لقاء العشر الأواخر بالمسجد الحرام (80)
إجازة الشمني لأبي سعيد السلاوي وولده
للحافظ العالم أبي شاملٍ محمد بن محمد بن حسن الشمني التميمي الداري الإسكندراني المالكي
(821 هـ)
رحمه الله تعالى
دراسة وتحقيق
الحسين بن محمد الحدادي
دار البشائر الإسلامية
الطبعة الأولى
1426 هـ - 2005 م(/)
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول العبد الفقير إلى الله تعالى، المعترف بالعجز والقصور، المغترف من بحر غيه الحصور: محمد بن محمد بن الحسن بن علي الشمني التميمي الدارمي لطف الله تعالى به.
الحمد لله المتفضل بإجابة السؤال إذا توجه إليه، المتطول بإجازة السؤال لمن عول في القصد عليه، والصلاة على سيدنا محمد الذي أرسله إلى الناس بشيراً ونذيراً، وعلى آله وجميع أصحابه وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد:
فإن الفقيه الأجل العالم العامل الخطيب البليغ، الفاضل المتفنن سليل العلماء، وأوحد الفضلاء، أبا سعيد -ولد القاضي العدل الفقيه العالم العلم أبي محمد عبد الله بن أبي سعيد السلاوي شرح الله صدره لأنواره، ووالى عليه ورود معارفه وأسراره- سألني أن أجيزه، وأجيز ولده الذي ظهرت عليه أمارات السعادة، وتحققت لديه لوائح الإفادة، النجيب أبا عبد الله محمد، وصل الله بطلب العلم كلفه، وجعله خلفاً صالحاً يتبع(1/23)
سلفه، ما رويته من الكتب جميعاً، مجازاً كان أو مسموعاً، وأن أذكر أسانيدي فيها موصولة إلى مؤلفيها، ليهتدي عنه رواية ما يريد، إلى وجه إيصال سنده، وأن أثبت له ذلك بخطي ليكون مستنداً بيده.
فأجبته إلى ذلك رجاء ثواب الله الجزيل، وعوناً له على قصده الجميل، لما أخبرنا القاضي أبو عبد الله محمد بن محمد الثقفي القاياتي الشافعي بمصر قراءة عليه، وأنا أسمع بمصر، أخبرنا عبد الرحمن بن عبد الهادي، أخبرنا أحمد بن عبد الدائم، أخبرنا محمد بن علي بن صدقة الحراني، أخبرنا محمد بن الفضل الفراوي الفقيه، أخبرنا عبد الغافر بن محمد الفارسي، أخبرنا أبو أحمد الجلودي، أخبرنا إبراهيم بن سفيان، أخبرنا مسلم بن الحجاج، حدثنا يحيى بن يحيى التميمي، وأبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن العلاء الهمداني، واللفظ ليحيى، قال يحيى: أخبرنا، وقال الآخران حدثنا: أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من نفس عن مؤمنٍ كربةً من كرب الدنيا،(1/24)
نفس الله عنه كربةً من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسرٍ يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، ومن سلك طريقاً يلتمس فيه علماً، سهل الله له به طريقاً إلى الجنة، وما اجتمع قومٌ في بيتٍ من بيوت الله، يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده، ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه)). ورغبةً في الدخول في دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم .
أخبرنا عبد الوهاب بن محمد القروي، وعبد الله بن علي الباجي، قالا: أخبرنا عبد الرحمن ابن جماعة، أخبرنا جعفر بن(1/25)
أبي الحسن الهمداني، أخبرنا أبو طاهر السلفي، أخبرنا المبارك بن عبد الجبار، أخبرنا علي بن أحمد الفالي، أخبرنا أحمد بن خربان، أخبرنا أبو محمد بن خلاد، حدثنا عبد الله بن محمد بن زياد الشيباني، حدثنا عمر بن سرور، أخبرنا شعبة، عن عمر بن سليمان، عن عبد الرحمن بن أبان بن عثمان، عن أبيه، عن زيد بن ثابت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((نضر الله امرءاً سمع منا حديثاً فبلغه غيره، فرب حامل فقهٍ غير فقيهٍ، ورب حامل فقهٍ إلى من هو أفقه منه، ثلاثٌ لا يغل عليهن قلب مسلمٍ: إخلاص العمل لله، ومناصحة أولي الأمر، ولزوم الجماعة، فإن دعوتهم تحيط من ورائهم)).(1/26)
أخبرنا أبو المعالي عبد الله بن عمر الحلاوي، أخبرنا أحمد بن محمد بن عمر الحلبي، أخبرنا عبد العزيز بن عبد المنعم الحراني، أخبرنا أبو علي ضياء بن الخريف، أخبرنا القاضي أبو بكر بن عبد الباقي الأنصاري، أخبرنا أبو بكر بن علي الخطيب، أخبرنا علي بن أبي علي البصري، حدثنا أبو القاسم عبيد الله بن الحسين بن جعفر بن أبي موسى(1/27)
القاضي الموصلي، حدثنا سعيد بن الجليل، حدثنا عبد السلام بن عبيد، حدثنا ابن أبي فديك، عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سمعت علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول:
خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((اللهم ارحم خلفائي))، قال: قلنا: يا رسول الله، ومن خلفاؤك، قال: ((الذين يأتون من بعدي يروون أحاديثي وسنتي ويعلمونها الناس)).
والله أسأل أن لا يجعل ما علمنا من العلم علينا وبالاً، ويجعله خالصاً لوجهه تبارك وتعالى.(1/28)
فمن مروياتي في القراءات
كتاب التيسير لأبي عمرو الداني:
أخبرنا به الشيخ الفقيه المحدث المقرئ أبو محمد عبد الوهاب بن محمد بن عبد الرحمن القروي الإسكندراني بقراءتي عليه بها، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد النصير بن علي بن الشواء الأنصاري المقرئ، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن منصور بن علي بن منصور اللخمي المكين الأسمر، أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن ابن عبد المجيد بن إسماعيل الصفراوي،(1/29)
أخبرنا أبو يحيى اليسع بن أبي الأصبغ عيسى بن حزم الغافقي، أخبرنا أبي، أخبرنا أبو داود سليمان بن نجاح، أخبرنا أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني، قال اليسع، وأخبرنا الخولاني إجازة عن الداني.
حرز الأماني ووجه التهاني، للإمام أبي القاسم الشاطبي:
أخبرنا به الشيخ الصالح القدوة، أبو عبد الله محمد بن محمد بن الحسن بن الجواشني الشاذلي قراءة عليه وأنا أسمع بالقاهرة، أخبرنا القاضي أبو عبد الله محمد بن إبراهيم ابن سعد الله ابن جماعة الكناني الشافعي، أخبرنا أبو الفضل هبة الله بن محمد بن عبد الوارث ابن الأزرق الأنصاري، أخبرنا الإمام أبو القاسم الشاطبي.
وأخبرنا به أيضاً الشيخ المقرئ أبو الفتح محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد العسقلاني إمام جامع ابن طولون سماعاً عليه، أخبرنا الأستاذ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الخالق الصائغ قراءةً عليه من حفظي، أخبرنا الشيخ أبو الحسن علي بن شجاع بن سالم العباسي الضرير قراءةً عليه من حفظي، أخبرنا الناظم أبو القاسم قراءة عليه وأنا أسمع غير مرة.(1/30)
كتاب الإقناع لابن البادش، ويقال: البيدش:
أخبرنا به الشيخ المسند أبو العباس أحمد بن الحسن بن محمد بن محمد بن زكريا بن يحيى السويداوي بقراءتي عليه بالقاهرة، أخبرنا الأستاذ أبو حيان محمد بن يوسف بن علي النفزي النحوي قراءة عليه وأنا أسمع، أخبرنا الأستاذ أبو جعفر أحمد بن إبراهيم بن الزبير الثقفي، أخبرنا أبو الوليد إسماعيل بن يحيى الأزدي سماعاً عليه، أخبرنا الخطيب أبو جعفر أحمد بن علي بن البادش.
كتاب الهداية للمهدوي:
أخبرنا بها الشيخ أبو العباس أحمد بن الحسن السويداوي قراءة عليه وأنا أسمع، أخبرنا الأستاذ أبو حيان محمد بن يوسف، أخبرنا القاضي أبو علي الحسن بن عبد العزيز بن محمد بن أبي الأحوص القرشي، أخبرنا الحافظ أبو عمران موسى بن عبد الرحمن بن يحيى السخان، أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد الخثعمي السهيلي، أخبرنا(1/31)
الأديب أبو عبد الله محمد بن سليمان بن أحمد النفزي، أخبرنا خالي أبو محمد غانم بن وليد بن عمر المخزومي، أخبرنا أبو العباس أحمد بن عمار أبي العباس المهدوي.
الدرر اللوامع في قراءة الإمام نافع أبي الحسن بن بري:
أخبرنا به: أبو عبد الله محمد بن محمد بن أحمد بن قاسم بن محمد بن يوسف الماغوسي السلاوي الشيخ الصالح بقراءتي عليه بالإسكندرية، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن شعيب بن عبد الواحد بن الحجاج المجاصي بقراءتي عليه بتازة، أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن بري.(1/32)
ومن مروياتي من كتب الحديث
كتاب الشمائل للترمذي:
أخبرنا به أبو العباس أحمد بن الحسن السويداوي بقراءتي عليه، أخبرنا أبو بكر عبد المؤمن ابن أبي طالب عبد الرحمن بن محمد بن العجمي، وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن خالد الفارقي المقري، قال ابن العجمي: أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن عبد القاهر ابن النصيبني، وقال الفارقي، أخبرنا أبو المظفر عبد الملك بن عبد الله بن عبد الرحمن بن العجمي، قالا: أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب ابن الفضل بن عبد المطلب الهاشمي، أخبرنا أبو حفص عمر بن علي بن أبي الحسن الأديب الكرابيسي، وأبو علي الحسن بن بشير بن عبد الله بن النقاش، وأبو شجاع عمر بن أبي محمد عبد الله البسطامي، وأبو الفتح عبد الرشيد بن النعمان الولوالجي، قالوا: أخبرنا أبو القاسم أحمد بن محمد بن محمد البلخي الدهقان، أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد الخزاعي، أخبرنا أبو سعيد الهيثم بن كليب، أخبرنا أبو عيسى محمد بن عيسى الترمذي.(1/33)
كتاب الشفا للقاضي عياض:
أخبرنا به الشيخ الأصيل الصالح الناصح القدوة أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد الماغوسي بقراءتي عليه بالإسكندرية، أخبرنا أبو عبد الله الزبير بن علي بن سيد الكل الأسواني المقرئ، سماعاً عليه بطيبة إلا يسيراً فإجازةً، أخبرنا أبو الحسين يحيى بن أحمد بن محمد بن تامتيت قراءة عليه وأنا أسمع، أنبأنا أبو الحسين يحيى بن محمد بن الصائغ، أنبأنا القاضي عياض.
كتاب الموطأ رواية يحيى الليثي:
أخبرنا به الشيخ أبو محمد عبد الوهاب بن محمد القروي الإسكندري بقراءتي عليها بها، وعبد الله بن أبي بكر بن محمد الدماميني سماعاً قالا: أخبرنا الخطيب أبو الحسين يحيى بن محمد بن الحسين بن عبد السلام التميمي، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن أبي الفضل السلمي المرسي، أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن علي الحجري، أخبرنا أبو القاسم أحمد بن محمد بن أحمد بن مخلد بن بقي، وأبو جعفر أحمد بن عبد الرحمن بن محمد البطروجي، وأبو الحسن يونس بن عبد الله بن محمد بن مغيث، قالوا: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن فرج، أخبرنا القاضي أبو الوليد يونس بن مغيث،(1/34)
أخبرنا أبو عيسى يحيى بن عبد الله، حدثنا عم أبي عبيد الله بن يحيى أبو مروان، حدثنا أبي يحيى بن يحيى الليثي.
وأخبرنا به أيضاً الفقيه العدل أبو عبد الله محمد بن محمد بن عبد الوهاب بن يفتح الله القرشي الإسكندراني سماعاً من لفظه، وأبو عبد الله محمد بن محمد الماغوسي الشيخ الصالح بقراءتي عليه، قالا: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن جابر القيسي، أخبرنا محمد بن هارون الطائي، أخبرنا القاضي أبو العباس أحمد بن يزيد ابن بقي، أخبرنا محمد بن عبد الحق الخزرجي، أخبرنا محمد بن فرج.
وأخبرنا به عبد الوهاب بن محمد القروي، أخبرنا أبو الحسين بن عبد السلام، أخبرنا ابن أبي الفضل السلمي، أخبرنا عبد المنعم بن محمد بن عبد الرحيم، أخبرنا جدي عبد الرحيم، أخبرنا أبو علي الغساني، وأبو داود قالا: أخبرنا أبو عمر بن عبد البر، أخبرنا أبو عثمان سعيد بن نصر، حدثنا: أبو محمد قاسم بن أصبغ البياني، وأبو الحزم وهب بن مسرة، قالا: حدثنا محمد بن وضاح، حدثنا يحيى.(1/35)
وقد شك يحيى هل سمع ((باب: خروج المعتكف إلى العيد))، و((باب: قضاء الاعتكاف))، و((باب: النكاح في الاعتكاف)) من مالك أم لا. فرواها عن زياد عن مالك.
صحيح الإمام أبي عبد الله البخاري:
أخبرنا به الشيخ الفقيه الأصيل العدل أبو محمد عبد الرحيم بن عبد الوهاب بن عبد الكريم بن الحسين بن رزين العامري الشافعي، سماعاً عليه بالقاهرة، أخبرنا أحمد بن أبي طالب ابن نعمة الحجار، ووزيرة بنت عمر بن أسعد بن المنجا التنوخية سماعاً عليهما. قالا: أخبرنا أبو عبد الحسين بن المبارك بن محمد الزبيدي، أخبرنا: أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب السجزي، أخبرنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المظفر الداودي، أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حموية السرخسي، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يوسف بن مطر الفربري، حدثنا(1/36)
أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، قلت: وهذا إسناد متصل بالسماع عال لا يوجد اليوم أعلى منه، وقد ساويت فيه الشيوخ والحمد لله.
وأخبرنا به الحافظ أمير المؤمنين في الحديث أبو الفضل عبد الرحيم بن الحسين ابن العراقي قراءةً عليه وأنا أسمع، أخبرنا القاضي الحافظ أبو الحسن علي بن عثمان بن مصطفى ابن التركماني الحنفي، أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن هارون الثعلبي القاري، أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن المبارك الزبيدي.
ح، وأخبرنا به أيضاً الشيخ أبو العباس أحمد بن الحسن السويداوي سماعاً، أخبرنا أبو بكر بن قاسم بن أبي بكر الرحبي، أخبرنا الحافظ أبو الحسين علي بن محمد اليونيني، أخبرنا أبو الحسين بن المبارك الزبيدي.
ح، وأخبرنا به أيضاً الحافظ أبو الفضل عبد الرحيم ابن العراقي، أخبرنا أبو علي عبد الرحيم بن عبد الله بن يوسف الأنصاري، أخبرنا أحمد بن علي بن يوسف الدمشقي، وعثمان بن عبد الرحمن بن رشيق الربعي، وإسماعيل بن عبد القوي ابن أبي العز سماعاً عليهم خلا من:(1/37)
((باب: المسافر إذا جد به السير، تعجل إلى أهله))، في أواخر كتاب الحج، إلى أول كتاب الصيام، وخلا من ((باب: ما يجوز من الشروط في المكاتب))، إلى ((باب: الشروط في الجهاد))، وخلا من ((باب: غزو المرأة في البحر))، إلى ((باب: دعاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام))، فإجازةً منهم.
قالوا: أخبرنا هبة الله بن علي بن مسعود البوصيري، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن بركات السعدي، أخبرتنا كريمة بنت أحمد المروزية، أخبرنا أبو الهيثم محمد بن مكي الكشميهني، أخبرنا أبو عبد الله الفربري.
صحيح الإمام أبي الحسين مسلم:
أخبرنا به: الشيخ المقرئ أبو عبد الله محمد بن محمد بن عمر الأنصاري البلبيسي، وأبو عبد الله محمد بن ياسين بن محمد الجزولي قراءة عليهما وأنا أسمع بمصر، قالا: أخبرنا الشريف أبو الفتح محمد بن(1/38)
موسى بن علي بن أبي طالب الموسوي، أخبرنا أبو عمرو عثمان بن عبد الرحمن ابن الصلاح الفقيه الحافظ، وأبو عبد الله محمد بن حميد بن مسلم بن الكميت الحراني، وأبو علي الحسن بن محمد البكري الحافظ في آخرين.
قالوا: أخبرنا أبو الحسن المؤيد بن محمد بن علي المقرئ الطوسي، أخبرنا فقيه الحرم أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي، أخبرنا أبو الحسين عبد الغافر بن محمد بن عبد الغافر الفارسي، أخبرنا أبو أحمد محمد بن عيسى الجلودي، أخبرنا إبراهيم بن محمد بن سفيان الفقيه المروزي، حدثنا أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري.
ح، وقال الموسوي أيضاً، أخبرنا العلامة أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الصمد السخاوي، أخبرنا الإمام أبو القاسم بن فيره الشاطبي، أخبرنا أبو الحسن بن هذيل، أخبرنا أبو داود سليمان بن نجاح، أخبرنا أبو العباس أحمد بن عمر بن أنس العذري، أخبرنا أبو العباس أحمد بن الحسن بن بندار الرازي، أخبرنا أبو أحمد محمد بن عيسى بن عمرويه الجلودي، أخبرنا إبراهيم بن محمد بن محمد بن سفيان، حدثنا أبو الحسين مسلم.
وقال أيضاً محمد البلبيسي، ومحمد بن ياسين: أخبرنا به أبو عبد الله(1/39)
محمد بن عبد الحميد ابن عبد الله القرشي، أخبرنا أبو الفضل أحمد بن محمد بن عبد العزيز ابن الجباب السعدي التميمي، أخبرنا الشريف أبو المفاخر سعيد بن الحسين بن محمد المأموني، أخبرنا فقيه الحرم محمد بن الفضل الفراوي.
ح، وأخبرنا به أيضاً أبو عبد الله محمد بن محمد بن أسعد الثقفي القاياتي القاضي بمصر، أخبرنا أبو الفرج عبد الرحمن بن محمد بن عبد الحميد بن عبد الهادي المقدسي، أخبرنا أبو العباس أحمد بن عبد الدائم ابن نعمة، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد بن الحسن بن صدقة الحراني، أخبرنا فقيه الحرم أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي بسنده.
كتاب السنن لأبي داود:
أخبرنا به: الحافظ أبو عبد الله محمد بن خليل بن محمد المنصفي الفقيه الحنبلي بقراءتي عليه بالقاهرة، أخبرنا أبو حفص عمر بن حسن بن مزيد بن أميلة بقراءتي عليه، أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد ابن البخاري، أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن معمر بن(1/40)
طبرزد، أنا بالجزء الأول والثاني، والخامس والسادس والثامن والثاني عشر والرابع عشر، ومن قال السابع عشر إلى آخر الثاني، والعشرين، ومن أول الرابع والعشرين إلى آخر الثلاثين، والثاني والثلاثين، أبو البدر إبراهيم بن محمد بن منصور بن عمر الكرخي.
ومن أول الثاني إلى آخر الرابع، وبالسابع والتاسع، ومن أول العاشر إلى آخر الثالث عشر، والخامس عشر، والسادس عشر، والثالث والعشرون والحادي والثلاثين أبو الفتح مفلح بن أحمد بن محمد الدومي الوراق، قالا:
أخبرنا الحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت ابن الخطيب البغدادي، أخبرنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي، أخبرنا أبو علي محمد بن أحمد بن عمر اللؤلؤي، حدثنا أبو داود، وأنشدني الحافظ أبو الفضل عبد الرحيم بن الحسين ابن العراقي لنفسه في بيان ما سمعه ابن طبرزد من سنن أبي داود على الكرخي، والمروي ملفقاً:
وقد حصل التلفيق لابن طبرزد ... بحمل أبي داود فاضبطه بالشعر
فعن مفلح ثان وتلواه سابع ... وتاسعه والأربع التلوي في الأثر
وخامس عشر ثم تلو وثالث ... وعشرون مع حادي ثلاثين في الحصر(1/41)
وباقيه والثاني وثاني عشره ... جميع عن الكرخي أعني أبا البدري
وتجزئة الأجزاء غير خفيةٍ ... وذاك بأجزاء الخطيب أبي بكر
كتاب الجامع مع ما في آخره من العلل، لأبي عيسى الترمذي:
أخبرنا به: الإمام الحافظ أبو الفضل عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن بن أبي بكر ابن العراقي، والحافظ المتقن أبو الحسن علي بن أبي بكر بن سليمان بن أبي بكر الهيثمي قراءةً عليهما وأنا أسمع، قالا: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن هبة الله ابن البوري القرشي، أخبرنا محمد بن عبد الخالق بن طرخان الأموي، أخبرنا علي بن نصر بن المبارك ابن البنا، أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي، أخبرنا القاضي أبو عامر محمود بن محمد الأزدي، وأبو بكر أحمد بن عبد الصمد بن أبي الفضل الغورجي، قالا: أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد الجراحي، أخبرنا أبو العباس محمد بن أحمد بن محبوب، أخبرنا أبو عيسى محمد بن عيسى الترمذي.(1/42)
كتاب السنن لابن ماجه:
أخبرنا به: أبو العباس أحمد بن عمر بن علي الجوهري بقراءتي عليه بالقاهرة، أخبرنا الحافظ أبو الحجاج يوسف بن عبد الرحمن المزي، وداود بن إبراهيم بن داود ابن العطار، ومحمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن الخباز، قالوا: أخبرنا إسماعيل بن جوسلين الحنبلي البعلبكي، أخبرنا عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة الفقيه الحنبلي، أخبرنا أبو زرعة طاهر بن محمد بن طاهر، أخبرنا أبو منصور محمد بن الحسين المقومي القزويني، أخبرنا أبو طلحة القاسم ابن أبي المنذر الخطيب، حدثنا أبو الحسن علي بن إبراهيم القطان، حدثنا أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجه.
كتاب صحيح ابن حبان المسمى بالتقاسيم والأنواع:
أخبرنا به: الشيخ المقرئ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي بن عبد الرحمن الرفا الشافعي قراءة عليه لبعضه وسماعاً لباقيه، أخبرنا القاضي أبو عمر عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم بن جماعة الكناني الشافعي، أخبرنا الرضي إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الطبري المكي، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أبي الفضل السلمي المرسي، أخبرنا أبو روح عبد المعز بن محمد بن أبي الفضل البزاز الهروي خلا شيئاً يسيراً من أول(1/43)
القسم الثالث من أقسام السنن، وهو قوله: ((إخبار المصطفى عما احتيج إلى معرفتها)) إلى أنباء النوع العاشر من هذا القسم، عند قوله: ((ذكر الإخبار عن تمام حج الواقف بعرفة ليلاً أو نهاراً))، فإجازةً إن لم يكن سماعاً، أخبرنا أبو القاسم تميم بن أبي سعيد الجرجاني، أخبرنا الحاكم أبو الحسن علي بن محمد البحاثي، أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن هارون الزوزني، أخبرنا الإمام أبو حاتم بن حبان، والمسموع من هذا الكتاب لنا ولشيوخنا إنما هو الحديث المسند دون الكلام عليه.
كتاب الجمعة للنسائي:
أخبرنا به: الشيخ أبو العباس أحمد بن الحسن السويداوي بقراءتي عليه، أخبرنا أبو العباس أحمد بن أبي بكر ابن صلى الزبيدي، أخبرنا أحمد بن علي بن يوسف الدمشقي، أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن علي بن مسعود البوصيري، أخبرنا أبو صادق مرشد بن يحيى بن القاسم المديني، أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن محمد بن الصفال النيسابوري، أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبد الله بن زكريا بن حيوية النيسابوري، حدثنا أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي قراءة علينا من كتابه سنة أربع وتسعين ومائتين.(1/44)
كتاب الوعد والإنجاز في العجالة المستخرجة للطالب المجتاز، لابن الطيلسان:
أخبرنا به: أبو العباس أحمد بن الحسن السويداوي بقراءتي عليه، أخبرنا أبو محمد عبد العزيز بن عبد الرحمن بن عبد الواحد بن أبي زكنون الهنتاتي التونسي، أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن هارون الطائي، أخبرنا القاضي أبو القاسم القاسم بن محمد بن محمد الطيلسان.
فوائد أبي بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي المعروفة بالغيلانيات:
أخبرنا به: الشيخ الفقيه الزاهد الحافظ أبو عبد الله محمد بن خليل بن محمد المنصفي الدمشقي بقراءتي عليه، أخبرنا الشيخ أبو العباس أحمد بن محمد بن محمود بن الزقاق، أخبرنا الشيخ الفقيه أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد ابن البخاري، أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن معمر بن طبرزد، أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين الشيباني، أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان البزاز، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي.(1/45)
الفوائد المعروفة بالثقفيات وهي عشرة أجزاء:
أخبرنا بها: الشيخ الفقيه العالم أبو الثناء محمود بن علي بن هلال العجلوني الشافعي بقراءتي عليه بالإسكندرية، أخبرتنا زينب بنت أحمد بن عمر بن أبي بكر بن شكر المقدسية، أخبرنا أبو الفضل جعفر بن أبي الحسن الهمذاني، أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم السلفي الحافظ، أخبرنا الرئيس أبو عبد الله الثقفي.
كتاب الأربعين البلدانية، للسلفي.
أخبرنا أبو محمد عبد الوهاب بن محمد القروي سماعاً، أخبرنا(1/46)
أبو القاسم عبد الرحمن بن مخلوف ابن جماعة الربعي، وأبو العباس أحمد بن عبد الله بن محمد بن منصور بن فتوح التجيبي المعدل، قالا: أخبرنا أبو الفضل جعفر بن أبي الحسن الهمذاني، أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي.
كتاب الأربعين حديثاً، لمحمد بن أسلم:
أخبرنا به: أبو محمد عبد الوهاب بن محمد القروي بقراءتي عليه، أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن مخلوف بن جماعة الربعي سماعاً، أخبرنا أبو الفضل جعفر بن أبي الحسن الهمذاني، أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي الأصبهاني، أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن بن أحمد الكرخي، أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر بن بكير بن النجار المقرئ، أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى النيسابوري المزكي، حدثنا أبو عبد الله محمد بن وكيع بن دواس بن الشرقي الطوسي، حدثنا محمد بن أسلم الطوسي.(1/47)
كتاب الأربعين السباعية المخرجة على الشرائط المرعية، للحافظ أبي الحسن بن المفضل المقدسي:
أخبرنا به: الشيخ أبو عبد الله محمد بن علي الهزبر الموقت بقراءتي عليه، أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن منصور بن فتوح التجيبي سماعاً، أخبرنا أبو علي حسن بن عثمان التميمي القابسي، أخبرنا أبو الحسن علي بن المفضل المقدسي.
كتاب الأربعين العشارية، التي أملاها الحافظ أبو الفضل ابن العراقي بطيبة المكرمة:
أخبرنا بها: ممليها الإمام الحافظ أبو الفضل عبد الرحيم بن الحسين بن العراقي قراءةً عليه وأنا أسمع بالقاهرة.(1/48)
ومن مروياتي في علوم الحديث
كتاب علوم الحديث لابن الصلاح:
أخبرنا به: الشيخ الصالح أبو المعالي عبد الله بن عمر بن علي بن المبارك الحلاوي بقراءتي عليه بالقاهرة، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن خالد الفارقي المقرئ، أخبرنا القاضي أبو عبد الله محمد بن الحسين بن رزين الشافعي، أخبرنا الإمام أبو عمرو بن عثمان ابن الصلاح.
الألفية نظم كتاب ابن الصلاح، لأبي الفضل ابن العراقي:
قرأتها على ناظمها شيخنا الحافظ الإمام أبي الفضل عبد الرحيم بن الحسين ابن العراقي بحثاً، وسمعتها عليه غير مرة.
كتاب المحدث الفاصل بين الراوي والواعي، للقاضي ابن خلاد:
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن علي بن محمد بن خطاب(1/49)
الباجي قراءة عليه، وأنا أسمع بالقاهرة، أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن مخلوف ابن جماعة الربعي، أخبرنا أبو الفضل جعفر بن أبي الحسن الهمذاني، أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي، أخبرنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي، أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن علي الفالي، أخبرنا القاضي أبو عبد الله أحمد بن إسحاق بن خربان، أخبرنا القاضي أبو محمد الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد.
فهذا ما تيسر تعليقه مما سمعته من الكتب والأجزاء، ولم يتسع الوقت لكتب ما رويته على سبيل الاستقصاء.
وقد أجزت الفقيه العالم المفيد أبا سعيد بن أبي سعيد وولده النجيب أبا عبد الله محمد لا زال كل منهما بروح من الله مؤيداً، أن يرويا عني جميع ما ذكرته في هذا التعليق، إجازة معينة، وجميع ما تجوز لي روايته، مما لم أذكر فيه إجازة عامة على الشرط المعتبر، عند أئمة الأثر، والله تعالى يوفق كلا منا لما يرضيه، ويلهمه الصواب فيما يذره ويأتيه.
وكتب ذلك الليلة المسفرة صباحها عن الحادي والعشرين من شوال عام تسعة وثماني مائة، بثغر الإسكندرية، الفقير إلى الله محمد بن محمد بن حسن ابن علي أبو شامل التميمي الدارمي، لطف الله تعالى به وبالمسلمين.(1/50)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، وسلام على عباده الذين اصطفى
أما بعد: فقد قرأ علي الشيخ الفقيه الأجل، العالم العامل، الأوحد الأصيل، الخطيب أبو سعيد ابن القاضي العدل العالم العلم أبي محمد عبد الله بن أبي سعيد السلاوي، أدام الله تعالى سموه، وبلغه في الدارين مرجوه، جميع الجامع الصحيح، تأليف الإمام الجليل أبي عبد الله البخاري -رحمه الله تعالى- فسمعه ولده النجيب اللبيب المشتغل المحصل، أبو عبد الله محمد أقر الله به العيون، وحقق فيه جميل الظنون.
وأخبرتهما به عن الشيخ الفقيه الجليل العدل الأصيل أبي محمد عبد الرحيم بن عبد الوهاب بن عبد الكريم بن رزين العامري الشافعي رحمه الله تعالى، قراءةً عليه وأنا أسمع بالقاهرة، أخبرنا أبو العباس أحمد بن أبي طالب بن نعمة، وأم محمد وزيرة بنت عمر بن أسعد بن المنجا التنوخية الدمشقيان، قالا:
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن المبارك بن محمد الزبيدي، أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى السجزي، أخبرنا أبو الحسن(1/51)
عبد الرحمن بن محمد بن المظفر الداودي، أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حموية السرخسي، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يوسف الفربري، حدثنا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله تعالى. وهذا إسناد متصلٌ بالسماع، عالٍ جداً لا يوجد أعلى منه، وقد ساويت فيه الشيوخ، والحمد لله، ح.
وأخبرنا به أيضاً: الشيخ الثقة المسند أبو العباس أحمد بن الحسن بن محمد السويداوي سماعاً، أخبرنا أبو بكر بن قاسم بن أبي بكر الرحبي قراءة عليه، وأنا أسمع، أخبرنا الحافظ أبو الحسين علي بن محمد اليونيني، أخبرنا الحسين بن المبارك الزبيدي، ح.
وأخبرنا به أيضاً الحافظ أمير المؤمنين في الحديث، أبو الفضل عبد الرحيم بن الحسين ابن العراقي رحمه الله تعالى، أخبرنا القاضي الحافظ أبو الحسن علي بن عثمان بن مصطفى ابن التركماني الحنفي، أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن هارون القارئ، أخبرنا الحسين بن المبارك الزبيدي، ح.
وأخبرنا به أيضاً الحافظ أبو الفضل، أخبرنا أبو علي عبد الرحيم بن عبد الله بن يوسف الأنصاري، قراءة عليه وأنا أسمع، أخبرنا أبو العباس أحمد بن علي بن يوسف الدمشقي، وأبو عمرو عثمان بن عبد الرحمن بن رشيق الربعي، وأبو الطاهر إسماعيل بن عبد القوي بن أبي العز سماعاً عليه خلا من ((باب: المسافر إذا جد به السير، تعجل إلى أهله، في أواخر كتاب(1/52)
الحج)) إلى أول ((كتاب الصيام))، وخلا من ((باب: ما يجوز من الشروط في المكاتب)) إلى ((باب: الشروط في الجهاد))، وخلا من ((باب: غزو المرأة في البحر))، إلى ((باب: دعاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام))، فإجازة منهم.
قالوا: أخبرنا هبة الله بن علي بن سعود البوصيري، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن بركات السعدي، أخبرتنا كريمة بنت أحمد المروزية، أخبرنا أبو الهيثم محمد بن مكي الكشميهني، أخبرنا أبو عبد الله الفربري.
وصح ذلك في مجالس متعددة، آخرها في السادس والعشرين من شعبان عام تسعة وثمانمائة، بثغر الإسكندرية.
وقد أجزت لهما أن يرويا عني جميع ما تجوز لي وعني روايته، على الشرط المعتبر، عند أئمة النظر.
قاله وكتبه العبد الفقير المذنب المستغفر، عبيد الله محمد بن محمد بن حسن بن علي، أبو شامل، التميمي، الداري، الإسكندري، المشهور بابن الشمني، حامداً الله تعالى، ومصلياً على سيدنا محمد ومسلماً.
أما بعد: حمد لله بجميع محامده على نعمه التي لا تحصى، والصلاة على سيدنا محمد عبده ورسوله الذي أسري به ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى.
فقد قرأ علي الشيخ الفقيه العالم المتقن المتفنن الأوحد، الأصيل(1/53)
الخطيب، أبو سعيد ابن الفقيه العالم العلم القاضي العدل أبي محمد عبد الله أبي سعيد السلاوي أدام الله تعالى تأييده، وأوزعه شكراً يوافي نعمه ويكافي مزيده، جميع ((المسند الصحيح)) تأليف: الإمام الجليل، أبي الحسين مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري رحمه الله تعالى.
فسمعه ولده النجيب الذكي المشتغل: أبو عبد الله محمد، أقر الله تعالى عين والده، وحباه من طريف العلم وتالده.
وأخبرتهما به عن الشيخين المسندين المعدلين: أبي عبد الله محمد بن محمد بن عمر الأنصاري البلبيسي، وأبي عبد الله محمد بن ياسين بن محمد الجزولي قراءة عليهما وأنا أسمع بمصر، قالا: أخبرنا الشريف أبو الفتح محمد بن موسى بن علي بن أبي طالب الحسيني الموسوي، أخبرنا الحافظ أبو الحسن محمد بن أبي جعفر بن علي القرطبي سماعاً، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد بن صدقة الحراني، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي، أخبرنا أبو الحسين عبد الغافر بن محمد الفارسي، أخبرنا أبو أحمد محمد بن عيسى بن عمرويه الجلودي، أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن سفيان الفقيه، حدثنا أبو الحسين مسلم بن الحجاج رحمه الله تعالى.
قال أبو الفتح الموسوي: وأخبرنا به: الإمام أبو عمرو عثمان بن عبد الرحمن ابن الصلاح، والحافظ أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن الأزهر الصريفيني، والحافظ أبو علي الحسن بن محمد بن محمد البكري، والمحدث أبو زكريا يحيى بن علي بن أحمد الحضرمي(1/54)
المالقي، والفقيه أبو العز المفضل بن علي بن عبد الواحد القرشي، والمحدث الزاهد، أبو عبد الله محمد بن عمر بن الصفار الإسفراييني، وأبو الحسن علي بن يوسف بن أبي الحسن الصوري التاجر، والفقيه أبو عبد الله محمد بن حميد ابن الكميت الحراني.
قالوا جميعاً: أخبرنا أبو الحسن المؤيد بن محمد الطوسي، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي بسنده، ح.
وقال البلبيسي وابن ياسين أخبرنا: أبو عبد الله محمد بن عبد الحميد بن عبد الله القرشي، أخبرنا أبو الفضل أحمد بن محمد بن عبد العزيز بن الجباب السعدي التميمي، أخبرنا الشريف أبو المفاخر سعيد بن الحسين بن محمد المأموني، أخبرنا فقيه الحرم أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي، ح.
وأخبرنا به أيضاً القاضي أبو عبد الله محمد بن محمد بن محمد بن أسعد الثقفي القاياتي الشافعي بمصر، أخبرنا أبو الفرج عبد الرحمن بن محمد بن عبد الهادي، أخبرنا أبو العباس أحمد بن عبد الدائم، أخبرنا محمد بن علي بن صدقة الحراني بسنده المتقدم، فهذه الطريقة متصلة بالسماع عالية لا يقع لأمثالنا في هذا الزمان بالسماع أعلى منها، والحمد لله، ح.
وأخبرنا بطريق العدني -وهي نازلة بدرجةٍ- الشيخان: أبوا عبد الله المحمدان البلبيسي وابن ياسين، قالا: أخبرنا أبو الفتح محمد الموسوي، أخبرنا العلامة أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الصمد السخاوي. أخبرنا(1/55)
أبو القاسم ابن فيره الرعيني الشاطبي، أخبرنا أبو الحسن علي بن هذيل، أخبرنا أبو داود سليمان بن نجاح، أخبرنا أبو العباس أحمد بن عمر العذري، أخبرنا أبو العباس أحمد بن الحسن الداني، أخبرنا أبو أحمد محمد بن عيسى الجلودي.
وصح ذلك في مجالس، وآخرها في اليوم الحادي عشر من شوال عام تسعة وثمانمائة بثغر الإسكندرية.
وقد أجزت لهما أدام الله توفيقهما ونفع بهما، أن يرويا عني جميع ما تجوز لي وعني روايته.
وكتب: عبيد الله الفقير إلى الله: محمد بن محمد بن حسن بن علي ابن الشمني، الداري الإسكندراني حامداً الله تعالى ومصلياً على نبيه محمداً ومسلماً ومستغفراً.
* أخبرنا: محمد بن أحمد بن علي الرفا المكي قراءة عليه وأنا أسمع بالقاهرة، أخبرنا: أبو عمر عبد العزيز بن جماعة الكناني القاضي، أخبرنا الرضي إبراهيم بن محمد الطبري إمام المقام، أخبرنا أبو عبد الله ابن أبي الفضل السلمي، أخبرنا أبو روح عبد المعز بن محمد الهروي، أخبرنا تميم ابن أبي سعيد، أخبرنا علي بن محمد البحاثي، أخبرنا محمد بن هارون الزوزني، أخبرنا أبو حاتم محمد بن حبان، أخبرنا الحسن بن سفيان الشيباني، والحسين بن عبد الله القطان بالرقة، وابن قتيبة، واللفظ للحسن، قالوا:(1/56)
حدثنا إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى الغساني، حدثنا أبي، عن جدي، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي ذر رضي الله عنه قال:
((دخلت المسجد فإذا رسول الله جالس وحده، فقال: ((يا أبا ذر إن للمسجد تحية، وإن تحيته ركعتان، فقم فاركعهما))، قال: فقمت فركعتهما، ثم عدت فجلست إليه، فقلت: يا رسول الله أي العمل أفضل؟ قال: ((إيمان بالله، وجهاد في سبيل الله))، قال: قلت: يا رسول الله، فأي المؤمنين أكمل إيماناً؟ قال: ((أحسنهم خلقاً))، قال: قلت: يا رسول الله، فأي المؤمنين أسلم؟ قال: ((من سلم الناس من لسانه ويده))، قلت: يا رسول الله، فأي الصلاة أفضل؟ قال: ((طول القنوت))، قال: قلت: يا رسول الله، فأي الهجرة أفضل؟ قال: ((من هجر السيئات)).
قال: قلت: يا رسول الله، فما الصيام؟ قال: ((فرض مجزئ وعند الله أضعاف كثيرة))، قال: قلت: يا رسول الله، فأي الجهاد أفضل؟ قال: ((من عقر جواده وأهريق دمه))، قال: قلت يا رسول الله، فأي الصدقة أفضل؟ قال: ((جهد المقل يسر إلى فقير))، قال: قلت يا رسول الله، فأيما أنزل الله عليك أعظم؟ قال: ((آية الكرسي))، ثم قال: ((يا أبا ذر، ما السماوات السبع مع الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة، وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على الحلقة)).
قال: قلت: يا رسول الله، كم الأنبياء؟ قال: ((مائة ألف وعشرون ألفاً))، قال: قلت: يا رسول الله، كم الرسل من ذلك؟ قال: ((ثلاث مئة وثلاثة عشر جمّاً غفيراً))، قال: قلت: يا رسول الله، من كان أولهم؟ قال: ((آدم عليه السلام))، قال: قلت: يا رسول الله، أنبي مرسل، قال: ((نعم، خلقه الله بيده، ونفخ فيه من روحه، وكلمه قبلاً))، ثم قال: ((يا أبا ذر، أربعة(1/57)
سريانيون: آدم، وشيث، وأخنوخ وهو إدريس وهو أول من خط بالقلم، ونوح، وأربعة من العرب: هود وشعيب، وصالح، ونبيك محمد صلى الله عليهم أجمعين)).
قلت: يا رسول الله، كم كتاباً أنزله الله؟ قال: ((مائة كتاب وأربعة كتب، أنزل على شيث خمسون صحيفة، وأنزل على أخنوخ ثلاثون صحيفة، وأنزل على إبراهيم عشر صحائف، وأنزل على موسى قبل التوراة عشر صحائف، وأنزل التوراة والإنجيل والزبور والفرقان)).
قال: قلت يا رسول الله، ما كانت صحيفة إبراهيم؟ قال: ((كانت أمثالاً كلها: أيها الملك المسلط المبتلى المغرور، إني لم أبعثك لتجمع الدنيا بعضها على بعض، ولكني بعثتك لترد عني دعوة المظلوم، فإني لا أردها ولو كانت من كافر، وعلى العاقل ما لم يكن مغلوباً على عقله أن تكون له ساعات: ساعة يناجي فيها ربه، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يتفكر فيها في صنع الله، وساعة يخلوا فيها لحاجته من المطعم والمشرب، وعلى العاقل أن يكون بصيراً بزمانه، مقبلاً على شانه، حافظاً للسانه، ومن حسب كلامه من عمله قل كلامه إلا فيما يعنيه)).
قلت: يا رسول الله، فما كانت صحيفة موسى عليه السلام؟ قال: ((كانت عبراً كلها، عجبت لمن أيقن بالموت ثم هو يفرح، عجبت لمن أيقن بالنار ثم هو يضحك، عجبت لمن أيقن بالقدر ثم هو ينصب، عجبت لمن رأى الدنيا وتقلبها بأهلها ثم اطمأن إليها، عجبت لمن أيقن بالحاسب غداً ثم لا يعمل)).
قلت: يا رسول الله، أوصني، قال: ((أوصيك بتقوى الله فإنه رأس الأمر كله))، قلت: يا رسول الله زدني، قال: ((عليك بتلاوة القرآن وذكر الله،(1/58)
فإنه نور لك في الأرض وذخر لك في السماء))، قلت: يا رسول الله، زدني، قال: ((إياك وكثرة الضحك فإنه يميت القلب ويذهب بنور الوجه))، قلت: يا رسول الله، زدني، قال: ((عليك بالصمت إلا من خير، فإنه مطردة للشيطان عنك وعون لك على أمر دينك))، قلت: يا رسول الله، زدني، قال: ((عليك بالجهاد فإنه رهبانية أمتي))، قلت: يا رسول الله، زدني، قال: ((أحب المساكين وجالسهم)).
قلت: يا رسول الله، زدني، قال: ((انظر إلى من تحتك ولا تنظر إلى من فوقك فإنه أجدر أن لا تزدري بنعمة الله عندك))، قلت: يا رسول الله، زدني، قال: ((قل الحق وإن كان مرّاً))، قلت: يا رسول الله، زدني، قال: ((ليردك عن الناس ما تعلم من نفسك ولا تجد عليهم فيما تأتي، وكفى بك عيباً أن تعرف من الناس ما تجهل من نفسك أو تجد عليهم فيما تأتي، ثم ضرب بيده على صدري، فقال: يا أبا ذر، لا عقل كالتدبير، ولا ورع كالكف، ولا حسب كحسن الخلق)).(1/59)
* الحمد لله، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد أحمد الماغوسي الصالح، أخبرنا القاضي أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن الحسين العثماني الصفدي بها، قال: ((رأيت بمنامي كأني جالس للاشتغال، وكتبي حولي على عادتي، وإذا خطاب فوق رأسي وقيل لي اكتب، فأخذت القلم وورقة وقلت: ما الذي أكتب؟
فقال اكتب:
تعلم ما استطعت لقصدي وجهي ... فإن العلم من سفن النجاة
وليس العلم في الدنيا بفخر ... إذا ما حل في غير الثقات
ومن طلب العلوم لغير وجهي ... بعيد أن تراه من الهداة
الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى.
وتقيد عقب هذا ما نصه:
الحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد أكرم الخلق.
أما بعد: حمداً لله الذي منح العلوم وفتح الفهوم، وحفظ من الشريعة المحمدية والآثار الكريمة النبوية بحملة العلم والرسوم، والصلاة والتسليم الأكملين على سيدنا ومولانا محمد، نبيه وعبده ورسوله المخصوص(1/60)
بالكتاب المكنون، والعلم المخزون، والسر المكتوم، وعلى آله وصحبه البررة الكرام، الهداة الأعلام، المهتدى بأنوارهم كما يهتدى بالنجوم.
فإن الشيخ الفقيه العالم العلم السالك النهج الأقوم، الماسك راية علم البيان، بحق اتساع الباع وشجاعة اللسان، ورسوخ القدم، حامل علم الرواية بموجب الحفظ والضبط والإتقان، المتلقى بالتسليم، الملقى إليه السلم، الخطيب البليغ، الإمام المجيد المفيد الشهير الخطير، الحافل الكامل، أبا سعيد بن عبد الله بن أبي سعيد، أبقاه الله معقوداً على علميته في العلم الإجماع، موجوداً لديه الرشد والانتفاع، لما علم منزلة الفقيه النبيه، السري النزيه المبارك الأرض، سالك سبيل طلب العلم بجده الصادق وعزمه الأمضى، القاصد بذلك من حسن قبول الله سبحانه ما يظفر من كل محبوب، ويحضي ويخلص من كل مكروه وينجي، الفاضل الكامل أبو الفرج بن أبي القاسم الطنجي كمل الله أمله، وجعل لوجهه علمه وعمله من حسن الفهم والدراية، وتحريه التحقيق والإتقان في الرواية، إجازةً في جميع ما تضمنه هذا التعليق المبارك من مروياته فيه عن عيون الملة، وأعلام العلماء الجلة رضي الله تعالى عنهم، ونفع بالمستنبط منهم، إجازةً معينةً تامةً، وجميع ما تجوز له روايته مما لم يتضمنه، إجازة عامةً على الشرط(1/61)
المعتبر، عند أئمة الأثر، نفعه الله تعالى بذلك، وأصحبه التوفيق فيما هو سالك. انتهى.
وتقيد بعقب هذا بخط المجيز للمذكور أعلاه، جميع ما ذكر أعلاه ما نصه:
صحيح. وكتب أبو سعيد بن عبد الله بن أبي سعيد غفر الله له، ولطف به بمنه ويمنه، في ثاني عشر جمادى الثانية سنة ست وأربعين وثمانمائة. انتهى.
وتقيد في خلال أوراق الأصل بخط المجاز المذكور حيث أشير ما نصه:
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيد الأولين والآخرين، نبينا محمد النور المبين، وعلى آله وصحبه وسلم إلى يوم الدين.
أما بعد: فقد قرأت على شيخنا الفقيه القاضي الخطيب الضابط الحافظ الخطير الحسيب الوجيه النحوي: أبو عبد الله محمد ابن شيخنا الفقيه الخطيب القاضي العالم العلامة، ذي الضبط والإتقان والرواية، أبي سعيد السلاوي بلغه الله تعالى فوق الأمل، وجعل همته في صالح القول والعمل:
من أول كتاب أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري إلى ((باب: الوضوء من التور)).
ومن كتاب الإمام أبي الحسين مسلم بن الحجاج من أوله إلى ((باب أول الإيمان، قول لا إله إلا الله)).(1/62)
كما قرأت عليه جميع الفهرسة المكتتبة هنا في خلال أوراقها الساطعة لدينا أنوار إشراقها، كل ذلك، في رجب من عام تاريخه.
وأجازني فيما قرأت وفي جميع ما تضمنته الفهرسة المذكورة من مروياته، إجازة معينة وفي جميع ما ألفه ورواه مما لم تتضمنه الفهرسة المذكورة، إجازة عامة على الشرط المعتبر عند أئمة الأثر.
وكتب بخط يده، الراجي عفو ربه، في ثان شعبان المكرم، من عام تسعة وخمسين وثمانمائة، محمد بن محمد بن موسى بن أحمد الأموي، لطف الله به.
وتقيد تحته متصلاً به ما نصه:
الحمد لله صح بذكر هذا السيد المجاز، جعله الله ممن امتاز بخير الدارين وفاز.
وكتب معلماً بصحته، ومثبتاً له ذلك بخط يده، ابن محمد أبي شعيب عبد الله السلاوي، عامله الله تعالى بلطفه في الدارين، وذلك في ثالث شعبان من تمام التاريخ المؤرخ. انتهى.
الحمد لله الذي بحمده يفتتح كل مقال، ويبتدئ كل أمر ذي بال، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء وسيد الإرسال، وعلى آله وصحبه خير صحب وأكرم آل، صلاة تنجينا من الفتن والأهوال.
وبعد: فالمرغوب من الشيخ الفقيه الجليل، الفاضل الكامل الأصيل، العالم العامل العلامة العلم، الراسخ في مقامات العلم الشريف القدم، السيد(1/63)
الشهير الذي عليه المدار والمعول، للمذكور مجازاً بالأعلى والمحول، أبو عبد الله محمد بن محمد بن موسى ابن أحمد الشهير بأبي الفرج الطنجي، أعلى الله مقداره، وشرف مآثره السنية وآثاره:
أن يجيز لمجل مقداره، وملتزم بره وإكباره، العبد الفقير، المذنب الحقير، عبيد ربه تعالى، أحمد بن يحيى الونشريسي -وفقه الله لطاعته، وأمده بتوفيقه وهدايته- جميع ما تضمنته الفهرسة المقيد هذا بعقبها، من أولها إلى آخرها، كما أجازها له الفقيهان النبيهان الراسخان الشامخان المحدثان المسندان: أبو سعيد وولده أبو عبد الله محمد، المذكوران مجيزين بما تضمنته من التأليف، واشتملت عليه من التصانيف، وجميع ما قرأه ورواه وقيده عن شيوخه الفقهاء والقراء والمحدثين، من علوم الفقه والقرآن والأخبار والتواريخ والزهد، وسائر ما رواه قراءةً أو مناولةً أو إجازةً.
ويسمي لمحبه ومجله من تيسر من أشياخه الجلة، الذين أخذ عنهم واقتفى أثرهم، ومن رووا عنه، وموالدهم ووفياتهم.
وأن يأذن لي أن أحدث عنه كيف شئت، من: حدثنا وأخبرنا وأنبأنا.
والله سبحانه يبقيه، ومن مكاره الدهر يقيه، وهو المسؤول سبحانه وتعالى أن ينفعنا بالعلم ويجعلنا من أهله، وممن يريد به وجهه خالصاً بمنه وطوله.(1/64)
وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد خاتم أنبيائه وخيرة رسله، وعلى آله وأصحابه المقتفين لسننه وسبله، صلاةً أدخرها ليوم القيامة وهوله.
وفى يوم الاثنين ثامن من شهر ربيع الأول عام ستة وسبعين وثمانمائة اهـ.(1/65)