الأربعين
في فضائل القرآن وأهله العاملين
جمع
خادم القرآن وأهلِه
كمال بن سيِّد اليمانيّ
إهداء
? إلى والديَّ ، وزوجتي ، ومشايخي .
? إلى حلقات تحفيظ القرآن بالمملكة وأخص منها " القضيمة ، وحلقات جامع السماحة بمكة المكرمة "
? إلى مدرسي القرآن ومشرفي الحلقات وطلابها .
إليهم جميعاً ... أهدي هذه الأربعين
المُقدِّمة
بسمِ الله، والحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ الله، وعلى آلهِ وصحبهِ ومَنْ والاه، ومَنِ اقْتَفَى أثرهُ واتَّبعَ هُداه ... ... ... ... أمَّا بعدُ: فقد شرفني اللهُ عز وجلَّ بتدريسِ كتابِهِ المجيدِ ، وقد سألني طُلابي أنْ أذكرَ لهم أحاديثاً في فضلِ القرآنِ والعمل بهِ ، فاستخرتُ اللهَ فشرحَ صدري لهذهِ الرسالةِ ، وقد جمعتُ فيها أربعينَ حديثاَ في فضلِ القرآنِ والعملِ بهِ وأسْمَيْتُها " الأربعينْ في فضلِ القرآنِ وأهلِهِ العاملينْ " واللهَ أسألُ أنْ يتقبلَ مِنِّي ويرحمني ويجعلها في ميزانِ حسناتي يومَ ألقاه . اللهمَّ آمين .
كمال بن سيد اليماني
مُدرس القرآن بمدارس عثمان بن عفَّان ،
وحلقات الشهري بجامع السماحة بمكة المكرمة
1. عَن عُثْمانَ بن عَفَّان - رضي الله عنه - عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَاْلَ : ( خَيْرُكُمْ مَن تَعَلَّمَ الْقُرآنَ وعلَّمَه ) رواه البخاريّ (4739) .
2. عَن عُمَرَ بْنِ الخطّابِ - رضي الله عنه - أنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَاْلَ: (إنَّ اللهَ يَرْفَعُ بِهَذَاْ الْكِتَابِ أقْوامَاً ويَضَعُ بِهِ آخَرِين ) رواه مسلم (817).
3. عَن أَبِي ذَرٍ - رضي الله عنه - قَاْلَ : قَاْلَ لِي رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : ( يَا أَبَا ذَرٍ لأَن تَغْدُوَ فَتَعَلَّمَ آيَةً مِن كِتَابِ اللهِ خَيْرٌ لَكَ مِن أَن تُصَلِّيَ مِاْئَةَ رَكْعَةٍ ) " صحيح " رواه ابن ماجه (219) .(1/1)
4. عَن أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَاْلَ : قَاْلَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - : ( مَا مِنَ الأَنْبِيَاءِ نَبِيٌّ إِلاَّ أُعْطِيَ مِنَ الآيَاتِ مَا مِثْلُهُ آمَنَ عَلَيْهِ الْبَشَرُ ، وَإِنّمَا كَانَ الَّذِي أُوتِيتُهُ وَحْيَاً أَوْحَاهُ اللهُ إِلَيَّ ، فَأَرْجُواْ أَن أَكُونَ أَكْثَرهُمْ تَابِعَاً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) رواه البخاريّ (4696) ومسلم (152) .
5. عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَاْلَ : قَاْلَ رَسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : ( لاَ حَسَدَ إِلاَّ عَلَى اثْنَتَيْنِ : رَجُلٌ آتَاهُ اللهُ هَذَاْ الْكِتَابَ فَقَامَ بِهِ آنَاءَ الَّليْلِ وَ آنَاءَ النَّهَارِ ، وَ رَجُلٌ آتَاهُ اللهُ مَالاً فَهُوَ يَتَصَدَّقُ بِهِ آنَاءَ الَّليْلِ وَ آنَاءَ النَّهَارِ ) رواه البخاريّ (4737) ومسلم (815) .
6. عَن أبي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ - رضي الله عنه - قَاْلَ : قَاْلَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : ( إنَّ من إجْلالِ اللهِ .. إكْرَامُ ذي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ ، وحاملِ القُرآنِ ، غيرِ الغَالي فيه ، والجَافي عنهُ ، وإكْرَامُ السُّلْطانِ الْمُقْسِطِ ) " حسن " رواه أبو داود ( 4843 ) وحسنه الألباني .
7. عَن أَبِي مَسْعُودٍ الْبَدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَاْلَ : قَاْلَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : ( يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللهِ ، فَإِن كَانُواْ في الْقِرَاءَةِ سَوَاءً ، فَأَعْلَمُهُمْ بِالسُّنَّةِ ، فَإِن كَانُواْ في السُّنَّةِ سَوَاءً ، فَأَقْدَمُهُمْ هِجْرَةً ، فَإِن كَانُواْ في الْهِجْرَةِ سَوَاءً ، فَأَقْدَمُهُمْ سِلْمَاً ) رواه مسلم (673) .(1/2)
8. عَن عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ - رضي الله عنه - قَاْلَ : خرج رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وَنَحْنُ في الصُّفَّةِ فَقَاْلَ : ( أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنْ يَغْدُوَا كُلَّ يَوْمٍ إِلَى بُطْحَانَ أَوْ إِلَى الْعَقِيقِ فَيَأْتِيَ مِنْهُ بِنَاقَتَيْنِ كَوْمَاوَيْنِ في غَيْرِ إِثْمٍ وَلاَ قَطْعِ رَحِمٍ ؟! فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللهِ نُحِبُّ ذَلِكَ . قَاْلَ : أَفَلاَ يَغْدُوا أَحُدُكُمْ إِلَى المَسْجِدِ فَيَعْلَمَ أَوْ يَقْرَأَ آيَتَيْنِ مِن كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ خَيْرٌ لَهُ مِن نَاقَتَيْنِ ، وَ ثَلاَثٌ خَيْرٌ لَهُ مِن ثَلاَثٍ ، وَأَرْبَعٌ خَيْرٌ لَهُ مِن أَرْبَعٍ ، وَمِن أَعْدَادِهِنَّ مِنَ الإِبِلِ ) رواه مسلم (803) .
- الصُّفَّةُ : مَوْضِعٌ بِالمَسْجِدِ النَّبَوِيِّ كَانَ يَأْوِي إِلَيْهَ فُقَرَاءُ المُهَاجِرِينَ .
- بُطْحَانُ : مَوْضِعٌ قَرِيبٌ مِنَ المَدِينَةِ .
- الْعَقِيقُ : وَادٍ بِالمَدِينَةِ .
- كَوْمَاوَيْنِ : الْكَوْمَاءُ مِنَ الإِبِلِ ،، الْعَظِيمَةُ السَّنَامِ .
9. عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ أُمِّ عَبْدِ اللهِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَاْلَتْ : قَاْلَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : ( المَاهِرُ بِالْقُرآنِ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ ، وَالَّذِي يَقْرَأُ الْقُرآنَ وَيَتَتَعْتَعُ فِيهِ وَهُوَ عَلَيْهِ شَاْقٌّ فَلَهُ أَجْرَانِ ) روه مسلم (789) .
10. عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَاْلَ : قَاْلَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : ( إِنَّ الَّذِي لَيْسَ في جَوْفِهِ شَيءٌ مِنَ الْقُرآنِ كَالْبَيْتِ الْخَرِب ) " صحيح " رواه الترمذيّ (2913) وقال: هذا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ .(1/3)
11. عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُوُدٍ - رضي الله عنه - قَاْلَ : قَاْلَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : ( مَن قَرَأَ حَرْفَاً مِن كِتَابِ اللهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ ، وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا ، لا أَقُولُ : " ألم " حَرْفٌ ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ ) " صحيح " رواه الترمذيّ (2910) وصححه الألبانيّ .
12. عَن أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ - رضي الله عنه - قَاْلَ : قَاْلَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : ( مَثَلُ المُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرآنَ كَمَثَلِ الأُتْرُجَّةِ ، رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا طَيِّبٌ ، وَمَثَلُ المُؤْمِنِ الَّذِي لا يَقْرَأُ الْقُرآنَ، كَمَثَلِ التَّمْرَةِ ، لا رِيحَ لَهَا وَطَعْمُهَا حُلْوٌ ، وَمَثَلُ المُنَافِقِ الَّذِيْ يَقْرَأُ الْقُرآنَ، كَمَثَلِ الرَّيْحَانَةِ ، رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ ، وَمَثَلُ المُنَافِقِ الذي لا يَقْرَأُ الْقُرآنَ ، كَمَثَلِ الْحَنْظَلَةِ لَيْسَ لَهَا رِيحٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ ) رواه البخاريّ (5111) ومسلم (797) .
13. عَن أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَاْلَ : قَاْلَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : (... وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ في بَيْتٍ مِن بُيُوتِ اللهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إِلاَّ نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ ، وَحَفَّتْهُمُ الْمَلاَئِكَةُ ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَن عِنْدَهُ . وَمَن بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ ) رواه مسلم (2699) .
14. عَن أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ - رضي الله عنه - قَاْلَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : ( اقْرَأُواْ الْقُرآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعَاً لأَصْحَابِهِ ) رواه مسلم (804).(1/4)
15. عَن جَابِرٍ - رضي الله عنه - عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَاْلَ : ( الْقُرآنُ شَافِعٌ مُشَفَّعٌ ، وَمَاْحِلٌ مُصَدَّقٌ ، مَن جَعَلَهُ أَمَامَهُ قَادَهُ إِلَى الْجَنَّةِ ، وَمَن جَعَلَهُ خَلْفَ ظَهْرِهِ سَاقَهُ إِلَى النَّارِ ) "صحيح " رواه ابن حبّان في موارد الظمآن (1793) والبيهقيّ في شعب الإيمان (2010) وصححه الألبانيّ .
16. عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْروِ بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَاْلَ : قَاْلَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : ( يُقَاْلُ لِصَاحِبِ الْقُرآنِ : اقْرَأْ ، وَارْقَ ، وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ في الدُّنْيَا ، فَإِنَّ مَنْزِلَتَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَؤُهَا ) " صحيح " رواه الترمذيّ (2914) وقال: هذا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
17. عنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَان - رضي الله عنه - قَاْلَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : ( يُؤْتَى بِالْقُرآنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَهْلِهِ الَّذِينَ كَانُواْ يَعْمَلُونَ بِهِ تَقْدُمُهُ سُورَةُ الْبَقَرَةِ وَآلِ عِمْرَانَ – وَضَرَبَ لَهُمَا رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ثَلاَثَةَ أَمْثَالٍ مَا نَسِيتُهُنَّ بَعْدُ قَاْلَ - كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ ، أَوْ ظُلَّتَانِ سَوْدَاوَانِ بَيْنَهُمَا شَرْقٌ ، أَوْ كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ مِن طَيْرٍ صَوَّافِ تُحَاجَّانِ عَن صَاحِبِهِمَا ) رواه مسلم (805) .
- الْغَمَامَةُ : كُلُّ شَيءٍ أَظَلَّ الإِنْسَانَ فَوْقَ رَأْسِهِ .
- فِرْقَانِ : جَمَاعَتَانِ ، أَوْ فِرْقَتَانِ .(1/5)
18. عَن أَنَسٍ - رضي الله عنه - قَاْلَ : قَاْلَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : ( إِنَّ للهِ أَهْلِينَ مِنَ النَّاسِ . قَالُواْ : مَن هُمْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَاْلَ : أَهْلُ الْقُرآنِ هُمْ أَهْلُ اللهِ وَخَاصَّتُهُ )" صحيح "رواه النّسائيّ في الكبرى (8031) وصححه الألبانيّ .
19. عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْروِ بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَاْلَ : قَاْلَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : ( مَن قَرَأَ الْقُرآنَ فَقَدِ اسْتَدْرَجَ النُّبُوَّةَ بَيْنَ جَنْبَيْهِ غَيْرَ أَنَّهُ لاَ يُوحَى إِلَيْهِ ، لاَ يَنْبَغِي لِحَامِلِ الْقُرآنِ أَنْ يَجِدَّ مَعَ جَدٍّ ، وَلاَ يَجْهَلَ مَعَ جَهْلٍ وَفي جَوْفِهِ كَلاَمُ اللهِ تَعَالَى ) " صحيح " رواه الحاكم (2028) .
- أَيْ : لاَ يَنْبَغِي لِحَامِلِ الْقُرآنِ أَنْ يَغْضَبَ وَيَشْتُمَ وَيَسُبَّ وَيَذُمَّ غَيْرَهُ ، لأَنَّ في قَلْبِهِ كَلاَمُ اللهِ .
20. عَن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا : ( أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَجْمَعُ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ مِن قَتْلَى أُحُدٍ في ثَوْبٍ وَاْحِدٍ ثُمَّ يَقُولُ : أَيُّهُمْ أَكْثَرُ أَخْذَاً لِلْقُرآنِ ؟ فَإِذَاْ أُشِيرَ لَهُ إِلَى أَحَدِهِمَا قَدَّمَهُ في الَّلحْدِ وَقَاْلَ : أَنَاْ شَهِيدٌ عَلَى هَؤُلاَءِ ) رواه البخاريّ (1278) .
21. عَن بُرَيْدَةَ - رضي الله عنه - قَاْلَ : قَاْلَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : ( مَن قَرَأَ الْقُرآنَ ، وَتَعَلَّمَهُ ، وَعَمِلَ بِهِ أُلْبِسَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تَاجَاً مِنْ نُورٍ ضَوْؤُهُ مِثْل ضَوْءِ الشَّمْسِ ، وَيُكْسَى وَاْلِدَيْهِ حُلَّتَانِ لا يُقوَّمُ بِهِمَا الدُّنْيَا ، فَيَقُولاَنِ : بِمَ كُسِينَا؟ فَيُقَاْلُ : بِأَخْذِ وَلَدِكُمَا الْقُرآنَ ) " صحيح " رواه الحاكم (2086) .(1/6)
22. عَن أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَاْلَ : إِنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَاْلَ : ( يَجِئُ الْقُرآنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُ : يَا رَبِّ حَلِّهِ ، فَيُلْبَسُ تَاجَ الْكَرَامَةِ ، ثُمَّ يَقُولُ : يَا رَبِّ زِدْهُ ، فَيُلْبَسُ حُلَّةَ الْكَرَامَةِ ، ثُمَّ يَقُولُ : يَا رَبِّ ارْضَ عَنْهُ ، فَيَرْضَى عَنْهُ ، فَيُقَالُ لَهُ : اقْرَأْ وَارْقَ ، وَتُزَادُ بِكُلِّ آيَةٍ حَسَنَةً ) " صحيح " رواه الترمذيّ (2915) وقال:حسن صحيح.
23. عَن بُرَيْدَةَ - رضي الله عنه - قَاْلَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : ( إِنَّ الْقُرآنَ يَلْقَى صَاحِبَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِينَ يَنْشَقُّ عَنْهُ قَبْرُهُ كَالرَّجُلِ الشَّاحِبِ ، فَيَقُولُ لَهُ : هَلْ تَعْرِفُنِيْ ؟ فَيَقُولُ : مَا أَعْرِفُكَ !! فَيَقُولُ : أَنَا صَاحِبُكَ الْقُرآنُ الَّذِي أَظْمَأْتُكَ في الْهَوَاْجِرِ وَأَسْهَرْتُ لَيْلَكَ ، وإنَّ كُلَّ تَاجِرٍ مِن وَرَاْءِ تِجَارَتِهِ وَإِنَّكَ الْيَوْمَ مِن وَرَاْءِ كُلِّ تِجَارَةٍ ، فَيُعْطَى المُلْكَ بِيَمِينِهِ ، وَالْخُلْدَ بِشِمَالِهِ ، وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ ، وَيُكْسَى وَاْلِدَهُ حُلَّتَيْنِ لا يُقوَّمُ لَهُمَا أَهْلُ الدُّنْيَا ، فَيَقُولانِ : بِمَ كُسِينَا هَذَاْ ؟ فَيُقَاْلُ : بِأَخْذِ وَلَدِكُمَا الْقُرآنَ ، ثُمَّ يُقَالُ لَهُ : اقْرَأْ، وَاصْعَدْ في دَرَجَةِ الْجَنَّةِ وَغُرَفِهَا . فَهُوَ في صُعُودٍ مَاْدَاْمَ يَقْرَأُ هَزَّاً كَاْنَ أَوْ تَرْتِيلاً ) "حسن " رواه أحمد (23000) .(1/7)
24. عَن جُبَيْرٍ - رضي الله عنه - قَاْلَ : ( كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِالْجُحْفَةِ فَخَرَجَ عَلَيْنَا فَقَاْلَ : أَلَيْسَ تَشْهَدُونَ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّه وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ وَأَنَّ الْقُرآنَ جَاءَ مِن عِنْدِ اللَّهِ؟ قُلْنَا: نَعَمْ. قَاْلَ : فَأَبْشِرُواْ ، فَإِنَّ هَذَاْ الْقُرآنَ طَرَفُهُ بِيَدِ اللَّهِ وَطَرَفُهُ بِأَيْدِيكُمْ ، فَتَمَسَّكُواْ بِهِ وَلاَ تُهْلَكُواْ بَعْدَهُ أَبَدًا ) " صحيح " رواه الطبرانيّ (1539) وصححه الألبانيّ .
25. عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَاْلَ : كَانَ رَجُلٌ يَقْرَأُ سُورَةَ الْكَهْفِ وَعِنْدَهُ فَرَسٌ مَرْبُوطٌ بِشَطَنَيْنِ فَتَغَشَّتْهُ سَحَابَةٌ فَجَعَلَتْ تَدْنُواْ مِنْهُ ، وَجَعَلَ فَرَسُهُ يَنْفِرُ مِنْهَا ، فَلَمَّا أَصْبَحَ أَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَذَكَرَ لَهُ ذَلَكَ فَقَاْلَ : ( تِلْكَ السَّكِينَةُ تَنَزَّلَتْ لِلْقُرآنِ ) رواه البخاريّ (4724) ومسلم (795) .
- الشَّطَنُ : الْحَبْلُ الْقَوِيُّ .
26. عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى - رضي الله عنه - قَاْلَ : ( أَوْصَى - يَعْنِيْ النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم - بِكِتَابِ اللهِ ) رواه البخاريّ (2589) ومسلم (1634) .(1/8)
27. عَن زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ - رضي الله عنه - قَاْلَ : قَاْمَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَاً فِينَا خَطِيبَاً بِمَاءٍ يُدْعَى خُمَّاً بَيْنَ مَكَّةَ وَالمَدِينَة ، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَوَعَظَ وَذَكَّرَ ثُمَّ قَاْلَ : ( أَمَّا بَعْدُ ، أَلاَ أَيُّهَا النَّاسُ فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ يُوشِكُ أَن يَأَتِيَ رَسُولُ ربِّي فَأُجِيبُ ، وَأَنَا تَارِكٌ فِيكُمْ ثَقَلَيْنِ ، أَوَّلُهُمَا كِتَابُ اللهِ فِيهِ الْهُدَى وَالنُّورُ مَنِ اسْتَمْسَكَ بِهِ وَأَخَذَ بِهِ كَانَ عَلَى الْهُدَى ، وَمَن أَخْطَأَهُ ضَلَّ . فَخُذُواْ بِكِتَابِ اللهِ تَعَالَى ، وَاسْتَمْسِكُواْ بِهِ ، وَأَهْلُ بَيْتِي ، أُذَكِّرُكُمُ اللهَ في أَهْلِ بَيْتِي ، أُذَكِّرُكُمُ اللهَ في أَهْلِ بَيْتِي ) رواه مسلم (2408) .
28. عَن أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَاْلَ : ( إِنِّي قَد تَرَكْتُ فِيكُمْ شَيْئَيْنِ لَن تَضِلُّواْ بَعْدَهُمَا : كِتَابَ اللهِ، وَسُنَّتِي وَلَن يَتَفَرَّقَا حَتَّى يَرِدَاْ عَلَيَّ الْحَوْضَ ) " صحيح " رواه الحاكم (319) وصححه الألبانيّ .
29. عَن أَبِي سَعِيدٍ - رضي الله عنه - أنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَاْلَ : ( أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللهِ تَعَالَى فَإِنَّهُ رَأْسُ كُلِّ شَيءٍ ، وَعَلَيْكَ بالجهادِ فَإِنَّهُ رَهْبَانِيَّةُ الإِسْلاَمِ ، وَعَلَيْكَ بِذِكْرِ اللهِ تَعَالَى وَتِلاَوَةِ الْقُرآنِ فَإِنَّهُ رُوحُكَ في السَّمَاءِ وَذِكْرُكَ في الأَرْضِ ) " حسن " رواه الإمام أحمد (11791) وحسّنه الألبانيّ .(1/9)
30. عَن عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَاْلَ : قَاْلَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : ( بِئْسَمَا لِأَحَدِهِمْ يقول نَسِيتُ آيَةَ كَيْتَ وَكَيْتَ بَلْ هو نُسِّيَ اسْتَذْكِرُوا الْقُرْآنَ فَلَهُوَ أَشَدُّ تَفَصِّيًا من صُدُورِ الرِّجَالِ من النَّعَمِ بِعُقُلِهَا ) رواه مسلم (790) .
31. عَن عَبْدِ اللَّهِ بن عَمْرِو بنِ الْعَاصِ - رضي الله عنه - قَاْلَ : قَاْلَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : ( من قام بِعَشْرِ آيَاتٍ لم يُكْتَبْ من الْغَافِلِينَ وَمَنْ قام بِمِائَةِ آيَةٍ كُتِبَ من الْقَانِتِينَ وَمَنْ قام بِأَلْفِ آيَةٍ كُتِبَ من الْمُقَنْطِرِينَ )
" صحيح " رواه أبو داود ( 1398) وصححه الألبانيّ .
32. عَن عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَاْلَ : قَاْلَ ليَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - : ( اقْرَأْ عَلَيَّ قلتُ يارَسُولَ اللَّهِ آقْرَأُ عَلَيْكَ وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ قال نعم فَقَرَأْتُ سُورَةَ النِّسَاءِ حتى أَتَيْتُ إلى هذه الْآيَةِ فَكَيْفَ إذا جِئْنَا من كل أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ على هَؤُلَاءِ شَهِيدًا قال : حَسْبُكَ الْآنَ فَالْتَفَتُّ إليه فإذا عَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ ) رواه البخاري ( 4763 ) .
33. عَن عَبْدِ اللَّهِ بن عَمْرِو بنِ الْعَاصِ - رضي الله عنه - قَاْلَ : قَاْلَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : ( لَا يَفْقَهُ من قَرَأَ الْقُرْآنَ في أَقَلَّ من ثَلَاثٍ ) "صحيح " رواه أبو داود (1394) وصححه الألبانيّ .(1/10)
34. عَن أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَاْلَ : قَاْلَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : ( أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ إِذَاْ رَجَعَ إِلَى أَهْلِهِ أَن يَجِدَ فِيهِ ثَلاَثَ خَلفَاتٍ عِظَامٍ سِمَانٍ ؟ قُلْنَا : نَعَمْ . قَاْلَ : فَثَلاَثُ آيَاتٍ يَقْرَأُ بِهَا أَحَدُكُمْ في صَلاَتِهِ ، خَيْرٌ لَهُ مِن ثَلاَثِ خَلفَاتٍ عِظَامٍ سِمَانٍ ) رواه مسلم (802) .
- الخَلفَاتُ : هِيَ الإِبِلُ الْحَوَامِلُ إِلَى أَنْ يَمْضِيَ عَلَيْهَا نِصْفُ أَمَدِهَا ، ثُمَّ هِيَ عِشَارٌ .
35. عَن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بِنِ شِبْلِ الأَنْصَارِيِّ - رضي الله عنه - أنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَاْلَ : ( اقْرَأُواْ الْقُرآنَ وَاعْمَلُواْ بِهِ ، وَلاَ تَجْفُواْ عَنْهُ ، وَلاَ تَغْلُواْ فِيهِ ، وَلاَ تَأْكُلُواْ بِهِ ، وَلاَ تَسْتَكْثِرُواْ بِهِ ) " صحيح " رواه الإمام أحمد (15568) .
36. عَن عمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ - رضي الله عنه - : أَنَّهُ مَرَّ عَلَى قَاصٍّ يَقْرَأُ ثُمَّ سَأَلَ ، فَاسْتَرْجَعَ ثُمَّ قَاْلَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : ( مَن قَرَأَ الْقُرآنَ فَلْيَسْأَلِ اللهَ تَعَالَى بِهِ ، فَإِنَّهُ سَيَجِيءُ أَقْوَامٌ يَقْرَأُونَ الْقُرآنَ يَسْأَلُونَ بِهِ النَّاسَ ) "حسن " رواه الترمذيّ (2917) .
37. عَن أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَاْلَ : قَاْلَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : ( لَيْسَ مِنَّا مَن لَم يَتَغَنَّ بِالْقُرآنِ ) رواه البخاريّ (7089) .
- قَاْلَ ابْنُ حَجَرَ رَحِمَهُ اللهُ في الْفَتْحِ : ( يُحَسِّنُ بِهِ صَوْتَهُ جَاهِرَاً بِهِ عَلَى سَبِيلِ التَّحَزُّنِ ، مُسْتَغْنِيَاً بِهِ عَن غَيْرِهِ مِنَ الأَخْبَارِ ، طَالِبَاً بِهِ غِنَى النَّفْسِ ، رَاجِيَاً بِهِ غِنَى الْيَدِ ) .(1/11)
38. وَعَنْهُ أَيْضَاً - رضي الله عنه - أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : ( مَا أَذِنَ اللهُ لِشَيءٍ .. مَا أَذِنَ لِنَبِيٍّ حَسَنِ الصَّوْتِ يَتَغَنَّى بِالْقُرآنِ يَجْهَرُ بِهِ ) رواه مسلم (792) .
- مَا أَذِنَ : مَا اسْتَمَعَ .
39. وَعَنْهُ أَيْضَاً - رضي الله عنه - قَاْلَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : ( إِنَّ أَوَّلَ النَّاسِ يُقْضَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَيْهِ ، رَجُلٌ اسْتُشْهِدَ فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا ، قَاْلَ : فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا ؟ قَاْلَ : قَاتَلْتُ فِيكَ حَتَّى اسْتُشْهِدْتُّ . قَاْلَ : كَذَبْتَ ، وَلَكِنَّكَ قَاتَلْتَ لأَن يُقَالَ جَرِيءٌ فَقَد قِيلَ . ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ في النَّارِ ، وَ رَجُلٌ تَعَلَّمَ الْعِلْمَ وَعَلَّمَهُ وَقَرَأَ الْقُرآنَ ، فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا، قَاْلَ : فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَاْلَ : تَعَلَّمْتُ الْعِلْمَ وَعَلَّمْتُهُ وَقَرَأْتُ فِيكَ الْقُرآنَ . قَاْلَ: كَذَبْتَ ، وَلَكِنَّكَ تَعَلَّمْتَ الْعِلْمَ لِيُقَالَ عَالِمٌ وَقَرَأْتَ الْقُرآنَ لِيُقَالَ هُوَ قَارِيءٌ فَقَد قِيلَ. ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ في النَّارِ ، وَ رَجُلٌ وَسَّعَ اللهُ عَلَيْهِ وَأَعْطَاهُ مِن أَصْنَافِ المَالِ كُلِّهِ فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا ، قَاْلَ : فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَاْلَ : مَا تَرَكْتُ مِن سَبِيلٍ تُحِبُّ أَن يُنْفَقَ فِيهَا إِلاَّ أَنْفَقْتُ فِيهَا لَكَ . قَاْلَ : كَذَبْتَ ، وَلَكِنَّكَ فَعَلْتَ لِيُقَالَ هُوَ جَوَادٌ فَقَد قِيلَ . ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ ثُمَّ أُلْقِيَ في النَّارِ ) رواه مسلم (1905) .(1/12)
40. عَن أَبِي رُقَيَّةَ تِمِيمِ بْنِ أَوْسٍ الدَّارِيِّ - رضي الله عنه - قَاْلَ : قَاْلَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : ( الدِّينُ النَّصِيحَةُ . قُلْنَا : لمَن ؟ قَاْلَ : للهِ ، وَلِكِتَابِهِ ، وَلِرَسُولِهِ ، وَلأَئِمَّةِ المُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ ) رواه مسلم (55) .
تمّ جمع الأربعين .. بفضل الله المعين
والله أعلى وأعلم ، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه محمد وعلى آله وصحبه ومن اقتفى أثره إلى يوم الدين ، والحمد لله ربّ العالمين .(1/13)