معجم الشيوخ
لتاج الدين عبد الوهاب بن علي السبكي
727 - 771 هـ
تخريج
الحافظ شمس الدين أبي عبد الله ابن سعد الصالحي الحنبلي
703 - 759 هـ
حققه وعلق عليه
الدكتور بشار عواد - رائد يوسف العنبكي - مصطفى إسماعيل الأعظمي
دار الغرب الإسلامي
الطبعة الأولى
2004(/)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله على نعمه التي طاب حديثها، وطار ذكر عوارفها، فما آن لأنجمها مغيبها، ولا فقد في الشدائد مغيثها، وطال بناء مجدها فعلا علي المجرة أثيلها، وأخمل نبت الخمائل أثيثها.
نحمده على نعمه التي حشرتنا في زمرة من حدث وأخبر، وجمع الآثار النبوية فوشى الطروس بها وحبر، وأفاد واستفاد فأقبل على الخير لما تولى الشيطان عنه وأدبر، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة متنها الحسن صحيحٌ، وطريقها لم يمش فيه ضعيفٌ ولا جريحٌ، ونشهد أن سيدنا محمداً عبده المرسل، ونبيه الذي لا يرد حكمه ولا يهمل، وحبيبه الذي فاض الجود عن يمينه، وتسلسل، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الذين أعضل على الباطل أمرهم، وأشكل على البهتان ذكرهم وأصبح موقوفاً على الرياض النافحة بشرهم ونشرهم، صلاةً يصبح حديثها إلى الفردوس مرفوعاً، وفضلها بين النجوم الزاهرة موضوعاً، ما اتصل سندٌ بالرواية، ونشرت في مواقف السماع من الطروس راية، وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.
وبعد فلما كان فن الرواية من أجل الفنون، وأجمل الفضائل التي تشخص لها العيون، به يتصل ما انقطع خبره وطالت عليه المدة حتى كاد يمحى أثره، فضبط الرواة ما شذ من طرقه وحفظوه، وميزوا الدخيل فيه فجروه إلى خارج وخفضوه، فهم الأصول لكل علمٍ، وأصحاب الهمم العالية في الحرب والسلم، يردون كل قولٍ إلى قائله، ويحررون ما تأصل منه وما تفرع في مسائله.
وكان سيدنا ومولانا قاضي القضاة تاج الدين سيد العلماء الأعلام، جلال الإسلام، حبر الأمة، قدوة الأئمة، لسان النظار، رحلة المحدثين،(1/25)
حجة المحققين، أوحد المجتهدين، عمدة الحفاظ، علم الرواية، منتهى الدراية، مفتي الفرق، مؤيد الشريعة، مفيد الطلاب، رئيس الأصحاب أبو نصر عبد الوهاب ابن سيدنا ومولانا قاضي القضاة تقي الدين شيخ الإسلام، بركة الأنام، شيخ المجتهدين، بقية السلف، عمدة الخلف، نظام الدولة، بهاء الملة، عز السنة، سيد العلماء والحكام أبي الحسن علي ابن سيدنا ومولانا قاضي القضاة زين الدين أبي محمد عبد الكافي بن علي بن تمام السبكي الأنصاري الخزرجي الشافعي أدام الله أيامه وبركته، وأنفذ أحكامه وأقضيته ممن اجتهد في سماع الحديث ودأب، ونسل إلى أخذه من كل حدب، وقرأ على الأشياخ بنفسه، وطرز ملاءة أماليه بعلو سنده في بحثه ودرسه، وملك ثغر الفوائد وحصنه بالعوالي، وحاطه بما يروق من محاسن الأمالي.
جمع الفقه والأصول وقوى ... بالحديث الشريف تلك الدلائل
قل لمن قد غدا يسامي علاه ... هكذا هكذا تكون الفضائل
جمعت له هذه المشيخة المباركة لمن يسمعها عليه، ويتشرف إذا جلس في حلقةٍ أو تمثل بين يديه، وقد جاءت بحمد الله مشيخةً قل من يتفق له فيها ما اتفق، أو قارب حسنها ولو ركب من الاجتهاد طبقاً عن طبق.
وقد رتبت شيوخها على ترتيب حروف المعجم ليسهل ذلك على الطالب ويعلم، فبلغ عدة الشيوخ بالسماع والإجازة من الرجال والنساء مئةً واثنين وسبعين شيخاً، فعدة الرجال مئة وثلاثة وخمسون شيخاً، وعدة النساء تسع عشرة امرأةً، فشيوخ السماع مئةً وستة وثلاثون شيخاً وشيوخ الإجازة ستةٌ وثلاثون شيخاً وهم المعلم عليهم بالحمرة.
وذكرت ترجمة الشيخ وبعض شيوخه ومولده ووفاته وبعض مسموعاته عليه حسب ما تيسر من ذلك، فإن شيوخه بالسماع والإجازة في القاهرة ودمشق كثيرةٌ، ولم يمكن الاطلاع على أكثر من ذلك، فإن وجد بعد تخريج هذه المشيخة شيءٌ من شيوخ السماع أو من عوالي(1/26)
شيوخ الإجازة خرج عنهم في جزء مفردٍ وجعل كالذيل على المشيخة، والله المسؤول في دوام أيامه وفوائده، وبث محاسنه لأهل العلم وفرائده، إنه على كل شيء قديرٌ، وبالإجابة جديرٌ، وهو حسبنا ونعم الوكيل.(1/27)
الشيخ الأول
1- إبراهيم بن إسحاق بن لؤلؤ بن عبد الله ابن صاحب الموصل المصري، الأمير قطب الدين أبو إسحاق بن مجاهد الدين ابن بدر الدين
سمع من أبي عيسى عبد الله بن عبد الواحد بن محمد بن علاق، والنجيب عبد اللطيف وعبد العزيز ابني عبد المنعم الحراني، وحدث هو وأخواه محمد وعلي، وكان هذا ديناً عنده وسواسٌ في طهوره.
مولده في ليلة الأحد الثالث والعشرين من المحرم سنة ستين وست مئة، وتوفي في رابع عشر شوال سنة ثمان وثلاثين وسبع مئة بمصر، وصلي عليه من الغد ودفن بالقرافة.
سمعت عليه حضوراً في الرابعة كتاب الجمعة للإمام أبي عبد الرحمن النسائي، بسماعه من ابن علاق، بسماعه من البوصيري، عن أبي صادق المديني، عن ابن الطفال، عن ابن حيوية، عنه. وسمعت عليه حضوراً في الخامسة ((أحاديث الحسن بن عرفة بن يزيد العبدي)) بسماعه من النجيب بسماعه من ابن كليب، عن ابن بيان، عن ابن مخلد، عن الصفار، عنه.
أخبرنا الأمير قطب الدين أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق بن لؤلؤ ابن عبد الله ابن صاحب الموصل قراءةً عليه وأنا حاضر، قال: أخبرنا الشيخ نجيب الدين أبو الفرج عبد اللطيف بن عبد المنعم بن علي بن نصر(1/28)
ابن الصيقل الحراني قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب بن سعد بن صدقة بن كليب الحراني، قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن بيان الرزاز، قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن مخلد البزاز، قال: أخبرنا أبو علي إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الصفار في رمضان سنة تسع وثلاثين وثلاث مئة، قال: حدثنا أبو علي الحسن بن عرفة بن يزيد العبدي في ذي الحجة سنة ست وخمسين ومئتين، قال: حدثنا المبارك بن سعيد أخو سفيان الثوري، عن موسى الجهني، عن مصعب بن سعد، عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أيمنع أحدكم أن يكبر في دبر كل صلاةٍ عشراً، ويسبح عشراً، ويحمد عشراً، فذلك في خمس صلواتٍ، خمسون ومئة باللسان وألفٌ وخمس مئةٍ في الميزان، وإذا أوى إلى فراشه كبر أربعاً وثلاثين، وحمد ثلاثاً وثلاثين، وسبح ثلاثاً وثلاثين، فتلك مئةٌ باللسان وألفٌ في الميزان)) قال: ثم قال ((وأيكم يعمل في اليوم والليلة ألفين وخمس مئة سيئةٍ؟)).
أخرجه النسائي عن زكريا بن يحيى خياط السنة، عن ابن عرفة فوقع لنا بدلاً عالياً بثلاث درجات.(1/29)
وأخبرنا الشيخ قطب الدين أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق بن لؤلؤ بن عبد الله ابن صاحب الموصل قراءة عليه وأنا حاضر في الرابعة في جمادى الآخرة سنة إحدى وثلاثين وسبع مئة بالجامع العتيق بمصر، قال: أخبرنا الشيخ أبو عيسى عبد الله بن عبد الواحد بن محمد بن علاق الأنصاري قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن علي بن سعود الأنصاري البوصيري قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو صادق مرشد بن يحيى بن القاسم المديني قراءةً عليه وأنا أسمع في غرة رجب سنة سبع عشرة وخمس مئة، قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن محمد بن أحمد بن الحسين النيسابوري المعروف بابن الطفال قراءةً عليه من أصل سماعه سنة أربعين وأربع مئة، قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبد الله بن زكريا بن حيوية النيسابوري قراءةً عليه، قال: حدثنا أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي النسائي لفظاً، قرأه علينا من كتابه سنة أربع وتسعين ومئتين، قال: أخبرنا سعيد بن عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة. وابن طاووس، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((نحن الآخرون السابقون بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا وأوتيناه من بعدهم، وهذا اليوم الذي كتب الله عليهم فاختلفوا فيه، فهدانا الله له –يعني يوم الجمعة- فالناس لنا فيه تبعٌ، اليهود غداً والنصارى بعد غدٍ)).
أخرجه مسلم في الصلاة عن عمرو الناقد وابن أبي عمر فرقهما؛(1/30)
كلاهما عن سفيان بن عيينة فوقع لنا بدلاً عالياً.
وبه إلى النسائي، قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن عمار، قال: حدثنا المعافى، عن إبراهيم بن طهمان، عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: ((إن أول جمعةٍ جمعت بعد جمعةٍ جمعت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة جمعت بجواثا بالبحرين قريةٍ لعبد القيس)).
انفرد به النسائي من هذا الطريق. وقد رواه البخاري من طريق أخرى.(1/31)
شيخٌ آخر
2- إبراهيم بن بركات بن أبي الفضل بن أبي علي بن أبي محمد البعلبكي الصوفي، الشيخ أبو إسحاق
رجلٌ حسنٌ معروفٌ بين المشايخ، والفقراء، مليح الهيئة، حسن العبارة، وأخلاقه جميلةٌ.
سمع من الشيخ الفقيه اليونيني، وابن عبد الدائم، والجمال ابن الصيرفي، وعبد الله بن طعان، وجماعة. وأجاز له في سنة خمس وخمسين وست مئة العماد ابن عبد الهادي، وفراس العسقلاني، والنظام ابن البانياسي، وإبراهيم بن إسماعيل بن الدرجي، وجماعة كثيرة.
مولده تقريباً ببعلبك في سنة خمسين وست مئة، ثم كتبه بخطه في سنة ثمان وأربعين وست مئة. ومات يوم الأربعاء حادي عشر رجب سنة أربعين وسبع مئة، وصلي عليه من الغد عقيب الظهر بالجامع المظفري، ودفن بتربة الشيخ موفق الدين بسفح قاسيون.
سمعت عليه جزءاً من حديث القاسم بن علي الحريري، بسماعه من الشيخ الفقيه اليونيني، بسماعه من الخشوعي، بإجازته من الحريري.
أخبرنا الشيخ الصالح أبو إسحاق إبراهيم بن بركات بن أبي الفضل البعلبكي الصوفي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا الشيخ الفقيه أبو عبد الله محمد بن أبي الحسين أحمد بن عبد الله اليونيني قراءةً عليه وأنا(1/32)
أسمع في جمادى الآخرة سنة خمس وخمسين وست مئة ببعلبك وتفردت بالرواية عنه، قال: أخبرنا أبو طاهر بركات بن إبراهيم بن طاهر الخشوعي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا الإمام أبو محمد القاسم بن علي بن محمد بن عثمان البصري الحريري أجازةً قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن، قال: حدثنا عبد الكبير بن عمر بن عبد الرحمن الخطابي، قال: قرئ على أحمد بن الفرات أبي مسعود وأنا حاضر، قال: حدثنا أبو أسامة، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن إسماعيل بن عبيد الله، عن أبي صالح الأشعري، عن أبي هريرة قال: عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم مريضاً من وعكٍ كان به –يعني حمى- فقال: ((أبشر فإن الله عز وجل يقول: هي ناري أسلطها على عبدي المؤمن في الدنيا لتكون حظه من النار يوم القيامة)).
أخرجه ابن ماجة في الطب عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن أبي أسامة، به فوقع لنا بدلاً عالياً.
وبه إلى الحريري، قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن، قال: حدثنا(1/33)
أبو الحسين محمد بن غسان بن جبلة، قال: حدثنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد، قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن أبي مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((الآيتان من آخر سورة البقرة من قرأهما في ليلةٍ كفتاه)).
أخرجه مسلم في الصلاة عن أبي بكر بن أبي شيبة عن أبي معاوية، به فوقع لنا بدلاً عالياً.
وأبو مسعود اسمه عقبة بن عمرو بن ثعلبة بن أسيرة بن عسيرة بن عطية بن خدارة بن عوف بن الحارث بن الخزرج الأنصاري البدري،(1/34)
يقال: شهد بدراً مع النبي صلى الله عليه وسلم ، ويقال: شهد العقبة ولم يشهد بدراً، وإنما قيل له البدري أنه من ماء بدر سكن الكوفة وابتنى بها داراً.
قال يحيى القطان: مات أيام علي بن أبي طالب.
وقال محمد بن سعد كاتب الواقدي، والهيثم بن عدي: توفي بالمدينة في آخر ولاية معاوية.
وقال في موضع آخر: وقال الواقدي: توفي في أول خلافة معاوية رضي الله عنهما.
وبه إلى الحريري، قال: أخبرنا أبو القاسم الحسين بن أحمد التميمي في شهر رمضان سنة ثلاث وخمسين وأربع مئة، قال: حدثنا أبو عمرو الهزاني، قال: حدثنا أبو روق، قال: حدثنا عبد الله بن شبيب المكي، قال: قيل لخالد بن صفوان: أي إخوانك أحب إليك؟ قال: الذي يغفر زللي، ويقبل عللي، ويسد خللي. قال: وأوصى حكيم ولده فقال: عليك بصحبة من إذا صاحبته زانك، وإن احتجت إليه مانك، وإن استعنته عانك، وإن خدمته صانك. قال وثلاثةٌ لا تعرفن إلا في ثلاثة مواضع: الحليم عند الغضب، والصديق عند النائبة، والشجاع عند اللقاء.(1/35)
شيخٌ آخر
3- إبراهيم بن جعفر بن إسماعيل بن إبراهيم الكحال العبادي الدمشقي السكري، برهان الدين أبو إسحاق.
سمع من المسلم بن علان، وابن البخاري، وكان رجلاً جيداً دخل مصر غير مرة، وذكره الإمام شمس الدين الذهبي في ((معجمه))، وكان والده كحالاً رئيساً له تلامذة، وكذلك والده أيضاً.
مولده في سنة تسع وسبعين وستة مئة. ومات في شهر ربيع الأول سنة أربع وأربعين وسبع مئة.
سمعت عليه جميع كتاب الترمذي بسماعه من ابن علان، بسماعه من ابن طبرزد، بسماعه من الكروخي، عن شيوخه الثلاثة أبي عامر الأزدي، وأبي بكر الغورجي، وأبي نصر الترياقي، ثلاثتهم عن عبد الجبار الجراحي عن ابن محبوب، عن الترمذي.
أخبرنا الشيخ أبو إسحاق إبراهيم بن جعفر بن إسماعيل بن الكحال العبادي السكري قراءة عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا الصاحب شمس الدين أبو الغنائم المسلم بن محمد بن المسلم بن علان القيسي قراءة عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن معمر بن طبرزد البغدادي المؤدب، قال: أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن أبي القاسم بن أبي سهل الكروخي، قال: أخبرنا الشيوخ الثلاثة أبو عامر(1/36)
محمود بن القاسم بن محمد الأزدي، وأبو بكر أحمد بن عبد الصمد بن أبي الفضل الغورجي التاجر، وأبو نصر عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم الترياقي، قالوا: أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد الجراحي، قال: أخبرنا أبو العباس محمد بن أحمد بن محبوب المحبوبي، قال: أخبرنا الإمام الحافظ أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي، قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا أبو عوانة، عن قتادة، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: ضحى رسول الله صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين أقرنين ذبحهما بيده، وسمى وكبر ووضع رجله على صفاحهما)).
أخرجه مسلم، عن محمد بن المثنى، عن محمد بن أبي عدي، عن سعيد بن أبي عروبة. وأخرجه ابن ماجة، عن بندار، عن غندر، عن شعبة؛ كلاهما عن قتادة به. وأخرجه النسائي عن القاسم بن زكريا، عن مصعب بن المقدام، عن الحسن بن صالح، عن شعبة، عن قتادة، فوقع لنا عالياً بدرجتين عن طريق النسائي.(1/37)
شيخٌ آخر
4- إبراهيم بن عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن بدران النابلسي الزيتاوي، أبو إسحاق.
روى عن قريبه عبد الحافظ بن بدران جميع ((السنن)) لابن ماجة، وكتاب ((التوابين)) لابن قدامة.
سمعت عليه أربعين حديثاً من ((السنن)) المذكورة، وقرأت عليه مواضع من كتاب ((التوابين)).
شيخٌ آخر
5- إبراهيم بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن سباع بن ضياء الفزاري الشافعي، الشيخ الإمام شيخ الإسلام برهان الدين أبو إسحاق ابن شيخ الإسلام تاج الدين.
تفقه على والده وتميز وأعاد ودرس وأفتى، وهو من أعيان الفقهاء، جميل السيرة، رضي الأخلاق، ذو مروءةٍ ظاهرة، حسن الطريقة، متعهدٌ لقضاء حقوق الإخوان، كثير المساعدة للغرباء، أسمعه والده وعمه على جماعة منهم: ابن عبد الدائم، وابن أبي اليسر، وخالد بن النابلسي،(1/38)
ويحيى بن الصيرفي، وأبو بكر بن النشبي، وإبراهيم بن إسماعيل أخو أبي شامة، وجماعته وشيوخه نحو المئة، وسمع ((صحيح مسلم)) وحدث به غير مرة، وسمع جملة من الكتب الكبار.
قال الشيخ كمال الدين ابن الزملكاني: تفقه على والده ولازم حلقته، ورغب قاضي القضاة شهاب الدين ابن الخويي في تزويجه ابنته، لما كان فيه من السكون، وحسن السمت، فنبه عليه وولاه إعادة مدرسته العادلية، وأذن له في الفتوى في حياة والده، ثم لما توفي والده رحمه الله تحدث له القاضي المذكور، وجميع أهل البلد لكثرة حقوق والده عليهم حتى درس مكان أبيه بالمدرسة البادرائية، وجلس مكانه للإقراء والفتوى ولازمه طلبة أبيه، وكان له سكونٌ في مشيته وخشوعٌ، ولديه مشاركاتٌ في الفقه وأصوله والنحو، ولكن الغالب عليه الفقه، ويعرف الفرائض، ولم يزل يفتي، وعلى كثرة فتاويه لا يخطئ، ويقف فيما يشكل عليه، ولم ير مثله في ملازمته لحاله من الإقراء، والتعليم، والفتوى، وقلة الاجتماع بالناس، ولزوم طريق الخير، والمواظبة على الإفادة وانتفع به جماعة كثيرة.
وقال سيدنا قاضي القضاة تاج الدين أسبغ الله ظلاله: ذاك فقيه الشام، وبركته الذي ليس سوى برقه يشام، وشيخه الذي زاد يمنه على أنواء الغمام، تلقى علماً كثيراً، وتوقى في نقله الخطأ فأصاب أجراً كبيراً، وترقى إلى طبقات عاليةٍ تطل من شرفاتها فتبصر سراجاً وقمراً منيراً،(1/39)
وكان يغدو في جوانب دمشق ويروح، ويعدو بناؤه. وهو بلطف الله ممدودٌ، وبثناء العباد ممدوحٌ، ويبدو كالقمر المنير وجهه، فيسر القلب، ويمازح الدم والروح.
مولده في سنة ستين وست مئة في شهر ربيع الأول منها، وتوفي ليلة الجمعة ثامن جمادى الأولى سنة تسع وعشرين وسبع مئة، وصلي عليه عقيب صلاة الظهر بجامع دمشق، ودفن عند والده بمقبرة الباب الصغير رحمهما الله تعالى.
أجاز لنا في سنة ثمان وعشرين وسبع مئة.
أخبرنا الشيخ الإمام العلامة شيخ الإسلام برهان الدين أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن سباع الفزاري الشافعي فيما أذن لنا في الرواية عنه، قال: أخبرنا الشيخ زين الدين أبو العباس أحمد بن عبد الدائم بن نعمة بن أحمد المقدسي قراءة عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد بن الحسن بن صدقة الحراني (ح) وأخبرنا القاضي الإمام أقضى القضاة شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم ابن القماح الشافعي قراءة عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن مضر الواسطي قراءة عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا منصور بن عبد المنعم بن عبد الله بن محمد بن الفضل الفراوي، قالا: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل بن أحمد الفراوي، قال: أخبرنا أبو الحسين عبد الغافر بن محمد بن عبد الغافر الفارسي، قال: أخبرنا أبو أحمد محمد بن عيسى بن عمروية الجلودي، قال: أخبرنا الفقيه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن سفيان النيسابوري، قال: أخبرنا الإمام الحافظ أبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري، قال: وحدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من حمل علينا السلاح فليس منها)).(1/40)
أخرجه النسائي عن أبي الطاهر بن السرح، عن ابن وهب، عن مالك، به فوقع لنا عالياً.
شيخٌ آخر
6- إبراهيم بن محمد بن عبد الصمد بن عبد العزيز بن عبد المجيد التزمنتي الحميري الشافعي العدل، كمال الدين أبو إسحاق الناسخ.
سمع من عبد الرحيم بن يوسف ابن خطيب المزة، وأبي عبد الله محمد بن عبد المنعم بن الخيمي، وغيرهما. وحدث وكتب لنفسه أربعين حديثاً من روايته، وكان يكتب خطاً حسناً، ويجلس مع الشهود.
مولده في سادس عشر محرم سنة ثلاث وستين وست مئة، وتوفي في سابع عشر شهر ربيع الأول سنة اثنتين وأربعين وسبع مئة بالقلعة، ودفن بالقرافة.
سمعت عليه من ((سنن أبي داود)) الجزء الأول والثالث، ومن أول(1/41)
الجزء الرابع إلى قوله: الصلاة على الحصير، والجزء العاشر بكماله، والثاني عشر، والثالث عشر، والخامس عشر حضوراً في الرابعة، بسماعه من ابن خطيب المزة، بسماعه من ابن طبرزد بسنده في مستهل رمضان سنة إحدى وثلاثين وسبع مئة بالخانقاه الشرابيشية بالقاهرة.
أخبرنا الشيخ العدل كمال الدين أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن عبد الصمد التزمنتي الحميري قراءة عليه وأنا حاضر في الرابعة، قال: أخبرنا أبو الفضل عبد الرحيم بن يوسف بن يحيى ابن خطيب المزة قراءة عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن معمر بن طبرزد المؤدب قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو البدر إبراهيم بن محمد بن منصور الكرخي الفقيه، قال: أخبرنا الحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي، قال: أخبرنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد البصري، قال: أخبرنا أبو علي محمد بن أحمد بن عمرو اللؤلؤي، قال: حدثنا الإمام أبو داود سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير السجستاني الحافظ، قال: حدثنا مسدد بن مسرهد، قال: حدثنا حماد بن زيد وعبد الوارث، عن عبد العزيز، عن أنس بن مالك، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء –قال عن حماد- قال: ((اللهم إني أعوذ بك))، -وقال عن عبد الوارث- قال: ((أعوذ بالله من الخبث والخبائث)).
أخرجه مسلم عن يحيى بن يحيى، وأخرجه الترمذي عن أحمد بن عبدة الضبي؛ كلاهما عن حماد بن زيد، به. وأخرجه(1/42)
النسائي في ((اليوم والليلة)) عن عمران بن موسى، عن عبد الوارث، به فوقع لنا بدلاً لهم.
وبه إلى أبي داود، قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا شعبة، عن قتادة، عن أبي المليح، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال: ((لا يقبل الله صدقةً من غلولٍ، ولا صلاةً بغير طهورٍ)).
أخرجه النسائي في الطهارة عن قتيبة، عن أبي عوانة، عن قتادة، وأخرجه ابن ماجة فيه عن بندار عن يحيى بن سعيد وغندر، وعن أبي بشر بكر بن خلف عن يزيد بن زريع، وعن أبي بكر بن أبي شيبة عن عبيد بن سعيد وشبابة بن سوار؛ خمستهم عن شعبة، به فوقع لنا عالياً.
وأبو المليح اسمه: زيد، ويقال: عامر بن أسامة بن عمير بن عبد الله الهذلي البصري.(1/43)
شيخٌ آخر
7- أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن أبي اليسر شاكر بن عبد الله بن سليمان التنوخي المعري، شهاب الدين أبو العباس.
سمع كثيراً بالصالحية مع الشيخ جمال الدين المزي من أبي الحسن علي بن أحمد بن البخاري، وزينب بنت مكي وحدث، وهو من بيت رواية ورياسة.
توفي في ليلة الأحد ثامن عشر جمادى الأولى سنة ثلاث وأربعين وسبع مئة، وصلي عليه بجامع دمشق، ودفن بسفح قاسيون رحمه الله تعالى.
سمعت عليه ((جزء الأنصاري))، بسماعه من الشيخين فخر الدين ابن البخاري وزينب بنت مكي، بسماعهما من ابن طبرزد، وبسماع ابن البخاري أيضاً من الكندي؛ كلاهما عن القاضي أبي بكر الأنصاري، عن البرمكي، عن ابن ماسي، عن الكجي، عن الأنصاري.
أخبرنا الشيخ شهاب الدين أبو العباس أحمد بن إبراهيم ابن الشيخ تقي الدين إسماعيل بن إبراهيم بن أبي اليسر التنوخي قراءة عليه، وأنا أسمع، قال: أخبرنا الشيخان الإمام فخر الدين أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد المقدسي ابن البخاري وأم أحمد زينب بنت مكي بن علي بن كامل الحراني قراءةً عليهما؛ قالا: أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن معمر بن طبرزد البغدادي المؤدب. وقال ابن البخاري أيضاً: أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن بن زيد الكندي؛ قالا: أخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، قال: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي حضوراً، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن(1/44)
أيوب بن ماسي البزاز، قال: أخبرنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله بن مسلم الكجي البصري، قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الأنصاري، قال: حدثني حميد، عن أنس رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على أم سليم فرأى أبا عمير حزيناً فقال: ((يا أم سليم، ما بال أبي عمير حزيناً؟)) فقالت: يا رسول الله مات نغره، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أبا عمير، ما فعل النغير)).
أخرجه الإمام أحمد بن محمد بن حنبل في ((مسنده))، عن الأنصاري فوقع لنا موافقةً عاليةً. وأخرجه النسائي في ((اليوم والليلة))، عن عمران بن بكار الحمصي، عن الحسن بن خمير الحمصي، عن الجراح بن مليح البهراني الحمصي، عن شعبة بن الحجاج، عن محمد بن قيس، عن حميد فوقع لنا عالياً عن هذه الطريق بخمس درجات.(1/45)
شيخٌ آخر
8- أحمد بن إبراهيم بن غنائم بن وافد بن سعيد ابن المهندس الحنفي، شهاب الدين أبو العباس.
أسمعه أخوه كثيراً من أحمد بن شيبان، وعبد الرحمن بن الزين، وعلي بن أحمد ابن البخاري، وزينب بنت مكي، وزينب بنت العلم أحمد بن كامل، وغيرهم، وحدث.
سمع منه الحافظ شمس الدين الذهبي وغيره، وكان يجلس مع الشهود، وينسخ، ويقوم بأولاده وعائلته.
مولده في ذي الحجة سنة ثمان وسبعين وست مئة، وتوفي في يوم الثلاثاء ثالث شوال سنة سبع وأربعين وسبع مئة بسفح قاسيون، ودفن من يومه بالقرب من المعظمية بسفح جبل قاسيون.
سمعت عليه ((جزء الأنصاري))، بسماعه من أربعة: ابن البخاري، وابن شيبان، وابن الزين، وزينب بنت مكي، بسماع الأولين من ابن طبرزد والكندي، وبسماع الثالث من الكندي، وبسماع زينب من ابن طبرزد، بسماعهما عن القاضي أبي بكر بسنده.
أخبرنا الشيخ العدل شهاب الدين أبو العباس أحمد بن إبراهيم بن غنائم ابن المهندس قراءة عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا الشيوخ الأربعة فخر الدين أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد ابن البخاري،(1/46)
وشمس الدين أبو الفرج عبد الرحمن ابن الزين أحمد بن عبد الملك بن عثمان المقدسيان، وبدر الدين أبو العباس أحمد بن شيبان بن تغلب الشيباني، وأم أحمد زينب بنت مكي بن علي بن كامل الحراني قراءة عليهم، قال ابن البخاري وابن شيبان: أخبرنا الشيخان أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي وأبو حفص عمر بن محمد بن معمر بن طبرزد. وقال ابن الزين: أخبرنا أبو اليمن الكندي حضوراً. وقالت زينب: أخبرنا أبو حفص ابن طبرزد؛ قالا: أخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الأنصاري، قال: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي حضوراً، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي البزاز، قال: أخبرنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله بن مسلم الكجي البصري، قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الأنصاري، قال: حدثنا ابن عون، عن الشعبي، قال: سمعت النعمان بن بشير رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ووالله لا أسمع أحداً بعده يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول: ((إن الحلال بينٌ وإن الحرام بينٌ، وإن بين ذلك أموراً مشتبهاتٍ –وربما قال مشتبهة- وسأضرب لكم في ذلك مثلاً: إن الله حمى حمىً، وإن حمى الله ما حرم الله، وإنه من يرع حول الحمى يوشك أن يخالط الحمى، وربما قال: من يخالط الريبة يوشك أن يجسر)).
أخرجه البخاري عن محمد بن المثنى، عن محمد بن أبي عدي. وأخرجه أبو داود عن أحمد بن عبد الله بن يونس، عن عبد ربه بن نافع الحناط. وأخرجه النسائي عن محمد بن عبد الأعلى، عن خالد بن الحارث. وعن حميد بن مسعدة البصري، عن يزيد بن زريع، أربعتهم(1/47)
عن عبد الله بن عون، عن الشعبي، عن النعمان بن بشير. وأخرجه مسلم من طرق منها: عن عبد الملك بن شعيب بن الليث بن سعد، عن أبيه، عن جده، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن الشعبي فوقع لنا عالياً، فكأن ابن طبرزد سمعه مع مسلم ولله الحمد.
شيخٌ آخر
9- أحمد بن إبراهيم بن يحيى بن أحمد بن أحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن الدمشقي الحنفي المعروف بابن الكيال، شهاب الدين أبو العباس.
سمع من الشيخ شمس الدين ابن أبي عمر، وابن البخاري، ونشأ في الاشتغال بكتابة الديوان، ثم تركها وسكن حلب مدةً، وحدث بها وبدمشق.
مولده في مستهل رجب سنة اثنتين وسبعين وست مئة، ومات بالبيمارستان القيمري بالصالحية في ليلة الأحد العشرين من ذي الحجة سنة ثلاث وخمسين وسبع مئة، ودفن من الغد بسفح قاسيون، وصلى عليه قاضي القضاة جمال الدين الحنبلي وحضر جنازته.(1/48)
سمعت عليه ((جزء الأنصاري))، بسماعه من ابن البخاري، بسماعه من الشيخين الكندي وابن طبرزد، بسماعهما من القاضي أبي بكر الأنصاري، عن البرمكي، عن ابن ماسي، عن الكجي، عن الأنصاري.
أخبرنا الشيخ الصالح شهاب الدين أبو العباس أحمد بن الشيخ الإمام عماد الدين إبراهيم بن يحيى بن أحمد بن أحمد ابن الكيال الحنفي قراءة عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا الإمام فخر الدين أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد ابن البخاري قراءة عليه، قال: أخبرنا الشيخان أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي وأبو حفص عمر بن محمد بن معمر بن طبرزد المؤدب؛ قالا: أخبرنا القاضي أبو بكر الأنصاري، قال: أخبرنا أبو إسحاق البرمكي قال: أخبرنا أبو محمد بن ماسي، قال: أخبرنا أبو مسلم الكجي، قال: حدثنا الأنصاري، قال: حدثنا سليمان التيمي، عن أنس رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((لا هجرة بين المسلمين فوق ثلاثة أيامٍ)) أو قال ((ثلاث ليالٍ)).
هذا حديثٌ صحيحٌ متفقٌ على صحته، وأنس رضي الله عنه فما دونه إلى أبي مسلم بصريون. وهو مخرجٌ في ((الصحيحين)) في آخر حديث: ((لا تباغضوا ولا تحاسدوا)) من طريق الزهري عن أنس. وأخرجه مسلم أيضاً عن حاجب بن الوليد، عن محمد بن حرب، عن الزبيدي، عن الزهري، عن أنس فوقع لنا عالياً بثلاث درجات. وكأن القاضي أبا بكر الأنصاري سمعه من مسلم ولله الحمد والمنة.(1/49)
شيخٌ آخر
10- أحمد بن أبي بكر بن طي بن حاتم بن جيش بن بكار الزبيري المصري، شهاب الدين أبو العباس.
سمع من المعين الدمشقي، وعبد الله بن علاق، وعبد الهادي بن عبد الكريم القيسي، والنجيب عبد اللطيف وعبد العزيز ابني عبد المنعم الحراني، وابن خطيب المزة، وغازي الحلاوي وجماعة، ورحل إلى الإسكندرية وسمع بها من عبد الوهاب بن الحسن بن الفرات، وعبد الله بن أحمد بن فارس، وأجاز له جماعة كثيرة، وحدث قديماً.
سمع منه الذهبي وذكره في ((معجمه)) وقال: أحد طلبة الحديث، انتهى كلامه، وكتب بخطه، وقرأ بنفسه، وحصل الأجزاء بخطه وبخط غيره، وعلى ذهنه حكاياتٌ ونوادر.
توفي يوم السبت السابع والعشرين من شعبان سنة أربعين وسبع مئة بمصر، ودفن بالقرافة.
سمعت عليه مجلس البطاقة حضوراً في الرابعة بسماعه من المعين أحمد بن علي بن يوسف وابن علاق، بسماعهما من البوصيري، بسماعه من أبي صادق المديني بسنده. و ((كتاب الجمعة)) للنسائي بسماعه من المعين المذكور، بسماعه من البوصيري، عن أبي صادق، عن ابن الطفال، عن ابن حيوية، عنه.
أخبرنا الشيخ الإمام المحدث شهاب الدين أبو العباس أحمد بن أبي بكر بن طي الزبيري المصري قراءةً عليه وأنا حاضرٌ في الرابعة، قال: أخبرنا الشيخان معين الدين أبو العباس أحمد بن القاضي زين الدين علي(1/50)
ابن يوسف الدمشقي، وأبو عيسى عبد الله بن عبد الواحد بن علاق المصري؛ قالا: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن علي بن سعود البوصيري، قال: أخبرنا أبو صادق مرشد بن يحيى بن القاسم المديني، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر الصواف الحراني بمصر، قال: حدثنا أبو القاسم حمزة بن محمد بن علي الكناني الحافظ إملاءً، قال: أخبرنا عمران بن موسى بن حميد الطبيب، قال: حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير، قال: حدثني الليث بن سعد، عن عامر بن يحيى المعافري، عن أبي عبد الرحمن الحبلي أنه قال: سمعت عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((يصاح برجل من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة، فينشر له تسعةٌ وتسعون سجلاً كل سجلٍ منها مد البصر، ثم يقول الله عز وجل له: أتنكر من هذا شيئاً، فيقول: لا يارب، فيقول عز وجل: ألك عذرٌ أو حسنةٌ فيهاب الرجل فيقول: لا يارب. فيقول عز وجل: بلى إن لك عندنا حسنات، وإنه لا ظلم عليك فتخرج له بطاقةٌ فيها: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، فيقول: يارب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات، فيقول عز وجل: إنك لا تظلم، قال: فتوضع السجلات في كفةٍ والبطاقة في كفةٍ فطاشت السجلات وثقلت البطاقة)).
قال حمزة: ولا نعلم ورى هذا الحديث غير الليث بن سعد، وهو من أحسن الحديث. وقال لنا شيخنا أبو الحسن الحراني: لما أملى علينا حمزة هذا الحديث، صاح غريبٌ من الحلقة صيحةً فاضت نفسه معها وأنا ممن حضر جنازته وصلى عليه.
أخرجه الترمذي عن سويد، عن ابن المبارك. وأخرجه ابن ماجة عن محمد بن يحيى، عن ابن أبي مريم؛ كلاهما عن الليث فوقع لنا عالياً بدرجتين.(1/51)
وأخبرنا الشيخ المسند شهاب الدين أبو العباس أحمد بن أبي بكر ابن طي الزبيري قراءةً عليه وأنا حاضرٌ في الرابعة في جمادى الآخرة سنة إحدى وثلاثين وسبع مئة، قال: أخبرنا الشيخ معين الدين أبو العباس أحمد بن القاضي زين الدين علي بن يوسف الدمشقي قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن علي بن سعود البوصيري قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو صادق مرشد بن يحيى بن القاسم المديني، قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن محمد بن أحمد بن الحسين بن الطفال النيسابوري قراءةً عليه في سنة أربعين وأربع مئة، قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبد الله بن زكريا بن حيوية النيسابوري قراءةً عليه، قال: حدثنا أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي النسائي لفظاً قرأه علينا من كتابه سنة أربع وتسعين ومئتين، قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن محمد بن عمرو، عن عبيدة بن سفيان الحضرمي، عن أبي الجعد الضمري، وكانت له صحبة، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال: ((من ترك ثلاث جمع تهاوناً طبع الله على قلبه)).
أخرجه أبو داود في الصلاة عن مسدد، عن يحيى. وأخرجه الترمذي فيه عن علي بن خشرم، عن عيسى بن يونس؛ كلاهما عن محمد بن عمرو، به، وقال: سألت محمداً عن اسم أبي الجعد الضمري فلم يعرف اسمه، وقال: لا أعرف له عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا هذا الحديث، ولا يعرف إلا من حديث محمد بن عمرو. وأخرجه ابن ماجة في الصلاة(1/52)
أيضاً عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن ابن إدريس ويزيد بن هارون ومحمد بن بشر؛ ثلاثتهم عن محمد بن عمرو، به فوقع لنا بدلاً عالياً لأبي داود.
وأبو الجعد قيل: اسمه أدرع، وقيل: جنادة، وقيل: عمرو بن بكر، وليس له في السنن سوى هذا الحديث الواحد.
شيخٌ آخر
11- أحمد بن الحسن بن علي بن عيسى بن الحسن بن علي اللخمي بن الصيرفي الصوفي، تاج الدين أبو الفتح، ويدعى هبة الرحمن أيضاً ابن المحدث شرف الدين.
حضر في الرابعة على محمد بن عبد المنعم ابن الخيمي، وعلى عبد العزيز بن عبد الرحمن ابن السكري وسمع منه ومن العز عبد العزيز بن عبد المنعم الحراني، وعبد الرحيم ابن خطيب المزة، وشامية بنت الحسن ابن البكري وغيرهم، وحدث، وكان خيراً من بيت حديث.
مولده في ثامن عشر شهر رمضان سنة خمس وسبعين وست مئة، وتوفي في الثاني والعشرين من ذي الحجة سنة اثنتين وأربعين وسبع مئة، ودفن من الغد.(1/53)
سمعت عليه من ((سنن أبي داود)) حضوراً في الرابعة الجزء الأول، والجزء الثالث بإجازته لهما من ابن خطيب المزة، والجزء العاشر بكماله، والحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر، والخامس عشر بسماعه لذلك من ابن خطيب المزة، بسماعه من ابن طبرزد، بسنده فيه وذلك في سنة إحدى وثلاثين وسبع مئة بالخانقاه الشرابيشية بالقاهرة.
أخبرنا الشيخ تاج الدين أبو الفتح أحمد بن الحسن بن علي بن عيسى بن الحسن اللخمي ابن الصيرفي قراءةً عليه وأنا حاضرٌ في الرابعة، قال: أخبرنا أبو الفضل عبد الرحيم بن يوسف بن يحيى ابن خطيب المزة قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن معمر بن طبرزد البغدادي حضوراً، قال: أخبرنا أبو الفتح مفلح بن أحمد بن محمد الدومي، قال: أخبرنا الخطيب أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت البغدادي، قال: أخبرنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي، قال: أخبرنا أبو علي محمد بن أحمد بن عمرو اللؤلؤي، قال: حدثنا الإمام أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني، قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن نافع، عن عبد الله بن عمر أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه حمل على فرسٍ في سبيل الله، فوجده يباع، فأراد أن يبتاعه، فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فقال: ((لا تبتاعه ولا تعد في صدقتك)).(1/54)
أخرجه البخاري في الصلاة، عن عبد الله بن يوسف، وفي الهبة عن القعنبي. وأخرجه مسلم في اللباس عن يحيى بن يحيى. وأخرجه النسائي في الصلاة عن قتيبة؛ أربعتهم عن مالك، به فوقع لنا بدلاً لهم.
وبه إلى أبي داود، قال: حدثنا عمرو بن مرزوق، قال: أخبرنا شعبة عن قتادة، عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بلحمٍ قال: ((ما هذا؟)) قالوا: شيءٌ تصدق على بريرة. قال: ((هو لها صدقةٌ ولنا هديةٌ)).
أخرجه البخاري في الزهد عن يحيى بن موسى، عن وكيع. وفي الهبة عن بندار عن غندر. وأخرجه مسلم في الزكاة عن أبي بكر وأبي كريبٍ، كلاهما عن وكيع. وعن أبي موسى وبندار؛ كلاهما عن(1/55)
غندر، وعن عبيد الله بن معاذ، عن أبيه. وأخرجه النسائي في العمري عن إسحاق بن إبراهيم، عن وكيع ثلاثتهم عن شعبة، به فوقع لنا عالياً.
شيخٌ آخر
12- أحمد بن داود بن عبد السيد بن علوان السلامي، شهاب الدين أبو العباس البغدادي التاجر السفار.
سمع من ابن البخاري، وابن الزين، وزينب بنت مكي، وورث مالاً كثيراً فأنفذه وحدث.
سمع منه جماعة. سمعت عليه ((جزء الأنصاري)) بسماعه من ابن الزين وزينب؛ بسماع ابن الزين من الكندي، وبسماع زينب من ابن طبرزد، بسماعهما من القاضي أبي بكر الأنصاري، عن البرمكي، عن ابن ماسي، عن الكجي، عنه في يوم الأحد ثاني شهر ربيعٍ الأول سنة إحدى وأربعين وسبع مئة بالصالحية.
أخبرنا الشيخ شهاب الدين أبو العباس أحمد بن داود بن عبد السيد السلامي التاجر قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا الشيخان أبو الفرج عبد الرحمن بن الزين أحمد بن عبد الملك بن عثمان المقدسي وأم أحمد زينب بنت مكي بن علي الحرانية؛ قال الأول: أخبرنا أبو اليمن الكندي، وقالت زينب: أخبرنا أبو حفص ابن طبرزد، قالا: أخبرنا القاضي أبو بكر الأنصاري، قال: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر البرمكي، قال: أخبرنا أبو محمد بن ماسي، قال: أخبرنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي البصري، قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن المثنى(1/56)
الأنصاري، قال: حدثني سليمان التيمي، قال: حدثنا أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: عطس عند النبي صلى الله عليه وسلم رجلان فسمت أو فشمت أحدهما ولم يشمت الآخر، فقيل: يا رسول الله، عطس عندك رجلان فشمت أحدهما ولم تشمت الآخر –أو فسمته ولم تسمت الآخر- فقال: ((إن هذا حمد الله فسمته، وإن هذا لم يحمد الله فلم أسمته)).
هذا حديثٌ صحيحٌ متفقٌ على صحته، رواه البخاري ومسلم في كتابيهما من طرقٍ أحدها للبخاري في الأدب من ((صحيحه)) عن محمد بن كثير، عن سفيان الثوري. ولمسلم في آخر الكتاب عن محمد بن عبد الله بن نمير الكوفي، عن حفص بن غياث؛ كلاهما عن سليمان التيمي به فوقع لنا عالياً بدرجتين.(1/57)
شيخٌ آخر
13- أحمد بن رضوان بن إبراهيم بن أبي الزهر الدمشقي التاجر، المعروف بابن الزنهار القلانسي، شهاب الدين أبو العباس.
سمع من ابن عبد الدائم، والكرماني، وسافر غالب عمره إلى البلاد في طلب التجارة والتكسب ووصل إلى ما وراء النهر وإلى دشت القبجاق، ودخل العراق وخراسان وغير ذلك.
مولده في يوم وقعة عين جالوت يوم الجمعة الخامس والعشرين من رمضان سنة ثمانٍ وخمسين وست مئة ببستان الفاضل بسفح قاسيون، ومات في يوم الأحد العشرين من ذي القعدة سنة اثنتين وأربعين وسبع مئة بالعقيبة ودفن بسفح قاسيون.
سمعت عليه ((جزء بشرى)) بسماعه من ابن عبد الدائم، بسماعه من ابن كليب، بسماعه من ابن نبهان الكاتب، بسماعه من بشرى.
أخبرنا الشيخ شهاب الدين أبوالعباس أحمد بن رضوان بن إبراهيم ابن الزنهار الدمشقي التاجر قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا الإمام زين الدين أبو العباس أحمد بن عبد الدائم بن نعمة بن أحمد المقدسي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب بن سعد بن صدقة بن كليب الحراني قراءةً عليه، قال: أخبرنا الرئيس أبو(1/58)
علي محمد بن سعيد بن نبهان الكاتب سماعاً، قال: أخبرنا أبو الحسن بشرى بن عبد الله الرومي مولى فاتن مولى المعتضد أمير المؤمنين، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبيد بن أحمد بن مخلد الدقاق المعروف بالعسكري، قال: حدثنا أبو عبد الله مذاكر محمد بن سليمان السواق في مربعة أبي عبيد الله، قال: حدثنا جعفر بن شاكر، قال: حدثنا محمد بن مقاتل، قال: حدثنا حصين بن عمر، قال: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن جرير بن عبد الله، قال: لما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أتيته فقال لي: ((يا جرير، لأي شيءٍ جئت؟)) قلت: جئت لأسلم على يديك يا رسول الله، فألقى إلي كساءه ثم أقبل على أصحابه ثم قال: ((إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه)).
قال بشرى: سمعت أنا من الشيخ، قال: حدثني أبي رحمه الله بهذا الحديث عن بعض أشياخه الذي سمع منهم فحفظت المتن من الحديث ولم أحفظ إسناده، وقال أبي رحمه الله: رأيت في المنام النبي صلى الله عليه وسلم كأني جالسٌ في دهليز دار بمدينة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وكنت نزلتها حيث حججت إذ دخل النبي صلى الله عليه وسلم فقمت قائماً إكراماً للنبي صلى الله عليه وسلم وجلس جانب الحائط، فجلست إلى جانبه إذ دخل رجلٌ من بني هاشم فقمت قائماً إكراماً للهاشمي ثم التفت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقلت له في الخبر عنك: ((إذا أتاكم كريم قومٍ فأكرموه)) فقال لي: نعم.
لم يخرجه أحدٌ من أصحاب الكتب الستة من هذا الوجه.(1/59)
وبه إلى بشرى، قال: حدثنا أبو بكر العسكري، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا أبو قلابة، قال: حدثنا بكر بن بكار، قال: حدثنا شعبة، عن معبد بن خالد، قال: سمعت حارثة بن وهب، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((ما بين راحتي حوضي ما بين المدينة وصنعاء أو ما بين المدينة وعمان)) فقال له المستورد: سمعت منه شيئاً غير هذا؟ قال: نعم ((آنيته عدد نجم السماء)).
أخرجه البخاري في ذكر الحوض، عن علي بن عبد الله، عن حرمي بن عمارة، عن شعبة به.
وبه إلى بشرى، قال: حدثنا العسكري، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا زكريا، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن أبي بكر بن(1/60)
عبيد الله بن عبد الله، عن جده عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه، وإذا شرب فليشرب بيمينه، فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله)).
أخرجه مسلم في الأشربة عن أبي بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبد الله بن نمير وزهير بن حرب وابن أبي عمر. وأخرجه النسائي في الوليمة عن قتيبة، عن مالك وابن عيينة؛ كلاهما عن الزهري، فوقع لنا بدلاً لهما عالياً.
شيخٌ آخر
14- أحمد بن سليمان بن عابد الماكسيني المقرئ المعروف بالصوري، شهاب الدين أبو العباس.
سمع من ابن البخاري، وكان رجلاً جيداً صالحاً من المجاورين بالمقصورة الحنفية من أصحاب الشيخ أبي عبد الماكسيني. حدث ((بجزء الأنصاري)) في الجمع.
ومات في ربيع الآخر سنة ثمانٍ وأربعين وسبع مئة.
سمعت عليه ((جزء الأنصاري)) بسماعه من ابن البخاري، بسماعه من(1/61)
الشيخين الكندي وابن طبرزد بسماعهما من القاضي أبي بكر الأنصاري بسنده.
أخبرنا الشيخ الصالح أبو العباس أحمد بن سليمان بن عابد الماكسيني قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد ابن البخاري قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو اليمن الكندي وأبو حفص بن طبرزد، قالا: أخبرنا القاضي أبو بكر الأنصاري، قال: أخبرنا أبو إسحاق البرمكي حضوراً، قال: أخبرنا أبو محمد بن ماسي، قال: أخبرنا أبو مسلم الكجي، قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، قال: حدثني حميد، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً)) قال: قلت: يا رسول الله، أنصره مظلوماً فكيف أنصره ضالماً؟ قال: ((تمنعه من الظلم فذلك نصرك إياه)).
أخرجه الترمذي عن محمد بن حاتم بن ميمون المؤدب، عن الأنصاري فوقع لنا بدلاً عالياً بدرجتين.
شيخٌ آخر
15- أحمد بن أبي طالب بن أبي النعم نعمة بن الحسن بن علي بن بيان الصالحي الحجار، المعروف بابن الشحنة، شهاب الدين أبو العباس، وأصله من دير مقرن.
شيخ يسكن بحارة بني العساس بالصالحية، وهو معروفٌ مشهورٌ(1/62)
صاحب وظيفةٍ وخدمةٍ بقلعة دمشق، ولم يتفطن طلبة الحديث له إلى أواخر جمادى الآخرة سنة ست وسبع مئةٍ، حصل الاجتماع به فسئل عن نسبه وإخوته وأسمائهم وعن عمره، فوجد سماعه ((لجزء أبي الجهم)) وما قرئ معه على ابن اللتي ووجد اسمه في أوراق أسماء السامعين لـ ((صحيح البخاري)) على ابن الزبيدي، فقرئ عليه ((جزء أبي الجهم))، ثم اجتمع الجماعة مستهل شهر رجب وقرئ عليه مرةً ثانية.
سئل في ذلك الوقت عن مولده، فقال: لي الآن اثنان وثمانون أو ثلاثة وثمانون سنة، وقال: إنه يذكر موت السلطان الملك المعظم، وكان موته في سنة أربع وعشرين وست مئة. وأجاز له من بغداد ابن بهروز، والأنجب الحمامي، وابن روزبه، وابن القطيعي، وابن كمال، ونصر بن عبد الرزاق، وبنت البيطار، وزهرة بنت ابن حاضر، وجماعة.
وكان في أول أمره خياطاً ثم خدم بالقلعة هو وإخوته حجارين ثم صار هو مقدم الحجارين خمسة وخمسين سنة، وكان يحمل السيف، ويقف في الخدمة، ومعلومه خمسة وأربعون درهماً في الشهر، ثم انقطع عن الخدمة وقرر له ثلاثون درهماً على بيت المال، وحج سنة الطيار وتزوج بأربع من النساء، وولد له أحد عشر ولداً منها ثلاثة من الذكور، طلب إلى الديار المصرية في سنة أربع عشرة وسبع مئة بسبب إسماع ((البخاري))، وتوجه معه الشيخة ست الوزراء بنت ابن منجى وأرسل إليه ذهب، فتوجه مكرماً وقرئ عليهما ((البخاري)) خمس مرات، المرة الأولة عند نائب السلطة الأمير سيف الدين أرغون، والثانية عند وكيل السلطان، والثالثة في المدرسة المنصورية، وحضر في هذه المرة جمعٌ كبيرٌ يزيدون على ألفي نفسٍ، والمرة الرابعة بجامع الملك الناصر بمصر، والخامسة بقلعة الجبل، وحصل له وللشيخة جملة من المال، ثم عادا إلى دمشق(1/63)
في شعبان سنة خمس عشرة وسبع مئة. ثم توجه إلى البلاد الشمالية مع بعض الطلبة وحدث بـ ((صحيح البخاري)) أربع مرات بحمص مرة، وبحماة مرتين، وببعلبك مرةً، ثم عاد إلى دمشق وذلك في سنة ثمان عشرة وسبع مئة، ثم طلب إلى القاهرة مرةً أخرى في سنة ثلاث وعشرين وسبع مئة فتوجه، وكان قد تفرد بـ ((البخاري)) وعظم شأنه، وحصل له ذهب وخلع وإكرام.
وكان كامل البنية، له همةٌ وجلادةٌ، وقوة نفسٍ، وعقل جيد. حدث بـ ((صحيح البخاري)) أكثر من ستين مرة وإليه المنتهى في الثبات وعدم النعاس، وربما أسمع في بعض الأوقات جميع النهار، وفيه دينٌ وملازمة للصلاة.
قال سيدنا قاضي القضاة تاج الدين: أما أبو العباس الحجار الذي طار اسمه فملأ الأقطار، فهو شيخ الإسناد، ومن تناديه الطلبة من كل ناد، وإنه لأبو العباس الأصم وما به من صمم، وذو الاسم الذي هو أوضح من نار على علم، ألحق الأصاغر بالأكابر، وملأ الطروس بذكر تمليه ألسنة الأقلام في أفواه المحابر، وساوى بين شباب تسامى للعلا وكهول، وجاء بأصح الأسانيد إلا أنها لا تطول، وكان ممن يعمل لمثله في الرحلة البزل المهاري، ويقصده كل مسلم لسماع ((البخاري)). انتهى كلامه.
توفي رحمه الله في يوم الاثنين الخامس والعشرين من صفر سنة ثلاثين وسبع مئة بمنزله بسفح قاسيون، وصلي عليه من الغد عقيب صلاة الظهر بالجامع المظفري، ودفن بتربة له قبالة زاوية الرومي بسفح جبل قاسيون، وفي يوم موته قرئ عليه ميعادٌ من ((البخاري))، وكان قد شرع عليه في قراءة ((البخاري)) في يوم الأحد الذي قبل موته بيومٍ، فقرء ميعادٌ يوم الأحد وميعادٌ يوم الاثنين، وتوفي بعد الفراغ من القراءة بقليل.
وسمع ((البخاري)) في سنة ثلاثين وست مئة، وحدث بقطعةٍ من(1/64)
أوله في سنة ثلاثين وسبع مئة، فبين سماعه وإسماعه مئة سنة، وهذا قليل الوجود.
أجاز لنا في سنة ثمان وعشرين وسبع مئة.
أخبرنا الشيخ الجليل المسند نادرة الزمان أبو العباس أحمد بن أبي طالب بن أبي النعم الحجار في كتابه إلي من دمشق، قال: أخبرنا الشيخ الإمام سراج الدين أبو عبد الله الحسين بن المبارك بن محمد بن يحيى بن الزبيدي قراءةً عليه وأنا أسمع في شوال سنة ثلاثين وست مئة، ولم يبق على وجه الأرض من يروي عنه سواي، قال: أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب السجزي الهروي، قال: أخبرنا الإمام أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المظفر الداودي، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حموية السرخسي، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يوسف بن مطر الفربري، قال: حدثنا الإمام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن الأحنف الجعفي البخاري، قال: حدثنا الحكم بن نافع، قال: أخبرنا شعيب، عن الزهري، قال: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف أنه سمع حسان بن ثابت الأنصاري يستشهد أبا هريرة: أنشدك الله هل سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((يا حسان أجب عن رسول الله اللهم أيده بروح القدس))؟ قال أبو هريرة: نعم.
أخرجه مسلم، عن أبي محمد عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، عن أبي اليمان الحكم بن نافع، فوقع لنا بدلاً عالياً بدرجتين.
وبه إلى البخاري، قال: حدثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد،(1/65)
عن يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة بن الأكوع أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى نيراناً توقد يوم خيبر قال: ((على ما توقد هذه النيران)) قالوا على الحمر الإنسية، قال: ((اكسروها وأهرقوها))، قالوا: ألا نهريقها ونغسلها؟ قال: ((اغسلوا)).
أخرجه مسلم عن أبي بكر بن أبي النضر، عن أبي عاصم النبيل، فوقع لنا بدلاً عالياً بدرجتين.
وبه إلى البخاري قال: حدثنا أبو عاصم، عن يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة بن الأكوع أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث رجلاً ينادي في الناس يوم عاشوراء أن من أكل فليتم أو فليصم، ومن لم يأكل فلا يأكل.
أخرجه مسلم في الصوم عن قتيبة، عن حاتم بن إسماعيل. وأخرجه النسائي فيه عن محمد بن المثنى، عن يحيى؛ كلاهما عن يزيد بن أبي عبيد، به فوقع لنا عالياً بدرجتين.
وبه إلى البخاري قال: حدثنا محمد بن سنان، قال: حدثنا سليمٌ، قال: حدثنا سعيد بن مينا، عن جابر بن عبد الله قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((مثلي ومثل الأنبياء كرجلٍ بنى داراً فأكملها وأحسنها إلا موضع لبنةٍ، فجعل الناس يدخلونها، ويتعجبون، ويقولون: لولا موضع اللبنة)).
أخرجه الترمذي، عن البخاري فوقع لنا موافقةً عاليةً(1/66)
بدرجتين، وهي من أحسن الموافقات، رواها إمامٌ حافظٌ، عن إمام حافظ.
وسليمٌ هو ابن حيان الهذلي من أهل البصرة.
وأخبرنا مسند الآفاق أبو العباس أحمد بن أبي طالب الصالحي إذناً، قال: أخبرنا أبو المنجى عبد الله بن عمر بن علي ابن اللتي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب السجزي الهروي الصوفي، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أبي مسعود عبد العزيز الفارسي، قال: أخبرنا الشيخ الصالح أبو محمد عبد الرحمن ابن أبي شريح الأنصاري، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، قال: حدثنا أبو الجهم العلاء بن موسى بن عطية الباهلي إملاء من كتابه في منزله في شهر ربيع الآخر من سنة تسع وعشرين ومئتين، قال: أخبرنا الليث بن سعد المصري، عن أبي الزبير المكي، عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((لا يدخل أحدٌ ممن بايع تحت الشجرة النار)).
أخرجه أبو داود في السنة عن قتيبة ويزيد بن خالدٍ. وأخرجه الترمذي في المناقب، والنسائي في التفسير جميعاً عن قتيبة، كلاهما عن الليث، به فوقع لنا بدلاً عالياً بدرجتين.
وبه إلى أبي الجهم، قال: حدثنا الليث بن سعد، عن أبي الزبير، عن جابر: أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على أم مبشر الأنصارية، فرأى نخلاً لها، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم : ((يا أم مبشر، من غرس هذا النخل أمسلمٌ أم كافرٌ))،(1/67)
قالت: بل مسلمٌ. قال: ((لا يغرس مسلم غرساً، ولا يزرع زرعاً فيأكل منه إنسانٌ ولا دابةٌ ولا شيءٌ إلا كان له صدقة)).
أخرجه مسلم في البيوع عن قتيبة ومحمد بن رمح؛ كلاهما عن الليث، به فوقع لنا بدلاً عالياً بدرجتين.
وبه إلى أبي الجهم، قال: حدثنا الليث بن سعدٍ، عن نافع أن عبد الله بن عمر، قال: إن امرأةً وجدت في بعض مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم مقتولةً، فأنكر رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل النساء والصبيان.
أخرجه البخاري عن أحمد بن يونس. وأخرجه مسلم عن يحيى وقتيبة وابن رمح. وأخرجه أبو داود عن يزيد بن خالد بن موهب وقتيبة. وأخرجه الترمذي والنسائي جميعاً عن قتيبة؛ خمستهم عن الليث، به فوقع لنا بدلاً لهم عالياً بدرجتين.
وبه إلى أبي الجهم قال: حدثنا الليث بن سعدٍ، عن نافع، عن عبد الله بن عمر، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لا يبع بعضكم على بيع بعضٍ)).
أخرجه مسلم عن قتيبة وابن رمح. وأخرجه الترمذي،(1/68)
والنسائي جميعاً عن قتيبة؛ كلاهما عن الليث، به فوقع لنا بدلاً عالياً بدرجتين.
وبه إلى أبي الجهم، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو، عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: أخبرني من شهد معاذاً حين حضرته الوفاة يقول: اكشفوا عني سجف القبة، فإني سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثاً، لم يمنعني أن أحدثكموه إلا مخافة أن تتكلوا، سمعته يقول: ((من شهد أن لا إله إلا الله مخلصاً وثبتاً من قلبه دخل الجنة ولم تمسه النار)).
لم يخرجه أحدٌ من أصحاب الكتب الستة من هذا الطريق، وقد رواه النسائي في ((اليوم والليلة)) من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه، عن عمرو بن علي، عن غندر، عن شعبة، عن قتادة عن أنس بن مالك، عن معاذ بن جبل. وعن عمرو بن علي، عن يزيد بن زريع، عن سليمان التيمي، قال: حدثنا أنس، قال: ذكر لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم(1/69)
قال لمعاذٍ، فذكر نحوه فوقع لنا عالياً بدرجتين.
شيخٌ آخر
16- أحمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أحمد بن عبد الرحمن بن إسماعيل بن منصور المقدسي، شهاب الدين أبو العباس والد الإمام محب الدين عبد الله، رجلٌ حسنٌ يعرف بالحاج ابن المحب.
كان أبوه من المحدثين الرحالين، أحضره على جماعةٍ منهم خطيب مردا، وعبد الله بن الخشوعي، وعبد العزيز بن عبد الجبار الحنبلي، والنجيب عبد اللطيف والعز عبد العزيز ابنا الصيقل الحراني، والقاضي محيي الدين ابن الزكي، والأخوان عبد الله وعبد الرحمن ابنا أحمد بن طعان، ويوسف بن مكتوم، وعز الدين عبد الرحمن بن محمد بن عبد الغني، وعلي بن إسماعيل بن إبراهيم بن طلحة المقدسي، وابن أبي اليسر.
وسمع بنفسه من جماعةٍ، وروى الحافظ الدمياطي عن والده في ((معجمه)) شيئاً عن ابن القبيطي، وأجاز له ولأخيه محمد في سنة ثلاث وخمسين وست مئة من بغداد ابن الزعبي، وعلي بن عبد اللطيف ابن الخيمي، ومحمد بن نصر ابن الحصري، وفضل الله ابن الجيلي، وجماعة.
وهو رجلٌ خيرٌ صالحٌ كثير السكون، كان له مكتب يعلم فيه(1/70)
الصبيان، ويحفظ القرآن وينسخ لنفسه وللناس.
مولده في سنة ثلاث وخمسين وست مئة، وتوفي في ذي الحجة سنة ثلاثين وسبع مئة، ودفن بتربة الشيخ موفق الدين بسفح قاسيون.
أجاز لنا في سنة ثمانٍ وعشرين وسبع مئة.
أخبرنا الشيخ الإمام الصالح شهاب الدين أبو العباس أحمد ابن الإمام محب الدين عبد الله بن أحمد بن محمد المقدسي إذناً، قال: أخبرنا الحافظ صدر الدين أبو علي الحسن بن محمد بن محمد بن محمد البكري قراءةً عليه وأنا حاضرٌ، قال: أخبرنا أبو المؤيد زينب بنت عبد الرحمن بن الحسن بن أحمد الشعري، قالت: أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر بن محمد الشحامي، قال: أخبرنا أبو حامد أحمد بن الحسن بن محمد الأزهري (ح) قال البكري أيضاً: وأخبرنا أبو روح عبد المعز بن محمد الهروي، قال: أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي (ح) قال أيضاً: وأخبرنا أبو الفتوح داود بن معمر بن عبد الواحد بن الفاخر، قال: أخبرتنا فاطمة بنت محمد البغدادية، قالا: أخبرنا أبو عثمان سعيد بن محمد العيار، قالا: أخبرنا أبو محمد الحسن بن أحمد المخلدي، قال: أخبرنا أبو العباس السراج قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا جعفر بن سليمان، عن ثابت، عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يزور الأنصار ويسلم على صبيانهم ويمسح رؤوسهم.
أخرجه الترمذي في الاستئذان، والنسائي في ((اليوم والليلة))(1/71)
جميعاً عن قتيبة، فوقع لنا موافقةً عاليةً.
شيخٌ آخر
17- أحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن ابن الشيخ أبي عمر محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي، عز الدين أبو العباس ابن الشيخ شرف الدين ابن الشيخ شمس الدين.
سمع من جده المذكور، وابن البخاري، وحدث. سمع منه الشيخ شمس الدين الذهبي وذكره في ((معجمه)).
وقال الحافظ أبو محمد البرزالي: رجلٌ جيدٌ من أعيان المقادسة، صار نقيباً لقاضي القضاة عز الدين الحنبلي في أول ولايته ثم صار يجلس بين يديه ويشهد عنده وعليه. مولده في شهر ربيع الأول سنة ثلاثٍ وسبعين وست مئة، انتهى كلامه.
وتوفي في السابع والعشرين من ربيع الآخر سنة ثلاث وأربعين(1/72)
وسبع مئة، وصلي عليه عقيب الصبح من الغد، ودفن بمقبرة جد والده الشيخ أبي عمر بسفح جبل قاسيون.
سمعت عليه ((جزء الأنصاري)) بسماعه من جده، بسماعه من ابن طبرزد والكندي، بسماعهما من القاضي أبي بكر الأنصاري بسنده.
أخبرنا الشيخ العدل عز الدين أبو العباس أحمد بن عبد الله بن الشيخ شمس الدين عبد الرحمن ابن الشيخ أبي عمر المقدسي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا جدي، قال: أخبرنا الشيخان أبو اليمن الكندي، وأبو حفص بن طبرزد، قالا: أخبرنا القاضي أبو بكر الأنصاري، قال: أخبرنا أبو إسحاق البرمكي حضوراً، قال: أخبرنا أبو محمد بن ماسي قال: أخبرنا أبو مسلم الكجي البصري، قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، قال: حدثني سليمان التيمي، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار)).
أخرجه النسائي عن علي بن حجر، عن إسماعيل بن علية، عن التيمي، فوقع لنا عالياً بدرجتين.
شيخٌ آخر
18- أحمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عبد الولي المرداوي الأصل ثم الصالحي النجار القباقبي، أبو العباس بن الملقن.
سمع من أبي الفرج عبد الرحمن بن أبي عمر، وعبد الرحيم بن(1/73)
عبد الملك، وعلي بن أحمد ابن البخاري، وحدث. سمع منه الذهبي، وذكره في ((معجمه)).
وكان رجلاً جيداً، مواظباً على الصلاة في الجماعة.
توفي في يوم الاثنين الثالث عشر من جمادى الآخرة سنة تسع وأربعين وسبع مئة، ودفن من يومه بسفح قاسيون.
سمعت عليه ((جزء)) الأنصاري بسماعه من الشيوخ الثلاثة الشيخ شمس الدين عبد الرحمن ابن الشيخ أبي عمر وابن أخته كمال الدين عبد الرحيم بن عبد الملك وفخر الدين ابن البخاري، بسماعهم من الشيخين الكندي وابن طبرزد، بسماعهما من القاضي أبي بكر الأنصاري بسنده.
أخبرنا الشيخ الصالح أبو العباس أحمد بن عبد الله بن محمد الصالحي القباقبي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا الشيوخ الثلاثة الشيخ شمس الدين عبد الرحمن ابن الشيخ أبي عمر وابن أخته كمال الدين عبد الرحيم بن عبد الملك وفخر الدين علي بن أحمد بن عبد الواحد المقدسيون، قالوا: أخبرنا الشيخان أبو اليمن زيد بن الحسن بن زيد الكندي وأبو حفص عمر بن محمد بن معمر بن طبرزد البغداديان، قالا: أخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، قال: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي الفقيه حضوراً، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي، قال: أخبرنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي البصري، قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، قال: حميد حدثناه عن أنس رضي الله عنه قال: كان يسوق بهم رجلٌ يقال له أنجشة بأمهات المؤمنين. قال: فاشتد بهم السير فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ((رويدك يا أنجشة ارفق بالقوارير)).
أخرجه الإمام أحمد في ((مسنده)) عن محمد بن أبي عدي، عن حميد، فوقع لنا بدلاً عالياً.(1/74)
شيخٌ آخر
19- أحمد بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن علي بن أحمد بن إبراهيم الهكاري المعروف بالصرخدي، الصالحي، شهاب الدين أبو العباس ابن الشجاع القواس.
رجلٌ جيدٌ من أهل الستر والعفاف، يحفظ الكتاب العزيز وحكايات الصالحين، وفيه همةٌ ونهضةٌ مع مجاوزته الثمانين.
سمع من خطيب مردا كثيراً، ومن غيره.
مولده في سنة ست وأربعين وست مئة في خامس شهر ربيع الأول، وقال مرةً: في خامس عشر ربيع الأول. وتوفي في سحر يوم الاثنين رابع شهر ربيع الأول سنة ست وثلاثين وسبع مئة بسفح قاسيون وصلي عليه عقيب صلاة العصر بالجامع المظفري، ودفن بتربة الشيخ موفق الدين بسفح جبل قاسيون.
أجاز لنا في سنة ثمانٍ وعشرين وسبع مئة.
أخبرنا الشيخ المسند شهاب الدين أبو العباس أحمد بن عبد الرحمن بن إبراهيم الصرخدي ثم الصالحي كتابةً، قال: أخبرنا الخطيب أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن أحمد بن أبي الفتح المقدسي خطيب مردا، قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن علي بن سعود البوصيري، قال: أخبرنا أبو صادق مرشد بن يحيى بن القاسم المديني، قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن محمد بن الحسين بن الطفال النيسابوري، قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبد الله بن زكريا بن حيوية النيسابوري قال: حدثنا أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر النسائي، قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا الليث، عن عقيل،(1/75)
عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم شرب لبناً ثم دعا بماءٍ فمضمض ثم قال: ((إن له دسماً)).
أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي كلهم عن قتيبة بن سعيد، فوقع لنا موافقةً عاليةً.
شيخٌ آخر
20- أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن عبد الولي المرداوي الأصل ثم الصالحي الحريري، شهاب الدين أبو العباس.
سمع حضوراً في الثانية من أبي حفص عمر بن محمد بن أبي سعد الكرماني، وسمع من الشيخ سيف الدين يحيى بن عبد الرحمن ابن الحنبلي الثاني من حديث زغبة، ومن الشيخ شمس الدين ابن أبي عمر، وابن أخيه الكمال عبد الرحيم، وأبي بكر الهروي، وابن شيبان، وابن الكمال، وابن عمه ابن البخاري، وجماعة.
وأجاز له في سنة أربع وستين وست مئة جماعة من أهل دمشق منهم أحمد بن عبد الدائم، وإسماعيل بن إبراهيم بن أبي اليسر، ويوسف بن الحسن ابن النابلسي وحسن بن المهير، ومحمد بن علي بن النشبي، وأيوب بن أبي بكر الحمامي، وعبد الله بن أحمد بن طعان، وعبد العزيز(1/76)
بن عبد، ومن القاهرة النجيب عبد اللطيف الحراني، وأخوه عبد العزيز، وعبد الله بن علاق، وعلي بن أحمد بن علي ابن القسطلاني، وعبد الهادي بن عبد الكريم القيسي، وعثمان بن عبد الرحمن بن عتيق، وأحمد ابن القاضي زين الدين علي بن يوسف الدمشقي، وإسماعيل بن عبد القوي بن عزون، وحدث.
سمع منه الحافظ علم الدين البرزالي، وذكره في ((معجمه)) وقال: رجلٌ جيدٌ من أهل الصالحية من حفاظ الكتاب العزيز، وهو معلمٌ حرير. انتهى كلامه.
مولده في عاشر شعبان سنة ثلاث وستين وست مئة. وتوفي يوم الأربعاء ثالث عشر شهر رمضان سنة ثمانٍ وخمسين وسبع مئة ببستان الأعسر، وصلي عليه عقيب صلاة الظهر بالجامع المظفري، ودفن بسفح جبل قاسيون.
سمعت عليه ((مجالس المخلدي)) الثلاثة بسماعه من عمر بن محمد الكرماني حضوراً في الثانية في رجب سنة خمس وستين وست مئة وبحضوره أيضاً من الشيخ عز الدين إبراهيم بن عبد الله بن أبي عمر، وشمس الدين محمد ابن الكمال عبد الرحيم بن عبد الواحد المقدسيين بسماع الكرماني وإجازتهما من أبي بكر القاسم بن عبد الله ابن الصفار، وبإجازتهما أيضاً من المؤيد بن محمد بن علي الطوسي، بسماع ابن الصفار من وجيه بن طاهر الشحامي وبسماع المؤيد من أحمد بن سهل بن إبراهيم المساجدي، بسماعهما من يعقوب بن أحمد الصيرفي، عنه. وجزءاً فيه منتقى من ((الأربعين)) لعبد الخالق بن زاهر الشحامي انتقاه الحافظ ضياء الدين المقدسي بسماعه حضوراً من الكرماني في السنة الثانية بسماعه من القاسم ابن الصفار، عنه. وجزءاً فيه الجزء الثالث والرابع من ((أمالي)) أبي محمد الحسن بن علي الجوهري، بسماعه لهما من الشيخ فخر الدين ابن البخاري، بسماعه من ابن طبرزد، بسماعه من أبي غالب أحمد بن الحسن بن البناء، عنه، وجزءاً فيه منتقى من الجزء الثالث من الثاني من ((سباعيات)) القاضي أبي بكر الأنصاري بسماعه من(1/77)
ابن البخاري، بسماعه من ابن طبرزد، عنه.
أخبرنا الشيخ الصالح الرحلة شهاب الدين أبو العباس أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله المرداوي الأصل ثم الصالحي الحريري قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن أبي سعد الكرماني قراءةً عليه وأنا حاضرٌ في الثانية وتفردت بالرواية عنه، قال: أخبرنا أبو بكر القاسم بن عبد الله بن عمر ابن الصفار، قال: أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر بن محمد الشحامي، قال: أخبرنا أبو بكر يعقوب بن أحمد الصيرفي، قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن أحمد المخلدي العدل إملاء لاثنتي عشرة خلت من صفر سنة ست وثمانين وثلاث مئة، قال: أخبرنا أبو العباس محمد بن إسحاق بن إبراهيم الثقفي، قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا خلف بن خليفة، عن أبي مالك الأشجعي، عن أبي حازم، قال: كنت خلف أبي هريرة وهو يتوضأ للصلاة، وكان يمد حتى تبلغ إبطه، فقلت له: يا أبا هريرة، ما هذا الوضوء؟ قال: يا بني فروخ أنتم هاهنا، لو علمت أنكم ها هنا، ما توضأت هذا الوضوء، سمعت خليلي صلى الله عليه وسلم يعني يقول: ((تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء)).
أخرجه مسلم والنسائي عن قتيبة بن سعيد فوقع لنا موافقة عالية.
وبه إلى المخلدي، قال: أخبرنا أبو العباس محمد بن إسحاق بن إبراهيم الثقفي، قال: حدثنا قتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف، قال: حدثنا الليث بن سعد، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبيه، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال: ((ما من نبي من الأنبياء إلا وقد أعطي من الآيات ما آمن على مثله البشر، وإنما كان الذي أوتيته وحياً أوحاه الله إلي،(1/78)
فأرجو أن أكون أكثرهم تابعاً يوم القيامة)).
أخرجه مسلم والنسائي عن قتيبة بن سعيد، فوقع لنا موافقةً عاليةً.
وبه إلى المخلدي، قال: أخبرنا أبو العباس السراج، قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا عبد العزيز يعني ابن محمد، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال: ((ويلٌ للأعقاب من النار)).
أخرجه الترمذي عن قتيبة بن سعيد، فوقع لنا موافقةً عاليةً.
وأخبرنا أبو العباس أحمد بن عبد الرحمن الحريري قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد الكرماني حضوراً في الثانية وما بقي على وجه الأرض من يروي عنه سواي، قال: أخبرنا أبو بكر القاسم بن عبد الله بن عمر ابن الصفار، قال: أخبرنا أبو منصور عبد الخالق بن زاهر بن طاهر بن محمد الشحامي، قال: أخبرنا أبو نصر عبد الله بن الحسين بن هارون الوراق، قال: أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل الصيرفي، قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب بن يوسف الأصم، قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري، قال: حدثنا أنس بن عياض الليثي، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن الزبير، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((لأن يأخذ أحدكم حبله فيذهب فيأتي بحزمة حطبٍ على ظهره فيكف الله(1/79)
بها وجهه، خير له من أن يسأل الناس أشياءهم أعطوه أو منعوه)).
أخرجه البخاري في الزكاة عن موسى بن إسماعيل. وفي الشرب عن معلى بن أسدٍ؛ كلاهما عن وهيب. وفي البيوع عن يحيى بن موسى عن وكيع؛ كلاهما عن هشام بن عروة، به. وأخرجه ابن ماجة في الزكاة عن علي بن محمد وعمرو بن عبد الله الأودي؛ كلاهما عن وكيع، به فوقع لنا عالياً,
وبه إلى عبد الخالق، قال: أخبرنا أبو القاسم الفضل بن أحمد بن محمد الجرجاني، قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد الثقفي الحافظ، قال: حدثنا عبيد الله بن محمد بن شنبة، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن سنان، قال: حدثنا محمد بن أبان الواسطي، قال: حدثنا أبو شيبة إبراهيم بن عثمان العبسي، عن العباس بن ذريح، عن محمد بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إن من السعادة المركب الصالح والمسكن الصالح والزوجة الصالحة، وإن من الشقاء المركب السوء والمسكن السوء والزوجة السوء)).
لم يخرجه أحدٌ من أصحاب الكتب الستة من هذا الوجه.(1/80)
وبه إلى عبد الخالق، قال: أخبرنا الشيخ أبو الفضل محمد بن عبيد الله الصرام الزاهد، قال: أخبرنا السيد أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود بن علي بن عيسى العلوي قال: أخبرنا أبو الفضل العباس بن محمد بن قوهيار، واسم قوهيار معاذ، قال: حدثنا سهل بن عمار العتكي، قال: حدثنا عمرو، قال: حدثنا شعبة، قال: حدثنا قتادة، عن عبد الله بن باباه، عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال: ((إن الله سبحانه وتعالى يباهي ملائكته عشية عرفة بأهل عرفة يقول: انظروا إلى عبادي شعثاً غبراً)). عمرو هو ابن حكام.
لم يرو عبد الله بن باباه عن عبد الله بن عمرو في الكتب الستة غير حديث واحد، وهو حديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم مر به وهو يصلي جالساً فقال: ((صلاة الجالس على النصف من صلاة القائم)).
وهذا الحديث لم يخرجوه من هذا الوجه.
وبه إلى عبد الخالق، قال: أخبرنا جدي طاهر بن محمد المستملي، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري، قال: أخبرنا أبو علي الميداني، قال حدثنا محمد بن يحيى الذهلي، قال: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن طاووس، عن أبيه، قال: من السنة أن(1/81)
يوقر أربعةٌ: العالم وذو الشيبة، والسلطان، والوالد.
شيخٌ آخر
21- أحمد بن عبد الرحمن بن يوسف بن محمد بن نصر بن أبي القاسم بن عبد الرحمن البعلبكي، الشيخ شهاب الدين أبو العباس.
رجلٌ صالحٌ منقطعٌ عن الناس، متقللٌ من الدنيا، تالٍ للقرآن، من خيار المسلمين.
سمع من خطيب مردا، وأحمد بن عبد الدائم، والمسلم بن علان، وحدث. سمع منه البرزالي، والذهبي.
مولده تقريباً في سنة ثمانٍ وأربعين وست مئة، وتوفي في ليلة الأحد ثامن صفر سنة اثنتين وثلاثين وسبع مئة، وصلي عليه من الغد عقيب صلاة الظهر بجامع دمشق، ودفن بتربة الشيخ موفق الدين بسفح قاسيون.
أجاز لنا في سنة ثمانٍ وعشرين وسبع مئة.
أخبرنا الشيخ الصالح الزاهد شهاب الدين أبو العباس أحمد بن عبد الرحمن بن يوسف البعلبكي إجازةً والزاهد بقية السلف أبو عبد الله محمد بن أحمد بن تمام الصالحي سماعاً، قال الأول: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل خطيب مردا قراءةً عليه وأنا أسمع، وقال الثاني: أخبرنا أبو حفص عمر بن أبي نصر بن عوة الجزري قراءةً عليه وأنا أسمع، قالا: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن علي بن سعود البوصيري سماعاً، قال: أخبرنا أبو جعفر يحيى بن المشرف بين علي بن الخضر التمار سنة سبع عشرة وخمس مئة بمصر، قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن سعيد بن أحمد بن نفيس المقرئ، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن(1/82)
الحسن بن بندار بن عبيد الله بن بندار قاضي أذنة بمصر سنة ثمانين وثلاث مئة، قال أخبرنا أبو طاهر الحسن بن أحمد بن إبراهيم من فيل الأسدي البالسي بمدينة أنطاكية، قال: حدثنا هارون بن موسى الفروي، قال: حدثنا أنس بن عياض المدني، عن أبي مودود، عن محمد بن كعب، عن أبان بن عثمان، عن عثمان بن عفان، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قال إذا أصبح: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيءٌ في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاثاً لم يفجأه فاجئة بلاءٍ حتى يمسي، وإذا قالها حين يمسي لم تفجأه فاجئةٌ حتى يصبح)).
أخرجه أبو داود عن نصر بن عاصم عن أنس بن عياض(1/83)
، فوقع لنا بدلاً عالياً.
شيخٌ آخر
22- أحمد بن علي بن حسن بن داود الجزري الكردي، الشيخ شهاب الدين أبو العباس بن أبي الحسن.
رجلٌ جيدٌ صالحٌ من أهل القرآن، أقام مدةً بحماة يقرئ القرآن، ثم انتقل إلى دمشق، وكان عانى الجندية في شبابه، وكان أبوه من الصالحين يؤذن بمدرسة الشيخ أبي عمر، ويصلي بها نيابة عن الشيخ العز إبراهيم.
حضر شيخنا المذكور في الثالثة على عبد الحميد بن عبد الهادي، ويوسف ين زغلي، وفي الرابعة على محمد بن عبد الهادي وإبراهيم بن خليل، وخطيب مردا، ومحمد بن عبد الحق، واليلداني وجماعة.
وأجاز له في سنة خمسين وست مئة من حران الشيخ مجد الدين ابن تيمية، وعيسى بن سلامة ابن الخياط، ومن بغداد المبارك بن محمد ابن الخواص، وإبراهيم بن أبي بكر الزعبي، وعبد القادر القزويني، وفضل الله ابن الجيلي، ويحيى بن يوسف الصرصري. ومن مسموعه ((السيرة النبوية)) بكاملها على خطيب مردا حضوراً في الخامسة.
مولده تقريباً في سنة تسعٍ وأربعين وست مئة، وتوفي يوم الجمعة(1/84)
بكرة النهار خامس شعبان سنة ثلاث وأربعين وسبع مئة، وصلي عليه عقيب صلاة الجمعة بالجامع المظفري، ودفن بتربة الشيخ موفق الدين بسفح جبل قاسيون.
سمعت عليه ((تاريخ حمص)) لعبد الصمد بن سعيد القاضي بسماعه حضوراً من محمد بن عبد الهادي، بسماعه من ابن أبي الصقر، بسماعه من ابن الأكفاني وعلي بن المسلم السلمي، بسماعهما من عبد العزيز الكتاني بسنده.
و ((مجلس البطاقة)) بسماعه حضوراً من خطيب مردا، بسماعه من البوصيري.
وجزءاً فيه عشرة أحاديث منتقاة من الجزء الأول من ((فضائل الأوقات)) للبيهقي بسماعه حضوراً في الرابعة من إبراهيم بن خليل، بسماعه من منصور الطبري، بسماعه من عبد الجبار الخواري، عن البيهقي.
وجزءاً فيه عشرة أحاديث منتقاة من الجزء العاشر من ((الثقفيات)) بسماعه حضوراً في الرابعة من محمد بن عبد الهادي، بإجازته من الحافظ أبي طاهر السلفي، بسماعه من الثقفي.
وجزءاً فيه مجلس التواضع من ((أمالي)) الجوهري، وهو الثامن من أماليه بسماعه من اليلداني حضوراً، بسماعه من يحيى بن بوش، بسماعه من عبد القادر بن يوسف، عن الجوهري.
والجزء الأول والثاني من حديث أبي بكر محمد بن العباس بن نجيح البزاز انتقاء عمر البصري بإجازته من المبارك بن محمد بن مزيد الخواص، بسماعه من ابن شاتيل، بسماعه من أبي بكر أحمد بن المظفر بن الحسين بن سوسن التمار، بسماعه من أبي علي الحسن بن أحمد بن شاذان، عنه.(1/85)
وقصيدتين من نظم الشيخ الإمام أبي زكريا يحيى بن يوسف الصرصري، أول الأولة:
جاد مثعنجر الحيا الوسمي ...
وأول الثانية:
جادت شآبيب المطر ...
بإجازته لهما منه.
والجزء الأول والثالث من حديث أبي الأحوص محمد بن الهيثم بن حماد العسكري القاضي بإجازته لهما من فضل الله الجيلي والمبارك بن محمد الخواص، قالا: أخبرنا أبو الفتح بن شاتيل، قال: أخبرنا أبو غالب الباقلاني، قال: أخبرنا أبو عبد الله المحاملي، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن محمد بن أحمد الإسكافي، قال: أخبرنا أبو الأحوص المذكور.
وجزءاً فيه أحاديث منتقاة من رواية فضل الله الجيلي سماعاً وإجازة تخريج والده له بإجازته من فضل الله المذكور أوله: ((الحياء والعي شعبتان من الإيمان))، وآخره: ((واذكر بذكرهم)).
وكتاب الذكر والتسبيح من ((السنن)) تصنيف القاضي أبي محمد يوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن حماد بن زيد بن درهم، بسماعه حضوراً في الثالثة من يوسف بن قزغلي سبط ابن الجوزي، بسماعه من جده، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الواحد الدينوري، قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن محمد الجوهري، قال: أخبرنا أبو الحسن بن كيسان النحوي، عنه.
وجزءاً فيه حديث آدم بن أبي إياس العسقلاني بحضوره على محمد بن عبد الهادي وإجازته من أبي الفضل عبد العزيز بن بيان الكفرطابي وخطيب مردا، بسماعهم من أبي الفرج يحيى بن محمود الثقفي بسنده.(1/86)
وجزءاً فيه ترجمة ابن صدقة وفاطمة بنت سعد الخير من ((مشيخة خطيب مردا)) تخريج الحافظ ضياء الدين المقدسي، بحضوره من خطيب مردا، عنهما.
والجزء الخامس من ((مشيخة الحسن بن سفيان النسوي)) بإجازته من المبارك بن محمد الخواص، قال: أخبرنا أبو السعادات نصر الله بن عبد الرحمن القزاز، قال: أخبرنا ابن خشيش، قال: أخبرنا ابن شاذان عنه.
وجزءاً فيه من الفوائد المنتقاة تخريج ابن أبي الفوارس للشيخ أبي الحسن علي بن أحمد بن عمر المقرئ الحمامي ويعرف ((بجزء الاعتكاف)) بإجازته من المبارك بن محمد الخواص، بسماعه من أبي الفتح عبيد الله بن عبد الله بن محمد بن نجا بن شاتيل الدباس، قال: أخبرنا أبو الحسن بن العلاف، قال: أخبرنا الحمامي.
والجزء الأول والثاني من حديث أبي بكر أحمد بن سلمان بن الحسن النجاد ويعرف ((بفوائد الحاج)) بإجازته من أبي منصور عبد القادر بن عبد الجبار بن عبد القادر القزويني، بسماعه من ابن شاتيل، قال: أخبرنا ابن خشيش، قال: أخبرنا أبو علي بن شاذان، عنه.
وجزءاً فيه ((نسخة أبي مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغساني)) بحضوره على إبراهيم بن خليل بن عبد الله الدمشقي، بسماعه من أبي محمد عبد الرحمن بن علي بن المسلم الخرقي، بسماعه من أبي الحسن علي بن الحسن ابن الموازيني، بسماعه من أبي عبد الله محمد بن علي بن يحيى بن سلوان المازني، بسماعه من أبي القاسم الفضل بن جعفر التميمي المؤذن، بسماعه من أبي بكر عبد الرحمن بن القاسم بن الفرج بن عبد الواحد الهاشمي، بسماعه من أبي مسهر، وفي آخرها من حديث يحيى بن صالح الوحاظي وغير ذلك رواية عبد الرحمن بن القاسم(1/87)
المذكور، عن يحيى الوحاظي.
والجزء الأول والثاني من ((فوائد)) أبي عبد الله محمد بن جعفر بن رهيل البغدادي، بحضوره على خطيب مردا، بسماعه من الأرتاحي، بإجازته من أبي الحسن علي بن عمر الفراء، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن الحسن بن إسماعيل بن محمد الضراب، عنه.
وجزءاً فيه من ((أمالي)) أبي عبد الله الحسين بن يحيى بن جزلان، وأبي الحسن أحمد بن سليمان بن حذلم عن شيوخهما، بحضوره في الرابعة من أبي عبد الله محمد بن عبد الهادي بن يوسف المقدسي، بسماعه من أبي عبد الله محمد بن حمزة بن أبي جميل القرشي، قال: أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن علي بن أبي الرضا الأنطاكي، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن أبي نصر التميمي، عنهما.
وجزءاً فيه ((منتقى)) من الأول من حديث العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي عن شيوخه رواية خيثمة بن سليمان الأطرابلسي، بحضوره على محمد بن عبد الهادي، قال: أخبرنا محمد بن حمزة بن أبي جميل القرشي، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة بن الخضر السلمي، قال: أخبرنا الحافظ أبو محمد عبد العزيز بن أحمد الكتاني، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن أبي نصر، قال: أخبرنا خيثمة المذكور.
وكتاب ((فضائل الأوقات)) للإمام الحافظ أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي، بحضوره على إبراهيم بن خليل الدمشقي، بسماعه من أبي الفضل منصور بن علي بن إسماعيل الطبري، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد بن أحمد الخواري، قال: أخبرنا البيهقي، وهو ثلاثة أجزاء ضخمة.
وجزءاً فيه ثلاثة مجالس من ((أمالي)) أبي جعفر محمد بن عمرو بن البختري، بإجازته من المبارك بن محمد الخواص، بسماعه من نصر الله(1/88)
بن عبد الرحمن القزاز، بسماعه من أبي الحسن الربعي، بسماعه من أبي الحسن بن مخلد، عنه.
وجزءاً فيه ((كتاب الفرائض)) عن سفيان الثوري تأليف أبي بكر محمد بن سليمان بن الحارث الواسطي، بإجازته من فضل الله الجيلي والمبارك بن محمد الخواص، بسماعهما من أبي السعادات نصر الله بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد القزاز، قال: أخبرنا المبارك بن عبد الجبار الصيرفي، قال: أخبرنا ابن شاذان، قال: أخبرنا عثمان بن السماك، عنه.
وجزءاً فيه من ((مسند المشايخ المقلين ممن روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم رواية أبي بكر أحمد بن سلمان النجاد، بحضوره على محمد بن عبد الهادي، بسماعه من أبي محمد عبد الرزاق بن نصر بن المسلم النجار، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن ابن الموازيني، قال: أخبرنا أبو علي الحسين بن علي الأسواري إجازةً، قال: أخبرنا أبو بكر عبد الله بن محمد الحنائي، قال: أخبرنا النجاد.
وجزءاً فيه ثلاثة مجالس من ((أمالي)) أبي يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي، بحضوره على الإمام تقي الدين عبد الرحمن اليلداني، بسماعه من أبي طاهر أحمد بن عبد الله بن أحمد الطوسي وأبي منصور مسلم بن علي بن محمد السيحي، بسماعهما من أبي البركات محمد بن محمد بن خميس الجهني، بسماعه من أبي نصر أحمد بن عبد الباقي بن طوق، بسماعه من نصر بن أحمد المرجي، عنه.
وجزءاً فيه من حديث خيثمة بن سليمان الأطرابلسي، بحضوره من محمد بن عبد الحق في الخامسة بسماعه من أبي طاهر الخشوعي، قال: أخبرنا أبو الفتح أحمد بن عقيل بن أبي الحوافر، قال: أخبرنا أبي، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الرحمن القطان، عنه.
وجزءاً فيه ((مشيخة أبي علي بن شاذان الصغرى))، بحضوره على(1/89)
محمد بن عبد الهادي ومحب الدين عبد الله المقدسي من لفظه بإجازة محمد بن عبد الهادي من أبي طاهر السلفي وشهدة، قال السلفي: أخبرنا أبو سعد الفانيذي وأبو مسلم السمناني وأبو سعد الأسدي، ومن أولها إلى حديث أنس: ((مولى القوم من أنفسهم)) من المبارك بن عبد الجبار الصيرفي. وقالت شهدة: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين بن أيوب. وقال المحب: أخبرنا أبو جعفر محمد بن عبد الكريم ابن السيدي سماعاً، قال: أخبرنا أبو الحسين عبد الحق بن عبد الخالق بن يوسف، قال: أخبرنا أبو سعد الأسدي، قالوا: أخبرنا ابن شاذان.
والجزء الثاني من ((الفوائد)) فيه الرد على القدرية رواية أبي بكر محمد بن الحسن بن مقسم، بإجازته من فضل الله الجيلي، قال: أخبرنا نصر الله القزاز، قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن عمروس، قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان إجازةً عنه.
والجزء الأول والثاني والثالث من ((تفسير سفيان الثوري)) رواية أبي حذيفة النهدي عنه، بحضوره في الرابعة من خطيب مردا، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن حمزة البغدادي، قال: أخبرنا ابن الحصين، قال: أخبرنا ابن غيلان، قال: أخبرنا أبو بكر الشافعي، قال: أخبرنا إسحاق الحربي، قال: أخبرنا أبو حذيفة.
والجزء الثاني من ((أمالي)) عبد الرزاق بإجازته من الزعبي، قال: أخبرنا ابن شاتيل، قال: أخبرنا ابن البسري، قال: أخبرنا السكري، قال: أخبرنا الصفار، قال: حدثنا الرمادي، عنه.
وجزءاً فيه ((تاريخ الجزريين)) تأليف أبي عروبة، بإجازته من المبارك الخواص، بسماعه من القزاز، قال: أخبرنا المبارك الصيرفي، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر الحراني، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن صالح، عنه.
والجزء الثاني والثالث من ((حديث علي بن حجر))، بحضوره على ابن عبد الدائم وخطيب مردا ومحمد بن عبد الهادي وابن خليل، بسماعهم من الثقفي بحضوره على الدشتج، قال: أخبرنا ابن المعتز، قال: أخبرنا(1/90)
أبو طاهر بن خزيمة، قال: أخبرنا جدي، عنه.
وجزءاً فيه من ((فوائد)) أبي الفضل أحمد بن محمد بن أبي الفراتي بحضوره على إبراهيم بن خليل، قال: أخبرنا الخرقي، قال: أخبرنا ابن الموازيني عنه.
وجزءاً فيه مجلس من ((أمالي)) أبي مسلم الكاتب، بحضوره في الرابعة من عبد الحميد بن عبد الهادي وعبد الوهاب المقدسيين، قال الأول: أخبرنا الجنزوي، وقال الثاني: أخبرنا الخشوعي؛ قالا: أخبرنا عبد الكريم بن حمزة السلمي، وقال الجنزوي أيضاً: أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن محمد ابن الأكفاني؛ قالا: أخبرنا أبو الحسين محمد بن مكي بن عثمان الأزدي، قال: أخبرنا أبو مسلم آخره ((تكفوه عن الظلم)).
ومجلساً من ((أمالي)) أبي الفرج محمد بن أحمد الغوري، بحضوره على ابن عبد الدائم بسنده.
والجزء الثالث من ((مسند الفريابي)) بحضوره على محمد بن عبد الهادي، بسنده.
و ((مشيخته)) تخريج السيد الشريف شمس الدين الحسيني.
وكتاب ((سيرة ابن هشام)) كاملة وغالبها بقراءتي.
وجزءاً من حديث إسحاق الحربي.
والجزء التاسع من حديث يحيى بن إبراهيم البرمكي بإجازته من ابن عبد الهادي، بإجازته من سليمان، بسماعه من القاسم بن الفضل الثقفي، عنه، به. ومالا يحصيه إلا الله تعالى.
وقرأت عليه جزءاً فيه ((ذكر من مات من شيوخ الحافظ أبي بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي)) تخريج الخطيب، بإجازته من(1/91)
محمد بن عبد الهادي، عن أبي طاهر أحمد بن محمد السلفي إجازة، قال: أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد الأكفاني، قال: أخبرنا الحافظ أبو بكر الخطيب إجازةً. وحدثني عنه الحافظ أبو محمد عبد العزيز بن أحمد الكتاني.
وسمعت عليه جزءاً ألفه إسماعيل بن إسحاق القاضي فيه من أحاديث أيوب بن أبي تميمة السختياني، بسماعه حاضراً في الرابعة من أبي العباس أحمد بن عبد الدائم بن نعمة المقدسي، بسماعه من الثقفي، عن أبي علي الحداد حضوراً، قال: أخبرنا أبو نعيم الأصبهاني، قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن يوسف بن خلاد النصيبي، قال: أخبرنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، بسنده.
وترجمة الشيخ أبي البركات عبد السلام بن أبي محمد عبد الله بن أبي القاسم الحراني الشهير بابن تيمية، من ((مشيخة الدشتي)) تخريج .. .. ، بإجازته من ابن تيمية المذكور.
وجزءاً فيه الإملاء الخامس لأبي مطيع محمد بن عبد الواحد المصري، بإجازته من ابن عبد الهادي، عن السلفي، عنه.
وجزءاً من حديث القاضي أبي القاسم عبد الرحمن بن الحسن بن أحمد بن محمد بن عبيد الهمذاني.
أخبرنا الشيخ المسند الصالح شهاب الدين أبو العباس أحمد بن علي بن الحسن بن داود الجزري الصالحي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا الخطيب أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن أحمد بن أبي الفتح المقدسي خطيب مردا قراءةً عليه وأنا حاضرٌ، قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن علي بن سعود البوصيري، قال: أخبرنا أبو صادق مرشد بن يحيى ابن القاسم المديني قراءةً عليه وأنا أسمع في ذي الحجة سنة ست عشرة وخمس مئة، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمد الحراني المعروف بابن حمصة، قال: حدثنا أبو القاسم حمزة بن محمد بن علي(1/92)
بن محمد بن العباس الكناني الحافظ إملاءً في الجامع العتيق في سلخ ربيع الأول سنة سبع وخمسين وثلاث مئة، قال: أخبرنا الحسن بن أحمد بن سليمان، قال: حدثنا أبو مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه، عن عبيد الله بن مقسم، عن عبد الله بن عمر، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((يأخذ الجبار تبارك وتعالى سماواته وأرضيه بيديه جميعاً –فجعل يقبضهما ويبسطهما- ثم يقول عز وجل: أنا الجبار، وأنا الملك، أين الجبارون وأين المتكبرون)) ويميل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن يمينه وعن شماله حتى نظرت إلى المنبر يتحرك من أسفل شيءٍ منه حتى أني لأقول أساقطٌ هو برسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال حمزة بن محمد: وهذا حديثٌ صحيحٌ، وقد رواه حماد بن سلمة، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن عبيد الله بن مقسم، عن ابن عمر، ولا أعلمه رواه عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة غير حماد بن سلمة، والله أعلم.
أخرجه مسلم في التوبة عن سعيد بن منصور، عن يعقوب بن عبد الرحمن وعبد العزيز بن أبي حازم. وأخرجه ابن ماجه في السنة وفي الزهد عن هشام بن عمار ومحمد بن الصباح؛ كلاهما عن عبد العزيز؛ كلاهما عن أبي حازم، فوقع لنا بدلاً عالياً.
وبه إلى حمزة الكناني، قال: أخبرنا محمد بن إسماعيل البغدادي، قال: حدثنا ابن أبي صفوان، قال: حدثنا ابن أبي عدي، قال: حدثنا شعبة، عن عبد الله بن بشر الخثعمي، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، عن أبي هريرة، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سافر فركب راحلته قال بإصبعه هكذا، وقال: ((اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل والمال، اللهم اصحبنا بنصحٍ واقلبنا بذمةٍ، اللهم زو لنا الأرض(1/93)
وهون علينا السفر، أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنقلب)).
قال حمزة بن محمد: ولا أعلم أحداً روى هذا الحديث عن شعبة غير ابن أبي عدي، والله أعلم.
أخرجه الترمذي عن سويد، عن عبد الله بن المبارك، وعن عبدان، عن أبيه، كلاهما عن شعبة، به فوقع لنا عالياً.
وابن أبي صفوان هذا اسمه محمد بن عثمان بن أبي صفوان الثقفي، بصري صدوقٌ، روى عنه النسائي في ((سننه))، وقال: لا بأس به، وحدث عنه أبو داود في ((سننه)).
وابن أبي عدي اسمه محمد بن إبراهيم.
وأخبرنا الشيخ الصالح أبو العباس أحمد بن علي الحنبلي قراءةً(1/94)
عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا خطيب مردا حضوراً، قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن علي بن سعود البوصيري بمصر قال: أخبرنا أبو صادق مرشد ابن يحيى المديني، قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن محمد النيسابوري، قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن زكريا بن حيوية لفظاً، قال: حدثنا أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي، قال: حدثنا قتيبة قال: حدثنا الليث، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة أنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغتسل في القدح وهو الفرق، وكنت أغتسل أنا وهو في إناءٍ واحدٍ.
أخرجه مسلم عن قتيبة، فوافقناه بعلو.
وأخبرنا الشيخ شهاب الدين أبو العباس أحمد بن علي بن حسن الجزري قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن خليل بن عبد الله الدمشقي قراءةً عليه وأنا حاضرٌ في الرابعة، قال: أخبرنا أبو الفضل منصور بن علي بن إسماعيل الطبري قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد بن أحمد الخواري، قال: أخبرنا الإمام الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي، قال: حدثنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني، قال: أخبرنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد، قال: حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن أبي سلمة بن(1/95)
عبد الرحمن، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال: ((من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)).
أخرجه البخاري في الصوم عن علي بن عبد الله. وأخرجه أبو داود فيه عن مخلد بن خالد ومحمد بن أحمد بن أبي خلف. وأخرجه النسائي فيه وفي الاعتكاف عن قتيبة ومحمد بن عبد الله بن يزيد، وعن إسحاق بن إبراهيم ستتهم عن سفيان بن عيينة، به فوقع لنا بدلاً لهم، ولله الحمد والمنة.
وبه إلى الحافظ أبي بكر البيهقي، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني، قال: أخبرنا أبو سعيد ابن الأعرابي، قال: حدثنا سعدان بن نصر، قال: حدثنا سفيان، عن أبي يعفور العبدي، عن مسلم، عن مسروق، قال: سمعت عائشة رضي الله عنها تقول: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر الأواخر من رمضان أحيا الليل، وأيقظ أهله، وشد المئزر.(1/96)
أخرجه البخاري في الصوم عن علي ابن المديني. وأخرجه مسلم عن إسحاق بن راهويه وابن أبي عمر؛ ثلاثتهم عن سفيان. فوقع لنا بدلاً عالياً لمسلم.
وأبو يعفور العبدي اسمه وقدان، ويقال: واقد الكوفي، سمع عبد الله بن أبي أوفى، وأنس بن مالك، ورأى عبد الله بن عمر بن الخطاب، وأدرك أيام المغيرة بن شعبة. روى عنه سفيان بن سعيد الثوري، وشعبة بن الحجاج، وسفيان بن عيينة، وجماعة.
ومسلم هو أبو الضحى مسلم بن صبيح القرشي العطار الكوفي، سمع عبد الله بن عمر، وعبد الله بن عباس، والنعمان بن بشير، روى عنه منصور بن المعتمر، وسليمان بن مهران الأعمش، ومغيرة بن مقسم الضبي، وغيرهم.
وأخبرنا أبو العباس الصالحي قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الهادي بن يوسف المقدسي قراءةً عليه وأنا حاضرٌ، قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي في كتابه، قال: أخبرنا الرئيس أبو عبد الله القاسم بن الفضل بن أحمد بن أحمد بن(1/97)
محمود الثقفي، قال: حدثنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران العدل ببغداد، قال: حدثنا أبو علي إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الصفار، قال: حدثنا سعدان بن نصر بن منصور، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن علي بن الحسين، عن عمرو بن عثمان، عن أسامة بن زيد يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم : ((أن المسلم لا يرث الكافر، وأن الكافر لا يرث المسلم)).
أخرجه مسلم في الفرائض عن يحيى بن يحيى وإسحاق بن راهويه وأبي بكر بن أبي شيبة؛ كلهم عن سفيان بن عيينة، فوقع لنا بدلاً عالياً بدرجتين.
وبه إلى الثقفي، قال: حدثنا أبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي بنيسابور، قال: حدثنا محمد بن يعقوب بن يوسف الأصم، قال: حدثنا بحر بن نصر بن سابق الخولاني، قال: حدثنا عبد الله بن وهب المصري، قال: أخبرني ابن جريج، عن أبي الزبير، عن جابر،(1/98)
قال: أتي بأبي قحافة يوم فتح مكة ورأسه ولحيته كالثغامة بياضاً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((غيروا هذا بشيءٍ، واجتنبوا السواد)).
أخرجه مسلم عن أبي الطاهر بن السرح، عن ابن وهب، فوقع لنا بدلاً عالياً بدرجتين.
وبه إلى الثقفي، قال: حدثنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله ابن بشران العدل ببغداد، قال: حدثنا إسماعيل بن محمد الصفار، قال: حدثنا سعدان بن نصر، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، قال: حدثنا عبيد الله بن عبد الله، سمع ابن عباس يقول: جئت أنا والفضل بن العباس يوم عرفة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بالناس ونحن على أتانٍ لنا، فمررنا ببعض الصف، فنزلنا عنها وتركناها ترتع، فلم يقل لنا النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً.
أخرجه مسلم عن يحيى بن يحيى وعمرو الناقد وإسحاق بن راهوية؛ ثلاثتهم عن سفيان، فوقع لنا بدلاً عالياً بدرجتين.(1/99)
وبه إلى الثقفي قال: حدثنا أبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي بنيسابور، قال: حدثنا محمد بن يعقوب بن يوسف الأصم، قال: حدثنا بحر بن نصر بن سابق الخولاني، قال: حدثنا عبد الله بن وهب، قال: أخبرنا يونس، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من مصيبةٍ يصاب بها المؤمن إلا كفر بها عنه حتى الشوكة يشاكها)).
أخرجه مسلم في الأدب عن أبي الطاهر بن السرح. وأخرجه النسائي في الطب عن وهب بن بيان؛ كلاهما عن ابن وهب، به فوقع لنا بدلاً لهما عالياً بدرجتين.
شيخٌ آخر
23- أحمد بن علي بن سبع بن علي البعلبكي الصوفي، شهاب الدين أبو العباس.
سمع من القاضي تاج الدين عبد الخالق، والحافظ شرف الدين اليونيني، وزكي الدين ابن المعري، وغيرهم.
وكان رجلاً جيداً، وهو إمام الخانقاه المقدمية ببعلبك.
مات في شهر رمضان سنة سبع وأربعين وسبع مئة ببعلبك رحمه الله تعالى.(1/100)
سمعت عليه مجلساً من ((أمالي)) ابن بشران آخره ((مذهب))، بسماعه من الشيوخ الخمسة: القاضي تاج الدين عبد الخالق، وزكي الدين إبراهيم ابن المعري، وعمر بن أبي الحسن المؤذن، وأحمد بن أبي الحسين المقرئ، ومحمد بن علي الدقاق، بسماعهم من البهاء عبد الرحمن المقدسي، عن عبد الحق بن عبد الخالق، عن أبي سعدٍ الأسدي، عن ابن بشران، وذلك في سابع عشري صفر سنة سبع وأربعين وسبع مئة ببعلبك.
أخبرنا الشيخ الصالح شهاب الدين أبو العباس أحمد بن علي بن سبع البعلي سماعاً عليه بمدينة بعلبك، قال: أخبرنا الشيوخ الخمسة القاضي تاج الدين عبد الخالق بن عبد السلام بن سعيد بن علوان والإمام زكي الدين إبراهيم بن عبد الرحمن ابن المعري وجمال الدين عمر بن أبي الحسن بن مفرج المؤذن وشهاب الدين أحمد بن أبي الحسين بن محمد المقرئ القطان وشمس الدين محمد بن علي بن داود الدقاق البعليون قراءةً عليهم وأنا أسمع، قالوا: أخبرنا الشيخ الإمام بهاء الدين أبو محمد عبد الرحمن بن إبراهيم بن أحمد المقدسي قراءةً عليه ونحن نسمع، قال: أخبرنا أبو الحسين عبد الحق بن عبد الخالق بن أحمد بن يوسف قراءةً عليه في عاشر شهر رمضان سنة أربع وسبعين وخمس مئة، قال: أخبرنا أبو سعد محمد بن عبد الملك بن عبد القاهر بن أسد الأسدي في شوال من سنة خمس مئة، قال: حدثنا الشيخ الزاهد أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، قال: حدثنا محمد بن الفرج الأزرق، قال: حدثنا حسن الأشيب، قال: حدثنا شيبان، عن أشعث، عن جعفر بن أبي ثورٍ، عن جابر بن سمرة، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا بصيام عاشوراء ويحثنا عليه، فلما فرض رمضان لم يأمرنا ولم ينهنا ونحن نفعله.
أخرجه مسلم في الصوم عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن(1/101)
عبيد الله بن موسى، عن شيبان، به فوقع لنا عالياً.
وبه إلى ابن بشران، قال: أخبرنا أبو العباس هو أحمد بن إبراهيم بن علي الكندي، قال: أنشدنا محمد بن جعفر، قال: أنشدنا محمد بن عبد الله بن الحسن بن سعد:
تغربت عن أهلي أؤمل ثروةً ... فلم أعط آمالي وطال التغرب
فما للفتى المحتال في الرزق حيلةٌ ... ولا لحدودٍ حدها الله مذهب
شيخٌ آخر
24- أحمد بن علي بن عبد الكافي بن علي بن تمام بن يوسف بن موسى بن تمام بن حامد السبكي الشافعي، أخي، الشيخ الإمام العلامة بهاء الدين أبو حامد ابن شيخ الإسلام قاضي القضاة تقي الدين أبي الحسن.
سمع من جده، وأبي الحسن علي بن عمر بن أبي بكر الواني، وأبي المحاسن يوسف بن عمر بن حسين الختني، وعبد الله بن علي(1/102)
الصنهاجي، وأبي العباس أحمد بن أبي طالب الحجار، وأحمد بن منصور ابن الجوهري، وعلي بن إسماعيل بن إبراهيم بن قريش، ومحمد بن عبد الغني ابن الصعبي، وعبد المحسن بن أحمد ابن الصابوني، وجماعة.
وسمع كثيراً من الكتب والأجزاء، وحفظ القرآن العظيم، وصلى به في سنة ثمانٍ وعشرين وسبع مئة، ثم إنه اشتغل بالفقه والنحو والأصول وغير ذلك على والده، وعلى الشيخ أثير الدين أبي حيان وغيرهما، ولم يبلغ الحلم إلا وقد حصل من ذلك على شيءٍ كثيرٍ، ونظم الشعر، وأدرك الشيخ تقي الدين الصائغ صاحب السند العظيم في القراءات، وسمع عليه بقراءة والده وغيره نحواً من ست قراءات في بعض أجزاء من القرآن.
وصنف مجلدةً ضخمةً فيها تناقض كلام الإمام الرافعي والشيخ محيي الدين النووي رحمهما الله تعالى، ولما صنف ذلك كان عمره ست عشرة سنة، وأذن له بالإفتاء وعمره عشرون سنة.
ولما توجه والده إلى قضاء القضاة بالشام ولاه السلطان الملك الناصر مناصب والده في تدريس المنصورية، وغير ذلك من السيفية والهكارية ومشيخة الحديث بالجامع الطولوني والجامع الظاهري، فقام بها أحسن قيام، وبرع في علوم شتى.
وقال أخوه سيدنا قاضي القضاة تاج الدين أسبغ الله ظله: إمامٌ نظارٌ، وهمامٌ يعد في الأحبار، ومقدامٌ لا يصطلى له بنارٍ، ساح وابل فضله فملأ الآفاق، ولاح ساطع نوره لا يعترضه ما يعترض البدر من المحاق، وراح جواد بنائه متبانياً، والبرق يكبو خلفه إذا رام به اللحاق، جمع بين أشتات العلوم، وسهر الليالي بشهادة النجوم وجاء في مجالس مناظراته بكلماتٍ منها معالم للهدى ومصابح تجلو الدجى، والأخريات رجوم.(1/103)
قلت: مولده في ليلة الأربعاء العشرين من جمادى الآخرة سنة تسع عشرة وسبع مئة بالقاهرة.
أخبرنا أخي الشيخ الإمام العالم العلامة بهاء الدين أبو حامد أحمد ابن شيخ الإسلام علامة الوقت تقي الدين أبي الحسن علي بن عبد الكافي بن علي بن تمام السبكي الشافعي بقراءتي عليه، قال: أخبرنا علي بن عمر الواني، قال: أخبرنا البكري والمرسي؛ قالا: أخبرنا المؤيد بن محمد الطوسي، قال: أخبرنا أبو عبد الله الفراوي قال: أخبرنا عبد الغافر الفارسي، قال: أخبرنا أبو أحمد الجلودي، قال: أخبرنا إبراهيم بن محمد بن سفيان، قال: حدثنا مسلم، قال: حدثنا عبد الرحمن بن سلام الجمحي، قال: حدثنا الربيع، يعني ابن مسلم، عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال: ((إن في الجمعة لساعةً لا يوافقها مسلمٌ يسأل الله فيها خيراً إلا أعطاه)). قال: وهي ساعةٌ خفيفةٌ.
وأخبرناه عالياً بدرجة الإمام أقضى القضاة شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم ابن القماح الشافعي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا الشيخ رضي الدين أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن مضر ابن البرهان الواسطي قراءةً عليه، قال: أخبرنا منصور بن عبد المنعم بن عبد الله بن محمد الفراوي، قال: أخبرنا محمد بن الفضل الفراوي، فذكره.
انفرد بإخراجه مسلم من هذه الطريق.(1/104)
ومحمد بن زياد هو الحجبي أبو الحارث البصري.
أنشدنا أخي الإمام العلامة بهاء الدين أبو حامد أحمد بن الشيخ الإمام شيخ الإسلام تقي الدين أبي الحسن علي بن عبد الكافي السبكي الشافعي لنفسه في استخراج الضمير من حروف المعجم.
أغن عناني لا أفيق لظلمه ... ويطمعني في أن يفك عناء
إذ قال آتي خان غياً لجيله ... يظن الضنى إن جاء زال شقاء
خلا حيث أضحى في حشا كل شيقٍ ... جلي خصالٍ لاح ليس خفاء
يذود أناساً لا يصدهم صداً ... يزيد ضناهم ما يرى ويشاء
وكل الورى يزهو بعارض خاله ... لغرته ضوء الصباح إزاء
أما البيت الأول فإن رمزة ستة عشر، والبيت الثاني أحد، والبيت الثالث أربعة، والبيت الرابع ثمانية، والبيت الخامس اثنان.
شيخٌ آخر
25- أحمد بن علي بن محمد بن حسام الكلوتاتي، شهاب الدين أبو العباس ابن العز.
سمع من أبي البركات أحمد بن عبد الله ابن النحاس، والنجيب عبد اللطيف وعبد العزيز ابني عبد المنعم الحراني، والشيخ شمس الدين محمد ابن العماد إبراهيم المقدسي وجماعة، وحدث.
وكان رجلاً جيداً مواظباً على الجماعة وحضور المواعيد.
مولده في جمادى الآخرة سنة سبع وخمسين وست مئة. وتوفي يوم السبت التاسع من ذي القعدة سنة خمس وثلاثين وسبع مئة بالقاهرة، ودفن بالقرافة.
سمعت عليه ((جزء)) ابن عرفة، بسماعه من النجيب الحراني،(1/105)
بسماعه من ابن كليب، عن ابن بيان، عن ابن مخلد، عن الصفار، عنه.
أخبرنا أبو العباس أحمد بن علي بن محمد الكلوتاتي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو الفرج عبد اللطيف بن عبد المنعم بن علي ابن الصيقل الحراني قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب بن سعد بن صدقة بن كليب الحراني، قال: أخبرنا الرئيس أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن بيان الرزاز الكاتب، قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن مخلد البزاز، قال: أخبرنا أبو علي إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الصفار، قال: حدثنا أبو علي الحسن بن عرفة بن يزيد العبدي، قال: حدثنا أبو النضر هاشم بن القاسم، عن سليمان بن المغيرة، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((آتي يوم القيامة باب الجنة، فأستفتح فيقول الخازن: من أنت؟ فأقول: محمدٌ، فيقول: بك أمرت أن لا أفتح لأحدٍ قبلك)).
أخرجه مسلم في الإيمان عن عمرو بن محمد، عن أبي النضر، فوقع لنا بدلاً عالياً بدرجتين.
وبه إلى ابن عرفة، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن صهيب رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إذا دخل أهل الجنة الجنة، نودوا أن يا أهل الجنة إن لكم عند الله موعداً لم تروه، قال: فيقولون: ما(1/106)
هو ألم يبيض وجوهنا ويزحزحنا عن النار ويدخلنا الجنة، فيكشف الحجاب تبارك وتعالى، فينظرون إليه، قال: فوالله ما أعطاهم الله شيئاً هو أحب إليهم منه))، ثم قرأ: {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة}.
أخرجه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن يزيد بن هارون، فوقع لنا بدلاً عالياً بدرجتين ولله الحمد.
شيخٌ آخر
26- أحمد بن عمر بن عفاف بن عمر الموشي ثم الدمشقي العطار، شهاب الدين أبو العباس، المعروف بأخي حيدر.(1/107)
رجلٌ جيدٌ مشكور السيرة، له دكان بالسوق الكبير يبيع فيها الشراب.
سمع من ابن عبد الدائم، وأحمد بن أبي الغنائم الكهفي، والعماد داود بن سليمان ابن الحموي.
ذكره الذهبي في ((معجمه))، والبرزالي أيضاً وقال: سألته عن مولده في أواخر سنة أربع عشرة وسبع مئة، فقال: قد قاربت الستين، ولعل مولده سنة خمس وخمسين أو ست وخمسين، والله أعلم. ثم سألته في شوال سنة ست عشرة، فقال: عمري الآن سبعة وستون، ثم إنه تحقق أن مولده سنة إحدى وخمسين وست مئة بمقتضى تاريخٍ وجده، انتهى كلامه.
وتوفي في ليلة السبت النصف من شبعان سنة أربعٍ وأربعين وسبع مئة بدمشق، ودفن من الغد بمقبرة الصوفية.
سمعت عليه أحاديث من ((جزء)) ابن عرفة مخرجة في ((مشيخة)) ابن عبد الدائم تخريج ابن الظاهري، بسماعه من ابن عبد الدائم المذكور، بسماعه من ابن كليب، عن ابن بيان، عن ابن مخلد، عن الصفار، عن ابن عرفة.
أخبرنا أبو العباس أحمد بن عمر بن عفاف الموشي العطار قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا الإمام زين الدين أبو العباس أحمد بن عبد الدائم بن نعمة بن أحمد المقدسي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب بن سعد بن صدقة بن الخضر بن كليب التاجر الحراني بقراءتي عليه في شهر رجب سنة أربع وتسعين وخمس مئة، قلت له: أخبركم أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن بيان الرزاز قراءةً عليه وأنت تسمع في سنة ست وخمس مئة، قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن مخلد البزاز قراءةً عليه وأنا أسمع في سنة سبع عشرة وأربع مئة، وأيضاً في المحرم سنة(1/108)
ثمان عشرة، قال: أخبرنا أبو علي إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن صالح النحوي الصفار قراءةً عليه في منزله في يوم الثلاثاء لأربع خلون من شعبان سنة تسع وثلاثين وثلاث مئة فأقر به، والشيخ ينظر في الأصل، قال: حدثنا أبو علي الحسن بن عرفة بن يزيد العبدي في ذي الحجة سنة ست وخمسين ومئتين، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش، عن بحير بن سعدٍ، عن خالد بن معدان، عن كثير بن مرة الحضرمي، عن عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((الجاهر بالقرآن كالجاهر بالصدقة، والمسر بالقرآن كالمسر بالصدقة)).
أخرجه الترمذي عن الحسن بن عرفة، فوقع لنا موافقةً عاليةً بدرجتين.
وبه إلى ابن عرفة، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش الحمصي، عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي مريم الغساني، عن راشد بن سعد، عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الآية {قل هو القادر على(1/109)
أن يبعث عليكم عذاباً من فوقكم أو من تحت أرجلكم} فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أما إنها كائنةٌ ولم يأت تأوليها بعد)).
أخرجه الترمذي عن ابن عرفة، فوقع لنا موافقةً عاليةً بدرجتين.
شيخٌ آخر
27- أحمد بن كشتغدي بن عبد الله الخطائي المعزي، شهاب الدين أبو العباس ابن علاء الدين، المعروف بابن الصيرفي.
سمع من أبي البركات أحمد بن عبد الله ابن النحاس، والمعين أحمد بن علي الدمشقي، وابن علاق، والنجيب عبد اللطيف، وغيرهم. وحدث هو وأخوه وأبوهما، وكان سهلاً في التحديث.
مولده في ليلة الجمعة خامس عشر شهر رمضان سنة ثلاثٍ وستين وست مئة. وتوفي في حادي عشر صفر سنة أربعٍ وأربعين وسبع مئة بالقاهرة، ودفن بالقرافة.(1/110)
سمعت عليه حضوراً في الرابعة ((كتاب الجمعة)) للنسائي، بسماعه من المعين الدمشقي، بسماعه من البوصيري، عن أبي صادق، عن ابن الطفال، عن ابن حيوية، عن النسائي. والجزء الخامس عشر من ((سنن أبي داود)) من تجزئة الخطيب، بسماعه من النجيب عبد اللطيف وابن خطيب المزة. وسمعت عليه المجلس الثاني عشر من ((أمالي ابن الحصين))، بسماعه من النجيب، بسماعه من ابن ملاح الشط، عنه.
أخبرنا الشيخ المسند شهاب الدين أبو العباس أحمد بن كشتغدي ابن عبد الله الخطائي المعزي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا الشيخ نجيب الدين أبو الفرج عبد اللطيف بن عبد المنعم بن علي بن نصر بن منصور بن هبة الله الحراني قراءة عليه، قال: أخبرنا أبو الفرج عبد الرحمن بن أبي الكرم بن أبي ياسر المعروف بابن ملاح الشط، قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين الشيباني قراءةً عليه وأنا أسمع في سنة ثلاثٍ وعشرين وخمس مئة، فأقر به، قال: أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان البزاز قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم البزاز، قال: حدثنا أبو محمد جعفر بن محمد بن شاكر الصائغ، قال: حدثنا عفان بن مسلم، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت وقتادة وحميد، عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر وعثمان كانوا يستفتحون القراءة بالحمد لله رب العالمين.
أخرجه أبو داود في الصلاة عن مسلم بن إبراهيم، عن هشام بن أبي عبد الله الدستوائي، عن قتادة وحده، به فوقع لنا عالياً.(1/111)
وبه إلى ابن الحصين، قال: أخبرنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله الفقيه الشافعي قراءة عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو أحمد الغطريفي بجرجان سنة إحدى وتسعين وثلاث مئة، قال: حدثنا أبو خليفة، قال: حدثنا القعنبي، عن مالك، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من أدرك ركعةً من الصلاة فقد أدرك الصلاة)).
أخرجه البخاري في الصلاة عن عبد الله بن يوسف. وأخرجه مسلم فيه عن يحيى بن يحيى. وأخرجه أبو داود فيه عن القعنبي. وأخرجه النسائي فيه عن قتيبة؛ أربعتهم عن مالك، فوقع لنا موافقةً عاليةً لأبي داود، وبدلاً عالياً للباقين.(1/112)
وبه إلى ابن الحصين، قال: أخبرنا أبو طالب الغيلاني، قال: حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد المزكي، قال: حدثنا محمد بن المسيب، قال: حدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا جرير، عن ابن شبرمة، قال: كان زبيدٌ اليامي يجزئ الليل ثلاثة أجزاء: جزءاً عليه، وجزءاً على عبد الرحمن ابنه، وجزءاً على عبد الله ابنه. وكان زبيدٌ يصلي ثلث الليل ثم يقول: لا يدهمنا، قم فإن تكاسل صلى جزأه، ثم يقول للآخر: قم، فإن تكاسل صلى جزأه فيصلي الليل كله.
وأخبرنا الشيخ شهاب الدين أبو العباس أحمد بن كشتغدي بن عبد الله المعزي الخطائي قراءةً عليه وأنا حاضرٌ في الرابعة، قال: أخبرنا الشيخ معين الدين أبو العباس أحمد ابن القاضي زين الدين علي بن يوسف الدمشقي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله ابن علي بن سعود بن ثابت الأنصاري البوصيري، قال: أخبرنا أبو صادق مرشد بن يحيى بن القاسم المديني، قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن محمد بن أحمد بن الحسين ابن الطفال قراءةً عليه من أصل سماعه سنة أربعين وأربع مئة، قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبد الله بن زكريا بن حيوية النيسابوري، قال: حدثنا الإمام أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي النسائي، قال: ابن سعيد، قال: حدثنا الليث، عن عقيل، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال: ((من قال لصاحبه يوم الجمعة والإمام يخطب: أنصت، فقد لغا)).(1/113)
أخرجه البخاري في الصلاة عن يحيى بن بكير. وأخرجه مسلم فيه عن قتيبة ومحمد بن رمح. وأخرجه الترمذي فيه عن قتيبة؛ ثلاثتهم عن الليث، به، فوقع لنا موافقةً لمسلم والترمذي. وأخرجه مسلم أيضاً عن عبد الملك بن شعيب بن الليث بن سعد، عن أبيه، عن جده، عن عقيل، عن الزهري، عن عمر بن عبد العزيز، عن عبد الله بن إبراهيم ابن قارظ، عن أبي هريرة به، فوقع لنا عالياً بثلاث درجات.
وبه إلى النسائي قال: أخبرنا وهب بن بيان، قال: حدثنا ابن وهب، قال: سمعت معاوية بن صالح، عن أبي الزاهرية، عن عبد الله بن بسر، قال: كنت جالساً إلى جانبه يوم الجمعة، فقال: جاء رجلٌ يتخطى رقاب الناس يوم الجمعة ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب الناس، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((اجلس فقد آذيت)).
أخرجه أبو داود في الصلاة عن هارون بن معروف، عن بشر بن السري، عن معاوية بن صالح، به، فوقع لنا عالياً.(1/114)
وأبو الزاهرية اسمه حدير بن كريب الحمصي الشامي، سمع عبد الله بن بسرٍ، وأبا أمامة الباهلي رضي الله عنهما.
شيخٌ آخر
28- أحمد بن محمد بن أحمد بن بدر بن تبع بن محمد بن إبراهيم بن جهير البعلبكي، تقي الدين أبو العباس العسالي، المعروف بابن الصلاح.
حضر على عبد الرحمن ابن الزين، وزينب بنت مكي. وسمع من أبي الحسن ابن البخاري، وأبي الفتح يوسف بن يعقوب ابن المجاور، وسمع ببعلبك من زينب بنت عمر بن كندي، والقاضي تاج الدين عبد الخالق، والشيخ شرف الدين اليونيني، وجماعة، وحدث.
سمع منه الشيخ شمس الدين الذهبي، وذكره في ((معجمه))، وكان مشتغلاً، فصيح العبارة، كثير التودد، وله اختلاطٌ بالأكابر.
مولده في المحرم سنة أربع وثمانين وست مئة، وتوفي ليلة السبت ثامن عشر شهر ربيع الآخر سنة ثمانٍ وأربعين وسبع مئة بظاهر دمشق، ودفن من الغد بالقرب من حمام النحاس بسفح قاسيون.(1/115)
سمعت عليه ((جزء الأنصاري))، بسماعه من ابن البخاري وزينب، بسماعهما من ابن طبرزد، وبسماع ابن البخاري أيضاً من الكندي، بسماعهما من القاضي أبي بكر، بسنده.
أخبرنا الشيخ تقي الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد بن بدر بن تبع البعلبكي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا الشيخان أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد ابن البخاري وأم أحمد زينب بنت مكي بن علي بن كامل الحراني قراءةً عليهما وأنا أسمع، قالا: أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن معمر بن طبرزد المؤدب، وقال الأول أيضاً: أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن بن زيد الكندي، قالا: أخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري قال: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي الفقيه الحنبلي حضوراً، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي البزاز، قال: أخبرنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله البصري الكجي، قال: حدثنا القعنبي، قال: حدثنا ليث، يعني ابن سعد، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الخيل معقودٌ في نواصيها الخير إلى يوم القيامة)).
أخرجه مسلم عن قتيبة بن سعيد وابن رمح. وأخرجه النسائي عن قتيبة. وأخرجه ابن ماجة عن ابن رمح؛ كلاهما عن ليث, به، فوقع لنا بدلاً عالياً.(1/116)
شيخٌ آخر
29- أحمد بن محمد بن أحمد بن عمر ابن الشيخ أبي عمر محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي الحنبلي، الشيخ شهاب الدين أبو العباس ابن سيف الدين.
رجلٌ صالحٌ، فقيهٌ، حفظ ((المقنع))، وجلس مع الشهود، وهو ابن عم قاضي القضاة تقي الدين سليمان.
سمع من ابن عبد الدائم، والشيخ شمس الدين، وابن أخيه الشيخ العز، وعبد الولي بن جبارة، وعبد الوهاب ابن الناصح، وابن البخاري، وابن الكمال، وجماعة.
مولده في نصف رمضان سنة اثنتين وخمسين وست مئة بقرية جماعيل، وتوفي بدمشق بالصالحية في بكرة يوم الجمعة ثامن عشر شهر رجب الفرد سنة اثنتين وأربعين وسبع مئة، وصلي عليه عقيب صلاة الجمعة بالجامع المظفري، ودفن بتربة الشيخ موفق الدين بسفح قاسيون.
سمعت عليه جزءاً فيه عشرة أحاديث رباعيات من ((صحيح مسلم)) انتقاها الإمام فخر الدين ابن البعلبكي، وجزءاً فيه خمسة أحاديث من ((الأربعين الآجرية)) انتقاها الحافظ علم الدين البرزالي، بسماعه لجميع ((مسلم)) من ابن عبد الدائم، بسماعه من ابن صدقة، عن الفراوي، عن عبد الغافر، عن الجلودي، عن ابن سفيان، عنه. وبسماعه ((للأربعين الآجرية)) من ابن عبد الدائم أيضاً، بسماعه من الثقفي، عن الحداد حضوراً، عن أبي نعيم، عن الآجري.
أخبرنا الشيخ العدل شهاب الدين أبو العباس أحمد ابن سيف الدين(1/117)
محمد بن أحمد بن عمر ابن الشيخ أبي عمر المقدسي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن عبد الدائم بن نعمة المقدسي، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد بن الحسن بن صدقة الحراني، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل بن أحمد الفراوي، قال: أخبرنا أبو الحسين عبد الغافر بن محمد بن عبد الغافر الفارسي، قال: أخبرنا أبو أحمد محمد بن عيسى بن عمروية الجلودي، قال: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن سفيان الفقيه الزاهد، قال: حدثنا الإمام الحافظ أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري، قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ليث (ح) قال مسلم: وحدثنا محمد بن رمح، قال: أخبرنا الليث، عن ابن شهاب، عن أنس بن مالك أنه أخبره: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي العصر والشمس مرتفعةٌ حيةٌ فيذهب الذاهب إلى العوالي فيأتي العوالي والشمس مرتفعةٌ.
لم يذكر قتيبة: ((فيأتي العوالي)).
أخرجه أبو داود والنسائي جميعاً عن قتيبة، به. وأخرجه ابن ماجة عن محمد بن رمح، به، فوقع لنا موافقةً لهم.
وبه إلى مسلم، قال: وحدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على(1/118)
مالك، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال: ((الذي تفوته صلاة العصر كأنما وتر أهله وماله)).
أخرجه البخاري في الصلاة عن عبد الله بن يوسف. وأخرجه أبو داود فيه عن القعنبي. وأخرجه النسائي فيه عن قتيبة؛ ثلاثتهم عن مالك، به، فوقع لنا بدلاً لهم.
وأخبرنا أبو العباس أحمد ابن السيف قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن عبد الدائم بن نعمة المقدسي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو الفرج يحيى بن محمود بن سعد الثقفي في أواخر سنة اثنتين وثمانين وخمس مئة، قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد قراءةً عليه وأنا حاضرٌ في أواخر سنة خمس عشرة وخمس مئة، قال: أخبرنا الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق الأصبهاني، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن الحسين الآجري، قال: حدثنا أبو جعفر أحمد بن يحيى الحلواني، قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس، قال: حدثنا زهير يعني ابن معاوية، قال:(1/119)
حدثنا يحيى بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم التيمي، قال: سمعت علقمة بن وقاص يقول: سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إنما الأعمال بالنية وإنما لامرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها، أو امرأةٍ يتزوجها، فهجرته إلى ما هاجر إليه)).
وأخبرناه عالياً بدرجة أبو محمد عبد الله بن الحسين بن أبي التائب الدمشقي في كتابه، قال: أخبرنا أبو الفضل إسماعيل بن أحمد العراقي قراءةً عليه، قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر السلفي إجازةً، قال: أخبرنا الشيوخ الأربعة أبو سعد الحسين بن الحسين الفانيذي وأبو مسلم عبد الرحمن بن عمر السمناني والمبارك بن عبد الجبار ابن الطيوري وأبو سعد محمد بن عبد الملك الأسدي قراءةً عليهم (ح) قال العراقي أيضاً: وأنبأنا عبد الحق بن عبد الخالق، قال: أخبرنا محمد بن عبد الملك الأسدي المذكور سماعاً (ح) وقال العراقي أيضاً: أخبرتنا شهدة بنت أحمد إذناً، قالت: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين بن أيوب؛ قالوا خمستهم: أخبرنا الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن الزبير القرشي الكوفي، قال: حدثنا الحسن بن علي بن عفان العامري، قال: حدثنا جعفر بن عون يعني العمري، قال: أخبرنا يحيى بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن علقمة بن وقاص، قال: سمعت عمر رضي الله عنه يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إنما الأعمال بالنيات، وإنما لامرئٍ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو(1/120)
امرأةٍ يتزوجها، فهجرته إلى ما هاجر إليه)).
هذا حديثٌ صحيحٌ جليلٌ اتفق أهل العلم على صحته وثبوته من حديث يحيى بن سعيد بن قيس الأنصاري، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن علقمة بن وقاص الليثي، عن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب القرشي العدوي رضي الله عنه.
أخرجه البخاري عن الحميدي، عن سفيان بن عيينة. وعن القعنبي، عن مالك. وعن محمد بن كثير، عن سفيان الثوري. وعن مسدد، عن حماد بن زيد. وعن قتيبة، عن عبد الوهاب الثقفي.
وأخرجه مسلم عن القعنبي، عن مالك. وعن محمد بن رمح، عن الليث. وعن أبي الربيع، عن حماد بن زيد. وعن محمد بن المثنى، عن عبد الوهاب الثقفي. وعن إسحاق بن راهوية، عن أبي خالدٍ الأحمر. وعن ابن نمير، عن حفص بن غياثٍ ويزيد بن هارون. وعن أبي كريب، عن عبد الله بن المبارك. وعن ابن أبي عمر، عن سفيان بن عيينة.
وأخرجه أبو داود عن محمد بن كثير، عن سفيان الثوري.
وأخرجه الترمذي عن محمد بن المثنى، عن عبد الوهاب.(1/121)
وأخرجه النسائي عن يحيى بن حبيب بن عربي، عن حماد بن زيد. وعن الحارث بن مسكين، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن مالك.
وأخرجه ابن ماجة عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن يزيد بن هارون. وعن محمد بن رمح، عن الليث، عشرتهم عن يحيى بن سعيد، به.
وقد اجتمع في هذا الإسناد ثلاثةٌ من التابعين يروي بعضهم عن بعض، فيحيى بن سعيد تابعي سمع أنس بن مالك وغيره، ومحمد بن إبراهيم تابعي أيضاً سمع عبد الله بن عمر وجابر بن عبد الله وأنس بن مالك، وعلقمة بن وقاص تابعي أيضاً سمع عمر بن الخطاب ومعاوية وعائشة، رضي الله عنهم أجمعين.(1/122)
شيخٌ آخر
30- أحمد بن محمد بن أحمد بن محمود ابن أبي القاسم الدمشقي المقرئ ابن الزقاق، عرف بابن الجوخي، بدر الدين أبو العباس.
سمع من ابن البخاري، وابن الزين، وزينب بنت مكي وحضر عليها في الخامسة ((مسند)) الإمام أحمد بن حنبل، وسمع من عمر بن عبد المنعم ابن القواس، والشيخ تقي الدين ابن الواسطي، وحدث.
قال الحافظ أبو محمد البرزالي: من أعيان دمشق، يخدم في ديوان الجيش، وله فضيلةٌ، وكتابةٌ حسنةٌ، وتواضعٌ وحسن خلقٍ. ومولده في سنة ثلاثٍ وثمانين وست مئة. انتهى كلامه.
سمعت عليه ((جزء)) الأنصاري، بسماعه حضوراً في الرابعة من الشيخين فخر الدين ابن البخاري وزينب بنت مكي، بسماعهما من ابن طبرزد، وبسماع ابن البخاري أيضاً من الكندي، بسماعهما من القاضي أبي بكر الأنصاري، عن البرمكي، عن ابن ماسي، عن الكجي، عن الأنصاري.
أخبرنا الشيخ بدر الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد بن محمود الدمشقي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا الشيخان أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد ابن البخاري وأم أحمد زينب بنت مكي بن(1/123)
علي بن كامل الحراني قراءةً عليهما وأنا حاضرٌ، قالا: أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن معمر بن طبرزد البغدادي، وقال الأول أيضاً: أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن بن زيد الكندي؛ قالا: أخبرنا القاضي أبو بكر الأنصاري، قال: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي حضوراً، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي البزاز، قال: أخبرنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي البصري، قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، قال: حدثنا حميد، عن أنس رضي الله عنه: أن الربيع عمته لطمت جاريةً فكسرت ثنيتها، فعرضوا عليهم الأرش فأبوا، وطلبوا العفو فأبوا، فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فأمرهم بالقصاص، فجاء أخوها أنس بن النضر، فقال: يا رسول الله، أتكسر سن الربيع، والذي بعثك بالحق لا يكسر سنها، قال: يا أنس كتاب الله القصاص، فعفى القوم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره)).
هذا حديثٌ صحيحٌ عالٍ، أخرجه البخاري في الصلح والتفسير والديات عن محمد بن عبد الله الأنصاري، فوقع لنا موافقةً عاليةً، وهو أحد ثلاثياته.(1/124)
شيخٌ آخر
31- أحمد بن محمد بن إسرائيل بن أبي بكر بن أبي المكارم بن أبي البركات بن أبي محمد السلمي الدمشقي، الشيخ الصالح أبو بكر ابن المقرئ أبي عبد الله، المعروف بابن القصاع.
حضر في آخر الثانية على أحمد بن عبد الدائم، وفي الخامسة على عبد العزيز بن عبدٍ، والمجد محمد بن إسماعيل ابن عساكر، وابن النشبي، ويحيى ابن الصيرفي، وأحمد بن إبراهيم الفاروثي، وحدث.
سمع منه الحافظ أبو محمد البرزالي، وذكره في ((معجمه)) فقال: وكان ساكناً خيراً يتكسب، وحكي عنه أنه كان يجيد نقل الشطرنج. مولده تقريباً في شبعان سنة ست وستين وست مئة، انتهى كلامه.
سمعت عليه الجزء الأول من ((الحنائيات)) بحضوره من الكمال ابن عبد، بسماعه من الخشوعي، بسماعه من ابن الأكفاني، عن الحنائي.
أخبرنا الشيخ الصالح أبو العباس أحمد بن محمد بن إسرائيل السلمي القصاع قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا الشيخ كمال الدين أبو نصر عبد العزيز بن عبد المنعم بن الخضر بن شبل بن الحسين بن عبدٍ الحارثي قراءةً عليه وأنا حاضرٌ، قال: أخبرنا أبو طاهر بركات بن إبراهيم ابن طاهر الخشوعي، قال: أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن محمد ابن الأكفاني، قال: أخبرنا أبو القاسم الحسين بن محمد بن إبراهيم بن الحسين الحنائي، قال: حدثنا أبو الحسين عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد بن موسى بن راشد الكلابي لفظاً من كتابه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن خريم بن محمد بن عبد الملك بن مروان العقيلي قراءةً(1/125)
عليه في المسجد الجامع وأنا حاضرٌ أسمع في سنة خمس عشرة وثلاث مئة، قال: حدثنا هشام بن عمار بن نصير بن ميسرة السلمي، قال: حدثنا مالك بن أنس الأصبحي المدني، قال: حدثني ابن شهاب الزهري، عن أنس بن مالك: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل يوم الفتح مكة وعلى رأسه المغفر.
أخرجه البخاري عن عبد الله بن يوسف، وإسماعيل بن أبي أويس، ويحيى بن قزعة، وأبي الوليد الطيالسي. وأخرجه مسلم عن عبد الله بن مسلمة القعنبي، ويحيى بن يحيى النيسابوري، وقتيبة بن سعيد؛ سبعتهم عن مالك، به فوقع لنا بدلاً عالياً لمسلم.
وبه إلى الحنائي، قال: أخبرنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبد الله ابن هلال الحنائي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو يوسف يعقوب ابن عبد الرحمن بن أحمد بن يعقوب الجصاص الدعاء، قال: حدثنا زاج أحمد بن منصور أبو صالح، قال: حدثنا النضر، هو ابن شميل بن خرشة المازني، قال: حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق، قال: سمعت البراء، قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة وأبو بكر معه، قال أبو بكر: مررنا براعي(1/126)
غنمٍ وقد عطش رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال أبو بكر: فحلبت له كثبةً من لبنٍ في قدحٍ، فشرب منه حتى روي، وإذا سراقة بن جعشمٍ على فرسٍ، فدعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فطلب إليه سراقة أن لا يدعو عليه وأن يرجع، ففعل رسول الله صلى الله عليه وسلم .
أخرجه البخاري عن محمود بن غيلان. وأخرجه مسلم عن إسحاق بن إبراهيم بن راهوية؛ كلاهما عن النضر بن شميل، فوقع لنا بدلاً عالياً لمسلم.
وبه إلى الحنائي، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن عثمان بن الوليد المعروف بابن أبي الحديد السلمي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو العباس محمد بن جعفر بن ملاس، قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن عمرو السوسي النميري، قال: حدثنا أبو معاوية، عن عاصم، عن مورق العجلي، عن أنس، قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفرٍ فمنا الصائم، ومنا المفطر، فنزلنا في يومٍ أكثر ظلاً لنا صاحب الكساء، ومنا من يستر الشمس بيده، فسقط الصوام، وقام المفطرون، فضربوا الأبنية وشدوا الركاب، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((ذهب المفطرون بالأجر اليوم)).
كذا في الأصل: ((وشدوا الركاب))، والمحفوظ: ((وسقوا الركاب)).
أخرجه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن أبي معاوية وهو(1/127)
محمد بن خازم –بالخاء المعجمة- الضرير الكوفي، فوقع لنا بدلاً عالياً.
وأخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن إسرائيل بن أبي بكر القصاع قراءةً عليه وأنا أسمع في يوم الأربعاء سابع شعبان سنة أربعين وسبع مئة، قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن عبد الدائم وأنا حاضرٌ أسمع في أواخر السنة الثانية من عمري في يوم الجمعة خامس رجب سنة ثمانٍ وستين وست مئة، قال: أخبرنا أبو الفرج يحيى بن محمود بن سعد الثقفي الأصبهاني قدم علينا قراءةً عليه وأنا أسمع في سنة ثلاثٍ وثمانين وخمس مئة، قال: أخبرنا جدي لأمي أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل التيمي الأصبهاني قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا محمد بن عبد الواحد المصري، قال: أخبرنا الفضل بن عبيد الله، قال: حدثنا إسحاق بن أحمد بن قولوية، قال: حدثنا إبراهيم بن يوسف الهسنجاني، قال: حدثنا طالوت بن عباد، قال: حدثنا أبو هلال، عن قتادة، عن أنس، قال: ما خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبةً إلا قال: ((لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له)).
لم يخرجه أحدٌ من أصحاب الكتب الستة بهذه الطريق.(1/128)
وأبو هلال هو محمد بن سليم الراسي، ولم يكن منهم، كان نازلاً فيهم، وهو مولى سامة بن لؤي من قريش، بصري سمع الحسن البصري، ومحمد بن سيرين، تركه يحيى بن سعيد القطان ويزيد بن زريع، وروى عنه عبد الله بن المبارك، وعبد الرحمن بن مهدي.
شيخٌ آخر
32- أحمد بن محمد بن جبارة بن عبد الولي بن جبارة المقدسي المرداوي، الشيخ الإمام شهاب الدين أبو العباس ابن تقي الدين أبي عبد الله.
ذكره الحافظ أبو محمد البرزالي في ((معجمه))، فقال: رجلٌ صالحٌ عالمٌ، متعففٌ، منقطعٌ، من خيار الناس، يعرف النحو، والقراءات معرفةً جيدةً، واشتغل بالفقه والأصول، وجاور بمكة مدة، ورحل في طلب العلم، وله تصانيف في القراءات وغيرها، من ذلك ((شرح الشاطبية))، وقرأ الأصول على الشهاب القرافي، وسمع من خطيب مردا، وابن عبد الدائم، وعمر الكرماني، والشيخ شمس الدين، وابن أخيه العز، وابن البخاري، وابن الكمال، وجماعة من شيوخ المقادسة، وغيرهم. ومن سماعاته(1/129)
((السيرة)) لابن إسحاق بكمالها مع والده وهو حاضرٌ في الرابعة من جمادى الآخرة سنة ثلاث وخمسين وست مئة بالجامع المظفري بقراءة الشرف حسن ابن الحافظ. وهو ابن عم التقي عبد الله ابن الفقيه عبد الولي ابن جبارة، وذكر لي أنه سافر من دمشق سنة ثلاثٍ وسبعين وست مئة أو نحوها إلى القاهرة.
مولده سنة سبع وأربعين وست مئة، كذا كتبه لي بخطه، وكان يشك هل هو سنة سبع أو تسع وأربعين وست مئة، وكتب له في طبقةٍ على خطيب مردا سنة ثلاثٍ وخمسين أنه حضر في الرابعة، وكتب في نسبه: أحمد بن محمد بن جبارة بن عبد الولي، بتقديم جبارة، وهو الصحيح. وتوفي صبح يوم الأحد رابع رجب سنة ثمانٍ وعشرين وسبع مئة بالقدس، ودفن بمقبرة ماملا في يوم الأحد المذكور، وصلينا عليه بدمشق يوم الجمعة سادس عشر رجب. انتهى كلامه.
أجاز لنا في جمادى الآخرة سنة ثمانٍ وعشرين وسبع مئة من القدس الشريف.
أخبرنا الشيخ الإمام العالم المقرئ الزاهد شهاب الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن جبارة بن عبد الولي المرداوي إجازةً من القدس الشريف، وأخبرنا الملك أسد الدين أبو محمد عبد القادر بن عبد العزيز ابن السلطان الملك المعظم شرف الدين عيسى ابن السلطان الكبير الملك العادل سيف الدين أبي بكر محمد بن أيوب قراءةً عليه وأنا حاضرٌ في الثالثة؛ قالا: أخبرنا الخطيب أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن أحمد بن أبي الفتح خطيب مردا قراءةً عليه ونحن نسمع، قال: أخبرنا القاضي صنيعة الملك أبو محمد هبة الله بن يحيى بن علي بن حيدرة قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا الفقيه أبو محمد عبد الله بن رفاعة بن غدير بن علي السعدي، قال: أخبرنا القاضي أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين الخلعي، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عمر بن محمد بن سعيد ابن النحاس التجيبي، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن جعفر ابن الورد البغدادي، قال: أخبرنا أبو سعيد عبد الرحيم بن عبد الله بن(1/130)
عبد الرحيم بن أبي زرعة البرقي، قال: حدثنا أبو محمد عبد الملك بن هشام النحوي، قال: أخبرنا زياد بن عبد الله البكائي، عن محمد بن إسحاق، قال: وحدثني عتبة بن مسلم مولى بني تيم، عن نافع بن جبير ابن مطعم، عن ابن عباس قال: لما افترضت الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل فصلى به الظهر حين مالت الشمس، ثم صلى به العشاء الآخرة حتى ذهب الشفق، ثم صلى به الصبح حين طلع الفجر، ثم صلى به الظهر حين كان ظله مثله، ثم صلى به العصر حين كان ظله مثليه، ثم صلى به المغرب حين غابت الشمس لوقتها بالأمس، ثم صلى به العشاء الآخرة حين ذهب ثلث الليل الأول، ثم صلى به الصبح مسفراً غير مشرقٍ، ثم قال: ((يا محمد، الصلاة فيما بين صلاتك اليوم وصلاتك بالأمس)).
أخرجه أبو داود في الصلاة عن مسدد، عن يحيى، عن سفيان، عن عبد الرحمن بن فلان بن أبي ربيعة، قال أبو داود: هو عبد الرحمن بن الحارث بن عياش بن أبي ربيعة، عن حكيم بن حكيم، عنه، به. وأخرجه الترمذي فيه عن هناد، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن عبد الرحمن ابن الحارث بن عياش، به، وقال: حسنٌ.
وبه إلى ابن إسحاق، قال: وحدثني هشام بن عروة، عن عروة(1/131)
ابن الزبير، عن عائشة، قالت: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، قدمها وهي أوبأ أرض الله من الحمى، فأصاب أصحابه منها بلاءٌ وسقمٌ وصرف الله ذلك عن نبيه صلى الله عليه وسلم ، قالت: فكان أبو بكر وعامر بن فهيرة وبلالٌ موليا أبي بكرٍ مع أبي بكر في بيتٍ واحدٍ، فأصابتهم الحمى فدخلت عليهم أعودهم، وذلك قبل أن يضرب علينا الحجاب، وبهم ما لا يعلمه إلا الله من شدة الوعك، فدنوت من أبي بكرٍ فقلت: كيف تجدك يا أبه، فقال:
كل امرئٍ مصبحٌ في أهله ... والموت أدنى من شراك نعليه
قالت: فقلت: والله ما يدري أبي ما يقول، قالت: ثم دنوت إلى عامر بن فهيرة، فقلت: كيف تجدك يا عامر فقال:
لقد وجدت الموت قبل ذوقه ... إن الجبان حتفه من فوقه
كل امرئٍ مجاهدٍ بطوقه ... كالثور يحمي جلده بروقه
قالت: فقلت: والله ما يدري عامرٌ ما يقول، قالت: وكان بلالٌ إذا تركته الحمى اضطجع بفناء البيت ثم رفع عقيرته، فقال:
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلةً ... بوادٍ وحولي إذخرٌ وجليل
وهل أردن يوماً مياه مجنةٍ ... وهل تبدون لي شامةٌ وطفيل
قالت عائشة: فذكرت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما سمعت منهم، وقلت: إنهم ليهذون وما يعقلون من شدة حر الحمى، قالت: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((اللهم حبب إلينا المدينة كما حببت إلينا مكة أو أشد، وبارك لنا في مدها وصاعها، وانقل وباءها إلى مهيعة)) ومهيعة الجحفة.(1/132)
شيخُ آخر
33- أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن عبد المحسن المصري العسجدي الشافعي المحدث الأديب.
ولد سنة ست وثمانين وست مئة. سمع من أبوي الحسن علي بن نصر الله ابن الصواف، وعلي بن عيسى ابن القيم، وخطلو بن عبد الله الأشرفي، وشهاب بن علي المحسني، وغيرهم، وحدث، وكتب بخطه، وقرأ بنفسه، ورحل إلى الإسكندرية، وسمع بدمشق شيئاً يسيراً في آخر عمره، وتولى مشيخة الفخرية بالحسينية ظاهر القاهرة، والجاولية.
سمعت عليه كتاب ((فضائل الرمي)) لإسحاق أبي يعقوب القراب، بسماعه من ابن الصواف، بسماعه من جعفر بن علي بن هبة الله الهمداني، بسماعه من أبي طاهر أحمد بن محمد السلفي، قال: أخبرنا الفقيه أبو عبد الله محمد بن مسعود بن أحمد بن شذرة الخطيب المديني بها، قال: أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد بن الحسن بن أبي نصر بن مت الهروي بهراة، عنه.
أخبرنا الإمام أبو العباس أحمد بن محمد بن أبي الفرج العسجدي قراءةً عليه ونحن نسمع، بسنده المذكور أعلاه إلى القراب، قال: أخبرنا زاهر بن أحمد الفقيه، قال: أخبرنا أحمد بن علي بن معبد الشعيري، قال: حدثنا إبراهيم بن معاوية بن جبلة، قال: أخبرنا مردوية بن يزيد،(1/133)
قال: حدثنا الربيع بين صبيح، عن الأعمش، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إن الله عز وجل يدخل بالسهم الواحد ثلاثةً الجنة: الرامي به، والممد به، والمحتسب له)).
شيخٌ آخر
34- أحمد بن محمد بن أبي الحسن بن علي بن عثمان بن أبي الحسن المصري السعودي، المعروف بابن الصعبي، شهاب الدين أبو العباس.
سمع من النجيب عبد اللطيف الحراني، وقاضي القضاة محيي الدين ابن الزكي. وأجاز له جماعةٌ من دمشق ومصر، وحدث.
وكان خيراً، ساكناً، ذا سمتٍ وعقلٍ. توفي ليلة الأحد الرابع والعشرين من رمضان سنة أربع وثلاثين وسبع مئة بمصر، وصلي عليه من الغد بجامعها، ودفن بالقرافة.
سمعت عليه ((جزء ابن عرفة)) بسماعه من النجيب عبد اللطيف الحراني، بسماعه من ابن كليب، عن ابن بيان، عن ابن مخلد، عن الصفار، عن ابن عرفة.(1/134)
أخبرنا الشيخ شهاب الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن أبي الحسن ابن الصعبي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا الشيخ نجيب الدين أبو الفرج عبد اللطيف بن عبد المنعم بن علي بن نصر بن الصيقل الحراني قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب بن سعد بن صدقة بن كليب الحراني، قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن بيان، قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن مخلد البزاز، قال: أخبرنا أبو علي إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الصفار، قال: حدثنا أبو علي الحسن بن عرفة العبدي، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش، عن موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((لا تقرأ الحائض ولا الجنب شيئاً من القرآن)).
أخرجه الترمذي عن ابن عرفة، فوقع لنا موافقةً عاليةً بدرجتين.
وبه إلى ابن عرفة، قال: حدثنا هشيم، عن أبي بشرٍ، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: بت ذات ليلةٍ عند خالتي ميمونة بنت الحارث، قال: فقام النبي صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل، قال: فقمت عن يساره أصلي بصلاته، قال: فأخذ بذؤابٍ كان لي، أو برأسي، فأقامني عن يمينه)).(1/135)
أخرجه البخاري عن قتيبة بن سعيد. ورواه أبو داود عن عمرو بن عون، كلاهما عن هشيم، فوقع لنا بدلاً عالياً بدرجتين. ورواه البخاري أيضاً عن علي بن عبد الله، عن الفضل بن عنبسة، عن هشيم، فوقع إلينا عالياً بثلاث درجات.
شيخٌ آخر
35- أحمد بن محمد بن عمر بن أبي الفرج بن سوار بن عبد الباقي بن عبد الكافي الأشنوي الأصل، الصوفي شهاب الدين، أبو العباس الناسخ.
سمع من الشيخ كمال الدين أبي الحسن علي بن شجاع الضرير، والنجيب عبد اللطيف والعز عبد العزيز ابني عبد المنعم الحراني، والزاهد تقي الدين أحمد بن عبد الواحد الحوراني، ومحمد بن عبد المؤمن الصوري، وحدث.(1/136)
وكان يؤم بمسجد الحلبيين بالقاهرة، وتفرد ببعض شيوخه.
مولده في سابع عشر رمضان سنة خمسين وست مئة، وتوفي ليلة الحادي عشر من ذي الحجة سنة أربع وأربعين وسبع مئة بالقاهرة، ودفن من الغد بمقبرة الصوفية.
سمعت عليه مجلساً من ((أمالي ابن الحصين)) بسماعه من عبد العزيز ابن الصيقل، بسماعه من عبد الله بن أحمد بن أبي المجد الحربي، بسماعه منه.
وجزءاً فيه أحاديث انتقاها الحافظ شمس الدين محمد بن علي السروجي من مسند البصريين من ((مسند)) الإمام أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني بسماعه من النجيب عبد اللطيف بن عبد المنعم الحراني، بسماعه من أبي محمد عبد الله بن أحمد بن أبي المجد الحربي، قال: أخبرنا ابن الحصين، قال: أخبرنا ابن المذهب، قال: حدثنا القطيعي، قال: أخبرنا عبد الله ابن الإمام أحمد، عن أبيه.
أخبرنا الشيخ شهاب الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن عمر بن أبي الفرج الحلبي ثم المصري بقراءتي عليه في يوم الجمعة من شوال سنة اثنتين وأربعين وسبع مئة بالقاهرة المحروسة، قلت له: أخبركم أبو الفرج عبد اللطيف بن عبد المنعم بن علي الحراني قراءةً عليه وأنت تسمع، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن أبي المجد الحربي ببغداد، قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن علي بن المذهب التميمي، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي، قال: حدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا عوف، عن الحسن، عن عبد الله بن مغفل، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لولا أن الكلاب أمةٌ من الأمم لأمرت بقتلها، ولكن اقتلوا منها كل أسودٍ بهيمٍ)).(1/137)
أخرجه أبو داود في ((الصيد)) عن مسدد، عن يزيد بن زريع، عن يونس. وأخرجه الترمذي فيه عن أحمد بن منيع، عن هشيم، عن منصور بن زاذان ويونس بن عبيد. وعن عبيد بن أسباط بن محمد، عن أبيه، عن الأعمش، عن إسماعيل بن مسلم. وأخرجه النسائي فيه عن عمران بن موسى، عن يزيد بن زريع، عن يونس. وعن ابن بشار عن يحيى وابن أبي عدي وغندر؛ ثلاثتهم عن عوف. وأخرجه ابن ماجة فيه عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن أحمد بن يونس، عن أبي شهاب الحناط، عن يونس؛ أربعتهم عن الحسن به، فوقع لنا عالياً.
وأخبرنا الشيخ أبو العباس أحمد بن محمد بن عمر بن أبي الفرج الحلبي المعروف بحفنجلة بقراءتي عليه بالقاهرة في شوال سنة اثنتين وأربعين وسبع مئة، قال: أخبرنا أبو الفرج عبد اللطيف بن عبد المنعم بن علي الحراني قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن أبي المجد الحربي سماعاً ببغداد، قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد الشيباني، قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن علي التميمي،(1/138)
قال: أخبرنا أبو بكر بن حمدان، قال: حدثنا عبد الله ابن الإمام أحمد بن محمد بن حنبل، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا كهمس، قال: حدثني ابن بريدة، قال: قال ابن مغفل: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((بين كل أذانين صلاةٌ، بين كل أذانين صلاةٌ، بين كل أذانين صلاةٌ لمن شاء)).
رواه البخاري عن عبد الله بن يزيد المقرئ، عن كهمس بن الحسن به. ورواه مسلم وابن ماجة كلاهما عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن أبي أسامة ووكيع. ورواه الترمذي عن هناد، عن وكيع. ورواه النسائي عن عبيد الله بن سعيد، عن يحيى بن سعيد؛ ثلاثتهم عن كهمس، به فوقع إلينا عالياً.(1/139)
شيخٌ آخر
36- أحمد بن محمد بن أبي الفتح بن أبي الفضل بن أبي علي البعلبكي الأصل ثم الدمشقي، شهاب الدين أبو العباس ابن الشيخ شمس الدين.
حضر في الخامسة على أحمد بن شيبان، وابن البخاري، وابن الزين، وزينب بنت مكي وحدث، سمع منه الشيخ شمس الدين الذهبي وذكره في ((معجمه))، وعنى به أبوه، وأسمعه من جماعةٍ واستجاز له.
مولده في سابع شهر ربيع الأول سنة ثمانين وست مئة، وتوفي ليلة الاثنين تاسع رجب سنة ثمان وأربعين وسبع مئة بدمشق، وصلي عليه من الغد، ودفن بمقبرة الصوفية ظاهر دمشق.
سمعت عليه ((جزء الأنصاري)) بسماعه من ابن البخاري وابن الزين وابن شيبان حضوراً، بسماعهم من الكندي، وبسماع ابن البخاري وابن شيبان أيضاً من ابن طبرزد، بسماعهما من القاضي أبي بكر، بسماعه من البرمكي، عن ابن ماسي، عن الكجي، عن الأنصاري.
أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن أبي الفتح بن أبي الفضل البعلبكي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا الشيوخ الثلاثة أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد بن أحمد، وأبو الفرج عبد الرحمن ابن الزين أحمد بن عبد الملك المقدسيان، وأبو العباس أحمد بن شيبان بن تغلب الشيباني قراءةً عليهم وأنا حاضرٌ، قالوا: أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن بن زيد الكندي حضوراً، وقال الأول والثالث أيضاً: أخبرنا أبو حفص ابن طبرزد البغدادي؛ قال: أخبرنا القاضي أبو بكر الأنصاري، قال: أخبرنا أبو إسحاق البرمكي حضوراً، قال: أخبرنا أبو محمد ابن ماسي،(1/140)
قال: أخبرنا أبو مسلم الكجي، قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، قال: حدثنا إسماعيل بن مسلم المكي، قال: حدثنا عطاء، عن ابن عباس، عن الفضل بن عباس رضي الله عنهم؛ أنه كان رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يزل يلبي حتى رمى الجمرة التي عند العقبة يوم النحر.
أخرجه البخاري عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد النبيل. وأخرجه مسلم عن إسحاق بن إبراهيم وعلي بن خشرم؛ كلاهما عن عيسى بن يونس؛ كلاهما عن ابن جريج، عن عطاء. وأخرجه البخاري أيضاً عن عبد الله بن محمد المسندي. وأخرجه مسلم عن زهير بن حرب؛ كلاهما عن وهب بن جرير، عن أبيه، عن يونس، عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس. وأخرجه النسائي من طرقٍ منها عن هارون بن إسحاق الهمداني، عن حفص بن غياث، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي بن الحسين، عن ابن عباس، فوقع لنا عالياً.(1/141)
شيخٌ آخر
37- أحمد بن محمد بن معالي بن عبيد الله بن حجى بن عبيد الله بن سرايا بن نصر الزبداني الأصل ثم الصالحي، أبو العباس.
سمع كثيراً من خطيب مردا، وابن عبد الدائم وحدث. سمع منه الحافظ أبو محمد البرزالي، وذكره في ((معجمه))، والشيخ شمس الدين الذهبي، وقال: وكان شيخاً مباركاً فيه خيرٌ وسكون. انتهى كلامه.
مولده في سنة ثمان وأربعين وست مئة بسفح قاسيون تقريباً، وتوفي بكرة يوم الأحد تاسع عشر المحرم سنة ثلاثٍ وثلاثين وسبع مئة، ودفن من يومه بسفح قاسيون.
أجاز لنا في سنة ثمان وعشرين وسبع مئة.
أخبرنا الشيخ الصالح أبو العباس أحمد بن محمد بن معالي بن عبيد الله الزبداني الأصل ثم الصالحي إجازةً، قال: أخبرنا خطيب مردا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن أحمد المقدسي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن علي بن سعود الأنصاري البوصيري قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو صادق مرشد بن يحيى بن القاسم المديني، قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن محمد بن الحسين النيسابوري، قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبد الله بن زكريا بن حيوية النيسابوري قراءةً علينا لفظاً، قال: حدثنا أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب ابن علي النسائي، قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا الليث، عن ابن(1/142)
شهاب، عن عروة، عن عائشة، قالت: استفتت أم حبيبة بنت جحش رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالت: يا رسول الله إني أستحاض، فقال: ((إنما ذلك عرقٌ فاغتسلي ثم صلي)) فكانت تغتسل عند كل صلاةٍ.
أخرجه مسلم عن قتيبة بن سعيد، فوقع لنا موافقةً عاليةً.
شيخٌ آخر
38- أحمد بن المظفر بن أبي محمد بن المظفر بن بدر بن الحسن بن مفرج بن بكار النابلسي الدمشقي، شهاب الدين أبو العباس، سبط الشيخ زين الدين خالد بن يوسف النابلسي.(1/143)
سمع بدمشق من زينب بنت مكي، وعبد الرحمن بن يوسف البعلبكي، وعمر بن عبد المنعم ابن القواس، وأحمد بن هبة الله ابن عساكر، ويوسف بن أحمد الغسولي، وببعلبك من القاضي تاج الدين عبد الخالق، والشيخ شرف الدين اليونيني، وزينب بنت عمر بن كندي وغيرهم، وحدث.
قال الحافظ أبو محمد البرزالي: محدثٌ فاضلٌ، حسن القراءة للحديث، وعلى ذهنه فضيلةٌ وفوائد وأسماءٌ وأنسابٌ وأشياء تتعلق بالفن. انتهى كلامه.
مولده في ليلة الأربعاء السادس والعشرين من رمضان سنة خمسٍ وسبعين وست مئة، ووجد ميتاً وهو ساجدٌ في منزله بالقرب من الصباغين بدمشق في يوم الاثنين العشرين من شهر ربيع الأول سنة ثمانٍ وخمسين وسبع مئة، وغسل وصلي عليه بين الظهر والعصر من يومه بجامع دمشق، ودفن بمقبرة الباب الصغير.
سمعت عليه بقراءتي مجلساً من ((أمالي)) الحافظ أبي القاسم ابن عساكر في أن القاتل لا يرث، بسماعه من أحمد بن هبة الله ابن عساكر، بسماعه من الشيخ عز الدين عبد العزيز ابن أبيه الصالحي، بسماعه من لفظ ممليه.
وجزءاً فيه ((مشيخة)) زاهر بن طاهر بن محمد الشحامي، بسماعه من أحمد ابن عساكر، بإجازته من أبي روح عبد المعز بن محمد الهروي، بسماعه من زاهر المذكور.
وجزءاً فيه أمالٍ خمسة من إملاء الإمام فخر الدين أبي حفص عمر بن أحمد بن منصور الصفار رواية ابن ابنه أبي بكر قاسم بن أبي سعد عبد الله بن عمر الصفار عنه سماعاً قرأته على ابن المظفر، بقراءته إياه(1/144)
على أحمد بن هبة الله ابن عساكر، بإجازته من أبي بكر القاسم، بسنده.
وجزءاً فيه عشرون مجلساً من أمالي أبي الأسعد القشيري وهو هبة الرحمن ابن الإمام أبي سعد عبد الواحد أبي الأستاذ أبي القاسم، قال: أخبرنا أحمد بن هبة الله ابن عساكر، بقراءتي، قال: أخبرنا أسعد بن عثمان بن أسعد الواعظ إجازة، قال: أخبرنا هبة الرحمن القشيري سماعاً.
وجزءاً فيه الحث على قضاء حوائج الناس لنصر المقدسي قراءة على ابن المظفر، بسماعه من أبي حفص عمر بن عبد المنعم ابن القواس، وإجازته من أحمد بن شيبان، عن القاضي عبد الصمد ابن الحرستاني، قال: أخبرنا نصر الله المصيصي، قال: أخبرنا نصر.
وسمعت عليه المئة المنتقاة من ((مسند)) الإمام أحمد بن حنبل سماعه من زينب بنت مكي، قالت: أخبرنا حنبل سماعاً، به، والسماع بقراءتي أيضاً.
وجزءاً فيه الأربعون الصغرى للحافظ أبي بكر البيهقي قرأته عليه، بسماعه من أحمد بن هبة الله ابن عساكر، قال: أخبرنا القاضي إسماعيل بن إبراهيم بن سالم ابن الخباز، وإجازته من رشيد الدين أبي عبد الله محمد بن أبي بكر بن سليمان العامري. قال ابن عساكر: أخبرنا أبو روح، وقال ابن الخباز: أخبرنا إبراهيم بن خليل وإسماعيل بن إبراهيم بن محمد ابن علوي سماعاً، وقال العامري: أخبرنا القاضي عبد الصمد الحرستاني، قالوا: أخبرنا المشايخ الأربعة الحافظ أبو القاسم ابن عساكر والحافظ أبو الحسن المرادي وشيخ الطريقة أبو النجيب عبد القاهر بن محمد السهروردي والقاضي أبو المرجى سالم بن عبد السلام بن الربع الدقوقي سماعاً. وقال ابن علوي وابن خليل: حدثنا أبو الفضل منصور بن أبي الحسن الطبري سماعاً؛ قالوا: خمستهم: أخبرنا زاهر بن طاهر، وقال عبد الصمد أيضاً، إجازة، وقال الحافظ أبو القاسم: أخبرني أيضاً عبد الجبار بن محمد الخواري سماعاً، قالا: أخبرنا البيهقي.
ومن مسموعات سيدنا قاضي القضاة شيخ الإسلام تاج الدين(1/145)
السبكي على الحافظ أبي العباس أحمد بن المظفر رحمه الله جزءاً فيه حديث اللص مع القاضي تأليف القاضي أبي العباس النهاوندي، قال: أخبرنا به الشيخان أبو عبد الله محمد بن علي بن أحمد بن فضل ابن الواسطي وأبو العباس أحمد بن عبد الحميد بن عبد الهادي المقدسي؛ قالا: أخبرنا أبو المحاسن محمد بن السيد بن فارس الأنصاري، قال: أخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبد الله بن عبدان، قال: أخبرنا أبو الفرج سهل بن بشر الإسفراييني قال: أخبرنا مشرف بن الرجاء المقدسي، قال: حدثنا أبو عبد الله الحسين بن محبوب المنصوري، عنه.
وجزءاً فيه مجلسان من إملاء الأستاذ أبي إسحاق إبراهيم بن محمد الأسفراييني، قال: أخبرنا به أبو الفضل أحمد بن هبة الله بن عساكر، قال: أنبأنا الشيخان أبو بكر القاسم بن عبد الله ابن الصفار، وأبو المظفر عبد الرحيم بن أبي سعد عبد الكريم ابن السمعاني؛ قالا: أخبرتنا عائشة بنت أحمد بن منصور ابن الصفار، قالت: أخبرنا الشريف أبو السنابل هبة الله بن محمد بن حيدر القرشي، عنه.
ومن مسموعات سيدنا قاضي القضاة شيخ الإسلام تاج الدين السبكي أمتع الله به على ابن المظفر تغمده الله برحمته الأربعون لأبي الحسن علي بن المبارك بن الحسن بن باسوية، تخريج الزكي البرزالي، بسماع ابن المظفر من أبي الفضائل يوسف بن محمد بن عبد الله بن المهتار، بسماعه من ابن باسوية المذكور.
أخبرنا الإمام الحافظ شهاب الدين أبو العباس أحمد بن المظفر بن أبي محمد ابن النابلسي بقراءتي عليه، قال: أخبرنا أبو الفضل أحمد بن هبة الله بن أحمد ابن عساكر قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا الشيخ عز الدين أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن الحسن ابن أبيه الصالحي قراءةً عليه، قال: أخبرنا الحافظ أبو الحسن علي بن الحسن بن هبة الله ابن عساكر، قال: أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي، قال: قرئ على أبي عثمان سعيد بن محمد البحيري، قال: حدثنا جدي أبو الحسين أحمد بن محمد بن جعفر بن بحير البحيري، قال: حدثنا محمد(1/146)
بن إسحاق السراج، قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا الليث، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، عن ابن شهاب، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة رضي الله عنه؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((القاتل لا يرث)).
أخرجه الترمذي في ((جامعه)) عن قتيبة فوقع لنا موافقةً عاليةً.
وأخبرنا الإمام أبو العباس أحمد بن المظفر الدمشقي بقراءتي عليه، قال: أخبرنا أبو الفضل أحمد بن هبة الله ابن عساكر، قال: أخبرنا أبو روح عبد المعز بن محمد بن أبي الفضل الهروي إجازةً، قال: أخبرنا أبو القاسم بن طاهر بن محمد بن محمد الشحامي قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن أحمد بن حسكوية، قال: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد الخفاف، قال: حدثنا أبو العباس السراج، قال: حدثنا محمد بن رافع، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جريج، قال: حدثنا ابن شهاب، عن سالم بن عبد الله؛ أن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة رفع يديه حتى يكونا حذو منكبيه، ثم كبر، فإذا أراد أن يركع فعل مثل ذلك، فإذا رفع من الركوع فعل مثل ذلك، ولا يفعله حين يرفع رأسه من السجدتين.
أخرجه مسلم عن محمد بن رافع، فوافقناه بعلو.(1/147)
وبه إلى زاهر بن طاهر، قال: أخبرنا السيد أبو الحسين علي بن أبي إبراهيم محمد بن محمد الحسني، قال: أخبرنا أبو الحسين الخفاف، قال: أخبرنا أبو العباس السراج، قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا يعقوب ابن عبد الرحمن، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا قال القارئ: {غير المغضوب عليهم ولا الضالين}، قال من خلفه: آمين، فوافق قوله قول أهل السماء، غفر له ما تقدم من ذنبه)).
أخرجه مسلم عن قتيبة، فوقع لنا موافقةً عاليةً.
شيخٌ آخر
39- أحمد بن منصور بن إبراهيم بن منصور بن رشيد الحلبي، شهاب الدين أبو العباس المعدل، المعروف بابن الجوهري.
سمع بالقاهرة من المعين أحمد بن علي الدمشقي، وابن علاق، والنجيب الحراني وغيرهم، وبدمشق من جماعةٍ، وحدث. وكان خيراً ساكناً، محباً للحديث وأهله، حسن الأخلاق، سريع الدمعة.
مولده صبح يوم الجمعة ثالث عشر ذي القعدة سنة ستين وست مئة، وتوفي في الخامس والعشرين من رجب سنة ثمانٍ وثلاثين وسبع مئة بالقاهرة، ودفن من الغد بالقرافة.(1/148)
سمعت عليه حضوراً في الرابعة من أول ((سنن الإمام أبي داود)) إلى آخر الجزء الثالث عشر، والجزء الخامس عشر بكماله بسماعه من ابن خطيب المزة والنجيب عبد اللطيف بسندهما في سنة إحدى وثلاثين وسبع مئة بالخانقاه الشرابيشية بالقاهرة.
و((أمالي الخلال العشرة)) بإجازته من النجيب عبد اللطيف بسنده، و((كتاب الجمعة)) للنسائي بسماعه من المعين الدمشقي وابن علاق، بسماعهما من البوصيري، وجميع ((مسند)) الإمام أبي عبد الله الشافعي رضي الله عنه بسماعه من المعين الدمشقي، قال: أخبرنا والدي، قال: أخبرنا أبو زرعة.
أخبرنا الشيخ المسند شهاب الدين أبو العباس أحمد بن منصور بن إبراهيم ابن الجوهري قراءةً عليه وأنا حاضرٌ في الرابعة، قال: أخبرنا الشيخان أبو الفرج عبد اللطيف بن عبد المنعم بن علي بن نصر ابن الصيقل الحراني، وأبو الفضل عبد الرحيم بن يوسف بن يحيى ابن خطيب المزة قراءةً عليهما؛ قالا: أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن معمر بن طبرزد البغدادي، قال: أخبرنا أبو البدر إبراهيم بن محمد بن منصور الكرخي قراءةً عليه، قال: أخبرنا الحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت البغدادي، قال: أخبرنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي، قال: أخبرنا أبو علي محمد بن أحمد بن عمرو اللؤلؤي، قال: حدثنا الإمام أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني، قال: حدثنا القعنبي، عن مالك، عن نافع وعبد الله بن دينار، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صلاة الليل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح، صلى ركعةً واحدةً توتر له ما قد صلى)).(1/149)
أخرجه البخاري عن عبد الله بن يوسف. وأخرجه مسلم عن يحيى بن يحيى. وأخرجه النسائي عن محمد بن سلمة والحارث بن مسكين؛ كلاهما عن ابن القاسم؛ ثلاثتهم عن مالك، به فوقع لنا بدلاً للبخاري ومسلم.
وبه إلى الإمام أبي داود، قال: حدثنا القعنبي، عن مالك، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((تحروا ليلة القدر في السبع الأواخر)).
أخرجه مسلم عن يحيى بن يحيى. وأخرجه النسائي عن محمد بن سلمة، عن ابن القاسم؛ كلاهما عن مالكٍ، به فوقع لنا بدلاً لمسلم، وعالياً للنسائي.
وبه إلى أبي داود، قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد، عن سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الظهر والعصر بـ ((السماء والطارق))، و ((السماء ذات(1/150)
البروج))، ونحوهما من السور.
أخرجه الترمذي في الصلاة عن أحمد بن منيع، عن يزيد بن هارون. وأخرجه النسائي فيه، وفي التفسير عن عمرو بن علي، عن عبد الرحمن بن مهدي؛ كلاهما عن حماد، وهو ابن سلمة، به، فوقع لنا عالياً.
وبه إلى أبي داود، قال: حدثنا عبد الله بن محمد الزهري، قال: حدثنا سفيان، قال: حدثني إسماعيل بن أمية، قال: سمعت أعرابياً يقول: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ منكم بـ ((التين والزيتون))، فانتهى إلى آخرها {أليس الله بأحكم الحاكمين} فليقل: بلى، وأنا على ذلك من الشاهدين، ومن قرأ: {لا أقسم بيوم القيامة} فانتهى إلى {أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى} فليقل: بلى، ومن قرأ: ((والمرسلات)) فبلغ {فبأي حديثٍ بعده يؤمنون} فليقل: آمنا بالله)).
قال إسماعيل: ذهبت أعيد على الرجل الأعرابي وأنظر لعله، فقال: يا ابن أخي أتظن أني لم أحفظه، لقد حججت ستين حجة، ما منها حجةٌ إلا وأنا أعرف البعير الذي حججت عليه.
أخرجه الترمذي، عن ابن أبي عمر، عن سفيان، فوقع لنا(1/151)
بدلاً له.
وأخبرنا الشيخ شهاب الدين أبو العباس أحمد بن منصور بن إبراهيم ابن الجوهري قراءةً عليه وأنا حاضرٌ في الرابعة، قال: أخبرنا الشيخان أبو العباس أحمد ابن القاضي زين الدين علي بن يوسف الدمشقي وأبو عيسى عبد الله بن عبد الواحد بن محمد بن علاق الأنصاري قراءةً عليهما وأنا أسمع؛ قالا: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن علي بن سعود الأنصاري البوصيري قراءةً عليه ونحن نسمع، قال: أخبرنا أبو صادق مرشد بن يحيى بن القاسم المديني، قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن محمد بن أحمد بن الحسين ابن الطفال النيسابوري، قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبد الله بن زكريا بن حيوية النيسابوري، قال: حدثنا الإمام الحافظ أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب ابن علي النسائي لفظاً، قال: أخبرنا عمرو بن منصور وهارون بن محمد بن بكار بن بلال واللفظ له؛ قالا: حدثنا أبو مسهر، قال: حدثنا سعيد ابن عبد العزيز، عن يحيى بن الحارث، عن أبي الأشعث الصنعاني، عن أوس بن أوس، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال: ((من غسل واغتسل، وغدا، وابتكر ودنا من الإمام، ولم يلغ، كان له بكل خطوةٍ عمل سنةٍ، صيامها وقيامها)).
أخرجه أبو داود في الطهارة عن محمد بن حاتم الجرجرائي، عن عبد الله بن المبارك، عن الأوزاعي، عن حسان بن عطية، عن أبي الأشعث الصنعاني، به. وعن قتيبة، عن الليث، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن عبادة بن نسي، عن أوس، به، نحوه. وأخرجه الترمذي فيه، عن محمود بن غيلان، عن وكيع، عن سفيان وأبي جنابٍ يحيى بن أبي حية؛ كلاهما عن عبد الله بن عيسى، عن(1/152)
يحيى بن الحارث، عن أبي الأشعث بمعناه. وأخرجه ابن ماجة عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن ابن المبارك، به، فوقع لنا عالياً.
وأبو الأشعث الصنعاني اسمه شراحيل بن آدة، ويقال: شرحبيل بن شرحبيل الشامي.
وأخبرنا الشيخ شهاب الدين أبو العباس أحمد بن منصور بن إبراهيم ابن الجوهري سماعاً عليه، قال: أخبرنا الشيخ معين الدين أبو العباس أحمد ابن الإمام قاضي القضاة زين الدين علي بن يوسف الدمشقي قراءةً عليه، قال: أخبرنا والدي، قال: أخبرنا أبو زرعة طاهر بن محمد بن طاهر المقدسي قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو الحسن مكي ابن منصور بن محمد بن علان الكرجي، قراءةً عليه وأنا أسمع في سنة سبع وثلاثين وأربع مئة، قال: أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الحرشي الحيري بنيسابور في سنة ثمان عشرة وأربع مئة، قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب بن يوسف بن معقل بن سنان المعقلي الأموي الأصم، قال: أخبرنا الربيع بن سليمان المرادي المصري المؤذن قال: أخبرنا الإمام أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي(1/153)
رضي الله عنه، قال: أخبرنا مالك، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وحانت صلاة العصر، والتمس الناس الوضوء فلم يجدوه فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بوضوءٍ فوضع في ذلك الإناء يده وأمر الناس أن يتوضؤوا منه، قال: فرأيت الماء ينبع من تحت أصابعه، فتوضأ الناس حتى توضؤوا من عند آخرهم.
أخرجه البخاري في الطهارة عن عبد الله بن يوسف. وفي علامات النبوة عن القعنبي. وأخرجه مسلم في الفضائل عن إسحاق ابن موسى الأنصاري، عن معنٍ. وعن أبي الطاهر أحمد بن عمرو بن السرح، عن ابن وهب. وأخرجه الترمذي في المناقب عن إسحاق ابن موسى، عن معن. وأخرجه النسائي في الطهارة عن قتيبة؛ خمستهم عن مالك، به فوقع لنا بدلاً للبخاري والنسائي، وعالياً لمسلم والترمذي.
وبه إلى الإمام أبي عبد الله الشافعي رحمه الله، قال: أخبرنا مالك، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل الكعبة ومعه بلالٌ وأسامة وعثمان بن طلحة، قال ابن عمر: فسألت بلالاً ما صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال: جعل عموداً عن يساره وعموداً عن يمينه، وثلاثة أعمدةٍ وراءه، ثم صلى، قال: وكان البيت يومئذٍ على ستة أعمدةٍ.
أخرجه البخاري في الصلاة عن عبد الله بن يوسف، عن مالك(1/154)
قال البخاري: وقال لنا إسماعيل: حدثني مالك، فقال: عمودين عن يمينه. وأخرجه مسلم في الحج عن يحيى بن يحيى. وأخرجه أبو داود في الصلاة عن القعنبي. وعن عبد الله بن محمد الأذرمي، عن عبد الرحمن بن مهدي. وأخرجه النسائي فيه عن محمد بن سلمة والحارث بن مسكين؛ كلاهما عن ابن القاسم؛ خمستهم عن مالك، به. فوقع لنا بدلاً عالياً للبخاري ومسلم وأبي داود، وعالياً للنسائي، ولله الحمد والمنة.
وبه إلى الشافعي رضي الله عنه، قال: أخبرنا سفيان، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن بلالاً يؤذن بليلٍ، فكلوا واشربوا حتى ينادي ابن أم مكتوم)). وكان رجلاً أعمى لا ينادى حتى يقال له: أصبحت أصبحت.
أخرجه البخاري في الشهادات عن مالك بن إسماعيل، عن(1/155)
عبد العزيز بن الماجشون. وفي الصلاة عن القعنبي، عن مالك. وأخرجه مسلم في الصوم عن يحيى بن يحيى وقتيبة ومحمد بن رمح. وأخرجه الترمذي والنسائي جميعاً في الصلاة عن قتيبة؛ ثلاثتهم عن الليث بن سعد؛ ثلاثتهم عن الزهري، به، فوقع لنا عالياً.
وبالإسناد إلى الأصم، قال: أخبرنا الربيع، قال: أخبرنا البويطي، قال: أخبرنا الشافعي، قال: أخبرنا إبراهيم بن محمد، قال: أخبرني صفوان بن سليم، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ركع قال: اللهم لك ركعت، ولك أسلمت، وبك آمنت، وأنت ربي، خشع سمعي، وبصري، وعظامي، وشعري، وبشري، وما استقلت به قدمي لله رب العالمين)).
لم يخرجه أحدٌ من أصحاب الكتب السنة من هذه الطريق.
وبه إلى الأصم، قال: أخبرنا الربيع بن سليمان قال: أخبرنا الإمام أبو عبد الله الشافعي رضي الله عنه، قال: أخبرنا مالك بن أنس، عن عامر ابن عبد الله بن الزبير، عن عمرو بن سليم الزرقي، عن أبي قتادة الأنصاري أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي وهو حاملٌ أمامة بنت أبي العاص،(1/156)
وهي ابنة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإذا سجد وضعها، وإذا قام رفعها.
أخرجه البخاري في الصلاة عن عبد الله بن يوسف. وأخرجه مسلم فيه عن القعنبي ويحيى بن يحيى وقتيبة. وأخرجه أبو داود فيه عن القعنبي. وأخرجه النسائي فيه عن قتيبة؛ أربعتهم عن مالك، به، فوقع لنا بدلاً. وأخرجه مسلم أيضاً عن أبي الطاهر بن السرح وهارون بن سعيد الأيلي؛ كلاهما عن ابن وهب، عن مخرمة بن بكير، عن أبيه، عن عمرو بن سليم، به، فوقع لنا عالياً.(1/157)
وأبو قتادة اختلف فيه اسمه، فقيل: الحارث، وقيل: النعمان، وقيل: عمرو بن ربعي بن بلدمة بن خناس بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة بن تزيد بن جشم بن الخزرج السلمي، مات بالمدينة سنة أربع وخمسين وهو ابن سبعين سنة، ويقال: صلى عليه علي بن أبي طالب، ويقال: كان بدرياً، ولا يصح ذلك.
قال الحازمي في ((العجالة)): السلمي: بفتح السين وكسر اللام عند أكثر أصحاب الحديث، وأما أهل اللغة فيفتحون اللام، طلباً للتخفيف، وقد تابعهم على ذلك جماعةٌ من أصحاب الحديث، منسوبٌ إلى سلمة بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة بن تزيد بن جشم بن الخزرج بن حارثة، وهم بطنٌ من الأنصار، منهم أبو قتادة الحارث بن ربعي، وعبد الله بن عمرو بن حرام وابنه جابر وأهله، وكعب بن مالك وبنوه.
شيخٌ آخر
40- إسماعيل بن إبراهيم بن أبي بكر بن إبراهيم بن حميد القرشي البكري التفليسي، نجم الدين أبو الطاهر وأبو الفداء، المعروف بابن الإمام.
سمع بالقاهرة من المعين أحمد بن علي بن يوسف الدمشقي، وإسماعيل ابن عزون، والنجيب عبد اللطيف الحراني، والشيخ شمس الدين محمد(1/158)
ابن العماد المقدسي، وأبي عبد الله محمد بن أحمد بن منظور، وأبي الصفا خليل بن أبي بكر المراغي، وأبي حامد محمد بن علي ابن الصابوني، وبدمشق من المسلم بن محمد بن علان، وعمر بن محمد بن أبي عصرون، والعماد محمد بن محمد ابن الشيرازي. وأجاز له جماعة من الشام من أصحاب ابن طبرزد، وحدث.
وكان معدلاً خيراً كثير التلاوة، حسن الخلق والخلق، متواضعاً سريع الدمعة.
مولده تخميناً في أواخر سنة سبع أو ثمانٍ وخمسين وست مئة، وتوفي .. ..
سمعت عليه حضوراً في الرابعة كتاب ((الجمعة)) للنسائي، بسماعه من المعين الدمشقي، وإسماعيل ابن عزون، بسماعهما من البوصيري، بسماعه من أبي صادق، عن ابن الطفال، عن ابن حيوية، عنه، بقراءة الشيخ شهاب الدين العسجدي في ثاني جمادى الآخرة سنة إحدى وثلاثين وسبع مئة بالمدرسة الكاملية من القاهرة.
أخبرنا الشيخ نجم الدين أبو الطاهر إسماعيل بن إبراهيم بن أبي بكر ابن الإمام قراءةً عليه وأنا حاضرٌ في الرابعة من سنة إحدى وثلاثين وسبع مئة، قال: أخبرنا الشيخان أبو العباس أحمد ابن القاضي زين الدين علي بن يوسف الدمشقي، وأبو الطاهر إسماعيل بن عبد القوي بن أبي العز ابن عزون الأنصاري قراءةً عليهما وأنا أسمع، قالا: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن علي بن سعود الأنصاري البوصيري، قال: أخبرنا أبو صادق مرشد بن يحيى بن القاسم المديني، قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن محمد بن أحمد بن الحسين ابن الطفال النيسابوري قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبد الله بن زكريا بن حيوية النيسابوري(1/159)
قراءةً عليه، قال: حدثنا أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي النسائي لفظاً قراءةً علينا من كتابه سنة أربع وتسعين ومئتين، قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: حدثنا همام، عن قتادة، عن قدامة بن وبرة، عن سمرة بن جندب رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((من ترك الجمعة من غير عذرٍ فليتصدق بدينارٍ، فإن لم يجد فنصف دينار)).
أخرجه أبو داود في الصلاة عن الحسن بن علي، عن يزيد بن هارون، فوقع لنا بدلاً له عالياً.
وبه إلى النسائي، قال: أخبرني إبراهيم بن يعقوب، قال: حدثنا عفان بن مسلم ويحيى بن حماد، والنسق لعفان، قال: حدثنا أبو عوانة، عن المغيرة، عن أبي معشر، عن إبراهيم، عن علقمة، عن قرثع الضبي، عن سلمان رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أتدري ما يوم الجمعة؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: لكني أحدثك عن يوم الجمعة، لا يتطهر رجلٌ ثم يمشي إلى الجمعة ثم ينصت حتى يقضي الإمام صلاته إلا كانت كفارةٌ لما بينها وبين الجمعة التي قبلها ما اجتنبت المقتلة)).
انفرد النسائي بإخراجه من هذه الطريق، وأخرجه أيضاً في موضع(1/160)
آخر من كتاب الصلاة عن إسحاق بن إبراهيم، عن جرير بن عبد الحميد، عن منصور، عن أبي معشر، به.
وأبو عوانة اسمه الوضاح بن عبد الله اليشكري.
وأبو معشر اسمه زياد بن كليب التميمي الحنظلي الكوفي.
وإبراهيم هو ابن يزيد النخعي الكوفي.
وعلقمة هو ابن قيس.
وسلمان هو الخير الفارسي أبو عبد الله أصله من جي قرية بأصبهان، ويقال: من رامهزمز، سكن الكوفة، أسلم عند قدوم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، وكان قبل يقرأ الكتب، ويطلب الدين، وكان عبداً لقوم من بني قريظة وكاتبوه فأدى رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابته وعتق، وأول مشاهده الخندق، له صحبةٌ من النبي صلى الله عليه وسلم . قال الواقدي: مات في خلافة عثمان(1/161)
رضي الله عنهما بالمدائن، ويقال: مات في خلافة علي رضي الله عنه سنة ست وثلاثين بعد وقعة الجمل.
شيخٌ آخر
41- إسماعيل بن أحمد بن إسماعيل بن علي بن حجاج الأنصاري البلبيسي، تقي الدين أبو الطاهر، المعروف بابن سيف.
سمع من الشيخ قطب الدين أبي بكر محمد بن أحمد ابن القسطلاني، والفضل بن علي بن رواحة، ومحمد بن علي بن يحيى بن هبيرة، وغيرهم.
وأجاز له من القاهرة الحافظ زكي الدين المنذري، ومن دمشق جماعةٌ من أصحاب الخشوعي وغيره، وحدث.
وكان يجلس مع الشهود ويعقد الأنكحة، وفيه دينٌ وخيرٌ وكرمٌ.
مولده في مستهل المحرم سنة أربع وخمسين وست مئة، وتوفي في عاشر جمادى الآخرة سنة اثنتين وأربعين وسبع مئة ببلبيس، ودفن بمقابرها، رحمه الله تعالى وإيانا.
سمعت عليه الجزء الثالث من موافقات الحافظ زكي الدين عبد العظيم المنذري، بإجازته منه. وجزءاً فيه حديث بريدة بن الحصيب(1/162)
رضي الله عنه في اسم الله الأعظم، تخريج الحافظ زكي الدين المنذري، بإجازته منه، بقراءة والدي تغمده الله تعالى برحمته في سادس عشر شهر رمضان سنة أربع وثلاثين وسبع مئة بالقاهرة.
أخبرنا الشيخ الإمام الصالح تقي الدين أبو الطاهر إسماعيل بن أحمد بن إسماعيل بن علي بن سيف الأنصاري البلبيسي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا الشيخ الإمام الحافظ زكي الدين أبو محمد عبد العظيم ابن عبد القوي بن عبد الله المنذري إجازةً، قال: أخبرنا الشيخ الأجل أبو حفص عمر بن أبي بكر بن معمر السلامي بقراءتي عليه بدمشق (ح) وأخبرنا الشيوخ الأربعة: أبو العباس أحمد بن منصور بن إبراهيم ابن الجوهري، وأبو القاسم محمد بن محمد بن محمد بن أحمد ابن سيد الناس اليعمري، وأبو عبد الله محمد بن غالي بن نجم الدمياطي، وأبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن عبد العزيز ابن السلطان الملك المعظم عيسى ابن السلطان الملك العادل قراءةً عليهم وأنا حاضرٌ في الرابعة، قالوا سوى ابن غالي: أخبرنا الشيخ أبو الفضل عبد الرحيم بن يوسف ابن خطيب المزة، وقال ابن الجوهري أيضاً وابن غالي: أخبرنا الشيخ نجيب الدين أبو الفرج عبد اللطيف بن عبد المنعم بن علي الحراني، قالا: أخبرنا أبو حفص بن طبرزد، قال: أخبرنا أبو الفتح مفلح بن أحمد الدومي قراءةً عليه وأنا أسمع ببغداد، قال: أخبرنا الحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب، قال: أخبرنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي بقراءتي عليه بالبصرة، قال: حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن عمرو اللؤلؤي، قال: حدثنا أبو داود، قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى، عن مالك بن مغول، قال: حدثنا عبد الله بن بريدة، عن أبيه؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلاً يقول: اللهم إني أسألك، أني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحدٌ فقال: ((لقد سألت الله بالاسم الذي إذا سئل به أعطى، وإذا دعي به أجاب)).(1/163)
قال شيخنا الحافظ أبو محمد المنذري: هكذا أخرجه أبو داود في ((سننه))، ورجال إسناده كلهم ثقات محتج بهم في الصحيح، فإن مسدد ابن مسرهد هو أبو الحسن الأسدي البصري روى عنه جماعة من الأئمة واحتج به البخاري في ((صحيحه))، وروى الترمذي والنسائي عن رجلٍ عنه. وأما يحيى فهو أبو سعيد يحيى بن سعيد القطان أحد أئمة هذا الشأن، اتفق الإمامان البخاري ومسلم على الاحتجاج به في صحيحيهما. ومالك بن مغول هو أبو عبد الله البجلي الكوفي وقد اتفق الإمامان أيضاً على الاحتجاج بحديثه. وعبد الله بن بريدة هو أبو سهل البصري قاضي مرو وقد اتفق الإمامان أيضاً على الاحتجاج بحديثه. وأبوه بريدة بن الحصيب الأسلمي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كنيته أبو سهل وقيل غير ذلك، وقد اتفق الإمامان على إخراج حديثه.
وقال أبو داود: حدثنا عبد الرحمن بن خالد الرقي، قال: حدثنا زيد بن حباب، قال: حدثنا مالك بن مغول بهذا الحديث، قال فيه: ((لقد سأل الله باسمه الأعظم)).
وعبد الرحمن بن خالد أبو بكر الرقي قد روى عنه النسائي أيضاً في ((سننه)) مع شدة نقده للرجال، وقال: لا بأس به. وزيد بن حباب أو الحسين التميمي العكلي مولاهم، الكوفي وثقه علي ابن المديني وغيره، واحتج به مسلم في ((صحيحه)).
وقد أخرج هذا الحديث أبو عيسى الترمذي في ((جامعه)) وأبو(1/164)
عبد الرحمن النسائي، وأبو عبد الله بن ماجة في سننهما بنحوه، وفيها جميعها: ((باسمه الأعظم)). وقال شيخنا الحافظ أبو الحسن علي بن المفضل المقدسي رضي الله عنه، وقرأته عليه عقيب حديث مسدد هذا، قال: وهو إسناد لا مطعن فيه، ولا أعلم أنه روي في هذا الباب حديثٌ أجود إسناداً منه، وهو يدل على بطلان مذهب من ذهب إلى نفي القول بأن لله تعالى اسماً هو الاسم الأعظم.
وأخبرنا الشيخ الإمام تقي الدين أبو الطاهر إسماعيل بن أحمد بن إسماعيل البلبيسي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا الإمام الحافظ زكي الدين أبو محمد عبد العظيم بن عبد القوي بن عبد الله المنذري إجازةً، قال: أخبرنا الشيخ الصالح أبو عبد الله محمد بن أبي المعالي، بن موهوب الجامعي بقراءتي عليه، قال: أخبرنا الشيخ أبو بكر محمد بن عبيد الله بن نصر قراءة عليه وأنا أسمع ببغداد، قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس، قال: حدثنا عبد الله، يعني ابن محمد بن عبد العزيز، قال: حدثنا هارون بن عبد الله، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن محمد بن سوقة، عن نافع بن جبير، سمع أم سلمة تقول: ذكر النبي صلى الله عليه وسلم الجيش الذي(1/165)
يخسف بهم، فقالت أم سلمة: لعل فيهم المكره، قال: ((إنهم يبعثون على نياتهم)).
أخرجه أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجة القزويني في ((سننه))، عن أبي موسى هارون بن عبد الله بن مروان البغدادي البزاز المعروف بالحمال –بالحاء المهملة المفتوحة، والميم المشددة- مولده سنة إحدى أو اثنتين وسبعين ومئة، وتوفي في شوال سنة ثلاث وأربعين ومئتين، وقيل: توفي لعشر مضين من شوال سنة تسع وأربعين ومئتين، وهو وهم، والصحيح الأول، واختلف في نسبته بالحمال، فالمشهور أنه لكثرة ما حمل من العلم، وقيل: كان بزازاً، فلما تزهد حمل، وقيل: كان حمالاً ثم تحول إلى البز.
وأخرجه الترمذي في ((جامعه)) عن نصر بن علي، عن ابن عيينة، وقال: هذا حديثٌ حسن غريبٌ من هذا الوجه، فوقع لنا موافقةٌ لابن ماجة عاليةً، وبدلاً للترمذي عالياً.
وقد روي هذا الحديث عن نافع بن جبير، عن عائشة أيضاً، عن النبي صلى الله عليه وسلم .
وأخبرنا أبو الطاهر البلبيسي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا الحافظ زكي الدين المنذري إجازةً، قال: أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد البغدادي بقراءتي عليه بدمشق، قلت له: أخبرك الرئيس أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد الشيباني قراءةً عليه وأنت تسمع ببغداد في ربيع الأول سنة خمسٍ وعشرين وخمس مئة، قال: أخبرنا أبو طالب(1/166)
محمد بن محمد بن إبراهيم قراءةً عليه وأنا أسمع، قيل له: أخبركم أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى النيسابوري قراءةً عليه وأنت تسمع، قال: أخبرنا أبو العباس محمد بن إسحاق بن إبراهيم الثقفي، قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة، عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في غزوة تبوك إذا ارتحل قبل أن تزيغ الشمس آخر الظهر حتى يجمعها إلى العصر فيصليهما جميعاً، وإذا ارتحل بعد زيغ الشمس صلى الظهر والعصر جميعاً ثم سار، وكان إذا ارتحل قبل المغرب أخر المغرب حتى يصليها مع العشاء، فإذا ارتحل بعد المغرب عجل العشاء فصلاها مع المغرب.
قال قتيبة: عليه سبع علامات: علامة أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وأبي خيثمة، وأبي بكر بن أبي شيبة، والحميدي، حتى عد سبعةً.
أخرجه أبو داود السجتاني في ((سننه)) وأبو عيسى الترمذي في ((جامعه)) عن قتيبة بن سعيد. ورواه علي ابن المديني عن أحمد بن حنبل، عن قتيبة، وقد قيل: إن أئمة الحديث إنما سمعوه من قتيبة تعجباً من إسناده ومتنه، وقال أبو داود: لم يرو هذا الحديث إلا قتيبة وحده. وقال الترمذي: وحديث معاذ، حديث حسن غريب، تفرد به قتيبة، لا نعرف أحداً رواه عن الليث غيره، وحديث الليث عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الطفيل، عن معاذ، حديث غريب، والمعروف عند أهل(1/167)
العلم حديث معاذ من حديث أبي الزبير، عن أبي الطفيل، عن معاذ؛ رواه قرة بن خالد وسفيان الثوري ومالك وغير واحد، عن أبي الزبير المكي.
وقال أبو سعيد بن يونس الحافظ المصري: لم يحدث به إلا قتيبة، ويقال: إنه غلط، وأن موضع يزيد بن أبي حبيب: أبو الزبير.
وقال الحاكم أبو عبد الله النيسابوري: هذا حديث رواته أئمةٌ ثقاتٌ، وهو شاذ الإسناد والمتن ثم لا نعرف له علة نعلله بها، وذكر عن جماعة من الأئمة أنهم لم يذكروا له علة، وقال: فنظرنا فإذا الحديث موضوع، وقتيبة بن سعيد ثقةٌ مأمون، وحكى محمد بن إسماعيل البخاري أنه قال: قلت لقتيبة بن سعيد: مع من كتبت عن الليث بن سعد حديث يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الطفيل، فقال: كتبته مع خالد المدائني. قال البخاري: وكان خالد المدائني يدخل الأحاديث على الشيوخ، قال الشيخ الإمام الحافظ زكي الدين: وخالد هذا هو أبو الهيثم خالد بن القاسم المدائني متروك الحديث. وقال أبو أحمد بن عدي الجرجاني: له عن الليث بن سعد غير حديث منكر، والليث بريء من رواية خالد، عنى تلك الأحاديث.(1/168)
شيخٌ آخر
42- أيوب بن محمد بن علوي بن أبي بكر بن نفيس السلمي الدمشقي، نجم الدين.
سمع من الشرف محمد بن عبد المنعم ابن القواس، واسمه في طبقة سماعه نجم بن محمد، وحدث بجامع دمشق.
وتوفي يوم الجمعة رابع عشر ذي القعدة سنة ثمانٍ وأربعين وسبع مئة، وصلي عليه عقيب الجمعة بجامع دمشق، ودفن بتربة له عند الجامع المظفري بسفح قاسيون. وخلف أموالاً كثيرةً قيل: إنها بلغت ألف ألف درهم، وأوصى بصدقات بنحو ثلاثين ألف درهم.
سمعت عليه ((جزء)) الأنصاري وفوائد ابن ماسي، بسماعه من محمد بن عبد المنعم ابن القواس، بسماعه من الكندي، بسماعه من القاضي أبي بكر الأنصاري، بسنده.
أخبرنا الشيخ نجم الدين أيوب بن محمد بن علوي السلمي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد المنعم بن عمر بن عبد الله ابن القواس قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا الإمام أبو اليمن زيد بن الحسن بن زيد الكندي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري قاضي المارستان، قال: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر البرمكي حضوراً، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي البزاز، قال: أخبرنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي البصري، قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، قال: حدثني أبي عبد الله بن المثنى، قال: رأيت الكتاب الذي كتبه أبو بكر لأنس عند ثمامة، فكان نقش الخاتم محمدٌ سطرٌ، ورسولٌ سطرٌ، والله سطرٌ.(1/169)
أخرجه الترمذي عن محمد بن بشار ومحمد بن يحيى؛ كلاهما عن الأنصاري، فوقع لنا بدلاً عالياً بدرجتين.
وبه إلى الأنصاري، قال: حدثنا سليمان التيمي، عن حنش، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: كل مصرٍ مصره المسلمون لا يبنى فيه كنيسةٌ، ولا بيعةٌ، ولا يضرب فيه بناقوسٍ، ولا يباع فيه لحم الخنزير.
حنش هو حسين بن قيس أبو علي الرحبي، وحنش لقبه.
شيخٌ آخر
43- أيوب بن نعمة بن محمد بن نعمة بن أحمد بن جعفر بن حسين بن حماد المقدسي الكحال، الشيخ زين الدين أبو محمد.
من المشهورين بصناعة الكحل بدمشق، وخدم السلطان وسافر معه إلى الصيد ورأى الديار المصرية، وتفرج، وبقي أكثر من عشرين سنة وحدث هناك، ثم إنه عاد إلى دمشق ووصل إليها في يوم الأحد الثالث والعشرين من ذي القعدة سنة اثنتين وعشرين وسبع مئة.
سمع من المرسي ((الآداب)) للبيهقي، وسمع من عثمان ابن خطيب(1/170)
القرافة، وعبد الله ابن الخشوعي، وابن البرهان، وابن الحرستاني، وابن النشبي، ووالده، والزين خالد، وفرج الحبشي.
قال الحافظ أبو محمد البرزالي: سألته عن مولده، فقال: ذكر لي والدي أني كنت رضيعاً في سنة الخوارزمية. وقال لي: إنه حفظ في ((التنبيه)) إلى كتاب اللقطة، ونزل بالشامية وغيرها، ثم إنه رأى جارهم النجم إسماعيل ابن العبادي الكحال وحسن حاله فأعجبه أن يصير مثله كحالاً، فاشتغل على المحيي طاهر الكحال المعروف بابن المطواع وغيره في مدة يسيرة، وباشر وكحل وحصل أموالاً من ذلك، ولما زكي كان عمره أقل من عشرين سنة.
مات في منتصف ذي الحجة سنة ثلاثين وسبع مئة، ودفن بسفح قاسيون بالقرب من تربة الشيخ زين الدين الفارقي رحمه الله تعالى.
أجاز لنا في سنة ثمانٍ وعشرين وسبع مئة.
أخبرنا الشيخ المسند زين الدين أبو محمد أيوب بن نعمة بن محمد الكحال في كتابه، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد السلمي المرسي قراءة عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو القاسم منصور ابن عبد المنعم بن عبد الله الفراوي، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد بن أحمد الخواري، قال: أخبرنا الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين ابن علي البيهقي، قال: أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران المعدل ببغداد، قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن عمرو بن البختري الرزاز، قال: حدثنا محمد بن عبيد الله بن يزيد، قال: حدثنا إسحاق بن يوسف الأزرق، قال: حدثنا عمرو بن عثمان بن موهب، عن موسى بن طلحة، عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه: أن أعرابياً عرض للنبي صلى الله عليه وسلم في مسير له فأخذ بخطام الناقة أو زمامها، فقال يا رسول الله –أو يا محمد- أخبرني بما يقربني من الجنة ويباعدني من النار، قال: ((تعبد الله ولا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة، وتوتي الزكاة، وتصل الرحم)).(1/171)
أخرجه البخاري في الزكاة عن حفص بن عمر، عن شعبة، عن محمد بن عثمان بن عبد الله بن موهب، عن موسى بن طلحة. وقال: أخشى أن يكون محمد غير محفوظ إنما هو عمرو. وفي الأدب عن أبي الوليد، عن شعبة، عن ابن عثمان بن عبد الله بن موهب، ولم يسمه، عن موسى. وعن عبد الرحمن بن بشر، عن بهز بن أسد، عن شعبة، عن ابن عثمان بن عبد الله وأبيه عثمان؛ كلاهما عن موسى.
وأخرجه مسلم في الإيمان عن محمد بن عبد الله بن نمير، عن أبيه، عن عمرو بن عثمان، عن موسى. وعن محمد بن حاتم وعبد الرحمن بن بشر، كلاهما عن بهز، عن شعبة، عن محمد بن عثمان وأبيه عثمان، به. وعن يحيى بن يحيى وأبي بكر بن أبي شيبة؛ كلاهما عن أبي الأحوص، عن أبي إسحاق، عن موسى.
وأخرجه النسائي في الصلاة وفي العلم عن محمد بن عثمان ابن أبي صفوان، عن بهز، به، فوقع لنا عالياً.
وبه إلى البيهقي، قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، قال: حدثنا أحمد بن عبد الحميد الحارثي، قال: حدثنا أبو أسامة، عن بريد، عن أبي بردة، عن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال: ((المملوك الذي يحسن عبادة ربه، ويؤدي إلى سيده الذي(1/172)
له عليه من الحق والنصيحة والطاعة له أجران، أجرٌ ما أحسن عبادة ربه وأجر ما أدى إلى مليكه الذي له عليه من الحق)).
أخرجه البخاري في العتق عن أبي كريب، عن أبي أسامة، به فوقع لنا بدلاً.
وأبو كريب اسمه محمد بن العلاء الهمداني.
وأبو أسامة اسمه حماد بن أسامة الكوفي.
وبريد هو ابن عبد الله بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري.
وأبو موسى اسمه عبد الله بن قيس رضي الله عنه.
شيخٌ آخر
44- بكار بن عبيد بن محمد بن عباس بن محمد بن موهوب بن بدر بن محمد بن سعد بن يحيى بن أبي عبيد بن عبد الله بن بكران الأسعردي، تاج الدين أبو نعيم، ويدعى أحمد أيضاً، ابن الحافظ أبي القاسم الحداد.(1/173)
حضر في الرابعة على ابن علاق، وعبد الهادي بن عبد الكريم القيسي، وسمع من النجيب الحراني، والشيخ شمس الدين محمد ابن العماد إبراهيم المقدسي، وأبي بكر محمد بن إسماعيل ابن الأنماطي، وغيرهم، وأجاز له جماعة، وحدث هو وأبوه، وكان فقيراً يأكل من كسب يده.
مولده في سنة تسع وخمسين وست مئة. وتوفي في الرابع عشر من شوال سنة خمسٍ وأربعين وسبع مئة بالقاهرة، ودفن بالقرافة رحمه الله وإيانا.
سمعت عليه ((جزء)) ابن عرفة، بسماعه من النجيب، بسماعه من ابن كليب، بسماعه من ابن بيان، بسماعه من ابن مخلد، عن الصفار، عن ابن عرفة.
أخبرنا الشيخ تاج الدين أبو نعيم بكار ابن الحافظ تقي الدين عبيد بن محمد بن عباس الأسعردي ويدعى أحمد أيضاً قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا الشيخ نجيب الدين أبو الفرج عبد اللطيف بن عبد المنعم بن علي بن نصر بن الصيقل الحراني قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب بن سعد بن صدقة بن كليب الحراني، قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن بيان الرزاز الكاتب، قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن مخلد البزاز، قال: أخبرنا أبو علي إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن صالح الصفار، قال: حدثنا أبو علي الحسن بن عرفة بن يزيد العبدي في ذي الحجة سنة ست وخمسين ومئتين، قال: حدثنا جرير بن عبد الحميد، عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أي الصدقة أفضل؟ قال: ((لتنبأن، أن تصدق وأنت صحيحٌ شحيحٌ تأمل البقاء، وتخاف الفقر، ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم، قلت: لفلانٍ كذا ولفلانٍ كذا، ألا وقد كان لفلانٍ)).
أخرجه مسلم عن زهير بن حرب، عن جرير، به، فوقع لنا بدلاً(1/174)
عالياً. وأخرجه البخاري عن أبي كريب، عن حماد بن أسامة، عن سفيان الثوري، عن عمارة، به، فوقع لنا عالياً بدرجتين.
وبه إلى ابن عرفة، قال: حدثنا ابن علية، عن يزيد، عن مطرف ابن عبد الله بن الشخير، عن عمران بن حصين رضي الله عنه، قال: قال رجلٌ: يا رسول الله، أعلم أهل الجنة من أهل النار؟ قال: ((نعم)) قال: ففيم يعمل العاملون؟ قال: ((اعملوا فكل ميسرٌ)) أو كما قال.
أخرجه مسلم عن محمد بن عبد الله بن نمير، عن إسماعيل بن علية، فوقع لنا بدلاً عالياً.
شيخٌ آخر
45- جبريل بن ياقوت بن عبد الله المصري، أبو الأمانة.
سمعت عليه ((ثلاثيات البخاري)) بسماعه من ابن الشحنة.(1/175)
شيخٌ آخر
46- حمزة بن أسعد بن المظفر بن أسعد بن حمزة بن أسد بن علي بن محمد التميمي ابن القلانسي، الصاحب الكبير أبو يعلى، وكناه عند ولادته تاج الدين ابن عساكر أبا المظفر ابن مؤيد الدين.
أحد الرؤساء المشهورين بدمشق والعدول الأكابر بها، عريقٌ في التقدم والكفاءة والرياسة، طلب إلى القاهرة وألزم بمباشرة وكالة السلطان الملك الناصر، والنظر في ديوانه الخاص، فباشر ذلك ثم ولي وزارة دمشق مدة أشهر.
سمع من الرضي ابن البرهان، وابن عبد الدائم، وجماعة.
مولده في التاسع والعشرين من ذي الحجة سنة تسع وأربعين وست مئة ثم وجد بخط تاج الدين ابن عساكر في السادس والعشرين من شهر ربيع الآخر من السنة المذكورة. ومات في ليلة الأحد سادس ذي الحجة سنة تسع وعشرين وسبع مئة ببستانه بسفح قاسيون، وصلي عليه من الغد على باب اليغمورية، ودفن بتربة والده بسفح قاسيون رحمه الله تعالى وإيانا.
أجاز لنا في سنة ثمان وعشرين وسبع مئة.
أخبرنا الصاحب عز الدين أبو يعلى حمزة بن أسعد بن المظفر ابن القلانسي فيما أذن لنا أن نروي عنه، قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن عبد الدائم بن نعمة المقدسي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو الفرج يحيى بن محمود بن سعد الثقفي، قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد حضوراً، قال: أخبرنا الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد الأصبهاني، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين(1/176)
الآجري، قال: أخبرنا خلف بن عمرو العكبري، قال: حدثنا الحميدي، وهو عبد الله بن الزبير، قال: حدثنا محمد بن طلحة التيمي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن سالم بن عبد الرحمن بن عويم بن ساعدة، عن أبيه، عن جده رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله اختارني واختار لي أصحاباً فجعل لي منهم وزراءً وأنصاراً وأصهاراً، فمن سبهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفاً ولا عدلاً)).
لم يذكر عبد الرحمن بن عويم بن ساعدة في كتاب ((الأطراف))، وإنما ذكر أبوه عويم بن ساعدة الأنصاري وذكر له حديث في مسند عتبة ابن عويم بن ساعدة وهو حديث((عليكم بالأبكار فإنهن أعذب أفواهاً)).. الحديث؛ أخرج ابن ماجة في النكاح عن إبراهيم بن المنذر، عن محمد بن طلحة التيمي، عن عبد الرحمن بن سالم بن عتبة بن عويم بن ساعدة، عن أبيه، عن جده، به، وليس له سواه.(1/177)
شيخٌ آخر
47- خليل بن أيبك بن عبد الله الصفدي، الإمام الأوحد الأديب البارع المؤرخ المتقن، صلاح الدين أبو الصفاء.
ولد سنة ست وتسعين وست مئة تقريباً، ومات ليلة الأحد عاشر شوال سنة أربع وستين وسبع مئة، ودفن بمقابر الصوفية.
شيخٌ آخر
48- خليل بن كيكلدي بن عبد الله العلائي الفقيه الشافعي المحدث الحافظ العمدة الحجة القدوة العلامة، جمال الإسلام أبو سعيد.(1/178)
ولد سنة أربع وتسعين وست مئة، وتوفي بالقدس الشريف في ثالث المحرم سنة إحدى وستين وسبع مئة، ودفن بباب الرحمة، تغمده الله برحمته.
شيخٌ آخر
49- داود بن إبراهيم بن داود بن سليمان ابن العطار الدمشقي الشافعي، الشيخ جمال الدين أبو سليمان.
رجلٌ جيدٌ، نسخ كثيراً بخطه، واشتغل، وسمع الحديث بإفادة أخيه من أحمد الكهفي، ومن أصحاب ابن طبرزد.
مولده في ليلة رابع عشر شوال سنة خمس وستين وست مئة، ومات في ليلة الخميس ثالث جمادى الآخرة سنة اثنتين وخمسين وسبع مئة، ودفن من الغد بسفح قاسيون.
سمعت عليه ((الترمذي)) كاملاً بسماعه من ابن البخاري، بسماعه من ابن طبرزد، عن الكروخي، عن شيوخه الثلاثة: أبي عامر الأزدي، وأبي بكر الغورجي، وأبي نصر الترياقي، عن الجراحي، عن المحبوبي، عن الترمذي.
و((جزء الأنصاري)) و ((فوائد ابن ماسي)) بسماعه من المقداد وعمر ابن أبي عصرون والعامري بسماع المقداد من ابن الأخضر وبسماع ابن أبي عصرون من ابن طبرزد، وبسماع العامري من الكندي؛ بسماعهم من القاضي أبي بكر الأنصاري بسنده. و((سباعيات ابن ملاعب)) بسماعه من ابن الصابوني، بسماعه منه.
وجزءاً فيه المجلس الثاني والسبعون من ((أمالي ابن السمرقندي))(1/179)
بإجازته من النجيب عبد اللطيف الحراني، بسماعه من سعيد بن محمد بن محمد بن محمد بن عطاف المؤدب، بسماعه منه.
أخبرنا الشيخ جمال الدين أبو سليمان داود بن إبراهيم بن داود ابن العطار الشافعي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا الشيخ فخر الدين أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد ابن البخاري قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن معمر بن طبرزد البغدادي، قال: أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن أبي القاسم بن أبي سهل الكروخي، قال: أخبرنا الشيوخ الثلاثة: أبو عامر محمود بن القاسم بن محمد الأزدي، وأبو بكر أحمد بن عبد الصمد بن أبي الفضل الغورجي، وأبو نصر عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم الترياقي، قالوا: أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد بن عبد الله الجراحي، قال أخبرنا أبو العباس محمد بن أحمد بن محبوب المبحوبي قال: أخبرنا الحافظ أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة بن موسى الترمذي، قال: حدثنا قتيبة وبشر بن معاذ؛ قالا: حدثنا أبو عوانة، عن قتادة، عن أنس رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها)).
أخرجه مسلم عن محمد بن المثنى، عن عبد الأعلى السامي، عن سعد بن أبي عروبة. وأخرجه النسائي عن حميد بن مسعدة. وأخرجه ابن ماجة عن نصر بن علي؛ كلاهما عن يزيد بن زريع، عن حجاج الأحول؛ كلاهما عن قتادة، به، فوقع لنا عالياً.(1/180)
وبه إلى الترمذي، قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا سفيان، عن الزهري، عن أنس رضي الله عنه يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم ، قال: ((إذا حضر العشاء وأقيمت الصلاة فابدؤوا بالعشاء)).
أخرجه البخاري عن يحيى بن بكير، عن الليث، عن عقيل. وأخرجه مسلم عن هارون الأيلي، عن ابن وهب، عن يونس؛ كلاهما عن الزهري، به، فوقع لنا عالياً.
وبه إلى الترمذي، قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن محمد بن زياد هو ابن الحارث البصري، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أما يخشى الذي يرفع رأسه قبل الإمام أن يحول الله رأسه رأس حمارٍ)).
أخرجه مسلم عن عبيد الله بن معاذ، عن أبيه، عن شعبة. وعن عمرو الناقد وزهير بن حرب؛ كلاهما عن ابن علية، عن يونس بن(1/181)
يزيد. وعن أبي بكر بن أبي شيبة عن وكيع، عن حماد بن سلمة؛ ثلاثتهم عن محمد بن زياد به، فوقع لنا عالياً.
شيخٌ آخر
50- داود بن سليمان بن داود بن عمر بن يوسف ابن خطيب بيت الآبار، عماد الدين أبو المعالي ابن فخر الدين ابن عماد الدين.
سمع من عم والده ضياء الدين يوسف بن عمر ابن خطيب بيت الآبار، وأخيه موفق الدين محمد. سمع منه الحافظ أبو محمد البرزالي وذكره في ((معجمه))، وكان له أخٌ باسمه أكبر منه مات قبله، وكان رجلاً جيداً خيراً.
توفي في المحرم سنة إحدى وخمسين وسبع مئة بالمارستان النوري بدمشق، ودفن عند أهله بمقابر قرية بيت الآبار من غوطة دمشق.
سمعت عليه من ترجمة أبي الدرداء من كتاب ((وصايا العلماء عند حضور الموت)) لابن زبر إلى آخر الجزء؛ بسماعه من أبي الطاهر يوسف ابن عمر بن يوسف ابن خطيب بيت الآبار، بسماعه من الخشوعي،(1/182)
بسماعه من جمال الإسلام، بسماعه من ابن أبي العلاء، عن ابن أبي نصر، عنه.
أخبرنا الشيخ عماد الدين أبو المعالي داود بن سليمان ابن الخطيب عماد الدين داود بن عمر بن يوسف ابن خطيب بيت الآبار قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا عم والدي أبو الطاهر يوسف بن عمر بن يوسف ابن خطيب بيت الآبار قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو طاهر بركات بن إبراهيم بن طاهر الخشوعي قراءةً عليه، قال: أخبرنا جمال الإسلام أبو الحسن علي بن المسلم بن محمد بن الفتح السلمي، قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد بن علي بن أحمد بن أبي العلاء المصيصي، قال: أخبرنا أبو علي أحمد بن عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن أبي نصر التميمي، قال: أخبرنا أبو سليمان محمد بن عبد الله بن زبر الربعي، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا عمران بن بكار، قال: حدثنا أبو المغيرة، قال: حدثنا صفوان بن عمرو (ح) قال ابن زبر أيضاً: أخبرنا أبي، قال: حدثنا إبراهيم بن الهيثم البلدي، قال: حدثنا عتبة بن السكن الفزاري، قال: حدثنا صفوان بن عمرو، قال: حدثني شريح بن عبيد الحضرمي أن أبا مالك الأشعري لما حضرته الوفاة قال لأناس من الأشعريين: ليبلغ شاهدكم غائبكم إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((حلاوة الدنيا مرارة الآخرة، ومرارة الدنيا حلاوة الآخرة)).
هذا الحديث لم يخرجه أحد من أصحاب الكتب السنة.
وأبو مالك الأشعري اختلف في اسمه، فقيل: الحارث بن(1/183)
الحارث، وقيل: عبيد، وقيل عمرو، وقيل: كعب بن عاصم، وقيل: عبيد الله، وقيل: كعب بن كعب، وقيل: عامر بن الحارث بن هانئ بن كلثوم، نزل الشام رضي الله عنه.
وبه إلى ابن زبر، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا أبو الأحوص محمد ابن الهيثم، قال: حدثنا خالد بن خداش، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن ابن عون، عن الحسن، قال لما حضرته الوفاة استرجع ثم أخرج يده فحركها ثم قال: هذا والله منزلة صبرٍ واستسلام.
وبه إلى ابن زبر، قال: حدثنا محمد بن جعفر السامري، قال: حدثنا الحسن بن عرفة، قال: حدثنا روح بن عبادة، قال: حدثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة أن عامر بن عبد قيس لما احتضر قال: ما آسى على شيءٍ إلا على قيام الليل في الشتاء وظمأ الهواجر.
وبه إلى ابن زبر، قال: حدثنا بدر بن الهيثم القاضي، قال: حدثنا أبو ذر شيخ من أصحاب الحديث، قال: سمعت مليح بن وكيع يقول: لما اعتل أبي رحمه الله بطريق مكة فثقل غشيه كربٌ، فكشف الإزار عن بطنه وكان لا يكاد ينكشف، فأخذت الإزار فرددته عليه، ثم كشفه أيضاً، فجئت لأرده، فقال: يا بني دعه فإن سمعت سفيان يقول: إذا نزل البلاء ذهب الحياء.
وبه إلى ابن زبر، قال: حدثنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد ابن الأعرابي، قال: حدثنا أبو أسامة الحلبي، قال: حدثنا حسن بن الربيع، قال: حدثنا مفضل بن مهلهل، عن محمد بن سوقة، قال: حدثني وصي إبراهيم، قال: لما حضر إبراهيم الموت بكى، فقلت: ما يبكيك يا أبا عمران؟ قال: مالي لا أبكي وأنا أنتظر رسل ربي عز وجل، لا أدر تبشرني بجنةٍ أم بنارٍ.(1/184)
شيخٌ آخر
51- شافع بن محمد بن هجرس بن محمد بن شافع بن محمد بن نعمة بن فليان بن منير بن محمد بن كعب السلامي، الشيخ العدل جمال الدين أبو محمد وأبو علي الصميدي الشافعي.
سمع من ابن البخاري بدمشق، وبالقاهرة من أبي المعالي أحمد بن إسحاق الأبرقوهي، وحدث؛ سمع منه المزي، والذهبي وذكره في ((معجمه)) وحفظ ((التنبيه)) واشتغل، وتنزل بالمدارس، وجلس مع الشهود، وحج ورزق نحو عشرة أولاد.
مولده في سنة ثلاث وسبعين وست مئة، وتوفي في يوم الثلاثاء ثاني محرم سنة أربع وأربعين وسبع مئة بظاهر دمشق، وصلي عليه من يومه، ودفن بمقبرة باب الصغير.
أخبرنا الشيخ الفقيه الإمام جمال الدين أبو محمد شافع بن محمد بن أبي محمد هجرس بن محمد بن شافع السلامي الشافعي بقراءتي عليه، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد ابن البخاري قراءة عليه وأنا أسمع (ح) وأخبرنا جدي الإمام العلامة زين الدين أبو محمد عبد الكافي ابن علي الشافعي حضوراً بقراءة والدي عليه، قال: أخبرنا أبو الفضل عبد الرحيم بن يوسف بن يحيى ابن خطيب المزة قراءة(1/185)
عليه وأنا أسمع؛ قالا: أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن معمر بن طبرزد المؤدب، قال: أخبرنا أبو البدر إبراهيم بن محمد بن منصور الكرخي، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب، قال: أخبرنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي، قال: أخبرنا أبو علي محمد بن أحمد بن عمرو اللؤلؤي، قال: حدثنا الإمام أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني، قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، قال: حدثنا مالك، عن عبد الله بن دينار، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أنه قال: ذكر عمر بن الخطاب رضي الله عنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنه تصيبه الجنابة من الليل، فقال له رسول لله صلى الله عليه وسلم : ((توضأ واغسل ذكرك، ثم نم)).
أخرجه البخاري في الطهارة عن عبد الله بن يوسف. وأخرجه مسلم فيه عن يحيى بن يحيى. وأخرجه النسائي فيه وفي عشرة النساء عن قتيبة، وعن محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي، عن قرادٍ أبي نوحٍ؛ أربعتهم عن مالك به. فوقع لنا بدلاً لهم وعالياً(1/186)
للنسائي.
شيخٌ آخر
52- صالح بن مختار بن صالح بن أبي الفوارس الأشنوي، ويقال: أيضاً الأشنهي، العجمي الأصل الأعزازي المولد القرافي الصوفي، الشيخ الصالح تقي الدين أبو التقى وأبو الخير.
سمع بإفادة والده من ابن عبد الدائم، ومن الشيخ شمس الدين ابن أبي عمر، وابن البخاري، وابن الكمال، وسمع بالقاهرة أيضاً وأجاز له جماعةٌ من أصحاب الخشوعي وغيرهم، وحدث؛ سمع منه الحافظ فتح الدين ابن سيد الناس، وخرج له بعض الطلبة جزءاً من حديثه، وحدث به.
وكان شيخاً صالحاً مقيماً بضريح الإمام الشافعي رضي الله عنه بالقرافة، وحج في آخر عمره، وحدث بمكة.
والأشنهي: بضم الهمزة وسكون الشين المعجمة وضم النون وكسر الهاء، نسبةً إلى أشنه، قال ابن السمعاني: أظن أنها بليدة بأذربيجان.
مولده في رمضان سنة اثنتين وأربعين وست مئة، وتوفي في نصف جمادى الأولى سنة ثمان وثلاثين وسبع مئة بالقرافة، ودفن بها، رحمه الله تعالى.
سمعت عليه حضوراً في الرابعة ((الأربعين الآجرية)) بسماعه من ابن عبد الدائم، بسماعه من الثقفي، بسماعه من الحداد حضوراً، قال: أخبرنا(1/187)
الحافظ أبو نعيم، قال: أخبرنا الآجري.
و((جزء الحسن بن عرفة العبدي)) بسماعه من ابن عبد الدائم، بسماعه من ابن كليب، قال: أخبرنا ابن بيان قال: أخبرنا ابن مخلد، قال: أخبرنا الصفار، قال: أخبرنا ابن عرفة.
والجزء الثالث من ((حديث علي بن حجر))، بسماعه من ابن عبد الدائم، بسماعه من الثقفي، قال: أخبرنا أبو طاهر الدشتج حضوراً، قال: أخبرنا ابن المعتز، قال: أخبرنا أبو طاهر بن خزيمة، قال: أخبرنا جدي، عنه.
وجميع كتاب ((الترغيب والترهيب)) تأليف الحافظ أبي القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل التيمي الأصبهاني، بسماعه من أبي العباس أحمد بن عبد الدائم بن نعمة المقدسي وإجازة من أبي إسحاق إبراهيم بن خليل بن عبد الله الدمشقي، بسماعهما من أبي الفرج يحيى بن محمود بن سعد الثقفي منه، وذلك في سنة ثلاث وثلاثين وسبع مئة بالقاهرة.
أخبرنا الشيخ الصالح تقي الدين أبو التقى صالح بن مختار بن صالح الأشنوي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا الشيخ زين الدين أبو العباس أحمد بن عبد الدائم بن نعمة المقدسي قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو الفرج يحيى بن محمود بن سعد الثقفي، قال: أخبرنا أبو علي الحسين بن أحمد بن الحسن الحداد حضوراً، قال: أخبرنا الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد الأصبهاني، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين الآجري، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي داود، قال: حدثنا أبو الطاهر أحمد بن عمرو المصري وعبد الله بن محمد الزهري؛ قالا: حدثنا سفيان بن عيينة، قال: حدثنا عمرو بن يحيى المازني، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((ليس فيما دون خمس أوراقٍ صدقةٌ، ليس فيما دون خمس ذودٍ صدقةٌ، وليس فيما دون خمسة أوسقٍ صدقةٌ)).
أخرجه مسلم في الزكاة عن عمرو بن محمد الناقد، عن ابن(1/188)
عيينة، فوقع لنا بدلاً عالياً.
وبه إلى الآجري، قال: أخبرنا أبو بكر جعفر بن محمد الفريابي، قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير بن عبد الحميد، عن منصور، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: كنا في جنازةٍ في بقيع الغرقد، قال: فأتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقعد وقعدنا حوله ومعه مخصرة فنكس رأسه فجعل ينكت بمخصرته، ثم قال: ((ما منكم من أحدٍ من نفس منفوسةٍ إلا وقد كتب مكانها من الجنة والنار وإلا قد كتبت شقية أو سعيدة))، فقال رجلٌ: يا رسول الله أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل، فمن كان منا من أهل السعادة فسيصير إلى عمل أهل السعادة، ومن كان منا من أهل الشقاء، فسيصير إلى عمل أهل الشقاوة، فقال: ((اعملوا فكل ميسرٌ، أما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة، وأما أهل الشقاوة فييسرون لعمل أهل الشقاوة)) ثم قرأ: {فأما من أعطى واتقى. وصدق بالحسنى. فسنيسره لليسرى. وأما من بخل واستغنى. وكذب بالحسنى. فسنيسره للعسرى}.
أخرجه البخاري في الجنائز وفي التفسير ومسلم في(1/189)
القدر، كلاهما عن عثمان بن أبي شيبة، فوقع لنا موافقةً عاليةً.
وأخبرنا الشيخ الصالح العابد أبو التقى صالح بن مختار بن صالح الأشنهي قراءةً عليه وأنا أسمع في تاسع ربيع الآخر سنة ثلاث وثلاثين وسبع مئة، قال: أخبرنا الشيخ زين الدين أبو العباس أحمد بن عبد الدائم ابن نعمة بن أحمد المقدسي قراءةً عليه وأنا أسمع، وأبو إسحاق إبراهيم بن خليل بن عبد الله الدمشقي إجازةً؛ قالا: أخبرنا أبو الفرج يحيى بن محمود بن سعد الثقفي قراءةً عليه ونحن نسمع، قال: أخبرنا أبو طاهر عبد الواحد بن محمد بن أحمد بن الهيثم الصباغ قراءةً عليه وأنا حاضر في سنة ست عشرة وخمس مئة، قال: أخبرنا أبو الحسن عبيد الله بن المعتز ابن منصور النيسابوري قدم علينا، قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة، قال: حدثنا جدي أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، قال: حدثنا علي بن حجر السعدي، قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر المدني، قال: حدثنا العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما نقصت صدقةٌ من مالٍ، وما زاد الله عبداً بعفوٍ إلا عزاً، وما تواضع أحدٌ لله إلا رفعه الله)).
أخرجه مسلم في الأدب عن علي بن حجر، فوقع لنا موافقةً(1/190)
له عاليةً.
وبه إلى علي بن حجر، قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر، قال حدثنا العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((حق المسلم على المسلم ست))، قيل: يا رسول الله ما هن؟ قال: ((إذا لقيته فسلم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصحه، وإذا عطس فحمد الله فشمته، وإذا مرض فعده، وإذا مات فاتبعه)).
أخرجه مسلم في الاستئذان عن علي بن حجر، به، فوقع لنا موافقةً له عاليةً.
شيخٌ آخر
53- ضيغم بن قرا سنقر بن عبد الله الدواداري سيف الدين أبو الليث.
رجلٌ جيدٌ من أولاد الجند من أولاد عتقاء الأمير الكبير علم الدين سنجر الدواداري، سماه الأمير بهذا الاسم رغبةً في إفادة الطلبة. وسمع بحلب ودمشق مع أولاد الأمير وغلمانه، سمع بحلب حضوراً من أحمد ابن النصيبي وعبد الكريم ابن العجمي، وبدمشق من ابن البخاري، وحدث هو وأبوه. سمع منهما الحافظ أبو محمد البرزالي، ومات قبل هذا بعدة سنين، وسمع منهما الشيخ شمس الدين الذهبي أيضاً.
توفي ضيغم المذكور في جمادى الآخرة سنة أربع وأربعين وسبع مئة رحمه الله تعالى.(1/191)
سمعت عليه ((جزء الأنصاري))، بسماعه من ابن البخاري، بسماعه من الشيخين ابن طبرزد والكندي، كلاهما عن القاضي أبي بكر الأنصاري، عن البرمكي، عن ابن ماسي، عن الكجي، عن الأنصاري.
أخبرنا الشيخ سيف الدين أبو الليث ضيغم بن علاء الدين أبي محمد قرا سنقر بن عبد الله العلمي الدواداري قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا الشيخ فخر الدين أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد ابن البخاري قراءة عليه، قال: أخبرنا الشيخان أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي وأبو حفص عمر بن محمد بن معمر البغداديان، قالا: أخبرنا القاضي أبو بكر الأنصاري، قال: أخبرنا أبو إسحاق البرمكي الفقيه حضوراً، قال: أخبرنا أبو محمد بن ماسي، قال: أخبرنا أبو مسلم الكجي، قال: حدثنا محمد ابن عبد الله الأنصاري، قال: حدثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد، عن الحجاج وهو ابن أبي عثمان الصواف، عن يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن علي، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((ثلاث دعواتٍ مستجاباتٍ: دعوة الصائم، ودعوة المسافر، ودعوة المظلوم)).
أخرجه الترمذي في ((جامعه)) عن أبي بكر محمد بن بشار بندار، عن أبي عاصم النبيل، فوقع لنا بدلاً عالياً بدرجتين.(1/192)
شيخٌ آخر
54- طاهر بن أبي بكر بن محمود التبريزي، الشيخ نجم الدين.
سمعت عليه ((ثلاثيات البخاري)).
شيخٌ آخر
55- عبد الله بن أحمد ابن الناصح عبد الرحمن بن محمد بن عياش بن حامد بن خليف الصالحي التاجر، تقي الدين أبو محمد.
رجلٌ جيدٌ من أهل الخير والصلاح، كثير تلاوة القرآن، وهو ناظر المدرسة الضيائية، وعامل دار الحديث الأشرفية بالصالحية، ثم ضعف ونزل عنهما لولديه.
سمع من الشيخ شمس الدين ابن أبي عمر، والشيخ فخر الدين ابن البخاري فأكثر عنه.(1/193)
مولده تقريباً في سنة أربع وسبعين وست مئة، وتوفي يوم الجمعة قبل الظهر ثاني ذي القعدة سنة سبع وخمسين وسبع مئة، وصلي عليه عقيب الجمعة بالجامع المظفري، ودفن بتربتهم بسفح جبل قاسيون رحمه الله تعالى.
قرأت عليه ثلاثة أحاديث من أول الأربعين من ((الشمائل)) للترمذي، بسماعه من ابن البخاري، بسماعه من الكندي، بسماعه من أبي شجاع البسطامي، بسماعه من الخليلي، بسماعه من الخزاعي، بسماعه من الشاشي، عن الترمذي.
أخبرنا الشيخ الصالح تقي الدين أبو محمد عبد الله بن أحمد بن الناصح عبد الرحمن بن محمد بن عياش الصالحي بقراءتي عليه، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد ابن البخاري قراءةً عليه، وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن بن زيد الكندي، قال: أخبرنا أبو شجاع عمر بن محمد بن عبد الله البسطامي، قال: أخبرنا أبو القاسم أحمد بن محمد بن محمد الخليلي، قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد الخزاعي، قال: أخبرنا الأديب أبو سعيد الهيثم بن كليب بن سريج ابن معقل الشاشي، قال: حدثنا الإمام الحافظ أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي، قال: حدثنا أبو داود المصاحفي سليمان بن سلم، قال: أخبرنا النضر بن شميل، عن صالح بن أبي الأخضر، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أبيض كأنما صيغ من فضةٍ، رجل الشعر.
انفرد به الترمذي من هذا الطريق في ((الشمائل)).
وبه إلى الترمذي، قال: حدثنا سفيان بن وكيع ومحمد بن بشار، قالا: أخبرنا يزيد بن هارون، عن سعيد الجريري، قال: سمعت أبا الطفيل يقول: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وما بقي على وجه الأرض أحدٌ رآه(1/194)
غيري، قلت: صفه لي؟ قال: كان أبيض مليحاً مقصداً.
أخرجه مسلم في صفة النبي صلى الله عليه وسلم عن سعيد بن منصور، عن خالد ابن عبد الله. وعن عبيد الله بن عمر القواريري، عن عبد الأعلى السامي؛ كلاهما عن سعيد الجريري. وأخرجه أبو داود في الأدب عن حسين ابن معاذ بن خليف، عن عبد الأعلى، به.
شيخٌ آخر
56- عبد الله بن أبي الجود بن حسان بن محمد بن حمد بن قدامة المرداوي الأصل، أبو محمد.
ذكره البرزالي في ((معجمه))، فقال: شيخٌ مبارك، سمع من الفقيه محمد بن إسماعيل من حديث علي بن حجر. مولده في سنة خمس وأربعين وست مئة بمردا سنة عسقلان، وذكر أن مولده ومولد الفقيه موسى بن محمد في شهر واحد، وحدث في صفر سنة عشرين وسبع مئة انتهى كلام البرزالي.
أجاز لها من مردا في جمادى الآخرة سنة ثمان وعشرين وسبع مئة.
أخبرنا الشيخ المسند أبو محمد عبد الله بن أبي الجود بن حسان المرداوي إجازةً منها، وأبو العباس أحمد بن علي بن الحسن بن داود الجزري سماعاً عليه، قالا: أخبرنا الخطيب أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن أحمد المقدسي خطيب مردا قراءةً عليه، قال الجزري: وأنا حاضرٌ، قال الجزري أيضاً: وأخبرنا الشيوخ الثلاثة أبو إسحاق إبراهيم بن خليل الدمشقي وأبو عبد الله محمد بن عبد الهادي بن يوسف وأبو(1/195)
العباس أحمد بن عبد الدائم بن نعمة المقدسيان حضوراً، قالوا أربعتهم: أخبرنا أبو الفرج يحيى بن محمود بن سعد الثقفي، قال: أخبرنا أبو طاهر عبد الواحد بن محمد بن أحمد بن الهيثم الصباغ المعروف بالدشتج حضوراً، قال: أخبرنا أبو الحسن عبيد الله بن المعتز بن منصور بن عبد الله النيسابوري قدم علينا، قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة، قال: أخبرنا جدي أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، قال: حدثنا علي بن حجر، قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثنا العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثٍ: صدقةٍ جاريةٍ، أو علمٍ ينتفع به، أو ولدٍ صالحٍ يدعو له)).
أخرجه مسلم في الوصايا والترمذي في الأحكام والنسائي في الوصايا ثلاثتهم عن علي بن حجر، به، فوقع لنا موافقة لهم عاليةً.
وبه إلى علي بن حجر، قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثنا العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أتدرون ما الغيبة؟)) قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ((ذكرك أخاك بما يكره)). قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول، قال: ((إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته)).(1/196)
أخرجه مسلم في الأدب والنسائي في التفسير، جميعاً عن علي بن حجر، به، فوقع لنا موافقة عالية.
شيخٌ آخر.
57- عبد الله بن الحسن بن عبد الله ابن الحافظ عبد الغني بن عبد الواحد بن علي بن سرور المقدسي الحنبلي، قاضي القضاة شرف الدين أبو محمد.
شيخٌ جليلٌ صالحٌ فاضلٌ، من أهل العلم والدين والخير والصلاح، كتب الكثير بخطه، وقرأ الحديث قراءةً حسنةً فصيحةً.
سمع الكثير بإفادة والده من مكي بن علان، وخطيب مردا، وإبراهيم بن خليل، ويوسف سبط ابن الجوزي، واليلداني، وابن عبد الدائم، وعلي بن إسماعيل بن إبراهيم بن طلحة المقدسي، ومحمد وعبد الحميد ابني عبد الهادي، والكفرطابي، وحضر على محمد بن سعد، وعلي بن أبي الحسن الصوري، وأجاز له سبط السلفي، والحافظ زكي الدين عبد العظيم المنذري، وعبد الغني بن بنين، والشيخ عز الدين ابن عبد السلام، ومحمد بن الأنجب الحمامي.
ومن مسموعاته ((السيرة)) بكمالها على خطيب مردا، و((صحيح(1/197)
مسلم)) بكماله على محمد بن عبد الهادي، بسماعه من محمد بن علي بن صدقة الحراني، عن الفراوي، عن عبد الغافر، عن الجلودي، عن ابن سفيان، عنه، وذكر الدرس بالمدرسة الصاحبة وبحلقة ابن منجى بالجامع الأموي، وولي مشيخة الحديث بالصدرية وبالعالمة بسفح قاسيون، وحكم بدمشق مدة ولاية أخيه دون ثلاثة أشهر، وانفصل بانفصاله، وكتب في الفتاوي، ثم إنه حكم مرةً أخرى نيابةً عن قاضي القضاة شمس الدين ابن مسلم وطالت مدته، وولي تدريس الجوزية ثم ولي قضاء القضاة بعد موت قاضي القضاة عز الدين الحنبلي، فباشره مدة سنة وشهر وأيام.
مولده في شهر رمضان سنة ست وأربعين وست مئة، ومات في ليلة الخميس وهو يتوضأ لصلاة المغرب مستهل جمادى الأول سنة اثنتين وثلاثين وسبع مئة، وصلي عليه ظهر الخميس بالجامع المظفري، ودفن بتربة الشيخ أبي عمر رحمه الله تعالى وإيانا.
أجاز لنا في سنة ثمانٍ وعشرين وسبع مئة.
أخبرنا الشيخ الإمام العالم قاضي القضاة أبو محمد عبد الله بن الحسن ابن عبد الله بن عبد الغني المقدسي إجازةً، قال: أخبرنا الشيخ سديد الدين أبو محمد مكي بن المسلم بن مكي بن علان القيسي قراءةً عليه وأنا أسمع في جمادى الآخرة سنة إحدى وخمسين وست مئة، قال: أخبرنا أبو المعالي علي بن هبة الله بن خلدون الواعظ قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين السلمي، قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن أبي نصر التميمي، قال: قرئ على أبي بكرٍ يوسف بن القاسم بن يوسف الميانجي، قال: أخبرنا أبو العباس محمد بن شادل الهاشمي، قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن مخلد الحنظلي، قال: أخبرنا سفيان، عن الزهري، عن محمد بن جبير ابن مطعم، عن أبيه رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في المغرب بالطور.
أخرجه البخاري في التفسير عن الحميدي. وأخرجه مسلم في(1/198)
الصلاة عن أبي بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب. وأخرجه ابن ماجة فيه عن محمد بن الصباح؛ أربعتهم عن سفيان، فوقع لنا بدلاً عالياً.
وبه إلى إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا جرير، عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن خباب بن الأرت، قال: كنت قيناً في الجاهلية فعملت للعاص بن وائل عملاً، فأتيته أتقاضاه فقال: لا أقضيك حتى تكفر بمحمدٍ صلى الله عليه وسلم ، فقلت: لا أكفر بمحمدٍ حتى تموت ثم تبعث، فقال: وإني لميتٌ ثم مبعوثٌ؟ فقلت: نعم، فقال: إذا رجعت إلى أهلي ولي مالٌ قضيتك قال: فأنزل الله عز وجل: {أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالاً وولدا}.
أخرجه مسلم في ذكر المنافقين عن إسحاق بن إبراهيم، فوقع لنا موافقةً عاليةً.
شيخٌ آخر
58- عبد الله بن الحسين بن أبي التائب بن أبي العيش بن أبي علي الأنصاري، الشيخ المسند بدر الدين أبو محمد.(1/199)
شيخٌ من الدمشقيين، له ملكٌ وثروةٌ، ويداخل الأمراء، ويتوكل لهم، ويشهد على بعض القضاة. أسمعه أبوه كثيراً في صغره من مكي بن علان، والعراقي، والبكري، وإبراهيم بن خليل، وابن خطيب القرافة، والبلخي، وعماد الدين ابن الحرستاني، وعبد الله ابن الخشوعي.
مولده في سنة أربع وأربعين وست مئة، وتوفي في ليلة الخميس ثالث عشر صفر سنة خمسٍ وثلاثين وسبع مئة، وصلي عليه عقيب الظهر من الغد، ودفن بسفح قاسيون بتربة ابن المعتمد بالقرب من مدرسة الشيخ أبي عمر رحمه الله تعالى وإيانا.
أجاز لنا في جمادى الأولى سنة ثمانٍ وعشرين وسبع مئة.
أخبرنا الشيخ العدل المسند بدر الدين أبو محمد عبد الله بن الحسين بن أبي التائب بن أبي العيش بن أبي علي الأنصاري الدمشقي في كتابه، قال: أخبرنا أبو عمرو عثمان بن علي بن عبد الواحد القرشي ابن خطيب القرافة قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أنبأنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد الأصبهاني، قال: أخبرنا مكي بن منصور بن علان قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري، قال: أخبرنا أبو علي محمد بن أحمد بن معقل الميداني، قال: حدثنا محمد بن يحيى الذهلي، قال: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن أنس بن مالك، قال: فرضت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به الصلوات خمسين، ثم نقصت حتى جعلت خمساً، ثم نودي: يا محمد إنه لا يبدل القول لدي وإن لك بهذه الخمس خمسين.
أخرجه الترمذي عن محمد بن يحيى الذهلي، فوقع لن موافقة عالية.(1/200)
شيخٌ آخر
59- عبد الله بن علي بن محمد بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الواحد بن محمد بن المسلم بن الحسن بن هلال الأزدي الدمشقي، شهاب الدين أبو القاسم ابن الشيخ نجم الدين، من عدول دمشق وأعيانها.
أحضره والده على ابن أبي اليسر في الشهر الثالث من عمره، وعلى يحيى ابن الحنبلي، وأسمعه من الشيخ شمس الدين ابن أبي عمر، وابن البخاري، وابن علان، ومحمد بن مؤمن، وغيرهم.
وأجاز له عبد الله بن علاق، والنجيب عبد اللطيف، وعثمان بن عوف الإسكندري، وحج في سنة خمسٍ وثمانين وست مئة، وسمع بمكة من عبد الصمد ابن عساكر، وسمع سنة قازان على الأبرقوهي بالقاهرة، وحدث بدمشق والقاهرة.
مولده يوم الجمعة الثاني والعشرين من المحرم سنة إحدى وسبعين وست مئة، وتوفي يوم الجمعة قبل الصلاة سادس عشر شهر رجب الفرد سنة أربع وأربعين وسبع مئة، وصلي عليه عقيب صلاة العصر بجامع دمشق، ودفن عند والده قبالة زاوية ابن قوام بسفح جبل قاسيون.
سمعت عليه الجزء الثاني من ((فوائد الجصاص))، بحضوره من ابن أبي اليسر، بسماعه من الخشوعي، قال: أخبرنا ابن الأكفاني، قال: أخبرنا أبو القاسم الحسين بن محمد الحنائي، قال: أخبرنا أبو بكر عبد الله بن محمد الحنائي، عنه في رجل سنة أربعين وسبع مئة.(1/201)
أخبرنا الشيخ الجليل العدل شهاب الدين أبو القاسم عبد الله ابن الشيخ نجم الدين علي بن محمد بن عمر بن هلال الأزدي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا الشيخ تقي الدين أبو محمد إسماعيل بن إبراهيم بن أبي اليسر التنوخي قراءةً عليه وأنا حاضرٌ، قال: أخبرنا أبو طاهر بركات بن إبراهيم بن طاهر الخشوعي، قال: أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن محمد ابن الأكفاني، قال: أخبرنا أبو القاسم الحسين بن محمد الحنائي، قال: أخبرنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبد الله بن هلال الحنائي البغدادي، قال: حدثنا أبو يوسف يعقوب بن عبد الرحمن بن أحمد بن يعقوب الجصاص في سنة ثلاثين وثلاث مئة، قال: حدثنا يحيى بن أبي طالب، قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري، قال: حدثنا سفيان، عن علقمة بن مرثد، عن ابن بريدة، عن أبيه رضي الله عنه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمهم إذا دخلوا المقابر وكان قائلهم يقول: ((السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا بكم لاحقون نسأل الله لنا ولكم العافية)).
أخرجه مسلم في الجنائز عن أبي بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب. وأخرجه ابن ماجة فيه عن محمد بن عباد بن آدم؛ ثلاثتهم عن أبي أحمد الزبيري، به، فوقع لنا بدلاً لهما عالياً.
وأبو أحمد الزبيري اسمه محمد بن عبد الله الأسدي. وابن بريدة هو سليمان.
وبه إلى الجصاص، قال: حدثنا محمد بن سنان، قال: حدثنا عبد الله بن تمام، قال: حدثنا خالد بن ذكوان، قال: حدثتني الربيع بنت(1/202)
معوذ بن عفراء الأنصاري رضي الله عنها، قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقعد في موضع فراشي هذا وعندي جاريتان تضربان بالدف وتذكران الذين قتلوا يوم بدر، فقالتا فيما تقولون: وبيننا نبي يعلم ما يكون في غدٍ. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أما هذا فلا تقولاه)).
أخرجه البخاري في المغازي عن علي بن عبد الله. وفي النكاح عن مسدد؛ كلاهما عن بشر بن المفضل، عن خالد بن ذكوان، به. وأخرجه أبو داود في الأدب عن مسدد، به. وأخرجه الترمذي في النكاح عن حميد بن مسعدة، عن بشر بن المفضل، به، وقال: حسنٌ صحيحٌ. وأخرجه ابن ماجة فيه عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن يزيد بن هارون، عن حماد بن سلمة، عن أبي الحسين وهو خالد بن ذكوان بمعناه، فوقع لنا عالياً.
شيخٌ آخر
60- عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن نصر الصالحي أبو محمد البزوري العطار.
سمع من ابن أبي عمر، وابن البخاري، وابن الزين، وجماعة، وهو رجلٌ جيدٌ ملازمٌ للصلاة في الجامع، وكان والده قيماً بالمدرسة الضيائية فسمع على ابن البخاري كثيراً بهذا السبب، وله حانوتٌ بالصالحية. سمع(1/203)
منه الشيخ شمس الدين الذهبي وذكره في ((معجمه)).
مولده تقريباً في سنة سبعين وست مئة أو قبلها بقليل، وتوفي في ليلة الثلاثاء الخامس والعشرين من المحرم سنة إحدى وستين وسبع مئة، ودفن بسفح قاسيون رحمه الله.
سمعت عليه ((جزء الأنصاري))، بسماعه من ابن البخاري وابن الزين، بسماعهما من الكندي، وبسماع الأول أيضاً من ابن طبرزد، بسماعهما من القاضي أبي بكر الأنصاري بسماعه من البرمكي، بسماعه من ابن ماسي، بسماعه من أبي مسلم الكجي، عنه. و((معجم أبي سعد الإسماعيلي النيسابوري))، بسماعه من ابن البخاري، بإجازته من عبد الواحد الصيدلاني، بسماعه منه.
أخبرنا الشيخ الصالح المسند أبو محمد عبد الله بن محمد بن إبراهيم ابن القيم العطار قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا الشيخ فخر الدين أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد ابن البخاري قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الواحد بن القاسم بن الفضل بن عبد الواحد بن الفضل بن عبد الواحد الصيدلاني إجازةً، قال: أخبرنا أبو سعدٍ إسماعيل ابن الحافظ أبي صالح أحمد بن عبد الملك بن علي النيسابوري قراءةً عليه، قال: أخبرنا الشيخ أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف المغربي الصوفي، قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة، قال: أخبرنا جدي محمد بن إسحاق بن خزيمة، قال: حدثنا بشر بن معاذ، قال: حدثنا أبو عوانة، عن زياد بن علاقة، عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه، قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتفخت قدماه، فقيل له: يا رسول الله، تكلف هذا وقد غفر لك، قال: ((أفلا أكون عبداً شكوراً)).(1/204)
أخرجه الترمذي عن بشر بن معاذ، به. وأخرجه مسلم عن قتيبة، عن أبي عوانة، به، فوقع لنا موافقةً عالية للترمذي، وبدلاً عالياً لمسلم، ولله الحمد.
وبه إلى أبي سعد النيسابوري، قال: أخبرنا الشيخ أبو بكر هو أحمد بن منصور بن خلف، قال: أخبرنا أبو الفضل عبيد الله بن محمد بن عبد الله الفامي، قال: حدثنا أبو العباس محمد بن إسحاق الثقفي، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، قال: أخبرنا عبدة بن سليمان، قال: حدثنا هشام بن عروة، عن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عند وفاته: ((اللهم اغفر لي، وارحمني، وألحقني بالرفيق)).
أخرجه مسلم عن إسحاق بن إبراهيم ابن راهوية، فوقع لنا موافقةً عالية.(1/205)
شيخٌ آخر
61- عبد الله بن محمد بن أحمد بن خلف بن عيسى بن عساس ابن يوسف بن بدر بن علي بن عثمان الأنصاري الخزرجي، من ولد قيس بن سعد بن عبادة، الشيخ عفيف الدين أبو جعفر ابن الشيخ جمال الدين أبي عبد الله، المعروف بابن المطري.
سمع بالمدينة النبوية من القاضي أبي حفص عمر بن أحمد السوداني، وبمكة شرفها الله تعالى من أبي إسحاق إبراهيم بن محمد الطبري، وبالقاهرة من أبي الحسن علي بن عمر الواني، ويوسف بن عمر الختني، ويونس بن إبراهيم الدبابيسي، وبدمشق من أحمد بن الشحنة، والقاسم بن مظفر ابن عساكر، وابن الشيرازي، وبالإسكندرية من عبد الرحمن بن مخلوف ابن جماعة، وببغداد من ابن الدواليبي، وحدث، وخرج له الإمام الحافظ شمس الدين الذهبي ((جزءاً)) من حديثه، وكتب بخطه، وقرأ بنفسه، وعني بالطلب، ورحل إلى الأقطار، وطالع كتباً كثيرةً في التواريخ وأيام الناس، وتولى مشيخة الحديث ببلده، وجمع كتاباً سماه ((الإعلام بمن دخل مدينة النبي صلى الله عليه وسلم من الأعلام)).
مولده في سنة ثمانٍ وتسعين وست مئة، وتوفي في السادس والعشرين من شهر ربيع الأول سنة خمسٍ وستين وسبع مئة.
سمعت عليه ((جزءاً)) خرجه له الشيخ شمس الدين الذهبي بقراءتي،(1/206)
وذلك بالروضة الشريفة في سنة سبع وأربعين وسبع مئة.
أخبرنا الشيخ الإمام عفيف الدين أبو محمد عبد الله ابن الشيخ جمال الدين محمد بن أحمد بن خلف الأنصاري عرف بابن المطري بقراءتي عليه بالروضة الشريفة بمسجد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أول حديث سمعته منه، قال: أخبرنا الحافظ أبو عمرو عثمان بن محمد بن عثمان التوزري المالكي بمكة وهو أول حديث سمعته منه، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن هبة الله بن سلامة وهو أول، قال: أخبرنا السلفي وهو أول، قال: أخبرنا جعفر السراج وهو أول، قال: أخبرنا أبو نصر عبيد الله بن سعيد السجزي وهو أول، قال: أخبرنا أبو يعلى حمزة بن عبد العزيز المهلبي وهو أول، قال: حدثنا أبو حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال البزاز وهو أول، قال: حدثنا عبد الرحمن بن بشر وهو أول، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، وهو أول حديث سمعته من سفيان، عن عمرو بن دينار، عن أبي قابوس مولى عبد الله بن عمرو بن العاص، عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا أهل الأرض يرحمكم من في السماء)).
وأخبرنا الشيخ عفيف الدين بقراءتي عليه أيضاً، قال: وأخبرناه أبو بكر عتيق بن عبد الرحمن العمري الحافظ بمصر وهو أول وغير واحدٍ، قالوا: أخبرنا النجيب عبد اللطيف ابن الصيقل وهو أول، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن علي الحافظ وهو أول، قال: أخبرنا إسماعيل بن أبي صالح المؤذن وهو أول، قال: أخبرنا أبي وهو أول، قال: أخبرنا محمد بن محمد بن محمش وهو أول، قال: حدثنا أبو حامد بن بلال وهو أول، فذكره سواء إلا أنه قال: ((ارحموا من في الأرض)).
أخرجه أبو داود في الأدب عن أبي بكر بن أبي شيبة ومسدد.(1/207)
وأخرجه الترمذي في البر عن محمد بن يحيى بن أبي عمر؛ ثلاثتهم عن سفيان، فوقع لنا بدلاً لهما.
شيخٌ آخر
62- عبد الله بن محمد بن عبد الله بن ميمون بن أبي بكر بن يحيى بن محمد الهرغي الزكندري الموحدي المراكشي المالكي، وهو معروف بالزكندري، يلقب تقي الدين، ويكنى أبا محمد.
مولده بمراكش في تاسع ربيع الأول سنة خمسٍ وسبع مئة.
أنشدنا الإمام تقي الدين أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله الزكندري لنفسه من لفظه:
قسماً بورد الوجنتين ونضرته ... وبقدرك السامي الرفيع وعزته
لو لاح وجهك في الكرى لكثير ... ما اعتاده برح الخبال بعزته
أو لو رأى الضليل بعض جمالكم ... ما ضل عن سبل الهوى بعنيزته
وأنشدنا أيضاً لنفسه ملغزاً:
وما أمةٌ سكناهم نصف وصفهم ... وعيش أعاليهم إذا ضم أوله
ومقلوبه بالضم مشروب جلهم ... وبالفتح من كل عليه معوله(1/208)
وأنشدنا في مثله من لفظه أيضاً:
اسم الذي قد سبى قلبي تجنيه ... وعز ملكٍ جميع الحسن يطغيه
ما كل آخره عشرٌ لأوله ... وعشر ثالثه شطرٌ لثانيه
شيخٌ آخر
63- عبد الله بن محمد بن عمر بن أبي الحسن بن مفرج بن حامد بن يوسف بن حسان بن ربيعة الأنصاري، جمال الدين أبو محمد.
رجلٌ جيدٌ من أهل بعلبك، وهو أحد المؤذنين بجامع بعلبك، وعنده خيرٌ وصلاحٌ ودين.
سمع من القاضي تاج الدين عبد الخالق، والشيخ شرف الدين اليونيني، وغيرهما.
مات في سنة الطاعون بمدينة بعلبك في سنة تسعٍ وأربعين وسبع مئة، ودفن هناك رحمه الله تعالى.
سمعت عليه خمسة أحاديث من ((سنن ابن ماجة))، بسماعه من القاضي تاج الدين عبد الخالق، بسماعه من الشيخ موفق الدين ابن قدامة، قال: أخبرنا أبو زرعة الدمشقي، قال: أخبرنا أبو منصور المقومي، قال: أخبرنا أبو طلحة الخطيب، قال: أخبرنا أبو الحسن القطان عنه في سابع عشري صفر سنة سبع وأربعين وسبع مئة ببعلبك.
أخبرنا الشيخ الصالح أبو محمد عبد الله بن محمد بن عمر بن أبي الحسن بن مفرج المؤذن البعلبكي قراءةَ علي وأنا أسمع بها، قال: أخبرنا القاضي تاج الدين أبو محمد عبد الخالق بن عبد السلام بن سعيد بن علوان الشافعي قراءةً عليه وأنا أسمع ببعلبك، قال: أخبرنا العلامة موفق الدين أبو محمد عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي قراءةً عليه وأنا أسمع في سنة إحدى عشرة وست مئة بمسجد الحنابلة ببعلبك، قال: أخبرنا أبو زرعة طاهر بن محمد بن طاهر المقدسي قراءةً عليه، قال:(1/209)
أخبرنا أبو منصور محمد بن الحسين بن أحمد المقومي إجازةً إن لم يكن سماعاً ثم ظهر سماعه، قال: أخبرنا أبو طلحة القاسم بن أبي المنذر الخطيب، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن سلمة بن بحر القطان، قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجة القزويني، قال: حدثنا واصل بن عبد الأعلى وعبد الله بن سعيد وعلي بن المنذر، قالوا: حدثنا محمد بن فضيل، عن عطاء بن السائب، عن محارب بن دثار، عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((الكوثر نهرٌ في الجنة حافتاه من ذهبٍ، مجراه على الياقوت والدر، تربته أطيب من المسك، وماؤه أحلى من العسل وأشد بياضاً من الثلج)).
أخرجه الترمذي في التفسير عن هناد بن السري، عن محمد ابن فضيل، به، فوقع لنا بدلاً، وقال الترمذي: حسنٌ صحيحٌ.
وبه إلى ابن ماجة، قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير، عن منصور، عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إني لأعلم آخر أهل النار خروجاً منها، وآخر أهل الجنة دخولاً إلى الجنة، رجلٌ يخرج من النار حبواً فيقال له: اذهب فادخل الجنة، فيأتيها فيخيل إليه أنها ملأى، فيرجع فيقول: يا رب وجدتها ملأى، فيقول الله عز وجل له: اذهب فادخل الجنة، فيأتيها فيخيل إليها أنها ملأى، فيرجع فيقول: يا رب وجدتها ملأى، فيقول الله عز وجل: فادخل الجنة فإن لك مثل الدنيا وعشرة أمثال الدنيا، قال: فيقول: أتسخر بي-أو تضحك بي- وأنت المكل؟)) قال: فلقد رأيت(1/210)
رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه، فكان يقال: هذا أدنى أهل الجنة منزلةٌ.
أخرجه البخاري في التوحيد من ((صحيحه)) عن محمد بن خالد، عن عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن منصور، به. وأخرجه مسلم عن عثمان بن أبي شيبة، به، فوقع لنا موافقة لمسلم وعالياً للبخاري، ولله الحمد والمنة.
شيخٌ آخر
64- عبد الله بن محمد بن يوسف بن عبد المنعم بن نعمة بن سلطان بن سرور المقدسي، الشيخ شمس الدين أبو محمد، إمام الجامع الغربي بنابلس.
رجلٌ جيدٌ صالحٌ، فقيهٌ، مباركٌ، حسن السمت، فصيح القراءة، طيب النغمة، وكان منقطعاً عن الناس، ملازماً للإمامة بمسجد الحنابلة بنابلس، أقام إماماً به أكثر من سبعين سنة.
سمع من خطيب مردا حضوراً بنابلس، ورحل إلى دمشق، وسمع من ابن أبي عمر وغيره، ورحل إلى القاهرة، وسمع من ابن الخيمي، وشامية.(1/211)
وأجاز له سبط السلفي، واليلداني، وإبراهيم بن خليل، والبلخي، وجماعة.
مولده في سنة تسع وأربعين وست مئة في جمادى الآخرة بنابلس، ومات بها في يوم الخميس الثاني والعشرين من شهر ربيع الآخر سنة سبع وثلاثين وسبع مئة، ودفن بمقبرة الزاهرية عند أقاربه.
أجاز لنا في سنة ثمانٍ وعشرين وسبع مئة من نابلس.
أخبرنا الشيخ الإمام الصالح الزاهد بقية السلف شمس الدين أبو محمد عبد الله بن محمد بن يوسف بن عبد المنعم بن نعمة المقدسي النابلسي إذناً، قال: أخبرنا الخطيب أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن أحمد المقدسي خطيب مردا قراءةً عليه وأنا حاضرٌ في الرابعة في رجب سنة اثنتين وخمسين وست مئة بالجامع الغربي بنابلس، قال: أخبرنا أبو الفرج يحيى بن محمود بن سعد الثقفي قراءةً عليه وأنا أسمع في المحرم سنة ثلاث وثمانين وخمس مئة، قال: أخبرنا أبو الفضل إسماعيل بن الفضل بن أحمد السراج، قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم الكاتب، قال: أخبرنا أبو حفص عمر بن إبراهيم بن أحمد الكتاني، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، قال: حدثنا أبو خيثمة زهير بن حرب في المحرم سنة اثنتين وثلاثين ومئتين، قال: حدثنا وكيع، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من الناس، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق في الأرض عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهالاً، فسئلوا فأفتوا بغير علمٍ فضلوا وأضلوا)).
أخرجه البخاري عن إسماعيل بن أبي أويس، عن مالك، عن هشام بن عروة، به. وأخرجه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة وزهير(1/212)
بن حرب؛ كلاهما عن وكيع، فوقع لنا موافقةً لمسلم عاليةً.
شيخٌ آخر
65- عبد الرحمن بن أحمد بن عمر بن أبي بكر بن شكر بن علان المقدسي، الشيخ جمال الدين أبو الفرج.
شيخ فقيهٌ عدلٌ، من أعيان المقادسة، مات أبوه، وهو صغيرٌ، فلهذا قل سماعه.
سمع من المرسي، ومحمد بن عبد الهادي، وابن عبد الدائم، ومحمد بن عبد الحق، وغيرهم. وكان القاضي تقي الدين سليمان يحبه ويكرمه، فلما مات انقطع عن حضور مدارس الحنابلة.
مولده في ليلة الاثنين لإحدى وعشرين ليلة خلت من شهر رمضان سنة تسع وثلاثين وست مئة، ومات في بكرة يوم الاثنين السابع والعشرين من ذي القعدة سنة ثمانٍ وعشرين وسبع مئة، وصلي عليه ظهر يوم الاثنين المذكور بالجامع المظفري، ودفن بتربة الشيخ أبي عمر.
أجاز لنا في سنة ثمانٍ وعشرين وسبع مئة.
أخبرنا الشيخ جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن أحمد بن عمر بن أبي بكر بن شكر المقدسي إجازةً، قال: أخبرنا أبو الفضل إسماعيل بن أحمد بن الحسين العراقي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو الفتح عبد الله بن أحمد بن أبي الفتح الخرقي إجازةً، قال: أخبرنا أبو بكر عبد الرحمن بن إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني، قال: أخبرنا والدي(1/213)
الإمام أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني، قال: أخبرنا أبو سعيد بن حمدون، قال: أخبرنا أبو حامد ابن الشرقي، قال: حدثنا أحمد بن يوسف السلمي، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن ثابت، عن أنس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال: ((شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي)).
أخرجه الترمذي في الزهد عن عباس بن عبد العظيم العنبري، عن عبد الرزاق، فوقع لنا بدلاً عالياً.
شيخٌ آخر
66- عبد الرحمن بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم بن محمد بن تيمية الحراني الأصل ثم الدمشقي، الشيخ زين الدين أبو الفرج ابن الشيخ شهاب الدين أبي المحاسن.
رجلٌ مباركٌ، من بيت الفضل والخير والدين واشتغل هو بالكسب والتجارة، وسافر في ذلك، وهو مشهورٌ بالديانة والأمانة، وحسن السيرة، وصلاح السريرة.
سمع كثيراً مع والده وأخيه، سمع حضوراً في الخامسة من ابن عبد الدائم، وسمع من ابن أبي اليسر، وابن عطاء، وابن الصيرفي،(1/214)
وجماعةٍ، وخرج له بعض الطلبة ((مشيخةً)) وحدث بها.
مولده في ليلة نصف شعبان من سنة ثلاث وستين وست مئة بحران، وتوفي بدمشق في ليلة الخميس ثالث ذي القعدة سنة سبع وأربعين وسبع مئة، ودفن من الغد بالصوفية ظاهر دمشق.
سمعت عليه ((جزء الأنصاري)) عن ابن أبي اليسر، والمؤمل، والهروي، وابن البخاري، والعامري، ومحمد بن عبد المنعم ابن القواس، ويحيى ابن الصيرفي، وعبد الرحمن ابن البغدادي، ويحيى ابن الحنبلي، بسماع ابن البخاري من الكندي وابن طبرزد، وبسماع ابن الحنبلي من ابن طبرزد، وبسماع ابن أبي اليسر من ثلاثةٍ: ابن طبرزد، وعبد اللطيف، وابن تزمش، وبسماع الستة الباقين من الكندي، وبسماع ابن الصيرفي للجزء دون الفوائد التي في آخره من ابن منينا أيضاً، بسماعهم من القاضي أبي بكر الأنصاري، بسنده.
و ((جزء الحصائري))، بسماعه من ابن أبي اليسر، بسماعه من الخشوعي، بسنده.
وجزءاً فيه أحاديث منتقاة من ((جزء أيوب)) رواية إسماعيل القاضي، بسماعه من ابن عبد الدائم، عن الثقفي، عن الحداد حضوراً، عن أبي نعيم، عن ابن خلاد، عن إسماعيل القاضي.
أخبرنا الشيخ الصالح زين الدين أبو الفرج عبد الرحمن ابن الشيخ شهاب الدين عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم بن محمد ابن تيمية الحراني قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا الشيخ زين الدين أبو العباس أحمد بن عبد الدائم بن نعمة المقدسي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو الفرج يحيى بن محمود بن سعد الثقفي قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد قراءةً عليه وأنا(1/215)
حاضرٌ، قال: أخبرنا الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني، قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن يوسف بن خلاد النصيبي العطار، قال: حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، قال: حدثنا حجاج بن منهال، قال: حدثنا حماد بن سلمة، قال: حدثنا أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي المهلب، عن عمران بن حصين رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال: ((لا نذر في معصية الله، ولا نذر فيما لا يملك ابن آدم)).
أخرجه النسائي في النذور عن محمد بن منصور. وأخرجه ابن ماجة في الكفارات عن سهل بن أبي سهل؛ كلاهما عن سفيان، عن أيوب، به، فوقع لنا عالياً.
وبه إلى إسماعيل القاضي، قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، عن ثوبان رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أيما امرأةٍ سألت زوجها الطلاق في غير ما بأسٍ، فحرامٌ عليها رائحة الجنة)).
أخرجه أبو داود في الطلاق عن سليمان بن حرب، فوقع لنا(1/216)
موافقةً عاليةً.
وأبو أسماء اسمه عمرو بن مرثد الرحبي الدمشقي.
شيخٌ آخر
67- عبد الرحمن بن علي بن إبراهيم البعلبكي، المعروف بابن البراذعي، الشيخ شجاع الدين أبو محمد.
سمع من الشيخ شمس الدين المسلم بن علان، والشيخ شرف الدين أبي الحسين اليونيني، والقاضي تاج الدين عبد الخالق بن علوان، وجماعةٍ كثيرةٍ، وخدم الشيخ شرف الدين أبا الحسين اليونيني مدةً ولازمه وحج معه في سنة ست وثمانين وست مئة، وسمع عليه بمكة والمدينة شرفهما الله تعالى، وكان ينوب في الإمامة بمسجد الحنابلة ببعلبك، ويتلو القرآن كثيراً.
مولده في سنة ست وستين وست مئة ببعلبك، وتوفي بها في سادس عشر شهر ربيع الآخر سنة ست وخمسين وسبع مئة، ودفن بمقابر باب سطحا ظاهر بعلبك رحمه الله تعالى.
سمعت عليه ببعلبك ((جزء ابن ملاس))، بسماعه من خديجة بنت الرضي عبد الرحمن بن محمد بن عبد الجبار المقدسي، بسماعها من الشيخ شمس الدين أحمد بن عبد الواحد البخاري، بسماعه من عبد المنعم الفراوي، بسماعه من أبي بكر الشيرويي، بسماعه من أبي سعيد الصيرفي، عن الأصم، عنه.
أخبرنا الشيخ الصالح الكبير شجاع الدين أبو محمد عبد الرحمن بن علي بن إبراهيم البعلبكي قراءةً عليه وأنا أسمع بها، قال: أخبرتنا الشيخة(1/217)
الصالحة أم عبد الله خديجة بنت الشيخ رضي الدين عبد الرحمن بن محمد بن عبد الجبار المقدسي قراءةً عليها وأنا أسمع، قالت: حدثنا الإمام شمس الدين أبو العباس أحمد بن عبد الواحد بن أحمد المقدسي المعروف بالبخاري من لفظه في جمادى الأولى من سنة اثنتين وعشرين وست مئة، قال: أخبرنا أبو المعالي عبد المنعم بن عبد الله بن محمد الفراوي قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو بكر عبد الغفار بن محمد بن الحسين الشيرويي سماعاً، قال: أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل بن شاذان الصيرفي، قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب بن يوسف الأصم من أصل كتابه، قال: حدثنا محمد بن هشام بن ملاس النميري من أهل دمشق سنة ست وستين ومئتين، قال: حدثنا مروان بن معاوية الفزاري، قال: حدثنا حميد، عن أنس رضي الله عنه، قال: رمي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحدٍ فكسرت رباعيته، وأدمي وجهه، فجعل الدم يسيل على وجهه، فجعل يسمح الدم عن وجهه، ويقول: ((كيف يفلح قومٌ خضبوا وجه نبيهم بالدم وهو يدعوهم إلى ربهم عز وجل؟)) فأنزل الله تعالى {ليس لك من الأمر شيءٌ أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون}.
وأخبرنا به عالياً بدرجة الشيخ أبو العباس أحمد بن أبي طالب الدمشقي في كتابه، عن أبي الفضل جعفر بن علي الهمداني، قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر السلفي سماعاً، قال: أخبرنا أبو الحسن مكي بن منصور بن محمد بن علان الكرجي قراءةً عليه وأنا أسمع في جمادى الأولى سنة إحدى وتسعين وأربع مئة بأصبهان، قال: أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي، فذكره.
أخرجه النسائي في التفسير عن علي بن حجر، عن إسماعيل بن علية. وعن محمد بن المثنى، عن خالد بن الحارث. وأخرجه ابن ماجة في الفتن عن نصر بن علي ومحمد بن المثنى؛ كلاهما عن(1/218)
عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي. وأخرجه الترمذي في التفسير عن أحمد بن منيع، عن هشيم بن بشير؛ أربعتهم عن حميد، به، فوقع لنا عالياً.
وبالإسناد إلى محمد بن هشام بن ملاس، قال: حدثني إسماعيل بن عبد الله السكوني قاضي دمشق، قال: توفي فلان بن خراش، فخرج أخوه يشتري كفنه، فلحقه لاحقٌ، فقال: إن أخاك قد حيي. قال: فرجع فأصابه جالساً، فقال: إني وردت على ربي، فوردت على روح وريحان، ورب غير غضبان، وإني كسيت من سندسٍ وإستبرقٍ، والأمر أيسر مما تظنون، فاعملوا ولا تتكلوا ثم مات.
شيخٌ آخر
68- عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز التركماني الأصل الدمشقي المولد والمنشأ، أبو هريرة، ابن شيخنا الحافظ شمس الدين الذهبي.
سمعت عليه.(1/219)
شيخٌ آخر
69- عبد الرحمن بن يوسف ابن الزكي عبد الرحمن بن يوسف ابن عبد الملك بن يوسف بن علي بن أبي الزهر القضاعي الكلبي، زين الدين أبو الفرج وأبو عمر بن أبي الحجاج الدمشقي المزي ابن الشيخ جمال الدين.
أحضره والده في الثانية على ابن البخاري وزينب بنت مكي، وفي الثالثة على يوسف ابن المجاور ومحمد بن مؤمن الصوري، وعلى أحمد ابن هبة الله ابن عساكر، وسمع منه، ومن عمر ابن القواس، وخلقٍ، وحدث بالقاهرة ودمشق، ورحل إلى القاهرة وسمع بها من جماعةٍ، وكتب الطباق، وخرج لنفسه أربعين حديثاً، وتولى مشيخة دار الحديث النورية بدمشق بعد والده.
مولده يوم عيد الفطر سنة سبع وثمانين وست مئة، وتوفي في السابع والعشرين من جمادى الأولى سنة تسع وأربعين وسبع مئة بدمشق، وصلي عليه من الغد بالجامع الأموي، ودفن بمقبرة الصوفية ظاهر دمشق.
قرأت عليه ((الأربعين)) من مرويات إمام الحرمين أبي المعالي عبد الملك بن عبد الله بن يوسف الجويني، بسماعه حضوراً في الثالثة من حرمية بنت تمام السلمي، بإجازتها من عربشاه بن أحمد العلوي، بسماعه من عبد الجبار الخواري، عنه.
أخبرنا الشيخ زين الدين أبو الفرج عبد الرحمن ابن الشيخ الإمام الحافظ جمال الدين أبي الحجاج يوسف ابن الزكي عبد الرحمن بن يوسف المزي بقراءتي عليه، قال: أخبرتنا أم محمد حرمية بنت تمام بن إسماعيل بن تمام السلمي قراءةً عليها وأنا حاضرٌ في الثالثة في منتصف جمادى الآخرة سنة تسعين وست مئة بدمشق، قالت: أخبرنا القاضي أبو(1/220)
القاسم عربشاه بن أحمد بن عبد الرحمن العلوي إجازةً، قال: أخبرنا الفقيه أبو محمد عبد الجبار بن محمد بن أحمد الخواري قراءةً عليه، قال: أخبرنا الشيخ الإمام إمام الحرمين أبو المعالي عبد الملك بن عبد الله بن يوسف الجويني الخطيب، قال: أخبرنا أبو سعيد الفضل بن أحمد الصوفي، قال: أخبرنا أبو علي زاهر بن أحمد الفقيه، قال: أخبرنا أبو جعفر أحمد بن إسحاق بن بهلول القاضي، قال: حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، قال: حدثنا أبو أسامة، قال: حدثني بريد بن عبد الله، عن أبي بردة، عن أبي موسى رضي الله عنه، قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم : أي المسلمين أفضل؟ قال: ((من سلم المسلمون من لسانه ويده)).
أخرجه البخاري ومسلم عن سعيد بن يحيى الأموي عن أبيه، عن بريد، به، فوقع لنا عالياً.
وبه إلى إمام الحرمين الجويني، قال: أخبرنا الإمام والدي أبو محمد، قال: أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله العدل، قال: أخبرنا إسماعيل بن محمد بن إسماعيل، قال: حدثنا سعدان بن نصر، قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن زيد بن وهب، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق: ((إن خلق أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوماً، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يبعث الله الملك ينفخ فيه الروح، ثم يؤمر بأربع: اكتب رزقه، وعمله، وأجله، وشقيٌ أم سعيدٌ، والذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيختم له بعمل أهل الجنة فيدخلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها ذراع فيسبق الكتاب عليه فيختم له بعمل أهل النار فيدخلها)).(1/221)
وأخبرناه عالياً بدرجتين الشيخة أم محمد فاطمة بنت الشيخ عز الدين إبراهيم بن عبد الله ابن الشيخ أبي عمر المقدسي بقراءتي عليها، قالت: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الهادي بن يوسف المقدسي إجازةً، قال: أنبأتنا الكاتبة فخر النساء شهدة بنت أحمد بن الفرج الإبري، قالت: أخبرنا نقيب النقباء أبو الفوارس طراد بن محمد بن علي الزينبي قراءةً عليه، قال: أخبرنا القاضي الشريف أبو الحسن علي بن عبد الله بن إبراهيم بن أحمد ابن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن محمد بن داود بن عيسى بن موسى بن علي بن عبد الله بن عباس في سلخ شهر رمضان سنة إحدى عشرة وأربع مئة، قال: حدثنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبد الله الدقاق إملاءً، قال: حدثنا أبو سعيد عبد الرحمن بن محمد بن منصور الحارثي سنة إحدى وتسعين ومئتين، قال: حدثنا يحيى بن سعيد القطان، قال: حدثنا الأعمش، قال: حدثنا زيد بن وهب، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق: ((إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً –أو قال: أربعين ليلةً- ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يرسل إليه الملك فيؤمر بأربع كلمات، قال فيكتب رزقه وأجله وعمله وشقيٌ أو سعيدٌ، ثم ينفخ فيه الروح، قال: فوالذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراعٌ، فيسبق عليه الكتاب فيختم له بعمل النار فيكون من أهلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيختم له بعمل الجنة فيكون من أهلها)).
أخرجه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن أبي معاوية، فوقع لنا بدلاً في الرواية الأولة. وأخرجه مسلم أيضاً عن عبيد الله بن معاذ بن معاذ العنبري، عن أبيه، عن شعبة، عن الأعمش، فوقع لنا عالياً في(1/222)
الرواية الثانية بثلاث درجات.
شيخُ آخر
70- عبد الرحيم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن أبي اليسر شاكر بن عبد الله بن سليمان التنوخي المعري تاج الدين أبو محمد.
سمع من جده لأبيه كثيراً، ومن ابن البخاري، ويوسف ابن المجاور، وابن الصابوني، وزينب بنت مكي، وحدث.
سمع منه الحافظ أبو محمد البرزالي، وذكره في ((معجمه))، فقال: رجلٌ جيدٌ من بيت الرواية. مولده في الثامن والعشرين من المحرم سنة أربع وستين وست مئة يوم الثلاثاء بقرية جديا من غوطة دمشق. انتهى كلامه.
وتوفي في آخر نهار الثلاثاء تاسع شهر ربيع الآخر سنة تسع وأربعين وسبع مئة بدمشق، وصلي عليه بجامع دمشق، ودفن بمقبرة باب الفراديس، رحمه الله تعالى.
سمعت عليه ((جزء الأنصاري))، بسماعه من جده وابن البخاري، بسماع جده عن عبد اللطيف وأحمد بن تزمش وابن طبرزد، وبسماع ابن البخاري من ابن طبرزد والكندي، بسماعهم من القاضي أبي بكر الأنصاري، قال: أخبرنا البرمكي، قال: أخبرنا ابن ماسي، قال: أخبرنا أبو مسلم الكجي، قال: أخبرنا الأنصاري.
وجميع كتاب ((الجامع)) للإمام أبي عيسى الترمذي، بسماعه من(1/223)
جده من ابن طبرزد والخطيب أبي القاسم عبد الملك بن زيد بن ياسين الدولعي، بسماعهما من الكروخي، عن شيوخه الثلاثة: أبي عامر الأزدي، وأبي بكر الغورجي، وأبي نصر الترياقي، بسماعهم من الجراحي، عن ابن محبوب المحبوبي، عن الترمذي.
وجزءاً من حديث القصار رواية ابن أبي حاتم عنه، بسماعه من جده، قال: أخبرنا الخشوعي، قال: أخبرنا ابن الأكفاني، قال: أخبرنا ابن برزة، عنه.
والمجلس الخامس من أمالي جمال الإسلام أبي الحسن علي بن المسلم السلمي، بسماعه من جده، بسماعه من الخشوعي، عنه.
وجزءاً فيه الأحاديث التي رواها الإمام أحمد بن محمد بن حنبل في ((مسنده)) عن الإمام الشافعي رضي الله عنهما، بسماعه من زينب بنت مكي، بسماعها من حنبل بسنده.
وقرأت عليه جزء أبي الحسن أحمد بن عمير بن يوسف بن جوصا الدمشقي، بسماعه له من جده، بسماعه من الخشوعي، بسماعه من عبد الكريم بن حمزة، عن الحسين بن محمد بن إبراهيم الحنائي، عن عبد الوهاب بن الحسن الكلابي، عنه.
أخبرنا الشيخ المسند تاج الدين أبو محمد عبد الرحيم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن أبي اليسر التنوخي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا جدي الشيخ تقي الدين أبو محمد إسماعيل بن إبراهيم بن أبي اليسر قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو طاهر بركات بن إبراهيم بن طاهر الخشوعي قراءةً عليه في رابع عشر جمادى الآخرة سنة ست وتسعين وخمس مئة، قال: أخبرنا الشيخ الفقيه الإمام جمال الإسلام أبو الحسن علي بن المسلم(1/224)
بن محمد بن الفتح السلمي من لفظه وبقراءة الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن الشافعي وانتخابه له، قال: أخبرنا الشيخ أبو نصر الحسين بن محمد بن طلاب قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو الحسين بن جميع الصيداوي بها، قال: أخبرنا أحمد بن محمد بطرسوس، قال: حدثنا جدي عبد الرحمن بن محمد، قال: حدثنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، عن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبد الله فقولوا: عبد الله ورسوله)).
وبالإسناد إلى جمال الإسلام، قال: وأخبرناه عالياً الشيخ الفقيه أبو القاسم علي بن محمد المصيصي؛ قال: أخبرنا محمد وأحمد ابنا الحسين بن سهل بن خليفة البلديان قراءةً عليهما ببلد، قالا: حدثنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم البلدي، قال: حدثنا علي بن حرب الطائي، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم، فإنما أنا عبد الله ورسوله)).
أخرجه البخاري عن عبد الله بن الزبير الحميدي، عن سفيان بن عيينة، فوقع لنا بدلاً، ورواه الترمذي في ((الشمائل)) عن أحمد بن منيع وسعيد بن عبد الرحمن؛ كلاهما عن سفيان، به فوقع لنا بدلاً(1/225)
عالياً ولله الحمد.
وبه إلى جمال الإسلام، قال: أخبرنا أبو الحسن بن أبي الفضل بن أبي بكر بن أبي الحديد، قال: أخبرنا جدي أبو بكر، قال: أخبرنا أبو بكر الخرائطي، قال: حدثنا سعدان بن نصر البزاز بسر من رأى، قال: حدثنا محبوب بن موسى الفراء، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك، عن فليح بن سليمان، عن هلال بن علي، عن أنس رضي الله عنه، قال: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم سباباً ولا فحاشاً، كان يقول لأحدنا عند المعاتبة: ((مالك ترب جبينك)) قال عبد الله بن المبارك: يعني في الصلاة.
أخرجه البخاري عن محمد بن سنان العوقي البصري عن فليح بن سليمان، به، فوقع لنا بدلاً له.
وبه إلى جمال الإسلام، قال: حدثنا الشيخ أبو محمد عبد العزيز بن أبي طاهر الصوفي في لفظه، قال: أخبرنا أبو نصر عبد الوهاب بن عبد الله ابن عمر بن أيوب المري، قال: أخبرنا أبو الفرج أحمد بن القاسم ابن الخشاب، قال: حدثنا الحسن بن أحمد الأبلي، قال: حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، قال: حدثنا جعفر بن سليمان الضبعي، عن ثابت، عن أنس رضي الله عنه، قال: لما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أضاء منها كل شيءٍ، فلما مات أظلم منها كل شيءٍ، وما نفضنا أيدينا عن تراب قبره حتى أنكرنا قلوبنا، فأتيت فاطمة رضي الله عنها فقالت لي: يا أنس، كيف طابت نفوسكم أن تحثوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم التراب، ثم قالت: وا أبتاه أجاب رباً دعاه، وا أبتاه جنة الفردوس مأواه، وا أبتاه إلى جبريل أنعاه، اليوم انقطعت عنا أخبار السماء، اليوم لا يعود إلينا جبريل مرةً أخرى، وضجت المدينة بالبكاء.(1/226)
أخرجه الترمذي في المناقب وابن ماجه في الجنائز، جميعاً عن بشر بن هلال الصواف، عن جعفر بن سليمان، به، فوقع لنا بدلاً.
وأخبرنا الشيخ تاج الدين عبد الرحيم بن إبراهيم ابن الشيخ تقي الدين ابن أبي اليسر قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا جدي قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو طاهر بركات بن إبراهيم الخشوعي، قال: أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن محمد بن الأكفاني في ذي الحجة سنة تسع عشرة وخمس مئة، قال: أخبرنا أبو الفتح عبد الجبار بن عبد الله بن إبراهيم بن برزة الرازي الجوهري الواعظ قراءةً عليه وأنا أسمع في ربيع الآخر سنة سبع وخمسين وأربع مئة، قيل له: حدثكم الفقيه أبو الحسن علي بن محمد بن عمر القصار بالري سنة خمسٍ وثمانين وثلاث مئة، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم، قال: حدثنا يونس بن حبيب، قال: حدثنا أبو داود، عن قيس، عن أبي حصين، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((لعن الله اليهود، حرمت عليهم شحوم الأنعام فأذابوها وأكلوا أثمانها)).
لم يخرجه أحدٌ من هذه الطريق.(1/227)
وأبو صالح اسمه ذكوان. وأبو حصين بفتح الحاء المهملة اسمه عثمان بن عاصم الأسدي. وأبو داود هو الطيالسي، واسمه سليمان بن داود القرشي مولى الزبير بن العوام رضي الله عنه.
وبه إلى القصار، قال: حدثنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم، قال: حدثنا أحمد بن سنان الواسطي، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت وإسماعيل بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن أبا طلحة خطب أم سليم، فقالت: يا أبا طلحة ألست تعلم أن إلهك الذي نبت من الأرض خشبة نجرها حبشي بني فلان؟ قال: بلى. قالت: أفلا تستحي أن تعبد خشبةً نبتت من الأرض نجرها حبشي بني فلان؟ إن أنت أسلمت فإني لا أريد منك الصداق غيره. قال: حتى أنظر في أمري، فذهب ثم جاء، فقال: إني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، قالت: يا أنس زوج أبا طلحة.
لم يخرجه أحدٌ من أصحاب الكتب الستة من هذا الوجه.
وأبو طلحة اسمه زيد بن سهل الأنصاري من الصحابة رضي الله عنهم، وقد أخرج معناه النسائي في النكاح عن محمد بن النضر بن مساور، عن جعفر بن سليمان الضبعي، عن ثابت، عن أنس رضي الله عنه، وقال البيهقي: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: حدثنا علي بن حمشاذ العدل، قال: حدثنا علي بن عبد العزيز، قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم وحجاج بن منهال؛ قالا: حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت(1/228)
وإسماعيل بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس أن أبا طلحة خطب أم سليم، فذكره بنحو ما تقدم، وإسماعيل ثقةٌ وهو أخو إسحاق، وقال الحاكم: هذا الحديث على شرط مسلم.
وبه إلى القصار، قال: حدثنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عمرو الغزي، قال: أخبرنا الفريابي، قال: حدثنا سفيان، عن منصور، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة رضي الله عنها قالت: ((كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناءٍ واحدً ونحن جنبان)).
أخرجه البخاري في الطهارة عن قبيصة بن عقبة، عن سفيان. وأخرجه مسلم فيه عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن حسين بن علي، عن زائدة، عن منصور، به. وأخرجه أبو داود فيه عن مسدد، عن يحيى، عن سفيان، به. وأخرجه النسائي فيه عن عمرو بن علي، عن يحيى، به. وعن قتيبة عن عبيدة بن حميد، عن منصور، نحوه، فوقع لنا بدلاً عالياً للبخاري، وعالياً للباقين.(1/229)
شيخٌ آخر
71- عبد الرحيم بن إبراهيم بن كاميار بن أبي نصر القزويني الأصل ثم الدمشقي الشافعي، الشيخ الإمام زين الدين أبو محمد ابن شرف الدين، صهر ابن المرجاني.
أجاز له ابن خطيب القرافة، وعبد الله ابن الخشوعي، والحافظ صدر الدين البكري، والصاحب كمال الدين ابن العديم، وجماعةٌ.
سمع منه الحافظ أبو محمد البرزالي، والشيخ شمس الدين الذهبي، وطائفة، وكان عبداً صالحاً، خيراً فاضلاً، عديم الشر، متواضعاً.
مولده في ثاني عشر شهر رمضان سنة إحدى وخمسين وست مئة، ومات في صفر سنة ثلاث وأربعين وسبع مئة بدمشق، ودفن بسفح جبل قاسيون.
سمعت عليه جزءاً فيه مجلس من أمالي أبي بكر محمد بن أبي نصر محمد بن الحسن بن سليمان المعداني، بإجازته من عثمان ابن خطيب القرافة، بإجازته من الحافظ أبي طاهر السلفي قال: أخبرنا أبو مطيع المصري، عنه بقراءة القاضي تقي الدين أبي الفتح في رجب سنة أربعين وسبع مئة.
أخبرنا الشيخ الفقيه الإمام زين الدين أبو محمد عبد الرحيم بن إبراهيم بن كاميار القزويني الأصل ثم الدمشقي قراءة عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو عمرو عثمان بن علي بن عبد الواحد ابن خطيب القرافة إجازةً، قال: أنبأنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي(1/230)
الأصبهاني، قال: أخبرنا أبو مطيع محمد بن عبد الواحد بن عبد العزيز المصري الصحاف بأصبهان في شهر الله المبارك من سنة إحدى وتسعين وأربع مئة، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن أبي نصر محمد بن محمد بن الحسن بن سليمان المعداني الواعظ إملاءً في المحرم سنة ست عشرة وأربع مئة، قال: حدثنا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، قال: حدثنا حفص بن عمر بن الصباح الرقي، قال: حدثنا قبيصة بن عقبة، قال: حدثنا سفيان الثوري، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من دعي إلى وليمةٍ فلم يجب فقد عصى الله ورسوله)).
وبه إلى المعداني، قال: أخبرنا سليمان بن أحمد، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
هذا إسنادٌ جيدٌ لم يخرجه أحدٌ من أصحاب الكتب الستة من هذا الطريق.
وبه إلى المعداني، قال: أخبرنا سليمان بن أحمد، قال: حدثنا حفص بن عمر الرقي، قال: حدثنا قبيصة، قال: حدثنا سفيان الثوري، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتناجى اثنان دون واحدٍ.
أخرجه ابن ماجة في الأدب عن هشام بن عمار، عن سفيان بن(1/231)
عيينة، عن عبد الله بن دينار به، فوقع لنا عالياً.
وبه إلى المعداني، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، قال: وفيما قرئ على علي بن سعيد فأقر به، قال: حدثنا الحسن بن محمد بن يزيد، قال: حدثني عمير بن مودود، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا عتاب بن بشير، عن خصيف بن عبد الرحمن، عن وهب بن منبه، قال: قرأت في الزبور فوجدت في اثنين وثلاثين سطراً من الزبور يقول الله تبارك وتعالى لداود عليه السلام: لا تكن ممن يرجو الآخرة بغير عملٍ، ويؤخر التوبة بطول الأمل، فتقول في الدنيا بقول الزاهدين، وتعمل فيها بعمل الراغبين، فإنك إن أعطيت فيها لم تشبع، وإن منعت منها لم تقنع، أتعجز عن شكر ما أعطيت وتطلب زيادةً فيما بقيت، تنهي ولا تنتهي، وتؤمر ولا تبالي، تحب الصالحين ولا تعمل بعملهم، وتبغض المذنبين وأنت منهم، تقول: لم أعمل أتعنى ولا أقعد أتمنى، فإن افتقرت قنطت ووهنت، تتمنى المغفرة وقد أتيت بالسيئة، تكره الموت من إساءتك ولا ترجع عن الإساءة في حياتك، وأنت في القول مدل، وفي العمل مقل، وهمك التصبح، وأنت لم تسهر وتمسي وهمك العشاء وأنت مفطرٌ، اللهو مع الأغنياء أحب إليك من الذكر مع الفقراء، تطاع وتعصي، وتستوفي ولا توفي، ولا تبلو نفسك عما تريد ولا تمنعها مما تشتهي، تحب المديح وأنت مذنبٌ جريحٌ، تعيب وأنت معيوب، ترحم المرضى وقد كتمتهم الدواء، وتظهر الشكوى بالعباد وأنت حريصٌ على الزيادة، ما أقبح الخشوع في غير بر ولا قنوع.
وزاد فيه غيره: إن الله تبارك وتعالى يقول: يا ابن آدم هب أن الدنيا كلها بحذافيرها لك، صفراء بيضاء، ألست تأكل منها القوت، فأنا(1/232)
أعطيتك قوتك، والحساب على غيرك، أفلست محسناً إليك.
شيخٌ آخر
72- عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم بن سعد الله ابن جماعة الكناني الحموي ثم المصري الشافعي، العلامة قاضي القضاة عز الدين أبو عمر.
ولد في سنة أربع وتسعين وست مئة.
شيخٌ آخر
73- عبد الغالب بن محمد بن عبد القاهر بن محمد بن ثابت بن عبد الغالب بن ماهان الماكسيني الخابوري الرقي الأصل ثم الدمشقي، زين الدين أبو محمد.(1/233)
رجلٌ جيدٌ من أهل القرآن، يرتزق بالقراءة والإمامة، وهو ابن أخت الشيخ أبي عبد الله الماكسيني المجاور بمقصورة الحنفية بجامع دمشق.
سمع شيخنا من ابن أبي اليسر، وابن البخاري، وابن النشبي، والمقداد، وابن الصيرفي، وعبد الرحمن بن سلمان البغدادي، وفاطمة بنت ابن عساكر، وزينت بنت مكي، وجماعةٍ، وخرج له الحافظ علم الدين البرزالي ((مشيخة)) عن أربعة وثلاثين شيخاً، وحدث بها غير مرة.
مولده في مستهل جمادى الأولى سنة ثمانٍ وخمسين وست مئة بماكسين من بلاد الخابور، ومات يوم الجمعة سادس عشر شهر رجب سنة تسع وأربعين وسبع مئة بدمشق، وصلي عليه من الغد، ودفن بمقبرة باب الصغير.
سمعت عليه ((جزء الأنصاري))، بسماعه من ابن البخاري، عن شيخه ابن طبرزد والكندي؛ كلاهما عن القاضي أبي بكر الأنصاري، قال: أخبرنا البرمكي، قال: أخبرنا ابن ماسي، قال: أخبرنا أبو مسلم الكجي، عنه. وقرأت عليه مشيخته التي خرجها له الحافظ علم الدين البرزالي عن شيوخه، وعدتهم تسعةٌ وعشرون شيخاً، وذلك دون ما ألحق فيها من الشيوخ في أولها وهم خمسة شيوخ في رابع عشر شعبان سنة ثمان وأربعين وسبع مئة بدمشق.
أخبرنا الشيخ الصالح المقرئ زين الدين أبو محمد عبد الغالب بن محمد بن عبد القاهر الماكسني بقراءتي عليه في شعبان سنة ثمانٍ وأربعين وسبع مئة، قال: أخبرنا الشيخ الإمام تقي الدين أبو محمد إسماعيل بن إبراهيم بن أبي اليسر شاكر بن عبد الله بن سليمان التنوخي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو طاهر بركات بن إبراهيم الخشوعي، قال: أخبرنا عبد الكريم بن حمزة بن الخضر السلمي، قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب،(1/234)
قال: أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري بنيسابور، قال: أخبرنا أبو علي محمد بن أحمد بن محمد بن معقل الميداني، قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن يحيى الذهلي، قال: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في حجة الوداع: ((ليبلغ شاهدكم غائبكم، فرب مبلغٍ أحفظ من سامع)).
أخرجه ابن ماجة عن محمد بن بشار، عن يحيى بن سعيد، عن قرة بن خالد، عن محمد بن سيرين، به، فوقع لنا عالياً. وأخرجه البخاري ومسلم من طرق كثيرة.
وأخبرنا أبو محمد عبد الغالب بن محمد الماكسيني بقراءتي عليه، قال: أخبرنا أبو محمد إسماعيل بن إبراهيم بن أبي اليسر التنوخي قراءةً عليه وأنا أسمع في صفر سنة تسع وستين وست مئة، قال: أخبرنا أبو القاسم أحمد بن تزمش بن بكتمر الحاجي، قال: أخبرنا أبو الفضل محمد ابن عمر بن يوسف الأرموي في سنة أربعين وخمس مئة، قال: أخبرنا أبو(1/235)
جعفر محمد بن أحمد بن محمد ابن المسلمة، قال: أخبرنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري، قال: أخبرنا أبو بكر جعفر بن محمد الفريابي، قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا أبو عوانة، عن قتادة، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة ريحها طيبٌ وطعمها طيبٌ، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مثل التمرة لاريح لها وطعمها حلو، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة ريحها طيبٌ وطعمها مر، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريحٌ وطعمها مر)).
أخرجه مسلم والترمذي عن قتيبة بن سعيد، فوقع لنا موافقة عاليةً.
وأخبرنا الشيخ زين الدين عبد الغالب بن محمد بن عبد القاهر الماكسيني بقراءتي عليه، قال: أخبرنا الشيخ المسند نجم الدين أبو بكر محمد بن علي بن المظفر بن القاسم ابن النشبي المؤذن قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا الإمام أبو اليمن زيد بن الحسن بن زيد الكندي في المحرم سنة تسعٍ وتسعين وخمس مئة، قال: أخبرنا القاضي أبو الفتح عبد الله بن محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن أحمد البيضاوي في سنة اثنتين وثلاثين وخمس مئة، قال: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد ابن النقور في سنة سبع وستين وأربع مئة، قال: أخبرنا أبو القاسم عيسى بن علي بن عيسى بن داود ابن الجراح، قال: حدثنا أبو القاسم(1/236)
عبد الله بن محمد البغوي، قال: حدثنا أبو الهيثم خالد بن مرداس في سنة ثلاثين ومئتين، قال: حدثنا خالد بن عبد الله الواسطي، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن محمد بن زيد، عن ابن سيلان، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تدعوا ركعتي الفجر وإن طردتكم الخيل)).
أخرجه أبو داود في الصلاة عن مسدد، عن خالد بن عبد الله، فوقع لنا بدلاً عالياً.
قال الحافظ أبو الحجاج المزي: رواه نعيم بن الهيصم، عن هارون بن مسلم صاحب الحناء، عن عبد الرحمن بن إسحاق المديني، عن محمد بن زيد، عن عبد ربه بن سيلان، عن أبي هريرة، ورواه نعيم ابن الهيصم أيضاً عن بشر بن المفضل، عن محمد بن زيد، عن عبد ربه ابن سيلان، عن أبي هريرة. وقال بعضهم: عبد الله بن سيلان، وقال بعضهم: جابر بن سيلان، والمشهور عبد ربه بن سيلان، ذكره البخاري وغيره، ورواه عاصم بن عبد العزيز، عن محمد بن زيد، عن جابر بن سيلان، عن أبي هريرة، وحديثاً آخر عن جابر بن سيلان، عن ابن مسعود في الاعتكاف.
وبه إلى خالد بن مرداس، قال: حدثنا خالد بن عبد الله، عن عمرو ابن يحيى، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن عمه واسع بن حبان، عن وهب بن حذيفة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الرجل أحق(1/237)
بمجلسه، فإن قام إلى حاجته ثم رجع هو أحق بمجلسه)).
أخرجه الترمذي في الاستئذان عن قتيبة، عن خالد بن عبد الله الواسطي، به، وقال: حسنٌ صحيحٌ غريبٌ، فوقع لنا بدلاً عالياً، وليس لوهب بن حذيفة الغفاري في الكتب الستة سوى هذا الحديث الواحد.
وقال الترمذي: تابعه محمد بن الصباح ويحيى بن عبد الحميد الحماني وسعيد بن سليمان الواسطي ولوين، عن خالد بن خالد بن عبد الله.
وبه إلى خالد بن مرداس، قال: حدثنا الحكم بن عمر الرعيني، قال: كتب إلى عمر بن عبد العزيز عاملٌ من عماله يشكو قلة القراطيس، فأجابه عمر: أدق قلمك، وأقل كلامك، تكتفي بما قبلك من القراطيس.
وبه إلى خالد بن مرداس، قال: حدثنا الحكم، قال: شهدت عمر يقول لحرسه: إن بي عنكم لغنىً، كفى بالقدر حاجزاً، وبالأجل حارساً، ولا أطرحكم من مراتبكم لتجرى لكم سنةٌ بعدي، من أقام منكم فله عشرة دنانير، ومن يشاء فليلحق بأهله.
شيخٌ آخر
74- عبد الغفار بن محمد بن عبد الكافي بن عوض بن سنان الدولة بن عبد الله السعدي المصري القاضي، تاج الدين أبو القاسم.(1/238)
سمع من المعين أحمد بن علي الدمشقي، وعبد الله بن علاق، وأحمد بن عبد الله ابن النحاس، ومن النجيب عبد اللطيف، وعبد العزيز ابني عبد المنعم الحراني كثيراً، وعبد الهادي القيسي، وابن خطيب المزة، وابن الخيمي، وابن الأنماطي وخلقٍ، ورحل إلى الإسكندرية وسمع بها من عثمان بن عوف، وعبد الوهاب بن الفرات، ومحمد بن عبد الرحمن ابن الدهان، وغيرهم، وأجاز له من دمشق جماعةٌ، وحدث، وقرأ بنفسه، وكتب بخطه وحصل الأجزاء، وعني بالطلب، وانتقى على بعض شيوخه، وخرج لنفسه أربعين مسلسلة وأخرى تساعية، ودرس في الحديث بمصر، وناب في الحكم بها.
مولده في محرم سنة خمسين وست مئة، ومات ليلة الاثنين مستهل ربيع الأول سنة اثنتين وثلاثين وسبع مئة بمصر، وصلي عليه من الغد، ودفن بالقرافة.
سمعت عليه حضوراً في الرابعة ((مجلس البطاقة))، بسماعه من المعين وابن علاق، بسماعهما من البوصيري، بسماعه من أبي صادق المديني، بسماعه من أبي الحسن الحراني، بسماعه منه. وجزءاً من ((حديث الحسن بن عرفة العبدي))، بسماعه من النجيب، بسماعه من ابن كليب، قال: أخبرنا ابن بيان، قال: أخبرنا ابن مخلد، قال: أخبرنا الصفار، عنه. وكتاب ((الجمعة)) للنسائي، بسماعه من ابن علاق، بسماعه من البوصيري، بسماعه من مرشد المديني، عن ابن الطفال، عن ابن حيوية، عن النسائي.
أخبرنا القاضي الإمام أقضى القضاة تاج الدين أبو القاسم عبد الغفار بن محمد بن عبد الكافي السعدي قراءةً عليه وأنا أسمع حضوراً في الرابعة، قال: أخبرنا الشيخان معين الدين أحمد بن القاضي زين الدين علي بن يوسف الدمشقي وأبو عيسى عبد الله بن عبد الواحد بن محمد بن علاق المصري قراءةً عليهما وأنا أسمع؛ قالا: أخبرنا أبو القاسم هبة الله ابن علي بن سعود الأنصاري البوصيري، قال: أخبرنا أبو صادق مرشد ابن يحيى بن القاسم المديني، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر بن(1/239)
محمد الحراني المعروف بابن حمصة، قال: حدثنا أبو القاسم حمزة بن محمد بن علي بن محمد بن العباس الكناني الحافظ إملاءً في الجامع العتيق سلخ ربيع الأول سنة سبع وخمسين وثلاث مئة، قال: أخبرنا محمد بن سعيد بن عثمان بن عبد السلام السراج، قال: حدثنا أبو صالح يعني عبد الله بن صالح، قال: حدثني إبراهيم وهو ابن سعد، عن ابن شهاب، عن القاسم بن محمد، عن عائشة رضي الله عنهما قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا مستترةٌ بقرام فيه صورةٌ، فتلون وجهه، ثم تناول الستر فهتكه ثم قال: ((إن من أشد الناس عذاباً يوم القيامة الذين يشبهون بخلق الله عز وجل)).
قال حمزة بن محمد: وقد روى هذا الحديث ابن عيينة، عن ابن شهاب، عن القاسم مثله.
أخرجه البخاري عن يسرة بن صفوان، وأخرجه مسلم عن منصور بن أبي مزاحم؛ كلاهما عن إبراهيم بن سعد، فوقع لنا بدلاً عالياً لهما.
وأخبرنا القاضي الإمام تاج الدين عبد الغفار بن محمد السعدي قراءةً عليه وأنا حاضرٌ في الخامسة، قال: أخبرنا الشيخ نجيب الدين أبو الفرج عبد اللطيف بن عبد المنعم بن علي الحراني قراءةً عليه، قال:(1/240)
أخبرنا أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب بن كليب الحراني، قال: أخبرنا أبو القاسم بن بيان قال: أخبرنا أبو الحسن بن مخلد، قال: أخبرنا أبو علي الصفار، قال: حدثنا الحسن بن عرفة، قال: حدثنا محمد بن خازم أبو معاوية الضرير، عن عبد الرحمن بن أبي بكر القرشي، عن عبد الله بن أبي مليكة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: لما ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال لعبد الرحمن بن أبي بكر: ائتني بكتفٍ حتى أكتب لأبي بكر كتاباً لا يختلف عليه من بعدي، قالت: فلما قام عبد الرحمن، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أبى الله والمؤمنون أن يختلف على أبي بكرٍ)) رضي الله عنه.
أخرجه البخاري عن أبي قدامة عبد الله بن سعيد السرخسي، عن يزيد بن هارون، عن إبراهيم بن سعد الزهري، عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة، فوقع لنا عالياً بدرجتين.
وأخبرنا الشيخ الإمام أقضى القضاة تاج الدين أبو القاسم عبد الغفار(1/241)
بن محمد بن عبد الكافي السعدي قراءةً عليه وأنا حاضرٌ في الرابعة، قال: أخبرنا الشيخ أبو عيسى عبد الله بن عبد الواحد بن محمد بن علاق الأنصاري قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن علي بن سعود البوصيري، قال: أخبرنا أبو صادق مرشد بن يحيى بن القاسم المديني، قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن محمد ابن الطفال، قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبد الله بن زكريا بن حيوية النسيابوري قال: حدثنا الإمام أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي النسائي لفظاً قرأه علينا من كتابه سنة أربع وتسعين ومئتين، قال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا هارون بن إسماعيل، قال: حدثنا علي، قال: حدثنا يحيى، عن محمد بن عبد الرحمن، عن ابنة حارثة بن النعمان، قالت: حفظت {ق. والقرآن المجيد} من في رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر يوم الجمعة.
أخرجه مسلم في الصلاة عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن يحيى بن حسان، عن سليمان بن بلال، وعن أبي الطاهر بن السرح، عن ابن وهب، عن يحيى بن أيوب؛ كلاهما عن يحيى بن سعيد، عن عمرة، عن أخت عمرة، به. وعن محمد بن بشار، عن غندر، عن شعبة، عن خبيب بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن محمد بن معن، عن ابنة حارثة بن النعمان به. وعن عمرو الناقد، عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن يحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة،(1/242)
عن أم هشام بنت حارثة، بهذا.
وأخرجه أبو داود فيه عن أبي الطاهر بن السرح، به. وعن محمد ابن بشار، به. وعن محمود بن خالد، عن مروان بن محمد الدمشقي، عن سليمان بن بلال، به.
وأخرجه ابن ماجة فيه عن محمد بن مثنى، عن هارون بن إسماعيل، عن علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن عبد الرحمن الأنصاري، عن ابنة حارثة بن النعمان، به، فوقع لنا موافقة لابن ماجة، وعالياً عن طريق مسلم بدرجتين، ولله الحمد والمنة.
وابنة حارثة بن النعمان اسمها أم هشام الأنصارية وهي أخت عمرة بنت عبد الرحمن لأمها، وكانت أكبر من عمرة.
وعمرة هي بنت عبد الرحمن بن سعد بن زرارة. وجدها سعد بن زرارة أخو أبي أمامة أسعد بن زرارة بن عدس بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري له صحبةٌ من النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان أحد النقباء ليلة العقبة، مات أول سنةٍ من الهجرة في شوال، ودفن بالبقيع، ويقال: مات قبل قدوم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، والقول الأول أصح، رضي الله عنه.(1/243)
شيخٌ آخر
75- عبد القادر بن بركات بن أبي الفضل بن أبي علي الأنصاري البعلبكي، الشيخ محيي الدين أبو محمد سبط الشيخ إبراهيم البطائحي.
شيخٌ صالحٌ، من الفقراء المعروفين. سمع من ابن عبد الدائم، وابن أبي اليسر، وابن علان، وابن الصيرفي، وابن عطاء، وابن النابلسي، وابن هامل، وابن البخاري، وجماعةٍ، وخرج له الحافظ علم الدين البرزالي ((مشيخة)) وحدث بها مرات.
مولده تقريباً في سنة اثنتين وخمسين وست مئة، ومات في يوم الأربعاء سادس عشر شوال سنة تسع وأربعين وسبع مئة بسفح قاسيون، وصلي عليه من يومه بالجامع المظفري، ودفن بسفح قاسيون.
سمعت عليه ((جزء الأنصاري)) بسماعه من ابن أبي اليسر وابن علان، بسماعهما من ابن طبرزد، وبسماع الأول أيضاً من أحمد بن تزمش وعبد اللطيف البغدادي، وبسماع الثاني أيضاً من الكندي، بسماعهم أربعتهم من القاضي أبي بكر الأنصاري، بسماعه من البرمكي، عن ابن ماسي، عن الكجي، عن الأنصاري.
أخبرنا الشيخ الصالح محيي الدين أبو محمد عبد القادر بن بركات بن أبي الفضل البعلبكي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا الشيخان تقي الدين أبو محمد إسماعيل بن إبراهيم بن أبي اليسر التنوخي وشمس الدين أبو الغنائم المسلم بن محمد بن المسلم بن علان القيسي قراءةً عليهما وأنا أسمع، قالا: أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن معمر بن طبرزد المؤدب، وقال الأول أيضاً: أخبرنا الشيخان أبو القاسم أحمد بن(1/244)
تزمش وأبو الحسن عبد اللطيف بن إسماعيل البغداديان، وقال الثاني أيضاً: أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن بن زيد الكندي، قالوا أربعتهم: أخبرنا القاضي أبو بكر الأنصاري، قال: أخبرنا أبو إسحاق البرمكي، قال: أخبرنا أبو محمد بن ماسي، قال: أخبرنا أبو مسلم الكجي البصري، قال: حدثنا القاضي أبو عبد الله الأنصاري، قال: حدثنا أبي، عن ثمامة، عن أنس أن عمر رضي الله عنه خرج بالعباس معه يستسقي به ويقول: اللهم إنا كنا إذا قحطنا على عهد نبينا صلى الله عليه وسلم توسلنا إليك بنبينا، اللهم إنا نتوسل إليك بعم نبيك صلى الله عليه وسلم .
أخرجه البخاري في الاستئذان من ((صحيحه)) عن الحسن بن محمد الزعفراني، عن الأنصاري، فوقع لنا بدلاً عالياً.
وبه إلى الأنصاري، قال: حدثنا جعفر بن أحمد الدمشقي، قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا محمد بن شعيب بن شابور، قال: أخبرني سعيد بن بشير، عن أبان بن أبي عياش، عن الحسن بن أبي الحسن، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((كان فيمن كان قبلكم رجلٌ يأتي وكر طائر إذا فرخ يأخذ فرخيه، فشكا ذلك الطائر إلى الله عز وجل ما يصنع ذلك الرجل، فأوحى الله إليه: إن هو عاد فسأهلكه، فلما أفرخ، خرج ذلك الرجل كما كان يخرج وأخذ سلماً، فلما كان في طرف القرية لقيه سائلٌ فأعطاه رغيفاً من زاده، ثم مضى حتى أتى ذلك الوكر، فوضع سلمه، ثم صعد فأخذ الفرخين، وأبواهما ينظران، فقالا: يا رب إنك وعدتنا أن تهلكه إن عاد، وقد عاد، فأخذهما ولم تهلكه، فأوحى الله إليهما: أو لم تعلما أني لا أهلك أحداً تصدق في يومٍ بصدقةٍ ذلك اليوم بميتة سوءٍ)).(1/245)
لم يخرجه أحدٌ من أصحاب الكتب الستة، والحسن هو البصري.
شيخٌ آخر
76- عبد القادر بن عبد العزيز بن عيسى بن محمد بن أيوب بن مروان بن يعقوب، أسد الدين أبو محمد ابن الملك المغيث ابن السلطان الملك المعظم شرف الدين ابن السلطان الملك العادل.
من بيت السلطنة والحشمة، وهو رجلٌ جليلٌ، عزيز النفس، واسع الصدر، عاقلٌ، يتولى النظر على أوقافٍ منسوبةٍ إلى أقاربه، وهو ناهضٌ كاف، مشكور السيرة، وهو مقيمٌ بالقاهرة، ويتردد إلى دمشق والقدس.
سمع من خطيب مردا جميع ((السيرة النبوية)) وأجزاءً كثيرةً مع أولاد عمه الناصر داود.
مولده في شهر ربيع الأول سنة اثنتين وأربعين وست مئة بالكرك، وتوفي بكرة الجمعة سلخ شهر رمضان سنة سبع وثلاثين وسبع مئة بقبة الجاموس عند البيدر بمدينة الرملة، وصلي عليه عقيب صلاة العيد، وكان متوجهاً إلى دمشق فحمل في تابوت على أعناق الرجال إلى القدس الشريف، فدفن بمدرسة جده الملك المعظم ليلة الأحد، رحمه الله تعالى.
سمعت عليه جميع ((السيرة النبوية)) حضوراً في أواخر الثالثة وأوائل الرابعة، بقراءة الشيخ فتح الدين ابن سيد الناس، وذلك بسماعه من(1/246)
خطيب مردا، بسماعه من صنيعة الملك، بسماعه من ابن رفاعة، عن الخلعي، بسنده.
أخبرنا الملك أسد الدين أبو محمد عبد القادر ابن الملك المغيث شهاب الدين عبد العزيز ابن السلطان الملك المعظم شرف الدين عيسى ابن السلطان الكبير الملك العادل سيف الدين أبي بكر محمد بن أيوب قراءةً عليه وأنا حاضرٌ، قال: أخبرنا الخطيب أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن أحمد بن أبي الفتح المقدسي خطيب مردا قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا القاضي الإمام العدل صنيعة الملك أبو محمد هبة الله بن يحيى بن علي بن حيدرة قراءةً عليه وأنا أسمع بفسطاط مصر في سنة خمس وتسعين وخمس مئة، قال: أخبرنا الفقيه أبو محمد عبد الله بن رفاعة بن غدير بن علي بن عمر السعدي قراءةً عليه وأنا أسمع في سنة ست وخمسين وخمس مئة، قال: أخبرنا القاضي أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين بن محمد الخلعي الشافعي بقراءة أبي صادق مرشد بن يحيى المديني في سنة ثمانٍ وثمانين وأربع مئة، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عمر بن محمد بن سعيد بن إسحاق ابن النحاس التجيبي البزاز في سنة ثلاث عشرة وأربع مئة، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن الورد البغدادي في سنة ثمانٍ وأربعين وثلاث مئة، قال: أخبرنا أبو سعيد عبد الرحيم بن عبد الله بن عبد الرحيم بن أبي زرعة البرقي، قال: حدثنا أبو محمد عبد الملك بن هشام النحوي، قال: حدثنا زياد بن عبد الله البكائي، قال: قال ابن إسحاق: فحدثني ثور بن زيد، عن سالم مولى عبد الله بن مطيع، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: فلما انصرفنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عن خيبر إلى وادي القرى نزلنا بها أصلاً مع مغرب الشمس، ومع رسول الله صلى الله عليه وسلم غلامٌ له أهداه له رفاعة بن زيد الجذامي ثم الضببي، قال ابن هشام: جذام أخو لخمٍ، قال: فوالله إنه(1/247)
ليضع رحل رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أتاه سهمٌ غرب فأصابه فقتله، فقلنا: هنيئاً له الجنة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((كلا والذي نفس محمدٍ بيده إن شملته الآن لتحرق عليه في النار كان غلها من فيء المسلمين يوم خيبر))، قال: فسمعها رجلٌ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاه فقال: يا رسول الله أصبت شراكين لنعلين لي، قال: فقال: ((يقد لك مثلهما من النار)).
أخرجه البخاري ومسلم بنحوه من طرق منها للبخاري عن عبد الله بن محمد، عن معاوية بن عمرو، عن أبي إسحاق عن مالك، عن ثور بن زيد، به.
وبه إلى ابن إسحاق، قال: وحدثني عبد الله بن حسن، عن بعض أهله، عن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: خرجنا مع علي رضي الله عنه حين بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم برايته فلما دنا من الحصن، خرج إليه أهله، فقاتلهم، فضربه رجلٌ من يهود، فطرح ترسه من يده، فتناول علي رضي الله عنه باباً كان عند الحصن فترس به عن نفسه فلم يزل في يده وهو يقاتل حتى فتح الله عليه، ثم ألقاه من يده حين فرغ، فلقد رأيتني في نفرٍ سبعةٍ معي أنا ثامنهم نجهد على أن نقلب ذلك الباب فما نقلبه.
أبو رافع اختلف في اسمه، فقيل: إبراهيم، وقيل: أسلم، وقيل: ثابت، وقيل: هرمز، وكان قبطياً.(1/248)
وبه إلى ابن إسحاق، قال: وحدثني بريدة بن سفيان الأسلمي، عن بعض رجال بني سلمة، عن أبي اليسر كعب بن عمرو، قال: إنا لمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر ذات عشيةٍ إذ أقبلت غنمٌ لرجلٍ من يهود تريد حصنهم، ونحن محاصروهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من رجل يطعمنا من هذه الغنم))، فقال أبو اليسر: فقلت: أنا يا رسول الله، قال: ((فافعل)) قال: فخرجت أشتد مثل الظليم، فلما نظر إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم مولياً قال: ((اللهم أمتعنا به))، قال: فأدركت الغنم، وقد دخلت أولاها الحصن، فأخذت شاتين من أخراها فاحتضنتهما تحت يدي، ثم أقبلت بهما أشتد كأنه ليس معي شيء حتى ألقيتهما عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فذبحوهما فأكلوهما فكان أبو اليسر من آخر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هلاكاً، فكان إذا حدث هذا الحديث بكى ثم قال: أمتعوا بي، حتى كنت من آخرهم.
أبو اليسر كعب بن عمرو بن عباد بن عمرو الأنصاري السلمي، روى له مسلم في ((صحيحه)) حديثاً واحداً طويلاً في آخر الكتاب، وروى له أبو داود والترمذي والنسائي ثلاثة أحاديث في كتبهم، منها حديث رواه أبو داود والنسائي، وحديث رواه الترمذي والنسائي، وحديث رواه النسائي وحده.
شهد أبو اليسر بدراً مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن عشرين سنة، قال عمرو ابن علي: مات أبو اليسر، واسمه كعب بن عمرو سنة خمسٍ وخمسين،(1/249)
وكان رجلاً قصيراً ذا بطنٍ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم دعا له وقال: ((اللهم أمتعنا به)).
وبه إلى ابن إسحاق، قال: وحدثني أبان بن صالح وعبد الله بن أبي نجيح، عن عطاء بن أبي رباح ومجاهد أبي الحجاج، عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة بنت الحارث في سفره ذلك وهو حرامٌ، وكان الذي زوجه إياها العباس بن عبد المطلب.
أخرجه النسائي بنحوه، غير أنه لم يذكر تزويج العباس، عن هناد بن السري، عن ابن أبي زائدة، عن محمد بن إسحاق، فوقع لنا عالياً.
وبه إلى ابن إسحاق، قال: وحدثني محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي أن أبا صالح السمان حدثه أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأكثم بن الجون الخزاعي: ((يا أكثم رأيت عمرو بن لحي بن قمعة بن خندف يجر قصبه في النار، فما رأيت رجلاً أشبه برجلٍ منك به ولا بك منه))، فقال أكثم: عسى أن يضر بي شبهه يا نبي الله، قال: ((لا، إنك مؤمنٌ وهو كافرٌ إنه كان أول من غير دين إسماعيل، فنصب الأوثان وبحر البحيرة، وسيب السائبة ووصل الوصيلة وحمى الحامي)).
أبو صالح السمان اسمه ذكوان، ويقال له: الزيات، كان يجلب(1/250)
السمن والزيت إلى الكوفة، وهو والد سهيل، مات في سنة إحدى ومئة بالمدينة.
وبه إلى ابن إسحاق، قال: وحدثني هشام بن عروة، عن أبيه عروة، عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أمرت أن أبشر خديجة ببيتٍ من قصبٍ، لا صخب فيه ولا نصب)). قال ابن هشام: القصب ها هنا: اللؤلؤ المجوف.
لم يخرجه أحدٌ من أصحاب الكتب الستة من حديث عبد الله بن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنهما، وإنما أخرجه البخاري ومسلم والنسائي من حديث عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه.
شيخٌ آخر
77- عبد الكافي بن علي بن تمام بن يوسف بن موسى بن تمام بن حامد بن يحيى الأنصاري الخزرجي السبكي، جدي الإمام العلامة قاضي القضاة زين الدين أبو علي بن أبي الحسن الشافعي.
سمع من ابن خطيب المزة، ومحمد بن إسماعيل ابن الأنماطي، وعلي بن نصر الله ابن الصواف. وأجاز له جماعةٌ منهم: العز الحراني، وابن القسطلاني، وغيرهما. وحدث بالقاهرة، والمحلة، وحفظ ((التنبيه))، وعرضه على الشيخ قطب الدين ابن القسطلاني، وحفظ ((المعالم في الأصول)) و((الفصول)) لابن معطٍ، وتولى الشرقية وأعمالها، والغربية(1/251)
وأعمالها، وله نظم، وكان ذا سمتٍ وتوددٍ وأخلاق حسنة.
مولده في سنة ستين وست مئة، وتوفي يوم الثلاثاء التاسع من شعبان سنة خمس وثلاثين وسبع مئة بالمحلة من الغربية، ودفن من الغد بظاهرها رحمه الله تعالى.
سمعت عليه حضوراً ((جزء الغطريف)) بسماعه من ابن خطيب المزة، بسماعه من ابن طبرزد، بسماعه من القاضي أبي بكر الأنصاري وأحمد بن محمد بن ملوك الوراق، بسماعهما من القاضي أبي الطيب الطبري، عن ابن الغطريف. وسمعت عليه أيضاً حضوراً ثلاثة أبواب من أول كتاب ((السنن)) لأبي داود إلى آخر باب ((ما يقول الرجل إذا دخل الخلاء)) وذلك ستة أحاديث بسماعه من ابن خطيب المزة، عن ابن طبرزد، عن الكرخي، عن الخطيب بسنده وذلك في ليلة الثالث والعشرين من المحرم سنة ثلاثين وسبع مئة.
أخبرنا جدي الإمام العلامة قاضي القضاة زين الدين أبو علي عبد الكافي بن علي بن تمام بن يوسف السبكي الشافعي تغمده الله برحمته، قراءةً عليه وأنا حاضر، قال: أخبرنا أبو الفضل عبد الرحيم بن يوسف بن يحيى ابن خطيب المزة قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن معمر بن طبرزد قراءة عليه وأنا حاضر في الخامسة، قال: أخبرنا الشيخان: القاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، وأبو المواهب أحمد بن محمد بن ملوك الوراق؛ قالا: أخبرنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله بن طاهر الطبري الفقيه الشافعي، قال: حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن الغطريف بجرجان في سنة إحدى وسبعين وثلاث مئة، قال: حدثنا الإمام أبو العباس أحمد بن عمر بن سريج، قال: قال: حدثنا أبو يحيى الضرير محمد بن سعيد العطار، قال: حدثنا عبيدة بن حميد، قال: حدثنا الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، قال: كنت رجلاً مذاءً وكنت أكثر منه الاغتسال، فسألت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((يكفيك منه الوضوء)).(1/252)
أخرجه النسائي عن محمد بن حاتم، عن عبيدة بن حميد، فوقع لنا بدلاً عالياً.
وبه إلى ابن الغطريف، قال: حدثني أبو عوانة الإسفراييني، قال: حدثنا يزيد بن سنان، قال: حدثنا زكريا بن يحيى، قال: حدثنا إدريس الأودي، عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((ما قال عبد عند مريض: أسأل الله العظيم، رب العرش العظيم أن يشفيك، سبع مراتٍ إلا عوفي)).
أخرجه النسائي في ((اليوم والليلة)) عن زكريا بن يحيى، عن أبي بكر محمد بن يزيد الأدمي، عن أحمد بن حميد، عن الأشجعي، وعن أحمد بن إبراهيم البسري الدمشقي وعبد الصمد بن عبد الوارث؛ كلاهما عن أبي النضر إسحاق بن إبراهيم الفراديسي، عن محمد بن شعيب؛ كلاهما عن شعبة، عن ميسرة بن حبيب، عن المنهال بن عمرو، به، فوقع لنا عالياً.
وبه إلى ابن الغطريف، قال: حدثنا أبو خليفة قال: حدثنا القعنبي،(1/253)
قال: حدثنا مالك، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أكل كتف شاةٍ ثم صلى ولم يتوضأ.
أخرجه البخاري عن عبد الله بن يوسف. وأخرجه مسلم وأبو داود جميعاً عن القعنبي؛ كلاهما عن مالك، فوقع لنا موافقةً عاليةً لمسلم وأبي داود، وبدلاً عالياً للبخاري.
وبه إلى ابن الغطريف، قال: حدثنا أبو خليفة، قال: حدثنا محمد ابن كثير وشعيث بن محرز وأبو عمر الحوضي؛ قالوا: حدثنا شعبة، عن القاسم بن أبي بزة، عن عطاء الكيخاراني، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال: ((أثقل شيءٍ في الميزان الخلق الحسن)).
وأخبرناه عالياً بدرجةٍ أبو العباس أحمد بن أبي طالب الصالحي إجازةً، عن أبي الفضل جعفر بن علي بن هبة الله الهمداني، قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر السلفي سماعاً، قال: أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي ابن ميمون النرسي بالكوفة في رجب سنة ثمانٍ وتسعين وأربع مئة، قال: حدثنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري ببغداد، قال: حدثنا أبو أحمد بن الغطريف، فذكره.
أخرجه أبو داود في الأدب عن محمد بن كثير به، فوقع لنا(1/254)
موافقةً عاليةً له.
وأبو الدرداء اسمه عويمر الأنصاري الخزرجي واختلف في اسم أبيه اختلافاً كثيراً. وأم الدرداء هي الصغرى زوجة أبي الدرداء، واسمها هجيمة، وقيل: جهيمة بنت حي الوصابية الدمشقية، وهي تابعيةٌ. وأما الكبرى فهي صحابيةٌ، وهي أم محمد بنت أبي حدرد، وماتت قبل أبي الدرداء بدهرٍ.
وأخبرنا جدي لأبي قاضي القضاة زين الدين أبو علي عبد الكافي بن علي بن تمام السبكي الشافعي قراءةً عليه وأنا حاضرٌ في ليلة الثالث والعشرين من المحرم سنة ثلاثين وسبع مئة، قال: أخبرنا أبو الفضل عبد الرحيم بن يوسف بن يحيى ابن خطيب المزة قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن معمر بن طبرزد البغدادي، قال: أخبرنا أبو البدر إبراهيم بن محمد بن منصور بن عمر الكرخي، قال: أخبرنا الحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت البغدادي في يوم الأحد سلخ محرم سنة ثلاث وستين وأربع مئة، قال: أخبرنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد بن العباس بن عبد الواحد بن جعفر بن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب الهاشمي بقراءتي عليه بالبصرة في جمادى الآخرة سنة اثنتي عشرة وأربع مئة، قال: حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن عمرو اللؤلؤي، قال: حدثنا أبو داود سليمان ابن الأشعث بن إسحاق بن بشير بن شداد بن عمرو بن عامر الأزدي السجستاني الحافظ في المحرم سنة خمسٍ وسبعين ومئتين، قال:(1/255)
حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب القعنبي، قال: حدثنا عبد العزيز بعني ابن محمد، عن محمد يعني ابن عمرو، عن أبي سلمة، عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا ذهب المذهب أبعد.
أخرجه الترمذي في الطهارة عن ابن بشار، عن الثقفي. وأخرجه النسائي فيه عن علي بن حجر، عن إسماعيل بن جعفر. وأخرجه ابن ماجة فيه عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن إسماعيل بن علية، ثلاثتهم عن محمد بن عمرو، به.
وبه إلى أبي داود، قال: حدثنا مسدد بن مسرهد، قال: حدثنا عيسى بن يونس، قال: أخبرنا إسماعيل بن عبد الملك، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد البراز انطلق حتى لا يراه أحدٌ.
أخرجه ابن ماجة في الطهارة عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن عبيد الله بن موسى، عن إسماعيل به.
وإسماعيل بن عبد الملك هو ابن أبي الصفيراء. وأبو الزبير هو(1/256)
محمد بن مسلم بن تدرس المكي.
شيخٌ آخر
78- عبد الكريم بن عبد الكريم بن عبد الرحمن بن حسان بن رافع بن موقى البعلبكي المعروف بابن المخلص الشافعي، صفي الدين أبو محمد.
سمع ببعلبك من جده لأمه القاضي تاج الدين عبد الخالق كثيراً، ومن الشيخ شرف الدين اليونيني، وزكي الدين إبراهيم ابن المعري، وست الأهل بنت علوان، وزينب بنت كندي وغيرهم، وبدمشق من عمر ابن القواس، ويوسف الغسولي وغيرهما. وخرج له ابن سعد ((مشيخة)) في جزأين وحدث بها غير مرة، وليس خرقة التصوف من الشيخ عز الدين أحمد بن إبراهيم الفاروثي، وتفقه واشتغل وحصل طرفاً من العلم، وهو رجلٌ حسنٌ خيرٌ متواضع، كثير تلاوة القرآن.
مولده في سنة ست وسبعين وست مئة ببعلبك، وتوفي بها في ربيع الأول سنة ستين وسبع مئة.
سمعت عليه الجزء الأول من ((مشيخته)) تخريج ابن سعد، وجزءاً فيه الرباعي لعبد الغني بن سعيد، بسماعه من الشيخ شرف الدين أبي الحسين علي بن محمد اليونيني، بسماعه من جعفر الهمداني، بسماعه من السلفي، بسماعه من جعفر بن أحمد السراج، بسماعه عن عبد الرحيم بن أحمد البخاري، عنه.
أخبرنا الشيخ الصالح صفي الدين أبو محمد عبد الكريم بن عبد الكريم ابن المخلص البعلبكي قراءةً عليه وأنا أسمع ببعلبك، قال:(1/257)
أخبرنا الشيخ الإمام الحافظ شرف الدين أبو الحسين علي بن محمد بن أحمد اليونيني قراءةً عليه وأنا أسمع ببعلبك، قال: أخبرنا أبو الفضل جعفر بن علي بن هبة الله الهمداني قراءةً عليه (ح) وأخبرنا أبو العباس أحمد بن أبي طالب الصالحي إذناً، قال: أخبرنا جعفر المذكور في كتابه، قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو محمد جعفر بن أحمد بن الحسين السراج، قال: أخبرنا أبو زكريا عبد الرحيم بن أحمد البخاري، قال: حدثنا أبو محمد عبد الغني بن سعيد الأزدي الحافظ، قال: حدثنا حمزة بن محمد الكناني، قال: أخبرنا أحمد بن شعيب، قال: حدثنا كثير بن عبيد، قال: حدثنا محمد بن حرب، عن الزبيدي، عن الزهري، عن السائب بن يزيد أن حويطب بن عبد العزى أخبره أن عبد الله بن السعدي أخبره أنه قدم على عمر بن الخطاب رضي الله عنه في خلافة عمر، فقال له عمر: أخبرت أنك تلي من أعمال الناس أعمالاً فإذا أعطيت العمالة رددتها، قال: فقلت: بلى، فقال عمر: فما تريد إلى ذلك. فقال: إن لي أفراساً وأعبداً وأنا بخير وأريد أن يكون عملي صدقةً على المسلمين، قال عمر: فلا تفعل فإني كنت أردت مثل الذي أردت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطيني العطاء فأقول: أعطه أفقر مني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((خذه تموله وتصدق به، وما جاءك الله عز وجل من هذا المال من غير تشرفٍ ولا سائلٍ فخذه، وما لا فلا تتبعه نفسك)).
أخرجه البخاري في الأحكام عن أبي اليمان، عن شعيب، عن الزهري، عن السائب بن يزيد، عن حويطب بن عبد العزى، به. وأخرجه مسلم في الزكاة عن أبي الطاهر بن السرح، عن ابن وهب، عن عمرو ابن الحارث، عن ابن شهاب، به. وعن قتيبة، عن الليث، عن بكير(1/258)
ابن الأشج، عن بسر بن سعيد، عن ابن الساعدي المالكي، قال: استعملني عمر على الصدقة. وعن هارون بن سعيد، عن ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن بكير بن الأشج، عن بسر بن سعيد، عن ابن السعدي، به. كذا قال الليث وحده: عن ابن الساعدي، وقال غيره: عن ابن السعدي. وأخرجه أبو داود فيه وفي الخراج عن أبي الوليد الطيالسي، عن ليث، به. وأخرجه النسائي في الزكاة عن قتيبة، به. وعن عمرو بن منصور وإسحاق بن منصور؛ كلاهما عن أبي اليمان الحكم بن نافع، به. وعن سعيد بن عبد الرحمن المخزومي عن سفيان بن عيينة. وعن كثير بن عبيد، عن محمد بن حرب، عن الزبيدي؛ كلاهما عن الزهري نحوه، فوقع لنا موافقةً للنسائي، وعالياً للباقين.
وقد اجتمع في إسناد هذا الحديث أربعةٌ من الصحابة يروي بعضهم عن بعض: السائب بن يزيد، وحويطب بن عبد العزى، وعبد الله بن السعدي، وعمر بن الخطاب رضي الله عنهم أجمعين.
وأخبرنا الشيخ صفي الدين عبد الكريم بن عبد الكريم البعلبكي قراءةً عليه وأنا أسمع ببعلبك، قال: أخبرنا جدي لأمي القاضي تاج الدين عبد الخالق بن عبد السلام بن سعيد بن علوان التنوخي قراءةً عليه وأنا أسمع ببعلبك، قال: أخبرنا العلامة أبو محمد عبد الله بن أحمد بن محمد(1/259)
ابن قدامة المقدسي قراءةً عليه وأنا أسمع ببعلبك، قال: أخبرنا أبو زرعة طاهر بن محمد بن طاهر المقدسي، قال: أخبرنا أبو منصور محمد بن الحسين المقومي إجازةً إن لم يكن سماعاً ثم ظهر سماعه، قال أخبرنا أبو طلحة القاسم بن أبي المنذر الخطيب، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن سلمة القطان، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجة القزويني، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن شبيب بن غرقدة، عن عروة البارقي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطاه ديناراً يشتري له شاةً، فاشترى له شاتين، فباع إحداهما بدينار، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم بدينارٍ وشاةٍ، فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبركة، قال: فكان لو اشترى التراب لربح فيه.
أخرجه البخاري في علامات النبوة عن علي بن عبد الله، عن سفيان، عن شبيب بن غرقدة، قال: سمعت الحي يتحدثون عن عروة، به. وأخرجه أبو داود في البيوع عن الحسن بن الصباح، عن أبي المنذر إسماعيل بن عمر، عن سعيد بن زيد أخي حماد بن زيد، عن الزبير بن الخريت، عن أبي لبيدٍ، قال: حدثني عروة البارقي، به، ولفظه مختلفٌ، فوقع لنا عالياً بدرجتين ولله الحمد.
وبه إلى ابن ماجة، قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش، قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن اليحصبي، عن(1/260)
عبد الله بن بسر المازني رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((كيلوا طعامكم يبارك لكم فيه)).
انفرد ابن ماجة برواية هذا الحديث فرواه في التجارات كما سقناه.
ومحمد بن عبد الرحمن هو ابن عرقٍ الحمصي وليس باليحصبي.
شيخٌ آخر
79- عبد الكريم بن عبد النور بن منير بن عبد الكريم بن علي بن عبد الحق بن عبد الصمد بن عبد النور الحلبي الحنفي المقرئ، الشيخ الإمام قطب الدين أبو محمد، ابن أخت الشيخ أبي الفتح نصر المنبجي.
سمع بالقاهرة من العز الحراني، وأحمد بن سليمان ابن الحموي، وغازي الحلاوي، وابن خطيب المزة، وشامية. ورحل إلى دمشق فسمع(1/261)
بها من ابن البخاري، وزينب بنت مكي وزينب بنت العلم، وجماعة. وسمع بمكة من عبد الصمد ابن عساكر، وبالإسكندرية من عبد الوهاب بن الفرات، ومحمد بن عبد الرحمن ابن الدهان وغيرهما، وحدث.
سمع منه الشيخ شمس الدين الذهبي وذكره في ((معجمه))، وقرأ بنفسهن وكتب بخطه العالي والنازل، وانتقى على بعض شيوخه، وعني بهذا الشأن، وحصل الأصول والفروع، وقرأ القراءات السبعة، وأعاد ودرس في الحديث بعدة أماكن، وصنف عدة تصانيف، وحج سبع مرار، وكان لطيف الكلام، حسن الخلق، كثير التواضع، بشوش الوجه، حسن الملتقى، طاهر اللسان، عديم الأذى.
مولده يوم الجمعة وقت الصلاة سادس عشري رجب سنة ثلاث وستين وست مئة، ومات يوم الأحد سلخ رجب سنة خمس وثلاثين وسبع مئة بظاهر القاهرة، وصلي عليه من الغد على باب زاوية خاله، ودفن بتربته رحمه الله تعالى.
أجاز لنا الرواية عنه.
أخبرنا الشيخ الإمام الحافظ قطب الدين أبو محمد عبد الكريم بن عبد النور بن منير الحلبي إجازةً (ح) وأخبرنا جدي القاضي الإمام زين الدين أبو علي عبد الكافي بن علي بن تمام الشافعي قراءةً عليه وأنا حاضرٌ؛ قالا: أخبرنا أبو الفضل عبد الرحيم بن يوسف بن يحيى بن يوسف ابن خطيب المزة قراءةً عليه ونحن نسمع، قال: أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن معمر بن طبرزد البغدادي قراءةً عليه وأنا حاضرٌ في الخامسة، قال: أخبرنا الشيخان القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الأنصاري، وأبو المواهب أحمد بن محمد بن ملوك الوراق قراءةً عليهما وأنا أسمع؛ قالا: أخبرنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله بن طاهر الطبري الفقيه الشافعي، قال: حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن الغطريف بجرجان في سنة إحدى وسبعين وثلاث مئة، قال: حدثنا أبو خليفة، قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، عن همام وشعبة، عن قتادة، عن(1/262)
سعيد بن المسيب، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((العائد في هيبته كالعائد في قيئه)).
أخرجه البخاري في الهبة عن مسلم بن إبراهيم، عن هشام الدستوائي وشعبة. وأخرجه أبو داود في البيوع عن مسلم بن إبراهيم، عن أبان بن يزيد وهمام بن يحيى وشعبة، فوقع لنا موافقةً عاليةً لهما.
شيخٌ آخر
80- عبد المحسن بن أحمد بن محمد بن علي بن محمود بن أحمد بن علي بن أحمد بن عثمان بن موسى المحمودي، أبو الفضل بن أبي المعالي بن أبي حامد الدمشقي الأصل المصري الدار والوفاة، أمين الدين ابن شهاب الدين ابن جمال الدين ابن الصابوني.
سمع بالديار المصرية من المعين الدمشقي، وإسماعيل بن عزون، وعبد الله بن علاق، وعبد الرحمن بن يوسف بن فارس، وأحمد بن عبد الله ابن النحاس، والنجيب الحراني، وعبد الهادي ابن القيسي، وإسحاق بن محمود البروجردي، وبدمشق من إسماعيل بن أبي اليسر، وابن عبد، ويحيى ابن الحنبلي، ويحيى ابن الصيرفي وخلقٍ، وحدث. وكان يجلس مع الشهود بمصر ثم ضعف وانقطع في بيته وقل نظره، وكان من بيت الحديث، حسن الأخلاق، سهلاً في التحديث.
مولده في سابع عشر ذي القعدة سنة ثمانٍ وخمسين وست مئة،(1/263)
وتوفي ليلة السبت سادس جمادى الأولى سنة ست وثلاثين وسبع مئة بمصر، وصلي عليه من الغد، ودفن بالقرافة، رحمه الله تعالى.
سمعت عليه حضوراً في الرابعة سداسيات الرازي، بسماعه من أحمد ابن القاضي زين الدين، وإسماعيل بن عزون، وأحمد بن عبد الله بن محمد ابن النحاس، بسماع الأولين من ابن ياسين، وبسماع الثالث من ابن موقى، بسماعهما من الرازي.
((وجزء ابن عرفة))، بسماعه من النجيب، بسماعه من ابن كليب، قال: أخبرنا ابن بيان، قال: أخبرنا ابن مخلد، قال: أخبرنا الصفار، عنه.
وكتاب ((الجمعة)) للنسائي، بسماعه من ابن عزون وابن علاق والمعين الدمشقي، بسماعهم من البوصيري، بسماعه من مرشد، عن ابن الطفال، عن ابن حيوية، عنه.
أخبرنا الشيخ العدل أمين الدين أبو الفضل عبد المحسن بن أحمد بن محمد بن الصابوني قراءةً عليه وأنا حاضرٌ في الرابعة، قال: أخبرنا الشيوخ الثلاثة معين الدين أحمد ابن القاضي زين الدين علي بن يوسف الدمشقي وزين الدين أبو البركات أحمد بن عبد الله بن محمد ابن النحاس الأنصاري وزين الدين أبو الطاهر إسماعيل بن عبد القوي بن أبي العز بن عزون الأنصاري، قال الأول والثالث: أخبرنا أبو الطاهر إسماعيل بن صالح بن ياسين الشارعي، وقال الثاني: أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن ابن مكي بن حمزة بن موقى بن علي الأنصاري، قالا: أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم الرازي، قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد بن علي الفارسي بفسطاط مصر، قال: أخبرنا أبو الحسين علي ابن عبد الله بن الفضل البغدادي بانتقاء الدارقطني وقراءته، قال: حدثنا أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي، قال: حدثنا الوليد بن هشام القحذمي، قال: حدثنا حريز بن عثمان، قال: سألت عبد الله بن بسر: أشاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فأومأ بيده إلى عنفقته.(1/264)
عبد الله بن بسر المازني من بني مازن بن منصور آخر من مات من الصحابة بالشام، وكانت وافته سنة ثمانٍ وثمانين، وقيل: سنة سبع وثمانين، وله عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث، قال يحيى بن معين: عبد الله بن بسر السلمي كنيته أبو صفوان، وكان يسكن حمص.
انفرد به البخاري من هذا الوجه فرواه في صفة النبي صلى الله عليه وسلم عن عصام بن خالد، عن حريز، فوقع لنا بدلاً عالياً، وهو أحد ثلاثياته.
وبالإسناد إلى الرازي، قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن عيسى السعدي بمصر، قال: أخبرنا عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري بها، قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، قال: حدثنا طالوت ابن عبادٍ، قال: حدثنا فضال بن جبير، قال: سمعت أبا أمامة صدي بن عجلان يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((اكفلوا لي بست خصال أكفل لكم بالجنة، إذا حدث أحدكم فلا يكذب، وإذا وعد فلا يخلف، وإذا أؤتمن فلا يخن، غضوا أبصاركم، وكفوا أيديكم، واحفظوا فروجكم)).
لم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة من حديث أبي أمامة، وهو صدي بن عجلان بن وهب بن عريب بن وهب بن رياح بن الحارث ابن معن بن مالك بن أعصر بن سعد بن قيس بن عيلان الباهلي، ويقال: إنه من بني سهم بن عمرو بن ثعلبة بن غنم بن قتيبة بن معن بن مالك بن أعصر، وباهلة هم بنو معن وسعد مناة ابني مالك بن أعصر، نزل حمص(1/265)
من الشام، ومات في سنة ست وثمانين، وهو ابن إحدى وتسعين سنة، رضي الله عنه.
وبه إلى الرازي قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد بن علي الفارسي بمصر، قال: أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن محمد بن الناصح بن شجاع الفقيه الشافعي المعروف بابن المفسر الدمشقي بالمعافر، قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن علي بن سعيد المروزي القاضي بدمشق، قال: حدثنا شيبان الأبلي، قال: حدثنا نافع أبو هرمز، قال: حدثنا أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كبر على أهل بدرٍ سبع تكبيراتٍ، وعلى بني هاشمٍ تسع تكبيراتٍ، وكان آخر صلاته أربعاً حتى خرج من الدنيا.
لم يخرجه أحدٌ من أصحاب الكتب الستة.
وأبو هرمز نافع، قال الحاكم أبو أحمد: ليس بالقوي عندهم، وقال يحيى بن معين: أبو هرمز الذي يروي عن أنس بن مالك ضعيفٌ.
وأخبرنا الشيخ أمين الدين أبو الفضل عبد المحسن بن أحمد بن محمد ابن الصابوني قراءةً عليه وأنا حاضرٌ في الرابعة، قال: أخبرنا الشيوخ الثلاثة أبو العباس أحمد بن علي بن يوسف بن عبد الله الدمشقي ثم المصري وأبو عيسى عبد الله بن عبد الواحد بن محمد بن علاق المصري وأبو الطاهر إسماعيل بن عبد القوي بن أبي العز بن داود بن عزون الأنصاري قراءة عليهم وأنا أسمع؛ قالوا: أخبرنا أبو القاسم هبة الله ابن علي بن سعود البوصيري، قال: أخبرنا أبو صادق مرشد بن يحيى ابن القاسم المديني قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن محمد بن أحمد بن الحسين النيسابوري المعروف بابن الطفال قراءةً عليه من(1/266)
أصل سماعه سنة أربعين وأربع مئة، قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبد الله بن زكريا بن حيوية النيسابوري، قال: حدثنا أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي النسائي لفظاً قرأه علينا من كتابه سنة أربع وتسعين ومئتين، قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: أخبرنا عبد الله، عن يونس، عن الزهري، قال: حدثنا عبد الرحمن الأعرج أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم عليه السلام، وفيه أدخل الجنة، وفيه أخرج منها)).
أخرجه مسلم في الصلاة عن حرملة بن يحيى، عن ابن وهب، فوقع لنا بدلاً عالياً له.
وبه إلى النسائي، قال: أخبرني هارون بن عبد الله، قال: حدثنا يحيى بن أدم، قال: حدثنا حسن بن عياش، قال: حدثنا جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قال: كنا نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمعة، ثم نرجع فنريح نواضحنا، قلت: أية ساعةٍ، قال: زوال الشمس.
أخرجه مسلم في الصلاة عن أبي بكر بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم؛ كلاهما عن يحيى بن آدم به، فوقع لنا بدلاً عالياً.(1/267)
وجعفر بن محمد هو ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، ويعرف بالصادق. وأبوه أبو جعفر المعروف بالباقر.
شيخٌ آخر
81- عثمان بن سالم بن خلف بن فضل البذي الحنبلي المعمر، أبو عمر.
سمع من ابن عبد الدائم وغيره.
مولده بقرية بذيا من قرى الساحل في سنة ثلاث وخمسين وست مئة تقريباً، وتوفي في سادس عشر شعبان سنة خمس وأربعين، وسبع مئة وقد جاز التسعين.
سمعت عليه ((جزء ابن الفرات))، بسماعه من ابن عبد الدائم بسنده.
شيخٌ آخر
82- علي بن إبراهيم بن فلاح بن محمد بن حاتم بن شداد الدمشقي، المعروف بابن الإسكندري، الشافعي علاء الدين أبو الحسن.
أحد الشهود تحت الساعات، وهو من أولاد المشايخ المشهورين.(1/268)
سمع من ابن النن، وابن أبي عمر، وابن البخاري، وعمر بن عصرون، وابن الدرجي.
مولده في يوم الأحد سابع شوال سنة ثلاث وسبعين وست مئة، وتوفي في ثالث شهر ربيع الأول سنة تسع وأربعين وسبع مئة بدمشق، وصلي عليه من يومه بجامعها، ودفن بمقبرة الباب الصغير.
سمعت عليه ((جزء الأنصاري)) دون فوائد ابن ماسي، بسماعه من ابن النن حضوراً، بسماعه من عبد العزيز بن منينا، بسماعه من القاضي أبي بكر الأنصاري، عن البرمكي، عن ابن ماسي، عن الكجي، عن الأنصاري.
أخبرنا الشيخ العدل علاء الدين أبو الحسن علي بن إبراهيم بن فلاح الإسكندري قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد ابن عبد الله بن محمد بن عمر ابن النن البغدادي قراءةً عليه وأنا حاضرٌ، قال: أخبرنا أبو محمد عبد العزيز بن معالي بن غنيمة بن حسن بن منينا البغدادي قراءةً عليه، قال: أخبرنا القاضي أبو بكر الأنصاري، قال: أخبرنا أبو إسحاق البرمكي، قال: أخبرنا أبو محمد بن ماسي، قال: أخبرنا أبو مسلم الكجي، قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، قال: حدثنا سليمان، أن أبا عثمان النهدي حدثهم عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((قمت على باب الجنة فإذا عامة من دخلها المساكين، وقمت على باب النار فإذا عامة من دخلها النساء)).
أخرجه البخاري في النكاح عن مسدد، عن إسماعيل بن علية. وأخرجه مسلم في آخر كتاب الدعوات عن هدبة بن خالد، عن حماد بن سلمة. وعن زهير، عن معاذ بن معاذ. وعن محمد بن عبد الأعلى، عن معمر. وعن إسحاق، عن جرير. وعن أبي(1/269)
كامل، عن يزيد بن زريع. وأخرجه النسائي في عشرة النساء عن قتيبة بن سعيد، عن خالد بن عبد الله الواسطي. وفي المواعظ وفي الرقائق عن عبيد الله بن سعيد، عن يحيى بن سعيد؛ ثمانيتهم عن سليمان التيمي، به، فوقع لنا عالياً.
وأبو عثمان النهدي اسمه عبد الرحمن بن مل بن عمرو بن عدي بن وهب بن سعد بن خزيمة بن كعب بن رفاعة بن مالك بن نهد بن زيد البصري، أسلم في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يهاجر إليه، ولم يره، وأدى إليه صدقاته، وغزا في عهد عمر رضي الله عنه غزوات، مات سنة خمسٍ وتسعين وهو ابن ثلاثين ومئة سنة، وكان مقيماً بالكوفة، فلما قتل الحسين انتقل منها إلى البصرة، وقال: لا أسكن بلداً قتل فيه ابن بنت النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان قد أدرك الجاهلية وروي عنه أنه قال: حججت في الجاهلية حجتين.
شيخٌ آخر
83- علي بن أحمد بن محمد بن النجيب بن سعيد الخلاطي الأصل الدمشقي، الشيخ علاء الدين أبو الحسن سبط الشيخ أحمد الخلاطي إمام الكلاسة.
سمع من محمد بن عبد المنعم ابن القواس، وسمع حضوراً من ابن هامل وجماعة، وهو رجلٌ جيدٌ حسن السيرة، ذكره الحافظ أبو محمد البرزالي في ((معجمه))، وكذلك الشيخ شمس الدين الذهبي.(1/270)
مولده في العشرين من ربيع الأول سنة ثمانٍ وستين وست مئة، وتوفي ليلة الخميس ثالث صفر سنة اثنتين وأربعين وسبع مئة، ودفن من الغد بباب الصغير رحمه الله تعالى.
سمعت عليه من ((جزء الأنصاري)) من حديث النغير إلى آخر الجزء، بسماعه من محمد بن عبد المنعم ابن القواس، بسماعه من الكندي، بسماعه من القاضي أبي بكر الأنصاري، قال: أخبرنا البرمكي، قال: أخبرنا ابن ماسي، قال: أخبرنا أبو مسلم الكجي، عنه.
أخبرنا الشيخ علاء الدين أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن النجيب الخلاطي الدمشقي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد المنعم بن عمر ابن القواس قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن بن زيد الكندي قراءةً عليه، قال: أخبرنا القاضي الإمام أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الأنصاري، قال: أخبرنا الفقيه أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي البزاز قراءة عليه وأنا حاضرٌ في دار كعب لثلاثٍ بقين من المحرم سنة ثمانٍ وستين وثلاث مئة، قال: حدثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله بن مسلم الكجي البصري، قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، قال: حدثنا ابن عون، عن محمد أن الجارود لما قدم على عمر نزل على ابن عفان أو على ابن عوف، قال: فلقي عمر فأخبره، فقال عمر: لقد هممت أن أخير الجارود بين إحدى ثلاث: بين أن أقدمه فأضرب عنقه، وبين أن أسيره إلى الشام، وبين أن أحبسه عندي مهاناً مقصياً، قال ابن عون: وربما قال: مقصاً، قال: فقال له: يا أمير المؤمنين ما تركت له متخيراً، ثم جاء إلى الجارود فأخبره بذلك، قال: فقال الجارود: بل كلهن لي خيرة إما أن يقدمني فيضرب عنقي، فوالله ما كان ليؤثرني على نفسه، وأما أن يسيرني إلى الشام، فأرض المحشر والمنشر، وأما أن يحبسني عنده مهاناً مقصياً، فوالله ما في جوار قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأزواجه ما أكره، قال: فلما دخل على عمر قال: يا أمير المؤمنين، استعملت علينا من يشرب الخمر، فقال: من شهودك؟ قال: أبو هريرة قال: ختنك، ختنك، قال الأنصاري: وكانت(1/271)
أخت الجارود تحت أبي هريرة، قال: أما والله لأوجعن متنه بالسوط، فقال له: ما ذاك في الحق أن يشربها ختنك وتجلد ختني، قال: ومن؟ قال: علقمة، قال: الخصي. قال: فشهدوا عنده، قال: فأمر بجلده، وقال: ما حابيت في إمارتي أحداً منذ وليت غيره فما بورك لي فيه، اذهبوا به فاجلدوه.
ابن عون هو أبو عون عبد الله بن عون بن أرطبان المزني مولاهم البصري، رأى أنس بن مالك عداده في التابعين. سمع من القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، والحسن بن أبي الحسن البصري، وأبي وائل شقيق بن سلمة، ومجاهد، ومحمد بن سيرين، ونافع مولى ابن عمر، وإبراهيم النخعي، روى عنه داود بن أبي هند، وسليمان الأعمش، وسفيان الثوري، وشعبة.
ومحمد الذي روى عنه أبو بكر محمد بن سيرين البصري، وكان من أروع أهل البصرة، وكان فقيهاً عالماً بتعبير الرؤيا. مات في شوال سنة عشرٍ ومئة وهو ابن سبع وسبعين سنة.
شيخٌ آخر
84- علي بن إسماعيل بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن علي بن عبد العزيز بن علي بن قريش بن علي بن محمد بن أحمد بن سلامة بن الحسن بن سليمان بن خالد بن الوليد القرشي المخزومي، الشيخ العدل نور الدين أبو الحسن ابن المحدث تاج الدين أبي الطاهر.
أحضره أبوه على الحافظ زكي الدين عبد العظيم المنذري وأسمعه منه، وحضر على عبد المحسن بن مرتفع الخثعمي. وسمع من محمد بن(1/272)
الأنجب النعال، وابن عبد السلام، ورشيد الدين يحيى بن علي العطار، والمعين أحمد بن علي الدمشقي، وإسماعيل بن عزون، وعبد الله بن علاق، والرضي ابن البرهان، والكمال علي بن شجاع القرشي الضرير، وشيخ الشيوخ عبد العزيز الأنصاري وخلقٍ، وبالإسكندرية من أحمد وعبد الله ابني محمد ابن النحاس، ومحمد بن عبد الرحمن ابن الدهان. وأجاز له خلقٌ من الديار المصرية والبلاد الشامية، وحدث.
وكان مكثراً من الشيوخ والمسموعات، وعنده قطعةٌ من أصوله، وكان يشهد بخزائن السلاح، ويكتب كثيراً من كتب الفقه والحديث.
مولده ليلة الأربعاء سابع عشري ذي الحجة سنة إحدى وخمسين وست مئة، ومات يوم الخميس السادس والعشرين من رجب سنة اثنتين وثلاثين وسبع مئة بالقاهرة، وصلي عليه من الغد، ودفن بالقرافة رحمه الله تعالى.
سمعت عليه حضوراً في الرابعة ((جزء الأنصاري))، بسماعه من الرشيد العطار، قال: أخبرنا أبو الفضل الغزنوي وأبو الحسن بن أبي البركات الصوفي وزيد بن الحسن النحوي البغداديون؛ قالوا: أخبرنا القاضي أبو بكر الأنصاري، قال: أخبرنا البرمكي، قال: أخبرنا ابن ماسي، قال: أخبرنا أبو مسلم الكجي، قال: أخبرنا الأنصاري. و((ثمانيات الحافظ رشيد الدين العطار))، وهي في جزأين، بسماعه منه.
أخبرنا الشيخ العدل المسند نور الدين أبو الحسن علي بن إسماعيل بن إبراهيم بن قريش المخزومي قراءةً عليه وأنا حاضرٌ في الرابعة، قال: أخبرنا الإمام الحافظ رشيد الدين أبو الحسين يحيى بن علي بن عبد الله القرشي العطار قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو الطاهر إسماعيل بن صالح الشارعي قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم الشافعي، قال: أخبرنا أبو الفضل محمد بن أحمد بن عيسى السعدي بمصر، قال: أخبرنا أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري بها، قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، قال: حدثنا كامل ابن طلحة أبو يحيى الجحدري، قال: حدثنا عباد بن عبد الصمد، قال:(1/273)
حدثنا راعي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال: أخبرني رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((بخ بخ لخمس ما أثقلهن في الميزان)) قال: قلت: وما هي يا رسول الله، قال: ((سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، والولد الصالح يتوفى يحتسبه والده)).
راعي رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا اسمه حريث ويكنى أبا سلمى فيما قيل والله أعلم.
أخرجه النسائي في اليوم والليلة عن عمرو بن عثمان وعيسى بن مساور؛ كلاهما عن الوليد بن مسلم، عن عبد الله بن العلاء وابن جابر؛ كلاهما عن أبي سلام، عن أبي سلمى، به، فوقع لنا عالياً بثلاث درجات.
وبه، قال الحافظ رشيد الدين العطار: أخبرنا الشيخ الصالح أبو(1/274)
يعقوب يوسف بن هبة الله بن محمود ابن الطفيل الدمشقي الصوفي رحمه الله قراءةً عليه ونحن نسمع، قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن الحسين بن علي الحاسب قرئ عليه ونحن نسمع بنهر المعلى، قال: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد ابن النقور البزاز قراءةً عليه وأنا أسمع في صفر من سنة ثمانٍ وستين وأربع مئة، قال: حدثنا أبو القاسم عيسى بن علي بن عيسى بن داود بن الجراح إملاء، قال: حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز بن المرزبان، قال: حدثنا كامل بن طلحة الجحدري، قال: حدثنا عباد بن عبد الصمد أبو معمر، قال: حدثنا أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((طبقات أمتي خمس طبقاتٍ كل طبقةٍ منها أربعون سنةً، فطبقتي وطبقة أصحابي أهل العلم والإيمان، والذين يلونهم إلى الثمانين أهل البر والتقوى، والذين يلونهم إلى العشرين والمئة أهل التراحم والتواصل، والذين يلونهم إلى الستين والمئة أهل التقاطع والتدابر، والذين يلونهم إلى المئتين أهل الهرج والحروب)).
قال الحافظ جمال الدين المزي في ((الأطراف)): أبو معن أحد المجاهيل، عن أنس. ق: حديث ((أمتي على خمس طبقات، كل طبقةٍ أربعون عاماً)) الحديث. ق في الفتن، عن نصر بن علي، عن خازم أبي محمد العنزي، عن المسور بن الحسن، عنه، به.
وقال الحاكم أبو أحمد في كتاب ((الأسماء والكنى)) له في باب أبي معمر: أبو معمر عباد بن عبد الصمد عن أبي عبد الله سعيد بن جبير(1/275)
الأسدي ليس بالمتين عندهم، روى عنه الحكم بن يعلى بن عطاء المحاربي، كناه لنا محمد بن سليمان، قال: حدثنا محمد، يعني ابن إسماعيل. قال: وقال: فيه نظر.
وقال في باب أبي معن، من أعرف منهم بكنيته ولا أقف على اسمه: أبو معن سمع أبا عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوي وأبا بكر عبد الله بن الزبير بن العوام الأسدي وأبا حمزة أنس بن مالك النجاري، روى عنه أبو محمد المعتمر بن سليمان التيمي، حديثه في البصريين، كناه لنا محمد بن إبراهيم بن شعيب، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل. وسمعت محمد بن يعقوب يقول: سمعت العباس، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: معتمر روى عن أبي معن، أبو معن هذا شيخٌ بصري.
وبه، قال الحافظ رشيد الدين العطار: أخبرنا إسماعيل بن صالح العمراني، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أبي العباس الشاهد، قال: أخبرنا علي بن محمد بن علي الفارسي بمصر، قال: أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن محمد الدمشقي بالمعافر، قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن علي بن سعيد القاضي المروزي بدمشق، قال: حدثنا الهيثم بن خارجة، قال: حدثنا سعيد بن ميسرة البكري، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا اشتكى بطنه أخذ شونيزاً فاستفه وشرب عليه عسلاً.
وقع لنا هذا الحديث عالياً من حديث أنس رضي الله عنه، ولم يخرجه أحد من الأئمة، وسعيد بن ميسرة مجهولٌ.(1/276)
شيخٌ آخر
85- علي بن عبد الكافي بن علي بن تمام بن يوسف بن موسى بن تمام بن حامد بن يحيى بن عمر بن عثمان بن علي الأنصاري الخزرجي السبكي والدي، قاضي القضاة تقي الدين أبو الحسن الشافعي.
سمع بالإسكندرية من أبي الحسين يحيى بن أحمد بن عبد العزيز ابن الصواف، وأبي القاسم عبد الرحمن بن مخلوف ابن جماعة، ويحيى بن محمد بن عبد السلام، وبالقاهرة من أبي الحسن علي بن نصر الله ابن الصواف، وأبي الحسن علي بن عيسى ابن القيم، وأبي الحسن علي بن محمد بن هارون الثعلبي، والحافظ أبي محمد عبد المؤمن بن خلف الدمياطي، وشهاب بن علي المحسني، والحسن بن عبد الكريم سبط زيادة، وموسى بن علي بن أبي طالب، ومحمد بن عبد العظيم ابن(1/277)
السقطي، ومحمد بن المكرم الأنصاري، ومحمد بن محمد بن عيسى الصوفي، ومحمد بن نصير ابن أمين الدولة، ويوسف بن أحمد المشهدي، وعلي بن نصير بن نبأ المقرئ، وعمر بن عبد العزيز بن الحسين بن رشيق، وأحمد ابن الشيخ شمس الدين ابن العماد، وأحمد بن عبد الرحمن بن درادة، وشهدة بنت عمر ابن العديم. ورحل إلى دمشق وسمع بها من ابن الموازيني، وابن مشرف، وأبي بكر بن أحمد بن عبد الدائم، وأحمد بن محمد الدشتي، وعيسى بن عبد الرحمن المطعم، وإسحاق بن أبي بكر ابن النحاس، وسليمان بن حمزة، وفاطمة بنت سليمان الأنصاري، وفاطمة بنت البطائحي وجماعةٍ.
وأجاز له من بغداد الرشيد بن أبي القاسم، وأخوه علي، وعلي بن ثامر بن حصين، وإسماعيل بن الطبال وجماعةٌ.
وحدث بالقاهرة ودمشق؛ سمع منه الحافظان المزي والذهبي وغيرهما، وكتب بخطه، وقرأ بنفسه كثيراً، وحصل من الأجزاء الأصول والفروع، وسمع الكتب والمسانيد، وانتقى على بعض شيوخه، وعني بهذا الشأن، وعرض ((التنبيه)) وغيره على قاضي القضاة تقي الدين عبد الرحمن بن عبد الوهاب العلامي ابن بنت الأعز، وتفقه وبرع في العلوم، وقرأ الأصلين على العلامة أبي الحسن علي بن محمد بن خطاب الباجي، والعربية على الأستاذ أبي حيان. وقرأ القراءات على أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الخالق ابن الصائغ. وتخرج في الحديث على الحافظ أبي محمد الدمياطي. ودرس، وأفتى، وناظر، وفاق على أقرانه، وظهر بالفضائل على أبناء زمانه، وشغل الناس بالعلم مدة، وانتفع به جماعةٌ عدةٌ.
وصنف تصانيف منها ((تفسير القرآن العظيم)) لم يكمله، و ((الابتهاج في شرح المنهاج)) لم يكمله، و ((تكملة المجموع في شرح المهذب)).(1/278)
عمل منه مجلدات، و((شفاء السقام في زيارة خير الأنام))، و ((التحقيق في مسألة التعليق))، و ((فتاوى مجلدة))، و ((مناسك الحج))، و ((منتخب طبقات الفقهاء لابن الصلاح))، و ((تلخيص التلخيص)) للخطيب، ومنتخب آخر منه، و((الغيث المغدق في ميراث ابن المعتق))، و((السهم الصائب في قبض دين الغائب)) و((السيف المسلول على من سب الرسول))، و ((فصل المقال في هدايا العمال))، و ((أحكام كل وما عليه تدل))، و((مسألة ضع وتعجل))، و((منية الباحث في دين الوارث))، و((الرياض الأنيقة في قسمة الحديقة))، و((إبراز الحكم في حديث رفع القلم))، و((بيع المرهون في غيبة المديون))، و((عقود الجمان في عقود الرهن والضمان))، و((القول الموعب في الحكم بالموجب))، و((حسن الصنيعة في ضمان الوديعة))، و((جزء في اعتراض الشرط على الشرط))، و((كشف القناع في إفادة لو للامتناع))، و((التهدي إلى معنى التعدي))، و((مسألة ما أعظم الله))، و ((الدلالة على عموم الرسالة)) و ((الطوالع المشرقة في الوقف على طبعة بعد طبقة))، و((كشف الغمة في ميراث أهل الذمة))، و((بلغة الإشراق في أحكام الاشتقاق))، و((الحديث المسلسل بالأولية))، و((مناسخات بكتوت العلائي في الفرائض))، و((المناقشات المصلحية))، و((جواب سؤال على الشيخ عز الدين ابن عبد السلام))، و((نقد كلام الجزري الخطيب))، و((القراءة خلف الإمام))، و((ضوء المصابيح في صلاة التراويح))، وغير ذلك.
قال شيخنا الحافظ شمس الدين الذهبي، تفقه على جماعةٍ من الأئمة، وبرع في الأصول والفروع، وانتهى إليه الحفظ ومعرفة الأثر بمصر، وصنف التصانيف المحررة المطولة العديمة النظير، مع الدين والورع وحسن الطوية، والعقل التام، والتدين بالحديث.
وقال ولده سيدنا قاضي القضاة تاج الدين أسبغ الله ظله: أما أبي فذاك بحرٌ خضم، وإمامٌ تقتدي به الهداة وتأتم، وغمامٌ خص فضله وعم، شيخ المسلمين في زمانه، والداعي إلى الله في سره وإعلانه، والمناضل عن الدين الحنيفي بقلمه ولسانه، أستاذ الأستاذين، وأحد المجتهدين، وخصم المناظرين، جامع أشتات العلوم، والمبرز في المنقول منها(1/279)
والمفهوم، والمشمر في رضى الحق وقد أضاءت النجوم، شافعي الزمان، وحجة الإسلام المنصوب من طريق الجنان، والمرجع إذا دجت مشكلةٌ وغابت عن العيان، عبابٌ لا تكدره الدلاء، وسحابٌ تتقاصر عنه الأنواء، وباب للعلم في عصره، وكيف لا وهو علي الذي تمت به النعماء. وكان من الورع والدين وسلوك سبيل الأقدمين على سنن ويقين، إن الله مع المتقين، صادعٌ بالحق لا يخاف لومة لائمٍ، صادقٌ في النية لا يختشي بطش ظالم، صابرٌ وإن ازدحمت الضراغم، منوطٌ به أمر المشكلات في دياجيها، مخطوطٌ عن قدره السماء ودراريها، مبسوطٌ قلمه ولسانه في الأمة وفتاويها. وكانت دعواته تخترق السبع الطباق، وتفترق بركاتها فتملأ الآفاق، وتسترق خبر السماء إذ رفعت على يد ولي لله، تفتح له أبوابها ذوات الإغلاق.
يدٌ تلوح لأفواه تقبلها ... وتستقل الثريا أن تكون فما
وللمعاني الحسان الغر تكتبها ... بأحسن الخط لما تمسك القلما
وللعفاة لتوليهم عوائدها ... فلا نرى الغيث شيئاً لو وفى وهمى
وللدعاء طوال الليل يرفعها ... إلى الإله فيولينا بها النعما
أعظم بها نعماً كالبحر ملتطماً ... والغيث منسجماً والجود منقسما
وطالما رام العدو أن يضعه، فقام وقعد ولم ير البدر إلا موضعه، وسام محالاً حين حام على ورده رد الله كيده ودفعه.
من كان فوق محل البدر موضعه ... فليس يرفعه شيءٌ ولا يضع
إلى أن سار إلى دار القرار وما ساد أحدٌ ناواه، ولا كان ذا استبصار، ولا ساء من والاه، بل عمه بالفضل المدرار، ولا ساغ بسوى طريقه الاهتداء والاعتبار، ولا ساح بغير ناديه ندىً يخجل وابل الأمطار، ولا ساخ قدم فتى قام بنصرته، وقال: أنصر بقية الأنصار، ولا سأل إلا ويداه مبسوطتان وابل كرمٍ في هذه الديار، ولا سامه أحدٌ بسوء إلا وكانت عليه(1/280)
دائرة الفلك الدوار، ولا ساقه الله حين قبضه إلا إلى جنة عدنٍ أعدت لأمثاله من المتقين الأبرار.
مولده في مستهل صفر سنة ثلاث وثمانين وست مئة، وتوفي ليلة الاثنين ثالث جمادى الآخرة سنة ست وخمسين وسبع مئة بظاهر القاهرة، وصلي عليه من الغد ودفن بمقبرة الصوفية رحمه الله تعالى.
سمعت عليه ((مشيخته)) تخريج الإمام شهاب الدين أحمد بن أيبك الدمياطي، و ((معجم ابن خليل)) بسماعه من إسحاق النحاس عنه، وجزءاً فيه ستة مجالس من ((أمالي)) أبي بكر محمد بن سليمان بن الحارث الباغندي الواسطي، بسماعه من الشيخين يوسف بن بدران وزينب بنت أحمد بن شكر؛ قالا: أخبرنا جعفر الهمداني، قال: أخبرنا السلفي، قال: أخبرنا أبو غالب ابن الباقلاني، قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن شاذان، قال: أخبرنا عبد الخالق بن أبي رؤبة، عنه. و ((جزء الآجري)) و ((الختلي))، وجزءاً فيه ما وقع عالياً من حديث الإمام أبي حنيفة النعمان بن ثابت رضي الله عنه تخريج الإمام الحافظ أبي الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي لنفسه، بسماعه من إسحاق بن أبي بكر ابن النحاس، عنه وهذا الجزء بقراءتي، وقرأت عليه غير ذلك ما لا يحصى كثرةٌ. منه ((مشيخة)) عبد الحق بن خلف، وسمعت عليه أيضاً ((مشيخة)) الباقرحي، والحديث المسلسل بالأولية من تخريجه، والكثير من تصانيفه، وقطعة من ((الدارقطني))، ومن ((المعجم الصغير)) للطبراني، ((وعوالي سعيد بن منصور)) جمع أبي نعيم الأصبهاني.
أخبرنا والدي الفقير إلى الله تعالى الشيخ الإمام العالم العلامة شيخ الإسلام قاضي القضاة تقي الدين أبو الحسن علي ابن القاضي الإمام زين الدين عبد الكافي بن علي بن تمام السبكي الشافعي قراءةً عليه وأنا(1/281)
أسمع، قال: أخبرنا الشيخان أبو الحجاج يوسف بن بدران بن بدر الحجوي المقدسي وأم محمد زينب بنت أحمد بن عمر بن أبي بكر بن شكر المقدسية سماعاً عليهما، قالا: أخبرنا أبو الفضل جعفر بن علي بن هبة الله الهمداني قراءةً عليه ونحن نسمع، قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم السلفي في جمادى الأولى سنة سبعين وخمس مئة، قال: أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن بن أحمد الباقلاني ببغداد سنة أربع وتسعين وأربع مئة، قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان البزاز، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الخالق بن الحسن بن محمد بن نصر السقطي المعروف بابن أبي رؤبة، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن سليمان بن الحارث الباغندي الواسطي، قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، قال: أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن خباب بن الأرت رضي الله عنه، قال: شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردةً له عند الكعبة أن يدعو الله لنا، قلنا: ألا تستنصر لنا؟ قال: فجلس مغضباً محمراً وجهه، فقال: ((كان الرجل من قبلكم يؤخذ فيوضع المنشار على مفرق رأسه فيشق باثنين ما يصرفه ذلك عن دينه، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون عظمه من لحمٍ أو عصبٍ، وليتمن الله عز وجل هذا الدين حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله أو الذئب في غنمه ولكنكم تعجلون)).
أخرجه البخاري عن مسدد وابن المثنى؛ كلاهما عن يحيى، عن إسماعيل. وعن الحميدي، عن سفيان، عن بيان وإسماعيل. وأخرجه أبو داود عن عمرو بن عون، عن هشيم وخالد بن عبد الله؛ كلاهما، عن إسماعيل، وأخرجه النسائي عن عبدة بن عبد الرحيم، عن(1/282)
سفيان، به. وعن يعقوب بن إبراهيم وابن مثنى؛ كلاهما عن يحيى ببعضه؛ كلاهما عن قيس بن أبي حازم، به.
وبالإسناد إلى الباغندي، قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم الأزدي، قال: حدثنا هشام الدستوائي، قال: حدثنا أيوب، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم : أنه قطع في مجن قيمته ثلاثة دراهم.
أخرجه مسلم عن محمد بن رافع، عن عبد الرزاق، عن ابن جريج، عن إسماعيل بن أمية. وعن محمد بن رافع أيضاً، عن عبد الرزاق عن سفيان، عن أيوب السختياني وأيوب بن موسى وإسماعيل بن أمية. وعن عبد الله بن عبد الرحمن، عن أبي نعيم، عن سفيان، عن أيوب وإسماعيل بن أمية وعبيد الله بن عمر وموسى بن عقبة؛ خمستهم عن نافع، به، فوقع لنا عالياً.
وبه إلى الباغندي، قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، قال: حدثنا حميد، عن أنس رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((دخلت الجنة فرأيت فيها قصراً من ذهب، فقلت: لمن هذا؟ فقيل لي: لرجل من قريشٍ، فظننت أني أنا هو، قالوا: هذا لعمر بن الخطاب)) رضي الله عنه.
لم يخرجوه من هذا الوجه.(1/283)
وحميد هو ابن أبي حميد الطويل أبو عبيدة البصري، مات سنة ثلاث وأربعين ومئة، وإنما قيل له: ((الطويل)) لقصره، كان قصير القامة طويل اليدين، فسمي حميداً الطويل.
وبه إلى الباغندي، قال: حدثنا زكريا بن يحيى الواسطي، قال: حدثنا داود بن الزبرقان، عن علي بن زيد، عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ألا أنبئكم بأهل الجنة)) قالوا: بلى يا رسول الله، قال: ((كل ضعيف متضاعف لو أقسم على الله عز وجل لأبره منهم البراء بن مالكٍ)) رضي الله عنه.
لم يخرجه أحدٌ من أصحاب الكتب الستة من هذا الوجه.
وعلي بن زيد هو ابن جدعان أبو الحسن القرشي التيمي الأعمى البصري ويقال: المكي، قال البرقاني: سألت الدارقطني عنه، فقال: هو علي بن زيد بن جدعان بن عبد الله بن أبي مليكة بن عبد الله بن جدعان، ثم(1/284)
قال: أنا أقف فيه لا يترك عندي، فيه لينٌ.
وأخبرنا والدي تغمده الله برحمته بقراءتي عليه، قال: أخبرنا الشيخ كمال الدين أبو الفضل إسحاق بن أبي بكر بن إبراهيم ابن النحاس الأسدي الحنفي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا الحافظ أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال أخبرنا أبو القاسم يحيى ين أسعد بن يحيى الأزجي، قال: أخبرنا أبو طالب عبد القادر بن محمد بن عبد القادر بن يوسف وأبو نصر أحمد بن عبد الله ابن رضوان وأبو غالب أحمد بن الحسن بن أحمد ابن البناء (ح) قال ابن خليل: وأخبرنا أبو محمد عبد الخالق بن عبد الوهاب بن محمد بن الحسين المالكي، قال: أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبد الله بن رضوان وأبو غالب أحمد بن الحسن ابن البناء (ح) قال أيضاً: وأخبرنا أبو القاسم ذاكر ابن كامل بن أبي غالب الظفري وأبو الحرم رجب بن مذكور بن أرنب الأكاف وأبو حفص عمر بن محمد بن معمر بن أحمد بن يحيى بن حسان المؤدب؛ قالوا: أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن ابن البناء؛ قالوا: أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قال: حدثنا بشر بن موسى الأسدي، قال: حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ، عن أبي حنيفة، عن الهيثم، عن الشعبي، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: في دية الخطأ على أهل الإبل مئةٌ من الإبل، وعلى أهل البقر مئتا بقرةٍ، وعلى أهل الغنم ألف شاةٍ، وعلى أهل الورق عشرة آلاف درهم، وعلى أهل الذهب ألف دينار.(1/285)
الشعبي لم يسمع من عمر، قاله الحافظ المزي في ترجمته عن عمر، وأبو حنيفة هو النعمان بن ثابت الكوفي، وأبو عبد الرحمن المقرئ هو عبد الله بن يزيد العدوي مولى آل عمر بن الخطاب، أصله من ناحية البصرة، سكن مكة.
وبه، عن أبي حنيفة، عن الهيثم، عن محمد بن سيرين، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، قال: ليس في العوامل والحوامل صدقةٌ.
محمد بن سيرين ليس له ترجمة في ((الأطراف)) عن علي رضي الله عنه.
وبه، قال ابن خليل: أخبرنا محمد بن أبي زيد، قال: أخبرنا محمود بن إسماعيل الصيرفي، قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسين، قال: حدثنا أبو القاسم الطبراني، قال: حدثنا بشر بن موسى، قال: حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ، قال: حدثنا أبو حنيفة، عن أبي الزبير، عن جابر رضي الله عنه أن سراقة بن مالك بن جعشم المدلجي، قال: يا رسول الله أخبرنا عن ديننا هذا كأننا خلقنا له الساعة، في أي شيءٍ نعمل، أفي شيء ثبتت فيه المقادير وجرت فيه الأقلام، أم في أمرٍ مستأنفٍ؟ قال: ((بل فيما ثبتت فيه المقادير، وجرت فيه الأقلام)). قال سراقة: ففيم العمل يا رسول الله؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((اعملوا فكل عاملٍ ميسرٌ لما خلق له))، وقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية {فأما من أعطى واتقى. وصدق بالحسنى}(1/286)
بلا إله إلا الله {فسنيسره لليسرى. وأما من بخل واستغنى. وكذب بالحسنى} قال: بلا إله إلا الله {فسنيسره للعسرى}.
أخرجه ابن ماجة في السنة عن هشام بن عمار، عن عطاء بن مسلم الخفاف، عن الأعمش، عن مجاهد، عن سراقة، به.
وأخبرنا والدي نور الله ضريحه قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن نصر الله بن عمر بن عبد الواحد بن خلف ابن الصواف قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو بكر عبد العزيز بن أحمد بن عمر بن سالم بن باقا البغدادي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو زرعة طاهر بن محمد بن طاهر المقدسي قراءةً عليه في سنة إحدى وستين وخمس مئة، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن حمد الدوني، قال: أخبرنا أبو نصر أحمد بن الحسين ابن الكسار، قال: أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن محمد بن إسحاق ابن السني الدينوري، قال: أخبرنا الإمام الحافظ أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي بن بحر النسائي بمصر، قال: أخبرنا عبد الجبار بن العلاء بن عبد الجبار، عن سفيان، عن عمرو سمع جابراً رضي الله عنه يقول: أتى النبي صلى الله عليه وسلم قبر عبد الله بن أبي وقد وضع في حفرته فوقف عليه، فأمر به فأخرج، فوضعه على ركبته، وألبسه قميصه، ونفث عليه من ريقه، والله أعلم.
أخرجه البخاري في الجنائز عن مالك بن إسماعيل وعلي بن(1/287)
عبد الله فرقهما. وفي اللباس عن عبد الله بن عثمان. وفي الجهاد عن عبد الله بن محمد الجعفي. وأخرجه مسلم في التوبة عن زهير بن حرب وأبي بكر بن أبي شيبة وأحمد بن عبدة؛ سبعتهم عن سفيان هو ابن عيينة، به، فوقع لنا بدلاً لهم.
وبه إلى النسائي، قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن الزهري البصري، قال: حدثنا سفيان، عن عمرو سمع جابراً يقول: وكان العباس رضي الله عنه بالمدينة، فطلبت الأنصار ثوباً يكسونه، فلم يجدوا قميصاً يصلح عليه إلا قميص عبد الله بن أبي، فكسوه إياه.
أخرجه البخاري ومسلم بإسناد الحديث الذي قبله وهو طرفٌ منه.
وبه إلى النسائي، قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا محمد بن موسى، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((للمؤمن على المؤمن ست خصالٍ: يعوده إذا مرض، ويشهده إذا مات، ويجيبه إذا دعاه، ويسلم عليه إذا لقيه، ويشمته إذا عطس، وينصح له إذا غاب أو شهد)).
أخرجه الترمذي في الاستئذان عن قتيبة، به، فوقع لنا موافقة.(1/288)
وبه إلى النسائي، قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا سفيان، عن الزهري، عن أبي أمامة بن سهل قال: مرضت امرأةٌ من أهل العوالي، وكان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن شيء عيادة للمريض، فقال: ((إذا ماتت فآذنوني)) فماتت ليلاً فدفنوها ولم يعلموا النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما أصبح سأل عنها، فقالوا: كرهنا أن نوقظك يا رسول الله، فأتى قبرها فصلى عليها وكبر أربعاً.
أبو أمامة اسمه أسعد بن سهل بن حنيف بن واهب بن العكيم بن ثعلبة الأنصاري رضي الله عنه.
شيخٌ آخر
86- علي بن عبد المؤمن بن عبد العزيز بن عبد المنعم بن الخضر بن شبل بن الحسين بن علي بن عبد الواحد الحارثي المعروف بابن عبد، نور الدين أبو الحسن ابن صدر الدين ابن كمال الدين.
ذكره الحافظ علم الدين البرزالي في ((معجمه)) فقال: رجلٌ جيدٌ من أرباب البيوت المعروفة بدمشق. سمع من جده لأبيه عبد العزيز بن عبد، ومن جده لأمه إسماعيل بن أبي اليسر وهما من أصحاب الخشوعي، ومن ابن عبد الدائم، وعلي ابن الأوحد التاجر، والكمال ابن فارس، والمجد(1/289)
ابن عساكر، وهو ناظر وقف جده، وله ثروةٌ وملكٌ، وهو مقيمٌ بمزرعةٍ لهم بالقرب من دير البالسي بطريق بيت الآبار هو وأخوه المجير محمد. مولده في عاشر صفر سنة ست وخمسين وست مئة بعد أخيه محمد بسنة. انتهى كلامه.
وتوفي يوم الخميس الثاني والعشرين من شوال سنة ثلاثٍ وأربعين وسبع مئة بمزرعته بالقرب من دير البالسي، وصلي عليه عقيب الجمعة بجامع العقيبة، ودفن بمقبرة باب الفراديس ظاهر دمشق.
سمعت عليه الجزء الثامن من كتاب ((الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع)) تأليف الحافظ أبي بكر الخطيب، بسماعه من جده لأمه إسماعيل بن أبي اليسر، بسماعه من الخشوعي، بسماعه من ابن الأكفاني، بسماعه من الخطيب، بقراءة الإمام العلامة تقي الدين أبي الفتح محمد بن عبد اللطيف السبكي في يوم الأحد ثالث عشري ذي القعدة سنة أربعين وسبع مئة بدمشق.
وسمعت عليه جميع كتاب ((الرسالة)) للإمام أبي عبد الله محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه، بسماعه من .. ..
أخبرنا الشيخ نور الدين أبو الحسن علي بن عبد المؤمن بن عبد العزيز ابن عبد الحارثي قراءةً عليه وأنا أسمع بدمشق، قال: أخبرنا جدي لأمي الشيخ تفي الدين أبو محمد إسماعيل بن إبراهيم بن أبي اليسر التنوخي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو طاهر بركات بن إبراهيم بن طاهر الخشوعي، قال: أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن محمد ابن الأكفاني قراءةً عليه وأنا أسمع في العشر الأول من شهر ربيع الآخر سنة عشرين وخمس مئة، قال: حدثنا الإمام الحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي من لفظه وكتابه بدمشق في المحرم سنة سبعٍ وخمسين(1/290)
وأربع مئة، قال: أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي، قال: حدثنا محمد بن المظفر الحافظ، قال: حدثنا يحيى بن موسى بن إسحاق الأبلي، قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن محمد بن عمرو بن علقمة، قال: حدثني ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن فاطمة بنت أبي حبيش: أنها كانت تستحاض، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم : ((إذا كان الحيضة، فإنه دمٌ أسود يعرف، فإذا كان ذلك فأمسكي عن الصلاة، فإن كان الآخر فتوضئي وصلي، فإنما هو عرقٌ)). قال أبو موسى: حدثنا به ابن أبي عدي من كتابه ثم حدثنا به حفظاً، فقال: حدثنا محمد بن عمرو، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة، أن فاطمة بنت أبي حبيش كانت تستحاض، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إن دم الحيضة أسود يعرف، فإذا كان ذاك فأمسكي عن الصلاة، فإذا كان الآخر فتوضئي وصلي)).
أخرجه أبو داود والنسائي في((سننهما)) عن محمد بن المثنى،(1/291)
فوقع لنا موافقة في الرواية الأولى. وأخرجه النسائي أيضاً عن عمران ابن يزيد بن أبي جميل، عن إسماعيل بن عبد الله، عن الأوزاعي، عن يحيى بن سعيد، عن هشام بن عروة، عن فاطمة بنت قيس من بني أسد قريش نحوه، فوقع لنا عالياً.
وأبو حبيش اسمه قيس بن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي.
وبه إلى الخطيب، قال: أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي، قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، قال: حدثنا العباس بن محمد بن حاتم الدوري، قال: حدثنا محمد بن عبيد، قال: حدثنا بكير بن عامر، عن عبد الرحمن بن أبي نعم، قال: حدثني المغيرة بن شعبة رضي الله عنه أنه سافر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم في وادٍ، فقضى حاجته ثم خرج فتوضأ ومسح على خفيه، فقلت: يا رسول الله نسيت لم تخلع، قال: ((كلا، بل أنت نسيت، بهذا أمرني ربي عز وجل)).
أخرجه أبو داود في الطهارة عن أحمد بن يونس، عن الحسن بن(1/292)
صالح بن حي، عن بكير بن عامر البجلي، به.
ووقع في روايتنا عبد الرحمن بن أبي نعم، والصواب عبد الرحمن بن أبي نعيم البجلي، ذكره الحافظ أبو الحجاج المزي في ((الأطراف)).
وبه إلى الخطيب، قال: حدثني أبو القاسم الأزهري، قال: حدثني القاضي أبو نعيم عبد الملك بن أحمد بن نعيم بن عبد الملك الإستراباذي، قال: حدثنا القاضي أبو عمرو محمد بن محمد بن إسحاق السراج بجرجان، قال: سمعت أبي يقول: سمعت سليمان بن مطر يقول: أتينا ابن عيينة ليحدثنا فأبى وامتنع، فهجمنا داره، فلما وقع بصره علينا قال: ويحكم دخلتم داري بغير إذني، وقد حدثنا الزهري عن سهل بن سعد الساعدي، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من اطلع في دار قومٍ بغير إذنهم ففقؤوا عينه فلا قصاص ولا دية))، فقلنا: ندمنا يا أبا محمد، فقال: لقد حدثنا عبد الكريم الجزري، عن عبد الله بن معقل، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((الندم توبةٌ))، فقلنا: قد حلفت أن لا تحدثنا وقد حدثتنا، قال: فحدث بحديث عبد الرحمن بن سمرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم : ((إذا حلفتم على يمينٍ)) .. .. الحديث، قال: فخرجنا من عنده ومعنا ثلاثة أحاديث رأس مالٍ.(1/293)
وبه إلى الخطيب، قال: أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، قال: أخبرنا علي بن عبد العزيز البرذعي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي، قال: حدثنا الربيع بن سليمان، قال: قال الشافعي رضي الله عنه: إذا قرأ عليك المحدث فقل: حدثنا، وإذا قرأت عليه، فقل: أخبرنا.
وبه إلى الخطيب، قال: أنبأنا أبو سعد الماليني، قال: حدثنا عبد الله بن عدي الحافظ، قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن عثمان، قال: سمعت أحمد بن منصور زاج يقول: سمعت النضر بن شميل يقول: سمعت المأمون أمير المؤمنين (يقول: ما أشتهي من لذات الدنيا إلا أن يجتمع أصحاب الحديث عندي، ويجيء المستملي فيقول: من ذكرت أصلحك الله).
شيخٌ آخر
87- علي بن عمر بن أحمد بن عمر بن أبي بكر بن عبد الله بن سعد المقدسي، الشيخ بهاء الدين أبو الحسن.
رجلٌ جيدٌ من العدول المعروفين، حسن الخط، عنده معرفةٌ بكتابة الشروط.
سمع من ابن عبد الدائم، وعمر الكرماني، وابن أبي عمر، وابن أبي الخير، وابن هامل، وعبد الوهاب ابن الناصح، وابن البخاري، وجماعة.
مولده في رجب سنة ستين وست مئة، وتوفي في ليلة الأربعاء(1/294)
خامس عشر محرم سنة تسع وأربعين وسبع مئة بسفح قاسيون، وصلي عليه ظهر الأربعاء بالجامع المظفري، ودفن بتربة الشيخ موفق الدين رحمهما الله تعالى.
سمعت عليه ((جزء الأنصاري)) بسماعه من خمسة: ابن عبد الدائم وابن أبي عمر وابن أخيه الشيخ العز وأبي بكر الهروي وأحمد بن جميل، بسماع ابن عبد الدائم من الثلاثة: ابن الجنزي والمكرم وعبد الخالق بن فيروز، وبسماع ابن أبي عمر من ابن طبرزد والكندي، وبسماع الباقين من الكندي، بسماعهم من القاضي أبي بكر الأنصاري، بسماعه من البرمكي، بسماعه من ابن ماسي، عن الكجي، عن الأنصاري.
وجزءاً فيه منتقى من ((جزء أيوب السختياني))، بسماعه من ابن عبد الدائم، بسماعه من الثقفي، عن الحداد، عن أبي نعيم، عن ابن خلاد، عن إسماعيل القاضي.
أخبرنا الشيخ العدل المسند بهاء الدين أبو الحسن علي ابن العز عمر بن أحمد بن عمر بن أبي بكر المقدسي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا الشيخ زين الدين أبو العباس أحمد بن عبد الدائم بن نعمة المقدسي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو الفرج يحيى بن محمود بن سعد الثقفي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد قراءةً عليه وأنا حاضرٌ، قال: أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني الحافظ، قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن يوسف بن خلاد النصيبي العطار، قال: حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، قال: حدثنا حجاج بن منهال وعارم، قالا: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، عن ثوبان رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أفضل دينار دينارٌ ينفقه الرجل على عياله، ودينارٌ ينفقه على أصحابه في سبيل الله)). قال أبو قلابة: وبدأ بالعيال، وأي رجلٍ أعظم أجراً من رجلٍ ينفقه على عيالٍ صغارٍ ينفعهم الله به.(1/295)
أخرجه مسلم عن أبي الربيع الزهراني وقتيبة. وأخرجه الترمذي والنسائي جميعاً عن قتيبة. وأخرجه ابن ماجة عن عمران بن موسى؛ ثلاثتهم، عن حماد بن زيد، فوقع لنا بدلاً عالياً.
وأبو أسماء هو عمرو بن مرثد الرحبي الدمشقي.
وبه إلى إسماعيل القاضي، قال: حدثنا سليمان بن حرب وعارم، قالا: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن شداد بن أوس رضي الله عنه، قال: كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده في يدي لثمان عشرة خلت من رمضان، فمر برجلٍ يحتجم فقال: ((أفطر الحاجم والمحجوم)).
أخرجه النسائي عن قتيبة، عن حماد، فوقع لنا بدلاً عالياً.(1/296)
وأبو قلابة اسمه عبد الله بن زيد الجرمي، قال الحافظ أبو الحجاج المزي في ((الأطراف)): عبد الله بن زيد أبو قلابة الجرمي، عن شداد بن أوس، ولم يدركه.
شيخٌ آخر
88- علي بن عيسى بن المظفر بن محمد بن إلياس بن عبد الرحمن بن أحمد بن علي بن حمزة الأنصاري المعروف بابن الشيرجي، بهاء الدين أبو الحسن ابن عز الدين أبي البركات.
رجلٌ جيدٌ من بيت معروفٍ بدمشق، عانى الجندية ومخالطة الناس مدةً، ثم ترك ذلك وانقطع وأقبل على الخير والطاعة والتواضع.
سمع من أحمد بن عبد الدائم، وجده المظفر، والجمال ابن الأنباري، وغيرهم، وأجاز له الشريف بهاء الدين النقيب، وشيخ الشيوخ شرف الدين عبد العزيز الحموي، والخطيب عماد الدين ابن الحرستاني، وتاريخ الإجازة سنة ست وخمسين وست مئة.
مولده في سلخ جمادى الآخرة سنة ثلاث وخمسين وست مئة بدمشق، وتوفي ليلة الاثنين العشرين من ذي القعدة سنة إحدى وأربعين وسبع مئة، وصلي عليه عقيب صلاة الظهر بجامع دمشق، ودفن بمقبرة الباب الصغير عند أقاربه.
سمعت عليه من ((جزء الأنصاري)) من حديث النغير إلى آخر الجزء، بسماعه من جده وابن الأنباري، بسماع جده من عبد اللطيف وابن(1/297)
طبرزد، وبسماع ابن الأنباري من الكندي، بسماعهم من القاضي أبو بكر الأنصاري، قال: أخبرنا البرمكي، قال: أخبرنا ابن ماسي، قال: أخبرنا الكجي، عنه، بقراءة شرف الدين محمد بن أحمد ابن الحريري في رابع عشر ربيع الأول سنة إحدى وأربعين وسبع مئة بدار الحديث الأشرفية بدمشق.
أخبرنا الشيخ الجليل بهاء الدين أبو الحسن علي بن عيسى بن المظفر بن محمد بن إلياس ابن الشيرجي الأنصاري قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا جدي أبو غالب المظفر بن محمد بن إلياس ابن الشيرجي وأبو الفرج عبد الرحمن بن سالم بن يحيى ابن الأنباري قراءةً عليهما وأنا حاضرٌ في الرابعة في رمضان سنة ست وخمسين وست مئة، قال الأول: أخبرنا الشيخان، أبو الحسن عبد اللطيف بن إسماعيل بن أبي سعد الصوفي وأبو حفص عمر بن محمد بن معمر بن طبرزد البغداديان، وقال الثاني: أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن بن زيد الكندي، قالوا ثلاثتهم: أخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، قال: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي البزاز، قال: أخبرنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي، قال: حدثنا الإمام أبو عبد الله محمد بن عبد الله الأنصاري، قال: حدثنا ابن عون، قال: أنبأني محمد بن محمد بن الأسود، عن عامر بن سعد، قال: بينما سعدٌ رضي الله عنه يمشي إذ مر برجلٍ وهو يشتم علياً وطلحة والزبير، قال: فقال له سعد: إنك لتشتم قوماً قد سبق لهم من الله ما سبق، والله لتكفن عن شتمهم أو لأدعون الله عليك، قال: يخوفني كأنه نبي، قال: فقال سعدٌ: اللهم إن كان هذا يسب أقواماً قد سبق لهم منك ما سبق فاجعله اليوم نكالاً، قال: فجاءت بختية وأفرج الناس لها فتخبطته، قال: فرأيت الناس يتبعون سعداً ويقولون: استجاب الله لك أبا إسحاق.(1/298)
أخرج الترمذي في ((الشمائل)) حديثاً بهذا الإسناد وهو حديث عامر بن سعد، قال: قال سعد لقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم ضحك يوم الخندق حتى بدت نواجذه .. .. الحديث، عن محمد بن بشار، عن محمد بن عبد الله الأنصاري، عن ابن عون، عن محمد بن محمد بن الأسود، عن عامر بن سعدٍ، به، وأما هذا الحديث فلم يخرجه أحدٌ من أصحاب الكتب الستة.
شيخٌ آخر
89- علي بن أبي الفرج بن عبد الوهاب بن أحمد الشيزري ثم الحلبي الدمشقي، علاء الدين أبو الحسن.
سمع من ابن البخاري وحدث، وحفظ ((التنبيه)) ونزل فقيهاً بالمدرسة الشامية البرانية.
مولده في سنة تسع وستين وست مئة بشيزر .. ..
سمعت عليه ((جزء الأنصاري))، بسماعه من ابن البخاري، بسماعه من ابن طبرزد والكندي، بسماعهما من القاضي أبي بكر الأنصاري، بسماعه من البرمكي، بسماعه من ابن ماسي، عن الكجي، عن الأنصاري.
أخبرنا الشيخ علاء الدين أبو الحسن علي بن أبي الفرج بن عبد الوهاب الحلبي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد ابن البخاري قراءةً عليه، قال: أخبرنا الشيخان أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي وأبو حفص عمر بن محمد بن معمر بن طبرزد البغداديان؛ قالا: أخبرنا القاضي أبو بكر الأنصاري، قال: أخبرنا أبو إسحاق البرمكي، قال: أخبرنا أبو محمد بن ماسي، قال: أخبرنا أبو مسلم الكجي البصري، قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، قال: حدثنا سليمان التيمي، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري رضي الله(1/299)
عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن نبيذ الجر، وأن يخلط بسرٌ وتمرٌ، وأن يخلط تمرٌ وزبيبٌ.
أخرجه مسلم في الأشربة عن يحيى بن يحيى، عن يزيد بن زريع. وأخرجه الترمذي فيه عن سفيان بن وكيع، عن جرير. وأخرجه النسائي في الوليمة عن سويد بن نصر، عن عبد الله، هو ابن المبارك، ثلاثتهم عن التيمي، به، فوقع لنا عالياً.
وأبو نضرة اسمه المنذر بن مالك بن قطعة العبدي البصري.
وبه إلى الكجي البصري، قال: حدثنا الأنصاري وأبو عاصم، قالا: حدثنا بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده رضي الله عنه، قال: قلت: يا رسول الله من أبر؟ قال: ((أمك)). قلت: ثم من؟ قال: ((ثم أمك)). قلت: ثم من؟ قال: ((ثم أباك، ثم الأقرب فالأقرب)).
أخرجه أبو داود في الأدب عن محمد بن كثير، عن سفيان. وأخرجه الترمذي في البر عن بندار، عن يحيى بن سعيد؛ كلاهما عن(1/300)
بهز بن حكيم به، فوقع لنا عالياً.
شيخٌ آخر
90- علي بن محمد بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الواحد بن محمد بن المسلم بن الحسن بن هلال بن عبد الله بن محمد الأزدي الدمشقي الشافعي، الشيخ نجم الدين أبو الحسن ابن عماد الدين.
أحد المعدلين بدمشق، ومن بيت العدالة والتقدم والرواية.
طلب الحديث بنفسه، وسمع من ابن البرهان وجماعة، وسمع بالقاهرة، وحصل الأصول، واعتنى بذلك. وأجاز له ابن الجميزي وجماعة، وولي نظر الأيتام بدمشق مدة، وكان يذاكر بأشياء مفيدة من التاريخ.
مولده في ليلة الجمعة الرابع والعشرين من شعبان سنة تسع وأربعين وست مئة، وتوفي في خامس شهر ربيع الآخر سنة تسع وعشرين وسبع مئة، وصلي عليه من يومه بالجامع الأموي، ودفن بسفح جبل قاسيون، رحمه الله تعالى.(1/301)
أجاز لنا في سنة ثمانٍ وعشرين وسبع مئة.
أخبرنا الشيخ العدل الكبير نجم الدين أبو الحسن علي بن محمد بن عمر بن هلال الأزدي كتابةً والقاضي شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم ابن القماح الشافعي قراءةً عليه وأنا أسمع، قالا: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن مضر بن فارس الواسطي التاجر قراءةً عليه ونحن نسمع، قال: أخبرنا أبو الفتح منصور بن عبد المنعم بن عبد الله بن محمد بن الفضل الفراوي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا جد أبي أبو عبد الله محمد بن الفضل الفقيه، قال: أخبرنا أبو الحسين عبد الغافر بن محمد بن عبد الغافر الفارسي، قال: أخبرنا أبو أحمد محمد بن عيسى بن عمروية الجلودي، قال: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن سفيان الفقيه الزاهد، قال: حدثنا الإمام الحافظ أبو الحسين مسلم بن الحجاج ابن مسلم القشيري النيسابوري، قال: حدثنا محمد بن مهران الرازي ومحمد بن عبد الرحمن بن سهم؛ جميعاً عن الوليد، قال ابن مهران: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثنا الأوزاعي، عن أبي عمار شداد أنه سمع واثلة بن الأسقع رضي الله عنه يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشاً من كنانة، واصطفى من قريشٍ بني هاشمٍ، واصطفاني من بني هاشم)) صلى الله عليه وسلم .
أخرجه الترمذي في المناقب عن خلاد بن أسلم الصفار، عن محمد بن مصعب، عن الأوزاعي، به نحوه.
وأبو عمار شداد بن عبد الله الدمشقي القرشي، مولى معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه.(1/302)
شيخٌ آخر
91- علي بن محمد بن ممدود بن جامع بن عيسى البندنيجي الصوفي، الشيخ شمس الدين أبو الحسن نزيل دمشق.
شيخٌ صوفيٌ بالخانقاه الشميساطية، وله في هذه البلاد نحو عشر سنين، وقبل ذلك كان ببغداد بواب الحجر، والحجر هي دار الوكالة. وكان والده من طلبة الحديث والعلم، أسمعه كثيراً واستجاز له.
سمع من أحمد الباذبيني، ومحمد بن علي بن عبد الصمد البغدادي ابن الهني، وابن وضاح، وظهر سماعه ((لصحيح مسلم)) وحدث به عن الباذبيني، و ((بجامع الترمذي)). وأجازه النشتبري، ومحمد بن علي ابن السباك، وإبراهيم الزعبي، ومحمد ابن الحصري، وعبد الله بن عمر بن أبي السعادات البندنيجي، وعلي بن عبد اللطيف ابن الخيمي، وإلياس الحجتي، وعرفه طلبة الحديث بدمشق في ثاني عشر ربيع الآخر سنة ثمانٍ وعشرين وسبع مئة.
مولده ببغداد في سنة أربع وأربعين وست مئة، وتوفي بدمشق ليلة الأحد سابع محرم سنة ست وثلاثين وسبع مئة، وصلي عليه من الغد بجامعها، ودفن بمقبرة الصوفية، رحمه الله تعالى.
أجاز لنا في سنة ثمانٍ وعشرين وسبع مئة.
أخبرنا الشيخ الجليل المسند شمس الدين أبو الحسن علي بن محمد بن ممدود الصوفي إجازةً وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم(1/303)
ابن القماح الحاكم قراءةً عليه وأنا أسمع، قال الأول: أخبرنا أبو العباس أحمد بن عمر بن عبد الكريم بن عبد العزيز الباذبيني المقرئ قراءةً عليه وأنا أسمع في سنة خمسين وست مئة ببغداد، قال: أخبرنا أبو الحسن المؤيد بن محمد بن علي الطوسي، وقال الثاني ابن القماح: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن مضر بن فارس الواسطي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو الفتح منصور بن عبد المنعم بن عبد الله بن محمد ابن الفضل الفراوي، قالا: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي قال: أخبرنا أبو الحسين عبد الغافر بن محمد الفارسي، قال: أخبرنا أبو أحمد محمد بن عيسى الجلودي، قال: أخبرنا أبو إسحاق الفقيه، قال: حدثنا الإمام أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري، قال: وحدثني أحمد بن حنبل، قال: حدثنا معتمر بن سليمان، عن كهمس، عن ابن بريدة، عن أبيه رضي الله عنه: أنه غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ست عشرة غزوة.
أخرجه البخاري عن أحمد بن الحسن، عن أحمد بن حنبل، فوقع لنا بدلاً عالياً.
وابن بريدة اسمه عبد الله.
وبه إلى مسلم، قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب، قال: حدثنا عيسى بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب، عن أبيه، قال: صحبت ابن عمر رضي الله عنهما في طريق مكة، قال: فصلى لنا الظهر ركعتين، ثم أقبل وأقبلنا معه حتى جاء رحله، ثم جلس وجلسنا معه، فحانت منه التفاتةٌ نحو حيث صلى، فرأى ناساً قياماً، فقال: ما يصنع هؤلاء؟ قلت: يسبحون، قال: لو كنت مسبحاً أتممت صلاتي، يا ابن أخي إني صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يزد على ركعتين حتى قبضه الله عز(1/304)
وجل، وصحبت أبا بكر فلم يزد على ركعتين حتى قبضه الله عز وجل، وصحبت عمر فلم يزد على ركعتين حتى قبضه الله عز وجل، ثم صحبت عثمان فلم يزد على ركعتين حتى قبضه الله، وقد قال الله {لقد كان لكم في رسول الله أسوةٌ حسنةٌ}.
أخرجه البخاري عن مسدد. وأخرجه النسائي عن نوح بن حبيب؛ كلاهما عن يحيى بن سعيد القطان. وأخرجه ابن ماجة عن أبي بكر بن خلاد، عن أبي عامر العقدي؛ كلاهما عن عيسى بن حفص بن عاصم، به، فوقع لنا عالياً.
وأخبرنا الشيخ أبو الحسن علي بن محمد الصوفي في كتابه والحافظ أبو الحجاج يوسف بن عبد الرحمن الشافعي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال الأول: أخبرنا أبو منصور محمد بن علي بن عبد الصمد ابن الهني المقرئ، قراءةً عليه وأنا أسمع ببغداد والحافظ ضياء الدين أبو محمد عبد الخالق بن الأنجب بن المعمر النشتبري إجازةً، قال ابن الهني: أخبرنا الحافظ أبو محمد عبد العزيز بن محمود بن المبارك ابن الأخضر قراءةً عليه، قال هو والنشتبري: أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن أبي القاسم بن أبي سهل الكروخي سماعاً، وقال شيخنا أبو الحجاج: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد ابن البخاري وغيره، قالوا: أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن معمر بن طبرزد المؤدب، قال: أخبرنا أبو الفتح الكروخي المذكور، قال: أخبرنا الشيوخ الثلاثة: أبو نصر عبد العزيز بن محمد بن علي الترياقي، وأبو عامر محمود بن القاسم بن محمد الأزدي وأبو بكر أحمد بن عبد الصمد بن أبي الفضل الغورجي، قالوا: أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد بن عبد الله(1/305)
الجراحي، قال: أخبرنا أبو العباس محمد بن أحمد بن محبوب المحبوبي، قال: أخبرنا الإمام الحافظ أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي، قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا أبو الأحوص، عن سماك بن حرب، قال: سمعت النعمان بن بشير رضي الله عنهما يقول: ألستم في طعامٍ وشرابٍ ما شئتم؟ لقد رأيت نبيكم صلى الله عليه وسلم وما يجد من الدقل ما يملأ به بطنه.
أخرجه مسلم عن محمد بن رافع، عن يحيى بن آدم، عن زهير بن معاوية. وعن إسحاق بن إبراهيم، عن أبي نعيم، عن إسرائيل بن يونس؛ كلاهما عن سماك، به، فوقع لنا عالياً.
وبه إلى الترمذي، قال: حدثنا علي بن عيسى بن يزيد البغدادي، قال: حدثنا عبد الله بن بكر السهمي (ح) قال الترمذي: وحدثنا عبد الله بن منير، عن عبد الله بن بكر، عن فائد بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من كانت له حاجةٌ إلى الله أو إلى أحدٍ من بني آدم فليتوضأ وليحسن الوضوء، ثم ليصل ركعتين، ثم ليثن على الله عز وجل، وليصل على النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم ليقل: لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين، أسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والغنيمة من كل بر، والسلامة من كل إثم، لا تدع لي ذنباً إلى غفرته، ولا هماً إلا فرجته، ولا حاجةً هي لك رضاً إلا قضيتها يا أرحم الراحمين)).
أخرجه ابن ماجة في الصلاة عن سويد بن سعيد، عن أبي عاصم(1/306)
العباداني عبد الله بن عبيد الله، عن فائد به، وقال الترمذي: غريبٌ، وفي إسناده مقالٌ، وفائد يضعف في الحديث.
شيخٌ آخر
92- علي بن محمد بن عمر بن مهدي الكردي القاهري المولد البلبيسي الدار والمعهد، الأمير علاء الدين أبو الحسن.
ولد في التاسع والعشرين من رمضان سنة ثمانٍ وأربعين وست مئة.
سمعت عليه حاضراً في الثالثة جزءاً فيه منتقى من ((الأربعين)) لعبد الخالق بن زاهر الشحامي أوله حديث: ((لأن يأخذ أحدكم حبله فيذهب)) .. .. الحديث، وآخره ((بذنب واحد))، وذلك بسماعه من أبي الخير الفضل بن علي بن رواحة الأنصاري الحموي، بإجازته من القاسم بن عبد الله الصفار، عنه، وكان سماعنا على المذكور لما ذكر من ذي الحجة سنة ثلاثين وسبع مئة بالجامع العتيق ببلبيس بقراءة الحافظ أبي الفتح السبكي رحمه الله.
شيخٌ آخر
93- علي بن هارون بن علي التركماني الأصل ثم البعلبكي، أبو الحسن.
شيخٌ صالحٌ من أهل بعلبك. سمع من الشيخ شرف الدين أبي الحسين علي ابن الشيخ الفقيه اليونيني وغيره، وحدث، ومات في سنة الفناء ببعلبك سنة تسع وأربعين وسبع مئة.
سمعت عليه ثلاثة مجالس من ((أمالي)) أبي بكر أحمد بن سلمان النجاد، بسماعه من الشيخ شرف الدين اليونيني، بسماعه من البهاء(1/307)
عبد الرحمن بن إبراهيم بن أحمد المقدسي حضوراً، بسماعه من أبي بكر عتيق بن عبد العزيز بن صيلا الحربي، بسماعه من أبي الفتح عبد الواحد بن علوان بن قيس الشيباني، بسماعه من أبي عمرو عثمان بن محمد بن يوسف بن دوست العلاف، بسماعه من النجاد في السابع والعشرين من صفر سنة سبع وأربعين وسبع مئة ببعلبك.
أخبرنا الشيخ الصالح أبو الحسن علي بن هارون بن علي التركماني الأصل ثم البعلبكي قراءةً عليه وأنا أسمع ببعلبك. قال: أخبرنا الإمام الحافظ شرف الدين أبو الحسين علي ابن الشيخ الفقيه أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الله اليونيني قراءةً عليه وأنا أسمع ببعلبك، قال: أخبرنا الإمام بهاء الدين أبو محمد عبد الرحمن بن إبراهيم بن أحمد المقدسي قراءةً عليه وأنا حاضرٌ في سنة ثلاث وعشرين وست مئة ببعلبك، قال: أخبرنا أبو بكر عتيق بن عبد العزيز بن صيلا الحربي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو الفتح عبد الواحد بن علوان بن قيس الشيباني، قال: أخبرنا أبو عمرو عثمان بن محمد بن يوسف بن دوست العلاف، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن سلمان بن الحسن الفقيه النجاد إملاءً سنة ثمانٍ وأربعين وثلاث مئة، قال: قرئ على يحيى بن جعفر وأنا أسمع، قال: أخبرنا يزيد بن هارون، قال: حدثنا العوام بن حوشب، عن عمرو ابن مرة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، قال: أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى وضع رجله بينه وبين فاطمة رضي الله عنها، فعلمنا ما نقول إذا أخذنا مضجعنا ثلاثاً وثلاثين تسبيحةً، وثلاثاً وثلاثين تحميدةً، وأربعاً وثلاثين تكبيرةً، قال علي: فما تركتها بعد، فقال رجلٌ: ولا ليلة صفين، قال: ولا ليلة صفين.
أخرجه النسائي في ((اليوم والليلة)) عن أحمد بن سليمان، عن يزيد بن هارون، فوقع لنا بدلاً عالياً.(1/308)
وبه إلى النجاد، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل السلمي، قال: حدثنا أبو صالح، قال: حدثني معاوية بن صالح، قال: حدثني أبو جابر أنه سمع المقدام صاحب النبي صلى الله عليه وسلم يقول: حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم أشياء يوم خيبر، منها الحمار الأهلي، وقال: ((يوشك بالرجل يتكئ على أريكته يحدث بحديثي، فيقول: بيننا وبينكم كتاب الله، فما وجدنا فيه من حلالٍ أحللناه ومن حرامٍ حرمناه، ألا وإنما حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ما حرم الله عز وجل)).
أخرجه الترمذي في العلم عن محمد بن بشار، عن عبد الرحمن بن مهدي. وأخرجه ابن ماجة في السنة عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن زيد بن الحباب؛ كلاهما عن معاوية بن صالح، به، فوقع لنا عالياً.
وأبو جابر غلطٌ وإنما هو ابن جابر وهو الحسين بن جابر اللخمي.(1/309)
وأبو صالح الذي في الإسناد هو أبو صالح عبد الله بن صالح الجهني، مولاهم، المصري كاتب الليث بن سعد، روى عن موسى بن علي بن رباح ومعاوية بن صالح ويحيى بن أيوب المصري، روى عنه الليث بن سعد وأبو عبيد القاسم بن سلام ويحيى بن معين، قال الحاكم أبو أحمد: ذاهب الحديث. والمقدام هو ابن معدي كرب الكندي أبو كريمة الشامي، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال ابن بكير: مات سنة سبع وثمانين، وسنه إحدى وتسعون سنة رضي الله عنه.
وبه إلى النجاد، قال: حدثنا يعقوب بن يوسف المطوعي، قال: حدثنا عبيد الله بن عمر، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة، قال: أخبرني أشعث بن أبي الشعثاء، عن عبد الله بن عمير أخي عبد الملك بن عمير، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: إذا عمل بالخطيئة في الأرض كان من شهدها وكرهها كمن غاب عنها، ومن غاب عنها ورضي بها كان كمن شهدها.
شيخٌ آخر
94- عمر بن إبراهيم بن محمود بن بشر البعلبكي، الشيخ الصالح أبو حفص.
سمع من الشيخ شرف الدين أبي الحسين اليونيني وغيره، وهو رجلٌ جيدٌ، صالحٌ، عنده عبادةٌ وصلاحٌ وخيرٌ، وهو خطيب الجامع الذي بناه(1/310)
بكتمر ظاهر بعلبك برأس العين .. ..
سمعت عليه ((الرباعي)) لعبد الغني بن سعيد ببعلبك في سنة سبع وأربعين وسبع مئة، بسماعه من الشيخ شرف الدين اليونيني، بسماعه من جعفر بن علي الهمداني، بسماعه من السلفي، عن السراج، عن البخاري، عنه.
أخبرنا الشيخ الصالح بقية السلف أبو حفص عمر بن إبراهيم بن محمود بن بشر البعلبكي قراءةً عليه وأنا أسمع ببعلبك، قال: أخبرنا الشيخ الإمام الحافظ شرف الدين أبو الحسين علي بن محمد بن أحمد اليونيني قراءةً عليه وأنا أسمع ببعلبك، قال: أخبرنا أبو الفضل جعفر بن علي بن هبة الله الهمداني سماعاً (ح) وأخبرنا أبو العباس أحمد بن أبي طالب الصالحي إذناً، قال: أنبأنا أبو الفضل جعفر المذكور، قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر السلفي سماعاً، قال: أخبرنا أبو محمد جعفر بن أحمد بن الحسين السراج، قال: أخبرنا أبو زكريا عبد الرحيم بن أحمد البخاري، قال: حدثنا أبو محمد عبد الغني بن سعيد الأزدي الحافظ، قال: حدثنا أبو أحمد الحسين بن جعفر بن محمد السعدي، قال: حدثنا علي بن سعيد بن بشير، قال: حدثني معاوية بن صالح الأشعري وأيوب بن إسحاق، قالا: أخبرنا إبراهيم بن أبي العباس السامري، قال: حدثنا محمد بن حمير، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن كثير ابن مرة، عن نعيم بن همار، عن المقدام بن معدي كرب، عن أبي أيوب، عن عوف بن مالك رضي الله عنهم، قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مرعوبٌ متغير اللون فقال: ((أطيعوني ما دمت فيكم، وعليكم بكتاب الله جل وعز، فأحلوا حلاله، وحرموا حرامه)).(1/311)
حدث به سليمان بن عبد الرحمن أبو أيوب، عن معاوية بن صالح، وهذا يدخل في رواية الكبار عن الصغار، وقد اجتمع في إسناده أربعةٌ من الصحابة يروي بعضهم عن بعض، فنعيم بن همار صحابي، واختلف في اسم أبيه، فقيل: نعيم بن هبار، ويقال ابن هدار، ويقال ابن خمار، ويقال: ابن حمار الغطفاني سكن الشام. والمقدام بن معدي كرب أبو كريمة الكندي صحابي أيضاً. وأبو أيوب صحابي أيضاً اسمه خالد بن زيد ابن كليب الأنصاري. وعوف بن مالك الأشجعي صحابي أيضاً، واختلف في كنيته فقيل: أبو عمرو، وقيل: أبو عبد الله، وقيل: أبو عبد الرحمن وقيل: أبو محمد، وقيل: أبو حماد، سكن الشام رضي الله عنهم.
شيخُ آخر
95- عمر بن حسن بن مزيد بن أميلة المراغي الأصل المزي المقرئ الصالح، أبو حفص.
ولد سنة ثمانين وست مئة.
سمعت عليه المجلس الأول والثاني والعاشر من ((الأمالي العشرين)) لابن سمعون، بسماعه من أبي الفتح يوسف بن يعقوب بن محمد ابن المجاور، بسماعه من أبي اليمن زيد بن الحسن الكندي، بسماعه من أبي القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر الحريري، بسماعه من أبي طالب محمد بن علي بن الفتح العشاري، بسماعه منه.(1/312)
شيخٌ آخر
96- عمر بن محمد بن أبي بكر بن أبي النور الشحطبي الصحراوي المطعم، أبو حفص.
ولد تقريباً في سنة خمس وسبعين وست مئة.
سمعت عليه جزءاً من حديث ابن زبان، بسماعه من ابن البخاري.
شيخٌ آخر
97- عمر بن محمد بن عبد الحاكم بن عبد الرزاق البلفيائي، قاضي القضاة زين الدين أبو حفص الشافعي.
سمع من أبي المعالي الأبرقوهي، وأبي الحسن علي بن محمد بن هارون، ويوسف بن مظفر بن كوركيك، وعلي بن عيسى ابن القيم، ومحمد بن عبد المنعم بن شهاب وحدث، وتفقه وبرع، وأعاد بمدارس، وأفتى، وحكم نائباً بالقاهرة، ثم ولي قضاء القضاة بحلب ثم عزل ودرس بمدرسة حمص مدةً، ثم ولي قضاء مدينة صفد.
قال سيدنا قاضي القضاة تاج الدين أسبغ الله ظله: أما البلفيائي(1/313)
فجبل فقه منيع يرد عنه الطرف وهو كليل، وفارس بحث يناديه لسان الإنصاف: ما على المحسنين من سبيل، وطود علم رسا أصله تحت الثرى وسما به إلى النجم فرعٌ لا ينال طويل، مجموعٌ لشوارد الفقه جموع، وأصلٌ موضوعٌ متكاثر الفروع.
مولده في سنة إحدى أو اثنتين وثمانين وست مئة، وتوفي في السابع والعشرين من ربيع الأول سنة تسع وأربعين وسبع مئة بصفد رحمه الله تعالى.
قرأت عليه جزءاً فيه ((ثلاثيات ابن ماجة)) عن الأبرقوهي، عن عبد العزيز بن أحمد بن باقا، عن أبي زرعة بسنده، و ((جزء ابن جوصا)).
أخبرنا الشيخ الإمام قاضي القضاة زين الدين أبو حفص عمر ابن الشيخ شرف الدين محمد بن عبد الحاكم البلفيائي الشافعي بقراءتي عليه، قال: أخبرنا الشيخ شهاب الدين أبو المعالي أحمد بن إسحاق بن محمد ابن المؤيد الهمذاني الأبرقوهي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا القاضي صفي الدين أبو بكر عبد العزيز بن أبي الفتح أحمد بن عمر بن سالم بن باقا البغدادي، قال: أخبرنا أبو زرعة طاهر بن محمد بن طاهر المقدسي، قال: أخبرنا أبو منصور محمد بن الحسين بن أحمد بن الهيثم المقومي إجازةً إن لم يكن سماعاً ثم ظهر سماعه منه، قال: أخبرنا أبو طلحة القاسم بن أبي المنذر الخطيب، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن سلمة بن بحر القطان، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجة القزويني، قال: حدثنا جبارة بن المغلس، قال: حدثنا كثير بن سليم، قال: سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من أحب أن يكثر الله خير بيته فليتوضأ إذا حضر غداؤه وإذا رفع)).
انفرد ابن ماجة به من هذه الطريق، فرواه في الأطعمة من ((سننه)).(1/314)
وكثير بن سليم كنيته أبو سلمة المدائني.
وبه إلى ابن ماجة، قال: حدثنا جبارة بن المغلس، قال: حدثنا كثير بن سليم، عن أنس رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((الخير أسرع إلى البيت الذي يغشى من الشفرة إلى سنام البعير)).
انفرد به ابن ماجة أيضاً، فرواه في الأطعمة من ((سننه)).
وبه إلى ابن ماجة، قال: حدثنا جبارة بن المغلس، عن كثير بن سليم، عن أنس رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إن هذه أمةٌ مرحومةٌ، عذابها بأيديها، فإذا كان يوم القيامة دفع إلى كل رجلٍ من المسلمين رجلٌ من المشركين، فيقال: هذا فداؤك من النار)).
وكذلك تفرد به ابن ماجة أيضاً، فرواه في الزهد من ((سننه)).
شيخٌ آخر
98-عيسى بن عبد الكريم بن عساكر بن سعد بن أحمد بن محمد بن سليم القيسي المعروف بابن مكتوم، شرف الدين أبو أحمد ابن زين الدين.(1/315)
رجلٌ جيدٌ يجلس مع الشهود، ويشهد على القضاة، وكان أبوه إماماً بالمدرسة البادرائية.
سمع شيخنا من ابن أبي اليسر، وعلي بن الأوحد التاجر، وآسية بنت حسان بن رافع بن سمير العامري.
مولده في منتصف شعبان سنة ثمانٍ وخمسين وست مئة بدمشق، وتوفي ليلة الثلاثاء الحادي والعشرين من ذي القعدة سنة إحدى وأربعين وسبع مئة، وصلي عليه عقيب صلاة الظهر بجامع دمشق، ودفن بسفح قاسيون بالقرب من يوسف القميني.
سمعت عليه الجزء العاشر من ((الحنائيات)) بسماعه من ابن أبي اليسر، بسماعه من الخشوعي، بسماعه من أبي محمد طاهر بن سهل بن بشر الإسفراييني، عن الحنائي في شعبان سنة أربعين وسبع مئة.
أخبرنا الشيخ العدل شرف الدين أبو أحمد عيسى بن عبد الكريم بن عساكر بن سعد القيسي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا الشيخ تقي الدين أبو محمد إسماعيل بن إبراهيم بن أبي اليسر التنوخي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو طاهر بركات بن إبراهيم بن طاهر الخشوعي، قال: أخبرنا أبو محمد طاهر بن سهل بن بشر بن أحمد الإسفراييني، قال: أخبرنا أبو القاسم الحسين بن محمد بن إبراهيم الحنائي، قال: أخبرنا أبو الحسين عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد بن موسى بن راشد الكلابي، قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن عمير بن يوسف بن جوصا، قال: حدثني يونس بن عبد الأعلى قال: أخبرنا ابن وهب يعني عبد الله أن مالكاً أخبره (ح) قال ابن جوصا: وحدثني عيسى بن إبراهيم بن مثرود الغافقي، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن القاسم، قال: حدثني مالك، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: كنت أسقي أبا عبيدة بن الجراح وأبا طلحة الأنصاري وأبي بن كعب(1/316)
شراباً من فضيخ وتمرٍ، فجاءهم آتٍ فقال لهم: إن الخمر قد حرمت، فقال أبو طلحة: يا أنس قم إلى هذه الجرار فاكسرها، قال: فقمت إلى مهراس لنا فضربتها بأسفله حتى تكسرت.
أخرجه البخاري في الأشربة عن إسماعيل. وفي خبر الواحد عن يحيى بن قزعة. وأخرجه مسلم في الأشربة عن أبي الطاهر بن السرح، عن ابن وهب؛ ثلاثتهم عن مالك، به، فوقع لنا بدلاً عالياً للبخاري وعالياً لمسلم.
وبه إلى الحنائي، قال: أخبرنا عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد، قال: أخبرنا أحمد بن عمير بن يوسف، قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب أن مالكاً أخبره (ح) قال أحمد بن عمير: وحدثنا عيسى، قال: أخبرنا ابن القاسم، قال: حدثني مالك، عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن أبي هريرة وزيد بن خالد الجهني رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الأمة إذا زنت ولم تحصن؟ فقال: ((إن زنت فاجلدوها، ثم إن زنت فاجلدها، ثم إن زنت فاجلدها، ثم بيعوها ولو بضفيرٍ)). قال مالك: وقال ابن شهاب: لا أدري بعد الثالثة أو الرابعة، والضفير الحبل، قال ابن القاسم: ورأيته يستحب بيعها بعد الثالثة.
أخرجه البخاري في البيوع عن إسماعيل بن أبي أويس. وفي المحاربين عن عبد الله بن يوسف. وأخرجه مسلم في الحدود عن(1/317)
أبي الطاهر بن السرح، عن ابن وهب. وأخرجه أبو داود فيه عن القعنبي. وأخرجه النسائي في الرجم عن قتيبة؛ خمستهم عن مالك، به. وأخرجه النسائي أيضاً عن محمد بن نصر، عن أيوب بن سليمان بن بلال، عن أبي بكر بن أبي أويس، عن سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد، عن الزهري، به، فوقع لنا بدلاً عالياً للبخاري وأبي داود والنسائي، وعالياً للنسائي من الطريق الثانية.
قال الحافظ أبو الحجاج المزي: وذكر خلف أن البخاري رواه أيضاً في المحاربين عن مالك بن إسماعيل، عن عبد العزيز، عن الزهري، وفي الشهادات عن يحيى بن بكير، عن ليث، عن عقيل، عن الزهري، وأن مسلماً رواه أيضاً في الحدود عن قتيبة ومحمد بن رمح، عن ليث، عن الزهري، وعن أبي الطاهر وحرملة، عن ابن وهب، عن يونس، عن الزهري، ولم نجد هذه الطرق في ((الصحيحين)) ولا ذكرها أبو مسعود في هذا الحديث، وكأنه اشتبه عليه بحديث ((أن رجلين اختصما إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال أحدهما: اقبض بيننا بكتاب الله، إن ابني كان عسيفاً على هذا)) .. .. الحديث، والله أعلم.
وبه إلى الحنائي، قال: أخبرنا عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد،(1/318)
قال: أخبرنا أحمد بن عمير بن يوسف، قال: حدثنا يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، أن مالكاً أخبره (ح) قال أحمد: وحدثنا عيسى بن إبراهيم، قال: أخبرنا ابن القاسم، قال: حدثني مالك، عن عبد الله بن دينار، قال: خرج عمر بن الخطاب رضي الله عنه من الليل فسمع امرأةً تقول:
تطاول هذا الليل واسود جانبه ... وأرقني ألا خليل ألاعبه
فوالله لولا الله أني أراقبه ... لحرك من هذا السرير جوانبه
فسأل عمر بن الخطاب رضي الله عنه ابنته حفصة: كم أكثر ما تصبر المرأة عن زوجها، فقالت: ستة أشهر، أو أربعة أشهر -قال مالك: الشك أربعة أو ستة لا أدري- فقال عمر: لا أحبس أحداً عن الجيوش أكثر من ذلك.
شيخٌ آخر
99- القاسم بن محمد بن يوسف بن محمد بن يوسف بن محمد بن أبي يداس بن أبي القاسم الإشبيلي الأصل الدمشقي المولد والدار البرزالي الشافعي، الشيخ الإمام الحافظ علم الدين أبو محمد بن أبي الفضل بن أبي المحاسن بن أبي عبد الله.(1/319)
أول سماعه من والده، وقاضي القضاة عز الدين محمد بن عبد القادر ابن الصائغ في سنة ثلاث وسبعين وست مئة، ثم سمع بنفسه سنة سبع وسبعين وست مئة وبعدها من أحمد بن أبي الخير، والقاسم بن أبي بكر الإربلي، والمسلم بن علان، والشيخ شمس الدين ابن أبي عمر، وأحمد ابن الحموي، وابن شيبان، وابن العسقلاني، والكمال عبد الرحيم، وابن البخاري، وعمر بن أبي عصرون، ومحمد بن عبد السلام بن أبي عصرون، وابن الدرجي، والمقداد، والعامري، وابن الصابوني، وابن الواسطي، وابن الزين، وزينب بنت مكي، وصفية بنت مسعود، وزينب بنت العلم، وفاطمة بنت علي ابن عساكر، وست العرب بنت يحيى بن قايماز، وجماعة، ورحل إلى مصر فسمع بها من العز الحراني، وابن خطيب المزة، وغازي الحلاوي، وغيرهم، وبالإسكندرية من محمد بن عبد الخالق بن طرخان وغيره، وأجاز له جماعةٌ من أصحاب الخشوعي، وغيره، وحدث.
سمع منه الحافظ شمس الدين الذهبي، وقال: حفظ القرآن، و((التنبيه))، و((مقدمةً)) في صغره، وأحب طلب الحديث، ونسخ أجزاء، ودار على الشيوخ، وجد في الطلب، ورحل إلى بعلبك، ثم ارتحل إلى حلب سنة خمس وثمانين وست مئة، وفيها ارتحل إلى مصر، وكتب بخطه الصحيح المليح كثيراً، وخرج لنفسه وللشيوخ شيئاً كثيراً، وجلس في شبيبته مدة مع أعيان الشهود، وتقدم في الشروط، ثم اقتصر على جهات تقوم به، وورث من أبيه جملةً، وحصل كتباً جيدة، وأجزاء في أربع خزائن، وبلغ ثبته بضعة وعشرين مجلداً، وأثبت فيه من كان يسمع معه، وله تاريخ بدأ فيه من عام مولده الذي توفي فيه الإمام أبو شامة، فجعله صلةً لتاريخ أبي شامة في خمس مجلدات أو أكثر، وله مجاميع(1/320)
مفيدةٌ كثيرةٌ وتعاليق، وعمل في فن الرواية قل من بلغ إليه، بلغ عدد مشايخه بالسماع أزيد من ألفين، وبالإجازة أكثر من ألف، رتب ذلك كله وترجمهم في مسودات متقنةٍ، وكان رأساً في صدق اللهجة والأمانة، صاحب سنة واتباع ولزوم للفرائض، خيراً متواضعاً، حسن البشر، عديم الشر، فصيح القراءة، قوي الدربة، عالماً بالأسماء والألفاظ، سريع السرد مع عدم اللحن والدمج، قرأ ما لا يوصف كثرةً، وروى من ذلك جملةً وافرةً، وكان حليماً، صبوراً، متوددا، لا يتكثر بفضائله، ولا ينتقص بفاضل، بل يوفيه فوق حقه، ويلاطف الناس، وله ود في القلوب، وحب في الصدور، احتسب عدة أولادٍ درجوا، وحدث في أيام شيخه ابن البخاري. انتهى كلامه.
مولده في ليلة عاشر جمادى الأولى سنة خمس وستين وست مئة بدمشق، وتوفي بكرة الأحد رابع ذي الحجة سنة تسع وثلاثين وسبع مئة بخليص بالقرب من مكة شرفها الله تعالى، ودفن بخليص رحمه الله تعالى.
أجاز لنا في سنة ثمان وعشرين وسبع مئة.
أخبرنا الشيخ الإمام الحافظ مؤرخ الشام أبو محمد القاسم بن محمد بن يوسف بن محمد الإشبيلي الشافعي في كتابه والإمام الحافظ شيخ الحفاظ والإسلام أبو الحجاج يوسف بن عبد الرحمن بن يوسف الكلبي سماعاً عليه، قالا: أخبرنا الشيخان أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد بن أحمد المقدسي ابن البخاري وأبو المرهف المقداد بن أبي القاسم هبة الله بن المقداد القيسي سماعاً عليهما، وقال الكلبي أيضاً: أخبرنا الشيخ الإمام أبو محمد عبد الرحمن ابن الشيخ أبي عمر محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي وأبو حفص عمر بن محمد بن عبد الله بن أبي عصرون التميمي، قال المقداد: أخبرنا أبو الحسن علي بن أبي الكرم نصر بن المبارك ابن البناء قراءةً عليه وأنا أسمع، وقال الثلاثة الباقون: أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن معمر بن طبرزد المؤدب قراءةً عليه ونحن نسمع، قالا: أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن أبي القاسم ابن أبي سهل الكروخي قراءةً عليه، قال: أخبرنا الشيوخ الثلاثة: أبو عامر(1/321)
محمود بن القاسم بن محمد الأزدي وأبو بكر أحمد بن عبد الصمد بن أبي الفضل الغورجي وأبو نصر عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم الترياقي، قالوا: أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد بن عبد الله الجراحي، قال: أخبرنا أبو العباس محمد بن أحمد بن محبوب بن فضيل المحبوبي، قال: أخبرنا الإمام الحافظ أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي، قال: حدثنا يحيى بن حبيب بن عربي، قال: حدثنا موسى بن إبراهيم ابن كثير الأنصاري، قال: سمعت طلحة بن خراش، قال: سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قال: لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((يا جابر مالي أراك منكسراً؟))، فقلت: يا رسول الله استشهد أبي وترك عيالاً وديناً، قال: ((أفلا أبشرك بما لقي الله به أباك؟)) قال: بلى يا رسول الله، قال: ((ما كلم الله أحداً قط إلا من وراء حجاب، وأحيا أباك فكلمه كفاحاً وقال: يا عبدي تمن علي أعطك، قال: يا رب تحييني فأقتل فيك ثانية، قال الرب جل وعلا: إنه قد سبق مني أنهم لا يرجعون))، قال: وأنزلت هذه الآية {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً} الآية.
قال الترمذي: هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ من هذا الوجه.
أخرجه ابن ماجة في السنة عن إبراهيم بن المنذر ويحيى بن حبيب؛ كلاهما عن موسى بن إبراهيم، به، فوقع لنا موافقةً له وبدلاً.
وبه إلى الترمذي، قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا الليث، عن(1/322)
ابن أبي مليكة، عن المسور بن مخرمة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قسم أقبيةً ولم يعط مخرمة شيئاً، فقال مخرمة: يا بني انطلق بنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال: فانطلقت معه، قال: ادخل فادعه لي، فدعوته له فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وعليه قباءٌ منها، فقال: ((خبأت لك هذا)) قال: فنظر إليه، فقال: ((رضي مخرمة)).
أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي جميعاً عن قتيبة به، فوقع لنا موافقةً لهم. وأخرجه البخاري ومسلم أيضاً عن زياد بن يحيى الحساني، عن حاتم بن وردان، عن أيوب السختياني، عن ابن أبي مليكة به، فوقع لنا عالياً.
وبه إلى الترمذي، قال: حدثنا عبد بن حميد، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: حدثنا حميد الطويل، عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن عمه غاب عن قتال بدرٍ، فقال: غبت عن أول قتالٍ قاتله رسول الله صلى الله عليه وسلم المشركين لئن الله أشهدني قتالاً للمشركين ليرين الله كيف أصنع، فلما كان يوم أحدٍ انكشف المسلمون، فقال: اللهم إني أبرأ إليك مما جاء به هؤلاء، يعني المشركين، وأعتذر إليك مما صنع هؤلاء، يعني أصحابه، ثم تقدم فلقيه سعدٌ فقال: يا أخي ما فعلت فأنا معه، فلم أستطع أن أصنع ما صنع، فوجد فيه بضعاً وثمانين ضربةً بسيفٍ وطعنةً برمحٍ ورميةً بسهمٍ، وكنا نقول فيه وفي أصحابه نزلت {فمنهم من قضى(1/323)
نحبه ومنهم من ينتظر} قال يزيد: يعني الآية.
أخرجه مسلم عن محمد بن حاتم عن بهز بن أسد، عن سليمان بن المغيرة، عن ثابت عن أنس، به، فوقع لنا عالياً.
وبه إلى الترمذي، قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((نعم الرجل أبو بكر، نعم الرجل عمر، نعم الرجل أبو عبيدة بن الجراح، نعم الرجل أسيد بن حضير، نعم الرجل ثابت بن قيس، نعم الرجل معاذ بن جبلٍ، نعم الرجل معاذ بن عمرو بن الجموح)) رضي الله عنهم.
قال الترمذي: هذا حديثٌ حسنٌ، إنما نعرفه من حديث سهيل.
أخرجه النسائي عن أبي قدامة، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن عبد العزيز بن محمد به، فوقع لنا عالياً.
وأخبرنا الإمام الحافظ أبو محمد القاسم بن محمد بن يوسف الدمشقي الشافعي فيما أذن لنا في الرواية عنه، قال: أخبرنا شيخ الإسلام شمس الدين أبو محمد عبد الرحمن ابن الشيخ أبي عمر المقدسي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرتنا ست الكتبة نعمة بنت علي بن يحيى بن علي بن محمد ابن الطراح المدير قراءةً عليها وأنا حاضرٌ في الخامسة،(1/324)
قالت: أخبرنا جدي أبو محمد يحيى بن علي بن محمد ابن الطراح قراءة عليه، قال: أخبرنا الحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت البغدادي الخطيب إجازةً، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم الأشناني بنيسابور، قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري، قال: أخبرنا ابن وهب (ح) قال الخطيب: وأخبرنا أبو الحسن علي بن القاسم بن الحسن الشاهد بالبصرة واللفظ له، قال: حدثنا أبو روق الهزاني، قال: حدثنا بحر بن نصر الخولاني، قال: حدثنا ابن وهب، قال: حدثني يحيى بن سلام، عن عثمان بن مقسم، عن المقبري، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أشد الناس عذاباً يوم القيامة عالمٌ لا ينفعه الله بعلمه)).
المقبري اسمه سعيد بن أبي سعيد، واسم أبي سعيد كيسان المديني مولى بني ليث.
وبه إلى الخطيب، قال: أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، قال: أخبرنا علي بن محمد بن أحمد المصري، قال: حدثنا ابن أبي مريم، قال: حدثنا الفيريابي، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، قال: سمعت بجالة، قال: لم يكن عمر أخذ من المجوس الجزية حتى شهد عبد الرحمن بن عوف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذها من مجوس هجر)).
أخرجه البخاري في الجزية عن علي بن عبد الله. وأخرجه أبو(1/325)
داود في الخراج عن مسدد. وأخرجه الترمذي في السير عن ابن أبي عمر. وأخرجه النسائي فيه عن إسحاق بن إبراهيم بن راهوية؛ أربعتهم عن سفيان، به، فوقع لنا بدلاً. وأخرجه الترمذي أيضاً في السير عن أحمد بن منيع، عن أبي معاوية، عن حجاج، عن عمرو بن دينار، به، فوقع لنا عالياً.
وبه إلى الخطيب، قال: أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، قال: أخبرنا عبد الله بن موسى السلامي فيما أذن لنا أن نرويه عنه، قال: سمعت عمار بن علي اللوري يقول: سمعت أحمد بن النضر الهلالي، قال: سمعت أبي يقول: كنت في مجلس سفيان بن عيينة فنظر إلى صبي دخل المسجد وكأن أهل المجلس تهاونوا به لصغر سنه، فقال سفيان: كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم، ثم قال لي: يا نضر لو رأيتني ولي عشر سنين، طولي خمسة أشبارٍ، ووجهي كالدينار، وأنا كشعلة نار، ثيابي صغار، وأكمامي قصار، وذيلي بمقدار، ونعلي كآذان الفار، أختلف إلى علماء الأمصار، مثل الزهري وعمرو بن دينار، أجلس بينهم كالمسمار، محبرتي كالجوزة، ومقلمتي كالموزة، وقلمي كاللوزة، فإذا دخلت المجلس قالوا: أوسعوا للشيخ الصغير، قال: ثم تبسم ابن عيينة وضحك، قال أحمد: وتبسم أبي وضحك، قال عمار: وتبسم أحمد وضحك، قال أبو الحسن السلامي: وتبسم عمار وضحك، قال القاضي أبو العلاء: وتبسم السلامي وضحك، قال الخطيب: وتبسم أبو العلاء وضحك.(1/326)
وبه إلى الخطيب، قال: أخبرنا أبو العلاء محمد بن الحسن بن محمد الوراق، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن كامل القاضي، قال: حدثني علي بن الحسن النجار، قال: حدثنا الصاغاني، قال: حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، قال: رأيت ابن أربع سنين قد حمل إلى المأمون قد قرأ القرآن ونظر في الرأي، غير أنه إذا جاع يبكي.
وبه إلى الخطيب، قال: سمعت القاضي أبا محمد عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن الأصبهاني يقول: حفظت القرآن ولي خمس سنين، وحملت إلى أبي بكر المقرئ لأسمع منه ولي أربع سنين، فقال بعض الحاضرين: لا تسمعوا له فيما قرئ فإنه صغيرٌ، فقال لي ابن المقرئ: اقرأ سورة الكافرين، فقرأتها، فقال: اقرأ سورة التكوير، فقرأتها، فقال لي غيره: اقرأ سورة والمرسلات، فقرأتها ولم أغلط فيها، فقال ابن المقرئ: سمعوا له والعهدة علي، ثم قال: سمعت أبا صالح صاحب أبي مسعود يقول: سمعت أبا مسعود أحمد بن الفرات يقول: أتعجب من إنسانٍ يقرأ سورة المرسلات عن ظهر قلبه ولا يغلط فيها.
وبه إلى الخطيب، قال: أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن علي أبو الفضل الصيرفي وحمدان بن سلمان بن حمدان أبو القاسم الطحان، قالا: أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن العباس، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، قال: حدثنا داود بن رشيد، قال: حدثنا الفضل بن زياد، قال: حدثنا شيبان، عن الأعمش، عن سليمان بن مسهر، عن خرشة بن الحر، قال: شهد رجلٌ عند عمر بن الخطاب رضي الله عنه بشهادةٍ. فقال له: لست أعرفك، ولا يضرك أن لا أعرفك، ائت بمن يعرفك، فقال رجلٌ من القوم: أنا أعرفه، قال: بأي شيء تعرفه؟ قال: بالعدالة والفضل، قال: فهو جارك الأدنى الذي تعرف ليله ونهاره(1/327)
ومدخله ومخرجه؟ قال: لا، قال: فمعاملك بالدينار والدرهم اللذين بهما يستدل على الورع؟ قال: لا، قال: فرفيقك في السفر الذي يستدل به على مكارم الأخلاق؟ قال: لا، قال: لست تعرفه، ثم قال للرجل: ائت بمن يعرفك.
وبه إلى الخطيب، قال: أخبرنا أبو الفرج الحسين بن علي بن عبيد الله الطناجيري، قال: حدثنا عمر بن أحمد بن عثمان الواعظ، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن المغلس، قال: حدثنا أبو همام، قال: حدثنا عيسى بن يونس، قال: حدثنا مصاد بن عقبة البصري، قال: حدثني جليسٌ لقتادة، قال: أثنى رجلٌ على رجل عند عمر بن الخطاب، فقال له عمر: هل صحبته في سفر قط؟ قال: لا، قال: هل ائتمنته على أمانةٍ قط؟ قال: لا، قال: هل كانت بينك وبينه مداراةٌ في حق؟ قال: لا، قال: اسكت فلا أرى لك به علماً، أظنك والله رأيته في المسجد يخفض رأسه ويرفعه.
وبه إلى الخطيب، قال: حدثنا أبو نعيم الحافظ في المذاكرة، قال: حدثني محمد بن المظفر، قال: سمعت قاسم بن زكريا المطرز يقول: وردت الكوفة فكتبت عن شيوخها كلهم غير عباد بن يعقوب، فلما فرغت ممن سواه دخلت عليه، وكان يمتحن من يسمع منه، فقال لي: من حفر البحر؟ فقلت: الله خلق البحر، فقال: هو كذاك ولكن من حفره، فقلت: يذكر الشيخ، فقال: حفره علي بن أبي طالب، ثم قال: ومن أجراه، فقلت: الله مجري الأنهار ومنبع العيون، فقال: هو كذاك ولكن من أجرى البحر، فقلت يفيدني الشيخ، فقال: أجراه الحسين بن علي. قال: وكان عباد مكفوفاً ورأيت في داره سيفاً معلقاً وحجفةً فقلت: أيها الشيخ لمن هذا السيف؟ فقال لي: هذا أعددته لأقاتل به مع المهدي، قال: فلما فرغت من سماع ما أردت أن أسمعه منه، وعزمت(1/328)
على الخروج عن البلد دخلت عليه فسألني كما كان يسألني وقال: من حفر البحر، فقلت حفره معاوية وأجراه عمرو بن العاص ثم وثبت من بين يديه وجعلت أعدو، وجعل يصيح: أدركوا الفاسق عدو الله فاقتلوه، أو كما قال.
شيخُ آخر
100- كيكلدي بن عبد الله عتيق بدر الدين موسى بن فخر الدين سليمان ابن الشيرجي، بدر الدين أبو محمد.
سمع مع ولدي أستاذه من الشيخ فخر الدين علي بن أحمد بن عبد الواحد ابن البخاري ((جزء الأنصاري)) وحدث به.
سمع منه الشيخ شمس الدين الذهبي، وذكره في ((معجمه)).
مات في ذي الحجة سنة اثنتين وأربعين وسبع مئة بدمشق.
سمعت عليه من ((جزء الأنصاري)) من حديث النغير إلى آخر الجزء، بسماعه من ابن البخاري، بسماعه من الشيخين الكندي وابن طبرزد، بسماعهما من القاضي أبي بكر الأنصاري، قال: أخبرنا أبو إسحاق البرمكي، قال: أخبرنا أبو محمد بن ماسي، قال: أخبرنا أبو مسلم الكجي، عنه.
أخبرنا الشيخ بدر الدين أبو محمد كيكلدي بن عبد الله عتيق ابن الشيرجي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا الشيخ فخر الدين أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد المقدسي المعروف بابن البخاري قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا الشيخان أبو حفص عمر بن محمد بن معمر بن طبرزد المؤدب وأبو اليمن زيد بن الحسن بن زيد الكندي، قالا: أخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الأنصاري البزاز، قال: أخبرنا أبو إسحاق البرمكي الفقيه، قال: أخبرنا أبو محمد بن(1/329)
ماسي، قال: حدثنا أبو مسلم الكجي، قال: حدثنا الأنصاري، قال: حدثنا الأشعث، عن الحسن أن رجلاً فقد ناقةً له فادعاها على رجل، فأتى به النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن هذا آخذ ناقتي، فقال: لا والله الذي لا إله إلا هو ما أخذتها، قال: قد أخذتها ردها عليه فردها عليه، قال: فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ((قد غفر الله لك بإخلاصك)).
الأشعث هو ابن عبد الملك الحمراني، والحسن هو البصري.
وبالإسناد إلى ابن ماسي، قال: حدثنا أبو معشر الحسن بن سليمان الدارمي، قال: حدثنا عبد الواحد بن غياث، قال: حدثنا أبو هلال، قال: حدثنا الحسن، قال: لما استخلف أبو بكر رضي الله عنه تكلم بكلام والله ما تكلم به أحدٌ بعده، قال: يا أيها الناس تكلفوني سنة محمد صلى الله عليه وسلم ، وإن الله تبارك وتعالى كان يعصم نبيه بالوحي، إني والله لوددت أنكم كفيتموني، وإن لي شيطاناً يعتريني ثلاث مرارٍ، فإذا اعتراني فاجتنبوني لا أوثر في أشعاركم وأبشاركم وتعاهدوني بأنفسكم، فإن استقمت فاتبعوني، وإن زغت فقوموني.
أبو هلال اسمه محمد بن سليم الراسبي وهو مولى سامة بن لؤي من قريش، بصري سمع أبا سعيد الحسن بن أبي الحسن الأنصاري البصري، وأبا بكر محمد بن سيرين، روى عنه عبد الله بن المبارك، وعبد الرحمن بن مهدي، تركه يحيى بن سعيد القطان، ويزيد بن زريع.(1/330)
شيخٌ آخر
101- مبارك بن عبد الله اللبناني البعلي الصوفي، أمين الدين أبو اليمن.
سمع ببعلبك من القاضي تاج الدين عبد الخالق، وبالقاهرة من أبي المعالي أحمد بن إسحاق الأبرقوهي والشيخ تقي الدين ابن دقيق العيد، وبحلب من بيبرس بن عبد الله العديمي وغيره، وبالإسكندرية من العتبي وعبد الرحمن بن مخلوف ابن جماعة، وسمع بدمشق من جماعة وبحمص وحماة وحدث.
سمع منه الشيخ شمس الدين الذهبي وذكره في ((معجمه)) فقال: من طلبة الحديث، نسخ وكتب ورحل، لا بأس به وله أنسٌ يسيرٌ بالفن.
مولده في سنة فتح أنطاكية سنة ست وستين وست مئة، ومات .. ..
قرأت عليه ((مشيخته)) تخريج ناصر الدين بن طغربل ابن الصيرفي.
أخبرنا الشيخ الصالح أمين الدين أبو اليمن مبارك بن عبد الله اللبناني الصوفي بقراءتي عليه، قلت له: أخبركم الشيخ الصالح الجليل الأصيل المسند جمال الدين أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن محمد بن أحمد بن(1/331)
حمزة بن علي بن هبة الله الثعلبي ابن الحبوبي، ونور الدين أبو الحسن علي بن محمد بن هارون الثعلبي، وأم علي زينب بنت أحمد بن عمر بن أبي بكر بن شكر المقدسية قراءةً عليهم وأنت تسمع سنة ست وسبع مئة بالقاهرة؛ قالوا: أخبرنا أبو المنجى عبد الله بن عمر بن علي بن زيد ابن اللتي الحريمي البغدادي قراءةً عليه ونحن نسمع، قال: أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب السجزي الهروي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المظفر الداودي، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حموية السرخسي، قال: أخبرنا أبو عمران عيسى بن عمر بن العباس السمرقندي، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، قال: حدثنا يحيى بن حسان، قال: حدثا سليمان بن بلال، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((نعم الإدام –أو الأدم- الخل)).
وأخبرنا به عالياً بدرجة أبو العباس أحمد بن أبي طالب الصالحي إجازةً، قال: أخبرنا أبو المنجى عبد الله ابن اللتي قراءةً عليه وأنا أسمع، فذكره بإسناده.
أخرجه مسلم والترمذي عن عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، زاد الترمذي: ومحمد بن سهل بن عسكر؛ كلاهما عن يحيى بن حسان، فوقع لنا موافقةً عاليةً بدرجتين لمسلمٍ والترمذي، وبدلاً عالياً بدرجتين للترمذي أيضاً.
وأخبرنا الشيخ مبارك بقراءتي عليه بدمشق، قال: أخبرنا الشيخ الإمام أبو علي الحسن بن عبد الكريم بن عبد السلام المالكي قراءةً عليه(1/332)
وأنا أسمع في سنة خمس وسبع مئة بمصر، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عمر بن يوسف الأنصاري القرطبي قراءةً عليه، قال: أنشدنا الإمام أبو القاسم بن فيره بن خلف الشاطبي الرعيني قصيدته في القراءات الرائية التي يقول في آخرها:
والله أكرم مأمولٍ ومعتمدٍ ... ومستغاث به في كل ما حذرا
يا ملجأ الفقراء والأغنياء ومن ... ألطافه تكشف الأسواء والضررا
أنت الكريم وغفار الذنوب ومن ... يرجو سواك فقد أودى ولد خسرا
هب لي بجودك ما يرضيك متبعاً ... ومنك مبتغياً وفيك مصطبرا
والحمد لله منشوراً بشائره ... مباركاً أولاً ودائماً أخرا
ثم الصلاة على المختار سيدنا ... محمدٍ علم الهادين والسفرا
تندى عبيراً ومسكاً سحبها ... ديماً تمنى بها للمنى غاياتها شكرا
وتنثني فتعم الآل والشيع ... المهاجرين ومن آوى ومن نصرا
تضاحك الزهر مسرراً أسرتها ... معرفاً عرفها الآصال والبكرا
شيخٌ آخر
102- محمد بن إبراهيم بن محمد بن أبي بكر البياني.(1/333)
شيخ آخر
103- محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة بن علي بن جماعة الكناني الحموي الشافعي، قاضي القضاة بدر الدين أبو عبد الله الإمام المفتي.
تولى قضاء القدس مدة، ثم دخل دمشق ودرس بالمدرسة القيمرية وأفتى، ثم توجه إلى القدس خطيباً وقاضياً فأقام به مدة، ثم طلب منه في رمضان سنة تسعين وست مئة إلى القاهرة فولي قضاء الديار المصرية مع الخطابة وعدة مناصب وذلك في الدولة الأشرفية، فلما انقضت عزل وبقي مدرساً بالشافعي والمشهد إلى أن وصل الخبر بوفاة قاضي الشام شهاب الدين الخويي فعين لذلك وقلد قضاء دمشق وأعمالها، فدخلها في أواخر سنة ثلاث وتسعين وست مئة، ثم أضيف إليه منصب الخطابة والإمام بجامع دمشق وكانت أهليته مأمونة لصحة قراءته وحسن صوته وقيامه بالفتوى وجلالته في النفوس وحرمته الوافرة، فباشره مع القضاء مدة ثم انفصل من القضاء وبقي مستمراً في الخطابة مدة ثم أعيد إليه المنصب مع الكرامة والطلب، فبقي مدةً ثم طلب إلى الديار المصرية وولي بها القضاء عوضاً عن ابن دقيق العيد ودرس بالديار المصرية بالصالحية والشافعي والمشهد ودار الحديث الكاملية، وبالشام بالعادلية والناصرية والقيمرية والغزالية، ولديه فنون فقهٍ وعربية وأصولٍ وغير(1/334)
ذلك، وسيرته في القضاء سيرةٌ حسنةٌ.
سمع بديار مصر من أصحاب البوصيري، ومن ابن القسطلاني، وأجازه ابن مسلمة وغيره، وقرأ بدمشق على أصحاب الخشوعي، وخرج له بالقاهرة حال توليته القضاء بها فوائد وعوالي الشيخ الحافظ تقي الدين عبيد بن محمد الإسعردي، وكذلك خرج له ((مشيخة)) المحدث شهاب الدين أحمد ابن المقشراني الصوفي، وحج سنة ست وخمسين، وسنة إحدى وستين، وسنة ثلاث وثمانين وست مئة، وسنة عشر وسبع مئة.
وقال سيدنا قاضي القضاة تاج الدين أسبغ الله ظله: حاكم الإقليمين مصراً وشاما، وناظم عقد الفخار الذي لا يسامى، متحلٌ بالعفاف، متخل إلا عن مقدار الكفاف، محدثٌ فقيهٌ، ذو عقلٍ لا تقوم أساطين الحكماء بما جمع فيه.
مولده في عشية يوم الجمعة رابع ربيع الآخر سنة تسع وثلاثين وست مئة بحماة، ومات بمصر في ليلة الاثنين الحادي والعشرين من جمادى الأولى سنة ثلاث وثلاث وسبع مئة، وصلي عليه من الغد قبل الظهر بجامع مصر الجديد، ودفن بالقرافة رحمه الله تعالى وإيانا.
سمعت عليه كتاب ((حلية الأمالي في المساواة والمصافحات والموافقات العوالي)) تخريج الحافظ تقي الدين عبيد الإسعردي له وذلك حضوراً في الثالثة في سنة ثلاثين وسبع مئة، وسمعت عليه أشياء أخر كثيرة.
أخبرنا الشيخ الإمام العالم العلامة قاضي القضاة بدر الدين أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة الكناني الشافعي قراءةً عليه وأنا حاضرٌ في الثالثة في سنة ثلاثين وسبع مئة، قال: أخبرنا الرئيس المسند أبو الفرج بن أبي محمد عبد المنعم بن أبي الحسن علي النميري بقراءتي عليه، قلت له: أخبركم الشيخ أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب بن سعد بن صدقة بن كليب الآجري قراءةً عليه وأنت تسمع ببغداد، قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن بيان الرزاز قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن محمد(1/335)
بن إبراهيم بن مخلد البزاز، قال: أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار النحوي، قال: أخبرنا الحسن بن عرفة بن يزيد العبدي، قال: حدثنا عمار بن محمد، عن الصلت بن قويد الحنفي، قال: سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يقول: سمعت خليلي أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا تقوم الساعة حتى لا تنطح ذات قرنٍ جماء)).
روى هذا الحديث سفيان بن وكيع عن زيد بن الحباب، عن عمار بن محمد، وهو غايةٌ في العلو.
وعمار بن محمد هو أبو اليقظان الثوري الكوفي ابن أخت سفيان بن سعيد الثوري ثقةٌ. وقال النسائي: الصلت لا أدري كيف هو، حديثه منكر.
وأخبرنا قاضي القضاة بدر الدين أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة الشافعي حضوراً في الثالثة، قال: أخبرنا المشايخ الأجلاء الفضلاء قاضي القضاة بقية السلف أبو الفرج عبد الرحمن ابن الشيخ الإمام أبي عمر محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة، وأبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد السعدي، وأبو محمد عبد الرحيم بن عبد الملك بن عبد الملك، وأبوالعباس أحمد بن شيبان بن تغلب بن حيدرة الشيباني، وأبو بكر بن محمد بن أبي بكر بن عبد الواسع الصالحيون، والشيخ الأصيل أبو محمد عبد العزيز بن أبي نصر عبد الرحيم بن محمد بن الحسن بن هبة الله الدمشقي المعروف بابن عساكر قراءة عليهم وأنا أسمع بالجامع المظفري بسفح قاسيون؛ قالوا: أخبرنا الشيخ المعمر أبو حفص عمر بن محمد البغدادي قراءةً عليه ونحن نسمع، قال: أخبرنا الرئيس أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد الشيباني، قال:(1/336)
أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم الهمذاني قراءةً عليه وأنا أسمع في سنة تسع وثلاثين وأربع مئة، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله البزاز البغدادي قراءةً عليه، قال: حدثنا محمد يعني ابن مسلمة الواسطي، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا الحجاج بن أرطأة، عن أبي إسحاق وثابت بن عبيد، عن البراء بن عازب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى يوم خيبر عن لحوم الحمر الأهلية.
أخرجه مسلم عن محمد بن المثنى ومحمد بن بشار؛ كلاهما عن محمد بن جعفر غندر، عن شعبة بن الحجاج، عن أبي إسحاق السبيعي، به، فوقع لنا عالياً بدرجتين.
قال شيخنا قاضي القضاة بدر الدين ابن جماعة: وقد وقع لنا هذا الحديث عالياً ومصافحة من حديث أمير المؤمنين أبي الحسن علي بن أبي طالب رضي الله عنه؛ أخبرنا به شيخ الشيوخ العلامة أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن عبد المحسن الأنصاري قراءةً عليه وأنا أسمع، وأبو الفرج بن أبي محمد النميري في كتابه واللفظ له، قالا: أخبرنا أبو حمد عبد الله بن أحمد العتابي قراءةً عليه ببغداد ونحن نسمع، قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد الشيباني، قال: أخبرنا الحسن بن علي الواعظ، قال: أخبرنا أحمد بن جعفر المالكي، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا سفيان، عن الزهري، عن حسن وعبد الله ابني محمد بن علي، عن أبيهما، وكان حسن أرضاهما في أنفسهما، أن علياً عليه السلام قال لابن عباس رضي الله عنه: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن(1/337)
نكاح المتعة، وعن لحوم الحمر الأهلية زمن خيبر.
قال شيخنا: وكتب إلينا الشيخ المعمر العدل أبو العباس أحمد بن المفرج بن مسلمة الأموي عن كتاب أبي الفتح محمد بن عبد الباقي المعروف بابن البطي، وأبي الحسن علي بن عبد الرحمن بن محمد الطوسي؛ قالا: أخبرنا مالك بن أحمد الفراء قراءةً عليه ونحن نسمع، قال أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت المجبر، قال: أخبرنا إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، قال: حدثنا أبو مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري، عن مالك بن أنس، عن ابن شهاب الزهري، عن عبد الله والحسن ابني محمد بن علي، عن أبيهما، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن متعة النساء يوم خيبر، وعن أكل لحوم الحمر الإنسية.
وهذا الحديث متفقٌ عليه من حديث أبي القاسم، ويقال: أبو عبد الله محمد بن علي، المعروف بابن الحنفية، عن أبيه أمير المؤمنين أبي الحسن علي بن أبي طالب، واسمه عبد مناف بن عبد المطلب، رضي الله عنه.
أخرجه الأئمة في كتبهم، من حديث الإمام مالك بن أنس الأصبحي وسفيان بن عيينة الهلالي، عن الزهري؛ فأما حديث مالك فرواه البخاري عن يحيى بن قزعة القرشي وعبد الله بن يوسف المعروف بالتنيسي. ورواه مسلم عن يحيى بن يحيى النيسابوري وعبد الله بن محمد بن أسماء بن عبيد بن مخراق البصري؛ كلهم عن مالك، به.(1/338)
وأما حديث ابن عيينة فرواه البخاري عن مالك بن إسماعيل بن زياد الكوفي. ورواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبد الله بن نمير وزهير بن حرف؛ كلهم عنه.
ورواه النسائي فيما جمعه من حديث مالك، عن زكريا بن يحيى بن إياس المعروف بخياط السنة، عن إبراهيم بن عبد الله بن حاتم الهروي، عن سعيد بن محبوب، عن عبثر بن القاسم، عن سفيان الثوري، عن مالك بن أنس، عن الزهري، عن الحسن وحده، عن أبيه، عن علي رضي الله عنه، فوقع لنا عالياً عالياً، فكان سيدنا قاضي القضاة بدر الدين بن جماعة سمعه مع أبي عبد الرحمن النسائي من شيخه أبي يحيى زكريا بن يحيى المعروف بخياط السنة وساواه فيه من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه، فمن سمعه منه فكأنه سمعه من النسائي وصافحه به، وهو حديثٌ عزيز الوجود، ولم يقع له من هذا النمط سواه.
وأخبرنا قاضي القضاة بدر الدين ابن جماعة حضوراً قال: أخبرنا الشيخ الفقيه أبو الحسن علي ابن الشيخ الزاهد أبي العباس المعروف بابن القسطلاني رحمه الله قراءةً عليه، قال: سمعت والدي الإمام أبا العباس رضي الله عنه يقول: سمعت الشيخ الإمام أبا عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم القرشي رضي الله عنه، يقول: علامة الصادق أن يفتقر بإيمانه إلى كل إيمانٍ، وبعقله إلى كل عقل، وبعلمه إلى كل علم.(1/339)
قال: وسمعته يقول: يعني أبا عبد الله القرشي: العاقل يأخذ من الأمور ما صفا ويدع التكلف، فإنه تعالى يقول: {وإن يردك الله بخير فلا راد لفضله}.
قال: وسمعته أيضاً يقول: من لم يدخل في الأمور بالأدب لم يدرك مطلوبه منها.
قال شيخنا قاضي القضاة: وأنشدنا الإمام أبو الحسن علي بن أحمد، قال: أنشدنا الإمام الحافظ أبو الحسن علي بن المفضل بن علي المالكي إملاءً لنفسه:
أعم خلائق الإنسان نفعاً ... وأقربها إلى ما فيه راحه
أداء أمانةٍ وعفاف نفسٍ ... وصدق مقالةٍ وسماح راحه
شيخٌ آخر
104- محمد بن إبراهيم بن عبد الله ابن الشيخ أبي عمر محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي الحنبلي، الشيخ عز الدين أبو عبد الله بن أبي إسحاق الصالحي.
حضر على أحمد بن عبد الدائم، وعمر الكرماني، وعبد الوهاب ابن الناصح، وسمع من أبي بكر بن محمد الهروي، وأحمد بن شيبان، والشيخ شمس الدين ابن أبي عمر، وعبد العزيز بن عبد الرحيم ابن عساكر، وعبد الرحمن ابن الزين، وابن البخاري وغيرهم، وأجاز له(1/340)
المعين الدمشقي، وابن عزون، وابن علاق، والنجيب، ويوسف بن عمر ابن خطيب بيت الآبار، ومظفر ابن الحنبلي، وأيوب الفقاعي وغيرهم، وحدث.
سمع منه الحافظ أبو محمد البرزالي، والحافظ أبو عبد الله الذهبي، وخرج له بعض الطلبة ((مشيخة))، وكان فقيهاً صالحاً، حسن الخلق، بشوش الوجه، من بيت الزهد والعبادة، ودرس بالضيائية، وولي مشيخة دار الحديث الأشرفية بقاسيون وخطب بجامعه.
مولده ليلة الجمعة خامس رجب سنة ثلاث وستين وست مئة، وتوفي في العشرين من شهر رمضان سنة ثمان وأربعين وسبع مئة، ودفن بتربة الشيخ أبي عمر رحمه الله تعالى.
سمعت عليه ((جزء الأنصاري)) بسماعه من خمسة: ابن أبي عمر، وابن البخاري، وعبد الوهاب، وابن شيبان، والهروي حضوراً بسماع الأولين من ابن طبرزد والكندي، وسماع الباقين من الكندي، بسماعهما من القاضي أبي بكر الأنصاري، قال: أخبرنا البرمكي، قال: أخبرنا ابن ماسي، قال: أخبرنا الكجي، عنه. ومن ((الترغيب والترهيب)) لأبي القاسم التيمي، بسماعه من ابن عبد الدائم، عن الثقفي، عنه. وجزءاً فيه أحاديث من ((مسلم)) انتقاها ابن الواني لأبيه، بسماعه من ابن عبد الدائم حضوراً، بسماعه من ابن صدقة، عن الفراوي، على عبد الغافر، عن الجلودي، عن ابن سفيان، عنه.
أخبرنا الشيخ الإمام الصالح بقية السلف عز الدين أبو عبد الله محمد ابن الشيخ عز الدين إبراهيم بن عبد الله ابن الشيخ أبي عمر المقدسي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا الشيخ زين الدين أبو العباس أحمد بن عبد الدائم بن نعمة بن أحمد المقدسي قراءةً عليه وأنا حاضرٌ، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد بن الحسن بن صدقة الحراني، قال: أخبرنا الفقيه أبو عبد الله محمد بن الفضل بن أحمد بن محمد الصاعدي(1/341)
الفراوي، قال: أخبرنا أبو الحسين عبد الغافر بن محمد بن عبد الغافر بن أحمد بن محمد بن سعيد الفارسي، قال: أخبرنا أبو أحمد محمد بن عيسى بن عمروية بن منصور الجلودي، قال: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن سفيان الفقيه النيسابوري، قال: حدثنا أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري الحافظ، قال: وحدثنا يحيى بن أيوب ومحمد بن الصباح وقتيبة وابن حجر، قالوا: حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن العلاء ابن عبد الرحمن أنه دخل على أنسٍ بن مالك في داره بالبصرة حين انصرف من الظهر، وداره بجنب المسجد، فلما دخلنا عليه قال: أصليتم العصر؟ فقلنا له: إنما انصرفنا الساعة من الظهر. قال: فصلوا العصر، فقمنا، فصلينا، فلما انصرفنا قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((تلك صلاة المنافق يجلس يرقب الشمس حتى إذا كانت بين قرني الشيطان قام فنقرها أربعاً لا يذكر الله فيها إلا قليلاً)).
أخرجه الترمذي والنسائي عن علي بن حجر، فوقع لنا موافقةً. وأخرجه أبو داود عن القعنبي عن مالك؛ كلاهما عن العلاء ابن عبد الرحمن، به.
وبه إلى مسلم، قال: حدثنا يحيى بن يحيى وقتيبة بن سعيد وأبو بكر بن أبي شيبة، قال يحيى: أخبرنا، وقال الآخران؛ حدثنا أبو الأحوص، عن سماك، عن جابر بن سمرة رضي الله عنه، قال: كان(1/342)
رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤخر صلاة العشاء الآخرة.
أخرجه النسائي عن قتيبة، عن أبي الأحوص، واسمه سلام بن سليم الحنفي، فوقع لنا بدلاً.
وبه إلى مسلم، قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة)).
أخرجه البخاري عن عبد الله بن يوسف. وأخرجه النسائي عن قتيبة؛ كلاهما عن مالكٍ، فوقع لنا بدلاً لهما.
شيخٌ آخر
105- محمد بن أحمد بن إبراهيم بن حيدرة بن علي بن حيدرة بن علي بن عقيل القرشي الشافعي، المعروف بابن القماح، أقضى القضاة شمس الدين أبو المعالي، وجده هو الذي عرف بالقماح.(1/343)
سمع من إبراهيم بن عمر بن مضر الواسطي، والمعين أحمد بن علي الدمشقي، وابن عزون، وعثمان بن عبد الرحمن بن رشيق، والنجيب عبد اللطيف وعبد العزيز ابني عبد المنعم الحراني، وابن خطيب المزة، وغيرهم، وأجاز له جماعة من مصر والشام، وحدث.
سمع منه الحافظ قطب الدين عبد الكريم، وتفقه، وبرع، ودرس، وأفتى، وناب في الحكم بظاهر القاهرة، وكان مقصوداً في الفتوى، كثير الاشتغال، من أذكياء العالم، عديم النظير في حفظ .. ..
[شيخٌ آخر
106- محمد بن أحمد بن تمام بن حسان، أبو عبد الله التلي الصالحي.
توفي في] ربيع الأول سنة إحدى وأربعين وسبع مئة، وصلي(1/344)
عليه ظهر الخميس بالجامع المظفري، ودفن بتربة المرداويين بسفح قاسيون.
سمعت عليه ((جزء ابن فيل)) بسماعه من أبي حفص بن عوة الجزري، بسماعه من البوصيري، بسنده. وجزءاً فيه منتقى البرزالي من ((مشيخته)) تخريج الذهبي.
أخبرنا الشيخ الصالح الزاهد العابد بقية السلف أبو عبد الله محمد بن أحمد بن تمام بن حسان التلي ثم الصالحي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا الشيخ عفيف الدين أبو حفص عمر بن أبي نصر بن أبي الفتح ابن عوة الجزري قراءةً عليه وأنا أسمع في المحرم سنة ست وخمسين وست مئة، قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن علي بن سعود الأنصاري البوصيري قراءةً عليه، قال: أخبرنا الشيخ أبو جعفر يحيى بن المشرف بن علي بن الخضر التمار البزاز بقراءة الحافظ أبي طاهر السلفي، قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن سعيد بن نفيس المقرئ، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين بن بندار بن عبيد الله بن بندار قاضي أذنة بمصر قراءةً عليه في داره وأنا أسمع في شهر شعبان من سنة ثمانين وثلاث مئة، قال: أخبرنا أبو طاهر الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن فيل الأسدي البالسي، الإمام بمدينة أنطاكية، قال: حدثنا أبو كريب الهمداني، قال: حدثنا أبو أسامة، عن بريد بن عبد الله، عن أبي بردة، عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((المؤمن يأكل في معي واحدٍ، والكافر في سبعة أمعاءٍ)).
أخرجه مسلم والترمذي وابن ماجة؛ كلهم عن أبي كريب، فوقع لنا موافقةً عالية لهم.
وبه إلى ابن فيل، قال: حدثنا الحسين بن الحسن المروزي، قال:(1/345)
حدثنا عبد الله بن المبارك، قال: حدثنا مالك بن أنس، عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن سعيد بن يسار، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال: ((يقول الله تعالى يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي)).
أخرجه مسلم عن قتيبة بن سعيد، عن مالك بن أنس، به، فوقع لنا بدلاً عالياً.
وبه إلى ابن فيل، قال: حدثنا نصر بن عبد الرحمن، قال: حدثنا أحمد بن بشير، عن شبيب بن بشر، عن أنس، رضي الله عنه، قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل يستحمله، فلم يجد عنده ما يحمله فدله على آخر فحمله، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال: ((إن الدال على الخير كفاعله)).
أخرجه الترمذي عن نصر بن عبد الرحمن، فوقع لنا موافقة عاليةً.(1/346)
وبه إلى ابن فيل، قال: أخبرنا الحسين بن الحسن المروزي ونوح بن حبيب القومسي؛ قالا: حدثنا يحيى بن سعيد القطان، عن ثور بن يزيد، قال: حدثني حبيب بن عبيد، عن المقدام بن معدي كرب رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا أحب أحدكم أخاه فليعلمه بذلك)).
أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي من حديث يحيى بن سعيد، فوقع لنا بدلاً لهم عالياً.
وبه إلى ابن فيل، قال: حدثنا عقبة بن مكرم العمي، قال حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، قال حدثنا هشام، عن قتادة، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: ما خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبةً إلا أمرنا بالصدقة ونهانا عن المثلة.
أخرجه النسائي عن محمد بن المثنى، عن عبد الصمد، فوقع لنا بدلاً عالياً.(1/347)
شيخٌ آخر
107- محمد بن أحمد بن خالد بن محمد بن أبي بكر الفارقي المقرئ، ندر الدين أبو عبد الله، وهو محمد الأصغر.
سمع من النجيب وعبد العزيز ابني عبد المنعم الحراني، وإبراهيم ومحمد ابني محمد بن عبد الوهاب بن مناقب المنقذي، ومحمد بن عبد الله ابن النن، وابن خطيب المزة، وغازي، والشيخ شمس الدين ابن العماد، ومحمد بن عبد المنعم ابن الخيمي، وأبي بكر ابن الأنماطي، وجماعة. ورحل إلى الإسكندرية فسمع بها من عبد الله بن أحمد بن فارس، وعبد الوهاب بن الفرات وغيرهما. وحج مع أبيه فسمع بمكة من أبي اليمن عبد الصمد ابن عساكر، وأجاز له جماعةٌ كثيرة، وحدث.
سمع منه الشيخ قطب الدين عبد الكريم وذكره في ((معجمه)) و((تاريخه))، وخرج له الحافظ أبو العباس ابن الظاهري أربعين حديثاً، وكتب بخطه الطباق، وقرأ القراءات على أبي الطاهر إسماعيل ابن المليجي، وحصل له والده الكتب والأصول، وتولى مشيخة زاوية ابن منظور ظاهر القاهرة.
مولده في سنة ستين وست مئة، وتوفي في عاشر ذي القعدة سنة إحدى وأربعين وسبع مئة، ودفن بالقرافة.
سمعت عليه ((جزء ابن عرفة))، بسماعه من النجيب، قال: أخبرنا ابن كليب، قال: أخبرنا ابن بيان، قال: أخبرنا ابن مخلد، قال: أخبرنا الصفار، عنه.
أخبرنا الشيخ الإمام المحدث بدر الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن خالد الفارقي قراءةً عليه وأنا حاضرٌ في الخامسة، قال: أخبرنا أبو الفرج عبد اللطيف بن عبد المنعم بن علي بن نصر الحراني قراءةً عليه،(1/348)
قال: أخبرنا أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب بن سعد بن صدقة بن كليب الحراني، قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن بيان الرزاز، قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن مخلد البزاز، قال: أخبرنا أبو علي إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الصفار، قال: حدثنا أبو علي الحسن بن عرفة بن يزيد العبدي، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك، عن يونس بن يزيد الأيلي، عن الزهري، عن سهل بن سعد الساعدي، عن أبي بن كعب رضي الله عنهما، قال: إنما كانت الفتيا في الماء من الماء رخصةً في أول الإسلام، ثم نهي عنها.
أخرجه الترمذي عن أحمد بن منيع، عن ابن المبارك، وقال: حسنٌ صحيحٌ، فوقع لنا بدلاً عالياً.
وبه إلى ابن عرفة، قال: حدثنا عباد بن عباد المهلبي، عن مجالد بن سعيد، عن الشعبي، عن مسروق، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: دخلت علي امرأةٌ من الأنصار فرأت فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم عباءةً مثنية، فانطلقت فبعثت إلي بفراشٍ حشوه الصوف، فدخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((ما هذا يا عائشة؟)) قال: فقلت: يا رسول الله، فلانة الأنصارية دخلت علي فرأت فراشك ذهبت فبعثت إلي بهذا، فقال: ((رديه يا عائشة))، قالت: فلم أرده وأعجبني أن يكون في بيتي، حتى قال ذلك ثلاث مرارٍ، قالت: فقال ((رديه يا عائشة فوالله لو شئت لأجرى الله معي جبال الذهب والفضة)).
أخرجه الإمام أحمد في الزهد عن إسماعيل بن محمد، عن عباد(1/349)
ابن عباد، فوقع لنا بدلاً عالياً بدرجتين.
وبه إلى ابن عرفة، قال: حدثنا عبد السلام بن حرب الملائي، عن خصيف، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل في دبر الصلاة.
أخرجه الترمذي والنسائي عن قتيبة، عن عبد السلام، به، وقال الترمذي: حسنٌ غريبٌ لا نعرف أحداً رواه غير عبد السلام، فوقع لنا بدلاً عالياً.(1/350)
شيخٌ آخر
108- محمد بن أحمد بن شيبان بن تغلب بن حيدرة بن شيبان ابن سيف بن طراد بن عقيل بن وثاب الشيباني الحبقي الصالحي، الشيخ نجم الدين أبو عبد الله.
حضر في الرابعة على والده، والشيخ شمس الدين ابن أبي عمر، وعبد الرحيم بن عبد الملك، وسمع منهم ومن أبي بكر الهروي، وابن البخاري، وحدث.
قال الحافظ أبو محمد البرزالي: فقيهٌ، وله معرفةٌ بالنحو، وهو إمام مسجد القاهر ابن المعظم.
مولده في سنة خمس وستين أو أول سنة ست وستين وست مئة، ومات في ليلة الجمعة الثاني والعشرين من ذي القعدة سنة ثلاث وأربعين وسبع مئة، وصلي عليه عقيب الجمعة بالجامع المظفري، ودفن بسفح قاسيون.
سمعت عليه ((جزء الأنصاري))، بسماعه من والده وأبي بكر الهروي سماعاً، ومن ابن أبي عمر وابن أخته عبد الرحيم حظوراً في الرابعة، بسماعهم من الكندي، وبسماع والده وابن أبي عمر وابن أخته أيضاً من ابن طبرزد، بسماعهما من القاضي أبي بكر الأنصاري، قال: أخبرنا البرمكي، قال: أخبرنا ابن ماسي، قال: أخبرنا الكجي، عنه.
أخبرنا الشيخ الفقيه نجم الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن شيبان بن تغلب الشيباني الحبقي قراءةً عليه، وأنا أسمع، قال: أخبرنا الشيوخ الأربعة: والدي الشيخ بدر الدين أحمد بن شيبان والحاج أبو بكر بن محمد بن أبي بكر الهروي سماعاً والشيخ شمس الدين عبد الرحمن(1/351)
ابن الشيخ أبي عمر وابن أخته كمال الدين عبد الرحيم بن عبد الملك المقدسيان حضوراً في الرابعة، قالوا: أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي، وقال والدي وابن أبي عمر وابن أخته أيضاً: أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن معمر بن طبرزد البغدادي، قالا: أخبرنا القاضي أبو بكر الأنصاري، قال: أخبرنا أبو إسحاق البرمكي، قال: أخبرنا أبو محمد بن ماسي، قال: أخبرنا أبو مسلم الكجي، قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، قال: حدثنا الأشعث، عن الحسن، عن جندب رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من صلى صلاة الصبح كان في ذمة الله فانظر لا يطلبنك الله بشيءٍ من ذمته)).
أخرجه مسلم في الصلاة عن أبي بكر بن أبي شيبة. وأخرجه الترمذي فيه عن محمد بن بشار؛ كلاهما عن يزيد بن هارون، عن داود بن أبي هند، عن الحسن، به. فوقع لنا عالياً بدرجتين.
شيخٌ آخر
109- محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز بن عبد الله الفارقي، الشيخ شمس الدين أبو عبد الله الدمشقي المقرئ المعروف بالذهبي.(1/352)
سمع بدمشق من ابن القواس، وأحمد بن هبة الله ابن عساكر، ويوسف بن أحمد الغسولي، وأحمد بن عبد الرحمن بن مؤمن، وغيرهم، ورحل إلى بعلبك فسمع بها من القاضي تاج الدين عبد الخالق بن علوان، وزينب بنت عمر بن كندي وغيرهما، ورحل إلى مصر فسمع بها من الأبرقوهي، وعيسى بن عبد المنعم بن شهاب، وعلي بن عيسى ابن القيم، والحفاظ أبي محمد عبد المؤمن بن خلف الدمياطي، وأبي العباس أحمد بن محمد الظاهري، وأبي الفتح محمد بن علي القشيري، وبالإسكندرية من أبي الحسن علي بن أحمد الغرافي، وأبي الحسين يحيى بن أحمد ابن الصواف وغيرهما، وبمكة والمدينة وبيت المقدس وحلب وحماة وطرابلس، وسمع بنابلس من عبد الحافظ بن بدران، وأجاز له جماعة من أصحاب ابن طبرزد وغيره، وأجاز له من المغرب أبو محمد عبد الله بن محمد بن هارون وغيره، وحدث كثيراً.
سمع منه البرزالي وغيره، وطلب الحديث وقرأ بنفسه وكتب بخطه كثيراً من الكتب والأجزاء، وحصل الأصول وانتقى على جماعة من شيوخه، وروى عن من هو مثله ودونه، وعني بهذا الشأن أتم عناية، وبرع فيه، وصنف وأرخ وصحح وعلل وقرأ القراءات السبعة على محمد ابن عبد العزيز الدمياطي، ومحمد بن منصور الحارثي، وكان مشهوراً(1/353)
بالخير، متواضعاً، حسن الخلق، حلو المحاضرة، متعبداً، له ورد بالليل، وصنف تصانيف حسنة، وولي مشيخة الحديث بالتربة الصالحية ودار الحديث الظاهرية.
وقال سيدنا قاضي القضاة تاج الدين أسبغ الله ظله: أما أستاذنا أبو عبد الله الذهبي فنضيرٌ لا نظير له، وكبيرٌ هو الملجأ إذا نزلت المعضلة، إمام الوجود حفظاً، وذهب العصر معنىً ولفظاً، وشيخ الجرح والتعديل، ورجل الرجال في كل سبيل، كأنما جمعت له الأمة في صعيدٍ واحد فنظرها ثم أخذ يخبر عنها أخبار من حضرها، وكان محط رحال تعنت، ومنتهى رغبات من تعنت، تعمل المطي إلى جواره، وتضرب البزل المهاري أكبادها فلا تبرح أو تقيل نحو داره. انتهى كلامه.
مولده في شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وسبعين وست مئة. وتوفي في ليلة الاثنين ثالث ذي القعدة سنة ثمانٍ وأربعين وسبع مئة بدمشق، وصلي عليه عقيب الظهر من يوم الاثنين بجامع دمشق، ودفن بمقابر باب الصغير رحمه الله تعالى وإيانا.(1/354)
سمعت عليه كثيراً بقراءاتي مما لا يحصى كثرة، ليس في مشايخي من قرأت عليه كما قرأت عليه كثرة، قرأت عليه ((مسند الشافعي))، وتصنيفه في نبأ الدجال، وما لا يحصر. و((المعجم المختص بمحدثي العصر)) له، وجزءاً فيه الأسماء الحسنى له، وبعض دول الإسلام له وناولني باقية، وكثيراً من ((الميزان)) له وناولني باقية، وببعض ((الكاشف)) له وناولني باقية، وقرأت عليه كثيراً من كتاب ((النبلاء)) له وناولنيه، وأجاز لي رواية ((تاريخه الكبير)) على السنين، وقرأت عليه الكثير من ((سنن ابن ماجة)) ومن ((صحيح البخاري)) ومن الأجزاء وغيرها مالا أحصيه، ومما خرجه ((أهل المئة)) له، ((والأربعين)) لابن جميع تخريجه، بسماعه من عمر ابن القواس، قال: أخبرنا عبد الصمد الحرستاني، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم، قال: أخبرنا الحسين بن محمد بن طلاب، قال: أخبرنا ابن جميع في ((فضائل الحج والزيارة)) له. وعوالي البهاء عبد الرحمن المقدسي، ومجلس رزق الله التميمي، وعشرة أحاديث من ((صحيح الحافظ البخاري))، و ((جزء البيتوتة))، وجزء محمد بن هشام ابن ملاس.
أخبرنا الشيخ الإمام العالم الحافظ شيخ المحدثين شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي الشافعي قراءة عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو الفضل أحمد بن هبة الله بن أحمد بن محمد بن عساكر بقراءتي عليهن قال: أخبرنا أبو روح عبد المعز بن محمد بن أبي الفضل الهروي إجازة في سنة خمس عشرة وست مئة، قال: أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر بن محمد الشحامي سنة سبع وعشرين وخمس مئة، قال: أخبرنا أبو يعلى إسحاق بن عبد الرحمن الصابوني سنة إحدى وخمسين وأربع مئة، قال: أخبرنا أبو سعيد عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب الرازي، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أيوب بن يحيى بن الضريس البجلي الرازي الحافظ، قال: أخبرني محمد بن المنهال، قال: حدثني(1/355)
يزيد بن زريع، قال: حدثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إن الميت إذا وضع في قبره إنه ليسمع خفق نعالهم إذا انصرفوا)).
أخرجه مسلم في ((صحيحه)) عن محمد بن المنهال. فوقع لنا موافقةً عاليةً.
وبه إلى ابن الضريس، قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن عبيد الله، قال: حدثني نافع، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أخبروني بشجرة مثل الرجل المسلم، توتي أكلها كل حين بإذن ربها لا يتحات ورقها)) قال عبد الله: فوقع في نفسي أنها النخلة، فكرهت أن أتكلم، وثم أبو بكر وعمر، فلما لم يتكلما قال نبي الله: ((هي النخلة)) فلما خرجت مع أبي قلت: يا أبتاه وقع في نفسي أنها النخلة، فقال: ما منعك أن تقولها يا بني، لو كنت قلتها أحب إلي من كذا وكذا، قال: ما منعني إلا أني لم أرك ولا أبا بكر تكلمتما، فكرهت أن أتكلم ولم تتكلما.
أخرجه البخاري عن مسدد. فوقع لنا موافقة عالية.(1/356)
وبه إلى ابن الضريس، قال: أخبرنا أبو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي. قال: أخبرنا شعبة، عن علقمة بن مرثد، عن سعد بن عبيدة، عن البراء بن عازب رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا سئل المسلم في القبر فشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، فذلك قول الله {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة}.
أخرجه البخاري عن أبي الوليد. فوقع لنا موافقةً عاليةً.
وبه إلى ابن الضريس البجلي، قال: حدثنا مسدد وأبو بكر بن أبي شيبة، قالا: حدثنا أبو الأحوص، قال: حدثنا سماك، عن إبراهيم، عن علقمة والأسود، قالا: قال عبد الله: جاء رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني عالجت امرأةً في أقصى المدينة، فأصبت منها ما دون أن أمسها، فأنا هذا فأقم علي ما شئت. فقال عمر: قد ستر الله عليك فلو سترت على نفسك، ولم يرد النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً، فانطلق الرجل فأتبعه النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً فدعاه فتلا عليه {وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل} إلى آخر الآية فقال رجلٌ من القوم: يا رسول الله أله خاصة أم للناس عامة؟ قال: ((لا، بل للناس عامة)). قال مسد: ((كافة)).
أخرجه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة. فوقع لنا موافقةً(1/357)
عاليةً.
وبالإسناد إلى زاهر الشحامي، قال: أخبرنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن بن محمد الكنجروذي في رجب سنة إحدى وخمسين وأربع مئة، قال: أخبرنا أبو سعيد عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب الرازي، قال: أخبرنا محمد بن أيوب الرازي، قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا سفيان بن سعيد الثوري، قال: حدثني المغيرة بن النعمان، قال: حدثني سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إنكم محشورون حفاة عراةً غرلاً، ثم قرأ: {كما بدأنا أول خلقٍ نعيده وعداً علينا إنا كنا فاعلين} ألا وإن أول من يكسى إبراهيم عليه السلام يوم القيامة، ألا وإن أناساً من أصحابي يؤخذ بهم ذات الشمال، فأقول: أصحابي أصحابي، فيقال: إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم، فأقول كما قال العبد الصالح عيسى: {وكنت عليهم شهيداً ما دمت عليهم} إلى قوله {العزيز الحكيم})).
أخرجه البخاري عن محمد بن كثير. فوقع لنا موافقةً عاليةً.(1/358)
وأخبرنا الشيخ الإمام شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الدمشقي بقراءتي عليه، قال: أخبرنا الإمام القاضي أبو محمد عبد الخالق بن عبد السلام بن سعيد بن علوان الشافعي ببعلبك سنة أربع وتسعين وست مئة بقراءتي: أخبرك العلامة أبو محمد عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي سنة إحدى عشرة وست مئة، قال: أخبرنا أبو المعالي أحمد بن عبد الغني بن حنيفة ببغداد، قال: أخبرنا أبو الخطاب نصر بن أحمد بن البطر، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عبيد الله بن يحيى ين البيع، قال: أخبرنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي سنة ثلاثين وثلاث مئة، قال حدثنا هارون بن إسحاق، قال: حدثنا أبو خالد الأحمر، عن سعد بن طارق، عن ربعي، عن حذيفة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((المعروف كله صدقةٌ، وإن الله صانع كل صانع وصنعته، وإن آخر ما تعلق به أهل الجاهلية من كلام النبوة: إذا لم تستحي فاصنع ما شئت)).
أخرجه أبو داود عن القعنبي عن شعبة، عن منصور، عن ربعي، عن أبي مسعود البدري مرفوعاً نحوه، ولم يرو القعنبي عن شعبة(1/359)
سواه. فوقع لنا عالياً ولله الحمد.
وأخبرنا الإمام شمس الدين الذهبي بقراءتي عليه، قال: أخبرتنا الشيخة الصالحة أم عبد الله عائشة بنت عيسى بن الإمام أبي محمد عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة قراءةً عليها في شعبان سنة اثنتين وستعين وست مئة، قالت: أخبرنا جدي شيخ الإسلام أبو محمد قراءة عليه وأنا حاضرةٌ سنة أربع عشرة وست مئة، قال: أخبرنا أبو زرعة طاهر ابن الحافظ أبي الفضل محمد بن طاهر المقدسي، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد الكامخي سنة سبع وثمانين وأربع مئة، قال: أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري، قال: حدثنا أبو العباس محمد ابن يعقوب بن يوسف الأصم، قال: حدثنا زكريا بن يحيى بن أسد المروزي سنة ثمان وستين ومئتين ببغداد، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن أبي إسحاق سمع البراء بن عازب رضي الله عنهما يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إذا أخذ مضجعه: ((اللهم إليك أسلمت نفسي، وإليك وجهت وجهي، وإليك فوضت أمري، وإليك ألجأت ظهري، رغبةً ورهبة، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبرسولك أو نبيك الذي أرسلت، فإن مات مات على الفطرة)).(1/360)
أخرجه النسائي عن محمد بن عبيد الله بن يزيد، عن أبيه، عن عثمان بن عمرو، عن سعيد، عن إبراهيم، عن يزيد بن عبد الله بن أسامة ابن الهاد، عن أبي إسحاق نحوه. فوقع لنا عالياً بخمس درجات ولله الحمد والمنة.
شيخٌ آخر
110- محمد بن أحمد بن علي بن عبد الغني بن بركات الدمشقي الدار، الرقي الأصل، الحنفي المقرئ، الشيخ شمس الدين أبو عبد الله.
سمع من ابن البخاري، وابن الزين، وزينب بنت مكي، وحدث.
سمع منه الذهبي، وذكره في ((معجمه)) فقال: شيخٌ عالمٌ فاضلٌ(1/361)
متواضعٌ، وقرأ بالسبع على الفاضل. انتهى كلامه.
وتولى مشيخة الإقراء بدار الحديث الأشرفية بدمشق، وأعاد بالجوهرية ثم ولي تدريسها.
مولده في سنة سبع وستين وست مئة. وتوفي عشية الأربعاء سلخ صفر سنة اثنتين وأربعين وسبع مئة بدمشق، وصلي عليه من الغد، ودفن بمقابر باب الصغير.
سمعت عليه ((جزء الأنصاري)) بسماعه من ابن البخاري وابن الزين، بسماعهما من الكندي، وبسماع الأول أيضاً من ابن طبرزد، بسماعهما من القاضي أبي بكر الأنصاري، بسماعه من البرمكي، عن ابن ماسي، عن الكجي، عن الأنصاري.
أخبرنا الشيخ الإمام العالم المقرئ شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي بن عبد الغني الرقي الحنفي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا الشيخان الإمام فخر الدين أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد ابن البخاري، وشمس الدين أبو محمد عبد الرحمن ابن الزين أحمد بن عبد الملك المقدسيان؛ قالا: أخبرنا أبو اليمن الكندي، وقال الأول أيضاً: أخبرنا أبو حفص بن طبرزد؛ قالا: أخبرنا القاضي أبو بكر الأنصاري، قال: أخبرنا أبو إسحاق البرمكي الفقيه الحنبلي، قال: أخبرنا أبو محمد ابن ماسي، قال: أخبرنا أبو مسلم الكجي، قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، قال: حدثنا حبيب بن الشهيد، عن ميمون بن مهران، عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وهو صائمٌ محرمٌ.
أخرجه الترمذي والنسائي عن محمد بن المثنى، عن(1/362)
الأنصاري. فوقع لنا بدلاً عالياً بدرجتين لهما.
وبه إلى ابن ماسي، قال: حدثنا أبو جعفر أحمد بن علي الخزاز إملاءً سنة ست وثمانين ومئتين، قال: حدثنا عبد الواحد بن غياث، قال: حدثنا أبو جناب القصاب، قال: صلى بنا زرارة بن أوفى الفجر، فلما بلغ {فإذا نقر في الناقور} شهق شهقةً فمات رحمه الله.
أبو جناب القصاب اسمه عون بن ذكوان الحرشي البصري، سمع أبا رجاء مطر بن طهمان الوراق، روى عنه مسلم بن إبراهيم الأزدي ويونس بن محمد البغدادي المؤدب.
شيخٌ آخر
111- محمد بن أحمد بن عمر بن سلمان بن أبي سالم بن علي البالسي الأصل الصالحي، الشيخ أبو عبد الله القطان.(1/363)
سمع من ابن البخاري، وابن الزين، وعمر بن عبد المنعم بن القواس، وابن الواسطي وجماعةٍ، وحدث.
سمع منه الشيخ شمس الدين الذهبي، وذكره في ((معجمه)) فقال: وفيه خيرٌ وتواضعٌ وقناعة وصفاتٌ حميدةٌ، وصحب الفقراء، وجمع ترجمة لحموه ابن الحلبية. انتهى كلامه.
مولده في سنة سبعين وست مئة بقاسيون. وتوفي به ليلة الثلاثاء التاسع والعشرين من شوال سنة تسع وأربعين وسبع مئة، ودفن من الغد بسفح قاسيون قبالة زاوية ابن قوام.
سمعت عليه خمسة عشر حديثاً من ((جزء الأنصاري)) مخرجةً في ((مشيخة ابن البخاري)) تخريج ابن الظاهري، بسماعه لجميع المشيخة من ابن البخاري المذكور.
أخبرنا الشيخ الصالح أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عمر الباليسي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا الشيخ فخر الدين أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد ابن البخاري قراءةً عليه، قال: أخبرنا الشيخان أبو اليمن الكندي وأبو حفص بن طبرزد البغداديان، قالا: أخبرنا القاضي أبو بكر الأنصاري، قال: أخبرنا أبو إسحاق البرمكي، قال: أخبرنا أبو محمد بن ماسي، قال: أخبرنا أبو مسلم الكجي، قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، قال: حدثنا سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي، عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فترقينا عقبةً أو ثنيةً، قال: فكان الرجل منا إذا ما علاها قال: لا إله(1/364)
إلا الله والله أكبر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إنكم لا تنادون أصم ولا غائباً))، وهو على بلغةٍ يعرضها فقال: ((يا أبا موسى، أو يا عبد الله بن قيس، ألا أعلمك كلمةً من كنز الجنة))، قال: قلت: بلى، قال: ((لا حول ولا قوة إلا بالله)).
أخرجه البخاري عن محمد بن مقاتل، عن عبد الله بن المبارك. وأخرجه مسلم عن أبي كامل، عن يزيد بن زريع. وأخرجه مسلم أيضاً والنسائي في ((اليوم والليلة))؛ كلاهما عن محمد بن عبد الأعلى الصنعاني، عن المعتمر بن سليمان، وأخرجه أبو داود عن مسدد عن يزيد بن زريع؛ ثلاثتهم عن سليمان التيمي. فوقع لنا عالياً.(1/365)
شيخٌ آخر
112- محمد بن أحمد بن محمد بن يحيى بن محمد بن أبي المكارم المرداوي الأصل الصالحي المؤدب، شمس الدين أبو عبد الله.
سمع من ابن البخاري وحدث. سمع منه الذهبي وذكره في ((معجمه)). وكان رجلاً جيداً له مكتبٌ يعلم فيه الصبيان الكتابة، وكتابته جيدةٌ. كتب على الشيخ نجم الدين ابن البصبص، وله هيبةٌ على الصبيان.
مات في ليلة الاثنين رابع عشر شوال سنة تسعٍ وأربعين وسبع مئة، ودفن من الغد بسفح قاسيون.
سمعت عليه ((جزء الأنصاري)) بسماعه من ابن البخاري، بسماعه من الشيخين ابن طبرزد والكندي، بسماعهما من القاضي أبي بكر الأنصاري، بسنده.
أخبرنا الشيخ الصالح شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن يحيى المؤدب قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا الشيخ فخر الدين أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد ابن البخاري قراءةً عليه، قال: أخبرنا الشيخان أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي وأبو حفص عمر بن محمد بن معمر بن طبرزد المؤدب؛ قالا: أخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، قال: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي، قال: أخبرنا أبو محمد بن ماسي، قال: أخبرنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي البصري، قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، قال: حدثنا هشام، عن الحسن، عن عبد الله بن مغفل رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الترجل إلا غباً.(1/366)
أخرجه أبو داود في الترجل عن مسدد، عن يحيى. وأخرجه الترمذي في اللباس عن علي بن خشرم، عن عيسى بن يونس. وعن ابن بشار، عن يحيى بن سعيد؛ كلاهما عن هشام بن حسان، به. فوقع لنا عالياً بدرجتين.
شيخٌ آخر
113- محمد بن أزبك بن عبد الله البدري الخزنداري الحنفي، ناصر الدين.(1/367)
سمع الكثير من أبي عبد الله محمد بن عبد المؤمن بن أبي الفتح الصوري، وحدث عنه بغالب مسموعاته، وكان يجلس ببعض مراكز الشهود لحمل الشهادة، ثم رغب عن ذلك ولزم بيته عاكفاً على الخير.
سمعت عليه كتاب ((فضيلة العادلين من الولاة)) تأليف الحافظ أبي نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق الأصبهاني، بسماعه من أبي عبد الله محمد بن عبد المؤمن الصوري، بسماعه من أبي علي الحسن بن المبارك ابن الزبيدي، وبإجازته من الحافظ أبي محمد عبد العزيز ابن الأخضر؛ قالا: أخبرنا الحافظ أبو أحمد معمر بن عبد العزيز ابن الفاخر، قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد، قال: حدثنا أبو نعيم الأصبهاني.
وجزءاً فيه الثاني من حديث عيسى بن حماد زغبة عن الليث بن سعد، بسماعه من محمد بن عبد المؤمن بن أبي الفتح الصوري، قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن إسحاق بن موهوب ابن الجواليقي سماعاً، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبيد الله بن نصر ابن الزاغوني (ح) قال الصوري: وأخبرنا إجازة الشيخ أبو اليمن زيد بن الحسن بن زيد الكندي، قال: أخبرنا الشريف أبو الفضل محمد بن عبيد الله بن أحمد بن المهتدي بالله سماعاً، قالا: أخبرنا الشريف أبو نصر محمد بن محمد بن علي بالله سماعاً، قال: أخبرنا الشريف أبو نصر محمد بن محمد بن عل علي الزينبي (ح) قال الكندي: وأخبرنا المقرئ أبو عبد الله الحسين بن علي بن أحمد سبط أبي منصور الخياط سماعاً، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله بن هزارمرد الصريفيني، قال: أخبرنا الزينبي(1/368)
المذكور، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر بن علي بن خلف بن زنبور الوراق، قال: حدثنا أبو بكر عبد الله بن أبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني، عن زغبة.
شيخٌ آخر
114- محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن سالم بن سعد بن ركاب بن سعد بن كامل بن عمر بن عبيد الله الأنصاري، أبو عبد الله الدمشقي، شمس الدين ابن المحدث نجم الدين، المعروف بابن الخباز.
حضر في الأولى على ابن عبد الدائم، وفي الثالثة على يحيى ابن الحنبلي، وعبد العزيز بن عبد المنعم بن عبد، وأبي بكر محمد بن علي ابن النشبي. وسمع من أحمد بن عبد السلام بن أبي عصرون، وأحمد بن شيبان، وعبد الرحيم بن عبد الملك، والمسلم بن علان، ومؤمل بن محمد البالسي، وعبد الرحمن بن أبي عمر، وعبد العزيز بن عبد الرحيم ابن عساكر، وأبي بكر الهروي، وعمر بن محمد بن أبي عصرون، ومحمد بن عبد الله ابن النن، وابن البخاري، وفاطمة بنت الملك المحسن أحمد بن يوسف بن أيوب، وزينب بنت مكي، وخديجة بنت محمد بن خلف، وفاطمة بنت علي بن القاسم ابن عساكر، وغيرهم، وحدث.
سمع منه البرزالي وذكره في ((معجمه)) فقال: رجلٌ من أرباب الصنائع، وهو إمام مسجدٍ، أسمعه أبوه كثيراً من الحديث، وسمع بالحجاز(1/369)
والقدس مع والده، وجمعت من شيوخه أكثر من مئة وخمسين شيخاً، وشيوخه كثيرون بسبب سعي والده. مولده لي سنة سبع وستين وست مئة. انتهى كلامه.
ومات يوم الجمعة الثالث من شهر رمضان سنة ست وخمسين وسبع مئة بدمشق، وصلي عليه من يومه بجامع دمشق، ودفن بمقابر باب الصغير ظاهر دمشق.
سمعت عليه ((جزء الأنصاري)) بسماعه من سبعة عشر شيخاً. والجزء الثاني من الحنائيات، بسماعه من ابن أبي اليسر، بسماعه من الخشوعي. و((جزء ابن عرفة)) بسماعه حضوراً من ابن عبد الدائم، بسماعه من ابن كليب، عن ابن بيان، عن ابن مخلد، عن الصفار، عن ابن عرفة. وقرأت عليه الكثير، وانتقيت عليه، واستجزته بالخصوص ((تاريخ بغداد)) و((مسند الإمام أحمد)) رضي الله عنه مع كونه أجازني ما يجوز له روايته. ومما قرأت عليه الجزء الأول من ((أمالي)) الحافظ ابن ناصر، ((وعوالي مالك)) للخطيب.
أخبرنا الشيخ الصالح المسند شمس الدين أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن سالم ابن الخباز الأنصاري قراءةً عليه وأنا أسمع وبقراءتي أيضاً، قال: أخبرنا الإمام زين الدين أبو العباس أحمد بن عبد الدائم بن نعمة بن أحمد المقدسي حضوراً في الأولة وتفردت بالرواية عنه، قال: أخبرنا أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب بن سعد بن صدقة ابن كليب الحراني، قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن بيان الرزاز، قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن مخلد البزاز، قال: أخبرنا أبو علي إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الصفار، قال: حدثنا أبو علي الحسن بن عرفة بن يزيد العبدي، قال: حدثنا مروان بن معاوية الفزاري، عن محمد بن سوقة، عن نافع(1/370)
قال: كان ابن عمر إذا مر بشجرة بين مكة والمدينة أناخ عندها ثم صب في أصلها إداوةً من ماء وإن لم يكن معه إلا تلك الإداوة. قال نافع: وأرى أن النبي صلى الله عليه وسلم فعله ففعله.
أخرجه مسلم عن داود بن رشيد، عن مروان بن معاوية فوقع لنا بدلاً عالياً بدرجتين.
وبه إلى ابن عرفة، قال: حدثنا هشيم بن بشير، عن مغيرة، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة رضي الله عنها قالت: إن كنت لأجده في ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأحته عنه، تعني: المني.
أخرجه النسائي عن محمد بن كامل. وأخرجه ابن ماجة عن أبي بكر بن أبي شيبة؛ كلاهما عن هشيم. فوقع لنا بدلاً عالياً بدرجتين.
وبه إلى ابن عرفة، قال: حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله العمري، عن أبيه، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أتيت في المنام بعس مملوء لبناً، فشربت منه حتى امتلأت، فرأيته يجري في عروقي، ففضلت فضلةٌ فأخذها عمر بن الخطاب فشربها، أولوا)). قالوا:(1/371)
هذا علمٌ آتاكه الله، حتى إذا امتلأت فضلت فضلةٌ فأخذها عمر بن الخطاب. قال: ((أصبتم)).
أخرجه البخاري من طريقين: أحدهما عن محمد بن الصلت، عن ابن المبارك (عن يونس) عن الزهري، عن حمزة بن عبد الله، عن أبيه. والآخر عن ابن المديني، عن يعقوب بن إبراهيم، عن أبيه، عن صالح بن نبهان (عن الزهري)، عن حمزة، عن أبيه. فوقع لنا عالياً بثلاث درجات ولله الحمد والمنة.
شيخٌ آخر
115- محمد بن إسماعيل بن عبد العزيز بن عيسى بن أبي بكر محمد بن أيوب بن شاذي بن مروان، ناصر الدين أبو عبد الله ابن عماد الدين ابن الملك المغيث شهاب الدين ابن الملك المعظم شرف الدين ابن العادل.(1/372)
حضر على عبد العزيز بن عبد المنعم الحراني، وسمع من ابن خطيب المزة، ومحمد بن عبد المنعم ابن الخيمي، وأبي بكر ابن الأنماطي، ومحمد بن عمر ابن الفارض، وأبي عبد الله أحمد بن حمدان، وشامية بنت البكري وغيرهم، وحدث. وخرج له بعض الطلبة جزءاً، وكان صوفياً بخانقاة سعيد السعداء، لطيف الذات، حسن العشرة. سئل عن مولده فقال: سنة ست وسبعين وست مئة .. ..
سمعت عليه من ((سنن أبي داود)) حضوراً في الرابعة الجزء الأول والجزء الثالث بإجازته لهما من ابن خطيب المزة، ومن أول الجزء الرابع إلى قوله: ((الصلاة على الحصير)) بسماعه من ابن خطيب المزة، والجزء السابع بكماله والجزء الثامن والتاسع والعاشر والحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر والخامس عشر بكمالهم، بسماعه لهم من ابن خطيب المزة، بسماعه من ابن طبرزد، بسنده فيه في سنة إحدى وثلاثين وسبع مئة بالخانقاه الشرابيشية بالقاهرة.
أخبرنا الشيخ ناصر الدين أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن عبد العزيز ابن السلطان الملك المعظم شرف الدين عيسى ابن السلطان الملك العادل سيف الدين أبي بكر بن أيوب قراءةً عليه وأنا حاضرٌ في الرابعة، قال: أخبرنا أبو الفضل عبد الرحيم بن يوسف بن يحيى ابن خطيب المزة قراءة عليه، قال: أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن معمر ابن طبرزد البغدادي، قال: أخبرنا أبو الفتح مفلح بن أحمد بن محمد الدومي، قال: أخبرنا الحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي، قال: أخبرنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي، قال: أخبرنا أبو علي محمد بن أحمد بن عمرو اللؤلؤي.(1/373)
قال: حدثنا الإمام أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني، قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس بن مالك (ح) قال حماد بن زيد: ويونس بن عبيد، عن ثابت، عن أنس قال: أصاب أهل المدينة قحطٌ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فبينما هو يخطبنا يوم جمعةٍ إذ قام رجلٌ، فقال: يا رسول الله هلك الكراع، هلك الشاء فادعوا الله أن يسقينا، فمد يديه ودعا. قال أنس: وإن السماء لمثل الزجاجة، فهاجت ريحٌ ثم أنشأت سحابةٌ، ثم أرسلت السماء عزاليها، فخرجنا نخوض الماء حتى أتينا منازلنا، فلم يزل المطر إلى الجمعة الأخرى، فقام إليه ذلك الرجل أو غيره، فقال: يا رسول الله تهدمت البيوت، فادعوا الله أن يحسبه، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: ((حوالينا ولا علينا))، فنظرت إلى السحاب يتصدع حول المدينة كأنه إكليلٌ.
أخرجه البخاري عن مسدد، فوقع لنا موافقة.
شيخٌ آخر
116- محمد بن إسماعيل بن عمر بن أبي الفضل المسلم بن الحسن بن نصر ابن الحموي، عز الدين أبو الفضل ابن ضياء الدين.(1/374)
حضر على الرشيد العامري، وسمع من ابن البخاري، وابن الزين، ويوسف ابن المجاور، والشيخ تقي الدين ابن الواسطي، وزينب بنت مكي، وغيرهم. وحدث هو وأبوه، وأسمعه أبوه الكثير، وحصل له الأجزاء والأثبات والإجازات، وكان كريم النفس، ذا مروءةٍ، شاهداً بديوان الأسرى، محباً للحديث وأهله، متودداً إلى الناس.
مولده في ثاني عشر شهر ربيع الأول سنة ثمانين وست مئة بدمشق. وتوفي ليلة الثلاثاء الثامن والعشرين من جمادى الآخرة سنة سبع وخمسين وسبع مئة، وصلي عليه من الغد عقيب صلاة الظهر بجامع دمشق، ودفن بمقبرة الباب الصغير، رحمه الله تعالى وإيانا.
سمعت علي كثيراً بقراءتي.
أخبرنا الشيخ المسند عز الدين أبو الفضل محمد بن إسماعيل بن عمر بن أبي الفضل الدمشقي بقراءتي عليه، قال: أخبرنا أبو الحسين علي بن أحمد بن عبد الواحد ابن البخاري قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو طاهر بركات بن إبراهيم بن طاهر الخشوعي إجازةً، قال: أخبرنا عبد الكريم بن حمزة بن الخضر السلمي قراءةً عليه، قال أخبرنا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، قال: أخبرنا تمام بن محمد، قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن حذلم، قال: حدثنا أبو أسامة عبد الله بن محمد بن أبي أسامة الحلبي بدمشق، قال: حدثنا حجاج بن أبي منيع، واسم أبي منيع: يوسف بن عبيد الله بن أبي زياد الرصافي، قال: حدثنا جدي عبيد الله بن أبي زياد، عن الزهري، قال: حدثني سالم بن عبد الله، أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((انطلق ثلاثة رهطٍ ممن كان قبلكم حتى آواهم المبيت إلى غارٍ، فدخلوا فيه، فانحدرت من الجبل صخرةٌ، فسدت عليهم الغار فقالوا: إنه والله لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله تبارك وتعالى بصالح(1/375)
أعمالكم، فقال رجل منهم: اللهم كان لي أبوان شيخان كبيران فكنت لا أغبق قبلهما أهلاً ولا مالاً فنأى بي طلب الشجر يوماً فلم أرح عليهما حتى ناما، فحلبت غبوقهما فجئتهما به، فوجدتهما نائمين، فتحرجت أن أوقضهما وكرهت أن أغبق قبلهما أهلاً أو مالاً، فقمت والقدح على يدي أنتظر استيقاظهما حتى برق الفجر، فاستيقظا فشربا، اللهم فإن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه من هم هذه الصخرة. فانفرجت انفراجاً لا يستطيعون الخروج منه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وقال الآخر: اللهم كانت لي ابنة عم كانت أحب الناس إلي، فأردتها فامتنعت مني، حتى ألمت بها سنةٌ جهدت فيها، فجاءتني فأعطيتها عشرين ومئة دينار على أن تخلي بيني وبين نفسها، ففعلت حتى إذا قدرت عليها قالت: لا يحل لك أن تفض الخاتم إلا بحقه، فتحرجت من الوقوع عليها، فانصرفت عنها، وهي أحب الناس إلي، وتركت لها الذهب الذي أعطيتها، اللهم فإن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه من هم هذه الصخرة، فانفرجت الصخرة، غير أنهم لا يستطيعون أن يخرجوا منها. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال الثالث: اللهم استأجرت أجراء، فأعطيتهم أجورهم غير رجلٍ منهم واحد ترك أجره وذهب، فثمرت أجره حتى كثرت منه الأموال فارتفعت، بجاءني بعد حين فقال لي: يا عبد الله أد إلي أجري؟ فقلت له: كل ما ترى من أجرك من الإبل والبقر والغنم. فقال: يا عبد الله لا تستهزئ بي، فقلت: إني لا أستهزئ بك، فأخذ ذلك كله فاستاقه ولم يترك لي منه شيئاً، اللهم فإن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه من هم هذه الصخرة فانفرجت وخرجوا من الغار يمشون)).
أخرجه البخاري عن أبي اليمان، عن شعيب بن أبي حمزة، عن(1/376)
الزهري، به. وأخرجه مسلم عن محمد بن سهل بن عسكر وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي وأبي بكر بن إسحاق؛ ثلاثتهم عن أبي اليمان، به.
شيخٌ آخر
117- محمد بن أيبك بن عبد الله السكري الصيرفي الدمشقي، ناصر الدين أبو عبد الله، ربيب محيي الدين ابن رمضان.
سمع من أبي الغنائم المسلم بن محمد بن المسلم بن علان القيسي، وحدث عنه.
سمعت عليه ((جزء الأنصاري)) بسماعه من المسلم بن علان، بسماعه من ابن طبرزد والكندي، بسماعهما من القاضي أبي بكر الأنصاري، بسماعه من البرمكي، عن ابن ماسي، عن الكجي، عن الأنصاري.
أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن أبيك بن عبد الله السكري الصيرفي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو الغنائم المسلم بن محمد ابن المسلم بن علان القيسي قراءة عليه، قال: أخبرنا الشيخان أبو اليمن الكندي وأبو حفص بن طبرزد، قالا: أخبرنا القاضي أبو بكر الأنصاري، قال: أخبرنا الفقيه أبو إسحاق البرمكي، قال: أخبرنا أبو محمد بن ماسي، قال: أخبرنا أبو مسلم الكجي، قال: حدثنا أبو عبد الله الأنصاري، قال: حدثنا إسماعيل بن مسلم المكي، عن الحسن، عن أنس رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من كان ذا لسانين في الدنيا جعل له يوم القيامة لسانان من نارٍ)).(1/377)
لم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة من هذا الوجه. والحسن هو ابن أبي الحسن، واسمه يسار البصري.
شيخٌ آخر
118- محمد بن أيوب بن علي بن خازم -بالخاء المعجمة- الشافعي النقيب، الشيخ شمس الدين نقيب الشامية المعروف بابن الطحان.(1/378)
سمع من عثمان ابن خطيب القرافة، وعمر بن محمد الكرماني، وابن أبي عمر، وعبد الحريم بن عبد الملك، وأبي بكر بن محمد الهروي، وعبد العزيز بن عبد الرحيم بن عساكر، وخالد ابن النابلسي وغيرهم، وحدث.
سمع منه المزي، والذهبي، والبرزالي، وذكره في ((معجمه)) فقال: رجلٌ جيدٌ مشكور السيرة، يقرأ القرآن بصوتٍ حسن، واشتغل بالفقه وكتب بخطه كثيراً من كتب العلم. انتهى كلامه.
مولده في يوم الاثنين ثاني عشر ربيع الأول سنة اثنتين وخمسين وست مئة. وتوفي ليلة الاثنين سابع رجب سنة سبع وثلاثين وسبع مئة بالشامية ظاهر دمشق، وصلي عليه بجامع العقيبة، ودفن بمقبرة باب الفراديس.
أجاز لنا في سنة ثمان وعشرين وسبع مئة.
أخبرنا الشيخ المسند الصالح شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أيوب بن علي بن خازم النقيب إذناً، قال: أخبرنا أبو عمرو عثمان بن علي بن عبد الواحد بن الحسين بن أحمد القرشي المعروف بابن خطيب القرافة قراءةً عليه وأنا حاضرٌ في الخامسة من ربيع الأول سنة ست وخمسين وست مئة، قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي إجازةً، قال: أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن بن أحمد ابن الباقلاني، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران المعدل، قال: أخبرنا القاضي أبو الحسين عبد الباقي بن قانع بن مرزوق الحافظ في صفر سنة تسع وأربعين وثلاث مئة، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا أبو قطن، قال:(1/379)
حدثنا شعبة، عن الحكم، عن إبراهيم، عن همام قال: مر رجلٌ، فقالوا: هذا يبلغ الأمراء. فقال حذيفة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا يدخل الجنة قتاتٌ)).
أخرجه البخاري في الأدب عن أبي نعيم، عن سفيان، عن منصور، عن إبراهيم، عن همام به. وأخرجه مسلم في الإيمان عن علي بن حجر وإسحاق بن إبراهيم؛ كلاهما عن جرير، عن منصور، به. وعن أبي بكر، عن وكيع وأبي معاوية. وعن منجاب بن الحارث، عن علي بن مسهر؛ ثلاثتهم عن الأعمش عن إبراهيم به. وأخرجه أبو داود في الأدب عن مسدد وأبي بكر؛ كلاهما عن أبي معاوية. وأخرجه الترمذي في البر عن محمد بن يحيى بن أبي عمر، عن سفيان بن عيينة، عن منصور، به. وأخرجه النسائي في التفسير عن إسماعيل بن مسعود، عن بشر بن المفضل، عن شعبة، عن منصور، به. فوقع لنا عالياً.(1/380)
شيخٌ آخر
119- محمد بن أبي بكر بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن نجدة ابن حمدان الدمشقي الشافعي قاضي القضاة شمس الدين أبو عبد الله ابن النقيب.
سمع من أحمد بن أبي بكر ابن الحموي، وأحمد بن شيبان، وابن البخاري، وأبي حامد ابن الصابوني، وابن الواسطي، وزينب بنت مكي وغيرهم. وحدث هو وأبوه، وخرج له بعض الطلبة ((مشيخة)) وحدث بها. وحفظ في صغره ((التنبيه)) و((الأحكام الصغرى)) لعبد الحق، و((التقريب والتيسير)) للنواوي، و((الشيرازية)) في أصول الفقه، و ((فرائض الوسيط)) للغزالي، و((الجرجانية)) في النحو، و((الفصيح)) لثعلب، وعرضها على الشيخ شرف الدين ابن المقدسي في سنة ثلاث وثمانين وست مئة. وتفقه بالشيخ شرف الدين المذكور، وبرع في المذهب، وقرأ ((التنبيه))، وكتاباً في الأصول وشيئاً في العربية على الشيخ محيي الدين النواوي، وقرأ على الشيخ برهان الدين المراغي شيئاً من أصول الفقه، ودرس بالعصرونية، وأفتى مدة سنين، وتولى قضاء حمص ثم طرابلس ثم حلب، ثم درس بالعادلية الصغيرة بدمشق ثم بالشامية البرانية، وحكى أن الشيخ محيي الدين النواوي قال له: لا بد أن تلقي الدرس في الشامية أنت القاضي شمس الدين أو أنت الشيخ شمس الدين.(1/381)
وقال سيدنا قاضي القضاة تاج الدين: أما شيخنا ابن النقيب قاضي القضاة بحلب، ثم مدرس الشامية وصاحب النووي، وأعظم بتلك الصحبة رتبةٌ عليةٌ، وله الديانة والعفة والورع الذي طرد به الشيطان وأرغم أنفه. وكان من أساطين المذهب، وجمرة نارٍ ذكاء إلا أنها لا تتلهب. مولده تقريباً في سنة اثنتين وستين وستة مئة.
وتوفي ليلة الجمعة ثاني عشر ذي القعدة سنة خمس وأربعين وسبع مئة بظاهر دمشق بالمدرسة الشامية، وصلي عليه عقيب الجمعة بها، ودفن بتربة جده بسفح قاسيون رحمه الله تعالى وإياناً.
سمعت عليه قطعةً من أول ((مشيخة)) الشيخ فخر الدين ابن البخاري، تخريج الشيخ جمال الدين ابن الظاهري، بسماعه من المخرجة له.
أخبرنا الشيخ الإمام العلامة قاضي القضاة شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن إبراهيم ابن النقيب الشافعي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا الشيخ فخر الدين أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد ابن البخاري قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو علي حنبل بن عبد الله بن الفرج بن سعادة البغدادي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا هبة الله بن محمد بن عبد الواحد الشيباني قراءةً عليه وأنا أسمع ببغداد، قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن علي بن محمد ابن المذهب التميمي الواعظ، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان المالكي، قال: حدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله ابن الإمام أحمد بن محمد بن حنبل،(1/382)
قال: حدثنا يحيى بن معين، قال: حدثنا حفص، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من أقال عثرة أقاله الله عز وجل يوم القيامة)).
أخرجه أبو داود في البيوع عن الإمام أبي زكريا يحيى بن معين ابن عون بن زياد البغدادي الحافظ. فوقع لنا موافقةً عاليةً.
وبه إلى عبد الله ابن الإمام أحمد، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا سفيان، عن الزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم ، قال: ((إذا كان يوم الجمعة كان على كل بابٍ من أبواب المسجد ملائكةٌ يكتبون الأول فالأول، فإذا خرج الإمام طويت الصحف)).
أخرجه مسلم عن يحيى بن يحيى وعمرو بن محمد الناقد. وأخرجه النسائي عن محمد بن منصور الطوسي. وأخرجه ابن ماجة عن هشام(1/383)
بن عمار وسهل بن أبي سهل الرازي، خمستهم عن سفيان. فوقع لنا بدلاً عالياً.
وبه إلى عبد الله ابن الإمام أحمد، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن عبد الملك بن عمير، قال: سمعت عمرو بن حريث، قال: سمعت سعيد بن زيد رضي الله عنه يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((الكمأة من المن وماؤها شفاءٌ للعين)).
وأخبرناه عالياً بدرجتين أم إبراهيم فاطمة بنت الشيخ عز الدين إبراهيم بن عبد الله بن أبي عمر المقدسي بقراءتي عليها، قالت: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الهادي بن يوسف المقدسي كتابةً، قال: أنبأتنا فخر النساء شهدة بنت أحمد بن الفرج الإبري، قالت: أخبرنا أبو الفوارس طراد بن محمد بن علي الزينبي قراءةً عليه، قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، قال: أخبرنا محمد بن يحيى بن عمر الطائي، قال: حدثنا علي بن حرب، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن عبد الملك بن عمير، عن عمرو بن حريث، عن سعيد بن زيد بن عمرو رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال: ((الكمأة من المن الذي أنزله الله على بني إسرائيل، وماؤها شفاءٌ للعين)).
أخرجه البخاري ومسلم؛ كلاهما عن أبي موسى محمد بن المثنى، عن محمد بن جعفر. وأخرجه مسلم أيضاً عن ابن أبي عمر،(1/384)
عن سفيان بن عيينة، به. فوقع لنا بدلاً عالياً للبخاري ومسلم في الرواية الأولى، وبدلاً عالياً لمسلم في الرواية الثانية ولله الحمد.
شيخٌ آخر
120- محمد بن أبي بكر بن أحمد بن عبد الدائم بن نعمة بن أحمد المقدسي، شمس الدين أبو عبد الله الصالحي.
سمع من جده لأبيه، وعمر الكرماني، وأبي الفرج عبد الرحمن بن أبي عمر، وابن البخاري، وغيرهم، وحدث.
سمع منه البرزالي، وذكره في ((معجمه)) فقال: وحج إلى بيت الله الحرام، وهو رجلٌ جيدٌ. مولده في سنة ثمان وخمسين وست مئة. انتهى كلامه.
وتوفي في ليلة السبت سابع رجب سنة ثلاث، وأربعين وسبع مئة بسفح قاسيون، وصلي عليه من الغد عقيب الظهر بالجامع المظفري، ودفن بتربة الشيخ أبي عمر رحمهما الله تعالى.(1/385)
سمعت عليه أحاديث بكر بن بكار، بسماعه من جده أحمد بن عبد الدائم، بسماعه من الثقفي، عن حمزة بن العباس العلوي، عن أبي طاهر بن عبد الرحيم، عن ابن حيان، عن إبراهيم بن سعد، عنه.
أخبرنا الشيخ المسند شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن أحمد بن عبد الدائم بن نعمة المقدسي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا جدي قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو الفرج يحيى بن محمود بن سعد الثقفي الأصبهاني قدم علينا دمشق قراءةً عليه وأنا أسمع في سنة ثلاث وثمانين وخمس مئة، قال: أخبرنا الشريف أبو محمد حمزة بن العباس بن علي العلوي قراءةً عليه وأنا حاضرٌ في سنة ست عشرة وخمس مئة، قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم الكاتب في سنة ثلاث وأربعين وأربع مئة، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن حيان الأصبهاني الحافظ المعروف بأبي الشيخ، قال: حدثنا إبراهيم بن سعدان بن إبراهيم في سنة أربع وثمانين ومئتين، قال: حدثنا أبو عمرو بكر بن بكار البصري، قال: حدثنا الجراح بن المنهال، قال: حدثنا أبو الزبير، عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((التسبيح للرجال، والتصفيق للنساء)).
لم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة بهذا الطريق. وأبو الزبير اسمه محمد بن مسلم بن تدرس المكي. وقد أخرجه أبو داود(1/386)
من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن قتيبة بن سعيد، عن سفيان، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.
وبه إلى بكر بن بكار، قال: حدثنا محمد بن أبي حميد، عن محمد ابن المنكدر، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ليس من البر الصيام في السفر)).
أخرجه النسائي عن محمد بن المثنى، عن عثمان بن عمر، عن علي بن المبارك، عن يحيى، عن محمد بن عبد الرحمن، عن رجل، عن جابر. فوقع لنا عالياً بأربع درجات.(1/387)
وبه إلى بكر، قال: حدثنا محمد بن أبي حميد الأنصاري، قال: حدثنا عمرو بن شعيب، عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال: ((الحاج وفد الله، إن سألوا أعطوا، وإن دعوا أجيبوا، وإن أنفقوا أخلف عليهم، فوالذي نفس أبي القاسم بيده ما كبر مكبرٌ على نشزٍ ولا أهل مهل على شرف من الأشراف إلا أهل ما بين يديه وكبر حتى ينقطع به منقطع التراب)).
لم يخرجوه من هذا الوجه.
شيخٌ آخر
121- محمد بن أبي بكر بن أحمد بن ميكائيل بن محمد الربعي الشافعي، أبو عبد الله شمس الدين.
روى.. وروى بالإجازة عن ابن البخاري، والعز الحراني، وغازي الحلاوي وغيرهم.
حضرت عليه في الثالثة ((جزء)) الطبقا .. خرجه له الحافظ تقي الدين محمد بن رافع، وأجاز لي رواية مروياته.
شيخٌ آخر
122- محمد بن أبي بكر بن محمد بن طرخان بن أبي الحسن ابن عبد الله بن رداد السلمي الصالحي، شمس الدين أبو عبد الله ابن
الشيخ زين الدين.(1/388)
حضر في الثانية على إبراهيم بن خليل، وأبي طالب ابن السروري، والنجيب عبد اللطيف الحراني، وسمع من ابن عبد الدائم، وعبد العزيز بن عبد، وإسماعيل بن أبي اليسر، وعبد الرحمن بن أبي عمر، وابن البخاري وغيرهم. وحدث بالقاهرة ودمشق.
سمع منه البرزالي، وذكره في ((معجمه)) فقال: من أولاد الشيوخ أهل الرواية، وهو كاتبٌ مجيدٌ، وسمع الكثير من الحديث في صغره، ثم استمر يسمع بنفسه، وكان يكتب الطباق ويضبط سماعات الناس، وفيه عقلٌ ومروءةٌ وأخلاقٌ جميلةٌ، وله شعرٌ وفيه فضلٌ. انتهى كلامه.
مولده في سنة ست وخمسين وست مئة، وتوفي ليلة الخميس الثامن والعشرين من ذي القعدة سنة خمس وثلاثين وسبع مئة بقاسيون، وصلي عليه من الغد بالجامع المظفري، ودفن عند والده بسفح قاسيون.
أجاز لنا في سنة ثمان وعشرين وسبع مئة.
أخبرنا الشيخ الإمام المحدث شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن محمد الصالحي في كتابه، والحاكم أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم ابن القماح الشافعي قراءةً عليه، قال الأول: أخبرنا أبو العباس أحمد بن عبد الدائم بن نعمة المقدسي، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد بن الحسن بن صدقة الحراني، وقال الثاني: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن مضر ابن البرهان الواسطي، قال: أخبرنا أبو الفتح منصور بن عبد المنعم بن عبد الله بن محمد بن الفضل الفراوي، قالا: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي، قال: أخبرنا أبو الحسين عبد الغافر بن محمد بن عبد الغافر الفارسي، قال: أخبرنا أبو أحمد الجلودي، قال: أخبرنا أبو إسحاق الفقيه، قال: حدثنا(1/389)
الإمام أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري، قال: وحدثنا داود بن رشيد، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، عن محمد بن مطرف أبي غسان المدني، عن زيد بن أسلم، عن علي بن حسين، عن سعيد بن مرجانة، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من أعتق رقبةً أعتق الله بكل عضوٍ منها عضواً من أعضائه من النار حتى فرجه بفرجه)).
أخرجه البخاري عن محمد بن عبد الرحيم، عن داود بن رشيد. فوقع لنا بدلاً عالياً. وسعيد هو ابن عبد الله المدني، ومرجانة أمه.
شيخٌ آخر
123- محمد بن أبي بكر بن أبي الوقار بن أبي الفضل، الحلبي الأصل القاهري الدار، المعروف بابن الرقاقي، شمس الدين أبو عبد الله الحنفي.
سمع من العز الحراني، وعبد الرحيم ابن خطيب المزة، وأحمد بن محمد بن طرخان، وإبراهيم بن محمد بن مناقب، والشيخ شمس الدين محمد ابن العماد المقدسي، وأبي بكر محمد بن أحمد ابن القسطلاني، وشامية بنت أبي علي ابن البكري وآخرين من هذه الطبقة ودونهم، وحدث.
سمع منه الشيخ قطب الدين عبد الكريم بن عبد النور الحلبي، وذكره في ((تاريخه)) فقال: سمع معنا على شيوخنا، واشتغل بعلم(1/390)
الحديث، وكان ينقل من أسماء الرجال، وكتب بخطه أيضاً. انتهى كلامه.
مولده في رجب إما سنة تسع وخمسين وست مئة أو سنة ستين وست مئة بمدينة حلب، وتوفي في الطاعون في سنة تسع وأربعين وسبع مئة.
سمعت عليه حضوراً في الرابعة الجزء السابع عشر والثامن عشر من ((سنن أبي داود)) من أجزاء الخطيب بسماعه من ابن خطيب المزة، بسماعه من ابن طبرزد، قال: أخبرنا الكرخي، قال: أخبرنا الخطيب، قال: أخبرنا الهاشمي، قال: أخبرنا اللؤلؤي، عنه.
أخبرنا الشيخ الصالح المحدث شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن أبي الوقار الحلبي قراءةً عليه وأنا حاضرٌ في الرابعة، قال أخبرنا أبوالفضل عبد الرحيم بن يوسف بن يحيى بن خطيب المزة قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن معمر بن طبرزد البغدادي المؤدب قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو البدر إبراهيم بن محمد بن منصور الكرخي، قال: أخبرنا الحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي، قال: أخبرنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي، قال: أخبرنا أبو علي محمد بن أحمد بن عمرو اللؤلؤي، قال: حدثنا الإمام أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني قال: حدثنا أحمد بن صالح، قال: حدثنا سفيان، عن عمرو بن دينار، عن جابر رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من لكعبٍ بن الأشرف، فإنه قد آذى الله ورسوله))؟ فقام محمد بن مسلمة قال: أنا يا رسول الله، أتحب أن أقتله؟ قال: ((نعم))، قال: فأذن لي أن أقول شيئاً، قال: ((نعم، قل))، قأتاه فقال: إن هذا الرجل قد سألنا الصدقة وقد عنانا، قال: وأيضاً لتملنه، قال: اتبعناه فنحن نكره أن ندعه حتى(1/391)
ننظر إلى أي شيء يصير أمره، وقد أردنا أن تسلفنا وسقاً أو وسقين، قال: أي شيءٍ ترهنوني؟ قالوا: وما تريد منا؟ فقال: نساؤكم، قالوا: سبحان الله، أنت أجمل العرب نرهنك نساءنا فيكون ذلك عاراً علينا، قال: فترهنوني أولادكم، قالوا: سبحان الله، يسب ابن أحدنا، فيقال: رهنت بوسقٍ أو وسقين قالوا: نرهنك اللأمة –يريد السلاح- قال: نعم، فلما أتاه ناداه فخرج إليه وهو متطيب ينضح رأسه، فلما أن جلس إليه وقد كان جاء معه بنفر ثلاثةٍ أو أربعةٍ فذكروا له، قال: عندي فلانةٌ وهي أعطر نساء الناس، قال: تأذن لي فأشم؟ قال: نعم، فأدخل يده في رأسه فشمه، قال: أعود؟ قال: نعم، فأدخل يده في رأسه، فلما استمكن منه قال: دونكم، فضربوه حتى قتلوه.
أخرجه البخاري عن علي بن عبد الله، وقتيبة بن سعيد وعبد الله بن محمد. وأخرجه مسلم عن إسحاق بن إبراهيم، وعبد الله بن محمد بن عبد الرحمن الزهري. وأخرجه النسائي عن عبد الله بن محمد ابن عبد الرحمن؛ خمستهم عن سفيان. فوقع لنا بدلاً لهم.
وبه إلى أبي داود، قال: حدثنا ابن السرح، قال: حدثنا سفيان، عن الزهري، عن السائب بن يزيد رضي الله عنه قال: لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة من غزوة تبوك تلقاه الناس، فلقيته مع الصبيان على ثنية الودع.
أخرجه البخاري في الجهاد عن مالك بن إسماعيل. وفي(1/392)
المغازي عن علي بن عبد الله، وعبد الله بن محمد، فرقهما. وأخرجه الترمذي في الجهاد عن محمد بن يحيى بن أبي عمر، وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي؛ خمستهم عن سفيان. فوقع لنا بدلاً لهم.
شيخٌ آخر
124- محمد بن بلبان بن عبد الله القاهري الخياط، شمس الدين أبو عبد الله، سبط الشيخ شمس الدين ابن الزين.
رجلٌ جيدٌ من أهل القرآن، له مسجدٌ يؤم فيه. سمع من جده لأمه المذكور، وأحمد بن شيبان، وزينب بنت مكي.
سمع منه الذهبي وذكره في ((معجمه))، وتوفي ليلة السبت حادي عشر جمادى الآخرة سنة أربع وأربعين وسبع مئة، ودفن من الغد بسفح قاسيون.
سمعت عليه ((جزء الأنصاري)) بسماعه من الشيوخ الثلاثة؛ جده لأمه شمس الدين ابن الزين، وابن شيبان، وزينب بنت مكي، بسماع ابن شيبان بن ابن طبرزد والكندي، وبسماع ابن الزين من الكندي، وبسماع زينب من ابن طبرزد، بسماعهما من القاضي أبي بكر الأنصاري، عن البرمكي، عن ابن ماسي، عن الكجي، عن الأنصاري.
أخبرنا الشيخ الصالح شمس الدين أبو عبد الله محمد بن بلبان بن عبد الله القاهري الخياط قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا الشيوخ الثلاثة: جدي لأمي الشيخ شمس الدين عبد الرحمن ابن الزين أحمد بن عبد الملك المقدسي، وبدر الدين أحمد بن شيبان بن تغلب الشيباني،(1/393)
وأم أحمد زينب بنت مكي بن علي بن كامل الحراني قراءةً عليهم وأنا أسمع، قال الأولان: أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي، قال الأول: حضوراً في الرابعة، وقال الثاني أيضاً وزينب: أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن معمر المؤدب، قالا: أخبرنا القاضي أبو بكر الأنصاري، قال: أخبرنا أبو إسحاق البرمكي، قال: أخبرنا أبو محمد بن ماسي، قال: أخبرنا أبو مسلم الكجي، قال: حدثنا الأنصاري، قال: حدثنا أبو الأشهب، قال: حدثنا عبد الرحمن بن طرفة بن أسعد أن جده أصيب أنفه يوم الكلاب، فاتخذ أنفاً من ورقٍ فأنتن عليه، فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتخذ أنفاً من ذهبٍ.
أخرجه أبو داود عبن موسى بن إسماعيل ومحمد بن عبد الله الخزاعي. وأخرجه الترمذي عن أحمد بن منيع، عن علي بن هاشم بن البريد وأبي سعد محمد بن ميسر الصغاني. وعن علي بن حجر عن الربيع بن بدر ومحمد بن يزيد الواسطي. وأخرجه النسائي عن قتيبة، عن يزيد بن زريع؛ سبعتهم عن أبي الأشهب، به. فوقع لنا بدلاً عالياً لأبي(1/394)
داود، وعالياً للترمذي والنسائي.
وأبو الأشهب هو العطاردي، واسمه جعفر بن حيان. وجد عبد الرحمن بن طرفة المذكور هو عرفجة بن أسعد بن كرب بن صفوان بن حباب بن شجبة بن عطارد بن عوف بن كعب بن زيد مناة بن تميم بن مر العطاردي، وليس له في الكتب الستة سوى هذا الحديث الواحد.
شيخٌ آخر
125- محمد بن سلمان بن أبي الحسن بن علي العرضي الشاغوري المعروف أبوه بخدمة الدولعي، أبو عبد الله.(1/395)
سمع من ابن شيبان وحدث، وكان من أهل القرآن، له إمامةٌ وأسباعٌ، وهو منقطعٌ عن الناس، قليل الاختلاط بهم، وباشر نظر الدولعية مدةً، وهو إمامها.
توفي في السادس والعشرين من ذي القعدة سنة إحدى وخمسين وسبع مئة رحمه الله تعالى وإيانا.
سمعت عليه ((جزء الأنصاري)) بسماعه من أحمد بن شيبان، بسماعه من ابن طبرزد والكندي، بسماعهما من القاضي أبي بكر محمد ابن عبد الباقي الأنصاري، عن البرمكي، عن ابن ماسي، عن الكجي، عنه.
أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن سلمان بن أبي الحسن الدولعي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن شيبان بن تغلب الشيباني، قال: أخبرنا الشيخان أبو اليمن الكندي وأبو حفص بن طبرزد، قالا: أخبرنا القاضي أبو بكر الأنصاري، قال: أخبرنا أبو إسحاق البرمكي، قال: أخبرنا أبو محمد بن ماسي، قال: أخبرنا أبو مسلم الكجي، قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، قال: حدثنيه عوف، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((لقد اهتز العرش لموت سعد، يعني ابن معاذ)).
أخرجه النسائي في المناقب عن يعقوب بن إبراهيم، عن يحيى(1/396)
بن سعيد، عن عوف وهو ابن أبي جميلة الأعرابي. فوقع لنا عالياً بدرجتين ولله الحمد والمنة.
شيخٌ آخر
126- محمد بن عبد الله بن سليمان بن داود بن عمر بن يوسف ابن خطيب بيت الآبار، بهاء الدين أبو عبد الله الدمشقي.
حضر على عم جده الخطيب ضياء الدين يوسف بن عمر في الثالثة وفي الخامسة، وسمع منه ومن أخيه موفق الدين محمد، وحدث.
سمع منه البرزالي، وذكره في ((معجمه)) فقال: أقام بمدينة غزة مدة وحدث بها، ثم عاد إلى قريته، وله بها جنينةٌ وملكٌ يقوم بحاله. انتهى كلامه.
مولده في سنة ستين وست مئة، ومات بالرملة في ذي الحجة سنة تسع وأربعين وسبع مئة.
سمعت عليه ((جزء الأنصاري)) بسماعه من يوسف ومحمد ابني عمر ابن خطيب بيت الآبار، بسماعهما من ابن طبرزد، بسماعه من القاضي أبي بكر، عن البرمكي، عن ابن ماسي، عن الكجي، عنه.
أخبرنا الشيخ الجليل بهاء الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن سليمان بن داود ابن خطيب بيت الآبار قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا الشيخان الأخوان ضياء الدين يوسف وموفق الدين محمد ابنا عمر ابن يوسف بن يحيى ابن خطيب بيت الآبار قراءةً عليهما وأنا أسمع،(1/397)
قالا: أخبرنا أبو حفص بن طبرزد قراءةً عليه ونحن نسمع، قال: أخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الأنصاري، قال: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي البزاز قراءة عليه وأنا أسمع في منزله في دار كعب لثلاث بقين من المحرم سنة ثمان وستين وثلاث مئة، قال: حدثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله بن مسلم الكجي البصري، قال: حدثنا القاضي أبو عبد الله محمد بن عبد الله الأنصاري، قال: حدثنا الأخضر بن عجلان، قال: حدثني أبو بكر الحنفي، عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم نادى على حلس وقدح فيمن يزيد، فأعطاه رجل درهماً، وأعطاه آخر درهمين، فباعه.
أخرجه أبو داود في الزكاة عن القعنبي، عن عيسى بن يونس. وأخرجه الترمذي في البيوع عن حميد بن مسعدة، عن عبيد الله بن شميط بن عجلان. وأخرجه النسائي فيه عن إسحاق بن إبراهيم، عن المعتمر وعيسى بن يونس. وأخرجه ابن ماجة في التجارات عن هشام ابن عمار، عن عيسى بن يونس؛ ثلاثتهم عن الأخضر بن عجلان، به.(1/398)
فوقع لنا عالياً بدرجتين. وأبو بكر الحنفي اسمه عبد الله البصري.
شيخٌ آخر
127- محمد بن عبد الحليم بن أبي بكر بن رضوان بن ثابت الرقي الحنفي النقيب، الشيخ شمس الدين أبو عبد الله.
سمع من أبي بكر محمد بن علي ابن النشبي، وأسعد ابن القلانسي، وعمر بن حامد القوصي، وإسرائيل الطبيب، وعبد الله بن محمد بن عطاء، وأحمد بن شيبان، ويحيى ابن الصيرفي وغيرهم، وحدث.
سمع منه البرزالي، وذكره في ((معجمه)) فقال: أحد الشهود المشكورين، وكان نقيباً لجماعة من القضاة بدمشق، وفقيهاً بالمدارس، سألته عن مولده فقال: في ذي الحجة سنة ستين وست مئة بدمشق. انتهى كلامه.
وتوفي في ليلة الأحد سابع عشر شهر ربيع الآخر سنة خمسين وسبع مئة بدمشق، وصلي عليه ظهر الأحد بجامعها، ودفن بمقابر باب الصغير.
سمعت عليه ((جزء الأنصاري)) بسماعه من أسعد ابن القلانسي وإسرائيل الطبيب وعمر بن حامد القوصي، بسماع ابن القلانسي والقوصي من ابن طبرزد، وبسماع الطبيب من عبد العزيز ابن الأخضر،(1/399)
بسماعهما من القاضي أبي بكر، عن البرمكي، عن ابن ماسي، عن الكجي، عن الأنصاري.
أخبرنا الشيخ الإمام شمس الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الحليم بن أبي بكر الرقي الحنفي النقيب قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا الشيوخ الثلاثة مؤيد الدين أسعد بن المظفر بن أسعد ابن القلانسي وبهاء الدين عمر بن حامد بن عبد الرحمن القوصي ونجم الدين إسرائيل بن أحمد بن أبي الحسين العرضي الطبيب قراءةً عليهم وأنا أسمع، قال الأولان: أخبرنا أبو حفص ابن طبرزد، وقال الثالث: أخبرنا أبو محمد عبد العزيز بن محمود ابن الأخضر الحافظ، قالا: أخبرنا القاضي أبو بكر الأنصاري، قال: أخبرنا أبو إسحاق البرمكي، قال: أخبرنا أبو محمد بن ماسي، قال: أخبرنا أبو مسلم الكجي، قال: حدثنا الأنصاري، قال: حدثنا إسماعيل، عن الحسن، عن سمرة بن جندب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الحمى قطعةٌ من النار، فأبردوها عنكم بالماء البارد)) وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حم دعا بقربةٍ من ماء فأفرغها على قرنه فاغتسل.
لم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة من حديث سمرة بن جندب.
والحسن هو البصري، ويقال: إن حديثه كله عنه كتاب إلا حديث(1/400)
العقيقة. وإسماعيل هو ابن مسلم المكي.
شيخٌ آخر
128- محمد ابن الزكي عبد الرحمن بن يوسف بن عبد الملك بن أبي الزهر المزي الكلبي، أبو عبد الله أخو الحافظ جمال الدين لأبيه.
حضر على ابن أبي الخير، وسمع من ابن الدرجي، وأحمد بن شيبان، وأحمد بن أبي بكر ابن الحموي، وابن العسقلاني، وأبي الفرج عبد الرحمن ابن الشيخ أبي عمر، والمسلم بن علان، وابن البخاري، وحدث. سمع منه الذهبي وغيره.
مولده في شعبان سنة أربع وسبعين وست مئة. ومات من ليلة الثالث من رمضان سنة إحدى وأربعين وسبع مئة بسفح قاسيون، وصلي عليه من الغد ودفن بتربة ابن الطحان بالقرب من جامع الأفرم.
سمعت عليه ((جزء الأنصاري)) بسماعه من الثلاثة: المسلم بن محمد بن علان وإسماعيل ابن العسقلاني وزينب بنت مكي، بسماع الأول من ابن طبرزد والكندي، وبسماع الثاني من الكندي، وبسماع زينب من ابن طبرزد، بسماعهما من القاضي أبي بكر، بسنده.
أخبرنا الشيخ الصالح أبو عبد الله محمد ابن الزكي عبد الرحمن بن يوسف المزي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا الشيوخ الثلاثة: أبو(1/401)
الغنائم المسلم بن محمد بن المسلم بن علان القيسي وأبو الفداء إسماعيل بن أبي عبد الله بن حماد ابن العسقلاني وأم أحمد زينب بنت مكي بن علي بن كامل الحراني قراءةً عليهم وأنا أسمع، قال الأول: أخبرنا الشيخان أبو اليمن الكندي وأبو حفص بن طبرزد، وقال الثاني: أخبرنا أبو اليمن الكندي، وقالت زينب: أخبرنا أبو حفص بن طبرزد؛ قالا: أخبرنا القاضي أبو بكر الأنصاري، قال: أخبرنا البرمكي، قال: أخبرنا ابن ماسي، قال: أخبرنا أبو مسلم الكجي، قال: حدثنا الأنصاري، قال: حدثنا إسماعيل، عن الحسن، عن سمرة بن جندب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تحروا بصلاتكم طلوع الشمس وغروبها، فإنها تطلع في قرني شيطانٍ وتغرب في قرني شيطانٍ)).
لم يخرجه أحدٌ من أصحاب الكتب الستة من حديث سمرة. وقد أخرجه النسائي من حديث عائشة رضي الله عنها فقال: أخبرني محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي، قال: حدثنا الفضل بن عنبسة، قال: أخبرنا وهيب، عن ابن طاووس، عن أبيه، قال: قالت عائشة: أوهم عمر، إنما نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تتحروا بصلاتكم طلوع الشمس ولا غروبها، فإنها تطلع بين قرني شيطانٍ)). وأخرجه مسلم أيضاً(1/402)
من حديث عائشة، عن محمد بن حاتم، عن بهز بن أسد، عن وهيب، به.
شيخٌ آخر
129- محمد بن عبد الغني بن محمد بن أبي الحسن المصري المعروف بابن الصعبي، نجم الدين أبو بكر.
سمع من إسماعيل بن صارم الخياط، وأحمد بن حامد بن أحمد الأرتاحي، وعبد العزيز بن أبي الفتوح بن أبي الرؤوس، ومحمد بن عبد الدائم بن محمد القضاعي عرف بابن حمدان، والحافظ رشيد الدين العطار، والنجيب عبد اللطيف، وأجاز له جماعة من ثغر الإسكندرية ودمشق، وحدث بالقاهرة ومصر وتفرد ببعض شيوخه، وبعض مروياته، وكان خيراً، ساكناً، من بيتٍ معروفٍ بمصر.
مولده بمصر في سنة ست وأربعين وست مئة، ومات في ثاني عيد الفطر سنة إحدى وثلاثين وسبع مئة بمصر، وصلي عليه من الغد، ودفن بالقرافة رحمه الله تعالى وإيانا.
سمعت عليه حضوراً في الرابعة ((سداسيات الرازي)) بسماعه من عبد العزيز بن أبي الفتوح بن أبي الرؤوس، بسماعه من ابن موقى، بسماعه من الرازي. وكتاب ((الجمعة)) للنسائي بسماعه من محمد بن عبد الدائم ابن حمدان، بسماعه من البوصيري، عن مرشد المديني، عن ابن الطفال، عن ابن حيوية، عن النسائي.
أخبرنا الشيخ نجم الدين أبو بكر محمد بن عبد الغني بن محمد ابن الصعبي قراءةً عليه وأنا حاضرٌ في الرابعة، قال: أخبرنا أبو محمد عبد العزيز بن أبي الفتوح بن إبراهيم بن أبي الرؤوس قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن مكي بن حمزة بن موقى بن(1/403)
علي الأنصاري قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم الرازي، قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد بن علي الفارسي بمصر، قال: أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن محمد بن الناصح ابن المفسر الدمشقي، قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن علي بن سعيد القاضي المروزي، قال: حدثنا ابن رشيد، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، عن عبد الله بن العلاء، قال: حدثنا عبد الله بن عامر اليحصبي، عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((لا تزالون بخيرٍ ما كان فيكم من رآني وصاحبني، والله لا تزالون بخيرٍ ما دام فيكم من رأى من رآني وصاحبني، والله لا تزالون بخيرٍ ما دام فيكم من رأى من رأى من رآني وصاحبني)).
لم يخرجه أحدٌ من أصحاب الكتب الستة.
وواثلة بن الأسقع هو ابن عبد العزى بن عبد ياليل بن ناشب بن غيرة بن سعد بن ليث بن عبد مناة بن كنانة، وقيل: واثلة بن الأسقع ابن كعب بن عامر بن ليث بن بكر، وكان من أهل الصفة كنيته أو الخطاب وقيل: أبو قرصافة.
وبه إلى الرازي، قال: أخبرنا أبو الفضل محمد بن أحمد بن عيسى السعدي بمصر، قال: أخبرنا عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري بها، قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، قال: حدثني(1/404)
يحيى الحماني، قال: حدثنا عطوان بن مشكان، قال: حدثتني جمرة بنت عبد الله اليربوعية، قالت: ذهب بي أبي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما رددت على أبي الإبل، فقال: يا رسول الله ادع الله لابنتي هذه. قالت: فأجلسني في حجره ووضع يده على رأسي ودعا لي.
جمرة بنت عبد الله اليربوعية لها ولأبيها صحبة وهما معدودان في الكوفيين.
وبه إلى الرازي، قال: أخبرنا أبو الفضل محمد بن أحمد بن عيسى السعدي بمصر، قال: أخبرنا عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري بها، قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي قال: حدثنا داود بن رشيد، قال: حدثنا يعلى بن الأشدق، قال: سمعت النابغة يقول: أنشدت النبي صلى الله عليه وسلم :
بلغنا السماء مجدنا وجدودنا ... وإنا لنرجوا فوق ذلك مظهرا
فقال: ((أين المظهر أبا ليلى))؟ قلت: الجنة. قال: ((أجل إن شاء الله. ثم قلت:
ولا خير في حلمٍ إذا لم تكن له ... بوادر تحمي صفوه أن يكدرا(1/405)
ولا خير في جهلٍ إذا لم يكن له ... حليمٌ إذا ما أورد الأمر أصدرا
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ((أجدت لا يفضض الله فاك)) قال مرتين.
النابغة الجعدي أبو ليلى، وهو الذي قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((لا يفضض الله فاك)) حين أنشده شعراً له، واستجيبت دعوته فيه، وقال له عبد الله بن الزبير وقد مدحه في أيامه بمكة: يا أبا ليلى الشعر أهون وسائلك عندنا، ولك في مال الله تعالى حقان: حق لرؤيتك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وحق لشركتك أهل الإسلام في فيئهم، وكان رضي الله عنه يسكن البادية.
وأخبرنا الشيخ نجم الدين أبو بكر محمد بن عبد الغني بن محمد ابن الصعبي قراءةً عليه وأنا حاضرٌ في الرابعة، قال: أخبرنا القاضي زين الدين أبو المكارم محمد بن عبد الدائم بن أبي محمد بن علي ابن القضاعي المعروف بابن حمدان قراءةً عليه وأنا أسمع في ربيع الآخر سنة تسع وخمسين وست مئة بالقاهرة، قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن علي ابن سعود الأنصاري البوصيري، قال: أخبرنا أبو صادق مرشد بن يحيى ابن القاسم المديني، قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن محمد بن أحمد النيسابوري ابن الطفال، قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبد الله بن زكريا بن حيوية النيسابوري، قال: حدثنا الإمام الحافظ أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي النسائي لفظاً، قال: أخبرنا قتيبة(1/406)
بن سعيد قال: حدثنا أبو عوانة، عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر، عن أبيه، عن حبيب بن سالم، عن النعمان بن بشير رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في العيدين ويوم الجمعة بـ {سبح اسم ربك الأعلى} و {هل أتاك حديث الغاشية}، وربما اجتمعا في يوم واحد فيقرأ بهما.
أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي؛ جميعاً في الصلاة عن قتيبة بن سعيد، به. فوقع لنا موافقةً لهم عالية.
شيخٌ آخر
130- محمد بن عبد اللطيف بن يحيى بن علي بن تمام السبكي الخزرجي الأنصاري الشافعي، القاضي تقي الدين أبو الفتح بن أبي البركات.(1/407)
أحضره والده على أبوي الحسن علي بن عيسى ابن القيم وعلي بن محمد بن هارون، وأحمد بن إبراهيم بن محمد المقدسي، ويوسف بن مظفر بن كوركيك وسمع من أحمد بن أبي طالب ابن الشحنة، وأحمد بن محمد بن علي العباسي، والحسن بن عمر الكردي، وعلي بن عمر الواني، ويوسف بن عمر الختني، ويونس بن إبراهيم الدبابيسي، وست الوزراء، وخلق، وأجاز له في سنة مولده الحافظ أبو محمد الدمياطي وغيره. وحدث، وكتب بخطه، وقرأ بنفسه وانتقى على بعض شيوخه، وكتب العالي والنازل، ورحل إلى دمشق فسمع بها من جماعة، وسمع بمكة والمدينة وقرأ القراءات السبع في ختمات على الأستاذ أبي حيان، وقرأ عليه العربية، وقرأ الفقه على جده، وأبي عبد الله محمد بن عبد الصمد السنباطي، وأبي علي الحسين بن علي الأسواني، ووالدي، وقرأ الأصول على جده أيضاً، وكان جده قرأه على العلامتين شمس الدين محمد بن محمود الأصبهاني وشهاب الدين أحمد بن إدريس القرافي، وقرأه على والدي، وكذلك قرأ على والدي ((لباب الأربعين))، وجالس في علم الأدب الإمام ناصر الدين شافع بن علي بن عباس ابن أخت القاضي محيي الدين ابن عبد الظاهر، وسمع عليه من شعره وتصانيفه، ومدحه بأبيات، وتفقه وبرع وأعاد ودرس وأفتى وشغل الناس بالعلم، وناب في الحكم، ثم انتقل إلى دمشق فدرس في الفقه والحديث وناب في الحكم
وقال سيدنا قاضي القضاة تاج الدين أسبغ الله ظلاله: أما أبو الفتح فممن جمع بين الفقه والحديث ووضع أخمصه فوق النجوم في سن حديث، وله الأدب الغض، والألفاظ التي لو أصغى إليها الجدار لأراد أن(1/408)
ينقض، وكان متدرعاً جلباب التقى متورعاً حل محل النجم وارتقى. انتهى كلامه.
مولده في سابع عشر ربيع الآخر سنة خمس وسبع مئة بالمحلة، ومات في ليلة السبت ثامن عشر ذي القعدة سنة أربع وأربعين وسبع مئة بظاهر دمشق، وصلي عليه من الغد بالجامع المظفري، ودفن بسفح قاسيون رحمه الله تعالى وإيانا.
سمعت عليه بقراءتي ((جزء سفيان بن عيينة)) بسماعه من علي بن عمر الواني، وأبي الهدى أحمد بن محمد بن علي العباسي بسماع الأول من السبط، وبسماع الثاني من ابن رواج، بسماعهما من السلفي، عن الكرجي، عن الحيري، عن الأصم، عن المروزي، عنه. وقرأت عليه من حفظي حديث أنس: ((كتاب الله القصاص)) من ثلاثيات البخاري بيلدا ظاهر دمشق، بسماعه من أبي العباس الحجار وست الوزراء بنت ابن المنجى، بسماعهما من ابن الزبيدي بسنده. وسمعت عليه أيضاً من نظمه.
أخبرنا الإمام العلامة الحافظ تقي الدين أبو الفتح محمد بن عبد اللطيف بن يحيى السبكي الشافعي بقراءتي عليه من حفظي بقرية يلدا من غوطة دمشق، قال: أخبرنا الشيخان أبو العباس أحمد بن أبي طالب الحجار وست الوزراء بنت عمر بن أسعد بن المنجى سماعاً (ح) وأخبرنا الحجار المذكور في كتابه؛ قالا: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن المبارك ابن الزبيدي قراءةً عليه ونحن نسمع، قال: أخبرنا أبو الوقت عبد الأول ابن عيسى السجزي، قال: أخبرنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد الداودي، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد الحموي، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يوسف الفربري، قال: حدثنا الإمام الحافظ أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، قال: حدثنا حميد، أن أنساً رضي الله عنه حدثهم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((كتاب الله القصاص)).(1/409)
انفرد بإخراجه البخاري من هذه الطريق، فرواه في الصلح وفي التفسير وفي الديات عن الأنصاري المذكور، تارةً مطولاً وتارة مختصراً.
وأخبرنا الإمام العلامة تقي الدين أبو الفتح محمد بن عبد اللطيف ابن العلامة صدر الدين يحيى بن علي السبكي الشافعي نور الله ضريحه بقراءتي عليه قال: أخبرنا الشيخان أبو الحسن علي بن عمر بن أبي بكر الواني، وأبو الهدى أحمد بن محمد بن علي العباسي قراءةً عليهما وأنا أسمع، قال الأول: أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن مكي ابن الحاسب سبط الحافظ أبي طاهر السلفي قراءةً عليه، وقال الثاني: أخبرنا أبو محمد عبد الوهاب بن ظافر بن علي بن رواج الأزدي سماعاً، قالا: أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد السلفي الأصبهاني قراءةً عليه ونحن نسمع، قال: أخبرنا السلار أبو الحسن مكي ابن منصور بن محمد بن علان الكرجي، قدم علينا أصبهان سنة إحدى وتسعين وأربع مئة وفيها مات (ح) وأخبرنا الشيوخ الثمانية قاضي القضاة شرف الدين أبو محمد عبد الله بن الحسن بن عبد الله ابن الحافظ عبد الغني الحنبلي، وأبو بكر بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الجبار المقدسي، وأبو محمد عبد الله بن محمد بن يوسف بن عبد المنعم المقدسي إماما الجامع الغربي بنابلس، وأبو بكر بن محمد بن أحمد بن(1/410)
عنتر السلمي، وأم عبد الله زينب بنت الكمال أحمد بن عبد الرحيم بن عبد الواحد، وأم عبد الرحمن حبيبة بنت الزين عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم، وأم عمر زينب بنت الخطيب بدر الدين يحيى ابن الشيخ عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام السلمي، وأم محمد فاطمة بنت محمد بن جميل بن حمد بن أحمد بن أبي عطاف المقدسي في كتابهم إلي، قالوا: أخبرنا أبو القاسم سبط السلفي إذناً، قال: أخبرنا السلفي سماعاً (ح) وأخبرنا أبو العباس أحمد بن أبي طالب الصالحي إجازةً، قال: أخبرنا أبو طالب عبد اللطيف بن محمد بن علي ابن القبيطي إجازةً، قال: أخبرنا أبو زرعة طاهر بن محمد بن طاهر المقدسي، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد الكامخي، قالا: أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الحيري الحرشي سماعاً (ح) وأخبرنا الإمام الحافظ أبو محمد القاسم بن محمد بن يوسف الإشبيلي في كتابه، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد ابن البخاري سماعاً، قال: أخبرنا أبو المكارم أحمد بن محمد بن محمد بن عبد الله اللبان إجازةً، قال: أنبأنا أبو بكر عبد الغفار بن محمد الشيروي، قال: أخبرنا أبو بكر الحيري المذكور سماعاً، قال: حدثنا أبوالعباس محمد بن يعقوب بن يوسف الأصم قال: حدثنا أبو يحيى زكريا بن يحيى بن أسد المروزي ببغداد بباب خراسان سنة ثمان وستين ومئتين في المحرم، قال: حدثنا سفيان ابن عيينة، عن عاصم، عن زر بن حبيش، عن صفوان بن عسال المرادي رضي الله عنه، قال: قال رجلٌ: يا رسول الله، أرأيت رجلاً أحب قوماً ولما يلحق بهم؟ قال: ((هو مع من أحب)).
أخرجه الترمذي عن ابن أبي عمر، عن سفيان. فوقع لنا بدلاً له عالياً. وأخرجه أيضاً عن محمود بن غيلان عن يحيى بن آدم عن(1/411)
سفيان. فوقع لنا عالياً بثلاث درجات.
وبالإسناد إلى زكريا بن يحيى المروزي، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن ابن المنكدر، سمع جابراً يقول: ولد لرجل منا غلام فسماه القاسم، فقلنا: لا نكنيك أبا القاسم، ولا ينعم لك عيناً، فأتينا النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، فقال: ((سم ابنك عبد الرحمن)).
أخرجه البخاري في الأدب عن صدقة بن الفضل وعبد الله بن محمد. وأخرجه مسلم في الاستئذان عن عمرو الناقد ومحمد بن عبد الله بن نمير؛ أربعتهم عن سفيان، به. فوقع لنا بدلاً عالياً لهما.
أنشدنا القاضي الإمام العلامة تقي الدين أبو الفتح محمد بن عبد اللطيف السبكي الشافعي لنفسه بقراءتي عليه.
اسمع أخي وصيةً من ناصح ... مناضلٍ عن عرضه مكادح
لا تغضبن ما حييت صاحبا ... ولا قريباً بل ولا مجانبا(1/412)
ولا تعود الكلام في أحد ... ولا تكن للغلطات بالرصد
ولا تؤاخذ مذنباً بذنب ... فتغتدي فاقد كل الصحب
إن الزمان دأبه التغيير ... وحلوه عن عجلٍ مرير
إجر مع الناس على أخلاقهم ... وصاحب الخلق على وفاقهم
وإن يساعد الزمان خاملا ... فكن له محاسناً مجاملا
وإن صحبت الدهر ذا وجاهة ... فلا تقل ينفعني وجاهه
فربما يغرق في البحر السمك ... وربما كبى الجواد فهلك
منها:
ولا تقطب إن أتاك سائل ... فذاك للسائل داءٌ قاتل
منها:
ولا تكن على صديق مكثرا ... فإن صفو الود يضحي كدرا
ولا يغرنك دوام الصحبة ... فما يعوذ القلب إلا قلبه
لا تسمعن في صاحب كلاما ... لا تلقين لامرأةٍ زماماً
انظر لما يصدر منك قبل أن ... يصدر تغدو منه في أعلى جنن
وأنشدنا أيضاً الإمام تقي الدين أبو الفتح السبكي الشافعي لنفسه، وكتب بهما على حديث: ((المتبايعين بالخيار)) تصنيف سيدنا قاضي القضاة تاج الدين المذكور أعلى الله درجته:
تصنف في كل يومٍ كتابا ... يشابه في النور ضوء النهار
وأنت فمن سادةٍ ينتمون ... بأنسابهم لعلي النجار
فحق لمادحكم أن يقول ... حديث الخيار رواه الخيار
وأنشدنا الإمام أبو الفتح السبكي لنفسه، وكتب بها على ((الأربعين)) التي خرجها سيدنا قاضي القضاة تاج الدين أسبغ الله ظله:
أجدت الأربعين فدمت تاجاً ... لأهل العلم ذا فضل متين(1/413)
وأضحى الوالد الندب المرجى ... لما يرجوه فيك قرير عين
وأرجو أن أراك رفيع قدرٍ ... وقد جاوزت حد الأربعين
وأنشدنا الإمام العلامة أبو الفتح محمد بن عبد اللطيف السبكي الشافعي من لفظه لنفسه، والبيت الثالث تضمين لعبد الله ابن المعتز:
عرف العاذل وجدي فلاحى ... ورأى عني التسلي فلاحا
عن غزالٍ فاق جيداً وظرفا ... وهلالٍ رام قتلي فلاحا
علموني كيف أسلو وإلا ... فاحجبوا عن مقلتي الملاحا
شيخٌ آخر
131- محمد بن عبد المحسن بن إبراهيم بن خولان بن بحتر ابن نصر الحنفي، شمس الدين أبو عبد الله.
سمع من ابن البخاري، وحدث سمع منه الإمام الحافظ شمس الدين الذهبي وذكره في ((معجمه)).
مولده في سنة سبعين وست مئة، ومات في يوم الجمعة ثالث عشر شهر ربيع الآخر سنة أربع وأربعين وسبع مئة، وصلي عليه عقيب العصر من يومه، ودفن بالقرب من تربة الشيخ عبد الله الأرموي بسفح قاسيون.
سمعت عليه ((جزء الأنصاري)) بسماعه من ابن البخاري، بسماعه من ابن طبرزد والكندي، بسماعهما من القاضي أبي بكر، قال: أخبرنا البرمكي، قال: أخبرنا ابن ماسي، قال: أخبرنا الكجي، عنه.
أخبرنا الشيخ شمس الدين أبو عبد الله محمد بن عبد المحسن بن(1/414)
إبراهيم بن خولان الحنفي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا الشيخ فخر الدين أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد ابن البخاري قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا الشيخان أبو اليمن الكندي وأبو حفص ابن طبرزد، قالا: أخبرنا القاضي أبو بكر الأنصاري، قال: أخبرنا أبو إسحاق البرمكي، قال: أخبرنا أبو محمد بن ماسي، قال: حدثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي البصري، قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي، قال: حدثنا سلمة بن وردان، قال: سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه يقول: ارتقى رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر فقال: ((آمين))، ثم ارتقى ثانية فقال: ((آمين))، ثم استوى عليه فقال: ((آمين)). فقال أصحابه: على ما أمنت يا رسول الله؟ فقال: ((أتاني جبريل عليه السلام فقال لي: يا محمد رغم أنف امرئٍ ذكرت عنده فلم يصل عليك. فقلت: آمين. ثم قال: رغم أنف امرئٍ أدرك والديه أو أحدهما فلم يدخلاه الجنة. فقلت: آمين. ثم قال: رغم أنف امرئٍ أدرك شهر رمضان فلم يغفر له. فقلت: آمين)).
لم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة.
وسلمة بن وردان هو الليثي الجندعي، مولاهم، أبو يعلى المديني، سمع أنس بن مالك، ومالك بن أوس بن الحدثان النصري. روى عنه سفيان الثوري، وعبد الله بن المبارك.(1/415)
شيخٌ آخر
132- محمد بن عبد المحسن بن حمدان السبكي المصري الشافعي، القاضي قطب الدين أبو عبد الله الحاكم بحمص
سمع بالقاهرة من الشيخ علي بن محمد بن هارون الثعلبي، وأبي إسحاق إبراهيم بن علي بن محمد ابن الحبوبي وغيرهما. وسمع بمكة شرفها الله تعالى من الشيخ عز الدين عبد الرحمن بن إبراهيم بن أبي عمر، وشهاب الدين أحمد بن الشجاع عبد الرحمن الصرخدي وغيرهما .. ..
سمعت عليه جزءاً فيه مشيخة عن جماعة من المجيزين من الشيوخ الأصبهانيين تخريج البرزالي، بسماعه من الشيخ علي بن هارون، عنه. وأحاديث مأمون بن طوسي، بسماعه من علي بن هارون، بإجازته من محمد بن عبد الواحد المديني، بسماعه من إسماعيل الحمامي، بسماعه من أبي مسلم النحوي، بسماعه من أبي بكر ابن المقرئ، عنه. وبعض عوالي ابن مندة، بسماعه من إبراهيم بن علي ابن الحبوبي، بإجازته من محمود بن مندة، بسماعه من أبي الخير الباغبان، عن أبي عمرو ابن مندة، عن أبيه.
أخبرنا القاضي الإمام أقضى القضاة قطب الدين أبو عبد الله محمد ابن عبد المحسن بن حمدان السبكي الشافعي قراءةً عليه وأنا أسمع(1/416)
بالمسجد الأقصى شرفه الله تعالى، قال: أخبرنا الشيخ نور الدين أبو الحسن علي بن محمد بن هارون بن محمد بن هارون بن علي بن حميد الثعلبي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا الإمام الحافظ أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد بن أبي سعد المديني الأصبهاني إجازةً، قال: أخبرنا الشيخ المعمر أبو القاسم إسماعيل بن أبي الحسن علي بن الحسين بن أبي نصر النيسابوري ثم الأصبهاني الصوفي المعروف بالحمامي، قال: أخبرنا الأديب أبو مسلم محمد بن علي بن محمد بن الحسين بن مهزابزذ المفسر النحوي قراءةً عليه في ذي الحجة سنة ثمان وخمسين وأربع مئة، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن زاذان ابن المقرئ قراءة عليه سنة ثلاث وسبعين وثلاث مئة، قال: حدثنا مأمون بن هارون بن طوسي، قال: حدثنا أبو علي الحسين بن عيسى بن حمران البسطامي، قال: حدثنا معن بن عيسى، عن مالك بن أنس، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ألا أخبركم بما يمحو الله به الخطايا، ويرفع به الدرجات؟ إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلك الرباط فذلك الرباط)).
أخرجه مسلم عن إسحاق بن موسى الأنصاري، عن معن، به. فوقع لنا بدلاً عالياً.
وأخبرنا القاضي قطب الدين محمد بن عبد المحسن السبكي(1/417)
بقراءتي عليه، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن هارون الثعلبي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد بن أبي سعد المديني إجازةً، قال: أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن علي بن الحسين الأصبهاني المعروف بالحمامي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا الأديب أبو مسلم محمد بن علي النحوي المفسر، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم ابن المقرئ، قال: حدثنا مأمون بن هارون، قال: حدثنا أبو علي الحسين بن عيسى بن حمران البسطامي الطائي، قال: حدثنا عبد الله بن نمير الهمداني وجعفر بن عون وعبيد الله بن موسى ومحاضر بن المورع؛ قالوا: حدثنا هشام بن عورة، عن أبيه، عن أبي مراوح، عن أبي ذر رضي الله عنه أنه قال: قلت: يا رسول الله أي العمل أفضل؟ قال: ((إيمانٌ بالله عز وجل)).
أخرجه البخاري في العتق عن عبيد الله بن موسى، فوقع لنا موافقة، وأبو مراوح الغفاري ويقال: الليثي حديثه في أهل المدينة، يعد في النفر الذين ولدوا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم .
وبه إلى مأمون بن هارون، قال: حدثنا الحسين، قال: حدثنا أبو النعمان، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن غيلان بن جرير، عن أبي بردة، عن أبيه، قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدته يستاك بسواك بيده وهو يقول: ((عاعا)) والسواك في فيه كأنه يتهوع.
أخرجه البخاري في ((الطهارة)) عن أبي النعمان. وأخرجه مسلم(1/418)
فيه عن يحيى بن حبيب بن عربي. وأخرجه أبو داود فيه عن مسدد وأبي الربيع. وأخرجه النسائي فيه عن أحمد بن عبدة؛ خمستهم عن حماد بن زيد به. فوقع لنا موافقةً للبخاري، وبدلاً للباقين.
وأبو النعمان هو محمد بن الفضل السدوسي البصري الملقب بعارم، سمع حماد بن سلمة وحماد بن زيد، تغير بأخرة، سأله رجل عن اسمه فقال: اسمي عارم ولقبي محمد، وكان قد اختلط قبل موته بسنين.
وبه إلى مأمون، قال: حدثنا الحسين، قال: حدثنا عبد الله بن نمير ويعلى بن عبيد، قالا: حدثنا الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، عن ثوبان رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((استقيموا ولن تحصوا، واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة، ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمنٌ)).
أخرجه ابن ماجه في الطهارة عن علي بن محمد، عن وكيع، عن سفيان، عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد، به. فوقع لنا عالياً(1/419)
بدرجتين. وقال الإمام أحمد بن حنبل: لم يسمع سالم من ثوبان بينهما معدان.
وبه إلى مأمون، قال: حدثنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي، قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي، قال: حدثنا أبو عبد الرحمن هو المقرئ، قال: حدثنا حماد أبو عمر الصفار قال: بلغني أن العافية عشرة أجزاء، تسعةٌ منها في الصمت وواحد في الهرب من الناس.
شيخٌ آخر
133- محمد بن عبد الوهاب بن مرتضى بن هبة الله بن عبد الوهاب بن جعفر بن علي بن عمر الأنصاري، قطب الدين أبو عبد الله المصري ابن الزكي، المعروف بابن البهنسي.
سمع من النجيب عبد اللطيف، وأخيه عبد العزيز، ومحمد بن ربيعة الحبلي، وحدث، وكان يجلس بحانوت الشهود بمصر.(1/420)
مولده في ليلة الخميس الرابع عشر من صفر سنة ست وستين وست مئة بالمدرسة الفائزية بمصر. وتوفي في آخر ليلة ثالث محرم سنة أربع وأربعين وسبع مئة بمصر، ودفن بالقرافة.
سمعت عليه حضوراً في الخامسة ((جزء ابن عرفة)) بسماعه من النجيب، بسماعه من ابن كليب، بسماعه من ابن بيان، عن ابن مخلد، عن الصفار، عنه.
أخبرنا الشيخ العدل قطب الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الوهاب ابن مرتضى البهنسي قراءةً عليه وأنا حاضر في الخامسة في سنة إحدى وثلاثين وسبع مئة، قال: أخبرنا الشيخ نجيب الدين أبو الفرج عبد اللطيف ابن عبد المنعم بن علي بن نصر بن الصيقل الحراني قراءة عليه، قال: أخبرنا أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب بن كليب الحراني، قال: أخبرنا الرئيس أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن بيان الرزاز الكاتب، قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم ابن مخلد البزاز، قال: أخبرنا أبو علي إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن صالح الصفار، قال: حدثنا أبو علي الحسن بن عرفة بن يزيد العبدي في ذي الحجة سنة ست وخمسين ومئتين، قال: أخبرنا بشر بن المفضل البصري، عن محمد بن عجلان، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إذا وقع الذباب في إناء أحدكم، فإن في أحد جناحيه داءً والآخر شفاءً، وإنه يتقي بالجناح الذي فيه الداء فليغمسه كله ثم لينزعه)).
أخرجه أبو داود في الأطعمة عن أحمد بن حنبل عن بشر بن المفضل. فوقع لنا بدلاً عالياً له.(1/421)
وبه إلى ابن عرفة، قال: حدثنا مروان بن معاوية الفزاري، عن هاشم بن هاشم الزهري، قال: سمعت سعيد بن المسيب يقول: سمعت سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه يقول: نثل لي رسول الله صلى الله عليه وسلم -قال ابن عرفة: يعني نفض- كنانته يوم أحدٍ، وقال: ((ارم فداك أبي وأمي)).
أخرجه البخاري عن عبد الله بن محمد، عن مروان بن معاوية. فوقع لنا بدلاً عالياً.
وبه إلى ابن عرفة، قال: حدثنا مروان بن شجاع الجزري عن سالم الأفطس، عن سعيد بن جبير، قال: مات ابن عباس رضي الله عنهما بالطائف، فجاء طائرٌ لم ير على خلقته، فدخل نعشه ثم لم ير خارجاً منه، فلما دفن تليت هذه الآية على شفير القبر لا يدرى من تلاها: {يا أيتها النفس المطمئنة. ارجعي إلى ربك راضية مرضية. فادخلي في عبادي. وادخلي جنتي}.(1/422)
شيخٌ آخر
134- محمد بن عثمان بن محمد بن عثمان بن أبي بكر التوزري الأصل المصري، جمال الدين أبو البركات ابن المحدث فخر الدين.
حضر في الثالثة على الشيخ شمس الدين ابن العماد، وأحمد بن شجاع بن ضرغام، وعامر بن محمود القلعي وأبي الصفاء خليل بن أبي بكر المراغي، وأحمد بن حمدان الحراني. وفي آخر الرابعة من عبد العزيز الحراني. وسمع منه ومن ابن خطيب المزة، وغازي الحلاوي، وأبي بكر ابن الأنماطي، وأبي بكر محمد ابن القسطلاني وجماعة، وحدث. وكان يجلس مع الشهود، ويعرف بعض مسموعاته، ويحب أهل الحديث.
مولده في النصف من رجب سنة اثنتين وسبعين وست مئة، وتوفي في العشرين من شوال سنة أربع وثلاثين وسبع مئة بالقاهرة، وصلي عليه من يومه، ودفن بالقرافة.
سمعت عليه حضوراً في الرابعة من ((سنن أبي داود)) الجزء الأول والثالث، ومن أول الرابع إلى قوله: ((الصلاة على الحصير))، ومن أول الجزء الخامس إلى آخر الجزء الثالث عشر بسماعه من ابن خطيب المزة، عن ابن طبرزد، عن إبراهيم بن محمد بن منصور الكرخي، وبسماعه أيضاً من ابن القسطلاني، بسماعه من والده، قال: أخبرنا أبو الفتوح نصر الحصري، قال: أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد العلوي، قال: أخبرنا التستري، وقال ابن القسطلاني أيضاً: أخبرنا ابن المقير مشافهةً والحسين(1/423)
ابن صصرى كتابةً؛ قالا: أنبأنا الفضل بن سهل، قال: أنبأنا الخطيب بسنده.
أخبرنا الشيخ العدل جمال الدين أبو البركات محمد بن عثمان بن محمد التوزري المصري قراءةً عليه وأنا حاضر في الرابعة، قال: أخبرنا الشيخ شهاب الدين أبو الفضل عبد الرحيم بن يوسف بن يحيى ابن خطيب المزة وأبو العز عبد العزيز بن عبد المنعم بن علي بن نصر بن الصيقل الحراني قراءة عليهما وأنا أسمع، قالا: أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد ابن معمر بن طبرزد البغدادي، قال ابن خطيب المزة: سماعاً، وقال ابن الصيقل: إجازةً، قال: أخبرنا أبو البدر إبراهيم بن محمد بن منصور الكرخي قراءةً عليه، قال: أخبرنا الحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب، قال: أخبرنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي، قال: أخبرنا أبو علي محمد بن أحمد بن عمرو اللؤلؤي، قال: حدثنا الإمام أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني، قال: حدثنا موسى بن إسماعيل والقعنبي، قالا: حدثنا سليمان، عن حميد، يعني ابن هلال، عن عبد الله بن مغفل رضي الله عنه، قال: دلي جرابٌ من شحم يوم خيبر، قال: فأتيته فالتزمته قال: ثم قلت: لا أعطي من هذا أحداً اليوم شيئاً، قال: فالتفت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يتبسم إلي.
أخرجه مسلم في المغازي عن شيبان بن فروخ، عن سليمان بن المغيرة، به. فوقع لنا بدلاً له.(1/424)
وبه إلى أبي داود، قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد، قال: أخبرنا ثابت، عن أنس رضي الله عنه: أن ثمانين رجلاً من أهل مكة هبطوا على النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من جبال التنعيم عند صلاة الفجر ليقتلوهم، فأخذهم رسول الله صلى الله عليه وسلم سلماً، فأعتقهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأنزل الله عز وجل {وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة} إلى آخر الآية.
أخرجه مسلم في الجهاد عن عمرو الناقد، عن يزيد بن هارون. وأخرجه الترمذي في التفسير عن عبد بن حميد، عن سليمان بن حرب. وأخرجه النسائي في السير عن أبي بكر بن نافع البصري، عن بهز. وفي التفسير عن إسحاق بن إبراهيم، عن عفان؛ أربعتهم عن حماد بن سلمة، به.
وبه إلى أبي داود، قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا بشر، يعني ابن المفضل، عن محمد بن زيد، قال: حدثني عمير مولى آبي اللحم، قال: شهدت خيبر مع سادتي، فكلموا في رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأمرني فقلدت سيفاً، فإذا أنا أجره فأخبر أني مملوك فأمر لي بشيءٍ من خرثي المتاع.(1/425)
أخرجه الترمذي في السير والنسائي في الطب؛ جميعاً عن قتيبة، عن بشر بن المفضل، به. وأخرجه ابن ماجة في الجهاد عن علي بن محمد عن وكيع، عن هشام بن سعد، عن محمد بن زيد بن المهاجر بن قنفذ، به. فوقع لنا بدلاً للترمذي والنسائي، وعالياً لابن ماجة.
شيخُ آخر
135- محمد بن علي بن مكارم بن طاهر بن أبي طالب القيسي، المعروف بابن البلوط، شمس الدين أبو عبد الله الدمشقي ابن نور الدولة.
سمع من أحمد بن عبد الدائم، وأسعد ابن القلانسي، وزينب بنت مكي، وحدث.
سمع منه البرزالي، وذكره في ((معجمه)) فقال: كان أبوه يلوذ بابن القلانسي، ونشأ هو في بيتهم، ثم اشتغل بشيءٍ من كتابة الديوان، ثم(1/426)
انقطع بالنيرب. انتهى كلامه.
مولده في العشر الأول من ربيع الآخر سنة ستين وست مئة بدمشق، وتوفي في ثاني جمادى الآخرة سنة خمس وأربعين وسبع مئة بالنيرب، ودفن من الغد تحت عقبة دمر بسفح قاسيون.
سمعت عليه المنتقى من ((المبعث)) لهشام بن عمار انتقاء الحافظ علم الدين البرزالي، بسماعه من أحمد بن عبد الدائم، بسماعه من إسماعيل بن علي الجنزوي، بسماعه من إسماعيل ابن السمرقندي، بسماعه من عبد الدائم الهلالي، بسماعه من عبد الوهاب الكلابي، بسماعه من محمد بن خريم العقيلي، عنه.
أخبرنا الشيخ الجليل شمس الدين أبو عبد الله محمد بن علي بن مكارم بن طاهر القيسي المعروف بابن البلوط قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا الشيخ الإمام زين الدين أبو العباس أحمد بن عبد الدائم بن نعمة بن أحمد المقدسي قراءةً عليه وأنا أسمع قال: أخبرنا أبو الفضل إسماعيل بن علي بن إبراهيم الجنزوي الشروطي في جمادى الأولى سنة أربع وثمانين وخمس مئة، قال: أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر ابن السمرقندي البغدادي بقراءتي عليه ببغداد في المحرم سنة تسع عشرة وخمس مئة، قال: أخبرنا أبو الحسن عبد الدائم بن الحسن بن عبيد الله الهلالي في سنة ستين وأربع مئة بدمشق، قال: أخبرنا أبو الحسين عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد بن موسى الكلابي في سنة اثنتين وتسعين وثلاث مئة، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن خريم بن محمد بن عبد الملك(1/427)
العقيلي، قال: حدثنا أبو الوليد هشام بن عمار بن نصير بن ميسرة السلمي، قال: حدثنا الوليد يعني ابن مسلم، قال: حدثنا سعيد بن بشير، عن قتادة، عن أنس بن مالك، عن مالك بن صعصعة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((بينا أنا مضطجعٌ عند البيت بين النائم واليقظان، إذ سمعت قائلاً يقول: الأوسط من الثلاثة، فأتيت بطست من ذهب فيها من ماء زمزم فاستخرج قلبي فغسل به، ثم أعيد مكانه وكنز إيماناً وحكمة، ثم أوتيت بدابةٍ فوق الحمار ودون البغل يقع حافرها منتهى طرفها)).
أخرجه البخاري عن هدبة بن خالد، عن همام بن يحيى. وأخرجه مسلم عن أبي موسى، عن ابن أبي عدي، عن سعيد بن أبي عروبة؛ كلاهما عن قتادة، به، فوقع لنا عالياً.
وبه إلى هشام بن عمار، قال: حدثنا سعيد بن يحيى اللخمي، قال: حدثنا عبيد الله بن أبي حميد، عن أبي المليح الهذلي، عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أعطيت مكان التوراة السبع الطول، وأعطيت مكان الإنجيل المئين، وأعطيت مكان الزبور المثاني، وأعطيت فاتحة الكتاب وخواتيم البقرة من تحت العرش لم يعطها نبي قبلي، وأعطاني ربي المفصل نافلةً)).(1/428)
لم يخرجه أحدٌ من أصحاب الكتب الستة من هذا الوجه.
وأبو المليح الهذلي اسمه: زيد، وقيل: عامر بن أسامة بن عمير بن عامر بن عمير بن عبد الله بن حنيف بن بيسان بن ناجية بن عمرو بن الحارث بن كثير بن هند بن طابخة بن لحيان بن هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر البصري، سمع أباه وبريدة بن الحصيب، روى عنه أبو قلابة الجرمي، وقتادة بن دعامة. قال أحمد بن حنبل: اسم أبي المليح الذي روى عنه قتادة: زيد وقال يحيى بن معين: اسم أبي المليح الهذلي: عامر بن أسامة.
شيخٌ آخر
136- محمد بن علي بن يحيى بن علي بن أبي بكر بن محمد ابن موسى بن أحمد بن عبد الله التجيبي الشاطبي الأندلسي الأصل، شمس الدين أبو عبد الله بن أبي الحسن الدمشقي.(1/429)
حضر على إسماعيل بن أبي اليسر، وحدث.
سمع منه البرزالي، وذكره في ((معجمه)) فقال: من أولاد الشيوخ ومن حملة القرآن، وله إمامة مسجدٍ وسبع يقرأ فيه، سمعنا عليه وعلى والده وجده. انتهى كلامه.
مولده في سنة ست وستين وست مئة. وتوفي في العشر الأخير من ربيع الأول سنة سبع وأربعين وسبع مئة.
سمعت عليه موافقات ((جزء ابن جوصا)) بسماعه من إسماعيل بن إبراهيم بن أبي اليسر حضوراً، بسماعه من الخشوعي، بسماعه من عبد الكريم، عن الحنائي، عن عبد الوهاب الكلابي، عن ابن جوصا. والجزء الثامن من فوائد أبي القاسم الحسين بن محمد بن إبراهيم الحنائي تخريج النخشبي مجرداً عن كلام المخرج، بسماعه من أبي محمد إسماعيل بن إبراهيم ابن أبي اليسر، بسماعه من بركات بن إبراهيم الخشوعي، بسماعه من عبد الكريم بن حمزة، عنه وذلك بقراءة أقضى القضاة تقي الدين أبي الفتح السبكي يوم الخميس رابع شعبان سنة أربعين وسبع مئة. وأجاز.
أخبرنا الشيخ الصالح شمس الدين أبو عبد الله محمد بن علي بن يحيى بن علي ابن الشاطبي بقراءتي عليه، قال: أخبرنا الشيخ تقي الدين أبو محمد إسماعيل بن إبراهيم بن أبي اليسر شاكر بن عبد الله بن سليمان التنوخي قراءةً عليه وأنا حاضرٌ في الرابعة، قال: أخبرنا أبو طاهر بركات بن إبراهيم بن طاهر الخشوعي قراءة عليه، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة بن الخضر السلمي، قال: أخبرنا الحسين بن محمد بن إبراهيم الحنائي، قال: أخبرنا عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد بن(1/430)
موسى الكلابي، قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن عمير بن يوسف بن جوصا، قال: حدثنا كثير بن عبيد، قال: حدثنا محمد بن حرب، عن الزبيدي، عن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((أسرف عبدٌ على نفسه حتى إذا حضرته الوفاة قال لأهله: إذا أنا مت فأحرقوني ثم اسحقوني ثم اذروني في الريح في البحر فوالله لئن قدر الله علي ليعذبني عذاباً لا يعذبه أحداً من خلقه. قال: ففعل أهله ذلك، فقال الله عز وجل لكل شيءٍ أخذ منه شيئاً: اد ما أخذت منه، فإذا هو قائم، ثم قال الله عز وجل: ما حملك على ما صنعت، قال: خشيتك قال: فغفر الله له)).
أخرجه النسائي عن كثير بن عبيد. فوقع لنا موافقةً عاليةً.
شيخٌ آخر
137- محمد بن عمر بن أبي القاسم بن عمر السلاوي الصوفي، الشيخ الصالح شمس الدين أبو عبد الله الدمشقي.
رجلٌ جيدٌ مشكور السيرة من الفقراء المشهورين، وهو مقيمٌ بالزاوية السلاوية، كبيرٌ بين الطائفة. سمع من ابن عبد الدائم، وابن أبي(1/431)
اليسر، والرشيد العامري، وابن علان، وخلائق، وحدث بصحيحي ((البخاري)) ((ومسلم)) غير مرة، سمع منه البرزالي والذهبي وذكره في ((معجمه)).
مولده في سنة ثمان وخمسين وست مئة، ومات في .. ..
سمعت عليه من ((جزء الأنصاري)) من حديث النغير إلى آخر الجزء، بسماعه من الرشيد محمد بن أبي بكر بن محمد بن سليمان العامري، بسماعه من الكندي، بسماعه من القاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، عن البرمكي، عن ابن ماسي، عن الكجي، عن الأنصاري في ربيع الأول سنة إحدى وأربعين وسبع مئة بدار الحديث الأشرفية بدمشق.
أخبرنا الشيخ المسند الكبير أبو عبد الله محمد بن عمر بن أبي القاسم السلاوي الصوفي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا الشيخ رشيد الدين أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن محمد بن سليمان العامري قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي، قال: أخبرنا القاضي أبو بكر الأنصاري، قال: أخبرنا أبو إسحاق البرمكي، قال: أخبرنا أبو محمد بن ماسي، قال: أخبرنا أبو مسلم الكجي البصري، قال: حدثنا أبو عبد الله الأنصاري، قال: حدثنا محمد بن فضاء، عن أبيه، عن علقمة بن عبد الله المزني، عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن تكسر سكة المسلمين الجائزة بينهم إلا من بابين: أن يكسر الدرهم فيجعل فضة أو يكسر الدينار فيجعل ذهباً.
أخرجه أبو داود في البيوع عن أحمد بن حنبل. وأخرجه ابن(1/432)
ماجة في التجارات عن أبي بكر بن أبي شيبة وسويد بن سعيد وهارون بن إسحاق؛ أربعتهم عن معتمر بن سليمان، عن محمد بن فضاء، به. فوقع لنا عالياً.
وعبد الله المزني هو عبد الله بن عمرو بن هلال، وقيل: ابن شرحبيل رضي الله عنه.
شيخٌ آخر
138- محمد بن غالي بن نجم بن عبد العزيز الدمياطي، شمس الدين أبو عبد الله القاهري نائب الحسبة.
سمع من المعين أحمد بن علي الدمشقي، وابن علاق، والنجيب، وإسحاق بن محمود البروجردي، وعبد الهادي بن عبد الكريم القيسي، وإسماعيل بن هبة الله المليجي وغيرهم، وحدث. سمع منه الحافظ قطب الدين عبد الكريم الحلبي، وكان يجلس بحانوت(1/433)
الشهود، ويباشر دار الحديث الكاملية ويحب التحديث.
مولده في سنة خمسين وست مئة. ومات ليلة الثالث من شهر ربيع الأول سنة إحدى وأربعين وسبع مئة بالقاهرة، ودفن من الغد بالقرافة.
سمعت عليه حضوراً ((أمالي الخلال)) العشرة، بسماعه من النجيب، عن ابن كليب بقراءة الإمام أبي الفتح ابن السبكي في خامس عشري ربيع الآخر سنة إحدى وثلاثين وسبع مئة. وسمعت عليه بالقراءة حضوراً في الرابعة من ((سنن أبي داود)) من أول الكتاب إلى آخر الجزء العاشر، ومن قوله في الجزء الثاني عشر: ((باب المهلة بالعمرة تحيض فيدركها الحج)) إلى آخر الجزء، والجزء الثالث عشر والخامس عشر بكمالهما، بسماعه من النجيب الحراني، بسماعه من ابن طبرزد، بسنده فيه. وسمعت عليه حضوراً في الرابعة بقراءة الشيخ شهاب الدين أحمد بن محمد العسجدي كتاب ((الجمعة)) للنسائي، بسماعه من المعين الدمشقي، بسماعه من البوصيري، بسماعه من أبي صادق المديني، بسماعه من ابن الطفال، عن ابن حيوية، عن النسائي.
أخبرنا الشيخ شمس الدين أبو عبد الله محمد بن غالي بن نجم بن عبد العزيز الدمياطي قراءةًَ عليه وأنا حاضرٌ، قال: أخبرنا الشيخ نجيب الدين أبو الفرج عبد اللطيف بن عبد المنعم بن علي بن نصر بن الصيقل الحراني قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو الفرج عبد المنعم ابن عبد الوهاب بن سعد بن صدقة بن كليب الحراني قراءة عليه، قال: أخبرنا أبو الخير المبارك بن الحسين بن أحمد الغسال، قال: أخبرنا الحافظ أبو محمد الحسن بن محمد بن الحسن الخلال إملاءً في يوم الجمعة بعد الصلاة لأربع عشرة خلون من شعبان من سنة ثمانٍ وثلاثين وأربع مئة بجامع المنصور، قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي إملاءً، قال: حدثنا محمد بن يونس بن موسى القرشي، قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، قال: حدثنا شعبة بن الحجاج، قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب، قال: سمعت(1/434)
أبا نصر الهلالي يحدث عن رجاء بن حيوة، عن أبي أمامة الباهلي، واسمه صدي بن عجلان، قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله مرني بعمل يدخلني الجنة؟ قال: ((عليك بالصوم فإنه لا عدل له)) ثم أتيته ثانيةً، فقال: ((عليك بالصوم فإنه لا عدل له)).
أخرجه النسائي عن عمرو بن علي، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن مهدي بن ميمون. وعن الربيع بن سليمان، عن ابن وهب، عن جرير بن حازم؛ كلاهما عن محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب، عن رجاء ابن حيوة، به. وعن عبد الله بن محمد الضعيف –شيخٌ صالحٌ، والضعيف لقبٌ لكثرة عبادته- عن يعقوب بن إسحاق الحضرمي. وعن يحيى بن محمد بن السكن، عن يحيى بن كثير العنبري؛ كلاهما عن شعبة، عن محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب، عن أبي نصر الهلالي، به. فوقع لنا عالياً.
وبه إلى الخلال، قال: حدثنا أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد(1/435)
الدارقطني الحافظ، قال: حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري، قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني الخليل بن مرة أن يحيى بن أبي كثير حدثه، عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أفطر عند أهل بيت قال: ((أفطر عندكم الصائمون، وأكل طعامكم الأبرار، وتنزلت عليكم الملائكة)).
أخرجه النسائي في الوليمة وفي ((اليوم والليلة)) عن إسحاق بن إبراهيم، عن معاذ بن هشام. وعن إسماعيل بن مسعود، عن خالد بن الحارث. وعن سويد، عن عبد الله بن المبارك؛ ثلاثتهم عن هشام، عن يحيى، به. فوقع لنا عالياً.(1/436)
وبه إلى الخلال، قال: حدثنا أبو القاسم عبد العزيز بن أحمد بن يعقوب الحنبلي الواعظ، قال: حدثنا محمد بن الحسين بن عبد الله المجاور، قال: حدثنا جعفر الفريابي، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري، قال: سأل رجلٌ عبد الرزاق بن همام عن الكبائر؟ فقال: هي إحدى عشرة كبيرة؛ منها أربع في الرأس وهي: الشرك بالله عز وجل، وقذف المحصنة، واليمين الفاجرة، وشهادة الزور. ومنها ثلاث في البطن وهي: أكل الربا، وشرب الخمر، وأكل مال اليتيم، وواحدةٌ في الرجلين وهي: الفرار من الزحف. وواحدة في الفرج وهي: الزنا. وواحدة في اليدين وهي: قتل النفس. وواحدة في جميع البدن وهي: عقوق الوالدين.
وأخبرنا الشيخ العدل شمس الدين أبو عبد الله محمد بن غالي بن نجم الدمياطي قراءةً عليه وأنا حاضرٌ في الرابعة، قال: أخبرنا الشيخ معين الدين أبو العباس أحمد ابن القاضي زين الدين علي بن يوسف الدمشقي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن علي ابن سعود الأنصاري البوصيري، قال: أخبرنا أبو صادق مرشد بن يحيى ابن القاسم المديني، قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن محمد ابن الطفال النيسابوري، قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبد الله بن(1/437)
زكريا بن حيوية النيسابوري، قال: حدثنا الإمام أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي النسائي لفظاً في سنة أربع وتسعين ومئتين، قال: أخبرنا عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن يونس، قال: حدثنا عبثر، قال: حدثنا حصين، عن سالم بن أبي الجعد، عن جابر رضي الله عنه، قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجمعة فمرت عيرٌ تحمل الطعام، فخرج الناس إلا اثني عشر رجلاً، فنزلت آية الجمعة.
أخرجه البخاري في الصلاة من طرق منها عن معاوية بن عمرو. وفي البيوع عن طلق بن غنام؛ كلاهما عن زائدة. وأخرجه مسلم فيه عن عثمان بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم؛ كلاهما عن جرير. وأخرجه الترمذي في التفسير عن أحمد بن منيع، عن هشيم؛ ثلاثتهم عن حصين، به. فوقع لنا عالياً.
شيخٌ آخر
139- محمد بن محمد بن إبراهيم بن أبي القاسم بن عنان بن موسى بن إسماعيل بن عبد الله بن مكي الميدومي الصوفي المصري، صدر الدين أبو الفتح ابن المحدث شرف الدين.(1/438)
سمع من ابن علاق، والنجيب عبد اللطيف كثيراً، ومن عبد الرحيم ابن خطيب المزة، وإبراهيم بن محمد بن عبد الوهاب بن مناقب الحسيني، وعبد الله بن أحمد بن فارس، وأبي بكر ابن الأنماطي، وشامية بنت الحسن البكري، وغيرهم، وأجاز له جماعةٌ من دمشق، وحدث بالقاهرة والقدس كثيراً، وطال عمره، وانتفع به، وخرجت له مشيخةٌ. وكان حسن الخلق، متودداً، حسن الخط.
مولده في ليلة الجمعة النصف من شعبان سنة أربع وستين وست مئة. وتوفي في شهر رمضان سنة أربع وخمسين وسبع مئة بمصر، ودفن بالقرافة، وهو آخر من حدث عن النجيب سماعاً، رحمه الله تعالى وإيانا.
قرأت عليه ((مجلس البطاقة)) بسماعه من ابن علاق، بسماعه من أبي القاسم البوصيري. وعشرة مجالس الخلال بسماعه من النجيب الحراني، بسماعه من ابن كليب، عن أبي الخير الغسال، عن الخلال.
أخبرنا الشيخ المسند صدر الدين أبو الفتح محمد بن محمد بن إبراهيم الميدومي بقراءتي عليه، قال: أخبرنا أبو عيسى عبد الله بن عبد الواحد بن محمد بن علاق المصري قراءةً عليه وأنا أسمع، قال:(1/439)
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن علي بن سعود الأنصاري البوصيري، قال: أخبرنا أبو صادق مرشد بن يحيى بن القاسم المديني بقراءة الحافظ أبي طاهر أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم السلفي الأصبهاني عليه وأنا أسمع وأفهم في ذي الحجة من سنة ست عشرة وخمس مئة بمصر، قال: أخبرنا الشيخ أبو الحسن علي بن عمر بن محمد الحراني المعروف بابن حمصة، قال: حدثنا أبو القاسم حمزة بن محمد بن علي بن محمد بن العباس الكناني إملاءً في سلخ شهر ربيع الأول سنة سبع وخمسين وثلاث مئة، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد العريني، قال: حدثنا زهير بن عباد، قال: حدثنا حفص بن ميسرة عن زيد بن أسلم عن عمرو بن معاذ الأنصاري، عن جدته حواء، قالت: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((ردوا السائل ولو بظلفٍ محرقٍ)).
أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي ثلاثتهم عن قتيبة عن الليث عن سعيد المقبري، عن عبد الرحمن بن بجيد عن جدته أم بجيد، وكانت ممن بايع النبي صلى الله عليه وسلم ، به. وأخرجه النسائي أيضاً عن قتيبة عن مالك. وعن هارون بن عبد الله، عن معن، عن مالك، عن زيد بن أسلم، به. فوقع لنا عالياً.(1/440)
قال الشيخ شمس الدين الذهبي: هذا حديثٌ صحيح الإسناد، وحواء ليس لها في الكتب شيءٌ سواه، وهي أم بجيد، بباء موحدة مضمومة.
وبه إلى حمزة الكناني الحافظ، قال: أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي، قال: حدثنا عبد الرحمن ابن مهدي، قال: حدثنا معاوية بن صالح، عن يونس بن سيف، عن الحارث بن زياد، عن أبي رهم، وهو السمعي، عن العرباض بن سارية رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((اللهم علم معاوية الكتاب والحساب، وقه العذاب)).
لم يخرجه أحدٌ من أصحاب الكتب الستة من حديث العرباض بن سارية. وأبو رهم السمعي، ويقال: السماعي اسمه: أحزاب بن أسيد(1/441)
الظهري، روى عن أبي أيوب الأنصاري، والعرباض بن سارية، روى عنه خالد بن معدان، ومرثد بن عبد الله اليزني.
وأخبرنا الشيخ صدر الدين أبو الفتح محمد بن محمد بن إبراهيم الميدومي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا الشيخ نجيب الدين أبو الفرج عبد اللطيف بن عبد المنعم بن علي بن نصر بن الصيقل الحراني قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب بن سعد بن صدقة بن الخضر بن كليب الحراني قراءة عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو الخير المبارك بن الحسين بن أحمد الغسال قراءةً عليه، قال: أخبرنا الحافظ أبو محمد الحسن بن محمد الخلال قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي إملاءً قال: حدثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله البصري، قال: حدثنا عبد الرحمن بن المبارك، قال: حدثنا أبو عوانة، واسمه الوضاح، عن منصور، عن مسلم بن صبيح عن شتير بن شكل، عن حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل وهو صائمٌ.
أخرجه مسلم عن أبي الربيع الزهراني، عن أبي عوانة. فوقع لنا بدلاً عالياً.
وبه إلى الخلال قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن(1/442)
مالك القطيعي إملاءً، قال: حدثنا علي بن الحسن بن سليمان القطيعي، قال: حدثنا أبو همام الوليد بن شجاع، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث، عن عبد ربه بن سعيد، وهو أخو يحيى بن سعيد الأنصاري، عن أبي الزبير المكي، واسمه محمد، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لكل داءً دواءٌ، فإذا أصيب دواء الداء برأ بإذن الله عز وجل)).
أخرجه مسلم عن هارون وأبي الطاهر؛ كلاهما عن ابن وهب. فوقع لنا بدلاً عالياً.
شيخٌ آخر
140- محمد بن محمد بن حسن بن أبي الحسن بن صالح بن علي بن يحيى بن طاهر بن محمد ابن الخطيب أبي يحيى عبد الرحيم بن محمد بن إسماعيل بن نباتة الحذافي، الشيخ شمس الدين أبو عبد الله الفارقي المصري.
سمع من العز الحراني، وعبد الرحيم ابن خطيب المزة، وغازي الحلاوي، وأبي بكر ابن الأنماطي، وإسحاق بن إبراهيم بن قريش، ومحمد بن إبراهيم بن ترجم، وعمر بن منصور الأرسوفي، ومحمد بن ربيعة الحبلي، وأحمد بن إسحاق الأبرقوهي، وغيرهم، وحدث.(1/443)
سمع منه البرزالي، وذكره في ((معجمه)) فقال: طلب الحديث بمصر سنة ثمانين وست مئة وبعدها، وسمع الكثير، وعني بهذا الشأن، وسمع الكتب المطولة على سدادٍ، واستقامةٍ، ووقارٍ، وتواضع، وأدب، وسكون. انتهى كلامه.
وذكره الذهبي في ((معجمه)) فقال: ثقةٌ ثبتٌ فيما ينقله.
مولده بخطه في العاشر من شهر ربيع الأول سنة ست وستين وست مئة بمصر. وتوفي يوم الأربعاء ثالث صفر سنة خمسين وسبع بسفح قاسيون، ودفن به.
سمعت عليه ((جزء الأنصاري)) بسماعه من أبي بكر ابن الأنماطي، بحضوره على الكندي، بسماعه من القاضي أبي بكر، بسنده.
أخبرنا الشيخ الإمام المحدث شمس الدين أبو عبد الله محمد بن محمد بن حسن بن أبي الحسن بن نباتة المصري قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا الشيخ أبو بكر محمد بن إسماعيل بن عبد الله بن عبد المحسن ابن الأنماطي قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن بن زيد الكندي قراءةً عليه وأنا حاضرٌ في الرابعة، قال: أخبرنا القاضي الإمام أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الأنصاري، قال: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد الفقيه البرمكي، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي البزاز، قال: أخبرنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله بن مسلم الكجي البصري، قال: حدثنا الأنصاري وأبو عاصم؛ قالا: حدثنا بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((ويلٌ للذي يحدث ليضحك به القوم فيكذب، ويلٌ له وويلٌ له)).(1/444)
أخرجه أبو داود في الأدب عن مسدد عن يحيى بن سعيد. وأخرجه الترمذي في الزهد عن محمد بن بشار بندار، عن يحيى. وأخرجه النسائي في التفسير عن علي بن حجر، عن إسماعيل بن إبراهيم، وعن سويد بن نصر عن عبد الله بن المبارك؛ ثلاثتهم عن بهز بن حكيم، به. فوقع لنا عالياً.
شيخٌ آخر
141-محمد بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سالم بن عبد القاهر الدمشقي ابن العسقلاني، نجم الدين أبو عبد الله.
سمع من أبي عمرو عثمان ابن خطيب القرافة، وإبراهيم بن عمر بن مضر، وعبد الله بن بركات الخشوعي، وعلي بن عبد الواحد بن الأوحد، وعبد الكريم بن عبد الصمد ابن الحرستاني، وحدث.
سمع منه البرزالي وذكره في ((معجمه)) فقال: أحد الشهود بباب(1/445)
الجامع وعنده معرفةٌ وجودة خطٍ. انتهى كلامه.
مولده في عاشر جمادى الأولى سنة تسع وأربعين وست مئة. وتوفي ليلة ثالث شهر ربيع الآخر سنة ثلاثين وسبع مئة بظاهر دمشق، ودفن بمقبرة الصوفية.
أجاز لنا في سنة ثمان وعشرين وسبع مئة.
أخبرنا الشيخ العدل نجم الدين أبو عبد الله محمد بن محمد بن عبد الله ابن العسقلاني في كتابه قال: أخبرنا الشيخ أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن مضر الواسطي سماعاً، قال: أخبرنا المؤيد بن محمد الطوسي، قال: أخبرنا هبة الله بن سهل السيدي، قال: أخبرنا سعيد بن محمد البحيري قال: أخبرنا أبو علي زاهر بن أحمد السرخسي، قال: أخبرنا إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، قال: أخبرنا أبو مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري، قال: حدثنا مالك، عن نافع عن صفية بنت أبي عبيد، عن عائشة وحفصة رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يحل لامرأةٍ تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحد على ميتٍ فوق ثلاث، إلا على زوجٍ أربعة أشهرٍ وعشراً)).
أخرجه النسائي عن زكريا عن يحيى عن أبي مصعب. فوقع لنا(1/446)
بدلاً عالياً له بدرجتين، ولله الحمد والمنة.
شيخٌ آخر
142- محمد بن محمد بن عبد الحق بن فتيان بن عبد المجيد بن أحمد بن عبد الله القرشي الشافعي، تقي الدين أبو عبد الله.
سمع بالقاهرة من جماعة، وبالشام من جماعة من شيوخنا منهم: الشيخ عز الدين محمد ابن الشيخ العز، والشيخ عثمان بن سالم، وعبد الرحمن بن محمد بن عبد الحميد. وحفظ ((التنبيه)) وكتاب ((التسهيل)) في النحو لابن مالك، واشتغل ونظم الشعر، ورحل إلى دمشق، وكان حسن الخلق والخلق، لطيف الذات .. ..
سمعت من لفظه قصيدةً من نظمه في مدح شيخ الإسلام قاضي القضاة تقي الدين السبكي الشافعي في يوم السبت سلخ شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وأربعين وسبع مئة بالدهشة من أراضي دمشق.
أنشدنا الإمام العالم الأوحد البارع تقي الدين أبو عبد الله محمد بن محمد بن عبد الحق القرشي من لفظه لنفسه يمدح سيدنا قاضي القضاة تقي الدين شيخ الإسلام السبكي قدس الله روحه ونور ضريحه:
عجباً لفترة لحظك الوسنان ... إذ صال منه بصارم وسنان
وللين قدك مع نحافة خصره ... كيف اختفت منه غصون البان
ولنظم دري ثغره وكلامه ... إني للبي في الهوى سلباني
طالبته بدمي فصد وقال لي ... مهلاً فسهم لواحظي الجاني(1/447)
لا تطمعن فقد مضى حكم الهوى ... أن لا يقاد من الحبيب الجاني
وعد الزيارة ثم أخلف قائلاً ... يا سوء حظ منك قد أنساني
لا تهلكن أسىً فلولا أنني ... أنسى لما سميت بالإنسان
حاكمته في أخذ قلبي والكرى ... كي يخلصا لي منه أو أرشان
فقضى علي الحب أنهما له ملكاً ... وقال الحسن قد أرشاني
من لي مجيرٌ من يدي جور الهوى ... والقلب وسط قلبيه ألقاني
في أسر ظبي ثغره وخدوده ... راحي وريحاني ووردي القاني
مالي سوى حسنى أبي الحسن الذي ... عم الوجود فما له من ثاني
قاضي القضاة المنهل العذب ... المقيم الحق لا يثنيه عنه ثاني
فبنانه سحب الندى وبيانه ... بفصاحةٍ أوفى على سحبان
ووجوده جاد الشام وجوده ... لقواعد العليا بسح باني
من ذا يعد فضائلاً جمعت له ... لو رمت حصر يسيرها أعياني
من حاز منها خلةً أو بعضها ... أضحى يعد بها من الأعيان
لما بدا في خلعةٍ كفعاله ... بيضاء ذي يمنٍ له وأمان
خلعت قلوب الحاسدين وأصبحت ... أقوالهم بالحق زور أماني
أحيا دمشق بعلمه ونواله ... فمن الذي لذرى الفخار يداني
فنهاية العلماء فهم مقاله ... أني يكون لهم بذاك يدان
لولا أصاب برشح صوب علومه ... قلبي لكان الجهل قد أرداني
ما فهت قط بمدحه إلا اغتدى ... طيب الثناء يفوح من أرداني
حاشاك تخفض قدر من أنشأته ... فالرفع منك بالإبتدا أعلاني
أو تعطش النبت الذي أحييته ... وملكته في السر والإعلان
يا عاذلي على الوقوف ببابه ... مهلاً ومن طول الملام دعاني
إني سمعت ندى يديه منادياً ... كل الورى فأجبت حين دعاني(1/448)
شيخٌ آخر
143- محمد بن محمد بن عربشاه بن أبي بكر بن أبي نصر الهمذاني الأصل ثم الدمشقي الفراء، شمس الدين أبو عبد الله ابن الشيخ المحدث ناصر الدين.
ولد سنة نيف وستين وست مئة، وحضر على ابن عبد الدائم وابن أبي اليسر، وسمع من المؤيد ابن القلانسي، وإسرائيل الطبيب وجماعة. سمع منه الشيخ شمس الدين الذهبي وجماعة.
وتوفي يوم الثلاثاء سلخ شوال سنة إحدى وأربعين وسبع مئة.
سمعت عليه الجزء الأول من ((فوائد الجصاص)) بحضوره في الرابعة من ابن أبي اليسر بسماعه من الخشوعي، بسماعه من هبة الله بن أحمد ابن الأكفاني، بسماعه من أبي القاسم الحسين بن محمد بن إبراهيم الحنائي، بسماعه من أبي بكر عبد الله بن محمد بن عبد الله الحنائي عنه في رجب سنة أربعين وسبع مئة، وأجاز لنا ما يرويه.
أخبرنا الشيخ شمس الدين أبو عبد الله محمد بن محمد بن عربشاه ابن أبي بكر الهمذاني قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا الشيخ تقي الدين أبو محمد إسماعيل بن إبراهيم بن أبي اليسر التنوخي قراءة عليه وأنا حاضرٌ في الرابعة، قال: أخبرنا أبو طاهر بركات بن إبراهيم بن طاهر الخشوعي، قال: أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن محمد ابن الأكفاني، قال: أخبرنا أبو القاسم الحسين بن محمد بن إبراهيم الحنائي المعدل قراءة عليه في ذي الحجة سنة ست وخمسين وأربع مئة، قال: أخبرنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبد الله بن هلال الحنائي قراءة عليه، قال: حدثنا أبو يوسف يعقوب بن عبد الرحمن بن أحمد الجصاص(1/449)
الدعاء، قال: حدثنا أحمد بن الوليد، قال: حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ، قال: حدثنا سعيدٌ بن أبي أيوب، عن عبيد الله بن أبي جعفر، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من عرض عليه طيبٌ فلا يرده فإنه خفيف المحمل طيب الرائحة)).
أخرجه مسلم في الطب عن أبي بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب. وأخرجه أبو داود في الترجل عن الحسن بن علي وهارون بن عبد الله. وأخرجه النسائي في الزينة عن عبيد الله بن فضالة بن إبراهيم النسائي؛ خمستهم عن أبي عبد الرحمن المقرئ، به. فوقع لنا بدلاً لهم عالياً.
وبه إلى الجصاص، قال: حدثنا محمد بن غالب، قال: حدثنا أبو همام الدلال، قال: حدثنا سفيان الثوري، عن سهيل بن أبي صالح، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من بات وفي يده غمرٌ فأصابه شيءٌ فلا يلومن إلا نفسه)).
هذا إسناد صحيح، ولم يخرجه أحدٌ من أصحاب الكتب الستة من هذه الطريق. وأبو همام الدلال اسمه محمد بن محبب البصري صاحب(1/450)
الرقيق، سمع سفيان الثوري وإبراهيم بن طهمان، روى عنه عمرو بن علي ومحمد بن المثنى وغيرهما.
وبه إلى الجصاص، قال: حدثنا يحيى بن حبيب أبو عقيل، قال: حدثنا أبو أسامة، عن سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ميمون بن أبي شبيب، عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من حدث بحديثٍ وهو يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين)).
أخرجه مسلم في مقدمة كتابه عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن وكيع، عن شعبة وسفيان؛ كلاهما عن حبيب بن أبي ثابت، به. وأخرجه الترمذي في العلم عن بندار عن ابن مهدي. وأخرجه ابن ماجة في السنة عن أبي بكر بن أبي شيبة عن وكيع؛ كلاهما عن سفيان، به، وقال الترمذي: حسنٌ صحيح.
وبه إلى الجصاص، قال: حدثنا الفضل هو الرخامي،(1/451)
قال: حدثنا الفريابي، عن سفيان، عن عبد العزيز بن رفيع، قال: أخبرني تميم الطائي، عن عدي بن حاتم، قال: خطب رجلٌ عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: من يطع الله ورسوله ومن يعصهما، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ((قم بئس الخطيب)).
أخرجه مسلم في الصلاة عن أبي بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبد الله بن نمير؛ كلاهما عن وكيع. وأخرجه أبو داود في الأدب عن مسدد، عن يحيى. وأخرجه النسائي في النكاح عن إسحاق بن منصور، عن ابن مهدي، ثلاثتهم عن سفيان، به. فوقع لنا عالياً.
شيخٌ آخر
144- محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن يحيى بن محمد بن محمد بن أبي القاسم بن محمد بن عبد العزيز ابن سيد الناس الربعي اليعمري الأندلسي الأصل القاهري المولد والدار والوفاة، الشيخ فتح الدين أبو الفتح بن أبي عمرو بن أبي بكر.(1/452)
حضر بالقاهرة في الرابعة على الشيخ شمس الدين ابن العماد، وفي الخامسة على محمد بن عبد المنعم ابن الخيمي، وسمع من العز الحراني وابن خطيب المزة وغازي الحلاوي وأبي بكر ابن الأنماطي، وخليل بن أبي بكر المراغي ومحمد بن إبراهيم بن ترجم وأبي بكر محمد بن أحمد ابن القسطلاني وأحمد بن حمدان الحراني وشامية بنت الحسن بن محمد البكري وخلق، وبالإسكندرية من أبي الحسن علي بن أحمد الغرافي ويحيى بن أحمد ابن الصواف وغيرهما، وبالقدس الشريف من يوسف ابن الملك الناصر داود، وبنابلس من عبد الحافظ بن بدران، وبدمشق من محمد بن عبد المؤمن الصوري ويوسف بن يعقوب ابن المجاور وإبراهيم ابن علي الواسطي وعمر بن عبد المنعم ابن القواس وغيرهم، وبمكة من أبي إسحاق إبراهيم بن محمد الطبري وغيره، وحدث.
سمع منه صاحبه الحافظ أبو محمد عبد الكريم الحلبي وغيره، وكتب بخطه وقرأ بنفسه وحصل الأصول والفروع، وكتب العالي والنازل، وانتقى على بعض شيوخه ودرس وفرع وأصل وصحح وعلل وكتب الخط المنسوب ونظم الشعر الفائق.
مولده في رابع عشر ذي القعدة، وقيل: في العشر الأول من ذي الحجة سنة إحدى وسبعين وست مئة. وتوفي يوم السبت حادي عشر شعبان سنة أربعٍ وثلاثين وسبع مئة بالقاهرة وصلي عليه من الغد ودفن.(1/453)
بالقرافة، رحمه الله تعالى وإيانا.
سمعت عليه من نظمه.
أنشدنا الشيخ الإمام العلامة فتح الدين أبو الفتح محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن سيد الناس الربعي اليعمري الشافعي لنفسه:
عهدي به والبين ليس يروعه ... صب براه نحوله ودموعه
لا تطلبوا في الحب ثأر متيمٍ ... فالموت من شرع الغرام شروعه
عن ساكن الوادي سقته مدامعي ... حدث حديثاً طاب لي مسموعه
أفدي الذي عنت البدور لوجهه ... إذ حل معنى الحسن فيه جميعه
البدر من كلفٍ به كلفٌ به ... والغصن من عطف علي خضوعه
لله معسول المراشف واللمى ... حلو الحديث ظريفه مطبوعه
دارت رحيق لحاظه فلنا بها ... سكرٌ يجل عن المدام صنيعه
يجني فأضمر عتبه فإذا بدا ... فجماله مما جناه شفيعه
شيخٌ آخر
145- محمد بن أبي عمرو محمد بن محمد، وبقية نسبه تقدمت في ترجمة أخيه قبله، الربعي اليعمري الأندلسي الأصل القاهري المولد والدار والوفاة، زين الدين أبو القاسم المالكي.
سمع من عبد العزيز الحراني، وابن خطيب المزة، وأبي بكر ابن الأنماطي وغيرهم، وحدث وتفقه وأعاد بالمدرسة الأشرفية ودرس بالجامع الصالحي، وكان ساكناً متودداً .. ..(1/454)
سمعت عليه حضوراً في الرابعة من ((سنن أبي داود)) الجزء الأول والثالث، ومن أول الجزء الرابع إلى قوله: الصلاة على الحصير، ومن أول الجزء السادس إلى آخر الجزء التاسع والحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر والخامس عشر بسماعه من ابن خطيب المزة، بسماعه من ابن طبرزد بسنده في سنة إحدى وثلاثين وسبع مئة بالخانقاه الشرابشية بالقاهرة.
أخبرنا الشيخ زين الدين أبو القاسم محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله ابن سيد الناس اليعمري قراءةً عليه وأنا حاضرٌ في الرابعة، قال: أخبرنا أبو الفضل عبد الرحيم بن يوسف بن يحيى ابن خطيب المزة قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن معمر ابن طبرزد قراءة عليه، قال: أخبرنا أبو الفتح مفلح بن أحمد بن محمد الدومي قراءةً عليه، قال: أخبرنا الحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب، قال: أخبرنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي بالبصرة بقراءتي عليه في جمادي الآخرة سنة اثنتي عشرة وأربع مئة، قال: أخبرنا أبو علي محمد بن أحمد بن عمرو اللؤلؤي، قال: حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني، قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا خالد بن عبد الله، قال: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتمر فطاف بالبيت وصلى خلف المقام ركعتين ومعه من يستره من الناس، فقيل لعبد الله: أدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم الكعبة؟ قال: لا.
أخرجه البخاري في الحج عن مسدد، فوقع لنا موافقةً. وأخرجه(1/455)
النسائي عن إبراهيم بن يعقوب، عن يحيى بن يعلى بن الحارث، عن أبيه، عن غيلان بن جامع، عن إسماعيل بن أبي خالد، به. فوقع لنا عالياً بدرجتين.
وبه إلى أبي داود، قال: حدثنا القعنبي، عن مالك، عن أبي حازم بن دينار، عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءته امرأةٌ فقالت: يا رسول الله إني وهبت نفسي لك، فقامت قياماً طويلاً، فقال رجلٌ: يا رسول الله زوجنيها إن لم يكن لك بها حاجةٌ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((هل عندك من شيءٍ تصدقها إياه؟)) قال: ما عندي إلا إزاري هذا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إنك إن أعطيتها إزارك جلست لا إزار لك، فالتمس شيئاً)) قال: لا أجد قال: ((فالتمس ولو خاتماً من حديد)) فالتمس فلم يجد شيئاً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((هل معك من القرآن شيءٌ)) قال: نعم سورة كذا وسورة كذا لسورٍ سماها، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((قد زوجتكها بما معك من القرآن)).
أخرجه البخاري في الوكالة وفي النكاح وفي التوحيد عن عبد الله بن يوسف. وأخرجه الترمذي في النكاح عن الحسن بن علي عن إسحاق بن عيسى وعبد الله بن نافع. وأخرجه النسائي فيه وفي(1/456)
فضائل القرآن عن عون بن عبد الله، عن معن؛ أربعتهم عن مالك، به. فوقع لنا موافقة للبخاري، وعالياً للترمذي والنسائي.
شيخٌ آخر
146- محمد بن محمد بن محمد بن إسماعيل بن يوسف البكري، المعروف بابن الفيومي، ناصر الدين أبو عبد الله.
سمع من عبد الله بن علاق، وحدث هو وأخوه وأبوهما.
سمعت عليه حضوراً في الرابعة كتاب ((الجمعة)) للنسائي بسماعه من عبد الله بن عبد الواحد بن علاق، بسماعه من البوصيري، بسماعه من أبي صادق المديني، قال: أخبرنا أبو الحسن ابن الطفال، قال: أخبرنا ابن حيوية، عنه.(1/457)
أخبرنا الشيخ ناصر الدين أبو عبد الله محمد بن محمد بن محمد بن إسماعيل البكري ابن الفيومي قراءةً عليه وأنا حاضرٌ في الرابعة، قال: أخبرنا أبو عيسى عبد الله بن عبد الواحد بن محمد بن علاق الأنصاري قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن علي بن سعود بن ثابت الأنصاري البوصيري قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو صادق مرشد ابن يحيى بن القاسم المديني المعدل قراءةً عليه وأنا أسمع في غرة رجب سنة سبع عشرة وخمس مئة، قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن محمد بن أحمد بن الحسين ابن الطفال النيسابوري قراءةً عليه من أصل سماعه سنة أربعين وأربع مئة، قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبد الله بن زكريا بن حيوية النيسابوري قراءةً عليه، قال: حدثنا الحافظ أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي النسائي لفظاً في سنة أربع وتسعين ومئتين، قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا الليث، عن ابن شهاب، عن عبد الله بن عبد الله، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال وهو قائمٌ على المنبر: ((من جاء منكم الجمعة فليغتسل)).
أخرجه مسلم والترمذي جميعاً في الصلاة عن قتيبة، به. فوقع لنا موافقةً عاليةً لهما. وأخرجه مسلم أيضاً عن محمد بن رافع عن عبد الرزاق، عن ابن جريج، عن ابن شهاب، عن سالم وعبد الله بن عبد الله بن عمر؛ كلاهما عن أبيهما عبد الله بن عمر، به، فوقع لنا عالياً عن مسلمٍ بدرجتين.(1/458)
وبه إلى النسائي قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، عن مالك، عن صفوان بن سليم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((غسل يوم الجمعة واجبٌ على كل محتلم)).
أخرجه البخاري في الصلاة عن عبد الله بن يوسف والقعنبي. وأخرجه مسلم فيه عن يحيى بن يحيى؛ ثلاثتهم عن مالك، به. فوقع لنا بدلاً لمسلم.
شيخٌ آخر
147- محمد بن محمد بن محمد بن حسن بن أبي الحسن بن نباتة الفارقي المصري، الشيخ الإمام جمال الدين أبو بكر ابن الشيخ شمس الدين ابن شرف الدين.(1/459)
حضر على أبي الهيجاء غازي الحلاوي في الرابعة، وسمع من أبي المعالي أحمد بن إسحاق الأبرقوهي، وعبد الرحيم بن عبد المنعم ابن الدميري وغيرهم، وحدث بدمشق والقدس الشريف.
سمع منه الشيخ شمس الدين الذهبي وذكره في ((معجمه))، والحافظ أبو محمد البرزالي، وذكره في ((معجمه)) فقال: وهو من أعيان الشعراء وأفاضل الأدباء، وله النظم الفائق والنثر الرائق والمعاني المبتكرة، وشعره في الذروة العليا، مولده في شهر ربيع الأول سنة ستٍ وثمانين وست مئة بزقاق القناديل بمصر.
سمعت عليه قصيدته النبوية على وزن ((بانت سعاد))، والأرجوزة التي ضمن فيها أبيات ((ملحة الإعراب)) في مدح سيدنا قاضي القضاة شيخ الإسلام تقي الدين السبكي تغمده الله برحمته وغير ذلك مما يكثر ذكره من نظمه ونثره.
أنشدنا الإمام البارع جمال الدين أبو بكر محمد بن محمد بن محمد بن حسن بن نباتة المصري الأصل ثم الدمشقي لنفسه يمدح النبي صلى الله عليه وسلم :
ما الطرف بعدكم بالنوم مكحول ... هذا وكم بيننا من ربعكم ميل
يا باعثين سهاداً لي وفيض بكىً ... مهما بعثتم على العينين محمول
شعلتم بصباح العيش مبتسماً ... وناظري بظلام الليل مشغول
كأنما الأفق محراب عكفت به ... والنيرات بقطريه قناديل
ما يمسك الهدب دمعي حين أذكرك ... إلا كما يمسك الماء الغرابيل
سقياً لعهدكم والدار دانيةٌ ... والشمل مجتمعٌ والجمع مشمول
يفدي الزمان الذي في عامه قصرٌ ... هذا الزمان الذي في يومه طول
لم لا أشبب بالعيش الذي ... انقرضت أوقاته وهو باللذات موصول
لو كنت أرتاع من عذلٍ لروعني ... سيف المشيب برأسي وهو مسلول(1/460)
أما ترى الشيب قد دلت كواكبه ... على الطريق لو أن الصب مدلول
والسن قد قرعتها الأربعون وفي ... ضمائر النفس تسويفٌ وتسويل
حسبي مديح رسول الله قول هدىً ... وإن دنت عن معاليه الأقاويل
ماذا عسى الشعراء اليوم مادحةً ... من بعدما مدحت حام تنزيل
أوفى النبيين سبقاً واتضاح علا ... كأنه غرةٌ والقوم تحجيل
نعم اليتيم إذا عدت جواهرهم ... وضمها من عقود الوحي تفصيل
والمجتلى تاج علياه الرفيع وما ... للبدر تاجٌ ولا للنجم إكليل
روح النجاة الذي قد كان يهرع في ... أبواب مغناه روح الوحي جبريل
ومفصح الضاد مروي الصاد من كرمٍ ... فللمحاسن ترتيبٌ وترتيل
ذاك الذي لم يزل في الدين فاعل ما ... ينحو الهدى ومرام الدين مفعول
مبرأ القلب من ريبٍ ومن دنسٍ ... وكيف وهو بماء الخلد مغسول
مجاهداً في سبيل الله مصطبراً ... على الجراح وبعض الجرح تعديل
في معشرٍ نجبٍ تغزو نبالهم ... مالا غزت قبلها الطير الأبابيل
يطيب في الليل تسبيح لساهرهم ... وما لهم عن حياض الموت تهليل
حتى استقام منار الدين مرتفعاً ... وقوضت عنه هاتيك الأضاليل
وقام في ظل بيت الله شائده ... فحبذا لنظام البيت تكميل
هذا الفخار الذي ما شام منظره ... من قبل أحمد لا دهرٌ ولا جيل
هذا الصراط الذي لولا شريعته ... ما كان يعرف تحريمٌ وتحليل
هذا الذي ارتفعت في جاه بعثته ... هذي المحاريب لا تلك التماثيل
كم معجز لرسول الله قد خذلت به ... العدا وعدو الحق مخذول
فاض الزلال المهنى من أصابعه ... نعم الأصابع من كفيه والنيل
وبورك الزاد إذ مسته راحته ... فحبذا مشرب منها ومأكول
وخاطبته وحوش البيد مقبلةً ... فالرجل عاسلة واللفظ معسول(1/461)
لا كوكب الفضل خافٍ بعد رفعته ... كلا ولا علم العلياء مجهول
حوى مدى السبق إذ كان البراق له ... فكيف تلحقه النجب المراسيل
وجاز سهم المعالي حين قابله ... من قاب قوسين تنويهٌ وتنويل
يا خاتم الرسل لي في المذنبين ... غداً على شفاعتك الغراء تعويل
إن كان كعبٌ بما قد قال ضيفك ... في دار النعيم فلي بالباب تطفيل
وأين كابن زهيرٍ لي شذا كلم ... ربيعها بغمام القرب مطلول
صلى عليك الذي أعطاك منزلةً ... شفيعها في مقام الحشر مقبول
أنت الملاذ لنا دنيا وآخرةً ... فباب قصدك في الدارين مأهول
شيخٌ آخر
148- محمد بن محمود بن أبي بكر بن أبي طاهر السلمي الحمصي الأصل الصالحي، المعروف بابن الخيمي، أمين الدين أبو عبد الله.
سمع من إبراهيم بن عمر بن مضر الواسطي، وحدث. سمع منه البرزالي وذكره في ((معجمه)) وقال: كان شيخاً مسناً قد ظهر عليه الضعف، وذكر أنه سمع ((صحيح مسلم)) على الرضي ابن برهان بالجامع الأزهر في سنة اثنتين وستين وست مئة وظهر سماعه لذلك بفوتٍ. انتهى كلامه.
مولده في سنة خمسين وست مئة بدمشق. وتوفي في خامس جمادى الأولى سنة ثمان وثلاثين وسبع مئة بسفح قاسيون، ودفن به رحمه الله تعالى.
أجاز لنا جميع ما يرويه في سنة ثمان وعشرين وسبع مئة.
أخبرنا الشيخ الجليل المسند أمين الدين أبو عبد الله محمد بن محمود بن أبي بكر ابن الخيمي إجازةً وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن(1/462)
إبراهيم ابن القماح الشافعي سماعاً؛ قالا: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن مضر بن فارس ابن البرهان الواسطي قراءة عليه ونحن نسمع، قال: أخبرنا أبو الفتح منصور بن عبد المنعم بن عبد الله بن محمد بن الفضل الفراوي قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي، قال: أخبرنا أبو الحسين عبد الغافر بن محمد الفارسي، قال: أخبرنا أبو أحمد محمد بن عيسى بن عمروية الجلودي، قال: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن سفيان الفقيه، قال: حدثنا الإمام أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري، قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن محمد بن المنكدر، قال: رأيت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يحلف بالله أن ابن صائد الدجال، فقلت: أتحلف بالله؟ قال: إني سمعت عمر رضي الله عنه يحلف على ذلك عند النبي صلى الله عليه وسلم .
أخرجه البخاري عن حماد بن حميد، عن عبيد الله بن معاذ. فوقع لنا بدلاً عالياً، وهو أحد الأحاديث الأربعة التي رواها البخاري عن رجلٍ من شيخ مسلم.
شيخٌ آخر
149- محمد بن محمود بن أبي نصر بن منصور الحلبي الأصل ثم الصالحي ابن والي الصالحية، ناصر الدين أبو عبد الله.
سمع كثيراً من أبي الفرج عبد الرحمن بن أبي عمر، وأبي بكر بن(1/463)
محمد الهروي، وابن البخاري، وابن الخليلي وغيرهم، وكان رجلاً جيداً ولي ولاية الصالحية مدة.
مولده في سابع عشرة محرم سنة ثمان وستين وست مئة، ومات في ليلة الاثنين ثاني شهر رجب الفرد سنة ثمان وأربعين وسبع مئة، وصلي عليه من الغد بعد الظهر بالجامع المظفري، ودفن بسفح قاسيون.
قرأت عليه كتاب ((الشفا)) للقاضي عياض في سنة سبع وأربعين وسبع مئة بدار الحديث الأشرفية بدمشق، بسماعه لجميعه من عبد العزيز بن الحسين ابن الخليلي، بسماعه من ابن جبير، بإجازته من التميمي، بسماعه من القاضي عياض.
أخبرنا الشيخ ناصر الدين أبو عبد الله محمد بن محمود بن أبي نصر الصالحي بقراءتي عليه، قال: أخبرنا الشيخ الإمام مجد الدين أبو محمد عبد العزيز بن الحسين بن الحسن الداري الخليلي قراءةً عليه وأنا أسمع في شعبان سنة ثلاث وسبعين وست مئة، قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن جبير الكناني قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن عيسى التميمي إجازةً، قال: أخبرنا القاضي الإمام أبو الفضل عياض بن موسى بن عياض اليحصبي السبتي، قال: حدثنا القاضي أبو علي، قال: حدثنا أبو الفضل وأبو الحسين، قالا: حدثنا أبو يعلى، قال: حدثنا السنجي، قال: حدثنا ابن محبوب، قال: حدثنا الترمذي، قال: حدثنا الحسين بن يزيد الكوفي، قال: حدثنا عبد السلام بن حرب، عن ليثٍ، عن الربيع بن أنس، عن أنس رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أنا أول الناس خروجاً إذا بعثوا، وأنا خطيبهم إذا وفدوا، وأنا مبشرهم إذا يئسوا، لواء الحمد بيدي، وأنا أكرم ولد آدم على ربي ولا فخر)).
وأخبرناه عالياً بثلاث درجات الشيخ الإمام الحافظ شيخ الحفاظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف ابن الزكي عبد الرحمن بن يوسف المزي(1/464)
قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا الشيخ فخر الدين أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد ابن البخاري وغيره، قالوا: أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن معمر بن طبرزد، قال: أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن أبي القاسم بن أبي سهل الكروخي، قال: أخبرنا الشيوخ الثلاثة أبو عامر محمود بن القاسم بن محمد الأزدي وأبو بكر أحمد بن عبد الصمد بن أبي الفضل الغورجي وأبو نصر عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم الترياقي، قالوا: أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد الجراحي، قال: أخبرنا أبو العباس محمد بن أحمد بن محبوب، قال: أخبرنا أبو عيسى الترمذي، فذكره.
انفرد بإخراجه الترمذي من هذا الوجه، فرواه في المناقب عن الحسين بن يزيد كما أخرجناه، وقال: حسنٌ غريبٌ.
شيخٌ آخر
150- محمد بن موسى بن إبراهيم بن يحيى بن إبراهيم الأزدي العكي الشقراوي، شمس الدين أبو عبد الله ابن المحدث نجم الدين.
حضر على أبي الفرج عبد الرحمن بن أبي عمر في الثانية، وسمع عليه وعلى ابن البخاري، وعبد الرحيم بن عبد الملك، وأحمد بن(1/465)
شيبان، والمسلم بن علان، وزينب بنت مكي وجماعة، وكان يشهد بمركز العقيبة.
مولده في سنة أربع وسبعين وست مئة، وتوفي في يوم الثلاثاء سابع جمادى الآخرة سنة أربع وخمسين وسبع مئة بسفح جبل قاسيون، ودفن به رحمه الله تعالى.
أخبرنا الشيخ العدل شمس الدين أبو عبد الله محمد ابن الإمام المحدث نجم الدين موسى بن إبراهيم الشقراوي قراءة عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا الشيوخ الثلاثة؛ الإمام شمس الدين عبد الرحمن ابن الشيخ أبي عمر وابن أخته كمال الدين عبد الرحيم بن عبد الملك وفخر الدين علي بن أحمد بن عبد الواحد المقدسيون، قالوا: أخبرنا الشيخان أبو اليمن زيد بن الحسن بن زيد الكندي وأبو حفص عمر بن محمد بن معمر ابن طبرزد البغداديان، قالا: أخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الأنصاري، قال: أخبرنا الفقيه أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي البزاز، قال: أخبرنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله بن مسلم البصري، قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الأنصاري، قال: حدثنا إسماعيل، عن الحسن، عن سمرة بن جندب رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تسبقوا الإمام بالركوع فإنكم تدركونه فيما سبقكم، ولا يدركم فيما تسبقونه)).
لم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة من حديث سمرة بن جندب رضي الله عنه.(1/466)
شيخٌ آخر
151- محمد بن نصر الله بن نصر الله بن عثمان الجزري الأصل ثم الصالحي، شمس الدين أبو عبد الله التاجر.
سمع من ابن أبي عمر، وابن البخاري، وعبد الرحيم بن عبد الملك وغيرهم، وحدث. سمع منه الشيخ شمس الدين الذهبي، وذكره في ((معجمه)).
مولده في سنة ثمانٍ وستين وست مئة، وتوفي في يوم الثلاثاء سابع عشر محرم سنة اثنتين وأربعين وسبع مئة، ودفن بسفح قاسيون.
سمعت عليه ((جزء الأنصاري)) بسماعه من الشيوخ الثلاثة: ابن أبي عمر، وابن أخته عبد الرحيم، وابن البخاري، بسماعهم من الكندي وابن طبرزد، بسماعهما من القاضي أبي بكر الأنصاري، عن البرمكي، عن ابن ماسي، عن الكجي، عنه.
أخبرنا الشيخ شمس الدين أبو عبد الله محمد بن نصر الله بن نصر الله ابن عثمان الجزري الصالحي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا الشيوخ الثلاثة الإمام شمس الدين أبو الفرج عبد الرحمن ابن الشيخ أبي عمر، وابن أخته كمال الدين أبو محمد عبد الرحيم بن عبد الملك بن عبد الملك، وفخر الدين أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد المقدسيون قراءةً عليهم وأنا أسمع، قالوا: أخبرنا الشيخان أبو اليمن زيد بن الحسن بن زيد الكندي وأبو حفص عمر بن محمد بن معمر بن طبرزد البغدادي؛ قالا: أخبرنا القاضي الإمام أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الأنصاري، قال: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر الفقيه الحنبلي، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي البزاز، قال:(1/467)
أخبرنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي البصري، قال: حدثنا القاضي أبو عبد الله الأنصاري، قال: حدثنا ابن أبي الأخضر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من أولى معروفاً فليكافئ به، فإن لم يستطع فليذكره، فإن ذكره فقد شكره، ومن تشبع بما لم ينل فهو كلابس ثوبي زور)).
لم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة من هذا الطريق. وابن أبي الأخضر اسمه صالح.
شيخٌ آخر
152- محمد بن يحيى بن عبد الولي بن أبي محمد بن خولان ابن عبد الباقي بن مظفر بن شميس البعلبكي الحريري، شمس الدين أبو عبد الله.
رجل جيدٌ من أهل بعلبك سمع من القاضي تاج الدين عبد الخالق ابن عبد السلام بن سعيد بن علوان، والشيخ شرف الدين أبي الحسين علي بن محمد اليونيني، وغيرهما وحدث.
مولده في الحادي عشر من المحرم سنة أربع وثمانين وست مئة(1/468)
بمدينة بعلبك، وتوفي بها في السابع والعشرين من صفر سنة تسع وأربعين وسبع مئة، ودفن ظاهر بعلبك رحمه الله تعالى.
سمعت علي المجلس الثاني والستين في فضل الدعاء من ((أمالي الحافظ أبي القاسم ابن عساكر)) بسماعه من الشيخ شرف الدين اليونيني بسماعه من الإمام أبي الخضر عبد الواحد بن أبي الضوء أحمد بن علي ابن عبد الواحد بن أبي المضاء البعلبكي، عنه.
أخبرنا الشيخ الصالح شمس الدين أبو عبد الله محمد بن يحيى بن عبد الولي بن خولان البعلبكي قراءةً عليه وأنا أسمع بمدينة بعلبك، قال: أخبرنا الحافظ شرف الدين أبو الحسين علي ابن الشيخ الفقيه أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الله اليونيني قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا الشيخ الإمام أبو الخضر عبد الواحد بن أبي الضوء أحمد بن علي بن عبد الواحد بن أبي المضاء البعلبكي بقراءة الحافظ جمال الدين أبي موسى عبد الله ابن الحافظ عبد الغني المقدسي في يوم الجمعة السابع من ذي القعدة سنة ست وعشرين وست مئة، قال: أخبرنا الإمام الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله ابن عساكر الشافعي، قال: أخبرنا الشيخ أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك بن الحسن الأديب، قال: أخبرنا إبراهيم بن منصور بن إبراهيم السلمي، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي ابن المقرئ، قال: أخبرنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى التميمي، قال: حدثنا أحمد الدورقي وهو ابن إبراهيم، قال: حدثنا أبو داود، قال: حدثنا عمران القطان، عن قتادة، عن سعيد بن أبي الحسن، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال: ((ليس شيءٌ أكرم على الله من الدعاء)).
أخرجه الترمذي في الدعوات من جامعه عن العباس بن(1/469)
عبد العظيم العنبري. وأخرجه ابن ماجه في الدعاء من ((سننه)) عن محمد بن يحيى؛ كلاهما عن أبي داود، به. فوقع لنا بدلاً لهما.
وأبو داود هو سليمان بن داود الطيالسي. وسعيد هو أخو الحسن البصري ولم يرو عن أبي هريرة في الكتب الستة سوى هذا الحديث.
وبه إلى ابن عساكر، قال: أخبرنا أبو القاسم ابن الحصين، قال: أخبرنا القاضي أبو القاسم علي (بن) المحسن بن علي التنوخي، قال: حدثنا أبو القاسم عبيد الله بن الحسين بن أبي موسى الحذاء، قال: حدثنا أحمد بن علي بن المثنى الموصلي، قال: حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي، قال: حدثنا صالح المري، عن ثابت ويزيد الرقاشي وميمون بن سياه، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((يا أيها(1/470)
الناس، إن ربكم حيي كريمٌ يستحي أن يمد أحدكم يديه إليه فيردهما خائبتين)).
لم يخرجه أحدٌ من أصحاب الكتب الستة من حديث أنس رضي الله عنه.
وبه إلى ابن عساكر، قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد ابن الحصين، قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن علي بن محمد ابن المذهب، قال: أخبرنا أبو بكر بن مالك، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا أبو مليح المدني سمعه من أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من لم يدع الله غضب الله عليه)).
أخرجه الترمذي في الدعوات عن قتيبة، عن حاتم بن إسماعيل، عن أبي المليح، عن أبي صالح، به. وعن إسحاق بن منصور، عن أبي عاصم، عن حميد أبي المليح نحوه، وقال: حميدٌ هذا يقال له: الفارسي ساكن المدينة. وأخرجه ابن ماجة في(1/471)
الدعاء عن أبي بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد؛ كلاهما عن وكيع، عن أبي المليح، به.
وأبو صالح هو الخوزي ولا يعرف اسمه. قال الحاكم أبو أحمد في كتاب ((الأسامي والكنى)) له: أبو المليح حميد الفارسي المديني، سمع أبا صالح الخوزي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم : ((ليس شيءٌ أكرم على الله من الدعاء)). روى عنه أبو سفيان وكيع بن الجراح الرؤاسي وأبو عاصم الضحاك بن مخلد الشيباني، كناه لنا محمد بن سليمان، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل. ثم قال بعده: أبوالمليح صبيح المديني سمع أبا صالح، سمع منه أبو عبد الله مروان بن معاوية الفزاري وأبو عاصم الضحاك ابن مخلد الشيباني. سمعت محمد بن يعقوب يقول: سمعت العباس قال: سئل يحيى بن معين عن حديث أبي المليح؛ حديث أبي هريرة: ((من لا يسأله يغضب عليه)) من أبو المليح؟ فقال: مديني واسمه صبيح.
شيخٌ آخر
153- محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان النفزي الغرناطي الأندلسي الجياني، الإمام أبو حيان.(1/472)
سمع بالقاهرة من عبد العزيز الحراني، وابن خطيب المزة، وغازي الحلاوي، وأبي بكر محمد ابن القسطلاني، وأحمد بن حمدان الحراني، والفضل بن علي بن رواحة، وشامية بنت الحسن بن محمد البكري، وبالإسكندرية من عبد الوهاب بن الحسن بن الفرات، ومحمد بن عبد الرحمن ابن الدهان، وعبد الله بن أحمد بن فارس، ومحمد بن عبد الخالق بن طرخان وغيرهم، وأجاز له جماعة كثيرةٌ في إجازة ابن عبد الحميد الثانية، وحدث وكتب بخطه وانتقى على بعض شيوخه وكتب العالي والنازل وأخذ القراءات بالحروف على أبي جعفر أحمد بن علي ابن الطباع وعبد الحق بن علي الأنصاري، وقرأ ((التيسير)) على أبي علي الحسين بن أبي الأحوص سنة إحدى وسبعين وست مئة، وأخذ النحو على أبي جعفر أحمد بن إبراهيم بن الزبير، ورحل في طلب العلم بالأندلس فسمع بعده بلادٍ الأمهات الكبار من الحديث والقراءات(1/473)
والأدب، وكتب عن أدباء أندلس، ثم رحل عن الأندلس طالباً للعلم ولأداء فريضة الحج في سنة تسع وسبعين وست مئة فدخل الإسكندرية وقرأ بها القراءات على عبد النصير بن علي المريوطي من أصحاب الصفراوي، ثم سمع بمصر والقاهرة وحج في تلك السنة فسمع بمكة ومنى ولحقه ضعفٌ بمكة فسافر إلى جدة وسمع بها، ثم ركب البحر إلى عيذاب وكتب بها الآداب، ثم دخل قنى وقوص وسمع بهما، ثم انحدر طالباً مصر وكتب بدشنى وبمنية بني خصيب شيئاً من الأدب، ثم دخل القاهرة واستوطنها وقرأ بها القراءات السبعة على أبي الطاهر إسماعيل ابن المليجي، وسمع الكتب الستة وغيرها من المسانيد ومن الأجزاء ما لا يعد ومن كتب القراءات والنحو واللغة والآداب. وصنف عدة تصانيف منها: ((البحر المحيط في تفسير الكتاب العزيز)) و((شرح تسهيل الفوائد)) و ((عقد اللالئ في القراءات السبع))، وغير ذلك.
وقال سيدنا قاضي القضاة تاج الدين: أما أستاذنا أبو حيان(1/474)
الأندلسي فهو العلم الفرد والبحر الذي لم يعرف الجزر بل المد، سيبوية الزمان والمبرد إذا حمى الوطيس بتشاجر الأقران، وإمام النحو الذي لقاصده منه ما يشاء، ولسان العرب الذي لكل سمع لديه إصغاء، كعبة علمٍ تحج ولا تحج وتقصد من كل فج، تضرب إليه الإبل آباطها، وتفد عليه كل طائفةٍ سفراً لا تعرف إلا نمارق البيد بساطها، وكان عذباً منهلا، وسيلاً يسبق ارتداد الطرف وإن جاء متمهلاً، يعم المسير إليه الغدو والرواح، ويتنافس على أرج ثنائه مسك الليل وكافور الصباح، ولقد كان أرق من النسيم نفساً وأعذب مما في الكؤوس لعساً، طلعت شمسه من مغربها واقتعد مصر فكان نهاية مطلبها، وجلس بها فما طاف على مثله سورها، ولا طار إلا إليه من طلبة العلم قشاعمها ونسورها وازدهت به ولا ازدهاءها بالنيل وقد رواها، وافتخرت به حتى لقد لعبت بأغصان البان مهاب صباها. انتهى كلامه.
مولده في أواخر شوال سنة أربع وخمسين وست مئة بمطخشارش، وتوفي يوم السبت الثامن والعشرين من صفر سنة خمس وأربعين وسبع مئة بظاهر القاهرة، وصلي عليه من الغد ودفن بمقبرة الصوفية رحمه الله تعالى وإيانا.
قرأت عليه ((نغبة الوارد الظمان)) من تأليفه في السابع والعشرين من شوال سنة اثنتين وأربعين وسبع مئة بالصالحية من القاهرة.
أخبرنا الشيخ الإمام العالم العلامة شيخ النحاة، حجة العرب، قدوة الحفاظ والعلماء، أثير الدين أبو حيان محمد بن يوسف بن علي بن يوسف الأندلسي الجياني بقراءتي عليه، قال: أخبرنا الخطيب الفقيه المقرئ المفسر أبو جعفر أحمد بن علي بن محمد الرعيني ابن الطباع(1/475)
قراءة مني عليه بغرناطة، قال: أخبرنا الحافظ أبو عبد الله محمد بن إسماعيل ابن خلفون الأونبي، قال: أخبرنا القاضي أبو عبد الله محمد بن سعيد أبي الطيب، عن أبي عبد الله أحمد بن محمد الخولاني، وهو آخر من حدث عنه، قال: أخبرنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن محمد بن يوسف اللخمي القيجطالي، قال: أخبرنا أبو عيسى يحيى بن عبد الله بن أبي عيسى، قال: حدثنا أبو مروان عبيد الله بن يحيى، قال: حدثنا أبي يحيى بن يحيى القرطبي، قال: حدثنا أبو عبد الله الأصبحي الفقيه، عن نافع وعبد الله بن دينار وزيد بن أسلم؛ كلهم يخبره عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا ينظر الله يوم القيامة إلى من يجر ثوبه خيلاء)).
أخرجه البخاري في اللباس عن إسماعيل بن أبي أويس. وأخرجه مسلم فيه عن يحيى بن يحيى. وأخرجه الترمذي فيه عن قتيبة بن سعيد وعن إسحاق بن موسى عن معن؛ أربعتهم عن مالك، عن نافع وعبد الله بن دينار وزيد بن أسلم؛ ثلاثتهم عن ابن عمر به، فوقع لنا موافقةً لمسلم وبدلاً للبخاري والترمذي.(1/476)
وأخبرنا الشيخ الإمام الأستاذ أبو حيان محمد بن يوسف الجياني بقراءتي عليه، قال: أخبرنا الأديب الكاتب أبو محمد عبد الله بن محمد بن هارون الطائي قراءةً مني عليه، بمدينة تونس ضحى يوم الجمعة السادس عشر لجمادى الأولى سنة تسعٍ وسبعين وست مئة، ونقل لنا أنه اختلط بأخرة، قال: أخبرنا قاضي الجماعة الفقيه على مذهب أهل الحديث أبو القاسم أحمد بن أبي الفضل المخلدي البقوي، وهو آخر من حدث عنه بالسماع، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الحق الخزرجي، وهو آخر من حدث عنه، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن فرج مولى الطلاع، قال: حدثنا يونس بن مغيث، قال: حدثنا أبو عيسى، قال: حدثنا أبو مروان، قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: حدثنا مالك، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبعٍ وعشرين درجةً)).
قال شيخنا الشيخ أبو حيان: هذا حديثٌ جليل الإسناد، رجاله كلهم علماء، وهو حديثٌ دائرٌ بين قرطبيين ومدنيين فمن شيخنا إلى يحيى بن يحيى قرطبيون، ومن مالك إلى ابن عمر مدنيون.
أخرجه البخاري في الصلاة عن عبد الله بن يوسف وأخرجه مسلم فيه عن يحيى بن يحيى، وأخرجه النسائي فيه عن قتيبة؛ ثلاثتهم عن(1/477)
مالك، به. فوقع لنا موافقة لمسلم وبدلاً للبخاري والنسائي.
وأخبرنا شيخنا الإمام أبو حيان بقراءتي عليه قال: وحدثنا أيضاً يعني الإمام أبا جعفر أحمد بن إبراهيم بن الزبير، قال: أخبرنا القاضي الخطيب العالم المتفنن أبو علي الحسين بن عبد العزيز بن محمد بن أبي الأحوص القرشي قراءةً مني عليه بمدينة رية من الأندلس عن قاضي الجماعة أبي القاسم أحمد بن يزيد بن عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن أحمد بن مخلد بن عبد الرحمن بن أحمد بن بقي بن مخلد بن يزيد القرطبي الفقيه على مذهب أهل الحديث بطريانة، عن أبيه، عن أبيه، عن أبيه، عن أبيه، عن أبيه، عن أبيه، عن أبيه، عن أبيه، عن أبيه الإمام أبي عبد الرحمن بقي بن مخلد، عن أبي بكر المقدمي، عن عمر بن علي وعبد الله بن يزيد، عن عبد الرحمن بن زياد، عن عبد الرحمن بن رافع، عن عبد الله بن عمرو، أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بمجلسين أحد المجلسين يدعون الله ويرغبون إليه، والآخر تعلمون العلم ويعلمونه، فقال: ((كل المجلسين خيرٌ وأحدهما أفضل من الآخر، أما هؤلاء فيتعلمون ويعلمون الجاهل فهم أفضل، وأما هؤلاء فيدعون الله ويرغبون إليه إن شاء أعطاهم وإن شاء منعهم، وإنما بعثت معلماً، ثم جلس معهم)).
لم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة من هذا الوجه،(1/478)
وعبد الرحمن بن رافع هو التنوخي قاضي إفريقية، وعبد الرحمن بن زياد هو ابن أنعم الإفريقي ضعيف.
وأخبرنا الإمام لسان أهل الأدب أبو حيان بقراءتي عليه قال: قرأت على الحافظ أبي علي القرشي لشيخه الإمام أبي الحسن علي بن جابر الأنصاري الدباج رحمه الله:
رضيت كفافي رتبةً ومعيشةً ... فلست أسامي موسراً ووجيهاً
ومن جر أثواب الزمان طويلةً ... فلا بد يوماً أن سيعثر فيها
وأنشدنا الإمام أبو حيان بقراءتي عليه، قال: أنشدنا الخطيب أبو جعفر ابن الطباع، قال: أنشدنا ابن خلفون، قال: أنشدنا أبو عبد الله محمد بن سعيد، قال: أنشدنا أبو عمران موسى بن أبي تليد لنفسه:
حالي مع الدهر في تقلبه ... كطائر ضم رجله شرك
فهمه في خلاص مهجته ... يروم تخليصها فيشتبك(1/479)
وأنشدنا الشيخ الإمام أبو حيان بقراءتي عليه لنفسه:
أما أنه لولا ثلاثٌ أحبها ... تمنيت أني لا أعد من الأحيا
فمنها رجائي أن أفوز بتوبةٍ ... تكفر لي ذنباً وتنجح لي سعيا
ومنهن صوني النفس عن كل جاهلٍ ... لئيم فلا أمشي إلى بابه مشيا
ومنهن أخذي بالحديث إذ الورى ... نسوا سنة المختار واتبعوا الرأيا
أنترك نصاً للرسول ونقتدي ... بشخصٍ لقد بدلت بالرشد الغيا
وأنشدنا أيضاً لنفسه بقراءتي عليه:
وزهدني في جمعي المال أنه ... إذا ما انتهى عند الفتى فارق العمرا
فلا روحه يوماً أراح من العنا ... ولم يكتسب حمداً ولم يدخر أجرا
وأنشدنا أيضاً لنفسه:
سعت حيةٌ من شعره نحو صدغه ... وما انفصلت من خده إن ذا عجب
وأعجب من ذا أن سلسال ريقه ... برودٌ ولكن شب في قلبي اللهب
وأنشدنا أيضاً لنفسه:
سال في الخد للحبيب عذار ... وهو لا شك سائلٌ مرحوم
وسألت التثامه فتجنى ... فأنا اليوم سائلٌ محروم
وأنشدنا أيضاً لنفسه:
سبق الدمع بالمسير المطايا ... إذ نوى من أحب عني نقله
وأجاد الشطور في صفحة الخد ... ولم لا يجيد وهو ابن مقله
شيخٌ آخر
154- محمود بن خليفة بن محمد بن خلف.(1/480)
شيخٌ آخر
155- منصور بن نجم بن زيان، بفتح الزاي المعجمة والياء المشددة آخر الحروف، ابن حسان بن سليمان الليثي الشافعي القاضي، ناصر الدين أبو الفتح، المعروف بالقرتاوي.
سمع من عبد العزيز ابن عساكر وحدث. سمع منه البرزالي، وذكره في ((معجمه)) فقال: شيخٌ فقيهٌ ولد سنة خمسين وست مئة تقريباً، وقدم دمشق واشتغل على النووي وابني المقدسي وغيرهم، وعرض ((التنبيه)) سنة أربع وسبعين، ومات أبوه سنة خمس وسبعين فولي مكانه قضاء قرتيا، وبقي مدة ينوب عن محيي الدين قاضي غزة، وناب بغزة، ثم ولي قضاء الخليل، ثم ولي غزة مستقلاً، ثم عجلون، ثم نابلس، وهو موصوفٌ بالديانة والانتماء إلى النواوي، وحدث بغزة وعجلون ودمشق. وقال في موضع آخر: شيخٌ حسنٌ عفيفٌ في ولاياته، وفيه تصميم وقوة نفس. انتهى كلامه.
قرأت عليه من أول كتاب ((تصحيح التنبيه)) إلى كتاب الزكاة بروايته عن مصنفه الشيخ محيي الدين النواوي في سنة اثنتين وأربعين وسبع مئة بغزة.
أخبرنا الشيخ الإمام العالم ناصر الدين أبو الفتح منصور بن نجم بن زيان بن حسان الليثي الشافعي بقراءتي عليه بغزة في سنة اثنتين وأربعين(1/481)
وسبع مئة، قال: أخبرنا الشيخ الإمام شيخ الإسلام محيي الدين أبو زكريا يحيى بن شرف بن مري بن حسن بن حسين النواوي الشافعي سماعاً عليه قال: الحمد لله رب العالمين، وصلاته وسلامه على سيدنا محمد عبده ورسوله النبي الأمي، وعلى آله وأزواجه وذريته أجمعين، وأشهد أن لا إله إلا الله الكريم الوهاب، عليه توكلت وإليه متاب، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أما بعد: فإن ((التنبيه)) من الكتب المشهورات النافعات المباركات، فينبغي لمريد نصح المسترشدين وهداية الطالبين أن يعتني بتقريبه وتحريره وتهذيبه، ومن ذلك بيان ما يفتى به من مسائله، فإن فيه مسائل كثيرة فيها خلافٌ مطلقٌ بلا ترجيح، ومسائل جزم بها أو صحح فيها خلاف الصحيح عند الأصحاب والمحققين والأكثرين منهم، ومواضع يسيرة جداً هي غلطٌ ليس فيها خلافٌ، وقد استخرت الله الكريم الرؤوف الرحيم في جمع كراسة تحصل بيان جميع ذلك وتشتمل على نفائس أخرى، أبين فيها إن شاء الله تعالى ما هو الراجح وبه الفتوى عند أئمة المذهب وعارفيه، فما جزم به المصنف، وهو مجزوم به عند أئمة المذهب أو هو الراجح عندهم سكت عليه، وسكوتي تقريرٌ للعمل به، وما أطلق فيه خلافاً بينت راجحه، وما جزم به أو صححه والراجح عند الأصحاب أو أكثرهم ومحققيهم خلافه ذكرته فقلت: ((الأصح كذا وكذا))، ثم أعطف عليه، وما رجحه المصنف وأكثر الأصحاب وكان الراجح في الدليل خلافه، ورجحه بعضهم قلت: ((المختار كذا))، فإذا فرغت منه، قلت: ((والأصح كذا))، ثم عطفت عليه، وما كان غلطاً محضاً ليس فيه خلاف قلت: ((الصواب كذا))، فإذا فرغت منه قلت: ((والأصح كذا))، ولا أستعمل الأصح إلا فيما فيه خلاف وإن كان غريباً وإنما ذكرت هذا الأخير لأن في (التنبيه) مسائل يظنها من لا اطلاع له غلطاً وأنه لا خلاف فيها، وليست كذلك، وما قال المصنف فيه: جاز، وقيل: لا يجوز، أو صح، وقيل: لا يصح، أو وجب، وقيل: لا يجب ونحو ذلك من صيغ الجزم فهو ترجيح منه للأول، فإن كان هو الراجح(1/482)
في المذهب سكت عليه وإلا نبهت عليه، كما أنبه على ترجيح ما صرح المصنف بتصحيح خلافه، وإذا قال: المنصوص أو ظاهر النص كذا، فهو الراجح إلا ما بينه أو بينته أنا، وهذا الذي ذكرته من أنه إذا قال: جاز، وقيل: لا يجوز ونحوه وكان ترجيحاً للأول فهو فيما لم يصرح بخلافه كما فعله في مواضع منها مسألة الصبغ في باب الغصب، والشهادة بالملك بمجرد اليد والتصرف، فإذا علم ما ذكرته حصل منه أن مذهب الشافعي رضي الله عنه العمل بما تضمنه ((التنبيه)) مع هذه الكراسة وبالله التوفيق وعليه اعتمادي، وإليه تفويضي واستنادي.
المختار لا يكره المشمس، والأصح جواز الطهارة بالمتغير بزعفران ونحوه تغييراً يسيراً، وبالمتغير بدهن وعود وبما وقع فيه، ميتةٌ لا نفس لها سائلة إلا أن تغيره فتنجسه، وقيل: طاهرٌ، وقيل: طهورٌ، والصواب أنه إذا وقع في القلتين نجاسة مائعةٌ لم تغيره لموافقته نجسته إن كانت لو قدرت مخالفة في أغلظ الصفات لغيرته، والأصح أنه لا يطهر ما زال تغيره بتراب. وتحريم اتخاذ إناء الذهب والفضة. وجواز الاجتهاد للأعمى. وأن المستحاضة ونحوها لا يصح وضوؤها بنية رفع الحدث فقط. والصواب أنه إذا تيقن طهارة يده لم يكره غمسها في الإناء قبل غسلها سواء قام من النوم أم لا، ولا استحباب أيضاً في تقديم غسلها على الغمس على الأصح. والأصح تفصيل الجمع بثلاث غرف في المضمضة والاستنشاق. والصواب وجوب غسل ما تحت الشعر الكثيف على الخدين وما تحت لحية المرأة والخنثى والأهداب وما عم الجبهة وكذا بعضها على الصحيح، والأصح وجوب إفاضة الماء على ما نزل من اللحية. ومنع مسح الجرموقين. والمختار انتقاض الوضوء بأكل لحم الإبل. والأصح أنه لا ينتقض بخروج المني ولا بخارج من منفتح تحت المعدة مع انفتاح الأصل أو فوقها مع انسداده، ولا يلمس المحرم بنسبٍ أو غيره، ولا الصغيرة وأنه ينتقض الملموس. وأن انتشار البول على قولين كالغائط. وجواز الاستنجاء بالأحجار في النادر كالدم. وأنه لا يجب من(1/483)
حصاةٍ بلا رطوبة وكذا البعرة. ووجوب الغسل بخروج الولد. وأن من شك هل خرج منه مني أو مذي تخير بين موجبيهما. وأنه لا يجوز التيمم بتراب مستعمل وجوازه بما خالطه رملٌ خشن. وأنه لا يصح لنفل مؤقت قبل وقته. وأنه إذا دل على ماء بقربه وخاف فوت الوقت لم يلزمه قصده. وأن من وجد بعض ما يكفيه لطهارته لزمه استعماله، ثم يتيمم للباقي. وإن من أضل رحله في رحال وأمعن في طلبه وصلى بالتيمم لا إعادة عليه. وأن المتيمم للبرد في السفر تلزمه الإعادة. وأنه لا تجب إعادة صلاة واضع الجبائر على طهر. ووجوب ضم التيمم إلى المسح. وذكر بقية كتاب ((التصحيح)) وهو كتاب نفيسٌ.
شيخٌ آخر
156- هبة الله بن عبد الرحيم بن إبراهيم بن هبة الله بن المسلم ابن هبة الله الجهني الحموي، قاضي القضاة شرف الدين أبو القاسم ابن قاضي القضاة نجم الدين أبي محمد ابن قاضي القضاة شمس الدين أبي الطاهر، المعروف بابن البارزي الشافعي قاضي حماة.(1/484)
سمع من أبيه وجده والشيخ عز الدين الفاروثي، والشيخ جمال الدين محمد بن عبد الله بن مالك وجماعة، وأجاز له الشيخ عز الدين ابن عبد السلام، والشيخ نجم الدين عبد الله بن محمد البادرائي، والصاحب كمال الدين عمر ابن العديم، والحافظ رشيد الدين العطار، والكمال الضرير، وأبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل المقدسي، وخالد ابن يوسف النابلسي، وغيرهم، وحدث بدمشق وحماة.
سمع منه البرزالي، وابن سامة، والذهبي، وجماعة وصنف التصانيف وانتهت إليه مشيخة المذهب مع الدين والتواضع وحسن السريرة، وكان كبير الشأن عديم النظير، له خبرة تامة بمتون الأحاديث. ولي القضاء بحماة وخرجت له مشيخة كبيرة. وقال البرزالي: ((تأخر عن أقرانه وبقي فريد العصر في العلوم والفضائل والديانة والمنصب وكبر السن، ثم ضعف بصره وعمي، واستمر في القضاء مدةً ثم تركه، ولم يكن يقطع نظره عن الوظيفة، بل يحضر دار العدل، وتولى مشيخة الخانقاه بحماة)). انتهى كلامه.
مولده في الخامس من شهر رمضان سنة خمس وأربعين وست مئة بحماة. وتوفي بها في ليلة الأربعاء العشرين من ذي القعدة سنة ثمان وثلاثين وسبع مئة، وصلي عليه ضحى نهار الأربعاء، ودفن بمقابر ضبية بعقبة نقيرين ظاهر حماة.
أجاز لنا ما يجوز له روايته في سنة .. ..
أخبرنا الشيخ الإمام العلامة قاضي القضاة شرف الدين أبو القاسم(1/485)
هبة الله ابن قاضي القضاة نجم الدين عبد الرحيم ابن قاضي القضاة شمس الدين إبراهيم بن هبة الله بن المسلم بن هبة الله ابن البارزي الحموي الشافعي كتابةً، قال: أخبرنا جدي أبو طاهر إبراهيم بن هبة الله قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن المظفر بن إبراهيم الحربي بالموصل قراءةً عليه وأنا أسمع في العشر الأخير من رجب سنة ست وتسعين وخمس مئة، قال: أخبرنا الإمام شيخ العراق أبو محمد عبد الله بن أحمد بن أحمد ابن الخشاب النحوي، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الحسين السمناني القاضي (ح) قال أبو إسحاق الحربي: وأخبرنا أيضاً أبو الفتح يوسف بن محمد بن مقلد الدمشقي، قال: أخبرنا عمر بن إبراهيم التنوخي؛ قالا: أخبرنا الإمام أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي، قال: أخبرنا أبو نصر أحمد بن محمد بن إبراهيم المهرجاني، قال: أخبرنا عبيد الله بن محمد بن محمد الزاهد، قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، قال: حدثنا علي بن مسلم، قال: حدثنا حرمي بن عمارة، قال: حدثني شعبة، عن خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي سعيد بن المعلى رضي الله عنه قال: كنت أصلي فمر بي النبي صلى الله عليه وسلم فناداني فلم آته حتى فرغت من صلاتي، فقال: ((ما منعك أن تأتيني إذ دعوتك))؟ فقلت: كنت أصلي؛ فقال: ((ألم يقل الله عز وجل: {استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم} أتحب أن أعلمك أعظم سورة في القرآن قبل أن تخرج من المسجد)). قال: فذهب يخرج فذكرته فقال: {الحمد لله رب العالمين}.
وأخبرناه عالياً بدرجتين أبو العباس أحمد بن أبي طالب الدمشقي في كتابه قال: أخبرنا أبو عبد الله البغدادي قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو الوقت السجزي، قال: أخبرنا أبو الحسن الداودي، قال: أخبرنا أبو محمد الحموي، قال: أخبرنا أبو عبد الله الفربري، قال: حدثنا الإمام أبو عبد الله البخاري، قال: حدثنا مسدد، عن يحيى بن سعيد، عن شعبة، فذكره.(1/486)
أخرجه أبو داود عن عبيد الله بن معاذ. وأخرجه النسائي عن إسماعيل بن مسعود؛ كلاهما عن خالد بن الحارث عن شعبة. فوقع لنا عالياً.
وبه إلى الواحدي قال: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الصوفي، قال: حدثنا المغيرة بن عمرو بن الوليد، قال: حدثنا المفضل بن محمد، قال: حدثنا إبراهيم بن محمد الشافعي، قال: حدثنا فضيل بن عياض، عن عطاء بن السائب، عن طاووس، عن ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((الطواف بالبيت صلاةٌ إلا أن الله عز وجل قد أحل فيه المنطق فمن نطق فلا ينطق إلا بخير)).
وأخبرنا به عالياً بدرجةٍ سماعاً متصلاً شيخنا الإمام نادرة الزمان أبو الحجاج يوسف ابن الزكي عبد الرحمن المزي سماعاً عليه. قال: أخبرنا الشيخ الإمام فخر الدين أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد ابن البخاري وغيره قالوا: أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن معمر بن طبرزد المؤدب، قال: أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي، قال: أخبرنا الشيوخ الثلاثة أبو عامر محمود بن القاسم الأزدي وأبو بكر أحمد بن عبد الصمد الغورجي وأبو نصر عبد العزيز بن محمد الترياقي: قالوا: أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد بن عبد الله الجراحي، قال: أخبرنا أبو العباس محمد بن أحمد بن محبوب المحبوبي، قال: أخبرنا الإمام الحافظ أبو عيسى محمد بن عيسى بن(1/487)
سورة الترمذي، قال: حدثنا قتيبة، عن جرير، عن عطاء بن السائب، به فذكره.
أخرجه الترمذي في الحج عن قتيبة كما سقناه في الطريق الثانية، قال: وقد روي عن طاووس عن ابن عباس موقوفاً، ولا نعرفه مرفوعاً إلا من حديث عطاء بن السائب.
وبه إلى الإمام أبي الحسن الواحدي قال: أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري، قال: حدثنا محمد بن يعقوب، قال: حدثنا بحر بن نصر، قال: قرئ على ابن وهب: أخبرك عمرو بن الحارث، عن أبي الأسود، عن عروة بن الزبير، عن أبي مراوح، عن حمزة بن عمرو رضي الله عنه أنه قال: يا رسول الله أجد بي قوةً على الصيام في السفر فهل علي جناحٌ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((هي رخصةٌ من الله فمن أخذ بها فحسنٌ، ومن أحب أن يصوم فلا جناح عليه)).
أخرجه مسلم عن أبي الطاهر عن ابن وهب. فوقع لنا بدلاً له.(1/488)
وبه إلى الواحدي قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر الخشاب، قال: أخبرنا أبو عمرو محمد بن أحمد الحيري، قال أخبرنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((اختتن إبراهيم بالقدوم وهو ابن ثمانين سنة)).
أخرجه البخاري ومسلم جميعاً عن قتيبة. فوقع لنا موافقةً لهما.
شيخٌ آخر
157- يحيى بن فضل الله بن المجلي بن دعجان بن خلف ابن منصور بن ناصر بن نصر بن عمر بن عدي العدوي العمري، القاضي محيي الدين أبو المعالي بن أبي يحيى بن أبي الفوارس الدمشقي.(1/489)
سمع من أحمد بن عبد الدائم ((جزء ابن عرفة)) و ((جزء الحوراني)) ومن النجيب عبد اللطيف الحراني من ((مسند أحمد))، وأجاز له في سنة سبع وأربعين وست مئة أحمد بن المفرج بن مسلمة، والعراقي، وإبراهيم بن محمد بن وثيق، والحسن بن محمد البكري، ومكي بن علان وغيرهم.
وحدث بالقاهرة ودمشق، سمع منه الحفاظ، فتح الدين ابن سيد الناس، وعلم الدين البرزالي، وشمس الدين الذهبي وغيرهم. وخرجت له مشيخةٌ.
قال البرزالي في ((معجمه)): ذو كفاءةٍ وفضيلةٍ وقيام تام، قام بما هو متقلده، ملازم لوظيفته وداره، قليل الحديث فيما لا يعنيه، له وجاهةٌ ورئاسة كاملة، ومالٌ جزيلٌ. انتهى كلامه.
مولده في ظهر يوم السبت حادي عشر شوال سنة خمس وأربعين وست مئة بالكرك. وتوفي في ليلة الأربعاء تاسع شهر رمضان سنة ثمان وثلاثين وسبع مئة بالقاهرة، وصلي عليه من الغد ودفن بالقرافة، ثم نقل إلى دمشق بعد مدة، فدفن بتربتهم بسفح جبل قاسيون، رحمه الله تعالى.
سمعت عليه ((حديث إسحاق بن راهوية)) رواية ابن شادل بإجازته من مكي بن علان، بسماعه من ابن خلدون، قال: أخبرنا ابن الموازيني، قال: أخبرنا ابن أبي نصر، قال: أخبرنا الميانجي، قال: أخبرنا ابن شاذل، عنه. ومجلس نفي التشبيه من ((أمالي ابن عساكر))، بإجازته من مكي بن علان، وابن مسلمة، بسماعهما من مملية. ومن حديث الآجري والختلي بإجازته من ابن رواج بسنده.
أخبرنا الشيخ الإمام القاضي محيي الدين أبو المعالي يحيى بن فضل الله بن المجلي العدوي العمري، قراءةً عليه وأنا أسمع قال: أخبرنا(1/490)
أبو محمد مكي بن المسلم بن مكي بن خلف بن المسلم بن علان القيسي إجازةً، قال: أخبرنا أبو المعالي علي بن هبة الله بن خلدون الواعظ قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين السلمي ابن الموازيني قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن عبد الرحمن بن عثمان بن أبي نصر قراءةً عليه وأنا أسمع في داره بدمشق في جمادى الأولى سنة ثلاثٍ وأربعين وأربع مئة، قال: قرأ على القاضي أبي بكر يوسف بن القاسم بن يوسف بن فارس الميانجي وأنا حاضرٌ أسمع، قيل له: أخبركم أبو العباس محمد بن شادل الهاشمي النيسابوري قراءةً عليه، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، قال: أخبرنا سفيان، عن صالح بن كيسان، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال: مطر الناس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم أصبح فقال: ((ألم تسمعوا ما قال ربكم الليلة، قال: ما أنعمت على عبادي من نعمة إلا وأصبح فريقٌ منهم بها كافرين، وأما من آمن بي وحمدني على سقياي فقد آمن بي وكفر بالكوكب، وأما من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا فقد آمن بالكوكب وكفر نعمتي)).
أخرجه البخاري في التوحيد مختصراً عن مسدد. وأخرجه النسائي في ((اليوم والليلة)) عن قتيبة؛ كلاهما عن سفيان، به. فوقع(1/491)
لنا بدلاً.
وبه إلى إسحاق الحنظلي، قال: أخبرنا سفيان، عن الزهري، عن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم ((قرأ في المغرب بالطور)).
أخرجه البخاري في التفسير عن الحميدي. وأخرجه مسلم في الصلاة عن أبي بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب. وأخرجه ابن ماجة فيه عن محمد بن الصباح؛ أربعتهم عن سفيان، به. فوقع لنا بدلاً عالياً.
وبه إلى إسحاق الحنظلي، قال: أخبرنا عمرو بن محمد القرشي، قال: حدثنا أسباط بن نصر الهمداني، عن السدي، عن أبي سعد الأزدي وكان قارئ الأزد، عن أبي الكنود، عن خباب بن الأرت رضي الله عنه، في قوله عز وجل {ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداوة والعشي يريدون وجهه}. قال: جاء الأقرع بن حابس التميمي وعيينة بن حصن(1/492)
الفزاري فوجدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم مع بلال وعمار وصهيب وخباب، قاعداً في ناس من ضعفاء المؤمنين، فلما رأوهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حقروهم، فأتوه فخلوا به، فقالوا: إنا نحب أن تجعل لنا منك مجلساً تعرف العرب لنا فيه فضلنا فإن وفود العرب تقدم عليك فنستحي أن ترانا مع هذه الأعبد، فإذا جئناك فأقمهم عنا، فإذا فرغنا نحن فاقعد معهم إن شئت، فقال: ((نعم))، قالوا: فاكتب لنا عليك به كتاباً، قال: فدعا بصحيفةٍ، ودعا علياً عليه السلام ليكتب، قال: ونحن جلوساً في ناحيةٍ، فنزل جبريل عليه السلام، فقال: {ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء فتطردهم فتكون من الظالمين}، قال: ثم ذكر الأقرع وعيينة، قال: {وكذلك فتنا بعضهم ببعضٍ ليقولوا أهؤلاء من الله عليهم من بيننا أليس الله بأعلم بالشاكرين}، قال: {وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلمٌ عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة}. فرمى النبي صلى الله عليه وسلم بالصحيفة ودعاهم فقال لهم: {كتب ربكم على نفسه الرحمة}، قال: فيومئذ وضعنا ركبنا على ركبتيه قال: وكان يجلس فإذا أراد القيام قام فتركنا، فأنزل الله عز وجل {واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عنياك عنهم}، يقول: لا تعد عيناك عنهم وتجالس الأشراف، {ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا}، يعني الأقرع وعيينة. قال: ثم ضرب لهم مثل الحياة الدنيا، ومثل الرجلين، قال: فكنا نقعد بعد ذلك مع النبي صلى الله عليه وسلم فإذا بلغ الساعة التي يريد أن يقوم فيها قمنا وتركناه حتى يقوم.
أخرجه ابن ماجة في الزهد عن أحمد بن محمد بن يحيى بن(1/493)
سعيد القطان، عن عمرو بن محمد العنقزي. فوقع لنا بدلاً عالياً.
والسدي اسمه إسماعيل بن عبد الرحمن، وأبو سعد الأزدي لم يذكر الحاكم اسمه في كتابه المسمى ((بالأسامي والكنى))، وأبو الكنود اسمه عبد الله بن عمران، ويقال: ابن عويمر، ويقال: ابن عامر.
وبه إلى إسحاق الحنظلي، قال: حدثنا أبو الوليد، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن عمرو بن دينار، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن أبيه رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان في سفرٍ، فقال: ((من يكلأنا الليلة لا نرقد عن صلاة الصبح)). فقال بلالٌ: أنا، فاستقبل مطلع الشمس، وضرب على آذانهم حتى استيقظوا بحر الشمس، فتوضؤوا ثم أذنوا فأقاموا فصلى ركعتين ثم صلى المكتوبة بعدما طلعت الشمس.
أخرجه النسائي في الصلاة عن أبي عاصم خشيش بن أصرم النسائي، عن يحيى بن حسان، عن حماد بن سلمة، به. فوقع لنا عالياً.
وبه إلى إسحاق بن راهوية، قال: حدثنا بشر بن عمر الزهراني، قال: حدثنا مالك بن أنس، عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان، عن أبي عمرو الأنصاري، عن زيد بن خالد رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((خير الشهداء الذي يأتي بالشهادة قبل أن يسألها. أو قال: يخبر بالشهادة قبل أن يسألها)).(1/494)
أخرجه مسلم في القضاء عن يحيى بن يحيى، عن مالك، عن عبد الله بن أبي بكر، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان، عن عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري القاص المديني، عن زيد بن خالد به. وأخرجه أبو داود فيه عن أحمد بن سعيد الهمداني وأبي الطاهر ابن السرح؛ كلاهما عن ابن وهب عن مالك، به. وأخرجه الترمذي في الشهادات عن أحمد بن الحسن، عن القعنبي، عن مالك، به. وعن إسحاق بن موسى، عن معن بن عيسى، عن مالك، به، وقال: عن أبي عمرة. وعن بشر بن آدم ابن بنت أزهر السمان، عن زيد ابن الحباب، قال: حدثني أبي بن عباس بن سهل بن سعد، قال: حدثني أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، قال: حدثني عبد الله بن عمرو بن عثمان، قال: حدثني خارجة بن زيد بن ثابت، قال: حدثني عبد الرحمن ابن أبي عمر بمعناه، وقال: حسنٌ غريبٌ من هذا الوجه. وقال عقيب حديث إسحاق بن موسى: أكثر الناس يقولون: ابن أبي عمرة، واختلف على مالك فيه، فروى بعضهم ((عن ابن أبي عمرة))، وروى بعضهم ((عن أبي عمرة))، ((وابن أبي عمرة)) أصح عندنا، لأنه قد روي من غير حديث مالك عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن زيد بن خالد، وقد روي عن أبي عمرة عن زيد بن خالد غير هذا الحديث وهو صحيح أيضاً، ((وأبو عمرة)) هو مولى زيد بن خالد، وله حديث الغلول. وأخرجه النسائي في القضاء عن محمد بن سلمة والحارث بن مسكين؛ كلاهما عن ابن القاسم، عن مالك، به، وقال: عن أبي عمرة. وأخرجه ابن ماجة في(1/495)
الأحكام عن علي بن محمد ومحمد بن عبد الرحمن الجعفي؛ كلاهما عن زيد بن الحباب بمعناه، فوقع لنا بدلاً لمسلم عالياً.
شيخٌ آخر
158- يحيى بن يوسف بن أبي محمد بن أبي الفتوح بن ناصر المقدسي الأصل الدمشقي، عرف بابن المصري، شرف الدين أبو زكريا.
أجاز له ابن الجميزي، وابن رواج، والمرسي، والحسن ومحمد ابنا محمد بن محمد البكري، والحافظ زكي الدين المنذري، وحدث.
سمع منه الشيخ قطب الدين عبد الكريم الحلبي، وخرج له الإمام تقي الدين ابن رافع جزءاً، وطال عمره وانتفع به، وتفرد عن جماعةٍ من شيوخه، وكان يشهد على الإصطبل السلطاني.
مولده بعد الأربعين وست مئة، ومات يوم السبت سابع جمادى(1/496)
الآخرة سنة سبعٍ وثلاثين وسبع مئة بمصر، وصلي عليه من الغد، ودفن بالقرافة.
سمعت عليه ((حديث الآجري والختلي)) بإجازته من عبد الوهاب ابن رواج، قال: أخبرنا السلفي. و((مجلس القطان)) بإجازته من ابن رواج أيضاً؛ قال: أخبرنا السلفي، قال: أخبرنا أبو الحسن بن أبي الصقر، قال: أخبرنا القطان. والأول من ((اختلاف الحديث)) للشافعي رضي الله عنه بإجازته من ابن بنت الجميزي بسنده. وجزءاً فيه أحاديث وغيرها عن مشايخ ستةٍ أجازوا له، تخريج الحافظ شهاب الدين أحمد بن أيبك الدمياطي. و((جزء إسماعيل بن محمد الصفار)) بإجازته من ابن رواج، قال: أخبرنا السلفي، قال: أخبرنا مكي بن منصور، قال: أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن بشران، عنه. والجزء الثاني من ((أمالي المحاملي)) بإجازته من ابن الجميزي، بسماعه من شهدة بنت أحمد الإبري، بسماعها من الحسين بن طلحة النعالي، قال: أخبرنا أبو عمر بن مهدي، قال: أخبرنا المحاملي. ومن كتاب ((المحدث الفاصل بين الراوي والواعي)) للقاضي أبي محمد الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد الرامهرمزي بإجازته من ابن رواج، بسماعه من السلفي، قال: أخبرنا المبارك بن عبد الجبار الصيرفي، قال: أخبرنا علي بن أحمد الفالي، قال: أخبرنا القاضي أبو عبد الله أحمد بن إسحاق بن خربان النهاوندي، قال: أخبرنا الرامهرمزي من قوله: من كان لا يرى أن يكتب، وهو في الجزء الرابع من الكتاب إلى آخره بقراءة الحافظ تقي الدين(1/497)
أبي الفتح السبكي.
أخبرنا الشيخ المسند الكبير شرف الدين أبو زكريا يحيى بن يوسف بن أبي محمد المقدسي، ابن المصري قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الوهاب بن ظافر بن علي بن رواج الأزدي إجازةً، قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم السلفي، قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا الحاجب أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن يوسف بن يعقوب ابن العلاف المقرئ فيما قرأت عليه ببغداد في شوال من سنة ثلاثٍ وتسعين وأربع مئة، قلت له: أخبركم أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر بن حفص الحمامي، قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن سلم الختلي، قال: حدثني أحمد بن عيسى المصري، قال: حدثنا عمرو بن أبي سلمة، قال: حدثنا زهير بن محمد، عن ابن جريج، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه عن جده رضي الله عنهم، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا ادعت المرأة طلاق زوجها فجاءت على ذلك بشاهد عدل، استحلف زوجها، فإن حلف بطلت شهادة الشاهد، وإن نكل فنكوله بمنزلة شاهدٍ آخر، وجاز طلاقه)).
أخرجه ابن ماجة في الطلاق عن محمد بن يحيى، عن عمرو بن أبي سلمة به. فوقع لنا بدلاً عالياً.(1/498)
وبه إلى الختلي، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن إسماعيل بن عامر التمار الرقي، قال: حدثنا الربيع بن سليمان، قال: سمعت الشافعي رضي الله عنه يقول: إذا جاء الحديث عن مالك فشد به يديك، ولولا مالك وسفيان ذهب علم الحجاز.
وبه إلى الختلي، قال: حدثنا أبو بكر الخلال، قال سمعت الربيع بن سليمان المرادي يقول: سمعت الشافعي رضي الله عنه يقول: ليس العلم ما حفظ، العلم ما نفع.
وبه إلى الختلي، قال: أخبرنا أبو بكر بن سيف، قال: سمعت المزني يقول: سمعت الشافعي يقول: العلم ما نلت فائدته ووجدت بركته.
وبه إلى الختلي، قال: حدثنا أبو روق، قال: حدثنا أبو حاتم، عن الأصمعي قال: كان أشياخنا وعجائزنا يقولون: عاشروا الناس بخلقٍ حسن، إن غبتم حنوا إليكم، وإن متم ترحموا عليكم، ثم أنشأ يقول:
كل الأمور تبيد عنك وتنقضي ... إلا الثناء فإنه لك باقي
ولو أنني خيرت كل فضيلةٍ ... ما اخترت غير مكارم الأخلاق
وأخبرنا الشيخ شرف الدين أبو زكريا يحيى بن يوسف ابن المصري قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الوهاب بن ظافر بن علي بن رواج الأزدي إجازةً، قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي قراءةً عليه وأنا أسمع في مستهل جمادى الآخرة سنة أربع وسبعين وخمس مئة، قال: أخبرنا الرئيس أبو الحسن مكي بن منصور بن محمد بن علان الكرجي، قدم علينا أصبان، قراءةً عليه غير(1/499)
مرة في جمادى الآخرة سنة إحدى وتسعين وأربع مئة، قال: أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران المعدل قراءةً عليه ببغداد في جمادى الآخرة سنة خمس عشرة وأربع مئة قال: أخبرنا أبو علي إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن صالح الصفار قراءةً عليه يوم الأربعاء لأربع عشرة خلت من جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين وثلاث مئة، قال: حدثنا عباس، هو ابن محمد بن حاتم الدوري، قال: حدثنا موسى بن داود، قال: حدثنا سعيد بن الحكم مولى لآل عمرو بن حريث، قال: حدثني خالي الوليد بن سريع مولى عمرو بن حريث، عن عمرو بن حريث رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الفجر: {فلا أقسم بالخنس. الجوار الكنس}.
أخرجه مسلم في الصلاة عن محرز بن عون، عن خلف بن خليفة، عن الوليد به. فوقع لنا عالياً.
وبه إلى إسماعيل الصفار، قال: حدثنا عباس، قال: حدثنا حجاج الفساطيطي، قال: حدثنا شداد بن سعيد الراسبي، عن غيلان بن جرير، عن أبي بردة، عن أبي موسى رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال: ((تحشر هذه الأمة على ثلاثة أصنافٍ؛ صنفٌ يدخلون الجنة بغير حساب، وصنفٌ يحاسبون حساباً يسيراً، وصنفٌ يجيئون على ظهورهم أمثال الجبال الراسية فيسأل الله عنهم وهو أعلم بهم فيقول: ما هؤلاء، فيقولون: عبادٌ من عبادك، فيقول: حطوها عنهم. واجعلوها على اليهود والنصارى، وأدخلوهم الجنة برحمتي)).
أخرج مسلم بعضه بمعناه في التوبة عن محمد بن عمرو بن جبلة، عن حرمي بن عمارة، عن شداد بن سعيد أبي طلحة الراسبي،(1/500)
به. فوقع لنا عالياً.
وأخبرنا الشيخ شرف الدين يحيى بن يوسف ابن المصري قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا عبد الوهاب بن رواج إذناً، قال: أخبرنا أبو طاهر السلفي سماعاً، قال: أخبرنا الأديب أبو الحسن محمد بن علي بن أبي الصقر الواسطي بقراءتي عليه في شوال سنة ستٍ وتسعين وأربع مئة ببغداد، قلت له: حدثكم أبو القاسم عبيد الله بن هارون بن محمد القطان إملاءً يوم الجمعة السابع عشر من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة في المسجد الجامع بواسط، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن موسى، قال: حدثنا أبو بكر جعفر بن محمد بقرية حسان يوم الخميس لثمانٍ خلون من شوال من سنة ستٍ وتسعين ومئتين، قال: حدثنا محمد بن عثمان، عن خالد بن مروان، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليسكت)).
أخرجه البخاري في الرقاق عن عبد العزيز بن عبد الله، عن إبراهيم بن سعد، به. فوقع لنا بدلاً.
وأخبرنا الشيخ شرف الدين يحيى بن يوسف ابن المصري قراءةً عليه وأنا حاضر في الرابعة في جمادى الآخرة سنة إحدى وثلاثين وسبع مئة بمنزل المسمع بمصر، قال: أنبأنا الإمام بهاء الدين أبو الحسن علي(1/501)
ابن هبة الله ابن الجميزي، قال: أخبرنا الكاتبة فخر النساء شهدة بنت أحمد بن الفرج الإبري قراءةً عليها وأنا أسمع في جمادى الأولى سنة إحدى وسبعين وخمس مئة ببغداد، قالت: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن طلحة النعالي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي الفارسي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي إملاءً، قال: أخبرنا يوسف بن موسى القطان، قال: أخبرنا جرير، عن سليمان التيمي، عن قتادة، عن أنس رضي الله عنه، قال: كان آخر وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يغرغر بها في صدره ما كان يفيض بها لسانه: ((الصلاة الصلاة، اتقوا الله فيما ملكت أيمانكم)).
أخرجه النسائي في الوفاة عن إسحاق بن إبراهيم، عن جرير بن عبد الحميد، به. فوقع لنا بدلاً عالياً.(1/502)
وبه إلى المحاملي، قال: أخبرنا علي بن شعيب، قال: أخبرنا معن، قال: أخبرنا مالك، عن صفوان بن سليم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف من فوقهم كما تتراءون الكوكب الدري الغابر في الأفق من المشرق إلى المغرب لتفاضل ما بينهم)).
أخرجه البخاري في صفة الجنة عن عبد العزيز بن عبد الله، وأخرجه مسلم فيه عن عبد الله بن جعفر بن يحيى، عن معن؛ كلاهما عن مالك، به. فوقع لنا بدلاً للبخاري ومسلم.
وبه إلى المحاملي، قال: حدثنا عبد الله بن أبي سعد، قال: حدثنا أحمد بن يحيى بن جابر، قال: حدثنا عباس بن هشام، عن أبيه، عن أبي صالح، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: استسقى عمر بالعباس رضي الله عنهما عام الرمادة فقال: اللهم إن هؤلاء عبادك وبنو إمائك، أتوك راغمين متوسلين إليك بعم نبيك صلى الله عليه وسلم فاسقنا سقياً نافعة تعم البلاد وتحيي العباد، اللهم إنا نستسقيك بعم نبيك صلى الله عليه وسلم ونستشفع إليك بشيبته، فسقوا، ففي ذلك يقول عباس بن عتبة بن أبي لهب:
بعمي سقى الله الحجاز وأهله ... عشية يستسقي بشيبته عمر
توجه بالعباس في الجدب راغباً ... إليه فما أن راح حتى أتى المطر
ومنا رسول الله فينا تراثه ... فهل فوق هذا للمفاخر مفتخر(1/503)
شيخٌ آخر
159- يعقوب بن يوسف بن عوض الحريري المؤذن، شرف الدين أبو يوسف.
سمع من النجيب الحراني، وشمس الدين ابن العماد، وابن خطيب المزة، والمؤمل بن محمد البالسي، وأبي بكر محمد بن أحمد ابن القسطلاني، وغيرهم. وحدث، وكتب طباقاً بخطه.
مولده في حدود الستين وست مئة. وتوفي في ثامن رجب سنة أربع وثلاثين وسبع مئة بالحسينية ظاهر القاهرة.
سمعت عليه حضوراً ((جزء ابن عرفة))، بسماعه من النجيب عبد اللطيف الحراني، بسماعه من ابن كليب، عن ابن بيان، عن ابن مخلد، عن الصفار، عن ابن عرفة.
أخبرنا الشيخ شرف الدين أبو يوسف يعقوب بن يوسف بن عوض الحريري المؤذن قراءةً عليه وأنا حاضرٌ في الخامسة، قال: أخبرنا الشيخ نجيب الدين أبو الفرج عبد اللطيف بن عبد المنعم بن علي بن نصر ابن الصيقل الحراني قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب بن كليب الحراني، قال: أخبرنا الرئيس أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن بيان الرزاز الكاتب، قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن مخلد البزاز، قال: أخبرنا أبو علي إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الصفار، قال: حدثنا أبو علي الحسن بن عرفة بن يزيد العبدي في ذي الحجة سنة ست وخمسين ومئتين، قال: حدثنا عباد بن العوام، عن هارون بن عنترة الشيباني، عن عبد الرحمن بن الأسود بن يزيد، عن أبيه وعلقمة أنهما صليا مع ابن مسعود في بيته؛ أحدهما عن يمينه والآخر عن شماله، فلما انصرف، قال: هكذا صليت(1/504)
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم .
أخرجه أبو داود عن عثمان بن أبي شيبة. وأخرجه النسائي عن محمد بن عبيد؛ كلاهما عن محمد بن فضيل، عن هارون بن عنترة، به. فوقع لنا عالياً.
وبه إلى ابن عرفة، قال: حدثني محمد بن فضيل بن غزوان الضبي، عن يونس بن عمرو، عن مجاهد، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: كان لآل رسول الله صلى الله عليه وسلم وحشٌ، فإذا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم لعب وذهب وجاء، فإذا جاء النبي صلى الله عليه وسلم ربض فلم يترمرم ما دام رسول الله صلى الله عليه وسلم في البيت.
هذا حديثٌ غريبٌ وهو صحيح الإسناد ولم يخرجه أحدٌ من أصحاب الكتب الستة، ويونس هو ابن أبي إسحاق، ومجاهد عن عائشة متصل.(1/505)
وبه إلى ابن عرفة، قال: حدثنا مروان بن شجاع الجزري، عن عبد الملك بن جريج، عن عطاء بن أبي رباح، قال: أتيت ابن عباس رضي الله عنهما وهو ينزع من زمزم، وقد ابتلت أسافل ثيابه، فقلت له: قد تكلم في القدر، فقال: أوقد فعلوها، قلت: نعم، قال: فوالله ما نزلت هذه الآية إلا فيهم {ذوقوا مس سقر. إن كل شيءٍ خلقناه بقدر} أولئك شرار هذه الأمة، لا تعودوا مرضاهم، ولا تصلوا على موتاهم، إن أريتني أحداً منهم فقأت عينيه بإصبعي هاتين.
هذا حديث حسنٌ وإسناده جيد.
وبه على ابن عرفة، قال: حدثنا خلف بن خليفة، عن حميد الأعرج، عن عبد الله بن الحارث، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((يوم كلم الله موسى كانت عليه جبة صوفٍ، وسراويل صوف، وكساء صوف، وكمة صوف، ونعلاه من جلد حمار غير ذكي)).
أخرجه الترمذي في اللباس عن علي بن حجر عن خلف بن خليفة، به، وقال: غريب لا نعرفه إلا من حديث حميد بن علي الأعرج وهو منكر الحديث، وحميد بن قيس الأعرج المكي صاحب مجاهد، ثقة.(1/506)
شيخٌ آخر
160- يوسف بن أحمد بن سنان بن خضر المزي اللبان، أبو محمد.
حضر على خطيب مردا في الثالثة، وحدث، سمع منه البرزالي، وقال: ولم يظهر له غيره، وكان رجلاً جيداً حسن المعاملة كريم النفس.
مولده في رجب سنة إحدى وخمسين وست مئة. وتوفي يوم الأربعاء، رابع عشر جمادى الآخرة سنة ثلاثين، وسبع مئة، ودفن من يومه بقرية المزة ظاهر دمشق.
أجاز لنا في سنة ثمان وعشرون وسبع مئة.
أخبرنا الشيخ الصالح أبو محمد يوسف بن أحمد بن سنان المزي اللبان إجازةً، والشيخ الزاهد بقية المشايخ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن تمام الصالحي سماعاً، قال الأول: أخبرنا خطيب مردا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن أحمد المقدسي، قراءةً عليه وأنا حاضرٌ في الثالثة، وقال الثاني: أخبرنا أبو حفص عمر بن أبي نصر بن أبي الفتح من عوة الجزري قراءةً عليه وأنا أسمع، قالا: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن علي بن سعود البوصيري، قال: أخبرنا أبو جعفر يحيى بن المشرف بن علي بن الخضر التمار بقراءة الحافظ أبي طاهر السلفي، قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن سعيد بن نفيس المقرئ، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين بن بندار بن عبيد الله بن بندار قاضي أذنة بمصر قراءةً عليه في داره وأنا أسمع في شهر شعبان من سنة ثمانين وثلاث مئة، قال: أخبرنا أبو طاهر الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن فيل الأسدي البالسي الإمام بمدينة أنطاكية، قال: حدثنا الحسين بن الحسن المروزي، قال: حدثنا الفضل بن موسى السيناني، قال: حدثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله(1/507)
عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا بي، ولن تؤمنوا حتى تحابوا، ألا أخبركم بشيءٍ إذا فعلتموه تحاببتم، أفشوا السلام بينكم)).
أخرجه مسلم في الإيمان عن زهير بن حرب، عن جرير بن عبد الحميد، عن الأعمش، به. فوقع لنا عالياً.
وبه إلى ابن فيل، قال: حدثنا مؤمل، قال: حدثنا محمد بن يوسف، عن سفيان الثوري، عن أبي إسحاق عن هبيرة بن يريم، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه في قوله تعالى: {بطائنها من إستبرق} قال: هذه البطائن فكيف بالظهائر؟
أبو إسحاق هو عمرو بن عبد الله السبيعي الكوفي.
شيخٌ آخر
161- يوسف ابن الزكي عبد الرحمن بن يوسف بن عبد الملك ابن علي بن أبي الزهر الكلبي القضاعي الدمشقي المزي، الشيخ الإمام الحافظ جمال الدين أبو الحجاج.(1/508)
سمع كثيراً من أحمد بن أبي الخير سلامة، والقاسم بن أبي بكر الإربلي، وإبراهيم بن إسماعيل ابن الدرجي، وأبي الفرج عبد الرحمن بن أبي عمر، والمقداد بن هبة الله القيسي، وعمر بن محمد بن أبي عصرون، ومحمد بن محمد بن عبد الوهاب بن مناقب الحسيني، والمسلم بن محمد ابن علان، وأحمد بن شيبان، ومحمد بن عبد الله بن النن، وعبد الرحيم ابن عبد الملك، وعبد الرحمن بن الزين، وإسماعيل ابن العسقلاني، وابن البخاري، ومحمد بن عبد المؤمن الصوري، وزينب بنت العلم، وزينب بنت مكي، وست العرب بنت يحيى بن قايماز، وغيرهم ورحل إلى الديار المصرية فسمع بها من العز عبد العزيز الحراني وعبد الرحيم ابن خطيب المزة، وغازي الحلاوي، وأبي بكر ابن الأنماطي، ومحمد بن عبد المنعم ابن الخيمي، ومحمد بن ربيعة الحبلي، وأبي الصفاء خليل ابن أبي بكر المراغي، وأبي عبد الله أحمد بن حمدان، وشامية بنت الحسن بن محمد البكري وغيرهم، وبالإسكندرية من محمد بن عبد الخالق بن طرخان، وببعلبك وحمص وحماة وحلب والقدس ونابلس وغيرها وحدث.
سمع منه البرزالي والذهبي وغيرهما، وكتب بخطه وقرأ بنفسه كثيراً من الكتب والأجزاء، وكتب العالي والنازل، وانتقى على بعض شيوخه، وكان قرأ القرآن في صغره، وقرأ شيئاً من العربية، ثم دخل البلد(1/509)
وشرع في طلب الحديث بنفسه وله عشرون سنة فسمع وبرع في فنون الحديث؛ معانيه ولغاته وعلله وصحيحه وسقيمه ورجاله، فلم ير مثله في معناه، ولا رأى هو مثل نفسه، مع الصدق والديانة، وحسن الخط والأخلاق، والسمت الحسن، والهدي الصالح، والتصون، والخير، والاقتصاد في المعيشة واللباس، والملازمة للاشتغال والسماع، مع العقل التام والرزانة والفهم، وصحة الإدراك، وله مشاركةٌ في أصولٍ ونحوٍ وتصريفٍ ولغة.
قال الشيخ الإمام فتح الدين ابن سيد الناس، وقد سأله بعض فضلاء أصحابه عن مسائل منها: ومن أحفظ من لقيت؟ فقال: ووجدت بدمشق من أهل هذا العلم الإمام المقدم والحافظ الذي فاق من تأخر من أقرانه وتقدم أبا الحجاج يوسف ابن الزكي عبد الرحمن المزي بحر هذا العلم الزاخر وحبره الذي يقول من رآه: كم ترك الأول للآخر، أحفظ الناس للتراجم، وأعلمهم بالرواة من أعارب وأعاجم، لا تخص معرفته مصراً دون مصرٍ، ولا ينفرد علمه بأهل عصرٍ دون عصرٍ، معتمداً آثار السلف الصالح، مجتهداً فيما نيط به في حفظ السنة من النصائح، معرضاً عن الدنيا وأسبابها، مقبلاً على طريقته التي أربى بها على أربابها، لا يبالي ما ناله من الأزل، ولا يخلط جده بشيءِ من الهزل، وضع كتابه ((تهذيب الكمال في أسماء الرجال)) وضعاً استخرج به العلم من معادنه، واستنبطه من مكامنه، وأثبته كما ينبغي في أماكنه، واستولى به على أمد الإحسان، واحتوى به من السبق ما لم يدركه في عصره إنسانٌ، ولم يقع له أبدع من هذا التصنيف، ولا أبرع من هذا التأليف وإن كان بما يضعه بصيراً، وبالسبق في كل ما يأتيه جديراً، وهو أيضاً في حفظ اللغة إمامٌ، وله بأوزان القريض معرفةٌ وإلمامٌ، فكنت أحرص على فوائده لأحرز منها ما أحرز، وأستفيد من حديثه الذي إن طال لم يملل، وإن أوجز وددت أنه لم يوجز.(1/510)
وقال سيدنا ومولانا قاضي القضاة تاج الدين أسبغ الله ظلاله: حامل راية السنة الجماعة، والقائم بأعباء هذه الصناعة، والمتدرع جلباب الطاعة، إمام الحفاظ، كلمةً لا يجحدونها وشهادة على أنفسهم يؤدونها، ورتبةً لو نشر أكابر المحدثين لكانوا يؤدونها، واحد عصره بالإجماع، وشيخ زمانه الذي تصغي لما يقول الأسماع، والذي ما جاء بعد ابن عساكر مثله، وإن تكاثرت جيوش هذا العلم فملأت البقاع، جد طول حياته فاستوعب أعوامها، واستغرق بالطلب لياليها وأيامها، وسهر الدياجي في العلم إذا سهرها غيره في الشهوات أو نامها.
مولده في ليلة العاشر من ربيع الآخر سنة أربع وخمسين وست مئة بالمعقلية بظاهر حلب، وتوفي في يوم السبت ثاني صفر سنة اثنتين وأربعين وسبع مئة بدمشق، وصلي عليه من الغد بجامعها، ودفن بمقبرة الصوفية ظاهر دمشق رحمه الله تعالى وإيانا.
قرأت عليه الكثير وسمعت عليه ((الترمذي)) كاملاً، وسمعت عليه ((فضل عشر ذي الحجة)) لابن أبي الدنيا بسماعه من ابن أبي عمر، وابن البخاري، وابن مؤمن، وعبد المنعم بن يحيى القرشي؛ قالوا: أخبرنا ابن البناء، قال: أخبرنا ابن الزاغوني. وقال ابن أبي عمر أيضاً: أخبرنا أبو الفرج ابن الجوزي إجازة، قال: أخبرنا إسماعيل بن أحمد السمرقندي، قالا: أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي بن الحسن الدقاق، قال: أخبرنا ابن رزقوية، قال: أخبرنا حمزة بن محمد الدهقان، عنه.
و((جزء الأنصاري)) بسماعه من الشيوخ الخمسة عشر: ابن أبي عمر، وابن أخته كمال الدين عبد الرحيم، وابن البخاري، وابن علان، وابن شيبان، وعمر بن أبي عصرون، وإسماعيل ابن العسقلاني، ومحمد ابن عبد المنعم ابن القواس، ومؤمل ابن البالسي، والرشيد العامري، وابن الزين، وابن الأنماطي، والمقدد، وست العرب الكندية، وزينب بنت(1/511)
مكي، وبسماعه لعشرة أحاديث من أوله من ابن النن البغدادي، بسماع الخمسة الأول من الشيخين ابن طبرزد والكندي، وبسماع عمر بن أبي عصرون وزينب من ابن طبرزد، وبسماع المقداد من ابن الأخضر، وبسماع السبعة الباقين من الكندي، وبسماع ابن النن من ابن منينا، بسماعهم أربعتهم من القاضي أبي بكر الأنصاري، عن البرمكي، عن ابن ماسي، عن الكجي، عن الأنصاري.
والجزء الأول والثاني والثالث من ((تفسير سفيان بن سعيد الثوري)) رواية أبي حذيفة موسى بن مسعود النهدي عنه، بسماعه من الشيخ فخر الدين ابن البخاري بإجازته من أبي الفتح محمد بن أحمد بن المندائي، قال: أخبرنا أبو الحصين سماعاً، وبسماعه للجزء الثاني والثالث من ست العرب بنت يحيى بن قايماز الكندي، بسماعها من ابن طبرزد، قال: أخبرنا ابن الحصين إجازةً إن لم يكن سماعاً، قال: أخبرنا ابن غيلان، قال: أخبرنا أبو بكر الشافعي، قال: أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن الحسن الحربي، قال: حدثنا أبو حذيفة المذكور عن سفيان.
وجزءاً لطيفاً، فيه مجلس من ((أمالي)) أبي الحسن علي بن محمد بن أحمد بن ميلة الفرضي الأصبهاني، قال: أخبرنا به المشايخ الأربعة تاج الدين أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد المحسن ابن الغرافي الحسيني، وجمال الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الكريم بن علي بن جعفر بن درادة القرشي وفخر الدين أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد ابن البخاري وشرف الدين أبو الفتح محمد بن عبد الرحيم بن عباس القرشي، قال ابن الغرافي: أخبرنا أبو الحسن مرتضى بن حاتم بن مسلم السعدي، وقال الآخرون: أخبرنا أبو محمد عبد الوهاب بن ظافر ابن علي بن رواج؛ قالا: أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي، قال: أخبرنا أبو مسعود محمد بن عبد الله بن أحمد بن علي السوذرجاني، عنه.
وجزءاً فيه الأول من حديث أبي بكر عبد القاهر بن محمد بن محمد(1/512)
بن أحمد بن عترة الموصلي، آخره: كان كريماً، بسماعه من الأشياخ الثلاثة: أبي الفرج عبد الرحمن بن أبي عمر محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة، وأبي الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد ابن البخاري المقدسيان، وأبي عبد الله محمد بن عبد المؤمن بن أبي الفتح الصوري، بسماعهم من أبي عبد الله محمد بن أبي المعالي عبد الله بن موهوب ابن البناء، بسماعه من أبي بكر محمد بن عبيد الله ابن الزاغوني، بسماعه من الخطيب أبي الحسن علي بن محمد بن محمد بن محمد الأنباري، عنه.
و((عوالي سعيد بن منصور)) لأبي نعيم الأصبهاني.
وقرأت عليه جزءاً فيه مجلس من ((أمالي أبي الحسين ابن بشران)) آخره: لعل الله أن ينفعكم به، بسماعه من الشيوخ الأربعة: صفي الدين خليل بن أبي بكر بن محمد بن صديق المراغي، وأبي محمد عبد الواحد ابن علي بن أحمد القرشي، وأبي الحسن علي ابن البخاري، وأبي الفهم أحمد بن أبي الفهم السلمي، بسماعهم من الإمام موفق الدين عبد الله بن أحمد بن قدامة، بسماعه من ابن البطر، بسماعه من مالك البانياسي بسماعه من ابن بشران، وسمعت عليه غير ذلك.
أخبرنا الشيخ الإمام العالم العلامة الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف ابن الزكي عبد الرحمن بن يوسف الدمشقي القضاعي قراءة عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا الشيخان العلامة شيخ الإسلام شمس الدين أبو الفرج عبد الرحمن ابن الشيخ أبي عمر، وفخر الدين أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد المقدسيان قراءةً عليهما وأنا أسمع؛ قالا: أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن معمر بن طبرزد البغدادي، قال: أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن أبي القاسم بن أبي سهل الكروخي، قال: أخبرنا الشيوخ الثلاثة: أبو عامر محمود بن القاسم بن محمد الأزدي، وأبو بكر أحمد بن عبد الصمد الغورجي، وأبو نصر عبد العزيز بن محمد الترياقي؛ قالوا: أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد الجراحي، قال: أخبرنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي، قال: أخبرنا الحافظ أبو عيسى محمد(1/513)
ابن عيسى بن سورة الترمذي، قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا بشر بن المفضل، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن الربيع بنت معوذ بن عفراء رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم مسح برأسه مرتين، بدأ بمؤخر رأسه ثم بمقدمه، وبإذنيه كلتيهما ظهورهما وبطونهما.
أخرجه ابن ماجة عن محمد بن يحيى الذهلي، عن الهيثم بن جميل، عن شريك بن عبد الله، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، فوقع لنا عالياً.
وبه إلى الترمذي، قال: حدثنا أحمد بن منيع وعلي بن حجر؛ قالا: حدثنا إسماعيل بن علية، عن أبي ريحانة، عن سفينة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتوضأ بالمد ويغتسل بالصاع.
أخرجه مسلم في الطهارة عن أبي بكر بن أبي شيبة وعلي بن حجر؛ كلاهما عن إسماعيل بن علية. وعن أبي كامل الجحدري،(1/514)
وعمرو بن علي؛ كلاهما عن بشر بن المفضل؛ كلاهما عن أبي ريحانة عبد الله بن مطر، عن سفينة، به، فوقع لنا موافقة لمسلم.
وبه إلى الترمذي، قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عقيل، أنه سمع جابراً (ح) قال سفيان: وحدثنا محمد بن المنكدر، عن جابر رضي الله عنه، قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا معه، فدخل على امرأةٍ من الأنصار فذبحت له شاة فأكل، وأتته بقناعٍ من رطبٍ فأكل منه، ثم توضأ للظهر وصلى ثم انصرف، فأتته بعلالة من علالة الشاة فأكل ثم صلى العصر ولم يتوضأ.
انفرد بإخراجه الترمذي من هذا الوجه. وسفيان هو ابن عيينة أبو محمد الهلالي.
وبه إلى الترمذي، قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا ابن لهيعة، عن أبي وهب الجيشاني، أنه سمع ابن فيروز الديلمي يحدث عن أبيه، قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله إني أسلمت وتحتي أختان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((اختر أيتهما شئت)).(1/515)
أخرجه ابن ماجة عن يونس بن عبد الأعلى، عن ابن وهب، عن ابن لهيعة، به. وأخرجه أبو داود عن يحيى بن معين، عن وهب بن جرير، عن أبيه، عن يحيى بن أيوب، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي وهب الجيشاني، به. وسمى ابن فيروز الضحاك، وأبو وهب الجيشاني اسمه الديلم بن الهوشع، وجيشان من اليمن.
وبه إلى الترمذي، قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، أن رجلاً من الأنصار دبر غلاماً له فمات ولم يترك مالاً غيره فباعه النبي صلى الله عليه وسلم فاشتراه نعيم بن النحام، قال جابر: عبداً قبطياً مات عام الأول في إمارة ابن الزبير.(1/516)
أخرجه النسائي عن محمد بن بشار، عن غندر، عن شعبة، عن عمرو بن دينار، به. فوقع لنا عالياً.
وبه إلى الترمذي، قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا الليث، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ألا كلكم راعٍ ومسؤولٌ عن رعيته، فالأمير الذي على الناس راعٍ ومسؤولٌ عن رعيته، والرجل راعٍ على أهل بيته وهو مسؤولٌ عنهم، والمرأة راعيةٌ على بيت بعلها وهي مسؤولةٌ عنه، والعبد راعٍ على مال سيده وهو مسؤول عنه، ألا كلكم راعٍ وكلكم مسؤولٌ عن رعيته)).
أخرجه البخاري عن مسدد. وأخرجه مسلم عن أبي قدامة؛ كلاهما عن يحيى بن سعيد، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، به، فوقع لنا عالياً.
وأخبرنا الحافظ شيخ الحديث أبو الحجاج يوسف ابن الزكي عبد الرحمن الدمشقي بقراءتي عليه، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد ابن عبد الواحد ابن البخاري قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو حفص(1/517)
عمر بن محمد بن معمر بن طبرزد قراءةً عليه وأنا أسمع في شوال سنة ثلاث وست مئة، قال: أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد بن زريق القزاز قراءةً عليه وأنا أسمع في ثالث صفر سنة أربع وثلاثين وخمس مئة ببغداد، قال: أخبرنا القاضي أبو الغنائم محمد بن علي بن علي بن الحسن ابن الدجاجي قراءةً عليه وأنا أسمع في يوم الاثنين ثاني عشر من شوال سنة إحدى وستين وأربع مئة، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمد بن الحسن بن شاذان الحربي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: حدثنا أبو الحسن أحمد بن كعب الواسطي، قال: حدثنا إسحاق بن شاهين، قال: حدثنا الحكم بن ظهير، عن ابن أبي ليلى، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من بنى لله مسجداً ولو كمفحص قطاةٍ بنى الله له بيتاً في الجنة)).
ابن أبي ليلى هو محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الكوفي القاضي، وهذا الحديث لم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة من هذا الوجه.
وبه إلى الحربي، قال: حدثنا حامد بن شعيب البلخي، قال: حدثنا محمد بن بكار بن الريان، قال: حدثنا حفص بن سليمان، عن كثير بن شنظير، عن أنس بن سيرين، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((طلب العلم فريضةٌ على كل مسلمٍ)).
لم يخرجه أحدٌ من أصحاب الكتب الستة من هذا الطريق،(1/518)
وأنس بن سيرين هو الأنصاري مولى أنس بن مالك، روى عنه ثمانية أحاديث في الكتب الستة ليس هذا منها.
وبه إلى الحربي، قال: حدثنا حامد، قال: حدثنا محمد بن بكار، قال: حدثنا حفص، عن ليث بن أبي سليم، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من حج فزار قبري بعد موتي كان كمن رآني في حياتي)).
مجاهد هو ابن جبر أبو الحجاج المكي مولى بني مخزوم، روى أحاديث عن ابن عمر، ولم يرو هذا الحديث أحدٌ من أصحاب الكتب الستة من هذا الطريق.
شيخٌ آخر
162- يوسف بن يحيى بن عبد الرحمن بن نجم بن عبد الوهاب ابن عبد الواحد ابن الحنبلي الأنصاري، الشيخ شمس الدين أبو المحاسن ناظر المدرسة الصاحبة ودار الحديث العالمة.(1/519)
حضر على والده وسمع منه ومن أبي الفرج عبد الرحمن بن أبي عمر، وابن أخته عبد الرحيم بن عبد الملك، وأحمد بن شيبان، وابن البخاري، وعبد العزيز بن عساكر، وابن العسقلاني، وابن الزين، وغيرهم وحدث.
سمع منه البرزالي وذكره في ((معجمه)) فقال: وهو من بيتٍ معروف بالعلم والصلاح والرواية، وفيه عقلٌ وسكينة، وله اشتغالٌ وفضيلة، انتهى كلامه. ودرس بالصاحبة والعالمة، وخرج له مشيخة.
مولده في صفر سنة خمس وستين وست مئة، وتوفي في ليلة الجمعة السادس والعشرين من شعبان سنة إحدى وخمسين وسبع مئة وصلي عليه عقيب الجمعة بالجامع المظفري، ودفن على والده بتربة جده غربي جامع الأفرم بسفح قاسيون رحمه الله تعالى.
سمعت عليه أحاديث من مشيخته تخريج ابن سعد، و((جزء الأنصاري)) بسماعه من والده حضوراً، ومن ابن أبي عمر، وابن البخاري، وابن شيبان سماعاً بسماعهم من ابن طبرزد، وبسماعهم أيضاً خلا والده من الكندي، بسماعهما من القاضي أبي بكر، بسماعه من البرمكي، بسماعه من ابن ماسي، بسماعه من الكجي عن الأنصاري.
أخبرنا الشيخ الإمام شمس الدين أبو المحاسن يوسف بن يحيى ابن الشيخ الإمام ناصح الدين عبد الرحمن بن نجم بن عبد الوهاب ابن الحنبلي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا والدي الشيخ الإمام العالم سيف الدين أبو زكريا يحيى ابن الشيخ الإمام العلامة ناصح الدين أبي الفرج عبد الرحمن ابن الشيخ الإمام نجم الدين نجم ابن شرف الإسلام عبد الوهاب ابن الشيخ الإمام الكبير أبي الفرج عبد الواحد بن محمد بن علي بن أحمد بن إبراهيم بن يعيش بن عبد العزيز الأنصاري، المعروف بابن الحنبلي قراءةً عليه وأنا حاضرٌ في الثانية في منتصف شعبان سنة ست وستين وست مئة، ومرة أخرى سماعاً في تاسع شعبان سنة إحدى وسبعين وست مئة، قال: أخبرنا أبو طاهر بركات بن إبراهيم بن طاهر الخشوعي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد(1/520)
بن محمد ابن الأكفاني، قال: أخبرنا الشيخان أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن محمد بن أحمد بن عثمان بن أبي الحديد السلمي، وأبو عبد الله محمد بن عقيل بن بندار الكريدي، قالا: أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عثمان بن الحكم بن أبي الحديد، قال: حدثنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن ربيعة بن زبر القاضي في سنة سبع وعشرين وثلاث مئة، قال: حدثنا يوسف بن سعيد، قال: حدثنا حجاج، عن ابن جريج، قال: أخبرني عبد الحميد بن جبير، أنه سمع محمد بن عباد بن جعفر، أنه سأل جابر بن عبد الله الأنصاري وهو يطوف قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن صيام يوم الجمعة؟ قال: نعم، ورب هذا البيت.
أخرجه البخاري عن أبي عاصم، عن ابن جريج، به. وأخرجه مسلم عن يوسف بن سعيد بن مسلم، به، فوقع لنا موافقة عالية لمسلم وبدلاً عالياً للبخاري ولله الحمد والمنة.
وبه إلى ابن زبر، قال: حدثنا يوسف، قال: حدثنا حجاج، عن ابن جريج، قال: أخبرني عمرو بن شعيب، أن عمرو بن الشريد أخبره، أن الشريد باع جارٌ له أرضاً فخاصم الشريد إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ((يا شريد أنت أحق بسقبك، الجار أحق بسقبه))، فقضى به رسول(1/521)
الله صلى الله عليه وسلم للشريد.
أخرجه النسائي في البيوع وفي الشروط عن إسحاق بن إبراهيم، عن عيسى بن يونس، عن حسين المعلم، عن عمرو بن شعيب، به، فوقع لنا عالياً.
وأخبرنا الشيخ شمس الدين ابن الحنبلي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا والدي أبو زكريا يحيى ابن الحنبلي قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو طاهر بركات بن إبراهيم الخشوعي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة بن الخضر السلمي، قال: أخبرنا أبو القاسم الحسين بن محمد بن إبراهيم الحنائي، قال: أخبرنا عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد الكلابي، قال: حدثنا أحمد بن عمير بن يوسف بن جوصا، قال: حدثنا يونس وحده إملاءً، قال: حدثنا عبد الله بن وهب، قال: أخبرني يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، قال: أخبرني أبو عبيد مولى عبد الرحمن بن عوف، أن عثمان بن عفان خرج يوماً فصلى الصلاة ثم جلس على المنبر، فأثنى على الله بما هو أهله، ثم قال: أما بعد، فإن هاهنا امرأة أخالها قد جاءت بشيءٍ، ولدت في ستة أشهرٍ فما ترون فيها، فناداه ابن عباس فقال: إن الله تعالى قال: {ووصينا الإنسان بوالديه إحساناً حملته أمه كرهاً ووضعته كرهاً وحمله وفصاله ثلاثون شهراً} وقال: {والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة} فأقل الحمل ستة أشهر، فتركها عثمان(1/522)
ولم يرجمها.
أبو عبيد اسمه سعد بن عبيد القرشي المديني مولى عبد الرحمن بن أزهر، وهو ينسب إلى عبد الرحمن بن عوف أيضاً لأنهما ابنا عم، سمع عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم. روى عنه الزهري وسعيد بن خالد المدني، ذكره الحاكم في كتابه ((الكنى)).
وبه إلى الحنائي، قال: حدثنا عبد الوهاب بن الحسن، قال: أخبرنا سعيد بن عبد العزيز، قال: سمعت قاسماً الجوعي يقول: سمعت مسلم بن زياد يقول: من سالم الناس سلم، ومن سالم الناس نجح، ومن طلب الفضل في غير أهله ندم.
وبه إلى الحنائي قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن عثمان بن الحكم بن أبي الحديد قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو العباس محمد بن جعفر بن محمد بن هشام، قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن عمرو السوسي، قال: حدثنا أبو معاوية، عن عاصم، عن أبي قلابة، قال: أتى رجلان السوق، فقال أحدهما لصاحبه: يا أخي تعال حتى ندعو الله ونستغفره في غفلة الناس لعله أن يغفر لنا، ففعلا، فقضي لأحدهما أنه مات قبل صاحبه، فأتاه في المنام فقال: يا أخي شعرت أن الله غفر لنا عشية التقينا في السوق.
شيخٌ آخر
163- يونس بن إبراهيم بن عبد القوي بن قاسم بن داود الكناني العسقلاني، فتح الدين أبو النون.(1/523)
سمع بإفادة عمه المحدث داود بن أبي الحسن علي بن أبي عبيد الله ابن المقير، وأبي محمد عبد العظيم بن عبد القوي المنذري، وأجاز له جماعةٌ منهم: شيخه المذكور، وفخر القضاة أحمد بن محمد بن الجباب، وأسعد بن عبد القوي بن قادوس وحمزة بن عمر بن أوس، وشعيب بن يحيى الزعفراني، وظافر بن طاهر بن شحم، وعلي بن محمود ابن الصابوني، وابن الجميزي، وابن رواج، والسبط، وابن النقار، وعلي بن زيد التسارسي، وابن النخيلي، والساوي، وغيرهم، وحدث قديماً.
سمع منه أبو العلاء الفرضي، وسمع منه الحافظ جمال الدين المزي في سنة ثلاث وثمانين وست مئة، وفي سنة خمس وثمانين وست مئة الحافظ أبو محمد البرزالي وذكره في ((معجمه)) فقال: شيخٌ حسنٌ، له دكان يبيع فيها الخيوط وغيرها، وعمر،وكان قليل السماع. انتهى كلامه.
وكان سهلاً في التسميع، وتفرد بغالب شيوخه، وعلا سنده وانتفع به، وازدحم عليه أصحاب الحديث.(1/524)
مولده في سنة خمس وثلاثين وست مئة تقريباً بالقاهرة، وتوفي ليلة السبت مستهل جمادى الأولى سنة تسع وعشرين وسبع مئة بالقاهرة، ودفن بالقرافة.
أجاز لنا جميع ما يجوز له روايته.
أخبرنا الشيخ المسند فتح الدين أبو النون يونس بن إبراهيم بن عبد القوي العسقلاني الدبابيسي إجازةً إن لم يكن حضوراً، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أبي عبد الله ابن المقير قراءةً عليه وأنا أسمع في رمضان سنة اثنتين وأربعين وست مئة، قال: أخبرنا أبو الكرم المبارك بن أحمد ابن الشهرزوري إجازةً، قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن طلحة النعالي، قال: أخبرنا أبو سهل محمود بن عمر بن جعفر بن إسحاق بن محمود العكبري قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن الفرج بن علي بن أبي روح العكبري قراءةً عليه في سنة تسع وثلاثين وثلاث مئة، قال: حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا القرشي، قال: حدثنا علي بن الجعد، قال: أخبرنا شريك، عن حكيم ابن جبير، عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد، (عن أبيه)، عن ابن مسعود رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من سأل الناس عن ظهر غنى جاء يوم القيامة في وجهه كدوح وخموش أو خدوش))، قيل: يا رسول الله ما الغنى؟ قال: ((خمسون درهماً أو قيمتها من الذهب)).
أخرجه الترمذي عن قتيبة وعلي بن حجر؛ كلاهما عن شريك. فوقع لنا بدلاً عالياً.(1/525)
وبه إلى ابن أبي الدنيا، قال: حدثنا أبو خيثمة وإسحاق بن إسماعيل، قالا: حدثنا سفيان بن عيينة، عن هارون بن رياب، عن كنانة ابن نعيم، عن قبيصة بن مخارق رضي الله عنه، قال: تحملت حمالةً فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم أسأله فيها، فقال: ((نؤديها عنك إذا جاءت نعم الصدقة، يا قبيصة إن المسألة حرمت إلا في ثلاثٍ؛ رجلٌ تحمل حمالة فحلت له المسألة حتى يؤديها ثم يمسك، ورجلٌ أصابته جائحةٌ اجتاحت ماله، يسأل حتى يصيب سداداً من عيش أو قواماً من عيش ثم يمسك، ورجلٌ أصابته حاجةٌ أو فاقةٌ حتى يكلم ثلاثة من ذوي الحجا من قومه فيسأل حتى يصيب قواماً من عيش ثم يمسك، وما سوى ذلك فهو سحتٌ)).
أخرجه مسلم في الزكاة عن يحيى بن يحيى وقتيبة. وأخرجه أبو داود فيه عن مسدد؛ ثلاثتهم عن حماد بن زيد، عن هارون بن رياب، به. وأخرجه النسائي فيه عن محمد بن النضر بن مساور، عن حماد بن زيد، به. فوقع لنا عالياً.
وبه إلى ابن أبي الدنيا، قال: حدثني أبو الخطاب البصري، قال:(1/526)
حدثنا عبد الله بن بكر السهمي، قال: حدثني بعض أصحابنا يكنى أبا بكر أن مطرف بن عبد الله بن الشخير قال لصاحب له: إذا كانت لك إلي حاجةٌ فلا تكلمني فيها ولكن اكتبها في رقعةٍ ثم ارفعها إلي فإني أكره أن أرى في وجهك ذل المسألة.
قال عبد الله بن بكر؛ وقال الشاعر:
لا تحسبن الموت موت البلا ... فإنما الموت سؤال الرجال
كلاهما موتٌ ولكن ذا أشد ... من ذاك لذل السؤال
وبه إلى ابن أبي الدنيا، قال: حدثني أبو موسى المؤدب، قال: سأل ابن أخٍ لمحمد بن سوقة محمداً شيئاً، فجعل محمد يبكي، فقال له ابن أخيه: يا عم لو علمت أن هذا يبلغ منك ما سألتك، قال: يا ابن أخي لم أبك من مسألتك إياي إنما بكيت من تركي ابتدائك قبل أن تسألني.
شيخٌ آخر
164- أبو بكر بن إبراهيم بن جبريل بن أبي بكر البعلبكي الضرير، المعروف بابن الغريبي.
رجلٌ صالحٌ من أهل بعلبك، مقيمٌ بجامع بكتمر برأس العين، وعنده دينٌ وصلاحٌ وعبادة، ويتلو القرآن كثيراً، وهو منقطعٌ عن الناس.
سمع من الشيخ شرف الدين أبي الحسين اليونيني وغيره، وحدث.
مولده في سنة أربع وثمانين وست مئة تقريباً.
سمعت عليه من أول الجزء الثاني من كتاب الطهارة لأبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي، إلى قوله: الوضوء مما غيرت النار بقراءة أخي الإمام العلامة جمال الدين الحسين في السادس والعشرين من صفر سنة سبع وأربعين وسبع مئة بجامع بكتمر برأس العين ظاهر بعلبك.(1/527)
أخبرنا الشيخ الصالح المقرئ أبو بكر بن إبراهيم بن جبريل البعلبكي الضرير قراءةً عليه وأنا أسمع ببعلبك بقراءة أخي الإمام العلامة أقضى القضاة جمال الدين أبي الطيب الحسين تغمده الله برحمته، قال: أخبرنا الشيخان الإمام الحافظ شرف الدين أبو الحسين علي بن محمد بن أحمد اليونيني وأبو الحسن علي بن أبي الفضل بن ضرغام البعلبكي قراءةً عليهما وأنا أسمع؛ قالا: أخبرنا الإمام الحافظ رشيد الدين أبو الحسين يحيى بن علي بن عبد الله القرشي العطار قراءةً عليه ونحن نسمع، قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن علي بن سعود البوصيري قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن محمد بن الحسين النيسابوري، قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبد الله بن زكريا بن حيوية النيسابوري، قرأه علينا لفظاً، قال: حدثنا أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر النسائي قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا خالد، قال: حدثنا شعبة, عن عاصم أنه سمع زر بن حبيش يحدث، قال: أتيت رجلاً يدعى صفوان بن عسال فقعدت على بابه، فخرج فقال: ما شأنك، قلت: أطلب العلم قال: إن الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم رضاً لما يطلب، قال: عن أي شيء تسأل؟ قلت: عن الخفين، قال: كنا إذا كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفرٍ أمرنا أن لا ننزعه ثلاثاً إلا من جنابةٍ، ولكن من غائطٍ وبولٍ ونومٍ.
أخرجه الترمذي في الدعوات عن ابن أبي عمر، عن سفيان بن عيينة وعن أحمد بن عبدة الضبي، عن حماد بن زيد؛ كلاهما عن عاصم بن أبي النجود، به. وفي الزهد عن محمود بن غيلان، عن يحيى بن آدم، عن سفيان، عن عاصم، به. وأخرجه ابن ماجة في(1/528)
الفتن عن أبي بكر بن أبي شيبة عن عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن عاصم، به. فوقع لنا عالياً.
وبه إلى النسائي، قال: أخبرنا بشر بن هلال، قال: أخبرنا عبد الوارث، عن أيوب، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إذا نعس الرجل وهو يصلي فلينصرف لعله يدعو على نفسه وهو لا يدري)).
انفرد بإخراجه النسائي من هذا الطريق، فرواه في الطهارة من ((سننه)) كما سقناه. وأيوب هو السختياني.
وأخبرنا بهذين الحديثين عالياً بدرجة الشيخ الإمام الصالح أبو العباس أحمد بن علي بن حسن الجزري سماعاً عليه، قال: أخبرنا خطيب مردا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن أحمد المقدسي قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن علي البوصيري فذكره.(1/529)
شيخٌ آخر
165- أبو بكر بن سعد الله بن عبد الأحد بن سعد لله بن بخيخ الحراني ثم الدمشقي، سيف الدين بن سعد الدين.
حضر على ابن شيبان، وابن البخاري وسمع عليه. وأجاز له جماعةٌ من بغداد ومصر والإسكندرية، وحدث.
سمع منه الشيخ شمس الدين الذهبي، وذكره في ((معجمه))، وقال البرزالي في الشيوخ: رجلٌ جيدٌ، مولده في شعبان سنة اثنتين وثمانين وست مئة، وتوفي يوم الجمعة عاشر جمادى الآخرة سنة تسع وأربعين وسبع مئة، وصلي عليه عقيب صلاة الجمعة بالجامع المظفري، ودفن بتربة لهم قبالة تربة الشيخ موفق الدين من الغرب رحمه الله تعالى.
سمعت عليه ((جزء الأنصاري)) بحضوره على الشيخين ابن البخاري وابن شيبان بسماعهما من ابن طبرزد والكندي، بسماعهما من القاضي أبي بكر، عن البرمكي، عن ابن ماسي، عن الكجي، عن الأنصاري.
أخبرنا الشيخ سيف الدين أبو بكر بن سعد الله بن عبد الأحد بن بخيخ الحراني قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا الشيخان أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد ابن البخاري وأبو العباس أحمد بن شيبان بن تغلب الشيباني قراءةً عليهما وأنا حاضرٌ، قالا: أخبرنا الشيخان أبو حفص عمر بن محمد بن معمر بن طبرزد المؤدب وأبو اليمن زيد بن الحسن بن زيد الكندي، قالا: أخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، قال: أخبرنا الفقيه أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي قراءةً عليه في منزله بدرب ريحان يوم الأربعاء الخامس(1/530)
والعشرين من رجب سنة خمسٍ وأربعين وأربع مئة، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي البزاز قراءةً عليه وأنا أسمع في منزله في دار كعب لثلاثٍ بقين من المحرم سنة ثمان وستين وثلاث مئة، قال: حدثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله بن مسلم الكجي البصري، قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال ابن عون: حدثنيه، قال: دخلت أنا ومسلم البطين على أبي وائل فقلنا لجارية له يقال لها بريرة: قولي لأبي وائل يحدثنا ما سمع من عبد الله بن مسعود، فقالت: يا أبا وائل، حدث القوم ما سمعت من ابن مسعود، يقول: قال: سمعت ابن مسعود يقول: أيها الناس إنكم مجموعون في صعيدٍ واحدٍ، يسمعكم الداعي، وينفذكم البصر ألا وإن الشقي من شقي في بطن أمه، قال ابن عون، وأحسبه أتبعها: والسعيد من وعظ بغيره، فقلنا لها: قولي لي: بما تشهد على الحجاج، فقالت: يا أبا وائل بما تشهد على الحجاج، تشهد أنه في النار. فقال: سبحان الله أحكم على الله تعالى؟
لم يخرجه أحدٌ من أصحاب الكتب الستة من هذا الوجه وهو حديث حسنٌ، وأبو وائل هو شقيق بن سلمة الكوفي.
وبه إلى الأنصاري، قال: حدثنا هشام، قال: كنا عند محمد بن سيرين فتحدثنا، فقال رجل من القوم: {ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم} حتى ختم الآية، قال: فغضب محمد وقال: أين أنت عن هذه الآية: {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} قم عني، اخرج عني، فأخرج.
هشام هو ابن حسان.
وبه إلى الأنصاري، قال: حدثنا الأشعث، عن الحسن، أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه رأى رجلاً عظيم البطن فقال: ما هذا، قال:(1/531)
بركةٌ من الله، قال: بل عذابٌ.
الحسن البصري لم يدرك عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قاله المزي.
شيخٌ آخر
166- أبو بكر بن عبد العزيز بن أحمد بن رمضان بن صالح الأنصاري الدمشقي، الشيخ العدل سيف الدين ابن عز الدين المعدل.
سمع من أبي بكر محمد بن علي ابن النشبي، وابن علان، ومحمد ابن عبد المنعم ابن القواس، وحدث. سمع منه الذهبي والبرزالي، وقال: من عدول دمشق ومن بيت معروفٍ بالعدالة والأمانة، سألته عن مولده، فقال: في سنة اثنتين وستين وست مئة تقريباً. انتهى كلامه.
وتوفي ليلة الأحد السابع عشر من ذي الحجة سنة سبع وخمسين وسبع مئة بمنزله داخل الباب الصغير بدمشق، وصلي عليه من الغد عقيب صلاة الظهر بجامع دمشق، ودفن بتربة له بسفح قاسيون، وجاوز التسعين.
سمعت عليه فوت شهدة من كتاب ((الفرج بعد الشدة)) لابن أبي الدنيا القرشي، بسماعه من ابن النشبي، بسماعه من الخشوعي، بسماعه من عبد الكريم بن حمزة، بسماعه من الخطيب، عن الحمامي، عن أحمد بن سلمان النجاد، عنه.
أخبرنا الشيخ المسند سيف الدين أبو بكر بن عبد العزيز بن أحمد الأنصاري الدمشقي قراءةً علي وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن المظفر بن القاسم ابن النشبي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا(1/532)
أبو طاهر بركات بن إبراهيم الخشوعي في سنة خمس وتسعين وخمس مئة، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة بن الخضر السلمي في ذي القعدة، سنة تسع عشرة وخمس مئة، قال: أخبرنا الشيخ الإمام الحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي من لفظه، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر بن حفص ابن الحمامي المقرئ، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن سلمان بن الحسن النجاد سنة سبع وأربعين وثلاث مئة، قال: حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد ابن أبي الدنيا القرشي، قال: حدثنا علي بن الجعد، قال: أخبرني عبد الواحد بن سليمان، قال: حدثني عطاء بن أبي رباح، عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، قال: بينا أنا ردفٌ لرسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال لي: ((يا غلام احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، جفت الأقلام ورفعت الصحف، والذي نفسي بيده لو جهدت الأمة لتنفعك لغير ما كتب الله لك لما استطاعوا، ولو أرادوا أن يضروك بغير ما قدر لك ما استطاعوا)).
لم يخرجه أحدٌ من أصحاب الكتب الستة من هذه الطريق، وخرجه الشيخ محيي الدين النواوي في الأربعين التي له.(1/533)
وبه إلى ابن أبي الدنيا، قال: حدثنا علي بن الجعد، قال: أخبرنا شعبة، عن عمرو بن مرة، قال: سمعت أبا وائل يحدث عن كردوس بن عمرو، وكان ممن قرأ الكتب، قال: فيما أنزل الله عز وجل في بعض الكتب، إن الله يبتلي العبد وهو يحبه ليسمع تضرعه.
شيخٌ آخر
167- أبو بكر بن محمد بن أحمد بن علي بن عنتر السلمي الدمشقي، نجم الدين ابن شرف الدين.
أجاز له سبط السلفي، وأحمد بن محمد بن نقاش السكة، ومحمد ابن الأنجب النعال، والشيخ عز الدين ابن عبد السلام، والحافظ أبو محمد عبد العظيم بن عبد القوي المنذري، وأبو الحسين يحيى بن علي العطار، وعبد الغني بن سليمان بن بنين، ومن الشام خطيب مردا، والبكري،(1/534)
ومحمد وعبد الحميد ولدا عبد الهادي، ويوسف بن قزغلي، واليلداني، وحدث بالديار المصرية وبدمشق والقدس.
سمع منه الذهبي والبرزالي وذكره في ((معجمه))، فقال: شيخٌ من أولاد العدول بدمشق، وله ملكٌ يقوم به. انتهى كلامه.
مولده في سادس ذي القعدة سنة خمسٍ وأربعين وست مئة بدرب الصيقل بدمشق، وتوفي ليلة الثلاثاء ثامن جمادى الأولى سنة ثمان وثلاثين وسبع مئة بدمشق، وصلي عليه من الغد عقيب الظهر بجامعها، ودفن بمقبرة الباب الصغير.
أجاز لنا في سنة ثمان وعشرين وسبع مئة.
أخبرنا الشيخ الجليل المسند نجم الدين أبو بكر بن محمد بن أحمد ابن علي بن عنتر السلمي فيما كتب به إلي، قال: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن خليل بن عبد الله الدمشقي إجازةً (ح) وأخبرنا الشيخ الصالح شهاب الدين أبو العباس أحمد بن علي بن الحسن الجزري بقراءتي عليه، قال: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن خليل المذكور حضوراً، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن علي بن المسلم اللخمي الخرقي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين السلمي ابن الموازيني، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يحيى بن سلوان المازني، قال: أخبرنا أبو القاسم الفضل بن جعفر بن محمد التميمي المؤذن، قال: أخبرنا أبو بكر عبد الرحمن بن القاسم بن الفرج بن عبد الواحد الهاشمي، قال: حدثنا أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغساني، قال: حدثنا عيسى بن يونس، عن الأعمش، عن زيد بن وهب، عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من لا يرحم الناس لا يرحمه الله عز وجل)).
أخرجه مسلم في فضائل النبي صلى الله عليه وسلم عن إسحاق وعلي بن خشرم؛(1/535)
كلاهما عن عيسى بن يونس. فوقع لنا بدلاً عالياً.
وأخبرنا الشيخ نجم الدين أبو بكر بن محمد بن أحمد بن علي السلمي إذناً، قال: أنبأنا أبو القاسم عبد الرحمن بن مكي بن عبد الرحمن الإسكندري، قال: أخبرنا جدي لأمي الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو الخطاب نصر بن أحمد بن عبد الله بن البطر القارئ ببغداد، قال: أخبرنا عبد الله بن عبيد الله بن يحيى ابن البيع، قال: حدثنا أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي إملاءً، قال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثني محمد بن جعفر، قال: أخبرنا شعبة، عن عبد الملك بن عمير، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم ((أن رجلاً مات فدخل الجنة، فقيل له: ما كنت تعمل، فإما ذكر وأما ذكر، فقال: إني كنت أبايع الناس، وكنت أنظر المعسر، وأتجوز في السكة أو في النقد، فغفر له))، فقال أبو مسعود: وأنا سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم .
أخرجه مسلم عن محمد بن المثنى. فوقع لنا موافقةً عالية.
وأخبرنا الشيخ نجم الدين أبو بكر بن محمد بن أحمد السلمي فيما كتب به إلينا قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن مكي ابن الحاسب إجازةً، قال: أخبرنا جدي لأمي أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا الرئيس أبو عبد الله القاسم بن الفضل بن أحمد بن أحمد بن محمود الثقفي بأصبهان سنة ثمان وثمانين وأربع مئة، قال: أخبرنا أبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى(1/536)
المزكي النيسابوري بها قراءةً عليه في شعبان سنة اثنتي عشرة وأربع مئة، قال: أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن زياد النحوي ببغداد، قال: حدثنا إسحاق بن الحسن الحربي، قال: حدثنا عفان بن مسلم، قال: حدثنا صخر بن جويرية، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنه، أن رجالاً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يرون الرؤيا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانوا يقصونها عليه، فيقول فيها ما شاء الله وأنا غلامٌ حديث السن أنام في المسجد قبل أن أنكح، فقلت في نفسي: لو كان فيك خيرٌ لرأيت مثل ما يرى هؤلاء، فقلت ذات ليلة: اللهم إن كنت في خيراً فأرني رؤيا، فبينا أنا كذلك إذ أتاني ملكان بيد كل واحدٍ منهما مقمعة من حديد يقبلا بي إلى جهنم، فأنا بينهما أدعو: اللهم إني أعوذ بك من جهنم، ثم أراني لقيني ملكٌ في يده مقمعةٌ من حديدٍ، قال: لم ترع، نعم الرجل أنت لو كنت تكثر الصلاة فانطلقوا بي حتى وقفوا بي على جهنم، وهي مطوية كطي البئر، لها قرونٌ كقرون البئر، على كل قرن ملك معه مقمعةٌ من حديد، وإذا فيها رجال معلقون بالسلاسل رؤوسهم أسفل، فعرفت فيها رجالاً من قريش، فانصرفوا بي ذات اليمين، فقصصتها على حفصة، فقصتها حفصة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((أرى عبد الله رجلاً صالحاً))، قال نافع: فلم يزل بعد ذلك يكثر الصلاة.
أخرجه البخاري في التعبير عن عبيد الله بن سعيد، عن عفان، به. فوقع لنا بدلاً عالياً.(1/537)
شيخٌ آخر
168- أبو بكر بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الجبار المقدسي الصالحي، عماد الدين ابن محب الدين ابن الرضي القطان.
حضر على محمد بن عبد الهادي وأخيه عبد الحميد، وخطيب مردا، وسمع من أحمد بن عبد الدائم، وإبراهيم بن خليل، وعبد الله ابن الخشوعي، وإبراهيم بن عمر بن مضر بن البرهان، وعمر بن محمد الكرماني، وأبي بكر الهروي، وعبد الولي بن جبارة، وأحمد بن جميل، وعبد الرحمن بن أبي عمر، وغيرهم. وأجاز له من مكة المرسي، ومن المدينة النبوية الملك الناصر داود ابن المعظم، ومن حران الشيخ مجد الدين ابن تيمية، وعيسى بن سلامة، ومن الديار المصرية سبط السلفي وغيره، وحدث.
سمع منه البرزالي وذكره في مسودة ((معجمه))، فقال: وهو فقير حسن من أهل الخير، ومن بيت الرواية ومن حفاظ القرآن العظيم. انتهى كلامه. وخرج له بعض الطلبة أربعين حديثاً وحدث بها، وسمع منه الذهبي وذكره في ((معجمه)).
مولده في رجب سنة خمسين وست مئة، وتوفي ليلة السبت عاشر جمادى الآخرة سنة ثمان وثلاثين وسبع مئة بسفح قاسيون، وصلي عليه من الغد عقيب الظهر بالجامع المظفري، ودفن بسفح قاسيون.(1/538)
أجازلنا في سنة ثمانٍ وعشرين وسبع مئة.
أخبرنا الشيخ الجليل المقرئ عماد الدين أبو بكر بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الجبار المقدسي إجازةً والإمام أقضى القضاة شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم ابن القماح قراءةً عليه وأنا أسمع، قالا: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن مضر ابن فارس الواسطي ابن البرهان قراءةً عليه ونحن نسمع، قال: أخبرنا منصور بن عبد المنعم بن عبد الله بن محمد بن الفضل الفراوي، قال: أخبرنا جد أبي أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي قال: أخبرنا أبو الحسين عبد الغافر بن محمد بن عبد الغافر الفارسي، قال: أخبرنا أبو أحمد محمد بن عيسى بن عمروية الجلودي، قال: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن سفيان الفقيه، قال: حدثنا الإمام أبو الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري، قال: وحدثنا أحمد بن عبدة الضبي، قال: حدثنا يزيد يعني ابن زريع، قال: حدثنا حبيب المعلم، عن عطاء، عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لامرأةٍ من الأنصار يقال لها: أم سنانٍ، ((ما منعك أن تكوني حججت معنا))، قالت: ناضحان كانا لأبي فلانٍ، زوجها، حج هو وابنه على أحدهما، وكان الآخر يسقي نخلاً لنا، قال: ((فعمرةٌ في رمضان تقضي حجة، أو حجة معي)).
أخرجه البخاري في الحج عن عبدان، عن يزيد بن زريع. فوقع لنا بدلاً.(1/539)
وأخبرنا الشيخ عماد الدين أبو بكر بن محمد بن عبد الرحمن المقدسي في كتابه، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن مكي ابن الحاسب إجازةً، قال: أخبرنا جدي لأمي الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي قراءةً عليه وأنا أسمع في جمادى الأولى سنة خمس سبعين وخمس مئة، قال: أخبرنا الرئيس أبو عبد الله القاسم بن الفضل بن أحمد بن أحمد الثقفي سنة ثمان وثمانين وأربع مئة، قال: أخبرنا أبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي النيسابوري بها قراءةً عليه في شعبان سنة اثنتي عشرة وأربع مئة، قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأموي، قال: حدثنا محمد بن إسحاق الصغاني، قال: أخبرنا ابن أبي مريم، قال: حدثنا أبو غسان، قال: حدثني أبو حازم، عن سهل بن سعد رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن للجنة ثمانية أبوب فيها باب يسمى الريان لا يدخله إلا الصائمون)).
أخرجه البخاري في صفة الجنة عن ابن أبي مريم. فوقع لنا موافقة.
وبه إلى المزكي، قال: أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد النحوي، قال: حدثنا محمد بن غالب، قال: حدثنا عمر بن حفص بن غياث، قال: حدثنا أبي، عن إسماعيل بن سميع، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من سمع سمع الله به، ومن راءا راءا الله به)).(1/540)
أخرجه مسلم عن عمر بن حفص. فوقع لنا موافقةً عاليةً له.
وأخبرنا الشيخ عماد الدين أبو بكر المذكور إذناً، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن مكي ابن الحاسب في كتابه إلي من القاهرة، قال: أخبرنا جدي أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي قراءةً عليه وأنا أسمع في ثاني ذي الحجة سنة خمس وسبعين وخمس مئة، قال: أخبرنا أبو الخطاب نصر بن أحمد بن عبد الله ابن البطر القارئ، فيما قرأت عليه ببغداد، قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزقوية في ربيع الأول سنة إحدى عشرة وأربع مئة، قال: حدثني أبو الحسين محمد بن علي بن حبيش بن أحمد بن عيسى بن خاقان الناقد من لفظه ومن حفظه قال: حدثنا أحمد بن القاسم بن المساور الجوهري، قال: حدثنا محمد ابن عبد الحميد المفلوج، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن معاذ بن جبل رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إذا ظهرت الفتن، أو قال: البدع، وسب أصحابي فليظهر العالم علمه، فمن لم يفعل ذلك، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله له صرفاً ولا عدلاً)).
أخرج الترمذي حديثاً من حديث ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن معاذ، وهو حديث: ((من عير أخاه بذنبٍ لم يمت حتى يعمله)). أخرجه في الزهد عن أحمد بن منيع، عن محمد بن الحسن(1/541)
بن أبي يزيد الهمداني، عن ثور بن يزيد، به، وقال: قال أحمد؛ قالوا: ((من ذنب قد تاب منه))، وقال: حسنٌ غريب، وليس إسناده بمتصل، خالد لم يدرك معاذاً.
أخر شيوخ معجم الرجال، وأول معجم النساء(1/542)
الشيخة الأولى
169- أسماء بنت محمد بن سالم بن الحسن بن هبة الله بن محفوظ بن صصري الربعي التغلبي، أم محمد ابنة عماد الدين ابن أمين الدين الدمشقية.
سمعت من عم جدها لأمها أبي محمد مكي بن علان، وحدثت قديماً في سنة ثلاثٍ وثمانين وست مئة، سمع منها أبو العلاء الفرضي، وسمع منها البرزالي وذكرها في مسودة ((معجمه))، فقال: وهي امرأةٌ جيدةٌ صالحةٌ كثيرة البر والخير والصدقة من خيار نساء دمشق في زمانها. انتهى كلامه.
مولدها في أواخر سنة ثمان أو أوائل سنة تسع وثلاثين وست مئة، وتوفيت في حادي عشر ذي الحجة سنة ثلاثٍ وثلاثين وسبع مئة بدمشق، وصلي عليها عقيب الظهر بالجامع الأموي، ودفنت بسفح قاسيون.
أجازت لنا في سنة ثمانٍ وعشرين وسبع مئة.
أخبرتنا الشيخة الصالحة المسندة أم محمد أسماء بنت القاضي عماد الدين محمد بن سالم بن الحسن بن هبة الله بن محفوظ بن صصرى الربعي التغلبي إذناً، قالت: أخبرنا الشيخ سديد الدين أبو محمد مكي بن المسلم بن مكي بن خلف بن أحمد بن علان القيسي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا الإمام الحافظ الكبير أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله ابن عساكر الدمشقي قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، قال: أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم ابن غيلان، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي،(1/543)
قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثنا أبو زكريا العابد يحيى بن أيوب وسريج بن يوسف، قالا: أخبرنا إسماعيل بن جعفر، قال: أخبرني أبو سهيل، وقال: سريج في حديثه أخبرنا أبو سهيل نافع بن مالك بن أبي عامر، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين)).
أخرجه مسلم عن يحيى بن أيوب وقتيبة وعلي بن حجر؛ كلهم عن إسماعيل بن جعفر، فوقع لنا موافقةً عاليةً.
وأخبرتنا أسماء بنت محمد بن سالم بن صصرى إجازةً والقاضي محيي الدين أبو المعالي يحيى بن فضل الله ابن مجلي العدوي العمري قراءةً عليه وأنا أسمع؛ قالا: أخبرنا أبو محمد مكي بن المسلم بن مكي ابن علان القيسي، قالت أسماء سماعاً، وقال يحيى: إجازةً، قال: أخبرنا أبو المعالي علي بن هبة الله بن خلدون الواعظ قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين السلمي قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن عبد الرحمن بن عثمان بن أبي نصر قراءةً عليه وأنا أسمع في داره بدمشق في جمادى الأولى من سنة ثلاثٍ وأربعين وأربع مئة، قال: قرئ على القاضي أبي بكر يوسف بن القاسم بن يوسف بن فارس الميانجي وأنا حاضرٌ أسمع، قيل له: أخبركم أبو العباس محمد ابن شادل الهاشمي النيسابوري قراءةً عليه، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، قال: أخبرنا أبو عامر العقدي، قال: حدثنا سليمان بن(1/544)
بلال، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن يزيد مولى المنبعث، عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اللقطة فقال: ((اعرف عفاصها ووكاءها ثم عرفها سنة، ثم استمتع بها، فإن جاء ربها فادفعها إليه)) قال: فضالة الإبل؟ قال: فغضب، وقال: ((مالك ولها، معها حذاؤها وسقاؤها ترد الماء وترعى الشجر)). قال: فضالة الغنم؟ فقال: ((لك أو لأخيك أو للذئب)).
أخرجه البخاري في العلم عن عبد الله بن محمد، عن أبي عامر العقدي، به. فوقع لنا بدلاً.
وبه إلى إسحاق الحنظلي، قال: أخبرنا سفيان، عن عمرو بن دينار، عن يحيى بن جعدة، قال: مرض خباب بن الأرت رضي الله عنه فعاده ناسٌ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: أبشر أبا عبد الله، ترد على محمد صلى الله عليه وسلم الحوض، فقال: كيف بهذا، يعني أسفل البيت وأعلاه، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إنما يكفي أحدكم من الدنيا كقدر زاد الراكب)).
يحيى بن جعدة لم يرو عن خباب في الكتب الستة شيئاً.(1/545)
وبه إلى إسحاق، قال: أخبرنا روح بن عبادة، قال: حدثنا مالك بن أنس، عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن عبد الله بن قيس، عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه، قال: قلت: لأرمقن الليلة صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فتوسدت عتبة بابه أو فسطاطه، فقام فصلى ركعتين خفيفتين، ثم صلى ركعتين طويلتين، ثم صلى ركعتين دون اللتين قبلهما، ثم صلى ركعتين دون اللتين قبلهما، ثم صلى ركعتين دون اللتين قبلهما، ثم صلى ركعتين دون اللتين قبلهما، ثم أوتر، فذلك ثلاث عشرة، وزاد غير روح، فقال: عن عبد الله بن أبي بكر، عن أبيه، عن عبد الله بن قيس.
أخرجه مسلم في الصلاة والترمذي في الشمائل والنسائي في الصلاة أيضاً؛ ثلاثتهم عن قتيبة. وأخرجه أبو داود في الصلاة أيضاً عن القعنبي؛ كلاهما عن مالك، به. فوقع لنا بدلاً. وعبد الله بن قيس هو ابن مخرمة بن المطلب القرشي.
وبه إلى إسحاق بن راهويه، قال: أخبرنا وهب بن جرير، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا محمد بن إسحاق، قال: حدثني عبد الله بن أبي بكر، عن عثمان بن أبي سليمان، عن عمه نافع بن جبير بن مطعم، عن أبيه جبير بن مطعم رضي الله عنه قال: كانت قريش تدفع من المزدلفة، ويقولون: نحن الحمس فلا نخرج من الحرم، وتركوا الموقف بعرفة،(1/546)
قال: فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجاهلية يقف بعرفة مع الناس وهو على جمل له، ويدفع معهم، ثم يصبح معهم بالمزدلفة، فيقف معهم، ثم يدفع معهم إذا دفعوا.
لم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة من هذا الطريق.
وبه إلى إسحاق، قال: أخبرنا يزيد بن هارون، قال: حدثنا محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن جبير بن مطعم رضي الله عنه، قال: لما قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم سهم ذي القربى بين بني هاشم وبين بني المطلب أتيته أنا وعثمان بن عفان رضي الله عنه، فقلنا: يا رسول الله، هؤلاء بني هاشم لا ننكر فضلهم لما وضعك الله فيهم، أرأيت بني المطلب وأعطيتهم ومنعتنا، ونحن وهم منك بمنزلةٍ؟ فقال: ((إن هؤلاء لما يفارقوني في الجاهلية ولا إسلام وإنما بنو هاشم وبنو المطلب شيءٌ واحد، وشبك رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أصابعه)).
أخرجه البخاري في الخمس عن عبد الله بن يوسف، وفي مناقب قريش، عن يحيى بن بكير؛ كلاهما عن الليث، عن عقيل، عن الزهري، به. وأخرجه النسائي في قسم الفيء عن محمد بن مثنى عن يزيد بن هارون، به فوقع لنا بدلاً للنسائي، وأخرجه النسائي أيضاً عن(1/547)
عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم، عن شعيب بن يحيى، عن نافع بن يزيد، عن يونس، عن الزهري، به. فوقع لنا عالياً.
شيخةٌ أخرى
170- آمنة بنت إبراهيم بن علي بن أحمد بن فضل بن الواسطي، أم محمد ابنة الإمام الزاهد تقي الدين أبي إسحاق.
حضرت على أبي حفص الكرماني، وسمعت من ابن عبد الدائم، وإسماعيل ابن العسقلاني، وعبد الرحيم بن عبد الملك، وأبي بكر الهروي، وإبراهيم بن حمد بن كامل، وأبي الفرج عبد الرحمن ابن الزين، وزينب بنت مكي، وحدثت.
سمع منها الذهبي والبرزالي وذكرها في مسودة ((معجمه))، فقال: زوجة الشيخ محمد ابن الأرموي، امرأة مباركة، أقامت بالبلد بدرب السلسلة مدة، ووجدت سماعها على والدها في ربيع الأول سنة خمس وستين وست مئة وهي في السنة الثانية، كذا ضبطه ابن الكيال، وفي شبعان سنة ست وستين وست مئة وهي في الثالثة. انتهى كلامه.
وتوفيت آخر نهار السبت السادس من ذي الحجة سنة أربعين وسبع مئة بدمشق، وصلي عليها في الساعة الرابعة من يوم الأحد بالجامع المظفري ودفنت بتربة الشيخ موفق الدين بسفح قاسيون.(1/548)
سمعت عليها المنتقى من ((الأربعين)) لعبد الخالق بن زاهر بسماعها حضوراً من الكرماني، بسماعه من القاسم ابن الصفار، عنه.
أخبرتنا الشيخة الصالحة أم محمد آمنة بنت الشيخ الإمام تقي الدين أبي إسحاق إبراهيم بن علي بن أحمد بن فضل بن الواسطي قراءةً عليها وأنا أسمع، قالت: أخبرنا الشيخ بدر الدين أبو حفص عمر بن محمد بن أبي سعد الكرماني قراءةً عليه وأنا حاضرةٌ، قال: أخبرنا أبو بكر القاسم ابن عبد الله بن عمر ابن الصفار، قال: أخبرنا أبو منصور عبد الخالق بن زاهر بن طاهر بن محمد الشحامي، قال: أخبرنا الشيخ أبو بكر محمد بن مأمون بن علي المتولي، قال أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل، قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب بن يوسف، قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، قال: أخبرنا أبي وشعيب بن الليث؛ قالا: أخبرنا الليث، عن ابن الهاد، عن عمرو بن أبي عمرو، عن عبد الرحمن بن الحويرث، عن محمد بن جبير، عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه، قال: دخلت المسجد فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم خارجاً من المسجد فاتبعته أمشي وراءه ولا يشعر بي، ثم دخل نخلاً فاستقبل القبلة فسجد فأطال السجود وأنا وراءه حتى ظننت أن الله عز وجل توفاه فأقبلت أمشي حتى جئته فطأطأت رأسي أنظر في وجهه فرفع رأسه فقال: ((مالك يا عبد الرحمن))، فقلت: لما أطلت السجود يا رسول الله خشيت أن يكون الله عز وجل توفى نفسك، فجئت أنظر، فقال: ((إني لما رأيتني دخلت النخل لقيت جبريل عليه السلام فقال: أبشرك أن الله عز وجل يقول: من سلم عليك سلمت عليه، ومن يصلي عليك صليت عليه)).
لم يخرجه أحدٌ من أصحاب الكتب الستة من حديث عبد الرحمن(1/549)
ابن عوف، وهو حديث جيد الإسناد.
وبه إلى عبد الخالق، قال: حدثنا الشيخ أبو القاسم إسماعيل بن عبد الله بن موسى بن سعيد الساوي إملاءً، قال: أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الحيري، قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب بن يوسف السناني، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن إسحاق الصغاني، قال: حدثنا محمد بن عمر، قال: حدثنا أسامة بن زيد، عن أبان بن صالح، عن مجاهد، عن أبي شجرة محمد بن شجرة، عن أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((في الجنة مئة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض، والفردوس أعلا، وأوسطها وفوقها عرش الرحمن، ومنها تفجر أنهار الجنة، فإذا سألتم الله فسلوه الفردوس)).
هذا الحديث لم يخرجه أحدٌ من أصحاب الكتب الستة، وأبو عبيدة اسمه عامر بن عبد الله بن الجراح بن هلال بن أهيب، ويقال: وهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر بن مالك القرشي الفهري، أحد العشرة(1/550)
المشهود لهم بالجنة رضي الله عنه.
وبه إلى عبد الخالق، قال: أخبرنا الشيخ أبو المظفر موسى بن عمران بن محمد الأنصاري الصوفي، قال: أخبرنا السيد أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود الحسني، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن الحسن ابن الشرقي، قال: حدثنا أبو حاتم محمد بن إدريس الحنظلي، قال: حدثنا صفوان بن صالح المؤذن، قال: حدثنا مروان بن محمد، قال: حدثنا سعيد بن بشير، عن مطر الوراق حدثه عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه وهم جلوسٌ: ((ما لكم لا تتكلمون، من قال: سبحان الله وبحمده، كتب الله له عشر حسنات، ومن قالها عشراً، كتب الله له مئة حسنة، ومن قالها مئة مرة كتب الله له ألف حسنة، ومن زاد زاده الله، ومن استغفر غفر الله له، ومن حالت شفاعته دون حد من حدود الله فقد ضاد الله في حكمه، ومن اتهم بريئاً صيره الله إلى طينة الخبال حتى يأتي بالمخرج مما قال، ومن انتفى من ولده يفضحه به في الدنيا، فضحه الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة)).
أخرجه الترمذي في الدعوات عن إسماعيل بن موسى، عن داود ابن الزبرقان. وأخرجه النسائي في ((اليوم والليلة)) عن عمرو بن علي، عن عيسى بن شعيب، عن روح بن القاسم. وعن أحمد بن أبي سريج، عن عمر بن يونس، عن عاصم بن محمد، عن المثنى بن يزيد؛ ثلاثتهم عن مطر، به. فوقع لنا عالياً.(1/551)
وبه إلى عبد الخالق، قال: أخبرنا الشيخ أبو عثمان إسماعيل بن أبي سعد بن عمر الإبريسمي، قال: أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل الصيرفي، قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب بن يوسف الأصم، قال: حدثنا الحسن بن علي بن عفان العامري، قال: حدثنا زيد ابن الحباب العكلي، قال: حدثنا عبد الواحد بن زيد البصري، عن عبادة ابن نسي الكندي، عن شداد بن أوس رضي الله عنه أنه دخل عليه وهو في مصلاه يبكي فقيل له: ما يبكيك؟ قال: حديث ذكرته سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل له: وما هو، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إني أتخوف على أمتي من بعدي الشرك والشهوة الخفية)) فقلت: يا رسول الله أو تشرك أمتك من بعدك؟ قال: ((يا شداد إنهم لا يعبدون شمساً ولا قمراً ولا حجراً ولا وثناً، ولكنهم يراؤون بأعمالهم)) قلت: يا رسول الله وما الشهوة الخفية؟ قال: ((يصبح أحدهم صائماً فتعرض له شهوة من شهواته فيواقع شهوته ويدع صومه)).
أخرجه ابن ماجة في الزهد عن محمد بن خلف العسقلاني، عن رواد بن الجراح، عن عامر بن عبد الله، عن الحسن بن ذكوان، عن عبادة به. فوقع لنا عالياً.(1/552)
وبه إلى عبد الخالق، قال: أخبرنا الإمام أبو تراب عبد الباقي بن يوسف المراغي، قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الله بن حماد، قال: حدثنا أبو حفص عمر بن محمد الزيات، قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن عبيد الله الجوهري، قال: حدثني أبو يعلى زكريا بن يحيى المنقري، قال: حدثنا الأصمعي، قال: سمعت أعرابياً يقول: إذا أشكل عليك أمران لا تدري أيهما الرشد فخالف أقربهما من هواك فإن أكثر ما يكون الخطأ مع متابعة الهوى.
شيخةٌ أخرى
171- حبيبة بنت عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم بن أحمد بن عبد الرحمن بن إسماعيل بن منصور المقدسي، أم عبد الرحمن ابنة الزين.
حضرت على اليلداني وخطيب مردا، وسمعت من إبراهيم بن خليل، وابن عبد الدائم، وأجاز لها من بغداد إبراهيم بن أبي بكر الزعبي وعلي بن عبد اللطيف ابن الخيمي، وفضل الله ابن الجيلي، ومحمد بن نصر ابن الحصري، ومن الديار المصرية سبط السلفي وغيره، ومن الشام البكري وغيره، ومن مكة المرسي، ومن المدينة النبوية الملك الناصر داود ابن المعظم عيسى، وحدثت.
سمع منها الذهبي والبرزالي، وذكرها في مسودة ((معجمه)) فقال: امرأةٌ مباركةٌ وهي الوسطى من أخواتها، مولدها تقريباً سنة خمسين وست مئة بسفح قاسيون. انتهى كلامه. وتوفيت في خامس شعبان سنة ثلاث(1/553)
وثلاثين وسبع مئة، وصلي عليها من الغد بالجامع المظفري، ودفنت بتربة الشيخ موفق الدين بسفح جبل قاسيون.
أجازت لنا في سنة ثمانٍ وعشرين وسبع مئة.
أخبرتنا الشيخة الصالحة المباركة أم عبد الرحمن حبيبة بنت الإمام زين الدين عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم المقدسي إجازةً، والزاهد بقية السلف أبو عبد الله محمد بن أحمد بن تمام الصالحي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو حفص عمر بن أبي نصر بن أبي الفتح بن عوة الجزري قراءةً عليه وأنا أسمع، وقالت حبيبة: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل خطيب مردا حضوراً؛ قالا: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن علي بن سعود البوصيري، قال: أخبرنا أبو جعفر يحيى بن المشرف بن علي ابن الخضر التمار، قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن سعيد بن نفيس المقرئ، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين بن بندار بن عبيد الله ابن بندار قاضي أذنة بمصر قراءةً عليه في داره وأنا أسمع في شعبان من سنة ثمانين وثلاث مئة، قال: أخبرنا أبو طاهر الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن فيل الأسدي البالسي الإمام بمدينة أنطاكية، قال: حدثنا مالك بن سليمان، قال: حدثنا بقية بن الوليد، قال: حدثنا محمد بن الوليد الزبيدي، عن الزهري، قال: أخبرني حميد بن عبد الرحمن بن عوف أن أمه وهي أم كلثوم ابنة عقبة أخبرته أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فيقول خيراً أو ينمي خيراً)) قال: ولم يرخص في شيءٍ مما يقول الناس أنه كذب إلا في ثلاثٍ: في الحرب والإصلاح بين الناس، وحديث الرجل امرأته، وحديث المرأة زوجها.
هذا حديث صحيحٌ متفق على صحته؛ أخرجه البخاري(1/554)
ومسلم من طرق كثيرة. وأخرجه النسائي في عشرة النساء عن كثير ابن عبيد، عن محمد بن حرب، عن الزبيدي به. فوقع لنا عالياً.
وأم كلثوم بنت عقبة هو ابن أبي معيط بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس الأموية، وكانت تحت زيد بن حارثة، ثم تزوجها عبد الرحمن بن عوف، ثم تزوجها الزبير بن العوام، ثم تزوجها عمرو بن العاص رضي الله عنهم.
وبه إلى ابن فيل، قال: أخبرنا الجوهري، قال: أخبرنا أبو أسامة، قال: حدثني بريد، عن أبي بردة، عن أبي موسى رضي الله عنه، قال: إن الله إذا أراد رحمة أمة من عباده قبض نبيها قبلها فجعله لها فرطاً وسلفاً بين يديها، وإذا أراد الله هلك أمة عذبها ونبيها حي فأهلكها وهو ينظر فأقر عينه بهلاكها حين كذبوه وعصوا أمره.
أخرجه مسلم في فضائل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: وحدثت عن أبي أسامة وممن روى ذلك عنه: إبراهيم بن سعيد الجوهري، قال: حدثنا أبو أسامة، قال: حدثني بريد بن عبد الله، عن أبي بردة، عن أبي موسى، به. ورواه أبو أحمد الجلودي عن محمد بن المسيب الأرغياني، عن إبراهيم بن سعيد الجوهري. فوقع لنا بدلاً.
وبه إلى ابن فيل، قال: أخبرنا سفيان بن وكيع بن الجراح، قال: أخبرنا أبي، عن خارجة بن مصعب، قال: حدثني أبو يحيى مولى آل الزبير، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه رضي الله عنه، قال: كنا(1/555)
عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فمر علينا رجلٌ، فقال رجلٌ: يا رسول الله إني أحب هذا في الله تبارك وتعالى، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ((أعلمته ذلك؟)) قال: لا، قال: ((فهل تدري ما اسمه)) قال: لا، قال: ((اذهب فأعلمه وسله عن اسمه)) قال: فذهب إليه الرجل فأعلمه ذلك وسأله عن اسمه فقال الرجل: أحبك الذي أحببتني فيه، فرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بالذي قال ورد عليه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ((وجبت)).
أبو يحيى هو عمرو بن دينار القرشي الأسدي مولاهم الأعور، وليس بعمرو بن دينار المكي. وهذا الحديث لم يخرجه أحدٌ من أصحاب الكتب الستة من هذا الطريق.
وبه إلى ابن فيل، قال: حدثنا عبد الله بن محمد أبو حميد، قال: حدثنا العباس بن طالب، قال: حدثنا خالد الطحان، قال: حدثنا حسين ابن قيس، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من سلب كريمتيه ضمنت له الجنة إلا أن يعمل عملاً لا يغفر له)) قلت: يا رسول الله وما كريمتاه؟ قال: ((عيناه، قال: ومن عال ثلاث بناتٍ حتى يبن أو يمتن ضمنت له الجنة إلا أن يعمل عملاً لا يغفر له)). قيل: يا رسول الله أو اثنتين؟ قال: ((أو اثنتين)) حتى لو قيل: أو واحدة؟ قال: ((أو واحدة)) قال: وكان ابن عباس إذا حدث بهذا الحديث يقول: هذا والله من كرائم الحديث وغرره.
إسناده جيد، ولم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة من هذا(1/556)
الوجه. وحسين بن قيس هو أبو علي الرحبي ويعرف بحنش الصنعاني.
وأخبرتنا حبيبة بنت الزين في كتابها قالت: أنبأنا أبو القاسم عبد الرحمن بن مكي ابن الحاسب (ح) وأخبرنا الشيخ الصالح الزاهد أبو العباس أحمد بن علي بن حسن الجزري بقراءة أخي الإمام العلامة بهاء الدين عليه وأنا أسمع، قال: أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبد الهادي ابن يوسف المقدسي، قالا: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي، قال ابن الحاسب حضوراً، وقال ابن عبد الهادي إجازةً، قال: أخبرنا الشيخ الأديب أبو مطيع محمد بن عبد الواحد بن عبد العزيز بن أحمد المصري رحمه الله تعالى في يوم الاثنين الثاني من شعبان سنة ثمان وثمانين وأربع مئة قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن موسى بن مردوية الحافظ سنة عشر وأربع مئة، قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن القرشي الكوفي، قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق بن أبي العنبس الزهري، قال: حدثنا محمد بن كناسة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي جحيفة رضي الله عنه، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم والحسن بن علي يشبهه.
قال الشيخ: هذا حديث صحيحٌ متفقٌ عليه من حديث إسماعيل بن أبي خالد عن أبي جحيفة، واسمه وهب بن عبد الله. أخرجاه من طريق محمد بن فضيل وسفيان بن عيينة وزهير بن معاوية ومحمد بن بشر، عنه. أخرجه البخاري في صفة النبي صلى الله عليه وسلم عن أحمد بن يونس عن(1/557)
زهير. وعن عمرو بن علي، عن محمد بن فضيل. وأخرجه مسلم فيه وفي الفضائل عن واصل بن عبد الأعلى، عن محمد بن فضيل. وعن سعيد بن منصور، عن سفيان بن عيينة وخالد بن عبد الله، وعن محمد بن عبد الله بن نمير، عن محمد بن بشر؛ خمستهم عن إسماعيل، به. فوقع لنا عالياً.
وبه إلى أبي مطيع، قال: أخبرنا أبو القاسم الفضل بن عبيد الله بن أحمد قراءةً عليه، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر، قال: حدثنا هارون بن سليمان، قال: حدثنا أبو عامر، قال: حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق عن الأسود عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم ينام أول الليل، ثم يقوم، فإذا كان السحر أوتر، ثم يأتي فراشه، فإذا كانت له حاجة ألم بأهله، فإذا سمع الأذان وثب، فإن كان جنباً أفاض عليه من الماء، وإن لم يكن جنباً توضأ وخرج إلى الصلاة.
أخرجه البخاري في صلاة الليل عن أبي الوليد وسليمان بن حرب. وأخرجه الترمذي في ((الشمائل)) عن بندار، عن غندر. وأخرجه النسائي في الصلاة عن محمد بن المثنى، عن غندر؛ ثلاثتهم عن شعبة، به. فوقع لنا بدلاً عالياً للبخاري، وعالياً للترمذي والنسائي.(1/558)
وأخبرتنا حبيبة إجازةً، قالت: أخبرنا أبو القاسم السبط إذناً، قال: أخبرنا جدي لأمي الحافظ أبو طاهر السلفي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا الحاجب أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن العلاف المقرئ قراءةً عليه قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر المقرئ المعروف بابن الحمامي قراءةً عليه وأنا أسمع في يوم الجمعة التاسع عشر من شهر ربيع الآخر سنة ست عشرة وأربع مئة، قال: أخبرنا أبو أحمد محمد بن عبد الله بن يوسف البخاري قال: حدثنا خلف هو ابن محمد بن إسماعيل البخاري، قال: حدثنا عمران، هو ابن موسى بن الضحاك، قال: حدثنا نصر هو ابن الحسين أبو الليث، قال: حدثنا عيسى هو ابن موسى، قال: حدثنا محمد هو ابن الفضيل، قال: حدثنا المختار بن فلفل، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أغفى ذات يوم وهم حوله ثم انتبه وهو متبسمٌ، قال: فقال: أنزلت علي سورة {إنا أعطيناك الكوثر} فقرأها علينا، ثم قال: ((هل تدرون ما الكوثر))، قلنا: الله ورسوله أعلم، قال: فقال: ((هو نهرٌ في الجنة عليه خيرٌ كثير، آنيته عدد نجوم السماء، وليردن علي أقوامٌ حتى إذا نظرت إليهم اختلجوا دوني، فأقول: يا رب أصحابي، فيقال: يا محمد إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك)).
أخرجه مسلم في الصلاة عن أبي كريب. وأخرجه أبو داود في الصلاة وفي السنة عن هناد بن السري؛ كلاهما عن محمد بن فضيل به. فوقع لنا بدلاً عالياً لهما.(1/559)
وبه إلى أبي أحمد البخاري، قال: حدثنا خلف، قال: حدثنا عمران، قال: حدثنا نصر، قال: حدثنا عيسى بن موسى، قال: حدثنا أبو حمزة، قال: حدثنا أبو إسحاق الشيباني، عن عامر، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى قبراً حديث عهد بدفنٍ، فقال: ((متى دفن هذا)) قالوا: البارحة يا رسول الله، قال: ((ما منعكم أن تؤذنوني))، قالوا: كرهنا أن نؤذنك فيشق عليك، قال: فتقدم وصف أصحابه خلفه وصلى عليه.
هذا حديثٌ صحيحٌ متفق على صحته من حديث أبي إسحاق الشيباني، واسمه سليمان بن أبي سليمان الكوفي، واسم أبي سليمان فيروز، وقيل: خاقان. أخرجه البخاري من طرق منها في الصلاة عن محمد بن مثنى عن غندر. وفي الجنائز عن مسلم بن إبراهيم وسليمان بن حرب وحجاج بن منهال، فرقهم أربعتهم عن شعبة. وأخرجه مسلم عن محمد بن مثنى به. وعن الحسن بن الربيع وأبي كامل الجحدري؛ كلاهما عن عبد الواحد؛ كلاهما عن أبي إسحاق الشيباني، به. وعن أبي غسان محمد بن عمرو الرازي، عن يحيى بن الضريس، عن إبراهيم بن طهمان، عن أبي حصين، عن عامر الشعبي،(1/560)
به. فوقع لنا عالياً.
شيخةٌ أخرى
172- زاهدة بنت أبي بكر بن حمزة بن محفوظ الصحراوي، أم أبي بكر الصالحية.
امرأةٌ مباركةٌ خيرة، سمعت من ابن الزين، وزينب بنت مكي، وحدثت. سمع منها الشيخ شمس الدين الذهبي.
مولدها في سنة اثنتين وثمانين وست مئة، وتوفيت في سنة الطاعون سنة تسع وأربعين وسبع مئة، ودفنت بتربة الشيخ موفق الدين.
سمعت عليها ((جزء الأنصاري)) بسماعها من ابن الزين، وزينب بنت مكي، بسماع الأول من الكندي، وبسماع زينب من ابن طبرزد، بسماعهما من القاضي أبي بكر، بسماعه من البرمكي، بسماعه من ابن ماسي عن الكجي، عن الأنصاري.
أخبرتنا الشيخة الصالحة أم أبي بكر زاهدة بنت أبي بكر بن حمزة الصالحية قراءةً عليها وأنا أسمع قالت: أخبرنا الشيخان أبو الفرج عبد الرحمن ابن الزين أحمد بن عبد الملك المقدسي، أم أحمد زينب بنت مكي بن علي بن كامل الحرانية قراءةً عليهما وأنا أسمع قال الأول: أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي حضوراً، وقالت زينب: أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن معمر بن طبرزد سماعاً، قالا: أخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، قال: أخبرنا أبو إسحاق(1/561)
إبراهيم بن عمر بن أحمد الفقيه الحنبلي، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي البزاز، قال: حدثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي البصري، قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، قال: حدثنا أبي، عن جميلة مولاة أنس، قالت: كان ثابت إذا جاء إلى أنس رضي الله عنه قال: يا جميلة، ناوليني طيباً أمس به يدي، فإن ابن أبي ثابت لا يرضى حتى يقبل يدي، يقول: يدٌ مست يد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
لم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة.
وبه إلى الأنصاري، قال: سألت ابن عون عن الدرهم الزيف، أيسع الرجل أن يشتري به شيئاً، قال: يبينه؟ قلت: لا، قال: كان محمد يكرهه، قلت: فإن بين، قال: كان محمد لا يعده شيئاً. قال الأنصاري، قال لي: فما تقول لو أن رجلاً باع سلعةً وبها عيبٌ قلت: يبين العيب، قال: لا أكره، قلت: فكذلك الدرهم الزيف.
وبه إلى الكجي، قال: حدثنا الأنصاري، عن ابن عون، عن إبراهيم، قال: كانوا يكرهون إذا اجتمعوا أن يخرج الرجل أحسن حديثه، أو من أحسن ما عنده.
وبه قال: حدثنا الأنصاري، عن ابن عون، عن الشعبي، قال: قال شريح: ما التقى رجلان إلا كان أولاهما بالله الذي يبدأ بالسلام.(1/562)
شيخةٌ أخرى
173- زهرة بنت الشيخ المحدث جمال الدين عمر بن حسين بن أبي بكر الختني الحنفي.
سمعت عليها حضوراً في أواخر الثانية من ذي الحجة سنة تسع وعشرين وسبع مئة، بقراءة الشيخ الإمام الوالد رحمه الله الأول من حديث أبي القاسم الفضل بن أبي حرب أحمد بن محمد بن عيسى الجرجاني النيسابوري، بسماعها من النجيب عبد اللطيف بن عبد المنعم الحراني وهي حاضرةٌ في الرابعة، قال: أخبرنا مسعود بن أبي القاسم بن عبد الكريم بن الحسن بن غيث الدقاق، قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي سنة ست وعشرين وخمس مئة، قال: أخبرنا أبو القاسم الفضل بن أبي حرب الجرجاني قراءةً عليه في ثاني عشر شوال سنة ثمانين وأربع مئة.
أخبرتنا أم محمد زهرة بنت عمر بن الحسين الختني قراءةً عليها وأنا محضر في سنة تسع وعشرين وسبع مئة، قالت: أخبرنا أبو الفرج عبد اللطيف بن عبد المنعم الحراني حضوراً، قال: أخبرنا أبو الفتوح مسعود بن أبي القاسم الدقاق، قال: أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ابن عمر ابن السمرقندي، قال: أخبرنا أبو القاسم الفضل بن أحمد بن محمد الجرجاني، قال: حدثنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الحيري إملاءً، قال: أخبرنا أبو محمد حاجب بن أحمد الطوسي، قال: حدثنا محمد بن حماد الأبيوردي، قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن شقيق، قال: قال عبد الله: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون صاحبهما فإن ذلك يحزنه)).(1/563)
رواه مسلم، وأبو داود؛ كلاهما عن أبي بكر بن أبي شيبة. ورواه الترمذي عن هناد. ورواه مسلم أيضاً وابن ماجة عن ابن أبي عمر؛ ثلاثتهم عن أبي معاوية، به.
شيخةٌ أخرى
174- زينب بنت أحمد بن عبد الرحيم بن عبد الواحد بن أحمد ابن عبد الرحمن بن إسماعيل بن منصور المقدسي، أم عبد الله.
سمعت من محمد بن عبد الهادي، وأخيه عبد الحميد، وإبراهيم بن خليل، وأحمد بن عبد الدائم، وخطيب مردا، واليلداني، ويوسف بن قزغلي، وغيرهم. وأجاز لها في سنة ست وأربعين وست مئة وبعدها خلقٌ كثير من بغداد والموصل وماردين وحران ومنبج وحلب ودمشق ومصر،(1/564)
منهم: إبراهيم بن أبي بكر الزعبي، وإبراهيم بن الخير، وأحمد بن نصر ابن قميرة، والأعز بن العليق، وعبد الله بن ثابت ابن النعال، وعبد الخالق ابن الأنجب النشتبري، ويحيى بن يوسف الصرصري، ويوسف بن خيل، وسبط السلفي، وعجيبة بنت الباقداري، وغيرهم، وحدثت بالكثير.
سمع منها الحفاظ أبو الحجاج المزي، وأبو عبد الله الذهبي، وأبو محمد البرزالي، وذكرها في مسودة ((معجمه))، فقال: ((شيخةٌ صالحةٌ عابدةٌ، وقال الفرضي: شيخةٌ زاهدةٌ أصيلةٌ من بيت الحديث والزهد)).
قلت: وتفردت بأجزاءً كثيرة بالسماع والإجازة، وروت شيئاً كثيراً من الكتب والأجزاء وتكاثر عليها الطلبة.
مولدها في سنة ست وأربعين وست مئة، وتوفيت في ليلة الاثنين تاسع عشر جمادى الأولى سنة أربعين وسبع مئة بسفح قاسيون، وصلي عليها من الغد عقيب الظهر بالجامع المظفري، ودفنت بتربة الشيخ موفق الدين بسفح جبل قاسيون.
سمعت عليها مجلساً من أمالي حمزة بن محمد الكناني، ويعرف ((بمجلس البطاقة))، بسماعها من خطيب مردا، بسماعه من البوصيري، بسماعه من أبي صادق المديني، عن ابن حمصة، عنه. وجزءاً فيه مشيخة شهدة تخريج ابن الأخضر بإجازتها من الشيوخ الأربعة: إبراهيم ابن محمود بن الخير، ومحمد بن مقبل بن المني، ومحمد بن عبد الكريم ابن السيدي، والأعز بن فضائل بن العليق، بسماعهم من شهدة. وجزءاً فيه ثلاثة مجالس من أمالي أبي جعفر ابن البختري الرزاز، وهي المجلس(1/565)
التاسع والعاشر والحادي عشر بإجازتها من محمد بن نصر ابن الحصري والمبارك بن محمد بن الخواص، ومحمد بن علي بن بقاء ابن السباك، ومحمد بن عبد الكريم بن السيدي، بسماع المبارك وابن السيدي من نصر الله بن عبد الرحمن بن محمد القزاز، وبسماع الباقين من ابن شاتيل بسماعهما من الربعي، وبسماع ابن شاتيل أيضاً من ابن البسري بسماعهما من ابن مخلد، بسماعه منه. ومشيخة أبي علي الحسن بن أحمد بن شاذان الكبرى خمسة أجزاء بإجازتها من ابن قميرة، وجزءاً فيه حكايات عن الإمام الشافعي وغيره كانت في آخر كتاب ((التصديق بالنظر)) للآجري، رواية أبي بكر أحمد بن سلم الختلي، وأبي بكر الآجري رواية أبي الحسن علي بن أحمد بن عمر الحمامي عنهما بإجازتها من إبراهيم ابن الخير ومحمد بن السيدي؛ بسماع ابن الخير من الأسعد بن أبي اللقاء الجبريلي، وبسماع ابن السيدي من أبي الحسين عبد الحق بن عبد الخالق بن أحمد بن يوسف، بسماع الأسعد وإجازة عبد الحق من أبي الحسن علي بن محمد بن العلاف المقرئ، بسماعه من أبي الحسن علي بن أحمد بن عمر بن حفص الحمامي عنهما. و((جزء هلال الحفار)) بإجازتها من محمد بن عبد الكريم بن السيدي، وإبراهيم بن الخير بسندهما فيه. والجزء الثاني والرابع من حديث المحاملي بإجازتها لهما من محمد بن السيدي بسماعه من تجني بنت عبد الله الوهبانية، وبإجازتها للثاني فقط من إبراهيم بن الخير ومحمد بن المني، بسماعهما من شهدة، بسماعهما من الحسين بن أحمد بن محمد بن طلحة النعالي، بسماعه من عبد الواحد بن محمد بن مهدي، بسماعه منه. وجزء المخرمي والمروزي، بإجازتها من ابن قميرة وابن السيدي، بسماعهما من تجني، قالت: أخبرنا ابن طلحة، قال: أخبرنا أبو الحسن بن رزقوية، قال: أخبرنا إسماعيل الصفار عنهما. وجزءاً فيه ثلاثة مجالسٍ من ((أمالي النجاد)) رواية الحرفي بإجازتها من ابن الخير، بسماعه من شهدة، قالت: أخبرنا الحسين بن طلحة، قال: أخبرنا الحرفي. وجزءاً فيه الرابع من حديث إسماعيل(1/566)
الصفار، بإجازتها من المؤتمن بن قميرة، قال: أخبرتنا شهدة، قالت: أخبرنا الحسين بن طلحة النعالي، قال: أخبرنا أبو الحسين بن بشران، عنه. والجزء الرابع من ((الفتن)) لحنبل بن إسحاق، بإجازتها من إبراهيم ابن الخير، قال: أخبرنا أبو الحسين عبد الحق بن عبد الخالق بن يوسف، قال: أخبرنا أبو سعد محمد بن عبد الكريم بن خشيش، قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان، قال: أخبرنا أبو عمرو عثمان بن أحمد ابن السماك، عنه. وجزءاً فيه من حديث حنبل بن إسحاق بإجازتها من إبراهيم بن الخير والمؤتمن بن قميرة، بسماعهما من شهدة بسندها. والجزء الأول والثاني من حديث علي بن حرب بإجازتها من أبي القاسم عبد الرحمن بن الحاسب سبط الحافظ أبي طاهر السلفي، بسماعه من جده، قال أخبرنا نصر بن البطر، قال: أخبرنا أبو حفص عمر بن أحمد العكبري، قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن يحيى بن عمر بن حرب، عنه. وجزءاً فيه ثلاثة مجالس من أمالي المخلدي، بإجازتها من عبد الخالق بن الأنجب بن معمر النشتبري، بإجازته من وجيه بن طاهر الشحامي، قال: أخبرنا يعقوب بن أحمد الصيرفي عنه. والجزء الثاني من حديث سعدان بن نصر بإجازتها من محمد بن عبد الكريم ابن السيدي وعبد الله ابن البندنيجي وعلي بن عبد اللطيف ابن الخيمي، والمبارك بن محمد الخواص، بسماعهم من ابن شاتيل، قال: أخبرنا الحسين بن أحمد ابن البسري، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري، قال: أخبرنا أبو علي إسماعيل بن محمد الصفار، عنه، وغير ذلك.
أخبرتنا الشيخة الصالحة المعمرة المباركة أم عبد الله زينب بنت أحمد بن عبد الرحيم بن عبد الواحد المقدسي قراءةً عليها وأنا أسمع، والمقرئ الزاهد أبو العباس أحمد بن علي بن حسن الجزري بقراءتي عليه، قالا: أخبرنا خطيب مردا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن أحمد المقدسي قراءةً عليه، قالت: زينب: سماعاً وقال أحمد: حضوراً، قال: أخبرنا هبة الله بن علي البوصيري، قال: أخبرنا أبو صادق مرشد بن يحيى(1/567)
ابن القاسم المديني، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمد الحراني المعروف بابن حمصة، قال: حدثنا أبو القاسم حمزة بن محمد ابن علي بن محمد بن العباس الكناني الحافظ إملاءً في الجامع العتيق سلخ شهر ربيع الأول سنة سبع وخمسين وثلاث مئة، قال: أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى بن زياد العسكري، قال: حدثنا زيد بن الحريش، قال: حدثنا وكيع، عن سفيان، عن يزيد أبي خالد، عن إبراهيم السكسكي، عن ابن أبي أوفى رضي الله عنه قال: جاء رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني لا أستطيع أن آخذ شيئاً من القرآن فعلمني ما يجزئني، فقال: قل: ((سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا قوة إلا بالله)).
ابن أبي أوفى هذا هو عبد الله بن أبي أوفى، وقد أورده أبو الحسين ابن قانع في كتابه المسمى ((معجم الصحابة)) فرواه عن إسحاق الحربي، عن أبي نعيم، عن مسعر، عن إبراهيم السكسكي، وزاد بعد قوله: ((ولا قوة إلا بالله))؛ هذا لله عز وجل فما لي؟ قال: قل: ((اللهم اغفر لي وارحمني وارزقني واهدني وعافني)). وقد أخرج أبو داود هذا الحديث في الصلاة من ((سننه)) عن عثمان بن أبي شيبة، عن وكيع بهذا الإسناد أتم من هذا، وزاد بعد قوله: ((ولا قوة إلا بالله))، قال: يا رسول الله هذا لله فما لي، قال: قل: ((اللهم ارحمني وارزقني وعافني واهدني))، فلما قام، قال هكذا بيده، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أما هذا فقد ملأ يديه من الخير)). فوقع لنا بدلاً له. وقد رواه مسعر عن السكسكي، وقال فيه: فعقدهن في يده وضم أصابعه الأخر.(1/568)
وأخبرتنا أم عبد الله زينب بنت الكمال أحمد بن عبد الرحيم بن عبد الواحد المقدسية قراءةً عليها وأنا أسمع، قالت: أخبرنا الشيوخ الثلاثة أبو محمد إبراهيم بن محمود بن سالم بن الخير، وأبو عبد الله محمد بن مقبل بن فتيان بن المني، وأبو جعفر محمد بن عبد الكريم بن محمد بن أحمد بن السيدي إجازةً؛ قالوا: أخبرتنا الكاتبة فخر النساء شهدة بنت أحمد بن الفرج الإبري قراءةً عليها ونحن نسمع، قالت: أخبرنا أبو الفوارس طراد بن محمد بن علي الزينبي في سنة تسعين وأربع مئة، قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن رزقوية، قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب، قال: حدثنا علي بن حرب قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إني أنا محمد وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحى بي الكفر، وأنا الحاشر الذي أحشر الناس، وأنا العاقب الذي ليس بعده نبي)).
أخرجه مسلم عن زهير بن حرب وإسحاق بن إبراهيم وابن أبي عمر. وأخرجه الترمذي عن سعيد بن عبد الرحمن المخزومي؛ أربعتهم عن سفيان، به، فوقع لنا بدلاً عالياً لهما. وأخرجه مسلم أيضاً عن عبد الملك بن شعيب بن الليث بن سعد، عن أبيه عن جده، عن عقيل عن(1/569)
الزهري، به، فوقع لنا عالياً بأربع درجات.
وبه إلى شهدة، قالت: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن علي بن أحمد ابن البسري البندار قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري، قال: قرئ على إسماعيل بن محمد الصفار، قال: حدثنا سعدان بن نصر، قال: حدثنا سفيان، عن عروة، عن زينب بنت أبي سلمة، عن حبيبة، عن أمها أم حبيبة، عن زينب زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، قالت: استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم من نوم محمراً وجهه وهو يقول: ((لا إله إلا الله ثلاث مرات، ويلٌ للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه وحلق حلقةً)) قلت: يا رسول الله، أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: ((نعم، إذا كثر الخبث)).
أخرجه البخاري عن مالك بن إسماعيل. وأخرجه مسلم عن عمرو الناقد، وأبي بكر بن أبي شيبة، وسعيد بن عمرو الأشعثي، وزهير بن حرب، وابن أبي عمر، وأخرجه الترمذي عن سعيد بن عبد الرحمن. وأخرجه النسائي عن عبيد الله بن سعيد. وأخرجه ابن ماجة عن أبي بكر بن أبي شيبة؛ سبعتهم عن سفيان بن عيينة،(1/570)
به. فوقع لنا بدلاً لهم عالياً، وقد اجتمع في إسناد هذا الحديث زوجتان من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وهما أم حبيبة وزينب بنت جحش، وربيبتان من ربائب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهما زينب بنت أم سلمة، وهي بنت أبي سلمة عبد الله بن عبد الأسد المخزومي، وحبيبة بنت أم حبيبة، وهي بنت عبيد الله ابن جحش الذي تنصر بأرض الحبشة، ومما اجتمع فيه أربعةٌ رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهم أبو عتيق محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق بن أبي قحافة رضي الله عنهم أجمعين.
وبه إلى شهدة، قالت: أخبرنا الشيخ أبو عبد الله الحسين بن أبي القاسم علي بن أحمد البسري البندار، بقراءة أبي نصر الأصفهاني في جمادى الأولى من سنة سبع وتسعين وأربع مئة، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري قراءةً عليه في شهر رمضان سنة خمس عشرة وأربع مئة، قال: قرئ على أبي علي إسماعيل بن محمد الصفار في المحرم سنة إحدى وأربعين وثلاث مئة، قال: حدثنا عباس ابن عبد الله الترقفي، قال: حدثنا رواد بن الجراح أبو عصام العسقلاني، قال: حدثنا أبو سعد الساعدي، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من ألقى جلباب الحياء فلا غيبة له)).
أبو سعد هو سعيد بن المرزبان البقال الأعور الكوفي مولى حذيفة(1/571)
ابن اليمان.
وبه إلى شهدة، قالت: أخبرنا محمد بن عبد الكريم هو ابن خشيش، قال: أخبرنا أبو علي بن شاذان، قال: أخبرنا ميمون بن إسحاق، قال: حدثنا أبو عمر أحمد بن عبد الجبار العطاردي، قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((لأن أقول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، أحب إلي مما طلعت عليه الشمس)).
أخرجه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة، وأبي كريب؛ كلاهما عن أبي معاوية. فوقع لنا بدلاً عالياً.
وبه إلى شهدة، قالت: أخبرنا الشيخ أبو الخطاب نصر بن أحمد ابن عبد الله بن البطر القارئ يوم الأحد ثالث عشر جمادى الأولى سنة ثمان وثمانين وأربع مئة، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عبيد الله بن يحيى بن زكريا البيع قراءةً عليه، قال: حدثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي إملاءً، قال: حدثنا علي بن شعيب، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، قال: سمع عمرو بن عبد الله بن صفوان يحدث عن يزيد ابن شيبان، قال: كنا وقوفاً بعرفة في مكانٍ بعيدٍ من الموقف يباعده(1/572)
عمرو، فأتانا ابن مربع الأنصاري، فقال: إني رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم إليكم، يقول: ((كونوا على مشاعركم هذه، فإنكم على إرث من إرث إبراهيم عليه السلام)).
أخرجه أبو داود عن النفيلي. وأخرجه الترمذي والنسائي عن قتيبة. وأخرجه ابن ماجة عن أبي بكر بن أبي شيبة؛ ثلاثتهم عن سفيان. فوقع لنا بدلاً عالياً.
وابن مربع اسمه زيد، وقيل: يزيد، وقيل: عبد الله بن مربع بن قيظي بن عمرو بن زيد بن جشم بن حارثة بن الحارث بن عمرو بن مالك بن أوس الأنصاري. ذكره ابن عساكر فيمن اسمه يزيد، وابن مندة في باب زيد.
شيخةٌ أخرى
175- زينب بنت إسماعيل بن إبراهيم بن سالم بن سعد بن ركاب الأنصاري الدمشقية، أم عبد الله وأم محمد بنت المحدث نجم الدين ابن الخباز.(1/573)
سمعت من الحسن بن الحسين بن المهير، وابن عبد الدائم، وأبي بكر ابن النشبي، ويوسف ومحمد ابني عمر ابن خطيب بيت الآبار، وعبد الوهاب ابن الناصح، ومحمد بن إسماعيل بن عساكر، وعلي بن عبد الواحد بن الأوحد، ومظفر بن عبد الكريم ابن الحنبلي، وابن عمه يحيى ابن عبد الرحمن، وعمر بن محمد الكرماني، وإسماعيل بن أبي اليسر، ويوسف بن مكتوم، وعبد العزيز بن عبد، وجماعة من أصحاب ابن طبرزد، والكندي، وحدثت.
سمع منها البرزالي، وذكرها في مسودة ((معجمه))، فقال: من أولاد المحدثين، أسمعها أبوها الكثير حضوراً وسماعاً، وكانت مقيمة بقصر اللباد. انتهى كلامه.
مولدها على الصحيح في سلخ جمادى الأولى سنة تسع وخمسين وست مئة. وتوفيت في الثالث والعشرين من ذي الحجة سنة تسع وأربعين وسبع مئة بظاهر دمشق، ودفنت بسفح قاسيون.
سمعت عليها ((جزء الأنصاري)) بسماعها له من ثمانية وعشرين شيخاً سماعاً وحضوراً بأسانيدهم فيه.
أخبرتنا الشيخة الصالحة أم عبد الله زينب بنت الشيخ نجم الدين إسماعيل بن إبراهيم بن سالم ابن الخباز الأنصاري قراءةً عليها وأنا أسمع، قالت: أخبرنا الشيوخ الثمانية والعشرون: أبو العباس أحمد بن عبد الدائم بن نعمة المقدسي، وأبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن عثمان ابن عساكر، والأخوان ضياء الدين يوسف وموفق الدين محمد ابنا عمر ابن يوسف ابن خطيب بين الآبار، وكمال الدين عبد العزيز بن عبد المنعم(1/574)
ابن عبدٍ الحارثي، وإسرائيل بن أحمد بن أبي الحسين العرضي الطبيب، والإمام شمس الدين عبد الرحمن ابن الشيخ أبي عمر، وابن أخته كمال الدين عبد الرحيم بن عبد الملك بن عبد الملك، ومؤيد الدين أسعد ابن المظفر بن أسعد ابن القلانسي، والأخوان شرف الدين عبد الرحمن وعماد الدين محمد ابنا سالم بن الحسن بن صصرى، وعز الدين عبد الرحمن بن محمد ابن الحافظ عبد الغني، ونجم الدين عبد الرحمن بن أحمد بن محمد ابن الشيرازي، وبهاء الدين عمر بن حامد بن عبد الرحمن القوصي، ومظفر بن أبي الدر الشرابي، وسيف الدين يحيى ابن الشيخ ناصح الدين عبد الرحمن بن نجم ابن الحنبلي، وابن ابن عمه نجم بن يوسف بن أحمد بن نجم، وعز الدين إبراهيم بن عبد الله ابن الشيخ أبي عمر، وعبد الولي بن جبارة بن عبد الولي، وأحمد بن جميل بن حمد المقدسي، وأبو بكر بن محمد بن أبي بكر الهروي، وعبد الوهاب ابن الناصح محمد بن إبراهيم المقدسي، ومؤمل بن محمد بن علي البالسي، وشرف الدين محمد بن عبد المنعم بن عمر ابن القواس، ومحمد بن أبي بكر بن محمد بن سليمان العامري، وإسماعيل بن أبي عبد الله ابن العسقلاني، وفاطمة بنت الملك المحسن أحمد ابن السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب، وست العرب بنت يحيى بن قايماز الكندية سماعاً وحضوراً، قال أحمد بن عبد الدائم: أخبرنا الشيوخ الثلاثة: الإمام أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد ابن الجوزي، وأبو محمد المكرم بن هبة الله بن المكرم الصوفي، وأبو المظفر عبد الخالق بن فيروز بن عبد الله الجوهري، وقال محمد بن إسماعيل بن عساكر: أخبرنا الشيخان أبو الحسن عبد اللطيف بن إسماعيل بن أبي سعد الصوفي، وأبو اليمن زيد بن الحسن الكندي. وقال عبد الرحمن بن سالم بن صصرى، وعز الدين عبد الرحمن ابن الحافظ عبد الغني وعبد الرحمن ابن الشيخ أبي عمر، وابن أخته عبد الرحيم: أخبرنا الشيخان أبو حفص عمر بن محمد بن معمر بن طبرزد، وأبو اليمن زيد بن الحسن الكندي. وقال إسرائيل الطبيب:(1/575)
أخبرنا الحافظ أبو محمد عبد العزيز بن محمود ابن الأخضر وقال عبد العزيز بن عبدٍ: أخبرنا أبو الحسن عبد اللطيف بن إسماعيل بن أبي سعد. وقال أسعد ابن القلانسي، وعبد الرحمن ابن الشيرازي، وعمر بن حامد القوصي، والأخوان يوسف ومحمد ابنا عمر ابن خطيب بيت الآبار، ومظفر الشرابي ويحيى ابن الحنبلي: أخبرنا أبو حفص بن طبرزد. وقال الباقون وهم ثلاثة عشر: إبراهيم بن عبد الله بن أبي عمر، وأحمد بن جميل، وإسماعيل ابن العسقلاني، وعبد الولي بن جبارة، وعبد الوهاب ابن الناصح، ومحمد بن أبي بكر العامري، ومحمد بن سالم بن صصرى، ومحمد بن عبد المنعم ابن القواس، ومؤمل البالسي، ونجم ابن الحنبلي، وأبو بكر الهروي، وست العرب، وفاطمة: أخبرنا الإمام أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي، قالوا ستتهم: أخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الأنصاري، قال: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد الفقيه، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي البزاز، قال: حدثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله بن مسلم الكجي البصري، قال: حدثنا القاضي أبو عبد الله محمد بن عبد الله الأنصاري، قال: حدثنا سليمان التيمي؛ أن أنساً كان يقرأ: ((إني نذرت للرحمن صوماً وصمتاً)).
وبه إلى الأنصاري، قال: حدثنا سليمان التيمي، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، قال: تصلي المرأة في ثلاثة أثوابٍ: درعٍ وخمارٍ وإزارٍ.(1/576)
وبه إلى الأنصاري، قال: حدثني سليمان التيمي، عن قتادة، عن أبي أيوب، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: صلاة الوسطى، صلاة العصر.
أبو أيوب هو يحيى بن مالك، ويقال: حبيب بن مالك العتكي المراغي البصري، روى عن عبد الله بن عمرو بن العاص، وعائشة، وجويرية بنت الحارث. روى عنه قتادة وأبو عمران الجوني. قال الحاكم أبو أحمد: سمعت محمد بن يعقوب يقول: سمعت العباس يقول: سمعت يحيى يقول: أبو أيوب الذي يروي عنه قتادة اسمه يحيى بن مالك المراغي.
وبه إلى الأنصاري، قال: حدثنا محمد بن علي بن شعيب السمسار، قال: حدثنا خالد بن خداش، قال: حدثنا بكار بن عبد العزيز بن أبي بكرة، قال: حدثنا أبي، عن أبيه رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان عند بعض نسائه، فأتاه بشيرٌ يبشره بظفر أصحابه، قال: فخر ساجداً، ثم قال للرسول: ((حدثني))، قال: الذي يلي أمرهم امرأةٌ. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((هلكت الرجال حين أطاعت النساء)).
أخرجه أبو داود في الجهاد عن مخلد بن خالد. وأخرجه(1/577)
الترمذي في السير عن ابن مثنى؛ كلاهما عن أبي عاصم، عن بكار، به.
وبه إلى الأنصاري، قال: حدثنا أبو بحر، قال: كان أبو الجلد يحلف ولا يستثني أن لا تهلك هذه الأمة حتى يحكم فيها اثنا عشر خليفة منهم رجلان من رهط النبي صلى الله عليه وسلم يحكمون بالهدى ودين الحق أحدهما ثلاثين والآخر أربعين.
أبو بحر اسمه هلال. وأبو الجلد اسمه جيلان بن فروة، ويقال: ابن أبي فروة الأسدي الجوني البصري، روى عنه قتادة بن دعامة وأبو عمران الجوني.
وبه إلى الأنصاري، قال: حدثنا علي بن نصر، عن شعبة قال: سئل يونس عن المرأة تموت وفي بطنها ولدٌ أيشق بطنها؟ فسكت ساعةً ثم قال: إن قدرت أن تحيي نفساً فافعل.(1/578)
وبه إلى الأنصاري، قال: حدثنا أبو خلدة، عن أبي العالية في الرجل يتوضأ فيخرج من دبره الدود. قال: يعيد الوضوء.
أبو العالية رفيع الرياحي البصري أسلم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بسنتين، ودخل على أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وسمع من عمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، وعبد الله بن عباس رضي الله عنهم روى عنه قتادة ابن دعامة السدوسي.
وأبو خلدة اسمه خالد بن دينار التميمي السعدي البصري الخياط، سمع أنس بن مالك النجاري، والحسن بن أبي الحسن البصري. روى عنه يحيى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي.
شيخةٌ أخرى
176- زينب بنت يحيى بن عبد العزيز بن عبد السلام بن أبي القاسم بن الحسن بن محمد بن المهذب السلمي الدمشقي، أم عمر بنت الخطيب بدر الدين أبي زكريا ابن الشيخ العلامة عز الدين أبي محمد.
حضرت في الخامسة على عثمان بن علي ابن خطيب القرافة، وعمر بن أبي نصر بن عوة الجزري، وإبراهيم بن خليل، واليلداني، ومحمد بن سليمان الصقلي، وسمعت من خالد بن يوسف النابلسي وغيره، وأجاز لها سنة خمسين وست مئة من الديار المصرية سبط السلفي وغيره، وحدثت.
سمع منها البرزالي، وذكرها في مسودة ((معجمه)) فقال: زوجة ضياء الدين ابن الطوسي، امرأةٌ جيدة من بيتٍ، وهي أكبر من أخيها ناصر الدين أحمد بسنة ونصف، ولها إجازةٌ دمشقية في سنة خمس وخمسين وست مئة فيها جماعةٌ أيضاً، وحجت مرتين.
مولدها سنة ثمان وأربعين وست مئة تقريباً. وتوفيت في رابع ذي القعدة سنة خمس وثلاثين وسبع مئة بدمشق، وصلي عليها من يومها بجامع دمشق، ودفنت بمقبرة باب الصغير ظاهر دمشق.
أجازت لنا في سنة ثمان وعشرين وسبع مئة.
أخبرتنا الشيخة الصالحة المسندة أم عمر زينب بنت الخطيب بدر الدين يحيى ابن الشيخ الإمام عز الدين أبي محمد عبد العزيز بن عبد السلام بن أبي القاسم السلمي إجازة، والشيخان: الصالح أبو العباس أحمد بن علي بن الحسن الجزري بقراءتي عليه وأم محمد فاطمة بنت عبد الرحمن بن عيسى الدبهي قراءةً عليها وأنا أسمع، قالوا ثلاثتهم: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن خليل بن عبد الله الدمشقي، قال أحمد وزينب: حضوراً، وقالت فاطمة: سماعاً، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن علي بن المسلم اللخمي الخرقي الفقيه في ذي القعدة سنة ست وثمانين وخمس مئة، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين ابن الموازيني، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي بن يحيى بن سلوان المازني، قال: أخبرنا أبو القاسم الفضل بن جعفر التميمي المؤذن، قال: أخبرنا أبو بكر عبد الرحمن بن القاسم بن الفرج بن عبد الواحد الهاشمي، قال: حدثنا أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر(1/579)
الغساني، قال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني، عن عبد الله بن حوالة الأزدي رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال: ((إنكم ستجندون أجناداً: جنداً بالشام، وجنداً بالعراق، وجنداً باليمن)). فقال الحوالي: خر لي يا رسول الله. قال: ((عليكم(1/580)
بالشام، فمن أبى فليلحق بيمنه ويسق من غدره؛ فإن الله قد تكفل لي بالشام وأهله)).
أخرجه أبو داود في الجهاد عن حيوة بن شريح، عن بقية، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن أبي قتيلة، عن عبد الله بن حوالة. فوقع لنا عالياً. وأبو قتيلة اسمه مرثد بن وداعة الجعفي الحمصي.
وأخبرتنا أم عمر زينب بنت يحيى بن عبد العزيز بن عبد السلام في كتابها، قالت: أخبرنا أبو عمرو عثمان بن علي بن عبد الواحد ابن خطيب(1/581)
القرافة قراءةً عليه وأنا حاضرةٌ في الخامسة، قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي إذناً، قال: أخبرنا أبو البقاء المعمر بن محمد بن علي الحبال ببغداد ومرةً أخرى بالكوفة، قال: أخبرنا القاضي أبو محمد جناح بن نذير بن جناح بن إسحاق المحاربي بالكوفة، قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم الشيباني الصائغ، قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن الحسين بن موسى الحنيني، قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد بن سلمة قال: حدثنا حميد عن أنس رضي الله عنه، قال: ما كان شخصٌ أحب إليهم رؤيةً من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكانوا إذا رأوه لم يقوموا لما يعلمون من كراهيته لذلك.
أخرجه الترمذي في الاستئذان عن عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، عن عفان، به، وقال: حسنٌ صحيحٌ غريبٌ. فوقع لنا بدلاً عالياً له بدرجتين.
وأخبرتنا الشيخة أم عمر زينب بنت يحيى ابن الشيخ عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام إذناً، قالت: أنبأنا أبو القاسم عبد الرحمن بن مكي ابن الحاسب (ح) وأخبرنا أبو العباس أحمد بن أبي طالب الصالحي إجازةً، قال: أخبرنا أبو الفضل جعفر بن علي بن هبة الله الهمداني في كتابه، قالا: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي قراءةً عليه ونحن نسمع (ح) قال شيخنا أبو العباس وأخبرنا أيضاً الشيخان الحافظ أبو الحسن محمد بن أحمد بن عمر بن الحسين بن خلف القطيعي وأبو محمد المأمون بن أحمد بن العباس بن المأمون إجازةً من بغداد، قالا: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن نسيم عتيق ابن عيشون، قالا: أخبرنا(1/582)
أبو الحسن علي بن محمد بن علي ابن العلاف المقرئ، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين بن عبد الله الآجري قراءةً عليه وأنا أسمع بمكة في يوم الثلاثاء لثمانٍ خلون من شوال من سنة ثلاث وخمسين وثلاث مئة، قال: حدثنا أبو جعفر أحمد بن يحيى الحلواني، قال: حدثنا بشر ابن الوليد القاضي، قال: حدثنا أبو حفص عمر بن عبد الرحمن، عن سليمان الشيباني، عن علي بن زيد بن جدعان، عن جدته، عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: لقد أعطيت تسعاً ما أعطيتها امرأةٌ بعد مريم بنت عمران: لقد نزل جبريل بصورتي في راحته حتى أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتزوجني، ولقد تزوجني بكراً وما تزوج بكراً غيري، ولقد قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأسه في حجري، ولقد قبرته في بيتي، ولقد حفت الملائكة بيتي وإن كان الوحي لينزل عليه في أهله فيتفرقون عنه وإن كان ليزل عليه وإني لمعه في لحافه، وإني لبنة خليفته وصديقه، ولقد نزل عذري من السماء، ولقد خلقت طيبةً وعند طيب، ولقد وعدت مغفرةً ورزقاً كريماً.
وبه إلى الآجري، قال: حدثنا أبو جعفر أحمد بن يحيى الحلواني، قال: حدثنا سعيد بن سليمان، عن أبي أسامة، عن هشام بن عروة، عن أبيه قال: لقد صحبت عائشة رضي الله عنها فما رأيت أحداً قط كان أعلم بآية أنزلت، ولا بفريضة ولا بسنة، ولا أعلم بشعرٍ ولا أروى له، ولا بيوم من أيام العرب، ولا بنسب، ولا بكذا ولا بكذا، ولا بقضاء، ولا بطب منها. فقلت لها: يا خالة الطب من أين علمته؟ قالت: كنت أمرض فينعت لي الشيء، ويمرض المريض فينعت له فينتفع، وأسمع الناس ينعت بعضهم لبعضٍ فأحفظه. قال عروة: فلقد ذهب عني عامة علمها لم(1/583)
أسأل عنه.
شيخةٌ أخرى
177- سفرى بنت يعقوب بن إسماعيل بن عبد الله بن عمر بن عبد الله الدمشقية، أم محمد ابنة عز الدين ابن شرف الدين ابن القاضي جمال الدين، المعروف جدها بابن قاضي اليمن.
سمعت من جدها وأخيه إسحاق، وحدثت.
سمع منها البرزالي، وذكرها في مسودة ((معجمه)) فقال: وحجت سنة البدري، ثم حجت عن أمها في السنة التي بعدها، وهي امرأةٌ مباركةٌ، زوجة الشمس محمد بن محمود الذهبي، ولما سمعنا منها ذكرت الشيخ علي الموصلي المحدث وقالت: كان صديق والدي يلازمنا ويبيت عندنا، وأعاد والدي عليه الختمة الشريفة. ومولدها بعد سنة ستين وست مئة تقريباً. انتهى كلامه.
وتوفيت في شهر ربيع الأول سنة خمس وأربعين وسبع مئة بدمشق، وصلي عليها، ودفنت بتربة جدها على الشرف الأعلى، بالقرب من العزية ظاهر دمشق.
سمعت عليها حديث أبي القاسم الكوفي، بسماعها من جدها(1/584)
إسماعيل وأخيه إسحاق ابني عبد الله بن عمر، بسماعهما من عبد اللطيف بن إسماعيل الصوفي، بسماعه من والده، عنه.
أخبرتنا الشيخة الصالحة أم محمد سفرى بنت الشيخ شرف الدين يعقوب بن إسماعيل بن عبد الله بن عمر ابن قاضي اليمن قراءةً عليها وأنا أسمع، قالت: أخبرنا جدي القاضي شرف الدين أبو الفداء إسماعيل وأخوه فخر الدين أبو يعقوب إسحاق ابنا عبد الله بن عمر بن عبد الله قراءةً عليهما وأنا أسمع، قالا: أخبرنا أبو الحسن عبد اللطيف بن إسماعيل بن أبي سعد النيسابوري الصوفي قراءةً عليه ونحن نسمع، قال: أخبرنا والدي أبو البركات إسماعيل بن أحمد بن محمد الصوفي في يوم الجمعة الثالث من جمادى الأولى سنة ثلاث وثلاثين وخمس مئة، قال: أخبرنا الشيخ الزاهد أبو القاسم علي بن محمد بن علي الكوفي النيسابوري قراءةً عليه ببغداد سنة تسعين وأربع مئة، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد السراج، قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، قال: أخبرنا أيوب بن سويد، عن (الأوزاعي، عن) محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما بر الحج؟ قال: ((إطعام الطعام، وطيب الكلام)).
لم يخرجه أحدٌ من أصحاب الكتب الستة من هذا الوجه.(1/585)
وبه إلى أبي القاسم الكوفي، قال: أخبرنا والدي، قال: أخبرنا المؤمل بن أحمد بن محمد النسائي، قال: حدثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث، قال: حدثنا محمد بن بشار بندار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثنا ابن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ثلاثةٌ لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: الشيخ الزاني، والإمام الكاذب، والعائل المزهو)).
أخرجه النسائي في الزكاة عن محمد بن مثنى، عن يحيى بن سعيد، به. فوقع لنا بدلاً.
وبه إلى أبي القاسم الكوفي، قال: أخبرنا الإمام أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي النيسابوري إجازةً أن أبا العباس محمد بن يعقوب الأصم أخبرهم، قال: حدثنا الربيع بن سليمان، قال: حدثنا أسد ابن موسى، قال: حدثنا أبو بكر الداهري، قال: حدثنا ثور بن يزيد، عن(1/586)
خالد بن مهاجر، عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((ابن آدم، عندك ما يكفيك وأنت تطلب ما يطغيك، ابن آدم، لا بقليل تقنع ولا من كثير تشبع، إذا أصبحت معافى في جسدك آمناً في سربك عندك قوت يومك فعلى الدنيا العفاء)).
خالد بن مهاجر لم يرو عن ابن عمر في الكتب الستة شيئاً.
وبه إلى الكوفي، قال: أخبرنا أبو طاهر، قال: حدثنا أبو عبد الملك، قال: حدثنا موسى بن أيوب، قال: حدثنا الحسن بن عبد الله الثقفي، عن حبيب بن حسان، عن سعيد بن جبير، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((ما أحدٌ أصبر على أذى من الله تعالى، يسمعهم يقولون: إن له ولداً ثم يرزقهم ويعافيهم)).
أخرجه البخاري في الأدب عن مسدد، عن يحيى بن سعيد، عن سفيان الثوري، وأخرجه مسلم في التوبة عن أبي بكر، عن أبي معاوية(1/587)
وأبي أسامة. وعن ابن نمير والأشج؛ كلاهما عن وكيع. وعن عبيد الله بن سعيد، عن أبي أسامة؛ أربعتهم عن الأعمش، عن سعيد بن جبير، به. فوقع لنا عالياً. وأبو عبد الرحمن السلمي اسمه عبد الله بن حبيب.
وبه إلى أبي القاسم الكوفي، قال: حدثنا أبو حازم، قال: حدثنا أحمد بن عمار، قال: حدثنا محمد بن سنان، قال: حدثنا إسحاق بن إدريس، عن عبد العزيز بن عمر، عن زبان بن عبد العزيز، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن أبان بن عثمان، عن عثمان بن عفان رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال: ((من خرج مخرجاً فقال حين يخرج: بسم الله، آمنت بالله، واعتصمت بالله، وتوكلت على الله عصم من شر مخرجه)).
لم يخرجه أحدٌ من أصحاب الكتب الستة.
وبه إلى أبي القاسم الكوفي، قال: أخبرنا محمد هو ابن نظيف، قال: أخبرنا علي بن إبراهيم بن الفتح، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن يعقوب، قال: حدثنا أحمد بن يعقوب بن زياد، قال: حدثنا إبراهيم بن(1/588)
المهدي، قال: حدثنا محمد بن أيوب، عن عبد الملك، قال: قال حجاج ابن يوسف لخريم الناعم: لم سميت خريماً الناعم؟ قال: لخلتين: لم ألبس جديداً في الصيف ولا خلقاً في الشتاء. قال: فأخبرني ما العيش؟. قال: الأمن فإني رأيت الخائف لا يتهنأ بعيش. قال: زدني. قال: الصحة فإني رأيت السقيم لا يتهنأ بعيشٍ. قال: زدني. قال: الشباب، فإني رأيت الشيخ لا يتهنأ بعيشٍ. قال: زدني. قال: لا أجد مزيداً.
وبه إلى الكوفي، قال: أخبرني أبو داود الزاهد، قال: حدثني إبراهيم بن عبد الواحد العبسي، قال: أخبرنا وريزة بن محمد الغساني، قال: أنشدني ابن الأعرابي لبعض الظرفاء:
سأصبر مغلوباً وإن شئت طائعاً ... وأغضي على ما كان من حدث الدهر
وليس اصطباري عن وصالك رغبةً ... ولكن رأيت الصبر يذهب بالهجر
وبه إلى الكوفي، قال: أنشدني والدي رحمه الله قال: أنشدني أبو الحسن عبد العزيز بن الحسن البغدادي، قال: أنشدني أبو بكر بن بشار لنفسه:
سيعلم من لا يتقي الله ربه ... إذا برزت يوم الحساب الفضائح
ومن لم يقدم صالحاً لم يكن له ... مكانٌ لعمري في القيامة صالح
فقل لخليع صابح في نشاطه ... تذكر إذا صاحت عليك الصوائح
فكم ملك قد بات بالملك قائماً ... فأصبح قد قامت عليه النوائح
وبه إلى الكوفي، قال: أنشدني أبو الحسن بن سفيان الكوفي، قال: أنشدني الحسن بن محمد بن محمد التميمي، قال: أنشدنا محمد ابن عبد الله الفارسي، قال: أنشدني زيد بن محمد العماني أبو العطاف لغيره:
إذا كان جد المرء في الشيء مقبلاً ... تأتت له الأشياء من كل جانب(1/589)
فإن أدبرت دنياه عنه توعرت ... عليه وأعيته وجوه المطالب
ولا تدرك الأرزاق فيها ولا المنى ... بحيلة محتالٍ ولا كسب كاسب
شيخةٌ آخرى
178- صفية بنت أحمد بن أحمد بن عبيد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي، أم أحمد بنت الشيخ شرف الدين أبي العباس وهو سبط الشيخ موفق الدين ابن قدامة.
سمعت من الشيخ زين الدين أحمد بن عبد الدائم جميع ((صحيح مسلم)) وحدثت، وكانت امرأةً صالحة متعبدة من خيار النساء، وكان والدها الشيخ أبو العباس من الصلحاء الأخيار، وتفرد في وقته بعلم الفرائض.
توفيت يوم الاثنين وقت العصر ثامن عشر ذي الحجة سنة إحدى وأربعين وسبع مئة، ودفنت من الغد بتربة الشيخ موفق الدين بسفح جبل قاسيون.
أجازت لنا في سنة ثمان وعشرين وسبع مئة.
أخبرتنا الشيخ الصالحة أم أحمد صفية بنت الشيخ أبي العباس أحمد بن أحمد بن عبيد الله المقدسي إذناً، قالت: أخبرنا أبو العباس أحمد بن عبد الدائم بن نعمة المقدسي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد بن الحسن بن صدقة الحراني قراءةً عليه وأنا أسمع (ح) وأخبرنا القاضي أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم ابن القماح سماعاً أو إجازةً، قال: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن مضر الواسطي قراءةً عليه، قال: أخبرنا منصور بن عبد المنعم بن عبد الله بن محمد بن الفضل الفراوي، قالا: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن(1/590)
الفضل بن أحمد الفراوي، قال: أخبرنا أبو الحسين عبد الغافر بن محمد ابن عبد الغافر الفارسي، قال: أخبرنا أبو أحمد محمد بن عيسى بن عمروية الجلودي، قال: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الفقيه، قال: حدثنا الإمام أبو الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري قال: وحدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ليث، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي سعيد مولى المهري أنه جاء أبا سعيد الخدري رضي الله عنه ليالي الحرة، فاستشاره في الجلاء من المدينة وشكا إليه أسعارها وكثرة عياله وأخبره أنه لا صبر له على جهد المدينة ولأوائلها فقال: ويحك لا آمرك بذلك إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا يصبر على جهد المدينة، ولأوائها أحدٌ فيموت إلا كنت له شفيعاً أو شهيداً يوم القيامة، إذا كان مسلماً)).
أخرجه النسائي في المناسك عن قتيبة، به. فوقع لنا موافقة له. وأبو سعيد المهري لا يعرف اسمه.
وبه إلى مسلم، قال: وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير، عن إبراهيم بن طهمان، قال: حدثني سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إني لأعرف حجراً بمكة كان يسلم علي قبل أن أبعث إني لأعرفه الآن)).
انفرد بإخراجه مسلم من هذه الطريق فرواه في فضائل النبي صلى الله عليه وسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة كما سقناه.(1/591)
وبه إلى مسلم، قال: حدثنا يحيى بن يحيى ويحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر، قال يحيى بن يحيى: أخبرنا، وقال الآخرون: حدثنا إسماعيل -بعنوان: ابن جعفر- عن محمد بن أبي حرملة، عن عطاء وسليمان ابني يسار وأبي سلمة بن عبد الرحمن أن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مضطجعاً في بيته، كاشفاً عن فخذيه أو ساقيه، فاستأذن أبو بكر رضي الله عنه فأذن له وهو على تلك الحال فتحدث، ثم استأذن عمر، رضي الله عنه فأذن له وهو كذلك فتحدث، ثم استأذن عثمان رضي الله عنه، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وسوى ثيابه -قال محمد: ولا أقول ذلك في يوم واحد- فدخل فتحدث، فلما خرج قالت عائشة رضي الله عنها: دخل أبو بكر فلم تهتش له ولم تباله، ثم دخل عمر فلم تهتش له ولم تباله، ثم دخل عثمان فجلست وسويت ثيابك، فقال: ((ألا أستحي من رجلٍ تستحي منه الملائكة)).
انفرد بإخراجه مسلم فرواه في الفضائل كما أخرجناه.
شيخةٌ أخرى
179- ضيفة بنت أبي بكر بن حمزة بن محفوظ الصحراوي، أم عبد الرحمن الصالحية.(1/592)
سمعت من ابن الزين، وزينب بنت مكي، وحدثت وحجت مراتٍ، وكانت امرأةً صالحةً، وهي أخت إسماعيل بن سلطان من أمه. توفيت في الطاعون سنة تسع وأربعين وسبع مئة، ودفنت بتربة الشيخ موفق الدين ابن قدامة بسفح جبل قاسيون.
سمعت عليها ((جزء الأنصاري)) بسماعها من ابن الزين وزينب بنت مكي، بحضور الأول من الكندي، وبسماع زينب من ابن طبرزد، بسماعهما من القاضي أبي بكر الأنصاري بسماعه من البرمكي، عن ابن ماسي، عن الكجي، عنه.
أخبرتنا الشيخة الصالحة أم عبد الرحمن ضيفة بنت أبي بكر بن حمزة الصالحي قراءةً عليها وأنا أسمع، قالت: أخبرنا الشيخان أبو الفرج عبد الرحمن ابن الزين أحمد بن عبد الملك بن عثمان المقدسي وأم أحمد زينب بنت مكي بن علي بن كامل الحراني، قال الأول: أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي حضوراً، وقالت زينب: أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن معمر بن طبرزد قراءةً عليه وأنا أسمع، قالا: أخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الأنصاري، قال: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي البزاز، قال: حدثنا القاضي أبو محمد يوسف ابن يعقوب، قال: حدثنا محمد بن كثير العبدي، قال: حدثنا سفيان الثوري، عن ابن أبي ليلى، عن عطاء، عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من جهز حاجاً أو جهز غازياً أو خلفه في أهله أو فطر صائماً فله مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيءٌ)).
أخرجه الترمذي في الجهاد عن محمد بن أبي عمر، عن سفيان(1/593)
ابن عيينة، عن ابن أبي ليلى، به. فوقع لنا عالياً.
وبه إلى ابن ماسي، قال: حدثنا إبراهيم بن موسى الجوزي، قال: حدثنا أبو ثور إبراهيم بن خالد الكلبي، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن حميد، عن بكر يعني ابن عبد الله، عن أبي رافع، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم لقيه في طريق من طرق المدينة وهو جنبٌ، فانسل، فذهب فاغتسل، ففقده رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما جاء قال: ((أين كنت يا أبا هريرة؟)) قال: يا رسول الله لقيتني وأنا جنبٌ فكرهت أن أجالسك. قال: ((إن المؤمن لا ينجس)).(1/594)
أخرجه مسلم وابن ماجة؛ كلاهما في الصلاة عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن إسماعيل بن إبراهيم بن علية، به. فوقع لنا بدلاً عالياً. وأبو رافع اسمه نقيع الصائغ البصري.
شيخةٌ أخرى
180- عائشة بنت محمد بن مسلم بن سلامة بن البهاء الحراني، أم محمد الصالحية أخت المحدث محاسن.
سمعت بإفادة أخيها من إسماعيل بن أحمد العراقي، ومحمد بن أبي بكر البلخي، ومحمد بن عبد الهادي، وأخيه عبد الحميد، وإبراهيم ابن خليل، واليلداني، وفرج فتى القرطبي، ومحمد بن علي ابن النشبي، وغيرهم، وحدثت.
سمع منها المزي والذهبي والبرزالي، وذكرها في مسودة ((معجمه)) فقال: وهي امرأةٌ صالحةٌ خيرةٌ مباركةٌ، ظهر أمرها في أول سنة ثلاث عشرة وسبع مئة. انتهى كلامه.
وخرج لها ابن سعد مشيخةً، مولدها تقريباً في سنة ثمان وأربعين(1/595)
وست مئة، وتوفيت في ثاني شوال سنة ست وثلاثين وسبع مئة بناحية مسجد القصب، وصلي عليها من يومها، ودفنت بسفح قاسيون.
أجازت لنا في سنة ثمان وعشرين وسبع مئة.
أخبرتنا الشيخة الصالحة المسندة أم محمد عائشة بنت محمد بن مسلم بن سلامة بن البهاء الحرانية إجازةً، قالت: أخبرنا أبو عبد الله محمد ابن عبد الهادي بن يوسف المقدسي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد بن الحسن بن صدقة الحراني (ح) وأخبرنا القاضي الإمام أقضى القضاة شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم ابن القماح الشافعي سماعاً وإجازة، قال: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن مضر بن فارس الواسطي المعروف بابن البرهان قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا منصور بن عبد المنعم بن عبد الله بن محمد بن الفضل الفراوي قالا: أخبرنا أبوعبد الله محمد بن الفضل بن أحمد الفراوي، قال: أخبرنا أبو الحسين عبد الغافر بن محمد ابن عبد الغافر الفارسي، قال: أخبرنا أبو أحمد محمد بن عيسى بن عمروية الجلودي، قال: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن سفيان الفقيه، قال: حدثنا الإمام أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري، قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال: ((خمسٌ من الدواب ليس على المحرم في قتلهن جناحٌ: الغراب، والحدأة، والعقرب، والفأرة، والكلب العقور)).
أخرجه البخاري في الحج عن عبد الله بن يوسف. وأخرجه(1/596)
النسائي فيه عن قتيبة؛ كلاهما عن مالك. فوقع لنا بدلاً عالياً.
وأخبرتنا أم محمد عائشة بنت محمد بن مسلم بن سلامة الصالحية فيما أذنت لنا في الرواية عنها قالت: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن أحمد بن خلف البلخي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي إجازة، قال: أخبرنا الحافظ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن مندة قراءةً عليه في رمضان سنة إحدى وتسعين وأربع مئة، قال: أخبرنا أحمد بن منصور بن خلف، قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن الفضل، قال: أخبرنا جدي، قال: حدثنا نصر بن علي، قال: أخبرنا زياد بن الربيع، قال: حدثنا أبو عمران الجوني، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: ما أعرف اليوم شيئاً كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل له: فأين الصلاة؟ قال: أولم تصنعوا في الصلاة ما قد علمتم.
أخرجه الترمذي في الزهد عن محمد بن عبد الله بن بزيع البصري، عن زياد بن الربيع، به. فوقع لنا بدلاً عالياً. وأبو عمران(1/597)
الجوني اسمه عبد الملك بن حبيب البصري.
وأخبرتنا عائشة إذناً. قالت: أخبرنا أبو الفضل إسماعيل بن أحمد بن الحسين العراقي قراءةً عليه، قال: أخبرتنا الكاتبة فخر النساء شهدة بنت أحمد بن الفرج الإبري إجازة، قالت: أخبرنا أبو الفوارس طراد بن محمد بن علي الزينبي، قال: أخبرنا أبو نصر أحمد بن محمد بن حسنون النرسي، قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن عمرو بن البختري، قال: حدثنا سعدان بن نصر بن منصور، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، قال: سمعت سعيد بن الحويرث، يقول عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فأتى الخلاء، ثم إنه رجع فأتي بطعامٍ، فقيل له: يا رسول الله ألا نتوضأ؟ فقال: ((لم أصل فأتوضأ)).
أخرجه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة. وأخرجه الترمذي في ((الشمائل)) عن سعيد بن عبد الرحمن؛ كلاهما عن سفيان، به فوقع لنا بدلاً عالياً لهما.(1/598)
وبه إلى ابن البختري، قال: حدثنا الحسن بن ثواب التغلبي، قال: حدثنا إبراهيم بن حمزة، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، قال: سمعت سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه يقول: لقد رد رسول الله صلى الله عليه وسلم على عثمان بن مضعون التبتل، ولو أذن له لاختصينا.
أخرجه البخاري عن أحمد بن يونس. وأخرجه مسلم عن محمد بن جعفر الوركاني. وأخرجه ابن ماجة عن أبي مروان محمد ابن عثمان العثماني؛ ثلاثتهم عن إبراهيم بن سعد، به. فوقع لنا بدلاً لهم عالياً.
وأخبرتنا عائشة بنت محمد الحرانية كتابةً والشيخ الصالح الزاهد أبو العباس أحمد بن علي بن حسن الجزري قراءةً عليه وأنا أسمع، قالا: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الفهم بن عبد الرحمن اليلداني قراءةً عليه ونحن نسمع، قال: أخبرنا أبو القاسم يحيى بن أسعد بن يحيى بن بوش التاجر قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو طالب عبد القادر بن محمد بن عبد القادر بن يوسف اليوسفي. قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري، بانتقاء ظاهر النيسابوري، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي قراءةً عليه وأنا حاضرٌ أسمع، قال: حدثنا محمد بن يونس القرشي، قال: حدثنا سعيد بن سلام العطار، قال: حدثنا سفيان الثوري، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن عابس بن ربيعة، قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو على(1/599)
المنبر: يا أيها الناس تواضعوا فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من تواضع لله رفعه الله، فهو في نفسه صغيرٌ وفي أنفس الناس عظيمٌ، ومن تكبر وضعه الله، فهو في أعين الناس صغيرٌ وفي نفسه كبيرٌ، حتى لهو أهون عليهم من كلب أو خنزير)).
عابس بن ربيعة هو النخعي الكوفي لم يرو عن عمر بن الخطاب سوى حديث واحد، وهو حديث رأيت عمر يقبل الحجر، الحديث.
وبه إلى الجوهري، قال: أنشدني بعض أصحاب الحديث، قال: كتبت عن علي ابن الطوسي أنه قال: أنشدونا لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه أنشأ يقول:
حقيقٌ بالتواضع من يموت ... ويكفي المرء من دنياه قوت
فما للمرء يصبح ذا هموم ... وحرصٍ ليس تدركه النعوت
صنيع مليكنا حسنٌ جميلٌ ... وما أرزاقه عنا تفوت
فيا هذا سترحل عن قليلٍ ... إلى قومٍ كلامهم السكوت(1/600)
شيخةٌ أخرى
181- فاطمة بنت إبراهيم بن عبد الله ابن الشيخ أبي عمر محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي الصالحي، أم إبراهيم بنت الشيخ عز الدين ابن الخطيب شرف الدين أبي بكر.
حضرت على إبراهيم بن خليل، وسمعت من ابن عبد الدائم، وأحمد بن جميل، وأبي بكر الهروي، وعبد الولي بن جبارة، وغيرهم. وأجاز لهم محمد بن عبد الهادي وحدثت.
سمع منها الذهبي والبرزالي، وذكرها في مسودة ((معجمه))، فقال: زوجة الشيخ أحمد ابن الشيخ إبراهيم الأرموي امرأةٌ صالحةٌ، من خيار النساء، انتهى كلامه.
وعمرت، وتفردت بالرواية عن إبراهيم بن خليل، وبإجازتها عن محمد بن عبد الهادي، وروت الكثير، وانتفع بها الناس.
مولدها في سنة أربع وخمسين وست مئة، وتوفيت في يوم الخميس السادس والعشرين من شوال سنة سبع وأربعين وسبع مئة، وصلي عليها من الغد بعد صلاة الجمعة بالجامع المظفري، ودفنت بتربة الشيخ أبي عمر بسفح قاسيون.
قرأت عليها ((مشيخة شهدة)) بإجازتها من محمد بن عبد الهادي عنها. و((عوالي طراد)) وأربعي محمد بن أسلم الطوسي وغير ذلك. وسمعت عليها جزء ابن أبي الفراتي بسماعها من إبراهيم بن خليل، عن ابن الخرقي، عن ابن الموازيني، عنه. ونسخة أبي مسهر وما معها بحضورها على إبراهيم بن خليل بسنده، بقراءة الشيخ الإمام الوالد تغمده الله برحمته. وخمسة أحاديث من ((الأربعين الآجرية)) بسماعها من أحمد(1/601)
ابن عبد الدائم، بسماعه من يحيى الثقفي، عن الحداد، عن أبي نعيم، عنه.
أخبرتنا الشيخة الصالحة المباركة أم إبراهيم فاطمة بنت الشيخ الإمام عز الدين إبراهيم بن عبد الله ابن الشيخ أبي عمر المقدسي قراءةً عليها وأنا أسمع، قالت: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن خليل بن عبد الله الدمشقي قراءةً عليه وأنا حاضرةٌ، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن علي بن المسلم اللخمي، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين السلمي، قال: أخبرنا أبو الفضل أحمد بن محمد بن أحمد بن أبي الفراتي النيسابوري قدم علينا طالباً للحج قراءةً عليه في يوم الثلاثاء بعد صلاة الظهر الحادي والعشرين من جمادى الأولى سنة أربعين وأربع مئة، قيل له: أخبركم جدك أبو عمرو أحمد بن أبي الفراتي، قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن يعقوب، قال: حدثنا الحسين بن الفضل البجلي، قال: حدثنا معاوية بن عمرو، قال: حدثنا بكر بن خنيس، عن أبي عبد الرحمن، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني، عن بلال مؤذن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم، وإن قيام الليل قربةٌ إلى الله عز وجل، وتكفيرٌ للسيئات، ومنهاةٌ عن الإثم، ومطردة للداء عن الجسد)).
أخرجه الترمذي عن أحمد بن منيع، عن أبي النضر، عن بكر بن خنيس، عن محمد القرشي، عن ربيعة بن يزيد، به، وقال: غريبٌ لا نعرفه من حديث بلال إلا من هذا الوجه، ولا يصح، سمعت محمداً يقول: هو محمد بن سعيد الشامي، وهو ابن أبي قيس، وقد ترك حديثه. وروي هذا الحديث عن معاوية بن صالح، عن ربيعة، عن أبي إدريس،(1/602)
عن أبي أمامة، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذا أصح من حديث بلال.
قال الحافظ أبو الحجاج المزي: رواه آدم بن أبي إياس، عن بكر بن خنيس، عن أبي عبد الرحمن، عن ربيعة بن يزيد، وعن أبي الطيب، عن يزيد بن زهدم، عن من حدثه، عن أبي إدريس، به مرسلاً، ليس فيه عن بلال.
وبه إلى ابن أبي الفراتي، قال: أخبرنا أبو منصور ظفر بن محمد العلوي. قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن الحسن القاضي بهمذان، قال: حدثنا إبراهيم بن الحسين الكسائي، قال: حدثنا عمرو بن عون، قال: حدثنا قيس بن الربيع عن زبيد اليامي، عن عبد الرحمن بن عوسجة، عن البراء بن عازب رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((زينوا القرآن بأصواتكم)).
أخرجه أبو داود عن عثمان بن أبي شيبة عن جرير، عن الأعمش، عن طلحة، عن عبد الرحمن بن عوسجة، به. وأخرجه النسائي عن علي بن حجر، عن جرير به. عن عمرو بن(1/603)
علي عن يحيى، عن شعبة، عن طلحة به. وأخرجه ابن ماجة عن بندار، عن يحيى بن سعيد ومحمد بن جعفر؛ كلاهما عن شعبة، به. فوقع لنا عالياً.
وبه إلى ابن أبي الفراتي، قال: أخبرنا جدي أبو عمرو، قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن إسماعيل العنبري الرازي، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن محموية الحنائي الخطيب بجدة، قال: أخبرنا علي بن محمد بن مسعود الأسدي القزويني، عن أبي جعفر بن يزيد البغدادي، قال: كنت في مجلس يحيى بن أكثم القاضي، قال: رأيت في هذه الليلة كأن القيامة قد قامت، فنودي: أين يحيى بن أكثم؛ أأنت قاضي المسلمين، لأعذبنك عذاباً شديداً بالنار، فقلت: إلهي وسيدي حدثني عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر، عن نبيك صلى الله عليه وسلم ، عن جبريل عنك: أنك تستحي أن تعذب ذات شيبة شابت في الإسلام. قال: صدق عبدي، صدق حبيبي، صدق ابن عمر، صدق سالم، صدق الزهري، صدق معمر، صدق عبد الرزاق، إني لأستحي أن(1/604)
أعذب ذا شيبة شابت في الإسلام.
وأخبرتنا الشيخة الصالحة المسندة أم إبراهيم فاطمة بنت الشيخ عز الدين إبراهيم بن عبد الله بن أبي عمر بقراءتي عليها، قالت: أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبد الهادي بن يوسف المقدسي ولم يبق على وجه الأرض من يروي عنه سواي، قال: أخبرتنا الكاتبة فخر النساء شهدة بنت أحمد بن الفرج الإبري إجازةً قالت: أخبرنا النقيب أبو الفوارس طراد بن محمد بن علي الزينبي قراءةً عليه وأنا أسمع في منزله بباب البصرة، قال: أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران المعدل السكري، قال: أخبرنا أبو علي إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الصفار قراءةً عليه سنة ست وثلاثين وثلاث مئة، قال: حدثنا أحمد بن منصور، قال: حدثنا عبد الرزاق بن همام، قال: أخبرنا معمر، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن زينب بنت أبي سلمة، عن أم سلمة رضي الله عنها، أنها قالت: يا رسول الله إن بني أبي سلمة في حجري، وليس لهم شيءٌ إلا ما أنفقت عليهم، ولست بتاركتهم، أفلي أجرٌ إن أنفقت عليهم؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ((أنفقي عليهم فإن لك أجر ما أنفقت عليهم)).
أخرجه مسلم عن إسحاق بن راهوية، وعبد بن حميد؛ كلاهما عن عبد الرزاق، به. فوقع لنا بدلاً عالياً بدرجتين.
وبه إلى طراد، قال: أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، قال: أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعي، قال: حدثنا عبد الله بن محمد ابن عبيد، قال: حدثنا خالد بن خداش، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن(1/605)
ثابت، عن ابن بريدة، عن الأغر المزني رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إنه ليغان على قلبي، فأستغفر الله كل يوم مئة مرة)).
أخرجه مسلم في الدعوات عن أبي الربيع الزهراني وقتيبة ويحيى ابن يحيى. وأخرجه أبو داود في الصلاة عن سليمان بن حرب ومسدد؛ خمستهم عن حماد به. فوقع لنا بدلاً عالياً لهما. والأغر هو ابن يسار المزني، له حديث آخر رواه مسلم وهو حديث: ((توبوا إلى الله فإني أتوب إليه في اليوم مئة مرة)). ولم يخرج له البخاري شيئاً.
وبه إلى طراد، قال: أخبرنا القاضي أبو الحسن علي بن عبد الله بن إبراهيم الهاشمي، قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن عمرو بن البختري، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن البراء العبدي، قال: حدثني عبيد الله بن فرقد مولى المهدي، قال: هاجت ريحٌ زمن المهدي، فدخل المهدي بيتاً في جوف بيتٍ فألزق خده بالتراب، ثم قال: اللهم إني بريء من هذه الجناية كل هذا الخلق غيري، فإن كنت المطلوب من بين خلقك فها أنذا بين يديك،، اللهم لا تشمت بي أهل الأديان، فلم يزل كذلك حتى انجلت الريح.(1/606)
وبه إلى طراد، قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن برهان، قال: حدثنا عثمان بن يزيد الدقاق، قال: حدثنا محمد بن إسحاق، قال: سمعت إبراهيم بن السري يقول: سمعت أبي يقول: لو أشفقت هذه النفوس على أبدانها شفقتها على أولادها للاقت السرور في معادها.
شيخةٌ أخرى
182- فاطمة بنت أبي بكر بن محمد بن طرخان بن أبي الحسن بن رداد الدمشقي ثم الصالحي، أم أحمد بنت الشيخ زين الدين.
حضرت على النجيب الحراني، وإبراهيم بن خليل، وسمعت من عبد الحميد بن عبد الهادي، وأجاز لها الحسن بن المهير، ومحمد بن عبد الهادي، والكفرطابي، وغيرهم، وحدثت.
سمع منها الذهبي والبرزالي، وذكرها في مسودة ((معجمه)) فقال: امرأةٌ جيدةٌ صالحةٌ خيرةٌ من نساء الجبل، من بيت الرواية، سمعت منها ومن أخويها ومن والدهم ووالدتهم، وقد حدث جماعة من بيتهم، وتكتب في الإجازات بخطها. انتهى كلامه.
مولدها تقريباً في سنة ثلاث وخمسين وست مئة. وتوفيت ليلة الأحد السابع والعشرين من رجب سنة تسع وعشرين وسبع مئة، وصلي عليها ظهر الأحد بالجامع المظفري، ودفنت قبلي تربة الشيخ أبي عمر بسفح جبل قاسيون.
أجازت لنا في سنة ثمان وعشرين وسبع مئة.
أخبرتنا الشيخة الصالحة أم أحمد فاطمة بنت أبي بكر بن محمد بن طرخان الصالحية كتابةً والشيخ الزاهد أبو العباس أحمد بن علي بن(1/607)
حسن الجزري بقراءتي عليه، قالا: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن خليل ابن عبد الله الدمشقي قراءةً عليه ونحن نسمع حضوراً، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن علي بن المسلم الخرقي قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين السلمي ابن الموازيني، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي بن يحيى بن سلوان المازني، قال: أخبرنا أبو القاسم الفضل بن جعفر بن محمد بن أحمد التميمي المؤذن قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو بكر عبد الرحمن بن القاسم بن الفرج بن عبد الواحد الهاشمي، قال: حدثنا أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغساني، قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الله بن سماعة، قال: أخبرنا الأوزاعي، قال حدثني أسيد بن عبد الرحمن، قال: حدثني صالح بن محمد، قال: حدثني أبو جمعة، قال: تغدينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعنا أبو عبيدة ابن الجراح، فقلنا: يا رسول الله، أحدٌ خيرٌ منا، أسلمنا معك وجاهدنا معك، قال: ((نعم، قومٌ يكونون من بعدكم يؤمنون بي ولم يروني)).(1/608)
أبو جمعة اسمه حبيب بن سباع، ويقال: ابن وهب الكناني، له صحبة، حديثه في الشاميين. ولم يخرج له في الكتب الستة.
وبه إلى أبي مسهر، قال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول، عن أم أيمن رضي الله عنها قالت: أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض أهله: ((لا تشرك بالله شيئاً، وإن عذبت وحرقت، أطع والديك وإن أمراك أن تخرج من كل شيءٍ هو لك فاخرج منه، لا تترك صلاة عمداً، فإنه من ترك الصلاة عمداً فقد برئت منه ذمة الله، إياك والخمر فإنها مفتاح كل شر، إياك والمعصية فإنها تسخط الله، لا تفر يوم الزحف وإن أصاب الناس موتان، لا تنازع الأمر أهله وإن رأيت أن لك، أنفق من طولك على أهل بيتك، ولا ترفع عصاك عنهم، أخفهم في الله عز وجل)).
أم أيمن حاضنة النبي صلى الله عليه وسلم ، يقال: اسمها بركة، روت عن النبي صلى الله عليه وسلم(1/609)
في ((سنن ابن ماجة)) حديثان فقط ليس هذا منهما.
شيخةٌ أخرى
183- فاطمة بنت عبد الله بن عمر بن عوض بن راجح بن بلال المقدسي، أم علي الصالحية.
حضرت على خطيب مردا، وسمعت من إبراهيم بن خليل، وعبد الحميد بن عبد الهادي، وابن عبد الدائم، وحدثت.
سمع منها الذهبي والبرزالي، وذكرها في مسودة ((معجمه))، فقال: امرأةٌ خيرةٌ صالحةٌ، كثيرة الصلاح، وتحسن الكتابة، وتقرأ في المصحف، وحجت غير مرة. انتهى كلامه.
مولدها في أوائل سنة خمسين وست مئة بسفح قاسيون. وتوفيت ليلة الأحد سابع عشر محرم سنة تسع وعشرين وسبع مئة بين عقبة الصوان ومعان وهي راجعة من الحج، وحملت إلى معان فدفنت هناك بكرة يوم الاثنين رحمها الله تعالى.
أجازت لنا في سنة ثمان وعشرين وسبع مئة.
أخبرتنا الشيخة الصالحة المسندة أم علي فاطمة بنت عبد الله بن عمر بن عوض المقدسي إجازةً والزاهد العابد أبو عبد الله محمد بن أحمد بن تمام الصالحي سماعاً، قالت فاطمة: أخبرنا خطيب مردا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن أحمد بن أبي الفتح المقدسي قراءةً عليه وأنا(1/610)
حاضرةٌ، وقال ابن تمام: أخبرنا أبو حفص عمر بن أبي الفتح بن أبي نصر ابن عوة الجزري قراءةً عليه وأنا أسمع، قالا: أخبرنا أبو القاسم هبة الله ابن علي بن سعود الأنصاري البوصيري، قال: أخبرنا أبو جعفر يحيى بن المشرف بن علي التمار في رجب سنة سبع عشرة وخمس مئة بمصر، قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن سعيد بن أحمد بن نفيس المقرئ، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين بن بندار بن عبيد الله بن بندار قاضي أذنة بمصر سنة ثمانين وثلاث مئة، قال: أخبرنا أبو طاهر الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن فيل الأسدي البالسي بمدينة أنطاكية، قال: حدثنا أبو معاذ عامر بن إسماعيل، قال: حدثنا عبيد الله بن يزيد المقرئ، عن حيوة بن شريح، قال: أخبرنا أبو هانئ الخولاني أنه سمع أبا عبد الرحمن الحبلي يقول: سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ما من غازية تغزو في سبيل الله تبارك وتعالى، فيصيبوا غنيمةً إلا تعجلوا ثلثي أجرهم من الآخرة، فإن لم يصبوا غنيمة تم لهم أجرهم)).
أخرجه مسلم عن عبد بن حميد، عن أبي عبد الرحمن المقرئ. فوقع لنا بدلاً عالياً.
وبه إلى ابن فيل، قال: حدثنا يوسف بن سعيد، قال: حدثنا خالد ابن يزيد، قال: حدثنا أبو روق، عن الضحاك بن مزاحم، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: {يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا} قال: يؤتون بنوقٍ بيضٍ لها أجنحةٌ عليها رحائل من ذهب(1/611)
فيركبونها، شرك نعالهم نور يتلألأ، فينتهون إلى باب الجنة فيفتح لهم، فيدخلونها.
أبو روق اسمه عطية بن الحارث الهمداني، يقال: إنه تابعي لكنه سمع أبا عمرو عامر بن شراحيل الشعبي وغيره، روى عنه سفيان بن سعيد الثوري، وأبو أسامة حماد بن أسامة القرشي.
شيخةٌ أخرى
184- فاطمة بنت عبد الرحمن بن عيسى بن المسلم بن كثير الدبهي، أم محمد الصالحية سبطة الإمام تقي الدين ابن الواسطي.
سمعت من إبراهيم بن خليل، وابن عبد الدائم، وأيبك الجمالي، ومحمد بن عبد الحق بن خلف، وابن أبي عمر، وابن البخاري، وأجاز لها محمد وعبد الحميد ابنا عبد الهادي، وابن المهير، والكفرطابي، وشيخ الشيوخ عبد العزيز بن محمد الأنصاري، وحدثت.
سمع منها البرزالي، وكانت صالحة خيرةً محبةً للإسماع والحديث، وذكرها الذهبي في ((معجمه)) وقال: ولدت سنة نيف وخمسين وست مئة.(1/612)
وتوفيت في يوم السبت خامس شهر ربيع الأول سنة أربعين وسبع مئة. وصلي عليها من يومها بسفح قاسيون ودفنت بتربة الشيخ موفق الدين.
سمعت عليها ((نسخة أبي مسهر)) بسماعها من إبراهيم بن خليل، قال: أخبرنا عبد الرحمن ابن الخرقي، قال: أخبرنا أبو الحسن ابن الموازيني، قال: أخبرنا ابن سلوان، قال: أخبرنا الفضل بن جعفر، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن القاسم الهاشمي، عنه.
أخبرتنا الشيخة الصالحة المباركة أم محمد فاطمة بنت عبد الرحمن ابن عيسى الدبهي الصالحية قراءةً عليها وأنا أسمع، قالت: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن خليل بن عبد الله الدمشقي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن علي بن المسلم اللخمي الخرقي قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين ابن الموازيني، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي بن يحيى بن سلوان المازني، قال: أخبرنا الفضل بن جعفر التميمي، قال: أخبرنا أبو بكر عبد الرحمن بن القاسم الهاشمي، قال: أخبرنا أبو مسهر، قال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي ذر رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، عن جبريل، عن الله تبارك وتعالى أنه قال: ((يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا، يا عبادي إنكم الذين تخطئون بالليل والنهار، وأنا الذي أغفر الذنوب، ولا أبالي فاستغفروني أغفر لكم، يا عبادي كلكم جائعٌ إلا من أطعمته، فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي كلكم عارٍ إلا كسوت، فاستكسوني أكسكم، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجلٍ منكم، لم ينقص ذلك من ملكي شيئاً، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل منكم لم يزد ذلك في ملكي شيئاً، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا في صعيد واحدٍ فسألوني فأعطيت كل إنسانٍ منهم(1/613)
ما سأل لم ينقص ذلك من ملكي شيئاً إلا كما ينقص البحر أن يغمس المخيط غمسةً واحدةً، يا عبادي إنما هي أعمالكم أحفظها عليكم فمن وجد خيراً فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه)). قال أبو مسهر، قال سعيد بن عبد العزيز: كان أبو إدريس الخولاني إذا حدث بهذا الحديث جثا على ركبتيه.
أخرجه مسلم عن أبي بكر محمد بن إسحاق الصغاني، عن أبي مسهر. فوقع لنا بدلاً عالياً بدرجتين. ورجال إسناده كلهم دمشقيون مني إلى أبي ذر، وقد قدم أبو ذر دمشق رضي الله عنه.
وبه إلى أبي مسهر، قال: حدثنا صدقة بن خالد، قال: حدثنا عمرو بن شراحيل، عن بلال بن سعد، عن أبيه. قال: قلنا: يا رسول الله، أي أمتك خيرٌ؟ قال: ((أنا وأقراني))، قال: ثم ماذا، قال: ((ثم القرن الثاني))، قال: ثم ماذا، قال: ((ثم القرن الثالث))، قال: ثم ماذا، قال: ((يكون قومٌ يشهدون ولا يستشهدون، ويحلفون ولا يستحلفون، ويؤتمنون ولا يؤدون)).(1/614)
سعد المذكور هو سعد بن تميم السكوني، ويقال: الأشعري أبو بلال، إمام مسجد دمشق الواعظ، قال ابن عساكر: صحب النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنه، وعن معاوية، ونزل بيت أبيات من قرى دمشق، روى أكثر حديثه عن ابنه بلال، وشداد بن عبيد الله القارئ الدمشقي، وكان سعد أيضاً إمام مسجد دمشق، وكان يسمع صوته من الأوزاع، وكذلك ولده بلال، والأوزاع بين باب الفرج وباب الفراديس.
وبه إلى أبي القاسم الفضل بن جعفر المؤذن، قال: حدثنا عبد الرحمن بن القاسم، قال: حدثنا يحيى بن صالح، قال: حدثنا حفص ابن عمر، قال: حدثنا أبو الربيع الدمشقي، عن مكحول، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إن الله عز وجل يقول: يا ابن آدم قد أنعمت عليك نعماً عظاماً لا تحصي عددها، ولا تطيق شكرها، وإن مما أنعمت عليك أن جعلت لك عينين تنظر بهما، وجعلت لهما غطاء فانظر بعينيك إلى ما أحللت لك، فإن رأيت ما حرمت عليك فأطبق عليهما غطاءهما، وجعلت لك لساناً، وجعلت له غلافاً، فانطق بما أمرتك وأحللت لك، فأنا عرض لكل ما حرمت عليك فأغلق عليك لسانك، وجعلت لك فرجاً وجعلت لك ستراً، فأصب بفرجك ما أحللت لك، فأنا عرض لك ما حرمت عليك فارخ عليك سترك، ابن آدم إنك لا تحمل سخطي، ولا تطيق انتقامي)).
أبو الربيع الدمشقي هو سليمان بن عتبة السلمي، ومكحول لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم .
وبه إلى الفضل بن جعفر، قال: حدثنا عبد الرحمن بن القاسم، قال: حدثنا يحيى بن صالح، قال: حدثنا حماد بن شعيب، قال: حدثنا(1/615)
مغيرة، قال: سألت إبراهيم عن طلاق السكران؟ قال: يجوز طلاقه وعتقه.
وبه إلى الفضل، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا يحيى بن صالح، قال: حدثنا حماد بن شعيب، قال: حدثنا مغيرة، قال: سألت إبراهيم عن طلاق المبرسم؟ فقال: لا يجوز طلاق المبرسم.
وبه إلى الفضل، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا يحيى بن صالح، قال: حدثنا حماد، قال: حدثنا منصور، قال: سألت إبراهيم. من العدل في الناس؟ قال: من لم يظهر منه ريبةٌ.
وبه إلى الفضل، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا يحيى بن صالح، قال: حدثنا حماد بن شعيب، قال: حدثنا حبيب بن أبي ثابت، عن عبد الله بن بابية، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: خالطوا الناس وصافحوهم وزائلوهم بما يشتهون، ودينكم لا تكلمونه.
شيخةٌ أخرى
185- فاطمة بنت فخراور بن محمد بن فخراور بن هندوية الكنجي الصوفي، أم محمود الشيخة الصالحة العالمة بنت أبي محمد.(1/616)
حضرت في الرابعة على عبد الرحمن بن يوسف بن فارس المنبجي، وعبد الله بن علاق، وإسماعيل بن عزون، وفي الخامسة على الحسين بن محمد بن الحسين سبط أبي المنصور، ويعقوب بن إبراهيم ابن موسى العادلي ابن المعتمد، ومحمد بن عبد المنعم ابن الخيمي، وعمر بن منصور الأرسوفي، ومحمد بن الحسن بن عساكر، وسمعت سماعاً من المعين أحمد بن علي بن يوسف الدمشقي، وبن عزون أيضاً وعثمان بن عبد الرحمن بن رشيق، والنجيب عبد اللطيف الحراني، وأبي بكر محمد بن أحمد القسطلاني، وغيرهم. وأجاز لها جماعةٌ في سنة ثلاث وستين وست مئة منهم: إبراهيم بن عمر ابن البرهان، وفي غير هذا التاريخ أحمد بن عبد الدائم، وابن أبي اليسر، وغيرهما، وحدثت قديماً.
سمع منها زين الدين ابن حبيب في سنة ثلاث وتسعين وست مئة، وكانت خيرة تعظ النساء.
مولدها في صبيحة يوم الخميس خامس عشر رجب سنة تسع وخمسين وست مئة. وماتت في ليلة النصف من شوال سنة ثلاث وثلاثين وسبع مئة بظاهر القاهرة، ودفنت عند والدها بالقرافة، وكان والدها زاهداً عابداً مات يوم عرفة سنة ثمان وثمانين بالقاهرة.
سمعت عليها حضوراً في الرابعة كتاب ((الجمعة)) للنسائي بسماعها من المعين الدمشقي وإسماعيل بن عزون؛ بسماعهما من البوصيري في ثاني جمادى الآخرة سنة إحدى وثلاثين وسبع مئة بالقاهرة.
أخبرتنا الشيخة الصالحة أم محمود فاطمة بنت فخراور بن محمد(1/617)
ابن فخراور الكنجي الصوفي قراءةً عليها وأنا أسمع حضوراً في الرابعة، قالت: أخبرنا الشيخان أبو العباس أحمد ابن القاضي زين الدين علي بن يوسف بن عبد الله الدمشقي، وأبو الطاهر إسماعيل بن عبد القوي بن أبي العز بن داود بن عزون الأنصاري قراءةً عليهما وأنا أسمع، قالا: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن علي بن سعود البوصيري، قال: أخبرنا أبو صادق مرشد بن يحيى بن القاسم المديني، قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن محمد بن أحمد ابن الطفال النيسابوري، قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبد الله بن زكريا بن حيوية النيسابوري، قال: حدثنا الإمام أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي النسائي لفظاً، قال: أخبرنا محمد بن يحيى بن عبد الله، قال: حدثنا أبو اليمان، قال أخبرنا شعيب، عن الزهري، قال: قال طاووس: قلت لابن عباس: ذكروا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((اغتسلوا واغسلوا رؤوسكم وإن لم تكونوا جنباً، وأمسوا من الطيب))، فقال ابن عباس: أما الغسل فنعم، وأما الطيب فلا أدري.
أخرجه البخاري في الصلاة عن أبي اليمان به. فوقع لنا موافقةً له، وليس للزهري عن طاووس عن ابن عباس في الكتب الستة سواه.
وبه إلى النسائي، قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا سعيد، قال: حدثني أبو الأسود، عن عروة، قال: قالت عائشة رضي الله عنها: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قوماً عمال(1/618)
أنفسهم، وكان يكون لهم أرواحٌ فقيل لهم: لو اغتسلتم.
أخرجه البخاري في البيوع عن محمد هو ابن سلام، عن عبد الله بن يزيد، به. فوقع لنا بدلاً له،. وسعيد هو ابن أبي أيوب، وأبو الأسود اسمه محمد بن عبد الرحمن بن نوفل القرشي يتيم عروة.
وبه إلى النسائي، قال: أخبرنا محمد بن عبد العزيز بن غزوان وهو ابن أبي رزمة، قال: أخبرنا الفضل بن موسى، عن الحسين بن واقد، قال: حدثني يحيى بن عقيل، قال: سمعت عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر الذكر، ويقل اللغو، ويطيل الصلاة، ويقصر الخطبة، ولا يأنف أن يمشي مع الأرملة والمسكين فيقضي لهم حاجتهم.
انفرد بإخراجه النسائي من هذا الوجه فرواه في الصلاة من ((سننه))(1/619)
كما أخرجناه. ويحيى بن عقيل بالضم هو الخزاعي البصري.
شيخةٌ أخرى
186- فاطمة بنت محمد بن جميل بن حمد بن أحمد بن أبي عطاف بن أحمد البغدادية المولد الصالحية الدار والوفاة، أم محمد.
حضرت في الأولى على والدها ببغداد، وأجاز لها أبو القاسم عبد الرحمن سبط السلفي، والشيخ مجد الدين عبد السلام ابن تيمية، وأحمد بن سلامة النجار، ويوسف بن خليل، والحافظ زكي الدين المنذري، ومحمد ابن الأنجب النعال، وعبد الغني بن بنين، وغيرهم، وحدثت.
سمع منها الذهبي والبرزالي، وذكرها في مسودة ((معجمه))، وقال بعد كلامٍ: وكان أبوها سافر إلى بغداد وخدم هناك جندياً، وولدت هي وأختها ببغداد، وكان له وجاهةٌ وحرمةٌ وثروةٌ، ثم إنه توجه إلى اليمن وتركهما ببغداد، فأرسل إليهما عمهما الزين أحمد بن جميل وأحضرهما إلى دمشق وهما صغيرتان، وزوجهما بولديه. مولدها في سنة ست وأربعين وست مئة تقريباً. انتهى كلامه.
وتوفيت في التاسع والعشرين من جمادى الآخرة سنة ثلاثين وسبع(1/620)
مئة بسفح قاسيون، ودفنت به رحمها الله تعالى.
أجازت لنا في سنة ثمان وعشرين وسبع مئة.
أخبرتنا الشيخة الصالحة أم محمد فاطمة بنت محمد بن جميل بن حمد البغدادية في كتابها إلي من دمشق، قالت: أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن مكي ابن الحاسب سبط الحافظ أبي طاهر السلفي إجازةً (ح) وأخبرنا الإمام العلامة تقي الدين أبو الفتح محمد بن عبد اللطيف الشافعي بقراءتي عليه، قال: أخبرنا الشيخان أبو الحسن علي بن عمر الواني وأبو الهدى أحمد بن محمد بن علي العباسي سماعاً، قال الأول: أخبرنا أبو القاسم سبط السلفي المذكور سماعاً، وقال الثاني: أخبرنا أبو محمد عبد الوهاب بن ظافر بن علي بن رواج الأزدي سماعاً، قالا: أخبرنا الإمام الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي الأصبهاني قراءةً عليه ونحن نسمع، قال: أخبرنا أبو الحسن مكي بن منصور بن محمد بن علان الكرجي قراءةً عليه في جمادى الأولى سنة إحدى وتسعين وأربع مئة وفيها مات، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الحرشي الحيري بنيسابور، قال: أخبرنا أبو العباس محمد بن يعقوب بن يوسف الأصم، قال: حدثنا أبو يحيى زكريا بن يحيى بن أسد المروزي ببغداد بباب خراسان في المحرم سنة ثمان وستين ومئتين، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سقط رسول الله صلى الله عليه وسلم من فرس فجحش شقه الأيمن، فدخلنا عليه نعوده، فحضرت الصلاة فصلى قاعداً، فصلينا قعوداً، فلما قضى الصلاة قال: ((إنما جعل الإمام ليؤتم به، فإذا كبر فكبروا، وإذا ركع فاركعوا، وإذا رفع فارفعوا، وإذا قال: سمع الله لمن حمده فقولوا: ربنا ولك الحمد، وإذا سجد فاسجدوا، وإذا صلى قاعداً فصلوا قعوداً أجمعون)).
أخرجه البخاري في الصلاة عن علي بن عبد الله، وفي قصر(1/621)
الصلاة عن أبي نعيم. وأخرجه مسلم في الصلاة عن يحيى بن يحيى وقتيبة بن سعيد وأبي بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب وعمرو بن محمد الناقد وأبي كريب. وأخرجه النسائي فيه عن هناد بن السري. وأخرجه ابن ماجة فيه عن هشام بن عمار؛ عشرتهم عن سفيان، به. فوقع لنا بدلاً عالياً.
وأنبأتنا فاطمة بنت محمد بن جميل الصالحية، قالت: أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن مكي ابن الحاسب إجازة، قال: أخبرنا جدي لأمي الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا الرئيس أبو عبد الله القاسم بن الفضل بن أحمد بن أحمد بن محمود الثقفي قراءةً عليه وأنا أسمع بأصبهان سنة ثمان وثمانين وأربع مئة، قال: أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران المعدل ببغداد قراءةً عليه سنة ثلاث عشرة وأربع مئة، قال: أخبرنا أبو علي إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الصفار قراءةً عليه سنة سبع وثمانين وثلاث مئة، قال: حدثنا محمد بن عبيد الله المنادي، قال: حدثنا وهب بن جرير،(1/622)
قال: حدثنا شعبة، عن حبيب بن أبي ثابت، عن إبراهيم بن سعد بن مالك، قال: سمعت أسامة بن زيد رضي الله عنه يحدث أي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((هذا الطاعون بقية رجز عذاب عذب به قومٌ، فإذا كان بأرض فلا تهبطوا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا عنه)).
أخرجه البخاري في الطب عن حفص بن عمر، عن شعبة، فوقع لنا بدلاً. وأخرجه مسلم عن عبيد الله بن معاذ، عن أبيه. وعن أبي موسى، عن ابن أبي عدي؛ كلاهما عن شعبة به، فوقع لنا عالياً بدرجتين.
وبه إلى ابن بشران، قال: أخبرنا أبو عمرو عثمان بن أحمد ابن السماك، قال: حدثنا أحمد بن العباس، قال: حدثنا أبو بكر ابن بنت معاوية، قال: سمعت أبا بكر بن عفان، قال: سمعت بشر بن الحارث يقول: إني لأشتهي الشوى منذ أربعين سنة ما صفا لي درهمه.
وبه إلى ابن بشران، قال: أخبرنا عثمان بن أحمد، قال: حدثنا الحسن بن عمرو، قال: سمعت بشر بن الحارث يقول: أوحى الله تعالى إلى داود عليه السلام: يا داود إني لم أخلق الشهوات إلا للضعفاء من عبادي فأما الأبطال فما لهم ولها.(1/623)
شيخةٌ أخرى
187- فاطمة بنت محمد بن محمد بن جبريل بن أبي الفوارس ابن جبريل بن أحمد بن علي بن خالد الدربندي، أم الحسن وتدعى: ست العجم بنت الشيخ المحدث شمس الدين أبي الوليد ابن العماد.
سمعت من المعين أحمد بن علي الدمشقي، وإسماعيل بن عبد القوي بن عزون، وعبد الله بن علان، والنجيب عبد اللطيف الحراني، وأخيه عبد العزيز، ومحمد بن الحسن بن عساكر، ومحمد بن أحمد بن عمر ابن الظهير، وأبي بكر محمد بن أحمد بن القسطلاني، وأجاز لها من دمشق جماعة منهم: ابن عبد الدائم، وإسماعيل بن أبي اليسر، وعبد العزيز بن عبد، وحدثت بكثير من مسموعاتها، ولها أثبات، وفيها دينٌ ومحبةٌ للحديث وأهله.
مولدها بخط والدها في مستهل جمادى الآخرة سنة إحدى وستين وست مئة بالقاهرة. وتوفيت ليلة التاسع عشر من رمضان سنة سبع وثلاثين وسبع مئة بالقاهرة ودفنت بالقرافة.
سمعت عليها حضوراً في الرابعة كتاب ((الجمعة)) للنسائي، بسماعها من المعين الدمشقي وإسماعيل بن عزون، بسماعها من البوصيري وذلك في ثاني جمادى الآخرة سنة إحدى وثلاثين وسبع مئة.
أخبرتنا الشيخة الصالحة أم الحسن فاطمة وتدعى ست العجم أيضاً بنت الشيخ الإمام شمس الدين أبي الوليد محمد بن محمد بن جبريل الدربندي قراءةً عليها وأنا حاضرٌ في الرابعة، قالت: أخبرنا الشيخان(1/624)
معين الدين أبو العباس أحمد ابن القاضي زين الدين علي بن يوسف بن عبد الله الدمشقي وأبو الطاهر إسماعيل بن عبد القوي بن أبي العز بن داود ابن عزون الأنصاري قراءةً عليهما وأنا أسمع، قالا: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن علي بن سعود الأنصاري البوصيري، قال: أخبرنا أبو صادق مرشد بن يحيى بن القاسم المديني، قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن محمد بن أحمد ابن الطفال النيسابوري، قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبد الله بن زكريا ين حيوية النيسابوري، قال: حدثنا الإمام الحافظ أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي النسائي لفظاً في سنة أربع وتسعين ومئتين، قال: أخبرنا محمد بن معمر، قال: أخبرنا حبان، قال: حدثنا أبان، قال: حدثنا يحيى بن أبي كثير، عن الحضرمي ابن لاحق، عن زيد بن سلام، عن الحكم بن ميناء أنه سمع ابن عباس وابن عمر رضي الله عنهما يتحدثان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهو على أعواد منبره: ((لينتهين أقوامٌ عن ودعهم الجمعات أو ليختمن الله على قلوبهم، ثم ليكتبن من الغافلين)).
أخرجه مسلم في الصلاة عن الحسن بن علي الحلواني، عن أبي توبة الربيع بن نافع، عن معاوية بن سلام، عن أخيه زيد بن سلام أنه سمع أبا سلام قال: حدثني الحكم بن ميناء عن ابن عمر وأبي هريرة، به. وأخرجه ابن ماجة فيه عن علي بن محمد، عن أبي أسامة، عن هشام الدستوائي عن يحيى، عن الحكم بن ميناء، عن ابن عباس وابن عمر، به، ولم يذكر بين يحيى وبين الحكم أحداً. قال الحافظ أبو(1/625)
الحجاج المزي: ورواه يزيد بن هارون، عن هشام الدستوائي عن يحيى، عن أبي سلام، عن الحكم بن ميناء، عن ابن عباس وابن عمر.
وبه إلى النسائي، قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: أخبرنا بكر وهو ابن مضر، عن ابن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: أتيت الطور فوجدت كعباً، فمكثت أنا وهو يوماً أحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحدثني عن التوراة. فقلت له: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه أهبط، وفيه تيب عليه، وفيه قبض، وفيه تقوم الساعة، ما على متن الأرض من دابةٍ إلا وهي تصبح يوم الجمعة مصيخةً حتى تطلع الشمس شفقاً من الساعة إلا ابن آدم، وفيه ساعةٌ لا يصادفها مؤمنٌ وهو في الصلاة يسأل الله شيئاً إلا أعطاه إياه)). قال كعبٌ: ذلك يومٌ في كل سنةٍ؟ قلت: بل هو في كل جمعة، فقرأ كعبٌ ثم قال: صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم هو في كل يوم جمعة، فخرجت فلقيت بصرة بن أبي بصرة الغفاري فقال: من أين جئت؟ قلت: من الطور. قال: لو لقيتك من قبل أن تأتيه لم تأته فقلت له: لم؟ قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا تعمل المطي إلا إلى ثلاث مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي، ومسجد بيت المقدس)) فلقيت عبد الله بن سلام فقلت له: لو رأيتني خرجت إلى الطور فلقيت كعباً فكنت أنا وهو يوماً أحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحدثني(1/626)
عن التوراة، فقلت له: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه أهبط، وفيه تيب عليه، وفيه قبض، وفيه تقوم الساعة، وما على الأرض دابةٌ إلا وهي تصبح يوم الجمعة مصيخةً حتى تطلع الشمس شفقاً من الساعة إلا ابن آدم، وفيه ساعةٌ لا يصادفها عبدٌ مؤمنٌ وهو في الصلاة يسأل الله شيئاً إلا أعطاه إياه)) قال كعبٌ: ذلك يومٌ في كل سنةٍ. فقال عبد الله بن سلام: كذب كعبٌ. قلت: ثم قرأ كعبٌ فقال: صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم : هو في كل جمعةٍ، فقال عبد الله بن سلام: صدق كعبٌ إني لأعلم تلك الساعة. فقلت: يا أخي حدثني بها. قال: هي آخر ساعةٍ من يوم الجمعة قبل أن تغيب الشمس. فقلت: أليس قد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا يصادفها مؤمنٌ وهو في الصلاة)) ليس تلك ساعة صلاةٍ قال: أليس قد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من صلى وجلس ينتظر الصلاة لم يزل في صلاة حتى تأتيه التي تليها)) قلت: بلى. قال: فهو كذلك.
أخرجه أبو داود مختصراً في الصلاة عن القعنبي. وأخرجه الترمذي فيه عن إسحاق بن موسى، عن معن بن عيسى؛ كلاهما عن مالك عن ابن الهاد، به. فوقع لنا عالياً.
وليس لبصرة بن أبي بصرة الغفاري في الكتب الستة سوى هذا الحديث الواحد.(1/627)
شيخةٌ أخرى
188- نارنج بنت عبد الله الرومية عتيقة الحاج مفلح عتيق الحاج علي بن حسين بن مناع التكريتي التاجر، أم عائشة.
سمعت من ابن عبد الدائم في ((صحيح مسلم)) في سنة تسع وخمسين وست مئة، وفي سنة ستين وست مئة حديث أبي الشيخ ابن حيان، وحدثت عنه. سمع منها البرزالي وكانت امرأة صالحة.
توفيت في سحر يوم السبت الحادي عشر من جمادى الآخرة سنة إحدى وأربعين وسبع مئة بالصالحية، وصلي عليها عقيب الظهر بالجامع المظفري، ودفنت بسفح قاسيون.
أجازت لنا في سنة ثمان وعشرين وسبع مئة.
أخبرتنا الشيخ الصالحة أم عائشة نارنج بنت عبد الله عتيقة الحاج مفلح عتيق الحاج علي التكريتي في كتابها، قالت: أخبرنا الشيخ الإمام زين الدين أبو العباس أحمد بن عبد الدائم بن نعمة المقدسي قراءةً عليه وأنا أسمع في ربيع الآخر سنة ستين وست مئة، قال: أخبرنا أبو الفرج يحيى بن محمود بن سعد الثقفي في سنة ثلاث وثمانين وخمس مئة، قال: أخبرنا أبو محمد حمزة بن العباس بن علي العلوي قراءةً عليه وأنا حاضرٌ، قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم الكاتب، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن حيان، قال: حدثنا أبو حامد هو محمود بن أحمد بن الفرج، قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن شقيق، عن حذيفة رضي الله عنه، قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم فأتى سباطة قوم فبال، فتنحيت عنه، فقال: ((ادنه)) فدنوت منه فصببت عليه، فتوضأ ومسح على خفيه.(1/628)
أخرجه البخاري عن سليمان بن حرب، ومحمد بن عرعرة؛ كلاهما عن شعبة. وأخرجه مسلم عن يحيى بن يحيى، عن أبي خيثمة زهير بن معاوية. وأخرجه أبو داود عن حفص بن عمر ومسلم بن إبراهيم؛ كلاهما عن شعبة. وأخرجه الترمذي عن هناد، عن وكيع؛ ثلاثتهم عن الأعمش، به. فوقع لنا عالياً.
وبه إلى أبي الشيخ، قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن شبيب، قال: حدثنا إسماعيل بن عمرو، قال: حدثنا مسعر بن كدام، عن عدي بن ثابت، عن البراء رضي الله عنه، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في العشاء بالتين والزيتون.
أخرجه البخاري في التفسير عن خلاد بن يحيى. وفي التوحيد(1/629)
عن أبي نعيم؛ كلاهما عن مسعر. وأخرجه مسلم في الصلاة عن عبيد الله بن معاذ، عن أبيه، عن شعبة. وعن قتيبة، عن ليث، عن يحيى بن سعيد. وعن محمد بن عبد الله بن نمير، عن أبيه، عن مسعر؛ ثلاثتهم عن عدي بن ثابت، به. فوقع لنا بدلاً عالياً للبخاري، وعالياً لمسلم ولله الحمد والمنة.
وبه إلى أبي الشيخ، قال: حدثنا أبو العباس الوليد بن أبان، قال: حدثنا عمران بن عبد الرحيم، قال: حدثنا مروان بن جعفر، قال: حدثني معاذ بن عبد الله النيسابوري، عن سلم بن سالم البلخي، عن أبي شيبة، عن بكير بن شهاب، عن الحسن، عن سمرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من توضأ فأسبغ الوضوء، ثم خرج من بيته يريد المسجد، فقال حين يخرج: بسم الله الذي خلقني فهو يهدين هداه الله لصواب الأعمال، والذي هو يطعمني ويسقين إلا أطعمه الله من طعام الجنة وسقاه من شرابها، وإذا مرضت فهو يشفين إلا جعل الله مرضه كفارةً لذنوبه، والذي يميتني ثم يحييني إلا أحياه الله حياة السعداء وأماته ميتة الشهداء، والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين إلا غفر الله له(1/630)
خطاياه، ولو كانت أكثر من زبد البحر، رب هب لي حكماً وألحقني بالصالحين إلا وهب الله له حكماً وألحقه بصالح من مضى وصالح من بقي، واجعل لي لسان صدقٍ في الآخرين إلا كتب أن فلاناً من الصديقين، واجعلني من ورثة جنة النعيم إلا جعل الله له المنازل والقصور في الجنة)).
هذا الحديث لم يخرجه أحدٌ من أصحاب الكتب السنة، وأبو شيبة لم يذكره الحاكم في كتابه ((الأسامي والكنى)).
وبه إلى أبي الشيخ، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن زكريا، قال: حدثنا إسماعيل بن عمرو، قال: حدثنا مسعر بن كدام، عن أبي بكر بن حفص، عن الحسن بن الحسن الهاشمي، قال: لما زوج عبد الله بن جعفر ابنته من الحجاج بن يوسف قال لها: أي بنية إنك إن أصابتك مصيبةٌ أو نزلت بك نازلةٌ فاستقبليه بأن تقولي: ((لا إله إلا الله الحليم الكريم، لا إله إلا الله العلي العظيم، لا إله إلا رب السموات السبع ورب العرش العظيم)). قالت: فدخلت على الحجاج فقلتها، فقال: لقد أتيتني وأنا أريد أن أقتلك، ولأنت اليوم أحب إلي من كذا وكذا.
وبه إلى أبي الشيخ، قال: حدثنا أبو بكر الفريابي، قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن عمار، قال: حدثنا المعافى بن عمران، عن مسعر بن كدام، قال: سمعت محارباً يقول: صحبنا القاسم بن عبد الرحمن فحثنا على ثلاث: على قيام الليل، والانبساط في النفقة، والكف عن الناس.
وبه إلى أبي الشيخ، قال: حدثنا أبو بكر الفريابي، قال: سمعت(1/631)
محمد بن عبد الأعلى يقول: سمعت المعتمر بن سليمان يقول: مكث أبي سليمان التيمي أربعين سنة يصوم يوماً ويفطر يوماً، ويصلي الصبح بوضوء عشاء الآخرة.
وبه إلى أبي الشيخ، قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن علي، قال: حدثنا أحمد بن منصور، قال: حدثنا سلمة بن سليمان، عن عبد الله بن المبارك، قال: قيل لعامر بن عبد القيس: هل تحدث نفسك في الصلاة بشيءٍ؟ قال: نعم. قالوا: بماذا تحدث نفسك؟ قال: بموقفي ومنصرفي. فقيل له: فهل تجد من أمر الدنيا؟ قال: لأن تختلف في الأسنة أحب إلي مما تجدون.
وبه إلى أبي الشيخ، قال: حدثنا أبو بكر الفريابي، قال: حدثنا ابن أبي زياد، قال: حدثنا سيار، قال: حدثنا جعفر، قال: حدثنا مالك بن دينار، قال: كان عبد الله بن غالب له وردان: وردٌ بالليل ووردٌ بالنهار.
قال مالك: وسمعته يقول في دعائه: اللهم نشكوا إليك سفه أحلامنا، ونقص علمنا، واقتراب آجالنا، وذهاب الصالحين منا.(1/632)