تم تدقيقه خالد الزبن هيام إبراهيم - الإمتاع بالأربعين المتباينة السماع - الحافظ العسقلاني (1/1)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي علا بصفاته المباينة لصفات المخلوقات وأرسل سيدنا محمد بالآيات البينات وأيده بالمعجزات الباهرات صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أولى الخلائق الطاهرات والخلائق الظاهرات
أما بعد فهذه أربعون حديثا من مروياتي العاليات اقتصرت فيها على أعلى أنواع التحمل وهو السماع دون الإجازات والمناولات والوجادات ولم أعد راويا من رواتها فبرزت متونها بينات وأسانيدها ظاهرات متباينات وابتدأت بالحديث المسلسل بالأولوية على العادة ثم بأحاديث العشرة السادة ثم سردت الباقين على حروف المعجم الثمانية والعشرين وختمت بحديثين عن ابن عباس وابن عمر رضي الله عنهما ليكتمل فيها التخريج عن العبادلة المشهورين وتكلمت على الأحاديث فأوضحت عللها ونقيت خللها وشرطت التباين والاتصال في أصولها دون الطرق التالية لها وعلى الله الاعتماد ومن فيض كرمه الاستمداد وأسأله السلامة من شر المفاخرة والتوفيق لما يقرب إلى مرضاته في الدنيا والآخرة
الحديث الأول
حدثنا شيخ الإسلام أبو حفص عمر بن أبي الفتح الكناني من لفظه وحفظه وقرأته عليه غير مرة وهو أول حديث سمعته منه لفظا وقراءة قال حدثنا أبو الفتح محمد بن محمد بن إبراهيم الخطيب وهو أول حديث سمعته منه قال حدثنا أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي وهو أول حديث سمعته منه قال حدثنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح أحمد بن عبد الملك النيسابوري
وهو أول حديث سمعته منه قال حدثنا والدي أبو صالح المؤذن وهو أول حديث سمعته منه قال حدثنا أبو طاهر محمد بن محسن الزيادي وهو أول (1/15)
حديث سمعته منه قال حدثنا أبو حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال البزاز وهو أول حديث سمعته منه قال حدثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم وهو أول حديث سمعته منه قال حدثنا سفيان بن عيينة وهو أول حديث سمعته من سفيان عن عمرو بن دينار عن أبي قابوس مولى عبد الله بن عمرو بن العاص عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله قال ( الراحمون يرحمهم الرحمن تبارك وتعالى ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ) هذا حديث حسن رواه الإمام أحمد بن حنبل في مسنده عن سفيان بن عيينة بهذا الإسناد ورواه في بعض تصانيفه عن عبد الرحمن بن بشر بهذا الإسناد ورواه أبو داود عن مسدد وأبي بكر بن أبي شيبة والترمذي عن محمد بن يحيى بن أبي عمر ثلاثتهم عن سفيان قال الترمذي حسن صحيح انتهى وأبو قابوس لم يرو عنه سوى عمرو بن دينار ولا يعرف اسمه وتابعه على بعض المتن حبان ابن زيد الشرعبي عن عبد الله بن عمرو وقد وقع لي عاليا من طرق منها ما قرأت على أبي الحسن بن أبي المجد عن سليمان بن حمزة عن محمد بن عباد أن عبد الله بن رفاعة أخبره أنا علي بن الحسن أنا عبد الرحمن بن عمر أنا سعيد أبو سعيد الأعرابي أنا الحسن بن محمد الزعفراني ثنا سفيان فذكره بمعناه // حسن // (1/16)
الحديث الثاني من رواية أبي بكر رضي الله عنه
حدثنا حافظ العصر أبو الفضل بن الحسين رحمه الله من لفظه بسؤالي قال قرأت على محمد بن إسماعيل بن إبراهيم الأنصاري أنا المسلم بن هبة الله بن محمد بن عبد الواحد الشيباني أنا الحسن بن علي الواعظ أنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل حدثني أبي أنا المقرئ يعني عبد الله بن يزيد ثنا حيوة بن شريح سمعت عبد الملك بن الحارث يقول أنا أبي هريرة قال سمعت أبا بكر الصديق رضي الله عنه يقول على هذا المنبر سمعت رسول الله يقول في مثل هذا اليوم من عام الأول ( إن الناس لم يؤتوا شيئا بعد كلمة الإخلاص مثل العافية فاسألوا الله العافية ) هذا حديث حسن رواه الإمام أحمد في مسنده هكذا وقد صححه ابن حبان ورواه أبو بكر البزار في مسنده من حديث المقبري وقال لا نعلم رواه عن عبد الملك إلا حيوة
قلت بل لم يرو عن عبد الملك مطلقا إلا حيوة وقد ذكر البخاري عبد الملك المذكور وأثبت سماعه من أبي هريرة وله متابع قوي رواه أبو صالح عن (1/17)
أبي هريرة وهو في مسند أبي يعلى // حديث صحيح //
الحديث الثالث من رواية عمر بن الخطاب رضي الله عنه
أخبرني أبو العباس أحمد بن علي بن يحيى بن تميم الهاشمي بدمشق بقراءتي عليه قال أخبرنا شيخ الإسلام أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية وأبو الحسن علي بن محمد بن سليمان الجعفري وسالم بن علي الفزاري والمحب محمد بن المحب عبد الله المقدسي وآخرون قالوا أنا أبو العباس أحمد بن عبد الدائم بن نعمة المقدسي أنا علي بن محمد بن يعيش أنا زاهر بن طاهر الشحامي أنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن الكنجروذي أنا الحافظ أبو أحمد بن محمد الحاكم أنا أبو عروبة الحسين بن محمد ثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي سمعت يحيى بن سعيد الأنصاري سمعت محمد بن إبراهيم يقول سمعت علقمة بن وقاص يقول سمعت عمر بن الخطاب سمعت رسول الله يقول ( إنما الأعمال بالنية وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله وإلى رسوله فهجرته إلى الله وإلى رسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه ) هذا حديث صحيح رواه البخاري ومسلم والباقون من طرق عشرة تنتهي إلى يحيى بن سعيد الأنصاري // حديث صحيح // (1/18)
وقد قيل أنه رواه عنه أكثر من مائتي نفس وحكي عن أبي إسماعيل الهروي أنه كتبه من سبعمائة طريق عن يحيى بن سعيد ومن أعلى طرقه عندي ما قرأته على إبراهيم بن أحمد بن عبد الواحد التنوخي أن أحمد بن أبي طالب أخبرهم أنا عبد الله بن عمر البغدادي قال أخبرنا مسعود بن محمد أنا الحسين بن محمد الوراق أنا أبو علي شاذان أنا علي بن محمد بن الزبير ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا جعفر بن عون ثنا يحيى بن سعيد فذكر نحوه // صحيح //
وقد اشتهر بين المحدثين أن يحيى بن سعيد تفرد به عن شيخه محمد بن إبراهيم وأن محمدا تفرد به عن النبي ومع ذلك فقد وقع لنا من حديث أبي سعيد الخدري وأبي هريرة وعلي بن أبي (1/19)
طالب وأنس بلفظه ومن جمع من الصحابة بمعناه ومن طريق أبي جحيفة وغيره عن عمر ومن طريق موسى بن عقبة عن نافع مولى ابن عمر عن علقمة ومن حديث محمد بن عمرو وموسى بن محمد بن إبراهيم عن محمد بن إبراهيم ولكن في أسانيد هذه الطرق قال والكلام عليه يطول جدا والله سبحانه وتعالى أعلم
الحديث الرابع من حديث عثمان رضي الله عنه
أخبرني إبراهيم بن محمد بن أبي بكر المؤدب بقراءتي عليه بالمسجد الحرام تجاه الكعبة قال أنا أبو العباس أحمد بن أبي طالب بن أبي النعم الصالحي أن عبد الله بن علي بن اللتي أخبرهم قال أنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب السجزي قال أنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المظفر الفقيه قال أنا أبو محمد عبد الله بن أحمد السرخسي قال أنا إبراهيم بن خزيم الشاشي ثنا عبد بن حميد الحافظ قال حدثني أبو الوليد الطيالسي قال ثنا إسحاق بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص حدثني أبي عن أبيه قال كنت عند عثمان بن عفان فدعا بطهور ثم قال سمعت رسول الله يقول ( ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن طهورها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم تؤت الكبائر ) هذا حديث صحيح رواه مسلم عن عبد بن (1/20)
حميد بهذا الإسناد فوقع لنا موافقة عليه ورواه ابن حيان في صحيحه عن أبي خليفة الفضل بن الحباب عن أبي الوليد الطيالسي به فوقع لنا بدلا عاليا ولهذا المتن طرق عند مسلم وغيره بمعناه // صحيح //
الحديث الخامس عن علي رضي الله عنه
أخبرني أبو الحسن علي بن محمد بن أبي المجد الدمشقي قدم علينا القاهرة بقراءتي عليه قال أنا أبو محمد القاسم بن مظفر بن محمود بن أحمد بن عساكر قال أنا عم أبي العز محمد بن أحمد النسابة قال أنا عبد الصمد بن سعيد قال أنا قوام بن زيد بن عيسى قال أنا أبو محمد عبد الله بن محمد الخطيب الصريفني أنا عبيد الله بن محمد بن إسحاق بن حبابة قال حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي قال ثنا علي بن الجعد قال ثنا شعبة عن عبد الملك بن ميسرة قال سمعت النزال بن سبرة قال شهدت عليا رضي الله عنه صلى الظهر ثم قعد في حوائج الناس في رحبة الكوفة حتى إذا حضرت العصر أتى بكوز من ماء فأخذ منه حفنة فمسحه على وجهه ورأسه ويديه ثم قام فشرب فضله وقال إن ناسا يكرهون هذا يعني الشرب قائما وإن رسول الله صنع كما صنعت أو مثل ما صنعت وقال ( هذا وضوء من لم يحدث ) هذا حديث صحيح رواه البخاري عن آدم عن شعبة بهذا الإسناد وقال فغسل بدل فمسح ولم يذكر الجملة الأخيرة ورواه النسائي وابن خزيمة في صحيحه من حديث شعبة بتمامه وقد وقع لي عاليا من طريق أخرى // صحيح // (1/21)
الحديث السادس عن طلحة بن عبيد الله
أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن محمد بن قوام البالسي الشافعي بظاهر دمشق أنا عبد الله محمد بن محمد العسقلاني وأبو الحسن علي بن محمد بن هلال قالا أنبا إبراهيم بن عمر الواسطي أنا المؤيد بن محمد بن علي الطوسي أنا أبو محمد هبة الله بن سهل السيد أنا أبو عثمان سعيد بن محمد الحيري أنا أبو علي زاهر بن أحمد السرخسي ثنا إبراهيم بن عبد الصمد بن موسى الهاشمي ثنا أبو مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري ثنا مالك عن عمه أبي سهيل بن مالك عن أبيه أنه سمع طلحة بن عبيد الله يقول جاء رجل إلى رسول الله من أهل نجد ثائر الرأس نسمع دوي صوته ولا نفقه ما يقول حتى دنا فإذا هو يسأل عن الإسلام فقال رسول الله ( خمس صلوات في اليوم والليلة ) فقال هل علي غيرهن قال لا إلا أن تطوع ) قال وذكر له رسول الله الزكاة فقال هل علي غيرها قال ( لا إلا أن تطوع )
قال فأدبر الرجل وهو يقول والله لا أزيد على هذا ولا أنقص منه فقال رسول الله ( أفلح إن صدق ) هذا حديث صحيح رواه الشيخان وأبو داود والنسائي من حديث مالك ورواه الشيخان أيضا وابن خزيمة من طريق إسماعيل بن جعفر عن نافع بن مالك وهو أبو سهيل المذكور وفيه فذكر شرائع الإسلام وقيل إن السائل المذكور هو ضمام بن ثعلبة والصحيح أنه غيره وفي الحديث دليل على أن من اقتصر على أداء الفرائض نجا بشرط أن لا يكون تركه للسنن رغبة عنها
وقد وقع لي حديث مالك أعلى من الرواية الأولى بدرجة قرأت على إبراهيم بن أحمد بن عبد الواحد عن إسماعيل بن يوسف بن مكتوم أن عبد الله بن عمر بن علي أخبرهم أنا عبد الأول بن عيسى أنا أبو عاصم الفضيلي أنا عبد الرحمن بن أحمد الأنصاري أنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز أنا مصعب بن عبد الله الزبيري أنا مالك به // صحيح // (1/22)
الحديث السابع عن الزبير
أخبرنا أبو المعالي عبد الله بن عمر بن علي بن مبارك السعودي بقراءتي عليه بالقاهرة أنا أبو محمد عبد المنعم الأديب أنا أبو الحسن علي بن أبي الكرم بن البناء أنا أبو الفتح عبد الملك بن أبي سهل بن أبي القاسم أنا القاضي أبو عامر محمود بن القاسم الأزدي أبو بكر أحمد بن عبد الصمد الغورجي وأبو نصر عبد العزيز بن أحمد الترياقي قالوا أنا عبد الجبار بن محمد بن عيسى بن سودة الترمذي أنا أبو سعيد الأشج نا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن جده عبد الله بن الزبير عن الزبير قال كان على رسول الله يوم أحد درعان فنهض إلى صخرة فلم يستطع فأقعد عند طلحة ثم نهض حتى استوى على الصخرة فسمعت رسول الله يقول ( أوجب طلحة ) قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث ابن إسحاق انتهى // حسن //
وقد رواه الحاكم من طريق يونس بن بكير فصرح عن ابن إسحاق بالتحديث عن يحيى ورواه أحمد عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن ابن إسحاق فجعل المسند منه الجملة الأخيرة والبقية بلا إسناد وهكذا ذكره زياد البكائي من رواية ابن هشام عنه في تهذيب السيرة متصلا ورواه الحاكم أيضا من طريق ابن المبارك عن ابن إسحاق مختصرا على الجملة المسندة وهو قوله ( أوجب طلحة ) وهذا كله يدل على أن في رواية يونس إدراجا وقوله أوجب أي عمل عملا أوجبت له به الجنة (1/23)
الحديث الثامن عن سعد
أخبرني أبو بكر بن محمد بن عبد الله بن أبي عمر المقدسي بقراءتي عليه بصالحية دمشق أنا إسماعيل بن عمر الحموي وست الفقهاء بنت الشيخ أبي إسحاق بن علي الواسطي قال الأول أخبرني شيخ الشيوخ عبد العزيز بن محمد الأنصاري الحموي قال أنا عبد المنعم بن عبد الوهاب بن كليب وقالت الثانية أنا أبو محمد عبد الحق بن خلف قال أنا أبو العباس أحمد بن أبي الوفا بن عبد الرحمن قالا أبا أبو القاسم علي بن أحمد بن بيان أنا أبو الحسن محمد بن محمد بن مخلد أنا أبو علي إسماعيل بن محمد إسماعيل بن الصغير ثنا الحسن بن عرفة ثنا المبارك بن سعيد الثوري وهو أخي سفيان عن موسى الجهني عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص قال قال رسول الله ( أيمنع أحدكم أن يكبر في دبر كل صلاة عشرا ويحمد عشرا ويسبح عشرا في خمس صلوات خمسون ومائة باللسان وألف وخمسمائة في الميزان فإذا آوى إلى فراشه كبر أربعا وثلاثين وحمد ثلاثا وثلاثين وسبح ثلاثا وثلاثين فذلك مائة باللسان وألف في الميزان وأيكم يسكب في كل يوم ألفين وخمسمائة سيئة )
هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث المبارك بن سعيد تفرد به الحسن بن عرفة عنه وقد أخرجه النسائي في اليوم والليلة عن زكريا بن يحيى السجزي عن الحسن بن عرفة فوقع لنا بدلا عاليا بأربع درجات ورواه أيضا من طريق يعلى بن عبيد عن موسى الجهني عن موسى غير منسوب عن أبي زرعة بن أبي هريرة وقال الصواب حديث يعلى ورواه يعلى بن عبيد أيضا وعبد الله بن نمير ويحيى بن سعيد القطان وغيرهم عن موسى الجهني عن مصعب عن أبيه مرفوعا ( أيعجز أحدكم أن يكسب في كل يوم ألف حسنة قالوا يا رسول الله وكيف ذلك قال ( يسبح مائة تسبيحة فيكتب له ألف حسنة ويحط عنه ألف خطيئة )
وبهذا اللفظ رواه أحمد ومسلم والترمذي والنسائي وابن حبان // صحيح // (1/24)
الحديث التاسع عن سعيد
أخبرني أبو عبد الله محمد بن محمد بن منيع بقراءتي عليه في مسجد بسفح قاسيون أنا أبو عبد الله محمد بن أذيك الدمشقي أنا أبو عبد الله محمد بن عبد المؤمن الصوري أنا عبد الله محمد بن أبي المعالي بن موهب البغدادي أنا محمد بن عبيد الله بن الزاغوني أنا أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مخلد الباقرجي أنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن المتيم أنا يوسف بن يعقوب الأنباري ثنا حميد بن الربيع نا هشيم عن حصين عن هلال بن يساف عن عبد الله بن ظالم عن سعيد بن زيد قال أشهد على التسعة أنهم في الجنة ولو شهدت على العاشر لم آثم قال قيل له ولم ذاك قال كنت مع النبي بحراء فقال ( اسكن حراء فإنما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد ) قال قيل ومن هم قال النبي وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد وعبد الرحمن بن عوف قال قيل فمن العاشر قال أنا // صحيح //
هذا حديث حسن رواه الترمذي عن أحمد بن منيع وأبو يعلى عن (1/25)
أبي خيثم كلاهما عن هشيم ورواه أحمد من طريق شعبة والثوري ورواه ابن حبان من طريق عبد الله بن إدريس كلهم عن حصين ورواه عن سعيد بن زيد جماعة منهم زر بن حبيش ورياح بن الحارث وعبد الرحمن بن الأخنس وحميد بن عبد الرحمن بن عوف وغيرهم ففي رواية لعبد الرحمن بن الأخنس ذكر أبي عبيدة بن الجراح بدل سعد وفي رواية حميد بن عبد الرحمن ذكر العشرة كلهم وله شواهد من حديث عثمان بن عفان // صحيح // وعبد الرحمن بن عوف وأبي هريرة // صحيح // وابن عمر وابن عباس وغيرهم وقد وقع لي عاليا من الطريق الماضية قرأته على التقي عبد الله بن محمد بن عبد الله عن أحمد بن أبي طالب عن أبي الحسن القطيعي عن ابن الزاغوني به
الحديث العاشر عن عبد الرحمن بن عوف
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن محمد بن سليمان النيسابوري بالمسجد الحرام أنا أبو أحمد إبراهيم بن محمد بن أبي بكر الطبري إمام المقام أنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حرمي انأ أبو الحسن علي بن حميد بن عمار (1/26)
أنا أبو مكتوم عيسى بن الحافظ أبي ذر عبد بن أحمد الهروي أنا أبي أنا أبو الهيثم محمد بن مكي الكشميهيني وأبو إسحاق إبراهيم بن أحمد المستملي وغيرهما قالوا أنا أبو عبد الله محمد بن يوسف بن مطر بن صالح الفربري أنا عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم الجعفي ثنا مسدد ثنا يوسف بن الماجشون عن صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه عن جده قال بينما أنا واقف في الصف يوم بدر فنظرت عن يميني وشمالي فإذا أنا بغلامين من الأنصار حديثة أسنانهما تمنيت أن أكون بين أضلع منهما فغمزني أحدهما فقال لي يا عم أتعرف أبا جهل قلت نعم فما حاجتك إليه يا بن أخي قال أخبرت أنه يسب رسول الله والذي نفسي بيده لو رأيته لم يفارق سواده حتى يموت الأعجل منا فغمزني الآخر فقال لي مثلها فلم أنشب أن نظرت إلى أبي جهل يجول في الناس فقلت ألا إن هذا صاحبكما الذي سألتموني عنه قال فابتدراه بسيفيهما فضرباه حتى قتلاه ثم انصرفا إلى رسول الله فأخبراه فقال ( أيكما قتله ) فقال كل واحد منهما أنا قتلته فقال ( هل مسحتما سيفيكما ) قالا لا فنظر في السيفين فقال ( كلاهما قتله سلبه لمعاذ بن عمرو بن الجموح وكان يعني الغلامين معاذ بن عفراء ومعاذ بن الجموح // صحيح //
هذا حديث صحيح أخرجه البخاري هكذا ومسلم عن يحيى بن يحيى عن يوسف المذكور وابن حبان عن عبد الله بن محمد الأزدي عن إسحاق بن إبراهيم عن يحيى بن يحيى به
والسواد بالفتح الشخص وبالكسر السداد وقوله فلم أنشب أي لم أتعلق بشيء غير ما أنا فيه
وقد وقع لي الحديث عاليا من طريق أخرى إلى الفربري أخبرنا عبد الرحيم بن عبد الوهاب عن ست الوزراء بنت عمر سماعا أنا الحسين بن أبي بكر أنا أبو الوقت أنا أبو الحسن بن المظفر أنا أبو محمد بن حمويه أنا الفربري به (1/27)
الحديث الحادي عشر عن أبي عبيدة بن الجراح
أخبرني الشيخ أبو الفرج عبد الرحمن بن أحمد بن المبارك بن حماد الفزي بمنزلة ظاهر القاهرة أنا أبو العباس أحمد بن منصور الجوهري أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد المقدسي أنا أبو الفتح محمد ابن الحافظ عبد الغني المقدسي أنا أبو المكارم أحمد بن محمد التيمي أنا الحسن بن أحمد المقرئ أنا أحمد بن عبد الله الحافظ أنا عبد الله بن جعفر انا يونس بن حبيب ثنا أبو داود سليمان بن داود الطيالسي ثنا جرير بن حازم عن ليث وهو ابن أبي سليم عن عبد الرحمن بن سابط عن أبي ثعلبة الخشني عن أبي عبيدة بن الجراح قال قال رسول الله ( إن الله بدأ هذا الأمر بنبوة ورحمة وكائنا خلافة ورحمة وكائنا ملكا عضوضا وكائنا عتوا وجبرية وفسادا في الأمة يستحلون الفروج والخمور والحرير ويرزقون مع ذلك وينصرون حتى يلقوا الله عز و جل ) // حسن // هذا حديث حسن رواه الدارمي من طريق مكحول عن أبي ثعلبة بنحوه وقد وقع لي عاليا بالسند المذكور إلى علي بن أحمد أنا أبو المكارم التيمي المذكور
الحديث الثاني عشر من حرف الألف عن أنس
أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن حامد ببيت المقدس أنا الحافظ أبو سعيد خليل العلائي أنا أبو الفضل أحمد بن محمد بن صصري أنا أبو المكارم عبد الواحد بن عبد الرحمن بن هلال أنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن عساكر أنا أبو الحسن علي بن الحسن الموازيني أنا محمد بن عبد الرحمن بن أبي نصر قال قرئ على القاضي أبي بكر يوسف بن القاسم الميانجي قال أنا الأئمة أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم وأبو بكر محمد بن إسحاق بن (1/28)
خزيمة وأبو جعفر أحمد بن محمد بن سلام الطحاوي وغيرهم قالوا ثنا يونس بن عبد الأعلى ثنا الإمام أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي قال حدثني محمد بن خالد الجندي عن أبان بن صالح عن الحسن البصري عن أنس بن مالك قال قال رسول الله ( لا يزداد الأمر إلا شدة ولا الدنيا إلا إدبارا ولا الناس إلا شحا ولا تقوم الساعة إلا على شرار الناس ) // منكر // هذا حديث حسن غريب رواه ابن ماجه عن يونس بن عبد الأعلى فوقع لنا موافقته وقد وقع لي عاليا من الوجه الذي أوردته
أنبأني به أبو الحسن علي بن محمد الصائغ عن أبي الفضل بن صصري به وقرأته عاليا على أبي الحسن بن أبي المجد أيضا عن أبي الربيع بن قدامة عن محمد بن عمار أن عبد الله بن رفاعة أخبره أنا الخلعي أنا ابن النحاس أنا أبو الطاهر المديني نا يونس بن عبد الأعلى به
الحديث الثالث عشر من حرف الباء عن بريدة
أخبرني أبو محمد إسماعيل بن إبراهيم الكناني الحنفي بالقاهرة أنا أبو محمد الحسن بن عبد الرحمن الأربلي أنا أبو حفص عمر بن محمد بن أبي سعيد الكرماني أنا القاسم بن عبد الله بن عمر الصفار أنا جدي لأمي أبو منصور عبد الخالق بن زاهر بن طاهر أنا أبو نصر عبد الكريم بن علي الخشفاني أنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري أنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان ثنا يحيى بن جعفر بن الزبرقان ثنا زيد بن الحباب نا الحسين بن واقد عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال قالوا يا رسول الله وأينا يطيق (1/29)
ذلك قال ( أليس ينحي أحدكم الأذى عن الطريق ويبزق في المسجد فيدفنها فإن لم يفعل فإن ركعتي الضحى تجزئه ) // صحيح // هذا حديث حسن صحيح رواه الإمام أحمد عن زيد بن الحباب على الموافقة ورواه ابن حبان من طريق أبي كريب عن زيد ورواه أبو داود وابن خزيمة من طريق علي بن الحسين بن سفيان عن حسين وأشار ابن حبان إلى أن الحسين تفرد به وله شاهد من حديث أبي ذر عند مسلم وسياقة أتم ( في الإنسان ثلاثمائة وستون مفصلا على كل مفصل منها صدقة ) // صحيح //
الحديث الرابع عشر من حرف التاء المثناة عن تميم
أخبرني الإمام العلامة أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن عبد الواحد بن عبد المؤمن التنوخي البعلبكي نزيل القاهرة أنا الحافظ أبو محمد القاسم بن محمد البرزالي أنا أبو محمد المقداد بن هبة الله القيسي أنا الحافظ أبو محمد عبد العزيز محمود بن الأخضر أنا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري أنا الفقيه أبو إسحاق إبراهيم بن عمر البرمكي أنا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن أيوب أنا أبو برزة الفضل بن محمد الحاسب ثنا أحمد بن عبد الله بن يونس ثنا زهير هو ابن معاوية عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن عطاء بن يزيد عن تميم الداري قال قال رسول الله ( إن الدين النصيحة إن الدين النصيحة إن الدين النصيحة ) قال لمن يا رسول الله قال ( لله ولكتابه ورسوله وأئمة المؤمنين والمسلمين وعامتهم ) // صحيح //
هذا حديث صحيح رواه أبو داود عن أحمد بن (1/30)
يونس فوافقناه بعلو إلا أنه لم يقع في روايته عن أبيه وكذا رواه علي بن الجعد وعبد الرحمن بن عمرو البجلي وغيرهما عن زهير بن معاوية وكذا معاوية رواه أحمد ومسلم والنسائي من طريق الثوري ومسلم أيضا من طريق روح بن القاسم وأبو عوانة وابن حبان من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري كلهم عن سهيل عن عطاء ليس فيه أبيه وقد روى مسلم وابن خزيمة من طريق ابن عيينة قال لسهيل بن أبي صالح أن عمرو بن دينار حدثنا عن القعقاع بن حكيم عن أبيك حديثا فقال سمعته من الذي سمعه منه أبي ثم حدثه بهذا الحديث عن عطاء بن يزيد وهذا صريح في أن سهيلا سمعه من شيخ أبيه فيحتمل أن يكون قوله في روايتنا عن أبيه من المزيد في متصل الأسانيد ويحتمل أن يكون سهيلا سمعه أولا من أبيه عن عطاء ثم لقى عطاء فحمله عنه فحدث به الوجهين
الحديث الخامس عشر من حرف الثاء المثلثة عن ثوبان
أخبرنا الحافظ أبو الحسن علي بن أبي بكر بن سليمان بن صالح قراءة عليه وأنا أسمع أنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن الأكرم أنا أبو العز عبد العزيز بن عبد المنعم الحراني أنا يحيى بن الربيع الفقيه أن محمد بن يحيى الفقيه أنا أبو الفتيان عمر بن أبي الحسن الحافظ بالطابران أنا أبو مسعود أحمد بن محمد البجلي أنا إبراهيم بن محمد بن موسى السرخسي أنا أبو لبيد محمد بن إدريس السامي أنا أبو علي الحسن بن حماد سجادة ثنا وكيع ثنا عبد الله بن عمرو بن مرة عن أبيه عن سالم بن أبي الجعد عن ثوبان مولى رسول الله قال لما نزل في الذهب والفضة ما نزل قالوا فأي المال نتخذ فقال عمر أنا أعلم لكم ذلك فقال يا رسول الله أي المال نتخذ قال ( ليتخذ أحدكم قلبا شاكرا ولسانا ذاكرا وزوجة صالحة تعينه على أمر الآخرة ) // حسن // رواه الترمذي من طريق منصور وقال (1/31)
هذا حديث حسن ورواه ابن ماجه عن محمد بن إسماعيل بن سمرة عن وكيع كما أوردناه وله شواهد رواها ابن مردويه وغيره
الحديث السادس عشر من حرف الجيم عن جابر
حدثنا المفيد أبو محمد عبد الله بن المحدث أبي العباس أحمد بن علي القاسمي أنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الوهاب أنا أبو المعالي أحمد بن إسحاق الأبرقوهي أنا أبو الفرج الفتح بن عبد الله بن محمد بن علي بن هبة الله بن عبد السلام أنا أبو الفضل محمد بن عمر الأموي أنا أبو الحسين أحمد بن محمد الناقور أنا أبو الحسن علي بن عمر الحربي أنا أبو عبد الله أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي ثنا يحيى بن معين نا يحيى بن عبد الله بن يزيد بن أنيس الأنصاري قال سمعت طلحة بن خراش يحدث عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال قام رجل فركع ركعتي الفجر فقرأ في الركعة الأولى ( قل يا أيها الكافرون ) حتى انقضت السورة فقال النبي ( هذا عبد عرف ربه ) وقرأ في الركعة الأخيرة ( قل هو الله أحد ) حتى انقضت السورة فقال النبي ( هذا عبد آمن بربه ) قال طلحة فأنا أستحب أن أقرأ هاتين السورتين في هاتين الركعتين // حسن //
هذا حديث حسن غريب رواه ابن حبان في صحيحه عن أحمد بن الحسن الصوفي بهذا الإسناد فوقع لنا موافقة عالية
الحديث السابع عشر من حرف الحاء المهملة عن حازم بن حرملة
أخبرني أبو داود سليمان بن أحمد بن عبد العزيز المدني رحمه الله بقراءتي عليه بالروضة الشريفة بين القبر والمنبر أنا أبو العباس أحمد بن علي بن الحسن الجزري العابد أنا أبو محمد عبد الحميد بن عبد الهادي المقدسي أنا (1/32)
يوسف بن معالي بن نصير الأطرابلسي أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن قيس الغساني أنا أبو عبد الله الحسين بن علي بن أبي الرضي محمد بن علي الأنطاكي أنا أبو القاسم تمام بن محمد بن عبد الله الرازي الحافظ ثنا أبو الطيب محمد بن حميد بن محمد بن سليمان الحوراني ثنا يزيد بن عبد الصمد بن عبد الله بن يزيد بن عبد الصمد بن عبد الله بن يزيد بن ذكوان نا عبد الله بن الزبير الحميدي ثنا محمد بن معن عن خالد بن سعيد عن أبي زينب مولى حازم بن حرملة عن حازم بن حرملة قال مررت برسول الله فدعاني فقال ( ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة لا حول ولا قوة إلا بالله ) // إسناده ضعيف والحديث صحيح // هذا حديث حسن رواه ابن ماجه عن يعقوب بن حميد بن كاسب عن محمد بن معن فوقع لنا بدلا له
ورواه الطبراني من رواية إبراهيم بن حمزة وإبراهيم بن المنذر الحزامي
أخرجه الحافظ ضياء الدين المقدسي في المختارة من طريقه وقرأته عاليا على أم الحسن بنت المنجا عن سليمان بن حمزة أن الضياء أخبره أنا أبو جعفر الصيدلاني عن فاطمة الجزدانية سماعا أنا محمد بن عبد الله بن ريذة الطبراني ثنا مصعب بن إبراهيم بن حمزة ثنا أبي ثنا محمد بن معن به
الحديث الثامن عشر من حرف الخاء عن خوات بن خبير
أخبرنا أبو محمد عبد القادر بن محمد بن علي بن العمر الدمشقي بها أنا جدي لأبي الحافظ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي أنا الحسن بن علي الخلال أنا سالم بن محمد التغلبي أنا أبو الفتح عبيد الله بن عبد الله بن (1/33)
النجا بن شاتيل أنا أبو غالب محمد بن الحسن الباقلاني أنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن بشران نا أبو بكر أحمد بن سلمان الحافظ ثنا محمد بن إسماعيل السلمي نا عبد العزيز بن عبد الله بن عمر العمري عن أخيه عبيد الله بن عمر عن القاسم بن محمد عن صالح بن خوات عن أبيه خوات بن جبير قال قال رسول الله ( صلاة الخوف نصف طائفة معه وطائفة تلقاء العدو فصلى بالذين معه ركعة ثم قام وقاموا فأتموا لأنفسهم ) إسناده // ضعيف // // والحديث صحيح //
قال القاسم هذا أحب ما سمعت إلي في صلاة الخوف قال شيخنا وأخبرنا به عاليا زينب بنت الكمال عن إبراهيم بن محمود أن ابن شاتيل أخبرهم به
هذا حديث حسن رواه ابن مندة في معرفة الصحابة من طريق أبي أويس عن يزيد بن رومان عن القاسم بهذا الإسناد ورواه مالك في الموطأ عن يزيد بن رومان عن القاسم عن صالح بن خوات عمن صلى مع النبي ولم يسم ورواه الشيخان من طريق شعبة عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن صالح عن سهل بن أبي حثمة فيحتمل أن يكون صالح سمعه من أبيه ومن غيره والله أعلم (1/34)
الحديث التاسع عشر من حرف الدال عن دحية
أخبرنا المفيد أبو جعفر محمد بن محمد بن عمر المدني أنا أبو محمد عبد القادر بن محمد القرشي أنا عبد الله محمد بن عبد المجيد الصمداني أنا إسماعيل بن عبد العزيز بن غروة قال قرئ على فاطمة بنت سعد الخير وأنا أسمع عن فاطمة بنت عبد الله الجوزدانية سماعا أن أبا بكر محمد بن عبد الله بن ريذة الأصبهاني أخبرهم أن أبا القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب اللخمي ثنا مطلب بن شعيب الأزدي ثنا أبو صالح عبد الله بن صالح أنا الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير يعني مرثد بن عبد الله اليزني عن منصور الكلبي أن دحية بن خليفة خرج من قريته بدمشق المزة إلى قدر قرية عقبة في رمضان ثم أنه أفطر وأفطر معه أناس فكره آخرون أن يفطروا فلما رجع إلى قريته قال لقد رأيت اليوم أمرا ما كنت أظنني أراه إن قوما رغبوا عن هدى محمد وأصحابه يقول ذلك للذين لم يفطروا ثم قال عند ذلك اللهم أقبضني إليك // حديث حسن // هذا حديث حسن غريب قرأته عاليا على فاطمة بنت عبد الهادي عن محمد بن عبد الحميد بهذا الإسناد
ورواه أبو داود عن عيسى بن حماد عن الليث بهذا الإسناد
ووقع عنده بعد قوله قرية عقبة من الفسطاط وذلك قدر ثلاثة أميال ورواه ابن خزيمة في صحيحه من حديث الليث وعلق القول بصحته فقال إن ثبت الخبر فإني لا أعرف منصورا بعدالة ولا جرح
انتهى ومنصور قال ابن المديني وأبو حاتم مجهول وقال العجلي وابن حبان ثقة (1/35)
الحديث العشرون من حرف الذال المعجمة عن ذي اليدين
أخبرنا المسند الأصل أبو العباس أحمد بن علي بن محمد بن عبد الحق الدمشقي بها أنا أبو عبد الله محمد بن جابر القيسي الوادي آشي قدم علينا أنا قاضي الجماعة أبو العباس أحمد بن محمد الغماز أنا الحافظ أبو الربيع سليمان بن موسى بن سالم ثنا عبد الله بن أحمد بن جهور القيسي أنا الحافظ أبو علي الحسين بن محمد الجياني أنا الحافظ أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر أنا عبد الوارث بن سفيان ثنا قاسم بن أصبغ نا أحمد بن زهير نا علي بن بحر بن بري نا معدي بن سليمان صاحب الطعام سمعت ابن مطير يحدث عن أبيه ومطير حاضر يصدقه بمقالته قال أبتاه أليس أخبرتنا أن ذا اليدي لقيك بذي خشب فأخبرك أن رسول الله صلى لهم إحدى صلاة العشي وهي الظهر فسلم في ركعتين ثم قام وأتبعه أبو بكر وعمر وخرج سرعان الناس من المسجد فلحقه ذو اليدين فقال يا رسول الله أنسيت أم قصرت الصلاة فقال ( ما نسيت ولا قصرت ) ثم التفت إلى أبي بكر وعمر فقال ماذا يقول ذو اليدين قال صدق يا رسول الله فرجع رسول الله فصلى ركعتين ثم سجد سجدتي السهو اسناده // ضعيف // // الحديث صحيح //
هذا حديث حسن غريب رواه عبد الله بن أحمد في زيادات المسند عن أبي موسى عن معدي بن سليمان قال سمعت شعيب بن مطير فذكره قرأته عاليا على عبد الله بن عمر بن علي أن أحمد بن محمد بن عمر أخبرهم أنا أبو الفرج بن الصيقل أنا أبو محمد بن صاعد أنا أبو القاسم بن الحصين أنا الحسن بن علي أنا أحمد بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد حدثني نصر بن علي ومحمد بن المثنى قالا حدثنا معدي به رواه أبو نعيم في معرفة الصحابة من طريق بندار عن معدي (1/36)
قال أتينا وادي القرى فقيل إن ها هنا شيخا بلغ مائة سنة ونصفا فإذا شيخ يقال له مطير وله ابن يقال له شعيث فذكر نحوه وشعيث بالثاء المثلثة ضبط الدارقطني ومعدي ضعفه النسائي وغيره ووثقه نصر بن علي وغيره ومشاه أبو حاتم ومطير بصيغة التصغير قد وثق ولحديثه شواهد من حديث أبي هريرة // صحيح // وعمران بن حصين // صحيح // وغيرهما
الحديث الحادي والعشرون من حرف الراء عن رافع بن عمرو
أخبرني المسند أبو العباس أحمد بن عمر اللؤلؤي بقراءتي عليه بمصر أنا أبو محمد داود بن إبراهيم بن داود العطار أن إسماعيل بن إسماعيل البعلبكي أخبره أنا الإمام أبو محمد عبد الله بن أحمد بن قدامة أنا أبو زرعة طاهر بن محمد بن طاهر أنا أبو منصور محمد بن الحسين المقومي أنا أبو طلحة القاسم بن أبي المنذر قال أخبرنا أبو علي بن إبراهيم بن سلمة القطان أنا أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجه القزويني ثنا محمد بن الصباح ويعقوب بن حميد بن كاسب قالا نا معتمر بن سليمان حدثني ابن أبي الحكم الغفاري حدثتني جدتي عن عم أبيها رافع بن عمرو الغفاري قال كنت وأنا غلام أرمي نخلنا // ضعيف // أو قال (1/37)
نخل الأنصار فأتي بي النبي فقال ( يا غلام لم ترمي النخل ) قال قلت آكل قال فقال ( لا ترم النخل وكل مما سقط في أسافلها ) ثم مسح رأسي وقال ( اللهم أشبع بطنه ) هذا حديث حسن رواه أبو داود عن أبي بكر وعثمان ابني أبي شيبة كلاهما عن معتمر ورواه أحمد ومسدد في مسنديهما أيضا عن معتمر أخبرني به عاليا عبد الله بن عمر بن علي أنا أحمد بن محمد بن عمر أنا عبد اللطيف الحراني أنا عبد الله بن أحمد أنا هبة الله بن محمد أنا الحسن بن علي أنا أحمد بن جعفر أنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي فذكره فقال في روايته عن عم أبي بدل عن عم أبيها وابن أبي الحكم مختلف في اسمه قيل يزيد وقيل عبد الكبير وجدته لا أعرف اسمها وأخرجه الترمذي بنحوه من طريق أخرى وصححه
الحديث الثاني والعشرون من حرف الزاي عن زهير بن صرد
أخبرني أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد بن الخراط الإسكندراني بها أنا الإمام أبو العباس أحمد بن الحسن بن عبد العزيز بن المصفى أنا أبو البركات هبة الله بن أحمد بن زوين أنا أبو القاسم عبد الرحمن بن مكي بن موقا أنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن الخطاب أنا أبو الحسن علي بن بقاء المصري أنا أبو عبد الله محمد بن الحسين اليمني التنوخي أنا أبو جعفر أحمد بن إسماعيل بن عاصم بن القاسم أنا عبيد الله بن رماحس بن خالد بن حبيب بن قيس الجشمي من رمادة على بريد من الرملة في شهر ربيع الآخر سنة ثمانين ومائتين ثنا زهير بن صرد بن جرول الجشمي وكان سيد قومه وكان يكنى أيضا أبا صرد قال لما كان يوم حنين أسرنا رسول الله فبينما هو يمر بين الرجال والنساء وثبت حتى قعدت (1/38)
بين يديه فجعلت أذكره حيث شاء وشب في هوازن وحيث أرضعوه فأنشأت أقول
( امنن علينا رسول الله في كرم ... فإنك المرء نرجوه وننتظر )
( امنن على بيضة قد عاقها قدر ... مفرقا شملها في دهرها غير )
( أبقت لنا الحرب تهتافا على حزن ... على قلوبهم الغماء والغمر )
( إن لم تداركهم نعماء تنشرها ... يا أرجع الناس حلما حين يحتبر )
( امنن على نسوة قد كنت ترضعها ... إذ فوك يملؤه من محضها الدرر )
( إذ أنت طفل صغير كنت ترضعها ... وإذ يزينك ما تأتي وما تذر )
( يا خير من مرحت كمت الجياد به ... عند الهياج إذا ما استوقد الشرر )
( لا تجعلنا كمن شالت نعامته ... فاستبق منا فإنا معشر زهر )
( إنا نؤمل عفوا منك تلبسه ... هادي البرية إذ تعفو وتنتصر )
( إنا لنشكر بالنعماء إذ كفرت ... وعندنا بعد هذا اليوم مدخر )
( فألبس العفو من قد كنت ترضعه ... من أمهاتك إن العفو منتصر )
( واعف عفا الله عما أنت راهبه ... يوم القيامة إذ يهدي لك الظفر )
فقال رسول الله ( ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم ) وقال الأنصار ما كان لنا فهو لله ولرسوله فرد المسلمون ما كان في أيديهم من الذراري والأموال // حسن //
هذا حديث غريب من هذا الوجه رواه الطبراني وأبو سعيد ابن الأعرابي في معجميهما عن عبيد الله بن رماحس
وقد وقع لنا عاليا جدا في المعجم الصغير للطبراني أمليته في العشرة العشارية ورواه أبو الحسين ابن قانع في معجم الصحابة عن عبيد الله بن علي الخواص عن عبيد الله بن رماحس فوقع لنا بدلا عاليا ولهذا من رواية ابن إسحاق في المغازي قال حدثني عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال لما كان يوم حنين فذكر القصة وسياقه أتم وأخرجه الحافظ (1/39)
ضياء الدين المقدسي في المختارة من حديث زهير بن صرد واستشهد به بحديث عمرو بن شعيب فهو عنده على شرط الحسن
ورماحس بضم الراء وتخفيف الميم وكسر الحاء المهملة وآخره سين مهملة
وصرد بضم الصاد المهملة وفتح الراء الخفيفة والجشمي بضم الجيم وفتح الشين المعجمة نسبة إلى جشم بن بكر بن هوازن والبيضة الجماعة والهتاف جمع هاتف والغماء من الغم
والغمر الشدائد جمع غمرة بفتح المعجمة والمحض بالحاء المهملة الساكنة والضاد المعجمة الخالص والدر بكسر الدال جمع درة والكمت جمع كميت والجياد الخيل وشالت نعامته يقال لمن مات وشالت أي ارتفقت النعامة باطن القدم مأخوذ من ارتفاع قوائم الدابة إذا ماتت
الحديث الثالث والعشرون من حرف السين عن أبي سعيد
أخبرني أبو محمد عمر بن محمد بن أحمد بن سلمان البالسي أنا أبو بكر بن محمد بن الرضي أنا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل الخطيب أنا يحيى بن محمود الثقفي أنا عبد الكريم بن عبد الرزاق في آخرين قالوا أنا أبو الطيب عبد الرزاق بن عمر بن شمة أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن المقري أنا أبو بكر محمد بن جعفر بن يحيى بن رزين العطار ثنا إبراهيم بن العلاء الزبيدي ثنا إسماعيل بن عياش ثنا أبو حنيفة يعني النعمان بن ثابت الإمام عن أبي سفيان السعدي عن أبي نضرة عن أبي سعيد سعد بن مالك الخدري قال رسول الله ( لا تصلح صلاة إلا بأم القرآن ومعها غيرها ) // ضعيف //
هذا حديث متصل عال رواه ابن ماجه عن ابن كريب عن محمد بن فضيل عن أبي سفيان (1/40)
الحديث الرابع والعشرون من حرف الشين عن شكل بن حميد
أخبرني أبو اليمن محمد بن محمد بن أسعد أنا المحدث أبو الحسن علي بن محمد بن الهمداني أنا محمد بن الحسين الفسوي أنا محمد بن عماد الحراني أنا عبد الله بن رفاعة أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن الحسن الخلعي أنا عبد الرحمن بن عمر بن محمد بن النحاس أنا أبو الطاهر أحمد بن محمد بن عمر المديني نا بكار بن قتيبة القاضي نا أبو أحمد بن عبد الله بن الزبير الأسدي عن سعد بن أوس العبسي عن بلال بن يحيى العبسي عن شتير بن شكل عن أبيه شكل بن حميد العبسي قال قلت يا رسول الله علمني تعوذا أتعوذ به قال قل اللهم إني أعوذ بك من شر سمعي ومن شر بصري ومن شر لساني ومن شر قلبي ومن شر منيتي // صحيح //
هذا حديث حسن رواه أبو داود عن أحمد بن حنبل عن أبي أحمد الزبيري على الموافقة وأخرجه الترمذي من رواية أبي أحمد المذكور وقد وقع لنا عاليا من طريق أخرى إلى الخلعي ورواه البخاري في الأدب المفرد والنسائي من وجه آخر عن سعد بن أوس وشتير بمعجمة ثم مثناة مصغر وأبوه بمعجمة وكاف مفتوحتين وآخره لام ولا يظهر له في الأسماء ولا يعرف له راو غير ابنه وهو ثقة
الحديث الخامس والعشرون من حرف الصاد المهملة
أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن عثمان الخليلي بغزة أنا أبو إسحاق (1/41)
إبراهيم بن عبد الرحمن بن سعد الله الحموي ببيت المقدس أنا أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن خليل المكي بها أنا الحافظ أبو بكر محمد بن يوسف بن مسدي في المدينة أنا يحيى بن عبد الرحمن الأصبهاني بغرناطة أنا مسعود بن الحسن الثقفي بأصبهان أنا أبو محمد عبد الرحمن بن زياد أنا أبو جعفر أحمد بن المرزبان أنا أبو جعفر محمد بن إبراهيم الحزوري أنا أبو حعفر محمد بن سليمان المصيصي المعروف بلوين نا عبيد الله بن عمرو الرقي عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن حمزة بن صهيب عن أبيه سمعت رسول الله يقول ( خيركم من أطعم الطعام ) // حسن //
هذا حديث حسن رواه أحمد عن زكريا عن عدي عن عبيد الله بن عمرو به فوقع لنا بدلا ورواه ابن ماجه من وجه آخر عن ابن عقيل ورواه أبو يعلى والطبراني من طريق عبيد الله بن عمرو وأتم لما سقنا وقد وقع لنا عاليا بطوله أخبرنيه إبراهيم بن أحمد الدمشقي عن محمد بن أبي بكر الأسدي عن صفية بنت عبد الوهاب سماعا أن مسعود الثقفي في كتابه بالسند المذكور إلى حمزة عن أبيه عن صهيب قال قال عمر لصهيب أي رجل أنت لولا خصال ثلاث فيك قال وما هن قال اكتنيت وليس لك ولد وانتميت إلى العرب وأنت رجل من الروم وفيك سرف في الطعام قال أما قولك اكتنيت ولم يولد لك فإن رسول الله كناني أبا يحيى وأما قولك انتميت إلى العرب وأنت رجل من الروم فإني رجل من النمر بن قاسط سبتني الروم من الموصل بعد إذ أنا غلام قد عرفت نسبي وأما قولك فيك سرف في الطعام فإني سمعت رسول الله يقول ( خيركم من أطعم الطعام )
الحديث السادس والعشرون من حرف الضاد عن ضميرة
أخبرنا أبو المعالي محمد بن أحمد بن سليمان الأنصاري الدمشقي بالقاهرة (1/42)
أنا أبو الفتح محمد بن محمد بن محمد بن أبي الحرم القلاني أنا محفوظ بن عمر بن أبي بكر بن الحامضي أنا عبد الله بن عبد السلام الداهري أنا أبو القاسم نصر بن نصر بن علي العكبري أنا أبو القاسم علي بن أحمد البري أنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس المخلص أنا أبو أحمد يحيى بن صاعد ثنا محمد بن عبد الله بن الحكم نا عبد الله بن وهب نا محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب عن حسين بن عبد الله عن أبيه عن جده أن النبي مر بأم ضميرة وهي تبكي فقال ما يبكيك أجائعة أنت أعارية أنت فقالت يا رسول الله فرق بيني وبين ابني فقال رسول الله ( لا يفرق بين والدة وولدها ) ثم أرسل إلى الذي عنده ضميرة فابتاعه منه ببكر // موضوع // قال ابن صاعد هذا حديث غريب لا نعلم أحدا رواه عن ابن أبي ذئب غير ابن وهب ورواه الحسن بن سفيان في مسنده عن حرملة بن يحيى ورواه البخاري في تاريخه عن أحمد بن عيسى كلاهما عن ابن وهب به وقد وقع لي عاليا قرأته على أبي الفرج بن حماد أن يونس بن أبي إسحاق العسقلاني أخبرهم عن علي بن الحسين بن علي العراقي عن نصر بن نصر بالإسناد المذكور أولا ورواه ابن شاهين في معجم الصحابة عن ابن وهب بهذا الإسناد فوافقناه بعلو ورواه ابن مندة في المعرفة عن الأصم عن ابن عبد الحكم
أخبرتنا به عاليا خديجة بنت الشيخ أبي إسحاق بن سلطان عن أبي نصر بن الشيرازي عن أبي الوفاء بن منده أنا أبو الخير الباغبان أنا أبو عمرو عبد الوهاب بن أبي عبد الله بن منده أنا أبي أنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنا ابن عبد الحكم فذكره وزاد قال ابن أبي ذئب ثم أقرأني حسين بن عبد الله بن ضميرة كتابا عنده فإذا فيه بسم الله الرحمن الرحيم كذا بالأصل محمد رسول الله لأبي ضمرة وأهل بيته إن محمدا أعتقهم وإنهم أهل بيت العرب إن أحبوا أقاموا وإن أحبوا رجعوا إلى بلاد قومهم فلا يعرض لهم أحد إلا بحق ومن لقيهم فليستوص بهم خيرا ورواه أبو بكر البزار في مسنده عن إبراهيم بن (1/43)
الجنيد عن يحيى بن كثير عن ابن وهب بتمامه فوقع لنا عاليا جدا وقال لا نعلم لهذا الحديث إلا هذا الإسناد قلت وقد ذكر ابن إسحاق في المغازي هذه القصة بغير إسناد وحسين ضعيف إلا أن في الكتاب الذي ذكره ابن أبي ذئب تقوية لهذا الحديث
الحديث السابع والعشرون من حرف الطاء عن طلق بن علي
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الله الحموي ثم المصري بها قال أنا أبو العباس أحمد بن محمد بن أبي بكر العطار أنا الحافظ أبو أحمد عبد المؤمن بن خلف الدمياطي أنا الحافظ أبو الحجاج يوسف بن خليل أنا ناصر بن محمد الويري أنا إسماعيل بن الفضل بن الأخشيد أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم أنا أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني نا إسماعيل بن يونس بن ياسين نا إسحاق بن أبي إسرائيل نا محمد بن جابر عن قيس بن طلق عن أبيه طلق بن علي قال أتيت رسول الله وهم يؤسسون مسجد المدينة وهم ينقلون الحجارة فقلت يا رسول الله ألا ننقل كما ينقلون فقال ( لا يا أخا اليمامة اخلطوا لهم الطين فأنتم أعلم به ) قال فجعلت أخلط لهم الطين وهم ينقلونه // حسن // هذا حديث حسن رواه الدارقطني في سننه هكذا ومحمد بن جابر فيه مقال لكن لم ينفرد به فقد رواه ابن حبان في صحيحه من طريق ملازم بن عمرو عن عبد الله بن بدر عن قيس بن طلق مثله
الحديث الثامن والعشرون من حرف الظاء المعجمة عن ظهير بن نافع
أخبرنا أبو أحمد محمد بن علي الحريري الحنفي أنا أبو عبد الله محمد بن (1/44)
أحمد بن رسلان أنا أبو الفرج عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الملك أنا عبد الواحد بن إسماعيل أنا إسماعيل بن أبي منصور أنا عبد الرحمن بن حمد الدوني أنا أبو منصور أحمد بن الحسين الكسار أنا الحافظ أبو بكر أحمد بن محمد بن إسحاق السني أنا أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي بن بحر النسائي أنا هشام بن عمار نا يحيى بن حمزة أنا الأوزاعي عن أبي النجاشي سمعت رافع بن خديج يقول أتانا ظهير بن رافع فقال نهانا رسول الله عن أمر كان بنا رافقا قلت وما ذاك قال أمر رسول الله وهو حق سألني ( كيف تصنعون في محاقلكم قال قلت نؤاجرها على الربع وعلى الأوساق من البر والشعير قال فلا تفعلوا ازرعوها ازرعوها أو أمسكوها ) // صحيح // هذا حديث صحيح رواه البخاري عن محمد بن مقاتل عن عبد الله بن المبارك ورواه مسلم عن إسحاق بن منصور عن أبي مسهر حدثني يحيى بن حمزة ورواه ابن ماجه عن عبد الرحمن بن إبراهيم دحيم عن الوليد بن مسلم ثلاثتهم عن الأوزاعي به فوقع لنا عاليا على طريق مسلم وقد وقع لنا من وجه أعلى مما سقناه أيضا فقرأته على إبراهيم بن محمد الدمشقي بمكة أنا محمد بن محمد بن العماد عن عبد اللطيف بن محمد أنا أبو زرعة المقدسي أنا الدوني به ورواه ابن حبان في صحيحه عن عبد الله بن محمد بن سلم عن دحيم
وأبو النجاشي اسمه عطاء بن صهيب وقد اختلف عليه فيه فرواه عنه الأوزاعي هكذا وتابعه أيوب بن عتبة عن أبي النجاشي أخرجه ابن منده من طريقه وخالفهما عكرمة بن عمار فوراه عن ابي النجاشي عن رافع بن خديج قال سمعت رسول الله فذكر الحديث ولم يذكره ظهيرا ورواه الزهري عن سالم عن أبيه عن رافع عن عميه وطرقه كلها صحيحة وكان رافعا سمعه من عميه ثم سمع النهي من النبي (1/45)
الحديث التاسع والعشرون من حرف العين عن عبد الله بن مسعود
أخبرني أبو الحسن محمد بن الحسن بن علي الصوفي بقراءتي عليه بمصر أنا الحافظ أبو الفتح محمد بن محمد بن محمد بن احمد بن سيد الناس اليعمري أنا محمد بن عثمان بن سلام أنا الحسن بن علي بن الحسين بن الحسن بن البن أنا جدي أنا أبو القاسم علي بن محمد بن أبي العلاء أنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن أبي نصر أنا خيثمة بن سليمان أنا هلال بن العلاء ثنا سعيد بن عبد الملك هو الحراني أنا محمد بن سلمة عن زيد بن أبي أنيسة عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون عن عبد الله بن مسعود قال كنا مع رسول الله في المسجد الحرام ورفقة من المشركين جلوس ورسول الله قائم يصلي وقد نحرت قبل ذلك جزور وبقي مرثها وقذرها فقال أبو جهل ألا رجل يقوم إلى هذا القذر فيلقيه على محمد ونبي الله ساجدا إذ انبعث أشقاها فألقاها عليه فقال فهبنا أن نرفعه عنه حتى جاءت فاطمة فرفعته عنه فقام فسمعته وهو قائم يقول ( اللهم اشدد وطأتك على مضر اللهم سنينا كسني يوسف اللهم عليك بأبي الحكم بن هشام وهو أبو جهل وعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة وعتبة بن أبي معيط وأمية بن خلف ورجل آخر قال ابن مسعود فرأيتهم من العام المقبل صرعى في الطوى طوى بدر يعني القليب // صحيح //
هذا حديث صحيح رواه البخاري ومسلم وابن خزيمة عن محمد بن بشار بندار عن محمد بن جعفر غندر ورواه البخاري ومسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة عن جعفر بن عوف عن سفيان الثوري وروياه أيضا من رواية زهير بن (1/46)
معاوية ورواه البخاري من رواية يوسف بن إسحاق
الحديث الثلاثون من حرف الغين المعجمة عن غرفة بن الحارث
أخبرني أبو علي محمد بن أحمد بن علي بن عبد العزيز الفاضلي أنا يوسف بن الحسين الخفتي أنا الحافظ أبو محمد بن عبد العظيم بن عبد القوي المنذري أنا عمر بن محمد بن معتمر أنا مفلح بن أحمد الدومي أنا الحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب أنا أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي أنا أبو علي محمد بن أحمد بن عمرو اللؤلؤي أنا أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني أنا محمد بن حاتم أنا عبد الرحمن بن مهدي أنا عبد الله بن المبارك عن حرملة بن عمران عن عبد الله بن الحارث الأزدي قال سمعت غرفة بن الحارث الكندي قال شهدت رسول الله في حجة الوداع وأتى بالبدن فقال ( ادعو لي أبا الحسن ) فدعي له علي فقال له ( خذ بأسفل الحربة ) وأخذ رسول الله أعلاها ثم طعنا بها في البدن فلما فرغ ركب بغلته وأردف عليا // ضعيف //
هذا حديث حسن هكذا أخرجه أبو داود ورواته موثوقون ولا نعلم في أحد منهم طعنا وغرفة ذكره البخاري في الإفراد من حرف الغين المعجمة وتبعه ابن أبي حاتم وجمع ممن صنف في المؤتلف والمختلف وأخرجه ابن حبان في الصحابة في العين المهملة وهما ثم ذكره في المعجم على الصواب
الحديث الحادي والثلاثون من حرف الفاء عن فضالة الليثي
أخبرنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن خليل الحرستاني قراءة عليه بالجامع (1/47)
المظفري أنا الإمام شرف الدين أبو محمد عبد الله بن الحسن بن أبي موسى عبد الله بن الحافظ عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي أنا أبو محمد المكي بن المسلم بن علان أنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد العزيز بن محمد بن أبي العجائز أنا أبو طاهر محمد بن الحسين بن محمد بن إبراهيم الحنائي أنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن نصرويه بن سختام أنا إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن يزداد ثنا أبو بكر محمد بن قارون بن العباس أنا أبو حاتم محمد بن إدريس الرازي ثنا عمرو بن عون ثنا خالد بن عبد الله يعني الطحان عن داود بن أبي هند عن أبي حرب بن أبي الأسود عن عبد الله بن فضالة الليثي عن أبيه قال علمني رسول الله فكان فيما علمني أن قال ( حافظ على الصلوات الخمس ) فقلت إن هذه ساعات لي فيها أشغال فمرني بأمر جامع إذا أنا فعلته أجزي عني قال ( حافظ على العصرين ) قلت وما العصران قال ( صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة بعد غروبها ) // صحيح //
هذا حديث صحيح رواه أبو داود عن عمرو بن عون على الموافقة وقد وقع لي عاليا من طريقه قرأته على أم عيسى الأسدية أن يونس بن أبي إسحاق أخبرهم سماعا أخبرهم عليه عن أبي الحسن بن المقير أنبأنا الفضل بن سهل عن الخطيب أبي بكر بن ثابت أن القاسم بن جعفر أخبرهم أنا أبو علي اللؤلؤي أنا أبو داود به ورواه الحاكم في المستدرك من طريق وهب بن بقية وإسحاق بن شاهين كلاهما عن خالد وهكذا رواه علي بن عاصم عن أبي داود وأخرجه ابن حبان والحاكم من طريق هشيم عن داود بن أبي هند عن عبد الله بن فضالة من غير ذكر أبي حرب في إسناده وهي منقطعة وفي المتن إشكال لأنه يوهم جواز الاقتصار على العصر ويمكن أن يحمل على الجماعة لا على تركها أصلا والله أعلم (1/48)
الحديث الثاني والثلاثون من حرف القاف عن قتادة بن ملحان
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن عبد الله المرداوي قراءة عليه بمسجده بجبل الصالحية عن عائشة بنت محمد بن المسلم الحرانية سماعا أن إبراهيم بن الخليل أخبرهم أبو منصور بن علي الطبري أنا عبد الجبار بن محمد الخواري أنا الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي أنا عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ وغيره قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد الدوري ثنا روح بن عبادة ثنا همام أنا أنس بن سيرين عن عبد الملك بن قتادة بن ملحان القيسي عن أبيه قال ( كان رسول الله يأمرنا أن نصوم البيض ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة ويقول هي كهيئة الدهر ) // صحيح // هذا حديث صحيح رواه أحمد عن روح بن عبادة على الموافقة ورواه أبو داود والنسائي وابن ماجه من طريق همام به ورواه المذكورون من طريق شعبة عن أنس بن سيرين عن عبد الملك بن المنهال عن أبيه وعده الحافظ من أوهامه والصواب ما قاله همام وهذا المتن من أصح ما ورد في تعيين أيام البيض
الحديث الثالث والثلاثون من حرف الكاف عن كعب بن عجرة
أخبرنا عبد القادر بن عبد الرحمن بن محمد بن الفخر عبد الرحمن بن يوسف البعلي أنا الحافظ أبو الحجاج يوسف بن عبد الرحمن المزي أنا الفخر عبد الرحمن بن يوسف البعلي أنا البهاء عبد الرحمن بن إبراهيم المقدسي أنا أبو الحسين عبد الحق بن يوسف أنا أحمد بن المظفر أنا الحسين بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان أنا أبو بكر محمد بن العباس بن نجيح أنا ابن أبي قيس عن الزبير بن عدي عن أبي وائل عن كعب بن عجرة قال أحرمت فكثر قمل رأسي (1/49)
فبلغ ذلك رسول الله وأتاني وأنا أطبخ قدرا لأصحابي فمس رأسي بإصبعه فقال ( اذهب فاحلقه وتصدق على ستة مساكين ) // صحيح //
هذا حديث صحيح مشهور عن كعب بن عجرة تخرج في الصحيحين وغيرهما من طريق عبد الرحمن بن أبي ليلى وغيره عنه وهو غريب من حديث أبي وائل تفرد به عمرو بن قيس عن الزبير بن عدي عنه أخرجه النسائي من طريقه
الحديث الرابع والثلاثون من حرف اللام عن لقيط
حدثني القاضي المحدث أبو حامد محمد بن عبد الله المخزومي بمكة أنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد المعطي أنا الصفي أحمد بن محمد بن أبي بكر الطبري أنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أبي الفضل المرسي أنا أبو روح عبد المعز بن محمد الهروي بها أنا تميم بن أبي سعيد الجرجاني أنا أبو الحسن علي بن محمد البحاتي أنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن هارون الدوري أنا أبو حاتم محمد بن حبان بن أحمد التميمي البستي أنا الحسن بن سفيان أنا أبو بكر بن أبي شيبة أنا يحيى بن سليم عن إسماعيل بن كثير عن عاصم بن لقيط بن صبرة عن أبيه قال سألت رسول الله عن الوضوء فقال ( اسبغ الوضوء وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما ) // صحيح // هذا حديث صحيح رواه ابن حبان في (1/50)
صحيحه هكذا ورواه مطولا من وجه آخر ورواه أصحاب السنن الأربعة من طريق (1/51)
يحيى بن سليم وإسماعيل بن كثير يكنى أبا هاشم وهو ثقة روى هذا الحديث عنه جماعة منهم سفيان الثوري وابن جريح قرأته عاليا على فاطمة بنت المنجا عن سليمان بن حمزة عن محمد بن عبد الواحد المديني أنا إسماعيل بن علي الحمامي أنا أبو مسلم بن عيسى ثنا الفضل بن دكين ثنا سفيان هو الثوري عن أبي هشام فذكر نحوه
الحديث الخامس والثلاثون من حرف الميم عن محمد بن جحش
حدثني العلامة الأوحد أبو طاهر محمد بن يعقوب الشيرازي اللغوي قاضي الأقضية بزبيد قال حدثني محمد بن محمد الأندلسي ثنا محمد بن أحمد التلمساني ثنا قاضي الجماعة أبو القاسم محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله الحسيني ثنا محمد بن محمد بن الحضار ثنا محمد بن يوسف الدمشقي أنا محمد بن أبي الحسين الصوفي ثنا محمد بن عبد الله بن محمود الطائي أنا الحافظ أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد الدقاق ثنا محمد بن علي الكراتي الثرابي حدثنا الحافظ أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى العبدي أنا أبو منصور محمد بن سعد البارودي أنا محمد بن عبد الله الحضرمي أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن المثنى أنا محمد بن بشر أنا محمد بن عمرو أنا محمد بن سيرين عن أبي بكر مولى محمد بن جحش ويقال إن اسمه محمد أيضا عن محمد بن جحش عن محمد رسول الله أنه مر في السوق على رجل وفخذاه مكشوفتان فقال له ( غط فخذيك فإن الفخذين عورة ) // حسن // أنبأنيه محمد بن محمد بن محمد بن (1/52)
أحمد بن مرزوق التلمساني قدم علينا حاجا عن جده محمد بن أحمد التلمساني به
هذا حديث عجيب التسلسل بالمحمدين ومحمد بن يوسف المذكور في الإسناد هو الحافظ زكي الدين البرزالي وقد رأيت هذا الحديث بخطه وأنبأني به عاليا محمد بن أحمد بن علي الهروي عن محمد بن رزين بن مشرق عنه وليس في إسناده من ينظر في حاله سوى محمد بن عمرو واسم جده سهل ضعفه يحيى القطان ووثقه ابن حبان وله متابع ورواه أحمد وابن جزيمة من طريق العلاء بن عبد الرحمن عن أبي كثير أتم منه وقال البخاري في الصحيح ويروى عن محمد بن جحش فذكره وأبو كثير المشهور أنه بالمثلثة وحكي فيه أنه بالباء الموحدة
الحديث السادس والثلاثون من حرف النون عن النعمان بن بشير
أخبرني أبو العباس أحمد بن أبي الفرج بن أبي عبد الله الصحراوي بقراءاتي (1/53)
عليه بالصالحية أنا أبو القاسم محمود بن خليفة بن عقيل بدمشق أنا محمد بن عبد الله الرشيد ببغداد أنا الحسن بن علي بن السيد العلوي أنا الحافظ أبو الفضل محمد بن ناصر السلامي أنا أبو طاهر محمد بن الصقر الأنباري أنا أبو البركات أحمد بن عبد الواحد بن نظيف أنا أبو محمد الحسن بن رشيق أنا أبو بشر محمد بن أحمد حماد الدولابي أنا أبو جعفر محمد بن عوف بن سفيان الطائي الحمصي أنا موسى بن أيوب هو النصيبي أنا محمد بن شعيب عن صدقة مولى عبد الرحمن بن الوليد عن محمد بن علي بن الحسين قال خرجت أمشي مع جدي حسين إلى أرضه فأدركنا ابن النعمان بن بشير على بغلة له فنزل عنها وقال لحسين اركب أبا عبد الله فأبى فلم يزل يقسم عليه حتى قال أما أنك قد كلفتني ما أكره ولكن سأحدثك حدثتني أمي فاطمة عليها السلام بنت رسول الله أن رسول الله قال ( الرجل أحق بصدر دابته وفراشه والصلاة في بيته إلا إماما يجمع الناس ) فاركب أنت على صدر الدابة وسأرتدف فقال ابن النعمان صدقت فاطمة حدثني أبي وهو ذا حي بالمدينة بمثل حديث فاطمة عن النبي وزاد فيه ( إلا أن يأذن له ) فلما حدثه ابن النعمان هذا الحديث ركب حسين السرج وركب ابن النعمان خلفه رضي الله عنهم // ضعيف جدا //
هذا حديث غريب تفرد بسياقه هذا صدقة وهو ابن عبد الله السمين وهو ضعيف وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير من هذا الوجه في ترجمة محمد بن النعمان بن بشير عن أبيه ووقع عنده غير مسمى في روايته فلعله عرف اسمه من موضع آخر وقد رواه الحاكم ابن عبد الله الأيلي عن محمد بن علي بن الحسين إلا أنه خالف صدقة في بعض السياق وحديث ( الرجل أحق بدابته ) // صحيح // جاء من طريق قيس بين سعد بن عبادة وبريدة بن الحصيب وأبي سعيد الخدري وعبد الله بن حنظلة وغيرهم وأمثلها حديث بريدة رواه أحمد وأبو داود والحاكم (1/54)
الحديث السابع والثلاثون من حرف الهاء عن هند بن أبي هالة
أخبرني أبو الطيب أحمد بن أبى احمد بن بلغاق الكنجي بقراءتي عليه بالصالحية أنا أبو محمد إسحاق بن يحيى الأمدي أنا أبو طاهر الحسن بن العباس التميمي أنا عبد الواحد بن عمر بن علي الجويني أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن الحارث أنا عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان نا محمد بن العباس نا عبيد بن إسماعيل نا جميع بن عمير نا رجل من ولد أبي هالة عن الحسن بن علي عليهما السلام قال سألت خالي هند بن أبي هالة عن مشي النبي فقال يمشي تكفؤا ويخطي هونا إذا مشى كأنما ينصب أو يمشي في صبب خافض الطرف نظره إلى الأرض أكثر من نظره إلى السماء جل نظره الملاحظة يسوق أصحابه ويبدأ من لقيه السلام // ضعيف جدا // هذا حديث حسن غريب رواه الترمذي عن سفيان بن وكيع عن جميع به مطولا ومعرفا واسم الرجل المبهم يزيد بن عمرو التميمي حكاه النهدي ووقع في روايته متكئا أما عبد الله فذكره ابن حبان في الثقات وجميع وثقه العجلي وقال أبو حاتم محله الصدق وضعفه آخرون من قبل التشييع وقد روينا لحديثه متابعا في مشيخه أبي علي بن شاذان بإسناد رجاله من أهل البيت
الحديث الثامن والثلاثون من حرف الواو عن وهب بن عبد الله
أخبرني أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد المقري الغزولي أنا أبو العباس (1/55)
أحمد بن عبد العزيز بن يوسف الحراني بحلب أنا أبو العباس أحمد بن محمد بن إبراهيم بن عبد الواحد المقدسي أنا أبو بكر محمد بن سعيد الخازن قال قرئ على شهدة بنت أحمد بن الفرج الكاتبة وأنا أسمع أنا أبو الفوارس طراد بن محمد بن علي الزينبي أنا أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار ثنا الحسين بن يحيى بن عياش القطان ثنا علي بن إشكاب ثنا عمرو بن محمد البصري ثنا زكريا بن سلام عن المنذر بن بلال عن أبي جحيفة وهب بن عبد الله السوائي قال قال رسول الله ( أي الأعمال أحب إلى الله ) قال فسكتوا فلم يجب أحد فقال ( حفظ اللسان ) // ضعيف //
هذا حديث غريب أخرجه البيهقي من هذا الوجه
الحديث التاسع والثلاثون من حرف الياء عن يعلى بن مرة
أخبرني المسند تقي الدين أبو محمد عبد الله بن محمد بن أحمد بن عبيد الله المقدسي بقراءتي عليه بسفح قاسيون قال قرئ على شرف خاتون بنت إبراهيم بن داود بن ظافر وأنا أسمع قال أنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الفهم بن عبد الرحمن البلداني أنبأ أبو القاسم يحيى بن أسعد بن بوشي أنا أبو طالب عبد القادر بن يوسف أنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري أنا أبو الحسين محمد بن المظفر الحافظ أنا أبو بكر محمد بن محمد بن سليمان الباغندي الحافظ ثنا محمد بن حميد حدثنا الصباح بن محارب عن عمر بن عبد الله بن يعلى بن مرة عن أبيه عن جده قال قال رسول الله ( من كذب علي متعمدا ليضل به الناس فليتبوأ مقعده من النار ) // إسناده ضعيف جدا وهو صحيح //
هذا حديث غريب تفرد به (1/56)
الصباح بن محارب بهذا الإسناد ورواه الدارمي عن محمد بن حميد بهذا الإسناد دون قوله ( ليضل به الناس ) وهي زيادة مستغربة قد رويناه أيضا بدونها في جزء أبي عمر بن نجيد من طريق عبد السلام بن عاصم عن الصباح ورويت هذه الزيادة أيضا من حديث ابن مسعود // ضعيف جدا // وحذيفة بن اليمان والبراء بن عازب // ضعيف جدا // وفي أسانيدها مقال وقد تعلق بها بعض أهل الجهل ممن جوز وضع الحديث في فضائل الأعمال من الكرامية وغيرهم وقالوا أن اللام للتعليل فعلى هذا إنما يدخل في الوعيد المذكور من قصد الإضلال وهذا التعلق باطل فإن المندوب قسم من الأقسام الشرعية فمن رتب على عمل ثوابا فقد نسب إلى الله وإلى رسوله ما لم يقولاه وهذا من الإضلال وللزيادة المذكورة على تقدير صحتها معنيان أحدهما أن اللام للتأكيد ولا مفهوم وهذا الجواب منقول عن الطحاوي رحمه الله تعالى قال وهو مثل قوله تعالى ( فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا ليضل الناس بغير علم ) فافتراؤه على الله الكذب محرم مطلقا سواء قصد به الإضلال أم لا والمعنى الثاني أن اللام للعاقبة والصيرورة أي أن عاقبة هذا الكاذب ومصيره إلى الضلال ومثله قوله تعالى ( فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا ) وهم لم يلتقطوه لذلك بل كان عاقبة أمرهم أن صار كذلك وأصل الحديث بدون الزيادة المذكورة اتفق عليه الشيخان من رواية علي (1/57)
وأبي هريرة وأنس والمغيرة وأخرجه البخاري من رواية الزبير وسلمة بن الأكوع وابن عمرو بن العاص ومسلم من حديث أبي (1/58)
سعيد والترمذي وابن ماجه من حديث ابن مسعود وابن ماجه أيضا من حديث جابر وأبي قتادة وأحمد من حديث عثمان وزيد بن أرقم وعبد الله بن عمرو وواثلة بن الأسقع
وهذه الطرق كلها على شرط الصحيح ورويناه بأسانيد حسان يحتج بمثلها من حديث طلحة بن عبيد الله وسعيد بن (1/59)
زيد وعقبة بن عامر وسلمان الفارسي وعمران بن حصين وخالد بن عرفطة وطارق الأشجعي وعبد الله بن عباس والسائب بن يزيد وأبي أمامة وأبي قرصافة وعائشة ورويناه من طرق ضعيفة (1/60)
عن نحو خمسين صحابيا غير هؤلاء وقد جمع طرقه جماعة من الحفاظ فمن أقدمهم إبراهيم بن إسحاق الحربي ثم أبو بكر بن مردويه ثم أبو القاسم بن منده ثم محمد بن أحمد بن عبد الوهاب النيسابوري ثم أبو الفرج بن الجوزي ثم يوسف بن خليل ثم أبو علي البكري وقد يجتمع من مجموع ما ذكره هؤلاء كلهم زيادة على مائة صحابي وقد حكى النووي في شرح مسلم أنه رواه مائتان من الصحابة والله أعلم
الحديث الأربعون عن عبد الله بن عمر بن الخطاب
أخبرني المسند أبو بكر محمد بن عبد الرازق بن عبد العزيز بن موسى الشافعي بقراءتي عليه بالإسكندرية قال قرئ على وجيهة بنت علي بن يحيى بن سلطان أن أبا البركات أحمد بن عبد الله بن النحاس أخبرهم أنا محمد بن محمد بن الحسين الربعي أنا يوسف بن عبد العزيز اللخمي أنا إمام الحرمين أبو علي الحسين بن علي الطبري أنا أبو الحسين عبد الغافر بن محمد الفارسي أنا أبو أحمد بن محمد بن عيسى الجلودي أنا إبراهيم بن محمد بن سفيان أنا مسلم بن الحجاج أنا عبيد الله بن معاذ أنا أبي عن عاصم بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال قال عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال رسول الله ( بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت ) // صحيح //
هذا حديث صحيح رواه مسلم هكذا وقد وقع لنا من وجه آخر أعلى من هذا السياق بدرجتين وقرأته على أبي الفرج بن الغزي أن علي بن إسماعيل (1/61)
أخبرهم أنا أبو الفرج بن الصيقل أنا أبو الحسن مسعود الحمال كتابة أنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم أنا أبو عمر بن حمدان أنا الحسن بن سفيان أنا عبيد الله بن معاذ فذكر مثله
الحديث الحادي والأربعون عن عبد الله بن عباس رابع العبادلة
أخبرني أبو بكر بن عمر بن محمد بن إبراهيم ين سعد الله الحموي ثم المصري بقراءتي عليه بمصر أن جده أخبرهم أنا الحافظ أبو الحسين يحيى بن علي المعروف بالرشيد العطار أنا ابو الفضل محمد بن يوسف الغزنوي أنا أبو القاسم عبد الرحمن بن علي الطبري أنا أبو علي الحسن بن محمد الصاهلي أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة الجرجاني أنا أبو إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم النصر أباذي أنا أبو الحسن المغيرة بن عمرو بن الوليد نا المفضل بن محمد الجندي ثنا إبراهيم بن محمد الشافعي ومحمد بن يحيى بن أبي عمر العدني قالا ثنا فضيل بن عياض عن عطاء بن السائب عن طاوس عن عبد الله بن عباس قال قال رسول الله ( الطواف بالبيت صلاة إلا أن الله أحل فيه النطق فمن نطق فلا ينطق إلا بخير ) // صحيح //
هذا حديث حسن رواه ابن حبان من طريق فضيل بن عياض هكذا ورواه ابن عدي في الكامل عن إسحاق الخزاعي عن ابن أبي عمر فوقع لنا بدلا رواه ابن خزيمة عن يوسف بن موسى والترمذي عن قتيبة كلاهما عن جرير عن عطاء بن السائب قال الترمذي روي عن ابن طاوس وغيره عن طاوس عن ابن عباس موقوفا ولا نعرفه مرفوعا إلا من حديث عطاء بن السائب انتهى وقال ابن عدي لا أعلم رواه عن عطاء عن فضيل وجرير وموسى بن أعين انتهى
وقد رويناه في فوائد سمويه قال حدثنا أبو حذيفة أنا سفيان الثوري عن عطاء بن السائب به مرفوعا وتابع أبا حذيفة عبد الصمد بن حسان أخرجه الحاكم من (1/62)
طريقه والمعروف عن سفيان الثوري موقوفا والله أعلم
الحديث الثاني والأربعون
أخبرني أبو عبد الله محمد بن علي بن ضرغام البكري رحمه الله بقراءتي عليه بمكة أنا الفضل عبد المحسن بن أحمد بن الحافظ أبي حامد محمد بن علي بن محمود بن الصابوني أنا جدي أنا القاضي أبو القاسم عبد الصمد بن محمد الحرستاني أنا أبو محمد طاهر بن سهل بن بشر الأسفراييني أنا أبو الحسين محمد بن مكي الأزدي أنا أبو الحسن أحمد بن عبد الله رزيق أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن علي الدربي ثنا محمد بن عثمان بن كرامة ثنا عبد الله بن نمير عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن مسلم بن صبيح عن الأسود ومسروق قالا بلغ عائشة أن ناسا يقولون يقطع الصلاة الحمار والكلب والمرأة فقالت عدلتمونا بالكلاب والحمير لقد رأيت رسول الله يصلي وأنا مقابله على السرير بينه وبين القبلة فيكون لي الحاجة فأنسل من قبل رجلي السرير كراهة أن أستقبله // صحيح //
هذا حديث صحيح متفق على صحته رواه البخاري ومسلم جميعا عن عمر بن حفص بن غياث عن أبيه عن الأعمش به ورواه ابن خزيمة في صحيحه عن أبي سعيد الأشج حفص بن غياث بطريق الأسود وحده وللحديث طرق عن عائشة والذي أنكرته رواه أبو ذر عن النبي قال ( يقطع الصلاة إذا لم يكن بين يديه مثل مؤخرة الرحل الحمار والمرأة والكلب الأسود ) // صحيح // الحديث (1/63)
وقيل إنه منسوخ والله أعلم
الحديث الثالث والأربعون
أخبرني أبو عبد الله محمد بن محمد بن عبد البر بن يحيى بن علي بن تمام السبكي الشافعي رحمه الله بقراءتي عليه بمنزله ظاهر القاهرة أنا أبو الفضل عبد الرحيم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن أبي اليسر التنوخي أنا جدي أنا أبو طاهر بركات بن إبراهيم الخشوعي أنا عبد الكريم بن حمزة أنا الحسن بن محمد الحنائي أنا عبد الوهاب بن الحسن الكلابي أنا الحافظ أبو الحسن أحمد بن عمير بن حوصاء ثنا إسحاق بن إبراهيم بن عرعرة ثنا سليمان بن داود أبو الربيع أنا محمد بن حرب عن الزبيدي يعني محمد بن الوليد عن الزهري عن عروة بن الزبير عن زينب بنت أم سلمة زوج النبي واسمها هند بنت أبي أمية أن النبي رأى في بيتها جارية بوجهها سفعة فقال ( إن بها نظرة فاسترقوا لها ) // صحيح // هذا حديث صحيح متفق على صحته أخرجه مسلم عن أبي الربيع على الموافقة ورواه البخاري عن محمد بن خالد بن وهب بن عطية عن محمد بن حرب به وقال تابعه عبد الله بن سالم عن الزبيدي وقال عقيل عن الزهري عن عروة مرسلا ومحمد بن خالد شيخ البخاري وقيل هو محمد بن خالد بن خلي الحمصي وقيل هو محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد الذهلي نسبة إلى جد أبيه والأول أصوب وقد بينت طريقي عبد الله بن سالم وعقيل في كتابي تغليق التعليق والسفعة أثر سواد يسير والنظرة الإصابة بالعين فيقال إنها مؤثر السفعة وأصل السفعة الأخذ وتسمى الإصابة بالعين أخذا لأنها من أخذ الشيطان وفي الحديث دليل على جواز الرقي والله أعلم
الحديث الرابع والأربعون
أخبرني أبو طاهر محمد بن محمد بن عبد اللطيف التكريتي بقراءتي عليه بجامع مصر أنا إبراهيم بن علي بن سنان أنا عبد الله بن عبد الواحد بن علان (1/64)
أنا أبو القاسم هبة الله بن مسعود البوصيري أنا أبو صادق مرشد بن يحيى المديني أنا أبو الحسن علي بن عمر بن حمصة أنا الحافظ أبو القاسم حمزة بن محمد بن علي الكتاني ثنا سعيد بن عثمان الحراني أنا مخلد بن مالك أنا حفص بن ميسرة عن صديق بن موسى وإسماعيل بن رافع وغيرهما عن أبي بردة بن أبي موسى عن أبيه عن النبي قال ( إذا كان يوم القيامة أعطى الله الرجل من أمة محمد اليهودي أو النصراني فيقول الله عز و جل أفد بهذا نفسك ) // ضعيف // قال حمزة هذا حديث حسن لا نعلم رواه عن صديق إلا حفص ولا عن حفص إلا مخلد قلت وصديق بضم الصاد تصغير صدق هو ابن موسى بن عبد الله بن الزبير روى عنه ابن جريح وغيره وذكره ابن حبان في طبقة التابعين من الثقات واختلف في اسم أبي بردة فقيل عامر وقيل الحارث والمشهور أنه اسم كنيته وأبو موسى هو الأشعري واسمه عبد الله بن قيس مشهورا باسمه وكنيته جميعا وهذا الحديث رواه مسلم بمعناه من طريق قتادة عن عون بن عبد الله وسعيد بن أبي بردة أنهما سمعا بردة يخبر عمر بن عبد العزيز به ورواه البخاري في تاريخه من طريق محمد بن إسحاق عن طلحة التيمي وعمارة القرشي وعبد الملك بن عمير وعمرو بن قيس السكوني كلهم عن أبي بردة به ثم ذكر علله والاختلاف فيه على أبي بردة قال والحديث في الشفاعة وأن قوما يعذبون ثم يخرجون أكثر قلت يجوز أن يخصص هذا بحديث الشفاعة فيحتمل أن الطائفة المعذبة من العصاة لا يحصل لهم هذا الفداء ابتداء والله أعلم
الحديث الخامس والأربعون
قرأت على مريم بنت أحمد بن محمد بن إبراهيم الأسدية أن علي بن عمر الواني أخبرهم أنا أبو القاسم عبد الرحمن بن مكي أنا جدي لأمي الحافظ (1/65)
أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم السلفي قال في خطبة كتاب الأربعين له أما بعد فإن نفرا من العلماء لما رأوا ورووا قول أطهر منسل وأظهر منسل من حفظ على أمتي أربعين حديثا بعثه الله يوم القيامة فقيها
من طرق وثقوا بها وعولوا عليها وعرفوا صحتها وركنوا إليها خرج منهم كل لنفسه حتى قال إسماعيل بن عبد الغافر الفارسي اجتمع عندي من الأربعينات ما ينيف إلى السبعين قال السلفي وقد استفتيت شيخنا الإمام أبا الحسن علي بن محمد الكيا الطبري في رجل وصى بثلث ماله للعلماء والفقهاء هل تدخل كتبة الحديث في وصيته فكتب بخطه تحت السؤال نعم وكيف لا وقد قال النبي ( من حفظ على أمتي أربعين حديثا بعثه الله فقيها )
قال السلفي وقد أنا بالحديث المذكور أبو نصر الفضل بن علي بن أحمد أنا أبو سعيد محمد بن علي بن مهدي نا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي نا أبو بكر عبد الله محمد بن أبي الدنيا نا الفضل بن غانم نا عبد الملك بن هارون بن عنترة عن أبيه عن جده عن أبي الدرداء قال قال رسول الله ( من حفظ على أمتي أربعين حديثا بعثه الله يوم القيامة فقيها وكنت له شهيدا ) // موضوع //
هذا حديث مشهور له طرق كثيرة وهو غريب من هذا الوجه تفرد به عبد الملك بن هارون هذا واتهمه به فقال لا يحل كتب حديثه إلا للاعتبار وضعفه غيره وباقي رجاله ثقات ولم يخرج هذا المتن أحد من الأئمة في الأمهات المشهورة لا المخرجة على الأبواب ولا المرتبة على المسانيد إلا أن أبا يعلى رواه في مسنده عن عمرو بن الحصين العقيلي عن محمد بن عبد الله بن علاثة عن خصيف عن مجاهد عن أبي هريرة // موضوع // وخصيف وابن علاثة صدوقان فيهما مقال والآفة فيه (1/66)
من عمرو بن الحصين فقد كذبه أحمد وابن معين وغيرهما ورواه الحسن بن سفيان في أربعينه عن علي بن حجر عن إسحاق بن بخيت عن ابن جريح عن عطاء عن ابن عباس // موضوع // به رضي الله عنه ورجاله ثقات إلا إسحاق فقد اتهمه بالوضع ابن معين وابن أبي شيبة والفلاس وغيرهم لكن تابعه عليه عن ابن جريح جماعة منهم حميد بن مدرك وخالد بن يزيد العمري وأبو البختري وهب بن وهب القاضي وروي عن بقية بن الوليد ومعمر أيضا وأما رواية حميد بن مدرك أخرجها الحافظ أبو بكر الجوزقي في أربعينه وحميد مجهول وأما رواية خالد بن يزيد فرواها ابن عدي في الكامل في ترجمته وضعفه واتهمه جماعة أما رواية أبي البختري فرواها ابن عدي أيضا في ترجمته بإبدال ابن عباس بأبي هريرة وأبو البختري أجمعوا على تكذيبه
وأما رواية بقية بن الوليد فرواها المظفر بن إلياس السعيدي في أربعينه من طريقه وبقية صدوق مشهور بالتدليس عن الضعفاء فإن كان محفوظا عنه فكأنه من إنسان ضعيف عن ابن جريح فأسقط الضعيف ودلسه
وأما رواية معمر فرويناها في الأربعين للإمام أبي المعالي إسماعيل بن الحسن الحسيني قال أنا أبو الحسن محمد بن أحمد المقري المعروف بابن بشت عن عبد المؤمن بن خلف الحافظ النسفي عن إسحاق بن إبراهيم عن عبد الرزاق عن معمر عن ابن جريح به وابن بشت تكلموا في صحة (1/67)
سماعه عن عبد المؤمن بن خلف وذكر الحافظ أبو صالح المؤذن أن سقط اسم شيخه الذي حدثه عن عبد المؤمن بن خلف على كاتب الطبقة قلت الذي عندي في هذا أنه دخل عليه إسناده في إسناد وإلا فعمرو غير معروف بالرواية عن ابن جريح به وعبد الرزاق معروف بالرواية عنهما جميعا وللحديث طرق غير هذه منها ما أخرجه الجوزقي من طريق زيد بن الحريش عن عبد الله بن خراش عن عمه العوام بن حوشب عن إبراهيم التيمي عن أنس بن مالك // موضوع // به
وعبد الله بن خراش ذكرهما ابن حبان في الثقات وقال في كل منهما ربما أخطأ قلت أخطأ ابن حبان في توثيق عبد الله بن حراش فقد اتفق الأئمة على تضعيفه واتهمه بعضهم ومنها ما رواه أبو زر الهروي في كتاب الجامع له عن شافعي بن محمد بن أبي عوانة عن يعقوب بن إسحاق العسقلاني عن حميد بن زنجويه عن يحيى بن عبد الله بن بكير عن مالك عن نافع عن ابن عمر // موضوع //
قال ابن عبد البر من روى هذا عن مالك فقد أخطأ عليه وأضاف ما ليس من روايته قلت ليس في روايته من ينظر في حاله إلا يعقوب بن اسحاق فقد ذكر مسلمة بن قاسم أنه لقيه والناس يختلفون فيه فبعضهم يوثقه وبعضهم يضعفه والظاهر أنه دخل عليه حديث في حديث ومنها ما أخرجه الحافظ أبو بكر الآجري في كتاب الأربعين له عن محمد بن مخلد عن جعفر بن محمد الخندقي عن محمد بن إبراهيم السايح عن عبد الحميد ين عبد العزيز بن أبي رواد عن أبيه عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنه عن معاذ بن جبل // موضوع //
وليس في روايته من ينظر في (1/68)
حاله إلا السايح فإنه غير معروف وعندي أن هذا الطريق أجود طرق هذا المتن مع ضعفها
وروى أيضا من طريق ضعيفة عن علي بن أبي طالب // موضوع // وسلمان وعبد الله بن عمرو بن العاص // موضوع // وأبي سعيد الخدري // موضوع // وأبي أمامة الباهلي // موضوع // وجابر بن سمرة // موضوع // وجابر بن عبد الله ونويرة // موضوع // ولا يصح منها (1/69)
شيء
قال أبو علي سعيد بن السكن الحافظ ليس يروى هذا الحديث عن النبي من طريق يثبت وقال الدارقطني لا يثبت من طرقه شيء
وقال البيهقي أسانيده كلها ضعيفة وقال ابن عساكر أسانيده كلها فيها مقال ليس فيها للتصحيح مجال
وقال عبد القادر الرهاوي طرقه كلها ضعاف إذ لا يخلو طريق منها أن يكون فيها مجهول لا يعرف أو معروف مضعف وقال الحافظان رشيد الدين العطار وزكي الدين المنذري نحو ذلك فاتفاق هؤلاء الأئمة على تضعيفه أولى من إشارة السلفي إلى صحته
قال المنذري لعل السلفي كان يرى أن مطلق الأحاديث الضعيفة إذا انضم بعضها إلى بعض أخذت قوة
قلت لكن تلك القوة لا تخرج هذا الحديث عن مرتبة الضعف فالضعف يتفاوت فإذا كثرت طرق حديث رجح على حديث فرد فكون الضعف الذي ضعفه ناشئ عن سوء حفظ رواته إذا كثرت طرقه ارتقى إلى مرتبة الحسن والذي ضعفه ناشئ عن تهمة أو جهالة إذا كثرت طرقه ارتقى عن مرتبة المردود المنكر الذي لا يجوز العمل به بحال إلى رتبة الضعيف الذي يجوز العمل به في فضائل الأعمال
وعلى ذلك يحمل ما أخبرنا به أبو الحسن محمد بن علي بن محمد بن عقيل أنا أبو الفرج عبد الرحمن بن محمد بن عبد الحميد بن عبد الهادي أنا شيخ الإسلام أبو زكريا يحيى بن شرف (1/70)
النووي رحمه الله في خطبة الأربعين له قال وقد اتفق العلماء على جواز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال وقال بعد أن ذكر هذا الحديث اتفق الحفاظ على أنه حديث ضعيف وإن كثرت طرقه
وهذه أناشيد نختم بها هذا الأربعين وأسانيدها متباينة أيضا
أنشدنا أبو حيان محمد بن حيان بن العلامة أثير الدين أبي حيان محمد بن يوسف علي الغرناطي أنشدنا جدي لنفسه
( أرحت نفسي من الإيناس بالناس ... لما عنيت عن الأكياس بالياس )
( وصرت في البيت وحدي لا أرى أحدا ... بنات فكري وكتبي هي جلاسي )
وأنشدنا أبو اليسر أحمد بن عبد الله بن محمد بن محمد بن الصائغ الدمشقي أنشدنا العلامة زين الدين عمر بن أبي بكر بن الوردي لنفسه
( إني تركت فروضهم وعقودهم ... ومسوحهم والحكم بين اثنين )
( ولزمت بيتي قانعا ومطالعا كتب ... العلوم وذاك زين الدين )
( أهوى من الفقه الفروق دقيقة ... فيها يبين مقرر النصين )
( وأقول في علم البديع معانيا ... مقسومه بين البيان وبيني )
( وتركت نظم الشعر إلا نادرا ... كالبيت في سنة وكالبيتين )
( ما الشعر مثل الفقه فيه نباهة ... الفقه فيه سعادة الدارين )
قرأت على سارة بنت شيخ الإسلام تقي الدين أبي الحسن علي بن عبد الكافي السبكي أن أباها أخبرهم أنا عيسى بن عبد الرحمن أنا جعفر بن علي أنا أبو محمد العثماني أنا أبو بكر الطرطوشي أنا محمد بن علي الدامغاني قال أنشدني محمد بن علي الصوري لنفسه
( يا من إليه بجوده أتوسل ... وعليه في كل الأمور أعول )
( أدعوك رب تضرعا وتذللا ... فإذا رددت يدي فمن ذا أسأل )
( قد قادني أملي إليك ودلني ... جود عليك وفاقة وتذلل )
( وعلمت أنك لا تخيب أملا ... أضحى لجودك يا كريم يؤمل )
( فبنور وجهك كن لذنبي غافرا ... فعليك في غفرانه أتوكل ) (1/71)
وأنشد المملي لنفسه
( إن خير الكلام بعد كتاب الله ... أخبار خاتم الأنبياء )
( واتصال الإسناد منا إليه ... قد سمونا به على القدماء )
( ولأهل الحديث فضل به امتازوا ... فحازوا فخرا على العلماء )
( فهم أقرب الخلائق من خير ... البرايا في يوم فصل القضاء )
( إذ هم أكثر الأنام عليه ... صلوات في أخذهم والأداء )
( ولهم في الأداء والأخذ أنواع ... علوم قد قسمت باعتناء )
( فأجل السماع ما لفظ الشيخ به ... في مجالس الإملاء )
( لم تكرر فيها الأسانيد مع ما ... قد حوته من اتصال اللقاء )
( عن صحاب على اتساق حروف ... كملتها الأفعال بالأسماء )
( وعن العشرة الكرام وآل ... المصطفى والعبادل الأصفياء )
( وبها ما يضيق عنه نطاق النظم ... مما يسمو على الجوزاء )
( من ربي علي وكم لله ... من نعمة بلا إحصاء )
( فله الحمد والثناء وإن كنت ... مقرا بالعجز عند ثناء )
( وعلى خير خلقه صلوات ... وسلام منه بغير انقضاء )
تمت الأربعون
لشيخ الإسلام سلطان المحدثين حافظ العصر العلامة أحمد بن علي المشهور بابن حجر العسقلاني نفعنا الله بعلومه في الدنيا والآخرة آمين آمين (1/72)
أسئلة من خط الشيخ ابن حجر العسقلاني والجواب عليها جمع شيخ الإسلام القسطلاني
تحقيق عبد الله محمد حسن محمد حسن اسماعيل الشافعي (1/73)
بسم الله الرحمن الرحيم
صلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
أسئلة نقلتها من خط شيخ الإسلام العسقلاني تغمده الله برحمته
وصورة ما كتب بخطه الشريف
الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى أما بعد فإن هذه الأسئلة قد تكلم الناس فيها ولكن في إيراد بعضها خلل سيأتي إيراد الصواب فيه وكذا في تبيينها
فأما قوله الميت إذا جاء الملكان منكر ونكير وسألاه فلا يجب سؤالهما هل يعذبان إلى يوم القيامة أو يعذبان زمانا مخصوصا قلت المسألة ليست محررة العبارة ولعله أراد أن يقول بدل قوله فلا يجب سؤالهما فلا يقر بمحمد بالرسالة فإنا لا نعرف في الأخبار أن أحدا من المسؤولين يمنع من الجواب بل إما أن يقول هو محمد جاء بالحق أو معنى ذلك أو يقول لا أدري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته أو معنى ذلك فكأن السائل أراد بقوله فلا يجب سؤالهما أي بالجواب الحق أو نحو ذلك وكذا قوله هل يعذبان لا معنى لنسبة ذلك إليهما خاصة بل صواب العبارة أن يقول هل يعذب على البناء للمجهول من غير نسبة العذاب لأحد بعينه فإذا تقرر ذلك فالجواب أن الكافر والمنافق نفاق كفر يستمر عذابهما أبدا على ما دلت عليه الأخبار ففي بعض طرق حديث البراء بن عازب الطويل الذي أخرجه أحمد وصححه أبو عوانة في صفة المساءلة في القبر قال في آخره ويخرق له خرق إلى النار فيأتيه من غمها ودخانها إلى يوم القيامة وفي طريق أخرى ثم يقيض له أعمى أصم أبكم معه مرزبة من حديد لو ضرب بها جبلا لصار ترابا يضربه بها ضربة فيصير ترابا ثم يعاد // صحيح // وفي حديث أبي هريرة (1/75)
الذي أخرجه أحمد والترمذي وصححه ابن حبان في صفة المساءلة أيضا فيقال للأرض التئمي عليه فتلتئم فتختلف أضلاعه فلا يزال فيها معذبا حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك // حسن // وفي حديث أبي سعيد عند الترمذي أيضا فتلتئم عليه حتى (1/76)
تخلف أضلاعه ثم يقيض له سبعين تنينا لو أن أحدا منها تفج في الأرض ما أبقت شيئا فتنهشه وتخدشه حتى يبعث للحساب والجمع بين هذه الأخبار أن العذاب يتنوع للكفار
وروى ابن أبي الدنيا في كتاب القبور عن الشعبي قال مر رجل بقبر فرأى رجلا يمرح من الأرض فقيضه به رجل بمقمعة حتى يغيب في الأرض ثم يخرج فيفعل به فبلغ ذلك للنبي فقال ( ذاك أبو جهل بن هشام يعذب إلى يوم القيامة ) // ضعيف //
وأما قوله هل يعرف الميت قريبه إذا جلس قريبا من قبره ويسمع قراءته فهما مسألتان إحداهما معرفة الميت بمن نمى إلى قبره وثانيهما سماعه للقرآن ولكن لا معنى لتقييد ذلك بالقريب دون البعيد ولا بالبعيد دون القريب ولا بسماع القراءة دون غيرهما من سائر الكلام ونحن نبين ذلك في الجواب
أما معرفة الميت بمن يزروه وسماعه كلامه فهو مفرع عن مسألة مشهورة وهي أين مستقر الأرواح بعد الموت فجمهور أهل الحديث عل أن الأرواح على أقنية قبورها نقله ابن عبد البر وغيره وتورع في إطلاق ذلك على أرواح الشهداء قد ورد فيها أخبار ظاهرها بخلاف ذلك كما سيأتي في الجواب عن بعض هذه المسائل ولا شك أن الأنبياء أعظم قدرا من الشهداء فلا شك أن لأرواحهم من الفضيلة فوق ما للشهداء وأما سائر الأرواح فمؤمن وكافر فروح الكافر كما مضى ويأتي في الجواب عن بعض المسائل في غم وضيق وحبس وكرب (1/77)
وتعذيب وروح المؤمن إما في غم إذا كان عاصيا لله دون غم الكافر وإما في بشر وسرور إذا كان مطيعا وسيأتي تفصيل ذلك والذي تقتضيه ظواهر الأحاديث الصحيحة أن أرواح المؤمنين في عليين وأرواح الكفار في سجين ولكن لكل منهما اتصال بجسدها وذلك الاتصال معنوي لا يشبه الاتصال الذي بالحياة الدنيا وأقرب ما يشبه به النوم فإن روح النائم قد فارقت جسده ولكن ليس فراقا كليا بحيث تنفصل عنه البتة بل اتصالها بالجسد اتصال قوي جدا وأما روح الميت ففارقت جسده فراقا كليا لكن يبقى لها به اتصال ما به يقع إدراك لبدن المؤمن التنعيم وإدراك الكافر التعذيب لأن النعيم يقع لروح هذا والعذاب يقع لروح هذا ويدرك ذلك البدن على ما هو المذهب المرجح عند أهل السنة فهو أن النعيم والعذاب في البرزخ يقع على الروح والجسد وذهب فريق منهم على أنه يقع على الروح فقط فقد وردت آثار كتبت في منامات عديدة تبلغ التواتر المعنوي في تقوية المذهب الراجح أورد منها الكثير أبو بكر بن أبي الدنيا في كتاب القبور وأبو عبد الله بن منده في كتاب الروح وذكر الكثير منها ابن عبد البر في الاستذكار وعبد الحق في العاقبة وغيرهم وهي إن كانت لا تنهض للحجة لكنها مما تصلح أن يرجح به وإذا تقرر ذلك فمن قال إن النعيم أو العذاب يقع على الروح والبدن معا يقول إن الميت يعرف من يزوره ويسمع من يقرأ عنده إذ لا مانع من ذلك ومن قال إن النعيم أو العذاب يقع على الروح فقط ولا يمنع ذلك أيضا إلا من زعم منهم أن الأرواح المعذبة مشغولة بما فيه والأرواح المنعمة مشغولة بما فيه فقد ذهب إلى ذلك طوائف من الناس والمشهور خلافه وسنذكر في السؤال الرابع أشياء تقوي المذهب الراجح والله الموفق
وأما قوله إذا تبرع عن الميت بصدقه أو عتق أو ضحية أو وقف هل يصل إليه ثوابه فالجواب أن ثواب الصدقة يصل إلى الميت عند جمهور أهل العلم من أهل السنة وشذ من (1/78)
قال من المبتدعة إنه لا يصل إلى الميت شيء من الثواب إلا ما عمله أو تسبب في عموله لثبوت الأخبار الصحيحة بمشروعية الصدقة عن الميت وأنه ينتفع بذلك والأخبار بذلك في الصحيحين وغيرهما شهيرة فقد ذكر مسلم في مقدمة صحيحه عن ابن المبارك أنه لا خلاف في الصدقة وأجمع أهل العلم على انتفاع الميت بدعاء المؤمنين له واستغفارهم له وهذا يدفع الحصر الذي قاله المبتدعة وإذا ثبت ذلك في الصدقة فجميع ما ذكر من العتق والأضحية والوقف ملتحق بها لعدم الفارق اختلف أهل السنة في التنوعات البدنية فذهبت جماعة من السلف وهو قول بعض الحنفية وهو المنصوص عن أحمد أنه يصح عن الميت وينتفع به وخالفهم غيرهم في ذلك فقد ثبت في الصحيحين عن عائشة قالت قال رسول الله ( من مات وعليه صيام صام عنه وليه ) // صحيح // وعن ابن عباس قال جاء رجل إلى النبي فقال ( إن أمي ماتت وعليها صوم شهر أفأقضيه عنها قال نعم ) أخرجاه أيضا // صحيح //
وعن بريدة أن امرأة قالت ( يا رسول الله كان على أمي صوم شهر أفأصوم عنها قال صومي عنها قالت إنها لم تحج أفأحج عنها قال حجي عنها ) أخرجه مسلم // صحيح // ويحسنوه في الحج عن ابن عباس عند البخاري // صحيح // فإذا ثبت ذلك في بعض العبادات البدنية فما المانع من ثبوته في بقيتها وقد أجمع المسلمون على أن قضاء الدين يسقط عن ذمة الميت التبعة وينفعه ذلك حتى ولو من الأجنبي (1/79)
ومن عند تركته وفي الصحيحين عن أبي قتادة قال في قصة ضمانه الدينارين عن الميت فلما قضاهما قال له النبي ( الآن بردت عليه جلده ) // صحيح // وصرح ابن حمد أن الحنبلي في كتاب الرعاية وصول جميع القرب إلى الميت سواء كانت بدنية أو مالية كالصدقة والعتق والصلاة والصيام والحج والقراءة ثم قال وقيل إن نواه حال فعله أو قبله وصل وإلا فلا ورجح الاشتراط جماعة من المحققين من الحنابلة وحجتهم أنه لم يؤثر عن النبي أنه أمر أحدا ممن جعل له أن يفعل شيئا عن ميت أن يقول ( اللهم اجعل ثواب ذلك لفلان ولا أجعل ذلك لفلان ) ولذلك لم ينقل عن أحد من السلف ممن فعل ذلك أنه كان يقول ذلك فدل على انه لا بد عند الفعل من القصيد إلى فعل ذلك عن الميت وعلى هذا ممن لم يقل أي يدع عتب الفعل بوصول ذلك يشترط القصد مع الفعل ومن كان يدعو بذلك لا يشترط القصد والأولى الاتباع فيترجح جانب اشتراط القصد بهذه الطريق والأعمال بالنيات وسيأتي زيادة في هذه المسألة في أواخر هذه الأسئلة إن شاء الله تعالى
وأما قوله هل تجتمع الأهل والأقارب كما كانوا يجتمعون بعد الحساب والعذاب ففيه خلل أيضا لأنه إذا أراد بقوله بعد الحساب والعذاب أي عند الاستقرار في الجنة أو النار فهذا ما لا يحتاج أن يسأل عنه لأن أهل الجنة (1/80)
يتزاورون ويجتمعون وأهل النار يتخاصمون ويتنابذون وإن أراد أن يقول بعد الحساب والعذاب بعد المساءلة التي تقع في القبر وبعد العذاب الواقع في القبر فالمساءلة لا تسمى حسابا وأيضا فالحساب يقع على أكثر الناس إلا من شاء الله والعذاب يقع على بعض الناس دون بعض فلا وجه لتخصيصه لما بعد الحساب والعذاب
وقد وردت في تلاقي أرواح الموتى أخبار كثيرة منها ما رواه ابن أبي الدنيا في كتاب القبور عن سعيد بن المسيب قال التقى سلمان الفارسي وعبد الله بن سلام فقال أحدهما للآخر إن مت قبلي فالقني فأخبرني بما لقيت ربك وإن مت قبلك لقيتك فأخبرتك فقال الآخر وهل يلتقي الأموات والأحياء قال نعم أرواحهم في الجنة تذهب حيث شاءت // صحيح // ذكر بقية هذا في أواخر هذه الأسئلة
وأما قوله هل يعذب العاصي في قبره إلى يوم القيامة أو لا يعذب إلا عند مجيء منكر ونكير فجوابه أن ذلك يختلف باختلاف كبر المعصية وصغرها وحصول العفو عن بعض الموتى دون بعض فقد لا يعذب بعض العصاة وقد لا يستمر التعذيب على بعض العصاة وقد يرفع عن بعض وشواهد ذلك من الأحاديث موجود منها حديث خالد بن عرفطة وسليمان بن صرد مرفوعا ( من قتله بطنه لم يعذب في قبره ) أخرجه أحمد والنسائي بإسناد صحيح وصححه أيضا ابن حبان // صحيح //
وعن عبد الله بن عمرو رفعه قال ( ما من رجل يموت ليلة الجمعة أو يوم الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبور ) أخرجه الترمذي وصححه الحاكم // حسن // وعن (1/81)
ابن عباس قال ضرب رجل خباء على قبر فإذا هو بإنسان يقرأ سورة الملك فذكر ذلك للنبي فقال ( هي المانعة هي المنجية تنجيه من عذاب القبر ) أخرجه الترمذي وحسنه // حسن //
وعن سمرة بن جندب في المنام الطويل قال ( وأما الذي يشق شدقه فكذاب يحدث بالكذبة فتحتمل عنه حتى تبلغ الآفاق تصنع به إلى يوم القيامة ) أخرجه البخاري // صحيح //
وفيه ( وأما الذي يشدح رأسه فرجل علمه الله القرآن فنام عنه بالليل ولم يعمل به بالنهار يعمل به ذلك إلى يوم القيامة )
وعن أبي هريرة في قصة الإسراء قال ( ومررت بقوم ترضخ رؤوسهم بالصخر كلما رضخت رؤوسهم عادت كما كانت لا يفتر عنهم شيء من ذلك ) أخرجه البزار والبيهقي // موضوع //
وغير ذلك من الأحاديث
ومن الأحاديث الدالة على أنه يخفف عذاب القبر عن بعض العصاة حديث الجريدتين وهو في الصحيحين من حديث ابن عباس وهذا إن قلنا إنهما كانا مسلمين وأما إن قلنا كانا كافرين فلست بميال لهذا الموضع والله أعلم
وأما قوله أرواح الشهداء تكون في السماء أو في الأرض فالجواب أنها تسرح حيث شاءت وتأوى إلى قناديل معلقة بالعرش (1/82)
كما ثبت في صحيح مسلم عن ابن مسعود // صحيح //
وروى أحمد بإسناد حسن عن ابن عباس ( أرواح الشهداء على بارق لهم على باب الجنة يخرج عليهم رزقهم من الجنة بكرة وعشيا ) // حسن // ولا مغايرة عن الحديثين لأن النهر على باب الجنة والقناديل المعلقة بالعرش أيضا تحمل على أنها بجوار باب الجنة
وأما ما أخرجاه في الصحيحين عن ابن عمر رفعه ( إن كل ميت يعرض عليه مقعده بالغداة والعشي إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة وإن كان من أهل النار فمن أهل النار فيقال هذا مقعدك إلى أن يبعثك الله يوم القيامة ) // صحيح // فلا ينافي الحديث المذكور أيضا لأنه إما محمول على غير الشهداء وإما على عمومه والمراد بالمقعد المستقر في القيامة كالقصر ونحوه بذلك لا يحصل دخوله والاستقرار فيه إلا يوم القيامة فهذا هو المعتمد والله أعلم
وأما قوله هل يصل إلى الميت ثواب القراءة سواء قرئ عند قبره أو غائبا عن قبره وهل له ثواب القراءة بكاملها أو ثواب مستمع فهاتان مسألتان الثانية منهما مفرعة عن الأولى وقد قدمت مذهب الحنابلة في ذلك وأن القارئ إذا (1/83)
قصد بقراءته أنها عن الميت نفعته ووصل ثوابها له وأن منهم من قال لا يشترط القصد ابتداء بل إذا قرأ ثم أهدى ثواب ذلك للميت وصل إليه وذكرت ما رجح به القول الأول وعلى القولين فلا فرق عند هؤلاء بين القراءة عند القبر أو غائبا عنه وكان ثواب القراءة يحصل للميت في الحالين ومسألة المستمع يحثها بعض الشافعية بناء على قاعدتين أحدهما عدم صحة إهداء الثواب والأخرى أن الأرواح بأفنية القبور أو أنها في مستقرها ولها اتصال بالقبر وببدن الميت اتصالا معنويا بحيث يحس البدن بالتنعيم والتعذيب كما تقرر تقريره وعلى هذا فيستمع الميت القراءة وإذا استمع حصل له ثواب مستمع وهذا قد تورط قائله فيه لأن إدراكه وسماعه ليس كإدراك المكلفين لكن ذلك راجع إلى فضل الله تعالى فيجوز أن يتفضل على هذا الميت بذلك
وسلك بعض الشافعية في ثواب القراءة مسلكا آخر فقال إن قصد القراءة عن الميت لم يصح وإن قرأ لنفسه ثم دعا الله أن يجعل ذلك الثواب للميت أمكن أن يصل إليه ويكون ذلك من جملة ما يدعو به له فأمره إلى الله تعالى إن شاء استجابه وإن شاء رده وهذا لا ينافيه قول من قال منهم إن إهداء الثواب لا يصح لأن العبد لا تصرف له في العبادات بالهبات كما جعل له ذلك في المال لأن ذلك إنما هو حيث يقصد بالقراءة أن يكون ثوابها للميت أو يقول جعلت ثوابي للميت وهذا بخلاف ما ذكر من الدعاء إلا أن (1/84)
الذي جنح إلى مسألة الدعاء لا يتهيأ له الجزم بوصوله الثواب إلى الميت كما تقدم وقد وردت عن السلف آثار قليلة في القراءة عند القبر ثم استمر عمل الناس عليه من عهد أئمة الأمصار إلى زماننا هذا فأجبت في ذلك ما أخرجه الخلال في كتاب الجامع له قال حدثنا العباس بن أحمد الدوري قال سألت أحمد بن حنبل تحفظ في القراءة على القبور شيئا قال لا قال وسألت يحيى بن معين فحدثني عن مبشر بن إسماعيل الحلبي قال حدثني عبد الرحمن بن العلاء بن اللجلاج عن أبيه قال قال إني إذا أنا مت فضعني في اللحد وقل بسم الله وعلى سنة رسول الله وسن علي التراب سنا واقرأ عند رأسي بفاتحة الكتاب وأول البقرة وخاتمتها فإني سمعت ابن عمر يوص بذلك // منكر // ثم أخرج الخلال من وجه آخر أن أحمد كان في جنازة فلما دفن الميت جاء رجل ضرير يقرأ عند القبر فقال له أحمد يا هذا إن القراءة عند القبر بدعة فقال له محمد بن قدامة يا أبا عبد الله ما تقول في مبشر الحلبي قال ثقة فذكر له عنه هذا الحديث فقال له أحمد ارجع إلى الرجل وقل له يقرأ // ضعيف جدا //
وقال الخلال أيضا حدثنا أبو بكر المروزي سمعت أحمد بن محمد بن حنبل يقول إذا دخلتم المقابر فاقرأوا بفاتحة الكتاب والمعوذتين وقل هو الله أحد واجعلوا ذلك لأهل المقابر فإنه يصل إليهم وروى أيضا عن الزعفراني قال سألت الشافعي رضي الله عنه القراءة عند القبر فقال لا بأس به // حسن //
وهذا نص غريب عن الشافعي والزعفراني من رواة القديم وهو ثقة وإذا لم يرد في الجديد ما يخالف منصوص القديم فهو معمول به ولكن (1/85)
يلزم من ذلك أن يكون الشافعي قائلا بوصول ثواب القرآن لأن القرآن أشرف الذكر والذكر يحتمل به بركة للمكان الذي يقع فيه وتعم تلك البركة سكان المكان وأصل ذلك وضع الجريدتين في القبر بناء على أن فائدتهما أنهما ما دامتا رطبتين تسبحان فتحصل البركة بتسبيحهما لصاحب القبر ولهذا جعل غاية التخفيف جفافهما وهذا على بعض التأويلات في ذلك وإذا حصلت البركة بتسبيح الجمادات فبالقرآن الذي هو أشرف الذكر من الآدمي الذي هو أشرف الحيوان أولى بحصول البركة بقراءته ولا سيما إن كان القارئ رجلا صالحا والله أعلم
واستدل جماعة منهم عبد الحق على حصول الاستماع من الميت بمشروعية السلام على الموتى فقالوا لو لم يسمعوا السلام لكان خطابهم به عبثا وهو بحث ضعيف لأنه يحتمل خلاف ذلك
فقد ثبت في التشهد مخاطبة النبي فهو لا يسمع جميع ذلك قطعا فخطاب الموتى بالسلام في قول الذي يدخل المقبرة السلام عليكم أهل القبور من المؤمنين لا يستلزم أنهم يسمعون ذلك بل هو بمعنى الدعاء فالتقدير اللهم اجعل السلام عليكم كما تقدر في قولنا الصلاة والسلام عليك يا رسول الله فإن المعنى اللهم اجعل الصلاة والسلام على رسول الله فقد ثبت في الحديث الصحيح في أن العبد إذا قال السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أصاب كل عبد صالح // صحيح // فهو خبر بمعنى الطلب فالتقدير اللهم سلم عليهم والله أعلم
وأما قوله إذا دفن الميت قريبا من قبر آخر أو بعيدا هل يعرفه ويسأله عن أحوال الدنيا فالجواب نعم قد ورد في عدة أحاديث ما يدل لذلك منها ما أخرجه ابن أبي الدنيا من طريق أبي الزبير عن جابر قال قال رسول الله ( أحسنوا (1/86)
أكفان موتاكم فإنهم يتباهون ويتزاورون في قبورهم ) // ضعيف // وروى ابن المبارك عن أبي أيوب موقوفا
وأخرجه الطبراني بنحوه عنه مرفوعا قال ( تعرض أعمال الأحياء على الموتى فإذا رأوا حسنا فرحوا واستبشروا وإذا رأوا شرا قال اللهم راجع به ) // ضعيف // لكن هذا لا يختص بمن يدفن قريبا أو بعيدا بل فيه إبهام الذي يعرض عليهم ذلك فيحتمل أن يفسر بمن يدفن عندهم
وروى ابن أبي الدنيا من طريق عثمان بن عبد الله بن أوس أنه قال لسعيد بن جبير هل تأتي الأموات أخبار الأحياء قال نعم قال ما من أحد له حميم إلا ويأتيه أخبار أقاربه فإن كان خيرا سر به وإن كان شرا أحزنه وأخرجه الحكيم الترمذي والطبراني من حديث أنس مرفوعا نحوه
وأخرجه البخاري في تاريخه من حديث النعمان بن بشير رفعه في أثناء حديث قال الله الله في إخوانكم من أهل القبور فإن أعمالكم تعرض عليهم فصححه الحاكم وقد تقدم في أوائل هذه الأسئلة حديث عبد الله بن سلام وسلمان الفارسي في هذا أيضا
وروى ابن أبي الدنيا في كتاب القبور من طريق يحيى بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة عن أبيه عن جده قال لما مات بشر بن البراء بن معرور وجدت عليه أم بشر وجدا شديدا فقالت يا رسول الله لا يزال يموت حالا في بني سلمة فهل تتعارف الموتى فأحمل إلى بشر السلام قال - نعم يا أم بشر إنهم ليتعارفون كما يتعارف الطير ) فكانت إذا احتضر أحد من بني سلمة جاءت إليه فقالت اقرئ بشر السلام // ضعيف // وروى الطبراني من وجه آخر أن أم بشر وهي هذه جاءت إلى كعب بن مالك عند موته فقالت اقرئ بشر السلام
وهو شاهد قوي لحديث أبي لبيبة وقال سفيان بن عيينة في جامعه ثنا عمرو بن دينار عن عبيد بن عمير قال إن أهل القبور يتوكفون الأخبار فإذا أتاهم الميت قالوا ما فعل فلان فيقول صالح فيقولون ما فعل فلان فيقول ألم يأتكم (1/87)
فيقولون لا فيقول إنا لله وإنا إليه راجعون سلك به غير طريقنا
وهذا موقوف على عبيد الله بن عمير أحد كبار التابعين والإسناد صحيح إليه ومثله لا يقال من قبيل الرأي فهو من قبيل المرسل
وقد أخرج النسائي من حديث أبي هريرة مرفوعا وفي آخره فيقول ذهب به إلى أمه الهاوية وعن ابن المبارك في الزهد من حديث أبي أيوب نحوه مرفوعا وله حكم الرفع أيضا وقد أخرجه الطبراني من وجه آخر عن أبي أيوب مرفوعا بلفظه إن نفس المؤمن إذا قبضت يلقاها أهل الرحمة من عباد الله كما يلقون البشير في الدنيا فيقولون انظروا صاحبكم يستريح كأنه كان في كرب شديد ثم يسألونه ماذا فعل فلان وماذا فعلت فلانة هل تزوجت فإذا سألوه عن الرجل مات قبله قال هيهات قد مات قبلي فيقولون إنا لله وإنا إليه راجعون ذهب به إلى أمه الهاوية // ضعيف // وفي هذه الأخبار أن أرواح الموتى تتلاقى وتتحادث
وأما كون حالهم في ذلك شبيها بحال أهل الدنيا فلا يظن ذلك من له اطلاع على أن حال البرزخ مغاير بحال الدنيا فلا يلزم من اشتراك الطائفتين في الإدراك أن يستوي إدراكهما والله أعلم
وأما قوله قارئ القرآن إذا كان عاصيا يمحو الله بقراءته ما يتفق له من الذنوب صغارا كانت أو كبارا أو شرط ذلك أن لا يقدم على كبيرة فالجواب أن في السؤال خللا أيضا لأنه لم يتعرض إلى المستند في أن القراءة يمحى بها ذنوب القارئ حتى يترتب على ذلك التردد هل تمحى ذنوبه الكبار والصغار أو الصغار دون الكبار أو لا يمحو عنه شيء إلا إذا اجتنب الكبائر والذي أقول إنه لا اختصاص لذلك بقارئ القرآن بل وردت الأحاديث الصحيحة في إسباغ الوضوء وفي الصلوات الخمس وفي الجمعة إلى الجمعة وفي رمضان إلى رمضان وغير ذلك فأطلق في بعضها أنها تكفر ما بينها من الذنوب وقيد في بعضها باجتناب الكبيرة الجمهور مطلقها على مقيدها وقالوا إنها محو الصغائر وأما الكبائر فلا يمحوها إلا التوبة بشروطها ومع ذلك فالذي نعتقده أن لله أن (1/88)
يفعل من ذلك ما شاء فقد يغفر للطائع المديم الطاعة والعاصي المديم المعصية وقد يعذبهما لا يسأل عما يفعل
وأما قوله كيف يمكن الجمع بين قوله تعالى ( وما أنت بمسمع من في القبور ) وبين قوله ( إن الميت ليسمع صرير نعالكم فاخلعوها ) الجواب فهذا من خلل أيضا في نقل الحديث وكأنه ملفق من حديثين أحدهما ( أنه ليسمع قرع نعالهم إذا ولوا عنه ) والآخر ( يا صاحب السبتتين اخلع سبتتيك ) والحديث الأول في الصحيحين عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله قال ( إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه إنه ليسمع قرع نعالهم إذا انصرفوا ) // صحيح // الحديث والحديث الثاني أخرجه أبو داود والنسائي وابن ماجه وصححه ابن حبان من حديث بشير بن الخصاصية في أثناء حديث قال فيه ( فإذا رجل يمشي على القبور عليه نعلان فقال يا صاحب السبتتين ألق سبتتيك ) فنظر فلما عرف رسول الله خلع نعليه
وقد قال البيهقي لما أخرجه لا يعرف هذا الحديث إلا بهذا الإسناد انتهى
وروى الطبراني من حديث عصمة بن مالك قال نظر رسول الله إلى رجل يمشي في نعليه من المقابر فقال ( يا صاحب السبتية اخلع نعليك ) فإسناده ضعيف // ضعيف جدا //
وإذا تقرر ذلك فللعلماء في الجمع بين الحديث والآية مذاهب فمنهم من أول الآية وحمل الحديث على ظاهره وعممه في جميع الموتى ومن هؤلاء من خصه ببعض الموتى كقتلى بدر كما قال قتادة أحد رواته في الصحيح بعد أن ساقه ( أحياهم الله تعالى (1/89)
حتى سمعوا كلامه توبيخا وحسرة وندامة ومنهم من خصه ببعض أحوال الموتى كوقت المساءلة لا فيما بعد المساءلة ومنهم من أول الحديث وحمل الآية على ظاهرها وعمومها والمسألة مشهورة جدا وقد حررتها في شرح البخاري والله أعلم بالصواب
الحمد لله
سئلت عن الحكمة في تفاوت المواقيت في المسافة إلى مكة فأجبت بأن الذي وقفت عليه من ذلك لأهل العلم شيئان أحدهما ما أشار إليه القاضي عياض في الإكمال في شرح مسلم لما تكلم على حديثي ابن عمر وابن عباس في المواقيت قال وفي الحديث ( رفق النبي بأمته حيث بأمته جعل لهم هذه المواقيت لأن المدينة أقرب البلاد إلى مكة فجعل ميقاتها أبعد المواقيت إلى مكة رفق بالآخرين ) هذا كلامه أو معناه وثانيهما ما أشار إليه أبو محمد بن حزم فإنه قال وإنما كان ميقات أهل المدينة أبعد لأنها أشرف فيكون ذلك أعظم أجرا لأهلها زيادة في فضلهم على غيرهم هذا كلامه أو معناه فأما كلام عياض فهو واضح في المدينة بالنسبة إلى بقية البلاد ولكن في نسبة بعض البلاد الأخرى إلى بعض نظر لأن أبعد المواقيت بعد المدينة من مكة ميقات أهل الشام والشام إلى مكة أبعد البلاد التي جعلت لها المواقيت كاليمن ونجد والعراق مع أن ميقاتها أبعد فكان قياس قوله أن يكون أقرب فلم يستمر ما أشار إليه عياض في المواقيت كلها
وأما كلام ابن حزم فهو يتألم من هذا الاعتراض وذلك أنه واضح في المدينة بالنسبة إلى بقية البلاد التي نص على مواقيتها والمواقيت المنصوصة بعد ذي الحليفة هي الجحفة وقرن ويلملم وذات عرق على اختلاف فيها هل هي منصوصة من النبي أو باجتهاد من عمر فأبعد هذه المواقيت من مكة بعد ذي الحليفة (1/90)
الجحفة كما تقدم وهي ميقات الشام والشام أشرف البلاد المذكورة بعد المدينة ومكة لأنها من الأرض المقدسة ويليها في البعد من مكة يلملم وهي ميقات أهل اليمن واليمن تلو الشام في الأفضلية على العراق والمشرق لقوله في الحديث الصحيح ( اللهم بارك لنا في شامنا وفي يمننا ) قالوا وفي نجد قال ( منها يطلع قرن الشيطان ) // صحيح // وفي الحديث الصحيح أيضا ( الإيمان يمان ) // موضوع // إلى غير ذلك من الأحاديث وأقرب المواقيت من مكة قرن بينها وبينها يوم واحد وهي ميقات أهل نجد ومن يأتي من المشرق وقد ثبت في الأحاديث الصحيحة في المشرق وأن الفتنة تجئ منه وأما ذات عرق ففي صحيح البخاري ما يدل على أن مسافتها إلى مكة مطية مسافة قرن لأنه أخرج عن ابن عمر قال لما فتح هذان المصران يعني الكوفة والبصرة أتوا عمر فقالوا يا أمير المؤمنين إن النبي حد لأهل نجد قرنا وإنه حور عن طريقنا قال انظروا حذوها فإذا هو ذات عرق // موضوع //
الحديث فعرف من هذا أن ذات عرق تحاذي قرنا ولا علينا بعد هذا هل توقيت ذات عرق بنص من النبي أو باجتهاد من عمر لأن غرضنا هنا إيضاح أقرب المواقيت وأبعدها وقد ظهر أن أبعد المواقيت من مكة ذو الحليفة والذين وقتت لهم أفضل البلاد بعد مكة ويليها الجحفة وهي الشام وهي تلي المدينة في الفضل ويليها يلملم وهي لليمن وهي تلي الشام في الفضل وأقرب المواقيت مطلقا قرن وذات عرق في حذوها وهي للعراق والمشرق وهي مفصولة بالنسبة إلى اليمن فصحت المناسبة التي أشار إليها ابن حزم والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب
مسألة كتب إلي صدر الموقعين شمس الدين بن محمد بن الخضر بن (1/91)
المصري الحلبي الأصل
( يا طالبا علم الحديث وسالكا ... طرق الهدى بتتبع الآثار )
( إن رمت كشف غوامض فيه أبت ... مرت عليها برهت الأعصار )
( الزم إماما حافظا لمتونه ... وفنونه ورجاله الأخيار )
( قاضي القضاة وعالم العصر ... الذي فاق الأنام بفضله المدار )
( تلقى لديه جميع ما فيه ... الهدى من سنة الهادي النبي المختار )
ذكر القاضي ناصر الدين البيضاوي في تفسير قوله تعالى ( فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة ) حديثا عن أنس أن النبي قال ( متى لقيت أحدا من أمتي فسلم عليه يطل عمرك وإذا دخلت بيتك فسلم عليهم يكثر خير بيتك وصل صلاة الضحى فإنها صلاة الأبرار الأوابين )
فهل سنح بالذكر الكريم لهذا الحديث من خرجه فإن الحاجة إلى الوقوف على ذلك ماسة لا زالت آمال الطلاب ببابك واقفة ومحرم فضلك وأفضالك عاكفة
الجواب هذا الحديث مشهور عن أنس جاء فيه من رواية ثابت البناني وسليمان التيمي وأبي عمران الجوني وسعيد بن المسيب وضرار بن عمرو وعمرو بن دينار وحميد وسعيد بن زون في آخرين غيرهم من الضعفاء المتروكين وفي رواية بعضهم ما ليس عند الآخر أما طريق ثابت فرواه أبو جعفر محمد بن عمرو العقيلي في كتاب الضعفاء له في ترجمة الفضل بن العباس فقال ثنا جدي ثنا بكار بن عدي ثنا أبو العباس الفضل بن العباس ثنا ثابت البناني سمعت أنسا يقول صببت على رسول الله الوضوء بيدي فقال لي ( يا غلام أسبغ الوضوء يزد في عمرك وسلم على ما لقيت من أمتي تكثر حسناتك وسلم على أهل بيتك إذا دخلت عليهم يكثر خير بيتك ووقر الكبير وارحم الصغير ترافقني غدا في الجنة ) // موضوع // قال العقيلي العباس بصري مجهول لا يتابعه إلا من هو (1/92)
مثله أو دونه قلت قد تابعه على بعض أشعث بن براذ أخرجه البيهقي في الباب الحادي والسبعين من شعب الإيمان من طريق يونس بن محمد المؤدب عن أشعث عن ثابت عن أنس قال قال رسول الله ( أفش السلام تكثر حسناتك وسلم على أهل بيتك يكثر خير بيتك ) // ضعيف جدا // وأشعث أيضا ضعيف ضعفه ابن معين وقال البخاري منكر الحديث وقال النسائي متروك وأبوه بموحدة ثم راء خفيفة ثم زاي
وأما طريق سليمان بن طرخان التيمي فرواه أبو أحمد عبد الله بن عدي في الكامل في الضعفاء في ترجمة أزور بن غالب قال ثنا بن زريح هو محمد بن صالح ثنا سفيان بن وكيع ثنا يحيى بن سليم عن الأزور بن غالب عن سليمان التيمي عن أنس أن رسول الله قال ( يا أنس أسبغ الوضوء يزد في عمرك وسلم على من لقيت من أمتي تكثر حسناتك وصل صلاة الضحى فإنها صلاة الأوابين قبلك وصل بالليل والنهار تحبك الحفظة ولا تنم إلا وأنت طاهر فإن مت مت شهيدا ووقر الكبير وارحم الصغير ) // موضوع // قال ابن عدي الأزور منكر الحديث وأما طريق عوبد بن أبي عمران فرواه البزار عن محمد بن المثنى وأبي يعلى عن نصر بن علي كلاهما عن عوبد بن أبي عمران الجوني عن أبيه عن أنس بن مالك قال أوصاني النبي بخمس خصال قال ( أسبغ الوضوء يزد في عمرك وسلم على من لقيت من أمتي تكثر حسناتك وإذا دخلت بيتك فسلم على أهلك يكثر خير بيتك وصل صلاة الضحى فإنها صلاة الأوابين وارحم الصغير ووقر الكبير تكن من رفقائي ) // موضوع // لفظ البزار ولفظ أبي يعلى نحوه قال البزار تفرد به عوبد وقال ابن حبان في الضعفاء عوبد روى عن أبيه ما ليس من حديثه مع قلة روايته ثم ساق له هذا الحديث ثم تناقص فذكره في الثقات وقد ضعفه قبله (1/93)
البخاري فقال منكر الحديث وابن معين فقال ليس بشيء والجوزجاني فقال آية من الآيات والنسائي فقال متروك وأبو داود فقال أحاديثه تشبه البواطيل وقال ابن عدي الضعف على حديثه بين وقد وجدت مع ذلك له متابعا عن أبيه أخرجه البيهقي في الشعب عن طريق محمد بن أبي بكر المقدمي قال نا بشر بن حازم ثنا أبو عمران الجوني عن أنس بن مالك قال قال رسول الله ( يا أنس إذا دخلت بيتك فسلم على أهل بيتك يكثر خير بيتك وصل صلاة الضحى فإنها صلاة الأوابين قبلك ) وبهذا الإسناد إلى أنس قال قال رسول الله ( إذا خرجت من بيتك فسلم على من لقيت من أمتي تكثر حسناتك وأسبغ الوضوء يصلح لك دينك ) وقد أخرجه حديثين وبشر مجهول // موضوع //
وأما طريق سعيد بن المسيب عن أنس رواه أبو يعلى قال حدثنا يحيى بن أيوب ثنا محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني وعباد المغفري عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب عن انس بن مالك قال قدم رسول الله المدينة وأنا ابن ثمان سنين فذكر حديثا طويلا وفيه ( يا بني عليك بإسباغ الوضوء يحبك حافظاك ويزد في عمرك ) // ضعيف جدا // الحديث وعلي بن زيد صدوق إلا أنه كبر وتغير حفظه وكثرت المناكير في روايته وقد أخرج بعض هذا الحديث الترمذي من طريق محمد بن عبد الله الأنصاري عن أبيه عبد الله بن المثنى عن علي بن زيد مقطعا في ثلاثة مواضع في الصلاة والعلم والاستئذان وقال حسن غريب وقد روى هذا الحديث عباد المنقري مطولا عن علي بن زيد عن أنس بدون ذكر سعيد بن المسيب كذا قال وهذه طريق عباد المنقري فيها ذكر سعيد بن المسيب وكأنه تبع في ذلك البخاري فإنه قال في ترجمة العلاء بن زيد روى عن أنس خبرا منكرا وقال علته يزيد بن هارون ثم قال قال لنا عمرو بن زرارة ثنا محمد بن الحسن ثنا عباد المنقري عن علي بن زيد عن أنس فذكر هذا الحديث وليس عنده فيه ذكر سعيد بن المسيب وقد ذكر الترمذي أنه ذاكر البخاري بالحديث الذي أخرجه فلم يعرف لسعيد بن المسيب عن (1/94)
أنس شيئا لا هذا الحديث ولا غيره والله أعلم وقد أخرجه أبو يعلى بطوله نحو رواية عوبد بن عمران من طريق عمرو بن أبي خليفة عن ضرار بن عمرو عن أنس وضرار ضعفه ابن حبان لكن قال إنه يروي عن يزيد الرقاشي عن أنس فكأن يزيد سقط من النسخة
ورد علي من الشيخ شمس الدين بن محمد بن الخضر بن داود الحلبي الأصلي المعروف بابن المصري شيخ الباسطية بالقدس الشريف في أوائل جمادي الآخرة سنة ثمان وثلاثين من القدس الشريف ما هذا ملخصه
( أسيدنا قاضي القضاة ومن غدا ... يفيد طلاب العلم كل غريب )
( حديثا روينا في ابن ماجة مسندا ... بلفظ أبي الدرداء نعم غريب )
( فمعناه خير الرسل لم نحشر فعرنا ... يصدق هذا كل قلب منيب )
( سوى صبه الدنيا علينا تزيغنا ... الهنة في الزيغ زيغ عجيب )
( فكل نحا في النطق فيه مخالفا ... لصاحبه معناه غير قريب )
( فبين رعاك الله تحرير متنه ... وألفاظه بالقول قول مصيب )
( فلا زلت يا مولانا لكل لمة ... فأنت إمامي في الورى ومثيبي )
ثم ذكر أن السؤال عن الحديث الوارد في أول سنن الحافظ ابن ماجه رحمه الله من طريق أبي الدرداء رضي الله عنه قال خرج علينا رسول الله ونحن نذكر الفقر ونتخوفه إلى آخره وكيف النطق بهذه اللفظة الواقعة فيه إزاغة إلا هية وذكر أنه راجع شرح ابن ماجه للكمال الدميري بعد أن تطلبه بالقاهرة ثم بلغه أنه بدمشق
فائدة أنشد بعض لحضرة شيخنا
( يا عالما قد حل أقليدسا ... لم يخطه شكل من أشكاله )
( أي شيء نصفه عشرة ... ونصفه الثاني تسعة أعشار )
فجالت أفكار الطلبة في ذلك فبادر منشدهما بقوله هذا كتاب الله عز و جل (1/95)
لأن عشره ستة أحزاب ونصفه عادا سبعة وخمسون سورة وذلك عد سوره من المجادلة إلى آخره الذي هو ستة أحزاب وأردف ذلك بقوله هذا لا يوجد في غير القرآن
فقال شيخنا قد وجدت إنما يتصور فيه مثل ذلك وهو الفرس فحارت الأفكار في معنى هذا فقال بعضهم لعل مولانا شيخ الإسلام أراد اسم الفرس بغير اسمه العربي فأجابه بأنك فهمتها وذلك لأن اسم الفرس بالتركي أكا وهو جرفاذ وبحساب الجمل عشره فنصفها بالعدد عشرها بالحساب والله أعلم
لعن يزيد
سئل شيخنا رحمه الله عن لعن يزيد بن معاوية وماذا يترتب على من يحبه ويرفع من شأنه فأجاب أما اللعن فنقل فيه الطبري المعروف بالكيا الهراسي الخلاف في المذاهب الأربعة في الجواز وعدمه فاختار الجواز ونقل الغزالي الخلاف واختار المنع وأما المحبة فيه والرفع من شأنه فلا تقع إلا من مبتدع فاسد الاعتقاد فإنه كان فيه من الصفات ما يقتضي سلب الإيمان عمن يحبه لأن الحب في الله والبغض في الله من الإيمان والله المستعان
الطواف والعمرة
وسئل عن التفضيل بين الطواف والعمرة فأجاب هذه المسألة تكلم فيها جماعة من العلماء وتصويرها مبني إما على قول من يقول باستحباب الخروج من مكة إلى الحل ليدخل محرما بالعمرة فإنه يتوجه حينئذ السؤال أيهما أفضل المواظبة على هذا الفعل أو الاقتصار على الطواف ومن عام التصور أن يكون عدد الخطوات في الخروج والدخول والطواف والسعي عدد خطوات الطوفات التي يطوفها من لا يخرج فقيل الاعتمار أفضل وقيل التشاغل بالطواف أفضل وفيه قول ثالث وهو التفريق بين المقيم بمكة وبين الآفاقي المجاور فمواظبة الطواف أولى والمكي خلافه والذي يظهر لي أن المواظبة على الطواف أفضل لأن الخروج إلى الحل لأهل الاعتمار لم يثبت عن النبي إلا في حال الضرورة حيث أذن فيه لعائشة رضي الله عنها وأما غيرها فلم ينقل عن أحد في عهد النبي ولا في عهد (1/96)
الخلفاء الراشدين أن أحدا فعله نعم قد فعله عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما لما فرغ من بناء الكعبة بعد أن كانت احترقت فخرج ومعه جمع كثير إلى الحل فأحرموا بعمرة شكر لله تعالى وهذا وإن دل على الجواز لا يدل على ما ذكرته لأن الكلام في الأفضلية لا في الجواز وعلى تقدير أن يكون ذلك مستحبا فالأولى فيما يظهر لي أن يساوي بينهما فيطوف مثلا بمقدار ما يعتمر فيجمع الأمرين ويجوز الفضلين والله يهدي من يشاء انتهى ومن خطه نقلت
أحاديث سئل عنها شيخنا
حديث ( أدبني ربي فأحسن تأديبي ) أخرجه العسكري // ضعيف //
في الأمثال في أول حديث وسنده غريب وقد سئل عنه بعض الأئمة فأنكر وجوده
حديث ( لو ألقى أحدكم على عاتقه حبله لوقع على الله ) أخرجه الترمذي // ضعيف // في أثناء حديث ومعناه أن علم الله يشمل جميع الأقطار فالتقدير يهبط على علم الله والله سبحانه وتعالى منزه عن الحلول في الأماكن فإنه سبحانه وتعالى كان قبل أن يحدث الأماكن
حديث نبيط بن شريط مرفوعا ( الجيزة روضة من رياض الجنة ومصر خزائن الله من أرضه ) // موضوع // هو كذب موضوع وهو في نسخة نبيط الموضوعة حديث (1/97)
( أهل بيتي كسفينة نوح من تعلق بها نجا ومن تخلف عنها هلك ) // منكر // أخرجه البزار والطبراني من حديث أبي ذر وابن عباس وأبي سعيد وعبد الله بن الزبير بأسانيد ضعيفة
وسئل أيضا إذا قرأ القارئ شيئا من القرآن وأهداها إلى الأموات هل تصل أم لا وهل يسمع الميت أم لا
فأجاب بقوله الخلاف فيها مشهور والأولى أن يقول القارئ اللهم إن كنت قبلت عملي في هذه القراءة فاجعل منك ثوابها لفلان فإن قال فاجعل ثوابها لفلان فهو محل الخلاف والذي قبله يكون دعاء إن شاء الله قبله وإن شاء لم يقبله وإذا وصل نفع الميت لا محالة
وسئل عن الخضر وإلياس هل هما أنبياء من بني إسرائيل وأنهما أحياء في الأرض أم لا فقال الصحيح في الخضر أنه نبي وأما كونه من بني إسرائيل فلم يثبت وإلياس نبي بلا خلاف وكونه حيا لم يثبت
حديث أنس سألت النبي عن عرش الرب فقال ( سألت جبريل عنه قال سألت ميكائيل عنه قال سألت إسرافيل سألت الرفيع عن عرش رب العزة فقال سألت اللوح المحفوظ ) وذكر حديثا طويلا هو كذب ظاهر لا يرتاب فيه من له إلمام بالأحاديث النبوية
حديث ابن عباس رفعه ( إن الله ناجى موسى بمائة ألف وأربعين ألف كلمة في ثلاثة أيام ) الحديث جاء مرويا من طريق لا بأس بها لكنها عن بعض من يأخذ من الإسرائيليين ولا يثبت مرفوعا عن النبي
حديث ( موتوا قبل أن تموتوا ) هو غير ثابت
حديث ( الدنيا حرام على أهل الآخرة حرام على أهل (1/98)
الدنيا وهما حرامان على الله ) // موضوع // هو باطل موضوع
حديث ( لتقاتلن الملائكة مع المسلمين وأمتي على مكان يسمى دمياط من أعلى مصر وتظفر بعدوهم وتقوم من المدينة إلى كل من مصر وهي كنانة الله في أرضه فمن أراد بهم سوء أهلكه الله ) الحديث هو كذب كله
ترجمه الشيخ عبد القادر الكيلاني باختصار
سئل شيخنا عما ورد عن سيدي عبد القادر الكيلاني من قوله قدمي هذه على رقبة كل ولي ما معناه فقال منزلة الشيخ تغمده الله تعالى برحمته في العلم والعمل والمعرفة في أعلى الدرجات وأما المقالة التي نقلت عنه فإن ثبت أنه قالها فليست على إطلاقها بل هي مقيدة بأهل عصره والمراد بالقدم الطريقة ولا شك أن طريقته بالنسبة لمن كان في عصره أمثل الطرق ولأنه كان متحققا بالعلم والعمل متصفا باتباع طريقة السلف الصالح من الصحابة والتابعين في الاعتقاد ومن نقل عنه خلاف ذلك لم يقبل منه
وبهذا التقدير يزول اللبس عمن استشكل من الإطلاق والمذكور دخول الصحابة فيه فإنه لم يرد إدخالهم ولا إدخال غيرهم من الأئمة المتبوعين والله سبحانه وتعالى الهادي إلى الصواب
معنى الصلاة من الله على نبيه وسألته أيضا عن معنى الصلاة من الله تعالى على نبيه ومن الملائكة في قوله ( إن الله وملائكته يصلون على النبي ) وعن معنى الصلاة في قوله ( من صلى علي واحدة صلى الله عليه عشرا ) وهل ورد من صلى في كتاب الحديث فإن ورد فما معنى الصلاة على الملائكة وهل ورد عن البقر ألبانها غذاء وأسمانها شفاء ولحومها داء وما العلة في كونه نفر البقر هل هي كونها عبدت وما العجل الذي عبد أهو حيوان أم شخص وهل يعلم ما بقي من الدنيا فإن بعض من يزعم العلم ذكر في سنة 835 أن الباقي من الدنيا مائة سنة وخمسة وسبعون سنة محتجا بأنه لم يؤلف تحت الأرض وبأنه قال ( بعثت على رأس السادسة ) يعني على رأس ستة آلاف سنة فكتب بما نقلته من (1/99)
خطه الجواب عن السؤال الأول والثاني أن الصلاة من الله اختلفت فيها عبارة أهل العلم والراجح أن الأصل أنها الرحمة لكن إذا وردت في حق النبي فالمراد بها التعظيم والتشريف مع بقاء أصلها وهو الرحمة ومن الملائكة التزكية والثناء
وعن السؤال الثالث أن الحديث المذكور أخرجه الطبراني وأبو الشيخ في كتاب الثواب من حديث أبي بريدة وفي إسناده بشر بن عبيد الدارسي وهو متروك وحكم الذهبي عليه بأنه موضوع
وقال المنذري جاء عن جعفر بن محمد الصادق من قوله وهو أشبه وأخرجه الخطيب في الجامع من وجه آخر ضعيف جدا وعن السؤال الرابع أن الحديث الوارد في البقر أخرجه الحاكم من طريق طارق بن شهاب عن ابن مسعود وفي سنده المسعودي وقد اختلط وأصل الحديث في النسائي وابن حبان بدون ذكر اللحم // حسن // وأخرجه أيضا أبو نعيم في الطب النبوي وأبو القاسم الجراح في أماليه من طريق طارق أيضا وفيه ذكر اللحم ومن طريق قيس بن الربيع وهو ضعيف
وفي الباب عن مليكة بنت عمرو وأخرجه الطبراني وابن منده وفيه أيضا ذكر اللحم وفي السند امرأة بهم
وأخرجه ابن عدي في الكامل من طرق أخرى أشد ضعفا مما تقدم
وقد جمعت طرقه والكلام عليه في جزء مفرد
وأما التعليل المذكور فهو محتمل فالسؤال وارد أيضا في الأنبياء لم رعوا الغنم ولم يرعوا البقر كما صح في حديث وهل من نبي إلا وقد رعى الغنم مع أن عبادة القوم البقر كانت متراخية عن زمان كثير من الأنبياء الداخلين في عموم الحديث والعجل الذي عبد لم يكن في الأصل حيوانا وإنما كان في صورة العجل وقد ثبت في التفسير للنسائي بسند قوي عن ابن عباس أنهم لما أحرقوا الحلي الذي استعاروه من آل فرعون ألقى السامري الأثر الذي أخذه من تحت فرس جبريل في النار فاجتمع ذلك الحلي وخرج صورة عجل // حسن // هذا معنى الحديث (1/100)
وهو حديث طويل يقال له حديث الفتون
وعن السؤال الخامس أن الحديث الذي احتج به المفاخر المذكور موضوع وهو حديث أنه ( لا يؤلف تحت الأرض ) ولعل ناقله أورده بالمعنى من الحديث المذكور بعده في السؤال وهو حديث أخرجه ابن منده في معرفة الصحابة وذكره ابن عبد البر من طريق ابن زمل بكسر الزاي وسكون الميم بعدها لام رفعه ( الدنيا سبعة آلاف سنة بعثت في آخرها ) وقد أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات ووقع في الروض للسهيلي حديث زمل فهو في تسميته باسم أبيه وقد جاء أن اسمه عبد الله بن زمل وقيل الضحاك بن زمل
وأخرج الطبري في مقدمة تاريخه من طريق ابن عباس قال الدنيا جمعة من جمع الآخرة كل يوم ألف سنة ) // منكر الحديث // ومن لم يؤكد الأخبار قال ( الدنيا ستة آلاف سنة ) ومن طريق وهب بن منبه مثله وزاد ( والذي مضى منها خمسة آلاف وستمائة سنة ) زيفهما ورجح ما جاء عن ابن عباس قلت وفي سند حديث ابن عباس مع كونه موقوفا يحيى بن يعقوب أبو طالب العامري قال فيه البخاري منكر الحديث وعلى تقدير صحته فالأخبار الثابتة في الصحيحين تقتضي أن يكون مدة هذه الأمة نحو الربع أو الخمس من اليوم أما ثقته في حديث ابن عمر ( إنما أجلكم فيما مضى قبلكم كما بين صلاة العصر وغروب الشمس ) // صحيح // الحديث بمعناه فإذا ضم هذا إلى قول ابن عباس زاد على الألف زيادة كثيرة والجواب ذلك لا يعلم حقيقته إلا الله تعالى والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب قاله وكتبه أحمد بن علي بن محمد الشافعي عفا الله تعالى عنه حامدا مصليا مسلما (1/101)
ومن خطه نقلت
وسألته أيضا هل ورد أنه قرأ في الجمعة بسورتي الضحى وألم نشرح وكم كان طول عمامته وعن معنى ما رواه يعقوب الفسوي في مشيخته عن زيد بن أرقم مرفوعا ( ما بعث الله نبيا إلا عاش نصف ماعاش الذي قبله ) وصحته وعما أورده الزمخشري في الكشاف عند قوله ( ومن دخله كان آمنا ) وهو حديث الحجون والبقيع يؤخذ بأطرافهما ونشر أن في الجنة وهما معبرتا مكة والمدينة وحديث ابن مسعود
وقف رسول الله على ثنية الحجون وليس بها يومئذ معبرة فقال ( يبعث الله من هذه البقعة ومن هذا الحرم كله سبعين ألفا وجوههم كالقمر ليلة البدر يدخلون الجنة بغير حساب فيشفع كل واحد منهم في سبعين ألف وجوههم كالقمر ليلة البدر ) وهل الأم للشافعي مسموعة لما يحكم أو مشايخهم وهل يروى من طريق أبي نعيم عن شيوخه مثل الأم عن الربيع وهل تعلمون للأغاني سندا بالسماع أو الإجازة وهل تتحققون لرقية ابنة التغلبي من يحيى ين المصري إجازة فقد أثبت ذلك الشيخ رضوان بخطه ورأيت في استدعاءات قديمة بخط زوجها القطب الحلبي أن مولدها عام أربعين وسبعمائة فتعذر كونها إجازة منه لأنه مات سنة 736
فأجاب بما قرأته بخطه أما الحديث الأول فلم أقف عليه موصولا ولا مرسلا وأما طول عمامة النبي فلا أستحضر في خصوص طوله شيئا وقد جمع الشيخ تقي الدين المقريزي كتابا كبيرا جدا فيما يتعلق بعمامته وهذا من المهمات ويدخل في وبلغني أنه كتبت منه بمكة نسخة أو أكثر فليراجع منه فإن كان ذكر شيئا فيه ألا أمعنا النظر إن شاء الله تعالى
وأما حديث زيد بن أرقم فتفسيره في حديث عائشة الذي وأما حال سنده فهو حسن لاعتضاده لكن يعكر على ذلك ما ورد في عمر عيسى عليه السلام وقد أخرج الطبراني في المعجم الكبير بسند (1/102)
رجاله ثقات إلى محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان وهو المعروف بالديباج عن أم فاطمة بنت الحسين بن علي أن عائشة كانت تقول إن رسول الله قال في مرضه الذي قبض فيه لفاطمة ( إن جبريل كان يعارضه القرآن في كل عام مرة وأنه عارضني بالقرآن العام مرتين وأخبرني أنه أخبره أنه لم يكن نبي إلا عاش نصف عمر الذي كان قبله وأخبرني أن عيسى ابن مريم عاش عشرين ومائة سنة ولا أراني إلا ذاهبا على رأس الستين فبكت الحديث
وأما الحديثان المذكوران في الكشاف فلم أقف عليهما وبيض لهما الزيلعي في تخريجه مع سعة اطلاعه وأما كتاب الأم فاتصل بالسماع في هذه الأعصار منه كتاب الرسالة وكتاب اختلاف الحديث والأحاديث التي جردها أبو عمرو بن مطر منه ورواها الأصم وسمعت مسند الشافعي ومعناها الأحاديث التي أسندها الشافعي والأم مرفوعة وموقوفة وأما الكتاب كله فهو عند البيهقي عن أبي سعيد بن موسى الصيرفي سماعا عن أبي العباس الأصم سماعا عن الربيع سماعا عن الشافعي فالأصم فيه فوت يسير وهو عند البيهقي عن غير أبي سعيد بفواته وذلك بين من سياقاته في السنن الكبير وفي معرفة السنن والآثار والوصول إلى البيهقي بالإجازات سهل وأما أبو نعيم فروايته عن الأصم بالإجازة وأما كتاب الأغاني فهو مسموع لأبي القاسم علي بن الحسن التنوخي على أبيه وأبوه على المصنف وأبو القاسم المذكور يروي عن الخطيب من كتابه المذكور فما أدري سمعه كله أم لا ولأبي بكر ين عبد الباقي الأنصاري وأبي القاسم بن الحصين من أبي القاسم التنوخي إجازة والطريق إليهما بالإجازات ويرويه الحافظ أبو الفضل بن ناصر بالإجازة عن ابن بشران عن ابن دينار عن المصنف بالإجازات إلى المصنف وابن بشران المذكور اسمه حسن وهو غير علي وعبد الملك وأما رقية بنت القارئ فأول من زعم لنا ذلك الشيخ حميد الدين بن جاد بن عبد الرحيم المارديني وذكر أنه وقف على الإجازة المذكورة وفيها جماعة منهم يحيى بن المصري وقد أبانها على رقية وأول من استجازها لنا أبو العباس بن المحمرة وقرأ عليها الكلوباتي (1/103)
وغيره بها كثيرا ثم ظهر تاريخ مولدها فعرف استحالة ذلك ورجعنا عما عملناه عدما بالإجازة المذكورة فأعلمنا من عرفناه تحمل ذلك وممن رجع عن ذلك صاحبنا زين الدين بن عبد الرحمن البرشكي التونسي وعرفنا أن الاستدعاء الذي ذكره لنا حماد كان فيه رقية عمته المذكورة فإنا ما جربنا على حماد كذبا لكنه كان غير متقن وكان شيخنا الهيثمي يعيب علينا أنه لما أراد أن يرحل إلى الشام نظر مسموعات بعض الرحالة وكتب كثيرا من الطباق وبيض للتاريخ ليخفف عليه الكتابة عند الوصول إلى الشام وكتب أنه سمع قبل أن يسمع وهو لا يدري هل يتم له ذلك أو لا هو تساهل معيب كما قال شيخنا والله أعلم
قاله وكتبه أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي حجر الشافعي عفا الله عنه ومن خطه نقلت وتعبت في ذلك لأن الورقة ابتلت فذهب منها الكثير والله الموفق
وسأله أيضا هل ورد سفهاء مكة حشو الجنة ولا يسيروا سير الذمة وهل خسف القمر في عهده وأي سنة خسف وهل ورد أن لملك الموت أسماء في سنن الشافعي رواية المزني في باب صدقة الفطر أن اسمه إسماعيل فلم سمي عزرائيل فأجاب بما قرأته بخطه أما الحديث الأول فلم أقف عليه وأما الحديث الثاني فيحتاج إلى تحرير لفظه
وأما الحديث الثالث فقد ذكرت في فتح الباري في باب الصلاة في خسوف القمر أن ابن حبان ذكر في تاريخه أنه وقع في السنة الخامسة وأن النبي صلى عند ذلك ركعتين وساق ذلك في صحيحه من غير تعيين السنة فقال في النوع الرابع والثلاثين من القسم الخامس من طريق أشعث عن الحسن عن أبي بكرة ( عن النبي أنه صلى في خسوف الشمس والقمر ركعتين مثل صلاتكم ) قال معناه مثل صلاتكم في الكسوف وأما الحديث الرابع الذي وقع في السنن المروية عن الشافعي من طريق الطحاوي عن المزني عنه فقد أخبرني به الشيخ الثقة المسند القدوة أبو الفرج عبد الرحمن بن أحمد بن المعرف بن حماد العربي التنوخي بقراءتي عليه بمنزله ظاهر القاهرة في أواخر ذي القعدة سنة 796 أنا أبو الحسن علي بن إسماعيل بن إبراهيم بن سماعا عليه في شعبان سنة 728 وهو آخر من حدث عنه بالسماع أنا أبو محمد عبد المحسن بن عبد العزيز علي بن الصيرفي سماعا عليه في سنة 654 وهو آخر من (1/104)
حدث عنه بالسماع أنا أبو عبد الله محمد بن حمد بن حامد الأرتاحي سماعا عليه سنة 593 أنا أبو الحسن علي بن عمر الفراء الموصلي إجازة أنا أبو الحسن عبد الباقي بن فارس بن أحمد المقرئ أنا الميمون بن حمزة الحسيني ثنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلام الطحاوي ثنا أبو إبراهيم إسماعيل بن يحيى بن إسماعيل المزني ثنا أبو عبد الله محمد بن إدريس بن العباس الشافعي عن القاسم بن عبد الله بن عمر بن حفص عن جعفر بن محمد يعني ابن علي بن الحسين بن علي عن أبيه أن رجالا من قريش دخلوا على أبيه علي بن الحسين فقال ألا أحدثكم عن رسول الله قالوا بلى حدثنا عن أبي القاسم قال لما مرض رسول الله جاءه جبريل فقال يا محمد أرسلني الله عز و جل إليك تكريما لك وتشريفا لك وخاصة لك أسألك عما هو أعلم به منك يقول كيف يجدك قال أجدني يا جبريل مغموما وأجدني يا جبريل مكروبا ثم جاءه اليوم الثاني فقال له ذلك فرد النبي كما رده في أول يوم ثم جاءه اليوم الثالث فقال له كما قال أول يوم ورد عليه كما رد عليه وجاء معه ملك يقال له إسماعيل على مائة ألف ملك كل ملك منهم على مائة ألف ملك فاستأذن عليه فسأل عنه ثم قال جبريل هذا ملك الموت يستأذن عليك ما استأذن على آدمي قبلك ولا يستأذن على آدمي بعدك فقال رسول الله ائذن له فأذن له فسلم ثم قال له يا محمد إن الله عز و جل أرسلني إليك فإن أمرتني أن أقبض روحك قبضته وإن أمرتني أن أتركه تركته فقال أو تفعل يا ملك الموت قال نعم بذلك أمرت أن أطيعك فنظر النبي إلى جبريل عليه السلام فقال جبريل يا محمد إن الله عز و جل اشتاق إلى لقائك فقال النبي لملك الموت اقبض كما أمرت فقبض روحه
// موضوع // وذكر بقية الحديث وهو مرسل لأن علي بن الحسين ولد بعد النبي بنحو ثلاثين سنة والقاسم الذي روى عنه الإمام الشافعي هذا الحديث ضعيف كذبه أحمد بن حنبل وخرج بأنه كان يصنع الحديث وضعفه غيره جدا لم يخبر أمره لأنه من صغار شيوخه وقال فيه أبو حاتم وأبو زرعة والنسائي (1/105)
ويعقوب بن سفيان والعجلي والأزدي وآخرون متروك ولم أر فيه توثيقا لأحد وقد أخذ جماعة بظاهر ما وقع في هذا السياق وجزموا بأن اسم ملك الموت إسماعيل وليس كما ظنوا فإن في السياق حذفا تقديره بعد قوله كل ملك منهم على مائة ألف ملك فاستأذن عليه فسأل عنه فأذن له ثم قال جبريل إلى آخره فسقط من السياق هذه اللفظة فأذن له وقد تبين ذلك من الرواية التي رويناها في معجم الطبراني قال ثنا العباس بن حمدان الأصبهاني وإسحاق بن محمد الجراحي قالا ثنا عبد الجبار بن العلاء ثنا عبد الله بن ميمون القداح ثنا جعفر بن محمد عن علي بن الحسين سمعت أبي يقول لما كان قبل وفاة رسول الله بثلاثة أيام هبط عليه جبريل عليه السلام فقال يا محمد إن الله أرسلني إليك إكراما لك وتفضيلا لك وخاصة لك فذكر الحديث وفيه فلما كان اليوم الثالث هبط جبريل وهبط معه ملك الموت وهبط معهما في الهواء ملك يقال له إسماعيل على سبعين ألف ملك ليس فيهم ملك إلا على سبعين ألف ملك منهم جبريل فقال يا محمد إن الله أرسلني إليك إكراما لك وتفضيلا لك وخاصة لك فذكر الحديث وفيه فلما كان اليوم الثالث هبط جبريل وهبط معه ملك الموت وهبط معهما في الهواء ملك يقال له إسماعيل على سبعين ألف ملك ليس فيهم ملك إلا على سبعين ألف ملك منهم جبريل فقال يا محمد إن الله أرسلني إليك إكراما لك وتفضيلا لك وخاصة لك أسألك عما هو أعلم به منك يقول كيف يجدك // موضوع // الحديث بطوله ورجال هذا الإسناد أيضا ثقات إلا عبد الله بن ميمون القداح وهو متروك قال البخاري ذاهب الحديث وقال أبو زرعة واهي الحديث وقال أبو حاتم والترمذي منكر الحديث وقال ابن حبان يروي المقلوبات عن الإثبات وقال الحاكم روى أحاديث موضوعة قلت ولم أر فيه توثيقا لأحد وقد خالف في زيادة الحسين بن علي في سنده وعلى ذلك عول الطبراني فأخرجه في مسند الحسين بن (1/106)
علي بن أبي طالب رضي الله عنهما من معجمه الكبير فأفادت هذه الرواية أن الملك الذي اسمه إسماعيل هو ملك الهواء وأنه غير ملك الموت وأنه هبط مع جبريل وملك الموت فكانوا ثلاثة وذلك صريح في قوله وهبط معهما وموافق لما قدرته أنه حذف من السياق الأول فأذن له أي لملك الهواء ثم استأذن جبريل لملك الموت وذلك بين في الرواية الأولى حيث عبر بقوله ثم قال جبريل هذا ملك الموت يستأذن إلى آخره وقد وقع لي من وجه ثالث رويناه في دلائل النبوة للبيهقي من طريق سيار بن حاتم ثنا عبد الواحد بن سليمان الحارثي ثنا الحسين بن علي عن محمد بن علي قال لما كان قبل وفاة رسول الله بثلاث هبط إليه جبريل عليه السلام فقال يا محمد إن الله أرسلني إليك إكراما وتفضيلا لك وخاصة لك يسألك عما هو أعلم له به منك كيف يجدك فذكر الحديث وفيه فلما كان يوم الثالث هبط جبريل معه ملك الموت ومعهما ملك في الهواء يقال له إسماعيل على سبعين ألف ملك كل ملك على سبعين ألف ملك قال فشيعهم جبريل فقال يا محمد إن الله أرسلني إليك فذكر كالأول إلى قوله وأجدني يا جبريل مكروبا قال واستأذن ملك الموت على الباب فقال جبريل يا محمد هذا ملك الموت يستأذن عليك فذكر الحديث وسياقه شبيه بسياق القاسم بن عبد الله بن عمر إلا أنه خالف في قوله مائة ألف ملك في الموضعين فقال فيهما سبعين ألف ملك وخرج بمعنى ما جاءت من الرواية الأولى حيث قال هنا وهبط معهما ملك في الهواء ولكن حذف منه قوله فاستأذن عليه فسأل عنه ومما يدل على أن إسماعيل هو ملك الهواء لا ملك الموت ما رويناه في كتاب العظمة لأبي الشيخ الأصبهاني والطبراني في المعجم الصغير من طريق أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري أن النبي حين عرج به قال ( إن في السماء لملكا يقال له إسماعيل على سبعين ألف ملك كل ملك منهم على سبعين ألف ملك ) // ضعيف جدا // وهذا موافق لرواية البيهقي وأبو هارون هو عمارة بن جوين ضعيف جدا وإذا ضمت بعض هذه الطرق (1/107)
إلى بعض عرف أن للحديث أصلا وأن تسمية ملك الموت عزرائيل فقد اشتهر ذلك بين الناس وقد راجعت مبهمات القرآن لأبي القاسم السهيلي فلم أجد ذلك فيه ثم راجعت تفسير القرطبي فوجدته ذكر أن اسم ملك الموت عزرائيل ولم ينسبه لقائل ولا ذكر فيه أثرا ثم راجعت وتفسير الثعلبي فوجدته حكى أن اسمه عزرائيل وعزاه لتفسير مقاتل وتفسير ابن الكلبي ثم تتبعت الآثار في ذلك فوجدت في كتاب العظمة لأبي الشيخ قال ثنا أحمد بن محمد بن عمر ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد هو أبو بكر بن أبي الدنيا ثنا داود بن رشيد ثنا حكام هو ابن سالم الرازي عن عنبسة هو ابن سعيد بن الضرير الرازي عن أشعث قال سأل إبراهيم عليه السلام ملك الموت واسمه عزرائيل وله عينان عين في وجهه وعين في قفاه فقال يا ملك الموت ما تصنع إذا كانت نفس بالمشرق ونفس بالمغرب ووقع الوباء بأرض أو التقى الزحفان كيف تصنع قال أدعو الأرواح بإذن الله فتكون بين أصبعي هاتين قال ودحيت له الأرض فبركت مثل الطست يتناول منها حيث شاء // ضعيف // ورجال هذا السند يوثقون ولكن أشعث شيخ عنبسة هو ابن جابر الحراني وهو تابعي صغير والحديث معضل وذكر أبو الشيخ في كتاب العظمة أيضا من طريق إسماعيل بن عبد الكريم حدثني عبد الصمد هو ابن معقل عن وهب بن منبه في المبتدأ فذكر خلق جبريل ثم ميكائيل ثم إسرافيل ثم قال كن فكان عزرائيل ثم قال للموت أبرز فبرز الموت لعزرائيل فذلك قوله تعالى ( قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ) الآية قال فهؤلاء الأملاك الأربعة جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت هم أول من خلق الله من الخلق وآخر من يميتهم الله عز و جل // منكر // وأما قول السائل لم سمي عزرائيل فجمهور المفسرين على أن هذه الأسماء كجبريل وميكائيل (1/108)
وإسرافيل وعزرائيل باللغة السريانية وقال بعضهم هي عبرانية ومنهم من يدل كلامه على أن بعضها عربية كجبرائيل وعزرائيل واختلفوا في معنى إيل فقيل هو من أسماء الله والأربعة بمعنى عبد وقيل بالعكس فهو أشبه بلغة غير العرب لأنهم يقدمون المضاف إليه على المضاف ولأن لفظ عبد واحد وأسماء الله كثيرة ووقع في تهذيب الأسماء للشيخ محيي الدين قال جماعة من المفسرين وصاحب المحكم والجوهري وغيرهما من أهل اللغة إن جبر وميك اسمان أضيفا إلى إيل وال وهما اسمان لله تعالى ومعنى جبر وميك بالسريانية عبد فتقديره عبد الله قال وقال أبو علي الفارسي هذا الذي قالوه خطأ من وجهين أحدهما أن ايل وال لا يعرفان في أسماء الله تعالى والثاني أنه لو كان كذلك لم يضف آخر الاسم في وجوه العربية ولكان آخره مصروفا أبدا كعبد الله قال النووي وهذا الذي قاله أبو علي هو الصواب فإن الذي زعموه باطل لا أصل له انتهى كلامه
وفي إطلاقه البطلان نظر فإنه قول ترجمان القرآن عبد الله بن عباس ومن تبعه بل جاء ذلك مرفوعا قال البخاري في الصحيح في تفسير سورة البقرة وقال عكرمة جبر وميك وسراف عبد إيل الله وصله أبو جعفر الطبري من طريق حاتم بن سليمان عن عكرمة قال جبريل اسمه عبد الله وميكائيل اسمه عبد الله ومن طريق حصين عن عكرمة قال جبر عبد ايل الله وميك عبد ايل الله
ومن طريق يزيد النجوى عن عكرمة عن ابن عباس قال كل اسم فيه ايل فهو الله وأخرج أبو عبيد في الغريب مرفوعا وموقوفا عن ابن عباس قال جبريل وميكائيل مثل قولك عبد الله وعبد الرحمن وأسند عن يحيى بن يعمر أنه كان يقرؤها جبرال بتشديد اللام ويقول جبر عبد وال الله وأخرج أبو نعيم الحارثي من وجه آخر عن ابن عباس جبريل وميكائيل جبر عبد وميك عبد مثل قولك عبد الله وعبد الرحمن فقول النووي لا أصل له عجبت منه وأي أصل أعظم من هذا
والجواب عن إشكال الفارسي واضح أما أولا فإن ايل وميك ليسا باللغة العربية حتى يدعي عدم كونهما من أسماء الله وأما ثانيا فعدم الصرف للعجمة والعلمية (1/109)
وإليه وقد وقع في كلام أبي العلاء المعري في رسالة الغفران قد علم الجبر الذي نسب إليه جبريل ونسب لمعنى أضيف والحاصل أنه اسم مركب من جزأين وليس عربيا وذكر بعض اللغويين أن العذر يطلق على النصر والمنع والتوقيف على أمور الدين
قال عزرته أعزره عزرا أي نصرته وعظمته قالوا والعزار الصلب من كل شيء فإن كان عزرائيل في الأصل عزر بالعربي أضيف إلى ايل فلعله مأخوذ من الصلابة ونحو ذلك مما يناسب حال ملك الموت عليه السلام والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب
قاله وكتبه احمد بن علي بن محمد الشافعي في شعبان سنة 839 بالقاهرة المحروسة حماها الله تعالى من الإفك وعلى النبي الأمي محمد بعد حمد الله تعالى أفضل الصلاة والسلام
وسألته أيضا عن ضبط ما وقع في الصحيح من علامات النبوة من حديث عبد الرحمن بن أبي صعصعة عن أبيه عن أبي سعيد الخدري وفيه يأتي على الناس زمان تكون الغنم فيه خير مال المسلم يتبع بها شعف أو سعف قال فإني لم أر في الصحاح والنهاية وغيرهما من كتب اللغة هذه اللفظة بغير الشين المعجمة ثم العين المهملة فما ضبط ذلك ومن الشاك فيه أبو سعيد أو غيره وعن الخاتم الذي صاغه يعلى بن منبه للنبي هل هو خاتم الذهب أو الورق الذي وقع من عثمان في بئر أريس كما في البخاري أو وقع من معيقيب كما في مسلم وقد ثبت في البخاري أن كلا من الخاتمين نقشه محمد رسول الله وكيف كانت صفة الكتابة إذ في الصحيح قوله محمد سطر رسول سطر الله سطر وأخبرني الجمال محمد بن إبراهيم المرشدي الحنفي أنه رأى في بعض الكتب أن صفة الكتابة هكذا محمد رسول الله وما صفة تختمه به أكانت كتابته مقلوبة أم لا وهل اتخذ خاتما غير المذكورين والعقيق وهل ورد أنه كان يطلع في الجب يصلح شعره أم لا وما ضبط الحب هو بكسر الحاء أو بضمها وهل ورد سفهاء مكة حثو الجنة ولا يسيروا سير الذمة وداووا السفهاء بثلث أموالكم وقوله وقد سئل إيش يخفي قال ما لا يكون وكم كان طول عمامة النبي وهل خسف القمر في عهده (1/110)
وهل لملك الموت اسم غير ما على الألسنة عزرائيل ذكر ابن كثير في البداية أنه لم يقف على اسمه ووقع في السنن للشافعي ما يقتضي أن اسمه إسماعيل وترجم كل من محمد بن علي بن محمد العمراني صاحب الإنباء في تاريخ الخلفاء وأبي عمرو شعيب الحرنفيش صاحب الكتاب المشهور وعن تحقيق ما سمعته منكم أن الفخر بن البخاري لم يقفوا له على سماع ولا إجازة من الحافظ عبد الغني فقد ذكر القطب الحلبي في أول المورد العذب الهني أنه أجاز للفخر وتحقيق إجازة خليل الرازابي ومسعود الجمال للفخر فإنني لم أرهما في مشيخته وقال ابن رشيد في رحلته على من عند الفخر أصحاب الحد أن صاحب أبي نعيم الحافظ عنده منهم ستة وذكرهم ولم يذكر المذكورين فيهم وعن الهاشميات رواية القلابي فيمكنه بها نسخه في ثلاثة أجزاء الأخيران بين فيهما سند السلفي إلى القلابي بخلاصه أولهما فلم يذكر بعد البسملة إلا قوله أنا أبو محمد عبد الخالق بن عبد الوهاب بن محمد بن الحسن الأسدي سماعا في رجب سنة 587أنا أبو القاسم بن الحصين فذكر حديث علقمة عن ابن مسعود مرفوعا ( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر ) // صحيح // وكيف ينقل هذا فأجاب بما قرأته بخط أما بعد فإني تأملت هذه الأسئلة وأجبت عنها بما تيسر لي والله المستعان
المسألة الأولى قوله - يتبع بها شعف الجبال أو سعف الجبال // صحيح // الأولى بالشين المعجمة والثانية بالسين المهملة والعين مهملة فيهما هكذا ضبطها ممن تكلم على هذا الموضوع من الشراح وغيرهم كابن قرقول في المطالع فلم أر من ضبطها بالغين المعجمة مع أنها لا تصح في المعنى المراد هنا لأنه يراد به وصف (1/111)
شدة الحب كما في قوله تعالى ( شغفها حبا ) أي علق حبه بقلبها حتى غطاف والشغاف حجاب القلب وغشاوة وليس الشك في هذه الرواية من أبي سعيد ولا من الراوي عنه ولا من ابنه وإنما هو من عبد العزيز بن أبي مسلمة الماجشون رواية عن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي صعصعة والذي وقع في هذه الرواية عن عبد الرحمن بن أبي صعصعة اختصارا فإن نسب عبد الرحمن إلى جده الأعلى فقد رواه مالك عن عبد الرحمن المذكور فقال شعف الجبال بالشين المعجمة والعين المهملة ولم يشك وأما معنى اللفظ على الرواية المشهورة فقال الخليل شعف الجبال بالشين المعجمة والعين المهملة رؤوسها قال الشاعر
( وكعبا قد جعلناهم فحلوا ... محل العصم في شعف الجبال )
وكلام سائل أهل اللغة الغريب مثله أو نحوه وأما سعف بالسين والعين المهملتين فذكر صاحب المطالع أنها وقعت في بعض الروايات وعزاها للطرابلسي واستبعدها وقال السعف جرائد النخل وقال بعض المتأخرين ممن تكلم على البخاري لا معنى له هنا وقال الكرماني في قوله أو سعف الجبال الشك إما في حركة العين أو سكونها فأما في الشين المعجمة أو المهملة وهي غصن النخل وفرخه يخرج في رأس الصبي أي قطعة من رأس الجبل انتهى كلامه وقد أفاد تجويز قراءة اللفظة المذكورة بسكون العين مع إبقاء كون الشين معجمة ولا إشكال في ذلك وأشار إلى أنها إن ثبتت بالسعف بالسين المهملة فهي جمع سعفة وهي غصن النخل وفرخه وتفسير السعفة بغصن النخل تبع فيه الجوهري وقال غيره هي جريد النخل والحاصل أنها إن ثبتت تخرجت بالتأويل إلى معنى اللفظة الأولى والنكتة في إطلاقها على رأس الجبل أن جريد النخل غالبا يكون أعلاها فهذا الذي حضر من الكلام على هذه المسألة الأولى
المسألة الثانية في الكلام على الخاتم فالذي صاغه يعلى بن أمية يشبه أن يكون خاتم الذهب لأن عند مسلم من طريق قتادة عن أنس فصاغ رسول الله خاتما حلقه من فضة // صحيح //
وهذا بعد طرحه خاتم الذهب وقد أخرج الدارقطني (1/112)
في الأفراد من طريق سلمة بن وهرام وهو ضعيف عن عكرمة عن يعلى بن أمية قال أنا صنعت للنبي خاتما لم يشركني فيه أحد وفيه محمد رسول الله والذي سقط في بئر أريس هو خاتم الفضة وذلك أنه ثبت في الصحيحين // صحيح // أنه اتخذ خاتم الذهب ثم ألقاه وقال ( لا ألبسه أبدا ) واتخذ خاتما من فضة الحديث
وفيه عند البخاري قال ابن عمر فلبس الخاتم بعد النبي أبو بكر وعمر وعثمان حتى وقع من عثمان في بئر أريس وعنده من طرق أخرى ثم كان بعد في يد أبي بكر الحديث
وله شاهد من حديث ابن مسعود عند الطبراني في الأوسط بلفظ كان خاتم النبي على أبي بكر ولايته وعلى عمر ولايته وعلى عثمان بعض ولايته فكان على بئر أريس فسقط الخاتم فيها // ضعيف // وعند البخاري أيضا من حديث أنس فلما كان عمر جلس على بئر أريس فأخرج الخاتم فجعل يعبث به فسقط الحديث والجمع بينه وبين الذي وقع عند مسلم من حديث ابن عمر في قصة خاتم الفضة قال جعل فصه مما يلي كفه وهو الذي سقط من معيقب في بئر أريس فظهر مما أخرج النسائي خروجه أخذا عن ابن عمر أن عثمان لما كثرت عليه الكتب دفع الخاتم إلى رجل فكان يختم به فخرج الرجل إلى قليب لعثمان فسقط ووجه الجمع أنه خرج إلى بئر أريس وهي المراد بالقليب وكان عثمان بها فناول عثمان الخاتم فختم به ثم عبث فسقط (1/113)
فنسب سقوطه إلى الرجل لكون استقراره كان عنده فيكون نسبته إليه مجازية ونسب إلى عثمان لكونه سقط منه حقيقة ويحتمل أن يكون عثمان بعد أن عبث به ناوله معيقيب فسقط حال مناولته فجازت نسبة سقوطه لكل منهما وأما صفة الكتابة وما نقله الشيخ جمال الدين حفظه الله فهو شيء ذكره العلامة جمال الدين الإسنوي في المهمات ونسبه إلى كتاب وقف عليه ولم يستحضره حال الكتابة وقد أوضحت في شرح البخاري أن ضرورة الاحتياج إلى الختم تقتضي أن الحفر في الفص كان مقلوبا لتظهر الكتابة مستوية بعد الختم وهي المطلوبة من الختم وأن ظاهر رواية الإسماعيلي تقتضي أنها كانت على خلاف الترتيب الذي نقله الشيخ جمال الدين وذلك أن لفظة محمد سطر والسطر الثاني رسول والسطر الثالث الله وأما اتخاذه أكثر من خاتمين فوقعت الإشارة في السؤال إلى خاتم العقيق وأخرج أبو داود والنسائي من طريق إياس بن الحارث بن معيقيب عن أبيه عن جده قال كان خاتم النبي من حديد ملويا عليه فضة // حسن // الحديث
وله شاهد من مرسل مكمول في طبقات ابن سعد وآخر من مرسل إبراهيم الحنفي عنده وثالث من رواية سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص وهذه طرق يقوي بعضها بعضا
المسألة الثالثة حديث أنه كان يطلع في الحب يصلح شعره الحديث أخرجه والحب بضم الحاء المهملة وتشديد الباء الموحدة ولا أعرف من كسر أوله قال
المسألة الرابعة حديث سفهاء مكة حشو الجنة ولا يسيروا سير الذمة وهذا لا يحضرني من خرجه فلا أدري هل الكلام الآخر بقية الحديث أو حديث آخر ولا تحققت ضبطه
المسألة الخامسة حديث داووا سفهاءكم بثلث أموالكم (1/114)
المسألة السادسة سئل النبي أيش يخفي قال ما لا يكون هذا لا أعرف له أصلا
المسألة السابعة طول عمامة النبي لا يحضرني في ذلك وقد أخرج الطبراني في المعجم الكبير عن ابن عمر ( كان رسول الله يدير كور العمامة على رأسه ويغرزها من ورائه ويرسلها بين كتفيه ) // صحيح // وهذا يستفاد منه صغر التعميم ولا دلالة فيه على قدرها وقد سئل الحافظ عبد الغني عن ذلك فلم يذكر فيه شيء
المسألة الثامنة خسوف القمر سبق الجواب عنها في الكراس الذي أحضره الشيخ زين الدين رضوان
المسألة التاسعة اسم ملك الموت سبق الجواب عنها أيضا فيه وكان فيه ما يقتضي الجزم بأن اسم ملك الموت إسماعيل على ظاهر الحديث المذكور فأوضحت في الجواب أنه ليس نصا وبينته بيانا شافيا فتضمن هذا السؤال جعل ما أوضحته احتمالا وأعيد السؤال ولا حاجة لذلك
المسألة العاشرة العمراني والحرنفيش لا أعرف شيئا من حالهما ولا وقفت على شيء من تصنيفهما
المسألة الحادية عشرة إجازة الحافظ عبد الغني للفخر أعهد الناس فيها على قول الفخر وإلى ذلك أشار القطب بقوله وكان ثقة وبقوله فيما ذكر أنه أجاز له ولم يقف المحدثون على ذلك صريحا ولكنهم قوي ذلك عندهم لصدقه ولكون الحافظ عبد الغني من أقاربهم ومن رؤوس مذهبهم وذكر لي الشيخ تقي الدين المقريزي أنه رأى بخط شيخنا شمس الدين بن يشكر أن الفخر سمع بعض أحاديث العمدة على المؤلف (1/115)
المسألة الثانية عشرة ما يتعلق بما أجاز الفخر من أصحاب الحداد والمعتمد فيها قاله ابن رشد ولم يسقط من نسخه الشيخ برهان الدين شيء وإنما توهم أنه القائل وأنا أيضا أبو سعيد إلى آخره هو الفخر بن البخاري وخفي عليه أن الفخر لم يدرك واحدا من خليل ومسعود فضلا عن أنه لم يقرأ عليهما ولا رحل واحد منهما إلى الشام ولا رحل الفخر إلى أصبهان وإنما استجاز له عمه الحافظ ضياء الدين في سنة 96 وسنة 97 من الشيوخ الذين أدركهم في رحلته بأصبهان ولم يكن أدرك خليلا ولا مسعودا لأنهما ماتا قبل أن يرحل فما أدركهما يوسف بن خليل لأن رحلته كانت قبل أن يرحل الضياء وكذا إدراكهما الحافظ أبو موسى بن الحافظ عبد الغني والقائل وأنا أيضا إلى آخره هو يوسف بن خليل وذكر الحافظ أبو عبد الله الذهبي في ترجمة أحمد بن أبي الخير أنه أخرجه من حديث عن ابن مسعود وخليل ومحمد بن إسماعيل الطرسوسي وعبد الرحيم بن محمد الكاغدي بالإجازة في الدنيا وكانت وفاته يوم عاشوراء سنة 78 وقال غيره في ترجمة النجيب عبد اللطيف الحراني أنه آخر من حدث عنهما بالإجازة بالديار المصرية وبلغنا أن الفخر ولد في آخر سنة 595 وجزم بأنه عاش أربعا وتسعين سنة وثلاثة أشهر وأرخ وفاته في ثاني شهر ربيع الآخر فيكون مولده على هذا في أواخر ذي الحجة سنة 95 ومات مسعود الجمال قبل ذلك في شوال من سنة 95 المذكورة وأما خليل بن بدر فكانت وفاته في
المسألة الثالثة عشرة ما عند السلفي من الهاشميات والذي وجدته عندي من مسموعاتي من طريق السلفي الجزء الأول فقط قرأته على الشيخ أبي إسحاق التنوخي بسماعه له على عبد الله بن الحسين بن أبي التائب بسماعه من مكي بن علان بإجازته من السلفي أنا أبو عبد الله إسماعيل بن الحسن بن علي العلوي قراءة عليه من أصل سماعه في شوال سنة 493 أن أبا الحسن بن (1/116)
محمد بن علي بن صخر الأسدي أخبرهم أنا أبو عبد الله فهد بن إبراهيم بن فهد المعدل بالبصرة ثنا محمد بن زكريا بن دينار الغلابي وبسماع شيخه له أيضا على الحافظ أبي الحجاج المزي أنا أبو الفرج أحمد بن عبد الملك بن الزين أنا الشيخ عبد السلام الزاهري أنا أبو العباس أحمد بن محمد بن عبد العزيز المكي أنا الشريف أبو الفضل عبد القاهر بن عبد السلام العباسي أنا أبو الحسن بن صخر وأول الجزء الأول ثنا أبو عبد الله فهد بن إبراهيم بن فهد المعدل بالبصرة أنا محمد بن زكريا الغلابي ثنا يعقوب بن جعفر بن سليمان حدثني أبي قال لما قدم نوفل بن الحريث المدينة وولده وأهله من مكة مهاجرا أقطعه النبي منزلا عند المسجد الحديث ويليه بهذا السند إلى يعقوب حدثني أبي عن أبيه عن عكرمة عن ابن عباس قال قال أبي يا بني إن الكذب ببعض الناس أقبح منه ببعض في الدنيا وهم فيه سواء عند الله عز و جل الحديث وآخر الجزء الأول
والذي وجد في الجزء الذي أشار إليه شيء عند الهاشميات وهو من حديث أحمد بن منصور اليشكري محدث مشهور من أهل الأدب والأخبار والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب قاله وكتبه أحمد بن علي بن حجر الشافعي وفرغ منه في أوائل شوال سنة أربعين وثماني مائة ومن خطه نقلت
أورد أنه قال ( صلاة في مسجدي هذا كألف صلاة فيما سواه وجمعة في مسجدي كألف جمعة فيما سواه ورمضان في مسجدي كألف رمضان فيما سواه ) // ضعيف جدا // فإنه نسب لمنسك ابن فرحون عزوه إلى ابن حبيب في الواضحة ونسب إليه أيضا في ذكر مسجد قباء نقلا عن المجد اللغوي أن قباء اسم بئر قال وأظنه قال كان عليها قبو فسمي باسم ما جاوره ولذلك يسمى مسجد قباء فيعرفوه باسم البئر ليتميز عن غيره من المساجد
فأجاب بما قرأته من خطه أما الحديث الأول (1/117)
فهو كما قال عبد الملك بن حبيب كثير الخطأ في حديثه ورواياته غالبها منقطعة ومرسلة وأما شيخنا مجد الدين فإليه المرجع فيما قال وكلامه معتمد فيما ينقل من ذلك وإن بعض من لقيناه ذكر فيه شيئا فلم نجريه في نقله في اللغة والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب
وسأله أيضا عن خطته فيها بعد لفظ الشهادة ما صورته وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الجامع بين أطراف الكمال فهل يؤاخذ قائلها وماذا عن معترضيه حيث صرح بتكفير قائلها فأجاب ما نصه أخطأ المعترض فإنه توهم أن المعنى أن المصطفى جمع جوانب الكمال فلا يكون فيه تعرض لكونه جمع ما بين الجوانب وليس ذلك المراد فإن الطرف وهو بفتح الراء وجمعه أطراف يطلق على الأجسام وعلى المعاني كما أطلق في القرآن على الأوقات وأصله الجانب والناحية وقال صاحب المحكم طرف كل شيء منتهاه وهذا هو الذي أراده الخطيب والذي أحاط بمنتهى الشيء أحاط بجملته فإن الذي دون المنتهى يدخل بطريق الأولى وقد استعمل ذلك في فصيح الكلام كقول الشاعر وجمعت أطراف الكلام فلم يدع البيت ومراده أنه لم يترك من جميع ما يحتاج إليه من الكلام شيئا حتى أحاط به وهذا في غاية لمدح في ذلك وكذلك كلام الخطيب هذا معناه والذي يعترض إن كان من أهل العلم فليعرف خطأه ليرجع عنه وإن لم يكن من أهل العلم فليعزر بما يليق به ليرتدع هو وأمثاله من الخوض فيما لا علم لهم به ولا سيما الإقدام على التكفير والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب
وسأله عن قاضي الشافعية الناظر على أوقاف الحرمين أنه عين للحوائج فأتاه المبتاعة من أهل الحرم ريع أوقاف الحرمين التي جرت العادة في إحراز الصرر فيها لشخص من أهل الحرم ثم عينه الآخر قبل تسليم الأول له فمن يستحق منهما والحال أن ناظر المسجد الحرام دفعها لثالث من أهل الحرم أيضا وتسلمه الثالث دونهما فهل يكون أحق به منهما أم الأول أم الثاني فإذا أسقط الأول حقه للثاني قبل تسليمه فهل يسقط حقه ويكون للثاني وإذا كان للثاني فهل تصح دعواه به ونزعه من الثالث أم لا وهل بطل حق الأولين بإسقاط الأول للثاني إن قلتم بعدم صحة تقرير الثاني لسبق الأول أم لا فإذا بطل حق الأولين فهل يثبت الحق لمن صرفه له الناظر للمسجد الحرام وهل يكون متعلقا بالناظر (1/118)
الشرعي ببلاء الوقف أو بقاضي مكة أو بناظر الحرم فإذا كان للآخرين ولاية التقرير فهل يقدم ذلك على قاضي مصر وعن ما قدره الناظر الشرعي من الضرر لأهل الحرمين لشخص ثم يتعدى آخر ويقبضها قبل المعينة له فهل يسوغ للأول الدعوى على القابض أم لا وعما إذا مات شخص وقرر الناظر بالمسجد الحرام أو قاضي مكة صرفه لشخص وقاضي مصر لآخر فمن المقدم منهما وإذا كان للميت ولدا وارثا فهل يكون أحق بها من غير تقرير أم لا وعما إذا مات صاحب صرة قبل وصولها إليه فمن يتولى صرفها قاضي مكة أو ناظر المسجد الحرام أو يراجع قاضي مصرفيها وعما نظر لمكة من البلاد النائية لغير معين فمن يتولى تفرقتها قاضي مكة أو ناظر المسجد الحرام وكم للإجارة والوكالة في أوقاف مكة من يتولاها وعن بعض ولاة السلطان نظر المسجد الحرام ماذا يدخل في هذه الولاية من الوظائف وهل له التحدث على غير المسجد من سائر المآثر أم لا وهل له الحكم على المؤذنين والفراشين والوقادين والبوابين وغيرهم من أرباب الوظائف أم لا وإذا لم يكن له التأديب وفعل هل يقتص منه عند حاكم الشرع أم لا فأجاب بما نقلته من خطه بحروفه أما الحوائج خاناه فالحكم فيها يجري على العادة المطردة وقد عهدت في هذه الأعصار أن الذي يخص بها من رآه هو الناظر على الأوقاف المذكورة بالديار المصرية فإذا خص واحدا بها بعد آخر نظر فإن كان تقريرها للثاني من علمه بأنه كان قررها للأول فالمستحق الثاني حينئذ لا يزيده إسقاط الأول حقه إلا تقوية ليده وإن كان تقريره للثاني مع الذهول عن الأول ولما ذكر أنه قررها لآخر أنكر ذلك أو الذهول فالمستحق لها الأول ويؤثر إسقاط حقه في نفسه ولكن لا يستفيد بذلك ثبوت الحق للثاني بل يكون الأمر راجعا إلى الناظر المذكور فإن أمضى ما صنعه الأول مضى وإلا فلا وليس لناظر الحرم سواء كان هو القاضي الشافعي بمكة أم غيره يصرف في ذلك إلا بإذن من الناظر المذكور أولا فإن فوض له المتحدث في ذلك صح وإلا فلا وهذا هو طردت به العادة وأما ما يقع أحيانا أن القاضي الشافعي يمضي نزولا أو يقرر وظيفته بحكم الشعور لمن يراه مستحقا فلا يتم ذلك إلا بإمضاء الناظر المذكور أولا إلا أن كان أذن للقاضي بمكة أن يقرر ذلك فيصح كما تقدم أولا والأصل في ذلك أن من كان له النظر على شيء لم يكن لغيره أن يتصرف فيه إلا بإذنه والنظر على هذه الآلة يعينها لمن له النظر على ما (1/119)
يوضع فيها من الشمع والمال وغيرها وقد اطردت العادة كما تقدم وعما إذا مات شخص وقرر الناظر بالمسجد الحرام أو قاضي مكة صرفه لشخص وقاضي مصر لآخر فمن المقدم منهما وإذا كان للميت ولدا ووارث فهل يكون أحق بها من غير تقرير أم لا وعما إذا مات صاحب صرة قبل وصولها إليه فمن يتولى صرفها قاضي مكة أو ناظر المسجد الحرام أو يراجع قاضي مصر فيها وعما نظر لمكة من البلاد النائية لغير معين فمن يتولى تفرقتها قاضي مكة أو ناظر المسجد الحرام وكم للإجارة والوكالة في أوقاف مكة من يتولاها وعن بعض ولاة السلطان نظر المسجد الحرام ماذا يدخل في هذه الولاية من الوظائف وهل له التحدث على غير المسجد من سائر المآثر أم لا وهل له الحكم على المؤذنين والفراشين والوقادين والبوابين وغيرهم من أرباب الوظائف أم لا وإذا لم يكن له التأديب وفعل هل يقتص من عند حاكم الشرع أم لا فأجاب بما نقلته من خطه بحروفه أما الحوائج خاناه فالحكم فيها يجري على العادة المطردة وقد عهدت في هذه الأعصار أن الذي يخص بها من رآه هو الناظر على الأوقاف المذكورة بالديار المصرية فإذا خص واحدا بها بعد آخر نظر فإن كان تقريرها للثاني من علمه بأنه كان قررها للأول فالمستحق الثاني وحينئذ لا يزيده إسقاط الأول حقه إلا تقوية ليده وإن كان تقريره للثاني مع الذهول عن الأول ولما ذكر أنه قررها لآخر أنكر ذلك أو الذهول فالمستحق لها الأول ويؤثر إسقاط حقه في نفسه ولكن لا يستفيد بذلك ثبوت الحق للثاني بل يكون الأمر راجعا إلى الناظر المذكور فإن أمضى ما صنعه الأول مضى وإلا فلا وليس لناظر الحرم سواء هو القاضي الشافعي بمكة أو غيره يصرف في ذلك إلا بإذن من الناظر المذكور أولا فإن فوض له التحدث في ذلك صح وإلا فلا وهذا هو ما اطردت به العادة وأما ما يقع أحيانا أن القاضي الشافعي يمضي نزولا أو يقرر وظيفة بحكم الشغور لمن يراه مستحقا فلا يتم ذلك إلا برضاء الناظر المذكور أولا إلا إن كان أذن للقاضي بمكة أن يقرر ذلك فيصبح كما تقدم أولا والأصل في ذلك أن من كان له النظر شيء لم يكن لغيره أن يتصرف فيه إلا بإذنه والنظر على هذه الآلة بعينها لمن له النظر على ما يوضع فيها من الشمع والمال وغيرها وقد اطردت العادة كما تقدم بصرفها لمن يراه الناظر مستحقا لذلك فليس لغيره مشاركته في (1/120)
ذلك إلا بإذنه ويسوغ لمن قرر له الناظر صرة وجهزها إليه أن يدعي على من قبضها بغير استحقاق وينتزعها منه وأما الصرة التي قررت عن شغور فقد تقدم الإلمام بها بما يغني عن إعادته ولكن ينظر فيما قرره قاضي مكة فإن كان مأذونا له في ذلك من قبل الناظر وسبق بها لأحد فالذي سبق أحق وإلا فالذي قرره الناظر هو المستحق وأما تقديم الولد أو القريب على من ليس كذلك فهو الذي اطردت به العادة في مثل ذلك فيتبع لكن يراعى مع ذلك الأهلية وأما ما يصل إلى مكة من الآفاق فالمتبع فيه نصوص من يرسل فإن أطلق حمل على من اطردت له العادة بتناول ذلك وتفرقته فإن لم يطرد في ذلك عادة احتمل اختصاص القاضي الشافعي واحتمل اختصاص ناظر الحرم والأولى عندي أن يجتمعا ويتفقا على ما يحصل الثواب لمن أرسل ليشاركان في الأجر وهذا أدفع للنزاع ومتى اطردت عادة فليتبع وأما حكم ناظر الحرم على أصحاب الوظائف بالحرم فهو مما يدخل في ولايته وله فرع من ليس بأهل منهم وتقرير غيره ممن هو أهل مع مراجعة الناظر على الأوقاف المذكورة لا استقلالا وأما التأديب فهو داخل في ولاية النظر وله تعاطي ذلك بنفسه ولغيره بحيث لا يفرط ولا يفرط وليس له قرع أحد منهم بغير جناية توجب ذلك وليس له التقرير بل له التعيين والتقرير للناظر كما تقدم والله سبحانه وتعالى أعلم قاله وكتبه أحمد بن علي بن حجر الشافعي ومن خطه نقلت
عن سؤال الملكين في القبر بأي لغة وعن الملكين الكاتبين وعن الصغير هل يحصل له من السؤال جزع وعن الحساب للأطفال
ومما سئل عنه شيخنا شيخ الإسلام ابن حجر رحمه الله سؤال الملكين في القبر هل هو بحسب لغته ولسانه كالتركي والتكروري مثلا أم لا يسأل إلا بلسان العرب ويلهم المسؤول معرفة العربي حينئذ وعن الملكين الكاتبين هل يكتبان (1/121)
ما يقع من الإنسان عربيا كان أو غيره كما هو ويدونانه كذلك وعن الصغير هل يحصل له من السؤال جزع ورعب وإن قل وعن الحساب للأطفال هل يعمم به جميع الأطفال أم يختص بالمسلمين
فأجاب أما ما يتعلق باللسان فلا أعرف فيه نقلا إلا أن الذي يقطع به أن الحافظين يعرفان لسان من وكلا به
وأما كتابتهما لذلك فيحتمل أن تكون بذلك اللسان ويحتمل أن تكون بغيره وورد في حديث ضعيف أن لسان أهل الجنة عربي // موضوع // فيمكن أن يستأنس به لكون الملكين يعرفان ما يكتبانه
وأما سؤال الملكين فظاهر الحديث الصحيح أنه بالعربي لأن فيه أنهما يقولان له ما علمك بهذا الرجل إلى آخر الحديث ويحتمل مع ذلك أن يكون خطاب كل أحد بلسانه وأما الأطفال من المسلمين فلا حساب عليهم وأما أطفال المشركين فالخلاف فيهم مشهور فمن يقول أن حكمهم حكم أطفال المسلمين فقضيته أنه يلحقهم بهم في ذلك ومن يقول بخلاف ذلك فقضيته أن يقول إن عليهم الحساب وورد في حديث قوي أن من لم تبلغه الدعوة ونحوه يمتحن في العرض والأولى في مثل هذه الأمور التوقف حتى يوجد ما يجب الرجوع إليه وفي الاهتمام بفروض العيان شغل شاغل عن ذلك
وسئل عن قوله في الحديث ( من ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه ) // صحيح // (1/122)
ما معنى خير منه لو ذكر بحضرته فأجاب أما معنى الخير في الحديث فتفضيل الجمع الذي يذكر الله سبحانه وتعالى عبده فيهم على الجمع الذي يذكر العبد ربه فيهم أي جمع كان ولا حجة فيه لمن فضل الملائكة على الأنبياء والمرسلين لأنه ليس المراد والله أعلم تفضيل الملأ الأعلى بل تفضيل الملأ والمذكور على الملأ وبالذاكر وحبيبه فالأفضلية للجموع على المجموع فبهذا يزول الإشكال فلا يلزم منه ما يحيله المستدل به على تفضيل غير الأنبياء على الأنبياء والحديث المذكور صحيح
وسئل عن صيام يوم عرفة إذا صادف أن يكون يوم جمعة هل يكره أم لا
فأجاب لا يكره بل هو باق على استحبابه وذلك أن النهي عن صوم يوم الجمعة محمول على الكراهة لا على التحريم والأمر بصوم يوم عرفة محمول على الاستحباب المؤكد وقد أباح لمن اعتاد صوما قبل رمضان أن يصوم يوم الشك مع أن النهي عن صوم يوم الشك عندنا نهي تحريم فلا استحباب في صيام تلك الأيام بخصوصها فإذا أبيح لمن اعتاد صيام يوم الشك أن يصومه مع أن النهي عن صومه للتحريم فلأن يباح صيام يوم عرفة لمن اعتاده ولو وافق يوم الجمعة والحال أن النهي عنه للكراهة من باب أولى ويؤيده أيضا قوله ( وأفضل الصيام صيام داود كان يصوم يوما ويفطر يوما ) // حديث حسن صحيح // فإنه يستلزم صيام يوم الجمعة من غير صوم يوم قبله أو صوم يوم بعده في جميع نصف السنة فليتأمل ثم بعد ذلك رأيت في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة ( لا تخصوا ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي ولا تخصوا يوم الجمعة بصيام من بين الأيام إلا أن يكون في صوم يصومه أحدكم ) فهذا الاستثناء موافق لما قلته بحثا
وسئل عن قوله للصحابة لما صلوا خلفه بالليل ( ما زال بكم صنيعكم حتى خشيت أن يفرض عليكم ) مع قوله في حديث الإسراء حكاية عن الله (1/123)
تعالى ( هي خمس وهن خمسون لا يبدل القول لدي ) وتقرير السؤال أن ظاهر الخبر الثاني يعطي أنه لا يزاد على الخمس شيء وظاهر الأول يعطي أنه يزاد فأجاب بقوله أولا فدفع السؤال بأنه لا حصر في الخبر الثاني فلا مانع من الزيادة وثانيا على تقرير التسليم أن المراد بالمفترض هو خصوصية القيام في المسجد جماعة لا زيادة صلاة معينة
وسئل عن رجل يعتاد دخول الحمام في يوم الأربعاء ويحافظ عليه فقيل له في ذلك فقال بلغني أن من واظب عليه يحصل له كيت وكيت وذكر أشياء من غني وحج فهل لذلك أصل أم لا فإذ وجد فما حكمه
فأجاب ليس في المواظبة على الحمام أصل في السنة فالذي يذكره بعض الناس أن يحصل له الغني وما اشبهه باطل لا أصل له في حديث ولا أثر ورأيت في تاريخ الجزري أن مؤيد الدين بن العلقمي سأل عن ذلك في مجلس الوزارة وكان بحضرة رؤساء الطوائف فلم يجد علم ذلك إلا عند رأس اليهود وكنت أظن أن الذي قال ذلك بعض الملحدين ليثبط المسلمين المكلفين عن غسل الجمعة إلى أن رأيت هذه الحكاية فقوي ظني وأن ذلك من دسائس اليهود لأن النفوس تميل غالبا إلى الغنى ولو كان بنوع تكلف ومن واظب على دخول الحمام يوم الأربعاء استغنى لتنظفه عن الدخول يوم الجمعة فيفوت الأخبار الصحيحة من غسل يوم الجمعة وهذا مما يحرض عليه أعداء الدين كثيرا فكأنهم دسوا ذلك بين المسلمين لهذا القصد
وسئل عن الحكم في كون النبي كان خاتمه في يساره مع أنه كان يحب التيمن في شأنه كله فأجاب بأن الخاتم يتخذ بمعنيين أحدهما للزينة وثانيهما لختم الكتاب وكان سبب اتخاذ النبي هذا الخاتم للمعنى الثاني وإذا تقرر هذا فلو وضعه في يده اليمنى مع احتياجه إلى نزعه للختم ورفضه لكان تناوله إياه باليسرى ليعتاد له أبدا بيده اليمنى كما عرف من شأنه ومن هنا كان إذا دخل الخلاء نزع خاتمه كما صححه الترمذي وغيره من حديث (1/124)
أنس // حسن غريب // لأن اليد اليسرى آلة الاستنجاء فكان نزعه توقرا لاسم الله واسمه هو في حال نزعه ووضعه ولبسه إنما يعطي ذلك اليمين كشأنه كله والله أعلم
وسئل عن حديث معترك المنايا ما بين الستين إلى السبعين ومن خرجه بهذا اللفظ فإن الكلام عليه معلوم
فأجاب أخرجه أبو يعلى الموصلي في مسنده قال ثنا إسحاق بن موسى بن عبد الله الأنصاري ثنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك عن إبراهيم بن الفضل بن سليمان عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال قال رسول الله ( معترك المنايا ما بين الستين والسبعين ) ورواته رواة الصحيح إلا إبراهيم بن الفضل فهو ضعيف
وقد أخرج أحمد من طريق محمد بن عجلان عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال قال رسول الله ( من أتت عليه ستون سنة فقد أعذره الله في العمر ) وعلق البخاري طريق ابن عجلان هذه وأخرج الحديث موصولا من طريق معن بن محمد الغفاري عن سعيد هو المقبري عن أبي هريرة عن النبي قال ( أعذر الله إلى امرئ أخر أجله حتى بلغه ستين سنة ) وأخرجه أبو بكر بن مردويه في التفسير من طريق أبي معشر عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال قال رسول الله ( من عمر ستين سنة أو سبعين سنة فقد أعذر الله إليه في العمر ) وأبو معشر فيه ضعيف وأخرج الترمذي من وجه آخر عن أبي هريرة قال قال رسول الله ( أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين وأقلهم من يجوز ذلك ) // حسن غريب // وسنده حسن وسئل فيما يقال عن سعيد بن جبير عن النبي أنه قال ( سيظهر عليكم من أرض الهند شجرة يقال لها شاة من أكلها (1/125)
فقد برئ من آدم ومن برئ من آدم فقد برئ مني ومن برئ مني فقد برئ من الله عز و جل ومن برئ منه دخل النار ألا وهي الغبيرة من أكلها فقد أغبر دينه وقل يقينه واتسع بطنه وتبلد ذهنه فعليه من الله الخزي واللعنة ) وفيما يقال عنه ( الغبيرة اشد من الخمر بألف مرة لأن من شرب الخمر كان مذنبا ومن أكل الغبيرة كان كافرا آكل الغبيرة لا إسلام له ولا دين له ولا صلاة له ولا حج له ولا جهاد له وهو ملعون في التوراة والإنجيل والزبور والفرقان قال تعالى ( إنما الخمر والميسر ) وقال ابن عباس الخمر هو الخمر والميسر هو الغبيرة يعني الحشيش قال تعالى ( وحرم عليكم الخبائث ) يعني الخمر والميسر والخنزير والدم والميتة والغبيرة هذه من تفسير النسفي وفيما يقال أنه جيء برجل مغشيا عليه ملفوفا في خبأه إلى النبي فرش عليه ماء فأفاق من غشيته فقال له ( ما الذي أصابك ) قال يا رسول الله وجدت شجرة تتمايل من عند ريح فأكريت منها فصرت كما ترى فقال ( ألا وهي خمرة العجم تقطع الرزق وتحبس الكيل وتنسي الشهادة آكل الغبيرة لا تصافحوه ) فأجاب بما نقلته من خطه ليس في هذه الأخبار شيء ثابت بل كلها كذب مختلق على الله عز و جل وعلى رسول الله وعلى من ذكر من أصحابه رضوان الله عليهم وعلى من ذكر من العلماء وما أظن أقدم على هذه إلا من أراد الكذب المحض ومن ليست له أدنى مسكة من الدين ولا العقل وحكاية هذه الأخبار عند من له ممارسة بالعلم أوضح من أن يحتاج إلى استدلال على أنها موضوعة وأن من افتراها بلغ الغاية في الجهل والغبيراء فسرها أهل العلم باللغة وغريب الحديث أنها ضرب من الشراب تتخذه الحبشة من الذرة قال ثعلب هي خمر تعمل مثل الخمر وقال ابن الأثير تكرر ذكرها في الحديث وأما تفسير الغبيرة بالحشيش فلا يعرف في كلام أحد من أهل العلم وكذلك تفسير الميسر بالحشيش من أبطل الباطل وإنما فسره العلماء بالقمار قاله ابن عمر وابن مسعود وعلي وابن عباس وأبو موسى الأشعري وعائشة وغيرهم من الصحابة ومن التابعين مجاهد وعطاء وطاووس وسعيد بن جبير والحسن البصري ومحمد بن سيرين وقتادة وغيرهم (1/126)
ومنهم من خصه بالقمار بالكعاب ومنهم من خصه بالقمار بالشطرنج ومنهم من خصه بالنرد ومنهم من خصه بالضرب بالقداح وجعل بعضهم الربى من الميسر وقال القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق كل شيء ألهى عن ذكر الله وعن الصلاة فهو ميسر
والأول هو المشهور والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب قاله وكتبه أحمد بن علي بن حجر الشافعي عفا الله تعالى عنه ومن خطه نقلت
عن البكاء على الأموات وأمور برزخية
وسئل عن حكم بكاء الوالدين على ولدهما أحرام أم مكروه وهل يتألم الميت لذلك صغيرا كان أو كبيرا وهل يباح للولد البكاء على أبويه بعد دفنهما أم لا وهل يحرم الثواب إذا بكى عليهما من غير ندب ولا نياحة وهل بيت الحمد يبنى في الجنة بكى ام لم يبك او للصابر خاصة وكذا إذا مات له ولدا أو أكثر هل يكن ذلك سترا له من النار مع الصبر أم مطلقا صبر أو لم يصبر وهل أرواح أطفال المسلمين مقيمة على فناء فيه القبر أم عند البيت المعمور وحول إبراهيم الخليل أم كيف الحال وهل ثبت أن إبراهيم الخليل يقرئهم القرآن أم لا وهل ثبت أن أطفال المسلمين لا يدخلون الجنة إلا آبائهم وأمهاتهم أم لا وهل أولاد المسلمين تسعى في المحشر بإبطال من ذهب أو فضة يسقون آباءهم وأمهاتهم وهل روح الميت تسمع وترى في الدنيا وهل لها عين وسمع كما قال أصحاب الهيئة وهل إذا أهديت للميت هدية من صلاة أو صدقة أو قراءة وغير ذلك من أنواع الخير يعلم بذلك ويكتب ثوابه في صحيفة وهل للميت صحيفة مفتوحة يكتب فيها الأعمال وهل على الميت وحشة في قبره أم الوحشة على الروح خاصة أم عليهما وهل يوسع في قبره ويضيق عليه بحسب عمله وهل ضمة القبر لكل ميت صغيرا كان أو كبيرا وهل تسأل الأطفال أم لا وإذا سئلوا فماذا يقول لهم منكر ونكير من الكلام ولغيرهم من البالغين وهل يأت الميت ملك يقال له رومان يقعده يلقنه حجته إلى أن يأتي منكر ونكير وهل تلبس الميت الروح في (1/127)
جميع بدنه أم لا
فأجاب لا يكره بكاء الوالد على ولده ولا الولد على والديه لا بعد الدفن ولا قبل إذا لم يكن مع البكاء قدر زائد من نياحة أو لطم خد أو شق جيب أو النطق بما لا ينبغي النطق به والراجح من الأقوال أن أرواح المؤمنين مقيمة حيث شاء الله ولها اتصال بقبورها بحيث ينال الجسد التنعيم الذي تتبعه الروح وذلك الاتصال لا يدرك بالوصف إذ لا شبيه له بالاتصالات الدنيوية وأما أطفال المسلمين فثبت في الصحيح في المنام الطويل أنهم حول إبراهيم الخليل يكفلهم عليه السلام
ولم أر في شيء من طريقة أنه يقرئهم القرآن ولا يلزم من بكاء العين وحزن القلب إلا جرما لم يضف إلى محض البكاء شيئا آخر وإذا صبر صاحب المصيبة بالولد قال الله لملائكته ابنوا له بيت الحمد وذلك إذا حمد ربه وعلم أنه لا يصيبه إلا ما كتب له ولو فاضت عيناه وتوجع قلبه والأخبار الواردة في فضل من مات له ولدان أو ثلاثة يشمل من صبر واحتسب لا من جزع وتضجر وورد في الأطفال ما ذكر في السؤال ومجموع الأخبار يقتضي اختصاص ذلك ممن قدر الله سبحانه وتعالى بحياته وروح الميت تسمع وترى ولا يلزم من ذلك مساواتها للحي الكائن في الدنيا بل يحقق الله سبحانه وتعالى لها الإدراك بحيث تسمع وترى وتحس الألم والتنعم وثواب الصدقة والدعاء يصل إلى الميت وأما ثواب الصلاة عنه والصيام فلا نعم ثبت مشروعية الصيام عن الذي كان يجب على الميت قضاؤه وهو حي إذا صام عنه وليه بنفسه أو بأمره أو من تبرع بالأجر كما في مسألة الحج وأما القراءة ففيها خلاف شهير وقد استقر العمل في الأمصار كلها على القراءة على الميت فلا توقف أن في ذلك بركة تحصل للميت وقد ثبت في صحيح مسلم ( إن الميت ينقطع عمله إلا من ثلاثة ولد صالح يدعو له أو علم ينتفع به أو صدقة جارية الحديث
وفي السنن وصحيح ابن خزيمة إلا من سبع وكلها راجعة إلى ما كان له فيه تسبب ويوسع القبر على (1/128)
الميت بحسب عمله وكذا يضيق هذا أمري بما قيل وقد يقضي الله بخلافه عفوا وتجاوزا وانتقاما لا يسأل عما يفعل وصح أن القبر يضم على كل ميت وأما السؤال فالذي يظهر اختصاصه بمن يكون له مكلفا والخبر الذي فيه رومان ورد من طريق لين والروح تدخل البدن بحيث تجلس فقط والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب
بعون الله تعالى قد تم نسخ هذا الجزء في صباح يوم الخميس المبارك الموافق أول شهر رمضان المعظم من سنة 1351ه 29 من شهر ديسمبر من سنة 1932 ميلادية على نفقة دار الكتب المصرية نقلا عن النسخة الخطية المحفوظة بها تحت نمرة 1559 حديث وكتبه راجي عفو المتين محمود عبد اللطيف فخر الدين النساخ بدار الكتب المصرية العامرة عفا الله عنه (1/129)