بسم الله الرحمن الرحيم
مشروع تفنيد الكتاب المقدس
خلاصة التكوين
الاخ/ابو حبيبة
الاخ/سارى (أبو تراب)
قام بعمل الكتاب
وليد المسلم
walid9almoslm@yahoo.com(1/1)
مبحث السند و التواتر
إعلم أرشدك الله تعالى,أنه لابد لكون الكتاب سماويا واجب التسليم,أن يثبت أولا بدليل تام أن هذا الكتاب قد كتب بواسطة النبى فلان, و وصل الينا بالسند المتصل بلا تغيير أو تبديل عن طريق من كانوا شهود عيان للأحداث الذين شهد لهم النبى بأنهم أهلا لحمل هذه الأمانه, ثم عن طريق تابعيهم, ثم عن طريق تابعى تابعيهم و هكذا, على أن لا يخالف كل منهم ألأخر فى روايته,,, و الإستناد الى شخص ذى إلهام بمجرد الظن و الوهم لا يكفى فى أثبات أنه من تصنيف ذلك الشخص .
فان ثبت و جود سند متصل ينتهى بالرسول المرسل بهذا الكتاب, فلابد من تحقيق هذا السند , بمعنى التحقق و التثبت و التأكد من الرواه (رواة السند) من حيث:
1- ثبوت معاصرة و مقابلة الراوى لمن روى عنه بأدله دامغه(أدله مكانيه و زمانيه وعيانيه و تاريخيه)
2- أستقامة الدين و المرؤه للراوى
أما استقامة الدين فهو : أن يتميز الراوى بأداء الواجبات و اجتناب ما يوجب الفسق و المحرمات .
أما استقامة المروءه فهو:أن يفعل الراوى ما يحمده الناس عليه من الأداب و الأخلاق و أن يترك ما يذمه الناس عليه من ذلك....فإن تبين أن الراوى فاسق أو سيئ الحفظ أو يخالف ما أمر به الكتاب من تعاليم و أوامر و نواهى أو صاحب بدعه تخالف ما جاء به النبى المرسل بهذا الكتاب,,,فهذا لا تقبل روايته .
3- إتصال الأزمنه بين طبقات الرواه.
(1/2)
فان التواتر عباره عن إخبار عدد كثير لا يجوز العقل إتفاقهم و تواطئهم على الكذب بشئ قد أدركوه بحواسهم إدراكا صحيحا لا شبهة فيه, و كان خبرهم بذلك متفقا لا إختلاف فيه,هذا إذا كان التواتر فى طبقه واحده رأوا بأعينهم شيئا(مثلا) و أخبروا به, فان كان التواتر فى طبقات كان ما بعد الأولى مخبرا عنها, و يشترط أن يكون أفراد كل طبقه لا يجوز عقل عاقل تواطأهم على الكذب فى الأخبار عمن قبلهم, و أن يكون كل فرد من كل طبقه قد سمع جميع الأفراد الذين يحصل بهم التواتر ممن قبلهم, و أن يتصل السند هكذا الى الطبقه ألأخيره, فان أختل شرط من هذه الشروط لا ينعقد التواتر.
و أنّى للنصارى بمثل هذا كله, و كتبهم تفتقد للإسناد بالكلية و إنجيل المسيح نفسه كُتب بعده رفعه بعشرات السنين من قبل أشخاص متفرقون يناقض بعضهم البعض و لم يتسنى حتى التحقق من شخصياتهم !
العهد القديم
اعلم انه من بين اسفار العهد القديم كلها لا يوجد دليل قاطع على الأتى:
1- كون هذه الكتب إلهاميه(سوف يتم مناقشة دعوى الألهام)
2- كون الكتبه معلومين الهويه(أسماءهم-إتصالهم بالأنبياء الذين أوحى اليهم من قبل الله تبارك وتعالى او بتابعيهم-زمان ومكان الكتابه)
فلقد وصل إلى أيدينا ثلاث نصوص مختلفة للعهد القديم، ولا نقصد هنا أن هناك ثلاث ترجمات ، بل نعني أنه توجد نصوص يستقل بعضها عن بعض.
وهذه النصوص متشابهة في عمودها الفقري، لكنها مختلفة ومتناقضة في بعض التفاصيل الدقيقة، كما ثمة فرقين كبيرين، وهما أن الترجمة اليونانية تزيد أسفار الأبوكريفا السبعة عن العبرية، فيما تزيدان معاً كثيراً عن التوراة السامرية، والتي لا تعترف إلا بالأسفار الخمسة.
(1/3)
وهذه النصوص هي: الترجمة اليونانية (السبعينية) المعترف بها عند الكاثوليك والأرثوذكس و التى كتبت بأمر من بطليموس الثانى على يد إثنين و سبعين شيخا من شيوخ اليهود و لا يعلم احد من هم ؟ و لا حتى واحدا منهم؟، ثم (العبرانية) المعتبرة عند اليهود والبروتستانت، و(السامرية) المعتبرة عند طائفة السامريين من اليهود فقط.
و كل ذلك على خلاف بينهم فالكاثوليك يقرون اسفارا عددها سبعه و أربعون, بينما يقر ألأرثوزكس تسعا و ثلاثين فقط بحذف ثمانية أسفار لم يقرها الأرثوزكس أو البروتستانت على أنها كلمة الله!
* جاء فى مقدمة أسفار موسى الخمسه (الترجمه المسكونيه)" كثير من علامات التقدم تظهر فى روايات هذا الكتاب و شرائعه مما جعل المفسرين كا ثوليك وغيرهم على التنقيب عن أصل هذه ألأسفار الأدبى فما من عالم كاثوليكى فى عصرنا يعتقد أن موسى قد كتب البانتيك(الأسفار الخمسه)منذ قصة الخلق الى قصة موته,كما أنه لا يكفى أن يقال ان موسى أشرف على وضع النص الملهم الذى دونه كتبه عديدون فى غضون أربعين سنه!
إذاً فهذا ليس كلام الله و لا حتى تلك كتب موسى.
ثم رأينا زعم البعض أن عزرا قد أعاد كتابة التوراة بإلهام من الله، وهو أحد مزاعم كثيرة يتعلق بها الغريق، وهو يصارع في الأنفاس الأخيرة.
إذ لا تستند تلك الدعوى على أى دليل ولا يمكن الجزم بأن التوراة الموجودة (الأسفار الخمسة) من كتابة عزرا لأمور من أهمها وجود تناقضات فيها وأخطاء ، لا يقع فيها كاتب واحد.
ولكن الأهم من ذلك، الفحص الجديد الذي قام به المحققون النصارى عبر دراسات طويلة، يؤكد أن هذه الأسفار لها كتبة يربون على المائة ، وينتمون إلى أربع مدارس ظهرت في القرنين الثامن والتاسع قبل الميلاد في مملكتي إسرائيل ويهوذا. وتسمى هذه الدراسات نظرية المصادر الأربعة.
(1/4)
وقد تبلورت هذه النظرية بعد سلسلة من الدراسات، بدأت بدراسة جان استروك عام 1753م وقد نشرها من غير أن يجرؤ على ذكر اسمه ، وسار على خطاه الباحث اينهورن وذلك في سنة 1780 - 1783م . وأيضاً إيلجن في عام 1798م .ثم العالم كار داود الجن 1834م ثم هرمن هوبفلد في عام 1853 ، ثم العالم لودز عام 1941م . وقد أضحت هذه النظرية مسلمة عند العلماء المحققين.
وقد اعترف بنظرية المصادر الأربعة مدخل الكاثوليك للكتاب المقدس,و التى لا يعلم أحد حقيقتها( مدخل الكاثوليك للكتاب المقدس طبعة دار المشرق),,,, و قد أقر التفسير التطبيقى للكتاب المقدس لنص كتاب الحياه أن كتاب تلك الأسفار مجهولين.
و ما عليك الا فتح ترجمة كتاب الحياه و سوف تجد مقدمه قبل بداية كل سفر من أسفار العهدين, و سوف تجد العجب العجاب فى تلك المقدمات, فالأمر لا يخرج عن أمرين .
الأول:
اذا كان السفر فى طياته أخبار عن أحد الأنبياء,, نسبوا ذلك السفر الى ذلك النبى أفتراءً من عند أنفسهم بلا أى سند أو دليل,,,,و نتحدى الإتيان بسند متصل كما فصلنا على أن الأنبياء كان لهم ضلع فى تلك ألأسفار.
مقدمة سفر اللتكوين
(فيما بين1420-1220 ق م – و بوحى من الروح القدس قام موسى بتدوين هذا الكتاب ليكون سجلا الهيا, و وثيقه مقدسه)
مقدمة سفر يشوع
(فى هذا الكتاب أظهر يشوع,بوحى من الروح القدس,أن الله يفى بكل وعد يقطعه)
مقدمة سفر عزرا
(عمد عزرا فى القرن الخامس قبل الميلاد, بو حى من الروح القدس,الى تدوين هذا الكتاب)
مقدمة سفر الجامعه
(من المرجح أن كاتب هذا السفر بأرشاد من الروح القدس هو سليمان , و يعتقد أن تاريخ تدوينه يعود الى القرن العاشر ق م)
مقدمة سفر نشيد الأنشاد
(ناظم هذه القصيده المطوله الرائعه ,بوحى من الله,هو سليمان بن داود)
مقدمة سفر أرميا
(تدور نبؤات هذا الكتاب التى سجلها ارميا)
و هكذا نسبوا اسفارهم الى ألأنبياء بغير دليل(سند) الا أتباع الظن كما رأيتم.
(1/5)
الثانى:
و أذا عجزوا عن انساب سفر ما الى أى من أنبياء الله...رأيت المكر و الخداع.... فلا يذكرون أى شئ عن الكاتب , ويروغون كرواغان الثعالب و ألأفاعى بعبارات مثل(و من المرجح أنه دون بوحى من الروح القدس فى القرن- - - -),,,أنظر الى الفعل (دُون)بضم الدال...أنه فعل ماضى مبنى للمجهول (الذى هو الكاتب) .
اربعون كاتبا و كلهم مجهولين!!!!!!!
مقدمة سفر القضاه
(ان الدرس المؤلم الذى يلقنه هذا السفر هو "ان أجرة الخطيئه هى الموت)
مقدمة سفر راعوث
(هذه القصه هى قصة راعوث التى صممت على ملازمة حماتها نعمى)
مقدمة سفر كتاب صموئيل الأول
(من المرجح أن هذا الكتاب قد تم تدوينه,بوحى من الروح القدس,فى القرن العاشر ق م..... يستعرض هذا الكتاب سجل المعارك.....ان الفكره الأساسيه فى هذا الكتاب أن الله )
مقدمة سفر صموئيل الثانى
(يستعرض هذا الكتاب أحداث نحو أربعين سنه من حكم داود.....يرسم لنا هذا الكتاب صوره حيه لحياة داود)
مقدمة سفر الملوك الأول
(و قد تم تدوين هذه الأحداث لكى لا نرتكب نفس الأ خطاء مره أخرى)
مقدمة سفر الملوك الثانى
(دون هذا الكتاب بوحى من الروح القدس فى نحو القرن السادس ق م)
فالحال باعتراف أهل الكتاب هكذا:
اسم السفر الكاتب
سفر أشعياء ينسب معظمه إلى أشعيا، ولكن بعضه من المحتمل كتبه آخرون.
خاتمة سفر يشوع غير معروف
أخبار الأيام الأول المؤلف مجهول، ولكن ربما جمعه وحرره عزرا.
أخبار الأيام الثاني المؤلف مجهول، ولكن ربما جمعه وحرره عزرا.
القضاة غير معروف ( ربما كتبه صموئيل )
صموئيل الأول غير معروف ( ربما كتبه صموئيل )
صموئيل الثاني غير معروف
سفر الملوك الأول غير معروف
سفر الملوك الثاني غير معروف
سفر أستير غير معروف
سفر أيوب يحتمل أن يكون أيوب ، ويرى البعض أنه موسى أو سليمان أو أليهو
(1/6)
المزامير كتب داود 37 مزموراً ، وكتب آساف 12 مزموراً ، وأبناء قورح 9 مزامير ، وكتب سليمان مزمورين ، وهناك 51 مزموراً لا يعرف كاتبها .
سفر راعوث غير معروف
سفر حبقوق لا يعرف شيء عن مكان أو زمان ولادته.
سفر عزرا من المحتمل أن عزرا كتبه أو حرره.
سفر راعوث غير معروف
سفر الأمثال والجامعة ونشيد الأناشيد المؤلف مجهول، ولكنها عادة تنسب إلى سليمان
وهكذا الأمر فى بقية الأسفار,,,
فهذه أسفار لا نقول ليس لها سند متواتر بل لا يوجد سند من الأصل ولا يوجد من يُسند إليه إبتداءً
فتالله إن كان أهل الكتاب لا يستطيعون نسب هذه الأسفار لكاتبها فكيف ينسبونها إلى الله تعالى؟!
فالحاصل ان هذه الأسفار مجهولة المؤلف، لا تصح نسبتها للأنبياء، بل هي من عمل الشعب اليهودي طوال عصور التاريخ اليهودي، وقد استلهموا هذه الكتابات من تقاليدهم، لا من الله ووحيه، وكل ذلك شاهد على أن العهد القديم ليس كلمة الله.
و التوراة الحالية نتاج عمل العشرات من المؤلفين الذين اجتهدوا في تسجيل تاريخ بني إسرائيل، ولم يدر بخلدهم أن تعتبر كتاباتهم مقدسة، إذ لو خطر على بالهم لصاغوها بطريقة أخرى .(1/7)
تضخم التوراة بفعل اليهود
وسنعتمد في هذا على التوراة نفسها ، فالتوراة التي بين أيدينا الآن . لا يمكن أن تكون كلماتها بنفس الكم الذي نزلت به ، فنحن نرى أسفارها الخمسة تملأ 379 صفحة بالحروف الصغيرة ، بينما التوراة نفسها تحدد لنا الصورة التي نزلت بها ، بشكل لا وجه فيه للمقارنة بين حجمها الحالي وحجمها الذي نزلت به ، حيث يذكر سفر الخروج [ 24 : 12 ] ، أن موسى تلقي التوراة مكتوبة على لوحين من حجر :
(( وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى : اصْعَدْ إِلَى الْجَبَلِ وَامْكُثْ هُنَاكَ لأُعْطِيَكَ الْوَصَايَا وَالشَّرَائِعَ الَّتِي كَتَبْتُهَا عَلَى لَوْحَيِ الْحَجَرِ لِتُلَقِّنَهَا لَهُمْ)) .
ويذكر سفر الخروج أيضاً في [ 32 : 15]
(( ثُمَّ نَزَلَ مُوسَى وَانْحَدَرَ مِنَ الجَبَلِ حَامِلاً فِي يَدِهِ لَوْحَيِ الشَّهَادَةِ ، وَقَدْ نُقِشَتْ كِتَابَةٌ عَلَى وَجْهَيْ كُلٍّ مِنْهُمَا، وَكَانَ اللهُ قَدْ صَنَعَ اللَّوْحَيْنِ وَنَقَشَ الْكِتَابَةَ عَلَيْهِمَا))
وقد يتبادر إلى الذهن ، أنه لا مانع عقلاً من أن يكون اللوحان من العظم والاتساع ، بحيث يملأ المسطر عليها 379 صفحة من الورق كما نراها الآن .
ولكن التوراة نفسها تدفع هذا الاحتمال حين تحدد حجم اللوحين بالتابوت الذي أمر الله موسى أن يصنعه ويحفظ فيه التوراة :
فقد جاء في سفر الخروج [ 25 : 10 ، 16 ]
(( تابوتاً من خشب طوله ذراعان ونصف وعرضه ذراع ونصف وارتفاعه ذراع ونصف ، وتضع في التابوت الشهادة التي أعطيك ))
وقد يرد على الذهن احتمال أن ما كتب على اللوحين ، بلغت حروفه حداً من الصغر ، بحيث إذا نقلت كلماته على الورق ، ملأت صفحات عديدة ، ونحن نرى الآن القرآن الكريم يكتب في صفحة واحدة لا تزيد كثيراً عن ذراع في ذراع.
(1/8)
ومرة أخرى نجد التوراة نفسها تدفع هذا الاحتمال ، حين تحدد لنا الزمن الذي يستغرقه كتابتها وقراءتها ، بحيث لا يبقى لدينا أدنى شك في تقدير حجمها ، وأنها لا تزيد عن كلمات لا تملأ أكثر من بضع ورقات فيقول كاتب سفر التثنية [ 31 : 9]
(( وَكَتَبَ مُوسَى كَلِمَاتِ هَذِهِ التَّوْرَاةِ وَسَلَّمَهَا لِلْكَهَنَةِ بَنِي لاَوِي حَامِلِي تَابُوتِ عَهْدِ الرَّبِّ وَإِلَى سَائِرِ شُيُوخِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. وَأَمَرَهُمْ مُوسَى قَائِلاً: «فِي خِتَامِ السَّبْعِ السَّنَوَاتِ، فِي مِيعَادِ سَنَةِ الإِبْرَاءِ مِنَ الدُّيُونِ، فِي عِيدِ الْمَظَالِّ عِنْدَمَا يَجْتَمِعُ جَمِيعُ الإِسْرَائِيلِيِّينَ لِلْعِبَادَةِ أَمَامَ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي يَخْتَارُهُ، تَتْلُونَ نُصُوصَ هَذِهِ التَّوْرَاةِ فِي مَسَامِعِهِمْ))
ويحدد لنا سفر يشوع [ 8 :32 ] الزمن بدقة أكثر ، حين يذكر أن يشوع نقش نسخة من التوراة على الحجر وتلاها على الشعب في جلسة واحدة :
(( وكتب هناك على الحجارة نسخة توراة موسى . وبعد ذلك قرأ جميع كلام التوراة ، البركة واللعنة ، حسب كل ما كتب في سفر التوراة لم تكن كلمة من كل ما أمر به موسى لم يقرأها يشوع قدام كل جماعة إسرائيل )) .
ولكن قد يرد احتمال أخير :
أليس من الجائز أن يكون موسى عليه السلام قد تلقى مع اللوحين نصوص أخرى ، وأن المجموع هو ما يطلق عليه التوراة .
ولكن هذا الاحتمال الأخير نجد ما يرده من سفر الملوك الأول [ 8 : 9 ] حيث يذكر بوضوح أن سليمان حين نقل التابوت إلى المعبد الذي بناه ، لم يكن فيه سوى اللوحين :
((وَلَمْ يَكُنْ فِي التَّابُوتِ سِوَى لَوْحَيِ الْحَجَرِ اللَّذَيْنِ وَضَعَهُمَا مُوسَى فِي حُورِيبَ حِينَ عَاهَدَ الرَّبُّ أَبْنَاءَ إِسْرَائِيلَ بَعْدَ خُرُوجِهِمْ مِنْ دِيَارِ مِصْرَ.))
(1/9)
وأخيراً فإن التوراة تعين لنا على لسان موسى عليه السلام قبل موته مضمون التوراة ، بأنه عبارة عن الوصايا العشر ، وهي فقط ما كتب في اللوحين :
((ودعا موسى جميع إسرائيل وقال لهم أسمع يا إسرائيل الفرائض والأحكام التي أتكلم بها في مسامعكم اليوم وتعلموها واحترزوا لتعملوها فقال أنا هو الرب إلهك الذي أخرجك من أرض مصر من بيت العبودية ، لا يكن لك آلهة أخرى أمامي ، لا تصنع لك تمثالاً منحوتاً . . لا تطنق باسم الرب إلهك باطلاً . . لا تقتل ، ولاتزن ، ولا تسرق ، ولا تشهد على قريبك زور ، ولا تشته امرأة قريبك ، ولا تشته بيت قريبك ولا حقله ولا عبده ولا أمته ولا ثوره ولا حماره ولا كل ما لقريبك ، هذه الكلمات كلم بها الرب كل جماعتكم في الجبل من وسط النار والسحاب والضباب وصوت عظيم ولم يزد وكتبها على لوحين من حجر وأعططاني إياها )) . تثنية [ 5 : 1 ، 22]
كل هذا يرجح إن لم يكن يؤكد أن التوراة التي كتبها موسى في اللوحين لا تعدو أن تكون الوصايا العشر ، وهذا هو ما يتفق مع العقل ومع النصوص التي أوردناها من التوراة نفسها ، خصوصاً إذا علمنا أن كلمة ( سفر) تعني في اللغة العبرية ورقة أو صحيفة ، أما هذا الحشد أو التضخم الذي عليه التوراة الآن إنما هو من فعل بشري . والله الموفق .(1/10)
شهادات حية
محققو العهد القديم:
يُعرف محققو "العهد القديم" في ما سمي "بمدخل إلى الكتاب المقدس" والذي نقلته "الرهبانية اليسوعية من الترجمة المسكونية الفرنسية للكتاب المقدس"، هذا الكتاب (العهد القديم) بانه "مجموعة كتب مختلفة جدا" يمتد زمن وضعها " على اكثر من عشر قرون، وتنسب إلى عشرات المؤلفين المختلفين"، وقد وضع "بعضها بالعبرية، مع بعض المقاطع بالآرامية، وبعضها الاخر باليونانية، وتشتمل على مختلف الفنون الادبية "كالرواية التاريخية ومجموعة القوانين والوعظ والصلاة والقصيدة الشعرية والرسالة والقصة" . اما واضعوه فهم عبارة عن "اناس مقتنعين بان الله دعاهم لتكوين شعب يحتل مكانا في التاريخ بتشريعه ومبادئه في الحياة الفردية والجماعية"
فالقضية، اذن، قضية قناعة من اناس يدعون ان "الله دعاهم لتكوين شعب" وليست قضية وحي منزل ولا قضية اناس ملهمين. انها مسألة تأليف بشري لنصوص سطرت فيها القناعات الشخصية لهؤلاء المؤلفين "بدعوة من الله" كما يدعون.
وكان محققو العهد القديم اكثر صراحة ووضوحا في التعبير عن قناعاتهم عندما قالوا ان اسفار الكتاب المقدس "عمل مؤلفين ومحررين عرفوا بانهم لسان حال الله في وسط شعبهم، ظل عدد كبير منهم مجهولا" وان "معظم عملهم مستوحى من تقاليد الجماعة" . ويذكر هؤلاء المحققون ان هذه الاسفار لم توضع في صيغتها النهائية الا بعد ان "انتشرت زمنا طويلا بين الشعب، وهي تحمل آثار ردود فعل القراء في شكل تنقيحات وتعليقات، وحتى في شكل اعادة صيغة بعض النصوص إلى حد هام او قليل الاهمية". واكثر من ذلك، فان احداث الاسفار "ما هي، احيانا، الا تفسير وتحديث لكتب قديمة" غير منزلة ولا سماوية ولا دينية طبعا، وهو ما يؤكد، بلا ادنى شك، ان معظم ما جاء في هذه الاسفار لا علاقة له، من قريب او من بعيد بالسماء.
(1/11)
ويذكر هؤلاء المحققون ان اسفار الشريعة الخمسة، او "التوراة" تحتوي "من جهة على روايات وتقاليد قصصية، ومن جهة اخرى على شرائع بحصر المعنى، وتقاليد اشتراعية اثرت في مراحل تكوين شعب "اسرائيل" وامنت بنيته" ، الا انه، وان كانت شرائع التوراة إلى حد كبير، عن شريعة موسى، رغم ما ادخل عليها من تعديلات واضافات وفقا لاهواء المؤلفين، فان الروايات والقصص التي وردت في اسفار هذه التوراة تبدو اقرب إلى الاساطير الخرافية منها إلى الحقائق التاريخية العلمية.
(2) سبينوزا:
لقد اكتسبت آراء الفيلسوف الهولندي "باروخ دي سبينوزا Baruch de spinoza " (1632 ـ 1677) في التوراة خصوصا، والعهد القديم عموما، اهمية خاصة لدى الباحثين والمفكرين في كل الاوساط العالمية، وذلك لما تضمنته من صراحة وجرأة نادرتين في نقد الفكر الديني العبراني.
يرى سبينوزا ان الظواهر المعجزات التي رواها العهد القديم ليست خروجا على الطبيعة، بل انها خليط من خيال الرواة وحوداث الطبيعة، ويتساءل عما اذا كان ممكنا حدوث شيء ما يناقض قوانين الطبيعة، ولكنه ينفي ذلك قائلا انه "لا جديد يحدث في الطبيعة" وانه يتبين "بأعظم قدر من الوضوح، ان يجب ان نفسرها مبينين، بقدر ما نستطيع، اتفاقها التام مع سائر الاشياء" وعلى هذا الاساس، يحاول سبينوزا ان يفسر ما ورد في العهد القديم من معجزات مثل شق البحر بعصا موسى، والضربات العشر، وتوقيف الشمس في كبد السماء، بانها احداث طبيعية ليس فيها شيء من الاعجاز، وان شق البحر، مثلا، حصل على يد الاسكندر المقدوني كما حصل على يد موسى، فهل يجب اعتبار الاسكندر نبيا، اذن؟ وهكذا يحاول سبينوزا ان يجرد العهد القديم، ولا سيما التوراة، من خصوصية مهمة ترفعه إلى مرتبة القداسة، وهي اعتماد المعجزة، إلى حد كبير، لاثبات نبوة موسى (عليه السلام)
(1/12)
انطلاقا من هذه النظرية، يرى سبينوزا ان "القاعدة العامة" التي يجب اعتمادها لتفسير الكتاب المقدس هي ان "لا ننسب اية تعاليم سوى تلك التي يثبت الفصح التاريخي"، بوضوح تام، انه قال بها يعني ان تكون علمية البراهين التاريخية هي الاساس في تفسير الكتاب المقدس وتصديق روايته. ويحدد سبينوزا الطريقة التي يجب ان يتم بها هذا "الفحص التاريخي"، وهي كناية عن مجموعة من الاسئلة يجب طرحها قبل اتخاذ القرار النهائي بمصداقية الكتاب، وهي :
"سيرة مؤلف كل كتاب واخلاقه والغاية التي كان يرمي اليها، ومن هو، وفي اية مناسبة كتب كتابه، وفي أي وقت، ولمن، وباية لغة كتبه؟
ـ "الظروف الخاصة بكل كتاب على حدة: كيف جمع اولا، وما الايدي التي تناولته، وكم نسخة مختلف معروفة من النص، ومن الذين قرروا ادراجه في الكتاب المقدس؟
ـ واخيرا، كيف جمعت جميع الكتب المقننة (أي اعترفت بها الكنيسة رسميا) في مجموعة واحدة ؟
ويرى سبينوزا انه لا بد من قرار حاسم بان "لا نسلم بشيء لا يخضع لهذا الفحص اولا يستخلص منه، بوضوح تام، على انه عقيدة مؤكدة للانبياء"، وعندها، وبعد ان تنتهي من فحص الكتاب على هذا الاساس، نعمد إلى "دراسة فكر الانبياء والروح القدس" لكي نصل إلى النتيجة المنطقية التي نصنف، على اساسها، الكتاب بين الكتاب المقدسة او نرفض تصنيفه بينها.
(1/13)
وعلى هذا الاساس، ينتقل سبينوزا إلى التحقيق في اسفار العهد القديم، والتحقق من "قدسيتها"، فيقرر اننا "نجهل تماما مؤلفي كثير من هذه الاسفار، او نجهل الاشخاص الذين كتبوها… او نشك فيهم"، كما اننا "لا ندري في اية مناسبة وفي أي زمان كتبت هذه الاسفار التي نجهل مؤلفيها الحقيقيين، ولا نعلم في أي ايدي وقعت، وممن جاءت المخطوطات الاصلية التي وجد لها عدد من النسخ المتباينة، ولا نعلم، اخيرا، اذا كانت هناك نسخ كثيرة اخرى في مخطوطات من مصدر آخر" اضافة إلى ذلك، فنحن " لا نملك هذه الاسفار في لغتها الاصلية، أي في لغة كتابها" مما يزيد من صعوبة تفسيرنا لها تفسيرا صحيحا
ويرى سبينوزا ان المعلومات التاريخية عن الكتاب المقدس، "ناقصة، بل وكاذبة"، وان الاسس التي تقوم عليها معرفة هذا الكتاب "غير كافية، ليس فقط من حيث الكم" بحيث لم نستطيع ان نقيمها بشكل صحيح، "بل انها، ايضا، معيبة من حيث الكيف"، ولكن الناس المتشبثين بآرائهم الدينية يرفضون "ان يصحح احد آراءهم" هذه، بل انهم "يدافعون بعناد" عن هذه الآراء، مهما كانت مغلوطة ومشوشة، كما يدافعون عن "الاحكام المسبقة… التي يتمسكون بها باسم الدين". وهكذا لم يعد العقل مقبولا "الا عند عدد قليل نسبيا"
واستنادا إلى هذه النظريات، يثير سبينوزا تساؤلات مهمة حول اسفار العهد القديم عموما، واسفار التوراة خصوصا، ثم يقرر ما يلي، معتمدا في تقريره على (ابن عزرا) : "ان موسى ليس هو مؤلف الاسفار الخمسة (التوراة) بل ان مؤلفها شخص اخر عاش بعد بزمن طويل، وان موسى كتب سفرا مختلفا"
ولتأكيد تقريره هذا، يقدم سبينوزا البراهين التالية:
1ـ "لم يكتب موسى (ع) مقدمة التثنية لانه لم يعبر الاردن".
2ـ "كان سفر موسى (ع)، في حجمه، اقل بكثير من الاسفار الخمسة" (كتب السفر كله على حافة مذبح واحد، وفقا لما جاء في التثنية 27 ويشوع 32:8)
(1/14)
3ـ ورد في سفر التثنية (9:31) ان موسى كتب هذه التوراة (او هذه الشريعة)، "ويستحيل ان يكون موسى (ع) قد قال ذلك، بل لا بد من ان يكون قائلها كاتبا آخر يروي اقوال موسى واعماله".
4ـ عندما يتحدث الراوي، في سفر التكوين (الاصحاح 12) عن رحلة ابراهيم (ع) في ارض كنعان، يقول:
"والكنعانيون حينئذ في الارض" مما يدل على انهم، أي الكنعانيين، لم يكونوا في هذه الارض عندما كتب هذا الكلام، مما يعني ان هذا الكلام قد تبت "بعد موسى، وبعد ان طرد الكنعانيون ولم يعودوا يشغلون هذه المناطق"، وبالتالي، فان الراوي " لم يكن موسى، لان الكنعانيين في زمان موسى، كانوا لا يزالون يملكون هذه الارض".
5ـ ورد في سفر التكوين (14:22) ان "جبل موريا سمي جبل الله" الا ان ذلك الجبل لم يحمل هذا الاسم "الا بعد الشروع في بناء المعبد" ويستطرد سبينوزا: "والواقع ان موسى لا يشير إلى أي مكان اختاره الله، بل انه تنبأ بان الله سيختار، بعد ذلك، مكانا سيطلق عليه اسم الله".
6ـ ورد في سفر التثنية (11:3) عبارة خاصة بعوج ملك باشان: "وعوج هذا هو، وحده، بقي من الرفائيين، وسريره سرير من حديد، او ليس هو في ربة بني عمون؟ طوله تسع اذرع وعرضه اربع اذرع بذراع الرجل؟ "وتدل هذه الاضافة" بوضوح تام، على ان من كتب هذه الاسفار عاش بعد موسى بمدة طويلة وفضلا عن ذلك، فلا شك في انه لم يعثر على هذا السرير الحديدي الا في عصر داوود الذي استولى على الرباط (ربة عمون) كما يروي صموئيل الثاني (30:12).
(1/15)
7ـ تتحدث التوراة في اسفارها (ما عدا التكوين) عن موسى (ع) "بضمير الغائب" فتقول مثلا : قال موسى لله، وذهب موسى، وكلم الرب موسى، ودعا الرب موسى، وغضب موسى على ضباط الجيش الخ… (ونجد ذلك بكثرة في الاسفار الاربعة. من التوراة: الخروج والاحبار والعدد والتثنية، بينما نرى، احيانا، وفي سفر التثنية، ان موسى يتحدث بنفسه، وبضمير المتكلم، وذلك بعد ان يقدمه الراوي قائلا : "هذا هو الكلام الذي كلمه الله به موسى كل "اسرائيل" في عبر الاردن" (تث 1:18) ثم يستطرد : "شرع موسى في شرح هذه الشريعة فقال : الرب الهنا…قلت لكم … ثم رحلنا … فأجبتموني … كما امرني الرب … ثم كلمني الرب … فأرسلت رسلا … ثم تحولنا… وامرتكم .. الخ…" وظل موسى يتكلم بنفسه، كما قدمه الراوي، طيلة الخطاب الاول من السفر المذكور (تث 39:4) حيث عاد الراوي إلى الكلام عن موسى بضمير الغائب : "حينئذ افرد موسى ثلاث مدن" (تث 41:4) وبدأ الراوي خطاب موسى الثاني بقوله: "هذه هي الشريعة التي وضعها موسى امام بني "اسرائيل"" (تث 44:4) فكانت: الوصايا العشر(تث 5ـ تث 12) ثم مجموعة الفرائض والاحكام (تث 12ـ تث 26)، وقد صيغت كلها بضمير المتكلم، حتى اذا وصل الراوي إلى خطاب الخاتمة الذي هو نهاية الخطاب الثاني (تث 27ـ تث 28) عاد ليتحدث عن موسى بضمير الغائب، إلى ان يصل إلى اعمال موسى الاخيرة ووفاته، حتى آخر السفر. ويرى سبينوزا، ان بعض اسفر التثنية، وليس كله، هو الذي يمكن نسبته إلى موسى، وان الراوي هو الذي نقل كلام موسى وليس موسى نفسه الذي تحدث مباشرة، وان طريقة الكلام والشواهد، ومجموع نصوص القصة كلها، يدعو إلى الاعتقاد بان موسى لم يكتب هذه الاسفار، بل كتبها شخص آخر .
(1/16)
8 ـ بالاضافة إلى ان سفر التثنية وقد روى قصة وفاة موسى ودفنه، وهي قصة لا بد من ان تكون خارجة عن نطاق اعمال موسى في هذا السفر، فان الراوي يرى ان موسى فاق من جاء بعده من الانبياء في بني "اسرائيل"، إذ يقول: "ولم يقم من بعد في "اسرائيل" نبي كموسى الذي عرفه الرب وجها لوجه" (تث 10:34) مما يؤكد، بلا ادنى شك، ان صاحب الكلام هو غير موسى بالطبع.
9ـ وردت في اسفار التوراة اسماء اطلقت على امكنة لم تعرف بها في عهد موسى، بل عرفت بعده بزمن طويل، مثل ما ورد في سفر التكوين بان ابراهيم "جد في اثرهم" (أي في اثر الاعداء) حتى دان (تك 14:14). ولم تحمل "دان" هذا الاسم الا بعد موت يشوع بمدة طويلة، كما ورد في سفر القضاة
10ـ كثيرا ما يتجاوز الراوي، في رواياته في اسفار التوراة، حياة موسى، كأن يروي، في سفر الخروج (35:16) ان بني "اسرائيل" اكلوا "المن اربعين سنة، إلى ان وصلوا إلى ارض عامرة، اكلوا المن إلى حين وصلوا إلى ارض كنعان" حيث "انقطع المن من الغد، منذ اكلوا من غلة الارض" (يش 12:5) ومعلوم ان موسى قد أتى قبل دخول العبرانيين إلى ارض كنعان واكلهم من غلتها، او ان يروي، في سفر التكوين (31:36) عن "هؤلاء الملوك الذي ملكوا في ارض ادوم، قبل ان يملك ملك في بني "اسرائيل""، اذ يتحدث الراوي "عن الملوك الذين كانوا يحكمون الادوميين قبل ان يخضعهم داود لحكمه" حيث جعل داود "في ادوم محافظين، وصار جميع الادوميين رعايا لداوود" (2 صم 14:8) مما يؤكد ان الراوي في هذا السفر قد عاش بعد داود .
بعد كل ما تقدم، يصل سبينوزا (ونشاركه في ذلك) إلى الاستنتاجات التالية:
أـ من الواضح "وضوح النهار" ان موسى لم يكتب الاسفار الخمسة، بل كتبها شخص عاش بعد موسى بقرون عديدة"، وان كان موسى قد كتب بعضها مثل: سفر حروب الرب، وسفر العهد، وسفر توراة الله، التي ورد ذكرها في اسفار التوراة (في سفر العدد وسفر الخروج وسفر التثنية).
(1/17)
ب ـ ليس لدينا أي سفر " يحتوي، في الوقت نفسه، على عهد موسى وعهد يشوع"، مما يدل على ان سفر "توراة الله" قد فقد، ونستنتج بالتالي، من ذلك، ان هذا السفر "لم يكن من الاسفار الخمسة (التي تؤلف التوراة حاليا) بل كان سفرا مختلفا كليا، ادخله مؤلف الاسفار الخمسة في سفره، في المكان الذي ارتآه".
جـ ـ يبدو انه "من بين جميع الاسفار التي كتبها موسى"، لم يأمر بالمحافظة دينيا، إلا على سفر واحد هو سفر العهد الثاني الذي هو "التوراة الصغير والنشيد".
دـ ليس من الثابت ان موسى (ع) قد كتب غير هذه الاسفار التي سبق ذكرها، "ولما كانت توجد نصوص كثيرة، في الاسفار الخمسة، لا يمكن ان يكون موسى كاتبها، فان احدا لا يستطيع ان يؤكد، عن حق، ان موسى هو مؤلف هذه الاسفار الخمسة، بل على العكس، يكذب العقل هذه النسبة".
هـ ـ حتى لو اننا سلمنا بانه "مما يبدو متفقا على العقل ان يكون موسى قد كتب الشرائع في نفس الوقت وفي نفس المكان الذي اوحيت اليه فيه" يقول سبينوزا "فاني، مع ذلك، انكر امكان تأكيد ذلك" لسبب هو اننا "لا ينبغي ان نسلم، في مثل هذه الحالات، الا بما يثبته ذلك الكتاب نفسه، او ما يستنبط كنتيجة مشروعة من الاسس التي يقوم عليها، اذ ان الانفاق الظاهر مع العقل ليس دليلا، واضيف ان العقل لا يضطرنا إلى التسليم بهذا".
ويتابع سبينوزا، فيما تبقى من كتابه، تقديم براهين مماثلة لاثبات ان الاسفار المتبقية من العهد القديم (يشوع والقضاة وصموئيل والملوك الخ..) لم يكتبها من سميت بأسمائهم (مثل يشوع وصموئيل مثلا)، انما يبدو، من تسلسلها ومحتواها، ان كاتبها "مؤرخ واحد اراد ان يروي تاريخ اليهود القديم نشأتهم الاولى حتى هدم المدينة لاول مرة" ، وربما عزرا .
الدكتور صبري جوهرة
(1/18)
من اقباط مصر.. يعمل جراحا في الولايات المتحدة، وله ثقافة واسعة، وخاصة في امور العقيدة القبطية، له رسالة يصفها بأنها ملخص موقف الكنيستين الارثوذكسية والكاثوليكية "تلخيصا جيدا". وقد جاء في الرسالة ان الله (عزوجل) قد سمح للانسان (وهو، في هذه الحالة، كاتب السفر) ان يضع "كل احساساته وميوله في النصوص، ما دام ذلك لا يغير ما قصده الله من معاني السفر الاخلاقية والدينية"، وعلى هذا الاساس تعترف الكنيسة بعدم دقة الكتاب في معلوماته الفلكية والجغرافية والتاريخية والجيولوجية ذلك ان الغاية منه هي ان يعمل الدين والاخلاق ويساعد على الوصول إلى طريق الصلاح والسعادة، ومن هنا فان كل من يتمسك بحر فيته كمصدر اخر غير الاخلاق والدين لا بد من ان يبتعد به عن غايته الاصلية، ويحيد عن الفهم الصحيح للغرض الديني والاخلاقي للكتاب.
وترى المسيحية، كما يشرح الدكتور جوهرة في رسالته، ان الكتاب المقدس هو عمل مشترك بين الله والانسان، وضع فيه كلاهما ما يريد بحيث جاءت النتائج وهي تعكس "كما قال الله في صحة تعالمي الاخلاق وعلاقات البشر بعضهم ببعض" كما تعكس عدم كمال الانسان بكتابته لمعلومات علمية غير دقيقة، واحيانا مضحكة، واما ما يقال عن التحريف المتعمد او غيره فالكنيسة لا تعتقد بحدوثه، كما انها لا تعترف بتحريف وتغيير المعاني الاصلية. ويرى الدكتور جوهرة ان مزامير داوود منقولة حرفيا وبدون تصرف، من اناشيد اخناتون اول فرعون اعتمد ديانة التوحيد في مصر.
ونحن اذ ننقل حرفيا بعض ما ورد في رسالة الدكتور جوهرة للدكتور البار، باعتبار ان الاول مسيحي قبطي مثقف في مور اللاهوت، نحرص على ان لا نعلق على ما ورد في الرسالة، تاركين للمراجع اللاهوتية المسيحية (الارثوذكسية والكاثوليكية) مناقشته ان ارتأت ذلك.
5ـ شهادات اخرى:
(1/19)
1ـ ترى "الموسوعة البريطانية" ان مؤلفي اسفار "العهد القديم" مجهولون، وليس معروفا ان كان جمعها قد تم، على يد افراد او جماعات، وانها كتبت "باللغة العبرية فقط، عدا بعض المقاطع القصيرة النادرة التي دونت باللغة الآرامية، الا ان الجماعة اليهودية عمدت، لاسباب فقهية، إلى ترجمة التوراة (او الاسفار الخمسة) من العبرية إلى الآرامية، وقد ضاعت المخطوطات العبرية الاصلية، ولم يصلنا سوى الترجمات".
وفي القرن الثالث قبل الميلاد ، قام الفقهاء اليهود بترجمة الشريعة العبرية إلى اليونانية فيما يعرف "بالترجمة السبعينية" ثم ادى انتشار المسيحية إلى ترجمة نصوص الكتاب المقدس (العهد القديم والجديد) في مختلف اللغات.
وترى الموسوعة البريطانية، بحسب روايات العهد القديم: ان موسى احتفظ بصحف مكتوبة (خر 14:17و خر 4:24 و خر 27:34ـ 28 وعد 2:33 وتث 9:31 و24ـ26) وانه حتى مع التوسع في تقدير هذه الصحف فإنها لا تبلغ اكثر من خمس الأسفار الخمسة، وهكذا يكون الادعاء التقليدي بان موسى هو مؤلف الأسفار الخمسة ادعاء غير قابل للثبات وغير مدافع عنه. كما ترى هذه الموسوعة ان موسى وضع الوصايا العشر، وكان وسيطا للعهد (مع الرب) وبدأ عملة إصدار فتاوى أضافها إلى بنود العهد، وجمعها وتصنيفها وانه دون، ولا شك بعض الصحف التي استخدمت أساسا لمجموعة متزايدة من القوانين والتقاليد. ورغم ذلك فهي ترى انه يمكن وصف الأسفار الخمسة الاولى من الكتاب المقدس العبري (العهد القديم) بأنها موسوية، ذلك انه بدونها لم يكن هناك وجود لـ"اسرائيل"، ولا لمجموعة تعرف بالتوراة .
(1/20)
أما الوسائل التي أتاحت للباحثين تمييز المصادر الأساسية للاسفار الخمسة وتحديد تسلسلها الزمني فهي : اليهودية (نسبة للرب باسم يهوه) والألوهية (نسبة للرب باسم الوهيم) والتثنوية، والكهنوتية. وقد تم بعد ذلك اكتشاف مصادر اخرى للعهد القديم، منها كتابان من الادب العبري القديم مفقودان اليوم ويحتويان في اجزاء منهما القصص الاولى، وهذان الكتابان هما : كتاب حروب يهوه وكتاب "ياشار" (العادل) وقد كتبا بلغة شعرية .
2ـ وترى الموسوعة الفرنسية "كييه Quillet" ان اقدم نص كامل للعهد القديم بالعبرية يعود تاريخه إلى العام 950م، ولم يصلنا منه، قبل ذلك ، سوى نتف قليلة "باستثناء مخطوطات صحراء اليهودية التي تعود، عادة إلى القرن الثاني ق.م والتي تعود إلى كل اسفار العهد القديم، باستثناء سفر استير".
وقد كتبت معظم اسفار العهد القديم باللغة العبرية (اللغة السامية التي استخدمت في فلسطين حتى القرن السادس ق.م) بينما كان هناك بعض اقاسم من الاسفار باللغة الآرامية (اللغة الدولية المتداولة في آسيا القديمة، والتي استخدمها اليهود منذ سبيهم إلى بابل) كما ان آخر سفر من العهد القديم. وهو سفر الحكمة، قد كتب باللغة اليونانية.
ووفقا للمفهوم المسيحي، تعتبر التوراة حصيلة تعاون بين الله والانسان، فالله هو المؤلف الحقيقي، لانه هو الذي اوحى للكاتب وتكشف له، ولكن الكاتب، هو ايضا، المؤلف كليا، للكتاب الذي كتبه، لانه وضع فيه كل شخصيته، وينتسب مؤلفو التوراة إلى العصور القديمة، السامية والهلينية، لذا نراهم يستخدمون عدة اشكال للتعبير الادبي ليس مألوفا لدينا، وعلى هذا فاننا نجد مثلا في الفصلين الاولين من سفر التكوين "فكرا لاهوتيا مع مجموعة من التقاليد الشعبية، في الوقت نفسه".
(1/21)
وفي أي حال، فان مؤلف التوراة لم يكن ينوي في أي وقت ان يعلم العلوم ولكن بما انه ينتمي إلى عصر محدد، فهو يستخدم علوم ذلك العصر ومعارفه، وحتى اساطيره وفنونه الشعبية وهكذا فان التوراة تاريخ لتقدم بطيء في المجالين الاخلاقي والروحي لشعب الله، هذا التقدم الذي هو اليوم بالنسبة إلى المسيحيين مستمر في الكنيسة.
3ـ ويرى الباحث "موريس بوكاي" ان اليهودية المسيحية ظلتا خلال قرون طويلة تقولان بان مؤلف التوراة هو موسى نفسه، وربما كان ذلك بسبب ما ورد في سفر الخروج (1ـ14) والعدد (23:2) والتثنية (31:9) من ان الله امر موسى بان يكتب.
ومنذ القرن الاول قبل الميلاد، كان هناك دفاع عن النظرية القائلة بان موسى هو كاتب الاسفار الخمسة للتوراة، ولكن هذه النظرية سقطت اليوم ولم تعد قائمة، رغم ان "العهد القديم" ينسب إلى موسى "ابوة" هذه الاسفار.
ويستند "بوكاي" في حججه لدعم النظرية القائلة بان موسى ليس مؤلف التوراة، على تلك التي يقدمها الاب ديفو De Vaux ( مدير المدرسة التوراتية في القدس)، الذي وضع عند ترجمته لسفر التكوين (عام 1962) مقدمة عامة للاسفار الخمسة للتوراة تضمنت "حججا ثمينة جدا تنقض التأكيدات الانجيلة لابوة موسى لهذه الاسفار"، كما ذكر انه في القرن السادس عشرلاحظ (كارلستادت Karlstadt ) أن موسى لم يستطع كتابة قصة موته في سفر التثنية (34:5 ـ 12). وعدد كارلستادت، كذلك انتقادات اخرى ترفض نسبة قسم من الاسفار الخمسة إلى موسى. وهناك ايضا، كتاب ريشارد سيمون Richard Simon التاريخ النقدي للعهد القديم Histoirc critique du vicux testament ( عام 1678) الذي يبين الصعوبات التاريخية والتكرار وفوضى الروايات والاختلاف في الاسلوب، في هذه الاسفار، ومع ذلك لم يؤخذ بحجج ريتشارد سيمون قط، وظلت كتب التاريخ ترجع، حتى مطلع القرن الثامن عشر، إلى المراجع السحيقة القدم للتحدث عن ما كتبه موسى.
(1/22)
وكان من الصعب جدا الغاء هذه النظرية التي يدعمها المسيح نفسه في العهد الجديد.
وفي العام 1753، صدر كتاب لجان استروك Jaen Astruc الطبيب الخاص للملك لويس الخامس عشر، وضع الحجة الحاسمة لالغاء هذه النظرية اذ اثبت هذا الكتاب ان سفر "التكوين" متعدد المصادر.
وفي عام 1854، برزت نظرية تقول بان للتوراة اربعة مصادر هي : الوثائق اليهودية والوثائق الالوهية والتثنية، والقانون الكهنوتي، وقد حددت ازمنة هذه المصادر كما يلي:
أـ تعود الوثائق اليهودية إلى القرن التاسع قبل الميلاد، وقد كتبت في مملكة يهوذا.
بـ وتعود وثائق الالوهية إلى زمن اقرب، وقد كتبت في مملكة "اسرائيل".
جـ ـ وتعود التثنية إلى القرن الثامن قبل الميلاد، عند بعضهم (أدموند جاكوب E. Jacob )او إلى عهد يوشيا في القرن السابع قبل الميلاد، عند بعضهم الاخر (ديفو)
د ـ ويعود القانون الكهنوتي إلى عهد السبي او ما بعد السبي، أي إلى القرن السادس ق.م وهكذا يمتد ظهور نصوص الاسفار الخمسة على مدى ثلاثة قرون على الاقل.
وفي عام 1941 اكتشف لودز ( A. Lods) ثلاثة مصادر للوثائق اليهودية، واربعة مصادر للوثائق الالوهية، وستة مصادر للتثنية، وتسعة مصادر للقانون الكهنوتي. ويستطرد الاب ديفو : هذا عدا الاضافات الموزعة بين ثمانية كتبة.
وقد ادى تعدد مصادر التوراة إلى كثير من التناقضات والتكرار. واعطى الاب ديفو العديد من الامثلة على ذلك.
وهكذا تبدو الاسفار الخمسة مؤلفة من تقاليد متنوعة جمعها كتاب بمهارة تزيد او تنقص، بحيث راكموا تجميعهم (تقميشهم) تارة، او حولوا الروايات طورا بهدف تركيبها، الا انهم تركوا فيها كل ما بعد ذلك، ان يقسم الاب ديفو سفر التكوين، وحده إلى ثلاثة مصادر اساسية، وذلك في مقدمة ترجمته لهذا السفر عام 1962.
(1/23)
اضافة إلى ذلك، ينكر بعض الباحثين المصريين القدامى ان يكون موسى عبرانيا، ومنهم "مانيتو" المؤرخ المصري في عهد بطليموس الثاني، وكان قد اشتهر كأستاذ يقصده الباحثون في مكتبة الاسكندرية، وهو يقول ان موسى مصري عاش في ايام امنحوتب الثالث وانه اراد ان يرى الاله بعينيه حتى يصدق، وانه درس بمدينة هليوبوليس (عين شمس). كما ينكر بعض المؤرخين اليونانيين ان تكون قد قامت دولة او مملكة لـ"اسرائيل" في فلسطين، لا في ايام يشوع، ولا في ايام داوود، ولا في ايام سليمان وذلك استنادا إلى ما جاء في كتابات المؤرخين اليونانيين، منذ القرن الثامن ق.م وهي كتابات لم يرد فيها وجود لمملكة "اسرائيل" في فلسطين.
4- ونختم مع اعتراف مهم يسجله مدخل التوراة الكاثوليكية وفيه:
" صدرت جميع هذه الكتب عن أناس مقتنعين بأن الله دعاهم لتكوين شعب يحتل مكاناً في التاريخ ... ظل عدد كبير منهم مجهولاً .. معظم عملهم مستوفى من تقاليد الجماعة ، وقبل أن تتخذ كتبهم صيغتها النهائية انتشرت زمناً طويلاً بين الشعب ، وهي تحمل آثار ردود فعل القراء في شكل تنقيحات وتعليقات ، وحتى في شكل إعادة صيغة بعض النصوص إلى حد هام أو قليل الأهمية ، لا بل أحدث الأسفار ما هي إلا تفسير وتحديث لكتب قديمة "
و أخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين(1/24)
من الإصحاح الأول للسابع
الإصحاح الأول
رد على كتاب شبهات وهمية
قال المعترض : ورد في تكوين 1: 3 وقال الله: ليكن نور فكان نور وفي تكوين 1: 14 وقال الله لتكن أنوار في جَلَد السماء , ألم يخلق الله النور في آية 3 ؟!
وللرد نقول : الذي يعترض بهذا يكشف جهله العلمي، فكل من درس عن الغيوم السديمية التي يعرفها كل علماء الفلك يدرك أنه كانت هناك عصور أنوار كونية قبل أن تتشكل الشمس, فكانت أضواء الغيوم السديمية تضيء الكون
_____________________________
بعد الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله:
الحق أن جناب القس عبدالنور هو الذى يكشف عن جهله العلمى للأسباب الأتية:
(1) فالغيوم السديمية لم يسبق وجودها الشمس و إنما كان تشكلها معاصراً لها فى السماء الدخانية .
(2) الغيوم السديمية هذه تختلف عن نجم الشمس و لا تسبب إختلاف الليل و النهار ، كما أن تعاقب اليل و النهار على الأرض لم يحدث منذ البدء إلا بسبب الشمس بينما يزعم الكتاب المقدس أن الله عندما خلق النور الأول المزعوم هذا فصل بينه و بين الظلام و دعا ذلك النور نهاراً و الظلمة ليلاً و بذلك مر اليوم الأول فى الخلق كمساء و صباح يوماً واحداً (( وَقَالَ اللهُ: لِيَكُنْ نُورٌ» فَكَانَ نُورٌ ،وَرَأَى اللهُ النُّورَ أَنَّهُ حَسَنٌ. وَفَصَلَ اللهُ بَيْنَ النُّورِ وَالظُّلْمَةِ.وَدَعَا اللهُ النُّورَ نَهَاراً وَالظُّلْمَةُ دَعَاهَا لَيْلاً. وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْماً وَاحِداً.)) تكوين 3:1-5
(1/25)
(3) يزعم القس فى رده الخاطىء أساساً أنه كانت هناك عصور أنوار كونية قبل خلق الشمس مع أن النور المذكور خُلق فى اليوم الأول و الشمس خُلقت فى اليوم الرابع (تكوين 14:1) و قد عُلم أن القصة التوراتية تفسر الستة أيام التى خلق الله فيها الكون بالأيام المتعارف عليها التى يتتابع فيها الليل و النهار و عقب كل يوم نقرأ (( و كان مساءً و صباحاً يوماً ثانياً..ثالثاً..رابعاً..)) و إذا علمت أن الليل و النهار فى أول الأمر كانا أقصر بكثير من حالهما فى الوقت الحاضر يكون التناقض أكبر و أظهر . فيجب على من يتعرض للمسائل العلمية أن يحترم التخصص و لا يتشدق بجهالات لا أساس لها من الصحة
تناقضات
(1) يتعارض تك(1: 11-13, 27-31)مع تك(2: 4-9)
إذ يقول النص الأول أن الشجر أنبت قبل خلق الإنسان أما النص الثانى فيقول أن الشجر أنبت بعد خلق الإنسان. فأيهما كان قبل الآخر؟؟!
(2) يتعارض النص تك(11:1) مع العلم الحديث إذ أنه فى النص أن النباتات خلقت قبل الشمس وهذا لايمكن إذ أن النباتات لا تعيش بدون شمس لإجراء عملية التمثيل الضوئى حتى تتغذى وتنمو. فهل يعقل هذا؟؟ّّ!
(3) يتعارض النص تك(1: 16-19) مع أيوب(38: 4-7) إذ فى النص الأول أن النجوم خلقت بعد الأرض أما فى النص الثانى فالنجوم خلقت قبل الأرض. فأيهما أولا؟؟!
(4) يتعارض النص تك(1: 17-18) مع العقل إذ يقول على النجوم أن الله جعلها فى السماء لتنير على الأرض ولتحكم على النهار والليل ولتفصل بين النور والظلمة (وهذه الأوصاف تنطبق على الشمس وليس النجوم). فلم أنقلبت الآيه؟؟!
(5) يتعارض تك(1: 25-27) مع تك(2: 18-19)
إذ يقول النص الأول أن الله خلق الحيوان ثم الإنسان أما النص الثانى فيقول أن الله خلق الإنسان ثم الحيوان. فأيهما خلق أولا؟؟!
(1/26)
(6) نقرأ فى تك1 : 16-17 (فعمل الله النورين العظيمين:النور الأكبر لحكم النهار والنور الأصغر لحكم الليل والنجوم , وجعلها الله فى جلد السماء لتنير على الأرض) .
وهنا نرى أن القمر يضىء فهو الذى يحكم الليل
و ذلك يعارض
أيوب 25: 5 (هو ذا نفس القمر لا يضىء).
(7) نقرأ فى تك1: 18 (ورأى الله ذلك أنه حسن.)
وهنا رأى الله السموات حسنة
و هذا يعارض
أيوب 15:15 (والسموات غير طاهرة بعينيه.)
أيوب 25: 5 (والكواكب غير نقية فى عينيه)
الله فوجىء بحسن صنعته!
في الاصحاح الأول من سفر التكوين ، بعد أن خلق الله وحوش الأرض ، نظر الله إلى ما خلق (( فرأى الله ذلك أنه حسن )) 1: 24.... ((ورأى الله كل ما عمله فإذا هو حسن )) 1 : 31 . استخدام ( إذا) الفجائية يدل على أن الله سبحانه وتعالى قد فوجىء بحسن صنعته - حاشاه - . كيف يفاجأ الخالق بحسن صنعته وكأنه لا يعلم مسبقاً هيئة ما سيخلق ؟ إن الله يعلم ما سيصنع قبل أن يصنع ويعلم حسن ما سيخلق قبل أن يخلق
هل كلمة الوهيم تفيد التثليث؟
فى محاولة يائسة لاثبات وجود الثالوث فى العهد القديم يستشهد البعض بلفظة الوهيم و هى صيغة جمع ومذكورة فى العهد القديم و هذا ملخص قولهم و يليه الرد بعون الله و توفيقه .
وبيان قوة الدليل على تعدد الأقانيم في ذات الله الواحدة جاء من خلال استعمال اسم الله " الوهيم " بصيغة الجمع في العهد القديم ، غير أن نعته يجئ ، أحيانا، بلفظ المفرد ، وأحيانا بلفظ الجمع ، وكذلك الفعل المسند إليه والضمير الذي يعود إليه .
و هذا هو الرد :
اولا :
(1/27)
لفظة الوهيم فى صيغة الجمع تعنى الهة و لا تعنى اقانيم و نحن نتحدث عن اقانيم و ليس الهة ..... و اعتبارها جمع يصل بنا فى النهاية الى تعدد الالهة و ليس تعدد الاقانيم .....(و لا دليل انها ثلاثة ربما اثنين و ربما خمسة او عشرة ) و لكن حتى لو كانت ثلاثة فهى ثلاثة الهة و ليست ثلاثة اقانيم و من المستحيل اثبات ان الوهيم هنا جمع لثلاثة فقط .
و اذا كانت الوهيم تعنى ثلاثة اقانيم فى اله واحد او اى عدد من الاقانيم فى اله واحد اذن كيف نفسر هذا النص فى المزامير 45 : 6 و 7 .
((كُرْسِيُّكَ يَا للهُ إِلَى دَهْرِ لدُّهُورِ. قَضِيبُ سْتِقَامَةٍ قَضِيبُ مُلْكِكَ. 7أَحْبَبْتَ لْبِرَّ وَأَبْغَضْتَ لإِثْمَ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ مَسَحَكَ للهُ إِلَهُكَ بِدُهْنِ لاِبْتِهَاجِ أَكْثَرَ مِنْ رُفَقَائِكَ. ))
فى العدد السادس كرسيك يا الوهيم اى المخاطب هو الوهيم و يستانف المخاطبة فى العدد التالى قائلا احببت البر و من اجل ذلك مسحك الوهيم !!
الوهيم متعدد الاقانيم مسح الوهيم اخر متعدد الاقانيم و هذا كلام غير منطقى ابدا .... و يحتاج الى شرح.
انظر كذلك عبرانيين 1: 8، 9
((وَأَمَّا عَنْ لاِبْنِ: كُرْسِيُّكَ يَا أَللهُ إِلَى دَهْرِ لدُّهُورِ. قَضِيبُ سْتِقَامَةٍ قَضِيبُ مُلْكِكَ. 9أَحْبَبْتَ لْبِرَّ وَأَبْغَضْتَ لإِثْمَ. مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ مَسَحَكَ للهُ إِلَهُكَ بِزَيْتِ لاِبْتِهَاجِ أَكْثَرَ مِنْ شُرَكَائِكَ))
و التفسير المنطقى الوحيد ان اطلاق اسم الوهيم على يسوع كان لاثبات انه اعظم و اعلى رتبة من بقية البشر او الشركاء كما يسميهم النص مثل موسى تماما كما سوف نرى بعد قليل.(انظر سادسا).
و هذا النص فى التكوين 42 : 30
((تَكَلَّمَ مَعَنَا لرَّجُلُ سَيِّدُ لأَرْضِ بِجَفَاءٍ وَحَسِبَنَا جَوَاسِيسَ لأَرْضِ))
المقصود يوسف و الكلمة التى ترجمت سيد الارض هى كلمة بصيغة الجمع فى العبرية و هذا كما هو واضح للتعظيم .
ثانيا :
(1/28)
من القاموس
Definition
1. (plural)
a. rulers, judges
b. divine ones
c. angels
d. gods
2. (plural intensive - singular meaning)
a. god, goddess
b. godlike one
c. works or special possessions of God
d. the (true) God
e. God
كما ترى هناك معنى جمع و معنى جمع تعظيم و لكنه مفرد فى المعنى هذا ما يقوله القاموس على هذا الرابط :
Crosswalk.com
ثالثا :
لماذا اختفت كلمة الوهيم من العهد الجديد قد تقول انها عبرية و العهد الجديد يونانى و لكن هل عندنا كلمة فى العهد الجديد ممكن ان تكون جمع فى الوحدانية و وحدانية فى الجمع كما يحاول ان يفعل البعض مع كلمة الوهيم ....
بمعنى اخر هل كلمة ثيؤس و هى تعنى اله هل تحمل اى معنى لتعدد الاقانيم ......!!!!.
يسوع نفسه يقول فى مرقص 12 : 29
((فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «إِنَّ أَوَّلَ كُلِّ لْوَصَايَا هِيَ: سْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ. لرَّبُّ إِلَهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ.))
طبعا الكلام هنا باللغة اليونانية و يسوع يقتبس من التثنية 6 : 4
((إِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ: لرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَحِدٌ. ))
المشكلة ان فى النص العبرى استعملت كلمة الوهيم و كاتب انجيل مارك استعمل ثيؤس المفرد و لم يستعمل الجمع و اذا كان تعدد الاقانيم هو المعنى المراد لكان يجب ان تذكر باليونانية ايضا و كل ما نستطيع ان نقوله ان الكاتب فهم من كلمة الوهيم معنى اله واحد مفرد فذكره كذلك باليونانية ....
رابعا :
فى القضاة : 16 : 23
((واما اقطاب الفلسطينيين فاجتمعوا ليذبحوا ذبيحة عظيمة لداجون الههم ويفرحوا وقالوا قد دفع الهنا ليدنا شمشون عدونا.))
داجون اله الفلسطينيين اسمه فى النص الاصلى الوهيم و مذكور مرتين و الفعل المصاحب له مفرد هل داجون هذا مكون ايضا من ثلاثة اقانيم ؟؟. النص لا يحوى الا اله مزيف وحيد كما هو واضح .....
•
و النصوص الاتية كلها الهة مزيفة اطلق عليها الوهيم
القضاة 8 : 33
(1/29)
((وَكَانَ بَعْدَ مَوْتِ جِدْعُونَ أَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ رَجَعُوا وَزَنُوا وَرَاءَ لْبَعْلِيمِ, وَجَعَلُوا لَهُمْ بَعَلَ بَرِيثَ إِلَهاً. ))
القضاة 11 : 24
((أَلَيْسَ مَا يُمَلِّكُكَ إِيَّاهُ كَمُوشُ إِلَهُكَ تَمْتَلِكُ؟ وَجَمِيعُ لَّذِينَ طَرَدَهُمُ لرَّبُّ إِلَهُنَا مِنْ أَمَامِنَا فَإِيَّاهُمْ نَمْتَلِكُ)).
و كذلك القضاة 16 : 23 الاله داجون و الملوك 11:5 عتشروت و الملوك الثانى 1: 3 و الملوك الثانى 19 : 37 و لاننسى العجل الذهبى فى الخروج 32 اطلق عليه الوهيم مرتين فى العدد الاول و العدد 32 .
و كل الامثلة السابقة كانت لاله مفرد فقط بدون اقانيم داخلية .
و هنا ملاحظة جديرة بالاهتمام فى الملوك الاول 5: 11
((فَذَهَبَ سُلَيْمَانُ وَرَاءَ عَشْتُورَثَ إِلَهَةِ لصَّيْدُونِيِّينَ وَمَلْكُومَ رِجْسِ لْعَمُّونِيِّينَ. ))
عشتروت اله مؤنث و رغم ذلك اخذت لقب الوهيم الجمع المذكر و هذا يبطل تماما الاستشهاد بهذا اللفظ لاثبات اى تعدد للاقانيم سواء ثلاثة او اكثر او اقل . و الله المستعان وحده .
خامسا :
مفرد الوهيم ايل ترجمت اله فى نحميا 9: 17
((وَأَبُوا لاِسْتِمَاعَ وَلَمْ يَذْكُرُوا عَجَائِبَكَ لَّتِي صَنَعْتَ مَعَهُمْ وَصَلَّبُوا رِقَابَهُمْ. وَعِنْدَ تَمَرُّدِهِمْ أَقَامُوا رَئِيساً لِيَرْجِعُوا إِلَى عُبُودِيَّتِهِمْ. وَأَنْتَ إِلَهٌ غَفُورٌ وَحَنَّانٌ وَرَحِيمٌ طَوِيلُ لرُّوحِ وَكَثِيرُ لرَّحْمَةِ فَلَمْ تَتْرُكْهُمْ. ))
و اذا كانت الوهيم تعنى ثلاثة اقانيم يكون مفردها يعنى اقنوم واحد فقط فهل هذا ينطبق على هذا النص و اى اقنوم هو المقصود و لماذا ؟؟.
و كذلك كلمة ال العبرية تترجم مرات كثيرة الله انظر تكوين 18 : 14
((وَمَلْكِي صَادِقُ مَلِكُ شَالِيمَ أَخْرَجَ خُبْزاً وَخَمْراً. وَكَانَ كَاهِناً لِلَّهِ لْعَلِيِّ. ))
(1/30)
الله العلى هذا ترجمة لكملة ال العبرية هل ممكن ان يكون هذا اقنوم واحد فقط على حسب المنطق المتداول لاثبات التثليث.؟ على من يؤمن بذلك ان يوضح لنا بكلام منطقى له معنى كيف يبرر ذلك ؟؟.
سادسا:
موسى نفسه يطلق عليه الوهيم
فى خروج 4: 16 و 7: 1
((وَهُوَ يُكَلِّمُ لشَّعْبَ عَنْكَ. وَهُوَ يَكُونُ لَكَ فَماً وَأَنْتَ تَكُونُ لَهُ إِلَهاً. ))
فَقَالَ لرَّبُّ لِمُوسَى: «انْظُرْ! أَنَا جَعَلْتُكَ إِلَهاً لِفِرْعَوْنَ))
نجد هنا ان موسى يدعى الوهيم مرتين هل موسى ايضا متعدد الاقانيم الامر باختصار الوهيم صحيح جمع لكنها هنا تستعمل لمفرد بدون اقانيم او خلافه .
فى نسخة الملك جيمس يضيف كلمة بدلا من غير موجودة فى الاصل .
And he shall be thy spokesman unto the people: and he shall be, even he shall be to thee instead of a mouth, and thou shalt be to him instead of God.
و انظر هذا النص
((أُقِيمُ لهُمْ نَبِيّاً مِنْ وَسَطِ إِخْوَتِهِمْ مِثْلكَ وَأَجْعَلُ كَلامِي فِي فَمِهِ فَيُكَلِّمُهُمْ بِكُلِّ مَا أُوصِيهِ بِهِ. 19وَيَكُونُ أَنَّ لإِنْسَانَ لذِي لا يَسْمَعُ لِكَلامِي لذِي يَتَكَلمُ بِهِ بِاسْمِي أَنَا أُطَالِبُهُ))
.
طبعا لن نتحدث هنا عن النبى الذى مثل النبى و لكن من مفهوم النصارى هنا موسى مثل المسيح و موسى يدعى الوهيم فهل يدعى المسيح ايضا الوهيم ؟؟ و هل يكون فى هذه الحالة مكون من عدة اقانيم ايضا ؟؟.
و يؤيد ما اقول النص التالى فى اعمال الرسل : 3 : 22
((فَإِنَّ مُوسَى قَالَ لِلآبَاءِ: إِنَّ نَبِيّاً مِثْلِي سَيُقِيمُ لَكُمُ لرَّبُّ إِلَهُكُمْ مِنْ إِخْوَتِكُمْ. لَهُ تَسْمَعُونَ فِي كُلِّ مَا يُكَلِّمُكُمْ بِهِ. ))
على حسب هذا النص موسى المدعو الوهيم مثل المسيح هل المسيح الوهيم ايضا ؟؟؟ موسى ليس اكثر من شخص و الجمع هنا للتعظيم و هو ما يسمى بالانجليزية (plural intensive)
(1/31)
و استعملت كلمة الوهيم مع موسى لبيان ان القوة التى ستعطى له اقوى من قوة فرعون على جبروته و طغيانه
و ادعائه الالوهية .
سابعا :
بعض المراجع تؤيد ما نقول عن ان كلمة الوهيم هى للتعظيم و ليست جمع عادى :
(Hertz, The Pentateuch and Haftorahs).
الوهيم كلمة جمع تستعمل عادة فى العبرية لبيان غزارة القوة و العزة لمفرد .
Flanders, Cresson; Introduction to the Bible).
تكوين كلمة الوهيم البنائى جمع و فى العبرية تستعمل للتعظيم و التقديس.
Smith's Bible Dictionary
شكل الجمع فى كلمة الوهيم اثار مناقشات كثيرة و الفكرة الوهمية الخيالية ان كلمة الوهيم تشير الى الثالوث لا تجد اى مؤيد لها الان بين الباحثين ان الكلمة اما ان تكون جمع تعظيم او لبيان قوة عظمى فوق اى قوة
Lexical Aids to the Old Testament
الوهيم كلمة جمع لكن تستعمل للمفرد و للجمع و فى حالة الجمع تشير الى حكام او قضاة ذوى طبيعة مقدسة مثل خروج 21 : 60 او الهة وثنية مثل خروج 18: 11 و مزامير 86:8 و ربما ملائكة مثل مزامير 8: 5
و 97:7 وترجمت كذلك فى الترجمة السبعينية
و الذى يؤيده المذكور فى العبرانيين 2 : 7
((وَضَعْتَهُ قَلِيلاً عَنِ لْمَلاَئِكَةِ. بِمَجْدٍ وَكَرَامَةٍ كَلَّلْتَهُ، وَأَقَمْتَهُ عَلَى أَعْمَالِ يَدَيْكَ. ))
اما عن المعنى المفرد فهى تستعمل للدلالة على الله او الالوهية مثل 1 صمويل 5:7 و الملوك الثانى 18 : 34 و تستعنل للدلالة على رجل له وضع مثل الاله مثل خروج 7: 1 و بمعنى الله فى تثنية 7: 9 و اعداد اخرى كثيرة و دائما تاخذ فعل مفرد و لذلك لا وجود لاى جمع فى الذات الالهية ممكن استنتاجه من مجرد كون الكلمة جمع.
و المراجع كثيرة جدا لاثبات هذه النقطة .
ثامنا : نقط سريعة و التفاصيل موجودة
(1/32)
هناك كلمات عبرية كثيرة بصيغة الجمع و لكن لها معنى مفرد مثل كلمة حياة و كلمة ماء و كلمة وجة و كلمة سماء كلها تنتهى بالياء و الميم و لكنها مفرد فى الاستعمال .
يعقوب قام بمصارعة الوهيم هل هذه المصارعة كانت مع اقنوم واحد ام مع الثلاثة اقانيم مجتمعة
تكوين 32 : 28
((فَقَالَ: «لاَ يُدْعَى سْمُكَ فِي مَا بَعْدُ يَعْقُوبَ بَلْ إِسْرَائِيلَ لأَنَّكَ جَاهَدْتَ مَعَ للهِ وَلنَّاسِ وَقَدِرْتَ))
جاهد مع الوهيم هل هذا الالوهيم مكون من ثلاثة اقانيم ؟؟. هل المصارع مع يعقوب هو تجسد للاقانيم الثلاثة ام تجسد للاب فقط هل يستطيع احد ان يجيب ؟؟
فى ملاخى 2 : 10
((أَلَيْسَ أَبٌ وَحِدٌ لِكُلِّنَا؟ أَلَيْسَ إِلَهٌ وَحِدٌ خَلَقَنَا؟ ))
الاب هنا يشار اليه ب الوهيم واحد اى ان الاب هو الاله الواحد الا يثبت هذا النص فقط مدى تعسف و اوهام من يحاول ان يثبت ان الوهيم تعنى ثالوث ؟؟ من يعتقد ذلك عليه ان يرد على هذا النص .....
اعتذر عن الاطالة و خاصة ان الموضوع واضح جدا و اى نقطة فيه كافية تماما لاثبات بطلان الاستشهاد بهذا اللفظ لاثبات التثليث.
و الحمد لله رب العالمين
الاصحاح الثانى
رد على كتاب شبهات وهمية
يقول الدكتور القس منيس عبد النور :
قال المعترض: ((يقول تكوين 2:2 إن الله «استراح» بينما يقول إشعياء 40: 28 إن الله لا يكلّ ولا يعيا. وهذا تناقض، فالذي يتعب هو الذي يستريح))
وللرد نقول: كلمة )استراح( معناها أنه أكمل عمل الخلق وانتهى منه. لكن الله لم يتوقَّف عن العناية بخليقته، فهو ضابط الكل. ويقول المسيح: «أبي يعمل حتى الآن وأنا أعمل» (يوحنا 5: 17)
بعد الحمد لله و الصلا و السلام على رسول الله
الحق أن صفة الراحة المذكورة منطبقة حرفياً على السياق، و هى كلمة لا تستعمل فى لغة العرب بمعنى التوقف فقط ، بل بمعنى (التوقف نتيجة التعب)
(1/33)
فهل عجزت كلمات اللغة العربية عن مساعدة النصارى على اختيار اللفظ الصحيح للترجمة رغم توافره؟ لماذا لم يترجموا اللفظ لكلمة (توقف) بدلاً من هذا التعدى؟؟و ماذا عن كلمة rest بالانجليزية هل تعنى التوقف أيضاً؟! و كذا الحال فى سائر الترجمات!
و دعونا نعود للخلف قليلاً 1400 عاماً ماضية - حين كان القرأن ينزل على رسول الله فى المدينة- فذلك القرأن الذى ذكر بعز صفة استواء الرحمن على عرشه هو نفسه القرأن الذى هب للرد على اليهود حين رددوا أن الله جعل يوم السبت يوم الراحة لأنه استراح فيه ، فقال تعالى مكذباً إياهم:
وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ
فانظر إلى الارتباط اللغوى بين الراحة و اللغوب أى التعب
و لم يجرؤ يهودى يحترم نفسه أن يزعم أن المقصود بالراحة التوقف ، لأنهم كانوا يتعاملون مع أهل اللغة و أصحاب فنها أعلم الناس بدلالتها
و نزيد فى جواب القس ههنا من وجهين :
(1) أن لفظ ( ???????????? ) يعني الإستراحة بالفعل من العمل مع وجود شواهد من الكتاب المقدس على هذا .
(2) أنه في موضع آخر في العهد القديم تم ذكر الراحة مع الخلق على دلالة الإستراحة بالفعل مع خلوها من الفعل ( ???????????? ) ليدل على أن المقصود بالفعل كما قال اليهود للرسول أنها راحة فعلية - تعال الله عما يقولون علوا كبيرا ً -
الوجه الأول :-
الشاهد على أن (???????????? يشبوت ) تعني إستراحة فعلية من الكتاب المقدس :
سفر الخروج الإصحاح السادس عشر من العدد 27 حتى العدد 30 :
((وحدث في اليوم السابع ان بعض الشعب خرجوا ليلتقطوا فلم يجدوا. فقال الرب لموسى الى متى تأبون ان تحفظوا وصاياي وشرائعي. انظروا. ان الرب اعطاكم السبت لذلك هو يعطيكم في اليوم السادس خبز يومين. اجلسوا كل واحد في مكانه. لا يخرج احد من مكانه في اليوم السابع. فاستراح الشعب في اليوم السابع)).
(1/34)
والنص العبراني :
?? ??????? ???????? ????????????, ??????? ???-????? ???????; ?????, ???????. {?}
?? ????????? ??????, ???-??????: ???-?????, ??????????, ???????? ?????????, ??????????.
?? ?????, ????-?????? ????? ????? ??????????--???-???? ???? ????? ????? ???????? ???????????, ????? ????????; ?????? ????? ??????????, ???-????? ????? ??????????--???????? ????????????
? ?????????????? ?????, ???????? ???????????
وإذا رجعنا إلى أول النص نجد( وحدث في اليوم السابع ..) مما يدل على حالة الكد والتعب التي حصلت لهم في اليوم السابع فأذن الله لهم بالإستراحة في العدد 30 :
? ?????????????? ?????, ???????? ???????????
فاستراح الشعب في اليوم السابع
وأيضا ً , في سفر نحميا الإصحاح التاسع العدد26- 28 :
(( وعصوا وتمردوا عليك وطرحوا شريعتك وراء ظهورهم وقتلوا انبياءك الذين اشهدوا عليهم ليردوهم اليك وعملوا اهانة عظيمة. فدفعتهم ليد مضايقيهم فضايقوهم وفي وقت ضيقهم صرخوا اليك وانت من السماء سمعت وحسب مراحمك الكثيرة اعطيتهم مخلصين خلّصوهم من يد مضايقيهم. ولكن لما استراحوا رجعوا الى عمل الشر قدامك فتركتهم بيد اعدائهم فتسلطوا عليهم ثم رجعوا وصرخوا اليك وانت من السماء سمعت وانقذتهم حسب مراحمك الكثيرة احيانا كثيرة)).
والشاهد كلمة " إستراحوا " وتصريف إستراحوا بالعبري هو " يشوبو ????????? "
النص العبري :
????????? ?????--?????????, ????????? ??? ?????????; ???????????? ?????? ??????????, ??????????? ?????, ???????????? ??????????????, ???????? ??????????? ????????? ??????????? ???????????? ??????? ???????
الوجه الثاني:-
تأكيد على الإستراحة في ذلك النص من التعب بدون فعل (????????????) دلالة على أن كاتب النص يقصد إستراحة فعلية من الله - تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا ً -
(1/35)
الشاهد من سفر الخروج الإصحاح 31 العدد 17 :
???????, ?????? ?????? ??????????--???? ????, ???????: ????-??????? ??????, ?????? ?????? ???-??????????? ?????-???????, ????????? ????????????, ?????? ????????????
((هو بيني وبين بني اسرائيل علامة الى الابد.لانه في ستة ايام صنع الرب السماء والارض وفي اليوم السابع استراح وتنفّس))
فترى كيف نقول فى الوصف التفصيلى لصفة راحة الرب فى سفر الخروج حين بصف الله أنه استراح و تنفس كما يستريح الإنسان بعد العمل الشاق ( و ياخد نفسه)
ولا ننسى أيضا ً ماهو مكتوب في العهد الجديد :
(لان الذي دخل راحته استراح هو ايضا من اعماله كما الله من اعماله) عبرانيين 10:4
و أخيراً نذكر ما قاله علماء النصارى انفسهم نقلاً عن التفسير التطبيقى 1/9
[نحن نعيش فى عالم مشحون بالحركة ومع ذلك فقد بين الله لنا أن الراحة مفيدة وليست خطأ. إن كان الله نفسه قد أستراح من عمله فلا عجب أن نكون نحن أيضا فى حاجة إلى الراحة]
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد
أدم عرياناً قبل الخطيئة!
نقرأ فى سفر التكوين 17:2 {وأوصى الرّبُّ الإلهُ آدمَ قالَ: مِنْ جميعِ شجرِ الجنَّةِ تأكُلُ، *وأمَّا شجرَةُ معرِفَةِ الخيرِ والشَّرِّ فلا تأكُل مِنها. فيومَ تأكُلُ مِنها موتًا تموتُ}
فوفقاً لهذا النص يتبين:
فى سفر التكوين 25:2 {وكانَ آدمُ واَمرأتُه كِلاهُما عُريانَينِ، وهُما لا يَخجلانِ}
بينما نقرأ فيما بعد فى( تك7:3 ) أن أدم حين أكل من الشجرة تفتحت عينيه هو و زوجه فوجدا أنفسهما فى هذه الحالة من العرى التى تنافى الحياء و تعارض الفطرة التى فطر الله الناس عليها {فاَنْفَتَحت أعيُنُهما فعَرفا أنَّهُما عُريانَانِ، فخاطا مِنْ وَرَقِ التِّينِ وصَنَعا لهُما مآزِرَ.}
السؤال الأن هل معرفة أدم لحقيقة ما هو عليه من العرى المخزى عقوبة أم تبصرة محمودة؟
(1/36)
فالكتاب اللامقدس يقول أن أدم و حواء كانا فى من العرى يحيان و منه لا يخجلان و للحياء معنىً لا يعرفان ، فلما أكلا من الشجرة استبصرا.و بحثا عن ستر لهما..!!
فأين هذا من القران الكريم الذى اكد ان الإنسان جُبل على الخلق الجميل و على رأسه الحياء الذى كُرم به ، فأخبرنا ربنا بأن ادم و زوجه كانا مستورين بلباس قبل المعصية و كانت النتيجة المعصية نزع هذا الباس عنهما يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ
خطأ فى الترجمة
كلمة آدم ذكرت فى هذا الأصحاح 14 مرة فى نسخة الشرق الأوسط وكتاب الحياة وكلها موجودة فى نسخة الملك جيمس المعترف بها عالميا بكلمة man أى الرجل.
كلنا نعرف أن الرجل هنا كان يقصد بها آدم ولكن السؤال هو:
أين هى كلمة الله فيهم أهى الرجل أم آدم ؟ أم كان الروح القدس متلخبط؟
أم كان الروح القدس العربى غير الروح القدس الأجنبى؟
و أخيرا
أين ضمير المترجمين لكلام الله عندما يجدوا كلمة man فتترجم آدم؟!
تناقض
يقول تكوين 2: 18 «ليس جيداً أن يكون آدم وحده، فأصنع له معيناً نظيره».
وهذا يتناقض مع
وصية الرسول بولس في 1كورنثوس 7: 27 والتي تقول: ((أنت منفصلٌ عن امرأة فلا تطلب امرأة))
نحن نعلم علم اليقين أن الدين النصرانى وإن لم يحرم الزواج فإنه يعتبره مكروها و دون المرتبة الاسمى و الافضل لذا يقدسون الرهبنة و المتبرهبنين
1كو1:7) فحسن للرجل أن لا يمس امرأة).
1كو 8:7 (ولكن أقول لغير المتزوجين وللأرامل إنه حسن لهم إذا لبثوا كما أنا.)
(1/37)
1كو27:7 (أنت مرتبط بامرأة فلا تطلب الانفصال.أنت منفصل عن امرأة ! فلا تطلب امرأة. ) سبحان الله حتى أنه توجد علامة تعجب فى كتابكم بعد "أنت منفصل عن امرأة
1كو38:7 ( إذا من زوج فحسن يفعل ومن لا يزوج يفعل أحسن)
الاصحاح الثالث
أيهما أصدق الله أم الشيطان
جاء فى تكوين3:3 {وأمَّا ثَمَرُ الشَّجرَةِ التي في وسَطِ الجنَّةِ فقالَ اللهُ: لا تأكُلا مِنهُ ولا تَمَسَّاهُ لئلاّ تَموتا». 4فقالتِ الحَيَّةُ لِلمَرأةِ: «لن تموتا، 5ولَكِنَّ اللهَ يعرِفُ أنكُما يومَ تأكُلانِ مِنْ ثَمَرِ تِلكَ الشَّجرَةِ تنفَتِحُ أعينُكُما وتَصيرانِ مِثلَ اللهِ تعرفانِ الخيرَ والشَّرَّ}
فهذا النص يمثل إشكالاً جوهرياً إذ يظهر منه ان الحية اصدق من الرب ، و إذا كان الرب قد توعد أدم و حواء بالموت إن اكلا من شجرة معرفة الخير و الشر ، فلما اغرتهما الحية اكدت لهما انهما لن يموتا بل سيصيران عالمين بالخير و الشر، و يبدو أن هذا هو ما كان بالفعل لسبب بسيط
أن أدم عاش بعد هذه الواقعة اكثر من تسعمائة عام و لم يمت إلا بعد هذه الفترة ، بينما خبر الوعيد فى سفر التكوين 17:2 نصه كالأتى: {وأمَّا شجرَةُ معرِفَةِ الخيرِ والشَّرِّ فلا تأكُل مِنها. فيومَ تأكُلُ مِنها موتًا تموتُ} فجعل الموت مقرراً على ادم يوم يأكل من الشجرة و ليس بعدها
و بمراجعة أجوبة النصارى مجدها على رأيين:
الاول: أن المقصود ههنا هو أن تدب أسباب الموت فى أدم لا أن يموت فى الحال ، فهو بأكلة من الشجرة فقد الخلد و صار معرضاً للموت،
و جواب هذا أنه مخالفة لصريح النص و صرف له عن ظاهره بلا صارف ، فالعبارة فاصلة فى ايقاع الموت يوم ارتكاب المعصية (فيومَ تأكُلُ مِنها موتًا تموتُ)
(1/38)
كما أن ادم لم يكن له الخلد اساساً حتى يؤخذ منه بل فإن الرب ما أخرج أدم من الجنة إلا (خشية) من أن ياكل من شجرة الخلد بعدما صار عارفاً بالخير و الشر { وقالَ الرّبُّ الإلهُ: «صارَ آدمُ كواحدٍ مِنَّا يعرِفُ الخيرَ والشَّرَ. والآنَ لعلَّهُ يَمُدُّ يَدَهُ إلى شجرةِ الحياةِ أيضًا فيأخذَ مِنها ويأكُلَ، فيحيا إلى الأبدِ». } تكوين22:3
كما ان كل مخلوقات الله تموت من الإنس و الجن و النبات و الحيوان بل و حتى اهل السماء سيموتون يوم ينفخ فى الصور ، فهل هؤلاء ايضاً يموتون عقوبة على ذنب؟؟ الجواب اليقينى لا و إنما لأن الله قد كتب الموت و الفناء على كل من سواه {الذى له وحده عدم الموت}1تيموس، و سنستفيض فى نقد ذلك النص وفق عقيدة النصارى فى موضعه
الثانى: أن الموت هنا هو الإنفصال عن الله فأدم بخطيئته قد انفصل عن الله.
و جواب ذلك أن هذا التفسير معلول لان ادم قد تاب و ندم و الله تواب رحيم فلا يتصور أن يكون الموت الذى هو سنة الله فى كل خلقه عقوبة لخطئه الذى ندم عليه و أناب!!
كما أنه من الظلم البين أن يكتب على البشرية الموت بسبب خطيئة أدم!!
زد على هذا أن النصارى يزعمون أن يسوع قد صلب فداءً للناس عن خطيئة أدم كى يتم الصلح بين الله و الناس عن طريق صيرورة المسيح (لعنة على الصليب) كما يزعم المجدف بولس، فلو صدق هذا لكان الواجب أن يكون كل نصرانى بتنصره و تعمده فى براءة من خطيئة أدم و فى صلح مع الله ، فلماذا إذاً يموت النصارى و يعذبون بذنوبهم حتى يومنا هذا إن كانوا صادقين؟؟
(1/39)
- كما اننا نقرأ فى قصة المراة الزانية التى أراد اليهود أن يرجموها أن المسيح قد تحايل على حكم التوراة ليعطل حكم الله و قال (مَنْ كانَ مِنكُم بِلا خَطيئَةٍ، فَليَرْمِها بأوّلِ حجَرٍ) ، و هذا ليس موضع نقاشها إلا أن الشاهد منها أن يسوع غفر لها رغم أنها لم تبدى ايماناً به ولا توبة عن زناها فقال { وأنا لا أحكُمُ علَيكِ. إذهَبي ولا تُخطِئي بَعدَ الآنَ} يوحنا11:8 ،
كما نجده يوزع المغفرة على الناس فقال للمرأة التى غسلت قدميه بالطيب {مغفورة لك خطاياك} لوقا 48:7 ، حتى ان الحاضرين تعجبوا من هذا الذى يوزع المغفرة بسهولة مقابل تدليك قدميه فقالوا {من هذا الذى يغفر خطايا أيضاً؟} يوحنا 49:7
فهل كانت خطيئة أدم المؤمن التائب أشد من خطيئة الزانية التى لا نعرف لها حال؟؟!!
من صفات الرب المضحكة!
نقرا فى تكوين 8:3 ((وسَمِعَ آدمُ واَمرأتُه صوتَ الرّبِّ الإلهِ وهوَ يتمشَّى في الجنَّةِ عِندَ المساءِ، فاَختبأَا مِنْ وَجهِ الرّبِّ الإِلهِ بَينَ شجرِ الجنَّةِ. 9فنادَى الرّبُّ الإلهُ آدمَ وقالَ لَه: «أينَ أنتَ؟»10فأجابَ: سَمِعتُ صوتَكَ في الجنَّةِ، فَخفتُ ولأنِّي عُريانٌ اَختَبأتُ». 11فقالَ الرّبُّ الإلهُ: «مَنْ عَرَّفَكَ أنَّكَ عُريانٌ؟ هل أكلتَ مِنَ الشَّجرَةِ التي أوصَيتُكَ أنْ لا تأكُلَ مِنها؟» 12فقالَ آدمُ: «المرأةُ التي أعطَيتني لِتَكونَ مَعي هيَ أعطتني مِنَ الشَّجرَةِ فأكَلْتُ». 13فقالَ الرّبُّ الإلهُ لِلمرأةِ: «لِماذا فَعَلتِ هذا؟» فأجابَتِ المَرأةُ: الحَيَّةُ أغوتْني فأكلْتُ))
الرب يتمشى
إذ وصف النص الشابق الرب بأنه كان (يتمشى) فى الجنة ، فتعالى الله علواً كبيراً ، أى جنة هذه التى يتمشى فيها رب العالمين الذى لا تسع ذاته السماوات و الأرض ليس كمثله شىء و هو القاهر فوق عباده؟؟
(1/40)
و يجب اولا ان نعرف ما هو القانون الذى نمشى به , نحن نمشى بقانون الفعل و رد الفعل , و نحن حين نمشى فاننا ننشىء فعل او طاقه نصرب بها الارض و ترتد الينا تلك الطاقه او القوة فى شكل رد فعل او قوة تحركنا , و عندما تصدر مشيتنا صوتا فهذا يدل على ان الطاقه التى انشاناها اكبر من القوة الازمة لحركتنا و هذا نوع من العبث غالبا يغعله الاطفال , فهل يقبل هذا على الله , كيف يفكر النصارى ان الله يفعل امرا هم يعيبون على من يفعله , طبعا من الممكن ان يرد على هذا الكلام بشكل اخر الا اننى احببت ان استخدم اسلوب يناسب عنوان المقال , كما ان سفر التكوين يحتوى على كثير من الكلام الذى لا يليق بذات الله
الرب جاهل
إذ يفيد النص ذاته أن كان سأل عن أدم قائلا: (أين أنت؟) فهو لا يعلم أين أدم لأنه إختبأ!!
- يجيب أدم: (سمعت صوتك فى الجنة فاختفيت) لعله سمع قريع نعلى الرب أو صوت خطواته اثناء السيرفاختبأ منه كى لا يراه عرياناً كما يختبىء الإنسان من الإنسان!!-ا الرب مخادع
إذ نقرأ فى النص أن الرب سأل أدم: (من عرفك أنك عريان؟ هل أكلت من الشجرة؟) فقد فوجىء الرب هنا بأن أدم خرج من غيبويته و من حالة الجهل و انتكاسة الفطرة فأبصر عريه فتستر، فقال أدم لربه أنه اختبأ لأنه كان عرياناً ، فما كان من الرب إلا أن سأله: "من أين عرفت أنك عريان" فكما هو واضح أن الرب كان يريد أن يخدع أدم و يستخف بعقله فيحييه فى الجنة عرياناً مهاناً و يوهمه أنه فى النعيم ، و لكن فشلت الخطة عندما استبصر أدم بأكله من شجرة (المعرفة)
ولا يزال الرب فى حالة الذهول و الإستفسار فيسأل أدم: ( هل أكلت من الشجرة؟)
فيجيبه أدم : (المراة التى أعطيتنى لتكون معى هى سبب المصايب) و هذا هو موقف الكتاب المقدس من المراة، فهى سبب المعصية، سبب الضلال و الغواية، هى المسئولة عن خروج الإنسان من الجنة،
(1/41)
يقول بولس ((بل لست أذن للمراة ان تُعلم ولا تتسلط على الرجل بل تكون فى سكوت لأن أدم جعل أولاً لم يغو لكن المراو أغويت)) اتيكوثاوس 9:2
يقول يوحنا ذهبى الفم: (( من العدل أن تكون المراة خاضعة للرجل ، لأن المساواة فى الكرامة يجلب الصراع، و هى ليست خاضعه له لهذا السبب فقط، و لكن أيضاً لسبب الخيانة التى حدثت فى بداية العالم....عندما أساءت استخدام السلطة المخولة لها و مع أنها خُلقت كمعين اكتشف أنها خائنة و قد دمرت كل شىء))
ترى هل من أجل هذا ابتدع النصارى الرهبانية كى يتحرروا من نجاسة المراة الخاطئة؟
و هل من أجل هذا ناقش مجمع ماكون فى القرن السادس هل المرأة كائن به روح ام لا؟
و هل من اجل هذا نقرأ فى الموسوعة الكتابية: ((السبب فى خلق حواء من ضلع أدم كان مصاغاً هكذا: {قال الله: لن أخلقها من الرأس كى لا ترتفع رأسها فى الكبرياء، و لن أخلقها من الفم كى لا تكون ثرثارة، و لن أخلقها من القلب حتى لا تكون غيورة أكثر من اللازم، و لن أخلقها من اليد كى لا تكون متطلعة أكثر من اللازم إلى الحصول على الأشياء، و لن أخلقها من القدم كى لا تكون كثيرة التجوال هنا و هناك، اكن خلقنها من الضلع كى تكون متواضعة})
و تقول الموسوعة: ((خُلقت المرأة لخدمة الرجل ، فقد خلقت من أحد الأضلاع للرجل الأو (أدم) ....و أن الزوجة فى مرتبة أدنى من الزوج الذى يسيطر عليها ))
كما قال الرب : {«أزيدُ تعَبَكِ حينَ تَحبَلينَ، وبالأوجاعِ تَلِدينَ البَنينَ. إلى زَوجكِ يكونُ اَشتياقُكِ، وهوَ علَيكِ يسودُ} تكوين16:3
و تقول الموسوعة: ((كان من الأقوال فى كتاب الصلوات: " بوركت يا إلهى يا من لم تخلقنى امرأة))
فهذه نبذة عن عقيدة النصارى فى النساء ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم
و قد برأ القرأن ام البشر من هذا و اكد أن الغوايى كانت لأدم و زوجه معاً دون إلصاق التهمة بالمراة و ايقاع اللوم عليها بهذه الطريقة المقززة
الرب ظالم
(1/42)
نقرأ فى سفر التكوين 3: 5 قول الحية لأدم " بل الله عالم أنه يوم تأكلان منه تنفتح أعينكما وتكونان كالله عارفين الخير والشر"
و العجيب أن الحية لم تكذب بل صدقت و هذا باعتراف الرب
((ثم قال الرب الاله: هاهو الانسان قد صار كواحد منا يميز بين الخير و الشر)) تك3: 22
أى أنهما لم يكونا عارفين للخير والشرعند الأكل فلم عوقبوا هم وذريتهم بسبب الأكل من الشجرة وهما لا يعرفان أن ما يفعلوه شرا؟!
أهذا عدل أن يؤخذ المرء بما لا يعلم، و أى ظلم فى حرمان الانسان من التمييز بين الصلح و الفساد؟
الرب جبان
تك3 : 22-23
وقال الرب الإله : ((هوذا الإنسان قد صار كواحد منا عارفا الخير والشر والآن لعله يمد يده ويأخذ من شجرة الحياة أيضا ويأكل ويحيا إلى الأبد)) فأخرجه الرب الإله من جنة عدن ليعمل الأرض التى أخذ منها.
وهنا بعد أن أكل آدم وحواء من شجرة الخير والشر أصبحا عالمين الخير من الشر وكان هذا لا يريده الرب الإله فخاف أن يأكلا أيضا من شجرة الحياة فيصبحان مثله ويحيوا إلى الأبد فطردهما من الجنة.
عقوبات مضحكة
عقاب حواء :
حسب الكتاب المقدس فإن حواء أكلت من الشجرة المحرمة وخضعت لإغواء الحية، فغضب الله عليها وقال : (( بالوجع تلدي أولاداً. وإلي رجلك يكون اشتياقك. وهو يسود عليك )) تكوين 3 : 16
هذا النص يجعل عقاب الله لحواء ثلاثة أصناف : الولادة بالوجع واشتياقها للرجل وسيادة الرجل عليها .
والسؤال هو : هل الولادة عقاب ؟ وهل ألم الولادة عقاب ؟ إن جميع إناث الحيوانات تلد وتتألم أثناء الولادة. فهل ولادة البقرة مثلاً عقاب لها أم من وظائفها الطبيعية ؟
(1/43)
والسؤال الثاني : هل اشتياق المرأة للرجل عقاب لها ؟! كيف ؟ والرجل يشتاق للمرأة ، فهل هذا عقاب له أيضاً ؟! إن الاشتياق فطرة فطر الله عليها الناس حتى تتكون الأسرة ويحصل الود والحب ويحفظ النسل، وليس عقاباً كما يقول كاتب سفر التكوين ..... ان هذا النص ليس له أدنى نصيب من المعقولية أو المقبولية .....
ومن جهة أخرى نسأل عباد المسيح ألستم تقولون أن الله صالحنا بموت المسيح على الصليب فلماذا ما زالت المرأة تلد بالاوجاع - لدرجة ان البعض منهن يستخدمن المخدر من شدة الألم - ولماذا عقاب الاشتياق ما زال موجوداً منها ومن الرجل ولماذا ما زال عقاب الرب للحية بأن تمشي على بطنها مستمراً ( تكوين 3 : 14 ) ؟؟! فأين هو عدل الله بحسب ايمانكم ؟؟ ونلاحظ ايضاً ان الله أعطى عقوبة لآدم " بعرق وجهك تأكل خبزاً " " ملعونة الأرض بسببك . بالتعب تأكل منها " (تك 3: 19،17) فإذا كانت قصة الخلاص المسيحية هي حقيقة فلماذا ما تزال هذه العقوبات قائمة ؟! أم انها باقية للذكرى كما قال البابا شنودة في احدى كتاباته ؟!!! وهل من عدل الله بعد ان خلصنا المسيح وصالحنا ان يبقي هذه العقوبات ؟
عقاب الحية :
حسب زعم الكتاب المقدس ، فإن الرب غضب على الحية لأنها أغوت آدم وحواء فأكلا من الشجرة المحرمة . ولذلك عاقب الله الحية (( فَقَالَ الرَّبُّ الإِلَهُ لِلْحَيَّةِ : لأَنَّكِ فَعَلْتِ هَذَا، مَلْعُونَةٌ أَنْتِ مِنْ بَيْنَ جَمِيعِ الْبَهَائِمِ وَمِنْ جَمِيعِ وُحُوشِ الْبَرِّيَّةِ، عَلَى بَطْنِكِ تَسْعَيْنَ، وَمِنَ التُّرَابِ تَأْكُلِينَ طَوَالَ حَيَاتِكِ وَأُثِيرُ عَدَاوَةً دَائِمَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ، وَكَذَلِكَ بَيْنَ نَسْلَيْكُمَا. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ وَأَنْتِ تَلْدَغِينَ عَقِبَهُ )) تكوين 3 : 14
أولاً :
(1/44)
من المعروف أن الذي أغوى آدم هو ابليس ، وليست الحية. فكيف تكون للحية القدرة على الاغواء وكيف تستطيع ان تغوي إنسان ؟! فمن غير المعقول أن تكون خرافة الحية هي سبب الاغواء كما يقول سفر التكوين . ومن أجل أن يخرج المسيحيون من هذا المأزق قالوا أن المقصود بالحية هو الشيطان ولاشك بأن هذا التعليل باطل لأن النص يصور حال الحية على هذه الأرض ، بعد أن عوقبت بالسعي على البطن ، وانها ملعونة من بين جميع البهائم والحيوانات ثم ان الشيطان لا يسعى على بطنه . . ولأن النص في [تك 1 : 25] يقول (( فَخَلَقَ اللهُ وُحُوشَ الأَرْضِ، وَالْبَهَائِمَ وَالزَّوَاحِفَ، كُلاً حَسَبَ نَوْعِهَا. وَرَأَى اللهُ ذَلِكَ فَاسْتَحْسَنَهُ. )) وفي [تك 3 : 1-6] يقول (( وَكَانَتِ الْحَيَّةُ أَمْكَرَ وُحُوشِ الْبَرِّيَّةِ الَّتِي صَنَعَهَا الرَّبُّ الإِلَهُ ))
إذن فبحسب النصوص السابقة فإن حقيقة العدو الأول الذي تولى اغواء حواء ليس إبليس الشيطان بل هي الحيه التي عملها الله ضمن باقي حيوانات البرية !!!!!
ثانياً :
معنى قول الرب للحية : (( على بطنك تسعين وتراباً تأكلين كل أيام حياتك )) تكوين 3 : 14 هو ان الحية لم تكن تسعى على بطنها قبل العقاب ، وأن زحفها على بطنها طرأ بعد العقاب . إذاً كيف كانت تسير الحية قبل العقاب إن لم تكن تسير زاحفة ؟! ومن قال إن سعيها على بطنها عقاب لها ؟ هناك الآف الأنواع من الزواحف التي تسير على بطنها، فهل هذا عقاب لها ؟!! عقاب على ماذا ؟! ثم ان هناك حيات تعيش في البحر وتسبح في جوف الماء ولا تسعى على بطنها ولا تأكل التراب .
ثم ان قول الكاتب بأن الله لعن الحية هو قول غير مقبول لأنها لو كانت فعلا ملعونة لما اختارها الله لتكون عصا موسى ومعجزته، ولكان الله سبحانه قد اختار حيواناً آخر غيرها .
ونريد أن نعرف ما هو الدافع من إنزال العقاب بحيوان غير عاقل وغير مكلف ؟!
(1/45)
وكيف يكون الحيوان غير مسئول عن عمله أدبياً ثم يعاقب على ما يقترفه من ضرر ؟
و هل تتوارث الحيات الخطيئة عن الحية الاولى كما يتوارثها الإنسان عن ادم؟
و كيف يكون الخلاص حينئذ هل يقوم الرب بالتجسد فى جسد حية تُدهس ليفدى الحيات ام لا؟؟ الا يقول الكتاب المقدس ان الله أحب العالم؟ فلماذا لا يساعد الحيات على الخلاص اليست جزءاً من العالم ؟؟
ناهيك عن الخطأ العلمى الجسيم فة هذا النص إذ لا يصح أبداً أن الحيات تأكل التراب!!!
ويقول الكاتب والكلام عن الحية : (( َأُثِيرُ عَدَاوَةً دَائِمَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ، وَكَذَلِكَ بَيْنَ نَسْلَيْكُمَا. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ وَأَنْتِ تَلْدَغِينَ عَقِبَهُ))
ولا شك أن هذا الكلام باطل لأن العداوة التي بين الحية والبشر ليست على العموم . فهناك من يتعامل معها من القدم على اعتبارها مورداً للرزق باستخدام جلدها في المصنوعات الجلدية عالية الجودة . واستخدام لحمها في إعداد الاطباق الشعبية في بعض البلدان كالفلبين والصين . . وهناك من يتعامل معها باستخدام سمها في معالجة بعض الأمراض . . .
ويقول الكاتب : (( هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ وَأَنْتِ تَلْدَغِينَ عَقِبَهُ )) ولا شك أن ضرر الحية لا يقتصر على لدغ قدم الانسان بل ان البعض منها يقذف بالسم على بعد أمتار وهناك أنواع منها تقوم بخنق فريستها ثم بلعها . ... وهكذا يكشف لنا الكتاب المقدس عن جهل كاتبه والله المستعان . . .
رد على كتاب شبهات وهمية
نقرأ فى تكوين 3: 16 في عقوبة حواء: إلى رجلك يكون اشتياقك، وهو يسود عليك , ولكننا نجد دبورة قاضيةً لبني إسرائيل، وقال لها باراق بخصوص محاربة الملك يابين: إنْ ذهبتِ معي أذهب ( قضاة 4: 4 و5 و14), فكان باراق خاضعاً لدبورة
(1/46)
فأجاب القس منيس عبدالنور بجواب هزيل فقال: (1) ان دبورة لم تكن زوجة لباراق، ولابد أن دبورة كانت تخضع لزوجها كما تعلّمها الشريعة التي كانت تقضي بها للشعب, فليس في تصرفها حينئذ تناقض مع نص التكوين
(2) ولابد أن حالة الرجال كانت مستقرة مطمئنة روحياً واجتماعياً حتى التفَّ الشعب كله حول دبورة لمحاربة سيسرا العدو المغتصِب, كما أن قيادتها للشعب جعلت الملك يابين وقائد جيشه سيسرا يستهينان بقيادة بني إسرائيل، مما ساعد على إيقاع الهزيمة بهما,
(3) تكوين 3: 16 كان عقاباً لحواء على سقوطها, لكن في حالة فدائها يرتفع عنها الحكم القاسي، ويكون قانون الحياة الزوجية خاضعين بعضكم لبعض في خوف الله (أفسس 5: 21)
بعد الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله :
كما نرى فعبدالنور لم يجب عن الإشكال بتاتاً و إنما اخذ يسبح بحمد دبورة و بمدح فيها ليملأ فراغ الجواب!!
(أ)اما قوله أن دبورة لم تكن زوجة لباراق الذى قال لها(إن ذهبت أذهب معك) فلن يغير من الحقيقة شيئاً ، فدبورة كانت لها السيادة على بنى إسرائيل و كانت كما يقول سفر القضاة قاضية عليهم، فخضعوا لها جميعاً بما فيهم باراق قائد الجيش ، فمن باب الاولى شمل الخضوع و الطاعة زوجها المواطن الإسرائيلى النكرة فيدوت ، و إلا فماذا لو حدث نزاع بينه و بين احد الأشخاص هل كانت ستقضى دبورة لزوجها أو ترضى بحكمه و هو الخصم الماثل بين يديها؟ و ماذا لو أمرها زوجها فيدوت هذا الذى يزعم القس أن دبورة كانت خاضعة له كما تقول الشريعة فماذا لو أمرها أن تجلس فى البيت ترعى شئون العيال و الطبيخ و غيره....ترى اكانت ستخضع وقتها و تستجيب ام كانت فسمتحوه من الوجود؟!
(ب)اما حديثه عن حالة بنى إسرائيل و وصفه إياها بالمستقرة فلا أعلم ما محلها من الإعتراض هنا فلن نلقى لها بالاً
(1/47)
(ج)اخيراً تكلم القس عن الحكم (القاسى) الذى قرر الرب بمقتضاه إخضاع المراة لزوجها و تبعيتها له، فزعم أن هذا الحكم كان عقوبة تُنسخ عنها فى حال فدائها مستشهداً بقول بولس (خاضعين بعضكم لبعض فى خوف الله)افسس21:5، و هذا النص ليس فى خصوص الأزواج و إنما فى خصوص عموم الناس مع بعضهم ن و قد نبه بوليس نفسه ان الزوجه لا تدخل فيه حين قال فى النص التالى مباشرة (أيها النساء أخضعن لرجالكن كما للرب، لان الرجل هو رأس المرأة كما أن المسيح أيضاً رأس الكنيسة..)أفسس22:5
كما أننا لا نعلم ايضاً ما علاقة رفع العقوبة عن المراة بموجب الفداء بتسلط دبورة و ملكها على اليهود، فهل تم فدائها بأثر رجعى ام ماذا؟؟
و كما قلنا من قبل إن كانت عقوبة خضوع الزوجة لزوجها عقوبة قاسية رُفعت بفداء يسوع فلماذا لم ترفع بقية العقوبات القاسية كعقوبة الحمل و الولادة مثلاً؟
الاصحاح الرابع
تناقضات
مشرد أم مستقر؟
نقرأ فى تكوين 4: 12عن قايين
"متى عملت الأرض لا تعود تعطيك قوتها, تائها وهاربا تكون فى الأرض"
و هذا يتعارض مع
تكوين 4:17 " و عرف قايين أمرأته فحبلت وولدت حنوك وكان يبنى مدينة فدعا أسم المدينة كاسم ابنه حنوك"
كيف يصبح قايين بعد قتل أخيه هاربا وتائها و جائت فى نسخة الملك جيمس vagabond أى متشردا
ثم يتزوج وينجب بل ويبنى مدينة ويسميها بأسم أبنه فأى شرف أكثر من هذا؟!
هابيل أم يابال ؟
يقول كاتب سفر التكوين 4 : 2 : ( وكان هابيل راعياً للغنم ) إلا اننا نجد في تكوين 4 : 20 ان يابال وهو الحفيد السابع لهابيل كان أول راع للمواشي
فيقول النص حسب ترجمة كتاب الحياة (ولدت عادة كلاً من يابال أول رعاة المواشي وساكني الخيام )
وفي ترجمة الفانديك : ( فولدت عادة يابال. الذي كان أباً لساكني الخيام ورعاة المواشي ) . تناقض واضح بين النصين
معضلات
معضلات تاريخية:
(1) جاء فى تكوين 4: 14
(1/48)
"إنك قد طردتنى اليوم عن وجه الأرض ومن وجهك أختفى و أكون تائها هاربا فى الأرض فيكون كل من وجدنى يقتلنى "
وهذا خطأ تاريخى فادح إذ لم يكن على وجه الأرض بشرسوى قايين و أبويه أدم و حواء فمن هذا الذة يقتله؟!
(2) جاء فى تكوين 4: 17
"وعرف قايين امرأته فحبلت"
من أين جائت هذه المرأة ولا يوجد على الأرض سوى آدم وحواء؟!
(و كان هذا سبب إسلام فتاة من جنوب شرق آسيا فقالت فى قصة إسلامها: ان من أكثر الأشياء التى كانت تحيرنى فى الكتاب المقدس هو امرأة قايين من أين جائت؟؟!)
معضلة لغوية
يقول سفر التكوين: (( وولدت له قايين، وقالت: اقتنيت رجلاً من عند الرب )) التكوين 4/1،
فكلمة " قايين" كما في قاموس الكتاب المقدس معناها: " حداد "، فالمناسبة معدومة بين الاقتناء أو الشراء، واسم قايين الذي يعني: حداد
تحريف فى الترجمة
يقول تكوين 4: 8 «وكلّم قايين هابيل أخاه. وحدث إذ كانا في الحقل أن قايين قام على هابيل أخيه وقتله». وفي الترجمة السامرية والسبعينية يقول: ((تعال نخرج إلى الحقل))
فهذا دليل صريح على وقوع التحريف اما بالزيادة فى اليوانية و السامرية و اما بالنقصان فى العبرانية، و علماء النصارى بعدما يئسوا من الاعتراف بصحة كل الترجمات للتباين الشديد بينها صاروا يدندنون بأن الأصل المعول عليه هو العبرى و هنا سقطوا فى شرار أعمالهم و سنثبت فى ما سيأتى باذن الله أن النص العبرى به الكثير من الأخطاء و أن النص اليونانى أصح منه و أن كتبة العهد الجديد كانوا يقتبسون منه حرفيا و ان اختلف عن النص العبرى!
رد على كتاب شبهات وهمية
قال المعترض: «يقول تكوين 4: 15 «كل من قتل قايين فسبعة أضعاف يُنتقَم منه. وجعل الرب لقايين علامة لكي لا يقتله كل من وجده». وهذا يناقض تكوين 9: 6 والذي يقول «سافك دم الإنسان، بالإنسان يُسفَك دمه))
(1/49)
وللرد نقول: (1) لم تتقرر شريعة القتل كقانون للمجتمع إلا بعد الطوفان (تكوين 9: 5، 6) فلا يمكن سنّ قانون قبل أن توجد جريمة! ولم يعرف قايين أن القتل جريمة إلا بعد أن قتل أخاه، فاستيقظ ضميره وخاف من أن يقتله أحد. ولم يسمح الله بقتل قايين لأنه لم يكن يعرف الشريعة.
(2) كان قايين يتمنى أن يقبل الله تقدمته، فينال رضى الرب. ولما قتل أخاه غضب الله عليه، ولكنه لم ينْسَ له حُسن نيَّته. ومقاييس الله غير مقاييس البشر، وموازينه أكثر حساسية من موازين بني آدم.
(3) لا بد أن الله رأى أن موت قايين سيُضاعف حزن آدم وحواء، إذ يُفجَعان في قايين وهابيل معاً! فأخذ الله الأبوين في حسابات رحمته.
___________________________
بعد الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله:
قال القس :
[لم تتقرر شريعة القتل كقانون للمجتمع إلا بعد الطوفان (تكوين 9: 5، 6) فلا يمكن سنّ قانون قبل أن توجد جريمةٍ]
و هذا خطأ لان جريمة القتل وقعت قبل الطوفان و رتب الرب عليها عقوبة بحق قايين نفسه كما فى النص:
(( صوتُ دَمِ أَخِيكَ صَارِخٌ إِلَيَّ مِنَ الأَرْضِ. *فَالْآنَ مَلْعُونٌ أَنْتَ مِنَ الأَرْضِ الَّتِي فَتَحَتْ فَاهَا لِتَقْبَلَ دَمَ أَخِيكَ مِنْ يَدِكَ! *مَتَى عَمِلْتَ الأَرْضَ لاَ تَعُودُ تُعْطِيكَ قُوَّتَهَا. تَائِهاً وَهَارِباً تَكُونُ فِي الأَرْضِ)) تك 4: 10-12
ثم قال:
[ولم يعرف قايين أن القتل جريمة إلا بعد أن قتل أخاه، فاستيقظ ضميره وخاف من أن يقتله أحد. ولم يسمح الله بقتل قايين لأنه لم يكن يعرف الشريعة]
و هذا أيضاً فاسد لأن الجهل بالجريمة لا يعفى من العقاب ، و إلا لكان أدم احق بالعفو و هو الذى لم تبلغ خطيئته القتل و لم تقع منه عن عمد بل و لم تقع حتى عن علم كما وضحنا انفاً أنه لم يكن يعرف الخير من الشر قبل الاكل من الشجرة لانها هى نفسها "شجرة معرفة الخير و الشر"!!
(1/50)
و مع ذلك فقد عاقبه الرب أشد العقاب بزعمهم و زاد عليه أن ورث ذريته الخطيئة بغير حق!
و على النقيض فمادام الإنسان عالماً بالخير و الشر - كما يقول الرب فى تكوين22:3- فهذا يستوجب أن يكون قايين عالماً بشر فعلته
كما أن قايين تقررت فى حقه عقوبة كما أسلفنا و قد كان يعلم بان القتل جريمة و اذى و إلا لما أقدم عليه فى حق أخيه!
و أيضاً فكون الرب قد سن عقوبة صريحة فى حق من يقتل قايين فإن هذا يفند دعوى القس أن جريمة القتل لم تكن موجودة قبل الطوفان و ان الرب لم يقررعليها عقوبة ، كيف و قد قال جهاراً:
((كل من قتل قايين فسبعة أضعاف يُنتقم منه. وجعل الرب لقايين علامة لكي لا يقتله كل من وجده))تكوين 4: 15
ثم قال :
[كان قايين يتمنى أن يقبل الله تقدمته، فينال رضى الرب. ولما قتل أخاه غضب الله عليه، ولكنه لم ينْسَ له حُسن نيَّته]
و هذه سذاجة شديدة و لو علقت العقوبات على النوايا لكنا نحيا فى شريعة الغاب!
و لا ندرى ما ذنب هابيل ان يُقتل حتى يعتذر القس باكذوبة حسن نية قايين ؟
زد على هذا أن قايين كان فاجراً شريراً من الأساس و هو ما منعه ان يُقبل قربانه فقال له الرب : ((«لِمَاذَا اغْتَظْتَ وَلِمَاذَا سَقَطَ وَجْهُكَ؟ إن أَحْسَنْتَ أَفَلاَ رَفْعٌ. وَإِنْ لَمْ تُحْسِنْ فَعِنْدَ الْبَابِ خَطِيَّةٌ رَابِضَةٌ وَإِلَيْكَ اشْتِيَاقُهَا وَأَنْتَ تَسُودُ عَلَيْهَا)) تك6:4
فحقد على اخيه و قتله ظلماً و عدواناً!
أخيراً قال القس المبجل:
[لا بد أن الله رأى أن موت قايين سيُضاعف حزن آدم وحواء، إذ يُفجَعان في قايين وهابيل معاً! فأخذ الله الأبوين في حسابات رحمته]
و هذا عذر لا يختلف عن الذى قبله فكلاهما فاسد مردود كما بينا
و هو رد لا يدفع الإشكال على كل حال إذ لو افترضنا جدلاً ان الرب عفا عن قايين و حرم قتله شفقة بأبويه فلماذا رتب عقوبة مضاعفة سبعين ضعفاً على من يقتله؟ لماذا لم يقل ان من يقتل قايين سيقتل فحسب؟
(1/51)
و نذكر مرة أخرى بنقطة الإعتراض التى تاه فيها القس الفاضل على ما يبدو
فسؤالنا عن الإختلاف بين ما قرره الرب من عقاب ينال من يقدم على قتل قايين فقال:
((كل من قتل قايين فسبعة أضعاف يُنتقم منه. وجعل الرب لقايين علامة لكي لا يقتله كل من وجده))
بينما جاء فى شريعة نوح (( سافك دم الإنسان، بالإنسان يُسفك دمه))تك6:9
ففى النص الاول يشرع الرب صراحة عقوبة مضاعفة سبعين ضعفاً على من يقتل قايين مع أنه نفس واحدة بل و أثمة!
بينما فى تك6:9 يشرع الرب قصاص النفس بالنفس بلا مضاعفة ولا تجاوز
فلا يعدو الأمر ان يكون إحتمالاً من اثنين:
إما أن الرب نسخ حكمه الاول بالشريعة التى سنها لنوح ، و إما أن النصين متناقضين مما يحيل إعتبارهما من عند الرب تبارك و تعالى ، و أى الرأين أقر النصارى فسيخالفون أصول إعتقادهم التى طالما تهجموا على الإسلام و لله الحمد و المنة
الاصحاح الخامس و السادس
قال اللإمام الهمام رحمة الله الهندى فى كتاب إظهار الحق:
إن الزمان من خلق آدم إلى طوفان نوح عليه السلام على وفق (التوراة العبرانية) ألف وستمائة وست وخمسون سنة 1656
وعلى وفق (اليونانية) ألفان ومائتان واثنتان وستون سنة 2262
وعلى وفق(السامرية) ألف وثلثماية وسبع سنين 1307.
وفي تفسير (هنري واسكات)جدول كتب فيه في مقابلة كل شخص غير نوح عليه السلام من سنين عمر هذا الشخص سنة تولد له فيها الولد، وكتب في مقابلة اسم نوح عليه السلام من سني عمره زمان الطوفان والجدول المذكور هذا :
الأسماء العبرانية السامرية اليونانية
آدم عليه السلام 130 130 230
شيث عليه السلام 105 105 205
آنوش 90 90 190
قينان 70 70 170
مهلئيل 65 65 165
يارد 162 62 262
أخنوخ 65 65 165
متوشالح 187 67 187
لامك 182 53 188
نوح عليه السلام 600 600 600
المجموع 1656 1307 2262
(1/52)
فبين النسخ المذكورة في بيان المدة المسطورة فرق كثير، واختلاف فاحش لا يمكن التطبيق بينها ولمّا كان نوح عليه السلام في زمن الطوفان ابن 600 سنة على وفق النسخ الثلاث، وعاش أدم عليه السلام تسعمائة وثلاثين سنة
فيلزم على وفق النسخة السامرية أن يكون نوح عليه السلام حين مات آدم عليه السلام ابن مائتين وثلاث وعشرين سنة!!!
. وهذا باطل باتفاق المؤرخين، وتكذبه النسختان العبرانية واليونانية إذ ولادته على وفق الأولى بعد موت آدم عليه السلام بمائة وست وعشرين سنة، وعلى وفق الثانية بعد موته بسبعمائة واثنتين وثلاثين سنة 732، ولأجل الاختلاف الفاحش لما يعتمد يوسيفس اليهودي المؤرخ المشهور المعتبر عند المسيحيين على نسخة من النسخ المذكورة واختار أن المدة المذكورة ألفان ومائتان وست وخمسون سنة.
رد على كتاب شبهات وهمية
قال القس منيس عبدالنور:
قال المعترض : ورد في سفر التكوين 6: 3 فقال الرب: لا يدين روحي في الإنسان إلى الأبد, لزيغانه هو بشر، وتكون أيامه 120 سنة , وهذا خطأ، لأن أعمار الذين كانوا في سالف الزمان طويلة جداً, عاش نوح إلى 950 سنة، وعاش سام إلى 600 سنة، وعاش أرفكشاد 338 سنة، وهكذا ,
وللرد نقول بنعمة الله : لما كان الله عازماً على إهلاك الإنسان بالطوفان لشرّه، لم يشأ أن يهلكه حالًا، بل تأنّى عليه، وحدَّد مدة ذلك التأني 120 سنة, فلم يقصد أن عمر الإنسان سيكون 120 سنة، بل أن الطوفان لا يأتي لهلاك البشر إلا بعد 120 سنة، وبعد ذلك ينجو التائب من الهلاك وتهلك كل نفس عاصية,
(1/53)
فإذا اعترض أنه ذُكر في تك 5: 32 أن نوحاً كان ابن 500 سنة، ثم جاء الطوفان وعمره 600 سنة، فيكون الفرق هو 100 لا 120 سنة فنجيب: لا ريب أن قول الرب عن الإنسان: وتكون أيامه 120 سنة كان قبل أن يبلغ عمر نوح 500 سنة, وإن كان قيل في 5: 32 وكان نوح ابن 500 سنة قبل أن يقول الرب عن الإنسان وتكون أيامه 120 سنة إلا أننا نجزم أن القول الثاني قيل قبل الأول لأن تك 5 خُصِّص كله للمواليد، وكانت الضرورة تحتم أن يُختَم بذِكر نوح وأولاده, إلا أن ما قيل من عددد 1_5 كان قبل أن يبلغ نوح السنة ال 500 من ميلاده، لأن الكلام من 6: 1 _ 7: 9 تاريخ لمائة وعشرين سنة, وكل ما قيل في 5: 32 من أن عمر نوح كان 500 سنة حين ابتدأ أن يلد بنيه، من المحتمل جداً أن الإنذار بالطوفان حصل قبله,
بعد الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله :
أما قول القس عبد النور بأن النص لا يُقصد به أن عمر الإنسان سيكون 120 عاماً ، وأن المقصود هو أن الطوفان سياتى بعد 120 عاماً فهو كالعادة قول لا دليل عليه بل و يعارض صريح النقل الذى ينسب إلى الله تعالى قوله " لا يدين روحى فى الإنسان إلى الأبد لزيغانه هو بشر " فكما نرى الكلام موجه للانسان عامةً لا لقوم نوح أو معاصريه وحدهم.
و مع ذلك فقد سقط القس عبد النور فى الإشكال و هو يجيب على الأعتراض الآخر ذلك لأن الطوفان جاء بعد أن قرر الرب معاقبة الإنسان ب100 سنة فقط و ليس 120سنة كما زعم إذ جاء فى تكوين 32:5 (( و كان نوح ابن خمس مئة سنة. و ولد نوح ساماً و حاماً و يافث ))
ثم جاء بعد ذلك فى الاصحاح السادس 1 - 3 (( و حدث لما ابتدأ الناس يكثرون على الأرض , و ولد لهم بنات , أن أبناء الله رأو بنات الناس أنهن حسنات ,فاتخذوا لأنفسهم نساء من كل ما اختاروا , فقال الرب: لا يدين روحى فى الإنسان إلى الأبد لزيغانه هو بشر, و تكون أيامه مئة و عشرين سنة )),
(1/54)
ثم جاء بعد ذلك فى الاصحاح السابع العدد6 (( وَلَمَّا كَانَ نُوحٌ \بْنَ سِتِّ مِئَةِ سَنَةٍ صَارَ طُوفَانُ مِنْ وَجْهِ مِيَاهِ الطُّوفَانِ )) و لا أعلم من أين للقس باليقين من أن الله قرر إهلاك الناس قبل أن يبلغ نوح 500 سنة مع أنه يخالف بذلك صريح السياق ولا يكتفى بهذه المخالفة بل و يجزم بصحة قوله هو!!
وحاول البرهنة على ذلك بحجه أن الإصحاح الخامس من سفر التكوين خُصص كله للمواليد لذا ذكر نوح و أبناءه فى أخره قبل أن يُذكر النص الذى يتحدث عن إهلاك الناس فى الصحاح التالى, و هذا التبرير السخيف لا يخفى ما فيه من التكلف المؤدى لتلبيس اللأحداث و و تحريف تسلسلها !!
, عموماً الرد على القس عبد النور سيكون بنفس منطقه لأن الاصحاح السادس - الذى لم يخصص للمواليد- ذكر أيضاً أن انجاب نوح لأبناءه سبق قرار الله أن باهلاك الناس و إليك النص (( و ولد نوح ثلاثة بنين: ساماً و حاماً و يافث, و فسدت الأرض أمام الله و امتلأت الأرض ظلماً و رأى الله الأرض فإذا هى قد فسدت , لإذ كان كل البشر قد أفسد طريقه على الأرض , فقال الله لنوح: نهاية كل البشر قد أتت أمامى , لأن الأرض امتلأت ظلماً منهم, فها أنا مهلكهم مع الأرض , اصنع انفسك فلكاً من خشب جفر...... و لكن أقيم عهدى معك فتدخل الفلك أنت و بنوك و امرأتك و نساء بنيك معك )) تكوين 10:6-
رد على كتاب شبهات وهمية
قال القس منيس عبدالنور:
(1/55)
قال المعترض:ورد في تكوين 6: 6 و7 فحزن الرب أنه عمل الإنسان في الأرض، وتأسف في قلبه, فقال الرب: أمحو عن وجه الأرض الإنسان الذي خلقته، الإنسان مع بهائم ودبابات وطيور السماء، لأني حزنت أني عملتهم , وورد في مزمور 106: 44 و45 : ((فنظر إلى ضيقهم إذ سمع صراخهم، وذكر لهم عهده، وندم حسب كثرة رحمته , وورد في 1صموئيل 15: 11 : ((ندمت على أني جعلت شاول ملكاً لأنه رجع من ورائي ولم يُقم كلامي)) , وفي آية 35 أن الرب ندم, فهل يندم الله؟! علماً بأن هذا يناقض ما جاء في سفر العدد 23: 19 ليس الله ,, ابن إنسان فيندم ,
وللرد نقول بنعمة الله : كتاب الله ناطق من أوله إلى آخره أن الله منزّه عن الندم والحزن والأسف وغيرها, ورد في عدد 23: 19 ليس الله إنساناً فيكذب، ولا ابن إنسان فيندم, هل يقول ولا يفعل، أو يتكلم ولا يفي؟ وفي 1 صموئيل 15: 29 : نصيح إسرائيل لا يكذب ولا يندم، لأنه ليس إنساناً ليندم , وفي يعقوب 1: 17 : كل عطية صالحة وكل موهبة تامة هي من فوق نازلة من عند أبي الأنوار، الذي ليس عنده تغيير ولا ظل دوران , وفي إشعياء 46: 9 و10 : لأني أنا الله وليس آخر، الإله وليس مثلي, مخبرٌ منذ البدء بالأخير، ومنذ القديم بما لم يُفعَل, قائلًا: رأيي يقوم وأفعل كل مسرتي , وفي ملاخي 3: 6 : لأني أنا الرب، لا أتغيّر
بعد الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله:
(1/56)
كما هو واضح للعيان فإن القس المحترم يشعر بالخزى مما يحويه كتابه المقدس من نصوص تتطاول على الله تعالى و يحاول تارةً تحريفها و تارةً تبريرها فكلما وجد نصاً ينتقص من الله العظيم سارع إلى نصوص مضادة يستنجد بها , و نحن نذكر ثانيةً بأننا نعلم أن كتابه مكتظ بمثل هذه التناقضات و نعلنها صراحة, كما أنّنا نؤمن بأن كتاب الله من أوله إلى أخره ينزه الله عن كل نقص سبحانه, و لكن أى كتاب يقصد؟ إن كان يقصد التوراة و الإنجيل و القرأن الذين أنزلهم الله تعالى على قلوب أنبياءه فلن نختلف , أما إن كان يقصد كتابه المقدس الحالى فقد اختلفنا لأن ذلك الكتاب فيه حق جميل و فيه أيضاً باطل قبيح و من بطلانه ذلك النص الذى يقول أن الله حزن لأنه صنع الإنسان و تأسف فى قلبه و كذلك نصوص أخرى كقوله "الرب ندم لأنه ملك شاول على إسرائيل" صموئيل الأول 35:15, و أيضاً " فندم الرب على الشر الذى قال إنه يفعله بشعبه " خروج 14:32 , فكيف يزعم عبد النور أن كتابه اللا مقدس ينزه الله و هذه النصوص تصرخ بالانتقاص منه سبحانه؟
!
ثم قال الدكتور الملهم: ندم الله لا يعني تغييره, إن الله لا يتغيَّر، فهو يكره الخطية ويعاقبها, فلو غيَّر إنسان موقفه من الخطية بالتوبة، فهل يبقى الله بدون تغيير في معاقبته للإنسان المخطئ التائب؟ ,, والله يبارك المؤمن المطيع, فلو غيَّر مؤمن موقفه من الله وعصى، فهل يستمرالله يباركه؟ إن الله لا يتغيّر، لكن معاملته للإنسان تتغيَّر بتغيير موقف الإنسان من وصايا الله,
لقد سُرَّ الله بالإنسان لما خلقه، ثم حزن وتأسف وندم لما سلك الإنسان سبيل الشر ويقولون: يا حسرةً على العباد (يس 36: 30) والحسرة هي الندم, فالله في محبته يطيل أناته على العباد والكافرين ليتوبوا، ويرزق الصالحين والطالحين لينتبهوا إليه, فإذا لم يندموا ويتحسروا على خطاياهم يتحسر هو ويندم على سوء أفعالهم
(1/57)
و هنا يزعم القس أن ندم الله لا يعنى تغيره , ثم لجأ للف و الدوران بالكلام الإنشائى ليخبرنا أن الله يكره الخطيئة و يعاقب عليها و إن تاب الإنسان فلما يُعاقب ؟! و هو كما نرى يخلط بين غضب الله تعالى و رحمته من ناحية و بين صفة الندم من ناحية أخرى , فلا شك أن الله تعالى يغضب على العاصى و يعاقبه كما أنه تعالى يتوب على من تاب و يفرح بتوبته و يرحمه و لكن هذه الصفات كلها لا تشتمل على انتقاص من الله تعالى بل هى تعكس عدله و حكمته سبحانه كما أن الإيمان بها له أكبر الأثر على العبد الذى يستحضر مراقبة ربه له و يعلم أن مكانته عند الله و مصيره يتوقفان على ما تقدمه يداه فيخشى عذابه و يرجوا رحمته أما صفة الندم فهى صفة نقص محض إذ الندم نتاج الخطأ أو العجز أو الجهل فلا يوصف به الله سبحانه أبداً لأنه يتنافى مع كماله و حكمته جل و علا
(1/58)
و قد حاول القس بائساً تمرير تجديفات الكتاب المقدس على الله باستشهاد باطل بأيات القرأن العظيم الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه فزعم أن قوله تعالى يا حسرةً على العباد تعنى تحسر الله و ندمه (تعالى الله عما يقولون ) ,و قد وضع عبد النور نفسه فى ورطة فالقرأن الكريم لم ينسبب لله تعالى صفة الندم قط, و قوله سبحانه "يا حسرة على العباد" لم يفسرها أحد من سلف الأمة و علماءها بانها ندم الله , و لم تقل الأية " يا حسرتى" أو " يا حسرة الله " بل جاء اللفظ مطلقاً له محامله الصحيحة , و لو توقف الفقراء الخابطين فى أمر اللغة أمثال عبدالنور عن الحديث فيما يجهلون لأراحو و استراحو , فعن ابن عباس قال: ياحسرة على العباد أى يا ويل العباد,و قال قتادة: أى يا حسرة العباد على أنفسهم على ما ضيعت من أمر الله و فرطت فى جنب الله,و عن مجاهد:كان حسرة عليهم استهزاؤهم بالرسل, و قال الامام ابن كثير : و معنى هذا يا حسرتهم و ندامتهم يوم القيامة إذ عاينوا العذاب كيف كذبوا رسل الله و خالفوا أمره ,و قال ابن جرير مثله و نقل عن بعض أهل العربية قولهم: معنى ذلك يا لها من حسرة على العباد بذنبهم, و جاز أن يكون ذلك من باب الاضافة إلى الفاعل فيكون العباد فاعلين فهو كقول"يا قيام زيد"
, ويظهر ذلك المعنى بوضوح فى سائر أيات القرأن العظيم كقوله تعالى كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم و ما هم بخارجين من النار و قوله سبحانه إن الذين كفروا ينفقون أمالهم ليصدوا عن سبيل الله, فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرةً ثم يُغلبون, و الذين كفروا إلى جهنم يحشرون و يقول تعالى عن القرأن و انه لحسرة على الكافرين , و يقول عن يوم القيامة و أنذرهم يوم الحسرة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين و كقوله تعالى أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت فى جنب الله و إن كنت لمن الساخرين ,
(1/59)
و كذلك فى قوله تعالى فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ فالأسف محرك يستعمل فى لغة العرب بمعنى شدة الحزن و بمعنى شدة الغضب و هو المراد فى الأية و الإنتقام مكافأة بالعقوبة فيكون المعنى ( فلما أسخطونا بأعمالهم السيئة عاقبهم الله تعالى)
قال الإمام ابن كثير : ((عَنْ اِبْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا: آسَفُونَا أَسْخَطُونَا ، وَقَالَ الضَّحَّاك عَنْهُ :أَغْضَبُونَا وَهَكَذَا قَالَ اِبْن عَبَّاس أَيْضًا وَمُجَاهِد وَعِكْرِمَة وَسَعِيد بْن جُبَيْر وَمُحَمَّد بْن كَعْب الْقُرَظِيّ وَقَتَادَة وَالسُّدِّيّ وَغَيْرهمْ مِنْ الْمُفَسِّرِينَ )) و عَنْ طَارِق بْن شِهَاب قَالَ "كُنْت عِنْد عَبْد اللَّه رَضِيَ اللَّه عَنْهُ فَذُكِرَ عِنْده مَوْت الْفَجْأَة فَقَالَ تَخْفِيف عَلَى الْمُؤْمِن وَحَسْرَة عَلَى الْكَافِر ثُمَّ قَرَأَ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ ( فَلَمَّا آسَفُونَا اِنْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ))، وَقَالَ عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز رَضِيَ اللَّه عَنْهُ "وَجَدْت النِّقْمَة مَعَ الْغَفْلَة يَعْنِي قَوْله تَبَارَكَ وَتَعَالَى فَلَمَّا آسَفُونَا اِنْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ
- و قد أمر الله تعالى نبيه الكريم (صلى الله عليه و سلم) بعدم التحسر أو التأسف على الكافرين و ما ينتظرهم من مصير و جعل عمدة ذلك العلم و الإيمان بأسماء الله و صفاته , فيطمئن بأنه لن يهلك هالك إلا عن بينة و أن الله تعالى لا يظلم مثقال ذرة و لكن الناس أنفسهم يظلمون ,وأنه سبحانه علام الغيوب يضل الفاسقين بحق و يهدى إليه من اناب و هو الحكيم العليم فقال عز و جل فلا تذهب نفسك عليهم حسراتٍ إن الله عليم بما يصنعون , و المتأمل فى الأيات الحكيمات من صورة البقرة يدرك أن علم الله و حكمته الأزليين أكبرو أعظم من إدراك المخلوقات فقال تعالى
(1/60)
وإذ قال ربك للملائكة إنى جاعل فى الأرض خليفة, قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها و يسفك الدماء و نحن نسبح بحمدك و نقدس لك, قال إنى أعلم ما لا تعلمون فالله لا يتحسر و لا يكون شيئاً إلا بعلمه و إذنه تعالى فيجب على من يقدم على تفسير أيات الله أن يعود للقرأن و السنة و قول سلف الأمة لا أن يقول بأهواءه و جهالاته
ثم قال: ندم الرب أو حزن معناه الشفقة والرقة والرحمة عند الرب, فلو أن أباً محباً أدّب ابنه لمخالفته إياه، فلما رأى ما حل به توجع لوجعه وتألم لألمه وتأسف وحزن وندم، مع أن الأب عمل الواجب في تقويم ابنه وتأديبه وخيره، فوضع كل شيء في محله, إنما أسفه وندمه وحزنه كله ناشئ من الشفقة والرحمة, ولا يجوز أن نقول في مثل هذا المقام إن أباه رحمه أو شفق عليه، بل نقول إن أباه ندم، وإن كان المراد بذلك الرحمة والشفقة, فعلى هذا القياس قال النبي إن الله ندم، والمراد به إعلان شفقة الله ورحمته وجوده وكرمه, ولا يمكن أن يؤتى بلفظة غيرها للتعبير عن رحمة الله في هذا المقام، فلا يجوز أن نقول: رحمهم بعد عقابه لهم , بل نقول ندم بعد العقاب والعذاب دلالة على رحمته, والدليل على ذلك أن النبي داود قال: وندم حسب كثرة رحمته
طبعاً قوله بأن الندم يعنى الشفقة هوتحريف مثير للشفقة , و أى شفقة هذه التى يهلك الله بسببها الانسان و الحيوان و كل المخلوقات؟
فهذا الموضع لا ينطبق عليه معانى الشفقة و الرحمة التى يتحدث عنها عبد النور, و ماذا عساه يقول فى النصوص المتواطئة على انتقاص الله تعالى بهذا المعنى و منها للمثال لا الحصر (( إلى الوراء سرت فأمد يدى عليك و أهلكك . مللت من الندامة)) ارمياء 6:15 , فالندامة بكل صورها ينسبها الكتاب اللا مقدس لله العظيم
,
(1/61)
ثم قال القس المحترم: كأن المعترض لم يعرف أن استعمال مثل هذه الألفاظ البشرية في جانب الله جائز، ليقرّب لعقولنا الأمور المعنوية، فإن الله لا يخاطبنا بلغة الملائكة بل بلغتنا واصطلاحاتنا لندرك حقائق الأمور, وعلى هذا فهو يقول لنا إن الله ندم، بمعنى أنه غيَّر قضاءه بسبب تغيير الشروط التي سبق ووضعها, ولو أن هذا الندم يختلف عن ندم الإنسان، فالإنسان يندم بسبب عدم معرفته لما سيحدث, وهذا لا ينطبق على الله، الذي ليس عنده ماضٍ ولا مستقبل، بل الكل عنده حاضر,
فعندما نقول إن الله يحب ويكره ويتحسَّر ويندم، لا نقصد أن له حواس مثل حواسنا، وإنما نقصد أنها مواقف لله إزاء ما يفعله البشر,
و هنا يزعم عبد النور أن استعمال مصطلحات مثل الندم )جائز) من قبل الله ليقرب لنا الصورة محاولاً العزف على وتر إثبات بلا تشبيه , و قد سقط بهذا التعدى المريع فهناك صفات لا يجوز إثباتها لله ابتداءً بأى حال من الأحوال بصرف النظر عن كيفها لأنها نقص محض كصفة الندم و التعب و النوم و البكاء و العجز و النسيان و التجسد (و كلها قد نسبها الكتاب المقدس لله تعالى) ,و لا حجة للنصارى فى القول أن الصفات ليست على حقيقتها فنحن نثبت الصفة لله تعالى بلا تشبيه ,و لكن هناك قطعاً قدراً مشتركاً نعقله بقلوبنا و لا يوجد فى الخارج مشتركاً إذ المعنى المشترك لا يوجد إلا فى الأذهان و لا يوجد فى الخارج إلا معيناً مختصاً فنثبت الصفة لله بما يليق بجلاله و نثبت الصفة للمخلوق بما يليق به , و القول بغير ذلك سيدخلنا فى دوامة سوفسطائية عقيمة فهل يجوز أن نقول بأن الله سبحانه و تعالى (يتوجع أو يمرض أو يقضى الحاجة) بحجة أن الصفة ليس على أصلها أو أنها تقريبية؟! (أستغفر الله العظيم)
(1/62)
و أخيراً أخرج القس الدكتور كل ما فى جعبته من جهلٍ مركبٍ بأسماء الله الحسنى و صفاته العلى فى محاولة للدفاع عما حواه كتابه من تطاول على رب العالمين فقال: نسب القرآن لله النسيان والمكر والكيد وغيره, ورد في التوبة 9: 67 : نسوا الله فنسيهم , وورد في السجدة 32: 14 : فذوقوا بما نسيتم لقاء يومكم هذا إنّا نسيناكم
ونسب القرآن إلى الله المكر، فورد في الرعد 13: 42 : فلله المكر جميعاً , وفي آل عمران 3: 54 : ومكر الله، والله خير الماكرين , قال المفسرون: أقواهم مكر الله وأحذرهم على إيصال الضرر من حيث لا يحتسب , وفي الأعراف 7: 99 : أفأمنوا مكر الله , وفي الأنفال 8: 30 ويمكرون ويمكر الله , وفي النحل 27: 50 : ومكرنا مكراً ,
ونسب القرآن إلى الله الكيد، فورد في الأعراف 7: 183 : إن كيدي متين , قال المفسرون إن أخذي شديد، وإنما سماه كيداً لأن ظاهره إحسان وباطنه خذلان, وفي القلم 68: 45 إن كيدي متين , وفي الطارق 86: 16 : وأكيد كيداً ,
(1/63)
ونسب إليه صفة العجب: بل عجبتُ (الصافات 12) وقوله: إن تعجب فعجبٌ قولهم (الرعد 5), وصفة الرحمة كثيرة الورود في القرآن, وقال علماء المسلمين: كل صفة يستحيل حقيقتها على الله تُفسَّر بلازمها , قال الإمام فخر الدين الرازي: جميع الأعراض النفسانية، أعني الرحمة والفرح والسرور والغضب والحياء والمكر والاستهزاء، لها أوائل ولها غايات, مثاله الغضب، فإن أوله غليان دم القلب، وغايته إرادة إيصال الضرر إلى المغضوب, فلفظ الغضب في حق الله لا يحمل على أوله الذي هو غليان دم القلب، بل على غرضه الذي هو إرادة الإضرار, وكذلك الحياء له أول وهو انكسار يحصل في النفس، وله غرض وهو ترك الفعل، فلفظ الحياء في حق الله يُحمَل على ترك الفعل لا على انكسار النفس , وقال الشيخ محيي الدين ابن العربي في الباب الثالث من الفتوحات: جميع ما وصف الحق تعالى به نفسه من خلق وإحياء وإماتة ومنع وإعطاء ومكر واستهزاء وكيد وفرح وغضب ورضا وضحك وتبشيش وقدم ويد ويدين وأيد وعين وأعين، وغير ذلك كله نعت صحيح لربنا، ولكن على حد ما تقبله ذاته وما يليق بجلاله
,
و نجيب بإذن الله تعالى على أطروحات عبدالنور بما يلى:
(1/64)
أما زعمه الباطل أن القرأن نسب صفة النسيان لله تعالى و أن ذلك فى قوله سبحانه فذوقوا بما نسيتم لقاء يومكم هذا إنا نسيناكم فإن أى إنسان يملك الحد الأدنى من العلم والأمانة العلمية يفهم أن النسيان يأتى فى اللغة بمعنيان معنى ضد التذكر و هو صفة نقص قطعاً , كما يأتى بمعنى الإعراض و الترك و هذا هو المراد فى الأية الكريمة و نزاهة الله الحى القيوم عن صفة النسيان المذموم معلومة لكل مسلم إذ يقول تعالى لا يضل ربى و لا ينسى , و نحن معشر المسلمين لا نلجا إلى أساليب النصارى فى لى أعناق النصوص , فحسبنا هنا أن نذكر بعض الأيات التى توضح المعنى بكل نقاء لا يدع مجالاً للشك , يقول تعالى نسوا الله فنسيهم فهل يقول أحد بأن الله ضعفت ذاكرته فنسيهم لأنهم نسوه ؟!
(1/65)
إن نسيانهم هنا كان بالإعراض عن الإيمان و هجر إتباع الشريعة فعاقبهم الله بالإعراض عنهم و تركهم فى العذاب يوم القيامة و ذلك كقوله تعالى إن الذين يشترون بعهد الله و أيمانهم ثمناً قليلاً أولئك لا خلاق لهم فى الأخرة و لا يكلمهم الله و لا ينظر إليهم يوم القيامة و لا يزكيهم و لهم عذاب أليم "البقرة"و من أظهر الأيات فى ذلك المعنى قوله تعالى و من أعرض عن ذكرى فإن له معيشة ضنكاً و نحشره يوم القيامة أعمى, قال رب لم حشرتنى أعمى و قد كنت بصيراً, قال كذلك أتتك أياتنا فنسيتها و كذلك اليوم تنسى, و كذلك نجزى من أسرف و لم يؤمن بأيات ربه, و لعذاب الأخرة أشد و أبقى "طه" , فبين الله تعالى أن نسيان العاصى كان بالإعراض عن ذكر ربه سبحانه و عبادته, فعاقبه فى الدنيا بضنك المعيشة و حشره أعمى يوم القيامة , و حين سأل ربه: لما حشرتنى أعمى و قد كنت مبصراً فى الدنيا؟ أجابه تعالى : بأن ذلك جزاء من أعرض عن ذكره فى الدنيا فإن الله يعرض عنه فى الأخره و يذله و يتركه فى العذاب المهين, و هذا دليل أن الله تعالى لا تخفى عليه خافية و لا يغفل سبحانه عن خلقه أبداً و يحشر كل إنسان على الحال الذى يستحقه
و الحق أن صفة النسيان بمعناها الذى لا يليق بذات الله قد ذُكرت فقط فى الكتاب المقدس و فى أكثر من موضع ففى صموئيل الأول 3:15 نقرأ ((هكذا يقول الرب إنى قد افتقدت ما عمل العماليق بإسرائيل)) و كلمة افتقدت هذه رغم تحريف الترجمة إلا انها تعنى بوضوح"إنى قد تذكرت"كما هى (marked) فى الترجمة الانجليزية
و جاء أيضاً فى قوس قزح ((و صنعت قوسى فى السماء علامة ميثاق بينى و بين كل الأرض فيكون متى أنشر سحاباً على الأرض, و يظهر القوس فى السحاب أنى( اذكر) ميثاقى الذى بينى و بينكم)) تكوين 13:9, و ذلك النص فضلاً عما يحويه من جهل و تخريف فهو ينال أيضاً من ذات الله كما نرى
(1/66)
و جاء أيضاً فى سفر الخروج الاصحاح السادس العدد6 يذكر أن الله تذكر عهده مع أنبياءه ((... تذكرت عهدى)) و فى الاصحاح الثانى العدد 24 ((فَسَمِعَ اللهُ أَنِينَهُمْ فَتَذَكَّرَ اللهُ مِيثَاقَهُ مَعَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوب))
- أما قوله بأن القرأن نسب لله صفة المكر و الكيد ، فيقول الامام العلامة ابن القيم فى الرد على أنصاف الأميين أمثال القس المحترم: " إن الله تعالى لم يصف نفسه بالكيد و المكر و الخداع و الاستهزاء مطلقاً , و لا ذلك داخل فى أسمائه الحسنى , و من ظن من الجهال المصنفين فى شرح أسماء الله الحسنى أن من أسمائه تعالى الماكر المخادع الكائد فقد فاه بأمر عظيم تقشعر منه الجلود و تكاد الأسماع تُصم عند سماعه, و غر ذلك الجاهل أن الله سبحانه أطلق على نفسه هذه الأفعال فاشتق منها أسماء , و أسماؤه تعالى كلها حسنى فأدخلها فى الأسماء الحسنى و قرنها بالرحيم الودود الحكيم الكريم, و هذا جهل عظيم, فإن هذه الأفعال ليست ممدوحة مطلقاً بل تُمدح فى موضع و تُذم فى موضع , فلا يجوز إطلاق أفعالها على الله مطلقاً ,فلا يقال أنه سبحانه يمكر و يخادع و يكيد , فكذلك من طريق الأولى لا يُشتق له منها أسماء يُسمى بها بل إذا كان لم يأت فى أسماءه الحسنى المريد و المتكلم و الفعل و الصانع لأن مسمياتها تنقسم إلى ممدوح و مذموم و إنما يوصف سبحانه بالأنواع المحمودة منها كالحليم والحكيم و العزيز و الفعال لما يريد فكيف يكون منها الماكر و الكائد؟!, المقصود أن الله سبحانه و تعالى عما يقولون لم يصف نفسه بالكيد و المكر و الخداع إلا على وجه الجزاء لمن فعل ذلك بغير حق , و قد علم أن المجازاة بذلك حسنة من المخلوق فكيف بالخالق"
(1/67)
و لذا نجده فى النصوص مقيد دائماً و لكن عبد النور كشأن سائر النصارى يحترفون مهنة القص و اللصق , فطرح الأيات ناقصة و قال فلله المكر جميعاً و كان متوجباً عليه أن يذكر النص كاملاً إذ يقول سبحانه و قد مكر الذين من قبلهم فلله المكر جميعاً فنفهم من ذلك أن مكر الله و هو التدبير بخفاء جاء لرد مكر الظالمين و بياناً أنه لايمكنهم فعل شيء فى ملكه إلا بإذنه سبحانه و هو القاهر فوق عباده كما قال تعالى و ما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله و كقوله عز و جل و كذلك جعلنا فى كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها و ما يمكرون إلا بأنفسهم و ما يشعرون و أيضاً الأية الأخرى التى طرحها عبد النور مبتورة و مكر الله و الله خير الماكرين و هى كاملة هكذا: و مكروا و مكر الله و الله خير الماكرين فالله سبحانه مكره خير و عدل يعاقب المجرمين ,و قال القس المحترم : و فى النحل 27:50 و مكرنا مكراً و هذا فى سورة النمل و نصه: و مكروا مكراً و مكرنا مكراً و هم لا يشعرون
(1/68)
- و كذلك الحال فى صفة الكيد فالله يكيد بالظالمين فقال تعالى: أم يريدون كيداً , فالذين كفروا هم المكيدون و فى النصوص التى ذكرها عبدالنور نجدها هكذا: إن كيدى متين هى كالأتى: و الذين كذبوا بأياتنا سنستدرجهم من حيث لا يعلمون, و أملى لهم إن كيدى متين ,و كذلك ذكر عبد النور الأية الكريمة فى سورة الطارق بعيداً عن سياقها فكتبها: أكيد كيداً بينما هى: إنهم يكيدون كيداً, و أكيد كيداً, فمهل الكافرين أمهلهم رويداً فالجزاء هنا من جنس العمل , و الله سبحانه يمكر بالماكرين و يكيد الكائدين , و يخدع المخادعين كقوله يخادعون الله و هو خادعهم فجاء اللفظ من سبيل المقابلة كما قال عز و جل و جزاء سيئة مثلها ، فمثلية العقوبة لفظاً هو من باب المجانسة و هذا أيضاً كقوله سبحانه وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ، و بهذا نفهم أن الصفات التى تحوى قسمين مذموم و ممدوح لا تُطلق على الله مطلقاً و لكن تقيد لأن الله سبحانه لا يصل المكر و الكيد إلا بمن يستحقه فيكون ذلك من عدله و كمال حكمته سبحانه, و قد جاء فى الكتاب المقدس كيف يمكر الله تعالى باليهود ويغيظهم بإذلالهم على يد أمة بربرية أمية تغط فى الظلمات - و هذا هو حال العرب قبل أن يبعث الله رسوله بالهدى ليزكيهم فغير بهم وجه الأرض- فقال ((فانا أغيرهم بما ليس شعباً بأمة غبية أغيظهم)) التثنية21:32, و جاء فى انتقام الله أيضاً ((الإله المنتقم لى و الذى يخضع الشعوب تحتى)) مزموز 47:18 و فى المزامير ((لكن الساكن فى السماوات يضحك الرب يستهزىء بهم)) مزمور 2: 4
(1/69)
أما إذا كانت الصفة مذمومة مطلقاً فلا تُنسب إلى الله بأى حال من الأحوال لذا فعندما تكلم الله تعالى عن الخائنين قال إن يريدوا خيانتك فقد خانوا الله من قبل فأمكن منهم و الله عليم حكيم فقال ( فأمكن منهم) و لم يقل (فخانهم) ,بينما لا يتوانى الكتاب المقدس فى نسبة تلك الصفة لله تعالى فنجد فى ارميا7:20 أن ارميا يتحسر على خيانة ربه له و يقول: ((قد أقنعنتى يا رب فاقتنعت و ألححت على فغلبت , صرت للضحك كل النهار, كل واحد استهزأ بى )) و بينما تقول الترجمة العربية استعمال لفظاً مخففاً (لقد أقنعتنى) نجد فى الترجمة الانجليزية(لقد خدعتنى)
you have (deceived) me
و جاء فى التثنية 10:20 : ((حين تقترب من مدينة كى تحاربها استدعها إلى الصلح فإن أجابت إلى الصلح و فتحت لك فكل الشعب الوجود فيها يكون لك للتسخير و يُستعبد لك))
و أخيراً بخصوص حديثه عن صفات الغضب و الرحمة و العجب و اليدين و الوجه فقد ذكر القس المحترم لمحات من أقوال العلماء و كان ينبغى أن يتدبرها ويفهمهما لا أن يحرف مدلولاتها ليستخدمها كوسيلة لتبرير ما جاء فى كتابه من سب لله تعالى!
فما قاله العلماء بخصوص اثبات الصفة لله بلا كيف لا يعنى كما أسلفنا أن يُنسب لله صفات النقص و العيب ثم نقول بأن الكيف مجهول أوالمعنى تقريبى !!
و كل صفات الرب فى الإسلام هى صفات كمال لا تحوى أدنى إنتقاص من ذاته سبحانه , و لكن الذى يُشكل على البسطاء أمثال عبدالنور هو جهلهم بفقه التعامل مع أسماء الله تعالى و كيفية الإيمان بها , فذكر مثلاً صفة الغضب ثم ذكر تعليق الامام الرازى عليها , و نحن نقول أن الامام الرازى شابت عقيدته شوائب تخالف اهل السنة ... و حسبنا أن ندرك خطا نتيجته من فساد مقدماتها فهو يقول أن الغضب بدايته غليان القلب فلا ينسب إلى الله و هذا خطأ لأن غليان القلب نتيجة للغضب و ليس هو الغضب و هى نتيجة إن انطبقت على الانسان فلا تنطبق على خالقه الذى ليس له نظير!
(1/70)
و اعترض مثلا على صفة العجب ، ولا محل للاعتراض .. يقول العلامة ابن عثيمين [والعجب نوعان: "أحدهما": أن يكون صادراً عن خفاء الأسباب على المتعجب فيندهش له ويستعظمه ويتعجب منه، وهذا النوع حاصل للإنسان محال على الله؛ لأن الله لا يخفى عليه شيء كما هو معلوم بالأدلة العقلية و النصوص القطعية فى الكتاب و السنة و إجماع سلف الأمة. "الثاني": أن يكون سببه خروج الشيء عن نظائره، أو عما ينبغي أن يكون عليه مع علم المتعجب، وهذا هو الثابت لله تعالى.]
و لكن القس لم يضرب المثال إلا جدلاً لذا سنعطيه نبذة عن أصول الإيمان عند المسلمين الموحدين لعلها تزيل الغشاوة عن قلبه
فالمسلم يبنى إعتقاده فى أسماء الله و صفاته على المبدأ التالى :
(أ) تنزيهه أن يشبه شىء من صفاته شىء من صفات المخلوقين لقوله تعالى فى الأية المحكمة ليس كمثله شىء و هوالسميع البصير فمن عظمة القرأن فى تقرير العقيدة نجد فى هذه الأية أن الله ينفى أن يكون أى شى مثله و فى نفس الأية يقول سبحانه ( و هو السميع البصير) و كأنه يقول أن سمع الله ليس كسمع مخلوقاته و بصر الله تعالى ليس كبصر المخلوقات القاصرة فهو سبحانه لا تدركه الأبصار و هو يدرك الأبصار و لا يخفى عنه شىء
(1/71)
(ب) الإيمان بما وصف الله تعالى به نفسه و نثبتها له كما أثبتها سبحانه لنفسه إثبات بلا تمثيل, و تنزيه بلا تعطيل , فلا يستلزم الإشتراك فى الأسماء و الصفات تماثل المسميات و الموصوفات مثال: فالله يوصف بالعلم و قد يوصف الإنسان كذلك به و لكن علم الإنسان مكتسب و ناقص و ما أوتيتم من العلم إلا قليلاً أما علم الله فهو أزلى و كامل و هو من صفاته السرمدية جل فى علاه , إذاً فلا إشكال لو طبقنا ذلك المبدأ على سائر الصفات, و يحدث الخلل حين نجد من يثبتها و لكن يمثلها بصفات المخلوقين و هم (المشبهة), و من أمثلة المشبهة ما قالوه فى صفة الغضب بأن الغضب أوله غليان القلب , و هذا انحراف لأن غليان القلب هو من أثر الغضب و ليس هو الغضب, وذلك الأثر على الإنسان المخلوق لا على الله الخالق, و فى المقابل نجد (المعطلة) و قد اشترك المعطلة مع المشبهة فى الجهل بكيفية التعامل مع أسماء الله تعالى و صفاته فكانوا يقيسون صفة الخالق على صفة المخلوق فشعروا أن كل صفة قد تنطوى على تشبيه الله تعالى مخلوقاته يجب نفيها , فأولوا صفات كالولاية و الحب و البغض و الفرح و اليدين و القدم , و هذا انحراف أيضاً ومنشأه أن نقول أن سمع الله ليس بسمع و بصر الله ليس ببصر و حياة الله ليست بحياة و وجود الله ليس بوجود بهذا يصل إلى نفى وجود الله و العياذ بالله , فكقاعدة عامة يجب على كل من ينفى صفة من صفات الله لامتناع ذلك على المخلوق أن يثبت شيئاً لله تعالى على خلاف ما يعهده و حينها لن يصل العاقل إلا إلى منهج الوسطية منهج أهل السنة و الجماعة الذين كما قلنا يثبتون الصفات اثبات بلا تمثيل , و تنزيه بلا تعطيل تحت قاعدة (ليس كمثله شىء) فنحن نثبت الصفة للعبد بما يليق به و نثبت الصفة للرب بما يليق به فالله موجود و العبد موجود و لكن وجود الله تعالى من صفاته التى لم تزل و لا تزال و يستحيل عليه العدم , أما وجود العبد فهو مخلوق لا يستحيل عليه العدم ,(1/72)
و الله يغضب و يرحم و العبد كذلك و لكن صفة الغضب عند الله تعالى لا تشبهها عند العبد بل لو قلنا صفة الغضب عند الملاك فهذا لا يلزم تشبيهها بالغضب عند الإنسان لأن الملائكة ليسوا من الأخلاط الأربعة حتى يغلى دم قلوبهم فكيف بالله سبحانه و تعالى؟!
بل إن الله تعالى قد يغضب غضباً شديداً على إنسان ما فى مكان ما و فى نفس الوقت يفرح فرحاً شديداً بانسان أخر فى مكان أخر,و بهذا نفهم أن صفات اليد و الوجه والقدم و الرحمة و الغضب ليست صفات نقص أبداً و لا يحدث الخلل إلا بالتشبيه الباطل للمخلوق بالخالق سبحانه و تعالى
بينما نجد أن اثبات تلك الصفات عند النصارى يتبعه تشبيه حقيقى للرب بالبشر فبالغوا فى الصفات وأضافوا إليها ما ليس منها و شبهوا ما كان حق منها بما يقابله عند الإنسان، ففضلاً عن انحرافهم فى الاعتقاد فى صفات كالوجه و العين و و القدم و اليد , أضافوا إليها الشعر و النفس و الشم و الأحشاء و البطن و القلب و الظهر و الفرج و الدم و الشفة و اللسان(تكوين 26:1-27) (اشعيا 17:59) (دانيال9:7) (الخروج 23:33) (دانيال 17:19) (مزمور6:17-15) (اشعيا 27:30) (ارميا 19:4) (خروج 18:31) (مزمور2 :7) (أعمال الرسل 20: 28 )
بل و شبهوا الرب تعالى بالحيوانات فجعلوه كالخروف والثور يزأر كالأسود و يخرج الدخان من خياشيمه و النار من فمه كالتنين إذا غضب و يركض كاللبوة (الع24: 9,2صموئيل 9:22,ارميا 30:25, رؤيا 14:17,عدد8:24)
تناقض
هل كان أخنوخ السادس أم السابع من آدم؟
تكوين 5 : 3- 18أخنوخ السادس من آدم :
1 شيث
2آنوش
3قينان
4 مهللئيل
5 يارد
6 أخنوخ
بينما نجده فى رسالة يهوذا 14أخنوخ السابع من آدم ((وتنبأ عن هؤلاء ايضا اخنوخ السابع من آدم قائلا هوذا قد جاء الرب في ربوات قديسيه))
رد على شبهات وهمية
قال القس منيس عبدالنور
(1/73)
قال المعترض الغير مؤمن: ورد في التكوين 6: 2 أبناء الله رأوا بنات الناس أنهن حسنات، فاتخذوا لأنفسهم نساءً من كل ما اختاروه . فهل لله الأبناء وللناس البنات؟!
وللرد نقول بنعمة الله : هناك أربعة تفسيرات للتعبير أبناء الله (1) الشرفاء والنبلاء (2) الملائكة، ويؤيد هذا التفسير ما جاء في 2بطرس 2: 4 ويهوذا 6. وليس هذا هو المعنى المقصود هنا، فالملائكة لا يتزوجون (لوقا 20: 27_36) (3) أبناء شيث الصالح الذي وُلد بعد موت هابيل، عوضاً عن هابيل، وأن نسل هذا الرجل الصالح تزوج من بنات الناس أي نسل قايين القاتل. ولكن هذا التفسير لا يشرح كيف تكون مواليد هؤلاء جبابرة! (4) أبناء الله يعني الأقوياء، كما يُقال للجبل المرتفع جبل الله ولأشجار الأرز العالية أرز الله (خروج 3: 1). وأن هؤلاء تزوجوا من شريرات، فكان نسلهم متجبّراً في الأرض.
فليس لله الأبناء وللناس البنات! ولكن النبلاء تزوجوا من شريرات، والصالحون تزوجوا من غير صالحات. فجاء النسل بعيداً عن مخافة الله، يرفض توبيخ روح الله (راجع تكوين 6: 3) ووصفهم الله بأنهم زائغون، كثُر شرّهم في الأرض (تك 6: 5)
غير أننا نشكر الله أن الله من قبل الطوفان دعا البشر أولاده، وقد علّمنا المسيح أن ندعو الله قائلين: يا أبانا الذي في السموات (متى 6: 9)
_______________________________
بعد الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله:
أورد القس المبجل أربعة احتمالات أراحنا مشكوراً من اثنين منهما، و خلاصة ما حاول به القس تفسير ذلك النص الذى ينسب الأبناء الذكور إلى الله بينما ينسب البنات إلى الناس أن ابناء الله مقصود به الشرفاء و النبلاء و هذا رد باطل من جهات:
(1) أنه تفسير بلا دليل ولا قرينة فليضرب به عرض الحائط
(1/74)
(2) أنه تكلف لا يتناسب مع سياق النص لإذ تتحدث الفقرات عن عمل الإنسان بصفة عامة و أن الرجال استحسنوا النساء فاتخذوا لانفسهم نساءً من كل ما اختاروا و لنقرا سوياً : ((1وَحَدَثَ لَمَّا ابْتَدَأَ النَّاسُ يَكْثُرُونَ عَلَى الأَرْضِ وَوُلِدَ لَهُمْ بَنَاتٌ 2أَنَّ أَبْنَاءَ اللهِ رَأُوا بَنَاتِ النَّاسِ أَنَّهُنَّ حَسَنَاتٌ. فَاتَّخَذُوا لأَنْفُسِهِمْ نِسَاءً مِنْ كُلِّ مَا اخْتَارُوا. 3فَقَالَ الرَّبُّ: لاَ يَدِينُ رُوحِي فِي الإِنْسَانِ إِلَى الأَبَدِ. لِزَيَغَانِهِ هُوَ بَشَرٌ وَتَكُونُ أَيَّامُهُ مِئَةً وَعِشْرِينَ سَنَةً))
أ- فابتدأ النص بقوله أن الناس كثروا على الأرض و ولد لهم بنات، فالكلام هنا عن تكاثر البشرعامة ولا يحتمل تفلسفاً،و لم يقل فى أى موضع أن البنات اولئك كن أشراراً أوشيئاً من هذا!!
ب-لا نعلم كيف يعقل أن كل النبلاء و الطيبين يستحسنوا الخبيثات هكذا مرة واحدة ,و يصطفوا لأنفسهم منهن ما لذ و طاب فأى نبل هذا ؟، و لماذا لا نقرا فى أى موضع من الكتاب المقدس خبر عن (بنات الله) الشريفان المؤمنات إن كان الأمر كما يزعم القس فأين ذهبن يا ترى؟ أم أن كل الإناث على وجه الأرض كن خبيثات؟!
ج- يؤكد سخافة رد القس قول الرب فى حق الجنس البشرى عامة ((لاَ يَدِينُ رُوحِي فِي الإِنْسَانِ إِلَى الأَبَدِ. لِزَيَغَانِهِ هُوَ بَشَرٌ)) فهل المقصود بالإنسان البشر هنا النبلاء و الشرفاء فقط؟؟!!
(3) الحقيقة هى أن الرجال فى الكتاب اللامقدس يقال لهم (أبناء الله ) و النساء فى هذا الكتاب يحقر من شأنهن و يقال لهم (بنات الناس) لأن ذلك الكتاب ينظر للمراة على أنها رأس الغى و الفساد و أن الرب خلق الرجل على صورته لا المرأة و أن المرأة شىء حقير خلق فقط لخدمة الرجل و لا يصح إضافتها إلى الرب تشريفاً
(1/75)
كما جاء فى كتاب "الأباء و الكنيسة": { و نحن نعرف أن أدم لم يخطىء قبل خلق المراة بل بعد خلقها، فقد كانت اول من عصى الأمر الإلهى، بل إنها دفعت زوجها أيضاً لارتكاب الخطيئة ...فإن كانت المرأة فى الواقع هى مرتكبة الذنب فكيف يكون خلقها حسن}
يقول بولس ((الرجل لم يخلق من اجل المراة بل المراة من اجل الرجل)) كورنثوس 8:11
و يقول (( المسيح هو الرأس لكل رجل اما رأس المراة فهو للرجل )) كورنثوس3:11
فهذه النصوص و غيرها كثير فى كتب القوم تفسر سبب نسبة الأبناء إلى الله و البنات إلى الناس بهذا الشكل العنصرى
و كان بولس يحث على الترهبن الذى يقدسه القوم إلى يومنا هذا ، لأنه يرى فيه الطهارة من رجز المرأة كما قال :
((و حسن للرجل ألا يمس امرأة و لكن لسبب الزنا ليكن لكل واحد امرأته)) كورنثوس 7:1
(( أنت منفصل عن امرأة فلا تطلب امرأة)) كورنثوس27:7
فترى هل هذا هو سبب غضب الرب على الرجال لأنهم تزوجوا النساء؟؟ و لماذا خلق النساء منذ البداية إن كن مغويات و عدم التزوج بهن أفضل ؟!
رد على كتاب شبهات وهمية
قال القس منيس عبدالنور
قال المعترض الغير مؤمن: في تكوين 6: 19 أمر الله نوحاً أن يأخذ معه إلى الفلك من الطيور كأجناسها ومن البهائم كأجناسها ومن كل دبابات الأرض كأجناسها اثنين من كل . وورد في تكوين 7: 8 و9 : من البهائم الطاهرة والبهائم التي ليست بطاهرة ومن الطيور وكل ما يدب على الأرض، دخل اثنان اثنان إلى نوح إلى الفلك ذكراً وأنثى . ولكن في تكوين 7: 2 و3 كان أمر الرب من جميع البهائم الطاهرة تأخذ معك سبعة سبعة ذكراً وأنثى. ومن البهائم التي ليست بطاهرة اثنين ذكراً وأنثى .
وللرد نقول بنعمة الله : الأمر الأول كان أمراً عاماً (زوجين من كل البهائم والطيور) ولم يبين إذا كانت طاهرة أو غير طاهرة. ثم أوضح بعد ذلك بسطرين أن يأخذ من الطاهرة سبعة لاستبقائها ولتقديم الذبائح منها.
ونقدم الآيات بحسب ترتيبها، كالآتي:
(1/76)
1 - الله يأمر نوحاً أن يأخذ معه من كل أنواع الطيور والبهائم وذوات الأربع اثنين اثنين. فقال في تكوين 6: 19 و20 ومن كل حي من كل ذي جسد اثنين من كل تدخل الى الفلك لاستبقائها معك. تكون ذكراً وأنثى. من الطيور كأجناسها، ومن البهائم كأجناسها، ومن كل دبابات الأرض كأجناسها اثنين من كل تُدخل إليك لاستبقائها .
2 - على أن يزيد نوح عدد ما يمكن تقديمه كذبائح الطاهر طقسياً إلى سبعة، فيقول في تكوين 7: 2 و3 من جميع البهائم الطاهرة تأخذ معك سبعة سبعة ذكراً وأنثى. ومن البهائم التي ليست بطاهرة اثنين ذكراً وأنثى. ومن طيور السماء أيضاً سبعة سبعة ذكراً وأنثى لاستبقاء نسل على وجه كل الأرض .
3 - أطاع نوح أوامر الرب، فيقول في تكوين 7: 7-9 فدخل نوح وبنوه وامرأته ونساء بنيه معه إلى الفلك من وجه الطوفان. ومن البهائم الطاهرة والبهائم التي ليست بطاهرة ومن الطيور وكل ما يدب على الأرض دخل اثنان اثنان الى نوح الى الفلك، ذكراً وأنثى. كما أمر الله نوحاً .
بعد الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله:
تاقض تك19:6 مع تك 2:7 ففى النص الأول يأمرالرب نوحاً أن يأخذ معه من كل الدواب و الطيور و كل الحيوانات مطلقاً زوجين اثنين بينما فى النص الثانى نجده يأمره يأخذ من البهائم الطاهرة و طيور السماء سبعاً سبعاً و من الطيور، فزعم القس عبدالنور أنم النص الأول كان عاماً يخصصه الثانى ليهرب من التعارض ، و كلامه هذا مردود عليه لأن ذلك النص العام بزعمه فُصلت أحاده تفصيلاً كما رأينا فلم يقل الرب خذ من كل زوجين اثنين إلا من الطيور و البهائم الطاهرة ، بل قال حرفياً: ((و من كل حى من كل ذى جسد اثنين من كل تدخل إلى الفلك لاستبقائها معك تكون ذكراً و أنثى و من الطيور كأجناسها و من البهائم كأجناسها و من كل دابات الأرض كأجناسها اثنين من كل تدخل إليك لإستبقائها.))
(1/77)
فهذا التفصيل واضح بين فى اشتماله على جميع الكائنات بلا تفريق ولا استثناء .
و أظهر من ذلك أننا نقرأ بشكل قاطع فى تكوين8:7 ، أن نوحاً ادخل معه فى الفلك من كل البهائم و الطيور الطاهر منها و الغير طاهر فقط زوجين اثنين من كل نوع (( و من البهائم الطاهرة و البهائم التى ليست بطاهرة و من الطيور و كل ما يدب على الأرض دخل اثنان اثنان إلى نوح فى الفلك ذكراً و انثى))
زد على هذا أننا نقرأ فى موضع أخر أن كل ما يدب على الأرض أو يطير فى السماء أو يحيا فى الماء احله الله لنوح و قومه بعد الطوفان بلا إستثناء:
((1وَبَارَكَ اللهُ نُوحاً وَبَنِيهِ وَقَالَ لَهُمْ: «أَثْمِرُوا وَاكْثُرُوا وَامْلَأُوا الأَرْضَ. 2وَلْتَكُنْ خَشْيَتُكُمْ وَرَهْبَتُكُمْ عَلَى كُلِّ حَيَوَانَاتِ الأَرْضِ وَكُلِّ طُيُورِ السَّمَاءِ مَعَ كُلِّ مَا يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ وَكُلِّ أَسْمَاكِ الْبَحْرِ. قَدْ دُفِعَتْ إِلَى أَيْدِيكُمْ. 3كُلُّ دَابَّةٍ حَيَّةٍ تَكُونُ لَكُمْ طَعَاماً. كَالْعُشْبِ الأَخْضَرِ دَفَعْتُ إِلَيْكُمُ الْجَمِيعَ. 4غَيْرَ أَنَّ لَحْماً بِحَيَاتِهِ دَمِهِ لاَ تَأْكُلُوهُ)) تكوين1:9-4،
فتامل النص جيداً لأنه يتحدث عن نفسه بقوة و حسم لا تدع مجالاً للتحريف !!
تناقض
جاء فى التكوين24:5 ((و سار أخنوخ مع الله و لم يوجد لأن الله أخذه))
و جاء فى حق أخنوخ أيضاً ((بالإيمان نُقل أخنوخ لكى لا يرى الموت ، و لم يوجد لأن الله نقله)) العبرانيين 5:11
و هذا يعارض
((ملك الملوك و رب الأرباب الذى له وحده عدم الموت)) تيموثاوس16:6
تعليق بسيط من التفسير التطبيقى للكتاب المقدس
تك 6 : 6
فحزن الرب أنه عمل الإنسان فى الأرض وتأسف فى قلبه.
لقد كسرت خطية الناس قلب الله , فخطايانا تكسر قلب الله كما فعلت الخطية فى أيام نوح.
الاصحاح السابع
تناقض
متى دخل نوح الفلك؟
قبل الطوفان بسبعة أيام
(1/78)
تك7 : 7-10 ((.7فَدَخَلَ نُوحٌ وَبَنُوهُ وَامْرَأَتُهُ وَنِسَاءُ بَنِيهِ مَعَهُ إِلَى الْفُلْكِ مِنْ وَجْهِ مِيَاهِ الطُّوفَانِ. 8وَمِنَ الْبَهَائِمِ الطَّاهِرَةِ وَالْبَهَائِمِ الَّتِي لَيْسَتْ بِطَاهِرَةٍ وَمِنَ الطُّيُورِ وَكُلِّ مَا يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ: 9دَخَلَ اثْنَانِ اثْنَانِ إِلَى نُوحٍ إِلَى الْفُلْكِ ذَكَراً وَأُنْثَى. كَمَا أَمَرَ اللهُ نُوحاً. 10وَحَدَثَ بَعْدَ السَّبْعَةِ الأَيَّامِ أَنَّ مِيَاهَ الطُّوفَانِ صَارَتْ عَلَى الأَرْضِ))
فى نفس يوم الطوفان
تك7 : 11-13 ((فِي سَنَةِ سِتِّ مِئَةٍ مِنْ حَيَاةِ نُوحٍ فِي الشَّهْرِ الثَّانِي فِي الْيَوْمِ السَّابِعَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ انْفَجَرَتْ كُلُّ يَنَابِيعِ الْغَمْرِ الْعَظِيمِ وَ نْفَتَحَتْ طَاقَاتُ السَّمَاءِ. 12وَكَانَ الْمَطَرُ عَلَى الأَرْضِ أَرْبَعِينَ يَوْماً وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً. 13فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ عَيْنِهِ دَخَلَ نُوحٌ وَسَامٌ وَحَامٌ وَيَافَثُ بَنُو نُوحٍ وَامْرَأَةُ نُوحٍ وَثَلاَثُ نِسَاءِ بَنِيهِ مَعَهُمْ إِلَى \لْفُلْكِ))
رد على كتاب شبهات وهمية
ورد في تكوين 7: 17 «وكان الطوفان أربعين يوماً على الأرض». وفي الترجمة السبعينية أربعين يوماً وليلة». زيدت كلمة (ليلة) على الأصل))
وللرد نقول: المراد باليوم هو 24 ساعة، والدليل على ذلك قوله (آية 12) «وكان المطر على الأرض 40 يوماً و40 ليلة». ثم اكتفى في آية 17 بأن قال «أربعين يوماً». وفوق ذلك نقول إن اليوم المصطلح عليه بين الناس هو 24 ساعة. قيل إن موسى قضى عند الله أربعين ليلة، مع أنه كان عند الله في الأيام والليالي. ولو كان مع الله في الليالي فقط، وكان في النهار مع بني إسرائيل لَمَا عبدوا العجل. فإنهم عبدوه لغياب موسى عنهم. وعليه فالمراد بالليلة 24 ساعة. وما أحسن عبارة التوراة «وكان عند الرب أربعين نهاراً وأربعين ليلة» (خروج 34: 28)
(1/79)
بعد الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله:
اولاً
نجد هنا بفضل الله اعتراف من جناب القس بأن النسخة السبعينية زيد فيها ما ليس من كتاب الله بحجة التفسير مع أننا نقرأ فى رؤيا 18:22 (( إن كان أحد يزيد على هذا يزيد الله عليه الضربات المكتوبة))
و سنناقش تحريف النسخة العبرية و السبعينية و اختلافهما الفاحش قريباً باذن الله فى مواضع شتى ليتبين للقارىء ان أعذار القس حول إختلافهما أوهن من بيت العنكبوت
ثانياً
قال القس :
[المراد باليوم هو 24 ساعة، والدليل على ذلك قوله]
[وفوق ذلك نقول إن اليوم المصطلح عليه بين الناس هو 24 ساعة]
نرجو التثبت من قوله حتى نصل الى آيه يونان النبى فى العهد الجديدو التى سنناقشها فى حينها(1/80)
من الاصحاح الثامن للسادس عشر
الاصحاح الثامن
من صفات الرب المضحكة
نسيان الرب
نقرأ فى تكوين 8: 1 ((ثم ذكر الله نوحا وكل الوحوش وكل البهائم التى معه فى الفلك)).
الرب يشم
نقرأ تكوين 8:21 ((فتنسم الرب رائحة الرضا))
تناقض
نقرأ فى تكوين 8: 6-7
((وحدث من بعد أربعين يوما أن نوحا فتح طاقة الفلك التى كان قد عملها, وأرسل الغراب فخرج مترددا حتى نشفت المياه عن الأرض.))
قد علمنا منذ بداية الكتاب أن الكتاب يمشى بترتيب زمنى أى أن ما حدث أولا يذكر أولا وإلى هنا يتبين لنا أن الأرض قد نشفت وخصوصا أن الكلام بعد ذلك بدأ بـ...(ثم )أى بعد ذلك فهى تدل الترتيب الزمنى للأحداث
و هذا يناقض
تكوين 8: 8-9
((ثم أرسل الحمامة من عنده ليرى هل قلت المياه عن وجه الأرض , فلم تجد الحمامة مقرا لرجلها فرجعت اليه الى الفلك لأن مياها كانت على وجه الأرض))
الرب يشم
تك 8:21
فتنسم الرب رائحة الرضا
الاصحاح التاسع
الله يتذكر عهده مع الناس عن طريق قوس قزح !
يقول كاتب سفر التكوين 9 : 13 _ 16 (( وصنعت قوسي في السحاب فتكون علامة ميثاق بيني وبين كل الأرض ، فيكون متى أنشر سحاباً على الأرض ، ويظهر القوس في السحاب إني أذكر ميثاقي الذي بيني وبينكم وبين كل نفس حية في كل جسد ، فلا تكون أيضاً المياه طوفاناً لتهلك كل ذي جسد ، فمتى كانت القوس في السحاب أبصرها لأذكر ميثاقاً أبدياً بين الله وبين كل نفس حية في كل جسد على الأرض ))
هكذا وضع الكتاب المقدس يدنا على أسرار علمية جديدة لقوس قزح . . . . إن الله جعل هذا القوس الذي يظهر في السماء بألوانه الزاهية في الأيام المطيرة ليذكره بميثاقه مع بني آدم ، حتى لاينسى ، فيتكرر الطوفان الرهيب مرة أخرى . . . !!
(1/81)
انها صورة ساذجة لهذا الرب الذي لا يتذكر أنه يجب عليه أن لا يغرق الأرض إلا عندما يرى قوس قزح . . وقوس قزح لا يظهر إلا بعد انتهاء المطر لا عند بدايته . . مما يدل على غباء منقطع النظير يتمتع به كاتب هذا السفر . وأي طفل يعرف أن قوس قزح هو عبارة عن انكسار الضوء في السحب الممطرة ، ولا علاقة له بأي عهد
رد على كتاب شبهات وهمية
قال القس منيس عبدالنور : قال المعترض : جاء في تكوين 9: 20-27 أن نوحاً لما أراد أن يلعن ابنه حام، لعن حفيده كنعان بن حام وقال: ملعون كنعان! عبد العبيد يكون لإخوته (آية 25), فلماذا يتحمَّل الابن وزر أبيه، مع أن التثنية 24: 16 تقول إن الابن لا يناله العقاب بسبب أبيه؟ وهل توافق التوارة على أن الأخ يستعبد أخاه؟ ,
وللرد نقول : لا يوجد ما يدل على أن لعن كنعان جاء نتيجة خطية أبيه حام، فقد جاءت اللعنة نتيجة خطأ كنعان نفسه، وهو خطأ نراه في آية 24 التي تقول: علم (نوح) ما فعل به ابنه الأصغر , والابن الأصغر لنوح هو يافث, ولما كان نوح هنا لا يقصد يافث فيكون قصده أصغر فرد في العائلة، وهو كنعان، وهكذا لا يكون كنعان قد تحمّل وزر أبيه، بل تحمّل وزر نفسه,
ثم أن نوحاً كنبي استطاع بروح النبوَّة أن يرى الاتجاهات الروحية لأولاده وأحفاده،فقال ما قاله من بركة ولعنة وهو يرى بالروح ما سيفعلونه, فلم يتحمل كنعان وزر خطية أبيه حام,
أما من جهة العبودية، فقد كان هناك نوع من الاستخدام الرفيق من الإسرائيلي للإسرائيلي، حسب وصية لاويين 25: 46 أما إخوتكم بنو إسرائيل فلا يتسلّط إنسان على أخيه بعنف , كما يأمر خروج 21: 16 بقتل من يسرق إنساناً ليبيعه أو ليحتفظ به كرهينة, ويقول إشعياء إنالعبادة التي يقبلها الرب هي إطلاق المسحوقين أحراراً وقطع كل نير (58: 6),
بعد الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله :
(1/82)
أما قوله بأن نوح لم يلعن كنعان بسبب حام و إنما لعنه بسبب خطأه هو، فهذا هو الذى ليس عليه دليل فالنص يقول " و كان بنو نوح الذين خرجوا من الفلك ساماً و حاماً و يافث. و حام هو أبو كنعان , هؤلاء الثلاثة هم بنو نوح , و من هؤلاء الثلاثة تشعبت الأرض ,و ابتدأ نوح يكون فلاحاً و غرس كرماً و شرب من الخمر فسكر وتعرى داخل خباءه, فأبصر حام أبو كنعان عورة أبيه , و أخبر أخويه خارجاً ,فأخذ سام و يافث الرداء و وضعاه على أكتافهما و مشيا إلى الوراء , و سترا عورة أبيهما ,و وجهاهما إلى الوراء فلم يبصرا عورة أبيهما, فلما استيقظ نوح من خمره علم ما فعل به ابنه الصغير فقال: ملعون كنعان عبد العبيد يكون لأخوته" تكوين 18:9-25,
فمن ذلك النص نجد ان نوح النبى العظيم شرب الخمر و أكثر منها حتى سكر بشده و فقد عقله وتعرى فأبصر حام ابنه عورته و فضح أبيه عند أخويه الذين دخلا و قاما بستره , فلما أفاق نوح من أثر السكر الشديد و علم بفعل حام لعن ابنه كنعان , و القول بأن كنعان هو الذى اخطأ يدفعنا للسؤال عن الخطأ الذى فعله كنعان؟؟ فحام هو الذى اطلع على عورة أبيه السكران و فضحه ولا ذكر لكنعان فى كل هذه القصة المذرية, كما أن احتجاج القس عبد النور بأن حام لم يكن الابن الأصغر و بالتالى لا يكون هو المقصود هو احتجاج مردود لأن النص لم يقل أن نوح علم بما فعل ابنه (الأصغر) و إنما قال أنه علم بما فعله ابنه (الصغير) فضلاً عن كون الأخطاء و التناقضات من الشيم الأساسية للكتاب المقدس!
أما القول بأن نوح استطاع بروح النبوة أن يرى الاتجاهات الروحية لأولاده فلعن من لعن و بارك من بارك فهو مردود من جهات:
(1) لأن النص صريح فى أن نوح لعن ابنه الصغير (بسبب أنه علم ما فعله) فكان لعنه عقوبة عما وقع منه و ليس عما سيقع .
(1/83)
(2) أن ذلك تعدى غريب فالله تعالى يعلم ما كان و ما سيكون و ما لم يكن لو كان كيف يكون و مع ذلك فلا يلعن أحد أو يعذب أحد حتى يبعث له الرسول و يقيم عليه الحجة و لا يغلق باب التوبة فى وجهه حتى يغرغر فكيف يلعن نوح انسان على فعل سيرتكبه, ثم أن حالة نوح الروحية لم تكن تسمح بمثل هذا الإلهام النبوى فقد كان قد استفاق لتوه من حاله السكر الذى كان يغط فيه ، و لا حديث هنا عن علاقة الإسرائيلى مع الإسرائيلى بل هى علاقة الإسرائيلى ابن سام بالكنعانى و لينظر لما حدث للكنعانيين على يد يوشع و داود و شمشون وفق الكتابا لمقدس ليعرف معانى الذل و الإستعباد و العنصرية التى داب اليهود على ترسيخها فى كل موضع من التوراة ، كما أنى لا أرى سبب لتبرأ عبد النور من توريث الخطيئة خاصة و أن اساس عقيدته قائم على الخطيئة المورثة من لدن أدم فما الغريب هنا؟!
وأخيراً :
فإن قول الكاتب في سفر التكوين 9 : 25 بأن كنعان ملعون لعنة أبدية، وأنه هو ونسله عبد العبيد لأخوته (( لِيَكُنْ كَنْعَانُ مَلْعُوناً، وَلْيَكُنْ عَبْدَ الْعَبِيدِ لإِخْوَتِهِ». ثُمَّ قوله : «تَبَارَكَ اللهُ إِلَهُ سَامٍ. وَلْيَكُنْ كَنْعَانُ عَبْداً لَهُ.)) هو من الكذب ودليل ذلك : ان هذه اللعنة لم ترافق نسله . فإن الحثيين عظموا بين قدماء الامم ، واشتهر الصيدونيون والفينيقيون بالتجارة لكنهم انحطوا كثيراً في الروحيات ، فلعنوا بعبادتهم الأوثان ، وإذا كانوا قد انحطوا بسبب الأوثان ، فإن اليهود قد عبدوا الاوثان . وهم من نسل سام ففي سفر التكوين : (( وَكَانَ لاَبَانُ قَدْ مَضَى لِيَجُزَّ غَنَمَهُ، فَسَرَقَتْ رَاحِيلُ أَصْنَامَ أَبِيهَا. )) ولابان هو خال يعقوب عليه السلام ، وراحيل هي زوجة يعقوب ، وأم نبي الله يوسف
رد على شبهات وهمية
(1/84)
قال المعترض: «قال الله مخاطباً نوح وأولاده في تكوين 9: 3 «كل دابَّة حيَّة تكون لكم طعاماً. كالعُشب الأخضر دفعتُ إليكم الجميع». وهذا يناقض ما جاء في تكوين 1: 29 حيث يقول «إني قد أعطيتكم كل بَقْلٍ يُبزِر بِزراً على وجه كل الأرض، وكلَّ شجر فيه ثمرُ شجرٍ يُبزِر بِزراً لكم يكون طعاماً» كما أن التصريح في تكوين 9: 3 بالأكل من كل دابَّة حيَّة يناقض شريعة موسى التي حرمت حيوانات كثيرة، منها الخنزير، كما في لاويين 11 وتثنية 14».
وللرد نقول: التصريح بأكل اللحوم بعد التصريح بأكل البقول والخضروات نموذج للوحي المتدرِّج، فلحكمةٍ عند الله أمر أولاً بالطعام النباتي، ثم صرَّح بأكل اللحوم. وكل الآباء يفهمون هذا، فيسمحون لصغارهم بالأكل بأيديهم، ثم ينهونهم عن ذلك ليستخدموا الملاعق.
أما القول «كل دابة حية» فالمقصود به كل الحيوانات الطاهرة التي أمر الله نوحاً أن يُدخل منها إلى الفلك سبعة سبعة ذكراً وأنثى (تكوين 7: 2). ولم يأمره الله بالإكثار من الحيوانات الطاهرة إلا للأكل وتقديم الذبائح، كما جاء في تكوين 8: 20 «وبنى نوح مذبحاً للرب، وأخذ من كل البهائم الطاهرة ومن كل الطيور الطاهرة وأصعد محرقات على المذبح». فكان نوح يميِّز بين البهائم الطاهرة وغير الطاهرة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد حمد الله والصلاة والسلام على رسول الله
معنى الوحى المتدرج:
يكون لحكم شرعي إعتاد عليه الناس فيبدأ مخففا ثم يشدد فيه حتى يعتاده الناس ولا يكون هناك مشقة مثل ما وقع فى الإسلام من تحريم الخمر وأمور أخرى
أما أن نرى تدرجا للوحى حتى يجعل الناس نباتيين ثم يبدءوا فى أكل اللحم فلا حكمة فيه على الاطلاق ولا يحتاج للتدرج فلم يكن الناس قد أعتادوا شيئا حتى يبدأ التدريج. ولا ضير من أن يأكل الناس اللحوم مباشرة دونما الحاجة للتدريج المزعوم
(1/85)
و الحق أن علماء التغذية بدراسة متأنية لجسد الإنسان بل و لتركيبة أسنانه توصلوا لأن الإنسان لم يكن نباتياً فقط قط و لم يُخلق إلا ليكون أكلاً للحوم و النباتات معاً وجسده يحتاج للإثنين
أما القول بأن كل دابه معناه الحيوانات الطاهرة فقط فهذا تسفيها للعقول فكل دابة معناها كل دابة والحيوانات الطاهرة فيها تخصيص وهنا نسأل القس سؤالا
إذا أمر الله نوح أن يحمل معه من كل دابه فهل هذا معناه أنه أخذ معه الحيوانات الطاهرة فقط؟؟!!
وبالتأكيد هذا يناقض شريعة موسى التى قد حرمت أكل الخنزير(وهذا مما لم يرد عليه القس)
لاويين 11 :4
تحريم أكل لحم الجمل
لاويين 11 : 5
تحريم أكل لحم الوبر
لاويين 11: 6
تحريم أكل لحم الأرانب
لاويين11: 7
تحريم أكل لحم الخنزير
أيضا فى تثنيه 14: 7-8
تحريم الجمل والأرانب والوبر والخنزير
أين كل ذلك من...
كل دابة حيه تكون لكم طعاما
تناقضات
من يخاف من من الانسان ام الحيوان؟
(تك 9: 2) ((ولتكن خشيتكم ورهبتكم على كل حيوانات الأرض وكل طيور السماء مع كل ما يدب على الأرض وكل أسماك البحر قد دفعت الى أيديكم))
معنى هذا أن كل الحيوانات والطيور والأسماك تخشى وترهب من الإنسان
فما الرأى -على سبيل المثال لا الحصر- فى :
الحيوانات: الأسد , النمر , الفهد.
الطيور: النسر , الصقر.
الأسماك:القرش , الحوت , البيرانا.
ما نوع الحيوانات التى نستطيع أكلها؟؟!!
يجب ألا نأكل حيوانات أصلا:
(تك 1: 29)
و قال الله اني قد اعطيتكم كل بقل يبزر بزرا على وجه كل الارض و كل شجر فيه ثمر شجر يبزر بزرا لكم يكون طعاما.
(روميه 14 : 21)
حسن ان لا تاكل لحما و لا تشرب خمرا و لا شيئا يصطدم به اخوك او يعثر او يضعف
(1 كو 8: 13)
لذلك ان كان طعام يعثر اخي فلن اكل لحما الى الابد لئلا اعثر اخي
من الممكن أكل بعض الحيوانات وأخرى لا:
(تث 14 : 7-8)
(1/86)
الا هذه فلا تاكلوها مما يجتر و مما يشق الظلف المنقسم الجمل و الارنب و الوبر لانها تجتر لكنها لا تشق ظلفا فهي نجسة لكم
14: 8 و الخنزير لانه يشق الظلف لكنه لا يجتر فهو نجس لكم فمن لحمها لا تاكلوا و جثثها لا تلمسوا
(لاويين 11 )
: 2 كلما بني اسرائيل قائلين هذه هي الحيوانات التي تاكلونها من جميع البهائم التي على الارض
11: 3 كل ما شق ظلفا و قسمه ظلفين و يجتر من البهائم فاياه تاكلون
11: 4 الا هذه فلا تاكلوها مما يجتر و مما يشق الظلف الجمل لانه يجتر لكنه لا يشق ظلفا فهو نجس لكم
11: 5 و الوبر لانه يجتر لكنه لا يشق ظلفا فهو نجس لكم
11: 6 و الارنب لانه يجتر لكنه لا يشق ظلفا فهو نجس لكم
11: 7 و الخنزير لانه يشق ظلفا و يقسمه ظلفين لكنه لا يجتر فهو نجس لكم
11: 8 من لحمها لا تاكلوا و جثثها لا تلمسوا انها نجسة لكم
يمكن أكل أى حيوان:
(تك 9 :3)
كل دابة حية تكون لكم طعاما كالعشب الاخضر دفعت اليكم الجميع
(مرقس 7)
18 فقال لهم افانتم ايضا هكذا غير فاهمين اما تفهمون ان كل ما يدخل الانسان من خارج لا يقدر ان ينجسه
7: 19 لانه لا يدخل الى قلبه بل الى الجوف ثم يخرج الى الخلاء و ذلك يطهر كل الاطعمة
7: 20 ثم قال ان الذي يخرج من الانسان ذلك ينجس الانسان
(أعمال الرسل 10)
فجاع كثيرا و اشتهى ان ياكل و بينما هم يهيئون له وقعت عليه غيبة
10: 11 فراى السماء مفتوحة و اناء نازلا عليه مثل ملاءة عظيمة مربوطة باربعة اطراف و مدلاة على الارض
10: 12 و كان فيها كل دواب الارض و الوحوش و الزحافات و طيور السماء
10: 13 و صار اليه صوت قم يا بطرس اذبح و كل
10: 14 فقال بطرس كلا يا رب لاني لم اكل قط شيئا دنسا او نجسا
10: 15 فصار اليه ايضا صوت ثانية ما طهره الله لا تدنسه انت
(1كو 10 :25)
كل ما يباع في الملحمة كلوه غير فاحصين عن شيء من اجل الضمير
(روميه 14 :2)
واحد يؤمن ان ياكل كل شيء و اما الضعيف فياكل بقولا
(روميه14:14)
(1/87)
اني عالم و متيقن في الرب يسوع ان ليس شيء نجسا بذاته الا من يحسب شيئا نجسا فله هو نجس
(1تيموثاوس 14 )
لكن الروح يقول صريحا انه في الازمنة الاخيرة يرتد قوم عن الايمان تابعين ارواحا مضلة و تعاليم شياطين
4: 2 في رياء اقوال كاذبة موسومة ضمائرهم
4: 3 مانعين عن الزواج و امرين ان يمتنع عن اطعمة قد خلقها الله لتتناول بالشكر من المؤمنين و عارفي الحق
4: 4 لان كل خليقة الله جيدة و لا يرفض شيء اذا اخذ مع الشكر
هل نؤخذ بذنوب غيرنا؟؟
نعم
تك 9 :24
فلما استيقظ نوح من خمره علم ما فعل به ابنه الصغير
9: 25 فقال ملعون كنعان عبد العبيد يكون لاخوته
خروج 20: 5
لا تسجد لهن و لا تعبدهن لاني انا الرب الهك اله غيور افتقد ذنوب الاباء في الابناء في الجيل الثالث و الرابع من مبغضي
تثنية 5: 9
لا تسجد لهن و لا تعبدهن لاني انا الرب الهك اله غيور افتقد ذنوب الاباء في الابناء و في الجيل الثالث و الرابع من الذين يبغضونني
خروج 34: 7
حافظ الاحسان الى الوف غافر الاثم و المعصية و الخطية و لكنه لن يبرئ ابراء مفتقد اثم الاباء في الابناء و في ابناء الابناء في الجيل الثالث و الرابع
عدد 14: 18
الرب طويل الروح كثير الاحسان يغفر الذنب و السيئة لكنه لا يبرئ بل يجعل ذنب الاباء على الابناء الى الجيل الثالث و الرابع
تثنية 28 :18
ملعونة تكون ثمرة بطنك و ثمرة ارضك نتاج بقرك و اناث غنمك
2 صم12 :14
غير انه من اجل انك قد جعلت بهذا الامر اعداء الرب يشمتون فالابن المولود لك يموت
2صم 21 :6
فلنعط سبعة رجال من بنيه فنصلبهم للرب في جبعة شاول مختار الرب فقال الملك انا اعطي
21: 7 و اشفق الملك على مفيبوشث بن يوناثان بن شاول من اجل يمين الرب التي بينهما بين داود و يوناثان بن شاول
21: 8 فاخذ الملك ابني رصفة ابنة اية اللذين ولدتهما لشاول ارموني و مفيبوشث و بني ميكال ابنة شاول الخمسة الذين ولدتهم لعدرئيل ابن برزلاي المحولي
(1/88)
21: 9 و سلمهم الى يد الجبعونيين فصلبوهم على الجبل امام الرب فسقط السبعة معا و قتلوا في ايام الحصاد في اولها في ابتداء حصاد الشعير
1ملوك 2: 33
فيرتد دمهما على راس يواب و راس نسله الى الابد و يكون لداود و نسله و بيته و كرسيه سلام الى الابد من عند الرب
1ملوك 21 :29
هل رايت كيف اتضع اخاب امامي فمن اجل انه قد اتضع امامي لا اجلب الشر في ايامه بل في ايام ابنه اجلب الشر على بيته
2ملوك 5: 27
فبرص نعمان يلصق بك و بنسلك الى الابد و خرج من امامه ابرص كالثلج
إش 14 :21
هيئوا لبنيه قتلا باثم ابائهم فلا يقوموا و لا يرثوا الارض و لا يملاوا وجه العالم مدنا
إر 16 :10-11
يكون حين تخبر هذا الشعب بكل هذه الامور انهم يقولون لك لماذا تكلم الرب علينا بكل هذا الشر العظيم فما هو ذنبنا و ما هي خطيتنا التي اخطاناها الى الرب الهنا
16: 11 فتقول لهم من اجل ان اباءكم قد تركوني يقول الرب و ذهبوا وراء الهة اخرى و عبدوها و سجدوا لها و اياي تركوا و شريعتي لم يحفظوها
إر29 :32
لذلك هكذا قال الرب هانذا اعاقب شمعيا النحلامي و نسله لا يكون له انسان يجلس في وسط هذا الشعب و لا يرى الخير الذي ساصنعه لشعبي يقول الرب لانه تكلم بعصيان على الرب
أر 32: 18
صانع الاحسان لالوف و مجازي ذنب الاباء في حضن بنيهم بعدهم الاله العظيم الجبار رب الجنود اسمه
لا
تث24 : 16
لا يقتل الاباء عن الاولاد و لا يقتل الاولاد عن الاباء كل انسان بخطيته يقتل
أر31: 29-30
في تلك الايام لا يقولون بعد الاباء اكلوا حصرما و اسنان الابناء ضرست
31: 30 بل كل واحد يموت بذنبه كل انسان ياكل الحصرم تضرس اسنانه
حز18 :20
النفس التي تخطئ هي تموت الابن لا يحمل من اثم الاب و الاب لا يحمل من اثم الابن بر البار عليه يكون و شر الشرير عليه يكون
هل الله يوافق على العبودية؟؟!!
نعم
تك9: 25-27
تك16 :8-9
تك17: 12-13
تك24 :35-36
تك26: 12-14
لا
خر21: 16
لا19: 13
لا19: 18
(1/89)
9: 33-34
الاصحاح العاشر
من التحريف
نقرأ فى سفر التكورين الاصحاح العاشر
(( أرفكشاد ولد شالح وشالح ولد عابر))
و كذا فى تكوين 11: 12-14 (( أرفكشاد ولد شالح وشالح ولد عابر))
و أيضاً فى أخبار الأيام الأول 1: 18(( أرفكشاد ولد شالح وشالح ولد عابر))
و هذا يخالف
لوقا 3: 36 ((عابر بن شالح بن قينان بن أرفكشاد))
و العجيب أن النسب بهذا الشكل يطابق التسلسل المذكور فى الترجمة السبعينية ((وَأَرْفَكْشَادُ وَلَدَ قِينَان وَ قِينَان وَلَدَ شَالَحَ وَشَالَحُ وَلَدَ عَابِرَ)) تك10: 24
فوجد أن إسم قينان سقط من العبرانية بينما ثبت فى السبعينية ، وكانت المفاجأة ان لوقا حينما إقتبس نسب المسيح ذكر قينان الذى لم يُذكر إلا فى النسخة السبعينية ((... بن شالح ابن قينان بن أرفكشاد..)) لوقا 35:3
مع ملاحظة أن هذا خبر لا سبيل لمعرفته إلا بالوحى فلا يمكن ادعاء أنه مجرد إختلاف فى الترجمة أو إجتهاد ، فيتبين بذلك أن التحريف بالنقص لم يقع ههنا فى النسخة السبعينية التى اقتبس منها لوقا بل وقع فى النسخة العبرانية التى يزعم النصارى دائماً انها النسخة المعول عليها و ان فى حالة وجود اختلاف بينها و بين غيرها من النسخ (كالسبعينية و السامرية) فإن الصحيح يكون فى العبرانية فظهر فساد معتقد القوم بنص الكتاب المقدس نفسه
تناقض
كم لغة كانت قبل بناء برج بابل؟!
عدة لغات
تك10: 5
من هؤلاء تفرقت جزائر الامم باراضيهم كل انسان كلسانه حسب قبائلهم باممهم
تك10: 20
هؤلاء بنو حام حسب قبائلهم كالسنتهم باراضيهم و اممهم
تك10: 31
هؤلاء بنو سام حسب قبائلهم كالسنتهم باراضيهم حسب اممهم
لغة واحدة
تك11: 1
و كانت الارض كلها لسانا واحدا و لغة واحدة
تك11: 6-9
(1/90)
قال الرب هوذا شعب واحد و لسان واحد لجميعهم و هذا ابتداؤهم بالعمل و الان لا يمتنع عليهم كل ما ينوون ان يعملوه هلم ننزل و نبلبل هناك لسانهم حتى لا يسمع بعضهم لسان بعض فبددهم الرب من هناك على وجه كل الارض فكفوا عن بنيان المدينة لذلك دعي اسمها بابل لان الرب هناك بلبل لسان كل الارض و من هناك بددهم الرب على وجه كل الارض
الاصحاح الحادى عشر
رد على شبهات وهمية
قال القس منيس عبد النور فى شبهات وهمية
قال المعترض: «يقول تكوين 11: 26 «وعاش تارح سبعين سنة وولد أبرام وناحور وهاران». ويقول تكوين 11: 32 «وكانت أيام تارح 205 سنين. ومات تارح في حاران». ويقول تكوين 4: 12 «فذهب أبرام كما قال له الرب وذهب معه لوط. وكان أبرام ابن 75 سنة لما خرج من حاران». ويقول أعمال الرسل 7: 4 «فخرج (إبراهيم) حينئذ من أرض الكلدانيين وسكن في حاران، ومن هناك نقله (الله) بعد ما مات أبوه إلى هذه الأرض التي أنتم ساكنون فيها». وهذه الآيات متناقضة، لأنه إن كان تارح ابن 70 سنة لما ولد إبراهيم، ومات وعمره 205 سنة، فيكون عمر إبراهيم عند موت أبيه 135 سنة. وإن كان قد ترك حاران عند موت أبيه فلا بد أن عمره كان 135 سنة عند وصوله إلى أرض الموعد. وهذا يناقض قول تكوين 12: 4 إن عمر إبراهيم كان 75 سنة لما خرج من حاران».
وللرد نقول: (1) هذا الاستنتاج يستند على مجرد زعم لا يقتضيه النص، وهو أن إبراهيم كان بكر أبيه، ولأنه وُلد لما كان أبوه في السبعين. صحيح أن تكوين 11: 26 يقول «وعاش تارح سبعين سنة وولد أبرام وناحور وهاران» فيذكر إبراهيم أولاً، ربما لأنه البكر، وربما أيضاً لأن إبراهيم أهم أولاد تارح. فإذا قلنا (وهذا جائز) إن إبراهيم كان أصغر أولاد أبيه، وإنه وُلد لما كان عمر أبيه 130 سنة، فيكون عمره عند موت أبيه 75 سنة. وبناءً عليه يكون تكوين 12: 4 وأعمال 7: 4 متفقين.
(1/91)
(2) وهناك تفسير آخر يلاشي الصعوبة: من المحتمل أن استفانوس (في موعظته الواردة في أعمال 7) لم يقصد أن يدوّن حوادث حياة إبراهيم التاريخية بالترتيب، بل أن يذكر فقط الحوادث المهمة الواردة عنه. وهذا الحل لا يتعارض مع الحل المتقدم. وإذا قبلناه لا نجد تناقضاً بين ما جاء في التكوين وما ورد في سفر الأعمال
بعد حمد الله والصلاة والسلام على رسول الله
أراد القس أن يخرج من المأزق فافترض إفتراضا وهمياً وجعله مقدماً على ما ورد فى كتابه حتى يزيل الإشكال الذى وقع فى تحديد عمر إبراهيم عندما ترك حاران!!
فالكتاب يقول صراحة أن ولادة إبراهيم حدثن عندما كان أبوة تارح فى السبعين من عمره
تكوين 11: 26{ وعاش تارح سبعين سنة وولد أبرام وناحور وهاران}
ولكن سيادة القس يقول:
[فإذا قلنا (وهذا جائز) إن إبراهيم كان أصغر أولاد أبيه، وإنه وُلد لما كان عمر أبيه 130 سنة]
فهكذا بكل بساطة زعم أن إبراهيم هو أصغر أبناء تارح مع أنه أول من ذُكر من أبناءه متجاهلاً أداب المعطيات المعروفة معتذراً بأعذار خيالية ما أنزل الله بها من سلطان
بل و وصلت به المبالغة أن جعل إبراهيم قد ولد لأبيه و هو ابن 130 عاماً أى بعد 60 عاماً من اللتاريخ المنصوص !!
فيجب بالتالى على النصرانى المسكين حين يقرأ أن تارح كان ابن 70 سنة حين أنجب ابراهيم أن يقنع نفسه بأن هذه الولادة كانت بعد 60 عاماً كاملة من هذا التاريخ ولا حول ولا قوة إلا بالله!!
فلا يسعنا إلا ان نقول:
فإن كان التغيير والتحريف (وهذا جائز) هو السمة الظاهرة فى دين النصارى
فلا مانع من اخذ الاخبار الغيبية من كلام القسس بلا دليل ولا برهان فهم مساقون من الروح القدس، حتى و إن ترتب على الأخذ بكلامهم لى أعناق النصوص و ضرب معانيها بعرض الحائط!
تناقض
هل الرب إله تشويش؟
نعم
تك11: 7-9
(1/92)
((هلم ننزل و نبلبل هناك لسانهم حتى لا يسمع بعضهم لسان بعض فبددهم الرب من هناك على وجه كل الارض فكفوا عن بنيان المدينة))
لا
1كو14: 33
((لان الله ليس اله تشويش بل اله سلام كما في جميع كنائس القديسين))
هل الله يرى ويعلم كل شىء؟
نعم
مز44: 21
((افلا يفحص الله عن هذا لانه هو يعرف خفيات القلب))
مز139: 7-8
((اين اذهب من روحك ومن وجهك أين أهرب , ان صعدت الى السموات فأنت هناك وان فرشت فى الهاوية فها أنت.))
لا
تكوين 3 :8
((و سمعا صوت الرب الاله ماشيا في الجنة عند هبوب ريح النهار فاختبا ادم و امراته من وجه الرب الاله في وسط شجر الجنة))
تكوين 4: 14
((انك قد طردتني اليوم عن وجه الارض و من وجهك اختفي))
تكوين11: 5
((فنزل الرب لينظر المدينة و البرج اللذين كان بنو ادم يبنونهما))
تحريف بين النسخ
يقول العلامة رحمة الله الهندى
أن الزمان من الطوفان إلى ولادة إبراهيم عليه السلام على وفق العبرانية مائتان واثنتان وستعون سنة 292، وعلى وفق اليونانية ألف واثنتان وسبعون سنة 1072، وعلى وفق السامرية تسعمائة واثنتان وأربعون سنة 942، وفي تفسير هنري واسكات أيضاً جدول مثل الجدول المذكور، لكن كتب في هذا الجدول في محاذاة اسم كل رجل غير سام من سني عمره سنة تولد له فيها ولد، وكتب في محاذاة اسم سام زمان تولد له فيه ولد بعد الطوفان، والجدول المذكور هذا:
الأسماء عبرانية سامرية يونانية
سام 2 2 2
أرفكشاد 35 135 135
قينان 130 ****** *******
شالخ 30 130 130
عار 134 34 34
فالغ 30 130 130
رعو 32 132 132
سروغ 30 130 130
ناحور 29 79 79
تارح 7 7 70
المجموع 292 942 1072
(1/93)
فهنا أيضاً اختلاف فاحش بين النسخ المذكورة لا يمكن التطبيق بينها ولما كانت ولادة إبراهيم عليه السلام بعد الطوفان بمائتين واثنتين وتسعين سنة 292 على وفق النسخة العبرانية، وعاش نوح عليه السلام بعد الطوفان ثلثمائة وخمسين سنة 350 كما هو مصرح في الآية الثانية والعشرين من الباب التاسع من سفر التكوين، فيلزم أن يكون إبراهيم عليه السلام حين مات نوح عليه السلام ابن ثمان وخمسين سنة، وهذا باطل باتفاق المؤرخين، ويكذبه اليونانية والسامرية، إذ ولادة إبراهيم عليه السلام بعد موت نوح عليه السلام بسبعمائة واثنتين وعشرين سنة على وفق النسخة الأولى، وبخمسمائة واثنتين وتسعين سنة على وفق النسخة الثانية، وزيد في النسخة اليونانية بطن واحدبين أرفخشذ وشالخ وهو قينان، ولا يوجد هذا البطن في العبرانية والسامرية، واعتمد لوقا الإنجيلي على اليونانية فزاد قينان في بيان نسب المسيح، ولأجل الاختلاف الفاحش المذكور اختلف المسيحيون فيما بينهم، فنبذ المؤرخون النسخ الثلاث في هذا الأمر وراء ظهورهم، وقالوا إن الزمان المذكور ثلثمائة واثنتان وخمسون سنة 352، وكذا ما اعتمد عليها يوسيفس اليهودي المؤرخ، المشهور وقال إن هذا الزمان تسعمائة وثلاث وتسعون سنة 993، كما هو منقول في تفسير هنري واسكات وأكستائن، الذي كان أعلم العلماء المسيحية في القرن الرابع من القرون المسيحية وكذا القدماء الآخرون، على أن الصحيح النسخة اليونانية، واختاره المفسر (هارسلي) في تفسيره ذيل تفسير الآية الحادية عشرة من سفر التكوين. و (هيلز) على أن الصحيح النسخة السامرية، ويفهم ميلان محققهم المشهور (هورن) إلى هذا. في المجلد الأول من تفسير هنري وسكات: "إن أكستائن كان يقول: إن اليهود قد حرفوا النسخة العبرانية في بيان زمان الأكابر الذين قبل زمان الطوفان وبعده إلى زمن موسى عليه السلام، وفعلوا هذا الأمر لتصير الترجمةُ اليونانية غيرَ معتبرة، ولعناد الدين المسيحي(1/94)
ويعلم أن القدماء المسيحيين كانوا يقولون مثله، وكانوا يقولون إن اليهود حرّفوا التوراة في سنة مائة وثلاثين من السنين المسيحية" انتهى كلام التفسير المذكور.
وقال هورن في المجلد الثاني من تفسيره: "إن المحقق هيلز أثبت بالأدلة القوية صحة النسخة السامرية، ولا يمكن تلخيص دلائله ههنا، فمن شاء فلينظر في كتابه من الصفحة الثمانين إلى الآخر، وأن كنى كات يقول: لو لاحظنا أدب السامريين بالنسبة إلى التوراة، ولاحظنا عاداتهم، ولاحظنا سكوت المسيح عليه السلام حين المكالمة المشهورة التي وقعت بينه وبين الامرأة السامرية" وقصتها منقولة في الباب الرابع من إنجيل يوحنا وفي هذه القصة هكذا: 19 "قالت له الامرأة إني أرى أنك يا رب نبي" 20 "وكان آباؤنا يسجدون في هذا الجبل" تعني جرزيم "وأنتم" أي اليهود "تقولون المكان الذي ينبغي أن يسجد فيه في أورشليم" ولما علمت هذه الامرأة أن عيسى عليه السلام نبي سألت عن هذا الأمر الذي هو أعظم الأمور المتنازعة بين اليهود والسامريين، ويدّعي كل فرقة فيه تحريف الأخرى ليتضح لها الحق، فلو كان السامريون حرفوا التوراة في هذا الموضع كان لعيسى أن يبين هذا الأمر في جوابها، لكنه ما بيَّن بل سكت عنهُ، فسكوته دليل على أن الحق ما عليه السامريون، "ولو لاحظنا أموراً أخر لاقتضى الكل أن اليهود حرفوا التوراة قصداً، وأن ما قال محققو كتب العهد العتيق والجديد أن السامريين حرفوه قصداً لا أصل له" انتهى كلام هورن، فانظر أيها اللبيب أنهم كيف اعترفوا بالتحريف وما وجدوا ملجأ غير الإقرار.
يقول الدكتور مويس بوكاى فى كتاب (القرأن و التوراة و الانجيل و العلم)
قادت دراسة رواية الطوفان على حسب العهد القديم إلى النتائج الأتية:
- الرواية اليهودية التى ترجع إلى القرن التاسع قبل الميلاد
- الرواية الكهنوتية التى نترجع إلى القرن السادس قبل الميلاد و التى أخذت ذلك الاسم لأنها مؤلف لكهنة ذلك العصر
(1/95)
و لا تأتى هاتان الروايتان كل إلى جانب الأخرى و إنما تنتشابكان و تتداخل عناصر إحداهما فى عناصر الأخرى و تتعاقب فقرات كل مصدر بالتبادل مع فقرات المصدر الأخر
و تشير جيداً تعليقات ترجمة سفر التركوين للأب ديفو R.P.de .Vaux الأستاذ بمدرسة الكتاب المقدس بالقدس ، إلى هذا التوزيع اافقرات بين المصدرين: فالروايات و تبدأ و تنتهى بفكرة يهوية : و هناك عشر فقرات يهوية ، و بين كل فقرة منها توجد فقرة من النص الكهنوتى (اى الإجمال تسع فقرات كهنوتية) هذه النصوص متعددة الأصول و لا تتمتع بالوضوح إلا من حيث تعاقب الأحداث ، فبين النصين توجد تناقضات صارخة . يقول الأب ديفو {إنهما حكايتان للطوفان تختلف فيهما العوامل التى أدت للطوفان ن كما يختلف زمن وقوعه و يختلف عدد الحيوانات التى شحنها نوح بالسفينة}
إن رواية الطوفان فى العهد القديم غير مقبولة فى اطارها العام و ذلك لسببين بتضحان فى ضوء المعارف الحديثة:
(1) يعطى العهد القديم للطوفان طابعاً عالمياً
(2) و على حين لا تعطى فقرات المصدر اليهودى للطوفان تاريخاً ، تحدد الروايات الكهنوتية زمن الطوفان فى عصلا لم يكن من الممكن أن تقع به كارثة من هذا النوع.
و الحجج التى يستند إليها هذا الحكم على ما يلى:
(1/96)
تحدد الرواية الكهنوتية أن الطوفان وقع عندما كان عملا نوح 600 عام ، غير أنه من المعروةف بحسب الانساب المذكورة فى الإصحاح الخامس من التكوين أن نوحاص قد ولد بعد ادم بنحو 1056 عاماً ، و ينتج من هذا أن الطوفان قد وقع بعد 1656 عاماص من خلق أدم ، و من ناحية فجدول نسب ابراهيم الذى يعطيه سفر التكوين (10:11-32) يقدر أن ابراهيم قد ولد بعد الطوفان بنحو 292 عاماً ن و لما كنا نعلاف أن ابراهيم كان يعيش فى حوالى 1850 ق.م فإن زمن الطوفن يتحدد إذاً على حسب التوراة ب21 أو 22 قرناص قبل المسيح ، و هذا الحساب بتوافق بمنتهى الدقة مع اشارات كتب التوراة القديمة التى تحتل فيها هذه التحديدات التاريخية المتسلسلة مكاناً طيباً قبل نص التوراة، و ذلك فى عصر كان الإفقتار إلى المعلومات الإنسانية فى هذا الموضوع يجعل معطيات هذا التسلسل التاريخى للاحداث مقبولة بلا جدل لدى قرائها ...
كيف يمكن اليوم تصور أن كارثة عالمية دمرت الحياة على كل سطح الأرض فى القرن 21،22 ق.م ؟؟ ففى ذلك العصر كان هناك فى نقاط عدة من الأرض حضارات قد ازدهرت و انتقلت اطلالها إلى الأجيال التالية ن بالنسبة لمصر على سبيل المثال كان ذلك فى الفترة الوسطى التى تلن مهاية الدولة الفرعونية القديمة و بدابة الدولة الوسطى، و بالنظر إلى ما نعرفه عن تاريخ هذا العصر فإنه يكون مضحكاً القول أن الطوفان دمر فى ذلك العصر كل الحضارات.
و ننبه ههنا أن بعض المفسرين المتاخرين حاول تبرير هذه الأخطاء ، فزعموا أن سلسلة النسب لم تستوعب جميع الأسلاف ، ولكنه تفسير فاشل لأن السلسلة تذكر ان فلاناً ولد فلاناً وهكذا . فلم تترك فجوة لأسم يهمل ، ثم إن التحديد الزمني بقطع النظر عن سلسلة الأسماء خطأ واضح
اختلاف نسخ
فى التوراة العبرانية : ((و عاش سام بعد ما ولد أرفكشاد خمس مئة سنة ، و ولد بنين بنات))تك11:11
(1/97)
فى التوراة السامرية: ((و عاش سام بعد ما ولد أرفكشاد خمس مئة سنة ، و ولد بنين و بنات و كانت كل أيام سام ست مئة سنة و مات)) تك11:11
خرافات
نقرأ فى تكوين 9:11 قول الرب عن سبب تسمية مدينة بابل باسمها:
(( وَكَانَ أَهْلُ الأَرْضِ جَمِيعاً يَتَكَلَّمُونَ أَوَّلاً بِلِسَانٍ وَاحِدٍ وَلُغَةٍ وَاحِدَةٍ. 2وَإِذِ ارْتَحَلُوا شَرْقاً وَجَدُوا سَهْلاً فِي أَرْضِ شِنْعَارَ فَاسْتَوْطَنُوا هُنَاكَ. 3فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: هَيَّا نَصْنَعُ طُوباً مَشْوِيّاً أَحْسَنَ شَيٍّ». فَاسْتَبْدَلُوا الْحِجَارَةَ بِالطُّوبِ، وَالطِّينَ بِالزِّفْتِ. 4ثُمَّ قَالُوا: هَيَّا نُشَيِّدْ لأَنْفُسِنَا مَدِينَةً وَبُرْجاً يَبْلُغُ رَأْسُهُ السَّمَاءَ، فَنُخَلِّدَ لَنَا اسْماً لِئَلاَّ نَتَشَتَّتَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ كُلِّهَا. 5وَنَزَلَ الرَّبُّ لِيَشْهَدَ الْمَدِينَةَ وَالْبُرْجَ اللَّذَيْنِ شَرَعَ بَنُو الْبَشَرِ فِي بِنَائِهِمَا. 6فَقَالَ الرَّبُّ: إِنْ كَانُوا، كَشَعْبٍ وَاحِدٍ يَنْطِقُونَ بِلُغَةٍ وَاحِدَةٍ، قَدْ عَمِلُوا هَذَا مُنْذُ أَوَّلِ الأَمْرِ، فَلَنْ يَمْتَنِعَ إِذاً عَلَيْهِمْ أَيُّ شَيْءٍ عَزَمُوا عَلَى فِعْلِهِ. 7هَيَّا نَنْزِلْ إِلَيْهِمْ وَنُبَلْبِلْ لِسَانَهُمْ، حَتَّى لاَ يَفْهَمَ بَعْضُهُمْ كَلامَ بَعْضٍ». 8وَهَكَذَا شَتَّتَهُمُ الرَّبُّ مِنْ هُنَاكَ عَلَى سَطْحِ الأَرْضِ كُلِّهَا، فَكَفُّوا عَنْ بِنَاءِ الْمَدِينَةِ، 9لِذَلِكَ سُمِّيَتِ الْمَدِينَةُ «بَابِلَ» لأَنَّ الرَّبَّ بَلْبَلَ لِسَانَ أَهْلِ كُلِّ الأَرْضِ، وَبِالتَّالِي شَتَّتَهُمْ مِنْ هُنَاكَ فِي أَرْجَاءِ الأَرْضِ كُلِّهَا.))
و هذا النص منتقد من جهات:
(1) أنه ينتقص من الذات الاهية يو يجعل الرب خائفاً من تمكن البشر على لاأرض ببناء المدن و الأبراج فبلبل ألسنتهم ليفرقهم خوفاً من اتحادهم
(1/98)
(2) أن النص يزعم أن الله يجهل الأمور فاضطر للنزول بنفسه ليعلم ما وصل إليه الحال
3) أن النص يزعم أن بابل سميت بهذا الاسم نسبة الى بلبلة الألسن ، و هذا خطأ و تحريف للرتجمة بين
يقول الدكتور منقذ السقار: {كلمة بابل في العبري " باب ايل " بمعنى : " بوابة الرب " كما في قاموس الكتاب المقدس، وعليه فليس من مناسبة بين اسم بابل والبلبلة التي تذكرها التوراة، فالمناسبة غير متحققة في اللغة العبرية التي كتب بها الكتاب المقدس}
(4) أن التاريخ يكذب هذه الخرافة فمدينة بابل زجدت بعد الاف السنين من تفرق الناس ، و اختلاف ألسنتهم و ألوانهم ليس بسبب خوف الرب منهم (حاشا لله) و إنما هى أية من أيات الله كما قال تعالى وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ
الاصحاح الثانى عشر
رد على كتاب شبهات وهمية
قال القس منيس عبد النور
قال المعترض: ((يقول تكوين 12: 1-5 إن الله دعا إبراهيم وهو في حاران، بينما يقول أعمال الرسل 7: 2-4 إن الله دعاه قبل أن يجيء إلى حاران))
وللرد نقول: الذي يفتش عن الأخطاء يختلقها. لقد وجَّه الله الدعوة لإبراهيم ليذهب لأرض الميعاد قبل أن يجيء إلى حاران. ولما وصل إلى حاران أقام فيها، فعاد الله يدعوه من جديد ليتابع السَّفَر إلى حيث دعاه أولاً. وكانت المدة بين الدعوة الأولى والثانية خمس سنوات.
بعد حمد الله والصلاة والسلام على رسول الله
فإن المسلمين لم يفتشوا عن الأخطاء أو يختلقوها و إنما درسوا بموضوعية الكتاب المقدس فما وجدوا إلا تناقضات و اخطاء واضحة ، و يكفى ان ينظر القس عبد النور لرده الهذيل هذا ليعرف أن لا حجة للنصارى و أن ردودهم واهية لا تصمد امام نقد أو بحث...
(1/99)
ففى أعمال الرسل 2:7, 4 نرى اليهود و قد قبضوا على استيفانوس و قدموه للمحاكمة فلما وقف امام رئيس الكهنة ذكرهم بما يفترض أنه فى التوراة من دعوة الله لابراهيم ليسكن فى أرض الميعاد فقال: (( أيها الرجال , الأخوة و الأباء , اسمعوا!, ظهر إله المجد لابراهيم أبينا و هو فى ما بين النهرين قبلما سكن فى حاران وقال له: اخرج من أرضك و عشيرتك , و هلم إلى الأرض التى أريك , فخرج حينئذ من أرض الكلدانيين و سكن فى حاران و من هناك نقله بعد ما مات أبوه , إلى هذه لأرض التى أنتم الأن ساكنون فيها ))
و إذا عدنا إلى سفر تكوين لنقرأ ذلك نجد أن أول ما قاله الله لابراهيم هو التالى (( اذهب من أرضك و عشيرتك و من بيت أبيك إلى الأرض التى أريك )) تكوين 1:12,
فهذا هو النص الذى ذكره استيفانوس و أخطأ فيه لأنه وفق ذلك النص فإن إبراهيم جاءته الدعوة و هو فى حاران إذ قال (( فأخذ ابراهيم ساراى امرأته و لوطاً ابن أخيه و كل مقتنياتهما التى اقتنيا و النفوس التى امتلكا فى حاران )) تكوين 5:12
و الزعم بأن الله خاطب ابراهيم قبل الذهاب لحاران ثم ناداه أخرى و هو فى حاران لا أساس له من الصحة و لا أصل له فى التوراة , ويخالف العقل و النقل :
(1/100)
من جهة العقل : فإن استيفانوس كما قلنا كان يُحاكم فذكر هذه القصة ضمن حديثه عن تاريخ الشعب المدون فى التوراة لتذكير اليهود و وعظهم فلا مجال للقول بأنه كان يضيف بالإلهام خاصة و أن إضافاته لا فائدة دينية أو عملية من وراءها و تناقض خبر التوراة فلن تزيد الموقف إلا شقاقاً و لازالت أقوال استيفانوس هذه من مأخذ اليهود على المسيحية إلى يومنا هذا , و لا يُعقل أن ينتظر الله ألاف السنين ليكمل القصة التى كانت من أوائل ما احتواه كتاب القوم المقدس و بهذه الطريقة و فى تلك الظروف! ,كما أنه لا يُعقل أن يأمر الله إبراهيم بالذهاب إلى أرض الميعاد فيذهب إلى أرض حاران و يمكث فيها خمس سنوات مخالفاً أمر ربه و لا يذهب إليها إلا بعد أن يعاود الله دعوته و كأنه طفل صغير !!
أما من جهة النقل : فإن النصين المذكورين فى سفر التكوين و سفر الأعمال متطابقان, والحديث عن واقعة واحدة لا واقعتين و لا ذكر لدعوة إبراهيم فى أرض الكلدانيين فى سفر التكوين , و بالعودة إلى سفر التكوين نجد أن تارح أبو ابراهيم وفق التوراة هو الذى أخذ بنيه ليذهبوا لأرض كنعان و حين وصلوا حاران استقر فيها - ثم- بعد موته قال الرب لابراهيم " اذهب من أرضك و من عشيرتك و من بيت أبيك إلى الأرض التى أريك .." فجاء فى تكوين 31:11 (( و أخذ تارح ابرام ابنه و لوطاً بن هاران, ابن ابنه, و ساراى كنته امرأة ابرام ابنه, فخرجوا معاً من أور الكلدانيين ليذهبوا إلى أرض كنعان فأتوا حاران و أقاموا هناك ))
فكيف يزعم عبد النور أن إبراهيم خرج إلى أرض حاران بوحى الله ؟!!
تناقض
هل يمكن رؤية الله؟؟
نعم
تك12: 7
((و ظهر الرب لابرام و قال لنسلك اعطي هذه الارض فبنى هناك مذبحا للرب الذي ظهر له))
تك17: 1
((و لما كان ابرام ابن تسع و تسعين سنة ظهر الرب لابرام و قال له انا الله القدير سر امامي و كن كاملا ))
لا
يو1: 18
(1/101)
((الله لم يره احد قط الابن الوحيد الذي هو في حضن الاب هو خبر))
1تى1: 17
((ملك الدهور الذي لا يفنى و لا يرى الاله الحكيم وحده له الكرامة و المجد الى دهر الدهور امين)
1 يو4: 12
((الله لم ينظره احد قط ان احب بعضنا بعضا فالله يثبت فينا و محبته قد تكملت فينا))
مطعن الكتاب اللامقدس فى إبراهيم الخليل عليه السلام
اولاً: المطعن
جاء فى تكوين 14:12: ((11وَحَدَثَ لَمَّا قَرُبَ أَنْ يَدْخُلَ مِصْرَ أَنَّهُ قَالَ لِسَارَايَ امْرَأَتِهِ: «إِنِّي قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكِ امْرَأَةٌ حَسَنَةُ الْمَنْظَرِ. 12فَيَكُونُ إِذَا رَآكِ الْمِصْرِيُّونَ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ: هَذِهِ امْرَأَتُهُ. فَيَقْتُلُونَنِي وَيَسْتَبْقُونَكِ. 13قُولِي إِنَّكِ أُخْتِي لِيَكُونَ لِي خَيْرٌ بِسَبَبِكِ وَتَحْيَا نَفْسِي مِنْ أَجْلِكِ))
فزعموا بموجب هذا النص أن إبراهيم خليل الرحمن عليه و على نبينا الصلاة و السلام قدم إمرأته سارة إلى فرعون حتى ينال متاعاً و ثراءً بسببها فصوروه بأبشع صور الخسة و الدياثة !
(1/102)
و قد كذبوا على خليل الرحمن و قص علينا رسول الله قصة إبراهيم هذه عند دخوله مصر فقال عليه الصلاة و السلام: لم يكذب إبراهيم إلا ثلاث كذبات( و فى رواية لأبى هريرة قال: اثنتان منهم فى ذات الله أى فى سبيله) قوله(إنى سقيم) حين دُعى لألهتهم و و قوله (بل فعله كبيرهم هذا) وقوله عن سارة(إنها أختى) قال: و دخل إبراهيم قرية فيها ملك من الملوك أو جبار من الجبابرة فقيل :دخل إبراهيم الليلة بإمرأة من أحسن الناس قال: فأرسل إليه الملك أوالجبار من هذه معك؟ فقال أختى(يعنى أخته فى الإسلام) قال فأرسل بها إليه و قال لا تكذبى قولى فإنى قد أخبرته أنك أختى وإنه ليس على وجه الأرض مؤمن غيرى و غيرك (أى ليس من زوجين مؤمنين غيرى و غيرك) فلما دخلت عليه قام إليها فأقبلت تتوضأ و تصلى و تصلى و تقول(اللهم إن كنت تعلم أنى أمنت بك و برسولك و أحصنت فرجى إلا على زوجى فلا تسلط على ذلك الكافر) قال فسقط حتى ركض برجله .
و فى بعض الروايات أن ذلك تكرر عدة مرات حتى أرسلها و أهداها هاجر لما رأى من عفتها و شرفها
و قد قال القس الوثنى منيس عبد النور فى جملة تطاولة على الخليل:
{ومن المؤسف أن خطية إبراهيم هذه تكررت من ولده إسحق مع زوجته رفقة. كما كان يعقوب حفيد إبراهيم مخادعاً حتى توَّبه الله إليه. وهذا يكشف لنا شناعة الخطية.وقد حاول البعض أن يدافعوا عن خطية إبراهيم بقولهم إنها كذبة بيضاء، فقد كانت سارة أختاً غير شقيقة لإبراهيم. وهذا صحيح أنها أخته غير الشقيقة. لكن الوحي المقدس يدين الكذب كله أبيضه وأسوده، وقد سجَّل لنا هذه الكذبة البيضاء على أنها خطية تستحق الإدانة}
و إليكم زمرة من تطاولات كتب التفسير على الخليل:
وحدثت مجاعة فى الأرض فإنحدر ابراهيم الى مصر ليأخذ من خيراتها
(يفسر بعض المفسرون كلمات الإنحدار والصعود بالإنحدار والصعود الأخلاقى)
"التفسير الحديث"
(1/103)
{ كل الدلائل تدل على أن أبرام لم يقف ليستفهم بل سار بدافع نفسه آخذا فى أعتبارة كل شىء إلا الله بل وعجز عن الإجابة على تأنيب فرعون الاذع عندما قال له لم قلت أنها أختى وهى زوجتك؟ وواضح أنه كذب}
"التفسير الحديث للكتاب المقدس"
{ كان هذا أمتحانا لإيمانه ولم يلتمس أبرام الإرشاد من الله عندما واجه هذه المشكلة وأظهر عدم الإيمان فى حماية الله رغم كل وعود الله له }
"التفسير التطبيقى للكتاب المقدس"
ثانياً: فضح المطعن(للدكتور منقذ السقار)
أخطأ كاتب سفر التكوين حين تحدث عن سارة زوجة إبراهيم، فذكر من جمالها وحسنها أنها وقعت في استحسان فرعون مصر ((فحدث لما دخل إبرام إلى مصر أن المصريين رأوا المرأة أنها حسنة جداً، ورآها رؤساء فرعون ومدحوها لدى فرعون، فأخذت المرأة إلى بيت فرعون..)) تك 14:12، 15
و هذا غلط فادح لأن سارة كانت قد بلغت الخامسة والستين من العمر حين وصلت مصر، والرغبة فى من بلغ سنها غير معهودة إذ يذوي الجمال والحسن دون هذا السن، وامرأة في الخامسة والستين لا نراها تصلح لتكون محلاً لإعجاب الملوك وهيامهم.
و أظهر من هذا أن كاتب التكوين ظل يجعلها محلاً للإشتهاء و الهيام بعدما تجاوزت التسعين إذ زعم انها وقعت في استحسان ملك جرار أبيمالك!!
ومثل هذا من الشطط الذي يتنزه عنه وحي الله وكتب،ولبيان هذه المسألة نقول:
يُعلم من تكوين17:17 أن سارة تصغر عن زوجها بعشر سنين، إذ يقول النص: (( هل يولد لابن مئة سنة، وهل تلد سارة وهي بنت تسعين سنة)) فبينهما عشر سنين.
(1/104)
وقد غادر إبراهيم حاران، وعمر سارة خمس وستون سنة (( وكان إبرام ابن خمس وسبعين سنة لما خرج من حاران، فأخذ إبرام ساراي امرأته ولوطاً ابن أخيه وكل مقتنياتهما..فأتوا إلى أرض كنعان)) التكوين 4:12، 5... ثم بعد ذلك انطلق إلى مصر، حيث أعجب فرعون بسارة، وقد تجاوزت الخامسة والستين ((وحدث لما قرب أن يدخل مصر أنه قال لساراي امرأته: إني قد علمت أنك امرأة حسنة المنظر، فيكون إذا رآك المصريون أنهم يقولون: هذه امرأته، فيقتلونني ويستبقونك.. فحدث لما دخل إبرام إلى مصر أن المصريين رأوا المرأة أنها حسنة جداً، ورآها رؤساء فرعون ومدحوها لدى فرعون، فأخذت المرأة إلى بيت فرعون...)) تك11:12-15
ثم يتحدث سفر التكوين عن بلوغ إبراهيم التاسعة والتسعين واختتانه في هذا السن، (التكوين 24:17، 25). مما يعني بلوغ سارة التسعين، وبعده يتحدث السفر عن مضي إبراهيم وزوجه العجوز إلى الجنوب، ليُعجب ويؤخَذ بجمالها - هذه المرة – أبيمالك ملك جرار، ((وانتقل إبراهيم من هناك إلى أرض الجنوب وسكن بين قادش وشور، وتغرب في جرار، وقال إبراهيم عن سارة امرأته هي أختي، فأرسل أبيمالك ملك جرار أخذ سارة )) (التكوين 1:20-3)
فهل يعقل أن امرأة قاربت التسعين يقع في هيامها الملوك؟ إنه أحد أغلاط الكتاب المقدس، وأحد شهاداته على أنه من صنع البشر.
رد على كتاب شبهات وهمية
قال القس منيس عبدالنور:
- قال المعترض الغير مؤمن: ورد في تكوين 12: 6 : وكان الكنعانيون حينئذ في الأرض وكذلك ورد في تكوين 13: 7 : وكان الكنعانيون والفرزيون حينئذ ساكنين في الأرض . فهاتان الآيتان ليستا من كلام موسى بل هما ملحقتان .
وللرد نقول بنعمة الله : ما هو الدليل على أنهما ليستا من كلام موسى؟ فهل هما تنافيان حقيقة تاريخية، أو هل هما تنافيان صفات الله وكمالاته؟ أو هلَّا توجد مناسبة بينهما وبين العبارات السابقة؟
(1/105)
إن كلام الله منزّه عن ذلك، ففي تكوين 12 قال موسى إن ابرام ولوطاً تغربا من وطنهما وقصدا أرض كنعان (ا ية 4)، ثم ذكر أن أبرام سافر إلى شكيم وكان الكنعانيون حينئذ في تلك البلاد. ففي آية 5 أفاد أن أبرام سافر إلى أرض كنعان وفي آية 6 قال إن الكنعانيين كانوا موجودين في تلك الجهة، وكذلك قال في تكوين 13: 7 فإن الكتاب أفادنا أن الأرض لم تسع لوطاً وابراهيم لكثرة مواشيهما، ومما زاد الأمر صعوبة وجود الكنعانيين والفرزيين في تلك البلاد
بعد الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله:
يتسائل القس لم يستحيل أن يكون تكوين 6:12 و 13 :7 من كلام موسى، و جوابنا بسيط للغاية و هو ان كاتب هذين النصين تكلم عن وجود الكنعانيين فى أرض فلسطين كخبر تاريخى مضى، بينما موسى مات و هم مقيمين فيها!!
ففى تكوين 5:12، 6 الذى يفترض أنه سفر موسى نقرأ (( اجتاز أبرام في الأرض إلى مكان شكيم إلى بلّوطة مورة. وكان الكنعانيون حينئذ في الأرض "فلسطين")) فهذا كلام شخص أدرك خروج الكنعانيين من الأرض بعد دخول بني إسرائيل، فهو ليس موسى. يقيناً
- ونحوه قول كاتب الأسفار: ((وكان الكنعانيون والفرزّيون حينئذ ساكنين في الأرض)) التكوين 13 :7
- ونحوه في قوله: ((وهؤلاء هم الملوك الذين ملكوا في أرض أدوم قبلما ملكَ ملِكٌ لبني إسرائيل)) تكوين 31:36
فالكاتب قد أدرك عهد الملكية الذي كان بعد موسى بأربعة قرون.
و نلاحظ أن هناك فرقاً كبيراً بين النبوءة و الخبر فى الأسلوب و السياق، فالشخص هنا يقص وقائع وقعت بفعل الماضى و يدخلها ضمن التصنيف التاريخى للكتاب، فكاتب التكوين هذا كان جامعاً مؤرخاً جاء بعد موسى بزمن كبير
اما النبوءة فهى كقول الله لابراهيم ( و إسماعيل أيضاً أجعله أمة عظيمة لأنه نسلك) أو قوله فى تك15: 13 «فقال الرب لأبرام: اعلَمْ يقيناً أن نسلك سيكون غريباً في أرضٍ ليست لهم ويُستعبَدون لهم، فيذلونهم 400 سنة». فتامل الفارق.
(1/106)
وقد أقر المحقق آدم كلارك بوقوع التحريف في هذا النص، وقال: [ غالب ظني أن موسى ما كتب هذه الآية، والآيات التي بعدها إلى التاسعة والثلاثين .. وأظن ظناً قوياً قريباً من اليقين أن هذه الآيات كانت مكتوبة على حاشية نسخة صحيحة، فظن الناقل أنها جزء من المتن فأدخلها فيه "، ولم يبين دليله الذي دفعه لهذا الظن الذي قارب اليقين، لكن هذا التبرير من كلارك يفضي إلى الشك بجملة الكتاب المقدس، إذ كما جاز للناسخ أن يدخل في المتن هنا ما ليس فيه، فإنه يجوز وقوع ذلك في سائر الكتاب]
و نلاحظ أن هذه الأمثلة المبينة هى نموذج اخر كمثال قرية الحبرون التى تسمت بهذا الإسم بعد موت موسى و مع هذا ذُكرت باسم حبرون فى أسفاره!
و كان جواب القس عنها مختلفاً عن جوابه هنا مما عكس تخبطه.. و سنرى المزيد من هذه الأشياء فى الأسفار المختلفة حتى نصل إلى اعجوبة تدوين موسى لخبر وفاته باذن الله تعالى
و سنجد فى كل مرة رداً مبتكراً من القس المدلس
الاصحاح الثالث عشر
تناقض
نقرأ فى تكوين 13: 15
(( لان جميع الارض التي انت ترى لك اعطيها و لنسلك الى الابد))
(هذا وعد لم يتحقق )
يعارض
أعمال 7: 5
((و لم يعطه فيها ميراثا و لا وطاة قدم و لكن وعد ان يعطيها ملكا له و لنسله من بعده و لم يكن له بعد ولد))
عبرانيين11: 12-13
((لذلك ولد ايضا من واحد و ذلك من ممات مثل نجوم السماء في الكثرة و كالرمل الذي على شاطئ البحر الذي لا يعد في الايمان مات هؤلاء اجمعون و هم لم ينالوا المواعيد بل من بعيد نظروها و صدقوها و حيوها و اقروا بانهم غرباء و نزلاء على الارض))
رد على كتاب شبهات وهمية
قال القس منيس عبدالنور:
(1/107)
قال المعترض الغير مؤمن: ورد في التكوين 13: 16 وأجعل نسلك كتراب الأرض، حتى إذا استطاع أحد أن يعد تراب الأرض نسلك أيضاً يُعَد . وفي 22: 17 وأكثِّر نسلك تكثيراً كنجوم السماء وكالرمل الذي على شاطئ البحر . وأولاده لم يبلغ مقدار عددهم رطل رمل في الدنيا في وقت من الأوقات، فضلًا عن مقدار رمل شاطىء البحر ورمل الأرض .
وللرد نقول بنعمة الله : لما كانت غاية الله أن يفهمنا الحقائق، خاطبنا بلغتنا المعروفة عندنا. وقد أنجز الله وعده، فنسل إبراهيم هم العرب واليهود. كما أن نسل إبراهيم المؤمن، هم الذين يؤمنون إيمانه، وقد صار عددهم لا يُحصى، ولا سيما أن المسيح الذي تباركت فيه قبائل الأرض هو من نسل إبراهيم. فما أكثر نسل إبراهيم الجسدي، وما أكثر نسله الروحي!
بعد الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله:
يظهر فى النص محل الإعتراض الخطأ التاريخى الفادح فى النبوءة المذكورة و التى بموجبها يعد الله إبراهيم أن يكثر نسله فيكون كنجوم السماء و الرمل على الشاطىء بيد أن بنى إسرائيل لم يبلغوا عشر معشار هذا العدد و كانوا دائماً و أبداً أقلية ... فما كان من القس المدلس إلا أن تهرب من مواجهة الخطأ بقوله { وقد أنجز الله وعده، فنسل إبراهيم هم العرب واليهود}
و هذا الرد باطل لأن االوعد المذكور تم تكراره لاسحق فى تكوين 3:26 ((تغَرَّبْ بهذهِ الأرضِ وأنا أكونُ معَكَ وأُبارِكُكَ، فأُعطيَ لكَ ولِنسلِكَ جميعَ هذِهِ البِلادِ، وأفي باليمينِ التي حلَفتُها لإبراهيمَ أبيكَ، 4وأُكثِّرُ نسلَكَ كنجومِ السَّماءِ وأُعطيهم جميعَ هذِهِ البلادِ، ويتباركُ فيهم جميعُ أُمَمِ الأرضِ، ))
(1/108)
و رغم إيماننا أن وعد الله كان بالفعل لنسل إبراهيم من جهة إسحق و إسماعيل معاً إلا أننا نخاطب القوم بما يؤمنون ، و النص السابق يزعم أن النسل الذى تكلم عنه الرب و أخبر بتكثيره كنجوم السماء هو نسل اسحق فلا يدخل العرب حينئذ فى الحساب ... و إن تقرر هذا تبين كذب تحليل القس كما تبين الكذب المزدوج داخل متن النص و ذلك حين تنبأ عن الكثرة التى لم تقع قط ، و حين تكلم عن إعطاء جميع البلاد فى المنطقة لنسل إسحق و هذا لم يقع بل أمضوا تاريخهم محاربين مشردين و لم يملكوا أرض العراق إلى مصر قط!
و نحن نتعجب من القس الذى أدخل العرب فى الحساب ليدفع التناقض و نسى أن هذا يستوجب منه الإعتراف بمباركة الله تعالى للعرب و تبشيره بملكهم على الأرض المقدسة و هذا حق بلاشك و لكن هل يؤمن القس بذلك؟!
(2)أما قول القس أن النسل المراد هم الأتباع المؤمنين فهو باطل أيضاً لأن مصطلح (النسل) هو مصطلح ذو دلالة قاطعة فى قصد النسب العرقى و هو ما يقول به اليهود أنفسهم و تؤكده أكثر نصوص التوراة بالكلام المستمر المستمر عن بنى إسرائيل و أنهم الشعب المختار إلى غير ذلك ....
زد على هذا قأننا نجد فى تكوين 28: 14 قول الرب ليعقوب ((ويكثُرُ نسلُكَ كَتُرابِ الأرضِ، وينتَشِرُ غربًا وشرقًا وشَمالاً وجنوبًا، ويتباركُ بِكَ وبنسلِكَ جميعُ قبائلِ الأرضِ))
فنلاحظ ههنا أن الرب تكلم عن نسل يعقوب و أنه يكثر كالتراب و ينتشر فى المشارق و المغارب ثم أتبع ببيان مباركة الأمم التى تتبع النسل المذكور ... و عليه فهذا التمييز بالنص بين نسل ابراهيم و بقية الأمم يرد على القس صرفه المعنى إلى المؤمنين عامة
أخيراً و مع التجاوز عن هذا اللى الواضح لأعناق النصوص فالوعد تضمن ايراث الأرض المقدسة لنسل إبراهيم المؤمن و لم تقم الدولة المؤمنة فى هذه الأرض بامتدادها على مدار التاريخ إلا على يد المسلمين و لم يكن شيئاً من هذا لا للنصارى ولا لليهود !
(1/109)
رد على كتاب شبهات وهمية
قال القس منيس عبد النور:
قال المعترض الغير مؤمن: ورد في التكوين 13: 18 و35: 27 و37: 14 لفظة حبرون، وهو اسم قرية كان اسمها في سالف الزمان قرية أربع. وادّعى المعترض أن بني إسرائيل بعدما فتحوا فلسطين في عهد يشوع غيّروا هذا الاسم إلى حبرون (يشوع 14: 15). فيكون ما ورد في سفر التكوين كلام شخصٍ عاش بعد هذا الفتح، فهو إذاً ليس من كلام موسى .
وللرد نقول بنعمة الله : كان يُطلق على تلك القرية اسم حبرون (بمعنى تحالف) قبل موسى بأجيال، بسبب التحالف الذي أبرمه إبراهيم مع الأموريين. وكان هذا الاسم شائعاً في عصر يعقوب (قبل موسى بمدة طويلة) والدليل على ذلك أنه ورد في تكوين 37: 14 أن يعقوب أرسل يوسف من وطاء حبرون وورد في عدد 13: 22 : وأما حبرون فبُنيت قبل صوعن مصر بسبع سنين . فدعاها موسى حبرون لأن هذا هو اسمها قبل عصره بأجيال. وكانت تسمى أيضاً قرية أربع لأنها كانت مسكن أربعة من العمالقة الجبابرة. ولم يقل في سفر يشوع 14: 15 إنه لما استولى بنو إسرائيل عليها سمّوها حبرون، وغيّروا اسمها الأصلي الذي هو قرية أربع، بل قال اسم حبرون قبلًا قرية أربع . ويُفهم من هذه العبارة أن بني إسرائيل أطلقوا عليها الاسم القديم وهو حبرون الذي كانت تُسمّى به وقت إبراهيم.
يعد الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله:
- لم يقدم القس دليلاً واحداً على أن القرية سميت حبرون بسبب التحالف الذى أبرمه إبراهيم مع الأموريين، فهذا من تأليف جناب القس فلا يعتد به،
- كما أن زعمه ان إسم حبرون كان شائعاً فى عصر يعقوب باطل لأنه لم يدلل على دعواه إلا بالنصوص التى وردت فى أسفار موسى ناسياً أو متناسياً أنها محل الإتهام نفسه!!
(1/110)
فنحن لم نقل أن كلمة حبرون لم ترد فى الأسفار الخمس بل وردت فى مواضع عدة منها (تك14:37) (عدد 22:13) (تك18:13) (تك27:35) ففى كل هذه المواضع ذُكر إسم حبرون مع أن القرية لم تُسمى به إلا فى عصر يوشع مما يثبت أن كاتب هذه الأسفار ليس موسى!
- أما قول القس: {وكانت تسمى أيضاً قرية أربع لأنها كانت مسكن أربعة من العمالقة الجبابرة} فهذا من التلاعب بالألفاظ فأحد لم يقل أن القرية كان لها اسمين فى ذات الوقت بل قال النص فى يوشع 15:14 ((فباركه يشوع، وأعطى حبرون لكالب... واسم حبرون قبلاً قرية أربع، الرجل الأعظم في العناقيين))
فواضح للعيان أن القرية كانت تسمى قرية أربع قبل أن يتحول إسمها إلى حبرون، و دل هذا النص بسياقه أن اسم حبرون جد بعد أن أعطيت القرية لكالب و لم يكن سابقاً لها و إلا لكان من اللغو الغير مجدى قوله (واسم حبرون قبلاً قرية أربع) فما فائدة الدينية أو العملية بإخبارنا فى هذا الموضع أن حبرون كانت تسمى قبلاً قرية أربع إن كانت قد تسمت بحبرون فعلاً منذ مئات السنين من لدن إبراهيم؟!
فهذا و الله كمن يقول ( ثم دخل الانجليز القاهرة و كان اسمها من قبل هليوبوليس)، فما موضع هذا الخبر القديم من هذه الحادثة ؟!
لا شك أن الإنسان البسيط حين يقرأها سيظن مباشرة أن القاهرة ظلت تسمى هليوبوليس حتى دخلها الإنجليز لأن هذا مفهوم النص بسياقه حين ربط بين دخول الإنجليز للبلد و بيان ان اسمها قبل ذلك كان هليوبوليس، و هو محق فى أن يظن هذا طالما أن قائل الخبر جاهل بأدب التعبير و يسرد الأخبار فى غير موضعها مما يلبس على المتلقى، و يبدو ان هذا هو ما يريد القس أن يصف به كتابه لأنه الحيلة الوحيدة (المفضوحة) للتهرب من الخطأ الجسيم!!
بيد أن هذه ليست الحالة الوحيدة التى تذكر التوراة فيها أسماءً و أخباراً لم تقم لها قائمة فى حياة موسى بل هناك عدة أمثلة منها:
(1/111)
*ورد في سفر التكوين (14:22) ان "جبل موريا سمي جبل الله" إلا ان ذلك الجبل لم يحمل هذا الاسم "الا بعد الشروع في بناء المعبد"
*ورد في سفر التثنية (11:3) عبارة خاصة بعوج ملك باشان: "وعوج هذا هو، وحده، بقي من الرفائيين، وسريره سرير من حديد، او ليس هو في ربة بني عمون؟ طوله تسع اذرع وعرضه اربع اذرع بذراع الرجل؟ "وتدل هذه الاضافة" بوضوح تام، على ان من كتب هذه الاسفار عاش بعد موسى بمدة طويلة وفضلا عن ذلك، فلا شك في انه لم يعثر على هذا السرير الحديدي الا في عصر داوود الذي استولى على الرباط (ربة عمون) كما يروي صموئيل الثاني (30:12)
* يقص سفر التثنية قصة وفاة موسى ودفنه، وهي قصة لا بد من ان تكون خارجة عن نطاق اعمال موسى في هذا السفر، فان الراوي يرى ان موسى فاق من جاء بعده من الانبياء في بني "اسرائيل"، إذ يقول: "ولم يقم من بعد في "اسرائيل" نبي كموسى الذي عرفه الرب وجها لوجه" (تث 10:34) مما يؤكد، بلا ادنى شك، ان صاحب الكلام هو غير موسى بالطبع.
و فى كل ما سبق و غيره عشرات الحالات لا نجد من قسس النصارى إلا ردوداً هزلية لا تقوم على دليل أو منطق بل تجلى ما هم عليه من ضعف فلا يُلتفت إليها
الاصحاح الرابع عشر
تناقض
بلاد العمالقة وجدت قبل ولادة العمالقة
تك14: 7
((ثم رجعوا و جاءوا الى عين مشفاط التي هي قادش و ضربوا كل بلاد العمالقة و ايضا الاموريين الساكنين في حصون تامار))
وولادتهم بعد ذلك
تك36: 12
((و كانت تمناع سرية لاليفاز بن عيسو فولدت لاليفاز عماليق هؤلاء بنو عدا امراة عيسو))
(معضلة) ملكى صادق أعظم من يسوع!
نقرأ فى عبرانيين 7: 1-3
(1/112)
((لان ملكي صادق هذا ملك ساليم كاهن الله العلي الذي استقبل ابراهيم راجعا من كسرة الملوك وباركه الذي قسم له ابراهيم عشرا من كل شيء.المترجم اولا ملك البر ثم ايضا ملك ساليم اي ملك السلام بلا اب بلا ام بلا نسب.لا بداءة ايام له ولا نهاية حياة بل هو مشبه بابن الله هذا يبقى كاهنا الى الابد. ))
فنلاحظ هنا أن بولس يصف ملكى صادق بأنه ملك السلام ( النصارى يلقبون يسوع بأنه أمير السلام و طبعا الملك أعلى درجه من الأمير )
كذلك يقول بولس فى رسالته إلى العبرانيين بأن ملكى صادق بلا أب و بلا أم و بلا نسب و ليس له بدايه و ليس له نهايه و هنا تأتى أسئلتى
إذا كان ملكى صادق ملك السلام و يسوع أمير السلام فإن ملكى صادق أعظم من يسوع
إذا كان ملكى صادق بلا أب و بلا أم و بلا نسب فإن وجوده أكثر إعجازا من يسوع
إذا كان ملكى صادق بلا بداية أيام و ليس له نهايه أى إنه أزلى فإنه أعظم من يسوع
إذا كان ملكى صادق ليس له نهايه فأين هو الآن ؟؟
فى مناظر للداعيه العلامه أحمد ديدات مع القس أنيس شروش و هو أمريكى من أصل فلسطينى حاصل على درجة الدكتوراه فى اللاهوت المسيحى قال أنيس شروش بالنص
what shall we say about Melchizedek,king of salem and priest of the Most high God who was indeed another appearance of Jesus
إن أنيس شروش يدعى كذبا ( كعادة النصارى عندما تصفعهم بالأسئله التى لا يجدون لها إجابه و التى توضح التناقض فى أناجيليهم)
يدعى أنيس شروش إن ملكى صادق كان ظهور آخر للمسيح و هنا أنا أسأل كيف يكون ملكى صادق ظهور آخر للمسيح بينما بولس يقول بأنه مشبه بإبن الله فهل يشبه الشخص بنفسه ؟؟
و لكى أزيدنكم من الشعر بيتا فإن إسم ملكى صادق ورد ذكره فى العهد القديم
فقد ورد إسمه فى سفر التكوين أول أسفار العهد القديم تكوين 14: 18-19
(1/113)
(( وملكي صادق ملك شاليم اخرج خبزا وخمرا.وكان كاهنا للّه العلي وباركه وقال مبارك ابرام من الله العلي مالك السموات والارض))
فملكى صادق كان من قبل أن يولد يسوع و قبل أن تولد مريم
و الآن ننتظر من النصارى أن يجيبوا على الأسئله التاليه
أين ملكى صادق الآن ؟؟
لو كان ملكى صادق هو نفسه يسوع كما قال القس أنيس شروش فلماذا تجسد مرتين ؟؟ و لماذا شبهه بولس بإبن الله فهل نشبه الشخص بنفسه ؟؟ هل يصح أن نقول رشيد يشبه رشيد ؟؟
هل كانت نهاية ملكى صادق مثل نهاية يسوع معلقا على الصليب ؟؟ أم إن نهايته كانت مختلفه
و هل يجوز لنصرانى دعاء ملكى صادق و الاقرار بعبادته مادام ظهوراً أخر للرب كما يفعلون مع يسوع المسيح الذى هو ظهور أقل مكانة من ملكى صادق؟
يقول بولس فى رسالته إلى العبرانيين عن ملكى صادق
(( بلا اب بلا ام بلا نسب.لا بداءة ايام له ولا نهاية حياة بل هو مشبه بابن الله هذا يبقى كاهنا الى الابد))
فملكى صادق ليس له أب و لا أم و لا نسب
أما يسوع فيقول فله نسب أورده كلا من متى فى إنجيله و كذلك لوقا فى إنجيله (و سنتغاضى عن الإختلاف بينهما)
من هذا نستنتج بأن ملكى صادق ليس هو يسوع للآتى:
ملكى صادق بلا نسب أم يسوع فله نسب ( لكن نسب لا يشرف لأن به 4 جدات زانيات هن ثامار و راحاب و راعوث و زوجة أوريا الحثى التى أنجبت نبى الله سليمان)
يقول الكتاب الذى يدعونه مقدسا
(( لا يدخل ابن زنى في جماعة الرب.حتى الجيل العاشر لا يدخل منه احد في جماعة الرب.)) تثنية 23: 2
و بما إن الكتاب المقدس يقر أن داود هو الجيل العاشر من زنا يهوذا بزوجة ابنه
و أن سليمان بن بيتشبع التى زنا بها داوود و يسوع ضمن الأجيال العشره التى تناسلت منهما بعدما اغتصبها داود عنوة و ضمها لنساءه على خلاف رضى الرب أى بلا شرعية (اللهم إلا إن زعم النصارى أن الرب قل أحل هذه المرأة لداود بعدما فعل بها و بزوجها من جرائم)
(1/114)
فتكون النتيجة المذهلة أن داود فى الجحيم و حفيده يسوع فى الجحيم و لن يدخل ملكوت الرب
الخلاصه
ملكى صادق غير يسوع و بهذا يكون الدكتور القس أنيس شروش كاذب فى إدعائه بأن ملكى صادق هو تجسد آخر للرب أو ظهور آخر ليسوع
ملكى صادق أفضل من يسوع لأنه بلا نسب بينما ليسوع نسب مخجل يدعو للعار و هو فى النار طبقا لنصوص الكتاب المقدس
ورد فى سفر أيوب
(( فكيف يتبرر الانسان عند الله وكيف يزكو مولود المرأة. ))
فمولود المرأه لا يمكن أن يكون إلها
و الإله لا يمكن أن يكون فى النار
و ملكى صادق لا يمكن أن يكون يسوع
و ملكى صادق لا يعرف أحد أين هو و لا متى و لا كيف أتى و لا أين ذهب
ملكى صادق أعظم من يسوع
الاصحاح الخامس عشر
أختلاف فى النسخ
نقرأ فى تك 15: 18 نسخة فان ديك (طبعة دار الكتاب المقدس فى الشرق الأوسط)
((في ذلك اليوم قطع الرب مع ابرام ميثاقا قائلا لنسلك اعطي هذه الارض من نهر مصر الى النهر الكبير نهر الفرات))
بينما نقرأ فى تكوين 15: 18نسخة كتاب الحياة
((فى ذلك اليوم عقد الله ميثاقا مع أبرام قائلا سأعطى نسلك هذه الأرض من وادى العريش الى النهر الكبير نهر الفرات))
رد على كتاب شبهات وهمية
قال القس منيس عبدالنور: قال المعترض: «ورد في تكوين 15: 13 «فقال الرب لأبرام: اعلَمْ يقيناً أن نسلك سيكون غريباً في أرضٍ ليست لهم ويُستعبَدون لهم، فيذلونهم 400 سنة». وورد في الخروج 12: 40 «وأما إقامة بني إسرائيل التي أقاموها في مصر فكانت 430 سنة». فبين الآيتين اختلاف ثلاثين سنة، إما سقط من الأولى أو زيد في الثانية))
(1/115)
وللرد نقول: (1) لا زيادة ولا نقصان ولا اختلاف ولا تناقض، فالنبي في سفر التكوين أخذ في الاعتبار زمن الوعد الذي وعد الله به إبراهيم من أنه يرزقه بابن هو إسحاق. ومن وقت مولد إسحاق إلى خروج بني إسرائيل من مصر 400 سنة. أما في سفر الخروج فقد أخذ النبي في الاعتبار وقت تغرُّب إبراهيم من وطنه طاعةً لأمر الله، وهي مدة 430 سنة. فاختلاف المدة لاختلاف الاعتبارات.
فمن دعوة إبراهيم (أعمال 7: 2) إلى انتقاله من حاران (تكوين 12: 5) 5 سنين. وأقام إبراهيم في كنعان 25 سنة ثم ولد إسحاق (تكوين 21: 5). ولغاية ولادة يعقوب 60 سنة (تكوين 25:25، 26)، و13 سنة إلى أن هاجر إلى مصر (تكوين 46: 2، 3 و47: 28). وأقام بنو إسرائيل في مصر 210 سنوات. فمجموع هذه السنين 430 سنة. فإذا طرحنا منها السنوات الخمس التي أقامها إبراهيم في حاران، وخمس وعشرين سنة إلى أن وُلد إسحاق كان الباقي 400 سنة كما في تكوين 15: 13. وقال الرسول بولس في غلاطية 3: 17 إن المدة من وعد الله لإبراهيم إلى إعطاء الشريعة هو 430 سنة (تكوين 12: 1-5)
(2) أما القول في الخروج 12: 40 إن إقامة بني إسرائيل في مصر كانت 430 سنة، فواضح أنه عندما يُذكر شيئان مرتبطان، يُكتفى بأحدهما عن الآخر. والمقصود في سفر الخروج هو إقامة بني إسرائيل في مصر وفي كنعان أيضاً، والدليل على ذلك أن الرسول بولس قال إن ابراهيم وذرِّيته أقاموا في أرض الموعد كأنهم في أرض غريبة، أي أنهم تغربوا في أرض كنعان (عبرانيين 11: 9)
(1/116)
(3) أما اقتصار الخروج 12: 40 على ذكر مصر، فسببه أن مصر كانت مظهر آيات الله ومراحمه على بني إسرائيل، فقد سامهم فيها المصريون سوء العذاب، فأنقذهم الله بمعجزاته، حتى أن تعبهم في أرض كنعان لم يكن شيئاً يُذكر بالنسبة إلى عذابهم في مصر. فاقتصر سفر الخروج على ذكر مصر تنبيهاً لبني إسرائيل على مراحم الله التي لا تُستقصى. وقد أضاف مترجم التوراة إلى اللغتين السامرية واليونانية في ترجمة خروج 12: 20 كلمة «كنعان» و«آباؤهم» من باب الشرح، فجاءت الترجمة تقول «وأما إقامة بني إسرائيل التي أقاموها (وآباؤهم) في مصر و(كنعان) فكانت 430 سنة». ولكن الأصل العبري باقٍ على أصله.
بعد الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
زعم القس عبدالنور فى سياق جوابه أن المدة المذكورة فى تكوين 15: 13، و خروج 12 :40 تشمل الفترة التى قضاها ابراهيم و بنوه فى أرض كنعان و ليس فقط المدة التى أقامها بنو إسرائيل فى مصر و أن مدة ال400 سنة المذكورة فى التكوين تبدأ من مولد اسحق و مدة ال430 سنة المذكورة فى الخروج تبدأ من وقت هجرة ابراهيم عن وطنة امتثالاً لأمر الله مستدلاً بقول بولس فى غلاطية 3: 17 إن المدة من وعد الله لإبراهيم إلى إعطاء الشريعة هو 430 سنة، و قوله فى عبرانيين 11: 9 إن ابراهيم وذرِّيته أقاموا في أرض الموعد كأنهم في أرض غريبة
ثم علل اقتصار سفر الخروج على ذكر مصر لأنها كانت مظهر أيات الله و مراحمه بزعمه
و هذا الجواب باطل من جهات:
أولا:
أن النصوص جاءت صريحة حاسمة قطعية الدلالة بحيث لا تحتمل هذه التأويلات الفاسدة و التحريف المتعمد للكلم عن مواضعه :
فقال النص الاول ((نسلك سيكون غريباً في أرضٍ ليست لهم ويُستعبَدون لهم، فيذلونهم 400 سنة)) تكوين15: 13
و قال النص الثانى ((وأما إقامة بني إسرائيل التي أقاموها في مصر فكانت 430 سنة)) خروج12: 40
(1/117)
فقصدت هذه الأعداد بشكل قطعى مدة الاستعباد التى تعرض لها اليهود بمصر فقط كما هو بين
ثانياً:
أن القس استدل لاثبات أن مدة الاقامة فى ارض كنعان تدخل فى الفترة الاجمالية بقول بولس عن ابراهيم و بنيه: ((وبالإيمانِ نَزَلَ في أرضِ الميعادِ كأنَّهُ في أرضٍ غريبَةٍ، وأقامَ في الخِيامِ معَ إسحقَ ويَعقوبَ شَريكَيهِ في الوَعدِ ذاتِهِ،))
و استدلال جناب القس فاسد لأن النص فى سفر التكوين لم يقل أن مدة ال400 سنة ستكون مدة غربة فحسب بل ستكون مدة غربة واستعباد و ذل على حد سواء
((نسلك سيكون غريباً في أرضٍ ليست لهم ويُستعبَدون لهم، فيذلونهم 400 سنة))
و لم يحدث أن إبراهيم و نسلة كانوا عبيداً أو أذلاء فى أرض كنعان بل كانت لهم عشيرة و هيبة وممتلكات و عبيد
بل و بمراجعة النص نجد أن الغربة التى قصدها بولس هى غربة روحية شعر بها أنبياء الله ابراهيم و اسحق و يعقوب بالنسبة لحياتهم الدنيوية عامة لأنهم كانوا ينتظرون دار الخلد عند الله تعالى لذا قال فى النص التالى مباشرة ((لأنَّهُ كانَ ينتَظِرُ المدينةَ الثابِتَةَ على أُسُسٍ والله مُهَندِسُها وبانيها.)) عبرانيين 11: 10
و قال أيضاً ((وفي الإيمانِ ماتَ هَؤُلاءِ كُلُّهُم دونَ أن يَنالوا ما وعَدَ الله بِه، ولكنَّهُم رَأَوهُ وحَيَّوهُ عَنْ بُعدٍ. واعتَرَفوا بأنَّهُم غُرَباءُ نُزَلاءُ في الأرضِ،)) عبرانيين 11: 13
فبولس إذن لم يقل أن أنبياء الله كانوا عبيداً أذلاء فى أرض كنعان كما نرى و إنما قال أنهم عاشوا فى الدنيا كالغريب استعداداً للقاء الله عز و جل !
ثالثاً:
أما استدلال القس على صحة تفسيره بقول بولس فى غلاطية 3: 17 إن المدة من وعد الله لإبراهيم إلى إعطاء الشريعة هو 430 سنة فهذا حجة عليه لأنه دليل أن النسخة العبرانية محرفة نظرأ لمخالفتها هذا النص البولسى
(1/118)
فبولس لم يكن يقتبس معلوماته من النسخة العبرانية و انما من النسخة اليونانية ، و قد اعترف القس الفاضل مشكوراً بوقوع الاختلاف بين النسخة العبرانية من جهة و النسخة السامرية و اليونانية من جهة أخرى فى هذا الموضع إذ أضافت الأخيرتان كلمة (كنعان) التى قلبت المعنى رأساً على عقب
فى السامرية و اليونانية :
«وأما إقامة بني إسرائيل التي أقاموها في مصر وكنعان فكانت 430 سنة»
أما فى العبرانية :
«وأما إقامة بني إسرائيل التي أقاموها في مصر فكانت 430 سنة»
و لكن القس ليخفف من وطئة هذا الاختلاف الذى يتجلى فيه صحة خبر السامرية و اليونانية فى مقابل خبر العبرانية زعم أن الاضافات ليست الا تفسيرات اضافها المترجمون !
و نسى جناب القس أن الترجمة اليونانية ليست ترجمة تفسيرية أو ترجمة معانى حتى يضيف فيها المترجمون على مزاجهم بل هى ترجمة حرفية لنقل التوراة للغة اليونانية ، و أنى للسبعين حبراً الذين تولوا وضع هذه الترجمة أن يجتمعوا على ادخال فى كتاب الله ما ليس منه عمداً؟ و هل عجز النص الالهى عن التعبير حتى يضطر المترجمون لادخال تعديلاتهم؟ و أين حرمة كلام الله تعالى حينئذ؟ و هل هذه مصادفة أن يجتمع مترجموا العبرانية و السامرية على ادخال ذات الإضافات حرفياً؟
سنجد من خلال دراسة سفر التكوين و سائر الاسفار الكتاب المقدس ستكشف للباحث المنصف أن اختلاف العبرانية عن اليونانية ليس اختلافاً معنوياً أو لأن الأخيرة تدخل بعض التفسيرات بل هو اختلاف فى صميم الأحداث و غالباً ما يثبت صحة السبعينية و خطأ العبراينة!
(1/119)
و نلاحظ كذلك أن القس زعم أن فترة ال430 سنة تبدأ من وقت تغرب ابراهيم عن وطنه طاعة لامر الله اى قبل مولد اسحق بثلاثين عاماً و بداهة قبل مولد اسرائيل ابن اسحق فضلاً عن بنى إسرائيل بيد أن نص الخروج الذى يستشهد به القس نفسه يقول أن مدة ال430 سنة هى مدة تغرب بنى إسرائيل فى أرض كنعان و أرض مصر و لم يرد لا فى النسخة العبرية ولا فى اليونانية قوله أن هذه المدة تشمل بنى إسرائيل (و أباءهم) كما ادعى القس تحريفاً للترجمة و إليك نص التوراة السبعينية
((h de katoikhsis twn uiwn israhl hn katwkhsan en gh aiguptw kai en gh canaan eth tetrakosia triakonta))
((and the sojourning of the children of Israel while they sojourned in the land of Egypt and the land of canaan was four handred and thirty years))
رابعاًً :
أن زعم القس بأن سفر الخروج اقتصر على ذكر مصر لأنها كانت مظهر أيات الله و مراحمه على بنى إسرائيل فهو من الكذب المضحك إذ أن أعظم الأيات بحق وقعت فى أرض كنعان و منها:
الله يكلم ابراهيم و يعطه العهد بالميراث الأبدى و بجعل النبوة و الكتاب فى ذريته (تكوين 15: 1-21)
نزول الرب بنفسه – بزعمهم- و زيارته لابراهيم و لوط و اهلاكه لسدوم و عمورة (تكوين 18، 19)
امتحان الله لابارهيم بذبح وحيده ثم العفو عنه (تكوين 22)
لقاء يعقوب مع الله ذاته وجهاً لوجه و مصارعته و ضربه علقة ساخنة (تكوين 32)
و غير ذلك من الأيات و العجائب و الظهورات الالهية فهل ما وقع فى مصر من أيات يفوق هذه الأيات الجلية التى نزل بها الرب شخصياً؟!
فتالله ماذا نفعل لنفتح هذه العقول المغلقة لتبصر النصوص الصارخة و تتوقف عن عتمة التعصب الذى يصل بأصحابه إلى التحريفات الساذجة المفضوحة
و أخيراً:
وهناك اعتراض أيضاً على أن المدة التى قضاها بنو إسرائيل فى مصر كانت 215 سنة ، ويعدها البعض مثل الأستاذ محمد قاسم محمد ب 130 سنة فقط.
(1/120)
دخل لاوى (الابن الثالث ليعقوب) مصر وكان عمره 42 سنة، وقد مات عن عمر 137 سنة (خروج 6: 16) ، أى قضى فى مصر 95 سنة ، هذا بفرض أنه مات فور إنجابه لإبنته يوكابد ، التى ولدها فى مصر.
تزوجت يوكابد وأنجبت موسى وخرج موسى وهو ابن 80 سنة ، فلو جمعنا عمر موسى + عمر أمه 12 سنة عند إنجابه (وسن الزواج عندهم كان 12 سنة تقريباً) ، فبالتالى يكون عمر بنى إسرائيل فى مصر 92 سنة + المدة التى قضاها لاوى حتى أنجب ابنته يوكابد 95 على أعلى تقدير = 187 ، ولكنه فى الحقيقة سيكون أقل من ذلك كثيراً ، لأن هناك ستكون مدة من الـ 95 سنة هذه مشتركة بين لاوى ويوكابد وموسى ، لو تزوجت يوكابد فى حياة أبيها.
وبحساب آخر:
عاش يوسف بعد دخول إسرائيل مصر 75 سنة (تكوين 50: 23(
كان موسى من الجيل الثانى الذى ولد فى مصر ، وقد عاصر يوسف لمدة 25 سنة
وكان عمر موسى عند خروجه من مصر 80 سنة ، ومعنى ذلك أن مدة إقامة بنى إسرائيل فى مصر هى 75 - 25 + 80 = 130 سنة.
خطأ تاريخى
جاء فى تكوين 15:15 ((15وأنتَ تموتُ وتنتَقِلُ إلى آبائِكَ بسلامِ، وتُدفَنُ بشيبةٍ صالحةٍ. 16وفي الجيلِ الرَّابعِ يرجعُ نسلُكَ إلى هُنا، لأنِّي لن أطرُدَ الأموريِّينَ إلى أنْ يرتكبوا مِنَ الإثْمِ ما يستوجبُ العِقابَ))
والواقع التاريخي يكذب هذا النص فقد كان الجيل الثالث والرابع من إبراهيم وهم الأسباط وأبناؤهم، كانوا هم الداخلين إلى مصر، لا الخارجين منها، وأما الخارجون منها فهم الجيل السادس من أبناء إبراهيم(1/121)
من الاصحاح السابع عشرللخامس والعشرون
الاصحاح السابع عشر
تناقض
هل يجب الختان ؟
تك17: 9-14
((و قال الله لابراهيم و اما انت فتحفظ عهدي انت و نسلك من بعدك في اجيالهم هذا هو عهدي الذي تحفظونه بيني و بينكم و بين نسلك من بعدك يختن منكم كل ذكر فتختنون في لحم غرلتكم فيكون علامة عهد بيني و بينكم ابن ثمانية ايام يختن منكم كل ذكر في اجيالكم وليد البيت و المبتاع بفضة من كل ابن غريب ليس من نسلك يختن ختانا وليد بيتك و المبتاع بفضتك فيكون عهدي في لحمكم عهدا ابديا و اما الذكر الاغلف الذي لا يختن في لحم غرلته فتقطع تلك النفس من شعبها انه قد نكث عهدي ((
و هذا يعارض
غلاطية5 :2-3
((ها انا بولس اقول لكم انه ان اختتنتم لا ينفعكم المسيح شيئا لكن اشهد ايضا لكل انسان مختتن انه ملتزم ان يعمل بكل الناموس))
الاصحاح الثامن عشر
تناقض
هل يستطيع الرب فعل أى شىء؟!
نعم
تك18: 14
((هل يستحيل على الرب شيء((
أر32: 17
((اه ايها السيد الرب ها انك قد صنعت السماوات و الارض بقوتك العظيمة و بذراعك الممدودة لا يعسر عليك شيء))
أر32: 27
((هانذا الرب اله كل ذي جسد هل يعسر علي امر ما((
مت19: 26
((فنظر اليهم يسوع و قال لهم هذا عند الناس غير مستطاع و لكن عند الله كل شيء مستطاع((
مر10: 27
((فنظر اليهم يسوع و قال عند الناس غير مستطاع و لكن ليس عند الله لان كل شيء مستطاع عند الله ((
لا
قض1: 19
((و كان الرب مع يهوذا فملك الجبل و لكن لم يطرد سكان الوادي لان لهم مركبات حديد((
مر6: 5
((و لم يقدر ان يصنع هناك و لا قوة واحدة غير انه وضع يديه على مرضى قليلين فشفاهم))
من صفات الرب المضحكة
الرب يتكىء و يغسل قدميه
يزعم النصارى أن الرب قد جاء مع الملكين بنفسه ليهلك سدوم و أن ابراهيم قد رأه متجسداً بزعمهم فطلب منه أن يستريح تحت الشجرة و يغسل رجليه من المشقة!!
(1/122)
((ليؤخذ قليل ماء و اغسلوا ارجلكم و اتكئوا تحت الشجرة فاخذ كسرة خبز فتسندون قلوبكم ثم تجتازون لانكم قد مررتم على عبدكم فقالوا هكذا نفعل كما تكلمت)) تكوين 18: 5
الرب جعان
)) ثم ركض ابراهيم الى البقر و اخذ عجلا رخصا و جيدا و اعطاه للغلام فاسرع ليعمله ثم اخذ زبدا و لبنا و العجل الذي عمله و وضعها قدامهم و اذ كان هو واقفا لديهم تحت الشجرة اكلوا)) تكوين 18: 7
تناقض
هل الرب يريد العبودية؟؟
نعم
تك 16: 8-9
((انا هاربة من وجه مولاتي ساراي فقال لها ملاك الرب ارجعي الى مولاتك و اخضعي تحت يديها ((
لا
لاويين 25: 10
((و تقدسون السنة الخمسين و تنادون بالعتق في الارض لجميع سكانها))
الاصحاح التاسع عشر
من الإختلافات بين القرأن و التوراة فى خبر نبى الله لوط
(1) فى القرأن أن الملائكة لم يأكلوا لأنهم ببساطة ليسوا بشراً حقيقة و إنما جاءوا متشكلين فى صورة بشر لذا اوجس منهم ابراهيم عليه السلام خيفة حين وجد أيديهم لا تمتد للطعام
أما الكتاب المقدس فيظهر أنهم أكلوا عند ابراهيم (8:18) و عند لوط ( 3:19)
فما الداعى لهذا التكلف و ما الفائدة من هذه (الرمرمة) التى لا حكمة من وراءها و تعارض الطبيعة الحقيقية للملائكة؟
(2) فى القرآن أن لوطاً لم يكن يعرف أنهما ملائكة حتى قالوا هم له "قالوا يالوط إنا رسل ربك لن يصلوا اليك" وهنا اطمئن عليهم لوط
أما فى الكتاب الامقدس فمن البداية يعلم أنهم ملائكة بل فيهم ربه وسجد له فلم يجادل قومه ألا يتعرضوا لهم بالأذى ؟ ألهذا الحد يرى لوط الضعف فى الله وملائكته فلا يستطيعون حماية أنفسهم من قومه؟!
(3) فى القرأن طالب لوط قومه بأن يتقوا الله و يتزوجوا من البنات ولا يأتون الذكران من دونهم فقال تعالى على لسان نبيه لوط ((قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلاء بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَلاَ تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ ))
(1/123)
فأصل القرأن العظيم المراد بايجاز بديع و بلاغة رائعة فبين أن لوطاً طلب من قومه اتيان بناته - أى بنات القرية لأن النبى بمثابة الأب لقومه تلزمهم طاعته و حرمتهم حرمته- على أنه ربط ذلك الأمر بتحقيق غرضين (أ) التطهر (ب(التقوى ، ولا يكون هذا إلا باستحلال النساء على شرع الله و اتيانهن من حيث أمر الله
اما فى الكتاب المقدس فنجد أن لوطاً طلب من قومه أخذ بناته و ليفعلوا بهن (كما يحلوا لهم)
فكيف يحلوا لأصحاب اللوطية الكبرى أن يفعلوا بالنساء اللهم إلا الفجر أو اللوطية الصغرى؟؟!!
دفاع عن نبى الله لوط و ابنتيه
يُنسب إلى أنبياء الله فى الكتاب المقدس كل ما هو مشين ، ويُخرج النبى عن كونه نبى ، بل وفعلوا نفس الشىء مع الله جل وعلا. والحمد لله على نعمة الإسلام ، والحمد الله الذى تعهد بحفظ القرآن ، والحمد لله الذى حفظ لنا القدوة ، لنهتدى بأفعالهم.
والغريب أنهم يقولون بعفة البابوات ، والرهبان ، والقساوسة ، والأغرب من ذلك هو تظاهرهم وغضبهم بسبب نشر جريدة النبأ خبر زنى وفجور أحد رهبانهم وكذلك رئيس الدير نفسه. هل ترى ذهاب عقل مثل هذا؟!! الأنبياء غير معصومين ، أما القادة الروحانيون فهم فوق مستوى الشبهات؟! هداهم الله وإيانا لدينه الحق، ويُبصَّرهم بالحق، ويقويهم على اتباعه!
(1/124)
((وَأَخْرَجَاهُ وَوَضَعَاهُ خَارِجَ الْمَدِينَةِ. 17وَكَانَ لَمَّا أَخْرَجَاهُمْ إِلَى خَارِجٍ أَنَّهُ قَالَ: «اهْرُبْ لِحَيَاتِكَ. لاَ تَنْظُرْ إِلَى وَرَائِكَ وَلاَ تَقِفْ فِي كُلِّ الدَّائِرَةِ. اهْرُبْ إِلَى الْجَبَلِ لِئَلَّا تَهْلَِكَ». 18فَقَالَ لَهُمَا لُوطٌ: «لاَ يَا سَيِّدُ. 19هُوَذَا عَبْدُكَ قَدْ وَجَدَ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ وَعَظَّمْتَ لُطْفَكَ الَّذِي صَنَعْتَ إِلَيَّ بِاسْتِبْقَاءِ نَفْسِي وَأَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَهْرُبَ إِلَى الْجَبَلِ لَعَلَّ الشَّرَّ يُدْرِكُنِي فَأَمُوتَ. 20هُوَذَا الْمَدِينَةُ هَذِهِ قَرِيبَةٌ لِلْهَرَبِ إِلَيْهَا وَهِيَ صَغِيرَةٌ. أَهْرُبُ إِلَى هُنَاكَ. (أَلَيْسَتْ هِيَ صَغِيرَةً؟) فَتَحْيَا نَفْسِي». 21فَقَالَ لَهُ: «إِنِّي قَدْ رَفَعْتُ وَجْهَكَ فِي هَذَا الأَمْرِ أَيْضاً أَنْ لاَ أَقْلِبَ الْمَدِينَةَ الَّتِي تَكَلَّمْتَ عَنْهَا. 22أَسْرِعِ اهْرُبْ إِلَى هُنَاكَ لأَنِّي لاَ أَسْتَطِيعُ أَنْ أَفْعَلَ شَيْئاً حَتَّى تَجِيءَ إِلَى هُنَاكَ». لِذَلِكَ دُعِيَ اسْمُ الْمَدِينَةِ «صُوغَرَ». 23وَإِذْ أَشْرَقَتِ الشَّمْسُ عَلَى الأَرْضِ دَخَلَ لُوطٌ إِلَى صُوغَرَ 24فَأَمْطَرَ الرَّبُّ عَلَى سَدُومَ وَعَمُورَةَ كِبْرِيتاً وَنَاراً مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ مِنَ السَّمَاءِ. 25وَقَلَبَ تِلْكَ الْمُدُنَ وَكُلَّ الدَّائِرَةِ وَجَمِيعَ سُكَّانِ الْمُدُنِ وَنَبَاتَِ الأَرْضِ. .. .. .. حِينَ قَلَبَ الْمُدُنَ الَّتِي سَكَنَ فِيهَا لُوطٌ. 30وَصَعِدَ لُوطٌ مِنْ صُوغَرَ وَسَكَنَ فِي الْجَبَلِ وَابْنَتَاهُ مَعَهُ لأَنَّهُ خَافَ أَنْ يَسْكُنَ فِي صُوغَرَ. فَسَكَنَ فِي الْمَغَارَةِ هُوَ وَابْنَتَاهُ. 31وَقَالَتِ الْبِكْرُ لِلصَّغِيرَةِ: «أَبُونَا قَدْ شَاخَ وَلَيْسَ فِي الأَرْضِ رَجُلٌ لِيَدْخُلَ عَلَيْنَا كَعَادَةِ كُلِّ الأَرْضِ. 32هَلُمَّ نَسْقِي(1/125)
أَبَانَا خَمْراً وَنَضْطَجِعُ مَعَهُ فَنُحْيِي مِنْ أَبِينَا نَسْلاً». 33فَسَقَتَا أَبَاهُمَا خَمْراً فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ وَدَخَلَتِ الْبِكْرُ وَاضْطَجَعَتْ مَعَ أَبِيهَا وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلاَ بِقِيَامِهَا. 34وَحَدَثَ فِي الْغَدِ أَنَّ الْبِكْرَ قَالَتْ لِلصَّغِيرَةِ: «إِنِّي قَدِ اضْطَجَعْتُ الْبَارِحَةَ مَعَ أَبِي. نَسْقِيهِ خَمْراً اللَّيْلَةَ أَيْضاً فَادْخُلِي اضْطَجِعِي مَعَهُ فَنُحْيِيَ مِنْ أَبِينَا نَسْلاً». 35فَسَقَتَا أَبَاهُمَا خَمْراً فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ أَيْضاً وَقَامَتِ الصَّغِيرَةُ وَاضْطَجَعَتْ مَعَهُ وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلاَ بِقِيَامِهَا 36فَحَبِلَتِ ابْنَتَا لُوطٍ مِنْ أَبِيهِمَا. 37فَوَلَدَتِ الْبِكْرُ ابْناً وَدَعَتِ اسْمَهُ «مُوآبَ» - وَهُوَ أَبُو الْمُوآبِيِّينَ إِلَى الْيَوْمِ. 38وَالصَّغِيرَةُ أَيْضاً وَلَدَتِ ابْناً وَدَعَتِ اسْمَهُ «بِنْ عَمِّي» - وَهُوَ أَبُو بَنِي عَمُّونَ إِلَى الْيَوْمِ .)) تكوين 19: 17-38
لاحظ الاضطراب فى تدوين القصة ، ففى البداية خاف أن يسكن فى الجبل وسكن فى صوغر لأنها مدينة صغيرة ، ثم جعله كاتب هذه الأسطورة يهرب من المدينة المأهولة إلى الجبل لتهيئة المسرح لجريمة الزنى بإبنتيه.
والغرض من ذلك هو السياسة الصهيونية التى تهدف إلى استبعاد أى نسل آخر خلاف نسل يعقوب (إسرائيل) من مشاركتهم فى عهد الله مع إبراهيم والمؤمنين به ومنعهم من الحصول على أية ميزة، واعتبار أن الله قد خلق العالم من أجل أن يرث فقط بنو إسرائيل أرض الميعاد.
والدليل على كذب هذه الرواية يأتى من عدة وجوه:
(1/126)
(1) خوف لوط أن يسكن فى الجبل لعل الشر يدركه فيموت ، وفضَّل السكن فى مدينة صوغر (تكوين 19: 19-20) ، ثم تضارب الكاتب مع نفسه فقال (30وَصَعِدَ لُوطٌ مِنْ صُوغَرَ وَسَكَنَ فِي الْجَبَلِ وَابْنَتَاهُ مَعَهُ لأَنَّهُ خَافَ أَنْ يَسْكُنَ فِي صُوغَرَ. فَسَكَنَ فِي الْمَغَارَةِ هُوَ وَابْنَتَاهُ.) تكوين 19: 30
وقد عاش لوط فى صوغر 14 سنة - قبل مولد إسماعيل إلى أن بلغ إبراهيم من العمر 100 سنة - وهو يعرف هذه المنطقة وسكانها جيداً ، ولو كان أهلها من الأشرار لأهلكهم الله كما أهلك سدوم وعمورة ، ولما عاش معهم 14 سنة! فكيف يخاف الجبل ثم يسكن فيه ، ويترك القرية وأهلها الذين نعم بالعيش معهم 14 سنة؟ فقد سكن الجبل الذى يخاف منه لا لشىء إلا لرغبة كتبة التوراة فى ذلك لاستكمال هذه القصة المختلقة.
(1/127)
(2) كان لسيدنا لوط عليه السلام أبناء ذكور قبل تدمير سدوم وعمورة ، وهم يعيشون فى نفس المكان ، وقد أبلغهم لوط بما سيحدث للقرية قبل تدميرها ، كما أبلغ بناته وأصهاره. ولا شك أن الكل صدقه وهرب معه. وإخفاء هذا الخبر فى التوراة كان متعمداً ، لقطع نسب لوط من أبنائه ولاستكمال القصة. (12وَقَالَ الرَّجُلاَنِ لِلُوطٍ: «مَنْ لَكَ أَيْضاً هَهُنَا؟ أَصْهَارَكَ وَبَنِيكَ وَبَنَاتِكَ وَكُلَّ مَنْ لَكَ فِي الْمَدِينَةِ أَخْرِجْ مِنَ الْمَكَانِ 13لأَنَّنَا مُهْلِكَانِ هَذَا الْمَكَانَ إِذْ قَدْ عَظُمَ صُرَاخُهُمْ أَمَامَ الرَّبِّ فَأَرْسَلَنَا الرَّبُّ لِنُهْلِكَهُ». 14فَخَرَجَ لُوطٌ وَكَلَّمَ أَصْهَارَهُ الْآخِذِينَ بَنَاتِهِ وَقَالَ: «قُومُوا اخْرُجُوا مِنْ هَذَا الْمَكَانِ لأَنَّ الرَّبَّ مُهْلِكٌ الْمَدِينَةَ». فَكَانَ كَمَازِحٍ فِي أَعْيُنِ أَصْهَارِهِ. 15وَلَمَّا طَلَعَ الْفَجْرُ كَانَ الْمَلاَكَانِ يُعَجِّلاَنِ لُوطاً قَائِلَيْنِ: «قُمْ خُذِ امْرَأَتَكَ وَابْنَتَيْكَ الْمَوْجُودَتَيْنِ لِئَلَّا تَهْلَِكَ بِإِثْمِ الْمَدِينَةِ».) تكوين 19: 12-15
(3) ولو صدقنا خبر تكذيب أصهاره، فهل لم تصدقه احدى بناته المؤمنات اللواتى تربين فى بيت النبوة؟ بالطبع حبك الكاتب هذا السيناريو لتنفرد الإبنتين العذراوتين بأبيهم.
(4) كذب القول المنسوب لإبنتى لوط بأنه ليس فى الأرض رجل ليدخل عليهما كعادة كل الأرض ، فهل كانت القرية القريبة من الجبل (صوغر) ليس بها رجال؟ وهل لم تتزوج ابنتاه العذراوتان لمد 14 سنة بعد هروبهم من سدوم وعمورة؟
(1/128)
مع العلم أنهم كانوا يسكنون فى منطقة قريبة ، لا تبعد عن المنطقة التى هربوا إليها إلا ساعتين سيراً على الأقدام ، فقد خرجوا فى الفجر ووصلوا إلى صوغر عند شروق الشمس ، وكلاً من الجبل وصوغر كانا قريبين من سدوم ، وكانت هناك مدن أخرى قريبة من صوغر كالتى وردت عندما أنقذ إبراهيم لوطاً من الأسر ، ولم يُذكَر أن الرب قد دمرها.
ومما يثبت وجود شعوب أخرى فى المنطقة التى عاش فيها لوط ما وردَ بعد ذلك فى(تثنية 9: 9-10 ، 19-20) من أن الله قد أورثَ بنى لوط أرض الإيميين والرفائيين الذين يسكنون المكان الذى أقام فيه لوط ، وعلاوة على ذلك فالمسافة بين (صوغر) و (حبرون) التى يقيم فيها إبراهيم لا تتعدى 70 كيلومتر ، وقد رأى إبراهيم بعينيه النار المشتعلة فى سدوم القيبة من صوغر وهو فى مكانه.
ولا يمكن أن يُقال بأى حال من الأحوال إن لوطاً قد عاش منفرداً هو وابنتيه بدون مخالطة شعب آخر ، فهذا مالا يطيقه الشباب فضلاً عن شيخ عجوز.
(5) أما فيما يختص بحادثة الزنى فالتلفيق واضح فيها:
أ) إن المخمور الذى لا يستطيع أن يفرق بين بناته والأجنبيات لشدة سُكره ، لا يكون فى هذا الوقت قابلاً للجماع. والغريب فى باقى القصة أن الأب لم يسأل ابنتيه العذراوتين عن سبب الحمل؟ ومثل هذا الوضع لو وقع لبعض آحاد الناس لضاقت عليه الأرض بما رحُبت حزناً وغماً ، فهل لم يهتم نبى الله بابنتيه وشرفه؟
ب) (36فَحَبِلَتِ ابْنَتَا لُوطٍ مِنْ أَبِيهِمَا. 37فَوَلَدَتِ الْبِكْرُ ابْناً وَدَعَتِ اسْمَهُ «مُوآبَ» - وَهُوَ أَبُو الْمُوآبِيِّينَ إِلَى الْيَوْمِ. 38وَالصَّغِيرَةُ أَيْضاً وَلَدَتِ ابْناً وَدَعَتِ اسْمَهُ «بِنْ عَمِّي» - وَهُوَ أَبُو بَنِي عَمُّونَ إِلَى الْيَوْمِ.) تكوين 19: 36-38
(1/129)
ج) لو كان الموابيين والعمونيين من الزنى لغضب الله عليهم أو حتى أهمل شأنهم ، ولكننا نرى فى سفر التثنية أن الله قد أعطى أرض الإيميين للموآبيين ميراثاً : («فَقَال لِي الرَّبُّ: لا تُعَادِ مُوآبَ وَلا تُثِرْ عَليْهِمْ حَرْباً لأَنِّي لا أُعْطِيكَ مِنْ أَرْضِهِمْ مِيرَاثاً. لأَنِّي لِبَنِي لُوطٍَ قَدْ أَعْطَيْتُ «عَارَ» مِيرَاثاً. 10(الإِيمِيُّونَ سَكَنُوا فِيهَا قَبْلاً. شَعْبٌ كَبِيرٌ وَكَثِيرٌ وَطَوِيلٌ كَالعَنَاقِيِّينَ.) سفر التثنية 2: 9-10 ، كما أعطى أرض الرفائيين لبنى عمون ميراثاً: (19فَمَتَى قَرُبْتَ إِلى تُجَاهِ بَنِي عَمُّونَ لا تُعَادِهِمْ وَلا تَهْجِمُوا عَليْهِمْ لأَنِّي لا أُعْطِيكَ مِنْ أَرْضِ بَنِي عَمُّونَ مِيرَاثاً - لأَنِّي لِبَنِي لُوطٍ قَدْ أَعْطَيْتُهَا مِيرَاثاً. 20(هِيَ أَيْضاً تُحْسَبُ أَرْضَ رَفَائِيِّينَ. سَكَنَ الرَّفَائِيُّونَ فِيهَا قَبْلاً لكِنَّ العَمُّونِيِّينَ يَدْعُونَهُمْ زَمْزُمِيِّينَ.) تثنية 2: 19-20
وقد أعطى الله الموآبيين والعمونيين ميراث الأرض قبل أن يورث بنى إسرائيل وقبل أن يدخلوا أرض الميعاد ، بل وحرَّمَ أرض الموآبيين والعمونيين على بنى إسرائيل كما ورد فى سفر (التثنية 2: 9 ، 19)
ولو كان الإرث يستلزم عهداً من الرب ، فقد حصل عليه العمونيون والموابيون ، وبذلك يكونون قد دخلوا فى جماعة الرب ، لأن الرب لا يعطى عهداً لأبناء الزنى (2لا يَدْخُلِ ابْنُ زِنىً فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. حَتَّى الجِيلِ العَاشِرِ لا يَدْخُل مِنْهُ أَحَدٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ.) تثنية 23: 2 وبذلك يكون الموآبيون والعمونيون ليسوا من أبناء زنى ويكون كتبة هذه القصة من الكاذبين. ويكون بنى إسرائيل قد ادعوا وجود هذا العهد من الله ويكونوا أيضاً من الكاذبين.
(1/130)
ولو صدقنا قول التوراة أن العمونيين والموآبيين من نسل الزنى ، وعلى الرغم من ذلك قد حصلوا على عهد من الله وعلى إرث ، يكون قد نال عهد الله أبناء الزنى والأطهار (بنى إسرائيل) ، فلا ميزة إذن للأطهار عن أبناء الزنى ، ويصبح قول التوراة بأن بنى إسرائيل شعب الله المختار لأنهم أخذوا عهداً من الله بتملك الأرض ، هو قول كذب.
وإذا كان هذا شأن الله مع أبناء الزنى وهم أبرياء مما اقترفه آباؤهم ، فكيف يكون شأنه مع النصَّابين واللصوص؟
اقرأ نبى الله يعقوب يكذب على أبيه ويسرق البركة والنبوة من أخيه عيسو وبذلك فرض على الله أن يوحى إليه أو اتهم الله بالجهل وعدم علم هذه الحادثة: (تكوين صح 27) ، وفكيف يكون شأنه مع مَن صارعوه وقهروه؟ فهل هؤلاء أيضاً لهم عهد مع الرب وميراث؟ أم أنَّ هذه القصة من وحى خيال كاتب مخمور؟
اقرأ أيضاً نبى الله يعقوب يُصارِع الرب ويغلبه! (تكوين 32: 24-30)
د) (2لا يَدْخُلِ ابْنُ زِنىً فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. حَتَّى الجِيلِ العَاشِرِ لا يَدْخُل مِنْهُ أَحَدٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ.) تثنية 23: 2 ومعنى حتى الجيل العاشر أى للأبد. ومع ذلك فإننا نجد أن راعوث كانت موآبية وهى أم نبى الله داود الذى كان من ذريته كل ملوك يهوذا حتى السبى ، والذى قال عنه الرب: (. 14أَنَا أَكُونُ لَهُ أَباً وَهُوَ يَكُونُ لِيَ ابْناً. إِنْ تَعَوَّجَ أُؤَدِّبْهُ بِقَضِيبِ النَّاسِ وَبِضَرَبَاتِ بَنِي آدَمَ. 15وَلَكِنَّ رَحْمَتِي لاَ تُنْزَعُ مِنْهُ كَمَا نَزَعْتُهَا مِنْ شَاوُلَ الَّذِي أَزَلْتُهُ مِنْ أَمَامِكَ. 16وَيَأْمَنُ بَيْتُكَ وَمَمْلَكَتُكَ إِلَى الأَبَدِ أَمَامَكَ. كُرْسِيُّكَ يَكُونُ ثَابِتاً إِلَى الأَبَدِ») صموئيل الثانى 7: 14-16.
(1/131)
فلا يمكن أن من شرفه الله بهذا الشرف أن يكون من سلالة زنى. كما أن سليمان قد تزوج من نعمة العمونية وأنجب منها رحبعام (ملوك الأول 14: 21) ، ولا يمكن أن يكون رؤوس جماعة الرب من أمهات زنى ، فضلاً عن أنهم من نسل الرب (تبعاً للتشريع النصرانى) ، فلابد أن يكون هذا التشريع مدسوس على التوراة.
لكن ما أسباب ذلك؟
يقول السموال بن يحيى المغربى صاحب كتاب (إفحام اليهود) وأحد أحبار اليهود الذين هداهم الله للإسلام ، وقد كان أبوه حبراً يهودياً كبيراً وإماماً ضليعاً فى اليهودية وكذلك كانت أمه ، مما جعله قادراً على الحكم على التوراة: “وأيضاً فإن عندهم أن موسى جعل الإمامة فى الهارونيين ، فلما ولى طالوت (شاول) وثقلت وطأته على الهارونيين وقتلَ منهم مقتلة عظيمة ، ثم انتقل الأمر إلى داود ، بقى فى نفوس الهارونيين التشوق إلى الأمر الذى زال عنهم ، وكان (عزرا) هذا خادماً لملك الفرس ، حظيا لديه ، فتوصل إلى بناء بيت المقدس ، وعمل لهم هذه التوراة التى بأيديهم ، فلما كان هارونياً ، كره أن يتولى عليهم فى الدولة الثانية داودىّ ، فأضاف فى التوراة فصلين للطعن فى نسب داود ، أحدهما قصة بنات لوط والآخر قصة ثامار (مع يهوذا) ولقد بلغ - لعمرى - غرضه ، فإن الدولة الثانية كانت لهم فى بيت المقدس ، لم يملك عليها داوديون ، بل كان ملوكهم هارونيون.”
و حسبنا أخيراً لتفنيد هذه القصة المذرية أن نسأل بضع أسئلة:
فالكتاب المقدس يزعم أن ابنتى لوط اتفقا أن تسقياه الخمر حتى تضاجعه احداهما و فى اليوم التالى كررتا نفس الفعلة لتضاجعه الثانية!
أولا : هل اسقيتا أباههما لوطاً حتى الثمالة طوعاً أم كرهاً؟!
إن كان طوعاً فكيف يتصورلجلف صعلوك فضلاً عن نبى حكيم أن ينساق كالدابة وراء دعوة بناته إلى السكر المقيت و إلى الشرب حتى ذهاب اللب؟ و كيف يكرر ذلك الأمر مرتين؟!!
(1/132)
و إن كان كرهاً فترى هل قامتا بربطه و تقييده ثم أسقيتاه الخمر عنوة أم هددتاه بالسلاح أم ماذا؟؟
ثانيا: هل السكير(مهما كان سكرة) يصل الى درجة أنه لا يشعر أنه يزنى فى بناته فلذات أكبادة؟ و إن أفترضنا جدلاً أنه بلغ هذه المرحلة اللامعقولة فمن المحال لمن كان هذا حاله أن يمارس الجماع فكيف فعل لوط ؟
ثالثا: ألم يسأل نبى الله كيف حملت بناته؟!ولمدة تسع أشهر من الحمل لكل واحدة لم يسألهم نبى الله من أين جاؤا بالذى فى بطونهم؟
رابعاً: يزعم شنودة الثالث أن ابنتى لوط قد فعلتا ذلك لتنجبا نسلاً مؤمناً، و قد أجيب هذا الخبل أعلاه و نضيف:
إن كان غرض الابنتين صالحاً فلماذا أسكرتا أبيهما حتى تفعلا الفاحشة أليس الأنبياء سباقين بالعمل الصالح؟ و هل كان هذا العمل فعلاً صالحاً فى عين الرب ؟
الاصحاح العشرون
رد على كتاب شبهات وهمية
قال القس منيس عبدالنور:
قال المعترض الغير مؤمن: تزوجت الأخوة بالأخوات في عهد آدم، وسارة زوجة إبراهيم كانت أخته كما في تكوين 20: 12. هي أختي ابنة أبي، غير أنها ليست ابنة أمي، فصارت لي زوجة . وهو محرم كما في لاويين 18: 9 و20: 17 وتثنية 27: 22 فحدث نسخ. اللاويين نسخ التكوين .
وللرد نقول بنعمة الله : روى موسى حوادث حدثت قبل الوحي بنزول الشريعة، فروى أن إبراهيم اقترن بأخته من غير أمه. ولكن موسى لم يأت بشريعة تسمح بزواج الأخت من غير الأم ثم نسخها.
ثم أنه لم يوحَ لآدم ولا لإبراهيم شريعة بجواز زواج الأخت الغير الشقيقة ثم حرمها في شريعة موسى، وإنما هذا الزواج كان من العادات التي اصطلح عليها القدماء قبل شريعة موسى. وعلى كل حال فلا يوجد ناسخ ولا منسوخ.
بعد الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله:
لم يجد القس عبد النور طريقة يتهرب بها من الإعتراف بوقوع النسخ فى الكتاب المقدس و هو الأمر الذى طالما شنعوا به ظلماً و زوراً حول القرأن الكريم ،
(1/133)
فالقس النصرانى يعتبر النسخ غير واقع لأن شريعة موسى التى حرمت على الرجل الزواج بأخته لم تكن موجودة فى عهد إبراهيم الذى تزوج بأخته ، فلم تكن هناك شريعة تم نسخها!!
و الحق أن هذا لا عذر فاسد لسببين:
(1) أنه قد ثبت وجود تشريع الهى من التحليل و التحريم قبل نزول شريعة موسى منه:
أ- لعن قايين و طرده بعد أن قتل أخاه (تكوين 9:4-12) و لو لم يكن القتل مشرعاً تحريمه لما وجبت العقوبة
ب- اتباع الواقعة بتشريع عقوبة مضاعفة على من يقتل قايين (( فَقَالَ لَهُ \لرَّبُّ: «لِذَلِكَ كُلُّ مَنْ قَتَلَ قَايِينَ فَسَبْعَةَ أَضْعَافٍ يُنْتَقَمُ مِنْهُ». وَجَعَلَ \لرَّبُّ لِقَايِينَ عَلاَمَةً لِكَيْ لاَ يَقْتُلَهُ كُلُّ مَنْ وَجَدَهُ)) تك15:9
جـ- و كذلك ترتيب عقوبة القصاص فى القتلى فيٌقتل الإنسان بقتله غيره "من سفَكَ دَمَ الإِنسان
سُفِكَ دَمُه عن يَدِ الإِنسان" (تكوين 5:9) .... {و بين هذه العقوبة و سالفتها نسخ بين أيضاً}
د- تصنيف الحيوانات الى طاهرة و غير طاهرة و تشريع بناء المذابح (تكوين20:8)
هـ- تحليل صريح لكل الطيور و الحيوانات ماعدا الدم (تكوين1:9-4)
و- تحريم اتيان الذكور الذكور و ما ترتب على المخالفة من عقوبة فى قصة لوط عليه السلام (تكوين19)
ز- تشريع زواج الأخ من زوجة أخيه المتوفى و نسبة الولد للميت و الوعيد لمن يخالف الأمر كما فى قصة يهوذا و ابنه أونان (تكوين8:38-10)
حـ - تشريع عقوبة الحرق للزانية (تكوين 38: 24)
طـ- تشريع الختان و اشتراطه عهداً بين الله و المؤمنين (تكوين10:17)
(2) أن النسخ واقع فى هذه الحالة يقيناً لأنه لا يشترط أن ينص الرب صراحة على تحليل زواج الأخ من أخته حتى ينسخه بالتحريم بل يكفى للدلالة على جوازهذا التزاوج عدم وجود نص يحرمه ، لأن الأصل فى كل شىء الحل فيكون الدليل ( عدم وجود دليل)
(1/134)
فلو كان زواج الأخ من أخته فاحشة محرمة دائماً كما فى شريعة موسى و لم يكن محللاً ثم حُرم فلماذا يترك الله أنبياءه يرتكبوه ؟
و كيف كان يمكن لأبناء أدم أن يتناسلوا إن كنتم صادقين؟
خواطر
الدياثة
نقرأ فى تكوين 20 نفس قصة سارة مع مع ملك مصر تتكرر بالحرف مع أبيمالك فيطلب منها ابراهيم أن تقول أنها أخته ثم يطمع فيها الملك ثم يصيبهم لارب بغضبه حتى يطلقونها و يعتذر الملك لابراهيم
و حدث لما اتاهني الله من بيت ابي اني قلت لها هذا معروفك الذي تصنعين الي في كل مكان ناتي اليه قولي عني هو اخي "
كم أمضت سارة فى بيت أبيمالك؟!
يفترض أن سارة حين ذهبت لأبيمالك لم يمكنه الله منها و ظهر لأبيمالك فى الرؤيا و قال له أنه سيموت بسبب سرة لأنها متزوجة ففزع الرجل و أعادها لزوجها ابراهيم قبل أن يمسها و اعتذر له
و لكن الغريب أننا نقرأن أن من العقوبات التى كانت قد وقعت ببيت أبيمالك هى أن الله قد أغلق رحم نساء بيته فلم يستطعن الانجاب حتى دعا لهن ابراهيم
"لان الرب كان قد اغلق كل رحم لبيت ابيمالك بسبب سارة امراة ابراهيم "تكوين 20: 18
لا شك أنه قوله أغلق الرحم أى منع الحمل عن نساء هذا البيت وهذا شىء لا يشعر به فى يوم وليلة , على الأقل سنة حتى يشعر أهل البيت أنهم لا يحملون وإلا كانوا كالأرانب ؟؟
اذن كم مكثت عندهم سارة حتى يغلق رحمهم بسببها ؟! وهل فى يوم واحد فى حتى بضعة أيام يشعر نساء أهل البيت أنهم غير قادرات على الحمل حتى يدعوا لهن ابراهيم بالشفاء؟!
الاصحاح الحادى و العشرون
من التحريفات فى قصة هاجر و إسماعيل
يبدو أن من كتب سفر التكوين قد نسي ان اسماعيل عليه السلام قد بلغ من العمر اكثر من 16 سنة عندما رحل مع أمه هاجر ، فنجده يصور اسماعيل والذى كان جسمه ووزنه لا يقل عن جسم ووزن امه على انه طفل رضيع محمول بين ذراع هاجر وهي تسير به إلى ان طرحته تحت أحد الأشجار !!
ولإثبات ذلك نذكر لكم ما جاء في سفرالتكوين :
(1/135)
بحسب ما جاء في تكوين 16 : 15 ، 16 فإن ابراهيم كان عمره 86 سنة عندما ولدت له هاجر اسماعيل : " فولدت هاجر لابرام ابنا و دعا ابرام اسم ابنه الذي ولدته هاجر اسماعيل كان ابرام ابن ست و ثمانين سنة لما ولدت هاجر اسماعيل لابرام "
وبحسب ما جاء في تكوين 17 : 24 ، 25 فقد كان عمر ابراهيم 99 سنة عندما اختتن وكان عمر ابنه اسماعيل 13 سنة , ولم يولد اسحاق بعد : " و كان ابراهيم ابن تسع و تسعين سنة حين ختن في لحم غرلته 25 و كان اسماعيل ابنه ابن ثلاث عشرة سنة حين ختن في لحم غرلته "
وبحسب ما جاء في تكوين 21 : 5 فإن ابراهيم كان عمره 100 سنة عندما ولد له اسحاق , وبالتالى فان عمر اسماعيل اصبح 14 سنة : " و كان ابراهيم ابن مئة سنة حين ولد له اسحق ابنه "
وبحسب ما جاء في تكوين 21 : 9 ، 10 ، 11 ، 12 فإن قرار سارة بطرد هاجر وابنها اسماعيل كان بعد فطام اسحاق و لن يقل عمر الفطام عن سنتين وهكذا يكون اسماعيل عليه السلام قد بلغ من العمر ستة عشر عاماً ..
يقول كاتب سفر التكوين 21 : 9 : " فكبر الولد وفطم . وصنع إبراهيم وليمةً عظيمةً يوم فطام اسحق . ورأت سارة ابن هاجر المصرية الذي ولدته لابراهيم يمزح 10 فقالت لابراهيم اطرد هذه الجارية و ابنها لان ابن هذه الجارية لا يرث مع ابني اسحق 11 فقبح الكلام جدا في عيني ابراهيم لسبب ابنه 12 قال الله لابراهيم لا يقبح في عينيك من اجل الغلام و من اجل جاريتك في كل ما تقول لك سارة اسمع لقولها لانه باسحق يدعى لك نسل 13 وابن الجارية ايضا ساجعله امة لانه نسلك "
(1/136)
بعد ذلك يروى لنا كاتب سفر التكوين قصة طرد هاجر وابنها الذى اقترب من سن الشباب , وطبيعى فى هذا السن ان يكون الصبى قد كانت قامته مثل قامة أمه او يزيد وان يكون عوناً لها فى هذه المحنة , فإذ بالكاتب يروى لنا تفاصيل يفهم منها ان ابن هاجر ما هو الا طفل رضيع ابكم لا يتكلم وانما يصرخ مثل الاطفال الرضع , ولا يمشى على قدميه وانما تحمله امه بين ذراعيها وتضعه تحت الشجرة !!!
تكوين 21 : 14 - 20 : " فبكر ابراهيم صباحا و اخذ خبزا و قربة ماء و اعطاهما لهاجر واضعا اياهما على كتفها و الولد و صرفها فمضت و تاهت في برية بئر سبع " ( ترجمة الفاندايك )
والنص في الترجمة الكاثوليكية هكذا : " فبكر إبراهيم في الصباح وأخذ خبزاً وقربة ماء فأعطاهما هاجر وجعل الولد على كتفها ، وصرفها "
وهو بحسب الترجمة العربية المشتركة هكذا : " فبكر ابراهيم في الغد وأخذ خبزاً وقربة ماء ، فأعطاهما لهاجر ووضع الصبي على كتفها وصرفها "
فهذه النصوص واضحة وضوح الشمس بأن الولد قد حمل فعلاً على الكتف ، وهذا ما أكدته الترجمة السبعينية :
21:14 And Abraam rose up in the morning and took loaves and a skin of water, and gave [them] to Agar, and he put the child on her shoulder, and sent her away, and she having departed wandered in the wilderness near the well of the oath .
(1/137)
ثم يقول الكاتب في العدد 15 : " و لما فرغ الماء من القربة طرحت الولد تحت احدى الاشجار و مضت و جلست مقابله بعيدا نحو رمية قوس لانها قالت لا انظر موت الولد فجلست مقابله و رفعت صوتها و بكت 17 فسمع الله صوت الغلام و نادى ملاك الله هاجر من السماء و قال لها ما لك يا هاجر لا تخافي لان الله قد سمع لصوت الغلام حيث هو 18 قومي احملي الغلام و شدي يدك به لاني ساجعله امة عظيمة 19 و فتح الله عينيها فابصرت بئر ماء فذهبت و ملات القربة ماء و سقت الغلام 20 و كان الله مع الغلام فكبر و سكن في البرية و كان ينمو رامي قوس "
وامام هذا التناقض اما ان الكاتب نسى ان اسماعيل كان قد اقترب من سن الشباب , أو ان كاتب آخر أضاف قصة اسماعيل الطفل الرضيع الذى تحمله امه وكانت النتيجة هذه الصورة الهزلية لأم تحمل بين ذراعيها ابنها البالغ من العمر اكثر من 16 عاماً والذى كان جسمه ووزنه لا يقل عن جسم ووزن امه ، ثم تلقيه تحت أحد الأشجار !!
تناقضات
هل يجوز الحلف؟!
(نعم)
تك21: 23
((فالان احلف لي بالله ههنا انك لا تغدر بي و لا بنسلي و ذريتي كالمعروف الذي صنعت اليك تصنع الي و الى الارض التي تغربت فيها فقال ابراهيم انا احلف((
تك31: 53
((و حلف يعقوب بهيبة ابيه اسحق ((
تك47: 31
)) فقال احلف لي فحلف له فسجد اسرائيل على راس السرير))
عدد30 :2
((اذا نذر رجل نذرا للرب او اقسم قسما ان يلزم نفسه بلازم فلا ينقض كلامه حسب كل ما خرج من فمه يفعل((
تث6: 13
((الرب الهك تتقي و اياه تعبد و باسمه تحلف ((
(لا)
يعقوب5: 12
((و لكن قبل كل شيء يا اخوتي لا تحلفوا لا بالسماء و لا بالارض و لا بقسم اخر بل لتكن نعمكم نعم و لاكم لا لئلا تقعوا تحت دينونة((
متى 5: 33-37
(1/138)
((ايضا سمعتم انه قيل للقدماء لا تحنث بل اوف للرب اقسامك و اما انا فاقول لكم لا تحلفوا البتة لا بالسماء لانها كرسي الله و لا بالارض لانها موطئ قدميه و لا باورشليم لانها مدينة الملك العظيم
و لا تحلف براسك لانك لا تقدر ان تجعل شعرة واحدة بيضاء او سوداء بل ليكن كلامكم نعم نعم لا لا و ما زاد على ذلك فهو من الشرير))
أى حلف الأنبياء من قبل (أبراهيم-إسحاق-اشعياء) كان من الشرير
من سمى بئر سبع بذلك الإسم ؟ومتى ؟ ولماذا سميت بذلك؟
ابراهيم
تك21: 30
((فقال ابيمالك لابراهيم ما هذه السبع النعاج التي اقمتها وحدها فقال انك سبع نعاج تاخذ من يدي لكي تكون لي شهادة باني حفرت هذه البئر لذلك دعا ذلك الموضع بئر سبع لانهما هناك حلفا كلاهما ((
بعد موت ابراهيم سماها اسحاق
تك26: 32
((حدث في ذلك اليوم ان عبيد اسحق جاءوا و اخبروه عن البئر التي حفروا و قالوا له قد وجدنا ماء فدعاها شبعة لذلك اسم المدينة بئر سبع الى هذا اليوم))
الاصحاح الثانى و العشرون
من الذبيح؟
))وَحَدَثَ بَعْدَ هَذِهِ \لأُمُورِ أَنَّ \للهَ \مْتَحَنَ إِبْرَاهِيمَ فَقَالَ لَهُ: «يَا إِبْرَاهِيمُ». فَقَالَ: «هَئَنَذَا». 2فَقَالَ: «خُذِ \بْنَكَ وَحِيدَكَ \لَّذِي تُحِبُّهُ إِسْحَاقَ وَ\ذْهَبْ إِلَى أَرْضِ \لْمُرِيَّا وَأَصْعِدْهُ هُنَاكَ مُحْرَقَةً عَلَى أَحَدِ \لْجِبَالِ \لَّذِي أَقُولُ لَكَ)) (التكوين:22و1-2(
(1/139)
يزعم النصارى وفق الكتاب المحرف أن الذبيح هو إسحق لا إسماعيل و دافع هذا التحريف هو عداوتهم المتأصلة من قديم الزمان للنبى الأمى و قومه العرب فقد أرادوا الا يكون لإسماعيل الجد الأعلى للنبى و العرب فضل انه الذبيح حتى لا ينجر ذلك إلى النبى و العرب و لكى يكون الفضل لجدهم إسحاق و عنصرية اليهود أمر لا يحتاج إلى نقاش لذلك حرفوا التوراة و لكن أبى الله إلا أن يغفلوا عما يدل على هذه الجريمة النكراء و الجانى غالبا يترك من الأثار ما يدل على جريمته و الحق يبقى له شعاع و لو خافت فقد إستبدلو إسم إسماعيل بإسم إسحاق
و ليس أدل على كذب هذا من كلمة) وحيدك( و إسحاق عليه السلام لم يكن وحيده قط! لأنه ولد له و لإسماعيل نحو اربع عشرة إلى خمس عشرة سنة كما نصت على ذلك توراتهم فقد جاء ((و كان أبرام إبن ست و ثمانين سنة لما ولدت هاجر إسماعيل لإبرام)) (التكوين:6,16(
و جاء أيضا(( و كان إبراهيم إبن مائة سنة حين ولد له إسحاق)) (التكوين: 5,21(
فلم يجد النصارى للخروج من هذا المأزق إلا التحجج بدعوى باطلة مفادها أن إسماعيل ابن غير شرعى لأنه ابن الجارية!
فنجيب هذا الهراء من جهات:
(1) أن شرعية بنوة إسماعيل ثابتة بكلام الرب ذاته الذى قال لإبراهيم)) و إبن الجارية أيضاً سأجعله أمة لأنه نسلك(( تك13:21
فهل توجد شرعية و خيرية أفضل من هذا؟
(2) أن ازالة الشرعية عن البنوة الصحيحة لمجرد كون الأم جارية لا يقوم على دليل ولا برهان ، و إنما هو محض عنصرية و إفتراء على الله و حسبنا أن نعلم بأن دان ونفتالى وجاد وأشير و هم أربعة أخوة من الأسباط الاثنى عشر الذين أورثوا أرض الميعاد و كان لكل منهم فيها وعد ونصيب كسائر أخوتهم هم أبناء لبلهة وزلفة (سريتا يعقوب)
(3) قد رأينا أنفاً وفق التوراة أن الله قد أعطى العهد لإبراهيم مع ذريته منذ مولد أسحاق فقال:
(1/140)
((وَرَأَتْ سَارَةُ ابْنَ هَاجَرَ الْمِصْرِيَّةِ الَّذِي وَلَدَتْهُ لإِبْرَاهِيمَ يَمْزَحُ 10فَقَالَتْ لإِبْرَاهِيمَ: «اطْرُدْ هَذِهِ الْجَارِيَةَ وَابْنَهَا لأَنَّ ابْنَ هَذِهِ الْجَارِيَةِ لاَ يَرِثُ مَعَ ابْنِي إِسْحَاقَ». 11فَقَبُحَ الْكَلاَمُ جِدّاً فِي عَيْنَيْ إِبْرَاهِيمَ لِسَبَبِ ابْنِهِ. 12فَقَالَ اللهُ لإِبْرَاهِيمَ: «لاَ يَقْبُحُ فِي عَيْنَيْكَ مِنْ أَجْلِ الْغُلاَمِ وَمِنْ أَجْلِ جَارِيَتِكَ. فِي كُلِّ مَا تَقُولُ لَكَ سَارَةُ اسْمَعْ لِقَوْلِهَا لأَنَّهُ بِإِسْحَاقَ يُدْعَى لَكَ نَسْلٌ. 13وَابْنُ الْجَارِيَةِ أَيْضاً سَأَجْعَلُهُ أُمَّةً لأَنَّهُ نَسْلُكَ)).(التكوين: 21 و9-13)
فنلاحظ هنا أن الله قد وعد ابراهيم بمباركة إسحق و تكثير نسله و ذلك حين كان طفلاً رضيعاً أى قبل بلاء الذبح فلو كان الله قد أمر ابراهيم بذبح إسحق فهذا قطعاً نقض للعهد !
فكيف يخلف الله إبراهيم وعده بعد أن أعطاه إياه و يأمره بذبح ولده الذى كان قد وعده بمباركته؟ و كيف يكون إسحاق وحيد إبراهيم؟
الحق أن الحقد دفعهم لسلب أسماعيل عليه و على نبينا الصلاة السلام حتى حق البنوة بعدما سلبوه حق النبوة
والعجيب أيضاً قد ذكر العلامة إبن تيمية و تلميذه إبن كثير و كذلك أبن القيم أن بعض النسخ جاء فيها (بكرك) بدلا من (وحيدك) و هو أظهر فى البطلان و أدل فى التحريف
خواطر حول قصة الذبيح بالتوراة
الخاطرة الأولى:
((فقال ابراهيم لغلاميه اجلسا انتما ههنا مع الحمار و اما انا و الغلام فنذهب الى هناك و نسجد ثم نرجع اليكما))
هاهو الخليل يكذب على الغلامين كذبا صريحا وليس تعريضا كالذى مضى مع سارة أنها أخته فهو يعلم أنه ذاهب لذبح الغلام
الخاطرة الثانية:
((فرفع ابراهيم عينيه و نظر و اذا كبش وراءه ممسكا في الغابة بقرنيه فذهب ابراهيم و اخذ الكبش و اصعده محرقة عوضا عن ابنه)) تكوين 22: 13
(1/141)
ولنرجع الى الوراء قليلا لنعرف أين ابراهيم حين رفع عينيه
(( فقال خذ ابنك وحيدك الذي تحبه اسحق و اذهب الى ارض المريا و اصعده هناك محرقة على احد الجبال الذي اقول لك(( تكوين 22: 2
إذن ابراهيم الخليل كان على الجبل ورفع عينيه ونظر وراءه فرأى الكبش ممسكا فى الغابة والسؤال هنا هو
أى غابة التى تكون فوق الجبل؟!
تناقضات
هل كان اسم يهوه معروفاً لإبراهيم؟!
ورد فى تكوين 14:22 أن ابراهيم دعى جبل المريا الذى أنزل عليه فيه الكبش فداءً لابنه (يهوة يرأه)
((فَدَعَا إِبْرَاهِيمُ \سْمَ ذَلِكَ \لْمَوْضِعِ (يَهْوَهْ يِرْأَهْ(. حَتَّى إِنَّهُ يُقَالُ \لْيَوْمَ: «فِي جَبَلِ \لرَّبِّ يُرَى)) تك14:22
و هذا يعنى أن إبراهيم كان يعلم إسم (يهوه) إلا أننا نقرأن فى سفر الخروج 3:6 أن ذلك الإسم لم يكن معروفاً لا لإبراهيم ولا لإسحق ولا ليعقوب
. ((وَأَنَا ظَهَرْتُ لإِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ بِأَنِّي \لْإِلَهُ \لْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. وَأَمَّا بِاسْمِي «يَهْوَهْ» فَلَمْ أُعْرَفْ عِنْدَهُمْ)) خروج 3:6
و لرجال الدين النصارى أجوبة ركيكة للغاية حتى زعموا أن موسى هو الذى أورد هذا الإسم و ليس إبراهيم !!
فلا يحتاج مثل هذا الوهن الإلتفات إليه ..... ويكفى للباحث نظرة واحدة فى النص ليوقن أن إبراهيم هو الذى سمى الجبل (يهوه يرأه) و ليس موسى !
هل الرب يجرب أحد؟
(لا)
يع 1: 13
((لا يقل احد اذا جرب اني اجرب من قبل الله لان الله غير مجرب بالشرور و هو لا يجرب احدا ((
نعم
تك22: 1
((و حدث بعد هذه الامور ان الله امتحن ابراهيم فقال له يا ابراهيم فقال هانذا))
هل الرب يريد إهلاك الصغار؟
(لا)
مت18: 14
((هكذا ليست مشيئة امام ابيكم الذي في السماوات ان يهلك احد هؤلاء الصغار((
(نعم)
تث 20: 16
((و اما مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب الهك نصيبا فلا تستبق منها نسمة ما((
1صم 15: 3
(1/142)
((فالان اذهب و اضرب عماليق و حرموا كل ما له و لا تعف عنهم بل اقتل رجلا و امراة طفلا و رضيعا بقرا و غنما جملا و حمارا ((
اش 13: 15
((كل من وجد يطعن و كل من انحاش يسقط بالسيف و تحطم اطفالهم امام عيونهم و تنهب بيوتهم و تفضح نسائهم((
ار13: 14
((و احطمهم الواحد على اخيه الاباء و الابناء معا يقول الرب لا اشفق و لا اتراف و لا ارحم من اهلاكهم((
هو13: 16
((تجازى السامرة لانها قد تمردت على الهها بالسيف يسقطون تحطم اطفالهم و الحوامل تشق))
رد على كتاب شبهات وهمية
قال القس منيس عبدالنور:
قال المعترض الغير مؤمن: في امتحان الله لإبراهيم ناسخ ومنسوخ، فبعد أن أمر الله إبراهيم أن يقدم ابنه محرقة (تكوين 22: 2)، نسخ ذلك بتقديم الكبش عوضاً عن ابنه .
وللرد نقول بنعمة الله : نورد ملخص قصة امتحان الله لإبراهيم كما وردت في تكوين 22 ، وهو أن الله امتحن ابراهيم، فأمره أن يأخذ ابنه ويقدمه محرقة، فأطاع الأمر. ولما شرع في ذلك أمره أن يمتنع، ودبَّر له كبشاً قدمه محرقة عوضاً عن ابنه، فوعده الله أن يباركه ويبارك نسله. والغاية من امتحان الله لإبراهيم أن يُظهر للجميع إيمان ابراهيم بالله ومحبته له، وأن طاعة أمره كان عنده أفضل حتى من ابنه وحيده، وليظهر للعالمين أن الله لا يتخلى عن المحبين له المتكلين عليه، وأنه يجازيهم أحسن الجزاء. فلو لم يمتحنه الله هكذا لما عرف أحد مقدار إيمان ابراهيم وتقواه.
ونجد القصة نفسها في الصافات 37: 102_110 ، ولم يقل أحد إن فيها ناسخاً ولا منسوخاً
بعد الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله:
بحثنا جواب القس على دعوانا وقوع النسخ فى قصة الذبيح فلم نعثر إلا على كلام إنشائى مسلم به لم يتناول الإعتراض عن قريب أو بعيد
(1/143)
فنحن لا نحاجج حول سبب اختبار الله تعالى لإبراهيم الخليل فهو معلوم للجميع و لكن الشاهد هنا أن الله أمر إبارهيم بذبح ابنه ثم أصدر أمراً أخر ينسخ الأمر السابق و أحل الكبش محل الولد .... و هذا هو صريح النسخ
فلو قلنا مثلاً أن الله تعالى قد حرم الخمر على مراحل فنبه إلى فسادها العظيم ثم حرم شربها للمصلى ثم حرم شربها مطلقاً كى يستأصل هذه العادة المترسخة فى النفوس بشكل سلس تدريجى فهذا التفسير لوقوع النسخ صحيح معلوم و لكن لا ينفى أن ما وقع كان نسخاً
فالنسخ قد يقع لأسباب كثيرة إما للتخفيف عن الناس أو التدرج بهم فى التربية أو اختبار إيمانهم و تسليمهم ... و مع كل هذه الأسباب يظل النسخ واحداً.
الاصحاح الرابع و العشرون
إبراهيم يطلب من عبده أن يضع يده تحت فخذه ليستحلفه!
ما علاقة الاستحلاف بأن يضع رجل يده تحت عورة رجل أخر بهذه الصورة ؟!
((وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ لِعَبْدِهِ كَبِيرِ بَيْتِهِ \لْمُسْتَوْلِي عَلَى كُلِّ مَا كَانَ لَهُ: «ضَعْ يَدَكَ تَحْتَ فَخْذِي 3فَأَسْتَحْلِفَكَ بِالرَّبِّ إِلَهِ \لسَّمَاءِ وَإِلَهِ \لأَرْضِ أَنْ لاَ تَأْخُذَ زَوْجَةً لِابْنِي مِنْ بَنَاتِ \لْكَنْعَانِيِّينَ \لَّذِينَ أَنَا سَاكِنٌ بَيْنَهُمْ)) تكوين 2:24
تناقضات
إبراهيم يستحلف عبده ألا يزوج ابنه من بنات الكنعانيين
((فَأَسْتَحْلِفَكَ بِالرَّبِّ إِلَهِ \لسَّمَاءِ وَإِلَهِ \لأَرْضِ أَنْ لاَ تَأْخُذَ زَوْجَةً لِابْنِي مِنْ بَنَاتِ \لْكَنْعَانِيِّينَ \لَّذِينَ أَنَا سَاكِنٌ بَيْنَهُمْ)) تك3:24
و هذا يعارض
النهى عن الحلف مطلقاً
(1/144)
((وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تَحْلِفُوا الْبَتَّةَ ، لاَ بِالسَّمَاءِ لأَنَّهَا كُرْسِيُّ اللَّهِ ، 35وَلاَ بِالأَرْضِ لأَنَّهَا مَوْطِئُ قَدَمَيْهِ ، وَلاَ بِأُورُشَلِيمَ لأَنَّهَا مَدِينَةُ الْمَلِكِ الْعَظِيمِ. 36وَلاَ تَحْلِفْ بِرَأْسِكَ، لأَنَّكَ لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَجْعَلَ شَعْرَةً وَاحِدَةً بَيْضَاءَ أَوْ سَوْدَاءَ. 37بَلْ لِيَكُنْ كَلاَمُكُمْ: نَعَمْ نَعَمْ ، لاَ لاَ. وَمَا زَادَ عَلَى ذَلِكَ فَهُوَ مِنَ الشِّرِّيرِ.)) متى 5: 34-37
((وَلَكِنْ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ يَا إِخْوَتِي لاَ تَحْلِفُوا لاَ بِالسَّمَاءِ وَلاَ بِالأَرْضِ وَلاَ بِقَسَمٍ آخَرَ. بَلْ لِتَكُنْ نَعَمْكُمْ نَعَمْ وَلاَكُمْ لاَ، لِئَلاَّ تَقَعُوا تَحْتَ دَيْنُونَةٍ)) يعقوب 12:5
الرب كافأ ابراهيم بأن أعطاه الكثير من العبيد:
((وَالرَّبُّ قَدْ بَارَكَ مَوْلاَيَ جِدّاً فَصَارَ عَظِيماً وَأَعْطَاهُ غَنَماً وَبَقَراً وَفِضَّةً وَذَهَباً وَعَبِيداً وَإِمَاءً وَجِمَالاً وَحَمِيراً)) تكوين 35:24
فهنا نجد امتلاك اعبيد خير يمن به الرب على ابراهيم .... بينما نجد فى مواضع أخرى أن امتلاك العبيد أمر قبيح تم رفضه بأشكال شتى
خروج16:21، لاويين 13:19، 1كورنثوس23:7
الحجاب فى التوراة
((62وكانَ إسحَقُ مُقيمًا بأرضِ النَّقبِ جنوبًا. وبينما هوَ راجعٌ مِنْ طريقِ بئرِ الحيّ الرَّائي، 63حيثُ خرَج يتمشَّى في البرِّيَّةِ عِندَ المساءِ، رفَعَ عينيهِ ونظَرَ فرأى جمالاً مُقبلةً نحوَهُ. 64ورفعت رفقَةُ عَينَيها، فلمَّا رأت إسحَقَ نزلت عنِ الجمَلِ. 65وسألتِ الخادمَ: «مَنْ هذا الرَّجلُ الماشي في البرِّيَّةِ للقائِنا؟» فأجابَها: «هوَ سيّدي». فأخذت رفقةُ البُرقُعَ وسَتَرَت وجهَها)) تكوين24: 62
الاصحاح الخامس و العشرون
رد على كتاب شبهات وهمية
قال القس منيس عبدالنور:
(1/145)
قال المعترض : ورد في تكوين 25: 23 وعد الله يعقوب بالبركة, وفي تكوين 27 نرى تحقيق هذه البركة بكذب رفقة ويعقوب على إسحق, هل يحقق الله بركته بالخداع؟! ,
وللرد نقول : لابد أن تتحقق مواعيد الله, فإذا تحققت بوسيلة خاطئة فلا ننسب ذلك إلى الله، بل إلى البشر, ولو لم تخدع رفقة ويعقوب إسحق لمنح الله البركة ليعقوب بوسيلة أفضل, وتحقيق البركة بواسطة الخداع لا يعفي المخادع من مسئوليته أمام الحق وأمام التاريخ,
لقد وعد الله العالم بالخلاص في المسيح المخلّص، وقام يهوذا الإسخريوطي بتسليم المسيح لشيوخ اليهود فصلبوه، وهذا لا يبرّر فعلة يهوذا, ولكن الخلاص جاء للعالم,
ويمكن أن نقول إن الله بارك يعقوب بالرغم من شره وخداعه, وأليست هذه قصتنا؟! نعم، هناك خداع كثير في قصة يعقوب، فهو المتعقّب الذي يتعقَّب الآخرين من نقط ضعفهم, ولكن الله كان قد اختاره ليكون أباً للشعب الذي تتحقق فيه المواعيد المُعطاة لإبراهيم، والذي منه يجيء المسيح، وقال: أحببت يعقوب (ملاخي 1: 2 و3), وهي محبة عجيبة موهوبة ممنوحة وليست مكتسبة, وكان الله سيبارك يعقوب لو أنه سَلَك بالاستقامة, ولو كان يعقوب صادقاً لنال البركة بدون متاعب، ولكن لأنه كان مخادعاً نال البركة (لأن الله وعد بها) ومعها الضيق والتعب, لقد خدع أباه وأخذ بركة عيسو، ولذلك خرج تائهاً في الصحراء حتى وصل إلى بيت خاله, ولكن الله كان قد جهّز له البركة بدون ذلك (تكوين 27 خداع الأب، وتكوين 28 رؤيا الله والسلم), وخدع يعقوب خاله بمحاولة تقشير القضبان (علمياً: كشط البياض عن قضبان اللوز لا يجعل الغنم تلد مخططات), ولكن الله منحه الكثير من الثروة, أما خداعه فأورثه الهروب الخائف من خاله (تكوين 30: 37_43 و31: 17_21)
(1/146)
إن الله لا يسمح بالالتواء، فليس فيه ظلمة البتّة, وكل من يلتوي قد يربح ماديات لكنه يدفع الثمن الذي يبدأ من نقص الاستقرار إلى بُغْض الآخرين له, لقد دفع يعقوب الكثير من الثمن مقابل ما أخذه من بركات الجسد, وكان تعبه يفوق ما ربحه من غنم أو بقر! يكفي أن بصره ذهب حزناً على يوسف!
بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله:
الحمد لله على نعمة الإسلام و نعمة العقل , فهؤلاء القوم لا يمكن أن يكون لهم عقول يفقهون بها , فالقس يقول بأن عهد الله لا بد أن يتم حتى و لو تم ذلك بطريقة الغش , و كأن البركة تخرج من آلة مبرمجة طالما وضعت فيها البيانات المطلوبة تعطيك النتيجة !! عجباً ممن يبرر حصول يعقوب على البركة بالغش و الخداع بعد أن وضع رأسه لأبيه المريض فباركه على أنه أخاه!!
- و العجيب أيضاً أن النص تكوين 23:25 لا يمثل وعداً بقدر ما يحوى إخباراً عن مأساة ستقع فقال الرب"فى بطنك أمتان , و من أحشائك يفترق شعبان, شعب يقوى على شعب, و كبير يُستعبد لصغير" فهذا الوعد (كما يقول الدكتور) وعد دموى باستعباد الأخ لأخيه و التسلط عليه!
- ثم استرسل القس عبد النور فى تطاوله على خير البرية أنبياء الله , فزعم أن يعقوب عليه السلام مخادع آثم امام الحق و امام التاريخ , و أنه بعد أن خدع أباه خدع خاله , ثم أخذ يحكى عن انتقام الله منه و أنه أورثه التعب و الشقاء, و حمله على دفع الثمن غالياً حتى انه ذهب ببصره حزناً على يوسف !!
فيعقوب وفق ذلك الشرح المثير للغثيان حصل على البركة و اللعنة معاً من الله !!!!
(1/147)
- ويبدو أن القس نسى أن يعقوب تزوج و أنجب أبناء كثيرين و اغتنى و تكاثرت قطعانه وكان الله يكلمه و يفضله بمعيته له و الأنس به ,و أنه صارع الله ( تعالى عما يقولون) و ضربه علقة ساخنة , كما ان القس نسى أن يعقوب الذى ذهب بصره حزناً على يوسف عاد إليه بصره و أقر الله عينه بجمع كل بنيه حوله مرةً أخرى و أعزه حتى انه حين بارك ابنى يوسف قال" لم أكن أظن أن أرى وجهك, و هوذا الله قد أرانى نسلك"
- وطبعاً لا يفوت القساوسة إقحام عقيدة التثليث فى كل ما يقولون, فيزعم القس أن المسيح صُلب لأجل خلاصنا بعد أن خانه يهوذا , و كلمة الخلاص هذه عزيزة جداً على النصارى مع أنهم لا يفهمون أين و متى و كيف و لماذا؟ فلا يفقهون شيئاً و لا يهتدون سبيلاً ,لكن يرددون ما ورثوه عن أباءهم و نسى أن الخلاص الحقيقى باتباع الناموس , شريعة الله و الأستقامة عليها (( فاستقم كما أمرت و من تاب معك و لا تطغوا, إنه بما تعملون بصير )), و لكن الشاهد أنه شبه نبى الله يعقوب بيهوذا الاسخريوطى الخائن الذى أسلم المسيح بن مريم !!
- فحسبنا الله فى من نالوا من أعراض الأنبياء و نصبوا أنفسهم قضاة عليهم , و نسبوا إليهم ما تقشعر منه الجلود , فنبى الله يعقوب لم يكن إلا صديقاً صالحاً يخشى الله فى كل حين و هو الذى قال عنه الله تعالى (( إنه لذو علم لما علمناه و لكن أكثر الناس لا يعلمون )) و قال و هو يرثى يوسف (( قال إنما أشكوا بثى و حزنى إلى الله و أعلم من الله ما لا تعلمون )) , فإن أنبياء الله هم أعلم البشر بربهم و عظمته , وهم أكثر الناس توحيداً لألوهيته و ربوبيته و أسماءه الحسنى و صفاته العلى, و كيف لا و هم المنعم عليهم بخبر السماء و اصطفاء الله ؟و قد علمهم سبحانه و رباهم و زكاهم بنفسه عليهم صلوات الله و سلامه.
(1/148)
وقد بين العلامه ابن حزم ، في نقد لاذع وتحليل رائع ، ما في الاصحاح السابع والعشرين من سفر التكوين من أكاذيب وخرافات ومتناقضات إذ يقول :
وفي هذا الفصل فضائح وأكذوبات وأشياء تشبه الخرافات . فأول ذلك اطلاقهم على نبي الله يعقوب عليه السلام أنه خدع أباه وغشه وهذا مبعد عمن فيه خير من أبناء الناس مع الكفار والأعداء . فكيف من نبي مع أبيه وهو نبي أيضاً ؟! هذه سوءات مضاعفات .
ثانياً : اخبارهم أن بركة يعقوب إنما كانت مسروقه بغش وخديعة وتخابث . وحاشا للأنبياء عليهم السلام من هذا . ولعمري انها لطريقة اليهود ، فما تلقى منهم إلا الخبيث الخادع والا الشاذ .
ثالثاً : اخبارهم أن الله أجرى حكمه وأعطى نعمته على طريق الغش والخديعة ، وحاش لله من هذا .
رابعاً : أنه لا يشك أحد في أن اسحق عليه السلام لما بارك يعقوب حينما خدعه ، كما زعم النذل الذي كتب لهم هذا الهوس ، إنما قصد بتلك البركة عيسو ، وأنه دعا لعيسو لا ليعقوب . فأي منفعة للخديعة ها هنا ؟ لو كان لهم عقل . (( فهذه وجوه الخبث والغش في هذه القضية((
وأما وجوه الكذب فكثيرة جداً . من ذلك نسبتهم الكذب إلى يعقوب عليه السلام وهو نبي الله ورسوله ، في أربع مواضع :
(1/149)
أولها وثانيها قوله لأبيه اسحاق أنا ابنك عيسو وبكرك . فهاتان كذبتان في نسق ، لأنه لم يكن ابنه عيسو ولا كان بكره وثالثها ورابعها قوله لأبيه صنعت جميع ما قلت لي فاجلس وكل من صيدي .فهاتان كذبتان في نسق ، لأنه لم يكن له شيئاً ولا أطعمه من صيده . وكذبات أخرى هي : بطلان بركة اسحق إذ قال ليعقوب تخدمك الأمة وتخضع لك الشعوب وتكون مولى اخوتك ، ويسجد لك بنو أمك . وبطلان قوله لعيسو تستعبد لأخيك . فهذه كذبات متواليات . فوالله ما خدعت الأمم يعقوب ولا بنيه بعده ، ولا خضغت لهم الشعوب ، ولا كانوا موالى اخوتهم ، ولا سجد لهم ولا له بنو أمه . بل ان بني اسرائيل هم الذين خدموا الأمم في كل بلدة وخضعوا للشعوب قديماً وحديثاً في أيام دولتهم وبعدها .
وأما قوله تكون مولى اخوتك ويسجد لك بنو أمك ، فلعمري لقد صح ضد ذلك جهاراً ، إذ في توراتهم أن يعقوب كان راعياً لأنعام ابن عمه لابان بن ناحور بن لامك وخادمه عشرين سنة ، وأنه بعد ذلك سجد هو وجميع ولده _ حاشا من لم يكن خلق منهم بعد _ لأخيه عيسو مرارا كثيرة .
وما سجد عيسو قط ليعقوب ، ولا ملك قط أحد من بني يعقوب بني عيسو . وقد تعبد يعقوب لعيسو في جميع خطابه له ، وما تعبد قط عيسو ليعقوب . وقد سأل عيسو يعقوب عن أولاده فقال له يعقوب هم أصاغر من الله بهم على عبدك . وقد طلب يعقوب رضاء عيسو وقال له : اني نظرت الى وجهك كمن نظر إلى بهجة الله ، فارض عني ، واقبل ما اهديت اليك . فما نرى عيسو وبنيه إلا موالى يعقوب وبنيه .
فما نرى تلك البركة عزيزى القارىء الا انها معكوسة منكوسة ! ونعوذ بالله من الخذلان .
والطريف ان الكتاب المقدس يحكي ان يعقوب اشترى النبوة من أخيه عيسو فى مقابل طبق عدس وقطعة لحم :
(1/150)
تكوين 25: 29-34 (( وَطَبَخَ يَعْقُوبُ طَبِيخاً فَأَتَى عِيسُو مِنَ الْحَقْلِ وَهُوَ قَدْ أَعْيَا. فَقَالَ عِيسُو لِيَعْقُوبَ: أَطْعِمْنِي مِنْ هَذَا الأَحْمَرِ لأَنِّي قَدْ أَعْيَيْتُ. ( لِذَلِكَ دُعِيَ اسْمُهُ أَدُومَ ). فَقَالَ يَعْقُوبُ: بِعْنِي الْيَوْمَ بَكُورِيَّتَكَ. فَقَالَ عِيسُو: هَا أَنَا مَاضٍ إِلَى الْمَوْتِ فَلِمَاذَا لِي بَكُورِيَّةٌ؟ فَقَالَ يَعْقُوبُ: احْلِفْ لِيَ الْيَوْمَ. فَحَلَفَ لَهُ. فَبَاعَ بَكُورِيَّتَهُ لِيَعْقُوبَ. فَأَعْطَى يَعْقُوبُ عِيسُوَ خُبْزاً وَطَبِيخَ عَدَسٍ فَأَكَلَ وَشَرِبَ وَقَامَ وَمَضَى. فَاحْتَقَرَ عِيسُو الْبَكُورِيَّةَ))
تناقض
هل كانت قطورة زوجت إبراهيم أم سريته؟
زوجته
))وَعَادَ إِبْرَاهِيمُ فَأَخَذَ زَوْجَةً \سْمُهَا قَطُورَةُ 2فَوَلَدَتْ لَهُ زِمْرَانَ وَيَقْشَانَ وَمَدَانَ وَمِدْيَانَ وَيِشْبَاقَ وَشُوحاً (( تكوين1:25، 2
سريته
((أما بنو قطورة سرية إبراهيم فإنها ولدت زِمْرَانَ وَيَقْشَانَ وَمَدَانَ وَمِدْيَانَ وَيِشْبَاقَ وَشُوحاً )) 1أخبار 32:1
تعدد الزوجات فى الكتاب المقدس
إبراهيم يتزوج بقطورة بعد الزواج من سارة و هاجر
))وَعَادَ إِبْرَاهِيمُ فَأَخَذَ زَوْجَةً \سْمُهَا قَطُورَةُ)) تكوين 1:25(1/151)
من الاصحاح السادس و العشرون
للثامن والثلاثون
الاصحاح السادس و العشرون
تناقضات
ها الرب يظهر لأحد ؟
الرب يظهر لاسحق ((فتراءى لَه الرّبُّ وقالَ: «لا تَنْزِلْ إلى مِصْرَ، بلِ اَسكُنْ في الأرضِ التي أدُلُّكَ علَيها)) تك 2:26
((وصَعِدَ إسحَقُ مِنْ هُناكَ إلى بئرَ سَبْعَ، 24فتراءى لَه الرّبُّ في تِلكَ اللَّيلةِ وقالَ لَه: «أنا إلهُ إبراهيمَ أبيكَ. لا تَخفْ، فأنا مَعكَ وأبارِكُكَ وأُكثِّرُ نسلَكَ مِنْ أجلِ عبدي إبراهيمَ». ))تك 24:26
و هذا ينا قض
((ما مِنْ أحدٍ رأى الله. الإلهُ الأوحَدُ الذي في حِضنِ الآبِ هوَ الذي أخبَرَ عَنهُ)) يوحنا18:1
متى سميت بئر سبع بهذا الاسم ؟
بئر سبع سميت بهذا الإسم بواسطة إسحق بسبب اكتشاف عبيده لبئر فسماها شبعة
))وفي ذلِكَ اليومِ جاءَ عبيدُ إسحَقَ فأخبروهُ عنِ البئرِ التي حفروها،قالوا: «وَجدْنا ماءً». 33فسمَّاها إسحَقُ شِبْعَةَ فصارَ اَسمُ المدينةِ بئرَ سَبْعَ إلى هذا اليومِ. )) تكوين 33:26
و هذا يناقض
بئر سبع سميت هكذا على يد إبراهيم بسبب اتفاق أبرمه مع أبيمالك
((وأخذَ إبراهيمُ غنَمًا وبقَرًا، فأعطى أبيمالكَ وقطَعا كِلاهُما عهدًا. 28وأفردَ إبراهيمُ سَبْعَ نِعاج مِنَ الغنَمِ على حِدَةٍ. 29فقالَ لَه أبيمالكُ: «ما هذِهِ السَّبْعُ النِّعاج التي أفردْتَها على حِدَةٍ؟» 30فأجابَ إبراهيمُ: «سَبْعُ نعاج تأخذُ مِنْ يَدي، شهادةً لي بأنِّي حفَرْتُ هذِهِ البئرَ». 31وسمَّى ذلِكَ المَوضِعَ بئرَ سَبْعَ، لأنَّ فيهِ تمَ الإِتِّفاقُ)) تكوين27:21-31
*
ما اسم ابنة ايلون الحثى ؟
ابنة إيلون الحثى التى تزوجها عيسو تُسمى بسمة ((وبَسمةَ بنتَ إيلونَ الحثِّيِّ،)) تكوين34:26
و هذا يناقض
ابنة ايلوى الحثى التى تزوجها عيسو تُسمى عدة ((2أخذَ عِيسو زَوجاتِه مِنْ بَناتِ كنعانَ: عَدَةَ بنتَ إيلونَ الحثِّيِّ ((تكوين2:36
*
بسمة زوجة عيسو بنت من؟
(1/152)
بسمة بنت إيلون الحثى ((وبَسمةَ بنتَ إيلونَ الحثِّيِّ،)) تكوين34:26
و هذا يناقض
بسمة بنت اسماعيل ))وبَسمَةَ بنتَ إسماعيلَ أختَ نَبايُوتَ.))تكوين3:36
خواطر
تعدد الزوجات
عيسو بن اسحق يتزوج من اثنتين ((34ولمَّا صارَ عيسو اَبنَ أربعينَ سنَةً تزوَّج يهوديتَ بنتَ بيري الحثِّيِّ وبَسمةَ بنتَ إيلونَ الحثِّيِّ، ))تكوين 34:26
قصة مكررة
))وسألَهُ أهلُ ج6رارَ عَنِ اَمرأتِهِ فقالَ: «هيَ أُختي»، لأنَّهُ خافَ أنْ يقولَ: «هيَ اَمرأتي»، لِئلاَ يَقْتُلوهُ بسببِها وكانَت جميلةَ المَنظَرِ. 8ولمَّا مضَى على إقامتِهِ هُناكَ وقتٌ طويلٌ حدَثَ أنَّ أبيمالِكَ، مَلِكَ الفلِسطيِّينَ أَطَلَ مِنْ نافذةٍ لَه ونظرَ فرأى إسحَقَ يُداعِبُ رِفقةَ اَمرأتَهُ. 9فدَعاهُ وقالَ لَه: «إذًا هيَ اَمرأتُكَ، فلماذا قلتَ إنَّها أُختُكَ؟» فقالَ إسحَقُ: «لأنِّي ظَننتُ أنَّني رُبَّما أهلِكُ بسببِها». )) تكوين7:26-9
ابراهيم تزوج سارة و كانت شديدة الجمال
اسحق تزوج زفقة و كانت شديدة الجمال
ابراهيم يهاجر بسارة إلى مصر
اسحق يهاجر برفقة إلى جرار
الملك و الشعب يفتنون بجمال سارة
الملك و الشعب يفتنون بجمال رفقة
ابراهيم يزعم أن سارة أخته ليحمى نفسه و يكسب من وراءها
اسحق يزعم أن رفقة أخته ليحمى نفسه و يكسب من وراءها
الملك يكتشف الحقيقة و يلوم ابراهيم على عدم اخباره الحقيقة ثم يباركه و يكرمه
لملك يكتشف الحقيقة و يلوم اسحق على عدم اخباره بالحقيقة ثم يباركه و يكرمه
نفس القصة حرفياً تتكررت مرة مع الأب و مرة مع إبنه !!
فأين إحترام العقل فى هذا الإستخفاف اللامعقول؟
رد على كتاب شبهات وهمية
(1/153)
قال المعترض: «يقول تكوين 26: 34 إن عيسو تزوج من يَهوديت ابنة بيري الحثّي، وبَسْمة بنت إيلون الحثي، ولكنه في تكوين 36: 2، 3 يقول إن زوجاته هنَّ عدا بنت إيلون الحثي، وأهوليبامة بنت عنى بنت صبعون الحِوِّي، وبسمة بنت إسماعيل. فهل تزوج عيسو بسمة أم عدا ابنة إيلون؟ وهل تزوج اثنتين أو ثلاث أو أربع زوجات؟».
وللرد نقول: تزوج عيسو من أربع: يهوديت ابنة بيري، وبسمة بنت إيلون (التي تحمل أيضاً اسم عدا. وكان كثيرون يحملون اسمين)، وأهوليبامة بنت عنى، وبسمة بنت إسماعيل. وقد أُغفِل ذكر يهوديت في تكوين 36 لأنها لم تنجب نسلاً، وتكوين 36 يحوي سلسلة أنساب، ويقول مطلعه «هذه مواليد عيسو».
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
اعتمد القس عبد النور رداً هذيلاً نجيبه من جهات:
أولا:
أن القس لم يقدم رداً علمياً و إنما زعم بلا دليل أن عدا هى نفسها بسمة ، فى حين أن هذه أمور خبرية لا محل للإجتهاد فيها ، و النص التوراتى لم يشر من قريب أو بعيد إلى ما ذهب إليه القس الملهم!
فلو قرأت فى كتاب ( و كان زيد صاحب الحديقة الحمراء) ثم قرأت فى موضع أخر ( و صاحب الحديقة الحمراء هو عامر)
فهذا تناقض واضح كشمس النهار ، إذ اختلف الشخص المحدد و لم تقم أى قرينة أو إشارة على أن الشخص المشار إليه هنا هو نفسه الشخص المشار إليه هناك، ولا يتصور لأسفه الكتُاب أن يغفل عن بيان مثل هذه النقاط إن قصدها فضلاً عن كتاب موحى به من الله!!
ثانياً:
أن نصوص التوراة نفسها تكذب دعوى القس إذ نجد ان الشخص إن إمتلك اسمين يتم الإشارة إلى ذلك صراحة كما هو متوجب، بل و نجد فى زمن إبراهيم و يعقوب تحديداً أن الإسم الجديد يوقف إستعمال أى أسماء أخرى ..فلا يكون للشخص إن جد له إسم أن يحمل سواه مثال ذلك:
((ولا تُسمَّى أبرامَ بَعدَ اليومِ، بل تُسمَّى إبراهيمَ، لأنِّي جعَلْتُكَ أبًا لأُمَمِ كثيرةٍ. )) تكوين5:17
(1/154)
))وقالَ اللهُ لإبراهيمَ: «أمَّا سارايُ اَمرأتُكَ فلا تُسَمِّها سارايَ، بل سارة)) تكوين 15:17
))فقالَ الرَّجلُ: «ما اَسمُكَ؟» قالَ: «اَسمي يعقوبُ». 29فقالَ: «لا يُدعَى اَسمُكَ يعقوبَ بَعدَ الآنَ بل إِسرائيلَ، لأنَّكَ غالَبْتَ اللهَ والنَّاسَ وغلَبْتَ».)) تكوين28:32
فكما نرى لم يكن الشخص يسمح له أن يحمل إلا إسماً واحداً و إن جد له أسماء أخرى
أما بالنسبة للألقاب فلا بد أن تثبت للأشخاص أيضاً بالدليل لأن هذه أمور خبرية بحته و مثال ذلك:
((الأول سمعان الذى يُقال له بطرس)) متى 2:10
((لباوس الملقب تداوس)) متى3:10
ففى هذه الحالات أورد الكاتب الخبر ليفهم القارىء و قام الدليل بالنص أن سمعان يلقب ببطرس و أن لباوس يلقب تداوس كما قام الدليل بالنص على أن شاول صار بولس (أعمال9:13)
و هذا هو قول العقلاء إذ لا يمكن أن تتغاير الأسماء هكذا و تختلف هنا و هناك بهذا الشكل الأعوج دون بيان ، فالقارىء ليس منجماً كما هوحال القس الفاضل!
و سنلاحظ خلال دراسة الكتاب المقدس تكرار مسألة اختلاف الأسماء هذه عشرات المواضع لذا فإن حيلة القس المفضوحة لن تجدى فى التستر على هذه الأخطاء كما سنرى بإذن الله تعالى !
ثالثاُ:
أن القس زعم أن يسمة بنت إيلون الحثى تسمى أيضاً عدا
و لم يقف القس المبجل عند عجيبة أن بسمة هذا هوإسم ابنة إسماعيل و ليس ابنة ايلون الحثى فقط و الأعجب أن تكوين8:28 يخبرنا أن اسم ابنة اسماعيل محلة ((8أدركَ عيسو أنَّ بَناتِ كنعانَ شرِّيراتٌ في عينَي إسحَقَ أبيهِ. 9فذهبَ إلى إسماعيلَ بنِ إبراهيمَ وأخذَ اَبنتَهُ مَحلةَ أُختَ نبايوتَ زوجةً لهُ))
فما رأى القس فى هذه الغابة من الأسماء؟
فهل هذه مصادفة أن يتزوج عيسو من امرأتين كل منهما تسمة بسمة و كل منهما لها اسمين و كل من الإسمين يذكر فى موضعين مختلفين و بطريقة مشبوهة على هذا النحو؟!
(1/155)
الحق الظاهر لكل إنسان يحترم عقله هو وقوع الخطأ الفادح فى تقرير أسماء زوجات عيسو و كان الخطأ فى زوجته بسمة و بيان نسبها فلما فسدت البداية فسدت النهاية و صارت بسمة ابنة لإسماعيل و ابنة لايلون الحثى، و صار فى مواضع أخرى ابنة اسماعيل هو محلة و ابنة ايلون هى عادة ، ولا حول ولا قوة إلا بالله !
الاصحاح السابع و العشرون
بركة نبى الله يعقوب مسروقة بالغش!
نقرأ فى تكوين 1:27-30 قصة حصول نبى الله يعقوب على البركة النبوية بالغش و التحايل على أبيه المسن الأعمش اسحق إذ دخل على أبيه موهماً إياه أنه عيسو و تقرب إليه لينال منه العهد و البركة كل ذلك بمساعدة أمه رفقه حتى تمكن من سرقة البركة من اخيه الأكبر عيسو ، و قد سبق نقد هذه القصة السفيهة فى تعليقنا على تكوين 25
خطأ
من الأغلاط ما ذكره سفر التكوين من اطلاع رفقة أم عيسو – التى خدعت اسحق و سلبته بركة البكر- على ما أضمره ابنها في قلبه، حيث يقول: ((قال عيسو في قلبه: قربت أيام مناحة أبي. فأقتل يعقوب أخي. فأخبرت رفقة بكلام عيسو ابنها الأكبر)) (التكوين 27/41-42(
والمفروض أنه أضمره فكيف اطلعت عليه؟
الاصحاح الثامن و العشرون
الرب واقفاً على سلم!
الرب يظهر ليعقوب واقفاً على سلم((فحَلُمَ أنَّه رأىسُلَّمًا منصوبةً على الأرضِ، رأسُها إلى السَّماءِ، وملائكةُ اللهِ تصعَدُ وتنزِلُ علَيها. 13وكانَ اللهُ واقِفًا عَلى السُّلَّمِ يقولُ: «أنا الرّبُّ إلهُ إبراهيمَ أبيكَ وإلهُ إسحَقَ! الأرضُ التي أنتَ نائِمٌ علَيها أهبُها لكَ ولِنسلِكَ. )) تكوين12:28
نبوءة كاذبة
جاء فى تكوين 28: 14 ((ويكثُرُ نسلُكَ كَتُرابِ الأرضِ، وينتَشِرُ غربًا وشرقًا وشَمالاً وجنوبًا، ويتباركُ بِكَ وبنسلِكَ جميعُ قبائلِ الأرضِ((.
و هذا خطأ واضح إذ لم يكن بنو إسرائيل إلا أقلية هامشية كما أن شعوب الأرض لم تتبارك فيهم بل ناصبوهم العداء دائماً و أبداً
راجع تعليقنا على تكوين 13: 16
تناقضات
(1/156)
ما سبب تسمية منطقة لوز بيت إيل؟
السبب هو رؤية يعقوب الله فى المنام واقفاً على سلم و ذلك قبل أن يلتقى براحيل
((فأفاقَ يعقوبُ مِنْ نومهِ وقالَ: «الرّبُّ في هذا المَوضِعِ ولا عِلْمَ لي». 17فخافَ وقالَ: «ما أرهبَ هذا المَوضِعَ. ما هذا إلاَ بيتُ اللهِ. وبابُ السَّماءِ». 18وبكَّرَ يعقوبُ في الغدِ، وأخذَ الحجرَ الذي وضَعَهُ تحتَ رأسِهِ ونصبَه عَمودًا، وصَبَ علَيه زيتًا لِيكرِّسَهُ للرّبّ.19وسمَّى ذلِكَ المَوضِعَ بَيتَ إيلَ، وكانَتِ المدينةُ مِنْ قَبلُ تُسمَّى لوزَ)) تكوين16:28-19
و هذا يناقض
السبب هو التقاء يعقوب بالرب و مصارعته اياه و انتصاره عليه و ذلك بعد زواجه براحيل و قرب وفاتها بقليل
((وتراءَى اللهُ لِيعقوبَ أَيضًا حينَ جاءَ مِنْ سَهلِ أرامَ وبارَكَهُ 10وقالَ لَه: «إسمُكَ يعقوبُ. لا يُدعَى اَسمُكَ بَعدَ الآنَ يعقوبَ، بل إِسرائيلَ». فسمَّاهُ إِسرائيلَ. 11وقالَ لَه اللهُ: «أنا اللهُ القديرُ. اَنْمُ واَكْثُرْ. أُمَّةٌ ومجموعةُ أُمَمِ تكونُ مِنكَ، وملوكٌ مِنْ صُلبِكَ يَخرُجونَ، 12والأرضُ التي وهَبْتُها لإِبراهيمَ وإسحَقَ أهبُها لكَ ولِنَسلِكَ مِنْ بَعدِكَ». 13ثُمَ اَرتفَعَ اللهُ عَنهُ في المَوضِعِ الذي كلَّمَه فيهِ. فنَصَبَ يعقوبُ هُناكَ عَمودًا مِنْ حجرٍ، وسكبَ علَيه خمرًا وصبَ زَيتًا لِيُكَرِّسَهُ لِلرّبِّ. 15وسَمَّى ذلِكَ المَوضِعَ الذي كَلَّمَه اللهُ فيهِ بَيتَ إِيلَ. )) تكوين9:35-15
من كان أبو لابان؟
تك 28: 5((فصرف اسحق يعقوب فذهب الى فدان ارام الى لابان بن بتوئيل الارامي اخي رفقة ام يعقوب و عيسو))
و هذا يناقض
تك29: 5 ((فقال لهم هل تعرفون لابان ابن ناحور فقالوا نعرفه))
الاصحاح التاسع و العشرون
خرافة طريفة
* يعقوب خدم لابان لمدة سبع سنين حتى يتزوج ابنته راحيل إلا أنه و بعد تمام المدة خدعه لابان و أعطاه ليئة مكان راحيل دون ان يشعر!
(1/157)
يعقوب خلى بها و أمضى معها الليلة ثم لم يكتشف أنها امراة أخرى إلا فى الصباح بعدما ضاجعها مضاجعة الأزواج!
و بجانب ذلك فإن يعقوب قد وقع فى الزنا لأن الزواج لم يكن بقصد شخص ليئة ولا بإسمها!
و حين سأل لابان عرض عليه أن يعوضه بأن يعمل لديه سبع سنين أخرى لينال راحيل فوافق !
ثم جمع بين راحيل و أختها ليئة و كل منهما جاءته مع جارية هدية من أبيها !
و حين لم تتمكن راحيل من الإنجاب فأدخلت يعقوب على جاريتها بلهة لتحمل منه على أن يُنسب الطفل زوراً و إغتصاباً إليها ثم فعلت ليئة نفس الأمر بعد ذلك مع جاريتها زلفة !
ثم نجد راحيل تؤجر زوجها و تفرط فيه فى يومها مقابل لفاح أخذته من ليئة
و ليئة تقول ليعقوب صراحة ((إلى تجىء لأنى قد استأجرتك بلفاح ابنى))
هذه ليست رواية خيالية ساخرة و لكنها قصة يعقوب مع زوجتيه ليئة و راحيل فى الكتاب المقدس (تكوين 15:29-35، 1:30-16)
رد على كتاب شبهات وهمية
قال المعترض الغير مؤمن: ورد في تكوين 29: 2 ونظر وإذا في الحقل بئر، وهناك ثلاثة قطعان غنم رابضة عندها، لأنهم كانوا من تلك البئر يسقون القطعان، والحجر على فم البئر كان كبيراً . وفي آية 8: فقالوا لا نقدر حتى تجتمع جميع القطعان . في الآية 2 و8 وقع لفظ غنم، والصحيح لفظ الرعاة بدلهما كما في النسخة السامرية واليونانية. لعل لفظ ثلاثة رعاة كانوا هناك.
(1/158)
وللرد نقول بنعمة الله : الضمير في قوله: كانوا من تلك البئر يسقون القطعان عائد إلى الرعاة. ورد في الواقعة 56: 83 : فلولا إذا بلغت الحلقوم أي النفس. وورد في القيامة 75: 26 : كلا إذا بلغت التراقي أي النفس. قال علماء المسلمين: أضمر الروح أو النفس لدلالة الحلقوم والتراقي عليها. وورد في سورة ص 38: 32 : حتى توارت بالحجاب أي الشمس. ففي هذه الأمثلة عاد الضمير على اسم ظاهر غير مذكور في الكلام، وإنما فُهم من سياقه. وقد يدل على الاسم الظاهر سياق الكلام، كقوله في الرحمن 55: 26 : كل من عليها فان (أي الأرض) وهي غير مذكورة في الكلام السابق. وكذلك ورد في الرحمن 35: 45 : ما ترك على ظهرها (أي الدنيا) وهي غير مذكورة في الكلام السابق. وفي النساء 4: 11 : ولا لأبويه (أي الميت) ولم يتقدم له ذكر. قال علماء المسلمين: لابد للضمير من مرجع يعود إليه، ويكون ملفوظاً به سابقاً مطابقاً، نحو ونادى نوح ابنه و عصى آدم ربه ، أو متضمناً له نحو اعدلوا هو أقرب فإنه عائد على العدل المتضمن له: اعدلوا، أو دالًا عليه بالالتزام نحو إنَّا أنزلناه (أي القرآن) لأن الإنزال يدل عليه التزاماً.
فيتضح للمتأمل أن عبارة التوراة العبرية صحيحة، أما المترجم في السامرية أو اليونانية فأراد التوضيح، فذكر الاسم. والمترجم تارة يزيد بعض عبارات من عنده للتوضيح والبيان، إذ يتعذر عليه مطابقة الأصل تماماً.
بعد الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله :
حين ضاقت السبل بالقس عبدالنور فى دفع تهمة التحريف الظاهر فى هذا النص التجأ إلى القرأن الكريم ليبنى قياساً فاسداً لكتابه على كتاب الله العزيز
(1/159)
فهو يقول أن الضمير فى (لأنهم) لا تعود على القطعان و إنما تعود على الغنم .. و هذا تكلف مفضوح جداً إذ أن الحذف و الاضمار أسلوب معروف فى اللغة العربية و صنفت فيه الأبواب و هو مشهور فى لسان العرب لذا نجده متكرراً فى كتاب الله فى مواضع كثيرة و بأشكال شتى و نجد دلالة النص على المحذوف مدركة بالسياق أو العرف اللغوى ، كما أن الحذف يهدف إلى الإيجاز لبلوغ أعلى درجات البلاغة و ذلك بالتعبير الموجز فى لفظه التام فى المعنى
و كل هذا الذى لا ينطبق على هذا النص المشكل لأسباب:
(1) أن التوراة ليست عربية حتى يقيس القس أسلوبها على أسلوب القرأن خاصة و أن القس لم يأتنا من بين الثلاثة و سبعين كتاباً المكونين لكتابه المقدس بشاهد واحد يؤيد دعواه فهل لم يحلو للوحى أن يضمر إلا فى ذلك الموضع فقط و بهذه الطريقة المخلة الغير مقبولة؟
!
(2) أن السياق لا يناسب وقوع الحذف الذى هو أسلوب إيجازى بل هو سياق طويل يحكى خبر وصول يعقوب إلى أرام بالتفصيل الممل بيد أن أغلب هذا الكلام لا فائدة منه و لكنها سجية الكتاب المقدس الذى يذكر قشور التفاصيل حتى يذكر سلاسل أنساب مختلطة يسأم الفرد من مجرد النظر إليها و على هذا فلا محل لما يزعمه
(3) أن هذا القول لم يقل به علماء الكتاب المقدس المشهورين أنفسهم و السبب بساطة أنها دعوى غير صحيحة وغيرمسبوقة ، قال المفسر هارسلي في تفسير1/74: [لعل لفظ ثلاثة رعاة كان ههنا انظروا كني كات] ثم قال في ذيل الآية الثامنة: [لو كان ههنا حتى تجتمع الرعاة لكان أحسن، انظروا النسخة السامرية واليونانية وكني كات والترجمة العربية لهيوبي كينت]
وقال آدم كلارك في المجلد الأول من تفسيره: [يصر هيوبي كينت إصراراً بليغاً على صحة السامرية]
وقال هورن في المجلد الأول من تفسيره موافقاً لما قال كني كات وهيوبي كينت [أنه وقع من غلط الكاتب لفظ قطعان الغنم بدل لفظ الرعاة.]
(1/160)
و ذلك القول من المفسرين يأتى تأييداً للتوراة السبعينية و السامرية و فى كلاهما نجد لفظ "رعاة " مكان لفظة "قطعان"
{ And they said, We cannot, until all the flocks be gathered together, and till they roll the stone from the well's mouth; then we water the sheep}
genesis 29:8 king james version
{And they said, We shall not be able, until all the shepherds be gathered together, and they shall roll away the stone from the mouth of the well, then we will water the flocks.}
genesis 29:8 Septuagint translation
فيظهر بوضوح لنا التبديل اللفظى و التحريف الصريح …. و يتبين سذاجة ما زعمه القس من أن مترجم النسخة اليونانية وضع كلمة الرعاة للتفسير
فهذا ليس تفسيراً مضافاً بل استبدال للفظ مكان لفظ !
و قد نوهنا من قبل أن النسخة السبعينية لم تكن ترجمة تفسبرية بل هى ترجمة حرفية معتبرة للتوراة من العبرية إلى اليونانية قام بها نيف و سبعين من كبار الأحبار ، فكيف لكل هؤلاء أن يجمعوا على التحريف و بفضلوا ألفاظهم على ألفاظ التنزيل بهذا الشكل الملتوى ؟
و كيف يمكن للنسخة السامرية أيضاً أن توافق النسخة السبعينية حرفياً و تخالف العبرانية علماً أن السامرية ليست ترجمة تفسيرية أيضاً بل إن السامريين يرون نسختهم هى النسخة الصحيحة للتوراة؟!
أخطاء
خطأ لغوى
)) فقال لهم هل له سلامة فقالوا له سلامة و هوذا راحيل ابنته اتية مع الغنم)) تك 29: 6
والصحيح ( هى ذا(
خطأ تاريخى
((ثم قال لابان ليعقوب الانك اخي تخدمني مجانا اخبرني ما اجرتك)) تكوين 29: 15
و يعقوب ليس أخيه بل هو بن أخته!
ولا محل هنا للقول بأنها أخوة ايمانية كما زعم القس حين قال ابراهيم للوط أنه اخوه لأن لابان كان وثنياً يعبد الأصنام
و العجيب أن ترجمة كتاب الحياة حرفت الكلمة فقال ((ثم قال لابان ليعقوب هل لانك قريبى تخدمني مجانا؟ اخبرني ما اجرتك))
(1/161)
الاصحاح الثلاثون
خطأ علمى
ومن الأخطاء العلمية أيضاً ما جاء في سفر التكوين (30/37-43)، حيث زعم بأن غنم يعقوب أنتجت، فكان لون نتاجها مخالفاً للون آبائها، بسبب رؤيتها لبعض العصي المقشرة، فتوحمت عليها، فكان النتاج مثلها، ولو صح مثل هذا لكان ينبغي أن يكون نتاج الربيع أخضراً…، وهذا الهراء يخالف كل ما يعرفه علماء الجينات والشفرات الوراثية
يعقوب النبى يسرق ثانية
يذكر التكوين(16:27 ) كيف أن يعقوب سرق البركة من أخيه الأكبر عيسو عندما خدع أباه إسحاق، فبارك يعقوب، وهو يظنه عيسو، وقال له: " رائحة ابني كرائحة حقل، قد باركه الرب، فليعطك الله من ندى السماء، ومن دسم الأرض، وكثرة حنطة وخمر، ليستعبد لك شعوب، وتسجد لك قبائل، وكن سيداً لإخوتك، وليسجد لك بنو أمك، ليكن لاعنوك ملعونين، ومبارِكوك مباركين" ( التكوين 27/27 - 29 (
وهذه البركة كاذبة لم تقع على ما يبدو في حياة يعقوب، إذ خدعه خاله لابان، وزوجه ابنته الكبرى، وهي غير التي عقد له عليها. أي وقع في الزنا من غير عمد له. (انظر : التكوين 29/24).
ثم أنه اغتنى و صار له غنم و عبيد و جوارى بخديعة لابان و سرقته و خيانته فى غنمه (تكوين37:30-43(
قصة مكررة
سارة كانت عاقرا
راحيل كانت عاقرا
سارة تعطى جاريتها هاجر لزوجها
راحيل تعطى جاريتها بلهه لزوجها
سارة: ادخل على جاريتي لعلي ارزق منها بنين
راحيل: هوذا جاريتي بلهة ادخل عليها فتلد على ركبتي و ارزق انا ايضا منها بنين
هاجر تنجب ولدا
بلهه تنجب ولدا
رد على كتاب شبهات وهمية
قال القس منيس عبد النورك
قال المعترض الغير مؤمن: جمع يعقوب الأختين ليئة وراحيل (تكوين 29: 30) مع أن هذا حرام حسب شريعة موسى في لاويين 18: 18 ولا تأخذ امرأة على أختها للضّرّ . فتكون آية اللاويين ناسخة لآية التكوين .
وللرد نقول بنعمة الله : (1) روى النبي موسى حادثة تاريخية جرت لأحد الأفاضل، ولم يأت بشريعة ثم نسخها.
(1/162)
(2) لم يعط الله للقدماء شريعة ثم نسخها موسى، بل اصطلح القدماء على عادات عاشوا بحسبها.
(3) كان يعقوب قد خطب راحيل، فمكر به أبوها وزوَّجه ليئة. غير أنه استمر على خدمته حتى تزوج راحيل. وعلى كل حال لا يوجد شيء يقال له ناسخ ولا منسوخ في كتاب الله.
بعد الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله:
ينفى القس عبدالنور وقوع النسخ ههنا بدعاوى سبق جوابها من قبل فنعيد ورده للتذكير
(1) أنه قد ثبت وجود تشريع الهى من التحليل و التحريم قبل نزول شريعة موسى منه:
أ- (لعن قايين و طرده بعد أن قتل أخاه (تكوين 9:4-12 و لو لم يكن القتل مشرعاً تحريمه لما وجبت العقوبة
ب- اتباع الواقعة بتشريع عقوبة مضاعفة على من يقتل قايين (( فَقَالَ لَهُ \لرَّبُّ: «لِذَلِكَ كُلُّ مَنْ قَتَلَ قَايِينَ فَسَبْعَةَ أَضْعَافٍ يُنْتَقَمُ مِنْهُ». وَجَعَلَ \لرَّبُّ لِقَايِينَ عَلاَمَةً لِكَيْ لاَ يَقْتُلَهُ كُلُّ مَنْ وَجَدَهُ)) تك15:9
جـ - و كذلك ترتيب عقوبة القصاص فى القتلى فيٌقتل الإنسان بقتله غيره ((من سفَكَ دَمَ الإِنسان سُفِكَ دَمُه عن يَدِ الإِنسان))(تكوين 5:9) .... {و بين هذه العقوبة و سالفتها نسخ بين أيضاً)
د- تصنيف الحيوانات الى طاهرة و غير طاهرة و تشريع بناء المذابح (تكوين20:8)
هـ تحليل صريح لكل الطيور و الحيوانات ماعدا الدم (تكوين1:9-4)
وـ تحريم اتيان الذكور الذكور و ما ترتب على المخالفة من عقوبة فى قصة لوط عليه السلام (تكوين19)
ز- تشريع زواج الأخ من زوجة أخيه المتوفى و نسبة الولد للميت و الوعيد لمن يخالف الأمر كما فى قصة يهوذا و ابنه أونان (تثنية8:38-10)
حـ - تشريع الختان و اشتراطه عهداً بين الله و المؤمنين (تكوين10:17)
(1/163)
(2) أن النسخ واقع فى هذه الحالة يقيناً لأنه لا يشترط أن ينص الرب صراحة على تحليل زواج الأخ من أخته حتى ينسخه بالتحريم بل يكفى للدلالة على جوازهذا التزاوج عدم وجود نص يحرمه ، لأن الأصل فى كل شىء الحل فيكون الدليل ( عدم وجود دليل)
فلو كان زواج الأخ من أخته فاحشة محرمة دائماً كما فى شريعة موسى و لم يكن محللاً ثم حُرم فلماذا يترك الله أنبياءه يرتكبوه ؟
و كيف كان يمكن لأبناء أدم أن يتناسلوا إن كنتم صادقين؟
الرب تذكر أنه خلق راحيل عاقرا ففتح رحمها!
((وذكَرَ اللهُ راحيلَ وسَمِعَ لها وجعَلَها وَلودًا، 23فحبِلَت وولدتِ اَبنًا فقالت: «أزالَ اللهُ عاري». 24وسمَّتْهُ يوسُفَ وقالت: «يَزيدُني الرّبُّ اَبنًا آخرَ»)). تكوين 22:30
و بالترجمات الانجليزية قاطبة
And God remembered Rachel, and God hearkened to her, and opened her womb
.
الاصحاح الحادى و الثلاثون
تناقضات
هل كانت ليعقوب أربع زوجات أم زوجتان و سريتان؟
معلوم أن يعقوب كان له زوجتان هما ليئة و أختها راحيل و و كان لها سريتان هما زلفة و بلهة كما نقرأ فى تكوين 23:32 ((وقامَ في اللَّيلِ، فأخذَ اَمرَأَتَيهِ وجارِيَتَيهِ وبنيهِ الأَحَدَ عشَرَ وعَبَرَ مخاضَةَ يبُّوقَ، ))
إلا اننا نقرا فى تكوين 17:31 أن يعقوب اخذ زوجاته و بنيه و كل مواشيه و مقتنياته ليذهب إلى اسحق كما ورد فى النص العبرى:
??????-?? ????-??? ????-?? ???? ???? ????
و هذه الترجمة بالإنجليزية:
((So Jacob arose, and set his sons and his wives on camels)) R.V.S
((Then Jacob rose up, and set his sons and his wives upon camels)) K.J.V
و كذلك فى الترجمة العربية المشتركة ((7فقَامَ يعقوبُ وحَمَلَ بَنيهِ وزَوجاتِه على الجمالِ))
(1/164)
لكن العجيب ان ترجمة الفانديك استبدلت كلمة (زوجاته) بكلمة (نساءه) ، و رغم دلالة الكلمة فى لغة العرب على الزوجات إلا أن النصارى تحايلوا باستعمال هذه الكلمة حمالة الأوجه ليتستروا على التناقض الواضح، و الذى تكرر من قبل مع أبراهيم حين قيل أن قطورة زوجته و قيل فى موضع اخر أنها سريته مما يؤكد أن كاتب التكوين أكثر من شخص يناقض بعضهم البعض
هل يجوز الحلف ام لا؟
لا لأن الكتاب المقدس يدين القسم
((وقَبلَ كُلِّ شيءٍ، يا إخوَتي، لا تَحلِفوا بِالسَّماءِ ولا بِالأرضِ ولا بِشيءٍ آخَرَ. لِتكنْ نعَمُكُم نَعَمًا وَلاكُم لا، لِئَلاّ يَنالَكُم عِقابٌ)) يعقوب12:5
نعم لأن يعقوب أقسم
((إلهُ إبراهيمَ وإلهُ ناحورَ يَحكُمُ بَينَنا. وحَلَفَ يعقوبُ بمَهَابَةِ أبيه إسحَقَ)) تك31
راحيل زوجة نبى الله يعقوب و أم نبى الله عيسى سارقة عابدة أصنام!
يحكى لنا سفر التكوين أن راحيل زوجة يعقوب عليه السلام و أم يوسف الصديق كانت مشركة عابدة أصنام فسرقت الأصنام من بيت أبيها و اخفتها منه حين نقب عنها و لم تخبر زوجها يعقوب بفعلتها!
(1/165)
((وأنتَ إنَّما اَنصَرَفْتَ مِنْ عِندي لأنَّكَ اَشتَقْتَ إلى بَيتِ أبيكَ، ولكنْ لماذا سَرَقْتَ آلِهَتي؟» 31فأجابَه يعقوبُ: «خفتُ أنْ تغتَصِبَ بِنتَيكَ مني. 32وأمَّا آلِهتُكَ، فإذا وجدْتَها معَ أحدٍ مِنا فلا يستَحِقُّ الحياةَ. أَثبِتْ ما هوَ لكَ معي أمامَ رِجالِنا وخذْهُ». وكانَ يعقوبُ لا يعرِفُ أنَّ راحيلَ سَرَقَت آلِهةَ لابانَ. 33فدخلَ لابانُ خيمةَ يعقوبَ وخيمةَ لَيئةَ وخيمةَ الجاريتَينِ، فَما وجدَ شيئًا. وخرَج مِنْ خيمةِ لَيئةَ ودَخلَ خيمَةَ راحيلَ. 34وكانَت راحيلُ أخذَتِ الأصنامَ ووَضَعَتْها في رَحْلِ الجمَلِ وجلست فوقَها. ففَتَّشَ لابانُ الخيمةَ كُلَّها، فما وجدَ شيئًا، 35وقالت راحيلُ لأبيها: «لا يَغيظُكَ يا سيِّدي أنِّي لا أقدِرُ أنْ أقومَ أمَامَك لأنَّ عليَ عادَةَ النِّساءِ». فلم يَجدْ لابانُ أصنامَهُ التي فتَّشَ عَنها)) تكوين 30:31
نستخلص من هذا النص الأتى:
أ- أن لابان حمى يعقوب و شريكه و معينه كان كافراً مشركاً
ب- و أن راحيل أم يوسف النبى و زوجة يعقوب النبى و التى يتسمى اليهود كثيراً باسمها كانت إمرأة مشركة سرقت أصنام أبيها بل و كذبت لتغطى على سرقتها!
ج- أن يعقوب النبى ابن الأنبياء و أبو الأنبياء كان بيته مقراً للشرك بالله ، و الصاعقة أنه ما أنكر على حميه حين جاء طلباً للأصنام الوثنية بل أعانه و توعد من قد يكون أخفى هذه القاذورات مؤكداً أن سارق هذه الأصنام لا يستحق الحياة!
الاصحاح الثانى و الثلاثون
متى سمى يعقوب بإسرائيل؟
الحالة الأولى!
(1/166)
((وقامَ في اللَّيلِ، فأخذَ اَمرَأَتَيهِ وجارِيَتَيهِ وبنيهِ الأَحَدَ عشَرَ وعَبَرَ مخاضَةَ يبُّوقَ، 24أخذَهُم وَأرسَلَهُم عَبرَ الوادي معَ كُلِّ ما كانَ لَه. 25وبقيَ يعقوبُ وحدَهُ، فصارَعَهُ رَجلٌ حتى طُلوعِ الفَجرِ. 26ولمَّا رأَى أنَّه لا يقوى على يعقوبَ في هذا الصِّراعِ، ضرَبَ حُقَ وِرْكِه فاَنخلَعَ. 27وقالَ لِيعقوبَ: «طَلَعَ الفجرُ فاَترُكْني!» فقالَ يعقوبُ: «لا أتْرُكُكَ حتى تُبارِكَني». 28فقالَ الرَّجلُ: «ما اَسمُكَ؟» قالَ: «اَسمي يعقوبُ». 29فقالَ: «لا يُدعَى اَسمُكَ يعقوبَ بَعدَ الآنَ بل إِسرائيلَ، لأنَّكَ غالَبْتَ اللهَ والنَّاسَ وغلَبْتَ».)) تكوين 28:32
الحالة الثانية
((وتراءَى اللهُ لِيعقوبَ أَيضًا حينَ جاءَ مِنْ سَهلِ أرامَ وبارَكَهُ 10وقالَ لَه: «إسمُكَ يعقوبُ. لا يُدعَى اَسمُكَ بَعدَ الآنَ يعقوبَ، بل إِسرائيلَ». فسمَّاهُ إِسرائيلَ.))تكوين9:35
يعقوب يصارع الله و يضربه! (تعالى الله علواً كبيراً)
((وقامَ في اللَّيلِ، فأخذَ اَمرَأَتَيهِ وجارِيَتَيهِ وبنيهِ الأَحَدَ عشَرَ وعَبَرَ مخاضَةَ يبُّوقَ، 24أخذَهُم وَأرسَلَهُم عَبرَ الوادي معَ كُلِّ ما كانَ لَه. 25وبقيَ يعقوبُ وحدَهُ، فصارَعَهُ رَجلٌ حتى طُلوعِ الفَجرِ. 26ولمَّا رأَى أنَّه لا يقوى على يعقوبَ في هذا الصِّراعِ، ضرَبَ حُقَ وِرْكِه فاَنخلَعَ. 27وقالَ لِيعقوبَ: «طَلَعَ الفجرُ فاَترُكْني!» فقالَ يعقوبُ: «لا أتْرُكُكَ حتى تُبارِكَني». 28فقالَ الرَّجلُ: «ما اَسمُكَ؟» قالَ: «اَسمي يعقوبُ». 29فقالَ: «لا يُدعَى اَسمُكَ يعقوبَ بَعدَ الآنَ بل إِسرائيلَ، لأنَّكَ غالَبْتَ اللهَ والنَّاسَ وغلَبْتَ»)). تك 23:32
رد على كتاب شبهات وهمية
(1/167)
قال المعترض الغير مؤمن: قال يعقوب في تكوين 32: 30 لأني نظرتُ الله وجهاً لوجهٍ ونُجِّيت نفسي بينما يقول إنجيل يوحنا 1: 18 الله لم يره أحد قط. الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبَّر . وهذا تناقض .
وللرد نقول بنعمة الله : مع الفصلين المُشار إليهما أعلاه يجب النظر في جملة فصول أخرى ففي خروج 33: 20 يقول الله لموسى: لا تقدر أن ترى وجهي، لأن الإنسان لا يراني ويعيش ومن الجهة الأخرى نجد في خروج 24: 9 و10 ثم صعد موسى وهرون وناداب وسبعون من شيوخ إسرائيل ورأوا إله إسرائيل قد يظهر أن هذه الفصول يناقض بعضها بعضاً مناقضة صريحة. غير أن التوفيق ليس عسيراً البتة.
قال المسيح (له المجد) في يوحنا 4: 24 الله روح الأمر الذي يُستفاد منه أن الله لا يمكن أن يُرى، فجوهره غير منظور وهذه حقيقة ثابتة. ولكن هذا الإله المجيد غير المنظور قد يمنح الناس أن يروه بطرق وكيفيات مخصوصة، فيرون ظل مجده وحضوره بصورة منظورة. فقد يتخذ لنفسه، حباً في خير الناس، هيئة بشرية وهكذا يصير منظوراً لهم. لأن كل شيء مستطاع له. فيمكنه أن يكون كما يشاء. وحيث يراه الناس بهذه الكيفيات يكونون صادقين أنهم قد رأوا الله، مع أنهم لم يروا هذا الروح المبارك الكامل في علمه وحكمته، غير أنهم رأوه بهيئة خاصة أو في صورة اتخذها لنفسه وقتياً. ونذكر مثلًا: إذا رأينا شرارة تتطاير من سلك كهربائي، أو إذا شهدنا البرق عند المطر نقول: قد رأينا الكهرباء، مع أننا في الواقع لا يمكن أن نرى الكهرباء، بل كل ما رأيناه هو علامة تثبت وجود هذه القوة السرية المحيطة بنا. فبمعنى كهذا يمكن أن يُرى الله كلما تنازل بإعلان نفسه في هيئة منظورة. ولكنه لا يمكن أن يُرى في جوهره غير المحدود بصفته روحاً.
بعد الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله:
حاول القس عبد النور دفع التناقض بمزاعم فاسدة نردها من جهات:
(1/168)
(1) أن النصوص صريحة قاطعة فى أن رؤية الله تمت وجهاً لوجه – أى بلا حجاب- و منها:
((وتَراءَى الرّبُّ لأبرامَ وقالَ: «لِنَسلِكَ أهَبُ هذِهِ الأرضَ)). تكوين7:12
((وجاءَ يعقوبُ وجميعُ القومِ الذين معَه إلى لُوزَ التي في أرضِ كنعانَ وهيَ بَيتُ إيلَ. 7وبَنى هُناكَ مذبَحًا وسَمَّى المَوضِعَ إلهَ بَيتِ إيلَ، لأنَّ اللهَ تجلَّى لَه هُناكَ حِينَ هرَبَ مِنْ وجهِ أخيهِ)) تكوين 7:35
((وسمَّى يعقوبُ ذلِكَ المَوضِعَ فنوئيلَ، وقالَ:لأني نظرتُ الله وجهاً لوجهٍ ونُجِّيت نفسي(( تكوين 30:32
فها هو يعقوب يحتفل و يسمى الموضع الذى رأى الله فيه فنوئيل لأنه رأى الله وجهاً لوجه و لم يمت، فلو كانت الرؤية لم تقم على حقيقتها و إنما فى هيئة غير هيئة الله لما كان هناك حاجة للكلام عن النجاة و قد ظهر الله من قبل لأبائه إبراهيم و اسحق كما يقول فى سفر الخروج :
((وقالَ اللهُ لموسى: «أنا الرّبُّ. 3تراءَيتُ لإبراهيمَ وإسحَقَ ويعقوبَ إلهًا قديرًا، وأمَّا اَسمي يهوَه فما أعلَمْتُهُم بهِ.((
فلم نقرأ فى أى من الأخبار السابقة أن الذين رأوا الله قد رأوه متجسداً او حالاً فى مخلوق، و إنما هذا من الدعاوى الخيالية التى لا تقوم بدليل و تعارض النصوص الصريحة
و العجيب أن القس يتعدى على الرب جل و علا و يزعم حلول ذاته التى لا تسعها السماوات و الأرض فى الأجساد المخلوقة بحجة أن الله على كل شىء قدير، و نسى أن قدرة الله لا يجب ان تنال من كماله ، فلا يمكن أن نقول بأن الله تعالى يمكنه أن يلد أو يتبول او يتبرز أو يبكى مثلاً بحجة أنه على كل شىء قدير!!
و لو قال أحدهم أن الرب العظيم خالق الكون يمكنه أن يحل فى كبسولة صغيرة ، فما الحكم على من قال بهذا يا ترى؟!
كذلك الحال بمن يزعمون أن الرحمن الرحيم قد حل فى جسد جنين صغير يبكى و يصرخ و يرضع من ثدى أمه و هى تحمله بل حول ولا قوة تقدس و تعالى علواً كبيراً
(1/169)
و لو كانت كل النصوص التى تصرح برؤية الله تعنى أن الذين رأواه رأوه متجسداً فلماذا يا ترى نجد اليهود ينكرون على النصارى فكرة التجسد أشد الإنكار و يعتبرون القائل بها مجدفاً؟ بل و نجد النصارى أنفسهم يعتبرون تجسد الرب فى جسد المسيح حادثة فريدة عجيبة فيقولون فى الأناجيل المحرفة مثلاً ((عظيم هو سر التقوى ، الله حل فى الجسد))
(2) أن القس تناول ذات الله تعالى بالنقص واصفاً إياه بالروح و هذا فاسد لأن االروح و الجسد مخلوقان من قبل الله تعالى، و أكثر المخلوقات تحوى الروح و الجسد معاً فلا يقال أن الله روح و اما كنه الرب عز و جل فليس كمثله شىء
(3) أن القس أرهق نفسه فى اثبات أن ذات الرب روحية لا محدودة لا تُرى حتى شبهها بالتيار الكهربائى !
و نسى القس و هو يؤلف هذه الأكاذيب أن كتابه المقدس يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الرب بذاته الحقيقية كيان مادى يملأ فراغاً و يتنقل بالمكان و يمكن النظر إليه كله من القبل و الدبر ماعدا وجهه لا لشىء إلا لأن الإنسان أضعف من أن يحتمل هذا ، و هذا نجده بوضوح فى التوراة حين طلب موسى من الله أن يراه فأخبره أن الإنسان لا يستطيع ان يرى وجهه و يحيى ، فوضع يده على عين موسى حتى اجتاز و سمح لموسى أن يراه من قفاه و إليك النص كاملاً:
(1/170)
))فقالَ الرّبُّ لِموسى: «وهذا الذي قُلْتَهُ أفعَلُهُ، لأنِّي رَضيتُ عَنكَ وعرَفتُك باَسْمِكَ». 18فقالَ موسى: «أرِني مَجدَكَ». 19فقالَ الرّبُّ: «سأعرِضُ كُلَ جلالي أمامَكَ وأُنادي باَسمي أنا الرّبُّ على مسمَعِكَ، وأتَحَنَّنُ على مَنْ أتَحَنَّنُ وأرحَمُ مَنْ أرحَمُ». 20وقالَ: «أمَّا وجهي فلا تقدِرُ أنْ تراهُ، لأنَّ الذي يراني لا يعيشُ». 21وقالَ الرّبُّ: «هُنا مكانٌ بِجانبي تقِفُ فيهِ على الصَّخرةِ، 22وحينَ يمُرُّ مَجدي أجعَلُكَ في فَجوَةِ الصَّخرةِ وأُغَطِّيكَ بِيَدي حتى أمُرَ. 23ثُمَ أُزيحُ يَدي، فتنظُرُ ظَهري. وأما وجهي، فلا تراهُ»)) . خروج 17:33
فلا محل بعد هذا النص لأن ينكر أحد أن من رأه موسى من الخلف ليس الله، و هو ما يقره القس ذاته،
لأن الأمر لو كان كذلك لما كان هناك معنى لقوله انه لا يراه أحد و يعيش و أن موسى يمكنه رؤيته من القفا فقط، بل كان يمكن لموسى أن يراه وجهاً لوجه و يكلمه و ربما يصارعه و يغلبه كما فعل يعقوب!!
فيتبين كذب دعواه بأن الله ليس منظوراً لأنه روح غير محدود
الخلاصة: أن نصوص الكتاب المقدس تناقضت فى بيان امكانية رؤية الله تعالى ، و لم يجدلم القسس إلا ردوداً هزلية لا تقوم على برهان و تخالف صريح النصوص
رد على كتاب شبهات وهمية
قال القس منيس عبد النور:
(1/171)
قال المعترض: «جاء في تكوين 32: 24 أن شخصاً غامضاً صارع يعقوب أب الأسباط حتى طلوع الفجر، ولما رأى الشخصُ الغامض أنه لا يقدر على يعقوب ضرب حُقَّ فخذ يعقوب فانخلع. وتصف التوراة هذا الشخص مرةً بأنه إنسان، وتصفه في آية 28 من نفس الأصحاح بأنه الله، وقال يعقوب عنه في آية 30 «نظرتُ الله وجهاً لوجه». وتصفه بأنه ملاك كما جاء في هوشع 12: 3، 4 أن يعقوب «بقوته جاهد مع الله، جاهد مع الملاك وغلب. بكى (يعقوب) واسترحمه». فهل يمكن أن يصارع يعقوب ملاكاً فلا يقدر الملاك عليه؟ وهل يمكن أن يتخيل أحدٌ أن يكون صراع يعقوب مع الله، فيغلب الله؟».
وللرد نقول: للمفسرين اليهود والمسيحيين في هذا رأيان:
(1) يرى البعض أن اختبار يعقوب هذا كان حُلماً، ويقولون إن يعقوب أب الأسباط كان على أبواب أرض كنعان، هارباً من بيت خاله، وراجعاً ليواجه أخاه عيسو الذي سبق وسلب منه بكوريته، فكان في رعب من ماضيه، ورعب أكبر مما ينتظره على يد أخيه. في هذه الحالة البدنية المرهِقة من طول السفر، والحالة النفسية الخائفة من الخطر القادم، أراد الله أن يشجع نبيَّه، فأجازه في اختبارٍ روحي، في صورة حُلم، رأى فيه نفسه يصارع قوة أكبر منه، غامضةً غير واضحة، يجاهد معها لينال بركتها، ولكنه ينكسر أمامها، وفي الوقت نفسه لا يستسلم ليأخذ منها البركة التي يشتاق إليها، ويخشى ألاّ يحصل عليها!.. وتقول التوراة إن المصارع الغامض ضرب حقَّ فخذ يعقوب، فانخلع حُقّ فخذه (آية 25) «وأشرقت له الشمس.. وهو يخمع على فخذه» (آية 31). ومن المعتاد أن الصراع في الحلم يترك صاحبه مُنهَكاً، فإذا حلُم أنه يجري استيقظ وهو يلهث، وإذا حلم أنه يُضرب استيقظ وهو يصرخ. وعندما ضُرب حُق فخذ يعقوب في حلمه صحا في الصباح وهو يعرج على وِركه، من شدة المعاناة في الحلم.
(1/172)
ويبرهن هؤلاء المفسرون رأيهم بأن هذا الاختبار الروحي كان حلماً وليس أمراً واقعاً، أن التوراة لا تقول إن ما حدث حقيقةٌ تاريخية، كما أن المصارع الغامض المجهول لا يُفصِح عن شخصيته. ومما يؤيد أن يعقوب كان يحلُم أن التوراة تقول إن المصارع الغامض «رأى أنه لا يقدر عليه (على يعقوب)» (تكوين 32: 25). ويضيف المفسرون الذين يرون أن يعقوب سبق له أن جاز باختبارٍ روحي مشابه في طريق هروبه من أخيه عيسو، لاجئاً إلى بيت خاله لابان، تصفه التوراة بالقول: «ورأى حُلماً، وإذا سُلَّمٌ منصوبة على الأرض ورأسها يمسُّ السماء، وهوذا ملائكة الله صاعدة ونازلة عليها، وهوذا الرب واقفٌ عليها.. فقال يعقوب: حقاً إن الرب في هذا المكان وأنا لم أعلم.. ما هذا إلا بيت الله وهذا باب السماء» ( تكوين 28: 12-17) وقد كان حُلم يعقوب الخائف في هروبه من كنعان وفي طريق عودته إليها تشجيعاً من الله له، ليعلم أن الله سيحقق له وعده، على شرط أن يكون خاضعاً لله يسلِّم وجهه له، ويتمسك به، ويلحُّ في طلب بركته، كما قال النبي هوشع: «جاهد مع الملاك وغلب. بكى واسترحمه» (هوشع 12: 4). ومعنى «غلب» أنه لم ينسحب، بل ظل يصارع قدر طاقته حتى النهاية.
(1/173)
(2) ويرى فريق آخر من المفسرين أن ما جرى ليعقوب حادثة تاريخية، لأنه قَبْل هذا الاختبار الروحي كان يعقوب يجاهد مع الناس وينتصر ولو بالخداع، فمكر وخدع أباه إسحاق وقال له إنه ابنه الأكبر عيسو وأخذ بركة أبيه التي تخص أخاه عيسو.. وبانتهاز الفُرص أخذ من أخيه عيسو امتياز الابن البكر.. وعند خاله لابان اجتهد أن يحوز الجانب الأكبر من ثروة خاله، ثم أخذ زوجتيه (وهما ابنتا خاله) وهرب بهما بدون أن يودِّعا أباهما وأهلهما. فكان لا بد أن يجوز يعقوب اختباراً قاسياً يغيِّره ويبدِّل مسار حياته، فأرسل الله له ملاكاً في صورة إنسان، أخذ يصارع يعقوب ليُخضِعه، ولكن يعقوب تشبَّث به، كما يتشبَّث طفلٌ بيد أبيه أو بثياب أبيه، وهو يطالب أباه بشيء ما.. ولم يقدر ذلك الملاك أن يوقف يعقوب عن إصراره، لأن يعقوب كان قد تعوَّد أن يتعقَّب الآخرين ويحصل منهم على ما يريد، فضربه على حق فخذه ليُخضعه فيستسلم. وعندما استسلم باركه الملاك بأن غيَّر اسمه من يعقوب (ومعناه المتعقِّب) إلى إسرائيل (ومعناه يجاهد مع الله) وقال له: «لا يُدعى اسمك في ما بعد يعقوب، بل إسرائيل، لأنك جاهدت مع الله والناس وقدرت» (تكوين 32: 28)، وقد وصفه النبي هوشع بالقول إن يعقوب «بقوته جاهد مع الله، جاهد مع الملاك وغلب. بكى(يعقوب) واسترحمه». والدرس المستفاد لنا من اختبار يعقوب أننا نجاهد مع الله في الصلاة، ونحني رؤوسنا لإرادته الصالحة، فنكون مثل أَبَفراس، الذي وصفه الرسول بولس بالقول: «عبدٌ للمسيح، مجاهد كل حين لأجلكم بالصلوات، لكي تثبتوا كاملين وممتلئين في كل مشيئة الله» (كولوسي 4: 12)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
أولا : الأدلة العقلية
على أنه لم يكن رمزا أو حلما تشجيعيا من الله ليعقوب بل كان عراكا حقيقيا.
هل الحلم ينتج عنه تغيير أسمك؟
هل الحلم ينتج عنه كسر حق الفخذ؟
(1/174)
ثم ما علاقة عركة يعقوب مع الله بأننا نجاهد الله فى الصلاة يا أيها القس المبجل؟؟
ثانيا : الأدلة النقلية :
التفسير التطبيقى للكتاب المقدس ص 87
(ظل يعقوب فى مصارعته كل الليل لكى يحصل على البركة فكان مثابرا)
الكتاب المقدس يتحدث اليوم ج2 ص170
(وقد يكون من شأن ذلك أن يترك ندبات على الجسم , وفى مباراة المصارعة الفعلية هذه رفض يعقوب أن يقر بالهزيمة)
التفسير الحديث للكتاب المقدس ص192
(فبعد الضرب على الفخذ تحول الميل للقتال الى اتكال كامل ورأينا يعقوب المبارك الذى كسر حق فخذه وتغير اسمه , وكان عرجه هو الدليل الدائم لحقيقة الجهاد , إذ لم يكن حلما)
الاصحاح الثالث و الثلاثون
تناقض
من الذى إشترى قطعة الحقل من بنى حمور أبى شكيم ؟
يعقوب
((ثم اتى يعقوب سالما الى مدينة شكيم التي في ارض كنعان حين جاء من فدان ارام و نزل امام المدينة،و ابتاع قطعة الحقل التي نصب فيها خيمته من يد بني حمور ابي شكيم بمئة قسيطة)) تكوين18:33
إبراهيم
((و نقلوا الى شكيم و وضعوا في القبر الذي اشتراه ابراهيم بثمن فضة من بني حمور ابي شكيم )) أعمال 16:7
الاصحاح الرابع و الثلاثون
خواطر
دينة يعقوب النبى تزنى مع ابن الجيران!!
(( و خرجت دينة ابنة ليئة التي ولدتها ليعقوب لتنظر بنات الارض فراها شكيم ابن حمور الحوي رئيس الارض و اخذها و اضطجع معها و اذلها)) تكوين1:34
الأسباط يغدرون و يقتلون و يسرقون الأبرياء
(1/175)
((فسمع لحمور و شكيم ابنه جميع الخارجين من باب المدينة و اختتن كل ذكر كل الخارجين من باب المدينة فحدث في اليوم الثالث اذ كانوا متوجعين ان ابني يعقوب شمعون و لاوي اخوي دينة اخذا كل واحد سيفه و اتيا على المدينة بامن و قتلا كل ذكر و قتلا حمور و شكيم ابنه بحد السيف و اخذا دينة من بيت شكيم و خرجا ثم اتى بنو يعقوب على القتلى و نهبوا المدينة لانهم نجسوا اختهم 34: 28 غنمهم و بقرهم و حميرهم و كل ما في المدينة و ما في الحقل اخذوه و سبوا و نهبوا كل ثروتهم و كل اطفالهم و نساءهم و كل ما في البيوت)) تكوين 34: 25-29
التعقيب:
(1) بعد أن أراد شكيم تصحيح خطأه و الزواج بدينة ابنة يعقوب ، وافق على الاختتان هو و قومه كما اشترط أخوتها ليزوجوها له إلا أنهم ، غدروا بهم بعد أن فعلوا و ذبحوهم جميعاًُ و نهبوا كل أموالهم و مواشيهم... تمامً كعادة اليهود فى نقض العقود و المواثيق!
(2) يقول كاتب التكوين أن الذين مارسا عملية إبادة (المدينة بأكملها) هما شمعون ولاوى فقط فزعم أن كلاً منهما استل سيفه و دخلوا المدينة خلسة و نفذوا المذبحة!
فكيف يُعقل أن شخصين فقط تمكنا من إبادة بلدة كاملة؟
و ماذنب الأبرياء الذين لا ناقة لهم ولا جمل ليقتلوا مع المخطئين؟
(3) حتى يعقوب النبى لم ينكر على أبناءه فعلتهم الشنيعة و إنما عاتبهم لأنهم قلبوا عليه القبائل فحسب!
))كدرتمانى بتكريهكما إياى عند سكان الأرض و أنا نفر قليل فيجتمعون على و يضربوننى فأبيد انا و أهلى )) تك30:34
الاصحاح الخامس و الثلاثون
تناقضات
هل ماتت راحيل أن بنيامين وقت ولادته؟
نعم
((و كان عند خروج نفسها لانها ماتت انها دعت اسمه بن اوني و اما ابوه فدعاه بنيامين *فماتت راحيل و دفنت في طريق افراتة التي هي بيت لحم (( تكوين18:35
لا
لأن يوسف رأى فى منامه فيمابعد أن أباه و أمه و أخوته الاحدى عشر سيسجدون له
(1/176)
((ثم حلم ايضا حلما اخر و قصه على اخوته فقال اني قد حلمت حلما ايضا و اذا الشمس و القمر و احد عشر كوكبا ساجدة لي * و قصه على ابيه و على اخوته فانتهره ابوه و قال له ما هذا الحلم الذي حلمت هل ناتي انا و امك و اخوتك لنسجد لك الى الارض *فحسده اخوته و اما ابوه فحفظ الامر )) تكوين9:37-11
متى سمى يعقوب بيت إيل بهذا الإسم؟
قبل الذهب إلى فدان أرام
((فأفاقَ يعقوبُ مِنْ نومهِ وقالَ: «الرّبُّ في هذا المَوضِعِ ولا عِلْمَ لي». 17فخافَ وقالَ: «ما أرهبَ هذا المَوضِعَ. ما هذا إلاَ بيتُ اللهِ. وبابُ السَّماءِ». 18وبكَّرَ يعقوبُ في الغدِ، وأخذَ الحجرَ الذي وضَعَهُ تحتَ رأسِهِ ونصبَه عَمودًا، وصَبَ علَيه زيتًا لِيكرِّسَهُ للرّبّ.19وسمَّى ذلِكَ المَوضِعَ بَيتَ إيلَ، وكانَتِ المدينةُ مِنْ قَبلُ تُسمَّى لوزَ)) تكوين16:28-19
بعد العودة من فدان أرام
))وتراءَى اللهُ لِيعقوبَ أَيضًا حينَ جاءَ مِنْ سَهلِ أرامَ وبارَكَهُ 10وقالَ لَه: «إسمُكَ يعقوبُ. لا يُدعَى اَسمُكَ بَعدَ الآنَ يعقوبَ، بل إِسرائيلَ». فسمَّاهُ إِسرائيلَ. 11وقالَ لَه اللهُ: «أنا اللهُ القديرُ. اَنْمُ واَكْثُرْ. أُمَّةٌ ومجموعةُ أُمَمِ تكونُ مِنكَ، وملوكٌ مِنْ صُلبِكَ يَخرُجونَ، 12والأرضُ التي وهَبْتُها لإِبراهيمَ وإسحَقَ أهبُها لكَ ولِنَسلِكَ مِنْ بَعدِكَ». 13ثُمَ اَرتفَعَ اللهُ عَنهُ في المَوضِعِ الذي كلَّمَه فيهِ. فنَصَبَ يعقوبُ هُناكَ عَمودًا مِنْ حجرٍ، وسكبَ علَيه خمرًا وصبَ زَيتًا لِيُكَرِّسَهُ لِلرّبِّ. 15وسَمَّى ذلِكَ المَوضِعَ الذي كَلَّمَه اللهُ فيهِ بَيتَ إِيلَ. )) تكوين9:35-15
راجع تعليقنا على تكوين 16:28
هل يجوز أن يسمى يعقوب بأسم يعقوب بعد أن سماه الله إسرائيل؟
لا
(1/177)
((9وتراءَى اللهُ لِيعقوبَ أَيضًا حينَ جاءَ مِنْ سَهلِ أرامَ وبارَكَهُ 10وقالَ لَه: «إسمُكَ يعقوبُ. لا يُدعَى اَسمُكَ بَعدَ الآنَ يعقوبَ، بل إِسرائيلَ». فسمَّاهُ إِسرائيلَ)). تكوين 10:35
نعم
لأن الرب نفسه ظل يناديه بيعقوب مناقضاً نفسه
))فرَحَلَ يعقوبُ بِجميعِ ما كانَ لَه وجاءَ إلى بِئرِ سَبْعَ، فذبَحَ ذبائِحَ لإلهِ أبيهِ إسحَقَ. 2فقالَ لَه اللهُ ليلاً في رُؤيا: «يعقوبُ، يعقوبُ! » قالَ: «نعم، ها أنا». 3قالَ: «أنا اللهُ إلهُ أبيكَ. لا تَخفْ أنْ تنزِلَ إلى مِصْرَ، فسَأجعَلُكَ أُمَّةً عظيمةً هُناكَ_ 4أنا أنزِلُ معَكَ إلى مِصْرَ وأنا أُصعِدُكَ منها ويوسُفُ هوَ يُغمِضُ عينَيكَ ساعةَ تموتُ». تكوين)) 2:46
خواطر
بيت نبى الله يعقوب وكر للأوثان
سبق و رأينا فى تكوين31:30 كيف أن راحيل التى هى زوجة نبى و أم نبى قد تملك الشرك من قلبها بزعمهم فسرقت أصنام أبيها – المشرك أيضاً- و أخفتها عنه و عن يعقوب ، و كيف أن يعقوب تعاطف معه و حكم بأن سارق الأصنام – لا عابدها- هو من يستحق الموت و ساعده فى البحث عنها
و لكن على ما يبدو أن الأمر استشرى قى أل يعقوب حتى طفح و صارت الألهة الوثنية كثيرة ، إلى أن أمرهم يعقوب أن يتخلصوا من هذه الألهة الغريبة و يتطهروا !
و الأعجب من ذلك كله أن يعقوب نفسه لم يتصدى لهذا الشرك من قبل أن يظهر الله له – شخصياً- و يأمره بأن يصعد بيت إيل و يبنى له هناك مذبحاً!
و هاكم النص كاملاً:
((ثم قال الله ليعقوب قم اصعد الى بيت ايل و اقم هناك و اصنع هناك مذبحا لله الذي ظهر لك حين هربت من وجه عيسو اخيك *فقال يعقوب لبيته و لكل من كان معه اعزلوا الالهة الغريبة التي بينكم و تطهروا و ابدلوا ثيابكم *و لنقم و نصعد الى بيت ايل فاصنع هناك مذبحا لله الذي استجاب لي في يوم ضيقتي و كان معي في الطريق الذي ذهبت فيه )) تكوين 1:35-
رأوبين إبن يعقوب البكر يهتك عرض أبيه و يزنى بإمرأته
(1/178)
((و حدث اذ كان اسرائيل ساكنا في تلك الارض ان راوبين ذهب و اضطجع مع بلهة سرية ابيه و سمع اسرائيل)) تكوين22:35
و لنا أن نسأل ما فائدة ورود هذا الخبر المقزز الذى لا محل له من الإعراب فى سياق الأحداث ولا يحوى عظة أو تعليماً رشيداً ؟
إنما هو طعن مريع فى أل يعقوب المباركين بغرض التشهير فحسب و لم يُتبع بأدنى تعليق!
تحريف
ورد في تكوين 35: 22 ((و حدث إذ كان إسرائيل ساكناً في تلك الأرض أن رأوبين ذهب واضطجع مع بلهة سرية أبيه, وسمع إسرائيل))
ففى الجملة مقدمة بلا نتيجة، و نهاية ظاهرة النقص و اليهود يسلّمون أن شيئاً سقط من هذه الجملة، والترجمة اليونانية تتممها هكذا: ((و حدث إذ كان إسرائيل ساكناً في تلك الأرض أن رأوبين ذهب واضطجع مع بلهة سرية أبيه, وسمع إسرائيل وكان قبيحاً في نظره))
و قد حاول القس منيس عبدالنور دفع تهمة النقص عن كتابه فقال: ((قوله وسمع إسرائيل يدل دلالة عقلية على أن إسرائيل استقبح هذا العمل الذميم، فجمعت هذه العبارة بين الأدب واستقباح الفسق، فإذا قال المترجم فقبح في عينه كان من عنده لتوضيح الترجمة، والأصل في العبري باق على حاله))
و هذا الرد باطل من جهات:
(1) أن الترجمة السبعينية ليست ترجمة تفسيرية بل هى ترجمة حرفية للنسخة العبرية
(2) أن الإختلافات بين النسخة العبرانية و النسخة السبعينية تتجاوز ما يشير إليه القس إلى المعارضة الصريحةو الزيادات الخبرية القاطعة ، من ذلك :
)) فاتى جاد الى داود و اخبره و قال له اتاتي عليك سبع سني جوع في ارضك ))2صموئيل13:24 {الترجمة العبرية}
((فاتى جاد الى داود و اخبره و قال له اتاتي عليك ثلاثة سنين جوع في ارضك))2صموئيل13:24 {الترجمة السبعينية}
فوقع الإختلاف فى الرقم المذكور صراحة بين النسختين
و فى سفر التكوين مثلاً نجد الإختلاف الأتى:
((و ارفكشاد ولد شالح و شالح ولد عابر )) تكوين 24:10{الترجمة العبرية}
(1/179)
((و ارفكشاد ولد قينان و قينان ولد شالح و شالح ولد عابر )) تكوين24:10 (الترجمة السبعينية(
فزيد اسم قينان فى النسخة اليونانية و معرفة هذه الأسماء لا تكون إلا بخبر الوحى فدل أن هناك نقصاً فى العبرانية أو زيادة فى اليونانية ولما كان إنجيل لوقا 26:3 قد ذكر هذا الإسم كما ورد فى اليونانية تبين ان بالعبرانية نقصاً و تحريفاً و لله الحمد
(3) أن الجملة ظاهرة النقص و العجز من الناحية الأدبية و هو ما يؤخذ على أحاد الأدباء و المؤرخين إن وقع منهم فكيف بكتاب يعزى إلى الله؟
رد على كتاب شبهات وهمية
قال القس منيس عبدالنور:
قال المعترض الغير مؤمن: جاء في تكوين 35: 16 أن راحيل ولدت بنيامين بن يعقوب في كنعان, ولكنه في نفس الأصحاح والآية 26 ذكر أسماء أبناء يعقوب وقال إنهم وُلدوا في فدان أرام ,
وللرد نقول بنعمة الله : ذكر النبي موسى بالتفصيل قصة ولادة بنيامين في كنعان (آيات 16-20), ثم ذكر في 23-26 أسماء كل أبناء يعقوب (بمن فيهم بنيامين) وقال بالإجمال إنه وُلدوا في فدان أرام، تاركاً للقارئ أن يدرك أنه استثناءً من ذلك وُلد بنيامين في كنعان، الأمر الذي كان قد ذكره بالتفصيل في العدد السابق,
بعد الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله:
يزعم القس أن ورود اسم بنيامين ضمن مواليد فدان أرام لم يقصد إحتسابه!
و ادعى أن الكاتب ترك فهم ذلك من السياق و هى دعوى باطلة لسببين:
(1) أن كتاب التكوين فيه من الإضطرابات ما يحيل إعتبار دعوى القس ، بل و يمتد الخلل إلى وقوع التعارض داخل الإصحاح الواحد فمثلاً فى الإصحاح الخامس و الثلاثين نقرأ فى أوله أن الرب ظهر لإيراهيم فى فدان أرام و أمره بالذهاب إلى (بيت إيل) و أن يصنع له مذبحاً هناك (تكوين 1:35) مما يعنى أن هذه المدينة كانت معرفة بذلك الإسم من قبل
(1/180)
إلا أننا نقرأ لاحقاً و بعد أن عاد يعقوب من فدان أرام فى تكوين 9:35-15 أن الله ظهر له وقص عليه الوعد و العهد بالملك الأبدى و التكثير – و هو ما لم يكن أبداً- و بعدما صعد الرب نصب يعقوب عموداً فى مكان اللقاء و سمى المكان بيت إيل (تكوين 9:35-15) فكيف صعد إلى بيت إيل فى حين أنه هو الذى سماها بهذا الإسم لاحقاً؟ و هل تمت هذه التسمية قبل الذهاب إلى فدان أرام كما فى تكوين19:28 أم بعد عودته من فدان أرام كما فى تكوين32؟
مثال أخر: نقرأ فى تكوين2:36 أن أهوليبامة زوجة يعقوب بنت عنى بن صبعون الحوّى بينما يذكر تكوين 24:36 أن عنى ابن صبعون الحورى لا صبعون الحّوى و هو ما سيأتى تفصيله بإذن الله !
(2) أن كاتب التكوين قد فصّل فى بيان أسماء أبناء يعقوب تفصيلاً و ذكر بنيامين صراحة فقال: و ابنا راحيل يوسف و بنيامين ثم علق على هذه الأسماء كلها فقال: ((هؤلاء بنو يعقوب الذين ولدوا له فى فدان أرام )) فأدخل بنيامين صراحة فى من ولدوا بفدان أرام ، ولا دليل على الإستثناء الذى يدعيه القس إلا فى مخيلته لاسيما بعدما قامت الشواهد على إضطراب الأحداث المذكورة داخل الإصحاح الواحد فضلاً عن السفر كله مما يبدد الثقة فى سلامته أصلاً و يُدعم اليقين بوقوع الخطأ و يُفسد على القس جوابه الوهمى !
الاصحاح السادس و الثلاثون
هل هذا كلام الله؟
يخرج علينا سفر التكوين الإصحاح 36 بقائمة طويلة عريضة من الأسماء و الأنساب التى لا فائدة من وراءها ،ناهيك عن كونها ناقصة (باعتراف النصارى) فلا تفيد حتى فى التأريخ
زيدة على انها متناقضة فنجد الأنساب تتضارب و تختلف من موضع لأخر
و لننظر إلى الإصحاح 36 سوياً:
وهذه مواليد عيسو الذي هو ادوم
اخذ عيسو نساءه من بنات كنعان عدا بنت ايلون الحثي و اهوليبامة بنت عنى بنت صبعون الحوي
و بسمة بنت اسماعيل اخت نبايوت
فولدت عدا لعيسو اليفاز و ولدت بسمة رعوئيل
(1/181)
و ولدت اهوليبامة يعوش و يعلام و قورح هؤلاء بنو عيسو الذين ولدوا له في ارض كنعان
ثم اخذ عيسو نساءه و بنيه و بناته و جميع نفوس بيته و مواشيه و كل بهائمه و كل مقتناه الذي اقتنى في ارض كنعان و مضى الى ارض اخرى من وجه يعقوب اخيه
لان املاكهما كانت كثيرة على السكنى معا و لم تستطع ارض غربتهما ان تحملهما من اجل مواشيهما
فسكن عيسو في جبل سعير و عيسو هو ادوم
و هذه مواليد عيسو ابي ادوم في جبل سعير
هذه اسماء بني عيسو اليفاز ابن عدا امراة عيسو و رعوئيل ابن بسمة امراة عيسو
و كان بنو اليفاز تيمان و اومار و صفوا و جعثام و قناز
و كانت تمناع سرية لاليفاز بن عيسو فولدت لاليفاز عماليق هؤلاء بنو عدا امراة عيسو
و هؤلاء بنو رعوئيل نحث و زارح و شمة و مزة هؤلاء كانوا بني بسمة امراة عيسو
و هؤلاء كانوا بني اهوليبامة بنت عنى بنت صبعون امراة عيسو ولدت لعيسو يعوش و يعلام و قورح
هؤلاء امراء بني عيسو بنو اليفاز بكر عيسو امير تيمان و امير اومار و امير صفو و امير قناز
و امير قورح و امير جعثام و امير عماليق هؤلاء امراء اليفاز في ارض ادوم هؤلاء بنو عدا
و هؤلاء بنو رعوئيل بن عيسو امير نحث و امير زارح و امير شمة و امير مزة هؤلاء امراء رعوئيل في ارض ادوم هؤلاء بنو بسمة امراة عيسو
و هؤلاء بنو اهوليبامة امراة عيسو امير يعوش و امير يعلام و امير قورح هؤلاء امراء اهوليبامة بنت عنى امراة عيسو
هؤلاء بنو عيسو الذي هو ادوم و هؤلاء امراؤهم
هؤلاء بنو سعير الحوري سكان الارض لوطان و شوبال و صبعون و عنى
و ديشون و ايصر و ديشان هؤلاء امراء الحوريين بنو سعير في ارض ادوم
و كان ابنا لوطان حوري و هيمام و كانت تمناع اخت لوطان
و هؤلاء بنو شوبال علوان و مناحة و عيبال و شفو و اونام
و هذان ابنا صبعون اية و عنى هذا هو عنى الذي وجد الحمائم في البرية اذ كان يرعى حمير صبعون ابيه
و هذا ابن عنى ديشون و اهوليبامة هي بنت عنى
(1/182)
و هؤلاء بنو ديشان حمدان و اشبان و يثران و كران
هؤلاء بنو ايصر بلهان و زعوان و عقان
هذان ابنا ديشان عوص و اران
هؤلاء امراء الحوريين امير لوطان و امير شوبال و امير صبعون و امير عنى
و امير ديشون و امير ايصر و امير ديشان هؤلاء امراء الحوريين بامرائهم في ارض سعير
و هؤلاء هم الملوك الذين ملكوا في ارض ادوم قبلما ملك ملك لبني اسرائيل
ملك في ادوم بالع بن بعور و كان اسم مدينته دنهابة
و مات بالع فملك مكانه يوباب بن زارح من بصرة
و مات يوباب فملك مكانه حوشام من ارض التيماني
و مات حوشام فملك مكانه هداد بن بداد الذي كسر مديان في بلاد مواب و كان اسم مدينته عويت
و مات هداد فملك مكانه سملة من مسريقة
و مات سملة فملك مكانه شاول من رحوبوت النهر
و مات شاول فملك مكانه بعل حانان بن عكبور
و مات بعل حانان بن عكبور فملك مكانه هدار و كان اسم مدينته فاعو و اسم امراته مهيطبئيل بنت مطرد بنت ماء ذهب
و هذه اسماء امراء عيسو حسب قبائلهم و اماكنهم باسمائهم امير تمناع و امير علوة و امير يتيت
و امير اهوليبامة و امير ايلة و امير فينون
و امير قناز و امير تيمان و امير مبصار
و امير مجديئيل و امير عيرام هؤلاء امراء ادوم حسب مساكنهم في ارض ملكهم هذا هو عيسو ابو ادوم
فأين هذه القوائم النسبية المملة من أهداف الوحى الشهيرة النبيلة؟
الكتاب المقدس مشهور بأنه أكثر كتاب يورد قوائم أنساب فى العالم ، و يا ليتها صحيحة بل كلها أخطاء تاريخية و تناقضات داخلية ....
فهل هذا هو وحى الله و نعمته المنزلة من فوق سبع سنوات و تنتظرها البشرية؟ مجرد سؤال
رد على كتاب شبهات وهمية
قال القس عبدالنور:
قال المعترض الغير مؤمن: جاء في تكوين 36: 2 أن عيسو تزوج أهوليبامة ابنة عَنَى الحوِّي، ولكنه يقول في تكوين 36: 20 إن عَنَى حوري ,
(1/183)
وللرد نقول بنعمة الله : هناك أكثر من شخص حمل اسم عَنَى، نعرف منهم على الأقل اثنين، أحدهما رجل (تكوين 36: 20) والا خر أنثى (تكوين 3: 2), فربما كان عنى الوارد في آية 2 غير عنى الوارد في آية 20,
وقد يكون أن عنى حوري بمعنى ساكن كهوف، فيعزوه إلى محل إقامته، وهو في نفس الوقت حوي فيعزوه إلى قبيلته,
بعد الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله:
أورد القس رداً خاطئاً نرده من جهتين:
(1) زعم القس أن عنى الحوّى المذكور فى تك2:35 ليس هو عنى الحورى المذكور فى تك24:35 و هذا كذب مفضوح لأسباب:
أ - أن التشابه ليس فى إسم الشخص وحده بل فى الإسم الثنائى ففى العدد2 يذكر أنه عنى بن صبعون الحوّى و فى العدد24 يذكر أنه عنى بن صبعون الحورى نسبة إلى أبيه سعير الحورى (تك20:36)
ب - أن عنى بن صبعون الحوّى المذكور فى العدد 2 هو أبو أهوليبامة زوجة يعقوب (تكوين2:36) و أيضاً عنى بن صبعون الحورى المذكور فى العدد24 هو أبو أهوليبامة (تكوين25:36)
فهل مصادفة أن يذكر شخصين فى سياق تاريخى واحد لهما ذات الإسم و لأبويهما ذات الإسم و أن كليهما أب لأهوليبامة زوجة يعقوب؟
(2) أما زعمه كلمة حورى تعنى ساكن الكهف فيكون قد ذُكر بمحل إقامته فى موضع و ذُكر بقبيلته فى الأخرى فهو عين الإستخفاف و العبث لسببين:
أ - فكل الأسماء المذكورة فى القوائم الممتدة على مدار الإصحاح 36 تذكر تعزو لقبيلتها فأنّى لعنى أن يشذ عن هذه القاعدة بهذا الأسلوب المريب؟
ب - أن كلمة الحورى ليست وصفاً لمحل إقامة عنى الشخصى بل هو إسم القبيلة منذ القدم(( هؤلاء بنوسعير الحورى سكان الأرض..))تك20:36 ((هؤلاءأمراء الحوريين بنو سعير فى أرض أدوم)) تكوين21:36
و قد تسمى بهذا الإسم إبن عمه لوطان (( و كان إبنا لوطان :حورى و هيمام)) تك22:36
(1/184)
فيتبين أن حورى هو إسم علم و ليس مجرد وصف لمحل إقامة … و صراحة لا نعلم كيف يصل مستوى الإستهتار بذكاء الأخرين إلى هذا الحد المهين؟ و لله الحمد على نعمة الإسلام!
رد على كتاب شبهات وهمية
قال القس عبدالنور:
قال المعترض الغير مؤمن: ورد في تكوين 36: 31 وهؤلاء هم الملوك الذين ملكوا في أرض أدوم قبلما مَلَكَ مَلِكٌ لبني إسرائيل , ولا يمكن أن تكون هذه الآية من كلام موسى، لأنها تدل على أن كاتبها عاش في زمان قام فيه ملك على بني إسرائيل, وأول ملوكهم شاول كان بعد موسى بنحو 356 سنة, وقال آدم كلارك إن تكوين 36: 31-39 مأخوذ من 1أخبار 1: 43-50 وإنما كانت مكتوبة على الحاشية، فظن الناقل أنها جزء من الأصل ,
وللرد نقول بنعمة الله : هذه الآية من أقوال الله لموسى النبي، وليست من سفر أخبار الأيام, والدليل على ذلك أن موسى ذكر في تكوين 17: 6 قول الله لإبراهيم: وأثمرك كثيراً جداً وأجعلك أمماً، وملوك منك يخرجون , وقال الله لإبراهيم في آية 16 عن سارة: تكون أمماً، وملوكُ شعوبٍ منها يكونون , وقال الله ليعقوب في تكوين 35: 11 أنا الله القدير, أثمر وأكثُرْ, أمة وجماعة أمم تكون منك، وملوكٌ سيخرجون من صُلْبك , فموسى النبي هو الذي ذكر هذه المواعيد الصادقة، وبالنتيجة كان عارفاً أن الله وعد إبراهيم أن سيكون من ذريته ملوك بني إسرائيل قبل أن يقوم ملك منهم, ولو قارن آدم كلارك أو من حذا حذوه أقوال الله ببعضها لما وقع في الخطأ, فموسى النبي كان متأكداً أنه سيقوم من بني إسرائيل ملوك في المستقبل، لتصديقه مواعيد الله التي وعد بها إبراهيم,
بعد الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله:
دافع القس عبدالنور عن الإشكال الوارد فى تكوين 30:36 بزعمه أن هذه الجملة من أقوال موسى لأن الله قد وعد إبراهيم و يعقوب من قبل بأن يكون أبناءهما ملوكاً ، و أن موسى علم بهذه النبوءات فتكلم على أساسها ،
و هذا الرد باطل من جهات:
(1/185)
(1) أن النص المذكور لم يوضع بصيغة البشارة و النبوءة بل بصيغة التأريخ الجامد للأحداث التى سبقت ، ولا يخفى على كل ذى لب الفارق بين الأمرين و أسلوب كل منهما
و إن من يقرأ هذا الإصحاح من أوله إلى آخره لن يجد فيه إلا توثيق تاريخي لنسب ومراتب سلالة أسر يهودية والإصحاح بأكمله صِيغ بصيغة الزمن الماضي لأنه توثيق تاريخي لأحداث ولن تجد صِيغة أفضل من الماضي لوصف أحداث وقعت بالفعل، و في الأعداد موضوع النقاش تتضح الصورة بشكل جلي فنجد أسماء أشخاص ورثوا المُلك عن أشخاص ماتوا ثم ماتوا بدورهم ليرثهم من مات بدوره ليرثه مَنْ بعده، مثل حوشام الذي ورث يوباب الذي ورث بالع، ومن طريف ما يسميه قسنا المُبجل بالنبوءة ذِكر أسماء أمهات الملوك مثل بصرة أم يوباب و ذِكر أسماء المُدن التي كانوا يقيمون فيها وإنجازاتهم مثل "هداد بن بداد الذي كسر مديان في بلاد موآب .وكان اسم مدينته عويت". ختاماً حتى لا أطيل أقول لقسنا المُبجل إذا كانت هذه نبوءة فهذا يقتضي أن يكون الإصحاح الذي قبل الإصحاح موضوع البحث وكذلك الإصحاح الذي يليه هما أيضاً نبوءات وهذا مستحيل. كما أتمنى عليه أن يقارن ما يسميه نبوءة مع ما ذكره من نبوءات لنبي الله إبراهيم عليه السلام كي يعرف الفرق بين النبوءة والتوثيق التاريخي، أو أن يشرح لنا هو مفهومه عن النبوءة والتوثيق التاريخي
(2) إشتمال أسفار الموسى على أحداث يستحيل على موسى أن يكون كاتبها بل كُتبت بعده بمراحل كخبر موته و بيان أن قبره غير معروف مكانه (تثنية 35: 4-7) و أنه لم يقم بعد فى بنى إسرائيل نبى مثل موسى (تثنية 10:34) مما يُدعم أن هذه التوراة كُتبت فى أزمنة متأخرة على أيدى أناس أخرين
(1/186)
و كذلك فى تك 38 : 24 )) ولما كان نحو ثلاثه اشهر اخبر يهوذا وقيل له قد زنت ثامارا كنتك . وهاهى حبلى من الزنا . قال يهوذا اخرجوها فتحرق )) وهنا حينما امر يهوذا الابن الرابع ليعقوب بحرق زوجه ابنه دليل قاطع على ان كاتب هذه الاسفار كتبها بعد موسى لان حد الزنا بحرق الزانيه لم يكن من قبل شريعه موسى وأيضاً وقع الكاتب فى خطا اخر وهو ان حد حرق الزانيه مشروط ان تكون الزانيه من نسل لاوى الابن الثالث ليعقوب اما نسل يهوذا وبقيه الاسباط من غير نسل لاوى يكون جزاؤها الرجم تث 22 : 24 اما لاويين 21 : 9 يوضح ان الزانيه من نسل لاوى تحرق ، ومن هذا نستدل على ان الكاتب هو ليس موسى عليه السلام لان يهوذا لم يحكم بما سوف يكون من ناموس موسى وهو من اجداد موسى عليه السلام بل اتى موسى بعده بمئات السنين وفى هذا المثل اعتقد ما يكفى دليلا على ان كاتب هذه الاسفار ليس موسى بأي حال من الاحوال
(3) أن التوافق بين النص المذكور فى تكوين 36 و نص أخبار الأيام الأول 1 هو توافق حرفى دقيق مما يؤكد وقوع السرقة الأدبية و الإقتباس لاسيما و أن القوم ينكرون الوحى اللفظى و يؤكدون أن كل كاتب كان يكتب بأسلوبه ، زد على هذا أنه لا فائدة دينية ولا تاريخية من هذا التكرار المريب لقوائم أسماء عريضة ، بل لا فائدة من ذكر هذه الأسماء ولو مرة واحدة من الأساس!
و إليك النصين لنرى بأنفسنا صدق ما نقول:
فى سفر التكوين
36: 31و هؤلاء هم الملوك الذين ملكوا في ارض ادوم قبلما ملك ملك لبني اسرائيل
36: 32ملك في ادوم بالع بن بعور و كان اسم مدينته دنهابة
36: 33و مات بالع فملك مكانه يوباب بن زارح من بصرة
36: 34و مات يوباب فملك مكانه حوشام من ارض التيماني
36: 35و مات حوشام فملك مكانه هداد بن بداد الذي كسر مديان في بلاد مواب و كان اسم مدينته عويت
36: 36 و مات هداد فملك مكانه سملة من مسريقة
36: 37 و مات سملة فملك مكانه شاول من رحوبوت النهر
(1/187)
36: 38و مات شاول فملك مكانه بعل حانان بن عكبور
36: 39و مات بعل حانان بن عكبور فملك مكانه هدار و كان اسم مدينته فاعو و اسم امراته مهيطبئيل بنت مطرد بنت ماء ذهب
فى سفر أخبار الأيام الأول
1: 43هؤلاء هم الملوك الذين ملكوا في ارض ادوم قبلما ملك ملك لبني اسرائيل بالع بن بعور و اسم مدينته دنهابة
1: 44 و مات بالع فملك مكانه يوباب بن زارح من بصرة
1: 45 و مات يوباب فملك مكانه حوشام من ارض التيماني
1: 46 و مات حوشام فملك مكانه هدد بن بدد الذي كسر مديان في بلاد مواب و اسم مدينته عويت
1: 47 و مات هدد فملك مكانه سملة من مسريقة
1: 48 و مات سملة فملك مكانه شاول من رحوبوت النهر
1: 49 و مات شاول فملك مكانه بعل حانان بن عكبور
1: 50و مات بعل حانان فملك مكانه هدد و اسم مدينته فاعي و اسم امراته مهيطبئيل بنت مطرد بنت ماء ذهب
فتأمل!
الاصحاح السابع و الثلاثون
رد على كتاب شبهات وهمية
قال القس منيس عبدالنور:
قال المعترض الغير مؤمن: جاء في تكوين 37: 25 أن الذين اشتروا يوسف كانوا انوا إسماعيليين، ولكنه في نفس الأصحاح في آيتي 28 و36 يقول إن الذين اشتروه كانوا مديانيين .
وللرد نقول بنعمة الله : الإسماعيليون والمديانيون تناسلوا من إبراهيم، وكانوا متشابهين في العادات وأسلوب الحياة. والأغلب أن القافلة كانت مملوكة للإسماعيليين، ومعظم العاملين فيها من المديانيين، فأمكن للنبي موسى أن يطلق على القافلة التي اشترت يوسف الاسمين معاً
بعد الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله:
لم يجد القس عبدالنور عذراً يحتج به لوقوع التناقض الساذج داخل خبرين فى إصحاح واحد، فأشار بخفاء أن الاسماعيليين يمكن أن يطلق عليهم مديانيين لأنهم تناسلوا جميعاً من ابراهيم أو لأنهم مشتركون فى الطباع بزعمه !!
(1/188)
ولا ندرى أى طباع هذه التى يتحدث عنها و عله هو نفسه لا يدرى ، مجرد كلام إنشائى لملء الفراغات فحسب، فكل شعوب المنطقة فى هذا الزمن كانوا يعيشون حياة اجتماعية و اقتصادية متشابهة فلا يعلمون الا التجارة و رعاية الغنم ، و كانت المجتمعات أبوية و قبلية …
و أخذاً بمقوله القس هذه فيمكن لأحدهم أن يقول (ذهبت إلى المكسيك) و هو يعنى أنه ذهب الى الأرجنتين مثلاً لمجرد أن كلاهما دخل فيه العرق الاسبانى و يتحدث الاسبانية!!
أو يقول أحدهم ( أنا ذاهب الى تونس) فى حين هو ذاهب الى ليبيا!!
. فمثل هذا العبث الذى لا سابقة لمثله لا يستخف عاقل و لا يمكن قبوله الا من قبل سفهاء القوم الذين يتشبثون بالسراب
و من جهةأخرى زعم القس أن القافلة (لربما) تكون مملوكة للإسماعيليين و معظم العاملين فيها مديانيين فأطلق اللفظ على كليهما!!
و هذا باطل من جهات:
(1) أنه يلزم القارىء بإحتمالات أقل ما يقال عنها أنها خيالية لا يدعمها أدنى دليل، ضارباً بعرض الحائط أبسط شروط التوفيق و التأويل ، و لو كان الأمر كما يزعم لوجب على (الوحى السامى) بيانه كى لا يُترك النص بهذا الشكل الأعوج يتلمس نوراً يزيل الحيرة و الإضطراب بلا جدوى.. و لكان ذلك عجزاً ظاهراً فى الكتاب من الجهة الأدبية لا يصدر عن أحاد الأدباء و المؤرخين
(2) أن نظرة دقيقة على النصوص المتضاربة تثبت ما قررنا و ترد على القس أوهامه
فنقرأ فى تكوين 28: 37 أن الذين أخرجوا يوسف من البئر و باعوه للإسماعيليين هم المديانون أنفسهم
بعشرين من الفضة فاتوا بيوسف الى مصر((و اجتاز رجال مديانيون تجار فسحبوا يوسف و اصعدوه من البئر و باعوا يوسف للاسمعيليين))
(1/189)
فأثبت النص أن المديانيين كانوا تجاراً سائرين عثروا على يوسف فباعوه لأشخاص "إسماعيليين" ، فانتفى بهذا احتمال أن يكون المديانيون خدماً و عمالاً فى القافلة الإسماعيلية كما ادعى القس بل كانوا تجاراً أحراراً مستقلين و هم الذين باعوا يوسف للإسماعيليين بعشرين قطعة فضة
بينما نقرأ فى تكوين 36:37 ـن الذين باعوه لعزيز مصر هم المديانون أيضاً!!
((و اما المديانيون فباعوه في مصر لفوطيفار خصي فرعون رئيس الشرط))
و هذا النص يخبر أن البائع صاحب الصفقة هم المديانون- بلا أدنى ذكر للإسماعليين أصحاب القافلة كما يزعم القس- ولاحظ كيف يتكلم عنهم بألفة قائلاً ( و أما المديانيون) فهذا الأسلوب فى التعبير لا يصدر إلا على من سبق ذكرهم أنفاً ، و الكاتب لم يذكر من قبل أن قافلة الإسماعيليين كان العمال فيها مديانيين و لم يذكر المديانيين إلا كتجار مستقلين أخرجوا يوسف و باعوه للإسماعيليين فظاهر للعيان أن الخطأ وقع من الكاتب الذى كرر لفظة المديانيين بدلاً من الإسماعيليين ، و على كل حال فهو إنسان غير معصوم عن السهو فلنلتمس له العذر!
نبى الله يعقوب يلطم الخدود و يشق الجيوب حزناً على موت ابنه!
((فتحققه و قال قميص ابني وحش رديء اكله افترس يوسف افتراسا فمزق يعقوب ثيابه و وضع مسحا على حقويه و ناح على ابنه اياما كثيرة فقام جميع بنيه و جميع بناته ليعزوه فابى ان يتعزى و قال اني انزل الى ابني نائحا الى الهاوية و بكى عليه ابوه)) تكوين 33:37
فهل هذا حال نبى كريم صبور وقور مؤمن بالله راضياً بقضاءه؟!
فأين هذا الوصف ليعقوب و هو يصرخ و ينوح و يمزق ثيابه مما جاء فى القرأن الكتاب الحق الراقى الكريم و هو يصف حال يعقوب حين جاءه الخبر بموت يوسف فقال وَجَآؤُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ
(1/190)
و حين ضاع ابنه الأخر بنيامين أيضاً قال قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (83) وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ (84) قَالُواْ تَالله تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ (85) قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ
فنلاحظ هنا أن يعقوب عليه السلام كان فى كل مرة يفقد فيها أحد أعز أبناءه و هما يوسف و من بعده شقيقه الأصغر يقول ( فصبر جميل) متمسكاًً بالصبر الذى هو من أجل العبادات القلبية التى حث عليها الشرع ، و يقول ( و الله المستعان على ما تصفون) ( عسى الله أن يأتينى بهم) فيذكر الله فى كل موضع و يستعين به على ما أصابه من البلاء مستأنساً به متضرعاً إليه متوكلاً عليه مسلماً لأمره لأنه يعلم أن لا حول ولا قوة إلا بالله
و أقصى ما كان منه هو البكاء الذى لا طاقة لإنسان بدفعه فلما ذهب بصره و عاتبه ذويه قال( إنما أشكوا بثى و حزنى إلى الله و أعلم من الله ما لا تعلمون) فحتى فى هذا الموضع ذكر الله و بين أن بكاءه ليس سخطاً و إنما هو تعبيراً مباحاً عن حزن القلب يخفف عن النفس كربها ، و فى ذات الوقت من أشكال التضرع و التذلل بين يدى الله طمعاً فى كرمه و منته و رحمته ، و بين أنه يفعل لعلمه بالله العظيم و أسماءه و صفاته ما لا يدركه غيره
و هذا كما بكى رسول الله على وفاة ابنه إبارهيم و قال ( إن العين لتدمع و إن القلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضى ربنا)
فأين هذا مما يزعمه هؤلاء أن يعقوب شق جيوبه و ناح و لطم و قال أنا ذاهب إلى الهاوية !
(1/191)
و و الله ما قالها و ما يئس يعقوب من ربه طرفة عين بل قال لأبناءه يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ
تناقض
هل ماتت أم يوسف وقت ولادة بنيامين؟
نعم
((و حدث حين تعسرت ولادتها ان القابلة قالت لها لا تخافي لان هذا ايضا ابن لك ،و كان عند خروج نفسها لانها ماتت انها دعت اسمه بن اوني و اما ابوه فدعاه بنيامين ، فماتت راحيل و دفنت في طريق افراتة التي هي بيت لحم)) تكوين 17:35-19
لا لأنها ستسجد ليوسف مستقبلاً فى مصر وفق رؤياه!
((ثم حلم ايضا حلما اخر و قصه على اخوته فقال اني قد حلمت حلما ايضا و اذا الشمس و القمر و احد عشر كوكبا ساجدة لي ، و قصه على ابيه و على اخوته فانتهره ابوه و قال له ما هذا الحلم الذي حلمت هل ناتي انا و امك و اخوتك لنسجد لك الى الارض)) تكوين9:37
الاصحاح الثامن و الثلاثون
نقرأ فى الإصحاح38 من سفر التكوين قصة مشيئنة تثير الإشمئزاز أبطالها أبناء و جدود الأنبياء!
نبداً بعرض الإصحاح كاملاً ثم نتبعه بالتعليقات:
و حدث في ذلك الزمان ان يهوذا نزل من عند اخوته و مال الى رجل عدلامي اسمه حيرة
و نظر يهوذا هناك ابنة رجل كنعاني اسمه شوع فاخذها و دخل عليها
فحبلت و ولدت ابنا و دعا اسمه عيرا
ثم حبلت ايضا و ولدت ابنا و دعت اسمه اونان
ثم عادت فولدت ايضا ابنا و دعت اسمه شيلة و كان في كزيب حين ولدته
و اخذ يهوذا زوجة لعير بكره اسمها ثامار
و كان عير بكر يهوذا شريرا في عيني الرب فاماته الرب
فقال يهوذا لاونان ادخل على امراة اخيك و تزوج بها و اقم نسلا لاخيك
فعلم اونان ان النسل لا يكون له فكان اذ دخل على امراة اخيه انه افسد على الارض لكيلا يعطي نسلا لاخيه
فقبح في عيني الرب ما فعله فاماته ايضا
(1/192)
فقال يهوذا لثامار كنته اقعدي ارملة في بيت ابيك حتى يكبر شيلة ابني لانه قال لعله يموت هو ايضا كاخويه فمضت ثامار و قعدت في بيت ابيها
و لما طال الزمان ماتت ابنة شوع امراة يهوذا ثم تعزى يهوذا فصعد الى جزاز غنمه الى تمنة هو و حيرة صاحبه العدلامي
فاخبرت ثامار و قيل لها هوذا حموك صاعد الى تمنة ليجز غنمه
فخلعت عنها ثياب ترملها و تغطت ببرقع و تلففت و جلست في مدخل عينايم التي على طريق تمنة لانها رات ان شيلة قد كبر و هي لم تعط له زوجة
فنظرها يهوذا و حسبها زانية لانها كانت قد غطت وجهها
فمال اليها على الطريق و قال هاتي ادخل عليك لانه لم يعلم انها كنته فقالت ماذا تعطيني لكي تدخل علي
فقال اني ارسل جدي معزى من الغنم فقالت هل تعطيني رهنا حتى ترسله
فقال ما الرهن الذي اعطيك فقالت خاتمك و عصابتك و عصاك التي في يدك فاعطاها و دخل عليها فحبلت منه
ثم قامت و مضت و خلعت عنها برقعها و لبست ثياب ترملها
فارسل يهوذا جدي المعزى بيد صاحبه العدلامي لياخذ الرهن من يد المراة فلم يجدها
فسال اهل مكانها قائلا اين الزانية التي كانت في عينايم على الطريق فقالوا لم تكن ههنا زانية
فرجع الى يهوذا و قال لم اجدها و اهل المكان ايضا قالوا لم تكن ههنا زانية
فقال يهوذا لتاخذ لنفسها لئلا نصير اهانة اني قد ارسلت هذا الجدي و انت لم تجدها
و لما كان نحو ثلاثة اشهر اخبر يهوذا و قيل له قد زنت ثامار كنتك و ها هي حبلى ايضا من الزنى فقال يهوذا اخرجوها فتحرق
اما هي فلما اخرجت ارسلت الى حميها قائلة من الرجل الذي هذه له انا حبلى و قالت حقق لمن الخاتم و العصابة و العصا هذه
فتحققها يهوذا و قال هي ابر مني لاني لم اعطها لشيلة ابني فلم يعد يعرفها ايضا
و في وقت ولادتها اذا في بطنها توامان
و كان في ولادتها ان احدهما اخرج يدا فاخذت القابلة و ربطت على يده قرمزا قائلة هذا خرج اولا
(1/193)
و لكن حين رد يده اذ اخوه قد خرج فقالت لماذا اقتحمت عليك اقتحام فدعي اسمه فارص
و بعد ذلك خرج اخوه الذي على يده القرمز فدعي اسمه زارح
نستخلص من هذا الإصحاح الأتى:
(1) أن عير ابن يهوذا البكر و حفيد يعقوب كان شريراً فاسقاً فقتله الله ،
(2) أنه ترك من بعده أرملته المسماه ثامار فما كان لها أن تتزوج إلا بأخيه لأنها تركة مورثة لا قيمة إنسانية لها فى إختيار زوجها بل يجب عليها أن تتزوج أخاه
(3) أن النسل الناتج عن هذا الزواج لا يُنسب إلى الأب الحقيقى بل يُنسب كذباً و زوراً و ظلماً إلى الزوج الأول المتوفى
(4) أن أونان – أخوعير- الذى تزوجته ثامار تمرد على هذا الظلم فقرر ( أن يقذف منيه على الأرض خارج جسد ثامار) و هذا من أسفل الأخبار الجنسية الشاذة التى يشتملها الكتاب المكدس
(5) أن الله أماته لأنه رفض الظلم و طلب فقط أن يُنسب إبنه إليه!
(6) أن يهوذا شعر بالشؤم فى هذه المرأة ثامار فقرر أن يذرها كالمعلقة لا تتزوج من إبنه الباقى شيله و فى ذات الوقت لا تتزوج بغيره لأنها تركة و ملكية خاصة لا حق لها فى إختيار زوجها
(7) أن هذا الظلم دفع ثامار إلى المكر بيهوذا الذى لم يتوانى عن الفحشاء بها بمجرد اناستشعر منها أنها زانية
(8) أن يهوذا زنى دون أن يرى وجهها و لم يعرف من التى زنا بها ، فيكون قد زنا كالحيوان الأعمى بوصفهم ، و على كل فهذا من المحال بل من المضحكات المبكيات
(9) أن ثامار أخذت من يهوذا خاتمه و عصابته و عصاه رهناص حتى يؤدى ثمن المتعة الحرام
(1/194)
(10) أنه كانت هناك شريعة قبل نزول التوراة على موسى سواء بما سبق و تقرر بتحريم زواج المراة بغير أخ المتوفى و وجوب نسبة الابن للأخ المتوفى، أو ما حدث من إعتبار الناس ثامار زانية لأنها مارست الجنس بدون زواج و هذا يدل على وجود التفريق و التحديد ، و قرر يهوذا إحراقها لما علم بذلك ، فكان الحد هو الموت حرقاً ، و كل هذا من التشريعات السابقة للتوراة التى يزعم القس أن التشريعات لم تنزل إلا بها !
(11) أن يهوذا خالف أمر الله و تراجع عن إحراق ثامار لما أدرك أنه هو الزانى بها ( لعنة الله على الظالمين)
(12) أن يهوذا إعتبر ثامار بارة و أنها (أبر) منه ، فأى بر هذا الذى يدفع امرأة الى الزنا بحميها ، و أى بر أصلاً فى ذلك الحما الذى علقها و تركها حتى وصل حالها إلى هذا ثم نجده يضاجع الزانيات فى الطرق !
(13) أن ثمرة هذا الزنا المحرم و العلاقة الأثمة التى لا يرتضيها الله تعالى هو فارص الجد الأكبر للمسيح أى أن المسيح ابن زنا محارم!
(14) و أخيراً نسأل العقلاء عن وحى الله المقدس الذي يفترض به أن يخدم واحداً من أربعة أغراض و هى:
أ- يعلمناالمبادىء و الاخلاق
ب- يوبخنا على إرتكاب الخطأ
ج- يقدم لنا الصواب
د- يهدينا إلى الصلاح
يقول الشيخ ديدات: (خلال أربعين سنة و انا أسأل علماء اللهوت إن كان لديهم غرض خامس يمكن إرتكاز كلام الله عليه ، لكنهم أخفقوا أن يأتوا به)
....فسؤالنا هو ما هى العبرة التى يمكن أن يتعلمها الأطفال من إنتقام ثامار؟
و هل يمكن أن نعلم أطفالنا هذه القصة ابتداءً أم نخفيها و نكتمها عنهم و لربما إلى الأبد؟
خرافة الكتاب المقدس حول عملية ولادة ثامار!
(1/195)
نقرأ في سفر التكوين حديث عن أغرب قصة ولادة، ألا وهي قصة ولادة الزانية ثامار من حماها ووالد أزواجها يهوذا، "وفي وقت ولادتها إذا في بطنها توأمان، وكان في ولادتها أن أحدهما أخرج يداً، فأخذت القابلة، وربطت على يده قرمزاً قائلة: هذا خرج أولاً، ولكن حين ردّ يده إذ أخوه قد خرج، فقالت: لماذا اقتحمت؟ عليك اقتحام. فدعي اسمه فارص، وبعد ذلك خرج أخوه الذي على يده القرمز، فدعي اسمه زارح" (التكوين 38/27-30)، فقد أخرج البكر يده من بطن أمه، وهو أمر غير معهود في عملية الولادة، وأراد المولود من خلال إخراج يده التأكيد على حقه في البكورية، وفهمت القابلة مراده، فربطت على يده برباط قرمزي، ثم حصل الأغرب منه الذي لا يمكن تفسيره طبياً، فقد أفسح البكر مكانه في الرحم لأخيه التوأم، ليخرج إلى الدنيا، ثم تبعه أخوه البكر، صاحب اليد المربوطة بالقرمز، ومثل هذه القصة لا تقبل علمياً، وإلحاقها بقصص العجائز أولى من أن تلحق بكلام الله ووحيه(1/196)
من الاصحاح التاسع و الثلاثون للخمسون
الاصحاح التاسع و الثلاثون
خطأ تاريخى
نقرأ فى تكوين 39 أن حاكم مصر فى زمن بيع يوسف فيها كان فرعوناً ، و هذا خطأ فادح نتيجة المقدمات الأتية:
أ- أن الفترة ما بين داود و المسح عليه السلام و ما تخللها من حكم سليمان ثم انقسام المملكة من بعده ثم تتابع الملوك و النزاعات مروراً بالسبى مرتين ثم العودة ثم الاحتلال الرومانى ثم ميلاد المسيح تبلغ ألف سنة و هو ما تقرر عند أهل الكتاب
ب- أن الفترة ما بين يوشع بن نون و ما تلاه من حكم القضاة ثم بعثة صموئيل نبياً و قيام الملك لبنى إسرائيل على يد شاول ثم ملك داود من بعده تقدر ب 400سنة و هو ما تقرر عند أهل الكتاب
ج- أن الفترة ما بين دخول بنى إسرائيل مصر إلى حكم يوشع بن نون تقدر بقرابة 290 سنة منها 250 فى مصر و 40 سنة فى التيه
فيكون دخول يوسف مصر بموجب هذه الفترات فى سنة 1700 قبل الميلاد تقريباً ، و هذه الفترة لا يمكن أن يكون الحاكم بها فرعوناً من الفراعنة لأنها كانت فترة إحتلال الهكسوس لمصر التى امتدت على حد تقدير خبراء و علماء التاريخ ما بين 1725ق.م إلى 1575 ق.م
http://www.mmc.gov.eg/History/gg1.htm
http://www.sis.gov.eg/rulers/html/arabic/ar01.htm
- و يؤيد هذه الحقيقة التاريخية أن يوسف جاء مصر فى وقت كانت شعوب أسيا كالمديانيين والإسماعيليين و غيرهم يترددون على مصر بكثرة ، و قد تمكن يوسف فى هذا العصر أن يصل إلى وزارة المالية و أن يحضر كل أهله و عشيرته للإقامة بمصر و كان باب الهجرة مفتوحاً و هى أمور محالة فى دولة الفراعنة التى حرصت على حماية العرق!
كما أن الإضطهاد الذى لقيه اليهود فيما بعد فى عصر موسى كان سببه إضطهاد الفراعنة للشعوب الأسيوية الوافدة فى عهد الهكسوس بعدما تمكن أحمس من هزيمة الهكسوس و تأسيس الدولة الفرعونية الحديثة
(1/197)
و قد حل القرأن الكريم كلمة الله الحق الذى لا يأتيه الباطل بين يديه ولا من خلفه هذا الإشكال حين عبر عن حاكم مصر فى زمن يوسف بلقب (الملك) لا بلقب (فرعون) بينما سقط كتاب النصارى فى هذا الخطأ التاريخى الساذج!
خواطر
إستكمالاً لما بدأناه من مقارنة قصة يوسف فى التوراة بذات القصة فى القرأن ، يتبين سمو القرأن الكريم فى سرد القصة بأرق و ألطف تعابير روحية و ألفاظ حيية تفوح منها العبر و العظات بينما يغلب الطابع التأريخى الجاف على القصة التوراتية و لا تتوانى فى إستعمال التعابير المؤذية و إيراد الأخبار الغير منطقية و أمثلة ذلك:
فى خبر مراودة إمرأة العزيز ليوسف عليه السلام
فى التوراة
39: 7 و حدث بعد هذه الامور ان امراة سيده رفعت عينيها الى يوسف و قالت اضطجع معي
فى القرأن الكريم
وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ
فتأمل الفرق بين تعبير خادش تنقله التوراة إلى مسامع الأطفال و النساء و الرجال بكل جرأة هكذا ( رفعت عينيها الى يوسف و قالت اضطجع معي)
و بين لفظ القرأن الذى يشع حياءً و أدباً ( وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ(
فبتعبير عفيف موجز فى لفظه متمم فى معناه قص علينا القرأن هذا الخبر
فأى هذين التعبيرين يمكن لأب أن يتلوه على أطفاله و يعلمهم إياه يا ترى؟
فى خبر محاولة يوسف الهروب منها
فى التورا
(( فامسكته بثوبه قائلة اضطجع معي فترك ثوبه في يدها و هرب و خرج الى خارج)) تكوين12:39
فى القرأن
وَاسُتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ
بالنظر إلى كلا النصين نظرة تمحيص و تدبر نجد اللامنطقية فى تصوير النص التوراتى إذ زعم أن يوسف حين أراد أن يفر من إمرأة العزيز ترك ثيابه فى يديها ثم هرب!!
(1/198)
فلماذا يخلع ثوبه و هل مقاومة إمرأة ضعيفة تتطلب أن يترك المرء ثوبه الذى يستره فى يديها ؟
و كيف خرج و هو على هذه الهيئة بلا ثوب يكسيه؟
أما فى النص القرانى فنجد قمة البلاغة التصويرية ، إذ صور لنا بإيجاز و تشويق حال يوسف و هو يسارع إلى الباب فراراً بنفسه من الفتنة و المرأة تلاحقه لتمنعه فى ظل سكرة الشهوة المتأججة، كل هذا عُبر عنه بكلمة ( و استبقا الباب)
ثم صور القرأن حالها حين لم تلحق به فأمسكت بقميصه من الخلف علها توقفه فمزقته من الدبرفقط، كل هذا عُبر عنه بقوله ( و قدت قميصه من دبر)
فى قصة صاحبى السجن
فى التوراة
بدا الحوار بين يوسف و الرجلين مصطبغاً بالجفاء ، فطلب من الرجلين أن يخبراه بأمرهما فأخبراه بما رأى كل منها من رؤيا فاستمع لهما ثم لما أفرغا قام بتفسير كل رؤيا !
هذا هو ما ورد فى التوراة فحسب ، و هو سياق ظاهر الفقر لا سيما إذا علمنا أن أحد الرجلين سيُصلب و يقتل ثم تأكل طيور السماء من رأسه:
16:40 فلما راى رئيس الخبازين انه عبر جيدا قال ليوسف كنت انا ايضا في حلمي و اذا ثلاثة سلال حوارى على راسي
17:40 و في السل الاعلى من جميع طعام فرعون من صنعة الخباز و الطيور تاكله من السل عن راسي
18:40فاجاب يوسف و قال هذا تعبيره الثلاثة السلال هي ثلاثة ايام
19:40في ثلاثة ايام ايضا يرفع فرعون راسك عنك و يعلقك على خشبة و تاكل الطيور لحمك عنك
20:40فحدث في اليوم الثالث يوم ميلاد فرعون انه صنع وليمة لجميع عبيده و رفع راس رئيس السقاة و راس رئيس الخبازين بين عبيد
فكيف ليوسف أن يعبر للرجل رؤياه المريعة هكذا مباشرة و يبشره بالموت صلباً دون أن يسليه و يمهد له بالتذكير بالله و الدعوة إليه و الإعلام به حتى إذا ما أخبره بما ينتظره ثم ظهر صدقه أمن و تسلى قلبه بالله و إستقبل قدره راجياً رحمة ربه
و هذا هو ما نجده الضبط فى تعبير القرأن الكريم فقال تعالى
(1/199)
وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانَ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْراً وَقَالَ الآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (36)قَالَ لاَ يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَن يَأْتِيكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ(37)وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَآئِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَن نُّشْرِكَ بِاللّهِ مِن شَيْءٍ ذَلِكَ مِن فَضْلِ اللّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ (38)يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ(39) مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَآؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ(40( يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْراً وَأَمَّا الآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِن رَّأْسِهِ قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ (41(
نلاحظ فى النص القرأنى الأتى:
أ- أن الرجلين هما الذين عرضا على يوسف رؤياهما و طلبا منه تأوليها لما لمسا منه من تقوى و إحسان
(1/200)
ب- أن يوسف إستغل هذه المنة من ربه بما علمه من تأويل الأحاديث و ما قذفه فى قلوب العباد من محبته و الإيمان به ، للإعلان عن نبوته و أن الله قد علمه ما لم يعلم أحداً من العباد و أنه يمكنه بفضل الله أن ينبئهما بتأويل الأشياء الغيبية قبل أن تعرض لهم أية اخرى
ج- ثم أعلن كفره بالألهة الباطلة من دون الله و إتباعه ملة أباءه أنبياء الله إبراهيم و إسحق و سعوب و ما كانوا من المشركين
د- ثم دعاهم إلى عبادة الله وحده و أقام عليهم الحجة العقلية على علو الله الواحد القهار على الألهة المتفرقة المتعددة المتكافئة
ج-ثم بين أن هذه الألهة ليست إلا أسماء ما أنزل الله بها من سلطان و أن الناس إعتقدت فيها جهلاً بالله و تعدياً
ه- و أخيراً و بعدما أتم دعوته بأتم بيان و أشمل برهان أخبر الرجلين بتأويل رؤياهما خبراً صدقاً لا ريب فيه
فما أفصح و أحكم و أعظم قصص القرأن و ما فيها من عبر !
الاصحاح الحادى و الأربعين
رد على كتاب شبهات وهمية
قال القس منيس عبدالنور :
قال المعترض : جاء في تكوين 41: 56 و57 و42: 1-5 أن الجوع كان شديداً في مصر وفي كنعان، ولكننا نقرأ في تكوين 43: 11 و15 أن كنعان كان بها طعام أرسل منه يعقوب هدية ليوسف , وهذا تناقض .
وللرد نقول بنعمة الله : كان النقص في إنتاج الحبوب كالقمح، وليس في الفستق واللوز والبلسان، لأن الأشجار لا تتأثر بما يؤثر على زراعة الحبوب, نعم كانت هناك مجاعة في القمح، وليس في الفواكه وباقي منتجات الأرض,
بعد الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله :
اللهم ثبت عقولنا فى رؤوسنا آمين , فبهذا الأسلوب يمكن للقس أن يحذف كلمة تناقض من القاموس رأساً !!
فبحسب كلام القس فإن أرض كنعان كان فيها مجاعة شديدة و لكن لم يكن بها مجاعة شديدة !! و أن المجاعة كانت فى القمح بينما يتوفر العسل و الفستق و اللوز و البلسان و سائر الفواكه!!
(1/201)
لاحظ عزيزي القارىء ان القس يقول " نعم كانت هناك مجاعة في القمح، وليس في الفواكه وباقي منتجات الأرض ". بيد أن كلمة مجاعة إذا ما أطلقت فتعنى نقصاً حاداً فى المواد الغذائية يهدد بخطر الموت، ففي المجاعة جدب وقحط وجوع, و هذا ما عناه الكتاب اللامقدس بوضوح كما سنورد فى الشواهد، ووصف المجاعة على هذا الحال لا يحتمل إقحام التخصيص و السفسطة، و لو كانت المقصود بالمجاعة نقصاُ فى مادة غذائية دون غيرها لوجب تقييد الكلمة يقيناً كأن يقال ( مجاعة فى القمح) أو (مجاعة فى الدواجن) و هكذا... زد على هذا أن إطلاق لفظة مجاعة فى مثل هذه الحالات لا يقصد به إلا الإشارة إلى ندرة المادة الغذائية المعينة
أما و بالعودة إلى ما أشارت إليه التوراة نجد أن المجاعة كانت عامة شملت كل الأرض و هددت الحياة :
))ولا يعرف الشبع في الارض من اجل ذلك الجوع بعده . لانه يكون شديدا جدا )) تكوين 41 : 31
ونجد أيضاً : (( و جاءت كل الأرض إلى مصر إلى يوسف لتشترى قمحاً لأن الجوع كان شديداً فى كل الأرض )) تكوين 57:41, فشراؤهم للقمح ليس لأن النقص فيه فحسب بل لأن الجوع كان شديدا . . .
و حسبنا أن نقرأ ايضاً ما قاله يعقوب (( فلما رأى يعقوب أنه يوجد قمح فى مصر قال يعقوب لبنيه : لماذا تنظرون بعضكم إلى بعض ؟ , إنى قد سمعت أنه يوجد قمح فى مصر , انزلوا إلى هناك و اشتروا لنا من هناك لنحيا و لا نموت )) تكوين 42 : 1
فيعقوب فى هذا النص كما هو واضح يطلب من أبناءه أن يسرعوا بالذهاب إلى مصر لاستحضار القمح قبل أن يموتوا من الجوع , فكيف يموتوا إن كان لديهم مواد غذائية كثيرة باستثناء القمح كما يزعم القس؟!
لعلنا نسمع مستقبلاً عن مجاعة البيبسى والجاتوه!
الاصحاح الثانى و الأربعون
يوسف عليه السلام يشرك بالله!
(1/202)
نقرأ فى تكوين 15:42 أن يوسف الصديق نبى الله قد أقسم بغير الله و القسم بغير الله شرك صريح و تعظيم خاص لا يكون إلا لله تعالى ، بل و كان الذى أقسم به هو فرعون المشرك الذى اعتقد المصريون قديماً فى الوهيته من دون الله!
((بهذا تمتحنون و حياة فرعون لا تخرجون من هنا الا بمجيء اخيكم الصغير الى هنا ((
فأين هذا من قول رسول الإخلاص و التوحيد ( من أقسم بغير الله فقد أشرك)
ناهيك عن مخالفة هذا القسم لتعاليم الكتاب المقدس
((وقَبلَ كُلِّ شيءٍ، يا إخوَتي، لا تَحلِفوا بِالسَّماءِ ولا بِالأرضِ ولا بِشيءٍ آخَرَ. لِتكنْ نعَمُكُم نَعَمًا وَلاكُم لا، لِئَلاّ يَنالَكُم عِقابٌ))
من أغلاط قصة التوراة فى قصو يوسف
أولاً
من الإختلافات الواضحة بين التوراة و القرأن ، أن التوراة المحرفة زعمت أن أخوة يوسف جاؤوا إلى مصر على حمير : ((فحملوا قمحهم على حميرهم و مضوا من هناك)) تكوين26:42،
و هذا خطأ يقيناً لأن الحمارحيوان حضرى لا يحتمل مشقة السفر لمسافات طويلة ، ولا يمكن للحمير أن تعبر الأودية الوعرة و الطرق الجبلية و الرملية كشأن الدواب المخصصة لذلك
أما فى القرأن ذكر أنهم جاءوا فى (عير) أى قافلة سفر ، و القوافل تكون دوابها من الإبل لأنها المهيئة لخوض مشاق السفر الطويل و الطرق الوعرة فتأمل
ثانياً
من الأشياء الغير معقولة أيضاً فى التوراة ما نقرأه من قيام يوسف باحتجاز شمعون و تقييده كرهينة حتى يعود إليه أخوته بنيامين للدلالة على أنهم ليسوا بجواسيس ، و هذا الخبر منتقد من وجهين:
(1/203)
(1) أن هذه الريبة التى اصطنعها يوسف وفق خبر التوراة غير معقولة فالأسباط لم يقوموا بأى عمل مريب يتمسك به من جهة ، كما أن مجيئهم متوقع بعد استشراء المجاعة فى الأرض فجاءوا طلباً للطعام كشأن سائر أهل الأرض و هذا أمر لا يخفى إلا على مخبول، و من جهة ثالثة فإن الإتيان بالشخص المطلوب و زعمهم أنه أخوهم و لو كان أخاهم فعلاً لا ينفى كونهم جواسيساً بحال... فالخبر هنا متهافت غير منظم!
(2) أن أخوة يوسف كانوا سيعودون إليه يقيناً لأن المجاعة ستمتد لسبعة سنين و لا يوجد طعام إلا بمصر فقط ، فكلن لابد من عودة مرات أخر طلباً للقوت، فما كان يوسف يحتاج إلى سجن أخيه حتى يضمن رجوعهم إليه و هذا ما تقرر فى القرأن الكريم إذ قال لهم يوسف وَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَّكُم مِّنْ أَبِيكُمْ أَلاَ تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَاْ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ * فَإِن لَّمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلاَ كَيْلَ لَكُمْ عِندِي وَلاَ تَقْرَبُونِ
و الصحيح أن يوسف ما احتجز شمعون و إنما احتجز بنيامين بعدما جاءوا به إليه ، فاستخلصه عليه السلام بعدما مكر بهم مكراً حسناً ليعوض أخاه عن ما قاساه فى سنين غيابه ، و ليعزر نفوس أخوته و يشعرهم بالندم على ما فعلوه به و بأخيه من ظلم و إضطهاد كما قال لهم فى نهاية الأمر معاتباً قَالَ هَلْ عَلِمْتُم مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنتُمْ جَاهِلُونَ* قَالُواْ أَإِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَاْ يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ
ثالثاً
من صور تسامى خبر القرأن على التوراة الجوفاء فى قصة نبى الله يوسف
(1/204)
أن القرأن الكريم امتدح صبر يوسف و مصابرته بعد أن قضى سنوات عدة فى السجن مظلوما , و مع ذلك فلما جاءه الملك يطلبه لم يرض بالخروج قبل أن يستعيد كرامته كاملة و تظهر براءته ، مما زاد الملك انبهاراً و تعظيماً لشأنه عليه السلام حتى إستأمنه على خزائن الأرض
وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ (50) قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَن نَّفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِن سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَاْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (51) ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ (52) وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ (53) وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مِكِينٌ أَمِينٌ
اما فى التوراة فلا ذكر لهذا بل فإن يوسف أسرع بالخروج من السجن و حلق و تزين و دخل على الملك لما طلبه
((فارسل فرعون و دعا يوسف فاسرعوا به من السجن فحلق و ابدل ثيابه و دخل على فرعون )) تكوين14:41
الاصحاح الثالث و الأربعون
يعقوب يعوق إبنه و يتركه أسيراً!!
نقرأ فى تكوين 24:42 أن يوسف أبقى شمعون أخاه أسيراً مسلسلاً حتى يرجع إليه أخوته ببنيامين للدلالة على صدقهم
((فتحول عنهم و بكى ثم رجع اليهم و كلمهم و اخذ منهم شمعون و قيده امام عيونهم((
(1/205)
ثم نقرأ فى تكوين 38:42 أن الأسباط عادوا فأخبروا أباهم بما وقع لهم فكان رد فعله مشيناً إذ أبى أن يرسل بنيامين معهم رغم الخطر الذى يتهدد حياة شمعون و وضعه المأساوى بأرض غريبة!!
((فقال لا ينزل ابني معكم لان اخاه قد مات و هو وحده باق فان اصابته اذية في الطريق التي تذهبون فيها تنزلون شيبتي بحزن الى الهاوية((
بيد أن الموقف لا يحتمل هذا التخاذل و العقوق ، خاصة مع غياب شمعون ، و توسل الأسباط حتى أن راوبين قال لأبيه : ((و كلم راوبين اباه قائلا اقتل ابني ان لم اجيء به اليك سلمه بيدي و انا ارده اليك)) تكوين 42 :37
و العجيب فى الأمر أن يعقوب ترك إبنه شمعون للهلاك على هذا الحال زمناً ثم قرر أن يرسل بنيامين مع أخوته لا لإنقاذ ابنه و إنما ليتمكن من إستحضار الطعام من مصر بعدما نفد المخزون!!
و حدث لما فرغوا من اكل القمح الذي جاءوا به من مصر ان اباهم قال لهم ارجعوا اشتروا لنا قليلا من الطعام
فكلمه يهوذا قائلا ان الرجل قد اشهد علينا قائلا لا ترون وجهي بدون ان يكون اخوكم معكم
ان كنت ترسل اخانا معنا ننزل و نشتري لك طعاما
و لكن ان كنت لا ترسله لا ننزل لان الرجل قال لنا لا ترون وجهي بدون ان يكون اخوكم معكم
فقال اسرائيل لماذا اساتم الي حتى اخبرتم الرجل ان لكم اخا ايضا
فقالوا ان الرجل قد سال عنا و عن عشيرتنا قائلا هل ابوكم حي بعد هل لكم اخ فاخبرناه بحسب هذا الكلام هل كنا نعلم انه يقول انزلوا باخيكم
و قال يهوذا لاسرائيل ابيه ارسل الغلام معي لنقوم و نذهب و نحيا و لا نموت نحن و انت و اولادنا جميعا
انا اضمنه من يدي تطلبه ان لم اجئ به اليك و اوقفه قدامك اصر مذنبا اليك كل الايام
لاننا لو لم نتوان لكنا قد رجعنا الان مرتين
فقال لهم اسرائيل ابوهم ان كان هكذا فافعلوا هذا خذوا من افخر جنى الارض في اوعيتكم و انزلوا للرجل هدية قليلا من البلسان و قليلا من العسل و كثيراء و لاذنا و فستقا و لوزا
(1/206)
و خذوا فضة اخرى في اياديكم و الفضة المردودة في افواه عدالكم ردوها في اياديكم لعله كان سهوا
و خذوا اخاكم و قوموا ارجعوا الى الرجل
تكوين 43: 2-13
فتالله هل يليق بنبى أن يصل به الظلم أن يترك إبنه مهاناً مسلسلاً لمجرد أن يحب إبنه الأخر ولا يقدر على فراقه و لو لبعض الوقت!
ثم لا يتوانى بعد ذلك فى إرسال الإبن ذاته لإنقاذ نفسه من الهلاك ؟!!
إضطراب
ورد فى تكوين 32:43
))فقدموا له وحده و لهم وحدهم و للمصريين الاكلين عنده وحدهم لان المصريين لا يقدرون ان ياكلوا طعاما مع العبرانيين لانه رجس عند))
و هذا النص فيه خلل لأسباب:
(1) أن المصريين لم يكن لهم إتصال بالعبرانيين من قبل فكيف يتقرر أن مجالستهم إياهم رجس و يترسخ الإعتقاد فى ذلك؟
(2) أن يوسف و هو عبرانى بلغ أرفع الدرجات و صار متسلطاً على كل خزائن مصر و رأساً لفوعون كما يقول هو ذاته عن نفسه، لا سيما و أن الضيافة كانت فى بيته شخصياً ، فكيف يسمح بالتفريق العنصرى لبنى جنسه على هذا النحو ؟!
و الغالب أن هذا الكلام أقحم من قبل النساخ الذين حرصوا على إظهار صور الإضطهاد و الاستعباد لليهود بمصر متغافلين عن كون هذه العبودية بدأت تدريجياً فى أجيال لاحقة لا فى زمن يوسف
الاصحاح الرابع و الثلاثون
رد على كتاب شبهات وهمية
قال القس منيس عبدالنور:
قال المعترض الغير مؤمن: قال المفسر هارسلي في تفسير تكوين \44: 5 يُزاد في أول هذه الآية: لِمَ سرقتم طاسي؟ .
وللرد نقول بنعمة الله : من تأمل هذه الآية والتي قبلها يرى أن النبي عبّر عن سرقة الطاس بالكناية اللطيفة بقوله: لماذا جازيتم شراً عوضاً عن خير؟ أليس هذا هو الذي يشرب سيدي فيه؟ أسأتم فيما صنعتم . أي أن أخذكم للطاس هو أعظم السرقة، لأن سيدي أغاثكم وأنقذكم من الجوع، وأنتم جازيتموه شراً عوضاً عن الخير. فقالوا كما في (آية 8): فكيف نسرق من بيت سيدك فضة أو ذهباً؟ فعبارة الأصل واضحة وكافية.
(1/207)
بعد الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله:
ما قاله القس لتبرير تحريف النقصان ههنا باطل من وجهين:
(1) أن دعوى الكناية لا تستقيم مع السياق ، فهذا ليس موضع همز و تعريض بل موضع إتهام فيجب أن يكون الكلام واضحاً صريحاً
كما أن الكناية لا تقوم بهذه الطريقة ، فالرجل يقول ( أليس هذا هو الذى يشرب سيدى فيه؟) فالإشارة مباشرة تحتاح إلى بيان المشار إليه بشكل قاطع ،
و لو جاء أحد الناس و قال لأخر ( لماذا خدعتنى ؟ ألا تعلم أننى أقرأ فيه) لأعتبر مخبولاً لا يعى ما يقول و لكان الرد ( ما الذى تتكلم عنه ؟ و لماذا تتهمنى بالخداع؟ و ما هذا الذى تقرأ أنت فيه؟ فسر و بين!)
أما أخوة يوسف فما وقع منهم شيئاً كهذا ا بل سارعوا للدفاع عن أنفسهم قائلين : ((فقالوا له لماذا يتكلم سيدي مثل هذا الكلام حاشا لعبيدك ان يفعلوا مثل هذا الامر *هوذا الفضة التي وجدنا في افواه عدالنا رددناها اليك من ارض كنعان فكيف نسرق من بيت سيدك فضة او ذهبا)) تكوين7:44، 8
فإن كان الرجل لم يصرح بأن المقصود هو الطاس الفضى ، فأنى لأخوة يوسف أن يعلماو بالمقصود و أنه فضى أيضاً؟؟
لا سيما و أنهم بالفعل لم يسرقوا شيئاً ولا علم لهم بما يقوله الرجل ، بل هو نفسه يعلم ذلك جيداً لأنه هو االذى وضع الطاسى فى فم عدل بنيامين (تكوين 1:44، 2)
(2) أن الإعتراض لم يقتصر على المفسر العاقل هارسلى بل يمتد إلى النسخ المعتبرة كالترجمة السبعينية
5 Why have you stolen my silver cup? Is it not this out of which my lord drinks? And he practices divination with it. You have accomplished evil in that which you have done
فها هى الترجمة السبعينية ــــ التى كانت النسخة المعتبرة عند النصارى فى القرون الأولى ــــ تكشف تحريف العبرانية ، و قد أثبتنا من قبل أن السبعينية أصح من العبرانية و ضربنا أمثلة على ذلك ، ، و سنفرد بحثاً حول هذه المسألة باذن الله تعالى
(1/208)
الشاهد أن النص العبرى وقع فيه التحريف بالنقصان بشهادة المفسرون و الترجمات و السياق
الاصحاح السادس و الأربعون
رد على كتاب شبهات وهمية
وقعت سلسة من التناقضات و الأخطاء فى بيان عدد و أسماء بنى إسرائيل الذين دخلوا مصر و فى كل موضع كان القس المدلس منيس عبد النور يعتذر بأعذار واهية و حجج بالية فرأينا أن نجمع كل ما قاله فى هذا المقام لننسفه دفعة واحدة و لبيان أخطاءه فى ردرده
(الإعتراض الاول(
جاء في تكوين 46: 15 «هؤلاء بنو ليئة الذين ولدتهم ليعقوب في فدان أرام مع دينة ابنته. جميع نفوس بنيه وبناته 33». وهذا خطأ، فلو أحصينا الأسماء وأخذنا دينة كان العدد34
جواب القس
وللرد نقول: لا يوجد خطأ، فقد ورد في آية 9 «وهذه أسماء بني إسرائيل الذين جاءوا إلى مصر: يعقوب وبنوه». ثم ذكر أسماءهم، ولكنه قال في آية 12 «وأما عير وأونان فماتا في أرض كنعان». وعليه فلم يأتيا إلى مصر، فيكون الذين أتوا إلى مصر 32 من أولاد يعقوب وبناته. فإذا أضفنا إليهم يعقوب، لأنه كان من الذين أتوا إلى مصر (حسب الآية 8) كان عددهم 33 نفساً. وقوله «جميع بنيه وبناته 33» أي ويعقوب معهم أيضاً.
.
(الإعتراض الثانى)
«جاء في تكوين 46: 27 أن عدد نفوس بيت يعقوب التي جاءت مصر كان سبعين نفساً. وهذا يناقض ما جاء في أعمال 7: 14 من أن عددهم كان 75».
جواب القس
وللرد نقول: جاء في تكوين 46: 26، 27 «جميع النفوس ليعقوب التي أتت إلى مصر، الخارجة من صُلبه، ما عدا نساء بني يعقوب، جميع النفوس ستة وستون نفساً. وابنا يوسف اللذان وُلدا له في مصر نفسان. جميع نفوس بيت يعقوب التي جاءت إلى مصر سبعون». فيكون أن عددهم 66 «ما عدا نساء بني يعقوب».. أما سفر الأعمال فيضيف زوجات أبناء يعقوب، وعددهن تسع، لأن زوجتي يهوذا وشمعون كانتا قد ماتتا (تكوين 38: 12 و46: 10). فيكون العدد الكلي 75
.
.
بعد الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله:
(1/209)
إذا ما تناولنا سوياً الإعتراض الأول و الثانى وجدنا الإرتباط الوثيق بينهما فكلا الإعتراضين يبحث الأخطاء الساذجة فى الإحصاء و التعداد التى وقع فيها كاتب التكوين
ففى الإعتراض الأول ذكر المؤلف أن عدد أبناء ليئة 33 نفساً فى حين أنهم 34 نفساً ، فزعم القس المبجل أن العدد صحيح لأن عير و أونان ماتا قبل السفر لمصر فيكون العدد 32 بالإضافة ليعقوب فيكون الإجمالى 33، و قد أقحم يعقوب عنوة فى التعداد كما نرى بحجة أنه ذكر فى العدد 8 و نصه ((«وهذه أسماء بني إسرائيل الذين جاءوا إلى مصر: يعقوب وبنوه»))
و فعل الشىء ذاته فى تعليقه على ما ورد فى تكوين 46: 27 من أن جميع انفس بيت يعقوب كانت سبعين نفساً فى حين يقول استيفانوس فى اعمال 7: 14 أنهم كانوا 75 نفساً ... فقال القس فى تفسير ذلك الخلل :
12 أولاد يعقوب، (11 ولداً وابنة)
4 أولاد رأوبين
6 أولاد شمعون
3 أولاد لاوي
5 أولاد يهوذا الثلاثة وحفيداه
4 أولاد يساكر
3 أولاد زبولون
7 أولاد جاد
7 أولاد أشير وابنته وحفيداه
1 ابن دان
4 أولاد نفتالي
10 أولاد بنيامين
(1/210)
فالمجموع 66. والآية تقول إنهم 66 وابنا يوسف اللذان وُلدا له في مصر نفسان. بإضافتهما إلى يوسف مع أبيه ينتج 4 فيكون المجموع 70. وقد استثنى سفر التكوين من ذلك نساء بني يعقوب. أما أعمال فيقول : فأرسل يوسف واستدعى أباه يعقوب وجميع عشيرته، 75 نفساً . دون أن يدرج يوسف ولا ابناه ولا زوجته في هذا العدد، لأنهم كانوا موجودين في مصر، فيكون عدد الذين استدعاهم 66 نفساً بإخراج يعقوب من هذا العدد، لأنه مذكور على حدته، بقوله استدعى أباه يعقوب وجميع عشيرته يعني 66 نفساً. أما باقي العشيرة فهي زوجات بنيه، وعددهن تسع، لأنه كانت توفيت امرأة يهوذا (تكوين 38: 12) وكذلك امرأة شمعون. فالمجموع 75. ففي سفر التكوين قال: ما عدا نساء يعقوب . وفي أعمال الرسل قال: يعقوب وبنوه وجميع عشيرته . فعبارة الأعمال شرحت وأوضحت عبارة سفر التكوين، فلا محل لقوله إن عبارة الإنجيل غلط
إذاً فجناب القس يفسر العدد 33 نفساً المذكور فى تكوين 46: 15 ، و العدد 70 نفساً المذكور فى تكوين 46:27 على أن يعقوب محسوب مع أبناءه فى هذه الأعداد ، و هذا باطل من جهات:
أولا:
أن نص العدد 8 لم يقصد بذكر يعقوب إحتسابه فى العدد الإجمالى فقد قال صراحة فى نهاية هذه الفقرة : (( هؤلاء بنو ليئة الذين ولدتهم ليعقوب فى فدان أرام مع دينة ابنته . جميع نفوس بنيه و بناته ثلاث و ثلاثون )) تك15:46
فالنص قاطع فى أن العدد المذكور يحصى أبناء و بنات يعقوب الذين ولدوا له من ليئة فلا يدخل فيه يعقوب بداهة
و هذا ما أقره المفسر الشهير "رسلي" حيث قال: [لو عددتم الأسماء وأخذتم دينا صارت أربعة وثلاثون]
و لكن القس أغفل ذكر إعتراف أسلافه بوقوع الخطأ
و يؤكد ما قلناه أيضاً النص القطعى الدلالة فى خروج5:1 : (( و كانت جميع نفوس الخارجين من صلب يعقوب سبعين نفساً ((
فهل كان يعقوب خارجاً من صلب نفسه حتى يحتسب ضمن السبعين نفساً ؟!!
ثانياً:
(1/211)
أن القس حين زعم أن أعمال7: 14 أضاف النساء للحساب... لم يحتسب نساء بيت يعقوب كلهن فقد حسب نساء بنيه وقدرهن بتسعة ، وغفل عن ادراج نساء يعقوب نفسه وهن ليئة زوجته (خالة يوسف) ، وبلهة وزلفة - سريتاه - وقد أنجبتا له دان ونفتالى وجاد وأشير أربعة أخوة من الأسباط.
فجناب القس يحتسب من يريد و يحذف من يريد ليضبط الخلل!!
ثالثاً :
أن كل ما يقدمه القس الفاضل من تبريرات تهدف إلى التهرب من حقيقة أن كتبة العهد الجديد كانوا يقتبسون من الترجمة السبعينية للعهد القديم و هى الترجمة التى تختلف عن النسخة العبرانية فى مواضع منها هذا النص :
((جميع النفوس ليعقوب التى أتت إلى مصر الخارجة من صلبه، ماعدا نساء بنى يعقوب، جميع النفوس ست و ستون نفساً. و ابناء يوسف الذين ولدوا له فى مصر تسعة،جميع نفوس بيت يعقوب التى جاءت إلى مصر مع يوسف خمسة و سبعون نفساً )) [ تكوين26:46 الترجمة السبعينية]
26And all the souls that came with Jacob into Egypt, who came out of his loins, besides the wives of the sons of Jacob, were sixty-six persons in all. 27 And the sons of Joseph, who were born to him in the land of Egypt were nine persons. All the persons of the house of Jacob who came with Joseph into Egypt were seventy-five persons))>>> Gen46:26 ,Septuagint
فأفادت الترجمة السبعينية أن أبناء يوسف كانوا تسعة و ليسا فقط اثنين كما فى العبرانية فأضيفا على الست و ستين نفساً لبيت يعقوب فكان المجموع 75 ، و هذا هو ما إقتبسه كاتب سفر الأعمال .
و هذا كما هو معلوم شاهد من شواهد كثيرة على إقتباس كتبة العهد الجديد من النسخة السبعينية و إن خالفت النسخة العبرانية ، فنكتفى بذكر مثالين أخرين للبيان:
(1) جاء فى تكوين 24:10 (( وَأَرْفَكْشَادُ وَلَدَ شَالَحَ وَشَالَحُ وَلَدَ عَابِرَ.)) هذا نص النسخة العبرانية
(1/212)
بينما نقرأ فى السبعينية (( وَأَرْفَكْشَادُ وَلَدَ قِينَان وَ قِينَان وَلَدَ شَالَحَ وَشَالَحُ وَلَدَ عَابِرَ((
فوجد أن إسم قينان سقط من العبرانية بينما ثبت فى السبعينية - مع ملاحظة أن هذا خبر لا سبيل لمعرفته إلا بالوحى فلا يمكن ادعاء أنه مجرد إختلاف فى الترجمة أو إجتهاد- و المفاجأة ان لوقا حينما إقتبس نسب المسيح ذكر قينان كما جاء فى النسخة اليونانية بالضبط ((... بن شالح ابن قينان بن أرفكشاد..)) لوقا35:3
(2) في الراسلة الى العبرانيين 1: 6 نجد النص الأتى : ((وايضا متى ادخل البكر الى العالم يقول ولتسجد له كل ملائكة الله))
و هذا نص اقتبسه بولس من سفر التثنية 32 : 43 من الترجمة اليونانية ولا وجود له في في النسخة العبرية .
و قد إعترف القس أكثر من مرة باقتباس كتبة العهد الجديد من النسخة السبعينية (كما فى أعمال 2: 25-28 ، 15: 16 و17)
و لكن كان يورد هذا الإعتراف فى المواضع التى إختلفت فيها النسختين فى اللفظ دون المعنى، و رغم دلالة هذا على تقديم صحة السبعينية على العبرانية إلا أن القس كان يتعلل بان ذلك نقل بالمعنى أو تشابه باللفظ لا يطعن فى صحة الكتاب... إلى غير ذلك من الحجج الواهية.
أما فى حالة التعارض الجذرى بين العبرية و بين السبعينية، فإن جناب القس كان يؤكد بأن النسخة العبرانية هى المعول عليها ، و لهذا لم يجسر على الإعتراف بوقوع الإقتباس من الأخيرة فى هذا الموضع و تجاهل ذكر هذه المسألة فى هذا الإعتراض رغم اشتماله عليها!
(الإعتراض الثالث)
قام الإعتراض على الإختلافات الفادحة التى وقعت فى بيان أسماء أبناء بنيامين و أعدادهم و درجاتهم
سفر التكوين(46: 21) سفر العدد (26: 30-40 ) سفر 1أخبار(7: 6) سفر 1أخبار (8: 1-5)
سفر 1أخبار (8: 1-5)
سفر 1أخبار(7: 6)
سفر العدد (26: 30-40 )
سفر التكوين(46: 21)
بالع
بالع
بالع
بالع
باكر
باكر
اشبيل
يديعئيل
اشبيل
اشبيل
ذكر حفيدا
جيرا
ذكر حفيدا
(1/213)
ذكر حفيدا
نعمان
أخرخ و نوحه
أحيرام
ايحى
رافة
روش
ذكر حفيداً
أشفوفام
مفيم
ذكر حفيداً
حوفام
حفيم
ذكر حفيداً
ذكر حفيداً
أرد
ورد في 1أخبار 7:6 «لبنيامين بالع وباكر ويديعئيل. ثلاثة». وفي 1أخبار 8:1 و2 «وبنيامين وَلَد بالع بكره، وأشبيل الثاني، وأَخْرَخ الثالث، ونوحَة الرابع، ورافا الخامس». وفي تكوين 46:21 «وبنو بنيامين بالع وباكر وأشبيل وجيرا ونَعْمان وإيحي وروش ومُفّيم وحُفّيم وأَرْد». فما هو عدد أولاد بنيامين الحقيقي؟».
جواب القس
وللرد نقول: (1) يذكر 1أخبار 7: 6 أسماء ثلاثة من ذرية بنيامين، ويذكر تكوين 46 :21 أنهم عشرة، لأن سفر التكوين ذكر أولاد بنيامين وأولاد أولاده، وهو أمر معهود بين كل الأمم والقبائل والعشائر، فإن الجد هو الأب الأكبر. والدليل على ذلك أنه ورد في العدد 26 :40 و1أخبار 8 :3 و4 أن نَعْمان، وأَرْد، وجيرا هم أولاد بالع بن بنيامين، ونُسِبوا إلى بنيامين لأنه جدهم.
قد يحدث هذا ولكن يكون العدد ثابتا سواء بالأبناء أو بالأحفاد وليس لكل سفر عدد مختلف بل وفى السفر الواحد أى نفس الكاتب عدد مختلف ؟؟
فكيف عدهم نفس الكاتب بعددين!!
(2) وقد ذُكر باكر في التكوين 46 :21 وأخبار أول 7: 6، ولم يُذكر في العدد 26 :38-41 ولا في 1أخبار 8 :1، لأنه ذُكر في العدد 26 :35 من سبط أفرايم، بسبب زواجه بسيدة من سبط أفرايم، فنُسب إلى أفرايم ليكون له الحق في الميراث، وإن كان أصله من سبط بنيامين
(3) يديعئيل المذكور في 1أخبار 7:6، 10 هو نفسه أشبيل المذكور في التكوين والعدد وفي 1أخبار 8، وسُمّي كذلك بعد أن صارت عشيرته ذات شأن في عهد داود، فسُمّي بهذا الاسم
(4) لم يُدرَج ابنان من أولاد بالع، هما أصبون وعيري في بعض الأسفار ضمن سبط بنيامين، ولكنهما أُدرجا في تكوين 46:16 وعدد 26:16 ضمن سبط جاد، بسبب الزواج والميراث
(1/214)
(5) ذُكر في 1أخبار 7:12 أن شُفّيم وحُفّيم هما ابنا عير، وهما نفسهما شَفوفام وحوفام المذكوران في عدد 26:39، وهما نفسهما شفوفان وحورام المذكوران في 1أخبار 8:5. وذُكر في تكوين 46:21 أنهما مُفّيم وحُفّيم. وتعدد الأسماء للشخص الواحد أمر معهود في كل قبيلة وعشيرة، ولا سيما أنه توجد مشابهة بين هذه الأسماء، وهي مثل تشابه لفظة إبراهيم وإبرام وإبراهام
زعم أن شفيم و حفيم (1اخبار7: 12) هما سفوفام و حوفام (عدد26: 39) هما شفوفات و حورام (1أخبار8: 5) هما مفيم و حفيم (تكوين46: 21)
بعد الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله:
أورد القس ردوداً باطلة نفندها على النحو لأتى:
اولاً:
زعم القس أن اختلاف عدد أبناء بنيامين بين سفر اخبار الاول و سفر التكوين راجع إلى أن أن سفر التكوين ذكر أبناء بنيامين و أحفاده فكان مجموعهم عشرة أما ابناءه المباشرين فهم فقط ثلاثة، و استشهد على مزاعمه زوراً بأن 1 أخبار8 :3 و4 ذكر نَعْمان، وأَرْد، وجيرا كأبناء بالع بن بنيامين، ثم ادعى أنهم نُسِبوا إلى بنيامين فى التكوين لأنه جدهم.
و جواب ذلك من وجوه:
(1) أن كاتب الإخصاء فى سفر التكوين إعتمد بيان التدرج النسبى بالتفصيل.. فكان إذا ذكر شخصاً ذكر أبناءه المباشرين ثم إن كان لأحد هؤلاء الأبناء أبناءً فقد كان يبين ذلك و ينسبهم لأبيهم المباشر و هكذا.. و من أمثلة ذلك:
نقرأ فى[ تكوين 46: 12]: "بنو يهوذا عير و اونان و شيلة و فارص و زارح و اما عير و اونان فماتا في ارض كنعان و كان ابنا فارص حصرون و حامول"
فالنص ههنا لم يذكر عير و اونان و شيلة و فارص و زارح و حصرون و حامول على أنهم أبناء يهوذا بصفة مجملة ، بل بين صراحة أن أبناء يهوذا هم عير و اونان و شيلة و فارص و زارح ثم وضح أن حصرون و حامول حفيدان ليهوذا لأنهما إبنا فارص
(1/215)
و كذا نقرأ فى [تكوبن46: 17]: " و بنو اشير يمنة و يشوة و يشوي و بريعة و سارح هي اختهم و ابنا بريعة حابر و ملكيئيل "
أيضاً وضح الكاتب فى هذا الموضع أن بنى أشير هم يمنة و يشوة و يشوى و بريعة و سارح..... ثم لم يدرج حابر و ملكيئيل إلا بعد أن بين كونهما ابنى بريعة أى حفيدى أشير
فلماذا يحدث ذلك الإجمال المريب و المزعوم عبثاً مع بنيامين بالخصوص؟!
(2) أن القس بدعواه أن العشرة أسماء المذكورة تتضمن أبناء بنيامين و أبناء أبناءه يكون قد ورط نفسه .. لأن مطالع التكوين يجد ان بنيامين كان غلاماً صغير السن وقت ذهابه لمصر:
فنقرأ فى (تكوين 43: 8) " 8 و قال يهوذا لاسرائيل ابيه ارسل الغلام معي لنقوم و نذهب و نحيا و لا نموت نحن و انت و اولادنا جميعا "
و نقرأ فى( تكوين 44:22) " 22 فقلنا لسيدي لا يقدر الغلام ان يترك اباه و ان ترك اباه يموت"
و قد كان يعقوب أبوه يرفض ارساله مع أخوته خوفاً عليه (تكوين42: 38)
و هذه أوصاف صبى صغير لا يمكن أن تستقيم فى شخص كان أباً بل و جداً و لعشرة أشخاص!
ثانياً:
ثم زعم القس أن باكر ذُكر في التكوين 46 :21 وأخبار أول 7: 6 كابن لبنيامين ، ولم يُذكر في العدد 26 :38-41 ولا في 1أخبار 8 :1، بحجة أنه ذُكر في العدد 26 :35 من سبط أفرايم، بسبب زواجه بسيدة من سبط أفرايم، فنُسب إلى أفرايم ليكون له الحق في الميراث
و كرر نفس الحجة بخصوص أصبون و عيرى فقال" لم يُدرَج ابنان من أولاد بالع، هما أصبون وعيري في بعض الأسفار ضمن سبط بنيامين، ولكنهما أُدرجا في تكوين 46:16 وعدد 26:16 ضمن سبط جاد، بسبب الزواج والميراث"
و جواب القس هذا باطل يقيناً لأسباب:
(1) أنه لم يقم أى دليل على وقوع الزيجات المزعومة ولا على سبب النسبة المدعاه ولا على وجود مثل هذا التقليد الساذج ابتداءً والذى لاعهد ه فى تاريخ الأمم
(1/216)
(2) أنه زعم أن نسبة باكر لأفرايم كانت ليتمكن من الإرث ، أى انه ليس ابناً حقيقياً و لكنه مجرد زوج ابنة اقحم نفسه فى السبط ليرث مع زوجته إلا أن النص يورده كرأس كبيرة ينتسب إليها أحد أكبر عشائر السبط بطريقة لا تدع مجالاً للشك فى كونه ابناً مباشراً رائداً لأفرايم هو ما لا يتلائم مع حقيقة باكر
((وهؤُلاءِ بَنو أفرايِمَ حسَبَ عشائرِهِم: لِشوتالَح عَشيرةُ الشُّوتالَحيِّين، ولِباكَرَ عَشيرةُ الباكَريِّين، ولِتاحَنَ عَشيرةُ التَّاحَنيِّين. 36وهؤُلاءِ بَنو شوتالَحَ: لِعيرانَ عَشيرةُ العيرانيِّين. 37تلكَ عشائِرُ بَني أفرايِمَ حسَبَ عدَدِهِم اَثْنانِ وثَلاثونَ ألفًا وخمسُ مئةٍ. أولئِكَ بَنو يوسُفَ حسَبَ عشائرِهِم.)) عدد26: 35-37
ملحوظة: يقول النص السابق أن شوتالح رأس عشيرة تسمى الشوتالحيين ، بينما يزعم النص نفسه أن عيران و هو ابن شوتالح رأس عشيرة العيرانيين..... فكيف يكون للأب شوتالح عشيرة باسمه، بينما ابنه يرأس عشيرة نسله وتسمى باسمه هو؟!
و من عجائب النص كذلك أن يقول : ((36وهؤُلاءِ بَنو شوتالَحَ)) فى حين أنه لم يذكر إلا إبناً واحداص فقط فأين هؤلاء الأبناء الذين مهد لهم الكاتب يا ترى؟!
و كذا الحال مع أصبون وعيري الذين ينتميان لسبط بنيامين، فزعم القس أنها أدرجا ضمن سبط جاد فى تكوين 46: 16، بسبب الزواج والميراث
مع أن سفر التكوين يؤكد يقيناً كونهم من الابناء الستة عشر الذين تناسلوا ليعقوب من جهة زلفة
(( و بنو جاد صفيون و حجي و شوني و اصبون و عيري و ارودي و ارئيلي 17 و بنو اشير يمنة و يشوة و يشوي و بريعة و سارح هي اختهم و ابنا بريعة حابر و ملكيئيل 18 هؤلاء بنو زلفة التي اعطاها لابان لليئة ابنته فولدت هؤلاء ليعقوب ست عشرة نفسا))
فإن كانت النسبة مجازية أو لسبب غير التناسل فكيف يقال أن أصبون و عيرى هم بنو زلفة و تمموا صراحة الست عشرة نفساً التى ولدتها ليعقوب ؟!
(1/217)
(3) أن القس ادعى أن الأشخاص محل الخلاف ذكروا ضمن أسباط غير أسباطهم بحجة الميراث.. و رغم أن ذلك سفسطة ساذجة، إلا أننا حتى لو تجاوزنا عنها …. فلنا أن نتسائل مادخل نسبة الشخص مجازاً لسبط زوجته بسبب أن يرث فى وحى الله الذى أورد احصاءات رسمية علمية تاريخية لا علاقة لها بأمور الميراث و تقسيم التركات؟
حتى أننا نقرأ أن الله طلب من أنبياءه أن يجروها بحسب النسب الأبوى الحقيقى صراحة
((وكانَ بَعدَ الضَّربةِ أنْ قالَ الرّبُّ لموسى وألِعازارَ بنِ هرونَ الكاهنِ: 2«أحْصِيا كُلَ جماعةِ بَني إِسرائيلَ مِنِ اَبْنِ عِشرينَ فصاعِدًا، على حسَبِ بُيوتِ آبائِهِم، مِمَّن يكونُ قادِرًا على الخروج إلى الحربِ)). عدد1:26
ثالثاً:
تناول القس نقطة أخرى من نقاط الخلل و التناقض و هى مسألة إختلاف الأسماء بين الأسفار و هى كالأتى:
زعم أن شفيم و حفيم (1اخبار7: 12) هما سفوفام و حوفام (عدد26: 39) هما شفوفات و حورام (1أخبار8: 5) هما مفيم و حفيم (تكوين46: 21)
و زعم أن يديعئيل المذكور في 1أخبار 7:6، 10 هو نفسه أشبيل المذكور في التكوين والعدد وفي 1أخبار 8،
و قد حاول بتدليسه أن يقنع السفهاء بخلابيطه حين زعم أن هذا كما أن اراهيم يسمى باراهام و ابرام
و جواب القس هذا ظاهر الفساد لاسباب:
(1) أنه لا يمكن لعاقل يحترم نفسه أن يصدق بأن شخصاً واحداً يكون له اربعة او خمسة اسماء مرة واحدة.... و أن وحى الله المقدس قد ضاقت به سبل البيان فلم يذكر الرجل فى موضع باسم الا ذكر خلافه فى الموضع الثانى و ذكر خلافهما فى الموضع الثالث .. و هكذا ... بلا أدنى بيان أنه هو ذاته الشخص المذكور فى المواضع المختلفة و يفتح باب الطعن بالحق فى هذا الكتاب الفقير...
(2) أن إحتمال أن يكون للشخص عدة أسماء أو ألقاب هو احتمال لا يمكن اعتباره إلا إذا قام الدليل لاسيما و قد وصلت المسألة لخمسة اسماء لشخص واحد بحسب دعوى القس الهلامى !
(1/218)
بيد أننا لو طالعنا الكتاب المقدس لوجدنا أن تعدد الأسماء ما كان يقع إلا فى أضيق الحدود فلم يكن لموسى ولا هرون ولا يوسف ولا يسوع ولا حزقيال ولا دانيال ولا أيوب ولا أى من الأنبياء أصحاب الأسفارأنفسهم اكثر من اسم فكيف يزعم القس بعد هذا شيوع مثل هذه العادة
بل فقد دلت الكثير من النصوص على أن الشخص لو تسمى باسم جديد لا ينادى باسمه القديم فلم يكن أحد فى الغالب يحمل اكثر من اسم بل كان لابد له إن جد له اسم جديد أن ينسى القديم .... و بداهة كان لابد من بيان هذا الأمر فى كتاب موحى به من الله لأن هذه ليست من الأمور التى تقع بالتخمين و الإجتهاد بل لا سبيل للعلم بها و دفع إشكالها إلا بالوحى
و مثال ذلك:
جاء فى سفر التكوين خبر تغير اسم ابراهيم من ابرام إلى ابراهيم بالنص الصريح
((ولا تُسمَّى أبرامَ بَعدَ اليومِ، بل تُسمَّى إبراهيمَ، لأنِّي جعَلْتُكَ أبًا لأُمَمِ كثيرةٍ.)) تكوين 17: 5
و نقرأ أيضاً خبر تغير اسم يعقوب إلى اسرائيل
((فقالَ الرَّجلُ: «ما اَسمُكَ؟» قالَ: «اَسمي يعقوبُ». 29فقالَ: «لا يُدعَى اَسمُكَ يعقوبَ بَعدَ الآنَ بل إِسرائيلَ، لأنَّكَ غالَبْتَ اللهَ والنَّاسَ وغلَبْتَ».)) تكوين32: 28
و نقرأن فى سفر الأعمال خبر تغير اسم شاول إلى بولس
((فاَمتَلأ شاوُلُ، واَسمُهُ أيضًا بولُسُ،)) اعمال13: 9
و لو حدث و كان للشخص اسم و لقب فكان يتم الإشارة إلى ذلك صراحة ليُعرف كما هو متوجب لذا حين ذكر متى بطرس قال: (( الأول سمعان الذى يُقال له بطرس )) و قال عن لباوس : (( لباوس الملقب تداوس ))
فقام الدليل بالنص على أن سمعان هو بطرس ، و أن لباوس هو تداوس
أما و أن يأتى جناب القس الهلامى ليضبط أخطاء ساذجة و متعددة وصلت الى درجة ذكر خمسة أسماء مختلفة فى مواضع شتى فيزعم هكذا بلا دليل أن هؤلاء كلهم شخص واحد و يأخذ يبرر لنفسه فهذا ما لا يضل به إلا من سفه نفسه
(1/219)
(3) أن الخلل لم يقتصر على أبناء بنيامين الذين اختلفلت بالكلية اعدادهم و اسماءهم و درجات تناسلهم بل امتد كذلك إلى أبناء شمعون و إليك جدول بيانى يظهر اختلاف الأسماء من جهة و نقص سلاسل النسب من جهة أخرى
سفر التكوين سفر العدد سفر أخبار الأيام الأول
يموئيل نموئيل نموئيل
يامين يامين يامين
أوهد لم يذكر لم يذكر
ياكين ياكين يارب
صوحر زارح زارح
شأول شأول شأول
تناقض
ما كان عمر بنيامين عندما أتى مصر؟؟
ولد صغير
تك 44: 22
((فقلنا لسيدي لا يقدر الغلام ان يترك اباه و ان ترك اباه يموت))
رجل كبير بل وعنده عشرة أولاد
تك 46: 21
((و بنو بنيامين بالع و باكر و اشبيل و جيرا و نعمان و ايحي و روش و مفيم و حفيم و ارد))
زواج في السادسة من العمر في الكتاب المقدس
دعونا نتأمل في ثنايا هذه القصة ، لنر كم كان عمر فارص بن يهوذا بن يعقوب حين تزوج ، سنرى أنه تزوج وعمره 8 سنوات على أحسن تقدير، وانجب طفلين وهو في التاسعة من عمره، وهذا مستحيل طبعاً.
ودعونا نوضح مسألة تتعلق بيوسف عليه السلام، ومن خلالها سنقف في المسألة الثانية على الخطأ الكبير
1- عندما كان يوسف في السابعة عشرة من عمره تآمر عليه إخوته، يقول سفر التكوين: ".يوسف اذ كان ابن سبع عشرة سنة كان يرعى مع اخوته الغنم وهو غلام عند بني بلهة وبني زلفة امرأتي ابيه.واتى يوسف بنميمتهم الرديئة الى ابيهم." (التكوين 27/1-2(
وبعد ثلاث عشرة سنة وقف أمام فرعون ، وعين مسئولا على خزائن مصر "وكان يوسف ابن ثلاثين سنة لما وقف قدام فرعون ملك مصر" (41/ 46)
ثم مرت سبع سنين رخاء على مصر، قام يوسف فيها بالمحافظة على غلات الأرض "فجمع كل طعام السبع سنين التي كانت في ارض مصر وجعل طعاما في المدن.طعام حقل المدينة الذي حواليها جعله فيها" (التكوين 41/47)
(1/220)
ثم بدأت سنين الجوع، وفي السنة الثانية منه جاء إخوة يوسف يطلبون الغوث من مصر فعرفهم وأمرهم بإحضار أبيهم " لان للجوع في الارض الآن سنتين.وخمس سنين ايضا لا تكون فيها فلاحة ولا حصاد.. اسرعوا واصعدوا الى ابي وقولوا له هكذا يقول ابنك يوسف.قد جعلني الله سيدا لكل مصر.انزل اليّ"(التكوين 45/6_9)
وبالفعل جاء إسرائيل وبنوه إلى مصر، وممن كان مع الآتين فارص بن يهوذا وولديه، "وبنو يهوذا عير وأونان وشيلة وفارص وزارح.واما عير وأونان فماتا في ارض كنعان.وكان ابنا فارص حصرون وحامول" (التكوين 46/12)
وقد مر على ضياعه وقدومه إلى مصر 39 -17 (عمره عندما فقد) =22 سنة
2- فلنرى ماذا جرى في هذه ال 22 سنة من احداث تتعلق بفارص الذي نود أن نعرف عمره حين دخل مصر مع ولديه ، ونحسب زمن الاحداث
يقول الكتاب في التكوين : "وحدث في ذلك الزمان (زمن ضياع يوسف) ان يهوذا نزل من عند اخوته ومال الى رجل عدلاميّ اسمه حيرة. ونظر يهوذا هناك ابنة رجل كنعاني اسمه شوع.فاخذها ودخل عليها. فحبلت وولدت ابنا ودعا اسمه عيرا. ثم حبلت ايضا وولدت ابنا ودعت اسمه أونان. ثم عادت فولدت ايضا ابنا ودعت اسمه شيلة.وكان في كزيب حين ولدته
واخذ يهوذا زوجة لعير بكره اسمها ثامار. وكان عير بكر يهوذا شريرا في عيني الرب.فأماته الرب. فقال يهوذا لأونان ادخل على امرأة اخيك وتزوج بها واقم نسلا لاخيك. فعلم أونان ان النسل لا يكون له.فكان اذ دخل على امرأة اخيه انه افسد على الارض لكيلا يعطي نسلا لاخيه. فقبح في عيني الرب ما فعله.فاماته ايضا."
حصلت الأحداث التالية في ال22 سنة :
أ . تزوج يهوذا من حيرة وأنجبت له أبناءه عيرا ثم أونان ثم شيلة
ب . كبر أبناء يهوذا وتزوج عيرا من ثامار ثم مات فتزوجها أخوه أونان ثم مات
لنفرض أن عير تزوج ثامار وعمره 10 سنوات فقط، فإن ذلك يعني أننا في السنة الحادية عشرة من ال22 سنة، ولنفرض أن اونان تزوجها في نفس السنة ثم مات عنها.
(1/221)
ج. انتظرت ثامار حتى كبر شيلة ليتزوجها كما وعد يهوذا كنته " فقال يهوذا لثامار كنته: اقعدي ارملة في بيت ابيك حتى يكبر شيلة ابني.... ولما طال الزمان " (التكوين 38/11) لقد انتظرته طويلا حتى يكبر، لنفرض أنها انتظرته سنة واحدة فقط فكبر فيها، ولم يزوجه أبوه منها، فقررت الانتقام من حماها يهوذا على طريقتها الخاصة (نكاح المحارم).فنحن وفق هذا الفرض في السنة الثانية عشرة من السنوات ال22.
د. حملت ثامار سفاحا من يهوذا وأنجبت ابنيها فارص وزارح بعد تسعة أشهر، لقد أصبحنا في السنة الثالثة عشرة من ال22 .
هـ. في السنة ال22 أي سنة الدخول إلى مصر قدم فارص وعمره تسع سنوات (وفق أكبر الافتراضات) والمفاجأة أنه كان يحمل معه ولدين هما حصرون وحامول، يقول سفر التكوين وهو يعدد الداخلين إلى مصر: "وبنو يهوذا عير وأونان وشيلة وفارص وزارح.واما عير وأونان فماتا في ارض كنعان.وكان ابنا فارص حصرون وحامول" (التكوين 46/12)، فله من الاولاد ولدين، وعمره تسع سنوات(على الافتراض الاكثر)
و. لنفترض أن الولدين توأم وأنهما ولدا في السنة الاولى من زواج أبيهما، وأنهما عندما قدما معه إلى مصر كان عمرهما يوما واحدا، فهذا يعني أن والدهما فارص قد تزوج وعمره ثمان سنوات فقط، واستطاع أن ينجب وعمره تسع سنوات. وهذا محال.وهو إحدى عجائب الكتاب المقدس.
ختاما أرجو من القارئ الكريم أن يلحظ أنا قد استخدمنا أحسن الافتراضات، ففرضنا أن عيرا تزوج ثامار وعمره عشر سنوات فقط، وأنه في نفس السنة مات عنها وتزوجها أخوه أونان الذي هو أصغر من بسنة على أحسن تقدير، فعمره حين تزوجها تسع سنوات، كما افترضنا أن أخوهما الصغير شيلة قد صار مؤهلا للزواج خلال سنة واحدة أي وعمره تسع سنوات.
كما افترضنا أخيرا ان الطفلين الذين انجبهما فارص دخلا مصر وعمرهما يوم واحد وأنهما توأم...
(1/222)
فهل أخطأ الروح القدس أم الأنبياء أم كتبة العهد القديم الذين أضافوا إلى الله ما لم يوح به.
وبقي احتمال أخير أن بني إسرائيل كانوا بشرا فوق العادة ، يقدر على النكاح أطفالهم وينجبون وهم مازالوا دون الثامنة من العمر....
ولنا أن نتساءل عن عمر زوجة فارص ، هل كانت أكبر من زوجها أم أصغر منه، ولسوء الحظ فإن الكتاب المقدس لا يبين لنا شيئا عن هذه النقطة....
الاصحاح السابع و الأربعون
شذوذ يعقوب مع ابنه يوسف وفق التوراة
نقرأ فى تكوين 47: 29 طلب يعقوب من يوسف على النحو التالى:
((كنت قد وجدت نعمة في عينيك فضع يدك تحت فخذي و اصنع معي معروفا و امانة لا تدفني في مصر))
رد على كتاب شبهات وهمية
قال المعترض الغير مؤمن: جاء في تكوين 47: 31 أن يعقوب سجد على رأس السرير سرير ولكن جاء في عبرانيين 11: 21 أنه سجد على رأس عصاه .
وللرد نقول بنعمة الله : في الحالتين كان يعقوب عجوزاً ضعيف الجسد وقد كلَّت عيناه. وقد سجد مستنداً على رأس السرير قبل مرضه الأخير (تكوين 48: 1). وقبل أن يسلم الروح سجد مستنداً على رأس عصاه. لا تناقض، فقد كان السجود في مناسبتين مختلفتين.
ـ
بعد الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله:
زعم القس منيس عبد النور أن السجود المذكور فى تكوين 47: 31 و الذى قام بع يعقوب على رأس السرير هو سجود أخر غير السجود المذكور فى عبرانيين 11:21 و بموجبه سجد يعقوب على رأس عصاه
و هذا تبرير ساذج لسببين:
أولا:
(1/223)
أن خبر سجود يعقوب على رأس عصاه هذا لم يرد فى أى موضع من مواضع العهد القديم و لم يذكر إلا سجوده على رأس السرير... ولا يعقل أن يقال بأن هذا خبر علمه بولس بالوحى.. إذ لا فائدة على الإطلاق من أن يوحى الله بهذا الأمر التافه جداً و الذى لا فائدة دينيةولا علمية من وراءه بعد ألاف السنين لشخص مثل بولس بكل ما يحيطبه من اتهامات و بهذه الطريقة التى دفعت اليهود للاعتراض بحق على هذا النص و اتهامه بالتناقض مع الخبر الأصلى فى التوراة .. لاسيما و أن بولس فى هذا الموضع من رسالته للعبرانيين (اليهود) كان يدعوهم لعبادة المسيح بن مريم من دون الله و فى سبيل دعوته أخذ يعظهم بتذكيرهم بأحداث يعلمونها من تاريخم المدون فى التوراة من قبل ..فقال لهم :
بالإيمانِ قَدَّمَ هابيلُ لله ذَبيحَةً أفضَلَ مِنْ ذَبيحةِ قايينَ، وبالإيمانِ شَهِدَ الله لَه أنَّهُ مِنَ الأبرارِ عِندَما رَضِيَ بِقرابينِهِ، وبالإيمانِ ما زالَ يتكَلَّمُ بَعدَ مَوتِهِ.
بالإيمانِ رفَعَ الله أخْنُوخَ إلَيهِ مِنْ غَيرِ أنْ يَرى المَوتَ، فما وجَدَهُ أحدٌ لأنَّ الله رَفعَهُ إلَيهِ. والكِتابُ شَهِدَ لَه قَبلَ رَفْعِهِ بأنَّهُ أرضى الله، 6وبِغَيرِ الإِيمانِ يَستَحيلُ إرضاءُ الله، لأنَّ الذي يتَقَرَّبُ إلى الله يَجِبُ أنْ يُؤمِنَ بأنَّهُ موجودٌ وأنَّهُ يُكافئْ الذينَ يَطلُبونَه.
7بالإيمانِ اَتَّعَظَ نُوحٌ فبَنى فُلْكًا لِخلاصِ أهلِ بَيتِهِ عِندَما أنذَرَهُ الله بِما سيَحدُثُ مِنْ أُمورٍ لا يَراها. وهكذا حكَمَ على العالَمِ وورِثَ البِرَ ثَمَرَةً للإيمانِ.
(1/224)
8بالإيمانِ لبَّى إبراهيمُ دَعوَةَ الله فخَرَجَ إلى بلَدٍ وعَدَهُ الله بِه ميراثًا، خرَجَ وهوَ لا يَعرِفُ إلى أينَ يَذهَبُ. 9وبالإيمانِ نَزَلَ في أرضِ الميعادِ كأنَّهُ في أرضٍ غريبَةٍ، وأقامَ في الخِيامِ معَ إسحقَ ويَعقوبَ شَريكَيهِ في الوَعدِ ذاتِهِ، 10لأنَّهُ كانَ ينتَظِرُ المدينةَ الثابِتَةَ على أُسُسٍ والله مُهَندِسُها وبانيها.
11بالإيمانِ نالَت سارَةُ نَفسُها القُدرَةَ على أنْ تَحبَلَ معَ أنَّها عاقِرٌ جاوَزَتِ السِّنَ، لأنَّها اَعتَبَرَت أنَّ الذي وعَدَ أمينِ، 12فولَدَت مِنْ رَجُلٍ واحدٍ قارَبَ المَوتَ نَسلاً كثيرًا مِثلَ نُجومِ السَّماءِ ولا حَصرَ لَه كالرِّمالِ التي على شاطِئِ البحرِ.
13وفي الإيمانِ ماتَ هَؤُلاءِ كُلُّهُم دونَ أن يَنالوا ما وعَدَ الله بِه، ولكنَّهُم رَأَوهُ وحَيَّوهُ عَنْ بُعدٍ. واعتَرَفوا بأنَّهُم غُرَباءُ نُزَلاءُ في الأرضِ، 14والذينَ يَقولونَ هذا القَولَ يُبَرهِنونَ أنَّهُم يَطلُبونَ وطَنًا. 15ولَو كانوا ذكَروا الوَطنَ الذي خَرَجوا مِنهُ، لكانَ لهُم فُرصَةِ لِلعَودَةِ إلَيهِ. 16ولكنَّهُم كانوا يَشتاقونَ إلى وطَنٍ أفضَلَ مِنهُ، أي إلى الوَطَنِ السَّماوِيِّ. لذلِكَ لا يَستَحي الله أنْ يكونَ إلهَهُم، فهوَ الذي أعدَ لهُم مدينةً.
17بالإيمانِ قَدَّمَ إبراهيمُ اَبنَهُ الوحيدَ إسحقَ ذَبيحةً عِندَما اَمتحَنَهُ الله، قدَّمَهُ وهوَ الذي أعطاهُ الله الوَعدَ 18وقالَ لَه: «بإسحقَ يكونُ لَكَ نَسلٌ«. 19واَعتقَدَ إبراهيمُ أنَّ الله قادِرٌ أنْ يُقيم الأمواتَ. لِذلِكَ عادَ إلَيهِ اَبنُهُ إسحقُ وفي هذا رَمزٌ.
(1/225)
20بالإيمانِ بارَكَ إسحقُ يَعقوبَ وعيسو لِخَيراتِ المُستَقبَلِ. 21وبالإيمانِ بارَكَ يَعقوبُ، لمّا حَضَرَهُ المَوتُ، كُلاُ مِن اَبنَي يوسُفَ وسجَدَ لله وهوَ مُستَنِدٌ إلى طرَفِ عَصاهُ. 22وبالإيمانِ ذكَرَ يوسُفُ عِندَ موتِهِ خُروجَ بَني إِسرائيلَ مِنْ مِصْرَ وأوصى أين يَدفنونَ عِظامَه.
فبولس كان ينقل للقوم ما ورد فى التوراة و يذكرهم به صراحة فلا محل لاقحام أمور جديدة مخالفة لما سبق وروده بهذا الشكل المريب أبداً
ثانياً:
أن الحق فى هذا لمقام هو ما غفل أو تغافل عنه القس من أن بولس كان ينقل الخبر من الترجمة السبعينية و قد اختلفت الترجمة السبعينيىة عن العبرانية فى تحديد الشىء الذى سجد عليه يعقوب ففى حين زعمت العبرانية أنه سجد على رأس السرير نقرأ فى اليونانية أنه سجد على رأس عصاه
31 And he said, Swear to me; and he swore to him. And Israel bowed down, leaning on the top of his staff.
A MODERN ENGLISH TRANSLATION OF THE GREEK SEPTUAGINT
الاصحاح التاسع و الأربعون
رد على كتاب شبهات وهمية
قال المعترض: «في تكوين 49: 5-7 لعن يعقوب ولديه شمعون ولاوي، وقال «آلات ظلمٍ سيوفهما.. بمجمعهما لا تتَّحد كرامتي». وهذا يتناقض مع بركة موسى للاوي في تثنية 33: 8-11 وهي قوله «بارِك يا ربُّ قوَّته وارتضِ بعمل يديه))
وللرد نقول: لعن يعقوب ولديه شمعون ولاوي بسبب أسلوب معاملتهما الخشن لأهل شكيم (تكوين 34: 1-31). وكانت اللعنة أنهما لا يرثان أرضاً وسط إخوتهم، بل يتفرَّق سبطاهما بين سائر الأسباط. وقد حوَّل الله لعنة يعقوب بتشتيت سبط لاوي وسط الأسباط إلى بركة، لأنهم أصبحوا كهنة الله الذين يعلِّمون كل الأسباط شريعة الرب «يعلِّمون يعقوب أحكامك وإسرائيل ناموسك» (تثنية 33: 10). وقال الرب لهارون «لا تنال نصيباً في أرضهم، ولا يكون لك قسم في وسطهم. أنا قِسمُك ونصيبك في وسط بني إسرائيل» (عدد 18: 20)
(1/226)
بعد الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله:
بارك موسى سبط اللاوى
لعن يعقوب سبط اللاوى
فماذا يفعل القمص للجمع بينهم!؟
"وقد حوَّل الله لعنة يعقوب بتشتيت سبط لاوي وسط الأسباط إلى بركة"
النتيجة: اللعنة=البركة
تناقض
هل يجب على سبط يساكر أن يحزن و يغتم أم يفرح و يطمئن ؟!
يحزن و يغتم
لأن يعقوب تنبا ليساكر في تكوين 49: 15 أنه أحني كتفه للحِمل، وصار عبداً للجزية،
يفرح و يطمئن
لأن موسى تنبأ ليساكر فى في تثنية 33: 18، 19 بالفرح في خيامه والاغتراف من فيض البحار والذخائر المطمورة في الرمال؟».
مقارنة بين وصية يعقوب لبنيه عند الموت
فى الكتاب المقدس
تك49: 1 ((و دعا يعقوب بنيه و قال اجتمعوا لانبئكم بما يصيبكم في اخر الايام))
وأخذ يتكلم عن المستقبل ومصير الأمم وهذا ملعون وهذا مبارك و ....الخ
ثم : تك49: 29 ((و اوصاهم و قال لهم انا انضم الى قومي ادفنوني عند ابائي في المغارة التي في حقل عفرون الحثي))
فنرى فى الكتاب المقدس أن هم يعقوب وشغله الشاغل ووصية نبى الله فى آخر حياته هو أن يلعن قوما ويبارك آخرين ويوصيهم أن يدفن مع آبائه.
فى القرآن الكريم
سورة البقرة
أم كنتم شهداء اذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدى قالوا نعبد الهك واله آبائك ابراهيم واسماعيل واسحاق الها واحدا ونحن له مسلمون
فنرى فى القرآن الكريم أن هم يعقوب وشغله الشاغل ووصية نبى الله فى آخر حياته أن يعبد أبنائه الله عزوجل ولا يشركون به شيئا كما كان آبائه.
الاصحاح الخمسون
(1/227)
قال المعترض : جاء في تكوين 50: 13 حمله بنوه إلى أرض كنعان ودفنوه في مغارة حقل المكفيلة , وجاء في يشوع 24: 32 وعظام يوسف التي أصعدها بنو إسرائيل من مصر دفنوها في شكيم في قطعة الحقل التي اشتراها يعقوب من بني حمور أبي شكيم بمئة قسيطة، فصارت لبني يوسف ملكاً , وجاء في أعمال 7: 15 و16 فنزل يعقوب إلى مصر ومات هو وآباؤنا, ونُقلوا إلى شكيم ووُضعوا في القبر الذي اشتراه إبراهيم بثمنٍ فضةٍ من بني حمور أبي شكيم , وفي هذا تناقض, تقول العبارة الواردة في التكوين إن يعقوب دُفن في المقابر التي اشتراها إبراهيم من عفرون الحثي، وأما استفانوس فيقول إن يعقوب دُفن في شكيم, ويقول يشوع إن يوسف دُفن في الأرض التي اشتراها يعقوب في شكيم، بينما استفانوس يقول إن الآباء (أي بني يعقوب الذين منهم يوسف) دُفنوا في القبر الذي اشتراه إبراهيم من بني حمور أبي شكيم ,
وللرد نقول : لا يقول أعمال 7: 15 و16 إن يعقوب من الذين دُفنوا في شكيم، لأن المشار إلى دفنهم هنا لا يدخل ضمنهم يعقوب بصريح اللفظ, ويجوز أن يُستفاد أن المقصود بهذه العبارة دفن بني يعقوب, ويمكننا أن نفهم عددي 15 و16 هكذا: فنزل يعقوب إلى مصر ومات هو وآباؤنا، وهؤلاء الآباء نُقلوا إلى شكيم , وهذا يفيد أن الذين دُفنوا في شكيم هم بنو يعقوب، ولم ترد في الكتاب إشارة أخرى إلى هذا الدفن، كما أنه لم يرد ما ينفيه, ويقول تقليد يهودي إن إخوة يوسف دُفنوا في شكيم حيث استقرت جثته هو أيضاً، وليس هناك ما يحمل على رفض مدلول هذا التقليد .
بعد الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله:
من الواضح أن هناك نصين مختلفين حول تحديد مكان دفن يعقوب عليه السلام فالأول ما جاء في سفر التكوين 50 : 13 وفيه انه حمل ونقل إلى أرض كنعان ودفن في مغارة حقل المكفيلة والنص الثاني الوارد في سفر أعمال الرسل 7 : 15 وفيه أنه نقل ودفن في شكيم .
فجاء رد القس الدكتور حول هذه الجزئية كالتالي :
(1/228)
" لا يقول أعمال 7: 15 و16 إن يعقوب من الذين دُفنوا في شكيم، لأن المشار إلى دفنهم هنا لا يدخل ضمنهم يعقوب بصريح اللفظ, ويجوز أن يُستفاد أن المقصود بهذه العبارة دفن بني يعقوب, ويمكننا أن نفهم عددي 15 و16 هكذا: فنزل يعقوب إلى مصر ومات هو وآباؤنا، وهؤلاء الآباء نُقلوا إلى شكيم , وهذا يفيد أن الذين دُفنوا في شكيم هم بنو يعقوب "
واننا نعجب كل العجب لمثل هذا الزعم من قسنا العجيب من أن النص الوارد في سفر اعمال الرسل لا يقول ان يعقوب من الذين دفنوا في شكيم وكيف أن القس الفاضل يريد أن يلوي أعناق النصوص . فإن الذي يقرأ النص سيجده صريح كل الصراحة في لفظه وكلامه بأن يعقوب هو ممن دفنوا في شكيم ، فإليك أيها القارىء الكريم النص لترى كيف ان القس الدكتور أراد أن يستخف بعقول القراء :
(( فَجَاءَ يَعْقُوبُ وَآبَاؤُنَا إِلَى مِصْرَ، وَأَقَامُوا فِيهَا إِلَى أَنْ مَاتُوا، فَنُقِلُوا إِلَى شَكِيمَ حَيْثُ دُفِنُوا فِي الْقَبْرِ الَّذِي اشْتَرَاهُ إِبْرَاهِيمُ مِنْ قَبِيلَةِ حَمُورَ أَبِي شَكِيمَ بِبَعْضِ الْفِضَّةِ.)) [ ترجمة كتاب الحياة ]
(( فنزل يعقوب إلى مصر ومات هو وآباؤنا, ونُقلوا إلى شكيم ووُضعوا في القبر الذي اشتراه إبراهيم بثمنٍ فضةٍ من بني حمور أبي شكيم )) [ ترجمة الفانديك]
إذن كون يعقوب بحسب النص السالف هو ممن دفنوا في شكيم هو أمر واضح وضوح الشمس في رابعة النهار وهو بكل تأكيد يناقض ما ورد في سفر التكوين من أنه دفن في مغارة حقل المكفيلة امام ممرا التي هي حبرون . والتي دفن فيها ابراهيم زوجته سارة . [ تك 23 : 19]
وللعلم فإن شكيم ، تبعد 31.5 ميلاً شمال أورشليم . وهي تقع في الوادي الأعلى المحاط بجبل عيبال من الشمال ، وجبل جرزيم من الجنوب . وهي تقع في الوادي المنحصر بينهما وتسمى اليوم نابلس . وأما حبرون فانها تقع على بعد 19 ميلاً الي الجنوب الغربي من أورشليم ( قاموس الكتاب المقدس)
(1/229)
كما أنه ما قاله القس الملهم من أن إبراهيم كان قد اشترى قطعة الأرض من بنى شكيم ليبنى عليها مذبحاً ثم هجرها ثم عاد يعقوب بعد نحو مائة سنة فوجد أصحابها الأصليين قد اغتصبوها فاشتراها مرة أخرى ,
فتالله إنى لا أجد أى دليل على كل هذه القصة الطويلة إلا من وحى خيال الدكتور منيس الذى حق له أن يسمى بالعقل المقدس , فهو يحكى لنا قصص لا تقل فى اضافاتها عما يحكيه الكتاب المقدس نفسه, و الحمد لله أنه اعترف بأن لا أثر فى كل التوراة على أن إبراهيم كان قد اشترى أرض من بنى حمور كما زعم استيفانوس , بل النص صريح فى بيان أن يعقوب اشترى أرضاً من أهلها ليُدفن فيها فقال فى يشوع 24:32 (( وعظام يوسف التي أصعدها بنو إسرائيل من مصر دفنوها في شكيم في قطعة الحقل التي اشتراها يعقوب من بني حمور أبي شكيم بمئة قسيطة، فصارت لبني يوسف ملكاً )) فهذا صريح فى أنها لم تصر ملكاً ليعقوب و بنيه إلا عندما اشتراها , فهذه ليست أرضاً مغتصبة, و زعمه بأن استيفانوس كان يتحدث بوحى الروح القدس أو ربما كان يتحدث وفق تقليد يُرده أن استيفانوس لم يكن فى وضع تعليم و هو يحاكم و يدان! بل كان فى وضع تذكير بسير الأنبياء التى ذكرها العهد القديم و طبعاً لم تشتمل على ما قاله من زيادات فضلًا عن كونها زيادات لا فائدة منها لا تاريخية و لا دينية و لن تزيد اليهود إلا يقيناً بجهله و بالتالى كفراً بقوله و هذا هو الحال إلى اليوم فاليهود الذين يتحدث استيفانوس وفق تقاليدهم(على حد زعم عبدالنور) هم أول من ينكر هذه التقاليد المزعومة و الحقيقة أن كل ما حكاه استيفانوس و , أخبر به من تواريخ و أرقام و أحداث يشتمل على أخطاء و يناقض صريح التوراة و قد ذكرها اليهود فى مجمل اعتراضاتهم على العهد الجديد فى مواقعهم(1/230)
من الاصحاح التاسع و الثلاثون للخمسون
الاصحاح التاسع و الثلاثون
خطأ تاريخى
نقرأ فى تكوين 39 أن حاكم مصر فى زمن بيع يوسف فيها كان فرعوناً ، و هذا خطأ فادح نتيجة المقدمات الأتية:
أ- أن الفترة ما بين داود و المسح عليه السلام و ما تخللها من حكم سليمان ثم انقسام المملكة من بعده ثم تتابع الملوك و النزاعات مروراً بالسبى مرتين ثم العودة ثم الاحتلال الرومانى ثم ميلاد المسيح تبلغ ألف سنة و هو ما تقرر عند أهل الكتاب
ب- أن الفترة ما بين يوشع بن نون و ما تلاه من حكم القضاة ثم بعثة صموئيل نبياً و قيام الملك لبنى إسرائيل على يد شاول ثم ملك داود من بعده تقدر ب 400سنة و هو ما تقرر عند أهل الكتاب
ج- أن الفترة ما بين دخول بنى إسرائيل مصر إلى حكم يوشع بن نون تقدر بقرابة 290 سنة منها 250 فى مصر و 40 سنة فى التيه
فيكون دخول يوسف مصر بموجب هذه الفترات فى سنة 1700 قبل الميلاد تقريباً ، و هذه الفترة لا يمكن أن يكون الحاكم بها فرعوناً من الفراعنة لأنها كانت فترة إحتلال الهكسوس لمصر التى امتدت على حد تقدير خبراء و علماء التاريخ ما بين 1725ق.م إلى 1575 ق.م
http://www.mmc.gov.eg/History/gg1.htm
http://www.sis.gov.eg/rulers/html/arabic/ar01.htm
- و يؤيد هذه الحقيقة التاريخية أن يوسف جاء مصر فى وقت كانت شعوب أسيا كالمديانيين والإسماعيليين و غيرهم يترددون على مصر بكثرة ، و قد تمكن يوسف فى هذا العصر أن يصل إلى وزارة المالية و أن يحضر كل أهله و عشيرته للإقامة بمصر و كان باب الهجرة مفتوحاً و هى أمور محالة فى دولة الفراعنة التى حرصت على حماية العرق!
كما أن الإضطهاد الذى لقيه اليهود فيما بعد فى عصر موسى كان سببه إضطهاد الفراعنة للشعوب الأسيوية الوافدة فى عهد الهكسوس بعدما تمكن أحمس من هزيمة الهكسوس و تأسيس الدولة الفرعونية الحديثة
(1/231)
و قد حل القرأن الكريم كلمة الله الحق الذى لا يأتيه الباطل بين يديه ولا من خلفه هذا الإشكال حين عبر عن حاكم مصر فى زمن يوسف بلقب (الملك) لا بلقب (فرعون) بينما سقط كتاب النصارى فى هذا الخطأ التاريخى الساذج!
خواطر
إستكمالاً لما بدأناه من مقارنة قصة يوسف فى التوراة بذات القصة فى القرأن ، يتبين سمو القرأن الكريم فى سرد القصة بأرق و ألطف تعابير روحية و ألفاظ حيية تفوح منها العبر و العظات بينما يغلب الطابع التأريخى الجاف على القصة التوراتية و لا تتوانى فى إستعمال التعابير المؤذية و إيراد الأخبار الغير منطقية و أمثلة ذلك:
فى خبر مراودة إمرأة العزيز ليوسف عليه السلام
فى التوراة
39: 7 و حدث بعد هذه الامور ان امراة سيده رفعت عينيها الى يوسف و قالت اضطجع معي
فى القرأن الكريم
وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ
فتأمل الفرق بين تعبير خادش تنقله التوراة إلى مسامع الأطفال و النساء و الرجال بكل جرأة هكذا ( رفعت عينيها الى يوسف و قالت اضطجع معي)
و بين لفظ القرأن الذى يشع حياءً و أدباً ( وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ(
فبتعبير عفيف موجز فى لفظه متمم فى معناه قص علينا القرأن هذا الخبر
فأى هذين التعبيرين يمكن لأب أن يتلوه على أطفاله و يعلمهم إياه يا ترى؟
فى خبر محاولة يوسف الهروب منها
فى التورا
(( فامسكته بثوبه قائلة اضطجع معي فترك ثوبه في يدها و هرب و خرج الى خارج)) تكوين12:39
فى القرأن
وَاسُتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ
بالنظر إلى كلا النصين نظرة تمحيص و تدبر نجد اللامنطقية فى تصوير النص التوراتى إذ زعم أن يوسف حين أراد أن يفر من إمرأة العزيز ترك ثيابه فى يديها ثم هرب!!
(1/232)
فلماذا يخلع ثوبه و هل مقاومة إمرأة ضعيفة تتطلب أن يترك المرء ثوبه الذى يستره فى يديها ؟
و كيف خرج و هو على هذه الهيئة بلا ثوب يكسيه؟
أما فى النص القرانى فنجد قمة البلاغة التصويرية ، إذ صور لنا بإيجاز و تشويق حال يوسف و هو يسارع إلى الباب فراراً بنفسه من الفتنة و المرأة تلاحقه لتمنعه فى ظل سكرة الشهوة المتأججة، كل هذا عُبر عنه بكلمة ( و استبقا الباب)
ثم صور القرأن حالها حين لم تلحق به فأمسكت بقميصه من الخلف علها توقفه فمزقته من الدبرفقط، كل هذا عُبر عنه بقوله ( و قدت قميصه من دبر)
فى قصة صاحبى السجن
فى التوراة
بدا الحوار بين يوسف و الرجلين مصطبغاً بالجفاء ، فطلب من الرجلين أن يخبراه بأمرهما فأخبراه بما رأى كل منها من رؤيا فاستمع لهما ثم لما أفرغا قام بتفسير كل رؤيا !
هذا هو ما ورد فى التوراة فحسب ، و هو سياق ظاهر الفقر لا سيما إذا علمنا أن أحد الرجلين سيُصلب و يقتل ثم تأكل طيور السماء من رأسه:
16:40 فلما راى رئيس الخبازين انه عبر جيدا قال ليوسف كنت انا ايضا في حلمي و اذا ثلاثة سلال حوارى على راسي
17:40 و في السل الاعلى من جميع طعام فرعون من صنعة الخباز و الطيور تاكله من السل عن راسي
18:40فاجاب يوسف و قال هذا تعبيره الثلاثة السلال هي ثلاثة ايام
19:40في ثلاثة ايام ايضا يرفع فرعون راسك عنك و يعلقك على خشبة و تاكل الطيور لحمك عنك
20:40فحدث في اليوم الثالث يوم ميلاد فرعون انه صنع وليمة لجميع عبيده و رفع راس رئيس السقاة و راس رئيس الخبازين بين عبيد
فكيف ليوسف أن يعبر للرجل رؤياه المريعة هكذا مباشرة و يبشره بالموت صلباً دون أن يسليه و يمهد له بالتذكير بالله و الدعوة إليه و الإعلام به حتى إذا ما أخبره بما ينتظره ثم ظهر صدقه أمن و تسلى قلبه بالله و إستقبل قدره راجياً رحمة ربه
و هذا هو ما نجده الضبط فى تعبير القرأن الكريم فقال تعالى
(1/233)
وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانَ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْراً وَقَالَ الآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (36)قَالَ لاَ يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَن يَأْتِيكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ(37)وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَآئِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَن نُّشْرِكَ بِاللّهِ مِن شَيْءٍ ذَلِكَ مِن فَضْلِ اللّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ (38)يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ(39) مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَآؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ(40( يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْراً وَأَمَّا الآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِن رَّأْسِهِ قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ (41(
نلاحظ فى النص القرأنى الأتى:
أ- أن الرجلين هما الذين عرضا على يوسف رؤياهما و طلبا منه تأوليها لما لمسا منه من تقوى و إحسان
(1/234)
ب- أن يوسف إستغل هذه المنة من ربه بما علمه من تأويل الأحاديث و ما قذفه فى قلوب العباد من محبته و الإيمان به ، للإعلان عن نبوته و أن الله قد علمه ما لم يعلم أحداً من العباد و أنه يمكنه بفضل الله أن ينبئهما بتأويل الأشياء الغيبية قبل أن تعرض لهم أية اخرى
ج- ثم أعلن كفره بالألهة الباطلة من دون الله و إتباعه ملة أباءه أنبياء الله إبراهيم و إسحق و سعوب و ما كانوا من المشركين
د- ثم دعاهم إلى عبادة الله وحده و أقام عليهم الحجة العقلية على علو الله الواحد القهار على الألهة المتفرقة المتعددة المتكافئة
ج-ثم بين أن هذه الألهة ليست إلا أسماء ما أنزل الله بها من سلطان و أن الناس إعتقدت فيها جهلاً بالله و تعدياً
ه- و أخيراً و بعدما أتم دعوته بأتم بيان و أشمل برهان أخبر الرجلين بتأويل رؤياهما خبراً صدقاً لا ريب فيه
فما أفصح و أحكم و أعظم قصص القرأن و ما فيها من عبر !
الاصحاح الحادى و الأربعين
رد على كتاب شبهات وهمية
قال القس منيس عبدالنور :
قال المعترض : جاء في تكوين 41: 56 و57 و42: 1-5 أن الجوع كان شديداً في مصر وفي كنعان، ولكننا نقرأ في تكوين 43: 11 و15 أن كنعان كان بها طعام أرسل منه يعقوب هدية ليوسف , وهذا تناقض .
وللرد نقول بنعمة الله : كان النقص في إنتاج الحبوب كالقمح، وليس في الفستق واللوز والبلسان، لأن الأشجار لا تتأثر بما يؤثر على زراعة الحبوب, نعم كانت هناك مجاعة في القمح، وليس في الفواكه وباقي منتجات الأرض,
بعد الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله :
اللهم ثبت عقولنا فى رؤوسنا آمين , فبهذا الأسلوب يمكن للقس أن يحذف كلمة تناقض من القاموس رأساً !!
فبحسب كلام القس فإن أرض كنعان كان فيها مجاعة شديدة و لكن لم يكن بها مجاعة شديدة !! و أن المجاعة كانت فى القمح بينما يتوفر العسل و الفستق و اللوز و البلسان و سائر الفواكه!!
(1/235)
لاحظ عزيزي القارىء ان القس يقول " نعم كانت هناك مجاعة في القمح، وليس في الفواكه وباقي منتجات الأرض ". بيد أن كلمة مجاعة إذا ما أطلقت فتعنى نقصاً حاداً فى المواد الغذائية يهدد بخطر الموت، ففي المجاعة جدب وقحط وجوع, و هذا ما عناه الكتاب اللامقدس بوضوح كما سنورد فى الشواهد، ووصف المجاعة على هذا الحال لا يحتمل إقحام التخصيص و السفسطة، و لو كانت المقصود بالمجاعة نقصاُ فى مادة غذائية دون غيرها لوجب تقييد الكلمة يقيناً كأن يقال ( مجاعة فى القمح) أو (مجاعة فى الدواجن) و هكذا... زد على هذا أن إطلاق لفظة مجاعة فى مثل هذه الحالات لا يقصد به إلا الإشارة إلى ندرة المادة الغذائية المعينة
أما و بالعودة إلى ما أشارت إليه التوراة نجد أن المجاعة كانت عامة شملت كل الأرض و هددت الحياة :
))ولا يعرف الشبع في الارض من اجل ذلك الجوع بعده . لانه يكون شديدا جدا )) تكوين 41 : 31
ونجد أيضاً : (( و جاءت كل الأرض إلى مصر إلى يوسف لتشترى قمحاً لأن الجوع كان شديداً فى كل الأرض )) تكوين 57:41, فشراؤهم للقمح ليس لأن النقص فيه فحسب بل لأن الجوع كان شديدا . . .
و حسبنا أن نقرأ ايضاً ما قاله يعقوب (( فلما رأى يعقوب أنه يوجد قمح فى مصر قال يعقوب لبنيه : لماذا تنظرون بعضكم إلى بعض ؟ , إنى قد سمعت أنه يوجد قمح فى مصر , انزلوا إلى هناك و اشتروا لنا من هناك لنحيا و لا نموت )) تكوين 42 : 1
فيعقوب فى هذا النص كما هو واضح يطلب من أبناءه أن يسرعوا بالذهاب إلى مصر لاستحضار القمح قبل أن يموتوا من الجوع , فكيف يموتوا إن كان لديهم مواد غذائية كثيرة باستثناء القمح كما يزعم القس؟!
لعلنا نسمع مستقبلاً عن مجاعة البيبسى والجاتوه!
الاصحاح الثانى و الأربعون
يوسف عليه السلام يشرك بالله!
(1/236)
نقرأ فى تكوين 15:42 أن يوسف الصديق نبى الله قد أقسم بغير الله و القسم بغير الله شرك صريح و تعظيم خاص لا يكون إلا لله تعالى ، بل و كان الذى أقسم به هو فرعون المشرك الذى اعتقد المصريون قديماً فى الوهيته من دون الله!
((بهذا تمتحنون و حياة فرعون لا تخرجون من هنا الا بمجيء اخيكم الصغير الى هنا ((
فأين هذا من قول رسول الإخلاص و التوحيد ( من أقسم بغير الله فقد أشرك)
ناهيك عن مخالفة هذا القسم لتعاليم الكتاب المقدس
((وقَبلَ كُلِّ شيءٍ، يا إخوَتي، لا تَحلِفوا بِالسَّماءِ ولا بِالأرضِ ولا بِشيءٍ آخَرَ. لِتكنْ نعَمُكُم نَعَمًا وَلاكُم لا، لِئَلاّ يَنالَكُم عِقابٌ))
من أغلاط قصة التوراة فى قصو يوسف
أولاً
من الإختلافات الواضحة بين التوراة و القرأن ، أن التوراة المحرفة زعمت أن أخوة يوسف جاؤوا إلى مصر على حمير : ((فحملوا قمحهم على حميرهم و مضوا من هناك)) تكوين26:42،
و هذا خطأ يقيناً لأن الحمارحيوان حضرى لا يحتمل مشقة السفر لمسافات طويلة ، ولا يمكن للحمير أن تعبر الأودية الوعرة و الطرق الجبلية و الرملية كشأن الدواب المخصصة لذلك
أما فى القرأن ذكر أنهم جاءوا فى (عير) أى قافلة سفر ، و القوافل تكون دوابها من الإبل لأنها المهيئة لخوض مشاق السفر الطويل و الطرق الوعرة فتأمل
ثانياً
من الأشياء الغير معقولة أيضاً فى التوراة ما نقرأه من قيام يوسف باحتجاز شمعون و تقييده كرهينة حتى يعود إليه أخوته بنيامين للدلالة على أنهم ليسوا بجواسيس ، و هذا الخبر منتقد من وجهين:
(1/237)
(1) أن هذه الريبة التى اصطنعها يوسف وفق خبر التوراة غير معقولة فالأسباط لم يقوموا بأى عمل مريب يتمسك به من جهة ، كما أن مجيئهم متوقع بعد استشراء المجاعة فى الأرض فجاءوا طلباً للطعام كشأن سائر أهل الأرض و هذا أمر لا يخفى إلا على مخبول، و من جهة ثالثة فإن الإتيان بالشخص المطلوب و زعمهم أنه أخوهم و لو كان أخاهم فعلاً لا ينفى كونهم جواسيساً بحال... فالخبر هنا متهافت غير منظم!
(2) أن أخوة يوسف كانوا سيعودون إليه يقيناً لأن المجاعة ستمتد لسبعة سنين و لا يوجد طعام إلا بمصر فقط ، فكلن لابد من عودة مرات أخر طلباً للقوت، فما كان يوسف يحتاج إلى سجن أخيه حتى يضمن رجوعهم إليه و هذا ما تقرر فى القرأن الكريم إذ قال لهم يوسف وَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَّكُم مِّنْ أَبِيكُمْ أَلاَ تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَاْ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ * فَإِن لَّمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلاَ كَيْلَ لَكُمْ عِندِي وَلاَ تَقْرَبُونِ
و الصحيح أن يوسف ما احتجز شمعون و إنما احتجز بنيامين بعدما جاءوا به إليه ، فاستخلصه عليه السلام بعدما مكر بهم مكراً حسناً ليعوض أخاه عن ما قاساه فى سنين غيابه ، و ليعزر نفوس أخوته و يشعرهم بالندم على ما فعلوه به و بأخيه من ظلم و إضطهاد كما قال لهم فى نهاية الأمر معاتباً قَالَ هَلْ عَلِمْتُم مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنتُمْ جَاهِلُونَ* قَالُواْ أَإِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَاْ يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ
ثالثاً
من صور تسامى خبر القرأن على التوراة الجوفاء فى قصة نبى الله يوسف
(1/238)
أن القرأن الكريم امتدح صبر يوسف و مصابرته بعد أن قضى سنوات عدة فى السجن مظلوما , و مع ذلك فلما جاءه الملك يطلبه لم يرض بالخروج قبل أن يستعيد كرامته كاملة و تظهر براءته ، مما زاد الملك انبهاراً و تعظيماً لشأنه عليه السلام حتى إستأمنه على خزائن الأرض
وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ (50) قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَن نَّفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِن سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَاْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (51) ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ (52) وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ (53) وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مِكِينٌ أَمِينٌ
اما فى التوراة فلا ذكر لهذا بل فإن يوسف أسرع بالخروج من السجن و حلق و تزين و دخل على الملك لما طلبه
((فارسل فرعون و دعا يوسف فاسرعوا به من السجن فحلق و ابدل ثيابه و دخل على فرعون )) تكوين14:41
الاصحاح الثالث و الأربعون
يعقوب يعوق إبنه و يتركه أسيراً!!
نقرأ فى تكوين 24:42 أن يوسف أبقى شمعون أخاه أسيراً مسلسلاً حتى يرجع إليه أخوته ببنيامين للدلالة على صدقهم
((فتحول عنهم و بكى ثم رجع اليهم و كلمهم و اخذ منهم شمعون و قيده امام عيونهم((
(1/239)
ثم نقرأ فى تكوين 38:42 أن الأسباط عادوا فأخبروا أباهم بما وقع لهم فكان رد فعله مشيناً إذ أبى أن يرسل بنيامين معهم رغم الخطر الذى يتهدد حياة شمعون و وضعه المأساوى بأرض غريبة!!
((فقال لا ينزل ابني معكم لان اخاه قد مات و هو وحده باق فان اصابته اذية في الطريق التي تذهبون فيها تنزلون شيبتي بحزن الى الهاوية((
بيد أن الموقف لا يحتمل هذا التخاذل و العقوق ، خاصة مع غياب شمعون ، و توسل الأسباط حتى أن راوبين قال لأبيه : ((و كلم راوبين اباه قائلا اقتل ابني ان لم اجيء به اليك سلمه بيدي و انا ارده اليك)) تكوين 42 :37
و العجيب فى الأمر أن يعقوب ترك إبنه شمعون للهلاك على هذا الحال زمناً ثم قرر أن يرسل بنيامين مع أخوته لا لإنقاذ ابنه و إنما ليتمكن من إستحضار الطعام من مصر بعدما نفد المخزون!!
و حدث لما فرغوا من اكل القمح الذي جاءوا به من مصر ان اباهم قال لهم ارجعوا اشتروا لنا قليلا من الطعام
فكلمه يهوذا قائلا ان الرجل قد اشهد علينا قائلا لا ترون وجهي بدون ان يكون اخوكم معكم
ان كنت ترسل اخانا معنا ننزل و نشتري لك طعاما
و لكن ان كنت لا ترسله لا ننزل لان الرجل قال لنا لا ترون وجهي بدون ان يكون اخوكم معكم
فقال اسرائيل لماذا اساتم الي حتى اخبرتم الرجل ان لكم اخا ايضا
فقالوا ان الرجل قد سال عنا و عن عشيرتنا قائلا هل ابوكم حي بعد هل لكم اخ فاخبرناه بحسب هذا الكلام هل كنا نعلم انه يقول انزلوا باخيكم
و قال يهوذا لاسرائيل ابيه ارسل الغلام معي لنقوم و نذهب و نحيا و لا نموت نحن و انت و اولادنا جميعا
انا اضمنه من يدي تطلبه ان لم اجئ به اليك و اوقفه قدامك اصر مذنبا اليك كل الايام
لاننا لو لم نتوان لكنا قد رجعنا الان مرتين
فقال لهم اسرائيل ابوهم ان كان هكذا فافعلوا هذا خذوا من افخر جنى الارض في اوعيتكم و انزلوا للرجل هدية قليلا من البلسان و قليلا من العسل و كثيراء و لاذنا و فستقا و لوزا
(1/240)
و خذوا فضة اخرى في اياديكم و الفضة المردودة في افواه عدالكم ردوها في اياديكم لعله كان سهوا
و خذوا اخاكم و قوموا ارجعوا الى الرجل
تكوين 43: 2-13
فتالله هل يليق بنبى أن يصل به الظلم أن يترك إبنه مهاناً مسلسلاً لمجرد أن يحب إبنه الأخر ولا يقدر على فراقه و لو لبعض الوقت!
ثم لا يتوانى بعد ذلك فى إرسال الإبن ذاته لإنقاذ نفسه من الهلاك ؟!!
إضطراب
ورد فى تكوين 32:43
))فقدموا له وحده و لهم وحدهم و للمصريين الاكلين عنده وحدهم لان المصريين لا يقدرون ان ياكلوا طعاما مع العبرانيين لانه رجس عند))
و هذا النص فيه خلل لأسباب:
(1) أن المصريين لم يكن لهم إتصال بالعبرانيين من قبل فكيف يتقرر أن مجالستهم إياهم رجس و يترسخ الإعتقاد فى ذلك؟
(2) أن يوسف و هو عبرانى بلغ أرفع الدرجات و صار متسلطاً على كل خزائن مصر و رأساً لفوعون كما يقول هو ذاته عن نفسه، لا سيما و أن الضيافة كانت فى بيته شخصياً ، فكيف يسمح بالتفريق العنصرى لبنى جنسه على هذا النحو ؟!
و الغالب أن هذا الكلام أقحم من قبل النساخ الذين حرصوا على إظهار صور الإضطهاد و الاستعباد لليهود بمصر متغافلين عن كون هذه العبودية بدأت تدريجياً فى أجيال لاحقة لا فى زمن يوسف
الاصحاح الرابع و الثلاثون
رد على كتاب شبهات وهمية
قال القس منيس عبدالنور:
قال المعترض الغير مؤمن: قال المفسر هارسلي في تفسير تكوين \44: 5 يُزاد في أول هذه الآية: لِمَ سرقتم طاسي؟ .
وللرد نقول بنعمة الله : من تأمل هذه الآية والتي قبلها يرى أن النبي عبّر عن سرقة الطاس بالكناية اللطيفة بقوله: لماذا جازيتم شراً عوضاً عن خير؟ أليس هذا هو الذي يشرب سيدي فيه؟ أسأتم فيما صنعتم . أي أن أخذكم للطاس هو أعظم السرقة، لأن سيدي أغاثكم وأنقذكم من الجوع، وأنتم جازيتموه شراً عوضاً عن الخير. فقالوا كما في (آية 8): فكيف نسرق من بيت سيدك فضة أو ذهباً؟ فعبارة الأصل واضحة وكافية.
(1/241)
بعد الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله:
ما قاله القس لتبرير تحريف النقصان ههنا باطل من وجهين:
(1) أن دعوى الكناية لا تستقيم مع السياق ، فهذا ليس موضع همز و تعريض بل موضع إتهام فيجب أن يكون الكلام واضحاً صريحاً
كما أن الكناية لا تقوم بهذه الطريقة ، فالرجل يقول ( أليس هذا هو الذى يشرب سيدى فيه؟) فالإشارة مباشرة تحتاح إلى بيان المشار إليه بشكل قاطع ،
و لو جاء أحد الناس و قال لأخر ( لماذا خدعتنى ؟ ألا تعلم أننى أقرأ فيه) لأعتبر مخبولاً لا يعى ما يقول و لكان الرد ( ما الذى تتكلم عنه ؟ و لماذا تتهمنى بالخداع؟ و ما هذا الذى تقرأ أنت فيه؟ فسر و بين!)
أما أخوة يوسف فما وقع منهم شيئاً كهذا ا بل سارعوا للدفاع عن أنفسهم قائلين : ((فقالوا له لماذا يتكلم سيدي مثل هذا الكلام حاشا لعبيدك ان يفعلوا مثل هذا الامر *هوذا الفضة التي وجدنا في افواه عدالنا رددناها اليك من ارض كنعان فكيف نسرق من بيت سيدك فضة او ذهبا)) تكوين7:44، 8
فإن كان الرجل لم يصرح بأن المقصود هو الطاس الفضى ، فأنى لأخوة يوسف أن يعلماو بالمقصود و أنه فضى أيضاً؟؟
لا سيما و أنهم بالفعل لم يسرقوا شيئاً ولا علم لهم بما يقوله الرجل ، بل هو نفسه يعلم ذلك جيداً لأنه هو االذى وضع الطاسى فى فم عدل بنيامين (تكوين 1:44، 2)
(2) أن الإعتراض لم يقتصر على المفسر العاقل هارسلى بل يمتد إلى النسخ المعتبرة كالترجمة السبعينية
5 Why have you stolen my silver cup? Is it not this out of which my lord drinks? And he practices divination with it. You have accomplished evil in that which you have done
فها هى الترجمة السبعينية ــــ التى كانت النسخة المعتبرة عند النصارى فى القرون الأولى ــــ تكشف تحريف العبرانية ، و قد أثبتنا من قبل أن السبعينية أصح من العبرانية و ضربنا أمثلة على ذلك ، ، و سنفرد بحثاً حول هذه المسألة باذن الله تعالى
(1/242)
الشاهد أن النص العبرى وقع فيه التحريف بالنقصان بشهادة المفسرون و الترجمات و السياق
الاصحاح السادس و الأربعون
رد على كتاب شبهات وهمية
وقعت سلسة من التناقضات و الأخطاء فى بيان عدد و أسماء بنى إسرائيل الذين دخلوا مصر و فى كل موضع كان القس المدلس منيس عبد النور يعتذر بأعذار واهية و حجج بالية فرأينا أن نجمع كل ما قاله فى هذا المقام لننسفه دفعة واحدة و لبيان أخطاءه فى ردرده
(الإعتراض الاول(
جاء في تكوين 46: 15 «هؤلاء بنو ليئة الذين ولدتهم ليعقوب في فدان أرام مع دينة ابنته. جميع نفوس بنيه وبناته 33». وهذا خطأ، فلو أحصينا الأسماء وأخذنا دينة كان العدد34
جواب القس
وللرد نقول: لا يوجد خطأ، فقد ورد في آية 9 «وهذه أسماء بني إسرائيل الذين جاءوا إلى مصر: يعقوب وبنوه». ثم ذكر أسماءهم، ولكنه قال في آية 12 «وأما عير وأونان فماتا في أرض كنعان». وعليه فلم يأتيا إلى مصر، فيكون الذين أتوا إلى مصر 32 من أولاد يعقوب وبناته. فإذا أضفنا إليهم يعقوب، لأنه كان من الذين أتوا إلى مصر (حسب الآية 8) كان عددهم 33 نفساً. وقوله «جميع بنيه وبناته 33» أي ويعقوب معهم أيضاً.
.
(الإعتراض الثانى)
«جاء في تكوين 46: 27 أن عدد نفوس بيت يعقوب التي جاءت مصر كان سبعين نفساً. وهذا يناقض ما جاء في أعمال 7: 14 من أن عددهم كان 75».
جواب القس
وللرد نقول: جاء في تكوين 46: 26، 27 «جميع النفوس ليعقوب التي أتت إلى مصر، الخارجة من صُلبه، ما عدا نساء بني يعقوب، جميع النفوس ستة وستون نفساً. وابنا يوسف اللذان وُلدا له في مصر نفسان. جميع نفوس بيت يعقوب التي جاءت إلى مصر سبعون». فيكون أن عددهم 66 «ما عدا نساء بني يعقوب».. أما سفر الأعمال فيضيف زوجات أبناء يعقوب، وعددهن تسع، لأن زوجتي يهوذا وشمعون كانتا قد ماتتا (تكوين 38: 12 و46: 10). فيكون العدد الكلي 75
.
.
بعد الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله:
(1/243)
إذا ما تناولنا سوياً الإعتراض الأول و الثانى وجدنا الإرتباط الوثيق بينهما فكلا الإعتراضين يبحث الأخطاء الساذجة فى الإحصاء و التعداد التى وقع فيها كاتب التكوين
ففى الإعتراض الأول ذكر المؤلف أن عدد أبناء ليئة 33 نفساً فى حين أنهم 34 نفساً ، فزعم القس المبجل أن العدد صحيح لأن عير و أونان ماتا قبل السفر لمصر فيكون العدد 32 بالإضافة ليعقوب فيكون الإجمالى 33، و قد أقحم يعقوب عنوة فى التعداد كما نرى بحجة أنه ذكر فى العدد 8 و نصه ((«وهذه أسماء بني إسرائيل الذين جاءوا إلى مصر: يعقوب وبنوه»))
و فعل الشىء ذاته فى تعليقه على ما ورد فى تكوين 46: 27 من أن جميع انفس بيت يعقوب كانت سبعين نفساً فى حين يقول استيفانوس فى اعمال 7: 14 أنهم كانوا 75 نفساً ... فقال القس فى تفسير ذلك الخلل :
12 أولاد يعقوب، (11 ولداً وابنة)
4 أولاد رأوبين
6 أولاد شمعون
3 أولاد لاوي
5 أولاد يهوذا الثلاثة وحفيداه
4 أولاد يساكر
3 أولاد زبولون
7 أولاد جاد
7 أولاد أشير وابنته وحفيداه
1 ابن دان
4 أولاد نفتالي
10 أولاد بنيامين
(1/244)
فالمجموع 66. والآية تقول إنهم 66 وابنا يوسف اللذان وُلدا له في مصر نفسان. بإضافتهما إلى يوسف مع أبيه ينتج 4 فيكون المجموع 70. وقد استثنى سفر التكوين من ذلك نساء بني يعقوب. أما أعمال فيقول : فأرسل يوسف واستدعى أباه يعقوب وجميع عشيرته، 75 نفساً . دون أن يدرج يوسف ولا ابناه ولا زوجته في هذا العدد، لأنهم كانوا موجودين في مصر، فيكون عدد الذين استدعاهم 66 نفساً بإخراج يعقوب من هذا العدد، لأنه مذكور على حدته، بقوله استدعى أباه يعقوب وجميع عشيرته يعني 66 نفساً. أما باقي العشيرة فهي زوجات بنيه، وعددهن تسع، لأنه كانت توفيت امرأة يهوذا (تكوين 38: 12) وكذلك امرأة شمعون. فالمجموع 75. ففي سفر التكوين قال: ما عدا نساء يعقوب . وفي أعمال الرسل قال: يعقوب وبنوه وجميع عشيرته . فعبارة الأعمال شرحت وأوضحت عبارة سفر التكوين، فلا محل لقوله إن عبارة الإنجيل غلط
إذاً فجناب القس يفسر العدد 33 نفساً المذكور فى تكوين 46: 15 ، و العدد 70 نفساً المذكور فى تكوين 46:27 على أن يعقوب محسوب مع أبناءه فى هذه الأعداد ، و هذا باطل من جهات:
أولا:
أن نص العدد 8 لم يقصد بذكر يعقوب إحتسابه فى العدد الإجمالى فقد قال صراحة فى نهاية هذه الفقرة : (( هؤلاء بنو ليئة الذين ولدتهم ليعقوب فى فدان أرام مع دينة ابنته . جميع نفوس بنيه و بناته ثلاث و ثلاثون )) تك15:46
فالنص قاطع فى أن العدد المذكور يحصى أبناء و بنات يعقوب الذين ولدوا له من ليئة فلا يدخل فيه يعقوب بداهة
و هذا ما أقره المفسر الشهير "رسلي" حيث قال: [لو عددتم الأسماء وأخذتم دينا صارت أربعة وثلاثون]
و لكن القس أغفل ذكر إعتراف أسلافه بوقوع الخطأ
و يؤكد ما قلناه أيضاً النص القطعى الدلالة فى خروج5:1 : (( و كانت جميع نفوس الخارجين من صلب يعقوب سبعين نفساً ((
فهل كان يعقوب خارجاً من صلب نفسه حتى يحتسب ضمن السبعين نفساً ؟!!
ثانياً:
(1/245)
أن القس حين زعم أن أعمال7: 14 أضاف النساء للحساب... لم يحتسب نساء بيت يعقوب كلهن فقد حسب نساء بنيه وقدرهن بتسعة ، وغفل عن ادراج نساء يعقوب نفسه وهن ليئة زوجته (خالة يوسف) ، وبلهة وزلفة - سريتاه - وقد أنجبتا له دان ونفتالى وجاد وأشير أربعة أخوة من الأسباط.
فجناب القس يحتسب من يريد و يحذف من يريد ليضبط الخلل!!
ثالثاً :
أن كل ما يقدمه القس الفاضل من تبريرات تهدف إلى التهرب من حقيقة أن كتبة العهد الجديد كانوا يقتبسون من الترجمة السبعينية للعهد القديم و هى الترجمة التى تختلف عن النسخة العبرانية فى مواضع منها هذا النص :
((جميع النفوس ليعقوب التى أتت إلى مصر الخارجة من صلبه، ماعدا نساء بنى يعقوب، جميع النفوس ست و ستون نفساً. و ابناء يوسف الذين ولدوا له فى مصر تسعة،جميع نفوس بيت يعقوب التى جاءت إلى مصر مع يوسف خمسة و سبعون نفساً )) [ تكوين26:46 الترجمة السبعينية]
26And all the souls that came with Jacob into Egypt, who came out of his loins, besides the wives of the sons of Jacob, were sixty-six persons in all. 27 And the sons of Joseph, who were born to him in the land of Egypt were nine persons. All the persons of the house of Jacob who came with Joseph into Egypt were seventy-five persons))>>> Gen46:26 ,Septuagint
فأفادت الترجمة السبعينية أن أبناء يوسف كانوا تسعة و ليسا فقط اثنين كما فى العبرانية فأضيفا على الست و ستين نفساً لبيت يعقوب فكان المجموع 75 ، و هذا هو ما إقتبسه كاتب سفر الأعمال .
و هذا كما هو معلوم شاهد من شواهد كثيرة على إقتباس كتبة العهد الجديد من النسخة السبعينية و إن خالفت النسخة العبرانية ، فنكتفى بذكر مثالين أخرين للبيان:
(1) جاء فى تكوين 24:10 (( وَأَرْفَكْشَادُ وَلَدَ شَالَحَ وَشَالَحُ وَلَدَ عَابِرَ.)) هذا نص النسخة العبرانية
(1/246)
بينما نقرأ فى السبعينية (( وَأَرْفَكْشَادُ وَلَدَ قِينَان وَ قِينَان وَلَدَ شَالَحَ وَشَالَحُ وَلَدَ عَابِرَ((
فوجد أن إسم قينان سقط من العبرانية بينما ثبت فى السبعينية - مع ملاحظة أن هذا خبر لا سبيل لمعرفته إلا بالوحى فلا يمكن ادعاء أنه مجرد إختلاف فى الترجمة أو إجتهاد- و المفاجأة ان لوقا حينما إقتبس نسب المسيح ذكر قينان كما جاء فى النسخة اليونانية بالضبط ((... بن شالح ابن قينان بن أرفكشاد..)) لوقا35:3
(2) في الراسلة الى العبرانيين 1: 6 نجد النص الأتى : ((وايضا متى ادخل البكر الى العالم يقول ولتسجد له كل ملائكة الله))
و هذا نص اقتبسه بولس من سفر التثنية 32 : 43 من الترجمة اليونانية ولا وجود له في في النسخة العبرية .
و قد إعترف القس أكثر من مرة باقتباس كتبة العهد الجديد من النسخة السبعينية (كما فى أعمال 2: 25-28 ، 15: 16 و17)
و لكن كان يورد هذا الإعتراف فى المواضع التى إختلفت فيها النسختين فى اللفظ دون المعنى، و رغم دلالة هذا على تقديم صحة السبعينية على العبرانية إلا أن القس كان يتعلل بان ذلك نقل بالمعنى أو تشابه باللفظ لا يطعن فى صحة الكتاب... إلى غير ذلك من الحجج الواهية.
أما فى حالة التعارض الجذرى بين العبرية و بين السبعينية، فإن جناب القس كان يؤكد بأن النسخة العبرانية هى المعول عليها ، و لهذا لم يجسر على الإعتراف بوقوع الإقتباس من الأخيرة فى هذا الموضع و تجاهل ذكر هذه المسألة فى هذا الإعتراض رغم اشتماله عليها!
(الإعتراض الثالث)
قام الإعتراض على الإختلافات الفادحة التى وقعت فى بيان أسماء أبناء بنيامين و أعدادهم و درجاتهم
سفر التكوين(46: 21) سفر العدد (26: 30-40 ) سفر 1أخبار(7: 6) سفر 1أخبار (8: 1-5)
سفر 1أخبار (8: 1-5)
سفر 1أخبار(7: 6)
سفر العدد (26: 30-40 )
سفر التكوين(46: 21)
بالع
بالع
بالع
بالع
باكر
باكر
اشبيل
يديعئيل
اشبيل
اشبيل
ذكر حفيدا
جيرا
ذكر حفيدا
(1/247)
ذكر حفيدا
نعمان
أخرخ و نوحه
أحيرام
ايحى
رافة
روش
ذكر حفيداً
أشفوفام
مفيم
ذكر حفيداً
حوفام
حفيم
ذكر حفيداً
ذكر حفيداً
أرد
ورد في 1أخبار 7:6 «لبنيامين بالع وباكر ويديعئيل. ثلاثة». وفي 1أخبار 8:1 و2 «وبنيامين وَلَد بالع بكره، وأشبيل الثاني، وأَخْرَخ الثالث، ونوحَة الرابع، ورافا الخامس». وفي تكوين 46:21 «وبنو بنيامين بالع وباكر وأشبيل وجيرا ونَعْمان وإيحي وروش ومُفّيم وحُفّيم وأَرْد». فما هو عدد أولاد بنيامين الحقيقي؟».
جواب القس
وللرد نقول: (1) يذكر 1أخبار 7: 6 أسماء ثلاثة من ذرية بنيامين، ويذكر تكوين 46 :21 أنهم عشرة، لأن سفر التكوين ذكر أولاد بنيامين وأولاد أولاده، وهو أمر معهود بين كل الأمم والقبائل والعشائر، فإن الجد هو الأب الأكبر. والدليل على ذلك أنه ورد في العدد 26 :40 و1أخبار 8 :3 و4 أن نَعْمان، وأَرْد، وجيرا هم أولاد بالع بن بنيامين، ونُسِبوا إلى بنيامين لأنه جدهم.
قد يحدث هذا ولكن يكون العدد ثابتا سواء بالأبناء أو بالأحفاد وليس لكل سفر عدد مختلف بل وفى السفر الواحد أى نفس الكاتب عدد مختلف ؟؟
فكيف عدهم نفس الكاتب بعددين!!
(2) وقد ذُكر باكر في التكوين 46 :21 وأخبار أول 7: 6، ولم يُذكر في العدد 26 :38-41 ولا في 1أخبار 8 :1، لأنه ذُكر في العدد 26 :35 من سبط أفرايم، بسبب زواجه بسيدة من سبط أفرايم، فنُسب إلى أفرايم ليكون له الحق في الميراث، وإن كان أصله من سبط بنيامين
(3) يديعئيل المذكور في 1أخبار 7:6، 10 هو نفسه أشبيل المذكور في التكوين والعدد وفي 1أخبار 8، وسُمّي كذلك بعد أن صارت عشيرته ذات شأن في عهد داود، فسُمّي بهذا الاسم
(4) لم يُدرَج ابنان من أولاد بالع، هما أصبون وعيري في بعض الأسفار ضمن سبط بنيامين، ولكنهما أُدرجا في تكوين 46:16 وعدد 26:16 ضمن سبط جاد، بسبب الزواج والميراث
(1/248)
(5) ذُكر في 1أخبار 7:12 أن شُفّيم وحُفّيم هما ابنا عير، وهما نفسهما شَفوفام وحوفام المذكوران في عدد 26:39، وهما نفسهما شفوفان وحورام المذكوران في 1أخبار 8:5. وذُكر في تكوين 46:21 أنهما مُفّيم وحُفّيم. وتعدد الأسماء للشخص الواحد أمر معهود في كل قبيلة وعشيرة، ولا سيما أنه توجد مشابهة بين هذه الأسماء، وهي مثل تشابه لفظة إبراهيم وإبرام وإبراهام
زعم أن شفيم و حفيم (1اخبار7: 12) هما سفوفام و حوفام (عدد26: 39) هما شفوفات و حورام (1أخبار8: 5) هما مفيم و حفيم (تكوين46: 21)
بعد الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله:
أورد القس ردوداً باطلة نفندها على النحو لأتى:
اولاً:
زعم القس أن اختلاف عدد أبناء بنيامين بين سفر اخبار الاول و سفر التكوين راجع إلى أن أن سفر التكوين ذكر أبناء بنيامين و أحفاده فكان مجموعهم عشرة أما ابناءه المباشرين فهم فقط ثلاثة، و استشهد على مزاعمه زوراً بأن 1 أخبار8 :3 و4 ذكر نَعْمان، وأَرْد، وجيرا كأبناء بالع بن بنيامين، ثم ادعى أنهم نُسِبوا إلى بنيامين فى التكوين لأنه جدهم.
و جواب ذلك من وجوه:
(1) أن كاتب الإخصاء فى سفر التكوين إعتمد بيان التدرج النسبى بالتفصيل.. فكان إذا ذكر شخصاً ذكر أبناءه المباشرين ثم إن كان لأحد هؤلاء الأبناء أبناءً فقد كان يبين ذلك و ينسبهم لأبيهم المباشر و هكذا.. و من أمثلة ذلك:
نقرأ فى[ تكوين 46: 12]: "بنو يهوذا عير و اونان و شيلة و فارص و زارح و اما عير و اونان فماتا في ارض كنعان و كان ابنا فارص حصرون و حامول"
فالنص ههنا لم يذكر عير و اونان و شيلة و فارص و زارح و حصرون و حامول على أنهم أبناء يهوذا بصفة مجملة ، بل بين صراحة أن أبناء يهوذا هم عير و اونان و شيلة و فارص و زارح ثم وضح أن حصرون و حامول حفيدان ليهوذا لأنهما إبنا فارص
(1/249)
و كذا نقرأ فى [تكوبن46: 17]: " و بنو اشير يمنة و يشوة و يشوي و بريعة و سارح هي اختهم و ابنا بريعة حابر و ملكيئيل "
أيضاً وضح الكاتب فى هذا الموضع أن بنى أشير هم يمنة و يشوة و يشوى و بريعة و سارح..... ثم لم يدرج حابر و ملكيئيل إلا بعد أن بين كونهما ابنى بريعة أى حفيدى أشير
فلماذا يحدث ذلك الإجمال المريب و المزعوم عبثاً مع بنيامين بالخصوص؟!
(2) أن القس بدعواه أن العشرة أسماء المذكورة تتضمن أبناء بنيامين و أبناء أبناءه يكون قد ورط نفسه .. لأن مطالع التكوين يجد ان بنيامين كان غلاماً صغير السن وقت ذهابه لمصر:
فنقرأ فى (تكوين 43: 8) " 8 و قال يهوذا لاسرائيل ابيه ارسل الغلام معي لنقوم و نذهب و نحيا و لا نموت نحن و انت و اولادنا جميعا "
و نقرأ فى( تكوين 44:22) " 22 فقلنا لسيدي لا يقدر الغلام ان يترك اباه و ان ترك اباه يموت"
و قد كان يعقوب أبوه يرفض ارساله مع أخوته خوفاً عليه (تكوين42: 38)
و هذه أوصاف صبى صغير لا يمكن أن تستقيم فى شخص كان أباً بل و جداً و لعشرة أشخاص!
ثانياً:
ثم زعم القس أن باكر ذُكر في التكوين 46 :21 وأخبار أول 7: 6 كابن لبنيامين ، ولم يُذكر في العدد 26 :38-41 ولا في 1أخبار 8 :1، بحجة أنه ذُكر في العدد 26 :35 من سبط أفرايم، بسبب زواجه بسيدة من سبط أفرايم، فنُسب إلى أفرايم ليكون له الحق في الميراث
و كرر نفس الحجة بخصوص أصبون و عيرى فقال" لم يُدرَج ابنان من أولاد بالع، هما أصبون وعيري في بعض الأسفار ضمن سبط بنيامين، ولكنهما أُدرجا في تكوين 46:16 وعدد 26:16 ضمن سبط جاد، بسبب الزواج والميراث"
و جواب القس هذا باطل يقيناً لأسباب:
(1) أنه لم يقم أى دليل على وقوع الزيجات المزعومة ولا على سبب النسبة المدعاه ولا على وجود مثل هذا التقليد الساذج ابتداءً والذى لاعهد ه فى تاريخ الأمم
(1/250)
(2) أنه زعم أن نسبة باكر لأفرايم كانت ليتمكن من الإرث ، أى انه ليس ابناً حقيقياً و لكنه مجرد زوج ابنة اقحم نفسه فى السبط ليرث مع زوجته إلا أن النص يورده كرأس كبيرة ينتسب إليها أحد أكبر عشائر السبط بطريقة لا تدع مجالاً للشك فى كونه ابناً مباشراً رائداً لأفرايم هو ما لا يتلائم مع حقيقة باكر
((وهؤُلاءِ بَنو أفرايِمَ حسَبَ عشائرِهِم: لِشوتالَح عَشيرةُ الشُّوتالَحيِّين، ولِباكَرَ عَشيرةُ الباكَريِّين، ولِتاحَنَ عَشيرةُ التَّاحَنيِّين. 36وهؤُلاءِ بَنو شوتالَحَ: لِعيرانَ عَشيرةُ العيرانيِّين. 37تلكَ عشائِرُ بَني أفرايِمَ حسَبَ عدَدِهِم اَثْنانِ وثَلاثونَ ألفًا وخمسُ مئةٍ. أولئِكَ بَنو يوسُفَ حسَبَ عشائرِهِم.)) عدد26: 35-37
ملحوظة: يقول النص السابق أن شوتالح رأس عشيرة تسمى الشوتالحيين ، بينما يزعم النص نفسه أن عيران و هو ابن شوتالح رأس عشيرة العيرانيين..... فكيف يكون للأب شوتالح عشيرة باسمه، بينما ابنه يرأس عشيرة نسله وتسمى باسمه هو؟!
و من عجائب النص كذلك أن يقول : ((36وهؤُلاءِ بَنو شوتالَحَ)) فى حين أنه لم يذكر إلا إبناً واحداص فقط فأين هؤلاء الأبناء الذين مهد لهم الكاتب يا ترى؟!
و كذا الحال مع أصبون وعيري الذين ينتميان لسبط بنيامين، فزعم القس أنها أدرجا ضمن سبط جاد فى تكوين 46: 16، بسبب الزواج والميراث
مع أن سفر التكوين يؤكد يقيناً كونهم من الابناء الستة عشر الذين تناسلوا ليعقوب من جهة زلفة
(( و بنو جاد صفيون و حجي و شوني و اصبون و عيري و ارودي و ارئيلي 17 و بنو اشير يمنة و يشوة و يشوي و بريعة و سارح هي اختهم و ابنا بريعة حابر و ملكيئيل 18 هؤلاء بنو زلفة التي اعطاها لابان لليئة ابنته فولدت هؤلاء ليعقوب ست عشرة نفسا))
فإن كانت النسبة مجازية أو لسبب غير التناسل فكيف يقال أن أصبون و عيرى هم بنو زلفة و تمموا صراحة الست عشرة نفساً التى ولدتها ليعقوب ؟!
(1/251)
(3) أن القس ادعى أن الأشخاص محل الخلاف ذكروا ضمن أسباط غير أسباطهم بحجة الميراث.. و رغم أن ذلك سفسطة ساذجة، إلا أننا حتى لو تجاوزنا عنها …. فلنا أن نتسائل مادخل نسبة الشخص مجازاً لسبط زوجته بسبب أن يرث فى وحى الله الذى أورد احصاءات رسمية علمية تاريخية لا علاقة لها بأمور الميراث و تقسيم التركات؟
حتى أننا نقرأ أن الله طلب من أنبياءه أن يجروها بحسب النسب الأبوى الحقيقى صراحة
((وكانَ بَعدَ الضَّربةِ أنْ قالَ الرّبُّ لموسى وألِعازارَ بنِ هرونَ الكاهنِ: 2«أحْصِيا كُلَ جماعةِ بَني إِسرائيلَ مِنِ اَبْنِ عِشرينَ فصاعِدًا، على حسَبِ بُيوتِ آبائِهِم، مِمَّن يكونُ قادِرًا على الخروج إلى الحربِ)). عدد1:26
ثالثاً:
تناول القس نقطة أخرى من نقاط الخلل و التناقض و هى مسألة إختلاف الأسماء بين الأسفار و هى كالأتى:
زعم أن شفيم و حفيم (1اخبار7: 12) هما سفوفام و حوفام (عدد26: 39) هما شفوفات و حورام (1أخبار8: 5) هما مفيم و حفيم (تكوين46: 21)
و زعم أن يديعئيل المذكور في 1أخبار 7:6، 10 هو نفسه أشبيل المذكور في التكوين والعدد وفي 1أخبار 8،
و قد حاول بتدليسه أن يقنع السفهاء بخلابيطه حين زعم أن هذا كما أن اراهيم يسمى باراهام و ابرام
و جواب القس هذا ظاهر الفساد لاسباب:
(1) أنه لا يمكن لعاقل يحترم نفسه أن يصدق بأن شخصاً واحداً يكون له اربعة او خمسة اسماء مرة واحدة.... و أن وحى الله المقدس قد ضاقت به سبل البيان فلم يذكر الرجل فى موضع باسم الا ذكر خلافه فى الموضع الثانى و ذكر خلافهما فى الموضع الثالث .. و هكذا ... بلا أدنى بيان أنه هو ذاته الشخص المذكور فى المواضع المختلفة و يفتح باب الطعن بالحق فى هذا الكتاب الفقير...
(2) أن إحتمال أن يكون للشخص عدة أسماء أو ألقاب هو احتمال لا يمكن اعتباره إلا إذا قام الدليل لاسيما و قد وصلت المسألة لخمسة اسماء لشخص واحد بحسب دعوى القس الهلامى !
(1/252)
بيد أننا لو طالعنا الكتاب المقدس لوجدنا أن تعدد الأسماء ما كان يقع إلا فى أضيق الحدود فلم يكن لموسى ولا هرون ولا يوسف ولا يسوع ولا حزقيال ولا دانيال ولا أيوب ولا أى من الأنبياء أصحاب الأسفارأنفسهم اكثر من اسم فكيف يزعم القس بعد هذا شيوع مثل هذه العادة
بل فقد دلت الكثير من النصوص على أن الشخص لو تسمى باسم جديد لا ينادى باسمه القديم فلم يكن أحد فى الغالب يحمل اكثر من اسم بل كان لابد له إن جد له اسم جديد أن ينسى القديم .... و بداهة كان لابد من بيان هذا الأمر فى كتاب موحى به من الله لأن هذه ليست من الأمور التى تقع بالتخمين و الإجتهاد بل لا سبيل للعلم بها و دفع إشكالها إلا بالوحى
و مثال ذلك:
جاء فى سفر التكوين خبر تغير اسم ابراهيم من ابرام إلى ابراهيم بالنص الصريح
((ولا تُسمَّى أبرامَ بَعدَ اليومِ، بل تُسمَّى إبراهيمَ، لأنِّي جعَلْتُكَ أبًا لأُمَمِ كثيرةٍ.)) تكوين 17: 5
و نقرأ أيضاً خبر تغير اسم يعقوب إلى اسرائيل
((فقالَ الرَّجلُ: «ما اَسمُكَ؟» قالَ: «اَسمي يعقوبُ». 29فقالَ: «لا يُدعَى اَسمُكَ يعقوبَ بَعدَ الآنَ بل إِسرائيلَ، لأنَّكَ غالَبْتَ اللهَ والنَّاسَ وغلَبْتَ».)) تكوين32: 28
و نقرأن فى سفر الأعمال خبر تغير اسم شاول إلى بولس
((فاَمتَلأ شاوُلُ، واَسمُهُ أيضًا بولُسُ،)) اعمال13: 9
و لو حدث و كان للشخص اسم و لقب فكان يتم الإشارة إلى ذلك صراحة ليُعرف كما هو متوجب لذا حين ذكر متى بطرس قال: (( الأول سمعان الذى يُقال له بطرس )) و قال عن لباوس : (( لباوس الملقب تداوس ))
فقام الدليل بالنص على أن سمعان هو بطرس ، و أن لباوس هو تداوس
أما و أن يأتى جناب القس الهلامى ليضبط أخطاء ساذجة و متعددة وصلت الى درجة ذكر خمسة أسماء مختلفة فى مواضع شتى فيزعم هكذا بلا دليل أن هؤلاء كلهم شخص واحد و يأخذ يبرر لنفسه فهذا ما لا يضل به إلا من سفه نفسه
(1/253)
(3) أن الخلل لم يقتصر على أبناء بنيامين الذين اختلفلت بالكلية اعدادهم و اسماءهم و درجات تناسلهم بل امتد كذلك إلى أبناء شمعون و إليك جدول بيانى يظهر اختلاف الأسماء من جهة و نقص سلاسل النسب من جهة أخرى
سفر التكوين سفر العدد سفر أخبار الأيام الأول
يموئيل نموئيل نموئيل
يامين يامين يامين
أوهد لم يذكر لم يذكر
ياكين ياكين يارب
صوحر زارح زارح
شأول شأول شأول
تناقض
ما كان عمر بنيامين عندما أتى مصر؟؟
ولد صغير
تك 44: 22
((فقلنا لسيدي لا يقدر الغلام ان يترك اباه و ان ترك اباه يموت))
رجل كبير بل وعنده عشرة أولاد
تك 46: 21
((و بنو بنيامين بالع و باكر و اشبيل و جيرا و نعمان و ايحي و روش و مفيم و حفيم و ارد))
زواج في السادسة من العمر في الكتاب المقدس
دعونا نتأمل في ثنايا هذه القصة ، لنر كم كان عمر فارص بن يهوذا بن يعقوب حين تزوج ، سنرى أنه تزوج وعمره 8 سنوات على أحسن تقدير، وانجب طفلين وهو في التاسعة من عمره، وهذا مستحيل طبعاً.
ودعونا نوضح مسألة تتعلق بيوسف عليه السلام، ومن خلالها سنقف في المسألة الثانية على الخطأ الكبير
1- عندما كان يوسف في السابعة عشرة من عمره تآمر عليه إخوته، يقول سفر التكوين: ".يوسف اذ كان ابن سبع عشرة سنة كان يرعى مع اخوته الغنم وهو غلام عند بني بلهة وبني زلفة امرأتي ابيه.واتى يوسف بنميمتهم الرديئة الى ابيهم." (التكوين 27/1-2(
وبعد ثلاث عشرة سنة وقف أمام فرعون ، وعين مسئولا على خزائن مصر "وكان يوسف ابن ثلاثين سنة لما وقف قدام فرعون ملك مصر" (41/ 46)
ثم مرت سبع سنين رخاء على مصر، قام يوسف فيها بالمحافظة على غلات الأرض "فجمع كل طعام السبع سنين التي كانت في ارض مصر وجعل طعاما في المدن.طعام حقل المدينة الذي حواليها جعله فيها" (التكوين 41/47)
(1/254)
ثم بدأت سنين الجوع، وفي السنة الثانية منه جاء إخوة يوسف يطلبون الغوث من مصر فعرفهم وأمرهم بإحضار أبيهم " لان للجوع في الارض الآن سنتين.وخمس سنين ايضا لا تكون فيها فلاحة ولا حصاد.. اسرعوا واصعدوا الى ابي وقولوا له هكذا يقول ابنك يوسف.قد جعلني الله سيدا لكل مصر.انزل اليّ"(التكوين 45/6_9)
وبالفعل جاء إسرائيل وبنوه إلى مصر، وممن كان مع الآتين فارص بن يهوذا وولديه، "وبنو يهوذا عير وأونان وشيلة وفارص وزارح.واما عير وأونان فماتا في ارض كنعان.وكان ابنا فارص حصرون وحامول" (التكوين 46/12)
وقد مر على ضياعه وقدومه إلى مصر 39 -17 (عمره عندما فقد) =22 سنة
2- فلنرى ماذا جرى في هذه ال 22 سنة من احداث تتعلق بفارص الذي نود أن نعرف عمره حين دخل مصر مع ولديه ، ونحسب زمن الاحداث
يقول الكتاب في التكوين : "وحدث في ذلك الزمان (زمن ضياع يوسف) ان يهوذا نزل من عند اخوته ومال الى رجل عدلاميّ اسمه حيرة. ونظر يهوذا هناك ابنة رجل كنعاني اسمه شوع.فاخذها ودخل عليها. فحبلت وولدت ابنا ودعا اسمه عيرا. ثم حبلت ايضا وولدت ابنا ودعت اسمه أونان. ثم عادت فولدت ايضا ابنا ودعت اسمه شيلة.وكان في كزيب حين ولدته
واخذ يهوذا زوجة لعير بكره اسمها ثامار. وكان عير بكر يهوذا شريرا في عيني الرب.فأماته الرب. فقال يهوذا لأونان ادخل على امرأة اخيك وتزوج بها واقم نسلا لاخيك. فعلم أونان ان النسل لا يكون له.فكان اذ دخل على امرأة اخيه انه افسد على الارض لكيلا يعطي نسلا لاخيه. فقبح في عيني الرب ما فعله.فاماته ايضا."
حصلت الأحداث التالية في ال22 سنة :
أ . تزوج يهوذا من حيرة وأنجبت له أبناءه عيرا ثم أونان ثم شيلة
ب . كبر أبناء يهوذا وتزوج عيرا من ثامار ثم مات فتزوجها أخوه أونان ثم مات
لنفرض أن عير تزوج ثامار وعمره 10 سنوات فقط، فإن ذلك يعني أننا في السنة الحادية عشرة من ال22 سنة، ولنفرض أن اونان تزوجها في نفس السنة ثم مات عنها.
(1/255)
ج. انتظرت ثامار حتى كبر شيلة ليتزوجها كما وعد يهوذا كنته " فقال يهوذا لثامار كنته: اقعدي ارملة في بيت ابيك حتى يكبر شيلة ابني.... ولما طال الزمان " (التكوين 38/11) لقد انتظرته طويلا حتى يكبر، لنفرض أنها انتظرته سنة واحدة فقط فكبر فيها، ولم يزوجه أبوه منها، فقررت الانتقام من حماها يهوذا على طريقتها الخاصة (نكاح المحارم).فنحن وفق هذا الفرض في السنة الثانية عشرة من السنوات ال22.
د. حملت ثامار سفاحا من يهوذا وأنجبت ابنيها فارص وزارح بعد تسعة أشهر، لقد أصبحنا في السنة الثالثة عشرة من ال22 .
هـ. في السنة ال22 أي سنة الدخول إلى مصر قدم فارص وعمره تسع سنوات (وفق أكبر الافتراضات) والمفاجأة أنه كان يحمل معه ولدين هما حصرون وحامول، يقول سفر التكوين وهو يعدد الداخلين إلى مصر: "وبنو يهوذا عير وأونان وشيلة وفارص وزارح.واما عير وأونان فماتا في ارض كنعان.وكان ابنا فارص حصرون وحامول" (التكوين 46/12)، فله من الاولاد ولدين، وعمره تسع سنوات(على الافتراض الاكثر)
و. لنفترض أن الولدين توأم وأنهما ولدا في السنة الاولى من زواج أبيهما، وأنهما عندما قدما معه إلى مصر كان عمرهما يوما واحدا، فهذا يعني أن والدهما فارص قد تزوج وعمره ثمان سنوات فقط، واستطاع أن ينجب وعمره تسع سنوات. وهذا محال.وهو إحدى عجائب الكتاب المقدس.
ختاما أرجو من القارئ الكريم أن يلحظ أنا قد استخدمنا أحسن الافتراضات، ففرضنا أن عيرا تزوج ثامار وعمره عشر سنوات فقط، وأنه في نفس السنة مات عنها وتزوجها أخوه أونان الذي هو أصغر من بسنة على أحسن تقدير، فعمره حين تزوجها تسع سنوات، كما افترضنا أن أخوهما الصغير شيلة قد صار مؤهلا للزواج خلال سنة واحدة أي وعمره تسع سنوات.
كما افترضنا أخيرا ان الطفلين الذين انجبهما فارص دخلا مصر وعمرهما يوم واحد وأنهما توأم...
(1/256)
فهل أخطأ الروح القدس أم الأنبياء أم كتبة العهد القديم الذين أضافوا إلى الله ما لم يوح به.
وبقي احتمال أخير أن بني إسرائيل كانوا بشرا فوق العادة ، يقدر على النكاح أطفالهم وينجبون وهم مازالوا دون الثامنة من العمر....
ولنا أن نتساءل عن عمر زوجة فارص ، هل كانت أكبر من زوجها أم أصغر منه، ولسوء الحظ فإن الكتاب المقدس لا يبين لنا شيئا عن هذه النقطة....
الاصحاح السابع و الأربعون
شذوذ يعقوب مع ابنه يوسف وفق التوراة
نقرأ فى تكوين 47: 29 طلب يعقوب من يوسف على النحو التالى:
((كنت قد وجدت نعمة في عينيك فضع يدك تحت فخذي و اصنع معي معروفا و امانة لا تدفني في مصر))
رد على كتاب شبهات وهمية
قال المعترض الغير مؤمن: جاء في تكوين 47: 31 أن يعقوب سجد على رأس السرير سرير ولكن جاء في عبرانيين 11: 21 أنه سجد على رأس عصاه .
وللرد نقول بنعمة الله : في الحالتين كان يعقوب عجوزاً ضعيف الجسد وقد كلَّت عيناه. وقد سجد مستنداً على رأس السرير قبل مرضه الأخير (تكوين 48: 1). وقبل أن يسلم الروح سجد مستنداً على رأس عصاه. لا تناقض، فقد كان السجود في مناسبتين مختلفتين.
ـ
بعد الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله:
زعم القس منيس عبد النور أن السجود المذكور فى تكوين 47: 31 و الذى قام بع يعقوب على رأس السرير هو سجود أخر غير السجود المذكور فى عبرانيين 11:21 و بموجبه سجد يعقوب على رأس عصاه
و هذا تبرير ساذج لسببين:
أولا:
(1/257)
أن خبر سجود يعقوب على رأس عصاه هذا لم يرد فى أى موضع من مواضع العهد القديم و لم يذكر إلا سجوده على رأس السرير... ولا يعقل أن يقال بأن هذا خبر علمه بولس بالوحى.. إذ لا فائدة على الإطلاق من أن يوحى الله بهذا الأمر التافه جداً و الذى لا فائدة دينيةولا علمية من وراءه بعد ألاف السنين لشخص مثل بولس بكل ما يحيطبه من اتهامات و بهذه الطريقة التى دفعت اليهود للاعتراض بحق على هذا النص و اتهامه بالتناقض مع الخبر الأصلى فى التوراة .. لاسيما و أن بولس فى هذا الموضع من رسالته للعبرانيين (اليهود) كان يدعوهم لعبادة المسيح بن مريم من دون الله و فى سبيل دعوته أخذ يعظهم بتذكيرهم بأحداث يعلمونها من تاريخم المدون فى التوراة من قبل ..فقال لهم :
بالإيمانِ قَدَّمَ هابيلُ لله ذَبيحَةً أفضَلَ مِنْ ذَبيحةِ قايينَ، وبالإيمانِ شَهِدَ الله لَه أنَّهُ مِنَ الأبرارِ عِندَما رَضِيَ بِقرابينِهِ، وبالإيمانِ ما زالَ يتكَلَّمُ بَعدَ مَوتِهِ.
بالإيمانِ رفَعَ الله أخْنُوخَ إلَيهِ مِنْ غَيرِ أنْ يَرى المَوتَ، فما وجَدَهُ أحدٌ لأنَّ الله رَفعَهُ إلَيهِ. والكِتابُ شَهِدَ لَه قَبلَ رَفْعِهِ بأنَّهُ أرضى الله، 6وبِغَيرِ الإِيمانِ يَستَحيلُ إرضاءُ الله، لأنَّ الذي يتَقَرَّبُ إلى الله يَجِبُ أنْ يُؤمِنَ بأنَّهُ موجودٌ وأنَّهُ يُكافئْ الذينَ يَطلُبونَه.
7بالإيمانِ اَتَّعَظَ نُوحٌ فبَنى فُلْكًا لِخلاصِ أهلِ بَيتِهِ عِندَما أنذَرَهُ الله بِما سيَحدُثُ مِنْ أُمورٍ لا يَراها. وهكذا حكَمَ على العالَمِ وورِثَ البِرَ ثَمَرَةً للإيمانِ.
(1/258)
8بالإيمانِ لبَّى إبراهيمُ دَعوَةَ الله فخَرَجَ إلى بلَدٍ وعَدَهُ الله بِه ميراثًا، خرَجَ وهوَ لا يَعرِفُ إلى أينَ يَذهَبُ. 9وبالإيمانِ نَزَلَ في أرضِ الميعادِ كأنَّهُ في أرضٍ غريبَةٍ، وأقامَ في الخِيامِ معَ إسحقَ ويَعقوبَ شَريكَيهِ في الوَعدِ ذاتِهِ، 10لأنَّهُ كانَ ينتَظِرُ المدينةَ الثابِتَةَ على أُسُسٍ والله مُهَندِسُها وبانيها.
11بالإيمانِ نالَت سارَةُ نَفسُها القُدرَةَ على أنْ تَحبَلَ معَ أنَّها عاقِرٌ جاوَزَتِ السِّنَ، لأنَّها اَعتَبَرَت أنَّ الذي وعَدَ أمينِ، 12فولَدَت مِنْ رَجُلٍ واحدٍ قارَبَ المَوتَ نَسلاً كثيرًا مِثلَ نُجومِ السَّماءِ ولا حَصرَ لَه كالرِّمالِ التي على شاطِئِ البحرِ.
13وفي الإيمانِ ماتَ هَؤُلاءِ كُلُّهُم دونَ أن يَنالوا ما وعَدَ الله بِه، ولكنَّهُم رَأَوهُ وحَيَّوهُ عَنْ بُعدٍ. واعتَرَفوا بأنَّهُم غُرَباءُ نُزَلاءُ في الأرضِ، 14والذينَ يَقولونَ هذا القَولَ يُبَرهِنونَ أنَّهُم يَطلُبونَ وطَنًا. 15ولَو كانوا ذكَروا الوَطنَ الذي خَرَجوا مِنهُ، لكانَ لهُم فُرصَةِ لِلعَودَةِ إلَيهِ. 16ولكنَّهُم كانوا يَشتاقونَ إلى وطَنٍ أفضَلَ مِنهُ، أي إلى الوَطَنِ السَّماوِيِّ. لذلِكَ لا يَستَحي الله أنْ يكونَ إلهَهُم، فهوَ الذي أعدَ لهُم مدينةً.
17بالإيمانِ قَدَّمَ إبراهيمُ اَبنَهُ الوحيدَ إسحقَ ذَبيحةً عِندَما اَمتحَنَهُ الله، قدَّمَهُ وهوَ الذي أعطاهُ الله الوَعدَ 18وقالَ لَه: «بإسحقَ يكونُ لَكَ نَسلٌ«. 19واَعتقَدَ إبراهيمُ أنَّ الله قادِرٌ أنْ يُقيم الأمواتَ. لِذلِكَ عادَ إلَيهِ اَبنُهُ إسحقُ وفي هذا رَمزٌ.
(1/259)
20بالإيمانِ بارَكَ إسحقُ يَعقوبَ وعيسو لِخَيراتِ المُستَقبَلِ. 21وبالإيمانِ بارَكَ يَعقوبُ، لمّا حَضَرَهُ المَوتُ، كُلاُ مِن اَبنَي يوسُفَ وسجَدَ لله وهوَ مُستَنِدٌ إلى طرَفِ عَصاهُ. 22وبالإيمانِ ذكَرَ يوسُفُ عِندَ موتِهِ خُروجَ بَني إِسرائيلَ مِنْ مِصْرَ وأوصى أين يَدفنونَ عِظامَه.
فبولس كان ينقل للقوم ما ورد فى التوراة و يذكرهم به صراحة فلا محل لاقحام أمور جديدة مخالفة لما سبق وروده بهذا الشكل المريب أبداً
ثانياً:
أن الحق فى هذا لمقام هو ما غفل أو تغافل عنه القس من أن بولس كان ينقل الخبر من الترجمة السبعينية و قد اختلفت الترجمة السبعينيىة عن العبرانية فى تحديد الشىء الذى سجد عليه يعقوب ففى حين زعمت العبرانية أنه سجد على رأس السرير نقرأ فى اليونانية أنه سجد على رأس عصاه
31 And he said, Swear to me; and he swore to him. And Israel bowed down, leaning on the top of his staff.
A MODERN ENGLISH TRANSLATION OF THE GREEK SEPTUAGINT
الاصحاح التاسع و الأربعون
رد على كتاب شبهات وهمية
قال المعترض: «في تكوين 49: 5-7 لعن يعقوب ولديه شمعون ولاوي، وقال «آلات ظلمٍ سيوفهما.. بمجمعهما لا تتَّحد كرامتي». وهذا يتناقض مع بركة موسى للاوي في تثنية 33: 8-11 وهي قوله «بارِك يا ربُّ قوَّته وارتضِ بعمل يديه))
وللرد نقول: لعن يعقوب ولديه شمعون ولاوي بسبب أسلوب معاملتهما الخشن لأهل شكيم (تكوين 34: 1-31). وكانت اللعنة أنهما لا يرثان أرضاً وسط إخوتهم، بل يتفرَّق سبطاهما بين سائر الأسباط. وقد حوَّل الله لعنة يعقوب بتشتيت سبط لاوي وسط الأسباط إلى بركة، لأنهم أصبحوا كهنة الله الذين يعلِّمون كل الأسباط شريعة الرب «يعلِّمون يعقوب أحكامك وإسرائيل ناموسك» (تثنية 33: 10). وقال الرب لهارون «لا تنال نصيباً في أرضهم، ولا يكون لك قسم في وسطهم. أنا قِسمُك ونصيبك في وسط بني إسرائيل» (عدد 18: 20)
(1/260)
بعد الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله:
بارك موسى سبط اللاوى
لعن يعقوب سبط اللاوى
فماذا يفعل القمص للجمع بينهم!؟
"وقد حوَّل الله لعنة يعقوب بتشتيت سبط لاوي وسط الأسباط إلى بركة"
النتيجة: اللعنة=البركة
تناقض
هل يجب على سبط يساكر أن يحزن و يغتم أم يفرح و يطمئن ؟!
يحزن و يغتم
لأن يعقوب تنبا ليساكر في تكوين 49: 15 أنه أحني كتفه للحِمل، وصار عبداً للجزية،
يفرح و يطمئن
لأن موسى تنبأ ليساكر فى في تثنية 33: 18، 19 بالفرح في خيامه والاغتراف من فيض البحار والذخائر المطمورة في الرمال؟».
مقارنة بين وصية يعقوب لبنيه عند الموت
فى الكتاب المقدس
تك49: 1 ((و دعا يعقوب بنيه و قال اجتمعوا لانبئكم بما يصيبكم في اخر الايام))
وأخذ يتكلم عن المستقبل ومصير الأمم وهذا ملعون وهذا مبارك و ....الخ
ثم : تك49: 29 ((و اوصاهم و قال لهم انا انضم الى قومي ادفنوني عند ابائي في المغارة التي في حقل عفرون الحثي))
فنرى فى الكتاب المقدس أن هم يعقوب وشغله الشاغل ووصية نبى الله فى آخر حياته هو أن يلعن قوما ويبارك آخرين ويوصيهم أن يدفن مع آبائه.
فى القرآن الكريم
سورة البقرة
أم كنتم شهداء اذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدى قالوا نعبد الهك واله آبائك ابراهيم واسماعيل واسحاق الها واحدا ونحن له مسلمون
فنرى فى القرآن الكريم أن هم يعقوب وشغله الشاغل ووصية نبى الله فى آخر حياته أن يعبد أبنائه الله عزوجل ولا يشركون به شيئا كما كان آبائه.
الاصحاح الخمسون
(1/261)
قال المعترض : جاء في تكوين 50: 13 حمله بنوه إلى أرض كنعان ودفنوه في مغارة حقل المكفيلة , وجاء في يشوع 24: 32 وعظام يوسف التي أصعدها بنو إسرائيل من مصر دفنوها في شكيم في قطعة الحقل التي اشتراها يعقوب من بني حمور أبي شكيم بمئة قسيطة، فصارت لبني يوسف ملكاً , وجاء في أعمال 7: 15 و16 فنزل يعقوب إلى مصر ومات هو وآباؤنا, ونُقلوا إلى شكيم ووُضعوا في القبر الذي اشتراه إبراهيم بثمنٍ فضةٍ من بني حمور أبي شكيم , وفي هذا تناقض, تقول العبارة الواردة في التكوين إن يعقوب دُفن في المقابر التي اشتراها إبراهيم من عفرون الحثي، وأما استفانوس فيقول إن يعقوب دُفن في شكيم, ويقول يشوع إن يوسف دُفن في الأرض التي اشتراها يعقوب في شكيم، بينما استفانوس يقول إن الآباء (أي بني يعقوب الذين منهم يوسف) دُفنوا في القبر الذي اشتراه إبراهيم من بني حمور أبي شكيم ,
وللرد نقول : لا يقول أعمال 7: 15 و16 إن يعقوب من الذين دُفنوا في شكيم، لأن المشار إلى دفنهم هنا لا يدخل ضمنهم يعقوب بصريح اللفظ, ويجوز أن يُستفاد أن المقصود بهذه العبارة دفن بني يعقوب, ويمكننا أن نفهم عددي 15 و16 هكذا: فنزل يعقوب إلى مصر ومات هو وآباؤنا، وهؤلاء الآباء نُقلوا إلى شكيم , وهذا يفيد أن الذين دُفنوا في شكيم هم بنو يعقوب، ولم ترد في الكتاب إشارة أخرى إلى هذا الدفن، كما أنه لم يرد ما ينفيه, ويقول تقليد يهودي إن إخوة يوسف دُفنوا في شكيم حيث استقرت جثته هو أيضاً، وليس هناك ما يحمل على رفض مدلول هذا التقليد .
بعد الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله:
من الواضح أن هناك نصين مختلفين حول تحديد مكان دفن يعقوب عليه السلام فالأول ما جاء في سفر التكوين 50 : 13 وفيه انه حمل ونقل إلى أرض كنعان ودفن في مغارة حقل المكفيلة والنص الثاني الوارد في سفر أعمال الرسل 7 : 15 وفيه أنه نقل ودفن في شكيم .
فجاء رد القس الدكتور حول هذه الجزئية كالتالي :
(1/262)
" لا يقول أعمال 7: 15 و16 إن يعقوب من الذين دُفنوا في شكيم، لأن المشار إلى دفنهم هنا لا يدخل ضمنهم يعقوب بصريح اللفظ, ويجوز أن يُستفاد أن المقصود بهذه العبارة دفن بني يعقوب, ويمكننا أن نفهم عددي 15 و16 هكذا: فنزل يعقوب إلى مصر ومات هو وآباؤنا، وهؤلاء الآباء نُقلوا إلى شكيم , وهذا يفيد أن الذين دُفنوا في شكيم هم بنو يعقوب "
واننا نعجب كل العجب لمثل هذا الزعم من قسنا العجيب من أن النص الوارد في سفر اعمال الرسل لا يقول ان يعقوب من الذين دفنوا في شكيم وكيف أن القس الفاضل يريد أن يلوي أعناق النصوص . فإن الذي يقرأ النص سيجده صريح كل الصراحة في لفظه وكلامه بأن يعقوب هو ممن دفنوا في شكيم ، فإليك أيها القارىء الكريم النص لترى كيف ان القس الدكتور أراد أن يستخف بعقول القراء :
(( فَجَاءَ يَعْقُوبُ وَآبَاؤُنَا إِلَى مِصْرَ، وَأَقَامُوا فِيهَا إِلَى أَنْ مَاتُوا، فَنُقِلُوا إِلَى شَكِيمَ حَيْثُ دُفِنُوا فِي الْقَبْرِ الَّذِي اشْتَرَاهُ إِبْرَاهِيمُ مِنْ قَبِيلَةِ حَمُورَ أَبِي شَكِيمَ بِبَعْضِ الْفِضَّةِ.)) [ ترجمة كتاب الحياة ]
(( فنزل يعقوب إلى مصر ومات هو وآباؤنا, ونُقلوا إلى شكيم ووُضعوا في القبر الذي اشتراه إبراهيم بثمنٍ فضةٍ من بني حمور أبي شكيم )) [ ترجمة الفانديك]
إذن كون يعقوب بحسب النص السالف هو ممن دفنوا في شكيم هو أمر واضح وضوح الشمس في رابعة النهار وهو بكل تأكيد يناقض ما ورد في سفر التكوين من أنه دفن في مغارة حقل المكفيلة امام ممرا التي هي حبرون . والتي دفن فيها ابراهيم زوجته سارة . [ تك 23 : 19]
وللعلم فإن شكيم ، تبعد 31.5 ميلاً شمال أورشليم . وهي تقع في الوادي الأعلى المحاط بجبل عيبال من الشمال ، وجبل جرزيم من الجنوب . وهي تقع في الوادي المنحصر بينهما وتسمى اليوم نابلس . وأما حبرون فانها تقع على بعد 19 ميلاً الي الجنوب الغربي من أورشليم ( قاموس الكتاب المقدس)
(1/263)
كما أنه ما قاله القس الملهم من أن إبراهيم كان قد اشترى قطعة الأرض من بنى شكيم ليبنى عليها مذبحاً ثم هجرها ثم عاد يعقوب بعد نحو مائة سنة فوجد أصحابها الأصليين قد اغتصبوها فاشتراها مرة أخرى ,
فتالله إنى لا أجد أى دليل على كل هذه القصة الطويلة إلا من وحى خيال الدكتور منيس الذى حق له أن يسمى بالعقل المقدس , فهو يحكى لنا قصص لا تقل فى اضافاتها عما يحكيه الكتاب المقدس نفسه, و الحمد لله أنه اعترف بأن لا أثر فى كل التوراة على أن إبراهيم كان قد اشترى أرض من بنى حمور كما زعم استيفانوس , بل النص صريح فى بيان أن يعقوب اشترى أرضاً من أهلها ليُدفن فيها فقال فى يشوع 24:32 (( وعظام يوسف التي أصعدها بنو إسرائيل من مصر دفنوها في شكيم في قطعة الحقل التي اشتراها يعقوب من بني حمور أبي شكيم بمئة قسيطة، فصارت لبني يوسف ملكاً )) فهذا صريح فى أنها لم تصر ملكاً ليعقوب و بنيه إلا عندما اشتراها , فهذه ليست أرضاً مغتصبة, و زعمه بأن استيفانوس كان يتحدث بوحى الروح القدس أو ربما كان يتحدث وفق تقليد يُرده أن استيفانوس لم يكن فى وضع تعليم و هو يحاكم و يدان! بل كان فى وضع تذكير بسير الأنبياء التى ذكرها العهد القديم و طبعاً لم تشتمل على ما قاله من زيادات فضلًا عن كونها زيادات لا فائدة منها لا تاريخية و لا دينية و لن تزيد اليهود إلا يقيناً بجهله و بالتالى كفراً بقوله و هذا هو الحال إلى اليوم فاليهود الذين يتحدث استيفانوس وفق تقاليدهم(على حد زعم عبدالنور) هم أول من ينكر هذه التقاليد المزعومة و الحقيقة أن كل ما حكاه استيفانوس و , أخبر به من تواريخ و أرقام و أحداث يشتمل على أخطاء و يناقض صريح التوراة و قد ذكرها اليهود فى مجمل اعتراضاتهم على العهد الجديد فى مواقعهم(1/264)