سلسلة "من أخطاء النساء"
أخطاء المرأة المتعلقة بالاعتقادات الفاسدة
للشيخ / ندا أبو أحمد
أخطاء المرأة المتعلقة بالاعتقادات الفاسدة
تمهيد:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ } ( سورة آل عمران : 102)
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} ( سورة النساء: 1)
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ( 70 ) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا } (سورة الأحزاب: 70)
أما بعد ....
فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالي ، وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم - وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار..
ـ فهناك جملة من الاعتقادات الفاسدة الخاطئة التي يتوارثها الأجيال جيل بعد جيل، وتكمن خطورة هذه الاعتقادات أنها ربما أوقعت صاحبها في الكفر أو الشرك أو البدعة والمعصية بحسب حال اعتقاده فلهذا ولغيره ،
ـ كان لابد أن يكون لنا وقفة مع هذه الاعتقادات الفاسدة نكشف تحورها ونبين زيفها ونسفر عن قبحها وضلالها ، فيستبين الحق ويظهر المنهج القويم الواضح الذي دعا إليه سيد المرسلين وإمام المتقين - صلى الله عليه وسلم - ونحن علي نهجه ـ إن شاء الله ـ سائرين ، بعدين عن الاعتقادات والعادات والتقاليد التي تخالف شرع الله المجيد.
أولاً: الاعتقادات الخاطئة التي تكون قبل الولادة، وعند الولادة وما بعدها:
(أ ) الاعتقادات الباطلة التي تسبق الولادة ومنها:(1/1)
1.نبش المرأة التي تأخر حملها قبر طفلٍ ميت:
لكي تراه فتحمل " الإبداع في مضار الابتداع "
2.صعود المرأة العقيم أو التي تأخر حملها علي المنارة :
زاعمين أن ذلك يُورث الحمل. " الإبداع في مضار الابتداع"
3. المرأة التي أنجبت سبع بنات ولم تنجب ولداً :
فهم يجزمون ويعتقدون أن الثامن لابدٌ وأن يكون ولداً.
4. إذا لقيت النفساء مثلها قبل شهر الوضع وحملت إحداهما قبل الأخرى :
فتعتقد التي تأخر حبلُها أن التي سبقتها بالحبل هي التي كسبتها فتأخر حملها، ولكي تحمل تطلب منها أن تجرح لها أصبعاً من أصابع يدها لتلحس دمها وبذلك تزول الكبسة وتحمل.
" الإبداع في مضار الابتداع"
5. إذا انقطع حبل المرأة بزعم أن المرأة كبستها أيام النفاس أو فطام الرضيع :
تأتي بتلك المرأة وتبول علي تبولها. " الإبداع في مضار الابتداع"
6. إذا رأت المرأة شيئاً قبل الولادة واشتهته نفسُها ولم تتحصل عليه:
تعتقد أن ذلك الشيء يظهر أثره علي جسد المولود ويسمون هذا بالتٌَوحٌُم أوالشهوة كما في بعض البلاد.
7. الاعتقاد أن المرأة العقيم تحمل إذا رُمي عليها الحرباء :
فهذا من الاعتقادات الفاسدة التي يتبناه بعض الناس فيظنون أن المرأة إذا كانت عقيماً لا تلد ، فإنها تحمل وتلد إذا رمي عليها الحرباء، وهذا اعتقاد فاسد لأن الله وحده هو الذي:
{ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ} ( سورة الشورى: 49)
8.الاعتقاد أن المرأة العقيم تحمل إذا اغتسلت بماء غُسل به أحجار معينة :
إن من النساء من إذا تأخر حملها أو إنجابها لم تلجأ إلى الله فتدعوه وتتضرع إليه ، بل تلجأ إلى مجموعة من الحجارة مربوطة يسمونها ( فرع الكبسة ) فتغسلها بالماء ثم تغتسل بها ظانة أنها ستفك عقدتها ، وتطلق إنجابها ، وهذا اعتقاد خاطئ باطل وفاسد .(1/2)
ـ فالله ـ سبحانه وتعالى وحده هو الذى : { يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ} ( سورة الشورى: 49)
ـ وهذا مثال يبين هذا المعنى ويؤكده فها هو نبى الله زكريا ـ عليه السلام ظل عقيما لا ينجب حتى شاب رأسه ووهن عظمه وانحنى ظهره ، ورغم ذلك لم ييأس من رحمة الله ، وظل يدعوه ويتضرع إليه ليرزقه الله ولداً يرث النبوة من بعده حتى لا تنقطع النبوة من نسل أبيه يعقوب بن إبراهيم ـ عليهما السلام ـ فرحمه الله واستجاب دعاءه ورزقه يحيى فكان نبياً من بعده .
قال تعالى :{ ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا * إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا * قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا * وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا } ( مريم 2ـ 6 ) . فاستجاب الله دعاءه فى الحال فقال تعالى :{ يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا } ( مريم 7 )
فتعجب من ذلك وهو على هذا الحال من الكبر ، وزوجته عقيم لا تلد . قال : قال تعالى : { قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا } ( مريم 8 ) . قال : قال تعالى:{ قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا}( مريم 9 ) " الكلمات النافعة فى الأخطاء الشائعة صـ36ـ37 "
9. الاعتقاد بأن المرأة الحامل إذا تركت بدون غطاء فإن الحمل يسقط :(1/3)
وهذا اعتقاد فاسد لا أصل له في الشريعة ولا الطب ولا العرف.
(ب ) الاعتقادات الخاطئة التي تكون عند الولادة :
1.عند عسر الولادة يكتب أو يعلق أو يمحي أو يشرب أو يرش علي بطن المرأة :
مثل بعض الفوائد التي في كتاب الرحمة في الطب وغيره ،
ويجب أن يعلم أن هذا كله باطل وشرك ولا يجوز العمل به. "السنن والمبتدعات صـ24"
2.إذا جاءوا لقطع سُرة المولود :
جمعوا عنده كل مولود يحتاج إلي دخول ذلك البيت الذي تقطع فيه سرة المولود، ويزعمون أن من لم يحضر من الصغار عند قطعها ودخل بعده تََحْوَلٌ عيناه أو يظل يبكي كثيراً.
" المدخل لابن الحاج 3/290"
3.جعل السكين التي قطعت بها سُرة المولود عند رأسه :
وذلك مادامت أمُهُ جالسة عنده ، فإذا قامت حملتها معها، وتفعل هذا مدة أربعين يوماً ، ويعللون ذلك لئلا يصيبها شيء من الجآن. " المدخل لابن الحاج"
4.إذا دخلت قابلة- التي تقوم بالولادة- إلي بيت وقبلت فيه لا يمكن لغيرها أن تدخل عليها فيه:
ويعللون ذلك بزعمهم أن دم المولود ودم أمٌَه قد وقع علي يد القابلة الأولي فلا تدخل غيرها عليها فيه ، ومن فعل ذلك منهن وقع بينها وبين القابلة الأولي شنآن وخصام كثير ، ويعتقدون أن ذلك حرام.
" المدخل لابن الحاج "
5.يأخذون المشيمة ( الخلاص) ويذهبون به إلي امرأة لا تنجب حتى تخَطِي عليه :
ويعتقدون إن ذلك سبب للإنجاب.
6.يوجبن الضحك علي من ترمي المشيمة التي يسمينها ( الخلاص):
والإ عاش المولود كاشراً عابساً، والأفضل عندهن إلقاؤه في ماء جار، ويعتقدون أن هذا سبب في زيادة رزق المولود وهذا هو الجهل الفاضح " السنن والمبتدعات بتصرف"
7.الاعتقاد بأن الوالدة لا يصح أن تفارق موضع الولادة مدة أسبوع ولا أن تترك المولود وحدهُ فيه ويزعمون أنها إن تركته وحَدهُ ينبدل- أي أن الجنٌَ تأخذه وتأتي بغيره.
" الإبداع في مضار الابتداع"
(جـ ) الاعتقادات الخاطئة يوم السابع من الولادة :(1/4)
1. الإتيان في ليلة السابع بالختمة ووضعها عند رأس المولود ، وكذلك اللوح والدواة والقلم، وأشياء كثيرة:
فإذا كان صبيحة تلك الليلة يغرق كل ما اجتمع عند رأس المولود من ذلك ، ويزعمون أنه بركة لمن أخذه وأنه ينفعه من الصداع ، ويعللون وضع اللوح والدواة والقلم بأن الملائكة تكتب بالدواة والقلم ما يجري علي المولود من عمره. " المدخل لابن الحاج 3/390"
2.الاعتقاد بأن من دخل علي نفساء حالق اللحية أو الرأس أو من يحمل باذنجان أو بلح أحمر أو لحم أو قادم من سفر فإن ذلك يكبسها ويمنع نزول اللبن:
وهذا كله من الجهل فإن هذا لا يؤثر في نزول اللبن أو عدمه وإن حدث هذا فإنه يكون نتيجة تسلط الوهم عي هذه المرأة النفساء ، فتختل الدورة الدموية في جسدها فتؤثر في إدرار اللبن.
بل انظر كيف يفكون كبستها المزعومة ؟
فإنهم يحضرون " عدة الحلاق " ويغسلونها بالماء ، ثم تغتسل بها المكبوسة ليفكوا كبستها ويدروا لبنها ، وهذا كله من الضلال البين لأصحاب العقول السليمة والعقيدة الصحيحة ، والذين يغتقدون يقيناً فى قوله تعالى : { وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدُيرٌ } ( سورة الأنعام: 17)
ملحوظة *** قد يكون للشيطان تصرف فى ذلك من حبس اللبن وتركه إذا ما قاموا بمثل هذه الخرافات ، وذلك ليعتقدوا فى الأمواس وعدة الحلاق ، ويستدل لذلك : ـ
ما أخرجه الإمام أحمد بسند حسن حسنه الشيخ / أحمد شاكر ـ رحمه الله ـ :
أن زينب امرأة عبد الله بن مسعود ـ رضى الله عنه ـ قالت : كان عبد الله إذا جاء من حاجة فانتهى إلى الباب تنحنح وبَزَق كراهية أن يهجم منا على أمر يكرهه ،
قالت : وإنه جاء ذات يوم فتنحنح ، وعندى عجوز ترقينى من الحمرة ، فأدخاتها تحت السرير
قالت : فدخل فجلس إلى جانبى فرأى فى عنقى خيطاً ، فقال : ما هذا الخيط ؟(1/5)
قالت : خيط رقى لى فيه ، فأخذه فقطعه ، ثم قال : إن آل عبد الله لأغنياء عن الشرك ،
سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " إن الرقى والتمائم والتولة شرك "
قالت : قلت له : لِمَ تقول هذا ، وقد كانت عينى تقذف ، فكنت اختلف إلى فلان اليهودى يرقيها ، فكان إذا رقاها سكنت ، فقال : إنما ذاك من الشيطان ، كان ينسخها بيده ، فإذا رقاها كف عنها ، وإنما كان يكفيك أن تقولى كما قال النبى - صلى الله عليه وسلم - :
" اذهب الباس رب الناس ، اشف أنت الشافى ، لا شفاء إلا شفاءك ، شفاء لا يغادر سقما "
(د ) الاعتقادات الخاطئة التى تفعل بقصد المحافظة علي الولد بزعمهم :
1. ذهاب بعض النساء إلي المشعوذين لطلب حجاب للنظرة أو حجاب لوقاية ولدها من الحسد والنكد وتعلق هذه الحجب علي الأطفال:
وهناك من تذهب إلي القسيسين والرهبان لتعليق الصلبان علي أولادهن وهذا كله من الشرك
- فقد أخرج الإمام أحمد بسند صحيح أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
" من علق تميمة فقد أشرك" ( صحيح الجامع 6394) " الإبداع والسنن والمبتدعات بتصرف"
2. عمل الوشم للأطفال في رءوسهم أو كعوب أرجلهم ليعيشوا : " السنن والمبتدعات صـ335"
3. إلباس الأولاد خلاخيل الحديد ليعيشوا: " السنن والمبتدعات صـ334"
4. يشحذن النساء نقوداً للمولود من سبعة أشخاص كلهم اسمه محمد ليعيش :
" السنن والمبتدعات صـ24"
5. إركاب الطفل علي ظهر الحمارة معكوساً :
ويصفقون له بقولهم يا أبو الريش إن شاء الله يعيش ، يا بو الريش إن شاء الله يعيش .
" الإبداع والسنن والمبتدعات"
6. تبخير البيوت والأبناء والبنات : بقشر الثوم والفاسوخ وعين العفريت والظارُوط وغيرها.
7. تعليق الخمسةَ والخميسهَ، والقرن والحوت : " السنن والمبتدعات"
8. قول أحدهن " اسم النبى حارسه وصاينه " عند الخوف على الولد من الحسد :
فتجد من النساء إذا رأت من تنظر إلى طفلها ، وخافت عليه من الحسد ، قالت :(1/6)
" اسم النبى حارسه وصاينه "وهذا اعتقاد باطل ،
لأن النبى - صلى الله عليه وسلم - وهو أفضل خلق الله لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً
قال تعالى على لسان نبيه :{قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ }
( الأعراف 118 )
وقال أيضاً : { قل إنى لا أملك لكم ضراً ولا رشداً } ( الجن 21)
" الكلمات النافعة فى الأخطاء الشائعة صـ34 "
9. الاعتقاد فى الشموع لمعرفة أعمار الأولاد :
بعض الناس إذا وُلد لهم مولود وأرادوا أن يختاروا له اسماً عمدوا إلى مجموعة من الشموع ، وأطلقوا على كل شمعة اسماً ، وأشعلوا فيها النيران ، فأيما شمعة انطفأت تشاءموا من اسمها لأن عمرها كان قصيراً ، فإذا أطلقوا اسمها على المولود كان عمره قصيراً بزعمهم ،
وإنما يستقر رأيهم على آخر شمعة اشتعالاً ، لأن عمرها كان طويلاً ، فيطول بذلك عمر الولد إذا سمى باسمها ،
وهل الشمع يعلم الغيب ؟ وهل الجماد يعلم أعمار بنى آدم ؟ وأين هم من قوله تعالى :
{ فَإِذَا جَاء أَجَلُهُم لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ } ( الأعراف 34 )
فالأجل معلوم مكتوب فى اللوح المحفوظ ، لا يزاد فيه ولا ينقص .
فقد أخرج أبو نعيم فى الحلية بسند صحيح أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال :
" إن روح القدس تفث فى روعى أن نفساً لن تموت حتى تستكمل أجلها وتستوعب رزقها ، فاتقوا الله وأجملوا فى الطلب ولا يحملن أحدكم استبطاء الرزق أن يطلبه بمعصية اله ، فإن الله تعالى لا يُنال ما عنده إلا بطاعته "
وأخرج الإمام مسلم عن أم حبيبة ـ رضى الله عنها ـ قالت : سمعنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا أقول :
اللهم متعنى بزوجى رسول الله وبأبى أبى سفيان وبأخى معاوية ،(1/7)
فقال - صلى الله عليه وسلم - : سألت الله لآجال مضروبة وأيام معدودة وأرزاق مقسومة لن يعجل شيئاً منها قبل أجاه ولا يؤخره ، ولو كنت سألت الله أن يعيذك من النار وعذاب القبر كان خيراً وأفضل .
10. تسمية الأولاد بأسماء قبيحة لكي يعيش المولود:
فبعض النساء إذا ولدت أكثر من مرة ، وفي كل مرة يموت المولود ، فإنهن يسمين أولادهن بأسماء منحطة قبيحة اعتقاداً منهن أن ذلك سبب في حياة هذا المولود ، كأن يسمينه " بَلْبَعْ أو بَعْجَرْ أو صَرُبَعْ أو جُعْلَصْ أو مشحوت " وهذا مما يجعله هزوا وسخرية في نظر الصغار والكبار، فينشأ علي الخفة والسقوط ، وهذه من خرافات بعض النساء.
ـ سبحان الله ما علاقة الاسم بحياة المولود أو موته فإن الله قد قدر الأعمار وحدد الآجال
قال تعالي: { فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ} (سورة الأعراف: 34)
- وأخرج البخاري ومسلم عن عبد الله بن مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
"إن أحدكم يجمع خلقة في بطن أمه أربعين يوماً نطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك ، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات بكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أم سعيد. " " الإبداع، والسنن والمبتدعات بتصرف"
11. وضع كوز مملوء ماء بجانب المولود، إذا تركته أمه لوحده. "المدخل لابن الحاج 3/ 291"
12. تعليق تمائم معينة تحتوى علي الحبوب والملح والنقود والشب والشعير ونحون :
ظناً منهم أن هذا يقي الولد ويحفظه من العين والحسد.
13. أخذ الملح وصبغ بعضه بالزعفران وبعضه بالزنجار( صدأ الحديد والنحاس ) وخلطه بشئ من الكمون الأسود، وإلباس أم المولود ثياباً حِساناً فيدُرْن بها وبولدها البيت كله، والقابلة أمامها حاملة المولود وامرأة أخري أمام القابلة معها طبق فيه الملح المذكور وينثرنه في البيت يميناً وشمالاً، وفي الطبق شيء من البخور وهو مخصوص بالولادة ،(1/8)
ويزعمن أنه ينفع من الأمراض، والكسل والعين والجآن والشرٌَ كله. " المدخل لابن الحاج"
14. إذا أصيب الطفل بالكساح فيذهبن به مقيداً إلي المسجد ثلاث جمعات في حُجرةٍ ليأخذه أول خارج من المسجد ويدعو له أن يفكٌَ قيده. " السنن والمبتدعات 332 "
15. إذا رمدت أعين أطفالهن تذهبن بهم إلي قنديل السيدة نفيسة :
ليكحلوا أعينهم من زيت قنديلها
ويقول الشيخ الشهيدي معلقاً علي هذه البدعة:
وقد يكون ذلك سبباً في العور والعمى، لأن هذا الزيت طال عليه الزمن داخل القنديل ،
فامتلأ بالجراثيم الضارة والغبار. " السنن والمبتدعات 331 "
16. إذا تعوق الطفل عن الكلام وتأخر يحتلن حتى يحضرن غًراباً أسودا ً:
ينعق في فيه( فم الطفل) لينطق الطفل ويتكلم . " السنن والمبتدعات"
17. الطواف بالبخور علي البيوت وإرقاء الأطفال برقي معينة :
وذلك بمحضر من أمهاتهم، ويوهمونهم أن هذه الرقية وقاية لهم من العين وكل مكروه إلي السنة المقبلة. " الإبداع صـ271 "
18. الذهاب بالأطفال المرضي إلي أضرحة الأولياء وإلقاؤهم فيها يوم الجمعة :
وذلك من الزوال إلي الفراغ من صلاتها ( أي الجمعة ) يحبسونهم في الأضرحة، ويتركونهم فيها يبكون ويصيحون ويبولون ويتغوطون علي قبر ذلك الولي، هكذا يفعلون ثلاث جًمع ، ويزعمون أن ذلك سبب في شفاء الولد. " الإبداع صـ427"
19. إذا أصيب الطفل بالنظرة مثلاً :
تأتي أمٌُه بقطعة من الشبٌَ ووقادِ الفحم البلدي مثلاً ، وقطعة من النقود وتجعلُ الجميع في حزمة بيضاء ، وترميها من وراء ظهرها من غير أن تنظر إلي المكان الذي وقعت به ، ثم ترجع من غير أن تكلم أحداً . " الإبداع في مضار الابتداع"
20. اعتقاد البعض أن أرواح الأبناء تتلبس بأجساد القطط :
فهم يُكرمون القطط ويطعمونها لأجل أولادهم حتى وإن أفسدت أو اختطفت طعامهم ،
لأنهم يَروْنَ أن أذي هذه القطط إنما هو أذي لأولادهن. " السنن والمبتدعات صـ 335 "
وأخيراً ****(1/9)
ينبغي أن نعلم أن هذه كلها اعتقادات فاسدة ،
وأنها من البدع والخرافات التي ينبغي علي المسلمين أن يتركوها وإلا كان لهم حظا من قوله تعالي :
{ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ } ( البقرة: 61)
ثانياً: الاعتقادات الفاسدة التي يتوهم البعض أنها تدفع الحسد أو العين ومنها:
1. الاعتقاد بان العروسة الورق تدفع الحسد:
فهناك من النساء إذا أحست بأن ولدها محسود ، فإنها تأتي بورقة وتقطعها على شكل عروسة ثم تأتي بالإبرة وتثقب بها الورقة ، وتقول في كل مرة من عين فلان ومن عين فلانة إلى أن تملاً الورقة بالثقوب ثم تحرقها ، وتأخذ هذا الرماد وتصلب به علي جبين الولد ظناً منها أنها بذلك دفعت عنه الحسد وهذا اعتقاد باطل .
ولقد علمنا النبي - صلى الله عليه وسلم - كيف نرقي أولادنا
فقد أخرج البخاري عن ابن عباس – رضي الله عنهما –
أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يعوذ الحسن والحسن فيقول :
" أُعيذُكما بكلمات الله التامات من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة . "
وفي سنن الترمذي من حديث أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه- قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتعوذ من الجان وعين الإنسان حين نزلت المعوذتان ، فلما نزلتا أخذ بهما وترك ما سواهما.
ولا تنس رقية جبريل للحبيب الأمين - صلى الله عليه وسلم -
" بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك من شر كل نفس وعين حاسد الله يشفيك بسم الله أرقيك "
2. الاعتقاد بأن التخطي فوق النار أو البخور، وكذلك تعليق التمائم والخرزة وحدوة الحصان والكف ( خمسة وخميسة ) وقرن الفلفل الأحمر والحذاء القديم والحظاظة وما شابه ذلك يزيل نظرة العين والحسد:
وهذا كله من الشرك ، ومما لاشك فيه أن العين حق وهذا ما أخبرنا به النبي - صلى الله عليه وسلم -
- فقد أخرج ابن ماجة بسند صحيح أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
" استعيذوا بالله من العين فإن العين حق"(1/10)
فلا ينبغي دفع العين وهو المعروف بالحسد بهذه الأمور الشركية ،
فإن فاعل ذلك إن اعتقد أن هذه الأشياء تنفع أو تضر من دون الله فهو مشرك شركاً أكبر.
وإن اعتقد أنها سبب للنفع أو الضرر والله لم يجعلها سبباً فهو مشرك شركاً أصغر، وهو يدخل في شرك الأسباب.
- فإن العلاج من العين لا يكون إلا بالمشروع الذي جاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - :
1) قراءة سورة الفاتحة.. 2) سورة الفلق. 3) سورة الناس .
4) وكذلك قراءة آية الكرسي عند النوم .
5) وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يضم كفيه ثم ينفث فيهما ثم يقرأ سورة الإخلاص والمعوذتين ثم يمسح بكفيه علي رأسه وجسده يفعل ذلك ثلاث مرات.
6) بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك من شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك بسم الله أرقيك.
7) أُعيذك بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة.
8) وتضع يدك علي الذي يؤلمك من جسدك وتقول :بسم الله(3) مرات
ثم تقول : أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر (7) مرات .
9) اللهم رب الناس أذهب البأس ، أشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقماً.
3- الاعتقاد بوضع آيات قرآنية معينة – كآية الكرسي ـ علي صدور الأطفال للحفظ من العين والحسد وغيره من الأمراض(1):
وهذا فيه محاذير:
الأول: إن في ذلك امتهان لكتاب الله – عز وجل- لعدم إدراك الطفل معني وقدر الآيات المعلقة علي صدره، فيطأها بالنجاسة أو الأمور المستقذرة الأخرى.
الثاني: أن هذا قد يؤدي إلي الوقوع في الشرك حيث يكون هذا ذريعة لتعليق غير القرآن.
يقول فضيلة الشيخ محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله – بعد ذكر قوله - صلى الله عليه وسلم - :–
" إن الرقي والتمائم والتولة شرك " " أحمد في مسنده "
التمائم : شيء يعلق علي الأولاد يتقون به العين ،
لكن إذا كان المعلق من القرآن فرخص فيه بعض السلف وبعضهم لم يرخص فيه ،
ويجعله من المنهي عنه
__________
(1) أحذر .. أقوال وأفعال واعتقادات خاطئة.(1/11)
ومنهم ابن مسعود – رضي الله عنه – ثم ذكر عن إبراهيم النخعي – رحمه الله – قال:
كانوا يكرهون التمائم كلها من القرآن وغير القرآن .
ورجح الشيخ محمد بن عبد لوهاب – رحمه الله – المنع لعموم أدلة النهي وخوفاً من التمادي وتعليق غير القرآن ، ولأنه قد يعتمد عليها ، ومن تعلق شيئاً وُكل إليه، لكن عليه أن يعوذهم كما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعوذ الحسن والحسين – رضي الله عنهما – من الجان وعين الإنسان ، ثم عوذهم كذلك بالمعوذتين وينبغي عليه أن يعلمهم قراءتهما في الصباح والمساء.
4. الاعتقاد بأن الإنسان لا يصيب نفسه وماله وأهله بالعين:
وهذا اعتقاد خاطئ إذ إن الإنسان قد يصيب نفسه أو ماله أو أهله بالعين وهذا ما بينه لنا النبي - صلى الله عليه وسلم -
- فقد أخرج الإمام أحمد من حديث عامر بن ربيعة وسهل بن حنيف قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ::
" إذا رأي أحدكم من نفسه أو ماله أو من أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة ، فإن العين حق "
والعائن يعجبه الشيء الذي يراه من إنسان أو حيوان أو متاع ، فتتمثل نفسه الشريرة الحاسدة بشيء من الضرر ، فتنطلق منها ذرات سامة تؤثر في المعين بإذن الله الكوني لا الشرعي ،
وقد تحصل منه الإصابة دون قصد ، فقد يعين ولده أو زوجته أو دابته ونحو ذلك.
ومن خاف أن يقع منه ذلك فليقل إذا أعجبه شىء : ما شاء الله ، اللهم بارك وذلك لقوله تعالى :
{ وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ } ( الكهف 39) ،
ولقول النبى - صلى الله عليه وسلم - :للصحابى الذى أصاب الآخر بالعين " ألا بركت " والحديث عند أحمد بسند صحيح
5. الاعتقاد بأن تعليق جماجم الحيوانات أو أجزاء منها في البيت أو في الزرع فإن هذا يدفع العين والحسد:
وهذا اعتقاد خاطئ يفعله البعض استناداً بحديث ضعيف أخرجه البيهقي في السنن الكبرى(1/12)
عن علي – رضي الله عنه - قال : أُمر بالجماجم في الزرع أن تنصب ، فقال: من أجل ماذا ؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : من أجل العين" وهذا الحديث ضعيف.
ـ ولكن هناك من يعمل به إما لتحصيل منفعة أو لدفع ضرر، فيعتقد البعض أن تعليق منقار الغراب علي إنسان يحفظه من العين ، أو تعليق عين الذئب علي إنسان يحفظه من الصرع ،
أو تعليق ناب الثعلب علي الصبي يذهب عنه الفزع عند النوم، وغير ذلك من الاعتقادات الباطلة والتي ما أنزل الله بها من سلطان.
6. الاعتقاد بأن صلاة الجنازة علي العائن وهو حي تذهب العين والحسد:
اشتهر هذا الفعل عند بعض العوام ، فتراهم إذا عرفوا عن إنسان أنه يصيب بعينه ، يصلون عليه كصلاة الجنازة ، ويزعمون أن ذلك يبطل تأثير إصابته ، كما أن الميت يبطل تأثير عينه ،
ـ وهذا كله لا يفيد ولا يمنع تأثير العين من هذا الحاسد.
7. الاعتقاد أن الأخذ من فضلات العائن يمنع العين:
هناك من الناس يلجأ للأخذ من فضلات بول أو غائط العائن لعلاج العين والحسد، وهذا اعتقاد باطل.
يقول الشيخ ابن عثيمين:
"أما الأخذ من فضلاته العائدة من بوله أو غائطه فليس لها أصل " أ هـ.
8.الاعتقاد بأن التبخر بتراب العائن يعالج العين أو الحسد:
فالبعض يعتقد أن الأخذ من أثر العائن وتبخير المعين منه يؤدي للشفاء وإزالة العين والحسد ، وهذا فيه مشابهة لما يقوم به السحرة من إطلاق البخور، واستخدامها في الطلاسم ، والتمائم السحرية.
9. الاعتقاد بأن لبس الخواتم ذات الخرز الأزرق يدفع العين والحسد:
وهذا اعتقاد خاطئ، وإنما تٌتقي العين أو الحسد بالأسباب الشرعية التي شرعها لنا رب البرية.
10. الاعتقاد بأن تبخير البيوت بالأعشاب المتنوعة يطرد الجن والشياطين ويزيل العين والحسد:
وهذا اعتقاد فاسد
وقد سُئل فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله –
عن جواز التبخر بالشب، أو الأعشاب أو الأوراق ، وذلك لمن أصيب بالعين ، فأجاب فضيلته:(1/13)
ـ لا يجوز علاج الإصابة بالعين بما ذُكر لأنها ليست من الأسباب العادية لعلاجها،
وقد يكون المقصود بهذا التبخر استرضاء شياطين الجن والاستعانة بهم علي الشفاء،
وإنما يعالج ذلك بالرقي الشرعية ونحوها مما ثبت في الأحاديث الصحيحة (فتوى 4393 ) أ هـ.
ـ وهناك من يذهب للمشعوذين ويستعين به في طلب الشفاء أو لدفع العين والحسد فيعطيه المشعوذ ورقة ويطلب منه أن يحرقها ويستنشق دخانها.
وقد سُئل فضيلة الشيخ ( صالح الفوزان ) عن هذا فأجاب فضيلته :
هذا من الخرافات التى ما أنزل الله بها من سلطان ، وهذه الورقة لا ندرى ماذا كُتب فيها ، ربما يكون قد كُتب فيها الشرك والكفر بالله – عز وجل- من هؤلاء المشعوذين ،
فعلي كل حال يجب عليكم تجنب مثل هذا الشيء وعليكم بالاعتماد علي الله – سبحانه وتعالي –
كما قال تعالي : { وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِهِ يُصَيبُ بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }( يونس: 107)
وقال تعالي: { وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدُيرٌ } ( سورة الأنعام: 17)
وقال الخليل – عليه السلام- قال الله تعالي : { وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ } ( سورة الشعراء: 80)
ـ فيجب علي المسلم أن يعتمد علي الله في طلب الشفاء بالدعاء والعبادة والتضرع إلي الله- سبحانه وتعالي- فهو الذي يملك الشفاء والعافية ، أما الذهاب إلي المنحرفين والمشعوذين ، وأخذ الأوراق منهم وإحراقها واستنشاقها وما أشبه ذلك ، فهذا من تلاعب الشيطان ، فعليكم بالتوبة إلى الله ـ عز وجل ـ وعليكم أيضاً بالأخذ بما أباح الله من الأدوية
" فإن الله ما أنزل داء إلا أنزل له دواء ، عَلِمه من علمه وجَهِله من جهله " (البخاري)(1/14)
11. تسخين الرصاص واستخدامه لطرد الجن والشياطين وللوقاية من العين والحس د:
وهذا اعتقاد خاطئ فاسد
وقد ورد سؤال إلي اللجنة الدائمة للإفتاء عن حكم صب الرصاص علي الرأس لفك السحر ؟
فأجابت اللجنة برئاسة سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله - :
ولا يجوز له أن يخضع لما يزعمون علاجاً من صب رصاص ونحوه علي رأسه ،
فإن هذا من الكهانة، ورضاه بذلك مساعدة لهم علي الكهانة والاستعانة بشياطين الجن" أ هـ.
وقال أبو بكر ابن محمد الحنبلي:
ولا يجوز للمسلم أن يخضع لما يزعمونه علاجاً ، كنمنمتهم بالطلاسم ، أو صب الرصاص ،
ونحو ذلك من الخرافات التي يعملونها، فإن هذا من الكهانة ، والتلبيس علي الناس ، ومن رضي بذلك فقد ساعدهم علي باطلهم وكفرهم . " علاج الأمور السحرية من الشريعة الإسلامية ص102"
12. إلقاء قطعة من الطعام علي الأرض إذا لاحظ من ينظر إليه خوفاً من العين :
وهذا اعتقاد فاسد كما قال فضيلة الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله – عندما سُئل عن هذا :
فقال ـ رحمه الله ـ : هذا اعتقاد فاسد لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - :
" إذا سقطت لقمة أحدكم فليمط ما بها من الأذى وليأكلها.. " الحديث " وهو عند مسلم "
13. الاعتقاد بوضع المصحف في السيارة دفعاً للعين أو توقياً للخطر:
وقد سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله –
عن حكم وضع المصحف في السيارة من أجل التبرك والحصن من العين وأيضاً خشية أن تصدم ؟
فأجاب – رحمه الله – حكم وضع المصحف في السيارة دفعاً للعين أو توقياً للخطر بدعة ،
فإن الصحابة – رضي الله عنهم – لم يكونوا يحملون المصحف دفعاً للخطر أو العين ،
وإذا كان بدعة فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
" كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار" ( أخرجه الإمام أحمد والترمذي)
14. الاعتقاد أن تعليق الحذاء في السيارة يدفع العين والحسد:(1/15)
وهذا اعتقاد خاطئ وهو من الشرك ، و كذلك رش الملح أو قول القائل امسك الخشب ،أو خمسة وخميسة في عينك ، وهذه الأمور لا تدفع حسداً ولا تجلب نفعاً ، فأين هؤلاء من الرقية الشرعية.
15. الاعتقاد أن الشبة والفسوخة علاج لدفع الحسد :
ـ فمن الناس من إذا أحس أن ابنه محسود أتي بالشبة والفسوخة من عند العطار ، ووضعهما على النار وطلب من ولده أن يمر عليها سبع مرات ،
ثم يزعم أنها سوف تتصور بصورة الحاسد ، ثم بعد ذلك يقع الرماد في قماشة ويلقيها بين أربعة مفارق ( شوارع )
ـ بل ومنهم من يبخر بيته أو محله كل صباح بالشبة والفسوخة لدفع الحسد ،
وهناك أمور كثيرة أخرى تُفعل فيعتقدون أنها تدفع العين والحسد منها:
16. الاعتقاد بأن الثوم يقي من العين والحسد.
17. عدم العناية بنظافة الأولاد يقي من العين والحسد.
18. كسر البيض علي السيارة ونحوها يقي من العين والحسد.
19. تلطيخ السيارة بالدماء يقي من العين والحسد.
وكل هذه الاعتقادات باطلة فاسدة
ثالثا : متفرقا ت
1.اعتقاد البعض أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خلق من نور عرش الرحمن:
وهذا ما يتردد على ألسنة بعض الناس فتجدهم يقولون يا نور عرش الله
جاء في كتاب الكلمات النافعة " للشيخ / وحيد عبد السلام بالي صـ53:
أن هذا يحتمل أمرين :
الأول: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خلق من نور العرش وهذا خطأ لأنه – - صلى الله عليه وسلم - – بشر خُلق مثل البشر
قال تعالي : { قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ } ( الكهف: 110)
الثاني: أن يكون المراد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - هو مصدر نور العرش
وهذا باطل لأن الله تعالي يقول : { اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ } ( النور : 35 )
2.اعتقاد البعض أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أول خلق الله :
فهناك من الناس من يردد بهذا الكلام ، فيقول : " يا أول خلق الله وخاتم رُسل الله "(1/16)
وهذا خطأ كبير لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - ليس أول خلق الله والدليل على ذلك :
ما أخرجه أبو داود والترمذي بسند صحيح عن عبادة بن الصامت قال:
سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " إن أول ما خلق الله القلم فقال له : اكتب ،
قال : رب وماذا أكتب ؟ قال: اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة."
3. الاعتقاد بأن هناك ساعة نحس في يوم الجمعة :
وهذا اعتقاد خاطئ ، بل علي العكس إن هناك ساعة إجابة في يوم الجمعة ،الذي قال عنه النبي - صلى الله عليه وسلم - : كما في سنن البيهقي : " أفضل الأيام عند الله يوم الجمعة "
أخرج البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ـ بعدما ذكر الجمعة ـ فقال:
" فيها ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله تعالي شيئاً إلا أعطاه إياه "
ـ واختلف العلماء في وقت هذه الساعة
فذهب البعض إلي أنها من بعد طلوع الفجر إلى طلوع الشمس ، وهذا لا دليل عليه
وذهب البعض إلى أنها ما بين أن يجلس الإمام علي المنبر إلي أن تقضي الصلاة ، وهذا مرجوح
والراجح هو ما ذهب إليه الفريق الثالث حيث قال : ما بين العصر إلى أن تغرب الشمس وذلك لما رواه أبو داود عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قا ل :
" يوم الجمعة ثنتا عشرة ساعة ، منها ساعة لا يوجد عبد مسلم يسأل الله فيها شيئاً إلا أتاه إياه ، فالتمسوها آخر ساعة بعد العصر."
4. الاعتقاد في تأثير النجوم والكواكب في الحوادث وحياة الناس (حظك اليوم – أنت والنجوم):
البعض يقرأ في أبراج الحظ في الجرائد والمجلات ، ويؤمن بما جاء فيها
ومن فعل ذلك فهو على خطر عظيم،لأنه يعتقد أن لها تأثيراً وتصرفاً في الكون وهذا من الشرك.
أما إن قرأها للتسلية فهو عاص آثم ، لأنه لا يجوز التسلي بقراءة الشرك
بالإضافة لما قد يلقي الشيطان في نفسه من الاعتقاد بها ، فتكون وسيلة للشرك.
أخرج البخاري عن زيد بن خالد الجهني- رضي الله عنه – قال:(1/17)
" صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الصبح بالحديبية – على أثر سماء كانت من الليلة –
فلما انصرف أقبل على الناس ، فقال : هل تدرون ماذا قال ربكم ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ،
قال: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال مُطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي وكافر بالكواكب ، وأما من قال مُطرنا بسوء كذا وكذا فذلك كافر بي ومؤمن بالكواكب."
وأخرج الإمام مسلم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :
" أربع من أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن الفخر في الأحساب، والطعن في الأنساب والاستسقاء بالنجوم والنياحة."
والنجوم إنما يستفاد منها ثلاثة أمور ذكرها الله في كتابه :
وهي زينة السماء ، ورجوماً للشياطين ، وعلاماتٍ يُهتدي بها.
قال تعالى : { وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ } ( الملك : 5)
وقال تعالي : { وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ } ( النحل: 16)
فمن زاد غير ذلك فقد أخطأ.
5. الاعتقاد في السحرة والعرافين " فتح المندل- قراءة الكف والفنجان.." :
وهذا كله مخالف للشرع ، فقد أخرج الإمام مسلم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
"من أتي عرافاً أو كاهناً فصدقه بما يقول ، فقد كفر بما أنزل علي محمد " .
ـ وعلي هذا فلا يجوز الذهاب للسحرة والعرافين ، وقراءة الكف والفنجان ، وقراءة حظك اليوم ،
لأن كل هذا من الكهانة .
والنبي - صلى الله عليه وسلم - قال كما عند الطبراني : " لا تأتوا الكهان " .
6. الاعتقاد أن " الحظاظة " تجلب الحظ :
بعض الشباب يلبس فى يده حلقة من جلد تسمى " الحظاظة " ويظن أنها تجلب الحظ ، وهذا اعتقاد فاسد يجب أن ينزه عنه المسلمون ، والحظاظة هذه من التمائم والتى نهى عنها الشرع وعن التعلق بها .
فقد أخرج الإمام أحمد والحاكم أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال :(1/18)
" من تعلق تميمة فلا أتم الله له ، ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له "
" الكلمات النافعة فى الأخطاء الشائعة صـ 35 "
7. الاعتقاد بأن كثرة الضحك سيعقبه نكد أو شر:
فإنهم يعتقدون أن مَن يكثر من الضحك فإن هذا سيعقبه شر أو نكد فيقولون :" اللهم اجعله خير"
لكن ينبغي لنا أن نعلم أن كثرة الضحك قد نهانا النبي - صلى الله عليه وسلم - عنها
فقد أخرج ابن ماجة بسند صحيح أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لأبي ذر:
"لا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب " " صحيح الجامع 4735 "
وفي سند الإمام أحمد :
"وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يضحك إلا تبسما ً"
8. الاعتقاد أن أحد العيدين إذا جاء يوم جمعة فهذا من الشؤم:
وهذا اعتقاد باطل فاسد ويرده هذا الحديث
فقد أخرج أبو داود عن زيد بن أرقم – رضي الله عنه- قال :
" اجتمع عيدان علي عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في يوم واحد فصلي العيد في أول النهار، وقال :
يا أيها الناس إن هذا يوم قد اجتمع لكم فيه عيدان ".
9. الاعتقاد أن صوت البومة أو الغراب أو الحدأة ، أو طنين الأذن أو رفيف العين أو أكلان اليد
أو تنميل القدم منذر بشؤم:
وهذا كله من الاعتقادات التي كانت في الجاهلية ،وجاء الإسلام وأبطلها .
فقد أخرج الإمام مسلم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
" لا عدوي ولا طيرة ولا هامة و لا صفر ولا غول "
والطيرة تعني التشاؤم ، فلا يجوز التشاؤم أو التفاؤل من أي شيء لأن الأمور كلها بيد الله .
وفي الحديث الذي أخرجه البيهقي عن ابن عمر – رضي الله عنهما – أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :
"من عرض له من هذه الطيرة شيء فليقل اللهم لا طير إلا طيرك ولا خير إلا خيرك ، ولا إله غيرك ".
وقال عكرمة – رضي الله عنه – كنا جلوساً عند ابن عباس – رضي الله عنهما – فمر طائر يصيح، فقال رجل من القوم : " خير خير" ، فقال ابن عباس –رضي الله عنهما- : لا خير ولا شر."
أضف إلي ذلك أن ****: ـ(1/19)
ـ هناك من يتشاءم من ذكر كلمة الموت ، فإذا ما ذكر عندهم قالوا بعيد الشر أو الشر بره وبعيد ، في حين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : كما عند البيهقى:
" أكثروا من ذكر هادم اللذات : الموت ، فإنه لم يذكره أحد في ضيق من العيش إلا وسعه عليه ،
ولا ذكره في سعة إلا ضيقها عليه."
ـ وهناك كذلك من يتشاءم من اللون الأسود أو الأزرق ، وهذا أيضاً لا يجوز،
لأن التشاؤم من أي شيء شرك.
فقد أخرج أبو داود أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :
" الطيرة شرك ، الطيرة شرك ، الطيرة شرك "
والطيرة : تعني التشاؤم كما مر بنا ، وعليه فلا ينبغي التشاؤم من ألوان معينة أو أيام معينة أو أرقام معينة أو أشخاص معينين أو أي شيء ، فالله تعالي يقول: { قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا } ( التوبة : 51)
10. الاعتقاد أن تربية السلحفاة فى البيت تجلب الرزق :
يعتقد بعض الناس أنهم إذا ربوا السلحفاة فى البيت فإنها تجلب الرزق والبركة ، وهذا اعتقاد باطل
11. الاعتقاد أن البركة تحل في البيت بتلطيخ جدرانه بدماء الذبائح :
وهذا اعتقاد فاسد ويفعلونه كذلك عند شراء سيارة جديدة فيلطخونها بالدماء رجاء البركة ودفع للعين.
12.الاعتقاد أن دفن اٍلعرسة أمام البيت أو المحل يجلب الرزق :
وهذا من الاعتقادات الفاسدة حيث يظنون أن دفن العِرسة ( واسمها في اللغة: أم عرس ) حية أو ميتة تحت عتبة المحل أو البيت يجلب الرزق ، وإذا اعتقد إنسان في ذلك فهذا من الشرك الذي ينبغي أن ينزه المسلم نفسه عنه.
13. الاعتقاد أن تعليق المشيمة يُدر اللبن في البهيمة:
فهناك من المزارعين البسطاء من يعتقد أنه إذا ولدت بهيمته ، فأخذ قطعة من المشيمة ووضع عليها بعض حصوات الملح ثم ربطها في صرة من القماش ، وقام بعد ذلك بتعليقها في رقبتها، فإنها تدر اللبن، وهذا اعتقاد فاسد ، فإن الذي يجعلها تدر اللبن هو الله الذي بيده مقاليد السماوات والأرض سبحانه وتعالي.(1/20)
14. الاعتقاد أن البخور بعظام كلب أو حمار يزيد من محصول الأرض :
ومن المزارعين كذلك من إذا وجد أن المحصول قل في أرضه أو كان مذاقه مراً ، قام بجمع بعضه في عظام كلب أو حمار ثم أشعل النار وقام يبخر بها الأرض ، ظناً منه أن ذلك سيكون سبباً في مضاعفة انتاج الأرض أو تحسين مذاق المحصول بعد مرارته ، وهذا اعتقاد فاسد يجب أن يتنزه عنه المسلمون.
15.الاعتقاد أن العرقسوس يأتي بالبركة :
فهناك من الناس من يشتري العرقسوس ثم يرشه أمام المحل أو البيت أو يغسل به عجل السيارة ظناً منه أنه يأتي بالبركة وهذا اعتقاد باطل .
16. الاعتقاد بأن كنس المنزل بالليل يورث الفقر: وهذا من الخرافات ومنها أيضاً :ـ
ترك بعض الناس تنظيف البيت وكنسه عقب سفر أحد من أهله تشاؤماً وظناً أن ذلك إذا حدث فلن يرجع المسافر
ـ ويعتقدون كذلك أن فتح المقص وغلقه يجلب النكد
ـ وكذلك يعتقدون أن وطْء قشر الثوم يجلب النكد
ـ وكذلك يمنعون استعمال أو سلف إبرة الخياطة والمنخل ليلاً
ـ وهناك من يعتقد أن النظر في الِمرْآة ليلاً يجلب المصائب والشرور.
17. الاعتقاد أن العائد للمريض لا ينبغى عليه أن يأكل أو يشرب عنده :
ظناً منهم أن ذلك فيه ضياع للثواب والأجر،
وهذا اعتقاد فاسد إذ إنه ليس هناك نص صحيح يدل على هذا الاعتقاد والادعاء
18. الاعتقاد بأن الهدية لا تهدي ولا تباع :
وهو اعتقاد خاطئ وهذا الكلام ليس بحديث ولا حكم شرعي ،
بل إن الهدية إذا امتلكها العبد فله أن يتصرف فيها كيفما يشاء سواء بالبيع أو الإهداء.
19. الاعتقاد بأنه لا كلام ولا سلام علي طعام :
وهذا غير صحيح بل إن السلام مشروع في كل الأحوال ، كذلك يجوز الكلام علي الطعام.
20.الاعتقاد بأن ذبح الغراب أو اليمامة فوق رأس الطفل الذي تأخر عن الكلام يجعله ينطق ويتكلم :
وهذا اعتقاد فاسد وإنما عليهم أن يلجئوا إلى الله تعالي أن يفرج عن هذا الولد ويمن عليه بنعمة النطق ،(1/21)
وأن يأخذوا بالأسباب فيذهبوا إلى طبيب متخصص في علم الصوت والتخاطب.
21. الاعتقاد أن طاسة الخضة ( الطربة ) تبرئ المذعور:
وهي طاسة من النحاس بها أربعون مفتاحاً تملأها بِكرٌ وتضعها ليلة علي ظهر البيت مكشوفة للسماء
ثم يتجرعها المذعور صباحاً أياماً معلومة وهذا كله من الجهل والضلال
فأين هم من قوله تعالي { أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ } ( سورة الرعد:28)
22.الاعتقاد بأن الإناء إذا كسر فإنه أخذ الشر وراح :
وهذا ليس صحيحاً فإن كسر الإناء لم يأخذ الشر ولا الخير، فالأمور كلها مقدرة بقدر الله
والصواب أن نقول قدرَّ الله وما شاء فعل.
23.الاعتقاد بأن إزالة شعر الشارب للمرأة أو اللحية داخل في النمص:
وهذا اعتقاد خاطئ ، بل لها أن تزيل شعر الشارب إذا ظهر ، أو شعر اللحية كذلك
فإن هذا إعادة للخلقة إلى أصلها وليس تغييراً لها.
24.اعتقاد بعض المحجبات أن الذراع الذي أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن ترخيه المرأة يبدأ من القدمين :
وهذا اعتقاد خاطئ ، حيث أن الشبر الذي قال به أو الذراع يبدأً من منتصف الساق ،
كما نقله في عون المعبود (11 /174) ولهذا قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأم سلمة : " يرخينه شبراً " ،
قالت : إذاً تنكشف أقدامهن ، فرخص النبي - صلى الله عليه وسلم - لهن بالذراع .
25.الاعتقاد بأن صوت المرأة عورة :
وهذا اعتقاد خاطئ ، حيث إن هناك من الأدلة ما يدل علي خلاف ذلك منها:
ما أخرجه البخاري ومسلم من حديث محمد بن سعد عن أبيه قال:(1/22)
استأذن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – علي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعنده نسوة من قريش يسألنه ويستكثرنه عالية أصواتهن علي صوته ، فلما استأذن عمر تبادرن الحجاب، فأذن له النبي - صلى الله عليه وسلم - فدخل والنبي - صلى الله عليه وسلم - يضحك ، فقال : أضحك الله سنك يا رسول الله بأبي أنت وأمي ، فقال: عجبتُ من هؤلاء اللاتي كن عندي لما سمعن صوتك تبادرن الحجا ب، فقال: أنت أحق أن يهبن يا رسول الله ثم أقبل عليهن ، فقال : يا عدوات أنفسهن أتهبنني ولم تهبن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
فقلن : إنك أفظ وأغلظ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أيهٍ يا ابن الخطاب والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكاً فجاً إلا سلك فجاً غير فجك "
ـ فلم ينكر النبي - صلى الله عليه وسلم - ردهن علي عُمر فلو كان صوتهن عورة لأنكر ذلك .
كذلك ما أخرجه الإمام أحمد وغيره بسند حسن عن أسماء بنت يزيد قالت:
إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج إلى النساء في جانب المسجد فإذا أنا معهن فسمع أصواتهن
فقال: يا معشر النساء إنكن أكثر حطب جهنم ، فناديت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكنت جريئة على كلامه.
فقلت: يا رسول ا لله - صلى الله عليه وسلم - لِم ؟، قال: لأنكن إذا أعطيتن لم تشكرن ، وإذا ابتليتن لم تصبرن ، فإذا أمسك عنكن شَكَوتُن ، وإياكن وكفران المنعمين، فقلت : يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما كفران المنعمين ؟ قال: المرأة تكون عند الرجل وقد ولدت له الولدين والثلاثة فتقول : ما رأيت منك خيراً قط " .
وكذلك أخرج البخاري ومسلم من حديث أم هاني – رضي الله عنها – قالت :
ذهبت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام الفتح فوجدته يغتسل وفاطمة ابنته تستره فسلمت عليه،
فقال: من هذه ، فقلت : أنا أم هاني بنت أبي طالب ، فقال : مرحباً أم هاني .. الحديث(1/23)
وكذلك ما أخرجه البخاري : أن فاطمة- رضي الله عنها – قالت لأنس لما دفن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
يا أنس أطابت نفوسكم أن تحثوا علي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التراب.
لكن علي المرأة أن تتكلم أمام الأجانب علي قدر الحاجة ، وأن لا تلين معهم في الكلام
فإن هذا قد يثير أصحاب القلوب الضعيفة المريضة.
وقد قال الله تعالي : {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا } ( الأحزاب : 32)
ملحوظة***
1ـ يقول القرطبى ـ رحمه الله ـ فى تفسيره لقوله تعالى : {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن
وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ } ( الأحزاب : 53) ،
فقال : إن المرأة عورة ـ بدنها وصوتها ـ فلا يجوز كشف ذلك إلا لحاجة كالشهادة عليها وغيره
وتعقبه الشيخ / ابن باز ـ رحمه الله ـ فقال : كما مجموع فتواه : " وقول القرطبى ـ رحمه الله ـ :
إن صوت المرأة عورة يعنى " إذا كان ذلك مع الخضوع ، أما صوتها العادى فليس بعورة ،
لقول الله سبحانه : {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا } ( الأحزاب : 32)
ـ وقد سُئلت اللجنة الدائمة للبحوث الإسلامية والإفتاء :
هل صحيح ما يقال بأن صوت المرأة عورة ؟ فأجابت اللجنة : ليس صوت المرأة عورة بإطلاق ، فإن النساء كن يشتكين إلى النبى - صلى الله عليه وسلم - ويسألنه عن شئون الإسلام ، ويفعلن ذلك مع الخلفاء الراشدين(1/24)
ـ رضى الله عنهم ـ وولاة الأمور بعدهم ، ولم ينكر ذلك عليهن أحد من أئمة الإسلام ، ولكن لا يجوز لها أن تتكسر فى الكلام ، ولا تخضع فى القول لقوله تعالى : {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا } ( الأحزاب : 32) لأن ذلك يغرى بها الرجال ، ويكون فتنة لهم كما دلت عليه الآية المذكورة ، وبالله التوفيق . أهـ
2 ـ حديث " صوت المرأة عورة " حديث لا أصل له .
3 ـ وللمرأة أن ترفع صوتها بالتلبية في الحج أو العمرة بحيث تسمع رفيقتها إذا أمنت الفتنة.
فقد أخرج النسائي والترمذي وأبو داود عن السائب بن خلاد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
" جائنى جبريل فقال : يا محمد مٌر أصحابك أن يرفعوا أصواتهم بالتلبية "
وهذا الأمر يدخل فيها النساء.
وهذا ما فهمته عائشة –رضي الله عنها-
فقد أخرج ابن أبي شيبة في بسند صحيح عن القاسم قال:
" خرج معاوية ليلة النفر فسمع صوت تلبية ، فقال : من هذا؟ قالوا: عائشة اعتمرت من التنعيم ، فذكر ذلك لعائشة فقالت: لو سألني لأخبرته .." الحديث
ولذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله – كما في الفتاوى(26/115):
" والمرأة ترفع صوتها بحيث تسمع رفيقتها " أ هـ.
مع العلم أن بعض العلماء قد منع رفع صوت المرأة بالتلبية.
26.الاعتقاد بأن عدم زيارة القبر النبوي ينقص من أجر الحج:
فتعتقد الواحدة منهن أنها لو حجت إلى بيت الله وقامت بسائر المناسك ولكنها لم تزر مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - ـ لأي عذرـ أن حجها ناقص أو غير مقبول ، بل يتصور بعضهن أن الحج هو زيارة قبره الشريف - صلى الله عليه وسلم - .
27. اعتقاد بعض النساء أن لبس البياض أفضل للإحرام:(1/25)
وهذا اعتقاد خاطئ ، فإنه لا يتعين لون خاص للنساء عند إحرامهن ، وإنما تحرم في ثياب عادية يشترط في الثوب : أن يكون ثخيناً لا يشف عما تحته ، وأن يكون فضفاضاً غير ضيق
ألايكون مزيناً يستدعى أنظار الرجال ، أن لا يكون مُطيباً ، ألايكون لباس شهرة
ألا يشبه لباس الرجال ، ألايشبه لباس الكافرات ، ألايكون فيه تصاليب ، ألايكون فيه تصاوير.
28. اعتقاد البعض أن غرز السكين علي باب البيت في ليلة عيد الفطر يمنع الشياطين من دخول البيت لأنها تخاف من السكين:
وهذا اعتقاد باطل ، فهناك من يقول إن الشياطين تُسلسل في أول ليلة من شهر رمضان، وهذا حق فقد أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - كما عند الترمذي :
" إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صُفدت الشياطين ومَرَدة الجن.." الحديث
فيقول إذا انقضي شهر رمضان فإن الشياطين تنطلق بضراوة شديدة ،
فلهذا يضع السكين علي باب البيت اعتقاداً منه أن هذا يطرد الشياطين وهذا اعتقاد باطل.
قال الشيخ / علي محفوظ : كما في الإبداع ص 435:
"من الخرافات غرز السكين ليلة عيد الفطر علي أبواب المنازل والغرف ، يرون أن الشياطين التي كانت مسجونة في شهر رمضان تخرج من سجنها ليلة العيد فيتقون دخولها المساكن بهذه السكين" أهـ
وقال الشقيري- رحمه الله – كما في السنن والمبتدعات ص 308:
" من خيبة عقول نسائنا اعتقادهن
أن غرز السكاكين ليلة عيد الفطر يطرد الشياطين التي كانت مسجونة في شهر رمضان" أهـ
ـ وهنا نود أن نقول لكل من أراد طرد الشياطين من البيت : أين أنت من سورة البقرة ؟
فقد أخرج الإمام مسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنهم - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
" لا تجعلوا بيوتكم قبوراً فإن البيت الذي تُقرأ فيه سورة البقرة لا يدخله شيطان".
وفي رواية عند الحاكم وصححها الذهبي وحسنها الألباني في الصحيحة ( 558) :(1/26)
" إن لكل شيء سناماً، وإن سنام القرآن سورة البقرة ، وإن الشيطان إذا سمع سورة البقرة تقرأ خرج من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة " .
29. الاعتقاد فى أن الشيطان ينبت بعض الزرع :
من المزارعين وغيرهم من يقول أن الزرع الذى ينبت بدون أن يتعمد زراعته " شيطانى " وهذا خطأ ، فالشيطان لا ينبت الزرع ، وإنما يقال له " ربانى ". قال الله تعالى : { أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ إِنَّا لَمُغْرَمُونَ بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ } (الواقعة 63 : 67)
30. الاعتقاد أن الشمس تخلق بعض أعضاء الإنسان :
بعض الناس يعتقد أن الشمس تخلق بعض أعضاء الإنسان ، فإذا سقطت " سنة " من فم ولده الصغير ، قال له : خذها وارم بها فى عين الشمس وقل : " يا شمس يا شموسة خذى سنة الحمار وهاتى سنة العروسة " فينشأ الطفل معتقدا أن الشمس هى التى تهب الأسنان
31.اعتقاد البعض أن لمس المصحف لا يجوز للمحدث( غير متوضئ) :
وهذا اعتقاد خاطئ ، إذ أن المسألة خلافية والراجح جواز مسه للمحدث
فقد ذهب مالك والشافعي وأحمد وجماهير العلماء :
ـ إلي أنه لا يجوز للمحدث أن يمس المصحف وحجة هذا الفريق:
1- قوله تعالي: { لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ} ( الواقعة : 79)
2- حديث عمرو بن حزم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كتب إلي أهل اليمن كتابًا ونبه : " لا يمس القرآن إلا طاهر"
ورداً علي هذه الأدلة قال صاحب كتاب صحيح فقه السنة :
أما الآية الكريمة فلا يتم الاستدلال بها إلا بعد جعل الضمير في" يمسُه " راجعاً إلي القرآن
والظاهر الذي عليه أكثر المفسرين أنه عائد علي الكتاب المكنون الذي في السماء وهو اللوح المحفوظ، والمطهرون : هم الملائكة ، ويُشعر بهذا من سياق الآيات الكريمة :
{(1/27)
إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ* فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ* لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ}
ويتأيد هذا بقوله تعالي:
{فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ* مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ*بِأَيْدِي سَفَرَةٍ* كِرَامٍ بَرَرَةٍ} ( سورة عبس 12:16)
- وأما الحديث فضعيف لا يصلح للاحتجاج لأنه في صحيفة غير مسموعة ,
وفي رجال إسناده خلاف شديد ،
وعلي فرض صحته ، وأن الضمير في الآية : عائد علي القرآن
فنقول " الطاهر" من المشتركات اللفظية فيطلق علي المؤمن ، وعلي الطاهر من الحدث الأكبر ، وعلي الطاهر من الحدث الأصغر، وعلي من ليس علي بدنه نجاسة ، فرجعت المسألة إلي المقرر في الأصول.
ـ فمن أجاز حمل المشترك اللفظي علي جميع معانيه ، حمله عليها هنا،
لكن لما كان إطلاق اسم النجس علي المؤمن المحدث أو الجنب لا يصح لا حقيقة ولا مجازاً ولا لغة لقوله - صلى الله عليه وسلم - : في الحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم " المؤمن لا ينجس "
وثبت أن المؤمن طاهر دائماً ، امتنع أن تتناوله الآية والحديث ،
فيتعين حمل اللفظ علي من ليس بمشرك كما قال تعالي: { إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ} ( التوبة : 28) ولحديث النهي عن السفر بالقرآن إلي أرض العدو،ومن قال المشترك مجمل فيها فلا يعمل به حتى يبين قال : لا حجة في الآية أو الحديث ، حتى ولو صدق اسم " الطاهر" محل من ليس بمحدث حدثاً أكبر أو أصغر . " نبيل الأوطار ( 1/ 260) "
فعلم أنه لا دليل علي إيجاب الوضوء لِمس المصحف ،
وهذا هو مذهب أبي حنيفة وداود وابن حزم
وبه قال ابن عباس وجماعة من السلف واختاره ابن المنذر حيث قال في الأوسط ( 5/ 34) :
وإذا كان المسلم ليس بنجس فهو طاهر كحالته قبل أن يجنب ، غير أنه مأمور بالاغتسال عبادة يعبد الله بها عبادُه، وكما أمر من خرج من دبره ريح أن يغسل أعضاء الوضوء وهو قبل أن يغسل أعضاء الوضوء طاهر الأعضاء ، غير أنه متعبد بالطهارة كما تعبد الجنب بالاغتسال.(1/28)
32. اعتقاد أن المرأة الحائض ليس لها أن تقرأ القرآن أو أن تسجد سجدة التلاوة إذا سمعت آية سجدة أو قرآنها:
ومما لا خلاف عليه :
أنه يجوز للحائض الذكر والتسبيح وقراءة كتب الحديث والفقه والدعاء والتأمين عليه واستماع القرآن ، أما قراءة القرآن فهو أمر خلافي والراجح جواز ذلك ،
وذهب إلي ذلك أبو حنيفة وهوالمشهور من مذهب الشافعي وأحمد
بل نقل ابن حجر في فتح الباري إلى أن البخاري وابن جرير وابن المنذر ذهبوا إلى جواز ذلك.
قال ابن حزم – رحمه الله كما في المحلي ( 1/ 77-78)
قراءة القرآن والسجود فيه ومس المصحف وذكر الله تعالي أفعال خير مندوب إليها مأجور فاعلها ، فمن ادعي المنع فيها في بعض الأحوال كُلف أن يأتي بالبرهان.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :
ليس في منعها من القرآن سنة أصلاً، فإن قوله - صلى الله عليه وسلم - :
" لا تقرأ الحائض ولا الجنب شيئاً من القرآن " حديث ضعيف باتفاق أهل المعرفة بالحديث ،
وقد كان النساء يحضن في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - فلو كانت القراءة محرمة عليهن كالصلاة لكان هذا مما بينه النبي - صلى الله عليه وسلم - لأمته وتعلمته أمهات المؤمنين ، وكان ذلك مما ينقلونه في الناس ، فلما لم ينقل أحد ذلك عن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يجز أن يجعل حراماً ،
مع العلم أنه لم ينه عنه مع كثرة النساء الحيض في زمنه - صلى الله عليه وسلم - فعلم أنه ليس بمحرم.
** وأما بالنسبة لسجود التلاوة :
فليس هناك مانع من سجود المرأة الحائض إذا سمعت السجدة ، فليست السجدة بصلاة ،
ولا يشترط لها الطهارة.
فقد ثبت في صحيح البخاري ( 486) :
أن النبي - صلى الله عليه وسلم - تلا سورة النجم فسجد فيها وسجد معه المسلمون والمشركون والجن والإنس
ـ ومن البعيد أن يقال أن الجميع كانوا علي وضوء ثم إن سجدة التلاوة ليست بصلاة ،
وبنحو هذا قال الزهري وقتادة كما في مصنف عبد الرزاق.(1/29)
33. اعتقاد البعض أن مدة النفاس أربعين يوماً:
وهذا فهم خاطئ للحديث الذي رواه أبو داود وغيره عن أم سلمة :
" كانت النفساء علي عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تقعد بعد نفاسها أربعين يوماً أو أربعين ليلة "
فمفهوم الحديث كما قال الجمهور: أن أقصي مدة النفاس أربعون يوماً ثم تغتسل وتصلي ، وإن استمر الدم ويكون هذا الدم فاسداً وتتوضأً لكل صلاة كالمستحاضة ، وإذا طهرت قبل الأربعين فإنها تغتسل وتصلي ويأتيها زوجها .
قال الترمذي : " أجمع أهل العلم من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ومن بعدهم علي أن النفساء تدع الصلاة أربعين يوماً إلي أن تري الطهر قبل ذلك فتغتسل وتصلي "
34.الاعتقاد بأنه يجوز ذكر الله داخل الخلاء:
فهناك من يعتقد جواز ذلك استناداً لهذا الحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم عن أنس بن مالك
- رضي الله عنه – قال :
كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا دخل الخلاء قال: اللهم إني أعوذ بك من الخُبثِ والخبائث"
فيعتقدون بلفظ الحديث ( كان إذا دخل قال ) أنه بعد الدخول يُقال هذا الدعاء .
وعند ابن أبي شيبه بلفظ: كان إذا دخل الكنيف قال: بسم الله اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث"
وهذا اعتقاد خاطئ ، فقد رد الشوكاني علي هذه الشبهة فقال كما في نيل الأوطار ( 1/ 97):
قوله " إذا دخل الخلاء " فقد قال في الفتح : أي " كان هذا الذكر عند إرادة الدخول لا بعده "
وقد صرح بهذا البخاري في الأدب المفرد فعن أنس – رضي الله عنه- قال:
( كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد أن يدخل الخلاء قال..) فذكر مثل حديث الباب
وهناك ما يؤيد هذا المعني وهو قوله تعالي:
{فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ } ( سورة الحجر: 98)(1/30)
ومعناها أي إذا أردت قراءة القرآن فأستعذ بالله من الشيطان الرجيم ، وليس المراد طبعاً أنك بعد قراءة القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم، وليس المراد طبعاً أنك بعد قراءة القرآن أن تستعذ بالله من الشيطان الرجيم.
35.اعتقاد البعض أن القيء والقلس ينقض الوضوء:
فهناك من يعتقد ذلك اعتماداً علي الحديث الذي رواه ابن ماجة والدارقطني وفيه:
"من أصابه قيء أو رعاف أو قلس أو مذي فلينصرف ، فليتوضأ. ثم ليبن على صلاته، وهو في ذلك لا يتكلم". لكن الحديث ضعيف.
قال الأمام الشوكاني –رحمه الله –
الحديث أعله غير واحد من أهل العلم ، لأنه من رواية " إسماعيل بن عياش عن ابن جريح "
وهو حجازي ورواية إسماعيل عن الحجازيين ضعيفة.
وقد ذهب شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله :
إلي أن القئ والقلس لا ينقضان الوضوء.
36. الاعتقاد بأنه يلزم الوضوء بعد الغسل:
وهذا اعتقاد خاطئ فإنه من اغتسل غسلاً شرعياً وأراد أن يصلي ،فلا يلزمه أن يتوضأ ، فإن طهارة الجنابة تقضي علي طهارة الحدث، لأن موانع الجنابة أكثر من موانع الحدث فدخل الأقل في الأكثر.
ففي سنن الترمذي وعند النسائي وابن ماجة عن عائشة – رضي الله عنها – قالت:
"كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يتوضأ بعد الغسل من الجنابة "
وعند أبي داود وأحمد بلفظ:
"يغتسل ويصلي ركعتين ولا أراه يحدث وضوءاً بعد الغسل"
وأخرج عبد الرزاق في مصنفه عن ابن عمر – رضي الله عنهما- قال:
"إذا لم تمس فرجك بعد أن تقضي غسلك، فأي وضوء أسبغ من الغسل "
وعند ابن أبي شيبة في مصنفه عن حذيفة – رضي الله عنه – قال:
" أما يكفي أحدكم أن يغتسل من قرنه إلى قدمه حتى يتوضأ "
قال أبو بكر ابن العربي:
لم يختلف العلماء أن الوضوء داخل الغسل ، وأن طهارة الجنابة تأتي علي طهارة الحدث وتقضي عليها.
ملحوظة:***
1ـ لا يجب علي المغتسل من الجنابة أن ينوي رفع الحدث الأصغر وهو مذهب الجمهور(1/31)
واختاره شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله –
2- أما من أحدث بعد الغسل فيلزمه الوضوء، وهذا مما لا يخفي علي أحد.
37.اعتقاد البعض أن من فاتتها صلاة تقضيها في اليوم الثاني مع نفس الصلاة :
فهناك من إذا فاتته صلاة المغرب مثلاً فإنه يقضيها مع صلاة المغرب في اليوم الذي يليه،وهذا خطأ:
فقد أخرج أبو داود والترمذي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
" إنه ليس في النوم تفريط إنما التفريط في اليقظة فإذا نسي أحدكم صلاة أو نام عنها فليصلها إذا ذكرها."
وذلك لأنك لا تدري متى تأتيك المنية فلابد أن تبرئ الذمة بأداء هذه الصلاة ، ولا تؤجلها إلى الغد فلعل غد يأتي وأنت فقيد.
- ولعل من فاتته الصلاة فيؤخرها إلي اليوم الثاني ليصليها مع أختها يستند إلي الحديث الذي فيه : "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نام هو وأصحابه في سفر، فما أيقظهم إلا حد الشمس – وقد طلعت – فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : ليس في نوم تفريط ، إنما التفريط علي من لم يصل الصلاة حتى يجيء وقت الصلاة الأخرى ،
فمن فعل ذلك فليصلها حين ينتبه لها ، فإذا كان من الغد فليصلها عند وقتها .." الحديث
قول النبي - صلى الله عليه وسلم - فإذا كان من الغد فليصلها عند وقتها اضطربت أقوال العلماء في معناه ،
والصحيح الذي عليه المحققون ما ذكره النووي – رحمه الله – أن معناه : أنه إذا فاتته صلاة فقضاها لا يتغير وقتها، ويتحول في المستقبل بل يبقي كما كان، فإذا كان الغد صلي صلاة الغد في وقتها المعتاد ، وليس معناه أنه يقضي الصلاة الفائتة مرتين ، مرة في الحال ، ومرة في الغد
( شرح مسلم للنووي 2/988)
38. الاعتقاد بأن الزواج في شهر المحرم حرام:
وهذا اعتقاد خاطئ ،حيث أن الزواج جائز في أي وقت
ـ وكذلك الاعتقاد بأن الزواج في شهر شوال يورث الضنك والنزاع وهذا اعتقاد خاطئ أيضا
والذي يدل علي فساده أن عائشة – رضي الله عنها – تزوجت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في شوال(1/32)
ولم يكن هناك من النساء من هي أحب إليه منها.
فقد أخرج الإمام أحمد في مسنده عن عائشة – رضي الله عنها – قالت: " تزوجني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في شوال ، وبني بي في شوال ، فأي نساءِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كانت أحظي عندهُ مني ؟ "
قال ابن كثير – رحمه الله – كما في البداية والنهاية ( 3/203):
وفي دخوله بعائشة – رضي الله عنها – في شوال رد لما يتوهمه بعض الناس من كراهية الدخول بين العيدين خشية المفارقة بين الزوجين، وهذا ليس بشيء " أ هـ.
وقد ذكرت كتب السيرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - عقد( لفاطمة) بنته علي ( علي بن أبي طالب) -رضي الله عنه- بعد بنائه بعائشة بأربعة أشهر ونصف شهر، فيكون زواج فاطمة في شهر صفر، وذكر بعضهم أنه كان في أوائل المحرم ، وعلي العموم فلا ينبغي التشاؤم بالعقد في أي يوم ولا في أي شهر لأنه لم يرد نهي يمنع من الزواج في وقت معين ،ثم إن هذا التشاؤم من الطيرة التي نهي الإسلام عنها،
فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - كما في مسند الإمام أحمد " الطيرة شرك"
39.اعتقاد أن العروس ليلة بنائها لا يصح أن تلمس عتبة المنزل بقدميها:
وهذا اعتقاد فاسد توارثته الأجيال جيل بعد جيل ، وهو تقليد روماني قديم لأنهم يعتقدون أن عتبة المنزل شيء مقدس عند الربة " فيستا " العذراء ولا يصح أن تلمس العروس هذه العتبة بقدميها ، وهذا الاعتقاد انتشر وفشي بين أبناء المسلمين ، وتجد مصداق هذا عندما تري العريس يحمل عروسه ليلة الزفاف عند دخولهما المنزل لأول مرة ،هو يفعل هذا تقليداً ولا يعرف أن هذا أصله اعتقاد فاسد.
40. الاعتقاد بان الزوج إذا جامع زوجته ولم ينزل لا يجب عليهما الغسل:
وهذا اعتقاد خاطئ يعتقده بعض النساء والرجال والصحيح أنه إذا جامع الرجل زوجته وجب الغسل أنزلا أو لم ينزلا للحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:(1/33)
"إذا جلس بين شعبها الأربع ثم جهدها فقد وجب الغسل وإن لم ينزل "
وفي صحيح مسلم عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ
"أن رجلاً سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الرجل يجامع أهله ثم يكسل هل عليهما غسل ؟ وعائشة جالسة
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إني لأفعل ذلك أنا وهذه ثم نغتسل "
والإكسال : هو الجماع دون إنزال.
قال النووي – رحمه الله – تعليقاً علي هذا الحديث :
وهذا لا خلاف فيه اليوم ، وقد كان فيه خلاف لبعض الصحابة ومن بعدهم ، ثم انعقد الإجماع علي ما ذكرناه أ.هـ
تنبيهات:
1ـ ذهب بعض العلماء إلي عدم الغسل في حالة عدم الإنزال استناداً لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - :
وهو في صحيح مسلم " إنما الماء من الماء "
" أي : ماء الغسل إنما يكون من ماء المني إذا نزل، ولكن الحديث منسوخ للأدلة السابقة.
2ـ إذا جامع الرجل زوجته دون إيلاج فليس عليهما غسل بالاتفاق
، وقد سئل إبراهيم النخعي عن الرجل يجامع زوجته في غير الفرج فينزل الماء ؟
قال : يغتسل هو ولا تغتسل هي ، ولكن تغسل ما أصاب منها.
41. اعتقاد بعض النساء أنه لا يجوز لها أن تنظر إلى عورة زوجها أو أن تُظْهِر هي عورتها أمام زوجها ، والاعتقاد بأن النظر إلى العورة يورث العمى:
وهذا اعتقاد خاطئ ، بل يجوز لكل منهما أن ينظر إلى عورة الآخر دون حرج وهذا ما تدل عليه النصوص الصحيح الثابتة:
فقد أخرج البخاري ومسلم عن أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها – قالت:
" كنت أغتسل أنا والنبي - صلى الله عليه وسلم - من إناء واحد من الجنابة "
وأخرج الأمام أحمد والترمذي وأبو داود عن معاوية بن حيدة- رضي الله عنه – قال:
" قلت يا رسول الله :عوراتنا ما نأتي منها وما نذر ؟ قال : احفظ عورتك إلا من زوجتك أو ما ملكت يمينك " والحديث الأول دال علي جواز ذلك في حق المرأة
قال الحافظ ابن حجر في الفتح ( 1 / 290)
استدل به الداودي علي جواز نظر الرجل إلى عورة امرأته وعكسه ،(1/34)
ويؤيده ما رواه ابن حبان من طريق سليمان بن موسي أنه سئل عن الرجل ينظر إلى فرج امرأته، فقال: سألت عطاء ؟ فقال: سألت عائشة ؟ فذكر هذا الحديث بمعناه وهو نص في المسألة،
ولم يصح عنه - صلى الله عليه وسلم - قط أنه نهي عن التجرد من الثياب عند الجماع أو نهي عن نظر أحد الزوجين إلى عورة صاحبه أو فرجه في جماع أو غيره ،
وكل ما يروي في ذلك ضعيف غير صحيح بل الثابت عنه - صلى الله عليه وسلم - خلاف ذلك
وقد نقل ابن أبي زيد القيرواني المالكي عن الإمام مالك :
" أنه قيل له هل يجامع الرجل امرأته ليس بينه وبينها ستر ؟ قال : نعم ، قيل : إنهم يرون كراهيته ، قال: الغِ ما يتحدثون به ، قد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - وعائشة – رضي الله عنها – يغتسلان عريانين ،
فالجماع أولي بالتجرد ، قال : ولا بأس أن ينظر إلى الفرج في الجماع . "
42. اعتقاد المرأة بأنه يلزم نقض الضفائر عند غسل الجنابة :
وهذا اعتقاد خاطئ ، فإنه لا يلزم للمرأة إن كان لها ضفائر أن تنقض شعرها ( تحل ضفائرها ) لكن عليها أن توصل الماء إلي أصول شعرها.
ففي صحيح مسلم من حديث أم سلمة – رضي الله عنها – قال:
"قلت يا رسول الله : إني امرأة أشد ضفر رأسي أفأنقضه لغسل الجنابة ؟ قال: لا إنما يكفيك أن تحثي علي رأسك ثلاث حثيات ثم تفيضين عليك الماء فتطهرين . "
وقد أنكرت (عائشة) –رضي الله عنها – علي (عبد الله بن عمرو) – رضي الله عنهما-
أمره للنساء بنقض رءوسهن عند غسل الجنابة.
فقد أخرج الإمام مسلم عن عبيد بن عمير أنه قال:
"بلغ عائشة أن عبد الله بن عمرو يأمر النساء إذا اغتسلن أن ينقضن رءوسهن ، فقالت: يا عجبا لابن عمرو هذا يأمر النساء إذا اغتسلن أن ينقضن رءوسهن أفلا يأمرهن أن يحلقن رءوسهن ؟ لقد كنت أغتسل أنا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - من إناء واحد ولا أزيد علي أن أفرغ علي رأسي ثلاث إفراغات. "
ملحوظة ***(1/35)
نقض الضفائر يكون في غسل التطهر من الحيض أو النفاس علي الراجح
وذلك للحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم عن عائشة – رضي الله عنها ـ قال :
" إن أسماء سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الغسل من الحيض ، فقال : ( تأخذ إحداكن ماءها وسدرها فتطهر، فتحسن الطهور، أو تبلغ في الطهور، ثم تصب على رأسها فتدلكه دلكا شديدا، حتى تبلغ شئون رأسها، ثم تصب عليها الماء ، ثم تأخذ ِفرْصة ممسكة فتطهر بها ، قالت : كيف أتطهر بها ؟ قال :(( سبحان الله ! تطهري بها )) قالت عائشة :(( كأنها تخفي ذلك )) تتبعي بها أثر الدم".
ففي هذا الحديث بين النبي - صلى الله عليه وسلم - لأسماء في غسل المحيض أنها تصب علي رأسها فتدلكه حتى تبلغ شئون رأسها لكن في غسل الجنابة قال لأم سلمة : إنما يكفيك أن تحثي علي رأسك ثلاث حثيات
ثم تفيضين عليك الماء فتطهرين ،
ـ ففرق النبي - صلى الله عليه وسلم - بين غسل الجنابة وغسل التطهر من الحيض ، وعليه ينبغي أن تنقض المرأة الضفائر في غسل الحيض .
وهذا ما ذهب إليه الإمام أحمد والحسن وطاووس وانتصرله ابن القيم
وهو الراجح خلافاً لمن ذهب إلي أن نقض الضفائر في غسل المحيض مستحب والله أعلم.
43. الاعتقاد بأن المرأة هي المسئولة عن إنجاب الذكور:
فإذا ما أنجبت المرأة بنتاً أصاب الزوج من الهم والحزن ، ويزداد هذا الهم هماً إذا تكرر ذلك وولدت له بناتاً ، فتحدث المشكلات وقد يصل الأمر إلى الطلاق وهذا خطأ من جهتين : ـ
الجهة الأولي : أنه اعتراض علي قدر الله سبحانه وتعالي:
فهو القائل: { لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ }
(الشوري: 49-50)
الجهة الثانية : مشابهة أهل الكفر الذين كانوا كماأخبرعنهم ربهم جل وعلا :
{(1/36)
وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ }( النحل 58-59)
هذا ***
وقد أثبتت التجارب والأبحاث العلمية الحديثة أن نوع المولود لا دخل للمرأة فيه مطلقاً ، وأن الرجل هو الذي يحمل أيا من النوعين xx أوxy بإذن الله .
وهذا ما كانت المرأة القديمة تعتقده بفطرتها السليمة
فهذه امرأة رجل يسمي أبو حمزة هجرها لأنها لم تلد له بنتاً فقال:
ما لأبي حمزة لا يأتينا ... ويذهب للبيت الذي يلينا
تراه حيران غضبان لأننا ... لم نلد له البنينا
والله ما هذا لعيب فينا ... فنحن كالأرض لزارعينا
ننبت ما قد أُلقي فينا
44.الاعتقاد بأن الولى يؤذى من يذكره بسوء :
بعض الناس يعتقد أنه لو ذكر فلانا من الأولياء بسوء فقد يؤذيه فى بدنه أو ماله أو ولده ، وهذا اعتقاد خاطئ باطل ، لأن المتصرف فى الكون هو الله تعالى ، لكن علينا ألا نذكر موتى المسلمين إلا بخير.
فقد أخرج النسائى أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال : " لا تذكروا موتاكم إلا بخير "
وأخرج البخارى أن الحبيب النبى - صلى الله عليه وسلم - قال : " لا تسبوا الأموات ، فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا "
ولا بد أن نعلم أن الخوف من العبادات القلبية التى يجب ألا تصرف إلا لله وحده "
... ... ... ... ... الكلمات النافعة فى الأخطاء الشائعة صـ 35 "
45.الاعتقاد أن من قُتل في مكان خرج عفريته:
فمن الناس من يعتقد أن من مات مقتولاٍ أو محروقاً في شقة ( مثلاً) فإنه يخرج عفريته بين الحين والحين علي من يسكن في تلك الشقة ، وهذه خرافة لا أصل لها في الكتاب أوفي السنة
وإنما هي أوهام ألقتها الشياطين في عقول كثير من الناس.
46. اعتقاد البعض أن روح الميت تحوم حول المكان الذي مات فيه:
وهذه من الخرافات لا أساس لها في الشرع.(1/37)
47. الاعتقاد بأن الميت ينجس بموته :
ولم يقل بذلك إلا الشيعة ويرد عليهم ما في الصحيحين : " إن المؤمن لا ينجس "
48. الاعتقاد أن الشياطين يأتون المحتضر علي صفة أبويه في زي يهودي أو نصراني حتى يعرضوا عليه كل ملة ليضلوه:
قال السيوطي لم يرد ذلك
49. اعتقاد بعض النساء أن هناك أمور تنفع الميت بعد موته وهي ليست كذلك:
ومن أمثلة ما يظن أنه ينفع الميت وهو لا ينفعه:
- قراءة الفاتحة كقول البعض : الفاتحة علي روح فلان ، أو الذهاب لقبره وقراءة الفاتحة.
- قراءة القرآن عند القبر وخصوصاً قراءة سورة يس.
- الصلاة عن الميت أو صوم الفرض عنه ( علي خلاف بين أهل العلم في هذه المسألة).
- إقامة سرادق ( خيمة للعزاء ) بعد الوفاة في أول خميس والأربعين والسنوية.
- وضع الجريد والصبار وباقة الورد علي القبر
- قراءة القرآن ثم وهب ثوابه للميت ، وهذا كله لا ينفع الميت ولا يصل إليه
حيث إنه لم يرد دليل علي ذلك .
- وهذه الأمور كما نعلم غيبية ليس للعقل فيها اجتهاد
وإنما الذي ينفع الميت بعد موته وجاء الدليل به :
- دعاء المسلمين الصالحين
- الصدقة الجارية ( سقي الماء ، شق نهر، بناء مسجد..)
- قضاء الدين عنه
- الموت جهاداً في سبيل الله
- العلم النافع الذي نشره ، وإذاعته وعلي رأسه العلم الشرعي
- العتق الحج أو العمرة
- الولد الصالح الصدقة
- الصوم عنه صيام النذر.
50. الاعتقاد بأنه لا فائدة من الدعاء طالما أن كل شيء قد قُدر :
فيعتقدون أن الشيء إذا قدر فلابد من وقوعه سواء دعا العبد أم لم يدع ،
وإن لم يكن قدر لم يقع سواء سأله العبد أو لم يسأله:
والجواب***
نتركه لابن القيم فيقول في كتابه الداء والدواء:
ظنت طائفة صحة هذا الكلام فتركت الدعاء وقالت لا فائدة فيه وهؤلاء مع فرط جهلهم وضلالهم
– متناقضون – فلو أطرد مذهبهم لوجب تعطيل جميع الأسباب فيقال لأحدهم:(1/38)
إن كان الشبع والري قد قدرا لك فلابد من وقوعهما أكلت أو لم تأكل ؟وإن لم يقدر لك لم يقعا أكلت أم لم تأكل؟ وإن كان الولد قد قدر لك فلابد منه وطأت الزوجة أو الأمة أو لم تطأها ؟ وإن لم يقدر لم يكن ، فلا حاجة إلى التزوج والتسري وهلم جرا.....
ـ فهل يقول هذا عاقل أو آدمي ، بل الحيوان البهيم مفطور علي مباشرة الأسباب التي بها قوامه وحياته ، فالحيوانات أعقل وأفهم من هؤلاء الذين هم كالأنعام بل هم أضل.
والصواب *** ؟ إن ها هنا قسماً ثالثاً غير ما ذكره السائل :
وهو أن المقدور قدر بأسباب ومن أسبابه : الدعاء ، فلم يقدر مجرداً عن سببه ولكن قدر بسببه
ـ فمتى أتي العبد بالسبب وقع المقدور، ومتى لم يأت بالسبب انتفي المقدور،
وهذا كما قدر الشبع والري بالأكل والشرب ، وقدر الولد بالوطء، وقدر حصول الزرع بالبذر،
وقدر خروج نفس الحيوان بذبحة ، وكذلك قدر دخول الجنة بالأعمال ودخول النار بالأعمال .
وهذا القسم : هو الحق وهذا الذي حرمه السائل ولم يوفق له : وحينئذ فالدعاء من أقوي الأسباب
ـ فإذا قدر وقوع المدعو به بالدعاء لم يصح أن يقال لا فائدة في الدعاء
كما لا يقال لا فائدة في الأكل والشرب وجميع الحركات والأعمال .
ـ وليس شيء من الأسباب أنفع في الدعاء ولا أبلغ في حصول المطلوب
بل الفقيه كل الفقه الذي يرد القدر بالقدر ويدفع القدر بالقدر ويعارض القدر بالقدر.
ـ بل لا يمكن للإنسان أن يعيش إلا بذلك
فإن الجوع والعطش والبرد وأنواع المخاوف والمحاذير هي من القدر ،
والخلق كلهم ساعون في دفع هذا القدر بالقدر.
وهكذا ***
فإن من وفقه الله وألهمه رشده يدفع قدر العقوبة الأُخروية بقدر التوبة والإيمان والأعمال الصالحة ، فهذا هو القدر المخوف في الدنيا وما يضاده
ـ فرَبُ الدارين واحد ، وحكمته واحدة ، لا تناقض بعضها بعضاً ، ولا يبطل بعضها بعضاً
فهذه المسألة من أشرف المسائل لمن عرف قدرها ورعاها حق رعايتها وفي ذلك قيل(1/39)
لو لم ترد نيل ما أرجو وأطلبه ... من جود كفيك ما علمتني الطلبا
... هذا والله تعالى أعلى وأعلم .........
سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك وأتوب إليك ... ...(1/40)