أشدها علي ، قال : من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، وقال صلى الله عليه وسلم : » ما أمرتكم من الأمر فأتوا منه ما استطعتم « ، فسكت »
19 - وأخبرني محمد بن أبي هارون ، أن إسحاق ، حدثهم قال : سألت أبا عبد الله قلت : متى يجب على الرجل الأمر والنهي ؟ قال : « ليس هذا زمان نهي إذا غيرت بلسانك ، فإن لم تستطع فبقلبك ، وذلك أضعف الإيمان . . . وقال لي : لا تتعرض للسلطان ، فإن سيفه مسلول »
20 - أخبرنا أبو بكر المروذي ، قال : حدثنا أحمد بن حنبل ،@(1/30)
حدثنا يزيد بن هارون ، قال : قيل لسفيان الثوري : ألا تأتي السلطان فتأمره ؟ قال : « إذا انبثق البحر فمن يسكره ؟ »
21 - أخبرنا أبو بكر المروذي ، أنه شكا إلى أحمد بن حنبل جارا لهم يؤذيهم بالمنكر ، فقال : مره بينك وبينه ، قلت : تقدمت إليه مرارا كأنه يضحك ، قال : وأي شيء عليك ، إنما هو يضحك على نفسه ، أنكر بقلبك ، ودعه ، فقلت لأبي عبد الله : فمن كان له جار يسمع منه المنكر ؟ قال : يغيره مرة ومرتين وثلاثة ، فإن قبل وإلا ترك ، قلت : فإن كان سمعه ؟ قال : « وأي شيء تقدر أن تصنع ، أنكر بقلبك ودعه »
22 - أخبرنا أبو بكر ، حدثنا علي بن شعيب ، قال : اجتمع صالح بن صالح بن عبد الكريم ، وبشر بن الحارث الحافي قال : فكان أول ما ابتدأ به قال بشر : يا صالح ، قوي قلبك أن تتكلم ، قال : فسكت صالح ، فقال : يا بشر ، تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ؟ قال : لا ، فقال له صالح : ولم ؟ قال بشر : لو علمت أنك تقول لم لم أجبك
23 - أخبرني عبد الله بن محمد بن عبد الحميد ، حدثنا بكر بن محمد ، قال : كنا في أمر الحريق ، فقيل : يا أبا عبد الله ، أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال : نعم ، إذا كثر الخبث
24 - أخبرنا أحمد بن محمد بن مسعود الأنطاكي ، قال : حدثني محمد بن غالب الأنطاكي ، عن أبي الجواب ، عن الحسن بن@(1/31)
صالح ، قال : كتب عمرو بن عبيد الله إلى عبد الله بن شبرمة يعذله في تخلفه عن الأمر ، بالمعروف والنهي عن المنكر ، فكتب إليه عبد الله بن شبرمة : « الأمر يا عمرو بالمعروف نافلة ، والعاملون به لله أنصار ، والتاركون له ضعفا لهم عذر واللائمون لهم في ذاك أشرار الأمر يا عمرو لا بالسيف تشهره على الأئمة ، إن القتل إضرار »
باب قوله : الأمر بالمعروف باليد
25 - أخبرنا سليمان بن الأشعث ، قال : سمعت أبا عبد الله ، يقول : « نحن نرجو إن أنكر بقلبه فقد سلم ، وإن أنكر بيده فهو أفضل »
26 - أنا أبو بكر المروذي ، قال : قلت لأبي عبد الله : كيف الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؟ قال : « باليد واللسان وبالقلب ، وهو أضعف الإيمان ، قلت : كيف باليد قال : تفرق بينهم »
27 - قال : وحفظت على أبي بكر المروذي أنه قال : كنت مع@(1/32)
أبي عبد الله في طريق ، فرأى صبيانا يقتتلون ، فعدل إليهم ففرق بينهم
28 - وأخبرني محمد بن علي ، قال : حدثنا صالح ، أن أباه ، قال : « التغيير باليد ليس بالسيف والسلاح »
29 - وأخبرني محمد بن علي ، حدثنا مهنا ، قال : سئل أبو عبد الله عن الرجل ، يأمر بالمعروف بيده ؟ فقال : « إن قوي على ذلك فلا بأس به ، فقلت : أليس قد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم : » ليس للمؤمن أن يذل نفسه بأن يعرضها من البلاء ما لا طاقة له به « ؟ قال : ليس هذا من ذلك »
30 - وأخبرني محمد بن علي ، قال : حدثنا مهنا ، قال : سألت أحمد عن الأمر ، بالمعروف يستقيم باليد ، يكون ضرب باليد إذا أمر بالمعروف ؟ قال : « الرفق »
31 - أنا العباس بن محمد الدوري ، قال : حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين ، حدثنا أبو خلدة ، عن المسيب بن دارم ، قال : رأيت@(1/33)
عمر يضرب جمالا ، ويقول : « لم حملت على جملك ما لا يطيق ؟
باب ما يؤمر به من الرفق في الإنكار
32 - أخبرنا أبو بكر المروذي ، قال : قرأت على أبي عبد الله بن الربيع الصوفي قال : دخلت على سفيان بالبصرة ، فقلت : يا أبا عبد الله ، إني أكون مع هؤلاء المحتسبة فندخل على هؤلاء الخبيثين ، ونتسلق على الحيطان ؟ قال : أليس لهم أبواب ؟ قلت : بلى ، ولكن ندخل عليهم لكيلا يفروا ، فأنكر ذلك إنكارا شديدا ، وعاب فعالنا ، فقال رجل : من أدخل ذا ؟ قلت : إنما دخلت إلى الطبيب لأخبره بدائي ، فانتفض سفيان وقال : « إنما أهلكنا أنا نحن سقمى ، ونسمى أطباء . . ثم قال : لا يأمر بالمعروف ، ولا ينهى عن المنكر إلا من كان فيه خصال ثلاث : رفيق بما يأمر ، رفيق بما ينهى ، عدل بما يأمر ، عدل بما ينهى ، عالم بما يأمر ، عالم بما ينهى »@(1/34)
33 - أخبرنا عصمة بن عصام ، قال : حدثنا حنبل ، أنه سمع أبا عبد الله ، يقول : « والناس يحتاجون إلى مداراة ورفق في الأمر بالمعروف بلا غلظة ، إلا رجلا مباينا ، معلنا بالفسق والردى ، فيجب عليك نهيه وإعلامه ؛ لأنه يقال : ليس لفاسق حرمة ، فهذا لا حرمة له »
34 - وأخبرني محمد بن علي الوراق ، قال : حدثني مهنا ، قال : قال أحمد بن حنبل ، كان أصحاب ابن مسعود إذا مروا بقوم يرون منهم ما يكرهون ، يقولون : مهلا رحمكم الله
35 - أخبرني جعفر بن محمد ، أن يعقوب بن بختان ، حدثهم أن أبا عبد الله سئل عن الأمر ، ؟ فقال : « كان أصحاب عبد الله يقولون مهلا رحمكم الله مهلا »
36 - وأخبرنا محمد بن أبي هارون ، قال : سمعت أبا العباس ، قال : صلى بأبي عبد الله يوما جوين ، فكان إذا سجد جمع ثوبه بيده اليسرى ، وكنت بجنبه ، فلما صلينا قال لي وخفض من صوته : قال النبي صلى الله عليه وسلم : « » إذا قام أحدكم في الصلاة فلا يكف شعرا ولا ثوبا «@(1/35)
، فلما قمنا قال لي جوين : أي شيء كان يقول لك ؟ قلت : قال لي : كذا وكذا ، وما أحسب المعنى إلا لك »
37 - أنا محمد بن شعبة جوان البصري ، حدثنا أبو داود ، حدثنا عمارة ، قال : « حضرت الحسن ودعي إلى عرس ، فجيء بجام من فضة ، عليه خبيص أو طعام ، فتناوله ، فقلبه على رغيف فأصاب منه ، فقال رجل إلى جانبي : هذا نهي في سكون »
38 - وأنا أبو داود ، قال : حدثنا أحمد بن حنبل ، حدثنا معتمر ، قال : سمعت أبي يقول ، : ما أغضبت رجلا فقبل منك
39 - أخبرني يزيد بن عبد الله الأصبهاني ، قال : حدثنا إسماعيل بن يزيد الأصبهاني ، حدثنا إبراهيم بن الأشعث ، قال : سمعت الفضيل ، يقول : « ما أحب الرجل إذا كان يأمر وينهى أن يقوم في مسجد من المساجد أو في سوق من الأسواق ، يبكت الناس ويؤنبهم من غير أن يرى منكرا ، وما أحب له إذا رأى منكرا أن يسكت إلا أن يخاف »@(1/36)
40 - أخبرني عبد الملك الميموني ، حدثنا أحمد بن حنبل ، حدثنا معتمر بن سليمان ، عن فرات بن سليمان ، عن ميمون بن مهران ، عن عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز ، قال لأبيه : يا أبت ، ما يمنعك أن تمضي لما تريده من العدل ؟ فوالله ما كنت أبالي لو غلت بي وبك القدور في ذلك ، قال : « يا بني ، إني إنما أروض الناس رياضة الصعب ، إني أريد أن أحيي الأمر من العدل ، فأؤخر ذلك حتى أخرج معه طمعا من طمع الدنيا ، فينفروا من هذه ، ويسكنوا لهذه »
41 - أنا أحمد بن الفرج أبو عتبة الحمصي ، قال : حدثنا ابن أبي فديك ، حدثنا ابن أبي ذئب ، عن محمد بن بكر ، عن أبيه ، عن جده ، عن عمر ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « أقيلوا ذوي الهيئة عثراتهم »
42 - أخبرني محمد بن عمر بن مكرم ، قال : حدثني عبد الله بن@(1/37)
محمد البلخي ، قال : قيل لإبراهيم بن أدهم : الرجل يرى من الرجل الشيء أو يبلغه عنه أيقول له ؟ قال : « هذا تبكيت ، ولكن يعرض به »
43 - أنبأنا محمد بن الحسين ، أن الفضل ، حدثهم قال : سمعت أبا عبد الله ، وذكر ، عنده معتمر ، فحدثنا عنه ، قال : قال أبي : « ما أغضبت رجلا فقبل »
44 - أنا محمد بن الحسين ، أن الفضل ، حدثهم قال : قال أحمد بن مسعود الأنطاكي قال : حدثني سهل بن صالح ، حدثنا شعيب بن حرب ، عن صالح المري ، قال : إنا بباب الحسن أنا ، وأيوب ، ويونس ، وابن عون ، فذكرنا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، إذ خرج علينا الحسن ، فقال : فيم أنتم ؟ قلنا : ذكرنا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فقال : « نعم مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر ، وإلا كنتم أنتم الموعوظين »@(1/38)
45 - وأخبرني الحسن بن عبد الوهاب ، أن إسماعيل بن يوسف ، قال : ثنا الوليد بن شجاع ، قال : حدثني سعيد بن أبي سعيد الزبيدي ، قال : ثنا ثور بن الأسود ، عن صالح بن زنبور ، قال : سمعت أم الدرداء ، تقول : « من وعظ أخاه سرا فقد زانه ، ومن وعظه علانية فقد شانه »
باب ما يؤمر به الرجل من الأعمال ، وترك الانتصار في الإنكار
46 - أخبرني محمد بن علي السمسار ، قال : حدثني مهنا ، قال : سألت أبا عبد الله عن الأمر ، بالمعروف والنهي عن المنكر ، كيف ينبغي أن يؤمر ؟ قال : « يأمر بالرفق والخضوع ، ثم قال : إن أسمعوه ما يكره لا يغضب فيكون يريد ينتصر لنفسه »
47 - أنا سليمان بن الأشعث ، قال : قلت لأبي عبد الله : مثل زماننا هذا نرجو ألا يلزم رجلا القيام بالأمر والنهي إن خاف أن ينال منه ، قال : يحتمل في الصلاة لا يراهم يحسنون ؟ قال : يعلمهم ، قلت : يشتم ؟ قال : « يحتمل من يريد أن يأمر@(1/39)
وينهي لا يريد أن ينتصر بعد ذلك »
48 - أخبرني زكريا بن يحيى الناقد ، أن أبا طالب ، حدثهم أنه ، قال لأبي عبد الله : إذا أمرته بالمعروف فلم ينته أدعه ، لا أقول له شيئا ؟ قال : لا ، مر بالمعروف ، قلت له : فإن أسمعني ؟ قال : « دعه ، إن رددت عليه ذهب الأمر بالمعروف ، وصرت تنتصر لنفسك فتخرج إلى الإثم ، فإذا أمرت بالمعروف فإن قبل منك ، وإلا فدعه »
49 - أنا أحمد بن الفرج عتبة الحمصي ، حدثنا بقية ، عن أرطاة بن المنذر ، قال : « المؤمن لا ينتصر لنفسه ، يمنعه من ذلك القرآن والسنة فهو ملجم »
باب ما يكره أن يعرض أحد في الإنكار على السلطان
50 - أخبرني إبراهيم بن الخليل ، أن أحمد بن نصر أبا حامد ، حدثهم أن أبا عبد الله سئل عن الرجل ، يرى منه الفسق والدعارة ، وينهى فلا ينتهي ، يرفعه إلى السلطان ؟ قال : « إن علمت أنه يقيم عليه الحد فارفعه »@(1/40)
51 - وقال : « كان لنا جار فرفع إلى السلطان ، كان قد تأذى منه جيرانه فرفعوه ، فضربوه مئتي درة ، فمات »
52 - أخبرني أبو بكر المروذي ، قال : قلت لأبي عبد الله : يستعان على من يعمل بالمنكر بالسلطان ؟ قال : « لا ، يأخذون منه الشيء ويستتيبونه . ثم قال : جار لنا حبس ذلك الرجل ، فمات في السجن . ثم قال : كيف حكى أبو بكر بن خلاد ؟ فذكرت له قصة ابن عيينة »
53 - فأخبرنا أبو بكر المروذي ، قال : سمعت أبا بكر بن خلاد ، يقول : كنا عند ابن عيينة فجاء الفضل ، فوقف عليه ، فقال لنا : « لا تجالسوه ، حبس رجلا في السجن ، ما يؤمنك أن يقع السجن عليه ، قم ، فأخرجه »
54 - أخبرني محمد بن يحيى الكحال ، أنه قال لأبي عبد الله : يكون لنا الجار يضرب بالطنبور والطبل ؟ قال : « انهه ، قلت : أذهب به إلى السلطان ؟ قال : لا ، قلت : فلم ينته ، يجزئني نهيي له ؟ قال : نعم ، إنما يكفيك أن تنهاه »
55 - أخبرني جعفر بن محمد ، أن يعقوب بن بختان حدثهم ،@(1/41)
أنه سأل أبا عبد الله عن القوم يؤذونه بالغناء ؟ فقال : « تقدم إليهم ، وانههم ، وأجمع عليهم ، قلت : السلطان ؟ قال : لا ، قلت : فأدع الصلاة ؟ قال : لا تضيع المسجد »
56 - وأخبرني زكريا بن يحيى الناقد ، أن أبا طالب ، حدثهم : سئل أبو عبد الله ، : إذا أمرت بالمعروف فلم ينته ما أصنع ؟ قال : « دعه ، قد أمرته ، وقد أنكرت عليه بلسانك وجوارحك ، لا تخرج إلى غيره ، ولا ترفعه للسلطان يتعدى عليه ، كان أصحاب عبد الله إذا تلاحى قوم قالوا : مهلا بارك الله فيكم ، مهلا بارك الله فيكم »
57 - وأخبرني محمد بن أبي هارون ، ومحمد بن جعفر ، أن أبا الحارث ، حدثهم قال : سألت أبا عبد الله قلت : الرجل يأمر بالمعروف فلا يقبل منه ، فترى له إذا رأى منكرا وهو@(1/42)
يعلم أنه لا يقبل منه أن يسكت ولا يتكلم ؟ قال : « إذا رأى المنكر فليغير بما أمكنه ، قلت له : فإن أمره ونهاه وتقدم إليه في ذلك فلم يقبل منه ، ترى أنه يستعين عليه بالسلطان ؟ قال : أما السلطان فما أرى ذلك »
58 - قال : وسألته مرة أخرى قلت : يا أبا عبد الله ، إن بعض إخوانك له جيران يؤذونه بشرب الأنبذة ، وضرب العيدان ، وارتكاب المحارم ، وبينت له أمر النساء ، وهو يريد أن يرفعهم إلى السلطان ؟ فقال أبو عبد الله : « يعظهم وينهاهم ، قلت له : قد فعل فلم ينتهوا ؟ فقال : أما السلطان فلا ، إذا رفعهم إلى السلطان خرج الأمر من يده ، أما علمت قصة عتبة بن عامر ؟ »
59 - أخبرني أحمد بن بشر بن سعيد الكندي ، قال : حدثني عبد الله بن الطيب ، قال : كان لي جار يؤذيني ، يضرب الطنابير @(1/43)
والعيدان ، فأتيت أحمد بن حنبل ، فقال لي : « انهه » ، فقلت : قد نهيته ، فعاد ، فقال : هذا عليك : فقلت : السلطان ؟ قال : « لا إنما عليك أن تنهاه »
60 - أخبرني أبو بكر المروذي ، قال : قلت لأبي عبد الله : إن صالحا ابنك يريد أن يدخل هو وأبو يوسف إلى السلطان ، فيخبروه بقصة شمخصة ، أنه شتمك وقد أشهدوا عليه - وكان قد شهد عليه أبو بكر بن حماد المقرئ - فقال أبو عبد الله : « قل لهم لا تعرضوا له ، وأنكر أن يذهبوا إلى السلطان »
61 - وبلغ أبا عبد الله أن قرابة له حبس رجلا في السجن ، فأمر أن يخرج ، وقال لي أبو عبد الله : « رأيت هذه المرأة قد رق لها قلبي ، أو قال : رققت لها . قالت : ابني حبس بسببك ، حبسه شمخصة وأصحابه . فقال : لو تكلمتم في أمره ؟ قلت : قد سأل أصحابنا أن أذهب إلى فلان ، قال : فلا تذهب تكلم من يكلمه على شرط ، ألا يحبس منهم أحدا »
62 - أنا العباس بن محمد الدوري ، قال : حدثنا أبو النضر ، عن ليث بن سعد ، عن إبراهيم بن نشيط الخولاني ، عن كعب بن علقمة ، عن أبي الهيثم دخين كاتب عقبة بن عامر ، أنه قال@(1/44)
لعقبة بن عامر : إن لنا جيرانا يشربون الخمر ، وأنا داع ، لهم الشرط ، فيأخذونهم ، قال : لا تفعل ، ولكن عظهم وتهددهم ، قال : ففعل ، فلم ينتهوا ، فجاء دخين ، فقال : إني نهيتهم فلم ينتهوا ، وإني داع لهم الشرط ، فقال عقبة : « ويحك ، لا تفعل ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : » من ستر مؤمنا فكأنما استحيا موؤدة من قبرها «
63 - وأخبرني أبو بكر المروذي ، قال : سمعت أبا عبد الله بن شريك ، قال : سمعت أحمد بن يونس ، يقول : صليت عند المقام@(1/45)
عشاء الآخرة ، وسفيان الثوري عند المقام ، فجاءت امرأة ، فوقفت عليه ، فقالت : يا سفيان ، بأي شيء تستحل أن يحبس ابني بسببك ؟ وكان أرى من أصحاب الحديث ، قال أحمد بن يونس : فرأيت سفيان قد قام إلى المقام ، فإذا الوالي بين يديه ، فقال : لم تحبس رجلا بسببي ؟ قال : فقال له الأمير : أو قال الوالي - شك المروزي - : هذا الليل ، وباب السجن مغلق ، قال سفيان : « لا أبرح من هذا الموضع حتى تخرجه ، قال : » فأرسل وجيء بالمفاتيح ، وفتح باب السجن ، وجيء بابنها ، حتى دفع إليها . «
باب الرجل يرى المنكر الغليظ فلا يقدر أن ينهي عنه ، ويرى منكرا صغيرا يقدر أن ينهي عنه ، كيف العمل فيهما ؟
64 - أخبرنا سليمان بن الأشعث ، قال : سئل أبو عبد الله عن@(1/46)
رجل ، له جار يعمل بالمنكر ، لا يقوى على أن ينكر عليه ، وضعيف يعمل بالمنكر أيضا ، يقوى على هذا الضعيف أينكر عليه ؟ قال : « نعم ، ينكر على هذا الذي يقوى أن ينكر عليه »
باب ما ينبغي للرجل أن يفعل ويعدل في أمره ونهيه في القريب والبعيد
65 - أخبرنا أبو بكر المروذي ، قال : قلت لأبي عبد الله : فإن كان للرجل قرابة فيرى عندهم المنكر ، فيكره أن يغيره ، أو يقول لهم ، فيخرج إلى ما يغتم به من أهل بيته ، وهو لا يرى بدا ، أو يرى المنكر في غيره فيكره أن يغير للذي في قرابته ؟ قال : « إن صحت نيتك لم تبال »
باب ما روي في أن ذلك يسر المؤمن ويغيظ المنافق
66 - أخبرني عمر بن صالح ، بطرسوس قال : قال لي أبو عبد الله : يا أبا حفص ، يأتي على الناس زمان يكون المؤمن فيه بينهم مثل الجيفة ، ويكون المنافق يشار إليه بالأصابع ، فقلت : يا أبا عبد الله ، وكيف يشار إلى المنافق بالأصابع ؟ فقال : يا أبا حفص ، صيروا أمر الله فضولا . وقال : المؤمن@(1/47)
إذا رأى أمرا بالمعروف أو نهيا عن المنكر لم يصبر حتى يأمر وينهي ، يعني قالوا : هذا فضول ، قال : والمنافق كل شيء يراه ، قال : بيده على فمه ، فقالوا : نعم الرجل ، ليس بينه وبين الفضول عمل
67 - قال : وسمعت أحمد بن حنبل ، يقول : « إذا رأيتم اليوم شيئا مستويا فتعجبوا »
68 - أخبرنا عبد الكريم بن الهيثم العاقولي ، حدثنا أبو جعفر الحذاء ، قال : سمعت سفيان ، يقول : « إذا أمرت بالمعروف شددت ظهر المؤمن ، وإذا نهيت عن المنكر أرغمت أنف المنافق »
باب ما يوسع على الرجل في ترك الأمر والنهي إذا رأى قوما سفهاء
69 - أخبرني أحمد بن محمد بن مطر ، قال : حدثني عباس العنبري ، قال : كنت مارا مع أبي عبد الله بالبصرة قال : فسمعت رجلا ، يقول لرجل : يا ابن الزاني ، فقال له الآخر : يا ابن الزاني . قال : فوقفت ومضى أبو عبد الله ،@(1/48)
فالتفت إلي ، فقال لي : يا أبا الفضل ، امش . قال : فقلت : قد سمعنا ، قد وجب علينا قال : « امض ليس هذا من ذلك »
70 - أخبرنا محمد بن أحمد بن يعلى الأنصاري ، قال : حدثنا موسى بن عامر ، حدثنا الوليد بن مسلم ، حدثنا الأوزاعي ، عن يحيى بن أبي كثير ، قال : « موعظة الجاهل كالمغني عند رأس الميت »
باب الرجل يسمع صوت المنكر من بعيد ولا يرى مكانه
71 - أخبرني يوسف بن موسى ، وأحمد بن الحسين ، وهذا لفظ يوسف ، أن أبا عبد الله ، سئل عن الرجل يسمع صوت الطبل ، والمزمار ، ولا يعرف مكانه ؟ فقال : « وما عليه إذا لم يعرف مكانه ؟ »
72 - أخبرني عبد الكريم بن الهيثم العاقولي ، قال : سمعت أبا عبد الله ، سئل عن الرجل « يسمع حس الطبل والمزمار ، ولا يعرف مكانه ؟ فقال : وما عليك ؟ وقال : ما غاب فلا تفتش عليه »@(1/49)
باب ما يجب على الرجل من تغيير ذلك إذا سمع وعلم مكانه ولم ير مكانه بعينه ، أو يراه في الطريق أن ينكره
73 - أخبرني محمد بن أبي هارون ، أن مثنى الأنباري حدثهم ، قال : « سمع أحمد بن حنبل حس طبل في جواره ، فقام إليهم من مجلسنا حتى أرسل إليهم فنهاهم »
74 - أخبرني محمد بن جعفر بن الحارث حدثهم ، أنه قال لأبي عبد الله : إن لنا جيرانا يشربون النبيذ في الطريق ؟ قال : « انههم أشد النهي ، وأغلظ لهم ووبخهم »
75 - أخبرني محمد بن علي الوراق ، أن محمد بن أبي حرب ، حدثهم قال : سألت أبا عبد الله عن الرجل ، يسمع المنكر في دار بعض جيرانه ؟ قال : يأمره ، قلت : فإن لم يقبل ؟ قال : « تجمع عليه الجيران ، وتهول عليه »
76 - أخبرني منصور بن الوليد ، أن جعفر بن محمد النسائي ، حدثهم قال : سمعت أبا عبد الله ، سئل عن الرجل ، يمر بالقوم يغنون ؟ قال : إذا ظهر له ، هم داخل ، قلت : لكن الصوت يسمع في الطريق ؟ قال : هذا قد ظهر ، عليه أن ينهاهم ، ورأى أن ينكر الطبل ، يعني إذا سمع حسه . قيل له : مررنا بقوم وقد أشرفوا من علية لهم ، وهم يغنون ، فجئنا إلى صاحب الخبر فأخبرناه ؟ فقال : لم تكلموا في الموضع الذي سمعتم ؟@(1/50)
فقيل : لا ، قال : « كان يعجبني أن تكلموا ، لعل الناس كانوا يجتمعون وكانوا يشهرون »
77 - أخبرنا محمد بن عبد الصمد المقريء المصيصي ، قال : سمعت إبراهيم بن عبد المجيد ، يقول : مر محمد بن مصعب العابد بدار ، فسمع صوت عود يضرب به ، فقرع الباب ، فنزلت جارية ، فقال لها : يا جارية ، قولي لمولاتك تحدر العود حتى أكسره ، قال : فصعدت ، فقالت لمولاتها : شيخ بالباب قال كذا وكذا ، قالت : هذا شيخ أحمق ، فضربت بعودين ، فجلس على الباب وقرأ ، فاجتمع الخلق ، وارتفعت الأصوات بالبكاء ، فسمعت المرأة الضجة ، فقالت : يا مولاتي ، تعالي ، انزلي واسمعي ، فلما سمعت قالت : « احدري العودين حتى يكسرهما »
78 - أخبرني أحمد بن مقاتل بن صالح الأنماطي ، قال : سمعت محمد بن بشر العبدي ، إذا دعا للعلماء قال : ومحمد بن مصعب نواح هذه القرية@(1/51)
79 - أخبرني أحمد بن عبد الحميد الكوفي ، قال : كان محمد بن مصعب إذا سمع صوت ، عود أو طنبور من دار ، أرسل إليهم أن أرسلوا إلي ذلك الخبيث ، فإن أرسلوا به إليه كسره ، وإلا قعد إلى الباب فقرأ ، فيجتمع الناس ، فيقولون : محمد بن مصعب ، فلا يدع حتى يخرج إليه فيكسره
80 - أخبرنا العباس بن محمد الدوري ، قال : سمعت يحيى ، يقول : قال مالك بن أنس : « إن جلست على باب غريم لك ، فسمعت من الدار غناء ، فلا تجلس ثم »
باب ما ينبغي أن ينكر على الرجل يعلم منه أنه طلق امرأته وهي معه أو يحتج بحجة صحيحة
81 - أخبرني أحمد بن محمد بن مطر ، أن أبا طالب ، حدثهم أنه سأل أبا عبد الله عن الرجل ، تكون معه امرأته على غير حلال ، قد طلقها ثلاثا ، وهو معها ، ما يرى معاملته ؟ قال : تعظه ، وتذكره الله ، وتأمره ، قلت : فإن قال : قد استحلت وتزوجتها ؟ قال : يقبل منه إذا قال : قد استحلت قال الحسن : يقبل قوله ولا يفتش عن أحد ، والمرأة إذا كانت تعرف بصدق يقبل منها@(1/52)
82 - وأخبرني محمد بن الحسن ، أن أبا بكر المروذي حدثهم ، أن أبا عبد الله بلغه عن ساكن له بين المغرب والعشاء أنه طلق امرأته ، وأنها مقيمة معه ، فرأيته خرج إليه ، وصاح به ، ثم قال له : « تطلق وتقيم ؟ وأمره أن يتحول عنه ، وقال : انتقل »
83 - أخبرني محمد بن هارون بن حبيش ، حدثهم أن أبا عبد الله سئل عن الرجل ، يسمع عن الرجل الذي ، يطلق امرأته ، « أيسعه أن يخرجها ؟ قال : نعم »
84 - وأخبرني زكريا بن يحيى ، قال : حدثنا أبو طالب ، أن أبا عبد الله ، قيل له : الرجل يقول للرجل : قد طلقت امرأتي ثلاثا ، فلا تخبر ختني ، فإني أخاف وهي عندي ؟ قال : « يخبره ، هذا فرج ، يخبره حتى يفرق بينهما »
باب الأخ يعرف من أخيه حيفا في ميراث أخته كيف وجه العمل والإنكار إليه ؟
85 - أنا محمد بن هارون ، أن مثنى الأنباري ، حدثهم ، أنه سأل أبا عبد الله ، قال : قلت : ما تقول في أخوين وأختين بينهما@(1/53)
ميراث من قبل أبيهم ، وأحد الأخوين يتحيف الأختين ، فهل على الأخ من ذلك شيء ؟ وكيف العمل فيه ؟ وهل يجوز قطيعة هذا الأخ إذا كان على هذه الحال ؟ أم يرفق به وينصح ؟ قال أحمد : « إذا أمره ونهاه ، فليس عليه أكثر من هذا »
باب الرجل الذي يدخله الرجل منزله فيرى منكرا
86 - أنا محمد بن علي ، حدثنا مهنا ، قال : قلت لأحمد : دخلت على رجل في منزله ، فدخل البيت وتركني ، فإذا أقنينة إلى جانبي ، فكشفت عنها ، فإذا فيها نبيذ ، فكرهت أن أقول له ؟ فقال أحمد : « كان ينبغي لك أن تلقي فيها ملحا إن استطعت ، أو شيئا يفسده »
باب ما يؤمر الرجل وينهى في أمور الصلوات
87 - أخبرني محمد بن أبي هارون ، أن إسحاق بن إبراهيم حدثهم ، قال : صلينا يوما - يعني هو وأبو عبد الله - إلى جنب رجل لا يتم الركوع ولا السجود ، فقال : « يا هذا ، أقم صلبك@(1/54)
في الركوع والسجود ، وأحسن صلاتك »
88 - وأخبرني سليمان بن الأشعث ، قال : سمعنا أبا عبد الله ، قيل له : يصلي الرجل في المسجد ، فيرى أهل المسجد يسيئون الصلاة ؟ قال : يأمرهم ، قلت : إنهم يكثرون ، ربما كانوا عامة أهل المسجد ؟ قال : يقول لهم ، قيل له : يقول لهم مرتين أو ثلاثا فلا ينتهون ، يتركهم بعد ذلك ؟ قال : « أرجو أن يسلم ، أو كلمة نحوها »
89 - أخبرنا عصمة بن عصام ، حدثنا حنبل ، قال : قلت لأبي عبد الله : ترى الرجل إذا رأى الرجل لا يتم ركوعها ولا@(1/55)
سجودها ، ولا يقيم أمر صلاته ، ترى أن تأمره بالإعادة ؟ وأن يحسن صلاته أو يمسك عنه ؟ قال : « إن كان يظن أنه يقبل منه أمره ، وقال له ، ووعظه ، حتى يحسن الصلاة ، فإن الصلاة من تمام الدين »
90 - أخبرني الحسن بن عبد الوهاب ، أن إسماعيل بن يوسف ، حدثهم قال : حدثنا يعقوب ، حدثنا عبد الرحمن ، حدثنا محمد بن النضر ، قال : سأل رجل الأوزاعي قال : من آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر ؟ قال : « من ترى أنه يقبل منك »
91 - وأخبرني محمد بن يحيى بن خالد ، قال : حدثني علي بن حجر ، قال : حدثنا إسماعيل بن جعفر ، عن محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، أنه مر به رجل من قريش يجر شملة ، فقال له : يا ابن أخي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « من جر ثوبه من الخيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة » ، قال الفتى : قد سمعنا ما تقول ،@(1/56)
ثم مر به مرة أخرى وهو كذلك ، فقال له أبو هريرة مثل ذلك ، فقال : قد سمعنا ما تقول ، لئن عدت الثالثة لأحملنك على عنقي ، ثم لأكبن بك في الأرض ، فقال أبو هريرة : لا أعود
92 - أخبرني محمد بن علي ، أن أبا بكر الأثرم ، حدثهم قال : قلت لأبي عبد الله : رجل رأى رجلا مشمرا كميه في صلاته ، عليه أن يأمره ؟ قال : « يستحب له أن يصلي غير كاشف شعرا ولا ثوبا ، ليس هذا من المنكر الذي يغلظ ترك النهي عنه »
93 - أخبرني الحسن بن عبد الوهاب ، أن إسماعيل بن يوسف ، حدثهم قال : حدثنا شريح ، قال : حدثنا مبشر ، عن معاذ بن رفاعة ، عن أبي خلاد ، قال : « ما من قوم فيهم من يتهاون بالصلاة لا يأخذون@(1/57)
عليه إلا كان أول عقوبتهم أن ينقص من أرزاقهم »
باب الرجل يرى المرأتين في الطريق لا يتوسطهما في المشي معهما
94 - أخبرنا محمد بن أحمد بن يعلى الأنصاري ، قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم الصواف ، قال : حدثنا سلم بن قتيبة أبو قتيبة ، قال : حدثنا داود بن أبي صالح ، عن نافع ، عن ابن عمر ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم « نهى أن يمشي الرجل بين المرأتين »
95 - وأخبرني محمد بن أبي هارون ، أن إسحاق حدثهم ، قال :@(1/58)
رأيت أبا عبد الله إذا التقت امرأتان في الطريق ، وكان طريقه بينهما ، وقف ولم يمر حتى تجوزا
باب الرجل يرى المرأة مع الرجل السوء ، أو يراها معه راكبة
96 - أخبرني محمد بن يحيى الكحال ، أنه قال لأبي عبد الله : « أرى الرجل السوء مع المرأة ؟ قال : صح به »
97 - وأخبرني محمد بن يحيى ، أنه قال لأبي عبد الله : الغلام يركب خلف المرأة ؟ قال : « ينهى ، ويقال له ، إلا أن يقول : إنها له محرم »
98 - أخبرني أحمد بن حمدويه الهمذاني ، قال : حدثنا@(1/59)
محمد بن أبي عبد الله ، قال : حدثنا أبو داود ، قال : سمعت أبا عبد الله ، وقيل له : « امرأة أرادت أن تسقط عن الدابة ، يمسكها الرجل ؟ قال : نعم »
باب ، يكره للرجل دخول مواضع النكرة
99 - أخبرنا محمد بن يحيى ، أنه قال لأبي عبد الله : أجيء إلى الدار وفيها الربض ، وأسمع منها ما أكره ؟ قال : « انههم ، قلت : إن كان الرجل يشرب المسكر ، ويجمع ما لا خير فيه ؟ قال : أكره المدخل السوء »
100 - أخبرني الحسن بن صالح ، قال : حدثنا محمد بن حبيب ، حدثنا يعقوب ، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، قال : قال عبد الله بن عدي بن الخياط : « إني لأكره مماشاة المكان المريب ؛ كراهية أن أغتاب الرجل المسلم »
101 - أخبرني الحسن بن سفيان المصيصي ، قال : حدثنا محمد بن آدم ، قال : حدثنا محمد بن فضيل ، عن مغيرة ، عن إبراهيم ، في الرجل يوجد مع المرأة ، فيقول : تزوجتها ؟ قال : « لو كان@(1/60)
هذا يجوز ما قام حد على فاجر هاجر »
102 - أخبرني العباس بن محمد الدوري ، قال : قال يحيى بن معين : رأيت وكيعا رأى امرأة عند عطار ، والعطار يكلمها ، فقال لإنسان : « اذهب إلى ذلك العطار ؛ ففرق بينهما »
باب ما يؤمر به من أدب اللعابين بالمنكر
103 - أخبرني محمد بن أبي هارون ، أن أبا الصقر يحيى بن يزداد الوراق حدثهم أنه ، سأل أبا عبد الله عن الرجل ، يضرب بالعود والطنبور والمزامير ، هل عليه أدب ؟ وكم الأدب فيه إذا رفع إلى السلطان ؟ فقال : « عليه أدب ، ولا أرى يجاوز بالأدب عشرة »
104 - أخبرني روح بن الفرج ، قال : حدثنا أبو داود ، قال : حدثنا محمد بن الخليل ، قال : قال أبو عبد الله : « أرى أن يضرب ، صاحب التغبير »@(1/61)
105 - أخبرني حرب بن إسماعيل ، قال : قلت لإسحاق بن راهويه : رجل معه قرد يكسب به ، فقتل رجل القرد ، هل عليه شيء ؟ قال : لا ، ليس عليه شيء ، وضحك ، وقال : « لو ضرب صاحبه ولم يقتله ، فليس عليه شيء ، وإذا قتل القرد فليس عليه شيء »
106 - أخبرني محمد بن علي ، قال : حدثنا مهنأ ، قال : سألت أحمد عن « بيع القردة ، وشرائها ، فكرهه »
107 - أخبرني منصور بن الوليد ، قال : حدثنا جعفر ، قال : حدثنا أبو عبد الله ، قال : حدثنا محمد بن يزيد ، عن أبي بلج ، قال : « رأيت سمراء بنت نهيك ، وكانت قد أدركت النبي صلى الله عليه وسلم بيدها سوط تؤدب الناس ، تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر »
باب ما يؤمر به من أدب الفتيان المتمردين باللعب
108 - حدثنا محمد بن أحمد الأسدي ، حدثنا إبراهيم بن يعقوب ، عن إسماعيل بن يعقوب ، قال : سألت أحمد عن الفتيان ، يتمردون ؟ قال : « لا بأس بضربهم »
109 - وأخبرني الحسن بن سفيان المصيصي ، حدثنا أحمد بن@(1/62)
النعمان الفراء ، حدثنا أبو أسامة ، عن سلام بن مسكين ، عن الحسن ، قال : « كان بين أناس منأهل الحجاز قتال في بعض ما يكون بين الناس ، فتقاضوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فأمر بحبسهم »
باب ما يكره أن يخرج إلى صائحة بالليل
110 - أخبرني محمد بن علي ، حدثنا صالح بن أحمد ، أنه سأل أباه عن الرجل ، يستغيث به جاره من فاحشة يراها ؟ قال : « كل من رأى منكرا فاستطاع أن يغيره بيده غيره ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان . قال : ويكره أن يخرج إلى صيحة الليل ، فإنه لا يدري ما يكون »
باب ما يؤمر به من كسر أواني الخمور ، وشق الأزقاق إذا كان فيها مسكر يمر به في الأسواق
111 - أخبرني محمد بن علي ، حدثنا أبو بكر الأثرم ، وأخبرني الحسين بن الحسن ، حدثنا إبراهيم بن الحارث ، وأخبرني الحسن بن محمد ، قال : كتبت من مسائل أبي@(1/63)
عبد الله الدينوري مناولة من مسائل ابن مزاحم ، واللفظ واحد ، قال الأثرم : قيل لأبي عبد الله ، وقال ابن مزاحم : قلت لأبي عبد الله ، وقال العبادي : سئل أبو عبد الله عن رجل رأى زق خمر أيشقه ؟ قال : يحله ، قيل له : فإن لم يقدر على حله ؟ قال : « فليشقه إن لم يقدر »
112 - وأخبرني أحمد بن محمد بن مطر ، وزكريا بن يحيى ، أن أبا طالب ، حدثهم أنه قال لأبي عبد الله : نمر على المسكر القليل والكثير أكسره ؟ قال : نعم ، تكسره ، لا يمر بالخمر مكشوفا ، قلت : فإذا كان مغطى ؟ قال : لا تتعرض له إذا كان مغطى
113 - أخبرني أحمد بن حمدويه الهمذاني ، قال : حدثنا محمد بن أبي عبد الله ، ثنا أبو بكر المروذي ، قال : قلت لأبي عبد الله : لو رأيت مسكرا مكشوفا في قنينة ، أو قربة ترى أن تكسر أو تصب ؟ قال : تكسره
باب ما يؤمر به من كسر المنكر إذا كان مغطى
114 - أخبرني محمد بن أبي هارون ، أن أبا إسحاق حدثهم ، أن@(1/64)
أبا عبد الله ، سئل عن القوم يكون معهم المنكر مغطى مثل طنبور ، ومسكر ، وأشباهه ، يكسره إن رآه ؟ قال : « إذا كان غير مغطى ، مثل طنبور ، ومسكر ، وأشباهه ، يكسره إن رآه . وقال : إذا كان مغطى فلا يكسره »
115 - وأخبرني أبو بكر المروذي ، أنه قال لأبي عبد الله في الطنبور إذا كان مغطى ؟ قال : « إذا ستر عنك فلا »
116 - وأخبرني عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : سمعت أبي ، : سئل عن رجل ، رأى مثل الطنبور ، والعود ، أو الطبل ، وما أشبه هذا ، ما يصنع به ؟ قال : « إذا كان مغطى فلا ، وإذا كان مكشوفا فاكسره »
117 - وأخبرني يوسف بن موسى ، وأحمد بن الحسن ، - والمعنى واحد - قال أحمد : سألت أبا عبد الله عن الرجل ، يرى الطنبور ، والمنكر مما يشبهه ، وقال يوسف : والعود ، يكسره ؟ قال : لا بأس ، قلت : وإن كان من وراء الثوب ، وهو يصفه أو يبينه ؟ قال : « لا إذا كان مغطى ، فلا أرى له »@(1/65)
باب ما يكره أن يفتش عنه إذا استراب به
118 - أخبرني أحمد بن الحسين ، أن أبا عبد الله ، سئل عن الرجل ، يرى القنينة يرى أن فيها ، مسكرا ؟ قال : « دعه - يعني لا تفتشه »
119 - وأخبرني محمد بن علي ، والحسن بن عبد الوهاب ، أن محمد بن أبي حرب ، حدثهم أنه سأل أبا عبد الله : عن القربة المغطاة ، ؟ فقال : لا تعرض له .
باب الرخصة في أن يكسره وإن كان مغطى إذا علم أنه شيء من المنكر بعينه
120 - أخبرني محمد بن أبي هارون ، أن إسحاق ، حدثهم أن أبا عبد الله سئل عن الرجل ، يرى الطنبور أو الطبل مغطى ، أيكسره ؟ قال : « إذا كان بينة أنه طنبور أو طبل كسره »
121 - قال : وسألت أبا عبد الله عن الرجل ، يرى القنينة مغطاة ، فلم يعلم أن فيها شيئا ولا يدري مسكر هو أو خل ؟ قال : « إذا علم أنه خل لم يتعرض له ، وإذا علم أنه مسكر كسره . قلت له : فإذا كان خلا أو دبسا ثم كسره أيغرمه ؟ قال : نعم »@(1/66)
122 - أخبرني محمد بن علي ، والحسن بن عبد الوهاب ، أن محمد بن أبي حرب ، حدثهم قال : قلت لأبي عبد الله : رجل لقي رجلا ومعه عود ، أو طبل ، أو طنبور مغطى ؟ قال : يكسره ، قلت : قربة مغطاة ؟ قال : تريبه ؟ قلت : نعم ، قال : « يكسره ، إلا أن يكون خلا أو لبنا »
باب ما رخص في ترك ذلك إذا علم أن السلطان يمنع عنهم
123 - أخبرني محمد بن أبي هارون ، قال : حدثنا مثنى ، قال : سألت أحمد قلت : ما تقول في الرجل يكون في بعض قرى السواد ، فيرى فيها الخمر يبيعه اليهودي والنصراني ظاهرا ، وقد علم عاملهم والسلطان ، فهل عليه في ذلك شيء ؟ قال : « إذا كان من السلطان ليس يتعرض هو ، قلت : فإن رأى مسلما قد حمل شيئا منه ؟ فقال : المسلم تعظه وتقول له ، فإن أبى أهرقه »
باب ذكر الطنبور
124 - أخبرني أبو بكر المروذي ، قال : سألت أبا عبد الله عن كسر الطنبور ، ؟ قال : يكسر ، قلت : الطنبور الصغير يكون مع@(1/67)
الصبي ؟ قال : « يكسر أيضا ، إذا كان مكشوفا ، فاكسره »
125 - أخبرني عمر بن صالح ، بطرسوس قال : رأيت أحمد بن حنبل مر به عود مكشوف ، فقام فكسره .
126 - أخبرني الحسن بن علي بن عمر المصيصي ، قال : سمعت عمر بن الحسين ، يقول : كسر أحمد بن حنبل طنبورا في يد غلام لأبي عبد الله بن نصر بن حمزة ، قال : فذهب الغلام إلى مولاه ، فقال له : كسر أحمد بن حنبل الطنبور ، فقال له مولاه : فقلت له : إنك غلامي ؟ قال : لا . فاذهب ، فأنت حر لوجه الله تعالى
127 - أخبرنا علي بن الحسين ، قال : قرأت على أبي الفضل الوراق ، عن أحمد بن الدورقي ، قال : سمعت وكيعا ، يقول : « خذ الطنبور ، فاكسره على رأس صاحبه ، كما فعل ابن عمر في الشهاردة »
128 - وقرأ علي عبد الله قال : حدثني أبي ، حدثنا عبد الرزاق ،@(1/68)
قال : أنا معمر ، قال : سئل إياس عن الضرب ، بالبربط ؟ فقال : « لو جعلت حكما بين عمل أهل الجنة وعمل أهل النار ، لم أجعل البربط من عمل أهل الجنة »
باب ذكر الطبل
129 - أخبرني عصمة بن عصام ، قال : حدثنا حنبل ، قال :@(1/69)
سمعت أبا عبد الله ، قال : « أكره الطبل وهو الكوبة ، نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم »
130 - أخبرنا أحمد بن محمد بن مطر ، وزكريا بن يحيى ، أن أبا طالب ، حدثهم أنه ، قال لأبي عبد الله : هذه الطبالة تبيع الطبول أكسرها ؟ قال : إذا دخلت الدور كيف تكسرها ؟ قيل له : فهذه الطبول التي في الأسواق أكسرها ؟ قال : « لا تقوى يا أبا بكر يعني المروذي تكسرها في الأسواق ، قلت له : سمعت@(1/70)
الحميدي يقول : لما قدم علي بن المديني قال : رأيت معزفة مع جارية ، فأردت أن أكسرها ، فقال أبو عبد الله : يكسرها . »
131 - أخبرنا أبو بكر المروذي ، قال : قلت لأبي عبد الله : أمر في السوق فأرى الطبول تباع ، أفأكسرها ؟ قال : ما أراك تقوى ، إن قويت . قلت : « أدعى أغسل ميتا ، فأسمع صوت طبل ؟ قال : » إن قدرت على كسره فاكسره ، وإلا فاخرج «
باب الإنكار على من زعم أن عليه الغرم في كسر شيء من المنكرات
132 - أخبرنا عصمة بن عصام ، قال : حدثنا حنبل ، قال : ثنا قبيصة ، قال : حدثنا سفيان ، عن أبي حصين ، أن شريحا ، « أتي في طنبور ، فلم يقض فيه بشيء . . ، وقال حنبل : سمعت أبا عبد الله يقول : هو منكر . لم يقض فيه بشيء »
133 - أخبرني محمد بن أبي هارون ، أن يحيى بن يزداد أبا الصقر ، حدثهم أنه ، سأل أبا عبد الله عن رجل ، رأى في يد رجل@(1/71)
عودا ، أو طنبورا ، فكسره ، أصاب أو أخطأ ، وما عليه في كسره ؟ فقال : « قد أحسن ، وليس عليه في كسره شيء »
134 - أخبرنا سليمان بن الأشعث ، قال : سمعت أبا عبد الله ، سئل عن رجل ، مر بقوم يلعبون بالشطرنج ، فنهاهم فلم ينتهوا ، فأخذ الشطرنج فرمى به ؟ قال : « قد أحسن ، وليس عليه شيء ، قلت لأبي عبد الله : وكذلك إن كسر عودا أو طنبورا ؟ قال : نعم »
135 - أخبرني محمد بن أحمد الطرطوشي ، أن موسى بن سعيد الدنداني ، حدثهم أن أبا عبد الله قال في المسكر : « من أهرقه فليس بضامن »
136 - أنبأنا محمد بن الحسن بن هارون ، قال : حدثنا الحسن بن عبد الرحمن الجرجرائي ، قال : سمعت وكيعا ، يقول : « ليس للمعاصي قيمة ، مثل الطنبور وشبهه »
137 - أخبرني حرب ، قال : قلت لإسحاق : « رجل كسر طنبور الرجل ؟ قال : ليس عليه شيء@(1/72)
»
باب ذكر الدفوف
138 - أخبرني أحمد بن الحسن بن حسان ، أن أبا عبد الله ، سئل عن الدفوف ، ؟ فقال : « قد ترخص فيها الكوفيون ، يرون عن محمد بن حاطب فيها »
139 - ويروى عن الحسن ، قال : « ليس الدفوف من أمر المسلمين في شيء ، وأصحاب عبد الله كانوا يشققونها ، قيل له : فهذه الدفوف هي ؟ قال : لا أدري ، أخبرك »
140 - حدثنا أحمد بن محمد بن حازم ، أن إسحاق بن منصور ، حدثهم أنه ، قال لأبي عبد الله في بيع الدفوف ؟ فكرهه ، قال أحمد : اذهب إلى حديث إبراهيم : كان أصحاب عبد الله يستقبلون الجواري في الطريق معهن الدفوف فيخرقونها ،@(1/73)
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : « فصل ما بين الحلال والحرام ضرب الدف » . قال أحمد : « الدف على ذلك أيسر الطبل ، ليس فيه رخصة »
141 - أخبرني محمد بن أبي هارون ، أن إسحاق ، حدثهم قال : سألت أبا عبد الله عن الرجل ، يكسر الطبل ، أو الطنبور ، أو مسكرا ، عليه في ذلك شيء ؟ قال أبو عبد الله : « اكسر هذا كله ، وليس يلزمك شيء ، قلت له : فالدف ؟ وفي موضع آخر قلت : الدف الذي يلعب به الصبيان ؟ قال : الدف لا يعجبني كسره ، وكان أصحاب عبد الله يتشددون فيه . قال@(1/74)
إبراهيم : كنا نتتبع الأزقة نخرق الدفوف من أيدي الصبيان »
142 - أخبرني منصور ، أن جعفرا ، حدثهم قال : سألت أبا عبد الله عمن كسر الطنبور ، والعود ، والطبل ، فلم ير عليه شيئا ، قيل له : الدف ؟ فرأى أن الدف لا يعرض له ، وقال : قد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في العرس . قيل له : يكون فيه جرس ؟ قال : « لا ، وقد ذكر كراهية أصحاب عبد الله في الدف ، ولم يذهب إليه »
143 - وأخبرني أبو بكر المروذي ، قال : سئل أبو عبد الله : « ما ترى في الناس اليوم يحركون الدف في إملاك أو بناء بلا غناء ؟ فلم يكره ذلك ، قيل له في الحديث الذي جاء : » فصل ما بين الحلال والحرام الضرب « ، فرفعه ، وذهب إليه »
144 - وأخبرني محمد بن أبي هارون ، أن مثنى الأنباري ، حدثهم أن أبا عبد الله ذكر له أبو بكر المروذي ، أنه جاء ليغسل ميتا ، فرأى دفا ، فكسره فتبسم ، ولم ير به بأسا ،@(1/75)
وقال : « يكسره في مثل الميت »
145 - أخبرنا محمد بن علي السمسار ، حدثنا يعقوب بن بختان ، أن أبا عبد الله ، سئل عن ضرب الدف ، في الزفاف ، ما لم يكن غناء ؟ فلم ير به بأسا ، ولم يكره ذلك
146 - وسئل عن كسر الدف ، عند الميت ؟ فلم ير بكسره بأسا ، وقال : كان أصحاب عبد الله يأخذون الدف مع الصبيان في الأزقة فيخرقونها
147 - أخبرنا محمد بن علي ، حدثنا مهنا ، حدثنا بقية ، عن أم عبد الله بنت خالد بن معدان ، عن أبيها ، أنه كان يقول لهم : « إذا ضربتم بالدف فلا تضربوا إلا بتسبيح »
148 - وأخبرنا أحمد بن فرج الحمصي ، ثنا بقية ، عن أبي عبد الله ، أنه كان يقول : « إذا ضربتم في النكاح فلا تضربوه إلا بتسبيح ، وتكبير ، وكان يرخص به في النكاح ؛ ليعلم أنه نكاح »
149 - أخبرني أحمد بن يحيى الأنطاكي ، حدثنا محمود بن@(1/76)
خالد ، حدثنا عمر بن عبد الواحد ، قال : سألت الأوزاعي عن الجواري ، يضربن بالدف سرا يوم العيد ؟ فلم ير به بأسا ؟
150 - أخبرني روح بن الفرج ، حدثنا أبو داود ، قال : سمعت الحسن بن علي ، قال : سمعت يزيد بن هارون ، يقول : « التقليس : ضرب الدف »
151 - أخبرنا يعقوب بن سفيان الفارسي ، قال : حدثني يوسف بن عيسى ، حدثنا شريك ، عن مغيرة ، عن الشعبي ، عن عياض ، قال : شهدت عيدا بالأنبار ، فقلت : « ما أراكم تقلسون كانوا في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعلونه »
152 - أخبرنا العباس بن محمد الدوري ، حدثنا موسى بن حيان ، حدثنا ابن أبي زيادة عدي ، عن عوف ، حدثنا ثمامة بن عبد الله بن أنس ، عن أنس بن مالك ، قال : مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بجوار من بني النجار ، وهن يضربن بدف لهن ، ويقلن : نحن جوار من بني النجار يا حبذا محمد من جار فقال : « الله يعلم أني أحبكن »@(1/77)
باب الإنكار على من يلعب بالشطرنج
153 - أخبرني محمد بن أبي هارون ، والحسن بن جحدر ، أن الحسن بن ثواب ، حدثهم قال : سمعت أبا عبد الله ، وقال ، له رجل وأنا أسمع ، : ما ترى في القوم يلعبون بالشطرنج أجيئهم في حاجة ؟ أسلم عليهم ؟ قال : « انههم ، عظهم »
154 - أخبرني عبد الملك بن عبد الحميد ، أن مملوكا ، سأل أبا عبد الله فقال : إن مولاه يرسله إلى قوم يلعبون بالشطرنج ، فأسلم أو لا أسلم ؟ فقال له : عظهم ، قل لهم : « هذا لا يحل لكم ولا يسعكم ، مرهم ، فأعاد عليه المملوك ، فأعاد عليه الكلام »
155 - وأخبرنا أحمد بن محمد بن حازم ، أن إسحاق بن منصور ، حدثهم أنه ، قال لأبي عبد الله : نمر على القوم وهم يلعبون بالنرد أو الشطرنج ، نسلم عليهم ؟ فقال : « ما هؤلاء بأهل أن@(1/78)
يسلم عليهم »
156 - أخبرنا أحمد بن محمد بن مطر ، أن أبا طالب ، حدثهم أنه ، سأل أبا عبد الله : أمر بالقوم يلعبون بالشطرنج أقلبها أو أنهاهم ؟ قال : النرد أشد والشطرنج أيضا ، فقلت : إن غطوها أو جعلوها خلفهم ؟ قال : « لا تتعرض لهم إذا استروها أو ستروها عنك »
157 - أخبرني محمد بن علي السمسار ، قال : حدثني مهنا : سألت أبا عبد الله عن اللعب بالشطرنج ، هل تعرف فيه شيئا ؟ قال : لا أعلم إلا قول علي ، قلت : كيف هو ؟ اذكره ،@(1/79)
فحدثني عن غير واحد منهم : وكيع ، عن فضيل بن غزوان ، عن ميسرة بن حبيب الفهري قال : مر علي بقوم يلعبون بالشطرنج ، فقال : « ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون » ، فسألت أحمد ، فقلت : أدرك ميسرة عليا قال : لا ، فقلت : من أين ميسرة ؟ فقال : كوفي ، روى عنه شعبة ،@(1/80)
(1/81)
قلت : سمع شعبة من ميسرة ؟ قال : نعم . وسألت أحمد مرة أخرى ، قلت : كرهه أحد غير علي ؟ قال : نعم ، قلت : من ؟ قال : ابن عمر ، قلت : من ذكره ؟ قال : أبو بدر شجاع ، عن عبد الله بن عمر . كذا قال ليس فيه نافع : إن ابن عمر كره اللعب بالشطرنج
158 - أخبرني أبو قلابة ، أنا سألته ، قال : حدثنا مطهر بن الهيثم الطائي ، عن شبل البصري ، عن أبي نعيم ، عن أبي هريرة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بقوم يلعبون الشطرنج ، فقال : « ما هذه الكوبة ؟ ألم أنه عن هذا ؟ لعن الله من فعل هذا »
159 - حدثنا أحمد بن يحيى الصوفي الكوفي ، حدثنا محمد بن@(1/82)
بشر ، حدثنا عبيد الله ، عن زيد بن عبيد الله ، قال : قلت للقاسم بن محمد : هذه النرود من الميسر ؟ أرأيت الشطرنج أمن الميسر هي ؟ قال القاسم : « كل ما ألهى عن ذكر الله فهو ميسر »
160 - أخبرني عمر بن حمدون الكرماني ، بكرمان ، حدثنا علي بن الصباح ، حدثنا محمد بن نصر ، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، قال : ما رأيت أحدا أنزع لآية من كتاب الله من مالك ، سأله رجل عن اللعب بالشطرنج ؟ فقال : أمن الحق هو ؟ قال : « لا ، قال : ( فماذا بعد الحق إلا الضلال (1) ) »@(1/83)
__________
(1) سورة : يونس آية رقم : 32
161 - أخبرني حرب بن إسماعيل ، قال : قلت لإسحاق : أترى بلعب الشطرنج بأسا ؟ قال : « البأس كله ، قيل : فإن أهل الثغور يلعبون للحرب ؟ قال : هو فجور »
162 - أخبرني حرب ، حدثنا عبيد الله بن معاذ ، حدثنا أبي ، حدثنا عاصم بن محمد ، عن عمر الملائي ، قال : « إن لله سبع عشرة لحظة في اليوم والليلة لا ينال أهل الشاهين منها شيء ، يعني : أهل الشطرنج »
باب في ذكر النواح
163 - قرئ على عبد الله بن أحمد : حدثنا أبي ، حدثنا علي بن ثابت ، حدثني سعيد بن صالح ، قال : « رأيت أبا@(1/84)
وائل يستمع النوح ، ويبكي »
164 - أخبرني حرب بن إسماعيل ، قال : قلت لأحمد بن حنبل : « الرجل يستمع النوح فيترقق ؟ قال : ما أدري »
165 - أخبرنا أبو بكر المروذي ، قال : سمعت أبا عبد الله ، يقول : « النياحة من فعل الجاهلية »
166 - أخبرني عصمة بن عصام ، حدثنا حنبل ، قال : سألت أبا عبد الله قلت : ما ترى في النياحة إذا كنت في موضع تنهى أن تنوح ؟ قال : « أجل ، من المعروف ، قال الله تعالى ( ولا يعصينك في معروف (1) ) يعني : النياحة وهي معصية »
__________
(1) سورة : الممتحنة آية رقم : 12
167 - أخبرني محمد بن جعفر ، أن أبا الحارث ، حدثهم قال : سألت أحمد عن الرجل ، يدعى ليغسل الميت ، فيسمع عندهم@(1/85)
صوت النوح ، فما ترى ؟ يدخل يغسله وهم ينوحون ؟ قال : « نعم ، ولكن ينهاهم »
باب ذكر الغناء وإنكاره
168 - أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : سألت أبي عن الغناء ، فقال : « الغناء ينبت النفاق في القلب ، لا يعجبني »
169 - قال : وحدثني أبي قال ، : حدثني إسحاق بن عيسى الطباع ، قال : سألت مالك بن أنس عما يترخص فيهأهل المدينة من الغناء ؟ فقال : « إنما يفعله عندنا الفساق »
170 - وأخبرني العباس بن محمد الدوري ، قال : سمعت@(1/86)
إبراهيم بن المنذر ، وسئل ، فقيل له : أنتم تترخصون في الغناء ؟ فقال : « معاذ الله ، ما يفعل هذا عندنا إلا الفساق »
171 - وأخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : سمعت أبي يقول : سمعت محمد بن يحيى القطان ، يقول : « لو أن رجلا ، عمل بكل رخصة : بقول أهل الكوفة في النبيذ ، وأهل المدينة في السماع - يعني الغناء - وأهل مكة في المتعة ، أو كما قال : لكان به فاسقا »
172 - قال أبو عبد الرحمن : ووجدت في كتاب أبي : ثنا أبو معاوية الغلابي ، قال : حدثني خالد بن الحارث ، قال : قال سليمان التيمي : « لو أخذت برخصة كل عالم - أو زلة كل عالم اجتمع فيك الشر كله »
173 - أخبرنا أبو بكر المروذي ، قال : حدثنا أبو غسان ، حدثنا معتمر ، عن أبيه ، قال : « إذا أخذت برخصة العلماء كان فيك شر الخصال . . »@(1/87)
174 - أخبرنا يحيى بن طالب الأنطاكي ، حدثنا محمد بن مسعود ، حدثنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر ، قال : « لو أن رجلا ، أخذ بقول أهل المدينة في السماع - يعني الغناء - وإتيان النساء في أدبارهن ، وبقول أهل مكة في المتعة والصرف ، وبقول أهل الكوفة في السكر ، كان شر عباد الله »
175 - أخبرني حرب بن إسماعيل ، حدثنا يحيى بن عثمان ، حدثنا ابن خمير ، حدثنا إبراهيم بن أدهم ، قال : « من حمل شاذ العلماء حمل شرا كبيرا »
176 - أخبرنا محمد بن عبد الصمد المقريء المصيصي ، حدثنا أبو نعيم الحلبي ، حدثنا مروان بن معاوية ، حدثنا أبو يزيد ،@(1/88)
قال : سمعت مكحولا ، يقول : « من مات وعنده مغنية لم يصل عليه »
باب في ذكر المزمار
177 - أخبرني عبد الله بن محمد بن عبد الحميد ، حدثنا بكر بن محمد ، عن أبيه ، عن أبي عبد الله ، وسأله ، عن الرجل ، ينفخ في المزمار ؟ فقال : « أكرهه ، أليس به نهي عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث زمارة الراعي ، فقلت : أليس هو منكرا ؟ فقال : سليمان بن موسى يرويه عن نافع ، عن ابن عمر ، ثم قال : أكرهه . »
178 - أخبرني روح بن الفرج ، حدثنا أبو داود ، حدثنا أحمد بن منيع ، حدثنا أشعث بن عبد الرحمن بن زبيد قال : « رأيت جدي زبيدا رأى غلاما معه زمارة قصب ، فأخذها فشقها »
179 - أخبرنا عبد الله بن محمد بن أيوب المخرمي ، قال : حدثنا روح بن عبادة ، قال : حدثنا شعبة ، عن محمد بن جحادة ، عن أبي جعفر ، عن أبي هريرة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم « نهى عن كسب الزمارة »
180 - أخبرني محمد بن عوف الحمصي ، قال : حدثنا مروان@(1/89)
يعني الطاطري ، حدثنا سعيد يعني ابن عبد العزيز ، عن سليمان بن موسى ، عن نافع ، قال : كنت مع ابن عمر في طريق فسمع صوت زمارة راع ، فعدل عن الطريق ، فأدخل يديه في أذنيه ، ثم قال : « يا نافع هل تسمع ؟ قلت لا ، فأخرج يديه من أذنيه ، ثم قال : يا نافع ، هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل »@(1/90)
(1/91)
(1/92)
(1/93)
باب ذكر غنائهم الذي كانوا يغنون
181 - أخبرنا أحمد بن الفرج الحمصي ، قال : حدثنا يحيى بن سعيد ، حدثنا أبو عقيل ، عن بهية ، عن عائشة ، قالت : كانت عندنا يتيمة من الأنصار ، فزوجناها رجلا من الأنصار ، فكنت فيمن أهداها إلى زوجها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « يا عائشة ، الأنصار أناس فيهم غزل ، فما قلت ؟ » قالت : دعونا بالبركة ، ثم انصرفوا قال : « أفلا قلتم : » أتيناكم أتيناكم فحيونا نحييكم ، ولولا الذهب الأحمر ما حلت بواديكم ، ولولا الحبة السمراء لم تسمن عذاريكم «@(1/94)
182 - أخبرني منصور بن الوليد ، أن جعفر بن محمد ، حدثهم قال : قلت لأبي عبد الله : حديث الزهري عن عروة ، عن عائشة ، وهشام ، عن أبيه ، عن عائشة ، عن جوار يغنين : إيش هذا الغناء ؟ قال : « غناء الركب : أتيناكم أتيناكم » وأخبرني منصور بن جعفر ، حدثهم قال : سمعت أبا@(1/95)
عبد الله ، سئل عن حديث هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة ، في لعب الحبشة في المسجد ، فلم يجب
باب في ذكر القصائد
183 - أخبرنا إسماعيل بن إسحاق الثقفي ، أن أبا عبد الله ، سئل عن إسماع القصائد ، ؟ فقال : أكرهه
184 - أخبرني محمد بن موسى ، قال : سمعت عبدان الحذاء ، قال : سمعت عبد الرحمن المتطبب ، قال : سألت أحمد بن حنبل ، قلت : ما تقول في أهل القصائد قال : « بدعة لا يجالسون »@(1/96)
باب في ذكر التغبير
185 - حدثنا صالح بن علي الحلبي ، عن ميمون بن مهران ، قال : سمعت أحمد بن حنبل ، وجعل الناس ، يسألونه عن التغبير ، وهو ساكت حتى دخل منزله
186 - وأخبرني محمد بن علي ، والحسين بن عبد الله ، أن محمد بن حرب ، حدثهم قال : سألت أبا عبد الله عن التغبير ، فقال : « كل شيء محدث ، كأنه كرهه »
187 - وأخبرني محمد بن علي ، أن أبا بكر الأثرم ، حدثهم قال : سمعت أبا عبد الله ، يقول : « التغبير هو محدثة »
188 - وأخبرني يوسف بن موسى ، أنه سأل أبا عبد الله عن التغبير ، ؟ فقال : « لا تسمعه ، قيل له : هو بدعة ؟ قال : حسبك »@(1/97)
189 - أخبرني محمد بن أبي هارون ، ومحمد بن جعفر ، أن أبا الحارث ، حدثهم قال : سألت أبا عبد الله : ما ترى في التغبير أنه يرقق القلب ؟ فقال : « بدعة »
190 - أنا الحسين بن صالح العطار ، حدثنا هارون بن يعقوب الهاشمي ، قال : سمعت أبي أنه ، سأل أبا عبد الله عن التغبير ، فقال : « هو بدعة ومحدث »
191 - وأخبرني محمد بن علي السمسار ، أن يعقوب بن بختان ، أنه سأل أبا عبد الله عن التغبير ، « فكرهه ، ونهى عن استماعه ، . »
192 - وأخبرني سليمان بن الأشعث ، قال : سمعت رجلا ، ضريرا سأل أبا عبد الله عن التغبير ، ما يقول فيه ؟ فقال : « لا يعجبني »
193 - وأخبرني إسماعيل بن إسحاق الثقفي ، أن أبا عبد الله ، « سئل عن استماع التغبير ، فكرهه »@(1/98)
194 - وأخبرني أبو بكر المقرئ البزار ، حدثنا الحسن بن الحروري ، قال : سمعت الشافعي محمد بن إدريس يقول : « تركت في العراق شيئا يقال له التغبير أحدثه الزنادقة ، يصدون به الناس عن القرآن »
195 - وأخبرني زكريا بن يحيى الناقد ، حدثنا الحسين بن الحروري ، حدثنا محمد بن يعقوب ، قال : سمعت يونس بن عبد الأعلى ، قال : سمعت الشافعي ، قال : « تركت بالعراق شيئا يسمونه التغبير ، وضعته الزنادقة يشغلون به عن القرآن »
196 - وأخبرني الحسن بن علي بن عمر المصيصي ، قال : سمعت أن جدي قال : سمعت يزيد بن هارون ، يقول : « ما يغبر إلا فاسق ، ومتى كان التغبير ؟ »
باب ذكر قراءة الألحان
197 - أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : سمعت أبي وقد ، سئل عن القراءة ، بالألحان ؟ فقال : « محدث إلا أن يكون من@(1/99)
(1/100)
طباع ذلك الرجل - يعني طبع الرجل - كما كان أبو موسى »
198 - وأخبرني يوسف بن موسى ، أن أبا عبد الله ، سئل عن القراءة بالألحان ، ؟ فقال : لا يعجبني ، إلا أن يكون جرمه ، قيل له : فيقرأ بحزن يتكلف ذلك ؟ قال : « لا يتعلمه إلا أن يكون جرمه . . »
199 - وأخبرني محمد بن علي السمسار ، أن يعقوب بن بختان حدثهم ، أنه قال لأبي عبد الله : فالقرآن بالألحان ؟ فقال : لا ، إلا أن يكون جرمه - أو قال : صوته - مثل صوت أبي موسى ، أما أن يتعلمه ، فلا
200 - وأخبرني محمد بن الحسن ، أن الفضل ، حدثهم قال : سمعت أبا عبد الله ، سئل عن القراءة ، بالألحان ؟ فكرهه ، وقال : « يحسنه بصوته من غير تكلف »
201 - أخبرنا عثمان بن صالح الأنكالي ، قال : حدثني@(1/101)
إسماعيل بن سيف بن عطاء الرياحي ، قال : حدثنا عوين بن عمرو ، أخو رياح القيسي أبو عمرو ، وكان ثقة ، قد عمشت عيناه من كثرة البكاء قال : حدثني شعبة بن إياس ، عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « اقرؤا القرآن بحزن ؛ فإنه نزل بالحزن »
202 - وأخبرني محمد بن علي ، حدثنا صالح ، أنه قال لأبيه : زينوا القرآن بأصواتكم ، ما معناه ؟ قال : « التزيين أن تحسنه »
203 - أخبرني منصور بن الوليد ، قال : حدثنا علي بن سعيد ، قال : سألت أبا عبد الله عن القراءة ، بالألحان ؟ فقال : « ما يعجبني ، هو محدث »@(1/102)
204 - أخبرني الحسين بن الحسن ، قال : حدثنا إبراهيم بن الحارث ، قال : سئل أبو عبد الله عن القراءة ، بالألحان ؟ قال : وأخبرنا محمد بن علي ، قال : حدثنا أبو بكر الأثرم ، قال : سألت أبا عبد الله عن القراءة ، بالألحان ؟ فقال : « كل شيء محدث فإنه لا يعجبني ، إلا أن يكون صوت الرجل لا يتكلفه ، قلت : ما لم يكن شيئا بعينه لا يعدوه ؟ قال : نعم »
205 - أخبرني محمد بن جعفر ، أن أبا الحارث ، حدثهم أن أبا عبد الله قيل له : القراءة بالألحان والترنم عليه ؟ قال : « بدعة ، قيل له : إنهم يجتمعون عليه ويسمعونه ، قال : الله المستعان »
206 - وأنا أبو بكر المروذي ، قال : سئل أبو عبد الله عن القراءة ، بالألحان ؟ فقال : « بدعة لا يسمع »@(1/103)
207 - أخبرني الحسن بن صالح العطار ، قال : حدثنا يعقوب الهاشمي ، قال : سمعت أبي أنه سأل أبا عبد الله عن القراءة بالألحان ، فقال : « هو بدعة ومحدث ، قلت : تكرهه يا أبا عبد الله ؟ قال : نعم ، أكرهه ، إلا ما كان من طبع ، كما كان أبو موسى ، فأما من يتعلمه بالألحان فمكروه . قلت : إن محمد بن سعيد الترمذي ذكر أنه قرأ ليحيى بن سعيد ، فقال : صدقت ، كان قرأ له ، وقال : قراءة القرآن بالألحان مكروه »@(1/104)
208 - أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : سمعت أبي يقول ، : كنا عند وهب بن جرير بن حازم سنة مئتين بالبصرة ، وكان محمد بن سعيد القارئ الترمذي ، فقيل له : اقرأ ، فقال : « لست أقرأ ، أو يأمرني أحمد ، فما قلت له : اقرأ ولا هو قرأ »
209 - وأخبرنا أبو عبد الرحمن ، في موضوع آخر قال : مضيت أنا وابن بلال إلى محمد بن سعيد الترمذي ، فقال : كنا عند وهب بن جرير وثم أبو عبد الله ، فقالوا لي : تقرأ ؟ فقلت : إن قال لي أبو عبد الله قرأت ، وإلا لم أقرأ ، قال : فلم يقل لي اقرأ ولم أقرأ ، فقيل له : ولم لم تقرأ ؟ فقال : كرهت أن أقرأ ، فيقول شيئا ، أو يظهر منه شيء يتحدث به . . فذكرت ذلك لأبي ، فقال : قد كان ذلك
210 - وأخبرني محمد بن علي قال : حدثنا صالح قال : قال أبي : كنا عند وهب بن جرير سنة مئتين ، وكان محمد بن سعيد الترمذي قد نزل قريبا من منزل أبي داود ، فاجتمعنا عند@(1/105)
وهب بن جرير ، فقال لي إنسان : قل لمحمد يقرأ ، فقلت : ما سمعت قراءته قط أو كلاما نحو هذا ، فقلت لأبي : إنه يحكي عنك أنك قلت : ما سمعت قراءته ، وإني لأشتهي أن أسمعها ، فقال : « قد كان ما أخبرتك ، وما علمت إلا خيرا ، إلا هذه القراءة »
211 - وأخبرني أبو بكر المروذي ، قال : قلت لأبي عبد الله : إنهم قالوا عنك : إنك كنت عند وهب بن جرير ، فسألت ابن سعيد أن يقرأ ؟ فقال : ما سمعت منها شيئا قط ، وقال : لا يعجبني إلا أن يكون جرم الرجل مثل جرم أبي موسى الأشعري ، حين قال له عمر : « ذكرنا ربنا يا أبا موسى . فقرأ عنده »
212 - وذكر عن أنس ، وعن التابعين ، فيه كراهية ، قلت : أليس يروى عن معاوية بن قرة ، عن أبيه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم رجع عام الفتح ، وقال : « لو شئت أن أحكي لكم اللحن » . فأنكر أبو عبد الله أن يكون هذا على معنى الألحان ، وما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم : « ما أذن لشيء ما أذن لنبي أن يتغنى بالقرآن » .@(1/106)
وقال : « ليس منا من لم يتغن بالقرآن » . وقال : كان ابن عيينة يقول : فيستغني بالقرآن ، يعني : الصوت ، وقال وكيع : يستغني به ،@(1/107)
قال : وقال الشافعي : يرفع صوته ، وأنكر أبو عبد الله الأحاديث التي يحتج بها في الرخصة في الألحان «
213 - أخبرني محمد بن علي ، قال : حدثنا صالح ، أنه سأل أباه عن الرجل ، يتغنى بالقرآن الكريم ما تفسيره ؟ قال : « أما سفيان بن عيينة فكان يفسره قال : يستغني به ، وبعض الناس يقولون : إذا رفع صوته فهو يتغنى به . »
214 - وأخبرني محمد بن أبي هارون ، أن إسحاق ، حدثهم قال : قال لي أبو عبد الله يوما وكنت سألته عنه : هل تدري ما معنى : « من لم يتغن بالقرآن فليس منا » ؟ قال : يرفع صوته ، فهذا معناه : إذا رفع صوته فقد تغنى به .@(1/108)
سألت أحمد بن يحيى النحوي ثعلب عن قوله : ليس منا من لم يتغن بالقرآن ؟ فقال بعضهم : إلى أنه الغناء ، يترنم به . وبعضهم يذهب إلى الاستغناء ، وهو الذي عليه العمل . . «
215 - وسمعت إبراهيم الحربي ، يقول : « ليس منا من لم يتغن بالقرآن ، قال : يعني حسنوا أصواتكم على قدر ما يمكنكم ، ومعنى : ليس منا من لم يتغن بالقرآن قال : يستغني بالقرآن » . قال أبو بكر الخلال : فعرضت قول إبراهيم الحربي على بعض أهل المعرفة بطرسوس ، وسمع بعض هذه الكتب ، فأنكر قوله الأول في يتغنى ، وقال : إنما هو أن له تفسيرين@(1/109)
216 - وأخبرنا أبو بكر المروذي ، قال : قلت لأبي عبد الله : إن رجلا له جارية تقرأ بالألحان ، وقد خرج أحاديث يحتج بها ؟ فأنكر أن يكون على معنى الألحان ، قلت : وقد روى ابن جريج ، عن عطاء أنه لم ير بقراءة الألحان بأسا ؟ فقال : « قد روي عن ابن جريج شيء ليس أدري كيف هو ؟ »
217 - وقرئ على أبي عبد الله محمد بن إدريس قال : شهدت الأعمش ، وقرأ عنده عورك بن الحصرمي ، فقرأ هذه القراءة بالألحان ، فقال الأعمش : « قرأ رجل عند أنس نحو هذه القراءة ، فكره ذلك أنس »
218 - وقرئ على أبي عبد الله إسماعيل ، عن ابن عون ، عن@(1/110)
محمد بن سيرين ، سئل عن هذه الأصوات التي يقرأ بها ؟ فقال : « هو محدث »
219 - أخبرني عمر بن حمدون الكرماني ، حدثنا نصر بن علي ، حدثنا أبو داود ، قال : حدثنا عمارة المعولي ، عن الحسن ، « أنه كره القراءة بالأصوات »
220 - وأنا أبو بكر ، قال : قرئ على أبي عبد الله ، قال بهز ، حدثنا حماد بن سلمة ، قال : حدثنا عمران بن عبد الله بن طلحة الخزاعي ، أن رجلا كان يقرأ لهم بالمدينة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم فطرب ذات ليلة ، فأنكر ذلك القاسم بن@(1/111)
محمد ، وقرأ هذه الآية : ( لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد (1) )
__________
(1) سورة : فصلت آية رقم : 42
221 - أخبرنا الحسن بن جحدر ، قال : حدثنا عبد الله بن يزيد العنبري ، قال : سمعت رجلا ، سأل أحمد بن حنبل ، فقال : ما تقول في القراءة بالألحان ؟ فقال له أبو عبد الله : ما اسمك ؟ قال : محمد ، قال : « فيسرك أن يقال : يا موحمد . »
222 - وأخبرنا أبو بكر المروذي ، قال : سمعت عبد الرحمن المتطبب ، يقول : قلت لأبي عبد الله في قراءة الألحان ؟ فقال : « يا أبا الفضل ، اتخذوه أغاني ، اتخذوه أغاني ، لا تسمع من هؤلاء »
223 - أخبرني أبو بكر المقرئ البزار ، قال : سمعت الحسن بن عبد العزيز الجروي ، وأخبرني أبو يحيى الناقد ، فذكر لي عن ابن الجروي ، نحوه ، وهذا لفظ ابن المقرئ ، وهو أحسن شيء قال : أوصى إلي رجل بوصية فيها ثلاث ، وكان فيما خلف جارية تقرأ بالألحان ، وكانت أكثر تركته أو عامتها ، فسألت أبا@(1/112)
عبيد ، وأحمد بن حنبل ، والحارث بن مسكين : كيف أبيعها ؟ قالوا : « تبعها ساذجة ، فأخبرتهم بما في بيعها من النقصان ، فقالوا : بعها ساذجة »
224 - أخبرني الحسن بن عبد الوهاب ، قال : جاء أبو بكر - يعني ابن حماد ، - قال : سمعت محمد بن الهيثم ، يقول : « لأن أسمع الغناء أحب إلي من أن أسمع قراءة الألحان »
225 - وقال 6870 محمد بن الهيثم : إنما كان الهيثم الذي يقرأ بالألحان مملوكا لرجل ، وكان مخنثا ، فحبسه مولاه في السجن ، وحلف عليه ألا يخرج من السجن حتى يقرأ القرآن ، ووضع فيه هذه الألحان
226 - أخبرني محمد بن جعفر ، أن أبا الحارث ، حدثهم قال : سمعت أبا عبد الله ، يقول : « يعجبني من قراءة القرآن السهلة ، فأما هذه الألحان فلا يعجبني »
227 - أخبرني أبو بكر المروذي ، قال : سمعت أبا عبد الله ، ونحن ، راجعون من العسكر يقول لرجل : « لو قرأت ؟ وجعل أبو عبد الله تغرغرت عيناه »
228 - قال : أبو بكر الخلال وكنت أرى أبا بكر المروذي إذا@(1/113)
جاء من يقرأ القراءة السهلة الحزينة يأمره فيقرأ ، وكان أكثر ما أراه يقول له : « اقرأ : ( إن الأولين والآخرين لمجموعون إلى ميقات يوم معلوم (1) ) »
__________
(1) سورة : الواقعة آية رقم : 49
229 - أخبرني إسماعيل بن الفضل ، بطرسوس قال : سمعت أبا أمية محمد بن إبراهيم قال : سألت أبا عبد الله عن القوم ، يجتمعون ويقرأ لهم القارئ قراءة حزينة ، فيكون ربما أطفئوا السرج ، فقال لي أحمد : « إن كان يقرأ قراءة أبي موسى فلا بأس »
باب ذكر البكاء ، والرجل يسقط عند قراءة القرآن
230 - أخبرنا أبو بكر المروذي ، قال : قلت لأبي عبد الله :@(1/114)
سمعت محمد بن سعيد الترمذي يقول : قرأت على يحيى فسقط حتى ذهب عقله ، قال أبو عبد الله : « لو قدر أن يدفع هذا أحد لدفعه يحيى في كثرة عمله »
231 - قلت : سمعت أبا خيثمة ، يقول : قرأ محمد بن سعيد الترمذي على يحيى فسقط حتى حمل في كساء ، فكان عبد الرحمن ينكر سقوط يحيى ، وكان محمد بن سعيد يقرأ عند عبد الرحمن فبكى . قال أبو عبد الله : كان القارئ يقرأ فيخرج الفضيل بن عياض وهو يبكي ، فيبكي الناس ، ثم قال : بلغني عن محمد بن سعيد ، أنه قرأ على يحيى فكان يذهب عقله ، أو كان يغمى عليه ، ثم قال : « لو كان يحيى يقدر أن يدفعه لدفعه »@(1/115)
232 - أخبرنا الدوري ، قال : حدثنا يحيى بن معين ، قال : « كان يحيى بن سعيد إذا قرئ عليه القرآن يسقط حتى يصيب الأرض وجهه ، قلت ليحيى : وأنت رأيته ؟ قال : لا ، ولكن بلغني أنه كان يصيبه هذا »
233 - وأخبرنا الدوري ، قال : حدثنا يحيى بن معين ، قال : حدثنا أبو خيثمة زهير بن حرب قال : « كنا عند يحيى القطان ، فجاء محمد بن سعيد الترمذي ، فقال له يحيى : اقرأ ، فقرأ فسقط يحيى مغشيا عليه »@(1/116)
أبواب في الشعر
باب ما يكره أن يكتب أمام الشعر بسم الله الرحمن الرحيم
234 - أخبرني عبد الله بن محمد بن عبد الحميد ، قال : حدثنا بكر بن محمد ، عن أبيه ، عن أبي عبد الله ، أنه سئل عن الرجل ، يكتب بسم الله الرحمن الرحيم أمام الشعر ، فكأنه لم يعجبه ، وقال : حدثنا حفص ، عن مجالد ، عن الشعبي قال : « كانوا يكتبون أمام الشعر بسم الله الرحمن الرحيم ، وقال : بسم الله الرحمن الرحيم هي آية من القرآن ، فما بال القرآن يكتب مع الشعر ؟ وقال : هذا حديث أنس : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : » أنزلت علي سورة وقرأ : بسم الله الرحمن الرحيم « . وهو حجة ألا يكتب أمام الشعر@(1/117)
باب قوله صلى الله عليه وسلم : « لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا . . » الحديث
235 - أخبرني أحمد بن محمد بن حازم ، والطيالسي ، أن إسحاق بن منصور ، حدثهم أنه قال لأبي عبد الله : قوله صلى الله عليه وسلم : « لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير من أن يمتلئ شعرا » . فتلكأ ، فذكرت له قول النضر بن شميل ، فقال : « ما أحسن ما قال . قال إسحاق بن راهويه : أجاد .@(1/118)
زاد الطيالسي قال : حدثنا إسحاق بن منصور قال : كان النضر بن شميل : يقول عن أبيه ، عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : » لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا « . قال : لم تمتلئ أجوافنا ؛ لأن أجوافنا فيها القرآن وغيره ، وهذا كان في الجاهلية ، أما اليوم فلا
باب ما يكره من الهجاء والرقيق من الشعر
236 - أخبرني محمد بن علي ، قال : حدثنا صالح ، أنه سأل أباه عما يروي : من روى هجاء ، فهو أحد الهاجين ، فقال : « لا يعجبني أن يروى الهجاء »@(1/119)
237 - أخبرنا أحمد بن محمد بن حازم ، أن إسحاق بن منصور ، حدثهم أنه قال لأبي عبد الله : ما يكره من الشعر ؟ قال : « الهجاء والرقيق الذي يتشبب بالنساء ، وأما الكلام الجاهلي فما أنفعه ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : » إن من الشعر لحكمة « . قال إسحاق : أو كما قال . . »
238 - سمعت أبا بكر بن صدقة ، يقول : حدثنا محمد بن عبد الله المخزومي ، عن عبد العزيز بن أبي رزمة ، عن عابد بن أيوب الطوسي ، قال : قلت لأبي حيان التيمي : أبوك هذا يحدث عنه ، أي الرجال كان أبوك ؟ قال : « كان وكان ، وذكر فضله ، إلا أنه أعان رجلا شاعرا على بيت هجاء »
239 - أخبرني علي بن حرب الطائي ، قال : حدثنا ابن إدريس ،@(1/120)
عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة ، قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن من الشعر لحكمة »
240 - أخبرني علي بن حرب الطائي ، قال : ثنا ابن إدريس ، عن أبيه ، عن سماك بن حرب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن من الشعر لحكمة »
241 - أخبرنا إسحاق بن أبي إسحاق الصفار ، قال : حدثنا عبد الوهاب بن عطاء ، قال : أنا شعبة ، عن سماك بن حرب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن من الشعر لحكمة ، وإن من البيان لسحرا » .@(1/121)
قال : وحدثنا مرة أخرى ، فقال عن شعبة ، عن سماك ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم
242 - أنا عبد الله بن أحمد ، قال : حدثني أبي قال : حدثنا هشيم ، قال : أنا عمر بن أبي زائدة ، عن الشعبي ، قال : « كان أبو بكر شاعرا ، وكان عمر شاعرا ، وكان علي يقول الشعر ، وكان أشعرهم عليا عليه السلام »
باب القراءة عند القبور
243 - أخبرنا الشيخ الإمام شرف الدين أبو عبد الرحمن عيسى قال : أنا الوالد الإمام محيي الدين عبد القادر بن أبي صالح قال : أنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي@(1/122)
قال : أنا أبو إسحاق البرمكي قال : أنا أبو بكر عبد العزيز بن جعفر الفقيه قال : أنا أبو بكر أحمد بن محمد الخلال قال : أنا العباس بن محمد الدوري ، قال : حدثنا يحيى بن مغيرة ، قال : حدثنا مبشر الحلبي ، قال : حدثني عبد الرحمن بن العلاء بن اللجلاج ، عن أبيه ، قال : قال أبي : « إذا أنا مت ، فضعني في اللحد ، وقل : بسم الله وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وسن علي التراب سنا ، واقرأ عند رأسي بفاتحة الكتاب ، وأول البقرة ، وخاتمتها ، فإني سمعت عبد الله بن عمر يقول هذا »
244 - وقال الدوري : سألت أحمد بن حنبل : « تحفظ في القراءة على القبور شيئا ؟ فقال : لا »@(1/123)
وسألت يحيى بن معين ، فحدثني بهذا الحديث
245 - وأخبرني العباس بن محمد بن أحمد بن عبد الكريم ، قال : حدثني أبو شعيب عبد الله بن الحسين بن أحمد بن شعيب الحراني من كتابه قال : حدثني يحيى بن عبد الله بن الضحاك البابلتي ، حدثنا أيوب بن نهيك الحلبي الزهري ، مولى آل سعيد بن أبي وقاص قال : سمعت عطاء بن أبي رباح المكي ، قال : سمعت ابن عمر ، قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : « إذا مات أحدكم فلا تجلسوا وأسرعوا به إلى قبره ، وليقرأ عند رأسه بفاتحة البقرة ، وعند رجليه بخاتمتها في قبره »
246 - وأخبرني الحسن بن أحمد الوارق ، قال : حدثني علي بن موسى الحداد ، وكان صدوقا ، وكان ابن حماد المقريء يرشد إليه ، فأخبرني قال : كنت مع أحمد بن حنبل ،@(1/124)
ومحمد بن قدامة الجوهري في جنازة ، فلما دفن الميت جلس رجل ضرير يقرأ عند القبر ، فقال له أحمد : يا هذا إن القراءة عند القبر بدعة ، فلما خرجنا من المقابر محمد بن قدامة لأحمد بن حنبل : يا أبا عبد الله ، ما تقول في مبشر الحلبي ؟ قال : ثقة ، قال : كتبت عنه شيئا ؟ قلت : نعم ، قال : فأخبرني مبشر ، عن عبد الرحمن بن العلاء بن اللجلاج ، عن أبيه أنه « أوصى إذا دفن أن يقرأ عند رأسه بفاتحة البقرة ، وخاتمتها ، وقال : سمعت ابن عمر يوصي بذلك ، فقال أحمد : ارجع فقل للرجل يقرأ . . » . وأخبرنا أبو بكر بن صدقة ، قال : سمعت عثمان بن أحمد بن إبراهيم الموصلي ، قال : كان أبو عبد الله أحمد بن حنبل في جنازة ومعه محمد بن قدامة الجوهري قال : فلما قبر الميت جعل إنسان يقرأ عنده ، فقال أبو عبد الله لرجل : تمر إلى ذلك الرجل الذي يقرأ ، فقل له : لا تفعل . فلما مضى@(1/125)
قال له محمد بن قدامة : مبشر الحلبي كيف هو ؟ . . فذكر القصة بعينها
247 - أخبرني العباس بن محمد بن أحمد بن عبد العزيز ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن الحسن النيسابوري ، عن سلمة بن شبيب ، قال : « أتيت أحمد بن حنبل يصلي خلف ضرير يقرأ على القبور »
248 - أخبرني روح بن الفرج ، قال : سمعت الحسن بن الصباح الزعفراني ، يقول : سألت الشافعي عن القراءة ، عند القبور ؟ فقال : لا بأس به
249 - أخبرني أبو يحيى الناقد ، قال : حدثنا سفيان بن وكيع ، قال : حدثنا حفص ، عن مجالد ، عن الشعبي ، قال : « كانت الأنصار إذا مات لهم ميت اختلفوا إلى قبره يقرءون عنده القرآن »@(1/126)
250 - أخبرني إبراهيم بن هاشم البغوي ، قال : حدثنا عبد الله بن سنان المروزي أبو محمد ، قال : حدثنا الفضل بن موسى الشيباني ، عن شريك ، عن منصور ، عن المري ، أن إبراهيم ، قال : « لا بأس بقراءة القرآن في المقابر . »
251 - أخبرني أبو يحيى الناقد ، قال : سمعت الحسن الجروي ، يقول : « مررت على قبر أخت لي ، فقرأت عندها : تبارك ، لما يذكر فيها ، فجاءني رجل ، فقال : إني رأيت أختك في المنام تقول : جزى الله أخي عني خيرا ، فقد انتفعت بما قرأ »
252 - أخبرني 12588 الحسن بن الهيثم ، قال : كان خطاب يجيئني@(1/127)
ويده معقودة ، ويقول : « إذا وردت المقابر فأقرأ : قل هو الله أحد ، واجعل ثوابها لأهل المقابر »
253 - أخبرني الحسن بن الهيثم ، قال : سمعت أبا بكر الأطروشي ابن بنت أبي نصر التمار ، يقول : « كان رجل صالح يجيء إلى قبر أمه يوم الجمعة ، فيقرأ سورة : يس ، فجاء في بعض أيامه ، فقرأ سورة : يس ، ثم قال : اللهم إن كنت قسمت لهذه السورة ثوابا ، فاجعله في أهل هذه المقابر ، فلما كان يوم الجمعة التي تليها ، جاءت امرأة ، فقالت : إن ابنة لي ماتت ، فرأيتها في النوم جالسة على شفير قبرها ، فقلت لها : ما أجلسك ههنا ؟ قالت : إن فلانا ابن فلان جاء إلى قبر أمه ، فقرأ سورة : يس ، وجعل ثوابها لأهل المقابر ، فأصابنا من روح ذلك أو غفر لنا ، أو نحو ذلك »@(1/128)