(11) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا المسعودي عن القاسم عن عبد الرحمن قال : أول من بني مسجدا يصلي فيه عمار بن ياسر.
(12) حدثنا هشيم عن حصين عن أبي مالك : { إلا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان } قال : نزلت في عمار.
(13) حدثنا عثام بن علي قال ثنا الاعمش عن أبي إسحاق عن هانئ بن هانئ قال : إستأذن عمار على علي فقال : مرحبا بالطيب المطيب.
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ملئ عمار إيمانا إلى مشاشه ".
(14) حدثنا وكيع عن إسرائيل عن جابر عن الحكم { إلا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان } قال : نزلت في عمار.
(30) ما ذكر في أبي موسى رضي الله عنه (1) حدثنا يزيد عن حميد الطويل عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " يقدم عليكم قوم هم أرق أفئدة " ، قال : فقدم الاشعريون وفيهم أبو موسى ، قال : فجعلوا يرتجزون ويقولون : غدا نلقى الا حبه * * محمدا وحزبه (2) حدثنا ابن نمير عن مالك بن مغول عن ابن بريدة عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لقد أوتي الاشعري مزمارا من مزامير آل داود ".
(3) حدثت عن ابن عيينة عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أوتي الاشعري مزمارا من مزامير آل داود ".
(4) حدثنا يزيد بن هارون عن عروة عن عائشة قالت : قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لقد أوتي أبو موسى مزمارا من مزامير آل داود ".
-
__________
- (29 / 12) سورة النحل من الآية (106).
(30 / 1) أي ليس في طباعهم خشونة طباع البادية وجفافها.
(30 / 2) وذلك لجمال صوته في ترتيل القرآن وتجويده.
(30 / 3) واسمه أبو موسى مالك بن قيس الاشعري(7/524)
(5) حدثنا ابن إدريس عن شعبة عن سماك عن عياض الاشعري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لابي موسى : هم قوم هذا - يعني في قوله : { فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه } قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، هم قوم هذا ".
(31) ما ذكر في خالد بن الوليد رضي الله عنه (1) حدثنا ابن فضيل عن نيار عن قيس قال : كان بين خالد بن الوليد وبين رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم محاورة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما لكم ولسيف من سيوف الله سله الله على الكفار ".
(2) حدثنا يزيد بن هارون قال : أخبرنا أبو معشر عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة قال : هبطت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من ثنية هو شاء فانقطع شسعه فناولته نعلي فأبي أن يقبلها وجلس في ظل شجرة ليصلح نعله ، فقال لي : " انظر إلى من ترى ؟ قلت : هذا فلان بن فلان ، قال : " بئس عبد الله فلان ، ثم قال : انظر إلى من ترى ؟ قلت : هذا فلان ، قال : نعم عبد الله فلان " والذي قال له : نعم عبد الله فلان خالد بن الوليد.
(3) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن عبد الله بن عمير قال : بعث عمر أبا عبيدة على الشام وعزل خالد بن الوليد فقال : خالد بن الوليد : بعث عليكم أمين هذه الامة ، قال أبو عبيدة : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " خالد بن الوليد سيف من سيوف الله ونعم فتى العشيرة ".
-
__________
- (30 / 5) سورة المائدة من الآية (54).
(31 / 1) يوم مؤتة وبعد استشهاد جعفر بن أبي طالب وزيد بن حارثة وعبد الله بن رواحة رضي الله عنهم
تسلم القيادة خالد بن الوليد وبخطة عسكرية بارعة استطاع أن ينسحب بالعدد القليل من المسلمين من بين براثن الالوف المؤلفة من جند الروم وأن يوقع الرعب في قلوبهم فلا يلحقوا بهم وقد زويت الارض للرسول صلى الله عليه وسلم حتى رأى المعركة رؤيا العين فوصف للناس استشهاد القادة الثلاثة وهو على منبر المسجد في المدينة في المدينة ، ثم قال بأن سيف من سيوف الله سله الله على الكافرين قد تسلم القيادة وحجز بين الفريقين وأنقذ جند المسلمين وتراجع بهم.
ولازم هذا الاسم خالد بن الوليد رضي الله عنه.
(31 / 3) نعم فتى العشيرة لانه قرشي أيضا كالرسول صلى الله عليه وسلم(7/525)
(32) ما جاء في أبي ذر الغفاري رضي الله عنه (1) حدثنا عبد الله بن نمير عن الاعمش عن عثمان أبي اليقضان عن أبي حرب بن أبي الاسود الدئلي قال : سمعت عبد الله بن عمرو يقول : ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء من رجل أصدق من أبي ذر.
(2) حدثنا الحسين بن موسى قال ثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جدعان عن بلال بن أبي الدرداء عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذي لهجه أصدق من أبي ذر ".
(3) حدثنا يزيد عن أبي أمية بن يعلى الثقفي عن أبي الزناد عن الاعرج عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر ، ومن سره أن ينظر إلى تواضع عيسى ابن مريم فلينظر إلى أبي ذر ".
(4) حدثنا يزيد قال أخبرنا محمد بن عمرو عن عراك بن مالك قال : قال قال أبو ذر : إني لاقربكم من رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسا يوم القيامة ، قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من خرج من الدنيا كهيئة ما تركته فيها " ، وإنه والله ما منكم من أحد إلا قد تشبث منها بشئ
غيري ".
(33) ما ذكر في فضل فاطمة رضي الله عنها ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم (1) حدثنا ابن عيينة عن عمرو عن محمد بن علي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنما فاطمة بضعة مني ، فمن أغضبها أغضبني ".
(2) حدثنا علي بن مسهر عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن عائشة قالت : قلت -
__________
- (32 / 1) الخضراء : السماء.
الغبراء : الارض.
وأقلت الغبراء : حملت فوقها.
(32 / 4) أي أن الرسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أقربكم مني مجلسا يوم القيامة من خرج من الدنيا كما تركته فيها ".
(33 / 1) بضعة مني : قطعة مني ، والبضعة القطعة من اللحم(7/526)
لفاطمة ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم : رأيتك حين أكببت على النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه فبكيت ثم أكببت عليه ثانى فضحكت ، قالت : أكببت عليه فأخبرني أنه ميت فبكيت ثم أكببت عليه الثانية فأخبرني أني أول أهله لحوقا به ، وأني سيدة نساء أهل الجنة إلا مريم ابنة عمران ، فضحكت.
(3) حدثنا زيد بن الحباب عن إسرائيل عن ميسرة النهدي عن المنهال بن عمرو عن زر بن حبيش عن حذيفة ، قال : أتيت رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم فخرج فاتبعته فقال : " ملك عرض لي استأذن ربه أن يسلم علي ويخبرني أن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة ".
(4) حدثنا شاذان قال ثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمر ببيت فاطمة ستة أشهر إذا خرج إلى الفجر فيقول : " الصلاة يا أهل البيت { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا }.
(5) حدثنا شريك عن أبي فروة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فاطمة سيدة نساء العالمين بعد مريم ابنة عمران وآسية امرأة فرعون وخديجة ابنة خويلد ".
(6) حدثنا محمد بن بشر عن زكريا عن عامر قال : خطب علي بنت أبو جهل إلى عمها الحارث بن هشام ، فاستأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها فقال : " عن حسبها تسألني ؟ قال علي : قد أعلم ما حسبها ولكن تأمرني بها ؟ قال : لا فاطمة بضعة مني ولا أحب أن تجزع " ، فقال : علي : لا آتي شيئا تكرهه.
(34) ما ذكر في عائشة رضي الله عنها (1) حدثنا أبو معاوية عن إسماعيل بن سميع عن مسلم البطين قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " عائشة زوجي في الجنة ".
(2) حدثنا وكيع عن شعبة عن عمرو بن مرة عن مرة عن أبي موسى قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كمل من الرجال كثير ولمن يكمل من النساء إلا آسية آمرأة فرعون ومريم ابنة عمران ، وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على الطعام ".
-
__________
- (33 / 4) سورة الاحزاب الآية (33).
(33 / 6) أي أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد نهاه أن يتزوج بابنة رأس الشرك لان ذلك يؤذي فاطمة رضي الله عنها.
(34 / 2) وكان الثريد أطيب طعام العرب ، والثريد معروف في بعض بلاد العرب اليوم باسم " تشريب " وإن لم يكن هو فهو أقربها إليه(7/527)
(3) حدثنا الفضل بن دكين عن زهير عن أبي إسحاق عن مصعب بن سعد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " عائشة تفضل النساء كما تفضل الثريد على سائر الطعام ".
(4) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن اسماعيل ؟ ؟ بن أبي خالد عن عبد الرحمن بن أبي الضحاك عن عبد الرحمن بن محمد بن زيد بن جدعان قال : حدثنا أن عبد الله بن صفوان
وآخر معه أتيا عائشة فقالت عائشة : يا فلان هل سمعت حديث حفصة ؟ فقال : نعم يا أم المؤمنين ، فقال لها عبد الله بن صفوان : وما ذاك يا أم المؤمنين ؟ قالت : خلال في تسع لم تكن في أحد من الناس إلا ما آتي الله مريم ابنة عمران ، والله ما أقول هذا أني أفتخر على صواحباتي ، قال : عبد الله بن صفوان : وما هي يا أم المؤمنين ؟ قالت : نزل الملك بصورتي ، وتزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم لسبع سنين ، وأهديت إليه لتسع سنين ، وتزوجني بكرا لم يشركه في أحد من الناس ، وأتاه الوحي وأنا وإياه في لحاف واحد ، وكنت من أحب الناس إليه ، ونزل في آيات من القرآن كادن الامة تهلك فيهن ، ورأيت جبريل ولم يره أحد من نسائه غيري ، وقبض في بيتي لم يله أحد غير الملك وأنا.
(5) حدثنا عبد الرحيم عن غالب عن الشعبي عن مسروق قال : أخبرتني عائشة قالت : بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في البيت إذ دخل الحجرة علينا رجل على فرس فقام إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم : فوضع يده على معرفة الفرس فجعل يكلمه ، قالت : ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله من هذا الذي كنت تناجي ؟ قال : " وهل رأيت أحدا ؟ قالت : قلت : نعم ! رأيت رجلا على فرس ، قال : بمن شبهته ؟ قالت : بدحية الكلبي ، قال : ذاك جبريل ، قال : قد رأيت خيرا قال : ثم لبثت ما شاء الله أن ألبث فدخل جبريل ورسول الله صلى الله عليه وسلم في الحجرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا عائشة ! قلت : لبيك وسعديك يا رسول الله ، قال : هذا جبريل وقد أمرني أن أقرئك منه السلام " ، قالت : قلت : أرجع إليه مني السلام ورحمة الله وبركاته ، جزاك الله من دخيل خير ما يجزي الدخلاء ، قالت : وكان ينزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا وهو في لحاف واحد.
(6) حدثنا أبو أسامة عن إسماعيل قال حدثني معصب بن إسحاق بن طلحة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " قد أريت عائشة في الجنة ليهون علي بذلك موتي كأني أرى كفها ".
-
__________
- (34 / 6) كأني أرى كفها : كأني أرى كفها الآن كما رأيته في الجنة(7/528)
(7) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن عبد الله بن عبد الرحمن عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ".
(8) حدثنا جعفر بن عون قال ثنا محمد بن شريك عن ابن أبي مليكة قال : قالت عائشة : توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي وبين سحري ونحري.
(9) حدثنا وكيع عن شعبة عن الحكم عن أبي وائل أن عليا بعث عمارا والحسن يستفران الناس ، فقام رجل فوقع في عائشة فقال عمارا : " إنها لزوجة نبينا صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة ، ولكن الله ابتلاننا بها ليعلم إياه نطيع أو إياها ".
(10) حدثنا أبو أسامة قال ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن رجل عن عمار قال : إن عائشة زوجة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة.
(11) حدثنا ابن نمير قال ثنا موسى الجهني عن أبي بكر بن حفص بن قال : جاءت أم رومان وهي أم عائشة وأبو بكر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : فقالا : يا رسول ادع الله لعائشة دعوة نسمعها ، فقال عند ذلك : " اللهم اغفر لعائشة ابنة أبي بكر مغفرة واجبة ظاهرة وباطنة ".
(12) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن زكريا عن عامر قال ثنا أبو سلمة بن عبد الرحمن أن عائشة حدثته أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها : " إن جبريل يقرأ عليك السلام ، قالت عائشة : وعليه السلام ورحمة الله وبركاته ".
(35) ما جاء في فضل خديجة رضي الله عنها (1) حدثنا محمد بن فضيل عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال : سمعته يقول : " أتي جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فقال : هذه خديجة قد أتتك ، معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب ، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب.
-
__________
- (34 / 8) النحر : العنق ، السحر : أعلى الصدر : وأدناه إلى العتق.
(34 / 9) وقع في عائشة : تحدث عنها بالسوء وما أكثر ما يفعل ذلك رافضة هذه الايام عن السب والشتم لها رضي الله عنها ولاصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم.
(35 / 1) النصب : التعب والجهد(7/529)
(2) حدثنا وكيع عن يعلى عن إسماعيل بن أبي خالد عن ابن أبي أوفى قال : سمعته يقول : بشر رسول الله صلى الله عليه وسلم خديجة ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب.
(3) حدثنا عبد الله بن نمير وأبو أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن جعفر عن علي قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " خير نسائها مريم ابنة عمران وخير نسائها خديجة ".
(4) حدثنا ابن نمير عن الاعمش عن أبي صالح عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال : أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فقال : بشر خديجة ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب.
(5) حدثنا يزيد بن هارون عن هشام عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " حسبك من نساء العالمين بأربع : خديجة ابنة خويلد وفاطمة ابنة محمد صلى الله عليه وسلم وآسية امرأة فرعون ومريم ابنة عمران ".
(6) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا حماد بن سلمة عن ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس معه جبريل إذ أقبلت خديجة فقال جبريل : يا رسول الله ! هذه خديجة فاقرأها من الله تبارك وتعالى السلام ومني (36) فضل معاذ رضي الله عنه (1) حدثنا أبو معاوية عن الشيباني عن محمد بن عبيد الله الثقفي قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : " معاذ بين يدي العلماء يوم القيامة ربوة ".
(2) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن هشام عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " معاذ بين يدي العلماء يوم القيامة نبذة ".
-
__________
- (36 / 3) خير نسائها : خير نساء العالمين.
وخير نساء الجنة من البشر.
(36 / 1) المقصود معاذ بن جبل رضي الله عنه.
الربوة والربوة : ما ارتفع من الارض وربى ارتفع ونما ، أي هو مرتفع عنه مقاما ومكانا أو أعلاهم مقاما ومكانا.
(36 / 2) معاذ نبذة : أي هو منفرد عن العلماء يوم القيامة فتقدم عليهم(7/530)
(37) فضل أبي عبيدة رضي الله عنه (1) حدثنا إسماعيل بن علية عن خالد عن أبي قلابة قال : قال أنس : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن لكل أمة أمينا وإن أميننا أيتها الامة أبو عبيدة بن الجراح ".
(2) حدثنا ابن علية عن يونس عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما من أصحابي أحد إلا لو شئت اتخذت عليه بعض خلقه غير أبي عبيدة ".
(3) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن زكريا بن أبي زائدة عن أبي إسحاق عن صلة بن زفر عن حذيفة قال : أتى النبي صلى الله عليه وسلم أسقف نجران العاقب والسيد فقالا : ابعث معنا رجلا أمينا حق أمير ، فاستشرف لها أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " قم يا أبا عبيدة بن الجراح ".
(4) حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي إسحاق عن صلة عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه.
(5) حدثنا وكيع قال ثنا الاعمش عن إبراهيم قال : قال عمر : من أستخلف لو كان أبو عبيدة بن الجراح.
(6) حدثنا أبو معاوية عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " نعم الرجل أبو عبيدة بن الجراح ".
(38) عبادة بن الصامت رضي الله عنه (1) حدثنا عبد الله بن إدريس عن أبيه عن عطية قال : جاء رجل يقال له عبادة بن الصامت فقال : يا رسول الله إن لي موالي من اليهود كثير عددهم حاصر بصرهم وأنا أبرأ إلى الله ورسوله من ولاية يهود ، فأنزل الله في عبادة { إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا } الآية إلى قوله : { بأنهم قوم لا يعقلون }.
-
__________
- (37 / 2) اتخذت عليه : كان لي عليه مآخذ في أخلاقه أو طباعه.
(37 / 3) وتتمة هذا الحديث ما جاء في 37 / 1.
أي أول أحاديث هذا الباب.
(38 / 1) سورة المائدة والآيات المقصودة من أول الآية (55) إلى آخر الآية (58)(7/531)
(39) أبو مسعود الانصاري رضي الله عنه (1) حدثنا ابن إدريس عن ليث عن عبد العزيز بن رفيع قال : لما سار على إلى صفين استخلف أبا مسعود على الناس ، قال : فلما قدم علي قال له : أنت القائل ما بلغني عنك يا فروخ ، إنك شيخ قد ذهب عقلك ، قال : أذهب عقلي وقد أوجبت لي الجنة في الله ورسوله ، أنت تعلمه.
(40) ما جاء في أسامة وأبيه رضي الله عنهما (1) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن معمر قال : قالت عائشة ما ينبغي لاحد أن يبغض أسامة بعدما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من كان يحب الله ورسوله فليحب أسامة ".
(2) حدثنا أبو أسامة قال ثنا إسماعيل عن قيس أن أسامة بن زيد لما قتل أبوه قام بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فدمعت عين النبي صلى الله عليه وسلم ثم جاء من الغد فقام مقامه بالامس ، فقال له
رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ألاقي منك اليوم ما لا قيت منك أمس ".
(3) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن هشام بن عروة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قطع بعثا قبل موته وأمر عليهم أسامة بن زيد ، وفي ذلك البعث أبو بكر وعمر ، قال : فكان أناس من الناس طعنوا في ذلك لتأمير رسول الله صلى الله عليه وسلم أسامة عليهم ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فخطب الناس فقال : " إن أناسا منكم قد طعنوا علي في تأمير أسامة ، وإنما طعنوا في تأمير أسامة كما طعنوا في تأمير أبيه ، وأيم الله إن كان لخليقا للامارة ، وإن كان -
__________
- (39 / 1) الفروخ من السنبل : ما استبانت عاقبته وانعقد حبه.
وفروخ أيضا أخو سيدنا اسماعيل وإسحاق ابني ابراهيم عليهم السلام أجمعين والمقصود هنا لفظة تصغير من فرخ وهو الارجح لانه أتاه معاتبا مستصغرا شأنه.
(40 / 1) وزيد بن حارثة قد اختار العبودية مع الرسول الله صلى الله عليه وسلم على الحرية مع أهله وقومه ، إذ كانت خديجة رضي الله عنها قد اشترته من الاعراب سببا وأهدته للرسول صلى الله عليه وسلم خادما فجاء أهله بعد مدة يطلبون فداءة فأعلمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه إذا اختارهم زيد فهو حر لوجه الله ، فاختار البقاء مع الرسول الله صلى الله عليه وسلم وقد تبناه الرسول صلى الله عليه وسلم حتى نزلت آية نفي التبني.
وكان يسمى حب رسول الله صلى الله عليه وسلم كما كان يسمى ابنه زيد الحب بن الحب ، وكان آخر لواء قد عقده الرسول صلى الله عليه وسلم قبيل وفاته لزيد.
(40 / 2) أي أن الزمن لم يذهب حزنه وافتقار ؟ صلى الله عليه وسلم لزيد بن حارثة رضي الله عنه.
(40 / 3) وكان أسامة رضي الله عنه في سابعة عشرة أو الثامنة عشرة من عمره عندما أمره الرسول صلى الله عليه وسلم(7/532)
لمن أحب الناس إلي وإن ابنه لا حب الناس إلي من بعده ، وإني لارجو أن يكون من صالحيكم فاستوصوا به خيرا ".
(4) حدثنا شريك عن العباس بن ذريح عن البهي عن عائشة قالت : عثر أسامة بعتبة الباب فشج في وجهه فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أميطي عنه الاذى ، فقذرته فجعل يمص الدم ويمجه عن وجهه ويقول : لو كان أسامة جارية لكسوته وحليته حتى أنفقه ".
(5) حدثنا محمد بن عبيد عن وائل بن داود قال : سمعت البهي يحدث أن عائشة كانت تقول : ما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة في جيش قط إلا أمره عليهم ولو كان حيا بعده لا ستخلفه.
(6) حدثنا عفان ثنا وهيب قال ثنا موسى بن عقبة قال حدثني سالم بن عبد الله بن عمر أن عبد الله بن عمر قال : ما كنا ندعوه إلا زيد بن محمد حتى نزل القرآن { ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله }.
(7) حدثنا عبيد الله عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزيد : " أما أنت يا زيد فأخونا ومولانا ".
(8) حدثنا عبيد الله عن إسرئيل عن أبي إسحاق عن هانئ بن هانئ عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
(41) ما جاء في أبي بن كعب رضي الله عنه (1) حدثنا أبو أسامة قال حدثني خالد بن أبي كريمة عن سعيد عن يسار السدوسي عن عكرمة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابي بن كعب : " إني أمرت أن أقرئك القرآن " ، قال : وذكرني ربي ؟ قال : نعم ، قال : فأقرأني آية فأعدتها عليه ثانية.
(2) حدثنا عبد الله بن نمير عن الاجلح عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن أبي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أمرت أن أقرأ عليك القرآن ، قال : قلت : يا رسول الله : وذكرت ثم ؟ قال : نعم ، قال أبي : { بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا } في قراءة أبي : فليفرحوا ".
-
__________
- (40 / 6) سورة الاحزاب من الآية (5).
(41 / 1) وكان أبي رضي الله عنه من أقرأ الصحابة للقرآن الكريم.
(41 / 2) سورة يونس من الآية (58)(7/533)
(42) ما ذكر في سعد بن معاذ رضي الله عنه
(1) حدثنا ابن إدريس عن الاعمش عن أبي سفيان عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لقد اهتز العرش لموت سعد بن معاذ ".
(2) حدثنا يزيد بن هارون عن محمد بن عمرو عن أبيه عن جده عن عائشة عن أسيد بن حضير قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لقد اهتز العرش لموت سعد بن معاذ ".
(3) حدثنا هوذة قال ثنا عوف عن أبي نضرة عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لقد اهتز العرش لموت سعد بن معاذ ".
(4) حدثنا ابن فضيل عن عطاء عن مجاهد عن ابن عمر قال : اهتز العرش لحب لقاء الله سعدا ، قال : إنما يعني السرير ، قال : تفسخت أعواده ، قال : دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم قبره فاحتبس ، فلما خرج ، قيل : يا رسول الله ! ما حبسك ؟ قال : " ضم سعد في القبر ضمة فدعوت الله أن يكشف عنه ".
(5) حدثنا عبيد الله عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن رجل حدثه عن حذيفة قال : لما مات سعد بن معاذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اهتز العرش لروح سعد بن معاذ ".
(6) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد عن إسحاق بن راشد عن امرأة من الانصار يقال لها أسماء ابنة يزيد قالت : لما أخرج بجنازة سعد بن معاذ صاحت أمة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لام سعد : " ألا يرقا دمعك ويذهب حزنك فإن ابنك أول من ضحك له الله واهتز له العرش ".
(7) حدثنا محمد بن بشر قال ثنا محمد بن عمرو قال ثنا واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ قال : دخلت على أنس بن مالك حين قدم المدينة مع ابن أخي فسلمت عليه فقال من أنت ؟ فقالت : أنا واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ ، قال : فبكى فأكثر البكاء ثم قال : إنك شبيه سعد ، إن سعدا كان من أعظم الناس وأطولهم وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بعثا إلى اكيدر دومة فأرسل بحله من ديباج منسوج فيها الذهب ، فلبسها رسول الله صلى الله عليه وسلم -
__________
- (42 / 1) وسعد بن معاذ رضي الله عنه من رؤوس الانصار وأحد النقباء.
(42 / 6) لما أخرج بجنازة فلان : لما خرجت جنازة فلان ، أي عندما أخرج على السرير من داره.
يرقأ دمعك : يكف ، فلا تدمع العين والمقصود ألا يفرح قلبك(7/534)
فجعل الناس يلتمسونها بأيديهم فقال : " أتعجبون من هذه ؟ قالوا : يا رسول الله ! ما رأيناك أحسن منك اليوم ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لمناديل سعد في الجنة أحسن مما ترون ".
(8) حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب قال : أهدي للنبي صلى الله عليه وسلم ثوب من حرير فجعلوا يعجبون من لينه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لمناديل سعد في الجنة ألين من هذا ".
(9) حدثنا غندر عن شعبة عن سماك عن عبد الله بن شداد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لسعد وهو يكيد بنفسه : " جزاك الله خيرا من سيد قوم فقد صدقت الله ما وعدته وهو صادق ما وعدك ".
(10) حدثنا غندر عن شعبة عن أبي إسحاق عن عمرو بن شر حبيل قال : لما أصيب سعد بن معاذ بالرمية يوم الخندق جعل دمه يسيل على النبي صلى الله عليه وسلم فجاء أبو بكر فجعل يقول : وانقطاع ظهراه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " يا أبا بكر ! " فجاء عمر فقال : إنا لله وإنا إليه راجعون.
(43) ما ذكر في أبي الدرداء رضي الله عنه (1) حدثنا وكيع عن مسعر عن القاسم بن عبد الرحمن قال : كان أبو الدرداء من الذين أوتوا العلم.
(2) حدثنا أبو أسامة قال ثنا الاعمش عن إبراهيم ، قال الاعمش : أراه عن ابن عمر قال : قدمت على عمر حلل ، فجعل يقسمنها بين الناس فمرت به حلة نجرانية جيدة ، فوضعها تحت فخذه حتى مر على اسمى ، فقلت : اكسنيها ، فقال : أكسوها والله رجلا
خيرا منك وأبوه خير من أبيك ، فدعا عبد الله بن الراهب ، فكساه إياها.
(44) ما ذكر من شبهه النبي صلى الله عليه وسلم بجبريل وعيسى صلى الله عليه وسلم (1) حدثنا محمد بن بشر قال ثنا زكريا قال : سمعت عامرا يقول : شبه النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة نفر من أمته ، قال : " دحية الكلبي يشبه جبريل ، وعروة بن مسعود الثقفي يشبه عيسى ابن مريم ، وعبد العزى يشبه الدجال "(7/535)
(45) ما ذكر في ابن رواحة رضي الله عنه (1) حدثنا الحسين بن موسى قال ثنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن عبد الرحمن بن أبي ليلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا لعبد الله بن رواحة : " اللهم زده طاعة إلى طاعتك وطاعة رسولك صلى الله عليه وسلم ".
(2) حدثنا عبد الرحيم عن إسماعيل عن قيس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن رواحة : " ألا تحرك بنا الركاب ؟ فقال عبد الله الله : إني قد تركت قولي : قال عمر بن الخطاب : اسمع وأطع فنزل يسوق نبي الله صلى الله عليه وسلم يقول : لا هم لولا أنت ما اهتدينا * * ولا تصدقنا ولا صلينا فأنزلن سكينة علينا * * وثبت الاقدام إن لاقينا إن الذين كفروا بغوا علينا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اللهم ارحمه " ، فقال عمر : وجبت.
(46) ما ذكر في سلمان من الفضل رضي الله عنه (1) حدثنا وكيع عن الاعمش عن أبي صالح قال : لما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم قول سلمان لابي الدرداء إن لاهلك عليك حقا ولبصرك عليك حقا ، قال : فقال : " ثكلت سلمان أمة ، لقد اتسع في العلم ".
(2) حدثنا أبو أسامة عن هشام عن الحسن قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم : " سلمان سابق فارس ".
(3) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن عمرو بن مرة عن أبي البختري قال : قالوا لعلي : أخبرنا عن سلمان ، قال : أدرك العلم الاول والعلم الآخر ، بحر لا يترفع قعره ، هو منا أهل البيت.
-
__________
- (45 / 2) ألا تحرك بنا الركاب : أي ألا تغني بناء الحداء لان الحدا يحرك الابل فتسرع في سيرها.
تركت قولي : تركت قول الشعر.
وجبت : أي قد وجبت له الجنة بدعاء الرسول صلى الله عليه وسلم وطلبه الرحمة له.
(46 / 1) والحديث الارجح في هذا أن سلمان قال : إن لربك عليك حقا : وإن لا هلك عليك حقا : وإن لنفسك عليك حقا فاعط كل ذي حق حقه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " صدق سلمان ".
(46 / 2) وسابق القوم : الذي يكشف لهم الطريق ويستطلعها فيقودهم إلى أحسنها(7/536)
(47) ما ذكر في ابن عمر رضي الله عنه (1) حدثنا معاذ بن معاذ عن ابن عون عن إبراهيم قال : قال عبد الله : لقد رأيتنا وإنا المتوافرون وما فينا أحد أملك لنفسه من عبد الله بن عمر.
(2) حدثنا عباد بن العوام عن حصين عن سالم عن جابر قال : ما منا أحد أدرك الدنيا إلا وقد مال بها أو مات به إلا عبد الله بن عمر.
(48) في بلال رضي الله عنه وفضله (1) حدثنا يحيى بن أبي بكير قال ثنا زائدة عن عاصم عن زر عن عبد الله قال : كان أول من ظهر إسلامه سبعة : رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعمار وأمه سمية وبلال والمقداد ، فأما رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنعه الله بعمه أبي طالب ، وأما أبو بكر فمنعه الله بقومه ، وأما سائرهم فأخذهم المشركون فألبسوهم أدراع الحديد وصهروهم في الشمس ، فما منهم من أحد إلا وأتاهم على ما أرادوا إلا بلال فإنه هانت عليه نفسه في الله وهان على قومه
فأخذوه فأعطوه الولدان فجعلوا يطوفون به في شعاب مكة وهو يقول : أحد أحد.
(2) حدثنا جرير عن منصور عن مجاهد قال : أول من أظهر الاسلام سبعة : رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وبلال وخباب وصهيب وعمار وسمية أم عمار قال : فأما رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنتعه عمه ، وأما أبو بكر فمنعه قومه وأخذ الآخرون فألبسوهم أدراع الحديد ثم صهروهم في الشمس حتى بلغ الجهد منهم كل مبلغ ، فأعطوهم كل ما سألوا ، فجاء إلى كل رجل منهم قومه بأنطاع الادم فيها الماء فألقوهم فيه ثم حملوا بجوانبه إلى بلال ، فجعلوا في عنقه حبلا ثم أمروا صبيانهم يشتدون به بين أخشبي مكة وجعل يقول : أحد أحد.
(3) حدثنا زيد بن الحباب قال حدثني حسين بن واقد قال حدثني عبد الله بن بريدة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " سمعت خشخشة أمامي فقلت ! من هذا ؟ قالوا : بلال ، فأخبره قال : بما سبقتني إلى الجنة ؟ قال : يا رسول الله ما أحدثت إلا توضأت ، ولا توضأت ، إلا رأيت أن لله علي ركعتين أصليهما ، قال : بها ".
-
__________
- (48 / 1) أتاهم على ما أرادوا : أظهر لهم ما أرادوا من العودة لدين أبائهم وأجدادهم (48 / 2) أخشبي مكة : جبليها(7/537)
(4) حدثنا أبو معاوية عن إسماعيل عن قيس قال : اشترى أبو بكر بلالا بخمس أواق ثم أعتقه ، قال : فقال له بلال : يا أبا بكر إن كنت إنما أعتقتني لتتخذني خادما ، فاتخذني خادما وإن كنت إنما أعتقتني لله فدعني فأعمل لله ، قال : فبكى أبو بكر ثم قال : بل أعتقتك لله.
(5) حدثنا وكيع عن عبد العزيز بن عبد الرحمن الماجشون عن محمد بن المنكدر عن جابر قال : قال عمر : أبو بكر سيدنا وأعتق سيدنا - يعني بلالا.
(6) حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه قال : ثنا قال بلال خازن أبي بكر
ومؤذن النبي صلى الله عليه وسلم.
(7) حدثنا أبو أسامة قال : سمعت هشاما قال ثنا الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بلال سابق الحبش ".
(49) ما ذكر في جرير بن عبد الله رضي الله عنه (1) حدثنا وكيع قال ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن جرير بن عبد الله قال : ما حجبني رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت ولا رآني قط إلا تبسم.
(2) حدثنا الفضل بن دكين عن يونس عن أبي إسحاق عن المغيرة بن شبيل بن عوف عن جرير قال : لما دنوت من المدينة أنخت راحلتي ثم حللت عيبتي ولبست حلتي ، قال : فدخلت ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب فسلمت على النبي صلى الله عليه وسلم فرماني الناس بالحدق فقلت لجليسي : يا عبد الله أذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم من أمري شيئا ؟ قال : نعم ذكرك بأحسن الذكر ، قال : فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب إذ عرض له في خطبته فقال : " إنه سيدخل عليكم من هذا الفج أو من هذا الباب من خير ذوي يمن على وجهه مسحة ملك " ، قال جرير : فحمدت الله على ما أبلاني.
(3) حدثنا وكيع عن إسماعيل عن قيس عن جرير قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألا تريحني من ذي الخلصة بيت كان لخثعم في الجاهلية يسمى الكعبة اليمانية ، قال : قلت : -
__________
- (48 / 7) سابق الحبش : قد تقدمهم إلى الاسلام.
(49 / 2) العيبة : وعاء من جلد توضع فيها الملابس ومؤونة الطريق(7/538)
يا رسول الله إني رجل لا أثبت على الخيل ، قال : فمسح في صدري وقال : اللهم اجعله هاديا مهديا " حتى وجدت بردها (50) ما ذكر في أويس القرني رضي الله عنه (1) حدثنا أبو أسامة عن هشام عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يدخل
الجنة بشفاعة رجل من أمتي مثل ربيعة ومضر " ، قال : حدثني حوشب : قال : فقلنا للحسن : هل سمى لكم ؟ قال : نعم أويس القرني.
(2) حدثنا أبو أسامة قال ثنا سليمان بن المغيرة عن الجريري عن أبي نضرة عن أسير بن جابر عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " سيقدم عليكم رجل يقال له أويس كان به بياض ، فدعا الله له فأذهبه الله ، فمن لقيه منكم فمرره فليستغفر له " ، قال : فلقيه عمر فقال : استغفر لي ، فاستغفر له.
(51) ما جاء في أهل بدر من الفضل (1) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن يحيى بن سعيد عن عباية بن رفاعة بن رافع الانصاري عن جده أن ملكا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : كيف أصحاب بدر فيكم ؟ فقال : " أفضل الناس " ، فقال الملك : وكذلك من شهد بدرا من الملائكة.
(2) حدثنا ابن عيينة عن عمرو عن الحسين بن محمد عن عبيد الله بن أبي رافع أخبره عن علي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما يدريك لعل الله قد اطلع على أهل بدر فقال : اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ".
(3) حدثنا يزيد بن هارون عن حماد بن سلمة عن عاصم بن أبي النجود عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : قال رسول صلى الله عليه وسلم : " إن الله تبارك وتعالى اطلع على أهل بدر فقال : اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ".
(4) حدثنا شبابة بن سوار عن ليث بن سعد عن أبي الزبير أن عبد حاطب بن أبي بلتعة أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليشتكي حاطبا فقال ، يا رسول الله ! ليدخلن حاطب النار ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كذبت ، لا يدخلها ، إنه قد شهد بدرا والحديبية "(7/539)
(52) في المهاجرين (1) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن إسرائيل عن سماك بن حرب عن سعيد بن
جبير عن ابن عباس : { كنتم خير أمة أخرجت للناس } قال : الذين هاجروا مع محمد صلى الله عليه وسلم إلى المدينة.
(53) في فضل الانصار (1) حدثنا إسماعيل بن علية عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى نساء وصبيانا من الانصار مقبلين من عرس فقال : " اللهم أنتم من أحب الناس إلي ".
(2) حدثنا علي بن هاشم عن ابن أبي ليلى عن محمد بن عبد الرحمن عن ابن شر حبيبل عن قيس بن سعد بن عبادة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " اللهم صلى على الانصار وعلى ذرية الانصار وعلى ذرية ذرية الانصار ".
(3) حدثنا ابن إدريس عن محمد بن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لو سلك الناس واديا وشعبا وسلكتم واديا وشعبا لسلكت واديكم وشعبكم ، أنتم شعار والناس دثار ، ولولا الهجرة كنت امرءا من الانصار ، ثم رفع يديه حتى أني لارى بياض إبطيه ما تحت منكبيه فقال : الله ! اغفر للانصار ولابناء الانصار ولابناء أبناء الانصار ".
(4) حدثنا شبابة قال ثنا شعبة قال ثنا عدي بن ثابت عن البراء بن عازب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الانصار لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق ، ومن أحبهم أحبه الله ومن أبغضهم أبغضه الله ".
(5) حدثنا محمد بن بشر العبدي قال ثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لو أن الناس سلكوا واديا أو شعبا وسلك الانصار واديا أو شعبا لسلكت وادي الانصار أو شعبهم ، ولولا الهجرة لكنت امرءا من الانصار ".
-
__________
- (52 / 1) سورة آل عمران من الآية (110).
(53 / 3) الشعار : ما لامس الجسد من الثياب.
الدثار : ما يرتديه الانسان فوق أثوابه يتدفأ به(7/540)
(6) حدثنا محمد بن بشر قال ثنا محمد بن عمرو قال ثنا سعد بن المنذر عن حمزة بن أبي أسيد الانصاري عن الحارث بن زياد - من أصحاب بدر - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم : " من أحب الانصار أحبه الله حين يلقاه ، ومن أبغض الانصار أبغضه الله حين يلقاه ".
(7) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا يحيى بن سعيد أن سعد بن إبراهيم أخبره عن الحكم بن مينا عن يزيد بن جارية أنه كان جالسا في نفر من الانصار فمر عليهم معاوية فسألهم عن حديثهم ، فقالوا : كنا في حديث من حديث الانصار ، فقال معاوية : أفلا أزيدكم حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قالوا : بلى يا أمير المؤمنين ! قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من أحب الانصار أحبه الله ، ومن أبغض الانصار أبغضه الله ".
(8) حدثنا أبو أسامة عن زكريا عن عطية عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ألا إن عيبتي التي آوي إليها أهل بيتي ، وإن كرشي الانصار ، فآعفوا عن مسيئهم واقبلوا من محسنهم ".
(9) حدثنا وكيع ابن أبي ليلى عن عدي عن البراء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم " - يعني الانصار.
(10) حدثنا عفان قال ثنا حماد بن زيد عن عبد الرحمن بن أبي سلمة قال : حدثني رجل عن سعيد الصراف ، وهو عن سعيد الصراف عن إسحاق بن سعد بن عبادة عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن هذا الحي من الانصار محنة ، حبهم إيمان وبغضهم نفاق ".
(11) حدثنا يحيى بن أبي بكير قال ثنا زهير بن محمد عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن الطفيل ابن أبي عن أبيه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " لولا الهجرة لكنت
امرءا من الانصار ، ولو سلك الناس واديا أو شعبا لسلكت مع الانصار ".
(12) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا حميد عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الناس دثار والانصار شعار ، الانصار كرشي وعيبتي ، ولولا الهجرة لكنت امرءا من الانصار ".
(13) حدثنا يزيد بن هارون عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أبي بكر بن أنس -
__________
- (53 / 10) محنة : امتحان يمتحن الله به الناس لان حبهم لنصرة الرسول صلى الله عليه وسلم وإيمان(7/541)
قال : كتب زيد بن أرقم إلى أنس يعزيه بولده وأهله الذين أصيبوا بوم الحرة ، فكتب في كتابة : وإني مبشرك ببشرى من الله ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " اللهم اغفر للانصار ولابناء الانصار ولابناء أبناء الانصار ولنساء أبناء الانصار ولنساء أبناء أبناء الانصار ".
(14) حدثنا عبد الله بن إدريس عن محمد بن إسحاق عن عاصم بن عمر قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكر الانصار قال : " أعفة صبر ".
(15) حدثنا ابن إدريس عن محمد بن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة أن قتادة بن النعمان سقطت عينه على وجنتيه يوم أحد فردها رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانت أحسن عينيه وأحدهما.
(16) حدثنا ابن إدريس عن محمد بن إسحاق أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رد يد خبيب بن يساف ، و [ موت ] يوم بدر على حبل العاتق ، فردها رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم ير منها إلا مثل خط.
(17) حدثنا عبد الله بن إدريس عن محمد بن إسحاق عن عاصم بن عمر قال : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يذكر قريشا وما جمعت وجعل يتوعده بهم ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يأبي ذلك عليك بنو قيلة ، إنهم قوم في حدهم فرط ".
(18) حدثنا غندر عن شعبة عن عمرو بن مرة قال سمعت أبا حمزة قال : قالت الانصار : يا رسول الله ! إن لكل نبي أتباعا ، وإنا قد اتبعناك ، فادع الله أن يجعل أتباعنا منا ، فدعا لهم أن يجعل أتباعهم منهم ، قال فنميت ذلك إلى عبد الرحمن بن أبي ليلى فقال : قد زعم ذلك زيد.
(19) حدثنا يزيد بن هارون قال قال أخبرنا شعبة عن قتادة عن أنس عن أسيد بن حضير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للانصار : " إنكم سترون بعدي إثرة ، قالوا : فما تأمرنا ، قال : تصبرون حتى تلقوني على الحوض ".
-
__________
- (53 / 15) أحدهما : أشدهما بصرا.
(53 / 16) [ موت ] كذا في الاصل ، والارجح أنها [ هوت ] أي سقطت والعاتق الكتف ، وحبل العاتق : العرق المشدود بين الرقبة والكتب.
(53 / 17) بنو قيلة : الازد والخزرج.
(53 / 19) إثرة : حبا للذات وطمعا في الامر دونكم(7/542)
(20) حدثنا عفان قال ثنا وهيب قال ثنا عمرو بن يحيى عن عباد بن تميم عن عبد الله بن زيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لولا الهجرة لكنت امرءا من الانصار ، ولو سلك الناس واديا أو شعبا لسلكت وادي الانصار وشعبهم ، الانصار شعار والناس دثار وإنكم ستلقون بعدي إثرة فآصبروا حتى تلقوني على الحوض ".
(21) حدثنا وكيع عن سفيان عن سعد بن إبراهيم عن عبد الرحمن الاعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " قريش والانصار وجهينة ومزينة وأسلم وغفار موالي الله ورسوله ، لا مولى لهم غيره ".
(22) حدثنا أبو خالد عن حميد عن أنس قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة باردة والمهاجرون والانصار والانصار يحفرون الخندق ، فلما نظر إليهم قال :
ألا إن العيش عيش الآخرة * * فاغفر للانصار والمهاجرة فأجابوا : نحن الذين بايعوا محمدا * * على الجهاد ما بقينا أبدا (23) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن عدي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : قال رسول صلى الله عليه وسلم : " لا يبغض الانصار رجل يؤمن بالله واليوم الآخر ".
(24) حدثنا أبو أسامة عن الاعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يبغض الانصار رجل يؤمن بالله واليوم الآخر ".
(25) حدثنا أبو أسامة قال ثنا سليمان بن المغيرة قال ثنا ثابت البناني عن عبد بن رياح قال : وفدنا وفودا لمعاوية وفينا أبو هريرة ، وذلك في رمضان ، فقال : ألا أعلمكم بحديث من حديثكم يا معشر الانصار ! قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا معشر الانصار ! قالوا : لبيك يا رسول الله ! قال : قلتم : أما الرجل فأدركته رغبة في قريته ورأفة بعشيرته ، قالوا : قد قلنا ذاك يا رسول الله ، قال : فما أسمى إذا ، قال : كلا إني عبد الله ورسوله ، هاجرت إليكم ، المحيا محياكم والممات مماتكم ، قال : فأقبلوا إليه يبكون ويقولون : والله يا رسول الله ! ما قلنا الذي قلنا إلا الضن بالله ورسوله ، قال : فإن الله ورسوله يصدقانكم ويعذرانكم ".
-
__________
- (53 / 23) لانه لا يبغضهم إلا رجل يبغض نصرتكم لله وللرسول صلى الله عليه وسلم.
(53 / 25) وهذا يوم الفتح الاكبر ، فتح مكة المكرمة إذ ظن أو خاف الانصار أن يمكث الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة بين أهله وعشيرته بعد الفتح ويدع المدينة(7/543)
(26) حدثنا يعلى بن عبيد قال ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن عبد الله بن أبي قتادة قال : أخبرت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لولا الهجرة لكنت امرءا من الانصار ".
(27) حدثنا زيد بن حباب عن هشام بن هارون الانصاري قال حدثني معاذ بن رفاعة بن رافع عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اللهم اغفر للانصار ولذراري الانصار ولذراري ذراريهم ولمواليهم وجيرانهم ".
(28) حدثنا الفضل بن دكين قال ثنا ابن الغسيل قال ثنا عكرمة عن ابن عباس قال : جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما على المنبر عليه ملحفة متوشحا بها عاصبا رأسه بعصابة دسماء ، قال : فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : " أيها الناس تكثرون ويقل الانصار حتى يكونوا كالملح في الطعام ، فمن ولي من أمرهم شيئا فليقبل من محسنهم وليتجاوز عن مسيئهم ".
(29) حدثنا حفص بن غياث عن حجاج عن طلحة قال : كان يقال : بغض الانصار نفاق.
(30) حدثنا شبابة بن سوار قال ثنا شعبة عن معاوية بن قرة أنه سمع أنسا يحدثه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " اللهم أصلح الانصار والمهاجرة ".
(31) حدثنا عبد الله بن إدريس عن شعبة عن هشام بن زيد عن أنس قال : رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم نساء وصبيانا من الانصار مقبلين من عرس فقال : " اللهم أنتم أحب الناس إلي ".
(54) ما ذكر في فضل قريش (1) حدثنا عبد الله بن إدريس قال ثنا هاشم بن هاشم عن أبي جعفر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تقدموا قريشا فتضلوا ولا تأخروا عنها فتضلوا ، خيرا قريش خيار الناس ، وشرار قريش شرار الناس ، والذي نفسي محمد بيده ! لولا أن تبطر قريش لا خبرتها بما لخيارها عند الله أو ما لها عند الله ".
-
__________
- (53 / 28) عصابة دسماء : أي قد لفها على رأسه عدة مرات حتى صارت سميكة وشدها وعصبة بها.
(54 / 1) لا تقدموا قريشا : لا تتقدموها(7/544)
(2) حدثنا وكيع قال ثنا الاعمش عن أبي سعيد عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الناس تبع لقريش في الخير والشر ".
(3) حدثنا وكيع عن سفيان عن ابن خيثم عن إسماعيل بن عبيد بن رفاعة عن أبيه عن جده قال : جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشا فقال : " هل فيكم من غيركم ، قالوا : لا إلا ابن أختنا ومولانا وحليفنا ، فقال : ابن أختكم منكم ، ومولاكم منكم ، وحليفكم منكم ، إن قريشا أهل صدق وأمانة ، فمن بغى لهم العواثر كبه الله على وجهه ".
(4) حدثنا يعلى بن عبيد عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الناس تبع لقريش في هذا الامر ، خيارهم تبع لخيارهم وشرارهم تبع لشرارهم ".
(5) حدثنا يزيد بن هارون عن ابن أبي ذئب عن الزهري عن طلحة بن عبد الله بن عوف عن عبد الرحمن بن الازهري عن جبير بن مطعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن للقرشي مثل قوة رجلين من غير قريش " ، قيل للزهري : ما عنى بذلك قال : في نبل الرأي.
(6) حدثنا عبد الاعلى عن معمر عن الزهري عن سهل بن أبي حثمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " تعلموا من قريش ولا تعلموا ، وقدموا قريشا ولا تؤخروها ، فإن للقرشي قوة الرجلين من غير قريش ".
(7) حدثنا الفضل بن دكين عن عبد الله بن مبشر عن زيد بن أبي عتاب قال قام معاوية على المنبر فقال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " الناس تبع لقريش تبع لقريش في هذا الامر ، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الاسلام إذا فقهوا ، والله لولا أن تبطر قرش لاخبرتها بما لخيارها عند الله ".
(8) حدثنا وكيع قال ثنا الاعمش قال ثنا سهيل بن أبي الاسد عن بكير الجزري
عن أنس قال : أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في بيت رجل من الانصار فأخذ بعضادتي الباب ثم قال : " الائمة من قريش ".
-
__________
- (54 / 2) أي خيارهم تبع لخيار قريش وشرارهم تبع لشرار قريش.
(54 / 7) إذا فقهوا : إذا تفقهوا في الاسلام وطلبوا العلم(7/545)
(9) حدثنا أبو أسامة عن عوف عن زياد بن مخراق عن أبي كنانة عن أبي موسى قال : قام رسول الله صلى الله عليه وسلم على باب بيت فيه نفر من قريش فقال : " إن هذا الامر في قريش ".
(10) حدثنا الفضل بن دكين عن سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن القاسم بن الحارث عن عبيد الله بن عتبة عن أبي مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقريش : " إن هذا الامر فيكم وأنتم ولاته ".
(11) حدثنا معاذ بن معاذ عن عاصم بن محمد بن زيد قال سمعت أبي يقول سمعت ابن عمر يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يزال هذا الامر في قريش ما بقي من الناس اثنان ".
قال عاصم في حديثه : وحرك إصبعيه.
(12) حدثنا يونس بن محمد عن ليث بن سعد عن يزيد بن الهاد عن إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان عن ابن سلهب عن محمد بن أبي سفيان عن يوسف بن عقيل عن سعد قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " من يرد هوان قريش يهنه الله ".
(13) حدثنا قبيصة بن عقبة عن سفيان بن الحارث بن حصيرة عن أبي صادق عن علي قال : قريش أئمة العرب ، أبرارها أئمة أبرارها ، وفجارها أئمة فجارها.
(14) حدثنا وكيع عن مسعر عن عثمان بن المغيرة الثقفي عن أبي صادق عن ربيعة ابن ناجد عن علي قال : إن قريشا هم أئمة العرب أبرارها أئمة أبرارها ، وفجارها أئمة فجارها ، ولكل حق فأدوا إلى كل ذي حق حقه.
(15) حدثنا زيد بن الحباب قال حدثني معاوية بن صالح قال حدثني أبو مريم قال سمعت أبا هريرة يقول : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " الملك في قريش ، والقضاء في الانصار ، والاذان في الحبشة والسرعة في اليمن ".
(16) حدثنا شبابة بن سوار قال ثنا شعبة عن عمرو بن دينار قال : سمعت عبيد بن عمير يقول : دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لقريش فقال : اللهم كما أذقت أولهم عذابا فأذق آخرهم نوالا ".
-
__________
- (54 / 9) أي ان الخلافة في قريش من بعد الرسول صلى الله عليه وسلم.
(54 / 15) السرعة : أي السرعة في الخروج إلى الجهاد فلا يترددون إذا دعوا إلى ذلك.
(54 / 16) نوالا : عطاء وتوبة وغفرانا(7/546)
(17) حدثنا وكيع قال ثنا إيراهيم بن يزيد قال حدثني عمي أبو صادق عن علي قال : " الائمة من قريش ".
(18) حدثنا علي بن مسهر عن زكريا عن الشعبي قال أخبرني عبد الله بن مطيع بن الاسود عن أبيه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة يقول : " لا يقتل قرشي صبرا بعد هذا اليوم إلى يوم القيامة ".
(19) حدثنا محمد بن عبد الله الاسدي عن ابن أبي ذئب عن جبير بن أبي صالح عن الزهري عن سعد بن أبي وقاص قال : إن رجلا قتل : فقيل للنبي صلى الله عليه وسلم فقال : " أبعده الله ؟ إنه كان يبغض قريشا ".
(20) حدثنا محمد بن بشر قال ثنا زكريا قال ثنا سعد بن إبراهيم أنه بلغه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " الناس تبع لقريش ، برهم لبرهم وفاجرهم لفاجرهم ".
(55) ما ذكر في نساء قريش (1) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " خير نساء ركبن الابل نساء قريش ، أحناه على ولد في صغره وأرعاه على بعل في ذات بده ".
(2) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا محمد بن راشد عن مكحول قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " خير نساء ركبن الابل نساء قريش ، أحناه على ولد في صغره ، وأرعاه على بعل في ذات يده ، ولو علمت أن مريم ابنة عمران ركبت بعيرا ما فضلت عليها أحدا ".
(3) حدثنا عبدة بن سليمان عن هشام عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " خير نساء ركبن الابل صالحه نسباء قريش أرعاه على زوج في ذات يده ، وأحناه على ولد في صغره ".
-
__________
- (54 / 18) وقتل الصبر : أن يقتل الرجل ولا يقدر أن يدافع عن نفسه وذلك أن يكون موثق اليدين والرجلين.
(55 / 1) أحناه على ولد : يحيطون أولادهم بحنانهم في صغرهم.
وأرعاه على بعل في ذات يده : أحفظهم لمال الزوج فلا يبذرونه(7/547)
(56) ما ذكر في الكف عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم (1) حدثنا أبو معاوية وو كيع عن الاعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تسبوا أصحابي فو الذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه ".
(2) حدثنا حسين بن علي عن أبي موسى عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا صحابه : " أنتم في الناس كالملح في الطعم " ، قال : ثم قال الحسن : ولا يطيب الطعام إلا بالملح ، ثم يقول الحسن : كيف بقوم ذهب ملحهم.
(3) حدثنا حسين بن علي عن مجمع بن يحيى عن سعيد بن أبي بردة عن أبي بردة عن
أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أصحابي أمنة لامتي ، فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون ".
(4) حدثنا أبو الأحوص عن منصور عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " خير أمتي القرن الذين يلوني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ، ثم يجئ قوم تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته ".
(5) حدثنا عبد الله بن إدريس عن أبيه عن جده عن جعدة بن هبيرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم الاخر أردى ".
(6) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن السدي عن عبد الله البهي عن عائشة قالت : سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الناس خير ؟ قال : " القرن الذي أنا فيه ، ثم الثاني ثم الثالث ".
(7) حدثنا وكيع قال ثنا الاعمش قال ثنا هلال بن يساف قال : سمعت عمران بن -
__________
- (56 / 1) اي ان إنفاق مثل أحد وهو جبل قرب المدينة ذهبا لا يعادل إنفاق أحدهم مدا من الطعام أو نصف مد في سبيل الله ، والمد أدناه 602 , 386 جرام وأقصاه 615 , 703 جرام.
فإذا كانت بالفتح (مد) أي خطوة والنصيف نصف خطوة خطاها في سبيل الله.
(56 / 3) أمنة : أمان لهم من الهلاك والضلال(7/548)
حصين يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ".
(8) حدثنا غندر عن شعبة عن أبي جمرة قال حدثني زهدم بن مضرب قال : سمعت عمران بن حصين يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : " إن خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم " ، فلا أدري قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد قرنه مرتين أو ثلاثا.
(9) حدثنا يحيى بن يعلى التيمي عن عبد الملك بن عمير عن قبيصة بن جابر قال : خطبنا عمر بباب الجابية فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام فينا كمقامي فيكم ثم قال : " أيها الناس : اتقوا الله في أصحابي ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ، ثم اتقوا الكذب وشهادات الزور ".
(10) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن عاصم عن خيثمة عن النعمان بن بشير عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ثم يأتي قوم تسبق شهادتهم أيمانهم وأيمانهم شهادتهم.
(11) حدثنا عفان قال ثنا حماد بن سلمة عن الجريري عن أبي نضرة عن عبد الله بن مولة قال : كنت أسير مع أبي بردة الاسلمي فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " خير هذه الامة القرن الذي بعثت فيهم ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ، ثم يكون فيهم قوم تسبق شهادتهم أيمانهم أيمانهم وأيمانهم شهادتهم ".
(12) حدثنا وكيع عن سفيان عن نسير بن ذعلوق قال : سمعت ابن عمر يقول : لا تسبوا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلمقام أحدهم ساعة خير من عمل أحدهم عمره.
(13) حدثنا ابن نمير قال ثنا الاعمش عن أبي إسحاق عن عمرو بن شر حبيل قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ، ثم يجئ أقوام يعطون الشهادة قبل أن يسألوها ".
(14) حدثنا زيد بن الحباب قال ثنا عبد الله بن العلاء أبو الزبير الدمشقي قال ثنا عبد الله بن عامر عن واثلة بن الاسقع قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تزالون بخير ما دام فيكم من رآني وصاحبني ، والله لا تزالون بخير ما دام فيكم من رأى من رآني وصاحب من صاحبني ".
-
__________
- (56 / 10) أي لا أيمان لهم ولا شهادة والمقصود يحلفون كذبا ويشهدون بالباطل وبما لا يعرفون.
(56 / 14) أي ما دام فيكم الصحابة ثم التابعون(7/549)
(15) حدثنا وكيع عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت : أمروا بالاستغفار لاصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فسبوهم.
(16) حدثنا أبو معاوية عن محمد بن خالد عن عطاء قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من سب أصحابي فعليه لعنة الله ".
(17) حدثنا حسين بن علي عن عمر بن ذر قال : إني لقائم مع الشعبي ذات يوم فأتاه رجل فقال : ما تقول في علي وعثمان ؟ فقال : إني لغني أن يطلبني علي وعثمان يوم القيامة بمظلمة.
(57) ما ذكر في المدينة وفضلها (1) حدثنا إسماعيل بن علية قال نبئت عن نافع أنه حدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من استطاع أن يموت بالمدينة فليمت بها ، فإني أشفع لمن مات بها ".
(2) حدثنا أبو الأحوص عن سماك عن جابر بن سمرة قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " إن الله سمى المدينة طابة ".
(3) حدثنا يحيى بن سعيد عن محمد بن يحيى عن الحارث بن أبي يزيد سمع جابر بن عبد الله يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " المدينة كالكير [ تنفي ] الخبث كما ينفي الكير خبث الحديد ".
(4) حدثنا علي بن مسهر عن مجالد عن الشعبي عن فاطمة بنت قيس عن النبي صلى الله عليه وسلم - قال : " هذه طيبة - يعني المدينة ، والذي نفس محمد بيده ! ما فيها طريق واسع ولا ضيق إلا عليه ملك شاهر بالسيف إلى يوم القيامة ".
(5) حدثنا محمد بن بشر قال ثنا مسعر عن سعد بن إبراهيم عن أبيه عن أبي بكرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لن يدخل المدينة رعب المسيح الدجال ، لها يومئذ سبعة أبواب ، لكل باب ملكان ".
-
__________
- (56 / 17) وإذا سألنا الناس عن الفتن التي حدثت والحروب التي حارب بها بعضهم بعضا في الجمل وما بعدها فنقول : ربهم أعلم بهم رضي الله عنهم أجمعين ولا نعلم إلا خيرا.
(57 / 2) طابة أي الطيبة.
(57 / 3) الكير منفاخ الحداد ينفخ بها ليشعل النار ويذيب الحديد ويذهب عنه ما علق به من شوائب.
(57 / 4) والملائكة تحرسها من الدجال(7/550)
(6) حدثنا الفضل بن دكين عن سفيان عن محمد بن المنكدر قال : سمعت جابرا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " المدينة كالكير تنفي خبثها وتنصع طيبها ".
(7) حدثنا ابن نمير عن هشام بن هاشم عن عبد الله بن بسطام عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من أخاف أهل المدينة فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا ، من أخافها فقد أخاف ما بين هذين " - وأشار إلى ما بين جنبيه.
(8) حدثنا يونس بن محمد عن حماد بن سلمة عن إسحاق بن عبد الله عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " الدجال يطوي الارض كلها إلا مكة والمدينة ، قال : فيأتي المدينة فيجد بكل نقب من أنقابها صفوفا من الملائكة ، فيأتي سبخة الحرف فيضرب رواقه ثم ترجف المدينة ثلاث رجفات فيخرج إليه كل منافق ومنافقة ".
(9) حدثنا أبو أسامة عن عبيد الله بن عمر عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الايمان ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها ".
(10) حدثنا أبو أسامة عن شعبة عن عدي بن ثابت عن عبد الله بن يزيد عن زيد بن ثابت قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنها طابة ، إنها تنفي الخبث " - يعني المدينة.
(11) حدثنا علي بن مسهر عن الشيباني عن يسير بن عمرو عن سهل بن حنيف قال : أهوى رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده إلى المدينة فقال : " إنها حرم آمن ".
(58) ما جاء في اليمن وفضلها (1) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أتاكم أهل اليمن ، ثم ألين قلوبا وأرق أفئدة ، الايمان يمان والحكمة يمانية ، ورأئس الكفر قبل المشرق ".
-
__________
- (57 / 7) الصرف والعدل : النوافل والفرائض.
(57 / 8) الانقاب : الطرق والمداخل.
سبخة الحرف : أرض سبخة كانت خارج المدينة على مبعدة قليلة منها.
(57 / 9) يارز : يسير مسرعا(7/551)
(2) حدثنا أبو أسامة عن إسماعيل عن قيس عن أبي مسعود قال : أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده نحو اليمن فقال : " إن اليمن ها هنا ، وإن القسوة وغلظ القلوب في الفدادين عند أصول أذناب الابل في ربيعة ومضر ".
(3) حدثنا يحيى بن آدم عن أبي الاحوص عن الاعمش عن أبي سفيان عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الايمان في أهل الحجاز ، والقسوة وغلظ القلوب قبل المشرق في ربيعة ومضر ".
(4) حدثنا شريك عن أبي إسحاق عن أبي سلمة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الايمان يمان والحكمة يمانية وهم قوم فيهم حياء وضعف ودعاء " ، قال : عي.
(5) حدثنا يزيد بن هارون عن ابن أبي ذئب عن الحارث بن عبد الرحمن عن ابن جبير بن مطعم عن أبيه قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسير له فقال : " يطلع عليكم أهل اليمن كأنهم السحاب ، هم خير من في الارض ، فقال رجل من الانصار : إلا نحن يا رسول الله ، فقال كلمة ضعيفة : إلا أنتم ".
(6) حدثنا يزيد بن هارون عن حماد بن سلمة عن جبلة بن عطية عن عبد الله بن
عوف الدمشقي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الايمان يمان في حندس وجذام ".
(7) حدثنا يحيى بن أبي بكير عن شعبة عن عبد الله إمام عمرو بن مرة عن عمرو بن مرة عن خيثمة قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الناس خير ؟ فقال : " أهل اليمن ".
(8) حدثنا عبيد الله عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن قيس بن أبي حازم قال : قال عبد الله : الايمان يمان.
(9) حدثنا وكيع عن عكرمة بن عمار عن سالم عن ابن عمر قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من بيت عائشة فقال : " رأس الكفر هاهنا من حيث تطلع قرن الشيطان " - يعني المشرق.
-
__________
- (58 / 2) الفدادين : الذين يستعملون الفدادين الثيران والبقر التي تستعمل الارض.
عند أصول أذناب الابل : لانهم يهتمون لارضهم ومالهم وإبلهم أكثر من اهتمام بآخرتهم.
(58 / 6) حندس وجذام : قبائل اليمن(7/552)
(59) ما ذكر في فضل الكوفة (1) حدثنا محمد بن فضيل عن الاجلح عن عبد الله بن شريك عن جندب الازدي قال : خرجنا مع سلمان إلى الحيرة فالتفت إلى الكوفة فقال : قبة الاسلام ، ما من [ أحصاص ] يدفع عنها ما يدفع عن هذه الاحصاص ، كان بها محمد صلى الله عليه وسلم ، ولا تذهب الدنيا حتى يجتمع كل مؤمن فيها أو رجل هواه إليها.
(2) حدثنا عبد الله بن نمير عن سفيان عن عبد الله بن شريك قال حدثني جندب قال كنا مع سلمان ونحن جاءون من الحيرة فقال : الكوفة قبة الاسلام - مرتين.
(3) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن عمرو بن مرة سالم عن حذيفة قال : ما يدفع الله عن أخبية ما يدفع عن أخبية كانت بالكوفة ليس ليس أخبية كانت مع محمد صلى الله عليه وسلم.
(4) حدثنا غندر عن شعبة عن منصور عن هلال بن يساف عن ربيع بن عميلة عن
حذيفة قال : اختلفت رجل من أهل الكوفة ورجل من أهل الشام فتفاخرا فقال الكوفي : نحن أصحاب يوم القادسية ويوم كذا وكذا ويوم كذا ، وقال الشامي : نحن أصحاب اليرموك ويوم كذا ويوم كذا ، فقال حذيفة : كلاهما لم يشهده ، هلك عاد وثموت لم يؤامره الله فيهما لما أهلكهما ، وما من قرية أخرى أن يرفع عنها عظيمة - يعني الكوفة.
(5) حدثنا شبابة قال ثنا شعبة عن سلمة بن كهيل عن حبة العرني أن عمر بن الخطاب قال : يا أهل الكوفة ! أنتم رأس العرب وجمجمتها وسهمي الذي أرمي به إن أتاني شئ من هاهنا وهاهنا ، وإني إليكم بعبد الله بن مسعود واخترته لكم وآثرتكم به على نفسي إثرة.
(6) حدثنا وكيع عن سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن نافع بن جبيرة قال : كتب عمر بن الخطاب ، كتب إلى أهل الكوفة : إلي وجوه الناس.
-
__________
- (59 / 1) الكوفة : أول مدينة بنيت في الاسلام وقد اختطت في البداية معسكرا لجند الاسلام.
احصاص : كذا في الاصل ، والارجح أنها أخصاص أي دور ومنازل والخص هو المنزل من القصب واللبن الطيني وكانت بيوت الكوفة هكذا أول الامر.
(59 / 2) جاءون : آتون ، واستعمالها هكذا قليل وغريب وما زالت مستعملة في العامية في العامية بلفظ [ جايين ].
(59 / 3) أي ليس من أخبية أرفع منها منزلة إلا أخبية كانت مع الرسول صلى الله عليه وسلم ، وذلك لان الكوفة منطلق الفتوح قبل المشرق نحو فارس وبلاد الافغان والسند والهند وآذربيجان وما وراءها إلى الصين(7/553)
(7) حدثنا وكيع عن يونس عن الشعبي أن عمر كتب إلى أهل الكوفة : إلى رأس العرب.
(8) حدثنا وكيع عن إسرائيل عن جابر عن عامر قال : كتب عمر إليهم : إلي رأس أهل الاسلام.
(9) حدثنا محمد بن فضيل عن الاجلح عن عبد الله أبي الهذيل قال : يأتي على الناس
زمان يخيم كل مؤمن بالكوفة.
(10) حدثنا محمد بن فضيل عن الاعمش عن شمر قال : قال عمر : الكوفة رمح الله وكنز الايمان وجمجمة العرب يحرزون ثغورهم ويمدون الامصار.
(11) حدثنا وكيع قال ثنا مسعر عن الركين بن الربيع عن أبيه قال : قال حذيفة : ما من إخبية بعد أخبية كانت مع النبي صلى الله عليه وسلم ببدر يدفع عنه ما يدفع عن هذه - يعني الكوفة.
(12) حدثنا وكيع قال ثنا شريك عن عبد الله بن شريك عن جندب عن سلمان قال : الكوفة قبة الاسلام ، يأتي على الناس زمان لا يبقي فيها مؤمن إلا بها أو قلبه يهوي إليها.
(13) حدثنا إبن إدريس عن شعبة عن أبي رجاء قال : سألت الحسن : أهل الكوفة أشراف أو أهل البصرة ؟ قال : كان عمر يبدأ بأهل الكوفة.
(14) حدثنا يعلي بن عبيد عن الاجلح عن عمار عن سالم بن أبي الجعد عن عبد الله بن عمر قال : يا أهل الكوفة ! أنتم أسعد الناس بالمهدي.
(15) حدثنا عفان قال ثنا حماد بن سلمة قال : أخبرنا عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو قال : قال لي : ممن أنت ؟ فقلت : من أهل الكوفة ، فقال : والذي نفسي بيده ! ليسافر منها إلى أرض العرب لا يملكون قفيزا ولا درهما ثم لا ينجيكم -
__________
- (59 / 10) يحرزون ثغورهم : يحمون حدود بلاد الاسلام مما يليهم.
(59 / 14) أي أن المهدي يظهر فيها(7/554)
(60) ما جاء في البصرة (1) حدثنا وكيع عن عبد ربه بن أبي راشد قال : سمعت ابن عمر يقول : البصرة خير من الكوفة.
(2) حدثنا عفان قال ثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : طفت الامصار فما رأيت مصرا أكبر متجهدا من أهل البصرة.
(3) حدثنا أبو أسامة عن سفيان قال ثنا إبراهيم بن محمد بن المنتشر عن أبيه قال حذيفة : إن أهل البصرة لا يفتحون باب هدي ولا ينزلون باب ضلالة ، وإن الطوفان قد رفع عن الارض كلها إلا البصرة.
(4) حدثنا أبو معاوية عن عاصم عن أبي عثمان قال : جاء إلى حذيفة فقال : إني أريد الخروج إلى البصرة ، فقال : لا تخرج إليها ، قال : إن لي بها قرابة ، قال : لا تخرج ، قال : لا بد من الخروج فأنزل عدوتها ولا تنزل سر بها.
(61) ما جاء في أهل الشام (1) حدثنا يزيد بن هارون عن شعبة عن معاوية بن قرة عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم ".
(2) حدثنا يزيد قال أخبرنا شعبة عن يزيد بن حمير عن أبي أيوب الانصاري قال : ليهاجرن الرعد والبرق والركاب إلى الشام.
(3) حدثنا يزيد قال أخبرنا المسعودي عن القاسم بن عبد الرحمن قال : مد العراب على عهد عبد الله فكره الناس ذلك قال : أيها الناس ! لا تكرهوا مده فإنه يوشك أن يلمس فيه طست من ماء فلا يوجد ، وذاك حين يرجع كل ماء عنصره ، فيكون الماء وبقية المؤمنين يومئذ بالشام.
-
__________
- (60 / 2) أكبر متهجدا : أي لم أجد في مدينة ما وجدت فيها من المتهجدين الذين يقيمون ليلهم صلاة ودعاء.
(61 / 2) كما جاء في الاثر أن المقيمين في أرض الشام هم في رباط إلى يوم الدين وذلك لانها بوابة العرب وثغرهم في وجه الروم(7/555)
(4) حدثنا يزيد قال أخبرنا يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب { وآوينا هما إلى ربوة ذات قرار ومعين } قال : دمشق.
(5) حدثنا عيسى بن يونس عن أبي بكر الغساني عن حبيب قال : قال كعب : أحب البلاد إلى الله الشام ، وأحب الشام إليه القدس ، وأحب القدس إليه جبل بنابلس ، ليأتين على الناس زمان يتماسونه أو يتماسحونه بالجبال بينهم.
(6) حدثنا عيسى بن يونس عن أبي بكر عن أبي الزاهرية قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " معقل المسلمين من الملاحم دمشق ، ومعقلهم من الدجل بيت المقدس ، ومعقلهم من يأجوج ومأجوج بيت الطور ".
(7) حدثنا يحيى بن إسحاق قال أخبرنا يحيى بن أيوب عن يزيد بن أبي حبيب أن عبد الرحمن بن شماسة المهري أخبره عن زيد بن ثابت قال : بينما نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم نؤلف القرآن من الرقاع إذ قال : " طوبي للشام ، قيل : يا رسول الله ! ولم ذاك ولم ذاك ؟ قال : إن ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها عليها ".
(8) حدثنا وكيع عن سفيان عن حصين عن أبي مالك { الارض التي باركنا فيها } قال : الشام.
(62) في فضل العرب (1) حدثنا ابن أبي عدي عن عوف عن خليد العصري قال : لما ورد علينا سلمان أتيناه لنستقرئه فقال : إن القرآن عربي فاستقرئوه عربيا ، فكان زيد بن صوحان يقرئنا ، فإذا خطأ أخذ عليه سلمان ، وإذا أصاب قال : أيم الله.
(2) حدثنا جرير عن مغيرة عن إبراهيم قال : جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم فداء العربي يوم بدر أربعين أوقية ، وجعل فداء المولى عشرين أوقية والاوقية أربعون درهما.
(3) حدثنا وكيع عن مسعر عن وبرة عن خرشة قال : قال عمر : هلاك العرب إذا بلغ أبناء بنات فارس.
-
__________
- (61 / 4) سورة المؤمنون الآية (50).
(61 / 5) بيت الطور : جبل الطور في سيناء.
(61 / 8) سورة الانبياء من الآية (71) وتسمية الشام تشمل لبنان وسوريا وفلسطين والاردن(7/556)
(4) حدثنا محمد بن بشر قال ثنا أبو عبد الرحمن عن حصين بن عمر عن مخارق ، عن طارق بن شهاب عن عثمان بن عفان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من غش العرب لم يدخل في شفاعتي ولم تنله مودتي ".
(5) حدثنا أبو الأحوص عن شبيب بن غرقدة عن المستظل بن حصين قال خطبنا عمر بن الخطاب فقال قد علمت ورب الكعبة متى تهلك العرب ، فقام إليه رجل من المسلمين فقال : متى يهلكون يا أمير المؤمنين ؟ قال : حين يسوس أمرهم من لم يعالج أمر الجاهلية ولم يصحب الرسول صلى الله عليه وسلم.
(6) حدثنا ابن فضيل عن أبي سنان عن حصين المزني قال : قال عمر بن الخطاب : إنما مثل العرب مثل جمل ألف اتبع قائدة فلينظر قائدة حيث يقود ، فأما أن فو رب الكعبة لاحملنهم على الطريق.
(7) حدثنا وكيع عن إسماعيل عن قيس قال : كان عمرو بن مهدي كرب يمر علينا أيام القادسية ونحن صفوف فيقول : يا معشر العرب كونوا أسدا ، أغنى شأنه ، فإنما الفارسي تيس بعد أن يلقى نيز كه.
(8) حدثنا سويد الكلبي قال ثنا عبد العزيز بن أبي سلمة أخبرنا محمد بن عبد الله أن كثير بن الصلت قال : [ يلح ؟ ] مولى لنا عربية ، فأتى عمر بن عبد العزيز فاستعدى عليه فقال : والله لقد عدا مولى آل كثير طوره.
(9) حدثنا محمد بن عبد الله بن الزبير الاسدي عن ابن أبي ذئب عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن عمر أنه نهى أن يتزوج العربي الامة ، وأنه قضى في العرب يتزوجون
الاماء وأولادهم بالفداء : ست قلائص : الرجل والنساء سواء ، والموالي مثل ذلك إذا لم يعلم ، قال الزهري : العربي والمولى لا يستويان في النسب.
(10) حدثنا سليمان بن حرب قال ثنا محمد بن أبي رزين قال حدثتني أمي قالت : -
__________
- (62 / 4) وجاء في الاثر : " أحبوا العرب لثلاث : لاني عربي والقرآن عربي ولغة أهل الجنة هي العربية " صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(62 / 6) ألف : أليف يتبع قائده ولا يحزن.
(62 / 8) [ نلح ] كذا في الاصل غير منقوط والارجح أنه اسم لامرأة لما جاء بعدها.
عدا طوره : تجاوز حده وذلك لقوله مولى لنا عربية لان العرب لا يكونوا موالي إنما الناس تبع لهم وموال(7/557)
كانت أم الحرير إذا مات رجل من العرب اشتد عليها ذلك فقيل لها : يا أم حرير ! إنا نراك إذا مات رجل من العرب اشتد عليك ، قالت : سمعت مولاي يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن من اقتراب الساعة هلاك العرب ".
وكان مولاها طلحة بن مالك.
(63) من فضل النبي صلى الله عليه وسلم من الناس بعضهم على بعض (1) حدثنا غندر عن شعبة عن محمد بن أبي يعقوب قال سمعت عبد الرحمن بن أبي بكرة يحدث عن أبيه أن الاقرع بن حابس جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إنما بايعك سراق الحجيج من أسلم وغفار ومزينة - وأحسب - جهينة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أرأيت إن كان أسلم وغفار وأحسب جهينة خيرا من بني تميم ومن بني عامر وأسد وغطفان أخابوا وخسروا ؟ قال : نعم ، قال : فو الذي نفسي بيده إنهم لاخير منهم ".
(2) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن عبد الملك بن عمير عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أرأيتم إن كانت جهينة وأسلم وغفار خيرا من بني
تميم ومن بني عبد الله بن غطفان وعامر بن صعصعة ومد بها صوته قالوا : يا رسول الله ! فقد خابوا وخسروا ، قال : فإنهم خير ".
(3) حدثنا غندر عن شعبة عن سعيد بن إبراهيم قال : سمعت أبا سلمة يحدث عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أسلم وغفار ومزينة ومن كان من جهينة أو جهينة أو جهينة ، خير من بني تميم ومن بني عامر والحليفين : أسد وغطفان ".
(4) حدثنا وكيع عن سفيان عن سعد بن إبراهيم عن عبد الرحمن بن هرمز عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " قريش والانصار وأسلم وغفار موالي لله ولرسوله ولا مولى لهم غيره ".
(5) حدثنا معاوية بن هشام عن عمر بن راشد عن أياس بن سلمة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أسلم سالمها الله وغفار غفر الله لها ".
(63 / 1) سراق الحجيج : وذلك كانوا في الجاهلية يقطعون الطريق فيسرقون متاع الحجيح وأموالهم.
وهم أخير منهم لانهم أسبق منهم إلى الاسلام وقوله صلى الله عليه وسلم أخير أي أنهم كلهم خير إلا أن بعضهم أخير من بعض(7/558)
(6) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا ابن إسحاق عن عمران بن أبي أنس عن حنظلة بن علي الاسلمي عن خفاف بن إيماء بن رحضة الغفاري قال : صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رفع رأسه من الركعة الآخرة قال : " أسلم سالمها الله وغفار غفر الله لها ، ثم أقبل فقال : إني لست أنا قلت هذا ، ولكن الله قاله ".
(64) ما جاء في قيس (1) حدثنا محمد بن الحسن الاسدي قال ثنا يحيى بن زكريا عن سعد بن طارق قال حدثني سالم بن أبي الجعد أن أبا الدرداء كان يحلف بالله : لا تبقى قبيلة إلا ضارعت النصرانية غير قيس : يا معشر المسلمين فأحبوا قيسا ، يا معشر المسلمين فأحبوا قيسا.
(2) حدثنا محمد بن الحسن قال : ثنا أبو الأجرش عن زيد بن محمد بن قال : كنت في غزاة مع مسلمة بن عبد الملك بالترك ، فهدده رسل خاقان وكتب إليه : لالقينك بحزاورة الترك ، فكتب إليه مسلمة : إنك تلقاني بحزاورة الترك ألقاك بحزاورة العرب - يعني قيسا.
(3) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا العوام قال حدثني منصور عن ربعي بن حراش عن حذيفة قال : ادنوا يا معشر مضر إن منكم سيد ولد آدم ، ومنكم سوابق كسوابق الخيل.
(4) حدثنا حميد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن المؤمل عن عطاء عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا اختلفت الناس فالحق في مضر ".
(5) حدثنا الفضل بن دكين عن سفيان قال : قال عمر : قيس ملاحم العرب.
(65) ما جاء في بني عامر (1) حدثنا عباد بن العوام عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه قال : أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالابطح في قبة له حمراء فقال : " من أنتم ؟ قلنا بنو عامر قال : مرحبا أنتم مني ".
-
__________
- (64 / 1) ضارعت النصرانية : قلدت النصراني ولباسها وغير ذلك(7/559)
(2) حدثنا وكيع عن مسعر عن عبد الملك بن ميسرة عن النزال قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنا كنا وأنتم في الجاهلية بني عبد مناف فنحن اليوم بنو عبد الله ".
(3) حدثنا وكيع عن هلال عن قتادة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اللهم اكفني عامرا واهد بني عامر ".
(4) حدثنا وكيع عن مسعر عن خشرم الجعفري أن ملاعب الاسنة عامر بن مالك بعث إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله الدواء والشفاء من داء نزل به فبعث إليه النبي صلى الله عليه وسلم بعسل أو عكة من عسل.
(66) ما جاء في بني عبس (1) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن سالم عن سعيد بن جبير قال جاءت ابنة خالد بن سنان العبسي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " مرحبا بأبنة أخي مرحبا بابنة نبي ضيعة قومه ".
(2) حدثنا أبو نعيم عن شريك عن أبي إسحاق قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " يا بني عبس ، ما شعاركم " قالوا : حرام ، قال : بل شعاركم حلال ".
(3) حدثنا وكيع قال ثنا أبو الضريس عقبة بن عمار العبسي عن مسعودي بن حراش أخ لربعي بن حراش أن عمر بن الخطاب سأل العبسيين : أي الخيل وجدتموه أصبر في حربكم ؟ قالوا : الكميت.
(67) ما جاء في ثقيف (1) حدثنا عبد الوهاب الثقفي عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن أبي الزبير عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حاصر أهل الطائف فجاءه أصحابه فقالوا : يا رسول الله ! أحرقتنا نبال ثقيف ، فادع الله عليهم فقال : اللهم اهذ ثقيفا ".
(2) حدثنا الفضل بن دكين عن إبراهيم بن نافع عن الحسن بن مسلم عن طاوس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لقد هممت أن لا أقبل إلا من قرشي أو أنصاري أو ثقفي ".
-
__________
- (66 / 2) الشعار : نداء التعارف أثناء القتال.
(66 / 3) الكميت : الفرس الاحمر الداكن.
(67 / 2) لا أقبل : أي لا أقبل هدية(7/560)
(3) حدثنا يزيد بن هارون عن مسعر عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لقد هممت أن لا أقبل هدية إلا من قريش أو أنصاري أو ثقفي أو دوسي ".
(68) في عبد القيس (1) حدثنا غندر عن شعبة عن أبي جمرة عن ابن عباس إن وفد عبد القيس أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من الوفد أو من القوم ؟ قال : قالوا : ربيعة ، قال : مرحبا بالوفد أو بالقوم غير خزايا ولا ندامى ".
(2) حدثنا أبو نعيم عن عمر بن الوليد قال حدثني شهاب بن عباد العصري أن أباه حدثه أن عمر بن الخطاب وقف عليهم بعرفات فقال : لمن هذه الاخبية ؟ فقالوا : لعبد القيس ، فدعا لهم واستغفر لهم.
(3) حدثنا إسماعيل بن علية عن يونس قال ذكر عبد الرحمن بن أبي بكرة قال : قال أشج بني عصر : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن فيك لخلقين يحبهما الله ، فقلت : ما هما ؟ قال : الحلم والحياء ، قال : قلت : أقديما ، كان في أو حديثا ؟ قال : بل قديما " ، قال : قلت : الحمد الله الذي جبلني على خلقين يحبهما.
(69) في بني تميم (1) حدثنا وكيع عن سفيان عن جامع بن سداد عن صفوان بن محرز المازني عن عمران بن حصين قال : جاءت بنو تميم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " أبشروا يا بني تميم " ، فقالوا : يا رسول الله ! بشرتنا فأعطنا.
(2) حدثنا الفضل بن دكين عن سفيان عن واصل عن المعرر بن سويد عن ابن فاتك قال : قال لي كعب : إن أشد أحياء العرب على الدجال لقومك - يعني بني تميم.
(3) حدثنا أبو نعيم عن مسافر الجصاص عن فصيل بن عمرو قال : ذكروا بني تميم عند حذيفة فقال : إنهم أشد الناس على الدجال.
(4) حدثنا أبو نعيم عن مندل عن ثور عن رجل قال : خطب رجل من الانصار -
__________
- (69 / 1) بشرتنا فأعطنا : أي أنهم فضلوا العطاء على بشارة الرسول صلى الله عليه وسلم لهم(7/561)
امرأة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما يضرك إذا كانت ذات دين وجمال إن لا تكون من آل حاجب بن زرارة ".
(5) حدثنا الفضل بن دكين عن أبي خلدة عن أبي العالية قال : قرأ على النبي صلى الله عليه وسلم من كل خمس رجل ، فاختلفوا في اللغة فرضي قراءتهم كلهم ، فكان بنو تميم أعرب القوم.
(6) حدثنا هاشم بن القاسم قال ثنا شعبة عن خالد الحذاء عن ابن سيرين أن أبا موسى كتب إلى عمر في ثمانية عشر [ نجعا ؟ ] فأصابها ، فكتب إليه عمر أن ضعها في أشجع حي من العرب ، قال : فوضعها في بني رباح حي من بني تميم.
(70) ما جاء في بني أسد (1) حدثنا ابن إدريس عن إسماعيل عن الشعبي قال : أول من بايع الحديبية أبو سنان الاسدي.
(2) حدثنا محمد بن الحسن قال ثنا حماد بن سلمة عن عاصم بن بهدلة عن أبي وائل أن وفد بني أسد أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " من أنتم ؟ فقالوا : نحن بنو زنية فقال : أنتم بنو رشدة ".
(3) حدثنا محمد بن الحسن قال ثنا الوليد عن سماك بن حرب قال أدركت ألفين من بني أسد قد شهدوا القادسية في ألفين ، وكانت راياتهم في يد سماك صاحب المسجد.
(4) حدثنا ابن عيينة عن عمرو عن عكرمة قال : جاء علي بسيفه فقال : خذيه حميدا ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " إن كنت أحسنت القتال اليوم فقد أحسنه سهل بن حنيف وعاصم بن ثابت والحارث بن صمة وأبو دجانة فقال النبي صلى الله عليه وسلم : من يأخذ هذا السيف بحقه ؟ فقال أبو دجانة أنا وأخذ السيف فضرب به حتى جاء به قد حناه فقال : يا رسول الله ! -
__________
- (69 / 5) أعرب القوم : أي كانت لهجتهم أقرب اللهجات إلى العربية الصحيحة.
(69 / 6) [ نجعا ] كذا بغير نقط في الاصل ولعلها إحدى الكلمات التي تعني الدرع وذلك من سياق الاثر.
(70 / 4) قدحناه : قد غطاه بدم من أصابهم به في القتال(7/562)
(71) في بجيلة (1) حدثنا وكيع قال ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لبلال : " ما صنعت في ركب البجليين ؟ إبدأ بالاحمسيين قبل القسيريين ".
(2) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن مخارق عن طارق قال : جاءت وفود قسر إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
(72) ما جاء في العجم (1) حدثنا وكيع عن إسرائيل عن جابر عن عامر قال : شهد بدرا ستة من الاعاجم منهم بلال وتميم.
(2) حدثنا ابن عيينة عن ابن أبي نجيح عن قيس بن سعد رواية قال : " لو كان الدين معلقا بالثريا لتناوله ناس من أبناء فارس ".
(3) حدثنا مروان بن معاوية عن عوف عن شهر عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لو كان الدين معلقا بالثريا لتناوله ناس من أبناء فارس ".
(4) حدثنا وكيع قال ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس أن عمر بن الخطاب فرض لاهل بدر لقريبهم ومولاهم في خمسة آلاف خمسة آلاف وقال : لافضلنهم على من سواهم.
(73) ما جاء في بلال وصهيب وخباب (1) حدثنا أحمد بن المفضل قال ثنا أسباط بن نصر عن السدي عن أبي سعيد الازدي عن أبي الكنود عن خباب بن الارث { ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه } قال : جاء الاقرع بن حابس التميمي وعيينة بن حصين الفزاري فوجدوه قاعدا مع بلال وعمار وصهيب وخباب بن الارث في أناس من الضعفاء من -
__________
- (71 / 1) أحمس وقسر بطنا بجيلة.
(72 / 1) والاعجمي هو غير العربي إلى أي بلد انتمي أي سواء كان فارسيا أو حبشيا أو روسيا فهو
أعجمي.
(72 / 2) الثريا : مجموعة من النجوم في الهيئة الفلكية.
(73 / 1) سورة الانعام من الآية (52)(7/563)
المؤمنين ، فلما رأوهم حوله حقروهم فأتوه فخلوا به فقالوا : نحب أن تجعل لنا منك مجلسا تعرف لنا به العرب فضلنا ، فإن وفود العرب تأتيك فنستحي أن ترانا مع هذه الاعبد ، فإذا نحن جئناك فأقمهم عنا ، وإذا نحن فرغنا فاقعد معهم إن شئت ، قال : نعم ، قالوا : فاكتب لنا كتابا ، فدعا بالصحيفة لتكتب ودعا عليا ليكتب ، فلما أراد ذلك ونحن قعود في ناحية إذ نزل عليه جبريل فقال : { ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي بريدون وجهه } إلى قوله { فتطردهم فتكون من الظالمين }.
(74) في مسجد الكوفة وفضله (1) حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي المقدام عن حبة قال : جاء رجل إلى علي بن أبي طالب فقال : إني اشتريت بعيرا وتجهزت وأريد المقدس فقال : بع بعيرك وصل في هذا المسجد - قال أبو بكر : يعني مسجد الكوفة - فما من مسجد بعد مسجد الحرام أحب إلى منه ، لقد نقص مما أسن خمسمائة ذراع.
(2) حدثنا إسحاق بن منصور قال ثنا إسرائيل عن إبراهيم بن مهاجر عن إبراهيم عن الاسود قال : لقيني كعب ببيت المقدس فقال : من أين جئت ؟ فقلت : من مسجد الكوفة ، فقال : لان أكون جئت من حيث جئت أحب إلي من أن أتصدق بألفي دينار ، أضع كل دينار منها في يد كل مسكين ، ثم حلف : إنه لوسط الارض كقعر الطست.
(75) في مسجد المدينة (1) حدثنا حاتم عن حميد بن صخر عن المقبري عن أبي هريرة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من جاء مسجدي هذا - قال أبو بكر : يعني مسجد المدينة -
لم يأته إلا لخير يعلمه أو يتعلمه فهو بمنزلة المجاهد في سبيل الله ، ومن جاء لغير ذلك فهو بمنزلة الرجل ينظر إلى متاع غيره ".
(2) حدثنا شبابة قال ثنا ليث بن سعد عن نافع عن إبراهيم بن عبد الله بن معبد عن ابن عباس عن ميمونة قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " صلاة فيه - يعني مسجد المدينة - أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا مسجد مكة " ، قال أبو بكر : ورواة أهل مصر لا يدخلون فيه ابن عباس.
-
__________
- (74 / 1) نقص مما أسن : نقصت مساحته عما اختطوه أولا.
(75 / 2) أي ثوابها كثواب ألف صلاة في سواه من المساجد عند الله تعالى(7/564)
(3) حدثنا الفضل بن دكين عن عبد الله بن عامر عن عمران بن أبي أنس عن سهل ابن سعد عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " المسجد الذي أسس على التقوى هو مسجدي ".
(76) في مسجد قبا (1) حدثنا أبو أسامة عن عبد الحميد بن جعفر قال ثنا أبوالابرد مولى بني خطمة أنه سمع أسيد بن ظهير الانصاري وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " صلاة في مسجد قبا كعمرة ".
(2) حدثنا ابن نمير عن موسى بن عبيدة قال أخبرني يوسف بن طهمان عن أبي أمامة أبن سهل بن حنيف عن أبيه سهل بن حنيف قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من توضأ فأحسن وضوءه ثم جاء مسجد قبا فركع فيه أربع ركعات كان ذلك كعدل عمرة ".
(3) حدثنا أبو أسامة قال ثنا عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي قبا راكبا وماشيا.
(77) في مسجد الحرام
(1) حدثنا هشيم قال أخبرنا حصين بن عبد الرحمن عن محمد بن طلحة أن ركانة المطلبي عن جبير بن مطعم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام ".
(2) حدثنا عبيد الله قال أخبرنا موسى بن عبيدة عن داود بن مدرك عن عروة بن الزبير عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام ".
-
__________
- (76 / 1) أي تعدل في ثوابها عند الله تعالى ثواب عمرة.
(77 / 1) أي أن الصلاة في المسجد الحرام تعدل أكثر من ذلك أيضا(7/565)
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وآله 31 - كتاب الجهاد (*) (1) ما جاء في طاعة الامام والخلاف عنه (1) حدثنا وكيع بن الجراح قال ثنا الاعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من أطاعني فقد أطاع الله ومن أطاع الامام فقد أطاعني ، ومن عصاني فقد عصى الله ومن عصى الامام فقد عصاني ".
(2) حدثنا ابن عيينة عن أبي الزناد عن الاعرج عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من أطاعني فقد أطاع الله ، ومن أطاع أميري فقد أعطا عني ".
(3) حدثنا وكيع قال ثنا الاعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : { أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الامر منكم } قال : الامرا.
(4) حدثنا وكيع قال ثنا إسماعيل بن أبي خالد : سمعت مصعب بن سعد يقول : قال علي بن أبي طالب : كلمات أصاب فيهن : حق على الامام أن يحكم بما أنزل الله ، وأن
يؤدي الامانة ، فإذا فعل ذلك كان حقا على المسلمين أن يسمعوا ويطيعوا ويجيبوا إذا دعوا.
-
__________
- (*) تقدم ذكر : (13 - كتاب [ فضل ] الجهاد) في الجزء الثالث فليراجع.
(1 / 1) من عصى الرسول صلى الله عليه وسلم فقد عصى الله لان الله سبحانه وتعالى هو الذي بعث الرسول صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق ولم يدع لرسالة الاسلام من عند نفسه : ومن عصى الامام الذي يقوم بأمر الناس متبعا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فقد الرسول صلى الله عليه وسلم وبالتالي عصى ربه.
(1 / 2) من أطاع أميري فقد أطاعني لان الامير تأمر في عهد الرسول الله صلى الله عليه وسلم بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي عهد خلفائه إنما هو متأثر بأمرهم وبالتالي فهو متأمر لاقامة حكم الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
(1 / 3) سورة النساء من الآية (59)(7/566)
(5) حدثنا وكيع قال ثنا علي بن صالح عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر بن عبد الله { وأولي الامر منكم } قال : أولو الفقه أولو الخير.
(6) حدثنا ابن علية عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله { أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الامر منكم } قال : كان مجاهد يقول : أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، وربما قال : أولو العقل والفقه في دين الله.
(7) حدثنا وكيع قال ثنا أبو جعفر عن الربيع بن أنس عن أبي العالية قال : العلماء.
(8) حدثنا وكيع وأبو معاوية عن الاعمش عن زيد بن وهب عن عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من بايع إماما فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعمه ما استطاع ".
(9) حدثنا وكيع قال ثنا شعبة عن يحيى بن الحصين عن جدته أم الحصين قالت : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخطب بعرفة وهو يقول : " إن أمر عليكم عبد حبشي فاسمعوا
له وأطيعوا ما قادكم بكتاب الله ".
(10) حدثنا وكيع قال ثنا يونس بن أبي إسحاق عن العيزار بن حريث العبدي عن أم الحصين الاحمسية قالت : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخطب بعرفة وهو على برد متلفعا به وهو يقول : " إن أمر عليكم عبد حبشي مجدع فاسمعوا له وأطيعوا ما قادكم بكتاب الله ".
(11) حدثنا حفص بن غياث عن الاعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة { أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الامر منكم } قال : أمراء السرايا.
(2) في الامارة (1) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا يحيى بن سعيد أن الحارث بن يزيد الحضرمي أخبره أن أبا ذر سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم الامارة وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إنك ضعيف -
__________
- (1 / 6) أي أن أولي العقل والفقه في دين الله هم المقصودين بقوله { أولي الامر منكم }.
(1 / 8) لانه إنما بايعه على الطاعة ما دام مقيما لكتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
(1 / 9) إي أن الامير لا يطاع لحسبه ولا لنسبه وإنما لاقامته كتاب الله.
(1 / 10) مجدع : مقطوع الانف والاذنين(7/567)
وإنها أمانة ، وإنها يوم القيامة خزي وندامة ، إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها ".
(2) حدثنا أبو أسامة قال ثنا بريد بن عبد الله عن أبي بردة عن أبي موسى قال : دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا ورجلان من بني عمي فقال أحد الرجلين : يا رسول الله ! أمرنا على بعض ما ولاك الله ، وقال الاخر مثل ذلك ، قال : فقال : " إنا والله لا نولي هذا العمل أحدا سأله ولا أحدا حرص عليه ".
(3) حدثنا وكيع قال ثنا ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنكم ستحرصون على الامارة ، وستصير حسرة وندامة ، فنعمت المرضعة وبئست الفاطمة ".
(4) حدثنا محمد بن بشر العبدي قال ثنا مسعر قال ثنا علي بن زيد بن جدعان قال ثنا عبد الرحمن بن سمرة قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا نسأل الامارة فإنك إن أوتيتها عن مسألة وكلت إليها ، وإن أوتيتها عن غير مسألة أعنت عليها ".
(5) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن محمد بن المنكدر قال : قال العباس يا رسول الله ! ألا تستعملني فقال : " يا عباس يا عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، نفس تنجيها خير من إمارة لا تحصيها ".
(6) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن مجالد عن مسروق عن عبد الله بن مسعود قال : ما من حكم يحكم بين الناس إلا حشر يوم القيامة وملك آخذ بقفاه حتى يقف به على شفير جهنم ثم يرفع رأسه إلى الرحمن ، فإن قال له : اطرحه ، طرحه في مهوى أربعين خريفا ، قال وقال مسروق : لان أقضي يوما واحدا بعدل وحق أحب إلى من سنة أغزوها في سبيل الله.
-
__________
- (2 / 2) لان المرء لا يسأل سلطانا ولا يحرص على سلطان إلا طلبا لجاه ورغبة في دنيا يصيبها لان من يعرف المسؤوليته حق المعرفة ويعرف كيف يكون حسابه يوم القيامة عليها يخشاها ولا يطلبها.
هذا العمل : أي الامارة والامرة.
(2 / 3) نعمت المرضعة : لانهم إنما تولوا الامارة باسم الاسلام والمسلمين.
بئست الفاطمة : أي الدنيا الغرور التي قد تضل من يتولى الامر بغير حقه وينتظره الحساب العسير.
(2 / 4) وكلت إليها : أي صرت أنت مطيعا لسلطانها مغترا بها فضللت.
أعنت عليها : أعانك الله عليها وهداك سواء السبيل لانك إنما توليتها تكليفا ولم تطلبها تشريفا.
(2 / 5) تنجيها أو تنجيها : أي شخص تدعوه بلا سلام ويسلم على يديك.
(2 / 6) وقول مسعود الارجح فيه الرفع لان مثل هذا لا يقال عن رأي.
أما قول مسروق فيفيد عظيم ثواب الحاكم إذا عدل وحكم بالحق(7/568)
(7) حدثنا ابن نمير قال ثنا فضيل بن غزوان عن محمد الراسبي عن بشر بن عاصم قال : كتب عمر بن الخطاب عهده فقال : لا حاجة لي فيه ، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن الولاة يجاء بهم يوم القيامة فيقفون على شفير جهنم ، فمن كان مطواعا لله تناوله الله بيمينه حتى ينجيه ، ومن عصى الله انحرق به الجسر إلى واد من نار تلتهب التهابا " ، قال " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " فأرسل عمر إلى أبي ذر وإلى سلمان ، فقال لابي ذر : أنت سمعت هذا الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : نعم والله ، وبعد الوادي واد آخر من نار ، قال : وسأل سلمان فكره أن يخبر بشئ فقال عمر : من يأخذها بما فيها ، فقال أبو ذر : من سلت الله أنفه وعينيه وأصدع خده إلى الارض.
(8) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن عطاء بن السائب عن مالك بن الحارث عن خيثمة قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم : الامارة باب عنت إلى من رحمه الله ".
(9) حدثنا وكيع قال ثنا هشام بن عروة عن أبيه قال : قال عمر : ما حرص رجل كل الحرص على الامارة فعدل فيها.
(10) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن هارون الحضرمي عن أبي بكر بن حفص أن عمر بن الخطاب استعمل رجلا فقال : يا أمير المؤمنين ! أسر على ، قال : أجلس وأكتم على.
(11) حدثنا حدثنا وكيع قال ثنا أبو الأشهب جعفر بن حبان عن الاعمش أن النبي صلى الله عليه وسلم استعمل رجلا فقال : يا رسول الله ! خر لي ، قال : إجلس.
(12) حدثنا وكيع قال ثنا مالك بن مغول عن طلحة بن مصرف اليامي قال : قال خالد بن الوليد : لا ترزأن معاهدا ابن ، ولا تمش ثلاث خطى تتأمر على رجلين ، ولا تبغ لامام المسلمين غائلة.
-
__________
- (2 / 7) وجواب أبي ذر على سؤال عمر رضي الله عنها يعني من حببه الله بالدنيا فألصق رغباته بها وأبعده عن ثواب الآخرة والجنة.
يأخذه : أي الخلافة.
كتب عهده : كتب كتابا عهد فيه إلى بشر بن عاصم العمل على صدقات هوازن.
(2 / 11) خر لي : إختر لي الافضل.
وقوله صلى الله عليه وسلم إجلسن فيه أنه صلى الله عليه وسلم قد اختار له البقاء وعدم تولي الامر الذي كان يريد استعماله عليه(7/569)
(13) حدثنا وكيع قال ثنا جعفر بن برقان عن حبيب بن أبي مرزوق عن ميمون عن رجل من عبد القيس قال : رأيت سلمان على حمار في سرية هو أميرها وخدمتاه تذبذبان والجند يقولون : جاء الامير جاء الامير ، قال : فقال سلمان : إنما الخير والشر فيما بعدم اليوم ، فإن استطعت أن تأكل من التراب ولا تأمر على رجلين فافعل ، واتق دعوة المظلوم فإنها لا تحجب.
(14) حدثنا محمد بن فضيل عن يزيد بن أبي زياد عن عيسى بن فائد قال : حدثني فلان عن سعد بن عبادة قال : حدثنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ما من أمير عشرة إلا يؤتي به يوم القيامة مغلولا لا يفكه من غله ذلك إلا العدل ".
(15) حدثنا أبو خالد الاحمر عن محمد بن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما من أمير ثلاثة إلا يؤتي به يوم القيامة مغلولة يداه إلى عنقه أطلقه الحق أو أوثقه ".
(16) حدثنا ابن نمير قال ثنا ابن أبي خالد عن إسماعيل الاودي قال أخبرتني بنت معقل بن يسار أن أباها قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ليس من وال يلي أمة قلت أو كثرت لا يعدل فيها إلا كبه الله على وجهه في النار ".
(17) حدثنا علي بن مسهر عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن يسار عن ابن عمر عن أبي هريرة قال : ما من أمير عشرة إلا يؤتى به يوم القيامة أطلقه الحق أو أوثقه.
(18) حدثنا خالد بن مخلد قال ثنا إسحاق بن حازم قال ثنا عثمان بن محمد بن الاخنس عن إسماعيل بن محمد بن سعد قال : قال سعد : إن الامرة لا تزيد الانسان في دينه خيرا.
-
__________
- (2 / 13) إنما الخير والشر فيما بعد اليوم : لان الناس أخذوا بالمناصب وأجلوا أصحابها وفي هذا إغراء بالامارة وتعظيم لها يبعد صاحبها عن أمر آخرته ويطمعه بالدنيا.
(2 / 14) مغلولا : مقيدا بالاغلال.
(2 / 15) أي إن كان قد حكم بالحق أطلقه الحق ، وإن كان حكم بالباطل كان ذلك سببا لشد وثاقه ورمية إلى النار(7/570)
(3) ما جاء في الامام العادل (1) حدثنا وكيع قال ثنا سعدان الجهني عن سعد أبي مجاهد الطائي عن أبي مدلة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الامام العادل لا ترد دعوته ".
(2) حدثنا أبو أسامة عن أشعث عن الحسن عن قيس بن عباد : لعمل إمام عادل يوما خير من عمل أحدكم ستين سنة.
(3) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن عبد الله بن مسلم عن ابن سابط عن عبد الله بن عمر قال : في الجنة قصر يدعى عدنا حوله المروج والعروج له خمسة آلاف باب لا يسكنه أو لا يدخله إلا نبي أو شهيد أو إمام عادل.
(4) حدثنا معاذ بن معاذ قال ثنا عوف عن زياد بن مخراق عن أبي كنانة عن أبي موسى قال : إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالي في ولا الجافي عنه وإكرام ذي السلطان المسقط.
(5) حدثنا أبو خالد الاحمر عن ليث عن مجاهد قال : قال عمار : ثلاث لا يستخف بحقهن إلا منافق بين نفاقه : الامام المسقط ومعلم الخير وذو الشيبة في الاسلام.
(6) حدثنا وكيع قال ثنا أبو مكين قال : سمعت زيد بن أسلم يقول { إن الله يأمركم أن تؤدوا الامانات إلى أهلها وإذا حكمتهم بين الناس أن تحكموا بالعدل } قال : أنزلت في ولاة الامر.
(7) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن ابن أبي ليلى عن رجل عن ابن عباس { إن الله يأمركم أن تودوا الامانات إلى أهلها } قال : هذه مبهمة للبر والفاجر.
-
__________
- (3 / 1) أي أن الامام العادل مستجاب الدعوة.
(3 / 3) العروج : لعلها الدرجات مشتقة من عرج : ارتقى لكن الارجح أنها البروج والله أعلم.
(3 / 4) ذي السلطان المسقط : الذي سقط من سلطانه وخسر مكانة الامارة لسبب ما.
(3 / 6) سورة النساء من الآية (58)(7/571)
(4) ما يكرهه أن ينتفع به من المغنم (1) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن محمد بن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي مرزوق مولى تجيب عن حنش الصنعاني قال : غزونا مع رويفع بن ثابت الانصاري نحو المغرب ففتحنا قرية يقال لها جربة ، قال : فقام فينا خطيبا فقال : إني لا أقول فيكم إلا ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فينا يوم خيبر : " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يركبن دابة من فئ المسلمين حتى إذا أعجفها ردها فيه ، ولا يلبس ثوبا من فئ المسلمين حتى إذا أخلقه رده فيه ".
(2) حدثنا جرير عن قابوس عن أبيه قال : كان سلمان على قبض من قبض المهاجرين ، فجاء إليه رجل بقبض كان معه فدفعه إليه ثم أدبر فرجع إليه فقال : يا سلمان ، إنه كان في ثوبي خرق فأخذت خيطا من هذا القبض فخطت به ، قال : كل شئ قدره ، قال : فجاء الرجل فنشر الخيط من ثوبه ، ثم قال : إني غني عن هذا.
(3) حدثنا عيسى بن يونس عن الاوزاعي عن بعض أصحابه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" إياي وربا الغلول أن يركب الرجل الدابة حتى تحسر قبل أن تؤدى إلى المغنم أو يلبس الثوب حتى يخلق قبل أن يؤدي إلى المغنم ".
(4) حدثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن أبي وائل قال : غزونا مع سلمان بن ربيعة بلنجر فخرج علينا أن نحمل على دواب الغنيمة ، ورخص لنا في الغربال والمنخل والحبل.
(5) ما يستحب من الخيل وما يكره منها (1) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن سلم بن عبد الرحمن النخعي عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير عن أبي هريرة قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره الشكال من الخيل.
-
__________
- (4 / 1) جربة : قرية مقابل البحر وجزيرة صغيرة عند أطراف تونس البحرية لجهة الجزائر.
أعجفها : جعلها عجفاء ضعيفة لكثرة العمل وقلة العلف.
أخلقه : أبلاه حتى صار خلقا باليا.
(4 / 4) رخص في الغربال والمنخل والحبل أي رخص لهم في استعمالها لان الاستعمال لا يهلكها وللضرورة.
(5 / 1) الشكال من الخيل : أي الخيل الشكال والشكال تحجيل ثلاث قوائم والرابعة غير محجلة ، والتحجيل أن تكون قائمة الفرس بيضاء أما لونها هي أي لون بدنها فغير ذلك أو تكون القائمة الامامية =(7/572)
(2) حدثنا وكيع قال ثنا أبو الضرس عقبة بن عمار العبسي عن مسعود بن خراش أخي ربعي أن عمر بن الخطاب سأل العبسيين : أي الخيل وجدتموه أصبر في حربكم ، قالوا : الكميت.
(3) حدثنا وكيع قال ثنا طلحة عن عطاء قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " خير الخيل الحر ".
(4) حدثنا الفضل بن دكين قال ثنا موسى بن علي قال سمعت أبي يحدث أن رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إني أريد أن أقيد فرسا أو أبتاع فرسا ، قال : فقال : فعليك به
أقرح أرثم كميتا أو أدهم محجلا طلق اليمني ".
(6) ما ذكر في حذف أذناب الخيل (1) حدثنا وكيع قال ثنا ثور الشامي عن الوضين بن عطاء قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تجذفوا أذناب الخيل فإنها مذابها ولا تقصوا أعرافها فإنها دفاؤها ".
(2) حدثنا شريك عن إبراهيم بن مهاجر عن إبراهيم أن عمر نهى عن خصاء الخيل ، قال : وأراه قال : وعن حذف أذنابها.
(3) حدثنا حاتم بن وردان عن برد عن مكحول أنه كان يكره أن تهلب الخيل.
-
__________
- = اليمنى مثلا واليسرى الخلفية محجلة والباقي غير محجل أو العكس والشكان لا يكون إلا في القوائم.
(5 / 2) الكميت مصغر أكمت ولم يلفظوا مكبره وغلب على صاحب هذا اللون من الخيل فجرى مجرى الاسماء ج كمتاء وكماتى وهي الخيل التي يميل لونها الاحمر إلى السواد وقالوا يفرق بين الكميت والاشقر الذنب والعرف فإن كانا أسودين فهو كميت.
(5 / 3) الحو الذي يميل لونه إلى الحوة والحوة قيل سواد يميل إلى الخضرة وقيل حمرة تميل إلى السواد ، وهو على كل حال لون يخالطه الكمتة مثل صدأ الحديد.
وجاء في الشفاء أن الحوة هي السمرة.
والاحوى من الخيل الذي يعلوه السواد وظهره أحمر كميت.
(5 / 4) أقرح : طويل الغرة وشعر غرته كثيف ناعم.
أرثم من الرثم وهو بياض في طرف أنف الفرس وكل بياض يصيب الجحفلة العليا من وجه الفرس حتى يبلغ المرسن أي أقصى الفم حيث يوضع الرسن.
أو بياض الانف كله.
أدهم : أسود.
محجلا طلق اليمنى : محجل القوائم الثلاثة عدا القائمة اليمنى الامامية فهي غير محجلة.
(6 / 1) حذف أذناب الخيل : قطعها أو قصها أو جدلها مطوية إلى ظهر الفرس كي تصير قصيرة(7/573)
(4) حدثنا وكيع قال ثنا شريك عن إبراهيم بن المهاجر عن إبراهيم أو غيره عن عمر
أنه قال : لا تحذفوا أذناب الخيل.
(7) ما قالوا في خصاء الخيل والدواب ، من كرهه (1) حدثنا وكيع قال ثنا عبد الله بن نافع عن أبيه عن ابن عمر قال : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن خصاء الخيل والبهائم ، وقال ابن عمر : فيه نماء الخلق.
(2) حدثنا شريك عن إبراهيم بن مهاجر عن إبراهيم أن عمر كتب ينهي عن خصاء الخيل.
(3) حدثنا وكيع عن سفيان عن إبراهيم بن مهاجر البجلي قال : كتب عمر أن لا يخصى فرس ولا يجري بين أكثر من مائتين.
(4) حدثنا وكيع قال ثنا أسامة بن زيد عن يزيد بن أبي حبيب قال كتب عمر بن عبد العزيز إلى أهل مصر ينهاهم عن خصاء الخيل وأن يجري الصبيان الخيل.
(5) حدثنا وكيع قال ثنا أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس قال : سمعت أنسا يقول { ولامرتهم فليغيرن خلق الله } قال : الخصاء.
(6) حدثنا ابن يمان عن سفيان عن إسماعيل عن أبي صالح قال : الخصاء.
(7) حدثنا وكيع قال ثنا أبو مسكين عن عكرمة أنه كره خصاء الدواب.
(8) حدثنا حفص عن ليث عن عطاء وطاوس ومجاهد والحسن وشهر أنهم كرهوا الخصاء.
(9) حدثنا وكيع عن سفيان عن عاصم عن سالم عن ابن عمر أن عمر نهى عن الخصاء وقال : النماء مع الذكر.
(10) حدثنا أسباط بن محمد وابن فضيل عن مطرف عن رجل عن ابن عباس قال : خصاء البهائم مثله ثم تلا { ولامرنهم فليغيرن خلق الله }.
-
__________
- (7 / 1) خصاء الدواب : ربط حصيتي ذكورها كي لا تناتج وأكثر ما يكون في الثيران والديوك كي تسمن
وتزداد وزنا.
(7 / 5) سورة النساء من الآية (119)(7/574)
(8) من رخص في خصاء الدواب (1) حدثنا وكيع قال ثنا هشام أن أباه خصى بغلا له.
(2) حدثنا وكيع قال ثنا مالك بن مغول قال سألت عطاء عن خصاء الخيل ، قال : ما خيف عضاضة وسوء خلقه فلا بأس به.
(3) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن عبد الملك بن أبي بشير المدائني عن الحسن قال : لا بأس بخصاء الدواب.
(4) حدثنا أبو بكر قال ثنا بعض البصريين عن أيوب عن ابن سيرين قال : لا بأس بخصاء الخيل ، لو تركت الفحول لاكل بعضها بعضا.
(9) ما قالوا في الاجراس للدواب (1) حدثنا محمد بن بشر قال ثنا عبد الله بن عمر عن نافع عن سالم عن أبي الجراح عن أم حبيبة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا تصحب الملائكة رفقة فيها جرس ".
(2) حدثنا وكيع قال ثنا شريك عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تصحب الملائكة رفقة فيها جرس ولا كلب ".
(3) حدثنا وكيع قال ثنا عيسى بن عبيدة عن ثابت مولى أم سلمة عن أم سلمة قالت : " الملائكة لا تصحب رفقة فيها جلجل ".
(4) حدثنا وكيع قال ثنا جعفر بن برقان عن يزيد بن الاصم قال : كانت عائشة تكره صوت الجرس.
(5) حدثنا ابن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال : أتيت عبد الرحمن بن أبي ليلى بتبر فقال : هل عسيت أن تجعلها أجراسا فإنها تكره
-
__________
- (8 / 1) والبغل على كل حال نغل لا ينتج وإن لم يخص وهو نتاج نزو الحمار على الفرس.
(8 / 2) خيف عضاضه : لان بعض الدواب تصير ثائرة الطبع مؤذية إذا حان وقت نزوها ولم تجد أنثى أو لم يؤت لها بأنثى من جنسها.
(9 / 3) الجلجل هو الجرس الصغير الذي يعلقه البعض في أعناق الدواب وخصوصا الماعز.
(9 / 5) التبر تراب الذهب أي هو ذهب خام ما زال مخلوطا بالتراب(7/575)
(6) حدثنا يعلى بن عبيد قال ثنا الاعمش عن عاصم بن أبي النجود عن ابن أبي ليلى قال : لكل جرس تبع من الجن.
(7) حدثنا وكيع قال ثنا هشام الدستوائي عن قتادة عن زرارة بن أوفي عن أبي هريرة قال : " الملائكة لا تصحب رفقة فيها جرس ".
(8) حدثنا وكيع قال ثنا عبد الله بن عامر الاسلمي قال : سمعت مكحولا يقول : إن الملائكة تمسح دواب الغزاة إلا دابة عليها جرس.
(9) حدثنا وكيع قال ثنا ثور عن خالد بن معدان قال : مروا على النبي صلى الله عليه وسلم بناقة في عنقها جرس فقال : " هذه مطية شيطان ".
(10) ما رخص فيه من لباس الحرير (1) حدثنا ريحان بن سعيد عن مرزوق بن عمرو قال : قال أبو فرقد : رأيت على تجافيف أبي موسى الحرير.
(2) حدثنا حفص بن غياث عن هشام قال : كان أبي له يلمق من ديباج يلبسه في الحرب.
(3) حدثنا حفص بن ليث عن عطاء قال : لا بأس به إذا كان جبة أو سلاحا.
(4) حدثنا أبو خالد الاحمر عن حجاج عن عطاء قال : لا بأس بلبس الحرير في الحرب.
(5) حدثنا وكيع قال ثنا المنذر بن ثعلبة العبدي عن علي بن أحمر العسكري أن ابن بريدة - شك المنذر - قال : قال ناس من المهاجرين لعمر : إذا رأينا العدو ورأينا قد كفروا سلاحهم بالحرير فرأينا لذلك هيبة ؟ فقال عمر : " أنتم إن شئتم فكفروا على سلاحكم بالحرير والديباج ".
(6) حدثنا محمد بن أبي عدي عن ابن عون قال : " سألت محمدا عن لبس الديباج في الحرب فقال : من أين كانوا يجدون الديباج.
-
__________
- (10 / 1) التجافيف ج تجفاف أو تجفاف وهو ما جلل به الفرس من سلاح أو آلة تقية من الجراح ، وما يلبسه الانسان لوقايته في الحرب كقميص الزرد وما شابه.
(10 / 5) كفروا على سلاحكم : اجعلوا له غطاء أو ثوبا ، والمقصود من لبس الحديد فلا بأس أن يجعل فوقه الحرير(7/576)
(11) من كرهه في الحرب (1) حدثنا وكيع قال ثنا أبو بكير بن أبان عن عكرمة أنه كره لبس الحرير والديباج في الحرب وقال : أرتجي ما يكون للشهادة بلبسه.
(2) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن يونس بن عبيد عن الحسن أنه كره لبس الحرير في الحرب.
(3) حدثنا محمد بن مصعب عن الاوزاعي عن الوليد بن هشام قال كتبت إلى ابن محيريز أسأله عن لبس الحرير واليلامق في دار الحرب ، قال : فكتب : أن كن أشد ما كنت كراهية لما يكره عند القتال حين تعرض نفسك للشهادة.
(4) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن عبد الرحمن بن عمرو الاوزاعي عن الوليد بن هشام عن ابن محيريز أنه كره لبسه في الحرب.
(5) حدثنا عبد الله بن إدريس عن حصين عن الشعبي عن سويد بن غفلة قال :
شهدنا اليرموك قال : فاستقبلنا عمر وعلينا الديباج ، فأمر فرمينا بالحجارة.
(12) ما قالوا فيمن استعان بالسلاح من الغنيمة (1) حدثنا أبو داود الطيالسي عن ابن الاشهب قال : قلت للحسن : يا أبا سعيد : الرجل يكون عاريا بلبس الثوب أو يكون أعزل يلبس من السلاح ، قال : يفعل ، فإذا حضر القسم فليحضره.
(2) حدثنا وكيع قال سمعت سفيان يقال : إذا أصاب المسلمون السلاح والدواب فأرادوا أن يستعينوا به واحتاجوا فلا بأس به ولم يستأذنوا الامام.
-
__________
- (11 / 1) ارتجى والاصح أرجى لكننا تركناها كما جاءت في الاصل.
(11 / 3) اليلامق فارسي أو تركي لان اليلمق في العربية الشاب الشديد القوي وهو خاص بالرجال ، أما اليلامق فهي نوع من الاودية يجعل فوق الثياب ويربط طرفاه عند جانبي الرقبة ويترك باقية حرا(7/577)
(3) حدثنا وكيع قال ثنا أبي وإسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة قال : قال عبد الله : انتهيت إلى أبي جهل يوم بدر وقد ضربت رجله وهو صريع وهو يذب الناس عنه بسيفه ، فقلت : الحمد لله الذي أخزاك يا عدو الله ، فقال : هل هو إلا رجل قتله قومه ، فجعلت أتناوله بسيف لي غير طائل ، فأصيبت يده فندر سيفه فأخذته فضربته به حتى برد.
(13) ما قالوا في الجبن والشجاعة (1) حدثنا وكيع قال ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب عن علي قال : لقد رأيتنا يوم ونحن نلوذ برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أقربنا إلى العدو ، وكان من أشد الناس يومئذ بأسا.
(2) حدثنا أبو أسامة عن زكريا عن أبي إسحاق عن البراء قال : كنا إذا احمر البأس نتقي به ، وإن الشجاع للذي يحاذي به.
(3) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن أبي إسحاق عن حسان بن فائد العبسي قال : قال عمر : الشجاعة والجبن غرائز في الرجال ، فيقاتل الشجاع عمن يعرف ومن لا يعرف ، ويفر الجبان عن أبيه وأمه.
(4) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان ومسعر عن عبد الملك بن عمير عن قبيصة بن جابر قال : قال عمر : الشجاعة والجبن سمة أو خلق في الرجال فيقاتل الشجاع عمن لا يبالي أن يؤوب إلى أهله ويفر الجبان عن أبيه وأمه.
(5) حدثنا وكيع قال ثنا أشعث عن عبد العزيز بن صهيب قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشجع الناس وأسخى الناس.
(6) حدثنا وكيع قال ثنا إسرايئل عن جابر عن أبي جعفر قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم شديد البطش.
-
__________
- (12 / 3) ندر سيفه : طار من يده ووقع بعيدا عنه.
حتى برد : حتى مات وانقطعت حركته.
(13 / 2) احمر البأس : اشتد القتال.
(13 / 5) أسخى : أكرم(7/578)
(7) حدثنا وكيع قال ثنا إسماعيل عن قيس قال : سمعت خالد بن الوليد يقول : لقد انقطع في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف وصبرت صفيحة يمانية.
(8) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن هشام بن هاشم قال : سمعت سعيد بن المسيب يقول : كان سعد بن مالك أشد المسلمين بأسا يوم أحد.
(14) ما قالوا في الخيل يرسل فيجلب عليها (1) حدثنا عفان قال ثنا حماد بن سلمة عن حميد عن الحسن عن عمران بن حصين قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا جلب ولا جنب ".
(2) حدثنا شبل بن يوسف عن حميد عن الحسن عن عمران بن حصين بمثله ولم يرفعه.
(3) حدثنا وكيع قال ثنا معقل بن عبيد الله العبسي عن عطاء قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا جلب ولا جنب في الاسلام ".
(4) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن محمد بن إسحاق عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا جلب ولا جنب ".
(15) ما قالوا في الجبن وما يذكر فيه (1) حدثنا وكيع قال ثنا هشام عن أبي عمران الجوني قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " للجبان أجران ".
(2) حدثنا محمد بن مصعب عن أبي بكر عن الفضيل بن فضالة قال : قال أبو الدرداء : لا نامت عيون الجبناء.
-
__________
- (13 / 7) صبرت : صمدت فلم تنكسر.
صفيحة يمانية : سيف يمني رقيق الحد.
(14 / 1) الجلب : إثارة الجلبة والضجيج وكانت الجيوش قبل الاسلام ترسل الخيل منفردة دون فرسان بين صفوف العدو كثير الجلبة والارتباك بين جنود العدو دعما للهجوم والجنب : الشتائم والسباب يتبادلها جنود الفريقين أثناء القتال.
(15 / 1) له أجران إن صمد للقتال رغم جبنه.
(15 / 2) تحقير للذين يفرون من القتال(7/579)
(16) ما قالوا في سبي الجاهلية والقرابة (1) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن زكريا بن أبي زائدة عن جابر عن عامر قال : قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبي الجاهلية في الغلام ثمانيا من الابل ، وفي المرأة عشرا من
الابل ، أو غرة عبد أو أمة.
(2) حدثنا أبو بكر بن عياش عن أبي حصين عن الشعبي قال : قال عمر : ليس على عربي ملك ، ولسنا بنازعي من أحد شيئا أسلم عليه ، ولكنا نقومهم للمسلمين : خمس من الابل خمس من الابل.
(3) حدثنا ابن فضيل عن صدقة عن رباح بن الحارث قال : كان عمر يقضي فيما سبت العرب بعضها من بعض قبل الاسلام وقبل أن يبعث النبي صلى الله عليه وسلم أن من عرف أحدا من أهل بيته مملوكا من حي من أحياء العرب العرب ففداء العبد بالعبدين والامة بالامتين.
(17) حدثنا ما قالوا في وضع الجزية والقتال عليها (1) حدثنا محمد بن فضيل عن عطاء بن السائب عن أبي البختري قال : لما غزا سلمان المشركين من أهل فارس قال : كفوا حتى أدعوهم كما كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوهم ، فأتاهم فقال : إني رجل منكم قد تدرون منزلي من هؤلاء القوم ، وإنا ندعوكم إلى الاسلام ، فإن أسلمتم فلكم مثل ما لنا وعليكم مثل الذي علينا ، وإن أبيتم فأعطوا الجزية عن يد وأنتم صاغرون ، وإن أبيتم قاتلناكم فأبوا عليه فقال للناس : انهدوا إليهم.
-
__________
- (16 / 1) أي يكون ذلك مقابل رد السبي لاهله.
(16 / 3) العبد : الاسير المستعبد.
الامة : السبية المستأمة.
(17 / 1) وفيه أن الدعوة تكون قبل القتال إما الاسلام وله ما للمسلمين وعليهم ما عليهم وإما الجزية وإما القتال حتى يظهر الله دينه.
انهدوا إليه : باشروا قتالهم ونهد إلى الشئ مال إليه(7/580)
(2) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث أميرا على سرية أو جيش أوصاه فقال : " إذا لقيت
عدوك من المشركين فادعهم إلى إحدى ثلاث خصال أو خلال ، فأيتهم ما أجابوك إليها فآقبل منهم وكف عنهم ، ادعهم إلى الاسلام فإن أجابوك فكف عنهم واقبل منهم ، ثم ادعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين ، وأعلمهم أنهم إن فعلوا ذلك أن لهم ما للمهاجرين ، وأن عليهم ما على المهاجرين ، وإن أبوا واختاروا دارهم فأعلمهم أنهم يكونون كأعراب المسلمين يجري عليهم حكم الله الذي يجري على المؤمنين ، ولا يكون لهم في الفئ والغنيمة نصيب إلا أن يجاهدوا مع المسلمين ، فإن أبوا فادعهم إلى إعطاء الجزية ، فإن [ أجابوا ] فآقبل منهم وكف عنهم ، وإن أبوا فاستعن بالله وقاتلهم ".
(3) حدثنا وكيع قال ثنا أبو الأشهب عن الحسن قال : قاتل رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل هذه الجزيرة من العرب على الاسلام لم يقبل منهم غيرة ، وكان أفضل الجهاد ، وكان بعده جهاد آخر على هذه الطغمة في أهل الكتاب { فقال الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر } إلى آخر الآية ، قال الحسن : ما سواهما بدعة وضلالة.
(4) حدثنا وكيع قال ثنا يزيد بن إبراهيم عن الحسن ، قال : كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل اليمن : " من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا فذالكم المسلم ، له ذمة الله وذمة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومن أبى فعليه الجزية ".
(5) حدثنا وكيع قال ثنا الاعمش عن أبي وائل وإبراهيم قالا : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم معاذا إلى اليمن وأمره أن يأخذ الجزية من كل حالم دينارا أو عدله معافر ،.
(6) حدثنا عبدة بن سليمان عن عبيد الله عن نافع عن أسلم مولى عمر قال : كتب عمر ألى أمراء الجزية : لا تضعوا الجزية إلا على من جرت عليه الموسى ، لا تضعوا الجزية على النساء ولا على الصبيان ، قال : وكان عمر يختم أهل الجزيرة في أعناقهم -
__________
- (17 / 2) [ أجابوا ] أو أجابوك هي الصحيحة أما ما جاء في الاصل [ أبوا ] فخطأ واضح في النقل.
(17 / 3) سورة التوبة من الآية (29).
(17 / 5) الحالم : البالغ مبلغ الرجال.
عدله معافر : المعافر نوع من الثياب اليمنية أي ما يساوي دينارا من الثياب(7/581)
(7) حدثنا وكيع قال ثنا فضيل بن عياض عن ليث عن مجاهد قال : يقاتل أهل الاديان على الاسلام ويقاتل أهل الكتاب على الجزية.
(8) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن إبراهيم عن مسروق قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم معاذا إلى اليمن أمره أن يأخذ من كل حالم دينارا أو عدله معافر.
(9) حدثنا أبو أسامة عن سعد عن قتادة عن أبي مجلز أن عمر جعل على كل رأس في السنة أربعا وعشرين ، وعطل النساء والصبيان.
(10) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن أسلم مولى عمر أن عمر كتب إلى عماله : لا تضربوا الجزية على النساء والصبيان ، ولا تضربوها إلى على من جرت عليه الموسى ، ويختم في أعناقهم ، ويجعل جزيتهم على رؤوسهم : على أهل الورق أربعين درهما ، ومع ذلك أزراق المسلمين ، وعلى أهل الذهب أربعة دنانير ، وعلى أهل الشام منهم مدي حنطة وثلاثة أقساط زيت ، وعلى أهل مصر إردب حنطة وكسوة وعسل - لا يحفظ نافع كم ذلك - وعلى أهل العراق خمسة عشر صاعا حنطة ، قال : قال عبد الله : وذكر كسوة أحفظها.
(11) حدثنا عبد الاعلى عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه أن ابرهيم بن سعد سأل ابن عباس : ما يؤخذ من أموال أهل الذمة ؟ قال : العفو.
(12) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان بن سنان أبو سنان عن عنتره أبي وكيع أن عليا كان يأخذ العروض في الجزية ، من أهل الابر الابر ، ومن أهل المسال المسال ومن أهل الحبال الحبال.
-
__________
- (17 / 9) أربعا وعشرين : أي أربعا وعشرين درهما وهذا يعادل دينارين.
(17 / 10) من جرت عليه الموسى : من نبتت لحيته القسط : مكيال يسع نصف صاع ، فأدناه 126 / 237 جرام وأقصاه 750 و 824 جرام حسب المكيال المستعمل.
الاردب يساوي 96 مدا والمد يساوي 3 / 1 1 رطل والرطل 7 / 128 4 الدرهم الشرعي أي 588 , 39 كلغ بالاوزان المستعملة حاليا.
(17 / 12) المسال : جمع مسلة وهي الابر الكبيرة وفي الاموال جاءت المسان ج مسن وهو ما يسن أي تجد شفرة السكين أو السيف عليه ، والمقصود أنه يؤخذ من مال القوم المتداول بينهم أو الصناعة التي يحسنونها ، فمن أهل الغنم ومن صناع الملابس الاثواب إلخ...(7/582)
(13) حدثنا علي بن مسهر عن الشيباني عن أبي عون محمد بن عبد الله الثقفي قال : وضع عمر بن الخطاب في الجزية على رؤوس الرجال : على الغني ثمانية وأربعين ، درهما وعلى الوسط أربعة وعشرين ، وعلى الفقير اثني عشر درهما.
(14) حدثنا محمد بن عبد الله الاسدي عن معقل قال : كتب عمر بن العزيز : لا يؤخذ من أهل الكتاب إلا ثلث الجزية ، ولا يؤخذ من فار ولا من ميت ، ولا يؤخذ أهل الارض بالعار.
(18) ما قالوا في المجوس تكون عليهم جزية (1) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن قيس بن مسلم عن الحسن بن محمد بن علي قال : كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مجوس هجر يعرض عليهم الاسلام فمن أسلم قبل منه ومن أبي ضربت عليه الجزية على أن لا تؤكل لهم ذبيحة ولا تنكح لهم امرأة.
(2) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن خصيف عن عكرمة أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ الجزية من مجوس البحرين.
(3) حدثنا وكيع قال ثنا مالك بن أنس عن الزهري أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ الجزية من مجوس البحرين ، وأخذها عمر بن مجوس أهل فارس ، وأخذها عثمان من مجوس بربر.
(4) حدثنا ابن عيينة عن عمرو عن بجالة قال : لم يكن عمر يأخذ الجزية من المجوس حتى شهد عبد الرحمن بن عوف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذها من مجوس هجر.
(5) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن أشعث بن سوار عن الزهري قال : أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم الجزية من مجوس أهل هجر ومن يهود اليمن ونصاراهم من كل حالم دنيارا ، وأخذ عمر الجزية من مجوس السواد ، وأخذ عثمان من مجوس مصر البربر الجزية.
-
__________
- (17 / 13) أي أنه رضي الله عنه جعل الجزية على الرجل بحسب ماله ودخله وإنتاجه.
(18 / 1) ضربت عليهم الجزية : باعتبار أهل دين لا تؤكل لهم ذبيحة ولا تنكح لهم امرأة لانهم ليسوا من أهل الكتاب.
هجر : بلد في أقصى اليمن.
(18 / 2) كان إسم البحرين يطلق على جنوبي الجزيرة من الاحساء إلى اليمن.
(18 / 3) البربر : قوم كانوا يسكنون الصحراء من حدود مصر إلى أطراف المغرب وهم خليط من القبائل العربية التي هاجرت قديما إلى أفريقية واختلطت بأهل البلاد فتبربرت ألسنتهم واختلفت لغتهم حتى عادت غير مفهومة للعرب ولذا سموا بهذا الاسم(7/583)
(6) حدثنا ابن إدريس عن جعفر عن أبيه أن عمر بن الخطاب سأل عن جزية المجوس فقال عبد الرحمن بن عوف : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " سنوا بهم سنة أهل الكتاب " (7) حدثنا وكيع ثنا سفيان ومالك بن أنس عن جعفر عن أبيه أن عمر بن الخطاب استشار الناس في المجوس في الجزية فقال عبد الرحمن بن عوف : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " سنوا بهم سنة أهل الكتاب ".
(19) ما قالوا في المجوس أيفرق بينهم وبين المحرم منهم (1) حدثنا ابن عيينة عن عمرو بن دينار أنه سمع بجالة يحدث عمرو بن أوس وأبا
الشعثاء قال : كنت كاتبا لجزء بن معاوية : فأتانا كتاب عمر أن اقتلوا كل ساحر وساحرة ، وفرقوا بين كل ذي محرم من المجوس ، وانههم عن الزمزمة فقتلنا ثلاث سواحر ، وجعلنا نفرق بين المرء وبين حريمه في كتاب الله.
(2) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن داود بن أبي هند عن قشير بن عمرو عن بجالة بن عبدة العنزي ، وكان كاتبا للجزء بن معاوية وكان على طائفة الاهواز ، فحدث أن أبا موسى وهو أمير البصرة كتب إلينا أن عمر بن الخطاب كتب إليه يأمره بقتل الزمازمة حتى يتكلموا ، وأن تنزع كل امرأة من حريمها ، وأن يقتل كل ساحر ، فكتب بهذا أبو موسى إلى جزء بن معاوية ، فدعا الزمازمة فتكلموا ، قال : وكنا إذا كانت المرأة شابة نزعناها من حريمها وأنكحناها آخر ، وإذا كانت عجوزا نهينا عنها وزجرنا عنها.
(3) حدثنا ابن علية عن عوف قال حدثني عباد عن بجالة بن عبدة قال : كتب عمر إلى أبي موسى أن اعرضوا على من قبلكم من المجوس أن يدعوا نكاح أمهاتهم وبناتهم وأخواتهم ويأكلوا جميعا يلحقوا بأهل الكتاب واقتلوا كل ساحر وكاهن.
-
__________
- (18 / 6) أي عاملوهم في الجزية معاملتكم لاهل الكتاب.
(19 / 1) الزمزمة : أدعية وعزائم سحرية فارسية كان يرددها المجوس.
حريمه في كتاب الله : النساء اللواتي هن محارمه اللواتي ذكران كمحارم له في كتاب الله.
(19 / 2) طائفة الاهواز : القرى والدساكر التي في منطقة الاهواز(7/584)
(20) ما قالوا في المجوسية تسبي وتوطأ (1) حدثنا جرير بن عبد الحميد عن موسى بن أبي عائشة قال : سألت مرة عن الرجل يشتري أو يسبي المجوسية ثم يقع عليها قبل أن تعلم الاسلام ، قال : لا يصلح ، قال : وسألت سعيد بن جبير فقال : ما هو بخير منها إذا فعل ذلك.
(2) حدثنا حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن موسى بن أبي عائشة قال سألت مرة بن شراحيل
الهمداني وسعيد بن جبير عن الامة المجوسية يصيبها الرجل ، أيطأها ، قال : لا يجامعها حتى تسلم ، وقال سعيد بن جبير ، إن عاد إليها فهو شر منها.
(3) حدثنا عبد الاعلى عن برد عن مكحول قال : إذا كانت وليدة مجوسية فإنه لا ينكحها حتى تسلم.
(4) حدثنا عيسى بن يونس عن الزهري سمعه يقول : لا نقرب المجوسية حتى تقول : لا إله إلا الله ، فإذا قالت ذلك فهو منها إسلام.
(5) حدثنا وكيع قال ثنا شريك عن سماك عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال : يطأها حتى تسلم.
(6) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن قيس بن مسلم عن الحسن بن محمد قال : كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مجوس هجر يعرض عليهم الاسلام فمن أسلم قبل منه ، ومن أبي ضربت عليه الجزية غير أن لا تؤكل لهم ذبيحة ولا تنكح منهم امرأة.
(7) حدثنا حاتم بن وردان عن يونس عن الحسن في المجوسية تكون عند الر جل ، قال : لا يطأها.
(8) حدثنا جرير عن مغيرة عن حماد عن إبراهيم قال : إذا سبيت المجوسيات وعبدة الاوثان عرض عليهن الاسلام وأجبرن عليه ، فإن أسلمن وطئن واستخدمن ، وإن أبين أن يسلمن استخدمن ولم يوطأن.
(9) حدثنا الثقفي عن منثني عن عمرو بن شعيب عن سعيد بن المسيب قال : لا بأس أن يشتري الرجل الجارية المجوسية فيتسراها -
__________
- (20 / 1) يقع عليها ، يجامعها.
(20 / 5) يطأها حتى تسلم : أي حتى تكون هذه الصلة بينه وبينها مدعاة لاسلامها إذ تتعلق به وتلحقه بالتالي في كل شئ وفي دينه أولا.
(20 / 9) يتسراها : يجعلها من السراري أي من الاماء اللواتي يطأهن(7/585)
(21) ما قالوا في اليهوديات والنصرانيات إذا سبين (1) حدثنا جرير عن مغيرة عن حماد عن إبراهيم قال : إذا سبيت اليهوديات والنصرانيات عرض عليهن الاسلام وأجبرن عليه ، فإن أسلمن أو لم يسلمن وطئن واستخدمن.
(2) حدثنا محمد بن فضيل عن ليث عن مجاهد قال : إذا أصاب الرجل الجارية المشركة فليقررها بشهادة أن لا إله إلا الله ، فإن أبت أن تقر لم يمنعه ذلك أن يقع عليها.
(3) حدثنا عبد الاعلى عن برد عن مكحول في الرجل إذا كانت له أمة يهودية أو نصرانية فإنه يطأها.
(4) حدثنا عبد الاعلى عن معمر عن الزهري قال : إذا كانت له أمة من أهل الكتاب فله أن يغشاها إن شاء ويكرهها على الغسل.
(5) حدثنا حاتم بن وردان عن يونس عن الحسن قال : اليهودية والنصرانية يطأهما.
(22) من كره وطئ المشركة حتى تسلم (1) حدثنا عبدة بن سليمان عن سعيد عن قتادة عن معاوية بن قرة قال : كان عبد الله يكره أمة مشركة.
(2) حدثنا وكيع قال ثنا أبو هلال عن معاوية بن قرة عن ابن مسعود قال : أكره ان أطأ امرأة مشركة حتى تسلم.
(3) حدثنا يزيد بن هارون عن حبيب عن عمرو بن هرم قال : سئل جابر بن زيد عن الرجل يشتري جارية من السبي فيقع عليها ، قال : لا ، حتى يعلمها الصلاة والغسل من الجنابة وحلق العانة.
(4) حدثنا شاذان قال ثنا شريك عن أبي إسحاق عن بكر بن ما عز عن ربيع بن خيثم قال : إذا أصبت الامة المشركة فلا تأتيها حتى تسلم وتغتسل.
-
__________
- (21 / 4) يكرهها على الغسل : أي من الجنابة(7/586)
(23) ما قالوا في طعام المجوس وفواكههم (1) حدثنا جرير عن قابوس عن أبيه أن امرأة سألت عائشة فقالت : إن لنا إطارا من المجوس وأنهم يكون لهم العيد فيهدون لنا ، فقالت : أما ما ذبح لذلك اليوم فلا تأكلوا ، ولكن كلوا من أشجارهم.
(2) حدثنا وكيع قال ثنا الحسن بن حكيم عن أمه عن أبي برزة الاسلمي أنه كان له سكان مجوس فكانوا يهدون له في النيروز والمهرجان ، فيقول لاهله : ما كان من فاكهة فاقلبوه ، وما كان سوى ذلك فردوه.
(3) حدثنا هشيم عن يونس عن الحسن عن أبي برزة قال : كنا في غزاة لنا فلقينا أناسا من المشركين فأجهضناهم عن ملة لهم ، فوقعنا فيها فجعلنا نأكل منها وكنا نسمع في الجاهلية أنه من أكل الخبز سمن ، قال : فلما : أكلنا تلك الخبزة جعل أحدهما ينظر في عطفية هل سمن.
(4) حدثنا جرير عن مغيرة عن أبي وائل وإبراهيم قالا : لما قدم المسلمون أصابوا من أطعمة المجوس من جبنهم وخبزهم فأكلوا ولم يسألوا عن شئ من ذلك.
(5) حدثنا أبو أسامة عن هشام عن الحسن قال : كان يكره أن يأكل مما طبخ المجوس في قدروهم ، ولم يكن يرى بأسا أن يؤكل من طعامهم مما سوى ذلك سمن أو خبز أو كامخ أو سرار أو لبن.
(6) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن هشام عن الحسن قال : لا بأس بخلهم وكامخهم وألبانهم.
(7) حدثنا وكيع قال ثنا شريك عن ليث عن مجاهد قال : لا تأكل من طعام المجوسي إلا الفاكهة.
(8) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا هشام عن الحسن ومحمد قالا : كان المشركون يجيئون بالسمن في ظروفهم فيشربه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون فيأكلونه ونحن نأكله.
-
__________
- (23 / 1) إطارا : جيرانا وعمالا يعملون في الارض.
(23 / 3) اجهضناهم عن ملة لهم : أحلناهم عن مكان خبز خبزهم.
(23 / 5) لان هذه الاشياء لا تحتاج إلى طبخ(7/587)
(9) حدثنا حفص عن عاصم عن أبي عثمان قال : كنا نأكل السمن ولا نأكل الودك ، ولا نسأل عن الضروف.
(10) حدثنا جرير عن منصور قال : سألت إبراهيم عن السمن الجبلي فقال : العربي أحب إلي منه ، وإني لآكل من الجبلي.
(24) ما قالوا في آنية المجوسي والمشرك (1) حدثنا حفص عن حجاج عن مكحول عن أبي إدريس عن أبي ثعلبة الخشني قال : قلت : يا رسول الله ! إنا نغزو أرض العدو فنحتاج إلى آنيتهم ، فقال : " استغنوا عنها ما استطعتم ، فإن لم تجدوا غيرها فآغسلوها وكلوا فيها واشربوا ".
(2) حدثنا إسماعيل بن عياش عن برد عن عطاء عن جابر قال : كنا نغزو مع النبي صلى الله عليه وسلم أرض المشركين ، فلا نمتنع أن نأكل في آنيتهم ونشرب في أسقيتهم.
(3) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن جابر عن عبد الله بن يحيى الحضرمي أن حذيفة استسقى فأتاه دهقان بباطية فيها خمر فغسلها حذيفة ثم شرب فهيا.
(4) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن عروة بن عبد الله بن قشير أبي المهل عن ابن سيرين قال : كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يظهرون على المشركين فيأكلون من أوعيتهم ويشربون في أسقيتهم.
(5) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن برد عن عطاء عن جابر قال : كنا نأكل من أوعيتهم ونشرب في أسقيتهم.
-
__________
- (23 / 9) السمن : الزبد.
الودك : شحم الذبائح.
الظروف : أوعية السمن والماء وما شابه.
(23 / 10) السمن الجبلي : هو دهن الذبائح إذا قلي علي النار حتى صار سائلا ثم رمي ما بقي منه وترك الباقي أي السائل حتى يبرد ويجمد.
(24 / 1) أي يجب تطهير وغسل آنية غير المسلم إن أراد المسلم استعمالها لان غير المسلمين لا يأخذون بالطهارة في غسل آنيتهم كما في غسل أجسادهم.
(24 / 3) الدهقان : المالك الفارسي للارض.
الباطية : وعاء من فخار(7/588)
(6) حدثنا وكيع قال ثنا ابن عون عن ابن سيرين قال : كانوا يكرهون آنية الكفار ، فإن لم يجدوا منها بدا غسلوها وطبخوا فيها.
(7) حدثنا أبو أسامة عن هشام عن الحسن قال : إذا احتجتم إلى قدور المشركين وآنيتهم فاغسلوها واطبخوا فيها.
(8) حدثنا وكيع قال ثنا عمر بن الوليد السني قال : سألت سعيد بن جبير عن قدور المجوس فقال : أغسلها واطبخ فيها وائتدم.
(25) ما قالوا في طعام اليهودي والنصراني (1) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن سماك بن حرب عن قبيصة بن هلب عن أبيه قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن طعام النصارى فقال : " لا يختلجن في صدرك طعام ضارعت فيه نصرانية ".
(2) حدثنا يحيى بن سعيد عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر أنه لم ير بطعامهم بأسا.
(3) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن أبي إسحاق عن قيس بن سكن الاسدي قال : قال عبد الله : إنكم نزلتم بين فارس والنبط ، فإذا اشتريتم لحما فسلوا ، فإن كان ذبيحة يهودي أو نصراني فكلوه ، وإن ذبحه مجوسي فلا تأكلوه.
(4) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن ليث عن مجاهد وعن مغيرة عن إبراهيم { وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم } قالا : الذبائح.
(5) حدثنا وكيع قال ثنا عمرو بن الضريس الاسدي قال : سألت الشعبي قال : قلت : إنا نغزو أرض أرمينية أرض نصرانية ، فما ترى في ذبائحهم وطعامهم ؟ قال : كنا إذا غزونا أرضا سألنا عن أهلها ، فإذا قالوا : يهود أو نصارى ، أكلنا من ذبائحهم وطبخنا في آنيتهم.
-
__________
- (25 / 1) ضارعت فيه : شاركت في طبخه.
(25 / 4) سورة المائدة من الآية (5).(7/589)
(26) ما قالوا في الكنز يوجد في أرض العدو (1) حدثنا أبو معاوية عن عاصم عن الحسن قال : إذا وجد الكنز في أرض العدو ففيه الخمس ، وإذا وجد في أرض العرب ففيه الزكاة.
(2) حدثنا هشيم عن حصين عمن شهد القادسية ، قال : بينا رجل يغتسل إذا فحص له الماء التراب عن لبنة من ذهب ، فأتى سعد بن أبي وقاص فأخبره فقال : اجعلها في غنائم المسلمين.
(3) حدثنا ابن إدريس عن ليث عن أبي قيس عبد الرحمن بن ثروان عن هزيل قال : جاء رجل إلى عبد الله فقال : إني وجدت مائتي درهم ، فقال عبد الله : إني لارى
المسلمين تلفت أموالهم ، هذا أراه زكاة مال غازي ، فاد خمسة في بيت المال ولك ما بقي.
(4) حدثنا محمد بن بشر قال ثنا هشام بن سعد قال حدثني عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " في الركاز الخمس ".
(5) حدثنا عبد الرحيم عن إسماعيل بن أبي خالد وزكريا عن الشعبي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " في الركاز الخمس ".
(6) حدثنا عبد الرحيم عن أشعث عن ابن سيرين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
(7) حدثنا الثقفي عن أيوب وو كيع عن ابن عون كلاهما عن ابن سيرين عن أبي هريرة بمثله ولم يرفعه.
(8) حدثنا أبو أسامة عن مجالد عن الشعبي أن غلاما من العرب وجد ستوقة فيها عشرة آلاف درهم ، فأتى بها عمر فأخذ منها خمسها ألفين وأعطاها ثمانية آلاف.
(9) حدثنا وكيع عن إسماعيل عن الشعبي أن رجلا وجد في خربة ألفا وخمسمائة درهم ، فأتى عليا فقال : اد خمسها ولك ثلاثة أخماسها وسنطيب لك الخمس الباقي.
(10) حدثنا عباد عن هشام عن الحسن قال : الركاز الكنز العادي ، فيه الخمس.
-
__________
- (26 / 1) الكنز : المال المدفون في الارض.
(26 / 4) الركاز : المال المدفون في الارض مما قبل الاسلام من ذهب أو فضة(7/590)
(11) حدثنا معتمر عن سليمان عن عمر الضبي قال : بينما رجال يسابون ويلتون أو يثيرون الارض إذ أصابوا كنزا وعليها محمد بن جابر الراسبي ، فكتب فيه إلى عدي فكتب عدي إلى عمر بن عبد العزيز ، فكتب عمر أن خذ منهم الخمس.
(12) حدثنا ابن عيينة عن الزهري عن سعيد بن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " في الركاز الخمس ".
(13) حدثنا خالد بن مخلد عن كثير بن عبد الله عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " في الركاز الخمس ".
(14) حدثنا الفضل بن دكين عن إسرائيل عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال : قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم " في الركاز الخمس ".
(15) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " في الركاز الخمس ".
(27) ما قالوا في الخمس والخراج كيف يوضع (1) حدثنا حفص بن غياث عن حجاج عن الحكم عن عمرو بن ميمون أن عمر جعل على أهل السواد على كل جريب قفيزا ودرهما.
(2) حدثنا أبو معاوية عن الشيباني عن أبي عون محمد بن عبيد الله الثقفي قال : وضع عمر على أهل السواد على كل جريب عامر أو غامر قفيزا ودرهما ، وعلى جريب الرطبة خمسة دراهم وخمسة أقفزة ، وعلى جريب الشجر دراهم وعشرة أقفزة ، وعلى جريب لكرم عشرة دراهم وعشرة أقفيزة ، ولم يذكر النخل.
-
__________
- (26 / 11) يسابون ويلتون ويثيرون الارض : يقلبونها ويفلحوها ويجعلوها أثلاما.
وينقونها من الصخور.
(27 / 1) الجريب (مقياس مساحة) : نقل عن قدامة الكاتب أنه ثلاثة آلاف وستمائة ذراع وقيل إنه عشرة آلاف ذراع.
وجاء في معجم متن اللغة أن الجريب الارضي يساوي 60 ذراعا أي 56 , 1474 م أو 100 ذراع هاشمي أي 4096 م.
القفيز الارضي 456 , 147 م ، والقفيز الوزني 835 , 27 كلغ تقريبا.
السواد : مناطق الزراعة في العراق وسميت بالسواد لكثرة أشجارها.
(27 / 2) عامر أو غامر : بعلي أو مروي(7/591)
(3) حدثنا علي بن مسهر عن الشيبائي عن أبي عون محمد بن عبيد الله الثقفي قال :
وضع عمر بن الخطاب على السواد على كل جريب أرض يبلغه الماء عامر أو غامر درهما وقفيزا من طعام ، وعلى البساتين على كل جريب عشرة دراهم وعشرة أقفزة من طعام ، وعلى الرطاب على كل جريب أرض خمسة دراهم وخمسة أقفزة من طعام وعلى الكروم على كل جريب أرض عشرة دراهم وعشرة أقفزة ، ولم يضع على النخل شيئا جعله تبعا للارض.
(4) حدثنا أبو أسامة عن سعيد عن قتادة عن أبي مجلز قال : بعث عمر عثمان بن حنيف على مساحة الارض ، قال : فوضع عثمان على الجريب من الكرم عشرة دراهم ، وعلى جريب النخل ثمانية دراهم ، وعلى جريب القصب ستة دراهم يعني الرطبة ، وعلى جريب البر أربعة دراهم ، وعلى جريب الشعير درهمين.
(5) حدثنا حفص عن ابن أبي عروبة عن قتادة عن أبي مجلز أن عمر جعل على جريب النخل ثمانية دراهم.
(6) حدثنا وكيع قال ثنا ابن أبي ليلى عن الحكم أن عمر بن الخطاب بعث عثمان بن حنيف على السواد ، فوضع على كل جريب عامر أو غامر يناله الماء درهما وقفيزا يعني الحنطة والشعير ، وعلى جريب الكرم عشرة ، وعلى جريب الرطاب خمسة.
(7) حدثنا وكيع عن علي بن صالح عن أبان بن تغلب عن رجل عن عمر أنه وضع على النخل على الرفلتين درهما ، وعلى الفارسية درهما.
(8) حدثنا محمد بن فضيل عن حصين عن عمرو بن ميمون قال : جئت وإذا عمر وانف على حذيفة وعثمان بن حنيف فقال : تخافان أن تكونا حملتما الارض ما لا تطيق فقال حذيفة : لو شئت لاضعف أرضي ، قال : وقال عثمان بن حنيف : لقد حملت أرضي أمرا هي له مطيقة ، وما فيها كثير فضل ، فقال انظر أما لديكما أن تكونا حملتما الارض ما لا تطيق.
(9) حدثنا غندر عن شعبة عن الحكم قال سمعت عمرو بن ميمون قال : دخل عثمان بن حنيف على عمر فسمعته يقول : لان زدت على كل رأس درهمين وعلى كل جريب الارض درهما وقفيزا من طعام لا يضرهم ذلك ولا يجهدهم أو كلمة نحوها ،
قال : نعم ، قال : فكان على كل رأس ثمانية وأربعون ، فجعلها خمسين.
-
__________
- (27 / 3) الرطاب : القصب.
(27 / 7) الرفلتين من الرفلة وهي النخلة التي لا تعطي كثيرا من الثمر ، والرفلة القبيحة(7/592)
(10) حدثنا الفضل بن دكين قال ثنا محمد بن طلحة عن داود بن سليمان قال : كتب عمر بن عبد العزيز إلى عبد الحميد بن عبد الرحمن : آمرك أن تطرز أرضهم - يعني أهل الكوفة ، ولا تحمل خرابا على عامر ولا عامرا على خراب ، وانظر الخراب فخذ منه ما أطاق واصلحه حتى يعمر ، ولا تأخذ من العامر إلا وظيفة الخراج في رفق وتسكين لاهل الارض ، وآمرك أن لا تأخذ في الخراج إلا وزن سبعة ليس لها اثنين ولا أجور الضرابين ولا الفضة ولا هدية النيروز والمهرجان ولا ثمن المصحف ولا أجور الفتوح ولا أجور البيوت ولا درهم النكاح ، ولا خراج على من أسلم من أهل الارض.
(28) ما قالوا في التسويم في الحرب وتعليم ليعرف (1) حدثنا أبو أسامة عن شبل عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قوله { مسومين } معلمين مجزورة أذناب خيولهم عليها العهن والصوف.
(2) حدثنا محمد بن ابي عدي عن ابن عون عن عمير بن إسحاق قال : قيل لهم يوم بدر تسوموا فإن الملائكة قد تسومت ، قالوا : فأول ما جعل الصوف ليؤمئذ.
(3) حدثنا وكيع قال ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب العبدي عن علي قال : كان سيما أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر الصوف الابيض.
(4) حدثنا وكيع قال ثنا هشام بن عروة عن رجل من ولد الزبير يقال له يحيى بن عباد قال : كان على الزبير يوم بدر عمامة صفراء معتجرا بها.
فنزلت الملائكة عليهم عمائم صفر.
(5) حدثنا عبدة عن هشام بن عروة عن عباد بن حمزة عن الزبير بنحو منه.
-
__________
- (27 / 10) تطرز أرضهم : تخططها وتحددها وتفرزها.
(28 / 1) { مسومين } من سورة آل عمران من الآية (125).
العهن : القطن.
(28 / 4) معتجرا بها قد لفها على رأسه ورد ذؤابتاها على كتفيه(7/593)
(29) ما قالوا في الرجل يسلم ثم يرتد ما يصنع به (1) حدثنا هشام عن عبد العزيز بن صهيب قال : ثنا أنس بن مالك قال قدم ناس من عرينة المدينة فاجتووها فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن شئتم أن تخرجوا إلى إبل الصدقة فتشربوا من أبوالها وألبانها ".
ففعلوا واستصحوا ، قال : فمالوا على الراعي فقتلوهم واستاقوا ذود رسول الله صلى الله عليه وسلم وكفروا بعد إسلامهم ، فبعث في آثارهم فأتي بهم فقطع أيديهم وأرجلهم وسمل أعينهم وتركوا بالحرة حتى ماتوا.
(2) حدثنا هشيم عن حميد عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك.
(3) حدثنا ابن عيينة عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " من بدل دينه فآقتلوه ".
(4) حدثنا عباد بن العوام عن سعيد عن قتادة عن حميد بن هلال أن معاذ بن جبل أتى أبا موسى وعنده رجل يهودي فقال : ما هذا ؟ قال : هذا يهوي أسلم ثم ارتد ، وقد استتابه أبو موسى شهيرين ، فقال معاذ : لا أجلس حتى أضرب عنقه ، قضى الله وقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم و (5) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن زكريا عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة ، قال : ارتد علقمة بن علاثة عن دينه بعد النبي صلى الله عليه وسلم فقاتله المسلمون ، قال : فأبى أن يجنح للسلم ، فقال أبو بكر : لا يقبل منك إلا سلم مخزية أو حرب مجلية ، قال : فقال : وما سلم مخزية ، قال : تشهدون على قتلانا أنهم في الجنة وأن قتلاكم في النار ، وتدون قتلانا ولا ندي
قتلاكم ، فاختاروا سلما مخزية.
-
__________
- (29 / 1) اجتووها : تضايقوا من ريحها وهوائها حتى أمرضهم ذلك.
الذود : النوق والبعران.
وقد فعل بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما فعلوه بالرعاة.
(29 / 3) أي أن عقاب المرتد القتل.
(29 / 5) تدون : تؤدون الدية.
لا ندي : لا نودي الدية(7/594)
(6) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن قيس بن أسلم عن طارق بن شهاب قال : جاء وفد بزاخة أسد وغطفان إلى أبي بكر يسألونه الصلح ، فخيرهم أبو بكر بين الحرب المجلية أو السلم المخزية ، قال : فقالوا : هذا الحرب المجلية قد عرفناها ، فما السلم المخزية ؟ قال : قال أبو بكر : تؤدون الحلقة والكراع ، وتتركون أقواما تتبعون أذناب الابل حتى يرى الله خليفة نبيه صلى الله عليه وسلم والمسلمين أمرا يعذرونكم به ، وتدون قتلانا ولا ندي قتلانا ولا ندي قتلاكم ، وقتلانا في الجنة وقتلاكم في النار ، وتردون ما أصبتم منا ونغنم ما أصبنا منكم ، فقال عمر فقال : قد رأيت رأيا ، وسنشير عليك ، أما أن يؤدوا الحلقة والكراع فنعم ما رأيت ، وإما أن يتركوا أقواما يتبعون أذناب الابل حتى يرى الله خليفة نبيه صلى الله عليه وسلم والمسلمين أمرا يعذرونهم به فنعم ما رأيت ، وإما أن نغنم ما أصبنا منهم ويردون ما أصابوا منا فنعم ما رأيت ، وإما أن قتلاهم في النار وقتلانا في الجنة فنعم ما رأيت ، وإما أن لا ندي قتلاهم فنعم ما رأيت ، وإما أن يدوا قتلانا فلا ، قتلانا قتلوا عن أمر الله فلا ديات لهم ، فتتابع الناس على ذلك.
(7) حدثنا عبد الله بن إدريس عن أشعث عن ابن سيرين قال : ارتد علقمة بن علاثة فبعث أبو بكر إلى إمرأته وولده فقالت : إن كان علقمة كفر فإني لم أكفر أنا ولا ولدي ، فذكر ذلك للشعبي فقال : هكذا فعل بهم - يعني بأهل الردة.
(8) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن أشعث عن ابن سيرين نحوه ، وزاد فيه : ثم أنه جنح للسلم في زمان عمر فاسلم فرجع إلى امرأته كما كان.
(9) حدثنا شريك عن إبراهيم بن مهاجر عن إبراهيم أن أبا بكر قال : لو منعون عقالا مما اعطوا رسول الله صلى الله عليه وسلم لجاهدتهم ، ثم تلا { وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل } إلى آخر الآية.
-
__________
- (29 / 6) الحلقة : السلاح.
الكراع : الخيل والبعران وكل دابة تركب للقتال.
قتلوا عن أمر الله : أي في سبيل الله.
(29 / 7) أي لا يعامل أهل المرتد معاملته إن لم يكونوا قد ارتدوا معه.
(29 / 9) سورة آل عمران من الآية (144)(7/595)
(10) حدثنا محمد بن فضيل عن أبيه عن ابن أبي مليكة قال : قال عمر : والذي نفسي بيده لو أطاعنا أبو بكر لكفرنا في صبيحة واحدة إذ سألوا التخفيف عن الزكاة ، فأبى عليهم قال : لو منعوني عقالا لجاهدتهم.
(11) حدثنا شريك عن ليث عن طاوس عن ابن عباس قال : " لا يساكنكم اليهود والنصارى في أمصاركم ، فمن أسلم منهم ثم ارتد فلا تضربوا إلا عنقه ".
(12) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن داود بن أبي هند قال ثنا عامر أن أنس بن مالك حدثه أن نفرا من بكر بن وائل ارتدوا عن الاسلام ولحقوا بالمشركين فقتلوا في القتال ، فلما أتيت عمر بن الخطاب بفتح تستر قال : ما فعل النفر من بكر بن وائل ؟ قال : قلت عرضت في حديث آخر لاشغله عن ذكرهم ، قال : ما فعل النفر من بكر بن وائل ؟ قال : قلت : قتلوا يا أمير المؤمنين ، قال : لو كنت أخذتهم سلما كان أحب إلي مما طلعت عليه الشمس من صفراء وبيضاء ، قال : قلت : يا أمير المؤمنين ، وما كان سبيلهم لو أخذتهم
إلا القتل ، قوم ارتدوا عن الاسلام ولحقوا بالشرك ، قال : كنت أعرض أن يدخلوا في الباب الذي خرجوا منه ، فإن فعلوا قبلت ذلك منهم ، وإن أبوا استودعتهم السجن.
(13) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن عبد الملك بن سعيد بن حيان عن عمار الدهني قال : حدثني أبو الطفيل قال : كنت في الجيش الذين بعثهم علي بن أبي طالب إلى بني ناجية ، فانتهينا إليهم فوجدناهم على ثلاث فرق ، قال : فقال أميرنا لفرقة منهم : ما أنتم ؟ قالوا : نحن قوم كنا نصارى وأسلمنا فثبتنا على إسلامنا قال : اغتزلوا ثم قال للثانية : ما أنتم ؟ قالوا : نحن قوم من النصارى ، لم نر دينا أفضل من ديننا فثبتنا عليه ، فقال : اعتزلوا ، ثم قال لفرقة أخرى : ما أنتم ؟ قالوا : نحن قوم كنا نصارى فأسلمنا فرجعنا فلم نر دينا أفضل من ديننا فتنصرنا ، قال لهم : أسلموا ، فأبوا فقال لاصحابه : إذا مسحت على رأسي ثلاث مرات فشدوا عليهم ففعلوا فقتلوا المقاتلة وسبوا الذراري ، فجئت بالذراري إلى علي وجاء مصقلة بن هبيرة فاشتراهم بمائتي ألف فجاء بمائة ألف إلى علي ، فأبي أن -
__________
- (29 / 10) العقال : الحبل يعقل أي يربط به البعير.
لكفرنا في صبيحة واحدة : أي لكان الرجوع عن الزكاة مقدمة للرجوع عن كل أمر من أمور الاسلام بعده.
(29 / 11) أمصاركم : البلاد التي يسكنها المسلمون وهم أكثر أهلها.
(29 / 12) الصفراء : الذهب.
البيضاء : الفضة.
استودعتهم السجن : حتى يستتابوا قبل قتلهم فربما تابوا(7/596)
يقبل ، فانطلق مصقلة بدراهمه وعمد إليهم مصقلة فأعتقهم ولحق بمعاوية ، فقيل ، لعلي : ألا تأخذ الذرية ؟ فقال : لا ، فلم يعرض لهم.
(14) حدثنا أبو أسامة عن عبد الحميد بن جعفر عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي علاثة أن عمر بن الخطاب بعث سرية فوجدوا رجلا من المسلمين تنصر بعد إسلامه
فقتلوه ، فأخبر عمر بذلك عمر بذلك فقال : هل دعوتموه إلى الاسلام ؟ قالوا : لا ، قال : فإني أبرأ إلى الله من دمه.
(15) حدثنا غندر عن شعبة عن سماك عن أبي عبيد بن الأبرص عن علي بن أبي طالب أنه أتى برجل كان نصرانيا فأسلم ثم تنصر ، فسأله عمر عن كلمة فقال له ، فقام إليه علي فرفسه برجله ، قال : فقام الناس إليه فضربوه حتى قتلوه.
(16) حدثنا أبو الأحوص عن سماك عن قابوس بن المخارق عن أبيه قال : بعث علي محمد بن أبي بكر أميرا على مصر ، فكتب إلى علي يسأله عن زنادقة ، منهم من يعبد الشمس والقمر ، ومنهم من يعبد غير ذلك ومنهم من يدعي الاسلام فكتب إليه وأمره في الزنادقة أن يقتل من كان يدعي الاسلام ، ويترك سائرهم يعبدون ما شاءوا.
(17) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب قال : خرج رجل يطرق فرسا له فمر بمسجد بني حنيفة فصلى فيه فقرأ لهم إمامهم بكلام مسيلمة الكذاب ، فأتى ابن مسعود فأخبره فبعث إليهم فجاءهم ، فاستتابهم فتابوا إلا عبد الله بن النواحة فإنه قال له : يا عبد الله ! إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " لو لا أنك رسول لضربت عنقك " ، فأما اليوم فلست برسول ، يا خرشة قم فاضرب عنقه ، فقام فضرب عنقه.
(18) حدثنا وكيع قال ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس قال : جاء رجل ابن مسعود فقال : إني مررت بمسجد بني حنيفة فسمعت إمامهم يقرأ بقراءة ما أنزلها الله على محمد صلى الله عليه وسلم ، فسمعته يقول : الطاحنات طحنا فالعاجنات عجنا فالخابزات خبزا فالثاردات ثردا فاللاقمات لقما " قال : فأرسل عبد الله فأتى بهم سبعين ومائة رجل على دين مسيلمة إمامهم عبد الله بن النواحة ، فأمر به فقتل ، ثم نظر إلى بقيتهم فقال : ما نحن بمجزري الشيطان هؤلاء ، سائر القوم رحلوهم إلى الشام لعل الله أن يصيبهم بالطاعون.
-
__________
- (29 / 14) وفيه وجوب استتابة المرتد فإن تاب فيها وإلا قتل.
(29 / 18) الطاحنات طحنا إلخ..هو من كلام مسيلمة الكذاب زعم أنه وحي يوحى إليه وهو يقلد فيه بعض آي القرآن تعالى كلام الله عن ذلك(7/597)
(19) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن حجاج عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال : كتب عمرو بن العاص إلى عمر بن الخطاب أن رجلا يبدل بالكفر بعد الايمان ، فكتب إليه عمر : استتبه ، فإن تاب فأقبل منه ، وإلا فاضرب عنقه.
(20) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن عبد الرحمن بن عبيد العامري عن أبيه قال : كان أناس يأخذون العطاء والرزق ويصلون مع الناس ، وكانوا يعبدون الاصنام في السد ، فأتى بهم علي بن أبي طالب فوضعهم في المسجد ، أو قال : في السجن ، ثم قال : يا أيها الناس ! ما ترون في قوم كانوا يأخذون معكم العطاء والرزق ويعبدون هذه الاصنام ؟ قال الناس : اقتلهم قال : لا ، ولكن أصنع بهم كما صنعوا بأبينا إبراهيم ، فحرقهم بالنار.
(21) حدثنا البكراوي عن عبد الله بن عمر قال : كتب عمر بن عبد العزيز في قوم نصاري ارتدوا فكتب أن استتيبوهم ، فإن تابوا وإلا فاقتلوهم.
(22) حدثنا هشيم عن مغيرة عن إبراهيم في المرتد يستتاب ، فإن تاب ترك وإن أبى قتل.
(23) حدثنا محمد بن بكر عن ابن جريج قال : أخبرني عمرو بن دينار في الرجل كفر بعد إيمانه قال : سمعت عبيد بن عمير يقول : قتل.
(24) حدثنا محمد بن بكر عن ابن جريج قال : قال عطاء في الانسان يكفر بعد إيمانه : يدعى إلى السلام ، فإن أبي قتل.
(25) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن حجاج عن سعيد بن أبي بردة عن أبيه عن أبي موسى قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا ومعاذ إلى اليمن ، قال : فأتاني يوم وعندي يهودي قد كان مسلما فرجع عن الاسلام إلى اليهودية فقال : لا أنزل حتى تضرب عنقه ، قال :
حجاج : وحدثني قتادة أن أبا موسى قد كان دعاه أربعين يوما.
(26) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن شيبان النحوي عن يحيى بن أبي كثير عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في آخر خطبة خطبها : " إن هذه القرية - يعني المدينة - لا يصلح فيها ملتان ، فأيما نصراني أسلم ثم تنصر فأضربوا عنقه ".
(27) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن عمرو بن قيس عمن سمع إبراهيم يقول : يستتاب المرتد كلما ارتد.(7/598)
(28) حدثنا شبابة قال ثنا ابن أبي ذئب عن الزهري عن عبيد الله بن عبيد الله بن عتبة قال : قال : كان ناس من بني حنيفة ممن كانوا مع مسيلمة الكذاب يفشون أحاديثه ويتلونها فأخذهم ابن مسعود إلى عثمان فكتب إليه عثمان أن ادعهم إلى الاسلام فمن شهد منهم أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم واختار الايمان على الكفر فاقبل ذلك منهم وخل سبيلهم ، فإن أبوا فاضرب أعناقهم ، فاستتابهم ، فتاب بعضهم وأبي بعضهم ، فضرب أعناق الذين أبوا.
(30) ما قالوا في المرتد كم يستتاب ؟ (1) حدثنا ابن عيينة عن محمد بن عبد الرحمن عن أبيه قال : لما قدم على عمر فتح تستر - وتستر من أرض البصرة - سألهم : هل من مغربة ، قالوا : رجل من المسلمين لحق بالمشركين فأخذناه ، قال : ما صنعتم به ؟ قالوا : قتلناه ، قال : أفلا أدخلتموه بيتا وأغلقتم عليه بابا وأطعمتوه كل يوم رغيفا ثم استبتموه ثلاثا ، فإن تاب وإلا قتلتموه ، ثم قال : اللهم لم أشهد ولم آمر ولم أرض إذا بلغني - أو قال : حين بلغني.
(2) حدثنا معاذ بن معاذ قال : ثنا ابن جريج عن سليمان بن موسى عن عثمان قال : يستتاب المرتد ثلاثا.
(3) حدثنا معاذ بن بكر عن ابن جريج عن حيان عن الزهري قال : يدعى إلى الاسلام ثلاث مرار ، فإن أبي ضربت عنقه.
(4) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن جابر عن عامر عن علي قال : يستتاب المرتد ثلاثا.
(5) حدثنا حفص عن أشعث عن الشعبي قال : قال علي : يستتاب المرتد ثلاثا ، فإن عاد قتل.
(6) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن عبد الكريم عمن سمع ابن عمر يقول : يستتاب المرتد ثلاثا.
-
__________
- (30 / 1) وفيه وجوب استتابة المرتد ثلاثا.
والمغربة : خبر غريب أو غير عادي.
(30 / 3) ثلاث مرات كل يوم مرة.
(30 / 5) ثلاث مرات يرتد فيها ويستتاب فإن ارتد مرة رابعة قتل(7/599)
(7) حدثنا محمد بن فضيل عن الوليد بن جميع قال : كتب عامر لعمر بن عبد العزيز من اليمن أن رجلا كان يهوديا فأسلم ثم تهود فرجع عن السلام ، فكتب إليه عمر أن ادعه إلى السلام ، فإن أسلم فخل سبيله ، وإن أبى فادعه بالحسنة ثم ادعه فإن أبى فاضممه عليها ، فإن أبى فأوثقه ثم ضع الخشبة على قلبه ، ثم ادعه ، فإن رجع فخل سبيله ، وإن أبى فاقتله ، فلما جاء الكتاب فعل به ذلك حتى وضع الحربة على قلبه ثم دعاه فأسلم فخلى سبيله.
(8) حدثنا إسماعيل بن عياش عن ابن جريج أن عمر بن عبد العزيز قال : يستتاب المرتد ثلاثا فإن رجع وإلا قتل.
(31) ما قالوا في المرتد إذا لحق بأرض العدو وله امرأة ما حالهما ؟
(1) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن أشعث عن عامر والحكم قالا في الرجل المسلم يرتد عن السلام ويلحق بأرض العدو [ فلتعتد ] امرأته ثلاثة قروء إن كانت تحيض ، وإن كانت لا تحيض فثلاثة أشهر ، وإن كانت حاملا أن تضع حملها ، ويقسم ميراثه بين امرأته وورثته من المسلمين ، ثم تزوج إن شاءت ، وإن هو رجع فتاب من قبل أن تنقضي عدتها ثبتا على نكاحهما.
(2) حدثنا غندر عن شعبة عن الحكم في رجل أشرك ولحق بأرض العدو قال : لا تزوج امرأته ، وقال حماد : تزوج امرأته.
(32) ما قالوا في المرتد ما جاء في ميراثه (1) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن أبي عمرو الشيباني عن علي أنه أتى بمستورد العجلي وقد ارتد فعرض عليه السلام فأبى ، قال : فقتله وجعل ميراثه بين ورثته المسلمين.
(2) حدثنا يزيد بن هارون عن حجاج عن الحكم أن عليا قسم ميراث المرتد بين ورثته من المسلمين.
(3) حدثنا محمد بن فضيل عن الوليد بن عبد الله بن جميع عن القاسم بن عبد الرحمن عن عبد الله قال : إذا قتل المرتد ورثه ولده.
-
__________
- (31 / 1) فلتعتد هو الارجح انطلاقا من أمرين السياق أولا وما روي عن عمر بن عبد العزيز وسعيد بن المسيب ، وفي الاصل [ فلا تعتد ] والارجح أنه خطأ في النسخ(7/600)
(4) حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن جرير بن حازم قال : كتب عمر بن عبد العزيز في ميراث المرتد لورثته من المسلمين وليس لاهل دينه شئ (5) حدثنا وكيع عن مسعر وسفيان عن أبي الصباح قال : سمعت سعيد بن المسيب يقول : [ المرتد ] نرثهم ولا يرثونا.
(6) حدثنا وكيع عن سفيان عن موسى بن أبي كثير قال : سألت سعيد بن المسيب
عن ميراث المرتد هل يوصل إذا قتل ؟ قال : وما يوصل ؟ قال : يرثه ورثته ؟ قال : نرثهم ولا يرثونا.
(7) حدثنا علي بن مسهر عن ابن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن قال : يقتل وميراثه بين ورثته من المسلمين.
(8) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن أشعث عن الشعبي والحكم قالا : يقسم ميراثه بين امرأته وورثته من المسلمين.
(33) ما قالوا في المرتدة عن الاسلام (1) حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن حماد بن سلمة عن قتادة عن خلاس عن علي في المرتدة : تسستتاب ، وقال حماد : تقتل.
(2) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان وو كيع عن أبي حنيفة عن عاصم عن أبي رزين عن ابن عباس قال : لا تقتل النساء إذا ارتددن عن الاسلام ، ولكن يحبسن ويدعين إلى السلام ويجبرن عليه.
(3) حدثنا حفص عن ليث عن عطاء في المرتدة قال : لا تقتل.
(4) حدثنا حفص عن عمر عن الحسن قال : لا تقتل.
(5) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن أشعث عن الحسن قال : لا تقتل النساء إذا هن ارتددن عن الاسلام ، ولكن يدعين إلى الاسلام ، فإن هن أبين سبين وجعلن إماء للمسلمين ولا يقتلن.
-
__________
- (32 / 4) أهل دينه : أي الدين الذي انتقل إليه بعد ارتداده عن الاسلام عن وذلك لان الميراث مال قد تملكه وتماه وهو مسلم فالمسلمون من ورثته أحق به لان الاسلام غالب.
(32 / 5) المرتد إما أنها بمعنى الجمع أو الارجح فيها الجمع : المرتدون.
(33 / 5) وهو الارجح عندنا لانه ليس للمرأة قوامة لتعامل معاملة الرجل ولانها لو أسرت قبل أن تسلم سبيت وجعلت مع الاماء(7/601)
(6) حدثنا أبو داود عن أبي حرة عن الحسن في المرأة ترتد عن الاسلام قال : لا تقتل ، تحبس.
(7) حدثنا حفص عن عبيدة عن إبراهيم قال : لا تقتل.
(8) حدثنا عبد الله بن إدريس عن هشام عن الحسن في المرتدة : تستتاب ، فإن تابت وإلا قتلت.
(9) حدثنا وكيع عن سفيان عن يحيى بن سعيد عن عمر بن عبد العزيز أن أم ولد رجل من المسلمين ارتدت ، فباعها بدومة الجندل من غير أهل دينها.
(10) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن أبي معشر عن إبراهيم في المرأة ترند عن الاسلام قال : تستتاب ، فإن تاتب وإلا قتلت.
(11) حدثنا محمد بن بشر قال ثنا سعيد عن أبي معشر عن إبراهيم بنحو منه.
(34) ما قالوا في المحارب أو غيره يؤمن أم يؤخذ بما أصاب في حال حربه ؟ (1) حدثنا حفص عن حجاج عن الحكم قال : كان أهل العلم يقولون : إذا آمن المحارب لم يؤخذ بشئ كان أصابه في حال حريه إلا أن يكون شيئا أصابه قبل ذلك.
(2) حدثنا عبدة بن سليمان عن هشام عن أبيه في الرجل يصيب الحدود ثم يجئ تائبا ، قال : تقام عليه الحدود.
(3) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن عبيدة عن إبراهيم في الرجل يجني الجناية فيلحق بالعدو فيصيبهم أمان ، قال : يؤمنون إلا أن يعرف شئ بعينه فيؤخذ منهم ، فيرد على أصحابه ، وأما هو فيؤخذ بما كان جنى قبل أن يلحق بهم.
(4) حدثنا جرير عن مغيرة عن حماد عن إبراهيم في رجل أصاب حدا ثم خرج محاربا ثم طلب أمانا فأمن ، قال : يقام عليه الحد الذي كان أصابه.
(5) حدثنا جرير عن مغيرة عن حماد عن إبراهيم في الرجل إذا قطع الطريق وأغار ثم
رجع تائبا أقيم عليه الحد ، وتوبته فيما بينه وبين ربه.
-
__________
- (34 / 2) أي أنه يرتد فيصيب الحدود ثم يتوب(7/602)
(6) حدثنا أبو أسامة قال ثنا جرير بن حازم قال حدثني قيس بن سعد أن عطاء كان يقول : لو أن رجلا من المسلمين قتل رجلا ثم كفر فلحق بالمشركين فكان فيهم ، ثم رجع تائبا قبلت توبته من شركه ، وأقيم عليه القصاص ، ولو أنه لحق بالمشركين ولم يقتل فكفر ثم قاتل المسلمين فقتل منهم ثم جاء تائبا قبل منه ولم يكن عليه شئ.
(35) ما قالوا فيمن يحارب ويسعى في الارض فسادا ثم يستأمن من قبل أن يقدر عليه في حربه (1) حدثنا أبو أسامة عن مجالد عن عامر قال : كان حارثة بن بدر التميمي من أهل البصرة قد أفسد في الارض وحارب ، فكلم الحسن بن علي وابن جعفر وابن عباس وغيرهم من قريش ، فكلموا عليا فلم يؤمنه ، فأتى سعيد بن قيس الهمداني فكلمه ، فانطلق سعيد إلى علي وخلفه في منزله فقال : يا أمير المؤمنين ! كيف تقول فيمن حارب الله ورسوله وسعى في الارض فسادا ؟ فقرأ { إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله } حتى قرأ الآية كلها ، فقال سعيد ، أفرأيت من تاب قبل أن نقدر عليه ؟ فقال علي ، أقول كما قال " ويقبل منه ، قال : فإن حارثة بن بدر قد تاب قبل أن نقدر عليه ، فبعث إليه فأدخله عليه فأمنه وكتب له كتابا فقال حارثة : ألا أبلغن همدان إما لقيتها * * سلاما فلم يسلم عدو يعيبها لعمر أبيك إن همدان تتقي * * الاله ويقضي بالكتاب خطيبها تسيب رأسي واستخف حلومنا * * رعود المنايا حولنا وبروقها وإنا لنستحلي المنايا نفوسنا * * ونترك أخرى مرة ما نذوقها قال ابن عامر : فحدثت بهذا الحديث عبد الله بن جعفر فقال : : نحن كنا أحق بهذه
الابيات من همدان.
-
__________
- أي يعتبر كانه مسلم جديد والاسلام يحجب ما قبله.
(35 / 1) سورة المائدة من الآية (33) ، وقوله أقول كما قال أي قوله تعالى : { إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم فاعلموا أن الله غفور رحيم } صدق الله العظيم ، سورة المائدة الآية (34)(7/603)
(2) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن أشعث عن الشعبي زعم أن رجلا من مراد حل ، فلما سلم أبو موسى قام فقال : هذا مقام التائب العائذ فقال : ويلك مالك ، قال : أنا فلان ابن فلان المرادي ، وإني كنت حاربت الله ورسوله وسعيت في الارض فسادا ، فهذا حين جئت وقد تبت من قبل أن تقدر علي ، قال : فقام أبو موسى المقام الذي قام فيه ثم قال : إن هذا فلان ابن فلان المرادي : وإنه كان حارب الله ورسوله وسعى في الارض فسادا ، وإنه قد تاب من قبل أن نقدر عليه ، فإن يك صادقا فسبيل من صدق ، وإن كان كاذبا يأخذه الله بذنبه ، قال : فخرج في الناس فذهب ولحى ثم عاد فقتل.
(36) ما قالوا في المحارب إذا قتل وأخذه المال (1) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن حجاج عن عطية عن ابن عباس في قوله : { إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الارض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف } حتى ختم الآية.
فقال : إذا حارب الرجل وقتل وأخذ المال قطعت يده ورجله من خلاف وصلب وإذا قتل ولم يأخذ المال قتل ، وإذا أخذ المال ولم يقتل قطعت يده ورجله من خلاف وإذا لم يقتل ولم يأخذ المال نفي.
(2) حدثنا وكيع عن عمران بن حدير عن أبي مجلز في هذه الآية { إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله } قال : إذا قتل وأخذ المال قتل ، وإذا أخذ المال وأخاف السبيل صلب ، وإذا قتل ولم يعد ذلك قتل ، وإذا أخذه المال لم يعد ذلك قطع وإذا أفسد نفي.
(3) حدثنا عبد الله بن إدريس عن أبيه عن حماد عن إبراهيم { إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله } قال : إذا خرج وأخاف السبيل وأخذ المال قطعت يده ورجله من خلاف ، وإذا أخاف السبيل ولم يأخذ المال نفي ، وإذا قتل قتل ، وإذا أخاف السبيل وأخذ المال وقتل صلب.
-
__________
- (35 / 2) ذهب ولحى : ذهب وعاد إلى ما كان عليه من حرب المسلمين.
(36 / 1) سورة المائدة من الآية (33) ، وفيه أن الحكم في هذه القضية يكون بحجم الجريمة المرتكبة.
(36 / 2) أخاف السبيل : أخاف المسافرين(7/604)
(4) حدثنا محمد بن بكر عن ابن جريج قال حدثت عن سعيد بن جبير قال : من حارب فهو محارب ، قال سعيد : فإن أصاب دما قتل ، وإن أصاب دما ومالا صلب ، فإن الصلب هو أشد ، وإذا أصاب مالا ولم يصب دما قطعت يده رجله لقوله { أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف } فإن مات فتوبته فيما بينه وبين الله ، ويقام عليه الحد.
(5) حدثنا زيد بن حباب عن أبي هلال عن قتادة عن مورق العجلي قال : إذا أخذه المحارب فرفع إلى الامام ، فإن كان أخذ المال ولم يقتل قطع ولم يقتل ، وإن أخذ المال وقتل قطع وصلب ، وإن كان لم يأخذ المال ولم يقتل لم يقطع ، وإن كان لم يأخذ المال ولم يقتل وساق المسلمين نفي.
(37) المحاربة ما هي ؟ (1) حدثنا الضحاك بن مخلد عن ابن جريج عن عطاء قال : المحاربة الشرك.
(38) من قال : الامام مخير في المحارب ، يصنع فيه ما شاء (1) حدثنا هشيم بن بشير عن حجاج عن عطاء والقاسم بن أبي بزة عن مجاهد ، وعن ليث عن عطاء عن مجاهد ، وعن أبي مرة عن الحسن ، وجويبر عن الضحاك قالوا : الامام
مخير في المحارب.
(2) حدثنا حفص عن عاصم عن الحسن قال : تلى هذه الآية { إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله } قال : ذلك إلى الامام.
(3) حدثنا أبو أسامة عن محمد بن عمرو عن عمر بن عبد العزيز قال : السلطان ولي قتل من حارب الدين وإن قتل أخا امرئ وأباه ، فليس إلى من يحارب الدين ويسعى في الارض فسادا سبيل - يعني دون السلطان ، ولا يقصر عن الحدود بعد أن تبلغ إلى الامام ، فإن أقامتها من السنة.
(4) حدثنا زيد بن الحباب عن أبي هلال عن قتادة عن سعيد بن المسيب في المحارب : إذا رفع إلى الامام يصنع به ما شاء.
-
__________
- (38 / 2) ذلك إلى الامام : الامام يقدر حجم الجرم ونوع العقوبة فما نص عليه كتاب الله في هذه الآية(7/605)
(39) ما قالوا في المقام في الغزو أفضل أم الذهاب ؟ (1) حدثنا سعيد بن عامر عن سعيد بن أبي عروبة عن سعيد بن أبي حرة عن نافع عن ابن عمر قال : لان يذهب ويرجع أحب إليه ، وسأله ابن أو أخ له يغزو.
(40) ما يكره أن يدفن مع القتيل (1) حدثنا جرير عن ليث عن مجاهد قال : لا يدفن مع القتيل خف ولا نعل.
(2) حدثنا أبو الأحوص عن مغيرة عن إبراهيم قال : ينزع عن القتيل الفرو والجوربان و الموزجان والافراهيجان إلا أن يكون الجوربان يكملان فيتركان عليه.
(3) حدثنا و كيع عن سفيان عن مخول عن العيزار بن حريث قال : قال زيد بن صوحان : لا تنزعوا عني ثوبا إلا الخفين.
(41) ما قالوا في الرجل يستشهد يغسل أم لا (1) حدثنا عيسى بن يونس عن الاوزاعي عن هشام بن حسان قال : كان محمد إذا
سئل عن الشهيد يغسل حدث عن حجر بن عدي إذ قتله معاوية قال : قال حجر : لا تطلقوا عني حديدا وتغسلوا عني دما ، ادفنوني في وثاقي ودمي ، ألقى معاوية عن الجادة غدا.
(2) حدثنا عيسى بن يونس عن إسماعيل بن أبي خالد قال : سمعت يحيى بن عابس يخبر قيس بن أبي حازم عن عمار بن ياسر أنه قال : ادفنوني في ثيابي فإني مخاصم.
(3) حدثنا وكيع قال ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن يحيى بن عابس عن عمار بن ياسر نحوه.
(4) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن مخول بن راشد النهدي عن العيزار بن حريث العبدي قال : قال زيد بن صوحان يوم الجمل : أرمسوني في الارض رمسا ، ولا تغسلوا عني دما ولا تنزعوا عني ثبا إلا الخفين ، فإني محاج أحاج.
-
__________
- (40 / 2) الموزجان والافراهيجان نوعان من الملابس وأصل الكلمتان فارسي.
(41 / 1) ألقاه على الجادة : أي ألقاه يوم الحساب على الصراط فأطالبه بدمي.
(41 / 4) ارمسوني : ادفنوني والرمس القبر محاج أحاج : لي حجة أحتج بها على قاتلي يوم القيامة وأطالبه بدمي(7/606)
(5) حدثنا وكيع قال ثنا مسعر وسفيان عن مصعب بن المثنى العبدي قال سفيان : عن رجل عن زيد بن صوحان ، وقال مسعر عن مصعب عن زيد بن صوحان أنه قال يوم الجمل : ادفنوني وما أصاب الثرى من دمائنا.
(6) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن قيس بن مسلم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال سعد بن عبيد القارئ يوم القادسية : إنا لا قوا العدو غدا إن شاء الله وإنا مستشهدون ، فلا تغسلوا عنا دما ولا نكفن إلا في ثوب كان علينا.
(7) حدثنا أبو أسامة قال ثنا ثابت بن عمارة قال سمعت غنيم بن قيس يقول : الشهيد
يدفن في ثيابه ولا يغسل.
(8) حدثنا شريك عن أبي إسحاق أن رجلا من أصحاب عبد الله قتله العدو فدفناه في ثيابه.
(9) حدثنا أبو بكر بن عياش عن مغيرة عن إبراهيم قال : إذا رفع القتيل دفن في ثيابه ، وإذا رفع وبه رمق صنع به ما يصنع بغيره.
(10) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن عيسى بن أبي عزة عن الشعبي في رجل قتلته اللصوص قال : يدفن في ثيابه ولا يغسل.
(11) حدثنا شبابة قال أخبرني ليث بن سعد عن ابن شهاب عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك أن جابر بن عبد الله أخبره أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصل على قتلى أحد ولم يغسلوا.
(12) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن ابن عروبة عن أبي معشر عن إبراهيم قال : الشهيد إذا كان في المعركة دفن في ثيابه ولم يغسل.
(42) من قال : يغسل الشهيد (1) حدثنا عيسى بن يونس عن عمرو عن الحسن أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بحمزة حين استشهد فغسل.
-
__________
- (41 / 9) وبه رمق : ما زال فيه بقية من حياة ثم توفي بعد ذلك متأثرا بجراحه صنع به ما يصنع بغيره أي يغسل ويكفن كما يفعل بالميت من غير قتال(7/607)
(2) حدثنا وكيع قال ثنا زكريا عن عامر أن حنظلة بن الراهب طهرته الملائكة.
(3) حدثنا عبد الاعلى عن يونس عن الحسن في الغسل إذا كان عليه مهل غسل.
(4) حدثنا وكيع قال ثنا شعبة عن قتادة عن سعيد بن المسيب والحسن قالا : الشهيد يغسل ، ما مات ميت إلا جنب.
(5) حدثنا عبد الله بن نمير عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال : غسل عمر وكفن وحنط.
(43) ما قالوا في الصلاة على الشهيد (1) حدثنا عبد الله بن إدريس عن أبي مالك قال : صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على حمزة.
(2) حدثنا ابن فضيل عن يزيد عن عبد الله بن الحارث قال : صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على حمزة وكبر عليه تسعا.
(3) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن الزبير بن عدي عن عطاء أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على قتلى بدر.
(4) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن جابر قال : سئل عامر : أيصلى على الشهيد ؟ قال : أحق من صلي عليه الشهيد.
(44) ما قالوا في الرجل يأخذ المال للجهاد ولا يخرج (1) حدثنا أبو أسامة قال ثنا إسحاق بن سليمان عن الشيباني عن أبيه قال حدثنى عمرو بن أبي قرة قال : جاءنا كتاب عمر بن الخطاب أن ناسا يأخذون من هذا المال يجاهدون في سبيل الله ثم يخالفون ولا يجاهدون ، فمن فعل ذلك منهم فنحن أحق بماله حتى تأخذ منه ما أخذ ، قال إسحاق : فقمت إلى أسد بن عمرو فقلت : ألا ترى إلى ما حدثني به عمرو بن أبي قرة وحدثت به ، فقال : صدق ، جاء به كتاب عمر.
-
__________
- (42 / 2) وهو حنظلة غسيل الملائكة لانه سمع النداء بالخروج إلى أحد فخرج وهو جنب لم يقتسل إذ لم يسمع له الوقت بالاغتسال فغسلته الملائكة.
(42 / 3) إذا كان عليه مهل : إذا لم يتوف فور إصابته فرفع به رمق أو كان يمكن تأخير دفنه حتى يغسل غسل(7/608)
(45) ما قالوا في الرجل يؤسر ؟ (1) حدثنا معن بن عيسى عن ابن أبي ذئب عن الزهري قال : يوقف مال الاسير وامرأته حتى يسلما أو يموتا.
(2) حدثنا محمد بن مصعب قال : حدثني الاوزاعي قال : سألت الزهري عن الاسير في أرض العدو متى تزوج امرأته ؟ فقال : لا تزوج ما علمت أنه حي.
(46) ما قالوا في الاسير في أيدي العدو وما يجوز له من ماله ؟ (1) حدثنا عبد الاعلى عن هشام عن الحسن في الاسير في أيدي العدو إن أعطى عطية أو نحل نحلا وأوصى بثلثه فهو جائز.
(2) حدثنا معن بن عيسى عن ابن أبي ذئب عن الزهري قال : لا يجوز للاسير في ماله إلا الثلث.
(47) ما قالوا في الاسير وله القرابة فمن يرثه ؟ (1) حدثنا علي بن مسهر عن داود عن الشعبي عن شريح قال : أحوج ما يكون إلى ميراثه وهو أسير.
(2) حدثنا ابن مهدي عن همام عن قتادة عن الحسن في ميراث الاسير قال : إنه محتاج إل ميراثه.
(3) حدثنا ابن مهدي عن سفيان عن ابن أبي ذئب عن الزهري قال : يرث الاسير.
(4) حدثنا ابن مهدي عن هشام عن قتادة عن سعيد بن المسيب قال : يرث.
(48) من قال : لا يرث الاسير.
(1) حدثنا ابن مهدي عن سفيان عمن سمع إبراهيم يقول : لا يرث الاسير.
-
__________
- (46 / 2) أي أن حكمه حكم من كان في مرض الموت.
(47 / 1) إذ بماله يفتدى من الاسر ويفك إساره(7/609)
(2) حدثنا ابن الحارث عن ابن أبي عروبة عن قتادة عن سعيد بن المسيب قال : لا يرث الاسير في أيدي العدو.
(3) حدثنا عفان قال حدثنا وهيب عن داود عن سعيد بن المسيب أنه كان لا يورث الاسير.
(49) ما قالوا في الاسير يؤسر فيحدث هنالك ثم يجئ فيؤخذ منه (1) حدثنا عبد الله بن المبارك عن ابن جريج عن عطاء قال : لا يؤخذ بما أحدث هناك - يعني الاسير يؤسر فيحدث.
(50) ما قالوا في الفتح يأتي فيبشر به الوالي فيسجد سجدة الشكر (1) حدثنا حفص بن غياث عن موسى بن عبيدة عن زيد بن أسلم عن أبيه قال : بشر عمر بفتح فسجد.
(2) حدثنا حفص بن غياث عن مسعر عن محمد بن عبيد الله أن أبا بكر أتاه فتح فسجد.
(3) حدثنا وكيع قال ثنا مسعر عن أبي عون الثقفي محمد بن عبيد الله عن رجل لم يسمه : أن أبا بكر لما أتاه فتح اليمامة سجد.
(4) حدثنا شريك عن محمد بن قيس عن أبي موسى قال : رأيت عليا حين أتي بالمخدج سجد سجدة شكر.
(5) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن محمد بن قيس الهمداني عن شيخ لهم يكنى أبا موسى قال : شهدت عليا لما أتي بالمخدج سجد.
-
__________
- (49 / 1) لانه ربما أحدث ما أحدث مجبرا أو خوف قتل آسريه له والاصل الحفاظ على حياته حتى يعود إلى
أرض الاسلام وقد أباح الله تعالى للمضطر أكل الميتة والدم ولحم الخنزير.
(50 / 1) هي سجدة شكر لله تعالى(7/610)
(6) حدثنا وكيع قال ثنا ابن عبيد العجلي عن أبي موسى الوالبي قال : شهدت عليا أتي بالمخدج فسجد.
(7) حدثنا وكيع ثنا مسعر عن أبي عون الثقفي عن يحيى بن الجزار أن النبي صلى الله عليه وسلم مر به رجل وبه زمانة فسجد وأبو بكر وعمر.
(8) حدثنا شريك عن جابر عن أبي جعفر قال : مر على رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل قصير ، قال : فسجد سجدة الشكر وقال : الحمد لله الذي لم يجعلني مثل زنيم.
(9) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن جابر عن أبي جعفر أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بنغاش فسجد وقال : " سلوا الله العافية ".
(10) حدثنا جرير عن منصور قال : حدثت أن أبا بكر سجد سجدة الشكر ، وكان إبراهيم يكرهها.
(11) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن مغيرة عن إبراهيم قال : سجدة الشكر بدعة.
(12) حدثنا هشيم قال ثنا الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال : لما نزل نكاح زينب انطلق زيد بن حارثة حتى استأذن على زينب قال : فقالت زينب : مالي ولزيد ؟ قال : فأرسل إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : فأذنت له فبشرها أن الله زوجها من نبيه صلى الله عليه وسلم قال : فخرت ساجدة شكر الله.
(13) حدثنا هشام قال أخبرنا مغيرة عن إبراهيم قال : كان يكره سجدة الفرج ويقول : ليس فيها ركوع ولا سجود.
(14) حدثنا أبو أسامة قال ثنا إسماعيل بن زربي قال حدثني الريان بن صبرة الحنفي أنه شهد يوم النهروان ، قال : وكنت فيمن استخرج ذا الثدية فبشر به علي قبل أن ينتهي
إليه قال : فانتهى إليه وهو ساجد فرحا.
(15) حدثنا زيد بن الحباب قال أخبرنا موسى بن عبيدة عن قيس بن عبد الرحمن بن صعصعة عن سعد بن إبراهيم عن علي عن جده عبد الرحمن بن عوف قال : انتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو ساجد ، فلما انصرف قلت : يا رسول الله : أطلت السجود ؟ قال : إني سجدت شكرا لله فيما ابتلاني من أمتي ".
-
__________
- (50 / 8) الزنيم : القصير البدين القبيح.
(50 / 9) النغاش : الشديد القصر الضخم الجثة يتمايل في مشيته.
(50 / 14) يوم النهروان : معركة بين علي رضي الله عنه والخوارج(7/611)
(51) ما قالوا في العهد يوفي به للمشركين (1) حدثنا ابن عيينة عن محمد بن سوقة قال : سأل رجل عطاء عن رجل أسرته الديلم فأخذوا منه عهد الله وميثاقه على أن يرسلوه ، فإن بعث إليهم بعد [ أفديتموه ] فهو برئ ، وإن لم يبعث إليهم كان عليه العهد والميثاق أن يرجع إليهم فلم يجد ، وكان معسرا ، قال يعني : بالعهد ، فقال : إنهم أهل شرك ، فأبى عطاء إلا أن يفي بالعهد (2) حدثنا ابن عيينة عن جامع بن أبي راشد عن ميمون بن مهران قال : ثلاث يؤدين إلى البر والفاجر : الرحم يوصل برة كانت أو فاجرة ، والامانة تؤديها إلى البر والفاجر ، والعهد يوفي به للبر والفاجر.
(3) حدثنا أبو أسامة عن الوليد بن جميع قال ثنا أبو الطفيل قال ثنا حذيفة بن اليمان قال : ما منعني أن أشهد بدرا إلا أني خرجت أنا وأبي حسيل ، قال : فأخذنا كفار قريش فقالوا : إنكم تريدون محمدا ؟ فقلنا : ما نريده ، وما نريده إلا المدينة ، فأخذوا منها عهد الله وميثاقه لننصرفن إلى المدينة ولا نقاتل مع ، فأتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرناه الخبر فقال : " انصرفا ، نفي لهم وأستعين الله عليهم ".
(52) ما قالوا في العبيد يأبقون إلى أرض العدو (1) حدثنا عيسى بن يونس عن الاوزاعي عن عبيد بن أبي لبابة أنه قال في العبد إذا أبق إلى أرض العدو : لا يقتل حتى يأوي إلى حرز ، ويرد إلى مولاه.
(2) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن المغيرة بن شبل عن جرير بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا أبق العبد إلى العدو برئت منه الذمة ".
(3) حدثنا وكيع عن سفيان عن الحسن بن عبيد الله عن الشعبي عن جرير قال : مع كل أبقة كفرة.
(4) حدثنا وكيع قال ثنا يونس بن أبي إسحاق عن عامر عن جرير قال : إذا أبق إلى العدو فقد حل دمه - يعني إلى دار الحرب.
-
__________
- (51 / 1) [ افديتموه ] هكذا في الاصل والارجح فديته.
(52 / 2) برئت منه الذمة : أي إن قاتل مع العدو قتل(7/612)
(5) حدثنا أبو أسامة عن مجالد عن عامر عن جرير عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أيما عبد أبق إلى أرض العدو فقد برئت منه الذمة.
(53) ما قالوا في رجل أسره العدو ثم اشتراه رجل من المسلمين.
(1) حدثنا عبدة بن سليمان عن ابن أبي عروبة عن قتادة قال : سئل على عن مكاتب سباه العدو ثم اشتراه رجل من المسلمين قال : فقال : إن أحب مولاه أن يفكه فيكون عنده علي ما بقي من مكاتبته ويكون له الولاء ، وإن كره ذلك كان عند الذي اشتراه على هذا الحال.
(2) حدثنا الفضل بن دكين قال ثنا عباد قال أخبرني مكحول قال في مكاتب أسره
العدو فاشتراه رجل من التجار يكاتبه قال : يؤدي مكاتبه الاول ثم يؤدي مكاتبه الآخر.
(54) ما قالوا في الفروض وتدوين الدواوين (1) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة أنه قدم على عمر من البحرين ، قال : فقدمت عليه فصليت معه العشاء ، فلما رآني سلمت عليه فقال : ما قدمت به ؟ قلت : قدمت بخمسمائة ألف ، قال : أتدري ما تقول ؟ قال قلت : قدمت بخمسمائة ألف قال : ماذا تقول ؟ قال : قلت : مائة ألف مائة ألف مائة ألف مائة ألف مائة ألف حتى عددت خمسا ، قال : إنك ناعس ، ارجع إلى بيتك فنم ثم اغد علي ، قال : فغدوت عليه فقال : ما جئت به ؟ قلت : بخمسمائة ألف ، قال : طيب ، قلت : طيب ، لا أعلم إلا ذاك ، قال : فقال للناس : إنه قدم علي مال كثير فإن شئتم أن نعده لكم عدا ، وإن شئتم أن نكيله لكم كيلا ، فقال رجل : يا أمير المؤمنين إني رأيت هؤلاء الاعاجم يدونون ديوانا ويعطون الناس عليه ، قال : فدون الدواوين وفرض للمهاجرين في خمسة آلاف خمسة آلاف وللانصار في أربعة آلاف أربعة آلاف ، وفرض لازواج النبي صلى الله عليه وسلم في اثني عشر ألفا اثني عشر ألفا.
-
__________
- (53 / 1) أي يكون عند الآخر مكاتبا أيضا حتى يؤدي له مكاتبته.
(54 / 1) إنك ناعس : أي قد أخذت النعاس فلا تدري ما تقول.
أغد علي : عد إلي غدا صباحا(7/613)
(2) حدثنا وكيع قال ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال : فرض عمر لاهل بدر غريبهم ومولاهم في خمسة آلاف خمسة آلاف ، وقال : لافضلنهم على من سواهم.
(3) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن أبي إسحاق عن مصعب بن سعد أن عمر بن الخطاب فرض في ستة آلاف ستة آلاف ، وفرض لامهات المؤمنين في عشرة آلاف عشرة
آلاف ، ففضل عائشة بألفين لحب النبي صلى الله عليه وسلم إياها إلا السبيتين صفية بنت حيي وجويرية بنت الحارث فرض لها ستة آلاف ، وفرض لنساء من نساء المؤمنين في ألف ألف منهم أم عبد.
(4) حدثنا حميد بن عبد الرحمن عن الحسن بن قيس عن أبيه قال : أتيت عليا بابن عمة لي فقلت : يا أمير المؤمنين ! افرض لهذا ؟ قال : أربع - يعني أربعمائة ، قال : قلت : إن أربعمائة لا تغني شيئا ، زده المائتين التي زدت ، قال فذاك له ، وقد كان زاد الناس مائتين.
(5) حدثنا زيد بن الحباب قال حدثني أبو معشر قال حدثني عمر مولى غفرة وغيره قال : لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءه مال من البحرين فقال أبو بكر : من كان له على رسول الله صلى الله عليه وسلم شئ أو عدة فليقم فليأخذ ، فقام جابر فقال : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن جاءني مال من البحرين لاعطيتك هكذا وهكذا " ثلاث مرار وحثى بيده ، فقال له أبو بكر : قم فخذ بيدك ، فأخذ فإذا هي خمسمائة درهم ، فقال : عدوا له ألفا ، وقسم بين الناس عشرة دراهم عشرة دراهم ، وقال : إنما هذه مواعيد وعدها رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس حتى إذا كان عام مقبل ، جاءه مال أكثر من ذلك المال ، فقسم بين الناس عشرين درهما عشرين درهما ، وفضلت منه فضلة ، فقسم للخدم خمسة دراهم خمسة دراهم ، وقال : إن لكم خداما يخدمونكم ويعالجون لكم ، فرضخنا لهم ، فقالوا : لو فضلت المهاجرين والانصار لسابقتهم ، ولمكانهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : أجر أولئك على الله ، إن هذا المعاش الاسوة فيه خير من الاثرة ، قال : فعمل بهذا ولايته حتى إذا كانت سنة ثلاث عشرة في جمادي الآخرة من ليال بقين منه مات رضي الله عنه ، فعمل عمر بن الخطاب -
__________
- (54 / 3) ليس ما ها هنا مناقض أو مخالف لما سبق إنما هي مرات مختلفة فرضى في كل منها حسب المال الذي أتاه.
أم عبد هي أم عبد الله بن مسعود.
(54 / 5) الرضخ : إعطاء القليل(7/614)
ففتح الفتوح وجاءته الاموال ، فقال : إن أبا بكر رأي في هذا الامر رأيا ، ولي فيه رأي
آخر ، لا أجعل من قاتل رسول الله صلى الله عليه وسلم كمن قاتل معه ، ففرض للمهاجرين والانصار ممن شهد بدرا خمسة آلاف خمسة آلاف ، وفرض لمن كان له الاسلام كإسلام أهل بدر ولم يشهد بدرا أربعة آلاف ، وفرض لازواج النبي صلى الله عليه وسلم اثني عشر ألفا اثني عشر ألفا إلا صفية وجويرية ، فرض لهما ستة آلاف ستة آلاف ، فأبتا أن تقبلا ، فقال لهما : إنما فرضت لهن للهجرة ، فقالتا : إنما فرضت لهن لمكانهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان لنا مثله ، فعرف ذلك عمر ففرض لهما اثني عشر ألفا اثني عشر ألفا ، وفرض للعباس اثني عشر ألفا ، وفرض لاسامة بن زيد أربعة الآف ، وفرض لعبد الله بن عمر ثلاثة آلاف ، فقال : يا أبت ! لم زدته علي ألفا ؟ ما كان لابيه من الفضل ما لم يكن لابي ، وما كان له لم يكن لي ، فقال : إن أبا أسامة كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبيك ، وكان أسامة أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منك وفرض لحسن وحسين خمسة آلاف خمسة آلاف ، وألحقهما بأبيهما لمكانهما من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وفرض لابناء المهاجرين والانصار ألفين ألفين ، فمر به عمر بن أبي سلمة فقال : زيدوه ألفا ، فقال له محمد بن عبد الله بن جحش ، ما كان لابيه ما لم يكن لآبائنا وما كان له ما لم يكن لنا ، فقال : إني فرضت له بأبيه أبي سلمة ألفين ، وزدته بأمه أم سلمة ألفا ، فإن كانت لك أم مثل أمه زدتك ألفا ، وفرض لاهل مكة وللناس ثمانمائة ثمانمائة ، فجاءه طلحة بن عبيد الله بأخيه عثمان ، ففرض له ثمانمائة ، فمر به النضر بن أنس فقال عمر : افرضوا له في ألفين ، فقال طلحة : جئتك بمثله ففرضت له ثمانمائة درهم.
وفرضت لهذا ألفين ؟ فقال : إن أبا هذا لقيني يوم أحد فقال لي : ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقلت : ما أراه إلا قد قتل ، فسل سيفه فكسر غمده وقال : إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قتل فإن الله حي لا يموت ، فقاتل حتى قتل ، وهذا يرعى الشاء في مكان كذا وكذا ، فعمل عمر بدأ خلافته حتى كانت سنة ثلاث وعشرين حج تلك السنة فبلغه أن الناس يقولون : لو مات أمير المؤمنين قمنا إلى فلان فبايعناه ، وإن كانت بيعة أبي بكر فلتة ، فأراد أن يتكلم في أوسط أيام التشريق فقال له عبد الرحمن بن عوف : يا أمير
المؤمنين ! إن هذا مكان يغلب عليه غوغاء الناس ودهمهم ومن لا يحمل كلامك محمله ، فارجع إلى دار الهجرة والايمان ، فتكلم فيستمع كلامك ، فأسرع فقدم المدينة فخطب الناس وقال : يا أيها الناس ! أما بعد فقد بلغني ما قاله قائلكم : لو مات أمير المؤمنين قمنا -
__________
- = وأم سلمة هي زوج الرسول صلى الله عليه وسلم وإحدى أمهات المؤمنين(7/615)
إلى فلان فبايعناه وإن كانت بيعة أبي بكر فلتة ، وأيم الله إن كانت لفلتة وقانا الله شرها ، فمن أين لنا مثل أبي بكر نمد أعناقنا إليه كمدنا إلى أبي بكر ، إنما ذاك تفرة ليفتل ، من بايع أمير أمور المسلمين من غير مشورة فلا بيعة له ، ألا وإني رأيت رؤيا ولا أظن ذاك إلا عند اقتراب أجلي ، رأيت [ ديكا يرى لي ] فنقرني ثلاث نقرات ، فتأولت لي أسماء بنت عميس ، قالت : يقتلك رجل من أهل هذه الحمراء ، فإن أمت فأمركم إلى هؤلاء الستة الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض : إلى عثمان وعلي وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص ، فإن اختلفوا فأمرهم إلى علي ، وأن أعش فسأوصي ونظرت في العمة وبنت الاخ مالهما ، يورثان ولا يرثان ، وإن أعش فسأفتح لكم أمرا تأخذون به ، وإن أمت فسترون رأيكم ، والله خليفتي فيكم فيكم ، وقد دونت لكم دواوين ، ومصرت لكم الامصار ، وأجريت لكم الطعام إلى الخان ، وتركتكم على واضحة ، وإنما أتخوف عليكم رجلين : رجلا قاتل على تأويل هذا القرآن يقتل ، ورجلا رأي أنه أحق بهذا المال من أخيه فقاتل عليه حتى قتل ، فخطب نهار الجمعة وطعن يوم الاربعاء.
(6) حدثنا يزيد بن هارون عن المسعودي عن القاسم بن عبد الرحمن قال : كان عطاء عبد الله ستة آلاف.
(7) حدثنا حميد بن عبد الرحمن عن الحسن عن إبراهيم بن المهاجر عن مجاهد قال : فرض عمر لاهل بدر في ستة آلاف ستة آلاف ، وفرض لازواج النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك.
(8) حدثنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا إسرائيل عن إسماعيل بن سميع عن عمار
الدهني عن سالم بن أبي الجعد أن عمر جعل عطاء سلمان ستة آلاف.
(9) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن يحيى بن عمرو بن سلمة الهمداني عن أبيه عن عبيدة السلماني قال : قال لي عمر : كم ترى الرجل يكفيه من عطائه قال : قلت : كذا وكذا ، قال : لان بقيت لاجعلن عطاء الرجل أربعة آلاف : ألفا لسلاحه ، وألفا لنفقته ، وألفا يجعلها في بيته وألفا لكذا وكذا أحسبه قال : لفرسه.
-
__________
- = [ ديكا يرى لي ] الارجح أنها ديكا انبرى لي.
من أهل هذه الحمراء : أي من أهل فارس والديك في التأويل رجل فارسي.
(54 / 8) وإنما فرض لسلمان رضي الله عنه ذلك لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " سلمان منا أهل البيت " و " سلمان سابق الفرس "(7/616)
حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن الاسود بن قيس عن شيخ لهم قال : سمعت عمر بن الخطاب يقول : لئن بقيت إلى قابل لالحقن سفلة المهاجرين في ألفين ألفين.
(11) حدثنا وكيع قال ثنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه قال سمعت عمر بن الخطاب يقول : لئن بقيت إلى قابل لالحقن أخرى الناس بأولاهم ولاجعلنهم بيانا واحدا.
(12) حدثنا وكيع قال ثنا محمد بن قيس قال حدثتني والدتي أم الحكم أن عليا ألحقها في مائة من العطاء.
(13) حدثنا محمد بن بكر عن ابن جريج عن أبي الحويرث أن عمر فرض للعباس سبعة آلاف ، ولعائشة وحفصة عشرة آلاف ، ولام سلمة وأم حبيبة وميمونة وسودة ثمانية آلاف ثمانية آلاف ، وفرض لجويرية وصفية ستة آلاف ستة آلاف ، وفرض لصفية بنت عبد المطلب نصف ما فرض لهن ، فأرسلت أم سلمة وصواحبها إلى عثمان بن عفان فقلن له : كلم عمر فينا فإنه قد فضل علينا عائشة وحفصة ، فجاء عثمان إلى عمر فقال : إن
أمهاتك يقلن لك : سو بيننا ، لا تفضل بعضنا على بعض ، فقال : إن عشت إلى العام القابل زدتهن لقابل ألفين ألفين ، فلما كان العام القابل جعل عائشة وحفصة في اثني عشر ألفا اثني عشر ألفا ، وجعل أم سلمة وأم حبيبة في عشرة آلاف ، عشرة آلاف ، وجعل صفية وجويرية في ثمانية آلاف ، ثمانية آلاف ، فلما رأين ذلك سكتن عنه.
(14) حدثنا محمد بن بكر عن ابن جريج قال أخبرني أبي أن عمر بن الخطاب فرض لجبير بن مطعم [ وصريانه ؟ ] أربعة آلاف أربعة آلاف.
(15) حدثنا محمد بن بكر عن ابن جريج قال - قال أبو بكر : أراه قد ذكر له إسنادا - : إن عمر بن الخطاب فرض لاسامة بن زيد ثلاثة آلاف وخمسمائة ولعبد الله بن عمر ثلاثة آلاف ، فقال عبد الله لعمر : فرضت لاسامة ثلاثة آلاف وخمسمائة وما هو بأقدم مني إسلاما ولا شهد ما لم أشهد ، قال : فقال عمر : لان زيد بن حارثة كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبيك ، وكان أسامة بن زيد أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منك فلذلك زدته عليك خمسمائة.
-
__________
- (54 / 10) سفلة المهاجرين : اخر من هاجر منهم.
(54 / 14) [ ؟ صريانه ] هكذا في الاصل من غير نقط والارجح أنها [ ضربانه ] أي من في مكانته وحاله(7/617)
(16) حدثنا ابن فضيل عن عاصم بن سليمان عن أبي الزناد قال : أعطانا عمر درهما ثم أعطانا درهمين درهمين - يعني قسم بينهم.
(17) حدثنا عفان قال ثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أنس بن مالك وسعيد بن المسيب أن عمر بن الخطاب كتب المهاجرين على خمسة آلاف والانصار على أربعة آلاف ، ومن لم يشهد بدرا من أولاد المهاجرين على أربعة آلاف ، وكان منهم أسامة بن زيد ومحمد بن عبد الله بن جحش وعمر بن أبي سلمة وعبد الله بن عمر ، فقال عبد الرحمن بن عوف : إن عبد الله ليس مثل هؤلاء ، إن عبد الله من أمره من أمره ، فقال
عبد الله بن عمر لعمر : إن كان حقا لي فأعطنيه ، وإلا فلا تعطنيه ، فقال عمر لعبد الرحمن بن عوف : فاكتبني على أربعة آلاف وعبد الله على خمسة آلاف ، والله لا يجتمع أنا وأنت على خمسة آلاف ، فقال عبد الله بن عمر : إن كان حقا فأعطنيه وإلا فلا تعطنيه.
(18) حدثنا غسان بن نصر عن سعيد بن يزيد عن أبي نضرة عن جابر قال : لما ولي عمر الخلاقة فرض الفرائض ودون الدواوين وعرف العرفاء قال جابر : فعرفني على أصحابي.
(55) في العبيد يفرض لهم أو يرزقون (1) حدثنا ابن عيينة عن عمرو عن الحسن بن محمد عن مخلد الغفار أن ثلاثة مملوكين شهدوا بدرا فكان عمر يعطي كل رجل منهم كل سنة ثلاثة آلاف ثلاثة آلاف.
(2) حدثنا عباد بن العوام عن هارون بن عنترة عن أبيه قال : شهدت عثمان وعليا يرزقان أرقاء الناس.
(3) حدثنا معتمر بن سليمان عن داود عن يوسف بن سعد عن وهيب أن زيد بن ثابت كان في إمارة عثمان على بيت المال ، قال : فدخل عثمان وأبصر وهيبا يعينهم فقال : من هذا ؟ فقال : مملوك لي ، فقال : أراه يعينهم ، أفرض له ألفين ، قال ففرض له ألفا.
(4) حدثنا حميد بن عبد الرحمن عن حسن عن سماك عن عياش الاشعري أن عمر كان يرزق العبيد والاماء والخيل.
-
__________
- (54 / 18) عرفني على أصحابي : جعلني عليهم عريفا والعريف مرتبة قبلية في المسؤولية عن أمور الناس.
(55 / 1) وإنما أعطاهم لشهودهم بدرا.
(55 / 2) راجع شرح الحديث السابق(7/618)
(56) من فرض لمن قرأ القرآن (1) حدثنا محمد بن فضيل عن أبيه قال : كان عمر بن عبد العزيز لا يفرض إلا لمن
قرأ القرآن ، قال : فكان أبي من قراء القرآن ففرض له.
(2) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن الشيباني عن يسير بن عمرو أن سعد بن مالك فرض لمن قرأ القرآن في ألفين ألفين ، فبلغ ذلك عمر فكتب إليه أن لا يعطي على القرآن أجرا.
(57) في الصبيان هل يفرض لهم ومتى يفرض لهم ؟ (1) حدثنا ابن عيينة عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب أن عمر كان يفرض للصبي إذا استهل.
(2) حدثنا عباد بن العوام عن هارون بن عنترة عن أبيه قال : شهدت عثمان فيأتى بأعطيات الناس ، إن قيل له : أن فلانة تلد الليلة فيقول : كم أنتم انظروا فإن ولدت غلاما أو جارية أخرجها مع الناس.
(3) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن عمر بن محمد بن زيد عن أبيه عن جده أنه لما ولد ألحقه عمر في مائة من العطاء.
(4) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن أبي الجحاف داود بن أبي عوف عن رجل من خثعم قال : ولد لي من الليل مولود ، فأتيت عليا حين أصبح فألحقه في مائة.
(5) حدثنا ابن عيينة عن عبد الله بن شريك عن بشر بن غالب قال : سأل ابن الزبير الحسن بن علي عن المولود فقال : إذا استهل وجب عطاؤه ورزقه.
(6) حدثنا الفضل بن دكين قال ثنا فطر قال : كنت جالسا مع زيد بن علي ، قلت : كيف صنع هذا الرجل إليكم ، عمر بن عبد العزيز ، فمر ابن له صغير فقال : جزاه الله خيرا ، فقد ألحق هذا في ألفين.
(7) حدثنا إسماعيل بن شعيب السمان عن أم العلاء أن أباها انطلق بها إلى علي ففرض لها في العطاء وهي صغيرة ، قال : وقال علي : ما الصبي الذي أكل الطعام وعض على الكسرة بأحق بهذا العطاء من المولود الذي يمص الثدي.
-
__________
- (57 / 1) إذا استهل : إذا بدا منه ما يدل على حياته والاستهلال للوليد الجديد هو صراخه وحركته(7/619)
(58) ما قالوا فيمن يبدأ به في الاعطية (1) حدثنا زيد بن الحباب قال ثنا القاسم بن معن عن جعفر عن أبيه أن عمر أراد أن يفرض للناس ، وكان رأيه خيرا من رأيهم ، فقالوا : ابدأ بنفسك ، فقال : لا ، فبدأ بالاقرب فالاقرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ففرض للعباس ثم علي حتى والى بين خمس قبائل حتى انتهى إلى بني عدي بن كعب.
(2) حدثنا وكيع قال ثنا موسى بن علي بن رباح عن أبيه أن عمر بن الخطاب خطب الناس في الجابية فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : من أحب أن يسأل عن القرآن فليأت أبي بن كعب ، ومن أحب أن يسأل عن الفرائض فليأت زيد بن ثابت ، ومن أحب أن يسأل عن الفقه فليأت معاذ بن جبل ، ومن أحب أن يسأل عن المال فليأتني ، فإن الله جعلني خازنا وقاسما ألا وإني بادئ بالمهاجرين الاولين أنا وأصحابي فنعطيهم ثم بادئ بالانصار الذين تبوأوا الدار والايمان فنعطيهم ، ثم بادئ بأزواج النبي صلى الله عليه وسلم فنعطيهن ، فمن أسرعت به الهجرة أسرع به العطاء ، ومن أبطأ عن الهجرة أبطأ به العطاء ، فلا يلومن أحدكم إلا مناخ راحلته.
(3) حدثنا زيد بن الحباب قال حدثني موسى بن عبيدة قال حدثني محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي ، وكان جده من المهاجرين ، عن أبي هريرة أنه وفد إلى صاحب البحرين ، قال : فبعث معي بثمانمائة ألف درهم إلى عمر بن الخطاب فقدمت عليه ، فقال : ما جئتنا به يا أيا هريرة ؟ فقلت : بثمائمائة ألف درهم ، فقال : أتدري ما تقول ؟ إنك أعرابي ، قال : فعددتها عليه بيدي حتى وفيت ، قال : فدعا المهاجرين فاستشارهم في المال فاختلفوا عليه ، فقال : ارتفعوا عني ، حتى إذا كان عند الظهيرة أرسل إليهم فقال : إني لقيت رجلا من أصحابي فاستشرته ، فلم ينتشر عليه رأيه فقال : { ما أفاء الله على
رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل } فقسمه عمر على كتاب الله.
(4) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن جعفر عن أبيه قال : وضع عمر بن الخطاب -
__________
- (58 / 1) بني عدي بن كعب : إحدى بطون قريش وهم عشيرة عمر رضى الله عنه.
(58 / 2) لا يلومن أحد إلا مناخ راحلته : لا يلومن إلا نفسه على تأخيره بالهجرة إلى مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم.
(58 / 3) سورة الحشر الآية (7)(7/620)
لدواوين ، استشار الناس فقال : بمن أبدأ ؟ قال : : ابدا بنفسك ؟ قال : لا ، ولكني أبدأ بالاقرب فالاقرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فبدأ بهم.
(5) حدثنا محمد بن عبد الله الاسدي قال ثنا حبان عن مجاهد عن الشعبي أن عمر أتي من جلولاء بسبعة آلاف ألف ففرض العطاء فاستشار في ذلك فقال عبد الرحمن بن عوف : ابدأ بنفسك ، فأنت أحق بذلك ، قال لا ، بل أبدأ بالاقرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن شهد بدرا حتى ينتهي ذلك إلي ، قال : فبدأ ففرض لعلي في خمسة آلاف ثم لبني هاشم ممن شهد بدرا لمواليهم ثم لحلفائهم ثم الاقرب فالاقرب حتى [ ينتهي ذلك إلي ].
(59) ما قالوا في عدل الوالي وقسمه قليلا كان أو كثيرا (1) حدثنا محمد بن فضيل عن هارون بن عنترة عن أبيه قال : كان أبي صديقا لقنبر ، قال : انطلقت مع قنبر إلى علي فقال : يا أمير المؤمنين ! قم معي ، قد خبأت لك خبيئة ، فانطلق معه إلى بيته ، فإذا أنا بسلة مملوءة جامات من ذهب وفضة ، فقال : يا أمير المؤمنين ! إنك لا تترك إلا شيئا قسمته أو أنفقته ، فسل سيفه فقال : ويلك ، لقد أحببت أن تدخل بيتي نارا كبيرة ثم استعرضها بسيفه فضربها فانتثرت بين إناء مقطوع نصفه وثلثه ، قال : علي بالعرفاء فجاءوا فقال : اقسموا هذه بالحصص ، قال ففعلوا وهو يقول :
يا صفراء يا بيضاء [ غوي ] غيري ، قال : وجعل يقول : هذا جناي وخياره فيه * * إذ كل جان يده إلى فيه قال : في بيت المال مسال وإبر ، وكان يأخذ من كل قوم خراجهم من عمل أيديهم ، قال : وقال للعرفاء : إقسموا هذا ، قالوا : لا حاجة لنا فيه ، قال : والذي نفسي بيده ! لنقسمنه خيره مع شره.
-
__________
- (58 / 5) الارجح أنها [ حتى انتهى ذلك إليه ] أي جعل نفسه آخر من يأخذ العطاء من الصحابة والمهاجرين.
(59 / 1) جامات : كؤوس.
عوي : إغو والارجح أنها [ غري ] والخطأ من النساخ والتصحيح من نهج البلاغة(7/621)
(2) حدثنا أبو أسامة عن الحسن بن الحكم النخعي قال : حدثني أمي عن أم عفان أم ولد لعلي قالت : جئت عليا وبين يديه قرنفل مكبوب في الرحبة ، فقلت ، يا أمير المؤمين ! هب لابنتي من هذا القرنفل قلادة ، فقال : هذا ، ونقر بيده ارمي درهم ، فإنما هذا مال المسلمين ، وإلا فاصبري حتى يأتي حظنا منه لنهب لابنتك قلادة.
(3) حدثنا أبو معاوية قال ثنا الاعمش عن عمرو بن مرة عن أبي صالح الذي كان يخدم أم كلثوم بنت علي ، قال : قالت : يا أبا صالح ! كيف لو رأيت أمير المؤمنين وأتي بأترج ، فذهب حسن وحسين يتناول منه أترجة ، فانتزعها من يده ، وأمر به فقسمها بين الناس.
(4) حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد القمي عن مالك بن دينار عن الحسن أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم زمام شعر من الفئ ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يسألني زماما من النار ، ما كان ينبغي لك أن تسألنيه وما ينبغي لي أن أعطيكه ".
(5) حدثنا وكيع قال ثنا شريك عن إبراهيم بن المهاجر عن قيس بن أبي حازم
الاحمسي قال : أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل بكبة من شعر من الغنية فقال : يا رسول الله ! هبها لي فأنا أهل بيت يعالج الشعر ، قال : نصيبي منها لك ".
(6) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا ابن أبي ذئب عن العباس بن فضيل عن عبيد الله بن أبي رافع عن جده أبي رافع قال : كنت خازنا لعلي ، قال : زينت ابنته بلؤلوة من المال قد عرفها ، فرآها عليها ، فقال : من أين لها هذه ! إن لله على أن أقطع يدها ، قال : فلما رأيت ذلك قلت : يا أمير المؤمنين ! زينت بها بنت أخي ، ومن أين كانت تقدر عليها ؟ فلما رأى ذلك سكت.
(7) حدثنا وكيع قال ثنا عبد الرحمن بن عجلان البرجمي عن جدته قالت : كان علي يقسم فينا الانوار بصرر : صرة الكمون والحرث وكذا وكذا.
(8) حدثنا وكيع قال ثنا ربيع بن حسان عن أمه قالت : كان علي يقسم فينا الورس والزعفران ، قال : فدخل على الحجرة مرة فرأي حبا منثورا ، فجعل يلتقط ويقول : شبعتم يا آل علي.
(59 / 2) قرنفل مكبوب : قد جمع بعضه فوق بعض.
الرحبة : الساحة الواسعة.
(59 / 6) الانوار : البهارات(7/622)
(9) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان بن سعيد بن عبيد عن شيخ لهم أن عليا أتي برمان فقسمه بين الناس ، فأصاب مسجدنا سبع رمانات أو ثمان رمانات.
(10) حدثنا وكيع قال ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن أبيه قال : أتي علي بدنان طلاء من غابات فقسمها بين المسلمين.
(11) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا عيينة بن عبد الرحمن بن جوشن عن أبيه عن عبد الرحمن بن أبي بكرة قال : لما رزأ علي من بيت مالنا حتى فارقنا إلا جبة محشوة
وخميصة دار بجردية.
(12) حدثنا وكيع عن الاعمش عن أبي وائل عن مسروق عن عائشة قالت : لما مرض أبو بكر مرضة الذي مات فيه قال : انظروا ما زاد في مالي منذ دخلت الامارة فابعثوا به إلى الخليفة من بعدي ، فإني قد كنت أستحله وقد كنت أصيب من الودك نحوا مما كنت أصيب في التجارة ، قالت : فلما مات نظرنا فإذا عبد نوبي كان يحمل الصبيان ، وإذا ناضح كان يسني عليه ، فبعثنا بهما إلى عمر ، قالت : فأخبرني جدي - تعني : وكيلي - أن عمر بكى وقال : رحمة الله على أبي بكر ، لقد أتعب من بعده تعبا شديدا.
(13) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا هشام عن ابن سيرين عن الاحنف بن قيس قال كنا جلوسا بباب عمر فخرجت جارية فقلنا : سرية عمر فقالت : إنها ليست سرية لعمر ، إني لا أحل لعمر ، إني من مال الله فتذاكرنا بيننا ما يحل - له من مال الله ، قال : فرقي ذلك إليه ، فأرسل إلينا فقال : ما كنتم تذاكرون فقلنا : خرجت علينا جارية ، فقلنا : هذه سرية عمر ، فقالت : إنها ليست بسرية عمر ، إنها لا تحل لعمر ، إنها من مال الله ، قال : فتذاكرنا ما بيننا ما يحل لك من مال الله فقال : أنا أخبركم بما استحل من مال الله : حلة الشتاء والقيظ ، وما أحج عليه وما أعتمر من الظهر ، وقوت أهلي كرجل من قريس ، ليس بأغناهم ولا بأفقرهم ، أنا رجل من المسلمين يصيبني ما أصابهم.
(14) حدثنا وكيع قال ثنا المسعودي عن محارب بن دثار عن الاحنف بن قيس أنهم كانوا جلوسا بباب عمر ، فخرجت عليهم جارية فقال لها بعض القوم : أنطول أمير -
__________
- (59 / 10) دنان من غابات : أي من القصب.
طلاء : دبس والطلاء أيضا القطران تطلى به الابل الجربة.
(59 / 14) أنطول : جارية وهو فارسي معرب(7/623)
المؤمنين ، قالت : إني لا أحل له ، يعني أنها من الخمس ، فخرج عمر فقال : أتدرون ما
استحل من هذا الفئ ؟ ظهرا أحج عليه وأعتمر ، وحلتين : حلة الشتاء والصيف ، وقوت آل عمر قوت أهل بيت رجلين من قريش ليسوا بأرفعهم ولا بأخسهم.
(15) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب العبدي قال : قال عمر : إني أنزلت نفسي من مال الله منزلة مال اليتيم ، إن استغنيت منه استعففت ، وإن افتقرت أكلت بالمعروف.
(16) حدثنا عبد الله بن المبارك قال ثنا أبان بن عبد الله البجلي قال حدثني عمرو ابن أخي علي عن علي قال : قال علي : مررت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بابل من إبل الصدقة فأخذ وبرة من ظهر بعير ، فقال : " ما يحل لي من غنائمكم ما يزن هذه إلا الخمس وهو مردود عليكم ".
(17) حدثنا عبد الله بن نمير عن سفيان عن الاسود بن قيس عن نبيح قال : أشترى ابن عمر بعيرين فألقاهما في إبل الصدقة فسمنا وعظما ، وحسنت هيئتهما قال : فرأهما عمر فأنكر هيئتهما فقال : لمن هذان ؟ قالوا : لعبد الله بن عمر فقال : بعهما وخذ رأس مالك ، ورد الفضل في بيت المال.
(18) حدثنا أبو معاوية عن عاصم عن أبي عثمان قال : لما قدم عتبة آذربيجان بالخبيص فذاقه فوجده حلوا ، فقال : لو صنعتم لامير المؤمنين من هذا ، قال : فجعل له سفطين عظيمين ، ثم حملهما على بعير مع رجلين فبعث بهما إليه ، فلما قدما على عمر قال : أي شئ هذا ؟ قال : هذا خبيص ، فذاقة فإذا هو حلو ، فقال : أكل المسلمين يشبع من هذا في رحله ؟ قالوا : لا ، قال : فردهما ، ثم كتب إليه بعد ، فإنه ليس من كدك ولا من كدا أبيت ولا من كد أمك أشبع المسلمين مما تشبع منه في رحلك.
-
__________
- (59 / 18) الخبيص أحد لونين من الحلوى فهو إما المعروف عندنا باسم " النمورة " ، وفي بعض البلاد " الخبيصة " وهي تصنع من السميد والسمن والسكر أو الخبيصة الاخرى وهي من النشاء والسكر وكلا النوعين من الحلويات الشعبية الرخيصة(7/624)
(19) حدثنا وكيع قال ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال : حدثني عتبة بن فرقد السلمي قال : قدمت على عمر بن الخطاب بسلال خبيص عظام مملوءة ، لم أر أحسن منه ، فقال ما هذا ؟ فقال : طعام أتيتك به ، إنك تقضي من حاجات الناس أول النهار ، فإذا رجعت أصبت منه ، قال : اكشف عن سلة منها ، قال : فكشفت ، قال : عزمت عليك إذا رجعت ألا رزقت كل رجل من المسلمين منها سلة ، قال : قلت : والذي يصلحك يا أمير المؤمنين ! لو أنفقت مال قيس كله ما بلغ ذلك ، قال : فلا حاجة لي فيه ، ثم دعا بقصعة فيها ثريد من خبز خشن ولحم غليظ وهو يأكل معي أكلا شهيا ، فجعلت أهوي إلى البضعة البيضاء أحسبها سناما فألوكها فإذا هي عصبة ، وآخذ البضعة من اللحم فأمضغها فلا أكاد أسيغها ، فإذا غفل عني جعلتها بين الخوان بين الخوان والقصعة ، ثم قال : يا عتبة ! إنا ننحر كل يوم جزورا ، فأما ودكها وأطائبها فلمن حضر من آفاق المسلمين ، وأما عنقها فلآل عمر.
(20) حدثنا حسن بن علي عن زائدة عن سليمان عن زيد بن وهب عن حذيفة قال : مررت والناس يأكلون ثريدا ولحما ، فدعاني عمر إلى طعامه ، فإذا هو يأكل خبزا وزينا فقلت : منعتني أن آكل مع الناس الثريد ، ودعوتني إلى هذا ؟ قال : إنما دعوتك لطعامي ، وذاك للمسلمين.
(60) ما يوصي به الامام الولاة إذا بعثهم (1) حدثنا أبو أسامة عن عبد الله بن الوليد عن عاصم بن أبي النجود عن ابن خزيمة ابن ثابت قال : كان عمر إذا استعمل رجلا أشهد عليه رهطا من الانصار و غيرهم ، قال : يقول : إني لم أستعملك على دماء المسلمين ولا على أعراضهم ، ولكني أستعملتك عليهم لتقسم بينهم بالعدل وتقيم فيهم الصلاة ، واشترط عليه أن لا يأكل نقيا ولا يلبس رقيقا ولا يركب بزودنا ولا يغلق بابه دون حوائج الناس.
-
__________
- (59 / 19) البضعة : القطعة.
ولحم عنق الناقة هو أخس لحمها وأصعبه على الهضم إذ ملئ بالاعصاب والاوردة.
(60 / 1) النقي : الطحين المنخول نخلا جيدا ، والمصنوع من القمح الصافي لا يلبس رقيقا : لا يلبس ناعم الثياب(7/625)
(2) حدثنا ابن علية عن الجريري عن أبي نضرة عن ابي فراس قال : خطب عمر بن لخطاب فقال : ألا إني والله ما أبعث إليكم عمالا ليضربوا أبشاركم ولا ليأخذوا أموالكم ، ولكن أبعثهم إليكم ليعلموكم دينكم و سنتكم ، فمن فعل به سوى ذلك فليرفعه إلي ، فو الذي نفسي بيده لاقصنه منه ، فوثب عمرو بن العاص فقال : يا أمير المؤمنين ! أرأيتك إن كان رجل من المسلمين على رعية فأدب بعض رعيته إنك لمقصة منه ؟ قال : أي والذي نفس عمر بيده لاقصنه منه ، أنا لا أقصه منه وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقص من نفسه ؟ ألا لا تضربوا المسلمين فتذلوهم ، ولا تمنعوهم من حقوقهم فتكفروهم ، ولا تجمروهم فتفتنوهم ، ولا تنزلوهم الغياض فتضيعوهم.
(3) حدثنا ابن علية عن الجريري عن أبي عثمان قال : كتب عمر إلى أبي موسى الاشعري أن أقطعوا الركب ، وأنزوا على الخيل نزوا ، وألقوا الخفاف ، واخذوا النعال ، وألقوا السراويلات ، واتزروا وارموا الاغراض ، وعليكم بلبس المعدية ، وإياكم وهدي العجم ، فإن شر الهدي هدي العجم.
(4) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث أميرا على سرية أو جيش أوصاه في خاصة نفسه بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرا قال : " اغزوا في سبيل الله ، قاتلوا من كفر بالله ، اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ، ولا تمثلو ولا تقتلوا وليدا ".
(5) حدثنا محمد بن بشر قال ثنا هشام بن سعد قال : سمعت زيد بن أسلم يذكر عن
أبيه قال : رأيت عمر بن الخطاب استعمل مولاه هنيا على الحمى ، قال : فرأيته يقول هكذا : ويحك يا هني ! ضم جناحك عن الناس ، واتق دعوة المظلوم ، فإن دعوة المظلوم -
__________
- (60 / 2) أبشاركم : جلودكم.
أقصنه منه : اقتص له منه.
(60 / 3) انزوا على الخيل نزوا : اركبوا الخيل دون جلوس مستقر فوقها فهذا جلوس المتبختر المغتر بنفسه ، وإنما النزو ركب الفارس المستعد للطعان.
أرموا الاعراض : قد ربوا على الرماية بإصابة الاهداف.
لبس المعدية : لبس معد أي اللباس الخشن.
الهدي : الهدايا.
(60 / 4) التمثيل : تشويه جثث قتلى العدو.
(60 / 5) الحمى : الارض المحمية وهي أرض حماها عمر رضي الله عنه لنعم الصدقة(7/626)
مجابة وأدخل رب الصريمة والغنيمة ، ودعني من نعم ابن عفان وابن عوف ، فإن ابن عوف وابن عفان إن هلكت ماشيتهما رجعا إلى المدينة إلى نخل وزرع ، وإن هذا المسكين إن هلكت ماشيته جاءني يصيح : يا أمير المؤمنين ! فالماء والكلا أهون على من أن أغرم ذهبا وورقا ، والله والله والله ؟ إنها لبلادهم في سبيل الله قاتلوا عليها في الجاهلية وأسلموا عليها في الاسلام ، ولولا هذا النعم الذي يحمل عليه في سبيل الله ما حميت على الناس من بلادهم شيئا.
(61) من كان يستحب الافطار إذا لقي العدو (1) حدثنا أبو بكر بن عياش قال : ثنا معاوية بن هشام قال ثنا سفيان عن أياد بن لقيط عن البراء بن قيس قال : أرسلني عمر بن الخطاب إلى سلمان بن ربيعة آمره أن يفطر وهو محاصر.
(2) حدثنا زيد بن الحباب قال ثنا معاوية بن صالح قال حدثني ربيعة بن يزيد الدمشقي عن قزعة قال : سألت أبا سعيد عن الصوم في السفر فقال : سافرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيصوم ونصوم حتى نزلنا منزلنا ، فقال : " إنكم قد دنوتم من عدوكم والفطر أقوي لكم ".
(62) ما قالوا في العطاء من كان يورثه (1) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال : دخل الزبير على عمار أو عثمان بعد وفاة عبد الله فقال : أعطني عطاء عبد الله فعيال عبد الله أحق به من بيت المال ، قال : فأعطاه خمسة عشر ألفا.
(2) حدثنا وكيع قال ثنا علي بن صالح عن سماك بن حرب عن أشياخ الحي قالوا : مات رجل وقد مضى له ثلثا السنة فأمر له عمر بن الخطاب بثلثي عطائه.
-
__________
- = أدخل رب الصريمة والغنيمة : دع صاحب الناقة أو النوق القليلة والغنيمات القليلة يرعاها في الحمى ، فهذا فقير وهي كل معاشه.
جاءني يصيح : جاء يطلب المال والمساعدة لفقره.
(61 / 1) لان المفطر أقوى على قتال العدو من الصائم.
(62 / 2) أي يورث من العطاء بمقدار ما مضى من مدته(7/627)
(3) حدثنا محمد بن بكر عن ابن جريج قال أخبرني عباس أن المطلب بن عبد الله بن قيس بن مخرمة أخبره أن امرأة سألت عن عائشة الحاجة ، قالت : وما لك ؟ قالت : كنا نأخذ عطاء إنسان ميت فرفعناه ، فقالت عائشة : لم فعلتم ، أخرجتم منها من فئ الله كان يدخل عليكم أخرجتموه من بينكم ، وذلك في زمان عمر بن الخطاب.
(4) حدثنا وكيع قال ثنا أبو المقدام هشام بن زياد مولى لعثمان عن أبيه أن عثمان كان يورث العطاء.
(5) حدثنا وكيع عن سفيان عن أبيه عن أبي حبان عن عامر قال : لا بأس أن يؤخذ للميت عطاءه.
(6) حدثنا وكيع قال ثنا قيس عن جابر عن مولى لعلي بن حسين عن علي بن حسين قال : لا بأس أن يؤخذ للميت عطاؤه.
(7) حدثنا محمد بن عبد الله الاسدي عن معقل قال : كان عمر بن عبد العزيز إذا مات الرجل وقد استكمل السنة أعطى ورثته عطاءه كله.
(63) ما قالوا في السير وترك السرعة ومن كان يحب الساقة (1) حدثنا عيسى بن يونس عن الاوزاعي أن عمر بن عبد العزيز أوصى عامله في الغزو أن لا يركب دابة إلا دابة تضبط سيرها أضعف دابة في الجيش.
(2) حدثنا ابن مبارك عن أمية الشامي قال : كان مكحول ورجاء بن حيوة يختاران الساقة لا يفارقانها.
(3) حدثنا ابن المبارك عن جميع بن عبد الله المقري أن عمر بن عبد العزيز نهى البريد أن يجعل في طرف السوط حديدة أن ينخس بها الدابة ، قال : ونهى عن [ اللحم ].
-
__________
- (62 / 3) أي أن العطاء إنما أعطي للرجل ليصرف منه على عياله فهو حق لعياله من بعده يرثونه كسائر الميراث.
(63 / 2) الساقة : مؤخرة الجيش تحميه من غدر العدو وتجمع من تخلف عنه وتلتقط ما سقط من القوم أثناء سيرهم.
(63 / 3) [ اللحم ] هكذا وردت في الاصل والارجح أنها [ اللجم ] جمع لجام ولم تكن تستعمل عند العرب(7/628)
(64) ما قالوا في أولاد الزنا يفرض لهم (1) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن زهير بن أبي ثابت عن ذهل بن أوس عن تميم
ابن مسيح قال : خرجت من الدار وليس لي ولد فأصبت لقيطا فأخبرت به عمر فالحقة في مائة.
(2) حدثا وكيع قال ثنا الاعمش عن زهير العبسي أن رجلا التقط لقيطا فاتى به عليا ، فأعتقه وألحقه في مائة.
(3) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن موسى الجهني قال رأيت ولد زنا ألحقه علي في مائة.
(65) ما قالوا في الرجل من أهل الذمة يسلم ، من قال : يرفع عنه الجزية (1) حدثنا هشيم عن حصين أن رجلين من أهل أليس أسلما في عهد عمر قال : فأتيا عمر فأخبراه بإسلامهما فكتب لهما إلى عثمان بن حنيف أن يرفع الجزية عن رؤوسهما ويأخذ الطسق من أرضيهما.
(2) حدثنا هشيم عن سيار عن الزبير عدي اليامي أن دهقانا أسلم على عهد علي فقال له علي : إن أقمت في أرضك رفعنا الجزية عن عن رأسك وأخذناها من أرضك ، وإن تحولت عنها فنحن أحق بها.
(3) حدثنا حفص بن غياث عن محمد بن قيس عن أبي عون محمد بن عبيد الله الثقفي عن عمر وعلي قالا : إذا أسلم وله أرض وضعنا عنه الجزية وأخذنا خراجها.
(4) وكيع قال ثنا سفيان عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب أن دهقانة من أهل نهر الملك أسلمت فقال عمر : ادفعوا إليها أرضها تؤدي عنها الخراج.
(5) حدثنا وكيع ثنا حسن بن صالح عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب أن دهقانة أسلمت فكتب عمر أن خيروها.
-
__________
- (65 / 1) الطسق : الخراج.
(65 / 4) الدهقان والدهقانة : ملاك الارض ، والكلمة فارسية.
نهر الملك : أحد أنهار فارس(7/629)
(6) حدثنا وكيع ثنا سفيان عن جابر عن عامر أن الرفيل دهقان النهرين أسلم ، فعرض له عمر في ألفين ، ورفع عن رأسه الجزية ، ودفع إليه أرضه يؤدي عنها الخراج.
(7) حدثنا حميد بن عبد الرحمن عن حسن عن منصور عن إبراهيم قال : إذا أسلم الرجل من أهل السواد ثم أقام بأرضه أخذ منه الخراج ، فإن خرج مهنا لم يؤخذ منه الخراج.
(8) حدثنا وكيع قال ثنا محمد بن قيس عن عامر قال : لم يكن لاهل السواد عهد فلما رضوا منهم بالجزية صار لهم عهد.
(9) حدثنا وكيع قال ثنا إسرائيل عن جابر عن عامر قال : ليس لاهل السواد عهد إنما نزلوا على الحكم.
(10) حدثنا عبد الله بن إدريس عن أشعث عن ابن سيرين قال : السواد بعضه صلح وبعضه عنوة.
(11) حدثنا وكيع عن عمران بن حدير عن أبي مجلز قال : لها أسلم الهرمزان والصوران قال لها عمر : إنما بكما الجزية ، إن الاسلام لحقيق أن يعيذ من الجزية.
(66) ما قالوا في البداوة (1) حدثنا شريك عن المقدام بن شريح عن أبيه عن عائشة قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبدو إلى هذه التلاع.
(2) حدثنا أبو أسامة عن الاعمش عن إبراهيم قال : خرج علقمة وعبد الله الرحمن بن أبي ليلى بدو لهم.
(3) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن إبراهيم قال : كانوا علقمة يتبدى إلى النجف.
-
__________
- (65 / 10) بعضه صلح : أي فتح صلحا ويعامل معاملة الارض التي فتحت سلما.
وبعضه عنوة : أي فتح بالقومة والحرب ويعامل معاملة الارض التي أخذت حربا.
(65 / 11) الهرمزان : رتبة فارسية ولقب لفارسي أسلم بعد أسره وإحضاره إلى المدينة والصوران مثله.
وقد أتهم الهرمزان بتحريض ، أبا لؤلؤة على قتل عمر رضي الله عنه.
(66 / 1) التلاع : البوادي ، يبدو يخرج إلى البادية يعيش عيش البدو فيها فترة.
(66 / 3) كان يخرج من الكوفة إلى النجف ولم يكن النجف قد أعمر بعد(7/630)
(4) حدثنا أبو أسامة عن أبي العميس عن علي بن الاقمر قال : خرج مسروق وعروة ابن المغيرة إلى بدو لهم.
(5) حدثنا وكيع ثنا سعيد بن السائب الطائفي عن صالح بن سعد قال : خرجت مع عمر بن عبد العزيز إلى السويداء متبديا.
(6) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن خالد عن معاوية بن قرة قال : كان يقال : البداؤة شهران ، فمن زاد فهو حرب.
(7) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن أبي موسى عن ابن منبه عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من بدا جفا ، ومن اتبع الصيد غفل ".
(8) حدثنا وكيع قال ثنا الاعمش عن إبراهيم قال : بدونا مع علقمة وكان عبد الرحمن بن أبي ليلى قريبا منا.
(67) ما قالوا في الرجل يشتري الجارية من الغنم (1) حدثنا هشيم عن حصين أن رجلا اشترى أمة يوم القادسية من الفئ ، فأتته بحلي كان معها ، فأتى سعد بن أبي فأخبره فقال : أجعله في غنائم المسلمين.
(2) حدثنا أبو الاحص عن أبي إسحاق عن محمد بن زيد قال : أشتريت جارية في خمس فوجدت معها خمسة عشر دينارا ، فأتيت بها عبد الرحمن بن خالد بن الوليد فقال :
هي لك.
(3) حدثنا أبو بكر بن عياش عن الشيباني عن الشعبي في الرجل اشترى سبية من المغنم ، فوجد معها فضة ، قال : يردها.
(68) ما قالوا في بيع المغنم بمن يزيد (1) حدثنا ابن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال : لا بأس ببيع من يزيد كذلك كانت تباع الاخماس.
-
__________
- (66 / 7) لان الجفاء طبع البداوة وملاحقة الصيد تبعد المرء عن أهله وقومه فيضل الطريق أو ينسى فرائضه رغم دخول أوقاتها لانشغاله بالصديد.
(67 / 3) يردها : يرد الفضة إلى المغانم(7/631)
(2) حدثنا إسماعيل بن عياش عن عمرو بن مهاجر أن عمر بن عبد العزيز عميرة بن زيد الفلسطيني يبيع السبي فيمن يزيد.
(3) حدثنا حفص بن غياث عن أشعث عن الحسن وابن سيرين أنها كرها بيع من يزيد إلا بيع المواريث والغنائم.
(4) حدثنا عدي بن يونس ومعتمر بن سليمان عن الاخضر بن عجلان عن أبي بكر الحنفي عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم باع خلسا وقدحا فيمن يزيد ، إلا أن معتمرا قال : عن أنس بن مالك عن رجل من الانصار عن النبي صلى الله عليه وسلم.
(5) حدثنا الفضل بن دكين عن حماد بن سلمة عن أبي جعفر الخطمي أن المغيرة بن شعبة باع المغانم فيمن يزيد.
(6) حدثنا وكيع قال ثنا حزام بن هشام عن أبيه قال : شهدت عمر باع إبلا من إبل الصدقة فيمن يزيد.
(7) حدثنا وكيع عن سفيان عن يونس عن ابن سيرين سيرين قال : لا بأس ببيع المزايدة.
(8) حدثنا حاتم بن وردان عن برد عن مكحول أنه كان يكره بيع من يزيد إلا الشركاء بينهم.
(9) حدثنا جرير عن مغيرة عن حماد قال : لا بأس ببيع من يزيد : أن يزيد في السوم إذا أردت أن تشتري.
(10) حدثنا وكيع عن سفيان عمن سمع مجاهد وعطاء يقولان : لا بأس ببيع من يزيد.
(69) ما قالوا في قسمة ما يفتح من الارض وكيف كان ؟ (1) حدثنا هشام بن علي عن الاعمش عن أبي إسحاق عن ابن مضرب قال : قسم عمر السواد بين أهل الكوفة فأصاب كل رجل منهم ثلاثة فلاحين ، فقال : له عمر : فمن يكون لهم بعدهم ، فتركهم.
-
__________
- (68 / 3) لانه مال يعم خيره الكثيرين.
(68 / 9) فإن لم يكن يريد الشراء فهو نحبش وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النجش(7/632)
(2) حدثنا ابن فضيل عن بيان عن قيس قال : كان لبجيلة ربع السواد فقال : عمر لولا أني قاسم مسؤول ما زلتم على الذي قسم لكم.
(3) حدثنا ابن فضيل عن يحيى بن سعيد عن بشير بن يسار عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم حين ظهر على خيبر ، وصارت خيبر لرسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين ، ضعفوا من عملها فدفعوها إلى اليهود يعلمون عليها على أن لهم نصف ما خرج منها ، فقسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم على ستة وثلاثين سهما ، لكل سهم مائة سهم ، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم نصف ذلك كله ، فكان في ذلك النصف سهام المسلمين وسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم معهم ، وجعل النصف الآخر لمن ينزل به الوفود والامور ونوائب الناس.
(4) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي وائل قال : قال عمر : لئن بقيت لآخذن فضل مال الاغنياء ولاقسمنه في فقراء المهاجرين.
(5) حدثنا وكيع ثنا سفيان عن واصل الا حدث عن أبي وائل قال : جلست إلى شيبة بن عثمان فقال لي : جلس عمر بن الخطاب مجلسك هذا فقال لي : لقد هممت أن لا أدع في الكعبة صفراء ولا بيضاء إلا قسمتها بين الناس ، قال قلت له : ليس ذلك إليك ، قد سبقك صاحباك فلم يفعلا ذلك ، قال : هما أكبر ان يقتدى بهما.
(6) حدثنا ابن إدريس عن مالك بن أنس عن زيد بن أسلم عن أسلم قال : سمعت عمر يقول : والذي نفس عمر بيده ! لولا أن يترك آخر الناس لا شئ لهم ما افتتح على المسلمين قرية من قرى الكفار إلا قسمتها سهمانا كما قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر سهمانا ، ولكن أردت أن يكون جرية تجري عليهم وكرهت أن يترك آخر الناس لا شئ لهم.
(7) حدثنا وكيع قال ثنا بن عبد الله الشيعثي عن ليث أبي المتوكل عن مالك ابن أوس بن الحدثان قال : سمعت عمر بن الخطاب يقول : ما من أحد من المسلمين إلا له في هذا الفي نصيب إلا عبد مملوك ، ولان بقيت ليبلغن الراعي نصيبه من هذا الفي في جبال صنعاء.
(8) حدثنا ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن الزهري عن مالك بن أوس بن الحدثان عن عمر قال : كانت أموال مولى بني النضير مما أفاء الله على رسوله مما لم يوجف عليه المسلمون بخيل ولا ركاب ، فكانت ، للنبي صلى الله عليه وسلم خاصة ، فكان يحبس منها نفقة سنة ، وما بقي جعله في الكراع والسلاح عدة في سبيل الله.
-
__________
- (69 / 2) بجيلة : من قبائل العرب(7/633)
(9) حدثنا وكيع قال ثنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه قال : أتى عمر بن الخطاب بغنائم من غنائم جلولاء فيها ذهب وفضة ، فجعل يقسمهما بين الناس ، فجاء ابن
له يقال له عبد الرحمن فقال : يا أمير المؤمنين ! اكسني خاتما ، قال : اذهب إلى أمك تسقيك شربة من سويق ، قال : فو الله ما أعطاه شيئا.
(10) حدثنا عفان قال ثنا عبد الواحد قال ثنا أبو بكر قال : كتب أبو حنظلة بن نعيم أن سعدا كتب إلى عمر أنا أخذنا أرضا لم يقاتلنا أهلها ، قال : فكتب إليه عمر : إن شئتم أن تقسموها بينكم فاقسموها ، وإن شئتم أن تدعوها فيعمرها أهلها ومن دخل فيكم بعد كان له فيها نصيب ، فإني أخاف أن تشاحوا منها وفي شربها فيقتل بعضكم بعضا ، فكتب إليه سعد أن المسلمين قد أجمعوا على أن رأيهم تبع ، فكتب إليه أن يردوا الرقيق إلى امرأة حملت من رجل من المسلمين.
(70) ما قالوا في هدم البيع والكنائس وبيوت النار (1) حدثنا معتمر بن سليمان عن أبيه عن حنش عن عكرمة قال : قيل لابن عباس : أللعجم أن يحدثوا في أمصار المسلمين بناء أو بيعة ، فقال : أيما مصر مصرته العرب فليس للعجم أن يبنوا فيه بناء ، أو قال : بيعة ، ولا تضربوا فيه ناقوسا ولا تسربوا فيه خمرا ، ولا تتخذوا فيه خنزيرا أو تدخلوا فيه ، أيما مصر مصرته العجم يفتحه الله على العرب ونزلوا - يعني على حكمهم فللعجم ما في عهدهم ، وللعجم على العرب أن يوفوا بعدهم ولا يكلفوهم فوق طاقتهم.
(2) حدثنا حفص بن غياث عن أبي بن عبد الله قال : جاءنا كتاب عمر بن عبد العزيز لا تهدم بيعة ولا كنيسة ولا بيت نار صولحوا عليه.
(3) حدثنا عبد الله بن نمير عن عبد الملك عن عطاء أنه سئل عن الكنائس ، تهدم ؟ قال : لا ألا ما كان منها في الحرة.
(4) حدثنا سهل بن يوسف عن عمرو عن الحسن أنه كان يكره أن تترك البيع في أمصار المسلمين.
(5) حدثنا عبد الاعلى عن عوف عن الحسن قال : قد صولحوا على أن يخلى بينهم وبين النيران والاوثان في غير الامصار(7/634)
(6) حدثنا عيسى بن يونس عن الاوزاعي قال : حدثني ابن سراقة أن أبا عبيدة بن الجراح كتب لاهل دير طبايا أني أمنتكم على دمائكم وأموالكم وكنائسكم أن تهدم.
(7) حدثنا عفان قال ثنا حماد بن سلمة عن حبيب بن شهيد عن محمد بن سيرين أنه كان لا يترك لاهل فارس صنما إلا كسر ولا نارا إلا أطفئت.
(8) حدثنا عبد الاعلى عن عوف قال : شهدت عبد الله بن عبيد بن معمر أتي بمجوسي بني بيت نار بالبصرة فضرب عنقه.
(71) من قال : لا يجتمع اليهود والنصاري مع المسلمين في مصر (1) حدثنا ابن عيينة عن سليمان الاحول عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رفعه قال : " أخرجوا المشركين من جزيرة العرب ".
(2) حدثنا وكيع عن إبراهيم بن ميمون عن إسحاق بن سعيد بن سمرة بن جندب عن أبيه عن أبي عبيدة بن الجراح : إن آخر كلام تكلم به رسول الله صلى الله عليه وسلم أن قال : " أخرجوا اليهود من أرض الحجاز وأهل نجران من جزيرة العرب ".
(3) حدثنا عبدة بن سليمان عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال : قال عمر : لا يتركوا اليهود والنصاري بالمدينة فوق ثلاث قدر ما يبيعوا سلعتهم ، وقال : لا يجتمع دينان في جزيرة العرب.
(4) حدثنا شريك عن ليث عن طاوس عن ابن عباس قال : " لا تساكنوا اليهود والنصاري إلا أن يسلموا ".
(5) حدثنا يزيد بن هارون عن ابن أبي ذئب أنه شهد عمر بن عبد العزيز في
خلافته أخرج أهل الذمة من المدينة ، وباع أرقاءهم من المسلمين.
(6) حدثنا أبو معاوية قال ثنا حجاج عن أبي الزبير عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لان بقيت لاخرجن المشركين من جزيرة العرب " ، فلما ولي عمر أخرجهم.
-
__________
- (71 / 1) والنصاري من المشركين لانهم يقولون أن عيسى عليه السلام هو الله وابن الله وإن الله ثالث ثلاثة والعياذ بالله مما يقولون على الله من الباطل.
(71 / 2) وأهل نجران من النصاري(7/635)
(7) حدثنا عيسى بن يونس عن ابن جريج عن أبي الزبير قال : قلنا لجابر بن عبد الله : أيدخل المجوس الحرم ؟ قال : أما أهل ذمتنا فنعم.
(8) حدثنا وكيع عن إسماعيل عن قيس قال : بعث النبي صلى الله عليه وسلم جيشا ثم قال : " ألا إني برئ من كل مسلم مقيم مع مشرك ، لا تترايا ناراهما ".
(72) ما قالوا في ختم رقاب أهل الذمة (1) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن عبيد الله عن نافع عن أسلم مولى عمر أن عمر كان يختم في أعناقهم - يعني أهل الذمة.
(2) حدثنا كثير بن هشام عن جعفر بن برقان قال ثنا ميمون بن مهران قال : بعث عمر حذيفة بن اليمان وابن حنيف ففلجا الجزية على أهل السواد فقالا : من لم يجئ من أهل السواد فنختم في عقنه برئت منه الذمة.
(73) ما قالوا في الرجل يحمل على الفرس فيحتاج إليه ، أيبيعه (1) حدثنا معتمر بن سليمان عن أبي المنية قال : أوصى رجل من أهل اليمامة بفرس في سبيل الله ، فقدم ابن عمر فقلت : أحمل عليه أخي ، فإن أخي رجل صالح ، قال : حتى أسأل الحسن ، فسأل الحسن فقال : احمل عليه رجلا ولا تخاف فيه أحدا ، قال : قلت
للحسن : فإن أحتاج إليه ؟ قال : فلتبعه من الجند ولا تعطه هذه الموالي فيتركه أحدهم نفقة لاهله.
(74) الرجل يجئ من دار الحرب ما يصنع به ؟ (1) حدثنا الضحاك بن مخلد عن ابن جريج عن عطاء في الرجل يأتي من أهل الحرب ، قال : إما أن يقره ، وإما أن يبلغه مأمنه.
-
__________
- (72 / 1) والختم كان علامة دفعهم ، وأنما كان الختم من جبر يطول بقاؤه كي لا يطالبوا مرة أخرى(7/636)
(75) الرجل يتزوج في دار الحرب (1) حدثنا الضحاك بن مخلد عن أشعث عن الحسن أنه كان يكره أن يتزوج الرجل في أرض الحرب ويدع ولده فيهم.
(76) ما قالوا في الذي يوجد في دار الحرب ، ما الحكم فيه ؟ (1) حدثنا محمد بن بكر عن ابن جريج قال : سئل عطاء عن الرجل من أهل الذمة يؤخذ في أهل الشرك ، فيقول : لم أرد عونهم عليكم وقد اشترطوا عليه أن يأتيهم فكره قتله إلا ببينة قال : وقال حينئذ لعطاء بعض أهل العلم : إذا نقص شيئا واحدا مما عليه فقد نقص الصلح.
(2) حدثنا وكيع عن سفيان عن هشام عن الحسن في أهل الذمة إذا نقضوا العهد فليس على الذرية شئ.
(77) ما قالوا في الفئ يفضل فيه الاهل على الاعزب (1) حدثنا معمر بن بشر قال ثنا ابن مبارك قال أخبرنا صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن عوف بن مالك قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا جاء الفئ قسمه من يومه فأعطى الاهل حظين وأعطى الاعزب حظا.
(78) ما قالوا في الولاة يجد البرد فيبرد (1) حدثنا إسماعيل بن علية عن صدقة بن يسار عن القاسم قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يبرد.
(2) حدثنا وكيع عن طلحة بن يحيى أن عمر بن العزيز كان يبرد فحمل مولى له رجلا على البريد بغير إذنه ، قال : فدعاه فقال : لا يتزوج حتى نقومه ثم نجعله في بيت المال.
-
__________
- (77 / 1) الاهل : المتزوج له امرأة وعيال.
(78 / 1) يبرد : يرسل رجلا يحمل البريد أي ينقل الرسائل إلى المرسلة إليهم(7/637)
(3) حدثنا وكيع عن هشام عن يحيى بن أبي كثير أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لامرائه : إذا أبردتم إلى بريد فأبردوه حسن الوجه حسن الاسم.
(4) حدثنا عبيد الله عن اسرائيل عن أبي إسحاق عن أبيه أن معاوية كتب إلى عبد الرحمن بن خالد أن احمل إلي جريرا على البريد فحمله.
(79) ما قالوا فيما ذكر من الرماح واتخاذها (1) حدثنا عيسى بن يونس عن الاوزاعي عن سعيد بن جبلة عن طاوس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله بعثني بالسيف بين يدي الساعة ، وجعل رزقي تحت ظل رمحي ، وجعل الذل والصغار على من خالفني ، ومن تشبه بقوم فهو منهم ".
(2) حدثنا وكيع ثنا سفيان عن الاوزاعي عن سعيد بن جبلة عن طاوس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - ثم ذكر مثله.
(3) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن أبي إسحاق عن أبي الخليل عن علي قال : كان المغيرة بن شعبة إذا غزا مع النبي صلى الله عليه وسلم حمل معه رمحا ، فإذا رجع طرحهه كي يحمل له فقال له علي : لاذكرن هذا للنبي صلى الله عليه وسلم فقال : لا تفعل فإنك إن فعلت لم ترفع ضالة.
(4) حدثنا وكيع قال ثنا مصعب بن سليم قال : سمعت أنس بن مالك يقول : إن أبا موسى أراد أن يستعمل البراء بن مالك فأتى فقال له البراء بن مالك : أعطني سيفي وقوسي ورمحي.
(5) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن إسماعيل بن أمية عن مكحول قال : إنما كانت الحربة تحمل مع النبي صلى الله عليه وسلم ليصلي إليها.
(6) حدثنا أبو أسامة قال ثنا مصعب بن سليم الزهري قال ثنا أنس بن مالك قال : لما بعث أبو موسى على البصرة كان ممن بعث البراء بن مالك وكان من ورائه ، فكان يقول له : اختر عملا ، فقال البراء : ومعطي أنت ما سألتك ؟ قال : نعم ، قال أما إني لا أسألك إمارة مصر ولا جباية خراج ، ولكن أعطني قوسي وفرسي ورمحي وسيفي وذرني إلى الجهاد في سبيل الله ، فبعثه على جيش ، فكان أول من قاتل.
-
__________
- (78 / 4) أحمل فلانا على البريد : أرسله مع رجال البريد أو على خيل البريد والمراد إرساله يسرعة.
(79 / 4) أي أرسلني أقاتل في سبيل الله(7/638)
(7) حدثنا هاشم بن القاسم قال ثنا عبد الرحمن بن ثابت قال ثنا حسان بن عطية عن أبي منيب الجرشي عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله جعل رزقي تحت رمحي وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري ، من تشبه بقوم فهو منهم ".
(80) ما قالوا في الفئ لمن هم من الناس (1) حدثنا وكيع قال ثنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه قال : قال عمر : اجتمعوا لهذا الفئ حتى ننظر فيه ، فإني قرأت آيات من كتاب الله استغنيت بها ، قال الله : { ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل } إلى قوله : { إن الله شديد العقاب } والله ما هو لهولاء وحدهم ، ثم قرأ { للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم } إلى
{ هم الصادقون } والله ما هو لهؤلاء وحدهم ، ثم قرأ { والذين جاءوا من بعدهم } آخر الاية.
(2) حدثنا حميد بن عبد الرحمن عن الحسن عن السدي عن عمر بن عبد العزيز قال : وجدت المال قسم بين هذه الثلاثة الاصناف المهاجرين والانصار والذين جاءوا من بعدهم.
(3) حدثنا حميد عن حسن عن السدي عن الحسن مثل ذلك.
(81) من كان يحب إذا افتتح الحصن أن يقيم عليه (1) حدثنا معاذ بن معاذ ثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس عن أبي طلحة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا غلب قوما أحب أن يقيم بعرصتهم ثلاثا.
(2) حدثنا عبد الاعلى عن سعيد عن قتادة عن أنس عن أبي طلحة عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله.
(82) ما قالوا في الرجل يعمل الشئ في أرض العدو (1) حدثنا إسماعيل بن عياش عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن خالد بن أبي عمران قال : قلت للقاسم بن محمد وسالم بن عبد الله : إن لنا غلاما يعمل الفخار بأرض العدو ثم يبيع فتجتمع النفقة وينفق علينا ، قال : لا بأس بذلك.
-
__________
- (80 / 1) سورة الحشر من الآيا ت (7 - 10).
(81 / 1) العرصة : الارض الخلاء قرب أن بين المساكين(7/639)
(2) حدثنا إسماعيل بن عياش عن عبد الرحمن بن زياد عن خالد بن أبي عمران قال : قلت للقاسم بن محمد وسالم بن عبد الله : الرجل يكون منا في أرض العدو فيصيد الحيتان ويبيع فتجتمع له الدراهم قال : لا بأس بذلك.
(83) ما قالوا في الوالي أله
أن يقطع شيئا من الارض (1) حدثنا حفص بن غياث عن هشام بن عروة عن أبيه قال : أقطع رسول الله صلى الله عليه وسلم أرضا من أرض بني النضير فيها نخل وشجير ، وأقطع أبو بكر وعمر.
(2) حدثنا عبد الله بن نمير قال ثنا هشام بن عروة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم أقطع الزبير أرضا من أرض بني النضير فيها نخل ، وأن أبا بكر أقطع الزبير الجرف وأن عمر أقطعه العقيق أجمع.
(3) حدثنا وكيع عن هشام عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم أقطع الزبير أرضا فيها نخل.
(4) حدثنا شريك عن إبراهيم بن المهاجر قال : سألت موسى بن طلحة فحدثني أن عثمان أقطع خبابا أرضا وسعدا أرضا وصهيبا أرضا.
(5) حدثنا سفيان عن إبراهيم بن مهاجر عن موسى بن طلحة أن عثمان أقطع خمسة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : ابن مسعود وسعدا والزبير وخبابا وأسامة بن زيد.
(6) حدثنا حفص بن غياث عن جعفر عن أبيه أن عمر أقطع عليا ينبع وأضاف إليها غيرها.
(7) حدثنا أبو معاوية عن الشيباني عن محمد بن عبيد الله الثقفي قال : أتى عمر رجل من ثقيف يقال له نافع أبو عبد الله ، قال : فكان أول من افتلى الفلا بالبصرة ، قال فقال : يا أمير المؤمنين ! إن قبلنا أرضا بالبصرة ليست من أرض الخراج ولا تضر بأحد من لمسلمين فإن رأيت أن تقطعنيها أتخذها [ قصا ] لخيلي فافعل ، قال : فكتب عمر إلى أبي موسى : إن كان كما قال فأقطعها أياه.
-
__________
- (82 / 2) الحيتان : السمك وكل سمك عند العرب حوت.
(83 / 1) أقطع أبو بكر وعمر : أعطاهما قطعا أو قطاعا من الارض هو لهما إقطاع.
أي له الارض وما عليها من شرج أي ملكهما إياه.
(83 / 7) افتلى الفلا : حدد الارض الفلاة وامتلكها [ قصا ] كذا في الاصل ولعلها قصبا أي ميدانا لتدريب
الخيل وفي كتاب الاموال قضبا والارجح ما ذكرناه(7/640)
(8) حدثنا معاذ بن معاذ قال ثنا ابن عون قال ثنا رجل من بني زريق قال : أقطع أبو بكر طلحة أرضا وكتب له بها كتابا وأشهد به شهودا منهم عمر ، فأتى طلحة عمر بالكتاب فقال : أختم على هذا ، قال : لا أختم عليه ، هذا لك دون الناس ؟ فانطلق طلحة وهو مغضب ، فأتي أبو بكر فقال : والله ما أدري أنت الخليفة أو عمر قال : لا بل عمر لكنه أبى.
(9) حدثنا وكيع قال ثنا حسن بن صالح عن جعفر أن النبي صلى الله عليه وسلم أقطع عليا القفيزين وهي قيس والشجرة.
(10) حدثنا عبد الله بن المبارك عن معمر عن يحيى بن قيس المهاربي عن رجل عن أبيض بن حمال أنه استقطع النبي صلى الله عليه وسلم الملح الذى بمأرب ، فأراد أن يقطعه ، فقال رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم إنه كالماء العد فأبى أن يقطعه.
(11) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن جابر عن عمار قال : لم يقطع أبو بكر ولا عمر ولا علي ، وأول من أقطع القطائع عثمان ، وبيت أرضون في إمارة عثمان.
(12) حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن حجاج بن دينار عن ابن سيرين عن عبيدة أن أبا بكر أقطع الاقرع بن حابس وعيينة بن حصن ، وكتب عليها كتابا.
(84) ما ذكر في اصطفاء الارض ومن فعله (1) حدثنا وكيع قال ثنا عبد الله بن الوليد المزني قال : أخبرني رجل كان أبوه أخبر الناس بهذا السواد يقال له عبد الملك بن أبي حرة عن أبيه أن عمر بن الخطاب اصطفى عشر أرضين من أرض السواد ، قال : أحصيت سبعا ونسيت ثلاثا : الآجام ، مغيض الماء ، وأرض كسرى ، ودير البريد ، وأرض من قتل في المعركة ، وأرض من هرب ، قال : فلم يزل في الديوان كذلك حتى أحرق الديوان الحجاج ، فأخذ كل قوم ما يليهم
-
__________
- (83 / 8) أشهد شهودا : طلب منهم أن يشهدوا.
(83 / 9) القفيز الارضي هو 456 , 147 م ، والقفيزين هنا لقب للمنطقين المذكورتين.
(83 / 10) كالماء العد : أي هو للمنفعة العامة.
(83 / 11) أرضون : قطع من الارض (*)(7/641)
(85) ما قالوا في المشركين يدعون المسلمين إلى غير ما ينبغي ، أيجيبونهم أم لا ، ويكرهون عليه ؟ (1) حدثنا ابن علية عن يونس عن الحسن أن عيونا لمسيلمة أخذوا رجلين من المسلمين فأتوه بهما ، فقال لاحدهما : أتشهد أن محمدا رسول الله ، قال : نعم ، فقال : أتشهد أن محمدا رسول الله ، قال : نعم ، قال : أتشهد أني رسول الله ، قال : فأهوى إلى أذنيه فقال : إني أصم ، قال : ما لك إذا قلت لك : تشهد أني رسول الله ، قلت إني أصم ، فأمر به فقتل ، وقال للآخر : أتشهد أن محمدا رسول الله ؟ قال : نعم ، فقال : أتشهد أني رسول الله ؟ قال : نعم ، فأرسله ، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله : هلكت ، قال : " وما شأنك ؟ فأخبروه بقصته وقصة صاحبه ، فقال : إما صاحبك فمضى على إيمانه ، وأما أنت فأخذت بالرخصة ".
(3) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن مخارق بن خليفة عن طارق بن شهاب عن سلمان قال : دخل رجل الجنة في ذباب ودخل رجل النار ، مر رجلان على قوم قد عكفوا على صنم لهم وقالوا : لا يمر علينا اليوم أحد إلا قدم شيئا ، فقالوا لاحدهما : قدم شيئا ، فأبى فقتل ، وقالوا للآخر : قدم شيئا ، فقالوا : قدم ولو ذبابا ، فقال : وإيش ذباب ، فقدم ذبابا فدخل النار ، فقال سلمان : فهذا دخل الجنة في ذباب ، ودخل هذا النار في ذباب.
(4) حدثنا وكيع قال ثنا جرير بن حازم عن قيس بن سعد عن عطاء في رجل أخذه العدو فأكرهوه على شرب الخمر وأكل الخنزير ، قال : إن أكل وشرب فرخصة ، وإن قتل
أصحاب خيرا.
(5) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن برد عن مكحول قال : ليس في الخمر رخصة لانها لا تروي.
(6) حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن عمر بن عطية قال : سمعت أبا جعفر يقول : التقية لا تحل إلا كما تحل الميتة للمضطر.
-
__________
- (85 / 3) وأيش ذباب : أي وأي شئ هو الذباب : أي أنه استسهل ذلك واستحقره فقدمه ولم يقدمه طلبا للرخصة وللنجاة من القتل.
(85 / 5) أي ليس فيها رخصة للمظر لا للمجبر المسلط السيف المسلط السيف على رأسه(7/642)
(7) حدثنا مروان عن عوف عن الحسن قال : التقية جائزة للمؤمن إلى يوم القيامة إلا أنه كان لا يجعل في القتل تقية.
(8) حدثنا وكيع عن سفيان عن ابن جريج عن رجل عن ابن عباس قال : التقية إنما هي باللسان ليست باليد.
(9) حدثنا عبد الله بن نمير أبي جعفر عن الربيع عن أبي العالية { إلا أن تتقوا منهم تقاة } قال : التقية باللسان وليس بالعمل.
(10) حدثنا وكيع عن إسرائيل عن عبد الاعلى عن ابن الحنفية قال : سمعته يقول : لا إيمان لمن لا تقية له.
(11) حدثنا علي بن مسهر عن أبي حيان عن أبيه عن الحارث بن سويد عن عبد الله قال : ما من كلام أتكلم به بين يدي سلطان يدرأ عني به ما بين سوط إلى سوطين إلا كنت متكلما به.
(12) حدثنا شريك عن جابر عن أبي جعفر قال : التقية أوسع ما بين السماء إلى الارض.
(13) حدثنا وكيع عن فضيل بن مرزوق عن الحسن بن الحسن قال : إنما التقية رخصة ، والفضل القيام بأمر الله.
(14) حدثنا ابن علية عن خالد عن أبي قلابة قال : قال حذيفة : إني أشتري ديني بعضه ببعض مخافة أن يذهب كله.
(15) حدثنا عبد الله بن نمير عن الاعمش عن عبد الملك بن ميسرة عن النزال بن سبرة قال : دخل ابن مسعود وحذيفة على عثمان ، فقال عثمان لحذيفة : بلغني أنك قلت كذا وكذا ؟ قال : لا والله ما قلته ، فلما خرج قال له عبد الله : ما لك فلم تقوله ما سمعتك تقول ؟ قال : إني أشتري ديني بعضه ببعض مخافة أن يذهب كله.
-
__________
- (85 / 9) سورة آل عمران من الآية (28).
(85 / 10) هذا من كلام الشيعة والرافضة ولم يقل بها جمهور أهل السنة والجماعة(7/643)
(86) ما قالوا في العزب يغزي ويترك الزوج (1) حدثنا حفص عن عاصم عن أبي مجلز قال : كان عمر يغزي العزب ويأخذ فرس المقيم فيعطيه المسافر.
(87) حدثنا ما قالوا في سمة دواب الغزو (1) حدثنا حميد بن عبد الرحمن عن حسن عن أبي سعيد عن محمد بن عبيد الله الثقفي قال : كان لعمر أربعة آلاف فرس على أرى بالكوفة موسومة على أفخاذها " في سبيل الله " فإن كان في عطاء الرجل حقه أو كان محتاجا أعطاه الفرس ، ثم قال : إن أجريته فأعييته أو ضيعته من علف فأنت ضامن ، وإن قاتلت عليه فأصيب أو أصبت فليس عليك شئ.
(88) في دعا المشركين قبل أن يقاتلوا (1) حدثنا محمد بن فضيل عن عطاء بن السائب عن أبي البختري قال : لما غزا سلمان
المشركين من أهل فارس قال : كفوا حتى أدعوهم كما كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوهم فأتاهم فقال : إني رجل منكم وقد ترون منزلتي من هؤلاء القوم وإنا ندعوكم إلى السلام ، فإن أسلمتم فلكم مثل ما لنا وعليكم مثل ما علينا ، وإن أبيتم فأعطوا الجزية عن يد وأنتم صاغرون ، وإن أبيتم قاتلناكم ، قالوا : أما الاسلام فلا نسلم ، وأما الجزية فلا نعطيها ، وأما القتال فإنا نقاتلكم ، قال : فدعاهم لذلك ثلاثة أيام فأبوا عليه فقال الناس : انهدوا إليهم.
(2) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث أميرا على سرية أو جيش أوصاه في خاصة نفسه بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرا : وقال : " اغزوا باسم الله في سبيل الله تقاتلون من كفر بالله ، اغزوا فلا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا ، وإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى إحدى ثلاث خصال أو خلال ، فأيتهن ما أجابوك -
__________
- -
__________
- يغزي العزب : يرسل إلى الغزو من لم يتزوج ويدع المتزوج مع أهله.
(88 / 1) سبق ذكره وشرحه في هذا الكتاب(7/644)
فآقبل منهم وكف عنهم ثم ادعهم إلى الاسلام فإن أجابوك فآقبل وكف عنهم ، ثم ادعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين وأعلمهم أنهم إذا فعلوا ذلك أن لهم ما للمهاجرين وأن عليهم ما على المهاجرين ، فإن أبوا واختاروا ديارهم فأعلموهم أنهم يكونون كأعراب المسلمين ، يجري عليهم حكم الله الذي يجري على المؤمنين ، ولا يكون لهم في الفئ والغنيمة نصيب إلا أن يغزوا مع المسلمين ، فإن أبوا فادعهم إلى إعطاء الجزية فإن أجابوا فآقبل منهم وكف عنهم ، وإن أبوا فاستعن بالله ثم قاتلهم ".
(3) حدثنا أبو أسامة قال ثنا الحسن بن الحكم النخعي قال حدثنا أبو سبرة النخعي
عن فروة بن مسيك المرادي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا أتيت القوم فادعهم ، فمن أجابك فآقبل ، ومن أبى فلا تجعل حتى تجذب إلي به ".
(4) حدثنا وكيع قال ثنا عمر بن ذر عن يحيى بن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه في سرية فقال لرجل عنده : الحقة ولا تدعه من خلفه فقل : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك أن تنظره ، قال : فانتظره حتى جاء فقال : " لا تقاتل القوم حتى تدعوهم ".
(5) حدثنا وكيع ثنا شعبة عن غالب العبدي عن رجل من بني نمير عن أبيه عن جده أو جد أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا تقاتل القوم حتى تدعوهم.
(6) حدثنا وكيع قال ثنا أبو هلال عن قتادة عن ابن عباس قال : " إذا لقيتم العدو فادعوهم ".
(7) حدثنا أبو أسامة عن ابن أبي عروبة عن قتادة عن عمر بن عبد العزيز أنه كان يحب أن يدعوهم.
(8) حدثنا حميد بن عبد الرحمن عن أبي صخر قال : كتب عمر بن عبد العزيز إلى أهل ديلم يدعوهم.
(9) حدثنا عبد الرحيم عن أشعث عن الحسن قال : إذا قاتلتم المشركين فادعوهم.
(10) حدثنا يعلى بن عبيد عن الاجلح عن عمار الدهني عن أبي الطفيل قال : بعث علي معقلا التيمي إلى بني ناجية فقال : إذا أتيت القوم فادعوهم ثلاثا.
-
__________
- (88 / 3) حتى تجذب إلي به : لا تدعه حتى تقتله أو تأسره(7/645)
(11) حدثنا حميد بن عبد الرحمن عن الحسن عن مطرف عن أبي الجهم أن عليا بعث البراء بن عازب إلى الحرورية فدعاهم ثلاثا.
(12) حدثنا إسماعيل بن علية عن التيمي عن أبي عثمان النهدي أنه قال في دعاء
المشركين قبل القتال : كنا ندعوهم وندع.
(13) حدثنا وكيع عن سليمان التيمي عن أبي عثمان قال : كنا ندعو وندع (14) حدثنا أبو أسامة عن سعيد عن قتادة قال : أحب إلي أن ندعوهم.
(15) حدثنا حفص عن حجاج عن ابن أبي نجيح عن أبيه عن ابن عباس قال : ما قاتل رسول الله صلى الله عليه وسلم قوما حتى يدعوهم.
(89) من كان يرى أن لا يدعوهم (1) حدثنا وكيع قال ثنا منصور عن إبراهيم عن الحسن أنه كان لا يرى بأسا أن لا يدعو المشركين إذا لقيهم وقال : إنهم قد عرفوا دينكم وما تدعونهم إليه.
(2) حدثنا وكيع قال ثنا أبو هلال عن الحسن أنه سئل عن العدو : هل يدعون قبل القتال ؟ قال : قد بلغهم الاسلام منذ بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم.
(90) في الاغارة عليهم وتبييتهم بالليل (1) حدثنا عيسى بن يونس عن ابن عون قال : كتبت إلى نافع أسأله عن دعاء المشركين قال : فكتب إلي : أخبرني ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أغار على بني المصطلق وهم غارون ونعمهم تسقى على الماء ، وكانت جويرية بنت الحارث مما أصاب ، قال : وكنت في الخيل.
(2) حدثنا وكيع عن عكرمة بن عمار اليمامي عن أياس بن سلمة بن الاكوع عن أبيه قال : غزونا مع أبي بكر هوازن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فأتينا ماء لبني فزارة فعرسنا حتى إذا كنا عند الصباح شننا عليهم غارة.
-
__________
- (88 / 12) الحرورية : طائفة من الخوارج نزلوا حروراء من أرض العراق.
(90 / 2) عرسنا من التعريس وهو النوم أثناء السفر إلى جانب الطريق للاستراحة ولا يكون نوم الليل كله ، إنما لوقت قليل(7/646)
(3) حدثنا وكيع قال ثنا صالح بن أبي الاخضر عن الزهري عن عروة عن أسامة بن زيد قال : بعثني النبي صلى الله عليه وسلم بعثني النبي صلى الله عليه وسلم إلى قرية يقال لها أبني فقال : " ائتها صباحا ثم طرق ".
(4) حدثنا وكيع قال ثنا عكرمة بن عمار عن أياس بن سلمة عن أبيه قال : غزونا مع أبي بكر هوازن فأتيتا أهل ماء فبيتناهم فقتلنا منهم تسعة أو سبعة أهل أبيات.
(5) حدثنا علي بن حفص عن محمد بن طلحة عن حميد عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم سار إلى خيبر فانتهى إليها ليلا ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا طرق قوما لم يغز عليهم حتى يصبح.
(6) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا شعبة عن أبي عمران الجوني عن رجل قال : كنا نغير عليهم فنصيب منهم وأبو موسى يسمع أصواتنا.
(7) حدثنا أبو أسامة عن النضر ين عرني قال : كان عمر بن عبد العزيز يكتب إلى أمراء الاجناد ينهاهم عن إغارة الشتاء.
(91) من قال : إذا سمعت الاذان فأمسك عن القتال (1) حدثنا ابن عيينة عن عبد الملك بن نوفل بن مساحق عن رجل من مزينة عن أبيه قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا بعث سرية قال لهم : " إذا رأيتم مسجدا أو سمعتم مؤذنا فلا تقتلوا أحدا ".
(2) حدثنا علي بن حفص عن محمد بن طلحة عن حميد عن أنس قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا طرق قوما إن سمع أذانا أمسك.
(3) حدثنا إسحاق بن سليمان الرازي عن أبي جعفر عن الربيع عن أبي العالية أن أبا بكر كان إذا بعث جيشا إلى أهل الردة قال : اجلسوا قريبا ، فإن سمعتم النداء إلى أن تطلع الشمس وإلا فأغيروا عليهم.
(92) في قتال العدو أي ساعة تستحب (1) حدثنا يعلى بن عبيد قال ثنا أبو حيان عن شيخ من أهل المدينة قال : كان بيني
وبين كاتب عبد الله صداقة ومعرفة ، فكتبت إليه أن ينسخ لي رسالة عبد الله بن أبي أوفى فقال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تسألوا لقاء العدو ، وإذا لقيتموهم فآصبروا واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف " ، وكانت تنتظر ، فإذا زالت الشمس نهد إلى عدوه.
-
__________
- (91 / 1) ومن أجل ذلك كان تأخير الاغارة حتى يطلع النهار كي يسمع أذان الفجر لو كانوا مسلمين.
(92 / 1) زالت الشمس : مالت عن تعامدها مع الارض(7/647)
(2) حدثنا عفان وزيد بن الحباب قالا ثنا حماد بن سلمة عن أبي عمران الجوني عن علقمة بن عبد الله المزني عن معقل بن يسار عن النعمان بن مقرن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا كان عند القتال لم يقاتل أول النهار وآخره إلى أن تزول الشمس وتهب الرياح ويتنزل النصر ".
(93) من جعل السلب للقاتل (1) حدثنا أبو معاوية عن أبي مالك الاشجعي عن نعيم بن أبي هند عن ابن سمرة بن جندب عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من قتل فله السلب ".
(2) حدثنا وكيع عن أبي العميس عن أياس بن سلمة بن الاكوع عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من قتل فله السلب ".
(3) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا حماد بن سلمة عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم حنين : " من قتل قتيلا فله سلبه " ، فقتل أبو طلحة يومئذ عشرين رجلا فأخذ أسلابهم.
(4) حدثنا أبو معاوية عن الشيباني عن محمد بن عبيد الله عن سعد بن أبي وقاص قال : لما كان يوم بدر قتلت سعيد بن العاص وأخذت سيفه ، وكان سيفي يسمى ذا الكتيفة ، قال : وقتل أخي عمير فجئت بالسيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال : " فاذهب فأطرحه في القبض " فرجعت وبي مالا يعلمه إلا الله من قتل أخي وأخذ سيفي ، فما لبثت إلا
قليلا حتى نزلت سورة الانفال ، فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فقال : اذهب فخد سيفك ".
(5) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن حجاج عن نافع عن ابن عمر قال : غزا ابن عمر العراق فقال له عمر : بلغني أنك بارزت دهقانا ؟ قال : نعم ، فأعجبه ذلك فنفله سلبه.
(6) حدثنا أبو الأحوص عن الاسود بن قيس عن شبر بن علقمة قال : بارزت رجلا يوم القادسية من الاعاجم فقتله وأخذت سلبه ، فأتيت سعدا ، فخطب سعد أصحابه ثم قال : هذا سلب شبر ، لهو خير من اثني عشر ألف درهم ، وإنا قد نفلنا إياه -
__________
- (93 / 1) والسلب : سلاح الخصم وأدراعه وما عليه من أشياء ثمينة(7/648)
(7) حدثنا عدي بن يونس عن ابن عون وهشام عن ابن سيرين عن أنس بن مالك : قال ابن عون : بارز البراء بن مالك وقال هشام : حمل البراء بن مالك ، على مرزبان الزأرة يوم الزأرة ، وطعنه دق قربوس سرجه فقتله وسلبه سواريه ومنطقته ، فلما قدمنا صلى عمر الصبح ثم أتانا فقال : أثم أبو طلحة ، فخرج إليه فقال : إنا كنا لا نخمس السلب ، وإن سلب البراء مال فخمسه يبلغ ستة آلاف ، بلغ ثلاثين ألفا ، قال محمد : فحدثني أنس بن مالك أنه أول سلب خمس في الاسلام.
(8) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن هشام بن حسان عن ابن سيرين عن أنس بن مالك قال : كان السلب لا يخمس ، فكان أول سلب خمس في الاسلام سلب البراء بن مالك ، وكان حمل على مرزبان الزأرة فطعنه بالرمح حتى دق قربوس السرج ، ثم نزل إليه فقطع منطقته وسواريه قال : فلما قدمنا المدينة صلى عمر بن الخطاب صلاة الغداة ثم أتانا فقال : السلام عليكم أثم أبو طلحة ، فقال : نعم ، فخرج إليه فقال عمر : إنا كنا لا نخمس السلب وإن سلب البراء بن مالك مال وإني خامسه ، فدعا المقومين فقوموا ثلاثين ألفا فأخذ منها ستة آلاف.
(9) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن محمد بن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر قال : حدثت عن أبي قتادة الانصاري أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من قتل قتيلا فله سلبه " ، قال فقلت : يا رسول الله ! قد قتلت قتيلا ثم أجهضتني عنه القتال عنه القتال فما أدري من سلبه ، قال رجل من أهل مكة : صدق يا رسول الله ، قد قتل قتيلا فسلبته فارضه عني ، قال أبو بكر : لا والله لا تفعل : تنطلق إلى أسد من أسد الله يقاتل عنه تقاسمه ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " صدق ادفع إليه سلبه ".
(10) حدثنا وكيع قال ثنا عكرمة بن عمار عن أياس بن سلمة بن الاكوع عن أبيه قال : بارزت رجلا فقتلته ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من قتل هذا ؟ قال : ابن الاكوع ، قال : له سلبه ".
-
__________
- (93 / 7) الزأرة : منطقة في أطراف العراق كان الفرس يحكمونها.
طعنه طعنة دق قربوس سرجه : طعنه طعنة اخترقت جسده حتى وصلت إلى أربطة سرج فرسه.
المنطقة : الحزام وكانوا يحلونه بالذهب والفضة.
(93 / 8) هو مال لارتفاع ثمنه ولما فيه من ذهب وفضة(7/649)
(11) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن عبد الكريم عن عكرمة أن الزبير بارز رجلا فقلته ، قال فنفله النبي صلى الله عليه وسلم سلبه.
(12) حدثنا وكيع عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة قال : قال عبد الله : نفلنا رسول الله صلى الله عليه وسلم سيفه يعني أبا جهل.
(13) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن الاسود بن قيس العبدي عن شبر بن علقمة قال : لما كان يوم القادسية قام رجل من أهل فارس هكذا - يعني احتمله ثم ضرب به الارض فصرعه ، قال : فأخذ شبر خنجرا كان مع الفارسي فقال في بطنه ، يعني فحصحصه ثم انقلب عليه فقتله ثم جاء بسلبه إلى سعد فقوم اثني عشر ألفا فنفله إياه.
(14) حدثنا محمد بن بكر عن ابن جريج قال : سمعت نافعا يقول : لم نزل نسمع منذ قط إذا التقي المسلمون والكفار فقتل رجل من المسلمين رجلا من الكفار فإن سلبه له إلا أن يكون في معمعة القتال فإنه لا يدري من قتل قتيلا.
(15) حدثنا الضحاك بن مخلد عن الاوزاعي عن ابن شهاب عن القاسم قال : سئل ابن عباس عن السلب قال : لا سلب إلا من النفل ، وفي النفل الخمس.
(94) فيما يمتنع به من القتل وما هو وما يحقن الدم (1) حدثنا حفص بن غياث عن الاعمش عن أبي سفيان عن جابر وعن أبي صالح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا : لا إله إلا الله ، فإذا قالوا عصموا بها أموالهم ودماءهم ، وحسابهم على الله ".
(2) حدثنا أبو خالد الاحمر عن أبي مالك الاشجعي سعد بن طارق قال : سمعت أبي يقول : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " من وحد الله وكفر بما يعبد من دونه حرم ماله ودمه ، وحسابه على الله ".
(3) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن أبي ظبيان عن أسامة بن زيد قال : بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحرقات من جهينة قال : فصبحنا القوم وقد تدرأوا بنا ، قال : فخرجنا في آثارهم فأدركت رجلا منهم فجعلت إذا لحقته قال : لا إله إلا الله قال : فظننت إنما يقولها فرقا ، قال : فحملت عليه فقتلته فعرض في نفسي من أمره ، فذكرت -
__________
- (94 / 3) قد رأوا بنا : قد دروا بقدومنا فاعتصموا في مكان لا تصل إليهم فيه(7/650)
ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : " قال : لا إله إلا الله ثم قتلته ؟ " قلت : يا رسول الله ! لم يقلها من قبل نفسه ، إنما قالها فرقا من السلاح ، قال : فقال : قال : " لا إله إلا الله ثم قتلته فهلا شققت عن قلبه حتى تعلم أنه إنما قالها فرقا من السلاح " قال أسامة : فما زال يكررها علي : " قال لا إله إلا الله ثم قتلته " حتى وددت أني لم أكن
أسلمت إلا يومئذ.
(4) حدثنا أبو خالد الاحمر عن الاعمش عن أبي ظبيان عن أسامة قال : بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم ذكر نحو حديث أبي معاوية عن الاعمش.
(5) حدثنا عبد الله بن بكر السهمي قال ثنا حاتم بن أبي صغيرة عن النعمان بن سالم أن عمرو بن أوس أخبره عن أبيه قال : إنا لقعود عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقص علينا ويذكرنا إذ أتاه رجل فسأله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اذهبوا فآقتلوه ، فلما ولى الرجل دعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم : فقال : هل تشهد أن لا إله إلا الله ؟ قال : نعم ، قال : اذهبوا فخلوا سبيله ، وإنما أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا : لا إله إلا الله ، فإذا فعلوا ذلك حرم دماءهم وأموالهم.
(6) حدثنا وكيع قال حدثنا سفيان عن أبي الزبير عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا : لا إله إلا الله ، فإذا قالوا : لا إله إلا الله ، عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها ، وحسابهم على الله ، ثم قرأ { إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر }.
(7) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن صالح مولى التوأمة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا : لا إله إلا الله ، فإذا قالوا : لا إله إلا الله ، حرمت علي دماءهم وأموالهم إلا بحقها ، وحسابهم على الله ".
-
__________
- = لم أكن أسلمت إلا يومئذ : لان الاسلام يحجب ما قبله.
(94 / 6) سورة الغاشية الآيتان (21 / 22)(7/651)
(8) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن حبيب بن أبي عمرة عن سعيد بن جبير قال : خرج المقداد بن الاسود في سرية ، قال : فمروا برجل في غنيمة له فأرادوا قتله ، فقال : لا إله إلا الله ، فقتله مقداد ، فقيل له : قتلته وهو يقول : لا إله إلا الله ، فقال المقداد : ودلو
فر بأهله وماله ، قال : فلما قدموا ذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فنزلت { يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا } قال : الغنيمة { فعند الله مغانم كثيرة كذلك كنتم من قبل } قال : تكتمون إيمانكم من المشركين { فمن الله عليكم } فاظهروا الاسلام { فتبينوا } وعيد الله { إن الله كان بما تعملون خبيرا }.
(9) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن إسرائيل عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال : مر رجل من بني سليم على نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه غنم له فسلم عليهم فقالوا : ما سلم عليكم إلا ليتعوذ منكم فعمدوا إليه فقتلوه وأخذوا غنمه فأتوا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فانزل الله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة } إلى آخر الآية.
(10) حدثنا وكيع قال ثنا اسرائيل عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس بمثله ولم بذكر " فأتوا بها النبي صلى الله عليه وسلم ".
(11) حدثنا شبابة بن سوار قال ثنا ليث بن سعد عن ابن شهاب عن عطاء بن يزيد الليثي عن عبيد الله بن عدي بن الخيار عن المقداد أنه أخبره أنه قال : يا رسول الله أرأيت أن لقيت رجلا من الكفار فقاتلني فضرب إحدى يدي بالسيف فقطعها ثم لاذ مني بشجرة فقال أسلمت لله ، أقتله يا رسول الله بعد أن قالها ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : " لا تقتله " فقلت : يا رسول الله قطع يدي ثم قال ذلك بعد أن قطعها أفأقتله " قال : " لا تقتله فإن قتلته فإنه بمنزلتك قبل أن تقتله وأنت بمنزلته قبل أن يقول الكلمة التي قال : ".
-
__________
- (94 / 8) سورة النساء الآية (94)(7/652)
(12) حدثنا شبابة بن سوار قال ثنا سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال قال : جاء
أبو العالية وإلى صاحب لي فقال : هلما فإنكما اشب مني وأوعى للحديث مني قال ، فانطلقنا حتى أتينا بشر بن عاصم الليثي فقال أبو العالية : حدث هذين حديثك قال : حدثني عقبة بن مال الليثي قال : بعث النبي صلى الله عليه وسلم سرية فأغارت على القوم فشذ رجل من القوم واتبعه رجل من السرية ومعه سيف شاهر فقال الشاذ من القوم : إني مسلم فلم ينظر فيما قال فضربه فقتله فنمى الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم قولا شديدا فبلغ القاتل فبينما النبي صلى الله عليه وسلم يخطب إذ قال القاتل : والله يا نبي الله ما قال الذي قال إلا تعوذا من القتل فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم وعمن يليه من الناس ، فعل ذلك مرتين كل ذلك يعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم فلم يصبر أن قال الثالثة مثل ذلك فأقبل عليه النبي صلى الله عليه وسلم بوجهه تعرف المساءة في وجهه فقال : " إن الله أبى علي فيمن قتل مؤمنا " ثلاث مرات يقول ذلك.
(13) حدثنا الفضل بن دكين قال ثنا أبان بن عبد الله قال حدثني إبراهيم بن جرير عن جرير قال : إن نبي الله صلى الله عليه وسلم بعثني إلى اليمن أقاتلهم وأدعوهم ، فإذا قالوا لا إله إلا الله حرمت عليكم أموالهم ودماؤهم.
(14) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا سفيان بن حسين عن الزهري عن عبيد الله ابن عبد الله بن عتبة ، قال : لما ارتد من ارتد على عهد أبي بكر أراد أبو بكر أن يجاهدهم ، فقال عمر : أتقاتلهم وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله حرم ماله إلا بحقه وحسابه على الله " ، فقال أبو بكر : إنا لا نقاتل من فرق بين الصلاة والزكاة ، والله لاقاتلن من فرق بينهما حتى أجمعهما قال عمر : فقاتلنا معه فكان رشدا ، فلما ظفر بمن ظفر به منهم قال : اختاروا مني خصلتين : إما حربا مجلية وإما الحطة المخزية ، فقالوا : هذه الحرب المجلية قد عرفناها فما الحطة المخزية ؟ قال : تشهدون على قتلانا أنهم في الجنة وعلى قتلاكم أنهم في النار - ففعلوا.
(15) حدثنا معمر عن ابن مبارك عن حميد عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا : لا إله إلا الله ".
-
__________
- (94 / 12) أي أن الله لا يغفر لمن قتل مؤمنا(7/653)
(95) من ينهى عن قتله في دار الحرب (1) حدثنا عبد الله بن نمير وأبو أسامة قالا ثنا عبيد الله بن عمر نافع عن ابن عمر قال : وجدت امرأة مقتولة في بعض مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل النساء والصبيان.
(2) حدثنا أبو خالد الاحمر عن عبد الرحمن بن سليمان عن حجاج عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل النساء.
(3) حدثنا إسماعيل بن علية عن أيوب قال سمعت رجلا يحدث عني عن أبيه قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية كنت فيها ، قال : فنهانا أن نقتل العسفاء والوصفاء.
(4) حدثنا ابن عيينة عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب عن عمه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بعثه إلى ابن أبي الحقيق نهاه عن قتل النساء والولدان.
(5) حدثنا وكيع عن سفيان عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث سرية أو جيشا قال : " لا تقتلوا وليدا ".
(6) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن أبي الزناد عن المرقع بن عبد الله بن صيفي عن حنظلة الكاتب قال : غزونا مع النبي صلى الله عليه وسلم فمررنا بامرأة مقتولة ، وقد اجتمع عليها الناس ، قال فأفرجوا له فقال : " ما كانت هذه تقاتل فيمن يقاتل ، ثم قال لرجل : انطلق إلى خالد بن الوليد فقل له : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك يقول : لا تقتلن ذرية ولا عسيفا ".
(7) حدثنا يحيى بن آدم قال ثنا حسن بن صالح عن خالد بن الفرز قال : حدثني أنس بن مالك قال : كنت سفرة أصحابي وكنا إذا استفرنا نزلنا بظهر المدينة حتى يخرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول : " انطلقوا بسم الله وفي سبيل الله تقاتلون أعداء الله في سبيل الله ، لا تقتلوا شيخا فانيا ولا طفلا صغيرا ولا امرأة ولا تغلوا ".
(8) حدثنا عبد الله بن نمير قال ثنا عبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال : كتب عمر إلى أمراء الاجناد أن لا تقتلوا امرأة ولا صبيا وأن تقتلوا من جرت عليه المواسي.
-
__________
- (95 / 3) العسفاء : الاجراء في الارض أو الاعمال.
الوصفاء : خدم البيوت والدور(7/654)
(9) حدثنا محمد بن فضيل عن يزيد بن أبي زياد عن زيد بن وهب قال : أتانا كتاب عمر : لا تغلوا ولا تغدروا ولا تقتلوا وليدا واتقوا الله في الفلاحين.
(10) حدثنا محمد بن فضيل عن يحيى بن سعيد قال : حدثت أن أبا بكر بعث جيوشا إلى الشام فخرج يتبع يزيد بن أبي سفيان فقال : إني أوصيك بعشر : لا تقتلن صبيا ولا أمرأة ولا كبيرا هرما ولا تقطعن شجرا مثمرا ولا تخربن عامرا ولا تعقرن شاة ولا بعيرا إلا الماكلة ولا تغرقن نخلا ولا تحرقنه ولا تغلل ولا تجبن.
(11) حدثنا جرير بن عبد الحميد عن ليث عن مجاهد قال : لا يقتل في الحرب الصبي ولا إمرأة ولا الشيخ الفاني ، ولا يحرق الطعام ولا النخل ولا تخرب البيوت ، ولا يقطع الشجر المثمر.
(12) حدثنا معاذ عن أشعث عن الحسن قال : كان يكره أن يقتل في دار الحرب الشيح الكبير والصغير والمرأة وكان يكره للرجل إن حمل من هؤلاء شيئا معه فثقل عليه أن يلقيه في الطريق.
(13) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن عبد الملك بن عمير قال : سمعت عطية القرظي يقول : عرضنا على النبي صلى الله عليه وسلم يوم قريظة ، فكان من أنبت قتل ، ومن لم ينبت خلى سبيله.
(14) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن أبي فزارة عن عبد الرحمن بن أبي عمرة الانصاري أن النبي صلى الله عليه وسلم مر على امرأة مقتولة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من قتل هذه ؟ "
فقال رجل : أنا يا رسول الله ، أردفتها خلفي فأرادت قتلي فقتلتها ، فأمر بها فدفنت.
(15) حدثنا وكيع قال ثنا صدقة الدمشقي عن يحيى بن يحيى الغساني قال : كتبت إلى عمر بن عبد العزيز أسأله عن هذه الآية { قاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين } قال : فكتب إلى أن ذلك في النساء والذرية ومن لم ينصب ذلك الحرب منهم.
(16) حدثنا كثير بن هشام قال ثنا جعفر بن برقان قال ثنا ثابت بن الحجاج -
__________
- (95 / 13) الانبات ظهور شعر اللحية أو العانة وكلاهما علامة البلوغ.
(95 / 15) سورة البقرة من الآية (190)(7/655)
الكلابي قال : قام أبو بكر في الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : ألا لا يقتل الراهب في الصومعة.
(17) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن محمد بن إسحاق عن الزهري ومحمد بن علي عن يزيد بن هرمز قال : نجدة إلى ابن عباس يسأله عن قتل الولدان ويقول في كتابه : إن العالم صاحب موسى قد قتل الوليد ، قال : فقال يزيد : أنا كتبت كتاب ابن عباس بيدي إلى نجدة : إنك كتبت تسأل عن قتل الولدان وتقول في كتاب : إن العالم صاحب موسى قد قتل الوليد ، ولو كنت تعلم من الولدان ما علم ذلك العالم من ذلك الوليد قتلته ، ولكنك لا تعلم ، قد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتلهم فاعتزلهم.
(18) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن عبيد الله عن نافع عن أسلم مولى عمر أن عمر كتب إلى عماله ينهاهم عن قتل النساء والصبيان وأمرهم بقتل من جرت عليه المواسي.
(19) حدثنا عبد الرحيم عن أشعث عن الزبير عن جابر بن عبد الله قال : كانوا لا يقتلون تجار المشركين.
(20) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن إسماعيل عن الحسن عن الاسود بن سريع
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما بال أقوام بلغوا في القتل حتى قتلوا الولدان ، قال : فقال رجل من القوم : إنما هم أولاد المشركين ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أو ليس أخياركم إنما هو أولاد المشركين ، إنه ليس مولود يولد إلا على الفطرة حتى يبلغ فيعبر عن نفسه أو يهوده أبواه أو ينصرانه ".
(21) حدثنا حميد بن عبد الرحمن عن شيخ من أهل المدينة مولى لبني عبد الاشهل عن داود عن عكرمة عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا بعث جيوشه قال : " لا تقتلوا أصحاب الصوامع ".
(22) حدثنا ابن فضيل عن جويبر عن الضحاك قال : كان ينهى عن قتل المرأة والشيخ الكبير.
-
__________
- (95 / 17) العالم صاحب موسى : هو الخضر عليه السلام.
(95 / 20) بلغوا في القتل : بالغوا.
(95 / 21) أصحاب الصوامع : رهبان قد اعتزلوا الناس(7/656)
(23) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن الحجاج بن أرطاة عن عبد الرحمن بن زيد بن جدعان عن يحيى بن أبي مطيع أن أبا بكر الصديق بعث جيشا فقال : اغزوا بسم الله اللهم اجعل وفاتهم شهادة في سبيلك ثم إنكم تأتون قوما في صوامع لهم فدعوهم وما أعلموا أنفسهم له ، وتأتون إلى قوم قد فحصوا عن أوساط رؤوسهم أمثال العصب فاضربوا ما فحصوا عنه من أوساط رؤوسهم.
(24) حدثنا عيسى بن يونس عن الاحوص عن راشد بن سعد قال : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل النساء والذرية والشيخ الكبير الذي لا حراك به (25) حدثنا عفان قال ثنا عبد الواحد بن زياد قال : ثنا أبوروق عطية بن الحارث قال ثنا أبو الغريق عبيد الله بن خليفة عن صفوان بن عسال أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا بعث
سرية قال : " لا تقتلوا وليدا ".
(96) من رخص في قتل الولدان والشيوخ (1) حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن عبيد الله عن ابن عباس قال : أخبرني الصعب بن جثامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الدار من دور المشركين يبيتون وفيهم النساء والولدان فقال : " هم منهم ".
(2) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن حجاج عن قتادة عن الحسن عن سمرة بن جندب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أقتلوا الشيوخ المشركين واستحيوا شرخهم ".
(3) حدثنا علي بن هاشم عن إسماعيل عن الحسن قال : كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقتلون من النساء والصبيان ما أعان عليهم.
-
__________
- (95 / 23) فحصوا عن أوساط رؤوسهم : حلقوا شعر وسط الرأس وهم رهبان الكاثوليك أول من دعا بالتثليث وقاتل في سبيله حتى أبعد الناس عن النصرانية الحقة التي هي التوحيد وحلق منتصف الرأس عادة وثنية قديمة كانت عند رهبان الاوثان وكهنة الرومان.
(96 / 1) ولا تناقض بين ما هاهنا وما قبله لان القتل هنا غير عمد لان التبييت الاغارة بالليل ولا يعرف الصغير من الكبير في العتمة.
(96 / 2) شرخهم : صغار الشبان منهم.
لان احتمال إيمان هؤلاء كبير أما الكبار فقد تعمق الشرك في نفوسهم.
والشيوخ هنا ليسوا العجائز الفانين إنما هم وجوه القدم ورؤوسهم(7/657)
(4) حدثنا محمد بن مصعب عن الاوزاعي قال : سألت الزهري عن العدو إذا ظهر عليهم أيقتل علوجهم ؟ قال : كان عمر يقتل العلوج إذا ظهر عليهم ويسبون مع ذلك.
(5) حدثنا يزيد عن هشام عن الحسن قال : إذا خرجت المرأة من المشركين تقاتل فلتقتل.
(97) من نهى عن التحريق بالنار (1) حدثنا أبو بكر قال ثنا عبد الرحيم بن سليمان عن محمد بن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب عن بكير بن عبد الله بن الاشجع عن أبي إسحاق إبراهيم الدوسي عن أبي هريرة الدوسي قال : بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية وقال : إن ظفرتم بفلان وفلان فحرقوهما بالنار ، حتى إذا كان الغد بعث إلينا ، إني كنت أمرتكم بتحريق هذين الرجلين ورأيت أنه لا ينبغي أن يعذب بالنار إلا الله فإن ظفرتم بهما فاقتلوهما " (2) حدثنا ابن عيينة عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس ، أنه ذكر ناسا أحرقهم علي فقال : لو كنت أنا لم أحرقهم بالنار لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تعذبوا بعذاب الله ، ولو كنت أنا لقتلتهم لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم من بدل دينه فاقتلوه ".
(3) حدثنا أبو معاوية عن الشيباني عن الحسن بن سعد عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تعذبوا بالنار فإنه لا يعذب بالنار إلا ربها ".
(4) حدثنا وكيع قال ثنا المسعودي عن القاسم بن عبد الرحمن قال : بعث النبي صلى الله عليه وسلم سرية فطلبوا رجلا فصعد شجرة فأحرقوها بالنار فلما قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم أخبروه بذلك ، فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : " إني لم أبعث أعذب بعذاب الله ، إنما بعثت بضرب الرقاب وشد الوثاق ".
(5) حدثنا وكيع قال ثنا هشام الدستوائي عن سعيد الثوار عن حبان بن عثمان عن أم الدرداء أنها أبصرت إنسانا أخذ نملة أو برغوثا فألقاه في النار فقالت : إنه لا ينبغي لاحد أن يعذب بعذاب الله.
-
__________
- (96 / 5) تقتل لانها من المقاتلة وليس لانها امرأة(7/658)
(6) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن منصور عن إبراهيم قال : كانوا يكرهون أن
يحرق العقرب بالنار ، ويقولون : مثلة.
(7) حدثنا وكيع قال ثنا حريث عن يحيى بن عباد أبي هبيرة أنه كره أن يحرق العقرب بالنار.
(98) من رخص في التحريق في أرض العدو وغيرها (1) حدثنا محمد بن عبد الله الاسدي وعبيد الله بن موسى عن سفيان عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قطع نخل بني النضير وحرق.
(2) حدثنا وكيع قال ثنا صالح بن أبي الاخضر عن الزهري عن عروة عن أسامة قال : بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أرض يقال لها أبنا فقال : إئتها صباحا ثم حرق ".
(3) حدثنا وكيع قال : بلغني عن عمر بن عبد العزيز أنه أمر بالتحريق أو حرق (4) حدثنا أبو بكر بن عياش عن أبي حصين عن سويد بن غفلة أن عليا حرق زنادقة بالسوق ، فلما رمى عليهم بالنار قال : صدق الله ورسوله ، ثم انصرف فاتبعته ، بالتفت إلي قال : سويد ؟ قلت ، نعم ، فقلت : يا أمير المؤمنين سمعتك تقول شيئا ؟ فقال : يا سويد ! إني بقوم جهال ، فإذا سمعتني أقول : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " فهو حق.
(5) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن عبد الرحمن بن عبيد عن أبيه قال : كان أناس يأخذون العطاء والرزق ويصلون مع الناس ، وكانوا يعبدون الاصنام في السر ، فأتى بهم علي بن أبي طالب فوضعهم في المسجد ، أو قال : في السجن ، ثم قال : يا أيها الناس ! ما ترون في قوم كانوا يأخذون معكم العطاء والرزق ويعبدون هذه الاصنام ؟ قال الناس : اقتلهم ، قال : لا ، ولكن أصنع بهم كما صنعوا بأبينا إبراهيم ، فحرقهم بالنار.
(6) حدثنا وكيع قال ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن جرير قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ألا تريحني من ذي الخلصة " بيت كان لخثعم كانت تعبده في الجاهلية ، يسمى كعبة اليمانية ، قال : فخرجت في خمسين ومائة راكب ، قال : فحرقناها حتى جعلناها مثل الجمل الاجرب ، قال : بعث جرير رجلا إلى النبي صلى الله عليه وسلم يبشر ، فلما قدم (98 / 4) أي أن قوله صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعني أن حرقهم من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم إنما وعد الله ووعد
رسوله للمؤمنين بالنصر على المشركين هو الصدق(7/659)
عليه قال : والذي بعثك بالحق ! ما أتيتك حتى تركناها مثل الجمل الاجرب ، قال : فبارك رسول الله صلى الله عليه وسلم على أحمس خيلها ورجالها خمس مرات.
(7) حدثنا عيسى بن يونس عن الاوزاعي عن عبد الله عن أبيه عبد الله بن الحسن أنه كان لا يرى بالتحريق وقطع الشجر في أرض العدو بأسا.
(8) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن داود عن عكرمة { ما قطعتم من لينة } قال : هي النخلة دون العجوة.
(9) حدثنا وكيع عن إسرائيل عن حبيب بن أبي عمرة عن سعيد بن جبير { ما قطعتم من لينة } قال : هي النخلة.
(10) حدثنا وكيع عن إسرائيل عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس { ما قطعتم من لينة } قال : هي النخلة.
(99) في الاستعانة بالمشركين ، من كرهه (1) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا مسلم بن سعيد قال ثنا خبيب بن عبد الرحمن ابن خبيب عن أبيه عن جده قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد وجها فأتيته أنا ورجل من قومي فقلنا : إن شهد قومنا مشهدا لا نشهده معهم ، قال : " أسلمتما ؟ قلنا : لا ، قال : فإنا لا نستعين بالمشركين على المشركين " ، قال : فأسلمنا وشهدنا معه.
(2) حدثنا يعلى بن عبيد عن محمد بن عمرو عن سعيد بن المنذر قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أحد ، فلما خلف ثنية الوداع نظر خلفه ، فإذا كتيبة حسناء ، فقال : " من هؤلاء ؟ قالوا : عبد الله بن أبي بن سلول ومواليه من اليهود فقال : وقد أسلموا ؟ قالوا : لا ، قال : فإنا لا نستعين بالكفار على المشركين ".
(3) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن حجاج قال : حدثني من سمع القاسم يذكر عن
سلمان بن ربيعة الباهلي أنه غزا بلنجر وكان غزا فاستعان بناس من المشركين على المشركين وقال : ليحمل أعداء الله على أعداء الله.
-
__________
- (98 / 8) سورة الحشر الآية (5).
(99 / 1) وفيه النهي عن مشاركة غير المسلمين في جيش المسلمين وكراهة ذلك(7/660)
(4) حدثنا وكيع عن مالك بن أنس عن عبد الله بن يزيد عن أبي نيار عن عروة عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنا لا نستعين بمشرك ".
(100) من غزا بالمشركين وأسهم لهم (1) حدثنا حفص بن غياث عن ابن جريج عن الزهري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غزا بناس من اليهود فأسهم لهم.
(2) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن ابن جريج عن الزهري أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يغزو باليهود فيسهم لهم كسهام المسلمين.
(3) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن يزيد بن يزيد بن جابر عن الزهري قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يغزو باليهود فيسهم لهم.
(4) حدثنا وكيع قال ثنا الحسن بن صالح عن الشيباني أن سعد بن مالك غزا بقوم من اليهود فرضخ لهم.
(5) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن جابر قال : سألت عامرا عن المسلمين يغزون بأهل الذمة فيقسمون لهم ويضعون عنهم جزيتهم ، فذلك لهم نفل حسن.
(6) حدثنا وكيع قال ثنا إسرائيل عن جابر عن عامر قال : أدركت الائمة - ثم ذكر نحوه.
(101) في الفارس كم يقسم له ؟ من قال : ثلاثة أسهم (1) حدثنا أبو أسامة وعبد الله بن نمير قالا ثنا عبيد الله ابن عمر عن نافع عن ابن
عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل للفرس سهمين وللرجل سهما.
(2) حدثنا محمد بن فضيل وو كيع عن حجاج عن أبي صالح عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قسم للفرس سهمين وللرجل سهما فكان للرجل ولفرسه ثلاثة أسهم.
(3) حدثنا أبو خالد الاحمر عن يحيى بن سعيد عن صالح بن كيسان أن النبي صلى الله عليه وسلم أسهم يوم خيبر لمائتي فرس لكل فرس سهمين.
(4) حدثنا جعفر بن عون عن سفيان عن سلمة بن كهيل قال : حدثنا أصحابنا عن أصحاب ؟ محمد صلى الله عليه وسلم أنهم قالوا : للفرس سهمان وللرجل سهم.
-
__________
- (101 / 1) سهمين أي من الغنائم(7/661)
(5) حدثنا وكيع قال ثنا أسامة بن زيد عن مكحول قال : أسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم للفرس سهمين وللرجل سهما.
(6) حدثنا جرير عن ليث عن مجاهد قال : جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم للفرس سهمين وللفارس سهما.
(7) حدثنا جرير عن ليث عن الحكم قال : أول من جعل للفرس سهمين عمر ، أشار عليه رجل من بني تميم.
(8) حدثنا عيسى بن يونس عن هشام بن عروة عن يحيى بن عباد قال : أسهم للزبير أربعة أسهم : سهمين لفرسه وسهما له وسهما لامه ولذي القربى.
(9) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن جويبر قال : كتب إلينا عمر بن عبد العزيز ونحن بخراسان بلغنا الثقة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أسهم للفارس ثلاثة أسهم : سهمين لفرسه وسهما له ، وأسهم للراجل سهما ، وقال في الخيل العراب والمقارف والبراذين سواء.
(10) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن أشعث بن سوار عن الحسن وابن سيرين قالا : كانوا إذا غزوا فأصابوا الغنائم قسموا للفارس من الغنيمة حين تقسم ثلاثة أسهم : سهمين
لفرسه وسهما له ، وللراجل سهما.
(11) حدثنا وكيع قال ثنا محمد بن عبد الله الشعبي عن خالد بن معدان قال : أسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم للفرس سهمين وللراجل سهما.
(12) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا عمرو بن ميمون قال : كتب عمر بن عبد العزيز إلى أهل الجزيرة : أما بعد ! فإن السهام كانت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم سهمين للفرس وسهما للرجل ، فلم أظن أن أحدا هم بانتقاص فريضة منها حتى فعل ذلك رجال ممن يقاتل هذه الحصون ، فأعيدوا سهمانها على ما كانت عليه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم : سهمين للفرس وسهما للرجل ، وكيف توضع سهمان الخيل وهي باذن الله لمسرحهم بالليل ولمسالحهم بالنهار ولطلب ما يطلبون.
-
__________
- (101 / 8) لان أمه عمة الرسول صلى الله عليه وسلم.
(101 / 9) الخيل العراب : الخيول العربية.
المقارف : الخيل الهجين.
البراذين : البغال.
(101 / 12) توضع : توقف ولا تعطى(7/662)
(13) حدثنا عدي بن يونس عن هشام بن عروة عن يحيى بن عباد : أسهم للزبير أربعة أسهم : سهمين لفرسه وسهما لامه وسهما لذي القربى.
(14) حدثنا محاص قال ثنا مجالد عن عامر قال : لما فتح سعد بن أبي وقاص جلولاء أصاب المسلمون ثلاثين ألف ألف ، فقسم للفارس ثلاثة آلاف مثقال ، وللرجل ألف مثقال.
(102) من قال : للفارس سهمان (1) حدثنا معاذ قال أخبرنا حبيب بن شهاب عن أبيه عن أبي موسى أنه أسهم
للفارس سهمين وأسهم للراجل سهما.
(2) حدثنا يونس بن محمد قال ثنا مجمع بن يعقوب قال أخبرني أبي عن عمه عبد الرحمن بن يزيد عن مجمع بن جارية قال : شهدنا الحديبية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقسمت على ثمانية عشر سهما ، وكان الجيش ألفا وخمسمائة : ثلاثمائة فارس ، فكان للفارس سهمان.
(3) حدثنا غندر عن شعبة عن أبي إسحاق بن هانئ عن علي قال : للفارس سهمان.
قال شعبة : وجدته مكتوبا عند [..*..].
(103) في البراذين ما لها وكيف يقسم لها ؟ (1) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا عمرو بن ميمون قال : كتب [..*..] ابن الحارث وكان يلي ثغر ملطية إلى عمر بن عبد العزيز أن رجالا يغزون بخيل ضعاف جذع أو ثني ، ليس فيها رد عن المسلمين ، ويغزو الرجل بالبرذون القوي الذي ليس دون الفرس إلا أن يقال " برذون " فما يرى أمير المؤمنين فيها ، فكتب إليه عمر بن عبد العزيز أن انظر ما كان من تلك الخيل الضعاف التي ليس فيها رد على المسلمين فأعلم أصحابها أنك غير مسهمها ، انطلقوا بها أم تركوا ، وما كان من تلك البراذين رائع الجري والمنظر فأسهمه إسهامك للخيل العراب.
(2) حدثنا يزيد بن هارون عن هشام عن الحسن قال : البرذون بمنزلة الفرس.
-
__________
- (102 / 3) [ * ] كذا ناقص في الاصل.
(103 / 1) [ * ] كذا ناقص في الاصل(7/663)
(3) حدثنا عباد عن اشعث عن الحسن قال : لصاحب البردون في الغنيمة سهم.
(4) حدثنا وكيع قال ثنا محمد بن عبد الله الشعيثي عن خالد بن معدان قال : أسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم للعراب سهمين وللهجين سهما.
(5) حدثنا وكيع قال محمد بن راشد عن سليمان بن موسى قال : كتب أبو موسى إلى عمر ، إنا لما فتحنا تستر أصبنا خيلا عراضا ، فكتب إليه أن تلك البراذين فافرق منها
العتاق فأسهم ، وألغ ما سوى ذلك.
(6) حدثنا ابن عيينة عن الاسود بن قيس وإبراهيم بن المنتشر عن ابن الاقمر قال : أغارت الخيل بالشام فأدركت العراب من يومها وأدركت الكوادن ضحى الغد ، فقال ابن أبي حمصة : لا أجعل من أدرك كمن لم لا يدرك ، فكتب إلى عمر فقال عمر هبلت الوادعي أمه ، لقد اذكرت به ، أمضوها على ما قال.
(7) حدثنا وكيع قال ثنا الصباح بن ثابت البجلي قال : سمعت الشعبي يقول : إن المنذر بن أبي حمصة خرج في طلب العدو فلحقت الخيل العتاق ، وتقطعت البراذين ، فأسهم للخيل ولم يسهم للبراذين ، فكتب بذلك إلى عمر ، فأعجب عمر ذلك فقال عمر في حديث أحدهما : ثكلت الوادعي أمه ، لقد أدركت به.
(8) حدثنا حفص عن أشعث عن الحسن قال : للمقرف سهم وهو الهجين ولصاحبه سهم.
(9) حدثنا ابن مهدي عن سفيان عن الزبير بن عدي عن أشياخ همذان عن عمر بنحو حديث وكيع عن سفيان عن الزبير بن عدي.
(10) حدثنا عبد الله بن إدريس عن محمد بن إسحاق عن يزيد بن يزيد بن جابر عن مكحول قال : للهجين سهم.
(11) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان قال : الفرس والبرذون سواء.
(12) حدثنا عيسى بن يونس عن الاوزاعي قال : لم يكن أحد من علمائنا يسهم للبرذون.
-
__________
- (103 / 4) والهجين هنا الخيول غير العراب والبراذين.
(103 / 6) الكوادن : الخيول الهجينة والبغال لانها تكدن للحراثة.
(103 / 7) تقطعت : تأخرت ولم تدرك العدو لبطء جريها(7/664)
(104) في البغل أي شئ هو ؟ (1) حدثنا جرير عن ليث عن مجاهد قال : جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم للبغل سهما وللرجل سهما.
(2) حدثنا حفص عن أشعث عن الحسن قال : البغال الراجل.
(3) حدثنا عبد الله بن إدريس عن محمد بن إسحاق عن يزيد بن أبي يزيد عن جابر عن مكحول قال : كانوا يسهمون لبغل ولا لبرذون ولا لحمار.
(105) في الرجل يشهد بالافراس ، لكم يقسم منها ؟ (1) حدثنا جرير بن عبد الحميد عن يحيى بن سعيد عن الحسن في الرجل يكون في الغزو فيكون معه الافراس : لا يقسم له عند المغنم إلا لفرسين.
(2) حدثنا عبد الله بن إدريس عن محمد بن إسحاق عن يزيد بن يزيد عن جابر عن مكحول قال : لا يسهم لاكثر من فرسين إذا كانا لرجل واحد ، وما كان سوى ذلك فهو جنائب.
(3) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان وإسرائيل عن أبي إسحاق قال : شهدنا عزاة مع سعيد بن عثمان ومعي هانئ بن هانئ ومعي فرسان ، ومع هانئ فرسان ، فأسهم لي وللفرسين خمسة أسهم ، وأسهم لهانئ ولفرسيه خمسة أسهم.
(4) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن هشام عن الحسن قال : لا سهم لاكثر من فرسين ، فإن كان مع الرجل فرسان أسهم له خمسة أسهم : أربعة لفرسيه وسهم له.
(5) حدثنا محمد بن بكر عن ابن جريج عن سليمان بن موسى قال : إن أدرب رجل بأفراس كان لكل فرس سهم.
-
__________
- (105 / 1) أي حد القسمة للفارس فرسين وما زاد على ذلك ، فإنما جلبه معه لاراحة خيله أو لحمل متاعه.
(105 / 2) الخبائب : الركائب التي تحمل المتاع والطعام.
(105 / 5) : أدرب : سلكا دربا أي إن خرج للجهاد مع جيش المسلمين(7/665)
(106) العبد أيسهم له شئ إذا شهد الفتح (1) حدثنا حفص بن غياث عن محمد بن زيد عن عمير مولى أبي اللحم قال : شهدت خيبر وأنا عبد مملوك ، فلما فتحوها ، أعطاني النبي صلى الله عليه وسلم سيفا فقال : " تقلد هذا " ، وأعطاني من خرثي المتاع ولم يضرب لي بسهم.
(2) حدثنا وكيع قال ثنا هشام بن سعد عن محمد بن زيد بن مهاجر بن قنفذ عن عمير مولى أبي اللحم قال : شهدت مع مولاي جيبر وأنا مملوك ، فلم يقسم لي من الغنيمة شيئا وأعطاني من خرثي المتاع سيفا كنت أجره إذا تقلدته.
(3) حدثنا أبو خالد الاحمر عن حجاج عن عطاء عن ابن عباس وعن عمرو بن شعيب عن سعيد بن المسيب عن عمر قال : ليس للعبد من الغنيمة شئ.
(4) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن حجاج عن عطاء عن ابن عباس قال : ليس له في المغنم نصيب.
(107) من قال : للعبد والاجير سهم (1) حدثنا حفص بن غياث عن أشعث عن الحكم والحسن وابن سيرين قالوا : من شهد البأس من حر أو عبد أو أجير فله سهم.
(2) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن أشعث عن الحسن وابن سيرين والحكم قالوا : العبد والاجير إذا شهدوا القتال أعطوا من الغنيمة.
(3) حدثنا محمد بن فضيل عن مغيرة عن حماد عن إبراهيم قال : إذا شهد التاجر والعبد قسم له وقسم للعبد.
(4) حدثنا غندر عن ابن جريج عن عمرو بن شعيب قال : يسهم للعبد.
(5) حدثنا وكيع قال ثنا ابن أبي ذئب عن خالد الحارث بن عبد الرحمن عن أبي
قرة قال : قسم لي أبو بكر الصديق كما قسم لسيدي.
-
__________
- (106 / 1) اعطاني من خزي المتاع أي شيئا من المتاع قليل القيمة.
(106 / 2) أي كان سيفا طويلا.
(107 / 1) أي أن السهم إنما هو لقتاله لا لعبوديته ولا لحريته.
(107 / 2) أي أعطوا ما دون سهم الراجل(7/666)
(6) حدثنا جرير عن مغيرة عن حماد عن إبراهيم في الغنائم يصيبها الجيش قال : إن أعانهم التاجر والعبد ضرب لهما بسهمامهم مع الجيش.
(108) في النساء والصبيان هل لهم.
من الغنيمة شئ (1) حدثنا وكيع بن الجراح قال ثنا محمد بن راشد عن مكحول قال : أسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم للنساء والصبيان والخيل.
(2) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن محمد بن إسحاق عن الزهري ومحمد بن علي عن يزيد بن هرمز قال : كتب نجدة إلى ابن عباس يسأله عن النساء هل كن يحضرن الحرب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهل يضرب لهن بسهم ؟ قال : فقال يزيد : أنا كتبت كتاب ابن عباس بيدي إلى نجدة كتبت تسألني عن النساء هل كن يحضرن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الحرب ، وهل كان يضرب لهن بسهم ، وقد كن يحضرن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأما أن يضرب لهن بسهم فلا وقد كان يرضخ لهن.
(3) حدثنا وكيع عن شعبة عن العوام بن مزاحم عن خالد بن سيحان قال : شهدت مع أبي موسى أربع نسوة أو خمسة منهن [ أو ] مجزأة بن ثور ، فكن يسقين الماء ويداوين الجرجى فأسهم لهن.
(4) حدثنا أبو خالد الاحمر عن عبد الحميد بن جعفر عن يزيد بن أبي حبيب عن
سفيان بن وهب الخولاني قال : قسم عمر بين الناس غنائمهم فأعطى كل إنسان دينارا ، وجعل سهم المرأة والرجل سواء.
فإذا كان الرجل مع امرأته أعطاه دينارا ، وإذا كان وحده أعطاه نصف دينار.
(5) حدثنا زيد بن حباب قال حدثني ابن أبي ذئب عن القاسم بن عباس عن عبد الله بن نيار عن عروة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بظبية خرز ، فقسهما للحرة والامة ، وقالت عائشة : كان أبي يقسم للحر والعبد.
-
__________
- (108 / 2) كان يرضخ لهن : أي كان يعطيهن ولكن لا يبلغ ذلك سهما.
(108 / 3) [ أو ] هكذا في الاصل والارجح أنها [ أم ] توافقا مع السياق.
(108 / 4) أي أنه كان يعطي المتزوج ضعف العزب.
(108 / 5) لانها من عدة زينة النساء سواء في ذلك الحرة والامة(7/667)
(109) في القوم يجيئون بعد الوقعة هل لهم شئ (1) حدثنا حفص بن غياث عن بريد بن عبد الله عن أبي بردة عن أبي موسى قال : قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد فتح خيبر بثلاث ، فقسم لنا ولم يقسم لاحد لم يشهد الفتح غيرنا.
(2) حدثنا يحيى بن زكريا ابن أبي زائدة عن مجالد عن عامر قال : كتب عمر إلى سعد يوم القادسية : إني قد بعثت إليك أهل الحجاز وأهل الشام ، فمن أدرك منهم القتال قبل أن [ يتفقئوا ] فأسهم لهم.
(3) حدثنا عبد الله بن إدريس عن محمد بن إسحاق عن يزيد يعني ابن أبي حبيب أن أبا بكر بعث عكرمة بن أبي جهل ممدا للمهاجر بن أبي أمية وزياد بن لبيد الشامي فانتهوا إلى القوم وقد فتح عليهم والقوم في دماءهم ، قال : فأشركوا في غنيمتهم.
(4) حدثنا يزيد بن هارون قال حدثنا المسعودي عن الحكم عن النبي صلى الله عليه وسلم قسم
لجعفر وأصحابه يوم خيبر ولم يشهدوا الوقعة.
(110) من قال : ليس له شئ إذا قدم بعد الوقعة (1) حدثنا وكيع قال ثنا شعبة عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب الاحمسي قال : غزت بنو عطارد مائة من أهل البصرة وأمدوا عمارا من الكوفة ، فخرج عمار قبل الوقعة فقال : نحن شركاؤهم في الغنيمة ، فقام رجل من بني عطارد فقال : أيها العبد المجدوع ، وكانت أذنه قد أصيبت في سبيل الله - أتريد أن نقسم لك غنيمتنا ، فقال عمار : عيرتموني بأحب أذني أو بخير أذني ، وكتب في ذلك إلى عمر فكتب عمر أن الغنيمة لمن شهد الوقعة.
(2) حدثنا ابن إدريس عن شعبة عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال : قال عمر : إنما الغنيمة لمن شهد الوقعة.
-
__________
- (109 / 1) المقصود أنه صلى الله عليه وسلم قسم للاشعريين ولم يقسم لغيرهم.
(109 / 2) [ يتفقئوا ] كذا في الاصل والمقصود قبل انتهاء المعركة وظهور نتيجة القتال.
(109 / 4) إذ قدموا من دار هجرتهم في الحبشة وهم أحوج الناس إلى مال وقد نال المسلمون من كل فئ قبل هذا ولم يكن قد نالهم من ذلك شئ.
(110 / 1) أحب أذني أو خير أذني : لانها قطعت في سبيل الله أثناء قتال المشركين والكفار(7/668)
(3) حدثنا وكيع قال ثنا شعبة عن الحكم عن إبراهيم أن قوما قدموا على علي يوم الجمل بعد الوقعة فقال : هؤلاء المحرومون فاقسم لهم.
(4) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن قيس بن مسلم عن الحسن بن محمد قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فأصابوا غنيمة فجاء بعدهم قوم فنزلت : { وفي أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم }.
(5) حدثنا شريك عن أبي إسحاق عن قيس بن كركم عن ابن عباس { للسائل
والمحروم } قال : المحارف.
(6) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن أبي إسحاق عن قيس بن كركم عن ابن عباس { للسائل والمحروم } قال : المحروم : المحارف الذي ليس له في الاسلام سهم.
(7) حدثنا وكيع قال ثنا سلمة بن نبيط عن الضحاك قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم طلائع فغنم النبي صلى الله عليه وسلم غنيمة فقسم بين الناس ولم يقسم للطلائع شيئا ، فلما قدمت الطلائع قالوا : قسم الفئ ولم يقسم لنا ، فنزلت : { وما كان لنبي أن يغل }.
(8) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن منصور عن إبراهيم قال : المحروم الذي ليس له في الغنيمة شئ.
(9) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن ابن أبي نجيج عن مجاهد قال : المحروم الذي ليس له في الغنيمة.
(111) في السرية تخرج بغير إذن الامام (1) حدثنا ابن علية عن ابن عون قال : كتبت إلى نافع أسأله عن الرجل يكون في سرية تحمل بغير إذن أميره ، فكتب أنه لا يغيره إذن أميره.
(2) حدثنا يزيد بن هارون عن هشام بن حسان قال : إذا التقى الزحفان فليس للرجل أن يحمل بغير إذن إمامه.
-
__________
- (110 / 4) سورة المعارج الآيتان (24 / 25).
(110 / 5) المحارف : الذي لم يحارب.
(110 / 7) سورة آل عمران من الآية (161).
(111 / 1) تحمل : تهاجم العدو.
(111 / 2) لان إذن الامام هنا ضروري لضبط خطة المعركة خوف الفوضى والفشل(7/669)
(3) حدثنا حفص بن غياث عن الاشعث عن الحسن قال : لا تسري سرية إلا بإذن
أميرها ولم ما نفلهم من شئ.
(112) في السرية تخرج بغير إذن الامام فتغنم (1) حدثنا جرير بن عبد الحميد عن منصور عن إبراهيم قال : للسرية ما أصابوا أو غنموا ، إن شاء الامام نفلهم ، وإن شاء خمسه.
(2) حدثنا أبو أسامة عن هشام عن الحسن قال : إذا خرجت سرية بإذن الامام فغنموا أخذ الامام الخمس وسائره لهم.
(3) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن يحيى بن سعيد قال : ذكرت لسعيد بن المسيب ، قال : غزوت الدرب ، فلما وجهنا قافلين بعثوا السرايا بعد أن وجهنا قافلين ، فقيل : لكن ما غنمتم إلا الخمس ، فقال سعيد بن المسيب : ما كان الناس ينفلون إلا من الخمس.
(4) حدثنا عيسى بن يونس عن عمرو عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أيما سرية أغارت بغير إذن أميرها فهو غلول ".
(5) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن منصور قال : سألت إبراهيم عن الامام يبعث السرية فتغنم قال : إن شاء نفلهم إياه كله وإن شاء خمسه.
(6) حدثنا ابن إدريس عن هشام عن الحسن قال : إذا رحلوا بإذن الامام أخذ الخمس ، وكان لهم ما بقي ، وإذا رحلوا بغير إذن الامام فهو أسوة الجيش.
(113) في الامام ينفل القوم ما أصابوا (1) حدثنا أبو داود الطيالسي عن عمران القطان عن علي بن ثابت قال : سألت مكحولا وعطاء عن الامام ينفل القوم ما أصابوا قال : ذلك لهم.
(2) حدثنا عبد الاعلى عن معمر عن الزهري أنه سئل عن الهبة في الغنيمة إذا أذان لهم أميرهم فكره ذلك.
-
__________
- (112 / 6) فهم اسوة الجيش : أي أن ما يغنموه يجعل في المغانم ويقسم معها على الجيش كله(7/670)
(114) في الفداء من رآه وفعله (1) حدثنا ابن علية عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي المهلب عن عمران بن حصين أن النبي صلى الله عليه وسلم فدى رجلين من المسلمين برجل من المشركين من بني عقيل.
(2) حدثنا وكيع قال ثنا عكرمة بن عمار عن أياس بن سلمة بن الاكوع عن أبيع قال : غزونا مع أبي بكر هوازن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فنفلني جارية من بني فزارة من أجمل العرب عليها قشع لها ، فما كشفت فها عن ثوب حتى قدمت المدينة ، فلقينا النبي صلى الله عليه وسلم وهو بالسوق فقال : " لله أبوك ، هبها لي " ، فوهبتها له ، قال : فبعث بها ففادي بها أسارى من المسلمين كانوا بمكة.
(3) حدثنا حفص بن غياث عن أشعث عن الحسن وعطاء قالا في الاسير من المشركين : يمن عليه أو يفادى.
(4) حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي الجويرية وعاصم بن كليب الجرمي أن عمر بن عبد العزيز فدى رجلا من المسلمين من حرم من أهل الحرب بمائة ألف.
(5) حدثنا جرير عن مغيرة عن حماد : إذا سبيت الجارية أو الغلام من الفدو فلا بأس أن تفادوهم.
(6) حدثنا وكيع عن سفيان عن جابر عن الشعبي في الاسير : يمن عليه أو يفادي به.
(7) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة عن عبد الله قال : لما كان يوم بدر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما تقولون في هؤلاء الاسارى ؟ " قال : ثم قال : [ لا يفتلن ] أحد منهم إلا بفداء أو ضربة عنق ".
(8) حدثنا حفص بن غياث عن حجاج عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس قال : كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا بين المهاجرين والانصار أن يعقلوا معاقلهم وأن يفدوا [ عاينهم ] بالمعروف والاصلح بين المسلمين.
-
__________
- (114 / 2) على قشع لها : قد ردت على وجهها شيئا من الثياب أو خمار ستره.
(114 / 7) [ يقتلن ] هكذا في الاصل ولا ريب أن هناك " لا " نافية قبلها لوجود إلا بعدها ولضرورة المعني فلعلها : لا يفتلن : لا يرجعن إلى أهل أو لا يفلتن أي لا نجاة ولا حرية لاحد منهم إلا بفداء أو ضربة عنق ولذلك أثبتناها.
(114 / 8) [ عاينهم ] كذا في الاصل والارجع أنها عانيهم أي أسيرهم(7/671)
(9) حدثنا وكيع قال ثنا أسامة بن زيد عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن قال : قال عمر : لان أستنقذ رجلا من المسلمين من أيدي الكفار أحب إلى من جزيرة العرب.
(115) من كره الفداء بالدراهم وغيرها (1) حدثنا جرير عن ليث عن الحكم ومجاهد قالا : قال أبو بكر : إن أخذتم أحدا من المشركين فأعطيتم به مدى دنانير فلا تفادوه.
(2) حدثنا مروان بن معاوية عن حميد عن حبيب أبي يحيى أن خالد بن زيد عينه وكانت أصيبت بالسوس ، قال : حاصرنا مدينتها فلقينا جهدا وأمير المسلمين أبو موسى ، وأخذ الدهقان عهده وعهد من معه ، فقال أبو موسى : اعزلهم ، فجعل يعزلهم ، وجعل أبو موسى يقول لا صحابه : إني أرجو أن يخدعه الله عن نفسه ، فعزلهم وبقي عدو الله فأمر به أبو موسى فنادى ، وبذل مالا كثيرا ، فأبى وضرب عنقه.
(3) حدثنا حفص بن غياث عن حجاج عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس قال : قتل قتيل يوم الخندق فغلب المسلمون المشركين على جيفته فقالوا : ادفعوا إلينا جيفته ونعطيكم عشرة آلاف دراهم ، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال : " لا حاجة لنا في جيفته ولا ديته ، إنه خبيث الدية خبيث الجيفة ".
(4) حدثنا وكيع عن ابن أبي ليلى عن الحكم أن رجلا من المشركين أصيب يوم الخندق فأعطوا النبي صلى الله عليه وسلم بجيفته حتى بلغوا الدية ، فأبى.
(5) حدثنا علي بن مسهر عن ابن أبي ليلى عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس عن
النبي صلى الله عليه وسلم بمثله.
(6) حدثنا جرير عن ليث عن مجاهد قال : نسخت { واقتلوهم حيث وجدتموهم } ما كان قبل ذلك من فداء أو من.
-
__________
- (155 / 2) السوس : إسم منطقة.
أمر به : أمر بقتله.
ولا ريب أن في الاثر كلاما قد سقط من النساخ بين خالد بن زيد وبين كلمة عينه بعدها.
وكذا الارجح أنها ليست السوس إنما هي الشاش عند أطراف فارس وباكستان إذ هناك مساكن الشاش.
(115 / 4) وإنما أعطاهم جثته بغير مقابل راجع الحديث السابق.
(115 / 6) سورة النساء من الآية (89).(7/672)
(7) حدثنا ابن إدريس عن ليث عن مجاهد في قوله : { فإما منا بعد وإما فداء } قال : لا بمن ولا فداء.
(8) حدثنا ابن فضيل عن حبيب بن أبي عمرة عن مجاهد قال : استشار رسول الله صلى الله عليه وسلم في الاسارى يوم بدر فقال أبو بكر : قولك يا رسول الله وعشيرتك بنو عمك ، فخذ منهم الفدية ، وقال عمر : اقتلهم فنزلت { ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الارض } قال مجاهد : والاثخان هو القتل.
(116) في فكاك الاسارى على من هو ؟ (1) حدثنا حفص بن غياث عن أبي سلمة عن أبي حفصة عن علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس قال : قال عمر : كل أسير كان في أيدي المشركين من المسلمين ففكاكه من بيت مال المسلمين.
(2) حدثنا ابن عيينة عن عبد الله بن شريك عن بشر بن غالب قال : سأل ابن الزبير
الحسن بن علي عن الرجل يقاتل عن أهل الذمة فيؤسر ، قال : ففكاكه من خراج أولئك القوم الذين قاتل عنهم.
(3) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن مغيرة عن إبراهيم في أهل العهد إذا سباهم المشركون ثم ظهر عليهم المسلمون قال : لا يسترقون.
(117) من يكره أن يفادى به (1) حدثنا علي بن مبارك عن يحيى بن أبي كثير عن عكرمة قال : لا يفادى العبد ولا المعاهد.
(118) من كان لا يقتل الاسير وكره ذلك.
(1) حدثنا محمد بن عدي عن ابن جريج عن عطاء أنه كره قتل الاسرى.
-
__________
- (115 / 7) سورة محمد من الآية (4).
والمن الاحسان والاطلاق بغير مقابل.
(115 / 8) سورة الانفال من الآية (67).
(166 / 3) لان لهم عهدا ولانهم أسروا ولم يرتدوا عن عهدهم ولم يمالئوا العدو(7/673)
(2) حدثنا أبو خالد الاحمر عن ابن جريج عن عطاء أنه كان يقول : لا يقتل الاسير.
(3) حدثنا محمد بن أبي عدي عن أشعث عن الحسن قال : كان يكره قتل الاسير.
(4) حدثنا شريك عن محمد بن إسحاق عن أبي جعفر قال : كان علي إذا أتي بأسير يوم صفين أخذ دابته وأخذ سلاحهه وأخذ عليه أن لا يعود وخلى سبيله.
(5) حدثنا ابن عيينة عن عمرو عن أبي فاختة قال : أخبرني جار لي قال : أتيت عليا بأسير يوم صفين فقال : لن أقتلك صبرا ، إني أخاف الله رب العالمين.
(6) حدثنا غندر عن شعبة عن خالد بن جعفر عن الحسن أن الحجاج أتي بأسير
فقال لعبد الله بن عمر : قم فاقتله ، فقال ابن عمر : ما بهذا أمرنا ، يقول الله { حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما منا بعد وإما فداء }.
(7) حدثنا وكيع قال ثنا جرير بن حازم عن الحسن قال : بعث ابن عامر إلى ابن عمر بأسير وهو بفارس أو باصطخر ليقتله ، فقال ابن عمر : أما وهو مصرور فلا ، قال وكيع : يعني موثوقا.
(8) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن رجل لم يسمه أن عمر بن الخطاب أتي بسحرة فأعتقهم.
(9) حدثنا وكيع قال ثنا أصحابنا عن حماد عن إبراهيم قال : الامام في الاسارى بالخيار ، إن شاء فادى وإن شاء من وإن شاء قتل.
(10) حدثنا حفص بن غياث عن جعفر عن أبيه قال : أمر علي مناديه فنادى يوم البصرة : لا يقتل أسير.
(119) في الاجازة على الجرحى واتباع المدبر (1) حدثنا هشيم عن حصين قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يوم فتح مكة : " ألا لا يقتل مدبر ولا يجهز على جريح ، ومن أغلق بابه فهو آمن ".
-
__________
- (118 / 4) وإنما كانت معركة صفين بن فئتين من المسلمين.
(118 / 6) سورة محمد من الآية (4).
(118 / 7) اصطخر : اسم بلد فيما وراء فارس.
(118 / 8) اعتقهم بعد أن استتابهم(7/674)
(2) حدثنا حفص بن غياث عن جعفر عن أبيه أن عليا أمر مناديه فنادى يوم البصرة : ألا لا يتبع مدبر ولا يذفف على جريح ولا يقتل أسير ، ومن أغلق بابه فهو آمن ، ومن ألقى السلاح فهو آمن ولا نأخذ من متاعهم شيئا.
(3) حدثنا كثير بن هشام عن جعفر بن برقان قال ثنا ميمون عن أبي أمامة قال : شهدت صفين فكانوا لا يجهزون على جريج ، ولا يطلبون موليا ولا يسلبون قتيلا.
(4) حدثنا يزيد بن هارون قال : أخبرنا هشام عن ابن سيرين قال : كان الزبير يتبع القتلى يوم اليمامة ، فإذا رأى رجلا به رمق أجهز عليه.
(5) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن الشعبي عن عبد الله قال : كن النساء يجزن على الجرحى يوم أحد.
(120) في النفل متى يكون قبل الزحف أو بعده (1) حدثنا شريك عن جابر عن القاسم عن أبيه قال : قال عبد الله : النفل ما لم يلتق الصفان أو الزحفان ، فإذا التقى الصفان أو الزحفان فالمغنم.
(2) حدثنا وكيع قال ثنا أبو العميس عن القاسم بن عبد الرحمن عن مسروق قال : إذا التقى الزحفان أو الصفان فلا ينفل ، إنما هي الغنيمة ، إنما النفل قبل وبعد.
(3) حدثنا عيسى بن يونس عن ثور عن سليمان بن موسى قال : قال عمر : لا نفل في أول غنيمة ولا نفل بعد الغنيمة.
(121) قوله { يسألونك عن الانفال } ما ذكر فيها (1) حدثنا يحيى بن آدم عن زهير عن الحسن بن الحر عن الحكم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينفل قبل أن تنزل فريضة الخمس في المغنم ، فلما نزلت { ما غنمتم من شئ فإن لله خمسه } ترك النفل الذي ينفل ، وصار في ذلك خمس الخمس ، وهو سهم الله وسهم النبي صلى الله عليه وسلم.
-
__________
- (119 / 2) يذفف على جريح : يجهز عليه.
(119 / 4) لانهم كانوا من المرتدين الذين أعلنوا الحرب على المسلمين ورفضوا التوبة.
(121) سورة الانفال من الآية (1).
(121 / 1) سورة الانفال من الآية (41)(7/675)
(2) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن عبد الملك بن سليمان عن عطاء بن السائب عن الشعبي عن عبده : الآية { يسألونك عن الانفال } قال : ما شذ من المشركين من العدو إلى المسلمين من عبد أو متاع أو دابة فهي الانفال التي يقضي فيها ما أحب.
(3) حدثنا وكيع قال ثنا إسرائيل عن جابر عن مجاهد وعكرمة { يسألونك عن الانفال.
قل الانفال لله والرسول } قالا : كانت الانفال لله ورسوله حتى نسختها { واعلموا أنما غنمتم من شئ فإن لله خمسه }.
(4) حدثنا غندر عن معمر عن الزهري عن القاسم بن محمد أن رجلا سأل ابن عباس عن قوله { يسألونك عن الانفال } قال : السلب والفرس.
(5) حدثنا الفضل بن دكين عن حسن عن أبيه عن الشعبي { يسألونك عن الانفال } قال : ما أصابت السرايا.
(122) في الامام ينفل قبل الغنيمة وقبل أن يقسم (1) حدثنا يحيى بن سعيد القطان عن حبيب بن شهاب عن أبيه قال : كنت أول من أوفد في باب تستر ، قال : وصرع الاشعري عن فرسه ، فلما [ فتحاها ] أمرني على عشرة من قومي ونفلني سهما سوى سهمي وسهم فرسي قبل الغنيمة.
(2) حدثنا شريك عن أبي إسحاق عن ابن أخي خالد عن الوليد أن الحارث قال له : أعطني ، فأعطاه من الخمس قبل أن يقسم ، فكره ذلك وقال : إذا خمست فأعطني.
(3) حدثنا عيسى بن يونس عن ثور عن سليمان بن موسى قال : قال عمر بن الخطاب : لا يعطى من المغنم شئ حتى يقسم إلا لراع ، أو حارس أو سائق غير موله.
(4) حدثنا أبو أسامة عن ابن عون عن محمد قال : بعث إلى أنس بشئ قبل أن تقسم الغنائم فقال : لا وأي حتى تقسم.
(5) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن أشعث عن الحسن قال : لا ينفل حتى يخمس.
-
__________
- (122 / 1) [ فتحاها ] كذا في الاصل والارجح [ فتحناها ].
(122 / 3) لان عمل هؤلاء يمنعهم من المشاركة في القتال واستحقاق السهام ولابد من عملهم هذا لمصلحة المسلمين.
(122 / 4) لا وأي : لا نفل ولا هبة(7/676)
(6) حدثنا حفص بن غياث عن أشعث عن الحسن قال : النفل بعد الخمس.
(7) حدثنا حفص عن يحيى عن سعيد بن المسيب قال : ما كانوا ينفلون إلا من الخمس.
(8) حدثنا عبد الله بن إدريس عن كهمس عن ابن سيرين قال : غزا أنس بن مالك مع عبد الله بن زياد قال : فأعطاه ثلاثين رأسا من سبي الجاهلية قال : فسأله أنس أن يجعلها من الخمس ، فأبي أنس أن يقبلها.
(123) في الامير يأذن لهم في السلب أم لا (1) حدثنا عبد الاعلى عن معمر عن الزهري أنه سئل عن الهبة في الغنيمة إذا أذن لهم أميرهم ، فكره ذلك.
(124) في الغنيمة كيف يقسم (1) حدثنا وكيع قال ثنا أبو جعفر عن الربيع عن أبي العالية قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤتى بالغنيمة فيقسمها على خمسة ، فيكون أربعة لمن شهدها ويأخذ الخمس ، فيضرب بيده فيه ، فما أخذه من شئ جعله للكعبة ، وهو سهم الله الذي سمى ، ثم يقسم ما بقي على خمسة فيكون سهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم وسهم لذوي القربى وسهم لليتامى وسهم للمساكين وسهم لابن السبيل.
(2) حدثنا عيسى بن يونس عن صالح بن الاخضر عن الوليد بن هشام عن مالك ابن عبد الله الخثعمي قال : كنا جلوسا عند عثمان فقال : من هاهنا من أهل الشام ؟ فقمت فقال : أبلغ معاوية ، إذا غنم غنيمة أن يأخذ خمسة أسهم ، فيكتب على سهم منها " لله " ثم
ليقرع فحيثما خرج منها فليأخذه.
(3) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن موسى بن أبي عائشة قال : سألت يحيى بن الجزار عن سهم الرسول صلى الله عليه وسلم فقال : خمس الخمس.
(4) حدثنا جرير عن موسى بن أبي عائشة عن يحيى بن الجزار بنحو منه.
-
__________
- (124 / 1) أي أن ذلك تنفيذا لامره تعالى : قوله تعالى : { واعلموا أنما غنتم من شئ فإن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل } سورة الانفال من الآية (41)(7/677)
(5) حدثنا وكيع ثنا كهمس عن عبد الله بن شقيق العقيلي قال : قام رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ! أخبرني عن الغنيمة ، فقال : " لله سهم ، ولهولاء أربعة ، قال قلت : فهل أحد أحق بها من أحد ، قال : فقال : إن رميت بسهم في جنبك فلست بأحق به من أخيك ".
(6) حدثنا جرير بن عبد الحميد عن مغيرة عن إبراهيم في قوله { فإن لله خمسه } قال : لله كل شئ.
(7) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن عبد الملك عن عطاء قال : خمس الله وخمس الرسول واحد كان النبي صلى الله عليه وسلم يضع ذلك الخمس حيث أحب ويصنع ما شاء ويحمل فيه من شاء.
(8) حدثنا حفص بن غياث عن أشعث عن الشعبي { وأعلموا أنما غنمتم من شئ فإن لله خمسه } قال : سهم الله وسهم النبي صلى الله عليه وسلم واحد.
(9) حدثنا سفيان عن قيس بن مسلم عن الحسن بن محمد بن علي قال : سألته عن قوله { واعلموا أنما غنمتم من شئ فإن لله خمسه } قال : هذا مفتاح كلام ، ليس لله نصيب لله الدنيا والآخرة.
(10) حدثنا أبو خالد الاحمر عن أشعث عن محمد قال : في المغنم خمس لله وسهم
للنبي صلى الله عليه وسلم والصفي ، وقال ابن سيرين : يؤخذ للنبي صلى الله عليه وسلم خير رأس من السبي ثم يخرج الخمس ، ثم يضرب له بسهمه مع الناس غاب أو شهد ، وقال ابن سيرين : كان الصفي يوم خيبر صفية بنت حيي.
وقال الشعبي : كان الصفي يوم خيبر صفية بنت حيي استنكحها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(11) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن أشعث عن محمد قال : خمس الله وسهم النبي صلى الله عليه وسلم والصفي ، كان يصطفى له من المغنم خير رأس من السبي إن كان سبي والا غيره بعد الخمس ، ثم يضرب له بسهمه شهد أو غاب مع المسلمين بعد الصفي ، قال : واصطفى صفية بنت حيي خيبر ، قال أشعث : وقال أبو الزبير وعمرو بن دينار والزهري : اصطفى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذا الفقار يوم بدر.
-
__________
- (124 / 5) أي أنه حتى أصابتك في المعركة لا تعطيك حقا أكثر من أخيك في المغنم.
(124 / 10) الصفي : خير ما في المغنم وما يصطفى أي يختار منه فهو للرسول صلى الله عليه وسلم(7/678)
(12) حدثنا أبو خالد الاحمر عن أشعث عن أبي الزناد قال : كان الصفي يوم بدر سيف عاصم بن منبه بن الحجاج.
(13) حدثنا محمد بن حجاج عن مطرف عن الشعبي أنه سئل عن النبي صلى الله عليه وسلم والصفي فقال : إنما سهم النبي صلى الله عليه وسلم مثل سهم رجل من المسلمين ، وأما الصفي فكانت له غرة يختارها من غنيمة المسلمين إن شاء جارية وإن شاء فرسا ، أي ذلك شاء.
(14) حدثنا حميد عن حسن بن صالح قال : سألت عطاء بن السائب عن قوله { واعلموا أنما غنمتم من شئ فإن لله خمسه } وعن هذه الآية { ما أفاء الله على رسوله } قال : قلت : ما الفئ وما الغنيمة ؟ قال : إذا ظهر المسلمون على المشركين وعلى أرضهم فأخذوهم عنوة فما أخذوا من مال لهم ظهروا عليه فهو غنيمة وأما الارض فهي فئ ، وسوادنا هذا فئ.
(15) حدثنا وكيع قال : سمعت سفيان يقول : الغنيمة ما أصاب المسلمون عنوة ، فهو لمن سمى الله وأربعة أخماس لمن شهدها.
(16) حدثنا إسماعيل بن علية عن ابن عون قال : قرأت كتاب ذكر الصفي فقلت لمحمد : ما الصفي ؟ قال : رأس كان يصطفى للنبي صلى الله عليه وسلم قبل كل شئ ، ثم يضرب له بعد بسهمه مع المسلمين.
(17) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن ليث عن مجاهد { واعلموا أنما غنمتم من شئ } قال : المخيط من { شئ }.
(125) من يعطى من الخمس وفيمن يوضع.
(1) حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن محمد بن راشد عن مكحول قال : الخمس بمنزلة الفئ يعطي منه الامام الغني والفقير ، قال : وأخبرني ليث بن أبي رقية أن عمر بن عبد العزيز كتب أن سبيل الخمس سبيل عامة الفئ.
-
__________
- (124 / 12) وهو السيف المعروف بذي الفقار.
(124 / 13) الغرة : مقدم شعر الرأس ويكنى بها عنه ويكنى بالرأس عن صاحبه فيقال غرة عبد أو أمة فإن ترك تحديد فهو أي ذلك أراد من إنسان أو حيوان.
(124 / 14) { ما أفاء الله على رسوله } سورة الحشر من الآية (6).
(124 / 17) المخيط : الابرة أو الخيط فيها.
(125 / 1) سبيل عامة الفئ : أي يصرف في نفس السبل(7/679)
(2) حدثنا كثير بن هشام عن جعفر بن برقان قال ثنا ثابت بن الحجاج قال : بلغني أن رجلين من بني عبد المطلب أتيا النبي صلى الله عليه وسلم يسألانه من الصدقة فقال : لا ولكن إذا رأيتما عندي شيئا من الخمس فأتياني.
(3) حدثنا وكيع قال ثنا شريك عن خصيف عن مجاهد قال : كان آل محمد صلى الله عليه وسلم لا
يحل لهم الصدقة فجعل لهم خمس الخمس.
(4) حدثنا سهل بن يوسف عن عمرو عن الحسن أن عمر أعطى الرجل من الفئ عشرة آلاف وتسعة وثمانية وسبعة.
(5) حدثنا عفان قال ثنا عبد الواحد بن زياد قال ثنا حجاج بن أرطاة قال : ثنا أبو الزبير عن جابر بن عبد الله قال : سئل كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع بالخمس ؟ قال : كان يحمل منه في سبيل الله الرجل ثم الرجل ثم الرجل.
(126) ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أن المغانم أحلت له (1) حدثنا هشيم بن بشير قال أخبرنا سيار قال ثنا يزيد الفقير قال أخبرنا جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى يوم خيبر أن يباع السهام حتى يقسم.
(2) حدثنا إسحاق بن منصور عن شريك عن يعلى بن عطاء عن ابن عباس قال : لا بأس أن يبيع الرجل نصيبه من المغنم قبل أن يقسم.
(3) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن محمد بن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي مرزوق مولى تجيب عن حنش الصنعاني قال : غزونا مع رويفع بن ثابت الانصاري نحو المغرب ففتحنا قرية يقال لها جربة ، فقام فينا خطيبا فقال فينا خطيبا فقال : إني لا أقول لكم إلا ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فينا يوم حنين : " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يبيعن مغنما حتى يقسم ".
(4) حدثنا حاتم بن إسماعيل عن جهضم بن عبد الله عن محمد بن إبراهيم عن محمد بن -
__________
- (126 / 2) إن كان المال الذي يريد بيعه شيئا معروفا أو محددا مقدرا.
(126 / 3) لانه بيع غرر وبيع مجهول بمعلوم ربما كانت قيمته أقل أو أكثر(7/680)
زيد عن شهر بن حوشب عن أبي سعيد الخدري قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شراء المغانم
حتى تقسم.
(5) حدثنا عبد السلام بن حرب عن أيوب عن أبي قلابة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع المغانم حتى تقسم.
(6) حدثنا عبدة بن سليمان عن ابن أبي قلابة عن قتادة عن سعيد بن المسيب أنه كان يكره أن يشتري من المغنم شيئا ، ويقول : فيه ذهب وفضة - يعني قبل أن يقسم.
(7) حدثنا عبد الله بن إدريس عن هشام عن الحسن ومحمد بن سيرين أنهما كرها بيع المغانم حتى يقسم.
(8) حدثنا عبد الله بن إدريس عن أشعث عن عطاء قال : نهى يوم خيبر.
(9) [ حدثنا ] عن مجاهد عن ابن عباس رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن بيع المغنم حتى يقسم.
(10) حدثنا وكيع قال ثنا شعبة عن يزيد بن خمير عن مولى لقريش قال : سمعت أبا هريرة يحدث معاوية قال : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع المغانم حتى تقسم ، قال شعبة : قال مرة أخرى : ويعلم ما هي.
(127) في الطعام والعلف يؤخذ منه الشئ في أرض العدو (1) حدثنا إسماعيل بن عياش عن أسد بن عبد الرحمن الخثعمي عن مقبل بن عبد الله عن هاني بن كلثوم الكناني قال : كنت حاجب الجيش الذي فتح الشام فكتبت إلى عمر : إنا فتحنا أرضا كثيرة الطعام والعلف ، فكرهت أن أتقدم إلى شئ من ذلك إلا بأمرك وإذنك ، فاكتب إلي بأمرك في ذلك ، فكتب إلى عمر أن دع الناس يأكلون ويعلفون ، فمن باع شيئا بذهب أو فضة فقد وجب فيه خمس الله وسهام المسلمين.
-
__________
- (126 / 9) [ حدثنا...] وفي الاصل بياض وبغير حدثنا وقد أضفناها ترابطا مع السياق والعبارة الناقصة هي إسم المحدث والراوي عن مجاهد ، وقد أخرجه الحاكم في المستدرك عن عبد الله بن أبي نجيح عن
مجاهد.
(126 / 10) ويعلم ما هي : أي لا تباع حتى لو علم ما هي حتى يتسلمها.
(127 / 1) أي لا بأس بالاكل والعلف فيما يحتاجه الانسان فما زاد على ذلك من بيع أو خزن فهو مال وفيه الخمس وسهام المسلمين(7/681)
(2) حدثنا إسماعيل بن عياش عن أسيد بن عبد الرحمن عن خالد بن الدريك عن عبد الله بن محيريز قال : سئل فضالة بن عبيد حاجب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع الطعام والعلف في أرض الروم ، قال فضالة : أن أقواما يريدون أن يستزلوني عن ديني ، والله إني لارجو أن لا يكون ذلك حتى ألقى محمدا صلى الله عليه وسلم ، من باع طعاما بذهب أو فضة فقد وجب فيه خمس الله وسهام المسلمين.
(3) حدثنا وكيع قال ثنا ابن عون عن خالد بن الدريك عن ابن محيريز عن فضالة ابن عبيد الانصاري قال : إن قوما يريدون أن يستنزلوني عن ديني ، أما والله إني لارجو أن أموت وأنا عليه ، ما كان من شئ بذهب أو فضة ففيه خمس الله وسهام المسلمين.
(4) حدثنا فضيل بن عياض عن هشام عن الحسن قال : كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكلون من الغنائم إذا أصابوها من الجزائر والبقر ويعلفون دوابهم ولا يبيعون ، فإن بيع ردوه إلى المقاسم.
(5) حدثنا أبو داود الطيالسي عن شعبة عن حميد بن هلال عن عبد الله بن مغفل قال : سمعته يقول : دلي لي جراب من شحم يوم خيبر ، قال : فالتزمته وقلت : هذا لي ، لا أعطي أحدا منه شيئا ، فالتفت إلى النبي صلى الله عليه وسلم يتبسم فاستحييت.
(6) حدثنا جرير عن ليث عن مجاهد قال : كنا نغزو فنصيب الطعام والثمار والعسل والعلف فنصيب منه من غير قسمة.
(7) حدثنا جرير عن مغيرة عن حماد عن إبراهيم قال : كانوا يأكلون من الطعام في
أرض الحرب ويعتلفون قبل أن يخمسوا.
(8) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن هشام عن الحسن قال : كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا افتتحوا المدينة أو القفز أكلوا من السويق والدقيق والسمن والعسل.
(9) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء في القوم يكونون غزاة يكونون في السرية فيصيبون أنحاء السمن والعسل والطعام قال : يأكلون وما بقي ردوه إلى إمامهم.
-
__________
- (127 / 3) بذهب أو فضة : أي بمال قل أو كثر وسواء كان دنانير أو دراهم.
(127 / 4) الجزائر ج جزور أي الابل(7/682)
(10) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن مغيرة عن إبراهيم قال : كانوا يرخصون في الطعام والعلف ما لم يعتقدوا مالا.
(11) حدثنا وكيع قال ثنا أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية عن غلام لسلمان يقال له سويد - وأثنى عليه خيرا - قال : لما افتتح الناس المدائن وخرجوا في طلب العدو أصبت سلة ، فقال لي سلمان : هل عندك طعام ؟ قال : قلت : سلة أصبتها ، قال : هاتها فإن كان مالا دفعناه إلى هؤلاء ، وإن كان طعاما أكلناه.
(12) حدثنا وكيع قال ثنا عقبة قال : سمعت عبد الله بن بريدة سئل عن الطعام يصاب في أرض العدو فقال : إن كان باع منه بدرهم رده وإلا كان غلولا.
(13) حدثنا إسماعيل بن عياش عن يحيى بن أبي عمرو الشيباني عن عبد الله بن محيريز وخالد بن الدريك وغيرهم أنهم كانوا يقولون في الرجل يصيب الطعام والعلف في أرض الروم فقالوا : يأكل ويطعم ويعلف ، فإن باع شيئا من ذلك بذهب وفضة رده إلى غنائم المسلمين.
(14) حدثنا وكيع قال ثنا إسرائيل عن جابر عن عامر قال : لا بأس بالطعام
والعلف يوجد في أرض العدو أن يأكلوا منه وأن يعلفوا دوابهم ، فما بيع منه فهو بين المسلمين.
(15) حدثنا عائذ بن خبيب عن جويبر عن الضحاك قال : إذ خرجت السرية فأصابوا غنيمة من بقر أو غنم فلهم أن يأكلوا بقدر ولا يسرفوا ، فإن انتهى به إلى العسكر كان بينهم.
(16) حدثنا يونس بن محمد قال ثنا حماد بن زيد عن أيوب عن نافع عن ابن عمر قال : كنا نصيب في مغازيا الفاكهة والعسل فنأكله ولا نرفعه.
(128) في الطعام يكون فيه خمس (1) حدثنا أبو أسامة عن مجالد عن عامر قال : ليس في الطعام خمس ، إنما الخمس في الذهب والفضة.
-
__________
- (127 / 12) الغلول : السرقة أو الاستئثار بشئ من المغنم لا يشاركه فيه أحد.
(127 / 16) أي أنه كان شيئا قليلا إذا أكلوه استنفذوه(7/683)
(2) حدثنا معاذ بن معاذ عن ابن عون قال قلت للحسن : إنا نصيب في بلاد العدو العسل والسمن والجبن أفنخمس ؟ قال : قال : قد كنا نصيبه فنأكله.
(129) من قال : يأكلون من الطعام ولا يحملون ، ومن رخص فيه (1) حدثنا معتمر بن سليمان عن زياد بن سعد الشيخ من أهل واسط أن عبد الله بن عباس لم ير بأسا أن يأكل الطعام في أرض الشرك حتى يدخل أهله.
(2) حدثنا يزيد بن هارون عن حجاج عن الحسن بن أبي الحسن وأبي إسحاق أنهما قالا في القوم يصيبون الغنيمة : يأكلون ولا يحملون.
(3) حدثنا عبدة بن سليمان عن الافريقي عن خالد بن أبي عمران قال : سألت
القاسم وسالما عن الرجل يصيب الطعام في أرض العدو فيصيب منه ويكسب منه الدراهم فقالا : يجعله في طعام يأكله ولا يكسب منه عقدة مال.
(130) في العبد يأسره المسلمون ثم يظهر عليه العدو.
(1) حدثنا هشيم عن ابن عون عن رجاء بن حيوة أن أبا عبيدة كتب إلى عمر بن الخطاب في عبد أسره المشركون ثم ظهر عليه المسلمون بعد ذلك ، قال : صاحبه أحق به ما لم يقسم فإذا قسم مضى.
(2) حدثنا عبدة بن سليمان عن سعيد عن قتادة عن رجاء بن حيوة عن قبيصة بن ذؤيب قال : قال عمر : ما أحرز المشركون من أموال المسلمين فغزوهم بعد وظهروا عليهم فوجد رجل ماله بعينه قبل أن تقسم السهام فهو أحق به ، وإن كان قسم فلا شئ له.
-
__________
- (129 / 1) حتى يدخل أهله : أي لا يحمل معه منه إلا أهله إلا ما كان نصيبه في سهمه.
(129 / 3) لا يكسب منه عقدة مال : لا يتموله ولا يجعله رأسمالا يتجر به ويكون أصلى ماله.
(130 / 1) والحكمة في ذلك أن يخرج المسلمون للجهاد ولا سترداد ما ظهر عليه العدو فلو خرج صاحب المال لرأس مال أو عبده أو أمته قبل أن يقسم أما إن قعد في داره منتظرا أن يخرج غيره فلا ريب أن ماله سيقع في المقاسم ولن يسترده لانه لن يحضر القسمة(7/684)
(3) حدثنا عبدة بن سليمان عن سعيد عن قتادة قال : قال علي : هو للمسلمين عامة لانه كان لهم مالا.
(4) حدثنا معتمر بن سليمان عن أبيه أن عليا كان يقول فيما أحرز العدو من أموال المسلمين أنه بمنزلة أموالهم ، قال : وكان الحسن يقضي بذلك.
(5) حدثنا عيسى بن يونس عن ثور عن أبي عون عن زهرة بن يزيد المرادي أن أمة لرجل من المسلمين أبقت ولحقت بالعدو فغنمها المسلمون فعرفها أهلها ، فكتب فيها
أبو عبيدة إلى عمر فكتب عمر : إن كانت الامة لم تخمس ولم تقسم فهي رد على أهلها ، وإن كانت قد خمست وقسمت فأمضها لسبيلها.
(6) حدثنا علي بن مسهر عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر أن عبدا له أبق وذهب له بفرس فدخل أرض العدو فظهر عليه خالد بن الوليد فرد أحدهما عليه في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ورد الآخر بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(7) حدثنا يزيد بن هارون عن حجاج عن أبي إسحاق عن سلمان بن ربيعة فيما أحرز العدو قال : صاحبه أحق به ما لم يقسم ، فإذا قسم فلا شئ.
(8) حدثنا شريك عن الركين عن أبيه أو عن عمه قال : حبس لي فرس فأخذه العدو ، قال : فظهر عليه المسلمون ، قال : فوجدته في مربط سعد ، قال : فقلت : فرسي ، قال : بينتك ، قلت أنا أدعوه فيحمحم ، قال : إن أجابك فلا أريد منك ببينة.
(9) حدثنا إسماعيل بن علية عن أيوب عن ابن سيرين أن أمة أحرزها العدو فاشتراها رجل فخاصمه سيدها إلى شريك فقال : المسلم أحق من رد على أخيه بالثمن ، فقال : إنها ولدت من سيدها ، قال : أعتقها قضاء الامير ، فإن كانت كذا وكذا ، وإن كانت كذا وكذا ، قال يقول رجل له : أعلم بالقضاء من زيد بن خلدة.
(10) حدثنا هشيم عن مغيرة عن إبراهيم وعن يونس عن الحسن قالا : ما أحرز العدو من مال المسلمين فعرفه صاحبه فهو أحق به ، وإن قسم فقد مضى.
(11) حدثنا ابن إدريس عن ليث عن مجاهد قال : ما أصاب المسلمون مما أصابه العدو قبل ذلك ، فإن أصابه صاحبه قبل أن يقسم فهو أحق به ، وإن قسم فهو أحق به بالثمن.
-
__________
- (132 / 5) رد على أهلها : مرتجعة إليهم ومردودة عليهم.
(130 / 11) أصابه صاحبه : استرجعه بنفسه خلال المعركة أو بعدها أو وجده مع الغنائم قبل أن تقسم(7/685)
(12) حدثنا يزيد بن هارون عن حماد بن سلمة عن قتادة عن خلاس عن علي قال : ما أحرز العدو فهو جائز.
(13) حدثنا حفص بن غياث عن حجاج عن الحكم عن إبراهيم قال : ما ظهر عليه المشركون من متاع المسلمين ثم ظهر عليه المسلمون ، إن قسم فهو أحق به بالثمن ، وإن كان لم يقسم رد عليه.
(14) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن سماك عن تميم بن طرفة : قال أصاب المسلمون ناقة لرجل من المسلمين ، فاشتراها رجل من العدو فخاصمه صاحبها إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فأقام البينة ، فقضى النبي صلى الله عليه وسلم أن يدفع إليه الثمن الذي اشتراها به من العدو وإلا خلى بينه وبينها.
(131) ما يكره أن يحمل إلى العدو فيتقوى به (1) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن اشعث عن الحسن قال : لا يحل لمسلم أن يحمل إلى عدو المسلمين طعاما ولا سلاحا يقويهم به على المسلمين ، فمن فعل ذلك فهو فاسق (2) حدثنا محمد بن بكر نا ابن جريج عن عطاء أنه كره حمل السلاح إلى العدو قال : قلت له : تحمل الخيل إليهم ؟ قال : فأبى ذلك وقال : أما ما يقويهم للقتال فلا ، وأما غيره فلا بأس ، وقاله عمرو بن دينار.
(3) حدثنا محمد بن بكر عن ابن جريج قال : نهى عمر بن عبد العزيز أن يحمل الخيل إلى أرض الهند.
(4) حدثنا أبو أسامة عن هشام عن الحسن أنه كره أن يحمل السلاح والكراع إلى أرض العدو للتجارة.
(5) حدثنا عبد الرحيم عن عبيدة عن إبراهيم أنه كان يكره أن يحمل إلى عدو المسلمين سلاح أو منفعة.
-
__________
- = أحق به بالثمن : أي يؤدي الثمن الذي قدر له أو بيع به مع المغانم لمن دفع هذا الثمن أو كان له بما
يعادل ذلك.
(131 / 1) يحمل إلى عدو المسلمين : يتجر به إليهم ويبيعهم إياه.
(131 / 2) أي إن باعهم الثياب وما شابه ذلك من أمور لا تزيدهم قوة ولا تنفعهم إذا حوصروا فلا بأس لانه سيقبض ثمنه مالا يتقوى به المسلمون وهو منهم(7/686)
(6) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن يونس عن الحسن وابن سيرين أنهما كرها بيع السلاح في الفتنة.
(7) حدثنا يعلى بن حميد قال ثنا أبو حيان عن يونس عن الحسن وابن سيرين أنهما كرها بيع السلاح في الفتنة.
(8) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا هشام عن الحسن قال : لا يبعث إلى أهل الحرب شئ من السلاح والكراع ولا ما يستعان به على السلاح والكراع.
(9) حدثنا شاذان قال ثنا أبان العطار عن قتادة قال : كان يكره بيع السلاح في القتال.
(132) في الغزو مع أئمة الجور (1) حدثنا حفص بن غياث عن الاعمش قال : كان أصحاب عبد الله يغزون زمان الحجاج ، عبد الرحمن بن يزيد وأبو سنان وأبو جحيفة.
(2) حدثنا عبدة عن الاعمش قال : سمعتهم يذكرون أن عبد الرحمن بن يزيد كان يغزو الخوارج في زمان الحجاج يقاتلهم.
(3) حدثنا عبدة بن سليمان عن الاعمش عن إبراهيم أنه غزا في زمان الحجاج.
(4) حدثنا وكيع قال ثنا مثنى بن سعيد عن أبي حمزة قال : سألت ابن عباس عن الغزو مع الامراء وقد أحدثوا ، فقال : تقاتل على نصيبك من الآخرة ، ويقاتلون على نصيبهم من الدنيا.
(5) حدثنا وكيع قال ثنا حماد بن زيد عن الجعد أبي عثمان عن سليمان اليشكري عن جابر قال : قلت له : أغزو أهل الضلالة مع السلطان ، قال : اغزوا فإنما عليك ما حملت وعليهم ما حملوا.
-
__________
- (131 / 6) ومن باع السلاح في الفتنة فكأنما ساهم بتأجيج نارها وتشجيعها.
(132 / 1) وفيه أن الحجاج من أئمة الجور وأنه يجوز الخروج مع الامام الجائر لقتال المرتدين والخوارج والمشركين والكفار ، إنما لا يخرج معه ضد المسلمين فإن قاتل المسلمين معه كان مثله.
(132 / 4) قد أحدثوا : قد ارتكبوا آثاما أو كبائر.
(132 / 5) عليك ما حملت : إن حملت في سبيل الله كان لك أجرك ولو حمل هو من أجل الغنائم والمكاسب أو مد سلطانه(7/687)
(6) حدثنا غندر عن الفزاري عن هشام عن الحسن وابن سيرين سئلا عن الغزو مع أئمة السوء فقالا : لك شرفه وأجره وفضله وعليهم وإثمهم.
(7) حدثنا وكيع قال ثنا مالك بن مغول عن طلحة بن مصرف عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد النخعي قال : قلت لابي : يا أبة ؟ في إمارة الحجاج أتغزو ؟ قال : يا بني ! لقد أدركت أقواما أشد بغضا منكم للحجاج وكانوا لا يدعون الجهاد على حال ، ولو كان رأس الناس في الجهاد مثل رأيك ما أرى الاتاوة - يعني الخراج.
(8) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن المغيرة عن إبراهيم قال : ذكر له أن أقواما يقولون : لا جهاد ، فقال : هذا شئ عرض به الشيطان.
(9) حدثنا وكيع قال ثنا الربيع بن الصبيح عن قيس بن سعد عن مجاهد قال : سألت ابن عمر عن الغزو مع أئمة الجور وقد أحدثوا فقال : اغزوا.
(10) حدثنا أحمد بن عبد الله عن زائدة عن ليث قال : كان مجاهد يغزو مع بني مروان ، وكان عطاء لا يرى بأسا.
(11) حدثنا الاعمش عن إبراهيم قال : خرج على الناس بعث زمن الحجاج فخرج فيه عبد الرحمن بن يزيد.
(133) من كره ذلك (1) حدثنا حميد بن عبد الرحمن عن ليث عن طاوس قال : كان يكره الجهاد مع هؤلاء - يعني السلطان الجائر.
(2) حدثنا وكيع عن سفيان عن الشيباني قال : خرج على الناس بعث زمن الحجاج فخرج فيه إبراهيم التيمي وإبراهيم النخعي فقال إبراهيم النخعي : إلى من تدعوهم ؟ إلى الحجاج.
-
__________
- (132 / 6) أي لك شرف الغزو وفضله وأجره.
(132 / 7) أي ما كانت الفتوح.
(133 / 2) ولا نرى رأيه لانه يدعو لله ودين الله(7/688)
(134) في أمان المرأة والمملوك (1) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن الحجاج عن الوليد بن أبي مالك عن عبد الرحمن بن سلمة أن رجلا آمن قوما وهو مع عمرو بن العاص وخالد بن الوليد وأبي عبيدة بن الجراح ، فقال عمرو وخالد : لا نجير من أجار ، فقال أبو عبيدة : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " يجير على المسلمين بعضهم ".
(2) حدثنا أبو خالد عن حجاج عن الوليد بن أبي مالك عن عبد الرحمن بن سلمة عن أبي عبيدة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " يجير على الناس بعضهم ".
(3) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن الوليد بن أبي مالك عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يجير على المسلمين الرجل منهم ".
(4) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن محمد بن إسحاق عن سعيد بن أبي هند عن أبي
مرة مولى عقيل بن أبي طالب عن أم هانئ ابنة أبي طالب قالت : لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة فر إلي رجلان من أحمائي فأجرتهما - أو كلمة تشبهها - فدخل علي أخي علي بن أبي طالب طالب فقال : لاقتلنهما ، قال : فأغلقت الباب عليهما ، ثم جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم بأعلى مكة فقال : " مرحبا وأهلا بأم هانئ ! ما جاء بك ؟ قال : قلت : يا نبي الله ، فر إلي رجلان من احمائي فدخل علي أخي علي بن أبي طالب فزعم أنه قاتلهما ، فقال : لا ، قد أجرنا من أجرت وأمنا من أمنت ".
(5) حدثنا أبو خالد الاحمر عن أبي إسحاق عن سعيد بن أبي هند عن أبي مرة عن أم هانئ قال حدثتني قالت : فر إلى رجلان من أحمائي يوم الفتح ، فأجرتهما فدخل علي أخي فقال : لا قتلنهما ، فأغلقت عليهما ، ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : " مرحبا وأهلا بأم هانئ ، ما جاء بك ؟ فأخبرته فقال : قد أجرنا من أجرت وأمنا من أمنت " قالت : فجئت فمنعتهما.
(6) حدثنا أبو خالد الاحمر عن الاعمش عن إبراهيم عن الاسود عن عائشة قالت : إن كانت المرأة لتأجر على المسلمين.
-
__________
- (134 / 1) آمن قوما : أعطاهم الامان وفيه أن من أجاره أحد المسلمين فقد وجب على المسلمين جواره (134 / 4) وفيه جواز إجارة المرأة المسلمة ووجوب حفظ جواز من أجارت وتأمين من أمنت.
(134 / 6) المقصد تجير عليهم ويحفظ جوارها(7/689)
(7) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن عاصم الاحول عن فضيل بن زيد الرقاشي وقد كان غزا على عهد عمر بن الخطاب سبع غزوات قال : بعث عمر جيشا فكنت في ذلك الجيش ، فحاصرنا أهل " سر تاج " فلما رأينا أنا سنفتحها من يومنا ذلك قلنا : نرجع فنقيل ثم نخرج فنفتحها ، فلما رجعنا تخلف عبد من عبيد المسلمين فراطنهم فراطنوه ، فكتب لهم كتابا في صحيفة ثم شده في سهم فرمى به إليهم فخرجوا ، فلما رجعنا من العشي وجدناهم
قد خرجوا ، قلنا لهم : ما لكم ؟ قال : أمنتمونا ، قلنا : ما فعلنا ، إنما الذي أمنكم عبد لا يقدر على شئ فارجعوا حتى نكتب إلى عمر بن الخطاب ، فقالوا : ما نعرف عبدكم من حركم ، ما نحن براجعين ، إن شئتم فاقتلونا وإن شئتم قفوا لنا ، قال : فكتبنا إلى عمر فكتب عمر أن عبد المسلمين من المسلمين ، ذمته ، ذمتهم ، قال : فأجاز عمر أمانه.
(8) حدثنا يزيد بن هارون عن هشام عن الحسن قال : أمان المرأة والمملوك جائز.
(9) حدثنا وكيع قال ثنا شريك عن عاصم بن أبي النجود عن رز بن حبيش عن عمر قال : إن كانت المرأة لتأجر على المسلمين فتجوز أمانها.
(10) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن علي قال : " ذمة المسلمين واحدة يسعى بها أدناهم ".
(11) حدثنا شبابة عن شعبة عن عمرو بن دينار عن رجل عن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يجير على المسلمين بعضهم ، أو قال : رجل منهم ".
(12) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن الاعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ذمة المسلمين واحدة يسعى بها أدناهم ".
(13) حدثنا ابن نمير قال ثنا محمد بن إسحاق عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يجير على المسلمين أدناهم ".
-
__________
- (134 / 7) راطنهم : تحدث معهم بلغتهم ولا يقال رطانة إلا لغير اللغة العربية.
قفوا لنا : اصطفوا لقتالنا.
(134 / 11) أي أيما مسلم أعطى أمانا لرجل محارب فهو آمن ويحترم المسلمين الامان الذي أعطي له سواء كان الذي أعطاه الامان حرا أو عبدا رجلا أو امرأة(7/690)
(135) في الامان ما هو وكيف هو ؟ (1) حدثنا عباد بن العوام عن أبي عطية قال : كتب عمر إلى أهل الكوفة أنه ذكر لي
ان " مطرس " بلسان الفارسية الامنة ، فإن قلتموها لمن لا يفقه لسانكم فهو آمن.
(2) حدثنا ريحان بن سعيد قال حدثني مرزوق بن عمرو قال حدثني أبو فرقد قال : كنا مع أبي موسى الاشعري يوم فتحنا سوق الاهواز ، فسعى رجل من المشركين وسعى رجلان من المسلمين خلفه ، فبينما هو يسعى ويسعيان إذ قال له أحدهما : مترس ، فأخذاه فجاءا به وأبو موسى يضرب أعناق الاسارى حتى انتهى الامر إلى الرجل فقال أحدهما : إن هذا قد جعل له الامان ، فقال أبو موسى : وكيف جعل له الامان ، قال : إنه كان يسعى ذاهبا في الارض فقلت له : مترس ، فقام : فقال أبو موسى : وما مترس ؟ قال : لا تخف ، قال : هذا أمان ، خليا سبيله ، فخليا سبيل الرجل.
(3) حدثنا مروان بن معاوية عن حميد عن أنس قال : حاصرنا تستر فنزل الهرمزان على حكم عمر ، فبعث به أبو موسى معي ، فلما قدمتا على عمر سكت الهرمزان فلم يتكلم ، فقال عمر : تكلم ، فقال : كلام حي أو كلام ميت ؟ قال : فتكلم فلا بأس ، فقال : انا وإياكم معشر العرب ما خلى الله بيننا وبينكم ، كنا نقتلكم ونقصيكم ، فإذا كان الله معكم لم يكن لنا بكم يدان ، قال : فقال عمر : ما تقول يا أنس ؟ قال : قلت : يا أمير المؤمنين ! تركت خلفي شوكة شديدة وعددا كثيرا ، إن قتلته أيس القوم من الحياة ، وكان أشد لشوكتهم ، وإن استحييته طمع القوم ، فقال : يا أنس : أستحي قاتل البراء بن مالك ومجرأة بن ثور ، فلما خشيت أن يبسط عليه قلت له : ليس لك إلى قتله سبيل ، فقال عمر : لم ؟ أعطاك ، أصبت منه ، قلت : ما فعلت ولكنك قلت له : تكلم فلا بأس ، فقال : لتجيئن بمن يشهد معك أو لا بدأن بعقوبتك ، قال : فخرجت من عنده فإذا بالزبير بن العوام قد حفظ ما حفظت ، فشهد عنده فتركه ، وأسلم الهرمزان وفرض له.
-
__________
- (135 / 1) وفيه أن أي كلمة تعني الامان فهي أمان سواء كان ذلك بالعربية أو بأي أخرى يفقهها من أعطيت له.
(135 / 2) سعى : هنا فر هاربا وسعى رجلان خلفه : ركضا ليدركاه.
(135 / 3) الهرمزان : مرتبة فارسية(7/691)
(4) حدثنا الاعمش عن أبي وائل قال : أتانا كتاب عمر ونحن بخانقين : إذا قال الرجل للرجل : لا تدخل فقه أمنه ، وإذا قال : لا تخف فقد أمنه ، وإذا قال : مطرس فقد أمنه ، قال : الله يعلم الالسنة.
(5) حدثنا وكيع قال ثنا أبو أسامة عن زيد عن أبان بن صالح عن مجاهد قال : قال عمر : إيما رجل من المسلمين أشار إلى رجل من العدو لان نزلت لقتلنك ، فنزل وهو يرى أنه امان فقد أمنه.
(6) حدثنا وكيع قال ثنا موسى بن عبيدة عن طلحة بن عبيد الله بن كريز قال : كتب عمر إلى أمراء الاجناد : أيما رجل من المسلمين أشار إلى رجل من العدو : لئن نزلت لا قتلنك فنزل ، وهو يرى أنه أمان فقد أمنه.
(136) من كره أن يعطي في الامان ذمة الله (1) حدثنا وكيع عن سفيان عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه أنه النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا بعث أميرا على جيش أو سرية أوصاه فقال : " إذا حاصرتم أهل حصن فأرادوكم على أن تجعلوا لهم ذمة الله وذمة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا تجعلوا لهم ذمة الله ولا ذمة رسوله ولكن اجعلوا لهم ذمتكم وذمة آبائكم ، فإنكم إن [ تخفروا ] ذممكم وذمم آبائكم أهون من أن [ تخفروا ] ذمة الله وذمة رسوله صلى الله عليه وسلم ".
قال : سفيان : قال علقمة : فحدثت بحديث سليمان بن بريدة مقاتل بن حيان فقال مقاتل بن حيان : حدثنا مسلم بن هيصم العبدي عن النعمان بن المقرن المزني عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله.
-
__________
- (135 / 4) لا تدخل : لا تدخل حصنك ، أي كان بإمكانه أن يتحصن فسمع كلمة لا تدخل فلم يدخل فهي أمان له.
خانقين : مدينة في شمال العراق.
(135 / 5) أي ما دام قد فهم من إشارته الامان فهو أمان.
(136 / 1) في الاصل [ تحقروا ] والاصح ما أثبتنا إستنادا إلى كتب الصحاح ولعل المذكور هنا تصحيف في النسخ قرب فيه الناسخ نقطة الخاء من نقطة الفاء فصارت قافا وهي ليست كذلك.
وخفر ذمته : لم يحفظها(7/692)
(2) حدثنا وكيع قال ثنا الاعمش عن أبي وائل قال : أتانا كتاب عمر ونحن بخانقين ، إذا حاصرتم قصرا فأرادوكم على أن ينزلوا على حكم الله فلا تنزلوهم ، فإنكم لا تدرون تصيبون فيهم حكمة أم لا ، ولكن أنزلوهم على حكمكم ، ثم اقضوا فيهم بعد ما شئتم.
(137) الغدر في الامان (1) حدثنا وكيع بن الجراح قال ثنا شعبة عن أبي القيص عن سليم بن عامر قال : كان بين معاوية وبين قومه من الروم عهد ، فخرج معاوية يسير في أرضهم كي ينفضوا فيغير عليهم ، فإذا رجل ينادي في ناحية العسكر : وفاء لا غدر وفاء لا غدر : فإذا هو عمرو بن عنبسة ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من كان بينه وبين قومه عهد فلا ينبذ عهده ولا يحلها حتى يمضي أمدها أو ينبذ إليهم على سواء ".
(2) حدثنا محمد بن بشر وأبو أسامة قالا ثنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا جمع الله الاولين والآخرين يوم القيامة رفع لكل غادر لواء فقيل : هذا غدرة فلان بن فلان ".
(3) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لكل غادر لواء يوم القيامة يعرف به ".
(4) حدثنا يحيى بن آدم ثنا يزيد بن عبد العزيز عن الاعمش عن شقيق عن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لكل غادر لواء يوم القيامة يعرف به ، يقال : هذه
غدرة فلان بن فلان ".
(5) حدثنا عفان قال ثنا شعبة عن الاعمش عن شقيق عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله.
-
__________
- (136 / 2) اقضوا فيهم بعد بما شئتم أي بما تردته مناسبا للحال والمكان والزمان والشخص فربما شخص استحييتموه فكانت حياته تسهيلا لفتح ورب شخص قتلتموه كان قتله قطعا لظهر العدو ولدابر فتنته.
(135 / 1) أي إما أن ينتظر انتهاء المدة أو يعلمهم أنه قد ألغى العهد الذي بينه وبينهم ليكونوا على بينة وإلا كان غادرا.
بين معاوية وبين قومه من الروم : القوم الذين يلونه في الارض أي حدودهم متاخمة لحدوده.
(137 / 2) لواء : راية يعرف بها وتدل عليه وتعلن غدره على الملاء(7/693)
(6) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن علي بن زيد عن أبي نضرة عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لكل غادر لواء يوم القيامة وغدرته عند إسته ".
(7) حدثنا عفان قال ثنا شعبة عن خليد بن جعفر عن أبي نضرة عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لكل غادر لواء يوم القيامة ".
(8) حدثنا وكيع ثنا مسعر قال : سمعت قتادة يقول في قوله : { كل ختار كفور } قال الذي يغدر بعهده.
(9) حدثنا شعبة عن ثابت عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لكل غادر لواء يعرف به يوم القيامة ".
(138) ما قالوا في أمان الصبيان (1) حدثنا ابن مهدي عن سفيان عن إبراهيم عن المهاجر عن مجاهد أن أبا سفيان راود الحسن والحسين على الامان وهما صغيران ، قال : وقال سفيان : وأمان الصغير لا يجوز.
(139) رفع الصوت في الحرب (1) حدثنا عبدة بن سليمان عن الافريقي عن عبد الله بن يزيد عن عبد الله عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تمنوا لقاء العدو وسلوا الله العافية ، فإن لقيتموهم فاثبتوا والذكروا الله فإن أجلبوا أو صيحوا فعليكم بالصمت ".
(2) حدثنا عبد الله بن المبارك عن ابن جريج عن عطاء قال : وجب الانصات والذكر عند الرجف ، قال : ثم تلا { فاثبنوا والذكروا الله كثيرا } قال قلت : ويجهر بالذكر ، قال : قال : نعم.
-
__________
- (137 / 8) سورة لقمان من الآية (32).
(138 / 1) لان الصغير قد وضع عند القلم حتى يعقل وحاله في الامان أيضا حال المجنون فلا يأخذ بأمانه إن أعطاه وهو في حال جنونه.
(139 / 1) لا تمنوا : لا تتمنوا.
العافية : السلامة.
أجلبوا : أثاروا جلبة وضجة.
(139 / 2) سورة الانفال من الآية (45).
الرجف : الاشتباك مع العدو(7/694)
(2) حدثنا وكيع قال ثنا الدستوائي عن قتادة عن الحسن عن قيس بن عباد قال : كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يكرهون رفع الصوت عند ثلاث : عند القتال وعند الجنائز وعند الذكر.
(4) حدثنا وكيع قال ثنا شعبة عن أبي العلاء وعن سعيد بن جبير أنه كره رفع الصوت عند القتال وعند قراءة القرآن وعند الجنائز.
(5) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن أبي حيان عن رجل من أهل المدينة عن كاتب
عبيد الله قال : كتب عبد الله بن أبي أوفى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا تمنوا لقاء العدو وسلوا الله العافية ، فإذا لقيتموهم فإن أجلبوا وصيحوا فعليكم بالصمت ".
".
(6) حدثنا يزيد بن هارون عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لصوت أبي طلحة في الجيش خير من فئة ".
(140) ما يدعى به عند لقاء العدو (1) حدثنا وكيع قال ثنا عمران بن حدير عن أبي مجلز أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا لقي العدو قال : " اللهم أنت عضدي ونصيري ، بك أحول وبك أصول وبك أقاتل ".
(2) حدثنا وكيع قال ثنا إسماعيل بن أبي خالد سمعت ابن أبي أوفى يقول : دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الاحزاب فقال : " اللهم منزل الكتاب سريع الحساب هازم الاحزاب إهزمهم وزلزلهم ".
(141) الرجل يدخل بأمان فيقتل (1) حدثنا عبد الله بن مبارك عن معمر عن زياد بن مسلم أن رجلا من أهل الهند قدم بأمان إلى عدن فقتله رجل من المسلمين بأخيه فكتب في ذلك إلى عمر بن عبد العزيز فكتب أن لا تقتله وخذ منه الدية فابعث بها إلى ورثته ، وأمر به فسجن.
-
__________
- (139 / 6) لان صوته كان يزلزل العدو.
(141 / 1) لا يقتل لانه لا يقتل مسلم بكافر ، وتؤدى ديته لانه كان رسولا ولم يكن محاربا.
ويحبس لانه قتل رجلا هو في حكم السفير فخفر عهدا أعطاه الاسلام للسفير أو الرسول أن لا يقتل ولا يؤذي في بدنه(7/695)
(2) حدثنا عبد الوهاب الثقفي عن حبيب المعلم عن الحسن ان رجلا من المشركين حج ، فلما رجع صادرا لقيه رجل من المسلمين فقتله ، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن تؤدي ديته إلى
أهله.
(3) حدثنا ابن مهدي عن سفيان عن يوسف بن يعقوب أن رجلا من المشركين قتل رجلا من المسلمين ، ثم دخل بأمان فقتله أخوه فقضى عليه عمر بن عبد العزيز بالدية وجعلها عليه في ماله وحبسه في السجن ، وبعث بديته إلى ورثته من أهل الحرب.
(142) الرجل يسلم وهو في دار الحرب فيقتله الرجل وهم [ بم ] (1) حدثنا يحيى بن سعيد القطان عن سفيان عن سماك عن عكرمة وعن مغيرة عن إبراهيم : { وإن كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق } قالا : الرجل يسلم في دار الحرب فيقتله الرجل ليس عليه الدية وعليه الكفارة.
(2) حدثنا عبد الله بن إدريس عن عيسى عن الشعبي { وإن كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق } قال : من أهل العهد وليس بمؤمن.
(3) حدثنا معاوية بن هشام عن عمار بن رزيق عن عطاء بن السائب عن أبي يحيى عن ابن عباس { وإن كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق } هو الرجل يكون معاهدا أو يكون قومه أهل عهد فيسلم إليهم ديته ويعتق الذي أصابه رقبة.
(4) حدثنا جرير عن مغيرة عن إبراهيم قال : { وإن كان من قوم عدو لكم وهو مؤمن } الرجل يقتل وقومه مشركون ، ليس بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد فتحرير رقبة مؤمنة ، فإن قتل مسلم من قوم مشركين وبينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد فعليه رقبة مؤمنة وتؤدى ديته إلى قومه الذين بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد فيكون ميراثه للمسلمين ويكون عقله عليهم لقومه المشركين الذين بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد فيرث المسلمون ميراثه ويكون عقله لقومه لانهم يعقلون عنه.
-
__________
- (142) [ بم ] كذا في الاصل دون نقط والارجح وهم به.
(142 / 1) سورة النساء من (92).
وعليه الكفارة لان الاعم في دار الحرب الكفر ، فلا يدري بإسلامه بعد أن يقتله.
(142 / 4) سورة النساء من الآية (92).
عقله لقومه : أي ديته تكون لقومه(7/696)
(143) باب من أسلم على شئ فهو له (1) حدثنا صفوان بن عيسى عن الحارث بن أبي ذباب عن منبر بن عبد الله عن أبيه عن سعد بن أبي ذباب قال : قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلمت وقلت : يا رسول الله ! إجعل لقومي ما أسلموا عليه ، قال : ففعل رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(2) حدثنا الفضل بن دكين قال ثنا أبان بن عبد الله البجلي قال ثنا عثمان بن أبي حازم عن صخر بن العيلة قال : أخذت عمة المغيرة فقدمت بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وجاء المغيرة بن شعبة فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عمته وأخبر أنها عندي ، فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا صخر ! إن القوم إذا أسلموا أحرزوا أموالهم " ، قال : فدفعناها إليه ، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطاني ماء لبني سليم فأسلموا فأتوا نبي الله صلى الله عليه وسلم فسألوه الماء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا صخر ! إن القوم إذا أسلموا أحرزوا أموالهم ودماءهم فادفعه إليهم " فدفعته.
(3) حدثنا حميد بن عبد الرحمن عن حسن بن صالح قال : سألت عبيد الله بن عمر عمن أسلم من أهل السواد فقال : من أسلم من أهل السواد ممن له ذمة فله أرضه وماله ، ومن أسلم ممن لا ذمة له ، وإنما أخذ عنوة فأرضه للمسلمين ، قال : عبيد الله : هذا في كتاب عمر بن عبد العزيز.
(4) حدثنا ابن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال : أيما مدينة فتحت عنوة فأسلم أهلها فهم أحرار وأموالهم للمسلمين.
(5) حدثنا يزيد بن المقدام بن شريح عن أبيه عن جده هانئ بن يزيد ذكر أنه
وفد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في قومه ، وأنه لما حضر خروج القوم إلى بلادهم أعطى كل رجل منهم أرضا في بلاده حيث أحب.
(6) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا ابن أبي ذئب عن الزهري قال : من أسلم أحرز له إسلامه نفسه وماله إلا الارض لانه أسلم وهو في غير منعة.
-
__________
- (143 / 4) أموالهم للمسلمين لانها من الغنائم فالبلد قد أخذت عنوة وقد أسلموا بعد أن أخذوا عنوة أما لو أسلموا قبل ذلك فلهم أموالهم.
(143 / 6) وفيه أن من أسلم وهو في منعة فأرضه له ، أي أسلم عندما عرض عليه السلام(7/697)
(7) حدثنا وكيع عن شعبة عن غالب العبدي قال : حدثني رجل من بني نمير عن أبيه عن جده أو جد أبيه أنه أتي النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ! إن قومي أسلموا على أن جعلت لهم كذا وكذا ، قال : " إن شئت رجعت فيه وتركه أفضل ".
(8) حدثنا إسماعيل بن عياش عن عبد الله بن دينار البهرالي أن عمر بن عبد العزيز قال : أما من أسلم من أهل الارض فله ما أسلم عليه من أهل أو مال ، وأما أرضه فهي كائنة فيما أفاء الله على المسلمين.
(9) حدثنا أبو خالد الاحمر عن حجاج عن عطاء والزهري قالا : من السنة أن يكون للرجل ما أسلم عليه.
(144) قبول هدايا المشركين (1) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا سفيان بن حسين عن علي بن زيد عن أنس بن مالك قال : أهدى الاكيدر لرسول الله صلى الله عليه وسلم جرة من من فجعل يقسمه بيننا.
(2) حدثنا حفص عن هشام بن عروة عن أبيه أن أكيدر دومة أهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم ثوب حرير ، فأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم عليا فقال : " شققه خمرا بين النسوة ".
(3) حدثنا محمد بن مصعب عن الاوزاعي عن الزهري : ثم إن الامراء بعد قبلوا
هداياهم.
(4) حدثنا وكيع ثنا ابن عون عن الحسن أن عياض بن حمار أهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم هدية ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : " يا عياض ! هل كنت أسلمت ؟ فقال : لا فردها عليه وقال : إنا لا نقبل زبد المشركين " ، قال ابن عون : قلت للحسن : ما الزبد قال : الرفد.
(5) حدثنا وكيع قال ثنا إسرائيل عن جابر عن عامر أن دحية الكلبي أهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم جبة وخفين فقبلها ولبسهما حتى خرقهما ، وتقسم الشعبي : ما يدري [ ذكي هما ] أم لا.
-
__________
- (143 / 7) أي أن يترك لهم ما أسلموا عليه أفضل.
(144 / 1) المن : نوع من الحلوي وفيه جواز قبول الهدية من غير المسلم ، إلا أن الاكيدر كان معاهدا عندما أهدى للرسول صلى الله عليه وسلم.
(144 / 2) أكيدر دومة : أكيدر حاكم دومة الجندل.
(144 / 5) [ ذكى هما ] هكذا في الاصل والارجح ذكاهما وذكاتهما غسلهما وتطهيرهما(7/698)
(6) حدثنا وكيع قال ثنا موسى بن عبيدة عن سعد بن إبراهيم أن المقوقس أهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقبلها.
(145) سهم ذوي القربى لمن هو ؟ (1) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن محمد بن إسحاق عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن جبير بن مطعم قال : قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم سهم ذوي القربى على بني هاشم وبني المطلب.
(2) حدثنا عبد الله بن نمير قال ثنا هاشم بن بريد قال حدثني حسين بن ميمون عن عبد الله بن عبد الله عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : سمعت عليا يقول : قلت : يا رسول الله ! إن رأيت أن تولينا حقنا من الخمس في كتاب الله فاقسمه حياتك كي لا ينازعنيه أحد بعدك ،
قال : ففعل ذلك ، قال : فولانيه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقسمته حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم ولانيه أبو بكر فقسمته حياة أبي بكر ، ثم ولانيه عمر فقسمته حياة عمر ، حتى كانت آخر سنة من سني عمر ، فأتاه مال كثير فعزل حقنا ، ثم ارسل إلي فقال : هذا حقكم فخذه فاقسمه حيث كنت تقسمه ، فقلت : يا أمير المؤمنين ! بنا عنه العام غني وبالمسلمين إليه حاجة فرده عليهم تلك السنة ، ثم لم يدعنا إليه أحد بعد عمر حتى قمت مقامي هذا ، فلقيت العباس بعد ما خرجت من عند عمر فقال : يا علي ! لقد حرمتنا الغداة شيئا لا يرد علينا أبدا إلى يوم القيامة ، وكان رجلا داهيا.
(3) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن محمد بن إسحاق عن الزهري ومحمد بن علي عن يزيد بن هرمز أن نجدة كتب إلى ابن عباس يسأله عن سهم ذوي القربي لمن هو ؟ فكتب : كتبت تسألني عن سهم ذوي القربى لمن هو فهو لنا.
قال : إن عمر بن الخطاب دعانا إلى أن تنكح منه أيمنا ونخدم منه عائلنا ونقضي منه عن غارمنا ، فأبينا ذلك إلا أن يسلمه لنا جميعا فأبي أن يفعل فتركناه عليه.
(4) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن قيس بن مسلم عن الحسن بن محمد بن الحنفية قال : اختلف الناس بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم في هذين السهمين : سهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم وسهم لذوي القربى ، فقالت طائفة : سهم رسول الله صلى الله عليه وسلم للخليفة من بعده ، وقالت طائفة : سهم -
__________
- (145 / 2) عزل حقنا : وضعه على حدة بانتظار أن نحضر لاخذه(7/699)
لذوي القربى لقرابة الخليفة ، فأجمعوا على أن يجعلوا هذين السهمين في الكراع وفي العدة في سبيل الله.
(5) حدثنا وكيع عن حسن بن صالح عن عطاء بن السائب أن عمر بن عبد العزيز لما قام بعث بهذين السهمين سهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وسهم ذوي القربى - يعني لبني هاشم.
(6) حدثنا وكيع عن الحسن عن السدي { ولذي القربى } قال : هم بنو عبد
المطلب.
(7) حدثنا وكيع عن أبي معشر عن سعيد المقبرى قال : كتب نجدة إلى ابن عباس يسأله عن سهم ذوي القربي فكتب إليه ابن عباس : إنا كنا نزعم أنا نحن هم ، فأبي ذلك علينا قومنا.
(8) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن أشعث عن الحسن في هذه الآية { لله وللرسول ولذي القربى واليتامي والمساكين وابن السبيل } قال : لم يعط أهل البيت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم الخمس ولا عمر ولا غيرهما ، فكانوا يرون أن ذلك إلى الامام يضعه في سبيل الله وفي الفقراء حيث أراده الله.
(146) الرجل يغزو ووالده حيان أله ذلك (1) حدثنا محمد بن فضيل عن عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ! أبايعك على الجهاد ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : " هل لك والدان ؟ قال : نعم قال : إنطلق فجاهد فيهما مجاهدا حسنا ".
(2) حدثنا وكيع قال ثنا مسعر وسفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي العباس المكي عن عبد الله بن عمرو قال : جاء رجل يستأذن النبي صلى الله عليه وسلم في الجهاد فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " أحي والداك ؟ قال : نعم ، قال : ففيهما فجاهد ".
(3) حدثنا محمد بن فضيل عن الاعمش عن سالم عن كريب قال : جاءت امرأة إلى ابن عباس وابنها يريد الغزو وأمه تكره له ، فقال له ابن عباس : أطع والدتك واجلس عندها.
-
__________
- (145 / 5) لما قام : لما تولى الخلافة.
(146 / 1) وفيه أن رعاية الوالدين الكبيرين مقدمة على الخروج للجهاد(7/700)
(4) حدثنا وكيع قال ثنا همام عن قتادة عن زراعة بن أوفى قال : جاء رجل إلى ابن
عباس فقال : إني أردت أن أغزو وإن أبوي يمنعاني قال : أطع أبويك وأجلس فإن الروم ستجد من يغزوها غيرك.
(5) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن محمد بن إسحاق عن محمد بن طلحة عن أبيه طلحة بن معاوية السلمي قال : جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله ! إني أريد الجهاد معك في سبيل الله ابتغي بذلك وجه الله ، قال : " حية أمك ؟ قلت : نعم ، قال : إلزمها ، قلت : ما أرى فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم غنى ، فأعدت عليه مرارا فقال : إلزم رجليها فثم الجنة ".
(6) حدثنا عبدة عن هشام بن عروة عن أبيه أن رجلين تركا أباهما شيخا كبيرا [ وغزوا ] ، فبلغ ذلك عمر فردهما إلى أبيهما وقال : لا تفارقاه حتى يموت.
(7) حدثنا ابن عيينة عن عبيد الله بن أبي يزيد سأل رجل عبيد بن عمير : أيغزوا الرجل وأبواه كارهان أو أحدهما ؟ قال : لا.
(8) حدثنا ابن عيينة عن موسى بن عقبة عن سالم أو عبد الله بن عيينة : أراد محمد بن طلحة الغزو فأتت أمه عمر فأمره أن يقيم ، فلما ولي عثمان أراد الغزو فأتت أمه عثمان ، فأمره أن يقيم فقال : إن عمر لم يجبرني أو تعزم علي ؟ فقال : لكني أجبرك.
(9) حدثنا وكيع قال ثنا مسعر عن معن بن عبد الرحمن قال : غزا رجل نحو الشام يقال له شيبان ، وله أب شيخ كبير ، فقال أبوه في ذلك شعرا : أشيبان ما يدريك أن رب ليلة * * عنقتك فيها والعنوق حبيب أأمهلتني حتى إذا ما تركتني * * أرى الشخص كالشخصين وهو قريب أشيبان إن بات الجيوش تحدهم * * يقاسون أياما بهن خطوب قال : فبلغ ذلك عمر فرده.
(10) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن هشام عن الحسن قال : إذا أذنت لك أمك في الجهاد وأنت تعلم أن هواها عندك في الجلوس فاجلس.
-
__________
- (146 / 6) [ غزوا ] كذا بالاصل والاصح غزيا إلا إن أراد الجمع فلا بأس يجمع الفعل مع تثنية الفاعل.
(146 / 8) أو تعزم علي : أو تتشدد في منعي(7/701)
(11) حدثنا وكيع قال ثنا مسعر عن محمد بن جحادة عن الحسن قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستأذنه في الجهاد فقال : " لك حوبة ؟ قال : نعم قال : إجلس عندها ".
(147) العبد يقاتل على فرس مولاه (1) حدثنا جرير عن مغيرة عن يزيد عن حماد عن إبراهيم قال : إذا قاتل العبد على فرس مولاه فقسم للمسلمين قسم لفرس مولاه كما يقسم لخيل المسلمين فكان لمولاه ، ويقسم للعبد كما يقسم لرجل من المسلمين.
(148) في أهل الذمة والنزول عليهم (1) حدثنا حفص عن عاصم عن أبي عثمان أن عمر جعل على أهل السواد ضيافة ثلاثة أيام لابن السبيل.
(2) حدثنا وكيع قال ثنا شعبة عن قيس بن مسلم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى إن عمر بن الخطاب أشترط على أهل السواد ضيافة يوم وليلة فكان أحدهم يقول سياه سياه - يعني ليلة.
(3) حدثنا وكيع قال ثنا هشام الدستوائي عن قتادة عن الاحنف بن قيس أن عمر أشترط ضيافة يوم وليلة وأن يصلحوا القناطر ، وإن قتل رجل من المسلمين بأرضهم فعليهم ديته.
(4) حدثنا وكيع قال ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب العبدي عن عمر أنه اشترط على أهل الذمة ضيافة يوم وليلة ، فإن حبسهم مطر أو مرض فيومين ، فإن أقاموا أكثر من ذلك أنفقوا من أموالهم ولم يكلفوا إلا ما يطيقونه.
(5) حدثنا علي بن مسهر عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الضيافة ثلاثة أيام فما بعدها فهو صدقة ".
-
__________
- (147 / 1) لانه للفارس ثلاثة أسهم سهمان لفرسه وسهم له وهنا سهمي الفرس لمالك الفرس إذ عليه تقع مؤونته.
(148 / 1) ابن السبيل : المسافر المار في بلد ما غير بلده.
(148 / 3) القناطر : الجسور والمعابر فوق الانهار ومجاري المياه.
(148 / 4) لم يكلفوا : أي لم يكلف أهل الذمة فوق طاقتهم.
(148 / 5) صدقة من المضيف على الضيف(7/702)
(6) حدثنا ابن عيينة عن ابن عجلان عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي شريح الخزاعي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه جائزته يوما وليلة ، ولا يحل لضيف أن يثوي عند صاحبه حتى يحرجه ، الضيافة ثلاث ، وما أنفق عليه بعد ثلاث فهو صدقة ".
(7) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن إبراهيم عن سعيد بن وهب عن رجل من الانصار أن مما أخذه عمر على أهل الذمة ضيافة يوم وليلة.
(8) حدثنا عيسى بن يونس عن الاوزاعي قال حدثني ابن سراقة أن أبا عبيدة بن الجراح كتب لاهل دير طيايا : عليكم إنزال الضيف ثلاثة أيام ، وأن ذمتنا بريئة من معرة الجيش.
(9) حدثنا أبو أسامة عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال : الضيافة ثلاثة أيام ، وما وراء ذلك فهو صدقة.
(10) حدثنا جرير عن الاعمش عن نافع قال : نزل ابن عمر بقوم ، فلما مضى ثلاثة أيام قال : يا نافع ! أنفق علينا فإنه لا حاجة لنا أن يتصدق علينا.
(11) حدثنا ابن عيينة عن عبد الواحد بن أيمن قال : كان الحسن بن محمد بن علي
ينزل علينا ، فإذا أنفقنا عليه ثلاثة أيام أبي أن يأخذ منا.
(12) حدثنا أبو الأحوص عن مسلم عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال : للمسافر ثلاثة أيام على من مر به ، فما جاز فهو صدقة ، وكل معروف صدقة.
(13) حدثنا غندر عن عمران بن حدير عن أبي مجلز قال : حق الضيف ثلاثة أيام ، فما جاز ذلك فهو صدقة.
-
__________
- (148 / 6) جائزته : إكرامه المجزئ عنه.
يثوي : يطيل الاقامة.
(148 / 8) معرة الجيش : إساءته لبعض أهل الذمة خلال عبوره في أرضهم والمقصود أن ما قد يأتيه الجيش من عمل فليس بأمر ولا رضى ولي أمور المسلمين أو أمير جيشهم ولا موافقته.
(148 / 11) أبى أن يأخذ منا : أي أبى أن ننفق عليه أكثر من ذلك.
(148 / 12) فما جاز : فما جاوز ذلك(7/703)
(14) حدثنا وكيع قال ثنا شعبة عن أبي عمران الجوني قال : سمعت جندبا البجلي يقول : كنا نصيب من طعامهم من غير أن نشاركهم في بيوتهم ، ونأخذ العلج فيدلنا من القرية إلى القرية.
(15) حدثنا ابن فضيل عن وقاء الاسدي عن أبي ظبيان قال : كنا مع سلمان الفارسي في غزاة إما في جلولاء وإما في نهاوند ، قال : فمر رجل وقد جنى فاكهة ، قال : فجعل يقسمها بين أصحابه ، فمر سلمان فسبه ، فرد على سلمان وهو لا يعرفه ، قال : فقيل له : هذا سلمان ، فرجع إلى سلمان يعتذر إليه ، فقال له الرجل : ما يحل لاهل الذمة يا أبا عبد الله ؟ فقال : ثلاث : من عماك إلى هداك ، ومن فقرك إلى غناك ، وإذا صحبت الصاحب منهم تأكل من طعامه ويأكل من طعامك وتركب دابته ولا تصرفه عن وجه يريده.
(149) الخيل وما ذكر فيها من الخير
(1) حدثنا علي بن مسهر عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة ".
(2) حدثنا عبد الله بن إدريس ومحمد بن فضيل عن حصين عن الشعبي عن عروة البارقي رفعه قال : " الخير معقود في نواصي الخيل إلى يوم القيامة الاجر والمغنم ، وزاد ابن إدريس في حديثه : والابل عير أهلها والغنم بركة ".
(3) حدثنا غندر عن شعبة عن ابن أبي السفر عن عروة البارقي قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة الاجر والمغنم ".
(4) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن يونس عن عمرو بن سعيد عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير عن جرير قال : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يلوي ناصية فرسه بإصبعه ويقول : " الخير معقود في نواصي الخيل إلى يوم القيامة الاجر والمغنم ".
-
__________
- (148 / 14) العلج لفظة تقال لغير العربي ثم صارت تقال لغير المسلم.
(149 / 1) النواصي ج ناصية وهو شعر جبهة الحصان ورقبته.
(149 / 3) الاجر : أجر الجهاد على ظهورها.
والمغنم : ما يصيبه المجاهد من سهم المغانم(7/704)
(5) حدثنا شبابة عن عبد الحميد بن بهرام عن شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الخير معقود في نواصي الخيل إلى يوم القيامة الاجير والمغنم ".
(6) حدثنا أبو أسامة عن شعبة عن أبي التياح عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " البركة في نواصي الخيل.
(7) حدثنا وكيع قال ثنا ابن عون عن سعيد البزار عن مكحول قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة وأهلها معانون عليها ".
(8) حدثنا أبو الأحوص عن شبيب بن غرقدة عن عروة البارقي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الخير معقود بنواصي الخيل إلى يوم القيامة ".
(9) حدثنا وكيع قال ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي قال : من ارتبط فرسا في سبيل الله كان روثه وبوله علفه وكذا وكذا في ميزانه يوم القيامة.
(10) حدثنا وكيع قال ثنا عبد الحميد بن بهرام عن شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من ارتبط فرسا في سبيل الله فأنفق عليه احتسابا كان شبعه وجوعه ، ظمأه وريه وروثه وبوله في ميزانه يوم القيامة ، ومن ارتبط فرسا رياء وسمعة كان ذلك خسرانا في ميزانه يوم القيامة ".
(11) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن الركين عن أبي عمرو الشيباني عن رجل من الانصار عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " الخيل ثلاثة : فرس يرتبطه الرجل في سبيل الله فثمنه أجر ، وركوبه وعاريته أجر وعلفه أجر ، وفرس يعالق عليه الرجل ويراهن عليه فثمنه وزر ، وعلفه وزر ، وركوبه وزر ، ، وفرس للبطنة فعسى أن يكون سدادا من الفقر إن شاء الله ".
(12) حدثنا وكيع قال ثنا المسعودي عن مزاحم بن زفر التيمي عن رجل عن خباب قال : " الخيل ثلاثة : فرس لله ، وفرس لك ، وفرس للشيطان ، فأما الفرس الذي لله -
__________
- (149 / 8) ارتبط فرسا في سبيل الله.
(149 / 10) أنفق عليه احتسابا : احتسب ما ينفقه عليه عند رب العالمين.
(149 / 11) عاريته : إعارته للخروج عليه إلى الجهاد أو نقضاء الحوائج.
يعالق عليه : يركبه للابهة والسمعة والكبرياء.
للبطنة : أي للاستيلاء فينتج الافراس فيبيعها الرجل ويعتاش من ثمنها(7/705)
فالفرس الذي يغزي عليه ، وأما الفرس الذي لك فالفرس الذي يستبطنه الرجل ، وأما
الفرس الذي للشيطان فما قومر عليه وروهن ".
(13) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن شعبة عن عمرو بن دينار عن عكرمة { واعدوا لهم ما استطعتم } قال : الحصون ، قال { ومن رباط الخيل } قال : الاناث.
(14) حدثنا خالد بن مخلد قال ثنا سليمان بن بلال عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة ".
(150) في النهي عن تقليد الابل الاوتار (1) حدثنا معاوية بن هشام قال ثنا مالك بن أنس عن عبد الله بن أبي بكر عن عباد بن تميم عن أبي بشير الانصاري قال : كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره فأرسل رسولا : " لا يبقى في عنق بعير قلادة من وتر إلا قطعت ".
(2) حدثنا وكيع قال ثنا ابن عون عن سعيد البزار عن مكحول قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " قلدوها ولا تقلدوها الاوتار " - يعني الخيل.
(3) حدثنا أبو أسامة قال ثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال حدثني القاسم عن أبي أمامة قال : " قلدوها ولا تقلدوها الاوتار " - يعني الخيل ولا تقلدوها الاوتار.
(151) الرجل يحمل على الشئ في سبيل الله متى يطيب لصاحبه ؟ (1) حدثنا أبو معاوية عن عبيد الله بن عمر عن محمد بن المنكدر عن ربيعة بن عبد الله بن الهدير قال : كان عمر إذا حمل على فرس أو بعير في سبيل الله قال : إذا جاوزت وادي القرى أو مثلها من طريق مصر فاصنع بها ما بدا لك.
(2) حدثنا أبو أسامة قال ثنا عبيد الله عن نافع قال : كان ابن عمر إذا حمل على بعير في سبيل الله اشترط على صاحبه أن لا يهلكه حتى يبلغ وادي القرى أو حذاه من طريق مصر ، فإذا خلف ذلك فهو كهيئة ماله يصنع ما شاء.
-
__________
- (149 / 13) سورة الانفال من الآية (60).
(150 / 1) والاوتار تصنع من أمعاء الحيوان.
وكانوا يضعون الخرز في الوتر أي يستعملونه كالخيط كالخرز والاصداف.
(151 / 2) حذاه : أي ما يوزاي مسافة وادي القرى(7/706)
(3) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب وسئل عن الرجل يعطي الشئ في سبيل الله كيف يصنع بما بقي عنده ؟ قال : إذا بلغ رأس مغزاه فهو كهيئة ماله ، يصنع فيه ما يصنع بماله.
(4) حدثنا عيسى بن يونس عن عمرو مولى غفرة قال : أردت الغزو فتجهزت بما في يدي ، وبعث إلى رجل معونة بستين دينارا في سبيل الله ، قال : فأتيت سعيد بن المسيب فذكرت ذلك له وقلت : أدع لاهلي بقدر ما أنفقت ، قال : لا ولكن إذا بلغت رأس المغزي فهو كهيئة مالك ، ثم أتيت القاسم بن محمد فذكرت ذلك له ، فقال لي مثل قول سعيد بن المسيب.
(5) حدثنا وكيع قال ثنا هشام الدستوائي عن قتادة عن سعيد بن المسيب في الرجل يعطى الشئ في سبيل الله فيفضل معه الشئ ، قال : ما فضل من شئ فهو له.
(6) حدثنا وكيع قال ثنا شريك عن ليث عن مجاهد وعطاء في الرجل يعطي الشئ في سبيل الله فيفضل منه الشئ فقالا : هو له.
(152) من قال : يجعل في مثله (1) حدثنا محمد بن بكر عن ابن جريج عن عمرو عن جابر بن يزيد قال : يجعله في مثله.
(2) حدثنا وكيع عن ابن أبي ذئب قال : سمعت شيخا بالمصلى يقول : قال أبو هريرة : إذا أردت الجهاد فلا تسأل الناس ، فإذا أعطيت شيئا فاجعله في مثله.
(3) حدثنا وكيع عن سفيان عن ابن جريج عن عطاء في الرجل يعطي الشئ في
سبيل الله فيفضل منه الشئ قال : يجعله في مثله.
(4) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن أبي حمزة عن إبراهيم في الرجل يعطي الشئ في سبيل الله فيفضل معه الشئ ، قال : يجعله في مثله.
-
__________
- (151 / 3) رأس مغزاه منطلقه إلى غزاته.
(151 / 5) يفضل معه الشئ : يبقى معه شيئا فائضا عن حاجته أو ينفق في غزوته ويعود ومعه بقية من المال الذي أعطي له.
(152 / 1) أي يعطيه لسواه ممن كان في مثل حاله أي خارجه مثله إلى الجهاد وبه حاجة إلى النفقة.
(152 / 2) لا تسأل الناس : لا تطلب منهم والسؤال : الرجاء أو الاستجداء.
أعطيت شيئا أي دون أن تسأله(7/707)
(5) حدثنا غندر عن ابن جريج عن عطاء قال : يمضيه في تلك السبيل.
(153) الدابة تكون حبيسا فتفتل ، هل تباع ؟ (1) حدثنا عيسى بن يونس عن الاوزاعي عن واصل بن أبي حميل عن أبي بكر عن مجاهد قال : في الدابة الحبيش تكون عند الرجل فتفتل وتزيد على ثمنها ، فقال : ما زاد فهو حبيس معها.
(154) الحبيس تنتج ، ما سبيل نتاجه ؟ (1) حدثنا غندر عن ابن جريج عن عطاء قال : إن حبست ناقة في سبيل الله فولدها بمنزلها.
(155) الفارس متى متى يكتب فارسا (1) حدثنا زيد بن الحباب عن سفيان عن ابن جريج عن سليمان بن موسى في الامام إذا أدرب قال : يكتب الفارس فارسا والراجل راجلا.
(156) تسخير العلج (1) حدثنا أبو داود الطيالسي عن أبي حرة قال : سئل الحسن عن القوم يكونون في
الغزو فيأخذون العلج فيسخرونه يدلهم على عورة العدو ، فقال الحسن : قد كان يفعل ذلك.
(2) حدثنا وكيع قال ثنا شعبة عن أبي عمران الجوني قال : سمعت جندبا البجلي يقول : كنا نأخذ العلج فيدلنا من القرية إلى القرية.
-
__________
- (153 / 1) الدابة الحبيس : الموقوفة للجهاد.
(154 / 1) أي أن ولدها يكون مثلها محبوسا للجهاد في سبيل الله.
(155 / 1) إذا أدرب : إذا سلك الدرب المؤدي إلى مغزاه(7/708)
(157) الحرائر يسبين ثم يشترين (1) حدثنا أبو داود الطيالسي عن أبي مرة عن الحسن في رجل سبيت امرأته فافتداها زوجها من العدو تكون أمته ؟ قال : لا.
(2) حدثنا محمد بن بكر عن ابن جريج قال : قلت لعطاء : نساء حرائر أصابهن العدو فابتاعهن رجل : أيصيبهن ، قال : لا ، ولا يسترقهن ولكن يعطيهن أنفسهن بالذي أخذهن به ولا يرد عليهن.
(158) أهل الذمة يسبون ثم يظهر عليهم المسلمون (1) حدثنا عيسى بن يونس عن مساور الوراق قال : سألت الشعبي عن امرأة من أهل الذمة سباها العدو ثم ظهر عليها المسلمون فوقعت في سهم رجل منهم قال : ترد إلى أهلها.
(2) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن مغيرة عن إبراهيم في أهل الذمة يسبيهم العدو ثم يظهر عليهم المسلمون ، قال : لا يسترقون.
(3) حدثنا وكيع قال ثنا إسماعيل عن جابر عن عامر قال : أهل الذمة لا يباعون.
(4) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن جابر عن عامر قال : الاحرار لا يباعون.
(5) حدثنا وكيع قال ثنا ابن عون عن غاضرة العنبري قال : أتينا عمر ، ابن عون : إما قال : في نساء ، وإما قال : في إماءكن مباعين في الجاهلية ، فأمر بأولادهم أن يقوموا على آبائهم وأن لا يسترقوا.
(159) الحر يشتريه الرجل (1) حدثنا جرير عن مغيرة عن إبراهيم قال : إذا أسر العدو رجلا من المسلمين فاشتراه تاجر سعى للتاجر حتى يؤدي إليه ما اشتراه به ، وإذا أسروا مملوكا للمسلمين فاشتراه تاجر ثم وجده مولاه فهو أحق به بثمنه ، وإذا اشتروا رجلا من أهل الذمة سعى للتاجر حتى يؤدي إليه ثمنه.
-
__________
- (157 / 2) [ ولا ] أضفناها ولم تكن في الاصل إنما هي ضرورية لتمام المعني المعني واتساق النص.
(158 / 1) لانه ليست من العدو لتسبي وتقع عليها المقاسم بل لها عهد وذمة.
(158 / 5) يقوموا : تحدد لهم قيمة هي ثمن ما يماثل حالهم ويسدد آباءهم القيمة ويستردونهم.
(159 / 1) إذ أن المال الذي دفعه التاجر هو كالفدية لتحريره من الاسر(7/709)
(2) حدثنا محمد بن بكر عن ابن جريج قال : قال عطاء في الحر يسبيه العدو ثم يشتريه المسلم مثل قوله في النساء ، وقال عمرو بن دينار مثل ذلك يعني يعطيهم أنفسهم بالثمن الذي أخذهم به.
(3) حدثنا غندر عن أبي معاذ عن أبي حريز أنه سمع الشعبي يقول : ما كان من أسارى في أيدي التجار فإن الحر لا يباع فاردد إلى التاجر رأس مال.
(160) ما ذكر في الغلول (1) حدثنا ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن سالم بن أبي الجعد عن ابن عمر قال : كان على ثقل النبي صلى الله عليه وسلم رجل يقال له كركرة ، فمات فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هو في النار " ، فذهبوا ينظرون فوجدوا عليه عباءة قد غلها.
(2) حدثنا عبد الله بن نمير عن يحيى بن سعيد عن محمد بن يحيى بن حبان عن أبي عمرة أنه سمع زيد بن خالد الجهني يحدث أن رجلا من المسلمين توفي بخيبر وأنه ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم أمره فقال : " صلوا على صاحبكم ، فتغيرت وجوه القوم لذلك ، فلما رأى ذلك قال : إنه غل في سبيل الله " ففتشنا متاعه فوجدنا خرزا من خرز اليهود ما يساوي درهمين.
(3) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن يحيى بن سعيد عن محمد بن يحيى بن حبان عن أبي عمرة عن زيد بن خالد عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
(4) حدثنا وكيع قال ثنا الحكم بن عطية عن أبي اليحلس اليشكري قال : سمعت أنس بن مالك يقول : قيل : يا رسول الله ! استشهد فلان مولاك ، قال : " كلا إني رأيت عليه عباءة قد غلها ".
-
__________
- (159 / 3) رأس مال : رأس ماله أي ما دفعه دون زيادة أو نقصان.
(160 / 1) الغلول : السرقة من المغنم أو الاستئثار بشئ منه دون جعله مع مقاسم مع المغانم(7/710)
(5) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن أبي حيان عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال : قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبا الغلول فعظمه وعظم أمره ثم قال " أيها الناس لا ألفين أحدكم يجئ يوم القيامة على رقبته بعير له رغاء يقول : يا رسول الله أغثني ، فأقول : لا أملك لك شيئا ، قد بلغتك ، ولا ألفين أحدكم يجئ يوم القيامة على رقبته فرس له حمحمة يقول : يا رسول الله ، أغثني ، فأقول ، لا أملك لك شيئا ، قد بلغتك ، ولا ألفين أحدكم يجئ يوم القيامة وعلى رقبته صامت ، يقول : يا رسول الله ! أغثني ، فأقول : لا أملك لك شيئا ، قال بلغتك ، ولا ألفين أحدكم يجئ يوم القيامة على رقبته نفس لها صياح ، فيقول : يا رسول الله ! أغثني ، فأقول : لا أملك لك شئيا ، قد بلغتك ".
(6) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث أميرا على سرية أو جيش قال : " لا تغلوا ".
(7) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن هشام بن عروة عن أبيه أن أبا حميد الساعدي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أخا بني ساعدة حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعمل ابن اللتبية فقال : " والذي نفسي بيده ، لا يأخذ أحدكم منها شيئا بغير حقه إلا جاء الله يحمله يوم القيامة ، فلا أعرفن أحدا جاء الله يحمل بعيرا له رغاء ، أو بقرة لها خوار ، أو شاة تيعر ، ثم رفع يديه حتى إني أنظر إلى بياض إبطيه ، ثم قال أبو حميد : بصرعيني وسمع أذني.
(8) حدثنا ابن عيينة عن الزهري عن عروة عن أبي حميد الساعدي عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحو منه إلا أنه قال : عفرة أبطيه.
(9) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان بن عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن عدي بن عميرة الكندي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أيها الناس ! من عمل لنا منكم على عمل فكتمنا منه مخيطا فما فوقه فهو غل يأتي به يوم القيامة ، قال : فقام إليه رجل من الانصار أسود كأني أراه فقال : اقبل عني عملك يا رسول الله قال : ما ذاك ؟ -
__________
- (160 / 5) الصامت هو المال من ذهب أو فضة أو متاع مصنوع من الذهب أو الفضة أو الاحجار الكريمة.
(160 / 7) شاة تيعر : تثفو أي تصيح.
(160 / 8) العفرة شعر الابط.
(160 / 9) المخيط : الابرة أو الخيط فيها(7/711)
قال : سمعتك تقول الذي قلت : قال : وأنا أقوله الآن : من استعملناه على عمل فليجئنا بقليله وكثيره ، فما أوتي منه أخذ ، وما نهي عنه انتهى ".
(10) حدثنا وكيع قال ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس عن عدي بن عميرة
الكندي قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر مثله إلا أنه قال : " فإنه غلول يأتي به يوم القيامة ".
(11) حدثنا أبو أسامة عن عوف عن الحسن في قوله { وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا } قال : كان يؤتيهم الغنائم وينهاهم عن الغلول.
(12) حدثنا محمد بن فضيل عن محمد بن إسحاق عن يزيد بن خصيفة عن سالم مولى مطيع عن أبي هريرة قال : أهدى رفاعة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم غلاما ، فخرج [ بدمعه ] إلى خيبر ، فنزل بين العصر والمغرب فأتى الغلام سهم عائر فقتله فقلنا : هنيئا له الجنة ، فقال : " والذي نفسي بيده ! إن شملته لتحرق عليه الآن في النار غلها من المسلمين ، فقال رجل من الانصار : يا رسول الله ! أصبت يومئذ شراكين ، فقال : يقد منك مثلهما من نار جهنم ".
(161) الرجل يغل ويتفرق الجيش (1) حدثنا عبد الله بن المبارك عن الاوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن الحسن في الرجل يغل ويتفرق الجيش ، قال : يتصدق به عن ذلك الجيش.
(162) الرجل يوجد عنده الغلول (1) حدثنا عبد الوهاب الثقفي عن المثنى عن عمرو بن شعيب قال : إذا وجد الغلول عند الرجل أخذ وجلد مائة وحلق رأسه ولحيته وأخذ ما كان في رحله من شئ إلا الحيوان ، وأحرق رحله ولم يأخذ سهما في المسلمين أبدا ، قال : وبلغني أن أبا بكر وعمر كان يفعلانه.
-
__________
- (160 / 11) سورة الحشر الآية (7).
(160 / 12) [ بدمعه ] كذا في الاصل والارجح [ به معه ].
الشراك : الجلد الدقيق الذي يربط به النعل من الجهة للاخرى وتكون الاصابع دونه.
(161 / 1) أي يكون ثواب هذه الصدقة للجيش وليس له منه شئ(7/712)
(2) حدثنا عبد الاعلي عن يونس عن الحسن في الغلول يوجد عن الرجل قال : يحرق رحله.
(3) حدثنا إسحاق بن منصور قال ثنا هريم عن مطرف عن عمرو بن سالم قال : كان أصحابنا يقولون : عقوبة صاحب الغلول أن يحرق فسطاطة ومتاعه.
(4) حدثنا داود بن عبد الله قال ثنا عبد العزيز بن محمد عن صالح بن محمد عن زائدة عن سالم بن عبد الله عن أبيه عن عمر بن الخطاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من وجدتموه قد غل فحرقوا متاعه ".
(163) الرجل يكتب إلى أهل الكتاب كيف يكتب (1) حدثنا وكيع عن سفيان عن عمار الدهني عن رجل عن كريب عن ابن عباس أنه كتب إلى رجل من أهل الكتاب : السلام عليك.
(2) حدثنا وكيع عن سفيان عن منصور قال : سألت إبراهيم ومجاهدا كيف يكتب إلى أهل الذمة ؟ قال مجاهد : يكتب " السلام على من اتبع الهدى " وقال إبراهيم : سلام عليك.
(3) حدثنا وكيع عن عمرو بن عثمان عن أبي بردة قال سمعته يقول : كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رجل من أهل الكتاب " إسلم أنت " فلم يفرغ النبي صلى الله عليه وسلم من كتابه حتى أتاه كتاب من ذلك الرجل يقرأ على النبي صلى الله عليه وسلم السلام ، فيه فرد النبي صلى الله عليه وسلم السلام في أسفل كتابه.
(4) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن زكريا عن خالد بن سلمة عن عامر قال : كتب خالد بن الوليد من الحيرة إلى [ مزاربة ] فارس : بسم الله الرحمن الرحيم من خالد بن الوليد إلى [ مزاربة ] فارس ، " سلام على من اتبع الهدى ".
-
__________
- (162 / 2) رحله ، المقصود متاعه والرحل أصلا ما يوضع على ظهر الدابة أو البعير ويجلس الرجل فوقه.
(163 / 4) لان الفرس ليسوا أهل كتاب وليس ممن اتبع الهدى إلا إن أسلموا [ مزاربة ] كذا بالاصل والصحيح [ مرازبة ](7/713)
(164) باب السباق والرهان (1) حدثنا غندر عن شعبة عن سماك قال : سمعت عياضا الاشعري قال : شهدت اليرموك ، قال : فقال أبو عبيدة بن الجراح : من يراهنني ؟ قال : فقال شاب : أنا إن لم تغضب ، قال : فسبقه ، قال : فرأيت عقيصتي أبي عبيدة تنقزان وهو خلفه عن فرس عربي.
(2) حدثنا عبد الاعلى عن معمر عن الزهري قال : كانوا يتراهنون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال الزهري : وأول من أعطى فيه عمر بن الخطاب.
(3) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن إبراهيم قال : كان لعلقمة برذون يراهن عليه.
(4) حدثنا حفص عن الاعمش عن إبراهيم أن علقمة سابق رجلا فسبقه فامتلح لجامه.
(5) حدثنا حفص بن غياث عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب قال : لا بأس برهان الخيل إذا كان فيها فرس محلل ، إن سبق كان له السبق وإن لم يسبق لم يكن عليه شئ.
(6) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا سفيان بن حسين عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من أدخل فرسا بين فرسين وقد أمن أن يسبق فهو قمار ، ومن أدخل فرسا بين فرسين وهو لا يأمن أن يسبق فليس بقمار ".
(7) حدثنا وكيع قال ثنا إسرائيل عن سماك عن عبد الله بن حصين العجلي أن حذيفة سبق الناس على فرس له أشهب ، قال : فدخلت عليه وهو جالس على قدميه ، ما
يمس الارض فرحا به ، يقطر عرقا ، وفرسه على معلفه ، وهو جالس ينظر إليه والناس يدخلون عليه يهنئونه.
-
__________
- (164 / 1) العقيصة : الجديلة من الشعر.
تنقزان : تتراقصان أي ترتفعان وتهبطان وذلك لسرعة جريه وحركته أثناء انطلاق فرسه.
(164 / 2) وليس هو الرهان الذي يظن كما في أيامنا إنما هي جائزة توضع لمن يسبق وليس على الخاسر شئ يؤديه.
(164 / 4) امتلح لجامه : انقطع لجام فرسه.
(164 / 5) وسباق الخيل نوع من التدريب على قيادة الخيل وهذا من الاعداد العسكري للفرسان(7/714)
(8) حدثنا وكيع قال ثنا شريك عن سماك عن أبي سلامة أن حذيفة سبق الناس على برذون له.
(9) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن جابر عن عامر أن عمر بن الخطاب أجري الخيل وسبق.
(10) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن برد عن الزهري قال : كانوا يسبقون على الخيل والركاب وعلى أقدامهم.
(11) حدثنا عبد الله بن نمير قال ثنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال : ضمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الخيل ، فكان يرسل التي أضمرت من الحفياء إلى ثنية الوداع والتي لم تضمر من ثنية الوداع إلى مسجد بني زريق.
(12) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا سعيد بن زيد عن الزبير بن خريت عن أبي لبيد قال : أرسلت الخيل والحكم بن أيوب عن البصرة قال : فخرجنا ننظر إليها ، فقلنا : لو ملنا إلى أنس بن مالك ، فملنا إليه وهو في قصره بالزاوية ، فقلنا له : يا أبا حمزة ! أكانوا يتراهنون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : نعم والله لراهن - يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم
على فرس يقال له سبحة ، فجاءت سابقة ، فهش لذلك.
(13) حدثنا سهل بن يوسف عن حميد عن بكر قال : رأي رجلان ظبيا وهما محرمان فتواخيا فيه وتراهنا ، فرماه بعصى فكسره ، فأتيا عمر وإلى جنبه ابن عوف فقال لعبد الرحمن : ما تقول ؟ قال : هذا قمار ولو كان سبقا.
(14) حدثنا حفص عن جعفر عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أجرى الخيل وجعل بينها سبقا : أواقي من ورق ، وأجرى الابل ولم يذكر السبق.
-
__________
- (164 / 10) الركاب : دواب الركوب المختلفة كالابل والبراذين.
(164 / 11) وتضمير الخيل أو إضمارها تدريب يومي أو شبه يومي لها كي لا تمتلئ شحما ولتظل عضلاتها مشدودة فتكون قوية قادرة على سرعة الحركة والركض في القتال وإلا ترهلت وصارت حركتها بطيئة تضر بفارسها في المعركة.
والمسافة من الحفياء إلى ثنية الوداع فوق الميل ومن ثنية الوداع إلى مسجد بني زريق دون الميل.
(164 / 12) هش لذلك : فرح وظهر فرحه(7/715)
(165) في النصال (1) حدثنا وكيع قال ثنا الاعمش عن إبراهيم عن أبيه قال : رأيت حذيفة بن اليمان بالمدائن يشتد بين هدفين في قميص.
(2) حدثنا وكيع قال ثنا ابن أبي ذئب عن نافع بن أبي نافع مولى أبي أحمد عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا سبق إلا في خف أو حافر أو نصل ".
(3) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن زيد بن أسلم عن أبي الفوارس عن أبي هريرة قال : " لا سبق إلا في خف أو حافر ".
(4) حدثنا وكيع قال ثنا الاعمش عن مجاهد قال : رأيت ابن عمر يشتد بين الهدفين في قميص ، ويقول : أنا بها أنا بها - يعني إذا أصاب ، ثم يرجع متكئا قوسه حت يمر في
السوق.
(5) حدثنا ابن أبي عدي عن ابن عون عن محمد قال : سألته عن السبق في النضال ، فلم ير به بأسا.
(6) حدثنا وكيع قال ثنا نافع بن عمر قال : سألت عمرو بن دينار عن السبق فقال : كل واطعمني.
(7) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن ليث عن مجاهد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تحضر الملائكة شيئا من لهو كم إلا الرهان والنصال ".
(166) باب الشعار (1) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن أبي إسحاق عن رجل من مزينة أو جهينة قال سمع النبي صلى الله عليه وسلم قوما يقولون في شعارهم : يا حرام ، فقال : " يا حلال ".
-
__________
- (165 / 1) يشتد : يركض مسرعا ليرى مكان وصول سهمه أو مكان إصابته للهدف.
وهذا كتدريب الرماية في الجيوش الحديثة على الاهداف الثابتة.
(165 / 2) الخف : قدم البعير وكناية عنه ، الحافر : قدم الفرس وكناية عنه ، النصل : شفرة السهم وكناية عنه.
(165 / 4) متكئا قوسه : مستندا إليه.
(165 / 7) الرهان : سباق الخيل والابل الضال : الرماية على الاهداف.
(166 / 1) الشعار : علامة تعارف بين المقاتلين ونداء لمجموعة معينة من قبيلة معينة أو بلد معين داخل مجموع الجيش(7/716)
(2) حدثنا وكيع قال ثنا عكرمة عن عمار عن أياس بن سلمة عن أبيه قال : غزونا مع أبي بكر هوازن ، فكان شعارنا : أمت أمت.
(3) حدثنا وكيع قال ثنا أبو العميس عن أياس بن سلمة عن أبيه قال : كان شعارنا مع خالد بن الوليد : أمت أمت.
(4) حدثنا وكيع قال ثنا هشام بن عروة عن أبيه قال : كان شعار المسلمين يوم مسيلمة : يا أصحاب سورة البقرة.
(5) حدثنا وكيع قال ثنا مالك عن طلحة بن مضرب اليامي قال : لما انهزم المسلمون يوم حنين نودوا : يا أصحاب سورة البقرة ، فرجعوا ولهم حنين يعني بكاء.
(6) حدثنا سليمان بن حرب قال ثنا غالب بن سليمان أو صالح قال ثنا الزبير بن صراخ قال : قال لنا مصعب بن الزبير ونحن مصافي المختار : ليكن شعاركم { حم } { لا ينصرون } فإنه كان شعار النبي صلى الله عليه وسلم.
(7) حدثنا أبو معاوية عن حجاج عن قتاد عن الحسن عن عبد الله بن عمرو قال : كان شعار الانصار عبد الله وشعار المهاجرين عبد الرحمن.
(8) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن الاجلح عن أبي إسحاق عن البراء قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنكم تلقون العدو غدا ، فإن شعاركم { حم } { لا ينصرون } ".
(9) حدثنا وكيع قال ثنا شريك عن أبي إسحاق أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث طلحة بسرة هي عشرة فقال : شعاركم يا عشر.
(10) حدثنا علي بن مسهر عن عبد الرحمن بن إسحاق عن النعمان بن سعد قال : سمعت المغيرة بن شعبة يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " شعار المسلمين يوم القيامة على الصراط : اللهم سلم سلم ".
(11) حدثنا يزيد قال أخبرنا حجاج عن قتادة عن الحسن عن سمرة بن جندب قال : كان شعار المهاجرين عبد الله وشعار الانصار عبد الرحمن(7/717)
(167) [ الانساء ] في الحرب (1) حدثنا حسين بن محمد قال ثنا جرير بن حازم عن محمد بن إسحاق عن داود بن الحصين عن عبد الرحمن بن أبي عقبة عن أبي عقبة وكان مولى من أهل فارس قال :
شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد فضربت رجلا من المشركين فقلت : خذها مني وأنا الغلام الفارسي ، فبلغت النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " هل قلت : خذها مني وأنا الغلام الانصاري ".
(2) حدثنا عبد الله بن نمير قال ثنا هشام بن سعد قال حدثني قيس بن بشير التغلبي قال : كان أبي جليس أبي الدرداء بدمشق ، وكان بدمشق رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال له ابن حنظلية من الانصار ، فمر بنا ذات يوم ونحن عند أبي الدرداء فقال أبو الدرداء : كلمة تنفعنا ولا يضرك ، قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فقدمت ، فأتى رجل منهم فجلس في المجلس الذي يجلس فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : لرجل إلى جنبه : لو رأيتنا حين لقينا العدو وحمل فلان فطعن فقال : خذها وأنا الغلام الغفاري ، فقال : ما أراه إلا قد بطل أجره ، فقال : ما أرى بذلك بأسا ، قال : فتنازعوا في ذلك واختلفوا حتى سمع ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " سبحان الله ! لا بأس أن يؤجر أو يحمد " فرأيت أبا الدراء سر بذلك حتى يرتفع حتى أرى أن سيبرك على ركبتيه ويقول : أنت سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فيقول : نعم.
(3) حدثنا عبد الله بن نمير عن الاعمش عن مالك بن الحارث أو غيره قال : كنت لا تشاء أن تسمع يوم القادسية " أنا الغلام النخعي " إلا سمعته.
(4) حدثنا وكيع قال ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال : كان عمرو بن معدي كرب يمر علينا يوم القادسية ونحن صفوف فيقول : يا معشر العرب ! كونوا أسدا أشدا أغنى شأنه ، فإنما الفارسي تيس بعد أن يلقي نيزكه.
-
__________
- (167) [ الانساء ] كذا بدون نقط في الاصل.
(167 / 1) أي الافضل أن يتفاخر المسلم في الحرب بماله ونسبته بعد إسلامه وليس بما كان قبل ذلك.
وهو أنصاري لان ولاءه للانصار ومولى القوم منهم.
(167 / 2) ولا بأس بذلك لان غفار مسلمة.
وقد أسلمت دون قتال وأول من أسلم منها أبو ذر رضي الله
عنه.
(167 / 4) بعد أن يلقي نيز كه : بعد أن يلقي حربته القصيرة(7/718)
(5) حدثنا شريك عن أبي إسحاق عن البراء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم حنين : أنا النبي لا كذب * * أنا ابن عبد المطلب (168) السابق على الابل (1) حدثنا عبد الوهاب الثقفي عن حميد عن أنس قال : كانت ناقة لرسول الله صلى الله عليه وسلم تسمى العضباء ، فكانت لا تسبق ، فجاء أعرابي على قعود له فسبقها ، فشق ذلك على المسلمين ، فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما في وجوههم قالوا : يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ! سبقت العضباء ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " حق على الله أن لا يرفع في الدنيا إلا وضعه ".
(2) حدثنا أبو خالد الاحمر عن حميد عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحو منه.
(3) حدثنا حفص عن جعفر عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أجري الابل ، ولم يذكر السبق.
(4) حدثنا أبو أسامة عن سعد بن سعيد قال : سمعت علي بن الحسين يقول : بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك فقالت الانصار : السباق ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم " إن شئتم ".
(169) السباق على الاقدام (1) حدثنا أبو أسامة عن هشام قال : حدثني رجل بعن أبي سلمة عن عائشة قالت : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا منزلا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تعالي حتى أسابقك ، قالت : فسابقته فسبقته ، وخرجت معه بعد ذلك في سفر آخر ، فنزلنا منزلنا فقال : تعالى حتى أسابقك " ، قالت : فسبقني فضرب بين كتفي وقال : " هذه بتلك ".
(2) حدثنا أبو أسامة عن الاعمش عن عبد الرحمن قال : خرجت مع أبي إلى الجبان فقال : تعال يا بني حتى أسابقك ، قال : فسابقته فسبقني.
(3) حدثنا عفان قال ثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة قالت : سابقني رسول الله صلى الله عليه وسلم فسبقته قال حماد : الحصا.
(4) حدثنا وكيع عن سفيان عن برد عن الزهري قال : كانوا يسبقون على أقدامهم.
-
__________
- (169 / 3) الحصاء : أي يرمي الحصا ألى أبعد مسافة ممكنة(7/719)
(170) السبق بالدحو بالحجارة (1) حدثنا وكيع قال ثنا ابن أبي ذئب عن إسحاق بن يزيد الهذلي قال : قلت لسعيد ابن المسيب : ما تقول في السبق بالدحو بالحجارة ؟ قال : لا بأس به.
(171) من كره أن يقول : أسابقك على أن تسبقني (1) حدثنا وكيع قال ثنا نافع بن عمر عن رجل عن سالم بن عبد الله في الرجل يقول : أسابقك على أن تزد علي : فكرهه.
(2) حدثنا حفص عن عمرو عن الحسن أنه كره أن يقول : أسابقك على أن تسبقني.
(3) حدثنا عبد السلام بن حرب عن الاعمش عن إبراهيم قال : كانوا يكرهون أن يقول أحدهم لصاحبه : أسبقك على أن تسبقني ، فهو لي ، وإلا كان عليك ، وهو القمار.
(172) العبد يخرج قبل سيده من دار الحرب (1) حدثنا أبو معاوية عن حجاج عن أبي سعيد الاعسم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى في العبد وسيده قضيتين : قضى في العبد إذا خرج من دار الحرب قبل سيده فهو حر فإن خرج سيده بعده لم يرد عليه ، وإن خرج السيد قبل العبد من دار الحرب ثم خرج العبد بعده رد على سيده.
(2) حدثنا يزيد بن هارون عن الحجاج عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتق من أتاه من العبد قبل مواليهم إذا أسلموا ، وقد أعتق يوم الطائف رجلين.
-
__________
- (170 / 1) الدحو : رماية الحجر إلى أبعد مسافة ممكنة باليد وهو كرمي الكلة في أيامنا ، نوع من العاب القوى.
(171 / 1) على أن تزد علي : على أن تتقدمني بمسافة.
(171 / 2) أي على أن تنطلق قبلي.
(172 / 1) أذا خرج العبد قبل سيده وأسلم فهو حر لانه سيده كان كافرا عندما خرج ومن خرج من الكفار إلى المسلمين فأسلم فما له حال المسلمين.
وإن خرج السيد فأسلم ثم خرج العبد فالعبد لانه بإسلامه أولا قد أحرز ماله(7/720)
(3) حدثنا وكيع قال ثنا شريك عن سماك عن عكرمة قال : كان الرجل إذا جاء من العدو مسلما قبل ماله ثم جاء ماله بعده كان أحق به ، وإن جاء ماله قبله كان حرا.
(173) الرجل يجد الشئ في العدو وليس له ثمن (1) حدثنا عيسى بن يونس عن الاوزاعي عن مكحول قال : كان المسلمون لا يرون بأسا بما خرج به من أرض العدو ومما لا ثمن له هناك.
(2) حدثنا إسماعيل بن عياش عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن خالد بن أبي عمران قال : سمعت القاسم وسالما يقولان : ما قطعتم من شجر أرض العدو فعملت وتدا أو هراوة أو مرزبة أو لوحا أو قدحا أو بابا فلا بأس به ، وما وجدته من ذلك معمولا فأده إلى المغنم.
(3) حدثنا إسماعيل بن عياش عن عبد الرحمن بن يزيد ومحمد بن عبد الله الشعيثي عن مكحول قال : ما قطعتم من أرض العدو فعملت منه قدحا أو وتدا أو هراوة أو مرزبة فلا بأس به ، وما وجدته من ذلك معمولا فأداه إلى المغانم.
(174) في الرايات السود (1) حدثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن الحارث بن حسان قال : قدمت المدينة
فإذا النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر وبلال قائم بين يديه متقلدا سيفا ، وإذا رايات سود فقلت : من هذا ، قالوا : عمرو بن العاص قدم من غزاة.
(2) حدثنا عبد الله بن إدريس عن محمد بن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر عن عمرة قالت : كانت راية رسول الله صلى الله عليه وسلم سوداء من مرط لعائشة مرحل.
(3) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن أبي الفضل عن الحسن قال : كانت راية النبي صلى الله عليه وسلم سوداء تسمى العقاب.
-
__________
- (173 / 1) أي أن أخذه ليس غلول.
(173 / 2) أي هو قبل صناعته لا قيمة له وليس غلولا أما إن كان مصنوعا فهو شئ له ثمن وقيمة وأخذه غلول(7/721)
(4) حدثنا ابن أبي عدى عن سليمان التيمي عن حريث بن مخش رأية علي كانت يوم الجمل سوداء ، وكانت راية طلحة الحمل.
(5) حدثنا وكيع قال ثنا أسامة بن زيد قال ثنا أشياخنا أن راية خالد بن الوليد كانت يوم دمشق سوداء.
(6) حدثنا وكيع ثنا حسن بن صالح عن السدي عن عدي بن ثابت عن البراء بن عازب قال : لقيت خالي ومعه الرأية ، فقلت له : أين تريد ؟ قال : بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رجل تزوج امرأة أبيه من بعده أن أقتله أو أضربه عنقه.
(175) في عقد اللواء واتخاذه (1) حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن إبراهيم بن المهاجر عن إبراهيم أن النبي صلى الله عليه وسلم لعمرو بن العاص.
(2) حدثنا محمد بن فضيل عن الوليد بن جميع عن حبيب بن أبي ثابت أن أبا بكر قال لخالد بن الوليد : ائتني برمحك ، فعقد له لواء ، ثم قال له : سر فإن الله معك.
(3) حدثنا وكيع قال ثنا شريك عن إبراهيم بن المهاجر عن إبراهيم أن النبي صلى الله عليه وسلم عقد لعمرو بن العاص لواء في غزوة ذات السلاسل.
(4) حدثنا عبد الله بن إدريس عن ابن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر عن عمرة قالت : كان لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم أبيض.
(176) في حمل الرؤوس (1) حدثنا أبو أسامة عن ابن عقبة قال : ثنا أبو نضرة قال : لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم العدو ذات يوم فقال لاصحابه : " من جاء منكم برأس فله على الله ما تمنى ".
(2) حدثنا حفص بن غياث عن أشعث عن عدي بن ثابت عن البراء بن عازب قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رجل تزوج أمرأة أبيه فأمره أن يأتيه برأسه.
-
__________
- (175 / 1) عقد لعمرو : عقد له لواء (175 / 2) وفيه أن اللواء كان يعقد على الرمح(7/722)
(3) حدثنا عيسى بن يونس عن أبيه عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة قال : أشتركنا يوم بدر أنا وسعد وعمار فجاء سعد برأسين.
(4) حدثنا شريك عن أبي إسحاق عن هنيدة بن خالد الخزاعي قال : إن أول رأس أهدي في الاسلام رأس ابن الحمق أهدي إلى معاوية.
(5) حدثنا عيسى بن يونس عن الاوزاعي عن قرة بن عبد الرحمن عن يزيد بن أبي حبيب المصري قال : بعث أبو بكر أو عمر - شك الاوزاعي - عقبة بن عامر الجهني ومسلمة بن مخلد الانصاري إلى مصر ، قال : ففتح لهم ، قال : فبعثوا برأس يناق البطريق ، فلما رآه أنكر ذلك فقال : إنهم يصنعون بنا مثل هذا ، فقال : استنان بفارس والروم ؟ لا يحمل إلينا رأس ، إنما يكفينا من ذلك الكتاب والخبر.
(177) أي يوم يستحب أن يسافر فيه وأي ساعة
(1) حدثنا ابن مبارك عن يونس عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب عن أبيه قال : قل ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسافر إلا يوم خميس.
(2) حدثنا وكيع عن مهدي بن ميمون عن واصل مولى أبي عيينة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسافر يوم الخميس.
(3) حدثنا هشيم عن يعلى بن عطاء عن عمارة بن حدير عن صخر الغامدي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اللهم بارك لامتي في بكورها " قال : وكذا إذا بعث سرية أو جيشا بعثهم في أول النهار ، قال : وكان صخر رجلا تاجرا فكان يبعث بتجارته أول النهار فكثر ماله.
(4) حدثنا شريك عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اللهم بارك لامتي في بكورها ".
-
__________
- (176 / 4) وفيه أنه لم يهد رأس قبل ذلك.
(176 / 5) استنان بفارس : اتباع لسنة فارس وعاداتها.
البطريق : لقب كان يطلق على قادة الروم والنصاري ولعل أصلها البطريرك إذ كان البظاركة يقودون الجيوش باعتبار أن حروبهم ضد المسلمين حرب دينية.
(177 / 1) وفيه أن أفضل السفر يوم الخميس اتباعا لسنة الرسول الله صلى الله عليه وسلم في السفر.
(177 / 3) وفيه فضل التبكير في الخروج وخيره(7/723)
(5) حدثنا علي بن مسهر عن عبد الرحمن بن إسحاق عن النعمان بن سعد عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " اللهم بارك لامتي في بكورها ".
(178) ما يقول الرجل إذا خرج مسافرا (1) حدثنا أبو الأحوص عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج في سفر قال : " اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في
الاهل ، اللهم إني أعوذ بك من الضبنة في السفر والكآبة في المنقلب ، اللهم اقبض لنا الارض وهون علينا السفر ".
(2) حدثنا وكيع عن أسامة بن زيد عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال : أراد رجل سفرا فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ! أوصني ، قال : " أوصيك بتقوى الله والتكبير على كل شرف ".
(3) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن عاصم عن عبد الله بن سرجس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج مسافرا يتعوذ من وعثاء السفر وكآبة المنقلب والحور بعد الكور ومن دعوة المظلوم ومن سوء المنظر في الاصل والمال.
(4) حدثنا يحيى بن سعيد القطان عن ابن عجلان قال : حدثني عون بن عبد الله أن رجلا أتى ابن مسعود فقال : إني أريد سفرا فأوصني ، قال : إذا توجهت فقل : بسم الله حسبي الله توكلت على الله ، فإنك إذا قلت : " بسم الله " قال الملك : هديت ، وإذا قلت حسبي الله ، قال الملك : حفظت ، وإذا قلت : توكلت على الله " قال الملك : كفيت.
(5) حدثنا هشيم عن مغيرة عن مغيرة عن إبراهيم قال : كانوا يقولون في السفر : اللهم بلاغا يبلغ خير مغفرة منك ورضوانا ، بيدك الخير ، إنك على كل شئ قدير ، اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة على الاهل ، اللهم اطو لنا الارض وهون علينا السفر ، اللهم إنا نعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنقلب وسوء المنظر في الاصل والمال.
-
__________
- (178 / 1) الضبنة في السفر : التعب والضنك والخطر.
إقبض لنا الارض : قصر لنا المسافة والمقصود يسر لنا السفر.
المنقلب : العودة والاياب.
(178 / 2) شرف : مرتفع.
(178 / 3) وعثاء السفر : غباره وعناءه(7/724)
(179) الراجع من سفره ما يقول (1) حدثنا أبو الأحوص عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد الرجوع من سفره قال : آئبون تائبون لربنا حامدون ، فإذا دخل على أهل قال : " توبا توبا لربنا أوبا ، لا يغادر علينا حوبا ".
(2) حدثنا أبو أسامة عن زكريا عن أبي إسحاق عن البراء قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قفل من سفر قال : آئبون تائبون عابدون لربنا حامدون ".
(3) حدثنا ابن نمير قال ثنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا رجع من الجيش أو السرايا أو الحج أو العمرة كلما أوفى فلى ثنية أو فدفد كبر ثلاثا ثم قال : " لا إله إلا وحده صدق الله وعده ، آئبون تائبون عابدون لربنا حامدون ".
(4) حدثنا أبو أسامة قال ثنا عبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قفل من الجيوش أو السرايا أو الحج أو العمرة - ثم ذكر نحوه.
(5) حدثنا الفضل بن دكين قال ثنا سعيد بن عبد الرحمن عن يحيى بن أبي إسحاق عن أنس بن مالك أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما كان يظهر المدينة أو الحرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " آئبون تائبون عابدون إن شاء الله لربنا حامدون ".
(6) حدثنا هشيم قال : أخبرنا العوام عن إبراهيم التيمي قال : كانودا إذا قفلوا قالوا : " آئبون تائبون لربنا حامدون ".
(7) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا شعبة عن أبي إسحاق عن الربيع بن البراء عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا رجع من سفر قال : " آئبون تائبون لربنا حامدون ".
(180) من كره للرجل أن يسافر وجده (1) حدثنا حفص بن غياث عن ابن جريج عن عطاء قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسافر الرجل وحده.
-
__________
- (179 / 1) حوبا : ذنبا.
(180 / 1) لان المسافر وحده تأخذه الوساوس(7/725)
(2) حدثنا حفص بن غياث عن حجاج عن عطاء أن عمر نهى أن يسافر الرجلان.
(3) حدثنا إسحاق الازرق عن هشام عن الحسن أنه كان يكره أن يسافر الرجل والرجلان إلا الثلاثة فما زاد.
(4) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن حجاج بن أبي بريدة عن مجاهد قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل يسافر وحده ، قال : " شيطان ، قيل : فالاثنان قال : شيطانان ، قيل ، فالثلاثة قال : صحابة ".
(5) حدثنا وكيع قال ثنا شريك عن عبد الكريم عن عكرمة قال : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسلك الرجل العقر وحده.
(6) حدثنا وكيع قال ثنا عاصم بن محمد عن أبيه عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لو يعلم الناس ما في الوحدة ما سار راكب وحده بليل أبدا ".
(7) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن ابن جريج عن عطاء قال : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسافر الرجل وحده وأن يبيت في بيت وحده.
(8) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن جابر عن أبي جعفر قال : لا تبيتن في بيت وحدك فإن الشيطان أشد ما يكون بك ولوعا.
(181) من رخص في ذلك (1) حدثنا ابن عيينة عن عمرو عن عكرمة أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث خوات بن جبير إلى بني قريظة على فرس له يقال له الجناح.
(2) حدثنا ابن عيينة عن ابن أبي نجيح قال : قال رجل عند مجاهد : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : " الواحد شيطان ، والاثنان شيطانان ، فقال مجاهد : قد بغث رسول الله صلى الله عليه وسلم دحية وحده ، وبعث عبد الله وخبابا سرية ، ولكن قال عمر : كونوا أسفاركم ثلاثة فإن مات واحد وليه اثنان ، الواحد شيطان والاثنان شيطانان.
-
__________
- (180 / 2) الرجلان أي وحدهما.
(180 / 5) العقر : الطريق المقفرة لا يمر بها الناس(7/726)
(182) في المسافر يطرق أهله ليلا (1) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن محارب بن دثار عن جابر قال : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يطرق الرجل أهله لئلا يتخونهم أو يطلب عثراتهم.
(2) حدثنا يزيد بن هارون عن همام بن يحيى عن إسحاق عن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يطرق أهله ليلا ، وكان يأتيهم غدوة أو عشية.
(3) حدثنا غندر عن شعبة عن الاسود بن قيس أنه سمع نبيحا العنزي عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا دخلتم ليلا فلا يأت أحد أهله طروقا " ، قال جابر ، فو الله لقد طرقناهن بعد.
(4) حدثنا معاوية بن هشام قال ثنا سفيان عن حميد الاعرج عن محمد بن إبراهيم التيمي عن أبي سلمة عن عبد الله بن رواحة قال : كنت في غزاة فاستأذنت فتعجلت فانتهيت إلى الباب ، فإذا المصباح يتأجج وإذا أنا بشئ أبيض قائم فاخترطت سيفي ثم حركتها فقالت : إليك إليك فلانة كانت عندي مشطتني ، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فنهى أن يطرق الرجل أهله ليلا.
(5) حدثنا ابن نمير قال ثنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال : أقبل عمر بن الخطاب من غزوة سرغ حتى إذا بلغ الجرف قال : أيها الناس ! لا تطرقوا النساء ولا تغيروهن ، ثم بعث راكبا إلى المدينة بأن الناس داخلون بالغداة.
(6) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن عاصم الاحول عن عامر قال : قال جابر بن عبد الله : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا طالت غيبة أحدكم عن أهله فلا يطرقن أهله ليلا ".
(183) في الغزو بالنساء (1) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن هشام بن حسان عن حفصة بنت سيرين عن أم عطية الانصارية قالت : غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات أخلفهم في رحالهم فأصنع لهم الطعام وأداوي لهم الجرحى وأقوم على المرضى.
-
__________
- (182 / 3) طروقا : فجأة دون سابق إعلام لهم بقدومه.
(183 / 1) وكانت قد جاوزت السن التي يرغبها فيها الرجال(7/727)
(2) حدثنا زيد بن الحباب قال ثنا رافع بن سلمة الاشجعي قال حدثني حشرج بن زياد الاشجع عن جدته أم أبيه أنها غزت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر سادسة ست نسوة فبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم فبعث إلينا فقال : بأمر من خرجتن ، ورأينا فيه الغضب ، فقلنا : يا رسول الله ! خرجنا ومعنا دواء نداوي به ونناول السهام ونسقي السويق ونغزل الشعر نعين به في سبيل الله ، فقال لنا : " أقمن " ، فلما فتح الله عليه خيبر قسم لنا كما قسم للرجال.
(3) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن محمد بن إسحاق عن الزهري ومحمد بن علي عن يزيد بن هرمز قال : كتب نجدة إلى ابن عباس يسأله عن النساء : هل كن يحضرن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الحرب ، وهل كان يضرب لهن بسهم ، قال يزيد : كتبت كتاب ابن عباس إلى نجدة : قد كن يحضرن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأما أن يضرب لهن بسهم فلا ، وقد كان يرضخ لهن.
(4) حدثنا حميد بن عبد الرحمن عن حسن عن الاسود بن قيس قال : حدثني سعيد ابن عمرو القرشي أن أم كبشة امرأة من بني عذرة ، عذرة قضاعة قالت : يا رسول الله !
ائذن لي أن أخرج في جيش كذا وكذا ، قال : " لا ، قلت : يا رسول الله ! إني لست أريد أن أقاتل ، إنما أريد أن أداوي الجريح والمريض أو اسقي المريض فقال : " لولا أن تكون سنة ويقال : فلانة خرجت ، لاذنت لك ولكن أجلسي ".
(5) حدثنا وكيع عن سفيان عن عبد الكريم عن عكرمة أن صفية كانت مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم الخندق.
(6) حدثنا وكيع قال ثنا شعبة عن العوام بن مزاحم عن خالد بن سيحان قال : شهد تستر مع أبي موسى أربع نسوة - أو خمس - منهن أم مجزأة بن ثور.
(7) حدثنا خالد بن حرملة العبدي عن المؤثرة بنت أربك أخت أبي نضرة أن أبا نضرة غزا بامرأته زينب إلى خراسان.
(8) حدثنا وكيع قال ثنا الوليد بن عبد الله بن جميع قال حدثني جدتي وعبد الله بن خلاد الانصاري عن أم ورقة بنت نوفل أن النبي صلى الله عليه وسلم لما غزا بدرا قالت : قلت : يا رسول الله ! ائذن لي في أن اغزو معك أداوي جرحاكم وأمرض مرضاكم ، لعل الله يرزقني شهادة ، قال : " قري في بيتك ، فإن الله يرزقك الشهادة " ، قال فكانت تسمى الشهيدة.
-
__________
- (183 / 3) يرضخ لهن : يعطيهن ما دون سهم المقاتل والرضخ : إعطاء القليل(7/728)
(9) حدثنا أبو أسامة عن هشام عن الحسن أنه كان يكره أن تخرج النساء إلى شئ من هذه الفروج - يعني الثغور.
(184) في القوم يحاصرون القوم فيطلبون الامان ، فيقول القوم : نعم ، ويأبي عليهم بعضهم (1) حدثنا زيد بن حباب قال حدثني رجاء بن أبي سلمة قال : حدثني مغيرة بن حبيب ختن مالك بن دينار قال : سألت ابن عبد الله قلت : ندخل أرض الشرك فنحاصر الحصن فيقاتلوننا قتالا شديدا فيسألوننا الامان ويأبى ذلك الامير ، فما نرى في قتالهم ؟ فقال : ليس إليكم ، ذاك إلى الامير.
(2) حدثنا إسحاق بن منصور قال سمعت عمرو بن أبي قيس يذكر عن مطرف قال : سألنا الحكم ، قلت : الملك من ملوك خراسان يصالح من السبي على رؤوس معلومة ، قال : ما كان من صلح فلا بأس.
(185) في المكر والخدعة في الحرب (1) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن أبي إسحاق عن سعيد بن ذي حدان عمن سمع عليا يقول : إن الله سمى الحرب على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم خدعة.
(2) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن زكريا عن أبي إسحاق عن سعيد بن ذي حدان عن علي بن أبي طالب قال : إن الله قضى على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم أن الحرب خدعة ، وأني محارب أتكلم في الحرب ، قال : ولكن إذا قلت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لان أخر من السماء أحب إلي من أن أقول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقل.
(3) حدثنا ابن مبارك عن معمر عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد غزوة وري بغيرها.
-
__________
- (184 / 1) لان الامير لا يصدر في قراره إلا عن تقدير للظروف المحيطة بالمعركة كلها ، ولان من يقاتل قتالا شديدا ثم يطلب الامان إنما يطلب هدنة ليعاود القتال بعد أن يعيد الاستعداد.
(184 / 2) رؤوس معلومة : رؤوس قريبة له بالنسب أو من أهله أو عصبته أو رجال دولته.
(185 / 1) وفي جواز المكر بالعدو في الحرب وخداعه.
أخر من السماء : أسقط منها ، والمقصود أن أسقط من ارتفاع شاهق فأتحطم(7/729)
(4) حدثنا ابن عيينة عن عمرو سمع جابرا يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن يخرج ناسا من النار بعد أن صارون حمما " ، قال : وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " الحرب خدعة ".
(5) حدثنا وكيع قال ثنا الاعمش عن خيثمة عن سويد بن غفلة قال : قال علي : إذا حدثتكم فيما بني وبينكم فإن الحرب خدعة ، وإذا حدثتكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلان أخر
من السماء أحب إلى من أن أكذب.
(6) حدثنا وكيع قال ثنا هشام بن عروة عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الحرب خدعة ".
(7) حدثنا وكيع قال ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس قال : بعث النبي صلى الله عليه وسلم عمرو بن العاص في غزوة ذات السلاسل فأصابهم برد شديد فقال : لا يوقدان رجل نارا ، ثم قاتل القوم ، فلما قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم شكوا ذلك إليه ، فقال : يا رسول الله ! كان في أصحابي قلة ، وخشيت أن يرى القوم قلتهم ، ونيتهم أن يتبعوا العدو مخافة أن يكون لهم كمين من وراء الجبل ، قال : فأجب ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(8) حدثنا وكيع قال ثنا المنذر بن ثعلبة عن عبد الله بن بريدة قال : قال عمر لابي بكر ؟ لم لم يدع عمرو الناس أن يوقدوا نارا ، ألا ترى إلى هذا الذي منع الناس منافعهم ، قال : فقال أبو بكر : دعه قائما ولاه رسول الله صلى الله عليه وسلم علينا لعلمه بالحرب.
(9) حدثنا جرير عن عطاء بن السائب عن الشعبي قال : مكر رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد بالمشركين فكان أول يوم مكر بهم فيه.
(10) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن عبد الملك بن أبجر قال : قال رجل يقال له صبيح : كنا - معاشر الفطح - مع علي ، قال : وكان علي رجلا مجربا ، قال : وكان يقول : الحرب خدعة ، قال : فينتهي إلى الصخرة ، قال : فيقول : الله أكبر ، صدق الله ورسوله ، صخرة ، قال : فنرى نحن أنه شئ قيل له ، قال : فينتهي إلى دجلة فيقول : دجلة ، الله أكبر ، صدق الله ورسوله ، فنرى نحن أنه شئ قيل له.
(11) حدثنا وكيع قال ثنا إسرائيل عن جابر عن عامر قال : الحرب خدعة.
-
__________
- (185 / 4) الحمم : الحجارة السوداء المحترقة وليس هنا موضع هذا الحديث إلا أنه ذكر معه من أن الحرب خدعة.
(185 / 7) أعجب ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم لان فيما فعله برعة القائد العسكري(7/730)
(186) ما قالوا في عقر الخيل (1) حدثنا عبد الله بن إدريس عن محمد بن إسحاق عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن جده قال أخبرني أبي الذي أرضعني من بني قرة قال : كأني أنظر إلى جعفر يوم مؤتة نزل عن فرس له شقراء فعرقبها ثم مضي فقاتل حتى قتل.
(2) حدثنا يحيى بن أبي عتبة عن أبيه عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس أو غيره قالت : بعث أبو بكر إلى الشام فقال : لا تعقروا دابة حسرتموها.
(3) حدثنا وكيع قال ثنا معقل بن عبيد الله العبسي عن عمر بن عبد العزيز قال : الحسير لا تعقر.
(4) حدثنا وكيع قال ثنا الهذلي عن الزهري قال : كانت السرايا إذا بعثت قيل لها : لاتعقروا حسيرا.
(5) حدثنا أبو خالد الاحمر عن عمرو بن قيس عن مغيرة بن زياد عن مكحول عن عبادة بن نسي قال : قال أبو بكر : لا تعقروا دابة وإن حسرت.
(187) في الرجل يخلي عن دابته فيأخذها الرجل (1) حدثنا وكيع بن الجراح قال ثنا هشام الدستوائي عن عبيد الله بن حميد عن عبد الرحمن الحميري عن الشعبي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من وجد دابة بمهلكة فهي لمن أحياها ".
(2) حدثنا أبو أسامة عن عثمان بن غياث عن الحسن في الرجل يترك الدابة في أرض القفر ، قال : هي لمن أحياها -
__________
- (186 / 1) وقطع عراقيب الفرس معناه أن يهاجم دون نراجع وحتى الاستشهاد.
(186 / 2) حسرتموها : اتعبتموها وأنهكتموها في القتال.
(186 / 5) حسرت ، أعيت فلم تعد تستطيع تحمل المجاولة.
(187 / 1) مهلكة : أرض مهلكة لا ماء فيها ولا زرع(7/731)
(3) حدثنا أسباط بن محمد عن مطرف عن عامر في رجل سيب دابته فأخذها رجل ، قال : فجاء صاحبها فخاصمه إلى عامر ، فقال : هذا أمر قد قضي فيه قيل اليوم ، إن كان سيبها في جوف مفازة فهو أحق بدابته ، وإن كان سيبها في كلا وأمن فلاحق له فيها.
(188) في تشييع الغزاة وتلقيهم (1) حدثنا ابن أبي بكير قال شعبة عن أبي الفيض قال سمعت سعيد بن جبير الرعيني عن أبيه - أحست - أن أبا بكر شيع جيشا فمشى معهم فقال : الحمد لله الذي اغبرت أقدامنا في سبيل الله ، قال فقال رجل : إنما شيعناهم ، فقال : جهزناهم وشيعناهم [ ودعونا لهم ].
(2) حدثنا ابن أبي عتبة عن أبيه عن إسماعيل عن قيس أو غيره قال : بعث أبو بكر جيشا إلى الشام فخرج يشيعهم على راحلته.
(3) حدثنا علي بن مسهر عن الاجلح عن الشعبي قال : أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل له : قد قدم جعفر فقال : " ما أدري بأيهما أفرح ؟ بقدوم جعفر أو بفتح خيبر " ، ثم تلقاه النبي صلى الله عليه وسلم فالتزمه وقبل ما بين عينيه.
(4) حدثنا الفضل بن دكين قال ثنا حلس بن الحارث عن أبيه قال : لما وجهنا عمر إلى الكوفة مشى معنا ساعة من النهار فودعنا ودعا لنا ثم قعد ينفض رجليه من الغبار ، ثم رجع.
(5) حدثنا أبو بكر قال حدثت عن ابن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال : شيع النبي صلى الله عليه وسلم عليا ولم يتلقه.
(6) حدثنا ابن عيينة عن بيان عن الشعبي عن قرظة قال : شيعنا عمر إلى مرار.
-
__________
- (187 / 3) لا حق له فيها : أي لا حق لمن وجدها أن يأخذه لانها تركت في أرض يمكنها أن تحيا بها ولا
تحتاج لمن يخرجها منها ويطعمها كي لا تهلك.
(188 / 1) [ دعونا لهم ] وضعناها بدل [ دعوناهم ] لانها الاصح مع السياق ، وقد أخرج الاثر البيهقي في السنن ، عن آدم عن شعبة 9 / 173.
(188 / 3) التزمه عانقه عناق المشتاق.
(188 / 6) مرار : اسم موضع على مقربة من المدينة(7/732)
(189) ما جاء في الفرار من الزحف (1) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال حدثني عبد الله بن عمر أنه كان في سرية من سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم فحاص الناس حيصة فكنت فيمن حاص قال فقلنا حين فررنا من الزحف : كيف نصنع وقد وبؤنا بالغضب ، فقلنا : ندخل المدينة فنبيت بها فلا يرانا أحد ، قال : فلما دخلنا قلنا : لو عرضنا أنفسنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإن كانت لنا توبة أقمنا ، وإن كان غير ذلك ذهبنا ، قال : فجلسنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل صلاة الغداة ، فلما خرج قمنا إليه فقلنا : يا رسول الله ! نحن الفرارون ، قال : فأقبل علينا فقال : " بل أنتم العكارون ، قال : فدنونا فقبلنا يده وقلنا : يا رسول الله أردنا أن نفعل وأن نفعل ، قال : " أنا فئة المسلمين ".
(2) حدثنا قال : إن كنت له لفئة لو انحاز إلي.
(3) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال : قال عمر : أنا فئة كل مسلم.
(4) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن حماد عن إبراهيم قال : بلغ عمر أن قوما صبروا بآذربيجان حتى قتلوا ، فقال عمر : لو انحازوا إلي لكنت لهم فئة.
(5) حدثنا وكيع قال ثنا حسن بن صالح عن ابن أبي ذئب عن عطاء عن ابن عباس قال : من فر من ثلاثة فلم يفر ، ومن فر من اثنين فقد فر - يعني من الزحف.
(6) حدثنا وكيع قال ثنا علي بن صالح عن عثمان بن المغيرة الثقفي عن مالك بن جرير الحضرمي عن علي بن أبي طالب قال : الفرار من الزحف من الكبائر.
(7) حدثنا وكيع قال ثنا عكرمة بن عمار عن طيسلة بن علي النهدي عن ابن عمر قال : الفرار من الزحف من الكبائر.
-
__________
- (189 / 1) حاص الناس : تراجعوا مذعورين.
العكارون : الذين ستهاجمون العدو وتعكرون عليه أي كما قال في حديث آخر.
اتم الكرار إن شاء الله.
أنافئة المسلمين : أنا سندهم وحاميهم.
(189 / 5) وذلك لقوله تعالى أنه لو كان المؤمنون مائة غلبوا مائتين.
(189 / 6) الكبائر : الموبقات المهلكات(7/733)
(8) حدثنا سفيان عن يزيد بن أبي زياد عن أبي البختري أنه رأى رجلا قد ولى فقال له : حر النار أشد من حر السيف.
(9) حدثنا معاذ بن معاذ قال ثنا التيمي عن أبي عثمان قال : لما قتل أبو عبيدة وهزم أصحابه قال : قال عمر : أنا فئتكم.
(10) حدثنا هوذة قال ثنا عوف عن الحسن { ومن يولهم يومئذ دبره } قال : نزلت في أهل بدر.
(11) حدثنا عفان قال ثنا حماد بن سلمة قال أخبرنا عطاء بن السائب قال ثنا عبد الرحمن بن أبي ليلى أن رجلين فرا يوم مسكن من مغزى الكوفة ، فأتيا عمر فعيرهما وأخذهما بلسانه أخذا شديدا ، وقال : فررتما ، وأراد أن يصرفهما إلى مغزى البصرة فقالا : يا أمير المؤمنين ! لابل ردنا إلى المغزى الذي فررنا منه حتى تكون توبتتا من قبله.
(190) في الغزو بالغلمان ومن لم يجزهم لحكم فيهم.
(1) حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبنه قال : رددت أنا وأبو بكر بن عبد الرحمن ابن الحارث عن يوم الجمل ، استصغرونا.
(2) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال : عرضني رسول الله صلى الله عليه وسلم في القتال وأنا ابن أربع عشر سنة فاستصغرني فردني ، ثم عرضني
يوم الخندق وأنا ابن خمس عشرة فأجازني ، قال : نافع : حدثت ذلك عمر بن عبد العزيز - وهو خليفة - فقال : إن هذا لحد بين الصغير والكبير ، فكتب إلى عماله أن من بلغ خمس عشرة فافرضوا له في المقاتلة ومن كان دون ذلك فافرضوا له في القتال.
(3) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن عبد الملك بن عمير قال سمعت عطية القرظي يقول عرضنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم قريظة فكان من أنبت قتل ، ومن لم ينبت لم يقتل ، فكنت ممن لم ينبت فلم يقتلني.
-
__________
- (189 / 10) سورة الانفال من الآية (16).
يولهم دبره : يدير ظهره لهم وهذا كناية عن التراجع أو الفرار.
(190 / 2) افرضوا له في القتال أي له عطاء من الخمس إلا أنه لا يقاتل.
(190 / 3) أثبت : ظهر شعر لحيته(7/734)
(4) حدثنا عبد الله بن إدريس عن مطرف عن أبي إسحاق عن البراء قال : عرضت أنا وابن عمر على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر فاستصغرنا وشهدنا.
(191) في انزاء الحمر على الخيل (1) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن محمد بن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب عن عبد العزيز بن أبي الصعبة عن أبي أفلح الهمداني عن عبد الله بن زرير الغافقي عن علي : قال : أهديت لرسول الله صلى الله عليه وسلم بغلة بيضاء فقلت : يا رسول الله ! لو شئنا أن نتخذ من هذه فلعنا ، قال : " فكيف ؟ قلنا : نحمل الحمر الخيل العراب فتأتي بها ، قال : إنما يفعل ذلك الذين لا يعلمون ".
(2) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن عمر بن حسيل عن عامر ، قال : أهديت لرسول الله صلى الله عليه وسلم بغلة بيضاء فقال دحية الكلبي : لو شئنا يا رسول الله أن نتخذ مثلها ، قال : فكيف ؟ قال : نحمل الحمر على الخيل العرب فتأتي بها ، قال : " إنما يفعل ذلك
الذين لا يعلمون ".
(3) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن محمد بن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب قال : كتب إلينا عمر بن عبد العزيز فقرئ علينا كتابه : أيما رجل حمل حمارا على عربة من الخيل فامحوا من عطائه عشرة دنانير.
(4) حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي جهضم عن عبد الله بن عبيد الله عن ابن عباس قال : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ننزي حمارا على فرس.
(5) حدثنا وكيع قال ثنا عمر بن حسيل قال سمعت الشعبي يقول : قال دحية الكلبي : يا رسول الله ! ألا ننزي حمارا على فرس ، فتنتج مهرة نركبها ، قال : " إنما يفعل ذلك الذين لا يعلمون ".
-
__________
- (191 / 1) تحمل الحمر على الخيل العرب : أي ننزي الحمار على الفرس العربية الاصيلة فيواقعها فننتج بغلا برذونا.
(191 / 3) عربة من الخيل : فرس عربية(7/735)
(192) في إمام السرية يأمرهم بالمعصية ، من قال : لا طاعة له (1) حدثنا وكيع قال ثنا الاعمش عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية واستعمل عليهم رجلا من الانصار ، فأمرهم أن يسمعوا له ويطيعوا ، قال : فأغضبوه في شئ فقال : اجمعوا لي حطبا ، فجمعوا له حطبا ، قال : أوقدوا نارا ، فأوقدوا نارا ، قال : ألم يأمركم أن تسمعوا لي وتطيعوا ؟ قالوا ، بلى ، قال : فدخلوها ، قال : فنظر بعضهم إلى بعض وقالوا : إنما فررنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من النار ، قال فبينما هم كذلك إذ سكن غضبه وطفئت النار ، قال : فلما قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم ذكروا ذلك له فقال : " لو دخلوها ما خرجوا منها ، إنما الطاعة في المعروف ".
(2) حدثنا محمد بن بشر قال ثنا عبيد الله عن نافع أن عبد الله حدثه أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال : " السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحب وكره ما لم يؤمر بمعصية ، فمن أمر بمعصية فلا سمع له ولا طاعة ".
(3) حدثنا يزيد بن هارون قال : أخبرنا محمد بن عمرو عن عمر بن الحكم بن ثوبان عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث علقمة بن محرز على بعث أنا فيهم ، فلما أنتهى إلى رأس عرانة أو كان ببعض الطريق أستأذنته طائفة من الجيش فأذن لهم وأمر عليهم عبد الله بن حذافة بن قيس السهمي ، فكنت فيمن غزا معه ، فلما كان ببعض الطريق أوقد القوم نارا ليصطلوا أو ليصنعوا عليها صنيعا ، وقال عبد الله وكانت فيه دعابة : أليس لي عليكم السمع والطاعة ؟ قالوا : بلى ، قال : فما أنا آمركم بشئ إلا صنعتموه ؟ قالوا : نعم ، قال : فإني أعزم عليكم ألا تواثبتم في هذه النار ، فقام ناس فتحجزوا ، فلما ظن أنهم واثبون قال : أمسكوا على أنفسكم ، فإنما أمزح معكم ، فلما قدمنا ذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " من أمركم منهم بمعصية فلا تطيعوه ".
(4) حدثنا ابن مهدي عن سفيان عن زبيد عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا طاعة لبشر في معصية الله ".
(5) حدثنا ابن نمير قال ثنا الاعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال : لا طاعة لبشر في معصية الله.
__________
(192 / 1) أي لا طاعة في أمر فيه معصية لله تعالى أو نقص لسنة من سنن الرسول الله صلى الله عليه وسلم ثابتة (*)(7/736)
(6) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن إبراهيم بن عبد الاعلى عن سويد بن غفلة قال : قال لي عمر : يا أبا أمية ! إني لا أدري لعلي أن لا ألقاك بعد عامي هذا ، فاسمع وأطع وإن أمر عليك عبد حبشي مجدع ، إن ضربك فاصبر ، وإن حرمك فاصبر ، وإن أراد امرا ينتقص دينك فقل : سمع وطاعة ، ودمي دون ديني ، فلا تفارق الجماعة.
(7) حدثنا وكيع قال ثنا مسعر عن عثمان الثقفي عن أبي صادق الازدي عن ربيعة
ابن ناجد عن علي قال : إن قريشا هم أئمة العرب ، أبرارها أئمة أبرارها ، وفجارها أئمة فجارها ولكل حق فأعطوا كل ذي حق حقه ما لم يخير أحدكم بين إسلامه وضرب عنقه ، فإذا خير أحدكم بين إسلامه وضرب عنقه فليمد عنقه ، ثكلته أمه فإنه لا دنيا له ولا آخرة بعد إسلامه.
(8) حدثنا حدثنا وكيع قال ثنا الاعمش عن عمارة قال : قال عتريس بن عرقوب أو معضد - شك الاعمش - قال : ما أبالي أطعت رجلا في معصية الله أو سجدت لهذه الشجرة.
(9) حدثنا علي بن مسهر قال ثنا الاعمش عن عمارة قال : نزل معضد إلى جب شجرة فقال : ما أبالي أطعت رجلا في معصية الله أو سجدت لهذه الشجرة من دون الله.
(10) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا شعبة عن قتادة عن أبي مرابة عن عمران ابن حصين قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " لا طاعة في معصية الله ".
(11) حدثنا وكيع قال ثنا سلام بن مسكين عن ابن سيرين قال : كان عمر إذا استعمل رجلا كتب في عهده : اسمعوا له وأطيعوا ما عدل فيكم ، قال : فلما استعمل حذيفة كتب في عهده أن اسمعوا له وأطيعوا وأعطوه ما سألكم قال : فقدم حذيفة المدائن على حمار على إكاف بيده رغيف عرق ، قال وكيع : قال مالك عن طلحة : سادل رجليه من جانب ، قال سلام : فلما قرأ عليهم عهده قالوا : سلنا ، قال : أسألكم طعاما آكله وعلفا لحماري هذا ، قال : فأقام فيهم ما شاء الله ، ثم كتب إليه عمر أن أقدم ، فخرج فلما بلغ عمر قدومه كمن له في مكان حيث يراه ، فلما رآه على الحالة التي خرج من عنده عليها أتاه عمر فالتزمه وقال : أنت أخي وأنا أخوك.
(12) حدثنا وكيع قال ثنا مبارك عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ".
تم كتاب الجهاد والحمد لله وصلواته على سيدنا محمد وآله ، والسلام.
__________
(192 / 8) أي أن الطاعة في المعصية تساوي الشرك وعبادة الاوثان والاشجار (*)
فإذا خير أحدكم بين إسلامه وضرب عنقه فليمد عنقه ، ثكلته أمه فإنه لا دنيا له ولا آخرة بعد إسلامه.
(8) حدثنا حدثنا وكيع قال ثنا الاعمش عن عمارة قال : قال عتريس بن عرقوب أو معضد - شك الاعمش - قال : ما أبالي أطعت رجلا في معصية الله أو سجدت لهذه الشجرة.
(9) حدثنا علي بن مسهر قال ثنا الاعمش عن عمارة قال : نزل معضد إلى جب شجرة فقال : ما أبالي أطعت رجلا في معصية الله أو سجدت لهذه الشجرة من دون الله.
(10) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا شعبة عن قتادة عن أبي مرابة عن عمران ابن حصين قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " لا طاعة في معصية الله ".
(11) حدثنا وكيع قال ثنا سلام بن مسكين عن ابن سيرين قال : كان عمر إذا استعمل رجلا كتب في عهده : اسمعوا له وأطيعوا ما عدل فيكم ، قال : فلما استعمل حذيفة كتب في عهده أن اسمعوا له وأطيعوا وأعطوه ما سألكم قال : فقدم حذيفة المدائن على حمار على إكاف بيده رغيف عرق ، قال وكيع : قال مالك عن طلحة : سادل رجليه من جانب ، قال سلام : فلما قرأ عليهم عهده قالوا : سلنا ، قال : أسألكم طعاما آكله وعلفا لحماري هذا ، قال : فأقام فيهم ما شاء الله ، ثم كتب إليه عمر أن أقدم ، فخرج فلما بلغ عمر قدومه كمن له في مكان حيث يراه ، فلما رآه على الحالة التي خرج من عنده عليها أتاه عمر فالتزمه وقال : أنت أخي وأنا أخوك.
(12) حدثنا وكيع قال ثنا مبارك عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ".
تم كتاب الجهاد والحمد لله وصلواته على سيدنا محمد وآله ، والسلام.
__________
(192 / 8) أي أن الطاعة في المعصية تساوي الشرك وعبادة الاوثان والاشجار (*)(7/737)
بعونه تعالى تم الجزء السابع ويليه الجزء الثامن مبتدئا بكتاب التأريخ.(7/738)
المصنف - ابن أبي شيبة الكوفي ج 8
المصنف
ابن أبي شيبة الكوفي ج 8(8/)
مصنف ابن أبي شيبة في الاحاديث والآثار للحافظ عبد الله بن محمد بن أبي شيبة إبراهيم بن عثمان ابن أبي بكر بن أبي شيبة الكوفي العبسي المتوفى سنة 235 ه طبعة مستكملة النص ومنقحة ومشكولة ومرقمة الاحاديث ومفهرسة الجزء الثامن كتاب : التاريخ ، الجنة ، النار ، رحمة الله ، الزهد ، الاوائل ، الرد على أبي حنيفة ، المغازي ، الفتن ، الجمل (صفين والخوارج) ضبطه وعلق عليه الاستاذ سعيد اللحام الاشراف الفني والمراجعة والتصحيح : مكتب الدراسات والبحوث في دار الفكر دار الفكر(8/1)
بسم الله الرحمن الرحيم جميع حقوق إعادة الطبع محفوظة لناشر الطبعة الاولى جماد الآخرة 1409 ه = كانون الثاني 1989 م دار الفكر بيروت لبنان { المكاتب : البناية المركزية - هاتف : 244739 - ص ب : 7061 / 11 المطابع والمعمل : حارة حريك - شارع عبد النور - هاتف : 390663 { 838202 837898
برقيا : فكسي.
تلكس : 41392 فكر 41392 LE FIKR المسهمون في إخراج هذا الكتاب : كتب حواشيه : سعيد محمد اللحام راجعه وصححه وأشرف على إخراجه : مكتب الدراسات والبحوث في دار الفكر(8/2)
بسم الله الرحمن الرحيم 32 كتاب التأريخ (1) حديث اليمامة ومن شهدها (1) حدثنا عبد الله بن إدريس عن محمد بن عمارة عن أبي بكر بن محمد أن حبيب بن زيد قتله مسيلمة ، فلما كان يوم اليمامة خرج أخوه عبد الله بن زيد وأمه وكانت أمه نذرت أن لا يصيبها غسل حتى يقتل مسيلمة فخرجا في الناس ، قال : قال عبد الله بن زيد : جعلته من شأني * فحملت عليه فطعنت بالرمح ، فمشى إلي في الرمح * ، قال : وناداني رجل من الناس أن أخر الرمح ، قال : فلم يفهم ، قال فناداه أن ألق الرمح من يدك ، قال : فألقى الرمح من يده ، وغلب مسيلمة.
(2) حدثنا ابن علية عن أيوب عن ثمامة بن عبد الله عن أنس قال : أتيت على ثابت ابن قيس يوم اليمامة وهو يتحنط فقلت : أي عم ، ألا ترى ما لقي الناس ؟ فقال : الآن يا ابن أخي.
(3) حدثنا أبو أسامة عن عبد الله بن الوليد المزني عن أبي بكر بن عمرو بن عتبة عن ابن عمر قال : أتيت على عبد الله بن مخرمة صريعا يوم اليمامة ، فوقفت عليه فقال : يا عبد الله بن عمر ! هل أفطر الصائم ؟ قلت : نعم ، قال : فاجعل لي في هذا المجن ماء لعلي أفطر عليه ، قال : فأتيت الحوض وهو مملوء دما ، فضربته بجحفة معي ، ثم اغترفت منه فأتيته فوجدته قد قضى.
__________
(1 / 1) رواه ابن حجر العسقلاني في كتاب الاصابة في معرفة السحابة 1 / 307 عن ابن شيبة.
* جعلته من شأني : جعلت غايتي أن أقتله.
* مشى إلى في الرمح : دفع نفسه باتجاه عبد الله بن زيد بأن جعل الرمح يخترقه أكثر يريد أن يصل إلى عبد الله ليضربه بسيفه فلما ألقى الرمح من يده لم يعد له عليه من سبيل.
(1 / 2) أي أنه كان يتحنط استعدادا للقتال حتى الاستشهاد.
(1 / 3) صريعا : مصابا ينازع سكرات الموت.
المجن : درع مقوس صغير.
الجحفة : درع أكبر من المجن.
قد قضى : قد توفي.
(*)(8/3)
كتاب التأريخ - حديث اليمامة ومن شهدها (4) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا حماد بن سلمة عن ثمامة بن أنس عن أنس قال : كنت بين يدي خالد بن الوليد وبين البراء يوم اليمامة ، قال فبعث خالد الخيل فجاءوا منهزمين ، وجعل البراء يرعد فجعلت ألحده إلى الارض وهو يقول : أي أحدني أفطر ، قال : ثم بعث خالد الخيل فجاءوا منهزمين ، قال : فنظر خالد إلى السماء ثم إلى الارض ، وكان يصنع ذلك إذا أراد الامر ، ثم قال يا براء وحد في نفسه ، قال : فقال : الآن ؟ قال : فقال : نعم الآن ، قال : فركب البراء فرسه فجعل يضربها بالسوط ، وكأني أنظر إليها ، تمضغ ثدييها فحمد الله وأثنى عليه وقال : يا أهل المدينة ! إنه لا مدينة لكم وإنما هو الله وحده والجنة ، ثم حمل وحمل الناس معه ، فانهزم أهل اليمامة حتى أتى حصنهم فلقيه محكم اليمامة ، فضربه بالسيف فاتقاه البراء بالجحفة ، فأصاب الجحفة ثم ضربه البراء فصرعه فأخذ سيف محكم اليمامة فضربه به حتى انقطع ، فقال : قبح الله ما بقي منك ، ورمى [ به ] وعاد إلى سيفه.
(5) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبر نا هشام عن محمد قال : كان الزبير يتبع القتلى يوم اليمامة ، فإذا رأى رجلا به رمق أجهز عليه ، قال : فانتهى إلى رجل مضطجع مع
القتلى ، فأهوى إليه بالسيف ، فلما وجد مس السيف وثب يسعى ، وسعى الزبير خلفه ، وهو يقول : أنا ابن صفية المهاجر ، قال : فالتفت إليه فقال : كيف ترى شد أخيك الكافر ؟ قال : فحاصره حتى نجا.
(6) حدثنا علي بن مسهر عن الشيباني عن العبيد بن أبي الجعد عن عبد الله بن شداد ابن الهاد قال : أصيب سالم مولى أبي حذيفة يوم اليمامة.
(7) حدثنا أبو معاوية عن هشام عن أبيه قال : كان شعار المسلم يوم مسيلمة : يا أصحاب سورة البقرة.
__________
(1 / 4) جاءوا منهزمين : تراجعوا.
محكم اليمامة : حاكمها من قبل مسيلمة.
[ به ] أضفناها لضرورة السياق.
(1 / 5) به رمق : به بقية من حياة وهكذا في المرتدين.
مضطجع مع القتلى : يريد اتقاء الموت بادعائه أنه ميت فلا يقتله أحد.
شد : ركض.
حاصره : أخره عن السعي خلفه.
(1 / 7) لان أصحاب سورة البقرة هم المسلمون لا غيرهم ولان ذلك يشجعهم على الصمود في القتال بتذكيرهم بكتاب الله.
(*) كتاب التأريخ - حديث اليمامة ومن شهدها(8/4)
(8) حدثنا أبو معاوية عن هشام عن أبيه قال كانت في بني سليم ردة فبعث إليهم أبو بكر خالد بن الوليد ، فجمع منهم أناسا في حظيرة حرقها عليهم بالنار ، فبلغ ذلك عمر ، فأتى أبو بكر فقال : انزع رجلا يعذب بعذاب الله ، فقال أبو بكر : والله لا أشيم سيفا سله الله على عدوه حتى يكون الله هو يشيمه ، وأمره فمضى من وجهه ذلك إلى مسيلمة.
(9) حدثنا عفان قال ثنا حماد بن سلمة قال ثنا ثمامة بن عبد الله عن أنس أن
خالد بن الوليد وجه الناس يوم اليمامة فأتوا على نهر فجعلوا أسافل أقبيتهم في حجرهم ، ثم قطعوا إليهم فتراموا فولى المسلمون مدبرين ، فنكس خالد ساعة ثم رفع رأسه وأنا بينه وبين البراء ، وكان خالد إذا حزبه أمر نظر إلى السماء ساعة ثم رفع رأسه إلى السماء ، ثم يفرق له رأيه ، فأخذت البراء فجعلت ألحده إلى الارض فقال : يا ابن أخي ! إني لا أفطر ، ثم قال : يا براء قم ! فقال البراء : الآن ؟ قال : نعم الآن ، فركب البراء فرسا له أنثى ، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أما بعد يا أيها الناس ! إنه ما إلى المدينة سبيل ، إنما هي الجنة فحضهم ساعة ثم مضغ فرسه مضغات ، فكأني اراها تمضغ ثدييها ، ثم كبس عليهم وكبس الناس ، قال حماد بن سلمة : فأخبرني عبيد الله بن أبي بكر عن أنس قال : كان في مدينتهم ثلمة ، فوضع محكم اليمامة رجليه عليها ، وكان عظيما جسيما فجعل يرتجز ، أنا محكم اليمامة ، أنا مدار الحلة ، وأنا وأنا ، قال : وكان رجلهم ، فلما أمكنه من الضرب ضربه واتقاه البراء بجحفة ، ثم ضرب البراء ساقه فقتله ، ومع محكم اليمامة صفيحة عريضة ، فألقى سيفه وأخذ صفيحة محكم فحمل فضرب بها حتى انكسرت فقال : قبح الله ما بيني وبينك وأخذ سيفه.
(10) حدثنا وكيع قال ثنا مسعر عن أبي عون الثقفي عن رجل لم يسمه أن أبا بكر لما أتاه فتح اليمامة سجد.
__________
(1 / 8) لا أشيم : لا أغمد.
من وجهه ذلك : أي من حربه لبني سليم مباشرة إلى حرب مسيلمة.
(1 / 9) تراموا : أي رموا المسلمين بالسهام وهم يحاولون اجتياز الماء.
ما إلى المدينة سبيل : لا عودة بالهزيمة ، فإما النصر وإما الشهادة.
كبس عليهم : هاجمهم متقدما الناس.
ثلمة : فتحة في جدار الحصن بسبب أحجار متهدمة.
(1 / 10) وهي سجدة شكر لله تعالى.
(*) كتاب التأريخ - قدوم خالد بن الوليد الحيرة وصنيعة(8/5)
(2) قدوم خالد بن الوليد الحيرة وصنيعة (1) حدثنا أبو أسامة قال أخبرنا مجالد قال أخبرنا عامر قال : كتب خالد إلى مرازبة فارس وهو بالحيرة ودفعه إلى ابن بقيلة ، قال عامر : وأنا قرأته عند ابن بقيلة : بسم الله الرحمن الرحيم من خالد بن الوليد إلى مرازبة فارس ، سلام على من اتبع الهدى ، فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو ، أما بعد أحمد الله الذي فض خدمتكم وفرق كلمتكم ووهن بأسكم وسلب ملككم ، فإذا جاءكم كتابي هذا فابعثوا إلى بالرهن ، واعتقدوا مني الذمة ، وأجيبوا إلى الجزية فإن لم تفعلوا فوالله الذي لا إله إلا هو لاسيرن إليكم بقوم يحبون الموت كحبكم الحياة ، والسلام على من اتبع الهدى.
(2) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن زكريا بن أبي زائدة عن خالد بن سلمة القرشي عن عامر الشعبي قال : كتب خالد بن الوليد زمن الحيرة إلى مرازبة فارس : بسم الله الرحمن الرحيم من خالد بن الوليد إلى مرازبة فارس ، سلام على من اتبع الهدى ، أما بعد فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو ، الحمد لله الذي فض خدمتكم وفرق جمعكم وخالف بين كلمتكم فإذا جاءكم كتابي هذا فاعتقدوا مني الذمة ، وأجيبوا إلى الجزية ، فإن لم تفعلوا أتيتكم بقوم يحبون الموت حبكم الحياة.
(3) حدثنا جعفر بن عون قال أخبرنا يونس عن أبي السفر قال : لما قدم خالد بن الوليد إلى الحيرة نزل على بني المرازبة ، قال : فأتي بالسم فأخذه فجعله في راحته وقال : بسم الله ، فاقتحمه ، فلم يضره بإذن الله شيئا ،
__________
(2 / 1) المرازبة : لفظ فارسي يعني حكام المناطق وقادة عسكرها.
وهذا كتاب تهديد ووعيد لهم فيه لهجة الثقة بالله وبالنصر والثقة بالجند الذين معه وإضعاف لمعنويات الاعداء وإيقاع للرعب في قلوبهم وقوله فض خدمتكم : أنهي سلطانكم في مناطقكم وسلب ملككم : أزاله ، وهذا كلام من تأكد له الامر بشكل لا مجال للشك فيه وتوهين لعزائم
الخصم وهذا من البراعة العسكرية وهو ما يسمي في عصرنا (علم النفس العسكري).
(2 / 2) اعتقدوا مني الذمة : إنزلوا على حكم المسلمين لتكون لكم ذمتهم أي وإلا فلا سبيل لكم إلا القتل والهزيمة.
(2 / 3) اقتحمه : ابتلعه.
ومع اسم الله لا يضر شيئ إن كان القائل قد امتلا قلبه بالايمان حقا ، ولم يكن فيه ذرة شك وحتى لو كان في الامر خدعة من خالد رضي الله عنه ، فالحرب خدعة.
وخبر الحادثة لا بد سينتشر بين الفرس ويزلزلهم إذ سيعتقدون إنهم إنما يقاتلون من ليس للموت إليه من سبيل.
والحيرة من أرض العراق وكان الفرس متسلطين عليها.
(*) كتاب التأريخ - في قتال أبى عبيد مهران وكيف كان أمره(8/6)
(4) حدثنا محمد بن عبد الله الاسدي قال ثنا حسن بن صالح عن الاسود بن قيس عن أبيه قال : صالحنا أهل الحيرة على ألف درهم ورحل ، قال : قلت : يا أبة ، ما كنتم تصنعون بالرحل ، قال : لم يكن لصاحب لنا رحل.
(5) حدثنا هشام بن حصين قال : لما قدم خالد بن الوليد ها هنا إذ هو بمشيخة لاهل فارس عليهم رجل يقال له (هزار مرد) قال : فذكروا من عظيم عمله وشجاعته ، قال : فقتله خالد بن الوليد ، ثم دعا بغدائه فتغدى وهو متكئ على جثته - يعني جسده.
(6) حدثنا عفان قال ثنا حماد بن سلمة عن عاصم عن أبي وائل أن خالد بن الوليد كتب : بسم الله الرحمن الرحيم من خالد بن الوليد إلى رستم ومهران وملا فارس ، سلام على من اتبع الهدى ، فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو ، أما بعد فإني أعرض عليكم الاسلام.
فإن أقررتم به فلكم ما لاهل الاسلام ، وعليكم ما على أهل الاسلام ، وإن أبيتم فإني أعرض عليكم الجزية ، فإن أقررتم بالجزية فلكم ما لاهل الجزية ، وعليكم ما على أهل الجزية ، وإن أبيتم فإن عندي رجالا يحبون القتال كما تحب فارس الخمر.
(7) حدثنا أبو أسامة قال ثنا إسماعيل عن قيس قال : سمعت خالد بن الوليد يحدث
بالحيرة عن يوم مؤتة.
(3) في قتال أبي عبيد مهران وكيف كان أمره (1) حدثنا أبو أسامة عن إسماعيل بن أبي خالد سمعت أبا عمرو الشيباني يقول : كان مهران أول السنة ، وكانت القادسية في آخر السنة ، فجاء رستم فقال : إنما كان مهران يعمل عمل الصبيان.
(2) حدثنا أبو أسامة عن إسماعيل عن قيس قال : كان أبو عبيد بن مسعود عبر الفرات إلى مهران فقطعوا الجسر خلفه فقتلوه هو أصحابه ، قال : فأوصى إلى عمر بن الخطاب ، قال : فرثاه أبو محجن الثقفي فقال :
__________
(2 / 4) أي أنهم كانوا يركبون الخيل دون رواحل لشدة الفقر والحاجة.
(2 / 5) وليس هذا من قبيل الكبر إنما هو لاثارة الرعب في قلب الاعداء وهذا من أسس النصر.
(2 / 7) وهذا شأن القائد العسكري المحنك يذكر المعارك السابقة التي خاضها ويتذاكرها مع قادة جنده ليأخذوا منها الدروس للمعركة القادمة.
(3 / 1) كان مهران أول السنة : أي كان قتال العرب لجيش مهران في أول السنة أي في شهر الله المحرم.
(*) كتاب التأريخ - في قتال أبي عبيد مهران وكيف كان أمره(8/7)
أمسى أبو خير خلاء بيوته * بما كان يغشاه الجياع الارامل أمسى أبو عمرو لدى الجسر منهم * إلى جانب الابيات حرم ونابل فما زلت حتى كنت آخر رائح * وقتل حولي الصالحون الاماثل وقد كنت في...نحر خيارهم * لدى القتل يدمي نحرها والشواكل (3) حدثنا أبو أسامة عن إسماعيل عن قيس قال : عبر أبو عبيد بن مسعود يوم مهران في أناس فقطع بهم الجسر ، فأصيبوا ، قال : قال قيس : فلما كان يوم مهران قال أناس فيهم خالد بن عرفطة لجرير : يا جرير ! لا والله لا نريم عن عرصتنا هذه ؟ فقال : اعبر يا جرير بنا إليهم ، فقلت : أتريدون أن تفعلوا بنا ما فعلوا بأبي عبيد ، [ إنا قوم
لسنا لساح ] أن نبرح أو أن نريم العرصة حتى يحكم الله بيننا وبينهم ، فعبره المشركون فأصيب يومئذ مهران وهم عند النخيلة.
(4) حدثنا أبو أسامة عن إسماعيل عن قيس قال : قال لي جرير : إنطلق بنا إلى مهران ، فانطلقت معه حيث أقبلوا ، فقال لي : لقد رأيتني فيما ها هنا في مثل حريق النار ، يطعنوني من كل جانب بنيازكهم ، فلما رأيت الهلكة جعلت أقول : يا فرسي ألا يا جرير ، فسمعوا صوتي فجاءت قيس ، ما يردهم مني حتى يخلصوني ، قلت : قد عبرت شهرا ما أرفع لي حبا من أثر النيازك ، قال : قال قيس : لقد رأيتنا نخوض دجلة وإن أبواب المدائن لمعلقة.
(5) حدثنا معاذ بن معاذ قال ثنا التيمي عن أبي عثمان قال : لما قتل أبو عبيد وهزم أصحابه قال عمر : أنا فئتكم.
(6) حدثنا وكيع قال ثنا ابن عون عن ابن سيرين قال : لما بلغ عمر قتل أبي عبيد الثقفي قال : إن كنت له فئة لو إنحاز إلي.
__________
(3 / 2) البيت الاخير ناقص في الاصل.
(3 / 3) عرصتنا : مكان نزولنا والعرصة الارض الفلاء ، لا نريم : لا نغادر ولا نترك مكاننا [ إنا قوم لسنا لساح ] كذا في الاصل ولعل هناك نقصا في السياق والمعنى المقصود : إننا لا نلدغ من جحر مرتين ولسنا أحرارا في ترك مكاننا حتى يحكم الله بيننا وبينهم.
(3 / 4) النيزك : الرمح القصير.
ما يردهم مني : ما يردهم عن نجدتي شئ ولا يقف في وجههم مانع.
ما أرفع لي حبا : لا أستطيع رفع دلو ماء (والحب من أوعية الماء) وذلك بسبب جراحاته.
(3 / 5) سبق ذكره وشرحه في كتاب الجهاد.
(3 / 6) لان الفارس يستنجد بقومه لمساندته إذا حاصره العدو فلو استنجدوا بعمر رضي الله عنه لانجدهم المسلمون جميعا.
(*) كتاب التأريخ - في أمر قادسية وجلولاء(8/8)
(7) حدثنا محبوب القواريري عن حنش بن الحارث النخعي قال : ثنا أشياخ النخع أن جريرا لما قتل مهران نصب أو رفع رأسه على رمح.
(8) حدثنا محمد بن بشر قال حدثنا مسعر عن سعد بن إبراهيم أنه مر برجل يوم أبي عبيد وقد قطعت يداه ورجلاه ، وهو يقول : * (مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا) * فقال له بعض من مر عليه : من أنت ؟ قال : امرؤ من الانصار.
(4) في أمر القادسية وجلولاء (1) حدثنا أبو أسامة عن إسماعيل عن قيس قال : شهدت القادسية وكان سعد على الناس وجاء رستم فجعل عمرو بن معدي كرب الزبيدي يمر على الصفوف ويقول : يا معشر المهاجرين ! كونوا أسودا أشداء [ أغنى شأنه ] ، إنما الفارسي تيس بعد أن يلقي نيزكه ، قال : وكان معهم إسوار * لا تسقط له نشابة ، فقلنا له : يا أبا ثور ، اتق ذاك ، قال : فإنا لنقول ذاك إذ رمانا فأصاب فرسه ، فحمل عمرو عليه فاعتنقه ثم ذبحه فأخذ سلبه سواري ذهب كانا عليه ومنطقة وقباء ديباج ، وفر رجل من ثقيف فخلا بالمشركين فأخبرهم فقال : إن الناس في هذا الجانب ، وأشار إلى بجيلة ، قال : فرموا إلينا ستة عشر فيلا عليها المقاتلة ، وإلى سائر الناس فيلين قال : وكان سعد يقول يومئذ : سا بجيلة ، قال قيس وكنا ربع الناس يوم القادسية ، فأعطانا عمر ربع السواد فأخذناه ثلاث سنين ، فوفد بعد ذلك جرير إلى عمر ومعه عمار بن ياسر ، فقال عمر : ألا تخبراني عن منزليكم هذين ؟ ومع ذلك إني لاسلكها وإني لاتبين في وجوهها أي المنزلين خير ؟ قال فقال جرير : أنا أخبرك يا أمير المؤمنين ! أما أحد المنزلين فأدنى نخلة من السواد إلى أرض العرب ، وأما المنزل الآخر فأرض فارس وعليها وحرها وبقها - يعني المدائن ، قال : فكذبني عمار فقال : كذبت ، قال : فقال عمر : أنت أكذب ، قال : لم ؟ قال :
__________
(3 / 7) النخع : إحدى القبائل.
(3 / 8) سورة النساء من الآية 4 / 69.
(4 / 1) كان سعد على الناس : أي كان أمير الجيش سعد بن أبي وقاص.
[ أغني شأنه ] هكذا في الاصل وقد ذكر أول هذا الحديث في كتاب الجهاد فصححنا لغته وتركناه هنا على حاله.
- إسوار أو أسوار ج.
أساورة وهو بمنزلة الامير من الجيش عند الفرس لا تسقط له نشابة : أي لا يرمي سهما إلا صائنا.
(*) كتاب التأريخ - في أمر القادسية وجلولاء(8/9)
ألا تخبرون عن أمير هذا أمجري هو ؟ قالوا : لا والله ما هو بمجري ولا عالم بالسياسة.
فعزله وبعث المغيرة بن شعبة.
(2 حدثنا أبو أسامة عن إسماعيل عن قيس قال : كان سعد قد اشتكي قرحة في رجله يومئذ ، فلم يخرج إلى القتال ، قال : فكانت من الناس إنكشافة ، قال : فقالت إمرأة سعد وكانت قبله تحت المثنى بن حارثة الشيباني : لا مثنى للخيل ، فلطمها سعد فقالت : جبنا وغيرة ، قال : ثم هزمناهم.
(3) حدثنا ابن إدريس عن إسماعيل عن قيس أن إمرأة سعد كان يقال لها سلمى بنت خصفة إمرأة رجل من بني شيبان يقال له المثنى بن الحارثة وأنها ذكرت شيئا من أمر مثنى فلطمها سعد فقالت : جبن وغيرة.
(4) حدثنا أبو معاوية عن عمرو بن مهاجر عن إبراهيم بن محمد بن سعد عن أبيه قال أتي سعد بأبي محجن يوم القادسية وقد شرب الخمر فأمر به إلا القيد ، قال : وكان بسعد جراحة ، فلم يخرج يومئذ إلى الناس قال : فصعدوا به فوق العذيب لينظر إلى الناس ، قال : واستعمل على الخيل خالد بن عرفطة ، فلما التقى الناس قال أبو محجن : كفى حزنا أن تردى الخيل بالقنا * وأترك مشدودا علي وثاقيا فقال لا بنة خصفة امرأة سعد أطلقيني ولك علي إن سلمني الله أن أرجع حتى أضع
رجلى في القيد ، وإن قتلت استرحتم ، قال فحلته حين التقى الناس ، قال : فوثب على فرس لسعد يقال لها البلقاء ، قال : ثم أخذ رمحا ثم خرج ، فجعل لا يحمل على ناحية من العدو إلا هزمهم ، قال : وجعل الناس يقولون : هذا ملك ، لما يرونه يصنع ، قال : وجعل سعد يقول : الضبر * ضبر البلقاء والطعن طعن أبي محجن ، وأبو محجن في القيد ، قال : فلما هزم العدو رجع أبو محجن حتى وضع رجليه في القيد ، فأخبرت بنت خصفة سعدا بالذي كان من أمره ، قال : فقال سعد : والله لا أضرب اليوم رجلا أبلى الله المسلمين على يديه ما أبلاهم ، قال : فخلى سبيله ، قال : فقال أبو محجن : قد كنت أشربها حيث كان يقام علي الحد فأظهر منها ، فأما إذا بهر جتني * فلا والله لا أشربها أبدا.
__________
(4 / 4) أمر به إلا القيد : أمر ألا يترك حتى يسجن وتوضع قدماه في القيود.
وذلك لتكرار شربه.
العذيب : القصر الصغير.
الضبر : الوثب وضبر الفرس ضبرانا جمع قوائمة ووثب.
بهر جتني : أهدرتني ، وبهرج المكان ترك حمايته وأباحه وبهرجه هدره بإسقاط الحد عنه = (*)(8/10)
كتاب التأريخ - في أمر القادسية وجلولاء (5) حدثنا عفان قال ثنا أبو عوانة قال ثنا حصين عن أبي وائل قال : جاء سعد بن أبي وقاص حين نزل القادسية ومعه الناس ، قال : فما أدري لعلنا أن لا نزيد على سبعة آلاف أو ثمانية آلاف : بين ذلك ، والمشركون ثلاثون ألفا أو نحو ذلك ، معهم الفيول ، قال : فلما نزلوا قالوا لنا : ارجعوا وإنا لا نرى لكم عددا ، ولا نرى لكم قوة ولا سلاحا ، فارجعوا ، قال : قلنا : ما نحن براجعين ، قال : وجعلوا يضحكون بنبلنا ويقولون : دوك - يشبهونها بالمغازل ، قال : فلما أبينا عليهم قالوا : ابعثوا إلينا رجلا عاقلا يخبرنا بالذي جاء بكم من بلادكم ، فإنا لا نرى لكم عددا ولا عدة ، قال : فقال المغيرة بن شعبة : أنا ، قال : فعبر إليهم قال فجلس مع رستم على السرير ، قال فنخر ونخروا حين جلس معه على السرير ، قال : قال المغيرة : ما زادني في مجلسي هذا ولا نقص صاحبكم ، قال : فقال : أخبروني ما جاء بكم من بلادكم ، فإني لا أرى لكم عددا ولا عدة ، قال : فقال : كنا قوما
في شقاء وضلالة فبعث الله فينا نبينا فهدانا الله على يديه ورزقنا على يديه ، فكان فيما رزقنا حبة زعموا أنها تنبت بهذه الارض ، فلما أكلنا منها وأطعمنا منها أهلينا قالوا : لا خير لنا حتى تنزلوا هذه البلاد فنأكل هذه الحبة ، قال : فقال رستم : إذا نقتلكم ، قال : فإن قتلتمونا دخلنا الجنة ، وإن قتلناكم دخلتم النار ، وإلا أعطيتم الجزية ، قال : فلما قال (أعطيتم الجزية) قال : صاحو ونخروا وقالوا : لا صلح بيننا وبينكم ، قال : فقال المغيرة : أتعبرون إلينا أو نعبر إليكم ، قال : فقال رستم : بل نعبر إليكم ، قال فاستأخر منه المسلمون حتى عبر منهم من عبر ، قال : فحمل عليهم المسلمون فقتلوهم وهزموهم قال حصين : كان ملكهم رستم من أهل آذربيجان ، قال حصين : وسمعت شيخا منا يقال له عبيد بن جحش : قال : لقد رأيتنا نمشي على ظهور الرجال ، نعبر الخندق على ظهور الرجال ، ما مسهم سلاح ، قد قتل بعضهم بعضا ، قال : ووجدنا جرابا فيه كافور ، قال : فحسبناه ملحا لا نشك فيه أنه ملح قال : فطبخنا لحما فطرحنا منه فيه ، فلما لم نجد له طمعا فمر بنا عبادي
__________
= والكلمة إما من أصل فارسي من نبهره أو أصل هندي نبهله : وهو يعني في الحالين إما الزائف من الدراهم أو الهدر من الدماء وكل مردود عند العرب بهرج.
(4 / 5) النخر أصدار الصوت من المنخر وهو كناية عن الغضب.
قد قتل بعضهم بعضا : أثناء فرارهم تعاركوا أيهم يعبر أولا فرارا من سيوف المسلمين فكان الواحد منهم يطعن صاحبه كي يعبر فوقه.
العبادي من العباد وهم قوم من قبائل شتى اجتمعوا على النصرانية وأنفوا أن يتسموا بالعبيد فقالوا نحن العباد ونزلوا بالحيرة ومنهم عدي بن زيد العبادي الشاعر المعروف.
(*) كتاب التأريخ - في أمر القادسية وجلولاء(8/11)
معه قميص ، قال : فقال : يا معشر المعربين ! لا تفسدوا طعامكم فإن ملح هذه الارض لا خير فيه ، هل لكم أن أعطيكم فيه هذا القميص ، قال : فأعطانا به قميصا ، فأعطيناه
صاحبا لنا فلبسه ، قال : فجعلنا نطيف به ونعجب منه ، قال : فإذا ثمن القميص حين عرفنا الثياب در همان ، قال : ولقد رأيتني أشرت إلى رجل وإن عليه لسوارين من ذهب وإن سلاحه تحت في قبر من تلك القبور ، وأشرت إليه فخرج إلينا ، قال : فما كلمناه حتى ضربنا عنقه ، فهزمناهم حتى بلغوا الفرات ، قال : فركبنا فطلبناهم فانهزموا حتى انتهوا إلى المدائن ، قال : فنزلنا كوثا ، قال : ومسلحة للمشركين بدير المسلاخ فأتتهم خيل المسلمين فتقاتلهم ، فانهزمت مسلحة المشركين حتى لحقوا بالمدائن ، وسار المسلمون حتى نزلوا على شاطئ دجلة ، وعبر طائفة من المسلمين من كلواذي من أسفل من المدائن فحصروهم حتى ما يجدون طعاما إلا كلابهم وسنانيرهم ، قال : فتحملوا في ليلة حتى أتوا جلولاء ، قال : فسار إليهم سعد بالناس وعلى مقدمته هاشم بن عتبة ، قال : وهي الوقعة التي كانت ، قال : فأهلكهم الله وانطلق فلهم إلى نهاوند ، قال : وقال أبو وائل : إن المشركين لما انهزموا من جلولاء أتوا نهاوند ، قال : فاستعمل عمر بن الخطاب على أهل الكوفة حذيفة بن اليمان ، وعلى أهل البصرة مجاشع بن مسعود السلمي ، قال : فأتى عمرو بن معدي كرب فقال له : أعطني فرسي وسلاح مثلي ، قال : نعم ، أعطيك من مالي ، قال : فقال له عمرو بن معدي كرب ، والله لقد هاجيناكم وقاتلناكم فما أجبناكم ، وسألناكم فما أنجلناكم ، قال حصين : وكان النعمان بن مقرن على كسكر ، قال فكتب إلى عمر : يا أمير المؤمنين ! إن مثلي ومثل كسكر كمثل رجل شاب عند مومسة تلون له وتعطر ، وإني أنشدك بالله لما عزلتني عن كسكر ، وبعثتني في جيش من جيوش المسلمين ، قال : فكتب إليه : سر إلى الناس بنهاوند فأنت عليهم ، قال فسار إليهم فالتقوا ، فكان أول قتيل ، قال : وأخذ سويد بن مقرن الرأية ففتح الله لهم وأهلك الله المشركين ، فلم يقم لهم جماعة بعد يومئذ ، قال : وكان أهل كل مصر
__________
= المسلحة : الثغر ، والقوة المسلحة ترابط في موضع يخاف قدوم العدو منه إما كقوة متقدمة من الجيش أو كقوة إنذار وتأخير ريثما يتأهب الجيش خلفها للقتال ، أو قوة رصد للعدو في موضع بإزاء ثغر.
كلواذي : منطقة قريبة من بغداد.
سنانير : هررة وقطط ج سنور الوقعة التي كانت : موقعة جلولاء على كسكر : حاكما لمدينة كسكر.
وقول النعمان بن مقرن يقصد به أن كسكر وحكمها يغريانه بأمور الدنيا وهو راغب عنها راغب في الجهاد.
(*) كتاب التأريخ - في أمر القادسية وجلولاء(8/12)
يسيرون إلى عدوهم في بلادهم ، قال حصين : لما هزم المشركون من المدائن لحقهم بجلولاء.
ثم رجع وبعث عمار بن ياسر ، فسار حتى نزل المدائن ، قال : وأراد أن ينزلها بالناس ، فاجتواها الناس وكرهوها ، فبلغ عمر أن الناس كرهوها فسأل : هل يصلح بها الابل ، قالوا : لا ، لان بها البعوض ، قال : فقال عمر : فإن العرب لا تصلح بأرض لا يصلح بها الابل ، قال : فارجعوا ، قال : فلقي سعد عباديا ، قال : فقال : أنا أدلكم على أرض ارتفعت من البقة وتطأطأت من السبخة وتوسطت الريف وطعنت في أنف التربة ، قال : أرض بين الحيرة والفرات.
(6) حدثنا ابن أبي زائدة عن مجالد عن الشعبي قال : كتب عمر إلى سعد يوم القادسية : إني قد بعثت إليك أهل الحجاز وأهل اليمن ، فمن أدرك منهم القتال قبل أن يتفقأوا فأسهم لهم.
(7) حدثنا وكيع قال ثنا مسعر عن حبيب بن أبي ثابت عن نعيم بن أبي قال : قال رجل يوم القادسية : اللهم إن [ حربه سودا بدنة ؟ ] فزوجني اليوم من الحور العين ، ثم تقدم فقتل ، قال : فمروا عليه وهو معانق رجل عظيم.
(8) حدثنا وكيع قال ثنا مسعر عن سعد بن إبراهيم قال : مروا على رجل يوم القادسية ، وقد قطعت يداه ورجلاه وهو يفحص وهو يقول : * (مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا) * قال فقال : من أنت يا عبد الله قال : أنا امرؤ من الانصار.
(9) حدثنا ابن إدريس عن حصين عن سعد بن عبيدة عن البراء قال : أمرني عمر أن أنادي بالقادسية : لا ينبذ في دباء ولا حنتم ولا مزفت.
(10) حدثنا أبو معاوية عن شقيق قال : جاءنا كتاب أبي بكر بالقادسية ، وكتب عبد الله بن الارقم.
__________
= والارض المذكورة بين الحيرة والفرات هي الارض التي بنيت فوقها مدينة الكوفة.
(4 / 6) قبل أن يتفقأوا : قبل ظهور نتيجة المعركة.
(4 / 7) [ حربه سودا بدنه ] ، هكذا في الاصل بغير نقط.
والكلمة الاولى [ حربه ] لا ريب أنها إسم إمرأة القائل ولعلها حرنة أو حربة أو أي إسم بدوي آخر وبقية العبارة واضحة وهي : [ سوداء بدنة ].
معانق رجل عظيم : أي تقاتل معه فقتل كل واحد منهما الآخر.
(4 / 9) الدباء : القرع وكان يجفف وينبذ فيه أي يستعمل كوعاء الحنتم : الجرار الخضر.
مزفت : الوعاء المطلي بالزفت وكانت هذه الاوعية تستعمل أصلا لصناعة الخمر (*) كتاب التأريخ - في أمر القادسية وجلولاء(8/13)
(11) حدثنا وكيع ثنا سفيان عن الاسود بن قيس العبدي عن شبر بن علقمة قال : لما كان يوم القادسية قام رجل من أهل فارس فدعا إلى المبارزة فذكر من عظمه ، فقام إليه رجل قصير يقال له شبر بن علقمة ، قال : فقال له الفارسي هكذا - يعني احتمله ثم ضرب به الارض فصرعه ، قال : فأخذ شبر خنجرا كان مع الفارسي ، فقال به في بطنه هكذا - يعني فحصحصه ، قال : ثم انقلب عليه فقتله ، ثم جاء بسلبه إلى سعد فقوم بإثني ألفا فنفله سعد.
(12) حدثنا أبو الأحوص عن الاسود بن قيس عن شبر بن علقمة قال : بارزت رجلا يوم القادسية من الاعاجم فقتلته وأخذت سلبه فأتيت به سعدا ، فخطب سعد أصحابه ثم قال : هذا سلب شبر وهو خير من إثني عشر ألف درهم ، وإنا قد نفلناه إياه.
(13) حدثنا هشيم عن حصين عمن شهد القادسية قال : بينا رجل يغستل إذ فحص له الماء والتراب عن لبنة من ذهب ، فاتى سعدا فأخبره فقال : اجعلها في غنائم المسلمين.
(14) حدثنا عباد عن حصين عمن ادرك ذاك أن رجلا اشترى جارية من المغنم ، قال : فلما رأت أنها قد أخلصت له أخرجت حليا كثيرا كان معها ، قال : فقال الرجل : ما أدري ما هذا ، حتى أتي سعدا فسأله فقال : اجعله في غنائم المسلمين.
(15) حدثنا أبو معاوية عن الشيباني عن حبيب بن أبي ثابت عن الاسود بن مخرمة قال : باع سعد طستا بألف درهم من رجل من أهل الحيرة ، فقيل له : إن عمر بلغه هذا عنك فوجد عليك ، قال : فلم يزل يطلب إلى النصراني حتى رد عليه الطست وأخذ الالف.
(16) حدثنا الفضل بن دكين قال ثنا الصباغ بن ثابت قال ثنا أشياخ الحي قال جرير ابن عبد الله : لقد أتى على نهر القادسية ثلاث ساعات من النهار ما تجري إلا بالدم مما قتلنا من المشركين.
(17) حدثنا الفضل بن دكين قال ثنا حنش بن الحارث قال : سمعت أبي يذكر قال : قدمنا من اليمن ، نزلنا المدينة فخرج علينا عمر فطاف في النخع ونظر إليهم فقال : يا معشر النخع ! إني أرى الشرف فيكم متريعا فعليكم بالعراق وجموع فارس ، فقلنا : يا
__________
(4 / 13) فحص له الماء والتراب : كشف له الماء التراب فظهر ما تحته.
(4 / 14) أخلصت له : صارت خالصة له ، لا شريك له فيها أي صارت ملكا له ولم تعد من الغنائم.
(4 / 17) أي أن قتلى النخع كانوا أكثر من قتلى سواهم من الناس وفي العبارة ضعف.
(*) كتاب التأريخ - في أمر القادسية وجلولاء(8/14)
أمير المؤمنين ! لا بل الشام نريد الهجرة إليها ، قال : لا بل العراق ، فإني قد رضيتها لكم ، قال : حتى قال بعضنا : يا أمير المؤمنين ! لا إكراه في الدين ، قال : فلا إكراه في الدين ، عليكم بالعراق ، قال فيها جموع العجم ونحن ألفان وخمسمائة ، قال : فأتينا القادسية فقتل من النخع واحد ، وكذا وكذا رجلا من سائر الناس ثمانون ، فقال عمر : ما شأن النخع ، أصيبوا من بين سائر الناس ، أفر الناس عنهم ؟ قالوا : لا بل ولوا أعظم الامر وحدهم.
(18) حدثنا ابن إدريس عن حنش بن الحارث عن أبيه قال : مرت النخع بعمر فأقامهم فتصفحهم وهم ألفان وخمسائة ، وعليهم رجل يقال له أرطاة ، فقال : إني لارى الشرف فيكم متريعا سيروا إلى إخوانكم من أهل العراق ، فقالوا : بل نسير إلى الشام ، قال : سيروا إلى العراق ، فقالوا : لا إكراه في الدين ، فقال : سيروا إلى العراق ، فلما قدموا العراق جعلوا يسحبون المهر فيذبحونه ، فكتب إليهم : أصلحوا فإن في الامر معقلا أو نقسا ، وسمعت أبا بكر بن عياش يقول : كانت بنو أسد يوم القادسية أربعمائة ، وكانت بجيلة ثلاثة آلاف ، وكانت النخع ألفين وثلاثمائة ، وكانت [ لندة ] نحو النخع ، وكانوا كلهم عشرة آلاف ، ولم تكن في القوم أحد أقل من مضر سمعت أبا بكر أن عمر فضلهم فأعطى بعضهم ألفين ، وبعضهم ستمائة ، وذكر أبو بكر بن عياش في قوله : * (فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه) * قال : أهل القادسية.
(19) حدثنا أبو أسامة عن مسعر عن أبي بكر بن عمرو بن عتبة قال : كتب عمر إلى سعد وغيره من أمراء الكوفة : أما بعد فقد جاءني ما بين العذيب وحلوان ، وفي ذلكم ما يكفيكم إن اتقيتم وأصلحتم ، قال : وكتب : اجعلوا بينكم وبين العدو مفازة.
__________
= ولوا أعظم الامر وحدهم : أسند إليهم الامر الاخطر من غيره في المعركة والمسافة الاكبر من ساحتها.
(4 / 18) متريعا : قد صرتم له مرعى أي أنتم مكانه ومرتعة.
ولعلها متربعا : أي مقيما.
[ لندة ] كذا في الاصل غير منقوط والارجع أنها لبدة واللبد بطون من تميم من بني الحرب بن كعب ، والمقصود هنا إحدى هذه البطون.
[ مضر ] في الاصل [ مصر ] بغير نقط والاصح ما أثبتناه.
* (فسوف يأتي الله بقوم) * سورة المائدة من الآية (54).
(4 / 19) مفازة المفازة في الاصل الطريق الصبعة في الصحراء ، والمقصود مسافة حدود يصعب على العدو اجتيازها وتقدرون على الدفاع عند طرفها أو يحتاج إلى وقت لاجتيازها فتأخذون حذركم.
(*) كتاب التأريخ - في أمر القادسية وجلولاء(8/15)
(20) حدثنا محمد بن بشر قال ثنا مسعر عن عون عن عبد الله قال : مر على رجل يوم القادسية وقد انتثر بطنه أو قصبه ، قال لبعض من مر عليه : ضم إلي منه أدنوا قيد رمح أو رمحين في سبيل الله ، قال : فمر عليه وقد فعل.
(21) حدثنا شريك عن أبي إسحاق قال : رأيت أصحاب عبيد يشربون نبيذ القادسية وفيهم عمرو بن ميمون.
(22) حدثنا حميد عن حسن عن مطرف عن بعض أصحابه قال : اشترى طلحة بن عبيد الله أرضا من النشاستج ، نشاستج بني طلحة ، هذا الذي عند السيلحين ، فأتى عمر فذكر ذلك له فقال : إني اشتريت أرضا معجبة ، فقال له عمر : ممن اشتريتها ؟ أمن أهل الكوفة ؟ قال : أشتريها من أهل القادسية قال طلحة : وكيف اشتريها من أهل القادسية كلهم ؟ قال : إنك لم تصنع شيئا ، إنما هي فئ.
(23) حدثنا حميد بن عبد الرحمن عن الحسن عن ليث عمن يذكر أن أهل القادسية رغموا الاعاجم - حتى قاتلوا - ثلاثة أيام.
__________
(4 / 20) ضم إلي منه : أي ضم بعض أشلائي إلي كي أتمكن من التقدم قيد رمح أي مسافة طول رمح إلى وجه العدو.
(4 / 21) النبيذ المقصود هو شراب البسر أو الزبيب.
(4 / 22) النشاستج فارسي معرب أصله الفارسي نشاسته وهو النشاء المعروف المأخوذ من لباب الحنطة المنقوع.
وفي التاريخ بغداد نشاستك 1 / 16 وهي هنا وفي تاريخ بغداد تصحيف من النسخ والنساخ لان الكلمة الصحيحة برأينا هي النشاشيج والنشاشيج في الاصل تصغير الانشاج واحدها النشج وهو مجرى مسيل الماء.
والنشاشيج هي مبازل الماء تحفر في الماء كي لا تتملح الارض بطول الزراعة والري فيشق ما يشبه مجرى المسيل أو الجدول وسط الارض عميقا فينحدر إليه وينش ما يزيد عن حاجة الارض من الماء فلا تخم وتجر معها ما تخلف من أملاح عضوية تركها الزرع والنبات في جذوره الباقية في
الارض ولكل مزرعة أو قطعة واسعة من الارض نشج واحد يتوسطها أو مجموعة نشاشيج صغيرة تتقاطع فيها ثم أطلق الاسم على مجموعة المزارع التي تعامل بهذا الشكل.
ويؤكد ذلك قوله : (عند السيلحين) ، وهي تثنية السيلح المصغر من السلح وهو المطر المجتمع في الغداران ولعل المقصود بالسيلحين بركتي ماء واسعتين متفرعتين مما يسمى ببحر النجف في منطقة النجف والكوفة وبحيرة الرزازة في منطقة الرزازة وبحيرة الحبانية في منطقة الحبانية قريبا من بغداد.
(*) كتاب التأريخ - في أمر القادسية وجلولاء(8/16)
(24) حدثنا غندر عن شعبة عن منصور عن هلال بن يساف عن ربيع بن عميلة عن حذيفة قال اختلف رجل من أهل الكوفة ورجل من أهل الشام فتفاخرا ، فقال الكوفي : نحن أصحاب يوم القادسية ويوم كذا وكذا ، وقال الشامي : نحن أصحاب يوم اليرموك ويوم كذا ويوم كذا ، فقال حذيفة : كلا كما لم يشهده الله ، هلك عاد وثمود ، ولم يؤامر الله فيهما إذا أهلكهما ، وما من قرية أحرى أن تدفع عظيمة عنها يعني الكوفة.
(25) حدثنا عفان قال حدثنا أبو عوانة عن جرير بن رباح عن أبيه أنهم أصابوا قبرا بالمدائن ، فوجدوا فيه رجلا عليه ثياب منسوجة بالذهب ، ووجدوا معه مالا ، فأتوا به عمار بن ياسر فكتب فيه إلى عمر بن الخطاب فكتب إليه عمر : أن أعطهم ولا تنزعه.
(26) حدثنا حفص عن الشيباني عن محمد عبيد الله أن عمر استعمل السائب بن الاقرع على المدائن ، فينما هو مجلسه إذ أتي بمال من صفر كأنه رجل قائل بيديه هكذا - وبسط يديه وقبض بعض أصابعه - فقال : هذا لي ، هذا ما أفاء الله علي ، فكتب فيه إلى عمر فقال عمر : أنت عامل من عمال المسلمين ، فاجعله في بيت مال المسلمين.
(27) حدثنا أبو داود الطيالسي عن حماد بن سلمة عن سماك عن النعمان بن حميد أن عمارا أصاب مغنما فقسم بعضه وكتب إلى عمر يشاوره قال : مانع الناس إلى قدوم الراكب.
(28) حدثنا محمد بن بشر قال ثنا إسماعيل عن شبل بن عوف : كان من أهل القادسية وكان يصفر لحيته.
(29) حدثنا غندر عن شعبة عن سماك عن ملحان بن سليمان بن ثروان قال : كان سلمان أمير المدائن ، فإذا كان يوم الجمعة قال يزيد : قم فذكر قومك.
(30) حدثنا عفان قال ثنا أبو هلال عن قتادة عن أنس قا ل : كان على ابن أم مكتوم يوم القادسية درع سابغ.
__________
(4 / 24) أي أن تقوى الله هي خير لكما وليس المفاخرة وأنه أحرى بأهل الكوفة الاهتمام بتقوى الله والدفاع عنها كي لا يصيبها ما أصاب عاد وثمود.
(4 / 25) وجدوا فيه رجلا : جثة رجل.
(4 / 26) مال من صفر : المقصود دنانير ذهبية لان لون الذهب أصفر.
أما الصفر أصلا فهو النحاس.
(4 / 27) أي إلى وقت قدوم من يحمل قرار عمر رضي الله عنه في ذلك.
(4 / 28) يصفر لحيته : يصبغها بالاصفر وما يعطي اللون الاصفر للشعر قد يكون الزعفران أو الورس أو لعله نوع من الحناء أيضا.
ابن أبي شيبة - ج 8 - م 2 (*) كتاب التأريخ - في أمر القادسية وجلولاء(8/17)
(31) حدثنا هشيم قال أخبرنا حصين عن محارب بن دثار عن ابن عمر قال : اختلفت أنا وسعد بالقادسية في المسح على الخفين.
(32) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن منصور عن إ براهيم قال : فر رجل من القادسية أو مهران أو بعض تلك المشاهد فأتى عمر فقال : إني قد هلكت فررت ، فقال عمر : كلا أنا فئتك.
(33) حدثنا محمد بن الحسن الاسدي قال ثنا الوليد عن سماك بن حرب قال :
أدركت ألفين من بني أسد قد شهدوا القادسية في ألفين ألفين ، وكان راياتهم في يد سماك صاحب المسجد.
(34) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن عاصم الاحول قال : سأل صبيح أبا عثمان النهدي وأنا أسمع فقال له : هل أدركت النبي (ص) ؟ فقال نعم ، أسلمت على عهد النبي (ص) وأديت إليه ثلاث صدقات ولم ألقه ، وغزوت على عهد عمر غزوات ، شهدت فتح القادسية وجلولاء وتستر ونهاوند والميروك وآذربيجان ومهران ورستم ، فكنا نأكل السمن ونترك الودك ، فسألته عن الظروف فقال : لم نكن نسأل عنها - يعني طعام المشركين.
(35) حدثنا عائذ بن حبيب عن أشعث عن الحكم عن إبراهيم قال : ضرب يوم القادسية للعبيد بسهامهم كما ضرب للاحرار.
(36) حدثنا الفضل بن دكين عن جعفر عن ميمون قال : لما جاء وفد القادسية حبسهم ثلاثة أيام لم يأذن لهم ، ثم أذن لهم ، قال : يقولون : التقينا فهزمنا ، بل الله الذي هزم وفتح.
(37) حدثنا أبو أسامة قال أخبرنا الصلت بن بهرام حدثنا جميع بن عمير الليثي عن عبد الله بن عمر قال : شهدت جلولاء فابتعت من الغنائم بأربعين ألفا ، فقدمت بها على عمر فقال ما هذا ؟ قلت : أبتعت من الغنائم بأربعين ألفا ، فقال : يا صفية ! احفظي بما قدم به عبد الله بن عمر ، عزمت عليك أن تخرجي منه شيئا ، قالت : يا أمير المؤمنين ، وإن كانت غير طيب ، قال : ذاك لك ، قال : فقال لعبد الله بن عمر : أرأيت لو انطلق بي إلى
__________
(4 / 33) في ألفين ألفين : أي كان نصيب كل واحد منهم من الغنائم ألفي درهم.
(4 / 34) أديت إليه ثلاث صدقات : أديت إليه الزكاة ثلاث سنوات.
الودك : شحم السنام وشحم الذبائح إطلاقا.
الظروف : أوعية من جلد كان بعض أهل البلاد المفتتحة يستعملها لحفظ الطعام أو السمن.
(4 / 35) ضرب لهم بسهام : نالوا نصيبهم من الغنائم.
(*) كتاب التأريخ - في أمر القادسية وجلولاء(8/18)
النار أكنت [ مفتدي ] قلت : نعم ولو بكل شئ أقدر عليه ، قال : فإني كأنني شاهدك يوم جلولاء وكنت تبايع ويقولون : هذا عبد الله بن عمر صاحب رسول الله (ص) وابن أمير المؤمنين وأكرم أهله عليه ، وأنت كذلك قال : فإن يرخصوا عليك بمائة أحب إليهم من أن يلغوا عليك بدرهم ، وإني قاسم ، وسأعطيك من الربح أفضل ما يربح رجل من قريش ، أعطيك ربح الدرهم درهما ، قال : فخلى على سبعة أيام ثم دعا التجار فباعه بأربعمائة ألف ، فأعطاني ثمانين ألفا ، وبعث بثلاثمائة ألف وعشرين ألفا إلى سعد فقال : اقسم هذا المال بين الذين شهدوا الوقعة ، فإن كان مات فيهم أحد فابعث بنصيبه إلى ورثته.
(38) حدثنا أبو المورع عن مجالد عن الشعبي قال ، لما فتح سعد جلولاء أصاب المسلمون ثلاثين ألف ألف ، قسم للفارس ثلاثة آلاف مثقال ، وللراجل ألف مثقال.
(39) حدثنا وكيع قال ثنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه قال : أتي عمر بغنائم من غنائم جلولاء فيها ذهب وفضة ، فجعل يقسمها بين الناس ، فجاء ابن له يقال له عبد الرحمن فقال : يا أمير المؤمنين ! اكسني خاتما فقال : اذهب إلى أمك تسقيك شربة من سويق ، قال : فو الله ما أعطاه شيئا.
(40) حدثنا محمد بن بشر قال حدثنا هشام بن سعد قال ثنا زيد بن أسلم عن أبيه قال : سمعت عبد الله بن الارقم صاحب بيت مال المسلمين يقول لعمر بن الخطاب : يا أمير المؤمنين ! عندنا حلية من حلية جلولاء وآنية ذهب وفضة فر فيها رأيك ، فقال : إذا رأيتني فارغا فأتني ، فجاء يوما فقال : إني أراك اليوم فارغا يا أمير المؤمنين ! قال ابسط لي نطعا في الجسر ، فبسط له نطعا ، ثم أتي بذلك المال فصب عليه فجاء فوقف عليه ثم قال : اللهم إنك ذكرت هذا المال فقلت : * (زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المنقطرة من الذهب و الفضة) * وقلت * (لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا
تفرحوا بما آتاكم) * اللهم إنا لا نستطيع إلا أن نفرح بما زينت لنا ، اللهم فاجعلني أنفقه في حق وأعوذ بك من شره.
__________
(4 / 37) مفتدي : في الاصل مقتدي ، والصواب ما أثبتناه.
(4 / 40) فر : ر هو فعل الامر من رأى أي فأمر بما تراه مناسبا وفي الاصل [ فرأى ] وهو خطأ والصواب ما أثبتناه.
النطع : القطعة من الجلد.
* (زين للناس حب الشهوات) * سورة آل عمران من الآية (3 / 14).
* (لكي لا تأسوا) * سورة الحديد من الآية (23).
(*) كتاب التأريخ - في توجيه النعمان بن مقرن إلى نهاوند(8/19)
(41) حدثنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا إسرائيل عن إسحاق عن سمرة بن جعونة العامري قال : أصبت قباء منسوجا بالذهب من ديباج يوم جلولاء فأردت بيعه فألقيته على منكبي ، فمررت بعبد الله بن عمر فقال : تبيع القباء ؟ قلت : نعم قال بكم ؟ قلت : بثلاثمائة درهم ، قال : إن ثوبك لا يسوى ذلك ، وإن شئت أخذت ، قلت : قد شئت ، قال : فأخذه.
(42) حدثنا محمد بن عبد الله الاسدي قال ثنا حبان عن مجالد عن الشعبي : قال أتي عمر من جلولاء بستة ألف ألف ، ففرض العطاء.
(43) حدثنا هشيم قال أخبرنا يونس بن عبيد الله قال ثنا الحكم بن الاعرج قال : سألت ابن عمر عن المسح على الخفين ، قال : اختلفت أنا وسعد في ذلك ونحن بجلولاء.
(44) حدثنا محمد بن فضيل عن وقاء بن أياس الاسدي عن أبي ظبيان قال : كنا مع سلمان في غزاة إما في جلولاء وإما في نهاوند قال : فمر رجل وقد جنى فاكهة ، فجعل يقسمها بين أصحابه ، فمر سلمان فسبه ، فرد على سلمان وهو لا يعرفه ، قال : فقيل : هذا سلمان ، قال : فرجع إلى سلمان يعتذر إليه قال : فقال له الرجل : ما يحل لنا من أهل الذمة
يا أبا عبد الله ؟ قال : ثلاث : من عماك إلى هداك ، ومن فقرك إلى غناك ، وإذا صحبت الصاحب منهم تأكل من طعامه ويأكل من طعامك ويركب دابتك في أن لا تصرفه عن وجه يريده.
(5) في توجيه النعمان بن مقرن إلى نهاوند (1) حدثنا معاوية بن عمرو قال حدثنا زائدة قال ثنا عاصم بن كليب الجرمي قال : حدثني أبي أنه أبطأ على عمر خبر نهاوند وابن مقرن وأنه كان يستنصر ، وأن الناس كانوا يرون من استنصاره أنه يكن له ذكر نهاوند وابن مقرن ، قال فقدم عليهم أعرابي ،
__________
(4 / 42) فرض العطاء : نظمه وقنن توزيعه أي لجعل ذلك قانونا ونظاما ففرض لزوجات الرسول (ص) وللمهاجرين والانصار وأولادهم وقد ذكر كل هذا في أبواب سابقة فليراجع.
(4 / 34) ليس ها هنا موضعة ، إنما أورده لورود ذكر جلولاء فيه.
(4 / 44) سبه لانه قد جنى فاكهة لا يحق له جناها.
من عماك إلى هداك : أي حتى تهتدي إلى الطريق الذي ضللت عنه وضيافة يوم وليلة.
(5 / 1) يستنصر : يدعوا الله طالبا منه النصر والتوفيق لجيوش المسلمين.
(*)(8/20)
كتاب التأريخ - في توجيه النعمان بن مقرن إلى نهاوند فقال : ما بلغكم عن نهاوند وابن مقرن ، قالوا : وماذاك ؟ قال : لا شئ ، قال ، فنمي إلى عمر ، قال : فأرسل إليه فقال : ما ذكرك نهاوند وابن مقرن ، فإن جئت بخبر فأخبرنا ، قال : يا أمير المؤمنين ، أنا فلان بن فلان العلاني ، خرجت بأهلي ومالي مهاجرا إلى الله ورسوله حتى نزلنا موضع كذا وكذا ، فلما ارتحلنا إذا رجل على جمل أحمر لم أر مثله ، فقلنا : من أين أقبلت ؟ قال : من العراق ، قلنا : فما خبر الناس ، قال : التقوا فهزم الله العدو وقتل ابن مقرن ، ولا أدري والله ما نهاوند ولا ابن مقرن ، أتدري أي يوم ذاك من الجمعة ؟ قال : لا والله ما أدري ، قال : لكني أدري ، فعد منازله ، قال ارتحلنا يوم كذا
وكذا فنزلنا موضع كذا وكذا فعد منازله ، قال : ذاك يوم كذا وكذا من الجمعة ، ولعلك أن تكون لقيت بريدا من برد الجن ، فإن لهم بردا ، قال : فمضى ما شاء الله ثم جاء الخبر بأنهم التقوا في ذلك اليوم.
(2) حدثنا حسين عن زائدة عن عاصم بن كليب عن أبيه قال : أبطأ على عمر خبر نهاوند وخبر النعمان فجعل يستنصر.
(3) حدثنا أبو أسامة قال ثنا إسماعيل عن قيس بن أبي حازم عن مدرك بن عوف الاحمسي قال : بينا أنا عند عمر إذ آتاه رسول النعمان بن مقرن ، فسأله عمر عن الناس قال فذكروا عند عمر من أصيب يوم نهاوند ، فقالوا : قتل فلان وفلان وآخرون لا نعرفهم ، فقال عمر : لكن الله يعرفهم ، قالوا : ورجل اشترى نفسه - يعنون عوف بن أبي حية أبا شبيل الاحمسي ، قال مدرك بن عوف ، ذاك والله خالي يا أمير المؤمنين يزعم الناس أنه ألقى بيديه إلى التهلكة فقال عمر : كذب أولئك ، ولكنه من الذين اشتروا الآخرة بالدنيا ، قال إسماعيل : وكان أصيب وهو صائم فاحتمل وبه رمق فأبى أن يشرب حتى مات.
(4) حدثنا أبو أسامة قال ثنا شعبة عن علي بن زيد عن أبي عثمان قال : أتيت عمر بنعي النعمان بن مقرن فوضع يده على رأسه وجعل يبكي.
(5) حدثنا غندر عن شعبة عن أياس بن معاوية قال : جلست إلى سعيد بن المسيب ، قال : إني لاذكر عمر بن الخطاب حين نعي النعمان بن مقرن.
__________
= منازله أماكن نزوله للنوم والراحة ، عد منازله لانه بعدها يعد الايام.
(5 / 3) اشترى نفسه : اشترى الآخرة بالدنيا.
(*)(8/21)
كتاب التأريخ - في توجيه النعمان بن مقرن إلى نهاوند (6) حدثنا أبوا أسامة قال ثنا مهدي بن ميمون قال ثنا محمد بن عبد الله بن أبي
يعقوب عن بشر بن شغاف عن عبد الله بن سلام قال : لما كان حين فتحت نهاوند أصاب المسلمون سبايا من سبايا اليهود ، قال : وأقبل رأس الجالوت يفادي سبايا اليهود ، قال : وأصاب رجل من المسلمين جارية يسرة صبيحة ، قال : فأتاني فقال : لك أن تمشي معي إلى هذا الانسان عسي أن يثمن لي بهذه الجارية ، قال : فانطلقت معه فدخل على شيخ مستكبر له ترجمان فقال لترجمانه : سل هذه الجارية ، هل وقع عليها هذا العربي ؟ قال : ورأيته غار حين رأي حسنها ، قال : فراطنها بلسانه ففهمت الذي قال : فقلت له : أبحت بما في كتابك بسؤالك هذه الجارية على ما وراء ثيابها ، فقال لي : كذبت ما يدريك ما في كتابي ، قلت : أنا أعلم بكتابك منك ، قال : أنت أعلم بكتابي مني ؟ قلت : أنا أعلم بكتابك منك ، قال : من هذا ؟ قالوا : عبد الله بن سلام ، قال : فانصرفت ذلك اليوم ، قال فبعث إلي رسولا يعزمه ليأتيني ، قال : وبعث إلي بدابة قال : فانطلقت إليه لعمر الله احتسابا رجاء أن يسلم ، فحبسني عنده ثلاثه أيام أقرأ عليه التوراة ويبكي ، قال : وقلت له : إنه والله لهو النبي الذي تجدونه في كتابكم ، قال فقال لي : كيف أصنع باليهود ؟ قال : قلت له : إن اليهود لن يغنوا عنك من لله شيئا ؟ قال : فغلب عليه الشقاء وأبى أن يسلم.
(7) حدثنا عفان قال ثنا حماد بن سلمة قال أخبرنا أبوعمران الجوني عن علقمة بن عبد الله المزني عن معقل بن يسار أن عمر بن الخطاب شاور الهرمزان في الفارس وأصبهان وآذربيجان فقال : أصبهان الرأس ، وفارس وآذربيجان الجناحان فإن قطعت أحد الجناحين مال الرأس بجناح الآخر ، وإن قطعت الرأس وقع الجناحان ، فابدأ بالرأس ، فدخل المسجد فإذا هو بالنعمان بن مقرن يصلي ، فقعد إلى جنبه ، فلما قضى صلاته قال : ما أراني إلا مستعملك ، قال : أما جابيا فلا ، ولكن غازيا ، قال : فإنك غاز ، فوجهه وكتب إلى أهل الكوفة أن يمدوه ، قال : ومعه الزبير بن العوام وعمرو بن معدى كرب وحذيفة وابن عمر والاشعث بن قيس ، قال : فأرسل النعمان المغيرة بن شعبة إلى ملكهم وهو يقال له ذو الجناحين ، فقطع إليهم نهرهم فقيل لذي الجناحين : إن رسول العرب
ها هنا ، فشاور أصحابه فقال : ما ترون ؟ أقعد له في بهجة الملك وهيئة الملك أو في هيئة الحرب ، قالوا : لا بل اقعد له في بهجة الملك ، فقعد على سريره ووضع التاج على رأسه ، وقعد أبناء الملوك سماطين ، عليهم القرطة وأساور الذهب والديباج ، قال : فأذن للمغيرة
__________
(5 / 6) رأس الجالوت : قائد المشركين وزعمهم.
(5 / 7) سماطين : صفين كالعقد حوله.
(*) = كتاب التأريخ - في توجيه النعمان بن مقرن إلى نهاوند(8/22)
فأخذ بضبعه رجلان ومعه رمحه وسيفه ، قال : فجعل يطعن برمحه في بسطهم يخرقها ليتطيروا حتى قام بين يديه ، قال : فجعل يكلمه والترجمان يترجم بينهما : إنكم معشر العرب أصابعكم جوع وجهد فجئتم ، فإن شئتم مرناكم ورجعتم ، قال : فتكلم المغيرة بن شعبة فحمد لله وأثنى عليه ثم قال : إنا معشر العرب كنا أذلة يطأونا ولا نطأهم ، ونأكل الكلاب والجيفة وأن الله ابتعث منا نبيا في شرف منا ، أوسطنا حسبا وأصدقنا حديثا ، قال : فبعث النبي (ص) بما بعثه به ، فأخبرنا بأشياء وجدناها كما قال ، وأنه وعدنا فيما وعدنا أنا سنملك ما ها هنا ونغلب ، وأني أرى ها هنا بزة وهيئة ما من خلفي بتاركها حتى يصيبها ، قال فقالت لي نفسي : لو جمعت جراميزك فوثبت فقعدت مع العلج على سريره حتى يتطير ، قا ل : فوثبت وثبة ، فإذا أنا معه على سريره ، فجعلوا يطأوني بأرجلهم ويجروني بأيديهم فقلت : إنا لا نفعل هذا برسلكم ، فإن كنت عجزت أو استحمقت فلا تؤاخذوني ، فإن الرسل لا يفعل بهم هذا ، فقال الملك : إن شئتم قطعنا إليكم وإن شئتم قطعتم إلينا ، فقلت : لا بل نحن نقطع إليكم ، قال : فقطعنا إليهم فسلسلوا كل خمسة وسبعة وستة وعشرة في سلسلة حتى لا يفروا ، فعبرنا إليهم فصاففناهم فرشقونا حتى أسرعوا فينا ، فقال المغيرة للنعمان : إنه قد أسرع في الناس قد خرجوا قد أسرع فيهم ، فلو حملت ؟
قال النعمان : إنك لذو مناقب وقد شهدت مع رسول الله (ص) ولكن شهدت مع رسول الله (ص) ، فكان إذا لم يقاتل أول النهار إنتظر حتى تزول الشمس وتهب الرياح وتنزل النصر ، ثم قال : إني هاز لوائي ثلاث هزات ، فأما أول هزة فليقض الرجل حاجته واليتوضأ ، وأما الثانية فلينظر الرجل إلى شسعه ورم من سلاحه ، فإذا هززت الثالثة فاحملوا ، ولا يلوين أحد على أحد ، وإن قتل النعمان فلا يلوين عليه أحد ، وإني داعي الله بدعوة فأقسمت على كل امرئ مسلم لما أمن عليها ، فقال : اللهم ارزق النعمان اليوم الشهادة في نصر وفتح عليهم ، قال : فأمن القوم وهز لواءه ثلاث هزات ثم قال : سل درعه ثم حمل وحمل الناس ، قال : وكان أول صريع ، قال فأتيت عليه فذكرت عزمته فلم ألو عليه وأعلمت علما حتى
__________
= أخذ بضبعه : أمسكوه من ثيابه.
مرناكم : أعطيناكم الميرة وهي الطعام من قمح وشعير وسواه.
جمعت جراميزك : جمعت أطراف ثوبك والجراميز من الوحشي : قوائمه وجسده وأعضاؤه ، ومن الانسان : بدنه كله أو نفسه ويقال ضم جراميزه إذا رفع ما انتشر من ثيابه ومضى.
فلينظر الرجل إلى شسعه : أي إلى موضع وقوفه والسشع رباط النعل.
ورم من سلاحه : أي يتأكد من جاهزيته للقتال.
(*) كتاب التأريخ - في توجيه النعمان بن مقرن إلى نهاوند(8/23)
كتاب التأريخ - في توجيه النعمان بن مقرن إلى نهاوند أعرف مكانه ، قال : فجعلنا إذا قتلنا الرجل شغل عنا أصحابه قال : ووقع ذو الجناحين عن بغلة له شهباء فانشق بطنه ، ففتح الله على المسلمين ، فأتيت مكان النعمان وبه رمق ، فأتيته بأداوة فغسلت عن وجهه فقال : من هذا ؟ فقلت : معقل بن يسار ، قال : ما فعل الناس ؟ قلت فتح الله عليهم ، قال : لله الحمد ، اكتبوا ذلك إلى عمر ، وفاضت نفسه ، واجتمه الناس إلى الاشعث بن قيس ، قال : فأرسلوا إلى أم ولده : هل عهد إليك النعمان
عهدا ، أم عندك كتاب ؟ قالت ، سفط فيه كتاب ، فأخرجوه فإذا فيه : إن قتل النعمان ففلان ، وإن قتل فلان ففلان ، قال حماد قال علي بن زيد : فحدثنا أبو عثمان قال : ذهبت بالبشارة إلى عمر فقال : ما فعل النعمان ؟ قلت : قتل ، قال : ما فعل فلان ؟ قلت : قتل ، قال : ما فعل فلان ؟ قلت : قتل ، فاسترجع ، قلت : وآخرون لا نعلمهم ، قال : لا نعلمهم لكن الله يعلمهم.
(8) حدثنا عثمان قال ثنا حماد بن سلمة عن حبيب بن الشهيد عن محمد قال : لما حمل النعمان قال : والله ما وطئنا كتفيه حتى ضرب في القوم.
(9) حدثنا شاذان قال ثنا حماد بن سلمة عن أبي عمران الجوني عن علقمة بن عبد الله عن مصقل بن يسار قال : شاور عمر الهرمزان - ثم ذكر نحوا من حديث عفان إلا أنه قال : فأتاهم النعمان بنهاوند وبينهم وبينه نهر فسرح المغيرة بن شعبة فعبر إليهم النهر ، وملكهم يومئذ ذو الجناحين.
(10) حدثنا إسحاق بن منصور قال ثنا أسباط بن تصر عن السدي عن عبد خير عن الربيع بن خيثم عن عبد الله بن سلام : وقع له في سهمه عجوز يهودية ، فمر برأس الجالوت فقال : يا رأس الجالوت ، تشتري مني هذه الجارية ، فكلمها فإذا هي على دينه ، قال : بكم ، قال : بأربعة آلاف ، قال : لا حاجة لي فيها ، فحلف عبد الله بن سلام : لا ينقصه فسار عبد الله بن سلام بشئ فقرأ هذه الآية * (وإن يأتوكم أسارى تفادوهم) * الآية فقال عبد الله بن سلام : أنت ، قال : نعم ، قال : لتشترينا أو لتخرجن من دينك ، قال : قد أخذتها ، قال : فهب لي ما شئت قال : فأخذ منه ألفين ورد عليه ألفين.
(11) حدثنا عفان قال ثنا أبو عوانة قال حدثني داود بن عبد الله الاودي عن
__________
(5 / 10) أنت : أي أنت تعرف كلام رب العالمين وقراءة اليهودي رأس الجالوت للآية المذكورة وهي من الآية (85) من سورة البقرة كأنه يعرض بعبد الله بن سلام أي كيف يقاد بها وهي يهودية كما كان متناسيا أن عبد الله بن سلام قد أسلم ولا ينطبق عليه حكم التوراة في عدم مفاداة اليهودي
لليهودي أي طلب للفدية لفك إساره.
(*)(8/24)
حميد بن عبد الرحمن الحميري أن رجلا كان يقال له حممة من أصحاب رسول الله (ص) ، خرج إلى أصبهان غازيا في خلافة عمر ، فقال : اللهم إن حممة يزعم أنه يحب لقاءك ، فإن كان حممة صادقا فاعزم له بصدقه ، وإن كان كاذبا فاعزم له عليه وإن كره ، اللهم لا ترد حممة من سفره هذا ، قال : فأخذه الموت ، فمات بأصبهان ، قال : فقام أبو موسى فقال : يا أيها الناس ! ألا إنا والله ما سمعنا فيما سمعنا من نبيكم (ص) وما بلغ علمنا إلا أن حممة شهيد.
(12) حدثنا محمد بن فضيل عن الاعمش عن إبراهيم عن علقمة قال : حاصرنا مدينة نهاوند فأعطيت معضدا ثوبا لي فاعتجر به ، فأصاب حجر في رأسه فجعل يمسحه وينظر إلى ويقول : إنها لصغيرة وإن الله ليبارك في الصغيرة (13) حدثنا عبيد الله بن موسي قال أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي الصلت وأبي مدافع قال : كتب إلينا عمر بن الخطاب ونحن مع النعمان بن مقرن : إذا لقيتم العدو فلا تفروا ، وإذا غنمتم فلا تغلوا ، فلما لقينا العدو قال النعمان للناس : لا تواقعوهم ، وذلك يوم الجمعة ، حتى يصعد أمير المؤمنين المنبر يستنصر ، قال : ثم وقعناهم فانقض النعمان وقال : سجوني ثوبا وأقبلوا على عدوكم ولا أهولنكم ، قال : ففتح الله علينا ، قال : وأتي عمر الخبر أنه أصيب النعمان وفلان وفلان ، ورجال لا نعرفهم يا أمير المؤمنين ، قال : لكن الله يعرفهم.
(14) حدثنا غندر عن شعبة قال سمعت أبا إسحاق يقول : سمعت أبا مالك وأبا مسافع من مزينة يحدثان أن كتاب عمر أتاهم مع النعمان بن مقرن بنهاوند : أما بعد فصلوا الصلاة لوقتها ، وإذا لقيتم العدو فلا تفروا ، وإذا ظفرتم فلا تغلوا.
(15) حدثنا عبد الملك بن عمر قال : كتب عمر إلى النعمان بن مقرن : استبشر
واستعن في حربك بطليحة وعمرو بن معدي كرب ولا توليهما من الامر شيئا فإن كل صانع هو أعلم بصناعته.
__________
(5 / 13) : حتى يصعد أمير المؤمنين المنبر يستنصر : أي حتى يصعد لخطبة الجمعة فيدعوا الله ويستنصره.
سجوني ثوبا : مددوني على ثوب أي يكون ذلك علامة كي يرجعوا إليه.
لا أهولنكم : لا تجعلوا استشهادي أمرا يخيفكم ويمنعكم عن متابعة القتال.
(25 / 5) أي في الحرب لا يولى الامر إلا لمن له علم بالحرب ، ولذلك ولى الرسول (ص) عمر بن العاص أمر إحدى الغزوات ومعه في الغزوة أبا بكر وعمر رضي الله عنهم جميعا.
(*)(8/25)
(16) حدثنا سهل بن يوسف عن حميد عن أنس قال : كان النعمان بن مقرن على جند أهل الكوفة ، وأبو موسى الاشعري على جند أهل البصرة.
(6) في بلنجر (1) حدثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن أبي وائل قال : غزونا مع سلمان بن ربيعة (بلنجر) فخرج علينا أن نحمل على دواب الغنيمة ، ورخص لنا في الغربال والحبل والمنخل.
(2) حدثنا شريك عن ابن الاصبهاني عن الشيباني عن الشعبي عن مالك بن صحار قال : غزونا بلنجر فخرج أخي فحملته خلفي فرآني حذيفة فقال : من هذا ، فقلت : أخي جرح فرجع ، قابلا نفتحها إن شاء الله ، فقال حذيفة : لا والله لا يفتحها علي أبدا ولا القسطنطينية ولا الديلم.
(3) حدثنا ابن إدريس عن مسعر عن أبي حصين عن الشعبي عن مالك بن صحار قال : غزونا بلنجر فلم يفتحوها ، فقالوا : نرجع قابلا نفتحها فقال حذيفة : لا تفتح هذه ولا مدينة الكفر ولا الديلم إلا على الرجل من أهل البيت محمد (ص).
(4) حدثنا محمد بن فضيل عن عطاء ومحمد بن سوقة عن الشعبي قال : لما غزا سلمان
بلنجر أصاب في قسمته صرة من مسك ، فلما رجع استودعتها امرأته ، فلما مرض مرضه الذي مات فيه قال لامرأته وهو يموت : أريني الصرة التي استودعتك ، فأتته بها فقال : ائتني باناء نظيف ، فجاءت به فقال : أديفيه ثم انضحى به حولي فإنه يحضرني خلق من خلق الله لا يأكلون الطعام ويجدون الريح ، ثم قال : أخرجي عني وتعاهديني ، فخرجت ثم رجعت وقد قضى.
__________
(6) بلنجر : مدينة ببلاد الخزر خلف باب الابواب (معجم البلدان).
(6 / 1) رخص في كذا : أجاز لنا استعماله للضرورة ولان هذه الاشياء لا تتلف بالاستعمال.
(6 / 2) قابلا : في العام القادم.
(6 / 3) وهذا من كلام حذيفة وقد فتح الله القسطنطينية على يد السلطان محمد الفاتح أحد سلاطين العثمانيين.
(6 / 4) أديفيه : بللية بالماء أو ذوبية بالماء والدوف لا يكون إلا في الطيب سائلا أو مسحوقا.
تعاهديني : ارجعي إلى مكاني من وقت لآخر لتري ما يكون من أمري أي لترى إن كان حيا محتاجا لشئ أو توفاه الله.
(*)(8/26)
(5) حدثنا يحيي بن سعيد القطان عن سفيان عن الركين عن أبيه قال : كنا مع سلمان بن ربيعة ببلنجر ، فرأيت هلال شوال يوم تسع وعشرين ليلة ثلاثين ضحى ، قال : فقال : أرينيه ، فأريته فأمر الناس فافطروا.
(6) حدثنا ابن إدريس قال سمع أباه وعمه يذكران قال : قال سلمان : قتلت بسيفي هذا مائة مستلئم كلهم يعبد غير الله ، ما قتلت منهم رجلا صبرا.
(7) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن بعض أصحابه عن حذيفة قال : لا يفتح القسطنطينية ولا الديلم ولا الطبرستان إلا رجل من بني هاشم.
(7) في الجبل صلح هو ، أو أخذ عنوة ؟ (1) حدثنا حسين عن مجالد قال : صالح أهل الجبل كلهم ، لم يؤخذ شئ عنوة.
(2) حدثنا حميد عن حصين عن مطرف قال : ما فوق حلوان فهو ذمة ، وما دون حلوان من السواد فهو فئ ، قال : سوادنا هذا فئ.
(3) حدثنا شاذان قال حدثنا حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن أبي العلاء قال : كنت فيمن افتتح تكريت ، فصالحناهم على أن يبرزوا لنا سوقا وجعلنا لهم الامان ، قال : فابرزوا لنا سوقا ، قال ، فقتل قس منهم فجاء قسهم ، قال : أجعلتم لنا ذمة نبيكم (ص) وذمة أمير المؤمنين وذمتكم ثم أخفزتموها ، فقال أميرنا : إن أقمتم شاهدين ذوي عدل على قاتله أقدناكم ، وإن شئتم حلفتم وأعطيناكم الدية ، وإن شئتم حلفنا لكم ولم نعطكم شيئا ، قال : فتواعدوا للغد فحضروا فجاء قسهم فحمد الله وأثنى عليه ، ثم ذكر السماوات والارض وما شاء الله أن يذكر حتى ذكر يوم القيامة ثم قال : أول ما يبدأ به من الخصومات الدماء ، قال : فيختصم أبناء آدم فيقضي له على صاحبه ثم يؤخذ الاول فالاول حتى ينتهي الامر إلى صاحبنا وصاحبكم ، قال : فيقال له : فيم قتلتني ؟ قال : أفلا تحب أن يكون لصاحبكم على صاحبنا حجة أن يقول : قد أخذ أهلك من بعدك ديتك.
__________
(6 / 6) مستلئم : قد حمل لامته أي درعه والمقصود أنه قتل مائة رجل مقاتل حامل للسلاح غير أعزل.
ما قتلت منهم رجلا صبرا : أي كل الذين قتلتهم قتلتهم في المعركة وهم يقاتلون.
والقتل صبرا هو قتل الرجل بعد أن يؤسر ويشد وثاقه.
(7 / 1) الجبل أو بلاد الجبل : مدن بين آذربيجان وعراق العرب وخوزستان وفارس وبلاد الديلم.
(*)(8/27)
(8) ما ذكر في تستر (1) حدثنا قراد أبو نوح قال حدثنا عثمان بن معاوية القرشي عن أبيه عن عبد الرحمن بن أبي بكرة قال : لما نزل أبو موسى بالناس على الهرمزان ومن معه بتستر ، قال : أقاموا سنة أو نحوها لا يخلصون إليه ، قال : وقد كان الهرمزان قتل رجلا من دهاقنتهم وعظمائهم ، فانطلق أخوه حتى أتى أبا موسى فقال : ما يجعل لي إن دللتك على المدخل ، قال : سلني ما شئت ، قال : أسألك أن تحقن دمي ودماء أهل بيتي وتخلي بيننا وبين ما في
أيدينا من أموالنا ومساكننا ، قال : فذاك لك ، قال : أبغني إنسانا سابحا ذا عقل ولب يأتيك بأمر بين ، قال : فأرسل أبو موسى إلى مجزأة بن ثور السدوسي فقال له : ابغني رجلا من قومك سابحا ذا عقل ولب ، وليس بذاك في خطره ، فإن أصيب كان مصابه على المسلمين يسيرا ، وإن سلم جاءنا سب ، فإني لا أدري ما جاء به هذا الدهقان ولا آمن له ولا أثق به ، قال : فقال مجزأة : قد وجدت ، قال : من هو ؟ فأت به ، قال : أنا هو ، قال أبو موسى : يرحمك الله ! ما هذا أردت فابغني رجلا ، قال : فقال مجزأة بن ثور : والله لا أعمد إلى عجوز من بكر بن وائل أتداين أم مجزأة بابنها ، قال : أما إذا أبيت فسر ، فلبس الثياب البيض وأخذ منديلا وأخذ معه خنجرا ، ثم انطلق إلى الدهقان حتى سنح ، فأجاز المدينة فأدخله من مدخل الماء حيث يدخل على أهل المدينة ، قال : فأدخله في مدخل شديد يضيغ به إحيانا حتى ينبطح على بطنه ، ويتسع إحيانا فيمشي قائما ، ويحبوا في بعض ذلك حتى دخل المدينة ، وقد أمر أبو موسى أن يحفظ طريق باب المدينة وطريق السوق ومنزل الهرمزان ، فانطلق به الدهقان حتى أراه طريق السور وطريق الباب ، ثم انطلق به إلى منزل الهرمزان ، وقد كان أبو موسى أوصاه أن (لا تسبقني بأمر) فلما رأى الهرمزان قاعدا وحوله دهاقنته وهو يشرب فقال للدهقان : هذا الهرمزان ؟ قال : نعم ، قال : هذا الذي لقي المسلمون منه ما لقوا ، أما والله لاريحنهم منه ، قال : فقال له الدهقان : لا تفعل فإنهم يحرزون ويحولون بينك وبين دخول هذا المدخل ، فأبى مجزأة إلا أن يمضي على رأيه على قتل العلج ، فأداره الدهقان والاصب أن يكف عن قتله ، فأبى ، فذكر الدهقان قول أبي موسى له (اتق أن لا تسبقني بأمر ، فقال : أليس قد أمرك صاحبك أن لا تسبقه بأمر ، فقال : ها أنا والله لاريحنهم منه ، فرجع مع الدهقان إلى منزله فأقام يومه حتى أمسى ، ثم رجع إلى أبي موسى فندب أبو موسى الناس معه ، فانتدب ثلاثمائة ونيف ، فأمرهم أن يلبس الرجل ثوبين لا يزيد عليه ، وسيفه ، ففعل القوم ، قال : فقعدوا على(8/28)
شاطئ النهر ينتظرون مجزأة أن يأتيهم وهو عند أبي موسى يوصيه ويأمره ، قال عبد الرحمن بن أبي بكرة : وليس لهم هم غيره - يشير إلى الموت ، لانظرن إلى ما يصنع ، والمائدة موضوعة بين يدي أبي موسى ، قال : فكأنه استحي أن لا يتناول من المائدة شيئا ، قال : فتناول حبة من عنب فلاكها ، فما قدر على أن يسيغها وأخذها رويدا فنبذها تحت الخوان ، وودعه أبو موسى وأوصاه فقال : مجزأة لابي موسى : إني أسألك شيئا فأعطنيه.
قال : لا تسألني شيئا إلا أعطيتكه ، قال : فأعطني سيفك أتقلده إلى سيفي ، فدعا له بسيفه فأعطاه إياه ، فذهب إلى القوم وهم ينظرونه حتى كان في وسطه منهم فكبر ووقع في الماء ووقع القوم جميعا ، قال : يقول عبد الرحمن بن أبي بكرة : كأنهم البط فسبحوا حتى جاوزوا ، ثم انطلق بهم إلى الثقب الذي يدخل الماء منه فكبر ، ثم دخل فلما أفضى إلى المدينة فنظر لم يقم معه إلا خمسة وثلاثون أو ستة وثلاثون رجلا ، فقال لاصحابه : ألا أعود إليهم فأدخلهم ؟ فقال رجل من أهل الكوفة يقال له الجبان لشجاعته : غيرك فليقل هذا يا مجزأة ، إنما عليك نفسك ، فامض لما أمرت به ، فقال له : أصبت ، فمضى بطائفة منهم إلى الباب فوضعهم عليه ومضى بطائفة إلى السور ، ومضى بمن بقى حتى صعد إلى السور ، فانحدر عليه علج من الاساورة معه ، فنزل فطعن مجزأة فأثبته ، فقال مجزأة : امضوا لامركم ، لا يشغلنكم عني شئ ، فألقوا عليه برذعة ليعرفوا مكانه ومضوا ، وكبر المسلمون على السور وعلى باب المدينة وفتحوا الباب وأقبل المسلمون على عادتهم حتى دخلوا المدينة ، قال : قيل للهرمزان : هذا العرب قد دخلوا ، قال : لاشك أنهم قد رحسوها ، قال : من أين دخلوا ؟ أمن السماء ، قال : وتحصن في قصبة له ، وأقبل أبو موسى يركض على فرس له عربي حتى دخل على أنس بن مالك وهو على الناس ، قال : لكن نحن يا أبا حمزة لم نصنع اليوم شيئا ، وقد قتلوا من القوم من قتلوا ، وأسروا من أسروا ، وأطافوا بالهرمزان لقصبته إليه حتى أمنوه ، ونزل على حكم عمر الخطاب أمير المؤمنين ، قال : فبعث بهم أبو موسى مع أنس الهرمزان وأصحابه ، فانطلقوا بهم حتى قدموا على عمر ، قال : فأرسل إليه
أنس : ما ترى في هؤلاء ؟ أدخلهم عراة مكتفين ، أو آمرهم فيأخذون حليهم وبرمتهم ، قال : فأرسل إليه عمر ، لو أدخلتهم كما تقول عراة مكتفين لم يزيدوا على ان يكونوا أعلاجا ، ولكن أدخلهم عليهم حليهم وبرمتهم حتى يعلم المسلمون ما أفاء الله عليهم ،
__________
(8 / 1) الاساورة : قادة الجند عند الفرس أي من الامراء أو الضباط.
القصبة : الدار ، أو القصر.
(*)(8/29)
فأمرهم فأخذوا برمتهم وحليهم ودخلوا على عمر ، فقال الهرمزان لعمر : يا أمير المؤمنين ! قد علمت كيف كنا وكنتم إذ كنا على ضلالة جميعا ، كانت القبيلة من قبائل العرب ترمي نشابة بعض أساورتنا فيهربون أرض البعيدة ، فلما هداكم الله فكان معكم لم نستطع [ أن ] نقاتله ، فرجع بهم أنس ، فلما أمسى عمر أرسل إلى أنس أن اغد علي بأسراك أضرب أعناقهم ، فأتاه أنس فقال : والله يا عمر ما ذاك لك ، قال : ولم ؟ قال : إنك قد قتلت للرجل : تكلم فلا بأس عليك ، قال : لتأتيني على هذا ببرهان أو لاسوءنك ، قال : فسأل أنس القوم جلساء عمر فقال : أما قال عمر للرجل (تكلم فلا بأس عليك) قالوا : بلى ؟ فكبر ذلك على عمر ، قال : أما رفع عمر يديه...فأخرجهم عني ، فسيرهم إلى قرية يقال له (دهلك) في البحر ، فلما توجهوا بهم رفع عمر يديه فقال : اللهم اكسرها بهم - ثلاثا ، فركبوا السفينة فاندقت بهم وانكسرت ، وكانت قريبة من الارض فخرجوا ، فقال رجل من المسلمين : لو دعا أن يغرقهم لغرقوا ، ولكن إنما قال : (اكسرها بهم) قال : فأقرهم.
(2) حدثنا مروان بن معاوية عن حميد عن أنس : قال حاصرنا تستر فنزل الهرمزان على حكم عمر ، فبعث به أبو موسى معي ، فلما قدمنا على عمر سكن الهرمزان ولم يتكلم ، فقال له عمر : تكلم ، فقال : أكلام حي أم كلام ميت ؟ قال : تكلم فلا بأس ، قال : إنا وإياكم معشر العرب ما خلى الله بيننا وبينكم ، فانا كنا نقتلكم ونقصيكم ، ولما أن كان الله معكم لم يكن لنا بكم يدان ، فقال عمر : ما تقول يا أنس ؟ قلت : يا أمير المؤمنين ، تركت
خلفي شوكة شديدة وعددا كثيرا ، إن قتلته أيس القوم من الحياة وكان أشد لشوكتهم ، وان استحييته طمع القوم ، فقال : يا أنس أستحيي قاتل البراء بن مالك ومجزأة بن ثور ، فلما خشيت أن يبسط عليه قلت : ليس إلى قتله سبيل ، فقال عمر : لم ؟ أعطاك ؟ أصبت منه ؟ قلت : ما فعلت ولكنك قلت له (تكلم فلا بأس) قال : لتجيئن بمن يشهد أو لابد أن بعقوبتك ، قال فخرجت من عنده فإذا أنا بالزبير قد حفط ما حفظت ، فشهده عنده فتركه وأسلم الهرمزان وفرض له.
(3) حدثنا غندر عن شهاب بن حبيب عن أبيه أنه غزا مع أبي موسى حتى إذا كان يوم قدموا تستر رمي الاشعري فصرع ، فقمت من ورائه بالفرس حتى إذا أفاق قال : كنت أول رجل من العرب أو قد في باب تستر نارا ؟ قال : فلما فتحناها وأخذنا السبي قال أبو موسى : اختر من الجند عشرة رهط ليكونوا معك هذا السبي حتى نأتيك ، ثم مضى وراء ذلك في الارض حتى فتحوا ما فتحوا من الارض ثم رجعوا عليه ، فقسم أبو موسى(8/30)
بينهم الغنائم ، فكان يجعل للفارس سهمين وللراجل سهما ، وكان لا يفرق بين المرأة وولدها عند البيع.
(4) حدثنا يحيى بن سعيد عن حبيب بن شهاب قال : حدثني أبي قال : كنت أول من أوقد في باب تستر ، ورمي الاشعري فصرع ، فلما فتحوها وأخذوا البسي أمرني على عشرة من قومي ونفلني برجل سوى سهمي وسهم فرسي قبل الغنيمة.
(5) حدثنا وكيع قال حدثنا شعبة عن العوام بن مزاحم عن خالد بن سيحان قال : شهدت تستر مع أبي موسى أربع نسوة أو خمس ، فكن يستقين الماء ويداوين الجرحى ، فاسهم لهن أبو موسى.
(6) حدثنا عفان قال حدثنا همام عن قتادة عن زرارة بن أبي أوفى عن مطرف بن مالك أنه قال : شهدت فتح تستر مع الاشعري ، قال : فأصبنا دانيال بالسوس ، قال : فكان أهل السوس إذا أسنوا أخرجوه فاستسقوا به ، وأصبنا معه ستين جرة مختمة ، قال : ففتحنا
جرة من أدناها وجرة من أوسطها من أقصاها ، فوجدنا في كل جرة عشرة آلاف ، قال همام : ما أراه إلا قال (عشرة آلاف) وأصبنا معه ربطتين من كتان ، وأصبنا معه ربعة فيها كتاب ، وكان أول رجل وقع عليه من بلعنبر يقال له حرقوص ، قال : أعطاه الاشعري الربطتين وأعطاه مائتي درهم ، قال : ثم إنه طلب إليه الربطتين بعد ذلك ، فأبى أن يردهما وشقهما عمائم بين أصحابه ، قال : وكان معنا أجير نصراني يسمى نعيما ، قال : بيعوني هذه الربعة بما فيها ، قالوا : إن لم يكن فيها ذهب أو فضة أو كتاب الله ، قال فإن الذي فيها كتاب الله فكرهوا أن يبيعوا الكتاب ، فبعناه الربعة بدرهمين ، ووهبنا له الكتاب ، قال قتادة : فمن ثم كره بيع المصاحف لان الاشعري وأصحابه كرهوا بيع ذلك الكتاب ، قال همام : فزعم فرقد السبخي قال : حدثني أبو تميمة أن عمر كتب إلى الاشعري أن تغسلوا دانيال بالسدر وماء الريحان ، وأن يصلى عليه فإنه نبي دعا ربه أن لا يريه المسلمون.
(7) حدثنا حماد بن سلمة عن أبي عمران الجوني عن أنس أنهم لما فتحوا تستر قال : فوجد رجلا أنفه ذراع في التابوت ، كانوا يستظهرون ويستبطرون به ، فكتب أبو موسى
__________
(8 / 6) السوس : الشاش أو الشاشان وبلادهم ما بين فارس وأفغانستان.
دانيال : هو النبي دانيال.
شقهما عمائم : قسمهما قطعا جعلت عمائم.
(8 / 7) وقد حفرا عدة حفر في أماكن عديدة ثم ردماها كي لا يعرف قبره.
(*)(8/31)
إلى عمر بن الخطاب بذلك ، فكتب عمر : إن هذا نبي من الانبياء والنار لا تأكل الانبياء ، والارض لا تأكل الانبياء ، فكتب أن أنظر أنت وأصحابك - يعني أصحاب أبي موسى - فادفنوه في مكان لا يعلمه أحد غيركما ، قال : فذهبت أنا وأبو موسى فدفناه.
(8) حدثنا مروان بن معاوية عن حميد عن حبيب أبي يحيي أن خالد بن زيد وكانت عينه أصيبت بالسوس قال : حاصرنا مدينتها فلقينا حميدا وأمير الجيش أبو موسى ، وأخذ
الدهقان عهده وعهد من معه ، فقال أبو موسى : اعزلهم ، فعزلهم ، وجعل أبو موسى يقول لاصحابه : إني لارجو ا أن يخدعه الله عن نفسه ، فعزلهم وأبقى عدو الله ، فأمر به أبو موسى ، فنادى وبذل له مالا كثيرا ، فأبى وضرب عنقه.
(9) حدثنا أبو خالد عن حميد عن حبيب أبي يحيي عن خالد بن زيد عن أبي موسى بنحوه.
(10) حدثنا عفان قال حدثنا همام عن قتادة عن أنس أنه قال : شهدت فتح تستر مع الاشعري ، قال : فلم أصل صلاة الصبح حتى انتصف النهار وما سرني بتلك الصلاة الدنيا جميعا.
(11) حدثنا ريحان بن سعيد قال حدثني مرزوق بن عمرو قال حدثني أبو فرقد قال : كنا مع أبي موسى يوم فتحنا سوق الاهواز ، فسعى رجل من المشركين ، وسعى رجلان من المسلمين خلفه ، قال : فبينا هو يسعى ويسعيان إذ قال له أحدهما : مترس ، فقام الرجل فأخذاه ، فجاءا به أبا موسى وأبو موسى يضرب أعناق الاسارى حتى انتهى الامر إلى الرجل ، فقال أحد الرجلين : إن هذا قد جعل له الامان ، قال أبو موسى : وكيف جعل له الامان ؟ قال : إنه كان يسعى ذاهبا في الارض فقلت له (مترس) فقام ، فقال أبو موسى : وما مترس ؟ قال : لا تخلف قال : هذا أمان ، خليا سبيله ، قال : فخليا سبيل الرجل.
__________
(8 / 8) السوس : هم الشاش أو الشاشان راجع 8 / 6.
أمر به : أمر بقتله.
(8 / 10) أي صلوا صلاة الصبح صلاة خوف صفوفا لا يصلي صف منها حتى ينتهي الصف الذي قبله فلم يصل دوره في الصلاة حتى كان النهار قد ارتفع.
(8 / 11) سبق ذكره وشرحه في كتاب الجهاد باب (في أمان المرأة والمملوك).
(*)(8/32)
(12) حدثنا مرحوم بن عبد العزيز عن أبيه عن سديس العدوى قال : غزونا مع الامير الابلة ، فظفرنا بها ثم انتهينا إلى الاهواز فظفرنا بها وأصبنا سبيا كثيرا فاقتسمناهم ، فأصاب الرجل الرأس والاثنين ، فوقعنا على النساء ، فكتب أميرنا إلى عمر ابن الخطاب بالذي كان ، فكتب إليه (إنه لا طاقة لكم بعمارة الارض ، خلوا ما في أيديكم من السبي ، ولا تملكوا أحدا منهم ، واجعلوا عليهم من الخراج قدر ما في أيديهم من الارض) فتركنا ما في أيدينا من السبي فكم من ولد لنا غلبه الهماس ، وكان فيمن أصبنا أناس من الزط يتشبهون بالعرب يؤثرون لحاهم ويأتزرون ويحتبون في مجالسهم ، فكتب فيهم إلى عمر فكتب إليه عمر (أن أدنهم منك ، فمن أسلم منهم فألحقه بالمسلمين) فلما بلونا الناس لم يكن عندهم بأس ، وكانت الاساورة ، أشد منهم بأسا ، فكتب فيهم إلى عمر فكتب إليه عمر (أن أدنهم منك ، فمن أسلم فألحقه بالمسلمين).
(13) حدثنا عفان قال حدثنا شعبة قال حدثنا أبو إسحاق عن المهلب قال : أغرنا على مناذر ، وأصبنا منهم ، وكأنه كان لهم عهد ، فكتب عمر : ردوا ما أصبتم منهم ، قال : فردوا حتى ردوا النساء الحبالى.
(14) حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة قال حدثني عطاء بن السائب عن أبي زرعة بن عمر عن جرير أن رجلا كان ذا صوت ونكاية على العدو مع أبي موسى ، فغنموا مغنما فأعطاه أبو موسى نصيبه ولم يوفه ، فأبى أن يأخذه إلا جمعا ، فضربه عشرين سوطا وحلقه ، فجمع شعره فذهب إلى عمر فدخل عليه فقال جرير : وأنا أقرب الناس منه ، فأخرج شعره من ضببه ؟ فضربه بها صدر عمر فقال : أما والله لولاه ، فقال عمر : صدق لولا النار ، فقال : مالك ؟ فقال : كنت رجلا ذا صوت ونكاية على العدو ، فغنمنما مغنما ، وأخبره بالامر ، وقال : حلق رأسي وجلدني عشرين سوطا يرى أنه لا يقتص منه ، فقال عمر : لان يكون الناس كلهم على مثل صرامة هذا أحب من جميع ما أتى علي ، قال :
__________
(8 / 12) لا طاقة لكم بعمارة الارض أي أن عدوكم غير كاف لعمارة الارض وزراعتها وإلخ...الهماس : الوطئ أي الجماع ، والمقصود أنهم قد وقعوا على نساء السبي ولا ريب أن بعضهن قد علقن ممن وطئهن من المسلمين فلما أطلقوا ما بأيديهم من السبي عادت المرأة لزوجها والامة لسيدها فوطئن فلم يعرف الوالد الحقيقي لحملها لانهم ردوا حتى الحبال منهن.
(8 / 14) أما والله لولاه : أي لولا الله وأمره لعاقب من قص شعره ربما بقتله.
لان يكون الناس على مثل صرامة هذا : أي في وقوفه للخطأ وطلبه للحق وصموده أمام أميره فلم يخشه ولم يرضى بالذلة.
ابن أبي شيبة - ج 8 - م 3 (*)(8/33)
فكتب عمر إلى أبي موسى (سلام عليكم أما بعد فإن فلان بن فلان أخبرني بكذا وكذا ، وإني أقسم عليك إن كنت فعلت به ما فعلت في ملا من الناس لما جلست في ملا منهم فاقتص منك ، وإن كنت فعلت به ما فعلت في خلاء فاقعت له في خلاء فيقتص منك ، فقال له الناس : اعف عنه ، فقال : لا والله لا أدعه لاحد من الناس ، فلما رفع إليه الكتاب قعد للقصاص فرفع رأسه إلى السماء وقال : قد عفوت عنه ، وقال حماد أيضا فأعطاه أبو موسى بعض سهمه ، وقد قال أيضا جرير : وأنا أقرب القوم ، قال : وقال أيضا : قد عفوت عنه لله.
(15) حدثنا عفان قال ثنا أبو عوانة قال حدثنا المغيرة عن سماك بن سلمة أن المسلمين لما فتحوا تستر وضعوا بها وضائع المسلمين وتقدموا لقتال عدوهم ، قال : فغدر بهم دهقان تستر فأحمى لهم تنورا ، وعرض عليهم لحم الخنزير والحمير أو التنور ، قال : فمنهم من أكل فترك ، قال : فعرض على نهيب بن الحارث الضبي فأبى ، فوضع في التنور ، قال : ثم إن المسلمين رجعوا فحاصروا أهل المدينة حتى صالحوا الدهقان ، فقال ابن أخ لنهيب لعمه : يا عماه ! هذا قاتل نهيب ، قال : يا ابن أخي ! إن له ذمة ، قال سماك : بلغني أن عمر بلغه ذلك فقال : يرحمه الله وما عليه لو كان أكل.
(16) حدثنا أبو أسامة قال حدثنا العلاء بن المنهال قال حدثنا عاصم بن كليب
الحرمي قال : حدثني أبى قال حاصرنا بوج وعلينا رجل من بني سليم يقال له مجاشع بن مسعود ، قال : فلما فتحناها ، قال : وعلي قميص خلق ، قال : فانطلقت إلى قتيل من القتلى الذين قتلنا ، قال : فأخذت قميص بعض أولئك القتلى ، قال : وعليهم الدماء ، قال : فغسلته بين أحجار ، ودلكته حتى أنقيته ولبسته ودخلت القرية فأخذت إبرة وخيوطا فخيط قميصي ، فقام مجاشع فقال : يا أيها الناس ! لا تغلوا شيئا ، من غل شيئا جاء به يوم القيامة ولو كان مخيطا ، قال : فانطلقت إلى ذلك القميص فنزعته وانطلقت إلى قميص فجعلت أفتقه حتى والله يا بني جعلت اخرق قميصي توقيا على الخيط أن يقطع ، فانطلقت بالقميص والابرة والخيط الذي كنت أخذته من المقاسم فألقيته فيها ، ثم ما ذهبت من
__________
(8 / 15) وما عليه لو كان أكل : أي لا بأس بأكل المحرم عند الاضطرار خوف القتل وقد أجيز الاكل منه في المخمصة خوف الموت.
أما لو كان يريد إرغامه على الشرك فقد كان تفضيله للموت هو الارجح.
والاصوب.
(8 / 16) قميص خلف : بال قديم تمزق بعضه أو كله.
أي شئ : أي ما هذا الذي تفعلونه ؟ أي أنه يستنكر غلولهم.
(*)(8/34)
الدنيا حتى رأيتهم يغلون الاسواق ، فإذا قلت : أي شئ ؟ قالوا : نصيبنا من الفئ أكثر من هذا.
(17) حدثنا ابن عيينة عن محمد بن عبد الرحمن عن أبيه قال : لما قدم عمر فتح تستر ، وتستر من أرض البصرة ، سألهم : هل من مغربة ، قالوا : رجل من المسلمين لحق بالمشركين فأخذناه ، قال : ما صنعتم به ؟ قالوا : قتلناه ، قال : أفلا أدخلتموه بيتا وأغلقتم عليه بابا وأطعمتوه كل يوم رغيفا حتى استتبتموه ثلاثا ، فإن تاب وإلا قتلتموه ، ثم قال : اللهم لم أشهد ولم آمر ولم أرض إذ بلغني أو حين بلغني.
(18) حدثنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن المهلب بن
أبي صفرة قال : حاصرنا مدينة الاهواز فافتتحناها ، وقد كان ذكر صلح ، فأصبنا نساء فوقعنا عليهن ، فبلغ ذلك عمر فكتب إلينا (خذوا أولادهم وردوا إليهم نساءهم) وقد كان صالح بعضهم.
(19) حدثنا محمد بن بشر قال حدثنا عبد الله بن الوليد عن عمر بن محمد بن حاطب قال : سمعت جدي محمد بن حاطب قال : ضرب علينا بعث إلى اصطخر ، فجعل الفارس للقاعد ثلاثا.
(20) حدثنا عفان قال حدثنا جعفر بن كيسان قال سمعت شويسا العدوي يقول : غزوت ميسان فسبيت جارية فنكحتها حتى جاء كتاب من عمر (ردوا ما في أيديكم من سبي هيسان) فرددت ، فلا أدري على أي حال رددت ؟ حامل أو غير حامل ، حتى يكون أعمر لقراهم وأوفر لخراجهم.
(9) ما حفظت في اليرموك (1) (حدثنا غندر عن شعبة عن سماك قال : سمعت عياضا الاشعري قال : شهدت اليرموك وعلينا خمسة أمراء : أبو عبيدة بن الجراح ، يزيد بن أبي سفيان ، وابن حسنة ، وخالد بن الوليد ، وعياض وليس عياض هذا بالذي حدث عنه سماك ، قال وقال عمر : إذا كان قتال فعليكم أبو عبيدة ، قال : فكتبنا إليه أنه قد جاش إلينا الموت ،
__________
(8 / 17) هل من مغربة : هل حدث معكم أمر غريب أو غير عادي أو سمعتم شيئا من ذلك ؟ (*)(8/35)
واستمددناه ، قال : فكتب إلينا أنه قد جاء كتابكم تستمدوني ، وأني أدلكم على من هو أعز نصرا وأحضر جندا فاستنصروه ، وأن محمد (ص) كان نصر يوم بدر في أقل من عددكم فإذا أتاكم كتابي هذا فقاتلوهم ولا تراجعوني ، قال : فقاتلناهم فهزمناهم وقتلناهم في أربعة فراسخ قال : وأصبنا أموالا ، قال فتشاورنا ، فأشار علينا عياض أن نعطي ثمن كل رأس عشرة ، قال : وقال أبو عبيدة : من يراهنني ؟ قال : فقال شاب : أنا إن لم تغضب ،
قال : فسبقه ، قال : فرأيت عقيصتي أبي عبيدة تنقزان وهو خلفه على فرس عربي.
(2) حدثنا أبو أسامة قال حدثنا إسماعيل عن قيس قال : رأيت رجلا يريد أن يشتري نفسه يوم اليرموك وامرأة تناشده ، فقال ، ردوا علي هذه ، فلو أعلم أنه يصيبها الذي تريد ما نفست عليها ، أي والله لان استطعت لا يزول هذا من مكانه ، وأشار بيده إلى جبل فإن غلبتم على جسدي فخذوه ، قال قيس : فمررنا عليه فرأيناه بعد ذلك قتيلا في تلك المعركة.
(3) حدثنا أبو أسامة قال حدثنا مسعر عن سعد بن إبراهيم عن سعيد بن المسيب عمن حدثه أنه لم يسمع صوت أشد من صوته وهو تحت راية أبيه يوم اليرموك وهو يقول : هذا يوم من أيام الله ، اللهم نزل نصرك - يعني أبا سفيان.
(4) حدثنا غندر عن شعبة عن منصور عن هلال بن يساف عن ربيع بن عميلة عن حذيفة قال : اختلف رجل من أهل الكوفة ورجل من أهل الشام فتفاخرا ، فقال الكوفي ، نحن أصحاب يوم القادسية ويوم كذاو كذا ، قال الشامي ، نحن أصحاب اليرموك ويوم كذا ويوم كذا.
(5) حدثنا ابن إدريس عن حصين عن الشعبي عن سويد بن غفلة قال : شهدنا اليرموك فاستقبلنا عمر وعلينا الديباج والحرير ، فأمر فرمينا بالحجارة قال : فقلنا ما بلغه عنا ؟ فنزعناه وقلنا كره زينا ، فلما استقبلنا رحب بنا ثم قال : إنكم جئتموني في زي أهل الشرك ، إن الله لم يرض لمن قبلكم الديباج والحرير.
__________
(9 / 2) يريد أن يشتري نفسه : أي يريد أن يقتحم صفوف العدو في المقدمة وهذا طلب للشهادة.
تناشده : ترجوه أن يرجع.
ردوا علي هذه : ردوها عني.
إن غلبتم على جسدي : أي أن أجليتم لعدو عن مكان استشهادي بين صفوفه فاستعيدوا جسدي لدفنه.
(*)(8/36)
(6) حدثنا حسين بن محمد قال حدثنا جرير بن حازم عن نافع عن ابن عمر قال : شهدت اليرموك فأصاب الناس أعنابا وأطعمة فأكلوا ولم يروا بها بأسا.
(7) حدثنا أبو أسامة عن الاعمش عن أبي إسحاق قال : لما أسلم عكرمة بن أبي جهل أتى النبي (ص) : فقال : يا رسول الله ! والله لا أترك مقاما قمته لاصد به عن سبيل الله إلا قمت مثله في سبيل الله ولا أترك نفقة أنفقتها لاصد بها عن سبيل الله إلا أنفقت مثلها في سبيل الله فلما كان يوم اليرموك نزل فترجل فقاتل قتالا شديدا فقتل ، فوجد به بضع وسبعون من بين طعنه وضربة ورمية.
(10) في توجية عمر إلى الشام (1) حدثنا وكيع قال ثنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه قال : لما أتى أبو عبيدة الشام حصر هو وأصحابه وأصابهم جهد شديد فكتب إليه عمر : سلام عليكم أما بعد فإنه لم تكن شدة إلا جعل الله بعدها فرجا ، ولن يغلب عسر يسرين ، وكتب إليه * (يا ايها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون) * قال : وكتب إليه أبو عبيدة : سلام عليكم - أما بعد فإن الله قال : * (إنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الاموال والاولاد) * إلى آخر الآية ، قال : فخرج عمر بكتاب أبي عبيدة فقرأ على الناس فقال : يا أهل المدينة ! إنما كتب أبو عبيدة يعرض بكم ويحثكم على الجهاد ، قال زيد : قال أبي ، قال : إني لقائم في السوق إذ أقبل قوم مبيضين قد هبطوا من الثنية فيهم حذيفة بن اليمان يبشرون ، قال : فخرجت أشتد حتى دخلت على عمر فقلت : يا أمير المؤمنين أبشر بنصر الله والفتح ، فقال عمر : الله أكبر رب قائل (لو كان خالد بن الوليد).
__________
(9 / 6) وقد ذكر ما يشبهه وفي معناه في كتاب الجهاد وفيه جواز أكل الطعام إذا اغتنموه على أن لا يكون بيع ولا نقد ، فإن بيع بعضه جعل الثمن في الغنائم.
(10 / 1) * (يا أيها الذين آمنوا اصبروا) * سورة آل عمران من الآية (200) * (إنما الحياة الدنيا لعب) * سورة الحديد من الآية (20).
* رب قائل لو كان خالد بن الوليد : لان بعضهم قال عندما أرسل أبو عبيدة يطلب المدد : لو كان خالد لانتصر عليهم ولم يطلب مددا أي أن النصر من عند الله سبحانه وليس بقيادة فلان أو غيره.
وذلك أن الناس تعلقوا بخالد ونسبوا إليه الانتصارات وكانوا ينسبون إليهم الخوارق فكان عزل لخالد رضي الله عنهما درءا للفتنة.
(*)(8/37)
(2) حدثنا وكيع قال حدثنا الاعمش عن أبي وائل عن عروة بن قيس البجلي أن عمر بن الخطاب لما عزل خالد بن الوليد واستعمل أبا عبيدة على الشام قام خالد فخطب الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : إن أمير المؤمنين استعملني على الشام حتى إذا كانت سمنا وعسلا عزلني وآثر بها غيري ، قال : فقام رجل من الناس من تحته فقال : اصبر أيها الامير فإنها الفتنة ، قال فقال خالد : أما وابن الخطاب حي فلا ، ولكن إذا كان الناس [ ندي بلى وبدي بلى ] ، وحتى يأتي الرجل الارض يلتمس فيها ما ليس في أرضه فلا يجده.
(3) حدثنا وكيع قال حدثنا مبارك عن الحسن قال : قال عمر لما بلغه قول خالد بن الوليد : لانزعن خالدا ولانزعن المثنى حتى يعلما أن الله ينصر دينه ، ليس إياهما.
(4) حدثنا أبو خالد الاحمر عن يحيي بن سعيد عن القاسم عن أسلم مولى عمر قال لما قدمنا مع عمر الشام أناخ بعيره وذهب لحاجته فألقيت فروتي بين شعبتي الرحل ، فلما جاء ركب على الفروة ، فلقينا أهل الشام يتلقون عمر فجعلوا ينظرون ، فجعلت أشير إليهم ، قال : يقول : تطمح أعينهم إلى مراكب من لا خلاق له - يريد مراكب العجم.
(5) حدثنا وكيع عن إسماعيل عن قيس قال : لما قدم عمر الشام استقبله الناس وهو على البعير فقالوا : يا أمير المؤمنين لو ركبت برذونا يلقاك عظماء الناس ووجوههم ، فقال عمر : لا أراكم ههنا ، إنما الامر من هنا - وأشار بيده إلى السماء.
(6) حدثنا أبو أسامة عن إسماعيل عن قيس قال : جاء بلال إلى عمر وهو بالشام وحوله أمراء الاجناد جلوسا فقال : يا عمر ، فقال : ها أنا عمر ، فقال له بلال : إنك بين هؤلاء وبين الله وليس بينك وبين الله أحد ، فانظر من عن شمالك وانظر من بين يديك وخلفك ، إن هؤلاء الذين حولك والله إن يأكلون إلا لحوم الطير ، فقال عمر : صدقت والله لا أقوم من مجلسي هذا حتى يتكفلوا لكل رجل من المسلمين مدي طعام وحظهم من
__________
(10 / 2) سمنا وضعناها لانها الاقرب للمعنى والارجح وفي الاصل [ سه ] وهي غير واضحة.
[ ندي على بدي على ] كذا في الاصل غير منقوط ، والارجع أنها [ ندي بلى وبدي بلى ] أي حتى تتفرق السبل بالناس فيصير بعضهم غنيا جدا فلا يقاتل إلا دفاعا عن ماله والآخر جائع يقاتل لينال شبع بطنه.
(10 / 3) المثنى : هو المثنى بن حارثة.
(10 / 6) إن يأكلون إلا لحوم الطير : أي هم أغنياء لدرجة أنهم تركوا لحوم الانعام والابل فلا يأكلون إلا لحوم الطير ويعيشون عيشة ناعمة بينما غيرهم يقاسي شظف العيش.
(*)(8/38)
الخل والزيت ، فقالوا : ذاك إلينا يا أمير المؤمنين ، قد أوسع الله الرزق وأكثر الخير ، قال : فنعم.
(7) حدثنا ابن عيينة عن أيوب عن نافع عن أسلم مولى عمر قال : لما قدم عمر الشام أتاه رجل من الدهاقين فقال : إني قد صنعت طعاما فأحب أن تجئ فيرى أهل أرضي كرامتي عليك ومنزلتي عندك أو كما قال ، فقال : إنا لا ندخل هذه الكنائس أو هذه البيع التي فيها الصور.
(8) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال : لما قدم عمر الشام أتته الجنود وعليه إزار وخفان وعمامة وأخذ برأس بعيره يخوض الماء ، فقالوا له : يا أمير المؤمنين ، تلقاك الجنود وبطارقة الشام وأنت على هذا الحال ، قال : فقال عمر : إنا قوم أعزنا الله بالاسلام ، فلن نلتمس العز بغيره.
(9) حدثنا محمد بن بشر قال حدثنا هشام بن سعد قال حدثني عروة بن رويم عن القاسم عن عبد الله بن عمر قال : جئت عمر حين قدم الشام فوجدته قائلا في خبائه فانتظرته في الخباء فسمعته حين تضور من نومه وهو يقول : اللهم اغفر لي رجوعي من غزوة سرغ - يعني حين رجع من أجل الوباء.
(10) حدثنا مسعر عن الشيباني عن أسد بن عمرو قال : لما أتى عمر الشام أتي ببرذون فركب عليه ، فلما هزه نزل عنه ثم قال : قبحك الله من علمك.
(11) حدثنا جعفر بن عون عن أبي العميس قال : أخبرني قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال : لما قدم عمر الشام خطب الناس فقال : لا أعرفن رجلا طول لفرسه في جماعة من الناس ، قال : فأتى بغلام يحمل قد ضربته رجل فرس ، فقال له عمر : ما سمعت مقالتي بالامس ؟ قال : بلى يا أمير المؤمنين ، قال : فما حملك على ما صنعت ؟ قال : رأيت من الطريق خلوة ، قال : ما أراك تعتذر بعذر من رجل ، يجلبان على هذا فيخرجاه من المسجد فيوسعانه ضربا والقوم سكوت لا يجيبه منهم أحد ، قال : ثم أعاد مقالته فقال
__________
(10 / 7) الدهقان : الاقطاعي مالك الارض.
(10 / 9) قائلا : يرتاح فترة القيلولة.
(10 / 10) لان البرذون إذا مشى تمايل فاهتز راكبه وتمايل معه.
(10 / 11) طول لفرسه : ترك مدى طويلا في الحبل الذي ربطه به إلى الوتد في الارض لانه عندما تطول مسافة حركته ربما آذى المارة.
(*)(8/39)
له أبو عبيدة : يا أمير المؤمنين ! ما ترى في وجوه القوم كراهة أن تفضح صاحبهم ، قال : فقال لاهل الغلام : انطلقوا به فعالجوه ، فو الله لان حدث به حدث لاجعلنك نكالا ، قال : فبرئ الغلام وعافاه الله.
(12) حدثنا أبو أسامة عن أبي عون عن محمد قال : ذكر له أن عمر رجع من الشام
حين سمع أن الوباء بها ، فلم يعرفه وقال : إنما أخبر أن المصايفة لا تخرج العام ، فرجع.
(13) حدثنا إسماعيل بن عياش عن محمد بن يزيد الرحبي ومحمد الخولاني عن عروة ابن رويم قال : كتب عمر إلى أبي عبيدة : سلام عليك أما بعد فإنه لم يقم أمر الله في الناس إلا حصيف العقل بعيد القوة ، لا يطلع الناس منه على عورة ولا يحس في الحق على حره ، ولا يخاف في الله لومة لائم - والسلام عليك.
(14) حدثنا أبو أسامة قال حدثنا هشام عن أبيه قال : لما قدم عمر الشام كان قميصه قد تجوف عن مقعدته : قميص سنبلاني غليظ ، فأرسل به إلى صاحب أذرعات أو أبلة ، قال : فغسله ورقعه ، وخيط قميص قطري ، فجاءه به فألقى إليه القطري ، فأخذه عمر فمسه فقال : هذا أكبر ، فرمي به إليه وقال : ألق إلي قميصي فإنه انشفهما للعرق.
(15) حدثنا ابن نمير عن ثور عن زياد بن أبي سودة عن أبي مريم قال : لما أتى الشام أتى محراب داود فصلى فيه فقرأ سورة ص ، فلما انتهى إلى السجدة سجد.
(16) حدثنا شريك عن أبي الجويرية الجرمي قال : كنت فيمن سار إلى الشام يوم الحارد فالتقينا ، وهب الريح عليهم وأدبروا ، فقتلناهم عشيتنا وليلتنا حتى أصبحنا ، قال : فقال إبراهيم - يعني ابن الاشتر : إني قتلت البارحة رجلا وإني وجدت منه ريح طيب ، وما أراه إلا ابن مرجانة ، شرقت رجلاه وغرب رأسه ، أو شرق رأسه وغربت رجلاه ، قال : فانطلقت فنظرت فإذا هو والله - يعني عبد الله بن زياد.
(17) حدثنا شريك عن عطاء عن وائل بن علقمة أنه شهد الجيش بكربلاء ، قال : فجاء رجل فقال : أفيكم حسين ، فقال : من أنت ، قال : أبشر بالنار ، فقال : بل رب غفور
__________
(10 / 12) المصايفة : الحملات العسكرية التي تخرج في الصيف ، والصائفة : حملة الصيف.
والشاتية : حملة الشتاء أي الجيش الذي يخرج للفتح أو الجهاد في الصيف أو في الشتاء.
(10 / 14) قد تجوف : قد تهري قماشه مكان المقعدة والقميص هو الرداء المعروف في أيامنا باسم الدشداشة أو الجلابية.
أنشفهما للعرق : أكثر هما امتصاصا للعرق لان القماش القطري ناعم الملمس والسنبلاني
قاس سميك.
(*)(8/40)
شفيع مطاع ، قال : من أنت ؟ قال ابن حويزة ، قال : اللهم جره إلى النار ، قال : فذهب فنفر به فرسه على ساقيه فتقطع فما بقي منه غير رجليه في الركاب.
(11) كتاب التأريخ (1) حدثنا سفيان عن الزهري عن أنس بن مالك قال : قدم النبي (ص) المدينة وأنا ابن عشر وتوفي وأنا ابن عشرين.
(2) حدثنا وكيع عن موسى بن علي عن أبيه قال : سمعت مسلمة بن مخلد قال : ولدت حين قدم النبي (ص) المدينة وقبض وأنا ابن عشر.
(3) حدثنا وكيع قال حدثنا سنان بن سلمة الهذلي عن أبيه عن جده سنان بن سلمة ولد يوم حنين قال : فدعا به رسول الله (ص) فتفل في فيه ومسح على وجهه ودعا له بالبركة.
(4) حدثنا يزيد بن هارون عن هشيم عن علي بن زيد عن سالم عن ابن عمر وهو خمس وخمسين.
(5) حدثنا ابن علية عن سعيد عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن معدان بن أبي طلحة اليعمري قال : أصيب عمر يوم الاربعاء لاربع بقين من ذي الحجة.
(6) حدثنا أبو أسامة حدثنا هشام قال أخبرني أبي قال : أسلم أبو بكر وله أربعون ألف درهم.
(7) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن إبراهيم عن الاسود عن عائشة أن النبي (ص) تزوجها وهي بنت تسع ومات عنها وهي بنت ثمان عشرة.
(8) حدثنا وكيع عن شريك عن أبي إسحاق قال : سمعت عمرو بن حريث يقول : كنت في بطن المرأة يوم بدر.
__________
(11) كتاب التأريخ في المخطوط يبتدئ من هنا مع نقص بضع كلمات في أول حديث ملحقة بما قبله وما قبله من كتاب التاريخ كان ملحقا في المخطوطة بكتاب الجهاد والسير فأثرنا فصله عنه والاصوب ما أثبتناه.
(11 / 2) قبض : توفاه الله.
(11 / 4) أي كان عمر علي لما أصيب خمس وخمسين لان الحديث هنا مروي عن أحد أحفاده وهو علي بن زيد بن الحسين وعنه سالم بن عبد الله بن عمر.
(11 / 8) أي كانت أمه حاملا به.
(*)(8/41)
(9) حدثنا عبد الله بن إدريس عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال : عرضت على رسول الله (ص) يوم أحد وأنا ابن أربع عشرة فاستصغرني ، وعرضت عليه يوم الخندق وأنا ابن خمس عشرة فأجازني.
(10) حدثنا عبد الله بن إدريس عن حصين عن هلال بن يساف قال : أسلم عمر بن الخطاب بعد أربعين رجلا وإحدى عشرة امرأة.
(11) حدثنا وكيع عن شعبة عن عمرو بن مرة عن أبي حمزة الانصاري عن زيد بن أرقم قال : أول من أسلم مع رسول الله (ص) علي ، فأنكر ذلك وقال : أبو بكر.
(12) حدثنا ابن إدريس عن أبي مالك الاشجعي عن سالم قال : قلت لابن الحنيفة : أبو بكر كان أول القوم إسلاما ؟ قال : لا.
(13) حدثنا جرير عن منصور عن مجاهد قال : أول من أظهر الاسلام سبعة : رسول الله (ص) وأبو بكر وبلال وخباب وصهيب وعمار وسمية أم عمار ، فأما رسول الله (ص) فمنعه عمه ، وأما أبو بكر فمنعه قومه وأخذ الآخرون فألبسوا أدراع الحديد وصهروهم في الشمس حتى بلغ الجهد منهم كل مبلغ ، فأعطوهم ما سألوا ، فجاء إلى كل رجل منهم قومه بأنطاع الادم فيها الماء فألقوهم فيها ثم حملوا بجوانبه إلا بلالا ، فلما كان العشي جاء أبو جهل فجعل يشتم سمية ويرفث ثم طعنها فقتلها فهي أول شهيد استشهد في الاسلام إلا
بلالا ، فإنه هانت عليه نفسه في الله حتى ملوه فجعلوا في عنقه حبلا ثم أمروا صبيانهم فيشتدوا به بين أخشبي مكة وجعل يقول : أحد أحد.
(14) حدثنا جرير عن مغيرة عن الشعبي قال : أعطوهم ما سألوا إلا خبابا فجعلوا يلزقون ظهره بالرضف حتى ذهب ما مسه.
(15) حدثنا ابن عيينة عن مسعر عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال : كان خباب من المهاجرين ، وكان يعذب في الله.
__________
(11 / 9) أجازني : أجاز خروجي للقتال ، راجع كتاب الجهاد باب الغزو بالغلمان.
(11 / 11) وما لا خلاف فيه أن أبا بكر كان أول الرجال إسلاما وعلي أول الغلمان إسلاما وخديجة كانت أول النساء رضي الله عنهم أجمعين.
(11 / 13) منعه عمه : حماه من أذى المشركين فلم يستطيعوا النيل منه.
صهروهم في الشمس : أو قفوهم في الشمس حتى يحمي حديد الادراع ويحرق أجسادهم.
(11 / 14) الرضف : الاحجار المحماة.
ذهب ما مسه : لعلها ذهب ملمسه أي انقطع إحساسه بالالم لاحتراق جلده وذهاب حاسة اللمس منه.
(*)(8/42)
(16) حدثنا محمد بن فضل عن أبيه قال : سمعت كردوسا يقول : ألا إن خباب بن الارت أسلم سادس ستة ، كان له سدس الاسلام.
(17) حدثنا ابن إدريس عن مطرف عن أبي إسحاق عن البراء قال : عرضت أنا وابن عمر على رسول الله (ص) يوم بدر فاستصغرنا وشهدنا يوم أحد.
(18) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن عاصم قال : سأل صبيح أبا عثمان : رأيت رسول الله (ص) ؟ فقال : أسلمت على عهد رسول الله (ص) وأديت إليه ثلاث صدقات ولم ألقه.
(19) حدثنا هشيم عن هلال بن خباب عن ميسرة أبي صالح عن سويد بن غفلة
قال : أتانا مصدق النبي (ص).
(20) حدثنا غندر عن شعبة عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال : رأيت رسول الله (ص) وغزوت في خلافة أبي بكر وعمر ثلاثا وثلاثين أو ثلاثا وأربعين ما بين غزوة إلى سرية.
(21) حدثنا شبابة بن سوار قال حدثنا شعبة عن سلمة بن كهيل عن حبة العرني قال سمعت عليا يقول : أنا أول من صلى مع النبي (ص) (22) أخبرنا جسير بن محمد التميمي حدثنا جرير بن حازم عن مجالد عن عامر قال : قال أبو بكر لعلي : أكرهت إمارتي ؟ قال لا ، قال أبو بكر : إني كنت في هذا الامر قبلك.
(23) حدثنا غندر عن شعبة عن عمرو بن مرة قال : سمعت ابن أبي أوفي وكان من أصحاب الشجرة.
(24) حدثنا محمد بن أبي عبيدة حدثنا أبي عن الاعمش عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه قال : قال عبد الله : لقد رأيتني سادس ستة ما على ظهر الارض من مسلم غيرنا.
(25) حدثنا زيد بن الحباب عن ابن لهيعة قال حدثني يزيد بن عمرو المعافري قال : سمعت أبا ثور الفهمي يقول : قدم علينا عبد الرحمن بن عديس البلوى وكان ممن بايع تحت الشجرة فصعد المنبر فحمد الله ، وأثني عليه ثم ذكر عثمان قال أبو ثور : قد جئنا على عثمان وهو محصور فقال : إني لرابع الاسلام.
__________
(11 / 23) أصحاب الشجرة : أصحاب بيعة الرضوان تحت الشجرة في الحديبية.
(*)(8/43)
(26) حدثنا الفضل بن دكين حدثنا زهير عن أبي إسحاق عن أبي جهيفة قال : رأيت رسول الله (ص) وهذه منه بيضاء ، ووضع زهير يده على عنفقته ، قيل لابي جحيفة : مثل من أنت يومئذ ؟ قال : أبري النبل وأريشها.
(27) حدثنا الفضل بن دكين حدثنا زهير عن إسحاق قال : تمارى عبد الله بن عتبة ورجل من همدان فقال الهمداني : أبو بكر أكبر من رسول الله (ص) ، وقال عبد الله : لا بل رسول الله (ص) أكبر من أبي بكر ، توفى رسول الله (ص) وهو ابن ثلاث وستين ، وتوفى أبو بكر وهو ابن ستين ، وقتل عمر وهو ابن ثلاث وستين وأنا ابن سبع وخمسين.
(28) حدثنا شيخ لنا قال سمعت جعفرا عن أبيه قال : أسلم علي وهو ابن سبع ، وقبض رسول الله (ص) وهو ابن سبع وعشرين ، وقتل عمر وهو ابن سبع وخمسين.
(29) حدثنا شيخ لنا قال حدثنا مجالد عن عامر قال : سألت ابن عباس - أو سئل ابن عباس - أي الناس كان أول إسلاما ؟ فقال : أما سمعت قول حسان بن ثابت : إذا تذكرت شجوا من أخي ثقة * فاذكر أخاك أبا بكر بما فعلا خير البرية أتقاها واعدلها * بعد النبي وأوفاها بما حملا والثاني التالي المحمود مشهده * وأول الناس منهم صدق الرسلا (30) حدثنا غندر عن شعبة عن الحكم قال سمعت ابن أبي ليلى يحدث عن عبد الله بن عكيم قال : قرئ علينا كتاب رسول الله (ص) وأنا غلام شاب (لا تنتفعوا من الميتة بإهاب ولا عصب).
(31) حدثنا أبو خالد الاحمر عن اشعث عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه قال : بعث رسول الله (ص) فينا مصدقا ، فأخذ الصدقة من أغنيائنا فردها في فقرائنا فكنت غلاما يتيما لا مال لي ، فأعطاني قلوصا.
(32) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا هشام عن عكرمة عن ابن عباس أن رسول الله (ص) أنزل عليه وهو ابن أربعين سنة ، فأقام بمكة ثلاث عشر سنة ، وأقام بالمدينة عشر سنين ، فتوفى وهو ابن ثلاث وستين.
__________
(11 / 26) العنفقة : شعر ما بين الشفة السلفي والذقن.
أبري النبل وأريشها : أي كناية أنه كان غلاما لم يبلغ السن التي يخرج فيها مثله للجهاد.
(11 / 31) المصدق : الذي يجمع مال الصدقة والزكاة.
(*)(8/44)
(33) حدثنا وكيع عن أبي نعامة سمعه من خالد بن عمير قال : خطبنا عتبة بن غزوان فقال لقد رأيتني سابع سبعة مع رسول الله (ص).
(34) حدثنا خالد بن مخلد حدثنا سليمان بن بلال قال حدثني ربيعة بن أبي عبد الرحمن قال : سمعت أنس بن مالك يقول : بعث رسول الله (ص) على رأس أربعين ، فأقام بمكة عشرا وبالمدينة عشرا وتوفي على رأس ستين.
(35) حدثنا محمد بن عبيد حدثنا إسماعيل بن أبي خالد قال : رأيت زر بن جيش وقد أتى عليه عشرون ومائة سنة وإن لحييه ليضطربان من الكبر ، ورأيت أبا عمرو الشيباني وقد أتى عليه تسع عشرة ومائة سنة.
(36) حدثنا ابن إدريس عن إسماعيل قال : رأيت زر بن حبيش في المسجد تختلج لحياه من الكبر وهو يقول : أنا ابن عشرين ومائة سنة.
(37) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش قال : قال لي شقيق بن سلمة : يا سليمان ! لو رأيتني ونحن هراب من خالد بن الوليد يوم بزاخة ، فوقعت عن البعير فكادت تندق عنقي ، فلو مت يومئذ كانت النار.
(38) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش قال : سمعت شقيقا يقول : كنت يومئذ ابن إحدى عشرة سنة.
(39) حدثنا الفضل بن دكين عن أبي خالد عن أبي العالية سمعت عمر يقول : اللهم عافنا واعف عنا.
(40) حدثنا حفص عن جعفر عن أبيه قال : لم تكن بين الحسن والحسين إلا طهر.
(41) حدثنا الحسن بن موسى الاشيب عن أبي هلال عن قتادة قال : آخرهم موتا بالمدينة جابر بن عبد الله ، وآخرهم موتا بالبصرة أنس بن مالك ، وآخرهم موتا بالكوفة
عبد الله بن أبي أوفى.
(42) حدثنا الحسن بن موسى عن أبي هلال عن قتادة أن أبا بكر توفي وهو ابن
__________
(11 / 40) أي لم يكن بين وضع فاطمة رضي الله عنها للحسن رضي الله عنه وحملها للحسين رضي الله عنه إلا فترة الطهر وهو في أقصاه أياما لا تزيد عن الاربعين ولا تنقص عن العشر.
(11 / 41) آخرهم : أي آخر الصحابة رضي الله عنهم.
(*)(8/45)
خمس وستين سنة ، وأن عمر قتل وهو ابن إحدى وخمسين ، وأن عثمان قتل وهو ابن تسع أو ثمان وثمانين.
(43) حدثنا يحيي بن سعيد القطان عن سفيان عن الاعمش عن عمارة بن عمير عن حريث بن ظهير قال : لما نعي عبد الله إلى أبي الدرداء قال : ما خلق بعده مثله.
(44) حدثنا هشيم عن أبي حمزة قال : توفي ابن عباس فوليه ابن الحنيفة.
(45) حدثنا وكيع عن سفيان عن سالم بن أبي حفصة عن رجل يقال له كلثوم قال : سمعت ابن الحنيفة يقول في جنازة ابن عباس : اليوم مات رباني العلم.
(46) حدثنا وكيع عن حماد بن سلمة عن عمار مولى بني هاشم قال : جلسنا مع ابن عباس في ظلل القصر في جنازة زيد بن ثابت ، قال : لقد دفن اليوم علم كثير.
(47) حدثنا محمد بن أبي عدي عن شعبة عن يزيد بن أبي زياد قال : مروا بجنازة أبي عبد الرحمن على أبي جحيفة فقال : استراح واستريح منه.
(48) حدثنا ابن فضيل عن ابن أبجر قال : أخبرت الشعبي بموت إبراهيم فقال : رحمه الله ، أما إنه لم يخلف خلفه مثله ، أما إنه ميتا أفقه منه حيا.
(49) حدثنا ابن فضيل عن عاصم قال أخبرت الحسن بموت الشعبي فقال : رحمه الله والله ، إن كان من الاسلام لبمكان.
(50) حدثنا ابن علية عن ابن عون عن نافع قال : كان ابن عمر في السوق فنعي إليه حجر فأطلق حبوته وقام وغلبه النحيب.
(51) حدثنا أبو أسامة عن شعبة عن علي بن زيد عن أبي عثمان قال : أتيت عمر بنعي النعمان بن مقرن ، فوضع يده على رأسه وجعل يبكي.
(52) حدثنا شيخ لنا قال أخبرنا الاعمش قال : هلك إبراهيم وهو ابن ثمان وأربعين ، قال الاعمش : هلك سعيد بن جبير وهو ابن ست وأربعين.
__________
(11 / 44) وليه : تولى أمر غسله وكفنه ودفنه.
(11 / 45) رباني العلم : الذي ألقى الله العلم في قلبه وأناره بالمعرفة ولم يتعلم العلم عن شيخ أو معلم (11 / 50) أطلق حبوته : أي كان قد احتبى بثوبه أي التف به وشده حوله فإطلاقه الثوب إنما هو للقيام.
(11 / 52) وقد قتله رضي الله عنه الحجاج بن يوسف الثقفي.
(*)(8/46)
(53) حدثنا غندر عن شعبة عن أياس بن معاوية قال : جلست إلى سعيد بن المسيب فقال لي : ممن أنت ؟ قلت : من مزينة قال : إني لاذكر يوم نعي عمر بن الخطاب النعمان على المنبر.
(54) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا مالك بن أنس عن سالم أبي النضر قال : لما توفي سعد أمرت عائشة أن يمر به عليها فتستغفر له.
(55) حدثنا يزيد بن هارون عن همام عن قتادة عن أبي العالية قال : قرأت القرآن بعد وفاة نبيكم (ص) بعشرين سنة.
(56) حدثنا أسود بن عامر حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب قال : لقد بلغت ثمانين سنة وأنا أخوف ما أخاف على النساء.
(57) حدثنا عفان عن حماد بن سلمة عن حميد قال : قال أبو عثمان : أتت على نحو من ثلاثين ومائة سنة.
(58) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا الحاج بن أبي زينب قال : سمعت أبا عثمان النهدي يقول : كنا في الجاهلية نعبد حجرا ، فسمعنا مناديا ينادي : يا أهل الرحال ! إن
ربكم قد هلك فالتسموا ربا ، قال : فخرجنا على كل صعب وذلول فبينا نحن كذلك نطلب إذا نحن بمناد ينادي : إنا قد وجدنا ربكم - أو شبهه ، قال : فجئنا فإذا حجر فنحرنا عليه الجزر.
(59) حدثنا عبد الرحيم عن إسماعيل عن شبيل بن عوف وكان أدرك الجاهلية.
(60) حدثنا أبو أسامة عن شعبة عن أبي رجاء قال : قلت للحسن البصري : متى عهدك بالمدينة ؟ قال : لي بها عهد بعد صفين ، قال : قلت : فمتى احتملت ؟ قال : بعد صفين بعام.
(61) حدثنا الحسن بن موسى حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن موسى عن يوسف بن مهران عن ابن عباس عن النبي (ص) قال : كان عمر آدم ألف سنة ، وكان عمر داود ستين سنة ، فقال آدم : أي رب زده من عمري أربعين سنة ، فأكمل لآدم ألف سنة وأكمل لداود مائة سنة.
__________
(11 / 58) الجزر : الذبائح.
ج.
جزور.
(11 / 61) لم نثبته في الاحاديث لضعفه وهو من الاسرائيليات التلمودية إن لم تذكره التوراة.
(*)(8/47)
(62) حدثنا الحسن بن موسى حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس قال : بعث نوح لاربعين سنة لبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما يدعوهم ، وعاش بعد الطوفان ستين سنة حتى كثر الناس وفشوا.
(63) حدثنا عبدة بن سليمان عن يحيي بن سعيد عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أن إبراهيم اختتن بالقدوم وهو ابن عشرين ومائة سنة ، وعاش بعد ذلك مائة سنة.
(64) حدثنا أبو بكر قال حدثنا إسماعيل بن علية عن يونس عن الحسن قال : ألقي يوسف في الجب وهو إبن سبع عشرة سنة ، وكان في العبودية والملك والسجن ثمانين سنة ، ثم جمع له شمله فعاش بعد ذلك ثلاثا وعشرين سنة.
(65) حدثنا جرير عن مغيرة عن أبي رزين قال : قيل للعباس : أنت أكبر أم النبي
(ص) ؟ فقال : هو أكبر مني وأنا ولدت قبله.
(66) حدثنا ابن مهدي عن سفيان عن أبيه قال : قيل لابي وائل : أنت أكبر أو ربيع ابن خيثم ، قال : أنا أكبر منه سنا وهو أكبر مني عقلا.
(67) حدثنا عبدة بن سليمان عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب قال : استكمل أبو بكر بخلافة سن رسول الله (ص) فتوفي وهو ابن ثلاث وستين.
(68) حدثنا غندر حدثنا شعبة عن عمرو بن معن قال : سألت أبا عبيدة هل تذكر من عبد الله شيئا قال : لا أذكر منه شيئا.
(69) حدثنا ابن علية عن شعيب بن الحبحاب عن الحسن قال : رأيت عثمان يصب عليه من إبريق.
(70) حدثنا ابن إدريس عن أبيه ومالك بن مغول عن الحكم قال : كان أول من قضى بالكوفة ههنا سلمان بن ربيعة الباهلي ، جلس أربعين يوما لا يأتيه خصم.
(71) حدثنا عبدة بن سليمان عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت : تزوجني رسول الله (ص) وأنا بنت ست سنين وبنى بي وأنا تسع سنين.
(72) حدثنا يحيي عن سعيد عن سفيان عن أبيه عن عكرمة قال : كان بين آدم ونوح عشرة أقرن كلها على الاسلام.
__________
(11 / 70) لا يأتيه خصم : لا يحتكم إليه أحد.
(*)(8/48)
(73) حدثنا حسين بن علي عن سفيان قال سمعت الهذلي سأل جعفر كم كان لعلي حين هلك ؟ قال : قتل وهو ابن ثمان وخمسين ومات لها الحسن وقتل الحسين.
(74) حدثنا عفان قال حدثنا معتمر بن سليمان قال : سمعت أبي أن عثمان قتل في أوسط أيام التشريق.
(75) حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين قال حدثنا أبي الغسيل عن عاصم بن عمر بن
قتادة عن محمود بن لبيد قال : توفي إبراهيم ابن النبي (ص) وهو ابن ثمانية عشر شهرا وقال : (إن له مرضعا في الجنة).
(76) حدثنا الفضل بن دكين أخبرنا يونس عن أبي إسحاق قال : كنت أنا والاسود ابن يزيد في الشرطة مع عمرو بن حريث ليالي مصعب.
(77) حدثنا شبابة عن شعبة عن معاوية بن قرة عن أبيه أنه أتى النبي (ص) وقد حلب وصر.
(78) حدثنا الفضل بن دكين حدثنا حنش بن الحارث قال : رأيت سويد بن غفلة يمر إلى امرأة له من بني أسد وهو ابن سبع وعشرين ومائة سنة [...] أربعا وأربعين في إمرة معاوية.
ومات العباس في إمرة عثمان.
ومات ابن مسعود في آخر إمرة عثمان.
ومات حذيفة حين جاء قتل عثمان.
ومات جابر بن زيد وأنس بن مالك في جمعة سنة ثلاث وتسعين.
ومات ابن عمر سنة ثلاث وسبعين وماتت عائشة والحسن بن علي سنة ثلاث وخمسين.
ومات عمرو بن حريث في سنة خمس وثمانين ، وقتل الحسين بن علي سنة إحدى وستين في يوم عاشوراء وقتله سنان بن أنس النخعي الموصلي لعنه الله وجاء برأسه إلى عبيد الله ابن زياد ، وقتل ابن الزبير سنة ثلاث وسبعين.
ومات ابن الحنيفة في سنة ثمانين ، وتوفى ابن عباس في سنة ثمان وستين.
ومات شريح في سنة ست وسبعين.
__________
(11 / 78) [...] بياض في الاصل ، والارجح أنها [ قضى منها ] أو [ عاش منها ] أربعا وأربعين في إمرة معاوية.
ابن أبي شيبة - ج 8 - م 4(8/49)
ومات علي بن الحسين في سنة ثنتين وتسعين.
ومات أبو جعفر في سنة أربع عشرة ومائة.
ومات سعيد بن المسيب في سنة ثلاث وتسعين.
ومات موسى بن طلحة في سنة ست ومائة.
ومات أبو بردة والشعبي في سنة أربع مائة.
ومات أبو بردة وهو ابن نيف وثمانين.
وقتل سعيد بن جبير في سنة خمس وتسعين.
ومات إبراهيم في سنة ست وتسعين.
ومات عمر بن عبد العزيز في سنة إحدى ومائة.
ومات الحسن وابن سيرين في سنة عشر ومائة.
ومات سالم بن أبي الجعد في زمن سليمان بن عبد الملك.
ومات مجاهد في سنة ثنتين ومائة.
ومات الضحاك في سنة خمس ومائة.
ومات محمد بن كعب القرظي سنة ثمان ومائة.
ومات طلحة اليامي في سنة ثنتي عشر ومائة.
ومات زبيد في سنة ثنتين وعشرين مائة.
ومات سلمة في سنة إحدى وعشرين مائة.
ومات منصور في سنة ثنتين وثلاثين ومائة.
ومات قتادة ونافع في سنة سبع عشرة ومائة.
ومات الحكم في سنة خمس عشرة ومائة.
ومات أبو قيس وواصل وحماد في سنة عشرين ومائة.
ومات أبو صخرة في سنة ثمان عشرة ومائة.
ومات حبيب في سنة تسع عشرة ومائة.
ومات عمرو بن مرة في سنة سبع عشرة ومائة.
وتوفي عطاء في سنة خمس عشرة ومائة.
ومات مغيرة في سنة ست وثلاثين ومائة.
ومات عبد الملك بن أبي سليمان وهشام بن عروة في سنة خمس وأربعين ومائة.
ومات أبو إسحاق وجابر الجعفي في سنة ثمان وعشرين ومائة.(8/50)
ومات مسعر في سنة خمس وخمسين ومائة.
ومات علي بن صالح في سنة أربع وخمسين ومائة.
ومات الثوري في سنة إحدى وستين ومائة.
ومات شعبة في سنة ستين ومائة.
وولى أبو بكر الصدق سنتين ونصف ، وتوفي من مهاجر النبي (ص) في ثنتي عشرة.
وولي عمر بن الخطاب عشر سنين ونصف ، وقتل سنة ثلاث وعشرين من مهاجر النبي (ص).
وولي عثمان بن عفان ثنتي عشرة سنة وقتل سنة خمس وثلاثين في ذي الحجة.
وولي علي خمس سنين وقتل في سنة أربعين من مهاجر النبي (ص) في شهر الرمضان في ليلة إحدى وعشرين يوم جمعة ، ومات ليلة الاحد.
وولي معاوية عشرين إلا شيئا ومات سنة ستين من المهاجر.
وولي يزيد بن معاوية ثلاث سنين ونصف ، وكانت فتنة ابن الزبير سبع سنين.
وولى مروان بن الحكم نحوا من تسعة أشهر أو عشرة.
وولى عبد الملك بن مروان أربع عشرة سنة ، والوليد تسعا ، وسليمان وعمر بن عبد
العزيز كل واحد منهما سنتين ونصف.
وولي هشام بن عبد الملك عشرين سنة إلا شهرا.
وولى الوليد بن يزيد نحوا من سنتين.
وولي يزيد بن الوليد بن عبد الملك ستة أشهر.
وولى إبراهيم أربعين ليلة.
وولي مروان بن محمد بن مروان خمس سنين وهو الذي أخذ الخلافة منه الولاة من بني هاشم.
وولي أبو العباس عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس أربع سنين ونصف.
وولي أبو جعفر واسمه عبد الله بن محمد بن علي ثنتين وعشرين سنة.
وولي المهدي عشر سنين.
وولي موسى بن المهدي سنة وثلاثة أشهر.
وولي هارون ثلاثا وعشرين سنة.
وولي المأمون ثنتين وعشرين سنة إلا شهرا ، وذكر ابن إدريس : قال سألت إسرائيل !(8/51)
أبو إسحاق ابن كم مات ؟ قال : مات ابن ست وتسعين سنة وكان الشعبي أكبر منه بسنتين ، وقتل طلحة وزبير في رجب سنة ست وثلا ثين.
ومات مسروق في سنة ثلاث وستين ومات الاسود في سنة أربع وسبعين.
ومات عبيدة في أربع وستين.
ومات علقمة بن قيس في سنة ثنتين وستين.
ومات عمرو بن ميمون في سنة خمس وسبعين.
ومات ابن عون الثقفي في سنة إحدى وخمسين ومائة.
ومات مالك بن مغول في سنة تسع وخمسين ومائة أولها.
ومات إسرائيل في سنة ستين ومائة.
ومات قيس بن الربيع وجعفر الاحمر في سنة سبع وستين ومائة.
ومات شريك بن عبد الله في سنة سبع وسبعين ومائة.
ومات مجاهد بن جبر في سنة ثنتين ومائة.
ومات ربعي بن حراش في زمن عمر بن عبد العزيز.
(12) باب الكنى (1) بلغنا أن إسم أبي بكر الصديق عبد الله بن عثمان.
وواسم أبي عبيدة بن الجراح عامر بن عبد الله بن جراح.
واسم أبي ذر الغفاري جندب بن جنادة.
واسم أبي الدرداء عويمر.
واسم أبي قتادة الحارث بن ربعي.
واسم أبي محذورة سمرة بن معير.
واسم أبي اليسر كعب بن عمرو.
واسم أبي أسيد مالك بن ربيعة.
واسم أبي ثابت سعد بن عبادة.
واسم أبي برزة نضلة بن عبيد.
واسم أبي سعيد الخدري سعد بن مالك.
واسم أبي الهيثم بن التيهان مالك بن التيهان.(8/52)
واسم أبي أيوب خالد بن زيد.
واسم أبي مسعود عقبة بن عمرو.
وأبو المليح عامر بن أسامة.
وأبو موسى الاشعري عبد الله بن قيس.
واسم أبي أمامة الباهلي الصدي بن عجلان.
واسم أبي أمامة الانصاري أسعد بن زرارة.
واسم أبي دجانة سماك بن خرشة.
واسم أبي بكرة نفيع بن الحارث.
واسم أبو هريرة عبد شمس.
وأبو طلحة الانصاري زيد بن سهل.
وأبو بردة بن نيار هانئ بن نيار.
وأبو أحيحة سعيد بن العاص.
عبد المطلب اسمه شيبة.
وهاشم اسمه عمرو.
وعبد مناف الكبير المغيرة.
واسم أبي لهب عبد العزي بن عبد المطلب.
أبو جحيفة وهب السوائي.
أبو حذيفة بن اليمان حسيل بن جابر.
واسم أبي وائل شقيق بن سلمة.
وأبو الاحوص عوف بن مالك الجشمي.
وأبو عبد الرحمن السلمي عبد الله بن حبيب.
أبوالبختري الطائي سعيد بن فيروز.
واسم أبي رزين مسعود.
أبو ظبيان حصين بن جندب.
وأبو الزعراء عبد الله بن هانئ.
وأبو الزعراء الجشمي عمرو بن عمرو.
وأبو سفيان طلحة بن نافع.
أبو صالح صاحب الاعمش ذكوان.(8/53)
وأبو صالح مولى أم هانئ صاحب الكلبي باذان.
وأبو صالح الحنفي ماهان.
أبو عمرو الشيباني سعد بن أياس.
أبو عثمان عبد الرحمن.
أبو قلابة عبد الله بن زيد.
أبو العون الصبر بن أيوب.
أبو كاهل قيس بن عائذ وقد رأى النبي (ص).
أبو السفر سعيد بن يحمد.
أبو الأسود الدؤلي ظالم بن عمرو بن سفيان.
أبو الحكيم المزني عقيل بن مقرن.
أبو سريحة حذيفة بن أسيد الغفاري.
أبو عمرة معقل.
أبو المتوكل الناجي علي بن داود.
أبوالكنود الازدي عبد الله بن عويمر.
أبو عطية الهمداني مالك بن عامر.
أبو بردة الاشعري عامر بن عبد الله.
أبو خالد الوالبي هرمز.
أبو معمر عبد الله بن سخبرة.
أبو صفرة سارق بن ظالم.
أبو الطفيل عامر بن واثلة.
أبو القعقاع الجرمي عبد الله بن خالد.
أبو العالية الرياحي رفيع.
وأبو العالية زياد بن فيروز.
وأبو الضحى مسلم بن صبيح.
أبو عيسى يحيي بن رافع.
أبو الحلال العتكي ربيعة بن زرارة.
أبو زفر صلاب بن فروة.
أبو حمزة نصر بن عمران.(8/54)
أبو حمزة الاسدي عمران بن أبي عطاء.
وأبو حمزة الاعور ميمون.
وأبو حمزة الثمالي ثابت.
وأبو التياح الضبعي يزيد بن حميد.
أبوعمران الجوني عبد الملك بن حبيب.
أبو تيمية الهجيمي طريف بن مجالد.
أبو لبيد لمازة بن زياد.
أبو العجفاء السلمي هرم.
أبو الزاهرية حدير بن كريب.
أبو مسلم الخولاني عبد الله بن عبد الله.
أبو حازم المديني سلمة بن دينار.
أبو الزناد عبد الله بن ذكوان.
أبو جعفر القاري يزيد بن القعقاع.
أبو الحويرث عبد الرحمن بن معاوية.
أبو الخليل صالح.
أبو معاوية العدوي حسن بن ثابت ، ويقال : تميم بن يزيد.
أبو عاصم الغطفاني علي بن عبيد الله.
أبو رجاء العطاردي عمران بن عبد الله ، وقال بعضهم : عمران بن ملحان.
أبو نضرة منذر بن مالك.
أبو الصديق الناجي بكر بن عمرو.
أبو هنيدة حريت بن مالك.
أبو أيوب الازدي يحيي بن مالك.
أبو حسان الاعرج مسلم.
أبو مجلز لا حق بن حميد.
أبو الزبير محمد بن مسلم.
أبو بكر بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب.
أبو معشر زياد بن كليب.
وأبو عبد الله الشقري سلمة بن تمام.(8/55)
أبو الجحاف داود بن أبي عوف.
وأبو حصين عثمان بن عاصم.
أبو إسحاق السبيعي عمرو.
وأبو إسحاق الشيباني سليمان بن هارون.
أبو صرة سجة بن عبد الله.
أبو الوازع الراسبي جابر بن عمرو.
أبو العلاء بن الشخير يزيد بن عبد الله بن الشخير.
أبو فروة الهمداني عروة بن الحارث.
أبو فروة الجهني مسلم بن سالم.
أبو الجويرية الجرمي حطان بن خفاف.
أبو ريحانة عبد الله بن مطر.
أبو حازم الاشجعي سلمان.
أبو رزين العقيلي لقيط بن عامر.
أبو الغريف عبيد الله بن خليفة.
أبوروق عطيه بن الحارث.
أبواليقضان عثمان بن عمير.
أبو عمرو الشعبي عامر بن شراحيل.
أبو مالك الاشجعي سعد بن طارق.
أبو حيان التميمي يحيي بن سعيد.
أبو قيس الاودي عبد الرحمن بن ثروان.
أبو ميسرة عمرو بن شرحبيل.
أبو جعفر الفراء كيسان.
الاوزاعي عبد الرحمن بن عمرو ويكني أبا عمرو.
الافريقي عبد الرحمن بن زياد.
أبو جعفر محمد بن علي بن حسين الذي روى عنه الزهري.
أبو جميلة سفيان السلمي.
أبو بشر جعفر بن أياس.
أبو عون الثقفي محمد بن عبيد الله.(8/56)
أبو عاصم الثقفي محمد بن أبي أيوب.
أبو العنبس سعيد بن كثير.
أبو سنان ضرار بن مرة.
أبو سعدان الغطفاني عبيد الله بن طفيل.
أبو كيران الجرمي الحسن بن عقبة.
أبو جعفر الرازي عيسى بن ماهان.
ابو يعلي الثوري منذر.
أبو نوح (الذي روى عنه مطر) القاسم الانصاري.
أبو المغيرة (الذي روى عنه أبو إسحاق) عبيد.
السدي إسماعيل.
أبو المقدام مقدام بن ثابت.
الجريري سعيد بن أياس.
وأبو مسلمة سعيد بن يزيد.
أبو المنهال سيار بن سلامة أبو نصر حميد بن هلال.
أبو العلاء هلال بن خباب.
أبو المخارق العبدي اسمه مغراء.
أبو أياس معاوية بن قرة.
أبو خفاف صاحب أبي إسحاق ناجية العدوي.
ابن أبي مليكة عبد الله بن أبي مليكة.
أبو أسامة إسمه زيد.
ابن بحينة اسمه عبد الله.
أبو الشعثاء المحاربي سليم بن أسود.
أبو الحسن (الذي روى عنه عمرو بن مرة هو) هلاك بن يساف.
أبو يعفور العبدي وقدان الاكبر.
أبو يعفور العامري عبد الرحمن بن عبيد.
أبو ثابت (الذي روى عنه أبو يعفور) أيمن.
أبو الشعثاء جابر بن زيد.(8/57)
أبو حازم الذي روى عنه إسماعيل شبل وقال بعضهم.
أبو سلمة بن عبد الرحمن عبد الله بن عبد الرحمن.
أبو المهلب صاحب عوف عمرو بن معاوية ، وقال بعضهم : عبد الرحمن بن معاوية.
أبو محارب مسلم.
أبو عمرو.
أبو الخليل صالح.
أبو العالية الكوفي (الذي روى عنه أبو إسحاق) عبد الله بن سلمة الهمداني.
أبو جعفر بن حبان.
أبو هلال الراسبي محمد بن سليم.
أبو المعتمر يزيد بن طهمان.
والمسعودي عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة.
وأبو العميس عتبة بن عبد الله.
اسم أبي سهل عوف بن أبي جميلة.
أبو جعفر الخطمي عمير بن يزيد.
أبو تميم الجيشاني عبد الله بن مالك.
أبو وهب الجيشاني اسمه ديلم.
أبو حريز اسمه عبد الله بن حسين.
أبو فاختة مولاة أبي هبيرة سعيد بن علاقة.
أبو رجاء (الذي) روى عنه شعبة وابن علية) محمد بن سيف.
أبو المعتمر صاحب إسماعيل بن أبي خالد اسمه حنش.
وسمعت من يذكر أن أبا حمزة الذي روى عنه إسماعيل بن أبي خالد سعد بن عبيدة.
البهي (الذي روى عنه السدي وإسماعيل بن أبي خالد اسمه) عبد الله بن أبي نجيح.
اسمه عبد الله.
والذي روى عنه عطاء بن السائب أبو مسلم الاغر.
أبو عبد الله البراد إسمه سالم.
أبو موسى (الذي روى عنه راشد بن سعد اسمه) يحنس.
الاعمش سليمان بن مهران.
أبو كثير (الذي روى عن أبي هريرة) اسمه يزيد بن عبد الرحمن بن أذينة السحيمي.(8/58)
أبو زميل سماك الحنفي.
أبو النجاشي مولى رافع بن خديح اسمه عطاء.
أبو كدينة يحيي بن المهلب.
اسم أبي تحي الحكيم بن سعد.
أبو يزيد (الذي روى عنه سفيان) وفاء بن أياس.
أبو خالد الدالاني يزيد بن عبد الرحمن.
أبو الفرات (الذي روى عنه أبو حيان) شداد بن أبي العالية.
أبو طلق علي بن حنظلة ، أبو سلمان (صاحب مسعر إسمه) يزيد.
الهزمان (الذي روى عنه عبد الله اسمه) هانئ.
واسم أبي عمر صاحب ابن الحنفية دينار مولى بشر بن غالب.
اسم أبي سنان الاسدي عبد الله بن وهب.
أبو عباس الزرقي اسمه زيد.
أم سليم بن عمرو بن الاحوص اسمها أم جندب.
أبو سعيد الاحمسي المخارق بن عبد الله.
أبو هارون العبدي عمارة بن جوين.
أبو العبيد بن معاوية بن سبرة بن حسين.
واسم أبي عياض عمرو بن الاسود العنسي.
واسم ابي إدريس المرهبي سوار.
أبو قتادة العدوي تميم بن نذير.
أبو هبيرة حريث بن مالك.
أبو هبيرة يحيي بن عباد الانصاري.
أبو الجوزاء اسمه أوس بن عبد الله بن الربعي.
أبو الدهماء قرفة بن نهيس.
أبو همام الوليد بن قيس السكوني.
أبو إبراهيم الانصاري يقولون : هو عبد الله بن أبي قتادة.
اسم أبي هارون الغنوي إبراهيم بن العلاء.
اسم أبي مرثد الغنوى كناز بن حصين.(8/59)
أبو إدريس الخولاني عائذ الله.
اسم أبي غلاب يونس بن جبير.
اسم أبي العالية البراء كلثوم مولى لقريش.
وإسم أبي الجهم صبيح (الذي روى عنه أصحابنا).
أبو قدامة الذي روى عنه سماك اسمه النعمان بن حميد.
أبو إسرائيل العبسي اسمه إسماعيل بن إسحاق.
أبو مالك الاشعري اسمه عمرو.
ابن حوالة اسمه عبد الله.
أم الرائح بنت صليع اسمها الرباب.
أبو زيد الانصاري اسمه عمرو بن أخطب.
اسم أبي عمر البهراني يحيي بن عبيد.
اسم أبي بلج الفزاري يحيي بن أبي سليم.
اسم أبي الجلاس عقبة بن سيار.
اسم أبي همام (الذي روى عنه يعلي بن عطاء) عبد الله بن يسار.
اسم أبي قزعة (الذي روى عنه حماد بن سلمة) سويد بن حجير الذهلي.
اسم ابن منبه وهب.
اسم أم الفضل لبابة بنت الحارث.
اسم أبي نعامة الحنفي قيس بن عباية.
أبو نعامة الشقري عبد ربه.
أبو عقيل بشر بن عقبة.
أبو طوالة عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر.
أبو مودود عبد العزيز بن أبي سليمان.
اسم أبي فراس (مولى عمرو بن العاص) يزيد بن رياح.
أبوالزنباع (الذي روى عنه أبو حيان) صدقة بن صالح.
اسم أبي معاوية محمد بن خازم.
اسم أبي الاحوص سلام بن سليم.
اسم أبي المهزم يزيد بن سفيان.
اسم أبي عبد الله الجدلي عبد بن عبد.(8/60)
مات أبو خالد الوالبي في سنة مائة واسمه هرمز.
ويذكرون أن سعيد بن المسيب قال : ولدت في سنتين مضتا من خلافة عمر رضي الله عنه.
ويذكرون أن أبا أيوب الازدي صاحب قتادة يحيي بن مالك.
واسم أم هانئ بنت أبي طالب هند.
وأم حكيم بنت الزبير اسمها ضباعة.
أبو حميد الساعدي عبد الرحمن بن سعد بن المقدام.
أم خالدة بنت خالد اسمها أمة بنت خالد.
ويذكرون أن اسم أبي معبد مولى ابن عباس نافذ.
ويذكرون إن اسم أبي يحيى الاعرج مصدع مولى معاذ بن عفراء.
ويذكرون أن اسم أم عطية الانصارية نسيبة.
أبو عمار الهمداني هو عريب بن حميد.
أبو نوفل بن أبي عقرب اسمه معاوية بن مسلم بن أبي عقرب.
أبو حرملة مالك بن قيس القادي.
أبو السواد عمرو بن عمران.
وبلغني أن اسم أبي قيس بن أبي حازم عوف بن الحارث.
وبلغني أن اسم ابن مربع زيد بن مربع.
واسم أبي ثعلبة الخشني لاشر بن حمير.
واسم أبي مسلم الخولاني عبد الله بن ثوب.
القاسم بن الاسود يكنى أبا القزمان.
وطاوس أبو عبد الرحمن.
عقيل بن أبي طالب يكنى أبا يزيد.
سلمان الفارسي أبو عبد الله.
صهيب أبويحيي.
عطاء بن أبي ميمونة يكنى بأبي معاذ.
نعيم بن زياد (الذي روى عنه عامر) يكنى بأبي يحيى.
مولى يزيد بن موهب يكنى بأبي عبد الرحمن.
موسى بن طلحة أبو عيسى.
مسلم بن صبيح كنيته أبو الضحى.(8/61)
اسم أبي عطية حاجب بن الاقمر.
عمرو بن أبي جندب يزيد الذي روى عنه عمران يكني بأبي بردة.
زيد بن صوحان أبو عائشة.
كنية مؤرق العجلي أبو المعتمر.
عمرو بن عنبسة أبو نجيح.
ذكوان أبو الجوزاء قتل سنة ثلاث وثمانين في الجماجم ، وعقبة بن عبد الغافر وعبد الله ابن غالب.
وذكر أن مطرف أكبر من الحسن بعشرين سنة ، وكان أخوه أبو العلاء أكبر من الحسن بعشر سنين.
ومات مطرف بعد الطاعون الجارف.
ومات أبو نضرة وأبو مجلز وبكر قبل الحسن بقليل ، وذكر أن الحسن كان أكبر من محمد بعشر سنين.
(2) حدثنا عبد الله بن ادريس عن محمد بن إسحاق عن عن الزهري قال : كنت إذا لقيت عبيد الله فكأنما أفجر به مجرا.
(3) حدثنا أبو داود عن شعبة عن عبد الملك بن ميسرة قال : لم يلق الضحاك ابن عباس ، إنما لقي سعيد بن جبير بالري فأخذ عنه التفسير.
(4) حدثنا ابن عيينة عن عمرو عن الحسن بن محمد أن فاطمة دفنت ليلا.
(5) حدثنا شبابة بن سوار حدثنا سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال عن عبد الله بن مغفل قال : مر عبد الله بن سلام في أرض إلى جنبه ، فقال : إن هذا رأس أربعين سنة تكون عندها صلح ، قال : فكان جماعة معاوية عند رأس الاربعين.
(6) حدثنا أبو داود عن شعبة قال أخبرني مشاش قال : سألت الضحاك : رأيت ابن عباس ؟ قال : لا.
(7) حدثنا إسماعيل بن علية عن منصور بن عبد الرحمن عن الشعبي قال : مات أبو بكر وعمر وعلي ولم يجمعوا القرآن.
__________
(12 / 4) وقد توفيت رضي الله عنها وحروب الردة قائمة.(8/62)
(8) حدثنا ابن علية عن يونس قال : لما توفي سعيد بن الحسن وجد عليه الحسن وجدا شديدا ، فكلم في ذلك فقال : ما سمعت الله عاب على يعقوب الحزن ، وقال الحسن :
لما توفي عتبة بن مسعود وجد عليه ابن مسعود ، فلما كلم في ذلك قال : أما والله إذا قضى ما قضى ما أحب أني دعوته فأجابني.
(9) حدثنا يحيى بن آدم حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق قال : حدثت أن قيس بن سعد بن عبادة خدم النبي (ص).
(10) حدثنا عبد الله قال أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن رجل حدثه أن أبا بكر طاف بعبد الله بن الزبير بخرقة ، وكان أول مولود ولد في الاسلام.
(11) حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا همام قال : دخل أبو داود الاعمى على قتادة ، فلما خرج قالوا له : هذا يروي عن ثمانية عشر بدريا ، قال : هذا كان سائلا قبل الجارف لا يعرض لشئ ، فوالله ما حدثنا وسعيد بن المسيب عن بدري مشافهة إلا سعيد عن سعيد.
(12) حدثنا غندر عن شعبة عن عمرو بن مرة قال قلت لابي عبيدة : أكان عبد الله مع النبي (ص) ليلة الجن ؟ قال : لا.
(13) حدثنا يعلى بن عبيد عن الاعمش عن إبراهيم قال : ذكر ذلك لعلقمة وقال : وددت أن صحابيا كان نعم.
(14) حدثنا حسين بن علي عن فضيل عن هشام قال قلت : كم أدرك الحسن من أصحاب النبي (ص) ؟ قال : ثلاثين ومائة قال : قلت : كم أدرك ابن سيرين ؟ قال : ثلاثين.
(15) حدثنا أبو أسامة عن إسماعيل عن عامر قال : حدثني عبد الرحمن بن أبزى قال : صليت مع عمر على زينب ، وكانت أول نساء النبي (ص) ماتت بعد النبي (ص).
__________
(12 / 8) وجد عليه : حزن لموته.
(12 / 9) أي أنه كان شابا في عهد الرسول (ص).
(12 / 10) لان عبد الله بن الزبير حفيد أبي بكر من ابنته.
(12 / 11) سعيد عن سعيد : سعيد بن المسيب عن سعيد بن جبير.
(12 / 12) عبد الله المقصود عبد الله بن مسعود.
(*)(8/63)
(16) حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه قال : توفيت خديجة قبل أن يخرج النبي
(ص) إلى المدينة بسنتين أو قريبا من ذلك ، ثم نكح عائشة وهي بنت ست سنين ، ثم نكح عائشة وهي بنت تسع.
(17) حدثنا يحيى بن آدم عن شريك قال سمعت أبا إسحاق يقول : ولدت لسنتين من إمرة عثمان ، قال شريك : ودفناه أيام الخوارج.
(18) حدثنا محمد بن عبد الله الاسدي حدثنا حيان عن مجالد عن الشعبي قال : كتب أبو موسى إلى عمر أنه يأتينا كتب ما نعرف تأريخها فأرخ ، فاستشار أصحاب النبي (ص) فقال بعضهم : أرخ لمبعث رسول الله (ص) ، وقال بعضهم : أرخ لموت رسول الله (ص) ، فقال عمر : أرخ لمهاجر رسول الله (ص) فإن مهاجر رسول الله (ص) فرق بين الحق والباطل - فأرخ.
(19) عبد الله بن زبير أبو بكر.
عمر ابن الخطاب أبو حفص.
عثمان بن عفان أبو عبد الله وتكنى بأبي عمرو.
حذيفة أبو عبد الله.
الزبير بن العوام أبو عبد الله.
جرير بن عبد الله أبو عبد الله ، وقال بعضهم : أبو عمرو.
عبد الله بن مسعود أبو عبد الرحمن.
ابن عمر أبو عبد الرحمن.
علي بن أبيطالب أبو الحسن.
سعد بن أبي وقاص أبو إسحاق.
عباس بن عبد المطلب أبو الفضل.
ابن عباس أبو العباس.
أبي بن كعب أبو المنذر.
عمران بن حصين أبونجبد.
خالد بن زيد أبو أيوب.
عقبة بن عمرو أبو مسعود.
__________
(12 / 16) نكح الاولى : بمعني عقد قرانه عليها ونكح الثاني : بنى بها.
(*)(8/64)
أنس بن مالك أبو حمزة.
الحسن بن علي أبو محمد.
الاشعث بن قيس أبو محمد.
الحسين بن علي أبو عبد الله.
المقداد بن الاسود أبو عمرو.
حمزة بن عبد المطلب أبو عمارة.
معاوية أبو عبد الرحمن.
عبد الرحمن بن عوف أبو محمد.
خالد بن الوليد أبو سليمان.
عمار أبو اليقظان.
طلحة بن عبيد الله أبو محمد.
مغيرة بن شعبة أبو عبد الله.
وعمرو بن حريث أبو سعيد.
سعد بن مالك.
عمرو بن العاص أبو عبد الله.
مروان بن الحكم أبو عبد الملك.
شريح أبو أمية.
سويد بن غفلة أبو أمية.
الاسود بن يزيد أبو عمرو.
علقمة أبو شبل.
مسروق أبو عائشة.
ابن الحنفية أبو القاسم.
سعيد بن المسيب أبو محمد.
عبد الله بن معقل أبو الوليد.
سعيد بن جبير أبو عبد الله.
مجاهد أبو الحجاج.
عطاء بن أبي رباح أبو محمد.
أياس بن معاوية أبو واثلة.
ابن أبي شيبة - ج 8 - م 5(8/65)
ابن سيرين أبو بكر.
الحسن أبو سعيد.
الشعبي أبو عمرو.
إبراهيم النخعي أبوعمران.
عبد الرحمن بن أبي ليلى أبو عيسى.
عبد الله بن عكيم أبو معبد.
الحكم بن عتيبة أبو عبد الله.
حماد بن أبي سليمان أبو إسماعيل.
المهلب بن أبي صفرة أبو سعيد.
واقع بن سحبان أبو عقيل.
عطاء بن أبي ميمونة أبو معاذ.
سعد بن معاذ أبو عمرو.
عمرو بن شعيب أبو إبراهيم.
عبد الله بن عمرو أبو محمد.
عبد الله بن الحرث يكنى بأبي الوليد.
تم كتاب التأريخ والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم.(8/66)
بسم الله الرحمن الرحيم 33 كتاب الجنة (1) ما ذكر في الجنة وما فيها مما أعد لاهلها (1) حدثنا أبو بكر عبد الله بن أبي شيبة عن سفيان بن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال : أرض الجنة من ورق ، وترابها مسك ، وأصول شجرها ذهب وفضة ، وأفنانها لؤلؤ وزبرجد وياقوت ، والورق والثمر تحت ذلك ، فمن أكل قائما لم يؤذه ، ومن أكل جالسا لم يؤذه ، ومن أكل مضطجعا لم يؤذه * (وذللت قطوفها تذليلا) *.
(2) حدثنا معاوية بن هشام قال حدثنا علي بن صالح عن عمرو بن ربيعة عن الحسن عن ابن عمر قال : سئل رسول الله (ص) : كيف هي ؟ قال : (من يدخل الجنة يحيى لا يموت ، وينعم لا يبأس ، ولا تبلى ثيابه ولا يبلى شبابه ، قيل : يا رسول الله ! كيف بناؤها ؟ قال : لبنة من فضة ولبنة من ذهب ، ملاطها مسك وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت ، وترابها الزعفران).
(3) حدثنا أبو أسامة عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري أن ابن
صياد سأل رسول الله (ص) عن تربة الجنة فقال : (درمكة بيضاء مسك خالص).
(4) حدثنا عبد الله بن نمير قال حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن حكيم بن جابر قال : إن الله تبارك وتعالى لم يمس بيده من خلقه غير ثلاثة أشياء : [ الجنة ] بيده ثم جعل ترابها الورس والزعفران وجبالها المسك ، وخلق آدم بيده ، وكتب التوراة لموسى عليه السلام.
(5) حدثنا أبو معاوية ووكيع عن الاعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق عن عبد الله قال : أنهار الجنة تفجر من جبل من مسك.
__________
(1 / 1) من ورق : من فضة.
* (وذللت قطوفها تذليلا) * سورة الانسان من الآية / 14.
(1 / 2) الملاط هو ما يجعل بين اللبنة والاخرى أي بين الحجر والآخر كي يتماسك البناء كالطين أو الاسمنت.
(1 / 3) الدرمكة : التربة الناعمة كالطحين.
(*)(8/67)
(6) حدثنا وكيع عن مسعر عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة عن مسروق قال : أنهار الجنة في غير أخدود ، و [ بئرها ] كالقلال ، كلما نزعت ثمرة عادت أخرى ، والعنقود اثني عشر ذراعا.
(7) حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي سنان عن أبي الهذيل قال : سمعت عبد الله بن عمرو قال : العنقود أبعد من صنعاء.
(8) حدثنا وكيع عن سفيان عن حماد عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : سعف الجنة منه كسوتهم ومقطعاتهم ، قال : وقال ابن عباس : وثمرها ليس له عجم.
(9) حدثنا وكيع عن سفيان عن سلمة بن كهيل عن الحسن [ العرى ] عن هذيل بن شر حبيل عن عبد الله في قوله : * (سدرة المنتهى) * قال : صبر الجنة يعني وسطها ، عليها فضول السندس والاستبرق.
(10) حدثنا زيد بن الحباب قال أخبرني يحيي بن أيوب عن يزيد بن أبي حبيب عن مرثد بن عبد الله البرني عن تبيع ابن إمرأة كعب قال : تزلف الجنة ثم تز خرف ثم ينظر إليها من خلق الله من مسلم أو يهودي أو نصراني إلا رجلان : رجل قتل مؤمنا متعمدا روجل قتل معاهدا متعمدا.
(11) حدثنا وكيل عن الاعمش عن أبي ظبيان عن حريث عن سلمان قال : الشجر والنخل أصولها وسوقها اللؤلؤ.
(12) حدثنا أبو خالد الاحمر عن حميد عن أنس قال : قال رسول الله (ص) : (لما انتهيت إلى السدرة إذا ورقها مثل آذان الفيلة ، وإذا نبقها أمثال القلال ، فلما غشيها من أمر الله ما غشيها تحولت) - فذكر الياقوت.
__________
(1 / 6) [ بئرها ] كذا في الاصل والصواب [ ثمرها ] لقوله بعد ذلك كلما نزعت ثمرة ، ولان الثمر قد يشبه بالقلال ، والقلال ج.
قلة وهي الجرة الكبيرة ولا تشبه الآبار بها.
(1 / 8) ليس له عجم : ليس له بذور والعجم أصلا نواة التمر.
(1 / 9) سورة النجم من الآية (14) والسدرة شجرة النبق.
(1 / 10) أي أن هذين يحرمان حتى من النظر إليها ورؤيتها.
(1 / 11) أصولها : جذورها وجذوعها ، سوقها : أغصانها.
(1 / 12) فذكر الياقوت : أي ذكر أي ثمر النبق صار كالياقوت إلا أن الراوي لا يذكر بقية الحديث لفظا محددا أو معنى واضحا.
وثمر النبق أصلا : حب أبيض كحب الآس إلا أنه أشد وله بذرة في = = وسطه تنقسم إلى جزئين كأنه حب البن والنبق أشبه بثمر الزعرور إلا أن الزعرور أحمر اللون والنبق أبيض مسكي.
(*)(8/68)
(13) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن حسان عن مغيث بن سمي في قوله * (طوبى) * قال هي شجرة في الجنة ، ليس في الجنة أهل دار إلا يظلهم غصن من
أغصانها ، فيها من ألوان الثمر ، وتقع عليها طير أمثال البخت ، قال : فإذا اشتهى الرجل الطائر دعاه فيجئ حتى يقع على خوانه ، قال فيأكل من أحد جانبيه قديدا ومن الآخر شواء ، ثم يعود كما كان فيطير.
(14) حدثنا وكيع عن العلاء بن عبد الكريم قال سمعت ابن سابط يقول : إن الرسول يجئ إلى الشجرة من شجر الجنة فيقول : إن ربك يأمرك تفتقي لهذا ما شاء ، فإن الرسول ليجئ إلى الرجل من أهل الجنة فينشر عليه الحلة فيقول : قد رأيت الحلل فما رأيت مثل هذه.
(15) حدثنا أبو أسامة عن الاعمش عن أبي صالح قال : طوبى شجرة في الجنة ، لو أن راكبا ركب جذعة أو حقة فأطاف بها ما بلغ ذلك الموضع الذي ركب منه حتى يدركه الهرم.
(16) حدثنا زيد بن الحباب قال أخبرنا معاوية بن صالح قال أخبرني عمرو بن قيس قال : إن الرجل من أهل الجنة يشتهي الثمرة فتجئ حتى تسيل في فيه وأنها في أصلها في الشجرة.
(17) حدثنا أبو أسامة قال حدثنا زكريا عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن عوسجة عن علقمة عن عبد الله قال : الجنة سجسج لا قر فيها ولا حر.
(18) حدثنا أبو معاوية عن عبد الرحمن بن إسحاق عن النعمان بن سعد عن علي قال : قال رسول الله (ص) : (إن في الجنة سوقا ما فيها بيع ولا شراء إلا الصور من الرجال والنساء ، فإذا اشتهي الرجل صورة دخل فيها ، وإن فيها لمجتمعا للحور العين ، يرفعن أصواتا ، لم ير الخلائق مثلها ، يقلن : نحن الخالدات فلا نبيد ، ونحن الراضيات فلا نسخط ، ونحن الناعمات فلا نبأس ، فطوبى لمن كان لنا وكنا له).
(19) حدثنا أبو معاوية عن عبد الرحمن بن إسحاق عن النعمان بن سعد عن علي
__________
(1 / 17) السجسج : الارض المعتدلة المناخ المستوية لا صلبة ولا لينة.
(*)(8/69)
قال : قال رسول الله (ص) ، (إن في الجنة غرفا يرى ظهورها من بطونها وبطونها من ظهورها ، قال : فقام أعرابي فقال : هي لمن يا رسول الله ؟ فقال : هي لمن طيب الكلام وأطعم الطعام وأفشى السلام وصلى بالليل والناس نيام).
(20) حدثنا زيد بن الحباب قال حدثني سعيد بن عبد الرحمن قال حدثنا أبو حازم عن سهل بن سعد قال : قال رسول الله (ص) وذكر الجنة فقال : (فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر).
(21) حدثنا علي بن مسهر عن محمد بن عمر عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي (ص) قال : (يقول الله تبارك وتعالى : أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ، ولا خطر ، على قلب بشر ، اقرؤا إن شئتم * (فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون) * وفي الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها ، اقرأوا إن شئتم * (وظل ممدود) * لموضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها ، اقرأوا إن شئتم * (فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور) *).
(22) حدثنا يزيد بن هارون عن سليمان التيمي عن أنس بن مالك قال : إن أهل الجنة ليقولون : انطلقوا بنا إلى سوق ، فيأتون جبالا من المسك - أو جبالا من مسك - ، أو كثبانا من مسك ، فيبعث الله عليهم ريحا فيدخلهم منازلهم فيقول لهم أهلوهم : لقد ازددتم بعدنا حسنا ويقولون لاهليهم مثل ذلك.
(23) حدثنا مروان بن معاوية عن صالح عن عبد الله العجلي قال حدثنا يحيى الجزار أن النبي (ص) قال : (إن طير الجنة أمثال البخاتي).
(24) حدثنا مروان بن معاوية عن عوف عن الحسن أن النبي (ص) نعت يوما الجنة وما فيها من الكرامة فقال فيها ، يقول : (إن فيها طيرا أمثال البخت).
(25) حدثنا عيسى بن يونس عن ثور عن خالد بن معدان عن عبد الله بن عمر
قال : الجنة مطوية معلقة بقرون الشمس ، تنشر في كل عام مرة وأرواح المؤمنين في جوف طير خضر ، كالزرازير ، يتعارفون ويرزقون من ثمر الجنة.
__________
(1 / 21) * (فلا تعلم نفس ما أخفي) * سورة السجدة من الآية (17).
* (وظل محدود) * سورة الواقعة من الآية (30).
* (فمن زحزح عن النار) * سورة آل عمران من الآية (185).
(*)(8/70)
(26) حدثنا مروان بن معاوية عن علي بن الوليد ، قال أبي : سئل المجاهد هل في الجنة سماع ؟ قال : إن في الجنة لشجرة لها سماع لم يسمع السامعون إلى مثله.
(27) حدثنا رواد بن الجراح عن الاوزاعي عن إسماعيل بن عبيد الله عن علي بن عبد الله بن عباس في قوله : * (ولسوف يعطيك ربك فترضى) * قال : ألف قصر من لؤلؤ أبيض ترابه المسك وفيهن ما يصلحهن.
(28) حدثنا يحيى بن يمان عن أشعث عن جعفر عن سعيد بن جبير قال : أدنى أهل الجنة منزلة من له ألف قصر ، فيه سبعون ألف خادم ، ليس منهن خادم إلا في يدها صحفة سوى ما في يد صاحبها ، لا يفتح بابه بشئ يريده ، لو ضافه جميع أهل الدنيا لاوسعهم.
(29) حدثنا يحيى بن يمان عن أشعث عن جعفر عن سعيد بن جبير قال : كان يقال : طول الرجل من أهل الجنة تسعون ميلا ، وطول المرأة ثمانون ميلا ، ومقعدها جريب ، وإن شهوته لتجري في جسدها سبعين عاما يجد اللذة.
(30) حدثنا يعلى بن عبيد قال حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن زياد مولى بني مخزوم قال : سمعت أبا هريرة يقول : إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام واقرأوا إن شئتم * (وظل ممدود) * فبلغ ذلك كعبا قال : صدق الذي أنزل التوراة على لسان موسى والفرقان على لسان محمد (ص) لو أن رجلا ركب حقة أو جذعة ثم دار بأصل تلك الشجرة ما بلغها حتى يسقط هرما ، إن الله غرسها بيده ونفخ فيها من روحه ، وإن أفنانها من وراء سور الجنة ، وما في الجنة نهر إلا يخرج من أصل تلك الشجرة.
(31) حدثنا يزيد بن هارون قال حدثنا همام بن يحيى عن أبي عمران الجوني عن أبي بكر بن أبي موسى عن أبيه عن النبي (ص) قال : (الخيمة درة طولها ستون ميلا ، في كل زاوية منها أهل للمؤمن لا يراهم غيرهم).
(32) حدثنا أبو أسامة عن هشام بن حسان عن يزيد الرقاشي عن رجل عن كعب قال : لو أن امرأة من نساء أهل الجنة بدا معصمها لذهب بضوء الشمس.
__________
(1 / 26) السماع : الطرب والغناء والموسيقى.
(1 / 27) سورة الضحى الآية (5).
(1 / 29) مقعدها : أردافها.
(1 / 31) أهل : نساء من الحور العين.(8/71)
(33) حدثنا الفضل بن دكين عن سلمة بن نبيط عن الضحاك قال : لو أن امرأة من أهل الجنة أطلعت كفها لاضاء ما بين السماء والارض.
(34) حدثنا معتمر بن سليمان عن ليث عن مجاهد قال : إنه ليوجد ريح المراة من الحور العين من مسيرة خمسين سنة.
(35) حدثنا شبابة بن سوار عن ابن أبي ذئب عمن سمع أنسا يقول : إن الحور العين في الجنة ليتغنين ، يقلن : نحن الخيرات الحسان * حبسنا للازواج الكرام (36) حدثنا ابن فضيل عن عطاء بن السائب عن عمرو بن ميمون قال حدثنا عبد الله بن مسعود ان المرأة من نساء أهل الجنة تلبس سبعين حلة من حرير فيرى بياض ساقيها وحسن ساقيها ومخ ساقيها من وراء ذلك كله ، وذلك أن الله يقول : * (كأنهن الياقوت والمرجان) * وإنما الياقوت حجر ، فان أخذت سلكا وجعلته في ذلك الحج ثم استصفيته رأيت السلك من وراء الحجر.
(37) حدثنا يزيد بن هارون عن همام عن قتادة عن أبي أيوب الازدي أو شهر بن حوشب - شك همام - عن عبد الله بن عمرو قال : في الجنة من عتاق الخيل وكرام النجائب يركبها أهلها ، وقال : الحناء سيد ريحان الجنة.
(38) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا المسعودي عن علقمة بن مرثد عن ابن بريدة عن أبيه أن رجلا قال : يا رسول الله ! أحب الخيل فهل في الجنة خيل ؟ فقال : يا عبد الله ! إن يدخلك الله الجنة فلك فيها ما اشتهت نفسك ولذت عينك.
(39) حدثنا إسماعيل بن علية عن الجريري عن لقيط بن المثنى الباهلي قال : قيل يا أبا أمامة ! يتزاور أهل الجنة ؟ قال نعم ، والله على الجنائب عليها المياثر.
(40) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن منهال بن عمرو عن قيس بن السكن عن
__________
(1 / 36) سورة الرحمن الآية (58).
استصفيته : وضعته في الضوء كي ترى صفاءه.
(1 / 38) ولذت عينك : ولذ لعينك.
(1 / 39) المياثر ج.
ميسرة وهي هنة كهيئة المرفقة تتخذ للسرج كالصفه وهو فراش صغير يحشي بقطن أو صوف يجعله الراكب تحته على الرحال والسروج ويجلس عليه.
الخبائب : الركائب النجيبة.
(*)(8/72)
عبد الله قال : إن الرجل من أهل الجنة ليؤتى بالكأس وهو جالس مع زوجته فيشربها ثم يلتفت إلى زوجته فيقول : قد ازددت في عيني سبعين ضعفا حسنا.
(41) حدثنا وكيع وعبدة بن سليمان عن الاعمش عن ثمامة بن عقبة المحلمي عن زيد بن أرقم قال : قال رسول الله (ص) : (إن الرجل من أهل الجنة ليعطى قوة مائة رجل في الاكل والشرب والجماع والشهوة) ، فقال رجل من اليهود : فإن الذي يأكل ويشرب تكون له الحاجة فقال رسول الله (ص) : حاجة أحدكم عرق يفيض من جلده فإذا بطنه قد ضمر).
(42) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عي أبي صالح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله (ص) : (قال الله تعالى : أعددت لعبادي الصالحين ما لم تر عين ولم تسمع أذن ولم
يخطر على قلب بشر ، قال أبو هريرة : قال رسول الله (ص) : بله ما قد أطلعكم عليه ، اقرأوا إن شئتم * (فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين) * الآية ، وكان أبو هريرة يقرأها قرات أعين.
(43) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله (ص) : (أول زمرة يدخلون الجنة من أمتي على صورة القمر ليلة البدر ، ثم الذين يلونهم على أشد نجم في السماء إضاءة ، ثم هم بعد ذلك منازل ، لا يتغوطون ولا يبولون ولا يتمخطون ولا يبزقون ، أمشاطهم الذهب ومجامرهم الالوة (قال أبو بكر : يعني العود) ورشحهم المسك ، أخلاقهم على خلق رجل واحد على صورة أبيهم آدم ستين ذراعا).
(44) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن مجاهد عن عبيد بن عمير قال : قال رسول الله (ص) : (إن أدنى أهل الجنة منزلة لرجل له دار من لؤلؤة واحدة منها غرفها وأبوابها).
(45) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن رجل عن كعب قال : إن أدنى أهل الجنة منزلة يوم القيامة ليؤتى بغدائه في سبعين ألف صحفة ، في كل صحفة لون ليس كالآخر ، فيجد للآخر لذة أوله ليس فيه رذل.
__________
(1 / 42) سورة السجدة من الآية (17).
(*)(8/73)
(46) حدثنا يزيد بن هارون عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله (ص) : (إن أدنى أهل الجنة منزلة من يتمنى على الله ، فيقال له : ذلك ومثله معه ، ويلقن كذا وكذا ، فيقال له : ذلك لك ومثله معه ، فقال أبو سعيد الخدري : قال رسول الله (ص) : ذلك له وعشرة أمثاله).
(47) حدثنا حسين بن علي عن أبي الحر عن نوير عن ابن عمر قال : إن أدنى أهل
الجنة منزلة من ينظر إلى ملكه ألفي عام يرى أقصاه كما يرى أدناه ، وإن أفضل أهل الجنة منزلة من ينظر إلى وجه الله في كل يوم مرتين.
(48) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرني جرير بن عثمان قال حدثنا سليمان بن نمير الالهاني قال حدثنا كثير بن مرة الحضرمي قال : إن الصحابة [...].
(49) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا جرير بن عثمان عن سليمان بن نمير عن سفيان بن عمير عن عبد الله بن عمر قال : إن الرجل من أهل الجنة ليجئ فتشرف عليه النساء فيقلن : يا فلان بن فلان ! ما أنت حين خرجت من عندنا بأولى بك منا ، فيقول : ومن أنتن ؟ فيقلن : نحن من اللاتي قال الله تعالى : * (فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون) *.
(50) حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة قال : قال عبد الله : إنه لمكتوب في التوراة : لقد أعد الله للذين تتجافى جنوبهم عن مضاجع ما لم تر عين ولم تسمع أذن ولا خطر على قلب بشر ، وما لا يعلمه ملك ولا مرسل ، قال : ونحن نقرأها * (فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين) * إلى آخر الآية.
(51) حدثنا وكيع بن الجراح عن إسرائيل عن أبى إسحاق عن عاصم بن ضمرة قال : سمعت عليا يقول : * (وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا) * حتى إذا انتهوا إلى باب من أبواب الجنة وجدوا عند بابها شجرة تخرج من تحت ساقيها عينان فيأتون إحداهما كأنما أمروا بها فيتطهرون فيها ، فتجرى عليهم نضرة النعيم ، قال : فلا تتغبر
__________
(1 / 46) يلقن كذا وكذا : يعلمه الملائكة أو من حوله من أهل الجنة أن يطلب أشياء لم تخطر على باله.
(1 / 48) إن الصحابة [...] الحديث ، كذا ناقص في الاصل وفيه بياض مقدار أربع كلمات.
(1 / 51) سورة الزمر من الآية (73).
من تحت ساقيها : من أدنى جذعها.
عينان : عيني ماء.
= أبشارهم : جلودهم.
الحميم : القريب قرابة حميمة كالاب أو الجد أو الاخ الاكبر.
* (وقالوا الحمد لله الذي هدانا) * سورة الاعراف الآية (43).
(*)(8/74)
أبشارهم بعدها أبدا ، ولا تشعث شعورهم بعدها أبدا ، كأنما دهنوا قال : ثم يعمدون إلى الاخرى فيشربون منها فتذهب ما في بطونهم من أذى وقذى ، وتتلقاهم الملائكة فيقولون * (سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين) * قال : ويتلقى كل غلمان صاحبهم يطيفون به فعل الولدان بالحميم يقدم من الغببة ، يقولون : أبشر قد أعد الله لك من الكرامة كذا ، ويسبق غلمان من غلمانه إلى أزواجه من الحور العين فيقولون : هذا فلان - باسمه في الدنيا - قد أتاكن ، قال : فيقلن : أنتم رأيتموه ، فيقولون : نعم ، قال : فيستخفهن الفرح حتى يخرجن إلى أسكفة الباب ، قال : ويدخل الجنة فإذا نمارق مصفوفة وأكواب موضوعة وزرابي مبثوثة ، فيتكئ على أريكة من أرائكه ، قال : فينظر إلى تأسيس بنيانه فإذا هو قد أسس على جندل اللؤلؤ بين أصفر وأحمر وأخضر ومن كل لون ، قال : ثم يرفع طرفه إلى سقفه فلولا أن الله قدره له لالم بصره أن يذهب بالبرق ثم قرأ * (وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله) *.
(52) حدثنا يزيد بن هارون عن أبي مالك الاشجعي عن خالد عن أبي هريرة قال : والذي أنزل الكتاب على محمد (ص) ! إن أهل الجنة ليزدادون جمالا وحسنا كما يزدادون في الدنيا قباحة وهرما.
(53) حدثنا يزيد بن هارون عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي (ص) قال : (يدخل أهل الجنة الجنة جردا مردا بيضاء جعادا مكحلين أبناء ثلاث وثلاثين على خلق آدم طوله ستون ذراعا في عرض سبع أذرع).
(54) حدثنا وكيع عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي الاحوص عن عبد الله قال :
يقول غلمان أهل الجنة : من أين نقطف لك ؟ من أين نسقيك ؟
__________
(1 / 53) جردا : لا شعر يغطي جلودهم كما في الدنيا.
مردا : لا لحى لهم.
جعادا : جعد الشعر.
(*)(8/75)
(55) حدثنا علي بن مسهر عن الاجلح عن عبد الله بن أبي الهذيل أن موسى - أو غيره من الانبياء - قال : يا رب ! كيف يكون هذا منك ؟ أولياؤك في الارض جائعون يقتلون ، ويطلبون فلا يعطون وأعداؤك يأكلون ما شاءوا ويشربون ما شاءوا - ونحو هذا ، فقال انطلقوا بعبدي إلى الجنة فينظر ما لم ير مثله قط إلى أكواب موضوعة ونمارق مصفوفة وزرابي مبثوثة ، وإلى الحور العين وإلى الثمار وإلى الخدم كأنهم لؤلؤ مكنون ، فقال : ما ضر أوليائي ما أصابهم في الدنيا إذا كان مصيرهم إلى هذا ، ثم قال : انطلقوا بعبدي هذا ، فانطلق به إلى النار فيخرج منها عنق فصعق العبد ، ثم أفاق فقال : ما نفع أعدائي ما أعطيتهم في الدنيا إذا كان مصيرهم إلى هذا ، قال : لا شئ.
(56) حدثنا زيد بن الحباب قال حدثني عنبسة بن سعيد قاضي الري عن جعفر عن أبي المغيرة عن سمرة بن عطية عن كعب قال : إن الله ملكا ، يصوغ حلى أهل الجنة من يوم خلق إلى أن تقوم الساعة ولو أن حليا من حلي أهل الجنة أخرج لذهب بضوء شعاع الشمس ، فلا تسألوا بعدها عن حلي أهل الجنة.
(57) حدثنا أبو أسامة عن سفيان عن أبي ملح قال : سمعت إبراهيم يقول : في الجنة ما شاءوا ولا ولد ، قال : فينظر النظرة فينشأ له الشهوة ، ثم ينظر النظرة فينشأ له شهوة أخرى.
(58) حدثنا معاوية بن هشام قال حدثنا سفيان عن منصور قال سئل ابن عباس : أفي الجنة ولد ؟ قال : إن شاءوا.
(59) حدثنا زيد بن الحباب عن موسى بن عبيدة قال حدثني محمد بن كعب عن عوف بن مالك الاشجعي قال : قال رسول الله (ص) : (إني لاعلم آخر أهل الجنة دخولا الجنة ، رجلا كان يسأل الله أن يزحزحه عن النار ، إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار كان بين ذلك ، فقال : يا رب ! أدنني من باب الجنة ، فقيل : يا ابن آدم ! ألم تسأل أن تزحزح عن النار ، فقال : ومن مثلك ، فأدنني من باب الجنة ، فنظر إلى شجرة عند باب الجنة فقال : أدنني منها لاستظل بظلها وآكل من ثمرها ، قال : يا ابن آدم ألم تقل ، فقال : يا رب ! ومن مثلك ، فأدنني منها وإلى أفضل من ذلك ، فقال : يا رب ! أدنني ، فقال : يا ابن آدم ! ألم تقل ، حتى قال : يا رب ومن مثلك ، فأدنني ،
__________
(1 / 55) يخرج منها عنق : يخرج منها لسان نار ولهيب أسود.
(*)(8/76)
فقيل : اعد - (قال أبو بكر : العدو الشد) - فلك ما بلغته قدماك ورأته عيناك ، قال : فيعدوا حتى إذا بلح (يعني أعيا) قال : يا رب ، هذا لي وهذا لي ، فيقال : لك مثله وأصعافه فيقول : قد رضي عني ربي ، فلو أذن لي في كسوة أهل الدنيا وطعامهم لاوسعتهم).
(60) حدثنا يحيى بن أبي بكير قال ثنا زهير بن محمد عن سهيل بن أبي صالح عن النعمان بن أبي عياش عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله (ص) قال : (إن أدنى أهل الجنة منزلة رجل صرف الله وجهه عن النار قبل الجنة ، ومثل له شجرة ذات ظل فقال : أي رب ! قدمني إلى هذه الشجرة أكون في ظلها ، فقال الله : هل عسيت إن فعلت أن تسألني غيره ، فقال : لا وعزتك ، فقدمه الله إليها ، ومثل له شجرة أخرى ذات ظل وثمرة فقال : أي رب ! قدمني إلى هذه الشجرة لاكون في ظلها وآكل من ثمرها ، فقال الله : هل عسيت إن أعطيت ذلك أن تسألني غيره ، فقال : لا وعزتك ، فقدمه الله إليها ، فتمثل له شجرة أخرى ذات ظل وثمر وماء فيقول : أي رب ، قدمني إلى هذه الشجرة
أكون في ظلها وآكل من ثمرها وأشرب من مائها ، فقال الله : هل عسيت إن فعلت أن تسألني غيره ، فيقول : لا وعزتك ، لا أسألك غيره ، فيقدمه الله إليها قال : فيبرز له باب الجنة فيقول : أي رب ! قدمني إلى باب الجنة فأكون تحت ثمار الجنة وأنظر إلى أهلها فيقدمه الله إليها فيرى أهل الجنة وما فيها فيقول : أي رب ! أدخلني الجنة ، فيدخله الله الجنة ، فإذا دخل الجنة قال : هذا وهذا لي ، فيقول الله : تمن ، فيتمنى ، ويذكر الله : سل من كذا وكذا ، حتى إذا انقطعت به الاماني قال الله : هو لك وعشرة أمثاله ، قال : ثم يدخل بيته فيدخل عليه زوجتاه من الحور العين فتقولان له : الحمد لله الذي اختارك لنا واختارنا لك ، فيقول : ما أعطي أحد مثل ما أعطيت).
(61) حدثنا أبو معاوية عن عبد الرحمن بن إسحاق عن النعمان بن سعد عن علي في هذه الآية * (يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا) * ثم قال : هل تدرون على أي شئ يحشرون ؟ أما والله ما يحشرون على أقدامهم ، ولكنهم يؤتون بنوق لم تر الخلائق مثلها ، عليها رحال الذهب ، وأزمتها الزبرجد.
فيجلسون عليها ، ثم ينطلق بهم حتى يقرعوا باب الجنة.
__________
(1 / 61) سورة مريم من الآية (85).
(*)(8/77)
(62) حدثنا قراد أبو نوح قال حدثنا شعبة عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبي هريرة في قوله : * (يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا) * على الابل.
(63) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله قال : قال رسول الله (ص) : (إني لاعرف آخر أهل النار خروجا من النار ، رجل يخرج منها زحفا فيقال له : انطلق فادخل الجنة ، قال : فيذهب فيدخل الجنة فيجد الناس قد اتخذوا منازل فيرجع فيقول : يا رب ، قد أخذ الناس المنازل ، قال : فيقال له : أتذكر الزمان الذي كنت فيه ؟ فيقول ، نعم ، قال : فيقال له : تمن ، فيتمنى فيقال له : لك
الذي تمنيت وعشرة أضعاف الدنيا ، قال : فيقول له : أتسخر بي وأنت الملك) ؟ قال : لقد رأيت رسول الله (ص) ضحك حتى بدت نواجذه.
(64) حدثنا عبيد الله بن موسى عن شيبان عن فراس عن عطية عن أبي سعيد عن النبي (ص) قال : (أول زمرة يدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر ، والثانية على لون أحسن كوكب دري في السماء إضاءة ، لكل واحد منهما زوجتان ، على كل زوجة سبعون حلة ، يبدو مخ ساقيها من ورائها).
(65) حدثنا أبو خالد الاحمر عن مجالد عن الشعبي عن المغيرة بن شعبة قال : قال موسى : يا رب ، أي عبدك أدني أهل الجنة منزلة ؟ قال : رجل يبقي في الدمنة بعد أن يجلس الناس ، قال : فيقال له : قم فادخل الجنة ، قال : أين أدخل وقد سبقني الناس ، قال : فيقال له : تمن أربعة ملوك من ملوك الدنيا ممن كنت تتمنى مثل ملكهم وسلطانهم ، قال : فيقول : فلان ، قال : فيعد أربعة ثم يقال له : تمن بقليل ؟ ما شئت ، قال : فيتمني ، قال ثم يقال له : اشته ما شئت ، قال فيشتهي ، قال فيقال : لك هذا وعشرة أضعافه ، قال : فقال موسى : يا رب ، فما لاهل صفوتك ؟ قال : فقيل : هذا الذي أردت ، قال : خلقت كرامتهم وعملتها بيدي ، وختمت على خزائنها ما لا عين رأت ولا خطر على قلب بشر ، ثم تلى : * (فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون) *.
__________
(1 / 63) المنازل : أماكن النزول والاقامة.
نواجذه : أضراسه.
(1 / 65) الدمنة : مكان جميع الاقذار والاوساخ والمقصود أنه يبقي في المكان الذي تخلف فيه عرق الناس يوم الحساب.
(*)(8/78)
(66) حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة عن عاصم بن بهدلة عن خيثمة عن عبد الله بن عمرو قال : إن لاهل عليين كوى يشرفون منها فإذا أشرف أحدهم أشرفت الجنة ، قال : فيقول أهل الجنة : قد أشرف رجل من أهل عليين.
(67) حدثنا ابن علية عن يونس عن الحسن قال : قال رسول الله (ص) : (أحدكم
لسوطه من الجنة خير من الدنيا وما فيها).
(68) حدثنا عيسى بن يونس عن الاوزاعي عن يحيى بن أبي بكير في قوله : * (في روضة يحبرون) * قال : الحبر السماع في الجنة.
(69) حدثنا عفان قال حدثنا زمعة بن كلثوم قال سمعت الحسن يقول : قال رسول الله (ص) : (والذي نفس محمد بيده لو أن امرأة من نساء أهل الجنة أشرفت على أهل الارض لملات الارض من ريح المسك ، ولنصيف امرأة من نساء أهل الجنة خير من الدنيا وما فيها ، هل تدرون ما النصف ؟ هو الخمار).
(70) حدثنا أبو معاوية عن حجاج عن عطية عن أبي سعيد قال : قال رسول الله (ص) : (لشبر من الجنة خير من الدنيا وما فيها).
(71) حدثنا يحيى بن عيسى عن الاعمش عن نوير عن ابن عمر قال : إن أدنى أهل الجنة منزلة رجل له ألف قصر ، ما بين كل قصر مسيرة سنة ، يرى أقصاها كما يرى أدناها ، في كل قصر من الحور العين والرياحين والولدان ما يدعو بشئ إلا أتي به.
(72) حدثنا محمد بن أبي عبيدة عن أبيه عن الاعمش عن مالك بن الحارث قال : قال مغيث بن سمي : إن في الجنة قصورا من ذهب ، وقصورا من فضة ، وقصورا من ياقوت ، وقصورا من زبرجد ، جبالها المسك وترابها الزعفران.
(73) حدثنا محمد بن بشر عن مسعر قال حدثنا قتادة عن أنس قال : إن قائل أهل الجنة ليقول : انطلقوا بنا إلى السوق ، فيأتون جبالا من مسك فيجلسون فيتحدثون.
(74) حدثنا جرير بن عبد الحميد عن مغيرة عن إبراهيم التيمي قال : بلغني أنه يقسم *
__________
(1 / 66) الكوى ج كوة ، وهي الشباك الصغير في أعلى الجدار.
(1 / 68) سورة الروم من الآية (15).
(1 / 69) النصيف : الخمار وما يرد على الصدر من قماش أو رداء ليستره.
(*)(8/79)
للرجل من أهل الجنة شهوة مائة وأكلهم ونهمتهم ، فإذا أكل سقي شرابا طهورا يخرج من جلده رشحا كرشح المسك ثم تعود شهوته.
(75) حدثنا غندر عن شعبة عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن الحارث عن أبي بكر عن عبد الله بن عمرو قال : يجمعون فيقال : أين فقراء هذه الامة ومساكينها ؟ قال : فيبرزون فيقال : ما عندكم ، فيقولون يا رب ! ابتليتنا فصبرنا وأنت أعلم ، قال : وأراه قال : ووليت الاموال والسلطان غيرنا ، قال : فيقال : صدقتم فيدخلون الجنة قبل سائر الناس ، ويبقى شدة الحساب على ذوي الاموال والسلطان ، قال : قلت : فأين المؤمنون يومئذ ؟ قال : يوضع لهم كراسي من نور ويظلل عليهم الغمام ويكون ذلك اليوم أقصر عليهم من ساعة من نهار.
(76) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا حميد عن أنس أن عبد الله بن سلام أتى رسول الله (ص) يسأله ما أول ما يأكله أهل الجنة ، فقال : (أخبرني جبريل آنفا أن أول ما يأكله أهل الجنة زيادة كبد حوت).
(77) حدثنا زيد بن الخباب عن أسامة بن زيد عن محمد بن كعب قال : يرى في الجنة كهيئة البرق فيقال : ما هذا ؟ قبل : رجل من أهل عليين تحول من غرفة إلى غرفة.
(78) حدثنا أبو خالد الاحمر عن جويبر عن الضحاك * (أولئك يجزون الغرفة) * قال : الغرفة الجنة.
(79) حدثنا يزيد بن هارون عن سفيان بن حسين عن يعلى بن مسلم عن مجاهد أن عمر بن الخطاب قرأ على المنبر * (جنات عدن) * فقال : وهل تدرون ما جنات عدن ؟ قال : قصر في الجنة له خمسة آلاف باب ، على كل باب خمسة وعشرون ألفا من الحور العين ، لا يدخله إلا نبي - هنيئا لصاحب القبر - وأشار إلى قبر رسول الله (ص) وصديق - هنيئا لابي بكر ، وشهيد وأني لعمر شهادة ، ثم قال : والذي أخرجني من ضري ؟ إنه لقادر على أن يسوقها إلي.
(80) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن منصور عن أبي الضحى عن مسروق عن عبد الله * (جنات عدن) * قال بطنان الجنة.
__________
(1 / 76) أي أنه (ص) قد سأل جبريل عليه السلام في وقت سابق وأجابه بما أخبرنا (ص) به (1 / 78) سورة الفرقان من الآية (75).
(1 / 80) بطنان الارض هو مسيل الماء في الارض الغليظة والباطن من كل شئ داخله أو ما غمض واطمأن منه.(8/80)
(81) حدثنا يزيد بن هارون عن هشام عن حميد بن هلال عن بشر بن كعب قال : قال كعب : إن في الجنة ياقوتة ليس فيها صدع ولا وصل ، فيها سبعون ألف دار ، في كل دار سبعون ألفا من الحور العين ، لا يدخلها إلا نبي أو صديق أو شهيد أو إمام عادل أو محكم في نفسه ، قال : قلنا : يا كعب ! وما المحكم في نفسه ؟ قال : الرجل يأخذه العدو فيحكمونه بين أن يكفر أو يلزم الاسلام فيقتل ، فيختار أن يلزم الاسلام.
(82) حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو عن عمرو بن أوس عن عبد الله بن عمرو يبلغ به النبي (ص) قال : (إن المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن - وكلتا يديه يمين - الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا).
(83) حدثنا عبد الاعلى عن معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله (ص) قال : (إن المقسطين في الدنيا على منابر من لؤلؤ يوم القيامة بين يدي الرحمن بما أقسطوا في الدنيا).
(84) حدثنا محمد بن بشر قال حدثنا أبو حيان عن أبي زرعة عن أبي هريرة عن النبي (ص) قال : (والذي نفسي بيده ! إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة كما بين مكة وهجر أو كما بين مكة وبصرى).
(85) حدثنا وكيع عن قرة عن حميد بن هلال عن خالد بن عمير وعن أبي نعامة سمعه من خالد بن عمير قال : خطبنا عتبة بن غزوان فقال : إن ما بين المصراعين من
أبواب الجنة لمسيرة أربعين عاما وليأتين على أبواب الجنة يوم وليس منها باب إلا وهو كظيظ.
__________
(1 / 81) صدع : كسر أو شعر ، والصدع هو الكسر الذي لم يكتمل فلم ينفصل بسبب الجانب المكسور عن باقي الجسم الاصلي أو باقي الكتلة الاصلية ونفي الصدع وهو الامر الصغير متضمن لنفي ما هو أكبر منه وهو الكسر.
ولا وصل : أي هي قطعة واحدة.
(1 / 82) أي أن المقسطين هم الذين يعدلون.
(1 / 84) المصراع مكان ارتباط درفة الباب بالجدار أو هو درفة الباب نفسها.
هجر : بلد في أقصى اليمن.
بصرى : بلد في الشام.
(1 / 85) كظيظ : قد اكتظ بالناس أي ازد حموا عليه يتسابقون للدخول.
ابن أبي شيبة - ج 8 - م 6 (*)(8/81)
(86) حدثنا على بن مسهر عن عاصم عن أبي عثمان عن كعب قال : ما بين مصراعي الجنة أربعون خريفا للراكب المجد وليأتين عليه يوم وهو كظيظ الزحام.
(87) حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة عن أبي المهزم قال : سمعت أبا هريرة قال : دار المؤمن في الجنة من لؤلؤة فيها أربعون بيتا في وسطها شجرة تنبت الحلل فيأتيها فيأخذ باصبعه سبعين حلة ممنطقة باللؤلؤ والمرجان.
(88) حدثنا وكيع عن سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن مجاهد عن عبد الله بن الحارث قال : أصحاب الاعراف ينتهي بهم إلى نهر يقال له (الحياة) حافتاه قصب ذهب ، قال : أراه قال : مكلل باللؤلؤ فيغتسلون منه إغتسالة فتبدو في نحورهم شامة بيضاء ، ثم يعودون فيغتسلون فكلما اغتسلو ازدادت بياضا ، فيقال لهم : تمنوا ما شئتم ، فيتمنون ما شاءوا فيقال : لكم ما تمنيتم وسبعون ضعفا ، فهم مساكين أهل الجنة.
(89) حدثنا وكيع عن سفيان عن منصور عن مجاهد * (فيهن قاصرات الطرف) *
قال : قصر طرفهن على أزواجهن فلا يردن غيرهم.
(90) حدثنا هشيم عن جويبر عن الضحاك * (كأنهن الياقوت والمرجان) * قال : ألوانهن كالياقوت واللؤلؤ في صفائه.
(91) حدثنا يحيى بن يمان عن الحر بن جرموز قال : سمعت عبد الله بن الحارث يقول : * (كأنهن الياقوت والمرجان) * قال : كأنهن اللؤلؤ في الخيط.
(92) حدثنا يونس بن محمد قال حدثنا داود بن عبد الرحمن قال : سمعت سليمان أبا عبيد الله عن مجاهد * (كأنهن الياقوت والمرجان) * قال : يرى مخ ساقهن من وراء الثياب كما يرى الخيط في الياقوتة.
(93) حدثنا أبو معاوية عن مغيرة بن مسلم عن عكرمة * (لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان) * قال : يجامعهن.
__________
(1 / 87) ممنطقة : قد جعل لها نطاق والنطاق ما يلف على الخصر ليشد الثوب إلى الجسم.
(1 / 88) مساكين أهل الجنة : أقل أهل الجنة نوالا من عطايا الله ، وهذا عطاؤهم فكيف يكون عطاء الله لسواهم ؟.
(1 / 89) سورة الرحمن من الآية (56).
(1 / 90) سورة الرحمن الآية (58).
(1 / 93) وسورة الرحمن الآية (74).
(*)(8/82)
(94) حدثنا الفضل بن دكين عن شريك عن سالم عن سعيد بن جبير قال : يطأهن.
(95) حدثنا عبدة بن سليمان ووكيع عن إسماعيل بن أبي خالد عن حارثة بن سليمان عن أبي الزبير * (مدهامتان) * قال : خضراوان من الري.
(96) حدثنا ابن فضيل عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس * (مدهامتان) * خضراوان.
(97) حدثنا أسباط بن محمد عن عمرو بن قيس عن سلمة عن مجاهد في قوله : * (مدهامتان) * قال : خضراوان من ريهما.
(98) حدثنا إسحاق بن سليمان عن أبي سنان عن الضحاك قال : سوداوان من الري.
(99) حدثنا عبد الله بن إدريس عن أبيه عن عطية قال : خضراوان.
(100) حدثنا وكيع عن واصل عن عطاء قال : خضراوان من الري.
(101) حدثنا أسباط بن محمد عن عمرو بن قيس عن سلمة عن مجاهد قال : * (نضاختان) * بكل خير.
(102) حدثنا يحيى بن يمان عن أشعث عن جعفر عن سعيد بن جبير قال : * (نضاختان) * بالماء والفاكهة.
(103) حدثنا وكيع عن سفيان عن جابر عن القاسم بن أبي بزة عن أبي عبيد عن عبد الله * (فيهن خيرات حسان) * قال : في كل خيمة خير.
(104) حدثت عن ابن المبارك عن إسماعيل عن أبي صالح * (فيهن خيرات حسان) * قال : عذاري الجنة.
(105) حدثنا يزيد بن هارون عن همام عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس قال : الخيمة درة مجوفة ، فرسخ في فرسخ لها أربعة آلاف مصراع من ذهب.
__________
(1 / 95) سورة الرحمن الآية (64).
(1 / 101) سورة الرحمن من الآية (66).
(1 / 103) سورة الرحمن الآية (70).
(1 / 105) والفرسخ ثلاثة أميال.
(*)(8/83)
(106) حدثنا غنام بن علي عن إسماعيل عن أبي صالح * (حور مقصورات في الخيام) * قال : عذارى الجنة.
(107) حدثنا غندر عن شعبة عن عمارة عن أبي مجلز عن النبي (ص) أنه قال في * (حور مقصورات في الخيام) * قال در مجوفة أو مجوف.
(108) حدثنا غندر عن شعبة عن عبد الملك بن ميسرة عن أبي الاحوص عن
عبد الله قال : در مجوف.
(109) حدثنا محمد بن مروان البصري عن أبي العوام عن قتادة عن ابن عباس * (حور مقصورات في الخيام) * قال : قال ابن عباس : الخيمة در مجوفة ، فرسخ في فرسخ فيه أربعة آلاف مصراع.
(110) حدثنا محمد بن مروان عن عكرمة * (حور مقصورات في الخيام) * قال : در مجوف.
(111) حدثنا وكيع عن سفيان عن منصور عن حرب بن بشير قال سمعت عمرو ابن ميمون يقول : الخيمة درة مجوفة : (112) حدثنا يحيى بن يمان عن أبي جعفر عن الربيع عن أبي العالية * (حور مقصورات في الخيام) * قال : محبوسات.
(113) حدثنا يحيى بن يمان عن أبي معشر عن محمد بن كعب القرظي في قوله : * (حور مقصورات في الخيام) * قال : في الحجال.
(114) حدثنا وكيع عن سلمة عن الضحاك في قوله : * (حور مقصورات في الخيام) * قال : در مجوف.
(115) حدثنا وكيع عن سفيان عن منصور عن مجاهد قال : الخيمة در مجوفة.
(116) حدثنا هشيم عن أبي بشر عن سعيد بن جبير في قوله : * (متكئين على رفرف خضر وعبقري حسان) * قال : الرفرف رياض الجنة والابقري عتاق الزرابي.
__________
(1 / 106) سورة الرحمن الآية (72).
(1 / 116) سورة الرحمن الآية (76).
والزرابي : مرافق كبيرة يستندون إليها ويتكئون عليها.(8/84)
(117) حدثنا عبدة بن سليمان عن جويبر عن الضحاك قال : الرفرف : المجالس ، والعبقري : الزرابي.
(118) حدثنا قبيصة عن سفيان عن هارون بن عنترة عن أبيه عن ابن عباس * (متكئين على رفرف خضر) * قال : فضول المجالس والبسط والفرش.
(119) حدثنا قبيصة عن سفيان عن رباح بن أبي معروف عن مجاهد * (وعبقري حسان) * قال : الديباج.
(120) حدثنا ابن علية عن أبي رجاء عن الحسن * (متكئين على رفرف خضر) * قال : البسط ، كان أهل الجاهلية يقولون : هي البسط.
(121) حدثنا يحي بن سعيد عن سعيد عن قتادة عن عكرمة قال : الاستبرق الديباج الغليظ.
(122) حدثنا عبدة بن سليمان عن جويبر عن الضحاك قال : الاستبرق الديباج الغليظ.
(123) حدثنا يزيد بن هارون قال حدثنا همام قال حدثنا زيد بن أسلم عن عطاء ابن يسار عن عبادة بن الصامت عن النبي (ص) قال : (الجنة مائة درجة بين كل درجة كما بين السماء إلى الارض ، والفردوس أعلاها درجة ، ومن فوقها يكون العرش ، ومنها تفجر أنهار الجنة الاربعة ، فإذا سألتم الله الجنة فأسألوه الفردوس).
(124) حدثنا وكيع عن سفيان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد * (على سرر متقابلين) * قال : لا ينظر بعضهم في قفا بعض.
(125) حدثنا شريك عن سالم عن سعيد بن جبير * (لا يصدعون عنها ولا ينزفون) * قال : لا تصدع رؤوسهم ولا تنزف عقولهم.
(126) حدثنا عبد الله بن نمير عن أبي جعفر عن حصين عن مجاهد * (وكأس من معين) * قال : خمر بيضاء * (لا يصدعون عنها ولا ينزفون) * قال : لا تصدع رؤوسهم ولا يقيئونها.
__________
(1 / 124) سورة الحجر من الآية (47).
(1 / 125) سورة الواقعة الآية (19).
(1 / 126) * (وكأس من حصين) * سورة الواقعة من الآية (18).(8/85)
(127) حدثنا عبد الله بن إدريس عن أبيه عن أبي عتبة عن سعيد بن جبير وعن حصين عن مجاهد في قوله : * (موضونة) * قال أحدهما : المرمولة ، وقال أحدهما : المرمولة بالذهب.
(128) حدثنا وكيع عن سفيان عن منصور عن حسان بن أبي الاشرس عن مغيث ابن سمي : قال يجبئ الطير فيقع على الشجرة فيأكل من أحد جنبيه قديدا ومن الآخر شواء.
(129) حدثنا وكيع عن جعفر بن الزبير عن القاسم عن أبي أمامة * (وفرش مرفوعة) * قال : لو خر من أعلاها فراش لهوى إلى قرارها كذا وكذا خريفا.
(130) حدثنا غندر عن شعبة عن أبي إسحاق عن البراء * (قطوفها دانية) * قال : يتناول الرجل فواكهها وهو قائم.
(131) حدثنا أبو أسامة عن زكريا عن أبي إسحاق عن البراء * (دانية) * قال : أدنيت منهم.
(132) حدثنا أبو أسامة عن زكريا عن أبي إسحاق عن البراء * (وذللت قطوفها تذليلا) * قال : ذللت لهم يأخذون منها حيث شاءوا.
(133) حدثنا وكيع عن سفيان عن رجل عن مجاهد قال : العبقري الديباج الغليظ.
(134) حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي سنان عن عبد الله بن الحارث قال : لما خلق الله جنة عدن قال لها : تكلمي ، قالت : قد أفلح المؤمنون.
(135) حدثنا عبد الله بن إدريس عن حصين عن مجاهد * (على الارائك متكئون) * قال : السرر عليها الحجال.
__________
(1 / 127) سورة الواقعة من الآية (15).
(1 / 129) سورة الواقعة الآية (34).
(1 / 130) سورة الحاقة الآية (23).
(1 / 131) سورة الانسان من الآية (14).
(1 / 132) سورة الانسان من الآية (14).
(1 / 133) * (عبقري) * سورة الرحمن من الآية (76).
(1 / 134) (قد أفلح المؤمنون) لم تذكر هنا بصيغة آية ولكنها الآية (1) من سورة (المؤمنون).
(1 / 135) سورة يس من الآية (56).
السرر : جمع سرير وهو المقعد المرتفع.
الحجال ، الستر ، الستائر.
(*)(8/86)
(136) حدثنا ابن علية عن أبي رجاء عن الحسن * (يسقون من رحيق مختوم) * قال : هي الخمر.
(137) حدثنا وكيع عن الاعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق عن عبد الله قال : الرحيق الخمر.
(138) حدثنا وكيع عن الاعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق عن عبد الله * (مختوم) * ممزوج * (ختامه مسك) * قال : طعمه وريحه * (تسنيم) * عين في الجنة يشرب بها المقربون صرفا ويمزج لاصحاب اليمين.
(139) حدثنا جرير عن منصور عن مالك بن الحارث * (ومزاجة من تسنيم عينا يشرب بها المقربون) * صرفا ويمزج لسائر أهل الجنة.
(140) حدثنا ابن علية عن أبي رجاء عن الحسن * (ومزاجه من تسنيم) * قال : خفايا أخفاها الله لاهل الجنة.
(141) حدثنا يحيى بن آدم عن شريك عن سالم عن سعيد وعن أبي روق عن الضحاك في قوله : * (ختامه مسك) * قالا : آخر طعمه.
(142) حدثنا عبد الله بن إدريس عن أبي خالد عن قرة بن شريك العجلي عن ابن سابط قال : أنبئت أن عن يمين الرحمن - وكلتا يديه يمين - قوم على منابر من نور ، ووجوههم نور ، عليهم ثياب خضر تغشى أبصار الناظرين ليسوا بأنبياء ولا شهداء ، قوم تحابوا في جلال الله حين عصي الله في الارض.
(143) حدثنا محمد بن بشر قال حدثنا عبد العزيز بن عمر قال حدثني إبراهيم بن أبي عبلة العقيلي أن العلاء بن زياد كان يحدث عن نبي الله (ص) قال : (عباد من عباد الله ليسوا بأنبياء ولا شهداء ، يغبطهم الانبياء والشهداء يوم القيامة تقربهم من الله على منابر من نور ، يقول الانبياء والشهداء : من هؤلاء ، فيقولون : هؤلاء كانوا يتحابون في الله على غير أموال تعاطوها ولا أرحام كانت بينهم).
__________
(1 / 136) سورة المطففين : الآية (25).
(1 / 138) * (ختامه مسك) * سورة المطففين من الآية (26).
* (تسنيم) * سورة المطففين الآية (27).
(1 / 139) سورة المطففين الآيتان (27 - 28).
(1 / 140) سورة المطففين الآية (27).
(*)(8/87)
(144) حدثنا عن ابن مسهر عن المختار عن أنس قال : قال رسول الله (ص) : (الكوثر نهر وعدنيه ربي في الجنة ، عليه الخير كثير ، هو حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة ، آنيته عدد النجوم).
(145) حدثنا محمد بن فضيل عن عطاء بن السائب عن محارب بن دثار عن ابن عمر قال : قال رسول الله (ص) : (الكوثر نهر في الجنة ، حافتاه من ذهب ومجراه على الياقوت والدر ، تربته أطيب من المسك.
وماؤه أحلى من العسل وأشد بياضا من الثلج).
(146) حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن عائشة قالت : الكوثر نهر بفناء الجنة شاطئاه در مجوف ، وفيه من الاباريق والآنية عدد النجوم.
(147) حدثنا وكيع عن جعفر بن برقان عن حبيب بن أبي مرزوق عن عطاء بن
أبي رباح عن أبي مسلم الخولاني عن معاذ بن جبل وعبادة بن الصامت قالا : سمعنا رسول الله (ص) يحكي عن ربه يقول : (حقت محبتي على المتحابين في ، وحقت محبتي على المتباذلين في ، وحقت محبتي على المتزاورين في ، والمتحابون في الله على منابر من نور في ظل العرش يوم لا ظل إلا ظله).
(148) حدثنا عبد الله بن نمير عن حميد بن عطاء عن عبد الله بن الحارث عن ابن مسعود عن النبي (ص) قال : (المتحابون في الله على عمود من ياقوتة حمراء ، في رأس العمود سبعون ألف غرفة ، مشرفون على أهل الجنة ، وإذا اطلع أحدهم ملا حسنه بيوت أهل الجنة ، كما تملا الشمس بضوئها بيوت أهل الدنيا ، قال : فيقول أهل الجنة : أخرجوا بنا إلى المتحابين في الله ، قال : فيخرجون فينظرون في وجوههم مثل القمر ليلة البدر عليهم ثياب خضر ، مكتوب في وجوههم : هؤلاء المتحابون في الله).
(149) حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد عن أبي عمران الجوني عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر قال قلت : يا رسول الله ! ما آنية الحوض ؟ قال : (والذي نفسي بيده لآنيته أكثر من عدد نجوم السماء وكواكبها في الليلة المظلمة المصحية ، من شرب منها لم يظمأ ، عرضه مثل طوله ما بين عمان إلى أيلة ، ماءه أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل).
__________
(1 / 144) وقد قال تعالى : * (إنا أعطيناك الكوثر ، فصل لربك وانحر ، إن شانئك هو الابتر) * صدق الله العظيم.
(1 / 149) أيلة : جبل قرب ينبع وبلد بين مصر وينبع.
(*)(8/88)
(150) حدثنا محمد بن بشر قال حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن معدان بن أبي طلحة اليعمري عن ثوبان أن النبي (ص) سئل عن سعة الحوض فقال : (ما بين مقامي هذا إلى عمان ما بينهما شهر أو نحو ذلك) ، فسئل رسول الله
(ص) عن شرابه فقال : (أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل ، يصب فيه ميزابان مداده أو مدادهما من الجنة ، أحدهما ورق والآخر ذهب).
(151) حدثنا محمد بن بشر قال حدثنا زكريا بن أبي زائدة عن عطية عن أبي سعيد أن النبي (ص) قال : (إن لي حوضا طوله ما بين الكعبة إلى بيت المقدس أبيض من اللبن ، آنيته عدد النجوم ، وإني أكثر الانبياء تبعا يوم القيامة).
(152) حدثنا عبد الوهاب الثقفي عن حميد عن أنس قال : قال رسول الله (ص) : (دخلت الجنة فإذا أنا بنهر يجري ، حافتاه خيام اللؤلؤ ، قال : فضربت بيدي إلى الطين فإذا مسك أذفر ، فقلت : يا جبريل ! ما هذا ؟ قال الكوثر الذي أعطاك الله).
(153) حدثنا وكيع عن الاعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق عن عبد الله قال : أنهار الجنة تفجر من جبل من مسك.
(154) حدثنا عبد الله بن نمير قال حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن سعد الطائي قال : أخبرت أن الله لما خلق الجنة قال لها : تزيني ، فتزينت ثم قال : تكلمي ، فقالت : طوبى لمن رضيت عنه.
(155) حدثنا محمد بن فضيل عن الاعمش عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن عبد الله بن الحارث عن ابن عباس قال : قال نبي من الانبياء : اللهم ! العبد من عبيدك يعبدك ويطيعك ويجتنب سخطك ، تزوي عنه الدنيا وتعرض له البلاء ، والعبد يعبد غيرك ويعمل بمعاصيك فتعرض له الدنيا وتزوي عنه البلاء ، قال : فأوحى الله إليه أن العباد والبلاء لي ، كل يسبح بحمدي ، فأما عبدي المؤمن فتكون له سيئات فإنما أعرض له البلاء وأزوي عنه الدنيا فتكون كفارة لسيئاته وأجزيه إذا لقيني ، وأما عبدي الكافر فتكون له الحسنات فأزوي عنه البلاء وأعرض له الدنيا فتكون جزاء لحسناته وأجزيه سيئاته حين يلقاني.
(156) حدثنا الفضل بن دكين عن أبي قدامة عن أبي عمران الجوني عن أبي بكر بن
__________
(1 / 152) المسك الاذفر : أفضل أنواع المسك ، كبير الذرات.
(*)(8/89)
عبد الله بن قيس قال : قال رسول الله (ص) : (جنات الفردوس أربع : ثنتان من ذهب حليتهما وآنيتهما وما فيهما ، وثنتان من فضة حليتهما وآنيتهما وما فيهما ، وليس بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه).
(157) حدثنا وكيع عن ابن فضالة عن لقمان بن عامر عن أبي أمامة قال : سمعته يقول : * (جنات الفردوس نزلا) * قال : سرة الجنة قال : وسط الجنة.
(158) حدثنا محمد بن عبيد عن الاعمش عن يزيد عن عبد الله بن الحارث عن كعب * (جنات الفردوس نزلا) * قال : جنات الاعناب.
(159) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن هشام عن الحسن قال : نخل الجنة جذوعها ذهب وكرمها زمرد وياقوت وسعفها حلل ، يخرج الرطب أمثاله القلال أحلى من العسل وأبيض من اللبن.
(160) حدثنا شبابة بن سوار قال حدثنا شعبة عن محمد بن زياد قال : سمعت أبا هريرة يحدث عن النبي (ص) قال : (عجب الله من قوم جئ بهم في السلاسل حتى يدخلهم الجنة).
(161) حدثنا عفان قال حدثنا سليمان بن مغيرة قال : قال حميد بن هلال : ذكر لنا أن الرجل إذا دخل الجنة صور صورة أهل الجنة ، وألبس لباسهم ، وحلى حليتهم ، ورأى أزواجه وخدمه ومساكنه في الجنة فأخذه سوار فرح ، لو كان ينبغي له أن يموت لمات ، قال فيقول : أرأيت سوار فرحتك هذه فإنها قائمة لك أبدا.
(162) حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة قال أخبرنا ثابت عن أنس أن رسول الله (ص) قال : (إن لاهل الجنة سوقا يأتونها كل جمعة فيها كثبان المسك ، فإذا خرجوا إليها هبت ريح - (قال حماد : أحسبه قال) : شمال - فتملا وجوههم وبيوتهم مسكا فيزدادون حسنا وجمالا).
(163) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن ميسرة الاشجعي عن عكرمة عن ابن عباس قال سألت كعبا ما سدرة المنتهي ؟ فقال : سدرة ينتهي إليها علم الملائكة ، وعندها يجدون أمر الله لا يجاوزها علم ، وسألته عن جنة المأوى فقال : جنة فيها طير خضر ترتقي فيها أرواح الشهداء.
__________
(1 / 157) سورة الكهف من الآية (107).
(1 / 160) يؤتى بهم أسرى فيؤمنوا ويسلموا ويعملوا صالحا فيستحقون الجنة.
(*)(8/90)
بسم الله الرحمن الرحيم 34 كتاب ذكر النار (1) ما ذكر فيما أعد لاهل النار وشدته (1) حدثنا مروان بن معاوية عن العلاء بن خالد الاسدي عن شقيق بن سلمة عن ابن مسعود في قوله : * (وجئ يومئذ بجهنم) * قال : جئ بها تقاد بسبعين الف زمام ، مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها.
(2) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن المنهال عن شهر بن حوشب عن كعب قال : تزفر جهنم يوم القيامة زفرة ، فلا يبقى ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا وقع على ركبتيه فقال : يا رب نفسي نفسي.
(3) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن مالك بن الحارث عن مغيث بن سمي قال : إن لجهنم كل يوم زفرتين ما يبقي شئ إلا سمعهما إلا الثقلين اللذين عليهما العذاب والحساب.
(4) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن أبي ظبيان عن سلمان قال : النار سواد مظلمة ، لا يضئ جمرها ولا يطفى لهبها ، ثم قرأ * (كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها) وقيل لهم (ذوقوا عذاب الحريق) *.
(5) حدثنا سفيان بن عيينة عن أبي سنان عن ابن أبي الهذيل قال : لفحتهم النار لفحة فما أبقت لحما على عظم إلا ألقته.
__________
(1 / 1) سورة الفجر من الآية (23).
(1 / 2) الزفير أصلا إخراج النفس من الصدر وزفرة جهنم ريح تخرج منها.
(1 / 3) الثقلين : الانس والجن.
(1 / 4) سورة الحج الآية (22).
(1 / 5) لفحتهم النار : مسهم شئ من ريحها ولهبها.
(*)(8/91)
(6) حدثنا أبو أسامة عن سعيد عن ابن أبي عروبة عن قتادة عن أبي أيوب عن عبد الله ابن عمرو قال : إن أهل النار نادوا : * (يا مالك ليقض علينا ربك) * ، فخلى عنهم أربعين عاما ثم أجابهم : * (إنكم ماكثون) * قال : فقالوا : * (أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون) * قال : فخلى عنهم مثلي الدنيا ، ثم أجابهم * (اخسأوا فيها ولا تكلمون) * قال : فلم ييئس القوم بعد ذلك بكلمة ، إن كان إلا الزفير والشهيق.
(7) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن مالك بن الحارث عن مغيث بن سمي قال : إذا جئ بالرجل إلى النار قيل : انتظر حتى نتحفك ، قال : فيؤتى بكأس من سم الافاعي والاساود ، إذا أدناها من فيه نثرت اللحم على حدة والعضم على حدة.
(8) حدثنا علي بن مسهر عن إسماعيل بن سميع عن أبي رزين * (لواحة للبشر) * قال : تلوح جلده حتى تدعه أشد سوادا من الليل.
(9) حدثنا وكيع عن سفيان عن سلمة عن خيثمة عن عبد الله * (إن المنافقين في الدرك الاسفل من النار) * قال : في توابيت مبهمة عليهم.
(10) حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن هبيرة عن علي قال : أبواب النار بعضها فوق بعض يبدأ بالاسفل فيملا فهو أسفل السافلين ، ثم الذي يليه ، ثم الذي يليه حتى
يملا النار.
(11) حدثنا إسماعيل بن علية عن أبي هارون عن حطان بن عبد الله قال : قال علي : أتدرون كيف أبواب النار ؟ قالوا : نعم ، نحو هذه الابواب ، قال : لا ولكنها هكذا - فوصف أطباق بعضها فوق بعض.
__________
(1 / 6) ، * (يا مالك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون) * سورة الزخرف الآية (77).
* (أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون) * سورة المؤمنون من الآية (107).
* (اخسأوا فيها ولا تكلمون) * سورة المؤمنون الآية (108).
(1 / 7) الاتحاف أصلا : تقديم شئ على سبيل التكريم وقولهم هنا نتحفك إثما هو على سبيل الهزة والتحقير لاهل النار.
(1 / 8) سورة المدثر الآية (29).
(1 / 9) سورة النساء من الآية (145).
مبهمة : مقفلة لا يعرف مكان بابها.
(*)(8/92)
(12) حدثنا محمد بن بشر قال حدثنا محمد بن عمرو قال حدثني يحيى بن عبد الرحمن ابن حاطب عن أبيه قال : جلسنا إلى كعب الاحبار في المسجد وهو يحدث ، فجاء عمر فجلس في ناحية قوم فناداه فقال : ويحك يا كعب ! خوفنا ، فقال : والذي نفسي بيده ! إن النار لتقرب يوم القيامة لها زفير وشهيق حتى إذا أدنيت وقربت زفرت زفرة ما خلق الله من نبي ولا صديق ولا شهيد إلا وجثا لركبتيه ساقطا ، حتى يقول كل نبي وكل صديق وكل شهيد : اللهم لا أكلفك اليوم إلا نفسي ، ولو كان لك يا ابن الخطاب عمل سبعين نبيا لظننت أن لا تنجو ، قال عمر : والله إن الامر لشديد.
(13) حدثنا محمد بن فضيل عن الاعمش عن عمرو بن مرة عن شهر بن حوشب عن أم الدرداء عن ابي الدرداء قال : يلقى على أهل النار الجوع حتى يعدل عنهم ما هم فيه
من العذاب ، قال فيستغيثون فيغاثون بالضريع لا يسمن ولا يغني من جوع ، فيستغيثون فيغاثون بطعام ذي غصة فيذكرون أنهم كانوا يجيزون الغصص بالشراب ، فيستغيثون فيغاثون بما من حميم في كلاليب من حديد ، فإذا أدنوه إلى وجوههم شوى وجوههم ، فإذا أدخلوه بطونهم قطع ما في بطونهم ، قال : فينادون * (ادعوا ربكم يخفف عنا يوما من العذاب) * قال : فيجابون * (أولم تك تأتيكم رسلكم بالبينات ، قالوا : بلى ، قالوا فادعوا وما دعاء الكافرين إلا في ضلال) * قال : فيقولون : نادوا مالكا ، فينادون : * (يا مالك ليقض علينا ربك) * قال : فأجابهم * (إنكم ماكثون) * قال : فيقولون : ادعوا ربكم ، فلا شئ أرحم بكم من ربكم ، قال : فيقولون * (ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون) * قال : فيجيبهم * (اخسأوا فيها ولا تكلمون) * قال : فعند ذلك يئسوا من كل خير ، ويأخذون في الويل والشهيق والثبور.
(14) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن الرقاشي عن أنس قال : قال رسول الله (ص) : (يلقي البكاء على أهل النار فيبكون حتى ينفد الدموع ، قال : ثم يبكون الدم حتى أنه ليصير في وجوههم أخدودا لو أرسلت فيه السفن لجرت).
__________
(1 / 12) خوفنا : أي أذكر شيئا من النار وعذاب النار وأهل النار.
(1 / 13) * (ادعوا ربكم يخفف) * سورة غافر من الآية (49).
* (أو لم تك تأتيكم) * سورة غافر الآية (50).
* (يا مالك ليقض علينا) * إلى قوله : * (ماكثون) * سورة الزخرف الآية (77).
* (ربنا أخرجنا منها) * سورة المؤمنون من الآية (107).
* (أخسأوا فيها ولا تكلمون) * سورة المؤمنون من الآية (108).
(1 / 14) الاخدود : الشق يحفر في الارض السهلية.
(*)(8/93)
(15) حدثنا يزيد بن هارون قال عن سلام بن مسكين عن قتادة عن أبي بردة عن
أبي موسى قال : إن أهل النار ليبكون في النار حتى لو أجريت السفون في دموعهم لجرت ثم إنهم ليبكون الدم بعد الدموع وبمثل ما هم فيه.
(16) حدثنا أبو أسامة عن الاعمش عن أبي إسحاق عن النعمان بن بشير قال : قال رسول الله (ص) : (إن أهون أهل النار عذابا من له نعلان وشراكان من نار يغلي منهما دماغه كما يغلي المرجل ، ما يرى أن أحدا أشد عذابا منه وإنه لاهونهم عذابا).
(17) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن مجاهد عن عبيد بن عمير قال : قال رسول الله (ص) : (إن أدنى أهل النار عذابا لرجل عليه نعلان يغلي منهما دماغه كأنه مرجل ، مسامعه جمر ، وأضراسه جمر ، وأشفاره لهب النار ، ويخرج أحشاء جنبيه من قدميه ، وسائرهم كالحب القليل في الماء الكثير فهو يفور).
(18) حدثنا يحيى بن أبي بكر قال حدثنا زهير بن محمد عن سهيل بن أبي صالح عن النعمان بن أبي عياش عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله (ص) قال : (إن أدنى أهل النار عذابا ينتعل بنعلين من نار يغلي دماغه من حرارة نعليه).
(19) حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة قال حدثنا ثابت عن أبي عثمان النهدي عن ابن عباس أن رسول الله (ص) قال : (إن أهون أهل النار عذابا أبو طالب وهو منتعل بنعلين من نار).
(20) حدثنا أبو الأحوص عن سماك عن النعمان بن بشير قال : سمعت رسول الله (ص) وهو على المنبر يقول : (أنذركم النار) حتى سقط إحدى عطفي ردائه عن منكبيه وهو يقول : (أنذركم النار) حتى لو كان في مكاني هذا لاسمع أهل السوق أو من شاء الله منهم.
__________
(1 / 16) الشراك : الجلد الذي تدخل الاصابعه فيه عند احتذاء النعل.
المرجل : أصلا هو الوعاء من النحاس يستعمل لغلي الماء.
(1 / 20) عطفي البرداء : جانبيه والمقصود أن أحد جانبي رداءه قد سقط عن كتفه لشدة انفعاله (ص) وهو
يذكر النار.
(*)(8/94)
(21) حدثنا عبد الله بن إدريس عن الاعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله (ص) : إشتكت النار إلى ربها فقالت : رب أكل بعضي بعضا ، فجعل لها نفسين : نفس في الصيف ونفس في الشتاء فشدة ما تجدون من البرد من زمهريها ، وشدة ما تجدون من الحر من سمومها).
(22) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق عن عبد الله في قوله : * (زدناهم عذابا فوق العذاب) * قال : زيدوا عقارب أدناها كالنخل الطوال.
(23) حدثنا وكيع عن سفيان عن يونس عن حميد بن هلال قال : حدثت عن كعب قال : إن في جهنم تنانير ضيقها كضيق زج رمح أحدكم في الارض تطبق على قوم بأعمالهم.
(24) حدثنا محمد بن فضيل عن عطاء بن السائب عن عوف بن عبد الله بن عتبة عن أبي هريرة قال : قال رسو الله (ص) : اختصمت الجنة والنار فقالت النار : في المتكبرين وأصحاب الاموال والاشراف ، وقالت الجنة : مالي لا يدخلني إلا الضعفاء والمساكين ، فقال الله تعالى للجنة : أنت رحمتي أدخلك من شئت ، وقال للنار : أنت عذابي أعذب بك من شئت ، وكلاكما سأملا).
(25) حدثنا علي بن هاشم عن إبن أبي ليلى عن عطية عن أبي سعيد عن النبي (ص) قال : (يخرج عنق من النار يوم القيامة له لسان ينطق فيقول : إني أمرت بثلاثة : أمرت بمن جعل مع الله إلها آخر ، وبكل جبار عنيد - وذكر حرفا آخر - فينطوي عليهم فيقذفهم في غمرات جهنم).
(26) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن مجاهد قال : إن لجنهم جبابا فيها حيات أمثال أعناق البخت والعقارب كالبغال الدم ، قال : فتهرب جهنم إلى تلك الحيات
__________
(1 / 21) الزمهرير : البرد الشديد السموم : ريح حارة جدا أهلك الله بها قوم عاد.
(1 / 22) سورة النحل من الاية (88).
(1 / 23) تنانير : ج تنور وهو موقد يخبز فيه الخبز ضيق الفتحة واسع الداخل.
والنار في أسفله.
زج الرمح : مكان دخول الخشب في حربة الرمح.
(1 / 25) وذكر حرفا آخر : أي ذكر صنفا ثالثا نساه الراوي ولعله (شيطان مريد) كما جاء في روايات أخرى لهذا الحديث ستر وفيما بعد.
(1 / 26) جباب ج.
جسب وهو البئر.
البخت : الابل الخراسانية.
البغال الدم : البغال العظيمة الجثة [ ستنافهم ] هكذا في الاصل ، والارجح في الحديث نقصا وأن الكلمة هي تنهشم أو تتناهشهم أو ما في معناها.
(*)(8/95)
والعقارب [ ستنافهم ] فطكشط ما بين الشعر إلى الظفر ، قال فما ينجيهم الهرب إلى النار.
(27) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن مجاهد قال : يلقي الجرب على أهل النار ، قال : فيحكون حتى تبدو العظام ، قال : فيقولون : ربنا بم أصابنا هذا ؟ قال : فيقول : بأذاكم المؤمنين.
(28) حدثنا يحيى بن عيسى عن الاعمش عن أبي يحيى عن مجاهد عن ابن عباس قال : لو أن قطرة من زقوم جهنم أنزلت على أهل الارض أفسدت على الناس معايشهم.
(29) حدثنا أبو أسامة عن هشام عن الحسن قال : لو أن دلوا من صديد جهنم دلي من السما فوجد أهل الارض ريحه لافسد عليهم الدنيا.
(30) حدثنا وكيع بن الجراح عن الاعمش عن مجاهد قال : إن ناركم هذه تعوذ من نار جهنم.
(31) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن الرقاشي عن أنس قال : قال رسول الله (ص) : (لو أن حجرا مثل سبع خلفات ألقي في شفر جهنم لهوى فيها سبعين عاما لا يبلغ قعرها).
(32) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك قال :
سمع رسول الله (ص) يوما دويا فقال : (يا جبريل ! من هذا) ؟ فقال : حجر ألقى في شفير جهنم من سبعين خريفا ، الآن حين استقر في قعرها.
(33) حدثنا محمد بن بشر عن هارون بن أبي إبراهيم عن أبي نصر قال : سمعت أبا سعيد الخدري يقول : أنا يوما عند رسول الله (ص) فرأيناه كئيبا ، فقال بعضهم : يا رسول الله ! بأبي وأمي ومالي أراك هكذا ؟ فقال رسول الله (ص) : سمعت هدة لم أسمع مثلها ، فأتاني جبريل فسألته عنها فقال : هذا صخر قذف به في النار منذ سبعين خريفا فاليوم استقر قراره ، فقال : أبو سعيد : والذي ذهب بنفس نبينا (ص) ! ما رأيته ضاحكا بعد ذلك اليوم حتى واراه التراب.
__________
(1 / 28) والزقوم طعام أهل النار ، وفي نبات أهل الدنيا هي شجرة نجراء صغيرة الورق مدورتها لا شوك لها زفرة مرة لعا كعابر في سوقها كثيرة ولها وريد خفيف تجرسه النحل ونورتها بيضاء ورأس ورقها قبيح جدا ويطلق الزقوم أيضا على كل طعام يقتل.
(1 / 31) سبع خلفات : سبع نوق عشراء في بطونها أولادها.
شفر جهنم : حافتها.
(1 / 33) الهدة : الصوت العميق المبهم.
استقر قراره : استقر في قرارة النار.
(*)(8/96)
(34) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن داود بن أبي هند قال حدثنا عبد الله بن قيس عن الحارث بن أقيش أن رسول الله (ص) قال : (إن من أمتي من يعظم للنار حتى يكون أحد زواياها ، وإن من أمتي من يدخل الجنة بشفاعته أكثر من مضر).
(35) حدثنا يزيد بن هارون عن هشام عن الحسن في قوله * (كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها) * قال : بلغني أنه يحرق أحدهم في اليوم سبعين ألف مرة.
(36) حدثنا وكيع عن أبي حبيبة عن الحكم عن أبي هريرة قال : يعظمون في النار
حتى تصير شفاههم إلى مردهم مقبوحون يتهافتون في النار.
(37) حدثنا وكيع عن أبي يحيى الطويل عن أبي يحيى القتات عن مجاهد عن ابن عباس عن ابن عمر عن النبي (ص) قال : (إن أهل النار يعظمون في النار حتى يصير أحدهم مسيرة كذا وكذا ، وإن ضرس أحدهم لمثل أحد).
(38) حدثنا علي بن مسهر عن أبي حيان عن يزيد بن حيان عن زيد بن أرقم قال : إن ضرس الكافر في النار مثل أحد.
(39) حدثنا محمد بن فضيل عن الاعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : قال ابن مسعود لابي هريرة : تراه كم غلظ جلد الكافر ؟ قال أبو هريرة : لا ، فقال عبد الله : غلظ جلد الكافر إثنان وأربعون ذراعا.
(40) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن هشام عن الحسن قال : كان عمر يقول : أكثروا ذكر النار فإن حرها شديد ، وإن قعرها بعيد ، وإن مقامها حديد.
(41) حدثنا أبو خالد الاحمر عن عمرو بن قيس عن يونس بن خباب عن مجاهد قال : إن في النار لجبابا فيها حيات كأمثال البخاتي وعقارب كأمثال البغال الدلم ، فيفر أهل النار من النار إلى تلك الجباب فتستقبلهم الحيات والعقارب ، فتأخذ شفاههم وأعينهم ، قال : فما يستغيثون إلا بالرجوع إلى النار ، وإن أهونهم عذابا لمن في أخمص قدميه نعلان فيغلي منهما دماغه وأشفاره وأضراسه ، وسائرهم يموجون فيها كالحب القليل في الماء الكثير.
__________
(1 / 34) يعظم : يصير ضخما عظيم الجثة.
(1 / 35) سورة النساء من الآية (56).
(1 / 40) المقامع : المطارق.
(1 / 41) لعل في هذا الحديث توضيحا للنقص الحاصل في 1 / 26 من هذا الكتاب.
صفحة ابن أبي شيبة - ج 8 - م 7(8/97)
(42) حدثنا وكيع عن سفيان عن عبد الملك بن عمير عن عبد الله بن الحارث عن العباس بن عبد المطلب أنه قال للنبي (ص) : عمك أبو طالب يحوطك ويغضب لك قال : فقال رسول الله (ص) : (إنه لفي ضحضاخ من النار ، ولولا أنا لكان في الدرك الاسفل).
(43) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا الازهر بن سنان القرشي قال حدثني محمد ابن واسع قال : دخلت على بلال بن أبي بردة فقلت له : يا بلال ! إن أباك حدثني عن أبيه عن النبي (ص) قال : (إن في جهنم واديا يقال له هبهت حتم على الله أن يسكنه كل جبار) فإياك يا بلال أن تكون ممن يسكنه.
(44) حدثنا وكيل عن سفيان عن أبي قيس عن هذيل قال : أرواح آل فرعون في جوف طير سود تغدو وتروح على النار فذلك عرضها.
(45) حدثنا عبد الله بن نمير عن فضيل بن غزوان عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد قال : بلغني أن أناسا معهم سياط طوال لا يرحمون الناس ، يقال لهم : ضعوا سياطكم وادخلوا النار.
(46) حدثنا أبو خالد الاحمر عن عمرو بن قيس أنه بلغه أن عمر قال لكعب : يا كعب ! خوفنا ، قال : نعم ، يجمع الله الخلائق في صعيد واحد ينفذهم البصر ويسمعهم الداعي ويجاء بجهنم ، فلها يومئذ ثلاث زفرات ، فأول زفرة لا تبغي دمعة في عين إلا سالت حتى ينسكب الدم ، وأما الثانية فلا يبقى أحد إلا جثا لركبتيه ينادي رب نفسي نفسي حتى خليله إبراهيم ، وأما الثالثة فلو كان لك يا عمر عمل سبعين نبيا لاشفقت حتى تعلم من أي الفريقين تكون.
(47) حدثنا أبو خالد الاحمر عن جويبر عن الضحاك * (ولهم مقامع من حديد) * قال : مطارق.
(48) حدثنا ابن مهدي عن سفيان عن أبي سنان قال : سمعت عبد الله بن الحارث يقول : الزبانية رؤوسهم في السماء وأرجلهم في الارض.
__________
(1 / 42) الضحضاح أصلا الماء القليل با لكاد يبلغ الكعبين.
(1 / 43) وأبو أبي بردة هو أبو موسى الاشعري رضي الله عنه أي هو جد بلال المذكور.
(1 / 46) وقد سبق ذكره وروايته بلفظ مختلف في 1 / 12 من هذا الكتاب.
(1 / 47) سورة الحج من الآية (21).
(1 / 48) الزبانية هم الموكلون بأهل النار وتعذيبهم.
(*)(8/98)
(49) حدثنا يحيى بن أبي بكير قال : حدثنا شريك عن عاصم عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : أو قدت النار ألف سنة حتى ابيضت ، ثم أوقدت الف سنة فاحمرت ، ثم أو قدت ألف سنة فاسودت كالليل المظلم.
(50) حدثنا إسحاق بن منصور قال حدثنا أسباط بن نصر عن عاصم عن ذر قال عبد الله * (وجئ يومئذ بجهنم) * قال : جئ بها تقاد بسبعين ألف زمام ، مع كل زمام سبعون ألف ملك.
(51) حدثنا إسماعيل بن علية عن أبي رجاء عن الحسن * (وآخر من شكله أزواج) * قال : ألوان من العذاب.
(52) حدثنا يحيى بن أبي بكير عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أنس بن مالك أن رسول الله (ص) قال : (أول من يكسى حلة من نار إبليس ، يضعها على حاجبيه يسحبها من خلفه وذريته من خلفه وينادي : يا ثبوراه ، وينادون : يا ثبورهم ، قال : فيقال لهم * (لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا وادعوا ثبورا كثيرا) *.
(53) حدثنا أبو معاوية عن إسماعيل عن أبي صالح * (نزاعة للشوى) * قال : لحم الساقين.
(54) حدثنا يحيى بن أبي بكر عن شريك عن ليث والاعمش عن مجاهد * (نزاعة للشوى) * قال : الشوى الاطراف.
(55) حدثنا يعلي بن عبيد قال حدثنا إسماعيل عن أبي صالح * (وما يغني عنه ماله
إذا تردى) * قال : في النار.
(56) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا الجريري عن غنيم بن قيس عن أبي العوام قال : قال كعب : هل تدرون ما قوله : * (وإن منكم إلا واردها) * فقالوا : ما كنا نرى * (واردها) * إلا دخلوها ، قال : فقال : لا ولكنه يجاء بجهم فتمر للناس كأنها متن إهالة
__________
(1 / 50) سورة الفجر من الآية (23).
(1 / 51) سورة ص من الآية (58).
(1 / 52) سورة الفرقان الآية (14).
(1 / 53) سورة المعارج الآية (16).
(1 / 55) سورة الليل الآية (11).
(1 / 56) سورة مريم من الآية (71).
(*)(8/99)
حتى استوت عليها أقدام الخلائق برهم وفاجرهم ناداها مناد : خذي أصحابك وذري أصحابي ، فتخسف بكل ولي لها فهي أعرف من الوالد بولده ، وينجو المؤمنون ندية ثيابهم قال : وإن الخازن من خزنة جهنم ما بن منكبيه مسيرة سنة ، معه عمود من حديد له شعبتان يدفع به الدفعة فيكب في النار سبعمائة ألف أو ما شاء الله.
(57) حدثنا جرير عن عطاء بن السائب عن أبي معقل * (ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت) * قال : أفزعهم فلم يفوتوه.
(58) حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو عن عبيد بن عمير قالوا : يؤتى بالرجل العظيم الطويل يوم القيامة ، فيوضع في الميزان فلا يزن عند الله جناح بعوضة ثم تلا * (فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا) * (59) حدثنا يحيى بن أبي بكير قال حدثني نعيم بن ميسرة النحوي عن عيينة بن الفيض قال : قال الحسن : إن الاغلال لم تجعل في أعناق أهل النار لانهم أعجزوا الرب
ولكن إذا طغى بهم اللهب أرسبتهم في النار ، قال : ثم أجغل الحسن مغشيا عليه.
(60) حدثنا محمد بن فضيل عن حصين عن حسين بن أبي المخارق عن أبي عبد الله الجدلي قال : أتيت بيت المقدس ، فإذا عبادة بن الصامت وعبد الله بن عمرو وكعب الاحبار يتحدثون في بيت المقدس ، قال فقال عبادة : إذا كان يوم القيامة جمع الناس في صعيد واحد فينفذهم البصر ويسمعهم الداعي ويقول الله : * (هذا يوم الفصل جمعناكم والاولين ، فإن كان لكم كيد فكيدون) * اليوم لا ينجو مني جبار عنيد ولا شيطان مريد ، قال : فقال عبد الله بن عمرو : إنا نجد في الكتاب أنه يخرج يومئذ عنق من النار فينطلق معنقا حتى إذا كان بين ظهراني الناس قال : يا أيها الناس ! إني بعثت إلى ثلاثة ، أنا أعرف بهم من الوالد بولده ومن الاخ بأخيه ، لا يغنيهم مني ورد ولا تخفيهم مني خافية : الذي جعل مع الله إلها آ خر ، وكل جبار عنيد ، وكل شيطان مريد ، قال : فينطوي عليهم فيقذفهم في النار قبل الحساب بأربعين.
قال حصين : أما أربعين عاما أو أربعين يوما ، قال : ويهرع قوم إلى الجنة فتقول لهم الملائكة : قفوا للحساب ، قال : فيقولون : والله ما كانت لنا
__________
(1 / 57) سورة سبأ من الآية (51).
(1 / 58) سورة الكهف من الآية (105).
(1 / 59) أي فإذا أرسبتهم في النار ردتهم الاغلال إلى أماكنهم منها.
(1 / 60) سورة المرسلات الآيتان (38 - 39).
= عمال : ولاة وحكام.
(*)(8/100)
أموال وما كنا بعمال ، قال : فيقولون الله : صدق عبادي أنا أحق من أوفى بعهده ، أدخلوا الجنة ، قال : فيدخلون الجنة قبل الحساب بأربعين إما قال عاما وإما يوما.
(61) حدثنا عبدة بن سليمان عن جويبر عن الضحاك * (لا جرم أن لهم النار وأنهم مفرطون) * قال : منسيون في النار.
(62) حدثنا يزيد بن هارون عن سفيان بن حسين الجهني عن الحسن * (ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا) * قال : عطاشا.
(63) حدثنا يونس بن محمد قال حدثنا شيبان قال : قال قتادة : سمعت أبا نضرة يحدث عن سمرة بن جندب أنه سمع نبي الله (ص) يقول : (إن منهم من تأخذه النار إلى كعبيه ، ومنهم من تأخذه النار إلى ركبتيه ومنهم من تأخذه إلى حجزته ، ومنهم من تأخذه إلى ترقوته).
(64) حدثنا عبد الله بن نمير قال حدثنا فضيل بن غزوان عن محمد الراسبي عن بشر ابن عاصم قال : كتب عمر بن الخطاب عهد البشر بن عاصم فقال : لا حاجة لي فيه ! إني سمعت رسول الله (ص) يقول : * (إن الولاة يجاء بهم يوم القيامة فيقفون على جسر جهنم ، فمن كان مطواعا لله تناوله الله بيمينه حتى ينجيه ، ومن كان عاصيا لله انحرف به الجسر إلى واد من نار يلتهب التهابا) ، قال : فأرسل عمر إلى سلمان وأبي ذر ، فقال لابي ذر : أنت سمعت هذا الحديث من رسول الله (ص) ؟ قال : نعم والله ، وبعد الوادي واد آخر من نار ، قال وسأل سلمان فلم يخبر بشئ ، فقال عمر : من يأخذها بما فيها ؟ فقال أبو ذر : من سلب الله أنفه وعينيه وأصرع خده إلى الارض.
(65) حدثنا إسحاق بن سليمان الرازي عن أبي سنان عن عمرو بن مرة عن أبي صالح قال : يحاسب يوم القيامة الذين أرسل إليهم الرسل ، فيدخل الله الجنة من أطاعه ويدخل النار من عصاه ، ويبقى قوم من الولدان والذين هلكوا في الفترة ومن غلب على
__________
(1 / 61) سورة النحل من الآية (62).
(1 / 62) سورة مريم من الآية (86).
(1 / 63) الحجزة : مجمع الثياب أعلى الصدر.
(1 / 64) كتب عهده : أي أمر توليته ولاية أو بلدا.
أصرع أو أضرع خده إلى الارض أدناه حتى ألصقه بالارض أي تمسك بالدنيا وما فيها.
(1 / 65) في الفترة : أي في الفترة ما بين الرسل [...] بياض في الاصل ونقص في العبارة.
(*).(8/101)
[...] النار من عصاني وإني آمركم أن تدخلوا هذه النار ، فيخرج لهم عنق منها ، فمن دخلها كانت نجاته ، ومن نكص فلم يدخلها كانت هلكته.
(66) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن أبي صالح قال : لما مرض أبو طالب قالوا : أرسل إلى ابن أخيك هذا فيأتيك بعنقود من جنته ، لعله يشفيك به ، قال : فجاء الرسول وأبو بكر عند النبي (ص) جالس ، فقال أبو بكر : إن الله حرمهما على الكافرين.
(67) حدثنا عفان بن مسلم قال حدثنا حماد بن سلمة قال حدثنا الازرق بن خنيس قال حدثني رجل من بني تميم قال : كنا عند أبي العوام فقرأ هذه الآية * (تسعة عشر) * فقال : ما تقولون : أتسعة عشر ألف ملك أو تسعة عشر ملكا ؟ قال فقلت : لا بل تسعة عشر ملكا ، قال : ومن أين تعلم ذلك ؟ فقلت ! لان الله يقول : * (وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا) * قال : صدقت ، بيد كل ملك مرزبة من حديد لها شعبتان فيضرب الضربة [ فهوى بها سبعين ألف ] ما بين منكبي كل ملك منهم مسيرة كذا وكذا.
(68) حدثنا شبابة عن سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال قال : بلغني أن أهون أهل النار عذابا له نعل من نار يغلي منها دماغه يصيح قلبه ويقول : ما عذب أحد بأشد مما عذب به.
(69) حدثنا يحيى بن يمان عن سفيان عن سلمة عن سعيد بن جبير * (فسحقا لاصحاب السعير) * قال : واد في جهنم.
(70) حدثنا يحيى بن يمان عن سفيان عن أبي إسحاق عن أبي الاحوص عن عبد الله * (وهم فيها كالحون) * قال : كما يمشط الرأس عند الرأس.
(71) حدثنا أبو عبد الرحمن المقري عن سعيد بن أبي أيوب قال : سمعت دراجا أبا السمح قال : سمعت أبا الهيثم يقول : سمعت أبا سعيد الخدري يقول : قال رسول الله
(ص) : (يسلط على الكافر في قبره تسعة وتسعون تنينا تنهشه وتلدغه حتى تقوم الساعة ، ولو أن تنينا منها نفخ في الارض ما أنبتت خضراء).
__________
(1 / 67) * (تسعة عشر) * سورة المدثر من الآية (30).
* (وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا) * سورة المدثر من الآ ية (31).
[ فهوى بها سبعين ألف ] كذا في الاصل والاصوب (فيهوي بها سبعين ألفا).
(1 / 69) سورة الملك الآية (11).
(1 / 70) سورة المؤمنون من الآية (104).
(1 / 71) التنين : الافعى العظيمة الضخمة.
(*)(8/102)
(72) حدثنا يزيد بن هارون عن أبي الاشهب عن الحسن قال : * (إن عذابها كان غراما) * قال : علموا أن كل غريم يفارق إلا غريم جهنم.
(73) حدثنا يزيد بن هارون عن سفيان بن حسين عن الحسن * (فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة) * قال : الجنة : * (وظاهره من قبله العذاب) * قال : النار.
(74) حدثنا يحيى بن يمان عن أشعث عن جعفر عن سعيد بن جبير قال بعث موسى وهارون ابني هارون يقربان بقربانه فقال : أكلته النار ولدنا فأرسل الله عليهما نارا فاكلتهما فأوحى الله إليهما هكذا أفعل بأوليائي فكيف بأعدائي.
(75) حدثنا أبو خالد الاحمر عن إسماعيل عن الحسن أن هرم بن حيان كان يقول : لم أر مثل النار نام هاربها ، ولا مثل الجنة نام طالبها.
(76) حدثنا عبد الاعلى بن عبد الاعلى عن محمد بن إسحاق قال حدثني عبيد الله بن المغيرة عن سليمان بن عمرو بن عبد العتواري جد بني ليث وكان في حجر أبي سعيد الخدري عن أبي سعيد الخدري قال سمعته يقول : سمعت رسول الله (ص) يقول : (يوضع الصراط بين ظهراني جهنم ، عليه حسك كحسك السعدان ، ثم يستجيز الناس فناج مسلم ومخدوج به ثم ناج محتبس به ومنكوس فيه ، فإذا فرغ الله من القضاء بين
العباد يفقد المؤمنون رجالا كانوا في الدنيا كانوا يصلون صلاتهم ويزكون زكاتهم ويصومون صيامهم ويحجون حجهم ويغزون غزوهم فيقولون : أي ربنا عباد من عبادك كانوا معنا في الدنيا يصلون صلاتنا ويزكون زكاتنا ويصومون صيامنا ويغزون غزونا لا نراهم ، قال : فيقول : اذهبوا إلى النار فمن وجدتم فيها فأخرجوه منها ، فيجدون قد أخذتهم النار على قدر أعمالهم ، فمنهم من أخذته إلى قدميه ، ومنهم من أخذته إلى عنقه ولم يغش الوجه ، فيطرحونهم في ماء الحياة ، قيل : يا رسول الله ! وما
__________
(1 / 72) سورة الفرقان الآية (65).
(1 / 73) سورة الحديد من الآية (13).
(1 / 74) في العبارة ضعف ولم نجده في مكان آخر أو كتاب آخر من كتاب الحديث لنصححه.
(1 / 76) الحسك : الشوك الكبير.
حسك السعدان : نبت شوكي معروف في اليمن.
المخدوج : من أصيب فذهب بعضه أو قليل منه وبقي الاكثر.
منكوس به : قد نكس ووقع في النار.
= (غساء السيل) مجرى ماء السيل.
(*)(8/103)
ماء الحياة ؟ قال : غسل أهل الجنة ، فينبتون كما تنبت الزريعة في غثاء السيل ، ثم يشفع الانبياء فيمن كان يشهد أن لا إله إلا الله مخلصا ، ثم يتحنن الله برحمته على من فيها ، فما يترك فيها عبدا في قلبه مثقال حبة من الايمان إلا أخرجه منها).
(77) حدثنا عفان قال حدثنا سعيد بن زيد قال سمعت أبا سليمان العصري قال حدثني عقبة بن صهبان قال : سمعت أبا بكرة عن النبي (ص) قال : (يحمل الناس على الصراط يوم القيامة فتقادع بهم جنبتا الصراط تقادع الفراش في النار ، قال : فتحنن الله برحمته على من يشاء ، قال : ثم يؤذن للملائكة والنبيين والشهداء أن يشفعوا فيشفعون ويخرجون ويشفعون ويخرجون من كان في قلبه ما يزن ذرة من إيمان).
(78) حدثنا محمد بن عبد الله الاسدي عن سفيان عن الشيباني عن عكرمة قال : الصراط على جسر جهنم يردون عليه.
(79) حدثنا الحسن بن موسى عن حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن أبي عثمان النهدي عن سلمان الفارسي قال : يوضع الصراط وله حد كحد الموسى فتقول الملائكة : ربنا من تجيز على هذا ، فيقول : أجيز عليه من شئت.
(80) حدثنا غندر عن شعبة عن الاعمش عن شمر عن أبي الاحوص عن عبد الله قال : يجاء بالناس إلى الميزان يوم القيامة فيتجادلون عنده أشد الجدال.
(81) حدثنا غندر عن شعبة عن يعلى بن عطاء قال حدثني تميم : بن غيلان عن سلمة عن أبي الدرداء قال : أين أنت من يوم جئ بجهنم قد سدت ما بين الخافقين ، وقيل : لن تدخل الجنة حتى تخوض النار ، فإن كان معك نور استقام بك الصراط فقد والله نجوت وهديت وإن لم يكن معك نور تشبث بك بعض خطاطيف جهنم أو كلاليبها أو شئ منها فقد والله رديت وهويت.
(82) حدثنا عبد الله بن نمير قال حدثنا الاعمش عن مجاهد عن عبيد بن عمير قال : الصراط دحض [ منزله ] كحد السيف سلقا والملائكة معهم الكلاليب والانبياء قيام يقولون حوله : ربنا سلم سلم فبين مخدوش ومكردس في النار وناج ومسلم.
__________
(1 / 77) التقادع : التساقط والتهافت والتدافع.
(1 / 82) دحض : زلق.
[ منزله ] هكذا في الاصل بدون نقط ولعلها منزلة من الزلل.
(*)(8/104)
بسم الله الرحمن الرحيم 35 كتاب ذكر رحمة الله (1) ما ذكر في سعة رحمة الله تعالى (1) حدثنا أبو خالد الاحمر عن ابن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة قال : قال
رسول الله (ص) : * (لما خلق الله الخلق كتب بيده على نفسه : إن رحمتي تغلب غضبي).
(2) حدثنا وكيع عن سفيان عن سلمة بن الهيثم عن حسن قال : قال رسول الله (ص) : (لو كنتم لا تذنبون لجاء الله بخلق يذنبون فيغفر لهم).
(3) حدثنا أبو معاوية حدثنا العلاء بن منصور عن ليث بن سعد عن محمد بن قيس عن أبي صرمة عن أبي أيوب قال : قال رسول الله (ص) : (لو لم تذنبوا لجاء الله بقوم يذنبون فيغفر لهم).
(4) حدثنا أبو معاوية عن عاصم عن أبي عثمان عن سلمان قال : لما أري إبراهيم ملكوت السماوات والارض رأى عبدا على فاحشة ، فدعا عليه فهلك ، ثم رأى آخر فدعا عليه فهلك ، ثم رأى آخر فدعا عليه فهلك ، فقال الله : أنزلوا عبدي لا تهلكوا عبادي.
(5) حدثنا وكيع عن زياد بن خبثمة عن نعيم بن أبي هند عن ربعي عن حذيفة قال : المؤمنون مستغنون عن الشفاعة ، إنما هي للمذنبين.
(6) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة عن أبي موسى قال : قال رسول الله (ص) [ يدا ] الله [ تبسطان ] لمسئ الليل أن يتوب بالنهار ولمسئ النهار أن يتوب بالليل حتى تطلع الشمس من مغربها).
__________
(1 / 1) ومن أسمائه تعالى : الرحمن الرحيم.
(1 / 2) ومن أسمائه تعالى : الغفار والغفور.
(1 / 6) [ يدا ] وفي الاصل يد والاصوب ما أثبتناه لان الفعل بعده في صيغة التثنية.
[ تبسطان ] وفي الاصل لبسطان ولا ريب خطأ في النسخ.
(*)(8/105)
(7) حدثنا محمد بن فضيل عن أبي سنان عن أبي وائل قال : إن الله يستر العبد يوم القيامة فيستره بيده فيقول : تعرف ما ههنا ؟ فيقول : نعم يا رب ، فيقول : أشهدك أني قد
غفرت لك.
(8) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن داود عن أبي عثمان عن سلمان قال : خلق الله مائة رحمة فجعل منها رحمة بين الخلائق ، كل رحمة أعظم ما بين السماء والارض فيها تعطف الوالدة على ولدها وبها شرب الطير والوحوش الماء فإذا كان يوم القيامة قبضها الله من الخلائق فجعلها والتسع والتسعين للمتقين فذلك قوله : * (ورحمتي وسعت كل شئ فسأكتبها للذين يتقون) *.
(9) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد قال : قال رسول الله (ص) : (إن الله خلق يوم خلق السماوات والارض مائة رحمة فجعل في الارض منها رحمة فبها تعطف الوالدة على ولدها والبهائم بعضها على بعض ، وأخر تسعا وتسعين إلى يوم القيامة فإذا كان يوم القيامة أكملها بهذه الرحمة مائة رحمة).
(10) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن جامع بن شداد عن مغيث بن سمي قال : كان رجل فيمن كان قبلكم يعمل بالمعاصي فأذكر يوما فقال : اللهم غفرانك فغفر له.
(11) حدثنا يحيى بن عيسى عن الاعمش عن عبد الله بن عبد الله عن سعد مولى طلحة عن ابن عمر قال : بينا رجل يقال له الكفل يعمل بالمعاصي فأعجبته امرأة فأعطاها ستين دينارا ، فلما قعد منها مقعد الرجال ارتعدت فقال لها : مالك ؟ قالت هذا عمل ما عملته قط ! قال : أنت تجزعين من هذه الخطيئة وأنا أعمله مذ كذا وكذا ، والله لا أعصي الله أبدا ، قال : فمات من ليلته ، فلما أصبح بنو إسرائيل قال : من يصلي على فلان ؟ قال ابن عمر : فوجد مكتوبا على بابه (قد غفر الله للكفل).
(12) حدثنا وكيع قال حدثنا الاعمش عن أبي سفيان عن مغيث بن سمي قال : كان رجل يتعبد في صومعته نحوا من ستين سنة ، قال فمطر الناس فاطلع من صومعته ، فرأى الغدر والخضرة فقال : لو نزلت فمشيت ونظرت ، ففعل فبينما هو يمشي إذ لقيته امرأة فكلمها ، فلم يزل تكلمه حتى واقعها ، قال : فوضع كيسا كان عليه ، فيه رغيف ،
__________
(1 / 8) سورة الاعراف من الآية (156).
(1 / 12) الغدر : الغدران : البرك التي تتجمع فيها مياه المطر.
(*)(8/106)
ونزل الماء يغتسل ، فحضر أجله ، فمر سائل فأوما إلى الرغيف فأخذه ، ومات الرجل ، فوزن عمله لستين سنة فرجحت خطيئته بعمله ، ثم وضع الرغيف فرجح ، فغفر له.
(13) حدثنا عمر بن سعد عن سفيان عن أبي سلمة عن أبي الزعراء عن عبد الله أن راهبا عبد الله في صومعته ستين سنة ، فجاءت امرأة فنزلت إلى جنبه فنزل إليها فواقعها ست ليال ، ثم سقط في يده فهرب فأتى مسجدا فأوى إليه فمكث ثلاثا لا يطعم شيئا ، فأتي برغيف فكسر نصفه فأعطى نصفه رجلا عن يمينه ، وأعطى آخر عن يساره ، فبعث الله إليه ملك الموت فقبض روحه ، فوضع عمل الستين سنة في كفة ووضعت السيئة في كفة ، فرجحت السيئة ، ثم جئ بالرغيف فرجح بالسيئة.
(14) حدثنا معتمر بن سليمان عن أبيه قال : حدثنا أبو عثمان عن أبي بردة قال : لما حضر أبا موسى الوفاة قال : يا بني اذكروا صاحب الرغيف ، قال : كان رجل يتعبد في صومعة أراه قال : سبعين سنة ، لا ينزل إلا في يوم أحد ، قال : فنزل في يوم أحد ، قال : فشبه أو شب الشيطان في عينه امرأة ، فكان معها سبعة أيام أو سبع ليال ، قال : ثم كشف عن الرجل غطاؤه فخرج تائبا ، فكان كلما خطا خطوة صلى وسجد ، قال : فآواه الليل إلى مكان عليه اثنا عشر مسكينا ، فأدرك الاعياء فرمى بنفسه بين الرجلين منهم ، وكان ثم راهب يبعث إليهم كل ليلة بأرغفة ، فيعطى كل إنسان رغيفا ، فجاء صاحب الرغيف فأعطى كل إنسان رغيفا ، ومر على ذلك الذي خرج تائبا ، فظن أنه مسكين فأعطاه رغيفا ، فقال المتروك لصاحب الرغيف : مالك ، لم تعطني رغيفي ، ما كان لك عنه غنى ، قال : تراني أمسكه عنك ، سل هل اعطيت أحدا منكم رغيفين ، قالوا : لا ، قال : إني أمسك عنك والله لا أعطيك شيئا الليلة ، قال : فعمد التائب إلى الرغيف الذي دفعه إليه ، فدفعه إلى الرجل الذي ترك فأصبح التائب ميتا ، قال : فوزنت السبعون سنة بالسبع الليالي فلم تزل ، قال : فوزن الرغيف بالسبع الليالي ، قال : فرجع الرغيف ، فقال أبو موسى : يا بني اذكروا
صاحب الرغيف.
(15) حدثنا أبو معاوية ويعلى عن الاعمش عن أبي سعيد عن أبي الكنود قال : مر عبد الله على قاص وهو يذكر النار فقال : يا مذكر ! لا تقنط الناس * (يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم) *.
__________
(1 / 14) أبو موسى المذكور هو الشعرى رضي الله عنه.
(1 / 15) سورة الزمر من الآية (53).
(*)(8/107)
(16) حدثنا وكيع عن سفيان عن موسى بن عقبة عن سالم عن ابن عمر عن كعب قال : لما رأت الملائكة بني آدم وما يذنبون قالوا : يا رب يذنبون ، قال : لو كنتم مثلهم فعلتم كما يفعلون فاختاروا منكم ملكين ، قال : فاختاروا هاروت وماروت ، فقال لهما تبارك وتعالى : إن بينى وبين الناس رسولا ، فليس بيني وبينكم أحد لا تشركا بي شيئا ولا تسرقا ولا تزينا قال عبد الله : قال كعب : فما استكملا ذلك اليوم حتى وقعا فيما حرم عليهما.
(17) حدثنا محمد بن فضيل عن أبي سنان عن يعقوب بن سفيان الكسري عن عبد الله بن مسعود قال : أتاه رجل قد ألم بذنب فسأله عنه فلهى عنه ، وأقبل على القوم بحديثهم فحانت نظرة من عبد الله فإذا عين الرجل تهراق ، فقال ، هذا وإنك أهمني ما جئت تسألني عنه ، إن للجنة سبعة أبواب كلها يفتح ويغلق غير باب التوبة ، موكل به ملك فاعمل ولا تيأس.
(18) حدثنا زيد بن الحباب عن علي بن مسعدة قال حدثنا قتادة عن أنس بن مالك قال ، قال رسول الله (ص) ، (كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون).
(19) حدثنا عبد الوهاب الثقفي عن أيوب عن أبي قلابة قال : إن الله تعالى لما لعن إبليس سأله النظرة ، فأنظره إلى يوم الدين ، قال : وعزتك لا أخرج من جوف - أو قلب - ابن آدم ما دام فيه الروح ، قال : وعزتي لا أحجب عنه التوبة ما دام فيه الروح.
(20) حدثنا عبد الله بن نمير عن مالك بن مغول قال : كان في زبور داود مكتوبا : إني أنا الله لا إله إلا أنا ملك الملوك ، قلوب الملوك بيدي ، فأيما قوم كانوا على طاعة جعلت الملوك عليهم رحمة ، وأيما قوم كانوا على معصية جعلت الملوك عليهم نقمة ، لا تشغلوا أنفسكم بسبب الملوك ولا تتوبوا إليهم ، توبوا إلي أعطف قلوبهم عليكم.
(21) حدثنا عبد الله بن نمير وأبو أسامة عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس عن عبد الله قال : بينما رجل ممن كان قبلكم كان في قوم كفار ، وكان فيما بينهم قوم صالحون ، قال فطالما كنت في كفري ، لآتين هذه القرية الصالحة ، فأكونن رجلا من أهلها ، فانطلق فأدركه الموت ، فاحتج فيه الملك والشيطان ، يقول هذا : أنا أولى به ،
__________
(1 / 17) أي أن باب التوبة مفتوح دائما ولا يفوت أوان التوبة ما دام الانسان حيا لان الله سبحانه غفور رحيم وهو غافر الذنب وقابل التوب.
(1 / 19) النظرة : التأخير أو التأجيل.
(*)(8/108)
ويقول هذا : أنا أولى به ، إذ قيض الله بعض جنوده فقال لهما : قيسوا ما بين القريتين ، فأيتهما كان أقرب إليها فهو من أهلها ، فقاسوا من بينهما ، فوجدوه أقرب إلى القرية الصالحة ، فكان منهم.
(22) حدثنا يزيد بن هارون عن همام بن يحيى قال حدثنا قتادة عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد الخدري قال : لا أخبركم إلا ما سمعت من في رسول الله (ص) سمعته أذناي ووعاه قلبي أن عبدا قتل تسعة وتسعين نفسا ثم عرضت له التوبة ، فسأل عن أعلم أهل الارض فدل على رجل فأتاه فقال : إني قتلت تسعة وتسعين نفسا فهل لي من توبة ؟ قال : بعد قتل تسعة وتسعين نفسا ؟ قال : فانتضى سيفه فقتله ، فأكمل به مائة ، ثم عرضت له التوبة فسأل عن أعلم أهل الارض ، فدل على رجل فأتاه فقال : إني قتلت مائة نفس فهل لي من توبة ؟ قال : ومن يحول بينك وبين التوبة ، اخرج من القرية الخبيثة التي أنت فيها القرية الصالحة قرية كذا وكذا ، فاعبد ربك فيها ، قال فخرج يريد القرية
الصالحة فعرض له أجله في الطريق ، قال : فاختصم فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب ، فقال إبليس : أنا أولى به لم يعصني ساعة قط ، فقالت ملائكة الرحمة : إنه خرج تائبا ، قال همام : فحدثني حميد الطويل عن بكر بن عبد الله المزني عن أبي رافع قال : فبعث الله إليه ملكا فاختصموا إليه ، ثم رجع إلى حديث قتادة فقال : انظروا أي القريتين كانت أقرب إليه فألحقوه بها ، قال : فحدثني الحسن قال : لما عرف الموت [ احتقر بنفسه ] فقرب الله منه القرية الصالحة وباعد منه القرية الخبيثة ، فألحقه بأهل القرية الصالحة.
(23) حدثنا يزيد بن هارون عن همام بن يحيى قال حدثنا قتادة عن صفوان بن محزر قال : كنت آخذا بيد عبد الله بن عمر فأتاه رجل فقال : كيف سمعت رسول الله (ص) يقول في النجوى ؟ فقال : سمعت رسول الله (ص) يقول : (إن الله يدني المؤمن يوم القيامة حتى يضع عليه كنفه ، يستره من الناس ، فيقول : أي عبدي تعرف ذنب كذا وكذا ؟ فيقول : أي نعم رب ، حتى إذا قرره بذنوبه ورأى في نفسه أنه قد هلك قال : فإني قد سترتها عليك في الدنيا وقد غفرتها لك اليوم ، ثم يؤتى بكتاب حسناته ، وأما الكفار والمنافقون فيقول الاشهاد : * (هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين) *).
__________
(1 / 22) [ احتقر بنفسه ] الارجح أنها احتفر لنفسه.
(1 / 23) سورة هود من الآية (18).
(*)(8/109)
(24) حدثنا سفيان بن عيينة عن مسعر عن عون قال : بدئ بالعفو قبل الذنب (عفا الله عنك لم أذنت لهم).
(25) حدثنا وكيع عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أبي رافع عن أبي هريرة عن النبي (ص) قال : (خرج رجل من قرية يزور أخا له في قرية أخرى ، قال : فأرسل الله له ملكا فجلس على طريقه فقال : أين تريد ؟ فقال : أريد أخا لي أزوره في الله في هذه
القرية ، فقال : هل له عليك من نعمة تربها ؟ قال : لا ولكني أحببته في الله ، قال : إني رسول ربك إليك ، إنه قد أحبك فيما أحببته فيه).
(26) حدثنا ابن مهدي عن سفيان عن حبيب عن عروة بن عاصم قال : إن الرجل لتعرض عليه ذنوبه فيمر بالذنب فيقول : قد كنت منك شفقا فيغفر الله له.
(27) حدثنا عبد الله بن نمير قال حدثنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار قال : إن للمقنطين حبسا يطأ الناس على أعناقهم يوم القيامة.
__________
(1 / 26) شفقا : خائفا.
(1 / 27) المقنطين : اليائسين عن رحمة الله ، ولا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون (*).(8/110)
بسم الله الرحمن الرحيم صلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم 36 كتاب الزهد (1) ما ذكر في زهد الانبياء وكلامهم عليهم السلام : كلام عيسى ابن مريم (1) حدثنا أبو بكر قال حدثنا جرير بن عبد الحميد عن منصور عن مجاهد عن عبيد بن عمير قال : كان عيسى ابن مريم عليه السلام لا يرفع غداء لعشاء ولا عشاء لغداء وكان يقول : إن مع كل يوم رزقه ، وكان يلبس الشعر ويأكل الشجر وينام حيث أمسى.
(2) حدثنا عباد بن العوام عن العلاء بن المسيب عن شمر بن عطية قال عيسى ابن مريم : كلوا من البرية ، واشربوا من الماء القراح ، وانجوا من الدنيا سالمين.
(3) حدثنا شريك عن عاصم عن أبي صالح يرفعه إلى عيسى ابن مريم قال : قال لاصحابه : اتخذوا المساجد مساكن ، واتخذوا البيوت منازل ، وانجوا من الدنيا بسلام ،
وكلوا من بقل البرية ، وقال : زاد فيه الاعمش : واشربوا من الماء القراح.
(4) حدثنا عباد بن العوام عن العلاء بن المسيب عن رجل حدثه قال : قال الحواريون لعيسى ابن مريم : ما تأكل ؟ قال : خبز الشعير ، قالوا : وما تلبس ؟ قال : الصوف قالوا : وما تفترش ؟ قال : الارض ، قالوا كل هذا شديد ، قال : لن تنالوا ملكوت السموات حتى تصيبوا هذا على لذة - أو قال : على شهوة.
__________
(1 / 1) لا يرفع غداء لعشاء : أي لا يحتفظ بالطعام من الغداء إلى العشاء ليضمن حصوله على العشاء.
يلبس الشعر : المقصود الصوف غير المغزول.
يأكل الشجر : أي أوراق الشجر.
(1 / 2) وفي هذا دعوة للزهد وترك الاهتمام بحال الدنيا وزخرفها.
(*)(8/111)
(5) حدثنا أبو خالد الاحمر عن محمد بن عجلان عن محمد بن يعقوب قال : قال عيسى ابن مريم : لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله فتقسوا قلوبكم فإن القلب القاسي بعيد من الله ، ولكن لا تعلمون ، لا تنظروا في ذنوب العباد كأنكم أرباب ، وانظروا في ذنوبكم ، فإنما الناس رجلان : مبتلى ومعافى ، فارحموا أهل البلاء واحمدوا الله على العافية.
(6) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن خيثمة قال : مرت بعيسى امرأة فقالت : طوبى لبطن حملك ، ولثدي أرضعك ، فقال عيسى : بل طوبى لمن قرأ القرآن واتبع ما فيه.
(7) حدثنا وكيع عن سفيان عن منصور عن سالم قال : قال عيسى ابن مريم : اتقوا الله واعملوا لله ولا تعلموا لبطونكم ، وانظروا إلى هذه الطير لا تحصد ولا تزرع يرزقها الله ، فإن زعمتم أن بطونكم أعظم من بطون الطير فهذه البقر والحمير لا تحرث ولا تزرع يرزقها الله ، وإياكم وفضل الدنيا فإنها عند الله رجس.
(8) حدثنا محمد بن فضيل عن العلاء عن خيثمة قال : قال عيسى ابن مريم : طوبى لولد المؤمن ، طوبى لهم يحفظون من بعده ، وقرأ خيثمة * (وكان أبوهما صالحا) *.
(9) حدثنا جرير بن عبد الحميد عن عبد العزيز بن رفيع عن أبي ثمامة قال : قال
الحواريون : يا عيسى ! ما الاخلاص لله ؟ قال : أن يعمل الرجل العمل لا يحب أن يحمده عليه أحد من الناس ، والمناصح لله الذي يبدأ بحق الله قبل حق الناس ، يؤثر حق الله على حق الناس ، وإذا عرض أمران : أحدهما للدنيا ، والآخر للآخرة ، بدأ بأمر الآخرة قبل أمر الدنيا.
(10) حدثنا أبو أسامة عن سليمان بن المغيرة عن ثابت البناني قال : قال رجل لعيسى ابن مريم : لو اتخذت حمارا تركبه لحاجتك ؟ قال : أنا أكرم على الله من أن يجعل لي شيئا يشغلني به.
(11) حدثنا محمد بن بشر العبدي عن إسماعيل بن أبي خالد قال : قال : حدثني رجل قبل الجماجم من أهل المساجد قال : أخبرت أن عيسى عليه السلام كان يقول : اللهم أصبحت لا
__________
(1 / 8) سورة الكهف من الآية (82).(8/112)
أملك لنفسي ما أرجوا ، ولا أستطيع عنها دفع ما أكره ، وأصبح الخير بيد غيري ، وأصبحت مرتهنا بما كسبت ، فلا فقير أفقر مني ، فلا تجعل مصيبتي في ديني ، ولا تجعل الدنيا أكبر همي ، ولا تسلط علي من لا يرحمني.
(12) حدثنا أبو خالد الاحمر عن الاعمش عن خيثمة قال : قال عيسى ابن مريم لرجل من أصحابه وكان غنيا : تصدق بمالك ، فكره ذلك فقال عيسى : ما يدخل الغني الجنة.
(13) حدثنا يحيى بن أبي بكير قال حدثنا شبل بن عباد عن عمر بن أبي سليمان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال : قالت مريم : كنت إذا خلوت أنا وعيسى حدثني وحدثته ، فإذا شغلني عنه إنسان سبح في بطني وأنا أسمع.
(14) حدثنا يحيى بن أبي بكير قال حدثنا شبل بن عباد عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس قال : ما تلكم عيسى إلا بالآيات التي تكلم بها حتى بلغ مبلغ الصبيان.
(15) حدثنا محمد بن أبي عبيدة عن أبيه عن الاعمش عن عمرو بن مرة عن سالم قال : قال عيسى ابن مريم : إن موسى نهاكم عن الزنا ، وأنا أنهاكم عنه ، وأنهاكم أن تحدثوا أنفسكم بالمعصية ، فإنما مثل ذلك كالقادح في الجذع إن لا يكون يكسره فإنه ينخره ويضعفه ، أو كالد خان في البيت إن لا يكون يحرقه فإنه يغير لونه وينتنه.
(16) حدثنا عبد السلام بن حرب عن خلف بن حوشب قال : قال عيسى ابن مريم للحواريين : يا ملح الارض ! لا تفسدوا ، فإن الشئ إذا فسد لا يصلحه إلا الملح ، واعلموا أن فيكم خصلتين : الضحك من غير عجب ، والتصبح من غير سهر.
(17) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا أبو الأشهب عن ميمون بن سياه قال : قال عيسى ابن مريم عليه السلام : يا معشر الحواريين : اتخذوا المساجد مساكن ، واتخذوا بيوتكم كمنازل الاضياف ، ما لكم في العالم من منزل ، إن أنتم إلا عابرو سبيل.
__________
(1 / 16) إنجيل متى الاصحاح الخامس العدد 13 وما بعده والالفاظ مختلفة قليلا وهذا ظاهرة في الاناجيل لاختلاف الترجمات.
ابن أبي شيبة - ج 8 - م 8(8/113)
(18) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن خيثمة قال : كان عيسى ابن مريم يصنع الطعام لاصحابه ، قال : ثم يقوم عليهم ويقول : هكذا فاصنعوا بالقراء.
(19) حدثنا عفان بن مسلم حدثنا أبو عوانة عن مغيرة عن الشعبي أن عيسى ابن مريم كان إذا ذكرت عنده الساعة صاح ، وقال : لا ينبغر لابن مريم أن تذكر عنده الساعة إلا صاح ، أو قال : سكت.
(20) حدثنا عفان قال حدثنا خالد قال أخبرنا ضرار بن مرة أبو سنان عن عبد الله ابن أبي الهذيل قال : لما رأى يحيى عيسى قال : أوصني ، قال : لا تغضب ، قال : لا استطيع ، قال : لا تقتن مالا ، قال : عسى.
(2) كلام داود عليه السلام (1) حدثنا مروان بن معاوية عن عوف عن عباس العمي قال : بلغني أن داود النبي (ص) كان يقول في دعائه : سبحانك اللهم أنت ربي ، تعاليت فوق عرشك ، وجعلت خشيتك على من في السموات والارض ، فأقرب خلقك منك منزلت أشدهم لك خشية ، وما علم من لم يخشك ، أو ما حكمة من لم يطع أمرك.
(2) حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الله الجدلي قال : ما رفع داود رأسه إلى السماء حتى مات (3) حدثنا محمد بن فضيل عن ليث عن مجاهد قال : لما أصاب داود الخطيئة ، وإنما كانت خطيئته أنه لما أبصر أمرها فعزلها فلم يقربها ، فأتاه الخصمان فتسوروا في المحراب ، فلما أبصرهما قام إليهما فقال : أخرجا عني ، ما جاء بكما إلي ، قال : قالا : إنما نكلمك
__________
(2 / 3) وفي الرواية التوراتية الموجودة في توراة اليهود هذه الايام أن داود عليه السلام رأى امرأة أوريا الحثي تغتسل على سطح بيتها فأعجبته فدعاها إليه وزنى بها ثم استدعى زوجها من الحرب ليذهب إلى بيته عندما عرف بحملها ، فلما لم يرض بالذهاب إلى داره وأصر على المكوث عند باب داود عليه السلام أرسله مع الجيش وطلب لبعض خاصته أن يقتربوا من السور مع أوريا ثم يتركوه وحده = = ويتراجعوا دون إعلامه كي يقتل وأنه هكذا حصل وأن ولد الزنا الذي حبلت به هذه المرأة وهي (بتشبع) هو سليمان عليه السلام وأنه قد تزوجها بعد مقتل زوجها ، وهذا افتراء على الانبياء والعياذ بالله نجانا الله منه ومنهم ومن كذبهم وتحريفهم الكتاب.
(*)(8/114)
بكلام يسير ، إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة ، وهو يريد أن يأخذها مني ، فقال داود : والله إنه أحق أن يكسر منه من لدن هذا إلى هذا - يعني من أنفه إلى صدره - قال : فقال الرجل : فهذا داود قد فعله ، فعرف داود أنه إنما يعني بذلك ، وعرف ذنبه فخر ساجدا أربعين يوما وأربعين ليلة ، وكانت خطيئته مكتوبة في يده ، ينظر إليها
لكيلا يغفل حتى نبت البقل حوله من دموعه ما غطى رأسه ، فنادى بعد أربعين يوما : قرح الجبين وجمدت العين ، وداود لم يرجع إليه في خطيئته شئ ، فنودي : أجائع فتطعم ، أو عريان فتكسى ، أو مظلوم فتنصر ، قال : فنحب نحبة هاج ما ثم من البقل حين لم يذكر ذنبه ، فعند ذلك غفر له ، فإذا كان يوم القيامة قال له ربه : كن أمامي ، فيقول : أي رب ذنبي ذنبي ، فيقول له : كن خلفي ، فيقول : أي رب ذنبي ذنبي ، قال : فيقول له : خذ بقدمي ، فيأخذ بقدمه.
(4) حدثنا وكيع عن مسعر عن علي بن الاقمر عن أبي الاحوص قال : دخل الخصمان على داود أحدهما آخذ برأس صاحبه.
(5) حدثنا خلف بن خليفة عن أبي هاشم عن سعيد بن جبير قال : إنما كانت فتنة داود النظر.
(6) حدثنا داود قال حدثنا حماد بن سلمة عن سعيد الجريري أن داود قال : يا جبرائيل ! أي الليل أفضل ، قال : ما أدري غير أني أعلم أن العرش يهتز من السحر.
(7) حدثنا أبو أسامة عن عوف عن خالد الربعي قال : أخبرت أن فاتحة الزبور الذي يقال له زبور داود : رأس الحكمة خشية الرب.
(8) حدثنا أبو أسامة عن الفزاري عن الاعمش عن المنهال عن عبد الله بن الحارث عن ابن عباس قال : أوحى الله إلى داود : قل للظلمة لا تذكروني ، فإنه حق علي أن أذكر من ذكرني ، وأن ذكري إياهم أن ألعنهم.(8/115)
(9) حدثنا أبو خالد الاحمر عن الاعمش عن المنهال عن عبد الله بن الحارث قال : أوحى الله إلى داود أن احبني وأحب أحبائي وحببني إلى عبادي ، قال يا رب ! أحبك وأحب أحبائك فكيف أحببك إلى عبادك ، قال : اذكروني لهم فإنهم لن يذكروا مني إلا خيرا.
(10) حدثنا وكيع عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن ابن أبزى قال : قال داود نبي الله : كان أيوب أحلم الناس وأصبر الناس وأكظمهم للغيظ.
(11) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا مبارك عن الحسن قال : كان داود النبي عليه السلام يقول : (اللهم لا مرض يضنيني ولا صحة تنسيني ولكن بين ذلك.
(12) حدثنا أبو أسامة عن محمد بن سليم عن ثابت البناني عن صفوان بن محرز قال : كان لداود نبي الله عليه السلام يوم يتأوه فيه فيقول : أوه من عذاب الله ، أوه من عذاب الله ، أوه من عذاب الله ، أوه من عذاب الله ، قيل : لا أوه ، قال : فذكرها ذات يوم في مجلس فغلبه البكاء حتى قام.
(13) حدثنا أبو أسامة عن محمد بن سليم عن ثابت قال : كان داود نبي الله إذا ذكر عقاب الله تخلعت أوصاله لا يشدها إلا الاسر فإذا ذكر رحمة الله رجعت.
(14) حدثنا محمد بن بشر قال حدثنا مسعر قال حدثني علقمة بن مرثد عن بريدة قال : لو عدل بكاء أهل الارض ببكاء داود ما عدله.
(15) حدثنا عبد الله بن نمير عن مالك بن مغول قال : كان في زبور داود أني أنا الله لا إله إلا أنا ، ملك الملوك ، قلوب الملوك بيدي ، فأيما قوم كانوا على طاعة جعلت الملوك عليهم رحمة ، وأيما قوم كانوا على معصية جعلت الملوك عليهم نقمة ، لا تشغلوا انفسكم بسبب الملوك ولا تتوبوا إليهم ، توبوا إلي اعطف قلوب الملوك عليكم.
(16) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن أبزي قال : قال داود النبي : خطبة الاحمق في نادي القوم كمثل الذي يتغني عند رأس الميت.(8/116)
(17) حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن الاحنف بن قيس عن داود النبي عليه السلام قال : يا رب ! إن بني إسرائيل يسئلونك بإبراهيم ، وإسحاق ويعقوب ، فاجعلني يا رب لهم رابعا ، قال : فأوحى الله إليه : يا داود ! إن إبراهيم ألقي في النار في شئ فصبر ، وتلك بلية لم تنلك ، وإن إسحاق بذل نفسه ليذبح فصبر من أجلي
فتلك بلية لم تنلك وإن يعقوب أخذت حبيبه حتى ابيضت عيناه ، وتلك بلية لم تنلك.
(18) حدثنا معاوية بن هشام قال حدثنا سفيان عن أبي المصعب عن أبيه عن كعب قال : كان إذا أفطر الصائم استقبل القبلة فقال : اللهم خلصني من كل مصيبة نزلت من السماء إلى الارض - ثلاثا ، وإذا طلع حاجب الشمس قال : اللهم اجعل لي سهما في كل حسنة نزلت من السماء - ثلاثا ، قال : فقيل له فقال : (دعوة داود فلينوا بها ألسنتكم وأشعروها قلوبكم).
(19) حدثنا وكيع عن يونس بن أبي إسحاق عن أبيه عن ابن أبزى قال : قال داود ، نعم العون اليسار على الدين أو الغنى.
(20) حدثنا قبيصة عن سفيان عن العلاء بن المسيب عن رجل عن مجاهد قال : قال داود : يا رب ! طال عمري وكبرت سني وضعف ركني ، فأوحى الله إليه : يا داود ! طوبى لمن طال عمره وحسن عمله.
(3) كلام سليمان بن داود عليهما السلام (1) حدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن خيثمة قال : قال سليمان ابن داود : كل العيش جربناه لينه وشديده فوجدناه يكفي منه أدناه.
(2) حدثنا عبد الله بن نمير عن الاعمش عن خيثمة قال : أتى ملك الموت سليمان بن داود ، وكان له صديقا ، فقال له سليمان : مالك تأتي أهل البيت فتقبضهم جميعا وتدع أهل البيت إلى جنبهم لا تقبض منهم أحدا ، قال : ما أعلم بما أقبض منها ، إنما أكون تحت العرش فتلقى إلي صكاك فيها أسماء.
__________
(2 / 18) قيل له : أي قيل للرسول (ص) والمقصود ذكرت له هذه الدعوة.
(3 / 1) يكفي منه أدناه : أي يكفي القليل للانسان كي يحيا في طاعة الله.
(*)(8/117)
(3) حدثنا عبد الله بن نمير عن الاعمش عن خيثمة قال : دخل ملك الموت إلى
سليمان فجعل ينظر إلى رجل من جلسائه يديم النظر إليه ، فلما خرج قال الرجل : من هذا ؟ قال : هذا ملك الموت ، قال : رأيته ينظر إلي كأنه يريديني ، قال : فما تريد ؟ قال : أريد أن تحملني على الريح حتى تلقيني بالهند ، قال : فدعا بالريح فحمله عليها فألقته في الهند ، ثم أتى ملك الموت سليمان فقال : أنك كنت تديم النظر إلى رجل من جلسائي ؟ قال : كنت أعجب منه ، أمرت أن أقبضه بالهند وهو عندك.
(4) حدثنا عيسى بن يونس عن الاوزاعي عن يحيى بن أبي كثير قال : قال سليمان بن داود لابنه : يا بني ! كما يدخل الوتد بين الحجرين كذلك تدخل الخطيئة بين البائع والمشتري.
(5) حدثنا أبو أسامة عن الافريقي عن سلمان بن عامر الشيباني قال : أرأيتم سليمان وما أوتي في ملكه فإنه لم يرفع رأسه إلى السماء حتى قبضه الله تخشعا لله.
(6) حدثنا أبو أسامة عن الاعمش عن مالك بن الحارث عن ابن عباس قال : كان سليمان بن داود النبي عليه السلام لا يكلم إعظاما له ، قال : فلقد فاتته العصر فما أطاق أحد يكلمه.
(7) حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي الدرداء قال : مات ابن سليمان بن داود ، فوجد عليه وجدا شديدا حتى عرف ذلك فيه وفي قضائه ، فبرز ذات يوم ملكان بين يديه للخصوم ، فقال أحدهما : إنى بذرت بذرا حتى إذا اشتد واستحصد مر هذا به فأفسده ، فقال للآخر : ما تقول ؟ فقال : صدق ، أخذت الطريق فأتيت على ذرع فنظرت يمينا وشمالا ، فإذا الطريق عليه فأخذت عليه ، فقال سليمان للآخر : لم بذرت على الطريق ؟ أما علمت أن مأخذ الناس على الطريق ؟ فقال : يا سليمان ! فلم تحزن على ابنك وأنت تعلم أنك ميت وأن سبيل الناس إلى الآخرة.
__________
(3 / 4) وأكثر خطايا البيع الحلف الكاذب يحلف البايع أن رأسماله كذا ثم يبيع بأقل منه ويحلف الشاري أنه
لن يشتري إلا بكذا ثم يدفع أكثر.
(*)(8/118)
(8) حدثنا وكيع قال حدثنا مسعر عن زيد العمي عن أبي الصديق الناجي أن سليمان ابن داود خرح بالناس يستسقي ، فمر على نملة مستقيلة على قفاها رافعة قوائهما إلى السماء هي تقول : اللهم إني خلق من خلقك ليس بنا غني عن رزقك ، فإما أن تسقينا وإما أن تهلكنا ، فقال سليمان للناس : أرجعوا فقد سقيتم بدعوة غيركم.
(9) حدثنا محمد بن بشر قال حدثنا إسماعيل بن أبي خالد قال : ذكر عن بعض الانبياء أنه قال : اللهم لا تكلفني طلب ما لم تقدره لي ، وما قدرت لي به من رزق فإنني به في يسر منك وعافية ، وأصلحني بما أصلحت به الصالحين ، فإنما أصلح الصالحين أنت.
(10) حدثنا أبو خالد الاحمر عن محمد بن عجلان عن زيد بن أسلم أن نبيا من أنبياء الله قال : من أهلك الذين هم أهلك الذين في ظل عرشك ، قال : هم البرية أيديهم ، الطاهرة قلوبهم ، الذين يتحابون بجلالي ، الذين إذا ذكروا ذكرت بهم وإذا ذكرت ذكروا به ، يسبغون الوضوء على المكاره ، والذين يكلفون بحبي كما يكلف الصبي بالناس ، والذين يأوون إلى ذكري كما تأوي الطير إلى وكرها ، والذين يغضبون لمحارمي إذا استحلت كما يغضب النمر إذا حرم أو قال : حرب.
(11) حدثنا عفان قال حدثنا المبارك عن الحسن عن داود النبي عليه السلام قال : اللهم إني أسألك الاخوان والاصحاب والجيران والجلساء من إن نسيت ذكروني ، وإن ذكرت أعانوني ، وأعوذ بك من الاصحاب والاخوان والجيران والجلساء من أن نسيت لم يذكروني ، وإن ذكرت لم يعينوني.
(12) حدثنا عفان بن مسلم قال حدثنا مبارك عن الحسن أن داود النبي عليه السلام قال : اللهم لا مرض يضينني ولا صحة تنسيني ، ولكن بين ذلك.
(13) حدثنا عفان قال حدثنا مبارك قال سمعت الحسن يقول : إن أيوب كان كلما
أصابته مصيبة قال : اللهم أنت أخذت وأنت أعطيت مهما تبقي نفسي أحمدك على حسن بلائك.
__________
(3 / 8) سبق ذكره في كتاب الدعاء.
(3 / 11) هذا الحديث موضعه في الباب الثاني من هذا الكتاب.
(3 / 12) وهذا الحديث موضعه في الباب الثاني من هذا الكتاب وقد ذكر فيه تحت رقم 2 / 11.
(3 / 13) مهما تبقي نفسي : مهما طال عمري.
(*)(8/119)
(14) حدثنا عفان قال حدثنا جعفر بن سليمان الضبعي عن ثابت البناني قال : بلغنا أن داود النبي (ص) كان جزأ الصلاة على بيوته : على نسائه وولده ، فلم تكن تأتي ساعة من الليل والنهار إلا وإنسان من آل داود قائم يصلي ، فعمتهن هذه الآية * (اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور) *.
(15) حدثنا عفان قال حدثنا معاوية بن عبد الكريم عن الحسن أن داود النبي عليه السلام قال : إلهي ، لو أن لكل شعرة مني لسانين يسبحانك الليل والنهار ما قضينا نعمة من نعمك علي.
(16) حدثنا عفان قال حدثنا جعفر بن سليمان قال حدثنا الجعد أبو عثمان قال : بلغنا أن داود قال : إلهي ، ما جزاء من فاضت عيناه من خشيتك ، قال : جزاؤه أن أؤمنه يوم الفزع الاكبر.
(4) كلام موسى النبي عليه السلام (1) حدثنا أبو بكر قال حدثنا عبد الله بن نمير قال حدثنا مالك بن مغول عن الحسن أبي يونس عن هارون بن رباب قال حدثني ابن عمر عن حنظلة كاتب النبي (ص) أن الله أوحى إلى موسى : أن قومك زينوا مساجدهم وأخرجوا قلوبهم وتسمنوا كما تسمن الخنازير ليوم ذبحها ، وأني نظرت إليهم فلعنتهم ولا أستجيب دعاءهم ولا أعطيهم
مسائلهم.
(2) حدثنا سليمان بن حرب عن حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن عبيد بن عمير أن داود سجد حتى نبت ما حوله خضراء من دموعه ، فأوحى الله إليه : يا داود ما تريد ، تريد أن أزيدك في مالك وولدك وعمرك ؟ قال : يا رب ، هذا ترد علي - ؟ فغفر له.
__________
(3 / 14) سورة سبأ من الآية (13).
(3 / 15) وقد قال تعالى : * (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها) * صدق الله العظيم سورة إبراهيم من الآية (34).
(3 / 16) يوم الفزع الاكبر : يوم الحساب والعقاب أي يوم القيامة.
(4 / 2) هذا ترد علي : ترد علي خطيئتي التي أخطأت فكأنني ما ارتكبتها أي تغفر لي ، وموضع هذا الاثر في الباب رقم (2) وليس هنا لان الباب الثاني هو كلام داود عليه السلام.
(*)(8/120)
(3) حدثنا أبو أسامة قال حدثنا هشام بن عروة عن أبيه أن موسى قال : يا رب أخبرني بأكرم خلقك عليك ، قال : الذي يسرع إلى هواي إسراع النسر إلى هواه ، والذي يكلف بعبادي الصالحين كما يكلف الصبي بالناس ، والذي يغضب إذا انتهكت محارمي غضب النمر لنفسه ، فإن النمر إذا غضب لم يبال أكثر الناس أم قلوا.
(4) حدثنا معاوية بن هشام قال حدثنا سفيان عن زيد بن أسلم عن عبد الله بن عبيد عن أبيه قال : قال موسى : أي رب ، ذكرت إبراهيم وإسحاق ويعقوب ، بم أعطيتهم ذاك ، قال : إن إبراهيم لم يعدل بي شيئا إلا اختارني ، وإن إسحاق جاد بنفسه وهو بما سواها أجود ، وإن يعقوب لم ابتله ببلاء إلا ازداد بي حسن ظن.
(5) حدثنا جرير عن قابوس عن أبيه عن ابن عباس قال : قال موسى : أي رب ، أي عبادك أحب إليك ، قال أكثرهم لي ذكرا ، قال : أي عبادك أغني ، قال : الراضي بما أعطيته ، قال : أي رب عبادك أحكم ؟ قال : الذي يحكم على نفسه بما يحكم على الناس.
(6) حدثنا وكيع قال حدثنا سفيان عن عطاء بن أبي مروان الاسلمي عن أبيه عن كعب قال : قال موسى : أي رب أقريب أنت فأناجيك أم بعيد فأناديك ؟ قال : يا موسى ،
أنا جليس من ذكرني ، قال ، يا رب ، فإنا نكون من الحال على حال نعظمك أو نجلك أن نذكرك عليها ، قال : وما هي ؟ قال : الجنابة والغائط ، قال : يا موسى ، اذكرني على كل حال.
(7) حدثنا معاوية بن هشام قال حدثنا ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبيه عن عبد الله بن سلام قال : قال موسى لربه : يا رب ، ما الشكر الذي ينبغي لك ؟ قال : لا يزال لسانك رطبا من ذكري ، قال : يا رب ، إني أكون على حال أجلك أن أذكرك من الجنابة والغائط وإراقة الماء وعلى غير وضوء قال : بلى ، قال : كيف أقول ، قال : قل
__________
(4 / 3) يسرع إلى هواي : إلى طاعتي وعبادتي يكلف بعبادي الصالحين : يحبهم لله ويحب مرافقتهم ليعبد الله معهم.
(4 / 4) إسحاق جاد بنفسه : في هذا الكلام توكيد أن الذبيح الاول أي الذي رأى ابراهيم عليه السلام أنه يذبحه فأطاعه هو إسحاق وبه قال بعض علماء السيرة لكن الاكثر والارجح والذي نراه الاصوب هو أن الذبيح الاول الذي افتداه الله بذبح عظيم هو إسماعيل عليه السلام والله أعلم.
(4 / 5) أكثرهم لي ذكرا : لان من يحب الدنيا يكثر من ذكرها ومن يحب أحدا يكثر من ذكره فمن أحب الله أكثر من الدنيا وما فيها أكثر من ذكر الله.
(*)(8/121)
سبحانك وبحمدك لا إله إلا أنت فاجنبني الاذى سبحانك وبحمدك لا إله إلا أنت فقني الاذى.
(8) حدثنا محمد بن بشر قال حدثنا مسعر عن خلف بن حوشب قال دخل جبرائيل - أو قال : الملك - على يوسف وهو في السجن ، فقال : أيها الملك الطيب الريح ، الطاهر الثياب ، أخبرني عن يعقوب أو ما فعل يعقوب ؟ قال : ذهب بصره ، قال : ما بلغ من حزنه ؟ قال : حزن سبعين ثكلى ، قال : ما أجره ؟ قال : أجر مائة شهيد.
(9) حدثنا أبو أسامة قال أخبرني الاحوص بن حكيم عن زهير بن عبد الرحمن عن
يزيد بن ميسرة وكان قد قرأ الكتب قال : إن الله أوحى فيما أوحى إلي موسى أن أحب عبادي إلى الذين يمشون في الارض بالنصيحة ، والذين يمشون على أقدامهم إلى الجمعات ، والمستغفرون بالاسحار ، أولئك الذين إذا أردت أن أصيب أهل الارض بعذاب ثم رأيتهم كففت عنهم عذابي ، وأن أبغض عبادي إلى الذي يقتدي بسيئة المؤمن ولا يقتدي بحسنته.
(5) كلام لقمان عليه السلام (1) حدثنا أبو بكر قال حدثنا يحيى بن عيسى عن الاعمش عن مجاهد قال : كان لقمان عبدا أسود عظيم الشفتين مشقق القدمين.
(2) حدثنا وكيع عن محمد بن شريك عن ابن أبي مليكة عن عبيد بن عمير قال : قال : لقمان لابنه : يا بني ، لا يعجبك رحب الذراعين بالدم ، فإن له عند الله قاتلا لا يموت.
(3) حدثنا أبو أسامة عن أبي الاشهب عن محمد بن واسع أن لقمان كان يقول لابنه : يا بني اتق الله ، لا تر الناس أنك تخشى وقلبك فاجر.
(4) حدثنا أبو أسامة عن أبي الاشهب قال حدثني خالد بن ثابت الربعي - قال جعفر : كان يقرأ الكتب - أن لقمان كان عبدا حبشيا نجارا ، وأن سيده قال له : اذبح لي شاة ، قال : فذبح له شاة فقال : ائتني بأطيبها مضغتين ، فأتاه باللسان والقلب ، قال : فقال :
__________
(4 / 8) وذلك لان يعقوب عليه السلام إنما شكا بثه وحزنه إلى الله تعالى وحده ، سورة يوسف الآية (86).
(5 / 2) رحب الذراعين بالدم : القوي الذي يكثر من القتل.
(5 / 3) أي ليكن باطنك كظاهرك مليئا بالايمان وخشية الله.
(*)(8/122)
ما كان فيها شئ أطيب من هذين ؟ قال : لا ، فسكت عنه ما سكت ، ثم قال : اذبح لي شاة ، فذبح له شاة قال : ألق أخبثها مضغتين ، فألقى اللسان والقلب ، فقال له : قلت لك ائتني بأطيبها ، فأتيتني باللسان والقلب ، ثم قلت لك : ألق اخبثها مضغتين ، فألقيت اللسان
والقلب ، قال : ليس شئ أطيب منهما إذا طابا ولا أخبث منهما إذا خبثا.
(5) حدثنا شبابة عن شعبة عن سيار قال : قيل للقمان : ما حكمتك ؟ قال : لا أسأل عما كفيت ولا أتكلف ما لا يعنيني.
(6) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا إسماعيل المكي ومبارك عن الحسن قال : قال لقمان لابنه : يا بني حملت الجندل والحديد فلم أر شيئا أثقل من جار سوء ، وذقت المرار كله فلم أر شيئا أمر من الفقر.
(7) حدثنا عفان قال حدثنا حاتم بن وردان قال حدثنا يونس عن الحسن قال : سأل موسى جماعا من العمل فقيل له : انظر ما تريد أن يصاحبك به الناس تصاحب الناس به.
(8) حدثنا معاوية بن هشام قال حدثنا سفيان بن أسلم المنقري عن حبيب بن أبي ثابت قال : كان حاجبا يعقوب قد وقعا على عينيه ، فكان يرفعهما بخرقة ، فقيل له : ما بلغ بك هذا ؟ قال : طول الزمان وكثرة الاحزان ، فأوحى الله إليه : يا يعقوب شكوتني ؟ قال : يا رب خطيئة أخطأتها فاغفرها.
(9) حدثنا سعيد بن شرحبيل عن ليث بن سعد عن عقيل عن ابن شهاب قال : جلست يوما إلى أبي إدريس الخولاني وهو يقص فقال : ألا أخبركم من كان أطيب الناس طعاما ، فلما رأى الناس قد نظروا إليه قال : إن يحيى بن زكريا كان أطيب الناس طعاما ، إنما كان يأكل مع الوحوش كراهة أن يخالط الناس في معايشهم.
(10) حدثنا عفان قال حدثنا أبو عوانة قال حدثنا حبيب بن أبي عمرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : لقد قال موسى : * (رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير) * وهو أكرم خلقه عليه ، ولقد كان افتقر إلى شق تمرة ، ولقد أصابه الجوع حتى لزق بطنه بظهره.
(11) حدثنا إسحاق بن منصور عن محمد بن مسلم عن عثمان بن عبد الله بن أوس قال : كان نبي من الانبياء يدعو : اللهم احفظني بما تحفظ به الصبي.
__________
(5 / 6) الجندل : الصخور والحجارة.
(10 / 5) سورة القصص الآية (24).
(*)(8/123)
(6) ما ذكر عن نبينا (ص) في الزهد (1) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا معاوية بن هشام قال حدثنا سفيان عن بعض [ المدنيين ] عن عطاء بن يسار قال : تعرضت الدنيا للنبي (ص) فقال : (إني لست أريدك).
قالت : إن لم تردني فسيريدني غيرك.
(2) وكيع عن المسعودي عن عمرو بن مرة عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال : قال رسول الله (ص) : (إنما مثلي ومثل الدنيا كمثل الراكب قال في ظل شجرة في يوم صائف ثم راح وتركها).
(3) أبو معاوية عن ليث عن مجاهد عن ابن عمر قال : أخذ النبي (ص) بيدي أو ببعض جسدي فقال لي : (يا عبد الله بن عمر ! كن في الدنيا غريبا أو عابر سبيل ، وعد نفسك في أهل القبور) ، قال مجاهد : وقال لي عبد الله بن عمر : إذا أصبحت فلا تحدث نفسك بالمساء ، وإذا أمسيت فلا تحدث نفسك بالصباح ، وخذ من حياتك قبل موتك ، ومن صحتك قبل سقمك ، فإنك لا تدري ما اسمك غدا.
(4) وحدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن أبي السفر عن عبد الله بن عمرو قال : مر علي رسول الله (ص) ونحن نصلح خصا لنا فقال : (ما هذا ؟ قلت ، خص لنا وها نصلحه ، فقال رسول الله (ص) : (ما أرى الامر إلا أعجل من ذلك).
(5) حدثنا عبد الله بن إدريس عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس قال : سمعت مستوردا أخا بني فهر يقول : سمعت رسول الله (ص) يقول : (والله ما الدنيا في الآخرة إلا كما يضع أحدكم إصبعه في اليم ثم يرفعها فلينظر بم يرجع).
__________
(6 / 1) [ المدنيين ] : أهل المدينة وفي الاصل المدينين والصواب ما أثبتناه.
(6 / 2) قال : استراح وقت القيلولية.
أي أنه كالمسافر يعبر بالشئ ولا يقيم عنده وهذه حال الاحياء وإن تعلق البعض بالدنيا إلا أنه سيغادرها شاء أم أبي لان الموت حق على جميع المخلوقات.
(6 / 3) لا تدري ما اسمك غدا : أي لا تدري هل إسمك بين الاحياء أم بين الاموات.
(6 / 4) أي أن الموت أقرب للانسان مما يتوهم ويظن.
(6 / 5) ولو جمع الماء الذي رجع به على إصبعه كله لما جاوز قطرة والحياة الدنيا ليست أكثر من قطرة في محيط الآخرة العظيم لان الدنيا مهما طالت فهي إلى أنقضاء أما الآخرة فخلود لا آخر له فإما جنة وثواب لا نهاية له وإما عذاب وجحيم لا نهاية له.
(*)(8/124)
(6) وكيع عن إسماعيل عن قيس عن المستورد عن النبي (ص) مثله إلا أنه لم يقل (ثم يرفعها).
(7) حدثنا عبدة بن سليمان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت : كان أساود رسول الله (ص) الذي يتكئ عليه من أدم حشوه ليف.
(8) سفيان بن عيينة عن عمرو بن يحيى بن جعدة قال : عاد ناس من أصحاب رسول الله (ص) ضبابا فقالوا : أبشر أبا عبد الله ترد على محمد عليه الصلاة والسلام الحوض ، فقال : كيف بهذا وهذه أسفل البيت وأعلاه وقد قال لنا رسول الله (ص) : (إنما يكفي أحدكم من الدنيا كقدر زاد الراكب).
(9) أبو معاوية عن الاعمش عن شقيق قال : دخل معاوية على خاله أبي هاشم بن عتبة يعوده فبكى فقال له معاوية : ما يبكيك يا خالي ، أوجع يشئزك أم حرص على الدنيا ، فقال : كل لا ، ولكن النبي (ص) عهد إلينا قال : يا أبا هاشم ! إنها لعلها تدرككم أموال تؤتاها أقوام ، فإنما يكفيك من جمع المال خادم ومركب في سبيل الله) فأراني قد جمعت.
(10) حسين بن علي الجعفي عن زائدة عن منصور عن أبي وائل عن سمرة بن سهم
قال : دخل معاوية على خاله - فذكر مثل حديث أبي معاوية ، وقال : زاد فيه سفيان الثوري بإسناده : يا ليته كان بعرا حولنا.
__________
(6 / 7) أساود : ج غريب لوساد وهو ما يتوسده المرء أي يجعل إلى جانبه يتكئ عليه ويستند إليه.
أدم : جلد.
(6 / 8) عاد ناس خبابا : زاروه في مرضه وخباب المذكور هو خبات بن الارت أحد الصحابة الاعلام من السابقين إلى الاسلام.
وهذه أسفل البيت وأعلاه : أي ما في البيت من فرش أو مؤونة.
كقدر زاد الراكب : المقصود عيش الكفاف لا يطمع في مزيد ولا يخاف من نقصان.
(6 / 9) مركب : دابة يركبها وتحمله إلى الجهاد.
قد جمعت : أي قد جمعت من هذه الاموال التي نهاني الرسول (ص) أن أجمعها.
(6 / 10) يا ليته كان بعرا حولنا : أي يا ليت هذا المال الذي جمعته لم يكن أو كان بعر إبل لا قيمة له وهذا ندم على ما فعله من جمعه المال.
(*)(8/125)
(11) أبو معاوية عن الاعمش عن أبي سفيان عن أشياخه قال : دخل سعد بن أبي وقاص على سلمان يعوده فبكى ، قال : فقال له سعد : ما يبكيك أبا عبد الله ؟ توفي رسول الله (ص) وهو عنك راض ، وتلقاه وترد عليه الحوض ، فقال سلمان : أما إني لا أبكي جزعا من الموت ، ولا حرصا على الدنيا ، ولكن رسول الله (ص) عهد إلينا فقال : (لتكن بلغة أحدكم مثل زاد الراكب) ، قال : وحولي هذه الاساودة ، قال : وإنما حوله وسادة وجفنة ومطهرة ، فقال سعد : يا أبا عبد الله ! عهد إلينا عهدا نأخذ به من بعدك ، فقال : يا سعد ! اذكر الله عند همك إذا هممت وعند حكمك إذا حكمت وعند يدك إذا قسمت.
(12) حدثنا ابن نمير قال حدثنا معاوية النصري عن نهشل عن الضحاك بن مزاحم
عن الاسود قال : قال عبد الله : لو أن أهل العلم صانوا علمهم ووضعوه عند أهله لسادوا به أهل زمانهم ، ولكنهم بذلوه لاهل الدنيا لينالوا به من دنياهم فهانوا على أهلها ، سمعت نبيكم (ص) يقول : (من جعل الهموم هما واحدا كفاه الله هم آخرته ، ومن تشعبت به الهموم وأحوال الدنيا لم يبال لله في أي أوديتها وقع).
(13) حدثنا ابن إدريس عن الاعمش عن عمرو بن مرة عن أبي جعفر قال : قال رسول الله (ص) : (إن الايمان إذا دخل القلب انفسح له القلب وانشرح ، وذكر هذه الآية * (فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للاسلام) * قالوا : يا رسول الله ! وهل لذلك من آية يعرف بها ؟ قال : نعم ، الانابة إلى دار الخلود ، والتجافي عن دار الغرور ، والاستعداد للموت قبل الموت).
(14) حدثنا أبو خالد الاحمر عن عمرو بن قيس عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن مسعود قال : تلا رسول الله (ص) : * (من يرد الله أن يهديه يشرح صدره للاسلام) * فقالوا : يا رسول الله ! وما هذا الشرح ؟ قال : (نور يقذف به في القلب فينفسح له القلب ، قال : فقيل : فهل لذلك من أمارة يعرف بها ؟ قال : نعم ، قيل : وما هي ؟ قال :
__________
(6 / 11) البلغة : الطعام في الوقعة الواحدة وسميت البلغة لانه يتبلغ بها بالكاد يسد جوعه.
(6 / 12) أي من اهتم لامر الدنيا وأهمل أمر الآخرة أبعده الله عن رحمته.
(6 / 13) سورة الانعام من الآية (125).
(دار الغرور) : الدنيا وما فيها.
(دار الخلود) : الآخرة.
(*)(8/126)
الانابة إلى دار الخلود ، والتجافي عن دار الغرور ، والاستعداد للموت قبل لقاء الموت).
(15) أبو معاوية ويعلى عن الاعمش عن زيد بن وهب عن أبي ذر قال : قال لي النبي
(ص) : (أنظر يا أبا ذر أرفع رجل تراه في المسجد ، قال : فنظرت فإذا برجل عليه حلة فقلت : هذا ، قال : فقال : انظر أوضع رجل تراه في المسجد ، قال : فنظرت فإذا رجل عليه أخلاق ، فقلت : هذا ، فقال : هذا خير من ملء الارض من هذا).
(16) وكيع قال حدثنا الاعمش عن سليمان بن مسهر عن خرشة عن أبي ذر عن النبي (ص) بمثله.
(17) حدثنا أبو معاوية عن سليمان بن فروخ عن الضحاك بن مزاحم قال : أتي النبي (ص) رجل فقال : يا رسول الله ! من أزهد الناس في الدنيا ؟ فقال : من لم ينس المقابر والبلى ، وترك أفضل زينة الدنيا ، وأثر ما يبقي على ما يفنى ، ولم يعد غدا من أيامه ، وعد نفسه من الموتى).
(18) وكيع عن جعفر بن برقان عن زياد بن جراح عن عمرو بن ميمون أن النبي (ص) قال لرجل : (إغتنم خمسا قبل خمس : حياتك قبل موتك ، وفراغك قبل شغلك ، وغناك قبل فقرك ، وشبابك قبل هرمك ، وصحتك قبل سقمك).
(19) عبد الله بن نمير عن محمد بن إسحاق عن الصباح بن محمد الاحمسي عن مرة الهمداني عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله (ص) : (إستحيوا من الله حق الحياء ، قال : قلنا : إنا لنستحي يا رسول الله (ص) ؟ قال : ليس ذاك ، ولكن من استحيا من الله حق الحياء فليحفظ الرأس وما حوى ، وليحفظ البطن وما وعى ، وليذكر
__________
(6 / 15) أرفع : هنا بمعنى أغنى وأعز مقاما وعشيرة.
(أوضع) : أفقر.
(أخلاق) : ثياب بالية.
(6 / 18) اغتنم حياتك بأن تقدم بها ما يبقى لك في آخرتك.
واعمل في وقت فراغك فربما انشغلت بعد ذلك فلم تقدر على العمل.
وقدم الصدقات في غناك فربما افتقرت بعدها ولم يعد بإمكانك تقديم شئ.
وأعمل في شبابك لهرمك وفي صحتك لسقمك فإن المرء لا يعرف ما يلقى غدا وهل يلقى الغد أم لا.
(6 / 19) الرأس وما حوى : فلا ترادده نية السوء.
البطن وما حوى : فلا يأكل ولا يشرب حراما.
(*)(8/127)
الموت والبلى ، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا ، فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياة).
(20) أبو خالد الاحمر عن حميد عن أنس أن رسول الله (ص) كانت له ناقة يقال لها العضباء لا تسبق فجاء أعرابي على قعود فسبقها فشق على المسلمين فقالوا : يا رسول الله ! سبقت العضباء فقال رسول الله (ص) : إنه حق على الله أن لا يرتفع منها شئ إلا وضعه - يعني الدنيا.
(21) أبو الأحوص عن سماك عن النعمان بن بشير قال : سمعته يقول : ألستم في طعام وشراب ما شئتم ، لقد رأيت النبيكم (ص) ما يجد من الدقل ما يملا به بطنه.
(22) أبو أسامة قال أخبرنا سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال عن أبي برزة قال دخلت على عائشة فأخرجت لي إزار غليظا من الذي يصنع باليمن وكساء من هذه الاكسية التي تدعونها الملبدة فأقسمت لي : لقبض رسول الله (ص) فيهما.
(23) عبد الله بن إدريس عن محمد بن عمر عن عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر عن رجل من بين سالم أو فهم أن النبي (ص) أتي بهدية ، فنظر فلم يجد شيئا يجعلها فيه ، فقال : ضعه بالحضيض ، فإنما هو عبد يأكل كما يأكل العبد ، ويشرب كما يشرب العبد ، ولو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ما سقى منها كافرا شربة ماء).
(24) محمد بن بشر قال حدثنا أبو معاوية قال : قال معاذ بن جبل : أي رسول الله ! أوصني ، قال : (أ عبد الله كأنك تراه واعدد نفسك من الموتى ، واذكر الله عند كل حجر وشجر ، وإذا عملت السيئة فاعمل بجنبها حسنة : السر بالسر والعلانية بالعلانية).
(25) محمد بن بشر قال حدثنا محمد بن عمرو قال حدثنا أبو سلمة قال : كان رسول الله (ص) يقول : (أكثروا ذكر هاذم اللذات - يعني الموت.
__________
(6 / 21) الدقل : نوع من الثمر هو في أدنى درجات الجودة والحلاوة بين أنواع الثمر وقد يطلق على سيئ التمر صغير الحب قليل الحلاوة.
(6 / 22) الملبدة : أي التي لم ينسخ قماشها نسخها إنما طرق صوفها حتى تلبد فوق بعضهم فصار كالقماش.
(6 / 23) أي أن الدنيا أحقر عند الله تعالى من جناح البعوضة.
(6 / 25) هاذم أو في رواية هادم اللذات هو الموت فبه ينقطع الانسان عن الدنيا وما فيها وذكره يذهب الرغبة في الزيادة من الدنيا.
(*)(8/128)
(26) يزيد بن هارون قال أخبرنا محمد بن إبراهيم قال حدثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله (ص) : (أكثروا ذكر هاذم اللذات) - يعني الموت.
(27) محمد بن بشر قال حدثنا مسعر عن علقمة بن مرثد عن ابن سابط قال : ذكر رجل عند النبي (ص) فأحسن عليه الثناء فقال النبي (ص) : (كيف ذكره للموت ؟ فلم يذكر ذلك ، فقال : ما هو كما تذكرون).
(28) إسحاق بن سليمان الرازي عن ابن جعفر الرازي عن الربيع قال : قال رسول الله (ص) : (كفى بالموت مزهدا في الدنيا ومرغبا في الآخرة).
(29) حاتم بن وردان عن يونس عن الحسن عن النبي (ص) قال : (لو شاء الله لجعلكم فقراء كلكم لا غني فيكم ولكن ابتلى بعضكم ببعض).
(30) إسحاق بن منصور قال حدثنا أبو رجاء عن محمد بن مالك عن البراء قال : كنا مع النبي (ص) في جنازة ، فلما انتهى إلى القبر جثى النبي (ص) على القبر ، قال : فاستدرت فأستقبلته ، قال : فبكى حتى بل الثرى ثم قال : (إخواني ! لمثل هذا فليعمل العاملون
فأعدوا).
(31) محمد بن بشر قال حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن عبد الملك بن عمير قال : أخبرت أن ابن مسعود قال : قال رسول الله (ص) : (أيها الناس ! إنه ليس من شئ يقربكم من الجنة ويبعدكم من النار إلا قد أمرتكم به ، وليس شئ يقربكم من النار ويبعدكم من الجنة إلا قد نهيتكم عنه ، وإن الروح الامين نفث في روعي أنه ليس من نفس تموت حتى تستوفي رزقها ، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ، ولا يحملكم استبطاء الرزق على أن تطلبوه بمعاصي الله فإنه لا ينال ما عنده إلا بطاعته).
(32) أبو أسامة عن عوف عن الحسن قال : كان رسول الله (ص) إذا ذكر أصحاب الاخدود تعوذ بالله من جهد البلاء.
__________
(6 / 27) أي طالما أنه لا يذكر الموت فهو من الذين تعلقوا بالحياة الدنيا.
(6 / 27) وكل مسؤول عما آتاه الله من مال ورزق في الدنيا وعلى قدر ما آتاه تكون شدة حسابه.
(6 / 30) أي أعدوا لآخرتكم قبل فوات الاوان بالموت فبعده حساب ولا عمل أما الدنيا فعمل ولا حساب.
ابن أبي شيبة - ج 8 - م 9 (*)(8/129)
(33) محمد بن بشر قال حدثنا إسماعيل بن أبي خالد قال حدثني أخي نعمان عن مصعب بن سعد عن حفصة بنت عمر قال : قالت لابيها : يا أمير المؤمنين ! ما عليك لو لبست ألين من ثوبك هذا ، وأكلت أطيب من طعامك هذا ، قد فتح الله عليك الارض وأوسع عليك رزق ؟ قال : سأخاصمك إلى نفسك ، أما تعلمين ما كان يلقى رسول الله (ص) من شدة العيش ، وجعل يذكرها شيئا مما كان يلقى رسول الله (ص) حتى أبكاها ، قال : قد قلت لك ، إنه كان لي صاحبان سلكا طريقا فإني إن سلكت غير طريقهما سلك بي غير طريقهما ، فإني والله لاشار كنهما في مثل عيشهما الشديد ، لعلي أدرك معهما عيشهما الرخي - يعني بصاحبيه النبي (ص) وأبا بكر رضي الله عنه.
(34) زيد بن الحباب قال حدثني عبد الرحمن بن شريح قال حدثني شرحبيل بن
يزيد المعافري قال : سمعت محمد بن هدية الصدفي يقول سمعت عبد الله بن عمرو يقول : سمعت رسول الله (ص) يقول : (أكثر منافقي أمتي قراؤها).
(35) حدثنا يحيى بن يمان عن أشعث عن جعفر عن سعيد بن جبير رفعه * (أن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون) * يذكر الله لرؤيتهم.
(36) خالد بن مخلد قال حدثني سعيد بن مسلم بن يانك قال : سمعت عامر بن عبد الله بن الزبير قال : حدثني عوف بن الحارث عن عائشة قالت : قال رسول الله (ص) : (يا عائشة إياك ومحقرات الاعمال فإن لها من الله طالبا).
(37) حدثنا ابن فضيل عن ليث عن عمرو بن مرة زاد جرير : عن معاوية بن سويد عن البراء بن عازب قال : قال رسول الله (ص) : (أوثق عرى الايمان الحب في الله والبغض في الله).
(38) أبو خالد الاحمر عن مورق العجلي قال : قرأ رسول الله (ص) * (الهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر) * قال : فقال رسول الله (ص) : (ليس لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت ، [ أ ] ولبست [ فأبليت ] أو تصدقت فأمضيت).
__________
(6 / 33) عيشهما الرخي أي في الآخرة والمقصود أن يكون معهما في الجنة.
(6 / 34) لانهم يقولون ما لا يفعلون.
(6 / 35) سورة يونس الآية (62).
(6 / 36) أي أن المرأ مطالب بجليل الاعمال وحقيرها.
(6 / 38) سورة التكاثر.
[ فأبليت ] ناقصة في الاصل وأضفناها من حلية أبي نعيم.
(*)(8/130)
(39) أبو خالد الاحمر عن حجاج عن أبي جعفر قال : قال رسول الله (ص) : (أشد الاعمال ثلاثة : ذكر الله على كل حال ، والانصاف من نفسك ، والمواساة في المال).
(40) حفص عن هشام عن الحسن قال : قال رسول الله (ص) : (إن الله لا يقبل عمل عبد حتى يرضى عنه).
(41) أبو أسامة عن ابن أبي عروبة عن قتادة قال : كان النبي (ص) إذا قرأ * (وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح) * قال : (وبدئ بي في الخير ، وكنت آخر هم في البعث).
(42) يحيى بن يمان عن هشام عن الحسن قال : قال رسول الله (ص) : (أكلفوا من الاعمال ما تطيقون ، فإن أحدكم لا يدري ما مقدار أجله).
(43) أبو خالد الاحمر عن حجاج عن مكحول قال : بلغني أن رسول الله (ص) قال : (ما أخلص عبد أربعين صباحا إلا ظهرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه).
(44) محمد بن بشر [ عن ] محمد بن عمرو قال حدثنا صفوان بن سليم عن محمود بن لبيد قال : لما نزلت هذه السورة على رسول الله (ص) : * (ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر) * حتى بلغ * (لتسألن يومئذ عن النعيم) * قالوا : أي رسول الله ! عن أي نعيم نسأل ، إنما هما الاسودان : الماء والتمر ، وسيوفنا على رقابنا والعدو حاضر ، فعن أي نعيم نسأل ؟ قال : (إن ذلك سيكون).
(45) عبدة بن سليمان عن الافريقي عن مسلم القرشي عن سعيد بن المسيب قال : سمعته يقول : قال رسول الله (ص) : (إذا أحسن العبد فألزق الله به البلاء فإن الله يريد أن يصافيه).
(46) عبدة عن الافريقي عن سعد بن مسعود قال : قال رسول الله (ص) : (الفقر زين المؤمن من عذار حسن على خد الفرس).
__________
(6 / 39) المواساة في المال ، أن تحسن منه للمحتاج والفقير وتصل به رحمك.
(6 / 40) ولذا لا تقبل أعمال الكفار والمشركين.
(6 / 41) سورة الاحزاب من الآية (7).
(6 / 42) إذ ربما طال أجله فلا يقدر على مداومة ما كلف نفسه من عمل.
(6 / 46) زين للمؤمنين : خير للمؤمينن وأجمل له عذار الفرس : الشعر على رقبتها يسيل على خديها.
(*)(8/131)
(47) يزيد بن هارون قال أخبرنا هشام عن الحسن قال : كان النبي (ص) تأخذه العبادة حتى يخرج على الناس كأنه الشن البالي ، وكان أصبح الناس ، فقيل : يا رسول الله ! أليس قد غفر الله لك ، قال : (أفلا أكون عبدا شكورا).
(48) أبو خالد الاحمر عن ابن عجلان عن زيد بن أسلم قال : قال رسول الله (ص) : (إنما يدخل الله الجنة من يرجوها ، وإنما يجنب النار من يخشاها ، وإنما يرحم الله من يرحم).
(49) محمد بن بشر قال حدثنا إسماعيل عن عامر قال : وربما قال : قال أصحابنا عن أبي ذر قال : أوصاني خليلي بسبع : حب المساكين ، وأن أدنوا منهم ، وأن أنظر إلى من أسفل مني ولا أنظر إلى من فوق ، وأن أصل رحمي وإن جفاني ، وأن أكثر من (لا حول ولا قوة إلا بالله) وأن أتكلم بمر الحق لا تأخذني في الله لومة لائم ، وأن لا أسأل الناس شيئا (50) إسماعيل بن إبراهيم عن الجريري عن أبي نضرة قال : أكل رسول الله (ص) وناس من أصحابه أكلة من خبز الشعير لم ينخل بلحم ، وشربوا من جدول ، وقال : هذه أكلة من النعيم ، تسألون عنها يوم القيامة.
(51) وكيع عن علي بن علي بن رفاعة عن الحسن قال : كان رسول الله (ص) في مسير له فنزل منزلا حزنا مجدبا ، وأمر أصحابه فنزلوا ، قال : ثم أمرهم أن يجمعوا ، فجعل الرجل يجئ بالصغير إلى الصغير والكبير إلى كبير والشئ إلى الشئ حتى جمعوا سوادا عظيما ، فقال رسول الله (ص) : (هذه مثل أعمالكم يا بني آدم في الخير والشر).
(52) أبو خالد وعيسى بن يونس عن ابن عون عن نافع عن ابن عمر قال : ذكر النبي (ص) يوم يقوم الناس لرب العالمين ، قال : (يحبسون حتى يبلغ الرشح آذانهم).
(53) وكيع عن عمر بن ذر قال : قال أبي : قال رسول الله (ص) : (إن الله عند لسان كل قائل ، فلينظر عبد ماذا يقول).
__________
(6 / 48) ومن يرجوا الجنة يعمل لينالها ومن يخشى النار يترك ما نهي عنه وحرم عليه.
(6 / 51) حزنا : مرتفعا يشق صعوده على الانسان.
مثل أعمالكم ، أي أن الاعمال الصغيرة تتجمع حتى تصير كالتل الكبير إن خيرا وإن شرا.
(6 / 52) الرشح : التعرق.
(*)(8/132)
(54) عبدة بن سليمان عن إسماعيل بن أبي خالد عن سعد الطائي أنه بلغه أن رسول الله (ص) قال : (ما من مؤمن يطعم مؤمنا جائعا إلا أطعمه الله من ثمار الجنة ، وما من مؤمن يسقي مؤمنا على ظمإ إلا سقاه الله من رحيق مختوم ، وما من مؤمن يكسو مؤمنا عاريا إلا كساه الله من خضر الجنة).
(55) وكيع عن زياد بن أبي مسلم عن صالح أبي الخليل قال : ما رئي رسول الله (ص) ضاحكا أو متبسما منذ نزلت * (أفمن هذا الحديث تعجبون وتضحكون) *.
(56) وكيع عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن أبيه عن ابن عباس قال : قال رسول الله (ص) : (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الفراغ والصحة).
(57) وكيع عن أسامة بن زيد عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله (ص) : (إسألوا الله علما نافعا ، وتعوذوا بالله من علم لا ينفع).
(58) وكيع عن سفيان عن زياد بن فياض عن أبي عبد الرحمن قال : قال رسول الله (ص) : (لا آمركم أن تكونوا قسيسين ورهبانا).
(59) حفص بن غياث عن هشام عن الحسن قال : قال رسول الله (ص) : (إن الله لا يقبل عمل عبد حتى يرضى عنه).
(60) ابن نمير قال حدثنا هشام عن الحسن قال ، قال رسول الله (ص) : (العلم
علمان : علم في القلب فذاك العلم النافع ، وعلم على اللسان فتلك حجة الله على عباده).
(61) حدثنا عبد الله بن نمير عن موسى بن مسلم الطحان عن عمرو بن مرة عن أبي جعفر المدايني رفعه قال : (يا عجبا كل العجب لمصدق بدار الخلود وهو يسعى لدار الغرور ، يا عجبا كل العجب للمختال الفخور وإنما خلق من نطفه ثم يعود جيفة وهو بين ذلك لا يدري ما يفعل به).
(62) وكيع عن سفيان عن أبي سنان عن عبد الله بن الحارث أن الني عليه الصلاة والسلام حج على رحل فاجتنح به ، فقال : (لبيك إن العيش عيش الآخرة).
(63) أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن رجل من جهينة قال : قال رسول الله (ص) :
__________
(6 / 55) سورة النجم من الآيتين (59 - 60).
(6 / 56) والغبن فيهما السؤال عنهما والحساب عليهما ولم يقدم صاحبهما أمامه من العمل شيئا.
(6 / 58) أي لا رهبانية في الاسلام والرهبانية أساسها العزوبة وترك الزواج.
(*)(8/133)
(خير ما أعطي المؤمن حلق حسن ، وشر ما أعطي الرجل خلق سوء في صورة حسنة).
(64) وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي قال : لما قدم معاذ إلى اليمن خطب الناس فحمد الله وأثنى عليه وقال : أنا رسول رسول الله إليكم أن تعبدوا الله لا تشركوا به شيئا وتقيموا الصلاة وتؤتوا الزكاة ، وإنما هو الله وحده والجنة والنار ، إقامة فلا ظعن وخلود فلا موت.
(65) حفص بن غياث عن الاعمش عن أبي إسحاق عن أبي الاحوص عن عبد الله قال : قال رسول الله (ص) : (إن الاسلام بدأ [ غريبا ] فطوبى للغرباء ، قيل : ومن الغرباء قال : النزاع من القبائل).
(66) عفان قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا العلاء عن أبيه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله : (إن الدين بدأ غريبا وسيعود كما كان ، فطوبى للغرباء).
(67) أبو خالد الاحمر عن يحيى بن سعيد عن إبراهيم بن المغيرة أو ابن أبي المغيرة
قال : قال رسول الله (ص) : (طوبى للغرباء ، قيل : ومن الغرباء ؟ قال : قوم يصلحون حين يفسد الناس).
(68) عبد الله بن إدريس عن ليث عن مجاهد قال : قال رسول الله (ص) : (إن الاسلام بدأ غريبا وسيعود كما بدأ فطوبى للغرباء).
(69) ابن نمير قال حدثنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر عن النبي (ص) قال : (إذا مات أحدكم عرض عليه مقعده بالغداة والعشي ، إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة ، وإن كان من أهل النار فمن أهل النار ويقال له : هذا مقعدك حتى يبعثك الله يوم القيامة).
(70) علي بن مسهر عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن عائشة قالت : قال رسول الله (ص) في مرضه : (ما فعلت بالذهب ؟ فقلت : عندي يا رسول الله ، قال : ائتني بها ،
__________
(6 / 65) النزاع من القبائل : التاركين لقبائلهم فلا يتابعوها على الشر إذا أرادته أو تنفيهم قبائلهم لذلك.
[ غريبا ] ناقصة في الاصل وأضفناها من سنن الدارمي.
(6 / 66) لان المسلمين المؤمنين كانوا قلة بين جمع الكفار والمشركين وسيعودون كذلك.
(*)(8/134)
فأتيته بها ، وهي ما بين الخمسة إلى التسعة فجعلها في كفه فقال بها ثم قال : ما ظن محمد بها أن لو لقي الله وهذه عنده ، أنفقيها يا عائشة).
(71) حسين بن علي وأبو أسامة عن زائدة عن عبد الملك بن عمير عن ربعي عن أم سلمة قالت : دحل على رسول الله (ص) وهو ساهم الوجه ، فظننت أن ذاك من تغير ، فقلت : يا رسول الله ! أراك ساهم الوجه ، أمن علة ؟ قال : (لا ، ولكن السبعة الدنانير التي أتينا بها أمس نسيتها في خصم الفراش فبت ولم أقسمها).
(72) محمد بن عبد الله بن الزبير عن عمر بن سعيد بن أبي حسين الملكي قال : حدثني عبد الله بن أبي مليكة عن عقبة بن الحارث قال : انصرف رسول الله (ص) من صلاة
العصر سريعا ، فتعجب الناس من سرعته ، فخرج إليهم فعرف الذي في وجوههم فقال : (ذكرت تبرا في البيت عندنا فخفت أن يبيت عندنا فأمرت بقسمه).
(73) ابن نمير عن فضيل بن غزوان عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله (ص) أتى فاطمة فوجد على بابها سترا ، فلم يدخل قال : وقلما كان يدخل إلى بدأ بها ، فجاء علي فرآها مهمة فقال : مالك ؟ قالت جاء إلي رسول الله (ص) فلم يدخل علي ، فأتاه علي فقال : يا رسول الله ! إن فاطمة اشتد عليها أنك جئتها فلم تدخل عليها ، فقال : (وما أنا والدنيا ، أو ما أنا والرقم) ، قال : فذهب إلى فاطمة فأخبرها بقول رسول الله (ص) فقالت : قل لرسول الله (ص) : ما تأمرني به ؟ قال : قل لها : فلترسل به إلى بني فلان).
(74) ابن إدريس عن أشعث عن الحسن قال : جاء رسول الله (ص) إلى بيت ابنته فاطمة فرأى سترا منشورا فرجع ، قال : فأتاه علي فقال : ألم أخبرك أنك أتيت ابنتك فلم تدخل ، قال : فقال : أفلم أرها سترت بيتها بنفقه في سبيل الله ، فقيل للحسن : وما كان ذلك الستر ؟ قال : قرام أعرابي [ ثمنه أربعة دراهم ] ، كانت تنشره في مؤخر البيت.
__________
(6 / 71) في خصم الفراش : أي سقطت مني في الفراش فلم أتنبه لها.
(6 / 72) التبر : هو خام الذهب قبل تنقيته.
(6 / 73) مهمة : مهمومة.
وفيه أن هذه الرقم أي الستائر من زينة الدنيا التي لا حاجة للانسان لها.
(6 / 74) أي كان بإمكانها أن تنفق ثمنه في سبيل الله.
[ ثمنه أربعة دراهم ] في الاصل ثمن أربعة الدراهم والاصوب لغة ما أثبتناه.
(*)(8/135)
(75) عبد الله بن إدريس عن هشام عن الحسن قال : كان ثمن مروط نساء النبي (ص) ستة ونحو ذلك.
(76) وكيع عن أسامة بن زيد عن ابن أبي لبيبة ، عن سعد قال : قال رسول الله (ص) : (خير الرزق ما يكفي وخير الذكر الخفي).
(77) وكيع قال حدثنا الاعمش عن عمارة بن قعقاع عن أبي زرعة عمرو بن جرير عن أبي هريرة قال : قال رسول الله (ص) : (اللهم اجعل رزق آل محمد قوتا).
(78) أبو معاوية عن الاعمش عن شمر عن مغيرة بن سعد بن الاخرم عن أبيه عن عبد الله قال : قال رسول الله (ص) : (لا تتخذوا الضيعة لترغبوا في الدنيا) ، قال عبد الله : براذان ما براذان وبالمدينة ما بالمدينة.
(79) عن عبد الله بن نمير قال حدثنا زكريا بن أبي زائدة عن محمد بن عبد الرحمن ابن سعد بن زرارة أن إبن كعب بن مالك حدثه عن النبي (ص) قال : (ما ذئبان جائعان أرسلا في غنم بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه).
(80) سفيان بن عيينة عن محمد بن عجلان عن عياض بن عبد الله عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله (ص) وهو على المنبر : (إن أخوف ما أخاف عليكم ما يخرج الله من نبات الارض أو زهرة الدنيا فقام رجل فقال : يا رسول الله وهل يأتي الخير بالشر ، فسكت حتى ظننا أنه ينزل عليه وغشيه بهر وعرق ، ثم قال : أين السائل ولم يرد إلا خيرا فقال : ها أنا ولم أرد إلا خيرا ، فقال : إن الخير لا يأتي إلا بالخير ، ولكن الدنيا خضرة حلوة ، كلما ينبت الربيع يقتل حبطا أو يلم إلا آكلة الخضر ، تأكل حتى إذا امتلات خاصرتاها استقبلت الشمس فثلطت ثم بالت ثم أفاضت فاجترت ، من أخذ ما لا بحقه بورك له فيه ومن أخذ مالا بغير حقه كان كالذي يأكل ولا يشبع).
__________
(6 / 75) مروط : ج مرط ، وهو من الاكسية.
(6 / 77) قوتا : أي كفافا ، والمقصود ما يكفي لقوتهم فقط.
(6 / 78) الضيعة : البيت في البستان.
(*)(8/136)
(81) سفيان بن عيينة عن يحيى بن سعيد عن عمر بن كثير عن عبيد بسنوطا عن خولة عن النبي (ص) قال : (إن الدنيا خضرة حلوة ، فمن أخذها بحقها بورك له فيها ،
ورب متخوض في مال الله ومال رسوله له النار يوم القيامة).
(82) سفيان بن عيينة عن الزهري عن عروة وسعيد عن حكيم بن حزام قال : سألت النبي (ص) فأعطاني ثم سألته فأعطاني ثم سألته فأعطاني ثم قال : (إن هذا المال خضرة حلوة ، فمن أخذه بطيب نفس بورك له فيه ، ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه ، وكان كالذي يأكل ولا يشبع ، واليد العليا خير من اليد السفلى).
(83) غندر عن شعبة عن سعد بن إبراهيم عن معبد الجهني هم معاوية قال : سمعت رسول الله (ص) يقول : (إن هذا المال حلو خضر ، فمن أخذه بحقه يبارك له فيه).
(84) محمد بن فضيل عن زيد بن وهب عن أبي ذر قال : قام رجل ورسول الله (ص) يخطب فقال : يا رسول الله ! أكلتنا الضبع ، قال : فدفعه الناس حتى وقع ثم قام أيضا فنادى بصوته ، ثم التفت إليه رسول الله (ص) فقال : (أخوف عليكم عندي من ذلك أن تصب عليكم الدنيا صبا ، فليت أمتي لا تلبس الذهب).
فقلت لزيد : ما الضبع ؟ قال : السنة.
(85) أبو معاوية وابن نمير ووكيع عن الاعمش عن المعرور بن سويد عن أبي ذر قال : انتهيت إلى النبي (ص) وهو جالس في ظل الكعبة ، فلما رآني قال : هم الاخسرون ورب الكعبة ، فجئت فجلست فلم أتقار أن قمت فقلت : يا رسول الله ! فداك أبي وأمي ، من هم ؟ قال : هم الاكثرون أموالا إلا من قال بالمال هكذا وهكذا من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله).
(86) عبيد الله بن موسى عن موسى بن عبيدة عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال : قال رسول الله (ص) : (ألا أبشركم يا معشر الفقراء أن فقراء المؤمنين يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بنصف يوم ، خمسمائة عام).
(87) عفان قال حدثنا حماد بن سلمة عن الجريري عن أبي نضرة عن عبد الله بن مولة عن بريدة الاسلمي عن النبي (ص) قال : (يكفي أحدكم من الدنيا خادم ومركب).
__________
(6 / 81) وقد يتخوض في مال الله والرسول (ص) ويظن أنه غير فاعل كمن لا يدفع زكاة ماله ولا يصدق
ولا يصل أرحامه الفقراء.
(6 / 84) الضبع : السنة : السنة أي الجدب والقحط.
(*)(8/137)
(88) محمد بن مصعب قال حدثنا الاوزاعي عن الزهري عن عبيد الله عن ابن عباس أن النبي (ص) مر بشاة ميتة قد ألقاها أهلها فقال : (لزوال الدنيا أهون على الله من هذه على أهلها).
(89) غندر عن شعبة عن الحكم قال سمعت ابن أبي ليلي يحدث عن عبد الله بن ربيعة قال : كان رسول الله (ص) في سفر فإذا هو بشاة منبوذة فقال : (أترون هذه هينة على أهلها ؟ قالوا : نعم ، قال : الدنيا أون على الله من هذه على أهلها).
(90) أبو خالد الاحمر عن حجاج عن أبي جعفر عن جابر قال : مر رسول الله (ص) على شاة ميتة فقال : (لم ترون ألقى هذه أهلها ؟ فقالوا : يا رسول الله وهل ينتفعون بها وقد ماتت ؟ فقال : لزوال الدنيا أهون على الله من هذه على أهلها).
(91) محمد بن بشر قال حدثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله (ص) : (يدخل الفقراء المؤمنين الجنة قبل الاغنياء بنصف يوم خمسمائة عام).
(92) عفان قال حدثنا شعبة قال حدثني موسى بن أنس قال سمعت أنسا يقول : إن رسول الله (ص) قال : لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا).
(93) أبو خالد الاحمر عن حاتم بن أبي صغيرة عن ابن أبي مليكة عن القاسم قال : قالت عائشة : قلت : يا رسول الله ! كيف يحشر الناس يوم القيامة ؟ قال : عراة حفاة ، قلت : والنساء ؟ قال ، والنساء ، قلت : يا رسول الله ! فما يستحيي ؟ قال : الامر أشد من أن ينظر بعضهم إلى بعض).
(94) سفيان بن عيينة عن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس سمع النبي (ص) يخطب وهو يقول : (إنكم ملاقوا الله مشاة حفاة عراة غرلا).
(95) يزيد بن هارون قال أخبرنا الوليد بن جميع عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد قال : قال أبو ذر : أيها الناس ! قولوا ولا تختلفوا فإن الصادق المصدوق حدثني أن الناس يحشرون يوم القيامة على ثلاثة أفواج : فوج طاعمون كاسون راكبون ، وفوج يمشون ويسعون ، وفوج تسحبهم الملائكة على وجوههم ، قال : قلنا : أما هذان فقد عرفناهما ، فما
__________
(6 / 88) وهي هينة على أهلها أي أصحابها لانها ميتة ما عاد فيها نفع ولا فائدة ولا تباع ولا تشري.
(6 / 94) غرلا : غير مختونين.
(*)(8/138)
الذين يمشون ويسعون ؟ قال : يلقي الله الآفة على الظهر حتى لا يبقى ظهر حتى أن الرجل ليعطي الحديقة المعجبة - بالشارف ذات القتب فما يجدها.
(96) وكيع عن شعبة عن المغيرة بن النعمان عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : قام فينا رسول الله (ص) بموعظة فقال : (إنكم محشورون إلى الله حفاة غرلا * (كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين) * فأول الخلائق يلقى بثوب إبراهيم خليل الرحمن ، قال : ثم يؤخذ قوم منكم ذات الشمال فأقول : يا رب أصحابي ، فيقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ، إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم ، فأقول كما قال العبد الصالح * (وكنت عليهم شهيدا) * إلى قوله : * (العزيز الحكيم) *.
(97) أحمد بن إسحاق عن وهيب قال حدثنا عبد الله بن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله : (يحشر الناس على ثلاث طرائق راغبين راهبين ، واثنان على بعير وثلاثة على بعير).
(98) ابن علية عن أيوب عن ابن أبي مليكة عن عائشة قالت : قال رسول الله (ص) : (من حوسب يوم القيامة عذب ، قلت : أليس قال الله * (فسوف يحاسب حسابا يسيرا) * ؟ قال : ليس ذلك بالحساب ، إنما ذاك العرض ، من نوقش الحساب يوم القيامة عذب).
(99) عفان قال حدثنا حماد بن سلمة قال أخبرنا ثابت عن أنس أن رسول الله
(ص) : قال : (يؤتى بأشد الناس كان بلاء في الدنيا من أهل الجنة ، فيقول الله : اصبغوه صبغة في الجنة ، فيصبغ فيها صبغة فيقول الله : يا ابن آدم ! هل رأيت بؤسا قط أو شيئا تكرهه ؟ فيقول : لا وعزتك ، ما رأيت شيئا أكرهه قط ، ثم يؤتى بأنعم الناس في الدنيا من أهل النار فيقول : اصبغوه صبغة في النار ، فيصبغ فيها فيقول : يا ابن آدم ! هل رأيت قط قرة عين ؟ فيقول : لا وعزتك ما رأيت خيرا قط).
(100) إسحاق بن منصور قال حدثنا جعفر عن موسى الجهني عن رجل من ثقيف عن أنس قال : كنت أخدم النبي (ص) فقال لي يوما : (هل عندك شئ
__________
(6 / 95) على الظهر : أي على الدواب التي تتخذ ظهرا أي للركوب كالابل والخيل والحمير وما شابه.
(6 / 96) * (كما بدأنا أول خلق) * سورة الانبياء الآية (104).
* (وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم) * سورة المائدة الآية (117).
(6 / 98) سورة الانشقاق الآية (8).
(*)(8/139)
تطمعنا) ؟ قلت : نعم يا رسول الله ! فضل من الطعام الذي كان أمس ، قال : ألم أنهك أن تدع طعام يوم لغد).
(101) أبو معاوية عن الاعمش عن إبراهيم عن الاسود عن عائشة قالت : ما شبع رسول الله (ص) ثلاثة أيام تباعا من خبز بر حتى مضى لسبيله.
(102) أبو خالد الاحمر عن ابن عجلان عن القعقاع عن القاسم قال : قالت عائشة : إن كنا لنمكث الشهر أو نصف الشهر ما يدخل بيننا نار لمصباح ولا لغيره ، فقلت : بأي شئ كنتم تعيشون ، قالت : بالاسودين : الماء والتمر ، وكان لنا جيران من الانصار جزاهم الله خيرا لهم منائح فربما بعثوا إلينا من ألبانها.
(103) معاوية بن هشام قال حدثنا سفيان عن بعض المدنيين عن عطاء بن يسار قال : تعرضت الدنيا للنبي (ص) فقال : (إني لست أريدك) ، قالت : أن لم تردني فسيردني غيرك).
(104) وكيع عن سفيان عن عمرو بن قيس قال قال رسول الله (ص) : (فضل
العلم خير من فضل العبادة ، وملاك دينكم الورع).
(105) أبو خالد الاحمر عن أبي الفضل عن الشعبي عن عائشة قالت : قلت : يا رسول الله ! أتذكرون أهاليكم يوم القيامة ؟ فقال : (أما عند ثلاث فلا : عند الكتاب وعند الميزان وعند الصراط).
(106) أبو خالد الاحمر عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال : قلت : يا رسول الله ! أين تأمرني ؟ قال : ها هنا - وقال - وقال بيده نحو الشام - إنكم محشورون رجالا وركبانا وتحشرون على وجزهكم).
(107) محمد بن فضيل عن هارون بن أبي وكيع عن أبيه قال : لما نزلت هذه الآية * (اليوم أكملت لكم دينكم) * قال : يوم الحج الاكبر ، قال : فبكى عمر ، فقال له رسول الله (ص) : ما يبكيك ؟ قال : يا رسول الله ! أبكاني أنا كنا في زيادة من ديننا ، فإما إذا كمل فإنه لم يكمل قط شئ إلا نقض ، قال : صدقت).
__________
(6 / 101) خبز بر : خبز قمح وكان أكثر طعام الرسول (ص) خبز الشعير.
(6 / 102) منائح ج.
منيحة وهي الشاة أو الناقة يمنح لبنها وتبقى هي ملكا لصاحبها.
(6 / 105) أي عند هذه الثلاث لا تسأل الوالدة عن ولدها.
(6 / 107) سورة المائدة من الآية (3).
(*)(8/140)
(108) ابن فضيل عن العلاء بن المسيب عن الحسن قال : قال رسول الله (ص) : (ما من قطرتين أحب إلى الله من قطرة في سبيله ، أو من قطرة دموع قطرت من عين رجل قائم في جوف الليل من خشية الله ، وما من جرعتين أحب إلى الله من جرعة محزنة موجعة ردها صاحبها بحسن صبر وعزاء ، أو جرعة غيظ كظم عليها).
(109) يحيى بن يمان عن هشام عن الحسن قال : كانت العبادة تأخذ النبي (ص) فخرج على أصحابه كأنه شن بال.
(110) عبد الاعلى عن معمر عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة قال : قال
رسول الله (ص) : (مثل المؤمن مثل الزرع لا تزال الريح تميله ، ولا يزال المؤمن يصيبه بلاء ، ومثل الكافر مثل شجرة الارز لا تهتز حتى تتحصد).
(111) عبد الله بن نمير ومحمد بن بشر قالا حدثنا زكريا بن أبي زائدة عن سعد بن إبراهيم قال حدثني كعب بن مالك عن أبيه قال : قال رسول الله (ص) : (مثل المؤمن كمثل الخامة من الزرع تفيئها الريح تصرعها مرة وتعدلها أخرى حتى تهيج ومثل الكافر كمثل الارزة المجذبة على أصلها ، لا يفيئها شئ حتى يكون انجعافها مرة واحدة).
(112) عبد الله بن إدريس عن بريد بن عبد الله عن أبي بردة عن أبي موسى قال : قال رسول الله : (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا).
(113) غندر عن شعبة عن يعلى بن عطاء عن أبيه عن عبد الله بن عمرو قال : مثل المؤمن كمثل النحلة تأكل طيبا وتضع طيبا.
(114) أبو معاوية ووكيع عن الاعمش عن الشعبي عن النعمان بن بشير قال : قال رسول الله (ص) : (المؤمنون كرجل واحد إن اشتكى رأسه تداعى له سائر جسده بالحمى والسهر).
(115) علي بن إسحاق عن ابن مبارك عن مصعب بن ثابت قال حدثني أبو حازم قال : سمعت سهل بن سعد يحدث عن النبي (ص) قال : (المؤمن من أهل الايمان بمنزلة الرأس من الجسد ، يألم المؤمن لاهل الايمان كما يألم الجسد لما في الرأس).
__________
(6 / 108) قطرة في سبيله : قطرة دم تهراق في سبيل الله.
(6 / 109) الشن : وعاء من جلد قديم لحفظ الماء.
(6 / 111) انجعافها : قطعها وانكسارها.
(6 / 112) هي تأكل الاريج وتضع العسل.
(*)(8/141)
(116) يزيد بن هارون قال أخبرنا حماد بن سلمة عن سماك عن النعمان بن بشير عن
النبي (ص) قال : (مثل المؤمن كمثل الجسد إذا ألم بعضه تداعى لذلك كله).
(117) يزيد بن هارون عن محمد بن طلحة عن محمد بن جحادة عن الحسن قال : قال رسول الله (ص) : (لا يرفع عبد نفسه إلا وضعه الله ولا يضع عبد نفسه إلا رفعه الله).
(118) حفص بن غياث عن الاعمش عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله قال : قال لي رسول الله (ص) : (إقرأ على القرآن ، قال : قلت : يا رسول الله ! اقرأ عليك وعليك أنزل ؟ قال : إني أشتهي أن أسمعه من غيري) ، قال : فقرأت النساء حتى إذا بلغت * (فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا) * رفعت رأسي أو غمزني رجل إلى جنبي فرأيت دموعه تسيل.
(119) زيد بن حباب قال أخبرني معاوية بن صالح قال حدثني عمرو بن قيس عن عبد الله بن بسر أن أعرابيا قال لرسول الله (ص) : أي الناس خير ؟ قال : (من طال عمره وحسن عمله).
(120) وكيع عن كثير بن زيد عن الحارث بن أبي يزيد عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله (ص) : (إن من سعادة مرء أن يطول عمره ويرزقه الله الانابة إليه).
(121) جعفر بن عون عن محمد بن إسحاق عن محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله (ص) : (خيركم أطولكم أعمارا وأحسنكم أعمالا).
(122) حدثنا وكيع عن طلحة بن يحيى قال : حدثني إبراهيم بن محمد بن طلحة عن عبد الله بن شداد قال : جاء ثلاثة رهط من بني عذرة إلى النبي (ص) فأسلموا ، قال : فقال النبي (ص) : من يكفيني هؤلاء ؟ قال : فقال طلحة : أنا ، قال : فكانوا عندي ، قال : فضرب على الناس بعث ، قال : فخرج أحدهم فاستشهد ، ثم ضرب بعث فخرج الثاني فيه فاستشهد قال : وبقي الثالث حتى مات مريضا على فراشه ، قال طلحة : فرأيت في النوم كأني أدخلت الجنة فرأيتهم أعرفهم بأسمائهم وسيماهم ، قال : فإذا الذي مات على فراشه دخل أولهم ، وإذا الثاني من المستشهدين على أثره ، وإذا أولهم آخرهم ، قال فدخلني من
__________
(6 / 118) سبق ذكره وشرحه في كتاب فضائل القرآن.
(6 / 119) لان حسناته تزداد وترتفع درجاته.
(6 / 122) من يكفيني هؤلاء : أي من يحمل مؤنتهم ومؤنة ضيافتهم عني.
دخلني من ذلك : داخلني الريب في رؤياي.
(*)(8/142)
ذلك ، قال : فأتيت النبي (ص) فذكرت ذلك له فقال النبي (ص) : (ليس أحد عند الله أفضل من معمر يعمر في الاسلام لتهليله وتكبيره وتسبيحه وتحميده).
(123) الفضل بن دكين عن زهير عن علي بن زيد عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه قال : جاء رجل إلى النبي (ص) فقال : أي الناس أفضل ؟ قال : (من طال عمره وحسن عمله) ، قال : أي الناس شر ؟ قال : (من طال عمره وساء عمله).
(124) غندر عن شعبة عن عمرو بن مرة عن عمرو بن ميمون عن عبد الله بن ربيعة عن عبيد بن خالد السلمي قال : آخى رسول الله (ص) بين رجلين ، فقتل أحدهما والآخر بعده ، فصلينا عليه ، فقال رسول الله (ص) : ما قلتم ؟ قالوا : دعونا الله له (اللهم ألحقه بصاحبه قال رسول الله (ص) : (فأين صلاته بعد صلاته وصيامه بعد صيامه وأين عمله بعد عمله - وشك في الصوم - والعمل الذي بينهما كما بين السماء والاض).
(125) ابن علية عن أيوب عن عكرمة قال : قال العباس لاعلمن ما بقي رسول الله (ص) فينا فقفت : يا رسول الله لو اتخذت عريشا فكملت الناس ، فإنهم قد آذوك ، قال : (لا أزال بين أظهرهم يطأون عقبي وينازعوني ردائي ويصيبني غبارهم حتى يكون الله يريحني منهم).
(126) يحيى بن بكير قال أخبرنا مسلم بن سعد الواسطي عن منصور بن زادان عن الحسن قال : كان رسول الله (ص) يؤاسي الناس بنفسه حتى جعل [ يرقع ] إزاره بالادم ، وما جمع بين عشاء وغداء ثلاثة أيام ولا حتى قبضه الله.
(127) أبو خالد الاحمر عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال : قلت يا رسول الله ! هذا ديننا ؟ قال : هذا دينكم ، وأينما تحسن يكفك).
(128) يحيى بن بكير قال حدثنا زهير بن محمد عن خالد بن سعيد عن المطلب بن حنطب أن رسول الله (ص) قال : (من قال ، قبح الله الدنيا ، قالت الدنيا : قبح الله أعصانا له).
__________
(6 / 126) [ يرقع ] إزاره بالادم أي بالجلد كي لا يتمزق لكثرة شد الناس لثوبه ، وفي الاصل [ يرفع ] وهو تصحيف واضح والصحيح ما أثبتناه.
(6 / 127) أينما تحسن يكفك : أي أنت أحسنت في الصلاة فأكصرت من النوافل ، أو أحسنت في الزكاة فأكثرت من الصدقات أو أحسنت في الصيام فأكثرت من صيام التطوع فكله خير.
(6 / 128) والانسان أعصى المخلوقات لله تعالى لانه يجعل لله ندا أو يهمل الطاعات أو يكثر من الخطايا أما الدنيا فهي مطيعة لامر الخالق عزوجل.
(*)(8/143)
(129) يحيى بن يمان عن سفيان عن نسطاس عن سعيد المقبري أن النبي (ص) قال : (خير الناس من يرجي خيره ويؤمن شره ، وشر الناس من لا يرجى خيره ولا يؤمن شره).
(7) كلام أبي بكر الصديق رضي الله عنه (1) حدثنا محمد بن فضيل عن عبد الرحمن بن إسحاق عن عبد الله القرشي عن عبد الله بن عكيم قال : خطبنا أبو بكر فقال : أما بعد فإني أوصيكم بتقوى الله ، وأن تثنوا عليه بما هو له أهل ، وأن تخلطوا الرغبة بالرهبة وتجمعوا الالحاف بالمسألة ، فإن الله أثني على زكريا وعلى أهل بيته فقال : * (إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين) * ثم اعلموا عباد الله أن الله قد ارتهن بحقه أنفسكم ، وأخذ على ذلك مواثيقكم ، واشترى منكم القليل الفاني بالكثير الباقي ، وهذا كتاب الله فيكم لا
تفني عجائبه ولا يطفأ نوره فصدقوا قوله ، وانتصحوا كتابه ، واستبصروا فيه ليوم الظلمة ، فإنما خلقكم للعبادة ، ووكل بكم الكرام الكاتبين يعلمون ما تفعلون ، ثم اعلموا عباد الله أنكم تغدون وتروحون في أجل قد غيب عنكم علمه ، فإن استتعطم أن تنقضي الآجال وأنتم في عمل الله فافعلوا ، ولن تستطيعوا ذلك إلا بالله ، فسابقوا في مهل آجالكم قبل أن تنقضي آجالكم فيردكم إلى أسوأ أعمالكم ، فإن أقواما جعلوا آجالهم لغيرهم ونسوا أنفسهم فأنهاكم أن تكونوا أمثالهم فالوحاء الوحاء والنجاء النجاء ، فإن وراءكم طالبا حثيثا مره سريع.
(2) أبو معاوية عن جويبر عن الضحاك قال : رأى أبو بكر الصديق طيرا واقعا على شجرة فقال : طوبى لك يا طير والله لوددت أني كنت مثلك ، تقع على الشجرة وتأكل من الثمر ثم تطير وليس عليك حساب ولا عذاب ، والله لوددت أني كنت شجرة إلى جانب الطريق مر علي جمل فأخذني فادخلني فاه فلاكني ثم ازدردني ثم أخرجني بعرا ولم أكن بشرا.
__________
(7 / 1) سورة الانبياء الآية (90).
مره : مروره.
(7 / 2) لاكني : مضغني.
(*)(8/144)
(3) عبد الله بن إدريس عن إسماعيل بن أبي خالد عن زبيد قال : لما حضرت أبا بكر الوفاة أرسل إلى عمر فقال : إني موصيك بوصية إن حفظتها : أن لله حقا في الليل لا يقبله في النهار ، وأن لله حقا في النهار لا يقبله في الليل ، وأنه لا يقبل نافلة حتى تؤدى الفريضة ، وإنما خفت موازين من خفت موازينه يوم القيامة باتباعهم الباطل في الدنيا وخفته عليهم ، وحق لميزان لا يوضع فيه إلا الباطل أن يكون خفيفا ، وإنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه يوم القيامة باتباعهم الحق في الدنيا وثقله عليهم ، وحق لميزان لا يوضع
فيه يوم القيامة إلا الحق أن يكون ثقيلا ، ألم تر أن الله ذكر أهل الجنة بصالح ما عملوا ، وتجاوز عن سيأتهم ، فيقول القائل : ألا بلغ هؤلاء ، وذكر أهل النار بسئ ما عملوا ، ورد عليهم صالح ما عملوا ، فيقول القائل : أنا خير من هؤلاء ، وذكر آية الرحمة وآية العذاب ، فيكون المؤمن راغبا راهبا ، ولا يتمنى على الله غير الحق ، ولا يلقي بيديه إلى التهلكة ، فإن أنت حفظت قولي هذا فلا يكن غائب أحب إليك من الموت ولا بد لك منه ، وإن أنت ضيعت قولي هذا فلا يكن غائب أبغض إليك منه ولن تعجزه.
(4) وكيع قال حدثنا الاعمش عن سليمان بن ميسرة عن طارق بن شهاب عن رافع ابن أبي رافع قال : رافقت أبا بكر وكان له كساء فدكي يخله عليه إذا ركب ، ونلبسه أنا وهو إذا نزلنا ، وهو الكساء الذي عيرته به هوازن ، فقالوا : أذا الخلال نبايع بعد رسول الله (ص) ؟.
(5) يزيد بن هارون قال أخبرنا محمد بن عمرو عن محمد بن إبراهيم قال : لما نزلت * (إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى) * قال أبو بكر الصديق : يا رسول الله (ص) ! لا أكلمك إلا كأخي السرار حتى ألقى الله.
(6) يزيد بن هارون قال أخبرنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس قال : كان أبو بكر يخطبنا فيذكر بدأ خلق الانسان فيقول : خلق من مجرى البول من نتن ، فيذكر حتى يتقذر أحدنا نفسه.
(7) وكيع عن مسعر عن ابن عون عن عرفجة السلمي قال : قال أبو بكر : ابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا.
__________
(7 / 3) لن تعجزه : لن تستطيع الفرار منه لان الموت حق على كل مخلوق.
(7 / 4) يخله عليه : أي يجعل الكساء تحته كالرحال إذا ركب دابة.
(7 / 5) سورة الحجرات الآية (3).
ابن أبي شيبة - ج 8 - م 10 (*)(8/145)
(8) أبو أسامة عن زائدة عن عبد الملك بن عمير عن ربعي عن أبي موسى قال : قال عمرو بن العاص : والله لئن كان أبو بكر وعمر تركا هذا المال وهو يحل لهما شئ منه ، لقد غبنا ونقص رأيهما ، وأيم الله ما كانا بمغبونين ولا ناقصي الرأي ، ولئن كانا امرأين يحرم عليهما من هذا المال الذي أصبنا بعدهما لقد هلكنا ، وأيم الله ما الوهم إلا من قبلنا.
(9) جرير عن منصور عن مجاهد قال : قام أبو بكر خطيبا فقال : أبشروا فإني أرجوا أن يتم الله هذا الامر تشبعوا من الزيت والخبز.
(10) عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن مالك عن أبي السفر قال : دخل على أبي بكر ناس من إخوانه يعودونه في مرضه فقالوا : يا خليفة رسول الله (ص) ! ألا ندعوا لك طبيبا ينظر إليك ، قال : قد نظر إلي ، قالوا : فماذا قال لك ؟ قال : قال : إني فعال لما يريد.
(11) خالد بن حيان عن جعفر بن برقان عن ميمون قال : أتي أبو بكر بغراب وافر الجناحين فقال : ما صيد من صيد ولا عضد من شجر إلا بما ضيعت من التسبيح.
(8) كلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه (1) حدثنا أبو خالد الاحمر عن يحيى بن سعيد عن القاسم عن أسلم مولى عمر قال : لما قدمنا مع عمر الشام أناخ بعيره وذهب لحاجته فألقيت فروتي بين شعبتي الرحل ، فلما جاء ركب على الفرو ، فلقينا أهل الشام يتلقون عمر فجعلوا ينظرون فجعلت أشير لهم إليه ، قال : يقول عمر : تطمح أعينهم إلى مراكب من لا خلاق له - يريد مراكب العجم.
(2) وكيع عن إسماعيل عن قيس قال : لما قدم عمر الشام استقبله الناس وهو على بعيره فقالوا : يا أمير المؤمنين ! لو ركبت برذونا يلقاك عظماء الناس ووجوههم ، قال : فقال عمر ألا أراكم ها هنا ، إنما الامر من ههنا ، وأشار بيده إلى السماء - خلوا سبيل جملي.
(3) أبو معاوية عن الاعمش عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال : لما قدم عمر الشام أتته الجنود وعليه إزار وخفان وعمامة وهو آخذ برأس بعيره يخوض الماء فقالوا
له : يا أمير المؤمنين ! تلقاك الجنود وبطارقه الشام وأنت على هذا الحال : قال : فقال عمر : إنا قوم أعزنا الله بالاسلام فلن نلتمس العز بغيره.
__________
(7 / 10) أي أن الشافي هو الله وحده سبحانه.
(8 / 1) أي أنهم استغربوا أن يركب أمير المؤمنين الذي يحكم البلاد الواسعة هذا المركب الخشن وانتظروا أن يروه في أبهة كأبهة ملوك فارس أو قياصرة الروم.
(*)(8/146)
(4) محمد بن فضيل عن الاعمش عن شقيق قال : كتب عمر : أن الدنيا خضرة حلوة ، فمن أخذها بحقها كان قمنا أن يبارك له فيها ، ومن أخذها بغير ذلك كان كالآكل الذي لا يشبع.
(5) عبد الاعلى عن معمر عن الزهري عن إبراهيم عن عبد الرحمن بن عوف قال : لما أتي عمر بكنوز آل كسرى فإذا من الصفراء والبيضاء ما يكاد أن يحار منه البصر ، قال : فبكى عمر عند ذلك ، فقال عبد الرحمن : ما يبكيك يا أمير المؤمنين ؟ إن هذا اليوم يوم شكر وسرور وفرح ، فقال عمر : ما كثر هذا عند قوم إلا ألقى الله بينهم العداوة والبغضاء.
(6) أبو أسامة عن سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس قال : رأيت بين كتفي عمر أربع رقاع في قميصه.
(7) عبد الله بن إدريس عن إسماعيل بن أبي خالد عن سعيد بن أبي بردة قال : كتب عمر إلى أبي موسى : أما بعد ! إن أسعد الرعاة من سعدت به رعيته ، وإن أشقى الرعاة عند الله من شقيت به رعيته ، وإياك أن ترتع فيرتع عمالك ، فيكون مثلك عند الله مثل البهيمة ، نظرت إلى خضرة من الارض فرتعت فيها تبتغي بذلك السمن ، وإنما حتفها في سمنها ، وعليك السلام.
(8) عبد الله بن إدريس عن هشام عن الحسن قال : قال عمر : الرعية مؤدية إلى الامام ما أدى الامام إلى الله ، فإذا رتع رتعوا.
(9) عبد الله بن إدريس عن محمد بن عجلان عن إبراهيم عن محمد بن شهاب قال :
قال عمر : لا تعترض فيما لا يعينك واعتزل عدوك واحتفظ من خليلك إلا الامين فإن الامين من القوم لا يعادله شئ ، ولا تصحب الفاجر فيعلمك من فجوره ، ولا تفش إليه سرك واستشر في أمرك الذين يخشون الله.
__________
(8 / 4) لان طالب الدنيا لا يشبع وكلما طال منها طلب الزيادة.
(8 / 5) أي ما كثر المال في القوم إلا تقاتلوا في سبيله وتصارعوا عليه.
(8 / 7) حتفها في سمنها لان بهيمة الانعام متى سمنت ذبحها أهلها ومتى تلهى الحاكم بالمال وخيراته نسي آخرته وكان مصيره إلى النار.
(8 / 8) لان الامام قدوة للرعية والناس على دين ملوكهم.
(*)(8/147)
(10) مروان بن معاوية عن محمد بن سوقة قال : أتيت نعيم بن أبي هند فأخرج ألي صحيفة فإذا فيها (من أبي عبيدة بن الجراح ومعاذ بن جبل إلى عمر بن الخطاب : سلام عليك أما بعد ، فإنا عهدناك وأمر نفسك لك مهم وأصبحت قد وليت أمر هذه الامة أحمرها وأسودها ، يجلس بين يديك الشريف والوضيع والعدو والصديق ، وبكل حصة من العدل فانظر كيف أنت عند ذلك يا عمر ، فإنا نحذرك يوما تعنوا فيه الوجوه ، وتحف فيه القلوب ، وتقطع فيه الحجج يملك قهرهم بجبروته والخلق داخرون له ، يرجون رحمته ويخافون عقابه ، وإنا كنا نحدث أن أمر هذه الامة سيرجع إلى آخر زمانها : أن يكون إخوان العلانية أعداء السريرة ، وإنا نعوذ بالله أن ينزل كتابنا إليك سوى المنزل الذي نزل من قلوبنا ، فإنا كتبنا به نصيحة لك والسلام عليك ، فكتب إليهما : من عمر بن الخطاب ، إلى أبي عبيدة ومعاذ بن جبل سلام عليكما أما بعد ، فإنكما كتبتما إلي تذكران أنكما عهد تماني وأمر نفسي لي مهم وأني قد أصبحت قد وليت أمر هذه الامة أحمرها وأسودها ، يجلس بين يدي الشريف والوضيع والعدو والصديق ، ولكل حصة من ذلك ، وكتبتما فانظر كيف أنت عند ذلك يا عمر : وأنه لا حول ولا قوة عند ذلك لعمر إلا بالله ، وكتبتما تحذراني ما حذرت به الامم قبلنا ، وقديما كان اختلاف الليل والنهار بآجال
الناس ، يقربان كل بعيد ويبليان كل جديد ويأتيان بكل موعود حتى يصير الناس إلى منازلهم من الجنة والنار ، كتبتما تذكران أنكما كنتما تحدثان أن أمر هذه الامة سيرجع في آخر زمانها : أن يكون إخوان العلانية أعداء السريرة ، ولستم بأولئك ، ليس هذه بزمان ذلك ، وأن ذلك زمان تظهر فيه الرغبة والرهبة ، تكون رغبة بعض الناس إلى بعض لصلاح دنياهم ، ورهبة بعض الناس من بعض ، كتبتما به نصيحة تعظاني بالله أن أنزل كتابكما سوى المنزل الذي نزل من قلوبكما ، وأنكما كتبتما به وقد صدقتما فلا تدعا الكتاب إلي فإنه لا غنى بي عنكما والسلام عليكما.
(11) ابن فضيل عن ليث عن سليم بن حنظلة عن عمر بن الخطاب أنه كان يقول : اللهم إني أعوذ بك أن تأخذني على غرة ، أو تذرني في غفلة ، أو تجعلني من الغافلين.
(12) أبو معاوية عن الاعمش عن شقيق عن يسار بن نمير قال : والله ما نخلت لعمر الدقيق قط إلا وأنا له عاص.
__________
(8 / 10) إخوان العلانية أعداء السريرة : أي يظهرون المحبة والصداقة يضمرون العداوة والبغضاء.
(8 / 12) أي أنه كان يحب أن يجعن خبزه غير منخول الدقيق لانه كان يعد نخل الدقيق نوعا من الترف والرغبة في الدنيا وهو عنها راغب.
(*)(8/148)
(13) حدثنا وكيع عن هشام بن أبي عروة عن أبي الليث الانصاري قال : قال عمر : املكوا العجين فهو أحد الطحنين.
(14) محمد بن مروان عن يونس قال : كان الحسن ربما ذكر عمر فيقول : والله ما كان بأولهم إسلاما ولا بأفضلهم نفقة في سبيل الله ، ولكنه غلب الناس بالزهد في الدنيا والصرامة في أمر الله ، ولا يخاف في الله لومة لائم.
(15) عفان قال حدثنا جعفر بن سليمان قال حدثنا مالك بن دينار عن الحسن قال : ما ادهن عمر حتى قتل إلا بسمن أو أهالة أو زيت مقتت.
(16) عفان قال حدثنا جعفر بن سليمان قال حدثنا هشام عن الحسن قال : كان عمر ابن الخطاب يمر بالآية في ورده فتخنقه فيبكي حتى يسقط ، ثم يلزم بيته حتى يعاد ، يحسبونه مريضا.
(17) ابن علية عن يونس عن الحسن قال : كان عمر يمشي في (طريق ومعه عبد الله بن عمر فرأى جارية مهزولة تطيش مرة وتقوم أخرى ، فقال : هابؤس لهذه هاء ، من يعرف تياه ، فقال عبد الله : هذه والله إحدى بناتك ، قال : بناتي ؟ قال : نعم ، قال : من هي ؟ قال : بنت عبد الله بن عمر ، قال : ويللك يا عبد الله بن عمر ، أهلكتها هزلا ، قال : ما نصنع ! منعتنا ما عندك ، فنظر إليه فقال : ما عندي ؟ عزك أن تكسب لبناتك كما تكسب الاقوام ؟ لا والله مالك عندي إلا سهمك مع المسلمين.
(18) وكيع عن جعفر بن برقان عن رجل لم يكن يسميه عن عمر بن الحطاب أنه قال في خطبته : حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا ، وتزينوا للعرض الاكبر ، يوم تعرضون لا يخفي منكم خافية.
(19) محمد بن بشر قال حدثنا محمد بن عمرو قال حدثنا أبو سلمة قال : قال سعد : أما والله ما كان بأقدامنا إسلاما ولا أقدمنا هجرة ولكن قد عرفت بأي شئ فضلنا كان أزهدنا في الدنيا - يعني عمر بن الخطاب.
__________
(8 / 13) والطحن الثاني هو الاجل أي أن الاكل الرغيد كالعمل السيئ يباعد بين الانسان وبين ربه.
(8 / 15) زيت مقتت : غير صاف ولا مصفى.
(8 / 18) وتزين للعرض الاكبر هو بصالح الاعمال وعدم الاقبال على الدنيا لان العرض الاكبر هو يوم الحساب.
(*)(8/149)
(30) أبو خالد الاحمر وابن إدريس وابن عيينة عن ابن عجلان عن بكير بن عبد الله بن الاشج عن معمر بن أبي حبيبة عن عبيد الله بن عدي بن الخيار قال : قال
عمر : إن العبد إذا تواضع لله رفع الله حكمته ، وقال : انتعش نعشك الله ، فهو في نفسه صغير وفي أنفس الناس كبير ، وإن العبد إذا تعظم وعدا طوره رهصه الله إلى الارض وقال اخسا أخساك الله ، فهو في نفسه كبير وفي أنفس الناس صغير حتى لهو أحقر عنده من خنزير.
(21) أبو خالد الاحمر عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب قال : لما نفر عمر كوم كومة من تراب ثم بسط عليها ثوبة واستلقى عليها.
(22) أبو خالد الاحمر عن يحيى بن سعيد عن مصعب بن محمد عن رجل من غفار عن أبيه قال : أقبلت بطعام أحمله من الجار على إبل من إبل الصدقة فتصفحها عمر فأعجبه بكر فيها ، قلت : خذه يا أمير المؤمنين ، فضرب بيده على كتفي وقال : والله ما أنا بأحق به من رجل من بني غفار.
(23) أبو خالد الاحمر عن يحيى بن سعيد عن محمد بن يحيى بن حبان قال : كان بين يدي عمر صحفة فيها خبز مفتوت فيه ، فجاء رجل كالبدوي ، قال : فقال : كل ، قال : فجعل يتبع باللقمة الدسم في جانب الصحفة ، فقال عمر : كأنك مقفر ، فقال : والله ما ذقت سمنا ولا رأيت له آكلا ، فقال عمر : والله لا أذوق سمنا حتى يحيا الناس من أول ما يحيون.
(24) محمد بن بشر قال حدثنا مسعر عن عون بن عبئدالله بن عتبة قال : قال عمر : جالسوا التوابين فإنهم أرق شئ أفئدة.
(25) عبدة بن سليمان عن مسعر عن حبيب عن يحيى بن جعدة قال : قال عمر : لولا أن أسير في سبيل الله ، أو أضع جبيني لله في التراب ، أو أجالس قوما يلتقطون طيب الكلام كما يلتقط التمر ، لاحببت أن أكون قد لحقت بالله.
__________
(8 / 22) الجار : بلد على ساحل البحر مقابل المدينة المنورة.
البكر : البعير الفتي القوي.
(8 / 23) حتي يحيا الناس من أول ما يحيون : أي حتى يكون السمن أول طعاما يذوقونه أي حتى يعم الرخاء ، وقد اسود لونه رضي الله عنه لاكتفائه بالخبز والزيت.
(*)(8/150)
(26) وكيع قال حدثنا الاعمش عن شيخ قال : قال عمر : من أراد الحق فلينزل بالبراز - يعني يظهر أمره.
(27) حسين بن علي عن زائدة عن التيمي عن أبي عثمان قال : قال عمر : الشتاء غنيمة العابد.
(28) يزيد بن هارون قال حدثنا أشرس أبو شيبان قال : حدثنا عطاء الخراساني قال : قال احتبس عمر بن الخطاب على جلسائه فخرج إليهم من العشي فقالوا : ما حبسك ؟ فقال : غسلت ثيابي ، فلما جفت خرجت إليكم.
(29) وكيع عن سفيان قال : كتب عمر إلى أبي موسى : إنك لن تنال الآخرة بشئ أفضل من الزهد في الدنيا.
(30) سفيان بن عيينة عن أبي فروة عن عبد الرحمن بن أبي ليلي قال : قدم على عمر ناس من أهل العراق فرأى كأنهم يأكلون تعذيرا فقال : ما هذا يا أهل العراق ؟ لو شئت أن يدهمق لي كما يدهمق لكم لفعلت ، ولكنا نستبقي من دنيانا كما نجده في آخرتنا ، أما سمعتم الله قال : * (أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها) *.
(31) أبو أسامة قال أحبرنا هشام بن عروة عن أبيه قال : لما قدم عمر الشام كان قميصه قد تجوب عن مقعده ، قميص سنبلاني غليظ ، فأرسل به إلى صاحب أذرعات أو أبلة ، قال : فغسله ورقعه وخيط له قميص قطري ، فجاء بهما جميعا فألقى إليه القطري ، فأخذه عمر فمسه فقال : هذا ألين ، فرمي به إليه وقال : ألق إلى قميصي ، فإنه أنشفهما للعرق.
__________
(8 / 26) أي لا يأتي بعمل سرا وهو يخشى افتضاحه.
(8 / 27) إذ لا يخرج فيه للعمل فيقضي وقته في العبادة ويقصر نهاره فيسهل صيامه ولا حر فيه ولا مشقة.
(8 / 28) أي لم يكن يملك ثوبا آخر ليرتديه إذا غسل ثوبه.
(8 / 30) تعذيرا : لعل المقصود العذيرة ، وهو طعام يتخذ من فريك السنبل والحليب وإلا فالمعنى واضح وهو مشتق من العذرة والمقصود طعاما خليطا.
يدهمق اللحم : يقطعه ويدهمق الطحين يدققه ويلينه.
ويدهمق الطعام : هنا يجوده لان دهمق من الافعال التي تحمل المعنى وضده ويفهم معناها المقصود من مضمون العبارة كلها لان دهمق الطعام أساء صنعه أيضا وهو غير المقصود ها هنا.
والآية من سورة الاحقاف (20).
(8 / 31) تجوب : صار كأنه جوبة والجوبة الحفرة أو كل منفتق يتسع والمقصود قد تفتق خياطه أو تهرا قماشه أو شق في موضع المقعدة وذلك لركوبه البعير بغير رحل أو برحل غليظ.
(*)(8/151)
(32) حدثنا عبد الله بن إدريس عن محمد عن عاصم بن عمر قال : كان عمر يقول : يحفظ الله المؤمن ، كان عاصم بن ثابت بن الافلح نذر أن لا يمس مشركا ولا يمسه مشرك ، فمنعه الله بعد وفاته كما امتنع منهم في حياته.
(33) وكيع عن سفيان الربيع بن بزيع قال : سمعت ابن عمر قال : كان عمر بن الخطاب يؤتى بخبزه ولحمه ولبنه وزيته وبقله وخله فيأكل ثم يمص أصابعه ويقول هكذا فيمسح يديه بيديه ويقول : هذه مناديل آل عمر.
(34) معاوية بن هشام عن سفيان عن عبد الملك بن عمير عن أبي مليح قال : قال عمر : ما الدنيا في الآخرة إلا كنفجة أرنب.
(35) أبو أسامة قال حدثنا وديعة الانصاري قال : قال عمر : لا تعترض لما لا يعنيك واعتزل عدوك واحذر صديقك إلا الامين من الاقوام ، ولا أمين إلا من خشي الله ، ولا تصحب الفاجر فتعلم من فجوره ولا تطلعه على سرك واستشر في أمرك الذين يخشون الله.
(36) وكيع عن سفيان عن إسماعيل بن أمية قال : قال عمر : في العزلة راحة من خلطاء السوء.
(37) أبو معاوية عن الاعمش عن جبيب قال : قدم أناس من العراق على عمر وفيهم جرير بن عبد الله قال : فأتاهم بجفنة قد صنعت بخبز وزيت ، قال : فقال لهم : قد رأى ما تقرمون إليه ، فأي شئ تريدون حلوا وحامضا وحاربا وباردا وقذفا في البطون.
(38) أبو معاوية عن الاعمش عن حبيب عن بعض أصحابه عن عمر أنه دعي إلى طعام فكانوا إذا جاءوا بلون خلطه بصاحبه.
(39) شبابة بن سوار قال حدثنا شعبة عن عاصم بن عبيد الله عن عبد الله بن عامر قال : رأيت عمر بن الخطاب أخذ تبنة من الارض فقال : ليتني هذه التبنة ، ليتني لم أك شيئا ، ليت أمي لم تلدني ، كنت نسيا منسيا.
__________
(8 / 34) النفجة : الوثبة ووثبة الارنب قصيرة المدى بالمقارنة مع الفرس أو البعير مثلا والمقصود أن مدة الحياة الدنيا فصيرة جدا بالمقارنة مع الآخرة حيث خلود فلا موت.
(*)(8/152)
(40) شبابة قال حدثنا شعبة عن عاصم بن عبيد الله بن عامري عن ابن عمر قال : كان رأس عمر على حجري فقال : ضعه لا أم لك ، ثم قال : ويلي ويل أم عمر إن لم يغفر لي ربي.
(41) يجيى بن آدم قال حدثنا حماد بن سلمة عن أبي نعامة عن حجير بن ربيع ، قال : قال عمر : إن الفجور هكذا - وغطي رأسه إلى حاجبيه ، ألا إن البر هكذا - وكشف رأسه.
(42) عفان قال حدثنا سليمان بن المغيرة قال : قال ثابت : قال أنس : غلا الشعير غلا الطعام بالمدينة على عهد عمر ، فجعل يأكل الشعير فاستنكره بطنه ، فأهوى بيده إلى بطنه فقال : والله ما هو إلا ما ترى حتى يوسع الله على المسلمين.
(43) معاوية عن هشام عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه قال : كنت : أمشي مع عمر بن الخطاب فرأى تمرة مطروحة فقال : خذها ، قلت : وما أصنع بتمره ؟ قال : تمرة وتمرة حتى تجتمع ، فأخذتها فمر بمربد تمر فقال : ألقها فيه.
(44) عبدة بن سليمان عن يحيى بن سعيد عن عبد الله بن عامر قال : خرجت مع عمر فما رأيته مضطربا فسطاطا حتى رجع ، قال : قلت : بأي شئ كان يستظل ؟ قال : يطرح النطع على الشجرة يستظل به.
(45) وكيع عن أسامة عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن قال : قال عمر : لو هلك حمل من ولد الضان ضياعا بشاطئ الفرات خشيت أن يسألني الله عنه (64) علي بن مسهر عن الشيباني عن بشير بن عمرو قال : لما أتي عمر بن الخطاب الشام أتي ببرذون فركب عليه ، فلما هزه نزل عنه وضرب وجهه وقال : قبحك الله وقبح من علمك هذا.
__________
(8 / 40) أي أنه رضي الله عنه قد اعتبر نومه على حجر ابنه نوعا من نعيم الدنيا وترف لا ضرورة له.
(8 / 41) أي غطى رأسه بغطاء رأسه.
(8 / 42) الطعام : القمح.
استنكره بطنه : لم تحتمله معدته.
(8 / 43) المربد : مكان جمع تمر وحفظه.
(8 / 44) الفسطاط : خيمة كبيرة واسعة ومضطربا : قد ضربه أي نصبه واستظل من الشمس داخله.
(8 / 46) لان في هملجة البرذون إثاره للكبر والاعجاب بالنفس.
(*)(8/153)
(47) يحيى بن عيسى عن الاعمش عن إبراهيم عن همام عن حذيفة قال : دخلت على عمر وهو قاعد على جذع في داره وهو يحدث نفسه فدنوت منه فقلت : ما الذي أهمك يا
أمير المؤمنين ، فقال هكذا بيده وأشار بها ، قال : قلت : الذي يهمك والله لو رأينا منك أمرا ننكره لقومناك ، قال : الله الذي لا إله إلا هو ، لو رأيتم مني أمرا تنكرونه لقومتموه ، فقلت : الله الذي لا إله إلا هو ، لو رأينا منك أمرا ننكره لقومناك ، قال : ففرح بذلك فرحا شديدا ، وقال : الحمد لله الذي جعل فيكم أصحاب محمد من الذي إذا رأى مني أمرا ينكره قومني.
(48) يزيد بن هارون عن همام بن يحيى عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس قال : رأيت عمر بن الحطاب يأكل الصاع من التمر بحشفه ، فيأكله.
(49) يزيد بن هارون عن محمد بن مطرف عن زيد بن أسلم عن أبيه قال : كنت آتي عمر بالصاع من التمر فيقول : يا أسلم حت عني قشرة فأحشفه ، فيأكله.
(50) أبو الأحوص عن سماك عن النعمان بن بشير قال : سئل عمر عن التوبة النصوح ، فقال : التوبة النصوح أن يتوب العبد من العمل السيئ ثم لا يعود إليه أبدا.
(51) أبو الأحوص عن سماك عن النعمان بن بشير قال : سئل عمر عن قول الله * (وإذا النفوس زوجت) * قال : يقرن بين الرجل الصالح مع الرجل الصالح في الجنة ، ويقرن بين الرجل السوء مع الرجل السوء في النار.
(52) حسين بن علي ، قال حدثني طعمة بن غيلان الجعفي عن رجل يقال له ميكائيل شيخ من أهل الخراسان قال : كان عمر إذا قام من الليل قال : قد ترى مقامي وتعلم حاجتي فأرجعني من عندك يا الله بحاجتي مفلحا منجحا مستجيبا مستجابا لي ، قد غفرت لي ورحمتني ، فإذا قضى صلاته قال : اللهم لا أرى شيئا من الدنيا يدوم ، ولا أرى حالا فيها يستقم ، اجعلني أنطق فيها بعلم وأصمت فيها بحكم ، اللهم لا تكثر لي من الدنيا فأطغى ، ولا تقل منها فأنسى ، فإن ما قل وكفى مما كثر وألهى.
__________
(8 / 48) الحشف : التمر الجاف القاسي وهو أردأ التمر أي الذي يجف من التمر قبل إدراكه فلا لحم له ولا نوى.
(بحشفه) أي بإزالة قشره.
(8 / 51) سورة التكوير الآية (7).
(*)(8/154)
(53) أبو بكر قال حدثنا أبو خالد الاحمر عن داود عن عامر عن ابن عباس قال : دخلت على عمر حين طعن فقلت : أبشر بالجنة يا أمير المؤمنين ! أسلمت حين كفر الناس وجاهدت مع رسول الله حين خذله الناس ، وقبض رسول الله وهو عنك راض ، ولم يختلف في خلافتك اثنان ، وقتلت شهيدا ، فقال : أعد علي ، فأعدت عليه فقال : والذي لا إله غيره لو أن لي ما على الارض من صفراء وبيضاء لافتديت به من هول المطلع.
(9) كلام على بن أبي طالب رضي الله عنه (1) حدثنا عبد الله بن إدريس عن إسماعيل وسفيان عن زبيد بن الحارث عن رجل من بني عامر قال : قال علي : إنما أخاف عليكم اثنتين : طول الامل ، واتباع الهوى ، فإن طول الامل ينسي الآخرة ، وإن اتباع الهوى يصد عن الحق وإن الدنيا قد ترحلت مدبرة ، وإن الآخرة مقبلة ولكل واحدة منهما بنون فكونوا من أبناء الآخرة ، فإن اليوم عمل ولا حساب ، وغدا حساب ولا عمل.
(2) حفص عن إسماعيل بن أبي خالد عن زبيد عن المهاجر العامري عن علي بمثله.
(3) ابن علية عن ليث عن الحسن قال : قال علي : طوبى لكل عبد نؤمة عرف الناس ، ولم يعرفه الناس ، وعرفه الله منه برضوان ، أولئك مصابيح الهدي ، يجلى عنهم كل فتنة مظلمة ، ويدخلهم الله في رحلته ليس أولئك بالمضايع البذر ولا بالجفاة المرائين.
(4) يزيد بن هارون قال أخبرنا محمد بن طلحة عن زبيد قال : قال علي : خير الناس هذا النمط الاوسط يلحق بهم التالي ، ويرجع إليهم الغالي.
(5) وكيع قال حدثنا أياس بن أبي تميمة قال : سمعت عطاء بن أبي رباح قال : كان علي بن أبي طالب إذا بعث سرية ولى أمرها رجلا فأوصاه فقال : أوصيك بتقوى الله ، لا بد لك من لقائه ، ولا منتهى لك دونه ، هو يملك الدنيا والآخرة ، وعليك بالذي يقربك إلى الله ، فإن فيها عند الله خلفا من الدنيا.
__________
(8 / 53) صفراء وبيضاء : ذهب وفضة.
(9 / 3) المذابيع البذر : الذين يذيعون الاخبار الأقاويل يبذرون الفتنة بأقوالهم ويفضحون ما خفي من
أسرار الناس.
(9 / 4) النمط الاوسط : الذين يتبعون أوسط الامور في أعمالهم فيقدر المتأخر على اللحاق بهم ويكف المغالي عن مغالاته بالعودة إلى سبيلهم.
(*)(8/155)
(6) وكيع قال حدثنا شريك عن عثمان الثقفي عن زيد بن وهب أن ابن نعجة عاتب عليا في لباسه فقال : يقتدي به المؤمن ويخشع القلب.
(7) أبو معاوية قال حدثنا الاعمش عن عمرو بن مرة عن أبي صالح الذي كان يخدم أم كلثوم ابنة علي قال : دخلت على أم كلثوم وهي تمشط وستر بينها وبيني ، فجلست أنتظرها حتى تأذن لي ، فجاء حسن وحسين فدخلا عليهت وهي تمشط ، فقالا : ألا تطعمون أبا صالح شيئا ؟ قالت : بلى ، قال : فأخرجوا قصعة فيها مرق بحبوب ، فقلت : أتطعموني هذا وأنتم أمراء ؟ فقالت أم كلثوم : يا أبا صالح ! فكيف لو رأيت أمير المؤمنين وأتي بأترنج فذهب حسن أو حسين يتناول منه أترنجة فنزعها من يده ثم أمر به فقسم.
(8) أبو معاوية قال حدثنا الاعمش عن عمرو بن مرة عن أبي البختري قال : قال علي لامه فاطمة بنت أسد : اكفي فاطمة بنت رسول الله الخدمة خارجا : سقاية الماء والحاجة ، وتكفيك العمل في البيت : العجن والخبز والطحن.
(9) محمد بن فضيل عن مجالد عن الشعبي عن الحارث عن علي قال : أهديت فاطمة ليلة أهديت إلي وما تحتنا إلا جلد كبش.
(10) أبو خالد الاحمر عن عمرو بن قيس عن أبي إسحاق قال : قال علي : الكلمات لو رحلتم المطي فيهن لانضيتموهن قبل أن تدركوا مثلهن : لا يرج عبد إلا ربه : ولا يخلف إلا ذنبه ، ولا يستحيي من لا يعلم أن يتعلم ، ولا يستحيي عالم إذا سئل عما لا يعلم أن يقول : الله أعلم ، واعلموا أن منزلة الصبر من الايمان كمنزلة الرأس من الجسد ، فإذا
ذهب الرأس ذهب الجسد ، وإذا ذهب الصبر ذهب الايمان.
(11) وكيع عن سفيان عن عمرو بن قيس عن عدي بن ثابت قال : أتي علي بطستخوان فالوذج فلم يأكل منه.
__________
(9 / 6) عاتبه في لباسه : لانه كان يلبس خشن الثياب.
(9 / 7) أترنچ هو الاترج وحكى أبو زيد ترنجة هي أترجة وهي لغة قليلة أو عامية والاترج هو المعروف في بلاد الشام بالكباد وفي الخليج العربي بالسندي ، وهو من فصيلة الحمضيات.
(9 / 11) طستخوان ، طست كبير يوضع وسط الخوان ويؤخذ منه الطعام إلى الصحاف التي توضع حول الخوان.
الفالوذج : حلوى تصنع من لباب الحنطة وتعرف اليوم باسمها الفارسي (بالوزة).
(*)(8/156)
(12) يحيى بن يمان عن سفيان عن عمرو بن كثير الحنفي عن علي قال : اكظموا الغيظ وأقلوا الضحك لا تمجه القلوب ، (13) علي بن مسهر عن الاجلح عن ابن أبي هذيل قال : رأيت على علي قميصا ، كمه إذا أرسله بلغ نصف ساعده ، وإذامده لم يجاوز ظفره.
(14) عيسى بن يونس عن أبي بكر بن أبي مريم عن ضمرة قال : قضى رسول الله (ص) على ابنته فاطمة بخدمة البيت ، وقضى على علي بما كان خارجا من البيت.
(15) أبو معاوية عن ليث عن مجاهد عن عبد الله بن سخبرة عن علي قال : ما أصبح بالكوفة أحد إلا ناعما ، وإن أدناهم منزلة من يأكل البر ويجلس في الظل ويشرب من ماء الفرات.
(16) أبو معاوية قال حدثنا أبو حيان عن مجمع عن إبراهيم التيمي عن يزيد بن شريك قال : خرج على ذات يوم بسيفه فقال : من يبتاع مني سيفي هذا ، فلو كان عندي ثمن إزار ما بعته.
(17) أبومغاوية عن الاعمش عن عثمان أبي اليقطان عن زاذان عن علي * (إلا أصحاب اليمين) * ، قال : هم أطفال المسلمين.
(18) أبو أسامة عن الحسن بن الحكم النخعي قال : حدثتني أمي عن أم عثمان أم ولد لعلي قال : جئت عليا وبين يديه قرنفل مكبوب في الرحبة فقلت : يا أمير المؤمنين ! هب لابنتي من هذا القرنفل قلادة ، فقال : هكذا ، ونقر بيديه ، أرني درهما جيدا ، فإنما هذا مال المسلمين وإلا فأصبري حتى يأتينا حظنا منه ، فنهب لابنتك منه قلادة.
(19) أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي قال : مثل الذي جمع الايمان والقرآن مثل الاترنجة الطيبة الريح الطيبة الطعم ، ومثل الذي لم يجمع الايمان ولم يجمع القرآن مثل الحنظلة خبيثة الريح وخبيثة الطعم.
__________
(9 / 15) ناعما : ناعم العيش.
(9 / 17) سورة المدثر الآية (39).
(9 / 18) مكبوب : مجموع قد جعل فوق بعضه البعض.
(*)(8/157)
(20) أبو أسامة قال حدثني عبد الله بن محمد بن عمر بن علي قال : حدثني أبي قال : قيل لعلي : ما شأنك يا أبا حسن ؟ جاورت المقبرة ؟ قال : إني أجدهم جيران صدق ، يكفون السيئة ويذكرون الآخرة.
(21) عيسى بن يونس عن الاوزاعي عن عطاء قال : إن كانت فاطمة التعجن وأن قصتها لتكاد تضرب الجفنة.
(10) كلام ابن مسعود رضي الله عنه (1) عبد الله بن إدريس عن يزيد بن أبي زياد عن أبي جحيفة قال : قال عبد الله : ذهب صفو الدنيا وبقي كدرها فالموت تحفة لكل مسلم.
(2) عبد الله بن إدريس عن يزيد عن أبي جحيفة عن عبد الله : الدنيا كالثغب ذهب صفوه وبقي كدره.
(3) محمد بن فضيل عن الاعمش عن عبد الله بن مرة عن ابن مسعود قال : يحسب المرء من العلم أن يخاف الله ، وبحسبه من الجهل أن يعجب بعمله.
(4) وكيع عن سفيان عن أبي قيس عن هذيل عن عبد الله قال : من أراد الآخرة أضر بالدنيا ومن أراد الدنيا أضر بالآخرة ، يا قوم فأضروا بالفاني للباقي.
(5) أبو معاوية عن مالك بن مغول عن أبي صفرة عن الضحاك بن مزاحم قال : قال عبد الله : لوددت أني طير في منكبي ريش.
(6) يحيى بن آدم عن زهير عن أبي إسحاق قال : قال عبد الله : ليتني شجرة تعضد.
(7) أبو معاوية عن الاعمش عن إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد قال : قال عبد الله : لوددت أن روثة انفلتت عني فنبست إليها فسميت عبد الله بن روثة ، وأن الله غفر لي ذنبا واحدا ، إلا أن أبا معاوية قال : لوددت أني علمت أن الله غفر لي - ثم ذكر مثله.
__________
(10 / 2) الثغب : أكثر ما بقي من الماء في بطن الوادي ، وهو بقية الماء العذب في الارض وهو بتسكين الغين ، فإذا حركت بالفتح صار ذوب الجمد أي الثلج الذائب ، (10 / 4) أي من طلب الآخرة ترك كثيرا من رغائب الدنيا ، ومن طلب الدنيا وقع في الكثير من الآثام وهو يطلبها ، وهذا يبعده عن ثواب الآخرة.
(10 / 6) تعضد : تقطع.
(10 / 7) أي يغفر الله له ذنبا واحدا مقابل ما يلقاه من أذى بسبب هذه التسمية.
(*)(8/158)
(8) وكيع عن إسماعيل عن أخيه عن أبي عبيدة قال : قال عبد الله : من استطاع منكم أن يجعل كنزه في السماء حيث لا يأكله السوس ولا يناله السرق فليفعل ، فإن قلب الرجل
مع كنزه.
(9) أبو أسامة عن مسعر عن عمر بن أيوب عن أبي بردة قال : سمع عبد الله بن مسعود صيحة فاضطجع مستقبل القبلة.
(10) حسين بن علي عن زائدة عن عبد الملك بن عمير قال : أخبرني آل عبد الله أن عبد الله أوصى ابنه عبد الرحمن فقال : أوصيك بتقوى الله وليسعك بيتك ، واملك عليك لسانك ، وابك على خطيئتك.
(11) محمد بن فضيل عن بيان عن قيس قال : قال عبد الله : لوددت أني أعلم أن الله غفر لي ذنبا من ذنوبي ، وأني لا أبالي أي ولد آدم ولدني.
(12) أبو معاوية عن الاعمش عن صالح بن خباب عن حصين بن عقبة قال : قال عبد الله : وإن الجنة حفت بالمكاره ، وإن النار حفت بالشهوات ، فمن اطلع بحجاب واقع ما وراءه.
(13) أبو الأحوص عن سماك عن عبد الرحمن بن عبد الله عن أبيه قال : مثل المحقرات من الاعمال مثل قوم نزلوا منزلا ليس به حطب ومعهم لحم ، فلم يزالوا يلقطون حتى جمعوا ما أنضجوا به لحمهم.
(14) أبو معاوية عن الاعمش عن إبراهيم عن علقمة قال : مرض عبد الله مرضا فجزع فيه فقلنا : ما رأيناك جزعت في مرضك هذا ؟ قال : إنه أخرى وأقرب بي من الغفلة.
(15) عبد الله بن إدريس عن ليث عن القاسم قال : قال عبد الله : لا تجعلوا بحمد الناس وبذمهم ، فإن الرجل يعجبك اليوم ويسوءك غدا ، ويسوءك اليوم ويعجبك غدا ، وإن العباد يغيرون والله يغفر الذنوب يوم القيامة ، والله أرحم بعباده يوم تأتيه من أم واحد فرشت له في الارض قي ثم قامت تلتمس فراشه بيدها ، فإن كانت لدغة كانت بها وإن كانت شوكة كانت بها.
__________
(10 / 8) السرق : السرقة والسراق ، (*)(8/159)
(16) أبو خالد الاحمر عن المسعودي عن القاسم قال : قال عبد الله : وددت أني من الدنيا فرد كالغادي الراكب الرائح.
(17) يزيد بن هارون عن المسعودي عن القاسم بن عبد الرحمن قال : قال عبد الله : كفى بخشية الله علما ، وكفى بالاغترار به جهلا.
(18) أبو معاوية عن الاعمش عن إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد قال : قال عبد الله : والذي لا إله غيره ! ما أصبح عند آل عبد الله شئ يرجون أن يعطيهم الله به خيرا أو يدفع عنهم به سوء إلا إن الله قد علم أن عبد الله لا يشرك به شيئا.
(19) أبو معاوية عن الاعمش عن شمر بن عطية بن مغيرة بن سعد بن الاخرم عن أبيه قال : قال عبد الله : والذي لا إله غيره ما يضر عبدا يصبح على الاسلام ويمسي عليه ماذا أصحابه من الدنيا.
(20) معتمر بن سليمان عن عباد بن عباد بن علقمة المازني عن أبي مجلز قال : قرص أصحاب ابن مسعود البرد ، قال : فجعل الرجل يستحيي أن يجئ في الثوب الدون أو الكساء الدون ، فأصبح أبو عبد الرحمن في عباية ثم أصبح فيها ، ثم أصبح في اليوم الثالث فيها.
(21) أبو خالد الاحمر عن داود عن الشعبي قال : قال عبد الله : إني لا أخاف عليكم في الخطأ ولكني أخاف عليكم في العمد ، إني لا أخاف عليكم أن تستقلوا أعمالكم ، ولكني أخاف عليكم أن تستكثروها.
(22) يزيد بن هارون قال أخبرنا هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير قال : قال عبد الله : دعوا الحكاكات فإنها الاثم.
(23) وكيع عن فطر عن أبي إسحاق عن أبي الاحوص قال : قال عبد الله : المؤمن يرى ذنبه كأنه صخرة يخاف أن تقع عليه ، والمنافق يرى ذنبه كذباب وقع على أنفه فطار
فذهب.
(24) ابن إدريس عن مالك بن مغول قال : كنا جلوسا مع القاسم بن عبد الرحمن ،
__________
(10 / 20) أي لم يكن سواها ولا يسعي لذلك.
(10 / 22) الحكاكات : حزائز القلوب والاحقاد الصغيرة.
(*)(8/160)
فقال رجل - وأشار إلى القاسم ، قال : قال عبد الله : وددت أني إذا مت لم أبعث ، فقال القاسم برأسه هكذا ، أي نعم.
(25) ابن إدريس عن إسماعيل عن زبيد قال : قال عبد الله : قولوا خيرا تعرفوا به ، واعلموا به تكونوا من أهله ، ولا تكونوا عجلا مذاييع بذرا.
(26) أبو معاوية عن السري بن يحيى عن الحسن قال : قال عبد الله : لو وقفت بين الجنة والنار فقيل لي : نخبرك من أيهما تكون أحب إليك أو تكون رمادا ، لاخترت أن أكون رمادا.
(27) وكيع عن محمد بن قيس عن معن قال : قال عبد الله : لا تفترقوا فتهلكوا.
(28) وكيع عن الاعمش عن أبي إسحاق عن أبي الاحوص عن عبد الله قال : وددت أني صولحت على تسع سيئات وحسنة.
(29) وكيع عن سفيان عن المسعودي عن أبي حازم عن أبي عون قال : قال عبد الله : المؤمن مألف ، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف.
(30) وكيع عن سفيان عن زبيد عن مرة قال : قال عبد الله : إن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب ، ولا يعطي الايمان إلا من يحب ، فإذا أحب الله عبدا أعطاه الايمان.
، (31) أبو أسامة عن أبي حنيفة سمعه من عون بن عبد الله عن ابن مسعود قال : يعرض الناس يوم القيامة على ثلاثة دواوين : ديوان فيه الحسنات ، وديوان فيه النعيم ، وديوان فيه السيئات ، فيقابل بديوان الحسنات ديوان النعيم ، فيستفرغ النعيم الحسنات ، وتبقي السيئات مشيئتها إلى الله تعالى ، إن شاء عذب ، وإن شاء غفر.
(32) ابن فضيل عن يزيد عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال : تعلموا تعلموا ، فإذا علمتم فاعملوا.
__________
(10 / 25) عجلا : متعجلين لان المتعجل لا ينتبه لما يأتي من خير أو شر.
- مذاييع : ثرثارون فمن كثر كلامه كثرت هفواته وسقطاته أو مذاييع بذرا تضيعون ما وجب كتمه من أسرار والبذر من لا يكتم السر.
(10 / 26) وهذا خوف أن يكون من أهل النار.
(10 / 28) لان الحسنة بعشر أمثالها.
ابن أبي شيبة - ج 8 - م 11 (*)(8/161)
(33) ابن فضيل عن ليث عن معن قال : قال عبد الله : لا يشبه الزي الزي حتى تشبه القلوب.
(34) يحيى بن يمان عن محمد بن عجلان عن أبي عيسى قال : قال عبد الله : إن من رأس التواضع أن ترضى بالدون من شرف المجلس ، وأن تبدأ بالسلام من لقيت.
(35) أبو معاوية عن الاعمش عن عمارة عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله قال : أنتم أكثر صياما وأكثر صلاة وأكثر اجتهادا من أصحاب رسول الله (ص) وهم كانوا خيرا منكم ، قالوا : لم يا أبا عبد الرحمن ؟ قال : كانوا أزهد في الدنيا وأرغب في الآخرة.
(36) عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن هارون بن عنترة عن عبد الرحمن بن الاسود عن أبيه قال : قال عبد الله بن مسعود : إنما هذه القلوب أوعية ، فاشغلوها بالقرآن ولا تشغلوها بغيره.
(37) عبد الله بن نمير قال حدثنا سفيان قال حدثنا عبد الله بن عائش قال حدثني أياس عن عبد الله أنه كان يقول في خطبته : إن أصدق الحديث كلام الله ، وأوثق العرى كلمة التقوى ، وخير الملل ملة إبراهيم ، وأحسن القصص هذا القرآن ، وأحسن السنن سنة
محمد (ص) وأشرف الحديث ذكر الله ، وخير الامور عزائمها ، وشر الامور محدثاتها ، وأحسن الهدى هدي الانبياء ، وأشرف الموت قتل الشهداء ، وأغر الضلالة بعد الهدى ، وخير العلم ما نفع ، وخير الهدى ما اتبع ، وشر العمى عمى القلب : واليد العليا خير من اليد السفلي ، وما قل وكفى خير مما كثر وألهى ، ونفس تنجيها حير من أمارة لا تحصيها ، وشر العذيلة عند حضرة الموت ، وشر الندامة ندامة يوم القيامة ، ومن الناس من لا يأتي الصلاة إلا دبرا ، ومن الناس من لا يذكر الله إلا هجرا ، وأعظم الخطايا اللسان الكذوب ، وخير الغني غني النفس ، وخير الزاد التقوى ، ورأس الحكمة مخافة الله ، وخير ما ألقي في القلب اليقين ، والريب من الكفر ، والنوح من عمل الجاهلية ، والغلول من جمر جهنم ، والكنز كي من النار ، والشعر مزامير إبليس ، والخمر جماع الاثم ، والنساء حبائل
__________
(10 / 33) الزي هنا : العمل أو الطريقة أو أسلوب الحياة.
(10 / 36) وكل إناء بالذي فيه ينضح ، فإن ملئت القلوب بخير نضحت خيرا وإن ملئت بشر ورغبات نضحت شرا وذنوبا.
(10 / 37) دبرا : أي بعد انقضاء وقتها.
وهجرا : لماما وعلى فترات متباعدة.
موضع أربعة أذرع : هو القبر.
(*)(8/162)
الشيطان ، والشباب شعبة من الجنون ، وشر المكاسب كسب الريا ، وشر المآكل أكل مال اليتيم ، والسعيد من وعظ بغيره ، والشقي من شقي في بطن أمه ، وإنما يكفي أحدكم ما قنعت به نفسه ، وإنما يصير إلى موضع أربع أذرع والامر بآخرة ، وأملك العمل به خواتمه ، وشر الروايا روايا الكذب ، وكل ما هو آت قريب ، وسباب المؤمن فسوق وقتاله كفر ، وأكل لحمه من معاصي الله ، وحرمة ماله كحرمة دمه ، ومن يتألى على الله يكذبه ، ومن يغفر يغفر الله له ، ومن يعف يعف الله عنه ، ومن يكظم الغيظ يأجره الله ، ومن يصبر على الرزايا يعقبه الله ، ومن يعرف البلاء يصبر عليه ، ومن لا يعرفه ينكره ، ومن يستكبر يضعه الله ، ومن يبتغي السمعة يسمع الله به ، ومن ينوي الدنيا تعجزه ، ومن يطع الشيطان
يعص الله ، ومن يعص الله يعذبه.
(38) عبد الله بن إدريس عن ليث عن زبيد بن الحارث عن مرة بن شرحبيل قال : قال عبد الله : * (اتقوا الله حق تقاته) * وحق تقاته أن يطاع قلا يعصى ، وأن يذكر فلا ينسى ، وأن يشكر فلا يكفر ، وإيتاه المال على حبه أن تؤتيه وأنت صحيح شحيح تأمل العيش وتخاف الفقر ، وفضل صلاة الليل على صلاة النهار كفضل صدقة السر على صدقة العلانية.
(39) حسين بن علي عن زائدة عن عاصم عن شقيق عن عبد الله قال : لا تنفع الصلاة إلا من أطاعها ، ثم قرأ عبد الله : * (إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر) * ، فقال عبد الله : ذكر الله العبد أكبر من ذكر العبد لربه.
(40) وكيع عن إسماعيل عن قيس قال : قال عبد الله : كفى بالمرء من الشقاء - أو من الخيبة - أن يبيت وقد بال الشيطان في أذنه فيصبح ولم يذكر الله.
(41) أبو أسامة عن مسعر قال سمعت عون بن عبد الله يقول : قرأ رجل عند عبد الله بن مسعود : * (هل أتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا) * ، فقال عبد الله : ألا ليت ذلك تم.
__________
(10 / 38) سورة آل عمران من الآية (102).
(10 / 39) سورة العنكبوت من الآية (45).
(10 / 41) سورة الانسان الآية (1).
(*)(8/163)
(42) الفضل بن دكين عن قرة عن الضحاك عن ابن مسعود قال : ما أصبح اليوم أحد من الناس إلا وهو ضعيف ، وماله عارية ، فالضيف مرتحل والعارية مؤداة.
(43) عبد الله بن إدريس عن أبيه عن المنهال بن عمرو عن قيس بن سكن عن عبد الله في قوله : * (يسعى نورهم بين أيديهم) * قال : يؤتون نورهم على قدر أعمالهم.
منهم من نوره مثل الجبل ، ومنهم من نوره مثل النخلة وأدناهم نزرا على إبهامه يطفأ مرة ويقد أخرى.
(44) يحيى بن سعيد عن سفيان عن عاصم عن أبي رزين عن عبد الله بن مسعود قال : موسع عليه في الدنيا موسع عليه في الآخرة ، مقتور عليه في الدنيا مقتور عليه في الآخرة ، موسع عليه في الدنيا مقتور عليه في الآخرة ، مستريح ومستراح منه.
(45) وكيع عن سفيان عن أبي إسحاق عن أبي الاحوص عن عبد الله في قوله : * (توبوا إلى الله نصوحا) * قال : التوبة النصوح أن يتوب ثم لا يعود.
(46) وكيع عن الاعمش عن إبراهيم قال : قال عبد الله : من أراد الدنيا أضر بالآخرة ، ومن أراد الآخرة أضر بالدنيا ، (47) أبو معاوية عن الاعمش عن المسيب بن رافع قال : قال عبد الله : إني لامقت الرجل أن أراه فاراغا ليس في شئ من عمل الدنيا ولا عمل الآخرة.
(48) أبو معاوية عن الاعمش عن خيثمة قال : قال عبد الله : من أحب أن ينصف الله من نفسه فليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه.
(49) أبو معاوية عن الاعمش عن خيثمة قال : قال عبد الله : والذي لا إله غيره ! ما أعطى عبد مؤمن من شئ أفضل من أن يحسن بالله ظنه ، والذي لا إله غيره ! لا يحسن عبد مؤمن بالله ظنه إلا أعطاه ذلك ، فإن كل الخير بيده.
(50) وكيع عن سفيان عن أبي إسحاق ، عن أبي الاحوص عن عبد الله قال : كاد الجعل أن يعذب في جحره بذنب آدم ، ثم قرأ : * (ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا) *.
__________
(10 / 42) العارية : الشئ المستعمار لابد من إعادته إلى مالكه الاصلي.
(10 / 43) سورة الحديد من الآية (12) ، (10 / 45) سورة التحريم من الآية (8).
(10 / 50) سورة فاطر من الآية (45).
(*)(8/164)
(51) وكيع عن سفيان عن أبي إسحاق عن أبي الاحوص قال : قال عبد الله : لا تغالبوا هذا الليل فإنكم لا تطيقونه ، فإذا نعس أحدكم فلينم على فراشه فإنه أسلم.
(52) عباد بن العوام عن سفيان بن حسين عن أبي الحكم عن أبي وائل عن ابن مسعود قال : ما أحد من الناس يوم القيامة إلا يتمني أنه كان يأكل في الدنيا قوتا ، وما يضر أحدكم على أي حال أمسى وأصبح من الدنيا أن لا تكون في النفس مزازة ، ولان يعض أحدكم على جمرة حتى تطفا خير من أن يقول لامر قضاه الله : ليت هذا لم يكن.
(53) أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة قال : قال عبد الله : إنه لمكتوب في التوراة : لقد أعد الله للذين تتجافي جنوبهم عن المضاجع ما لم ترعين ولم تسمع أذن ولم يخطر على قلب بشر وما لا يعلمه ملك ولا مرسل ، قال : ونحن نقرأها * (فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين) *.
(54) أبو معاوية عن الاعمش عن مسلم البطين عن عدسة الطائي قال : أتي عبد الله بطير صيد بشراف ، فقال عبد الله : لوددت أني بحيث صيد هذا الطير ، لا يكلمني بشر ولا أكلمه حتى ألقى الله.
(55) جرير بن عبد الحميد عن عبد العزيز بن رفيع عن خيثمة قال : قال عبد الله : انظروا الناس عند مضاجعهم ، فإذا رأيتم العبد يموت على خير ما ترونه فارجوا له الخير ، وإذا رأيتموه يموت على شر ما ترونه فخافوا عليه ، فإن العبد إذا كان شقيا وإن أعجب الناس بعض عمله قيض له شيطان فأرداه وأهلكه حتى يدركه الشقاء الذي كتب عليه ، وإذا كان سعيدا وإن كان الناس يكرهون بعض عمله قيض له ملك فأرشده وسدده حتى تدركه السعادة التي كتبت له.
(56) أبو معاوية عن الاعمش عن عمارة عن أبي الاحوص قال : قال عبد الله :
تعودوا الخير فإنما الخير في العادة.
__________
(10 / 52) قوتا : كفايته دون زيادة.
(10 / 53) سورة السجدة من الآية (17).
(*)(8/165)
(57) أبو معاوية عن الاعمش عن خيثمة عن الاسود قال : قال عبد الله : ما من نفس برة ولا فاجرة إلا وإن الموت خير لها من الحياة ، لئن كان برا لقد قال الله : * (وما عند الله خيرا للابرار) * ولئن كان فاجرا لقد قال الله : * (ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لانفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين) *.
(58) شبابة بن سوار قال حدثنا شعبة عن الاعمش عن عبد الله بن مرة عن أبي كنف أن رجلا رأى رؤيا فجعل يقصها على ابن مسعود وهو سمين ، فقال ابن مسعود : إني لاكره أن يكون القارئ سمينا ، قال الاعمش : فذكرت ذلك لابراهيم فقال : سمين نسي للقرآن.
(59) وكيع عن سفيان عن أبي إسحاق عن أبي الاحوص قال : قال عبد الله : مع كل فرحة طرحة.
(60) حفص بن غياث عن الاعمش عن أبي الضحي عن مسروق قال : أتى عبد الله بشراب فقال : أعطه علقمة ، قال : إني صائم ، ثم قال أعط الاسود ، فقال : إني صائم ، حتى مر بكلهم ، ثم أخذه فشربه ثم تلا هذه الآية * (يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والابصار) *.
(61) أبو معاوية عن الاعمش عن أبي وائل قال : قال عبد الله : ما شبهت ما غبر من الدنيا إلا بثغب شرب صفوة وبقي كدره ، ولا يزال أحدكم بخير ما اتقى الله ، وإذا حاك في صدره شئ أتى رجلا فشفاه منه ، وأيم الله لاوشك أن لا تجدوه.
(62) وكيع عن سفيان عن عاصم عن المسيب عن وائل بن ربيعة عن عبد الله قال :
ما حال أحب إلى الله يرى العبد عليها منه وهو ساجد.
(63) وكيع عن سفيان عن زبيد عن مرة عن عبد الله قال : إن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب ، ولا يعطي الايمان إلا من يحب ، فإذا أحب الله عبدا أعطاه الايمان ، فمن جين منكم عن الليل أن يكابده والعدو أن يجاهده وضن بالمال أن ينفقه فليكثر من سبحان الله والحمد الله ولا إله إلا الله والله أكبر.
__________
(10 / 57) * (وما عند الله خير) * سورة آل عمران من الآية (198).
* (ولا يحسبن الذين كفروا) * سورة آل عمران من الآية (178).
(10 / 58) أي لانه قد سمن لاهتمامه بأمر بطنه وتركه تدارس القرآن وحفظه.
(10 / 60) سورة النور من الآية (37).
(*)(8/166)
(64) عيسى بن يونس عن مسعر عن عون بن عبد الله بن عتبة قال : قال عبد الله : إن الجبل لينادي بالجبل : هل مر بك اليوم من ذاكر لله.
(11) كلام أبي الدرداء رضي الله عنه (1) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن عبد الله بن مرة قال : قال أبو الدرداء : اعبدوا الله كأنكم ترونه ، وعدوا أنفسكم من الموتى ، واعلموا أن قليلا يغنيكم خير من كثير يلهيكم ، واعلموا أن البر لا يبلي وأن إثم لا ينسى.
(2) حسين بن علي عن زائدة عن عبد الملك بن عمير عن رجاء بن حيوة قال : جمع أبو الدرداء أهل الدمشق فقال : اسمعوا من أخ لكم ناصح : أتجمعون ما لا تأكلون ، وتؤملون ما لا تدركون ، وتبنون ما لا تسكنون ، أين الذي كانوا من قبلكم ، فجمعوا كثيرا وأملوا بعيدا وبنوا شديدا ، فأصبح جمعهم بورا ، وأصبح أملهم غرورا ، وأصبحت ديارهم قبورا.
(3) عبد الله بن نمير عن سفيان عن حبيب قال : كان أبو الدرداء لا يمر على قرية
إلا قال : أين هلك ، ثم يقول : ذهبوا وبقيت الاعمال.
(4) عبد الله بن نمير عن مالك بن مغول عن عبد الملك بن عمير قال : قال أبو الدرادء : من أكثر من ذكر الموت قل حسده وقل فرحه.
(5) عبد الوهاب الثقفي عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي الدرداء قال : لا تفقه كل الفقه حتى تمقت الناس في جنب الله ، ثم ترجع إلى نفسك فتكون لها أشد مقتا.
(6) أبو أسامة عن خالد بن دينار عن معاوية بن قرة قال : قال أبو الدرداء : ليس الخير أن يكثر مالك وولدك ، ولكن الخير أن يعظم حلمك وأن يكثر علمك وأن تباري الناس في عبادة الله ، فإن أحسنت حمدت الله وإن أسأت استغفرت الله.
(7) أبو معاوية عن الاعمش عن عمرو بن مرة عن سالم بن أبي الجعد عن أم الدرداء قال : قيل لها : ما كان أفضل عمل أبي الدرداء ؟ قالت : التفكر.
__________
(11 / 2) ما لا تأكلون : ما يفوق حاجتكم.
(11 / 5) لان النفس أمارة بالسوء.
(11 / 7) التفكر : التفكير في أمر الآخرة وبالتالي العمل لهما.
(*)(8/167)
(8) زيد بن حباب عن معاوية بن صالح عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن أبي الدرداء قال : إن الذين لا تزال ألسنتهم رطبة من ذكر الله يدخلون الجنة وهم يضحكون.
(9) يزيد بن هارون عن يحيى بن سعيد عن أبي بكر بن محمد أن أبا عون أخبره أن أبا الدرداء كان يقول : ما بت من ليلة فأصبحت لم ير مني الناس فيها بداهية إلا رأيت أن علي من الله فيه نعمة.
(10) ابن مهدي عن سفيان عن زياد بن فياض عن أبي حازم قال : قالت أم الدرداء : يجئ الشيخ فيصلي ، ويجئ الشاب فلا يصلي ، فقال أبو الدرداء : كل في ثواب
قد أعد له.
(11) أبو أسامة عن عبد الحميد بن جعفر قال حدثني صالح بن أبي عريب عن كثير ابن مرة الحضرمي قال : سمعت أبا الدرداء يقول : ألا أخبركم بخير أعمالكم وأحبها إلى مليككم ، وأنماها في درجاتكم ، خير من أن تغزوا عدوكم فيضربوا رقابكم وتضربوا رقابهم ، خير من إعطاء الدنانير والدراهم ، قالوا : وما هو يا أبا الدرداء ؟ قال : ذكر الله أكبر.
(12) جرير بن عبد الحميد عن منصور عن أبي وائل عن أبي الدرداء قال : إني لآمركم بالامر وما أفعله ولكني أرجوا فيه الاجر ، وإن أبغض الناس إلى أن أظلمه الذي لا يستعين علي إلا بالله.
(13) عفان قال حدثنا وهيب قال حدثنا موسى بن عقبة قال حدثني بلال بن سعد الكندي عن أبيه عن أبي الدرداء أنه كان إذا ذكر الدنيا قال : إنها ملعونة ملعون ما فيها.
(14) وكيع عن أبي هلال عن معاوية بن قرة قال : مرض أبو الدرداء فعادوا فقالوا : أي شئ تشتكي ؟ قال : ذنوبي ، قيل ، أي شئ تشتهي ؟ قال : الجنة ، قيل : ندعوا لك الطيب ؟ قال : وهو أضجعني.
(15) محمد بن بشر قال حدثنا شيخ منا يقال له الحكم بن الفضيل عن زيد بن أسلم قال : قال أبو الدرداء : التمسوا الخير دهركم كله ، وتعرضوا لنفحات رحمة الله ، فإن لله
__________
(11 / 12) أي ظلم الضعيف الذي لا يقدر على رد الظلم عن نفسه.
(11 / 14) أي أن الله الذي كتب على المرض وحده الشافي.
(*)(8/168)
نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده ، واسألوا الله أن يستر عوراتكم ويؤمن روعاتكم.
(16) وكيع عن سفيان عن ثور عن سليم بن عامر عن أبي الدرداء قال : نعم صومعة الرجل بيته ، يحفظ فيها لسانه وبصره ، وإياك والسوق فإنها تلغي وتلهي.
(17) محمد بن بشر قال حدثنا مسعر عن عون بن عبد الله عن أبي الدرداء قال : من يتفقد يفقد ، ومن لا يعد الصبر لفواجع الامور يعجز ، قال : وقال أبو الدرداء ، إن قارضت الناس قارضوك ، وإن تركتهم لم يتركوك ، قال : فما تأمرني ؟ قال : اقرض من عرضك ليوم فقرك.
(18) أبو أسامة عن الاعمش عن عمرو بن مرة عن أبي البختري قال : بينا أبو الدرداء يوقد تحت قدر له وسلمان عنده إذ سمع أبو الدرداء في القدر صوتا ، ثم ارتفع الصوت بتسبيح كهيئة صوت الصبي ، قال : ثم ندرت القدر فانكفأت ، ثم رجعت إلى مكانها لم ينصب منها شئ ، فجعل أبو الدرداء ينادي : يا سلمان ! انظر إلى العجب ، انظر إلى ما لم تنظر إلى مثله أنت ولا أبوك ، فقال سلمان : أما إنك لو سكت لسمعت من آيات الله الكبرى.
(19) أبو أسامة عن سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال قال : قال أبو الدرداء : إن أخوف ما أخاف إذا وقعت على الحساب أن يقال لي : قد علمت فما عملت فيما علمت ؟ (20) معاوية بن هشام قال حدثنا سفيان عن الاعمش عن عمرو بن مرة أو غيره عن سالم بن أبي الجعد قال : مر ثوران على أبي الدرداء وهما يعملان ، فقام أحدهما فقام الآخر ، فقال أبو الدرداء ، إن في هذا لمعتبرا.
(21) محمد بن فضيل عن الاعمش عن غيلان بن بشير عن يعلى بن الوليد قال : كنت أمشي مع أبي الدرداء ، قال : قلت : يا أبا الدرداء ! ما تحب لمن تحب ؟ قال : الموت ، قال : قلت له : فإن لم يمت ؟ قال : يقل ماله وولده.
(22) محمد بن فضيل عن محمد بن سعد الانصاري قال حدثني عبد الله بن يزيد بن ربيعة الدمشقي قال : قال أبو الدرداء : أدلجت ذات ليلة إلى المسجد ، فلما دخلت مررت
على رجل وهو ساجد وهو يقول : اللهم ! إني خائف مستجير فأجرني من عذابك ، وسائل
__________
(11 / 21) أي يقل بالطال تعلقه بالدنيا وما فيها.
(*)(8/169)
فقير فارزقني من فضلك ، لا برئ من ذنب فأعتذر ، ولا ذو قوة فأنتصر ، ولكن مذنب مستغفر ، قال : فأصبح أبو الدرداء يعلمهن أصحابه إعجابا بهن.
(23) يحيى بن أبي بكير قال حدثنا شعبة قال أخبرنا يزيد بن خمير الشامي قال أخبرني سليمان بن مرثد قال : سمعت ابنة أبي الدرداء عن أبي الدرداء قال : لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا ولخرجتم تبكون لا تدرون تنجون أو لا تنجون.
(24) وكيع عن مسعر عن إبراهيم السكسكي قال : حدثنا أصحابنا عن أبي الدرداء قال : إن شئتم لاقسمن لكم : إن أحب العباد إلى الله الذين يحبون الله ويحببون الله إلى عباده والذين يراعون الشمس والقمر والنجوم والاظلة لذكر الله.
(25) غندر عن شعبة عن عمرو بن مرة عن ابن أبي ليلى قال : كتب أبو الدرداء إلى مسلمة بن مخلد وهو أمير بمصر : أما بعد فإن العبد إذا عمل بطاعة الله أحبه الله ، وإذا أحبه الله حببه إلى خلقه ، وإذا أبغضه بغضه إلى خلقه.
(26) محمد بن فضيل عن حصين عن سالم بن أبي الجعد عن أبي الدرداء أنه قال : مالي أرى علماءكم يذهبون ، وأرى جهالكم لا يتعلمون ، اعلموا قبل أن يرفع العلم فإن رفع العلم ذهاب العلماء ، مالي أراكم تحرصون على ما تكفل لكم به ، وتضيعون ما وكلتم به ، لانا أعلم بشراركم من البيطار بالخيل ، هم الذين لا يأتون الصلاة إلا دبرا ، ولا يسمعون القرآن إلا هجرا ، ولا يعتق محررهم.
(27) جرير عن منصور عن سالم قال : صعد رجل إلى أبي الدرداء وهو جالس فوق بيت يلتقط حبا ، قال : فكان الرجل استحيا منه فرجع ، فقال أبو الدرداء : تعال فإن من فقهك رفقك بمعيشتك.
__________
(11 / 24) أي الذين يتخذون من أوقات الظهور هذه الاشياء مواقيت لذكر الله.
(11 / 26) ما تكفل لكم به : وهو الرزق.
ما وكلتم به : هو العبادة.
يعتق محررهم : لانه كان عبدا فتحرر فيجب أن يعرف قيمة الحرية ، فإذا امتلك مالا وجب أن يسعى إلى عتق غيره.
(*)(8/170)
(28) علي بن إسحاق عن ابن مبارك عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال أخبرني إسماعيل بن عبيد الله قال : حدثتني أم الدرداء أنه أغمي على أبي الدرداء فأفاق ، فإذا بلال ابنه عنده ، فقال : قم فاخرج عني ، ثم قال : من يعمل لمثل مضجعي هذا ؟ من يعمل لمثل ساعتي هذه ؟ * (ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون) * قالت ، ثم يغمى عليه فيلبث لبثا ثم يفيق فيقول مثل ذلك ، فلم يزل يرددها حتى قبض.
(29) غندر عن شعبة عن يعلى بن عطاء قال حدثني تميم بن غيلان بن سلمة قال : جاء رجل إلى أبي الدرداء وهو مريض فقال : يا أبا الدرداء ! إنك قد أصبحت على جناح فراق الدنيا ، فمرني بأمر ينفعني الله به ، وأذكرك به ، فقال : إنك من أمة معافاة ، فأقم الصلاة وأد الزكاة إن كان لك مال ، وصم رمضان واجتنب الفواحش ، ثم أبشر ، فأعاد الرجل على أبي الدرداء فقال له أبو الدرداء مثل ذلك ، فنفض الرجل رداءه ثم قال : * (إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس) * إلى قوله : * (ويلعنهم اللاعنون) * فقال أبو الدرداء : علي بالرجل ، فجاء فقال أبو الدرداء : ما قلت ؟ قال : كنت رجلا معلما ، عندك من العلم ما ليس عندي ، فأردت أن تحدثني بما ينفعني الله به ، فلم ترد علي إلا قولا واحدا ، فقال له أبو الدرداء : اجلس ثم اعقل ما أقول لك : أين أنت من يوم ليس لك من الارض إلا عرض ذراعين في طول أربع أذرع ، أقبل بك أهلك الذين كانوا لا يحبون فراقك وجلساؤك وإخوانك فأتقنوا عليك البنيان وأكثروا
عليك التراب وتركوك لمثلك ذلك ، وجاءك ملكان أسودان أزرقان جعدان ، أسماهما منكر ونكير ، فأجلساك ثم سألاك : ما أنت وعلى ماذا كنت ؟ وما تقول في هذا الرجل ؟ فإن قلت : والله ما أدري ، سمعت الناس قالوا قولا فقلت قول الناس ، فقد والله رديت وهويت ، وإن قلت محمد رسول الله ، أنزل الله عليه كتابه فآمنت به وبما جاء به فقد والله نجوت وهديت ، ولن تستطيع ذلك إلا بتثبيت من الله مع ما ترى من الشدة والتخويف ، ثم أين أنت من يوم ليس لك من الارض إلا موضع قدميك ، ويوم كان مقداره خمسين ألف سنة ، الناس فيه قيام لرب العالمين ، ولا ظل إلا ظل عرش رب العالمين ، وأدنيت الشمس ، فإن كنت من أهل الظل فقد والله نجوت وهديت ، وإن كنت من أهل الشمس (11 / 28) سورة الانعام من الآية (110).
(11 / 29) سورة البقرة من الآية (159).
(*)(8/171)
فقد والله رديت وهويت ، ثم أين أنت من يوم جئ بجهنم قد سدت ما بين الخافقين وقيل : لن تدخل الجنة حتى تخوض النار ، فإن كان معك نور استقام بك الصراط فقد والله نجوت وهديت ، وإن لم يكن معك نور تشبثت بك بعض خطاطيف جهنم أو كلاليبها أو شبابيثها فقد والله رديت وهويت ، فو رب أبي الدرداء إن ما أقول حق فاعقل ما أقول.
(30) أبو معاوية عن الاعمش عن خيثمة قال : قال أبو الدرداء : كنت تاجرا قبل أن يبعث محمد (ص) ، فلما بعث محمد زوالت التجارة والعبادة فلم تجتمعا ، فأخذت العبادة وتركت التجارة.
(12) ما جاء في لزوم المساجد (1) حدثنا يعلى بن عبيد قال حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن رجل عن محمد بن واسع قال : قال أبو الدرداء لابنه : يا بني ! ليكن المسجد بيتك ، فإني سمعت رسول الله (ص) يقول : (المساجد بيوت المتقين ، فمن يكن المسجد بيته يضمن له الروح
والرحمة والجواز على الصراط إلى الجنة).
(2) يزيد بن هارون قال أخبرنا محمد بن مطرف أبو غسان عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة عن النبي (ص) قال : من غدا إلى المسجد أو راح إلى المسجد أعد الله له في الجنة نزلا كلما غدا أو راح).
(3) يزيد بن هارون قال أخبرنا عيينة بن عبد الرحمن عن أيوب بن موسى عن أبي حازم عن السعيد بن المسيب قال : إن للمساجد من عباد الله أوتادا ، جلساؤهم الملائكة ، فإن فقدوهم سألوا عنهم ، فإن كانوا مرضى عادوهم ، وإن كانوا في حاجة أعانوهم.
(4) معاوية بن هشام قال حدثنا سفيان عن الاعمش عن عبد الرحمن بن معقل قال : كنا نتحدث أن المسجد حصن حصين من الشيطان.
(5) أبو خالد الاحمر عن محمد بن إسحاق قال حدثني عمي موسى بن يسار أن سلمان كتب إلى أبي الدرداء : إن في ظل العرش رجلا قلبه معلق في المساجد من حبها.
(6) أبو أسامة عن مسعر عن الوليد بن العيزار عن عمرو بن ميمون عن عمر قال : المساجد بيوت الله في الارض ، وحق على المزور أن يكرم زائره.
__________
(12 / 5) قلبه في المساجد : أي لا يكاد يغادرها يشتاق إليها فيعود.
(*)(8/172)
(7) شبابة بن سوار قال حدثنا جرير بن عبد الرحمن بن أبي عوف عن عبد الرحمن ابن مسعود الفزاري عن أبي الدرداء قال : ما من رجل يغدوا إلى المسجد لخير يتعلمه أو يعلمه إلا كتب له أجر مجاهد ، لا ينقلب إلا [ مغانما ].
(8) جعفر بن غياث عن عاصم عن أبي عثمان عن سلمان قال : من توضأ فأحسن الوضوء ثم أتى المسجد ليصلي فيه كان زائر الله ، وحق على المزور أن يكرم زائره.
(9) ابن نمير عن عبيد الله بن عمر عن سعيد بن أبي سعيد عن عمر بن أبي بكر عن أبيه عن كعب الاحبار قال : أجد في كتاب الله : ما من عبد مؤمن يغدوا إلى المسجد
ويروح ، لا يغدوا ولا يروح إلا ليتعلم خيرا أو يعلمه أو يذكر الله أو يذكر به إلا مثله في كتاب الله كمثل المجاهد في سبيل الله والله تعالى أعلم.
(13) كلام أبي عبيدة بن الجراح (1) حدثنا أبو خالد الاحمر عن هشام عن أبيه قال : دخل عمر بن الخطاب على أبي عبيدة بن الجراح فإذا هو مضطجع على طنفسة رحله متوسد الحقيبة ، قال : فقال له عمر : ألا تحدث أحدث أصحابك ، فقال : يا أمير المؤمنين ! هذا يبلغني المقيل.
(2) أبو أسامة قال حدثنا سليمان بن المغيرة قال حدثنا ثابت البناني قال : كان أبو عبيدة بن الجراح أميرا على الشام فخطب الناس فقال : يا أيها الناس ! إني امرؤا من قريش ، وإني والله ما أعلم أحمر ولا أسود يفضلني بتقوى الله إلا وددت أني في مسلاخه.
(3) يزيد بن هارون قال حدثنا جرير بن عثمان عن نمران بن محمد الرجي قال : كان أبو عبيدة بن الجراح يسير في الجيش وهو يقول : ألا رب مبيض لثيابه مدنس لدينه ، ألا رب مكرم لنفسه وهو لها مهين ، ألا بادروا السيئات القديمات بالحسنات الحديثات ، فإن أحدكم لو أساء ما بين السماء والارض ثم عمل حسنة لغلبت سيئاته حتى تقهرهن.
(4) عفان قال حدثنا حماد بن سلمة قال حدثنا ثابت عن أنس قال : قدمت على أبي عبيدة بن الجراح فأنزلني في ناحية بيته ، وامرأته في ناحية وبيننا ستر ، فكان يحلب الناقة
__________
(12 / 7) [ مغانما ] كذا في الاصل ، والارجح غانما.
ينقلب : يعود إلى أهله وداره.
(13 / 2) مسلاخه : جلده.
(*)(8/173)
فيجئ بالاناء فيضعه في يدي ، فقال له رجل من الطلقاء : أتنزل هذا ناحية بيتك مع امرأتك ، فقال أراقب به عير من لو لقيته سليبا لا ستأنى على كل مركب.
(5) وكيع عن سفيان عن ثور عن خالد بن معدان عن أبي عبيدة بن الجراح قال :
مثل قلب المؤمن مثل العصفور يتقلب كذا مرة وكذا مرة.
(14) كلام أبي واقد الليثي (1) عبدة بن سليمان عن محمد بن عمرو عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب قال : قال أبو واقد الليثي : تابعنا الاعمال أيها أفضل ، فلم نجد شيئا أعون على طلب الآخرة من الزهد في الدنيا.
(15) كلام ابن زبير بن العوام (1) يزيد بن هارون ووكيع عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس قال : قال الزبير بن العوام : من استطاع منكم أن يكون له خبا من عمل صالح فليفعل.
(2) أسود بن عامر عن حماد بن سلمة عن هشام عن أبيه أن الزبير بعث إلى مصر فقيل له : إن بها الطاعون ، فقال : إنما جئناها للطعن والطاعون.
(16) كلام ابن عمر (1) عباد بن العوام عن حصين عن سالم بن أبي الجعد عن جابر قال : ما منا أحد أدرك الدنيا إلا مال بها ومالت به غير عبد الله بن عمر.
(2) أبو معاوية عن الاعمش عن مجاهد عن ابن عمر قال : لا يصيب أحد من الدنيا إلا نقص من درجاته عند الله وإن كانت عليه كريما.
(3) يحيى بن يمان عن سفيان عن ليث عن رجل عن ابن عمر قال : لا يكون رجل من أهل العلم حتى لا يحسد من فوقه ولا يحقر من دونه لا يبغتي بعلمه ثمنا.
__________
(13 / 4) الطلقاء : أهل مكة الذين أسلموا بعد الفتح.
(15 / 1) خبا من عمل صالح : عمل صالح يخبئه لآخرته.
(15 / 2) بها الطاعون : أي يتفشى فيها الطاعون عادة.
(16 / 1) أي لم تشغله دنياه عن أمر آخرته.
(*)(8/174)
(4) وكيع عن سفيان عن منصور عن سالم بن أبي الجعد عن ابن عمر قال : لا يبلغ عبد حقيقة الايمان حتى يعد الناس حمقى في دينه.
(5) عبد الله بن نمير عن عبد الملك بن أبي سليمان عن سعيد بن جبير قال : دخلت على ابن عمر فإذا هو مفترش ذراعيه ، متوسد وسادة حشوها ليف.
(6) أبو خالد الاحمر عن عمرو بن قيس عن عطية عن ابن عمر قال : يستقبل المؤمن عند خروجه من قبره أحسن صورة رآها قط ، فيقول لها : من أنت ؟ فتقول له : أنا التي كنت معك في الدنيا ، لا أفارقك حتى أدخلك الجنة.
(7) عبد الله بن نمير عن عاصم عمن حدثه قال : كان ابن عمر إذا رآه أحد ظن أن به شيئا من تتبعة آثار النبي (ص).
(8) ابن عيينة عن عمرو أن ابن عمر قال : ما وضعت لبنة ولاغرست نخلة منذ قبض رسول الله (ص).
(9) ابن عيينة عن أيوب عن نافع عن ابن عمر كان يكره أن يصلي إلى أميال صنعها مروان من حجارة.
(10) جرير عن داود بن السليك عن أبي سهل قال : سمعت ابن عمر قال في هذه الآية * (كل نفس بما كسبت رهينة إلا أصحاب اليمين) * قال : أطفال المسلمين.
(11) هشيم قال حدثنا يعلى بن عطاء عن الوليد بن عبد الرحمن عن ابن عمر أنه قال لحمران : لا تلقين الله بذمة لا وفاء بها ، فإنه ليس يوم القيامة دينار ولا درهم ، إنما يجازي الناس بأعمالهم.
(12) ابن علية عن أيوب عن محمد قال : نبئت عن ابن عمر أنه كان يقول : إني ألفيت أصحابي على أمر وإني إن خالفتهم خشيت أن لا ألحق بهم.
__________
(16 / 5) وهذا زهد منه برفاهية الدنيا.
(16 / 6) من جعل دنياه طريقا لآخرته بعث على نيته ومن جعل همه الدنيا بعث على نيته فكان على أسوأ
صورة رآها.
(16 / 8) أي لم يهتم ببناء ولا زرع.
(16 / 9) أميال : ج.
ميل وهو العلامة توضع في الارض وفي الاماكن المرتفعة منها لتدل المسافر على الطريق وهنا هي علامات تبني في الارض لتدل الناس على اتجاه القبلة.
(16 / 10) سورة المدثر الآيتان (38 - 39).
(*)(8/175)
(13) ابن إدريس عن أبيه عن عطية عن ابن عمر * (أو خلقا مما يكبر في صدوركم) * قال : الموت : لو كنتم الموت لاحييتكم.
(14) ابن إدريس عن أبيه عن عطية عن ابن عمر قال : * (فلا اقتحم العقبة) * قال : جبل زلال في جهنم.
(15) ابن فضيل عن البراء بن سليم عن نافع عن ابن عمر قال : ما تلا هذه الآية قط إلا بكى * (وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله) *.
(16) عفان بن مسلم قال حدثنا خالد بن أبي عثمان قال حدثنا سليط بن عبد الله قال : قال ابن عمر : راءوا بالخير ولا تراءوا بالشر.
(17) يحيى بن يمان عن سفيان عن جبلة بن سحيم عن ابن عمر * (وبالاسحار هم يستغفرون) * قال : يصلون.
(18) وكيع قال حدثنا هشام بن سعد عن نافع قال : كان ابن عمر يعمل في خاصة نفسه بالشئ لا يعمل به في الناس.
(19) يزيد بن هارون عن ابن عون عن محمد قال : كان ابن عمر كلما استيقظ من الليل صلى.
(20) يزيد بن هارون قال أخبرنا عمرو بن ميمون عن أبيه قال : قيل لابن عمر : توفي زيد بن الحارثة وترك مائة ألف ، قال : لكن لا تتركه.
(21) أبو أسامة عن عثمان بن واقد عن نافع قال : كان عبد الله بن عمر إذا قرأ هذه الآية * (ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله) * بكى حتى يغلبه البكاء.
__________
(16 / 13) سورة الاسراء من الآية (51).
(16 / 14) سورة البلد الآية (11).
(16 / 15) سورة البقرة من الآية (284).
(16 / 16) المراءاة هنا التظاهر وإبداء الشئ لان من أبدي الخير استحيا ألا يأتيه ومن أبدى الشر ربما أمضاه كبرا وعنتا.
(16 / 17) سورة الذاريات من الآية (18).
(16 / 20) أي أن المرء يحاسب على ما ملك من الدنيا فيما جناه وفيما أمضاه.
(16 / 21) سورة الحديد الآية (16).
(*)(8/176)
(22) وكيع عن أبي مودود عن نافع عن ابن عمر أنه كان في طريق مكة يقول برأس راحلته يثنيها ويقول : لعل خفا يقع على خف - يعني خف راحلة النبي (ص).
(23) أبو الأحوص عن آدم بن علي قال : سمعت ابن عمر يقول : خالفوا سنن المشركين.
(24) حسين بن علي عن فضيل بن مرزوق عن عطية عن ابن عمر * (فو ربك لنسألنهم أجمعين) * قال : عن لا إله إلا الله.
(25) أبو أسامة عن إدريس عن عطية عن ابن عمر * (وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الارض) * قال : حين لا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن المنكر.
(26) أبو أسامة عن ابن عون عن نافع أن ابن عمر كان إذا قرأ القرآن كره أن يتكلم أو لم يتكلم حتى يفرغ مما يريد ، أو لم يتكلم حتى يفرغ إلا يوما كنت قد أخذت عليه المصحف وهو يقرأ فأتى على الآية فقال : أتدري فيما أنزلت.
(27) حفص بن غياث عن عمرو بن ميمون عن أبيه قال دخل ابن عمر في أناس من أصحابه على عبد الله بن عامر بن كريز وهو مريض يزورونه ، فقالوا له : أبشر فإنك قد حفرت الحياض بعرفات يشرع فيها حاج بيت الله ، وحفرت الآبار بالفلوات ، قال : وذكروا خصالا من خصال الخير ، قال : فقالوا : إنا لنرجو لك خيرا إن شاء الله ، وابن عمر جالس لا يتكلم ، فلما أبطأ عليه الكلام قال : يا أبا عبد الرحمن ! ما تقول ؟ فقال : إذا طابت المكسبة زكت النفقة ، وسترد فتعلم.
(28) حسين بن علي عن ابن أبجر عن ثوير قال : مر ابن عمر في خربة ومعه رجل فقال : اهتف ، فهتف فلم يجبه ابن عمر ، ثم قال له : اهتف ، فأجابه ابن عمر ، : ذهبوا وبقيت أعمالهم.
__________
(16 / 23) خالفوا ما يأتوه من عمل.
(16 / 24) سورة الحجر من الآية (93).
(16 / 25) سورة النمل من الآية (82).
(16 / 27) الحياض : أماكن جمع الماء وحفظه وهي حفر عميقة في الارض.
سترد فتعلم ، سترد على الصراط والحساب فتعلم ما قدمت من عمل.
ابن أبي شيبة - ج 8 - م 12 (*)(8/177)
(17) كلام سلمان (1) معتمر بن سليمان عن التيمي عن أبي عثمان عن سلمان قال : لما خلق الله آدم قال : واحدة لي وواحدة لك ، وواحدة بيني وبينك ، فأما التي لي فتعبدني لا تشرك بي شيئا ، وأما التي لك فما عملت من شئ جريتك به ، وأما التي بيني وبينك فمنك المسألة وعلي الاجابة.
(2) يزيد بن هارون عن التيمي عن أبي عثمان عن سلمان قال : كانت امرأة فرعون تعذب بالشمس ، فإذا انصرفوا عنها أظلتها الملائكة بأجنحتها ، فكانت ترى بينها من
الجنة.
(3) عبد الله بن نمير عن يحيى بن سعيد بن المسيب أن سلمان وعبد الله بن سلام التقيا ، فقال أحدهما لصاحبه : إن لقيت ربك فأخبرني ماذا لقيت منه ؟ وإن لقيته قبلك فأخبرتك ، فتوفي أحدهما فلقيه صاحبه في المنام فقال : توكل وأبشر ، فإني لم أر مثل التوكل قط - قالها ثلاث مرات.
(4) وكيع عن سفيان عن عمرو بن مرة عن سالم بن أبي الجعد عن زيد بن صوحان عن سلمان أنه ركع ركعتين قبل الفجر ، قال : فقلت له ، فقال : احفظ نفسك يقظان يحفظك نائما.
(5) وكيع عن الاعمش عن شمر عن بعض أشياخه عن سلمان قال : أكثر الناس ذنوبا يوم القيامة أكثرهم كلاما في معصية الله.
(6) وكيع عن هشام بن الغاز عن عبادة بن نسي قال : كان لسلمان خباء من عباء.
(7) يحيى بن سعيد عن حبيب بن شهيد عن ابن بريدة أن سلمان كان يصنع الطعام من كسبه فيدعو المجذومين فيأكل معهم.
__________
(17 / 6) أي لم يكن يتخذ خباء كالاخبية المعروف كبيرا واسعا ، إنما ينصب العباء كالخباء وينام داخله خلال سفره.
(17 / 7) والجذام من أخطر الامراض يتهري فيه اللحم ويسقط عن الاطرف ومواضع أخرى وكان المجذوم يفرد عن الناس فلا يخالطهم خوف العدوي.
(*)(8/178)
(8) غندر عن شعبة عن سماك عن النعمان بن حميد قال : دخلت مع خالي عباد على سلمان ، فلما رآه صافحه سلمان ، وإذا هو مقصص ، وإذا هو يسف الخوص ، فقال : إنه اشترى لي بدرهم فأسفه وأبيعة بثلاثة ، فأتصدق بدرهم وأجعل درهما فيه ، وأنفق درهما ، ولو أن عمر نهاني ما انتهيت.
(9) أبو معاوية عن الاعمش عن أبي ظبيان عن جرير قال : نزلنا الصفاح فإذا نحن برجل نائم في ظل شجرة قد كادت الشمس تبلغه ، قال : فقلت للغلام : انطلق بهذا النطع
فأظله ، فلما استيقظ إذا هو سلمان ، قال : فأتيته أسلم عليه قال : فقال : يا جرير ! تواضع لله ، فإن من تواضع لله رفعه الله يوم القيامة ، يا جرير ! هل تدري ما الظلمات يوم القيامة ؟ قال : قلت : لا أدري ، قال : (ظلم الناس بينهم في الدنيا) ثم أخذ عودا لا أكاد أراه بين إصبعيه فقال : يا جرير ! لو طلبت في الجنة مثل هذا العود لم تجده ، قال : قلت : يا أبا عبد الله ؟ أين النخل والشجر ؟ فقال : اصوله اللؤلؤ والذهب وأعلاه الثمر.
(10) محمد بن فضيل عن عاصم عن أبي عثمان عن سلمان قال : إذا كان العبد يذكر الله في السراء ويحمده في الرخاء فأصابه ضر فدعا الله قالت الملائكة : صوت معروف من أمرئ ضعيف فيشفعون له ، وإن كان العبد لا يذكر الله في السراء ولا يحمده في الرخاء فأصابه ضر فدعا الله قالت الملائكة ، صوت منكر فلم يشفعوا له.
(11) أبو الأحوص وأبو معاوية عن الاعمش عن صالح بن خباب عن حصين بن عقبة قال : قال سلمان : علم لا يقال به ككنز لا ينفق منه.
(12) أبو خالد الاحمر عن محمد بن إسحاق قال : حدثني عمي موسى بن يسار أن سلمان كتب إلى أبي الدرداء أن في ظل العرش إماما مقسطا ، وذا مال تصدق أخفى يمينه عن شماله ، ورجلا دعته امرأة ذات حسب ومنصب إلى نفسها فقال : أخاف الله رب العالمين ، ورجلا نشأ فكانت صحبته وشبابه وقوته فيما يحب الله ويرضاه من العمل ، ورجلا كان قلبه معلقا في المساجد من حبها ، ورجلا ذكر الله ففاضت عيناه من الدمع من خشية
__________
(17 / 8) مقصص : مقص : أي مهزول نحيل ، وقص الشئ قصا برو وثبت وقص : قطع بالمقص أطراف الثوب وكل هذه المعاني محتملة.
يسف الخوص : ينسجه بأصابعه بعد أن يقطعه إلى عيدان دقيقة.
اجعل درهما فيه : أي اشتري من جديد بدرهم خوصا لاعمل فيه.
(17 / 12) - هذه أحاديث مجتمعة معا والاصل فيها الرفع لان مثلها لا يقال عن رأي.
(*)(8/179)
الله ، ورجلين التقيا فقال أحدهما لصاحبه ، إني لاحبك في الله ، وكتب إليه : إنما العلم كالينابيع فينفع به الله شاء ، ومثل حكمة لا يتكلم بها كجسد لا روح له ، ومثل علم لا يعمل به كمثل كنز لا ينفق منه ، ومثل العالم كمثل رجل أضاء له مصباح في طريق فجعل الناس يستضيئون به ، وكل يدعوا له بالخير.
(13) عبد الله بن نمير قال حدثنا عبد الحميد بن جعفر عن أبيه أن سلمان كان يقول : إن من الناس حامل داء وحامل شفاء ، ومفتاح خير ومفتاح شر.
(14) وكيع قال حدثنا الاعمش عن شمر عن شهر بن حوشب قال : جاء سلمان إلى أبي الدرداء فلم يجده ، فسلم على أم الدرداء وقال : أين أخي ؟ قالت : في المسجد ، وعليه عباءة له قطوانية ، فألقت إليه خلق وسادة ، فأبى أن يجلس عليها ولوى عمامته فطرحها فجلس عليها ، قال : فجاء أبو الدرداء معلقا لحما بدرهمين ، فقامت أم الدرداء فطبخته وخبزت ، ثم جاءت بالطعام وأبو الدرداء صائم ، فقال سلمان : من يأكل معي ؟ فقال : تأكل معك أم الدرداء ، فلم يدعه حتى أفطر ، فقال سلمان لام الدرداء ورآها سيئة الهيئة : مالك ؟ قالت : إن أخاك لا يريد النساء ، يصوم النهار ويقوم الليل ، فبات عنده ، فجعل أبو الدرداء يريد أن يقوم فيحبسه حتى كان قبل الفجر فقام فتوضأ وصلى ركعات ، فقال له أبو الدرداء : حبستني عن صلاتي ، فقال له سلمان : صل ونم وصم وأفطر فإن لاهلك عليك حقا ولعينيك عليك حقا.
(15) أبو أسامة قال حدثنا عثمان بن غياث عن أبي عثمان النهدي عن سلمان وغيره من أصحاب محمد قالوا : إن الرجل يجئ يوم الفيامة قد عمل عملا يرجوا أن ينجوا به ، قال : فما يزال الرجل يأتيه فيشتكي مظلمة فيؤخذ من حسناته فيعطاها حتى ما تبقى له حسنة ، ويجئ المشتكي يشتكي مظلمة فيؤخذ من سيئاته فتوضع على سيئاته ، ثم يكب في النار أو يلقي في النار.
__________
(17 / 13) حامل داء : حامل الشر والداعي إلى سلوك دربه.
حامل شفاء : حامل الخير والداعي إلى سلوك دربه وحامل العلم : النافع ينشره بين الناس.
(17 / 14) خلق وسادة : وسادة قديمة متهرئة.
وقد ذكر قول سلمان رضي الله عنه هنا للرسول (ص) فقال : (صدق سلمان).
(17 / 15) القيان : ج قينة وهي تطلق على الامة أو البيضاء وعلى كل جارية تخدم مغنية وغير مغنية والقين العبد أو الحداد وصاحب كل صنعة يدوية إلا الكاتب ، المقصود هنا على الارجح الدراهم البيض أي الفضية يتصدق بها لان من زينة الحياة الدنيا وقينه زينة وجمله.
(*)(8/180)
(16) معاذ بن معاذ عن التيمي عن أبي عثمان عن سلمان قال : لو بات الرجلان أحدهما يعطي القيان البيض ، وبات الآخر يقرأ القرآن ويذكر الله لرأيت أن ذاكر الله أفضل.
(17) وكيع عن سفيان عن عمرو بن مرة عن سالم بن أبي الجعد عن زيد بن صوحان عن سلمان أنه كان إذا تعار من الليل قال : سبحان رب النبيين وإله المرسلين.
(18) وكيع عن شعبة عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة قال : كان سلمان إذا أصاب شاة من المغنم ذبحها ، فقدد لحمها ، وجعل جلدها سقاء ، وجعل صوفها حبلا ، فإن رأى رجلا قد احتاج إلى حبل لفرسه أعطاه ، وإن رأى رجل احتاج إلى سقاء أعطاه.
(19) وكيع عن مسعر عن عمرو بن مرة عن أبي البختري قال : صحب سلمان رجل من بني عبس فأتى دجلة فقال له سلمان : إشرب : فشرب ، ثم قال له : إشرب ، فشرب ، ثم قال له : إشرب ، فشرب ، ثم قال له : يا أخا بني عبس ! أترى شربتك هذه نقصت من ماء دجلة شيئا ؟ كذلك العلم لا ينفد ، فابتغ من العلم ما ينفعك ، ثم مر [ بنهردن ] فإذا أطعمه وكدوس تذرى : فقال : يا أخا بني عبس ! إن الذي فتح هذا لكم وخولكموه ورزقكموه كان يملك خزائنه ومحمد (ص) حي ، وكانوا يمسون ويصبحون وما فيهم قفيز حنطة ، ثم ذكر جلولاء وما فتح الله على المسلمين فيها ، فقال : أخا بني عبس ! إن الله أعطاكم هذا وخولكموه قد كان يقدر عليه ومحمد حي.
(20) وكيع عن سفيان عن حبيب عن نافع بن جبير بن مطعم أن حذيفة وسلمان
قالا لامرأة أعجمية : أها هنا مكان طاهر نصلي فيه ، فقالت ، طهر قلبك وصل حيث شئت ، فقال أحدهما لصاحبه : فقهت.
(21) أبو أسامة عن عون عن أبي عثمان قال : قال لي سلمان الفارسي : إن السوق مبيض الشيطان ومفرخه ، فإن استطعت أن لا تكون أول من يدخلها ولا آخر من يخرج منها فافعل.
__________
(17 / 17) تعار من الليل : استقيظ ليلا وترك فراشه.
(17 / 19) [ نهردن ] كذا في الاصل ، وفي الحلية بيادر وهو الارجح لان كدوس الطعام أي القمح تجمع على البيادر ، ولعل نهردن اسم موضع فيه بيادر أو كلمة فارسية بنفس المعنى.
القفيز حوالي 835 و 27 كلغ أي أقل من 28 كلغ بقليل.
(17 / 21) إذ يكثر الحلف الكاذب في السوق طلبا للربح أو لنفاذ السلعة.
(*)(8/181)
(22) يحيى بن آدم عن عمار بن زريق عن أبي إسحاق عن أوس بن ضمعج قال : قلنا لسلمان : يا أبا عبد الله ! ألا تحدثنا ، قال : ذكر الله أكبر ، وإطعام الطعام ، وإفشاء السلام ، والصلاة والناس نيام.
(23) معاذ بن معاذ عن سليمان التيمي عن أبي عثمان عن سلمان قال : إن الله يستحيي أن يبسط إليه عبد يديه يسأله بهما خيرا قيردهما خائبتين.
(24) وكيع قال حدثنا الاعمش عن سليمان بن ميسرة والمغيرة بن شبيل عن طارق ابن شهاب قال : كان لي أخ أكبر مني يكني أبا عزرة ، وكان يكثر ذكر سلمان ، فكنت أشتهي لقاءه لكثرة ذكر أخي إياه ، قال : فقال لي ذات يوم : هل لك في أبي عبد الله ؟ قد نزل القادسية قال وكان سلمان إذا قدم من الغزو نزل القادسية ، وإذا قدم من الحج نزل المدائن غازيا ، قال : قلت : نعم ، قال : فانطلقنا حتى دخلنا عليه في بيت بالقادسية ، فإذا هو جالس ، بين رجليه خرقة ، وهو يخيط زنبيلا أو يدبغ إهابا ، قال : فسلمنا عليه
وجلسنا ، قال : فقال يا ابن أخي ! عليك بالقصد فإنه أبلغ.
(25) أبو أسامة عن مسعر عن عمر بن قيس عن عمرو بن أبي قرة الكندي قال : عرض أبي على سلمان أخته أن يزوجه ، فأبى وزوجه مولاة لها بقيرة ، قال : فبلغ أبا قرة أنه كان بين حذيفة وسلمان شئ ، فأتاه يطلبه فأخبر أنه في مبقلة له ، فتوجه إليه فلقيه معه زنبيل فيه بقل قد أدخل عصاه في عروة الزنبيل وهو على عاتقه.
(26) أبو معاوية عن عاصم عن أبي عثمان عن سلمان قال : تعطي الشمس يوم القيامة حر عشر سنين ، ثم تدنى من جماجم الناس حتى تكون قاب قوسين ، قال : فيعرقون حتى يرشح العرق في الارض قامة ، ثم يرتفع حتى يغرغر الرجل - قال سلمان : حتى يقول الرجل : غر غر.
(27) أبو خالد عن يحيى بن سعيد عن عبد الله بن هبيرة قال : كتب أبو الدرداء إلى سلمان : أما بعد فإني أدعوك إلى الارض المقدسة وأرض الجهاد قال فكتب إليه سلمان : أما بعد فإنك قد كتبت إلى تدعوني إلى الارض المقدسة وأرض الجهاد ، ولعمري ما الارض تقدس أهلها ، ولكن المرء يقدسه عمله.
__________
(24 / 17) القصد : الايجاز في الحديث دون إطناب أو تطويل.
(17 / 26) هذا الحديث الارجح فيه الرفع إن لم يكن نصا فمعنى لا يقال عن الرأي.
(*)(8/182)
(18) كلام أبي ذر رضي الله عنه (1) أبو معاوية عن الاعمش عن مجاهد عن عبد الرحمن بن أبي ليلي عن أبي ذر قال : والله لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيرا ولضحكتم قليلا ، ولو تعلمون ما أعلم ما انبسطتم إلى نساؤكم ، ولا تقاررتم على فرشكم ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون وتبكون ، والله لو أن الله خلقني يوم خلقني شجرة تمضد وتؤكل ثمرتي.
(2) أبو أسامة عن سفيان عن أبي المحجل عن ابن عمران بن حطان عن أبيه قال :
قال أبو ذر : الصاحب الصالح خير من الوحدة ، والوحدة خير من صاحب السوء ، ومملي الخير خير من الساكت ، والساكت خير من مملي الشر ، والامانة خير من الخاتم ، والخاتم خير من ظن السوء.
(3) أبو معاوية عن الاعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر قال : ذو الدرهمين يوم القيامة أشد حسابا من ذي الدرهم.
(4) أبو معاوية عن الاعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر قال : قيل له : ألا تتخذ أرضا كما اتخذ طلحة والزبير ، قال : فقال : وما أصنع بأن أكون أميرا ، وإنما يكفيني كل يوم شربة من ماء أو نبيذ أو لبن وفي الجمعة فقيز من قمح.
(5) محمد بن بشر العبدي عن عمرو بن ميمون عن أبيه عن رجل من بني سليم يقال له عبد الله بن سيدان قال : صحبت أبا ذر فقال لي : ألا أخبرك بيوم حاجتي ، إن يوم حاجتي يوم أوضع في حفرتي ، فذلك يوم حاجتي.
(6) أبو معاوية عن موسى بن عبيدة عن عبد الله بن خراش قال : رأيت أبا ذر بالربذة وعنده امرأة له سحماء أو شحباء ، قال : وهو في مظلة سوداء ، قال فقيل له : يا أبا ذر ! لو اتخذت امرأة هي أرفع من هذه ، قال : فقال : إني والله لان أتخذ امرأة تضعني أحب إلى من أن أتخذ امرأة ترفعني ، قالوا : يا أبا ذر ! إنك امرؤا ما تكاد يبقى لك ولد ، قال : فقال : وإنا نحمد الله الذي يأخذهم منا في دار الفناء ويدخر لما في دار البقاء ، قال : وكان يجلس على قطعة المسح والجوالق ، قال : فقالوا : يا أبا ذر لو اتخذت بساطا هو ألين
__________
(18 / 3) لان حساب كل امرئ على قدر ما أوتي من الدنيا ومالها.
(18 / 6) سحماء : شديد السمرة تكاد تصير سوداء وشحباء شديدة الشحوب.
الجوالق : الاكياس الفارغة.
(*)(8/183)
من بساطك هذا ، قال : فقال : اللهم غفرا ، خذ ما أوتيت ، إنما خلقنا لدار لها نعمل وإليها
نرجع.
(7) أبو معاوية عن الحسن عن سالم بن أبي الجعد عن أبيه قال : بعث أبو الدرداء إلى أبي ذر رسولا ، قال : فجاء الرسول فقال لابي ذر : إن أخاك أبا الدرداء يقرئك السلام ، يقول لك : اتق الله وحق الناس ، قال : فقال أبو ذر : مالي وللناس ، وقد تركت لهم بيضاءهم وصفراءهم ، ثم قال : للرسول : انطلق إلى المنزل ، قال : فانطلق معه ، قال : فلما دخل بيته إذا طعيم في عباءة ليس بالكثير ، وقد انتشر بعضه ، قال : فجعل أبو ذر يكنسه ويعده في العباءة قال : ثم قال : إن من فقه المرء رفقه في معيشته ، قال : ثم جئ بطعيم فوضع بين يديه ، قال : فقال لي : كل ، قال : فجعل الرجل يكره أن يضع يده في الطعام لما يرى من قلته ، قال : فقال له أبو ذر : ضع يدك ، فو الله لانا بكثرته أخوف مني بقلته ، قال : فطعم الرجل ثم رجع إلى أبي الدرداء فأخبره بما رد عليه ، فقال أبو الدرداء ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق منك يا أبا ذر.
(8) يزيد بن هارون قال أخبرنا محمد بن عمرو عن أبي بكر بن المنكدر قال : أرسل حبيب بن مسلمة وهو على الشام إلى أبي ذر بثلاثمائة دينار ، فقال : استعن بها على حاجتك ، فقال أبو ذر : ارجع بها ، فما وجد أحدا أغر بالله منا ، ما لنا إلا ظل نتوارى به ، وثلة من غنم تروح علينا ، ومولاة لنا تصدقت علينا بخدمتها ، ثم إني لاتخوف الفضل.
(9) عفان بن مسلم قال حدثنا عبد الله الرومي قال : دخلت على أم طلق وإنها حدثته أنها دخلت على أبي ذر ، فأعطته شيئا من دقيق وسويق ، فجعله في طرف ثوبه وقال : ثوابك على الله ، فقلت لها : يا أم طلق ! كيف رأيت هيئة أبي ذر ؟ فقالت : يا بني ! رأيته شعثا شاحبا ، ورأيت في يده صوفا منفوشا وعودين قد خالف بينهما وهو يغزل من ذلك الصوف.
(10) محمد بن بشر قال حدثنا سفيان عن المغيرة بن النعمان عن عبد الله بن الاقنع الباهلي عن الاحنف بن قيس قال : كنت جالسا في مسجد المدينة فأقبل رجل لا تراه
__________
(18 / 7) طعيم ج تصغير طعام ، والمقصود أنه طعام قليل.
الخضراء : السماء.
الغبراء : الارض.
(18 / 9) أي كان يغزل رداء وكفنه بيديه.
(*)(8/184)
حلقة إلا فروا منه حتى انتهى إلى الحقة التي كنت فيها ، فثبت وفروا ، فقلت : من أنت ؟ فقال : أبو ذر صاحب رسول الله ، فقلت : ما يفر الناس منك ؟ فقال : إني أنهاهم عن الكنوز ، فقلت : إن أعطياتنا قد بلغت وارتفعت فتخاف علينا منها ؟ قال : أما اليوم فلا ، ولكنها يوشك أن تكون أثمان دينكم فدعوهم وإياها.
(19) كلام عمران بن حصين رضي الله عنه (1) أبو أسامة عن الجريرى عن يزيد عن أخيه عن مطرف قال : قال لي عمران بن حصين : إني أحدثك حديثا لعل الله أن ينفعك به بعد اليوم ، اعلم أن خيار العباد عند الله الحمادون.
(2) وكيع عن أبي الاشهب عن الحسن قال : ابتلي عمران بن الحصين ببلاء كان ويولد منه ، قال : يولد منه ، قال : فقال له : بعض من يأتيه : إنه ليمنعي من إتيانك ما نرى منك ، قال : فلا تفعل فو الله إن أحبه إلى أحبه إلى الله.
(20) كلام معاذ بن جبل رضي الله عنه (1) عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن ليث عن عدي عن الصنابحي عن معاذ قال : لا تزول قدما العبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال : عن جسده فيما أبلاه ، وعن عمره فيما أفناه ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ، وعن علمة كيف عمل فيه.
(2) أبو أسامة عن ابن عون عن محمد قال : جاء رجل معاذ بن جبل معه أصحابه يسلمون عليه ويودعونه ويوصونه فقال له معاذ : إني موصيك بأمرين إن حفظتهما حفظت
ما قال لك أصحابك : إنه لا غنى بك عن نصيبك من الدنيا وأنت إلى نصيبك من الآخرة أحوج فآثر نصيبك من الآخرة على نصيبك من الدنيا فإنه يأتي بك أو يمر بك على نصيبك من الدنيا فيتنظمه لك انتظاما فيزول معك أينما زلت.
__________
(19 / 1) الحمادون : الذين يكثرون من ذكر الله وحمده.
(20 / 1) الارجح في هذا الحديث الرفع وإن لم يرفع هاهنا لان مثله لا يقال عن رأي لا يكون إلا من كلام الرسول (ص) لفظا أو معنى.
(20 / 2) يزول معك : يسير معك ويميل حيث ملت.
(*)(8/185)
(3) يحيى بن آدم عن قطبة عن الاعمش عن شمر عن شهر بن حوشب قال : أخذت معاذ قرحة في حلقة فقال : أخنقني خنقك فوعزتك إني لاحبك.
(4) محمد بن بشر عن مسعر عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة قال : قال معاذ : صل ونم وأفطر واكتسب ولا تأثم ولا تموتن إلا وأنت مسلم وإياك ودعوات أو دعوة مظلوم.
(5) وكيع قال حدثنا الاعمش عن جامع بن شداد عن الاسود بن هلال المحاربي قال : قال معاذ بن جبل : اجلس بنا نؤمن ساعة - يعني نذكر الله.
(21) كلام أبي هريرة رضي الله عنه (1) أبو أسامة عن عمران بن زائدة بن نشيط عن أبيه عن أبي خالد الوالبي عن أبي هريرة قال : إن الله يقول : يا ابن آدم ! تفرغ لعبادتي أملا قلبك غنى ، وأسد فقرك ، وإلا تفعل أملا يديك شغلا ولا أسد فقرك.
(2) أبو خالد الاحمر عن أبي مالك الاشجعي عن أبي حازم عن أبي هريرة قال : لا يقبض المؤمن حتى يرى البشري ، فإذا قبض نادى ، فليس في الدار دابة صغيرة ولا كبيرة إلا هي تسمع صوته إلا الثقلين : الجن والانس (تعجلوا به إلى أرحم الراحمين) فإذا وضع
على سريره قال : ما أبطأ ما تمشون ، فإذا أدخل في لحده أقعد فأري مقعده من الجنة وما أعد الله له ، وملئ قبره من روح وريحان ومسك ، قال : فيقول : يا رب ! قدمني ، قال : فيقال : لم يأن لك ، إن لك إخوة وأخوات لما يلحقون ، ولكن نم قرير العين ، قال أبو هريرة : فو الذي نفسي بيده ! ما نام نائم شاب طاعم ناعم ولا فتاة في الدنيا نومة بأقصر ولا أحلى من نومته حتى يرفع رأسه إلى البشري يوم القيامة.
(3) معاذ بن معاذ قال حدثنا ابن عون عن عبيد بن باب قال : كنت أفرغ على أبي هريرة من أداوة ، فمر به رجل فقال : أين تريد يا فلان ! قال : السوق ، قال : إن استطعت أن تشتري الموت قبل أن ترجع فافعل ، قال : ثم أقبل علي فقال : لقد خفت الله مما أستعجل إليه قبل القدر.
__________
(21 / 3) الاداوة : وعاء صغير للماء.
(*)(8/186)
(4) حفص بن غياث عن أبي مالك عن أبي حازم قال : مررت مع أبي هريرة على قبر دفن حديثا فقال : كركعتان خفيفتان مما تحتقرون هنا أحب إلي من دنياكم.
(5) أبو خالد عن داود عن علي بن زيد عن أبي عثمان قال : بلغني عن أبي هريرة قال : إن الله يجزي المؤمن بالحسنة ألف ألف حسنة ، فأتيته فقلت : يا أبا هريرة ! إنه بلغني أنك تقول : إن الله يجزي المؤمن بالحسنة ألف ألف حسنة ؟ قال : نعم ، وألفي ألف حسنة ، وفي القرآن من ذلك * (إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها) * فمن يدري تسمية تلك الاضعاف ، * (ويؤت من لدنه أجرا عظيما) * قال : الجنة.
(6) يزيد بن هارون عن العوام عن أبي حازم قال : قال أبو هريرة ! من كسا خلقا كساه الله به حريرا ، ومن كساء جديدا كساه بالله به استبرقا.
(7) وكيع عن فضيل بن غزوان عن أبي حازم عن أبي هريرة : أن رجلا من الانصار أذنه ضيف ، فلم يكن عنده إلا قوته وقوت صبيانه ، فقال لامرأته : نؤمي الصبية وأطفئ السراج ، قال : فنزلت هذه الآية : * (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن
يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون) *.
(8) أبو بكر قال حدثنا ابن مهدي عن سفيان عن الاعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : إذا مات الميت تقول الملائكة : ما قدم ؟ ويقول الناس : ما ترك ؟ (9) ابن مهدي عن سفيان عن عاصم عن عبيد مولى أبي رهم قال : مررت مع أبي هريرة على نخل فقال : اللهم اطعمنا من ثمر لا يأبره بنوا آدم.
(10) محمد بن بشر قال حدثنا مسعر قال حدثنا محمد بن عبد الرحمن مولى طلحة عن عيسى بن طلحة عن أبي هريرة قال : لا تطعم النار رجلا بكى من خشية الله أبدا حتى يرد اللبن في الضرع ، ولا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم في منخري رجل مسلم أبدا.
(11) عيسى بن يونس عن الاوزاعي عن عبد الواحد بن قيس عن أبي هريرة قال : من أطفأ عن مؤمن سيئة فكأنما أحيا موؤدة.
__________
(21 / 5) سورة النساء من الآية (40).
(21 / 7) سورة الحشر الآية (9).
(21 / 9) التأبير : تلقيح النخل وقد يكون يدويا بواسطة عامل يسمى الصاعود يلقح النخل الانثى بطلع النخل الذكر وقد يكون بفعل الريح إذا قرب النخل المذكر من النخل المؤنث أو بواسطة الحشرات كالنحل.
(*)(8/187)
(12) أبو أسامة عن زهير عن ليث عن عطاء عن أبي هريرة قال : لا خير في فضول الكلام.
(13) عبد الله بن نمير عن الاعمش عن أبي يحيى مولى جعدة بن هبيرة عن أبي هريرة قال : مر رجل على كلب مضطجع عند قليب قد كاد أن يموت من العطش فلم يجد ما يسقيه فيه ، فنزع خفه فجعل يغرف له ويسقيه فحاسبه الله به فأدخله الجنة.
(14) معاذ بن معاذ عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة قال : دحلت على أبي هريرة وهو مريض فاحتضنته من خلفه وقلت : اللهم اشف أبا هريرة ، فقال : اللهم اشدد.
(22) كلام عبد الله بن عمرو رضي الله عنه
(1) أبو أسامة عن سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال قال : كان عبد الله بن عمرو يقول : دع ما لست منه في شئ ولا تنطق فيما لا يعينك ، واخزن لسانك كما تخزن نفقتك.
(2) زيد بن الحباب قال حدثنا معاوية بن صالح قال أخبرنا يحيى بن سعد الكلاعي عن عمرو بن عائذ الازدي عن غطيف بن الحارث الكندي قال : جلست أنا وأصحاب لي إلى عبد الله بن عمرو ، قال : فسمعته يقول : إن العبد إذا وضع في القبر كلمه فقال : يا ابن آدم ! ألم تعلم أني بيت الوحدة وبيت الظلمة وبيت الحق ، يا ابن آدم ! ما غرك بي ، قد كنت تمشي حولي فددا ، قال : فقلت لغطيف : يا أبا أسماء ! ما فددا ، قال : أحيانا ، فقال له صاحبي وكان أسن مني : فإذا كان مؤمنا ؟ قال : وسع له وجعل منزله أخضر ، وعرج بنفسه إلى الجنة.
(3) غندر عن شعبة عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن الحارث عن أبي كثير عن عبد الله بن عمرو قال : تجمعون جميعا فيقال : أين فقراء هذه الامة ومساكينها ؟ فيبرزون ، قال : فيقال : ما عندكم ؟ قال : فيقولون : يا ربنا ! ابتلينا فصبرنا وأنت أعلم ، قال : وأراه قال : ووليت الاموال والسلطان غيرنا ، قال : فيقال : صدقتم ، قال : فيدخلون الجنة قبل سائر الناس بزمان ، وتبقى شدة الحساب على ذوي الاموال والسلطان ، قال : قلت : فأين
__________
(21 / 13) القليب : البئر غير العميق.
(*)(8/188)
المؤمنون يومئذ ؟ قال : يوضع لهم كراسي من نور ويظلل عليهم الغمام ، ويكون ذلك اليوم أقصر عليهم من ساعة من نهار.
(4) عباد بن العوام عن حصين عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو قال : ما من ملا يجتمعون فيذكرون الله إلا ذكرهم الله في ملا اعز من ملائهم وأكرم ، وما من ملا يتفرقون لم يذكروا الله إلا كان مجلسهم حسرة عليهم يوم القيامة.
(5) معاوية بن هشام قال حدثنا سفيان عن سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي قال : أرسلنا امرأة إلى عبد الله بن عمرو تسأله : ما الذنب الذي لا يغفر الله ؟ قال : ما من ذنب أو عمل ما بين السماء يتوب منه العبد إلى الله تعالى قبل الموت إلا تاب عليه.
(6) أبو خالد الاحمر عن يحيى بن سعيد عن سعيد المسيب عن عبد الله بن عمرو قال : ما من أحد إلا يلقي الله بذنب إلا يحيى بن زكريا ثم تلاه * (وسيدا وحصورا) * ثم رفع شيئا صغيرا من الارض فقال : ما كان معه مثل هذا ثم ذبح ذبحا.
(7) أبو معاوية عن الاعمش عن خيثمة عن عبد الله بن عمرو قال : انتهيت إليه وهو ينظر إلى المصحف ، قال : قلت : أي شئ تقرأ ؟ قال : حزبي الذي أقوم به الليلة.
(8) يزيد بن هارون قال أخبرنا حماد بن سلمة عن أبي عمران الجوني أن عبد الله بن عمرو بينما هو جالس وبين يديه نارا إذ شهقت فقال : والذي نفسي بيده ! إنها لتعوذ بالله من النار الكبرى ، أو قال : من نار جهنم : قال : فرأى القمر حين جنح للغروب فقال : والله إنه ليبكي الآن.
(9) جعفر بن عون عن مسعر عن زياد بن علاقة عن عبد الله بن عمرو قال : لوددت أني هذه الشجرة.
(10) غندر عن شعبة عن يعلى بن عبيد عن يحيى بن قمطة عن عبد الله بن عمرو قال : الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر ، فإذا مات المؤمن يخلي به يسرح حيث شاء - والله تعالى أعلم.
__________
(22 / 6) سورة آل عمران من الآية (39).
(22 / 8) شهقت النار : طقطقت أو أصدرت صوتا.
(*)(8/189)
(23) كلام النعمان بن بشير رضي الله عنه (1) أبو الأحوص عن سماك عن النعمان بن بشير قال سمعته يقول : مثل ابن آدم ومثل الموت مثل رجل كان له ثلاثة أخلاء فقال لاحدهم : ما عندك ؟ فقال : عندي مالك فخذ منه ما شئت ، وما لم تأخذ فليس لك ، ثم قال للآخر : ما عندك ؟ قال : أقوم عليك
فإذا مت دفنتك وخليتك ، ثم قال للثالث : ما عندك ؟ فقال : أنا معك حيثما كنت ، قال : فأما الاول فماله ، ما أخذ فله ، وما لم يأخذ فليس له ، وأما الثاني فعشيرته ، إذا مات قاموا عليه ثم خلوه ، وأما الثالث فعمله حيثما دخل دخل معه.
(2) يزيد بن هارون قال أخبرنا جرير قال حدثني من سمع النعمان بن بشر يقول : إن الهلكة كل الهلكة أن تعمل عمل السوء في زمان البلاء.
(3) يزيد قال أخبرنا حريز بن عثمان قال حدثني حبان بن زيد الشرعبي قال وكان ودا للنعمان ، وكان النعمان استعمله على النبل ، قال : يقول : ألا إن عمال الله ضامنون على الله ، ألا إن عمال بني آدم لا يملكون ضمانهم ، قال : فلما نزل النعمان عن منبره أتاه فاستعفي ، فقال : مالك ؟ قال : سمعتك تقول كذا وكذا.
(24) كلام عبد الله بن رواحة رضي الله عنه (1) ابن فضيل عن حصين عن الشعبي عن النعمان بن بشير قال : أغمي على عبد الله بن رواحة ، فجعلت أخته حمرة تبكي وتقول : وأخاه ، واكذا واكذا - تعدد عليه ، فقال ابن رواحة حين أفاق : ما قلت شيئا إلا قيل لي ، : أنت كذلك ؟.
(2) وكيع عن إسماعيل عن قيس أن عبد الله بن رواحة بكى فبكت امرأته فقال : ما يبكيك ؟ قالت : رأيتك تبكي فبكيت ، فقال : إني أنبئت إني وارد ولم أنبا أني صادر.
(3) يحيى بن يعلى التيمي عن منصور عن ربعي بن حراش قال : قال : عبد الله بن رواحة : اللهم إني أسألك قرة عين لا ترتد ونعيما لا ينفذ.
__________
(23 / 1) ما أخذ من ماله هو ما أبلاء في طعامه ولباسه أو قدمه أمامه من صدقة.
(24 / 1) وفيه النهي من التعديد والندب.
(*)(8/190)
(4) مالك قال حدثنا زهير قال حدثنا أبو إسحاق عن امرإة عبد الله بن رواحة أن عبد الله بن رواحة كان له مسجدان : مسجد في بيته ، ومسجد في داره ، إذا أراد أن يخرج
صلى في المسجد الذي في بيته ، وإذا دخل صلى في المسجد الذي في داره ، وكان حيثما أدركته الصلاة أناخ.
(25) كلام أبي أمامة رضي الله عنه (1) أبو أسامة عن عبد الرحمن بن يزيد قال حدثنا القاسم عن أبي أمامة قال : من أحب الله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الايمان.
(2) شبابة بن سوار قال حدثنا جرير قال حدثنا عبد الرحمن بن ميسرة الحضرمي قال : سمعت أبا أمامة يقول : لا يدخل النار من هذه الامة إلا من شرد على الله شراد البعير.
(3) شبابة بن سوار قال حدثني جرير قال حدثنا القاسم قال : سمعت أبا أمامة يقول : اقرؤا القرآن ، لا تغزنكم هذه المصاحف المعلقة فإن الله لا يعذب قلبا وعى القرآن.
(4) شبابة بن سوار قال حدثني جرير عن حبيب بن عبيد قال : كان أبو أمامة يحدثنا الحديث كالرجل الذي عليه أن يؤدي ما سمع.
(5) أبو أسامة قال حدثنا جرير بن حازم قال حدثني يعلى بن حكيم عن سليمان بن أبي عبد الله المدني قال : كان أبو أمامة الباهلي صاحب رسول الله (ص) قد أحقب رداءه خلفه على رحله ، فسمعت ابن عمر يقول : من سره أن ينظر إلى رجل حاج فلينظر إلى أبي أمامة.
(26) كلام عائشة رضي الله عنها (1) عبدة بن سليمان وعبد الله بن نمير عن هشام عن أبيه عن عائشة أنها قالت : وددت أني إذا مت كنت نسيا منسيا.
__________
(24 / 4) أناخ : أناخ راحلته وأقعدها وقام ليصلي.
(25 / 1) أي من أتي الذنوب والكبائر عمدا.
(*)(8/191)
(2) زيد بن الحباب عن أسامة بن زيد قال حدثني إسحاق مولى زائدة أن عائشة قالت : يا ليتها شجرة تسبح وتقضي ما عليها ، وأنها لم تخلق.
(3) شبابة بن سوار عن ليث بن سعد عن يزيد عن عراك عن عروة أنه سمع عائشة تقول : يا ليتني لم أخلق.
(4) وكيع عن سفيان عن حماد عن إبراهيم قال : قالت عائشة : أقلوا الذنوب فإنكم لن تلقوا الله بشئ يشبه قلة الذنوب.
(5) وكيع عن مسعر عن سعيد بن أبي بردة عن أبيه عن الاسود عن عائشة قالت : إنكم لتدعون أفضل العبادة التواضع.
(6) وكيع قال حدثنا الاعمش عن تميم عن عروة بن الزبير قال : كانت عائشة تقسم سبعين ألفا وهي ترقع درعها.
(7) أبو خالد الاحمر عن يحيى بن سعيد عن القاسم عن عائشة قالت : من نوقش الحساب يوم القيامة لم يغفر له.
(8) هاشم بن القاسم قال حدثنا أبو عقيل قال حدثنا إسماعيل بن أبي خالد قال حدثني أبو السفر قال : قالت عائشة : إن الناس قد ضيعوا أعظم دينهم : الورع.
(9) وكيع عن سفيان عن عبد الرحمن بن عابس عن أبيه عن عائشة قالت : ما شبع آل محمد من طعام بر فوق ثلاث.
(10) ابن نمير عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت : كنا نلبث شهرا ما نستوقد بنار ، ما هو إلا التمر والماء.
(11) ابن نمير عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت : لا يحاسب أحد يوم القيامة إلا دخل الجنة ، ثم قرأت : * (فأما من أوتي كتابه بيمينه كتابه فسوف يحاسب حسابا يسيرا) * ثم قرأت * (يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذون بالنواصي والاقدام) *.
(12) ابن نمير عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت : إذا تمنى أحدكم فليكثر فإنما
يسأل ربه.
__________
(26 / 2) باليتها : تعفني نفسها.
(26 / 11) * (فأما من أوتي كتابه...) * سورة الانشقاق الآيتان (7 - 8).
* (يعرف المجرمون بسيماهم) * سورة الرحمن الآية (41).(8/192)
(13) جعفر بن عون عن مسعر عن حماد عن إبراهيم قال : قالت عائشة : وددت أني ورقة من هذا الشجر.
(14) أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت : لقد توفي رسول الله (ص) وما في رفي شئ يأكله ذو كبد إلا شطر شعير في رف لي.
(15) أبو أسامة قال حدثني جرير بن حازم قال : سمعت عبد الله بن أبي مليكة قال : سمعت عائشة تقول : يسلط على الكافر في قبره شجاع أقرع فيأكل لحمه من رأسه إلى رجليه ثم يكسي اللحم فيأكل من رجليه إلى رأسه ثم يكسي اللحم فيأكل من رأسه إلى رجليه فهو كذلك.
(16) يزيد بن هارون قال أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن سعد قال : لقد رأيتنا نغزوا مع رسول الله (ص) مالنا زاد إلا ورق الحبلة وهذا السمر حتى أن أحدنا ليضع كما تضع الشاة ، ماله خلط ، ثم أصبحت بنو أسد يعزروني على الدين ، لقد خبت إذا وخسر عملي.
(17) يزيد بن هارون ووكيع عن إسماعيل عن قيس قال : قال الزبير بن العوام : من استطاع منكم أن يكون له خبا من عمل صالح فليفعل.
(18) محمد بن بشر قال حدثنا محمد بن عمرو عن صالح بن إبراهيم عن عبد الرحمن بن عوف قال : سألت رجلا من جهينة قلت : ما بال زيد بن خالد الجهني أتيه أصحاب رسول الله (ص) ذكرا ، قال : إنه لم يجر مجراهم فسخط الله.
(19) وكيع عن إسماعيل عن قيس عن جرير أنه قال لقومه وهو يعظهم : ما أنت إلا كالنعامة استترت واتخذوا ظهرا ، فإن لم تجدوا الظهر فعليكم وإن أول الارض خرابا
يسراها ، ثم تتبعها يمناها ، والمحشر هاهنا وأنا بالاثر.
__________
(26 / 15) شجاع أقرع : ثعبان ضخم.
(26 / 16) الحبلة : شجر العضاة وهو مما ترعاه الابل وتأكل ورقه.
والحبلة ثمر العضاة عامة أو حب السلم والسحر وهو أيضا بقلة طيبة من ذكور البقل.
(26 / 18) أتيه ذكرا : قد أتاه الناس عن ذكره فنسوه أي أخملهم ذكرا.
ابن أبي شيبة - ج 8 - م 13 (*)(8/193)
(27) كلام أنس بن مالك رضي الله عنه (1) حفص بن غياث عن ابن عون عن عطاء الواسطي عن أنس بن مالك قال : لا يتقي الله عبد حتى يحزن من لسانه.
(2) عفان قال حدثنا جعفر بن سليمان قال حدثنا ثابت عن أنس قال : ما نفضنا عن رسول الله (ص) الايدي حتى أنكرنا قلوبنا.
(3) عفان بن مسلم قال حدثنا سليمان بن كثير قال حدثنا الجلد بن أيوب عن معاوية بن قرة قال : قال لي أنس بن مالك : لم أر مثل الذي بلغنا عن ربنا لم نخرج له عن كل أهل ومال أن تجاوز لنا عمادون الكبائر فما لنا ولها ! يقول الله : * (إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما) *.
(4) محمد بن بشر قال حدثنا مسعر عن محمد بن خالد أن أنسا كان يقول : ما من روحة ولا غدوة إلا تنادي كل بقعة جارتها : يا جارتي ! هل مر بك اليوم نبي أو صديق أو عبد ذاكر الله عليك ؟ فمن قائلة : نعم ، ومن قائلة : لا.
(5) حفص بن غياث عن ليث عن بشر عن أنس في قوله : * (فو ربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعلمون) * قال : لا إله إلا الله.
(6) أبو معاوية عن ليث عن عبد الملك عن أنس قال : من اتخذ أخا في الله بني له
برج في الجنة ، ومن لبس بأخيه ثوبا ألبسه الله ثوبا في الجنة ، ومن أكل بأخيه أكلة آكله الله بها أكلة في النار ، ومن قام بأخيه مقام سمعة ورياء أقامه الله يوم القيامة مقام سمعة ورياء.
(7) أبو أسامة عن الاعمش عن رجل عن أنس قال : ما التقى رجلان من أصحاب محمد (ص) فافترقا حتى يدعوا ويذكرا الله.
(8) جعفر بن عون عن أبي العميس عن أبي طلحة عن أنس قال : لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيرا ولضحكتم قليلا.
(9) الثقفي عن حميد : أطلنا الحديث ذات ليلة ثم دخلنا على أنس بن مالك فقال : أطلتم الحديث البارحة ، أما إن حديث أول الليل يضر بآخره.
__________
(27 / 3) سورة النساء الآية (31).
(27 / 5) سورة الحجر الآيتان (93 - 92).
(*)(8/194)
(10) سفيان بن عيينة عن عبد الله بن أبي بكر سمع أنس بن مالك يقول : تتبع الميت ثلاث : أهله وماله وعمله يرجع أهله وما له يبقي واحد - يعني عمله.
(11) ابن مهدي عن سفيان عن أبيه عن حصين بن عبد الله الحماني عن أنس قال : ما أعرف شيئا إلا الصلاة.
(12) يحيى بن يعلى عن منصور عن طلق بن حبيب عن أنس بن مالك قال : ثلاث من كن فيه وجد طعم الايمان وحلاوته : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن يحب في الله وأن يبغض في الله ، وأن لو أوقدت له نار يقع فيها أحب إليه من أن يشرك بالله.
(13) وكيع عن يزيد بن درهم قال : سمعت أنس بن مالك يقول في قوله : * (وكل إنسان ألزمناه طائرة في عنقه) * قال : كتابه.
(28) كلام البراء بن عازب رضي الله عنه (1) إسحاق بن منصور قال حدثنا أبو رجاء عن محمد بن مالك عن البراء بن عازب : * (تحيتهم يوم القيامة يلقونه سلام) * قال : يوم يلقون ملك الموت ليس من مؤمن يقبض روحه إلا سلم عليه.
(2) أبو معاوية عن الاعمش عن سعد بن عبيدة عن البراء بن عازب قال في قوله : * (يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا) * قال : التثبيت في الحياة الدنيا إذا جاء الملكان إلى الرجل في القبر فقالا له : من ربك ؟ فقال : ربي الله ، وقالا : ما دينك ؟ قال : ديني الاسلام ، قالا : ومن نبيك قال : محمد ، قال : فذلك التثبيت في الحياة الدنيا.
(3) محمد بن فضيل عن الاعمش عن عبد الله بن السائب عن زاذان عن البراء قال : * (إن الله يأمركم أن تؤدوا الامانات إلى أهلها) * قال : الامانة في الصلاة ، والامانة في الغسل من الجنابات ، والامانة في الكيل والامانة في الوزن ، وأعظم ذلك في الودائع.
__________
(27 / 12) لان نار الدنيا مهما اشتد وطال عذابها فهو منقطع منقض أما عذاب المشركين في الآخرة فلا انقضاء له.
(27 / 13) سورء الاسراء الآية (13).
(28 / 1) سورة الاحزاب الآية (44).
(28 / 2) سورة ابراهيم الآية (27).
(28 / 3) سورة النساء من الآية (58).
(*)(8/195)
(29) كلام ابن عباس رضي الله عنه (1) محمد بن فضيل عن ليث عن مجاهد عن ابن عباس قال : أحب في الله ووال في الله وعاد في الله ، فإنما تنال ولاية الله بذلك ، لا يجد رجل طعم الايمان وإن كثرت صلاته وصيامه حتى يكون كذلك.
(2) أبو خالد الاحمر عن يحيى عن القاسم عن ابن عباس قال : قيل له : رجل كثير
الذنوب كثير العمل أحب إليك ، أو رجل قليل الذنوب قليل العمل ؟ قال : ما أعدل بالسلامة شيئا.
(3) ابن إدريس عن قابوس عن أبيه عن ابن عباس قال : السمت الصالح والهدي الصالح والاقتصاد جزء من خمسة وعشرين جزءا من النبوة.
(4) وكيع عن سفيان عن عثمان الثقفي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس : * (ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة أن أفيضوا علينا من الماء) * الآية ، قال : ينادي الرجل الرجل فيقول : إني قد احترقت فأفض علي من الماء ، قال : فيقال : أجبه ، فيقول : * (إن الله حرمهما على الكافرين) *.
(5) جرير عن منصور عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله : * (الوسواس الخناس) * قال : الشيطان جاثم على قلب ابن آدم ، فإذا سها وغفل وسوس ، وإذا ذكر الله خنس.
(6) وكيع عن شعبة عن علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس : * (ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود) * قال : يوم القيامة.
(7) جرير عن قابوس عن أبيه عن ابن عباس * (آناء الليل) * قال : جوف الليل.
(8) أبو الأحوص عن هارون بن عنترة عن أبيه قال : سألت ابن عباس : أي العمل أفضل ؟ قال : ذكر الله أكبر ، وما جلس قوم في بيت يتعاطون فيه كتاب الله فيما بينهم
__________
(29 / 3) السمت : الهيئة والمظهر الذي يتخذه الانسان لنفسه.
(29 / 4) المقصود سورة الاعراف الآية (50) من أولها إلى آخرها.
(49 / 5) سورة الناس من الآية (4).
(49 / 6) سورة هود من الآية (103).
(29 / 7) سورة آل عمران من الآية (113).
(*)(8/196)
ويتدارسونه إلا أظلتهم الملائكة بأجنحتها ، وكانوا أضياف الله ما داموا فيه حتى يخوضوا
في حديث غيره.
(9) شريك عن السدي عن أبي حكيم البارقي عن ابن عباس قال : * (ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الارض إلا من شاء الله) * قال : نفخ فيه أول نفخة فصاروا عظاما ورفاتا ، ثم نفخ فيه الثانية فإذا هم قيام ينظرون.
(10) حفص بن غياث عن ليث عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس * (يعظكم الله أن تعودوا لمثله) * قال : يحرج الله عليكم أن تعودوا لمثله.
(11) عباد بن العوام عن سفيان بن حسين عن الحكم عن مجاهد عن ابن عباس في قوله : * (فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم) * قال : هذا تحريج من الله على المؤمنون أن يتقوا ويصلحوا ذات بينهم.
(12) أبو خالد الاحمر عن عمرو بن قيس عن عكرمة عن ابن عباس : ضمن الله لمن اتبع القرآن لا يضل في الدنيا ولا يشقي في الآخرة ثم تلا * (فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقي) *.
(13) حفص بن غياث عن الحسن بن عبيد الله عن إبراهيم عن ابن عباس في قوله : * (توفته رسلنا وهم لا يفطرون) * قال : أعوان ملك الموت من الملائكة.
(14) حميد بن عبد الرحمن عن أبيه عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس * (إذا وقعت الواقعة) * قال : يوم القيامة * (ليس لوقعتها كاذبة خافضة رافعة) * قال : تخفض ناسا وتضع آخرين.
(15) حفص بن غياث عن محمد بن مسلم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس * (إن الحسنات يذهبن السيئات) * قال : الصلوات الخمس.
__________
(29 / 9) سورة الزمر الآية (68).
(29 / 10) سورة النور الآية (17).
(29 / 11) سورة الانفال من الآية (1).
(29 / 12) سورة طه الآية (123).
(29 / 13) سورة الانعام من الآية (61).
(29 / 14) سورة الواقعة الآيات (1 - 3).
(29 / 15) سورة هود من الآية (114).
(*)(8/197)
(16) وكيع عن سفيان عن أبي يحيى القتات عن مجاهد عن ابن عباس قال : الارض تبكي على المؤمن أربعين صباحا.
(17) جرير عن قابوس عن أبيه عن ابن عباس قال : من راءى راءى الله به.
(18) وكيع عن ابن أبي ليلي عن المنهال عن سعيد بن جبير عن ابن عباس * (سيجعل لهم الرحمن ودا) * قال : يحبهم ويحببهم.
(19) أبو أسامة قال حدثنا بشر بن عقبة قال حدثنا يزيد بن عبد الله عن ابن عباس قال : لابن آدم ثلاثة وثلاثون عضوا ، على كل عضو منها زكاة من تسبيح الله وتحميده وذكره.
(20) وكيع عن سفيان عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس * (لكيلا تأيوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم) * قال : ليس أحد إلا وهو يحزن ويفرح ، ولكن من جعل المصيبة صبرا وجعل الخير شكرا.
(21) حدثنا أبو معاوية عن إسماعيل بن سميع عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس * (ما لكم لا ترجون لله وقارا) * ما لكم لا تعلمون حق عظمته.
(22) حدثنا عفان قال حدثنا جعفر بن سليمان قال حدثنا محمد بن المنكدر عن جابر ابن عبد الله الانصاري قال : رأى رجل جمجمة فحدث نفسه بشئ ، قال : فخر ساجدا تائبا مكانه ، قال : فقيل له : ارفع رأسك فإنك أنت أنت وأنا أنا.
(30) كلام الضحاك بن قيس
(1) أبو بكر قال حدثنا جرير بن عبد الحميد عن عبد العزيز بن رفيع عن تميم بن طرفة قال : سمعت الضحاك بن قيس يقول : يا أيها الناس ! اعلموا أعمالكم لله ، فإن الله لا يقبل إلا عملا خالصا ، لا يعفو أحد منكم عن مظلمة فيقول : هذا لله ولوجوهكم فليس لله وإنما هي لوجوههم ، ولا يصل أحد منكم رحمه فيقول : هذا لله وللرحم ، إنما هو
__________
(29 / 18) سورة مريم من الآية (96).
(29 / 20) سورة الحديد من الآية (23).
(29 / 21) سورة نوح الآية (13).
(29 / 22) حدث نفسه بشئ : حدث نفسه بالموت وما بعده متعظا من رؤية هذه الجمجمة الملقاة التي كانت لانسان يعيش ويسير ويظن نفسه خالدا في الدنيا.
(*)(8/198)
للرحم ، ومن عمل عملا فيجعله لله ولا يشرك فيه شئ فإن الله يقول يوم القيامة : من أشرك بي شئ في عمل عمله فهو لشركيه ليس لي منه شئ.
(2) حدثنا جرير عن منصور عن أبي الضحى قال : كان الضحاك بن قيس يقول : يا أيها الناس ! عملوا أولادكم وأهليكم القرآن ، فإنه من كتب الله له من سلم أن يدخله الجنة أتاه ملكان فاكتنفاه فقالا له : اقرأ وارتق في درج الجنة حتى ينزلا به حيث انتهى عمله من القرآن.
(3) حدثنا حسين بن علي عن جعفر بن برقان عن ميمون بن مهران قال : قال : سمعت الضحاك بن قيس يقول : اذكروا الله في الرخاء يذكركم في الشدة ، فإن يونس كان عبدا صالحا ذاكرا لله ، فلما وقع في بطن الحوت قال الله : * (فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون) * وإن فرعون كان عبدا طاغيا ناسيا لذكر الله فلما * (ادركه الغرق قال : آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين ، الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين) *.
(4) حدثنا وكيع عن قرة بن خالد السدوسي عن حميد بن هلال العدوي عن خالد بن عمير العدوي ، قال : وحدثنا وكيع عن أبي نعامة سمعه من خالد بن عمير قال : خطبنا عتبة بن غزوان ، قال أبو نعامة : على المنبر ، ولم يقله قرة ، فقال : ألا إن الدنيا قد
آذنت بصرم وولت حذاء ، ولم يبق منها إلا صبابة كصبابة الاناء ، فأنتم في دار منتقلون عنها ، فانتلقوا بخير ما يحضركم ، ولقد رأيتني سابع سبعة مع رسول الله (ص) وما لنا طعام نأكله إلا ورق الشجر حتى قرحت أشداقنا ، قال قرة : ولقد وجدت بردة ، قال : وقال أبو نعامة : التقطت بردة ، فشققتها بنصفين فلبست نصفها وأعطيت سعدا نصفها ، وليس من أولئك السبعة أحد اليوم حي إلا على مصر من الامصار ، ولتجرين الامراء بعدي ، وإنه والله ما كانت نبوة حتى تناسخت إلا تكون ملكا وجبرية ، ولقد ذكر لي ، قال قرة : إن
__________
(30 / 1) أي أنه على من يعمل عملا صالحا أن يحتسبه عند الله لا يرجو به خيرا من الناس فإن أمل بخير من الناس فعمله للناس.
(30 / 3) * (فلولا أنه كان من المسبحين) * إلى * (يبعثون) * سورة الصافات الآيتان (143 - 144).
* (أدركه الغرق) * إلى * (وكنت من المفسدين) * سورة يونس الآيتان (90 - 91).
(30 / 4) حذاء : مقابل وإزاء وكذلك الحذو والحذية والحذية والحذوة والحذة والحذيا والمحاذاة.
صبابة الاناء : ما بقي في قعره من الماء وهو عادة قليل.
= كظيظ قد اشتد عليه الزحام.
(*)(8/199)
الحجر ، وقال أبو نعامة : أن الصخرة يقذف بها من شفير جهنم فتهوي إلى قرارها ، قال قرة : أراه قال : سبعين ، وقال أبو نعامة : سبعين خريفا ، وإن ما بين المصراعين من أبواب الجنة لمسيرة أربعين عاما ، وليأتين على أبواب الجنة يوم وليس منها باب إلا وهو كظيظ ، وإني أعوذ بالله أن أكون في نفسي عظيما وعند الله صغيرا.
(5) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا محمد بن عمر عن الماجشون بن أبي سلمة قال : قال سعد بن معاذ : ثلاث أنا فيما سواهن بعد ضعيف : ما سمعت رسول الله (ص) يقول قولا قط إلا علمت أنه حق ، ولا صليت صلاة قط فألهاني عنها غيرها حتى أنصرف ، ولا تبعت جنازة فحدثت نفسي بغير ما هي قائلة أو يقال لها حتى نفرغ ، قال
محمد : فحدثت بذلك الزهري فقال : يرحم الله سعدا إن كان لمأمونا وما كنت أرى أن أحدا يكون هكذا إلا نبي.
(6) حدثنا أبو أسامة عن سفيان عن أبي سنان عن ابن أبي هذيل قال : بنى عبد الله بيتا في داره من لبن ثم دعا عمارا فقال : كيف ترى يا أبا اليقظان ؟ فقال : أراك بنيت شديدا وأملت بعيدا وتموت قريبا - نسأل الله حسن الختام.
(31) كلام حذيفة رضي الله عنه (1) محمد بن فضيل عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن قال : قام حذيفة بالمدائن فخطب فحمد الله واثني عليه ثم قال : * (اقتربت الساعة وأنشق القمر) * ألا إن الساعة قد اقتربت ، وإن القمر قد انشق ، ألا وإن الدنيا قد آذنت بالفراق ، ألا وإن المضمار اليوم ، وإن السباق غدا ، وإن الغاية النار ، وإن السابق من سبق إلى الجنة.
(2) حدثنا محمد بن فضيل عن الاعمش عن سليم العامري قال : سمعت حذيفة يقول : بحسب المرء من العلم أن يخشى الله وبحسبه من الكذب أن يقول : استغفر الله ، ثم يعود.
__________
(30 / 6) بني بيتا في داره : بنى غرفة.
اللبن : هو الطين المجفف في الشمس ، وانظر لقوله : بنيت شديدا وهو إنما بنى غرفة من طين فما بال هؤلاء الذين يبنون قصورا وعمارات شاهقة ؟ (31 / 1) سورة الانشقاق الآية (1).
المضمار : المسافة التي تركضها الخيل من الطريق أو مكان إضمارها وتدريبها على السباق.
(*)(8/200)
(3) حدثنا وكيع عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن صلة عن حذيفة قال : يجمع الناس في صعيد واحد ينفذهم البصر ويسمعهم الداعي فينادي مناد : يا محمد على رؤوس الاولين والآخرين ، فيقول (ص) : (لبيك وسعديك والخير بيديك ، والشر ليس إليك ،
والمهدي من هديت ، تباركت ربنا وتعاليت) ، قال حذيفة : فذلك المقام المحمود.
(4) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن إبراهيم بن همام عن حذيفة قال : كان يدخل المسجد فيقف على الحلق فيقول : يا معشر القراء ! اسلكوا الطريق فلئن سلكتوه لقد سبقتم سبقا بعيدا ، ولئن أخذتم يمينا وشمالا لقد ضللتم ضلالا بعيدا.
(5) حدثنا محمد بن عبيد عن الاعمش عن موسى بن عبد الله بن يزيد عن أم سلمة قالت : قال حذيفة : لوددت أن لي إنسانا يكون في مالي ثم أغلق علي بابا فلا يدخل علي أحد حتى ألحق بالله.
(6) حدثنا ابن إدريس عن حصين عن أبي وائل شقيق عن خالد بن ربيع العبسي قال : لما بلغنا ثقل حذيفة خرج إليه نفر من بني عبس ونفر من الانصار معنا أبو مسعود ، قال : فانتهينا إليه في بعض الليل فقال : أي ساعة هذه ؟ قلنا : ساعة كذا وكذا ، قال : أعوذ بالله من صباح إلى النار ، هل جئتموني معكم بكفن ؟ قلنا : نعم ، قال : فلا تغالوا بكفني فإن يكن لصاحبكم خير عند الله يبدل خيرا منه وإلا سلب سريعا.
(7) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن مجالد عن محمد بن المنتشر عن ابن حراش عن حذيفة بن اليمان قال : إن في القبر حسابا وفي اليوم القيامة عذابا فمن حوسب يوم القيامة عذب.
(8) حدثنا وكيع عن إسماعيل عن قيس عن أبي مسعود قال : لما أتي حذيفة بكفنه قال : إن يصب أخوكم خيرا فعسى ، وإلا ليترامين به رجواها إلى يوم القيامة.
(9) حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي إسحاق عن مسلم عن حذيفة * (للذين أحسنوا الحسني وزيادة) * قال : أنظر إلى وجه الله.
(10) حدثنا يحيى بن أبي بكير عن شعبة عن عبد الملك بن ميسرة قال : سمعت زياد
__________
(31 / 4) الحلق : الحلقات التي تجمع فيه الناس أو القراء.
(31 / 6) ثقلة : شدة مرضه.
(31 / 9) سورة يونس الآية (26).
(*)(8/201)
يحدث عن ربعي بن حراش عن حذيفة أنه قال : رب يوم لو أتاني الموت لم أشك ، فأما اليوم فقد خالطت أشياء لا أدري على ما أنا منها ، وأوصى أبا مسعود فقال : عليك بما تعرف ، وإياك والتلون في دين الله.
(11) حدثنا وكيع عن عكرمة بن عمار عن أبي عبد الله الفلسطيني عن عبد العزيز ابن أخ لحذيفة قال سمعته من حذيفة منذ خمس وأربعين سنة ، قال : قال حذيفة : أول ما تفقدون من دينكم الخشوع وآخر ما تفقدون من دينكم الصلاة.
(12) حدثنا أبو أسامة عن ابن عون عن أبي بشر عن جندب بن عبد الله البجلي ثم البصري قال : استأذنت على حذيفة ثلاث مرات فلم يأذن لي ، فرجعت فإذا رسوله قد لحقني فقال : ما ردك ؟ قلت : ظننت أنك نائم ، قال : ما كنت لانام حتى أنظر من أين تطلع الشمس ؟ قال : فحدثت به محمدا فقال : قد فعله غير واحد من أصحاب محمد (ص).
(32) كلام عبادة بن الصامت رضي الله عنه (1) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن شمر عطية بن شهر بن حوشب عن عبادة بن الصامت قال : إذا كان يوم القيامة قال الله : ميزوا ما كان لي من الدنيا وألقوا سائرها في النار.
(2) حدثنا يعلى بن عبيد عن الاعمش عن عمارة بن حمزة عن شهر بن حوشب قال : جاء رجل إلى عبادة بن الصامت فقال : رجل يصلي يبتغي وجه الله ويحب أن يحمد ، قال : ليس بشئ ، إن الله يقول : أنا خير شريك ، فمن كان له معي شرك فهو له كله لا حاجة لي فيه.
(3) حدثنا غندر عن شعبة عن الحكم قال : سمعت ميمون بن أبي شبيب يحدث عن عبادة بن الصامت قال : أتمني لحبيبي أن يقل ماله ويعجل موته.
__________
(12 / 31) قد فعله غير واحد : أي قعد غير واحد منهم منتظرا طلوع الشمس ومن أين تطلع لان من علامات القيامة طلوع الشمس من مغربها.
(*)(8/202)
(33) كلام ابي موسى رضي الله عنه.
(1) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن شقيق عن أبي وائل عن أبي موسى قال : إنما أهلك مكان قبلكم هذا الدينار والدرهم وهما مهلكاكم.
(2) حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث عن حماد بن سلمة عن أبي عمران الجوني عن ابن أبي موسى عن أبيه * (ولمن خاف مقام ربه جنتان) * قال : جنتان من ذهب للسابقين وجنتان من فضة للتابعين (3) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن أبي ظبيان عن أبي موسى قال : الشمس فوق رؤوس الناس يوم القيامة وأعمالهم تظلهم أو تضيحهم.
(4) حدثنا وكيع قال حدثنا الاعمش عن أبي الضحى عن مسروق قال : كنا مع أبي موسى ، قال : فجئنا الليل إلى بستان خرب ، قال : فقال أبو موسى من اليل يصلي ، فقرأ قراءة حسنة ثم قال : اللهم أنت مؤمن تحبن المؤمن مهيمن تحب المهمين ، سلام تحب السلام ، صادق تحب الصادق.
(5) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن عاصم عن شقيق عن أبي موسى قال : تخرج نفس المؤمن وهي أطيب ريحا من المسك ، قال : فيصعد بها الملائكة الذين يتوفونها فتلقاهم ملائكة دون السماء فيقولون : من هذا معكم ؟ فيقولون : فلان - ويذكرونه بأحسن عمله ، فيقولون : حياكم الله وحيا من معكم ، قال : فتفتح له أبواب السماء ، قال : فيشرق وجهه فيأتي الرب ولوجهه برهان مثل الشمس ، قال : وأما الآخر فتخرج نفسه وهي أنتن من الجيفة ، فيصعد بها الملائكة الذين يتوفونها فتلقاهم ملائكة دون السماء فيقولون من هذا معكم ؟ فيقولون : فلان - ويذكرونه بأسوء عمله ، قال : فيقولون : ردوه فما ظلمه الله شيئا ، قال : وقرأ أبو موسى : * (ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط) *.
__________
(33 / 1) أي أهلكهم الركض وراء المال والاستئناس بالدنيا والميل إليها ونسيان الآخرة في غمار ذلك.
(33 / 2) سورة الرحمن الآية (46).
(33 / 3) تضيحهم : قال ابن دريد هو فعل ممات وضاحت البلاد : خلت جدبا والضيح يأتي تباعا للريح ،
فإذا افرد لم يكن له معنى ، قاله أبو زيد ولعل المقصود هنا أن أعمالهم تصير ريحا حاميا يلفح وجوههم.
(33 / 5) سورة الاعراف من الآية (40).
(*)(8/203)
(6) حدثنا معاذ عن بن عون عن محمد قال : كتب أبو موسى إلى عامر من عبد الله بن قيس إلى عامر بن عبد الله يدعى عامر بن عبد قيس (أما بعد فإني عهدتك على أمر وبلغني أنك تغيرت ، فإن كنت على ما عهدت فاتق الله ودم ، وإن كنت نغير ت فاتق الله وعد).
(7) حدثنا علي بن مسهر عن عاصم عن أبي كبشة عن أبي موسى قال : الجليس الصالح خير من الوحدة والوحدة خير من جليس السوء ، ألا إن مثل جليس الخير كمثل العطر إلا يحذك يعبق بك من ريحه ، ألا وإن مثل جليس السوء كمثل الكير إلا يحرقك يعبق بك من ريحه ، ألا وإنما سمي القلب من تقلبه ، ألا وإن مثل القلب مثل ريشة متعلقة بشجرة في فضاء من الارض فالريح تقلبها ظهرا وبطنا.
(8) حدثنا يزيد بن هارون عن حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن أنس قال : كنا مع أبي موسى في مسير له فسمع الناس يتكلمون فسمع فصاحة وبلاغة ، قال : فقال : يا أنس ! هلم فلنذكر الله ساعة ، فإن هؤلاء يكاد أحدهم أن يغري الاديم بلسانه ، ثم قال : يا أنس ! ما ثبط الناس عن الآخرة ؟ ما ثبطهم عنها ؟ قال : قلت : الدنيا والشهوات ، قال : لا ، ولكن غيبت الآخرة وعجلت الدنيا ولو عاينوا ما عدلوا بينهما ولا ميلوا.
(9) حدثنا غندر عن شعبة عن زياد بن مخراق عن أبي أياس عن أبي كنانة عن أبي موسى الاشعري أنه قال : إن هذا القرآن كائن لكم أجرا وكائن لكم ذكرا وكائن عليكم وزرا ، فاتبعوا القرآن ولا يتبعكم ، فإنه من يتبع القرآن يهبط به على رياض الجنة ، ومن يتبعه القرآن يزخ في قفاه فيقذفه في جهنم.
(10) حدثنا الفضل بن دكين عن سفيان عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن عن أبي موسى قال : إذا أصبح إبليس بعث جنوده فيقول : لم أزل به حتى شرب ، قال : أنت ، قال : لم أزل به حتى زنى ، قال : أنت ، قال : لم أزل به حتى قتل ، قال : أنت.
(11) حدثنا عفان قال حدثنا وهيب قال حدثنا داود بن أبي هند عن أبي حرب بن أبي الاسود عن أبيه قال : جمع أبو موسى القراء فقال : لا يدخلن عليكم إلا من جمع القرآن ، قال : فدخلنا زهاء ثلاثمائة رجل فوعظنا وقال : أنتم قراء هذا البلد وأنتم ، فلا يطولن عليكم الامد فتقسوا قلوبكم كما قست قلوب أهل الكتاب.
__________
(33 / 7) يحذك : يعطك أو ينيلك بعضه.
(33 / 9) وهو وزر لمن تركه فلم يقرأه ولم يعمل بما جاء به.
(*)(8/204)
(12) حدثنا أبو خالد عن أشعث عن أبي بردة قال : بعثني أبي إلى المدينة وقال : إلحق أصحاب رسول الله (ص) فسائلهم ، واعلم إني سائلك ، فلقيت ابن سلام فإذا هو رجل خاشع.
(3) كلام ابن الزبير رضي الله عنه (1) حدثنا جرير عن منصور عن مجاهد قال : كان ابن الزبير إذا قام في الصلاة كأنه وتد.
(2) حدثنا أبو بكر بن عياش عن أبي إسحاق قال : ما رأيت سجدة أعظم من سجدته يعني ابن الزبير.
(3) حدثنا عبد الله بن نمير قال أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير قال : * (خذ العفو) * ، قال : ما مر به من أخلاق الناس ، وأيم الله لآخذن به فيهم ما صحبتهم.
(4) حدثنا أبو داود الطيالسي عن الاسود بن شيبان عن أبي نوفل بن أبي عقرب قال : دخلنا على ابن الزبير وهو مواصل لخمس عشرة.
(5) حدثنا أبو أسامة عن سعيد بن مرزبان قال : حدثنا محمد بن عبيد الله الثقفي قال : رأيت ابن الزبير خطبهم ، وقال : إنكم جئتم من بلدان شتى تلتمسون أمرا عظيما ، فعليكم بحسن الدعة وصدق النية.
(6) حدثنا أبو أسامة عن هشام بن عروة عن وهب بن كيسان قال : كتب رجل من أهل العراق إلى ابن الزبير حين بويع : سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو ، أما بعد فإن لاهل طاعة الله وأهل الخير علامة يعرفون بها ويعرف فيهم من الامر بالمعروف ونهي عن المنكر والعمل بطاعة الله ، وأعلم الناس أن الامام مثل السوق يأتيه ما زكا فيه ، فإن كان برا جاءه أهل البر ببرهم ، وإن كان فاجرا جاءه أهل الفجور بفجورهم.
__________
(34 / 1) كأنه وتد : كان يطيل الوقوف للقراءة ثابتا لا يميل.
(34 / 2) أي كان يطيل السجود.
(34 / 3) سورة الاعراف من الآية (199).
(34 / 4) مواصل : يواصل الصيام دون إفطار أو سحور.
(*)(8/205)
(7) حدثنا محمد بن عبد الله الاسدي عن سفيان عن يونس عن الحسن عن عتي عن أبي بن كعب قال : إن طعام ابن آدم ضرب مثلا وإن ملحه وقزحه علم إلى ما يصير.
(8) حدثنا غندر عن شعبة عن سعد بن ابراهيم عن أبيه عن جده عبد الرحمن بن عوف أنه أتي بالطعام فقال عبد الرحمن : قتل حمزة ولم يجد ما يكفنه وهو خير مني ، وقتل مصعب بن عمير ، وهو خير مني ولم يجد ما يكفنه ، وقد أصبنا ، ثم قال عبد الرحمن : إني لاخشى أن نكون قد عجلت لنا طيباتنا في الدنيا.
(9) حدثنا أبو أسامة عن مسعر عم معن عن عون بن عبد الله قال : بينا رجل في بستان بمصر في فتنة ابن الزبير جالس مهموم حزين ينكت في الارض ، إذ رفع رأسه فإذا صاحب مسحاة قائم بين يديه ، فقال صاحب المسحاة ، ما لي أراك مهموما حزينا ؟ فكأنه ازدراه ، فقال : لا شئ ، فقال صاحب المسحاة : إن يكن للدنيا فالدنيا عرض حاضر
يأكل منه البر والفاجر ، وإن الآخرة أجل صادق يحكم فيه ملك قادر يفصل بين الحق والباطل ، حتى ذكر أن لها مفاصل مثل مفاصل اللحم ، من أخطأ منها شيئا أخطأ الحق ، فلما سمع بذلك قال : اهتمامي بما فيه المسلمون ، قال : فقال : فإن الله سينجيك بشفقتك على المسلمين وسل ، من ذا الذي سأل الله فلم يعطه ؟ ودعا الله فلم يجبه ؟ وتوكل عليه فلم يكفه ؟ ووثق به فلم ينجه ؟ قال : فطفقت أقول : اللهم سلمني وسلم مني ، قال : فتجلت ولم أصب منها بشئ.
(10) حدثنا قبيصة بن عقبة عن مالك بن مغول عن ابن أبجر عن سلمة بن كهيل قال : لقيني أبو جحيفة فقال لي : يا سلمة ! ما بقي شئ مما كنت أعرف إلا هذه الصلاة ، وما من نفس تسرني أن تفديني من الموت ولا نفس ذباب ، قال : ثم بكى.
(11) حدثنا حميد بن عبد الرحمن عن زكريا عن علي بن الاقمر عن أبي جحيفة قال : جالسوا الكبراء وخالطوا الحكماء وسائلوا العلماء.
(12) حدثنا محمد بن أبي عدي عن شعبة عن يزيد بن أبي زياد قال : مروا بجنازة أبي عبد الرحمن على أبي جحيفة فقال : استراح واستريح منه.
__________
(34 / 7) القزح : التوابل والابازير.
(34 / 8) يريد بذلك قوله تعالى : * (أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعم بها) * سورة الاحقاف الآية (20).
(*)(8/206)
(13) حدثنا إسماعيل بن علية عن عبد الرحمن بن إسحاق عن أبي حازم عن النعمان بن أبي عياش عن أبي سعيد * (فإن له معيشة ضنكا) * ، قال : عذاب القبر.
(14) حدثنا وكيع عن إبراهيم بن حبان عن أبي جعفر عن أبي سعيد * (لرادك إلى معاد) * قال : معاده آخرته : الجنة.
(15) حدثنا أبو أسامة عن مجالد عن أبي الوداك عن أبي سعيد قال : إن إبراهيم
يلقاه أبوه يوم القيامة فيتعلق به ، فيقول له إبراهيم : قد كنت آمرك وأنهاك فعصيتني ، قال : ولكن اليوم لا أعصيك ، قال : فيقبل إبراهيم إلى الجنة وهو معه ، قال : فيقال له : يا إبراهيم ! دعه ، قال : فيقول : إن الله وعدني أن لا يخذلني اليوم ، قال : فيأتي إبراهيم آت من ربه ملك ، فيسلم عليه فيرتاع له إبراهيم ويكلمه ويشغل حتى يلهو عن أبيه ، قال : فينطلق الملك ويمشي إبراهيم نحو الجنة ، قال : فيناديه أبوه ، يا إبراهيم ، قال : فيلتفت إليه وقد غير خلقه ، قال : فيقول إبراهيم : أف أف - ثم يمشي إلى الجنة ويدعه.
(35) كلام ربيع بن خيثم (1) حدثنا وكيع عن سفيان عن أبيه عن أبي يعلى قال : كان الربيع بن خيثم إذا مر بالمجلس يقول : قولوا خيرا وافعلوا خيرا ودوموا على صالحة ، ولا تقس قلوبكم ولا يتطاول عليكم الامد ولا تكونوا كالذين قالوا : سمعنا وهم لا يسمعون.
(2) حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن أبيه عن أبي يعلى قال : كان الربيع إذا قيل له : كيف أصبحت ؟ يقول : أصبحنا ضعفاء مذنبين نأكل أرزاقنا وننتظر آجالنا.
(3) حدثنا ابن مهدي عن سفيان عن أبيه عن أبي يعلي عن ربيع قال ما أحب مناشدة العبد لربه يقول : رب قضيت على نفسك الرحمة ، قضيت على نفسك كذا ، يستبطئ ، وما رأيت أحدا يقول : رب قد أديت ما علي فأد ما عليك.
(4) حدثنا وكيع عن سفيان عن أبيه عن أبي يعلى عن ربيع عن خيثم قال : ما غائب ينتظره المؤمن خير من الموت.
(5) حدثنا وكيع عن سفيان عن أبيه عن منذر عن الربيع بن خيثم أنه أوصى عند
__________
(34 / 13) سورة طه الآية (124).
(34 / 14) سورة القصص الآية (85).
(*)(8/207)
موته فقال : هذا ما أقر به الربيع بن خيثم على نفسه وأشهد الله عليه وكفى بالله شهيدا ،
وجازيا لعبادة الصالحين ومثيبا أني رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد نبيا ، ورضيت لنفسي ولمن أطاعنى أن أعبده في العابدين وأن أحمده في الحامدين وأن أنصح لجماعته المسلمين.
(6) حدثنا محمد بن فضيل عن أبي حيان عن أبيه قال : ما سمعت الربيع بن خيثم يذكر شيئا من أمر الدنيا إلا أني سمعته يقول مرة : كم بنيتم مسجدا.
(7) حدثنا أبو أسامة قال : حدثنا سفيان الثوري عن أبيه عن بكر بن ماعذ قال : قال الربيع بن خيثم : يا بكر ! اخزن عليك لسانك إلا مما لك ولا عليك ، فإني اتهمت الناس على ديني ، أطع الله فيما عملت ، وما استؤثر به عليك فكله إلى عالمه ، لانا عليكم في العمد أخوف مني عليكم في الخطأ ، ما خير كم اليوم بخيره ، ولكنه خير من آخر شر منه ، ما أدركتم ، ولا كل ما تقرأون تدرون ما هو ؟ السرائر اللاتي يخفين على الناس هن لله بواد ، ابتغوا دواءها ، ثم يقول لنفسه : وما دواءها ؟ أن تتوب ثم لا تعود.
(8) حدثنا محمد بن فضيل عن محمد بن عجلان عن نسير مولى الربيع قال : كان الربيع يصلي ليلة فمر بهذه الآية * (أم حسب الذين اجترحوا السيئات) * فرددها حتى أصبح.
(9) حدثنا حفص بن غياث عن الاعمش عن إبراهيم قال : كان الربيع يأتي علقمة وكان في مسجده طريق ، وإلى جنبه نساءكن يمررن في المسجد ، فلا يقول كذا وكذا.
(10) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن أبي رزين عن الربيع بن خيثم * (وإذا لا تمتعون إلا قليلا) * ، قال : القليل ما بينهم وبين الاجل.
(11) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن أبي رزين عن ربيع بن خيثم * (بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئاته) * قال : ماتوا على كفرهم ، وربما قال : ماتوا على المعصية.
__________
(35 / 8) سورة الجائية الآية (21).
(35 / 10) سورة الاحزاب من الآية (16).
(35 / 11) سورة البقرة من الآية (81).
(*)(8/208)
(12) حدثنا وكيع قال حدثنا الاعمش عن منذر عن ربيع بن خيثم أنه كان يكنس الحش بنفسه ، قال : فقيل له : إنك تكفي هذا ، قال : إني أحب أن آخذ بنصيبي من المهنة.
(13) حدثنا حفص عن أشعث عن ابن سيرين عن الربيع بن خيثم قال : أقلوا الكلام إلا بتسع ، تسبيح وتهليل وتكبير وتحميد وسؤالك الخير وتعوذك من الشر وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر وقراءة القرآن.
(14) حدثنا وكيع عن الاعمش عن منذر عن الربيع أنه قال لاهله : اصنعوا لي خبيصا ، فصنع فدعا رجلا به خبل فجعل ربيع يلقمه ولعابه يسيل ، فلما أكل وخرج قال له أهله : تكلفنا وصنعنا ثم أطعمته ما يدري هذا ما أكل ، قال الربيع : لكن الله يدري.
(15) حدثنا وكيع قال : حدثنا مالك بن مغول عن الشعبي قال : ما جلس الربيع بن خيثم في مجلس منذ تأزر بإزار ، قال : أخاف أن يظلم رجل فلا أنصره ، أو يفتري رجل على رجل فأكلف عليه الشهادة ، ولا أغض البصر ولا أهدي السبيل أو تقع الحامل فلا أحمل عليها.
(16) حدثنا ابن خلف بن خليفة عن سيار عن أبي وائل قال : انطلقت أنا وأخي إلى الربيع بن خيثم ، فإذا هو جالس في المسجد فقال : ما جاء بكم ؟ قالوا : جئنا لتذكر الله فنذكره معك ، وتحمد الله فنحمده معك ، فرفع يديه فقال : الحمد لله الذي لم تقولا : جئنا لتشرب فنشرب معك ، ولا جئنا لتزني فنزني معك.
(17) حدثنا محمد بن فضيل عن حصيل قال : حدثني مع سمع الربيع يقول : عجبا لملك الموت وإتيانه ثلاثة : ملك ممتنع في حصونه فيأتيه فينزع نفسه ويدع ملكه خلفه ، وطبيب نحرير يداوي الناس فيأتيه فينزع نفسه ، ومسكين منبوذ في الطريق يقذره الناس أن يدنوا منه ، ولا يقذره ملك الموت أن يأتيه فينزع نفسه.
(18) حدثنا وكيع عن سفيان عن رجل عن ربيع بن خيثم أنه سرقت له فرس من الليل وهو يصلي قيمته ثلاثون ألفا فلن ينصرف ، فأصبح فحمل على مهرها ثم أصبح فقال : اللهم سرقني ولم أكن أسرقه ، قال : وكان ربيع يجهر بالقراءة فإذا سمع وقعا خافت.
__________
(35 / 12) الحش : بيت الخلاء.
(35 / 14) الخبيص : طعام من لباب القمح (النشاء) والماء والسكر.
(35 / 18) خافت : لكي لا يسمعه الناس وهو يقرأ فلا تحتسب له حسنات قراءته أي يصير كأنه يقرأ مراءاة للناس.
ابن أبي شيبة - ج 8 - م 14 (*)(8/209)
(19) حدثتا عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن عبد الملك بن عمير قال للربيع : لا ندعوا لك طبيبا ؟ فقال : أنظروني ، ثم تفكر فقال : * (وعادا وثمودا وأصحاب الرس وقرونا بين ذلك كثيرا وكلا ضربنا له الامثال وكلا تبرنا تتبيرا) * ، فذكر من حرصهم على الدنيا ورغبتهم فيها ، قال : فقد كانت فيهم أطباء ، فلا المداوي بقي ولا المداوي ، هلك الناعت والمنعوت له ، والله لا تدعون لي طبيبا.
(20) حدثنا عبيدة بن حميد عن داود عن الشعبي قال : دخلنا على ربيع بن خيثم فدعا بهذه الدعوات : اللهم لك الحمد كله وإليك يرجع الامر كله ، وأنت إله الخلق كله ، بيدك الخير كله ، نسألك من الخير كله ، ونعوذ بك من الشر كله.
(21) حدثنا ابن مهدي عن سفيان عن سرية الربيع قالت : لما حضر الربيع بكت ابنته فقال : يا بنية ! لم تبكين ؟ قولي ما يسرني : لقي أبي الخير.
(22) حدثنا وكيع عن سفيان عن أبيه عن إبراهيم التيمي قال : حدثني من صحب ربيع بن خيثم عشرين سنة ما سمع كلمة تعاب.
(23) حدثنا محمد بن فضيل عن سالم عن منذر عن الربيع بن خيثم في قوله : * (فأما إن كان من المقربين فروح وريحان وجنة نعيم) * قال : مدخورة * (وأما إن كان من
المكذبين الضالين فنزل من حميم) * قال : عنده * (وتصلية جحيم) * قال : مدخورة له.
(24) حدثنا ابن فضيل عن ابن عجلان عن نسير أبي طعمة قال : كان الربيع إذا جاءه سائل قال : أطمعوا هذه السائل سكرا فإن الربيع يحب السكر.
(25) حدثنا معاوية بن هشام قال : حدثنا سفيان عن رجل عن ربيع بن خيثم قوله : * (يا أيها الانسان ما غرك بربك الكريم) * قال : الجهل.
__________
(35 / 19) سورة الفرقان الآيتان (38 - 39).
(35 / 23) * (فأما إن كان من المقربين) * إلى * (وجنة نعيم) * سورة الواقعة الآيتان (88 - 89).
* (وأما إن كان من المكذبين) * إلى * (حميم) * سورة الواقعة الآيتان (92 - 93).
* (وتصلية جحيم) * سورة الواقعة الآية (94).
(35 / 25) سورة الانفطار الآية (6).
(*)(8/210)
(36) كلام مسروق (1) حدثنا وكيع عن مسعر عن إبراهيم عن محمد بن المنتشر عن مسروق قال : ما من شئ خير للمؤمن من لحد قد استراح من هموم الدنيا وأمن من عذاب الله.
(2) حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن شعبة عن أبي إسحاق قال : حج مسروق فما نام ألا ساجدا.
(3) حدثنا ابن مهدي عن شعبة عن إسماعيل بن أبي خالد عن سعيد بن جبير عن مسروق قال : ما من الدنيا شئ آسى عليه إلا السجود لله.
(4) حدثنا عبد الله بن نمير عن مالك بن مغول عن أبي السفر عن مرة قال : ما ولدت همدانية مثل مسروق.
(5) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن مسلم عن مسروق فال : ما خطا عبد خطوة قط إلا كتبت له حسنة أو سيئة.
(6) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن مسلم عن مسروق قال : إن المرء لحقيق أن تكون له مجالس يخلو فيها يذكر فيها ذنوبه فيستغفر منها.
(7) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن مسلم أو غيره - شك الاعمش - عن مسروق قال : إن أحسن ما أكون ظنا حين يقول الخادم : ليس في البيت قفيز من قمح ولا درهم.
(8) حدثنا ابن إدريس عن الحسن بن عبيد الله عن أبي الضحى عن مسروق قال : أقرب ما يكون العبد إلى الله وهو ساجد.
(9) حدثنا عبيدة بن حميد عن منصور عن هلال بن يساف قال : قال مسروق : من سره أن يعلم علم الاولين والآخرين وعلم الدنيا والآخرة فليقرأ سورة الواقعة.
(10) حدثنا عفان بن مسلم قال : حدثنا أبو عوانة عن مغيرة عن عامر أن رجلا كان يجلس إلى مسروق يعرف وجهه ولا يسمي اسمه ، قال : فشيعه ، فال : فكان في آخر
__________
(36 / 3) أي يأسى على نفسه ألا يكون قد أكثر من السجود.
(36 / 4) وأم مسروق همدانية.
(36 / 5) حسبما يكون العمل الذي يسير إليه من خير أو شر.
(*)(8/211)
من ودعه فقال : إنك قريع القراء وسيدهم ، وإن زينك لهم زين ، وشينك لهم شين ، فلا تحدثن نفسك بفقر ولا طول عمر.
(11) حدثنا أبو أسامة عن الاعمش عن مسلم عن مسروق قال : لما قدم من السلسلة أتاه أهل الكوفة وأتاه ناس من التجار ، فجعلوا يثنون عليه ويقولون : جزاك الله خيرا ما كان أعفك عن أموالنا ! فقرأ هذه الآية : * (أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه كمن متعناه متاع الحياة الدنيا) *.
(12) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن مسلم عن مسروق قال : بحسب المرء من
الجهل أن يعجب بعمله وبحسبه من العلم أن يخشى الله.
(13) حدثنا أبو أسامة عن الاعمش عن مسلم عن مسروق قال : كان رجل بالبادية له كلب وحمار وديك ، قال : فالديك يوقظهم للصلاة ، والحمار ينقلون عليه الماء وينتفعون به ويحملون لهم خباءهم ، والكلب يحرسهم ، فجاء ثعلب فأخذ الديك فحزنوا لذهاب الديك ، وكان الرجل صالحا فقال : عسى أن يكون خيرا ، قال : فمكثوا ما شاء الله ثم جاء ذئب فشق بطن الحمار فقتله فحزنوا لذهاب الحمار ، فقال الرجل الصالح : عسى أن يكون خيرا ، ثم مكثوا بعد ذلك ما شاء الله ثم أصيب الكلب فقال الرجل الصالح : عسى أن يكون خيرا ، فلما أصبحوا نظروا فإذا هو قد سبي من حولهم وبقوا هم ، قال : فإنما أخذوا أولئك بما كان عندهم من الصوت والجلبة ، ولم يكن عند أولئك شئ يجلب ، قد ذهب كلبهم وحمارهم وديكهم.
(14) حدثنا أبو أسامة عن الاعمش عن مسلم عن مسروق قال : خرج رجل صالح بصرة من دراهم في ظلمة الليل ، فأراد أن يتصدق بها ، فلقي رجلا كثير المال فأعطاها إياه ، فلما أصبحوا قالوا ألا تعجبون لفلان وكثرة ماله ، جاءه رجل بصرة دراهم فأعطاها إياه ، فبلغ ذلك الرجل فشق عليه وقال : ما أراه تقبل مني حين أعطيتها هذا الرجل الغني ، قال : وخرج ليلة أخرى بصرة فأعطاها امرأة بغيا ، فلما أصبحوا قالوا : ألا تعجبون إلى فلانة جاءها فلان بصرة فأعطاها وهي لا تمنع رجلها من أحد ، فبلغه ذلك فشق عليه
__________
(36 / 11) سورة القصص الآية (61).
(36 / 13) يجلب : يصدر صوتا وجلبة.
وفي ذلك قوله تعالى : * (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم) *.
سورة البقرة الآية (216).
وقوله تعالى وعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا) * سورة النساء الآية (19).
(*)(8/212)
وقال : ما أراه تقبل مني ، قال : فأتي في المنام فقيل له قد تقبل منك ما أعطيت هذه الغني ،
فأنا أردنا أن نريه أن في الناس من يتصدق ، فيرغب في ذلك ، وأما المرأة فإنها إنما تبغي من الحاجة ، فأردنا أن نعفها.
(15) حدثنا وكيع عن حماد بن زيد عن أنس بن سيرين قال : كان مسروق يصلي حتى تجلس امرأته خلفه تبكي.
(16) حدثنا ابن مهدي عن سفيان عن الاعمش عن طلحة عن ابن عميرة عن مسروق قال : ود أهل البلاء يوم القيامة أن جلودهم كانت تقرض بالمقاريض.
(37) كلام مرة (1) حدثنا عبد الله بن إدريس عن حصين قال : أتينا مرة نسأل عنه فقالوا : مرة الطيب ، فإذا هو في علية له قد تعبد فيها ثنتي عشرة سنة.
(2) حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن شعبة عن الهيثم قال : كان مرة يصلي كل يوم مائتي ركعة.
(3) حدثنا عبد الله بن إدريس عن مالك بن مغول قال : سئل مرة : ما بقي من صلاتك ؟ فقال : الشطر خمسون ومائتا ركعة.
(4) حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي إسحاق عن مرة * (وأفئدتهم هواء) * قال : متخرقة لا تعي شيئا.
(38) كلام الاسود (1) حدثنا أبو خالد الاحمر عن الاعمش عن عمارة عن الاسود قال : ما كان إلا راهبا من الرهبان.
(2) حدثنا إسماعيل بن علية عن ابن عون عن الشعبي قال : سئل عن الاسود فقال : كان صواما حجاجا قواما.
__________
(36 / 16) المقاريض ج مقراض وهو المقص.
(37 / 3) أي أنه كان يصلي خمسمائة ركعة لان الشطر هو النصف.
(37 / 4) سورة إبراهيم من الآية (43).
(38 / 1) أي كأنه راهب من الرهبان لا عتزاله الناس وحبه للوحدة والعبادة.
(38 / 2) قواما : يقوم الليل في صلاة.
(*)(8/213)
(3) حدثنا عبيد الله ، قال : أخبرنا حسن عن منصور عن بعض أصحابه قال : إن كان الاسود ليصوم في اليوم الشديد الحر الذي يرى أن الجمل الجلد الاحمر يرنح فيه من الحر.
(4) حدثنا الفضل بن دكين قال : حدثنا حنش بن الحارث قال : حدثنا علي بن مدرك أن علقمة كان يقول للاسود : لم تعذب هذا الجسد ؟ فيقول : إنما أريد له الراحة.
(5) حدثنا الفضل بن دكين قال : حدثنا حنش بن الحارث قال : رأيت الاسود بن يزيد قد ذهبت إحدى عينيه من الصوم.
(6) حدثنا الفضل عن الحنش عن رياح النخعي قال : كان الاسود يصوم في السفر حتى يتغير لونه من العطش في اليوم الحار في غير رمضان.
(39) كلام علقمة (1) حدثنا ابن أبي فضيل عن أبيه عن شباك عن إبراهيم عن علقمة أنه كان يقول لاصحابه : اذهبوا بنا نزدد إيمانا.
(2) حدثنا ابن علية عن ابن عون قال : سئل الشعبي عن علقمة قال : كان مع البطئ ويدرك السريع.
(3) حدثنا عبد الله بن نمير عن مالك بن مغول عن أبي السفر عن مرة قال : كان علقمة من الربانيين.
(4) حدثنا جرير عن منصور عن إبراهيم عن علقمة * (إن زلزلة الساعة شئ عظيم) * قال شريك : هذا في الدنيا قبل يوم القيامة ، قال جرير : هذا بين يدي الساعة.
(5) حدثنا جرير عن منصور عن إبراهيم قال : كان علقمة إذا رأى من أصحابه هشاشا - أو قال : انبساطا - ذكرهم في الايام كذلك.
(6) حدثنا محمد بن عبيد عن الاعمش عن عمارة عن أبي معمر قال : دخلنا على عمرو بن شرحبيل فقال : انطلقوا بنا إلى أشبه الناس سمتا وهديا بعبد الله ، فدخلنا على علقمة.
__________
(38 / 4) أريد له الراحة أي في الآخرة.
(39 / 4) سورة الحج من الآية (1).
(*)(8/214)
(7) حدثنا أبو أسامة قال : حدثنا الاعمش قال : حدثنا عمارة عن أبي معمر قال : كنا جلوسا عند عمرو بن شرحبيل فقال : اذهبوا بنا إلى أشبه الناس هديا ودلا وسمتا وأبطنهم بعبد الله ، فلم ندر من هو حتى انطلقا إلى علقمة.
(8) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن إبراهيم قال : أصبح همام مترجلا فقال بعض القوم : إن جمة همام لتخبركم أنه لم يتوسدها الليلة.
(9) حدثنا عباد بن العوام عن حصين عن ابراهيم قال : كان رجل منا يقال له همام بن الحارث وكان لا ينام إلا قاعدا في المسجد في صلاته ، فكان يقول : اللهم اشفني من النوم بيسير وارزقني سهرا في طاعتك.
(10) حدثنا جرير عن عطاء بن السائب عن ابن معقل : * (ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت) * قال : أفزعهم فلم يفوتوه.
(11) حدثنا يحيى بن سعيد عن سفيان عن عاصم عن أبي وائل عن عمرو بن شرحبيل قال : إني اليوم لميسرة للموت خفيف الحال والحالة ، وما أدع دينا وما أدع عيالا أخاف عليهم الضيعة إلا هول المطلع.
(12) حدثنا يحيى بن يمان عن مالك بن مغول عن أبي إسحاق عن أبي ميسرة قال :
كان إذا آوى إلى فراشه بكى ثم قال : ليت أمي لم تلدني ، قيل : لم قال : لانا أخبرنا أنا واردوها ولم نخبر أنا صادرواها.
(13) حدثنا حميد بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي إسحاق عن عمرو بن شرحبيل قال : مات رجل يرون أن عنده ورعا ، فأتي في قبره فقيل : إنا جالدوك مائة جلدة من عذاب الله ، قال : فيم تجلدوني ؟ فقد كنت أتوقى وأتورع ، فقيل : خمسون ، فلم يزالوا يناقصوه حتى صار إلى جلدة فجلد ، فالتهب القبر عليه نارا وهلك الرجل ثم أعيد فقال : فيم جلدتموني ؟ قالوا : صليت يوم تعلم وأنت على غير وضوء ، واستغاثك الضعيف المسكين فلم تغثه.
__________
(39 / 8) لو يتوسدها الليلة أي لم ينم وإنما قام ليله في الصلاة.
والجمة شعر الرأس.
(39 / 10) سورة السبأ الآية (51).
(39 / 12) واردوها : أي النار وفي ذلك قوله تعالى : * (وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا) * سورة مريم الآية (71).
(*)(8/215)
(14) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن أبي وائل قال : ما رأيت همدانيا قط أحب إلى أن أكون في سلخ جلده من عمرو بن شرحبيل.
(15) حدثنا وكيع عن علي بن صالح عن أبي إسحاق عن أبي ميسرة قال : من عمل بهذه الآية فقد استكمل * (ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب) *.
(16) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش قال : دخل سليم بن الاسود أبو الشعثاء على أبي وائل يعوده فقال : إن في الموت لراحة ، فقال أبو وائل : إن لي صاحبا خيرا لي منك : خمس صلوات في اليوم.
(17) حدثنا وكيع قال حدثنا الاعمش قال : قال لي أبو وائل : يا سليمان ! والله لو
أطعنا الله ما عصانا.
(18) حدثنا أبو أسامة عن مسعر عن عاصم أن أبا وائل كان يقول وهو ساجد : إن تعف عني تعف عن طول منك ، وإن تعذبني تعذبني غير ظالم ولا مسبوق - ثم يبكي.
(19) حدثنا جرير عن مغيرة قال : كان إبراهيم التيمي يذكر في منزل أبي وائل ، فكان أبو وائل ينتفض كما ينتفض الطير.
(20) حدثنا جعفر بن عون عن مسعر عن عاصم عن أبي وائل قال : ما شبهت قراء زمامنا هذا إلا دراهم مزوقة أو غنما رعت الحمض فنفخت بطونها فذبحت منها شاة فإذا هي لا تنقى.
(21) حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا عقبة عن الاعمش عن شقيق أنه كان يتوضا ، يقول : هات الآن كل حاجة لك.
(22) حدثنا محمد بن عبيد عن الاعمش قال : قال لي إبراهيم ، عليك بشقيق فإني أدركت أصحاب عبد الله وهم متوافرون وهم يعدونه من خيارهم.
(40) كلام معضد (1) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن إبراهيم عن همام قال : انتهيت إلى معضد وهو ساجد نائم قال : فانتبه وهو يقول : اللهم اشفني من النوم بيسير - ثم مضى في صلاته.
__________
(39 / 15) سورة البقرة من الآية (177).
(39 / 18) طول : قدرة.
(*)(8/216)
(2) حدثنا عبد الله بن نمير قال حدثنا الاعمش عن إبراهيم عن علقمة قال : رمي معضد بسهم في رأسه فنزع السهم من رأسه ثم وضع يده على موضعه ثم قال : إنها لصغيرة ، وإن الله ليبارك في الصغيرة.
(3) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن إبراهيم عن علقمة قال : أصاب ثوبه من دم
معضد ، قال : فغسله فلم يذهب أثره قال : وكان يصلي فيه ويقول : إنه ليزيده إلى حبا من دم معضد.
(4) حدثنا علي بن مسهر عن الاعمش عن عمارة قال : نزل معضد إلى جنب الشجرة فقال : والله ما أبالي صليت لهذه من دون الله أو أطعت مخلوقا في معصية الله.
(5) حدثنا جرير عن الشيباني قال : كان لمضعد أخ ، قال : فكان يأتي السوق فيشتري ويبيع وينفق على عياله وعلى عيال معضد ، قال : فكان يقول : هو خير مني نحن في عياله ينفق علينا والله تعالى أعلم.
(41) كلام أبي رزين (1) حدثنا جرير عن منصور عن أبي رزين في قوله : * (وثيابك فطهر) * قال : عملك أصلحه ، فكان الرجل إذا كان حسن العمل قيل : فلان طاهر الثياب.
(2) حدثنا وكيع عن سفيان عن منصور عن مجاهد وأبي رزين * (فهم يوزعون) * قال : يحبس أولهم على آخرهم.
(3) حدثنا أبو معاوية قال حدثنا إسماعيل بن سميع عن أبي رزين في قوله : * (فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا) * قال : يقول الله : الدنيا قليل فليضحكوا فيها ما شاءوا ، فإذا صاروا إلى الآخرة بكوا بكاء لا ينقطع ، فذلك الكثير.
__________
(40 / 3) أي لان فيه أثرا من معضد.
(40 / 4) أي أن طاعة المخلوق في معصية الله مساوية للشرك بالله أي كأنه يجعل هذا الذي يطيعه في المعصية ندا الله والعياذ بالله.
(41 / 1) سورة المدثر الآية (4).
(41 / 2) سورة النمل من الآية (17).
(41 / 3) سورة التوبة من الآية (82).
(*)(8/217)
(4) حدثنا علي بن مسهر عن إسماعيل بن سميع عن أبي رزين في قوله : * (إنها لاحدى الكبر) * قال : جهنم * (نذيرا للبشر) * ، قال : يقول الله : أنا لكم منه نذير.
(5) حدثنا علي بن مسهر عن إسماعيل بن سميع عن أبي رزين * (لسواحة للبشر) * قال تلوح جلده حتى تدعه أشد سوادا من الليل.
(6) حدثنا وكيع عن سفيان عن منصور عن أبي رزين قال : (الغساق) ما يسيل من صديدهم.
(7) حدثنا أبو أسامة عن الاعمش قال : سمعتهم يقولون : ما عمل عبد الرحمن بن يزيد عملا قط إلا وهو يريد به وجه الله.
(8) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن إبراهيم عن عبد الرحمن بن يزيد أنه كان يقرأ القرآن في سبع.
(9) حدثنا أبو خالد الاحمر عن الاعمش عن شمر عن زياد بن حدير قال : ما فقه قوم لم يبلغوا التقى.
(10) حدثنا عبد الله بن نمير قال حدثنا مالك بن مغول عن أبي صخرة قال : قال زياد بن حدير : لوددت أني في حيز من حديد ومعي ما يصلحني لا أكلم ولا يكلموني.
(11) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن خيثمة عن الحارث بن قيس قال : إذا كنت في شئ من أمر الدنيا فتوخ ، وإذا كنت في شئ من أمر الآخرة فامكثت ما استطعت ، وإذا جاءك الشيطان وأنت تصلي فقال : إنك ترائي ، فزد وأطل.
(12) حدثنا شبابة بن سوار قال حدثنا شعبة عن الاعمش قال : قال خيثمة : تجلس أنت وإبراهيم في المسجد ويجتمع عليكم ، قد رأيت الحارث بن قيس إذا اجتمع عنده رجلان قام وتركهما.
__________
(41 / 4) سورة المدثر الآيتان (35 - 36).
(41 / 5) سورة المدثر الآية (29).
(41 / 6) يقصد قوله تعالى : غساقا) * وذلك في سورة (ص) من الآية (57).
(41 / 10) حيز : مكان ضيق.
(41 / 11) توخ : أسرع فيه ولا تطل البقاء.
(*)(8/218)
(13) حدثنا وكيع عن الاعمش عن مسعر عن علي بن الاقمر عن أبي الاحوص قال : إن كان الرجل ليطرق الفسطاط ، قال : فيجد لهم دويا كدوي النحل ، فما بال هؤلاء يأمنون ما كان أولئك يخافون.
(14) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن مالك بن الحارث عن عبد الله ابن ربيعة قال : قال عتبة بن فرقد لعبد الله بن ربيعة : يا عبد الله ! ألا تعينني على ابن أخيك ، قال : وما ذاك ؟ قال : يعينني ما أنا فيه من عمل ، فقال له عبد الله : يا عمرو ! أطع أباك ، قال : فنظر إلى معضد وهو جالس فقال : * (لا تطعه واسجد واقترب) * قال : فقال عمرو : يا أبت ! إنما أنا عبد أعمل في فكاك رقبتي ، قال : فبكى عتبة وقال : يا بني إني لاحبك حبين ، حبا لله وحب الوالد ولده ، قال : فقال عمرو : يا أبت ! إنك كنت أتيتني بمال بلغ سبعين ألفا ، فإن كنت سائلي عنه فهو ذا فخذه ، وإلا فدعني فأمضيه ، قال : له عتبة فأمضه ، قال : فأمضاه حتى ما بقي منه درهم.
فخذه ، وإلا فدعني فأمضيه ، قال : له عتبة فأمضه ، قال : فأمضاه حتى ما بقي منه درهم.
(15) حدثنا أبو أسامة قال حدثنا الاعمش قال حدثنا عمارة قال : خرجنا معنا أهل لشريح بن هانئ إلى مكة ، فخرج معنا يشيعنا ، قال : فكان فيما قال لنا : أجدوا السير فإن ركبانكم لا تغني عنكم من الله شيئا ، وما فقد الرجل من الدنيا شيئا أهون عليه من نفسه تركها ، قال عمارة : فما ذكرتها من قوله إلا انتفعت بها.
(16) حدثنا محمد بن فضيل عن أبيه قال : سمعت ماهان يقول : أما يستحي أحدكم أن تكون والتهليل دابته التي يركب وثوبه الذي يلبس أكثر لله منه ذكرا ، فكان لا يفتر من التكبير والتهليل.
(17) حدثنا محمد بن فضيل عن إبراهيم مؤذن بني حنيفة قال : رأيت ماهان الحنفي وأمر به الحجاج أن يصلب على بابه ، قال : فنظرت إليه وإنه لعلى الخشبة وهو يسبح ويكبر ويهلل ويحمد الله حتى بلغ تسعا وعشرين ، فعقد بيده فطعنه وهو على ذلك الحال ، فلقد رأيته بعد شهر معقودا تسعا وعشرين بيده ! قال : وكان يرى عنده الضوء بالليل.
__________
(41 / 13) الفسطاط : خيمة كبيرة وهي اسم أيضا لمدينة في مصر كانت عاصمتها في عهد الفتح الاسلامي ، والاول هو المقصود هنا.
يأمنون : أي يأمنون عذاب الآخرة ولا يعدون لها عدتها من العمل الصالح.
يجد لهم دويا : وذلك لكثرة الذاكرين المسبحين.
(41 / 14) سورة العلق من الآية (19).
أمضيه : أتصدق به.
(*)(8/219)
(42) أبوالبختري (1) حدثنا شريك بن عبد الله عن عطاء بن السائب قال : كان أبوالبختري رجلا رقيقا ، وكان يسمع النوح ويبكي.
(2) حدثنا ابن فضيل عن عطاء عن أبي البختري في قوله : * (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله) * قال : أطاعوهم فيما أمروهم به من تحريم حلال وتحليل حرام ، فعبدوهم بذلك.
(3) حدثنا أبو أسامة قال أخبرني مسعر عن أبي العنبس ، قال : قال أبوالبختري : لان أكون في قوم أعلم مني أحب إلى من أن أكون في قوم أنا أعلمهم.
(4) حدثنا أبو أسامة قال سعيد بن صالح أخبرنا عن حكيم بن جبير قال : قال أبو البختري ، ثلاثة لان أخر من السماء أحب إلي من أكون أحدهم : قوم استحلوا أحاديث لها زينة وبهجة ، وسئموا القرآن ، وقوم أطاعوا المخلوق في معصية الخالق - يعني أهل الشام
والخوارج.
(5) حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة قال أخبرنا عطاء بن السائب أن أبا البختري وأصحابه كان إذا سمع أحدهم يثني عليه أو دخله عجب ثني منكبيه وقال : خشعت لله.
(6) حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن أبي البختري قال : إن الارض لتفقد المؤمن ، وإن البقاع لتزين للمؤمن إذا أراد أن يصلي.
(43) عمرو بن ميمون (1) حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون قال : كان يقال : بادروا بالعمل أربعا : بالحياة قبل الممات ، بالصحة قبل السقم ، وبالفراغ قبل الشغل ، ولم أحفظ الرابعة.
__________
(42 / 2) سورة التوبة من الآية (31).
(42 / 4) لم يذكر الثالثة ها هنا.
(*)(8/220)
(2) حدثنا شريك عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون في قوله : * (لن تنالوا البر قال : البر الجنة (3) حدثنا جرير عن منصور عن إبراهيم عن عمرو بن ميمون ، قال : كان يوتد له في حائط المسجد ، فكان إذا سئم من القيام في الصلاة وشق عليه أمسك بالوتد يعتمد عليه ، أو يربط له حبل فيمسك به.
(4) حدثنا ابن مهدي عن شعبة عن أبي إسحاق قال : حج عمرو بن ميمون ستين من بين حجة وعمرة.
(5) حدثنا زيد بن الحباب قال أخبرنا أبو سنان قال حدثنا أبو إسحاق عن عمرو ابن ميمون في قوله : * (ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم) * قال : الفرائض.
(6) حدثنا وكيع عن مسعر عن عفان عن عمرو بن ميمون قال : إنه ليسمع بين جلد الكافر ولحمه جلبة الدود كجلبة الوحش.
(7) حدثنا حفص عن حنش قال : رأيت عمرو بن ميمون وله همهمة.
(8) حدثنا هشيم عن أبي فلح قال : كان عمرو إذا لقي الرجل من إخوانه قال : رزق الله البارحة من الصلاة كذا ، ورزق الله البارحة من الخير كذا وكذا.
(44) الضحاك (1) حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي السوداء عن الضحاك قال : لقد رأيتنا وما نتعلم إلا الورع.
(2) حدثنا وكيع عن مالك بن مغول عن عمرو بن قيس الناصر عن الضحاك قال : أدركنا أصحابنا وما يتعلمون إلا الورع.
(3) حدثنا ابن نمير عن الاجلح قال : قلت للضحاك : لم سميت سدرة المنتهى ؟ قال : لانه ينتهي إليها كل شئ من أمر الله.
__________
(34 / 2) سورة آل عمران من الآية (92).
(43 / 3) يوتد له : ينصب في الجدار وتدا يستند إليه.
(43 / 5) سورة محمد (ص) من الآية (9).
(43 / 7) أي كان لا يكف عن الذكر.
(*)(8/221)
(45) عبد الرحمن بن أبي ليلى (1) حدثنا عمرو بن سعد أبو داود عن سفيان عن الاعمش عن عبد الرحمن بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : الروح بيد ملك يمشي به ، فإذا دخل قبره جعله فيه.
(2) حدثنا معاوية بن هشام عن سفيان عن الاعمش نحوه.
(3) حدثنا معاوية بن هشام عن سفيان عن الاعمش قال : كان عبد الرحمن بن أبي ليلى يصلي ، فإذا دخل الداخل أتى فراشه فاتكأ عليه.
(4) حدثنا عفان حدثنا حماد بن زيد قال أخبرنا ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : * (لا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة) * قال : بعد نظرهم إلى ربهم.
(5) حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة قال أخبرنا ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : يقول المشركون * (يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا) * قال : يقول المؤمنون * (هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون) *.
(46) حبيب أبو سلمة (1) حدثنا محمد بن فضيل عن الوليد بن جميع عن أبي سلمة قال : لم يكن أصحاب النبي (ص) متخرقين ولا متماوتين ، وكانوا يتناشدون الشعر في مجالسهم ، ويذكرون أمر جاهليتهم ، فإذا أريد أحدهم على شئ من أمر دينه دارت حماليق عينيه كأنه مجنون.
(2) حدثنا محمد بن بشر قال حدثنا محمد بن عمرو قال حدثنا أبو سلمة أن صبح يوم القيامة تطول تلك الليلة كطول ثلاثة ليال ، فيقوم الذين يخشون ربهم فيصلون حتى إذا فرغوا من صلاتهم رجعوا فناموا حتى تكل جنوبهم ، ثم قاموا فصلوا حتى إذا فرغوا من صلاتهم أصبحوا ينظرون إلى الشمس من مطلعها فإذا هي قد طلعت من مغربها.
__________
(45 / 3) أي كي لا يراه الناس يصلي فتحسب صلاته مراءاة للناس.
(45 / 5) سورة (يس) من الآية (52).
(46 / 1) سبق ذكره وشرحه في كتاب الادب.
(*)(8/222)
(47) عون بن عبد الله (1) حدثنا سفيان بن عيينة عن ابن عجلان عن عون بن عبد الله قال : إن من كمال التقوى أن تبتغي إلى ما علمت منها علم ما لم تعلم ، واعلم أن فيما علمت ترك ابتغاء الزيادة فيه ، وإنما يحمل الرجل على ترك ابتغاء الزيادة فيما قد علم قلة الانتقاع بما قد علم.
(2) حدثنا سفيان بن عيينة عن ابن عجلان عن عون قال : بحسبك من الكبر أن تأخذ بفضلك على غيرك.
(3) حدثنا أبو خالد الاحمر عن ابن عجلان عن عون قال : الذاكر في الغافلين كالمقاتل عن الفارين ، وأن الغافل في الذاكرين كالفار عن المقاتلين.
(4) حدثنا سفيان بن عيينة عن مسعر عن عون قال : كان يقال : من أحسن الله صورته أخبره بالعفو قبل الذنب * (عفا الله عنك لم أذنت لهم) *.
(5) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا المسعودي عن عون بن عبد الله قال : ما أحد ينزل الموت حتى منزلته إلا عبد عد غدا ليس من أجله ، كم من مستقبل يوما لا يستكمله ، وراج غدا لا يبلغه ، إنك لو ترى الاجل ومسيره لابغضت الامل وغروره.
(6) حدثنا شبابة بن سوار عن ليث بن سعد عن ابن عجلان عن عون قال : كان يقال : من أحسن الله صورته وجعله في منصب صالح ثم تواضع لله كان من خالص الله.
(7) حدثنا جرير عن ليث عن ابن سابط * (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة) * قال : النظر إلى وجه الله.
(8) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن ليث عن ابن سابط قال : إن الله يقول : إنك يا ابن آدم ما عبدتني ورجوتني فإني غافر لك على ما كان ، يسألني عبدي الهدى وكيف أضل عبدي وهو يسألني الهدى وأنا الحكم.
(9) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن ليث عن ابن سابط قال : بشر المشائين في ظلم الليل إلى الصلوات بنور تام يوم القيامة.
__________
(47 / 4) سورة التوبة من الآية (43).
(47 / 5) ليس من أجله : ليس من عمره.
(47 / 7) سورة يونس من الآية (26).
(*)(8/223)
(10) حدثنا وكيع عن العلاء بن عبد الكريم سمعه من ابن سابط * (وإنه في أم
الكتاب لدينا لعلي حكيم) * قال : في أم الكتاب كل شئ هو كائن إلى يوم القيامة.
(11) حدثنا أبو أسامة قال سمعت الاعمش قال حدثنا عمرو بن مرة عن ابن سابط قال : يدبر أمر الدنيا أربعة جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت ، فأما جبرائيل فصاحب الجنود والريح ، وأما ميكائيل فصاحب القطر والنبات ، وأما ملك الموت فموكل بقبض الانفس ، وأما إسرافيل فهو ينزل بالامر عليهم بما يؤمرون.
(48) كلام إبراهيم التيمي (1) حدثنا محمد بن عبد الله بن الزبير عن سفيان عن أبي حيان قال : سمعت إبراهيم التيمي يقول : ما عرضت قولي على عملي إلا لخشيت أن أكون مكذبا.
(2) حدثنا أبو الأحوص عن سالم بن أبي حفصة قال : سمعت إبراهيم التيمي يقول : اللهم إنا ضعفاء ، من ضعف خلقتنا وإلى ضعف ما نصير ، فما شئت لا ما شئنا ، فسألنا أن نستقيم.
(3) حدثنا عبد الله بن إدريس عن حصين عن إبراهيم التيمي قال : كان من كلامه أن يقول : أي حسرة أكبر على أمرئ من أن يرى عبدا كان الله خوله في الدنيا وهو عند الله أفضل منزلة منه يوم القيامة ، وأي حسرة على أمرئ أكبر من أن يؤتيه الله مالا في الدنيا فيرثه غيره فيعمل فيه بطاعة الله فيكون وزره عليه وأجره لغيره ، وأي حسرة على امرئ أكبر من أن يرى عبدا كان مكفوف البصر في الدنيا قد فتح الله له عن بصره وقد عمي هو ، ثم يقول : إن من كان قبلكم كانوا يفرون من الدنيا وهي مقبلة عليهم ، ولهم من القدم ما لهم ، وإنكم تتبعونها وهي مدبرة عنكم ولكم من الاحداث مالكم ، فقيسوا أمركم وأمر القوم.
(4) حدثنا يزيد بن هارون عن العوام بن حوشب عن إبراهيم التيمي * (ويأتيه الموت من كل مكان) * قال : حتى من أطراف شعره.
__________
(47 / 10) سورة الزخرف من الآية (4).
(48 / 3) لهم من القدم أي في الاسلام والدعوة.
لكم من الاحداث أي من الجدة أي ليس لكم قدمهم ومكانتهم.
(48 / 4) سورة إبراهيم من الآية (17).
(*)(8/224)
(5) حدثنا محمد بن يزيد عن العوام عن إبراهيم التيمي * (إنا هدنا إليك) * قال : تبنا.
(6) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه قال : كان يرتدي بالرداء يبلغ إليتيه من خلفه وثدييه من بين يديه ، قال : قلت : يا أبت ! لو أنك اتخذت رداء أوسع من رداءك هذه ! قال : يا بني ! لا تقل هذا ، فو الله ما على الارض لقمة لقمتها طيبة إلا لوددت لو كانت في أبغض الناس إلي.
(7) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه قال : خرج إلى البصرة فاشترى رقيقا بأربعة آلاف ، قال : فبنوا له داره ثم باعهم بربح أربعة آلاف ، قال : فقلت له : يا أبت لو أنك عمدت إلى البصرة فاشتريت مثل هؤلاء فربحت فيهم ، فقال : لا تقل لي هذا ، فو الله ما فرحت بها حين أصبتها ولا حدثت نفسي بأن أرجح فأصيب مثلها.
(8) حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن ليث عن مجاهد عن يزيد بن شجرة قال : ما من ميت يموت حتى يمثل له جلساؤه عند موته ، إن كانوا أهل لهو فأهل لهو ، وإن كانوا أهل ذكر فأهل ذكر.
(9) حدثنا المحاربي عن ليث عن مجاهد عن ابن شجرة قال : يقول القبر للرجل الكافر أو الفاجر : أما ذكرت ظلمتي ؟ أما ذكرت وحشتي ؟ أما ذكرت ضيقي ؟ أما ذكرت غمي ؟.
(10) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن مجاهد عن يزيد بن شجرة قال : كان يقص وكان يصدق فعله قوله.
(11) حدثنا عبد الله بن إدريس عن عمه عن كردوس قال : كان يقص علينا غدوة وعشية ويقول : إن الجنة لا تنال إلا بعمل لها ، اخلطوا الرغبة بالرهبة ، ودوموا على صلاح ، واتقوا الله بقلوب سليمة وأعمال صالحة ، ويكثر أن يقول : من خاف أدلج.
__________
(48 / 5) سورة الاعراف من الآية (156).
(48 / 6) في في : في فم ، أي كي لا تحتسب علي من طيبات الحياة الدنيا.
(48 / 9) أي لو كان ذكر ذلك لما أتي من العمل السيئ ما أتي.
(48 / 11) أدلج : أي خرج إلى المسجد ليلا للصلاة.
ابن أبي شيبة - ج 8 - م 15 (*)(8/225)
(12) حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي حيان عن أبي الزنباع عن أبي الدهقان قال : بينما شاب يمشي مع الاحنف فقال له : يا ابن أخي ! إذا عرض لك الحق فاقصد له واله عما سواه.
(49) يحيى بن جعدة (1) حدثنا محمد بن بشر قال حدثنا مسعر قال : حدثنا حبيب بن أبي ثابت عن يحيى ابن جعدة قال : كان يقال : اعمل وأنت مشفق ودع العمل وأنت تشتهيه ، عمل صالح قليل تدوم عليه.
(2) حدثنا يحيى بن سعيد وابن مهدي عن سفيان عن حبيب عن يحيى بن جعدة قال يحيى بن جعدة قال يحيى : إذا سجد ، وقال ابن مهدي : إذا وضع الرجل جبهته - فقد برئ من الكبر.
(3) حدثنا وكيع عن الاعمش قال : سمعتم يذكرون عن شريح أنه رأى جيرانا له تحولوا ، فقال : ما لكم ، قالوا : فزعنا ، قال : وبهذا أمر الفزاع.
(4) حدثنا ابن إدريس عن هارون بن إبراهيم عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال :
إن أيسر النسك اللباس والمشية.
(5) حدثنا عفان بن مسلم قال حدثنا أبو سنان قال : اشتكى عبد الله بن أبي الهذيل يوما ذنوبه فقال له رجل : يا أبا المغيرة ! ألست التقي ، قال : فقال : اللهم إن عبدك هذا أراد أن يتقرب إلي وإني أشهدك على مقته.
(6) حدثنا محمد بن بشر قال حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن عبد الملك بن عمير عن ربعي بن حراش قال : أتيت فقيل لي : قد مات أخوك ، فجئت سريها وقد سجي بثوبه ، فأنا عند رأس أخي أستغفر له وأسترجع إذ كشف الثوب عن وجهه فقال : السلام عليكم ، فقلنا : وعليك السلام سبحان الله ، قال : سبحان الله إني قدمت على الله بعدكم فتلقيت بروح وريحان ورب غير غصابن ، وكساني ثيابا خضرا من سندس وإستبرق ، ووجدت الامر أيسر مما تظنون ، ولا تتكلوا ، وإني أستأذنت ربي أخبركم وأبشركم ،
__________
(49 / 2) إذا وضع الرجل جبهته : إذا سجد لله.
(49 / 3) تحولوا : انتقلوا من دارهم إلى دار أخرى.
(*)(8/226)
احملوني إلى رسول الله (ص) فإنه عهد إلي أن لا أبرح حتى آتيه ، ثم طفئ مكانه ، قال : وأخذ حصاة فرمى بها ، قال : فما أدري أهو كان أسرع أم هذه.
(7) حدثنا محمد بن بشر قال حدثنا مسعر عن أبي عون قال : كان أهل الخير إذا التقوا يوصي بعضهم بعضا بثلاث ، وإذا غابوا كتب بعضهم إلى بعض (من عمل لآخرته كفاه الله دنياه ، ومن أصلح فيما بينه وبين الله كفاه الله الناس ، ومن أصلح سريرته أصلح الله علانيته.
(8) حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا قطبة عن الاعمش عن عبد الله بن سنان أنه رأى صاحبا له في النوم فقال أي شئ رأيت أفضل حين اطلعت الامر ؟ قال : سجدات المسجد.
(9) حدثنا عبد الله بن إدريس عن طعمة عن عبد الله بن عيسى قال : كان فيمن كان قبلكم رجل عبد الله أربعين سنة في البر ، ثم قال : يا رب قد اشتقت أن أعبدك في البحر ، فأتي قوم فاستحملهم فحملوه ، وجرت بهم سفينتهم ما شاء الله أن تجري ، ثم قامت فإذا شجرة في ناحية الماء ، قال : فقال : ضعوني على هذه الشجرة ، قال : فقالوا : ما يعيشك على هذه ؟ قال : إنما استحملتكم فضعوني حيث أريد ، فوضعوه وجرت بهم سفينتهم ، فأراد ملك أن يعرج إلى السماء فتكلم بكلامه الذي كان يعرج به فلم يقدر على ذلك ، فعلم أن ذلك لخطيئة كانت منه ، فأتى صاحب الشجرة فسأله أن يشفع له إلى ربه ، قال : فصلى ودعا للملك ، قال وطلب إلى ربه أن يكون هو يقبض نفسه ليكون أهون عليه من ملك الموت ، فأتاه حين حضر أجله فقال : إني طلبت ألى ربي أن يشفعني فيك كما شفعك في ، وأن أكون أنا أقبض نفسك ، فمن حيث شئت قبضتها قال : فسجد سجدة فخرجت دمعة من عينه فمات.
(50) كلام عبيد بن عمير (1) حدثنا عبد الله بن إدريس عن حصين عن مجاهد عن عبيد بن عمير قال ، كان يقال : إذا جاء الثناء يا أهل القرآن طال الليل لصلاتكم وقصر النهار لصيامكم فاغتنموا.
(2) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن مجاهد عن عبيد بن عمير قال : ما كان المجتهد فيكم إلا كاللاعب فيمن مضى.(8/227)
(3) حدثنا ابن عيينة عن عمرو عن عبيد بن عمير قال : إن أهل القبور يتوقعون الاخبار ، فإذا لم تأتهم قالوا : إنا الله وإنا إليه راجعون ، سلك به غير طريقتنا.
(4) حدثنا ابن عيينة عن عمرو عن عبيد بن عمير قال : يؤتى بالرجل العظيم الطويل يوم القيامة فيوضع في الميزان ، فلا يزن عند الله جناح بعوضة وقرأ * (فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا) *.
(5) حدثنا ابن عيينة عن عمرو بن عبيد بن عمير * (لكل أواب حفيظ) * قال : الذي لا يجلس مجلسا ثم يقوم إلا استغفر الله.
(6) حدثنا ابن عيينة عن عمرو عن عبيد بن عمير قال : من صدق الايمان وبره إسباغ الوضوء في المكاره ومن صدق الايمان وبره أن يخلوا الرجل بالمرأة الحسناء فيدعها ، لا يدعها إلا لله.
(7) حدثنا ابن إدريس عن ليث عن أبي الزبير عن عبيد بن عمير في قوله : * (عتل بعد ذلك زنيم) * قال : هو الاكول الشروب الشديد يوزن فلا يزن شعيرة ، يدفع الملك من أولئك سبعين ألفا دفعة واحدة في جهنم.
(8) حدثنا وكيع عن سفيان عن منصور عن مجاهد عن عبيد بن عمير * (لكل أواب حفيظ) * قال : الذي يذكر ذنوبه في الخلاء فيستغفرها.
(9) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن مجاهد عن عبيد بن عمير * (كل يوم هو في شأن) * قال : من شأنه أن يفك عانيا ، أو يجيب داعيا ، أو يشفي سقيما ، أو يعطي سائلا.
(10) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن مجاهد عن عبيد بن عمير قال : إنكم مكتوبون عند الله بأسمائكم وسيماكم ومحاسنكم وحلالكم ومجالسكم.
(11) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن مجاهد عن عبيد بن عمير في قول الله * (مستهم البأساء والضراء) * قال : البأساء : البؤس ، والضراء : الضر ، ثم قال : السراء : الرخاء ، والضراء : الشدة.
__________
(50 / 4) سورة الكهف من الآية (105).
(50 / 5) سورة (ق) من الآية (32).
(50 / 7) سورة القلم الآية (13).
(50 / 9) سورة الرحمن الآية (29).
(50 / 11) سورة البقرة من الآية (214).
(*)(8/228)
(12) حدثنا محمد بن فضيل عن عاصم عن رجل عن عبيد بن عمير قال : كان لرجل ثلاثة أخلاء بعضهم أخص به من بعض ، قال : فنزل به نازلة فلقي أخص الثلاثة به فقال : يا فلان ! إنه قد نزل بي كذا وكذا ، وإني أحب أن تعيني ، قال : ما أنا بالذي أفعل ، فانطلق إلى الذي يليه في الخاصة ، فقال : يا فلان ! إنه قد نزل بي كذا وكذا وإني ، فأنا أحب أن تعينني ، فقال : انطلق معك حتى تبلغ المكان الذي تريد ، فإذا بلغت رجعت وتركتك ، فانطلق إلى أخص الثلاثة فقال : يا فلان ! إنه قد نزل بي كذ وكذا فأنا أحب أن تعينني ، قال : أنا أذهب معك حيثما ذهبت ، وأدخل معك حيثما دخلت ، قال : فأما الاول فماله خلفه في أهله.
فلم يتبعه منه شئ ، والثاني أهله وعشيرته ذهبوا به إلى قبره ثم رجعوا وتركوه ، والثالث عمله هو حيثما ذهب ويدخل معه حيث ما دخل.
(13) حدثنا ابن عيينة عن عمرو عن عبيد بن عمير * (يوم يأتي بعض آيات ربك) * قال : طلوع الشمس من مغربها.
(14) حدثنا علي بن مسهر عن ابن جريح عن عطاء عن عبيد بن عمير قال : إن الله أحل وحرم ، فما أحل فاستحلوه وما حرم فاجتنبوه ، وترك بين ذلك أشياء لم يحلها ولم يحرمها ، فذلك عفو من الله عفاه ، ثم يتلو : * (يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء) * إلى آخر الآية.
(15) حدثنا ابن مهدي عن سفيان عن حبيبي عن عبيد بن عمير قال : لا يزال الله في حاجة الله ما كانت للعبد إلى الله حاجة.
(16) حدثنا وكيع عن سفيان عن عبد العزيز بن رفيع عن قيس بن سعد عن عبيد بن عمير قال : إن أهل القبور ليتلقون الميت كما يتلقى الراكب يسألونه ، فإذا سألوه ما فعل فلان ممن قد مات ، فيقول : ألم يأتكم ، فيقولون : (إنا لله وإنا إليه راجعون)
ذهب به إلى أمه الهاوية.
(17) حدثنا عبد الله بن نمير قال : حدثنا مالك بن مغول عن الفضل عن عبد الله بن عبيد بن عمير عن أبيه قال : إن القبر ليقول : يا ابن آدم ! ماذا أعددت لي ؟ ألم تعلم أني بيت الغربة ، وبيت الوحدة ، وبيت الاكلة ، وبيت الدود.
__________
(50 / 13) سورة الانعام من الآية (158).
(50 / 14) سورة المائدة من الآية (101).
(*)(8/229)
(18) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن مجاهد عن عبيد بن عمير قال : إن كان نوح ليلقاء الرجل من قومه فيخنقه حتى يخر مغشيا عليه ، قال : فيفيق وهو يقول : رب اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون.
(19) حدثنا وكيع قال : حدثنا الاعمش عن مجاهد قال : سمعته يحدث عن عبيد بن عمير الليثي : إن قوم نوح لما أصابهم الغرق ، قال : وكانت معهم امرأة معها صبي لها ، قال : فرفعته إلى حقوها ، فلما بلغه الماء رفعته إلى صدرها ، فلما بلغه الماء رفعته إلى ثديها ، فقال الله : لو كنت راحما منهم أحدا رحمتها - يعني برحمتها الصبي.
(20) حدثنا وكيع قال حدثنا الاعمش عن سفيان عن عبيد بن عمير قال : إذا أراد الله بعبد خيرا فقهه في الدين وألهمه رشده فيه.
(21) حدثنا عبد الله بن نمير عن عبد الملك عن عطاء عن عبيد بن عمير قال : إن إبراهيم يقال له يوم القيامة : ادخل الجنة من أي أبواب الجنة شئت ، قال : فيقول : يا رب والدي ؟ فيقال له : إنه ليس منك ، فإذا ألح في المسألة قيل له : دونك أباك ، قال : فيلتفت فإذا هو ضبع فيقول : ما لي فيه من حاجة ، فتطيب نفسه عنه ، فينطلق بإبراهيم إلى الجنة وينطلق بأبيه إلى النار.
(22) حدثنا وكيع قال حدثنا الاعمش عن حكيم بن جبير عن مجاهد عن عبيد بن
عمير قال : يجئ فقراء المهاجرين يوم القيامة تقطر رماحهم وسيوفهم دما قال : فيقال لهم : كما أنتم حتى تحاسبوا ، قال : فيقولون : وهل أعطيتمونا شيئا تحاسبونا عليه ، قال : فينظر في ذلك فلا يوجد إلا أكوارهم التي هاجروا عليها قال : فيدخلون الجنة قبل الناس بخمسمائة.
(23) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن أبي راشد عن عبيد بن عمير * (إنه كان للاوابين غفورا) * الاواب الذي يتذكر ذنوبه في الخلاء فيستغفر منها.
(24) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن أبي سفيان عن عبيد بن عمير قال : لما أراد الله أن يهلك أصحاب الفيل بعث عليهم طيرا أنشئت من البحر أمثال الخطاطيف كل طير منها يحمل ثلاثة أحجار مجزعة : حجرين في رجليه وحجرا في منقاره ، قال فجاءت حتى
__________
(50 / 22) الاكوار : مكارة وهي التي يحمل فيها الزاد والمتاع.
(50 / 23) سورة الاسراء من الآية (25).
(50 / 24) انشئت من البحر : أرسلت من قبل البحر.
مجزعة : مخططة.
(*)(8/230)
صفت على رؤوسهم ، ثم صاحت وألقت ما في أرجلها ومناقيرها ، فما يقع حجر على رأس رجل إلا خرج من دبره ولا يقع على شئ من جسده إلا خرج من الجانب الآخر ، قال : وبعث الله ريحا شديدة فضربت الحجارة فزادتها شدة فأهلكوا جميعا.
(51) خيثمة بن عبد الرحمن (1) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن خيثمة قال : كان يقال : إن الشيطان يقول : ما غلبني عليه ابن آدم فلن يغلبني على ثلاث : أن يأخذ مالا من غير حقه ، أو أن يمنعه من حقه أو أن يضعه في غير حقه.
(2) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن خيثمة قال : كان يقال إن الشيطان يقول : كيف يغلبني ابن آدم وإذا رضي جئت حتى أكون في قلبه ، وإذا غضب طرت حتى أكون في رأسه.
(3) حدثنا شريك عن إسماعيل بن أبي خالد قال : سمعت خيثمة يقول في هذه
الآية : * (يوما يجعل الولدان شيبا) * قال : ينادي مناد يوم القيامة (يخرج بعث النار من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون) فمن ذلك يشيب الولدان.
(4) حدثنا أبو خالد الاحمر عن الاعمش عن خيثمة قال : دعاني خيثمة فلما جئت إذا أصحاب العمائم والمطارف على الخيل ، فحقرت نفسي فرجعت ، قال : فلقيني بعد ذلك فقال : ما لك لم تجئ ؟ قال : قلت : قد جئت ولكن قد رأيت أصحاب العمائم والمطارف على الخيل فحقرت نفسي ، قال : فأنت والله أحب إلى منهم ، قال : وكنا إذا دخلنا عليه قال بالسلة من تحت السرير وقال : كلوا والله ما أشتهية ، ولا أصنعه إلا لكم.
(5) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن خيثمة قال : كان قومه يؤذونه فقال : إن هؤلاء يوذونني ، ولا والله ما طلبني أحد منهم بحاجة إلا قضيتها ، ولا أدخل علي أحد منهم أذى فقابلته به ولا أنا أبغض فيهم من الكلب الاسود ، ولم يرون ذاك إلا أنه والله ما يحب منافق مؤمنا أبدا.
__________
(51 / 3) سورة المزمل من الآية (17).
(51 / 4) قال بالسلة : جاء بها.
العمائم والمطارف : المقصود الاغنياء.
والمطرف : رداء مربع من خز ذو أعلام.
(*)(8/231)
(6) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن خيثمة قال : تقول الملائكة : يا رب ! عبدك المؤمن تزوي عنه الدنيا وتعرضه للبلاء ، قال : فيقول للملائكة : اكشفوا لهم عن ثوابه ، فإذا رأوا ثوابه قالوا : يا رب ! لا يضره ما أصابه من الدنيا ، قال : ويقولون : عبدك الكافر تزوي عنه البلاء وتبسط له الدنيا ؟ قال : فيقول للملائكة اكشفوا لهم عن عقابه ، فإذا رأوا عقابه قالوا : يا رب لا ينفعه ما أصابه من الدنيا.
(7) حدثنا ابن نمير عن مالك عن طلحة عن خيثمة قال : إن الله ليطرد بالرجل
الشيطان من الادور.
(8) حدثنا معاوية بن هشام عن سفيان عن رجل عن خيثمة قال : إنه أوصى أن يدفن في مقبرة فقراء قومه.
(9) حدثنا ابن نمير عن مالك عن طلحة عن خيثمة قال : إني لاعلم مكان رجل يتمنى الموت في السنة مرتين ، فرأيت أنه يعني نفسه.
(10) حدثنا أبو أسامة عن مسعر عن عبد الملك بن ميسرة عن خيثمة قال : طوبى للمؤمن كيف يحفظ في ذريته من بعده.
(11) حدثنا عبدة بن سليمان عن الاعمش عن خيثمة قال : ما تقرأون في القرآن : * (يا أيها الذين آمنوا) * فإن موضعه في التوراة يا أيها المساكين.
(52) في ثواب التسبيح والحمد (1) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله (ص) : (لان أقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر) أحب إلي مما طلعت عليه الشمس).
(2) حدثنا محمد بن فضيل عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال :
__________
(51 / 7) الادور : الدور الكثيرة.
(51 / 11) * (يا أيها الذين آمنوا) * وردت في الكثير من آي القرآن الكريم ، ولم يرد لفظ : يا أيها المساكين في التوراة ، بل جاءت عباراته إنما رواية لحدث أو حديثا مباشرا لانبياء بني إسرائيل من الله تعالى : وكلم الرب موسى قائلا : أوصي بني إسرائيل أو كلم بني إسرائيل.
(52 / 1) أي أحب من الدنيا وما فيها.
(*)(8/232)
قال رسول الله (ص) : (كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن : سبحان الله وبحمده سبحان الله العلي العظيم).
(3) حدثنا غندر عن شعبة عن منصور عن هلال بن يساف عن أبي عبيدة عن عبد الله قال : لان أقول : (سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر) أحب إلي من أن أتصدق بعددها دنانيري في سبيل الله.
(4) حدثنا محمد بن فضيل عن عاصم عن ثابت البناني قال : حدثني رجل من أصحاب محمد عند هذه السارية قال : من قال : (سبحان الله وبحمده وأستغفر الله وأتوب إليه) كتبت في رق ثم طبع عليها طابع من مسك فلم تكسر حتى يوافي بها يوم القيامة.
(5) حدثنا غندر عن شعبة عن منصور عن طلق بن حبيب عن عبد الله بن عمرو قال : لان أقولها أحب إلي من أن أحمل على عددها خيلا بأرسانها.
(6) حدثنا ابن عيينة عن عمرو عن عبيد بن عمير قال : تسبيحة بحمد الله في صحيفة المؤمن خير من أن تسير - أو تسيل - معه جبال الدنيا ذهبا.
(7) حدثنا وكيع عن مسعر عن الوليد بن العيزار عن أبي الاحوص قال : سمعته يقول : تسبيحة في طلب الحاجة خير من لقوح صفي في عام أزبة - أو قال : لزبة.
(8) حدثنا وكيع عن مسعر عن عبد الملك بن ميسرة عن هلال بن يساف قال : قال عبد الله : لان أسبح تسبيحات أحب إلي من أن أنفق عددهن دنانير في سبيل الله.
(9) حدثنا محمد بن بشر وأبو أسامة عن مسعر عن عمرو بن مرة عن مصعب بن سعد - وقال أبو أسامة : سمعت مصعب بن سعد يقول : إذا قال العبد : (سبحان الله) قالت الملائكة : وبحمده ، وإذا قال : (سبحان الله وبحمده) صلوا - وقال أبو أسامة : صلت عليه.
(10) حدثنا يعلى بن عبيد عن مسعر عن عطية عن أبي سعيد قال : إذا قال العبد : (الحمد لله كثيرا) قال الملك : كيف أكتب ؟ فيقول : أكتب له رحمتي كثيرا ، وإذا قال : (الله أكبر كبيرا) قال الملك : كيف أكتب ؟ فيقول : أكتب له رحمتي كثيرا.
__________
(52 / 3) أي أن ثواب كل تسبيحة منها أعظم من ثواب صدقة بدينار في سبيل الله.
(52 / 7) لقوح : ناقة حامل أو في سن الحمل واللقاح وتكون غزيرة اللبن عام أوبة أو لزبة : عام جدب.
(*)(8/233)
بسم الله الرحمن الرحيم 39 كتاب المغازي (1) ما ذكر في أبي يكسوم أمر الفيل (1) حدثنا أبو عبد الرحمن بقي بن مخلد قال حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة العبسي قال : حدثنا أبو أسامة عن محمد بن إسماعيل قال : حدثني سعيد بن جبير قال : أقبل أبو يكسوم صاحب الحبشة ومعه الفيل ، فلما انتهى إلى الحرم برك الفيل فأبي أن يدخل الحرم ، قال : فإذا وجه راجعا أسرع راجعا ، وإذا أريد على الحرم أبي ، فأرسل عليهم طير صغار بيض في أفواهها حجارة أمثال الحمص ، لا تقع على أحد إلا هلك ، قال أبو أسامة : فحدثني أبو مكين عن عكرمة قال : فأزلتهم من السماء ، فلما جعلهم الله كعصف مأكول أرسل الله غيثا فسال بهم حتى ذهب بهم إلى البحر.
(2) حدثنا وكيع عن ابن عون عن ابن سيرين عن ابن عباس * (طيرا أبابيل) * قال : كان لها خراطيم كخراطيم الطير وأكف كأكف الكلاب.
(3) حدثنا وكيع عن سفيان عن الاعمش عن أبي سفيان عن عبيد بن عمير قال : طير سود تحمل الحجارة بمناقيرها وأظافيرها.
(4) حدثنا الحسن بن موسى عن شيبان عن يحيى قال أخبرني أبو سلمة أن أبا هريرة أخبره أن رسول الله (ص) ركب راحلته فخطب فقال : (إن الله حبس عن مكة الفيل وسلط عليهم رسوله والمؤمنين).
(5) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن أبي سفيان عن عبيد بن عمير قال : لما أراد الله أن يهلك أصحاب الفيل بعث عليهم طيرا أنشئت من البحر أمثال الخطاطيف ، كل طير منها يحمل ثلاثة أحجار مجزعة : حجرين في رجليه وحجرا في منقاره ، قال : فجاءت
__________
(1 / 1) أبو يكسوم : هو أبرهة الاشرم حاكم اليمن من قبل الاحباش ويكسوم ولده الاكبر الذي شاركه في حملته على مكة وقتل معه.
(1 / 2) طيرا أبابيل : سورة الفيل.
(1 / 5) مجزعة : مخططة بالاسود والابيض.
(*)(8/234)
(18) حدثنا الحسن بن موسى قال حدثنا مهدي عن واصل عن يحيى بن عقيل عن يحيى بن يعمر عن أبي الاسود [ الدئلي ] عن أبي ذر عن النبي (ص) قال : بكل تسبيحة صدقة).
(19) حدثنا يحيى بن أبي بكير عن شعبة عن الجريري عن أبي عبد الله الجسري عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر قال : قال لي رسول الله (ص) : (ألا أخبرك بأحب الكلام إلى الله ؟ قال : قلت : بلى ! يا رسول الله (ص) ! أخبرني بأحب الكلام إلى الله ، قال : أحب الكلام إلى الله (سبحان الله وبحمده).
(20) حدثنا يزيد بن هارون عن الجريري عن عبد الله بن شقيق عن كعب قال : إن من خير العمل سبحة الحديث ؟ ، وإن من شر العمل التحذيف ، قال : قلت : يا عبد الرحمن ! وما سبحة الحديث ؟ قال : تسبيح الرجل والقوم يتحدثون ، قال : قلت : وما التحذيف ؟ قال : يكون القوم بخير وإذ سئلوا قالوا : بشر.
(21) حدثنا أسود بن عامر قال حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب قال : كنا عند سعد بن مالك فسكت سكتة فقال : لقد أصبت بسكتتي هذه مثل ما سقى النيل والفرات ، قال : قلنا : وما أصبت ؟ قال : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر.
(53) ما جاء في فضل ذكر الله (1) حدثنا أبو خالد الاحمر عن يحيى بن سعيد عن أبي الزبير عن طاوس عن معاذ بن جبل قال : قال رسول الله (ص) : (ما عمل ابن آدم من عمل أنجى له من النار من ذكر الله) ، قالوا : يا رسول الله ! ولا الجهاد في سبيل الله ، قال : (ولا الجهاد في
سبيل الله ، تضرب بسيفك حتى ينقطع ثم تضرب به حتى ينقطع) - (ثلاثا).
(2) حدثنا هشيم عن يعلى عن عطاء عن بشر بن عاصم عن عبد الله بن عمرو قال : ذكر الله بالغداة والعشي أفضل من حطم السيوف في سبيل الله به وإعطاء المال سحا.
(3) حدثنا وكيع عن مسعر عن علقمة بن مرثد عن ابن سابط عن معاذ قال : لان
__________
(52 / 18) [ الدئلي ] : كذا في الاصل والارجح أنه الدؤلي.
(53 / 2) سحا : بكثرة والسح : المطر الشديد.
(*)(8/235)
أذكر الله من غدوة حتى تطلع الشمس أحب إلي من أن أحمل على الجياد في سبيل الله من غدوة حتى تطلع الشمس.
(4) حدثنا معاذ بن معاذ عن سليمان التيمي عن أبي عثمان عن سلمان قال : لو بات رجل يعطي القيان البيض ، وبات آخر يقرأ القرآن ويذكر الله ، رأيت أن ذاكر الله أفضل.
(5) حدثنا يزيد بن هارون عن أبي هلال عن أبي الوازع عن جابر الراسبي عن أبي برزة قال : لو أن رجلين أحدهما في حجرة دنانير يعطيها والآخر يذكر الله كان ذاكر الله أفضل.
(6) حدثنا شريك عن محمد بن عبد الرحمن عن أبي جعفر قال : ما من شيمة أحب إلى الله من الشكر والذكر.
(7) حدثنا زيد بن الحباب قال حدثنا معاوية بن صالح قال حدثني عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن أبي الدرداء أنه قال : الذين لا تزال ألسنتهم رطبة من ذكر الله يدخلون الجنة وهم يضحكون.
(8) حدثنا زيد بن الحباب قال أخبرنا معاوية بن صالح قال : أخبرني عمرو بن قيس الكندي عن عبد الله بن بسر أن أعرابيا قال : يا رسول الله ! إن شرائع الاسلام قد
كثرت ، فأنبئني منها بما أتشبث به ، قال : (لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله).
(9) حدثنا ابن فضيل عن ليث عن ابن سابط قال : ائثروا بذكر الله واجعلوا لبيوتكم من صلاتكم خيرا.
(10) حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن الافريقي عن أبي علقمة عن أبي هريرة قال : إن أهل السماء ليرون بيوت أهل الذكر تضئ لهم كما تضئ الكواكب لاهل الارض.
(11) حدثنا شريك عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب قال : قال معاذ : لو أن رجلين أحدهما يحمل على الجياد في سبيل الله ، والآخر يذكر الله لكان هذا أعظم أو أفضل أجرا - يعني الذاكر.
__________
(53 / 8) أي أكثر من ذكر الله.
(*)(8/236)
(12) حدثنا شريك عن الاعمش عن سالم بن أبي الجعد قال : قيل لابي الدرداء : إن أبا سعد بن منبه جعل في ماله مائة محرر ، قال : أما أن مائة محرر في مال رجل لكثير ، ألا أخبركم بأفضل من ذلك ؟ إيمان ملزوم بالليل والنهار ، ولا يزال لسانك رطبا من ذكر الله.
(13) حدثنا جرير عن منصور عن هلال بن يساف عن أبي عبيدة قال : ما دام قلب الرجل يذكر الله فهو في صلاة وإن كان في السوق ، وإن يحرك به شفتيه فهو أفضل (14) حدثنا يحيى بن واضح عن موسى بن عبيدة عن أبي عبد الله القراط عن معاذ بن جبل قال : قال رسول الله (ص) : (من أحبه أن يرتع في رياض الجنة فليكثر ذكر الله).
(15) حدثنا جرير عن منصور عن سالم عن مسروق قال : ما دام قلب الرجل يذكر الله فهو في صلاة وإن كان في السوق.
(16) حدثنا محمد بن بشر قال حدثنا مسعر قال حدثنا سعد بن إبراهيم عن أبي
عبيدة قال : العبد ما ذكر الله فهو في صلاة.
(17) حدثنا محمد بن بشر قال حدثنا مسعر عن عبد الملك بن ميسرة عن هلال بن يساف عن عمرو بن ميمون عن ربيع بن خيثم عن عبد الله بن مسعود قال : من قال عشر مرات : (لا إله إلا الله له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير) كان كعدل أربع رقاب ، إراه قال : من ولد إسماعيل.
(18) حدثنا ابن فضيل عن ليث عن طلحة عن عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء قال : قال رسول الله (ص) : من قال : (لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير) * كن كعتق رقبة.
(19) حدثنا وكيع عن مسعر عن عبد الملك بن ميسرة عن هلال عن أبي الدرداء قال : من قال مائة مرة غدوة ، ومائة مرة عشية (لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير) لم يجئ أحد يوم القيامة بمثل ما جاء به إلا من قال مثلهن أو زاد.
(20) حدثنا وكيع عن مسعر عن عبد الملك بن ميسرة عن مسلم عن سويد بن جهبل قال : من قال بعد العصر : (لا إله إلا الله له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير) قاتلن عن قائلهن إلى مثلها من الغد.(8/237)
(21) حدثنا محمد بن بشر قال حدثنا مسعر عن عبد الملك بن ميسرة عن مسلم مولى سويد بن جهبل عن سويد - وكان من أصحاب عمر ، ثم ذكر نحو حديث وكيع.
(22) حدثنا يزيد بن هارون عن داود عن الشعبي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي أيوب عن رسول الله (ص) قال : (من قال : (لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد بيده الخير وهو على كل شئ قدير) عشر مرات كن له كعدل عشر رقاب أو كعدل رقبة).
(23) حدثنا محمد بن بشر قال حدثنا مسعر قال حدثني ثعلبة عن عمرو بن شعيب عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : لو أن رجلين أقبل أحدهما من المشرق والاخر من المغرب ، مع إحدهما ذهب لا يضع منه شيئا إلا في حق ، والآخر يذكر الله حتى يلتقيا في طريق لكان الذي يذكر الله أفضلهما.
(24) حدثنا يعلى عن موسى الطحان عن عبد الرحمن بن سابط قال : دفع رسول الله (ص) إلى حلقه وهم يذكرون الله فقال : (إن الله ليباهي بمجلسكم أهل السماء).
(25) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا محمد بن عمرو عن محمد بن إبراهيم فقال : قال عبادة بن الصامت : لان أكون في قوم يذكرون الله من حين يصلون الغداة إلى أن تطلع الشمس أحب إلي من أن أكون على متون الخيل أجاهد في سيبل الله إلا أن تطلع الشمس ، ولان أكون في قوم يذكرون الله من حين يصلون العصر حتى تغرب الشمس.
أحب إلي من أن أكون على متون الخيل أجاهد في سبيل الله حتى تغرب الشمس.
(54) في كثرة الاستغفار والتوبة (1) حدثنا محمد بن بشر قال حدثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله (ص) : إني لاستغفر الله وأتوب إليه في اليوم مائة مرة).
(2) حدثنا غندر عن شعبة عن عمرو بن مرة عن أبي بردة قال : سمعت الاغر - وكان من أصحاب النبي (ص) - يحدث ابن عمر قال : يقول رسول الله (ص) : (توبوا إلى ربكم فإني أتوب إليه في اليوم مائة مرة).
__________
(53 / 24) أهل السماء : الملائكة.
(53 / 25) الغداة : صلاة الصبح.
(54 / 1) وذلك بقوله (ص) : استغفر الله العظيم الذي لا إله إلا الله هو الحي القيوم وأتوب إليه.
(*)(8/238)
(3) حدثنا ابن نمير عن مالك بن مغول عن محمد بن سوقة عن نافع عن ابن عمر قال : إن كان ليعد لرسول الله (ص) في المجلس الواحد يقول : (رب اغفر لي وتب علي
إنك أنت التواب الغفور) مائة مرة.
(4) حدثنا ابن فضيل عن حصين عن هلال بن يساف عن زاذان قال : حدثني رجل من الانصار قال : سمعت رسول الله (ص) يقول في دبر الصلاة : (اللهم تب علي واغفر لي إنك أنت التواب الغفور) مائة مرة.
(5) حدثنا الفضل بن دكين قال حدثنا المغيرة بن أبي الحر عن سعيد بن أبي بردة عن أبيه عن جده قال : جاء رسول الله (ص) ونحن جلوس فقال : (ما أصبحت غداة قط إلا استغفرت الله فيها مائة مرة).
(6) حدثنا أبو أسامة عن كهمس عن عبد الله بن شقيق قال : كان أبو الدرداء يقول : طوبى لمن وجد في صحيفة نبذة من استغفار.
(7) حدثنا أبو خالد الاحمر عن عون عن الحسن قال : قال رسول الله (ص) : (إن الله يقبل توبة عبده ما لم يعد).
(8) حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن أبي المغيرة عن حذيفة قال : شكوت إلى رسول الله (ص) ذرب لساني فقال : (أين أنت من الاستغفار ؟ إني لاستغفر الله في كل يوم مائة مرة).
(9) حدثنا عفان قال حدثنا بكير بن أبي السميط قال حدثنا منصور بن زاذان عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد الخدري قال : من قال : (أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه) خمس مرات غفر له وإن كانت ذنوبه مثل زبد البحر.
(55) كلام عمر بن عبد العزيز (1) حدثنا معتمر بن سليمان عن علي بن زيد قال : سمعت عمر بن عبد العزيز يخطب بخناصرة فسمعته يقول : أفضل العبادة أداء الفرائض واجنتاب المحارب.
__________
(54 / 7) ما لم يعد : ما لم يعد إلى ارتكاب الاثم الذي استغفر الله منه.
(54 / 8) ذرب لساني : كثرة الحديث فيما لا طائل منه.
(54 / 9) الارجح فيه الرفع لان مثل هذا لا يقال عن رأي.
(55 / 1) خناصرة : اسم بلدة.
(*)(8/239)
(2) حدثنا عبد الله بن إدريس عن أبيه عن أزهر يباع الخمر قال : رأيت عمر بن عبد العزيز بخناصرة فسمعته يحدث الناس عليه قميص مرقوع.
(3) حدثنا إسماعيل بن علية عن أبي مخزوم قال : حدثني عمر بن أبي الوليد قال : خرج عمر بن عبد العزيز يوم الجمعة وهو ناحل الجسم فخطب كما كان يخطب ثم قال : يا أيها الناس ! من أحسن منكم فليحمد الله ومن أساء فليستغفر الله فإنه لا بد لاقوام أن يعملوا أعمالا وضعها الله في رقابهم وكتبها عليهم.
(4) حدثنا أبو معاوية عن مطرف قال : رأيت عمر بن عبد العزيز يخطب الناس بعرفة وعليه ثوبان أخضران ، وذكر الموت فقال : غنظ ليس كالغنظ وكظ ليس كالكظ.
(5) حدثنا حسين بن علي عن عمر بن ذر قال : ما رأيت أحدا أرى أنه أشد خوقا لله من عمر بن عبد العزيز.
(6) حدثنا أبو خالد الاحمر عن يحيى بن سعيد قال : بلغني أن عمر بن عبد العزيز خطب الناس بعرفة فقال : يا أيها الناس ! إنكم جئتم من القريب والبعيد ، فأنظيتم الظهر وأخلقتم الثياب ، وليس السعيد من سبقت دابته أو راحلته ، ولكن السعيد من تقبل منه.
(7) حدثنا أبو خالد الاحمر عن يحيى بن سعيد قال : بلغني عن عمر بن عبد العزيز قال : ذكر النعم شكرها.
(8) حدثنا عيسى بن يونس عن الاوزاعي عن عمرو بن مهاجر قال : كان قميص عمر بن عبد العزيز وجبابه فيما بين الكعب والشراك.
(9) حدثنا حسين بن علي عن المهلب بن عقبة قال : كان عمر بن عبد العزيز يخطب يقول : إن من أحب الامور إلى الله القصد في الجدة ، والعفو في المقدرة ، والرفق في الولاية ، وما رفق عبد بعبد في الدنيا إلا رفق الله به يوم القيامة.
(10) حدثنا حسين بن علي عن عبيد بن عبد الملك قال كان عمر بن عبد العزيز يقول : اللهم أصلح من كان في صلاحه صلاح لام محمد ، اللهم أهلك من كان في هلاكه صلاح لامة محمد.
__________
(55 / 4) غنظ : جهد ومشقة.
الكظ : العسرة والشدة.
(55 / 6) أنضيتم الظهر : الظهر ما يركب في السفر من الدواب أو الابل.
وأفضى بعيره : أهزله بالسير الطويل.
(*)(8/240)
(11) حدثنا حسين بن علي عن عبيد بن عبد الملك قال : أخبرني من رأى عمر بن عبد العزيز واقفا بعرفة وهو يدعو وهو يقول باصبعه هكذا - يعني يشير بها : اللهم زد محسن أمة محمد إحسانا ، وراجع بمسيئهم إلى التوبة ، ثم يقول : هكذا ، ثم يدير إصبعه : اللهم وحط من ورائهم برحمتك.
(12) حدثنا عفان بن مسلم قال حدثنا جويرية بن أسماء قال حدثنا نافع قال : قال عبد الملك بن عمر لعمر بن عبد العزيز : يا أمير المؤمنين ؟ ما يمنعك أن تقضي للذي تريد ، فو الذي نفسي بيده ! ما أبالي لو غلت بي وبك فيه القدور ، قال : وحق هذا منك يا بني ؟ قال : نعم والله ! قال : الحمد لله الذي جعل لي من ذريتي يعينني على أمر ربي ، يا بني ! لو بدهت الناس بالذي تقول لم آمن أن ينكروها ، فإذا أنكروها لم أجد بدا من السيف ، ولا خير في خير لا يأتي إلا بالسيف ، يا بني ! إني أروض الناس رياضة الصعب ، فإن يطل بي عمر فإني أرجوا أن ينفذ الله لي شيئا ، وإن تعد علي منية فقد علم الله الذي أريد.
(13) حدثنا عفان قال حدثنا جويرية بن أسماء عن إسماعيل بن أبي حكيم قال : غضب عمر بن عبد العزيز يوما فاشتد غضبه ، وكانت فيه حدة ، وعبد الملك ابنه حاضر ، فلما رأوه قد سكن غضبه قال : يا أمير المؤمنين ! أنت في قدر نعمة الله عليك ، وفي موضعك الذي وضعك الله فيه وما ولاك الله من أمر عباده يبلغ بك الغضب ما
أرى ؟ قال : كيف قلت ؟ فأعاد عليه كلامه فقال : أما تغضب يا عبد الملك ؟ قال : قال : ما يغني عني سعة جوفي إن لم أردد فيه الغضب حتى لا يظهر منه شئ أكرهه.
(14) حدثنا حسين بن علي عن جعفر بن برقان قال : كتب عمر بن عبد العزيز : أما بعد ، فإن أناسا من الناس التمسوا الدنيا بعمل الآخرة.
وإن أناسا من القصاص قد أحدثوا من الصلاة على خلفائهم وأمرائهم عدل صلاتهم على النبي (ص) ، فإذا أتاك كتابي هذا فمرهم أن تكون صلاتهم على النبيين ودعاؤهم للمسلمين عامة ، ويدعون ما سوى ذلك.
(15) حدثنا سعيد بن عامر عن محمد بن عمرو قال سمعت عمر بن عبد العزيز يقول : ما أنعم الله على عبد من نعمة فانتزعها منه فعاضه مما انتزع منه صبرا إلا كان الذي عاضه خيرا مما انتزع منه.
(16) حدثنا وكيع عن عبيد الله بن موهب عن صالح بن سعيد المؤذن قال : بينما أنا مع عمر بن عبد العزيز بالسويداء فأذنت للعشاء الآخرة ، فصلى ثم دخل القصر فقلما لبث ابن ابي شيبة - ج 8 - م 16(8/241)
أن خرج ، فصلى ركعتين خفيفتين ، ثم جلس فاحتبى ، فافتتح الانفال فما زال يرددها ويقرأ ، كلما مر بآية تخويف تضرع ، وكلما مر بآية رحمة دعا حتى أذنت للفجر.
(17) حدثنا ابن نمير عن طلحة بن يحيى قال : كنت جالسا عند عمر بن عبد العزيز فدخل عليه عبد الاعلى بن هلال فقال : أبقاك الله يا أمير المؤمنين ما دام البقاء خيرا لك ، قال : قد فرغ من ذلك يا أبا النضر ، ولكن قل : أحياك الله حياة طيبة ، وتوفاك مع الابرار.
(18) حدثنا أبو خالد الاحمر عن يحيى بن سعيد عن إسماعيل بن أبي حكيم عن عمر بن عبد العزيز قال : إن الله لا يؤاخذ العامة بعمل في الخاصة ، فإذا المعاصي ظهرت
فلم تنكر استحقوا العقوبة جميعا.
(19) حدثنا محمد بن أبي عبد الله الاسدي قال حدثنا سفيان عن عمر بن عبد العزيز قال : من لم يعد كلامه من عمله كثرت خطاياه ، ومن عمل بغير علم كان ما يفسد أكثر مما يصلح.
(20) حدثنا الفضل بن دكين قال : ذكر أبو إسرائيل عمر بن عبد العزيز فقال : حدثني علي بن بذيمة قال : رأيته بالمدينة وهو أحسن الناس لباسا وأطيب الناس ريحا وأخيل الناس في مشيته أو أخبل الناس في مشيته ، ثم رأيته بعد يمشي مشية الرهبان ، فمن حدثك أن المشي سجية فلا تصدقه بعد عمر بن عبد العزيز.
(21) حدثنا سعيد بن عثمان عن غيلان بن ميسرة أن رجلا أتى عمر بن عبد العزيز فقال : زرعت زرعا فمر به جيش من أهل الشام فأفسدوه ، فعوضه عشرة آلاف درهم.
(22) حدثنا عيسى بن يونس عن الاوزاعي أن عمر بن عبد العزيز أوصى عامله في الغزو أن لا يركب دابة إلا دابة تضبط سيرها أضعف دابة في الجيش.
(23) حدثنا وكيع عن طلحة بن يحيى أن عمر بن عبد العزيز كان يبرد ، قال : فحمل مولى له رجلا على البريد بغير إذنه ، قال : فدعاه فقال : لا تبرح حتى تقومه ثم تجعله في بيت المال.
__________
(55 / 17) قد فرغ من ذلك : أي أن الاجل قد حدده الله بعده فلا زيادة فيه ولا نقصان.
(55 / 18) لانهم رأوا المعاصي فلم يستنكروها فكان هذا منهم قبولا بها ورضى عنها.
(55 / 19) وأكثر بلاء المرء من لسانه ، فمن اللسان الكذب والغيبة والكفر اللفظي وقول الباطل وما شابه.
(*)(8/242)
(24) حدثنا ابن مبارك عن جميع بن عبد الله المقرئ أن عمر بن عبد العزيز نهى البريد أن يجعل في طرف السوط حديدة ينخس بها الدابة ، قال : ونهى عن اللجم الثقال.
(56) عامر بن عبد قيس
(1) حدثنا يزيد بن هارون عن هشام عن الحسن قال : قال عامر بن عبد قيس : العيش في أربع : النساء واللباس والطعام والنوم ، فأما النساء فو الله ما أبالي امرأة رأيت أم عنزا ، وأما اللباس فو الله ما أبالي بما واريت به عورتي ، وأما الطعام والنوم فقد غلباني ، والله لاضرن بهما جهدي ، قال الحسن : فأضر والله بهما.
(2) حدثنا عبد الاعلى عن هشام عن الحسن قال : دخل على عامر في البيت وليس معه إلا جرة فيها شرابه وطهوره ، وسلة فيها طعامه.
(3) حدثنا عبد الاعلى عن هشام عن الحسن قال : كان ما يلي الارض من عامر بن عبد قيس مثل ثفن البعير.
(4) حدثنا الحسن بن موسى الاشيب عن شعبة عن حبيب بن شهيد قال : سمعت أبا بشر بحدث عن سهم بن شقيق قال : أتيت عامر بن عبد قيس فقعدت على بابه فخرج وقد اغتسل ، فقلت : إني أرى الغسل يعجبك ، فقال : ربما اغتسلت ، قال : ما حاجتك قلت حب الحديث ، قال : وعهدك بي أحب الحديث.
(5) حدثنا الحسن بن موسى عن أبي هلال قال حدثنا محمد بن سيرين قال : قيل لعامر بن عبد الله : ألا تزوج ؟ قال : ما عندي نشاط وما عندي من مال ، فما أغر إمرأة مسلمة ، (6) حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت قال : قال عامر بن عبد قيس لا بني عم له : فوضا أمر كما إلى الله تستريحا.
(7) حدثنا عفان قال حدثنا جعفر بن سليمان قال حدثنا بعض مشيختنا ، قال : قال
__________
(55 / 24) البريد : المقصود رجال البريد.
(56 / 1) ما أبالي امرأة رأيت أم عنزا أي لا أهتم لجمال المرأة التي أتزوجها.
(56 / 3) الثفن أو الثفنة من البعير : الركبة ، ما مس الارض من كركرته وسعداناته وأصول أفخاذه ، وكل ما ولي الارض من ذي الاربع إذا برك أو ربض ويحصل فيه غلظ من البروك.
(*)(8/243)
عامر بن عبد الله : إنما أجدني آسف على البصرة لاربع خصال : تجاوب مؤذنيها ، وظما الهواجر ، ولان بها أخداني ، ولان بها وطني.
(8) حدثنا عفان قال حدثنا جعفر بن سليمان قال حدثنا سعيد الجريري قال : لما سير عامر بن عبد الله ، قال : شيعه إخوانه فقال بظهر المربد : إني داع فأمنوا ، فقالوا : هات فقد كنا نشتهي هذا منك ، فقال : اللهم من ساءني وكذب علي وأخرجني من مصري وفرق بيني وبين إخواني اللهم أكثر ماله وولده وأصح جسمه وأطل عمره.
(9) حدثنا عفان قال حدثنا جعفر بن سليمان عن مالك بن دينار قال : حدثني من رآى عامر بن عبد قيس دعا بزيت فصبه في يده - كذا وصف جعفر ومسح إحداهما على الاخرى ، ثم قال : * (وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين) * قال فدهن رأسه ولحيته.
(10) حدثنا عفان قال حدثنا جعفر بن سليمان قال حدثني مالك بن دينار قال : حدثني فلان أن عامر بن عبد الله كان في الرحبة وإذا ذمي يظلم ، قال : فألقى عامر رداءه وقال : ألا أرى ذمة الله تخفر وأنا حي ، فاستنقذه.
(11) حدثنا عباد بن العوام عن عاصم عن فضيل بن زيد الرقاشي قال : لا يهلك الناس عن نفسك ، فإن الامر يصل إليك دونهم ، ولا تقل : اقطع عنا اليوم بكذا وكذا ، فإنه محصي عليك جميع ما عملت في ذلك ، ولم تر شيئا أسرع إدراكا ولا أحسن طلبا من حسنة حديثة لذنب قديم.
(12) حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن زيد قال حدثنا عمران بن حدير عن قسامة ابن زهير قال : روحوا القلوب تعي الذكر.
(57) مطرف بن الشخير (1) حدثنا أبو الأحوص عن أبي غيلان قال : كان مطرف بن الشخير يقول : اللهم
إني أعوذ بك من شر السلطان ومن شر ما تجري به أقلامهم ، وأعوذ بك أن أقول بحق أطلب به غير طاعتك ، وأعوذ بك أن أتزين للناس بشئ يشينني عندك ، وأعوذ بك أن.
__________
(56 / 8) لانه ما دام يعمل الشر فإن طال عمره وصح جسمه زادت ذنوبه وعظم بلاؤه وعقابه في الآخرة.
(56 / 9) سورة المؤمنون الآية (20).
(*)(8/244)
أستغيث بشئ من معاصيك على ضر نزل بي ، وأعوذ بك أن تجعلني عبرة لاحد من خلقك ، وأعوذ بك أن تجعل أحدا أسعد بما علمته مني ، اللهم لا تخزني فإنك بي عالم ، اللهم لا تعذبني فإنك علي قادر.
(2) حدثنا زيد بن الحباب عن مهدي بن ميمون عن غيلان بن جرير قال : سمعت مطرفا يقول : كأن القلوب ليست منا وكأن الحديث يعني به غيرنا.
(3) حدثنا زيد بن الحباب عن مهدي قال حدثنا غيلان قال : سمعت مطرفا يقول : لو أتاني آت من ربي فخيرني أفي الجنة أم في النار أم أصير ترابا ، اخترت أن أصير ترابا.
(4) حدثنا غندر عن شعبة عن يزيد الرشك عن مطرف قال : * (إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة) * إلى آخر الآية قال : هذه آية القراء.
(5) حدثنا أبو أسامة عن سليمان بن المغيرة عن ثابت قال : قال مطرف : ما من الناس أحد إلا وهو أحمق فيما بينه وبين ربه ، ولكن بعض الحمق أهون من بعض.
(6) حدثنا يزيد بن هارون عن حماد بن سلمة عن ثابت قال : كان مطرف يقول : اللهم تقبل مني صلاة يوم ، اللهم تقبل مني صوم يوم ، اللهم اكتب لي حسنة ثم يقزل : * (إنما يتقبل الله من المتقين) *.
(7) حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة قال أخبرنا ثابت أن مطرف بن عبد الله قال : لو كانت لي نفسان لقدمت إحداهما على الاخرى ، فإن هجمت على خير اتبعتها الاخرى ، وإلا امسكتهما ، ولكن إنما هي نفس واحدة ، لا أدري على ما تهجم ؟ خير أم
شر.
(8) حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة قال أخبرنا ثابت أن مطرفا قال : لو وزن رجاء المؤمن خوفه ما رجح أحدهما صاحبه.
(9) حدثنا عفان قال حدثنا جعفر بن سليمان قال حدثنا محمد بن واسع الازدي قال : كنت في حلقة فيها الحسن ومطرف ، وفلان ذكر أناسا فتكلم سعيد بن أبي الحسن ، قال : ثم دعا فقال في دعائه : اللهم أرض عنا - مرتين أو ثلاثا ، قال : يقول مطرف وهو في ناحية الحلقة : اللهم إن لم ترض عنا فاعف عنا ، قال : فأبكى القوم بهذه الكلمة.
__________
(57 / 4) سورة فاطر من الآية (29).
(57 / 6) سورة المائدة من الآية (27).
(*)(8/245)
(10) حدثنا عفان قال حدثنا ابن مهدي قال حدثنا غيلان بن جريري عن مطرف قال : هم الناس وهم النسناس ، وأناس غمسوا في ماء الناس.
(11) حدثنا شاذان عن مهدي عن غيلان بن جرير عن مطرف قال : عقول الناس على قدر زمانهم.
(12) حدثنا ابن علية عن سعيد عن قتادة عن مطرف بن الشخير في قوله : * (كانوا قليلا من الليل ما يهجعون) * قال قل ليلة أتت عليهم هجعوها.
(13) حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن مطرف قال : خير الامور اوساطها.
(14) حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن ثابت عن مطرف أنه أقبل من مبدأه فجعل يسير بالليل فأضاء له سوطه.
(15) حدثنا عفان قال حدثنا حماد عن ثابت أن مطرفا قال : لو كانت لي الدنيا فأخذاها الله مني بشربة من ماء يسقيني بها يوم القيامة كان قد أعطاني بها ثمنا.
(16) حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت قال : كنا عند مطرف فذكرنا الله ودعوناه ، فقال : ولئن كان هذا مما سبق لكم في الذكر لقد أراد الله بكم خيرا ، وإن كان مما يحدث في اليل والنهار لقد أراد الله بكم خيرا ، فأي ذلك ما كان فاحمدوا الله عليه.
(17) حدثنا عفان قال حدثنا حماد عن ثابت أن مطرفا كان يقول : إن الحديث وإن اليمين بالله.
(18) حدثنا عفان قال حدثنا حماد عن ثابت أن مطرفا كان يقول : لو كان الخير في كف أحدنا ما استطاع أن يفرغه في قلبه حتى يكون الله هو الذي يفرغه في قلبه.
(19) حدثنا عفان قال حدثنا حماد عن ثابت أن مطرفا كان يقول : لو أن رجلا رأى صيدا والصيد لا يراه فختله ألم يوشك أن يأخذه ؟ قالوا : بلى ، قال : فإن الشيطان يرانا ونحن لا نراه وهو يصيب منا.
__________
(57 / 10) النسناس : هنا السفلة والارذال.
(57 / 12) سورة الذاريات الآية (17).
(57 / 15) أي كانت هذه الشربة تساوي الدنيا وما فيها.
(*)(8/246)
(20) حدثنا عفان قال حدثنا حماد عن ثابت قال مطرف : نظرت في بدء هذا الامر ممن كان ، فإذا هو من الله ، ونظرت على من تمامه فإذا تمامه على الله ، ونظرت ما ملاكه فإذا ملاكه الدعاء.
(21) حدثنا شبابة بن سوار عن سليمان عن ثابت أن مطرف بن الشخير قال : ليعظم جلال الله في صدوركم فلا يذكر الله عند مثل هذا ، يقول أحدكم للكلب ، أخزاه الله وللحمار أو الشاة.
(22) حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن مطرف قال : كنا
نتحدث أنه لم يتحاب رجلان في الله إلا كان أفضلهما أشدهما حبا لصاحبه ، قال : فلما سير مذعور أو عامر بن عبد الله ، قال : لقي مذعور مطرفا فجعل يذاكره ، قال مطرف : فجعلت أقول : أي أخي ! علام تحبسني وقد تهورت النجوم وذهب الليل ، فيقول : اللهم فيك ، ثم يذاكره الساعة فيقول : يا أخي ! علام تحبسني وقد تهورت النجوم وذهب الليل ، فقال : اللهم فيك ، فلما أصبحنا أخبرت أنه قد سير ، فعرفت ليلتين فضله علي.
(23) حدثنا عفان قال حدثنا مهدي بن ميمون قال حدثني غيلان بن جرير عن مطرف قال : ما أرملة جالسة على ذيلها بأحوج إلى الجماعة مني.
(24) حدثنا عفان قال حدثنا سليمان عن ثابت قال : كان مطرف يقول : ما أوتي أحد من الناس أفضل من العقل.
(25) حدثنا عفان قال مهدي قال حدثنا غيلان بن جرير عن مطرف قال : رأيت في المنام كأني خرجت أريد الجمعة ، فأتيت على مقابر من الحي ، فإذا أهل القبور جلوس ، فجعلت أسلم وأمضى ، قالوا : يا عبد الله ! أين تريد ؟ قال : قلت : أريد الجمعة ، قال : ثم قلت : تدرون ما الجمعة ؟ قالوا : نعم ونعلم ما يقول الطير يومئذ قال قلت : ما يقول الطير يومئذ ؟ قالوا : يقول : سلام سلام يوم صالح.
(26) حدثنا وكيع عن قرة عن أبي العلاء يزيد بن عبد الله عن أخيه مطرف قال : إن الله ليرحم برحمته العصفور.
(27) حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة قال أخبرنا ثابت قال : سمعت مطرفا يقول : ما مررت بأهل مجلس فسمعت أحدا يثني علي خيرا ، قال : فيأخذ ذلك في.
__________
(57 / 22) تهورت النجوم : غابت.
(*)(8/247)
(28) حدثنا إسحاق الرازي عن أبي جعفر عن قتادة قال : إن هذا الموت قد أفسد على أهل النعيم نعيمهم فاطلبوا نعيما لا موت فيه.
(29) حدثنا عفان قال حدثنا جعفر بن سليمان قال حدثنا المعلى بن زياد قال : قال مورق العجلي : أمر أنا في طلبه منذ عشر سنين لم أقدر عليه ، ولست بتارك طلبه أبدا ، قال : وما هو يا أبا المعتمر ؟ قال : الصمت عما لا يعنيني.
(30) حدثنا عفان قال حدثنا جعفر بن سليمان قال حدثنا هشام عن حفصة بنت سيرين قالت : كان مورق يزورنا ، فزارنا يوما فسلم فرددت عليه السلام ، قالت : ثم سايلني وسايلته ، قلت : كيف أهلك وكيف ولدك ؟ قال : إنهم لمتوافرون ، قلت : فأحمد ربك ، قال : إني والله قد خشيت أن يحسبوني على هلكة.
(31) حدثنا عفان بن مسلم قال حدثنا جعفر بن سليمان قال حدثنا بعض أصحابنا قال : كان مورق العجلي يتجر فيصيب المال ، فلا تأتي عليه جمعة وعنده منه شئ ، قال : كان يلقي الاخ من إخوانه فيعطيه أربعمائة خمسمائة ثلاثمائة ، فيقول : ضعها لنا عندك حتى نحتاج إليها ، ثم يلقاه بعد ذلك فيقول : شأنك بها ، ويقول الآخر : لا حاجة لي فيها ، فيقول : إنا والله ما نحن بآخذيها أبدا ، شأنك بها.
(31) حدثنا عفان قال حدثنا همام عن قتادة قال : قال مورق العجلي : ما وجدت للمؤمن في الدنيا مثلا إلا كمثل رجل على خشبة في البحر وهو يقول : يا رب يا رب لعل الله أن ينجيه.
(32) حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن زيد قال حدثنا أبوالتياح عن مورق قال : المتمسك بطاعة الله إذا جبن الناس عنها كالكار بعد الفار.
(33) حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن زيد عن عاصم الاحول قال : سمعت مورقا العجلي يقول : ما رأيت رجلا أفقه في ورعه ولا أورع في فقهه من محمد.
(34) حدثنا عفان قال حدثنا ثابت بن يزيد أبو زيد عن عاصم عن مورق قال : إنما كان حديثهم تعريضا.
__________
(57 / 28) أي اطلبوا نعيم الآخرة.
(57 / 30) أي قد خشيت أن يشغلوني عن أمر آخرتي ويجعلوني أميل إلى الدنيا.
(*)(8/248)
(58) كلام صفوان بن محرز (1) حدثنا عفان قال حدثنا جعفر بن سليمان قال حدثنا هشام بن حسان عن الحسن قال : قال صفوان بن محرز قال : إذا أكلت رغيفا أشد به صلبي وشربت كوزا من ماء فعلى الدنيا وأهلها العفاء.
(2) حدثنا عفان قال حدثنا مهدي بن ميمون قال : حدثنا غيلان بن جرير عن صفوان بن محرز قال : وكانوا يجتمعون هو وإخوانه ويتحدثون فلا يرون تلك الرقة ، قال : فيقولون : يا صفوان ! حدث أصحابك ، قال : فيقول : الحمد لله ، قال : فيرق القوم وتسيل دموعهم كأنها أفواه المزاد.
(3) حدثنا أبو معاوية عن عاصم عن عبد الله بن رباح عن صفوان بن محرز أنه كان إذا فرأ هذه الآية بكى * (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) *.
(4) حدثنا عفان قال حدثنا حماد عن ثابت أن صفوان بن محرز كان له خص فيه جذع ، فانكسر الجذع ، فقيل له : ألا تصلحه ؟ فقال : دعه فإنما أموت غدا.
(5) حدثنا عفان قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا سعيد قال حدثنا قتادة عن صفوان بن محرز في قوله : * (إنا أنشأناهن إنشاء فجعلناهن أبكارا عربا أترابا) * قال : والله إن منهن العجز الزحف صيرهن الله كما تسمعون.
(6) حدثنا عفان قال حدثنا جعفر بن سليمان قال : سمعت المعلي بن زياد قال : كان لصفوان بن محرز المازني سرب يبكي فيه ، وكان يقول : قد أرى مكان الشهادة تشايعني نفسي.
(59) حديث طلق بن حبيب (1) حدثنا محمد بن بشر قال حدثني عتبة بن قيس عن طلق بن حبيب قال : أربع من أوتيهن أوتي خير الدنيا والآخرة : من أوتي لسانا ذاكرا ، وقلبا شاكرا ، وجسدا على
البلاء صابرا ، وزوجا مؤمنة لا تبغيه في نفسها خونا.
__________
(58 / 3) سورة الشعراء الآية (227).
(58 / 4) جذع : أي قد جعل هذا الجذع عمودا للخص يستند إليه ، والخص هو الكوخ.
(58 / 5) سورة الواقعة الآيات (35 - 37).
(*)(8/249)
(2) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا مسعر عن سعد بن إبراهيم عن طلق بن حبيب قال : إن حقوق الله أثقل من أن يقوم بها العباد ، وإن نعم الله أكثر من أن يحصيها العباد ، ولكن أصبحوا توابين وأمسوا توابين.
(3) حدثنا زيد بن الحباب قال حدثنا عبد الحميد بن عبد الله بن مسلم بن يسار قال : أخبرنا كلثوم بن جبر قال : كان المتمني بالبصرة يقول : عبادة طلق بن حبيب ، وحلم مسلم بن يسار.
(4) حدثنا يحيى بن آدم عن سفيان عن عاصم قال : قلنا لطلق بن حبيب : صف لنا التقوى ، قال : التقوى عمل بطاعة الله رجاء رحمة الله على نور من الله ، والتقوى ترك معصية الله مخافة عقاب الله على نور من الله.
(5) حدثنا أبو أسامة عن عوف عن أبي المنهال قال حدثني صفوان بن محرز قال : قال جندب : مثل الذي يعظ وينسى نفسه مثل المصباح يضئ لغيره ويحرق نفسه ، ليبصر أحدكم ما يجعل في بطنه ، فإن الدابة إذا ماتت كان أول من ينفتق بطنها ، وليتق أحدكم أن يحول بينه وبين الجنة ملء كف من دم مسلم.
(6) حدثنا عبد الله بن نمير قال حدثنا أبان بن إسحاق قال : حدثني رجل من عرينة قال : خرج جندب البجلي في سفر له ، فخرج معه ناس من قومه حتى إذا كانوا في المكان الذي يودع بعضهم بعضا قال : ألا ترى ! المحروب من حرب دينه ، وإن المسلوب من سلب دينه ، ألا إنه لافقر بعد الجنة ، ولا غنى بعد النار ، ألا إن النار لا يفك أسيرها ،
ولا يستغني فقيرها ، ثم ركب الجادة وانطلق.
(7) حدثنا أبو أسامة عن عوف عن غالب بن عجرد قال : حدثني رجل من فقهاء أهل الشام في مسجد مني قال : إن الله خلق الارض وخلق ما فيها من الشجر ولم يكن أحد من بني آدم يأتي شجرة من تلك الشجر إلا أصاب منها خيرا أو كان له خير ، فلم تزل الشجرة كذلك حتى تكلمت فجرة بني آدم بالكلمة العظيمة قولهم * (اتخذ الله ولدا) * فاقشعرت الارض فشاك الشجر.
(8) حدثنا أبو أسامة عن عوف عن أبي قحذم قال : أتي ابن زياد بصرة فيها حب
__________
(59 / 2) وفي ذلك قوله تعالى : * (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها) * سورة إبراهيم الآية (34).
(59 / 7) سورة البقرة من الآية (116).
(*)(8/250)
حنطة أمثال النوى وجدت في بعض بيوت الكسرى مكتوب معها ، هذا نبت زمان كان يعمل فيه بطاعة الله.
(9) حدثنا أبو أسامة عن عوف عن خالد الربعي قال : كان في بني إسرائيل رجل ، وكان مغمورا في العلم ، وإنه ابتدع بدعة فدعا الناس فاتبع ، وأنه تذكر ذات ليلة فقال : هب هؤلاء الناس لا يعلمون ، ما ابتدعت ، أليس الله قد علم ما ابتدعت ؟ قال : فبلغ من توبته أن حرق ترقوته ، وجعل فيها سلسلة وربطها بسارية من سواري المسجد ، قال : لا أنزعها حتى يتاب علي ، قال : فأوحى الله إلى نبي من أنبياء بني إسرائيل ، وكان لا يستنكر بالوحي : أن قل لفلان : لو أن ذنبك كان فيما بيني وبينك لغفرت لك ، ولكن كيف بمن أضللت من عبادي ، فدخلوا النار ، (10) حدثنا زيد بن حباب عن عبد الله بن مروان قال : سمعت صالحا أبا الخليل يقول في قول الله * (إنما يخشى الله من عباده العلماء) * قال : أعلمهم به أشدهم خشية له.
(60) كلام ابن منبه (1) حدثنا أبو أسامة عن سفيان قال : حدثنا رجل من أهل الصنعاء عن وهب بن منبه قال : مر رجل براهب فقال : يا راهب ! كيف ذكرك للموت ؟ قال : ما أربع قدما ولا أضع أخرى إلا رأيت أني ميت ؟ قال : كيف دأب نشاطك ، قال : ما كنت أرى أحدا سمع بذكر الجنة والنار تأتي عليه ساعة لا يصلي ، فقال الرجل : إني لاصلي فأبكي حتى ينبت البقل من دموعي ، فقال الراهب : إنك إن تضحك وأنت معترف لله بخطيئتك خير من أن تبكي وأنت مدل بعملك ، إن صلاة المدل لا تصعد فوقه ، فقال الرجل : أوصني ، فقال الراهب : عليك بالزهد في الدنيا ولا تنازعها أهلها ، وكن كالنخلة إن أكلت طيبا ، وإن وضعت وضعت طيبا ، وإن وقعت على شئ لم تضره ولم تكسره ، وانصح لله كنصح الكلب أهله ، إن يجيعوه ويضربوه ويأبى إلا نصحا لهم وحفظا عليهم.
(2) حدثنا حسين بن علي عن جعفر بن برقان قال : بلغني أن ابن منبه كان يقول : أعون الاخلاق على الدين الزهادة في الدنيا ، وأوشكها ردى اتباع الهوى ، ومن إتباع الهوى الرغبة في الدنيا ، ومن الرغبة في الدنيا حب المال والشرف ، ومن حب المال والشرف
__________
(59 / 10) سورة فاطر الآية (28).
(*)(8/251)
استحلال المحارم ، ومن الستحلال المحارم يغضب الله ، وغضب الله الداء الذي لا دواء له إلا رضوان الله ، ورضوان الله دواء لا يضر معه داء ، ومن يريد أن يرضي ربه يسخط نفسه ، ومن لا يسخط نفسه لا يرضي ربه ، إن كان كلما ثقل على الانسان شئ من دينه تركه أوشك أن لا يبقي معه شئ.
(3) حدثنا مروان بن معاوية عن منصور بن حيان عن القاسم بن أبي بزة قال : سمعت ابن منبه يقول : إنا نجد في الكتب أن الله يقول : يا ابن آدم ؟ إنك ما عبدتني ورجوتني فإني غافر لك على ما كان ، وحق علي أن لا أضل عبدي وهو حريص على
الهدى وأنا الحكم.
(4) حدثنا عبد الله بن مبارك عن معمر عن سماك بن الفضل عن ابن منبه قال : مثل الذي يدعو بغير عمل مثل الذي يرمي بغير وتر.
(5) حدثنا أبو خالد الاحمر عن جعفر بن سليمان الضبعي عن النعمان بن الزبير عن ابن منبه قال : أوحى إلى عزير ! يا عزير ! لا تحلف بي كاذبا فإني لا أرضى عمن يحلف بي كاذبا ، يا عزير ! والديك فإنه من بر والديه رضيت ، وإذا رضيت باركت ، وإذا باركت بلغت النسل الرابع ، يا عزير ! لا تعق والديك فإنه من يعق والديه غضبت وإذا غضبت لعنت ، وإذا لعنت بلغت النسل الرابع.
(6) حدثنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا صالح الفزاري عن إبراهيم بن ميمون عن وهب بن منبه قال : قال داود : يا رب ! ابن آدم ليس منه شعرة إلا تحتها منك نعمة ، وفوقها منك نعمة ، فمن أين يكافيك بما أعطيته ؟ قال : فأوحى الله إليه : يا داود ! إني أعطي الكثير وأرضي باليسير ، (وإذا شكر ذلك لي أن يعلم أن ما به من نعمة مني.
(7) حدثنا عفان بن مسلم قال حدثنا جعفر بن سليمان قال حدثنا عطاء بن السائب عن وهب بن منبه قال : أعطى الله موسى نورا يكون لغيره نارا ، قال : فدعا موسى هارون فقال : إن الله وهب لي نورا يكون لغيري نارا [ ] وإن موسى وهبه لي وإني أهبه لكما ، قال : فكان ابنا هارون يقربان القربان لبني إسرائيل ، قال فاختزنا شيئا فنزلت النار فاحترقا ، قال : فقيل لهما : يا موسى وهارون ! كذا أصنع بمن عصاني من أهل طاعتي ، فكيف أصنع بمن عصاني من أهل معصيتي.
__________
(60 / 7) هناك نقص في المتن [ ] والارجح أن النقص الحاصل هو بمعنى * (وإني أهبه لك فقال هارون لولديه : إن الله وهب لموسى نورا يكون لغيره نارا وأن موسى...].
(*)(8/252)
(8) حدثنا عفان بن مسلم قال حدثنا مهدي قال حدثنا عبد الحميد صاحب الزيادي
عن ابن منبه قال : كان فيمن كان قبلكم رجل عبد الله زمانا ، ثم طلب إلى الله حاجة وصام لله سبعين يأكل كل سبت إحدى عشر مرة ، قال : وطلب إلى الله حاجته فلم يعطها فأقبل على نفسه فقال : أيتها النفس ! من قبلك أتيت ، لو كان عندك خير لاعطيت حاجتك ، ولكن ليس عندك خير ، قال : فنزل إليه ساعتئذ ملك ، فقال له : يا ابن آدم ! إن ساعتك هذه التي رزئت على نفسك فيها خير من عبادتك كلها التي مضت ، وقد أعطاك الله حاجتك التي سألت.
(9) حدثنا أبو خالد الاحمر قال : حدثني من لا أتهم عن ابن منبه أنه جلس هو وطاوس ونحوهما من أهل ذلك الزمان فذكروا أي أمر الله أسرع ؟ فقال بعضهم : قول الله كلمح البصر ، وقال بعضهم السرير حين أتي به سليمان ، فقال ابن منبه : أسرع أمر الله أن يونس على حافة السفينة إذ أوحى الله إلى نون في نيل مصر ، فال : فما خر من حافتها إلا في جوفه.
(10) حدثنا المحاربي عن عبد الرحمن بن سليمان العبسي عن أدريس بن سنان عن جد وهب بن منبه قال : كان على موسى يوم ناجى ربه عند الشجرة جبة من صوف وتبان من صوف وقلنسوة من صوف.
(11) حدثنا عفان قال حدثنا شعبة عن عوف قال : قال ابن منبه : من خصال المنافق أن يحب الحمد ويبغض الذم.
(61) حديث أبي قلابة (1) حدثنا عبد الوهاب الثقفي عن أيوب عن كاتب أبي قلابة قال : مثل العلماء مثل النجوم التي يهتدي بها ، والاعلام التي يقتدي بها ، إذا تغيبت عنهم تحيروا ، وإذا تركوها ضلوا.
(2) حدثنا عبد الوهاب الثقفي عن أيوب عن أبي قلابة أنه قال في دعائه : اللهم إني أسألك الطيبات وترك المنكرات وحب المساكين ، وأن تتوب علي ، فإذا أردت بعبادك
فتنة أن تتوفاني غير مفتون.
__________
(60 / 9) النون هو الحوت.
(60 / 11) يحب الحمد : يحب أن يثني الناس عليه وهذا من الكبر وحب الرياء.
(*)(8/253)
(3) حدثنا الثقفي عن أيوب عن أبي قلابة قال : إن الله لما لعن إبليس سأله النظرة ، فأنظره إلى يوم الدين ، قال : وعزتك لا أخرج من جوف - أو من قلب - ابن آدم ما دام فيه الروح ، قال : وعزتي لا أحجب عنه التوبة ما دام فيه الروح.
(4) حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن زيد قال حدثنا أيوب قال قال مسلم بن يسار : كان أبو قلابة من العجم كان موبذ موبذان.
(5) حدثنا عفان قال حدثنا بن زيد قال سمعت أيوب وذكر أبا قلابة فقال : كان والله ومن الفقهاء وذوي الالباب.
(6) حدثنا يعمر قال حدثنا ابن مبارك قال حدثنا معمر عن أيوب عن أبي قلابة قال : خير أموركم أوساطها.
(7) حدثنا الحسن بن موسى قال حدثنا حماد بن سلمة عن أبي سنان عن وهب بن منبه قال : ما الخلق في قبضة الله إلا كخردلة ها هنا من أحدكم.
(8) حدثنا أحمد بن عبد الله قال حدثنا إسرائيل عن أبي يحيى عن أياس بن معاوية عن أبيه قال : كان أفضلهم عندهم - يعني الماضين - أسلمهم صدرا وأقلهم غيبة.
(9) حدثنا زيد بن الحباب قال حدثني عقبة بن أبي يزيد القرشي قال : سمعت زيد ابن أسلم يذكر في قول الله : * (والمستغفرين بالاسحار) * قال : من شهد صلاة الصبح.
(62) كلام الحسن البصري (1) حدثنا محمد بن بشر قال حدثنا سفيان قال حدثنا أبو همام عن الحسن قال : رحم الله عبدا وفق عند همه ، فإنه ليس من عبد يعمل حتى يهم ، فإن كان خيرا أمضاه ، وإن
كان شرا كف عنه.
(2) حدثنا أبو أسامة عن سفيان عن عمران القصير قال : سألت الحسن عن شئ فقلت : إن الفقهاء يقولون كذا وكذا ، قال : وهل رأيت فقيها بعينيك ، إنما الفقيه الزاهد في الدنيا ، البصير بدينه ، المداوم على عبادة ربه.
(3) حدثنا أبو أسامة قال حدثنا سليمان بن المغيرة عن يونس قال : قال الحسن : لا
__________
(61 / 4) موبذ موبذان : كلمة فارسية طعن قاضي القضاة.
(61 / 9) سورة آل عمران من الآية (17).
(*)(8/254)
يزال العبد بخير ما علم ما الذي يفسد عليه عمله ، قال يونس : إن منهم من يرى أنه على حق ، ومنهم من تغلب شهوته.
(4) حدثنا أبو أسامة عن يزيد وأبي الاشهب عن الحسن قال : كان يقال : قلب المؤمن وراء لسانه ، فإذا هم بأمر تدبره ، فإن كان خيرا تكلم به ، وإن كان غير ذلك سكت ، وقلب المنافق على طرف لسانه ، فإذا هم بشئ تكلم به وأبداه.
(5) حدثنا معاوية بن هشام قال حدثنا سفيان عن يونس عن الحسن قال : إن المؤمن أحسن الظن بربه فأحسن العمل ، وإن المنافق أساء الظن بربه فأساء العمل.
(6) حدثنا معاوية بن هشام عن سفيان عن رجل عن الحسن قال : اطلب العلم طلبا لا يضر بالعبادة ، واطلب العبادة طلبا لا يضر بالعلم ، فإن من عمل بغير علم كان ما يفسد أكثر مما يصلح.
(7) حدثنا قبيصة عن سفيان عن يونس قال : كان الحسن رجلا محزونا.
(8) حدثنا قبيصة عن سفيان عن يونس عن الحسن قال : لقد أدركت أقواما لا يستطيعون أن يسروا العمل شيئا إلا أسروه.
(9) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا هشام عن الحسن قال : إن الرجل ليعمل
الحسنة فتكون نورا في قلبه وقوة في بدنه ، وإن الرجل ليعمل السيئة فتكون ظلمة في قلبه ووهنا في بدنه.
(10) حدثنا يزيد بن هارون عن سفيان بن حسين عن الحسن قال : كان أصحاب رسول الله (ص) إذا التقوا يقول الرجل لصاحبه : هل أتاك أنك وارد ؟ فيقول : نعم ، فيقول : هل أتاك أنك خارج منها ؟ فيقول : لا ، فيقول : ففيم الضحك إذا.
(11) حدثنا أبو أسامة عن أبي هلال قال حدثني داود صاحب البصري أن الحسن قال : وأيم الله ما من عبد قسم له رزق يوم بيوم فلم يعلم أنه قد خير له إلا عاجزا أو غبي الرأي.
__________
(62 / 7) رجلا محزونا : قد غلب الحزن عليه خوف الآخرة والحساب.
(62 / 10) أي قد جاء في آي القرآن الكريم : * (إن منكم إلا واردها) * أي النار ولم يرد في آي القرآن آية في الصدور عنها.
(62 / 11) قد خير له : قد اختار له الله سبحانه الخير ، والخيرة فيما اختاره الله.
(*)(8/255)
(12) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا مبارك عن الحسن قال : والله ما هي بأشر أيام المؤمن أيام قرب له فيها من أجله وذكر ما نسي من معاده وكفرت بها خطاياه.
(13) حدثنا عفان بن مسلم قال حدثنا حماد بن سلمة قال حدثنا حميد عن الحسن قال : ما رأيت أحدا أشد توليا من قارئ إذا تولى.
(14) حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة قال أخبرنا علي بن زيد وثابت وحميد عن الحسن أنه قال : الصراط حسك وسعدان ، الزلالون والزلالات يومئذ كثير.
(15) حدثنا أبو أسامة عن زائدة عن هشام عن الحسن قال : إن الرجل ليطلب الباب من العلم فيعمل به فيكون خيرا له من الدنيا لو كانت له فجعلها في الآخرة.
(16) حدثنا زيد بن الحباب قال أخبرني عبيد الله بن شميط بن عجلان قال : أخبرني أبي أنه سمع الحسن يقول : إن المؤمن يصبح حزينا ويمسي حزينا ، ويكفيه ما يكفي
العنيزة.
(17) حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن زيد قال حدثنا أيوب قال سمعت الحسن يقول : إذا رأيت الرجل ينافس في الدنيا فنافسه في الآخرة.
(18) حدثنا يزيد بن هارون عن الاشهب عن الحسن * (إن عذابها كان غراما) * قال : عملوا إن كل غريم مفارق غريمة إلا غريم جهنم.
(19) حدثنا أبو داود الطياليسي عن قرة قال : سمعت الحسن يقول : * (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس) * قال : أفسدهم الله بذنوبهم في بر الارض وبحرها بأعمالهم الخبيثة * (لعلهم يرجعون) * يرجع من بعدهم.
(20) حدثنا عبد الله بن نمير عن إسماعيل عن الحسن قال : بلغني أن في كتاب الله : ابن آدم ثنتان جعلتهما لك ولم يكونا لك : وصية في مالك بالمعروف وقد صار الملك لغيرك ، ودعوة المسلمين لك وأنت في منزل لا تستعتب فيه سئ ولا تزيد في حسن.
__________
(62 / 14) السعدان : نبت يظهر في اليمن كبير الحسك والشوك.
(62 / 16) يكفيه الطعام القليل والقليل من مال الدنيا أي ما يعادل ما يكفي العنزة الصغيرة.
(62 / 18) سورة الفرقان الآية (65).
(62 / 19) سورة الروم من الآية (41).
(62 / 20) منزل لا تستعتب فيه : هو القبر.
(*)(8/256)
(21) حدثنا ابن علية عن يونس قال : لما توفي سعيد بن الحسن وجد عليه الحسن وجدا شديدا ، فكلم في ذلك فقال : ما سمعت الله عاب الحزن على يعقوب.
(22) حدثنا يزيد بن هارون قال حدثنا أبو محمد الاسدي عن الحسن قال : من دخل المقابر فقال : (اللهم رب الاجساد البالية والعظام النخرة التي خرجت من الدنيا وهي بك مؤمنة : أدخل عليها روحا من عندك وسلاما) استغفر له كل مؤمن مات منذ خلق الله
آدم.
(23) حدثنا عبد الله بن مبارك عن معمر عن يحيى بن المختار عن الحسن قال : إن المؤمن قوام على نفسه يحاسب نفسه لله ، وإنما خف الحساب يوم القيامة على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا ، وإنما شق الحساب يوم القيامة على قوم أخذوا هذا الامر على غير محاسبة ، إن المؤمن يفجؤه الشئ فيعجبه فيقول : والله إني لاشتهيك وإنك لمن حاجتي ، ولكن والله ما من وصلة إليك ، هيهات حيل بيني وبينك ، ويفرط منه الشئ فيرجع إلى نفسه فيقول : ما أردت إلى هذا ، مالي ولهذا ، مالي عذر بها والله لا أعود إلى هذا أبدا إن شاء الله ، إن المؤمنين قوم أوثقهم القرآن وحال بينهم وبين هلكتهم ، إن المؤمن أسير في الدنيا يسعى في فكاك رقبته ، لا يأمن شيئا حتى يلقى الله ، يعلم أنه مأخوذ عليه في ذلك كله.
(24) حدثنا عفان قال حدثنا جعفر بن سليمان قال سمعت عبد ربه أبا كعب يقول : سمعت الحسن يقول : المؤمن في الدنيا كالغريب لا ينافس في عزها ، ولا يجزع من ذلها ، للناس حال وله حال ، وجهوا هذه [ الفصول ] حيث وجهها الله.
(25) حدثنا عبد الرحمن قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا جعفر بن سليمان قال سمعت عبد ربه أبا كعب يقول : سمعت الحسن يقول : إن الايمان ليس بالتحلي ولا بالتمني ، إن الايمان ما وقر في القلب وصدقه العمل.
(26) حدثنا يحيى بن يمان عن مالك بن مغول عن محمد بن جحادة قال : مر على الحسن برذون يهملج فقال : أوه قد علمت أن الساعة إذا أقبلت أقبلت بغم.
(27) حدثنا يحيى بن يمان عن مبارك عن الحسن قال : إن المؤمنين عجلوا الخوف في
__________
(62 / 24) [ الفصول ] كذا في الاصل ، والارجح انها الفضول أي أموال الدنيا وخيراتها.
(62 / 26) هملجة البرذون : تمايله في سيره وتمايل راكبه بالتالي معه.
ابن أبي شيبة - ج 8 - م 17 (*)(8/257)
الدنيا فأمنهم الله يوم القيامة ، وإن المنافقين أخروا الخوف في الدنيا فأخافهم الله يوم القيامة.
(28) حدثنا ابن يمان عن مبارك عن الحسن قال : عمل القوم ولم يتمنوا.
(29) حدثنا ابن يمان عن مبارك قال : سمعت الحسن يقول : إن أقواما بكت أعينهم ولم تبك قلوبهم ، فمن بكت عيناه فليبك قلبه.
(30) حدثنا ابن يمان عن مبارك عن الحسن قال : أكيسهم من بكى.
(31) حدثنا ابن يمان عن أبي الاشهب عن الحسن قال : أدركت أقواما يبذلون أوراقهم ويخزنون ألسنتهم ، ثم أدركت من بعدهم أقواما خزنوا أوراقهم وأرسلوا ألسنتهم.
(32) حدثنا يحيى بن يمان عن أبي الاشهب عن الحسن قال : حلماء إن الجهل عليهم لم يسفهوا ، هذا نهارهم فكيف ليلهم ، خير ليل أجروا دموعهم على خدودهم وصفوا أقدامهم يطلبون إلى الله في فكاك رقابهم.
(33) حدثنا محمد بن فضيل عن عاصم قال : ما سمعت الحسن يتمثل ببيت شعر إلا هذا البيت : ليس من مات فاستراح بميت * إنما الميت ميت الاحياء ثم قال : صدق والله إنه ليكون حيا وهو ميت القلب.
(34) حدثنا حفص عن الاعمش قال : ما زال الحسن يعي الحكمة حتى نطق بها.
(35) حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن زيد قال حدثنا أيوب عن الحسن في قوله : * (ولكم الويل مما تصفون) * قال : هي والله لكل واصف كذوب إلى يوم القيامة الويل.
(36) حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة عن حبيب بن الشهيد عن الحسن قال لما خلق الله آدم وذريته قالت الملائكة : إن الارض لا تسعهم ، فقال : إني جاعل موتا ، قال : إذا لا يهنئهم العيش ، قال : إني جاعل أملا.
(37) حدثنا محمد بن فضيل عن العلاء عن الحسن قال : تفكر ساعة خير من قيام
ليلة.
(38) حدثنا ابن فضيل عن أبي سفيان السعدي قال : سمعت الحسن يتمثل هذا البيت : يسر الفتى ما كان قدم من تقي * إذا عرف الداء الذي هو قاتله
__________
(62 / 33) والقلب الميت هو القلب الذي لا خوف فيه من الله ولا خشية من العقاب ولا رجاء العفو والمغفرة.
(62 / 35) سورة الانبياء من الآية (18).
(*)(8/258)
(39) حدثنا الحسين بن علي عن أبي موسى عن الحسن قال : قال رسول الله (ص) لاصحابه : (أنتم في الناس كمثل الملح في الطعام) ، قال : ثم يقول الحسن : وهل يطيب الطعام إلا بالملح ، ثم يقول : الحسن : فكيف بقوم قد ذهب ملحهم.
(40) حدثنا الحسين بن علي عن زائدة عن هشام عن الحسن قال : أدركتهم والله إن كان أحدهم ليعيش عمره ما طوي له ثوب قط ، ولا أمر أهله بصنعة طعام له قط ، ولا حال بينه وبين الارض شئ قط.
(41) حدثنا أبو أسامة قال أخبرني أبو الأشهب عن الحسن قال : لما عرض على آدم ذريته رأى فضل بعضهم على بعض فقال : رب لو سويت بينهم ؟ قال : يا آدم ! إني أحب أن أشكر ، يرى ذو الفضل فضله فيحمدني ويشكرني.
(42) حدثنا معاوية بن هشام قال حدثنا سفيان عن الاعمش عن أبي وائل عن مسروق قال : ما دخل بيتا حبرة إلا دخلته عبرة.
(43) حدثنا أبو أسامة قال أخبرنا عمر بن حمزة قال أخبرني الحارث بن عبد الرحمن ابن أبي ذؤيب قال : قالت عائشة : ما أعلم رجلا سلمه الله من أمور الناس واستقام على طريقة من كان قبله استقامة عبد الله بن عمر.
(44) حدثنا أبو داود عمر بن سعد عن سفيان قال : قال رجل لمحمد بن واسع : إني لاحبك في الله ، قال : أحبك الذي أحببتني له.
(45) حدثنا أبو داود عمر بن سعد عن سفيان عن ابن جريح عن مجاهد * (ذلك يوم التغابن) * قال : إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار.
(46) حدثنا قبيصة عن سفيان عن عمارة بن القعقاع عن ابن شبرمة قال : ما رأيت حيا أكبر شيخا فقيها متعبدا من أبي ثور.
(47) حدثنا قبيصة قال حدثنا سفيان عن العلاء بن المسيب عن أبي يعلى قال : كان فينا ثلاثون رجلا ، ما منهم رجل دون ربيع بن خيثم.
__________
(62 / 40) أي لم يكن ثوب غير الذي يرتديه ولم يأكل إلا الخبز ولم يجلس إلا على الارض دون وطاء أو بساط.
(62 / 42) والحبرة رواء من غليظ الكتان.
(63 / 45) سورة التغابن الآية (9).
(*)(8/259)
(48) حدثنا قبيصة قال حدثنا سفيان عن عتبة الاسدي عن إبراهيم أنه أتي بخبيص فلم يأكله وقال : هذا طعام الصبيان.
(49) حدثنا قبيصة قال حدثنا سفيان عن عبد العزيز بن رفيع الاسدي عن إبن منبه قال : الايمان عريان ، ولباسه التقوى ، وماله الفقه ، وزينته الحياء.
(50) حدثنا قبيصة قال حدثنا يونس بن أبي إسحاق قال : كان عمرو بن ميمون إذا دخل المسجد ذكر الله.
(51) حدثنا قبيصة عن سفيان عن ليث عن طاوس قال : إذا تعلمت فتعلم لنفسك ، فإن الناس قد ذهبت منهم الامانة ، قال : وكان يعد الحديث حرفا حرفا.
(52) حدثنا قبيصة قال أخبرنا سفيان عن أبي حيان عن أبيه عن شيخ لهم أنه كان إذا سمع السائل يقول : * (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا) * قال : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ، هذا القرض الحسن.
(53) حدثنا قبيصة قال حدثنا سفيان عن سرية الربيع قال : كان الربيع بن خيثم يحب الحلوى فيقول لنا : اصنعوا لي طعاما فنصنع له طعاما كثيرا فيدعوا فروخا وفلانا فيطعمهم ربيع بيده ويسقيهم ، ويشرب هو فضل شرابهم ، فيقال له : ما يدريان هذان ما تطعهما ؟ فيقول : لكن الله يدري.
(54) حدثنا معاوية بن هشام قال حدثنا سفيان عن أبي البختري الطائي قال : كان يقول : اغبط الاحياء بما تغبط به الاموات ، واعلم أن العبادة لا تصلح إلا بزهد وذل معصية ، وأحب الناس على تقواهم.
(55) حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا عبد الرحمن بن حميد قال : سمعت أبا إسحاق يقول : أقرأ أبو عبد الرحمن السلمي القرآن في المسجد أربعين سنة.
(56) حدثنا الفضل بن دكين عن موسى بن قيس عن سلمة بن كهيل قال : لو كان المؤمن على قصبة في البحر لقيض الله له من يؤذيه.
__________
(62 / 52) سورة البقرة من الآية (245).
(62 / 53) أي كان يدعو بعض المساكين ممن يسمون في أيامنا متخلفين عقليا.
(62 / 56) كي يكون له ثواب صبره واحتسابه.
(*)(8/260)
(57) حدثنا غندر عن محمد بن جعفر عن شعبة عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن الحارث عن أبي كثير الزبيدي عن ابن عمرو قال : قال رسول الله (ص) : (إياكم والظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة).
(58) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن عطاء بن السائب عن محارب عن ابن عمر قال : قال رسول الله (ص) : الظلم ظلمات يوم القيامة).
(59) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن أبي ظبيان عن جرير قال : قال لي سلمان أتدري ما الظلمات يوم القيامة ؟ هو ظلم الناس بينهم في الدنيا.
(60) حدثنا أبو أسامة عن الفزاري عن الاعمش عن المنهال عن عبد الله بن الحارث عن ابن عباس قال : أوحى الله إلى داود : قل للظلمة : لا يذكروني فإنه حق علي أن أذكر من ذكرني ، وإن ذكري إياهم أن ألعنهم.
(61) حدثنا الفضل بن دكين قال حدثنا زهير عن أبي إسحاق عن ثمامة بن بجاد قال : أنذرتكم (سوف أقوم) (سوف أصلي) سوف أصوم).
(62) حدثنا الفضل بن دكين قال حدثنا زهير عن أبي إسحاق عن رجل من أصحاب النبي (ص) قال : لا تؤخر عمل اليوم لغد فإنك لا تدري ما في غد.
(63) حدثنا الفضل بن دكين قال حدثنا زهير عن محمد بن سوقة عن أبي جعفر قال : لم يكن من أصحاب رسول الله (ص) حديثا أحذر لا يزيد فيه ولا ينقص منه ولا ولا من عبد الله بن عمر.
(64) حدثنا الفضل بن دكين قال حدثنا موسى بن قيس قال : قال لي زر : ارحل بنا إلى هذا المسجد نسبح - يعني نصلي.
(65) حدثنا الفضل بن دكين قال حدثنا موسى بن قيس عن سلمة بن كهيل * (ولئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض) * قال : أصحاب الفواحش.
(66) حدثنا الفضل قال حدثنا موسى بن قيس عن عمرو سعيد الكندي * (فإذا جاءت الطامة الكبرى) * قال : إذا قيل : اذهبوا به إلى النار.
__________
(62 / 61) : أي انذرتكم التسويف.
(62 / 62) فربما توفاك الله قبل قدوم هذا الغد.
(62 / 65) سورة الاحزاب من الآية (60).
(62 / 66) سورة النازعات الآية (34).
(*)(8/261)
(67) حدثنا الفضل بن دكين قال حدثنا الحسن بن صالح عن أبي حيان قال : مر
ابن مسعود على الذين ينفخون الكير فسقط.
(68) حدثنا وكيع عن إسماعيل عن حكيم بن جابر قال : قال رجل لرجل : أوصني ، فقال : اتبع السيئة تمحها ، وخالق الناس خلقا حسنا.
(69) حدثنا وكيع عن إسماعيل عن قيس عن مرداس الاسلمي قال : يذهب الصالحون الاول فالاول حتى تبقى حثالة كحثالة التمر والشعير لا يعبأ الله بهم شيئا.
(70) حدثنا وكيع عن سفيان قال سمعت زيد بن أسلم يقول في هذه الآية * (ألا تخافوا ولا تحزنوا) * قال : لا تخافوا ما أمامكم ولا تحزنوا ما خلفتم * (وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون) * قال : البشرى في ثلاثة مواطن : عند الموت وفي القبر وعند البعث.
(71) حدثنا وكيع عن موسى بن عبيدة عن محمد بن كعب قال : إذا أراد الله خيرا فقهه في الدين وزهده في الدنيا وبصره عيوبه ، ومن أوتيهن فقد أوتي خير الدنيا والآخرة.
(72) حدثنا وكيع عن رجل من جعفى عن عدي بن حاتم قال : ما جاءت الصلاة قط إلا وأنا إليها بالاشواق ، ولا جاءت قط إلا وأنا مستعد.
(73) حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي حازم أنه قال : انظر الذي تحب أن يكون معك في الآخرة فقدمه اليوم ، وانظر الذي تكره أن يكون معك ثم فاتركه اليوم.
(74) حدثنا سفيان بن عيينة عن ابن السائب بن يزيد عن عمرو بن ميمون سمع أبا ذر يقول : كنت أمشي خلف النبي (ص) فقال : (ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة ؟ قلت : بلى ! قال : لا حول ولا قوة إلا بالله).
(75) حدثنا ابن فضيل عن عاصم عن أبي عثمان قال : كنا مع النبي (ص) فسمعني وأنا خلفه وأنا أقول : لا حول ولا قوة إلا بالله.
(76) حدثنا زيد بن الحباب عن كثير بن زيد المديني قال حدثني المطلب بن عبد الله بن حنطب عن عامر بن سعد بن أبي وقاص قال : لقيت أبا أيوب الانصاري فقال
__________
(62 / 67) لان ذلك ذكره النار وعذابها.
سقط : أغمي عليه.
(62 / 70) سورة فصلت الآية (30).
(62 / 72) والاستعداد للصلاة أن يسبق دخول وقتها بالوضوء والجلوس إلى القبلة يذكر الله ويدعو.
(*)(8/262)
لي : ألا آمرك بما أمرني به رسول الله (ص) أن أكثر من لا حول ولا قوة إلا بالله فإنه كنز من كنوز الجنة.
(77) حدثنا الفضل بن دكين عن عبد الله بن عامر الاسلمي عن أبي الزناد عن سعيد بن سليمان عن زيد بن ثابت أن رسول الله (ص) كان يقول : (ألا أدلكم على كنز من كنوز الجنة تكثرون من لا حول ولا قوة إلا بالله).
(78) حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن كميل بن زياد عن أبي هريرة عن النبي (ص) قال : (لا حول ولا قوة إلا بالله كنز من كنوز الجنة).
(79) حدثنا الحسن بن موسى عن حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن أبي رزين عن معاذ بن جبل عن النبي (ص) قال : (لا حول ولا قوة إلا بالله كنز من كنوز الجنة).
(80) حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي حازم قال : انظر كل عمل كرهت الموت أجله فاتركه.
(81) حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي حازم أنه قال : يسير الدنيا يشغل عن كثير الآخرة ثم قال : إنك تجد الرجل يشغل نفسه بهم غيره حتى لهو أشد إهتماما من صاحب الهم بهم نفسه.
(82) حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا إبراهيم عن أبي سهل عن الحسن في قوله : * (إن جهنم كانت مرصادا) * قال : ترصدهم والله ، قال : وبينما رجل يمر إذا استقبله آخر قال : أبلغك أن بالطريق رصدا ، قال : فخذ حذرك إذا.
(83) حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا يعقوب عن أبي حازم أنه قال : تجد الرجل يعمل بالمعاصي ، فإذا قيل له : تحب الموت ، قال : لا ، وكيف وعندي ما عندي ، فيقال له : أفلا تترك ما تعمل به من المعاصي ، فقال : ما أريد تركه وما أحب أن أموت حتى أتركه.
(84) حدثنا حسين بن علي قال : رأيت أبا سنان يوم الجمعة وعيناه تسيلان وشفتاه تحرك.
(85) حدثنا عن جعفر عن ميمون قال : لا يكون الرجل تقيا حتى يحاسب نفسه أشد من محاسبة الرجل شريكه حتى ينظر من أين مطعمه ومشربه ومكسبه.
__________
(62 / 82) سورة النبأ الآية (21).
(*)(8/263)
(86) حدثنا وكيع عن سفيان عن منصور عن سعيد بن جبير في قوله : * (من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها) * قال : من عمل للدنيا وفيه في الدنيا.
(87) حدثنا سفيان ين عيينة عن رجل قال : قالوا لابن المنكدر : أي العمل أحب إليك ؟ قال : إدخال السرور على المؤمن ، قالوا : فما بقي مما تستلذ ؟ قال : الافضال على الاخوان.
(88) حدثنا وكيع عن الاعمش عن عمارة بن عمير قال : دخل قيس بن السكن المسجد فجعل ينظر ويقول : أجدب المسجد أجدب المسجد.
(89) حدثنا ابن عيينة عن مالك بن مغول عن أبي حصين قال : قال لي : لو رأيت أقواما رأيتهم لتقطعت كبدك عليهم.
(90) حدثنا ابن عيينة عن أبي حازم قال : اكتم حسناتك أكثر مما تكتم سيئاتك.
(91) حدثنا ابن عيينة عن عمرو بن قيس قال : من قرأ مائتي آية وهو ينظر في المصحف لم يجئ أحد في ذلك اليوم بأفضل منه.
(92) حدثنا ابن عيينة عن عمرو قال : ما رأيت أحدا أعلم بفتيا من جابر بن زيد ، وسمعته يقول : ما أملك من الدنيا شيئا إلا حمارا.
(93) حدثنا ابن مهدي عن سفيان عن العلاء بن المسيب عن أبي الضحى في قوله : * (ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون) * قال : هم الذين إذا رؤوا ذكر الله.
(94) حدثنا حفص بن غياث عن مالك بن مغول عمن حدثه قال : قال عبد الله : من سره أن يعلم ماله عند الله فلينظر ما للناس عنده.
(95) حدثنا يحيى بن أبي بكير قال حدثنا شعبة عن الحكم عن مجاهد : * (إلا أن تقطع قلوبهم) * قال : الموت.
__________
(62 / 86) سورة هود الآية (15).
(62 / 88) أجدب المسجد : قل عماره الذين يعمرونه بالصلاة والدعاء فيه.
(62 / 89) لشدة ما كانوا يكلفون به أنفسهم من المشقة ابتغاء ثواب الآخرة.
(62 / 93) سورة يونس الآية (62).
(62 / 95) سورة التوبة من الآية (110).
(*)(8/264)
(96) حدثنا وكيع عن سفيان عن طارق عن سالم * (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين) * قال : اليقين الموت.
(97) حدثنا إسحاق بن منصور قال حدثنا الربيع بن المنذر عن أبيه أن الربيع بن خيثم جاءوه برمل أو اشترى له رمل فطرح في بيته أو في داره يعني يجلس عليه.
(98) حدثنا ابن مهدي عن سفيان عن سرية الربيع بن خيثم قالت : كان عمل الربيع سرا.
(99) حدثنا إسحاق بن منصور قال حدثنا الحكم بن عبد الملك عن قتادة عن مطرف بن الشخير عن ابن عباس * (من ماء صديد) * قال : ما يسيل بين جلد الكافر
ولحمه.
(100) حدثنا هوذة بن خليفة قال حدثنا عوف عن الحسن * (يومئذ يتذكر الانسان وأنى له الذكرى يقول يا ليتني قدمت لحياتي) * قال : علم والله أنه صادق هناك حياة طويلة لا موت فيها أحسن مما عليه.
(101) حدثنا عفان قال حدثنا أبو الأشهب عن الحسن أن ملكا من تلك الملوك حضرته الوفاة ، فأطاف به أهل مملكته فقالوا لن تدع العباد والبلاد بعدك ، فقال : يا أيها القوم ! لا تجهلوا فإنكم في ملك من لا يبالي أصغير أخذ من ملكه أو كبير.
(102) حدثنا أبو أسامة عن أبي الاشهب عن الحسن قال : لا يزال العبد بخير إذا قال لله وإذا عمل لله.
(103) حدثنا عفان قال حدثنا أبو الأشهب قال : سمعت الحسن يقول : يا ابن آدم ! إن لك سرا ، وإن لك علانية ، فسرك أملك بك من علانيتك وإن لك قولا فعملك أملك بك من قولك.
__________
(62 / 96) سورة الحجر الآية (99).
(62 / 99) سزرة إبراهيم من الآية (16).
(62 / 100) سورة الفجر الآيتان (23 - 24).
(62 / 101) إن كان الفعل أخذ كما حركناه ، فالسياق صحيح وإن كان أخذ وجب أن تكون أصغيرا أو كبيرا.
(*)(8/265)
(104) حدثنا عفان قال حدثنا أبو الأشهب قال سمعت الحسن يقول : يا ابن آدم ! تبصر القذي في عين أخيك وتدع الجذل معترضا في عينك.
(105) حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة قال أخبرنا عطاء بن السائب أن أبا البختري وأصحابه كانوا إذا سمع أحدهم يثني عليه أو دخله عجب ثني منكبيه وقال : خشعت لله.
(106) حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت قال قيل للحسن : يا أبا سعيد ! أينام الشيطان ؟ قال : لو غفل لوجدها كل مؤمن من قلبه.
(107) حدثنا عفان قال حدثنا أبو الأشهب قال سمعت الحسن أنه قال : للشر أهل وللخير أهل ومن ترك شيئا كفيه.
(108) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا هشام عن حفصة عن الربيع بن زياد عن كعب قال : والله ما استقر لعبد ثناء في الارض حتى يستقر له في أهل السماء.
(109) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا جويبر عن الضحاك قال : كتب عمر بن الخطاب إلى أبي موسى : أما بعد فإن القوة في العمل أن لا تؤخروا عمل اليوم لغد فانكم إذا فعلتم ذلك تداركت عليكم الاعمال فلم تدروا أيها تأخذون فأضعتم ، فإذا خيرتم بين أمرين أحدهما للدنيا والآخر للآخرة فاختاروا أمر الآخرة على أمر الذنيا ، فإن الدنيا تقنى وإن الآخرة تبقي ، كونوا من الله على وجل وتعلموا كتاب الله فإنه ينابع العلم وربيع القلوب.
(110) حدثنا جرير عن قابوس عن أبيه عن ابن عباس قال : من رايا رايا الله به.
(111) حدثنا وكيع عن الاوزاعي عن حسان بن عطية عن عبد الله بن أبي زكريا قال : بلغني أن الرجل إذا رايا بشئ من عمله أحبط ما كان قبل ذلك.
(112) حدثنا وكيع عن سفيان عن سلمة بن كهيل قال : سمعت جندبا العقلي يقول : قال رسول الله (ص) : (من يسمع يسمع الله به ومن يراء يراء الله به).
__________
(62 / 104) القذى : القذر القليل.
الجذل : الجذع والجذل أيضا : العود ينصب للابل الجزى فتحتك به أو أصل الشجرة يترك لذلك.
والجذل أيضا ما على شماريخ النخل من العيدان.
(62 / 111) رايا بشئ من عمله : عمله يريد به ثناء الناس وإعجابهم به وإكبارهم له.
(*)(8/266)
(113) حدثنا غندر عن شعبة عن عاصم بن بهدلة قال : سمعت أبا رزين قال : قال
عبد الله : من يسمع يسمع الله به ، ومن يراء يراء الله به ، ومن تواضع تخشعا رفعه الله ، ومن تعظم تطاولا وضعه الله.
(114) حدثنا الفضل بن دكين قال حدثنا الاعمش عن عمرو بن مرة عن شيخ يكنى أبا يزيد قال : سمعت عبد الله بن عمرو يقول : قال رسول الله (ص) : (من يسمع الناس بعمله سمع الله به سامع خلقه يوم القيامة وحقره وصغره).
(115) حدثنا بكر بن عبد الرحمن قال حدثنا عيسى بن المختار عن محمد بن أبي ليلى عن العوفي عن أبي سعيد عن رسول الله (ص) قال : (من سمع سمع الله به ومن رايا رايا الله به).
(116) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن هشام عن الحسن قال : لقد أدركت أقواما ما كانوا يشبعون ذلك الشبع ، إن كان أحدهم ليأكل حتى إذا رد نفسه أمسك ذابلا ناحلا مقبلا على شأنه.
(117) حدثنا حفص بن غياث عن أشعث قال : كنا إذا دخلنا على الحسن خرجنا وما نعد الدنيا شيئا.
(118) حدثنا معتمر بن سليمان عن أبي الاشهب عن الحسن : * (وحيل بينهم وبين ما يشتهون) * قال : من الايمان.
(119) حدثنا حسين بن علي عن أبي موسى قال : قال الحسن : من أشراط - أو اقتراب - الساعة أن يأتي الموت خياركم فيلقطهم كما يلقط أحدكم أطائب الرطب من الطبق.
(120) حدثنا يزيد بن هارون عن سلام بن مسكين قال : قال الحسن : أهينوا هذه الدنيا فو الله لاهنا ما تكون إذا أهنتها.
(121) حدثنا محمد بن أبي عدي عن يونس عن الحسن قال : صوامع المؤمنين بيوتهم.
__________
(62 / 118) سورة السبأ من الآية (54).
(62 / 119) ويترك شرار الناس يتهارجون تهارج الحمر.
(62 / 121) أي أن بيوت المؤمنين أماكن عبادة وطاعة لله كالصوامع التي يتخذها الرهبان.
(*)(8/267)
(122) حدثنا يزيد بن هارون عن سفيان بن حسين عن الحسن في قوله : * (فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة) * قال : الجنة * (وظاهره من قبله العذاب) * قال : النار.
(123) حدثنا هوذة بن خليفة قال حدثنا عوف عن الحسن * (يومئذ يتذكر الانسان وأنى له الذكرى يقول يا ليتني قدمت لحياتي) * قال : علم والله أنه صادق هنالك حياة طويلة لا موت فيها أحسن مما عليه.
(124) حدثنا معاوية بن هشام قال حدثنا سفيان عن أبي حازم عن الحسن قال : يأتي على الناس زمان يكون حديثهم في مساجدهم أمر دنياهم ، ليس لله فيه حاجة ، فلا تجالسوهم.
(125) حدثنا جرير عن عمارة بن القعقاع عن الحسن في قوله : * (فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى) * قال : عني به شقاء الدنيا فلا تلقى ابن آدم إلا شقيا ناصيا.
(126) حدثنا حسين بن علي عن أبي موسى قال : قرأ الحسن هذه الآية * (وكان أبوهما صالحا) * قال : ما أسمعه ذكر في ولدهما خيرا ، حفظهما الله بحفظ أبيهما.
(127) حدثنا ابن علية ومحمد بن أبي عدي عن حبيب بن شهيد عن الحسن قال : لا إله إلا الله ثمن الجنة.
(128) حدثنا خلف بن خليفة عن إسماعيل بن أبي خالد أن الحسن كان يقول : اتقوا فيما حرم الله عليهم وأحسنوا فيما رزقهم.
(129) حدثنا عباد بن العوام عن هشام عن الحسن * (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة) * قال : في الدنيا العلم والعباة ، وفي الآخرة الجنة.
(130) حدثنا حفص بن غياث عن أشعث عن الحسن * (ولا تنس نصيبك من الدنيا) * قال : قدم الفضل وأمسك ما يبلغك.
__________
(62 / 122) سورة الحديد الآية (13).
(62 / 123) سورة الفجر من الآية (23).
(62 / 125) سورة طه من الآية (117).
(62 / 126) سورء الكهف من الآية (62).
(62 / 129) سورة البقرة من الآية (201).
(62 / 130) سورة القصص من الآية (77).
(*)(8/268)
(131) حدثنا حفص عن أشعث عن الحسن * (يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم) * قال : على الصراط يوم القيامة.
(132) حدثنا أبو أسامة عن أبي الاشهب قال : قرأ الحسن حتى بلغ * (ولا يذكرون الله إلا قليلا) * قال : إنما قل لانه كان لغير الله.
(133) حدثنا أبو أسامة عن أبي الاشهب قال : قرأ الحسن * (التائبون العابدون) * قال : تابوا من الشرك وبرئوا من النفاق.
(134) حدثنا عفان قال حدثنا أبو عقيل بشير بن عقبة قال : سمعت الحسن يقول : العلماء ثلاثة : منهم عالم لنفسه ولغيره فذلك أفضلهم وخيرهم ، ومنهم عالم لنفسه فحسن ، ومنهم عالم لا لنفسه ولا لغيره فذلك شرهم.
(135) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا أبو الاشهب عن الحسن قال : من استطاع منكم أن يكون إماما لاهله إماما لمن وراء ذلك فليفعل ، فإنه ليس شئ يؤخذ عنك إلا كان لك فيه نصيب.
(136) حدثنا وكيع عن سفيان عن هشام عن الحسن قال : أدركت أقواما يعزمون على أهاليهم أن لا يردوا سائلا.
(137) حدثنا ابن علية عن أيوب عن الحسن أنه تلا : * (واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر إذ يعدون في السبت إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا) * الآية قال : كان حوت حرمه الله في يوم وأحله لهم في سوى ذلك ، فكان يأتيهم في اليوم الذي حرم عليهم كأنه المخاض ، ما يمتنع من أحد ، فجعلوا يهمون ويمسكون حتى أخذوه فأكلوا والله بها أوخم أكلة أكلها قوم لوط أبقى خزيا في الدنيا وأشد عقوبة في الآخرة ، وأيم الله للمؤمن أعظم حرمة عند الله من حوت ، ولكن الله جعل موعد قوم الساعة ، والساعة أدهى وأمر.
__________
(62 / 131) سورة الحديد من الآية (12).
(62 / 132) سورة النساء من الآية (142).
(62 / 133) سورة التوبة من الآية (112).
(62 / 135) وكما جاء في الصحاح (من سن سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها دون أن ينقص من أجورهم شيئا ومن سن سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها دون أن ينقص ذلك من أوزاهم شيئا) صدق رسول الله (ص).
(62 / 137) سورة الاعراف من الآية (163) الحوت : هو السمك.
(*)(8/269)
(138) حدثنا وكيع عن ابن عون عن محمد قال : كنا نتحدث أن العبد إذا أراد الله به - أظنه قال : خيرا - جعل له زاجرا من نفسه يأمره باالخير وينهاه عن المنكر.
(139) حدثنا زيد بن الحباب قال حدثنا عبد الحميد بن عبد الله بن مسلم بن يسار قال أخبرنا كلثوم بن جبر قال : كان المتمني بالبصرة يقول : فقه الحسن وورع محمد بن سيرين وعبادة طلق بن حبيب وحلم مسلم بن يسار.
(140) حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن زيد عن عاصم قال : سمعت مورقا العجلي يقول : ما رأيت أحدا أفقه في ورعه ولا أورع في فقهه من محمد ، قال وقال أبو قلابة
اصرفوه حيث شئتم فتجدونه أشدكم ورعا وأملككم لنفسه.
(141) حدثنا الثقفي عن أيوب عن محمد قال : لا أعلم الدون من الدين.
(142) حدثنا عفان بن مسلم قال حدثنا سلام بن مسكين قال حدثنا عمران بن عبد الله بن طلحة الخزاعي قال : إن نفس سعيد بن المسيب كانت أهون عليه في ذات الله من نفس ذباب.
(143) حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد أن سعيد بن المسيب كان يكثر أن يقول في مجلسه : اللهم سلم سلم.
(144) حدثنا عفان قال حدثنا أبو عوانة عن يزيد عن عبد الله بن الحارث قال : قال كعب : ما نظر الله إلى الجنة قط إلا قال : طلبت لاهلك فأزدادت على ما كانت طيبا حتى يدخلها أهلها.
(145) حدثنا عفان قال حدثنا جعفر بن سليمان قال حدثنا أبوعمران الجوني عن عبد الله بن رباح الانصاري عن كعب قال : قال إبراهيم : يا رب ! إني ليحزنني لا أرى أحدا في الارض يعبدك غيري ، فبعث الله ملائكة تصلي معه وتكون معه.
(146) حدثنا يحيى بن يمان عن عبد الرحمن بن ثوبان عن أبيه عن عبد الله بن ضمرة عن كعب قال : الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا متعلم خير أو معلمه.
(147) حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة قال أخبرني علي بن زيد عن مطرف أن كعبا قال في قوله * (وفرش مرفوعة) * قال : مسيرة أربعين عاما.
__________
(62 / 147) سورة الواقعة الآية (34).
(*)(8/270)
(148) حدثنا عفان قال حدثنا همام قال حدثنا زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن كعب قال : يؤتى بالرئيس في الخير يوم القيامة فيقال له : أجب ربك ، فينطلق به إلى ربه فلا يحجب عنه ، فيؤمر به إلى الجنة فيرى منزله ومنازل أصحاب الذين كانوا يجامعونه على الخير ويعينونه عليه ، فيقال له : هذه منزلة فلان وهذه منزلة فلان فيرى ما أعد الله له في
الجنة من الكرامة ، ويرى منزلته أفضل من منازلهم ، ويكسى من ثياب الجنة ويوضع على رأسه تاج ، ويغلفه من ريح الجنة ، ويشرق وجهه حتى يكون مثل القمر ، قال همام : أحسبه قال : ليلة البدر ، قال : فيخرج فلا يراه أهل ملا إلا قالوا : اللهم اجعله منهم ، حتى يأتي أصحابه الذين كانوا يجامعونه على الخير ويعينونه عليه فيقول : أبشر يا فلان ! فإن الله قد أعد لك في الجنة كذا ، وأعد لك في الجنة كذا وكذا ، فما زال يخبرهم بما أعد الله لهم في الجنة من الكرامة حتى يعلوا وجوههم من البياض مثل ما علا وجهه ، فيعرفهم الناس ببياض وجوههم فيقولون : هؤلاء أهل الجنة ، ويؤتى بالرئيس في الشر فيقال له : أجب ربك ، فينطلق به إلى ربه فيحجب عنه ويؤمر به إلى النار ، فيرى منزله ومنازل أصحابه ، فيقال : هذه منزلة فلان وهذه منزلة فلان ، فيرى ما أعد الله له فيها من الهوان ، ويرى منزلته شرا من منازلهم ، قال فيسود وجهه وتزرق عيناه ، ويوضع على رأسه قلنسوة من نار ، فيخرج فلا يراه أهل ملا إلا تعوذوا بالله منه ، فيأتي أصحابه الذين كانوا يجامعونه على الشر ويعينونه عليه ، قال : فيقولون : نعوذ بالله منك ، قال : فيقول : ما أعاذكم الله مني ، فيقول لهم : أما تذكر يا فلان كذا وكذا ، فيذكرهم الشر الذي كانوا يجامعونه ويعينونه عليه ، فما زال يخبرهم بما أعد الله لهم في النار حتى يعلو وجوههم من السواد مثل ما علا وجهه ، فيعرفهم الناس بسواد وجوههم فيقولون : هؤلاء أهل النار.
(149) حدثنا أبو أسامة عن هشام بن عروة قال : قال لنا أبي : إذا رأى أحدكم شيئا من زينة الدنيا وزهرتها فليأت أهله فليأمرهم بالصلاة وليصطبر عليها ، فإن الله قال لنبيه * (ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم) * ثم قرأ إلى آخر الآية.
(150) حدثنا حفص بن غياث عن هشام بن عروة عن أبيه قال : إذا رأيت الرجل يعمل الحسنة فاعلم أن لها عنده أخوات ، فإن الحسنة تدل على أختها ، وإذا رأيته يعمل السيئة فاعلم أن لها عنده أخوات ، فإن السيئة تدل على أختها.
__________
(62 / 148) يجامعونه على الخير : يجتمعون معه على القيام بالخير.
(62 / 149) سورة طه من الآية (131).
(*)(8/271)
(63) كلام طاوس (1) حدثنا يحيى بن بكير قال حدثنا إبراهيم بن نافع عن ابن طاوس عن أبيه قال : حلو الدنيا مر الآخرة ، ومر الدنيا حلو الآخرة.
(2) حدثنا محمد بن عبد الله الاسدي قال حدثنا سفيان عن رجل عن طاوس قال : إن المؤمن لا يحرز دينه إلا حفرته.
(3) حدثنا أبو أسامة قال حدثني نافع بن عمر عن بشر بن عاصم قال : قال طاوس : ما رأيت مثل أحد أمن على نفسه قد رأيت رجلا لو قيل لي : من أفضل من تعرف قلت : فلان لذلك الرجل ، فمكث على ذلك ثم أخذه وجع في بطنه فأصابه منه شئ فاستنضح بطنه عليه واشتهاه فرأيته في نطع ما أدري أي طاقيه أسرع حتى مات عرقا.
(4) حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن أبي هاشم عن طاوس قال : كان قميصه فوق الازار والرداء فوق القميص.
(5) حدثنا المحاربي عن ليث عن طاوس قال : ألا رجل يقوم : بعشر آيات من الليل فيصبح قد كتب له مائة حسنة وأكثر من ذلك.
(64) سعيد بن جبير (1) حدثنا محمد بن فضيل عن أبي سنان عن سعيد بن جبير قال : التوكل على الله جماع الايمان.
(2) حدثنا إسحاق بن سليمان عن أبي سنان عن سعيد بن جبير أنه كان يقول : اللهم إني أسألك صدق التوكل عليك وحسن الظن بك.
(3) حدثنا محمد بن فضيل عن بكير بن عتيق قال سقيت سعيد بن جبير شربة من عسل في قدح فشربها ، ثم قال : والله لاسألن عن هذا ؟ فقلت : له ؟ فقال : شربته وأنا
أستلذه.
__________
(63 / 1) لان الموت ينهي زمن إمكان غواية الدنيا للانسان.
(64 / 3) لاسألن عن هذا : أي عن هذا النعيم الذي ذقته في الدنيا وذلك يوم القيامة والحساب.
(*)(8/272)
(4) حدثنا وكيع عن عمر بن ذر قال : قرأت كتاب سعيد بن جبير إلى أبي : يا أبا عمر ! كل يوم يعيش فيه المسلم فهو غنيمة.
(5) حدثنا يحيى بن يمان عن أشعث عن جعفر عن ابن جبير * (بل مكر الليل والنهار) * قال مر الليل والنهار.
(6) حدثنا ابن يمان عن أشعث عن جعفر عن سعيد بن جبير قال : ذاكر الله في الغافلين كحامي المحتسبين.
(7) حدثنا يحيى بن يمان عن أشعث عن جعفر بن سعيد بن جبير * (وما هو بالهزل) * قال : وما هو باللعب.
(8) حدثنا ابن يمان عن سفيان عن سلمة عن سعيد بن جبير * (فسحقا لاصحاب السعير) * قال : واد في جهنم.
(9) حدثنا عبد الله بن إدريس عن مالك بن مغول عن الربيع بن أبي راشد عن سعيد بن جبير * (يا عبادي الذين آمنوا إن أرضي واسعة) * قال : من أمر بمعصية فليهرب.
(10) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا الاصبغ بن زيد عن القاسم بن أبي أيوب أن سعيد بن جبير ردد هذه الآية * (واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله) * بضعا وعشرين مرة.
(11) حدثنا أبو الأحوص عن عطاء عن سعيد بن جبير في قوله * (إنا هدنا إليك) * قال : تبنا.
(12) حدثنا محمد بن عبد الله الزبيري عن سفيان عن موسى بن أبي عائشة عن سعيد بن جبير * (بل الانسان على نفسه بصيرة) * قال : شاهد على نفسه ولو اعتذر.
__________
(64 / 4) لانه فرصة لعمل الخير واكتساب الحسنات.
(64 / 5) سورة سبأ من الآية (33).
(64 / 7) سورة الطارق الآية (14).
(64 / 8) سورة الملك الآية (11).
(64 / 9) سورة العنكبوت من الآية (56).
(64 / 10) سورة البقرة من الآية (281).
(64 / 11) سورة الاعراف من الآية (156).
(64 / 12) سورة القيامة الآية (14).
ابن أبي شيبة - ج 8 - م 18 (*)(8/273)
(13) حدثنا غندر عن شعبة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير * (لا جرم أن لهم النار وأنهم مفرطون) * قال : منيسون مضيعون.
(14) حدثنا أسباط بن محمد بن عطاء عن سعيد بن جبير * (ونكتب ما قدموا وآثارهم) * قال : ما سنوا.
(65) حدثنا أبو عبيدة (1) حدثنا علي بن مسهر عن ليث عن أبي عبيدة قال : يقول - يعني الله تبارك وتعالى - : ما بال أقوام يتفقهون بغير عبادتي ، يلبسون مسوك الضان وقلوبهم أمر من الصبر ، أبي يغترون أم إياي يخدعون ؟ فبي حلفت لانيخن لهم فتنة في الدنيا تدع الحليم منهم حيرانا.
(2) حدثنا وكيع عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة أن جبارة من الجبابرة قال : لا أنتهي حتى أنظر إلى من في السماء ، قال : فسلط الله عليه أضعف خلقه فدخلت بقة
في أنفه فأخذه الموت ، فقال : اضربوا رأسي ، فضربوه حتى نثروا دماغه.
(3) حدثنا أبو أسامة عن مسعر عن ربيع قال : سمعت أبا عبيدة يقول : إن الحكم العدل ليسكن الاصوات عن الله ، وإن الحاكم الجائر تكثر منه الشكاة إلى الله.
(4) حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة * (إن هؤلاء لشرذمة قليلون) * قال : كانوا ستمائة وسبعين ألفا.
(66) حديث عبد الاعلى (1) حدثنا أبو أسامة عن مسعر قال : سمعت عبد الاعلى التيمي يقول : من أوتي من العلم ما لا يبكيه خليق أن لا يكون أوتي علما ينفعه ، لان الله نعت العلماء ثم قرأ إلى قوله * (يبكون) *.
__________
(64 / 13) سورة النحل من الآية (62).
(64 / 14) سورة (يس) من الآية (12).
(65 / 2) قيل أنه النمرود الذي بنى برجا يريد أن يطلع منه إلى السماء وأن الذي دخل إلى رأسه هو بعوضة صغيرة دخلت من أنفه ولم يكن يهدأ صداع رأسه حتى يضرب بالنعال وما زالت بقايا برجه قائمة إلى اليوم في آثار بابل قرب مدينة الحلة القريبة من بغداد.
(65 / 4) سورة الشعراء من الآية (54).
(66 / 1) يريد بذلك الآيات (107 - 109) من سورة الاسراء.
(*)(8/274)
(2) حدثنا أبو أسامة عن مسعر عن عبد الاعلى التيمي قال : الجنة والنار لقنتا السمع من بني آدم ، فإذا سأل الرجل الجنة قالت : اللهم أدخله في ، وإذا استعاذ من النار قالت : اللهم أعذه مني.
(3) حدثنا حفص عن الاعمش قال : كان أبو صالح يؤمنا ، فكان لا يبين القراءة من الرقة.
(4) حدثنا الفضل بن دكين عن مسعر عن الاعمش عن أبي صالح قال : يحشر الناس هكذا - ووضع رأسه وأمسك بيمينه على شماله عنده صدره.
(5) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن أبي صالح * (يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا) * قال : كانوا يرون أن العذاب يخفف عن أهل القبور ما بين النفختين ، فإذا جاءت النفخة الثانية قالوا : يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا.
(6) حدثنا أبو أسامة عن الاعمش عن أبي صالح قال : (طوبى) شجرة في الجنة لو أن راكبا ركب حقة أو جذعة فأطاف بها ما بلغ الموضع الذي ركب فيه حتى يقتله الهرم.
(7) حدثنا إسحاق بن سليمان الرازي قال حدثنا أبو سنان عن عمرو بن ميمون عن أبي صالح قال : يحاسب يوم القيامة الذين أرسل إليهم الرسل فيدخل الجنة من أطاعه ويدخل النار من عصاه : ويبقي قوم من الولدان والذين هلكوا في الفترة ومن غلب على عقله ، فيقول : الرب تبارك وتعالى لهم : قد رأيتم إنما أدخلت الجنة من أطاعني وأدخلت النار من عصاني ، وإني آمركم أن تدخلوا هذه النار ، فيخرج لهم عنق منها ، فمن دخلها كانت نجاته ، ومن نكص فلم يدخلها كانت هلكته.
(8) حدثنا أبو معاوية عن إسماعيل عن أبي صالح * (وجوه يومئذ ناضرة) * قال : حسنة * (إلى ربها ناظرة) * قال : تنتظر الثواب من ربها.
(67) يحيى بن وثاب (1) حدثنا وكيع عن الاعمش عن يحيى أنه كان إذا صلى كأنه يخاطب رجلا من إقباله على صلاته.
__________
(66 / 3) لان قراءته كان يخالطها البكاء.
(66 / 5) سورة (يس) من الآية (52).
(66 / 8) ورة القيامة الآيتان (22 - 23).
(*)(8/275)
(2) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن يحيى قال : كانوا إذا كانت فيهم جنازة
عرف ذلك في وجوههم أياما.
(3) حدثنا حميد بن عبد الرحمن عن أبيه عن الاعمش قال : كان يحيى إذا قضى الصلاة مكث ساعة تعرف عليه كآبة الصلاة.
(68) كلام أبي إدريس (1) حدثنا ابن فضيل عن ضرار بن مرة قال : لقيت الضحاك بخراسان وعلي فرو لي خلق ، فقال الضحاك : قال أبو إدريس : قلب نقي في ثياب دنسة خير من قلب دنس في ثياب نقية.
(2) حدثنا عبيدة بن حميد عن الاعمش عن طلحة اليامي عن أبي إدريس رجل من أهل اليمن قال : كان يقول : اللهم اجعل نظري عبرا وصمتي تفكرا ومنطقي ذكرا.
(3) حدثنا أبو أسامة قال حدثنا محمد بن عمرو عن صفوان بن سليم قال : قال أبو مسلم الخولاني : كان الناس ورقا لا شوك فيه ، وأنهم اليوم شوك لا ورق فيه ، إن ساببتهم سابوك ، وإن ناقدتهم ناقدوك ، وإن تركتهم لم يتركوك.
(4) حدثنا سعيد بن شرحبيل قال أخبرنا ليث بن سعد عن عقيل عن ابن شهاب قال : جلست ذات يوم إلى أبي إدريس الخولاني وهو يقص فقال : ألا أخبركم بمن كان أطيب الناس طعاما ، فلما رأى الناس قد نظروا إليه قال : إن يحيى بن زكريا كان أطيب الناس طعاما ، إنما كان يأكل مع الوحش كراهية أن يخالط الناس في معائشهم.
(5) حدثنا أبو أسامة عن سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال قال : قال أبو مسلم الخولاني : ما عملت عملا أبالي من رآني إلا حاجتي إلى أهلي وحاجتي إلى الغائظ.
(6) حدثنا عبد الوهاب الثقفي عن أيوب عن كاتب أبي قلابة عن أبي إدريس قال : لا يتهك الله ستر عبد في قلبه مثقال ذرة من خير.
(7) حدثنا جرير عن عبد الملك بن عمير عن أبي مسلم الخولاني قال : أربع لا يقبلن
__________
(67 / 2) لان موت أحدهم يذكرهم موتهم وعذاب القبر والقيامة والحساب.
(68 / 1) لان الثوب يمكن للمرء أن يخلعه أما قلبه فإثم ما فيه عليه وحسابه لا بد من أدائه.
(68 / 5) أي لم يكن يأت من العمل ما يخشى أن يعيبوه فيخفيه.
(*)(8/276)
في أربع : مال اليتيم والغلول والخيانة والسرقة لا يقبلن في حج ولا عمرة ولا جهاد ، وذكر حرفا آخر.
(69) أبو عثمان النهدي (1) حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت قال : قال أبو عثمان النهدر : إني لاعلم حين يذكرني ربي ، قالوا : وكيف ذاك ؟ قال : إن الله يقول : * (فاذكروني أذكركم) * فإذا ذكرت الله ذكرني.
(2) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا الحجاج بن أبي زينب قال : سمعت أبا عثمان يقول : ما في القرآن آية أرجى عندي لهذه الامة من قوله : * (وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا) *.
(70) أبو العالية رحمه الله (1) حدثنا حفص بن غياث عن عاصم عن أبي العالية * (كانوا قليلا من الليل) * قال : قليلا ما ينامون ليلة حتى الصباج.
(2) حدثنا مروان بن معوية عن عاصم عن أبي العالية * (لا يمسه إلا المطهرون) * قال : ليس أنتم ، أنتم أصحاب الذنوب.
(3) حدثنا عباد عن عوف عن أبي المنهال أن أبا العالية رأى رجلا يتوضا فلما فرغ قال : (اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين) فقال : إن الطهور من الماء حسن ، ولكنهم المطهرون من الذنوب.
(4) حدثنا يحيى بن سعيد عن التيمي عن رجل عن أبي العالية أنه كان إذا أراد أن يختم القرآن آخر النهار أخره إلى أن يمسي ، وإذا أراد أن يختمه آخر الليل أخره إلى أن يصبح.
__________
(69 / 1) سورة البقرة من الآية (152).
(69 / 2) سورة التوبة من الآية (102).
(70 / 1) سورة الذاريات.
(70 / 2) سورة الواقعة من الآية (79).
(*)(8/277)
(5) حدثنا أبو معاوية عن ليث عن عثمان عن أبي العالية قال : قال لي أصحاب محمد : لا تعمل لغير الله فيكلك الله إلى من عملت له.
(6) حدثنا وكيع عن سفيان قال : سمعت شيخا يقال له زفر يذكر عن قيس بن حبتر قال : الصعقة من الشيطان.
(7) حدثنا حسين بن علي عن موسى الجهني عن بعض أصحابه قال : ما أتت على عبد ليلة قط إلا قالت : ابن آدم ! أحدث في خيرا فإني لن أعود إليك أبدا.
(71) حديث إبراهيم (1) حدثنا أبو أسامة أن الحسن بن الحكم حدثه قال : سمعت حمادا يقول : سمعت إبراهيم يقول : لو أن عبدا اكتتم بالعبادة كما يكتتم بالفجور لاظهر الله ذلك منه.
(2) حدثنا وكيع عن سفيان عن منصور عن إبراهيم قال : كانوا يستحيوم الزيادة ويكرهون النقصان ، ويقول : شئ ديمة.
(3) حدثنا حسين بن علي عن محمد بن سوقة قال : زعموا أن إبراهيم كان يقول : كنا إذا حضرنا جنازة أو سمعنا بميت يعرف ذلك فينا أياما لانا قد عرفنا أنه قد نزل به أمر صيره إلى الجنة أو النار ، وأنكم تتحدثون في جنائزكم بحديث دنياكم.
(4) حدثنا غندر عن شعبة عن منصور عن إبراهيم قال : بينما رجل عابد عند أمرأة إذ عمد فضرب بيده على فخذها ، قال : فأخذ بيده فوضعها في النار حتى نشت.
(5) حدثنا عبد السلام بن حرب عن خالد بن حوشب قال : قال إبراهيم : فلما
قرأت هذه الآية إلا ذكرت برد الشراب * (وحيل بينهم وبين ما يشتهوم) *.
(6) حدثنا وكيع عن سفيان عن زكريا العبدي عن إبراهيم أنه بكى في مرضه فقالوا له : يا أبا عمران ! ما يبكيك ؟ فقال : وكيف لا أبكي وأنا أنتظر رسولا من ربي يبشرني إما بهذه وإما بهذه.
__________
(71 / 2) أي أن العمل القليل الدائم خير من الكثير المنقطع.
(71 / 5) سورة سبأ من الآية (54).
(71 / 6) إما بهذه : أي بالجنة.
وإما بهذه : أي بالنار.
(*)(8/278)
(7) حدثنا أبو أسامة عن سفيان عن واصل قال : رأى إبراهيم أمير حلوان يمر بدوابه في زرع فقال : الجور في طريق خير من الجور في الدين.
(8) حدثنا جرير عن منصور عن إبراهيم في قوله : * (حميما وغساقا) * قال ما يتقطع من جلودهم وما يسيل من بشرهم.
(9) حدثنا جرير عن منصور عن إبراهيم ومجاهد * (ينبأ الانسان يومئذ بما قدم وأخر) * قالا : بأول عمله وآخره.
(10) حدثنا جرير عن منصور عن إبراهيم * (ولنذيقنهم من العذاب الادنى دون العذاب الاكبر) * قال : أشياء يصابون بها في الدنيا.
(11) حدثنا وكيع قال حدثنا الاعمش قال : كان إبراهيم يقرأ في المصحف فإذا دخل عليه إنسان غطاه ، وقال : لا يراني أقرأ فيه كل ساعة.
(12) حدثنا معاذ بن معاذ عن ابن عون قال : ذكر إبراهيم أنه أرسل إليه المختار بن أبي عبيد قال : فطلى وجهه بطلاء وشرب دواء ولم يأتهم ، فتركوه.
(13) حدثنا جرير بن عبد الحميد عن الحسن بن عمرو الفقيمي عن إبراهيم قال : من ابتغى شيئا من العلم يبتغي به وجه الله آتاه الله منه ما يكفيه.
(14) حدثنا جرير عن مغيرة عن إبراهيم قال : الخشوع في القلب.
(15) حدثنا وكيع عن سفيان عن منصور عن إبراهيم قال : كان من قبلكم أشفق ثيابا وأشفق قلوبا.
(16) حدثنا جرير عن محمد بن سوقة عن إبراهيم قال : إذا قال الرجل حين يصبح : (أعوذ بالسميع العليم من الشيطان الرجيم) عشر مرات أجير من الشيطان إلى أن يمسي ، وإذا قاله ممسيا أجير من الشيطان إلى أن يصبح.
__________
(71 / 8) سورة النبأ الآية (25).
(71 / 9) سورة القيامة الآية (13).
(71 / 10) سورة السجدة الآية (21).
والعذاب الاكبر هو عذاب النار في الآخرة.
(71 / 12) المختار المذكور هو الثقفي صاحب الكيسانية الذي غلب على الكوفة فترة وقد تحدثنا عنه سابقا بالتفضيل.
(71 / 15) أي أن أكثر ثيابا وأقسى قلوبا من الذين قبلكم.
(*)(8/279)
(17) حدثنا ابن مهدي عن أبي عوانة عن مغيرة قال : كان قميص إبراهيم على ظهر القدم.
(18) حدثنا أبو أسامة عن زائدة عن منصور عن إبراهيم * (لعلهم يرجعون) * قال : يتوبون.
(72) الشعبي (1) حدثنا علي بن حفص عن سفيان عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي قال : يشرف قوم في الجنة على قوم في النار فيقولون : ما لكم في النار ؟ فيقولون : نعمل بما تعلموننا ، قالوا : كنا نعلمكم ولا نعمل به.
(2) حدثنا هشيم عن إسماعيل بن سالم عن الشعبي * (ومعارج عليها يظهرون) * قال : الدرج.
(3) حدثنا جعفر بن عون عن سفيان عن إسماعيل عن الشعبي * (ومعارج عليها يظهرون) * قال : الدرج ، * (وسقفا) * قال : الجزوع * (وزخرفا) * قال : الذهب.
(4) حدثنا أبو أسامة عن مالك بن مغول قال : سمعت عبيد الله بن العيزار قال : إن الاقدام يوم القيامة كمثل النبل في القرن ، والسعيد من وجد لقدميه موضعا يضعهما ، وعند الميزان ملك ينادي : ألا إن فلان بن فلان ثقلت موازينه ، فسعد سعادة لا يشقى بعدها أبدا ، ألا إن فلان بن فلان خفت موازينه فشقي شقاء لا يسعد بعده أبدا.
(5) حدثنا المحاربي عن سفيان عن يحيى بن سعيد عن رجل من الانصار قال : كان يقول : لنعمة الله علي فيما زوي عني من الدنيا أعظم من نعمته علي فينا أعطاني منها.
(6) حدثنا عبد الله بن إدريس سمعت أباه وعمه يذكران قالا : كان عبد الملك بن أياس ممن سمعت ثم سكت.
(7) حدثنا ابن إدريس عن ليث عن مجاهد قال : أعجب أهل الكوفة إلي أربعة : طلحة وزبيد ومحمد بن عبد الرحمن ويحيى بن عباد.
__________
(71 / 17) أي لم يكن يجر قميصه كمن يفعل ذلك ، وذلك كراهية منه للكبر والخيلاء.
(71 / 18) سورة السجدة من الآية (21).
(72 / 2) سورة الزخرف الآية (33).
(72 / 3) سورة الزخرف من الآيات (33 - 35).
(*)(8/280)
(8) حدثنا عبد الله بن إدريس عن ليث قال : قلت لطلحة : إن طاوسا كان يكره الانين ، قال : فما سمع له أنين حتى مات.
(9) حدثنا حسين بن علي عن مسعر قال : أعطاني زيد العمى كتابا فيه أن رجلا أوصى ابنه ، قال : يا بني كن من نأية ممن نأى عنه يقين ونزاهة ، ودنوة ممن دنا منه لين ورحمة ، نأيه كبرا ولا عظمة ، وليس دنوه خدعا ولا خيانة ، لا يعجل فيما رابه ويعفو عما
تلين له ، لا يغره ثناء من جهله ، ولا ينسى إحصاء ما قد عمله ، إن ذكر خاف مما يقولون ، واستغفر مما لا يعلمون ، يقول ربي أعلم بي من نفسي ، وأنا أعلم بنفسي من غيري ، يسأل ليعلم ، وينطق ليغنم ، ويصمت ليسلم ، ويخالط ليفهم ، إن كان في الغافلين كتب من الذاكرين لم يكتب من الغافلين لانه يذكر إذا غفلوا ، ولا ينسى إذا ذكروا ، قال حسين : وزاد فيه ابن عيينة : يمزج العلم بحلم زهادته فيما يفني كرغبته فيما يبقي.
(10) حدثنا إسحاق بن منصور قال حدثنا عبد السلام عن يزيد بن عبد الرحمن عن المنهال عن خيثمة عن سويد بن غفلة قال : إذا أراد الله أن ينسى أهل النار جعل لكل إنسان منهم تابوت من نار على قدره ، ثم أقفل عليه بأقفال من نار فلا يضرب منه عرق إلا وفيه مسمار من نار ، ثم جعل ذلك التابوت في تابوت آخر من نار ، ثم أقفل عليه ، بأقفال من نار ، ثم يضرم بينهما نار ، فلا يرى أحد منهم أن في النار أحدا غيره ، فذلك قوله تعالى : * (لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل) * وذلك قوله تعالى * (لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش وكذلك نجزي الظالمين) *.
(11) حدثنا حسين بن علي عن محمد بن سوقة عن محمد بن المنكدر قال : إن الله ليصلح بصلاح العبد ولده وولد ولده وأهل دويرته وأهل الدويرات حوله ، فما يزالون في حفظ من الله ما دام بينهم.
(12) حدثنا يحيى بن يمان عن حمزة الزيات عن حمران بن أعين عن أبي حرب بن أبي الاسود [ الدئلي ] قال : إن الرجل ليحبس على باب الجنة بالذنب عمله مائة عام وإنه ليرى أزواجه وخدمه.
__________
(72 / 8) أي كان يحتمل ما يلقى من الالم صامتا ساكتا لا يسمع له صوت ولا أنين.
(82 / 10) * (لهم من فوقهم ظلل) * سورة الزمر من الآية (16).
* (لهم من جهنم مهاد) * سورة الاعراف الآية (41).
(72 / 11) الدويرة : الحي الذي يسكنه.
(*)(8/281)
(13) حدثنا معاوية عن سفيان عن بختري الطائي قال : كان يقال : أغبط الاحياء بما يغبط به الاموات واعلم أن العبادة لا تصلح إلا بزهد وذل عند الطاعة ، واستصعب عند المعصية ، وأحب الناس على قدر تقواهم.
(14) حدثنا أبو أسامة عن مالك بن مغول عن القاسم بن الوليد * (فإذا جاءت الطامة الكبرى) * قال : حين يساق أهل الجنة إلى الجنة وأهل النار إلى النار.
(15) حدثنا الثقفي عن أيوب عن أبي قلابة أظنه عن عثمان قال : من عمل عملا كساه الله رداء عمله.
(16) حدثنا عبد الله بن نمير عن إسماعيل بن أبي خالد قال : قال عثمان بن عفان : من عمل عملا كساه الله رداءه إن خير فخير وإن شر فشر.
(17) حدثنا وكيع ويزيد بن هارون عن إسماعيل بن أبي خالد عن يحيى بن رافع قال : سمعت عثمان يقول : * (وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد) * قال : سائق يسوقها إلى أمر الله وشهيد يشهد عليها بما عملت.
(18) حدثنا أبو أسامة عن جرير بن حازم عن الاعمش عن خيثمة عن عدي بن حاتم قال : أيمن امرئ وأشأمه ما بين لحييه.
(19) حدثنا إسحاق بن سليمان الرازي عن أبي سنان عن عمرو بن مرة عن عدي ابن حاتم قال : إنكم في زمان معروفه منكر زمان قد خلا ، ومنكره معروف زمان ما أتى.
(20) حدثنا عبد الله بن نمير عن مالك بن مغول عن أبي منصور عن زيد بن وهب قال خرجت إلى الجبانة فجلست فيها إلى جنب الحائط ، فجاء رجل إلى قبر فسواه ثم جاء فجلس إلي ، فقلت : من هذا ؟ فقال : أخي ، قال : قلت : أخ لك ؟ قال : أخ لي في الاسلام رأيته البارحة فيما يرى النائم فقلت : فلان قد عشت الحمد لله رب العالمين ، قال : قد قلتها ، لان أكون أقدر على أن أقولها أحب إلي من ملء الارض وما فيها ، ألم ترحين كانوا
__________
(72 / 18) سورة النازعات الآية (34).
(72 / 15) إن خيرا كان رداء خير ونور وإن شرا كان رداء شر وظلمة.
(72 / 17) سورة (ق) من الآية (21).
(72 / 18) أي لسانه ويقال لحييه ، لان الفك فك الادنى فيه اللحية والفك الاعلى فيه الشارب وهو من باب تسمية الكل باسم الجزء كتسمية الاسبوع جمعة.
(*)(8/282)
يدفنونني فإن فلانا قام فصلى ركعتين لان أكون أقدر على أن أصليهما أحب إلي من الدنيا وما فيها.
(21) حدثنا ابن نمير عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار قال : المقنطون جسر يطأ الناس يوم القيامة على وجوههم.
(22) حدثنا أبو أسامة عن مسعر قال : حدثني معاوية بن بشير قال : أراه عن أبيه قال : قال خباب : إنها ستكون صيحات فأصيخوا لها.
(23) حدثنا عفان قال حدثنا سليمان عن ثابت قال : قال ابن أبي ليلى : طفت هذه الامصار فما رأيت متهجدا ولا أبكر على ذكر الله من أهل البصرة.
(24) حدثنا إسحاق بن سليمان عن أبي سنان عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن السلمي قال : إن الملك يجئ إلى أحدكم كل غداة بصحيفة بيضاء فليمل فيها خيرا ، فإذا طلعت الشمس فليقم لحاجته ، ثم إذا صلى العصر فليمل فيها خيرا فإنه إذا أملى في أول صحيفته وآخرها خيرا كان عسى أن يكفر ما بينهما.
(25) حدثنا ابن يمان عن سفيان عن ثور عن خالد بن معدان قال : يمرون على النار وهي خامدة فيقولون : أين النار التي وعدنا ؟ قال : مررتم عليها وهي خامدة.
(26) حدثنا عبد الله بن نمير قال حدثنا موسى بن مسلم عن عبد الرحمن بن سابط قال : كان سعيد بن عمرو بن حذيم أميرا على مصر فبلغ عمر بن الخطاب أنه يأتي عليه حين لا يدخن في تنوره فبعث إليه بمال فاشترى ما يصلحه وأهله ثم قال لامرأته : لو أنا أعطيناها تاجرا لعله أن يصيب لنا فيها قالت : فافعل فتصدق بها الرجل وأعطاها حتى لم
يبق منها شئ ، ثم احتاجوا فقالت له امرأته : لو أنك نظرت إلى تلك الدراهم فأخذتها فإنا قد احتجنا إليها ، فأعرض عنها ، ثم عادت فقالت أيضا ، فأعرض عنها حتى استبان لها أنه قد أمضاها قال : فجعلت تلومه قال : فاستعان عليها بخالد بن الوليد فكلمها فقال : إنك قد آذيته فكأنما أعداها به ، فقالت : له أيضا ، فلما رأى ذلك الرجل برك على ركبتيه فقال : ما يسرني أن أحبس عن العنو الاول يوم القيامة ولا أن لي ما ظهر على الارض
__________
(72 / 22) أصيخوا لها : أنصتوا ، وفي الاصل أصيحوا وهو تصحيف واضح.
(72 / 26) لا يذخن في تنوره : أي لا يشعل نارا ليطبخ طعاما إذ لا طعام لديه إلا الماء والتمر وما لا يحتاج إعداده إلى نار كالسويق وما شابه ذلك.
(خيرة من الخيرات) حوراء من الحور العين.
(*)(8/283)
وإن خيرة من الخيرات أبرزت أصابعها لاهل الارض من فوق السماوات لوجد ريحهن فأنا أدعهن لان أدعكن لهن أحرى من أن أدعهن لكن فلما رأت ذلك كفت عنه.
(27) حدثنا حسين بن علي عن مالك بن مغول قال : مر رجل بربيع بن أبي راشد وهو جالس على صندوق من صناديق الحدادين فقال : لو دخلت المسجد فجالست إخوانك ، فقال له ربيع : لو فارق ذكر الموت قلبي ساعة خشيت أن يفسد قلبي.
(28) حدثنا حسين بن علي عن إسماعيل بن شعيب قال : كان أبي زميل ربيع بن أبي راشد إلى مكة فقال ذات يوم : لو أني أعلم أحب العمل إلى ربي لعلي أتكلفه ، قال : فرأى في منامه الشكر والذكر.
(29) حدثنا حسين بن علي عن عمر بن ذر قال : لقيني ربيع بن أبي راشد في السدة في السوق فأخذ بيدي فصافحني فقال : يا أبا ذر من سأل الله رضاه فقد سأله أمرا عظيما.
(30) حدثنا خلف بن خليفة عن عون بن شداد أن هرم بن حيان العبدي لما نزل به الموت قالوا له : يا هرم ! [ أوصنا ] ، قال : أوصيكم أن تقضوا عني ديني ، قالوا : بم توصي ؟ قال : فتلا آخر سورة النحل * (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة) * حتى بلغ
* (إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون) *.
(31) حدثنا خلف بن خليفة عن إسماعيل بن أبي خالد قال : قال هرم : اللهم إني أعوذ بك من شر زمان يتمرد فيه صغيرهم ويأمل فيه كبيرهم - وتقرب فيه آجالهم.
(32) حدثنا خلف بن خليفة عن أصبغ الوراق عن أبي نضرة أن عمر بعث هرم بن حيان على الخيل ، فغضب على رجل فأمر به فوجئت عنقه ، ثم أقبل على أصحابه فقال لا جزاكم الله حيرا ! ما نصحتموني حين قلت : ولا كففتموني عن غضبي ، والله لا ألي لكم عملا ، ثم كتب إلى عمر : يا أمير المؤمنين ! لا طاقة لي بالرعية فابعث إلى عملك.
(33) حدثنا أبو خالد الاحمر عن إسماعيل عن الحسن أن هرم بن حيان كان يقول : لم أر مثل النار نام هاربها ولا مثل الجنة نام طالبها.
__________
(72 / 30) [ أرصنا ] في الاصل أرضي ، وقد صححناها استنادا إلى السياق.
سورة النحل من الآية (125) إلى الآية (128).
(73 / 32) دجا عنقه : رضه رضا عنيفا.
(*)(8/284)
(34) حدثنا أبو أسامة قال حدثني سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال قال : كان هرم بن حيان عاملا على بعض رساتيق الاهواز فاستأذنه رجل من أصحابه إلى أهله ، فأبى أن يأذن له ، قال : فقام هرم بن حيان يخطب يوم الجمعة إذ قال الرجل هكذا على أنفه - أمسك على أنفه - فأشار إليه هرم بيده : (إذهب ، فانطلق الرجل حتى أتى أهله فقضى حاجته ثم رجع فقال له هرم : أين كنت ؟ فقال : ألم ترحين قمت فأمسكت على أنفي فأشرت إلي بيدك (اذهب) فقال هرم : آخر رجال السوء لزمان السوء.
(35) حدثنا عفان قال حدثنا جعفر بن سليمان قال أخبرني غالب القطان عن بكر قال : إذا كان يوم القيامة لم يدع الله لمؤمن حاجة إلا قضاها ولا يسأله إلا ما يوافق رضاه.
(36) حدثنا عفان قال حدثنا جعفر بن سليمان قال حدثنا سعيد الجريري قال : مر مؤرق العجلي على مجلس الحي فسلم عليهم ، فردوا عليه السلام وسألوه فقال رجل من الحي : أكل حالك صالح ؟ قال : وددنا أن العشر منه يصلح.
(37) حدثنا ابن فضيل عن حصين عن بكر قال : لا يكون الرجل تقيا حتى يكون تقي الغضب تقي الطمع.
(73) كلام مجاهد (1) حدثنا يحيى بن سليم عن ابن أبي نجيح عن مجاهد * (فلانفسهم يمهدون) * قال : في القبر.
(2) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن مجاهد * (ولمن خاف مقام ربه جنتان) * قال : من خاف الله عند مقامه على المعصية في الدنيا.
(3) حدثنا عبد الله بن نمير عن الاعمش قال : كنت إذا رأيت مجاهدا ظننت أنه قد ضل حماره فهو مهتم.
(4) حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا قطبة بن عبد العزيز عن الاعمش عن مجاهد
__________
(سورة الروم من الآية (44).
(73 / 2) سورة الرحمن الآية (64).
733 / 3) أي أنه كان دائم التفكر.
(*)(8/285)
قال : ما من يوم يمضي من الدنيا إلا قال : الحمد لله الذي أخرجني من الدنيا فلا أعود إليها أبدا.
(5) حدثنا وكيع عن سفيان عن منصور عن مجاهد * (ناتي الارض ننقصها من أطرافها) * قال : الموت.
(6) حدثنا أبو أسامة قال حدثنا الاعمش عن مجاهد قال : كان بالمدينة أهل بيت ذو
حاجة عندهم رأس شاة ، فأصابوا شيئا فقالوا : لو بعثنا بهذا الرأس إلى من هو أحوج إليه منا ، قال : فبعثوا به فلم يزل يدور بالمدينة حتى رجع إلى أصحابه الذين خرج من عندهم.
(7) حدثنا ابن علية عن ليث عن مجاهد قال : ذهب العلماء فما بقي إلا المتعلمون ، ما المجتهد فيكم اليوم إلا كاللاعب فيمن كان قبلكم.
(8) حدثنا عبد الله بن نمير قال حدثنا مالك بن مغول عن طلحة عن مجاهد قال : إذا التقى الرجل الرجل فضحك في وجهه تحاتت عنهما الذنوب كما ينثر الريح الورق اليابس من الشجر ، قال : فقال رجل ويحك إن هذا من العمل يسير ، قال : فقال : ما سمعت قوله تعالى * (لو أنفقت ما في الارض جميعا ما ألفت بين قلوبهم) *.
(9) حدثنا عبد الله بن إدريس عن ليث عن مجاهد قال : أعجب أهل الكوفة إلى أربعة : طلحة وزبيد ومحمد بن عبد الرحمن ويحيى بن عباد.
(10) حدثنا ابن إدريس عن ليث عن مجاهد قال : إن المسلم لو لم يصب من أخيه إلا أن حياءه منه يمنعه من المعاصي.
(11) حدثنا حسين بن علي عن ليث عن مجاهد قال : إنما الفقيه من يخاف الله.
(12) حدثنا عفان قال خدثنا عبد الواحد عن الاعمش عن مجاهد في قوله تعالى : * (توبوا إلى الله توبة نصوحا) * (قال : هو أن يتوب ثم لا يعود.
(13) حدثنا معتمر بن سليمان عن ليث عن مجاهد قوله تعالى : * (وله أسلم من في السموات والارض طوعا وكرها) * قال : الطائع المؤمن.
__________
(73 / 5) سورة الرعد من الآية (41).
وسورة الانبياء من الآية (44).
(73 / 8) سورة الانفال من الآية (63).
(73 / 12) سورة التحريم من الآية (8).
(73 / 13) سورة آل عمران من الآية (83).
(*)(8/286)
(14) حدثنا معتمر بن سليمان عن ليث عن مجاهد * (كانوا قليلا من الليل ما يهجعون) * قال : كانوا لا ينامون كل الليل.
(15) حدثنا فضيل بن عياض عن منصور عن مجاهد * (حور مقصورات في الخيام) * قال : مقصورات قلوبهن وأبصارهن وأنفسهن على أزواجهن في خيام اللؤلؤ لا يردن غيرهم.
(16) حدثنا فضيل بن عياض عن بعض أصحابه عن مجاهد * (وحور عين) * قال : يحار فيهن البصر.
(17) حدثنا جرير عن ليث عن مجاهد * (واسألوا الله من فضله) * قال : ليس بعرض الدنيا.
(18) حدثنا أبو الأحوص عن منصور عن مجاهد * (وتبتل إليه تبتيلا) * قال : أخلص له إخلاصا.
(19) حدثنا أبو الأحوص عن منصور عن مجاهد قال : ما من مؤمن يموت إلا تبكي عليه الارض أربعين صباحا.
(20) حدثنا أبو الأحوص عن منصور عن مجاهد * (ولمن خاف مقام ربه جنتان) * قال : هو الرجل يذكر الله عند المعاصي فيحتجز عنها.
(21) حدثنا أبو الأحوص عن منصور عن مجاهد في قوله : * (يطاف عليهم بآنية من فضة وأكواب كانت قواريرا قوارير من فضة قدروها تقديرا) * قال : الآنية : الاقداح والاكواب : الكوكبات وتقدير ا : إنها ليست لملاى التي تقيض ولا ناقصة القدر.
__________
(73 / 14) سورة الذاريات الآية (17) ، أي كانوا يقومون الليل فالصلاة.
(73 / 15) سورة الرحمن الآية (72).
(73 / 16) سورة الواقعة الآية (22).
(73 / 17) سورة النساء من الآية (32).
(73 / 18) سورة المزمل الآية (8).
(73 / 20) سورة الرحمن الآية (46).
(73 / 21) سورة الانسان الآيتان (15 - 16).
(*)(8/287)
(74) كلام عكرمة (1) حدثنا معتمر بن سليمان عن الحكم بن أبان عن عكرمة في قوله تعالى : * (للذين يعلمون السوء بجهالة) * قال : الدنيا كلها قريب ، كلها جهالة.
(2) حدثنا معتمر بن سليمان عن أبيه عن رجل عن عكرمة * (سيماهم في وجوههم) * قال : السهر.
(3) حدثنا حكام الرازي عن أبي سنان عن ثابت عن عكرمة * (واذكر ربك إذا نسيت) * قال : إذا عصيت ، وقال بعضهم : إذا غضبت.
(4) حدثنا يونس بن محمد قال حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن عكرمة * (وبلغت القلوب الحناجر) * قال : إن القلوب لو تحركت أو زالت خرجت نفسه ، ولكن إنما هو الفزع.
(5) حدثنا يحيى بن بكير قال أخبرنا شعبة عن سماك عن عكرمة * (كما يئس الكفار من أصحاب القبور) * قال : الكفار إذا دخلوا القبور فعاينوا ما أعد الله لهم من الخزي يئسوا من رحمة الله.
(6) حدثنا أبو معاوية عن أبي عمرو بياع الملائي عن عكرمة * (إن لدينا أنكالا) * قال : قيودا.
(7) حدثنا يعلى بن عبيد قال : دخلنا على محمد بن سوقة فقال : أحدثكم بحديث لعله ينفعكم فإنه قد نفعني ، قال : قال لنا عطاء بن أبي رباح : يا ابن أخي ! إن من كان قبلكم كان يكره فضول الكلام ما عدا كتاب الله تعالى أن تقرأه أو أمرا بمعروف أن نهيا عن منكر ، وأن تنطق بحاجتك في معيشتك التي لا بد لك منها ، أتنكرون أن عليكم حافظين
__________
(74 / 1) سورة النساء من الآية (17).
(74 / 2) سورة الفتح من الآية (29).
(74 / 3) سورة الكهف من الآية (24).
(74 / 4) سورة الاحزاب من الآية (10).
(74 / 5) سورة الممتنعة من الآية (13).
(74 / 6) سورة المزمل من الآية (12).
(*)(8/288)
كراما كاتبين ، وأن * (عن اليمن وعن الشمال قعيد ما [ يلفظ ] من قول إلا لديه رقيب عتيد) * أما يستحي أحدكم لو نشر صحيفته التي أملى صدر نهاره وأكثر ما فيها ليس من أمر دينه ولا دنياه.
(8) حدثنا معتمر بن سليمان عن عمران عن...يحيى بن يعمر قال : ما هاجت الريح إلا بعذاب ورحمة.
(9) حدثنا معتمر بن سليمان عن شبيب عن مقاتل بن حيان * (أم اتخذ عند الرحمن عهدا) * قال : العهد الصلاة.
(10) حدثنا محمد بن بشر قال حدثنا مسعر عن أبي عون قال : كان أهل الخير إذا التقوا يوصي بعضهم بعضا بثلاث ، وإذا غابوا كتب بعضهم إلى بعض بثلاث : من عمل لآخرته كفاه الله دنياه ، ومن أصلح ما بينه وبين الله كفاه الناس ، ومن أصلح سريرته أصلح الله علانيته.
(11) حدثنا سعيد بن شرحبيل عن خلاد بن سليمان الحضرمي قال : سمعت خالد بن أبي عمران يقول : كان عبد الله بن الزبير لا يفطر من الشهر إلا ثلاثة أيام ، قال خالد : مكث أربعين سنة لم ينزع ثوبه عن ظهره.
(12) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا ابن عون وهشام جميعا عن محمد بن سيرين قال : كنا عند أبي عبيدة بن حذيفة في قبة له ، فأتاه رجل فجلس معه على فراشه ، فساره
بشئ لم أفهمه ، فقال له أبو عبيدة : فإني أسألك أن تضع إصبعك في هذه النار ، وكانون بين أيديهم فيه نار ، فقال الرجل : سبحان الله ! فقال له أبو عبيدة : تبخل علي باصبع من أصابعك في نار الدنيا وتسألني أن أجعل جسدي كله في نار جهنم ، قال : فظننا أنه دعاه إلى القضاء.
(13) حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد عن القاسم أن عبيد الله بن عدي بن الخيار قال : اللهم سلمنا وسلم المؤمنين منا.
__________
(74 / 7) سورة (ق) من الآيتين (17 / 18).
وفي الاصل [ ينطق ] بدل يلفظ وقد صححناها استنادا إلى نص الآية في القرآن الكريم.
(74 / 9) سورة مريم من الآية (78).
ابن أبي شيبة - ج 8 - م 19 (*)(8/289)
(14) حدثنا ابن مهدي عن سفيان عن أبي سنان قال : سمعت عبد الله بن الحارث يقول : الزبانية رؤوسهم في السماء وأرجلهم في الارض.
(15) حدثنا يحيى بن سعيد عن هشام عن عكرمة عن ابن عباس * (ما يلفظ من قول) * قال : يكتب من قوله الخير والشر.
(16) حدثنا يحيى بن سعيد عن عمران عن عكرمة قال : يكتب ما عليه وماله.
(17) حدثنا يحيى بن سعيد عن عوف عن سعيد بن أبي الحسن * (كانوا قليلا من الليل ما يهجعون) * قال : قل ليلة هأتت عليهم هجعوها.
(18) حدثنا عيسى بن يونس عن الاوزاعي عن حسان بن عطية قال : بينما رجل راكبا على حمار إذ عثر به فقال : تعست ، فقال صاحب اليمين : ما هي بحسنة فأكتبها ، وقال صاحب الشمال : ما هي بسيئة فأكتبها ، فنودي صاحب الشمال أن ما ترك صاحب اليمين فاكتبه.
(19) حدثنا عيسى بن يونس عن الاوزاعي عن حسان بن عطية قال : من عادى
أولياء الله فقد آذن الله بالمحاربة ، ومن حالت شفاعته دون حد من حدود الله فقد ضاد الله في أمره ، ومن أعان على خصومة لا علم له بها كان في سخط الله حتى ينزع ، ومن فقأ مؤمنا بما لا علم له به وقفه الله في ردغة الخبال حتى يجئ منها بالمخرج ، ومن خاصم لضعيف حتى يثبت له حقة ثبت الله قدميه يوم تزل الاقدام ، وقال الله : ما ترددت في شئ أريده ، تردادي في قبض نفس عبدي المؤمن يكره الموت وأكره مساءته ولا بد له منه.
(20) حدثنا عيسى بن يونس عن الاوزاعي عن عبد ربه من رسول عن ابن محيريز أنه قال : الكلام في المسجد لغو إلا لمصل أو ذاكر ربه أو سائل خير أو معطية.
__________
(74 / 14) الزبانية الملائكة الموكلون بالنار وأهلها.
(74 / 15) سورة (ق) من الآية (18).
(74 / 16) يكتب ذلك الكرام الحافظون.
(74 / 17) سورة الذاريات الآية (17).
(74 / 18) أي كل ما هو ليس بحسنة فهو سيئة وعليه وزرها.
(*)(8/290)
(21) حدثنا ابن علية عن رجاء بن أبي سلمة قال : بلغني أن ابن محيريز دخل على رجل من البزازين فاشترى منه شيئا فقال رجل للبزاز أتدري من هذا ؟ هذا ابن محيريز ، فقام فقال : إنما جئنا نشتري بدراهمنا ، ليس بديننا.
(22) حدثنا أبو أسامة عن وهيب عن موسى بن عقبة قال : سمعت ابن محيريز ونحن معه بالرمة وهو يقول : أدركت الناس وإذا مات منهم الميت من المسلمين قالوا : الحمد لله الذي توفي فلانا على الاسلام ، ثم انقطع ذلك فليس أحد اليوم يقول ذلك.
(23) حدثنا حسين بن علي عن مجمع بن يحيى قال : كان مجمع بن حارثة يقول : اللهم إني أسألك موتا سجيحا.
(24) حدثنا يحيى بن يمان عن أسامة بن زيد عن أبيه في قوله : * (خافضة) * من انخفض يومئذ لم يرتفع أبدا ، ومن ارتفع يومئذ لن ينخفض أبدا.
(25) حدثنا يزيد بن هارون عن محمد بن مسلم عن عثمان بن عبد الله بن أوس عن عمرو بن أوس قال : المخبتون الذين لا يظلمون وإن ظلموا لم ينتصروا.
(26) حدثنا أبو خالد الاحمر عن عمران عن أبي العلاء بن الشخير قال : قال فلان : تمشون على قبوركم ؟ قلت : نعم ، قال : فكيف تمطرون.
(27) حدثنا أبو خالد الاحمر عن عبد الله بن مسلم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله تعالى * (فالتقمه الحوت) * قال : لما التقمه ذهب به حتى وضعه في الارض السابعة فسمع الارض تسبح ، قال : فهيجته على التسبيح فقال : * (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) * قال : فأخرجه حتى ألقاه على الارض بلا شعر ولا ظفر مثل الصبي المنفوس ، فأنبت الله عليه شجرة تظله ، ويأكل من تحتها من حشرات الارض ، فبينما هو نائم تحتها فتساقطت عليه ورقها قد يبست ، فشكى ذلك إلى ربه ، فقيل له : أتحزن على شجرة ولا تحزن على مائة ألف أو يزيدون قد يعذبون.
__________
(74 / 21) فقام : أي البزاز تكريما له.
(74 / 23) موتا سجيحا : موتا لينا سهلا.
(74 / 24) سورة الواقعة من الآية (3).
يومئذ : أي يوم الحساب.
(74 / 27) * (فالتقمه الحوت) * سورة الصافات من الآية (142).
* (لا إله إلا أنت) * سورة الانبياء من الآية (87).
الصبي المنفوس : المولود حديثا.
(*)(8/291)
(28) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا أبو هلال محمد بن سليم الراسبي عن الحسن في قوله : قال : قال أبو الصهباء : (طلبت المال من حله فأعياني إلا رزق يوم بيوم ، فعلمت أنه قد خير لي) : وأيم الله ما من عبد أوتي رزق يوم بيوم فلم يظن أنه خير له إلا كان
عاجزا أو غبي الرأي.
(29) حدثنا عفان قال حدثنا بكير بن أبي الشميط قال حدثنا قتادة عن عبد الله بن مطرف أنه كان يقول : إنك لتلقي بين الرجلين أحدهما أكثر صوما وصلاة ، والآخر أكرمهما على الله بونا بعيدا ، قالوا : وكيف يكون ذلك يا أبا جزء ؟ قال : يكون أورعهما في محارمه.
(30) حدثنا أبو أسامة عن جويبر عن الضحاك في قوله : * (وبشر المخبتين) * قال : المتواضعين.
(31) حدثنا أبو أسامة عن جويبر عن الضحاك * (وكانوا لنا خاشعين) * قال : الذلة لله.
(32) حدثنا أبو خالد الاحمر عن جويبر عن الضحاك * (يصهر به ما في بطونهم والجلود) * قال : يذاب به.
(33) حدثنا يحيى بن يمان عن أبي سنان عن ثابت عن الضحاك * (وإذا مروا باللغو مروا كراما) * قال : لم يكن اللغو من حالهم ولا بالهم.
(34) حدثنا عبد الله بن الزبير عن سفيان عن رجل عن الضحاك قال : لولا تلاوة القرآن لسرني أن أكون مريضا.
(35) حدثنا أبو خالد الاحمر عن جويبر عن الضحاك * (في مقام أمين) * قال : أمنوا الموت أن يموتوا ، وأمنوا الهرم أن يهرموا ولا يجوعوا ولا يعروا.
(36) حدثنا أبو أسامة عن جويبر عن الضحاك * (إنك كادح إلى ربك كدحا) * قال : عامل إلى ربك عملا.
__________
(74 / 30) سورة الحج من الآية (34).
(74 / 31) سورة الانبياء من الآية (90).
(74 / 32) سورة الحج من الآية (20).
(74 / 33) سورة الفرقان من الآية (72).
(74 / 35) سورة الدخان من الآية (51).
(74 / 36) سورة الانشقاق الآية (6).
(*)(8/292)
(37) حدثنا يعلى بن عبيد عن أبي بسطام عن الضحاك * (لهم البشرى في الحياة الدنيا) * قال : يعلم أين هو قبل الموت.
(38) حدثنا زيد بن الحباب قال حدثنا أبو سنان قال : سمعت الضحاك بن مزاحم يقول في قوله * (فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم) * قال : أمة محمد البر والفاجر.
(39) حدثنا يونس بن محمد قال حدثنا داود بن عبد الرحمن قال : سمعت أبا الفيض عن الضحاك قال : * (إنما يتقبل الله من المتقين) * قال : الذين يتقون الشرك.
(40) حدثنا يونس بن محمد قال حدثنا داود بن عبد الرحمن عن منصور بن صفية قال حدثني أشرس بن حسان الكوفي قال : سمعت وهب بن منبه قال : كان هارون هو الذي يجمر الكنائس.
(41) حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة قال حدثنا ثابت عن مسلم بن يسار أنه قال : لا أدري ما حسب إيمان عبد لا يدع شيئا يكرهه الله.
(42) حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن ثابت عن مسلم بن يسار قال : كان أهدهم إذا برأ قيل له : ليهنئك الطهر.
(43) حدثنا عفان قال حدثنا حماد قال : أخبرنا ثابت أن أبا بكر كان يتمثل هذا البيت : لا تزال تنعي حبيبا حتى تكونه * وقد يرجوا الفتى الرجا يموت دونه (44) حدثنا عفان قال حدثنا جعفر بن سليمان قال حدثنا مالك بن دينار قال : سألت جابر بن زيد ، قلت : قول الله تعالى : * (ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا
إذا لاذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيرا) * ما ضعف الحياة وضعف الممات ؟ قال جابر : ضعف عذاب الدنيا وضعف عذاب الآخرة * (ثم لا تجد لك علينا نصيرا) *.
__________
(74 / 37) سورة يونس من الآية (64).
(74 / 38) سورة المائدة من الآية (48).
(74 / 39) سورة المائدة الآية (27).
(74 / 40) يجمر الكنائس : يبخرها بالمجمرة ويوقد مجامرها.
(74 / 41) لان من أحب أحدا أحب ما يحب ومن يحب وكره ما يكره ومن يكره فكيف بمن يحب الله ولا يمتنع على المعاصي وقد كرهها سبحانه وتعالى.
(74 / 43) حتى تكونه : حتى تكون أنت الذي ينعى.
(74 / 44) سورة الاسراء الآيتان (74 - 75).
(*)(8/293)
(45) حدثنا عفان قال حدثنا سليمان بن المغيرة قال سمعت ثابتا قال : كنا عند جابر ابن زيد فرأى جملا فقال : لو قلت لكم أني هذا الجمل ما أمنت أن أعبده.
(46) حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة عن أيوب عن الحسن قال : ما أشبه القوم بعضهم ببعض ، ما أشبه الليلة بلبارحة.
(47) حدثنا عفان قال حدثنا جرير عن شعيب عن أبي العالية قال : أكثر رياحين الجنة الحناء.
(48) حدثنا عفان قال حدثنا عبد الرحمن عن عبد الواحد بن زياد قال حدثنا عبد الله بن الربيع بن خيثم قال حدثنا أبو عبيدة بن عبد الله قال : كان الربيع بن خيثم إذا دخل على عبد الله لم يكن عليه يومئذ إذن حتى يفرغ كل واحد منهما من صاحبه ، قال : وقال له عبد الله يا أبا يزيد ! إن رسول الله (ص) لو رآك أحبك ، وما رأيتك إلا ذكرت
المخبتين.
(49) حدثنا عبد الله بن نمير قال حدثنا مالك بن مغول عن طلحة قال : قيل من الذي يسمن في الخصب والجدب ، ومن الذي يهزل في الخصب والجدب ، ومن الذي هو أحلى من العسل ولا ينقطع ، قال : أما الذي يسمن في الخصب والجدب فالمؤمن الذي إن أعطي شكر ، وإن ابتلي صبر ، وأما الذي يهزل في الخصب والجدب فالكافر أو الفاجر إن أعطي لم يشكر ، وإن ابتلي لم يصبر ، وأما الذي هو أحلى من العسل ولا ينقطع فهي الفة الله التي ألف بين قلوب المؤمنين.
(50) حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أبي ثامر وكان رجلا عابدا ممن يغدوا إلى المسجد فرأى في المنام كأن الناس قد عرضوا على الله فجئ بامرأة عليها ثياب رقاق ، فجاءت ريح فكشفت ثيابها ، فأعرض الله عنها وقال : اذهبوا بها إلى النار ، فإنها كانت من المتبرجات حتى انتهى الامر إلي فقال : دعوه فإنه كان يؤدي حق الجمعة.
(51) حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أبي ثامر زعم أن امرأة قالت : والله لا يعذبني الله أبدا ما سرقت ولا زنيت ولا قتلت ولدي ولا أتيت ببهتان
__________
(74 / 45) أي من كذب في أمر ربما ابتلي به.
(74 / 48) لم يكن عليه يومئذ إذن : أي كان يتفرغ للقائه وذكر الله وإياه إن كانا من المتحابين في الله.
(*)(8/294)
يفترينه بين أيديهن وأرجلهن ، فرأت في المنام أنه قيل لها : قومي إلى مقعدك من النار يا مقللة الكثير مكثرة القليل ، وآكلة لحم الجار الغريب بالغيب ، قالت : يا رب ! بل أتوب بل أتوب.
(52) حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت أن أبا ثامر رأى فيما يرى النائم : ويل للمتسمنات من فترة في العظام يوم القيامة.
(53) حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت أن أبا ثامر كان رجلا عابدا ، فنام ذات ليلة قبل أن يصلي العشاء فأتاه ملكان أو رجلان في منامه فقعد أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه ، فقال الذي عند رأسه للذي عند رجليه : الصلاة قبل النوم ترضي الرحمن وتسخط الشيطان ، وقال الذي عند رجليه للذي عند رأسه : إن النوم قبل الصلاة يرضي الشيطان ويسخط الرحمن.
(54) حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة قال حدثنا ثابت البناني عن صلة بن أشيم أنه قال : والله ما أدري بأي يومي أنا أشد فرحا : يوم أباكر فيه إلى ذكر الله أو يوم خرجت فيه لبعض حاجتي فعرض لي ذكر الله.
(55) حدثنا عفان قال حدثنا سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال قال كان أبو رفاعة العدوي يقول : ما عزبت عني سورة البقرة منذ علمنيها رسول الله أخذت معها ما أخذت من القرآن وما أن وجعت ظهري من قيام ليل قط.
(56) حدثنا عفان قال حدثنا حميد بن هلال قال : قال صلة : رأيت أبا رفاعة بعد ما أصيب في النوم على ناقة سريعة وأنا على جمل ثقال قطوف ، وأنا أجد على أثره ، قال : فيعرجها علي فأقول أسمعه الصوت فيسرجها وأنا أتبع أثرها ، فأولت رؤياي أن آخذ طريق أبي رفاعة فأنا أكد بعده العمل كدا.
(57) حدثنا عفان قال حدثنا سليمان بن المغيرة قال حدثنا حميد بن هلال قال كان أبو رفاعة - أو رجل منهم - يسخن في السفر لاصحابه الماء ويعمد إلى البارد فيتوضأ به ثم يقول : أحسوا من هذا ، فسأحسن من هذا.
__________
(74 / 55) ما غربت عني : ما نسيتها ولا نسيت قراءتها.
(74 / 57) أي أنه كان يفضل إخوانه على نفسه ويحتمل برد الماء احتسابا لما يلقى من ذلك عند رب العالمين.
(*)(8/295)
(58) حدثنا عفان قال حدثنا سليمان قال : قال ثابت قال مطرف : إن كان أحد من
هذه الامة ممتحن القلب لقد كان مذعور لممتحن القلب.
(59) حدثنا عفان قال حدثنا سليمان عن ثابت قال : قال مطرف : رآني أنا ومذعورا رجل فقال : من سره أن ينظر إلى رجلين من أهل الجنة فلينظر إلى هذين ، فسمعها مذعور فرأيت الكراهية في وجهه ثم قال : اللهم إنك تعلمنا ولا يعلمنا.
(75) ما قالوا في البكاء من خشية الله (1) حدثنا معتمر بن سليمان عن شعبة عن أبي زياد عن أبي رجاء قال : كان هذا المكان من ابن عباس مجرى الدموع مثل الشراك البالي من الدموع.
(2) حدثنا عبدة بن سليمان عن الاعمش عن شمر بن عطية عن مغيرة بن سعد بن الاخرم قال : ما خرج عبد الله إلى السوق فمر على الحدادين فرأى ما يخرجون من النار إلا جعلت عيناه تسيلان.
(3) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن أبي صالح قال : لما قدم أهل اليمن في زمان أبي بكر فسمعوا القرآن جعلوا يبكون فقال أبو بكر : هكذا كنا ثم قست القلوب.
(4) حدثنا أبو خالد الاحمر عن داود عن أبي نضرة عن أبي سعيد مولى أبي أسيد قال : كان عمر إذا صلى أخرج الناس من المسجد فأخذ إلينا ، فلما رأى أصحابه ألقى الدرة وجلس فقال : ادعوا ، فدعوا ، قال : فجعل يدعو ويدعو حتى إنتهت الدعوة إلي ، فدعوت وأنا مملوك ، فرأيته دعا وبكى بكاء ولا تبكيه الثكلى فقلت في نفسي : هذا الذي تقولون أنه غليظ.
__________
(74 / 59) أي أن الله وحده يعلم أهل الجنة وأهل النار وفيه كراهية مذعور لثناء الناس عليه.
(75 / 1) هذا المكان من ابن عباس : هذا المكان وفي وجهه أي مكان سيل الدمع من العين على الخد مثل الشراك البالي : لان الدمع يكوي مكان مروره في الجلد فيرسخ أثر ذلك من التكرار لان الدمع ساخن وحمضي.
(75 / 2) ما يخرجون من النار : أي الحديد المحمى.
(75 / 4) وكان عمر رضي الله عنه شديدا في الحق وإقامته.
(*)(8/296)
(5) حدثنا ابن مبارك عن الربيع بن أنس عن أبي داود عن أبي بن كعب قال : عليكم بالسبيل والسنة ، فإن ليس من عبد على سبيل وسنة ذكر الرحمن ففاضت عيناه من خشية الله فمسته النار أبدا ، وليس من عبد على سبيل وسنة ذكر الله فاقشعر جلده من خشية الله إلا كان مثله كمثل شجرة يبس ورقها فهي كذلك إذا أصابتها ريح فتحات ورقها عنها إلا تحاتت خطاياه كما يتحات من هذه الشجرة ورقها ، وإن اقتصادا في سنة وسبيل خير من اجتهاد سنة في غير سنة وسبيل ، فانظروا أعمالكم ، فإن كانت اقتصادا واجتهادا أن تكون على منهاج الانبياء وسنتهم.
(6) حدثنا ابن عيينة عن إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص عن عبد الله بن شداد أنه قال : سمعت نشيج عمر وأنا في آخر الصف وهو يقرأ سورة يوسف * (إنما أشكوا بثي وحزني إلى الله) *.
(7) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا سفيان بن حسين عن الزهري عن سالم بن عبد الله ان ابن عمر قرأ * (وإن تبدوا ما في أنفسكم أن تخفوه يحاسبكم به الله) * الآية فدمعت عيناه فبلغ صنيعه ابن عباس فقال : يرحم الله أبا عبد الرحمن ، لقد صنع كما صنع أصحاب رسول الله (ص) حين أنزلت ، فنسختها الآية التي بعدها * (لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت) *.
(8) حدثنا وكيع عن مسعر عن ابن عون عن عرفجة السلمي قال : قال أبو بكر : وإن لم تبكوا فتباكوا.
(9) حدثنا أبو أسامة عن ابن جريج قال : أخبرني ابن أبي مليكة قال : أخبرني علقمة بن أبي وقاص قال : كان عمر يقرأ في صلاة العشاء الآخرة بسورة يوسف وأنا في مؤخر الصفوف حتى إذا ذكروا يوسف سمعت نشيجه.
(10) حدثنا ابن إدريس عن أبيه عن المنهال عن شقيق بن سلمة قال : دخلنا على
__________
(75 / 5) تحات ورقها : تساقط عنها.
(75 / 6) سورة يوسف من الآية (86).
(75 / 7) * (وإن تبدوا ما في أنفسكم) * سورة البقرة من الآية (284).
* (لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت) * سورة البقرة من الآية (286).
(75 / 8) تباكوا : ادفعوا أنفسكم إلى البكاء دفعا وأظهروا البكاء.
(75 / 9) النشيج : الصوت الذي يرافق البكاء.
(*)(8/297)
خباب نعوده فقال : في هذا التابوت ثمانون ألفا ما شددتها بخيط ولا منعتها من سائل ، فقالوا : علام تبكي ؟ قال مضى أصحابي ولم تنقصهم الدنيا شيئا وبقينا حتى ما نجد لها موضعا إلا تراب.
(11) حدثنا أبو أسامة عن موسى بن عبيدة عن أخيه عبد الله بن عبيدة قال : رأت صفية زوج النبي (ص) قوما قرأوا سجدة فسجدوا ، فنادتهم : هذا السجود والدعاء فأين البكاء.
(12) حدثنا أبو أسامة عن داود الليثي قال حدثنا البختري بن زيد بن خارجة أن رجلا من العباد مر على كور حداد مكشوف ، فقام ينظر إليه فمكث ما شاء الله أن يمكث ، ثم شهق شهقة فمات.
(13) حدثنا علي بن هاشم عن ابن أبي ليلي عن ابن أبي مليكة قال : رأيت عبد الله بن عمرو وهو يبكي فنظرت إليه فقال : أتعجب أبكي من خشية الله ، فإن لم تبكوا حتى يقول أحدكم : ايه ايه ، إن هذا القمر ليبكي من خشية الله تعالى.
(14) حدثنا محمد بن بشر قال حدثنا مسعر قال حدثني علقمة بن مرثد عن ابن بريدة قال : لو عدل بكاء أهل الارض ببكاء داود ما عدله ، ولو عدل بكاء داود وبكاء
أهل الارض ببكاء آدم حين أهبط إلى الارض ما عدله.
(15) حدثنا حفض بن غياث عن الاعمش قال : كان أبو صالح يؤمنا فكان لا يجيز القراءة من الرقة.
(16) حدثنا معاوية بن هشام عن سفيان عن علي بن الاقمر قال : حدثني فلان : قال أتيت ربيعة وهو يبكي على الصلاة.
(17) حدثنا أبو معاوية عن عاصم عن عبد الله بن رباح عن صفوان بن محرز أنه كان إذا قرأ هذه الآية بكى حتى أرى أن قصص زوره سيندق * (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) *.
__________
(75 / 15) لا يجيز القراءة : لا يقدر على متابعتها لشدة بكائه.
(75 / 17) قصص زوره : عظام صدره والمقصود منها عظم (القص) وهو العظم الاوسط الذي ترتبط به عظام الضلوع.
سورة الشعراء من الآية (227).
(*)(8/298)
(18) حدثنا هاشم بن القاسم عن شعبة عن يعلى بن عطاء عن أمه وكانت تسحق الكحل لعبد الله بن عمرو أنه كان يطفئ السراج ويبكي حتى رسعت عيناه.
(19) حدثنا حفص بن غياث عن الاعمش عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله قال : قال لي رسول الله (ص) : (اقرأ علي القرآن ، قال : قلت : يا رسول الله أقرأ عليك وعليك أنزل ؟ قال : إني أشتهي أن أسمعه من غيري) ، قال : فقرأت النساء حتى إذا بلغت * (فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا) * رفعت رأسي أو غمزني إلى جنبي فرأيت دموعه تسيل.
(20) حدثنا عبد الله بن إدريس عن حصين عن هلال بن يساف عن أبي حيان عن عبد الله - رفعه بنحو منه.
(21) حدثنا محاضر قال حدثنا الاعمش عن إبراهيم التيمي قال : لقد أدركت ستين من أصحاب عبد الله في مسجدنا هذا أصغرهم الحارث بن سويد وسمعته يقرأ * (إذا زلزلت) * حتى بلغ * (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره) * قال : فيبكي ثم قال : إن هذا الاحصاء شديد.
(22) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا سلام بن مسكين قال حدثنا الحسن قال : مر رجل من أصحاب النبي (ص) على رجل يقرأ آية ويبكي ويرددها ، قال : فقال : ألم تسمعوا إلى قول الله تعالى : * (ورتل القرآن ترتيلا) * قال : هذا الترتيل.
(23) حدثنا شاذان قال حدثنا مهدي بن ميمون عن الجريري عن عبد الله بن شقيق العقيلي قال : سمعت كعبا يقول : لان أبكي من خشية الله تعالى حتى تسيل دموعي على وجنتي أحب إلي من أن أتصدق بوزني ذهبا والذي نفس كعب بيده ما من عبد مسلم يبكي من خشية الله حتى تقطر قطرة من دموعه على الارض فتمسه الناس أبدا حتى يعود قطر السماء الذي وقع إلى الارض من حيث جاء ولن يعود أبدا.
(24) حدثنا أسود بن عامر قال حدثنا مهدي بن ميمون قال سمعت محمدا يقول : كان الرجل من أصحاب محمد (ص) تأتي عليه الثلاثة الايام لا يجد شيئا يأكله فيجد الجلدة فيشويها فيجتزئ بها ، وإذا لم يجد شيئا عمد إلى حجر فشد به بطنه.
__________
(75 / 18) رسعت عيناه : فسدت أجفانها والتصقت.
(75 / 19) سورة النساء من الآية (41).
(75 / 22) سورة المزمل الآية (4).
(*)(8/299)
(25) حدثنا هوذة بن خليفة قال حدثنا عوف عن أبي الورد بن ثمامة عن وهب بن منبه قال : كان في بني إسرائيل رجال أحداث الاسنان معمورون فيهم ، قد قرأوا الكتاب وعلموا علما ، وأنهم طلبوا بقراءتهم الشرف والمال ، وأنهم ابتدعوا بدعا أخذوا بها الشرف والمال في الذنيا فضلوا وأضلوا كثيرا.
(26) حدثنا أبو أسامة عن يحيى بن المهلب عن خالد بن صالح عن معاوية بن قرة
قال : قال أبو الدرداء ، إن القلب يربد كما يربد الحديد ، قبل : وما جلاؤه ؟ قال : يذكر الله.
(27) حدثنا أبو أسامة قال حدثنا جرير قال حدثني عبد الله بن عبيد بن عمير قال : كان لايوب النبي (ص) أخوان فجاءا فلم يستطيعا يدنوانه من ريحه فقال أحدهما للآخر : لو كان الله علم لايوب خيرا ما بلغ به هذا ، فجزع أيوب من قولهما جزعا شديدا لم يجزع من شئ قط ، فقال أيوب : اللهم إن كنت تعلم أني لم أبط ليلة قط شبعا وأنا أعلم مكان جائع فصدقني ، فصدق وهما يسمعان ، ثم قال : اللهم إن كنت تعلم أني لم ألبس قميصا قط وأنا أعلم مكان عار فصدقني فصدق وهما يسمعان ، ثم خر ساجدا ثم قال : اللهم إني لا أرفع رأسي حتى تكشف عني ، قال : فما رفع رأسه حتى كشف الله عنه.
(28) حدثنا أبو الأحوص عن منصور عن هلال بن يساف قال : حدثت أن عيسى ابن مريم كان يقول : إذا تصدق أحدكم فليعط بيمينه وليخف من شماله ، وإذا كان يوم صوم أحدكم فليدهن وليسمح شفتيه من دهنه حتى ينظر إليه الناظر فلا يرى أنه صائم ، وإذا صلى في بيته فليخسف عليه سترة فإنه يقسم الثناء كما يقسم الرزق.
(29) حدثنا سعيد بن عبد الله بن الربيع بن خيثم عن نسير بن ذعلق عن بكر بن ماعز قال : كان عبد الله بن مسعود إذا رأى الربيع بن خيثم مقبلا قال : * (بشر المخبتين) * ، أما والله لو رآك رسول الله (ص) لاحبك.
(30) حدثنا سعيد بن عبد الله بن الربيع بن خيثم عن نسير عن بكر من ماعز قال : جاءت بنت الربيع بن خيثم وعنده أصحاب له فقالت : يا أبتاه أذهب ألعب ، قال : لا فقال له أصحابه : يا أبا يزيد ! اتركها ، قال : لا يوجد في صحيفتي أني قلت لها : اذهبي العبي ، لكن اذهبن فقولي خيرا وافعلي خيرا.
__________
(75 / 25) أحداث الاسنان : صغار السن.
(75 / 26) يربد : يصدأ ويتغير لونه عن حاله.
(75 / 29) سورة الحج من الآية (34).
(*)(8/300)
(31) حدثنا سعيد بن عبد الله عن نسير عن بكر قال : كان الربيع يقول : يا بكر بن ماعز ؟ يا بكر اخزن عليك لسانك إلا مما لك ولا عليك ، فإني اتهمت الناس في ديني ، أطع الله فيما علمت (وما استؤثر به عليك فكله إلى عالمه ، لانا في العمد أخوف مني عليكم في الخطأ ، ما خيركم اليوم بخيره ، ولكنه خير من آخر شر منه ، ما كل ما أنزل الله على محمد (ص) أدركتم ، ولا كل ما تقرأون تدرون ما هو ، السرائر التي يخفن من الناس وهن لله بواد ، التمسوا دواءها ، ثم يقول لنفسه : وما دواءها ؟ أن تتوب إلى الله ثم لا تعود.
(32) حدثنا سعيد بن عبد الله عن نسير بن ذعلوق عن بكر قال : لما انتهى الربيع بن خيثم إلى مسجد قومه قالوا له : يا ربيع ! لو قعدت فحدثنا اليوم ، قال : فقعد فجاء حجر فشجه فقال : ف * (جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف) *.
(33) حدثنا سعيد بن عبد الله عن نسير عن بكر قال : كان الربيع بن خيثم يقول : لا خير في الكلام إلا في تسع : تهليل الله وتسبيح الله وتكبير الله وتحميد الله وسؤالك الخير وتعوذك من الشر وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر وقراءتك القرآن.
(34) حدثنا سعيد بن عبد الله عن نسير عن بكر قال : كان الربيع أذا قيل له : كيف أصبحت يا أبا يزيد ! يقول : أصبحنا ضعفاء مذنبين نأكل ارزاقنا وننتظر آجالنا.
(35) حدثنا سعيد بن عبد الله عن نسير عن بكر قال : قال ابن الكواء لربيع بن خيثم : ما نراك تذم أحدا ولا تعيبه ، قال : ويلك يا ابن الكواء ! ما أنا عن نفسي براض فاتفرغ من ذمي إلى ذم الناس ، إن الناس خافوا الله على ذنوب العباد وأمنوا على ذنوبهم.
(36) حدثنا سعيد بن عبد الله عن نسير عن بكر قال : كان الربيع إذا قيل له : ألا تداوي ؟ قال : قد أردت ذلك ، ثم ذكرت عادا وثمودا وأصحاب الرس وقرونا بين ذلك كثيرا ، فعرفت أنه قد كانت فيهم أوجاع ولهم أطباء فمات المداوي والمداوي.
(37) حدثنا سعيد بن عبد الله عن نسير عن بكر قال : كان الربيع يقول إذا أصبح :
اعملوا خيرا وقولوا خيرا ودوموا على صالح ، وإذا أسأتم فتوبوا وإذا أحسنتم فزيدوا ، ما علمتم فأقيموا ، وما شككتم فكلوه إلى الله ، المؤمن فلا تؤذوه ، والجاهل فلا تجاهلوه ، ولا يطل عليكم الامد فتقسوا قلوبكم * (ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون) *.
__________
(75 / 32) سورة البقرة من الآية (275).
(75 / 37) سورة الانفال من الآية (21).
(*)(8/301)
(38) حدثنا سعيد بن عبد الله عن نسير عن بكر قال : كان الربيع يقول : أكثروا ذكر هذا الموت الذي لم تذوقوا قبله مثله.
(39) حدثنا أبو أسامة عن ابن عون عن عمير بن إسحاق قال : أدركت من أصحاب رسول الله (ص) أكثر ممن سبقني منهم ، فلم أر قوما أهون سيرة ولا أقل تشديدا منهم.
(40) حدثنا عيسى بن يونس عن الاوزاعي عن بعض أصحابه عن علي قال : إذا مالت الافياء وراحت الارواح فاطلبوا الحوائج إلى الله فإنها ساعة الاوابين وقرأ * (فإنه كان للاوابين غفورا) *.
(41) حدثنا ابن نمير عن مالك بن مغول عن أكيل قال : كان بين رجل من الحي وبين عبد الرحمن بن يزيد شئ ، فقال له علقمة : أكنت تسبني لو سببتك ، قال : لا ، قال : هو خير مني ، هو أكثر جهادا مني.
(42) حدثنا يونس بن محمد قال حدثنا أبو عوانة عن عاصم بن بهدلة قال : كان لابي وائل خص يكون فيه هو - ودابته ، فإذا أراد الغزو نقض الخص ، وإذا رجع بناه.
(43) حدثنا يونس بن محمد عن حماد بن زيد عن عمرو بن مالك عن أبي الجوزاء : * (إن جهنم كانت مرصادا) * قال : صادت.
(44) حدثنا سعيد بن خيثم عن أبي حيان عن أبيه قال : دخلنا على سويد يعني ابن مثعبة وهو يشتكي ، فقلنا له : كيف نجدك ؟ فقال : إني لفي عافية من ربي.
(45) حدثنا محاضر قال حدثنا الاعمش عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحارث قال : ما من شجرة صغيرة ولا كبيرة ولا مغز زابرة رطبة ولا يابسة إلا ملك موكل بها يأتي الله بعملها كل يوم برطوبتها إذا رطبت ، ويبوستها إذا يبست.
(46) حدثنا محمد بن عبيد عن الاعمش عن إبراهيم التيمي قال : إن كان الرجل من الحي ليجئ فيسب الحارث بن سويد فيسكت ، فإذا سكت قام فنفض رداءه فدخل.
__________
(75 / 39) أي كانوا يكتفون من الدنيا بأقل القليل إذ أن همهم الآخرة.
(75 / 40) سورة الاسراء من الآية (25).
(75 / 42) أي أنه كان يخرج إلى الجهاد غير آمل بالعودة حيا.
(75 / 43) سورة النبأ الآية (21).
(75 / 44) أي هو في عافية ما دام آمنا على دينه وإيمانه.
(*)(8/302)
(47) حدثنا الاحوص بن جواب قال حدثنا يونس بن أبي إسحاق عن عمار الدهني عن وهب بن منبه قال : أوحي الله إلى بعض أوليائه : إني لم أحل رضواني لاهل بيت قط ولا لاهل دار قط ولا لاهل قرية قط فأحول عنهم رضواني حتى يتحولوا من رضواني إلى سخطي ، وإني لم أحل سخطي لاهل بيت قط ولا لاهل دار قط ولا لاهل قرية قط فأحول عنهم سخطي حتى يتحولوا من سخطي إلى رضواني.
(48) حدثنا محمد بن أبي عبيدة قال حدثنا أبي عن الاعمش عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : ما على أحدكم إذا خلا أن يقول لجليسيه : اسمعا رحمكما الله ثم يملي عليهما خيرا.
(49) حدثنا ابن فضيل عن أبيه عن إسماعيل عن الحسن قال : إذا قرأ * (ألهكم التكاثر) * قال : في الاموال والاولاد * (حتى زرتم المقابر كلا سوف تعلمون) * قال : وعيد بعد وعيد * (علم اليقين) *.
(50) حدثنا ابن فضيل عن أبيه عن إسماعيل عن الحسن قال : إذا قرأ هذه الآية * (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم) * قال : أنفس هو خلقها وأموال هو رزقها * (فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والانجيل) *.
(51) حدثنا معاوية بن هشام قال حدثنا سفيان عن رجل عن الربيع بن خيثم قوله : * (يا أيها الانسان ما غرك بربك الكريم) * قال : الجهل.
(52) حدثنا جرير بن عبد الحميد عن فضيل بن غزوان قال : كان أبو جعفر محمد ابن عبد الرحمن بن يزيد يذهب بخادمه إلى السوق فيلقي عليها الآية بعد الآية من القرآن يعلمها ، وكان يقوم من الليل إلى فنائه فيلقيه عليها.
(53) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا المسعودي عن عون بن عبد الله كان يقول : ألا إن الحلم والحياء والعي عي اللسان ، لا عي القلب ، والفقه من الايمان ، وهن مما ينقص من الدنيا ويزدن في الآخرة ، وما يزدن في الآخرة أكثر مما ينقض من الدنيا إلا أن الفحش والبذاء والجفاء والبيان من النفاق وهن مما يزدن في الدنيا وينقصني من الآخرة وما ينقصن من الآخرة أكثر مما يزدن في الدنيا.
__________
(75 / 49) سورة التكاثر.
(75 / 50) سورة التوبة الآية (111).
(75 / 51) سورة الانفطار الآية (6).
(*)(8/303)
(54) حدثنا شريك عن عبيد بن مسروق عن منذر الثوري عن ربيع بن خيثم * (وإذا العشار عطلت) * قال : تخلى منها أهلها فلم تحلب ولم تصر.
(55) حدثنا إسحاق بن منصور قال حدثنا الربيع بن المنذر عن طريف قال : رأيت ربيع بن خيثم يحمل عرقة إلى البيت عمته.
(56) حدثنا إسحاق بن منصور قال حدثنا الربيع بن المنذر عن أبيه عن ربيع بن خيثم قال : ما لم يرد به وجه الله يضمحل.
(57) حدثنا إسحاق بن منصور قال حدثنا أبو كدينة عن مطرف عن المنهال بن
عمرو عن سعيد بن جبير قال لما أصيب ابن عمر قال : ما تركت خلفي شيئا من الدنيا آسي عليه غير ظما الهواجر وغير مشي إلى الصلاة.
(58) حدثنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا شيبان عن آدم بن علي قال : سمعت أخا بلال مؤذن رسول الله (ص) يقول : الناس ثلاثة أثلاث : فسالم وغائم وشاجب ، قال : السالم الساكت ، والغانم الذي يأمر بالخير وينهى عن المنكر ، فذلك في زيادة من الله ، والشاجب الناطق بالخنا والمعين على الظلم.
(59) حدثنا حسين بن علي قال أخبرني إبراهيم بن الربيع بن أبي راشد قال : كان أبي معجبا بخلف بن حوشب ، قال : قلت له : يا أبت : إنك لتعجب بهذا الرجل ، فقال : يا بني ! إنه نشأ على طريقة حسنة فلم يزل عليها ، قال : وكان تكنى أبا مرزوق : فقال له ربيع : حولها ، قال : فقال خلف : فاكنني ، قال : أنت أبو عبد الرحمن.
(60) حدثنا حسين بن علي عن أبي موسى عن الحسن قال : قال : الاسلام وما الاسلام ؟ قال : الاسلام السر والعلانية فيه سواء أن يسلم قلبك لله وأن يسلم منك كل مسلم وكل ذي عهد.
(61) حدثنا حسين بن علي عن الحسن بن الحر قال بلغني : أن العمل في يوم القدر كالعمل في ليلته.
__________
(75 / 54) سورة التكوير الآية (4).
العشار : الانعام الانثى التي وضعت خملها فهي حلوب.
(75 / 55) العرقة : طرة تنسج وتخاط على طرف الشقة والخشبة تعرض على الحائط بين اللبن وساقات البناء معترضة وهو المقصود على الارجح وهي أيضا النسعة التي يشد بها الاسير.
(*)(8/304)
(62) حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي قال : قال عيسى ابن مريم : لا تخبؤ رزق اليوم لغد فإن الذي أتاك به اليوم سيأتك به غدا فإن قلت : وكيف يكون فانظر إلى الطير لا تحرث ولا تزرع تغدو وتروح إلى رزق الله ، فإن قلت وما يكفي الطير فانظر إلى حمر
وحش وبقر الوحش تغدو إلى رزق الله وتروح شباعا.
(63) حدثنا المحاربي عن مالك بن مغول قال حدثني أبو يعفور عن المسيب بن رافع عن عبد الله بن مسعود قال : ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذ الناس نائمون ، وبنهاره إذا الناس مفطرون ، وبحزنه إذا الناس يفرحون ، ولبكائه إذا الناس يضحكون ، وبصمته إذا الناس يخلطون ، وبخشوعه إذا الناس يختالون ، وينبغي لحامل القرآن أن يكون باكيا محزونا حليما حكيما سكيتا ، ولا ينبغي لحامل القرآن أن يكون ، قال أبو بكر ذكر كلمة ، لا صخابا ولا صياحا ولا حديدا.
(64) حدثنا زيد بن الحباب قال أخبرنا أبو سنان قال حدثنا عمرو بن مرة قال : جاء أبو وائل يعود الربيع بن خيثم فقال : ما جئت إليك إلا لسمعت صوت الناعية ، فقال : الربيع : ما أنا إلا على شهر يكتب لي فيه خمسون ومائة صلاة.
(65) حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا حماد بن سلمة قال حدثنا أبو جعفر الخطمي أن جده عمير بن حبيب كان يقوم من الليل فيقول : الرحيل أيها الناس ، سبقتم إلى الماء ، الدلجة الدلجة ، من يسبق إلى الماء يظما ، ومن يسبق إلى الشمس يضح ، الرحيل الرحيل.
(66) حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا حماد بن سلمة عن أبي جعفر الخطمي أن عمير ابن حبيب كان له مولى يعلم بنيه القرآن والكتاب ، فجعل يذاكرهم النساء والدنيا ، قال : فقال له : يا زياد ، لقد ظللت على بني قبة الشيطان ، اكشطوها.
(67) حدثنا محمد بن أبي عبيد عن ابن عون قال : قال مسلم بن يسار : إذا حدثت عن الله حديثا فأمسك فاعلم ما قلبه وما بعده.
__________
(75 / 63) يعرف بليلة : أي بقيامه الليل في الصلاة والقراءة.
وبنهاره : صيامه النهار.
(75 / 64) أي أنه لم يكن يحب إظهار كثرة صلاته وعبادته لان خمسون ومائة صلاة كل شهر هي الفرائض وحدها.
(75 / 66) اكشطوها : أزيلوا من أفكاركم ما حدثكم به من أمر الدنيا والنساء.
ابن أبي شيبة - ج 8 - م 20 (*)(8/305)
(68) حدثنا حسين بن علي عن سفيان عن عيينة عن عاصم قال : كان عامة كلام ابن سيرين (سبحان الله العظيم سبحان الله وبحمده).
(69) حدثنا الحسن بن موسى قال حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن مطرف ابن عبد الله بن الشخير قال : من أصفى صفي له ، ومن خلط خلط عليه.
(70) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن عبد الملك بن عمير قال : أوصى رجل ابنه فقال : يا بني ! أظهر اليأس مما في أيدي الناس فإنه غني ، وإياك وطلب الحاجات فإنه فقد حاضر ، وإياك وما يعتذر منه بالقول ، وإذا صليت فصل صلاة مودع لا ترى أنك تعود ، وإن استطعت أن تكون اليوم خيرا منك أمس وغدا خيرا منك اليوم فافعل.
(71) حدثنا شاذان قال حدثنا مهدي بن ميمون عن يونس بن خباب قال : قال لي مجاهد : ألا أنبئك بالاواب الحفيظ ، قلت : بلى ، قال : هو الذي يذكر ذنبه إذا خلا فيستغفر الله منه.
(72) حدثنا الحسن قال سمعت زهيرا أبا خيثمة قال حدثنا أبو إسحاق الهمداني قال : كان الحسن - يعني البصري - يشبه بأصحاب رسول الله (ص).
(73) حدثنا الحسن بن موسى قال حدثنا حماد بن سلمة عن حميد ويونس بن عبيد أنهما قالا : قد رأينا الفقهاء فما رأينا منهم أحدا أجمع من الحسن.
(74) حدثنا الحسن بن موسى قال حدثنا أبو هلال قال حدثنا خالد بن رياح أن أنس بن مالك سئل عن مسألة فقال : عليكم بمولانا الحسن فأسألوه ، فقالوا : نسألك يا أبا حمزة وتقول : سلوا مولانا الحسن ، فقال : إنا سمعنا وسمع فنسينا وحفظ.
(75) حدثنا حميد بن عبد الرحمن عن حسن عن موسى القارئ عن طلحة بن عبد
الله قال : كان زاذان يعلم بلا شئ.
(76) حدثنا يزيد بن هارون قال حدثنا فرج بن فضالة عن أسد بن وداعة قال : كان شداد بن أوس إذا أوى إلى فراشه كأنه حبة قمح على مقلى ثم يقول : اللهم إن النار قد منعتني النوم : ثم يقوم إلى الصلاة.
(77) حدثنا ابن نمير عن إسماعيل عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن عمرو بن
__________
(75 / 75) أي لم يكن يأخذ أجرا على تعليمه الناس.
(*)(8/306)
الخطاب قال : إن أجود الناس من جاد على من لا يرجوا ثوابه ، وإن أحلم الناس من عفا بعد القدرة ، وإن أبخل الناس الذي يبخل بالسلام ، وإن أعجز الناس الذي يعجز في دعاء الله.
(78) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا سلام بن مسكين : قال سمعت الحسن يقول : إذا نام العبد في سجوده باهي الله به الملائكة يقول : انظروا عبدي يعبدني وروحه عندي.
(79) حدثنا اسود بن عامر قال حدثنا ابن أبي السميط عن قتادة عن مطرف قال : لفضل العلم أحب إلي من فضل العبادة ، وملاك دينكم الورع.
(80) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن رجل من النخع عن ابن مسعود قال : يود أهل البلاء يوم القيامة أن جلودهم كانت تقرض بالمقاريض.
(81) حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه قال : لقد استخلف عثمان وما أزرهم إلا البرود ، وما أرديتهم إلا النمار ، كان أحدهم يقول لصاحبه : نمرتي خير من نمرتك.
(82) حدثنا أبو أسامة عن جرير عن حميد بن هلال قال : قال لنا أبو قتادة العدوي : عليكم بهذا الشيخ - يعني الحسن ، فما رأيت أحدا أشبه رأيا بعمر بن الخطاب منه.
(83) حدثنا أبو أسامة عن سليمان بن المغيرة عن ثابت قال : قال مطرف بن عبد الله : ما كنت لاؤمن على دعاء أحد حتى أسمع ما يقول إلا الحسن.
(84) حدثنا أبو أسامة عن سليمان بن المغيرة عن ثابت قال : كان أبوبرزة يتقهل ، وكان عائد بن عمرو المزني يلبس لباسا حسنا ، قال : فأتى أحدهما رجل فقال : ألم تر إلى أخيك يلبس كذا وكذا ويرغب عن لباسك ، قال : ومن يستطيع أن يكون مثل فلان ، من فضل فلان كذا إن من فضل فلان كذا ، إن من فضل فلان كذا ، قال : وأتى الآخر فقال مثل ذلك.
__________
(75 / 80) لان المؤمن تغفر ذنوبه بما يلقى من الالم يحتسبه عند الله حتى يغفر له بالشوكة يشاكها كما ذكر الرسول الكريم (ص).
(75 / 81) البرود والنمار : أردية من القماش القاسي الخشن.
(*)(8/307)
(85) حدثنا عيسى بن يونس عن عبيد الله بن أبي زياد عن شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد قالت : قال رسول الله (ص) : (اسم الله الاعظم في هاتين الآيتين : * (وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم) * وفاتحة سورة آل عمران * (آلم الله لا إله إلا هو الحي القيوم) *).
(86) حدثنا وكيع قال حدثنا مالك بن مغول عن عبد الله بن بريدة عن أبيه أن النبي (ص) سمع رجلا يقول : اللهم إني أسألك بأنك أنت الله الاحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ، فقال : (لقد سألت الله باسمه الاعظم الذي إذا دعي به أجاب ، وإذا سئل به أعطى).
(87) حدثنا وكيع عن أبي حزيمة عن أنس بن سيرين عن أنس بن مالك قال سمع النبي (ص) رجلا يقول : اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت وحدك ، لا شريك لك ، المنان بديع السموات والارض ذو الجلال والاكرام ، فقال : (لقد سألت الله باسمه الاعظم الذي إذا سئل به أعطى ، وإذا دعي به أجاب).
(88) حدثنا أبو أسامة قال حدثنا مسعر عن عبد الملك بن ميسرة عن ابن سابط أن داعيا دعا في عهد النبي (ص) فقال : إني أسألك باسمك الذي لا إله إلا أنت الرحمن الرحيم
بديع السموات والارض ، وإذا أردت أمرا فإنما تقول له كن فيكون ، فقال النبي (ص) : (كدت - أو كاد - أن تدعوا الله باسمه الاعظم).
(89) حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ عن سعيد بن أبي أيوب قال : حدثنا الحسن بن ثوبان عن هشام بن أبي رقية عن أبي الدرداء وابن عباس أنهما كان يقولان : اسم الله الاكبر (رب رب).
(90) حدثنا محمد بن بشر عن مسعر عن عبد الملك بن عمير قال : قرأ رجل البقرة وآل عمران ، فقال كعب : لقد قرأ سورتين فيهما الاسم الذي إذا دعي به استجاب.
(91) حدثنا وكيع عن أبي هلال عن حبان الاعرج عن جابر بن زيد قال : اسم الله الاعظم (الله).
(92) حدثنا سفيان بن عيينة عن مسعر عمن سمع الشعبي يقول : اسم الله الاعظم (الله) ثم قرأ أو قرأت عليه * (هو الله الخالق البارئ) * إلى آخرها.
__________
(75 / 85) * (وإلهكم إله واحد) * سورة البقرة من الآية (163).
(75 / 92) سورة الحشر من الآية (24).
(*)(8/308)
(93) حدثنا محمد بن مصعب قال حدثنا أبو بكر عن ضمرة أن أبا ريحانة مر بحمص وأهلها يقتسمونها بينهم ، فسمع ضوضاء ، فقال : اللهم لا تجعلها عليهم فتنة ، فما زال يرددها حتى لم يدر متى انقطع صوته.
(94) حدثنا محمد بن مصعب قال حدثنا أبو بكر عن ضمرة أن أبا ريحانة كان مرابطا بالجزيرة في ميافارقين ، فاشترى رسنا من نبطي من أهلها بأفلس ، فلما قفل وكانوا بالرستن نزل عن دابته وقال لغلامه : هل قضيت النبطي أفلسه ؟ قال : لا ، قال : فاستخرج نفقة من نفقته فدفعها إلى غلامه وقال لاصحابه : أحسنوا معونته على دوابه حتى أبلغ أهلى ، قالوا : يا أبا ريحانة وما تريد ؟ قال : أريد أن آتي غريمي فأودي عني أمانتي ، قال
فانطلق حتى أتى ميافارقين ثم أتى إلى أهله بعد ما قضى غريمه.
(95) حدثنا عفان قال حدثنا أبو الأشهب عن الحسن * (كلا بل لا يخافون الآخرة) * قال : هذا الذي فضحهم.
(96) حدثنا عفان قال حدثنا جعفر بن سليمان قال حدثنا مالك بن دينار قال : سألت عكرمة ، قلت : قول الله * (لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض) * قال : هم الزناة.
(97) حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة قال أخبرنا يونس عن الحسن في قوله تعالى : * (هو أعلم بكم إذ أنشأكم من الارض وإذ أنتم أجنة في بطون أمهاتكم) * قال : علم الله من كل نفس ما هي عاملة وما هي صانع وإلى ما هي صائرة.
(98) حدثنا وكيع عن سفيان عن الاعمش عن مالك بن الحارث قال : قال عمر : التؤدة في كل شئ خير إلا ما كان من أمر الآخرة.
(99) حدثنا معاوية عن الاعمش عن خيثمة عن الحارث بن قيس قال : إذا كنت في شئ من أمر الدنيا فتوخ ، وإذا كنت في شئ من أمر الآخرة فامكث ما استطعت ، وإذا جاءك الشيطان وأنت تصلي فقال : إنك ترائي ، فزد وأطل.
__________
(75 / 94) ميا فارقين بلد في الجزيرة في أطراف سوريا.
الرستن : موضع معروف في سوريا أيضا.
(75 / 95) سورة المدثر الآية (53).
(75 / 96) سورة الاحزاب من الآية (60).
(75 / 97) سورة النجم الآية (32).
(75 / 99) توخ : انهه بسرعة.
(*)(8/309)
(100) حدثنا الفضل بن دكين قال حدثنا فطر عن منذر عن الربيع بن خيثم أنه جاءه سائل فقال : أطعموه سكرا ، فقال أهله : ما يصنع هذا بالسكر ؟ فقال : لكن أنا
أصنع به.
(101) حدثنا الفضل بن دكين عن جعفر بن برقان قال حدثني ميمون بن مهران قال بلغني أن رجلا من بني ابن عمر استكساه إزارا قال : قد تخرق إزاري ، قال : اقطعه ثم انكسه قال : فتكره ذلك الفتى فقال له ابن عمر : ويحك ! أنظر لا تكون من القوم الذين يجعلون ما رزقهم الله في بطونهم وعلى ظهورهم.
(102) حدثنا الفضل بن دكين قال حدثنا جعفر عن ميمون أن أبا الدرداء قال : ويل للذي لا يعلم مرة وويل للذي يعلم ثم لا يعمل ست مرار.
(103) حدثنا الفضل بن دكين قال حدثنا جعفر بن برقان قال حدثني أيوب بن راشد عن وهب بن منبه قال : نجد في كتاب الله المنزل : أناس يدينون بغير العبادة ، يختلون الدنيا بعمل الآخرة ، يلبسون لباس مسوك الضان ، قلوبهم كقلوب الذباب ، ألسنتهم أحلى من العسل ، وأنفسهم أمر من الصبر قال : أفبي يغترون ، وإياي يخدعون ، أقسمت لابعثن عليهم فتنة يعود الحليم فيها حيران.
(104) حدثنا الفضل بن دكين عن جعفر عن ميمون قال : لا يكون الرجل تقيا حتى يحاسب نفسه أشد من محاسبة شريكة حتى يعلم مأكله ومطعمه ومشربه وملبسه.
(105) حدثنا الفضل بن دكين عن عمر بن موسى الانصاري عن موسى بن عبد الله بن يزيد عن أبيه قال : كان أكثر الناس صلاة وكان لا يصوم إلا يوم عاشوراء.
(106) حدثنا الفضل بن دكين عن سلمة بن نبيط قال : قال : يا بني ! قم فصل من السحر فإن لم تستطع فلا تدع ركعتي الفجر.
(107) حدثنا الفضل بن دكين قال حدثنا الاعمش عن يزيد بن حيان قال : إن كان عنبس بن عقبة التيمي تيم الرباب ليسجد حتى أن العصافير ليقعن على ظهره وينزلن ، ما يحسبنه إلا جذم حائط.
__________
(75 / 103) المسوك : رداء من صوف غليظ.
(75 / 105) لا يصوم إلا يوم عاشوراء أي صيام تطوع.
(75 / 107) أي أنه كان يطيل السجود.
(*)(8/310)
(108) حدثنا الفضل بن دكين قال حدثنا الربيع بن المنذر عن أبيه عن الربيع بن خيثم في قوله تعالى : * (ومن يتق الله يجعل له مخرجا) * قال : من كل أمر ضاق على الناس.
(109) حدثنا يحيى بن يمان عن أشعث عن جعفر عن سعيد بن جبير * (أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الاخرة) * قال : يحذر عذاب الآخرة.
(110) حدثنا بن يمان عن سفيان عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير أو الحسن في قوله تعالى : * (لا يحزنهم الفزع الاكبر) * قال : إذا أطبقت النار عليهم.
(111) حدثنا قبيصة قال حدثنا سفيان عن أبي بكر الزبيدي عن أبيه قال : ما رأيت حيا أكثر جلوسا في المساجد من الثوريين والعرنيين.
(112) حدثنا أبو أسامة عن أبي الاشهب قال : قال الحسن : يا ابن آدم تبصر القذى في عين أخيك وتدع الجذل معترضا في عينك.
(113) حدثنا أبو أسامة عن أبي الاشهب عن الحسن قال : كانوا يقولون : إن لسان الحكيم من وراء قلبه ، فإذا أراد أن يقول رجع إلى قلبه ، فإن كان له قال : وإن كان عليه أمسك ، وإن الجاهل قلبه في طرف لسانه لا يرجع إلى قلبه ، ما أتى على الانسان تكلم به.
(114) حدثنا أبو أسامة عن أبي الاشهب عن الحسن قال : قال أبو الدرداء : من يتبع نفسه كل ما يرى في الناس يطل حزنه ولا يشف غيظه.
(115) حدثنا أبو أسامة عن أبي سفيان عن أبي حمزة قال : قلت لابراهيم : إن فرقد السبخي لا يأكل اللحم ولا يأكل كذا ، فقال : كان أصحاب محمد (ص) خيرا منه كانوا يأكلون اللحم والسمن وكذا وكذا.
(116) حدثنا أبو أسامة عن أبي الاشهب عن الحسن قال : يا ابن آدم ! إنك لن
تؤاخذ إلا بما ركبت على عمد.
__________
(75 / 108) سورة الطلاق من الآية (2).
(75 / 109) سورة الزمر من الآية (9).
(75 / 110) سورة الانبياء من الآية (103).
(*)(8/311)
(117) حدثنا أبو أسامة عن أبي الاشهب عن الحسن قال : كان أهل قرية أوسع الله عليهم حتى كانوا يستنجون بالخبز ، فبعث الله عليهم الجوع حتى أنهم كانوا يأكلون ما يقعدون به.
(118) حدثنا أبو أسامة عن أبي الاشهب عن الحسن قال : كان رجل يكثر غشيان باب عمر ، قال : فقال له عمر : اذهب فتعلم كتاب الله تعالى ، قال : فذهب الرجل ففقده عمر ، ثم لقيه فكأنه عاتبه فقا ل : وجدت في كتاب الله ما أغناني عن باب عمر.
(119) حدثنا أبو أسامة عن أبي الاشهب عن الحسن قال : لا يزال العبد بخير ما لم يصب كبيرة تفسد عليه قلبه وعقله ، قال : وقال الحسن : الايمان الايمان فإنه من كان مؤمنا فإن له عند الله شفعاء مشفعين.
(120) حدثنا أبو أسامة عن أبي الاشهب عن الحسن فال : من قال قولا حسنا وعمل عملا حسنا فخذوا عنه ، ومن قال قولا حسنا وعمل عملا سيئا فلا تأخذوا عنه.
(121) حدثنا أبو أسامة عن أبي الاشهب قال : قال الحسن : إن من النفاق اختلاف اللسان والقلب ، واختلاف السر والعلانية ، واختلاف الدخول والخروج.
(122) حدثنا أبو أسامة عن أبي هلال قال حدثنا حفص الضبي قال : قال عبد الله بن أبي مليكة : قال عمر : يا كعب ! حدثنا عن الموت ! قال : نعم يا أمير المؤمنين ! غصن كثير الشوك أدخل في جوف رجل فأخذت كل شوكة بعرق ثم جذبه رجل شديد الجذب فأخذ ما أخذ وأبقى ما أبقى.
(123) حدثنا محمد بن مصعب قال حدثنا الاوزاعي عن حسان بن عطية قال : بلغني
أن الله تبارك وتعالى يقول يوم القيامة : يا بني آدم ! إنا قد أنصتنا لكم منذ خلقتكم إلى يومكم هذا ، فأنصتوا لنا تقرأ أعمالكم عليكم ، فمن وجد خيرا فليحمد الله ، ومن وجد شرا فلا يلومن إلا نفسه ، فإنما هي أعمالكم نردها عليكم.
(124) حدثنا محمد بن مصعب قال حدثنا أبو بكر عن ضمرة أن أبا ريحانة استأذن صاحب مسلحته أن يأتي أهله فقال : يا أبا ريحانة ! كم تريد أن أؤجلك ، قال : ليلة ، فلما قدم أتي المسجد فلم يزل يصلي حتى أصبخ ثم دعا بدابته متوجها إلى مسلحته فقالوا : يا أبا
__________
(75 / 117) أي أنهم أكلوا ما سبق أن استنجوا به.
(*)(8/312)
ريحانة ! أما استأذنت إلى أهلك ؟ فقال : إنما أجلني أميري ليلة ، فلا أكذب ولا أخلف ، قال : فانصرف إلى مسلحته ولم يأت أهله ، وكان منزل أبي ريحانة بيت المقدس.
(125) حدثنا محمد بن مصعب قال حدثنا الاوزاعي عن يحيى بن كثير أن عبد الله بن سلام صك غلاما له صكة ، فجعل يبكي ويقول : اقتص مني ، ويقول الغلام : لا أقتص منك يا سيدي ، قال ابن سلام : كل ذنب يغفره الله إلا صكة الوجه.
(126) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن مطرف عن كعب قال : ما من عبد إلا في رأسه حكمة ، فإن تواضع رفعه الله ، وإن تكبر وضعه الله.
(127) حدثنا أبو معاوية عن عاصم عن الحسن في قول الله تعالى : * (من يعمل سوءا يجز به) * قال : قال الحسن : ذاك لمن أراد الله هوانه ، فأما من أراد الله كرامته فإنه يتجاوز عن سيئاته في أصحاب الجنة * (وعد الصدق الذي كانوا يوعدون) *.
(128) حدثنا سليمان بن حرب قال حدثنا أبو هلال قال حدثنا أبو صالح العقيلي قال : كان أبو العلاء يزيد بن عبد الله بن الشخير يقرأ في المصحف حتى يغشى عليه.
(129) حدثنا سليمان بن حرب قال حدثنا حماد بن زيد عن سعيد الجريري قال :
كان أبو العلاء يقرأ في المصحف ، فكان مطرف يقول له أحيانا : أغن عنا مصحفك سائر اليوم.
(130) حدثنا أبو الأحوص عن هارون بن عنترة عن أبى قال : سألت ابن عباس : أي العمل أفضل ؟ قال : ذكر الله أكبر ، قال : ومن أبطأ به عمله لم يسرع به حسبه.
(131) حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن عبد الله بن أبي الحسين قال : قال رسول الله (ص) : (ألا أدلكم على خير أخلاق أهل الدنيا والآخرة ؟ من عفا عمن ظلمه وأعطي من حرمه ووصل من قطعه ، ومن أحب أن ينسأ له في عمره ويزاد له في ماله فليتق الله ربه وليصل رحمه).
__________
(75 / 125) صكه : لطمه على وجهه.
(75 / 127) * (ومن يعمل سوءا) * سورة النساء من الآية (123).
* (وعد الصدق) * سورة الاحقاف من الآية (16).
(*)(8/313)
(132) حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن زيد عن عمرو بن مالك عن أبي الجوزاء * (يوم هم على النار يفتنون) * قال : يعذبون.
(133) حدثنا أبو خالد الاحمر عن جعفر بن سليمان عن عمرو بن مالك عن أبي الجوزاء * (ويخافون سوء الحساب) * قال : المناقشة في الاعمال.
(134) حدثنا عفان قال حدثنا سعيد بن زيد قال حدثنا عمرو بن مالك قال : سمعت أبا الجوزاء يقول : نقل الحجارة أهون على المنافق من قراءة القرآن ، وقال سعيد : أخف على المنافق.
(135) حدثنا عفان قال حدثنا سعيد بن زيد عن عمرو بن مالك قال : سمعت أبا الجوزاء يقول في هذه الآية : * (وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون) * قال : أنا أرزقهم وأنا أطعمهم ، ما خلقتهم إلا ليعبدون.
(136) حدثنا عفان قال حدثنا سعيد بن زيد قال حدثنا عمرو بن مالك قال :
سمعت أبا الجوزاء يقول : * (ليس لهم طعام إلا من ضريع) * السلم كيف يسمن من يأكل الشوك.
(137) حدثنا حسين بن علي عن محمد بن مسلم عن إبراهيم بن ميسرة قال : غزا أبو أيوب المدينة ، قال : قلت : القسطنطينية ؟ قال : نعم ، قال : فمر بقاص يقص وهو يقول : إذا عمل العبد العمل في صدر النهار عرض على أهل معارفة من أهل الآخرة من آخر النهار ، وإذا عمل العمل في آخر النهار عرض على أهل معارفه من أهل الآخرة في صدر النهار ، قال : فقال أبو أيوب : انظر ما يقول ؟ قال : فقال : والله إنه لكما أقول ، قال : فقال أبو أيوب : اللهم إني أعوذ بك أن تفضحني عند عبادة بن الصامت وسعيد بن عبادة بما عملت بعدهما ، قال : فقال القاص : والله لا يكتب الله ولايته لعبد إلا ستر عوراته وأثنى عليه بأحسن عمله.
__________
(75 / 132) سورة الذاريات من الآية (13).
(75 / 133) سورة الرعد من الآية (21).
(75 / 135) سورة الذاريات الآيتان (56 - 57).
(75 / 136) سورة الغاشية الآية (6).
(*)(8/314)
(138) حدثنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا همام عن قتادة عن مسلم بن يسار قال : واديان عريضان لا يدرك غورهما سلك الناس فيهما فاعمل عملا تعلم أنه لا ينجيك إلا عمل صالح ، وتوكل توكل رجل تعلم أنه لا يصيبك إلا ما كتب الله لك.
(139) حدثنا غندر عن شعبة قال : سمعت أبا معشر الذي يروي عن إبراهيم يحدث عن إبراهيم قال : ما من قرية إلا وفيها من يدفع عن أهلها به ، وإني لارجو ا أن يكون أبو وائل منهم.
(140) حدثنا إسحاق بن منصور الاسدي عن عقبة بن إسحاق عن أبي شراعة عن
يحيى بن الخيار * (وإذا ألقوا منها مكانا ضيقا) * قال : كضيق الزج في الرمح.
(141) حدثنا محمد بن الحسن الاسدي قال حدثنا ثابت بن زيد عن عاصم عن أبي قلابة قال : قال مسلم بن يسار : لو كنت بين ملك تطلب حاجة لسرك أن تخشع له.
(142) حدثنا هاشم بن القاسم قال حدثنا سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال عن العلاء بن زياد العدوي قال : رأيت في النوم كأني أرى عجوزا عورا كبيرة العين والاخرى قد كادت أن تذهب عليها من الزبرجد والحلية شئ عجب ، فقلت : ما أنت ؟ قالت : أنا الدنيا ، فقلت : أعوذ بالله من شرك ، قالت : فإن سرك أن يعيذك الله من شري فأبغض الدرهم.
(143) حدثنا الفضل بن دكين عن سفيان عن عمرو بن دينار قال : كان جابر بن زيد مسلما عند الدراهم.
(144) حدثنا ابن نمير عن ابن أبي عروبة عن قتادة عن عبد ربه عن ابن عياض * (ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال) * قال : في كل عام مرتين.
(145) حدثنا أبو أسامة عن زكريا عن أبي إسحاق عن سعد بن معبد قال : حدثتني أسماء ابنة عميس أن جعفرا جاءها إذ هم بالحبشة وهو يبكي ، فقالت : ما شأنك ؟ قال : رأيت فتى مترفا من الحبشة جسيما مر على امرأة فطرح دقيقا كان معها ، فنسفته الريح ، قالت : أكللت إلى يوم يجلس الملك على الكرسي فيأخذ للمظلوم من الظالم.
__________
(75 / 140) سورة الفرقان من الآية (13).
(75 / 141) أي يجب أن يكون خشوعك لله أعظم من خشوعك أمام الملك بكثير.
(75 / 144) سورة الكهف من الآية (18).
(75 / 145) أي ذكره ذلك بما سيكون موقفه يوم الحساب.
(*)(8/315)
(146) حدثنا أبو أسامة عن محمد بن طلحة عن إبراهيم بن عبد الاعلى عن عبد
الرحمن بن الاسود قال : إني أشم الريحان أذكر به الجنة.
(147) حدثنا عبد الله بن نمير عن مالك بن مغول قال : قال رجل للشعبي : أفتنا أيها العالم ! قال : العالم من يخاف الله.
(148) حدثنا أبو خالد الاحمر عن عمرو بن قيس قال : كانوا يكرهون أن يعطي الرجل صبيه شيئا فيخرجه فيراه المسكين فيبكي على أهله ويراه اليتيم فيبكي على أهله.
(149) حدثنا ابن يمان عن سفيان قال : لا يفقه عبد حتى يعد البلاء نعمة والرخاء مصيبة.
(150) حدثنا يحيى بن يمان عن سفيان قال : كان يعجبهم أن يفرحوا أنفسهم.
(151) حدثنا زيد بن الحباب قال حدثنا جعفر بن سليمان قال : سمعت مالك بن دينار يقول : قلب ليس فيه حزن مثل بيت خرب.
(152) حدثنا زيد بن حباب قال حدثنا عبد الله بن سميط عن بديل بن ميسرة العقيلي أو مطر الوراق أنه قال : من عرف ربه أحبه ، ومن أبصر الدنيا زهد فيها ، ولا يغفل المؤمن حتى يلهو ، فإذا تكفر حزن.
(153) حدثنا إسحاق بن سليمان الرازي عن أبي سفيان عن أبي حصين قال : مثل الذي يسلب ويكسو الارملة مثل الذي يكسبه من غير حله وينفقه في غير حله.
(154) حدثنا أبو خالد الاحمر عن عمرو بن قيس قال : إن الله ليأمر في أهل الارض بالعذاب فتقول الملائكة : يا رب فيهم الصبيان.
(155) حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت قال : كان يقال : ما أكثر أحد ذكر الموت إلا رؤي ذلك في عمله.
__________
(75 / 148) أي يطلب المسكين واليتيم مثل ذلك من أهله ولا يملكون أن يعطوه.
(75 / 149) لان باحتساب البلاء غفران الذنوب وبرخاء النعمة امتحان شديد.
(5 / 155) ويرى ذلك في عمله بكثرة صلاته وانقطاعه عن الدنيا واهتمامه بأمر الآخرة.
(*)(8/316)
(156) حدثنا عفان قال حدثنا حمادبن سلمة قال ثابت يقول اللهم إن كنت أعطيت أحدا الصلاة في قبره فأعطني الصلاة في قبري.
(157) حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة قال أخبرنا حميد قال : كنا نأتي أنسا ومعنا ثابت ، فكلما مر بمسجد صلى فيه ، فكنا نأتي أنسا فيقول : أين ثابت أين ثابت أين ثابت ، إن ثابتا دويبة أحبها.
(158) حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن زيد عن أبيه قال : قال أنس : ولم يقل شهدته : إن لكل شئ مفتاحا ، وإن ثابتا من مفاتيح الخير.
(159) حدثنا يعلى بن عبيد قال حدثنا إسماعيل بن أبي خالد قال : أصابت بني إسرائيل مجاعة ، فمر رجل على رجل فقال : وددت أن هذا الرمل دقيق لي فأطعمه بني إسرائيل ، قال : فأعطي على نيته.
(160) حدثنا وكيع عن المسعودي عن سعيد بن أبي بردة قال : كان يقال : الحكمة ضالة المؤمن يأخذها إذا وجدها.
(161) حدثنا أبو خالد الاحمر عن ابن جريج قال : * (اقترب للناس حسابهم) * قال : ما يوعدون.
(162) حدثنا أبو خالد الاحمر عن سفيان قال : الزهد في الدنيا قصر الامل ، وليس يلبس الصوف وذكر أن الاوزاعي كان يقول : الزهد في الدنيا ترك المحمدة ، يقول : تعمل العمل لا تريد أن يحمدك الناس عليه ، وذكر أن الزهري كان يقول : الزهد في الدنيا ما لم يغلب الحرام صبرك ، وما لم يغلب الحلال شكرك ،.
(163) حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن زيد عن أيوب قال : كان ينبغي اللعالم أن يضع التراب على رأسه تواضعا لله.
__________
(75 / 161) سورة الانبياء من الآية (1).
(75 / 162) ترك المحمدة : ترك طلب حمد الناس ورضاهم وثناءهم.
(*)(8/317)
(164) حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت قال : عندي من الرخص رخص لو حدثتكم بها لا تكلتم.
(165) حدثنا إسحاق بن منصور عن سليمان عن ثابت قال : كان رجال من بني عدي قد أدركت بعضهم إن كان أحدهم ليصلي حتى ما أتى فراشه إلا حبوا.
(166) حدثنا إسحاق بن منصور عن سليمان عن أبي سنان عن عبد الله بن مالك قال : إن الله في الارض [ أتته ] لا يقبل منها إلا الصلب الرقيق الصافي ، قال : الصلب في طاعة الله ، الرقيق عند ذكر الله ، الصافي النقي من الدرن.
(167) حدثنا إسحاق بن منصور عن محمد بن مسلم عن عثمان بن عبد الله بن أوس قال : كان النبي من الانبياء يقول : اللهم احفظني بما تحفظ به الصبي ، قال : فأبكاني.
(168) حدثنا سعيد بن شرحبيل قال أخبرنا ليث بن سعد عن يحيى بن سعيد عن أبي أيوب قال : من أراد أن يعظم حلمه ويكثر علمه فليجلس في غير مجلس عشيرته.
(169) حدثنا وكيع عن أبي صالح عن الاعمش قال : إن كنا لنحضر الجنازة ، فما ندري من نعزي من وجد القوم.
(170) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا أشرس أبو شيبان قال حدثنا ثابت البناني قال : لقد كنا نتبع الجنازة فما نرى حول السرير إلا متقنعا باكيا أو متفكرا كأنما على رؤوسهم الطير.
(171) حدثنا أبو معاوية عن عاصم عن أبي قلابة قال : التقى رجلان في السوق فقال أحدهما لصاحبه : يا أخي ! تعال ندعوا الله ونستغفره في غفلة الناس لعله يغفر لنا ، ففعلا ،
__________
(75 / 165) أي كان أحدهم يستمر في الصلاة حتى لا يعود قادرا على الوقوف.
(75 / 166) [ اتته ] كذا في الاصل وهي غير واضحة المعنى.
الصافي النقي من الدرن : أي العمل الخالص لله وحده.
(الدرن) : القذر.
(75 / 167) أي لا تكلني إلى نفسي طرفة عين.
(75 / 168) أي في غير المجلس الذي يكرمونه فيه ويجلونه.
(75 / 169) لان الحزن كان يعم الجميع فلا يعرف أهل الميت من سواهم.
(*)(8/318)
فقضى لاحدهما أنه مات قبل صاحبه ، فأتاه في المنام فقال : يا أخي ! أشعرت أن الله غفر لنا عشية التقينا في السوق.
(172) حدثنا أبو معاوية عن عاصم عن أبي زينب قال : من أتى السوق لا يأتيها إلا ليذكر الله فيها غفر له بعدد من فيها (173) حدثنا معاذ بن معقل عن مالك بن دينار قال : أبكاني الحجاج في مسجد كم هذا وهو يخطب فسمعته يقول : امرؤ زود نفسه ، امرؤ وعظ نفسه ، امرؤ لم يأتمن نفسه على نفسه ، امرؤ أخذ من نفسه لنفسه ، امرؤ كان للسانه وقلبه زاجر من الله تعالى ، فأبكاني.
(174) حدثنا وكيع عن أبيه عن رجل من أهل الشام يكنى أبا عبد الله قال : أتيت طاوسا فاستأذنت عليه فخرج إلى شيخ كبير ظننت أنه طاوس ، قلت : أنت طاوس قال : لا ، أنا ابنه ، قلت : لئن كنت ابنه فقد خرف أبوك ، قال : يقول هو : إن العالم لا يخرف ، قال : قلت : استأذن لي على أبيك قال : فاستأذن لي ، فدخلت عليه فقال الشيخ : سل وأوجز ، فقلت : إن أوجزت لي أوجزت لك ، فقال : لا تسأل ، أنا أعلمك في مجلسك هذا القرآن والتوراة والانجيل : خف الله مخافة حتى لا يكون أحد أخوف عندك منه ، وارجا رجاء هو أشد من خوفك إياه ، وأحب للناس ما تحب لنفسك.
(175) حدثنا أبو داود الطياليسي عن أبي حرة قال : كان الحسن يحب المداومة في العمل ، قال : وقال محمد : أرأيت إن نشط ليلة وكسل ليلة ، فلن ير به بأسا.
(176) حدثنا محمد بن عبد الله بن الزبير عن ابن أبي رواد قال حدثني أبو سعيد عن
زيد بن أرقم قال : ا عبد الله كأنك تراه ، فإن كنت لا تراه فإنه يراك ، واحسب نفسك في الموتي ، واتق دعوة المظلوم فإنها مستجابة.
(177) حدثنا يونس بن محمد عن حماد بن بن زيد عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي مسلم الخولاني قال : العلماء ثلاثة : رجل عاش بعلمه وعاش به الناس معه ، ورجل عاش بعلمه ولم يعش به أحد غيره ، ورجل عاش الناس بعلمه وأهلك نفسه.
(178) حدثنا عفان قال حدثنا زريط بن أبي زريط قال : سمعت الحسن يقول : يا ابن آدم ! ضع قدمك على أرضك واعلم أنها بعد قليل قبرك.(8/319)
(179) حدثنا عفان قال حدثنا زريط بن أبي زريط قال : سمعت الحسن وهو يقول : يا ابن آدم ! إنك ناظر إلى عملك فزد خيره وشره ، ولا تحقر شيئا من الخير وإن هو صغر ، فإنك إذا رأيت سرك مكانه ، ولا تحقر شيئا من الشر فإنك إذا رأيته ساءك مكانه ، رحم الله عبدا كسب طيبا وأتفق قصدا ووجه فضلا ، وجهوا هذه الفضول حيث وجهها الله ، وضعوها حيث أمر الله بها أن توضع ، فإن من قبلكم كانوا يشترون أنفسهم بالفضل من الله ، وأن هذا الموت قد أضر بالدنيا ففضحها ، فو الله ما وجد بعد ذو لب فرحا.
(180) حدثنا أبو داود عن سفيان عن أبي سنان عن ابن أبي الهذيل عن أبي العبيدين قال : إن ضنوا عليك بالمفلطحة فخذ رغيفك ورد نهرك وأمسك عليك دينك.
(181) حدثنا أبو أسامة عن سفيان عن أبي حازم عن المنهال قال : قال علي : حرام على كل نفس أن تخرج من الدنيا حتى تعلم إلى أين مصيرها.
(182) حدثنا عفان قال حدثنا مبارك قال حدثنا بكر عن عدي بن أرطاة عن رجل كان من صدر هذه الامة قال : كانوا إذا أثنوا عليه فسمع ذلك قال : اللهم لا تؤاخذني بما يقولون ، واغفر لي ما لا يعلمون.
(183) حدثنا عفان ثال حدثنا مبارك عن الحسن بن عمرو الفقيمي عن منذر الثوري عن محمد بن علي ابن الحنيفة قال : ليس بحكيم من لم يعاشر بالمعروف ، ومن لم يجد
بدا يجعل الله له فرجا ومخرجا.
(184) حدثنا عفان حدثنا بشر بن مفضل قال حدثنا عمارة بن غزية عن عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد قال : قال رسول الله (ص) : (إن الله إذا أحب عبدا حماه الدنيا كما يظل أحدكم يحمي سقيمه الماء).
(185) حدثنا عباد عن شعبة عن حصين عن هلال بن يساف قال : ليس بأس للمؤمن من أن يخلوا وحده.
__________
(75 / 179) وكيف يفرح العاقل وهو يعلم أنه بعد قليل مغادر ما هو فيه لا يقدر أن يمتنع عن داعي الموت ولا في حصون مشيدة.
(75 / 180) أي خذ رغيفك واذهب إلى النهر فكل الخبز واشرب الماء.
المفلطحة : الرقاقة التي بسطت ، وعن ابن الاعرابي : رغيف مفلطح أي واسع.
(75 / 182) من صدر هذه الامة : من كبار رجالاتها ذوي المكانة فيها.
(*)(8/320)
(186) حدثنا عبد الله بن نمير عن مالك بن مغول قال : قال عبد الله : الدينا دار من لا دار له ، ومال من لا مال له ، ولا يعمل من لا عقل له.
(187) حدثنا عبد الله بن نمير عن عبيد الله بن سعيد الجعفي قال : قال عيسى ابن مريم ، بيتي المسجد ، وطيبي الماء ، وإدامي الجوع ، وشعاري الخوف ، ودابتي رجلاي ، ومصطلاى في الشتاء مشارق الصيف ، وسراجي بالليل القمر ، وجلسائي الزمني والمساكين ، وأمسي وليس لي شئ ، وأصبح وليس لي شئ ، وأنا بخير ، فمن أغنى مني ؟.
(188) حدثنا هشيم عن إسماعيل عن حبيب بن أبي ثابت أن ناسا من أصحاب النبي (ص) قالوا : يا رسول الله ! إنا نعمل أعمالا في السر فنسمع الناس يتحدثون بها فيعجبنا أن نذكر بخير فقال : (لكم أجران : أجر السر وأجر العلانية).
(189) حدثنا هشيم قال أخبرنا يونس بن عبيد قال : حدثنا الحسن أن رجلين من
أصخاب رسول الله (ص) مات أحدهما قبل صاحبه بجمعة ففضلوا الذي مات وكان في أنفسهم أفضل من الآخر ، فذكر ذلك لرسول الله (ص) فقال : (أليس بقي الآخر بعد الاول جمعة ، صلى كذا وكذا صلاة) ، قال : فكأنه فضل الباقي.
(190) حدثنا محمد بن عبد الله بن الزبير قال حدثنا محمد بن خالد الضبي عن شيخ عن أبي الدرداء أنه قال : تعوذوا بالله من خشوع النفاق ، قال : قيل : يا أبا الدرداء ! وما خشوع النفاق ؟ قال أن ترى الجسد خاشعا والقلب ليس بخاشع.
(191) حدثنا محمد بن عبد الله الاسدي قال حدثنا حسن عن أبيه عن زيد العمي قال : لما قيل لداود : قد غفر لك ، قال : فكيف لي بالرجل ، قال : قيل له : نستوهبك منه فيهبك لنا ، فإنها لترجى في الدين.
(192) حدثنا عفان قال حدثنا أبان بن يزيد العطار قال حدثنا قتادة : قال حدثه أبو العالية الرياحي عن حديث سهل بن حنظلة العبشمي أنه قال : ما اجتمع قوم يذكرون الله إلا نادى مناد من السماء : قوموا مغفورا لكم ، قد بدلت سيئاتكم حسنات.
(193) حدثنا محمد بن عبد الله بن الزبير قال حدثنا عبد العزيز بن أبي رواد عن
__________
(75 / 186) ولا عقل لانه يعمل لمنقطع ذاهب غير باق ولا دائم.
(75 / 191) والارجح أن المقصود بالرجل هنا أوريا الحشي الذي كان قائد جنده فرأى امرأته إلخ..ثم أرسله وتركه يموت قرب باب العدو ثم تزوج امرأته وكان له منها سليمان وهذه الرواية إسرائيلية.
ابن أبي شيبة - ج 8 - م 21 (*)(8/321)
عبد الله بن عبيد بن عمير قال : كان يقال : العلم ضالة المؤمن يغدو في طلبه ، فإذا أصاب منه شيئا حواه.
(194) حدثنا محمد بن عبد الله الاسدي قال حدثنا عبد العزيز بن أبي رواد أن أصحاب النبي (ص) ظهر فيهم المزاح والضحك ، فأنزل الله تعالى : * (ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله) * إلى آخر الآية.
(195) حدثنا محمد بن عبد الله قال حدثنا ابن أبي رواد أن قوما صحبوا عمر بن عبد العزيز فقال : عليكم بتقوى الله وحده لا شريك له ، وإياي والمزاح ، فإنه يجر القبيح ويورث الضغينة ، وتجالسوا بالقرآن وتحدثوا ، فإن ثقل عليكم فحديث من حديث الرجال ، فسيروا باسم الله.
(196) حدثنا محمد بن عبد الله الاسدي عن سفيان عن هشام عن أبيه عن عائشة أنها كتبت إلى معاوية : أوصيك بتقوى الله فإنك إن اتقيت الله كفاك الناس فإن اتقيت الناس لم يغنوا عنك من الله شيئا ، فعليك بتقوى الله أما بعد.
(197) حدثنا عبد الاعلى عن يونس عن الحسن عن عبد الله بن عمر قال : ما تجرع عبد جرعة أفضل عند الله أجرا من جرعة كظمها لله ابتغاء وجه الله.
(198) حدثنا عبد الاعلى عن برد عن سليمان بن موسى قال : لا تعلم للرياء ، ولا تفقه للرياء ، ولا تكونن ضحاكا من غير عجب ولا مشاء في غير أدب.
(199) حدثنا الفضل بن دكين عن صالح بن رستم عن ابن أبي مليكة قال : صحبت ابن عباس من مكة إلى المدينة ومن المدينة إلى مكة ، فكان إذا نزل منزلا قام شطر الليل فأكثر في ذلك النشيج ، قلت : وما النشيج ؟ قال : النحيب البكاء ، ويقرأ * (وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد) *.
(200) حدثنا محمد بن عبد الله الاسدي قال حدثنا إسرائيل عن أبي حصين عن خيثمة قال : كان عيسى بن مريم ويحيى ابني خالة ، وكان عيسى يلبس الصوف ، وكان يحيى يلبس الوبر ، ولم يكن لواحد منهما دينار ولا درهم ولا عبد ولا أمة ولا مأوى يأويان إليه ، أينما جنهما الليل أويا ، فلما أرادا أن يفترقا قال له يحيى : أوصني ، قال لا تغضب ، قال لا أستطيع إلا أن أغضب ، قال : لا تقتن مالا ، قال : أما هذا فعسى.
__________
(75 / 194) سورة الحديد من الآية (16).
(75 / 199) سورة (ق) الآية (19).
(*)(8/322)
(201) حدثنا الحسن بن موسى قال حدثنا أبو هلال عن قتادة في قول الله تعالى : * (وكأس من معين) * قال : كأس من خمر جارية.
(202) حدثنا الحسن بن موسى قال حدثنا سعيد بن زيد قال حدثنا سعيد بن أياس الجريري قال حدثنا أبو العلاء أن رجلا من أصحاب النبي (ص) أدركته الوفاة فجعل يقول : والهفاه والهفاه ! فقيل له : تلهف ، فقال : أني سألت رسول الله (ص) قلت : ما يكفيني من الدنيا ؟ قال : (خادم ومركب) ، فلا أنا سكت فلم أسأله ولا أنا حين سألته انتهيت إلى قوله ، وأصبت من الدنيا وفي يدي ما في يدي وجاءني الموت.
(203) حدثنا الحسن بن موسى قال حدثنا شيبان عن ليث عن مجاهد قال : آية أنزلت في هذه الآية * (أؤنبئكم بخير من ذلكم) * قال عمر : الآن يا رب !.
(204) حدثنا الحسن بن موسى قال حدثنا سعيد بن زيد أخو حماد بن زيد قال حدثنا عثمان الشحام قال حدثنا محمد بن واسع قال : قدمت من مكة فإذا على الخندق قنطرة ، فأخذت فانطلق بي إلى مروان بن المهلب وهو أمير على البصرة ، فرحب بي وقال : حاجتك يا أبا عبد الله ، قلت : حاجتي إن استطعت أن تكون كما قال أخو بني عدي ، قال : ومن أخو بني عدي ؟ العلاء بن زياد ، قال : استعمل صديق له مرة على عمل فكتب إليه : أما بعد ! فإن استطعت أن لا تبيت إلا وظهرك خفيف ، وبطنك خميص ، وكفك نقية من دماء المسلمين وأموالهم ، فإنك إن فعلت ذلك لم يكن عليك سبيل ، * (إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الارض) * الآية قال مروان : صدق والله ونصح ، ثم قال : حاجتك يا أبا عبد الله ، قلت : حاجتي أن تلحقني بأهلي ، قال : فقال : نعم.
(205) حدثنا وكيع عن أبي اليسع عن علقمة بن مرثد عن ابن سابط قال : إن في الجنة لشجرة لم يخلق الله من صوت حسن إلا وهو في جذمها تلذذهم وتنعمهم.
(206) حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن الحسن أن ثلاثة
علماء اجتمعوا فقالوا لاحدهم : ما أملك ؟ قال : لما يأتي علي شهر إلا ظننت أني أموت
__________
(75 / 201) سورة الواقعة الآية (18).
(75 / 203) سورة آل عمران من الآية (15).
(75 / 204) بطنك خميص : فارغ جائع.
سورة الشورى من الآية (42).
(*)(8/323)
فيه ، قالوا : إن هذا الامل ، فقالوا للآخر : ما أملك ؟ قال : ما تأتي علي جمعة إلا ظننت أني أموت فيها ، قالوا للثالث.
وما أملك ؟ قال : وما أمل من نفسه بيد غيره.
(207) حدثنا عفان قال حدثنا بشر بن مفضل عن يونس عن الحسن قال : كان يضرب مثل ابن آدم مثل رجل حضرته الوفاة ، فحضر أهله وعمله فقال لاهله : امنعوني ، قالوا : إنما نمنعك من أمر الدنيا ، فأما هذا فلا نستطيع أن نمنعك منه ، فقال لما له : أنت تمنعني ، قال : إني كنت زينا زينت في الدنيا ، أما هذا فلا أستطيع أن أمنعك منه ، قال : فوثب عمله فقال : أنا صاحبك الذي أدخل معك قبرك وأزول معك حيثما زلت ، قال : أما والله لو شعرت لكنت آثر الثلاثة عندي ، قال : قال الحسن : فالآن فأثروه على ما سواه.
(208) حدثنا حفص عن أشعث عن كردوسي الثعلبي قال : مكتوب في التوراة : اتق توقة ، إنما التوقي بالتقوى ، ارحموا ترحموا ، توبوا يتب عليكم.
(209) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا الجريري عن أبي نضرة أن رجلا دخل الجنة فرأى مملوكة فوقه مثل الكوكب ، فقال : والله يا رب إن هذا مملوكي في الدنيا ، فما أنزله هذه المنزلة ؟ قال : كان هذا أحسن عملا منك.
(210) حدثنا سفيان بن عيينة عن مالك بن مغول عن أبي حصين قال : لو رأيت الذي رأيت لاحترقت كبدك عليهم ، وقال إبراهيم : إن كان الليل ليطول علي حتى أصبح
وأراه.
(211) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا أبو موسى التميمي قال : توفيت النوار أمرأة الفرزدق ، فخرج في جنازتها وجوه أهل البصرة ، وخرج فيها الحسن ، فقال الحسن للفرزدق : ما أعددت لهذا اليوم يا أبا فراس ؟ قال : شهادة أن لا إله إلا الله منذ ثمانين سنة ، قال : فلما دفنت قام على قبرها فقال : أخاف وراء القبر أن لم يعافني * أشد من القبر التهابا وأضيقا إذا جاءني يوم القيامة قائد * عنيف وسواق يسوق الفرزدقا لقد خاب من أولاد آدم من مشى * إلى النار مغلول القلادة أزرقا تم كتاب الزهد والحمد لله رب العالمين
__________
(75 / 210) أي كان يقضي الليل كله حتى طلوع النهار في صلاة.
(*)(8/324)
بسم الله الرحمن الرحيم 37 كتاب الاوائل (1) باب أول ما فعل ومن فعله (1) قرأت على مسلمة بن القاسم حدثكم محمد بن أحمد بن الجهم المعروف با بن الوراق المالكي ببغداد في ربيغ الاول من سنة أربع وعشرين وثلاثمائة قال : قرئ على أبي أحمد محمد بن عبدوس بن كامل السراج وأما أسمع منه سنة تسعين قال : حدثنا أبو بكر عبد الله ابن محمد بن أبي شيبة الكوفي قال : حدثنا عبد الله بن إدريس عن أبيه ومالك بن مغول عن الحكم قال : كان أول من قضى بالكوفة ها هنا سليمان بن ربيعة الباهلي ، جلس أربعين يوما لا يأتيه خصم.
(2) حدثنا عبد الله بن إدريس عن حصين قال : أول من أخرج المنبر في العيدين بشر بن مروان ، وأول من أذن في العيدين زياد.
(3) حدثنا جرير عن مغيرة الشعبي قال أول من خطب جالسا معاوية حين كبر وكثر شحمة وعظم بطنه.
(4) حدثنا جرير عن مغيرة عن الشعبي عن عثمان بن يسار عن تميم بن خدلم قال : أول ما سلم على أمير بالكوفة بالامرة ، قال : خرج المغيرة بن شعبة من القصر فعرض له رجل من كندة فسلم عليه بالامرة ، فقال : ما هذا ؟ ما أنا إلا رجل منهم ، فتركت زمانا ثم أقرها بعد.
(5) حدثنا عيسى بن يونس عن ربيعة بن عثمان التيمي عن سعد بن إبراهيم عن أبيه قال : أول من خطب على المنابر إبراهيم خليل الله عزوجل.
__________
(1 / 1) أول من قضى : أول من تولى القضاء.
جلس : قعد في مجلس القضاء.
(1 / 4) أي سلم عليه بقوله : (السلام على الامير) بدل قوله : (السلام عليك يا فلان).
(*)(8/325)
(6) حدثنا ابن نمير نا يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب : إن إبراهيم أول الناس أضاف الضيف ، وأول الناس اختتن ، وأول الناس قلم أظفاره وجز شاربه واستحد.
(7) حدثنا ابن نمير عن يحيى بن سعيد عن ابن المسيب أن إبراهيم أول من رأى الشيب فقال : يا رب ! ما هذا ؟ قال : الوقار ، قال : اللهم زدني وقارا.
(8) حدثنا ابن بشر عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله (ص) : (عرضت علي النار فرأيت فيها عمرو بن لحي بن قمعة بن خندف يجر قصبه في النار ، وهو أول من غير عهد إبراهيم عليه السلام وسيب السوائب).
(9) حدثنا محمد بن أبي عدي عن حميد عن الحسن بن مسلم قال : أول من أحدث التسليم بمكة عبد الرحمن بن أبزى.
(10) حدثنا جرير عن منصور عن إبراهيم قال : أول من نقص التكبير زياد.
(11) حدثنا قبيصة عن سفيان عن عاصم بن كليب عن أبيه عن خالد بن عرفطة قال : أول ما رأيت اختلاف أصحاب محمد حين أهل عثمان بحجة وأهل علي بحجة وعمرة.
(12) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن عبد الملك بن عمير قال : أول من اتخذ المنبر ، وخطب جالسا وأذن قدامة في العيد زياد.
(13) حدثنا يحيى بن آدم عن حسين بن صالح عن مجالد قال : أول من أخذ من السوق أجرا زياد.
(14) حدثنا ابن علية عن محمد بن إسحاق عن رجل عن عبد الرحمن بن كعب بن
__________
(1 / 6) استحد : قص أو حلق شعر عانته.
(1 / 8) قصبة : إمعاءه.
السوائب : هي النوق تترك إذا نتجت عشر مرات ويكون لبنها للانصاب أي لكهنة هذه الانصاب وليس لصاحبها أو لاحذ من الناس أن يحتبيها في معاطن إبله بل تسير حيث شاءت لا مالك لها.
(1 / 11) وقد أخذ عثمان هنا بنهي عمر رضي الله عنه عن متعة الحج وهي أن يقصد الحاج مكة قبل موسم الحج فيحرم للعمرة ثم يحل ويقعد منتظرا حتى يحل أوان الحج فيحرم للحج إحراما جديدا وقد نهى عنه عمر رضي الله عنه لما رأى كثرة فعل الناس لذلك حتى صارت مضاربهم متقاربة يسمع الواحد منهم ما يجري في الخيمة المجاورة بالاضافة لاهمالهم العمل لفترة طويلة تتعطل فيه أمور الناس.
(1 / 13) أي أخذ من التجار أجر مكان وضع تجارتهم وبضاعتهم.
(*)(8/326)
مالك قال : كنت قائد أبي حين ذهب بصره ، فكنت إذا خرجت معه إلى الجمعة فسمع التأذين استغفر لابي أمامة أسعد بن زرارة ودعا له ، فقلت له : يا أبت ! ما شأنك إذا سمعت التأذين يوم الجمعة استغفرت لابي أمامة ودعوت له وصليت عليه ؟ قال : أي بني ، إنه كان أول من جمع بنا قبل قدوم رسول الله (ص) في بقيع الخضمات في هزم بني بياضة ،
قال : وكم كنتم يومئذ ؟ قال : كنا أربعين رجلا.
(15) حدثنا ابن أبي عدي عن ابن عون عن محمد قال : أول ما سمعت في الجنازة (استغفروا له غفر الله لكم) في جنازة سعد بن أوس.
(16) حدثنا أبو أسامة عن أبي العميس عن المغيرة بن حكيم قال : أول من سن الصداق أربعمائة دينار عمر بن عبد العزيز.
(17) حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب أن أم أيمن أمرت بالنعش للنساء.
(18) حدثنا أبو أسامة قال حدثني سفيان عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال : قدمت أم أيمن من الحبشة وهي أمرت بالنعش للنساء.
(19) حدثنا وكيع عن سفيان عن السدي عن عبد خير قال : سمعت عليا يقول : رحمة الله على أبي بكر ، كان أول من جمع بين اللوحين.
(20) حدثنا ابن مهدي عن سفيان عن السدي عن عبد خير قال : سمعت عليا يقول : رحمة الله على أبي بكر ، وهو أول من جمع بين اللوحين.
(21) حدثنا وكيع عن سفيان عن قيس بن مسلم عن طارق ابن شهاب قال : أول من بدأ بالخطبة يوم العيد قبل الصلاة مروان.
(22) حدثنا غندر عن شعبة عن حبيب بن الشهيد عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال : أول من جهر أو أول من أعلن التسليم في الصلاة عمر بن الخطاب.
__________
(1 / 16) وهذا حين كثرت الاموال.
(1 / 20) اللوحين : اللوح الذي يحمل عليه الميت واللوح الذي يستره من الاعلى.
(*)(8/327)
(23) حدثنا وكيع حدثنا هشام الدستوائي عن قتادة عن ابن المسيب قال : أول من أحدث الاذان في العيدين معاوية.
(24) حدثنا وكيع حدثنا أبي عاصم بن سليمان عن أبي قلابة قال : أول من أحدث الاذان في العيدين ابن الزبير.
(25) حدثنا غندر عن أبي عاصم بن سليمان عن أبي شعبة عن سعد بن إبراهيم قال : سمعت أبا أمامة قال : أول من صلى الضحى ذو الزوائد رجل كان يجئ إلى السوق في الحوائج فيصلي.
(26) حدثنا جرير عن ليث عن الحكم قال : أول من جعل للفرس سهمين عمر بن الخطاب ، أشار به عليه رجل من بني تميم.
(27) حدثنا أبو الأحوص عن مغيرة عن إبراهيم قال : أول من جهر بالمعوذتين في الصلاة عبيد الله بن زياد.
(28) حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث بن سعد عن ابن الهادي عن ابن شهاب قال : بلغنا أن خديجة بنت خويلد زوج النبي (ص) كانت أول من آمن بالله ورسوله وماتت قبل أن تفرض الصلاة.
(29) حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن علية عن يونس قال : كان من خلق الاولين النظر في المصحف.
(30) حدثنا أبو أسامة قال حدثني أبو عمير عن أيوب عن رجل عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : أول من أحدث من نساء العرب جر الذيول أم إسماعيل قال : لما فرت من سارة أرخت ذيلها لتعفي أثرها ، وأول من طاف بين الصفاء والمروة أم إسماعيل.
(31) حدثنا جرير عن منصور عن مجاهد قال : أول من أظهر الاسلام سبعة : رسول الله (ص) وأبو بكر وبلال وخباب وصهيب وعمار وسمية أم عمار.
(32) حدثنا حماد أبو أسامة قال حدثني عامر قال حدثني عبد الرحمن بن أبزى قال : صليت مع عمر على زينب ، وكانت أول نساء النبي (ص) ماتت بعد النبي (ص).
__________
(1 / 30) جر الذيل : إطالة الثوب أبعد من القدمين حتى يجر خلف المرأة وهي تسير.
(*)(8/328)
(33) حدثنا وكيع عن شعبة عن عمرو بن مرة عن أبي حمزة مولى الانصار عن زيد ابن أرقم قال : أول من أسلم مع رسول الله (ص) علي ، فذكرته لابراهيم فأنكره وقال : أبو بكر.
(34) حدثنا جرير عن عطاء بن السائب عن الحسن قال : جعل لرجل أواقي على أن يقتل النبي (ص) فأطلعه الله على ذلك ، فأمر به فصلب ، وكان أول من صلب في الاسلام.
(35) حدثنا شبابة بن سوار حدثنا ليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب أنه سمعت عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي يقول : أنا أول من سمع النبي (ص) يقول : (لا يبل أحدكم مستقبل القبلة) ، وأنا أول من حدث الناس به.
(36) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن زكريا قال : أول من ألف بين القبائل مع رسول الله (ص) جهينة.
(37) حدثنا وكيع حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي قال : أول من بايع النبي (ص) بيعة الرضوان أبو سنان الاسدي.
(38) حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن منصور عن مجاهد قال : أول شهيد استشهد في الاسلام أم عمار ، طعنها أبو جهل بحربة في قبلها.
(39) حدثنا وكيع حدثنا المسعودي عن القاسم بن عبد الرحمن : قال أول من استشهد من المسليمن يوم بدر مهجع مولى عمر.
(40) حدثنا وكيع عن سفيان عن أشعث عن ابن سيرين أن النبي (ص) أطعم جدة مع ابنها السدس ، وكانت أول جدة ورثت في الاسلام.
(41) حدثنا حماد بن خالد عن ابن أبي ذئب عن الزهري في اليمين مع الشاهد : بدعة ، وأول من قضى بها معاوية.
(42) حدثنا ابن علية عن ابن عون عن محمد قال : أول من ترك إحدى إصبعيه في
أذنية ابن الاصم.
__________
(والثابت أن أول من أسلم من الرجال هو الصديق رضي الله عنه ومن الفتيان علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
(1 / 34) أواقي : ج أوقية وهي أربعون درهما.
(1 / 40) أطعم جده : ورثها.
(1 / 42) أي عند الاذان.
(*)(8/329)
(43) حدثنا عبد الاعلى عن معمر عن الزهري قال : رفع الايدي يوم الجمعة محدث ، وأول من أحدث رفع الايدي يوم الجمعة مروان.
(44) حدثنا سهل بن يوسف عن ابن عون عن محمد قال : أول من رفع يديه في الجمعة عبيد الله بن معمر.
(45) حدثنا ابن فضيل عن عطاء بن السائب عن الحسن قال : أول مصلوب صلب في الاسلام رجل من بني ليث جعلت له قريش أواقي على أن يقتل النبي (ص) فأتاه جبريل فأخبره ، فبعث إليه النبي (ص) فأمر بن فصلب.
(46) حدثنا عبد الاعلى عن هشام عن محمد قال : أول جدة أطعمت في الاسلام السدس جدة أطعمته وابنها حي.
(47) حدثنا وكيع عن أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية عن غلام لسلمان ويقال له سويد وأثنى عليه خيرا ، قال : لما افتتح الناس المدائن وخرجوا في طلب العدو أصبت سلة فقال سلمان : هل عندك طعام ، فقلت : سلة أصبتها ، فقال : هاتها ، فإن كان مالا رفعناه إلى هؤلاء وإن كان طعاما أكلناه ، قال : ففتحناها فإذا أرغفة حواري وجبنة وسكين ، فكان أول ما رأت العرب الحواري.
(48) حدثنا عبد الاعلى عن معمر عن الزهري قال : كانوا يتراهنون على عهد النبي (ص) ، قال الزهري : وأول من أعطى فيه عمر بن الخطاب.
(49) حدثنا كثير بن هشام عن جعفر قلت للزهري : من أول من ورث العرب من الموالى ؟ قال : عمر بن الخطاب.
(50) حدثنا يحيى بن آدم حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن رجل حدثه أن أبا بكر طاف بعبد الله بن الزبير في خرقة ، وكان أول مولود ولد في الاسلام.
(51) حدثنا عبد الرحيم عن عبد الرحمن بن عتبة يعني المسعودي عن القاسم بن عبد
__________
(1 / 43) ورفع الايدي هنا للاستئذان من الامام للخروج من المسجد لاعادة الوضوء لمن انتقض وضوءه.
(1 / 47) الخبز الحواري : الخبز الابيض المصنوع من دقيق القمح النقي.
(1 / 48) والرهان هنا أن تتسابق الخيل وتوضع جائزة لمن يسبق على أن من يخسر السباق لا يدفع شيئا وهذا أسلوب لتدريب الرجال والخيل على الطراد وإعداد للرجال وللخيل لصمود في معارك الجهاد.
(1 / 50) في خرقة : أي قد لفه في خرقة.
(*)(8/330)
الرحمن قال : كان أول من أفشى القرآن من في رسول الله (ص) ابن مسعود ، وأول من بنى مسجدا صلى فيه عمار بن ياسر ، وأول من أذن بلال ، وأول من رمى بسهم في سبيل الله سعد بن مالك ، وأول من قتل من المسلمين مهجع ، وأول من عدا به فرسه في سبيل الله المقداد ، وأول حي أدوا الصدقة من قبل أنفسهم بنو عذرة ، وأول حي الفوا مع رسول الله (ص) جهينة.
(52) حدثنا أبو أسامة عن إسماعيل أخبرنا عامر قال : أول من بايع تحت الشجر أبو سنان بن وهب الاسدي فقال له رسول الله (ص) : (علام تبايع ؟ قال : على ما في نفسك ، فبايعه ثم تنابع الناس فبايعوه.
(53) حدثنا أبو أسامة أخبرنا إسرائيل عن عامر قال : أول من أشار بصنعة النعش أن يرفع أسماء ابنة عميس حين جاءت من أرض الحبشة ، رأتهم يفعلون ذلك بأرضهم.
(54) حدثنا ابن عيينة عن أبي الجويرية الجرمي قال : سألت ابن عباس عن الباذق ، فقال : سبق محمد بالباذق ، أنا أول العرب سأل ابن عباس عن ذلك.
(55) حدثنا عبد الاعلى عن داود عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم قال : أول جد ورث في الاسلام عمر بن الخطاب ، فأراد أن يحتاز المال كله ، فقلت : أمير المؤمنين ! إنهم شجرة دونك - يعني بني بنيه.
(56) حدثنا غسان بن مضر عن سعيد بن يزيد عن أبي نضرة عن جابر قال : لما ولي عمر بن الخطاب الخلافة فرض الفرائض ودون الدواوين وعرف العرفاء.
(57) حدثنا مالك بن إسماعيل حدثنا هريم عن أبي إسحاق الشيباني عن محمد بن عبيد الله الثقفي قال : أتى عمر رجل من ثقيف يقال له نافع بن الحارث وكان أول من افتلى الفلاء بالبصرة.
(58) حدثنا عفان قال حدثنا شعبة عن أبي إسحاق سمعت البراء يقول : أول من قدم علينا من أصحاب رسول الله (ص) مصعب بن عمير وابن أم مكتوم فجعلا يقرآن القرآن ،
__________
(1 / 54) الباذق : ما اشتد من العصير بأدنى طبخ وقد تطلق أيضا على الخمر الاحمر ، والمقصود أن الرسول (ص) توفي ولم يكن العرب يعرفون هذا النوع من الاشياء والسبق يكون أيضا تحريم كل ما يسكر فسبق تحريمه فعرفته.
(1 / 56) عرف العرفاء : عينهم وولاهم أمور عشائرهم.
(1 / 57) اختلى الفلاة : قطعها وتملكها وجعلها مرعى محميا له.
(*)(8/331)
قال : ثم جاء عمار وبلال وسعد ، ثم جاء عمر بن الخطاب في عشرين ، ثم جاء رسول الله (ص) ، فما رأيت أهل المدينة فرحوا بشئ فرحهم به.
(59) حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن جابر عن عامر قال : لم يقطع النبي (ص) ولا أبو بكر ولا عمر ولا علي ، وأول من اقطع القطائع عثمان ، وبيعت الارضون في إمارة عثمان.
(60) حدثنا علي بن مسهر عن ليث عن طاوس قال : أول من جلس على المنبر في
الجمعة معاوية.
(61) حدثنا شبابة حدثنا شعبة عن سلمة بن كهيل عن حبة العرني عن علي قال : أنا أول رجل صلى مع النبي (ص) (62) حدثنا عبد الله بن إدريس عن أبي مالك الاشجعي عن سالم بن أبي الجعد قال : قلت لابن الحنفية : أبو بكر كان أول القوم إسلاما ؟ قال : لا.
(63) حدثنا يحيى بن أبي بكير عن زائدة بن قدامة عن عاصم عن زر عن عبد الله قال : أول من أظهر أسلامه سبعة رسول الله (ص) وأبو بكر وعمار وأمه سمية وصهيب وبلال والمقداد.
(64) حدثنا علي بن مسهر عن زكريا عن الشعبي قال : استقضى شريحا عمر على الكوفة في قضية واستقضى كعب بن سور على البصرة في قضية.
(65) حدثنا علي بن مسهر عن زكريا عن الشعبي قال : إن أول حي ألفوا مع رسول الله (ص) جهينة.
(66) حدثنا عبيد الله بن موسى حدثنا شيبان عن الاعمش عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : كنت جالسا قريبا من كعب بن عجرة يوم الجمعة ، فخطبنا الضحاك بن قيس فجلس فقال : ألا تنظرون ؟ والله ما رأيت إمام قوم مسلمين يخطب جالسا.
(67) حدثنا أبو الأحوص عن سماك عن خالد عن عرعرة عن علي قال له رجل : أخبرني عن البيت أهو أول بيت وضع للناس ؟ قال : لا ، لكنه أول بيت وضعت فيه البركة * (مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا) *.
__________
(1 / 59) أقطع القطائع : قطع الارض وملكها للناس قطعا أو جعلهم عليها كالاقطاع.
(1 / 67) سورة آل عمران من الآية (97).
(*)(8/332)
(68) حدثنا مالك بن إسماعيل حدثنا زهير عن عاصم عن عامر قال : أول من جعل
العشور عمر بن الخطاب.
(69) حدثنا أبو أسامة عن سليمان بن المغيرة عن ابن أبي نجيح قال : أول من رأيته يمشي بين الركن اليماني والحجر الاسود عروة بن الزبير.
(70) حدثنا أبو أسامة حدثنا عوف قال : قيل للحسن : من أول من اعتق أمهات الاولاد ؟ قال : عمر ، قلت : فهل يرقهن إن زنين ؟ قال لاها الله إذا.
(71) حدثنا عباد بن العوام عن حصين عن مجاهد أن النبي (ص) لقي قوما فيهم حاد يحدو ، فلما رأوا النبي (ص) سكت حاديهم فقال : (من القوم ؟ قالوا من مضر ، فقال النبي (ص) : وأنا من مضر ، فقال : ما شأن حاديكم لا يحدوا ؟ فقالوا : يا رسول الله (ص) : إنا أول العرب حداء ، قال : وما ذلك ؟) قالوا : إن رجلا منا - وسموه - غرب في الابل له في أيام الربيع ، فبعث غلاما له مع الابل ، فأبطأ الغلام ثم جاء فجعل يضربه بعصا على يده ، فانطلق الغلام وهو يقول : وايداه وايداه ، قال : فتحركت الابل ونشطت ، فقال له : أمسك أمسك قال : فافتح الناس الحداء.
(72) حدثنا عبد الرحيم عن أشعث عن الشعبي والحكم عن إبراهيم قال : إن أول من فرض العطاء عمر بن الخطاب وفرض فيه الدية كاملة.
(73) حدثنا أبو أسامة عن سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال قال : بعث العلاء بن الحضرمي إلى رسول الله (ص) بثمانمائة ألف من خراج البحرين ، وكان أول خراج قدم به على رسول الله (ص) ، فأمر به فنثر على حصير في المسجد ، وأذن المؤذن فخرج إلى الصلاة فصلى ، ثم جاء إلى المال فمثل عليه قائما فلم يعط ساكتا ولم يمنع سائلا ، فجعل الرجل يجئ فيقول : أعطني ، فيقول : (خذ قبضة) ، ثم يجئ الرجل فيقول : أعطني ، فيقول : خذ قبضتين ، ويجئ الرجل فيقول : أعطني ، فيقول : خذ ثلاث قبضات ، فجاء العباس فقال : يا رسول الله ! أعطني من هذا المال ، فإني أعطيت فداي وفداء عقيل يوم بدر ، ولم يكن لعقيل مال ، قال : فأخذ يبسط خميصة كانت عليه ، وجعل يحثي من المال ، فحثى فيها ثم
قام به فلم يطق حمله ، فقال : يا رسول الله ! أحمل علي ، فنظر إليه النبي (ص) فتبسم حتى بدا
__________
(1 / 71) الحداء : ضرب من الغناء ينشد به قائد القافلة أو غلامه كي تنشط الابل في الحركة والسير ثم صار من أنواع الغناء المعروفة إلا أنه غناء بكائي يتحدث عن الموت والفراق وما شابه.
(*)(8/333)
ضاحكه ، وقال : أنقص من المال وقم بقدر ما تطيق ، فلما ولى العباس قال : أما أحدى اللتين وعدنا الله فقد أنجز لنا إحداهما ، ونحن ننتظر الاخرى ، قوله تعالى : يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الاسرى إن يعلم الله في قلوبكم خيرا) * (إلى آخر الآية) ، فقد انجزها الله لنا ونحن ننتظر الاخرى.
(74) حدثنا يحيى بن سليم الطائفي عن داود بن أبي هند عن ابن سيرين قال : أول من قاس إبليس ، وإنما عبدت الشمس والقمر بالمقاييس.
(75) حدثنا ابن عيينة عن عمرو عن الحسن بن محمد قال : أول ما تكلم الناس في القدر جاء رجل فقال : كان في قدر الله أن شرارة طارت فأحرقت البيت ، فقال رجل : هذا من قدر الله ، وقال آخر : ليس من قدر الله.
(76) حدثنا عبد الرحيم عن مجالد عن عامر قال : أول من بايع تحت الشجرة أبو سنان بن وهب الاسدي أتى النبي (ص) فقال : أبايعك ، قال : (علام تبايعني) ؟ قال : أبايعك على ما في نفسك ، فبايعه الناس بعد.
(77) حدثنا أبو أسامة حدثنا إسماعيل عن قيس سمع سعد بن أبي وقاص يقول : أنا والله أول رجل من العرب رمى بسهم في سبيل الله عزوجل.
(78) حدثنا حسين عن زائدة حدثنا المختار بن فلفل قال : قال أنس : قال النبي (ص) : (أنا أول شفيع في الجنة).
(79) حدثنا جعفر بن عون عن أبي العميس عن الحسن عن سعد عن عبد الرحمن بن عبد الله قال : أول من هاجر من هذه الامة رجلان من قريش.
(80) حدثنا الفضل حدثنا إبراهيم بن إسماعيل قال أخبرتي يعقوب بن مجمع عن أبيه قال : أول من رأيته يصلي على نعليه عتبة بن عويم بن ساعدة.
(81) حدثنا هاشم بن القاسم عن شعبة عن عمرو بن دينار عن عبيد بن عمير قال : أول سورة أنزلت على النبي (ص) * (اقرأ باسم ربك الذي خلق) * ثم نون.
__________
(1 / 73) * (يا أيها النبي قل لمن في أيديكم) * سورة الانفال من الآية (70).
(1 / 74) قاس : لجأ إلى القياس أي قاس مسألة على مسألة أخرى ليخرج بحكم.
(1 / 81) * (اقرأ باسم ربك الذي خلق) * سورة العلق الآية (1).
(*)(8/334)
(82) حدثنا وكيع عن شعبة عن عمرو بن دينار قال : سمعت عبيد بن عمير يقول : أول ما نزل من القرآن * (اقرأ باسم ربك الذي خلق) * ثم * (ن) *.
(83) حدثنا وكيع عن قرة عن أبي رجاء قال : أخذت من أبي موسى * (اقرأ باسم ربك الذي خلق) * وهي أول سورة أنزلت على محمد (ص).
(84) حدثنا وكيع عن سفيان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال : هي أول سورة نزلت * (اقرأ باسم ربك الذي خلق) * ثم * (ن) *.
(85) حدثنا شيخ لنا عن السدي قال : أول من ثرد الثريد إبراهيم عليه السلام.
(86) حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي رباح عن مجاهد قال : أول من خضب بالسواد فرعون.
(87) حدثنا عثمان بن مطرف عن هشام عن قتادة قال : أول مخضوب خضب في الاسلام أبو قحافة أريه النبي (ص) ورأسه مثل الثغامة فقال : غيروه بشئ وجنبوه السواد.
(88) حدثنا وكيع حدثنا فطر قال : سألت مجاهدا عن إقامة المؤذنين واحدة واحدة ، قال : ذاك شئ استخفته الامراء.
(89) حدثنا وكيع حدثنا شريك عن أبي فزارة عن ميمون بن مهران قال : قلت لابن عمر : من أول من سماها العتمة ، قال الشيطان.
(90) حدثنا عبد الله عن إبراهيم بن سمعان بن مجمع عن يعقوب بن مجمع عن أبيه مجمع بن زيد قال : أول من رأيته يصلي في النعلين عتبة بن عويم بن ساعدة.
(91) حثدنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة عن حميد عن الحسن قال : إن أول من أبدأ الهبة عثمان بن عفان ، وأول من سأل الطالب لبينة أن غريمة مات ودينه عليه عثمان بن عفان.
(92) حدثنا مالك قال حدثنا مسعود بن أبي سعد عن أبي إسحاق عن نافع عن ابن
__________
(1 / 85) والثريد هو الطعام المعروف الآن باسم (التشريب).
(1 / 87) مثل الثغامة : أي شديد البياض والثغامة : واحدة الثغام وهو نبت أخضر ذو ساق أخضر يبيض ابيضاضا شديدا إذا يبس.
وهو من نبات نجد وتهامة.
(1 / 89) المقصود صلاة العشاء الآخرة.
(*)(8/335)
عمر قال : أول من جمع الناس على الصلاة في رمضان عمر بن الخطاب رضي الله عنه جمعهم على أبي بن كعب.
(93) حدثنا مالك مسعود بن سعد عن مجالد عن الشعبي قال : أول العرب كتب - يعني بالعربية - حرب بن أمية بن عبد شمس ، قيل ممن تعلم ذلك ، قال : من أهل الحيرة ، قال : ممن تعلم أهل الحيرة ؟ قال : من أهل الانبار.
(94) حدثنا الفضل حدثنا رباح بن أبي معروف عن عطاء قال : طاف الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة مع مالك بن مروان حتى إذا كان في الطواف السابع إلى البيت يلتزمه فأخذ الحارث بيده ، فالتفت إليه فقال مالك يا حارث ! قال : يا أمير المؤمنين ! تدري من أول من فعل هذا عجوز من عجائز قومك ، قال : فكف ولم تلتزم.
(95) حدثنا الفضل عن سفيان عن فراس عن الشعبي عن عبد الله بن عمرو قال : أول كلمة قالها إبراهيم عليه السلام حين طرح في النار حسبي الله ونعم الوكيل.
(96) حدثنا الفضل أخبرنا الحارث بن زياد قال : سمعت عطاء قال : أول جبل جعل على الارض أبو قبيس.
(97) حدثنا الفضل حدثنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم قال : قال المغيرة بن شعبة : إن أول يوم عرفت فيه رسول الله (ص) إني كنت أمشي مع أبي جهل بمكة ، فلقينا رسول الله (ص) فقال له : (يا أبا الحكم ! هلم إلى الله وإلى رسوله وإلى كتابه أدعوك إلى الله) ، فقال : يا محمد ! ما أنت بمنته عن سب آلهتنا ، هل تريد إلا أن نشهد أن قد بلغت ، فنحن نشهد أن قد بلغت ، قال : فانصرف عنه رسول الله (ص) فأقبل علي فقال : والله إني الاعلم أن ما يقول حق ولكن بني قصي قالوا : فينا الحجابة ، فقلنا : نعم ! ثم قالوا : فينا القرى ، فقلنا : نعم ! ثم قالوا فينا الندوة ، فقلنا : نعم ! ثم قالوا : فينا السقاية ، فقلنا نعم ! ثم أطعموا وأطعمنا حتى إذا تحاكت الركب قالوا : منا نبي والله لا أفعل.
(98) حدثنا الفضل حدثنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم قال : قال رسول الله
__________
(1 / 93) وهذا يؤيد رأينا في أن منشأ الحرف العربي هو بلاد ما بين النهرين وأن ما سبق الحرف العربي المعروف إنما هو حروف عربية قديمة جاءت بها الهجرات من اليمن إلى العراق وتطورت هناك مع نمط الحياة المتطور في المدن منذ السومرية الاولى إلى الاكادية إلى النبطية إلى كل الحروف المعروفة ومنها العرمية (الآرامية) إلى العربية المعروفة حاليا.
(*)(8/336)
(ص) : (قد عرفت أول الناس بحر البحائر رجل من بني مدلج كانت له ناقتان فجدع آذانهما وحرم ألبانها وظهورهما ، ولقد رأيته وإياهما في النار : تخبطانه بأخفافهما وتقضمانه بأفواههما ، ولقد عرفت أول الناس سيب السوائب ونصب النصب وغير عهد إبراهيم عمرو بن لحي ، ولقد رأيته يجر قصبة في النار يؤذي أهل النار جر قصبه).
(99) حدثنا أبو أسامة عن إسماعيل عن قيس عن جرير أنه قال : (أول الارض خرابا يسراها ثم تتبعها يمناها ، والمحشر ها هنا وأنا بالاثر).
(100) حدثنا أبو الأحوص عن أبي الحارث التيمي عن أبي ماجد الحنفي قال : كنت قاعدا عند عبد الله فأنشأ يحدثنا أن أول من قطع في الاسلام أو من المسلمين رجل من الانصار.
(101) حدثنا شريك عن أبي فزارة عن ميمون عن ابن عمر قا ل : أول من سماها العتمة الشيطان.
(102) حدثنا أبو الأحوص عن عبد العزيز بن رفيع عن شداد بن معقل قال : قال عبد الله : أول ما تفقدون من دينكم الامانة ، وآخر ما تفقدون منه الصلاة.
(103) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن جامع بن شداد عن أبيه قال : أول كلام تكلم به عمر أن قال : اللهم إني ضعيف فقوني ، وإني شديد فليني ، وإني بخيل فسخني.
(104) حدثنا وكيع عن سفيان عن إبراهيم بن مهاجر عن زياد بن حدير قال : أنا أول من عشر في الاسلام.
(105) حثدنا وكيع عن سفيان عن الزهري قال : أول من قطع الرجل أبو بكر.
(106) حدثنا الفضل بن دكين حدثنا عبد الجبار عن عباس عن عثمان الاعشى عن علي بن ربيعة أو عن حصين أخيه أحدهما عن الآخر قال : ذكر سلمان خروج بعض أمهات المؤمنين فقال : إنه لفي كتاب الله الاول أو في الزبور الاول.
(107) حدثنا يحيى بن آدم حدثنا زهير عن أبي إسحاق عن مرة عن عبد الله قال : من أراد علما فليثر القرآن فإن فيه خير الاولين والآخرين.
__________
(1 / 100) أول من قطع : أي أول من قطعت يده في حد.
(1 / 105) أي بعد تكرار السرقة من الشخص الواحد وقطع يده اليمنى ثم يده اليسرى.
ابن أبي شيبة - ج 8 - م 22 (*)(8/337)
(108) حدثنا ابن آدم عن زهير عن أبي إسحاق عن مصعب بن سعد أن عمر رحمه
الله أول من فرض الاعطية.
(109) حدثنا هشيم عن إسماعيل بن سالم عن أبي إدريس أن دانيال أول من فرق بين الشهود.
(110) حدثنا هشيم عن يونس عن الحسن قال : من عرف بالبصرة ابن عباس.
(111) حدثنا حماد بن مسعدة وابن يمان عن معمر عن الزهري قال : أول من قرأها (ملك) مروان.
(112) حدثنا إسحاق بن منصور حدثنا أبو كدينة عن أبي إسحاق عن يحيى بن وثاب قال : أول من جلس على المنبر في العيدين وأذن فيهما زياد الذي يقال له ابن أبي سفيان.
(113) حدثنا عبيد الله عن إسرائيل عن أبي إسحاق أن رجلا حدثه قال : قال رسول الله (ص) : إن أول لواء يقرع باب الجنة لوائي وإن أول من يؤذن له في الشفاعة أنا ولا فخر).
(114) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن المختار قال : قال : أنس : قال النبي (ص) : (أنا أول شفيع في الجنة).
(115) حدثنا أبو أسامة عن عوف عن زرارة بن أوفي حدثنا عبد الله بن سلام قال : لما قدم رسول الله (ص) المدينة انجفل الناس قبله وقيل : قدم رسول الله (ص) ثلاثا ، فجئت في الناس لانظر إليه ، فلما تبينت وجهه عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب ، فكان أول شئ سمعته يتكلم به أن قال : (يا أيها الناس ! أفشوا السلام ، وأطعموا الطعام ، وصلوا الارحام ، وصلوا الناس نيام ، تدخلوا الجنة بسلام).
(116) حدثنا معاوية بن هشام حدثنا سفيان عن المختار عن أنس قال : قال رسول الله (ص) : (أنا أول من يقرع باب الحنة).
(117) حدنثا محمد بن مصعب عن الاوزاعي عن الزهري عن يحيى عن أبي سلمة
__________
(1 / 111) ملك أي بدل مالك في سورة الفاتحة * (مالك يوم الدين) *.
(1 / 112) وهو (زياد بن أبيه) وقد زعم له معاوية أنه ابن أبيه أبي سفيان وأنه قد عرف أمه في إحدى الغزوات.
(*)(8/338)
عن أبي هريرة قال : قال رسول الله (ص) : (أنا سيد ولد آدم ، وأول من تنشق عنه الارض ، وأول شافع وأول مشفع).
(118) حدثنا الفضل حدثنا الوليد بن جميع قال حدثتني جدتي عن أم ورقة ابنة عبد الله بن الحارث الانصاري أن غلاما لها وجارية غماها وقتلاها في إمارة عمر ، وأنهما هربا ، فأتى بهما عمر فصلبهما ، فكانا أول مصلوبين بالمدينة.
(119) حدثنا وكيع عن المسعودي عن معبد بن خالد عن حذيفة بن أسيد قال : آخر من يحشر من هذه الامة رجلان من قريش.
(120) حدثنا وكيع عن إسماعيل عن قيس قال : أخبرت أن رسول الله (ص) قال : (إن آخر من يحشر من هذه الامة رجلان من قيس).
(121) حدثنا عبد الله بن إدريس عن ليث عن طاوس عن ابن عباس قال : تمتع رسول الله (ص) وأبو بكر وعمر عثمان ، وأول من نهى عنه معاوية.
(122) حدثنا ابن بشر حدثنا مسعر عن عبد الملك بن ميسرة عن مصعب بن سعد عن كعب قال : أول من يأخذ بحلقة باب الجنة فيفتح له محمد (ص).
(123) حدثنا شاذان حدثنا جرير بن حازم قال حدثنا زبيد بن الحارث عن عكرمة عن كعب قال : كان أول ما نزل القرآن من التوراة عشر آيات وهي العشر التي أنزلت في آخر الانعام.
(124) حدثنا أسود بن علي عن حماد بن سلمان عن عطاء بن السائب عن عبد الله بن حبيب قال : يكون أول الآية عاما وآخرها خاصا ، وقرأ هذه الآية * (ويوم القيامة يردون إلى
أشد العذاب وما الله بغافل عما يعملون) *.
(125) حدثنا شبابة حدثنا شعبة عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد قال : سمعت ابن مسعود يقول في بني إسرائيل والكهف ومريم وطه والانبياء : هن من العتاق الاول وهن من تلادي.
__________
(1 / 121) والمقصود متعة الحج والراجح أن الذي نهى عن متعة الحج عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
(1 / 124) سورة البقرة الآية (85).
(1 / 125) بني إسرائيل هي سورة الاسراء.
العتاق الاول : أي من السور المكية.
تلادي : أي ما حفظته قديما.
(*)(8/339)
(126) حدثنا إسحاق بن سليمان عن أبي جعفر عن الربيع قال : مكتوب في الكتاب الاول : مثل أبي بكر مثل القطر حيثما وقع نفع.
(127) حدثنا الثقفي عن يونس عن الحسن أن النبي (ص) قال : (أنا أول من تنشق عنه الارض وأول شافع).
(128) حدثنا أحوص بن حباب عن يونس بن أبي إسحاق عن عمر بن بعجة قال : إن أول ذل دخل على العرب قتل الحسين بن علي وادعاء زياد.
(129) حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا زائدة عن سليمان الاعمش عن أبي خالد الوالبي عن جابر بن سمرة قال : أول الناس رمى بسهم في سبيل الله تعالى سعد.
(130) حدثنا أبو أسامة عن هشام عن الحسن عن أبيه عن رجل من ثقيف قال : استشار رجل من ثقيف عمر أن يحصب المسجد فقال : يا أمير المؤمنين ! إنه أوطا وأغفر للنخامة والمخاط ، فقال عمر : حصبوه من الوادي المبارك من العقيق ، فكان أول من حصب المسجد عمر رضي الله عنه.
(131) حدثنا الاحمر عن الاعمش عن إبراهيم قال : أول من أحدث القراءة خلف
الامام المختار وكانوا لا يقرأون.
(132) حدثنا حميد عن حسن عن مطرف عن الحكم قال : عمر أول من جعل الدية عشرة عشرة في أعطيات المقاتلة دون الناس.
(133) حدثنا محمد بن عبيد عن أبي إسحاق عن عبد الله بن أبي نجيح وعبد الله بن أبي بكر قالا : أول من سن الصلاة عند القتل خبيب بن عدي.
(134) حدثنا قبيصة عن ابن عيينة عن مجالد عن الشعبي عن صعصعة قال : أول من جمع القرآن وورث الكلالة أبو بكر.
(135) حدثنا وكيع حدثنا الاعمش عن أبي وائل عن عبد الله قال : قال رسول الله (ص) قال : (أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء).
(136) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن شقيق بن سلمة عن عمرو بن شرحبيل قال : قال رسول الله (ص) : (أول ما يقضي فيه يوم القيامة بين الناس في الدماء).
__________
(1 / 131) هو المختار الثقفي وقد سبق في أكثر من موضع.
(1 / 133) وقد قتله بعض أهل قريش بعد أسره.
(*)(8/340)
(137) حدثنا جرير عن عطاء بن السائب عن الشعبي قال : مكر رسول الله (ص) يوم أحد بالمشركين ، فكان ذلك أول يوم مكر فيه.
(138) حدثنا محمد بن الحسن الاسدي حدثنا الصعق بن خزن عن أبي حمزة الضبعي عن ابن عباس قال : أول العرب هلاكا قريش وربيعة ، قالوا : وكيف ؟ قال : أما قريش فيهلكها الملك ، وأما ربيعة فتهلكها الحمية.
(139) حدثنا محمد بن الحسن حدثنا ثابت بن زيد عن برد عن مكحول قال : أول الارض خرابا أرمينية ثم مصر.
(140) حدثنا محمد بن الحسن حدثنا يزيد بن إبراهيم عن ليث عن مجاهد في قوله :
* (سدرة المنتهى) * قال : أول يوم من الآخرة ، وآخر يوم من الدنيا فهو حيث ينتهى.
(141) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن أبي ظبيان عن ابن عباس قال : أول ما خلق الله القلم ثم خق النون.
(142) حدثنا يحيى بن عبد الملك بن أبي غنية عن أبيه عن الحكم عن بعض أصحابه عن ابن عباس قال : أول ما خلق الله القلم ثم خلقت له النون وهي الدواة.
(143) حدثنا ابن نمير عن حجاج عن نافع عن ابن عمر قال : دخلها رسول الله (ص) والفضل وأسامة بن زيد وطلحة بن عثمان قال ابن عمر : فدخلت فكان أول من لقيت بلالا فقلت : أين صلى النبي (ص) ؟ فقال : بين هاتين الساريتين.
(144) حدثنا مروان بن معاوية عن أبي جابر محمد بن عبيد الكندي قال : قال علي لابن الكواء : تدري ما قال الاول ؟ أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما وأبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما.
(145) حدثنا هوذة بن خليفة عن أبي خلدة عن عوف عن أبي العالية عن أبي ذر قال : سمعت رسول الله (ص) يقول (أول من يبدل سنتي رجل من بني أمية).
(146) حدثنا ابن نمير حدثنا مالك بن مغول عن سلمة بن كهيل عن أبي الزعراء قال : قال عبد الله : إن أول ما تفقدون من دينكم الامانة ، وآخر ما تفقدون الصلاة.
__________
(1 / 139) ولعل فيما حل بأرمينية أخيرا عظة لقوم يعقلون.
(1 / 140) سورة النجم من الآية (14).
(1 / 141) النون يقصد هنا الدواة.
(*)(8/341)
(147) حدثنا يحيى بن يعلى الاسلمي عن عبد الله بن المؤمل عن أبي الزبير عن جابر قال : كان أول إسلام عمر ، قال : قال عمر ، قال ضرب أختي المخاض ، قال : فأخرجت من البيت ، فدخلت في أستار الكعبة في ليلة قارة ، قال : فجاء النبي (ص) فدخل الحجر
وعليه نعلاه ، قال : فصلى ما شاء الله ثم انصرف ، فسمعت شيئا لم أسمع مثله ، فخرجت فاتبعته فقال : (من هذا) ؟ فقلت : عمر ، قال : يا عمر ! ما تدعني ليلا ولا نهارا ، قال : فخشيت أن يدعو علي ، فقلت : أشهد أن لا إله إلا الله ، وإنك رسول الله ، فقال : يا عمر ! استره) ، قال : فقلت : والذي بعثك بالحق لاعلننه كما أعلنت الشرك.
(148) حدثنا علي بن هاشم عن أبيه عن محرز بن صالح أن عليا أول من فرق بين الشهور.
(149) حدثنا ابن المبارك عن الاوزاعي عن عروة بن رويم قال : قال رسول الله (ص) : (أول ما نهاني ربي عن عبادة الاوثان وعن شرب الخمر وعن ملاحاة الرجال).
(150) حدثنا ابن المبارك عن معمر عن الزهري أن النبي (ص) مر بأعرابي يبيع شيئا فقال : (عليك بأول سومة - أو بأول السوم - فإن الربح مع السماح).
(151) حدثنا جعفر بن عون عن أبي العميس عن عبد الحميد عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال : قال لي ابن عباس : تعلم أي آخر سورة نزلت جميعا ؟ قلت : * (إذا جاء نصر الله والفتح) * قال : صدقت.
(152) حدثنا جعفر بن عون عن إبراهيم عن إسماعيل بن مجمع قال : حدثني الزهري عن قبيصة بن ذؤيب أن أبا سلمة كان ابن عمة رسول الله (ص) ، وكان أول من هاجر بظعينته إلى أرض الحبشة ثم إلى المدينة.
(153) حدثنا وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبي إسحاق عن البراء قال : آخر آية أنزلت في القرآن * (يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة) *.
(154) حدثنا وكيع عن ابن أبي خالد عن السدي قا ل : آخر آية إنزلت * (واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله) * الآية.
__________
(1 / 151) وهي سورة النصر والمذكور هنا الآية (1) منها.
(1 / 152) الظعينة : الزوجة.
(1 / 153) سورة النساة من الآية (176).
(1 / 154) سورة البقرة من الآية (281).
(*)(8/342)
(155) حدثنا عبد الله بن نمير حدثنا مالك بن مغول عن عطية العوفي قال : آخر آية أنزلت * (واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله) * الآية.
(156) حدثنا ابن إدريس عن حصين عن ميسرة أبي جميلة قال : إن أول يوم نكملت فيه الخوارج يوم الجمل.
(157) حدثنا عبد الرحين عن أشعث بن سوار عن ابن سيرين قال : إن أول من طبخ الطلاء حتى ذهب ثلثاه وبقي ثلثه عمر بن الخطاب.
(158) حدثنا حسين عن زائدة عن عطاء بن السائب عن الشعبي قا ل : أول ما كتب النبي (ص) كتب (باسمك اللهم) فلما نزلت (بسم الله مجراها ومرساها) * كتب * (بسم الله) * فلما نزلت * (إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم) * كتب * (بسم الله الرحمن الرحيم) *.
(159) حدثنا الفضل عن ابن أبي غنية عن شيخ من أهل المدينة قال : قال معاوية : أنا أول الملوك.
(160) حدثنا ابن آدم حدثنا إسرائيل بن يونس عن ابن أبي إسحاق قال : أول من خطب قاعدا معاوية ، قال : ثم اعتذر إلى الناس ثم قال : إني أشتكي قدمي.
(161) حدثنا يزيد بن هارون حدثنا العوام بن حوشب عن إبراهيم التيمي قال : إن أول ما يبدأ الوسواس من الوضوء.
(162) حدثنا محمد بن الحسن الاسدي حدثنا أبو عوانة عن أبي كثير عن مجاهد قال : بدء الخلق العرش والماء والهواء ، وخلقت الارض من الماء ، وبدء الخلق الاثنين والثلاثاء والاربعاء والخميس ، وجمع الخلق يوم الجمعة ، فتهودت اليهود يوم السبت ، ويوم من الستة الايام كألف سنة مما تعدون.
__________
(1 / 157) الطلاء هنا هو الدبس ، دبس التمر أو العنب أو الخروب ويسمى طلاء لكثافته وسواده كأنه الطلاء أي القطران.
(1 / 158) * (بسم الله مجراها ومرساها) * سورة هود من الآية (41).
* (إنه من سليمان وإنه بسم الله) * سورة النمل الآية (30).
(*)(8/343)
(163) حدثنا محمد بن الحسن حدثنا أبو عوانة عن مغيرة عن عامر عن عدي بن حاتم قال : أتيت عمر في ناس في قومي ، فجعل يفرض لرجال من طئ في ألفين ، ويعرض عني ، فقلت : يا أمير المؤمنين ! أما تعرفني ، فضحك حتى استلقى لقفاه ، ثم قال : والله إني لاعرفك ، قد آمنت إذ كفروا ، وأقبلت إذ أدبروا ووفيت إذ غدروا ، وإن أول صدقة بيضت وجه رسول الله (ص) ووجوه أصحابه صدقة طئ ثم أخذ يعتذر ، ثم قال : إنما فرضت لقوم أجحفت بهم الفاقة ، وهم سراة عشائرهم لما ينوبهم من الحقوق.
(164) حدثنا محمد بن عبد الله الاسدي عن سفيان عن أبي حصين عن أبي ظبيان عن عبد الله بن عمرو قال : الشام أول الارض خرابا.
(165) حدثنا الفضل حدثنا مالك بن أنس عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه قال : أدركت الناس إذا ذهبوا إلى الجنائز ذهبوا مشاة ورجعوا مشاة ، وأول من ركب معاوية.
(166) حدثنا هوذة حدثنا عوف عن محمد قال : كان أول دعوة دانيال في سوسنة ، كانت فتاة جميلة في بني إسرائيل متعبدة - ثم ذكر حديثا فيه طول.
(167) حدثنا جرير عن منصور عن مجاهد : كن النساء الاولون يجعلن في أكمة أدرعهم مزارا تدخله إحداهم في إصبعها تغطي بن الخاتم.
(168) حدثنا ابن فضيل عن الاعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله (ص) : (إن الصلاة أولا وآخرا) - ثم ذكر فيه حديثا.
(169) حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة حدثنا أبي المهزم عن أبي هريرة قال : أول من يدخل من هذه الامة النار السواطون.
(170) حدثنا ابن فضيل عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : أول من طاف بالبيت الملائكة.
(171) حدثنا حفص بن غياث عن عاصم عن أبي عثمان قال : عليكم بالسماع الاول.
(172) حدثنا يزيد بن هارون عن داود عن زرارة بن أوفى عن تميم الداري قال : أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة المكتوبة ، فإن أتمها وإلا قيل : انظروا هل له
__________
(1 / 163) لما ينوبهم من الحقوق : إذ أن عليهم وهم سراة عشائرهم قرى الضيف ومساعدة الفقير من قومهم وتحمل الحمالات إلخ...(1 / 169) السواطون : الذين يحملون السياط يضربون بها الناس ويمكن أن يكون الجلادون وهو بعيد.
(*)(8/344)
من تطوع ، فأكملت الفريضة من تطوعه ! فإن لم تكمل الفريضة ولم يكن له تطوع أخذ بطرفيه فقذف به في النار.
(173) حدثنا همام حدثنا عطاء بن السائب قال : أول يوم عرفت فيه عبد الرحمن ابن أبي ليلى رأيت شيخا أبيض الرأس واللحية على حمار وهو يتبع جنازة.
(174) حدثنا جرير بن عبد الحميد الضبي عن منصور عن تميم بن سلمة قال : أول ما يسأل عنه العبد يسأل عن صلاته ، فإن تقبلت منه تقبل منه سائر عمله ، وإن ردت عليه رد عليه سائر عمله.
(175) حدثنا عفان وابن أبي بكير قالا حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أنس بن مالك أن رسول الله (ص) قال : (أول من يكسى حلة من النار إبليس ، فيضعها على حاجبه ويسحبها من خلفه وهو يقول : يا ثبوره ، وذريته خلفه وهم يقولون : يا ثبورهم ، حتى يقف على النار فيقول : يا ثبوراه ، ويقولون : يا ثبورهم ، فيقول : * (لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا وادعوا ثبورا كثيرا) *.
(176) حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن عبيد الله بن إبراهيم
قال : أول من ألقى الحصى في مسجد النبي (ص) عمر بن الخطاب ، كان الناس إذا رفعوا رؤوسهم من السجود نفضوا أيديهم فأمر بالحصى فجئ به من العقيق ، فبسط في مسجد النبي (ص).
(177) حدثنا بكر بن عبد الرحمن عن عيسى بن المختار عن محمد بن أبي ليلى عن أبي الزبير عن جابر قال : لقد لبثنا في المدينة سنتين قبل أن يقدم علينا رسول الله (ص) نعمر المساجد ونقيم الصلاة.
(178) حدثنا غندر حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن أبي حمزة عن زيد بن أرقم قال : أول من أسلم مع رسول الله (ص) علي بن أبي طالب قا ل : فذكرت ذلك للنخعي فأنكره وقال : أبو بكر أول من أسلم مع رسول الله (ص).
(179) حدثنا غندر عن شعبة عن الحكم عن إبراهيم عن سلمان الفارسي قال : أول ما خلق الله من آدم رأسه فجعل ينظر وهو يخلق ، قال : وبقيت رجلاه ، فلما كان بعد العصر قال : يا رب عجل قبل الليل ، فذلك قوله تعالى : * (وكان الانسان عجولا) *.
__________
(1 / 175) * (لا تدعوا ثبورا واحدا) * سورة الفرقان من الآية (14).
(1 / 187) وإنما سأل النخعي وهو الاشتر لانه ممن شايع عليا رضي الله عنه في حربه في الجمل وصفين.
(1 / 179) سورة الاسراء من الآية (11).
(*)(8/345)
(180) حدثنا أسباط بن محمد بن مطرف عن عامر قال : المهاجرون الاولون من أدرك البيعة تحت الشجرة.
(181) حدثنا عبيد الله بن موسى حدثنا إسرائيل عن إبراهيم بن مهاجر عن مجاهد قال : إن أول من بنى بابا بمكة عبد الرحمن بن سهيل ، أتى عمر فقال : إن الرجل لينزل علينا ليس معه خادم فيترك نعله وناقته ثم يخرج ، وإنك تضمننا وإنا نخاف اللصوص ، فائذن لي فاجعل بابا ، فأذن له فتكلفت قريش فجعلوا الابواب.
(182) حدثنا عبد الوهاب الثقفي عن يونس عن الحسن قال : قال رسول الله (ص) : (الوليمة أول يوم حق ، والثاني معروف ، وما وراء ذلك فهو رياء).
(183) حدثنا قبيصة عن سفيان عن خالد عن ابن سيرين قال : أول ما منع القاتل الميراث لمكان صاحب البقرة.
(184) حدثنا ابن أبي عدي عن ابن عون عن عمير بن إسحاق قال : قيل لهم يوم بدر : تسوموا فإن الملائكة قد تسومت ، قال : فأول ما جعل الصوف ليومئذ.
(185) حدثنا أبو بكر الحنفي عن علي بن زيد المديني عن المطلب بن عبد الله بن حنطب قال : لما مات عثمان بن مظعون دفنه رسول الله (ص) بالبقيع أول من دفن فيه ، ثم قال لرجل عنده : (إذهب إلى تلك الصخرة ، فأتني بها حتى أضعها عند قبره حتى أعرفه بها ، فمن مات من أهلنا دفناه عنده).
(186) حدثنا ابن فضيل عن مطرف عن عامر في اليوم الذي يقول الناس إنه من رمضان ، قال : فقال : لا يصومن إلا مع الامام إذا صام ، فإنما كان أول الفرقة في مثل هذا.
(187) حدثنا الفضل بن دكين عن أبي إسرائيل عن الحكم عن الحكم عن أبي سليمان الجهني يعني زيد بن وهب عن حذيفة فذكر قتل عثمان قال : إما إنها أول الفتن.
(188) حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا عمار بن زريق عن الاعمش عن زيد بن وهب عن حذيفة قال : أرأيتم يوم الدار كانت فتنة - يعني قتل عثمان فإنها أول الفتن وآخرها الدجال.
__________
(1 / 182) والمقصود وليمة العرس.
(1 / 184) تسوم : تعلم بعلامة وهنا قطعة من الصوف جعلت على العمامة ليعرف المؤمنون من الكافرين في المعركة.
(*)(8/346)
(189) حدثنا أبو أسامة عن مجالد قال : أخبرنا عامر أن أول جد خاصم بني بنيه عمر بن الخطاب مات ابنه وترك ابنين فخاصمهم إلى زيد بن ثابت فرآه عمر ينظر في شأنهم فقال : من يخاصمني في ولدي فقال زيد : إن لهم أبا دونك ، فشرك بينهم.
(190) حدثنا زيد بن الحباب عن معاوية بن صالح قال حدثني أبو أيوب أو أبو زيد الحمصي عن عبادة بن الوليد بن عبادة عن أبيه أنه دخل على عبادة وهو مريض فقال سمعت رسول الله (ص) يقول : (أول شئ خلق الله القلم ، فقال : اجر ، فجرى تلك الساعة بما هو كائن).
(191) حدثنا هشيم عن أشعث عن الزهري قال : أول من أحدث الاذان الاول يوم الجمعة عثمان ليؤذن أهل السوق.
(192) حدثنا إسماعيل يعني ابن علية عن ذر عن الزهري : كان الاذان عند خروج الامام فأحدث أمير المؤمنين عثمان التأذينة الاثنية على الزوراء ليجمع الناس.
(193) حدثنا أبو أسامة عن جرير بن حازم أبي النضر : سأل رجل محمد بن سيرين : ما تقول في مجالسة هؤلاء القصاص ، قال : لا آمرك به ولا أنهاك عنه ، القصص أمر محدث ، أحدثه هذا الخلق من الخوارج.
(194) حدثنا معتمر عن ليث عن مجاهد لما خلق الله آدم خلق عينيه قبل بقية جسده ، فقال : أي رب أتم بقية خلقي قبل غيبوبة الشمس ، فأنزل الله * (وخلق الانسان عجولا) *.
(195) حدثنا ابن عيينة عن حصين عن أبي مالك قال : أول آية أنزلت من براءة * (انفروا خفافا وثقالا) *.
(196) حدثنا وكيع عن موسى بن عبيدة عن محمد بن كعب قال : خلق الله الارواح قبل أن يخلق الاجساد فأخذ ميثاقهم.
(197) حدثنا ابن نمير عن حجاج عن أبي إسحاق عن الحارث قال : أول شئ يبدأ به قبل الوضوء غسل الكفين.
__________
(1 / 195) براءة هي سورة التوبة والمذكور هنا من الآية (41).
(1 / 197) لان المرء لا يدري اين كانت أو أين باتت يداه فلربما لمس بهما شيئا نجسا أو رجسا أو محاشمه وهو لا يدري.
(*)(8/347)
(198) حدثنا الفضل عن سفيان عن يحيى بن سعيد عن محمد بن المنكدر عن عبد الله بن عمرو قال : أول ما يكفأ الاسلام كما يكفأ الاناء قول الناس في القدر.
(199) حدثنا يزيد عن هشام عن الحسن قال : أهل الصلاة والحسبة من المؤذنين أول من يكسي يوم القيامة.
(200) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر قال : قلت : يا رسول الله ! أي مسجد وضع في الارض أولا ؟ فقال : (المسجد الحرام ، قلت : ثم أي ؟ قال : المسجد الاقصي يعني بيت المقدس.
(201) حدثنا يزيد عن المسعودي عن أبي عمر عن عبيد بن الخشخاش عن أبي ذر قال : دخلت على رسول الله (ص) وهو في المسجد قلت : أي الانبياء أول ؟ قال : (آدم ، قال : قلت : وهل كان نبيا ، قال : نعم نبي مكلم).
(202) حدثنا قبيصة حدثنا سفيان عن أبي إسحاق عن همام قال : أول مكس كان في الارض عجوز خرجت بدقيق لها في مكتل ، فجاءت ريح عاصف فأذرته ، فقال سليمان : انظروا من ركب البحر بهذه الريحة فغرموه.
(203) حدثنا عبيد الله حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن مالك بن أيمن قال : أول من شاب إبراهيم عليه الصلاة والسلام فقال : ما هذا ؟ قال : إجلال وحلم.
(204) حدثنا وكيع عن سفيان عن عمرو بن قيس عن المنهال عن عبد الله بن الحارث عن علي قال : أول من يكسي إبراهيم قبطيتين ، ثم يكسى النبي (ص) حلة وهو عن يمين العرش.
(205) حدثنا قبيصة حدثنا سفيان عن المغيرة بن النعمان عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : قال رسول الله (ص) : (أول من يكسى من خلائق يومئذ إبراهيم).
(206) حدثنا أحمد بن عبد الملك بن واقد حدثنا زهير حدثنا أبو إسحاق قال : قيل لقثم : كيف ورث علي النبي (ص) دونكم ؟ قال : إنه والله كان أولنا به لحوقا وأشدنا به لزوقا.
(207) حدثنا محمد بن بشر العبدي حدثنا سعيد عن قتادة عن أنس عن النبي (ص) في حديثه : (ولكن ائتوا نوحا إنه أول رسول بعث إلى الارض).
__________
(1 / 204) القبطية : نوع من الاثواب.
(*)(8/348)
(208) حدثنا ابن بشر حدثنا أبو حيان عن أبي زرعة عن أبي هريرة عن النبي (ص) في حديث ذكره قال : فيأتون آدم فيقول : اذهبوا إلى نوح ، فيقولون : يا نوح أنت أول الرسل إلى أهل الارض).
(209) حدثنا عبد الرحيم عن هشام بن عروة عن أبيه قال : إن أول رجل سل سيفا في الله الزبير.
(210) حدثنا وكيع عن مسعر عن سماك عن الحنفي قال : سمعت ابن عباس يقول : لما نزلت أول المزمل كانوا يقومون نحوا من قيامهم في شهر رمضان حتى نزل آخرها وكان بين أولها وآخرها سنة.
(211) حدثنا عفان حدثنا علي بن مسعدة حدثنا إبراهيم بن العلاء الغنوي قال : بلغنا أن كعبا يقول : إن أول الامصار خرابا جناحاها ، قلنا : وما جناحاها يا كعب ؟ قال : البصرة ومصر.
(212) حدثنا الحسن بن موسى حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس قال : قال رسول الله (ص) : (أول من جحد آدم).
(213) حدثنا أبو عاصم عن ابن جريج عن عطاء قال : أول من استخلف في القسامة
عمر بن الخطاب.
(214) حدثنا وكيع عن سعيد بن عبيد ومحمد بن قيس عن علي بن ربيعة قال : أول من نيح عليه بالكوفة قرظة بن كعب.
(215) حدثنا يزيد أخبرنا ابن أبي خالد عن إسحاق بن راشد عن امرأة من الانصار يقال لها أسماء بنت يزيد بن السكن أن النبي (ص) قال لام سعد : (ألا يرقا دمعك ويذهب حزنك فإن ابنك أول من ضحك الله له واهتز له العرش).
(216) حدثنا وكيع عن شعبة عن المغيرة بن النعمان عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : قام فينا رسول الله (ص) فقال : (أول الخلائق يكسى إبراهيم).
(217) حدثنا يعلى بن عبيد قال حدثنا ابن أبي خالد عن سعيد بن جبير قال : (يحشر الناس حفاة عراة فأول من يلقى بثوب إبراهيم عليه السلام).
__________
(1 / 213) استخلف : وكل عنه شخصا آخر يشرف على إتمامها.
(*)(8/349)
(218) حدثنا وكيع وأبو أسامة عن ابن أبي خالد قال : سمعت أبا عمرو الشيباني يقول : كان مهران أول السنة والقادسية آخر السنة.
(219) حدثنا شبابة عن ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد * (كما بدأنا أول خلق نعيده) * قال : عراة حفاة.
(220) وبإسناده عن مجاهد * (في الصحف الاولى) * قال : التوراة والانجيل.
(221) حدثنا أبو أسامة عن عوف عن يزيد الفارسي عن ابن عباس عن عثمان : كانت الانفال من الاوائل مما أنزل بالمدينة ، وكانت براءة من آخر ما أنزل من القرآن.
(222) حدثنا معاوية بن هشام حدثنا قيس عن سلمة بن كهيل عن أبي صادق عن عليم عن سلمان قال : أول هذه الامة ورودا على نبيها أولها إسلاما علي بن أبي طالب.
(223) حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن أبيه عن أبي الضحى أن أبا بكر استنشد
معدي كرب فأنشده وقال : ما استنشدني في الاسلام أحد قبلك.
(224) حدثنا شبابة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد * (في الصحف الاولى) * قال : التوراة والانجيل.
(225) حدثنا أبو أسامة عن محمد بن عمرو سمع أبا سلمة يقول في كفارة اليمين : مد بالمد الاول.
(226) حدثنا قتيبة حدثنا ليث عن ابن عجلان عن سعيد المقبري عن أبيه عن عبد الله بن سلام أنه قال في حديث ذكره : فجحد آدم ذريته وذلك أول يوم أمر بالشهداء).
(227) حدثنا سريج بن النعمان حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة عن صالح بن كيسان قال : أخبرنا الرقاشي عن أنس قال : (لقيت الملائكة آدم وهو يطوف بالبيت فقالت : يا آدم ! حججت ؟ فقال : نعم ، قالوا : قد حججنا قبلك بألفي عام).
(228) حدثنا يزيد أخبرنا قيس قال : رأيت شمر بن عطية استعار عمامة فأتوه بعمامة سابرية فردها ، وقال : رأيت الناس أول ما رأوا السابري قاموا إليه فحرقوه.
__________
(1 / 219) سورة الانبياء من الآية (104).
(1 / 220) سورة طه من الآية (133).
(1 / 228) السابري : نوع من رقيق القماش وشفافه.
(*)(8/350)
(229) حدثنا يزيد أخبرنا يحيى بن المتوكل أبو عقيل قال حدثنا إسماعيل بن رافع عن ابن لابي سلمة عن أم سلمة أنها قالت : قال النبي (ص) : (إن كان لمن أول ما نهاني الله عنه وعهد إلي بعد عبادة الاوثان : شرب الخمر وملاحاة الرجال).
(230) حدثنا حسين عن زائدة عن أبي حمزة عن إبراهيم : أول من جهر ببسم الله الرحمن الرحيم الاعراب.
(231) حدثنا أبو أسامة عن جويبر عن الضحاك قال : أحدث الناس القيام في رمضان وصلاة الضحى والقنوت في الفجر والقصص.
(232) حدثنا شريك عن الاعمش عن مجاهد قال : ما كان للناس عيد إلا في أول النهار.
(233) حدثنا أبو معاوية عن عاصم عن عباس بن عبد الله الهاشمي قال : أول ما خلقت المساجد أن رسول الله (ص) رأى بالقبلة نخامة فحكها ، ثم أمر بالخلوق فلطخ به مكانها ، فخلق الناس المساجد.
(234) حدثنا أبو أسامة عن محمد بن أبي حفصة عن أبي جمرة عن ابن عباس قال : أول جمعة جمعت جمعة بالمدينة ثم جمعة بالبحرين.
(235) حدثنا أبو أسامة عن مجالد عن زياد بن علاقة عن سعد أن رسول الله (ص) أمر عبد الله بن جحش ، وكان أول أمير أمر في الاسلام.
(236) حدثنا يزيد أخبرنا سفيان بن حسين عن علي بن زيد عن أنس بن حكيم الضبي قال : قال لي أبو هريرة : إذا أتيت أهل مصرك فأخبرهم أني سمعت رسول الله (ص) يقول : (أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة المكتوبة).
(237) حدثنا يزيد أخبرنا الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن عامر العقيلي عن أبيه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله (ص) : (عرض علي أول ثلاثة من أمتي يدخلون الجنة ، وأول ثلاثة يدخلون النار ، فأما أول ثلاثة يدخلون الجنة فالشهيد وعبد مملوك لم يشغله رق الدنيا عن طاعة ربه ، وفقير متعفف ذو عيال ، وأما أول ثلاثة يدخلون النار فأمير مسلط ، وذو ثروة من مال لا يؤدي حق الله في ماله ، وفقير فخور).
__________
(1 / 233) الخلوق طيب زيتي يترك أثرا ولونا.
(*)(8/351)
(238) حدثنا ابن بشر حدثنا أبو حيان عن أبي زرعة عن عبد الله بن عمرو قال :
قد حفظت من رسول الله (ص) حديثا لم أنسه بعد ، سمعت رسول الله (ص) يقول : (أول الآيات خروجا طلوع الشمس من مغربها أو خروج الدابة على الناس ضحى فأيهما ما كانت قبل صاحبتها فأخرى على أثرها قريبا).
(239) حدثنا حاتم حدثنا جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر قال : قال رسول الله (ص) : (أول ربا أضع ربا عباس بن عبد المطلب).
(240) حدثنا زيد عن موسى بن عبيدة عن صدقة بن يسار عن ابن عمر أن النبي (ص) حمد الله أثني عليه بما هو له أهل ثم قال : (يا أيها الناس ! إن كل دم كان في الجاهلية فهو هدر ، وأول دمائكم دم أياس بن ربيعة بن الحارث كان مسترضعا في بني ليث فقتلته هذيل ، وإن أول ربا كان في الجاهلية ربا عباس بن عبد المطلب ، وهو أول ربا أضع ، * (لكم رؤس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون) *).
(241) حدثنا يزيد عن أشعث عن أبي إسحاق أن عليا قال : أول الوضوء المضمضة والاستنشاق.
(242) حدثنا ابن مبارك عن معمر عن الزهري قال : أرى أن يترك البيع عند الاذان الاول ، أحدثه عثمان رضي الله عنه.
(243) حدثنا وكيع حدثنا الاعمش عن أبي صالح عن كعب قال : بدأ الله تعالى بخلق السموات يوم الاحد فالاحد والاثنان والثلاثاء والاربعاء والخميس والجمعة وجعل كل يوم ألف سنة.
(244) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق عن عبد الله قال : قال النبي (ص) : (لا تقتل نفس ظلما إلا كان على ابن آدم الاول كفل من دمها لانه كان أول من سن القتل).
(245) حدثنا كثير عن جعفر عن ميمون لما نزلت هذه الآية * (والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدأ) * قال رجل : إن رأى رجل في أهله ما يكره فذهب يجمع أربعة فرغ الرجل من
__________
(1 / 240) وهو أياس بن ربيعة بن الحارث عن عبد المطلب أي أن الرسول (ص) كان أول ربا وضعه ربا عمه وأول دم قريبه فالحارق عمه.
(1 / 245) سورة النور الآية (4).
(*)(8/352)
حاجته ، وإن ذكر ذلك جلد ، ولم تقبل له شهادة ، وكان من الفاسقين ، فأنزلت آية التلاعن ، فكان ذلك الرجل الذي قال ما قال أول من ابتلى بهذا ، ونزلت آية التلاعن.
(246) حدثنا سهل عن عمرو عن الحسن قال : أول من مات آدم.
(247) حدثنا وكيع حدثنا إسرائيل عن جابر عن أبي جعفر أن النبي (ص) كان ينزل الابطح أول ما يقدم.
(248) حدثنا ابن مسهر عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن عائشة عن فاطمة أن النبي (ص) قال لها : (أنت أول أهلي لحوقا بي) فضحكت لذلك.
(249) حدثنا أبو الأحوص عن مغيرة عن إبراهيم قال : كان عبد الله لا يقنت في الفجر ، وأول من قنت فيها علي وكانوا يرون أنه إنما فعل ذلك لانه كان محاربا.
(250) حدثنا أبو أسامة عن الفرازي عن الاوزاعي قال : الاقامة أول الصلاة.
(251) حدثنا شيخ لنا عن جعفر عن أبيه قال : أول من جعل مدي حنطة في زكاة الفطر عدل صاع من تمر عثمان بن عفان.
(252) حدثنا الثقفي عن يونس عن الحسن أن النبي (ص) قال : (أنا سيد ولد آدم وأول من تنشق عنه الارض وأول شافع).
(253) حدثنا ابن علية عن يونس عن ابن سيرين قال : نبئت أن أول جدة أطعمت مع ابنها أم الاب.
(254) حدثنا السهمي حدثنا حميد قال : سألت الحسن : من أول من خطب قبل الصلاة ؟ فقال : عثمان بن عفان صلى بالناس ثم خطبهم فرأى ناسا كثيرا لم يدركوا
الصلاة ، ففعلوا ذلك.
(255) حدثنا يزيد والسهمي عن حميد عن أنس عن النبي (ص) قال : (أول أشراط الساعة نار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب ، وأما أول طعام يأكله أهل الجنة فزيادء كبد حوت).
(256) حدثنا ابن بشر قال حدثنا محمد بن عمرو حدثنا عبد الجليل بن عطية رفعه قال : (أول ما يسأل عنه العبد عن صلاته).
(257) حدثنا محمد بن بكر عن ابن جريج قال : قلت لعطاء : القنوت في شهر رمضان ؟ قال : عمر أول من قنت : قلت : النصف الآخر أجمع ، قال : نعم.
ابن أبي شيبة - ج 8 - م 23(8/353)
(258) حدثنا ابن إسحاق عن عياض بن دينار مولى ليث عن أبي هريرة سمعته يقول : قال أبو القاسم (ص) : (أول زمرة يدخلون الجنة من أمتي على صورة القمر ليلة البدر التي تليها على أشد نجم في السماء إضاءة).
(259) حدثنا ابن نمير عن زكريا عن فراس عن عامر عن مسروق عن عائشة عن فاطمة أن النبي (ص) قال لها : (إنك أول أهل بيتي لحوقا بي ، ونعم السلف أنا لك).
(260) حدثنا محمد بن مصعب عن الاوزاعي عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت : فرض الله الصلاة أول ما فرضها ركعتين ، ثم أتمها للحاضر ، وأقرت صلاة السفر على الفريضة الاولى.
(261) حدثنا ابن مصعب قال حدثنا الاوزاعي قال : سألت الزهري عن شهادة الغلمان فقال : كان مروان بن الحكم أول من قضى بذلك.
(262) حدثنا الاحمر عن عوف عن الحسن قال : بلغني أن رسول الله (ص) قال : (الوليمة أول يوم حق والثاني معروف والثالث رياء).
(263) حدثنا عبد الوهاب بن عطاء عن ابن عون عن محمد قال : أول من أحدث الاذان في الفطر والاضحى مروان ، وجدت في كتابي عن سويد بن عمرو عن حماد بن سلمة عن قيس بن سعد عن طاوس قال : إن أول من ثوب في الفجر بلال على عهد أبي بكر ، كان إذا قال : حي على الفلاح (قال : (الصلاة خير من النوم) مرتين.
(264) حدثنا ابن فضل عن عمارة بن القعقاع عن أبي صالح عن أبي هريرة وأبو معاوية عن الاعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي (ص) قال : (أول زمرة تدخل الجنة من أمتي على صورة القمر ليلة البدر ثم الذين يلونهم على أشد كوكب في السماء إضاءة).
(265) حدثنا الفضل حدثنا سفيان حدثنا جعفر عن أبيه أنه كان يستحب أن يقرأ في الركعتين أول ما يقدم * (قل يا أيها الكافرون) * و * (قل هو الله أحد) * في الطواف.
(266) حدثنا أسود حدثنا جعفر بن زياد عن هشام بن حسان عن ابن سيرين قال : أول من سأل عن البينة شريح فقالوا : يا أبا أمية ! أحدثت قال : أحدثتم فأحدثت.
__________
(1 / 265) * (قل يا أيها الكافرون) * سورة الكافرون.
* (قل هو الله أحد) * سورة الاخلاص.
(*)(8/354)
(267) حدثنا ابن إدريس عن ليث عن مجاهد قال : قال رسول الله (ص) : (أول من يكسى خليل الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام).
(268) حدثنا هشيم عن مطيع عن الشعبي عن مسروق قال : قال عمر : لعن الله فلانا فإنه أول من أذن في بيع الخمر.
(269) حدثنا ابن نمير حدثنا سفيان عن سلمة بن كهيل عن عبد الله قال : ثم يأذن الله في الشفاعة فيكون أول شفيع يوم القيامة روح القدس جبريل ثم إبراهيم خليل الرحمن ثم موسى ثم يقوم نبيكم (ص) رابعا لا يشفع أحد بعده فيما يشفع فيه ، وهو المقام المحمود.
(270) حدثنا ابن فضيل عن عطاء عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : أول من طاف بالبيت الملائكة.
(271) حدثنا ابن فضيل عن عطاء عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : أول ما خلق الله من شئ القلم ثم خلق النون فكبس الارض على ظهر النون.
(272) حدثنا عبيدة عن داود بن أبي هند عن الشعبي قال : أول ما فرضت الصلاة فرضت ركعتين ركعتين ، فلما أتى النبي (ص) المدينة زاد مع كل ركعتين ركعتين إلا المغرب.
(273) حدثنا الفضل حدثنا حشرج بن نباته قال حدثني سعيد بن جمهان قلت لسفينة : إن بني أمية يزعمون أن الخلافة فيهم ، قال : كذب بنو الزرقاء ، بل هم ملوك من شر الملوك ، وأول الملوك معاوية.
(274) حدثنا جرير عن الشيباني عن الشعبي قال : ساوم عمر رجلا بفرس فركبه يشوره فعطب ، فقال للرجل : خذ فرسك ، فقال الرجل : لا ، قال عمر : إجعل بيني وبينك حكما ، فقال الرجل شريح ، فتحاكما إليه ، فقال شريح : يا أمير المؤمننين ! خذ بما ابتعت أو ردكما أخذت ، قال عمر : وهل القضاء إلا على هذا ، فصيره إلى الكوفة ، فبعثه قاضيا فإنه لاول يوم عرفه.
(275) حدثنا أبو أسامة حدثنا سفيان قال أخبرني واصل الاحدب قال : حدثتني عائذة امرأة من بني أسد وأثنى عليها خيرا ، قال : سمعت عبد الله بن مسعود وهو يوطئ الرجال والنساء - يعني يتخطاهم - ألا أيها الناس ! من أدرك منكم من أمرأة أو رجل فالسمت الاول السمت الاول ، فأنا اليوم على الفطرة.(8/355)
(276) حدثنا عفان حدثنا حماد قال أخبرني الازرق بن قيس عن يحيى بن يعمر عن رجل من أصحاب النبي (ص) أن النبي (ص) قال : (أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة صلاته ، فإن كان أتمها كتبت له تامة ، وإن لم تكن تامة قال : انظروا هل تجدون
لعبدي من تطوع فأكملوه بما ضيع فريضته ، ثم الزكاة ، ثم تؤخذ الاعمال على حسب ذلك).
(277) حدثنا عبد الرحيم وعيسى عن هشام عن ابن سيرين عن أنس قال : أول سلب خمس في الاسلام سلب البراء بن مالك.
(278) حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة عن حميد عن أبي الطفيل عامر بن واثلة : سألت ابن عباس عن السعي بين الصفا والمروة فقال : أول من فعله إبراهيم.
(279) حدثنا أبو بكر عن عبد الرحمن عيسى بن المختار عن محمد بن أبي ليلى عن حبيب عن سعيد بن جبير أنه قال : أول زمرة تدخل الجنة الذين يحمدون الله في السراء والضراء.
(280) حدثنا أسود حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أبي حرة الرقاشي عن عمه قال : كنت آخذا بزمام ناقة رسول الله (ص) في أوسط أيام التشريق أذود عنها الناس فقال : (يا أيها الناس ! ألا إن كل مال ومأسرة كانت في الجاهلية تحت قدمي هذه إلى يوم القيامة ، وإن أول دم موضوع دم ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب ، وإن الله قضى أن أول ربا موضوع ربا العباس بن عبد المطلب * (لكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون) *).
(281) حدثنا أبو أسامة قال حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أبي نضرة قال : خطبنا ابن عباس بالبصرة فقال : قال رسول الله (ص) : (أنا أول من تنشق عنه الارض ولا فخر).
(282) حدثنا الاحمر عن الاعمش عن إبراهيم قال : كان عمر أول شئ يقع منه إلى الارض ركبتاه.
(283) حدثنا يحيى بن يمان عن أشعث عن جعفر عن سعيد بن جبير * (خلق الانسان من عجل) * قال : خلق آدم عليه الصلاة والسلام ثم نفخ فيه الروح ، وأول ما نفخ في ركبتيه فذهب ينهض فقال : خلق الانسان من عجل.
__________
(1 / 283) سورة الانبياء من الآية (37).
(*)(8/356)
(284) حدثنا يحيى بن آدم حدثنا زهير عن أبي إسحاق عن الاسود عن ابن مسعود : أول سورة قرأها رسول الله (ص) : * (والنجم) *.
(285) حدثنا أبو الأحوص عن منصور عن مجاهد : كان يقال : (الصبر عند أول صدمة).
(286) حدثنا يزيد عن شعبة عن قتادة عن الحسن قال : أول من عرف بالبصرة ابن عباس.
(287) حدثنا شريك عن أبي إسحاق عن هنيدة بن خالد الخزاعي قال : أول رأس أهدي في الاسلام رأس عمرو بن الحمق ، أهدي إلى معاوية ، (288) حدثنا الفضل حدثنا أبو إسرائيل قال : أخبرني بعض أصحابنا أن طلحة كان أول من بايع عليا ، فرآه أعرابي فقال : أمر لا يتم ، فقلت لابي إسرائيل : من أي شئ ؟ قال : من أمر يده.
(289) حدثنا إسحاق بن سليمان عن أبي سنان قال حدثني شيخ عن عمرو بن مرة قال : أول من شرط الشرط عمرو بن العاص ، فلما مرض مرضه الذي مات فيه أرسل إلى شرطه فقال : خذوا سلاحكم وكراعكم وائتوني ، فلما أتوه قال إني إنما كنت أعدكم لمثل هذا اليوم ، فهل تستطيعون أن تردوا عني شيئا مما أنا فيه ، فقالوا : سبحان الله ! تقول هذا وقد كان رسول الله (ص) يستشيرك ويؤمرك على الجيوش ، فقال : وما يدريكم لعل رسول الله (ص) كان يتألفني بذلك.
(290) حدثنا عبد الرحيم عن طلحة بن عمرو قال : سمعت عطاء يقول : أول ما نزل تحريم الخمر * (يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس) *.
(291) حدثنا خالد بن مخلد قال : حدثني موسى قال أخبرني محمد بن عمرو بن علي
عن علي بن أبي طالب قال : أول من دفن بالبقيع عثمان بن مظعون ثم اتبعه إبراهيم بن محمد رسول الله (ص).
__________
(1 / 284) المقصود سورة النجم.
(1 / 285) أي فور تلقي خبر المصيبة.
(1 / 290) سورة البقرة من الآية (219).
(*)(8/357)
(292) حدثنا حفص عن الاعمش عن حبيب عن أبي عبد الرحمن قال : قال عبد الله : إذا رأيتم المحدث فعليكم بالامر الاول.
(293) حدثنا مالك قال حدثني سهل بن شعيب قال حدثني فراس بن يحيى قال : أصبت في سجن الحجاج ورقا منقوطا بالنحو ، وكان أول نقط رأيته ، فأتيت به الشعبي فأريته إياه : فقال : اقرأ عليه ولا تنقطه بيدك.
(294) حدثنا محمد بن عبيد حدثنا محمد بن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر وابن أبي نجيح قالا : أول من سن الصلاة عند القتل خبيب بن عدي.
(295) حدثنا يزيد حدثنا هشام عن محمد قال : كان أول من ظاهر في الاسلام زوج خويلة فظاهر منها فأتت النبي (ص) فأخبرته فأرسل إليه ونزل القرآن * (قد سمع الله قول التي تجالدك في زوجها) *.
(296) حدثنا يزيد أبو شيبة عن الحكم قال : أول من عرف بالكوفة ابن الزبير.
(297) حدثنا وكيع عن أبي شبيب عن عكرمة عن ابن عباس أن عمر كاتب عبدا له يكنى أبا أمية ، فجاءه بنجمه حين حل ، قال عكرمة : فكان أول نجم أدي في الاسلام.
(298) حدثنا يزيد أخبرنا أبو الفضل خالد بن رياح حدثنا أبو السوار العدوي عن جندب بن عبد الله قال : أول ما ينتن من ابن آدم بطنه إذا مات فلا تجعلوا فيه إلا طيبا.
(299) حدثنا يزيد أخبرنا ابن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب عن مرثد بن عبد الله اليزني وكان أول أهل مصر يروح إلى المسجد ، وكان لا يأتي بشئ إلا تصدق
به.
(300) حدثنا أبو القاسم مسلمة بن القاسم حدثنا أبو الحسن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن يزيد بن حجر القرشي العسقلاني بعسقلان قال حدثنا أبو الفضل صالح بن أحمد بن محمد بن حنبل حدثنا إبراهيم بن مهدي المصيصي حدثنا أبو حفص عمر بن عبد الرحمن الابار عن إسماعيل بن عبد الرحمن الازدي عن ابن بردة بن أبي موسى عن أبي موسى قال : قال رسول الله (ص) : (أول من دخل الحمام وصنعت له النورة سليمان بن داود عليه السلام ، فلما دخله ووجد حره وغمه قال : أوه من عذاب الله قبل أن لا يكون أوه).
__________
(1 / 295) سورة المجادلة الآية (1).
(*)(8/358)
(301) حدثنا مسلمة حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن الجهم ببغداد حدثنا عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل قال حدثني أبي حدثنا حجاج قال : سمعت أبا أسرائيل قال : أول يوم عرفت فيه الحكم يوم هلك الشعبي ، قال : جاء إنسان يسئل عن مسألة فقالوا : عليك بالحكم بن عتيبة.
(302) حدثنا أبي حدثنا سفيان قال أيوب أول ما جالسناه - يعني عكرمة - قال يحسن حسنكم مثل هذا.
(303) حدثنا أبي حدثنا عبد الرزق حدثنا معمر عن يحيى بن أبي كثير قال : أول امرأة تزوجها رسول الله (ص) خديجة بنت خويلد ، ثم نكح سودة بنت زمعة ، ثم نكح عائشة بنت أبي بكر بمكة وبني بها بالمدينة ، ثم نكح بالمدينة زينب بنت خزيمة الهلالية ، ثم نكح أم سلمة بنت أبي أمية ، ثم نكح جويرية بنت الحارث من بني المصطلق ، وكانت مما أفاء الله عليه ، ثم نكح ميمونة بنت الحارث ، وهي التي وهبت نفسها للنبي (ص) ، ثم نكح صفية بنت حيي ، وهي مما أفاء الله عليه يوم خبير ثم نكح زينب بين جحش وكانت
امرأة زيد بن حارثة ، توفيت زينب بنت خزيمة قبل النبي (ص) ، ونكح حفصة بنت عمر ، وأم حبيبة بنت أبي سفيان ، والكندية ، وامرأة من كلب ، وكان جميع من تزوج أربع عشرة امرأة.
(304) حدثنا يعقوب بن إسحاق بن حجر حدثنا أبو موسى حدثنا ضمرة عن يزيد بن أبي يزيد عن رجل قد سماه قال : أول من عقد الالوية إبراهيم خليل الرحمن ، بلغه أن قوما أغاروا على لوط فسبوه ، فقعد لواء ، وسار إليهم بعبيده ومواليه حتى أدركهم ، فاستنقذه وأهله.
(305) حدثنا مسلمة حدثنا أبو جعفر أحمد بن إبراهيم عن عبد الله بن محمد بن يحيى المعافري المصري المعروف بابن حمويه بالفسطاط في الجامع إملاء من كتابه في ذي القعدة سنة إثنتين وعشرين وثلاثمائة ، قال : حدثنا الربيع بن سليمان المرادي حدثنا أسد بن موسى حدثنا حماد بن سلمة عن أبي قزعة عن حكيم بن معاوية قال : سمعت رسول الله (ص)
__________
(1 / 301) هلك : توفي.
(1 / 304) هذه رواية توراثية من سفر الخروج.
(*)(8/359)
يقول : (تحشرون مشاة وركبانا وعلى وجوهكم ، تعرضون على الله على أفواهكم الفدام ، وأول ما يعرب عن أحدكم فخذا).
(306) أخبرنا مسلمة حدثنا أبو جعفر محمد بن الحسن الهمداني حدثنا أبو بكر يحيى بن جعفر بن أبي طالب أخبرنا عبد الوهاب بن عطاة العجلي الخفاف أخبرنا سعيد وهشام عن قتادة قال : كان أبو الدرداء يقول : إن أول ما أنا مخاصم به غدا - يعني يوم القيامة - أن يقال لي : يا أبا الدرداء قد علمت فكيف عملت فيما علمت.
(307) أخبرنا مسلمة حدثنا أبو علي عبد الله بن محمد بن أبي رجاء الزيات المالكي بمكة إملاء من حفظه حدثنا أبو حارثة أحمد بن إبراهيم الغساني بالرملة سنة سبع
وسبعين ومائتين حدثنا أبي عن أبيه عن جده عن رجل من جيش مسلم بن عقبة قال : لما نزلنا بالمدينة دخلت مسجد رسول الله (ص) فصليت إلى جنب عبد الملك بن مروان ، فقال لي عبد الملك : أمن هذا الجيش أنت ؟ قال : قلت : نعم ، قال : ثكلتك أمك ، أتدري إلى من تسير ؟ إلى أول مولود ولد في الاسلام ، وإلى ابن حواري رسول الله (ص) ، وإلي ابن أسماء ذات النطاقين ، وإلى من حنكه رسول الله (ص) بيده ، وأما والله لئن جئته نهارا لتجدنه صائما ، ولئن جئته ليلا لتجدنه قائما ، ولو أن أهل الارض أطبقوا على قتله لكبهم الله جميعا في النار على وجوههم ، قال ذلك الرجل : ما مضت إلا أيام حتى صارت الخلافة إلى عبد الملك ووجهنا إليه فقتلناه.
(308) حدثنا أبو حارثة قال حدثني أبي عن أبيه عن جده قال : أول من سمي عبد الملك و عبد العزيز ابنا مروان ، وأون من واصل بين الظهر والعصر في الصلاة وبين العشاء والعتمة عبد الملك.
(309) مسلمة قال : قرأت على أبي العباس أحمد بن عيسى المعروف بابن الوشاء حدثكم أبو جعفر محمد بن أحمد بن فيروز العبدي العبد الصالح قال حدثنا علي بن خشرم قال حدثنا عيسى بن يونس عن ربيعة بن عثمان عن سعد بن إبراهيم عن أبيه أنه قال : أول من خطب على المنابر إبراهيم خليل الرحمن عليه الصلاة والسلام.
(310) حدثنا مسلمة حدثنا أبو جعفر محمد بن الحسن الهمداني حدثنا جعفر بن أحمد الهمداني حدثنا عبد الرحمن بن أحمد الزهري حدثنا كثير بن هشام حدثنا عيسى بن(8/360)
إبراهيم عن معاوية بن عبد الله قال : سمعت كعبا يقول : أول من ضرب الدينار والدرهم آدم عليه السلام ، وقال : لا تصلح المعيشة إلا بهما.
(311) حدثنا ابن الوشاء حدثنا أبو عثمان سعيد بن الحكم السلمي الدمشقي يعرف بالفندي قرأت من كتابه لفظا حدثنا هشام بن خالد حدثنا بقية حدثنا العلاء ابن سليمان
عن الفروي عن أبي ذر قال : قال رسول الله (ص) : (أول من يدخل الجنة التاجر الصدوق).
(312) حدثنا ابن الوشاء حدثنا سعيد بن الحكم حدثنا هشام حدثنا بقية حدثنا ابن جريح عن عطاء عن ابن عباس عن النبي (ص) مثله.
(313) حدثنا ابن الوشاء حدثنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن مسلم بن زياد مولى بني هاشم حدثنا محمد بن عمرو بن بكر قال حدثنا يحيى بن الضريس حدثنا عمرو عن جابر عن زاذان عن سلمان قال : حدثني الطيب المبارك أن رسول الله (ص) قال : (أول ما يبشر به المؤمن بروح وريحان وجنة نعيم ، وإن أول ما يبشر به المؤمن يقال له : أبشر ولي الله ، قدمت خير مقدم ، غفر الله لمن شيعك (قال الشيخ محمد بن إبراهيم أبو عبد الله : لم يرو هذا الحديث إلا هذا الشيخ الواحد) واستجاب الله لمن استغفر لك وقبل ممن شهد لك).
(314) أخبرنا مسلمة حدثنا محمد بن عبد الله بن محمد بن يوسف المكي البغداي بالقزم قال حدثني أبي رحمه الله قال حدثنا أبي محمد بن يوسف قال حدثنا أبو داود سليمان بن عمرو النخعي حدثنا سعيد بن أياس عن علقمة قال عبد الله بن عباس : أول من اتخذ الكلب نوح ، قال : يا رب ، أمرتني أن أصنع الفلك فأنا في صناعته أصنع أياما ، فيجيئوني بالليل فيفسدون كل ما عملت ، أفسدوه فمتى يلتئم لي ما أمرتني به ، قد طال علي أمري ، فأوحى الله إليه : يا نوح ! أتخذ كلبا يحرسك ، فاتخذ نوح كلبا ، فكان يعمل بالنهار وينام بالليل ، فإذا جاءه قومه ليفسدوا ما عمل ينبحهم الكلب فينتبه نوح ، فيأخذ الهراوة لهم ويثب عليهم فيهربون منه ، فالتأم له ما أراد.
(315) أخبرنا مسلمة حدثنا أبو علي الحسن بن منصور البغدادي حدثنا أبو سلمة يعني ابن إسماعيل المنقري حدثنا أبان يعني ابن يزيد العطار قال أخبرنا قتادة عن الحسن عن أنس بن حكيم عن أبي هريرة أن النبي (ص) قال : (أول ما يحاسب به العبد(8/361)
يوم القيامة يحاسب بصلاته ، فإن صلحت فقد أفلح وانجح ، وإن فسدت فقد خاب وخسر).
(316) أخبرنا مسلمة حدثنا ابن الوشاء حدثنا بكار بن قتيبة القاضي حدثنا روح بن عبادة القيسي حدثنا شعبة عن عاصم الاحول قال : سمعت أبا عثمان النهدي يقول : سمعت سعد بن مالك وأبا بكرة يقولان : سمعت رسول الله (ص) : يقول : (من ادعي إلى غير أبيه وهو يعلم أنه غير أبيه فإن الجنة عليه حرام) ، قال وكان سعد بن مالك أول من رمى بسهمه في سبيل الله عزوجل ، قال : وكان أبو بكرة أول من تسور على رسول الله (ص) في وفد ثقيف.
تم والحمد لله حق حمده(8/362)
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد وآله 38 كتاب الرد على أبي حنيفة هذا ما خالف به أبو حنيفة الاثر الذي جاء عن رسول الله (ص).
(1) مسألة رجم اليهودي واليهودية (1) حدثنا أبو عبد الرحمن بقي بن مخلد قال حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي شيبة قال حدثنا شريك بن عبد الله عن سماك عن جابر بن سمرة أن النبي (ص) رجم يهوديا ويهودية.
__________
(1) وقد روى مسلم في صحيحه في كتاب الحدود (راجع مختصر صحيح مسلم من تحقيقنا - الحديث (1012) : عن عبد الله بن عمر أن رسول الله (ص) أتي بيهودي ويهودية قد زنيا فانطلق رسول الله (ص) حتى جاء يهود فقال : (ما تجدون في التوراة على من زنى) قالوا : نسود وجوههما ونحملهما ونخالف بين
وجوههما ويطاف بهما ، قال : (فأتوا بالتوراة إن كنتم صادقين) ، فجاءوا بها فقرأوها حتى إذا مروا بآية الرجم وضع الفتى الذي يقرأ يده على آية الرجم وقرأ ما بين يديها وما وراءها فقال له عبد الله بن سلام وهو مع رسول الله (ص) مره فليرفع يده ، فرفعها فإذا تحتها آية الرجم فأمر بهما رسول الله (ص) فرجما ، قال عبد الله بن عمر : كنت فيمن رجمهما فلقد رأيته يقيها من الحجارة بنفسه.
وقد جاء في التوراة سفر تثنية الاشتراع الاصحاح (22) من العدد (22) إلى العدد (24) ما يلي : (إذا وجد رجل مضطجعا مع امرأة زوجة بعل يقتل الاثنان الرجل المضطجع مع المرأة والمرأة فتنزع الشر من إسرائيل.
إذا كانت فتاة عزراء مخطوبة لرجل فوجدها رجل في المدينة واضطجع معها فأخرجوهما كليهما إلى باب تلك المدينة وأرجوهما بالحجارة حتى يموتا).
كما جاء في سفر اللاويين الاصحاح العشرون العدد (10) ما يلي : (إذا زنى رجل مع امرأة ، فإذا زنى مع امرأة قريبة فإنه يقتل الزاني والزانية) أي أن حكم التوراة في الزانيين الرجم أو القتل على اختلاف الحالات.
ولا مبرر لقول أبي حنيفة (ولا يرجما).
(*)(8/363)
(2) حدثنا أبو معاوية ووكيع عن الاعمش عن عبد الله بن مرة عن البراء بن عازب أن رسول الله (ص) رجم يهوديا.
(3) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن مجالد عن عامر عن جابر بن عبد الله أن النبي (ص) رجم يهوديا ويهودية.
(4) حدثنا ابن نمير حدثنا عبيد الله عن نافع عن ابن عمر أن النبي (ص) رجم يهوديين أنا فيمن رجمهما.
(5) حدثنا جرير عن مغيرة عن الشعبي أن النبي (ص) رجم يهوديا ويهودية.
وذكر أن أبا حنيفة قال : ليس عليهما رجم.
(2) مسأله الصلاة في أعطان الابل
(1) حدثنا ابن إدريس عن الاعمش عن عبد الله بن عبد الله عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن البراء بن مالك قال : جاء رجل إلى النبي (ص) فقال : أصلي في مرابض الغنم ؟ قال : (نعم ، قال : أتوضأ من لحومها ؟ قال : لا ، قال : فأصلي في مبارك الابل ؟ قال : لا ، قال : فأتوضأ من لحومها ؟ قال : نعم).
(2) حدثنا هشيم عن يونس عن الحسن عن عبد الله بن مغفل قال : قال رسول الله (ص) : (صلوا في مرابض الغنم ، ولا تصلوا في أعطان الابل ، فإنها خلقت من الشيطان).
(3) حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أشعث بن أبي الشعثاء عن جعفر بن أبي ثور عن جابر بن سمرة قال : أمرنا النبي (ص) أن نتوضأ من لحوم الابل ، ولا نتوضأ من لحوم الغنم ، وأن نصلي في دمن الغنم ولا نصلي في أعطان الابل.
(4) حدثنا يزيد بن هارون حدثنا هشام عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة عن النبي (ص) قال : (إذا لم تجدوا إلا مرابض الغنم وأعطان الابل فصلوا في مرابض الغنم ولا تصلوا في أعطان الابل).
__________
(2) قوله لا بأس بالصلاة في معاطن الابل مخالفة واضحة لصحيح الحديث وقد روت في نفي الرسول (ص) للصلاة في معاطن الابل كتب الصحاح.
وقد سميت أصلا معاطن لريح العطن الذي يصدر عنها ، وهو ريح منفر والنظافة من أسس الاسلام والايمان.
(*)(8/364)
(5) حدثنا زيد بن الحباب عن عبد الملك بن الربيع بن سبرة عن أبيه عن جده أن النبي (ص) قال : (لا يصلى في أعطان الابل).
وذكر أن أبا حنيفة قال : لا بأس بذلك.
(3) مسألة سهام المجاهدين (1) حدثنا [ أبو ] نمير وأبو أسامة عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر عن النبي
(ص) أنه قسم للفرس سهمين وللراجل سهما.
(2) حدثنا حفص عن غياث عن حجاج عن مكحول أن النبي (ص) جعل للفارس ثلاثة أسهم : سهمين لفرسه وسهما له.
(3) حدثنا أبو خالد عن أسامة بن زيد عن مكحول قال : أسهم النبي (ص) يوم خبير للفرس سهمين وللراجل سهما.
(4) حدثنا ابن فضيل عن حجاج عن أبي صالح عن ابن عباس أن النبي (ص) جعل للفارس ثلاثة أسهم : سهما له وسهمين لفرسه.
(5) حدثنا أبو خالد عن يحيى بن سعيد عن صالح بن كيسان أن النبي (ص) أسهم يوم خبير للمائتي فرس لكل فرس سهمين.
وذكر أن أبا حنيفة قال : سهم للفرس وسهم لصاحبه.
(4) مسألة السفر بالقرآن إلى أرض العدو (1) حدثنا ابن نمير وأبو أسامة عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر عن النبي (ص) نهى أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو مخافة أن يناله العدو.
وذكر أن أبا حنيفة قال : لا بأس بذلك.
__________
(3) وإنما جعل للفرس سهمين لان كلفة علفه وطعامه والعناية به أكثر من كلفة طعام الاثنان وفي عهد أبي حنيفة صار الامير هو الذي يؤمن العلف الخيل الجند.
(4) لقد حفظ الله القرآن الكريم وانتشر ولم يعد من خوف على تحريفه إلا أن ما نراه من سوء ترجمتهم لمعانيه يريدون بذلك تنفير بني جلدتهم من الاسلام والتوحيد ما يجعلنا نحرث على حفظه منهم والرد عليهم في وقت واحد والله الموفق على كل حال.
(*)(8/365)
(5) مسألة العدل بين الاولاد (1) حدثنا ابن عيينة عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن وعن محمد بن النعمان عن أبيه أن أباه نحله غلاما ، وأنه أتى النبي (ص) ليشهده فقال : (أكل ولدك نحلته مثل
هذا ؟ قال : لا ، قال : فأردده).
(2) حدثنا عباد عن حصين عن الشعبي قال : سمعت النعمان بن بشير يقول : أعطاني أبي عطية فقالت أمي عمرة بنت رواحة : لا أرضى حتى تشهد النبي (ص) ، قال : فأتى النبي (ص) فقال : إني أعطيت ابني من عمرة عطية ، فأمرتني أن أشهدك ، قال : (أعطيت كل ولدك مثل هذا ؟ قال : لا ، قال : فاتقوا الله واعدلوا بين أولادكم).
(3) حدثنا ابن مسهر عن أبي حيان عن الشعبي عن النعمان بن بشير عن النبي (ص) أنه قال : (لا أشهد على جور).
وذكر أن أبا حنيفة قال : لا بأس به.
(6) مسألة بيع المدبر (1) حدثنا ابن عيينة عن عمرو سمع جابرا يقول : دبر رجل من الانصار غلاما له ولم يكن له مال غيره ، فباعه النبي (ص) فاشتراه النحام عبدا قبطيا مات عام الاول في إمارة ابن الزبير.
(2) حدثنا شريك عن سلمة عن عطاء أبي الزبير عن جابر أن النبي (ص) باع مدبرا.
وذكر أن أبا حنيفة قال : لا يباع.
(7) مسألة الصلاة على القبر وصلاة الغائب (1) حدثنا حفص وابن مسهر عن الشيباني عن الشعبي عن ابن عباس قال : صلى النبي عليه الصلاة والسلام على قبر بعد ما دفن.
__________
(5) لا بأس بنحله أن كان هو القائم بأمر والديه دون إخوته وهذا حكم قياسي يخالف الاثر الصحيح.
(6) اعتبر أبو حنيفة أن المدبر هو حر قد شرطت حريته بموت صاحبه إلا أن الاثر يخالف هذا القياس.
(7) اعتبر أبو حنيفة أن أصحمة لم يصل عليه في قومه ، ولذلك صلى عليه الرسول (ص) وهذا رأي وقياس.
(*)(8/366)
(2) حدثنا هشيم عن عثمان بن حكيم عن خارجة بن زيد عن عمه يزيد بن الثابت - وكان أكبر من زيد - أن النبي (ص) على امرأة بعد ما دفنت ، فصلى عليها وكبر أربعا.
(3) حدثنا سعيد بن يحيى الحميري عن سفيان بن حسين عن الزهري عن أبي أسامة ابن سهل عن أبيه قال : كان النبي (ص) يعود فقراء أهل المدينة ويشهد جنائزهم إذا ماتوا ، قال : فتوفيت امرأة من أهل العوالي ، قال : فمشى النبي (ص) إلى قبرها وكبر أربعا.
(4) حدثنا الثقفي عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي المهلب عن عمران بن حصين عن النبي (ص) قال : (إن أخا لكم قد مات فصلوا عليه) يعني النجاشي.
(5) حدثنا عبد الاعلى عن معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أن النبي (ص) صلى على النجاشي فكبر عليه أربعا.
(6) حدثنا يحيى بن آدم حدثنا سفيان عن أبي سنان عن عبد الله بن الحارث عن ابن عباس أن النبي (ص) صلى على ميت بعد ما دفن.
(7) حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا سليم بن حيان عن سعد بن ميناء عن جابر أن النبي (ص) على أصحمة وكبر عليه أربعا.
وذكر أن أبا حنيفة قال : لا يصلى على ميت مرتين.
(8) مسألة إشعار الهدي (1) حدثنا وكيع عن هشام الدستوائي عن قتادة عن أبي حسان عن ابن عباس أن النبي (ص) أشعر في الايمن وسلت الدم بيده.
(2) حدثنا ابن عيينة عن الزهري عن عروة عن المسور بن مخرمة ومروان أن النبي (ص) عام الحديبية خرج في بضع عشرة مائة من أصحابه ، فلما كان بذي الحليفة قلد الهدي وأشعر وأحرم.
(3) حدثنا حماد بن خالد عن أفلح عن القاسم عن عائشة أن النبي (ص) أشعر.
وذكر أن أبا حنيفة قال : الاشعار مثلة.
__________
(8) مثلة : أي تمثيل بالجثة.
والصحيح أن الهدي ليس ميتا بعد ليكون ذلك مثلة ثم إن الطعن في السنام لا يقتل الابل وإن أسال بعض الدم.
(*)(8/367)
(9) صلاة المنفرد خلف الصف (1) حدثنا ابن إدريس عن حصين عن هلال بن يساف قال : أخذ بيدي هلال بن أبي الجعد فاوقفني على الشيخ بالرقة يقال له : وابصة بن معبد ، قال : صلى رجل خلف الصف وحده فأمره النبي (ص) أن يعبد.
(2) حدثنا ملازم بن عمرو عن عبد الله بن بدر قال حدثني عبد الرحمن بن علي بن شيبان عن أبيه علي بن شيبان ، وكان من الوفد ، قال : خرجنا حتى قدمنا على نبي الله (ص) فبايعناه وصلينا خلفه ، فرأى رجلا يصلي خلف الصفوف ، قال : فوقف عليه نبي الله (ص) حتى انصرف ، فقال : (استقبل صلاتك ، فلا صلاة للذي خلف الصف).
وذكر أن أبا حنيفة قال : تجزئه صلاته.
(10) مسألة ملاعنة الحامل (1) حدثنا عبدة عن الاعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله أن النبي (ص) لاعن بين رجل وامرأته وقال : عسى أن تجئ به أسود جعدا ، فجاءت به أسود جعدا (2) حدثنا وكيع عن عباد بن منصور عن عكرمة عن ابن عباس أن النبي (ص) لاعن بالحمل.
(3) حدثنا وكيع عن ابن أبي خالد عن الشعبي في رجل تبرأ مما في بطن امرأته ، قال : يلاعنها.
وذكر أن أبا حنيفة كان لا يرى الماعنة بالحمل.
__________
(10) وقد استند أبو حنيفة في قوله إلى أحاديث منها ما رواه مسلم في صحيحه في كتاب اللعان
الاحاديث 18 - (1500) و (19) و (20) ونص الاول منها - وحدثنا قتيبة بن سعيد وأبو بكر بن أبي شيبة (سبق أن ذكرناه في كتاب اللعان من هذا المصنف) وعمرو الناقد وزهير بن حرب ، واللفظ لقتيبة قالوا : حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال : جاء رجل من بني فزارة إلى النبي (ص) فقال : إن امرأتي ولدت غلاما أسود فقال النبي : (هل لك من إبل) قال : نعم ، قال : (فما ألوانها ؟) قال : حمر ، قال : (هل فيها من أورق ؟) قال : نعم ، قال : (فأنى أتاها ذلك) قال : عسى أن يكون نزعة عرق ، قال : (وهذا عسى أن يكون نزعة عرق).
والقياس هنا قياس خاطئ لان حال الملاعن المنتفي من الحمل حال آخر فهي لم تضع بعد ليعرفه = (*)(8/368)
(11) مسألة العتق ما فوق الثلث (1) حدثنا ابن علية عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي المهلب عن عمران بن حصين أن رجلا كان له ستة أعبد فأعتقهم عند موته ، فأقرع النبي (ص) بينهم فأعتق إثنين وأرق أربعة.
(2) حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن عبد الله بن المختار عن محمد بن زياد عن أبي هريرة عن النبي (ص) نحوه أو مثله.
وذكر أن أبا حنيفة قال : ليس هذا بشئ ولا يرى فيه قرعة.
(12) إقامة الحدود على ملك اليمين (1) حدثنا ابن عيينة عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن زيد بن خالد وشبل وأبي هريرة قالوا : كنا عند النبي (ص) فأتاه رجل فسأله عن الامة تزني قبل أن تحصن ، قال : (إجلدوها ، فإن عادت فاجلدوها ، قال في الثالثة أو الرابعة : فيبيعوها ولو بضفير).
(2) حدثنا أبو الأحوص عن عبد الاعلى عن أبي جميلة عن علي قال : قال رسول الله (ص) : (أقيموا الحدود على ما ملكت أيمانكم).
(3) حدثنا ابن عيينة عن أيوب بن موسى عن سعيد عن أبي هريرة قال : قال النبي (ص) : (إذا زنت أمة أحدكم فليجلدها ولا يثرب عليها ، فإن عادت فليبعها ولو بضفير من شعر).
(4) حدثنا شبابة عن ليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن عمارة بن أبي فروة عن عروة عن عائشة أن النبي (ص) قال : (إذا زنت الامة فاجلدوها ، فإن عادت
__________
= إنما رأى منها الزنا وهي حامل وإن كانت حاملا قبل رؤيته لزناها فمن يزني مرة يزني مرات والزرع على كل حال قد سقي بمائه وماء سواه ، وإلحاق ولد الملاعنة بأمة واضح الدلالة على جواز الانتفاء من ولد المرأة الملاعنة.
(11) وقد استند أبو حنيفة هنا في حكمه على حكمه في المدبر.
(12) إن لم يكن سيدها عدلا صدوقا ثقة كان في المسألة نظر إذ أنه قد يفتري عليها لسبب ما أما إن كان عدلا صدوقا ثقة فلا نرى وجها لقوله : لا يجلدها.
ابن أبي شيبة - ج 8 - م 24 (*)(8/369)
فاجلدوها ، فإن عادت فاجلدوها ، فإن زنت فاجلدوها ، ثم بيعوها ولو بضفير) والضفير الحبل.
(5) حدثنا معلى بن منصور عن أبي أويس عن عبد الله بن أبي بكر عن عباد بن تميم عن عمه وكان بدريا قال : قال النبي (ص) : (إذا زنت الامة فاجلدوها ، ثم إن زنت فاجلدوها ، ثم إن زنت فاجلدوها ، ثم بيعوها ولو بفضير).
وذكر أن أبا حنيفة قال : لا يجلدها سيدها.
(13) مسألة نجاسة الماء
(1) حدثنا أبو أسامة عن الوليد بن كثير عن محمد بن كعب عن عبيد الله بن عبد الله عن رافع بن خديج عن أبي سعيد الخدري قيل : يا رسول الله ! أنتوضأ من بئر بضاعة ، وهي بئر يلقى فيها الحيض ولحوم الكلاب والنتن ، فقال النبي (ص) : (الماء طهور لا ينجسه شئ).
(2) حدثنا أبو الأحوص عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال : اغتسل بعض أزواج النبي (ص) في جفنة ، فجاء النبي (ص) ليغتسل فيها أو ليتوضأ ، فقالت : يا رسول الله ! (ص) : إني كنت جنبا ، قال : (إن الماء لا يجنب).
(3) حدثنا أبو أسامة عن الوليد بن كثير عن محمد بن جعفر بن الزبير عن عبيد الله بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال : قال رسول الله (ص) : (إذا كان الماء قلتين لم يحمل نجسا).
وذكر أن أبا حنيفة قال : ينجس الماء.
(14) مسألة قضاء الصلاة (1) حدثنا هشيم عن أيوب عن أبي العلاء حدثنا قتادة عن أنس قال : قال النبي (ص) : (من نسي صلاة أو نام عنها فكفارته أن يصليها إذا ذكرها).
__________
(13) الاثر أثبت وحديت بئر بضاعة معروف ، فإن قصد الماء القليل كان في المسألة رأي آخر.
(14) وإنما اعتبر أبو حنيفة أن الصلاة في هذين الوقت لا تجزئ لما روي عن الرسول (ص) عن كراهية الصلاة في هذين الوقتين لان الشيطان يقارن الشمس عند طلوعها وعند غروبها.
(*)(8/370)
(2) حدثنا غندر عن شعبة عن جامع بن شداد قال : سمعت عبد الرحمن بن أبي علقمة قال : سمعت عبد الله بن مسعود قال : أقبلنا مع النبي (ص) من الحديبية فذكروا أنهم نزلوا دهاسا من الارض يعني بالدهاس الرمل - قال : فقال رسول الله (ص) : (من يكلؤنا ؟ قال : فقال بلال : أنا ، فقال النبي (ص) : إذا ننم ، قال : فناموا حتى طلعت الشمس ، قال : فاستيقظ أناس فيهم فلان وفلان وفيهم عمر بن الخطاب ، قال : فقلنا :
اهضبوا - يعني تكلموا - قال : فاستيقظ النبي (ص) فقال : افعلوا كما كنتم تفعلون ، قال : ففعلنا ، قال : فقال كذلك لمن نام أو نسي).
(3) حدثنا الفضل بن دكين عن عبد الجبار بن عباس عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه قال : قال رسول الله (ص للذين ناموا معه حتى طلعت الشمس فقال : (إنكم كنتم أمواتا فرد الله إليكم أرواحكم ، فمن نام عن صلاة أو نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها وإذا استيقظ).
(4) حدثنا ابن فضيل عن أبي إسماعيل عن أبي حازم عن أبي هريرة قال : عرسنا مع النبي (ص) ذات ليلة فلم نستيقظ حتى آذتنا الشمس ، فقال النبي (ص) : (ليأخذ كل رجل منكم برأس راحلته ثم يتنح عن هذا المنزل) ، ثم دعا بالماء فتوضأ فسجد سجدتين ثم أقيمت الصلاة فصلى.
وذكر أن أبا حنيفة قال : لا يجزئه أن يصلي إذا استيقظ عند طلوع الشمس أو عند غروبها.
(15) مسألة المسح على الخفين والخمار (1) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن كعب بن عجرة عن بلال أن رسول الله (ص) مسح على الخفين والخمار.
(2) حدثنا يونس عن داود بن أبي الفرات عن محمد بن زيد عن أبي شريح عن أبي مسلم مولى زيد بن صوحان قال : كنت مع سلمان فرأى رجلا ينزع خفيه للوضوء فقال له سلمان : امسح على خفيك وعلى خمارك وامسح بناصيتك فإني رأيت رسول الله (ص) يمسح على الخفين والخمار.
__________
(15) الثابت كما جاء في الصحاح جواز المسح على الخفين يوما وليلة للمقيم وثلاثة أيام للمسافر وفي المسح على العمامة أحاديث عديدة أيضا.
(*)(8/371)
(3) حدثنا يزيد التيمي عن بكر عن ابن المغيرة بن شعبة عن أبيه عن النبي (ص) أنه مسح مقدم رأسه وعلى الخفين ووضع يده على العمامة ومسح على العمامة.
وذكر أن أبا حنيفة قال : لا يجزئ المسح عليهما.
(16) مسألة سجدتي السهو (1) حدثنا جرير عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال : صلى رسول الله (ص) صلاة فزاد أن نقص ، فلما سلم وأقبل على القوم بوجهه قالوا : يا رسول الله ! أحدث في الصلاة شئ ؟ قال : (وما ذاك ؟ قالوا : صليت كذا وكذا ، فثنى رجله فسجد سجدتين ثم سلم وأقبل على القوم بوجهه فقال : إنه لو حدث في الصلاة شئ أنبأتكم به ، ولكني بشر أنسى كما تنسون ، فإذا نسيت فذكروني ، وإذا شك أحدكم في صلاته فليتحر الصواب فليتم عليه ، فإذا سلم سجد سجدتين).
(2) حدثنا غندر عن شعبة عن الحكم عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله عن النبي (ص) أنه صلى الظهر خمسا فقيل له : إنك صليت خمسا ، فسجد سجدتين بعد ما سلم.
وذكر أن أبا حنيفة قال : إذا لم يجلس في الرابعة أعاد الصلاة (17) مسألة ملابس الاحرام (1) حدثنا ابن عيينة عن عمرو سمع جابرا يقول : سمعت ابن عباس يقول : سمعت النبي (ص) يقول : (إذا لم يجد المحرم إزارا فليلبس سراويل ، وإذا لم يجد نعلين فليلبس خفين).
(2) حدثنا الفضل بن دكين عن زهير عن أبي الزبير عن جابر قال : قال رسول الله (ص) : (من لم يجد نعلين فليلبس خفين ، ومن لم يجد إزارا فليلبس سراويل).
(3) حدثنا ابن علية عن أيوب عن نافع عن ابن عمر قال : قال رجل : يا رسول الله (ص) : (ما يلبس المحرم أو ما يترك المحرم ؟ قال : (لا يلبس القميص ولا السراويل ولا العمامة ولا الخفين إلا أن لا يجد نعلين فليلبسهما أسفل من الكعبين).
وذكر أن أبا حنيفة قال : لا يفعل فإن فعل فعليه دم.
__________
(17) قياس غريب ، لان من لا يجد الخفين فمن أين يجد ثمن الاضحية والدم ؟.
وقد قال رسول الله (ص) بوجوب التيسير لا التسعير والتبشير لا التنفير والاحاديث المروية في جواز ذلك لمن لا يجده كثيرة.
(*)(8/372)
(18) مسألة جمع والتقديم الصلوات المكتوبة (1) حدثنا ابن عيينة عن عمرو عن جابر بن زيد عن ابن عباس قال : صليت مع النبي (ص) ثمانيا جميعا وسبعا جميعا ، قال : قلت : يا أبا الشعثاء ! أظنه أخر الظهر وعجل العصر ، وأخر المغرب وعجل العشاء ، قال : وأنا أظن ذلك.
(2) حدثنا ابن عيينة عن الزهري عن سالم عن أبيه أن النبي (ص) كان إذا جد به السير جمع بين المغرب والعشاء.
(3) حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي الزبير عن أبي الطفيل عن معاذ بن جبل أن النبي (ص) جمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء في السفر في غزوة تبوك.
(4) حدثنا ابن مسهر عن ابن أبي ليلى عن عطاء عن جابر قال : جمع النبي (ص) في غزوة تبوك بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء.
(5) حدثنا يزيد عن محمد بن إسحاق عن حفص بن عبيد الله بن أنس قال : كنا نسافر مع أنس إلى مكة ، فكان إذا زالت الشمس وهو في منزل لم يركب حتى يصلي الظهر ، فإذا راح فحضرت العصر صلى العصر ، فإن سار من منزله قبل أن تزول الشمس فحضرت الصلاة قلنا : الصلاة ، فيقول : سيروا ، حتى إذا كان بين الصلاتين نزل فجمع بين الظهر والعصر ، ثم قال : رأيت النبي (ص) إذا وصل ضحوه بروحته صنع هكذا.
(6) حدثنا أبو خالد الاحمر عن حجاج عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي (ص) جمع بين الصلاتين في غزوة بني المصطلق.
وذكر أن أبا حنيفة قال : لا يجزئه أن يفعل ذلك.
(19) مسألة رد الوقف (1) حدثنا ابن علية عن ابن عون عن نافع عن ابن عمر قال : أصاب عمر أرضا بخيبر فأتى النبي (ص) فسأله عنها فقال : أصبت أرضا بخيبر لم أصب مالا قط عندي أنفس منه ، فما تأمرنا ؟ فقال : (إن شئت حبست أصلها ، وتصدقت بها) ، قال : فتصدق بها
__________
(18) الاحاديث في جواز ذلك روتها كتب الصحاح.
(19) ما دام قد أوقفها في حياته وليس به مرض وفاة فهي ماله وهو حر التصرف فيه إلا أن يكون في حال مرض الموت فلا وصية له إلا بالثلث.
(*)(8/373)
عمر غير أنه لا يباع أصلها ولا يوهب ولا يورث ، فتصدق بها في الفقراء والقربى وفي الرقاب وفي سبيل الله وابن السبيل والضيف ، لا جناح على من وليها أن يأكل منها بالمعروف أو يطعم صديقا غير متمول فيه.
(2) حدثنا ابن عيينة عن ابن طاوس عن أبيه ألم تر أن حجرا المدري أخبرني أن في صدقة النبي (ص) : (يأكل منها أهلها بالمعروف غير المنكر).
وذكر أن أبا حنيفة قال : يجوز للورثة أن يردوا ذلك.
(20) مسألة النذر قبل الاسلام (1) حدثنا حفص عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر عن عمر قال : نذرت نذرا في الجاهلية فسألت النبي (ص) بعد ما أسلمت ، فأمرني أن في بنذري.
(2) حدثنا حفص عن ليث عن طاؤس في رجل نذر في الجاهلية ثم أسلم ، قال يفي بنذره.
وذكر أن أبا حنيفة قال : سقط اليمن إذا أسلم.
(21) مسألة النكاح بغير ولي (1) حدثنا معاذ بن معاذ قال أخبرنا ابن جريح عن سليمان بن موسى عن الزهري
عن عروة عن عائشة قالت : قال رسول الله (ص) : (أيما امرأة لم ينكحها الولي أو الولاة فنكاحها باطل - قالها ثلاثا - فإن أصابها فلها مهرها بما أصاب منها ، فإن تشاجروا فإن السلطان ولي من لا ولي له).
(2) حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن أبي بردة قال : قال النبي (ص) : (لا نكاح إلا بولي).
__________
(20) قال رسول الله (ص) : لا نذر في معصية أو في (معصية الله) والمقصود أن يكون النذر نفسه فيه معصية أما ما كان من نذر فيه قربة إلى الله تعالى فلا بأس من قضائه إن لم يكن قد نوى بنذره التقرب لغير الله.
وفي ذلك حديث (إنما الاعمال بالنيات).
(21) وقد أجمع الائمة الثلاثة وتلامذتهم على وجوب الولي والمحاكم الشرعية الحنفية لا تأخذ بقول أبي حنيفة هذا وتوجب الولي.
(*)(8/374)
(3) حدثنا يزيد بن هارون عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي بردة عن أبيه قال : قال رسول الله (ص) : (لا نكاح إلا بولي).
وذكر أن أبا حنفية كان يقول : جائز إذا كان كفوءا.
(22) قضاء النذر عن المتوفي (1) حدثنا ابن عيينة عن الزهري عن عبيد الله عن ابن عباس أن سعد بن عبادة استفتى النبي (ص) في نذر كان على أمه ، وتوفيت قبل أن تقضيه ، فقال :) اقضه عنها).
(2) حدثنا ابن نمير عن عبد الله بن عطاء عن ابن بريدة عن أبيه قال : كنت جالسا عند النبي (ص) إذا جاءته امرأة فقالت : إنه كان على أمي صوم شهرين أفأصوم عنها ؟ قال : صومي عنها ، قال : على أمك دين قضيته أكان يجزئ عنها ؟ قالت : بلى ، قال : فصومي عنها).
(3) حدثنا عبد الرحيم عن محمد بن كريب عن كريب عن ابن عباس عن سنان بن
عبد الله الجهمي أنه حدثته عمته أنها أتت النبي (ص) فقالت : يا رسول الله : إن أمي توفيت وعليها مشي إلى الكعبة نذرا فقال النبي (ص) : أتستطيعين تمشين عنها ؟ قالت : نعم ، قال : فامشي عن أمك ، قالت : أو يجزئ ذلك عنها ، قال : نعم ، قال : أرأيت لو كان عليها دين قضيته هل كان يقبل منك ؟ قالت : نعم ، فقال النبي (ص) فدين الله أحق).
وذكر أن أبا حنيفة قال : لا يجزئ ذلك.
(23) مسألة الحكم في زنا البكر (1) حدثنا ابن عيينة عن الزهري عن عبيد الله عن أبي هريرة وزيد بن خالد وشبل أنهم كانوا عند النبي (ص) فقام رجل فقال : أنشدك الله ألا قضيت بيننا بكتاب الله فقال خصمه وكان أفقه منه : اقض بيننا بكتاب الله وأذن لي حتى أقول ، قال : قل ، قال : إن ابني كان عسيفا على هذا وأنه زنى بامرأته فافتديت منه بمائة شاة وخادم ، فسألت رجالا
__________
(22) دين الله أحق أن يقضى وعلى ذلك أكثر جمهور الفقهاء.
(23) رفض أبي حنيفة للنفي إذ لم يرد فيه نص قرآني وهذا رأي ولو أردنا أن نأخذ بقوله في هذا الامر لوجب أن تنرك الرجم للثيب إذ لم يصلنا به نص قرآني وهذا لا يكون لان فيه فصل بين القرآن والسنة.
(*)(8/375)
من أهل العلم فأخبرت أن على ابني جلد مائة وتغريب عام ، وأن على امرأة هذا الرجم ، فقال النبي (ص) : (والذي نفسي بيده ! لاقضين بينكما بكتاب الله : المائة شاة والخادم رد عليك ، وعلى ابنك جلد مائة وتغريب عام ، واغد يا أنيس على امرأة هذا ، فإن اعترفت فارجمها).
(2) حدثنا شبابة بن سوار عن شعبة عن قتادة عن الحسن عن حطان بن عبد الله عن عبادة بن الصامت عن النبي (ص) قال : (خذوا عني ، قد جعل الله لهن سبيلا : البكر بالبكر والثيب بالثيب البكر يجلد وينفى والثيب يجلد ويرجم).
(وذكر أن أبا حنيفة قال : لا ينفى.
(24) مسألة بول الرضيع (1) حدثنا ابن عيينة عن الزهري عن عبيد الله عن أم قيس ابنة محصن قالت : دخلت بابن لي على النبي (ص) لم يأكل الطعام فبال عليه فدعا بماء فرشه.
(2) حدثنا أبو الأحوص عن سماك عن قابوس بن المخارق عن لبابة بنت الحارث قالت : بال الحسين بن علي على النبي (ص) فقلت : أعطني ثوبك والبس غيره ، فقال :) إنما ينضح من بول الذكر ، ويغسل من بول الانثى).
(3) حدثنا وكيع عن هشام عن أبيه عن عائشة أن النبي (ص) أتي بصبي فبال عليه ، فأتبعه الماء ولم يغسله.
(4) حدثنا وكيع عن ابن أبي ليلى عن جده أبي ليلى قال : كنا عند النبي (ص) جلوسا ، فجاء الحسين بن علي يحبو حتى جلس على صدره فبال عليه ، قال : فابتدر ناه لنأخذه ، فقال النبي (ص) : (إبني إبني) ، ثم دعا بماء فصبه عليه.
وذكر أن أبا حنيفة قال : يغسل.
(25) مسألة التفريق بين المتلاعنين (1) حدثنا ابن عيينة عن الزهري سمع سهل بن سعد شهد المتلاعنين على عهد النبي (ص) فرق بينهما ، قال : يا رسول الله ! كذبت عليها إن أنا أمسكتها.
__________
(24) يغسل : أي من بول الصبي.
(25) إذ كذب نفسه : أي إذا رجع عن ملاعنته لها وفيه أقوال.
(*)(8/376)
(2) حدثنا يزيد عن عباد بن منصور عن عكرمة عن ابن عباس قال : فرق النبي (ص) بينهما.
(3) حدثنا ابن نمير وأبو أسامة عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال : لاعن النبي
(ص) بين رجل من الانصار وامرأته ففرق بينهما.
(4) حدثنا ابن نمير عن عبد الملك عن سعيد بن جبير عن ابن عمر أن النبي (ص) فرق بيهما.
(5) حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عمر أن النبي (ص) فرق بين المتلاعنين ، فقال : يا رسول الله ! مالي ، فقال : (لا مال لك إن كنت صادقا فبما استحللت من فرجها ، وإن كنت كاذبا فذاك أبعد لك منها).
وذكر أن أبا حنيفة قال : يتزوجها إذا كذب نفسه.
(26) مسألة إمامة من صلى جالسا (1) حدثنا ابن عيينة عن الزهري قال : سمعت أنس بن مالك يقول : سقط النبي (ص) عن فرس فجحش شقه الايمن فدخلنا عليه نعوده ، فحضرت الصلاة فصلى بنا قاعدا وصلينا وراءه قياما ، فلما قضى الصلاة قال : (إنما جعل الامام ليؤتم به ، فإذا كبر فكبروا ، وإذا ركع فاركعوا ، وإذا سجد فاسجدوا ، وإذا رفع فارفعوا ، وإذا قال : سمع الله لمن حمده فقولوا : اللهم ربنا ولك الحمد ، وإن صلى قاعدا فصلوا قعودا أجمعون).
(2) حدثنا عبدة عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت : اشتكى النبي (ص) فدخل عليه ناس من أصحابه يعودونه ، فصلى النبي (ص) جالسا فصلوا بصلاته قياما ، فأشار إليهم أن اجلسوا فجلسوا فلما انصرف قال : (إنما جعل الامام ليؤتم به ، فإذا ركع فاركعوا ، وإذا رفع فارفعوا ، وإذا صلى جالسا فصلوا جلوسا).
(3) حدثنا وكيع عن الاعمش عن أبي سفيان عن جابر قال : صرع رسول الله (ص) عن فرس له فوقع على جذع فانفكت قدمه ، قال : فدخلنا عليه نعوده وهو يصلي في
__________
(26) وإنما أخذ أبو حنيفة بالحديث الذي روى أن أبا بكر صلى بصلاة الرسول (ص) وصلى الناس بصلاة أبي بكر لكن الاحاديث الواردة في جواز جلوس الامام إن كان مريضا وجلوس من خلفه
متواترة.
(*)(8/377)
مشربة لعائشة ، فصلينا بصلاته ونحن قيام ، فأومأ إلينا أن اجلسوا ، فلما صلى قال : (إنما جعل الامام ليؤم به ، فإذا صلى قائما فصلوا قياما ، وإذا صلى جالسا فصلوا جلوسا ، ولا تقوموا وهو جالس كما تفعل أهل فارس بعظمائها).
(4) حدثنا أبو خالد عن محمد بن عجلان عن زيد بن أسلم عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : قال النبي (ص) : (إنما جعل الامام ليؤتم به ، فإذا كبر فكبروا ، وإذ قرأ فأنصتوا ، وإذا قال : * (غير المغضوب عليهم ولا الضالين) * فقولوا : آمين ، وإذا ركع فاركعوا ، وإذا قال : (سمع الله لمن حمده) فقولوا : اللهم ربنا ولك الحمد ، وإذا سجد فاسجدوا ، وإذا صلى جالسا فصلوا جلوسا).
وذكر أن أبا حنيفة قال : لا يؤم الامام وهو جالس.
(27) مسألة شهود : الرضاع (1) حدثنا عيسى بن يونس عن عمر بن سعيد بن أبي حسين قال : حدثنا ابن أبي مليكة قال : حدثنا عقبة بن الحارث قال : تزوجت ابنة أبي إهاب التميمي ، فلما كانت صبيحة ملكها جاءت مولاة لاهل مكة فقالت : إني قد أرضعتكما ، فركب عقبة إلى النبي (ص) بالمدينة فذكر له ذلك وقال : سألت أهل الجارية فأنكروا ، فقال : (وكيف وقد قيل) ، ففارقها ونكحت غيره.
(2) حدثنا معتمر عن محمد بن عثيم عن محمد بن عبد الرحمن بن البيلماني عن أبيه عن ابن عمر قال : سئل النبي (ص) : ما يجوز في الرضاعة من الشهود ، قال : (رجل أو امرأة).
وذكر أن أبا حنيفة قال : لا يجوز إلا أكثر.
(28) مسألة إسلام الزوجة قبل الزوج (1) حدثنا يزيد بن هارون عن محمد بن إسحاق عن داود بن حصين عن عكرمة
عن ابن عباس أن النبي (ص) رد ابنته زينب على أبي العاص بعد سنتين بنكاحها الاول.
__________
(27) وحديث الرسول (ص) : (كيف وقد قيل) ينفي قياس أبي حنيفة وجوب الشاهدين في الرضاع كما في سواه ، وعلى كل فالرضاع أمر تعرفه النساء أكثر من الرجال.
(28) يستأنف النكاح : يعيده ، أي هو نكاح جديد.
وفي هذا أقوال مختلفة للفقهاء منهم من حدد مدة معينة لا يحتاج فيها لا ستئناف النكاح.
(*)(8/378)
(2) حدثنا أبو أسامة عن إسماعيل عن الشعبي أن النبي (ص) ردها عليه بنكاحها الاول.
وذكر أن أبا حنيفة قال : يستأنف النكاح.
(29) مسألة تقديم وتأخير المناسك (1) حدثنا ابن عيينة عن الزهري عن عيسى بن طلحة عن عبد الله بن عمرو قال : أتي النبي (ص) رجل فقال : حلقت قبل أن أذبح ، قال : (فاذبح ولا جرم ، قال : ذبحت قبل أن أرمي ، قال ارم ولا حرج).
(2) حدثنا عبد الاعلى عن خالد عن عكرمة عن ابن عباس أن سائلا سأل النبي (ص) : رميت بعد ما أمسيت ، فقال :) لا حرج ، قال : وقال : حلقت قبل أن أنحر ، قال : لا حرج).
(3) حدثنا يحيى بن آدم حدثنا سفيان عن عبد الرحمن بن عياش عن زيد بن علي عن أبيه عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي عن النبي (ص) أتاه رجل فقال : إني أفضت قبل أن أحلق ، فقال : احلق أو قصر ولا حرج).
(4) حدثنا أسباط بن محمد عن الشيباني عن زياد بن علاقة عن أسامة بن شريك أن النبي (ص) سأله رجل فقال : حلقت قبل أن أذبح ، قال : (لا حرج).
وذكر أن أبا حنيفة قال : عليه دم.
(30) مسألة الطهارة بالاستحالة (1) حدثنا وكيع عن سفيان عن السدي عن يحيى بن عباد عن أنس بن مالك أن أيتاما ورثوا خمرا ، فسأل أبو طلحة النبي (ص) أن يجعله خلا ، قال : (لا).
وذكر أن أبا حنفية قال : لا بأس به.
__________
(29) وقد اعتبر أبو حنيفة أن ما أجازه الرسول (ص) إنما كان في حجة الوداع وحدها وليس أمرا عاما في كل حج.
(30) الحرام لا تحله الاستحالة والحرام لا يمنع الحلال.
(*)(8/379)
(31) مسألة الزنا بالمحارم (1) حدثنا حفص عن أشعث عن عدي بن ثابت عن البراء أن النبي (ص) أرسله إلى رجل تزوج امرأة أبيه فأمره أن يأتيه برأسه.
(2) حدثنا وكيع عن حسن بن صالح عن السدي عن عدي بن ثابت عن البراء قال : لقيت خالي ومعه الرأية فقلت : أين تذهب ؟ فقال : أرسلني النبي (ص) إلى رجل تزوج امرأة أبيه أن أقتله ، أو أضرب عنقه.
وذكر أن أبا حنيفة قال : ليس عليه إلا الحد.
(32) مسألة ذكاة جنين الذبيحة (1) حدثنا حفص وعبد الرحيم بن سليمان عن المجالد عن أبي الوداك جبر بن نوف عن أبي سعيد قال : قال رسول الله (ص) : ذكاة الجنين ذكاة أمه إذا أشعر).
وذكر أن أبا حنيفة قال : لا تكون ذكاته ذكاة أمه.
(33) مسألة لحم الخيل (1) حدثنا وكيع وأبو خالد الاحمر عن هشام بن عروة عن فاطمة ابنة المنذر عن أسماء ابنة أبي بكر قالت : نحرنا فرسا على عهد رسول الله (ص) فأكلنا من لحمه أو أصبنا من لحمه.
(2) حدثنا ابن عيينة عن عمرو بن جابر قال : أطعمنا النبي (ص) لحوم الخيل ونهانا عن لحوم الحمر.
(3) حدثنا أبو خالد عن ابن جريح عن أبي الزبير عن جابر قال : أكلنا لحوم الخيل يوم خبير.
وذكر أن أبا حنيفة قال : لا تؤكل.
__________
(31) وإنما جعل التشديد كونه زنا بالمحارم.
(32) الذكاة : هي الذبح الشرعي الصحيح.
(*)(8/380)
(34) مسألة استعمال الرهن والاستفادة منه (1) حدثنا وكيع عن زكريا عن عامر عن أبي هريرة قال : قال النبي (ص) : (الظهر يركب إذا كان مرهونا ، ولبن الدر يشرب إذا كان مرهونا ، وعلى الذي يركب ويشرب نفقته).
(2) حدثنا وكيع حدثنا الاعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : الرهن محلوب ومركوب.
(3) حدثنا وكيع عن سفيان عن منصور عن إبراهيم عن أبي هريرة قال : الرهن محلوب ومركوب.
وذكر أن أبا حنيفة قال : لا ينتفع به ولا يركب.
(35) مسألة الخيار في البيع (1) حدثنا ابن عيينة عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال : قال رسول الله (ص) : (البيعان بالخيار في بيعهما ما لم يتفرقا إلا أن يكون بيعهما عن خيار).
(2) حدثنا يزيد عن شعبة عن قتادة عن صالح أبي الخيلل عن عبد الله بن الحارث عن حكيم بن حزام أن النبي (ص) قال : (البيعان بالخيار ما لم يتفرقا).
(3) حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا أيوب بن عتبة حدثنا أبو كثير السحيمي عن أبي هريرة قال : قال رسول الله (ص) : (البيعان بالخيار في بيعهما ما لم يتفرقا أو يكن بيعهما عن خيار).
(4) حدثنا الفضل بن دكين عن حماد بن زيد عن جميل بن مرة عن أبي الوضئ عن أبي برزة قال : قال النبي (ص) : (البيعان بالخيار ما لم يتفرقا).
(5) حدثنا عفان حدثنا همام عن قتادة عن الحسن عن سمرة عن النبي (ص) قال : (البيعان بالخيار ما لم يتفرقا).
وذكر أن أبا حنيفة قال : يجوز البيع وإن لم يتفرقا.
__________
(34) والانتفاع إنما هو مقابل ما يؤدي من نفقة على الرهن فإذا انتفت النفقة انتفى الانتفاع وإذا وجبت وجب.
(35) وإنما التفرق هو انتهاء عملية البيع ودفع الثمن والرضا والقبول إما إذا كانت عملية البيع غير منتهيه بعد وما زالا في صددها فالبيعان ما زالا في خيار والله أعلم.
(*)(8/381)
(36) مسألة الكلام في الصلاة (1) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله أن النبي (ص) سجد سجدتي السهو بعد الكلام.
(2) حدثنا أبو خالد عن هشام عن محمد عن أبي هريرة أن النبي (ص) تكلم ثم سجد سجدتي السهو.
(3) حدثنا ابن علية عن خالد عن أبي قلابة عن أبي المهلب عن عمران بن حصين أن النبي (ص) صلى العصر فسلم في ثلاث ركعات ثم انصرف فقام إليه رجل يقال له : الخرباق ، فقال : يا رسول الله ! أنقصت الصلاة ، قال : (وما ذاك) ؟ قال : صليت ثلاث ركعات ، فصلى ركعة ثم سجد سجدتي السهو ثم سلم.
وذكر أن أبا حنيفة قال : إذا تكلم فلا يسجد هما.
(37) مسألة المهر (1) حدثنا وكيع عن سفيان عن عاصم عن عبيد الله بن عبد الله بن عامر بن ربيعة عن أبيه أن رجلا تزوج على عهد النبي (ص) على نعلين فأجاز النبي (ص) نكاحه.
(2) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن أبي حازم عن سهل بن سعد أن النبي (ص) قال لرجل : (إنطلق فقد زوجتكها فعلمها سورة من القرآن).
(3) حدثنا وكيع عن ابن أبي لبيبة عن جده قال : قال رسول الله (ص) : (من استحل بدرهم فقد استحل).
(4) حدثنا حفص عن حجاج عن عبد الملك بن المغيرة الطائفي عن عبد الرحمن بن البيلماني قال : خطب النبي (ص) فقال : (أنكحوا الايامى منكم ، فقام إليه رجل فقال : يا رسول الله ! ما العلائق بينهم ؟ قال : (ما تراضى عليه أهلوهم).
__________
(37) الحديث والاثر أثبت وقد زوج الرسول (ص) المرأة التي وهبت نفسها على خاتم من حديد فلم يجد وهو لا يساوي عشرة دراهم ثم أنكحه إياها على أن يعلمها ما حفظ من القرآن ، والرسول (ص) بما وهبت له نفسها وبما هو مرجع المسلمين وولي أمرهم قبل أنفسهم قد رضي بذلك فالاحرى بنا نحن أن نقبل أيضا بما تراضى عليه أهلوهم أو رضيت به المرأة الثيب.
(*)(8/382)
(5) حدثنا أبو معاوية عن حجاج عن قتادة عن أنس قال : تزوج عبد الرحمن بن عوف على وزن نواة من ذهب قومت ثلاثة دراهم وثلثا.
(6) حدثنا حفص عن عمرو عن الحسن قال : ما تراضى عليه الزوج والمرأة فهو مهر.
(7) حدثنا معتمر عن ابن عون قال : سألت الحسن : ما أدنى ما يتزوج عليه الرجل ؟ قال : وزن نواة من ذهب.
(8) حدثنا وكيع عن سفيان عن إسماعيل بن أمية عن سعيد بن المسيب قال : لو
رضيت بسوط كان مهرا.
(9) حدثنا وكيع عن سفيان عن عمير الخثعمي عن عبد الملك بن المغيرة الطائفي عن ابن البيلماني قال : قال النبي (ص) : * (وأتوا النساء صدقاتهن نحلة) * قال : قالوا : يا رسول الله ! فما العلائق بينهم ؟ قال : ما تراضى عليه أهلوهم *.
وذكر أن أبا حنيفة قال : لا يتزوجها على أقل من عشرة دراهم.
(38) مسألة جعل العتق صداقا (1) حدثنا هشيم عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك أن النبي (ص) أعتق صفية وتزوجها ، قال : فقيل له : ما أصدقها ؟ قال : أصدقها نفسها ، جعل عتقها صداقها.
(2) حدثنا حاتم بن إسماعيل عن جعفر بن محمد عن أبيه قال : قال علي : إن شاء أعتق الرجال أم ولده وجعل عتقها مهرها.
(3) حدثنا أبو أسامة عن يحيى بن سعيد قال : قال سعيد بن المسيب : من أعتق وليدته أو أم ولده وجعل ذلك لها صداقا ، رأيت ذلك جائزا له.
وذكر أن أبا حنيفة قال : لا يجوز إلا بمهر.
__________
(37 / 9) سورة النساء من الآية (4).
(38) وثمن رقبتها هو مهرها.
(*)(8/383)
(39) مسألة إعادة الفجر في الجماعة (1) حدثنا هشيم أخبرنا يعلى بن عطاء قال : حدثني جابر بن الاسود عن أبيه قال : شهدت مع النبي (ص) حجته ، قال : فصليت معه صلاة الصبح في مسجد الخيف ، فلما قضى صلاته وانحرف إذا هو برجلين في آخر القوم لم يصليا معه ، فقال : (علي بهما ، فأتي بهما ترعد فرائصهما فقال : ما منعكما أن تصليا معنا ؟ قالا : يا رسول الله ! كنا قد صلينا في رحالنا ، قال : (فلا تفعلا ، إذا صليتما في رحالكما ثم أتيتما مسجد جماعة فصلينا معهم
فإنها لكما نافلة).
(2) حدثنا وكيع عن سفيان عن زيد بن أسلم عن يسر أو بشر بن محجن الدؤلي عن أبيه عن النبي (ص) بنحوه.
وذكر أن أبا حنيفة قال : لا تعاد الفجر.
(40) من مسائل الجماعة (1) حدثنا عبدة عن ابن أبي عروبة عن سليمان عن الناجي عن أبي المتوكل عن أبي سعيد قال : جاء رجل وقد صلى النبي (ص) ، قال : فقال له النبي (ص) : (أيكم يتجر على هذا ؟ قال : فقام رجل من القوم فصلى معه.
وذكر أن أبا حنيفة قال : لا تجمعوا فيه.
(40 م) مسألة القود في ملك اليمين (1) حدثنا عبد الرحيم حدثنا ابن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن عن النبي (ص) قال : (من قتل عبده قتلناه ، ومن جدع عبده جدعناه).
وذكر أن أبا حنيفة قال : لا يقتل به.
__________
(39) وإنما نفى الاعادة كي لا تكون صلاتين في يوم واحد كما جاء في بعض الحديث.
(40) وإنما نفى أبو حنيفة ذلك لنفس السبب السابق.
(*)(8/384)
(41) الصلاة في آخر الوقت (1) حدثنا علي بن مسهر عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي (ص) قال : (من أدرك ركعة من العصر قبل أن تغرب الشمس فقد أدرك الصلاة ، من أدرك من صلاة الفجر ركعة قبل أن تطلع الشمس فقد أدرك الصلاة).
وذكر أن أبا حنيفة قال : إذا صلى ركعة من الفجر ثم طلعت الشمس لم يجزئه.
(42) مسألة رد الكفارة على العيال
(1) حدثنا ابن عيينة عن الزهري عن حميد عن أبي هريرة قال : جاء رجل إلى النبي (ص) فقال : هلكت ، قال : (وما أهلكك ؟ قال : وقعت على امرأتي في رمضان ، قال : أعتق رقبة ، قال : لا أجد ، قال : صم شهرين ، قال : لا أستطيع ، قال : أطعم ستين مسكينا ، قال : لا أجد ، قال : اجلس ، فجلس ، فبينما هو كذلك إذ أتي بعرق فيه تمر ، قال له النبي (ص) : (اذهب فتصدق به) ، قال : والذي بعثك بالحق ! ما بين لابتي المدينة أهل بيت أفقر إليه منا ، فضحك حتى بدت أنيابه ، ثم قال : (إنطلق ، فأطعمه عيالك).
وذكر أن أبا حنيفة قال : لا يجوز أن يطعمه عياله.
(43) مسألة إثبات العيد (1) حدثنا هشيم عن أبي بشر عن أبي عمير بن أنس قال : حدثني عمومتي من الانصار من أصحاب النبي (ص) ، قال : أغمى علينا هلال شوال فأصبحنا صياما ، فجاء ركب من آخر النهار فشهدوا عند النبي (ص) أنهم رأوا الهلال بالامس ، فأمر النبي (ص) أن يفطروا وأن يخرجوا إلى عيدهم من الغد.
وذكر أن أبا حنيفة قال : لا يخرجون من العيد.
__________
(41) وإنما كره أبو حنيفة ذلك لكراهة الصلاة عند طلوع الشمس لان الشيطان يقارنها.
(42) لقد اعتبر أبو حنيفة أن المذكور حالة خاصة أجازها الرسول (ص) له خاصة وليست لعامة المسلمين وإلا لم يكفر أحد عن يمينه بحجة أنه يطعم عياله.
ابن أبي شيبة - ج 8 - م 25 (*)(8/385)
(44) مسألة الخيار في المصراة (1) حدثنا وكيع حدثنا حماد بن سلمة عن محمد بن زياد عن أبي هريرة قال النبي (ص) : (من اشترى مصراة فهو فيها بالخيار ، إن شاء ردها ورد معها صاعا من تمر).
(2) حدثنا وكيع عن شعبة عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن رجل من
أصحاب النبي (ص) : (من اشترى مصراة فهو فيها بخير النظرين ، إن ردها رد معها صاعا من طعام أو صاعا من تمر).
وذكر أن أبا حنيفة قال : بخلافه.
(45) مسألة الجمع بين النوعين في النبيذ (1) حدثنا حفص بن غياث عن ابن جريح عن عطاء عن جابر قال : نهى النبي (ص) أن ينبذ التمر والزبيب جميعا والبسر والتمر جميعا.
(2) حدثنا ابن مسهر عن الشيباني عن حبيب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : نهى رسول الله (ص) أن يخلط التمر والزبيب جميعا ، وأن يخلط البسر والزبيب جميعا ، وكتب بذلك إلى أهل جرش.
(3) حدثنا محمد بن بشر عن حجاج بن أبي عثمان عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه عن النبي (ص) قال : (لا تنتبذوا التمر والزيب جميعا ، ولا تنبذوا الزهور والرطب ، وانبذوا كل واحد منهما على حدة).
(4) حدثنا ابن نمير عن الاعمش عن حبيب بن أبي أرطاة عن أبي سعيد الخدري قال : نهى رسول الله (ص) عن الزهو والتمر والزبيب والتمر.
وذكر أن أبا حنيفة قال : لا بأس به.
__________
(44) وإنما استند أبو حنيفة لما قضى به شريح وأجازة عمر (خذ بما اتبعت أورد كما أخذت) والحال مختلف ففيه خلابة بالطة ولا يجوز القياس.
(45) وقد انفرد فقهاء العراق بهذا.
(*)(8/386)