بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد واله وسلم
أخبرني الشيخ الإمام العالم الحافظ شرف الدين أبو محمد عبدالمؤمن بن خلف ابن أبي الحسن الدمياطي بقراءتي عليه عرضا بأصل سماعه قلت له قرأت على الشيخ أبي محمد النفيس بن سعيد بن نجم بن الحمود الداقزي ببغدادأخبرك أبوالفتح عبيد الله بن عبد الله بن محمد بن نجا بن شانيل الدباس قراءة عليه وأنت تسمع في يوم الأربعاء الثاني عشر من رجب سنة خمس و سبعين وخمس مئة فأقربه وقال نعم
قال أنا أبوالحسن علي بن محمد بن علي بن العلاف المقرئ الحاجب قال أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر بن حفص المقرئ المعروف بالحمامي قال أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين بن عبد الله الاجري بمكة قال
الحمد لله على جميل إحسانه ودوام نعمه حمد من يعلم أن مولاه الكريم يحب الحمد فله الحمد على كل حال وصلى الله على النبي محمد وسلم وعلى آله أجمعين وبالله أستعين وحسبي الله ونعم الوكيل (1/27)
أما بعد فإن الله جل ذكره وتقدست أسماؤه خلق الخلق كما أراد لما أراد فجعلهم شقيا وسعيدا فأما اهل الشقوة فكفروا بالله العظيم وعبدوا غيره وعصوا رسوله وجحدوا كتبه فأماتهم على ذلك فهم في قبورهم يعذبون وفي القيامة عن النظر إلى الله محجوبون وإلى جهنم وارادون وفي أنواع العذاب يتقلبون وللشياطين مقارنون وهم فيها أبدا خالدون
وأما أهل السعادة فهم الذين سبقت لهم من الله الحسنى فآمنوا بالله وحده ولم يشركوا به شيئا وصدقوا القول بالعمل فأماتهم الله على ذلك فهم في قبورهم ينعمون وعند المحشر ينشرون وفي الموقف إلى الله عز و جل بأعينهم ينظرون وإلى الجنة بعد ذلك وافدون وفي نعيمها يتفكهون وللحور العين يعانقون والولدان لهم يخدمون وفي جوار مولاهم الكريم أبدا خالدون ولربهم عز و جل في داره زائرون وبالنظر إلى وجهه الكريم يتلذذون وله مكلمون وبالتحية لهم من الله عز و جل والسلام منه عليهم يكرمون ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم
قال محمد بن الحسين فإن اعترض جاهل ممن لا علم له أو بعض هؤلاء الجهمية الذين لم يوفقوا للرشاد ولعب بهم الشيطان وحرموا التوفيق
فقال والمؤمنون يرون الله عز و جل يوم القيامة
قيل له نعم والحمد لله على ذلك
فإن قال الجهمي أنا لا أؤمن بهذا
قيل له كفرت بالله العظيم
فإن قال وما الحجة
قيل له لأنك رددت القرآن والسنة وقول الصحابة وقول علماء المسلمين واتبعت غير سبيل المؤمنين وكنت ممن قال الله عز و جل فيهم (1/28)
ومن يشاقق الله والرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا النساء 115
فأما نص القرآن وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة القيامة 22 - 23 وقال عز و جل وقد أخبرنا عن الكفار أنهم حجوبون عن رؤيته فقال جل ذكره كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ثم إنهم لصالوا الجحيم ثم يقال هذا الذي كنتم به تكذبون المطففين 15 17 فدل بهذه الآية أن المؤمنين ينظرون إلى الله عز و جل وأنهم غير محجوبين عن رؤيته كرامة منه لهم وقال عز و جل للذين أحسنوا الحسنى وزيادة يونس 26 وهو النظر إلى وجه الله عز و جل وقال تعالى وكان بالمؤمنين رحيما تحيتهم يوم يلقونه سلام وأعد لهم أجرا كريما الاحزاب 43 44
واعلم رحمك الله إن عند أهل اللغة أن اللقاء لا يكون إلا معاينة يراهم الله عز و جل ويرونه ويسلم عليهم ويكلمهم ويكلمونه
قال محمد بن الحسين وقد قال الله عز و جل لنبيه ص - لتبين للناس ما نزل إليهم لعلهم يتفكرون النحل 44 فكان مما بينه لأمته ص - في هذه الآيات أنه أعلمهم في غير حديث أنكم ترون ربكم عز و جل ورواه عنه جماعة من صحابته رضي الله عنهم وقبلها العلماء عنهم أحسن القبول كما قبلوا عنهم علم الطهارة والصلاة والزكاة والصيام والحج والجهاد (1/29)
وعلم الحلال والحرام كذا قبلوا منهم الأخبار أن المؤمنين يرون الله عز و جل لا يشكون في ذلك ثم قالوا
من رد هذه الأخبار فقد كفر
1 - // إسناده رجاله ثقات حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري حدثنا مضر القاري حدثنا عبد الواحد بن زيد قال سمعت الحسن يقول
لو علم العابدون أنهم لا يرون ربهم عز و جل لذابت أنفسهم في الدنيا
2 - حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد العطشي حدثنا أبو حفص عمر بن مدرك القاص حدثنا مكي بن إبراهيم ثنا هشام بن حسان
عن الحسن قال إن الله عز و جل ليتجلى لأهل الجنة فإذا رآه أهل الجنة نسوا نعيم الجنة
3 - حدثنا أبو بكر عن ابي داود ثنا يوسف بن موسى القطان حدثنا جرير بن عبد الحميد عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحارث
عن كعب الأحبار قال ما نظر الله عز و جل إلى الجنة قط إلا قال طيبي لأهلك فزادت ضعفا على ما كانت حتى يأتيها أهلها وما من يوم (1/30)
كان لهم عيدا في الدنيا إلا يخرجون في مقداره في رياض الجنة فيبرز لهم الرب عز و جل فينظرون إليه وتسفي عليهم الريح بالمسك الطيب ولا يسألون ربهم عز و جل شيئا الله أعطاهم حتى يرجعوا وقد ازدادوا على ما كانوا عليه من الحسن والجمال سبعين ضعفا ثم يرجعون إلى أزواجهم وقد ازدادوا مثل ذلك // إسناده صحيح رجاله ثقات
4 - حدثنا أبو بكر بن أبي داود حدثنا أحمد بن صالح المصري حدثنا عبد الله بن وهب قال قال مالك بن أنس رحمه الله الناس ينظرون إلى الله عز و جل يوم القيامة بأعينهم
5 - حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبد الحميد الواسطي حدثنا عبد الوهاب الوراق قال
قلت للأسود بن سالم هذه الآثار التي تروى في معنى النظر إلى وجه الله عز و جل ونحوها من الأخبار فقال نحلف عليها بالطلاق والمشي قال عبد الوهاب معناه تصديقا بها رجاله ثقات (1/31)
6 - حدثنا أبو حفص عمر بن أيوب السقطي حدثنا محمد بن سليمان لوين قال
قيل لسفيان بن عينية هذه الأحاديث التي تروى في الرؤية فقال حق على ما سمعناها مما نثق به // رجاله ثقات
7 - حدثنا أبو الفضل جعفر بن محمد الصندلي حدثنا الفضل بن زياد قال
سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل وبلغه عن رجل أنه قال إن الله عز و جل لا يرى في الآخرة فغضب غضبا شديدا ثم قال من قال إن الله عز و جل لا يرى من الآخرة فقد كفر عليه لعنة الله وغضبه من كان من الناس أليس الله عز و جل قال وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة وقال عز و جل كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون المطففين 15 هذا دليل على أن المؤمنين يرون الله عز و جل // إسناده صحيح
8 - حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي حدثنا حنبل بن إسحاق بن حنبل قال سمعت أبا عبد الله يقول
قالت الجهمية إن الله عز و جل لا يرى في الآخرة وقال الله عز و جل كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون فلا يكون هذا إلا أن الله عز و جل يرى وقال عز و جل وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة فهذا النظر إلى الله عز و جل والأحاديث التي رويت عن النبي ص - إنكم (1/32)
ترون ربكم برواية صحيحة وأسانيد غير مدفوعة والقرآن شاهد إن الله عز و جل يرى في الآخرة // إسناده صحيح -
9 - حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبد الحميد الواسطي حدثنا محمد بن يحيى بن عبد الكريم الأزدي حدثنا علي بن الحسن بن شقيق قال
سمعت عبد الله بن المبارك يقول إنا لنحكي كلام اليهود والنصارى ولا نستطيع أن نحكي كلام الجهمية // إسناده صحيح (1/33)
10 - حدثنا أبو عبد الله محمد بن مخلد العطار حدثنا أبو داود السجستاني قال
سمعت أحمد يعني ابن حنبل وذكر له شيء في الرؤية فغضب وقال من قال إن الله عز و جل لا يرى في الآخرة فهو كافر // رجاله حفاظ ثقات
11 - حدثنا أبو مزاحم موسى بن عبيد الله بن يحيى بن خاقان حدثنا العباس بن محمد الدوري قال سمعت أبا عبيد القاسم بن سلام يقول وذكر عنده هذه الأحاديث في الرؤية فقال هذه عندنا حق نقلها الناس بعضهم عن بعض // إسناده صحيح
قال محمد بن الحسين فمن رغب عن ما كانوا عليه هؤلاء الأئمة الذين لا يستوحش من ذكرهم وخالف الكتاب و السنة ورضي بقول جهم وبشر المريسي وأشباههما فهو كافر
قال محمد بن الحسين وأما ما تأدى إلينا من التفسير في بعض ما تلوته مما حضرني ذكره فأنا أذكره ثم أذكر السنن الثابتة في النظر إلى الله عز و جل مما تقوى به قلوب أهل الحق وتقر به أعينهم وتذل به نفوس (1/34)
اهل الزيغ وتسخن به أعينهم في الدنيا والآخرة
12 - حدثنا أبو شعيب عبد الله بن الحسن الحراني حدثنا محمد بن حاتم أخبرنا علي بن عاصم قال أخبرني موسى بن عبيدة الربذي عن محمد بن كعب القرظي في قول الله عز و جل وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة قال نضر الله تلك الوجوه وحسنها للنظر إليه // إسناده حسن
13 - حدثنا أبو بكر بن أبي داود حدثنا محمد بن يحيى بن عثمان حدثنا أبو سمرة حدثنا علي بن ثابت عن موسى بن عبيدة عن محمد بن كعب في قول الله عز و جل وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة قال نضرها للنظر إليه // في إسناده من لم أجد له ترجمة
14 - وحدثنا أبو بكر بن أبي داود حدثنا يعقوب بن سفيان وداود بن سليمان الدقاق أن أبا نعيم الفضل بن دكين حدثهم عن سلمة بن سابور عن عطية عن ابن عباس في قول الله عز و جل وجوه يومئذ ناضرة يعني حسنها إلى ربها ناظرة قال نظرت إلى الخالق عز و جل // إسناده ضعيف
15 - وحدثنا أبو بكر بن أبي داود حدثنا محمد بن عبد الملك وعبد الله بن محمد ابن خلاد قالا حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا مبارك عن الحسن في قول الله عز و جل وجوه يومئذ ناضرة قال النضرة الحسن إلى ربها ناظرة قال نظرت إلى ربها عز و جل فنضرت لنوره (1/35)
16 - حدثنا عمر بن أيوب السقطي حدثنا الحسن بن الصباح حدثنا علي بن الحسن بن شقيق حدثنا الحسين بن واقد أخبرنا يزيد النحوي عن عكرمة في قول الله عز و جل وجوه يومئذ ناضرة قال من النعميم إلى ربها ناظرة قال تنظر إلى ربها عز و جل نظرا // إسناده جيد
17 - حدثنا أبو بكر بن أبي داود حدثنا محمد بن منصور حدثنا علي بن الحسن ابن شقيق حدثنا الحسين بن واقد عن يزيد النحوي عن عكرمة في قول الله عز و جل وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة قال تنظر إلى الله عز و جل نظرا // إسناده جيد
18 - حدثنا أبو بكر بن أبي داود حدثنا أحمد بن الأزهر حدثنا إبراهيم بن الحكم حدثنا أبي عن عكرمة قال قيل لابن عباس كل من دخل الجنة يرى الله عز و جل قال نعم // إسناده ضعيف (1/36)
19 - حدثنا أبو شعيب عبد الله بن الحسن الحراني حدثنا علي بن عبد الله المديني حدثنا حماد بن سلمة قال حدثني زكريا عن أبي اسحاق عن عامر بن سعد البجلي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه في قول الله عز و جل للذين أحسنوا الحسنى وزيادة قال النظر إلى وجه الله عز و جل
20 - وحدثنا جعفر بن محمد الصندلي حدثنا زهير بن محمد المروزي حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن عامر بن سعد عن ابي بكر الصديق رضي الله عنه في قول الله عز و جل للذين أحسنوا الحسنى وزيادة قال الزيادة النظر إلى وجه الله عز و جل
21 - أخبرنا أبو جعفر محمد بن صالح بن ذريخ العكبري حدثنا هناد بن السري حدثنا وكيع عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن عامر بن سعد أبي بكر الصديق رضي الله عنه (1/37)
22 - وعن أبي إسحاق عن مسلم بن نذير عن حذيفة في قول الله عز و جل للذين أحسنوا الحسنى وزيادة قالا النظر إلى وجه الله عز و جل
قال محمد بن الحسين وأما السنن فإني سأذكر ما روى صحابي صحابي على الانفراد ليكون أوعى لمن سمعه وأراد حفظه إن شاء الله (1/38)
فمما روى جرير بن عبد الله البجلي
23 - حدثنا أبو جعفر أحمد بن يحيى الحلواني حدثنا محمد بن الصباح الدولابي حدثنا وكيع بن الجراح حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم
عن جرير بن عبد الله البجلي قال كنا جلوسا عند رسول الله ص - فنظر إلى القمر ليلة البدر فقال إنكم ستعرضون على ربكم عز و جل فترونه كما ترون هذا القمر لا تضارون في - رؤيته فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا // إسناده صحيح
24 - حدثنا أبو بكر بن أبي داود حدثنا أحمد بن سنان حدثنا يزيد بن هارون ويعلي ومحمد ابنا عبيد الطنافسي عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس ابن أبي حازم
عن جرير بن عبد الله البجلي قال كنا عند رسول الله ص (1/39)
- ليلة البدر فقال إنكم راؤون ربكم عز و جل كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته فإن استطعتم أن لا - تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها // إسناده صحيح
25 - وحدثنا أبو بكر بن أبي داود حدثنا محمد بن معمر حدثنا روح بن عبادة حدثنا شعبة قال سمعت إسماعيل بن أبي خالد قال سمعت قيس بن أبي حازم قال
سمعتت جريرا قال كنا مع رسول الله ليلة البدر فقال إنكم سترون ربكم عز و جل كما ترون هذا القمر لا تضامون رؤيته حافظوا على هاتين الصلاتين قبل طلوع الشمس وقبل الغروب وقرأ هاتين الآيتين وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب ق39 (1/40)
26 - وحدثنا أبو بكر بن أبي داود أيضا حدثنا عبده بن عبد الله حدثنا حسين الجعفي عن زائدة يعني ابن قدامة عن بيان بن بشر عن قيس بن أبي
حازم حدثنا جرير بن عبد الله قال خرج علينا رسول الله ص - ليلة البدر (1/41)
قال ونظر إلى القمر فقال إنكم ترون ربكم عز و جل يوم القيامة كما ترون هذا القمر لا تضامون - في رؤيته // إسناده صحيح (1/42)
ومما روى أبو هريرة
27 - حدثنا جعفر بن محمد الفريابي حدثنا محمد بن أبي عمر المكي حدثنا سفيان بن عيينة عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه
عن أبي هريرة قال قالوا يا رسول الله هل نرى ربنا عز و جل يوم القيامة قال هل تضارون في رؤية الشمس في الظهيرة ليست في سحابة قالوا لا قال فهل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر ليس في سحابة قالوا لا قال فوالذي نفسي بيده لا تضارون في رؤية ربكم عز و جل إلا كما تضارون في رؤية أحدهما // إسناده صحيح
28 - حدثنا أبو الفضل جعفر بن محمد الصندلي حدثنا زهير بن محمد المروزي أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن عطاء بن يزيد
عن أبي هريرة قال قال الناس يا رسول الله هل نرى ربنا عز و جل يوم القيامة فقال النبي ص (1/43)
- نعم هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب قالوا لا يا رسول الله قال هل تضارون في القمر ليلة البدر - ليس دونه سحاب قالوا لا يا رسول الله قال فإنكم ترون ربكم عز و جل يوم القيامةكذلك // إسناده صحيح
29 - حدثنا أبو بكر بن أبي داود حدثنا محمد بن عوف حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب يعني ابن أبي حمزة عن الزهري قال أخبرني سعيد بن المسيب وعطاء بن يزيد الليثي
أن أبا هريرة أخبره أن الناس قالوا للنبي ص - يا رسول الله هل نرى ربنا عز و جل فقال النبي ص - هل تضارون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب قالوا لا يا رسول الله قال فهل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب قالوا لا يا رسول الله قال فإنكم ترونه كذلك يحشر الناس يوم القيامة فيقال من كان يعبد شيئا فليتبعه فمنهم من يتبع الشمس ومنهم من يتبع القمر ومنهم من يتبع الطواغيت وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها فيأتيهم الله عز و جل في غير صورته فيقول أنا ربكم فيقولون نعوذ بالله منك هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا عز و جل فإذا جاء ربنا عز و جل عرفناه فيأتيهم الله عز و جل في صورته التي يعرفون فيقول أنا ربكم فيقولون أنت ربنا ويضرب الصراط بين ظهراني جهنم وذكر الحديث // إسناده صحيح (1/44)
30 - أخبرنا الفريابي حدثنا محمد بن عبيد بن حساب حدثنا محمد بن ثور عن معمر عن الزهري عن عطا بن يزيد الليثي
عن أبي هريرة قال قال الناس يا رسول الله هل نرى ربنا عز و جل يوم القيامة فقال النبي ص - هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب قالوا لا يا رسول الله قال هل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب قالوا لا يا رسول الله قال فإنكم ترونه عز و جل يوم القيامة كذلك يجمع الله عز و جل الناس فذكر الحديث حتى إذا فرغ الله عز و جل من القضاء بين العباد وأراد أن يخرج من النار من أراد ممن كان يشهد أن لا إله إلا الله أمر الملائكة أن يخرجوهم فيعرفونهم بعلامات اثر السجود وحرم الله عز و جل على النار أن تأكل من ابن آدم اثر السجود فذكر آخر من يدخل الجنة فإذا رجل قيل له تمن من كذا فيتمنى ثم يقال تمن من كذا فيتمنى حتى تنقطع به الأماني فيقال له هذا لك ومثله معه قال أبو سعيد الخدري سمعت رسول الله ص - يقول وعشرة أمثاله قال أبو هريرة فذلك الرجل آخر أهل الجنة دخولا // إسناده صحيح (1/45)
31 - حدثنا أبو بكر بن داود حدثنا محمد بن مصفى حدثنا سويد بن عبد العزيز حدثنا الأوزاعي عن حسان بن عطية عن سعيد بن المسيب قال
لقيني أبو هريرة فقال أسأل الله أن يجمع بيني وبينك في سوق الجنة قلت وفيها سوق قال نعم أخبرني رسول الله ص - أن أهل الجنة إذا دخلوها نزلوا بفضل أعمالهم فيؤذن لهم في مقدار يوم الجمعة من أيام الدنيا فيزورون الله عز - وجل فيبرز الله عز و جل لهم عرشه ويتبدى لهم في روضة من رياض الجنة وتوضع لهم منابر من نور ومنابر من لؤلؤ ومنابر من ياقوت ومنابر من ذهب ومنابر من فضة ويجلس أدناهم وما فيهم دنيء على كثبان المسك والكافور وما يرون أصحاب الكراسي بأفضل منهم مجلسا
قال أبو هريرة قلت يا رسول الله هل نرى ربنا عز و جل قال نعم هل تمارون في رؤية الشمس والقمر ليلة البدر قلنا لا قال فكذلك لا تمارون في رؤية ربكم عز و جل قال وحتى ذكر كلمة يقول للرجل منهم يا فلان تذكر يوم عملت كذا يذكره ببعض غدراته في الدنيا فيقول يا رب أفلم تغفر لي فيقول فسبعة مغفرتي بلغت منزلتك هذه فبيناهم على ذلك إذ غشيتهم سحابة من فوقهم فأمطرت طيبا لم يجدوا مثل ريحه شيئا قط ثم يقول الرب عز و جل قوموا إلى ما أعددت لكم من الكرامة فيأتون سوقا قد حفت به الملائكة فيه مالم تنظر العيون الى مثله ولم تسمع الآذان ولم يخطر على القلوب فنحمل ويحمل لنا ما شئنا ليس يباع فيه شيء ولا يشترى وفي ذلك السوق يلقى أهل الجنة بعضهم بعضا فيلقى الرجل ذو المنزلة المرتفعة من هو دونه فيروعه ما يرى عليه من اللباس فما ينقضي حسن حديثه حتى يتمثل عليه أحسن من ذلك وذلك أنه لا ينبغي لأحد أن يحزن فيها ثم ننصرف ألى (1/46)
منازلنا فنلقى أزواجنا فيقلن مرحبا وأهلا بحبنا لقد جئت وإن بك من الجمال والطيب أكثر مما فارقتنا عليه فيقول إنما جالسنا اليوم ربنا الجبار تبارك وتعالى فبحقنا أن ننقلب بمثل ما انقلبنا به // إسناده صحيح قال محمد بن الحسين ولحديث أبي هريرة طرقا اكتفينا منها بما ذكرنا (1/47)
ومما روى أبو سعيد الخدري
32 - حدثنا أبو بكر بن أبي داود حدثنا عيسى بن حماد زغبه أخبرنا الليث بن سعد عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار
عن أبي سعيد الخدري قال قلنا يا رسول الله أنرى ربنا عز و جل فقال رسول الله ص - هل تضارون في رؤية الشمس إذا كان يوم صحو قلنا لا قال فهل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر أو - قال صحوا قلنا لا قال فإنكم لا تضارون في رؤية ربكم عز و جل يومئذ كما لا تضارون في رؤيتهما // إسناده صحيح
33 - وحدثنا أبو بكر بن أبي داود حدثنا عمي يعني محمد بن الأشعث وعبد الله بن محمد بن النعمان قالا حدثنا ابن الأصبهاني أخبرنا عبد (1/48)
الله بن إدريس عن الأعمش عن أبي صالح
عن أبي سعيد قال قلنا يا رسول الله أنرى ربنا عز و جل فقال هل تضارون في رؤية الشمس في الظهيرة في غير سحاب قلنا لا قال فهل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر في غير سحاب قلنا لا قال فإنكم لا تضارون في رؤيته إلا كما تضارون في رؤيتهما // إسناده صحيح (1/49)
ومما روى صهيب
34 - حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبد الحميد الواسطي حدثنا عبد الوهاب بن عبد الحكم الوراق حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني قال حدثنا عبد الرحمن بن أبي ليلى
عن صهيب قال قال رسول الله ص - إن أهل الجنة إذا دخلوا الجنة نودوا أن يا أهل الجنة إن لكم عند الله عز و جل موعدا لم تروه قالوا وما هو ألم يبيض وجوهنا ويزحزحنا عن النار ويدخلنا الجنة قال فيكشف الحجاب فينظرون إليه تبارك وتعالى فوالله ما أعطاهم الله عز و جل شيئا أحب أليهم منه ثم تلى رسول الله ص - للذين أحسنوا الحسنى وزيادة يونس 26 // إسناده صحيح (1/50)
حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن عبد الرحمن بن أبي ليلى
عن صهيب قال إن رسول الله ص - قرأ للذين أحسنوا الحسنى وزيادة قال إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار نادى مناد يا أهل الجنة - أن لكم عند الله عز و جل موعدا يريد أن ينجزكموه فيقولون ما هو ألم يثقل الله عز و جل موازيننا ويبيض وجوهنا ويدخلنا الجنة ويجرنا من النار فيكشف الحجاب فينظرون إليه قال فوالله ما أعطاهم الله عز و جل شيئا أحب إليهم من النظر إليه عز و جل وهي الزيادة // إسناده صحيح
36 - وحدثنا أبو بكر بن أبي داود حدثنا يونس بن حبيب حدثنا أبو داود الطيالسي حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن عبد الرحمن بن ابي ليلى
عن صهيب أن النبي ص (1/51)
- قال إذا دخل أهل الجنة الجنة نادى مناد يا أهل الجنة إن لكم عند الله تبارك وتعالى موعدا فيقولون ما - هو أليس قد بيض وجوهنا وثقل موازيننا وأدخلنا الجنة فيقال إن لكم عند الله موعدا قال فيتجلى لهم عز و جل فينظرون إليه // إسناده صحيح (1/52)
ومما روى أبو رزين العقيلي
37 - حدثنا أبو الفضل جعفر بن محمد الصندلي حدثنا زهير بن محمد المروزي أخبرنا علي بن عثمان اللاحقي حدثنا حماد بن سلمة أخبرنا يعلي بن عطاء عن وكيع بن عدس
عن أبي رزين العقيلي قال قلت يا رسول الله أكلنا يرى ربه عز و جل يوم القيامة وما آية ذلك في خلقه قال يا أبا رزين أليس كلكم يرى القمر مخليا به قلت بلى قال فالله اعظم قلت يا رسول الله فكيف يحيى الله الموتى وما آيته في خلقه قال أبا رزين أما مررت بوادي أهلك محلا ثم مررت به يهتز خضرا ثم مررت به محلا ثم مررت به يهتز خضرا قال قلت بلى قال فكذلك يحيى الله تبارك وتعالى الموتى وذلك آيته في خلقه // رجاله ثقات (1/53)
38 - وحدثنا أبو بكر بن أبي داود حدثنا يونس بن حبيب حدثنا أبو داود
يعني الطيالسي حدثنا حماد بن سلمة عن يعلي بن عطاء عن وكيع بن عدس عن أبي رزين قال قلنا يا رسول الله كلنا يرى ربه عز و جل يوم القيامة قال نعم قلت وما آية ذلك في خلقه قال أليس كلكم يرى القمر مخليا به قلت بلى قال فالله أعظم // إسناده كسابقه (1/54)
ومما روى أبو موسى الأشعري
39 - حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي حدثنا هديه بن خالد حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن عمارة القرشي عن أبي بردة بن أبي موسى قال
وفدت إلى الوليد بن عبد الملك وكان الذي يعمل في حوائجي عمر بن عبد العزيز رحمه الله فلما قضيت حوائجي أتيته فودعته وسلمت عليه ثم مضيت فذكرت حديثا حدثني به أبي سمعه من رسول الله ص - فأحببت أن أحدثه به لما أولاني في قضاء حوائجي فرجعت إليه فلما رآني قال لقد رد الشيخ حاجة فلما قربت منه قال ما ردك أليس قد قضيت حوائجك قلت بلى ولكن حديثا سمعته من أبي سمعه من رسول الله ص - فأحببت أن أحدثك به لما أوليتني قال وما هو قلت حدثني أبي قال سمعت رسول الله ص - يقول إذا كان يوم القيامة مثل لكل قوم ما كانوا يعبدون في الدنيا فيذهب كل قوم إلى ما كانوا يعبدون في الدنيا ويبقى أهل التوحيد فيقال لهم ما تنتظرون وقد ذهب الناس فيقولون إن لنا ربا كنا نعبده في الدنيا لم نره قال وتعرفونه إذا رأيتموه فيقولون نعم فيقال لهم وكيف تعرفونه ولم تروه قالوا إنه لا شبه له فيكشف لهم الحجاب فينظرون إلى الله عز و جل فيخرون له سجدا ويبقى قوم في ظهورهم (1/55)
مثل صياصي البقر فيريدون السجود فلا يستطيعون فذلك قوله عز و جل يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون القلم 42 فيقول الله عز و جل ارفعوا رؤوسكم قد جعلت بدل كل رجل منكم رجلا من اليهود والنصارى في النار فقال عمر بن عبد العزيز الله الذي لا إله إلا هو لحدثك أبوك هذا الحديث سمعه من رسول الله ص - فحلف له لاثلاثة أيمان على ذلك فقال عمر بن عبد العزيز رحمه الله ما سمعت في أهل التوحيد حديثا هو أحب إلي من هذا // إسناده صعيف جدا
40 - حدثنا أبو الفضل جعفر بن محمد الصندلي أخبرنا زهير بن محمد المروزي حدثنا الحسن بن موسى حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن عمارة القرشي عن أبي بردة
عن ابي موسى قال قال رسول الله ص - يجمع الله عز و جل الأمم يوم القيامة في صعيد واحد فإذا بدأ له أن يصدع بين خلقه يمثل لكل قوم - ما كانوا يعبدون فيتبعونهم حتى يقحموهم النار ثم يأتينا ربنا عز و جل ونحن على مكان رفيع فيقول من أنتم فنقول المسلمون فيقول ما تنتظرون فيقولون ننتظر ربنا عز و جل فيقول هل تعرفونه إذا رأيتموه فيقولون نعم فيقول كيف تعرفونه ولم تروه فيقولون إنه لا عدل له فيتجلى لهم ضاحكا فيقول (1/56)
أبشروا معاشر المسلمين فإنه ليس منكم أحد إلا قد جعلت مكانه في النار يهوديا أو نصرانيا // إسناده كسابقه
41 - حدثنا أبو بكر بن أبي داود حدثنا الحسن بن يحيى بن كثير العنبري قال حدثني أبي يحيى بن كثير حدثنا المعتمر بن سليمان عن أبيه عن أسلم العجلي عن أبي مراية
عن أبي موسى الأشعري عن النبي ص (1/57)
- قال بينما هو يعلمهم شيئا من أمر دينهم إذ شخصت أبصارهم فقال ما أشخص أبصاركم عني قالوا نظرنا إلى القمر - قال فكيف بكم إذا رأيتم الله جهرة (1/58)
ومما روى عبد الله بن مسعود
42 - حدثنا أبو عبد الله أحمد بن أبي عوف البزوري حدثنا وهب بن بقية الواسطي أخبرنامحمد بن الحسن المدني عن عبد الأعلى بن أبي المساور عن المنهال بن عمرو عن قيس بن سكن وأبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود كلاهما
عن عبدالله بن مسعود قال قال رسول الله ص - إن الله تبارك وتعالى يجمع الأمم فينزل عز و جل من عرشه إلى كرسيه وكرسيه وسع السموات والأرض فيقول لهم أترضون أن تتولى كل أمة منكم ما تولوا في الدنيا فيقولون نعم فيقول الله عز و جل أعدل ذلك من ربكم قال فيقولون نعم قال فيمثلون لهم من كان يعبد شمسا مثلت له ومن كان يعبد القمر مثل له القمر ومن كان يعبد النار مثلت له (1/60)
ومن كان يعبد صنما مثل له ومن كان يعبد عيسى مثل له عيسى ومن كان يعبد عزيرا مثل له عزير ثم يقال ليتبع كل أمة منكم ما تولوا في الدنيا حتى يوردوهم النار قال ثم قرأ ثم نقول للذين أشركوا مكانكم أنتم وشركاؤكم فزيلنا بينهم وقال شركاؤهم ما كنتم إيانا تعبدون فكفى بالله شهيدا بيننا وبينكم إن كنا عن عبادتكم لغافلين يونس 28 29 وتبقى أمة محمد ص - فيقال لهم ما تنتظرون قالوا إن لنا ربا لم نره بعد فيقال لهم أتعرفونه إذا رأيتموه فيقولون بيننا وبينه علامة قال فذلك حين يكشف عن ساق ويخرون له سجودا طويلا قال ويبقى قوم ظهورهم كصياصي البقر يريدون السجود فلا يستطيعون قال فيقال لهم ارفعوا رؤوسكم وخذوا نوركم على قدر أعمالكم قال فمنهم من يأخذه مثل الجبل ومنهم من يأخذه مثل البعير ومنهم من يأخذه مثل الفرس ومنهم من يأخذ بيمينه ومنهم من يأخذه على طرف قدميه يضيء له مرة ويطفأ مرة قال ويأخذ الرب عز و جل الصراط وهو دحض مزلة مثل حد السيف ومحمد ص - على أثره ويقول رب سلم سلم وتتبعه أمته ويضرب السور بينهم وبين الذين لا يستطيعون السجود فينادونهم ألم - نكن معكم قالوا بلى ولكنكم فتنتم أنفسكم وتربصتم وارتبتم وغرتكم الأماني حتى جاء أمر الله وغركم بالله الغرور إلى قوله عز و جل وبئس المصير الحديد - 14 15 قال فيمرون على الصراط على قدر أعمالهم فمنهم من يمر مثل الريح ومنهم من يمر مثل البرق ومنهم من يمر كعدو الفرس حتى آخر ذلك من يزحف على إسته تقع مرة رجلاه وتعلق يداه وتقع يداه وتعلق رجلاه وتستغيث منه النار حتى يتخلص ولم يكد فينتهي إلى باب الجنة وقد أغلق فيقول يا رب افتح لي هذا الباب فلا أسمع حسيس النار ولا أراها فيقول فلعلي إن فتحته لك أن تسلني ما هو أفضل منه قال لا وعزتك قال فيفتح له فترفع (1/61)
له شجرة ومنزلة يرى أن الذي كان فيه حلما من فضل ما يرى فيقول يا رب ارفعني إلى هذه المنزلة فيقول أليس قد أقسمت لي أن لا تسألني غيرها قال فيقول يا رب هذه المنزلة الواحدة قال فيقول فلعلي إن رفعتك إليها تسلني ما هو أفضل منها قال فيقول لا وعزتك قال ويعذره ربه تبارك وتعالى من فضل ما يرى لما حلف له ولا يبر قال فيرفع إليها قال ويرفع له منزلة أخرى أفضل منها فيقول هذه المنزلة ارفعني إليها قال فيقول أليس قد أقسمت الا تسألني غيرها قال فيقول يا رب هذه المنزلة الواحدة قال فيقول فلعلي إن رفعتك إليها أن تسألني ما هو افضل منها قال فيقول لا وعزتك قال فيرفع إليها أن تسألني ما هو أفضل منها قال فيقول لا وعزتك قال فيرفع إليها فيسكت قال فيقول له مالك لا تسألني قال فيقول يار رب استحييت مما سألتك ومما أقسمت ولا ابر فيقول له أرتضى أن أجمع لك مثل اول الدنيا إلى آخرها وأضعفها لك عشرة أضعاف قال فيقول أتستهزيء بي وأنت رب العالمين قال فيقول ما أستهزيء بك ولكني قادر أن أفعل ما شئت
قال قيس فلقد رأينا عبد الله بن مسعود ما بلغ هذا المكان إلا ضحك حتى يبدو آخر أضراسه فقلنا له يا أبا عبد الرحمن قد حدثتنا هذا الحديث مرارا كلما بلغت هذا المكان ضحكت حتى يبدو آخر ضرس لك قال
إني رأيت رسول الله ص - حدثنا بها مرارا كلما بلغ هذا المكان ضحك حتى يبدو آخر ضرس له قال فيصعد فيستقبله قهرمانه (1/62)
على قصره فإذا - رآه تهيأ للسجود فيقال له مالك فيقول ربي فيقال له ليس هذا بربك ولكنه قهرمانك على قصرك قال فيأتيه فيقول هذه مفاتيح قصرك ولم يفتح منذ خلق حتى جئت فينتهي إلى لؤلؤة مجوفة لها سبعون مصراعا أبوابها وأغلاقها ومفاتيحها منها قال فيدخل إلى قبة من ياقوتة خضراء مبطنة بحمراء أو حمراء مبطنة بخضراء فيها زوجته وفيها ما أعد له قال فيدخل فينتهي إلى حوراء عيناء يرى مخ ساقها من وراء سبعين حلة مرآته كبدها ومراتها كبده لا يعرض عنه إعراضه إلا زادت في عينه حسنا سبعين ضعفا قال ويقول لها لقد ازددت في عيني حسنا سبعين ضعفا // إسناده ضعيف جدا
43 - وحدثنا جعفر بن محمد الصندلي حدثنا زهير بن محمد حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا زائدة عن الأعمش عن المنهال عن قيس بن السكن عن أبي عبيدة
عن عبد الله قال إذا حشر الناس قاموا أربعين عاما وذكر نحوا من الحديث إلى آخره وزاد في آخره لما قال وكبدها مرآته قال (1/63)
وعليها سبعون حلة يرى مخ ساقها من ورائهن قال فهو يرى أقصى ملكه كما يرى أدناه بين كل قصرين مسيرة سنة // إسناده منقطع والحديث الأول مرفوع
وهذا موقوف (1/64)
ومما روى عبد الله بن عباس
44 - حدثنا أبو بكر بن أبي داود حدثنا عمي محمد بن الأشعث حدثنا حسين بن حسن قال حدثني أبي حسن عن الحسن عن عبد الله بن عباس عن النبي ص - قال إن أهل الجنة يزورون ربهم عز و جل في كل يوم جمعة في رمال الكافور وأقربهم منه مجلسا أسرعهم إليه - وأبكرهم غدوا // إسناده ضعيف (1/65)
ومما روى أنس بن مالك
45 - حدثنا أبو الحسن علي بن إسحاق بن زاطيا حدثنا عبد الأعلى بن حماد النرسي حدثنا عمر بن يونس حدثنا جهضم بن عبد الله قال حدثني أبو طيبة عن عثمان بن عمير
عن أنس بن مالك قال قال رسول الله ص - أتاني جبريل عليه السلام وفي كفه مرآة بيضاء فيها نكتة سوداء فقلت ما هذه يا جبريل فقال هذه الجمعة يعرضها - عليك ربك عز و جل ليكون لك عيدا ولقومك من بعدك وتكون أنت الأول وتكون اليهود والنصارى تبعا من بعدك قلت ما لنا فيها قال لكم فيها خير لكم فيها ساعة من دعا ربه عز و جل فيها بخير هو له قسم إلا أعطاه الله عز و جل أو ليس له قسم إلا دخر له ما هو أعظم منه أو تعود فيها من شر هو النكتة السوداء فيها قال هي الساعة تقوم في يوم الجمعة وهو سيد الأيام عندنا ونحن ندعوه في الآخرة يوم المزيد قال قلت ولم تدعونه يوم المزيد قال إن ربك عز و جل أعد في الجنة واديا أفيح من مسك أبيض فإذا كان يوم الجمعة نزل من عليين تعالى على كرسيه ثم حف الكرسي بمنابر من نور ثم جاء النبيون حتى يجلسوا عليها ثم يجيء أهل الجنة حتى يجلسوا على الكثيب ثم يتجلى لهم ربهم تبارك وتعالى فينظرون إلى وجهه عز و جل وهو يقول أنا الذي صدقتكم وعدي (1/66)
وأتممت عليكم نعمتي وهذا محل كرامتي فسلوني فيسألونه الرضا فيقول رضاي أحلكم داري وأنا لكم كرامتي فسلوني فيسألونه حتى تنتهي رغبتهم فيفتح لهم عند ذلك مالا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر إلى مقدار منصرف الناس من يوم الجمعة ثم يصعد عز و جل على كرسيه ويصعد معه الصديقون والشهداء ويرجع أهل الغرف إلى غرفهم درة بيضاء لا نظم فيها ولا فصل أو ياقوته حمراء أو زبرجدة خضراء فيها ثمارها فيها أزواجها وخدمها فليسوا إلى شيء أحوج منهم إلى يوم الجمعة ليزدادوا منه كرامة وليزدادوا نظرا إلى وجهه عز و جل ولذلك سمي يوم المزيد أو كما قال // حديث صحيح
46 - وحدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي حدثنا عبد الأعلى فذكر هذا الحديث بطوله إلى آخره // حديث صحيح
47 - وحدثنا أبو بكر بن أبي داود وذكر منه غير طريق عن أنس عن النبي ص - نحو ما ذكرناه وقال لنا ابن أبي داود أبو طيبة اسمه رجاء بن الحارث ثقة قال وعثمان بن عمير يكنى - أبا اليقظان (1/67)
ومما روى جابر بن عبد الله
48 - حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي حدثنا محمد ابن أبي الشوارب حدثنا أبو عاصم عبيد الله بن عبد الله العباداني حدثنا الفضل الرقاشي عن محمد بن المنكدر
عن جابر قال قال النبي ص - بينا أهل الجنة في نعيمهم إذ طلع لهم نور فرفعوا رؤوسهم فإذا الرب تبارك وتعالى قد أشرف عليهم من فوقهم - فقال السلام عليكم يا أهل الجنة فذلك قوله عز و جل سلام قولا من رب رحيم يس 58 فينظر إليهم وينظرون إليه فلا يلتفتون إلى شيء من النعيم ما داموا ينظرون إليه حتى يحتجب عنهم تبارك وتعالى ويبقى نوره وبركته عليهم وفي ديارهم (1/68)
49 - وحدثنا أبو القاسم أيضا حدثنا سويد بن سعيد حدثنا مروان بن معاوية عن الحكم بن أبي خالد عن الحسن
عن جابر بن عبد الله عن النبي ص - قال إذا دخل اهل الجنة الجنة جاءتهم خيول من ياقوت أحمر لها أجنحة لا تروث ولا تبول فيقعدون عليها ثم - طارت بهم في الجنة فيتجلى لهم الجبار عز و جل فإذا رأوه خروا سجدا فيقول لهم الجبار عز و جل ارفعوا رؤوسكم ليس هذا يوم عمل إنما هو يوم نعيم وكرامة فيرفعون رؤوسهم فيمطر الله عز و جل عليهم طيبا فيرجعون إلى أهليهم فيمرون بكثبان المسك فيبعث الله عز و جل على تلك الكثبان ريحا فتهيجها حتى أنهم ليرجعون إلى أهليهم وأنهم شعث غبر من المسك (1/69)
50 - حدثنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد حدثنا الحسين بن الحسن المروزي حدثنا مروان قال حدثنا الحكم بن أبي خالد عن الحسن عن جابر بن عبد الله قال إذا دخل أهل الجنة الجنة وأديم عليهم بالكرامة جائتهم خيول من ياقوت أحمر لا تبول ولا تروث لها أجنحة فيقعدون عليها ثم يأتون الجبار عز و جل فإذا تجلى لهم خروا له سجدا فيقول الجبار عز و جل يا أهل الجنة ارفعوا رؤوسكم فقد رضيت عنكم رضا لا سخط بعده يا أهل الجنة ارفعوا رؤوسكم فإن هذه ليست بدار عمل إنما هي دار مقامة ودار نعيم فيرفعون رؤوسهم فيمطر الله عز و جل عليهم طيبا فيرجعون إلى أهليهم فيمرون بكثبان المسك فيبعث الله عز و جل ريحا على تلك الكثبان فتهيجها في وجوههم حتى إنهم ليرجعون إلى أهليهم وخيولهم ذكر كلمة لشباعا من المسك (1/70)
ومما روى عبد الله بن عمر
51 - حدثنا الفيريابي حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا إسماعيل بن علية عن هشام الدستوائي عن قتادة عن صفوان بن محرز قال قال رجل لابن عمر كيف سمعت رسول الله ص - يقول في النجوى -
قال سمعته يقول يدنوا المؤمن يوم القيامة من ربه عز و جل حتى يضع كنفه عليه فيقرره بذنوبه فيقول هل تعرف فيقول رب اعرف فيقول فإني سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها اليوم لك فيعطي صحيفة حسناته وأما الكافر والمنافق ينادي بهم على رؤوس الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم هود // إسناده صحيح 18
52 - حدثنا أبو حفص عمر بن أيوب السقطي حدثنا الحسن بن الصباح البزار حدثنا يزيد بن هارون حدثنا همام بن يحيى حدثنا قتادة عن صفوان أبن محرز قال كنت آخذ بيد ابن عمر فأتاه رجل فقال كيف سمعت رسول الله ص (1/71)
- يقول في النجوى فقال سمعت رسول الله ص - يقول يدني الله عز و جل المؤمن يوم القيامة حتى يضع عليه كنفه فيستره من الناس فيقول أي عبدي أتعرف كذا وكذا فيقول نعم أي رب ثم يقول أي عبدي تعرف كذا وكذا فيقول نعم أي رب حتى إذا قرره بذنوبه قال في نفسه إنه هلك قال فإني سترتها عليك في الدنيا وقد غفرتها لك اليوم ويعطي كتاب حسناته // إسناده صحيح
53 - اخبرنا أبو عبيد علي بن الحسين بن حرب القاضي حدثنا حسن بن محمد الزعفراني حدثنا شبابة بن سوار حدثناإسرائيل عن ثوير بن أبي فاختة
عن ابن عمر قال قال رسول الله ص - إن أدنى أهل الجنة منزلة من ينظر إلى جنانه ونعيمه وسرره مسيرة ألف سنة وأكرمهم على الله عز و جل من - ينظر إلى وجهه غدوة وعشية // إسناده ضعيف جدا (1/72)
54 - حدثنا أبو بكر بن ابي داود حدثنا المسيب بن واضح حدثنا الحجاج عن إسرائيل عن ثوير بن أبي فاختة
عن ابن عمر قال قال رسول الله ص - إن من أهل الجنة من ينظر إلى قصوره وخيامه وما أعد الله له مسيرة ألف عام وإن منهم من ينظر - إلى الله عز و جل مقدار الدنيا غدوة وعشية ثم قرأ ابن عمر وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة // ضعيف جدا (1/73)
ومما روى عدي بن حاتم الطائي
55 - حدثنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن شاهين حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا حماد بن اسامة حدثنا الأعمش حدثنا خيثمة بن عبد الرحمن عن عدي بن حاتم الطائي قال قال رسول الله ص - ما منكم من أحد إلا وسيكلمه ربه عز و جل ليس بينه وبينه ترجمان ولا حاجب يحجبه فينظر أيمن منه فلا - يرى إلا شيئا قدمه ثم ينظر أشأم منه فلا يرى إلا شيئا قدمه ثم ينظر أمامه فلا يرى إلا النار اتقوا النار ولو بشق تمرة // إسناده صحيح
56 - أخبرنا الفريابي حدثنا أبو بكر وعثمان ابنا أبي شيبة قالا حدثنا وكيع عن الأعمش عن خيثمة
عن عدي بن حاتم قال قال رسول الله ص - ما من أحد منكم إلا سيكلمه ربه عز و جل يوم القيامة ليس بينه وبينه ترجمان فينظر عن أيمن منه فلا - يرى إلا شيئا قدمه وينظر أشأم منه فلا يرى إلا شيئا قدمه وينظر أمامه فتستقبله النار فمن استطاع منكم أن يتقي النار ولو بشق تمرة فليفعل // إسناده صحيح (1/74)
حديث شجرة طوبى
قال محمد بن الحسين قد ذكر الله عز و جل ما أعد للمؤمنين من الكرامات في الجنة في غير موضع من كتابه وعلى لسان رسوله ص - فكان مما أكرمهم به أنه عز و جل قال الذين آمنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم وحسن مآب الرعد 29 وقد بين النبي ص - عن شجرة طوبى وما أعد الله عز و جل فيها من كرامات المؤمنين مما يكرمهم به من زياراتهم لربهم عز و جل على النجب من الياقوت قد نفخ فيها الروح فيزورون الله عز و جل فيتجلى لهم فينظر إليهم وينظرون إليه ويكلمهم ويكلمونه ويسلم عليهم ويزيدهم من فضله
وأنا أذكره ليقر الله العظيم به أعين المؤمنين ويسخن به أعين الملحدين والله ولي التوفيق
57 - حدثنا أبو بكر جعفر بن محمد الفيريابي حدثنا يزيد بن خالد بن موهب الرملي حدثنا عبد الله بن وهب عن عمرو بن الحارث أن دارجا أبا السمح حدثه عن ابي الهيثم
عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله ص - أن رجلا قال طوبى لمن رآك وآمن بك فقال طوبى لمن رآني وآمن بي ثم طوبى (1/75)
لمن آمن بي ولم - يرني فقال له رجل يا رسول الله ما طوبى قال شجرة في الجنة مسيرة مائة عام ثياب أهل الجنة يخرج من أكمامها // إسناده ضعيف (1/76)
58 - وحدثنا أبو بكر محمد بن يحيى بن سليمان المروزي حدثنا أبو طالب عبد الجبار بن عاصم قال حدثني عبد الله بن زياد الرملي عن زرعة بن إبراهيم عن نافع
عن ابن عمر قال ذكر عند النبي ص - طوبى فقال يا أبا بكر هل بلغك ما طوبي قال الله ورسوله أعلم قال طوبى شجرة في الجنة لا يعلم - ما طولها إلا الله عز و جل يسير الراكب تحت غصن من أغصانها سبعين خريفا ورقها الحلل يقع عليها الطير أمثال البخت قال (1/77)
أبو بكر رضي الله عنه إن هناك لطيرا ناعما يا رسول الله قال أنعم منه من يأكله وأنت منهم إن شاء الله يا ابا بكر // إسناده ضعيف
59 - حدثنا أبو جعفر محمد بن هارون بن يزيد الدقاق إملاء حدثنا محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي حدثنا المعافى بن عمران عن أبي إياس إدريس بن سنان عن وهب بن منبه عن محمد بن علي قال إدريس ثم لقيت محمد بن علي بن الحسين بن فاطمة رضي الله عنهم أجمعين فحدثني قال قال رسول الله ص - ح -
وحدثنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن عفير الأنصاري إملاء حدثنا إسحاق بن داود القنطري عن أحمد بن عبد الله بن يونس حدثنا المعافى ابن عمران حدثنا إدريس بن سنان عن وهب بن منبه عن محمد بن علي ابن الحسين بن فاطمة رضي الله عنهم قال إدريس ثم لقيت محمد بن علي الحسين فحدثني قال
قال رسول الله ص - إن في الجنة شجرة يقال لها طوبى لو يسخر الراكب الجواد أن يسير في ظلها مائة عام قبل أن يقطعها - ورقها وساقها برود خضر وزهرتها رياط صفر وافنانها سندس واستبرق وثمرها حلل خضر وماؤها زنجبيل وعسل وبطحاؤها ياقوت احمر وزبرجد وترابها مسك وعنبر وكافور أبيض وحشيشها زعفران (1/78)
منير والألنجوج تتأجج من غير وقود ويتفجر من أصلها السلسبيل والمعين والرحيق وظلها مجلس من مجالس أهل الجنة ومتحدث يجمعهم فبينما هم في ظلها يتحدثون إذ جاءتهم الملائكة يقودون نجبا خلقت من الياقوت ثم نفخ فيها الروح مزمومة بسلاسل من ذهب كأن وجوهها المصابيح نضارة وحسنا وبرها من خز أحمر ومرعزي أبيض لم ينظر الناظر الى مثلها حسنا وبهاء وجمالا ذللا من غير مهانة نجبا من غير رياضة عليها رحال ألواحها من الدر والياقوت مفضضة باللؤلؤ والمرجان صفائحها من الذهب الأحمر ملبسة بالعبقري والأرجوان فأناخوا إليهم تلك النجائب ثم قالوا لهم إن ربكم عز و جل يقرئكم السلام ويستزيركم لتنظروا إليه وينظر إليكم ويحييكم وتحيونه ويكلمكم وتكلمونه ويزيدكم من فضله وسعته إنه ذو رحمة واسعة وفضل عظيم فيتحول كل رجل منكم على راحلته ثم انطلقوا صفا واحدا معتدلا لا يفوت من شيء شيئا ولا تفوت أذن ناقة أذن صاحبتها ولا يمرون بشجرة من أشجار الجنة إلا القتهم بثمرها وزحلت لهم عن طريقهم كراهية ان ينثلم صفهم أو تفرق بين الرجل ورفيقه فلما رفعوا إلى الجبار تبارك وتعالى أسفر لهم عن وجهه الكريم وتجلى لهم في عظمته العظيمة فحياهم بالسلام فقالوا ربنا (1/79)
أنت السلام ومنك السلام ولك حق الجلال والإكرام فقال لهم تبارك وتعالى إني أنا السلام ومني السلام ولي حق الجلال والإكرام فمرحبا بعبادي الذين حفظوا وصيتي ورعوا عهدي وخافوني بالغيب وكانوا مني على وجل مشفقين وقالوا أما وعزتك وعظمتك وجلالك وعلو مكانك ما قدرناك حق قدرك وما أدينا إليك كل حقك فائذن لنا بالسجود لك فقال لهم ربهم عز و جل قد وضعت عنكم مؤونة العبادة وأرحت لكم أبدانكم فطالما أنصبتم الأبدان وأعنيتم الوجوه فالآن حين أفضيتم إلى روحي ورحمتي وكرامتي فسلوني ما شئتم وتمنوا علي أعطكم أمانيكم فإني لن أجازيكم اليوم مقدار أعمالكم ولكن بقدر رحمتي وكرامتي وطولي وجلالي وعلو مكاني وعظمة سلطاني فما يزالون في الأماني والعطايا والمواهب حتى أن المقصر منهم في أمنيته ليتمنى مثل جميع الدنيا منذ يوم خلقها الله عز و جل إلى يوم أفناها فقال لهم ربهم تبارك وتعالى لقد قصرتم في أمانيكم ورضيتم بدون ما يحق لكم فقد أوجبت لكم ما سألتم وتمنيتم وألحقت بكم وزدتكم ما قصرت عنه أمانيكم فانظروا إلى مواهب ربكم الذي وهب لكم فإذا بقباب في الرفيق الأعلى وغرف مبنية من الدر والمرجان وإذا أبوابها من ذهب وسررها من ياقوت وفرشها سندس واستبرق ومنابر من نور يفور من أبوابها وأعراضها نورك شعاع الشمس عنده مثل الكوكب الدري وإذا بقصور شامخة في أعلى عليين من الياقوت يزهر نورها فلولا أنه سخرها للمعت الأبصار فما كان من تلك القصور من الياقوت الأبيض فهو مفروش بالعبقري الأحمر وما كان منها من الياقوت الأخضر فهو مفروش بالسندس الأخضر وما كان منها من الياقوت (1/80)
الأصفر فهو مفروش بأرجوان أصفر مبثوثة بالزمرد الأخضر والذهب الأحمر والفضة البيضاء بروجها وأركانها من الجوهر وشرفها من قباب اللؤلؤ فلما انصرفوا إلى ما أعطاهم ربهم عز و جل قربت لهم براذين من الياقوت الأبيض منفوخ فيها الروح تجنبها الولدان المخلدون بيد كل وليد منهم حكمة برذون من تلك البراذين لجمها وأعنتها من فضة بيضاء منظومة بالدر والياقوت سروجها مفروشة بالسندس والإستبرق فانطلقت بهم تلك البرازين تزف بهم وتطوف بهم رياض الجنة فلما انتهوا إلى منازلهم وجدوا الملائكة قعودا على منابر من نور ينتظرونهم ليزوروهم ويصافحونهم ويهنوهم بكرامة ربهم عز و جل فلما دخلوا قصورهم وجدوا فيها جميع ما تطاول به عليهم ربهم عز و جل مما سألوه وتمنوه وإذا على باب كل قصر من تلك القصور أربع جنات جنتان ذواتا أفنان وجنتان مدهامتان فيهما عينان نضاختان وفيها من كل فاكهة زوجان وحور مقصورات في الخيام فلما أتو منازلهم واستقر قرارهم قال لهم ربهم عز و جل هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا قالوا نعم ربنا قال قال افرضيتم بمواهب ربكم قالوا نعم رضينا ربنا فارض عنا قال برضاي عنكم حللتم داري ونظرتم إلى وجهي الكريم وصافحتم ملائكتي فهنيئا هنيئا لكم عطاء غير مجذوذ ليس فيها تنغيص ولا تصريم فعند ذلك قالوا الحمد لله (1/81)
الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور الذي أحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب فاطر 35 // إسناده ضعيف
قال محمد بن الحسين فهذه الأخبار تصدق بعضها بعضها مع ظاهر القرآن وتبين أن المؤمنين يرون الله عزوجل والإيمان بهذا واجب فمن آمن بما ذكرنا فقد أصاب حظه من الخير إن شاء الله في الدنيا والآخرة ومن كذب بجميع ما ذكرنا وزعم أن الله عز جل لايرى يوم القيامة فقد كفر ومن كفر بهذ اكفر بأمور كثيرة مما يجب عليه الإيمان به وسنبين جميع ما يكذب به الجهمي في كتب غير هذ إن شاء الله
قال محمد بن الحسين وقد روي أن الله عزوجل يتجلى لخلقه ضاحكا وهذا مما يكذب به الجهمي وسأذكر منه ما حضرني في هذا الكتاب إذ كان هذا موضعه
60 - حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبد الحميد الواسطي حدثنا عبد الوهاب الوراق حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا حماد بن سلمة عن يعلى ابن عطاء عن وكيع بن عدس
عن عمه أبي رزين قال قال رسول الله ص - ضحك ربنا عز (1/82)
وجل من قنوط عباده وقرب غيره قال قلت يا رسول الله أو يضحك الرب عز و جل قال - نعم قال نعم قلت لن نعدم من رب يضحك خيرا // إسناده ضعيف قال أبو بكر ولهذا الحديث طرق حدثناه جماعة
61 - حدثنا أبو الفضل جعفر بن محمد الصندلي حدثنا زهير بن محمد المروزي حدثنا الحسن بن موسى حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن عمارة القرشي عن ابي بردة
عن أبي موسى قال قال رسول الله ص - يتجلى الرب عز و جل ضاحكا فيقول أبشروا معاشر المسلمين فإنه ليس منكم أحد إلا وقد جعلت مكانه في النار يهوديا - أو نصرانيا // إسناده ضعيف جدا
62 - وحدثنا أبو بكر بن ابي داود حدثنا عمي إسحاق بن إبراهيم حدثنا حجاج حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن عمارة القرشي عن أبي بردة // إسناده ضعيف جدا
عن ابي موسى الأشعري ان رسول الله ص (1/83)
- قال يتجلى لنا ربنا ضاحكا يوم القيامة قال محمد بن الحسن وفي هذا الباب أحاديث كثيرة سنذكرها في غير هذا - الكتاب لأن هذا الكتاب مختصر الأبواب وفي باب جمع من هذا الكتاب يكثر إن شاء الله
فإن اعترض بعض من قد استحوذ عليهم الشيطان فهم في غيهم يترددون ممن يزعم أن الله عز و جل لا يرى يوم القيامة واحتج بقول الله عز و جل لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير (1/84)
الأنعام 103 فجحد النظر إلى الله عز و جل بتأويله الخطأ لهذه الآية
قيل له يا جاهل إن الذي أنزل الله عز و جل عليه القرآن وجعله حجة على خلقه وأمره بالبيان لما أنزل عليه من وحيه فهو أعلم بتأويلها منك يا جهمي هو الذي قال لنا إنكم سترون ربكم عز و جل كما ترون هذا القمر فقبلنا عنه ما بشرنا به من كرامة ربنا عز و جل على حسب ما تقدم ذكرنا له من الأخبار الصحاح عند جميع أهل العلم ثم فسر لنا الصحابة رضي الله عنهم بعده ومن بعدهم من التابعين وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة فسروه على النظر إلى وجه الله عز و جل فكانوا بتفسير القرآن وتفسير ما احتججت به من قوله عز و جل لا تدركه الأبصار أعرف منك وأهدى منك سبيلا والنبي ص - فسر لنا قول الله عز و جل للذين أحسنوا الحسنى وزيادة يونس 26 فكانت الزيادة النظر الى وجه الله عز و جل وكذا عند صحابته فاستغنى أهل الحق بهذا مع تواتر الأخبار الصحاح عن النبي ص - بالنظر إلى وجه الله عز و جل وقبلها أهل العلم أحسن قبول وكانوا بتأويل الآية التي عارضت بها أهل الحق أعلم منك يا جهمي
فإن قال فما تأويل قوله لا تدركه الأبصار
قيل له معناها عند أهل العلم أي لا تحيط به الأبصار ولا تحويه عز و جل وهم يرونه من غير إدراك ولا يشكون في رؤيته كما يقول الرجل رأيت السماء وهو صادق لم يحط بصره بكل السماء ولم يدركها وكما يقول رأيت البحر وهو صادق ولم يدرك بصره كل البحر ولم يحط ببصره هكذا فسره العلماء إن كنت تعقل
63 - حدثنا جعفر بن محمد الصندلي أخبرنا زهير بن محمد المروزي أخبرنا عمرو بن طلحة القناد حدثنا أسباط بن نصر عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس ولقد رآه نزله أخرى النجم 13 قال إن النبي ص (1/85)
- رأى ربه عز و جل فقال رجل عند ذلك أليس قال الله عز و جل لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار - فقال له عكرمة أليس ترى السماء قال بلى قال فكلها ترى // إسناده صحيح
64 - حدثنا أبو عبد الله محمد بن مخلد العطار حدثنا أبو داود السجستاني قال سمعت أحمد بن حنبل وقيل له في رجل حدث بحديث عن رجل عن ابي العطوف يعني أن الله عز و جل لا يرى في الآخرة فقال لعن الله من حدث بهذا الحديث ثم قال أخزى الله هذا (1/86)