جزء فيه ستة مجالس من أمالي أبى بكر محمد بن سليمان بن الحارث الباغندي الوسطي
رواية أبي محمد عبدالخالق بن الحسن بن أبي روبة عنه.
رواية أبي علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان البزاز عنه.
رواية أبي غالب محمد بن الحسن بن أحمد الباقلاني الكرجي عنه.
رواية أبي طاهر أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم السِلَفي عنه.
رواية أبي الفضل جعفر بن علي بن هبهَ الله المقرئ الهمداني عنه.(1/175)
المجلس الأول للباغندي
أخبرنا أبو الفضل جعفر بن علي بن هبة الله الهمداني المقرئ قراءة عليه ونحن نسمع، في يوم الجمعة ثامن عشر جمادى الآخرة من سنة خمس وثلاثين وستمائة بالجامع المظفري بسفح جبل قاسيون ظاهر دمشق، قيل له: أخبركم الشيخ الإمام العالم الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم السِلَفي الأصبهاني، في جمادى الأولى سنة سبعين وخمسمائة بالإسكندرية، أبنا أبو غالب محمد بن الحسن بن أحمد الباقلاني ببغداد سنة أربع وتسعين وأربعمائة، أبنا أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم ابن شاذان البزاز، أبنا أبو محمد عبدالخالق بن الحسن بن محمد بن نصر بن مرزوق بن عبدالرحمن بن بزيغ السقطي، ثنا أبو بكر محمد بن سليمان بن الحارث الباغندي الواسطي:
[1] ثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد الشيباني، ثنا بهز بن حكيم بن معاوية القشيري عن أبيه عن جده، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ويل للذي يحدث الناس فيكذب ليضحكهم، ويل له ثم ويل له).(1/177)
[2] حدثنا أبو نعيم، ثنا سفيان عن بهز بن حكيم القشيري عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه.
[3] حدثنا محمد بن عبدالله بن المثنى بن أنس، ثنا أشعث عن الحسن عن أسامة بن زيد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أفطر الحاجم والمحجوم).
[4] حدثنا عبيدالله بن موسى، أبنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن خباب بن الأرت، قال: شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة له عند الكعبة أن يدعو الله لنا، قلنا: ألا تستنصر لنا؟ قال: فجلس مغضبا محمرا وجهه فقال: (كان الرجل من قبلكم يؤخذ فيوضع المنشار على مفرق رأسه فيشق باثنتين؟ ما يصرفه ذلك عن دينه، ويمشط بامشاط الحديد ما دون عظمه من لحم أو عصب،[ ولينصرن] الله هذا الدين حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون).(1/178)
[5] حدثنا عبيدالله بن موسى، أبنا[ مسعر عن قيس] بن مسلم عن طارق بن شهاب، قال: عاد ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم خباب بن الأرت وقد ألفوا في بطنه شبعا، فقالوا: أبشر أبا عبدالله، ترد على إخوانك. قال: سميتموهم إخوانا؟ أولئك قوم قد مضوا بأجورهم لم تُنقصهم الدنيا، وإنا نخاف أن يكون ما أوتينا ثواب ذلك.
[6] حدثنا عارم، ثنا حماد بن زيد عن أيوب عن نافع عن ابن عمر قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزل بفناء الكعبة، فدعا عثمان بن طلحة بالمفتاح ففتح الباب، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وبلال وأسامة وعثمان بن طلحة، فأغلق الباب فلبثوا فيه مليا، ثم إن الباب فتح، فاستقبلني رسول الله صلى الله عليه وسلم خارجا واستقبلني بلال، فسألته: أصلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، بين العمودين من لقاء وجهه. قال ابن عمر:[ نسيت] ألا أكون سألته كم صلى؟(1/179)
[7] حدثنا محمد بن موسى بن أبي نعيم، ثنا وهيب بن خالد، ثنا أبو واقد شيخ من بني ليث عن نافع عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من حضر إماما فليقل خيرا أو ليسكت).
[8] حدثنا إبراهيم بن بشار الرمادي الجرجراني، ثنا حفص بن غياث، ثنا بُريد بن أبي بردة عن أبي بردة عن أبي موسى الأشعري، قال: قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح خيبر فأسهم لي، ولم يسهم لأحد لم يشهد الفتح غيري.
[9] حدثنا إبراهيم بن بشار الرمادي الجرجراني ، ثنا الصغدي بن سنان، ثنا أبو سنان القسملي عن الضحاك بن عرزب عن الأشعري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمسح على الجوربين.
[10] حدثنا مسلم بن إبراهيم الأزدي، ثنا هشام الدستوائي، ثنا أيوب عن نافع عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قطع في مجن قيمته ثلاثة دراهم.(1/180)
[11] حدثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا هشام الدستوائي، ثنا أيوب عن نافع عن ابن عمر، أنه سئل عن نبيذ الجر، فقال: حرّمه النبي صلى الله عليه وسلم. قلت أي جر؟ قال: كل شيء[ يصنع] من[ المدر]..
[12] حدثنا أبو معمر، ثنا عبدالوارث، ثنا أيوب عن نافع عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لو تركنا هذا الباب للنساء).
قال نافع: فلم يدخل فيه ابن عمر حتى مات.
[13] حدثنا أبو معمر، ثنا عبدالوارث، ثنا أيوب عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله عق عن الحسن كبشا وعن الحسين كبشا.(1/181)
[14] حدثنا عبدالله بن الزبير الحميدي، ثنا سفيان عن عبيدالله بن أبي يزيد عن نافع بن جبير عن أبي هريرة، قال: خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في طائفة من المهاجرين حتى أتى سوق بني قينقاع، لا يكلمني ولا أكلمه، ثم أتى فناء عائشة- أو قال: فناء فاطمة- فقال: (أثمّ حسن)؟ فظننت أن أمه حبسته تغسله أو تلبسه سخابا؟ فلم نلبث أن طلع الحسن يجري؟ فاعتنقه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (اللهم إني أحبه فأحِبّه، وأحِب من أحَبه).
[15] حدثنا عبيدالله بن موسى، أبنا إسماعيل بن أبي خالد عن حكيم بن جابر أن أباه أرسل مولاة له إلى الحسن أو الحسين بن علي- شك عبيدالله- قالت: فرأيته توضأ ثم أخذ خرقة نشّف بها وجهه. قالت فمقتّه في نفسي، فرأيت من الليل أني أقيء كبدي، فقلت: ما هذا إلا ما وجدت للحسن أو الحسين.
[16] حدثنا أبو عمر الحوضي، ثنا شعبة بن الحجاج عن موسى بن أنس عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا).(1/182)
[17] حدثنا الهذيل بن إبراهيم بن إبراهيم المازني الجُمّاني- وكان صاحب جُمّة- ثنا عثمان بن عبدالرحمن عن حماد بن أبي سليمان- وهو جدّ أبي غسان- عن أبي وائل عن عبدالله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (طلب العلم فريضة على كل مسلم).
[18] حدثنا أبو هريرة محمد بن أيوب، ثنا عبدالرحمن بن قيس عن عبدالله بن العمري عن وهب بن كيسان قال: رأى ابن عمر أو رُأي- شك أبو معاوية- في جبهته أثر السجود، قال: صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ومع أبي بكر وعمر وعثمان، فلم ير في جبهتي من هذا شيء.
[19] حدثنا عامر بن الحسين الدباغ، ثنا جرير بن حازم عن الحسن عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الرجل ليتكلم بالكلمة- وما أراه أنها تبلغ ما بلغت- يهوي بها في النار سبعين خريفا).(1/183)
[20] حدثنا قطبة بن العلاء بن المنهال الغنوي، ثنا أبي عن هشام عن أبيه عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من طلب محامد الناس بمعصية الله، عاد حامده له ذاما).
[21] حدثنا عبيدالله بن موسى، أبنا الأعمش عن عمارة بن عمير عن أبي معمر، قال: قلنا لخباب: أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الظهر والعصر؟ قال: نعم. قلنا بأي شيء كنتم تعرفون قراءته؟ قال: باضطراب لحيته.(1/184)
مجلس ثان للباغندي
[22] حدثنا محمد بن عبدالله الأنصاري ، ثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن عن سمرة بن جندب ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (على اليد ما اخذت حتى تؤديه).(1/185)
[23] حدثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد، ثنا الأوزاعي عن محمد بن موسى عن القاسم بن مخيمرة: أن أبا موسى الأشعري أتى النبي صلى الله عليه وسلم بعسٍّ فيه نبيذ ينش، فقال: (اضرب بهذا الحائط، فإنه لا يشرب هذا من كان يؤمن بالله واليوم الآخر).
[24] حدثنا عبيدالله بن موسى، أبنا الأعمش عن عدي بن ثابت عن زر بن حبيش، قال. قال علي رضي الله عنه: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق.
[25] حدثنا قبيصة بن عقبة، ثنا الثوري عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ مرة مرة ونضح.(1/186)
[26] حدثنا قبيصة وخلاد بن يحيى، قالا: ثنا سفيان الثوري عن بكير بن عطاء عن عبدالرحمن بن يعمر الديلي، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الحج عرفات).
[27] حدثنا خلاد بن يحيى، ثنا دلهم بن صالح الكندي، قال سألت عكرمة عن صوم يوم عاشوراء، ما أمره؟ فقال: أذنبت قريش ذنبا في الجاهلية فيعظم في صدورهم، فسألوا ما يبرئهم منه؟ قالوا: صوم يوم عاشوراء، يوم عشر من المحرم. فقلت لعكرمة: فحق صومه على الناس؟ قال: لا، محى رمضان كل صوم كان قبله.
[28] حدثنا قبيصة بن عقبة السُوائي، ثنا سفيان بن سعيد الثوري عن(1/187)
يونس بن عبيد عن الحكم بن الأعرج، قال: سألت ابن عباس عن صوم يوم عاشوراء، قال: إذا رأيت هلال المحرم فاعدد تْسعا ثم اصبح صائما. قال: - وأخبرني ابن أخي الحكم بن الأعرج عن الحكم بن الأعرج قال: قلت لابن عباس: أفعله النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم.
[29] حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين، ثنا سفيان الثوري عن سلمهْ بن كهيل عن القاسم بن مخيمرة عن أبي عمار عن قيس بن سعد، قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بصوم عاشوراء قبل أن ينزل رمضان، فلما نزل رمضان لم نُؤمر به ولم نُنه عنه، ونحن نفعله.
[30] حدثنا قبيصة بن عقبة، ثنا سفيان الثوري عن فليت عن جَسرة، قالت: ذُكر عند عائشة صيام يوم عاشوراء، فقالت: من يأمركم بصومه؟ قالوا: علي بن أبي طالب. قالت: هو أعلم من بقي بالسنة.(1/188)
[31] حدثنا قبيصة بن عقبة، ثنا سفيان عن جابر الجعفي عن سعد بن عبيدة عن أبي عبدالرحمن السلمي، قال: كان علي بن أبي طالب رضي الله عنه يأمرنا بصوم عاشوراء.
[32] حدثنا زكريا بن يحيى الواسطي، ثنا داود بن الزبرقان عن هشام بن حسان وأيوب عن ابن سيرين عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يبولن أحدكم في الماء الدائم ثم يغتسل منه).
[33] حدثنا زكريا، ثنا داود بن الزبرقان عن علي بن زيد عن أنس بن مالك،
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ألا أنبئكم أهل الجنة)؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: (كل ضعيف متضاعف، لو أقسم على الله عز وجل لأبرّه، منهم البراء بن مالك).(1/189)
[34] حدثنا زكريا بن يحيى الواسطي، ثنا داود بن الزبرقان عن محمد بن جحادة عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير عن أبي هريرة " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (حسبك من نساء العالمين أربع: مريم بنت عمران، وآسية امرأة فرعون، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد).
[35] حدثنا زكريا بن يحيى الواسطي، ثنا داود بن الزبرقان عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن سعد بن هشام عن عائشة قالت: كنا نُعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم طهوره وسواكه، فيوقظه الله لما شاء أن يوقظه.
[36] حدثنا أبو نعيم، ثنا سفيان عن الأجلح عن يزيد بن الأصم عن ابن عباس، قال: قال رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: ما شاء الله وشئت، قال: (جعلت لله ندا؟ بل ما شاء الله وحده).(1/190)
[37] حدثنا محمد بن كثير، ثنا سفيان عن علقمة بن مرثد عن المغيرة بن عبدالله اليشكري عن المعرور بن سويد عن عبدالله بن مسعود، قال: قالت أم حبيبة: اللهم متعني بزوجي رسول الله، وأبي: أبي سفيان وأخي معاوية. فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: (سألت الله عز وجل اَ جالا مضروبة، وآثارا معدودة، وأرزاقا مقسومة، لا يعجل منها شيء قبل أجله، ولا يؤخر منها شيء بعد أجله، ولو سألت الله أن يعيذك من عذاب في النار وعذاب في القبر كان خيرا لك).
قال: وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن القردة والخنازير، أهي فيما مسخ؟ فقال: (إن الله تبارك وتعالى لم يمسخ أمة قط فيجعل لها نسلا ولا عاقبة، وإن القردة والخنازير كانوا قبل دْلك).
[38] حدثنا محمد بن كثير وأبو الوليد الطيالسي، قالا: ثنا شعبة عن القاسم بن أبي بزة عن عطاء عن أم الدرداء عن أبي الدرداء[ قال]: قلت يا رسول الله، أي شيء أثقل في الميزان؟ قال: (الخُلُق الحسن).(1/191)
[39] حدثنا عبيد بن إسحاق العطار، ثنا سيف بن هارون البرجمي عن حميد عن أنس، قال: قالت أم حبيبة: يا رسول الله، أرأيت المرأة منا يكون لها زوجان في الدنيا فتموت ويموتان فيدخلون الجنة، لأيهما تكون، للاَخر؟ قال: (لأحسنهما خلقا كان معها في الدنيا، يا أم حبيبة، ذهب حُسن الخلق بخير الدنيا والآخرة).(1/192)
مجلس ثالث للباغندي
في المحرم سنة ثمانين ومائتين.
[40] حدثنا محمد بن عبدالله الأنصاري، ثنا ابن عون عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة، قال: قيل لها إنهم يزعمون أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى!
قالت: ومن يقول بذلك! وقد كان بين سَحري ونحري، فدعا بطست فأخنث فيه، وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم.
[41] حدثنا الضحاك بن مخلد عن ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الناس تَبَعٌ لقريش في الخير والشر).
[42] حدثنا قبيصة بن عقبة، ثنا سليمان القافلاني عن ابن سيرين عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (التسبيح للرجال، والتصفيق للنساء).(1/193)
[43] حدثنا أبو نعيم، ثنا يونس بن أبي إسحاق عن مجاهد عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله يباهي بأهل عرفات، قال: يقول: ملائكتي! انظروا إلى عبادي، جاؤوني شُعثا غُبراَ من كل فج عميق، أشهدكم أني قد غفرت لهم).
[44] حدثنا خلاد بن يحيى، ثنا مسعر عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه، قال:
صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأبطح وبين يديه عنَزة أو شبيه بالعنَزة، والطريق من ورائها.(1/194)
[45] حدثنا خلاد بن يحيى، ثنا مسعر عن معبد بن خالد عن رجل عن سمرة بن جندب، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الجمعة بسبّح اسم ربك الأعلى وهل أتاك حديث الغاشية.
[46] حدثنا أبو غسان، ثنا مسعود بن سعد الجعفي، ثنا محمد بن إسحاق عن الفضل بن معقل عن عبدالله بن[ نيار] الأسلمي عن عمرو بن شاس، قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: (إنك قد اَذيتني). قال: قلت: ما أحب أن أوذيك! قال: (من آذى عليا فقد آذاني).(1/195)
[47] حدثنا أبو غسان، ثنا قيس بن الربيع عن الأعمش عن جعفر بن إياس عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله: (ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها)، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى فرفع صوته فسمعه المشركون سبّوا من جانبه، وإذا خفض صوته لم يسمع أصحابه، فنزلت: (ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا).(1/196)
[48] حدثنا أبو نعيم ضرار بن صرد، ثنا عبدالعزيز بن محمد الدراوردي عن يزيد بن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن عامر بن سعد عن العباس بن عبدالمطلب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أمر العبد أن يسجد على سبعة أعظم).(1/197)
مجلس رابع للباغندي
[49] حدثنا أبو غسان، ثنا موسى بن عمر الأنصاري عن قنان بن عبدالله النهمي عن مصعب بن سعد عن سعد، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من اَذى عليا فقد آذاني، من اَذى عليا فقد اَذاني).
[50] حدثنا أبو غسان، ثنا جعفر بن زياد الأحمر عن يحيى التيمي عن عيسى مولى حذيفة عن حذيفة، أنه صلى على جنازة فكبر عليها خمسا، ثم قال: صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم على جنازة فكبّر عليها خمسا.(1/198)
[51] حدثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا عبدالعزيز بن المختار الأنصاري، ثنا عبدالله الداناج، حدثني أبو رافع الصائغ عن أبي هريرة عن أم المؤمنين- قال عبدالعزيز: ولا أعلمها إلا عائشة عليها السلام- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تحل للأول حتى يذوق الاَخر عسيلتها).
[52] حدثنا أبو الوليد هشام الطيالسي، ثنا شعبة عن موسى بن أبي عثمان، قال: سمعت أبا يحيى يقول: سمعت أبا هريرة يقول: عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في المؤذن يغفر له مدّ صوته، ويشهد له كل رطب ويابس، وشاهد الصلاة تكتب له خمس وعشرون حسنة ويكفر ما بينهما.
[53] حدثنا إبراهيم بن حميد، حدثنا شعبة بن الحجاج الواسطي عن سماك بن حرب عن عبدالله بن عميرة عن جرير بن عبدالله البجلي، قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم أبايعه على الإسلام، فقبض بيده فقال: (والنصح لكل مسلم، وإنه من لا يرحم الناس لا يرحمه الله).(1/199)
[54] حدثنا الحر بن مالك العنبري، ثنا شعبة عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، قال: أوتر النبي صلى الله عليه وسلم أول الليل وأوسط الليل، وانتهى وتره إلى اَخر الليل.
[55] حدثنا الضحاك بن مخلد، ثنا يحيى بن راشد عن الضحاك بن مخلد عن عثمان بن سعد أن ابن الزبير علّق لوائين في الكعبة.
فقيل له: يا أبا عاصم: من الضحاك بن مخلد؟ قال: أنا حدثته به ونسيته، فحدثنيه يحيى بن راشد مستمليه!
[56] حدثنا أبو حذيفة، ثنا إبراهيم بن طهمان عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كان سليمان بن داود إذا صلى كانت شجرة نابتة من بين يديه فيقول لها: ما اسمك؟ فتقول كذا، ويقول: لأي شيء أنت؟ فتقول: لكذا، فإن كانت لغرس غرست، وإن كانت لدواء(1/200)
كتب. فبينا هو ذات يوم، إذا شجرة بين يديه، فقال لها: ما اسمك؟ قالت: الخرنوبة. قال: لأي شيء نبتِّ؟ قالت: لخراب هذا البيت. قال سليمان عليه السلام: اللهم عمِّ على الجن موتي حتى تعلم الإنس أن الجن. لا يعلمون الغيب. قال: فنحتها عصا فتوكأ عليها حولا صلى الله عليه وسلم والجن تعمل، فقُبض وهو متوك عليه السلام، فأكلتها الأرضة فسقط، فعلمت الإنس أن الجن لو كانوا يعًلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين). قال: وكان ابن عباس يقرؤها كذلك، فشكرت الجن الأرضة فكانت تأتيها بالماء.
[57] حدثنا سعد بن عبدالحميد بن جعفر الأنصاري، ثنا إبراهيم بن يزيد بن قديد عن الأوزاعي عن يحى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبدالرحمن بن عوف عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يركع ركعتين).(1/201)
[58] حدثنا معاوية بن عمرو الأزدي، ثنا إسرائيل عن ثوير بن أبي فاختة عن أبيه عن عبدالله بن مسعود، قال: أول من نقص التكبير الوليد بن عقبة، فقال ابن مسعود: نقصها نقصهم الله! لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يكبر كلما ركع وكلما سجد.(1/202)
[59] حدثنا الحسن بن بشر بن سلم البجلي، ثنا الحكم بن عبدالملك عن قتادة عن الحسن عن عمران بن حصين، أن رجلا توفي على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وترك ستة أعبد وأعتقهم، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فأغلظ له القول، ثم دعا بالقداح فأقرع بينهم، فاعتق اثنين وأرقّ أربعة.
[60] حدثنا هوذة بن خليفة البكراوي، ثنا ابن عون عن محمد بن سيرين أن رجلا سال ابن عمر، فقال: إن أهلنا ينبذون لنا شرابا عشية فاشربُه غدوة إذا أصبحت، وينبذون غدوة فاشربه إذا أمسيت. فقال ابن عمر: أنهاك عن المسكر قليله وكثيره، وأشهد الله عليك، فإن أهل خيبر ينتبذون شرابا من كذا ويسمونها كذا، وهي الخمر، وإن أهل فدك ينتبذون شرابا من كذا وكذا ويسمونها كذا وكذا- حتى عد أشربة سبعا أحدها العسل- وهي الخمر.(1/203)
[61] حدثنا خلاد بن يحيى، ثنا عمارة بن زاذان عن ثابت عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقيل عند أم سليم، وكان كثير العرق، فوضعت له نطعا تحته، وكانت تأخذ عرقه فتجعله في شيء. فاستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: (ما هذا يا أم سليم)؟ فقالت: يا رسول الله، عرقكَ أجعلُه في طيبي.(1/204)
مجلس خامس للباغندي
[62] حدثنا أبو عاصم عن سفيان وعمر بن أبي زائدة وإسرائيل عن أبي إسحق عن الأسود عن عائشة، قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم ينام وهو جنب ولا يمس ماء.
[63] حدثنا قبيصة بن عقبة السوائي وأبو منصور، كلاهما قالا: ثنا سفيان عن أبي إسحق عن الأسود عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله.(1/205)
[64] حدثنا محمد بن عبدالله الأنصاري، ثنا حميد عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دخلت الجنة فرأيت فيها قصرا من ذهب، فقلت: لمن هذا؟ فقيل لي: لرجل من قريش، فظننت أني أنا هو. قالوا: هذا لعمر بن الخطاب)
[65] حدثنا عبيد الله بن موسى، أبنا إسرائيل عن عمار الدهني عن عبدالرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة، قالت: نحر عنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عامَ حججنا بقرةً بقرة.
[66] حدثنا أبو نعيم، ثنا جعفر بن كيسان العدوي، قال: حدثتني عمرة بنت قيس العدوية، قالت: دخلت على عائشة وسألتها عن الفرار من الطاعون، فقالت: الفرار من الطاعون كالفرار من الزحف، على لسان النبي صلى الله عليه وسلم.(1/206)
[67] حدثنا أبو منصور، ثنا عمر بن قيس عن عطاء عن عروة بن الزبير عن عائشة، قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي وأنا معترضة بينه وبين القبلة.
[68] حدثنا أبو منضور، ثنا عمر بن قيس عن عطاء عن عبيد بن عمير عن عائشة، قالت: انخسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى ست ركعات في أربع سجدات، ثم خفف في الأخرى، فلم يزل يخفف في كل ركعة.
[69] حدثنا أبو منصور، ثنا عمر بن قيس عن عبدالرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم زار مع أهله ليلا.
[70] حدثنا أبو نعيم، ثنا المسعودي عن عبدالرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الحية فاسقة، والغراب فاسق، والعقرب فاسقة).
فقال إنسان للقاسم: أنأكل الغراب؟ قال: من يأكله بعد قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: الغراب فاسق؟(1/207)
[71] حدثنا خلاد بن يحيى، ثنا شريك عن جابر عن عبدالرحمن بن القاسم عن أبيه عن عبدالله بن مسعود، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا جاءه شيء- أو قال سَبي- فجعل أهل البيت يعطيهم جميعا؛ كراهية أن يفرق بينهم.
[72] حدثنا عبدالله بن الزبير الحميدي، ثنا فضيل بن عياض عن منصور عن أبي وائل عن عبدالله بن مسعود، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (سباب المسلم فسوق وقتاله كفر)..
[73] حدثنا عبدالله، ثنا سفيان بن عيينة، ثنا عمرو بن دينار، أخبرني عطاء عن ابن عباس، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا أكل أحدكم؟ فلا يمسح يده حتى يَلعقها أو يُلعقها).(1/208)
[74] حدثنا عبدالله، ثنا سفيان، أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابرا يقول: أمر النبي صلى الله عليه وسلم بلعق الأصابع ولعق الصحيفة، وقال: (إنه لا يدري في أي ذلك البركة).
[75] حدثنا عبيد بن إسحق العطار، ثنا شريك عن عبدالله بن محمد بن عقيل عن جابر بن عبدالله، قال: بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن لا نفر، ولم نبايعه على الموت.
[76] ثنا عبيدالله بن موسى، أنا شريك عن جابر عن نافع، قال: سمع ابن عمر رجلا يقول: لا والكعبة، قال: لا تقل والكعبة، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (كل يمين يحلف بها دون الله عز وجل فهو شرك).
قال عبيدالله: أم نحو: وحقك، أو وحياتك.
[77] حدثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا الحسن بن أبي جعفر الجُفري، ثنا ثابت البناني عن أنس- بن مالك، قال:(1/209)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قرأ قل هو الله أحد مائتي مرة؟ غفر له ذنوب مائتي سنة).
[78] حدثنا مسلم، ثنا شعبة عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة،
أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى خلف أبي بكر.
[79] حدثنا مسلم، ثنا شعبة عن علي بن الأقمر عن أبي الأحوص عن عبدالله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تقوم الساعة إلا على شرار الناس).
[80] حدثنا مخوّل بن إبراهيم، ثنا عبدالرحمن بن الأسود عن محمد بن عبيدالله عن أبيه عن جده، قال: لما صلى النبي صلى الله عليه وسلم أول يوم الاثنين؟ أمر خديجة فصلت معه اَخر يوم الاثنين، وصلى معه علي بن أبي طالب يوم الثلاثاء.(1/210)
[81] حدثنا معاذ بن فضالة، ثنا هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن جابر، أن عمر بن الخطاب قال يوم الخندق بعدما غربت الشمس- جعل يسب كفار قريش- قال: يا رسول الله، ما كدت أن أصلي العصر حتى كادت الشمس أن تغرب. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما صليتها). قال: فقمنا مع رسول الله إلى بطحان فتوضأ للصلاة، وتوضأنا لها، وصلى العصر بعد ما غربت الشمس ثم صلى بعدها المغرب.
[82] حدثنا عفان، ثنا أبو عوانة، ثنا خالد الحذاء عن يوسف ابن أخت ابن سيرين عن أبيه عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا اختلفتم في الطريق؟ فسبع أذرع).
[83] حدثنا عفان، ثنا عبدالوارث، ثنا حسين المعلم عن أبي المهزم عن أبي هريرة عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في ذيول النساء شبرا، فقالت عائشة: إذن تخرج سو قهن، قال: (فذراع).(1/211)
مجلس سادس للباغندي
[84] حدثنا محمد بن عبدالله الأنصاري، ثنا إسماعيل الكحال عن عبدالله بن أوس عن بريدة الأسلمي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بشر المشائين إلى المساجد في الظلم بالنور التام يوم القيامة).
[85] حدثنا الضحاك بن مخلد عن ابن جريج عن يحيى بن عبيد عن أبيه عن عبدالله بن السائب، قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم بين الركنين يقول: (ربنا اَتنا في الدنيا حسنة، وفي الاَخرة حسنة، وقنا عذاب النار).(1/212)
[86] حدثنا عبيدالله بن موسى، أبنا أبو إسرائيل الملائي عن أبان بن تغلب عن جعفر بن إياس عن شهر بن حوشب عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الكمأة من المن، وماؤها شفاء للعين، والعجوة من الجنة، وهي شفاء من السم).(1/213)
[87] حدثنا أبو نعيم، ثنا عبدالرحمن بن الغسيل عن حمزة بن أبي أسيد عن أبيه، قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انطلقنا إلى حائط يقال له الشَوْط، حتى انتهى إلى حائطين فجلس بينهما، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اجلسوا ههنا). ودخل هو صلى الله عليه وسلم، وقد أتي بالجَوْنيّة فأدخلت في بيت فيه نخل بيت أميمة بنت النعمان بن شراحيل معها دايتها حاضنة لها، فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم عليها قال: (هبي نفسك لي). فقالت: وهل تهب الملكة نفسها للسوقة؟ فأهوى بيده، يضع يده عليها لتسكن، قالت: أعوذ بالله منك، قال صلى الله عليه وسلم: (قد عُذت بمعاذ)، ثم خرج علينا، فقال: (يا أبا أسيد، اكسها رازقيتين، وألحقها بأهلها).(1/214)
[88] حدثنا أبو نعيم، ثنا زكريا بن أبي زائدة عن فراس عن الشعبي عن مسروق عن عائشة، قالت: أقبلت فاطمة تمشي كأن مشيتها مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لها: (مرحبا بابنتي)، ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله، ثم إنه أسر إليها حديثا فبكت، فقلت لها: قد استخصّك رسول الله صلى الله عليه وسلم بحديثه، لمَ تبكين؟ ثم أسر إليها حديثا فَضحكت، فقلت: ما رأيت كاليوم فرحا أقرب من حزن! فسألتها عمّا قال، فقالت: ما كنت لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم. حتى إذا قبض سألتُها، فقالت: إنه أسر إليّ فقال: (إن جبريل عليه السلام كان يعارضني بالقرآن في كل سنة مرة، وإنه قد عارضنا به العام مرتين، ولا أراه إلا قد حضر أجلي، وإنك أول أهل بيتي لحوقا بي، ونعم السلف أنا لك)، فبكيت لذلك، ثم قال: (ألا ترضين أن تكوني سيدَة نساء هذه الأمة[ أو نساء] المؤمنين)؟ فضحكت لذلك.
آخر المجدس السادس. وهي القدر الذي سمعه الهمداني على الحافظ السلَفي، والحمد لله.
علقه أفقر عباد الله: عبدالرحمن بن محمد بن عبدالرحمن بن يوسف بن البعلبكي، عفا الله عنه.(1/215)