سلسلة بحوث وتحقيقات مختارة من مجلة الحكمة (5)
المَنظُومَةُ الحَائِيَّة في السُّنَّة
لِأَبِي بَكْر بْنِ أَبِي دَاوُد السِّجِسْتَانِيِّ
(230 ـ 316 هـ )
قرأها وقدم لها وعلّق عليها
هانئ بن عبد الله بن جبير
قام بنشرها
أبو مهند النجدي
Almodhe1405@hotmail.com
almodhe@yahoo.com
[ المُقَدِّمَةٌ ]
الحمد لله وحده , والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه , وبعد :
فإنّ علم التوحيد أشرف العلوم وأجلّها قدراً , وأوجبها مطلباً , لأنه العلم بالله تعالى , وأسمائه , وصفاته , وحقوقه على عباده , ولذا أجمعت الرسل على الدعوة إليه , قال تعالى : ?وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ? [ الأنبياء : 25] ولما كان هذا شأن التوحيد (1) فقد حرص أهل العلم على توضيحه وتيسيره بشتّى السُّبُل , ومنها جعله في شكل منظومات , فهو أدعى للحفظ , وكما قال السفاريني :
وصارَ مِن عادَةِ أهلِ العِلمِ
أنْ يَعتَنوا فِي سَبْرِ ذَا بِالنَّظْمِ
لأنَّهُ يَسْهُلُ للحِفظِ كَما
يَرُوقُ لِلْسَّمعِ وَيشفِي مَن ظَما
ومن هذه المنظومات , المنظومة التي بين يديك , والتي تعرف بالحائية لأبي بكر بن أبي داود السجستاني ـ رحمهما الله ـ والتي ستراها هنا محققة مضبوطة أسأل الله أن ينفع بها كاتبها وقارئها إنه ولي ذلك والقادر عليه , وصلى الله على محمد وآله وصحبه .
ترجمة الناظم (2) ـ رحمه الله ـ :
اسمه وكنيته :
هو : أبو بكر , عبد الله بن أبي داود , سليمان بن الأشعث بن إسحاق السجستاني .
الحافظ ابن الحافظ .
ولادته ونشأته :
وُلِدَ بسجستان , سنة ثلاثين ومائتين , ونشأ بنيسابور وغيرها , ثم استوطن بغداد .
طلبه للعلم وشيوخه :
رحل به والده فطوّف به شرقاً وغرباً , وأسمعه من علماء ذلك الوقت . فأول شيخ سمع منه : محمد بن أسلم الطّوسي , وسرّ أبوه بذلك , لجلالة محمد بن أسلم .(1/1)
وروى عن أبيه , وأحمد بن صالح , وعلي بن خشرم , وأبي سعيد الأشج , وعَمْرو بن علي الفلاّس والحسن بن عرفه , ومحمد بن يحيى الذهلي , ومحمد بن عبد الرحيم , وخلق كثير بخراسان والحجاز والعراق ومصر والشام وأصبهان وفارس .
وكان له جلد على طلب الحديث فقد قال : " دخلت الكوفة ومعي درهم واحد , فاشتريت به ثلاثين مُدّاً باقِلاّ , فكنت آكل منه مداً , واكتب عن أبي سعيد الأشج ألف حديث , فلّما كان الشهر حصل معي ثلاثون ألف حديث " أ.هـ .
تلاميذه ومصنفاته :
صنف المسند , والسنن , والمصاحف , والناسخ والمنسوخ , والبعث , وأشياء .
وحدث عنه خلق منهم : ابن حبّان , وأبو أحمد الحاكم , وأبو الحسن الدارقطني , وابن المقرئ , وأبو حفص بن شاهين , وابن بَطّة .
مكانته العلمية وثناء العلماء عليه :
قال عنه الذهبي : " كان من بحور العلم ؛ بحيث إن بعضهم فضّله على أبيه " . أ.هـ .
وقال أبو بكر بن شاذان : " قدم أبو بكر بن أبي داود سجستان فسألوه أن يحدثهم , فقال : ما معي أصل . فقالوا : ابن أبي داود وأصل ؟! قال : فأثاروني , فأمليت عليهم من حفظي ثلاثين ألف حديث فلمّا قدمتُ بغداد , قال البغداديّون : مضى إلى سجستان ولعب بهم , ثم فيّجوا فيجاً اكنزوه بستة دنانير إلى سجستان , ليكتب لهم النسخة , فكُتبت وجيء بها وعرضت على الحُفَّاظ فخطّئوني في ستة أحاديث , منها ثلاثة أحاديث حدثت بها كما حُدِّثت , وثلاثة أخطأت فيها " أ.هـ .
هذا , وقد أُخذت عليه أمور أوذي بسببها تناولها الذهبي في السيّر .
وفاته :
توفي سنة ستّ عشرة وثلاث مئة , وهو ابن ست وثمانين سنة وستة أشهر وأيام , وقد صُلّي عليه مراراً . وقد قيل : صُلّ عليه ثمانون مَرّة .
ودفن يوم الأحد لإثنتي عشرة بقيت من ذي الحجة من سنة ست عشرة وثلاث مئة .
وقد خلَّف ثمانية أولاد , عبدالأعلى , ومحمداً , وأبا معمرٍ عبيد لله , وخمس بنات . رحمه الله وغفر له .
تحقيق نسبتها لابن أبي داود :(1/2)
اشتهرت نسبة هذه المنظومة لناظمها قديماً وحديثاً , حتى قال الذهبي : " هذه القصيدة متواترة عن ناظمها " (3) أ.هـ . وقد شرحها الآجري , محمد بن الحسين بن عبد الله , المتوفّى سنة ستين وثلاث مئة (4) .
وشرحها أيضاً السفاريني , محمد بن أحمد بن سالم , المتوفى سنة ثمان وثمانين ومائة وألف للهجرة , بشرح سماه " لوَائحُ الأَنْوَار السَّنِيَّة وَلوَاقِحُ الأفْكار السُّنِّيَّة شرْح قَصيْدة بْنِ أبيْ دَاودْ الحائيّة " (5).
ونسبها إليه جمع من المؤرخين , والمترجمين لحياته , كالذهبي في السيّر , والعلو .
وقد رواها عنه ابن أبي يعلى فقال : " أنبأنا علي المحدّث عن عبيد الله الفقيه قال : أنشدنا أبو بكر بن أبي داود من حفظه لنفسه ثم ساقها " (6) .
ورواها عنه تلميذه أبو حفص بن شاهين , وأوردها في كتابه " شرح مذاهب أهل السنة" (7) .
ورواها عنه الذهبي (8) فقال أخبرنا أحمد بن عبد الحميد , أنبأ محمد محمد بن قدامة سنة ثماني عشرة وست مئة , أخبرتنا فاطمة بنت علي الوقاياتي أنبأ علي بن بيان أنبأ الحسين بن علي الطناجيري أنبأ أبو حفص بن شاهين , قال أنشدنا أبو بكر عبد الله بن سليمان لنفسه هذه القصيدة ... ثم ساقها إلى نهايتها .(1/3)
وقد وقع في آخر شرح المنظومة للسّفاريني أن قال ناسخها عيسى القدومي (9) : " فائدة في ذكر سند شيخنا الشيخ محمد السّفاريني لمنظومة الإمام العلامة أبي بكر بن أبي داود , هذه التي شرحها قال : أنبأني كل واحد من مشايخي الثلاثة : الشيخ عبد القادر الثعلبي مفتي السادة الحنابلة وقدوتهم في عصره ومصره , وفي سائر بلاد الإسلام , والشيخ عبد الغني العارف ابن الشيخ إسماعيل الشهير بالنابلسي , والشيخ عبد الرحمن المجلد المعمر كلهم عن الشيخ الإمام عبد الباقي الحنبلي الأثري مفتي السادة الحنابلة بدمشق المحميّة , قال : أنا الشيخ حجازي الواعظ . عن ابن أركماس عن الحافظ ابن حجر العسقلاني شارح البخاري عن أبي إسحاق إبراهيم البعلي عن أبي العباس أحمد بن أبي طالب الحجّار اخبرنا ابن عمر الأموي أخبرنا أبو الفتوح الهمذاني أخبرنا أبو محمد السمعاني قال : أخبرني والدي عن أبي بكر بن أبي داود السجستاني لنفسه :
تَمسَّكْ بحَبْلِ اللهِ واتَّبِع الهُدَى
ولا تَكُ بِدْعِيّاً لَعلَّكَ تُفْلِحُ
إلى آخر القصيدة ... " أ.هـ .
الأصول المعتمدة :
وقفت على هذه المنظومة في عدة مواضع فقد أوردها ابن شاهين في شرح مذاهب أهل السنة , وأوردها ابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة , وأوردها الذهبي في السيّر , وفي العلو , كما أوردها العليمي في " المنهج الأحمد " في تراجم أصحاب الإمام أحمد , وأوردها الشّطي في مختصر طبقات الحنابلة .
كما وقفت على شرحها " لوَائحُ الأَنْوَار السَّنِيَّة "
وقد انتسخها ثم قارنت بينها , واتبعت طريقة النصّ المختار , لأنه وإن كان ابن شاهين أقربهم للناظم , إلا أنّ النسخة المطبوعة مليئة بالأخطاء لذا حرصت على إثبات ما رأيته صواباً , مشيراً إلى ما عداه , إلا ان يكون من أخطاء الطباعة فإني لا أشير إليه غالباً , وإليك المنظومة .
نصّ المنظومة
[عدد أبياتها : 36]
تَمسَّكْ بحَبْلِ اللهِ واتَّبِع الهُدَى
(1)(1/4)
ولا تَكُ بِدْعِيَّاً لَعلَّكَ تُفْلِحُ
وَدِنْ بِكِتَابِ اللهِ والسُّنَنِ التِي
(2)
أَتَتْ عَن رَسُولِ اللهِ تَنْجُ(10) وَتَرْبَحُ
وَقُلْ غَيْرُ مَخْلِوقٍ كَلامُ مَليكِنا
(3)
بِذَلكَ دَانَ الأتْقِياءُ وأَفْصحُوا
وَلا تَكُ فِي القُرْآنِ بالوَقْفِ قَائِلاً
(4)
كَمَا قَالَ أتْبَاعٌ لِجَهْمٍ(11) وَأَسْجَحُوا(12)
ج
ولا تَقُلِ القُرآنُ خَلقاً(13) قرأتَهُ
(5)
فإنَّ كَلامَ اللهِ باللفْظِ يُوضَحُ(14)
وَقُلْ يَتَجلَّى اللهُ للخَلْقِ جَهْرةً
(6)
كَمَا البدْرُ لا يَخْفى وَرَبُّكَ أَوْضَحُ
وَلَيْسَ بمْولُودٍ وليسَ بِوَالِدٍ
(7)
وَلَيسَ لهُ شِبْهٌ تَعَالَى المسَبَّحُ
وَقَدْ يُنكِرُ الجَهْميُّ هَذَا وعِنْدَنَا
(8)
بِمِصْدَاقِ ما قُلْنَا حَدِيثٌ مُصَرِّحُ(15)
رَوَاهُ جَرِيرٌ(16) عن مَقَالِ مُحمَّدٍ
(9)
فقُلْ مِثْلَ ما قَدْ قَالَ في ذَاكَ تَنْجَحُ
وَقَدْ يُنكِرُ الجَهْمِيُّ أَيضًا يَمِيْنَهُ
(10)
وَكِلْتَا يَدَيْهِ بالفواضِلِ(17) تَنْفَحُ(18)
وَقُلْ يَنْزِلُ الجَبَّارُ في كُلِّ لَيْلَةٍ
(11)
بِلا كَيْف(19) جَلَّ الواحدُ المتَمَدِّحُ(20)
إلى طَبَقِ الدُّنيا يَمُنُّ بِفَضْلِهِ
(12)
فَتُفْرَجُ أَبْوابُ السَّماءِ وتُفْتحُ
يَقولُ : ألا مُسْتغفِرٌ يَلْقَ(21) غَافِرًا
(13)
ومُسْتَمنِحٌ خَيْرًا ورِزقًا فأمْنَحُ(22)
رَوَى ذَاكَ قَومٌ لا يُرَدُّ حَدِيثَهم(23)
(14)
ألا خَابَ قَوْمٌ كذَّبوهُم وقُبِّحُوا
وَقُلْ إنَّ خَيْرَ النَّاسِ بَعْدَ مُحَمَّدٍ
(15)
وَزِيراهُ قُدْمًا , ثُمَّ عُثْمَانُ أرْجَحُ(24)
وَرابِعُهُم خَيْرُ البريَّةِ بَعْدَهُم
(16)
عَلِيٌّ حَليفُ الخَيرِ , بالخَيرِ مُنْجِحُ(25)
وإنَّهمُ و الرَّهْطُ(26) لا رَيْبَ فِيْهِمُ
(17)
عَلَى نُجُبِ الفِرْدَوْسِ في الخُلْدِ(27) تَسْرَحُ
سَعِيدٌ وسَعْدٌ وابنُ عَوْفٍ وطَلْحةٌ
(18)
وعَامِرُ فِهْرٍ والزُّبَيْرُ المُمَدَّحُ(28)(1/5)
(وَعَائِشُ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ وَخَالُنا(29)
(19)
مُعَاوِيَة أَكْرِمْ بِهِ فَهْوَ مُصلحُ
وَأَنْصارُه وَالهَاجِرونَ دِيارَهم
(20)
بنصرهُمُ(30) عَنْ ظلمةِ(31) النَّارِ زحزحُوا
وَمَنْ بعدَهُم وَالتابِعُون بِحُسنِ مَا
(21)
حَذو حَذوهم قَولاً وَفِعلاً فَأفْلحوا ) (32)
وَقُلْ خَيْرَ قولٍ في الصَّحَابةِ كُلِّهِمْ
(22)
ولا تَكُ طَعَّاناً تَعِيْبُ وَتَجْرَحُ
فَقَدْ نَطَقَ الوَحْيُ المُبينُ بِفَضْلِهِمْ
(23)
وفي الفَتْحِ(33) آيٌ في الصَّحابةِ(34) تَمْدَحُ
وبِالقَدَرِ المقْدُورِ أيْقِنْ فإنَّهُ
(24)
دِعَامَةُ(35) عقْدِ الدِّينِ والدِّينُ أفْيَحُ(36)
وَلا تُنْكِرَنْ جَهلاً(37) نَكِيرًا ومُنْكَراً(38)
(25)
وَلا الحْوضَ والِميزانَ إنَّكَ تُنْصَحُ
وقُلْ يُخْرِجُ اللهُ العَظيمُ بِفَضلِهِ
(26)
مِن النارِ أجْسادًا مِن الفَحْمِ(39) تُطْرَحُ
عَلَى النَّهرِ في الفِردوسِ تَحْيا بِمَائِهِ
(27)
كَحَبِّ(40) حَميلِ السَّيْلِ إذْ جَاءَ يَطْفَحُ
فإنَّ رَسُولَ اللهِ للخَلقِ شَافعٌ(41)
(28)
وقُلْ فِي عَذابِ القَبرِ حقٌّ مُوَضَّحُ
ولا تُكْفِّرَنَّ أهْلَ الصَّلاةِ وإِنْ عَصَوا
(29)
فكلُّهُمُ يَعْصِي وذُو العَرشِ يَصْفَحُ
(ولا تَعتقِدْ رَأيَ الخَوارجِ إنَّهُ
(30)
مَقَالٌ لِمَنْ يهواهُ يُرْدِي ويَفْضَحُ
ولا تَكُ مُرْجِيًّا لَعُوبًا بِدِينِهِ
(31)
ألا إنَّمَا المُرْجيُّ بالدِّينِ يَمْزَحُ(42))
وقُلْ إنَّما الإيمانُ قَوْلٌ ونيَّةٌ
(32)
وِفعْلٌ عَلَى قَولِ النبيِّ مُصَرَّحُ
ويَنْقُصُ طَوْرًا بالمعَاصِي وَتَارةً
(33)
بطَاعَتِهِ يَنْمِي وفي الوَزنِ يَرْجَحُ
وَدَعْ عنكَ آراءَ الرِّجالِ وَقولَهُم
(34)
فَقْولُ رَسُولِ اللهِ أَزكى وَأَشْرَحُ
وَلا تَكُ مِن قوْمٍ تَلَهَّوْ بِدِينِهِم
(35)
فَتَطْعنَ في أَهَلِ الحَدَيثِ وتَقْدَحُ
إذا مَا اعتقدْتَ الدَّهْرَ يا صَاحِ هذِه
(36)
فَأَنْتَ عَلى خَيْرٍ تَبِيتُ وتُصْبِحُ(1/6)
قال أبو بكر بن أبي داود : هذا قولي , وقول أبي , وقول أحمد بن حنبل , وقول من أدركنا من أهل العلم , ومن لم ندرك ممّن بلغنا عنه , فمن قال غير هذا فقد كذب ..
وهنا تمت هذه المنظومة مع التعليق عليها بما تيسر , والحمد لله أولاً وآخراً , وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين .
(1)مقتبس من مقدمة " شرح أصول الإيمان " لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله .
(2) مراجع هذه الترجمة :
1. طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى : (2/51) , مطبعة السنة المحمدية , سنة (1372هـ).
2. المنتظم لابن الجوزي : (13/275) , دار الكتب العلمية , الطبعة الأولى (1412هـ) .
3. سير أعلام النبلاء للذهبي : (13/221) , مؤسسة الرسالة, الطبعة الرابعة (1406 هـ) .
4. لسان الميزان لابن حجر : (3/364) , دار الفكر .
5. المنهج الأحمد للعليمي : (2/15) , دار عالم الكتب الطبعة الثانية (1404 هـ ) .
6. شذرات الذهب لابن العماد : (2/273) , المكتب التجاري للطباعة بيروت .
7. مختصر طبقا الحنابلة لابن الشطّي : ( ص 28 ) , دار الكتاب العربي الطبعة الأولى ( 1406 هـ ) .
(3) العلو : (ص 127) , مطبعة أنصار السنّة سنة (1357هـ) .
(4) قاله الذهبي في العلو ص : 127 .
(5) طُبع بتحقيق عبد الله البصيري دار الرشد .
(6) طبقات الحنابلة : (2/53).
(7) (ص321) , مؤسسة قرطبة . الطبعة الأولى (1415 هـ) .
(8) سير أعلام النبلاء : (13/233) , العلو : (ص 126) , وبينهما تفاوت في صيغ الأداء .
(9) لوائح الأنور السنية : (2/369) .
(10) كذا في العلو , وفي غيره : (تنجو) . وهو خطأ , إذ الفعل مجزم , قال في القطر : " فإن سقطت الفاء بعد الطلب وقصد الجزاء , جزم , نحو قوله تعالى ?قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ? [ الأنعام : 151] أ.هـ . وعلامة جزمه حذف آخره وهو الواو .(1/7)
(11) هو أبو محرز جهم بن صفوان السمرقندي , الضال المبتدع , رأس الجهمية . قتل سنة ثمان وعشرين ومئة لسان الميزان : (2/179) . قال حافظ حكمي في " معارج القبول " (1/280) : " قضى السلف الصالح رحمهم الله على الطائفة الواقفة وهم القائلون لا نقول القرآن مخلوق ولا غير مخلوق , بأن من كان منهم يحسن الكلام فهو جهمي , ومن لم يحن الكلام منهم , بل علم أنه كان جاهلاً جهلاً بسيطاً فهذا تقام عليه الحجة والبيان والبرهان فإن تاب وآمن أنه كلام الله تعالى , وإلا فهو شر من الجهمية " أ.هـ. وانظر مجموع الفتاوى : (12/359 ,395) , وما بعدها.
(12)هكذا في عامة المراجع قال في القاموس : " سَجَح لَه بكلامٍ : عَرّض" , أي قالوا وعرضوا . وفي لوائح الأنوار : (1/231) , قال [ واسمحوا ] بالميم بعدها حاء مهملة , ثم شرحها بقوله : " أي جادوا بالقول بخلق القرآن و لانوا , يقال سمح ككره ... جاد وكرم " أ.هـ. وهذا البيت لم يرد في العلو .
(13)في شرح مذاهب أهل السنة : (خلق قراءته) , وفي العلو : (خلق قرانه) , وفي مختصر الشطّي : (خلق قرائه) وفي لوائح الأنوار السنية : (خلق قراءة) وقال في شرحها : " القرآن مبتدأ وخلق بمعنى مخلوق خبره , وقراءة منصوب على الحال , أو بنزع الخافض أي في القراءة ... يعني لا تقل قراءتي مخلوقة " (1/232) أ.هـ.
(14) قال الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله : " اشتهر عن السلف أن اللفظية جهمية وهم من قال لفظي بالقرآن مخلوق وقالوا : ومن قال لفظي بالقرآن غير مخلوق فهو مبتدع , يعنون غير بدعة الجهمية , وذلك لأن اللفظ يطلق على معنيين أحدهما الملفوظ به , وهو القرآن وهو كلام الله ليس فعلاً للعبد , ولا مقدوراً له .(1/8)
والثاني : التلفظ وهو فعل العبد , فإذا أطلق لفظ الخلق على المعنى الثاني شمل الأول , وهو قول الجهمية وإذا عكس الأمر بأن قال لفظي بالقرآن غير مخلوق شمل المعنى الثاني , وهي بدعة أخرى من بدع الإتحادية , إذ اللفظ معنى مشترك بين التلفظ الذي هو فعل العبد وبين الملفوظ به الذي هو كلام الله عز وجل , وهذا بخلاف ما ذكر السلف بقولهم : الصوت صوت القارئ , والكلام كلام الباري , فإن الصوت معنى خاص بفعل العبد لا يتناول المتلو المؤدى بالصّوت " أ.هـ . باختصار (1/292) .
(15) في المنهج الأحمد ومختصر الشطي : (مُصَحّح).
(16) وردت أحاديث الرؤية عن جمع من الصحابة تبلغ حد التواتر , أما حديث جرير فقد رواه البخاري في صحيحه " كتاب التوحيد " باب قول الله تعالى : ?وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ? [ القيامة : 22] . (فتح 13/429) برقم (7434) ؛ و رواه مسلم في صحيحه " كتاب المساجد " , باب فضل صلاتي الصبح والعصر والمحافظه عليهما : (1/439) برقم (633) , ولفظه : "كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ نَظَرَ إِلَى الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ فَقَالَ أَمَا إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا الْقَمَرَ لَا تُضَامُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ فَإِنْ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لَا تُغْلَبُوا عَلَى صَلَاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا فَافْعَلُوا " .
(17) في شرح مذاهب أهل السنة : (بالنواضل) .
(18) في شرح مذاهب أهل السنة : (ينفح) , وفي المنهج الأحمد : (تفتح) , وفي لوائح الأنوار : (تنضح) , وتنفح : أي تعطي وتمنح , يقال نفح فلاناً بشيء أي أعطاه .(1/9)
(19) مراد السلف بقولهم عن الصفات نؤمن بها بلا كيف : أي لا نكيّف هذه الصفات ؛ لأن تكييفها ممتنع ؛ إذ لا تعرف كيفية الشيء إلا بواحد من ثلاثة أمور : إما بمشاهدته , أو بمشاهده نظيره , أو الخبر الصادق عنه , ولمّا لم يحصل شيء من ذلك امتنع على الخلق معرفة كيفية صفات الله وكنهها , وليس مرادهم من قولهم بلا كيف أن لاكيفيّة لصفاته , لأن صفاته ثابته حقاً , وكل شيء ثابت فلا بدّ له من كيفية , لكن كيفية صفات الله غير معلومة لنا . انظر شرح التدمرية لابن مهدي (ص110) و شرح لمعة الاعتقاد لابن عثيمين : (ص20) .
(20) في شرح مذاهب أهل السنة : (الُمَدَّح) .
(21) في مختصر الشطي : (أنا غافر).
(22) في شرح مذاهب أهل السنة : (والسيّر والعلو فيُمنح) .
(23) وردت صفة النزول للرب عز وجل في أحاديث صحيحة عن كثير من الصحابة , وممّن استقصاها الدارقطني في كتاب " النزول " وابن خزيمة في كتاب " التوحيد " والآجريّ في " الشريعة " وانظر لزاماً شرح الحديث لشيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (5/321) إلى آخر المجلد ؛ ومعارج القبول (1/294 ـ 301 ) .
(24) كذا في شرح مذاهب أهل السنة , وفي عامة المصادر : (الأرجح) .
(25) المنجح من الناس كالناجح , والنجاح : هو الظفر بالشيء وفي العلو : (ممنح) .
(26)في السير والمنهج الأحمد : (للرهط) , وجاء في شرح مذاهب أهل السنة حاشية عن الأصل المخطوط , أن الصواب : (الرهط) بلا واوٍ .
(27) في السِّير والعلو : (بالنور) .
(28) في نسخة عندي بعد هذا البيت :
وَسِبْطي رَسول الله وابْني خديجةٍ
وَفَاطمة ذات النقاء تَبحبحوا
أبو مهند النجدي .
(29) سماه خال المؤمنين : لأنه أخو أم حبيبة إحدى أمهات المؤمنين , وإنما ذكره للرد على الروافض الذين يسبونه , وقد ذكر شيخ الإسلام نزاعاً بين العلماء هل يقال لإخوة أمهات المؤمنين أخوال المؤمنين أم لا ؟! منهاج السنة : (2/199) , وانظر شرح لمعة الإعتقاد : (ص 107) .(1/10)
(30) في شرح مذاهب أهل السنة : (بنصرتهم) .
(31)في شرح مذاهب أهل السنة : (عن كَيّة) .
(32) هذه الأبيات الثلاثة انفردت بزيادتها شرح مذاهب أهل السنَّة , ولوائح الأنوار : (2/68) ؛ ومختصر الطبقات للشطي .
وقد جاءت في شرح مذاهب أهل السنَّة زيادة أخرى انفرد بها وهي :
و مالكُ والثويُّ ثم أخوهم
أبو عَمْروٍ الأوزاعي ذاكَ المسبِّحُ
وَمَنْ بعدهم فالشافعي وأحمد
إماماً هدى من يتبع الحقَّ يفصحُ
أولئكَ قومٌ قَدْ عفا الله عَنْهُم
وَأَرْضاهم فأجابهم فإنَّكَ تَفرحُ(؟)
(33)قوله تعالى ?مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا? [ سورة الفتح : 29].
(34) في شرح مذاهب أهل السُّنَّة والسِّير : (للصحابة).
(35) الدِعامة بالكسر : عماد البيت .
(36) الأفيح : الواسع .
(37) في مختصر الشطي : (جهراً) .
(38) سمعت الشيخ عبد الرحمن البراك في شرحه لهذا البيت يقول " اسمان للملكان الذين يأتون في القبور يسألونه وجاء اسمهما في حديث رواه الترمذي والمشهور أنه ضعيف وما ثبت من أسماء الملائكة أربعة فقط جبريل وميكائيل و إسرافيل ومالك .أ.هـ من شرح الحائية (نقله أبو مهند النجدي) .
(39)في مختصر الشطي : (من اللحم).(1/11)
(40) الحَبِّ : ومفردها حِبّه بالكسر , بزور الصحراء مما ليس بقوت , وفي الحديث : (وَلَكِنْ نَاسٌ أَصَابَتْهُمْ النَّارُ بِذُنُوبِهِمْ أَوْ قَالَ بِخَطَايَاهُمْ فَأَمَاتَهُمْ إِمَاتَةً حَتَّى إِذَا كَانُوا فَحْمًا أُذِنَ بِالشَّفَاعَةِ فَجِيءَ بِهِمْ ضَبَائِرَ ضَبَائِرَ فَبُثُّوا عَلَى أَنْهَارِ الْجَنَّةِ ثُمَّ قِيلَ يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ أَفِيضُوا عَلَيْهِمْ فَيَنْبُتُونَ نَبَاتَ الْحِبَّةِ تَكُونُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ) أخرجه البخاري في صحيحه " كتاب التوحيد " باب قول الله تعالى : ?وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ? [ القيامة : 22] الفتح : (13/430 , 431) برقم (7437) ومسلم في صحيحه " كتاب الإيمان " باب إثبات الشفاعة وإخراج الموحدين من النار : (1/172) برقم (185) , واللفظ له عن أبي سعيد الخدري . والضبائر : الجماعات , هذا وللحديث طرق وروايات.
(41) مراده أن إخراج هؤلاء العصاة من أهل التوحيد من النار كان بشفاعة رسول الله ( .
واعلم أن الشفاعة التي ورد إثباتها في الكتاب والسنة : هي التي تطلب من الله بإذنه لمن يرضى قوله وعمله , والله لا يرضى إلا التوحيد فأما المنفية فهي التي تطلب من غير الله , أو بغير إذنه , أو لأهل الشرك به , قال تعالى : ?وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ ? [سبأ : 22] وقال : ? وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى ? [الأنبياء : 28] أما من علق قلبه بأحد من المخلوقين يرجوه ويخافه , فهذا من أبعد الناس عن الشفاعة .
(42) في الطبقات , ومختصر الشطّي : (يمرح) بالراء , وقع في مختصر الشطّي تأخير البيتين إلى ما بعد البيتين الذين تليانهما وهو أولى إلا أن أكثر النسخ على ما أثبتناه .
??
??
??
??(1/12)