جزء فيه
أربعون حديثا
من الصحاح العوالي
تصنيف
أبي البركات إسماعيل بن أبي سعد النيسابوري
(465-541هـ)
خرج أحاديثه وعلق عليه وقدم له
مفلح بن سليمان الرشيدي - بدر بن فواز المطرفي
دار الخضيري
الطبعة الأولى
1421 هـ(/)
جزء فيه أربعون حديثاً من الصحاح العوالي
المخرجة من مسموعات الأجل السيد الأوحد شيخ الشيوخ جمال الإسلام تاج الدين أبي البركات إسماعيل بن أبي سعد أحمد بن محمد النيسابوري -قدس الله روحه- مما خرجه الفقير إلى رحمة الله تعالى محمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد العامري رحمة الله عليه وجميع المسلمين، سماعاً لكاتب الأصل المنقول منه هذا الفرع الفقير إلى عفو مولاه علي بن عبد الله بن مفرج القرشي ولولديه يحيى وعبد الحق وإجازة لبقية أولاده أبي محمد عبد العزيز وأمة الله تقية، وسماعاً لصاحب هذا الجزء وكاتبه من يده مسكين ربه وفقير رحمته أبو بكر عبد الله بن مكرم الدين الأكرم أبي البركات ابن أبي الفرج بن أبي الفضل المصري الشافعي النعماني غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين آمين، ولأخيه لأبيه محمد بن أبي البركات رحمه الله بفضله وكرمه آمين حامداً لله على نعمه كلها بجميع محامده كلها ما علم منها وما لم يعلم ومصلياً ومسلماً على سيد المرسلين محمد رسول رب العالمين وعلى ذريته وآله وأزواجه وأصحابه أجمعين صلاة وسلاماً يدومان بدوام رب العالمين ورضي الله عن الصحابة أجمعين وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.(1/53)
بسم الله الرحمن الرحيم وبه أستعين
أخبرنا الشيخ الفقيه الإمام الحافظ الذاكر الناقد المتقن الأمين يحيى بن معين وقته، رشيد الدين أبو الحسين يحيى بن علي بن عبد الله بن علي بن مفرج القرشي العطار المصري قراءة عليه ونحن نسمع في يوم الجمعة خامس ربيع الآخرة سنة إحدى وستين وستمائة بالجامع العتيق بمصر المحروسة قال: أخبرنا الشيخ الصدر الوزير عماد الدين عز الإسلام ناصر السنة معين الشريعة أبو عبد الله محمد بن حامد بن أله الأصبهاني -المعروف بابن أخي العزيز- أعزه الله قراءة عليه وأنا أسمع في الثامن والعشرين من ربيع الآخر سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة، قال: أخبرنا شيخ الشيوخ سيد الطوائف أبو البركات إسماعيل بن أبي سعد أحمد بن محمد النيسابوري الصوفي رحمه الله قراءة عليه وأنا أسمع وذلك في شوال سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة قال:(1/54)
الحديث الأول
1- أخبرنا الشريف السيد أبو نصر محمد بن محمد بن علي بن الحسن بن محمد بن عبد الوهاب بن سليمان بن محمد بن سليمان بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم الإمام بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس قراءة عليه في رباطنا وأنا حاضر أسمع في شهر ربيع الأول من سنة خمس وسبعين وأربعمائة قيل له: أخبركم أبو بكر محمد بن عمر بن علي بن محمد بن زنبور الوراق قال: حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي قال: حدثنا سريج بن يونس، قال: حدثنا عبد الرحمن بن عبد الملك بن أبجر، عن أبيه، عن واصل الأحدب، عن أبي وائل، قال: خطبنا عمار فأبلغ وأوجز، فلما نزل قلنا: يا أبا اليقظان! لقد أبلغت وأوجزت فلو كنت تنفست؟ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن طول صلاة الرجل وقصر خطبته مئنةً من فقهه، فأطيلوا الصلاة واقصروا الخطب فإن من البيان سحراً)) .
هذا حديث صحيح عالٍ من حديث عبد الرحمن بن عبد الملك بن أبجر الكوفي، عن أبيه، عن واصل بن حيان الأحدب الأسدي، عن أبي وائل شقيق بن سلمة الأسدي، عن عمار بن ياسر المخزومي. أخرجه مسلم بن الحجاج في صحيحه، عن سريج بن يونس، عن عبد الرحمن هكذا، فكأن شيخنا حدثنا به عن رجل، عن مسلم رحمه الله.(1/55)
الحديث الثاني
2-[قال أبو نصر: و] أخبرنا أبو بكر بن زنبور قال: حدثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث أبو بكر السجستاني قال: حدثنا عيسى بن حماد أبو موسى بن زغبة التجيبي قال: حدثنا الليث بن سعد، عن هشام بن عروة، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ((كان يوم عاشوراء يوماً تصومه قريش في الجاهلية، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه في الجاهلية، فلما قدم المدينة صامه وأمر بصيامه حتى إذا فرض رمضان كان هو الفريضة وترك يوم عاشوراء فمن شاء صام ومن شاء أفطر)) .
صحيح: أخرجه البخاري، عن القعنبي، عن مالك، عن هشام، فكأن شيخنا سمعه من صاحب البخاري.(1/60)
الحديث الثالث
3-[وبالإسناد السابق إلى عبد الله بن أبي داود قال:] حدثنا عيسى قال: حدثنا الليث، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إذا نعس أحدكم في صلاته فليرقد حتى يذهب عنه النوم، فإن أحدكم إذا صلى وهو ناعس لعله يذهب يستغفر فيسب نفسه)) .
صحيح: أخرجه مسلم عن قتيبة، عن مالك، عن هشام.(1/62)
الحديث الرابع
4-[وبالإسناد المذكور آنفاً قال:] حدثنا عيسى قال: حدثنا الليث، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة أنها قالت: ((ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة من نسائه قط، وما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم خادماً، ولا ضرب شيئاً قط إلا أن يجاهد في سبيل الله، وما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين قط إلا اختار أيسرهما)) .
صحيح. أخرجه مسلم، عن أبي كريب، عن أبي أسامة، عن هشام فكأن شيخنا حدثنا به عن رجل عن مسلم.(1/63)
الحديث الخامس
5- حدثنا الشريف الكامل نقيب النقباء ذو الشرفين أبو الفوارس طراد بن محمد بن علي الزينبي الهاشمي رحمه الله إملاءً في يوم الجمعة رابع شهر رمضان سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن رزقويه قال: حدثنا محمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب قال: حدثنا علي بن حرب قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)) .
صحيح عالٍ: أخرجه البخاري في كتابه الصحيح عن علي بن المديني، عن سفيان بن عيينة الهلالي بهذا الإسناد، فكأن شيخنا حدثنا به عن صاحب البخاري رحمه الله.(1/64)
الحديث السادس
6- حدثنا طراد بن محمد الزينبي قال: أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر بن سعدان الكسكري قال: أخبرنا الحسين بن يحيى بن عياش قال: حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد قال: حدثنا وهب بن جرير قال: حدثنا أبي قال: سمعت النعمان يحدث عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((بينا راعي غنم في غنيمة إذ عدا الذئب فأخذ منه شاة فاتبعها فاستنقذها منه، فقال الذئب: من لها يوم لا يكون لها راعياً غيري)) قال: فقالوا: سبحان الله! قال: ((فإني أؤمن به أنا وأبو بكر وعمر)) قال أبو هريرة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بينا رجل يسوق بقرة حمل عليها شيئاً التفتت إليه فقالت: إني لم أخلق لهذا، إنما خلقت للحرب)) قال الناس: سبحان الله! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أؤمن بذلك أنا وأبو بكر وعمر)) رضي الله عنهما.
صحيح: أخرجه البخاري عن أبي اليمان، عن شعيب، عن الزهري هكذا.(1/66)
الحديث السابع كرامة لأمير المؤمنين عثمان خاصة رضي الله عنه
7- حدثنا الزينبي قال: حدثنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن الفضل بن يعقوب قال: قرئ على أبي علي إسماعيل بن محمد الصفار وأنا أسمع قال: حدثنا الحسن بن عرفة قال: حدثنا روح بن عبادة البصري، عن ابن جريج قال: أخبرني أبو خالد، عن عبد الله بن أبي سعيد المدني قال: حدثتني حفصة بنت عمر قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم جالساً قد وضع ثوبه بين فخذيه، فجاء أبو بكر رضي الله عنه فاستأذن فأذن له والنبي صلى الله عليه وسلم على هيئته، ثم عمر رضي الله عنه بمثل هذه القصة، ثم علي رضي الله عنه ثم ناس من أصحابه والنبي صلى الله عليه وسلم على هيئته، ثم جاء عثمان رضي الله عنه فاستأذن فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبه فتجلله، قالت: ثم تحدثوا ثم خرجوا قالت: فقلت: يا رسول الله جاء أبو بكر وعمر وعلي وناسٌ من أصحابك وأنت على هيئتك فلما جاء عثمان تجللت بثوبك، قالت: فقال: ((ألا أستحيي ممن تستحيي منه الملائكة)) .
حديث حسن. وقد أخرج مسلم معنى هذه القصة من حديث عائشة رضي الله عنها.(1/68)
الحديث الثامن
8- حدثنا الزينبي قال: أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل قال: قرئ على إسماعيل بن محمد وأنا أسمع قال: حدثنا الحسن بن عرفة قال: حدثنا عبد السلام بن حرب، عن زياد بن خيثمة، عن نعمان بن قراد، عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خيرت بين الشفاعة وبين أن يدخل شطر أمتي الجنة فاخترت الشفاعة، لأنها أعم وأكفى، أترونها للمؤمنين المتقين؟ لا ولكنها للمذنبين المتلوثين الخطائين)) .
حديث حسن.(1/74)
الحديث التاسع
9- أخبرنا الإمام جمال الإسلام أبو محمد رزق الله بن عبد الوهاب بن عبد العزيز التميمي رحمه الله قراءة عليه وأنا أسمع سنة أربع وثمانين وأربعمائة قال: أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن مهدي قراءة عليه فأقر به وأنا أسمع قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن مخلد العطار الخصيب الدوري قراءة عليه في صفر سنة ثلاثين وثلاثمائة قال: حدثنا محمد بن عثمان بن كرامة قال: حدثنا خالد بن مخلد، عن سليمان بن بلال، عن شريك بن أبي نمر، عن عطاء، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله عز وجل قال: من عادى لي ولياً فقد آذنني بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي من أداء ما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي عليها، فلئن سألني عبدي لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت وأكره مساءته ولا بد له منه)) .
هذا حديث صحيح شريف حسن من حديث سليمان بن بلال أبي أيوب التيمي، عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر القرشي المديني، عن عطاء بن يسار أبي محمد، عن أبي هريرة عبد الرحمن بن صخر الدوسي. [ص:80] أخرجه البخاري عن ابن كرامة هذا بهذا السياق، فكأن شيخي أخبرنا به عن رجل عن البخاري رحمة الله عليه.(1/79)
الحديث العاشر
10- أخبرنا أبو محمد التميمي قال: أخبرنا أبو عمر قال: حدثنا محمد قال: حدثنا محمد قال: حدثنا أبو أسامة، عن هشام، عن أبيه قال: سمعت عبد الله بن جعفر يقول: سمعت علياً يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((خير نسائها مريم ابنة عمران، وخير نسائها خديجة بنت خويلد)) .
صحيح: أخرجه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة وأبي كريب، عن أبي أسامة، عن هشام فكأن شيخنا رواه عن صاحب مسلم.(1/80)
الحديث الحادي عشر
11- أخبرنا التميمي قال: أخبرنا أبو عمر قال: أخبرنا محمد بن مخلد قال: حدثنا طاهر بن خالد بن نزار بن المغيرة بن سليمان يعرف بالأيلي قال: حدثني أبي قال: أخبرني إبراهيم بن طهمان قال: حدثني محمد بن زياد، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إني خبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة)) .
حديث حسن صحيح.(1/80)
الحديث الثاني عشر
12- أخبرنا التميمي قال: أخبرنا ابن مهدي قال: أخبرنا ابن مخلد العطار قال: حدثنا طاهر قال: حدثني أبي قال: حدثنا إبراهيم بن طهمان قال: حدثني الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يخرج أناس من النار قد احترقوا حتى كانوا كالحمم، فيلقون على باب الجنة فيرش عليهم أهل الجنة من الماء فينبتون كما ينبت الغثاء في حميلة السيل)) .
حديث حسن من حديث أبي سفيان طلحة بن نافع السعدي عن جابر بن عبد الله الأنصاري. حدث عنه الأعمش أيضاً وروى أحاديثه الثقات عن الأعمش.(1/80)
الحديث الثالث عشر
13- أخبرنا الشيخ الثقة أبو عبد الله مالك، ويكنى بأبي الحسن ويسمى يعلى بن أحمد بن علي البانياسي، قراءة عليه وأنا أسمع، قيل له: أخبركم أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى بن القاسم بن الصلت المجبر قراءة عليه، قال: حدثنا إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي إملاءً قال: حدثنا أبو مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري، عن مالك بن أنس، عن ابن شهاب، عن سالم، عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على رجل وهو يعظ أخاه في الحياء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الحياء من الإيمان)) .
صحيح: أخرجه البخاري عن عبد الله بن يوسف، عن مالك، فكأن شيخنا حدث به عن رجل، عن البخاري.(1/80)
الحديث الرابع عشر
14-[وبالإسناد المتقدم آنفاً قال:] حدثنا إبراهيم قال: حدثنا أبو سعيد الأشج قال: حدثنا المحاربي، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم، عن علقمة بن وقاص، عن عمر بن الخطاب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إنما الأعمال بالنية وإنما لامرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته لما هاجر له)) .
اتفق الشيخان على إخراجه في صحيحيهما. أما البخاري فأخرجه عن الحميدي، عن سفيان بن عيينة، وعن القعنبي ويحيى بن قزعة، عن مالك، وعن محمد بن كثير، عن الثوري كلهم عن يحيى بن سعيد. وأما مسلم فأخرجه عن الزهراني، عن حماد، وعن محمد بن رمح، عن الليث، وعن القعنبي، عن مالك كلهم عن يحي. فكأن شيخنا رواه لنا عن صاحبي الشيخين.(1/80)
الحديث الخامس عشر
15- أخبرنا البانياسي، حدثنا أبو الفتح محمد بن أحمد بن محمد بن أبي الفوارس الحافظ إملاءً في ذي القعدة سنة ست وأربعمائة قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي قال: حدثنا جعفر بن محمد بن الحسن القاضي قال: حدثنا سليمان بن عبد الرحمن أبو أيوب قال: حدثنا الوليد بن مسلم قال: حدثنا عبد الله بن زبر قال: حدثني بسر بن عبيد الله قال: حدثني أبو إدريس الخولاني قال: سمعت أبا الدرداء يقول: كانت بين أبي بكر وعمر محاورة فأغضب أبو بكر عمر فانصرف عنه مغضباً، وتبعه أبو بكر يسأله أن يغفر له، فلم يفعل حتى أغلق بابه في وجهه، وأقبل أبو بكر إلى النبي صلى الله عليه وسلم -قال أبو الدرداء: ونحن عنده- فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أما صاحبكم هذا فقد غامر)) قال: وندم عمر على ما كان منه فأقبل حتى سلم وجلس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقص على رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر، قال أبو الدرداء: فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعل أبو بكر يقول: يا رسول الله لأنا كنت أظلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((هل أنتم تاركون لي صاحبي؟ قلت: يا أيها الناس إني رسول الله إليكم، فقلتم: كذبت، وقال أبو بكر: صدقت)) .
[ص:92] صحيح: أخرجه البخاري عن عبد الله بن محمد بن سليمان بن عبد الرحمن وقع لنا عالياً فكأن شيخنا حدثنا به عن صاحب البخاري عنه.(1/80)
الحديث السادس عشر
16- أخبرنا البانياسي قال: حدثنا ابن أبي الفوارس الحافظ قال: أخبرنا أبو القاسم عمر بن جعفر بن محمد بن سلم قال: حدثنا أبو محمد الحارث بن أبي أسامة قال: حدثنا يونس بن محمد الصدوق قال: حدثنا ليث بن سعد، عن أبي الزبير، عن سعيد بن جبير وطاوس، عن ابن عباس أنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا التشهد كما يعلمنا السورة من القرآن، فكان يقول: ((التحيات المباركات الصلوات الطيبات لله، سلامٌ عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، سلامٌ علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله)) .
هذا حديث صحيح: أخرجه مسلم في صحيحه، عن محمد بن رمح عن الليث بن سعد.(1/92)
الحديث السابع عشر
17-[وبه قال] حدثنا عمر بن سلم قال: حدثنا الحارث بن محمد قال: حدثنا علي بن عاصم بن صهيب، عن المغيرة، عن عامر، عن وراد كاتب المغيرة قال: كتب معاوية إلى المغيرة بن شعبة وهو على الكوفة أن اكتب إلي بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فدعاني المغيرة فكتبت إليه أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بعد التشهد إذا سلم: ((لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد، وكان ينهى عن قيل وقال وعن كثرة السؤال [وإضاعة المال] وعن عقوق الأمهات وعن وأد البنات وعن منع وهات)) .
هذا حديث صحيح من حديث عامر الشعبي، عن وراد، وقع لنا بعلو من حديث علي بن عاصم، عن مغيرة.(1/92)
الحديث الثامن عشر
18- وأخبرنا الشيخ الزاهد أبو القاسم علي بن محمد بن علي الكوفي ثم النيسابوري قراءة عليه فأقر به في رمضان من سنة سبعين وأربعمائة قال: أخبرنا أبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب بن يوسف الشيباني الحافظ قال: حدثنا إبراهيم بن عبد الله -يعني السعدي- قال: أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا سليمان -وهو التيمي- عن أبي عثمان، عن أسامة بن زيد، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((وقفت على باب الجنة فإذا أكثر من يدخلها الفقراء وإذا أصحاب الجد محبوسون، ووقفت على باب النار فإذا أكثر من يدخلها النساء)) .
صحيح: أخرجه مسلم عن أبي كامل، عن يزيد بن زريع، عن التيمي كذا، فكأن شيخنا سمعه من صاحب مسلم.(1/92)
الحديث التاسع عشر
19- أخبرنا أبو القاسم الكوفي قال: أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل الصيرفي قال: حدثنا أبو العباس الأصم بنيسابور قال: حدثنا محمد بن هشام بن ملاس قال: حدثنا مروان قال: حدثنا حميد قال: حدثنا أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((انصر أخاك ظالماً أو مظلوما)) ، قيل: يا رسول الله نصرته مظلوماً، فكيف أنصره ظالماً؟ قال: ((تمنعه من الظلم فذلك نصرك إياه)) .
صحيح: أخرجه البخاري عن عثمان بن أبي شيبة، عن هشيم، عن حميد الطويل، عن أنس، فكأن شيخنا حدث به عن صاحب البخاري.(1/92)
الحديث العشرون
20- أخبرنا أبو القاسم قال: أخبرنا أبو سعيد الصيرفي قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم إملاء في جمادى الأولى سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة قال: أخبرني الربيع بن سليمان قال: حدثنا محمد بن إدريس الشافعي قال: أخبرنا سفيان بن عيينة، عن زياد بن علاقة قال: سمعت جرير بن عبد الله يقول: ((بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على النصح لكل مسلم)) .
متفق على صحته: أخرجه البخاري عن أبي نعيم، وأخرجه مسلم عن أبي بكر وزهير وابن نمير كلهم عن سفيان بن عيينة.(1/92)
الحديث الحادي والعشرون
21- أخبرنا أبو القاسم قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد السراج قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن الحكم قال: أخبرنا أيوب بن سويد قال: [حدثنا الأوزاعي] ، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بر الحج؟ قال: ((إطعام الطعام وطيب الكلام)) .
هذا حديث حسن من حديث محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله. أخرجه أبو داود الطيالسي في ((المسند)) عن طلحة، عن محمد بن المنكدر.(1/92)
الحديث الثاني والعشرون
22- وأخبرنا القاضي أبو منصور عبد الباقي بن محمد بن غالب المعدل قراءة عليه وأنا حاضر أسمع يوم الأربعاء السادس والعشرين من المحرم سنة إحدى وسبعين وأربعمائة قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس المخلص قراءة عليه سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة قال: حدثنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد سنة ثمان عشرة وثلاثمائة قال: حدثنا خلاد بن أسلم قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن صفوان بن سليم وسعد بن سعيد عن عمرو بن ثابت، عن أبي أيوب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من صام رمضان وأتبعه ستاً من شوال فكأنما صام الدهر)) .
صحيح: انفرد بإخراجه مسلم فرواه عن يحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر، عن إسماعيل بن جعفر، عن سعد بن سعيد فكأن شيخنا يرويه عن صاحب مسلم.(1/92)
الحديث الثالث والعشرون
23-[وبه قال] حدثنا يحيى بن محمد قال: حدثنا بحر بن نصر الخولاني قال: حدثنا عبد الله بن وهب قال: أخبرني عمرو بن الحارث أن عبد ربه بن سعيد حدثه، عن أبي سلمة، عن أبي قتادة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((الرؤيا الصالحة من الله عز وجل والرؤيا السوء من الشيطان، فمن رأى رؤيا فكره منها شيئاً فلينفث عن يساره ثلاثاً وليتعوذ بالله من الشيطان فإنها لا تضره ولا يخبر بها أحداً، وإن رأى رؤيا حسنة فليستبشر ولا يخبر بها إلا من يحب)) .
صحيح: أخرجه البخاري عن مسدد، عن عبد الله بن يحيى بن [أبي] كثير، عن أبيه، عن أبي سلمة، عن أبي قتادة بنحوه. وأخرجه مسلم عن أبي الطاهر، عن عبد الله بن وهب كما سقناه.(1/92)
الحديث الرابع والعشرون
24-[وبه قال] حدثنا يحيى بن محمد: حدثنا هلال بن العلا بن هلال الباهلي بالرقة قال: حدثنا أبي قال: حدثنا عبيد الله بن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة، عن عمرو بن مرة، عن خيثمة بن عبد الرحمن، عن النعمان بن بشير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم، ثم تأتي قوم تسبق أيمانهم شهادتهم وشهادتهم أيمانهم)) .
صحيح: أخرجه الشيخان من طرق أخر.(1/92)
الحديث الخامس والعشرون
25-[وبه قال] حدثنا يحيى بن محمد قال: حدثنا أحمد بن المقدام العجلي قال: حدثنا حماد بن زيد، عن ثابت، عن أنس قال: ((لقد خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين فوالله ما قال لي أفٍ قط، ولم يقل لشيء فعلته لم فعلت كذا، ولا لشيء لم أفعله ألا فعلت كذا)) .
صحيح: أخرجه مسلم، عن سعيد بن منصور، عن حماد بن زيد فكأن شيخنا يرويه عن صاحب مسلم.(1/92)
الحديث السادس والعشرون
26- وأخبرنا الشيخ الإمام الزاهد أبو علي إسماعيل بن علي الجاجرمي -قدم علينا حاجاً في شوال من سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة- قال: حدثنا أبو سعد عبد الرحمن بن الحسن الحافظ إملاء قال: حدثنا محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق الحافظ قال: حدثنا أبو محمد عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم المدائني ببغداد قال: حدثنا عبد الله بن عمر بن أبان قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري سمع محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصامت يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب)) .
متفق على صحته من حديث سفيان بن عيينة: أخرجه البخاري عن علي بن عبد الله، ورواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد وإسحاق بن إبراهيم كلهم عن سفيان، وليس في الصحيحين بهذا الإسناد غير هذا الحديث.(1/92)
الحديث السابع والعشرون
27- أخبرنا أبو علي الجاجرمي قال: أخبرنا والدي أبو الحسن علي بن الحسين قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم بن تركان الهمداني قال: حدثنا عبد الرحمن بن حمدان قال: حدثنا إبراهيم بن الحسين قال: حدثنا أبو مسهر قال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس، عن أبي ذر، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الله تبارك وتعالى قال: ((يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا، يا عبادي إنكم الذين تذنبون بالليل والنهار وأنا الذي أغفر الذنوب ولا أبالي فاستغفروني أغفر لكم، يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل منكم لم يزد ذلك في ملكي شيئاً، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وجنكم وإنسكم على أفجر قلب رجل لم ينقص ذلك من ملكي شيئاً، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وجنكم وإنسكم اجتمعوا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان منهم ما سأل ما نقص من ملكي شيئاً إلا كما ينقص البحر أن يغمس فيه المخيط غمسة واحدة، يا عبادي إنما هي أعمالكم أحفظها عليكم فمن وجد خيراً فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه)) .
[ص:119] قال سعيد: كان أبو إدريس الخولاني إذا حدث بهذا الحديث جثا على ركبتيه إعظاماً له.
هذا حديث كبير صحيح: انفرد بإخراجه مسلم في صحيحه عن أبي بكر بن إسحاق، عن أبي مسهر كما سقناه.(1/92)
الحديث الثامن والعشرون
28- أخبرنا أبو علي الجاجرمي قال: أخبرنا الإمام أبو عبد الرحمن محمد بن عبد العزيز النيلي قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن حمدان قال: أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال: حدثنا عبد الله بن بكار قال: حدثنا عكرمة بن عمار، عن إياس بن سلمة بن الأكوع، عن أبيه قال: بينا رجل من أسلم يأكل عند النبي صلى الله عليه وسلم بشماله فقال: ((كل بيمينك)) ، قال: لا أستطيع، قال: ((لا استطعت)) قال: فما وصلت يمنيه إلى فيه بعد.
صحيح: أخرجه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن زيد بن الحباب، عن عكرمة بن عمار هكذا.(1/119)
الحديث التاسع والعشرون
29- أخبرنا أبو علي الجاجرمي قال: أخبرنا أبو سعد عبد الرحمن بن الحسن بن علي الحافظ قال: أنبأنا أبو أحمد محمد بن محمد الحافظ قال: حدثنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن الفضل السجستاني بدمشق قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي قال: حدثنا مروان بن محمد قال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز، عن عطية بن قيس، عن قزعة، عن أبي سعيد قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رفع رأسه من الركوع قال: ((ربنا لك الحمد ملء السموات وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد، أهل الثناء والمجد، أحق ما قال العبد، كلنا لك عبد، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد)) .
صحيح: أخرجه مسلم في كتابه عن عبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي وهو غريب الإسناد عزيز في الصحيح.(1/119)
الحديث الثلاثون
30- وأخبرنا الشيخ أبو الخطاب نصر بن أحمد بن عبد الله بن البطر القارئ قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عبيد الله بن يحيى بن زكريا البيع قال: حدثنا أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي قال: حدثنا أحمد بن المقدام العجلي قال: حدثنا حماد بن زيد، عن عاصم بن سليمان عن عبد الله بن سرجس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفراً يقول: ((اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنقلب ومن الحور بعد الكون ودعوة المظلوم وسوء المنظر في الأهل والمال)) قيل لعاصم: ما الحور بعد الكون؟ قال: كان يقال حار بعد ما كان.
صحيح عالٍ: من حديث أبي عبد الرحمن عاصم بن سليمان الأحول، عن عبد الله بن سرجس المزني. أخرجه مسلم في المناسك عن زهير بن حرب، عن إسماعيل بن علية وعن يحيى وزهير، عن أبي معاوية كلاهما عن عاصم، فكأن شيخي حدثني به عن صاحب مسلم.(1/119)
الحديث الحادي والثلاثون
31- أخبرنا أبو الخطاب قال: أنبأنا أبو محمد البيع قال: حدثنا الحسين بن إسماعيل قال: حدثنا إسحاق بن بهلول قال: حدثني يحيى بن سعيد قال: حدثنا هشام بن عروة قال: حدثني أبي قال: سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، فإذا لم يبق على وجه الأرض عالمٌ اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا)) .
صحيح: أخرجه مسلم عن محمد بن يحيى بن أبي عمر -وهو العدني- عن ابن عيينة، وعن أبي بكر بن أبي شيبة وأبي خيثمة، عن وكيع كلاهما عن هشام بن عروة فكأن شيخنا حدثنا به عن صاحب مسلم رحمه الله.(1/119)
الحديث الثاني والثلاثون
32- أخبرنا أبو الخطاب قال: أخبرنا أبو محمد قال: حدثنا الحسين قال: حدثنا محمود بن خداش قال: حدثنا كثير بن هشام قال: حدثنا المسعودي، عن عمرو بن مرة، عن أبي عبيدة، عن أبي موسى الأشعري قال: سمى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه أسماء فمنها ما حفظنا قال: ((أنا محمد وأنا أحمد والحاشر ونبي التوبة ونبي المرحمة)) .
صحيح: أخرجه مسلم عن إسحاق الحنظلي، عن جرير، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، فكأن شيخنا حدث به عن صاحب مسلم.(1/119)
الحديث الثالث والثلاثون
33- وأخبرنا أبو الخطاب قال: أخبرنا أبو محمد قال: حدثنا الحسين قال: حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد قال: حدثنا حسين الجعفي، عن زائدة قال: حدثنا بيان البجلي، عن قيس بن أبي حازم قال: حدثنا جرير بن عبد الله قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة البدر فنظر إلى القمر فقال: ((إنكم ترون ربكم عز وجل يوم القيامة كما ترون هذا لا تضامون في رؤيته)) .
هذا حديث صحيح: أخرجه البخاري عن عبدة بن عبد الله، عن حسين الجعفي كما سقناه فكأن شيخنا يرويه عن صاحب البخاري.(1/119)
الحديث الرابع والثلاثون
34- حدثنا الشيخ الثقة أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون المعدل البغدادي قال: قرئ على أبي علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان وأنا أسمع قال: أخبركم أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبد الله بن يزيد الدقاق المعروف بابن السماك قال: حدثنا محمد بن عبد الله المنادى قال: حدثنا روح بن عبادة قال: حدثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بن كعب: ((إن الله أمرني أن أقرئك القرآن)) أو ((أقرأ عليك القرآن)) قال: آالله سماني لك؟ قال: وقد ذكرت عند رب العالمين؟ قال: ((نعم)) ، فذرفت عيناه.
صحيح: أخرجه البخاري عن ابن المنادى فكأن شيخنا سمعه من صاحب البخاري.(1/119)
الحديث الخامس والثلاثون
35- حدثنا الشيخ الثقة أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون المعدل قال: قرئ على أبي عبد الله أحمد بن عبد المحاملي وأنا أسمع قال: أخبركم أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن مضر الثقفي قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال: حدثنا حميد، عن أنس بن مالك قال: لما رجعنا من غزوة تبوك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن بالمدينة لأقواماً ما سرتم مسيراً ولا قطعتم وادياً إلا كانوا معكم)) قالوا: يا رسول الله وهم بالمدينة مقيمون؟ قال: ((نعم)) قال: ((حبسهم العذر)) .
صحيح: أخرجه البخاري عن أحمد بن محمد، عن عبد الله بن المبارك، وعن سليمان بن حرب، عن حماد بن زيد كلاهما عن حميد فكأن شيخنا سمعه من صاحب البخاري.(1/119)
الحديث السادس والثلاثون
36- حدثنا أحمد بن الحسن المعدل قال: قرئ على أبي القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران، وعلى أبي علي بن شاذان قال: أخبركم أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان قال: حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال: حدثنا أبو بكر بن عياش، عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد، عن أنس بن مالك قال: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله متى الساعة؟ قال: ((وماذا أعددت لها؟)) قال: لا والذي نفسي بيده ما أعددت لها من كبير صلاة ولا صيام إلا أني أحب الله ورسوله، قال: ((فأنت مع من أحببت)) ، قال أنس: فكان يعجبهم حديث الأعرابي، واللفظ لابن بشران.
صحيح: أخرجاه جميعاً عن عثمان، عن جرير، عن منصور فكأن شيخنا حدثنا به عن صاحبي الشيخين رحمهما الله.(1/119)
الحديث السابع والثلاثون
37- حدثنا أبو الفضل المعدل قال: قرئ على أبي بكر محمد بن عمر النرسي البصري قيل له: أخبركم أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي قال: حدثنا محمد بن أبي العوام الرياحي قال: حدثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا يحيى بن سعيد الأنصاري أنه سمع أبا صالح ذكوان، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لولا أن أشق على أمتي وعلى المؤمنين لأحببت أن لا أتخلف خلف سرية تخرج أو تغزو في سبيل الله عز وجل، ولكن لا أجد سعة فأحملهم، ولا يجدون سعة فيتبعوني، ولا تطيب أنفسهم أن يتخلفوا أو يقعدوا، فلوددت أني أقاتل في سبيل فأقتل ثم أحيى ثم أقتل)) .
صحيح: أخرجه البخاري عن مسدد، عن يحيى القطان، عن يحيى بن سعيد الأنصاري. وأخرجه مسلم عن أبي موسى، عن عبد الوهاب الثقفي، عن يحيى فكأن شيخنا سمعه من صاحبي الشيخين.(1/119)
الحديث الثامن والثلاثون
38- أخبرنا الشيخ الزاهد أبو بكر أحمد بن علي بن زكريا الطريثيثي المقرئ قال: أخبرنا والدي أبو الحسين علي بن الحسين بن زكريا رحمه الله قال: أخبرنا أبو بكر بن أبي علي بن محمد بن أحمد المعدل قال: أخبرنا أبو محمد بن فارس قال: حدثنا أحمد بن عصام، حدثنا أبو أحمد الزبيري، حدثنا سفيان -هو الثوري- عن أبي سهل، عن عبد الرحمن بن أبي عمرة، عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من صلى العشاء في جماعة كان كقيام نصف ليلة، ومن صلى العشاء والفجر في جماعة كان كقيام ليلة)) .
صحيح: رواه مسلم عن زهير، عن أبي أحمد، وأبو سهل اسمه عثمان بن حكيم.(1/119)
الحديث التاسع والثلاثون
39- أخبرنا أحمد بن علي المقرئ قال: أخبرنا والدي قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ قال: أخبرنا أبو عمرو عثمان بن أحمد السماك قال: أنبأنا عبد الرحمن بن محمد بن منصور الحارثي قال: أخبرنا يحيى بن سعيد القطان قال: أخبرنا أبان بن صمعة قال: حدثني أبو الوازع، عن أبي برزة قال: قلت: يا رسول الله علمني شيئاً أنتفع به، قال: فقال: ((اعزل الأذى عن طريق المسلمين)) .
حديث حسن: تفرد به يحيى بن سعيد وهو ثقة.(1/119)
الحديث الأربعون
40- أخبرنا الشيخ الرئيس أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة بن إسماعيل الإسماعيلي الجرجاني قدم علينا حاجاً قراءة عليه وأنا أسمع قيل له: أخبركم أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي سنة ثمان عشرة وأربعمائة قال: أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ الجرجاني بجرجان قال: أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو بكر الأعين (ح) وأخبرنا ابن قتيبة، قال: حدثنا حسين بن أبي السري قالا: حدثنا عمرو بن أبي سلمة أنه سمع حفص بن غيلان الرعيني أبا معيد يحدث عن سليمان بن موسى، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس (ح) قالا: وحدثنا عمرو بن أبي سلمة أنه سمع أبا معيد، عن سليمان بن موسى، عن نافع، عن ابن عمر قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((البيعان بالخيار ما لم يتفرقا أو يكون بينهما خيار)) واللفظ لابن قتيبة.
صحيح المتن: أخرجه البخاري عن أبي النعمان، عن حماد بن زيد، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر.(1/119)
الحديث الحادي والأربعون
41- أخبرنا إسماعيل بن مسعدة قال: حدثنا حمزة بن يوسف قال: أخبرنا ابن عدي قال: حدثنا محمد بن علي بن الحسين الجرجاني قال: حدثنا محمد بن عمرو بن تمام أبو بكر الكروس المقرئ قال: حدثنا سليمان بن أيوب قال: حدثني أبي عن جدي عن موسى بن طلحة عن أبيه طلحة بن عبيد الله قال: قلت: يا رسول الله هذا التشهد قد عرفناه فكيف الصلاة عليك؟ قال: قل: ((اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم وآل إبراهيم وبارك على محمد إنك حميد مجيد)) .
حديث حسن: وقد خرج لفظه في الصحيح أتم من هذا السياق.(1/119)
وافق النجاز من نسخ الأربعين هذه على يد العبد الفقير إلى الله تعالى أبو بكر عبد الله بن الأكرم أبي البركات المصري الشافعي النعماني وهذا خطه من نسخه بخط الأواخر من شهر رمضان المعظم من سنة ست وسبعمائة نقلها من نسخة بخط أبي الحسن علي بن عبد الله بن مفرج القرشي العطار كتبها كما شاهدت بخطه في الخامس والعشرين من ربيع الآخر من سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة، وقال: آخر الأربعين والحمد لله وحده وصلواته على سيد المرسلين محمد وآله أجمعين، وأنا أقول: الحمد لله رب العالمين كثيراً عدد ما في علمه ومداد كلماته وأضعاف ذلك، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيد خلقه أجمعين صلاة وسلاماً يدومان بدوام الله رب العالمين وحسبنا الله ونعم الوكيل.
وشاهدت بخطه أيضاً ما مثاله: قابلت بالأصل المنقول منه هذا الفرع حسب الطاقة وهو أصل الشيخ المسمع وخطه.(1/119)