بسم الله الرحمن الرحيم
قال نا اصبغ بن مالك. قال نا محمد بن وضاح. قال نا محمد بن سعيد أبن أبي مريم قال نا أسد بن موسى. قال نا إسماعيل بن عياش. عن معاذ بن رفاعة السلمي عن إبراهيم عن عبد الرحمن العذري. قال قال رسول الله صلى الله عليه@(1/8)
وسلم: يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين قال وثنا أسد بن موسى. قال نا الوليد بن مسلم. قال نا إبراهيم بن عبد الرحمن العذري عن ثقة عنده من أشياخه. إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يحمل هذا العلم من كل خلف عدو له ينفون عنه انتحال المبطلين. وتأويل الجاهلين وتحريف الغالين@(1/9)
نا أسد قال نا رجل يقال له يوسف ثقة عن أبي عبد الله الواسطي رفعة إلى عمر بن الخطاب أنه قال: الحمد لله الذي امتن على العباد بأن يجعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدى، ويصبرون منهم على الأذى، ويحيون بكتاب الله أهل العمى، كم من قتيل لإبليس قد أحيوه وضال تائه قد هدوه، بذلوا دماءهم وأموالهم دون هلكة العباد، فما أحسن أثرهم على الناس وأقبح أثر الناس عليهم، يقتلونهم في سالف الدهر إلى يومنا هذا بالحدود ونحوها فما نسيهم ربك، وما كان ربك@(1/10)
نسيا، جعل قصصهم هدى، وأخبر عن حسن مقالتهم فلا تقصر عنهم فأنهم في منزلة رفيعة، وأن أصابتهم الوضيعة نا أسد. قال نا رجل. عن عبد الله بن المبارك ويوسف بن أسباط قال قال عبد الله بن مسعود: أن الله عند كل بدعة كيد بها الإسلام وليا من أوليائه يذب عنها وينطق بعلامتها فاغتنموا حضور تلك المواطن وتوكلوا على الله قال أبن المبارك "و كفى بالله وكيلا"
نا أسد قال نا محمد بن صارم، عن حنظلة بن عبد الرحمن عن عبد الكريم أبي أمية قال: لأن أرد رجلا عن رأي سيئ احب إلي من اعتكاف شهر نا أسد عن أبي إسحاق الحذاء عن الاوزاعي. قال: كان بعض أهل العلم يقول لا يقبل الله من ذي بدعة صلاةً ولا صياماً ولا صدقةً ولا جهاداً ولا حجاً ولا عمرةً ولا صرفاً ولا عدلاً؛ وكانت أسلافكم تشتد عليهم ألسنتهم. وتشمئز منهم قلوبهم ويحذرون الناس بدعتهم قال: ولو كانوا@(1/11)
مستترين ببدعتهم دون الناس ما كان لأحد أن يهتك عنهم سترا ولا يظهر منهم عورة الله أولى بالأخذ بها وبالتوبة عليها،فأما إذا جهروا به وكثرت دعوتهم ودعاتهم إليها فنشر العلم حياة والبلاغ عن جهروا به وكثرت دعوتهم ودعاتهم إليها فنشر العلم حياة والبلاغ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم رحمة يعتصم بها على مصر ملحد وأخبرني محمد بن وضاح. عن غير واحد. أن أسد بن موسى كتب إلى أسد بن الفرات اعلم أي أخي إنما حملني على الكتاب إليك ما ذكر أهل بلادك من صالح ما أعطاك الله من إنصافك الناس@(1/12)
وحسن حالك مما أظهرت من السُنة، وعيبك لأهل البدعة، وكثرة ذكرك لهم، وطعنك عليهم، فقمعهم الله بك وشد بك ظهر أهل السُنة وقواك عليهم بإظهار عيبهم والطعن عليهم فأذلهم الله بذلك وصاروا ببدعتهم مستترين، فأبشر أي أخي بثواب ذلك وأعتد به أفضل حسناتك من الصلاة والصيام والحج والجهاد وأين تقع هذه الأعمال من إقامة كتاب الله وأحياء سُنة رسوله وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من أحيا شيئا من سنتي كنت أنا وهو في الجنة كهاتين وضم بين إصبعيه" وقال. "أيما داع دعا إلى هذا فأتبع عليه كان له مثل أجر من تبعه إلى يوم القيامة فمن يدرك أجر هذا بشيء من عمله? وذكر أيضاً أن الله عند كل بدعه كيد بها الإسلام وليا الله يذب عنها وينطق بعلاماتها فأغتنم يا أخي هذا الفضل وكن من أهله فأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ حين بعثه إلى اليمن وأوصاه وقال: لأن يهدي الله بك
رجلاً خير لك من كذا وكذا وأعظم القول فيه@(1/13)
فأغتنم ذلك أدع إلى السُنة حتى يكون لك في ذلك ألفة وجماعة يقومون مقامك إن حدث بك حدث فيكونون أئمة بعدك فيكون لك ثواب ذلك إلى يوم القيامة كما جاء الأثر فأعمل على بصيرة ونية وحسبة فيرد الله بك المبتدع المفتون الزائغ الحائر فتكون خلف من نبيك صلى الله عليه وسلم فأنك لن تلقى الله بعمل يشبهه، وإياك أن يكون لك من أهل البدع أخ أو جليس أو صاحب فأنه جاء الأثر "من جالس صاحب بدعة نزعت منه العصمة ووكل إلى نفسه ومن مشى إلى صاحب بدعة مشى في هدم الإسلام" وجاء "ما من إله يعبد من دون الله أبغض إلى الله من صاحب هوى" وقد وقعت اللعنة من رسول الله صلى الله عليه وسلم على أهل البدع وأن الله لا يقبل منهم صرفاً ولا عدلاً ولا فريضة ولا تطوعاً وكلما ازدادوا اجتهاداً وصوماً وصلاة ازدادوا من الله بعد! فأرفض مجالسهم وأذلهم وأبعدهم كما أبعدهم الله وأذلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأئمة الهدى بعده
باب ما يكون بدعة
حدثني محمد بن وضاح. قال نا محمد بن سعيد. قال نا أسد بن موسى. قال نا روح قال نا أبو أسحق@(1/14)
عن حارثة بن مضرب: "أن الناس نودي فيهم بعد نومة أنه من صلى في المسجد الأعظم دخل الجنة، فأنطلق النساء والرجال حتى امتلأ المسجد قياماً يصلون قال أبو أسحق أن أمي وجدتي فيهم. فأتى بن مسعود فقيل له أدرك الناس. فقال ما لهم? قيل نودي فيهم بعد نومة أنه من صلى في المسجد الأعظم دخل الجنة، فخرج أبن مسعود يشير بثوبه ويلكم أخرجوا لا تعذبوا. إنما هي نفخة من الشيطان أنه لم ينزل كتاباً بعد نبيكم ولا ينزل بعد نبيكم فخرجوا وجلسنا إلى عبد الله فقال إن الشيطان إذا أراد أن يوقع الكذب انطلق فتمثل رجلاً فيلقى آخر فيقول له أما بلغك الخبر فيقول الرجل وما ذاك فيقول كان من الأمر كذا وكذا فأنطلق وحدث أصحابك قال فينطلق الآخر فيقول لقد لقينا رجلاً إني لأتوهمه أعرف وجهه زعم أنه كان من الأمر كذا وكذا وما هو إلا الشيطان.
نا أسد عن الربيع بن صبيح عن عبد الواحد بن صبرة قال بلغ أبن مسعود أن عمرو بن عتبة في أصحاب له بنو مسجداً@(1/15)
بظهر الكوفة فأمر عبد الله بذلك المسجد فهدم. ثم بلغه أنهم يجتمعون في ناحية من مسجد الكوفة يسبحون تسبيحاً معلوماً ويهللون ويكبرون قال فلبس برنساً ثم أنطلق فجلس إليهم فلما عرف ما يقولون رفع البرنس عن رأسه ثم قال: أنا أبو عبد الرحمن. ثم قال: لقد فضلتم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم علماً، أو لقد جئتم ببدعة ظلماً. قال فقال عمر بن عتبة: نستغفر الله ثلاث مرات، ثم قال رجل من بني تميم والله ما فضلنا أصحاب محمد علماً ولا جئنا ببدعة ظلماً ولكنا قوم نذكر ربنا، فقال بلا والذي نفس أبن مسعود بيده. لقد فضلتم أصحاب محمد علماً أو جئتم ببدعة ظلماً والذي نفس أبن مسعود بيده لئن أخذتم@(1/16)
آثار القوم ليسبقنكم سبقاً بعيدا ولئن حرتم يميناً وشمالاً لتضلن ضلالاً بعيدا نا أسد عن عبد الله بن المبارك عن عبد الله بن عون عن إبراهيم قال قال حذيفة بن اليمان: اتقوا الله يا معشر القراء خذوا طريق من كان قبلكم. والله لئن استقمتم لقد سبقتم سبقاً بعيدا ولئن تركتموه يميناً وشمالاً لقد ضللتم ضلالاً بعيدا.
حدثنا أسد قال نا أبو هلال عن قنادة عن عبد الله ين مسعود قال: أتبعوا آثارنا ولا تبتدعوا فقد كفيتم نا أسد بن محمد بن حازم عن الأعمش عن إبراهيم عن همام بن الحارث قال كان حذيفة يدخل المسجد فيقف على الحلق فيقول يا معشر القراء اسلكوا الطريق فأن سلكتموها لقد سبقتم سبقاً بعيدا. ولئن أخذتم يميناً وشمالاً لقد ظللتم ظلالاً بعيدا نا أسد عن يحيى بن عيسى عن الأعمش عن حبيب عن أبي ثابت عن أبي عبد الرحمن السلمي قال قال عبد الله بن مسعود أتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم كل ضلالة نا أسد عن يحيى بن عيسى عن الأعمش عن إبراهيم@(1/17)
عن همام بن الحارث قال: أتانا حذيفة في المسجد فقال يا معشر القراء اسلكوا الطريق فوالله لئن سلكتموه لقد سبقتم سبقاً بعيدا ولأن أخذتم يميناً وشمالاً لقد ضللتم ضلالاً بعيدا نا أسد عن عامر بن يساف عن يحيى بن أبي كثير قال قال حذيفة بن اليمان أتبعوا سبلنا ولئن اتبعتمونا لقد سبقتم سبقاً بعيدا ولئن خالفتمونا لقد ضللتم ضلالاً بعيدا نا أسد عن عبد الله بن رجاء عن عبيد الله بن عمر عن يسار أبي الحكم أن عبد الله بن مسعود حدث أن أناساً بالكوفة يسبحون بالحصى في المسجد فأتاهم وقد كوم كل رجل منهم بين يديه كومة حصى قال فلم يزل يحصبهم بالحصى حتى أخرجهم من المسجد ويقول لقد أحدثتم بدعة ظلماً أو قد فضلتم أصحاب محمد علماً صلى الله عليه وسلم حدثني إبراهيم بن محمد. عن حرملة عن بن وهب قال: حدثني أبن سمعان. قال بلغنا عن عبد الله بن مسعود أنه رأى أناساً يسبحون بالحصى فقال على الله تحصون لقد سبقتم أصحاب محمد علماً أو لقد أحدثتم بدعة ظلماً حدثني محمد وضاح. قال نا محمد بن سعيد. قال نا أسد بن موسى. عن يحيى بن عيسى عن الأعمش. عن بعض أصحابه قال مر عبد الله برجل يقص في المسجد على أصحابه وهو يقول: سبحوا عشراً وهللوا عشراً. فقال عبد الله إنكم لأهدى من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أو أضل بل هذه بل هذه يعني أضل نا@(1/18)
أسد عن محمد بن يوسف عن الاوزاعي عن عبدة أبن أبي لبابة أن رجلا كان يجمع الناس فيقول: رحم الله من قال كذا وكذا مرة سبحان الله. قال فيقول القوم. فيقول. رحم الله من قال كذا وكذا مرة الحمد لله. قال فيقول القوم. قال فمر بهم عبد الله بن مسعود فقال لقد هديتم لما لم يهتد له نبيكم أو أنكم لمتمسكون بذنب ضلالة نا أسد عن محمد بن يوسف قال سألت الاوزاعي عن القوم يكونون جميعاً فيقول بعضهم لبعض قولوا خيراً. قال ليفعل فأن أبوا عليه فليقم عنهم نا أسد عن جرير بن حازم عن الصلت بن بهرام قال: مر بن مسعود بامرأة معها تسبيح تسبيح به فقطعه وألقاه. ثم مر برجل يسبح بحصى فضربه برجله ثم قال: لقد سبقتم. ركبتم بدعة ظلماً أو لقد غلبتم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم علماً
وحدثني محمد بن وضاح، قال نا موسى بن معاوية عن عبد الرحمن أبن مهدي عن سفيان عن سلمة بن كهيل @(1/19)
عن أبي الزرعا قال جاء المسيب بن نجيد إلى عبد الله فقال أني تركت في المسجد رجالاً يقولون سبحوا ثلاثمائة وستين. فقال قم يا علقمة وأشغل عني أبصار القوم فجاء فقام عليهم فسمعهم يقولون. فقال أنكم لتمسكون بأذناب ضلال أو أنكم لأهدى من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أو نحو هذا حدثني محمد بن وضاح. قال نا زهير أبن عباد. عن يزيد بن عطاء. عن أبان بن أبي عياش قال: سألت الحسد عن النظام من الحزز والنوى ونحو ذلك يسبح به. فقال لم يفعل ذلك أحد من نساء النبي صلى الله عليه وسلم ولا المهاجرات، وبلغني إن أبن مسعود مر على رجل وهو يقول لأصحابه سبحوا كذا وكبروا كذا وهللوا كذا قال أبن مسعود: على الله تعدون- أو- على الله تسمعون قد كفيتم الإحصاء والعدة قال أبان فقلت للحسن فأن سبح الرجل وعقد بيده قال لا أرى بذلك بأساً.
حدثنا أسد عن الربيع بن صبيح@(1/20)
عن يونس بن عبيد قالوا: كانوا يجتمعون فأتاهم الحسن فقال له رجل يا أبا سعيد ما ترى في مجلسنا هذا? قوم من أهل السُنة والجماعة لا يطنعون على أحد نجتمع في بيت هذا يوماً وفي بيت هذا يوماً فنقرأ كتاب الله وندعوا ربنا ونصلي على النبي صلى الله عليه وسلم وندعوا لأنفسنا ولعامة المسلمين? قال فنهى عن ذلك الحسن أشد النهي.
نا أسد عن الربيع بن صبيح عن أبان بن أبي عياش قال: لقيت طلحة بن عبيد الله أبن كريز الخزاعي فقلت له قوم من إخوانك من أهل السُنة والجماعة لا يطنعون على أحد من المسلمين يجتمعون في بيت هذا يوماً وفي بيت هذا يوماً ويجتمعون يوم النيروز والمهرجان ويصومونهما فقال طلحة: بدعة من أشد البدع والله لهم أشد تعظيماً للنيروز والمهرجان من غيرهم. ثم أستيقظ أنس بن مالك فوثبت إليه فسألته كما سألت طلحة فرد عَلي مثل قول طلحة كأنما كانوا على ميعاد.
نا أسد. قال نا حماد أبن سلمة عن ثابت البناني. قال حدثني عن سمع حصان بن عبد الله إن أبا موسى قال لصاحب له@(1/21)
تعال حتى نجعل يومنا هذا لله لكان رسول الله صلى الله عليه وسلم شهدنا قال ومنهم من يقول تعال حتى نجعل يومنا هذا لله ومنهم من يقول تعالى حتى نجعل يومنا هذا لله فلما زل يرددها حتى تمنيت أني سخت في الأرض نا أسد. قال نا مروان أبن معاوية. قال أخبرنا سعيد الجريري عن عبيد الله بن غالب قال أجتمع قوم فقالوا نجعله يوماً قد غاب شره نذكر الله فيه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده يوماً غاب شره انتشروا لضياعكم@(1/22)
نا أسد. قال نا بقية عن محمد بن عبد الرحمن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن أبي طالب أنه خرج يوماً إلى مسجد الكوفة ورجل يقص حوله ناس كثير فضربه بالدرة فقال رجل أتضرب رجلاً يدعوا إلى الله ويذكره بعظيم? فقال أني سمع خليلي أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يقول: سيكون من أمتي قوم يقال لهم القصاص لا يرفع لهم عمل إلى الله ما كانوا في مجالسهم تلك حدثني محمد بن الوضاح. قال نا موسى بن معاوية القرشي. قال نا عبد الرحمن أبن مهدي عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن عبد الرحمن بن أبي بكر قال كنت جالساً عند الأسود بن سريع وكان مجلسه في مؤخر المسجد الجامع فأفتتح سورة نبي@(1/23)
إسرائيل حتى بلغ "و كبره تكبيراً" فرفع أصواتهم الذين كانوا جلوساً حوله. فجاء مجالد بن مسعود يتوكأ على عصاه فلما رآه القوم قالوا مرحباً مرحباً أجلس قال ما كنت لأجلس إليكم وإن كان مجلسكم حسناً ولكنكم صنعتم قبل شيئاً أنكره المسلمون فإياكم وما أنكر المسلمين.
وحدثني عن موسى عن بن مهدي عن حماد بن سلمة عن حميد إن قوماً قرؤوا السجدة فلما سجدوا رفعوا أيديهم واستقبلوا القبلة فأنكر ذلك عليهم مورق العجلي وكرهه وحدثني عن موسى عن أبن مهدي عن سفيان عن أبي سنان عن عبد الله بن أبي الهذيل عن عبد الله بن الخباب قال. بينما نحن في المسجد ونحن جلوس مع قوم نقرأ السجدة ونبكي فأرسل إلي أبي فوجدته قد احضر معه هراوة له فأقبل عَلي فقلت: يا أبةِ مالي مالي? قال ألم أرك جالساً مع@(1/24)
العمالقة ثم قال هذا قرن خارج الآن
وحدثني عن موسى عن أبن مهدي عن زياد بن مسلم عن صالح بن أبي الخليل قال: مر خباب بابنه وهو مع أناس يجادلون في القرآن فأنقلب غضبان فأعد له سوطاً أو خطاماً أو نسعة فلما أنقلب الفتى وثب عليه من غير أن يأتيه فضربه ضرباً عنيفاً فلما رأى الجد من أبيه قال قد علمت إنما تريد نفسي فعلى ماذا? فما رد عليه شيئاً فجعل يضربه فقال يا أبةِِ أني لا أعود فكان إذا مر بهم يدعونه قال فيقول لا إلا أن تقبلوا مني ما قبل أبي من شيء إلى الله قال فيقولون أنه كان قد بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلى قوم في بيت فقال ما جمعكم? قالوا نذكر الله. يوم غاب شره. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يوم غاب شره انتشروا لضياعكم وحدثني محمد بن وضاح عن عبد الله بن محمد. قال نا معاوية بن هشام. قال نا@(1/25)
سفيان عن سعيد الجريري عن أبي عثمان النهدي قال: كتب عامل لعمر بن الخطاب إليه إن هاهنا قوماً يجتمعون فيدعون للمسلمين وللأمير فكتب إليه عمر أقبل بهم معك فأقبل. وقال عمر للبواب أعد سوطاً. فلما دخلوا على عمر علا أميرهم ضرباً بالسوط. فقال يا أمير المؤمنين لسنا أولئك الذين يعني أولئك قوم يأتون من قبل المشرق حدثني محمد بن وضاح عن يعقوب بن كعب عن عيسى بن يونس عن أبي ليلى عن الحكم بن عتبة قال: سألت عبد الرحمن بن أبي ليلى عن القصص فقال: أدركت أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يتجالسون ويُحدث هذا بما سمع ويُحدث هذا بما سمع فأما أن يجلسوا خطيباً فلا حدثني محمد بن وضاح عن موسى بن معاوية. قال نا عمر بن هارون عن الضحاك قال: رأيت عمر بن عبد العزيز يسجن القصاص ومن يجلس إليهم@(1/26)
حدثني بن الوضاح عن أبي أيوب الدمشقي سليمان بن شرحبيل قال نا ضمرة أبن ربيعة قال سمعت سفيان الثوري وسأله عمر بن العلاء اليماني فقال يا أبا عبد الله أستقبل القاص? فقال ولوا البدع ظهوركم حدثني محمد بن الوضاح عن عبد الله بن محمد قال نا شبابة قال نا شعبة قال نا عقبة أبن جرير قال:
سمعت أبن عمر وجاء رجل قاص فجلس في مجلسه فقال أبن عمر قم من مجلسنا فأبى أن يقوم فأرسل أبن عمر إلى صاحب الشرطة أقم القاص قال فبعث إليه فأقامه حدثني محمد بن الوضاح عن عبد الله بن محمد قال ثنا شريك عن إبراهيم عن مجاهد قال: دخل قاص فجلس قريباً من أبي عمر فقال له قم فأبى أن يقوم فأرسل إليه شرطياً فأقامه وسمع بن الوضاح يقول في القصاص لا ينبغي لهم أن يبيتوا في المساجد ولا يتركوا أن يبيتوا فيها حدثني محمد بن وضاح عن موسى بن معاوية قال نا أبن مهدي عن سفيان عن عبيد الله أبن نافع قال لم يقص على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا أبي بكر ولا عمر ولا عثمان. وأول ما كان القصص حين كانت الفتنة @(1/27)
وحدثني محمد بن وضاح قال نا محمد بن سعيد قال نا أسد بن موسى قال نا قيس أبن الربيع عن أبي سنان ضرار بن مرة عن عبد الله بن أبي الهذيل العنبري قال: كنا جلوساً مع عبد الله بن خباب أبن الأرت وهو يقول سبحوا كذا وكذا وكبروا كذا وكذا قال فمر خباب فنظر إليه ثم أرسل إليه فدعاه فأخذ السوط فجعل يضرب رأسه به وهو يقول يا أبتاه فيم تضربني? قال مع العمالقة? هذا قرن الشيطان قد طلع أو قد بزغ نا أسد قال نا أبو هلال قال نا معاوية بن قرة قال: كنا إذا رأيتنا الرجل يقص قلنا هذا صاحب بدعة حدثني إبراهيم بن محمد عن حرملة بن يحيى عن أبن وهب عن أبن عون قال كان محمد بن سيرين يقول في أصوات القرآن محدث حدثني محمد بن وضاح قال نا موسى بن معاوية عن عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن الأجلح عن أبي الهذيل عن عبد الله بن خباب عن أبيه قال إنما هلكت بنو إسرائيل حين قصوا وحدثني عن موسى عن أبن مهدي عن سفيان عن همام بن الحارث التيمي قال لما قص إبراهيم التيمي أخرجه أبوه من داره وقال: ما هذا الذي أحدثت?@(1/28)
وحدثني عن موسى عن أبن مهدي عن جعفر بن برقان قال سمع ميمون بن مهران يقول القاص ينتظر مقت الله وحدثني عن موسى عن أبن مهدي عن همام أبن يحيى عن قتادة عن
سعيد بن المسيب ومورق قالا: يكره اختصار السجود ورفع الأيدي والصوت في الدعاء.
وحدثني عن موسى عن أبن مهدي عن أبي بكر بن عياش عن المغيرة عن إبراهيم أنه كان يكره أن يختصر السجدة وحدثني عن موسى عن أبن مهدي عن أبي سليمان عن يزيد الرشك عن خالد الأشج أبن أخي صفوان بن محرز قال كنا في مسجد المدينة وقاص لنا يقص علينا فجعل يختصر سجود القرآن فيسجد ونسجد معه إذ جاء شيخ فقام علينا فقال: لئن كنتم على شيء أنكم لأفضل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألنا عنه فقلنا من هذا الشيخ فقالوا هذا عبد الله بن عمر@(1/29)
وحدثني عن موسى عن أبن مهدي عن إسرائيل عن أشعث بن أبي الشعثاء عن الأسود بن هلال قال: كان رجل يقص فأتى أبن مسعود فقيل له فجاء فجلس في القوم فلما سمع ما يقولون قام فقال لا تسمعون فلما نظروا إليه قال تعلمون أنكم لا هدى من محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه وأنكم لتمسكون بطرف ضلالة
باب كل محدثة بدعة
حدثني محمد بن وضاح قال نا أسد بن موسى قال نا يحيى بن أسلم الطايفي قال سمعت جعفر بن محمد يحدث عن أبيه عن جابر بن عبد الله قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أن أفضل الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة نا أسد قال نا بقية عن سليمان بن سليم عن يحيى بن جابر الطائي عن عبد الرحمن بن عمر السلمي عن عرباض بن سارية السلمي قال: صلى بنا رسول الله صلى الله@(1/30)
عليه وسلم صلاة الفجر فوعظنا موعظة بليغة ثم قال آخر موعظته إياكم وكل بدعة فأن كل بدعة ضلالة نا أسد عن المسعودي عن معن قال قال عبد الملك: "كل محدثة بدعة" نا أسد عن سفيان بن عيينة عن هلال الوراق قال نا شيخنا القديم عبد الله بن عكيم عن عمر أنه كان يقول: أصدق القيل قيل لله وأن احسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وإن أشر الأمور محدثاتها ألا وإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار نا أسد عن مهدي بن ميمون قال نا واصل مولى أبي عيينة قال دفع إلي يحيى بن عقيل صحيفة فقال هذه خطبة أبن مسعود أنه كان يقول كل عشية خميس إنما هو القول والعمل فأصدق القول قول الله واحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وأن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة@(1/31)
نا أسد قال نا حماد بن سلمة عن أبي حمزة عن رباح النخعي قال: كان أبن مسعود يخطبنا كل خميس فيقول أن اصدق الحديث كتاب واحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وشر الأمور محدثاتها نا أسد عن جعفر بن برقان الزهري عن أبي يحيى عن زيد بن عميرة عن معاذ بن جبل قال أوشك قائلاً من الناس يقول: قد قرأت القرآن ولا أرى الناس يتبعوني ما هم بمتبعي حتى أبتدع لهم غيره فإياكم وما ابتدع فأن كل ما ابتدع ضلالة نا أسد قال نا حماد بن سلمة وحماد بن زيد عن أيوب عن أبي قلابة إن أبن مسعود قال عليكم بالعلم قبل أن يقبض وقبضه
ذهاب أهليه عليكم بالعلم فأن أحدكم لا يدري متى يفتقر إليه أو يفتقر إلى ما عنده وستجدون أقواماً يزعمون أنهم يدعون إلى كتاب الله وقد نبذوه وراء ظهورهم عليكم بالعلم وإياكم والتبدع والتنطع والتعمق وعليكم بالعتيق نا أسد عن زيد عن سفيان عن ربيعة بن صالح عن عثمان بن حاصر عن أبن عباس أنه قال عليكم بالاستقامة والأثر وإياكم والتبدع.
نا أسد قال نا زيد عن جعفر بن برقان عن يحيى بن أبي هاشم قال ثنى رجل: إن معاذ بن جبل قام بالشام فقال أيها الناس عليكم بالعلم قبل أن@(1/32)
يرفع إلا وإن رفعه ذهاب أهليه وإياكم والبدع والتبدع والتنطع وعليكم بأمركم العتيق نا أسد عن حماد بن سلمة عن أيوب عن أبي قلابة عن زيد بن عميرة عن معاذ بن جبل قال تكون فتنة يكثر فيها المال ويفتح فيها القرآن حتى يقرأه المؤمن والمنافق والرجل والمرأة والصغير والكبير فيقرأه الرجل سراً فلا يتبع فيقول ما أتبع فوالله لأقرأنه علانية فيقرأه علانية فلا يتبع فيتخذ مسجداً ويبتدع كلاماً ليس من كتاب الله ولا من سُنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإياكم وإياه فإنها بدعة ضلالة وإياكم وإياه فإنها بدعة وضلالة فإياكم وإياه فإنها بدعة وضلالة ثلاثاً@(1/33)
نا أسد قال نا الوليد ين مسلم عمن حدثه عن قتادة في قوله "يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم" قال لا تبتدعوا
نا أسد قال نا ربيعة قال نا سلامان بن عامر عن أبي عثمان الأصبحي قال سمعت أبا هريرة يقول أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سيكون في أمتي دجالون كذابون يأتونكم ببدع من الحديث لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم فإياكم وإياهم لا يفتنونكم نا أسد قال نا مهدي بن ميمون عن الحسن قال صاحب البدعة لا يزداد اجتهاداً صياماً وصلاة إلا أزداد من الله بعداً نا أسد قال نا بعض أصحابنا قال كان أيوب السختياني يقول ما أزداد صاحب بدعة اجتهاداً إلا أزداد من الله بعداً، قال أسد وثنا بعض أصحابنا عن هشام بن حسان قال لا يقبل الله من صاحب بدعة صياماً ولا صلاة ولا زكاة ولا حجاً ولا جهاداً ولا عمرة ولا صدقة ولا عتقاً ولا صرفاً ولا عدلاً@(1/34)
نا أسد قال نا بعض أصحابنا عن إسماعيل بن عياش عن أبان بن أبي عياش عن الحسن عن رجلاً من بني إسرائيل ابتدع بدعة فدعا الناس إليها فأتُبع وأنه لما عرف ذنبه عمد إلى ترقوته فنقبها فأدخل فيها حلقة ثم جعل فيها سلسلة ثم أوثقها في شجرة فجعل يبكي ويعج إلى ربه فأوحى الله إلى نبي تلك الأمة ألا توبة له. هذا قد غفرت له الذي أصاب فكيف من أضل فصار إلى النار? نا أسد عن أبي عبد الرحمن نا الفراء عن عوف الأعرابي عن خالد الريفي قال كان بني إسرائيل شاب قرأ الكتب وكان مغموراً وأنه أراد المال والشرف وأنه ابتدع بدعة حتى أدرك بها المال والشرف فلم يزل كذلك حتى كثر تبعه فينا هو كذلك على فراشه قال ها الناس لا يعلمون ما ابتدعت أليس الله يعلم ما ابتدعت لو أني تبت إلى ربي قال فعمد فخرق ترقوته فجعل فيها سلسلة ثم أوثقها إلى آسية من أواسي المسجد ثم قال لا أطلق نفسي حتى يطلقني الله وكان لا يعدوا بني إسرائيل أن يكون فيهم من يوحى إليه فأوحى الله إلى نبي من أنبيائه إنه لو كان ذنبك ما بيني وبينك لغفرت بالغ ما بلغ@(1/35)
ولكن كيف بمن أضللت من عبادي فماتوا فدخلوا النار فلا أتوب عليك.
حدثني إبراهيم بن محمد عن سحنون عن أبي وهب قال أخبرني لهيعة عن سلامان عن عامر عن أبي عثمان رضيع عبد الملك بن مروان أنه سمع أبا هريرة يقول سيخرج قوم في آخر الزمان هم دجالون كذابون ببدع من الحديث لم تسمعوا به أنتم ولا آباؤكم فإياكم وإياهم لا يفتنونكم حدثني محمد بن وضاح قال نا موسى بن معاوية عن عبد الرحمن بن مهدي عن إسحاق أبن سعيد عن أبيه أن أبن عباس دخل المسجد الحرام وعبيد بن عمير يقص فقال للذي يقوده أمش بي حتى تقف بي عليه فلما وقف تلى الآيات التي في سورة مريم ثم قال أتل كتاب الله يا أبن عمير واذكر ذكر الله وإياي والبدع في دين الله حدثني محمد بن وضاح قال نا محمد بن يحيى قال نا أسد بن موسى قال نا إسماعيل بن عياش عن بحير بن سعيد عن خالد بن معدان وأبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم عن خالد بن معدان عن العرباض بن سارية السلمي قال وعظنا رسول الله @(1/36)
صلى الله عليه وسلم بعد صلاة الغداة موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب فقال رجل من أصحابه يا رسول الله إن هذه موعظة مودع فما تعهد إلينا قال أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وأن كان عبداً حبشياً فأنه من يعيش بعدي يرى اختلافاً كثيراً فإياكم ومحدثات الأمور فإنها ضلالة ومن أدركته منكم فعليه بسُنتي وسُنة الخلفاء الراشدين المهديين عضواً عليها بالنواجذ.
حدثني محمد بن وضاح قال نا محمد بن سعيد قال نا أسد بن موسى عن أبي زيد حماد بن دليل قال سمعت سفيان بن سعيد يحدثنا عن النضر عن عمر بن عبد العزيز كتب عامل له يسأل عن الأهواء فكتب إليه: أما بعد فأني أوصيك بتقوى الله والاقتصاد في أمره، وأتباع سُنته وسُنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وترك ما أحدث المحدثون بعده مما جرت به سُنته وكفوا مؤنته، فعليك بلزوم السُنة فإنها لك بإذن الله عصمة، وأعلم إن الناس لم يحدثوا بدعة إلا وقد مضى قبلها ما هو دليل عليها وعبرة فيها، فإن السُنة إنما سنها من علم ما في خلافها من الخطأ والزلل والحمق والتعمق، فارض لنفسك ما رضي به القوم لأنفسهم@(1/37)
، فإنهم السابقون وإنهم عن علم وقفوا، وببصر نافذ كفوا، ولهم كانوا على كشف الأمور أقوى، وبفضل فيه لو كان أحرى، فلئن كان الهدى ما أنتم عليه، فقد سبقتوهم إليه، ولئن قلت إنما أحدث بعدهم ما أحدثه إلا من أتبع غير سبلهم ورغب بنفسه عنهم، لقد تكلموا فيه بما يكفي، وصنفوا منه ما يشفي، فما دونهم مقصر، وما فوقهم محصر لقد قصر دونهم أقوام فجفوا، وطمح عنهم ىخرون فغلوا ، أنهم بين ذلك لعلى هدى مستقيم.
نا أسد قال نا سعيد بن زيد قال سئل عاصم بن بهدله وأنا اسمع قيل يا أبا بكر أرأيت قوله تعالى )و على اللهِ قصدُ السبيلِ ومنها جائرٌ ولو شاءَ لهداكُم أجمَعينْ( قال نا أبو وائل عن عبد الله بن مسعود قال خط عبد الله خطاً مستقيماً وخط خطوطاً عن يمينه وعن شماله فقال خط رسول الله صلى الله عليه وسلم هكذا فقال للخط المستقيم هذا سبيل الله وللخطوط التي عن يمينه وشماله هذه سبل متفرقة على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه والسبيل المشترك كما قال الله تعالى )و إنَ هذا صراطي مستقيماً فأتبعوه ولا تتبعوا السبلَ فتفرق بكم عن سبيلهِ ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون@(1/38)
( نا أسد قال نا إسماعيل أبن عياش عن أبان بن أبي عياش عن مسلم أبن أبي عمران الأشعري أن عبد الله بن عمر أتى عبد الله بن مسعود وهو قائم يقص على أصحابه فقال يا أبا عبد الرحمن ما الصراط المستقيم? قال تركنا محمد صلى الله عليه وسلم في أدناه وطرفة في الجنة وعن يمينه جواد وعن يساره وعليها رجال يدعون من مر بهم هلم لك هلم لك فمن أخذ منهم في تلك الطرق انتهت به إلى النار ومن استقام على طريق الأعظم انتهى به إلى الجنة ثم تلا أبن مسعود هذه الآية: وإن هذا صراطي مستقيماً الآية كلها نا أسد عن حماد بن زيد عن عاصم الأحوال قال قال أبو العالية تعلموا الإسلام فإذا تعلمتموه فلا ترغبوا عنه وعليكم بالصراط المستقيم فإنه الإسلام ولا تحرفوا الصراط شمالاً ولا يميناً وعليكم بسُنة نبيكم والذي كان عليه أصحابه قبل أن يقتلوا صاحبهم ومن قبل أن يفعلوا الذي فعلوا فإنا قد قرأنا القرآن من قبل أن يقتلوا صاحبهم ومن قبل أن يفعلوا الذي فعلوا بخمس عشرة سَنة وإياكم وهذه الأهواء التي تلقي بين الناس العداوة والبغضاء قال فحدثت @(1/39)
به الحسن فقال صدق ونصح قال وحدثت به حفصة بنت سيرين فقالت بأبي وأمي أنت حدثت بها محمداً فقلت لا قالت حدثه به نا سفيان بن عيينة عن مجالد بن سعيد بن عامر الشعبي عن مسروق قال
قال عبد الله ليس عام أخصب من عام ولا أمير خير من أمير لكن ذهاب علمائكم وخياركم ثم يحدث أقوام يقيسون الأمور بآرائهم فيهدم الإسلام ويثلم.
نا أسد قال نا أبو الوليد بن مسلم قال حدثني أبن حاير قال حدثني بسر بن عبيد الله الحضرمي قال نا أبو إدريس الخولاني أنه سمع حذيفة أبن اليمان أنه قال يا رسول الله هل بعد هذا الخير شر قال نعم قوم يستنون بغير سنتي ويهتدون بغير هديي قال فقلت فهل بعد ذلك الخير من شر قال نعم دعاة على باب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها قلت يا رسول الله صفهم لنا قال هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا قلت فما تأمرني إذا أدركت ذلك قال تلزم جماعة المسلمين وإمامهم قلت فأن لم يكن لهم إمام ولا جماعة قال فأعتزل تلك الفرق كلها وأن@(1/40)
تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنتَ كذلك نا أسد عن محمد بن طلحة عن زيد الأنامي عن أبن مسعود قال كيف أنتم إذا ألبستكم فتنة يهرم فيها الكبير وينشأ فيها الصغير تجري على الناس يتخذونها سُنة إذا غيرت قيل هذا منكر
باب إحداث البدع
نا أسد قال محمد بن مسلم الطائفي قال أخبرني أبن أبي نجيح قال بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أحدث@(1/41)
حدثاً أو آوى محدثاً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين فقال عبد الرحمن بن عوف يا رسول الله وما الأحداث فيها قال أن يقتل في غير حد أو يسن سُنة سؤ لم تكن.
نا أسد قال نا المبارك بن فضالة عن الحسن أن رجلاً أتى أبا موسى الأشعري وعنده أبن مسعود فقال ارأيت رجلاً خرج بسيفه غضباً لله تعالى فقاتل حتى قتل أين هو قال أبو موسى في الجنة فقال أبن مسعود إنما المفتي مثل صاحبك على سُنة ضرب أم على بدعة قال الحسن فإذا بالقوم قد ضربوا بأسيافهم على البدع نا أسد قال نا المبارك بن فضالة عن يونس بن عبيد عن أبن سيرين قال أخبرني أبو عبيدة بن حذيفة قال جاء رجل إلى حذيفة بن اليمان وأبو موسى الأشعري قاعد فقال ارأيت رجلاً ضرب بسيفه غضباً لله حتى قتل أفي الجنة أم في النار فقال أبو موسى في الجنة قال حذيفة أستفهم الرجل وافهمه ما تقول قال أبو موسى سبحان لله كيف قلت قال قلت رجلاً ضرب بسيفه غضباً لله حتى قتل أفي الجنة أم في النار فقال أبو موسى في الجنة قال حذيفة أستفهم الرجل وأفهمه ما تقول حتى فعل ذلك ثلاث مرات فلما كان في الثالثة قال والله لا تستفهمه فدعا به حذيفة فقال رويدك أن صاحبك@(1/42)
لو ضرب بسيفه حتى ينقطع فأصاب الحق حتى يقتل عليه فهو في الجنة وأن لم يصب الحق ولم يوفقه الله للحق فهو في النار ثم قال والذي نفسي بيده ليدخلن النار في مثل الذي سألت عنه أكثر من كذا وكذا.
نا سفيان بن عيينة عن بعض مشيخة قال قال حذيفة أجود ما أخاف على الناس اثنتان أن يؤثروا ما يرون على ما يعلمون وأن يضلوا وهم لا يشعرون قال سفيان هو صاحب البدعة.
نا أسد قال نا عبد الله بن خالد عن أبي عبد السلام قال سمعت بكر بن عبد الله المزني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال حلت شفاعتي لأمتي إلا صاحب بدعة نا أسد قال نا محمد بن الفضيل عن أبي بكر بن عياش قال كان عندنا فتى يقاتل ويشرب وذكر أشياء من الفسق ثم أنه تقرأ فدخل في التشيع فسمعت حبيب بن أبي ثابت وهو يقول لأنت يوم كنت تقاتل وتفعل ما تفعل خير منك اليوم.
باب تغير البدع
نا أسد قال إسماعيل بن عياش عن عقيل بن مدرك السلمي عن لقمان عن أبي إدريس الخولاني أنه كان يقول لأن أسمع بناحية المسجد بنار تحترق أحب إلي من أن أسمع فيه ببدعة ليس لها مغير وما أحدثت أمة في دينها بدعة إلا رفع الله بها عنهم سُنة.
نا أسد بن عبد الله بن وهب عن معاوية بن صالح عن أبي الأعيسر عن أبي إدريس الخولاني أنه قال لأن أرى في المسجد ناراً لا أستطيع أطفيها أحب إلي من أن أرى فيه بدعة لا أستطيع تغييرها نا أسد عن عبد الله بن خالد عن حذيفة عن موسى بن أبي حبيب قال حدثني الحكم@(1/43)
أبن عمر الثمالي وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال قال النبي صلى الله عليه وسلم الأمر المقطع والحمل المطلع والشر الذي لا ينقطع إظهار البدع حدثني أبو أيوب عن سحنون عن أبي وهب قال أخبرني من سمع الاوزاعي يحدث عن حسان بن عطية قال ما أحدث قوم بدعة في دينهم إلا نزع الله من سنُتهم مثلها ثم لم يعدها إليهم إلى يوم القيامة.
نا أبي وهب قال وأخبرني من سمع الاوزاعي يحدث عن يحيى بن أبي عمرو الشيباني قال حدثني عبد الله بن الديلمي قال ما ابتدعت بدعة إلا ازدادت مضياً ولا تركت سُنة إلا ازدادت هرباً.@(1/44)
نا أبن وهب وأخبرني سلمة بن علي عن سعيد بن المسيب عن قتادة عن حلاس بن عمر يرفعه قال لا يحدث رجل في الإسلام بدعة إلا ترك من السنُة ما هو خير منها أبن وهب قال كتب إلي كثير بن عبد الله المزني يحدث عن أبيه عن جده أنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أحيى سُنة من سُنتي قد أميتت بعدي فأن له من الأجر مثل من عمل بها بين الناس لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً ومن أبتدع بدعة لا يرضها الله ورسوله فأن عليه مثل أثم من عمل بها لا ينقص ذلك من آثام الناس شيئاً.
أبن وهب وأخبرني من سمع الاوزاعي يقول حدثني عبيدة أبن أبي لبابة عن أبن عباس قال من أحدث رأياً ليس في كتاب الله ولم تمض به سُنة من رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يدر على ما هو منه إذا لقي الله
حدثني محمد بن وضاح قال حدثني محمد بن سعيد قال نا أسد بن موسى قال نا عبد المؤمن بن عبد الله قال حدثني مهدي عن عكرمة عن أبن عباس قال ما يأتي على الناس من عام إلا أحدثوا فيه بدعة وأماتوا فيه سُنة حتى تحيا البدع وتموت السنن@(1/45)
نا محمد بن وصاح قال نا بن محمد بن سعيد قال نا نعيم بن حماد قال نا بن مهدي وأبو داود عبد الصمد عن عبد المؤمن أبي عبيدة عن مهدي عن عكرمة عن أبن عباس قال ما من عام إلا والناس يحيون فيه بدعة ويميتون فيه سُنة حتى تحيا البدع وتموت السُنن.
حدثني إبراهيم عن محمد عن عون عن إسماعيل بن نافع القرشي عن عبد الله بن المبارك قال أعلم أني أرى أن الموت اليوم كرامة لكل مسلم لقي الله على السُنة فإنا لله وإنا إليه راجعون فإلى الله نشكو وحشتنا وذهاب الأخوان وقلة الأعوان وظهور البدع وإلى الله نشكو عظيم ما حل بهذه الأمة من ذهاب العلماء وأهل السُنة وظهور البدع.
حدثني محمد بن وضاح قال نا محمد بن سعيد قال نا نعيم قال نا جرير بن عبد الحميد عن يزيد بن أبي زياد عن إبراهيم عن علقمة. عن عبد الله قال إذا التمست الدنيا بعمل الآخرة وتفقه لغير الدين ظهرت البدع حدثني أبان بن عيسى عن أبيه عن أبن القاسم عن مالك أنه قال التثويب بدعة ولست أراه حدثني محمد بن وضاح@(1/46)
قال ثوب المؤذن بالمدينة في زمان مالك فأرسل إليه مالك فجاءه فقال له مالك ما هذا الذي تفعل قال أردت أن يعرف الناس طلوع الفجر. فيقوموا، فقال له مالك لا تفعل لا تحدث في بلدنا شيئاً لم يكن فيه قد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا البلد عشر سنين وأبو بكر وعمر وعثمان فلم يفعلوا هذا فلا تحدث في بلدنا ما لم يكن فيه فكف المؤذن عن ذلك وأقام زمناً ثم أنه تنحنح في المنارة عند طلوع الفجر فأرسل إليه مالك فقال له ما هذا الذي تفعل قال أردت أن يعرف الناس طلوع الفجر فقال ألم أنهك ألا تحدث عندنا ما لم يكن فقال إنما نهيتني عن التثويب فقال له مالك لا تفعل فكف أيضاً زمناً ثم جعل يضرب الأبواب فأرسل مالك إليه فقال ما هذا الذي تفعل فقال أردت@(1/47)
أن يعرف الناس طلوع الفجر فقال له مالك لا تفعل لا تحدث في بلدنا ما لم يكن فيه- قال أبن وضاح- وكان مالك يكره التثويب- قال أبن وضاح- وإنما أحدث هذا بالعراق، قلت لأبن وضاح من أول أحدثه? فقال لا أدري، قلنا له فهل يعمل به بمكة أو بالمدينة أو بمصر أو غيرها من الأمصار? فقال ما سمعته إلا عند بعض الكوفيين والأباضيين وكان بعضهم يثوب عند المغرب كان يؤذن إذا غابت الشمس ثم يؤخر الصلاة حتى تظهر النجوم ثم يثوب وبعضهم يؤذن إذا غابت الشمس ثم يؤخر الصلاة حتى تظهر النجوم ثم يثوب وبعضهم يؤذن إذا غربت الحمرة ويؤخر الصلاة حتى يغيب البياض ويصلي وبعضهم يؤذن إذا زالت الشمس ويؤخر الصلاة ثم يثوب ويصلي وكان وكيع هو يفعل ذلك عند صلاة العشاء.
ما جاء في انباع الأذان
حدثني إبراهيم بن محمد قال ناحر ملة بن يحيى عن عبد الله بن وهب عن جرير بن حازم عن الأعمش قال حدثني مروان بن سويد الأسدي: قال خرجت مع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب من مكة إلى المدينة فلما أصبحنا صلى بنا الغداة ثم رأى الناس يذهبون مذهباً فقال: أين يذهب هؤلاء قيل يا أمير المؤمنين مسجد صلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم هم يأتون يصلون فيه فقال إنما هلك من كان قبلكم بمثل هذا يتبعون آثار أنبيائهم فيتخذونها كنائس وبيعاً من أدركته الصلاة في هذه المساجد فليصل ومن لا فليمض ولا يعتمدها حدثني محمد بن وضاح قال نا موسى بن معاوية قال نا جرير عن الأعمش @(1/48)
عن المعرور بن سويد قال خرجنا حجاجاً مع عمر بن الخطاب فعرض لنا في بعض الطريق مسجد فأبتدره الناس يصلون فيه فقال عمر ما شأنهم? فقالوا هذا مسجد صلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر أيها الناس إنما هلك من كان قبلكم بإتباعهم مثل هذا حتى أحدثوها بيعاً فمن عرضت له فيه صلاة فليصل ومن لم تعرض له فيه صلاة فليمض.
حدثني محمد بن وضاح قال سمعت عيسى بن يونس مفتي أهل طرسوس يقول: أمر عمر بن الخطاب بقطع الشجرة التي بويع تحتها النبي صلى الله عليه وسلم فقطعها لأن الناس كانوا يذهبون فيصلون تحتها فخاف عليهم الفتنة قال عيسى بن يونس وهو عندنا من حديث أبن عون@(1/49)
عن نافع أن الناس كانوا يأتون الشجرة فقطعها عمر، قال أبن وضاح وكان مالك أبن أنس وغيره من علماء المدينة يكرهون اتيان تلك المساجد وتلك الآثار للنبي صلى الله عليه وسلم ما عدا قباً واحداً قال أبن وضاح- وسمعتهم يذكرون أن سفيان الثوري دخل مسجد بيت المقدس فصلى فيه ولم يتبع تلك الآثار ولا الصلاة فيها وكذلك فعل غيره أيضاً ممن يقتدي به، وقد وكيع أيضاً مسجد بيت المقدس فلم فعل سفيان- قال أبن وضاح- فعليكم بالأتباع لأمة الهدى المعروفين فقد قال بعض من مضى ومتحبب إليه بما يبغضه عليه ومقترب إليه بما يبعده منه وكل بدعة عليها زينة وبهجة.
نا محمد بن وضاح قال نا محمد بن عمرو عن مصعب قال: سئل سفيان عن رجل يكثر قراءة قل هو الله أحد لا يقرأ غيرها كما يقرأها فكرهه وقال إنما أنتم متبعون فأتبعوا الأولين ولم يبلغنا عنهم نحو هذا وإنما نزل القرآن ليقرأ ولا يخص شيء دون شيء حدثني محمد بن وضاح قال حدثني سحنون وحارث عن أبن القاسم@(1/50)
عن مالك أنه سئل عن قراءة قل هو الله أحد مراراً في ركعة فكره ذلك وقال هذا من محدثات الأمور التي أحدثوها حدثني محمد بن وضاح قال حدثني محمد بن مصفى قال حدثني سويد بن عبد العزيز قال نا سيار أبو الحكم عن الشعبي أن عمر بن الخطاب كان يضرب الرجبيين الذين يصومون رجب كله. قلت لمحمد بن وضاح لأي شيء كان عمر يضرب الرجبيين قال إنما هو خبر جاء هكذا ما أدري أيصح أم لا وإنما معناه خوف أن يتخذوه سُنة مثل رمضان.
حدثني مالك عن علي عن سعيد عن أشهب قال: سألت مالكاً عن الحديث الذي جاء أن أبا بكر الصديق لما أتاه خبر اليمامة سجد قال فقال لي ما يكفيك أنه قد فتح لرسول الله صلى الله عليه وسلم الفتوح فلم يسجد وفتح لأبي بكر في غير اليمامة فلم يسجد@(1/51)
وفتح لعمر بن الخطاب فلم يسجد قال فقلت له يا أبا عبد إنما أردت أن أعرف رأيك فأرد ذلك قال بحسبك إذا بلغك مثل هذا ولم يأت ذلك عنهم متصلاً أن ترده بذلك فهذا إجماع وقد كان مالك يكره كل بدعة وأن كانت في خير ولقد كان مالك يكره كل بدعة وأن كانت في خير ولقد كان مالك يكره المجيء إلى بيت المقدس خيفة أن يتخذ ذلك سُنة وكان يكره مجيء قبور الشهداء ويكره مجيء قبا خوفاً من ذلك وقد جاءت الآثار عن النبي صلى الله عليه وسلم بالرغبة في ذلك ولكن لما خاف العلماء عاقبة ذلك تركوه- قال أبن كنانة وأشهب- سمعنا مالكاً يقول لما أتاها سعد بن أبي وقاص قال وددت أن رجلي تكسرت وأني لم أفعل قيل وسئل أبن كنانة عن الآثار التي بالمدينة فقال أثبت ما عندنا في ذلك قبا إلا أن مالكاً كان يكره مجيئها خوفاً من أن تتخذ سُنة وقال سعيد بن حسان كنت اقرأ على أبن نافع كتبه فلما مررت بحديث التوسعة ليلة عاشوراء قال لي حوق عليه قلت ولم ذلك يا أبا محمد قال خوفاً من أن يتخذ سُنة قال يحيى ين يحيى لقد كنت بالمدينة أيام مالك ودرية وبمصر أيام الليث وأبن القاسم وأبن وهب وأدركتني تلك الليلة معهم فما سمعت لها عند واحد منهم ذكراً ولو ثبت عندهم لأجروا من ذكرها ما أجروا من سائر ما ثبت عندهم@(1/52)
ما جاء في ليلة النصف من شعبان
حدثني محمد بن وضاح قال نا هارون بن سعيد قال نا أبن وهب قال نا عبد الرحمن أبن زيد بن اسلم قال: لم أدرك أحداً من مشيختنا ولا فقهائنا يلتفتون إلى ليلة النصف من شعبان ولم ندرك أحداً منهم يذكر حديث مكحول ولا يرى لها فضلاً على ما سواها من الليالي قال أبن أبي زيد والفقهاء لم يكونوا يصنعون ذلك.
نا أبن وضاح قال نا أبن أبي مريم قال نا نعيم بن حماد قال نا عبد الرزاق عن معمر عن أبن أبي مليكة قال قيل له أن زياد النميري يقول أن ليلة النصف من شعبان أجرها كأجر ليلة القدر فقال أبن أبي مليكة لو سمعته منه وبيدي عصا لضربته بها وكان زياد قاضياً.
كراهية اجتماع الناس عشية عرفة
حدثني محمد بن وضاح قال نا زيد بن البشر قال نا أبن وهب عن الليث
عن أبي حفص المدني قال اجتمع الناس يوم عرفة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم يدعون بعد العصر فخرج نافع مولى أبن عمر من دار آل عمر فقال أيها الناس أن الذي أنتم عليه بدعة وليست بسُنة إنا أدركنا الناس ولا يصنعون مثل هذا ثم رجع فلم يجلس ثم خرج الثانية ففعل مثلها ثم رجع.
حدثني محمد بن وضاح قال نا محمد بن قدامة قال نا الأنصاري محمد بن عبد الله قال أنا أبن عون قال: @(1/53)
شهدت إبراهيم النخعي سئل عن اجتماع الناس عشية عرفة فكرهه وقال محدث وحدثني محمد بن وضاح قال حدثني أبن نمير عن أبن مهدي عن سفيان عن الأعمش عن أبي وائل أنه كان لا يأتي المسجد عشية عرفة حدثني محمد بن وضاح قال نا موسى بن عبيد الله عن سفيان قال ليست عرفة إلا بمكة ليس في هذه الأمصار عرفة حدثني محمد بن وضاح قال نا غير واحد منهم زيد عن سفيان عن موسى بن عيسى أن نافعاً كره الصبح مع الإمام حين يقرأ مثل قوله "و أنا ربكم الأعلى" ومثل قوله "ما علمت لكم من آله غيري" قال سفيان إنما ينصت
النهي عن الجلوس مع أهل البدع وخلطتهم والمشي معهم
نا محمد بن وضاح قال نا محمد بن سعيد قال نا أسد بن موسى قال نا بعض أصحابنا عن موسى بن أعين عن ليث بن أبي سليم عن الحسن قال لا تجالس صاحب بدعة فأنه يمرض قلبك نا أسد قال بعض أصحابنا عن عبد الملك بن أبي كريمة عن سفيان الثوري قال من جالس صاحب بدعة لم يسلم من إحدى ثلاثة أما أن يكون فتنة لغيره وأما أن يقع في قلبه شيء فيزل به فيدخله الله النار وأما أن يقول والله ما أبالي ما تكلموا وأني واثق بنفسي فمن أمن الله على دينه طرفة عين سلبه إياه.
نا أسد عن أيوب النجار اليمامي@(1/54)
قال ناشر بن حنيفة الحنفي يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيما يضن قال من أتى صاحب بدعة ليوقره فقد أعان على هدم الإسلام ووجدت هذا الحديث عند من سمعه من أيوب مثبتاً عن النبي صلى الله عليه وسلم ليس فيه ما يظن.
نا أسد عن كثير أبو سعيد قال: من جلس إلى صاحب بدعة نزعت منه العصمة ووكل إلى نفسه.
نا أسد عن عبد الله بن خالد عن الفضل بن هشام عن عروة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من وقر صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام نا أسد قال نا بعض أصحابنا عن الاوزاعي عن يحيى بن أبي كثير قال: إذا لقيت صاحب بدعة في طريق فخذ في طريق آخر نا أسد قال نا حماد بن يزيد عن أيوب قال: قال أبو قلابة لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوا فأني لا آمن أن يغمسوكم في ضلالتهم أو يلبسوا عليكم ما كنتم تعرفون قال أيوب وكان والله من الفقهاء ذوي الألباب@(1/55)
نا أسد قال نا شهاب بن خداش الحوشي عن عوام بن حوشب أنه كان يقول لأبنه: يا عيسى أصلح لله قلبك، وأقل مالك. وكان يقول: والله لأن أرى عيسى يجالس أصحاب البرابط والاشربة والباطل أحب إلي من أن أراه يجالس أصحاب الخصومات يعني أهل البدع نا أسد قال نا زيد عن محمد بن طلحة قال: قال إبراهيم لا تجالسوا أصحاب البدع ولا تكلموهم فإني أخاف أن ترتد قلوبكم نا أسد قال نا زيد عن محمد بن مسلم قال أوحى الله تعالى إلى موسى أبن عمران لا تجالس أصحاب الأهواء فتسمع منهم كلمة فترديك فتضلك فتدخلك النار نا أسد قال نا إبراهيم بن محمد عن صفوان بن سليم عن سعيد بن يسار عن أبي هريرة قال قال النبي صلى الله عليه وسلم الرجل على دين خليلة فلينظر أحدكم من يخال نا أسد قال نا عبد الرحمن بن زياد عن أبي غسان محمد بن مطرف عن محمد بن عجلان قال قال أن مسعود من أحب أن يكرم@(1/56)
دينه فليعتزل مخالطة السلطان ومجالسة أصحاب الأهواء فأن مجالستهم الصق من الجرب نا أسد قال عبد الرحمن بن زياد عن إسماعيل بن عياش عن أبي سلمة بن سليم الحمص عن الحسن البصري قال لا تجالس صاحب هوى فيقذف في قلبك ما تتبعه عليك فتهلك أو تخالفه فيمرض قلبك
نا أسد قال نا مؤمل بن إسماعيل قال نا الحسن بن وهب قال نا حميد الأعرج قال: قدم غيلان مكة فجاور بها فأتى غيلان مجاهداً وقال يا أبا الحجاج بلغني أنك تنهى الناس عني وتذكرني بلغك عني شيء لا أقوله? إنما أقول كذا إنما أقول كذا فجاء بشيء لا ينكره فلما قام قال مجاهد لا تجالسوه فأنه قدري. قال حميد فأني يوماً في الطواف لحقني غيلان من خلفي فجبذ ردائي فالتفت فقال كيف يقرأ مجاهد حرف كذا وكذا? فأخبرته فمشى معي قال فبصر بي مجاهد معه فأتيته فجعلت أكلمه فلا يرد علي وأسأله فلا يجيبني قال فغدوت إليه فوجدته على تلك الحال فقلت يا أبا الحجاج مالك. أبلغك عني شيء. أحدثت حدثاً مالي? فقال ألم أرك مع غيلان وقد نهيتكم أن تكلموه أو تجالسوه. قال قلت والله يا أبا الحجاج ما ذكرت قولك وما بدأته هو بدأني قال فقال@(1/57)
والله يا حميد لولا أنك عندي مصدق ما نظرت لي في وجه منبسط ما عشت نا أسد قال نا مؤمل بن إسماعيل قال أخبرني صاحب لنا عن أيوب قال كنت يوماً عند محمد بن سيرين إذ جاء عمرو بن عبيد فدخل فلما جلس وضع محمد يده في بطنه ثم أن قال وقام فقلت لعمر وأنطلق بنا قل فخرجنا فلما مضى عمرو رجعت فقلت يا أبا بكر قد فطنت إلى ما صنعت قال وما فطنت? قال قلت نعم. قال أما إنه لم يظلني وإياه سقف بيت نا إسماعيل بن سعد البصري عن رجل أخبره قال: كنت أمشي مع عمرو بن عبيد فرآني أبن عون فأعرض عني شهرين نا أسد قال نا مؤمل عن رجل أخبره قال دخل عمرو بن عبيد على أبن عون فسكت أبن عون لما رآه وسكت عمرو عنه فلم يسأله عن شيء فمكث هنية ثم قام فخرج فقال أبن عون بما أستحل إن دخل داري بغير إذني مراراً يرددها أما أنه لو تكلم أما أنه لو تكلم.
نا أسد قال نا مؤمل بن إسماعيل قال قال بعض أصحابنا لحماد بن زيد مالك لم ترو عن عبد الكريم إلا حديثاً واحداً? قال ما آتيته إلا مرة واحدة لمساقه في هذا الحديث وما أحب أن أتوب علم بإتياني إياه وأن لي كذا وكذا وإني أضنه@(1/58)
لو علم لكانت الفيصل فيما بيني وبينه نا أسد قال نا محمد بن الفضيل نا عزوان عن المغيرة عن إبراهيم قال قال إبراهيم لمحمد بن السائب لا تقر بنا ما دمت على رأيك هذا وكان مرجئياً نا أسد قال نا المؤمل عن حماد بن زيد عن أيوب قال لقيني سعيد بن جبير فقال ألم أرك مع طلق قلت بلى فما له? قال لا تجالسه فأنه مرجئي. قال أيوب وما شاورته في ذلك ولكن يحق للرجل المسلم إذا رأى من أخيه شيئاً يكرهه أن ينصحه نا أسد قال نا إسماعيل بن سلمة عن حماد بن زيد عن يحيى بن عبيد قال لقيني رجل من المعتزلة فقام فقمت فقلت أما أن تمضي وأما أن أمضي فأني أن أمش مع نصراني أحب إلي من أن أمشي معك نا أسد قال نا بقية بن الوليد عن صفوان بن عمرو عن أبي الدرداء أنه كتب إلى سلمان يدعوه إلى الأرض المقدسة فكتب إليه سلمان: يا أخي أن كان بعدت الدار من الدار فأن الروح من الروح قريب وأن طير السماء تقع على إلفها من الأرض وفي رواية أن سلمان قال له: أن الأرض لا تقدس أحداً وإنما يقدس الإنسان عمله@(1/59)
نا أسد قال نا حماد بن زيد عن محمد بن واسع قال رأيت صفوان بن محرز وقريب منه شببة فرآهم يتجادلون فرأيته قائماً ينفض ثيابه ويقول إنما أنتم جرب إنما أنتم جرب.
نا أسد قال نا مؤمل بن إسماعيل عن حماد بن زيد عن أيوب قال دخل على محمد بن سيرين يوماً رجل فقال يا أبا بكر اقرأ عليك آية من كتاب الله لا أزيد على أن اقرأها ثم اخرج فوضع إصبعيه في أذنيه ثم قال أحرج عليك أن كنت مسلماً لما خرجت من بيتي قال فقال يا أبا بكر أني لا أزيد على أن اقرأ ثم اخرج قال فقال بإزاره يشده عليه وتهيأ للقيام فأقبلنا على الرجل فقلنا قد حرج عليك إلا خرجت أفيحل لكَ أن تخرج رجلاً من بيته قال فخرج فقلنا يا أبا بكر ما عليك لو قرأ آية ثم خرج قال أني والله لو ظننت أن قلبي يثبت على ما هو عليه ما باليت أن يقرأ ولكني خفت أن يلقي في قلبي شيئاً أجهد أن أخرجه من قلبي فلا أستطيع نا أسد قال نا أبو إسحاق الحذاء عن الاوزاعي قال لا تمكنوا صاحب بدعة من جدل فيورث قلوبكم من فتنته ارتياباً@(1/60)
باب هل لصاحب البدعة توبة
نا أسد نا رديح بن عطية عن يحيى عن أبي عمر الشيباني قال كان يقال: يأبى الله لصاحب بدعة بتوبة وما أنتقل صاحب بدعة إلى إلا شر منها
نا أسد قال نا عبد الله بن خالد عن بقية قال حدثني رجل من أهل الكوفة عن عمرو أبن قيس عن الاصبغ بن نباتة عن علي بن أبي طالب قال ما كان رجل على رأي من البدعة فتركه إلا إلى ما هو شر منه نا أسد قال نا ضمرة عن سودة قال سمعت عبد الله بن القاسم وهو يقول ما كان عبد على هوى فتركه إلا إلى ما هو شر منه قال فذكرت هذا الحديث لبعض أصحابنا فقال تصديقه في حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية ثم لا يرجعون حتى يرجع السهم إلى فوقه@(1/61)
نا أسد قال نا موسى بن إسماعيل عن حماد بن زيد عن أيوب قال كاب رجل يرى رأياً فرجع عنه فأتيت محمداً فرحاً بذلك اخبره فقلت أشعرت إن فلاناً ترك رأيه الذي كان يرى? فقال انظروا إلى ما يتخول أن آخر الحديث أشد عليهم من أوله يمرقون من الإسلام لا يعودون فيه نا أسد قال نا عبد الله بن خالد عن بقية قال حدثني محمد عن هشام عن الحسن إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبى الله لصاحب بدعة بتوبة نا أسد نا عبد الله بن خالد عن بقية قال حدثني أيضاً محمد بن حميد الطويل عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله حجز التوبة عن كل صاحب بدعة نا أسد قال نا بقية بن الوليد عن صفوان بن عمر عن سليم بن عامر الخبائري@(1/62)
عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول إن اشد الناس عبادة مفتون. يعني صاحب بدعة
قصة صبيغ العراقي
حدثني إبراهيم بن أحمد عن سحنون عن أبي وهب عن الليث بن سعيد عن محمد أبن عجلان عن نافع أن صبيغاً العراقي جعل يسأل عن أشياء من القرآن في أجناد المسلمين حتى قدم مصر فبعث بع عمرو بن العاص إلى عمر أبن الخطاب فلما أتاه الرسول بالكتاب فقرأه قال أين الرجل? قال في الرحل قال عمر ابصر أن يكون ذهب فتصيبك مني العقوبة الموجعة فآتاه به فقال عمر تسل فحدثه فأرسل عمر إلى ارطاب من الجريد فضربه بها حتى ترك ظهره خبزة ثم تركه حتى برئ ثم عاد له ثم تركه حتى برئ فدعا به ليعود له فقال له صبيغ أن كنت تريد قتلي فاقتلني قتلا جميلاً وأن كنت تريد تداويني فقد والله برئت فأذن له إلى أرضه وكتب إلى أبي موسى الأشعري ألا يجالسه أحد من المسلمين فأشد ذلك على الرجل فكتب أبو موسى إلى عمر بن الخطاب أن قد حسنة هيئته فكتب أليه عمر أن يأذن للناس يجالسونه@(1/63)
وحدثني إبراهيم بن محمد عن حرملة بن يحيى قال نا عبد الله بن وهب قال حدثني مالك بن أنس قال: جعل صبيغ يطوف معه يكتب من يتفقه يفقه ومن يتعلم يعلمه الله فأخذه عمر فضربه بالجريد الرطب ثم سجنه حتى إذا جف الذي أخرجه فضربه فقال يا أمير المؤمنين أن كنت تريد قتلي فأجهز عَلي وإلا فقد شفيت شفاك الله فخلاه عمر بن الخطاب.
حدثني أبو أيوب عن سحنون عن أبن وهب عن مالك بن أنس قال جعل صبيغ يطوف معه يكتب معه ويقول من يتفقه نفقه من يتعلم يعلمه الله فأخذ عمر بن الخطاب فضربه بالجريد لرطب ثم سجنه حتى جف الذي به ثم أخرجه فضربه فقال يا أمير المؤمنين أن كنت تريد قتلي فأجهز عَلي وإلا فقد شفيتني شفاك الله فخلاه عمر بن الخطاب قال أبن وهب قال لي مالك وقد ضرب عمر بن الخطاب صبيغاً حين بلغه ما يسأل عنه من القرآن وغير ذلك@(1/64)
باب في نقض عرى الإسلام ودفن الدين وظهار البدع
حدثني محمد بن وضاح قال نا نعيم بن حماد قال عثمان بن يونس عن الأعمش عن أبي وائل عن حذيفة بن اليمان أنه أخذ حجرين فوضع أحدهما على الآخر ثم قال لأصاحبه هل ترون ما بين هذين الحجرين من النور? قالوا يا عبد الله ما نرى بينهما من النور إلا قليلا. قال والذي نفسي بيده لتظهرن البدع حتى لا يرى من الحق إلا قدر ما ترون ما بين هذين الحجرين من النور والله لتفشون البدع حتى إذا ترك منها شيء قالوا تركت السُنة
حدثني محمد بن وضاح عن محمد بن سعيد عن نعيم قال نا يحيى بن سليم عن عبد الله أبن عثمان بن جثيم عن أبي الطفيل عن حذيفة بن اليمان أنه اخذ حصاة بيضاء فوضعها في كفه ثم قال أن هذا الدين قد استضاء إضاءة هذه ثم اخذ كفا من تراب فجعل يذره على الحصاة حتى واراها ثم قال والذي نفسي بيده ليجيئن أقوام يدفنون الدين كما دفنت هذه الحصاة وليسلكن طريق الذين كانوا قبلكم حذو القذة بالقذة وحذوا النعل بالنعل نا محمد بن وضاح قال نا محمد بن سعيد قال نا أسد بن موسى عن عبد الرحمن عن عكرمة بن عمار قال حدثني حميد أبو عبد الله قال حدثني عبد العزيز أخو حذيفة قال قال حذيفة أول ما تفقدون من دينكم الأمانة وآخر ما تفقدون الصلاة ولتنقضن عرى الإسلام عروة عروة ولتصلين نساؤهم@(1/65)
حيضاً ولتسلكن طريق من كان قبلكم حذو القذة بالقذة وحذو النعل بالنعل لا تخطئون طريقهم ولا يخطأ بكم وحتى تبقى فرقتان تقول أحدهما ما بال الصلوات الخمس? لقد ضل من كان قبلنا إنما قال الله أقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل. لا يصلون إلا ثلاثاً وتقول الأخرى أيها المؤمنون بالله كأيمان الملائكة ما فينا كافر ولا منافق حق على الله أن يحشرهما مع الدجال حدثني محمد بن وضاح قال: لم يعمل أحد من الأمم شيئاً إلا استعملته هذه الأمة، قال أبن وضاح: الخير بعد الأنبياء ينقص والشر يزداد - وقال محمد بن وضاح - إنما هلكت بنو إسرائيل على يدي قرائهم وفقهائهم وستهلك هذه الأمة على
يدي قرائهم وفقهائهم نا محمد بن وضاح قال نا أبو بكر بن أبي شيبة قال نا وكيع عن شعبة عن المغيرة بن النعمان عن سعيد بن جبير عن أبن عباس قال قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بموعظة فقال أنكم محشورون إلى الله حفاة عراة غرلا كما بدأنا أول خلق نعيده وعداً علينا إنا كنا فاعلين فأول الخلائق يلقي بثوب إبراهيم خليل الرحمن ثم يؤخذ بقوم منكم ذات الشمال فأقول يا رب أصحابي قال فيقال أنكم لا تدري ما أحدثوا بعدك فأقول كما قال العبد الصالح "@(1/66)
و كنت عليهم شهيداً ما دامت فيهم إلى قوله انك أنت العزيز الحكيم" قال فيقال أنك لا تدري ما أحدثوا بعدك أنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم وحدثني محمد بن وضاح قال نا أبو البشر زيد بن البشر الحضرمي قال نا ضمام أبن إسماعيل المعافري عن غير واحد من أهل العلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كيف بكم إذا فسق شُبانكم وطغت نسائكم وكثر جهالكم قالوا وأن ذلك كائن يا رسول الله قال واشد من ذلك كيف بكم إذا لم تأمروا بالمعروف وتنهوا عن المنكر قالوا وأن ذلك كائن يا رسول الله قال واشد من ذلك كيف بكم إذا رأيتم المعروف منكراً ورأيتم المنكر معروفاً? حدثني إبراهيم بن محمد عن عبد بن محمد بن أحمد بن عاصم عن عطية عن الوليد أبن عبد الرحمن عن محمد بن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ويح لهذه الأمة ماذا يلقى فيها من أطاع الله كيف يكذبونه ويضربونه أنه أطاع@(1/67)
الله من أجل أنهم أطاعوا الله قال عمر بن الخطاب يا رسول الله الناس يومئذ على الإسلام قال نعم يا عمر قال عمر يا رسول الله ولم يبغضون من أمرهم بطاعة الله فقال يا عمر ترك القوم الطريق فركبوا الدواب ولبسوا لين الثياب وخدمهم أبناء فارس وتزين الرجل منهم بزينة المرأة لزوجها وتبرج النساء زيهم زي الملوك الجبابرة يتسمنون كالنساء فإذا تكلم أولياء الله وأمروهم بطاعة الله قيل له أنت قرين الشيطان ورأس الضلالة مكذب
بالكتب تحمر زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق تأولوا كتاب الله على غير تأويله واستذلوا به أولياء الله.
حدثني محمد بن وضاح قال نا محمد بن سعيد قال نا نعيم بن حماد قال نا عيسى بن يونس عن الاوزاعي عن حبان بن أبي جبلة عن أبي الدرداء قال لو خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إليكم اليوم ما عرف شيئاً مما كان عليه هو وأصحابه إلا الصلاة قال الاوزاعي فكيف لو كان اليوم? قال عيسى فكيف لو أدرك الاوزاعي هذا الزمان? حدثني عبد الله بن محمد بن خالد قال حدثني علي بن معبد عن أبي المليح عن رجل من أهل البصرة عن الحسن قال لو أن بعض من مضى أنتشر حتى يعاين خياركم اليوم لقال ما لهؤلاء في الآخرة من حاجة ولو رأى شراركم لقال ما يؤمن هؤلاء بيوم الحساب@(1/68)
نا محمد بن وضاح قال نا محمد بن سعيد قال أسد بن موسى قال نا أبو يحيى عن موسى الجعفي عن الحسن قال أدركت عشرة آلاف من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لو رأوكم لقالوا ما لهؤلاء مجانين ولو رأيتموهم لقلتم هؤلاء مجانين ولو رأو أخياركم لقالوا ما يؤمن هؤلاء بيوم الحساب ولو رأوا شراركم لقالوا ما لهؤلاء عند الله من خلاق- نا محمد بن وضاح- قال يقال تخرج الفتن من عند أصحاب الكتب وإليهم تعود- قال أبن وضاح- ويقال ويبعث الله ريحاً حمراء من قبل المشرق فينفر الناس إلى مساجدهم وإلى علمائهم فيجدونهم قد مسخوا قردة وخنازير.
حدثني محمد بن وضاح: قال نا محمد بن سليمان الأنباري قال نا وكيع عن عمر بن منبه عن أوفى بن دلهم العدوي قال بلغني عن علي أنه قال تعلموا العلم تعرفوا به وأعملوا به تكونوا من أهله فأنه سيأتي من بعدكم زمان ينكر الحق فيه تسعة أعشارهم لا ينجو فيه إلا كل مؤمن نومة- قال وكيع يعني مغفلاً- أولئك أئمة الهدى ومصابيح@(1/69)
العلم ليسوا بالعجل المذاييع البذرة قال قيل لعلي بن أبي طالب ما النومة? قال الرجل يسكت بالفتنة فلا يبدو منه شيء.
حدثني محمد بن وضاح قال حدثني أبو الظاهر عن بشر عن أم عبد الله ابنة خالد قال حدثتني أم عبد الله الجرشية وكانت تكثر الاختلاف إلى أبي تقتبس منه فقالت ذات يوم: ليأتين على الناس زمان يؤمنون بالله ولا يشركون به شيئاً ويصومون رمضان ويصلون الخمس وقد سلبوا دينهم قلت إنا لله وإنا إليه راجعون يا أم عبد الله أن هذا أمر عظيم فقالت يا بنية إذا رأوا الحق فتركوه فلا دين حدثني محمد بن وضاح قال نا محمد بن عمرو عن مصعب عن سفيان عن عدي بن حاتم أنه قال أنكم في زمان معروفه منكر زمان قد مضى ومنكره معروف زمان لم يأت حدثني محمد بن وضاح قال فضيل: في آخر الزمان يمشي المؤمن بالتقية وبئس القوم قوم يمشي فيهم بالتقية نا محمد بن وضاح قال نا محمد بن قدامة قال نا محمد بن الحجاج أخبر يف حماد عن أبي حمزة عن أبي حمضة قال قال لي أبو هريرة كيف بك إذا كنت في زمان@(1/70)
لا ينكر خياركم المنكر? قلت سبحان الله ما أولئك بخيار قال بلى ولكن أحدهم يخاف أن يشتم عرضه وأن يضرب بشره حدثني محمد بن وضاح قال نا يعقوب بن كعب قال نا زكريا بن منطور قال سمعت أبا حازم يقول أدركت القرا وهم القرا وليس هم اليوم بالقرا ولكنهم الحرا.
حدثنا محمد بن وضاح قال نا محمد بن سعيد قال نا نعيم بن حماد قال نا أبو عمر عن بيان نا المغفري عن تبيع عن كعب قال سَنة أربعين ومائة يفسد فيها النساء والولد، وسَنة تسع وسبعين ومائة من أدرك ذلك فليعد كراعاً وسيفاً ولينج بنفسه- حدثني محمد بن وضاح قال- سَنة خمس وعشرين ومائة ترفع زينة الدنيا نا محمد بن وضاح عن أبي صالح قال نا ابن لهيعة عن جندب بن عبد الله عن سفيان بن عوف عن عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال طوبى للغرباء ثلاثاً قالوا يا رسول الله ومن الغرباء قال ناس صالحون قليل في ناس سؤ كثير من يبغضهم أكثر ممن يطيعهم ثم طلعت الشمس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي أناس يوم القيامة وجوههم مثل ضوء الشمس فسأل أبو بكر نحن هم يا رسول الله قال لا ولكم خير كثير ولكنهم أناس من أمتي يتقى بهم المكاره يموت أحدهم وحاجته في صدره يحشرون من أقطار الأرض@(1/71)
نا محمد بن وضاح قال نا محمد بن سعيد قال نا نعيم بن حماد قال نا أبن وهب عن عقبة أبن نافع عن بكر بن عمرو المعافري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم طوبى للغرباء اللذين يمسكون بكتاب الله حين يترك ويعلمون بالسُنة حتى تطفأ.
نا محمد بن وضاح قال نا أبو بكر بن أبي شيبة قال نا حفص بن غياث عن الأعمش عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن أبن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء- قيل ومن الغرباء? قال النزاع من القبائل نا محمد بن وضاح قال نا محمد بن يحيى قال نا أسد بن موسى قال نا يحيى بن المتوكل عن أمه أم يحيى قالت سمعت سالم بن عبد الله يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: بدأ الإسلام غريباً ولا تقوم الساعة حتى يكون غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء حين يفسد الناس ثم طوبى للغرباء حين يفسد الناس
نا محمد بن وضاح قال نا محمد بن يحيى قال نا أسد بن موسى قال نا إسماعيل بن عياش عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة عن يوسف بن سليم عن جدته ميمونة عن عبد الرحمن بن سنة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء فقيل ومن الغرباء يا رسول الله? قيل اللذين يصلحون عند فساد الناس@(1/72)
نا محمد بن وضاح قال نا محمد بن يحيى قال نا أسد بن موسى قال نا المبارك بن فضالة عن الحسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:أن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً فطوبى للغرباء قالوا يا رسول الله كيف يكون غريباً قال كما يقال للرجل في حي كذا وكذا أنه لغريب.
نا محمد بن وضاح نا محمد بن سعيد قال نا نعيم بن حماد قال نا أبن مهدي عن معاوية أبن صالح عن ربيعة بن يزيد قال سمعت أبا إدريس الخولاني يقول سمعت أن للإسلام عرا يتعلق للناس بها وإنما يمتلخ عروة عروة فأول ما يمتلخ منها الحلم وآخر ما يمتلخ منها الصلاة.
نا محمد بن وضاح قال نا محمد بن سعيد قال نا أسد بن موسى قال نا ضمر عن الشيباني عن عبد الله بن الدليمي قال: تذهب السُنة سَنة سَنة كما يذهب الحبل قوة قوة وآخر الدين الصلاة وليصلين قوم ولا خلاق لهم حدثني محمد بن وضاح قال نا يحيى عن مالك بن أنس عن عمه أبي سهيل أبن مالك عن أبيه أنه قال: ما أعرف شيئاً مما أدركت عليه الناس إلا النداء بالصلاة حدثني إبراهيم بن محمد عن حرملة بن يحيى عن نعيم بن حماد عن أبي المبارك عن سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس بن مالك: ما أعرف منكم شيئاً كنت أعهده على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس قولكم لا اله إلا الله قلنا بلى يا أبا@(1/73)
حمزة الصلاة فقال فقد صليتم حين تغرب الشمس أفكانت تلك صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم? حدثني محمد بن وضاح قال نا محمد بن سعيد قال نا أسد بن موسى قال نا سفيان بن عيينة عن المبارك بن فضالة عن الحسن قال: لو أن رجلاً أدرك السلف الأول ثم بعث اليوم ما عرف من الإسلام شيئاً- قال ووضع يده على خده ثم قال- إلا هذه الصلاة- ثم قال- أما والله ما ذلك لمن عاش في هذه النكراء ولم يدرك هذا السلف الصالح فرأى مبتدعاً يدعو إلى بدعته ورأى صاحب دنيا يدعو إلى دنياه فعصمه الله عن ذلك وجعل قلبه يحن إلى ذلك السلف الصالح يسأل عن سبيلهم ويقتص آثارهم ويتبع سبيلهم ليعوض أجراً عظيماً فكذلك فكونوا أن شاء الله حدثني عبد الله بن محمد عن علي بن معبد عن العلاء بن سليمان عن ميمون بن مهران قال: لو أن رجلاً أنتشر فيكم من السلف ما عرف فيكم غير هذه القبلة نا محمد بن وضاح قال نا محمد بن قدامة الهاشمي قال نا جرير بن عبد الحميد عن الأعمش بن سالم عن أم الدرداء قالت دخل علي أبو الدرداء وهو غضبان فقلت له ما أغضبك? فقال والله ما أعرف فيهم من أمر محمد شيئاً إلا إنهم يصلون جميعاً@(1/74)
نا محمد بن وضاح قال نا محمد بن قدامة قال نا جرير بن عبد الحميد عن الأعمش عن سالم قال قال أبو
الدرداء لو أن رجلاً تعلم الإسلام وأهمه ثم تفقده ما عرف منه شيئاً حدثني محمد بن وضاح قال نا محمد بن يحيى قال نا أسد بن موسى قال نا المبارك أبن فضالة عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنكم سترون ما تعرفون وما تنكرون فمن أنكر برئ ومن كره فقد سلم ولكن من رضي وتابع قالوا يا رسول الله ألا نقتل فجارهم قال لا ما صلوا قال مالك وبلغني أن أبا هريرة تلا )إذا جاءَ نَصرُ اللهِ والفَتحُ ورأيتَ الناسَ يدخلونَ في دينِ اللهِ أفواجا( ثم قال والذي نفسي بيده أن الناس ليخرجوا اليوم من دين الله أفواجا كما دخلوا فيه أفواجا حدثني إبراهيم بن محمد بن عون عن إسماعيل بن نافع القرشي عن أبن المبارك قال قال عبد بن عمرو بن العاص لو إن رجلين من أوائل هذه الأمة خليا بمصحفهما في بعض هذه الأودية لأبيا الناس اليوم ولا يعرفان شيئاً مما كانا عليه حدثني محمد بن وضاح قال نا محمد بن سعيد قال نا أسد بن موسى عن وكيع بن الجراح عن الأعمش عن أبي وائل قال قال عبد الله أتدرون كيف ينقض@(1/75)
الإسلام قالوا نعم كما ينقض صنع الثوب وكما ينقض الدابة قال عبد الله ذلك منه.
حدثني محمد بن وضاح قال نا محمد بن سعيد قال أسد عن محمد بن الفضيل بن غزوان عن هارون بن أبي وكيع عن أبيه قال نزلت هذه الآية )اليوم أكملتُ لَكُم دينَكُم( يوم الحج الأكبر فبكى عمر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يبكيك يا عمر فقال يا رسول الله إنا كنا في زيادة من ديننا فأما إذ كمل فلم يكمل شيء قط إلا نقص فقال النبي صلى الله عليه وسلم صدقت.
نا محمد بن وضاح قال نا محمد بن عمرو قال نا مصعب بن ماهان عن سفيان الثوري عن رجل عن الضحاك بن مزاحم عن حذيفة قال إن أخوف ما أخاف على هذه الأمة أن يؤثروا ما يرون على ما يعملون أو يضلون وهم يشعرون.
حدثني محمد بن وضاح قال نا أبو الطاهر عن يحيى بن سليم عن الحجاج بن فرافصة قال بلغني أن رجلاً مر بسلمان فسلم عليه فلم ير الرجل من سلمان تلك البشاشة فقال كأنك لم تعرفني يا أبا عبد الله فقال بل لقد عرفتك ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي يسمع كلامهما فلما ذهب الرجل أنحرف النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا سلمان: أما علمت إن الأرواح أجناد مجندة تتلاقى في الهواء فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها أختلف فإذا ظهر العلم وخزن العلم وتلاقت@(1/76)
الألسن وتباغضت القلوب وتقطعت الأرحام فعند ذلك لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم حدثني محمد بن وضاح قال نا محمد بن يحيى قال نا أسد بن موسى قال حدثني عدي أبن الفضل عن محمد بن عجلان عن عبد الرحمن عن أبن عمر أن رسول الله صلى عليه وسلم قال إن من بعدكم أياماً الصابر فيها المتمسك بمثل ما أنتم عليه اليوم له أجر خمسين منكم قيل يا رسول الله منهم قال بل منكم حدثني محمد بن وضاح قال نا محمد بن سعيد قال نا أسد بن موسى قال نا سفيان بن عيينة عن أسلم البصري عن سعيد أخي الحسن يرفعه قلت لسفيان عن النبي صلى الله عليه وسلم? قال نعم قال: أنكم اليوم على بينة من ربكم تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتجاهدون في الله ولم تظهر فيكم السكرتان سكرة الجهل وسكرة حب العيش وستحولون عن ذلك فلا تأمرون بالمعروف ولا تنهون عن المنكر ولا تجاهدون في الله وتظهر فيكم السكرتان فالمتمسك يومئذ بالكتاب والسُنة له أجر خمسين قيل منهم قال لا بل منكم حدثني محمد بن وضاح قال نا محمد بن سعيد قال نا أسد بن موسى قال نا إسماعيل أبن عياش عن سعيد بن غنيم الكلاعي عن أبي حسان صفوان بن عمير عن القاسم أبي عبد الرحمن إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: سينقض الإسلام، المتمسك يومئذ بدينه كالقابض على الجمر أو خبط الشوك@(1/77)
حدثني محمد بن وضاح قال نا زهير بن عباد عن عبد الله بن المبارك عن عتبة أبن أبي حكيم عن عمرو بن
جارية عن أبي ثعلبة الخشني عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: المتمسك بديني وسنتي في زمان المنكر كالقابض على الجمر للعامل منهم يومئذ بسنتي أجر خمسين منكم قلنا يا رسول الله منهم? قال بل منكم.
حدثني محمد بن وضاح قال نا محمد بن سعيد قال نا نعيم بن حماد قال نا عثمان بن كثير عن محمد بن مهاجر قال حدثني أيوب بن جندب بن بشر عن حذيفة قال لتنقضن عرا الإسلام عروة حتى لا يقول عبد مه مه ولتركبن سنن الأمم قبلكم حذو النعل بالنعل لا تخطئون طريقهم ولا يخطئكم حتى لو أنه كان قبلكم من الأمم أمة يأكلون العذرة رطبة أو يابسة لأكلتموها وستفضلوهم بثلاث خصال لم تكن فيمن كان قبلكم من الأمم نبش القبور وسمنة النساء تسمن الجارية حتى تموت شحماً وحتى يكتفي الرجال بالرجال دون النساء. والنساء بالنساء دون الرجال. أيم الله إنها لكائنة ولو قد كانت خسف بهم ورجموا كما فعل بقوم لوط. والله ما هو بالرأي ولكنه الحق اليقين.
حدثني محمد بن وضاح قال نا محمد بن يحيى قال نا أسد بن موسى قال نا الليث بن سعد قال نا عبيد الله بن أبي جعفر عن أبن خالد قال أدركت الناس وهم يعملون ولا يقولون فهم اليوم يقولون ولا يعملون.
نا محمد بن وضاح قال نا محمد بن عابد الدمشقي قال نا الهيثم عن حفص بن غيلان عن مكحول@(1/78)
عن أنس بن مالك قال قيل يا رسول الله متى يترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر? قال إذا ظهر فيكم ما ظهر في بني إسرائيل قيل وما ذلك يا رسول الله? قال إذا ظهر الادهان في خياركم والفاحشة في شراركم وتحول المُلك في صغاركم والفقه في أرذالكم
نا محمد بن وضاح عن محمد ين عبد الله السهمي قال نا الملطي قال أخبره أبن جريج عن عطاء بن أبي رباح قال مر بعلي بن أبي طالب رجل له سمت فقال أمن أهل خراسان أنت? قال لا. قال من أهل فارس أنت? قال لا. قال: فمن أنت? قال أنا من أهل الأرض قال: فأني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يزال الدين معتدلاً صالحاً ما لم يسلم نبط العِراق فإذا أسلمت نبط العِراق أدغلوا في الدين وقالوا فيه بغير علم فعند ذلك يهدم الإسلام وينثلم نا محمد بن وضاح قال نا محمد بن سعيد نا أسد بن موسى قال نا عون بن موسى قال سمعت هلال بن حبان قال سألت سعيد بن جبير قلت يا أبا عبد الله متى علم هلاك الناس? قال إذا هلك علماؤهم قال نا ضميرو عن أبي سودب عن اياس بن معاوية قال ما بعد عهد قوم من نبيهم إلا كان أحسن لقولهم وأسوأ لفعلهم.
أخبرني محمد بن وضاح قال في هذه الأمة أشياء لم تكن في غيرها من الأمم@(1/79)
منها تسمين الحامشات ونبش القبور والسحق قال ويقال إن تسمين الصبية قبل البلوغ منه يكون السل حدثني محمد بن وضاح قال نا محمد بن يحيى قال نا أسد بن موسى قال نا حماد بن سلمة عن ثابت البناني إن عائشة كانت تؤتى بالصبيان فتدعو لهم فأتيت بجارية مسمنة فقالت لقد حشوتموها سويقا فلم تدع لها حدثني بن وضاح قال نا محمد بن يحيى قال نا أسد قال نا إسماعيل أبن عياش عن عمر بن خثعم عن عمار بن خالد عن أبي ذرانه كان يقول كان الممتلئ شحماً براق الثياب وهي المرؤة فيكم اليوم قال نا أسد قال نا محمد بن حازم عن الأعمش عن إبراهيم قال عبد الله أني لأمقت القارئ أن أراه سميناً نسياً للقرآن نا أسد قال نا حماد بن سلمة عن ثابت عن أبي ثامر إنه رأى فيما يرى النائم وكان عابداً إنه قيل ويل للمتسمنات من فترة تكون في الطعام يوم القيامة.
نا أسد قال نا مبارك بن فضالة عن الحسن قال أتى رجل عمر وهو شيخ قدر كبه اللحم وهو يقول آه آه فقال ما هذا? فقال بركة الله يا أمير المؤمنين فقال كذبت بل هو عذاب الله@(1/80)
نا أسد قال نا أبو بكر الزاهدي عن شعبة عن أبي إسرائيل عن جعدة بن هبيرة قال رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً سميناً فأهوى النبي إلى بطنه فقال: لو كان هذا في غير هذا المكان خير لك.
قال نا بعض أصحابنا قال حدثني أبو بكر عن أبي مريم عن الأزهر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد رأى رجلاً سميناً فأهوى النبي إلى بطنه فقال: لو كان هذا في غير هذا لكان خيراً لك قال نا بعض أصحابنا قال حدثني أبو بكر عن أبي مريم عن الأزهر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأيت عشرين رجلاً فلم تتوهم الخير في رجل منهم فقد فسد الأمر.
حدثني إبراهيم عن محمد قال نا حرملة بن يحيى قال نا عبد الله بن وهب قال نا جرير أبن حازم عن سلمان الأعسر عن زيد بن وهب عن ابن مسعود قال كان عمر بن الخطاب حائطاً حصيناً على الإسلام يدخل الناس فيه ولا يخرجون منه فانثلم الحائط والناس خرجوا منه ولا يدخلون فيه
باب فيما يدال الناس بعضهم من بعض والبقاع
نا محمد بن وضاح قال نا محمد بن سعيد قال نا نعيم بن حماد قال نا أبن عيينة عن مجاهد بن عامر قال سمعت محمد بن الأشعث يقول ما من شيء إلا يدال حتى أن النوك لتكون له دولة على الكيس نا محمد بن وضاح قال نا محمد بن سعيد قال نا نعيم قال نا أبو سلمة عن مجالد عامر@(1/81)
عن محمد بن الأشعث قال إن لكل شيء دولة حتى إن للحمق على الحلم دولة.
نا أبن وضاح قال نا محمد بن سعيد قال نا نعيم قال نا محمد بن عبد الله عن عبد السلام بن سلمة عن أبي حنبل عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال لكل شيء دولة تصيبه فللأشراف على الصعاليك دولة ثم للصعاليك وسفلة الناس في آخر الزمان حتى يدال لهم من أشراف الناس فإذا كان ذلك فرويدك الدجال ثم الساعة والساعة أدهى وأمر.
نا محمد بن وضاح قال نا محمد بن أبي مريم قال: كان يقال إن البقاع ليدال بعضها من بعض حتى إن المسجد ليتخذ كنيفاً وإن الكنيف ليتخذ مسجداً.
حدثني محمد بن وضاح قال نا موسى بن معاوية عن أبن مهدي قال نا سفيان عن أبي حصين سمعت إبراهيم وخيثمة يتذاكران فقالا إن للأشرار بقاءاً بعد الأخيار فقال أحدهما للآخر نخشى أن نكون منهم.
حدثني محمد بن وضاح قال نا محمد بن سعيد قال نا نعيم بن حماد قال نا محمد بن حميد عن عمر بن قيس سمع عبد الله بن عمر يقول إن من أشراط الساعة أن توضع الأخيار ولرفع الأشرار ويسود كل قوم منا فقوهم.
نا محمد بن وضاح قال نا محمد بن سعيد قال نا نعيم بن حماد قال نا الحكم بن نافع عن سعيد بن سنان@(1/82)
عن أبي الزاهر عن كثير بن مرة قال قال من أشراط الساعة أن يملك من ليس أهلاً أن يملك ويرفع الوضيع ويوضع الرفيع.
نا محمد بن وضاح قال قرأ علينا أبو البشر ونحن نسمع قال نا ضمام عن أبي شريح وغيره ظان الساعة لا تقوم حتى يسود كل قبيلة منا فقوها نا محمد بن وضاح قال نا أبن أبي مريم قال نا نعيم عن عبد الخالق بن زيد عن أبيه عن سليمان بن عامر الخبائري عن أبي إمامة قال إذا رأيت الواعظ يعظ ويتعظ والموعوظ تزول عنه الموعظة فعند ذلك عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم حدثني أبن الوضاح قال نا أبن أبي مريم قال نا نعيم عن أبن وهب عن عبد الرحمن أبن شريح عن يزيد بن عبد الله القيسي عن يحيى عن أبي كثير قال قال عمر بن الخطاب إذا أختلف الناس في أهوائهم وعجب كل ذي رأي برأيه أيها الناس عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم.
حدثني محمد بن وضاح قال نا موسى بن معاوية قال نا عبد الرحمن بن مهدي البصري قال نا عبد الله بن المبارك عن عتبة بن أبي حكيم عن عمرو بن جابر عن أبي أمية الشيباني قال أتيت أبا ثعلبة الخشني فقلت يا أبا ثعلبة كيف تصنع في هذه الآية? قال آية آية. قلت قول الله تعالى )لا يضركُم من ضلَ إذا اهتديتُم( قال أما والله لقد سألت عنها خبيراً سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بل ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر حتى إذا رأيت شحاً مطاعاً وهوى متعباً ودنيا مؤثرة وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك بنفسك ودع أمر العوام فأن من ورائكم@(1/83)
أيام. الصبر فيهن مثل قبض على الجمر. للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلاً يعملون مثل عمله، قال زادني غيره قيل يا رسول الله أجر خمسين منهم قال أجر خمسين منكم.
حدثني محمد بن وضاح قال نا موسى بن معاوية عن أبي مهدي قال نا سفيان عن الصلت بن بهرام عن المنذر بن هوده عن خرشة بن الحر عن حذيفة قال كيف أنتم إذا انفرجتم عن دينكم انفراج المرأة عن قبلها لا يمنع من يأتيها فقال. جل قبح العاجز قال بل قبحت أنت.
نا محمد بن وضاح قال حدثني محمد بن سعيد قال نعيم بن حماد قال نا أبن وهب عن الحارث بن نبهان عن محمد بن سعيد عن عبادة بن نسي عن الأسود بن ثعلبة عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ظهرت فيكم السكرتان سكرة الجهل وسكرة حب العيش وجاهدوا في غير سبيل الله فالقائمون يومئذ بكتاب الله سراً وعلانية كالسابقين الأولين من المهاجرين والأنصار.
حدثني محمد بن وضاح قال نا محمد بن سعيد قال نا نعيم وقال نا أبو معاوية وأبو إمامة يحيى بن اليمان عن الأعمش عن إبراهيم عن أبيه عن علي قال ينقض الدين حتى لا يقول أحد لا اله إلا الله قال بعضهم حتى لا يقل الله الله ثم يضرب الدين بذنبه ثم يبعث الله قوماً قزعاً كقزع الخريف أني لأعرف أسم أميرهم ومناخ ركابهم@(1/84)
حدثني محمد بن وضاح قال نا محمد بن عمرو قال نا مصعب عن سفيان الثوري عن عطاء بن السائب قال أخبرني عبد الرحمن الحضرمي قال أخبرني من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يكون في آخر أمتي قوم يعطون من الأجر مثل ينكرون المنكر ويخشون الفتن.
نا محمد بن وضاح قال نا محمد بن سعيد عن أسد قال نا محمد بن حازم عن الأعمش عن زيد بن وهب عن حذيفة قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رفع الأمانة قال حتى يقال إن في بني فلان رجل أمين وحتى يقال للرجل ما أجلده وما أظرفه وما في قلبه حبة من خردل من أيمان نا محمد بن وضاح قال نا أبو بكر بن أبي شيبة قال نا شبابة عن ليث بن سعد عن يزيد أبن أبي حبيب عن أبي الخير عن عقبة بن عامر إن الرسول صلى الله عليه وسلم قال أني والله ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي ولكني أخاف عليكم أن تنافسوا فيها.
ثنا محمد بن وضاح قال نا بن موسى بن معاوية قال نا عبد الرحمن بن مهدي عن حماد أبن زيد عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أدلكم على ما هو خير من كثير من الصلاة والصدقة: إصلاح ذات البين، وإياكم والبغضة فإنها هي الحالقة حدثني محمد بن وضاح عن موسى عن أبن مهدي عن حرب بن شداد عن يحيى بن أبي كثير قال حدثني يعيش بن الوليد@(1/85)
عن مولا لآل الزبير حدثه إن الزبير بن العوام حدثه إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال دب إليكم داء الأمم قبلكم الحسد والبغضاء والبغضاء هي الحالقة لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين والذي نفس محمد بيده لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا ألا أنبيكم بما يثبت ذلك أفشوا السلام بينكم.
حدثني محمد بن وضاح قال نا محمد بن يحيى قال نا ابن وهب قال أخبرني أبو هاني الخولاني عن أبي سعيد الغفاري قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول سيصيب أمتي داء الأمم قالوا يا رسول الله وما داء الأمم قال الأشر والبطر والتكاثر في الدنيا والتباغض والتحاسد حتى يكون البغي ثم يكون الهرج نا محمد بن وضاح قال نا أبو بكر بن أبي شيبة قال نا محمد بن عبد الله الأسدي عن سعيد بن أبي أوس عن بلال العبسي عن ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم كيف أنتم إذا مرج الدين وظهرت الرغبة واختلف الأخوان وخرق البيت العتيق نا محمد بن وضاح عن محمد بن سعيد عن نعيم قال نا المعتمر بن سليمان عن ليث بن أبي سليم عن عمرو بن شعيب عن أبيه قال قال عبد الله بن عمرو بن العاص يوشك أن تظهر شياطين يجالسونكم في مجالسكم ويفقهون في دينكم ويحدثونكم وأنهم لشياطين@(1/86)
نا محمد بن وضاح قال نا محمد بن سعيد قال نا نعيم بن حماد قال نا أبن المبارك ووكيع عن سفيان عن ليث عن طاووس قال تعلم العلم لنفسك فإن الناس قد ذهبت منهم الأمانة.
حدثني محمد بن وضاح عن موسى عن معاوية عن أبن مهدي قال حدثني سفيان عن الأعمش عن خيثمة قال قال عبد الله بن مسعود إنها ستكون أمور مشتبهة فعليكم بالتؤدة فأن يكن الرجل تابعاً بالخير خير من أن يكون رأساً في الشر.
حدثني أبن وضاح عن موسى بن مهدي عن سفيان بن عيينة عن مجلد عن الشعبي عن مسروق قال قال عبد الله لا يأتي عليكم عام إلا والذي بعده شر منه ولا أعني عاماً أخصب من عام ولا أمطر من عام ولكن ذهاب خياركم وعلمائكم ثم يحدث قوم يقيسون الأمور برأيهم فيهدم الإسلام ويثلم.
نا محمد بن وضاح قال نا أبو بكر بن أبي شيبة قال نا وكيع عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقبض العلم انتزاعاً من الناس ولكن يقبض العلم بقبض العلماء فإذا لم يبقى عالم أتخذ الناس رؤساء جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا.
حدثني إبراهيم بن محمد عن عون عن إسماعيل بن نافع القرشي عن عبد الله بن المبارك قال أعلم أخي@(1/87)
عن الموت اليوم كرامة لكل مسلم لقي الله على السُنة فإنا لله وإنا إليه راجعون فإلى الله نشكو وحشتنا وذهاب الأخوان وقلة الأعوان وظهور البدع وإلى الله نشكو عظيم ما حل بهذه الأمة من ذهاب العلماء أهل السُنة وظهور البدع، وقد أصبحنا في زمان شديد، وهرج عظيم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تخوف علينا ما قد أضلنا وما قد أصبحنا فيه فحذرنا وتقدم ألينا فيه بقول أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتتكم فتن كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمناً ويمسي كافراً ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً يبيع فيها أقوام دينهم بعرض من الدنيا حدثني محمد بن وضاح قال نا زهير بن عباد قال قال أبن مسعود يأتي على الناس زمان تكون السُنة فيه بدعة والبدعة سُنة والمعروف منكراً والمنكر معروفاً وذلك إذا أتبعوا واقتدوا بالملوك والسلاطين في دنياهم حدثني محمد بن وضاح قال نا محمد بن سعيد قال نا نعيم بن حماد قال نا بقية بن الوليد قال نا أبو محمد بن حاجب عن زياد أو أبن زياد قال سمعت كعب الأحبار يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي في آخر الزمان أصحاب الألواح يزينون الحديث بالكذب تفصيل الذهب بالجوهر
حدثني محمد بن وضاح قال نا محمد بن سعيد قال نا أسد بن موسى قال نا زيد عن الأحوص عن زكريا بن يحيى عمن ذكره@(1/88)
عن عمار بن ياسر قال يأتي على الناس زمان خير دينهم دين الأعراب قال ومم ذلك قال تحدث أهواء وبدع يحضون عنها قال نا محمد بن وضاح قال نا محمد بن عبد الله بن نمير قال لي يحيى بن عيسى عن الأعمش قال قال لي شقيق أبو وائل نا سليمان ما شبهت قراء زمانك إلا بغنم رعت حمضاً فمن رآها ظن أنها سمان فإذا ذبحها لم يجد فيها شاة سمينة.
أخبرني أبو أيوب عن سحنون عن ابن وهب عن عبد الرحمن بن يزيد عن عتبة بن عبد الله قال قال عبد الله بن مسعود ما أشبه علماء زمانكم إلا كرجل رعى غنمه الحمض حتى إذا أريحت بطونها وانتفخت أحقاؤها أعتام أفضلها في نفسه فإذا هي لا تبقى وما بقي من الدنيا إلا كالشيء شرب صفوة وبقي كدره.
نا محمد بن وضاح قال نا محمد بن عمرو قال نا مصعب عن سفيان بن سعيد الثوري أنه قيل لسفيان إن أبن بنته يقول سيأتي على الناس زمان يجلس في مساجدهم شياطين يعلمونهم أمر دينهم قال سفيان قد بلغنا ذلك عن عبد الله بن عمرو أنه قال سيأتي على الناس زمان يجلس في مساجدهم شياطين كان سليمان بن داود قد أوثقهم في البحر يخرجون يعلمون الناس أمر دينهم، قال سفيان بقيت أمور عظام. قال محمد بن وضاح قال زهير بن عباد يعني سفيان يعلمون الناس فيدخلون في خلال ذلك الأهواء المحدثة فيحلون لهم الحرام ويشككونهم في الفضل والصبر والسُنة ويبطلون فضل الزهد في الدنيا ويأمرونهم بالإقبال على طلب الدنيا وهي رأس كل خطيئة.@(1/89)
حدثني سليمان عن سحنون عن أبن وهب قال أخبرني سعيد بن أبي أيوب عن أبي هلال الخولاني عن مسلم بن يسار عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: سيكون في آخر الزمان ناس من أمتي يحدثونكم بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم فإياكم وإياهم.
حدثني محمد بن وضاح قال حدثني عبد الله بن محمد قال حدثني محمد بن تميم عن محمد بن يوسف الفريابي عن سفيان بن سعيد الثوري قال بلغنا أنه يأتي على الناس زمان تكثر علماؤهم فلا ينتفعون بعلمهم ولا ينفعهم الله بعلمهم فخيرهم من كان متمسكاً بالقرآن وقرأته حدثني محمد بن وضاح قال حدثني بعض أخواني عن عبد الله بن عبد الوهاب قال ثني أحمد بن نصر قال نا سليمان بن عيسى عن سفيان الثوري قال بلغني والله أعلم أنه سيأتي على الناس زمان من طلب العلم فيه صار غريباً في زمانه.
حدثني سليمان عن سحنون عن أبي وهب عن خلاد بن سليمان قال سمعت دراجاً أبا السمح يقول يأتي على الناس زمان يسمن الرجل راحلته حتى تعقد شحماً ثم يسير عليها في الأمصار حتى تعود نقصاً يلتمس من يفتيه بسُنة قد عمل بها فلا يجد من يفتيه إلا بالظن أخبرني محمد بن وضاح سُنة إحدى وثمانين ومائتين قال سمعت سحنوناً يقول منذ خمسين سَنة في الحديث الذي جاء يسمن الرجل@(1/90)
راحلته حتى تعقد شحماً قال سحنون أني أظن أنا في ذلك الزمان فطلبت أهل السُنة في ذلك الزمان فكانوا كالكوكب المضيء في ليلة مظلمة - قال أبن وضاح - فإذا طلبت الشيء الخالص ليس تجده وإذا كان مختلطاً فهو الكامل - وسمعت محمد بن وضاح - يقول غير مرة كتاب الله قد بدل وسُنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غيرت ودماء قد سفكت وكرائم قد سبيت وحدود قد عطلت وترأس أهل الباطل وتكلم في الدين من ليس من أهل الدين وخاف البريء وأمن النطيف وحكم في أمر المسلمين وسود فيهم من هو مسخوط فيهم.
حدثني محمد بن وضاح قال نا أبو بكر بن أبي شيبة قال نا يزيد بن هارون عن حميد عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى لا يقال الله الله في الأرض.
نا محمد بن وضاح قال نا محمد بن سعيد قال نا نعيم بن حماد قال نا عبد القدوس عن عفير بن معدان قال نا قتادة عن الحسن بن سمرة بن جندب قال لا تقوم الساعة حتى تروا أموراً عظاماً لم تكونوا ترونها ولا تحدثون بها أنفسكم - نا محمد أبن وضاح - قال أنا أقول لا تقوم الساعة حتى تعبد الأصنام في المحاريب.
أبو بدر عن عبد الملك بن سعيد قال@(1/91)
قال حذيفة لا تقوم الساعة حتى تنصب فيها الأوثان وتعبد يعني في المحاريب، حدثني أبن وضاح.
حدثنا محمد بن وضاح قال حدثنا أبو مروان عبد الملك بن حبيب البزاز المصيصي قال نا إبراهيم بن محمد القرادي عن العلاء بن المسيب عن معاوية العبسي عن زاذان قال قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه لا تقوم الساعة حتى تكون هذه الأمة على بضع وسبعين ملة كلها في الهاوية وواحدة في الناجية.
نا محمد بن وضاح قال نا محمد بن سعيد قال نا أسد بن موسى عن إسماعيل بن عياش عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن عبد الله بن يزيد المغفري عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليأتين على أمتي ما أتى على بني إسرائيل مثل بمثل حذو نعل بالنعل حتى لو إن فيهم من أتى أمه علانية كان في أمتي من يصنع ذلك وإن بني إسرائيل تفرقوا على ثنتين وسبعين ملة وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا ملة واحدة قالوا وأي ملة تنفلت من النار? قال ما أنا عليه وأصحابي.
حدثني محمد بن وضاح قال نا محمد بن سعيد عن نعيم بن حماد قال نا محمد بن الحارث عن محمد بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى تنصب الأوثان وأول من ينصبها أهل حضر من تهامة.
ثنا محمد بن الوضاح قال نا أبو بكر بن أبي شيبة قال نا العلاء بن عصيم عن حماد أبن زيد عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي أسماء @(1/92)
عن ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لن تقوم الساعة حتى يلحق قبائل من أمتي بالمشركين وحتى تعبد الأوثان وسيكون من أمتي كذابون ثلاثون كلهم يزعم أنه نبي وأنا خاتم الأنبياء حدثني يحيى بن مريم قال حدثني مطرف بن عبد الله المدني قال نا أبن أبي الزناد عن أبيه عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى ينبعث دجالون كذابون قريباً من ثلاثين كلهم يزعم أنه رسول الله.
حدثني محمد بن وضاح قال حدثني يعقوب عن كعب قال نا بقية عن حصن بن مالك العوادي قال سمعت أبا محمد يحدث عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اقرؤوا القرآن بلحون العرب وأصواتها وإياكم ولحون أهل الفسق فأنه سيجيء من بعدي قوم يرجعون القرآن ترجيع الغناء والرهبانية والنوح لا يجاوز حناجرهم مفتونة قلوبهم وقلوب الذين يعجبهم شأنهم.
نا محمد بن وضاح قال نا موسى بن معاوية عن عبد الرحمن بن مهدي عن حماد أبن زيد عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن السلمي قال إنا أخذنا القرآن عن قوم فأخبرونا أنهم كانوا إذا تعلموا عشر آيات لم يجاوزهن إلى العشر الأخر حتى يعلموا ما فيهن من العلم قال فتعلمنا العلم والعمل جميعاً وأنه سيرث هذا القرآن قوم بعدنا يشربونه كشربهم الماء لا يجاوز تراقيهم قال بل لا يجاوز هاهنا ووضع يده تحت حنكه.@(1/93)
وقال أنس بن مالك سيقرأ القرآن رجال لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية.
حدثني محمد بن وضاح قال نا محمد بن موسى بن معاوية قال نا عبد الرحمن أبن مهدي عن عبد الواحد بن صفوان قال سمعت الحسن يقول يأتي على الناس زمان يتخذون القرآن مزامير نا محمد بن وضاح قال نا أبو بكر بن أبي شيبة قال نا عمر بن يحيى عن أبيه عن جده قال: كنا جلوساً على باب عبد الله بن مسعود ننتظره أن يخرج إلينا فخرج فقال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا إن قوماً يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية نا محمد بن وضاح قال نا يعقوب بن كعب الأنطاكي قال نا محمد بن حبر عن سلمة بن علي عن عمر بن ذر عن أبي قلابة عن أبي مسلم الخولاني عن أبي عبيدة أبن الجراح عن عمر بن الخطاب قال أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بلحيتي وأنا أعرف الحزن في وجه فقال إنا لله وإنا إليه راجعون قلت أجل غنا لله وإنا إليه راجعون فما ذلك يا رسول الله? قال أتاني جبريل فقال إن أمتك مفتتنة بعد قليل من الدهر غير كثير. قال قلت فتنة كفر أم فتنة ضلالة? قال كل سيكون. قلت من أين يأتيهم ذلك وأنا تارك فيهم كتاب الله? قال بكتاب الله يضلون وزاد من قبل قرائهم وأمرهم- قال أبن وضاح- حذف جبير قوله فتنة كفر أم فتنة ضلالة@(1/94)
إن فتنة الكفر هي الردة يحل فيها السبي والأموال وفتنة الضلالة لا يحل فيها السبي ولا الأموال، وهذا الذي نحن فيه فتنة ضلالة لا يحل فيها السبي ولا الأموال.
نا محمد بن وضاح قال محمد بن يحيى قال نا أسد بن موسى قال نا أبن لهيعة قال نا مسرح بن هاعان قال سمعت عقبة بن عامر يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أكثر منا فقي أمتي قراؤها.
نا أسد قال نا عبد الله بن المبارك عن عبد الله بن شريح المعافري قال نا شرحبيل بن يزيد عن محمد بن هدبة عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر منافقي أمتي قراؤها.
نا أسد قال نا أبو عبيدة عبد المؤمن بن عبد الله عن الحسن قال إلا إن من شرار الناس أقواماً قرءوا هذا القرآن لا يعلمون بسُنته حدثني محمد بن وضاح قال نا أبن يحيى قال نا أسد بن موسى قال نا بكر بن حيش عن يزيد الشامي عن ثوران النبي صلى الله عليه وسلم خرج عليهم ذات يوم وهو متغير اللون ثم قال إن في جهنم لوادياً إن جهنم لتتعوذ بالله من شر ذلك الوادي في كل سبع مرات وإن في ذلك الوادي لجبأً إن جهنم وذلك الوادي ليتعوذان بالله من ذلك الجب وإن في ذلك الجب لحية وإن جهنم والوادي وذلك الجب ليتعوذون بالله من شر تلك@(1/95)
الحية سبع مرات أعدها الله للأشقياء من حملة القرآن الذين يعصون الله فيه.
حدثني محمد بن وضاح قال نا موسى بن معاوية قال نا عبد الرحمن بن مهدي البصري قال نا سفيان الثوري عن يزيد بن أبي زياد عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال كيف أنتم إذا ألبستكم فتنة يربو فيها الصغير ويهرم فيها الكبير وتتخذ سنة يجري عليها فإذا غير منها شيء قيل غيرت السُنة قيل متى ذلك يا أبا عبد الرحمن فقال إذا كثر قراؤكم وقل فقهاؤكم وكثر أموالكم وقل أمناؤكم والتمست الدنيا بعمل الآخرة وتفقه لغير الدين عن عبد الله بن ميسرة عن عبد الله بن مسعود قال لما ظهرت الفاحشة في بني إسرائيل جعل فقهاؤهم وقراؤهم يؤاكلونهم ويشاربونهم لا يأمرونهم بمعروف ولا ينهونهم عن منكر فضرب الله قلوب بعضهم على بعض ولعنهم على لسان داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون.
قال وثنا أسد قال نا وكيع عن سفيان عن علي بن بذيمة قال سمعت أبا عبيدة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما وقع في النقص في بني إسرائيل كان الرجل منهم يرى أخاه على الذنب فينهاه ولا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وشربه وجليسه فضرب الله قلوب بعض على بعض ونزل فيهم القرآن )لعنَ الذينَ كَفَروا من بني إسرائيلَ- حَتى أنتهى إلى قولهِ- ولكن كَثيراً مِنهُم فاسقون( وكان رسول الله صلى الله عليه@(1/96)
وسلم متكئا فاستوى جالساً ثم قال كلا والذي نفسي بيده حتى تأخذوا على يدي الظالم فتأطروه على الحق أطرا.
نا أسد قال نا عبد الرحمن بن محمد البخاري عن العلاء بين المسيب عن عبد الله بن عمرو بن مرة عن سالم الأفطس عن أبي عبيدة عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن رجلاً من بني إسرائيل كان إذا رأى أخاه على الذنب نهاه عنه تعذيراً فإذا كان من الغد لم يمنعه ما رأى منه أن يكون أكيله وخليطه وشريبه فلما رأى الله ذلك منهم ضرب بقلوب بعضهم على بعض ولعنهم على لسان نبيهم داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون قال ثم قال رسول الله صلى اله عليه وسلم والذي نفسي بيده لتأمرون بالمعروف واتنهون عن المنكر ولتأخذن على يدي المسيء الظالم ولتأطرنه على الحق أطراً أو ليضربن الله قلوب بعضكم على بعض وليلعننكم لما لعنهم ثنا أسد قال نا أبن لهيعة قال نا خالد بن أبي عمران قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وجب عليكم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ما لم تخافوا أن يؤتى إليكم فوق ما أمُرتم به فإذا خفتم ذلك فقد حل لكم الصمت نا أسد قال نا حمزة عن أبن المبارك عن أبن عون عن الحسن قال ذكروا عند معاوية شيئاً تكلموا فيه والأحنف ساكت فقال معاوية يا أبا بحر مالك لا تتكلم? قال أخشى الله أن كذبت وأخشاكم أن صدقت.@(1/97)
نا أسد عن قيس بن مسلم قال سمعت طارقاً قال نا حمزة عن أبن شوذب قال قال الحسن إنما كان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مؤمن يرتجي وجاهل يعلم ولم يكن فيمن يشهر سيفه.
نا أسد قال نا شعبة عن قيس بن مسلم قال سمعت طارق بن شهاب قال قال عتريس بن عوف لعبد الله أهلكت إن لم آمر بالمعروف ولم أنه عن المنكر فقال عبد الله هلكت إن لم يعرف قلبك المعروف وينكر المنكر
نا أسد قال نا حماد بن سلمة عن أبي هارون العبدي عن مولي لعمر بن الخطاب عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوشك أن تهلك هذه الأمة إلا ثلاثة نفر رجل أنكر بيده ولسانه وقلبه فأن جبن فبلسانه فأن جبن فبقلبه.
نا أسد قال نا محمد بن طلحة عن زبيد الأيامي عن الشعبي عن أبي حنيفة عن علي قال الجهاد ثلاثة فجهاد بيد وجهاد بلسان وجهاد بقلب فأول ما يغلب عليه من الجهاد يدك ثم لسانك ثم يصير إلى القلب فإذا كان القلب لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً نكس فجعل أعلاه أسفله.
نا أسد قال نا سعيد بن زيد عن ليث بن أبي سليم قال حدثني الأشعث بن قيس عن أبيه عن عبد الله بن مسعود قال إذا عمل في الأرض خطيئة فمن حضرها فكرهها كمن غاب عنها ومن غاب عنها فرضيها كمن شهدها.
نا أسد قال نا إسماعيل بن عياش عن عمر بن عمرو الرعيني عن كعب الأحبار انه كان يقول إن لله ملائكة يقومون بين يديه عند كل شارق يرسلهم فيما يريد من أمره منهم ملائكة يقول لهم اهبطوا@(1/98)
إلى الأرض فسموا في وجه كل عبد من عبادي يكبر في صدره ما يرى مما لا يستطيع غيره لكيما إذا نزلت عقوبتي نجيته برحمتي.
نا أسد قال نا أشرس بن الربيع قال نا عطاء بن ميسرة الخراساني إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سيأتي على الناس زمان يذوب قلب المؤمن في جوفه كما يذوب الثلج في الماء قيل يا بني الله ومم ذلك قال يرى المنكر يعمل به فلا يستطيع أن يغيره.
نا أسد قال نا بقية قال نا إسحاق بن مالك الحضرمي قال حدثني أبو نزار القشيري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أمر بمعروف فليكن أمره ذلك بمعروف.
نا أسد قال نا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن الحسن عن أم سلمة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تكون أمور تعرفون وتنكرون فمن أنكر فقد برئ ومن كره فقد سلمو لكن من رضي وتابع فأولئك هم الهالكون يقولها ثلاثاً حدثني محمد بن وضاح قال نا هارون بن عباد قال نا جرير بن عبد الحميد عن عبد الملك بن عمير عن ربيع بن عبلة قال عبد الله بن مسعود إنها ستكون هنات وهنات فبحسب أمر إذا رأى منكراً لا يستطيع له غير أن يعلم الله من قلبه أنه له كاره حدثني محمد بن وضاح قال نا أمير بن موسى قال نا يزيد بن عطاء عن أبي إسحاق السبيعي عن بعض ولد جرير بن عبد الله أو بعض أهله عن جرير بن عبد الملك قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الرجل ليكون في القوم يعمل بالمعاصي هم أكثر منه واعزلوا شاءوا أخذوا على يديه فيداهنون ويسكتون فيعاقبون به.
نا أسد بن موسى قال نا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن عبد الله بن جرير عن أبيه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم@(1/99)
يقول ما من رجل يكون في قوم يعمل فيهم بالمعاصي يقدرون على أن يغيروا عليه فلا يغيروا إلا أصابهم الله بعقاب قبل أن يموتوا.
حدثني محمد بن وضاح قال نا موسى بن معاوية قال نا أبن مهدي عن إسرائيل بن يونس عن إبراهيم بن المهاجر عن أبن مسعود قال إن الخطيئة لتعمل في الأرض فيعملون بها ومعهم الرجل فلا تصيب الرجل الخارج من الأرض بأن هذا ينكرها ولا يهواها وتبلغ هذا الآخر فلا ينكرها ويهواها حدثني محمد بن وضاح قال نا محمد بن يحيى قال نا أسد بن موسى قال بقية نا عبد الله بن نعيم قال حدثني أبو هوان قال بينما غلمان قد اخذوا ديكا فينتفون ريشه وشيخ قائم ينظر إليهم إلى جانبهم لا يأمرهم ولا ينهاهم فخسف الله بهم الأرض.
نا أسد قال نا حماد بن سلمة عن أبي عمران الحربي إن سلمان مر بفتية يعذبون حماراً فنهاهم فلم ينتهوا فقال يا سماء أشهدي ويا جبال أشهدي- قال أبن وضاح ما أحسنه.@(1/100)
حدثني محمد بن وضاح قال أحمد بن عمرو اقل نا جعفر بن هارون قال أخبرني أبو سليم القارئ عن معسر بن وبرة قال سمعت أبن عباس قال إياك الكلام فيما لا يعنيك فإنه فضل ولا آمن عليك فيه من الوزر، وإياك في الكلام فيما يعنيك في غير موضعه قرب مسلم تقي قد تكلم بما يعنيه في غير موضعه فتعب.
حدثني محمد بن وضاح قال نا محمد بن سعيد قال نا أسد بن موسى قال نا أيوب أبن خوط قال نا الحسن إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليس بمؤمن من أذل نفسه قيل يا رسول الله كيف يذل نفسه قال يتعرض للبلاء الذي لا طاقة له به
نا أبن وضاح قال نا محمد بن يحيى قال نا أسد قال نا قيس بن الربيع عن الأعمش عن إبراهيم قال قال عبد الله إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا تغير عليه ولا تنكرها قلوبهم فتنزل عليهم السخطة.
نا أسد قال نا الوليد قال نا حدثني أبو عمرو الاوزاعي قال سمعت بلال بن سعد يقول إذا خفيت الخطيئة لم تضر إلا عاملها فإذا ظهرت فلم تغير ضرت العامة.
نا أسد قال نا بقية قال حدثني عبد الله بن نعيم قال حدثني أبو هوان قال بعث الله ملكين إلى أهل قرية إن دمراها بمن فيها قال فوجدا فيها رجلاً قائماً يصلي في مسجده فعرج أحدهما لله تعالى فقال ربنا وجدنا فيها عبدك فلاناً قائماً يصلي في مسجده فقال دمراها ودمراه@(1/101)
معهم فإنه ما تمعر وجهه في قط.
حدثني محمد بن وضاح قال نا حمزة بن سعيد قال حدثني يحيى بن سليم عن بن خشيم عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف يقدس الله أمة لا يؤخذ من شديدهم لضعيفهم حدثني محمد بن وضاح قال نا محمد بن يحيى قال نا أسد بن موسى قال نا محمد بن طلحة عن زبيد الأيامي عن عمرو بن مرة عن رجل من بني هاشم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: بئس القوم قوم لا يرمون بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبئس القوم قوم لا يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، وبئس القوم قوم يجفون من يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر، وبئس القوم قوم لا يقومون لله بالقسط وبئس القوم قوم يسير فيهم المؤمن بالتقية والكتمان.
نا أسد قال نا إسماعيل بن عياش عن طلحة بن عمرو عن عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة قال قيل يا رسول الله لئن لم نأمر بالمعروف وننه عن المنكر، حتى لا ندع شيئاً من المعروف وننهي عن منكر قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مروا بالمعروف وإن لم تعملوا به كله وتناهوا عن المنكر وإن لم تنهوا عنه@(1/102)
كله كل بعون الله وقوته وكرمه وتيسيره. فله الحمد كما هو أهله وفوق ما يصفه الواصفون من خلقه كما ينبغي لكرم وجهه وعز جلاله. والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله وصحبه أجمعين@(1/103)