الكتاب : مسند أبي يعلى
المؤلف : أحمد بن علي بن المثنى أبو يعلى الموصلي
(210 - 307)
المحقق : إرشاد الحق الأثري
كتب التعليق والحواشي : محمود خليل
الناشر : دار القبلة - جدة
الطبعة : الأولى ، 1408 - 1988
عدد الأجزاء : 6
__________
- الترقيم يتوافق مع طبعة دار المأمون، والصفحات مع طبعة دار القبلة.(1/1)
المجلد الأول
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
أَخبَرنا الحَافِظُ أَبُو القَاسِمِ زَاهِرُ بْنُ طَاهِرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الشَّحَّامِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ أَخبَرنا أَبُو سَعْدٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الجَنْزَرُوذِيُّ، قَالَ: أَخبَرنا أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ الحِيرِيُّ الفَقِيهُ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخبَرنا الإِمَامُ أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ المُثَنَّى المَوْصِلِيُّ بِالمَوْصِلِ، سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِ مِئَةٍ، قَالَ:(1/2)
- مُسْنَدُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
1- حَدَّثنا عَلِيُّ بْنُ الجَعْدِ، حَدَّثنا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، حَدَّثنا عُثْمَانُ بْنُ المُغِيرَةِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ: عَنْ أَسْمَاءِ بْنِ الحَكَمِ الفَزَارِيِّ: عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كُنْتُ إِذَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ حَدِيثًا نَفَعَنِي اللهُ بِمَا شَاءَ مِنْهُ، وَإِذَا حَدَّثَنِي غَيْرِي لَمْ أُصَدِّقْهُ إِلاَّ أَنْ يَحْلِفَ، فَإِذَا حَلَفَ صَدَّقْتُهُ .
وَحَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ، وَصَدَقَ أَبُو بَكْرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُذْنِبُ ذَنْبًا، ثُمَّ يَتَوَضَّأُ وَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، وَيَسْتَغْفِرُ اللهَ إِلاَّ غَفَرَ لَهُ(1/32)
2- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ الزَّهْرَانِيُّ، حَدَّثنا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسِ بْنِ الحَدَثَانِ، عَنْ عُمَرَ، قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا وَلِيُّ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، فَجِئْتَ أَنْتَ وَهَذَا، يَعْنِي العَبَّاسَ وَعَلِيًّا، تَطْلُبُ أَنْتَ مِيرَاثَكَ مِنَ ابْنِ أَخِيكَ، وَيَطْلُبُ هَذَا مِيرَاثَ امْرَأَتِهِ مِنْ أَبِيهَا، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: لاَ نُورَثُ، مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ.(1/32)
3- حَدَّثنا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، حَدَّثنا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثنا مَالِكٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسِ بْنِ الحَدَثَانِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: لاَ نُورَثُ، مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ.(1/33)
4- حَدَّثنا الحَارِثُ بْنُ سُرَيْجٍ أَبُو عُمَرَ، حَدَّثنا سُفيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، حَدَّثنا عَمْرٌو، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسِ بْنِ الحَدَثَانِ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ قَالَ: أَرْسَلَ إِلَيَّ عُمَرُ بَعْدَ مَا مَتَعَ النَّهَارُ، فَأَذِنَ لِي، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ، وَهُوَ عَلَى سَرِيرِ لِيفٍ، مُسْنِدٌ ظَهْرَهُ إِلَى رِمَالِهِ مُتَّكِئٌ عَلَى وِسَادَةٍ مِنْ أَدَمٍ فَقَالَ لِي: يَا مَالِ، إِنَّهُ قَدْ دَفَّ دَافَّةٌ مِنْ قَوْمِكَ وَقَدْ أَمَرْتُ لَهُمْ بِمَالٍ، فَخُذْهُ فَاقْسِمْهُ بَيْنَهُمْ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، مَا لِي عَلَى ذَلِكَ مِنْ قُوَّةٍ، فَلَوْ أَمَرْتَ بِهِ غَيْرِي، فَقَالَ: خُذْهُ فَاقْسِمْهُ فِيهِمْ .
قَالَ: ثُمَّ جَاءَهُ يَرْفَأُ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، هَلْ لَكَ فِي عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَالزُّبَيْرِ وَسَعْدٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَأَذِنَ لَهُمْ فَدَخَلُوا،(1/33)
ثُمَّ جَاءَهُ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، هَلْ لَكَ فِي عَلِيٍّ وَالعَبَّاسِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَدَخَلاَ وَالعَبَّاسُ يَقُولُ: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، اقْضِ بَيْنِي وَبَيْنَ هَذَا،قَالَ سُفيَانُ: وَذَكَرَ كَلاَمًا شَدِيدًا، فَقَالَ القَوْمُ: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، اقْضِ بَيْنَهُمَا، وَأَرِحْ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِنْ صَاحِبِهِ، فَقَالَ لَهُمْ عُمَرُ: أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ الَّذِي بِإِذْنِهِ تَقُومُ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ، أَتَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: لاَ نُورَثُ، مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ؟ قَالُوا: نَعَمْ، فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّ اللهَ خَصَّ رَسُولَهُ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ بِخَاصَّةٍ لَمْ يَخُصَّ بِهَا أَحَدًا غَيْرَهُ، ثُمَّ قَرَأَ الآيَةَ: {مَا أَفَاءَ اللهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلاَ رِكَابٍ} الآيَةَ، قَالَ سُفيَانُ: وَلاَ أَدْرِي قَرَأَ الآيَةَ الَّتِي بَعْدَهَا أَمْ لاَ، قَالَ: فَقَسَمَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ بَيْنَكُمْ أَمْوَالَ بَنِي النَّضِيرِ، فَوَاللَّهِ مَا اسْتَأْثَرَ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَحْرَزَهَا دُونَكُمْ، فَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَأْخُذُ مِنْهُ نَفَقَتَهُ وَنَفَقَةَ عِيَالِهِ لِسَنَتِهِ، وَيَجْعَلُ مَا فَضَلَ فِي الكُرَاعِ وَالسِّلاَحِ، عُدَّةً فِي سَبِيلِ اللهِ، ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: أَنْشُدُكُمْ بِالَّذِي بِإِذْنِهِ تَقُومُ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ، أَتَعْلَمُونَ ذَلِكَ؟ قَالُوا: نَعَمْ(1/34)
ثُمَّ نَشَدَ عَلِيًّا وَالعَبَّاسَ بِمَا نَشَدَ القَوْمَ بِهِ: أَتَعْلَمَانِ ذَلِكَ؟ قَالاَ: نَعَمْ، قَالَ: فَلَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ كَانَ أَبُو بَكْرٍ وَلِيَّ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَجِئْتَ يَا عَبَّاسُ تَطْلُبُ مِيرَاثَكَ مِنَ ابْنِ أَخِيكَ، وَجَاءَ عَلِيٌّ يَطْلُبُ مِيرَاثَ امْرَأَتِهِ مِنْ أَبِيهَا، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: لاَ نُورَثُ، مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ فَرَأَيْتُمَانِي وَاللهُ يَعْلَمُ أَنَّهُ مَضَى بَارًّا رَاشِدًا، مَانِعًا لِلْحَقِّ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ، فَقُلْتُ: أَنَا وَلِيُّ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ وَوَلِيُّ أَبِي بَكْرٍ، فَرَأَيْتُمَانِي وَاللهُ يَعْلَمُ أَنِّي صَادِقٌ بَارٌّ رَاشِدٌ تَابِعٌ لِلْحَقِّ، فَجِئْتُمَانِي وَأَمْرُكُمَا وَاحِدٌ فَسَأَلْتُمَانِي أَنْ أَدْفَعَهَا إِلَيْكُمْ، فَقُلْتُ: إِنْ شِئْتُمَا دَفَعْتُهَا إِلَيْكُمَا عَلَى أَنَّ عَلَيْكُمَا عَهْدَ اللهِ أَنْ تَعْمَلاَ فِيهَا بِالَّذِي كَانَ يَعْمَلُ فِيهَا رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، فَأَخَذْتُمَاهَا بِذَلِكَ، فَقَالَ لَهُمَا: أَكَذَاكَ؟ قَالاَ: نَعَمْ، قَالَ: ثُمَّ جِئْتُمَانِي لأَقْضِيَ بَيْنَكُمَا، وَاللَّهِ لاَ أَقْضِي بَيْنَكُمَا بِغَيْرِ ذَلِكَ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ، فَإِنْ عَجَزْتُمَا فَرُدَّاهَا إِلَيَّ(1/35)
5- حَدَّثنا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَيَّانَ، أَخبَرنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الوَارِثِ، أَخبَرنا عَبْدُ العَزِيزِ الأَنْدَرَاوَرْدِيُّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلِمَ، عَنْ أَبِيهِ ؛ أَنَّ عُمَرَ اطَّلَعَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَهُوَ يَمُدُّ لِسَانَهُ، فَقَالَ: مَا تَصْنَعُ يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللهِ؟ فَقَالَ: إِنَّ هَذَا أَوْرَدَنِي المَوَارِدَ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: لَيْسَ شَيْءٌ مِنَ الجَسَدِ، إِلاَّ وَهُوَ يَشْكُو ذَرَبَ اللِّسَانِ.(1/35)
6- حَدَّثنا سُوَيْدٌ، أَخبَرنا الوَلِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنِي سَالِمٌ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ، يُحَدِّثُ أَنَّ عُمَرَ، لَمَّا تَأَيَّمَتْ حَفْصَةُ مِنَ ابْنِ حُذَافَةَ، قَالَ عُمَرُ: لَقِيتُ عُثْمَانَ فَعَرَضْتُ عَلَيْهِ حَفْصَةَ، قَالَ: سَأَنْظُرُ فِي أَمْرِي، فَلَبِثْتُ لَيَالِيَ ثُمَّ لَقِيَنِي، فَقَالَ: قَدْ بَدَا لِي أَنْ لاَ أَتَزَوَّجَ يَوْمِي هَذَا، قَالَ عُمَرُ: فَلَقِيتُ أَبَا بَكْرٍ، فَقُلْتُ: أُنْكِحُكَ حَفْصَةَ فَلَمْ يَرْجِعْ إِلَيَّ شَيْئًا، فَكُنْتُ عَلَيْهِ أَوْجَدَ مِنِّي عَلَى عُثْمَانَ، فَلَبِثْتُ لَيَالِيَ ثُمَّ خَطَبَهَا رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، فَأَنْكَحْتُهُ إِيَّاهَا، فَلَقِيَنِي أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ: لَعَلَّكَ وَجَدْتَ عَلَيَّ حِينَ عَرَضْتَ حَفْصَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: لَمْ يَمْنَعْنِي أَنْ أَرْجِعَ إِلَيْكَ إِلاَّ أَنَّنِي كُنْتُ عَلِمْتُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ ذَكَرَهَا، فَلَمْ أَكُنْ لأُفْشِيَ سِرَّ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، وَلَوْ تَرَكَهَا قَبِلْتُهَا، قَالَ عُمَرُ: فَشَكَوْتُ عُثْمَانَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: تَزَوَّجَ حَفْصَةَ خَيْرٌ مِنْ عُثْمَانَ، وَتَزَوَّجَ عُثْمَانُ خَيْرًا مِنْ حَفْصَةَ فَزَوَّجَهُ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ ابْنَتَهُ(1/36)
7- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، أَخبَرنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخبَرنا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخبَرنا سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ، حِينَ تَأَيَّمَتْ حَفْصَةُ بِنْتُ عُمَرَ مِنْ خُنَيْسِ بْنِ حُذَافَةَ السَّهْمِيِّ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، قَالَ عُمَرُ: أَتَيْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ فَعَرَضْتُ عَلَيْهِ حَفْصَةَ بِنْتَ عُمَرَ، قَالَ: قُلْتُ: إِنْ شِئْتَ أَنْكَحْتُكَ حَفْصَةَ، فَقَالَ: سَأَنْظُرُ فِي أَمْرِي، فَلَبِثْتُ لَيَالِيَ، ثُمَّ لَقِيَنِي فَقَالَ: قَدْ بَدَا لِي أَنْ لاَ أَتَزَوَّجَ يَوْمِي هَذَا، قَالَ عُمَرُ: فَلَقِيتُ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ، فَقُلْتُ لَهُ: إِنْ شِئْتَ زَوَّجْتُكَ حَفْصَةَ بِنْتَ عُمَرَ، فَصَمَتَ أَبُو بَكْرٍ فَلَمْ يَرْجِعْ إِلَيَّ شَيْئًا، فَكُنْتُ عَلَيْهِ أَوْجَدَ مِنِّي عَلَى عُثْمَانَ، فَلَبِثْتُ أَيَّامًا ثُمَّ خَطَبَهَا رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، فَأَنْكَحْتُهَا إِيَّاهُ، فَلَقِيَنِي أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ: لَعَلَّكَ وَجَدْتَ عَلَيَّ حِينَ عَرَضْتَ عَلَيَّ حَفْصَةَ، فَلَمْ أَرْجِعْ إِلَيْكَ شَيْئًا، قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فَإِنَّهُ لَمْ يَمْنَعْنِي أَنْ أَرْجِعَ إِلَيْكَ فِيمَا عَرَضْتَ عَلَيَّ، إِلاَّ أَنِّي قَدْ كُنْتُ عَلِمْتُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَدْ ذَكَرَهَا، فَلَمْ أَكُنْ أُفْشِي سِرَّ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، وَلَوْ تَرَكَهَا رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ لَقَبِلْتُهَا(1/37)
8- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثنا سُلَيْمُ بْنُ حَيَّانَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحِمْيَرِيِّ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ، قَالَ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ، قَامَ خَطِيبًا فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَامَ فِينَا عَامَ أَوَّلَ فَقَالَ: إِنَّهُ لَمْ يُقْسَمْ بَيْنَ النَّاسِ شَيْءٌ أَفْضَلُ مِنَ المُعَافَاةِ بَعْدَ اليَقِينِ، أَلاَ إِنَّ الصِّدْقَ وَالبِرَّ فِي الجَنَّةِ، أَلاَ إِنَّ الكَذِبَ وَالفُجُورَ فِي النَّارِ.(1/37)
9- حَدَّثنا مَسْرُوقُ بْنُ المَرْزُبَانِ الكُوفِيُّ، قَالَ: أَخبَرنا عَبْدُ السَّلاَمِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بِشْرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المُسَيَّبِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، قَالَ: لَمَّا قُبِضَ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ وُسْوِسَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَكُنْتُ فِيمَنْ وُسْوِسَ، قَالَ: فَمَرَّ عُمَرُ عَلَيَّ فَسَلَّمَ عَلَيَّ فَلَمْ أَرُدَّ عَلَيْهِ، فَشَكَانِي إِلَى أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: فَجَاءَنَا فَقَالَ لِي: سَلَّمَ عَلَيْكَ أَخُوكَ فَلَمْ تَرُدَّ عَلَيْهِ قَالَ: قُلْتُ: مَا عَلِمْتُ بِتَسْلِيمِهِ، وَإِنِّي عَنْ ذَاكَ فِي شُغُلٍ، قَالَ: وَلِمَ؟ قُلْتُ: قُبِضَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ وَلَمْ أَسْأَلْهُ عَنْ نَجَاةِ هَذَا الأَمْرِ، قَالَ: فَقَدْ سَأَلْتُهُ، قَالَ: فَقُمْتُ إِلَيْهِ فَاعْتَنَقْتُهُ، قَالَ: قُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، أَنْتَ أَحَقُّ بِذَلِكَ، قَالَ: قَدْ سَأَلْتُهُ فَقَالَ: مَنْ قَبِلَ الكَلِمَةَ الَّتِي عَرَضْتُهَا عَلَى عَمِّي فَهِيَ لَهُ نَجَاةٌ(1/38)
10- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثنا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ، مِنَ الأَنْصَارِ، مِنْ أَهْلِ الفِقْهِ، غَيْرُ مُتَّهَمٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ يُحَدِّثُ: أَنَّ رِجَالاً مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ حِينَ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ حَزِنُوا عَلَيْهِ، حَتَّى كَادَ بَعْضُهُمْ أَنْ يُوَسْوَسَ، فَقَالَ عُثْمَانُ: فَكُنْتُ مِنْهُمْ، فَبَيْنَا أَنَا جَالِسٌ فِي ظِلِّ أُطُمٍ، مَرَّ عَلَيَّ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ، فَسَلَّمَ عَلَيَّ فَلَمْ أَشْعُرْ أَنَّهُ مَرَّ وَلاَ سَلَّمَ، فَانْطَلَقَ عُمَرُ حَتَّى دَخَلَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ: أَلاَ أَعْجَبَكَ مَرَرْتُ عَلَى عُثْمَانَ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ السَّلاَمَ، فَأَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، فِي وِلاَيَةِ أَبِي بَكْرٍ، حَتَّى أَتَيَا فَسَلَّمَا جَمِيعًا، ثُمَّ قَالَ أَبُو بَكْرٍ: جَاءَنِي أَخُوكَ عُمَرُ، فَزَعَمَ أَنَّهُ مَرَّ عَلَيْكَ فَسَلَّمَ، فَلَمْ تَرُدَّ عَلَيْهِ السَّلاَمَ، فَمَا الَّذِي حَمَلَكَ عَلَى ذَلِكَ؟فَقُلْتُ: مَا فَعَلْتُ، قَالَ عُمَرُ: بَلَى، وَلَكِنَّهَا عُبِّيَّتُكُمْ يَا بَنِي أُمَيَّةَ، قَالَ عُثْمَانُ: فَقُلْتُ: وَاللَّهِ مَا شَعَرْتُ بِأَنَّكَ مَرَرْتَ وَلاَ سَلَّمْتَ، قَالَ: فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: صَدَقَ عُثْمَانُ، وَقَدْ شَغَلَكَ عَنْ ذَلِكَ أَمْرٌ؟ قَالَ: قُلْتُ: أَجَلْ، قَالَ: فَمَا هُوَ؟ قَالَ عُثْمَانُ: قُلْتُ: تَوَفَّى اللهُ نَبِيَّهُ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَبْلَ أَنْ أَسْأَلَهُ عَنْ نَجَاةِ هَذَا الأَمْرِ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: قَدْ سَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ، قَالَ عُثْمَانُ: فَقُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، أَنْتَ أَحَقُّ بِهَا، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا نَجَاةُ هَذَا الأَمْرِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: مَنْ قَبِلَ مِنِّي الكَلِمَةَ الَّتِي عَرَضْتُ عَلَى عَمِّي فَرَدَّهَا، فَهِيَ لَهُ نَجَاةٌ(1/39)
11- حَدَّثنا عَبْدُ الوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ أَبُو بَحْرٍ، حَدَّثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ المُغِيرَةِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ الأَسَدِيِّ، عَنْ أَسْمَاءِ بْنِ الحَكَمِ الفَزَارِيِّ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: كُنْتُ امْرَءًا إِذَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ حَدِيثًا نَفَعَنِي اللهُ بِمَا شَاءَ أَنْ يَنْفَعَنِي، وَإِذَا حَدَّثَنِي أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِهِ اسْتَحْلَفْتُهُ، فَإِذَا حَلَفَ لِي صَدَّقْتُهُ، وَإِنَّهُ حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ، وَصَدَقَ أَبُو بَكْرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: أَيُّمَا عَبْدٍ أَذْنَبَ ذَنْبًا فَتَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الوُضُوءَ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى، ثُمَّ اسْتَغْفَرَ اللهَ إِلاَّ غَفَرَ لَه، ثُمَّ قَرَأَ: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ}.(1/40)
12- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا وَكِيعُ بْنُ الجَرَّاحِ، حَدَّثنا مِسْعَرٌ، وَسُفيَانُ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ المُغِيرَةِ الثَّقَفِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ الوَالِبِيِّ، عَنْ أَسْمَاءِ بْنِ الحَكَمِ الفَزَارِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كُنْتُ إِذَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ حَدِيثًا نَفَعَنِي اللهُ بِمَا شَاءَ مِنْهُ، وَإِذَا حَدَّثَنِي عَنْهُ غَيْرُهُ اسْتَحْلَفْتُهُ، فَإِذَا حَلَفَ لِي صَدَّقْتُهُ، وَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ، حَدَّثَنِي، وَصَدَقَ أَبُو بَكْرٍ، أَنَّهُ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: مَا مِنْ أَحَدٍ يُذْنِبُ ذَنْبًا فَيَتَوَضَّأُ فَيُحْسِنُ الوُضُوءَ، قَالَ مِسْعَرٌ: ثُمَّ يُصَلِّي، قَالَ سُفيَانُ: يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ يَسْتَغْفِرُ إِلاَّ غُفِرَ لَهُ(1/40)
13- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ القَوَارِيرِيُّ، حَدَّثنا غُنْدَرٌ، حَدَّثنا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ المُغِيرَةِ الثَّقَفِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ رَبِيعَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي فَزَارَةَ يُقَالُ لَهُ أَسْمَاءُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: كُنْتُ إِذَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ شَيْئًا نَفَعَنِي اللهُ بِمَا شَاءَ أَنْ يَنْفَعَنِي مِنْهُ، فَحَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ، وَصَدَقَ أَبُو بَكْرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: مَا مِنْ عَبْدٍ، قَالَ شُعْبَةُ: أَحْسَبُهُ قَالَ: مُسْلِمٍ يُذْنِبُ ذَنْبًا، ثُمَّ يَتَوَضَّأُ، ثُمَّ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ يَسْتَغْفِرُ اللهَ لِذَلِكَ الذَّنْبِ، إِلاَّ غَفَرَ لَهُ، قَالَ شُعْبَةُ: وَقَرَأَ إِحْدَى هَاتَيْنِ الآيَتَيْنِ: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ}، {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ}.(1/41)
14- حَدَّثنا بِهِ أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ المُغِيرَةِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ رَبِيعَةَ، رَجُلاً مِنْ بَنِي أَسَدٍ، يُحَدِّثُ عَنْ أَسْمَاءٍ، أَوِ ابْنِ أَسْمَاءٍ، مِنْ بَنِي فَزَارَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كُنْتُ إِذَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ حَدِيثًا نَفَعَنِي اللهُ بِمَا شَاءَ أَنْ يَنْفَعَنِي مِنْهُ، وَحَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ، وَصَدَقَ أَبُو بَكْرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوَهُ.(1/41)
15- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ الجُشَمِيُّ، حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثنا سُفيَانُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّوْرِيُّ، حَدَّثنا عُثْمَانُ بْنُ المُغِيرَةِ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: وَحَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، حَدَّثنا سُفيَانُ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ المُغِيرَةِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ أَسْمَاءِ بْنِ الحَكَمِ الفَزَارِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كُنْتُ إِذَا حُدِّثْتُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ حَدِيثًا اسْتَحْلَفْتُ صَاحِبَهِ، فَإِذَا حَلَفَ لِي صَدَّقْتُهُ، فَحَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ، وَصَدَقَ أَبُو بَكْرٍ، أَنَّهُ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: لَيْسَ مِنْ عَبْدٍ يُذْنِبُ ذَنْبًا، فَيَتَوَضَّأُ، وَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، وَيَسْتَغْفِرُ اللهَ، إِلاَّ غَفَرَ لَهُ(1/41)
16- حَدَّثنا أَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ العَلاَءِ: حَدَّثنا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الجُعْفِيِّ، عَنْ زَائِدَةَ: حَدَّثنا عَاصِمُ بْنُ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ مَرَّ بَيْنَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَعَبْدُ اللهِ يُصَلِّي، فَافْتَتَحَ سُورَةَ النِّسَاءِ فَسَنَحَ لَهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَقْرَأَ القُرْآنَ غَضًّا كَمَا أُنْزِلَ فَلْيَقْرَأْهُ قِرَاءَةَ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ ثُمَّ سَأَلَ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: سَلْ تُعْطَهْ، سَلْ تُعْطَهْ فَقَالَ فِيمَا يَسْأَلُ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ إِيمَانًا لاَ يَرْتَدُّ، وَنَعِيمًا لاَ يَنْفَدُ، وَمُرَافَقَةَ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فِي أَعَلَى جَنَّةِ الخُلْدِ، فَأَتَى عُمَرُ عَبْدَ اللهِ لِيُبَشِّرَهُ، فَوَجَدَ أَبَا بَكْرٍ خَارِجًا قَدْ سَبَقَهُ، فَقَالَ: إِنْ فَعَلْتَ، إِنَّكَ لَسَبَّاقٌ بِالخَيْرِ.(1/42)
17- حَدَّثنا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كُنْتُ فِي المَسْجِدِ أُصَلِّي، فَدَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، فَسَحَلْتُ سُورَةَ النِّسَاءِ، فَقَرَأْتُهَا، فَلَمَّا فَرَغْتُ جَلَسْتُ، فَبَدَأْتُ الثَّنَاءَ عَلَى اللهِ، وَالصَّلاَةَ عَلَى النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، ثُمَّ دَعَوْتُ لِنَفْسِي، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: سَلْ تُعْطَ، ثُمَّ قَالَ: مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَقْرَأَ القُرْآنَ غَضًّا فَلْيَقْرَأْهُ كَمَا يَقْرَأُ ابْنُ أُمِّ عَبْدٍ قَالَ: فَرَجَعْتُ إِلَى مَنْزِلِي، فَأَتَانِي أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ: هَلْ تَحْفَظُ مِمَّا كُنْتَ تَدْعُو شَيْئًا؟ قُلْتُ: نَعَمْ، اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ إِيمَانًا لاَ يَرْتَدُّ، وَنَعِيمًا لاَ يَنْفَدُ، وَمُرَافَقَةَ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فِي أَعَلَى جَنَّةِ الخُلْدِ، فَأَتَى عُمَرُ عَبْدَ اللهِ لِيُبَشِّرَهُ، فَوَجَدَ أَبَا بَكْرٍ خَارِجًا قَدْ سَبَقَهُ، فَقَالَ: إِنْ فَعَلْتَ إِنَّكَ لَسَبَّاقٌ بِالخَيْرِ(1/42)
18- حَدَّثنا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثنا عَبْدُ الوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ الجَصَّاصِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عُمَرَ لِغُلاَمِهِ: لاَ تَمُرَّ بِي عَلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ، فَغَفَلَ الغُلاَمُ، فَمَرَّ بِهِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَرَآهُ، فَقَالَ: رَحِمَكَ اللهُ، مَا عَلِمْتُكَ إِلاَّ صَوَّامًا قَوَّامًا، وَصُولاً لِلرَّحِمِ، أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لأَرْجُو مَعَ مَسَاوِئِ مَا قَدْ عَمِلْتَ مِنَ الذُّنُوبِ، أَنْ لاَ يُعَذِّبَكَ، قَالَ مُجَاهِدٌ: ثُمَّ التَفَتَ إِلَيَّ فَقَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ فِي الدُّنْيَا.(1/43)
19- حَدَّثنا الحَسَنُ بْنُ شَبِيبٍ، حَدَّثنا هُشَيْمٌ، حَدَّثنا كَوْثَرُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا نَجَاةُ هَذَا الأَمْرِ الَّذِي نَحْنُ فِيهِ؟ قَالَ: مَنْ شَهِدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، فَهُوَ لَهُ نَجَاةٌ(1/43)
20- حَدَّثنا أَبُو سَعِيدٍ القَوَارِيرِيُّ، حَدَّثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثنا سُفيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: لَمَّا تَأَيَّمَتْ حَفْصَةُ، وَكَانَتْ تَحْتَ خُنَيْسِ بْنِ حُذَافَةَ، أَتَى عُمَرُ أَبَا بَكْرٍ فَعَرَضَهَا عَلَيْهِ، فَسَكَتَ، فَأَتَى عُثْمَانَ فَعَرَضَهَا عَلَيْهِ، فَقَالَ عُثْمَانُ: مَا لِي فِي النِّسَاءِ مِنْ حَاجَةٍ فَإِذَا رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَدْ خَطَبَهَا فَزُوِّجَهَا فَلَقِيَ أَبَا بَكْرٍ، فَقَالَ: إِنِّي كُنْتُ عَرَضْتُ عَلَيْكَ حَفْصَةَ فَسَكَتَّ، فَلأَنَا كُنْتُ عَلَيْكَ أَشَدَّ غَضَبًا مِنِّي عَلَى عُثْمَانَ، وَقَدْ رَدَّنِي، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّهُ قَدْ كَانَ مِنْ أَمْرِهَا ذِكْرٌ، وَلَكِنَّهُ كَانَ سِرًّا، فَكَرِهْتُ أَنْ أُفْضِيَ السِّرَّ.(1/44)
21- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، حَدَّثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، حَدَّثَنِي مَوْلَى ابْنِ سِبَاعٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَأُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللهِ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا} فَقَالَ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: يَا أَبَا بَكْرٍ، أَلاَ أُقرِئُكَ آيَةً أُنْزِلَتْ عَلَيَّ؟ قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: فَأَقْرَأَنِيهَا، قَالَ: فَلاَ أَعْلَمُ إِلاَّ وَأَنِّي وَجَدْتُ انْقِصَامًا فِي ظَهْرِي، حَتَّى تَمَطَّأْتُ لَهَا فِي ظَهْرِي، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: أَمَّا أَنْتَ يَا أَبَا بَكْرٍ وَأَصْحَابُكَ المُؤْمِنُونَ فَتُجْزَوْنَ بِذَلِكَ فِي الدُّنْيَا حَتَّى تَلْقَوُا اللهَ وَلَيْسَتْ لَكُمْ ذُنُوبٌ، وَأَمَّا الآخَرُونَ فَيُجْمَعُ ذَلِكَ لَهُمْ حَتَّى يُجْزَوْا بِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ.(1/44)
22- حَدَّثنا جَعْفَرُ بْنُ مِهْرَانَ السَّبَّاكُ، حَدَّثنا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى السَّامِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا أَرَادُوا أَنْ يَحْفِرُوا لِرَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ وَكَانَ أَبُوعُبَيْدَةَ بْنُ الجَرَّاحِ يَضْرَحُ، يَحْفِرُ، لأَهْلِ مَكَّةَ، وَكَانَ أَبُو طَلْحَةَ زَيْدُ بْنُ سَهْلٍ هُوَ الَّذِي كَانَ يَحْفِرُ لأَهْلِ المَدِينَةِ، وَكَانَ يَلْحَدُ، فَدَعَا العَبَّاسُ رَجُلَيْنِ، فَقَالَ لأَحَدِهِمَا: اذْهَبْ إِلَى أَبِي عُبَيْدَةَ، وَلِلآخَرِ: اذْهَبْ إِلَى أَبِي طَلْحَةَ، اللهُمَّ خِرْ لِرَسُولِكَ، فَوَجَدَ صَاحِبُ أَبِي طَلْحَةَ أَبَا طَلْحَةَ فَجَاءَ بِهِ، فَلَحَدَ لِرَسُولِ اللهِ، فَلَمَّا فُرِغَ مِنْ جِهَازِ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَوْمَ الثُّلاَثَاءِ، وُضِعَ عَلَى سَرِيرِهِ، وَقَدْ كَانَ المُسْلِمُونَ اخْتَلَفُوا فِي دَفْنِهِ، فَقَالَ قَائِلٌ: نَدْفِنُهُ فِي مَسْجِدِهِ، وَقَالَ قَائِلٌ: بَلْ يُدْفَنُ مَعَ أَصْحَابِهِ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: مَا قُبِضَ نَبِيٌّ إِلاَّ دُفِنَ حَيْثُ قُبِضَ، فَرُفِعَ فِرَاشُ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ، فَحُفِرَ لَهُ تَحْتَهُ، ثُمَّ دَعِيَ النَّاسُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يُصَلُّونَ عَلَيْهِ إِرْسَالاً: الرِّجَالُ، حَتَّى إِذَا فُرِغَ مِنْهُمْ، أُدْخِلَ النِّسَاءُ، حَتَّى إِذَا فُرِغَ مِنَ النِّسَاءِ أُدْخِلَ الصِّبْيَانُ، وَلَمْ يَؤُمَّ النَّاسَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَحَدٌ، فَدُفِنَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ مِنْ أَوْسَطِ اللَّيْلِ لَيْلَةَ الأَرْبِعَاءِ(1/45)
23- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثنا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُهُ يَقُولُ: مَا قُبِضَ نَبِيٌّ إِلاَّ دُفِنَ حَيْثُ يُقْبَضُ.(1/46)
24- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا الجَرَّاحُ بْنُ مَخْلَدٍ البَصْرِيُّ أَبُو عَبْدِ اللهِ، حَدَّثنا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثنا حُسَامُ بْنُ مِصَكٍّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ نَهَسَ كَتِفًا، ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ(1/46)
25- حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الطُّوسِيُّ، حَدَّثنا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثنا عَبْدُ السَّلاَمِ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} جَاءَتِ امْرَأَةُ أَبِي لَهَبٍ إِلَى النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ، فَلَمَّا رَآهَا أَبُو بَكْرٍ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهَا امْرَأَةٌ بَذِيئَةٌ، وَأَخَافُ أَنْ تُؤْذِيَكَ، فَلَوْ قُمْتَ؟ قَالَ: إِنَّهَا لَنْ تَرَانِي، فَجَاءَتْ فَقَالَتْ: يَا أَبَا بَكْرٍ، صَاحِبُكَ هَجَانِي، قَالَ: مَا يَقُولُ الشِّعْرَ، قَالَتْ: أَنْتَ عِنْدِي مُصَدَّقٌ، وَانْصَرَفَتْ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَمْ تَرَكَ قَالَ: لَمْ يَزَلْ مَلَكٌ يَسْتُرُنِي مِنْهَا بِجَنَاحَيْهِ.(1/46)
26- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ الأَعْمَشِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ، عَنْ عُمَيْرٍ، مَوْلَى العَبَّاسِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ وَاسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ، خَاصَمَ العَبَّاسُ عَلِيًّا فِي أَشْيَاءَ تَرَكَهَا رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: شَيْءٌ تَرَكَهُ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَلَمْ يُحَرِّكْهُ فَلاَ أُحَرِّكُهُ.(1/47)
27- حَدَّثنا القَوَارِيرِيُّ، حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفيَانَ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَعَائِشَةَ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ قَبَّلَ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ وَهُوَ مَيِّتٌ.(1/47)
28- حَدَّثنا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ، حَدَّثنا خَالِدٌ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللهِ، عَنْ خَالِدٍ يَعْنِي الحَذَّاءَ، عَنْ يُوسُفَ أَبِي يَعْقُوبَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ أَوِ الحَارِثِ، قَالَ: ذُكِرَ ابْنُ الزُّبَيْرِ، فَقَالَ: طَالَمَا حَرَصَ عَلَى الإِمَارَةِ، قُلْتُ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: أُتِيَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ بِلِصٍّ، فَأَمَرَ بِقَتْلِهِ، فَقِيلَ: إِنَّهُ سَرَقَ، قَالَ: اقْطَعُوهُ، ثُمَّ جِيءَ بِهِ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ قَدْ سَرَقَ، وَقَدْ قُطِعَتْ قَوَائِمُهُ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: مَا أَجِدُ لَكَ شَيْئًا إِلاَّ مَا قَضَى فِيكَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَوْمَ أَمْرَ بِقَتْلِكَ، فَإِنَّهُ كَانَ أَعْلَمَ بِكَ، فَأَمَرَ بِقَتْلِهِ أُغَيْلِمَةً مِنْ أَبْنَاءِ المُهَاجِرِينَ، أَنَا فِيهِمْ، قَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: أَمِّرُونِي عَلَيْكُمْ، فَأَمَّرْنَاهُ عَلَيْنَا، فَانْطَلَقْنَا بِهِ إِلَى البَقِيعِ فَقَتَلْنَاهُ.(1/47)
29- حَدَّثنا غَسَّانُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ لَيْثِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الخَيْرِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العَاصِ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ (ح)
30- وَحَدَّثنا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثنا هَاشِمُ بْنُ القَاسِمِ، حَدَّثنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الخَيْرِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي بَكْرٍ (ح)
31- قَالَ: وَحَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ القَوَارِيرِيُّ، حَدَّثنا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ المَلِكِ، وَعَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالاَ: حَدَّثنا اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الخَيْرِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، وَاللَّفْظُ لِحَدِيثِ غَسَّانَ، أَنَّهُ قَالَ لِرَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: عَلِّمْنِي دُعَاءً أَدْعُو بِهِ فِي صَلاَتِي، قَالَ: اللهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا، وَفِي حَدِيثِ القَوَارِيرِيِّ وَحْدَهُ عَنْ عَاصِمٍ: كَبِيرًا، وَلاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ، وَارْحَمْنِي إِنَّكَ أَنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.
قَالَ أَبُو يَعْلَى: قَالَ اللَّيْثُ: عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ.
وَقَالَ عَمْرُو بْنُ الحَارِثِ: عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، وَلَمْ يُجَاوِزْ بِهِ.(1/48)
32- حَدَّثنا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، حَدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الحَارِثِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الخَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ العَاصِ، يَقُولُ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ، قَالَ لِرَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: يَا رَسُولَ اللهِ، عَلِّمْنِي دُعَاءً أَدْعُوا بِهِ فِي صَلاَتِي، وَفِي بَيْتِي، قَالَ: قُلِ اللهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا، وَلاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ، وَارْحَمْنِي إِنَّكَ أَنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.(1/49)
33- حَدَّثنا أَبُو مُوسَى مُحَمَّدُ بْنُ المُثَنَّى، وَأَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، قَالاَ: حَدَّثنا رَوْحٌ، حَدَّثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنِ المُغِيرَةِ بْنِ سُبَيْعٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، وَفِي حَدِيثِ أَبِي مُوسَى، قَالَ: حَدَّثنا رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَنَّ الدَّجَّالَ يَخْرُجُ مِنْ أَرْضٍ قِبَلِ المَشْرِقِ يُقَالَ لَهَا خُرَاسَانُ، يَتْبَعُهُ أَقْوَامٌ كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ المَجَانُّ المُطْرَقَةُ.(1/49)
34- حَدَّثنا أَبُو مُوسَى هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنِي الفَزَارِيُّ، يَعْنِي أَبَا إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَوْذَبٍ (ح)
35- وَحَدَّثنا الدَّوْرَقِيُّ، حَدَّثنا ابْنُ أَبِي غَنِيَّةَ، خَتَنُ أَبِي إِسْحَاقَ، حَدَّثنا أَبُو إِسْحَاقَ الفَزَارِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَوْذَبٍ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنِ المُغِيرَةِ بْنِ سُبَيْعٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ (ح)
36- قَالَ: وَحَدَّثنا الدَّوْرَقِيُّ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنِ المُغِيرَةِ بْنِ سُبَيْعٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، أَنَّهُ مَرِضَ، فَلَمَّا كُشِرَ عَنْهُ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي لَمْ آلُكُمْ نُصْحًا، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: يَخْرُجُ الدَّجَّالُ مِنْ أَرْضٍ بِالمَشْرِقِ يُقَالَ لَهَا خُرَاسَانُ، يَتْبَعُهُ قَوْمٌ كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ المَجَانُّ، وَاللَّفْظُ لِحَدِيثِ ابْنِ كَثِيرٍ، وَلَمْ يُتِمَّهُ هَارُونُ كَمَا أَتَمَّهُ الدَّوْرَقِيُّ.(1/49)
37- حَدَّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنِ الوَلِيدِ بْنِ جُمَيْعٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، قَالَ: أَرْسَلَتْ فَاطِمَةُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَتْ: مَا لَكَ يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ؟ أَنْتَ وَرِثْتَ رَسُولَ اللهِ، أَمْ أَهْلُهُ؟ قَالَ: لاَ بَلْ أَهْلُهُ، قَالَتْ: فَمَا بَالُ سَهْمِ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ؟ قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُهُ يَقُولُ: إِنَّ اللهَ إِذَا أَطْعَمَ نَبِيًّا طُعْمَةً، ثُمَّ قَبَضَهُ إِلَيْهِ جَعَلَهُ لِلَّذِي يَقُومُ بَعْدُ فَرَأَيْتُ، أَنَا بَعْدَهُ، أَنْ أَرُدَّهُ عَلَى المُسْلِمِينَ، قَالَتْ: أَنْتَ وَمَا سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ.(1/50)
38- حَدَّثنا القَوَارِيرِيُّ، حَدَّثنا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ الحَارِثِ، قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، مِنْ صَلاَةِ العَصْرِ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ بِلَيَالٍ، وَعَلِيٌّ يَمْشِي إِلَى جَنْبِهِ، فَمَرَّ بِالحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ وَهُوَ يَلْعَبُ مَعَ الغِلْمَانِ، فَاحْتَمَلَهُ أَبُو بَكْرٍ عَلَى عَاتِقِهِ، وَجَعَلَ يَقُولُ: وَا بِأَبِي شَبِيهُ النَّبِيِّ، لَيْسَ شَبِيهٌ بِعَلِيٍّ قَالَ: وَعَلِيٌّ يَضْحَكُ.(1/51)
39- حَدَّثنا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثنا قَبِيصَةُ، حَدَّثنا سُفيَانُ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ الحَارِثِ، قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ، يَحْمِلُ الحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ وَيَقُولُ: يَا بِأَبِي شَبِيهُ النَّبِيِّ لَيْسَ شَبِيهٌ بِعَلِيٍّ وَعَلِيٌّ مَعَهُ يَبْتَسِمُ.(1/51)
40- حَدَّثنا عَبَّادُ بْنُ مُوسَى الخُتُلِّيُّ، حَدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَأَتَاهُ مَاعِزُ بْنُ مَالِكٍ فَاعْتَرَفَ بِالزِّنَا، فَرَدَّهُ، ثُمَّ عَادَ الثَّانِيَةَ فَرَدَّهُ، ثُمَّ عَادَ الثَّالِثَةَ فَرَدَّهُ، فَقُلْتُ: إِنْ عُدْتَ الرَّابِعَةَ رَجَمَكَ، فَعَادَ الرَّابِعَةَ فَأَمَرَ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ بِحَبْسِهِ، ثُمَّ أَرْسَلَ فَسَأَلَ عَنْهُ قَالُوا: لاَ نَعْلَمُ إِلاَّ خَيْرًا فَأَمَرَ بِرَجْمِهِ(1/51)
41- حَدَّثنا مُوسَى بْنُ حَيَّانَ، حَدَّثنا أَبُو أَحْمَدَ الكُوفِيُّ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ رَدَّ مَاعِزَ بْنَ مَالِكٍ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ.(1/52)
42- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ القَوَارِيرِيُّ، حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ المُبَارَكِ، حَدَّثنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنِ المِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، وَمَرْوَانَ بْنِ الحَكَمِ، قَالاَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ زَمَنَ الحُدَيْبِيَةِ فِي بِضْعَ عَشْرَةَ مِئَةً مِنْ أَصْحَابِهِ، حَتَّى إِذَا كَانُوا بِذِي الحُلَيْفَةِ قَلَّدَ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ الهَدْيَ، وَأَشْعَرَ، وَأَحْرَمَ بِالعُمْرَةِ فَجَاءَ عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيُّ قَالَ: إِنِّي أَرَى أَوْجُهًا خَلِيقًا أَنْ يَفِرُّوا وَيَدَعُوكَ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: مُصَّ بَظْرَ اللاَّتِ، أَنَحْنُ نَفِرُّ وَنَدَعُهُ؟.(1/52)
43- حَدَّثنا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثنا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ أَنَّ عَائِشَةَ، زَوْجَ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَخْبَرَتْهُ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ سَأَلَتْ أَبَا بَكْرٍ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللهِ أَنْ يَقْسِمَ لَهَا مِيرَاثَهَا مِمَّا تَرَكَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، مِمَّا أَفَاءَ اللهُ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهَا أَبُو بَكْرٍ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: لاَ نُورَثُ، مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ(1/52)
44- حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ المُقَدَّمِيُّ، وَمُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَيَّانَ، قَالاَ: حَدَّثنا ابْنُ أَبِي الوَزِيرِ، حَدَّثنا زَنْفَلُ العَرَفِيُّ، يَنْزِلُ عَرَفَةَ، حَدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، وَفِي حَدِيثِ مُوسَى بْنِ حَيَّانَ، كَانَ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ إِذَا أَرَادَ الأَمْرَ يَقُولُ: اللهُمَّ خِرْ لِي، وَاخْتَرْ لِي.(1/53)
45- حَدَّثنا أَبُو مُوسَى الهَرَوِيُّ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: اخْتَلَفُوا فِي دَفْنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ حِينَ قُبِضَ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: لاَ يُقْبَضُ النَّبِيُّ إِلاَّ فِي أَحَبِّ الأَمْكِنَةِ إِلَيْهِ فَقَالَ: ادْفِنُوهُ حَيْثُ قُبِضَ.(1/53)
46- حَدَّثنا مُوسَى بْنُ حَيَّانَ، حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ المَجِيدِ الحَنَفِيُّ، حَدَّثنا مُوسَى بْنُ مَطِيرٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنَ المُشْرِكِينَ حَتَّى اسْتَقْبَلَ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ بِعَوْرَتِهِ يَبُولُ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَيْسَ الرَّجُلُ يَرَانَا؟ قَالَ: لَوْ رَآنَا لَمْ يَسْتَقْبِلْنَا بِعَوْرَتِهِ، يَعْنِي وَهُمَا فِي الغَارِ(1/53)
47- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الحَسَنِ بْنِ أَبِي الحَسَنِ المَخْزُومِيُّ، حَدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلاَلٍ، عَنْ عَبْدِ الحَكِيمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي بَكْرٍ لَمَّا تُوُفِّيَ بُكِيَ عَلَيْهِ، فَخَرَجَ أَبُو بَكْرٍ، إِلَى الرِّجَالِ، فَقَالَ: إِنِّي أَعْتَذِرُ إِلَيْكُمْ مِنْ شَأْنِ أُولاَءِ، إِنَّهُنَّ حَدِيثَاتُ عَهْدٍ بِجَاهِلِيَّةٍ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: إِنَّ المَيِّتَ يُنْضَحُ عَلَيْهِ الحَمِيمُ بِبُكَاءِ الحَيِّ.(1/54)
48- حَدَّثنا القَوَارِيرِيُّ، حَدَّثنا مَرْحُومُ بْنُ عَبْدِ العَزِيزِ، حَدَّثنا أَبُو عِمْرَانَ الجَوْنِيُّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ بَابَنُوسَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ، دَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، بَعْدَ وَفَاتِهِ فَوَضَعَ فَمَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى صُدْغَيْهِ، وَقَالَ: وَانَبِيَّاهُ، وَاخَلِيلاَهُ، وَاصَفِيَّاهُ.(1/54)
49- حَدَّثنا كَامِلُ بْنُ طَلْحَةَ، حَدَّثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثنا أَبُو الأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَوْ أَسْمَاءَ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ، قَامَ مَقَامَ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ مِنَ العَامِ المُقْبِلِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ نَبِيَّكُمْ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ بِالصَّيْفِ عَامَ الأَوَّلِ، فِي مِثْلِ مَقَامِي هَذَا، ثُمَّ فَاضَتْ عَيْنَاهُ، ثُمَّ قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ نَبِيَّكُمْ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فِي الصَّيْفِ عَامَ الأَوَّلِ، فِي مِثْلِ مَقَامِي، ثُمَّ فَاضَتْ عَيْنَاهُ، ثُمَّ قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ نَبِيَّكُمْ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فِي الصَّيْفِ عَامَ الأَوَّلِ، فِي مِثْلِ مَقَامِي هَذَا، ثُمَّ فَاضَتْ عَيْنَاهُ، ثُمَّ قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ نَبِيَّكُمْ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، فِي مِثْلِ مَقَامِي هَذَا، يَقُولُ: سَلُوا اللهَ العَفْوَ وَالعَافِيَةَ، وَالمُعَافَاةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ.(1/54)
50- حَدَّثنا القَوَارِيرِيُّ، حَدَّثنا غُنْدَرٌ، حَدَّثنا مَعْمَرٌ، حَدَّثنا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ، دَخَلَ عَلَيْهَا، وَعِنْدَهَا جَارِيَتَانِ تَضْرِبَانِ بِدُفَّيْنِ، فَانْتَهَرَهُمَا أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: دَعْهُنَّ، فَإِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا.(1/55)
51- حَدَّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الأَسْلَمِيُّ، حَدَّثنا الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ حَبِيبٍ، مَوْلَى عُرْوَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ، قَالَتْ: رَأَيْتُ أَبِي يُصَلِّي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، فَقُلْتُ: يَا أَبَهْ، تُصَلِّي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، وَثِيَابُكَ مَوْضُوعَةٌ؟ فَقَالَ: يَا بُنَيَّةُ إِنَّ آخِرَ صَلاَةٍ صَلاَّهَا رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ خَلْفِي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ(1/55)
52- حَدَّثنا أَبُو مُوسَى إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الهَرَوِيُّ، حَدَّثنا سُفيَانُ، عَنِ الوَلِيدِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنِ ابْنِ تَدْرُسَ، مَوْلَى حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، أَنَّهُمْ قَالُوا لَهَا: مَا أَشَدُّ مَا رَأَيْتَ المُشْرِكِينَ بَلَغُوا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ؟ فَقَالَتْ: كَانَ المُشْرِكُونَ قَعَدُوا فِي المَسْجِدِ يَتَذَاكَرُونَ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ وَمَا يَقُولُ فِي آلِهَتِهِمْ، فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ، إِذْ أَقْبَلَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَقَامُوا إِلَيْهِ بِأَجْمَعِهِمْ، فَأَتَى الصَّرِيخُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَقِيلَ: أَدْرِكْ صَاحِبَكَ: فَخَرَجَ مِنْ عِنْدِنَا وَإِنَّ لَهُ لَغَدَائِرَ أَرْبَعًا، وَهُوَ يَقُولُ: وَيْلَكُمْ: {أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ}؟ فَلَهَوْا عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ وَأَقْبَلُوا عَلَى أَبِي بَكْرٍ، قَالَتْ: فَرَجَعَ إِلَيْنَا أَبُو بَكْرٍ، فَجَعَلَ لاَ يَمَسُّ شَيْئًا مِنْ غَدَائِرِهِ إِلاَّ جَاءَ مَعَهُ، وَهُوَ يَقُولُ: تَبَارَكْتَ يَا ذَا الجِلاَلِ وَالإِكْرَامِ.(1/55)
53- حَدَّثنا أَبُو مُوسَى، حَدَّثنا سُفيَانُ، عَنِ الوَلِيدِ، عَنِ ابْنِ تَدْرُسَ، عَنْ أَسْمَاءَ، قَالَتْ: لَمَّا نَزَلَتْ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ جَاءَتِ العَوْرَاءُ أُمُّ جَمِيلٍ، وَلَهَا وَلْوَلَةٌ، وَفِي يَدِهَا فِهْرٌ، وَهِيَ تَقُولُ: مُذَمَّمٌ أَبَيْنَا، أَوْ أَتَيْنَا، الشَّكُّ مِنْ أَبِي مُوسَى، وَدِينُهُ قَلَيْنَا، وَأَمْرُهُ عَصَيْنَا، وَرَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ جَالِسٌ، وَأَبُو بَكْرٍ إِلَى جَنْبِهِ، أَوْ قَالَ مَعَهُ، قَالَ: فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: لَقَدْ أَقْبَلَتْ هَذِهِ، وَأَنَا أَخَافُ أَنْ تَرَاكَ، فَقَالَ: إِنَّهَا لَنْ تَرَانِي وَقَرَأَ قُرْآنًا اعْتَصَمَ بِهِ: {وَإِذَا قَرَأْتَ القُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا} قَالَ: فَجَاءَتْ حَتَّى قَامَتْ عَلَى أَبِي بَكْرٍ، وَلَمْ تَرَ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، فَقَالَتْ: يَا أَبَا بَكْرٍ، بَلَغَنِي أَنَّ صَاحِبَكَ هَجَانِي، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: لاَ وَرَبِّ هَذَا البَيْتِ مَا هَجَاكِ، فَانْصَرَفَتْ وَهِيَ تَقُولُ: قَدْ عَلِمَتْ قُرَيْشٌ أَنِّي بِنْتُ سَيِّدِهَا(1/56)
54- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ القَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ أَنَّهَا نُفِسَتْ بِذِي الحُلَيْفَةِ، فَسَأَلَ أَبُو بَكْرٍ، النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، فَقَالَ: مُرْهَا فَلْتَغْتَسِلْ وَلْتُهِلَّ .(1/57)
55- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ القَوَارِيرِيُّ، حَدَّثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثنا الكَلْبِيُّ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، قَالَ: خَرَجْتُ بِخَلْخَالَيْنِ أَبِيعُهُمَا، وَكَانَ أَهْلُنَا قَدِ احْتَاجُوا إِلَى نَفَقَةٍ، فَرَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ، فَقَالَ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ: قُلْتُ: احْتَاجَ أَهْلُنَا إِلَى نَفَقَةٍ، فَأَرَدْتُ بَيْعَ هَذَيْنِ الخَلْخَالَيْنِ، قَالَ: وَأَنَا قَدْ خَرَجْتُ بِدُرَيْهِمَاتٍ أُرِيدُ بِهَا فِضَّةً أَجْوَدَ مِنْهَا، قَالَ: فَوَضَعَ الخَلْخَالَيْنِ فِي كِفَّةٍ، وَوَضَعَ الدَّرَاهِمَ فِي كِفَّةٍ، فَرَجَحَ الخَلْخَالاَنِ عَلَى الدَّرَاهِمِ شَيْئًا، فَدَعَا بِمِقْرَاضٍ، قَالَ: فَقُلْتُ: سُبْحَانَ اللهِ هُوَ لَكَ، هُوَ لَكَ، قَالَ: إِنَّكَ إِنْ تَتْرُكْهُ فَإِنَّ اللهَ لاَ يَتْرُكُهُ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: الذَّهَبُ بِالذَّهَبِ مِثْلاً بِمِثْلٍ، وَالفِضَّةُ بِالفِضَّةِ مِثْلاً بِمِثْلٍ، الزَّائِدُ وَالمُزْدَادُ فِي النَّارِ(1/57)
56- حَدَّثنا أَبُو مُوسَى إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الهَرَوِيُّ، حَدَّثنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، حَدَّثنا أَبُو نَعَامَةَ، حَدَّثنا البَرَاءُ بْنُ نَوْفَلٍ، عَنْ وَالاَنَ العَدَوِيِّ، عَنْ حُذَيْفَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، قَالَ: أَصْبَحَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ ذَاتَ يَوْمٍ، فَصَلَّى الغَدَاةَ، ثُمَّ جَلَسَ حَتَّى إِذَا كَانَ مِنَ الضُّحَى، ضَحِكَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، ثُمَّ جَلَسَ مَكَانَهُ حَتَّى صَلَّى الأُولَى، وَالعَصْرَ، وَالمَغْرِبَ، كُلُّ ذَلِكَ لاَ يَتَكَلَّمُ، حَتَّى صَلَّى العِشَاءَ الآخِرَةَ، ثُمَّ قَامَ إِلَى أَهْلِهِ، فَقَالَ النَّاسُ لأَبِي بَكْرٍ: سَلْ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ مَا شَأْنُهُ صَنَعَ اليَوْمَ شَيْئًا لَمْ يَصْنَعْهُ قَطُّ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، عُرِضَ عَلَيَّ مَا هُوَ كَائِنٌ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، فَجُمِعَ الأَوَّلُونَ وَالآخِرُونَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ، فَفُظِعَ النَّاسُ بِذَلِكَ، فَانْطَلَقُوا إِلَى آدَمَ، وَالعَرَقُ يَكَادُ يُلْجِمُهُمْ، فَقَالُوا: يَا آدَمُ أَنْتَ أَبُو البَشَرِ، وَأَنْتَ اصْطَفَاكَ اللهُ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، فَقَالَ: لَقَدْ لَقِيتُ مِثْلَ الَّذِي لَقِيتُمُ، انْطَلِقُوا إِلَى أَبِيكُمْ، بَعْدَ أَبِيكُمْ، إِلَى نُوحٍ، وَإِنَّ اللهَ اصْطَفَى نُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى العَالَمِينَ، قَالَ: فَيَنْطَلِقُونَ إِلَى نُوحٍ، فَيَقُولُونَ: اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، أَنْتَ اصْطَفَاكَ اللهُ، وَاسْتَجَابَ لَكَ فِي(1/57)
دُعَائِكَ، فَلَمْ يَدَعْ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الكَافِرِينَ دَيَّارًا، فَيَقُولُ: لَيْسَ ذَاكُمْ عِنْدِي، انْطَلِقُوا إِلَى مُوسَى، فَإِنَّ اللهَ كَلَّمَهُ تَكْلِيمًا، فَيَقُولُ مُوسَى: لَيْسَ ذَاكُمْ عِنْدِي، وَلَكِنِ انْطَلِقُوا إِلَى عِيسَى، فَإِنَّهُ كَانَ يُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ وَيُحْيِي المَوْتَى، فَيَقُولُ عِيسَى: لَيْسَ ذَاكُمْ عِنْدِي، وَلَكِنِ انْطَلِقُوا إِلَى سَيِّدِ وَلَدِ آدَمَ، فَإِنَّهُ أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الأَرْضُ يَوْمَ القِيَامَةِ، انْطَلِقُوا إِلَى مُحَمَّدٍ يَشْفَعُ لَكُمْ إِلَى رَبِّكُمْ قَالَ: فَيَنْطَلِقُ، فَيُنَادَى جِبْرِيلُ قَالَ: فَيَأْتِي جِبْرِيلُ رَبَّهُ، فَيَقُولُ اللهُ: ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالجَنَّةِ قَالَ: فَيَنْطَلِقُ بِهِ جِبْرِيلُ، فَخَرَّ سَاجِدًا قَدْرَ جُمُعَةٍ، ثُمَّ يَقُولُ اللهُ: يَا مُحَمَّدُ، ارْفَعْ رَأْسَكَ، وَقُلْ تُسْمَعْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ قَالَ: فَيَرْفَعُ رَأْسَهُ، فَإِذَا نَظَرَ إِلَى رَبِّهِ خَرَّ سَاجِدًا قَدْرَ جُمُعَةٍ أُخْرَى، فَيَقُولُ اللهُ: يَا مُحَمَّدُ، ارْفَعْ رَأْسَكَ، وَقُلْ تُسْمَعْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ قَالَ: وَيَقَعُ سَاجِدًا قَالَ: فَيَأْخُذُ جِبْرِيلُ بِضَبْعَيْهِ قَالَ: فَيَفْتَحُ اللهُ عَلَيْهِ مِنَ الدُّعَاءِ شَيْئًا لَمْ يَفْتَحْهُ عَلَى بِشْرٍ قَطُّ قَالَ: فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ، جَعَلْتَنِي سَيِّدَ وَلَدِ آدَمَ وَلاَ فَخْرَ، وَأَوَّلَ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الأَرْضُ يَوْمَ القِيَامَةِ وَلاَ فَخْرَ، حَتَّى إِنَّهُ لَيَرِدُ عَلَيَّ الحَوْضَ أَكْثَرُ مَا بَيْنَ صَنْعَاءَ وَأَيْلَةَ(1/58)
قَالَ: ثُمَّ يُقَالُ: ادْعُوا الصِّدِّيقِينَ فَيَشْفَعُونَ قَالَ: ثُمَّ يُقَالُ: ادْعُوا الأَنْبِيَاءَ قَالَ: فَيَجِيءُ النَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ مَعَهُ العِصَابَةُ، وَالنَّبِيُّ مَعَهُ الخَمْسَةُ وَالسِّتَّةُ، وَالنَّبِيُّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ قَالَ: ثُمَّ يُقَالُ: ادْعُوا الشُّهَدَاءَ قَالَ: فَيَشْفَعُونَ لِمَنْ أَرَادُوا قَالَ: فَإِذَا فَرَغَتِ الشُّهَدَاءُ قَالَ: يَقُولُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: أَنَا أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، أَدْخِلُوا جَنَّتِي مَنْ كَانَ لاَ يُشْرِكُ بِي شَيْئًا قَالَ: فَيَدْخُلُونَ الجَنَّةَ، ثُمَّ يَقُولُ اللهُ: انْظُرُوا إِلَى النَّارِ، هَلْ ثَمَّ أَحَدٌ عَمِلَ خَيْرًا قَطُّ قَالَ: فَيَجِدُونَ فِي النَّارِ رَجُلاً، فَيُقَالُ لَهُ: هَلْ عَمِلْتَ خَيْرًا قَطُّ، قَالَ: لاَ، غَيْرَ أَنِّي كُنْتُ أُسَامِحُ فِي البَيْعِ قَالَ: فَيَقُولُ اللهُ: اسْمَحَا لِعَبْدِي كَمَا سَمَاحُهُ إِلَى عَبِيدِي، ثُمَّ يُخْرَجُ مِنَ النَّارِ قَالَ: وَرَجُلٌ آخَرُ، فَيَقُولُ اللهُ: هَلْ عَمِلْتَ خَيْرًا قَطُّ؟ فَيَقُولُ: لاَ، غَيْرَ أَنِّي قَدْ أَمَرْتُ وَلَدِي إِذَا أَنَا مِتُّ فَأَحْرِقُونِي، ثُمَّ اطْحَنُونِي، حَتَّى إِذَا صِرْتُ مِثْلَ الكُحْلِ، اذْهَبُوا بِي إِلَى البَحْرِ فَاذْرُونِي فِي الرِّيحِ قَالَ: فَقَالَ اللهُ: لِمَ فَعَلْتَ ذَلِكَ؟ قَالَ: مِنْ مَخَافَتِكَ قَالَ: فَيَقُولُ: انْظُرُوا إِلَى مُلْكِ أَعْظَمِ مَلِكٍ فَإِنَّ لَكَ مِثْلَهُ وَعَشْرَ أَمْثَالِهِ قَالَ: فَيَقُولُ: أَتَسْخَرُ بِي، وَأَنْتَ المَلِكُ؟ وَذَلِكَ الَّذِي ضَحِكَتُ مِنْهُ بِالضُّحَى.(1/59)
57- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا إِبْرَاهِيمُ أَبُو إِسْحَاقَ البُنَانِيُّ، حَدَّثنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، حَدَّثنا أَبُو نَعَامَةَ، حَدَّثنا أَبُو هُنَيْدَةَ البَرَاءُ بْنُ نَوْفَلٍ، عَنْ وَالاَنَ العَدَوِيِّ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ اليَمَانِ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: أَصْبَحَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ ذَاتَ يَوْمٍ، ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوَ هَذَا الحَدِيثِ أَوْ قَرِيبًا مِنْهُ.(1/60)
58- حَدَّثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثنا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ} أَخْبَرَنِي لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، إِمَّا حَضَرَ ذَلِكَ حُذَيْفَةُ مِنَ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، وَإِمَّا أَخْبَرَهُ أَبُو بَكْرٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: الشِّرْكُ فِيكُمْ أَخْفَى مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَهَلِ الشِّرْكُ إِلاَّ مَا عُبِدَ مِنْ دُونِ اللهِ، أَوْ دُعِيَ مَعَ اللهِ؟ شَكَّ عَبْدُ المَلَكِ، قَالَ: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا صِدِّيقُ، الشِّرْكُ فِيكُمْ أَخْفَى مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ، أَلاَ أُخْبِرُكَ بِقَوْلٍ يُذْهِبُ صِغَارَهُ وَكِبَارَهُ، أَوْ صَغِيرَهُ وَكَبِيرَهُ، قَالَ: قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: تَقُولُ كُلَّ يَوْمٍ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ: اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لاَ أَعْلَمُ، وَالشِّرْكَ أَنْ يَقُولَ: أَعْطَانِي اللهُ وَفُلاَنٌ، وَالنِّدُّ أَنْ يَقُولَ الإِنْسَانُ: لَوْلاَ فُلاَنٌ قَتَلَنِي فُلاَنٌ.(1/60)
59- حَدَّثنا عَمْرُو بْنُ الحُصَيْنِ، حَدَّثنا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ، عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ (ح)
60- قَالَ: وَحَدَّثنا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَيَّانَ، حَدَّثنا رَوْحُ بْنُ أَسْلَمَ، وَفَهْدٌ، قَالاَ: حَدَّثنا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثنا لَيْثٌ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ، عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: شَهِدْتُ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ مَعَ أَبِي بَكْرٍ، أَوْ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَنَّهُ قَالَ: الشِّرْكُ أَخْفَى فِيكُمْ مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ ثُمَّ قَالَ: أَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى مَا يُذْهِبُ عَنْكَ صَغِيرَ ذَلِكَ وَكَبِيرَهُ؟ قُلِ: اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ مِمَّا لاَ أَعْلَمُ.(1/61)
61- حَدَّثنا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَيَّانَ، حَدَّثنا رَوْحُ بْنُ أَسْلَمَ، وَفَهْدٌ، قَالاَ: حَدَّثنا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثنا لَيْثٌ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ، عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: شَهِدْتُ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ مَعَ أَبِي بَكْرٍ، أَوْ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَنَّهُ قَالَ: الشِّرْكُ أَخْفَى فِيكُمْ مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَهَلِ الشِّرْكُ إِلاَّ مَنْ دَعَا مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: الشِّرْكُ أَخْفَى فِيكُمْ مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ ثُمَّ قَالَ: أَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى مَا يُذْهِبُ عَنْكَ صَغِيرَ ذَلِكَ وَكَبِيرَهُ؟ قُلِ: اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ مِمَّا لاَ أَعْلَمُ.(1/62)
62- حَدَّثنا سُرَيْجٌ، حَدَّثنا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، حَدَّثنا جَعْفَرُ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنِ القَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فِي الغَارِ، فَقَالَ: اللهُمَّ طَعْنًا، وَطَاعُونًا، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَعْلَمُ أَنَّكَ قَدْ سَأَلْتَ مَنَايَا أُمَّتِكَ، فَهَذَا الطَّعْنُ قَدْ عَرَفْنَاهُ، فَمَا الطَّاعُونُ؟ قَالَ: ذَرَبٌ كَالدُّمَّلِ، إِنْ طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ سَتَرَاهُ(1/62)
63- حَدَّثنا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، حَدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثنا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ السَّبَّاقِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: أَرْسَلَ إِلَيَّ أَبُو بَكْرٍ مَقْتَلَ أَهْلِ اليَمَامَةِ، فَجِئْتُ فَإِذَا عُمَرُ عِنْدَهُ، فَذَكَرَ نَحْوًا مِنْ حَدِيثِ العُمَرِيِّ، وَزَادَ فِيهِ بَعْدَ قَوْلِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ: فَأَلْحَقْتُهَا، قَالَ: قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: فَاخْتَلَفُوا يَوْمَئِذٍ فِي التَّابُوتِ، فَقَالَ زَيْدٌ: التَّابُوهُ، وَقَالَ: الرَّهْطُ القُرَشِيُّونَ: التَّابُوتُ، فَرَفَعُوا اخْتِلاَفَهُمْ إِلَى عُثْمَانَ، فَقَالَ: اكْتُبُوهُ فِي التَّابُوتِ بِلِسَانِ قُرَيْشٍ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَكَانَ ابْنُ مَسْعُودٍ قَدْ كَرِهَ أَنْ وَلِيَ زَيْدٌ نَسْخَ المَصَاحِفِ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَحَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ، قَالَ: يَا مَعْشَرَ المُسْلِمِينَ، أُعْزَلُ عَنْ كِتَابِ اللهِ، وَيُوَلاَّهَا رَجُلٌ، وَاللَّهِ لَقَدْ أَسْلَمْتُ وَإِنَّهُ لَفِي صُلْبِ رَجُلٍ كَافِرٍ؟ يُرِيدُ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ، قَالَ: فَلِذَلِكَ قَالَ عَبْدُ اللهِ: يَا أَهْلَ العِرَاقِ، أَوْ يَا أَهْلَ الكُوفَةِ، غُلُّوا المَصَاحِفَ الَّتِي عِنْدَكُمْ وَاكْتُمُوهَا، فَإِنَّ اللهَ يَقُولُ: {وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ القِيَامَةِ}، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: فَبَلَغَنِي أَنَّهُ كَرِهَ هَذَا مِنْ مَقَالَتِهِ رِجَالٌ كَانُوا مِنْ أَفَاضِلِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ.(1/63)
64- حَدَّثنا القَوَارِيرِيُّ، حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ السَّبَّاقِ، أَنَّ زَيْدًا، حَدَّثَهُ قَالَ: أَرْسَلَ أَبُو بَكْرٍ مَقْتَلَ أَهْلِ اليَمَامَةِ، فَإِذَا عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ عِنْدَهُ، فَقَالَ: إِنَّ عُمَرَ أَتَانِي فَقَالَ: إِنَّ القَتْلَ قَدِ اسْتَحَرَّ بِقُرَّاءِ القُرْآنِ يَوْمَ اليَمَامَةِ،
وَإِنِّي لأَخْشَى أَنْ يَسْتَحِرَّ بِالقُرَّاءِ فِي المَوَاطِنِ كُلِّهَا، فَيَذْهَبُ قُرْآنٌ كَثِيرٌ، وَإِنِّي أَرَى أَنْ تَأْمُرَ يُجْمَعُ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: قُلْتُ لِعُمَرَ: كَيْفَ أَفْعَلُ شَيْئًا لَمْ يَفْعَلْهُ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ؟ فَقَالَ عُمَرُ: هُوَ وَاللَّهِ خَيْرٌ، فَلَمْ يَزَلْ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ يُرَاجِعُنِي حَتَّى شَرَحَ اللهُ صَدْرِي لِلَّذِي شَرَحَ لَهُ صَدْرَ عُمَرَ، وَرَأَيْتُ فِيهِ الَّذِي رَآهُ، قَالَ زَيْدٌ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّكَ شَابٌّ، عَاقِلٌ، وَلاَ نَتَّهِمُكَ، وَقَدْ كُنْتَ تَكْتُبُ لِرَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ الوَحْيَ، فَتَتَبَّعِ القُرْآنَ فَاجْمَعْهُ قَالَ: فَوَاللَّهِ لَوْ كَلَّفُونِي نَقْلَ جَبَلٍ مِنَ الجِبَالِ مَا كَانَ أَثْقَلَ عَلَيَّ مِنْ ذَاكَ، قَالَ: قُلْتُ: كَيْفَ تَفْعَلُونَ شَيْئًا لَمْ يَفْعَلْهُ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ؟ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: هُوَ وَاللَّهِ خَيْرٌ، فَلَمْ يَزَلْ يُرَاجِعُنِي فِي ذَلِكَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ حَتَّى شَرَحَ اللهُ صَدْرِي لِلَّذِي شَرَحَ لَهُ صَدْرَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، فَتَتَبَّعْتُ القُرْآنَ أَجْمَعُهُ مِنَ الرِّقَاعِ وَالسَّعَفِ وَالحِجَارَةِ، وَالرِّقَاقِ، وَمَنْ صُدُورِ الرِّجَالِ، فَوَجَدْتُ فِي آخِرِ سُورَةِ التَّوْبَةِ، بَرَاءَةَ، مَعَ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ} إِلَى آخِرِ الآيَةِ.(1/63)
65- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثنا أَبِي، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ السَّبَّاقِ، أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ، حَدَّثَهُ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ، قَالَ: إِنَّكَ رَجُلٌ شَابٌّ عَاقِلٌ، وَلاَ نَتَّهِمُكَ، قَدْ كُنْتَ تَكْتُبُ الوَحْيَ لِرَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، فَتَتَبَّعِ القُرْآنَ فَاجْمَعْهُ(1/64)
66- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثنا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثنا هَمَّامٌ، حَدَّثنا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ، حَدَّثَهُ قَالَ: قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، وَنَحْنُ بِالغَارِ: لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ يَنْظُرُ إِلَى تَحْتِ قَدَمَيْهِ لأَبْصَرَنَا تَحْتَ قَدَمَيْهِ، قَالَ: فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ، مَا ظَنُّكَ بِاثْنَيْنِ اللهُ ثَالِثُهُمَا؟.(1/64)
67- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا حَبَّانُ بْنُ هِلاَلٍ، حَدَّثنا هَمَّامٌ، عَنْ ثَابِتٍ، حَدَّثنا أَنَسٌ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ، حَدَّثَهُ قَالَ: نَظَرْتُ إِلَى أَقْدَامِ المُشْرِكِينَ عَلَى رُؤُوسِنَا، وَنَحْنُ فِي الغَارِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ نَظَرَ إِلَى قَدَمَيْهِ أَبْصَرَنَا تَحْتَ قَدَمَيْهِ، فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ، مَا ظَنُّكَ بِاثْنَيْنِ اللهُ ثَالِثُهُمَا.(1/65)
68- حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي سَمِينَةَ البَصْرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ المُثَنَّى، قَالاَ: حَدَّثنا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الكِلاَبِيُّ، حَدَّثنا عِمْرَانُ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ لأَبِي بَكْرٍ، فِي الرِّدَّةِ: أَلَمْ يَقُلْ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، فَإِذَا قَالُوهَا عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلاَّ بِحَقِّهَا وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللهِ؟ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: وَفِي حَدِيثِ ابْنِ أَبِي سَمِينَةَ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَيُقِيمُوا الصَّلاَةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ، وَاللَّهِ لَوْ مَنَعُونِي عِقَالاً لَقَاتَلْتُهُمْ عَلَيْهِ حَتَّى تَلْحَقَ نَفْسِي بِاللَّهِ، قَالَ عُمَرُ: فَلَمَّا رَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ قَدْ عَزَمَ عَلَى ذَلِكَ عَلِمْتُ أَنَّهُ الحَقُّ(1/65)
69- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الكِلاَبِيُّ، حَدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ المُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ لِعُمَرَ: انْطَلِقْ بِنَا إِلَى أُمِّ أَيْمَنَ نَزُورُهَا كَمَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَزُورُهَا فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَيْهَا بَكَتْ، فَقَالاَ لَهَا: مَا يُبْكِيكِ؟ مَا عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ لِرَسُولِهِ، قَالَ: فَقَالَتْ: مَا أَبْكِي أَنْ لاَ أَكُونَ أَعْلَمُ أَنَّ مَا عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ لِرَسُولِهِ، وَلَكِنْ أَبْكِي أَنَّ الوَحْيَ انْقَطَعَ مِنَ السَّمَاءِ، قَالَ: فَهَيَّجَتْهُمَا عَلَى البُكَاءِ، فَجَعَلاَ يَبْكِيَانِ مَعَهَا.(1/66)
70- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثنا زَائِدَةُ بْنُ أَبِي الرُّقَادِ، حَدَّثَنِي زِيَادٌ النُّمَيْرِيُّ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ دَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ وَهُوَ كَئِيبٌ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: مَالِي أَرَاكَ كَئِيبًا؟ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عَمٍّ لِيَ البَارِحَةَ فُلاَنٍ، وَهُوَ يَكِيدُ بِنَفْسِهِ، قَالَ: فَهَلاَّ لَقَّنْتَهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ؟ قَالَ: قَدْ فَعَلْتُ، يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: فَقَالَهَا؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: وَجَبَتْ لَهُ الجَنَّةُ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ هِيَ لِلأَحْيَاءِ؟ قَالَ: هِيَ أَهْدَمُ لِذُنُوبِهِمْ، هِيَ أَهْدَمُ لِذُنُوبِهِمْ(1/66)
71- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ القَوَارِيرِيُّ، حَدَّثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثنا يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي ابْنُ السَّبَّاقِ، أَخْبَرَنِي زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ أَرْسَلَ إِلَيْهِ مَقْتَلَ أَهْلِ اليَمَامَةِ، قَالَ: فَأَتَيْتُهُ، فَإِذَا عُمَرُ عِنْدَهُ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّ عُمَرَ أَتَانِي فَقَالَ: إِنَّ القَتْلَ قَدِ اسْتَحَرَّ بِأَهْلِ اليَمَامَةِ مِنْ قُرَّاءِ القُرْآنِ، أَوِ النَّاسِ شَكَّ أَبُو يَعْلَى، فَأَنَا أَخْشَى أَنْ يَسْتَحِرَّ القَتْلُ فِي المَوَاطِنِ كُلِّهَا فَيَذْهَبَ كَثِيرٌ مِنَ القُرْآنِ لاَ يُوعَى، وَإِنِّي أَرَى أَنْ تَأْمُرَ بِجَمْعِ القُرْآنِ، قُلْتُ لِعُمَرَ: كَيْفَ أَفْعَلُ شَيْئًا لَمْ يَفْعَلْهُ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ؟ فَقَالَ عُمَرُ: هُوَ وَاللَّهِ خَيْرٌ، فَلَمْ يَزَلْ يُرَاجِعُنِي فِي ذَلِكَ حَتَّى شَرَحَ اللهُ صَدْرِي، وَرَأَيْتُ فِيهِ الَّذِي رَأَى عُمَرُ، فَقَالَ زَيْدٌ: وَعُمَرُ عِنْدَهُ جَالِسٌ لاَ يَتَكَلَّمُ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّكَ لَشَابٌّ، عَاقِلٌ، وَلاَ نَتَّهِمُكَ، وَكُنْتَ تَكْتُبُ الوَحْيَ لِرَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، فَاتَّبِعِ القُرْآنَ فَاجْمَعْهُ، قَالَ زَيْدٌ: فَوَاللَّهِ لَوْ كَلَّفُونِي نَقْلَ جَبَلٍ مِنَ الجِبَالِ مَا كَانَ أَثْقَلَ عَلَيَّ مِمَّا أَمَرَنِي بِهِ مِنْ جَمْعِ القُرْآنِ، فَقُلْتُ: كَيْفَ تَفْعَلُونَ شَيْئًا لَمْ يَفْعَلْهُ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ؟ قَالَ: هُوَ وَاللَّهِ خَيْرٌ، فَلَمْ يَزَلْ يُرَاجِعُنِي حَتَّى شَرَحَ اللهُ صَدْرِي بِالَّذِي شَرَحَ بِهِ صَدْرَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، فَجَمَعْتُ القُرْآنَ أَتَتَبَّعُهُ مِنَ الرِّقَاعِ وَالأَكْتَافِ وَصُدُورِ الرِّجَالِ، حَتَّى وَجَدْتُ آخِرَ سُورَةِ التَّوْبَةِ مَعَ خُزَيْمَةَ الأَنْصَارِيِّ، لَمْ أَجِدْهَا مَعَ أَحَدٍ غَيْرِهِ {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ} إِلَى آخِرِ الآيَةِ، فَكَانَتِ المَصَاحِفُ الَّتِي جَمَعْنَا فِيهَا القُرْآنَ عِنْدَ أَبِي بَكْرٍ حَيَاتَهُ، حَتَّى تَوَفَّاهُ اللهُ، ثُمَّ عِنْدَ عُمَرَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللهُ، ثُمَّ عِنْدَ حَفْصَةَ(1/66)
72- حَدَّثنا العَبَّاسُ بْنُ الوَلِيدِ النَّرْسِيُّ، حَدَّثنا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعُمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ قَيْسٍ، يُحَدِّثُ قَالَ: قَدِمَ عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ، عَلَى مُعَاوِيَةَ، وَهُوَ بِإِيلِيَاءَ فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ خَرَجَ، فَطُلِبَ فَلَمْ يُوجَدْ، أَوْ قَالَ: طَلَبْنَاهُ فَلَمْ نَجِدْهُ، فَاتَّبَعْنَاهُ، فَإِذَا هُوَ يُصَلِّي بِبِرَازٍ مِنَ الأَرْضِ، قَالَ: فَقَالَ: مَا جَاءَ بِكُمْ؟ قَالُوا: جِئْنَا لِنُحْدِثَ بِكَ عَهْدًا، أَوْ نَقْضِيَ مِنْ حَقِّكَ، قَالَ: فَعِنْدِي جَائِزَتُكُمْ، كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فِي سَفَرٍ، وَكَانَ عَلَى كُلِّ رَجُلٍ مِنَّا رِعَايَةُ الإِبِلِ يَوْمًا، فَكَانَ يَوْمِي الَّذِي أَرْعَى فِيهِ، قَالَ: فَرَوَّحْتُ الإِبِلَ، فَانْتَهَيْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ وَقَدْ أَطَافَ بِهِ أَصْحَابُهُ، وَهُوَ يُحَدِّثُ، قَالَ: فَأَهْمَلْتُ الإِبِلَ وَتَوَجَّهْتُ نَحْوَهُ فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهِ وَهُوَ يَقُولُ: مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الوُضُوءَ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ يُرِيدُ بِهِمَا وَجْهَ اللهِ، غَفَرَ اللهُ لَهُ مَا كَانَ قَبْلَهُمَا، فَقُلْتُ: اللهُ أَكْبَرُ، قَالَ: فَضَرَبَ رَجُلٌ عَلَى كَتِفِي، فَالتَفَتُّ، فَإِذَا أَبُو بَكْرٍ، قَالَ: يَا ابْنَ عَامِرٍ، مَا كَانَ قَبْلَهَا أَفْضَلَ قُلْتُ: مَا كَانَ قَبْلَهَا؟ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: مَنْ شَهِدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ يُصَدِّقُ قَلْبُهُ لِسَانَهُ دَخَلَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الجَنَّةِ شَاءَ.(1/67)
73- حَدَّثنا عَمْرُو بْنُ مَالِكٍ، حَدَّثنا جَارِيَةُ بْنُ هَرِمٍ الفُقَيْمِيُّ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ دَارِمٍ، حَدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ بُسْرٍ الحُبْرَانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا كَبْشَةَ الأَنْمَارِيَّ، وَكَانَ لَهُ صُحْبَةٌ يُحَدِّثُ: عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، أَوْ رَدَّ شَيْئًا أَمَرْتُ بِهِ، فَلْيَتَبَوَّأْ بَيْتًا فِي جَهَنَّمَ(1/68)
74- حَدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ الوَكِيعِيُّ، حَدَّثنا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الجُعْفِيُّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَامَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى المِنْبَرِ فَقَالَ: قَدْ عَلِمْتُمْ مَا قَامَ بِهِ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ عَامَ الأَوَّلِ، ثُمَّ بَكَى، ثُمَّ أَعَادَهَا، ثُمَّ بَكَى، ثُمَّ أَعَادَهَا، ثُمَّ بَكَى، قَالَ: إِنَّ النَّاسَ لَمْ يُعْطُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا شَيْئًا أَفْضَلَ مِنَ العَفْوِ وَالعَافِيَةِ، فَسَلُوهُمَا اللهَ.(1/69)
75- حَدَّثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الطَّالقَانِيُّ، حَدَّثنا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الجُعْفِيُّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، قَالَ: قَامَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ، عَلَى المِنْبَرِ فَخَطَبَ فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَامَ فِينَا عَامَ الأَوَّلِ عَلَى هَذَا المِنْبَرِ، فِي مِثْلِ هَذَا اليَوْمِ، فِي مِثْلِ هَذَا الشَّهْرِ، قَالَ: ثُمَّ بَكَى، فَقَالَ: سَلُوا اللهَ العَفْوَ وَالعَافِيَةَ(1/69)
76- حَدَّثنا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، حَدَّثنا فُلَيْحٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ بَعَثَ فِي الحَجَّةِ الَّتِي أَمَّرَهُ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ عَلَيْهَا قَبْلَ حَجَّةِ الوَدَاعِ فِي يَوْمِ النَّحْرِ، فِي رَهْطٍ يُؤَذِّنُ فِي النَّاسِ أَنْ لاَ يَحُجَّ بَعْدَ العَامِ مُشْرِكٌ، وَلاَ يَطُوفَنَّ بِالبَيْتِ عُرْيَانُ.(1/69)
77- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثنا هُشَيْمٌ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، عَلِّمْنِي كَلِمَاتٍ أَقُولُهَا إِذَا أَصْبَحْتُ، وَإِذَا أَمْسَيْتُ، قَالَ: قُلِ: اللهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، عَالِمَ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، أَنْتَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَمَلِيكُهُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي وَشَرِّ الشَّيْطَانِ وَشِرْكِهِ، قُلْهَا إِذَا أَصْبَحْتَ، وَإِذَا أَمْسَيْتَ، وَإِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ(1/70)
78- حَدَّثنا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، حَدَّثنا المُحَارِبِيُّ، حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ، قَالَ: فَاتَنِي العَشَاءُ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَأَتَيْتُ أَهْلِي، فَقُلْتُ: هَلْ عِنْدَكُمْ عَشَاءٌ؟ قَالُوا: لاَ وَاللَّهِ مَا عِنْدَنَا عَشَاءٌ، فَاضْطَجَعْتُ عَلَى فِرَاشِي فَلَمْ يَأْتِنِي النَّوْمُ مِنَ الجُوعِ، فَقُلْتُ: لَوْ خَرَجْتُ إِلَى المَسْجِدِ فَصَلَّيْتُ وَتَعَلَّلْتُ حَتَّى أُصْبِحَ، فَخَرَجْتُ إِلَى المَسْجِدِ فَصَلَّيْتُ مَا شَاءَ اللهُ، ثُمَّ تَسَانَدْتُ إِلَى نَاحِيَةِ المَسْجِدِ كَذَلِكَ، إِذْ طَلَعَ عَلَيَّ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ قُلْتُ: أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَ: مَا أَخْرَجَكَ هَذِهِ السَّاعَةَ؟ فَقَصَصْتُ عَلَيْهِ القِصَّةَ، فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا أَخْرَجَنِي إِلاَّ الَّذِي أَخْرَجَكَ، فَجَلَسَ إِلَى جَنْبِي، فَبَيْنَمَا نَحْنُ كَذَلِكَ، إِذْ خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَأَنْكَرَنَا، فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ فَبَادَرَنِي عُمَرُ فَقَالَ: هَذَا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، فَقَالَ: مَا أَخْرَجَكُمَا هَذِهِ السَّاعَةَ؟ فَقَالَ عُمَرُ: خَرَجْتُ فَدَخَلْتُ المَسْجِدَ، فَرَأَيْتُ سَوَادَ أَبِي بَكْرٍ فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: أَبُو بَكْرٍ، فَقُلْتُ: مَا أَخْرَجَكَ هَذِهِ السَّاعَةَ؟ فَذَكَرَ الَّذِي كَانَ، فَقُلْتُ: وَأَنَا وَاللَّهِ مَا أَخْرَجَنِي إِلاَّ الَّذِي أَخْرَجَكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: وَأَنَا وَاللَّهِ مَا أَخْرَجَنِي إِلاَّ الَّذِي أَخْرَجَكُمَا،(1/70)
فَانْطَلِقُوا بِنَا إِلَى الوَاقِفِيِّ أَبِي الهَيْثَمِ بْنِ التَّيِّهَانِ فَلَعَلَّنَا نَجْدُ عِنْدَهُ شَيْئًا يُطْعِمُنَا فَخَرَجْنَا نَمْشِي فَانْتَهَيْنَا إِلَى الحَائِطِ فِي القَمَرِ، فَقَرَعْنَا البَابَ، فَقَالَتِ المَرْأَةُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ عُمَرُ: هَذَا رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، فَفَتَحَتْ لَنَا، فَدَخَلْنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: أَيْنَ زَوْجُكِ؟ قَالَتْ: ذَهَبَ يَسْتَعْذِبُ لَنَا مِنَ المَاءِ مِنْ حَشِّ بَنِي حَارِثَةَ، الآنَ يَأْتِيكُمْ، قَالَ: فَجَاءَ يَحْمِلُ قِرْبَةً حَتَّى أَتَى بِهَا نَخْلَةً فَعَلَّقَهَا عَلَى كُرْنَافَةٍ مِنْ كَرَانِيفِهَا، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا، فَقَالَ: مَرْحَبًا وَأَهْلاً، مَا زَارَ النَّاسَ أَحَدٌ قَطُّ مِثْلُ مَنْ زَارَنِي، ثُمَّ قَطَعَ لَنَا عِذْقًا فَأَتَانَا بِهِ، فَجَعَلْنَا نَنْتَقِي مِنْهُ فِي القَمَرِ فَنَأْكُلُ، ثُمَّ أَخَذَ الشَّفْرَةَ فَجَالَ فِي الغَنَمِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: إِيَّاكَ وَالحَلُوبَ، أَوْ إِيَّاكَ وَذَوَاتِ الدَّرِّ، فَأَخَذَ شَاةً فَذَبَحَهَا وَسَلَخَهَا، وَقَالَ لاِمْرَأَتِهِ فَطَبَخَتْ وَخَبَزَتْ، وَجَعَلَ يَقْطَعُ فِي القِدْرِ مِنَ اللَّحْمِ، فَأَوْقَدَ تَحْتَهَا حَتَّى بَلَغَ اللَّحْمُ وَالخُبْزُ فَثَرَدَ، ثُمَّ غَرَفَ عَلَيْهِ مِنَ المَرَقِ وَاللَّحْمِ، ثُمَّ أَتَانَا بِهِ فَوَضَعَهُ بَيْنَ أَيْدِينَا، فَأَكَلْنَا حَتَّى شَبِعْنَا، ثُمَّ قَامَ إِلَى القِرْبَةِ، وَقَدْ سَفَعَتْهَا الرِّيحُ فَبَرَدَ، فَصَبَّ فِي الإِنَاءِ،(1/71)
ثُمَّ نَاوَلَ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَشَرِبَ، ثُمَّ نَاوَلَ أَبَا بَكْرٍ فَشَرِبَ، ثُمَّ نَاوَلَ عُمَرَ فَشَرِبَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: الحَمْدُ لِلَّهِ خَرَجْنَا لَمْ يُخْرِجْنَا إِلاَّ الجُوعُ، ثُمَّ رَجَعْنَا وَقَدْ أَصَبْنَا هَذَا، لَتُسْأَلُنَّ عَنْ هَذَا يَوْمَ القِيَامَةِ، هَذَا مِنَ النَّعِيمِ، ثُمَّ قَالَ لِلْوَاقِفِيِّ: مَا لَكَ خَادِمٌ يَسْقِيكَ مِنَ المَاءِ؟ قَالَ: لاَ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: إِذَا أَتَانَا سَبْيٌ فَأْتِنَا حَتَّى نَأْمُرَ لَكَ بِخَادِمٍ، فَلَمْ يَلْبَثْ إِلاَّ يَسِيرًا حَتَّى أَتَاهُ سَبْيٌ، فَأَتَاهُ الوَاقِفِيُّ، فَقَالَ: مَا جَاءَ بِكَ؟ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ مَوْعِدُكَ الَّذِي وَعَدْتَنِي، قَالَ: هَذَا سَبْيٌ، فَقُمْ فَاخْتَرْ مِنْهُمْ، قَالَ: كُنْ أَنْتَ الَّذِي يَخْتَارُ لِي، قَالَ: خُذْ هَذَا الغُلاَمَ، وَأَحْسِنْ إِلَيْهِ، قَالَ: فَأَخَذَهُ فَانْطَلَقَ بِهِ إِلَى امْرَأَتِهِ، فَقَالَتْ: مَا هَذَا؟ فَقَصَّ عَلَيْهَا القِصَّةَ، فَقَالَتْ: فَأَيَّ شَيْءٍ قُلْتَ لَهُ؟ قَالَ: قُلْتُ لَهُ: كُنْ أَنْتَ الَّذِي يَخْتَارُ لِي، قَالَتْ: أَحْسَنْتَ، قَدْ قَالَ لَكَ: أَحْسِنْ إِلَيْهِ فَأَحْسِنْ إِلَيْهِ، قَالَ: مَا الإِحْسَانُ إِلَيْهِ؟ قَالَتْ: أَنْ تَعْتِقَهُ، قَالَ: فَهُوَ حُرٌّ لِوَجْهِ اللَّهِ(1/72)
79- حَدَّثنا أُمَيَّةُ بْنُ بِسْطَامٍ، حَدَّثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثنا يُونُسُ، يَعْنِي ابْنَ عُبَيْدٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلاَلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُطَرِّفٍ، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ، قَالَ: بَيْنَا أَبُو بَكْرٍ فِي عَمَلِهِ فَغَضِبَ عَلَى رَجُلٍ مِنَ المُسْلِمِينَ، فَاشْتَدَّ غَضَبُهُ عَلَيْهِ جِدًّا، فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ، قُلْتُ: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللهِ أَضْرِبُ عُنُقَهُ؟ فَلَمَّا ذَكَرْتُ القَتْلَ أَضْرَبَ عَنْ ذَاكَ الحَدِيثِ أَجْمَعَ، إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ النَّحْوِ، فَلَمَّا تَفَرَّقْنَا أَرْسَلَ إِلَيَّ أَبُو بَكْرٍ بَعْدَ ذَلِكَ فَقَالَ: يَا أَبَا بَرْزَةَ، مَا قُلْتَ؟ قَالَ: وَنَسِيتُ الَّذِي قُلْتُ، قَالَ: قُلْتُ: وَمَا قُلْتُ، ذَكِّرْنِيهِ؟ قَالَ: وَمَا تَذْكُرُ مَا قُلْتَ؟ قُلْتُ: لاَ وَاللَّهِ، قَالَ: أَرَأَيْتَ حِينَ رَأَيْتَنِي غَضِبْتُ عَلَى الرَّجُلِ، فَقُلْتَ: أَضْرِبُ عُنُقَهُ يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللهِ، أَمَا تَذْكُرُ ذَاكَ؟ أَوَكُنْتَ فَاعِلاً ذَلِكَ؟ قَالَ: نَعَمْ وَاللَّهِ، وَالآنَ إِنْ أَمَرْتَنِي فَعَلْتُ، فَقَالَ: وَيْحَكَ، أَوْ وَيْلَكَ، وَاللَّهِ مَا هِيَ لأَحَدٍ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ.(1/73)
80- حَدَّثنا هَاشِمُ بْنُ الحَارِثِ، حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي نَصْرٍ، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ، قَالَ: غَضِبَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى رَجُلٍ غَضَبًا شَدِيدًا لَمْ يُرَ أَشَدَّ غَضَبًا مِنْهُ يَوْمَئِذٍ، فَقَالَ لَهُ أَبُو بَرْزَةَ: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللهِ، مُرْنِي فَأَضْرِبَ عُنُقَهُ، قَالَ: فَكَأَنَّهَا نَارٌ طُفِيَتْ، قَالَ: وَخَرَجَ أَبُو بَرْزَةَ، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ مَا قُلْتَ؟ قَالَ: قُلْتُ: وَاللَّهِ لَئِنْ أَمَرْتِنِي بِقَتْلِهِ لأَقْتُلَنَّهُ، قَالَ: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ أَبَا بَرْزَةَ، إِنَّهَا لَمْ تَكُنْ لأَحَدٍ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ.(1/73)
81- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثنا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، حَدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ تَوْبَةَ العَنْبَرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ قُدَامَةَ، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ، قَالَ: أَغْلَظَ رَجُلٌ لأَبِي بَكْرٍ، قَالَ: فَكِدْتُ أَقْتُلُهُ، قَالَ: فَانْتَهَرَنِي أَبُو بَكْرٍ وَقَالَ: لَيْسَ لأَحَدٍ إِلاَّ لِرَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ.(1/74)
82- حَدَّثنا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثنا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي تَوْبَةُ العَنْبَرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا السَّوَّارِ عَبْدَ اللهِ، يُحَدِّثُ: عَنْ أَبِي بَرْزَةَ، أَنَّ رَجُلاً سَبَّ أَبَا بَكْرٍ، قَالَ: فَقُلْتُ: أَلاَ أَضْرِبُ عُنُقَهُ يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللهِ؟ قَالَ: لاَ، لَيْسَتْ لأَحَدٍ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ(1/74)
83- حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، حَدَّثنا أَبُو عُبَيْدَةَ الحَدَّادُ، عَنْ عَبْدِ الوَاحِدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ فَرْقَدٍ السَّبَخِيِّ، عَنْ مُرَّةَ الطَّيِّبِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: لاَ يَدْخُلُ الجَنَّةَ جَسَدٌ غُذِّيَ بِحَرَامٍ.(1/74)
84- حَدَّثنا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَيَّانَ، حَدَّثنا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثنا عَبْدُ الوَاحِدِ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَسْلَمَ، عَنْ مُرَّةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: لاَ يَدْخُلُ الجَنَّةَ جَسَدٌ غُذِّيَ بِحَرَامٍ.(1/75)
85- حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَلِيٍّ الوَسَاوِسِيُّ، حَدَّثنا زَيْدُ بْنُ الحُبَابِ العُكْلِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ الغَسِيلِ، عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ عَلَى أَعْوَادِ المِنْبَرِ يَقُولُ: اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، فَإِنَّهَا تُقِيمُ العَوَجَ، وَتَدْفَعُ مِيتَةَ السَّوْءِ، وَتَقَعُ مِنَ الجَائِعِ مَوْقِعَهَا مِنَ الشَّبْعَانِ.(1/75)
86- حَدَّثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الطَّالقَانِيُّ، حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثنا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ رِفَاعَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ، يَقُولُ عَلَى المِنْبَرِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، وَبَكَى أَبُو بَكْرٍ حِينَ ذَكَرَ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، ثُمَّ سُرِّيَ عَنْهُ، ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، وَبَكَى أَبُو بَكْرٍ حِينَ ذَكَرَ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، ثُمَّ سُرِّيَ عَنْهُ، ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فِي هَذَا القَيْظِ عَامَ الأَوَّلِ يَقُولُ: سَلُوا اللهَ العَفْوَ وَالعَافِيَةَ، وَاليَقِينَ فِي الآخِرَةِ وَالأُولَى(1/75)
87- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا أَبُو عَامِرٍ عَبْدُ المَلِكِ بْنُ عَمْرٍو العَقَدِيُّ، حَدَّثنا زُهَيْرٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ، عَلَى مِنْبَرِ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ حِينَ ذَكَرَ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، ثُمَّ سُرِّيَ عَنْهُ، ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: فِي مِثْلِ هَذَا القَيْظِ عَامَ الأَوَّلِ: سَلُوا اللهَ العَفْوَ وَالعَافِيَةَ، وَاليَقِينَ فِي الآخِرَةِ وَالأُولَى.(1/76)
88- حَدَّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثنا زَيْدُ بْنُ الحُبَابِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، حَدَّثَنِي هُودُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ عَنْ ضَرْبِ المُصَلِّينَ.(1/76)
89- حَدَّثنا عَمْرُو بْنُ الضَّحَّاكِ، حَدَّثنا أَبِي، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ هُودِ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ عَنْ ضَرْبِ المُصَلِّينَ(1/76)
90- حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الفَرَجِ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الزِّبْرِقَانِ، حَدَّثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، أَخْبَرَنِي هُودُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ رَجُلٌ يُعْجِبُنَا تَعْبُدُّهُ وَاجْتِهَادُهُ، فَذَكَرْنَاهُ لِرَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ بِاسْمِهِ فَلَمْ يَعْرِفْهُ، وَوَصَفْنَاهُ بِصِفَتِهِ فَلَمْ يَعْرِفْهُ، فَبَيْنَمَا نَحْنُ نَذْكُرُهُ إِذْ طَلَعَ الرَّجُلُ، قُلْنَا: هَا هُوَ ذَا، قَالَ: إِنَّكُمْ لَتُخْبِرُونِي عَنْ رَجُلٍ، إِنَّ عَلَى وَجْهِهِ سَفْعَةً مِنَ الشَّيْطَانِ، فَأَقْبَلَ حَتَّى وَقَفَ عَلَيْهِمْ وَلَمْ يُسَلِّمْ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: أَنْشَدْتُكَ بِاللَّهِ، هَلْ قُلْتَ حِينَ وَقَفْتَ عَلَى المَجْلِسِ: مَا فِي القَوْمِ أَحَدٌ أَفْضَلُ مِنِّي، أَوْ أَخْيَرُ مِنِّي؟ قَالَ: اللهُمَّ نَعَمْ، ثُمَّ دَخَلَ يُصَلِّي، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: مَنْ يَقْتُلُ الرَّجُلَ؟ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا، فَدَخَلَ عَلَيْهِ فَوَجَدَهُ قَائِمًا يُصَلِّي، فَقَالَ: سُبْحَانَ اللهِ أَقْتُلُ رَجُلاً يُصَلِّي، وَقَدْ نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ عَنْ قَتْلِ المُصَلِّينَ؟ فَخَرَجَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: مَا فَعَلْتَ؟ قَالَ: كَرِهْتُ أَنْ أَقْتُلَهُ وَهُوَ يُصَلِّي، وَقَدْ نَهَيْتَ عَنْ قَتْلِ المُصَلِّينَ، قَالَ عُمَرُ: أَنَا، فَدَخَلَ فَوَجَدَهُ وَاضِعًا وَجْهَهُ، فَقَالَ عُمَرُ: أَبُو بَكْرٍ أَفْضَلُ مِنِّي، فَخَرَجَ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: مَهْ؟ قَالَ: وَجَدْتُهُ وَاضِعًا وَجْهَهُ، فَكَرِهْتُ أَنْ أَقْتُلَهُ، فَقَالَ: مَنْ يَقْتُلُ الرَّجُلَ؟ فَقَالَ عَلِيٌّ: أَنَا، قَالَ: أَنْتَ إِنْ أَدْرَكْتَهُ، قَالَ: فَدَخَلَ عَلِيٌّ فَوَجَدَهُ قَدْ خَرَجَ، فَرَجَعَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، فَقَالَ: مَهْ؟ قَالَ: وَجَدْتُهُ قَدْ خَرَجَ، قَالَ: لَوْ قُتِلَ مَا اخْتَلَفَ فِي أُمَّتِي رَجُلاَنِ، كَانَ أَوَّلَهُمْ وَآخِرَهُمْ، قَالَ مُوسَى: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ، يَقُولُ: هُوَ الَّذِي قَتَلَهُ عَلِيٌّ ذَا الثُّدَيَّةِ(1/76)
91- حَدَّثنا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ السَّبَّاقِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، حَدَّثَهُ قَالَ: أَرْسَلَ إِلَيَّ أَبُو بَكْرٍ مَقْتَلَ أَهْلِ اليَمَامَةِ، فَإِذَا عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ عِنْدَهُ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّ عُمَرَ أَتَانِي، فَقَالَ: إِنَّ القَتْلَ قَدِ اسْتَحَرَّ يَوْمَ اليَمَامَةِ بِقُرَّاءِ القُرْآنِ، وَإِنِّي أَخْشَى أَنْ يَسْتَحِرَّ القَتْلُ بِقُرَّاءِ القُرْآنِ فِي المَوَاطِنِ، فَيَذْهَبَ كَثِيرٌ مِنَ القُرْآنِ، وَإِنِّي أَرَى أَنْ تَأْمُرَ فَيُجْمَعَ، قَالَ: قُلْتُ: كَيْفَ أَفْعَلُ شَيْئًا لَمْ يَفْعَلْهُ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ؟ قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ: هُوَ وَاللَّهِ خَيْرٌ، فَلَمْ يَزَلْ يُرَاجِعُنِي فِي ذَلِكَ إِلَى أَنْ شَرَحَ اللهُ لِذَلِكَ صَدْرِي، وَرَأَيْتُ فِي ذَلِكَ الَّذِي رَأَى عُمَرُ، قَالَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّكَ فَتًى شَابٌّ، عَاقِلٌ، لاَ نَتَّهِمُكَ، وَقَدْ كُنْتَ تَكْتُبُ الوَحْيَ لِلنَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، فَتَتَبَّعِ القُرْآنَ فَاجْمَعْهُ، قَالَ زَيْدٌ: وَاللَّهِ لَوْ كَلَّفَنِي نَقْلَ جَبَلٍ مِنَ الجِبَالِ مَا كَانَ أَثْقَلَ عَلَيَّ مِنَ الَّذِي أَمَرَنِي بِهِ مِنْ جَمْعِ القُرْآنِ قَالَ: قُلْتُ: كَيْفَ تَفْعَلُونَ شَيْئًا لَمْ يَفْعَلْهُ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ؟ قَالَ: هُوَ وَاللَّهِ خَيْرٌ، فَلَمْ يَزَلْ يُرَاجِعُنِي حَتَّى شَرَحَ اللهُ صَدْرِي لِلَّذِي شَرَحَ لَهُ صَدْرَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَرَأَيْتُ فِي ذَلِكَ الَّذِي رَأَيَا، فَتَتَبَّعْتُ القُرْآنَ أَجْمَعُهُ مِنَ الرِّقَاعِ، وَاللِّخَافِ، وَالعُسُبِ، وَصُدُورِ الرِّجَالِ، حَتَّى فَقَدْتُ آخِرَ سُورَةِ التَّوْبَةِ فَوَجَدْتُهَا مَعَ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيِّ {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} إِلَى خَاتِمَةِ بَرَاءَةَ، وَكَانَتِ الصُّحُفُ عِنْدَ أَبِي بَكْرٍ حَيَاتَهُ، حَتَّى تَوَفَّاهُ اللهُ، ثُمَّ عِنْدَ عُمَرَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللهُ، ثُمَّ عِنْدَ حَفْصَةَ(1/78)
92- حَدَّثنا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ العُمَرِيُّ، حَدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ حُذَيْفَةَ بْنَ اليَمَانِ قَدِمَ عَلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، فَكَانَ يُغَازِي أَهْلَ الشَّامِ فِي فَتْحِ أَرْمِينِيَةَ وَأَذْرَبِيجَانَ مَعَ أَهْلِ العِرَاقِ، فَأَفْزَعَ حُذَيْفَةَ اخْتِلاَفُهُمْ فِي القِرَاءَةِ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ لِعُثْمَانَ: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، أَدْرِكْ هَذِهِ الأُمَّةَ قَبْلَ أَنْ يَخْتَلِفُوا فِي الكِتَابِ اخْتِلاَفَ اليَهُودِ وَالنَّصَارَى، فَأَرْسَلَ عُثْمَانُ إِلَى حَفْصَةَ أَنْ أَرْسِلِي إِلَيْنَا بِالصُّحُفِ نَنْسَخُهَا فِي المَصَاحِفِ ثُمَّ نَرُدُّهَا إِلَيْكِ، فَأَرْسَلَتْ بِهَا حَفْصَةُ إِلَى عُثْمَانَ، فَأَمَرَ عُثْمَانُ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ، وَعَبْدَ اللهِ بْنَ الزُّبَيْرِ، وَسَعِيدَ بْنَ العَاصِ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ يَنْسَخُونَهَا فِي المَصَاحِفِ، وَقَالَ لِلرَّهْطِ القُرَشِيِّينَ الثَّلاَثَةِ: إِذَا أَنْتُمُ اخْتَلَفْتُمْ وَزِيدُ بْنُ ثَابِتٍ فِي شَيْءٍ مِنَ القُرْآنِ، فَاكْتُبُوهُ بِلِسَانِ قُرَيْشٍ، فَإِنَّمَا نَزَلَ بِلِسَانِهِمْ، فَفَعَلُوا، حَتَّى إِذَا نُسِخَتِ الصُّحُفُ، رَدَّ عُثْمَانُ الصُّحُفَ إِلَى حَفْصَةَ وَأَرْسَلَ إِلَى كُلِّ أُفُقٍ بِمُصْحَفٍ مِمَّا نَسَخُوا، وَأَمَرَ بِمَا سِوَاهُ مِمَّا فِيهِ القُرْآنُ فِي كُلِّ صَحِيفَةٍ وَمُصْحَفٍ أَنْ يُمْحَا، أَوْ يُحْرَقَ قَالَ إِبْرَاهِيمُ: قَالَ الزُّهْرِيُّ: فَأَخْبَرَنِي خَارِجَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، أَنَّهُ سَمِعَ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ، يَقُولُ: فَقَدْتُ آيَةً مِنْ سُورَةِ الأَحْزَابِ حِينَ نُسِخَتِ المَصَاحِفُ، وَقَدْ كُنْتُ أَسْمَعُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقْرَؤُهَا، فَالتَمَسْتُهَا فَوَجَدْتُهَا عِنْدَ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيِّ {مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ} فَأَلْحَقْتُهَا فِي سُورَتِهَا فِي المُصْحَفِ(1/79)
93- حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ المُقَدَّمِيُّ، حَدَّثنا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثنا صَدَقَةُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثنا فَرْقَدٌ، عَنْ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، قَالَ: لاَ يَدْخُلُ الجَنَّةَ خَبٌّ، وَلاَ سَيِّيءُ المَلَكَةِ، وَإِنَّ أَوَّلَ مَنْ يَقْرَعُ بَابَ الجَنَّةِ المَمْلُوكُ وَالمَمْلُوكَةُ إِذَا أَحْسَنَا عِبَادَةَ رَبِّهِمَا وَنَصَحَا لِسَيِّدِهِمَا(1/80)
94- حَدَّثنا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثنا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ، عَنْ مُغِيرَةَ بْنِ مُسْلِمٍ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ فَرْقَدٍ السَّبَخِيِّ، عَنْ مُرَّةَ الطَّيِّبِ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: لاَ يَدْخُلُ الجَنَّةَ سَيِّيءُ المَلَكَةِ، قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَيْسَ أَخْبَرْتَنَا أَنَّ هَذِهِ الأُمَّةَ أَكْثَرُ الأُمَمِ مَمْلُوكِينَ وَأَيْتَامًا؟ قَالَ: فَأَكْرِمُوهُمْ كَرَامَةَ أَوْلاَدِكُمْ، وَأَطْعِمُوهُمْ مِمَّا تَأْكُلُونَ، وَاكْسُوهُمْ مِمَّا تَلْبَسُونَ، قَالَ: فَمَا تَنْفَعُنَا الدُّنْيَا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: فَرَسٌ تَرْتَبِطُهُ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَمَمْلُوكٌ يَكْفِيكَ، فَإِذَا صَلَّى فَهُوَ أَخُوكَ فَإِذَا صَلَّى فَهُوَ أَخُوكَ.(1/81)
95- حَدَّثنا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ النَّاقِدِ، حَدَّثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثنا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ فَرْقَدٍ السَّبَخِيِّ، عَنْ مُرَّةَ الطَّيِّبِ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: لاَ يَدْخُلُ الجَنَّةَ خَبٌّ، وَلاَ بِخَيْلٌ، وَلاَ مَنَّانٌ، وَلاَ سَيِّيءُ المَلَكَةِ، وَإِنَّ أَوَّلَ مَنْ يَدْخُلُ الجَنَّةَ المَمْلُوكُ إِذَا أَطَاعَ اللهَ وَأَطَاعَ سَيِّدَهُ(1/81)
96- حَدَّثنا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ شَيْبَانَ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: لاَ يَدْخُلُ الجَنَّةَ سَيِّيءُ مَلَكَتُهُ، مَلْعُونٌ مَنْ ضَارَّ مُسْلِمًا أَوْ غَرَّهُ.(1/81)
97- حَدَّثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثنا جَرِيرٌ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ: قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فِي مِثْلِ مَقَامِي، ثُمَّ بَكَى، فَقَالَ: سَلُوا اللهَ العَافِيَةَ فَإِنَّ أَحَدًا لَمْ يُعْطَ شَيْئًا خَيْرًا مِنَ العَافِيَةِ لَيْسَ اليَقِينَ، وَقَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ: إِلاَّ اليَقِينَ.(1/82)
98- حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ المُقَدَّمِيُّ، حَدَّثنا يَحْيَى، وَعَثَّامُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ الصَّلاَحُ بَعْدَ هَذِهِ الآيَةِ؟ {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} إِنَّا لَمُجَازَوْنَ بِكُلِّ مَا يَكُونُ مِنَّا؟ قَالَ: رَحِمَكَ اللهُ أَبَا بَكْرٍ، أَلَسْتَ تَحْزَنُ؟ أَلَسْتَ تَنْصَبُ؟ أَلَسْتَ تُصِيبُكَ اللَّأْوَاءُ؟ قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: فَهَذَا مَا تُجَازَوْنَ بِهِ(1/82)
99- حَدَّثنا القَوَارِيرِيُّ، حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَوَكِيعٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، وَقَالَ يَحْيَى: عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ الصَّلاَحُ بَعْدَ هَذِهِ الآيَةِ؟ {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} فَقَالَ: رَحِمَكَ اللهُ أَبَا بَكْرٍ، أَلَسْتَ تَنْصَبُ؟ أَلَسْتَ تُصِيبُكَ اللَّأْوَاءُ؟ فَذَاكَ مَا تُجَازَوْنَ بِهِ.(1/82)
100- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي زُهَيْرٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ الصَّلاَحُ بَعْدَ هَذِهِ الآيَةِ؟ {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} كُلُّ سُوءٍ نَعْمَلُهُ نُجْزَى بِهِ؟ قَالَ: رَحِمَكَ اللهُ أَبَا بَكْرٍ، أَلَسْتَ تَمْرَضُ؟ أَلَسْتَ تَنْصَبُ؟ أَلَسْتَ تُصِيبُكَ اللَّأْوَاءُ؟ فَذَاكَ مَا تُجْزَوْنَ بِهِ.(1/83)
101- حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، حَدَّثنا المُعْتَمِرُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ ثَقِيفٍ يُقَالُ لَهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي زُهَيْرٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، قَالَ: قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: كَيْفَ الصَّلاَحُ بَعْدَ هَذِهِ الآيَةِ: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} كُلُّ سُوءٍ عَمِلْنَا نُجْزَى بِهِ؟ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: غَفَرَ اللهُ لَكَ، أَوْ: رَحِمَكَ اللهُ، أَلَسْتَ تَمْرَضُ؟ أَلَسْتَ تَحْزَنُ؟ أَلَسْتَ تُصِيبُكَ اللَّأْوَاءُ؟.(1/83)
102- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الحَمِيدِ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: حُدِّثْتُ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ لَقِيَ طَلْحَةَ فَقَالَ: مَالِي أَرَاكَ وَاجِمًا؟ قَالَ: كَلِمَةٌ سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَزْعُمُ أَنَّهَا مُوجِبَةٌ، فَلَمْ أَسْأَلْهُ عَنْهَا، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا أَعْلَمُ مَا هِيَ، قَالَ: مَا هِيَ؟ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ(1/83)
103- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا مُعَلَّى بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثنا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، حَدَّثنا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الأَصْبَهَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، قَالَ: نَزَلَ النَّبِيُّ مَنْزِلاً، فَبَعَثَتْ إِلَيْهِ امْرَأَةٌ مَعَ ابْنٍ لَهَا شَاةً، فَحَلَبَ ثُمَّ قَالَ: انْطَلِقْ بِهِ إِلَى أُمِّكَ فَشَرِبَتْ حَتَّى رَوِيَتْ، ثُمَّ جَاءَ بِشَاةٍ أُخْرَى فَحَلَبَ ثُمَّ سَقَى أَبَا بَكْرٍ، ثُمَّ جَاءَ بِشَاةٍ أُخْرَى فَحَلَبَ ثُمَّ شَرِبَ.(1/84)
104- حَدَّثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثنا وَكِيعٌ، حَدَّثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ يُثَيْعٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ بَعَثَهُ بِبَرَاءَةَ إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ: لاَ يَحُجَّ بَعْدَ العَامِ مُشْرِكٌ، وَلاَ يَطُوفَنَّ بِالبَيْتِ عُرْيَانُ، وَلاَ يَدْخُلُ الجَنَّةَ إِلاَّ نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ، وَمَنْ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ مُدَّةٌ فَأَجَلُهُ إِلَى مُدَّتِهِ، وَاللهُ بَرِيءٌ مِنَ المُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ، قَالَ: فَسَارَ بِهَا ثَلاَثًا، ثُمَّ قَالَ لِعَلِيٍّ: الحَقْهُ، فَرُدَّ عَلَيَّ أَبَا بَكْرٍ وَبَلِّغْهَا، قَالَ: فَفَعَلَ، قَالَ: فَلَمَّا قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَبُو بَكْرٍ بَكَى، وَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَحَدَثَ فِيَّ شَيْءٌ؟ قَالَ، ثُمَّ قَالَ: مَا حَدَثَ فِيكَ إِلاَّ خَيْرٌ، إِلاَّ أَنِّي أُمِرْتُ بِذَلِكَ: أَنْ لاَ يُبَلِّغَ إِلاَّ أَنَا أَوْ رَجُلٌ مِنِّي(1/84)
105- حَدَّثنا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثنا سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ العَزِيزِ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ عَجْلاَنَ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: اخْرُجْ فَنَادِ فِي النَّاسِ مَنْ شَهِدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَجَبَتْ لَهُ الجَنَّةُ، قَالَ: فَخَرَجْتُ فَلَقِيَنِي عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ، فَقَالَ: مَا لَكَ أَبَا بَكْرٍ؟ فَقُلْتُ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: اخْرُجْ فَنَادِ فِي النَّاسِ مَنْ شَهِدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَجَبَتْ لَهُ الجَنَّةُ، قَالَ عُمَرُ: ارْجِعْ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَتَّكِلُوا عَلَيْهَا، فَرَجَعْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، فَقَالَ: مَا رَدَّكَ؟ فَأَخْبَرْتُهُ بِقَوْلِ عُمَرَ، فَقَالَ: صَدَقَ.(1/84)
106- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثنا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، حَدَّثنا الزُّبَيْرُ بْنُ الخِرِّيتِ، عَنْ أَبِي لَبِيدٍ، قَالَ: خَرَجَ رَجُلٌ مِنَ الأَسْرَ، مِنْ طَاحِيَةَ، يُقَالُ لَهُ بَيْرَحُ بْنُ أَسَدٍ مُهَاجِرًا إِلَى المَدِينَةِ، وَقَدْ مَاتَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قُبَيْلَ ذَلِكَ، قَالَ: فَرَأَى عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ، بَيْرَحًا يَطُوفُ فِي سِكَكِ المَدِينَةِ فَأَنْكَرَهُ، فَقَالَ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ عُمَانَ، فَأَخَذَ بِيَدِهِ فَذَهَبَ بِهِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ، هَذَا مِنَ الأَرْضِ الَّتِي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَذْكُرُ أَهْلَهَا، مِنْ أَهْلِ عُمَانَ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: إِنِّي لأَعْلَمُ أَرْضًا يُنْضَحُ بِنَاحِيَتِهَا البَحْرُ، بِهَا حَيٌّ مِنَ العَرَبِ، لَوْ أَتَاهُمْ رَسُولِي لَمْ يَرْمُوهُ بِسَهْمٍ وَلاَ حَجَرٍ(1/85)
107- حَدَّثنا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثنا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: مَا شَيَّبَكَ؟ قَالَ: شَيَّبَتْنِي هُودٌ، وَالوَاقِعَةُ، وَعَمَّ يَتَسَاءَلُونَ، وَإِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ.
108- حَدَّثنا العَبَّاسُ بْنُ الوَلِيدِ النَّرْسِيُّ، حَدَّثنا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: مَا شَيَّبَكَ؟ فَذَكَرَ نَحْوَهُ.(1/85)
109- حَدَّثنا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ النَّرْسِيُّ، حَدَّثنا قَالَ: وَسَأَلْتُ عَنْهُ فَقَالَ: هَذَا خَطَأٌ، ثُمَّ حَدَّثَنِي بِهِ قَالَ: حَدَّثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَتِيقٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: السِّوَاكُ مَطْهَرَةٌ لِلْفَمِ، مَرْضَاةٌ لِلرَّبِّ(1/86)
110- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَتِيقٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: السِّوَاكُ مَطْهَرَةٌ لِلْفَمِ، مَرْضَاةٌ لِلرَّبِّ.(1/87)
111- حَدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرَةَ السَّامِيُّ، بِالبَصْرَةِ، حَدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ أَبُو إِسْحَاقَ الرَّازِيُّ، حَدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ نُوحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: إِنَّ أَهْلَ الجَنَّةِ لاَ يَتَبَايَعُونَ، وَلَوْ تَبَايَعُوا مَا تَبَايَعُوا إِلاَّ بِالبَزِّ.(1/87)
112- حَدَّثنا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَيَّانَ، حَدَّثنا أَبُو دَاوُدَ، صَاحِبُ الطَّيَالِسَةِ، حَدَّثنا المَسْعُودِيُّ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ الأَخْنَسِ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: يَدْخُلُ الجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ، وُجُوهُهُمْ كَالقَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ، قُلُوبُهُمْ عَلَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ، فَاسْتَزَدْتُ رَبِّي فَزَادَنِي مَعَ كُلِّ رَجُلٍ سَبْعِينَ أَلْفًا، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَكُنَّا نَرَى ذَلِكَ قَدْ أَتَى عَلَى أَهْلِ القُرَى وَيُصِيبُ مَنْ زَادَ مِنْ أَهْلِ البَوَادِي(1/87)
113- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُعَاذٍ العَنْبَرِيُّ، حَدَّثنا أَبِي، حَدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ البَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ: لَمَّا خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ مِنْ مَكَّةَ إِلَى المَدِينَةِ، مَرَرْنَا بِرَاعٍ وَقَدْ عَطِشَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، فَحَلَبْتُ لَهُ كُثْبَةً مِنْ لَبَنٍ، فَأَتَيْتُهُ بِهَا، فَشَرِبَ حَتَّى رَضِيتُ.(1/88)
114- حَدَّثنا القَوَارِيرِيُّ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثنا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ الهَمْدَانِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ البَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ، يَقُولُ: لَمَّا أَقْبَلَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ مِنْ مَكَّةَ إِلَى المَدِينَةِ تَبِعَهُ سُرَاقَةُ بْنُ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ، فَدَعَا عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، فَسَاخَتْ بِهِ فَرَسُهُ، فَقَالَ: ادْعُ اللهَ وَلاَ أَضُرُّكَ، قَالَ: فَدَعَا اللهَ لَهُ، قَالَ: فَعَطِشَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، فَمَرُّوا بِرَاعِي غَنَمٍ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ: فَأَخَذْتُ قَدَحًا فَحَلَبْتُ لِرَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ كُثْبَةً مِنْ لَبَنٍ، فَأَتَيْتُهُ فَشَرِبَ حَتَّى رَضِيتُ.(1/88)
115- حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الهَمْدَانِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ البَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ، قَالَ: لَمَّا أَقْبَلَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ مِنْ مَكَّةَ إِلَى المَدِينَةِ تَبِعَهُ سُرَاقَةُ بْنُ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ، فَدَعَا عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، فَسَاخَتْ بِهِ فَرَسُهُ، فَقَالَ: ادْعُ اللهَ لِي وَلاَ أَضُرُّكَ، فَدَعَا لَهُ، فَعَطِشَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَمَرُّوا بِرَاعٍ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ: فَأَخَذْتُ قَدَحًا فَحَلَبْتُ فِيهِ كُثْبَةً مِنْ لَبَنٍ، فَأَتَيْتُهُ فَشَرِبَ، ثُمَّ شَرِبَ حَتَّى رَضِيتُ.(1/88)
116- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ البَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: اشْتَرَى أَبُو بَكْرٍ، مِنْ أَبِي رَحْلاً بِثَلاَثَةَ عَشَرَ دِرْهَمًا، فَقَالَ: مُرِ البَرَاءُ يَحْمِلْهُ إِلَى رَحْلِي، فَقَالَ: لاَ، حَتَّى تُخْبِرَنِي، كَيْفَ خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ مِنْ مَكَّةَ إِلَى المَدِينَةِ، فَقَالَ: ارْتَحَلْنَا فَاحْتُبِسْنَا يَوْمَنَا وَلَيْلَتِنَا حَتَّى قَامَ ظُهْرًا، أَوْ قَالَ: قَامَ قَائِمُ الظَّهِيرَةِ، فَرَمَيْتُ بِبَصَرِي فَإِذَا أَنَا بِصَخْرَةٍ لَهَا بَقِيَّةٌ مِنْ ظِلٍّ فَرَشَشْتُهُ وَفَرَشْتُ لِرَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فِيهِ فَرْوَةً، فَقُلْتُ: نَمْ يَا رَسُولَ اللهِ، ثُمَّ انْطَلَقْتُ أَنْفُضُ مَا حَوْلِي، هَلْ أَرَى مِنَ الطَّلَبِ أَحَدًا؟ فَإِذَا أَنَا بِرَاعِي غَنَمٍ يُرِيدُ مِنَ الصَّخْرَةِ مِثْلَ مَا أَرَدْتُ، فَقُلْتُ: مَنْ أَنْتَ يَا غُلاَمُ؟ قَالَ: لِرَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ، فَعَرَفْتُهُ، فَقُلْتُ: هَلْ فِي غَنَمِكَ مِنْ لَبَنٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ: هَلْ أَنْتَ حَالِبُنَا؟ قَالَ: نَعَمْ، فَأَمَرْتُهُ فَاعْتَقَلَ شَاةً مِنَ الغَنَمِ، فَأَمَرْتُهُ فَنَفَضَ ضَرْعَهَا، ثُمَّ أَمَرْتُهُ فَنَفَضَ كَفَّيْهِ مِنَ الغُبَارِ، فَحَلَبَ لِي كُثْبَةً مِنْ لَبَنٍ وَمَعِي إِدَاوَةٌ عَلَى فَمِهَا خِرْقَةٌ، فَصَبَبْتُ المَاءَ عَلَى اللَّبَنِ، ثُمَّ أَتَيْتُ بِهِ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، فَوَافَقْتُهُ قَدِ اسْتَيْقَظَ، قُلْتُ: اشْرَبْ يَا رَسُولَ اللهِ، وَارْتَحَلْنَا، فَلَمْ يَلْحَقْنَا مِنَ الطَّلَبِ أَحَدٌ غَيْرُ سُرَاقَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ عَلَى فَرَسٍ لَهُ، فَقُلْتُ: هَذَا الطَّلَبُ قَدْ لَحِقَنَا يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا، فَلَمَّا دَنَا، دَعَا عَلَيْهِ رَسُولُ اللهَ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، فَسَاخَ فَرَسُهُ فِي الأَرْضِ إِلَى بَطْنِهِ، وَوَثَبَ عَنْهُ، وَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ هَذَا عَمَلُكَ، فَادْعُ اللهَ أَنْ يُخَلِّصَنِي مِمَّا أَنَا فِيهِ، وَلَكَ عَلَيَّ لأُعَمِّيَنَّ عَلَى مَنْ وَرَائِي، وَهَذِهِ كِنَانَتِي فَخُذْ سَهْمًا مِنْهَا، فَإِنَّكَ سَتَمُرُّ عَلَى إِبِلِي وَغِلْمَانِي بِمَكَانِ كَذَا وَكَذَا، فَخُذْ مِنْهَا حَاجَتَكَ، فَقَالَ: لاَ حَاجَةَ لِي فِي إِبِلِكَ، فَقَدِمْنَا إِلَى المَدِينَةِ لَيْلاً، فَتَنَازَعُوا أَيُّهُمْ يَنْزِلُ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ: أَنْزِلُ عَلَى بَنِي النَّجَّارِ أَخْوَالِ عَبْدِ المُطَّلِبِ أُكْرِمُهُمْ بِذَلِكَ، فَصَعِدَ الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ فَوْقَ البُيُوتِ، وَتَفَرَّقَ الغِلْمَانُ وَالخَدَمُ فِي الطُّرُقِ يُنَادُونَ: يَا مُحَمَّدُ، يَا رَسُولَ اللهِ، يَا مُحَمَّدُ، يَا رَسُولَ اللَّهِ(1/89)
117- حَدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرَةَ السَّامِيُّ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنْكَدِرِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَرْبُوعٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: أَيُّ العَمَلِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: العَجُّ، وَالثَّجُّ .(1/90)
118- حَدَّثنا شُجَاعُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثنا سَعِيدُ بْنُ سَلاَمٍ العَطَّارُ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ العَامِرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَرْبُوعٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: مَا بَيْنَ بَيْتِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الجَنَّةِ، وَمِنْبَرِي عَلَى تُرْعَةٍ مِنْ تُرَعِ الجَنَّةِ.(1/91)
119- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثنا مَالِكٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ، قَالَ: جَاءَتِ الجَدَّةُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، تَسْأَلُهُ عَنْ مِيرَاثِهَا، فَقَالَ: مَا لَكِ فِي كِتَابِ اللهِ شَيْءٌ، وَمَا لَكِ فِي سُنَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ شَيْءٌ، فَارْجِعِي حَتَّى أَسْأَلَ النَّاسَ(1/91)
120- حَدَّثنا القَوَارِيرِيُّ، حَدَّثنا سُفيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ، أَنَّ الجَدَّةُ جَاءَتْ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، فَقَالَتْ: أُخْبِرْتُ أَنَّ لِي حَقًّا، فَقَالَ: أَبُو بَكْرٍ: مَا أَجِدُ لَكِ فِي الكِتَابِ مِنْ حَقٍّ، وَمَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقْضِي لَكِ بِشَيْءٍ، قَالَ: فَشَهِدَ المُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ، فَقَالَ: مَنْ يَشْهَدُ مَعَكَ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَعْطَاهَا السُّدُسَ، قَالَ الزُّهْرِيُّ: هِيَ أُمُّ أَبِ الأُمِّ، أَوِ الأَبِ فَلَمَّا كَانَ عُمَرُ جَاءَتِ الَّتِي تُخَالِفُهَا، فَقَالَ عُمَرُ: أَيُّكُمَا انْفَرَدَتْ بِهِ، فَهُوَ لَهَا، فَإِنِ اجْتَمَعْتُمَا فَهُوَ بَيْنَكُمَا.(1/91)
121- حَدَّثنا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُمَيْرٍ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَوْسَطَ البَجَلِيِّ، قَالَ: خَطَبَنَا أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ عَامَ الأَوَّلِ، ثُمَّ بَكَى أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَ: سَلُوا اللهَ العَافِيَةَ، فَإِنَّ النَّاسَ لَمْ يُعْطُوا فِي الدُّنْيَا بَعْدَ اليَقِينِ شَيْئًا أَفْضَلَ مِنَ المُعَافَاةِ، أَلاَ وَعَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ فَإِنَّهُ مَعَ البِرِّ، وَهُمَا فِي الجَنَّةِ وَإِيَّاكُمْ وَالكَذِبَ فَإِنَّهُ مَعَ الفُجُورِ، وَهُمَا فِي النَّارِ، وَلاَ تَقَاطَعُوا، وَلاَ تَبَاغَضُوا، وَلاَ تَحَاسَدُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا كَمَا أَمْرَكُمُ اللهُ.(1/92)
122- حَدَّثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثنا شُعْبَةُ، قَالَ يَزِيدُ بْنُ خُمَيْرٍ: أَخْبَرَنِي قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَ بْنَ عَامِرٍ، يُحَدِّثُ عَنْ أَوْسَطَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَوْسَطَ البَجَلِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ فَإِنَّهُ مَعَ البِرِّ، وَهُمَا فِي الجَنَّةِ، وَإِيَّاكُمْ وَالكَذِبَ فَإِنَّهُ مَعَ الفُجُورِ، وَهُمَا فِي النَّارِ، وَلاَ تَقَاطَعُوا، وَلاَ تَدَابَرُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا كَمَا أَمْرَكُمُ اللهُ(1/92)
123- حَدَّثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، عَنْ شُعْبَةَ، أَخْبَرَنِي يَزِيدُ بْنُ خُمَيْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَ بْنَ عَامِرٍ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ أَهْلِ حِمْصٍ، وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ أَصْحَابَ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ خَطَبَنَا حِينَ اسْتُخْلِفَ قَالَ: قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ مَقَامِي هَذَا عَامَ الأَوَّلِ، ثُمَّ بَكَى، ثُمَّ قَالَ: سَلُوا اللهَ العَفْوَ وَالمُعَافَاةَ.(1/93)
124- حَدَّثنا إِسْحَاقُ، حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثنا شُعْبَةُ، قَالَ يَزِيدُ بْنُ خُمَيْرٍ: أَخْبَرَنِي قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَ بْنَ عَامِرٍ، رَجُلاً مِنْ حِمْيَرَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَوْسَطَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَوْسَطَ البَجَلِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، أَنَّهُ قَالَ حِينَ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فِينَا عَامَ أَوَّلٍ مَقَامِي هَذَا، ثُمَّ قَالَ: سَلُوا اللهَ المُعَافَاةَ، فَإِنَّهُ لَمْ يُؤْتَ أَحَدٌ بَعْدَ اليَقِينِ شَيْئًا خَيْرًا مِنَ المُعَافَاةِ.(1/93)
125- حَدَّثنا أَبُو الرَّبِيعِ، حَدَّثنا حَمَّادٌ، قَالَ: سَمِعْتُ أَيُّوبَ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ السَّرَّاجَ، وَعُبَيْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ، يُحَدِّثُونَهُ عَنْ نَافِعٍ، أَنَّهُ قَرَأَ كِتَابَ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ: أَنَّهُ لَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسَةٍ مِنَ الإِبِلِ شَيْءٌ، وَإِذَا بَلَغَتْ خَمْسًا فَفِيهَا شَاةٌ إِلَى تِسْعٍ، فَإِذَا كَانَتْ عَشْرًا فَشَاتَانِ إِلَى أَرْبَعَ عَشْرَةَ، فَإِذَا بَلَغَ خَمْسَ عَشْرَةَ فَفِيهَا ثَلاَثٌ إِلَى تِسْعَ عَشْرَةَ، فَإِذَا بَلَغَتِ العِشْرِينَ فَأَرْبَعٌ وَإِلَى أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ، فَإِذَا بَلَغَتْ خَمْسًا وَعِشْرِينَ فَفِيهَا بِنْتُ مَخَاضٍ إِلَى خَمْسٍ وَثَلاَثِينَ، فَإِذَا زَادَتْ فَفِيهَا ابْنَةُ لَبُونٍ إِلَى خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ، فَإِذَا زَادَتْ فَفِيهَا حِقَّةٌ إِلَى السِّتِّينَ، فَإِذَا زَادَتْ فَفِيهَا ابْنَتَا لَبُونٍ إِلَى التِّسْعِينَ، فَإِذَا زَادَتْ فَفِيهَا حِقَّتَانِ إِلَى العِشْرِينَ وَمِئَةٍ، فَإِذَا زَادَتْ فَفِي كُلِّ خَمْسِينَ حِقَّةٌ، وَفِي كُلِّ أَرْبَعِينَ ابْنَةُ لَبُونٍ، وَلَيْسَ فِي الغَنَمِ شَيْءٌ فِيمَا دُونَ الأَرْبَعِينَ، فَإِذَا بَلَغَتِ الأَرْبَعِينَ فَفِيهَا شَاةٌ إِلَى العِشْرِينَ وَمِئَةٍ، فَإِذَا زَادَتْ فَشَاتَانِ إِلَى المِائَتَيْنِ، فَإِنْ زَادَتْ عَلَى المِائَتَيْنِ فَثَلاَثُ شِيَاهٍ إِلَى الثَّلاَثِ مِئَةٍ، فَإِذَا زَادَتْ عَلَى الثَّلاَثِ مِئَةٍ، فَفِي كُلِّ مِئَةٍ شَاةٌ.(1/93)
126- حَدَّثنا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، حَدَّثنا حَمَّادٌ، حَدَّثنا أَيُّوبُ، قَالَ: رَأَيْنَا عِنْدَ ثُمَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَنَسٍ كِتَابًا كَتَبَهُ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ، لأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، حِينَ بَعَثَهُ عَلَى صَدَقَةِ البَحْرَيْنِ، عَلَيْهِ خَاتَمُ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، فِيهِ مِثْلُ هَذَا القَوْلِ(1/94)
127- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخَذْتُ هَذَا الكِتَابَ مِنْ ثُمَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ، كَتَبَ لَهُ: إِنَّ هَذِهِ فَرَائِضُ الصَّدَقَةِ الَّتِي أَمْرَ اللهُ بِهَا رَسُولَهُ، فَمَنْ سُئِلَهَا مِنَ المُسْلِمِينَ عَلَى وَجْهِهَا فَلْيُعْطِهَا، وَمَنْ سُئِلَ فَوْقَهُ فَلاَ يُعْطِهِ، فِيمَا دُونَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ مِنَ الإِبِلِ فِي خَمْسِ ذَوْدٍ شَاةٌ، فَإِذَا بَلَغَتْ خَمْسًا وَعِشْرِينَ فَفِيهَا ابْنَةُ مَخَاضٍ إِلَى خَمْسٍ وَثَلاَثِينَ، فَإِذَا لَمْ يَكُنِ ابْنَةُ مَخَاضٍ فَابْنُ لَبُونٍ ذَكَرٌ، فَإِذَا بَلَغَتْ سِتًّا وَثَلاَثِينَ فَفِيهَا ابْنَةُ لَبُونٍ إِلَى خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ، فَإِذَا بَلَغَتْ سِتًّا وَأَرْبَعِينَ فَفِيهَا حِقَّةٌ طَرُوقَةُ الفَحْلِ إِلَى سِتِّينَ، فَإِذَا بَلَغَتْ وَاحِدًا وَسِتِّينَ فَفِيهَا جَذَعَةٌ إِلَى خَمْسٍ وَسَبْعِينَ، فَإِذَا بَلَغَتْ سِتَّةً وَسَبْعِينَ فَفِيهَا ابْنَتَا لَبُونٍ إِلَى تِسْعِينَ، فَإِذَا بَلَغَتْ وَاحِدًا وَتِسْعِينَ فَفِيهَا حِقَّتَانِ طَرُوقَتَا الفَحْلِ، إِلَى عِشْرِينَ وَمِئَةٍ، فَإِذَا زَادَتْ عَلَى عِشْرِينَ وَمِئَةٍ فَفِي كُلِّ أَرْبَعِينَ بِنْتُ لَبُونٍ، وَفِي كُلِّ خَمْسِينَ حِقَّةٌ، فَإِذَا تَبَايَنَ أَسْنَانُ الإِبِلِ فِي الفَرَائِضِ الصَّدَقَاتُ، فَمَنْ بَلَغَتْ عِنْدَهُ صَدَقَةُ الجَذَعَةِ وَلَيْسَتْ عِنْدَهُ جَذَعَةٌ، وَعِنْدَهُ حِقَّةٌ فَإِنَّهَا تُقْبَلُ مِنْهُ الحِقَّةُ وَيَجْعَلُ مَعَهَا شَاتَانِ إِنِ اسْتَيْسَرَتَا لَهُ، أَوْ عِشْرِينَ دِرْهَمًا، وَمَنْ بَلَغَتْ عِنْدَهُ صَدَقَةُ الحِقَّةِ، وَلَيْسَ عِنْدَهُ إِلاَّ جَذَعَةٌ، فَإِنَّهَا تُقْبَلُ مِنْهُ وَيُعْطِيهِ المُصَّدِّقُ عِشْرِينَ دِرْهَمًا أَوْ شَاتَيْنِ، وَمَنْ بَلَغَتْ عِنْدَهُ صَدَقَةُ الحِقَّةِ،(1/94)
وَلَيْسَتْ عِنْدَهُ، وَعِنْدَهُ ابْنَةُ لَبُونٍ فَإِنَّهَا تُقْبَلُ مِنْهُ وَيَجْعَلُ مَعَهَا شَاتَيْنِ إِنِ اسْتَيْسَرَتَا أَوْ عِشْرِينَ دِرْهَمًا، وَمَنْ بَلَغَتْ صَدَقَتُهُ ابْنَةَ لَبُونٍ، وَلَيْسَتْ عِنْدَهُ إِلاَّ حِقَّةٌ، فَإِنَّهَا تُقْبَلُ مِنْهُ وَيُعْطِيهِ المُصَّدِّقُ عِشْرِينَ دِرْهَمًا أَوْ شَاتَيْنِ، وَمَنْ بَلَغَتْ صَدَقَتُهُ ابْنَةَ لَبُونٍ، وَلَيْسَتْ عِنْدَهُ ابْنَةَ لَبُونٍ، وَعِنْدَهُ ابْنَةُ مَخَاضٍ، فَإِنَّهَا تُقْبَلُ مِنْهُ وَيَجْعَلُ مَعَهَا شَاتَيْنِ إِنِ اسْتَيْسَرَتَا، أَوْ عِشْرِينَ دِرْهَمًا، وَمَنْ بَلَغَتْ صَدَقَتُهُ ابْنَةَ مَخَاضٍ، وَلَيْسَ عِنْدَهُ إِلاَّ ابْنُ لَبُونٍ ذَكَرٌ، فَإِنَّهُ يُقْبَلُ مِنْهُ وَلَيْسَ مَعَهُ شَيْءٌ، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ إِلاَّ أَرْبَعَةٌ مِنَ الإِبِلِ فَلَيْسَ فِيهَا شَيْءٌ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ رَبُّهَا، وَفِي صَدَقَةِ الغَنَمِ فِي سَائِمَتِهَا، إِذَا كَانَتْ أَرْبَعِينَ، فَفِيهَا شَاةٌ إِلَى عِشْرِينَ وَمِئَةٍ، فَإِذَا زَادَتْ فَفِيهَا شَاتَانِ إِلَى مِائَتَيْنِ، فَإِذَا زَادَتْ فَفِيهَا ثَلاَثُ شِيَاهٍ إِلَى ثَلاَثِ مِئَةٍ، فَإِذَا زَادَتْ وَاحِدَةٌ فَفِي كُلِّ مِئَةٍ شَاةٌ، وَلاَ تُؤْخَذُ فِي الصَّدَقَةِ هَرِمَةٌ، وَلاَ ذَاتُ عَوَارٍ وَلاَ تَيْسُ الغَنَمِ، إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ المُصَّدِّقُ، وَلاَ يَجْمَعُ بَيْنَ مُتَفَرِّقٍ، وَلاَ يُفَرِّقُ بَيْنَ مُجْتَمِعٍ خَشْيَةَ الصَّدَقَةِ، وَمَا كَانَ مِنْ خَلِيطَيْنِ فَإِنَّهُمَا يَتَرَاجَعَانِ بَيْنَهُمَا بِالسَّوِيَّةِ إِذَا كَانَتْ سَائِمَةُ الرَّجُلِ نَاقِصَةً مِنَ الأَرْبَعِينَ شَاةً وَاحِدَةً فَلَيْسَ فِيهَا إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ رَبُّهَا، وَفِي الرِّقَةِ رُبْعُ العُشُورِ، فَإِذَا لَمْ يَكُنِ المَالُ إِلاَّ تِسْعِينَ وَمِئَةَ دِرْهَمٍ فَلَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ أَلاَ أَنْ يَشَاءَ رَبُّهَا قَالَ أَبُو خَيْثَمَةَ: الرِّقَةُ يَعْنِي الدَّرَاهِمَ.(1/95)
128- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُعَاذٍ العَنْبَرِيُّ، حَدَّثنا أَبِي، حَدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّكُمْ تَقْرَؤُونَ هَذِهِ الآيَةَ، وَتَضَعُونَهَا عَلَى غَيْرِ مَا وَضَعَهَا اللهُ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ}، إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوُا المُنْكَرَ فَلَمْ يُغَيِّرُوهُ، يُوشِكُ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللهُ بِعِقَابٍ .
129- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُعَاذٍ، حَدَّثنا أَبِي، حَدَّثنا شُعْبَةُ، عَنِ الحَكَمِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، بِمِثْلِ ذَلِكَ لاَ يَذْكُرُ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ.(1/96)
130- حَدَّثنا أَبُو طَالِبٍ عَبْدُ الجَبَّارِ بْنُ عَاصِمٍ، حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوُا المُنْكَرَ فَلَمْ يُغَيِّرُوهُ، يُوشِكُ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللهُ بِعِقَابٍ.(1/97)
131- حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ المُقَدَّمِيُّ، حَدَّثنا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أََبِي حَازِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ، يَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّكُمْ تَقْرَؤُونَ هَذِهِ الآيَةَ، وَتَضَعُونَهَا عَلَى غَيْرِ مَوَاضِعِهَا {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} وَإِنَّا سَمِعْنَا رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوُا المُنْكَرَ فَلَمْ يُغَيِّرُوهُ، أَوْشَكَ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللهُ بِعِقَابِهِ.(1/97)
132- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا جَرِيرٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: قَرَأَ أَبُو بَكْرٍ هَذِهِ الآيَةَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ}، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ النَّاسَ يَضَعُونَ هَذِهِ الآيَةَ عَلَى غَيْرِ مَوْضِعِهَا، أَلاَ وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: إِنَّ القَوْمَ إِذَا رَأَوُا الظَّالِمَ فَلَمْ يَأْخُذُوا عَلَى يَدَيْهِ، وَالمُنْكَرَ فَلَمْ يُغَيِّرُوهُ، عَمَّهُمُ اللهُ بِعِقَابِهِ(1/97)
133- حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرٌو، يَعْنِي ابْنَ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ أَبِي الحُوَيْرِثِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرٍ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ مَرَّ عَلَى عُثْمَانَ وَهُوَ جَالِسٌ فِي المَسْجِدِ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ، فَدَخَلَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ فَاشْتَكَى ذَلِكَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: مَرَرْتُ عَلَى عُثْمَانَ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ وَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ، قَالَ: فَأَيْنَ هُوَ؟ قَالَ: هُوَ فِي المَسْجِدِ قَاعِدٌ، قَالَ: فَانْطَلَقْنَا إِلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تَرُدَّ عَلَى أَخِيكَ حِينَ سَلَّمَ عَلَيْكَ؟ قَالَ: وَاللَّهِ مَا شَعَرْتُ أَنَّهُ سَلَّمَ، مَرَّ بِي وَأَنَا أُحَدِّثُ نَفْسِي فَلَمْ أَشْعُرْ أَنَّهُ سَلَّمَ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَمَاذَا تُحَدِّثُ نَفْسَكَ؟ قَالَ: خَلاَ بِيَ الشَّيْطَانُ فَجَعَلَ يُلْقِي فِي نَفْسِي أَشْيَاءَ مَا أُحِبُّ أَنِّي تَكَلَّمْتُ بِهَا وَأَنَّ لِي مَا عَلَى الأَرْضِ، قُلْتُ فِي نَفْسِي حِينَ أَلْقَى الشَّيْطَانُ ذَلِكَ فِي نَفْسِي: يَا لَيْتَنِي سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ مَا الَّذِي يُنْجِينَا مِنْ هَذَا الحَدِيثِ الَّذِي يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِي أَنْفُسِنَا؟ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَإِنِّي وَاللَّهِ قَدِ اشْتَكَيْتُ ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، وَسَأَلْتُهُ: مَا الَّذِي يُنْجِينَا مِنْ هَذَا الحَدِيثِ الَّذِي يُلْقِي الشَّيْطَانُ مِنْهُ فِي أَنْفُسِنَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: يُنْجِيكُمْ مِنْ ذَلِكَ أَنْ تَقُولُوا مِثْلَ الَّذِي أَمَرْتُ بِهِ عَمِّي عِنْدَ المَوْتِ فَلَمْ يَفْعَلْ(1/98)
134- حَدَّثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثنا وَكِيعٌ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ الحَجَّاجِ، قَالَ: قَامَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ، بَعْدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، فَقَالَ: لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَا قَامَ فِيكُمْ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ عَامَ الأَوَّلِ، قَالَ: سَلُوا اللهَ العَافِيَةَ فَإِنَّهُ لَمْ يُعْطَ عَبْدٌ شَيْئًا أَفْضَلَ مِنَ المُعَافَاةِ إِلاَّ اليَقِينَ، وَأَنَا أَسْأَلُ اللهَ اليَقِينَ وَالعَافِيَةَ.(1/99)
135- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، وَإِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالاَ: حَدَّثنا سُفيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ، قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ، وَهُوَ عَلَى المِنْبَرِ، وَبَكَى: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فِي الصَّيْفِ عَامَ الأَوَّلِ، وَالعَهْدُ قَرِيبٌ، يَقُولُ: سَلُوا اللهَ اليَقِينَ وَالعَافِيَةَ.(1/99)
136- حَدَّثنا مُحْرِزُ بْنُ عَوْنٍ، حَدَّثنا عُثْمَانُ بْنُ مَطَرٍ، حَدَّثنا عَبْدُ الغَفُورِ، عَنْ أَبِي نُصَيْرَةَ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: عَلَيْكُمْ بِلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَالاِسْتِغْفَارِ فَأَكْثِرُوا مِنْهُمَا، فَإِنَّ إِبْلِيسَ قَالَ: أَهْلَكْتُ النَّاسَ بِالذُّنُوبِ، فَأَهْلَكُونِي بِلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَالاِسْتِغْفَارِ، فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ أَهْلَكْتُهُمْ بِالأَهْوَاءِ وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ(1/99)
137- حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الحَمِيدِ الحِمَّانِيُّ، حَدَّثنا أَبِي، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ وَاقِدٍ، عَنْ أَبِي نُصَيْرَةَ، قَالَ: لَقِيتُ مَوْلًى لأَبِي بَكْرٍ، فَقُلْتُ لَهُ: سَمِعْتَ أَبَا بَكْرٍ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: مَا أَصَرَّ مَنِ اسْتَغْفَرَ، وَإِنْ عَادَ فِي اليَوْمِ سَبْعِينَ مُرَّةً؟.
138- حَدَّثنا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، وَغَيْرُهُ، حَدَّثنا أَبُو يَحْيَى عَبْدُ الحَمِيدِ الحِمَّانِيُّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ وَاقِدٍ، عَنْ أَبِي نُصَيْرَةَ، عَنْ مَوْلًى، لأَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ نَحْوَهُ.(1/100)
139- حَدَّثنا عَبْدُ الغَفَّارِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، حَدَّثنا عَفِيفُ بْنُ سَالِمٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ وَاقِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو نُصَيْرَةَ، عَنْ مَوْلًى لأَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: مَنِ اسْتَغْفَرَ فَلَمْ يُصِرَّ وَإِنْ عَادَ فِي اليَوْمِ سَبْعِينَ مُرَّةً(1/100)
مُسْنَدُ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.(1/101)
140- وَبِالإِسْنَادِ، حَدَّثنا أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ المُثَنَّى المَوْصِلِيُّ، حَدَّثنا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ، حَدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ المُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ، بِالمَدِينَةِ، فَتَرَاءَيْنَا الهِلاَلَ، وَكُنْتُ رَجُلاً حَدِيدَ البَصَرِ، فَرَأَيْتُهُ وَلَيْسَ أَحَدٌ يَزْعُمُ أَنَّهُ رَآهُ غَيْرِي، قَالَ: فَجَعَلْتُ أَقُولُ لِعُمَرَ: أَمَا تَرَاهُ؟ فَجَعَلَ لاَ يَرَاهُ، قَالَ: يَقُولُ عُمَرُ: سَأَرَاهُ وَأَنَا مُسْتَلْقٍ عَلَى فِرَاشِي، ثُمَّ أَنْشَأَ يُحَدِّثُنَا عَنْ أَهْلِ بَدْرٍ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ كَانَ يُرِينَا مَصَارِعَ أَهْلِ بَدْرٍ بِالأَمْسِ، قَالَ: يَقُولُ: هَذَا مَصْرَعُ فُلاَنٍ غَدًا إِنْ شَاءَ اللهُ قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ: فَوَالَّذِي بَعَثَهُ بِالحَقِّ مَا أَخْطَأُوا الحُدُودَ الَّتِي حَدَّ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، قَالَ: فَجُعِلُوا فِي بِئْرٍ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، فَانْطَلَقَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ حَتَّى انْتَهَى إِلَيْهِمْ فَقَالَ: يَا فُلاَنُ بْنَ فُلاَنٍ، وَيَا فُلاَنُ بْنَ فُلاَنٍ، هَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ حَقًّا؟ فَإِنِّي قَدْ وَجَدْتُ مَا وَعَدَنِي اللهُ حَقًّا، قَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ، تُكَلِّمُ أَجْسَادًا لاَ أَرْوَاحَ فِيهَا؟ فَقَالَ: مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ لِمَا أَقُولُ مِنْهُمْ، غَيْرَ أَنَّهُمْ لاَ يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَرُدُّوا عَلَيَّ شَيْئًا(1/101)
141- حَدَّثنا شَيْبَانُ، حَدَّثنا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ المَلِكِ بْنَ عُمَيْرٍ، يُحَدِّثُ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ السُّوَائِيُّ، فَقَالَ: خَطَبَنَا عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ بِالجَابِيَةِ، فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ مَقَامِي فِيكُمُ اليَوْمَ، فَقَالَ: أَحْسِنُوا إِلَى أَصْحَابِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَفْشُو الكَذِبُ حَتَّى يَشْهَدَ الرَّجُلُ عَلَى الشَّهَادَةِ لاَ يُسْأَلُهَا، وَيَحْلِفُ عَلَى اليَمِينِ لاَ يُسْأَلُهَا، فَمَنْ أَرَادَ بُحْبُوحَةَ الجَنَّةِ فَلْيَلْزَمِ الجَمَاعَةَ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ مَعَ الوَاحِدِ وَهُوَ مِنَ الاِثْنَيْنِ أَبَعْدُ، فَلاَ يَخْلُوَنَّ أَحَدُكُمْ بِامْرَأَةٍ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ ثَالِثُهُمَا، مَنْ سَرَّتْهُ حَسَنَتُهُ وَسَاءَتْهُ سَيِّئَتُهُ فَهُوَ مُؤْمِنٌ.(1/102)
142- حَدَّثنا عَلِيُّ بْنُ حَمْزَةَ البَصْرِيُّ، حَدَّثنا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ عَبْدِ المَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: خَطَبَنَا عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ، بِالجَابِيَةِ فَقَالَ: قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ مَقَامِي فِيكُمُ اليَوْمَ فَقَالَ: أَلاَ أَحْسِنُوا إِلَى أَصْحَابِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ شَيْبَانَ(1/102)
143- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثنا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الحَمِيدِ، عَنْ عَبْدِ المَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: خَطَبَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ، النَّاسَ بِالجَابِيَةِ، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَامَ فِي مِثْلِ مَقَامِي هَذَا، فَقَالَ: أَحْسِنُوا إِلَى أَصْحَابِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَفْشُو الكَذِبُ، حَتَّى يَحْلِفَ الرَّجُلُ عَلَى اليَمِينِ قَبْلَ أَنْ يُسْتَحْلَفَ، وَيَشْهَدَ عَلَى الشَّهَادَةِ قَبْلَ أَنْ يُسْتَشْهَدَ عَلَيْهَا، فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنَالَ مِنْكُمْ بُحْبُوحَةَ الجَنَّةِ فَلْيَلْزَمِ الجَمَاعَةَ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ مَعَ الوَاحِدِ، وَهُوَ مِنَ الاِثْنَيْنِ أَبَعْدُ، أَلاَ لاَ يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ، فَإِنَّ ثَالِثَهُمَا الشَّيْطَانُ، أَلاَ وَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ تَسُوؤُهُ سَيِّئَتُهُ وَتَسُرُّهُ حَسَّنَتُهُ فَهُوَ مُؤْمِنٌ.(1/103)
144- حَدَّثنا شَيْبَانُ، حَدَّثنا أَبُو هِلاَلٍ، حَدَّثنا غَيْلاَنُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مَعْبَدٍ الزِّمَّانِيُّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ إِذْ أَتَى عَلَى رَجُلٍ فَقِيلَ: مَا أَفْطَرَ مُذْ كَذَا وَكَذَا، قَالَ: لاَ صَامَ وَلاَ أَفْطَرَ، أَوْ مَا صَامَ وَمَا أَفْطَرَ، شَكَّ غَيْلاَنُ، فَلَمَّا رَأَى عُمَرُ غَضَبَ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ صَوْمُ يَوْمَيْنِ وَإِفْطَارُ يَوْمٍ؟ قَالَ: وَيُطِيقُ ذَاكَ أَحَدٌ؟ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، صَوْمُ يَوْمٍ وَإِفْطَارُ يَوْمٍ؟ قَالَ: ذَاكَ صَوْمُ أَخِي دَاوُدَ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، صَوْمُ يَوْمٍ وَإِفْطَارُ يَوْمَيْنِ؟ قَالَ: وَمَنْ يُطِيقُ ذَاكَ؟ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، صَوْمُ يَوْمِ الاِثْنَيْنِ؟ قَالَ: ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ، وَيَوْمٌ أُنْزِلَ عَلَيَّ النُّبُوَّةُ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، صَوْمُ يَوْمِ عَرَفَةَ وَيَوْمِ عَاشُورَاءَ، قَالَ: أَحَدُهُمَا يُكَفِّرُ، وَقَالَ: الآخَرُ مَا قَبْلَهَا أَوْ مَا بَعْدَهَا، شَكَّ أَبُو هِلاَلٍ(1/103)
145- حَدَّثنا شَيْبَانُ، حَدَّثنا دَاوُدُ بْنُ أَبِي الفُرَاتِ، حَدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ الدِّيلِيِّ، قَالَ: أَتَيْتُ المَدِينَةَ وَقَدْ وَقَعَ بِهَا مَرَضٌ، فَهُمْ يَمُوتُونَ مَوْتًا ذَرِيعًا، فَجَلَسْتُ إِلَى عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ، فَمَرَّتْ بِهِ جِنَازَةٌ فَأُثْنِيَ عَلَى صَاحِبِهَا خَيْرٌ، فَقَالَ عُمَرُ: وَجَبَتْ، ثُمَّ مَرَّتْ أُخْرَى فَأُثْنِيَ عَلَى صَاحِبِهَا شَرٌّ، فَقَالَ عُمَرُ: وَجَبَتْ، فَقَالَ أَبُو الأَسْوَدِ: قُلْتُ: مَا وَجَبَتْ يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: قُلْتُ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: أَيُّمَا مُسْلِمٍ شَهِدَ لَهُ أَرْبَعَةٌ بِخَيْرٍ أَدْخَلَهُ اللهُ الجَنَّةَ، قَالَ: قُلْنَا: وَثَلاَثَةٌ؟ قَالَ: وَثَلاَثَةٌ، قُلْنَا: وَاثْنَانِ؟ قَالَ: وَاثْنَانِ، ثُمَّ لَمْ نَسْأَلْهُ عَنِ الوَاحِدِ.(1/104)
146- حَدَّثنا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ، يَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَلاَ لاَ تُخْدَعُوا عَنِ الرَّجْمِ، أَلاَ لاَ تُخْدَعُوا عَنِ الرَّجْمِ، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ رَجَمَ، وَأَبُو بَكْرٍ رَجَمَ، وَرَجَمْتُ، وَإِنَّهُ يَكُونُ قَوْمٌ يُكَذِّبُونَ بِالرَّجْمِ، وَبِالشَّفَاعَةِ، وَبِالدَّجَّالِ، وَبِقَوْمٍ يَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ بَعْدَ مَا مَحَشَتْهُمْ أَوِ امْتُحِشُوا(1/104)
147- حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، وَزَحْمَوَيْهِ، قَالاَ: حَدَّثنا هُشَيْمٌ، حَدَّثنا مَنْصُورٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: أَخبَرنا أَبُو العَالِيَةِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَخْبَرَنِي غَيْرُ وَاحِدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، مِنْهُمْ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ، وَكَانَ عُمَرُ مِنْ أَحَبِّهِمْ إِلَيَّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ نَهَى عَنِ الصَّلاَةِ بَعْدَ الفَجْرِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ وَبَعْدَ العَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ.(1/105)
148- حَدَّثنا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُصْعَبٍ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثنا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ ؛ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ كَانَ يُسَايِرُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ، فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ فَلَمْ يُجِبْهُ، ثُمَّ سَأَلَهُ فَلَمْ يُجِبْهُ، ثُمَّ سَأَلَهُ فَلَمْ يُجِبْهُ، فَقَالَ عُمَرُ: فَقُلْتُ: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ عُمَرُ سَأَلْتَ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ ثَلاَثًا، كُلُّ ذَلِكَ لاَ يُجِيبُكَ، فَحَرَّكْتُ بَعِيرِي وَتَقَدَّمْتُ بَيْنَ يَدَيِ النَّاسِ، فَلَمْ أَنْشَبْ أَنْ سَمِعْتُ صَارِخًا يُنَادِي، فَأَتَيْتُ، قُلْتُ: لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ يَكُونَ قَدْ نَزَلَ فِيَّ قُرْآنٌ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: نَزَلَتْ عَلَيَّ اللَّيْلَةَ سُورَةٌ هِيَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ، ثُمَّ قَرَأَ: إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ(1/105)
149- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، وَإِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الطَّالقَانِيُّ، وَالقَوَارِيرِيُّ، قَالُوا: حَدَّثنا سُفيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسِ بْنِ الحَدَثَانِ، سَمِعَ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: الذَّهَبُ بِالوَرِقِ رِبًا إِلاَّ هَاءَ وَهَاءَ، وَالشَّعِيرُ بِالشَّعِيرِ رِبًا إِلاَّ هَاءَ وَهَاءَ، وَفِي حَدِيثِ إِسْحَاقَ، وَالتَّمْرُ بِالتَّمْرِ رِبًا إِلاَّ هَاءَ وَهَاءَ، وَفِيهِ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسٍ، سَمِعْتُ عُمَرَ، يُخْبِرُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ.(1/105)
150- حَدَّثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثنا سُفيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، سَمِعَ أَبَا عُبَيْدٍ، مَوْلَى الزُّهْرِيِّينَ، قَالَ: شَهِدْتُ العِيدَ مَعَ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ، فَبَدَأَ بِالصَّلاَةِ قَبْلَ الخُطْبَةِ، وَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ نَهَى عَنْ صِيَامِ هَذَيْنِ اليَوْمَيْنِ، أَمَّا يَوْمُ الفِطْرِ فَفِطْرُكُمْ مِنْ صِيَامِكُمْ، وَأَمَّا يَوْمُ الأَضْحَى، فَكُلُوا مِنْ لَحْمِ نُسُكِكُمْ، لَمْ يَذْكُرْ فِيهِ أَكْثَرَ مِنْ هَذَا.(1/106)
151- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا سُفيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا زَالَتِ الشَّمْسُ صَعِدَ عُمَرُ المِنْبَرَ وَأَذَّنَ المُؤَذِّنُونَ، فَخَطَبَ، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَقَالَ فِي خُطْبَتِهِ: الرَّجْمُ حَقٌّ لِلْمُحْصَنِ إِذَا كَانَتْ بَيِّنَةٌ، أَوْ حَمْلٌ، أَوِ اعْتِرَافٌ، وَقَدْ رَجْمَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ وَرَجَمْنَا مَعَهُ وَبَعْدَهُ(1/106)
152- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا سُفيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ، قَالَ: شَهِدْتُ العِيدَ مَعَ عُمَرَ، فَبَدَأَ بِالصَّلاَةِ قَبْلَ الخُطْبَةِ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ نَهَى عَنْ صِيَامِ هَذَيْنِ اليَوْمَيْنِ: أَمَّا يَوْمُ الأَضْحَى، فَتَأْكُلُونَ مِنْ نُسُكِكُمْ، وَأَمَّا يَوْمُ الفِطْرِ فَفِطْرُكُمْ مِنْ صِيَامِكُمْ، قَالَ: وَشَهِدْتُهُ مَعَ عُثْمَانَ، فَبَدَأَ بِالصَّلاَةِ قَبْلَ الخُطْبَةِ، فَوَافَقَ ذَاكَ يَوْمَ الجُمُعَةِ، فَقَالَ: إِنَّ هَذَا يَوْمٌ يَجْتَمِعُ فِيهِ عِيدَانِ، مَنْ كَانَ هَاهُنَا مِنْ أَهْلِ العَوَالِي فَقَدْ أَذِنَّا لَهُ، فَإِنْ شَاءَ أَنْ يَرْجِعَ فَلْيَرْجِعْ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَمْكُثَ فَلْيَمْكُثْ ثُمَّ شَهِدْتُهَا مَعَ عَلِيٍّ، فَبَدَأَ بِالصَّلاَةِ قَبْلَ الخُطْبَةِ، وَقَالَ: لاَ يَأْكُلْ أَحَدُكُمْ مِنْ نُسُكِهِ فَوْقَ ثَلاَثٍ.(1/106)
153- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، وَعُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ القَوَارِيرِيُّ، قَالاَ: حَدَّثنا سُفيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، قَالَ: لاَ تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتِ النَّصَارَى عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ، وَلَكِنْ قُولُوا: عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ.(1/107)
154- حَدَّثنا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ النَّرْسِيُّ، حَدَّثنا بِشْرُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: لاَ تَمْنَعُوا إِمَاءَ اللهِ مَسَاجِدَ اللَّهِ.(1/107)
155- حَدَّثنا القَوَارِيرِيُّ، حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ القَطَّانُ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: إِنَّ المَيِّتَ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ(1/107)
156- حَدَّثنا عَبْدُ الأَعْلَى، حَدَّثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثنا سَعِيدٌ، حَدَّثنا قَتَادَةُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المُسَيَّبِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ، حَدَّثَ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: إِنَّ المَيِّتَ يُعَذَّبُ فِي قَبْرِهِ مَا نِيحَ عَلَيْهِ.(1/108)
157- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المُسَيَّبِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، قَالَ: إِنَّ المَيِّتَ يُعَذَّبُ فِي قَبْرِهِ مَا نِيحَ عَلَيْهِ، أَوْ مَا بُكِيَ عَلَيْهِ.(1/108)
158- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ القَطَّانُ، حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: المَيِّتُ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ.(1/108)
159- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ القَطَّانُ، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي العَالِيَةِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي رِجَالٌ، وَأَعْجَبُهُمْ إِلَيَّ عُمَرُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ نَهَى عَنْ صَلاَةٍ بَعْدَ الغَدَاةِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وَبَعْدَ العَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ(1/108)
160- حَدَّثنا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثنا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ جَالِسًا فَقَالَ: أَنْبِئُونِي بِأَفْضَلِ أَهْلِ الإِيمَانِ إِيمَانًا، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، المَلاَئِكَةُ، قَالَ: هُمْ كَذَلِكَ، وَيَحِقُّ لَهُمْ ذَلِكَ، وَمَا يَمْنَعُهُمْ وَقَدْ أَنْزَلَهُمُ اللهُ المَنْزِلَةَ الَّتِي أَنْزَلَهُمْ بِهَا؟ بَلْ غَيْرُهُمْ؟ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، الأَنْبِيَاءُ الَّذِينَ أَكْرَمَهُمُ اللهُ بِرِسَالَتِهِ وَالنُّبُوَّةِ، قَالَ: هُمْ كَذَلِكَ، وَيَحِقُّ لَهُمْ، وَمَا يَمْنَعُهُمْ، وَقَدْ أَنْزَلَهُمُ اللهُ المَنْزِلَةَ الَّتِي أَنْزَلَهُمْ بِهَا؟ بَلْ غَيْرُهُمْ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، الشُّهَدَاءُ الَّذِينَ اسْتُشْهِدُوا مَعَ الأَعْدَاءِ، قَالَ: هُمْ كَذَلِكَ وَيَحِقُّ لَهُمْ، وَمَا يَمْنَعُهُمْ، وَقَدْ أَكْرَمَهُمُ اللهُ بِالشَّهَادَةِ مَعَ الأَنْبِيَاءِ؟ بَلْ غَيْرُهُمْ، قَالُوا: فَمَنْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: أَقْوَامٌ فِي أَصْلاَبِ الرِّجَالِ يَأْتُونَ مِنْ بَعْدِي، يُؤْمِنُونَ بِي، وَلَمْ يَرَوْنِي، وَيُصَدِّقُونَ بِي، وَلَمْ يَرَوْنِي، يَجِدُونَ الوَرَقَ المُعَلَّقَ فَيَعْمَلُونَ بِمَا فِيهِ، فَهَؤُلاَءِ أَفْضَلُ أَهْلِ الإِيمَانِ إِيمَانًا.(1/108)
161- حَدَّثنا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثنا ابْنُ الدَّرَاوَرْدِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِخِيَارِ أَئِمَّتِكُمْ مِنْ شِرَارِهِمْ؟ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ، وَيَدْعُونَ لَكُمْ وَتَدْعُونَ لَهُمْ، وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ، وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ(1/109)
162- حَدَّثنا مُصْعَبٌ، حَدَّثنا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: فَرَضَ عُمَرُ، لأُسَامَةَ أَكْثَرَ مِمَّا فَرَضَ لِي، فَقُلْتُ: إِنَّمَا هِجْرَتِي وَهِجْرَةُ أُسَامَةَ وَاحِدَةٌ، فَقَالَ: إِنَّ أَبَاهُ كَانَ أَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ مِنْ أَبِيكَ، وَإِنَّهُ كَانَ أَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ مِنْكَ، وَإِنَّمَا هَاجَرَ بِكَ أَبَوَاكَ.(1/109)
163- حَدَّثنا عَبْدُ الأَعْلَى، حَدَّثنا حَمَّادٌ، حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ آلَى مِنْ نِسَائِهِ شَهْرًا، فَلَمَّا مَضَتْ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ نَزَلَ إِلَيْهِنَّ.(1/110)
164- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثنا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ سِمَاكٍ أَبِي زُمَيْلٍ الحَنَفِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ، قَالَ: لَمَّا اعْتَزَلَ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ نِسَاءَهُ، قَالَ: دَخَلْتُ المَسْجِدَ فَإِذَا النَّاسُ يَنْكُتُونَ بِالحَصَى، وَيَقُولُونَ: طَلَّقَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ نِسَاءَهُ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يُؤْمَرَ بِالحِجَابِ، قَالَ عُمَرُ: فَقُلْتُ: لأَعْلَمَنَّ ذَلِكَ اليَوْمَ، قَالَ: فَدَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ فَقُلْتُ: يَا بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ، أَقَدْ بَلَغَ مِنْ شَأْنِكِ أَنْ تُؤْذِي رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ؟ قَالَتْ: مَا لِي وَلَكَ يَا ابْنَ الخَطَّابِ؟ عَلَيْكَ بِعَيْبَتِكَ، قَالَ: فَدَخَلْتُ عَلَى حَفْصَةَ ابْنَةِ عُمَرَ، فَقُلْتُ: يَا حَفْصَةُ، أَقَدْ بَلَغَ مِنْ شَأْنِكِ أَنْ تُؤْذِي رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، وَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ لاَ يُحِبُّكِ، وَلَوْلاَ أَنَا لَطَلَّقَكِ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، قَالَ: فَبَكَتْ أَشَدَّ البُكَاءِ، فَقُلْتُ لَهَا: أَيْنَ رَسُولُ اللهِ؟ قَالَتْ: هُوَ فِي خِزَانَتِهِ فِي المَشْرُبَةِ، فَدَخَلْتُ إِذَا أَنَا بِرَبَاحٍ غُلاَمِ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَاعِدًا عَلَى أُسْكُفَّةِ المَشْرُبَةِ، مُدَلٍّ رِجْلَيْهِ عَلَى نَقِيرٍ مِنْ خَشَبٍ، وَهُوَ جِذْعٌ يَرْقَى عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ وَيَنْحَدِرُ، فَنَادَيْتُهُ، فَقُلْتُ: يَا رَبَاحُ، اسْتَأْذِنْ لِي عِنْدَكَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، فَنَظَرَ رَبَاحٌ إِلَى الغُرْفَةِ ثُمَّ نَظَرَ إِلَيَّ فَلَمْ يَقُلْ شَيْئًا، فَقُلْتُ: يَا رَبَاحُ، اسْتَأْذِنْ لِي عِنْدَكَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، فَنَظَرَ رَبَاحٌ إِلَى الغُرْفَةِ ثُمَّ نَظَرَ إِلَيَّ فَلَمْ يَقُلْ شَيْئًا، فَقُلْتُ: يَا رَبَاحُ، اسْتَأْذِنْ لِي عِنْدَكَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ،(1/110)
فَنَظَرَ إِلَى الغُرْفَةِ ثُمَّ نَظَرَ إِلَيَّ فَلَمْ يَقُلْ شَيْئًا، ثُمَّ رَفَعْتُ صَوْتِي، فَقُلْتُ: يَا رَبَاحُ، اسْتَأْذِنْ لِي عِنْدَكَ عَلَى رَسُولِ اللهِ، فَإِنِّي أَظُنُّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ ظَنَّ أَنِّي جِئْتُ مِنْ أَجْلِ حَفْصَةَ، وَاللَّهِ لَئِنْ أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ بِضَرْبِ عُنُقِهَا لأَضْرِبَنَّ عُنُقَهَا، وَرَفَعْتُ صَوْتِي، فَأَوْمَأَ إِلَيَّ أَنِ ائْذَنْهُ، فَدَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ وَهُوَ مُضْطَجِعٌ عَلَى حَصِيرٍ، فَجَلَسْتُ، فَإِذَا عَلَيْهِ إِزَارُهُ وَلَيْسَ عَلَيْهِ غَيْرُهُ، فَإِذَا الحَصِيرُ قَدْ أَثَّرَ فِي جَنْبِهِ، فَنَظَرْتُ بِبَصَرِي فِي خِزَانَةِ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَإِذَا أَنَا بِقَبْضَةٍ مِنْ شَعِيرٍ نَحْوَ الصَّاعِ، وَمِثْلِهَا قَرَظًا فِي نَاحِيَةِ الغُرْفَةِ، وَإِذَا أَفِيقٌ مُعَلَّقٌ، قَالَ: فَابْتَدَرَتْ عَيْنَايَ، قَالَ: مَا يُبْكِيكَ يَا ابْنَ الخَطَّابِ؟ فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ، وَمَا لِي لاَ أَبْكِي وَهَذَا الحَصِيرُ قَدْ أَثَّرَ فِي جَنْبِكَ؟ وَهَذِهِ خِزَانَتُكَ لاَ أَرَى فِيهَا إِلاَّ مَا أَرَى؟ وَذَاكَ قَيْصَرُ وَكِسْرَى فِي الثِّمَارِ وَالأَنْهَارِ وَأَنْتَ رَسُولُ اللهِ وَصَفْوَتُهُ، وَهَذِهِ خِزَانَتُكَ؟ قَالَ: يَا ابْنَ الخَطَّابِ، أَلاَ تَرْضَى أَنْ تَكُونَ لَنَا الآخِرَةُ وَلَهُمُ الدُّنْيَا؟ قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: وَدَخَلْتُ عَلَيْهِ، حِينَ دَخَلْتُ، وَأَنَا أَرَى فِي وَجْهِهِ الغَضَبَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا يَشُقُّ عَلَيْكَ مِنْ شَأْنِ النِّسَاءِ؟(1/111)
فَإِنْ كُنْتَ طَلَّقْتَهُنَّ فَإِنَّ اللهَ مَعَكَ وَمَلاَئِكَتَهُ، وَجِبْرِيلَ، وَمِيكَائِيلَ، وَأَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَالمُؤْمِنُونَ مَعَكَ، وَقَلَّمَا تَكَلَّمْتُ، وَأَحْمَدُ اللهَ، بِكَلاَمٍ إِلاَّ رَجَوْتُ أَنْ يَكُونَ اللهُ يُصَدِّقُ قَوْلِيَ الَّذِي أَقُولُ، قَالَ: وَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ، آيَةُ التَّخْيِيرِ {عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ}، {وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلاَهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ المُؤْمِنِينَ وَالمَلاَئِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ}
وَكَانَتْ عَائِشَةُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ وَحَفْصَةُ تَظَاهَرَانِ عَلَى سَائِرِ نِسَاءِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَطَلَّقْتَهُنَّ؟ قَالَ: لاَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي دَخَلْتُ المَسْجِدَ وَالمُسْلِمُونَ يَنْكُتُونَ بِالحَصَاةِ وَيَقُولُونَ: طَلَّقَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ نِسَاءَهُ، فَانْزِلْ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّكَ لَمْ تُطَلِّقْهُنَّ؟ قَالَ: نَعَمْ، إِنْ شِئْتَ، فَلَمْ أَزَلْ أُحَدِّثُهُ حَتَّى تَحَسَّرَ الغَضَبُ عَنْ وَجْهِهِ وَحَتَّى كَشَرَ فَضَحِكَ، وَكَانَ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ ثَغْرًا، ثُمَّ نَزَلَ نَبِيُّ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، فَنَزَلْتُ أَتَشَبَّثُ بِالجِذْعِ، وَنَزَلَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ كَأَنَّمَا يَمْشِي عَلَى الأَرْضِ مَا يَمَسُّهُ بِيَدِهِ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّمَا كُنْتَ فِي الغُرْفَةِ تِسْعَةً وَعِشْرِينَ يَوْمًا؟ قَالَ: إِنَّ الشَّهْرَ يَكُونُ تِسْعًا وَعِشْرِينَ، فَقُمْتُ عَلَى بَابِ المَسْجِدِ، فَنَادَيْتُ بِأَعْلَى صَوْتِي: لَمْ يُطَلِّقْ نِسَاءَهُ، قَالَ: وَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمِنِ أَوِ الخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ} فَكُنْتُ أَنَا الَّذِي اسْتَنْبَطْتُ ذَاكَ الأَمْرَ، فَأَنْزَلَ اللهُ آيَةَ التَّخْيِيرِ(1/112)
165- حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: التَمِسُوا لَيْلَةَ القَدْرِ فِي العَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ.(1/113)
166- حَدَّثنا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثنا أَبِي، حَدَّثنا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ أَنَّهُ وَجَدَ فَرَسًا قَدْ كَانَ حَمَلَ عَلَيْهَا فِي سَبِيلِ اللهِ فَأَرَادَ أَنْ يَشْتَرِيَهَا، فَسَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَنَهَاهُ عَنْهَا.(1/113)
167- حَدَّثنا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثنا أَبِي، حَدَّثنا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَيْسَ قَدْ قُلْتَ لِي: إِنَّ خَيْرًا لَكَ أَنْ لاَ تَسْأَلَ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ شَيْئًا؟ قَالَ: إِنَّمَا ذَاكَ أَنْ تَسْأَلَ، وَمَا آتَاكَ اللهُ مِنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ فَإِنَّمَا هُوَ رِزْقٌ رَزَقَكَهُ اللهُ.(1/113)
168- حَدَّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثنا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عُمَرَ، قَالَ: لَقَدْ عَلِمْتُمْ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: اطْلُبُوهَا فِي العَشْرِ الأَوَاخِرِ وِتْرًا(1/113)
169- حَدَّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثنا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لَقِيتُ عُمَرَ، وَهُوَ بِالمَوْسِمِ، فَنَادَيْتُهُ مِنْ وَرَاءِ الفُسْطَاطِ أَلاَ إِنِّي فُلاَنٌ ابْنُ فُلاَنٍ الجَرْمِيُّ، وَإِنَّ ابْنَ أُخْتٍ لَنَا، لَهُ أَخٌ عَانٍ فِي بَنِي فُلاَنٍ، وَقَدْ عَرَضْنَا عَلَيْهِ فَرِيضَةَ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَأَبَى، قَالَ: فَرَفَعَ عُمَرُ جَانِبَ الفُسْطَاطِ، فَقَالَ: أَتَعْرِفُ صَاحِبَكَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، هُوَ ذَاكَ، قَالَ: انْطَلَقْنَا بِهِ حَتَّى يُنَفِّذَ لَكُمَا قَضِيَّةَ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: وَكُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّ القَضِيَّةَ أَرْبَعٌ مِنَ الإِبِلِ.(1/114)
170- حَدَّثنا أَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ العَلاَءِ، حَدَّثنا زَيْدُ بْنُ الحُبَابِ، حَدَّثنا خَالِدُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ العُمَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَالِمٌ، عَنْ أَبِيهِ ؛ أَنَّ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ سَأَلَ عُمَرَ عَنِ المَسْحِ، فَقَالَ عُمَرُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَأْمُرُ بِالمَسْحِ عَلَى ظَهَرِ الخُفَّيْنِ إِذَا لَبِسَهُمَا وَهُمَا طَاهِرَتَانِ(1/114)
171- حَدَّثنا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثنا زَيْدٌ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، حَدَّثنا سَالِمٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَأْمُرُنَا بِالمَسْحِ عَلَى الخُفَّيْنِ، لِلْمُسَافِرِ ثَلاَثَةُ أَيَّامٍ وَلَيَالِيهِنَّ، وَلِلْمُقِيمِ يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ.(1/115)
172- حَدَّثنا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: دَخَلَ عُمَرُ عَلَى حَفْصَةَ وَهِيَ تَبْكِي، فَقَالَ لَهَا: مَا يُبْكِيكِ؟ لَعَلَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ طَلَّقَكِ؟ إِنَّهُ قَدْ كَانَ طَلَّقَكِ مَرَّةً، ثُمَّ رَاجَعَكِ مِنْ أَجْلِي، وَاللَّهِ لَئِنْ كَانَ طَلَّقَكِ مَرَّةً أُخْرَى لاَ أُكَلِّمُكِ أَبَدًا.(1/115)
173- حَدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ، حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ كَانَ طَلَّقَ حَفْصَةَ ثُمَّ رَاجَعَهَا .
174- حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، وَغَيْرُهُ بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ.(1/115)
175- حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، حَدَّثنا بَشِيرُ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يُوسُفَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ وَهُوَ يُذْكَرُ أَهْلَ مَقْبَرَةٍ يَوْمًا، قَالَ: فَصَلَّى عَلَيْهَا فَأَكْثَرَ الصَّلاَةَ عَلَيْهَا، قَالَ: فَسُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ عَنْهَا، فَقَالَ: أَهْلُ مَقْبَرَةِ شُهَدَاءِ عَسْقَلاَنَ، يُزَفُّونَ إِلَى الجَنَّةِ كَمَا تُزَفُّ العَرُوسُ إِلَى زَوْجِهَا.(1/115)
176- حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثنا أَبِي عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثنا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ، أَنَّ رَجُلاً كَانَ يُلَقَّبُ حِمَارًا، وَكَانَ يُهْدِي لِرَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ العُكَّةَ مِنَ السَّمْنِ وَالعُكَّةَ مِنَ العَسَلِ، فَإِذَا جَاءَ صَاحِبُهَا يَتَقَاضَاهُ جَاءَ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، فَيَقُولُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَعْطِ هَذَا ثَمَنَ مَتَاعِهِ، فَمَا يَزِيدُ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ عَلَى أَنْ يَبْتَسِمَ وَيَأْمُرَ بِهِ فَيُعْطَى، فَجِيءَ بِهِ يَوْمًا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، وَقَدْ شَرِبَ الخَمْرَ، فَقَالَ رَجُلٌ: اللهُمَّ العَنْهُ، مَا أَكْثَرَ مَا يُؤْتَى بِهِ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: لاَ تَلْعَنُوهُ ؛ فَإِنَّهُ يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ.
177- حَدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ بَرَّادٍ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثنا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ.(1/116)
178- حَدَّثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، مَنِ المَرْأَتَانِ المُتَظَاهِرَتَانِ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ؟ قَالَ: عَائِشَةُ وَحَفْصَةُ(1/116)
179- حَدَّثنا القَوَارِيرِيُّ، حَدَّثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المُسَيَّبِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، قَالَ: إِنَّ المَيِّتَ يُعَذَّبُ فِي قَبْرِهِ مَا نِيحَ عَلَيْهِ، أَوْ مَا بُكِيَ عَلَيْهِ.(1/117)
180- حَدَّثنا القَوَارِيرِيُّ، حَدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثنا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، حَدَّثنا أَبُو عَقِيلٍ، عَنِ ابْنِ عَمٍّ لَهُ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، أَنَّهُ كَانَ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، قَالَ عُمَرُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، قَبْلَ أَنْ تَأْتِيَ: مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الوُضُوءَ وَرَفَعَ بَصَرَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فُتِحَتْ لَهُ ثَمَانِيَةُ أَبْوَابٍ مِنَ الجَنَّةِ يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ.(1/117)
181- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بِابَيْهِ، عَنْ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ، قَالَ: قُلْتُ لِعُمَرَ: فِيمَ اقْتِصَارُ النَّاسِ الصَّلاَةَ اليَوْمَ؟ وَإِنَّمَا قَالَ: {إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا} فَقَدْ ذَهَبَ ذَاكَ اليَوْمُ، قَالَ: عَجِبْتُ مِمَّا عَجِبْتَ مِنْهُ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، فَقَالَ: صَدَقَةٌ تَصَدَّقَ اللهُ بِهَا عَلَيْكُمْ فَاقْبَلُوا صَدَقَتَهُ(1/117)
182- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثنا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ عَتِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بِابَيْهِ، عَنْ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ، قَالَ: طُفْتُ مَعَ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ، فَلَمَّا كَانَ عِنْدَ الرُّكْنِ الثَّالِثِ، مِمَّا يَلِي الحَجَرَ، أَوِ الحُجُرَاتِ الَّتِي تَلِي البَابَ، أَخَذْتُ بِيَدِهِ لأَسْتَلِمَ، فَقَالَ: أَمَا طُفْتَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ؟ قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: فَهَلْ رَأَيْتَهُ مُسْتَلِمَهُ؟ قُلْتُ: لاَ، قَالَ: فَانْفُذْ عَنْكَ، فَإِنَّ لَكَ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةً حَسَنَةً.(1/118)
183- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثنا غُنْدَرُ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ، يَخْطُبُ، قَالَ: ذَكَرَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ مَا أَصَابَ النَّاسُ مِنَ الدُّنْيَا، فَقَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَظَلُّ اليَوْمَ يَلْتَوِي مَا يَجِدَ دَقَلاً يَمْلأُ بِهِ بَطْنَهُ(1/118)
184- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثنا هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ، حَدَّثنا قَتَادَةُ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الجَعْدِ، عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ خَطَبَ يَوْمَ جُمُعَةٍ، فَذَكَرَ نَبِيَّ اللهِ، وَذَكَرَ أَبَا بَكْرٍ، فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ كَأَنَّ دِيكًا نَقَرَنِي نَقْرَةً أَوْ نَقْرَتَيْنِ، وَإِنِّي لاَ أَرَاهُ إِلاَّ لِحُضُورِ أَجْلِي، وَإِنَّ أَقْوَامًا يَأْمُرُونَنِي أَنْ أَسْتَخْلِفَ، وَإِنَّ اللهَ لَمْ يَكُنْ لِيُضَيِّعَ دِينَهُ، وَلاَ خِلاَفَتَهُ، وَلاَ الَّذِي بَعَثَ بِهِ نَبِيَّهُ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، وَإِنِّي قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ أَقْوَامًا سَيَطْعَنُونَ فِي هَذَا الأَمْرِ أَنَا ضَرَبْتُهُمْ بِيَدِي هَذِهِ عَلَى الإِسْلاَمِ، فَإِنْ فَعَلُوا فَأُولَئِكَ أَعْدَاءُ اللهِ الكُفَّارُ الضَّلاَلُ، فَإِنْ عَجِلَ بِي أَمْرٌ فَالخِلاَفَةُ شُورَى بَيْنَ هَؤُلاَءِ النَّفَرِ الَّذِينَ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ وَهُوَ عَنْهُمْ رَاضٍ، وَإِنِّي لاَ أَدَعُ بَعْدِي شَيْئًا أَهَمَّ إِلَيَّ مِنَ الكَلاَلَةِ، وَمَا رَاجَعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فِي شَيْءٍ مَا رَاجَعْتُهُ فِي الكَلاَلَةِ، وَمَا أَغْلَظَ لِي فِي شَيْءٍ مَا أَغْلَظَ لِي فِيهِ، حَتَّى طَعَنَ بِإِصْبَعِهِ فِي صَدْرِي، وَقَالَ لِي: يَا عُمَرُ، أَلاَ تَكْفِيكَ آيَةُ الصَّيْفِ الَّتِي فِي آخِرِ سُورَةِ النِّسَاءِ؟ وَإِنِّي إِنْ أَعِشْ أَقْضِ فِيهِ بِقَضِيَّةٍ يَقْضِي بِهَا مَنْ يَقْرَأُ القُرْآنَ وَمَنْ لاَ يَقْرَأُ القُرْآنَ، ثُمَّ قَالَ: اللهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُكَ عَلَى أُمَرَاءِ الأَمْصَارِ، فَإِنَّمَا بَعَثْتُهُمْ لِيُعَلِّمُوهُمْ دِينَهُمْ، وَسُنَّةَ نَبِيِّهِمْ، وَيَعْدِلُوا عَلَيْهِمْ، وَيَقْسِمُوا لَهُمْ فَيْئَهُمْ، وَيَرْفَعُوا إِلَيَّ مَا أَشْكَلَ مِنْ أَمْرِهِمْ عَلَيْهِمْ، ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ تَأْكُلُونَ مِنْ شَجَرَتَيْنِ لاَ أَرَاهُمَا إِلاَّ خَبِيثَتَيْنِ: هَذَا البَصَلُ وَالثُّومُ، لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ إِذَا وَجَدَ مِنَ الرَّجُلِ رِيحَهُمَا فِي المَسْجِدِ أَمْرَ بِهِ فَأُخْرِجَ إِلَى البَقِيعِ، فَمَنْ أَكَلَهُمَا فَلْيُمِتْهُمَا طَبْخًا(1/118)
185- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنِ عُمَرَ، حَدَّثنا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ الحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَاةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الحَوْتَكِيَّةِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ، قَالَ: مَنْ شَهِدَ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ حِينَ أَتَاهُ الأَعْرَابِيُّ بِأَرْنَبٍ؟ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ القَوْمِ: أَنَا، جَاءَ بِهَا الأَعْرَابِيُّ قَدْ نَظَّفَهَا وَصَنَعَهَا يُهْدِيهَا لِرَسُولِ اللهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: كُلُوا، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ القَوْمِ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي رَأَيْتُهَا تَدْمَى، فَأَكَلَ القَوْمُ وَلَمْ يَأْكُلِ الأَعْرَابِيُّ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: أَلاَ تَأْكُلُ؟ قَالَ: إِنِّي صَائِمٌ، قَالَ: فَهَلاَّ البِيضَ؟.(1/119)
186- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ هَانِئٍ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ دَجَاجَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ، يَقُولُ: لاَ هِجْرَةَ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ.(1/120)
187- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ القَوَارِيرِيُّ، حَدَّثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثنا عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ، قَالَ: لاَ أَعْلَمُ إِلاَّ رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: مَنْ تَوَاضَعَ لِي هَكَذَا، وَأَمَالَ يَزِيدُ بِكَفِّهِ إِلَى الأَرْضِ، رَفَعْتُهُ هَكَذَا، وَأَشَارَ يَزِيدُ بِبَطْنِ كَفِّهِ إِلَى السَّمَاءِ.(1/120)
188- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ، يَقُولُ: فِيمَ الرَّمَلاَنُ وَالكَشْفُ عَنِ المِنْاكِبِ، وَقَدْ أَطَّأَ اللهُ الإِسْلاَمَ، وَنَفَى الشِّرْكَ؟ قَالَ: ثُمَّ قَالَ: وَمَا ذَلِكَ؟ نَدَعُ شَيْئًا كُنَّا نَفْعَلُهُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ؟(1/120)
189- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفيَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الأَعْلَى، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ، يُقَّبِلُ الحَجَرَ، وَيَقُولُ: إِنِّي لأُقَبِّلُكَ، وَإِنِّي لأَعْلَمُ أَنَّكَ حَجَرٌ لاَ تَضُرُّ وَلاَ تَنْفَعُ، وَلَكِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ بِكَ حَفِيًّا .(1/121)
190- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ، حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ عُمَرَ كَانَ يُجَمِّرُ مَسْجِدَ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ كُلَّ جُمُعَةٍ.(1/121)
191- حَدَّثنا القَوَارِيرِيُّ، حَدَّثنا بِشْرُ بْنُ المُفَضَّلِ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ، حَدَّثَهُ، أَنَّهُ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ طَلْقَةً وَهِيَ حَائِضٌ، فَاسْتَفْتَى عُمَرُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، فَقَالَ: مُرْ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ فَلْيُرَاجِعْهَا، ثُمَّ لِيُمْسِكْهَا حَتَّى تَطْهُرَ مِنْ حَيْضَتِهَا هَذِهِ، فَإِذَا حَاضَتْ حَيْضَةً أُخْرَى وَطَهُرَتْ، إِنْ شَاءَ فَلْيُطَلِّقْهَا قَبْلَ أَنْ يُجَامِعَهَا، وَإِنْ شَاءَ فَلْيُمْسِكْهَا، فَإِنَّهَا العِدَّةُ الَّتِي أَمَرَ اللهُ أَنْ يُطَلَّقَ لَهَا النِّسَاءُ(1/121)
192- حَدَّثنا أَبُو سَعِيدٍ القَوَارِيرِيُّ، حَدَّثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالاَ: حَدَّثنا عَوْفٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَلْقَمَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ المُزَنِيُّ، قَالَ يَزِيدُ فِي حَدِيثِهِ فِي مَسْجِدِ البَصْرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ قَدْ سَمَّاهُ، وَنَسِيَ عَوْفٌ اسْمَهُ، وَقَالَ يَحْيَى: حَدَّثَنِي رَجُلٌ، قَالَ: كُنْتُ بِالمَدِينَةِ فِي مَجْلِسٍ فِيهِ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ، فَقَالَ لِبَعْضِ جُلَسَائِهِ: كَيْفَ سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَصِفُ الإِسْلاَمَ؟ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، يَقُولُ: إِنَّ الإِسْلاَمَ بَدَأَ جَذَعًا، ثُمَّ ثَنِيًا، ثُمَّ رَبَاعِيًا، ثُمَّ سَدِيسًا، ثُمَّ بَازِلاً، فَقَالَ عُمَرُ: فَمَا بَعْدَ البُزُولِ إِلاَّ النُّقْصَانُ.(1/121)
193- حَدَّثنا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثنا الأَعْمَشُ، عَنْ خَيْثَمَةَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مَرْوَانَ، عَنْ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَقْرَأَ القُرْآنَ رَطْبًا كَمَا أُنْزِلَ، فَلْيَقْرَأْهُ عَلَى قِرَاءَةِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ.(1/122)
194- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ، حَدَّثنا الأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ: وَالأَعْمَشُ، عَنْ خَيْثَمَةَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مَرْوَانَ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عُمَرَ، وَهُوَ بِعَرَفَةَ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، جِئْتُ مِنَ الكُوفَةِ، وَتَرَكْتُ رَجُلاً يُمْلِي المَصَاحِفَ عَنْ ظَهَرِ قَلْبِهِ، قَالَ: فَغَضِبَ عُمَرُ وَانْتَفَخَ حَتَّى كَادَ يَمْلأُ مَا بَيْنَ شُعْبَتَيِ الرَّحْلِ، فَقَالَ: وَيْحَكَ؟ مَنْ هُوَ؟ قَالَ: فَقَالَ: عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ، فَمَا زَالَ عُمَرُ يُطْفِئُ وَيَسْتُرُ عَنْهُ الغَضَبَ حَتَّى عَادَ إِلَى حَالِهِ الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا، فَقَالَ: وَيْحَكَ وَاللَّهِ مَا أَعْلَمُهُ بَقِيَ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ هُوَ أَحَقُّ بِذَلِكَ مِنْهُ، وَسَأُحَدِّثُكَ عَنْ ذَلِكَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ لاَ يَزَالُ يَسْمُرُ عِنْدَ أَبِي بَكْرٍ اللَّيْلَةَ كَذَلِكَ فِي الأَمْرٍ
مِنْ أَمْرِ المُسْلِمِينَ، وَإِنَّهُ سَمَرَ عِنْدَهُ ذَاتَ لَيْلَةٍ وَأَنَا مَعَهُ، ثُمَّ خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَمْشِي وَنَحْنُ نَمْشِي مَعَهَ، فَإِذَا رَجُلٌ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي المَسْجِدِ، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَسْتَمِعُ قِرَاءَتَهُ، فَلَمَّا كِدْنَا أَنْ نَعْرِفَ الرَّجُلَ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَقْرَأَ القُرْآنَ رَطْبًا كَمَا أُنْزِلَ، فَلْيَقْرَأْهُ عَلَى قِرَاءَةِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ، قَالَ: ثُمَّ جَلَسَ الرَّجُلُ يَدْعُو، فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: سَلْ تُعْطَهْ، فَقَالَ عُمَرُ: فَقُلْتُ: وَاللَّهِ لأَغْدُوَنَّ إِلَيْهِ فَلأُبَشِّرَنَّهُ، قَالَ: فَغَدَوْتُ إِلَيْهِ لأُبَشِّرَهُ، فَوَجَدْتُ أَبَا بَكْرٍ قَدْ سَبَقَنِي إِلَيْهِ فَبَشَّرَهُ، وَلاَ وَاللَّهِ مَا سَابَقْتُهُ إِلَى خَيْرٍ قَطُّ إِلاَّ سَبَقَنِي إِلَيْهِ.(1/122)
195- حَدَّثنا القَوَارِيرِيُّ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ، حَدَّثنا الأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عُمَرَ، وَهُوَ وَاقِفٌ بِعَرَفَةَ، فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ أَبِي خَيْثَمَةَ وَلَمْ يَذْكُرَا فِيهِ خَيْثَمَةَ وَلاَ قَيْسَ بْنَ مَرْوَانَ(1/123)
196- حَدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْمَاءٍ، حَدَّثنا مَهْدِيٌّ، حَدَّثنا سَعِيدٌ الجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي فِرَاسٍ، قَالَ: شَهِدْتُ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ، وَهُوَ يَخْطُبُ النَّاسَ، قَالَ: فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّهُ قَدْ أَتَى عَلَيَّ زَمَانٌ وَأَنَا أَرَى أَنَّ مَنْ قَرَأَ القُرْآنَ يُرِيدُ اللهَ وَمَا عِنْدَهُ، فَيُخَيَّلُ إِلَيَّ أَنَّ قَوْمًا قَرَؤُوهُ يُرِيدُونَ بِهِ النَّاسَ وَيُرِيدُونَ بِهِ الدُّنْيَا، أَلاَ فَأَرِيدُوا اللهَ بِأَعْمَالِكُمْ، أَلاَ إِنَّا إِنَّمَا كُنَّا نَعْرِفُكُمْ إِذْ يَنْزِلُ الوَحْيُ، وَإِذِ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ بَيْنَ أَظْهُرِنَا، وَإِذْ يُنَبِّئُنَا اللهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ، فَقَدِ انْقَطَعَ الوَحْيُ، وَذَهَبَ نَبِيُّ اللهِ، فَإِنَّمَا نَعْرِفُكُمْ بِمَا نَقُولُ لَكُمْ، أَلاَ مَنْ رَأَيْنَا مِنْهُ خَيْرًا ظَنَنَّا بِهِ خَيْرًا وَأَحْبَبْنَاهُ عَلَيْهِ، وَمَنْ رَأَيْنَا بِهِ شَرًّا ظَنَنَّا بِهِ شَرًّا وَأَبْغَضْنَاهُ عَلَيْهِ، سَرَائِرُكُمْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ رَبِّكُمْ، أَلاَ إِنِّي إِنَّمَا أَبْعَثُ عُمَّالِي لِيُعَلِّمُوكُمْ دِينَكُمْ، وَلِيُعَلِّمُوكُمْ سُنَنَكُمْ، وَلاَ أَبْعَثُهُمْ لِيَضْرِبُوا ظُهُورَكُمْ، وَلاَ لِيَأْخُذُوا أَمْوَالَكُمْ، أَلاَ فَمَنْ رَابَهُ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ فَلْيَرْفَعْهُ إِلَيَّ، فَوَالَّذِي نَفْسُ عُمَرَ بِيَدِهِ لأُقِصَّنَّكُمْ مِنْهُ، قَالَ: فَقَامَ عَمْرُو بْنُ العَاصِ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، أَرَأَيْتَ إِنْ بَعَثْتَ عَامِلاً مِنْ عُمَّالِكَ فَأَدَّبَ رَجُلاً مِنْ أَهْلِ رَعِيَّتِهِ فَضَرَبَهُ، إِنَّكَ لَمُقِصَّهُ مِنْهُ؟ قَالَ: فَقَالَ: نَعَمْ، وَالَّذِي نَفْسُ عُمَرَ بِيَدِهِ لأُقِصَّنَّ مِنْهُ، أَلاَ أُقِصُّ وَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يُقِصُّ مِنْ نَفْسِهِ؟ أَلاَ لاَ تَضْرِبُوا المُسْلِمِينَ فَتُذِلُّوهُمْ، وَلاَ تَمْنَعُوهُمْ حُقُوقَهُمْ فَتُكَفِّرُوهُمْ، وَلاَ تُجَمِّرُوهُمْ فَتَفْتِنُوهُمْ، وَلاَ تُنْزِلُوهُمُ الغِيَاضَ فَتُضَيِّعُوهُمْ.(1/123)
197- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا سُفيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، سَمِعَهُ مِنْ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَرَدْتُ أَنْ أَسْأَلَ عُمَرَ، قَرِيبًا مِنْ سَنَةٍ، عَنِ المَرْأَتَيْنِ اللَّتَيْنِ تَظَاهَرَتَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، فَكُنْتُ لاَ أَجْتَرِئُ أَنْ أَسْأَلَهُ، فَكُنَّا بِمَرِّ ظَهْرَانَ، فَذَهَبَ يَتَوَضَّأُ، فَقَالَ: ائْتِنِي بِإِدَاوَةٍ مِنْ مَاءٍ، فَأَتَيْتُهُ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، مَنِ المَرْأَتَانِ؟ فَمَا أَتْمَمْتُ كَلاَمِي، حَتَّى قَالَ: عَائِشَةُ وَحَفْصَةُ(1/124)
198- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، وَالقَوَارِيرِيُّ، قَالاَ: حَدَّثنا سُفيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: تَابِعُوا بَيْنَ الحَجِّ وَالعُمْرَةِ، فَإِنَّ مُتَابَعَةَ مَا بَيْنَهُمَا تَنْفِي الفَقْرَ وَالدُّيُونَ كَمَا يَنْفِي الكِيرُ خَبَثَ الحَدِيدِ.(1/125)
199- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا سُفيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ، عَنْ أَبِيهِ، سَمِعَ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: الوَلَدُ لِلْفِرَاشِ.(1/125)
200- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، وَأَبُو سَعِيدٍ، قَالاَ: حَدَّثنا سُفيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ طَاوُوسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: بَاعَ سَمُرَةُ خَمْرًا، فَقَالَ عُمَرُ: قَاتَلَ اللهُ سَمُرَةَ، أَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: لَعَنَ اللهُ اليَهُودَ حُرِّمَتْ عَلَيْهِمُ الشُّحُومُ فَبَاعُوهَا وَأَكَلُوا أَثْمَانَهَا؟.(1/125)
201- حَدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الحَجَّاجِ السَّامِيُّ، حَدَّثنا حَمَّادٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ المُخْتَارِ، عَنْ عَبْدِ المَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: مَنْ سَاءَتْهُ سَيِّئَتُهُ، وَسَرَّتْهُ حَسَنَتُهُ فَهُوَ المُؤْمِنُ .
202- حَدَّثنا عَبْدُ الأَعْلَى، حَدَّثنا حَمَّادٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ المُخْتَارِ، بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ، قَالَ: فَهُوَ مُؤْمِنٌ.(1/125)
203- حَدَّثنا أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الفُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ، حَدَّثنا مَالِكُ بْنُ سُعَيْرٍ، عَنِ الأَجْلَحِ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ، قَالَ: وَلاَ أَرَاهُ إِلاَّ أَنَّهُ قَدْ رَفَعَهُ إِنَّهُ حَكَمَ فِي الضَّبُعِ يُصِيبُهُ المُحْرِمُ بِشَاةٍ، وَفِي الأَرْنَبِ عَنَاقٌ، وَفِي اليَرْبُوعِ جَفْرَةٌ، وَفِي الظَّبْيِ كَبْشٌ.(1/126)
204- حَدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ حَاتِمٍ الطَّوِيلُ، قَالَ: حَدَّثنا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زَائِدَةَ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: مَنْ وَجَدْتُمُوهُ غَلَّ فَاضْرِبُوهُ وَأَحْرِقُوا مَتَاعَهُ، قَالَ: فَدَخَلْتُ عَلَى مَسْلَمَةَ بْنِ عَبْدِ المَلِكِ، فَأَخَذَ رَجُلاً قَدْ غَلَّ، فَدَعَا سَالِمًا فَحَدَّثَهُ الحَدِيثَ، قَالَ: فَأَحْرَقَ مَتَاعَهُ، وَوَجَدَ فِي مَتَاعِهِ مُصْحَفًا، فَقَوَّمَ المُصْحَفَ وَتَصَدَّقَ بِقِيمَتِهِ(1/126)
205- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا جَرِيرٌ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ، قَالَ لَمَّا أُصِيبَ، قَالَ لَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ: أَلاَ تَسْتَخْلِفُ يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: مَا أَجِدُ أَحَدًا أَحَقَّ بِهَذَا الأَمْرِ مِنْ هَؤُلاَءِ الَّذِينَ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ وَهُوُ عَنْهُمْ رَاضٍ، فَسَمَّى عَلِيًّا، وَعُثْمَانَ، وَطَلْحَةَ، وَالزُّبَيْرَ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ، وَسَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ وَقَالَ: لِيَشْهَدُهُمْ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، وَلَيْسَ لَهُ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ، فَمَنِ اسْتَخْلَفُوهُ فَهُوَ الخَلِيفَةُ بَعْدِي، فَإِنْ أَصَابَتْ سَعْدًا وَإِلاَّ فَلْيَسْتَعِنْ بِهِ الخَلِيفَةُ بَعْدِي، فَإِنِّي لَمْ أَنْزِعْهُ مِنْ ضَعْفٍ وَلاَ خِيَانَةٍ.(1/127)
206- حَدَّثنا حُسَيْنُ بْنُ الأَسْوَدِ الكُوفِيُّ، حَدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: حَضَرْتُ أَبِي حِينَ أُصِيبَ، قَالَ: فَأَثْنَوْا عَلَيْهِ خَيْرًا، فَقَالَ: رَاهِبٌ وَرَاغِبٌ، قَالُوا: أَوْلاَ تَسْتَخْلِفُ؟ قَالَ: أَتَحَمَّلُ أَمْرَكُمْ حَيًّا وَمَيِّتًا؟ لَوَدِدْتُ أَنَّ حَظِّي مِنْكُمُ الكَفَافُ لاَ عَلَيَّ وَلاَ لِي، ثُمَّ قَالَ: إِنْ أَسْتَخْلِفْ فَقَدِ اسْتَخْلَفَ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي، وَإِنْ أَتْرُكْكُمْ فَقَدْ تَرَكَكُمْ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي: رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ: فَعَرَفْتُ أَنَّهُ حِينَ ذَكَرَ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَنَّهُ غَيْرُ مُسْتَخْلِفٌ(1/127)
207- حَدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبَانَ الكُوفِيُّ، حَدَّثنا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: لاَ يَأْكُلْ أَحَدُكُمْ بِشِمَالِهِ ؛ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْكُلُ بِشِمَالِهِ.(1/127)
208- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ القَوَارِيرِيُّ، حَدَّثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثنا مَالِكُ بْنُ أَوْسِ بْنِ الحَدَثَانِ، قَالَ: اصْطَرَفَ مِنِّي طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ وَرِقًا بِذَهَبٍ، فَقَالَ: أَنْظِرْنَا حَتَّى تَأْتِيَ غَلَّتُنَا مِنَ الغَابَةِ، فَسَمِعَهُ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ، وَهُوَ يَقُولُ، قَالَ: فَقَالَ: لاَ وَاللَّهِ، لاَ تُفَارِقْهُ حَتَّى تُوَفِّيَهُ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: الذَّهَبُ بِالوَرِقِ رِبًا إِلاَّ هَاءَ وَهَاءَ، وَالبُرُّ بِالبُرِّ رِبًا إِلاَّ هَاءَ وَهَاءَ، وَالشَّعِيرُ بِالشَّعِيرِ رِبًا إِلاَّ هَاءَ وَهَاءَ، وَالتَّمْرُ بِالتَّمْرِ رِبًا إِلاَّ هَاءَ وَهَاءَ.(1/128)
209- حَدَّثنا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، حَدَّثنا عَبَّادُ بْنُ العَوَّامِ، حَدَّثنا سُفيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسِ بْنِ الحَدَثَانِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ، بَاعَ مِنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ مِئَةَ دِينَارٍ بِوَرِقٍ، فَقَالَ عُمَرُ: مِثْلُهَا فِي يَدِهِ، قُلْتُ: مَا لِي مَالٌ حَتَّى يَجِيءَ صَاحِبُ ضَيْعَتِي مِنَ الغَابَةِ، فَقَالَ: لاَ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: الذَّهَبُ بِالفِضَّةِ رِبًا إِلاَّ هَاءَ وَهَاءَ(1/128)
210- حَدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الحَجَّاجِ السَّامِيُّ، حَدَّثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنِ الحَسَنِ بْنِ سَلْمَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ اسْتَعْمَلَ ابْنَ عَبْدِ الحَارِثِ عَلَى أَهْلِ مَكَّةَ، فَقَدِمَ عُمَرُ فَاسْتَقْبَلَهُ نَافِعُ بْنُ عَبْدِ الحَارِثِ، وَاسْتَخْلَفَ عَلَى أَهْلِ مَكَّةَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبْزَى، فَغَضِبَ عُمَرُ حَتَّى قَامَ فِي الغَرْزِ، فَقَالَ: أَتَسْتَخْلِفُ عَلَى آلِ اللهِ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبْزَى؟ قَالَ: إِنِّي وَجَدْتُهُ أَقْرَأَهُمْ لِكِتَابِ اللهِ، وَأَفْقَهَهُمْ فِي دِينِ اللهِ، فَتَوَاضَعَ لَهَا عُمَرُ حَتَّى اطْمَأَنَّ عَلَى رَحْلِهِ، فَقَالَ: لَئِنْ قُلْتَ ذَاكَ، لَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: إِنَّ اللهَ سَيَرْفَعُ بِهَذَا الدِّينَ أَقْوَامًا وَيَضَعُ بِهِ آخَرِينَ.(1/129)
211- حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ: حَدَّثنا الحُسَيْنُ بْنُ وَاقَدٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى، حَدَّثَهُ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ إِلَى مَكَّةَ، فَاسْتَقْبَلَنَا أَمِيرُ مَكَّةَ نَافِعُ بْنُ عَلْقَمَةَ، وَسُمِّيَ بِعَمٍّ لَهُ يُقَالُ لَهُ نَافِعٌ، فَقَالَ: مَنِ اسْتَخْلَفْتَ عَلَى مَكَّةَ؟ قَالَ: اسْتَخْلَفْتُ عَلَيْهَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبْزَى، قَالَ: عَمَدْتَ إِلَى رَجُلٍ مِنَ المَوَالِي، فَاسْتَخْلَفْتَهُ عَلَى مَنْ بِهَا مِنْ قُرَيْشٍ وَأَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَجَدْتُهُ أَقْرَأَهُمْ لِكِتَابِ اللهِ، وَمَكَّةُ أَرْضٌ مُحْتَضَرَةٌ، فَأَحْبَبْتُ أَنْ يَسْمَعُوا كِتَابَ اللهِ مِنْ رَجُلٍ حَسَنِ القِرَاءَةِ، قَالَ: نِعْمَ مَا رَأَيْتَ، إِنَّ اللهَ يَرْفَعُ بِالقُرْآنِ أَقْوَامًا، وَيَضَعُ بِالقُرْآنِ أَقْوَامًا، وَإِنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبْزَى مِمَّنْ رَفَعَهُ اللهُ بِالقُرْآنِ(1/129)
212- حَدَّثنا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ أَبُو خَالِدٍ، حَدَّثنا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الأَصْفَرِ، عَنْ صَعْصَعَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: كَانَ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ رَجُلٌ مِنْ قَرَنٍ، وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الكُوفَةِ، وَكَانَ مِنَ التَّابِعِينَ، فَخَرَجَ بِهِ وَضَحٌ، فَدَعَا اللهَ أَنْ يُذْهِبَهُ عَنْهُ فَأَذْهَبَهُ، فَقَالَ: اللهُمَّ دَعْ لِي فِي جَسَدِي مِنْهُ مَا أَذْكُرُ بِهِ نِعَمَكَ عَلَيَّ، فَتَرَكَ لَهُ مِنْهُ مَا يَذْكُرُ بِهِ نِعَمَهُ عَلَيْهِ، وَكَانَ رَجُلاً يَلْزَمُ المَسْجِدَ فِي نَاسٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، وَكَانَ ابْنُ عَمٍّ لَهُ يَلْزَمُ السُّلْطَانَ، يُولَعُ بِهِ، فَإِنْ رَآهُ مَعَ قَوْمٍ أَغْنِيَاءَ، قَالَ: مَا هُوَ إِلاَّ يَسْتَأْكِلُهُمْ، وَإِنْ رَآهُ مَعَ قَوْمٍ فُقَرَاءَ، قَالَ: مَا هُوَ إِلاَّ يَخْدَعُهُمْ، وَأُوَيْسٌ لاَ يَقُولُ فِي ابْنِ عَمِّهِ إِلاَّ خَيْرًا، غَيْرَ أَنَّهُ إِذَا مَرَّ بِهِ اسْتَتَرَ مِنْهُ مَخَافَةَ أَنْ يَأْثَمَ فِي سَبِّهِ، وَكَانَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ يَسْأَلُ الوُفُودَ إِذَا قَدِمُوا عَلَيْهِ مِنَ الكُوفَةِ: هَلْ تَعْرِفُونَ أُوَيْسَ بْنَ عَامِرٍ القَرَنِيَّ؟ فَيَقُولُونَ: لاَ، فَقَدِمَ وَفْدٌ مِنْ أَهْلِ الكُوفَةِ، فِيهِمُ ابْنُ عَمِّهِ ذَاكَ، فَقَالَ: هَلْ تَعْرِفُونَ أُوَيْسَ بْنَ عَامِرٍ القَرَنِيَّ؟ قَالَ ابْنُ عَمِّهِ: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، هُوَ ابْنُ عَمِّي، هُوَ رَجُلٌ نَذْلٌ فَاسِدٌ لَمْ يَبْلُغْ مَا إِنْ تَعْرِفُهُ أَنْتَ يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: وَيْلَكَ هَلَكْتَ،
ووَيْلَكَ هَلَكْتَ، إِذَا أَتَيْتَهُ فَأَقْرِئْهُ مِنِّي السَّلاَمَ، وَمُرْهُ فَلْيَفِدْ إِلَيَّ، فَقَدِمَ الكُوفَةَ، فَلَمْ يَضَعْ ثِيَابَ سَفَرِهِ عَنْهُ حَتَّى أَتَى المَسْجِدَ،(1/130)
قَالَ: فَرَأَى أُوَيْسًا فَلَمَّ بِهِ، فَقَالَ: اسْتَغْفِرْ لِي يَا ابْنَ عَمِّي، قَالَ: غَفَرَ اللهُ لَكَ يَا ابْنَ عَمِّ، قَالَ: وَأَنْتَ يَغْفِرُ اللهُ لَكَ يَا أُوَيْسُ بْنَ عَامِرٍ، أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ يُقْرِئُكَ السَّلاَمَ، قَالَ: وَمَنْ ذَكَرَنِي لأَمِيرِ المُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: هُوَ ذَكَرَكَ وَأَمَرَنَا أَنْ نُبْلِغَكَ أَنْ تَفِدَ إِلَيْهِ، قَالَ: سَمْعٌ وَطَاعَةٌ لأَمِيرِ المُؤْمِنِينَ، فَوَفَدَ إِلَيْهِ، حَتَّى دَخَلَ عَلَى عُمَرَ، فَقَالَ: أَنْتَ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: أَنْتَ الَّذِي خَرَجَ بِكَ وَضَحٌ فَدَعَوْتَ اللهَ أَنْ يُذْهِبَهُ عَنْكَ فَأَذْهَبَهُ؟ فَقُلْتَ: اللهُمَّ دَعْ لِي فِي جَسَدِي مِنْهُ مَا أَذْكُرُ بِهِ نِعْمَتَكَ عَلَيَّ، فَتَرَكَ لَكَ فِي جَسَدِكَ مَا تَذْكُرُ بِهِ نِعَمَهُ عَلَيْكَ، قَالَ: وَمَا أَدْرَاكَ يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ؟ فَوَاللَّهِ مَا اطَّلَعَ عَلَى هَذَا بَشَرٌ، قَالَ: أَخبَرنا رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: أَنَّهُ سَيَكُونُ فِي التَّابِعِينَ رَجُلٌ مِنْ قَرَنٍ يُقَالُ لَهُ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ، يَخْرُجُ بِهِ وَضَحٌ فَيَدْعُو اللهَ أَنْ يُذْهِبَهُ عَنْهُ، فَيُذْهِبَهُ، فَيَقُولَ: اللهُمَّ دَعْ لِي فِي جَسَدِي مَا أَذْكُرُ بِهِ نِعْمَتَكَ عَلَيَّ قَالَ: فَيَدَعُ لَهُ مِنْهُ مَا يَذْكُرُ بِهِ نِعَمَهُ عَلَيْهِ، فَمَنْ أَدْرَكَهُ مِنْكُمْ فَاسْتَطَاعَ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَهُ، فَلْيَسْتَغْفِرْ لَهُ، فَاسْتَغْفِرْ لِي يَا أُوَيْسُ بْنَ عَامِرٍ، فَقَالَ لَهُ: غَفَرَ اللهُ لَكَ يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، قَالَ: وَأَنْتَ يَغْفِرُ اللهُ لَكَ يَا أُوَيْسُ بْنَ عَامِرٍ، قَالَ: فَلَمَّا سَمِعُوا عُمَرَ قَالَ عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، قَالَ رَجُلٌ: اسْتَغْفِرْ لِي يَا أُوَيْسُ، وَقَالَ آخَرُ: اسْتَغْفِرْ لِي يَا أُوَيْسُ، فَلَمَّا كَثُرُوا عَلَيْهِ انْسَابَ فَذَهَبَ، فَمَا رُئِيَ حَتَّى السَّاعَةِ(1/131)
213- حَدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الحَجَّاجِ السَّامِيُّ، حَدَّثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ إِلَى عُتْبَةَ بْنِ فَرْقَدٍ: سَلاَمٌ عَلَيْكَ، أَمَّا بَعْدُ: فَارْتَدُوا وَاتَّزِرُوا وَأَلْقُوا السَّرَاوِيلاَتِ، وَانْتَعِلُوا وَأَلْقُوا الخِفَافَ، وَارْمُوا الأَغْرَاضَ وَاقْطَعُوا الرُّكُبَ، وَانْزَوْا عَلَى الخَيْلِ نَزْوًا، وَعَلَيْكُمْ بِالجُرَمِيَّةِ وَالمَعَدِّيَّةِ، وَإِيَّاكُمْ وَالتَّنَطُّعَ، وَزِيَّ العَجَمِ، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ نَهَى عَنِ الحَرِيرِ إِلاَّ مَا كَانَ هَكَذَا، ثَلاَثَ أَصَابِعَ، أَوْ هَكَذَا أَرْبَعَ أَصَابِعَ.(1/132)
214- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا جَرِيرٌ، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ عُمَرَ، قَالَ: إِيَّاكُمْ وَلِبَاسَ الحَرِيرِ، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ نَهَى عَنْ لِبَاسِ الحَرِيرِ إِلاَّ هَكَذَا، وَرَفَعَ أَصَابِعَهُ السَّبَّابَةَ وَالوُسْطَى(1/132)
215- حَدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الحَجَّاجِ، حَدَّثنا حَمَّادٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ كَانَ بِالحَجُونِ، وَهُوَ كَئِيبٌ حَزِينٌ، فَقَالَ: اللهُمَّ أَرِنِي اليَوْمَ آيَةً لاَ أُبَالِي مَنْ كَذَّبَنِي بَعْدَهَا مِنْ قَوْمِي فَنَادَى شَجَرَةً مِنْ قِبَلِ عَقَبَةِ أَهْلِ المَدِينَةِ، فَنَادَاهَا فَجَاءَتْ تَشُقُّ الأَرْضَ حَتَّى انْتَهَتْ إِلَيْهِ، فَسَلَّمَتْ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَمَرَهَا فَذَهَبَتْ، قَالَ: فَقَالَ: مَا أُبَالِي مَنْ كَذَّبَنِي بَعْدَهَا مِنْ قَوْمِي.(1/132)
216- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا جَرِيرٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ صَفْوَانَ، قَالَ: قُلْتُ لِعُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ: كَيْفَ صَنَعَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ حِينَ دَخَلَ مَكَّةَ؟ قَالَ: صَلَّى رَكْعَتَيْنِ.(1/133)
217- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا هُشَيْمٌ، حَدَّثنا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ، قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ، اسْتَلَمَ الحَجَرَ الأَسْوَدَ وَقَبَّلَهُ، وَقَالَ: إِنِّي لأُقَبِّلُكَ، وَإِنِّي لأَعْلَمُ أَنَّكَ حَجَرٌ لاَ تَضُرُّ وَلاَ تَنْفَعُ، وَلَكِنْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَبَّلَكَ.(1/133)
218- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفيَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الأَعْلَى، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ، أَنَّ عُمَرَ، قَبَّلَهُ، يَعْنِي الحَجَرَ، وَالتَزَمَهُ، وَقَالَ: رَأَيْتُ أَبَا القَاسِمِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ بِكَ حَفِيًّا(1/133)
219- حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثنا أَبُو دَاوُدَ، صَاحِبُ الطَّيَالِسَةِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ المَخْزُومِيِّ، قَالَ: رَأَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ قَبَّلَ الحَجَرَ وَسَجَدَ عَلَيْهِ، وَقَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ، يُقَبِّلُ الحَجَرَ وَيَسْجُدُ عَلَيْهِ وَقَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَفْعَلُهُ.(1/134)
220- حَدَّثنا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى زَحْمَوَيْهِ الوَاسِطِيُّ، حَدَّثنا عُمَرُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ أَبِي سُفيَانَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ، قَبَّلَ الحَجَرَ وَسَجَدَ عَلَيْهِ، ثُمَّ عَادَ فَقَبَّلَهُ وَسَجَدَ عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ صَنَعَ.(1/134)
221- حَدَّثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثنا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ حِزَامِ بْنِ هِشَامِ بْنِ حُبَيْشِ بْنِ الأَشْقَرِ الخُزَاعِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يَذْكُرُ أَنَّهُ رَأَى عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ، يُقَّبِلُ الحَجَرَ وَيَقُولُ: أَشْهَدُ أَنَّكَ حَجَرٌ، وَلَكِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يُقَبِّلُكَ(1/134)
222- حَدَّثنا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، حَدَّثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَإِذَا هُوَ مُتَّكِئٌ عَلَى رَمْلِ حَصِيرٍ قَدْ أَثَّرَ فِي جَنْبِهِ فَرَفَعْتُ رَأْسِي فِي البَيْتِ، فَوَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ فِيهَا شَيْئًا يَرُدُّ البَصَرَ إِلاَّ أَهَبَةً ثَلاَثَةً.(1/135)
223- حَدَّثنا إِسْحَاقُ، حَدَّثنا حَجَّاجٌ، عَنْ شُعْبَةَ بْنِ الحَجَّاجِ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، أَنَّهُ سَمِعَ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ، يَخْطُبُ قَالَ: ذَكَرَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ مَا أَصَابَ النَّاسَ مِنَ الدُّنْيَا، فَقَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَظَلُّ اليَوْمَ يَلْتَوِي مَا يَجِدُ مِنَ الدَّقَلِ مَا يَمْلأُ بِهِ بَطْنَهُ.(1/135)
224- حَدَّثنا أَبُوهَمَّامٍ الوَلِيدُ بْنُ شُجَاعٍ، حَدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ المُبَارَكِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ، يَقُولُ: وَاللَّهِ لَوْلاَ أَنْ نَتْرُكَ آخِرَ الزَّمَانِ بَبَّانًا لَيْسَ لَهُمْ شَيْءٌ، مَا فَتْحَ اللهُ عَلَى أَهْلِ الإِسْلاَمِ قَرْيَةً إِلاَّ قَسَمْتُهَا كَمَا قَسَمَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ خَيْبَرَ.(1/135)
225- حَدَّثنا أَبُوكُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ العَلاَءِ، حَدَّثنا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: مَثَلُ الَّذِي يَعُودُ فِي صَدَقَتَهُ كَمَثَلِ الكَلْبِ يَعُودُ فِي قَيْئِهِ(1/135)
226- حَدَّثنا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثنا وَكِيعٌ، حَدَّثنا إِسْحَاقُ بْنُ عُثْمَانَ الكِلاَبِيُّ، حَدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَطِيَّةَ الأَنْصَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي جَدَّتِي أُمُّ عَطِيَّةَ، قَالَتْ: لَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ المَدِينَةَ جَمَعَ نِسَاءَ الأَنْصَارِ فِي بَيْتٍ، ثُمَّ بَعَثَ إِلَيْنَا عُمَرَ، فَقَامَ فَسَلَّمَ، فَرَدَدْنَا عَلَيْهِ السَّلاَمَ، فَقَالَ: إِنِّي رَسُولُ رَسُولِ اللهِ إِلَيْكُنَّ، قُلْنَا: مَرْحَبًا بِرَسُولِ اللهِ وَبِرَسُولِ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، قَالَتْ: فَقَالَ: أَتُبَايِعْنَنِي عَلَى أَنْ لاَ تَزْنِينَ وَلاَ تَسْرِقْنَ، وَلاَ تَقْتُلْنَ أَوْلاَدَكُنَّ، وَلاَ تَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ تَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيكُنَّ وَأَرْجُلِكُنَّ، وَلاَ تَعْصِينَ فِي مَعْرُوفٍ؟ قُلْنَا: نَعَمْ، قَالَتْ: فَمَدَدْنَا أَيْدِينَا مِنْ دَاخِلِ البَيْتِ وَمَدَّ يَدَهُ مِنْ خَارِجِهِ وَأَمَرَنَا أَنْ نُخْرِجَ الحُيَّضَ وَالعَوَاتِقَ فِي العِيدَيْنِ، وَنَهَانَا عَنِ اتِّبَاعِ الجَنَائِزِ، وَلاَ جُمُعَةَ عَلَيْنَا قَالَ: قُلْتُ: فَمَا المَعْرُوفُ الَّذِي نُهِيتُنَ عَنْهُ؟ قَالَتِ: النِّيَاحَةُ(1/136)
227- حَدَّثنا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، حَدَّثنا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ يَحْيَى، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المُسَيَّبِ، عَنْ عُمَرَ، قَالَ: سَمِعَ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ رَجُلاً يَقُولُ لِرَجُلٍ: تَعَالَ أُقَامِرْكَ فَأَمَرَهُ أَنْ يَتَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ.(1/136)
228- حَدَّثنا أَبُوهِشَامٍ، حَدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثنا عُمَرُ بْنُ حَمْزَةَ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، قَالَ: إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينًا، وَإِنَّ أَمِينَ هَذِهِ الأُمَّةِ أَبُوعُبَيْدَةَ بْنُ الجَرَّاحِ.(1/137)
229- حَدَّثنا أَبُوهِشَامٍ، حَدَّثنا زَيْدُ بْنُ الحُبَابِ، حَدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ بُدَيْلِ بْنِ وَرْقَاءَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: الشُّؤْمُ فِي ثَلاَثَةٍ: فِي الدَّابَّةِ وَالمَسْكَنِ وَالمَرْأَةِ.
قَالَ أَبُوهِشَامٍ: هُوَ خَطَّاءٌ.(1/137)
230- حَدَّثنا أَبُوهِشَامٍ، حَدَّثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثنا ابْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عُمَرَ، قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فِي غَزَاةٍ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ العَدُوَّ قَدْ حَضَرَ وَهُمْ شِبَاعٌ وَالنَّاسُ جِيَاعٌ، فَقَالَتِ الأَنْصَارُ: أَلاَ نَنْحَرُ نَوَاضِحَنَا فَنُطْعِمَهَا النَّاسَ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: مَنْ كَانَ مَعَهُ فَضْلُ طَعَامٍ فَلْيَجِئْ بِهِ، فَجَعَلَ يَجِيءُ بِالمُدِّ وَالصَّاعِ وَأَكْثَرَ وَأَقَلَّ، فَكَانَ جَمِيعُ مَا فِي الجَيْشِ بِضْعًا وَعِشْرِينَ صَاعًا، فَجَلَسَ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ إِلَى جَنْبِهِ وَدَعَا بِالبَرَكَةِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: خُذُوا وَلاَ تَنْتَهِبُوا، فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَأْخُذُ فِي جِرَابِهِ وَفِي غِرَارَتِهِ، وَأَخَذُوا فِي أَوْعِيَتِهِمْ، حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيَرْبِطُ كُمَّ قَمِيصِهِ فَيَمْلأُهُ، فَفَرَغُوا وَالطَّعَامُ كَمَا هُوَ، ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ، لاَ يَأْتِي بِهِمَا عَبْدٌ مُحِقٌّ إِلاَّ وَقَاهُ اللهُ حَرَّ النَّارِ.(1/137)
231- حَدَّثنا أَبُوهِشَامٍ، حَدَّثنا النَّضْرُ يَعْنِي ابْنَ مَنْصُورٍ، حَدَّثنا أَبُو الجَنُوبِ، قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيًّا يَسْتَقِي مَاءً لِوُضُوئِهِ، فَبَادَرْتُهُ أَسْتَقِي لَهُ، فَقَالَ: مَهْ يَا أَبَا الجَنُوبِ، فَإِنِّي رَأَيْتُ عُمَرَ، يَسْتَقِي مَاءً لِوُضُوئِهِ، فَبَادَرْتُهُ أَسْتَقِي لَهُ، فَقَالَ: مَهْ يَا أَبَا الحَسَنِ، فَإِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَسْتَقِي مَاءً لِوَضُوئِهِ، فَبَادَرْتُهُ أَسْتَقِي لَهُ فَقَالَ: مَهْ يَا عُمَرُ، فَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ يَشْرَكَنِي فِي طُهُورِي أَحَدٌ.(1/138)
232- حَدَّثنا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ، حَدَّثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عُبَيْدٍ، مَوْلَى ابْنِ أَزْهَرَ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ، يَقُولُ: إِنَّ هَذَيْنِ اليَوْمَيْنِ نَهَاكُمْ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ عَنْ صِيَامِهِمَا، يَوْمُ فِطْرِكُمْ مِنْ صِيَامِكُمْ، وَيَوْمٌ تَأْكُلُونَ فِيهِ مِنْ لَحْمِ نُسُكِكُمْ.(1/138)
233- حَدَّثنا هُدْبَةُ، حَدَّثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ عُمَرَ، لَمَّا طُعِنَ عَوَّلَتْ عَلَيْهِ حَفْصَةُ، فَقَالَ: يَا حَفْصَةُ، أَمَا سَمِعْتِ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: إِنَّ المُعَوَّلَ عَلَيْهِ يُعَذَّبُ(1/138)
234- حَدَّثنا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثنا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسِ بْنِ الحَدَثَانِ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ التَمَسَ صَرْفًا بِمِئَةِ دِينَارٍ، قَالَ: فَدَعَانِي طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ، فَتَرَاضَيْنَا فِي الصَّرْفِ حَتَّى اصْطَرَفَ مِنِّي وَأَخَذَ الذَّهَبَ يُقَلِّبُهَا فِي يَدِهِ، قَالَ: حَتَّى يَأْتِيَ خَازِنِي مِنَ الغَابَةِ، وَعُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ يَسْمَعُ، فَقَالَ عُمَرُ: لاَ وَاللَّهِ لاَ تُفَارِقْهُ حَتَّى تَأْخُذَ مِنْهُ، ثُمَّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: الذَّهَبُ بِالذَّهَبِ رِبًا إِلاَّ هَاءَ وَهَاءَ، وَالتَّمْرُ بِالتَّمْرِ رِبًا إِلاَّ هَاءَ وَهَاءَ، وَالشَّعِيرُ بِالشَّعِيرِ رِبًا إِلاَّ هَاءَ وَهَاءَ.(1/139)
235- حَدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ السَّائِبَ بْنَ يَزِيدَ، وَعُبَيْدَ اللهِ بْنَ عَبْدِ اللهِ، أَخْبَرَاهُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ القَارِئِ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: مَنْ نَامَ عَنْ حِزْبِهِ أَوْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ فَقَرَأَهُ مَا بَيْنَ صَلاَةِ الفَجْرِ وَصَلاَةِ الظُّهْرِ، كُتِبَ لَهُ كَأَنَّهُ قَرَأَهُ مِنَ اللَّيْلِ.(1/139)
236- حَدَّثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَأَبُو جَعْفَرٍ، خَالِي، قَالاَ: حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ القُرَشِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ يَوْمَ المَرْجِ يَقُولُ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ، يَقُولُ: لَوْلاَ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: إِنَّ اللهَ يَمْنَعُ الدِّينَ بِنَصَارَى مِنْ رَبِيعَةَ عَلَى سَاحِلِ الفُرَاتِ مَا تَرَكْتُ عَرَبِيًّا إِلاَّ قَتَلْتُهُ أَوْ يُسْلِمُ(1/139)
237- حَدَّثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الطَّالقَانِيُّ، حَدَّثنا جَرِيرٌ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الجَعْدِ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ: فَذَكَرَ كَلاَمًا، إِنَّ نَاسًا يَقُولُونَ: لَوِ اسْتَخْلَفْتَ؟ فَلاَ أَجِدُ أَحَقَّ بِهَذَا الأَمْرِ مِنْ هَؤُلاَءِ النَّفَرِ الَّذِينَ تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ وَهُوَ عَنْهُمْ رَاضٍ، فَأَيُّهُمُ اسْتَخْلَفُوهُ فَهُوَ الخَلِيفَةُ مِنْ بَعْدِي.(1/140)
238- حَدَّثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثنا سُفيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، سَمِعَ أَبَا عُبَيْدٍ، يَعْنِي مَوْلَى ابْنِ أَزْهَرَ، قَالَ: شَهِدْتُ العِيدَ مَعَ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ، فَبَدَأَ بِالصَّلاَةِ قَبْلَ الخُطْبَةِ وَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ نَهَى عَنْ صِيَامِ هَذَيْنِ اليَوْمَيْنِ: أَمَّا يَوْمُ الفِطْرِ فَفِطْرُكُمْ مِنْ صِيَامِكُمْ، وَأَمَّا الأَضْحَى فَكُلُوا مِنْ لَحْمِ نُسُكِكُمْ.(1/140)
239- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ حَفْصٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ عُمَرَ رَأَى عَلَى رَجُلٍ مِنَ العُطَارِدِ قُبَاءً مِنْ دِيبَاجٍ أَوْ حَرِيرٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَوِ اشْتَرَيْتَهُ، فَقَالَ: إِنَّمَا يَلْبَسُ هَذَا مَنْ لاَ خَلاَقَ لَهُ، قَالَ: فَأُهْدِيَ لِرَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ حُلَّةٌ سِيَرَاءُ فَأَرْسَلَ بِهَا إِلَيَّ، قَالَ: فَقُلْتُ: أَرْسَلْتَ بِهَا، وَقَدْ سَمِعْتُكَ قُلْتَ فِيهَا مَا قُلْتَ؟ فَقَالَ: إِنَّمَا بَعَثَتُ بِهَا إِلَيْكَ لِتَسْتَمْتِعَ بِهَا(1/140)
240- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا وَكِيعٌ، حَدَّثنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، قَالَ: إِذَا أَقْبَلَ اللَّيْلُ، وَأَدْبَرَ النَّهَارُ مِنْ هَا هُنَا، فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ.(1/141)
241- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا وَكِيعٌ، حَدَّثنا سُفيَانُ، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عُمَرَ، قَالَ: صَلاَةُ السَّفَرِ رَكْعَتَانِ، وَصَلاَةُ الفِطْرِ رَكْعَتَانِ، وَصَلاَةُ الأَضْحَى رَكْعَتَانِ، وَصَلاَةُ الجُمُعَةِ رَكْعَتَانِ، تَمَامٌ غَيْرُ قَصْرٍ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّكُمْ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ.(1/141)
242- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا وَكِيعٌ، حَدَّثنا كَهْمَسٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَُرَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنْ عُمَرَ أَنَّ جِبْرِيلَ أَتَى النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَقَالَ مَا الإِيمَانُ قَالَ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَبِاليَوْمِ الآخِرِ وَبِالقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ فَقَالَ جِبْرِيلُ صَدَقْتَ فَتَعَجَّبْنَا مِنْهُ يَسْأَلُهُ وَيُصَدِّقُهُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ ذَاكَ جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ.(1/141)
243- حَدَّثنا الحَارِثُ بْنُ مِسْكِينٍ المِصْرِيُّ، حَدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخبَرنا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: قَالَ مُوسَى: يَا رَبِّ، أَبُونَا آدَمُ أَخْرَجَنَا وَنَفْسَهُ مِنَ الجَنَّةِ، فَأَرَاهُ اللهُ آدَمَ، فَقَالَ: أَنْتَ آدَمُ؟ فَقَالَ لَهُ آدَمُ: نَعَمْ، قَالَ: أَنْتَ الَّذِي نَفَخَ اللهُ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ، وَأَسْجَدَ لَكَ مَلاَئِكَتَهُ، وَعَلَّمَكَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَمَا حَمَلَكَ عَلَى أَنْ أَخْرَجْتَنَا وَنَفْسَكَ مِنَ الجَنَّةِ؟ فَقَالَ لَهُ آدَمُ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا مُوسَى، قَالَ: أَنْتَ مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ الَّذِي كَلَّمَكَ اللهُ مِنْ وَرَاءِ الحِجَابِ، فَلَمْ يَجْعَلْ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ رَسُولاً مِنْ خَلْقِهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَتَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ قَدْ سَبَقَ مِنَ اللهِ القَضَاءُ قَبْلِي؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ عِنْدَ ذَلِكَ: فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى، فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى.(1/141)
244- حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ المُثَنَّى الزَّمِنُ، حَدَّثنا عَبْدُ المَلِكِ بْنُ الصَّبَّاحِ المِسْمَعِيُّ، أَخبَرنا عِمْرَانُ، عَنِ الرُّدَيْنِيِّ بْنِ أَبِي مِجْلَزٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَُرَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ، قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: أَكْثَرُ ظَنِّي أَنَّهُ رَفَعَهُ، قَالَ: التَقَى آدَمُ وَمُوسَى، قَالَ مُوسَى لآدَمَ: أَنْتَ أَبُو النَّاسِ، أَسْكَنَكَ اللهُ جَنَّتَهُ، وَأَسْجَدَ لَكَ مَلاَئِكَتَهُ، قَالَ آدَمُ لِمُوسَى: أَمَا تَجِدُهُ مَكْتُوبًا؟ قَالَ: فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى، فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى(1/142)
245- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ وَهَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، وَغَيْرُهُمَا، قَالُوا: حَدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ المُقْرِئُ: حَدَّثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ شَرِيكٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ مَيْمُونٍ الحَضْرَمِيِّ، عَنْ رَبِيعَةَ الجُرَشِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، يَقُولُ: لاَ تُجَالِسُوا أَهْلَ القَدَرِ وَلاَ تُفَاتِحُوهُمْ.
246- حَدَّثنا القَوَارِيرِيُّ، حَدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ.(1/142)
247- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ حَيْوَةَ بْنِ شُرَيْحٍ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ هُبَيْرَةَ، عَنْ أَبِي تَمِيمٍ الجَيْشَانِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، يَقُولُ: لَوْ تَوَكَّلُونَ عَلَى اللهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ، لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ: تَغْدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا .(1/143)
248- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ سُفيَانَ بْنِ وَهْبٍ الخَوْلاَنِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، يَقُولُ: كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ(1/143)
249- حَدَّثنا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، أَخبَرنا حَيْوَةُ، أَخبَرنا أَبُو عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ عَمِّهِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ الجُهَنِيِّ، أَنَّهُ خَرَجَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ، فَجَلَسَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَوْمًا يُحَدِّثُ أَصْحَابَهُ فَقَالَ: مَنْ قَامَ إِذَا اسْتَقَلَّتِ الشَّمْسُ فَتَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ غُفِرَ لَهُ خَطَايَاهُ، أَوْ قَالَ: كَانَ كَمَا وَلَدَتْهُ أُمُّهُ، قَالَ عُقْبَةُ: فَقُلْتُ: الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي رَزَقَنِي أَنْ أَسْمَعَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ، وَكَانَ تُجَاهِي جَالِسًا: أَتَعْجَبُ مِنْ هَذَا؟ فَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَعْجَبَ مِنْ هَذَا قَبْلَ أَنْ تَأْتِيَ، قُلْتُ: فَمَا قَالَ بِأَبِي أَنْتَ؟ قَالَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الوُضُوءَ، ثُمَّ رَفَعَ بَصَرَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فُتِحَتْ لَهُ ثَمَانِيَةُ أَبْوَابٍ مِنَ الجَنَّةِ، يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ.(1/144)
250- حَدَّثنا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى، حَدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ عِيسَى، حَدَّثنا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ عِنْدَ الظَّهِيرَةَ، فَوَجَدَ أَبَا بَكْرٍ فِي المَسْجِدِ، فَقَالَ: مَا أَخْرَجَكَ هَذِهِ السَّاعَةَ؟ قَالَ: أَخْرَجَنِي الَّذِي أَخْرَجَكَ يَا رَسُولَ اللهِ، وَجَاءَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ، فَقَالَ: يَا ابْنَ الخَطَّابِ، مَا أَخْرَجَكَ؟ قَالَ: أَخْرَجَنِي الَّذِي أَخْرَجَكُمَا، يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَعَدَ عُمَرُ، وَأَقْبَلَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يُحَدِّثُهُمَا، ثُمَّ قَالَ: هَلْ بِكُمَا مِنْ قُوَّةٍ فَتَنْطَلِقَانِ إِلَى هَذَا النَّخْلِ فَتُصِيبَانِ طَعَامًا وَشَرَابًا وَظِلاًّ؟ قُلْنَا: نَعَمْ، قَالَ: مُرُّوا بِنَا إِلَى مَنْزِلِ ابْنِ التَّيِّهَانِ أَبِي الهَيْثَمِ الأَنْصَارِيِّ، فَتَقَدَّمَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ بَيْنَ أَيْدِينَا فَسَلَّمَ، فَاسْتَأْذَنَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، وَأَمُّ الهَيْثَمِ وَرَاءَ البَابِ تَسْمَعُ الكَلاَمَ وَتُرِيدُ أَنْ يَزِيدَهَا رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، فَلَمَّا أَرَادَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَنْ يَنْصَرِفَ خَرَجَتْ أُمُّ الهَيْثَمِ تَسْعَى خَلْفَهُمْ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، قَدْ وَاللَّهِ سَمِعْتُ تَسْلِيمَكَ، وَلَكِنِّي أَرَدْتُ أَنْ تَزِيدَنَا مِنْ سَلاَمِكَ،(1/144)
فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: خَيْرًا وَقَالَ: أَيْنَ أَبُو الهَيْثَمِ مَا أَرَاهُ؟ قَالَتْ: هُوَ قَرِيبٌ، ذَهَبَ يَسْتَعْذِبُ لَنَا مِنَ المَاءِ، ادْخُلُوا فَإِنَّهُ يَأْتِي السَّاعَةَ إِنْ شَاءَ اللهُ، فَبَسَطَتْ لَهُمْ بِسَاطًا تَحْتَ شَجَرَةٍ، فَجَاءَ أَبُو الهَيْثَمِ، وَفَرِحَ بِهِمْ، وَقَرَّتْ عَيْنُهُ بِهِمْ، وَصَعِدَ عَلَى نَخْلَةٍ فَصَرَمَ لَهُمْ عَذْقًا، وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: حَسْبُكَ يَا أَبَا الهَيْثَمِ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، تَأْكُلُونَ مِنْ بُسْرِهِ وَمِنْ رُطَبِهِ وَمِنْ تَذْنُوبِهِ، ثُمَّ أَتَاهُمْ بِمَاءٍ فَشَرِبُوا عَلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: هَذَا مِنَ النَّعِيمِ الَّذِي تُسْأَلُونَ عَنْهُ، وَقَامَ أَبُو الهَيْثَمِ لِيَذْبَحَ لَهُمْ شَاةً، فَقَالَ لَهُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: إِيَّاكَ وَاللَّبُونِ، وَقَامَتْ أُمُّ الهَيْثَمِ تَعْجِنُ لَهُمْ وَتَخْبِزُ، وَوَضَعَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رُؤُوسَهُمْ لِلْقَائِلَةِ، فَانْتَبَهُوا وَقَدْ أُدْرِكَ طَعَامُهُمْ، فَوُضِعَ الطَّعَامُ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَأَكَلُوا وَشَبِعُوا وَحَمِدُوا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، وَرَدَّتْ عَلَيْهِمْ أُمُّ الهَيْثَمِ بَقِيَّةَ الأَعْذَاقِ، فَأَكَلُوا مِنْ رُطَبِهِ وَمِنْ تَذْنُوبِهِ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ وَدَعَا لَهُمْ(1/145)
251- حَدَّثنا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، حَدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ الحَارِثِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ السَّائِبِ، حَدَّثَهُ أَنَّ القَاسِمَ بْنَ أَبِي القَاسِمِ السَّبَائِيَّ، حَدَّثَهُ عَنْ قَاصِّ الأَجْنَادِ، بِالقُسْطَنْطِينِيَّةِ، أَنَّهُ سَمِعَهُ يُحَدِّثُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ، قَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلاَ يَقْعُدَنَّ عَلَى مَائِدَةٍ تُدَارُ عَلَيْهَا الخَمْرُ، قَالَ: وَذَكَرَ الحَدِيثَ.(1/146)
252- حَدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ النُّكْرِيُّ أَبُو عَبْدِ اللهِ، حَدَّثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، أَخْبَرَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ الهُذَلِيُّ، أَنَّ أَبَا يَزِيدَ الخَوْلاَنِيَّ، حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ فَضَالَةَ بْنَ عُبَيْدٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ، يُخْبِرُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: الشُّهَدَاءُ أَرْبَعَةٌ: رَجُلٌ مُؤْمِنٌ جَيِّدُ الإِيمَانِ، لَقِيَ العَدُوَّ فَصَدَقَ اللهَ حَتَّى قُتِلَ، فَذَلِكَ الَّذِي يَرْفَعُ النَّاسُ إِلَيْهِ يَوْمَ القِيَامَةِ أَعْيُنَهُمْ هَكَذَا، وَرَفَعَ رَأْسَهُ حَتَّى وَقَعَتْ قَلَنْسُوَتُهُ فَلاَ أَدْرِي قَلَنْسُوَةَ عُمَرَ أَمْ قَلَنْسُوَةَ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، وَرَجُلٌ مُؤْمِنٌ جَيِّدُ الإِيمَانِ، حَتَّى إِذَا لَقِيَ العَدُوَّ فَكَأَنَّمَا يُضْرَبُ جِلْدُهُ بِشَوْكِ الطَّلْحِ مِنَ الجُبْنِ، أَتَاهُ سَهْمٌ غَرْبٌ، فَقَتَلَهُ فَهُوَ فِي الدَّرَجَةِ الثَّانِيَةِ، وَرَجُلٌ مُؤْمِنٌ خَلَطَ عَمَلاً صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا، لَقِيَ العَدُوَّ فَصَدَقَ اللهَ حَتَّى قُتِلَ، فَذَلِكَ فِي الدَّرَجَةِ الثَّالِثَةِ، وَرَجُلٌ مُؤْمِنٌ أَسْرَفَ عَلَى نَفْسِهِ، لَقِيَ العَدُوَّ فَصَدَقَ اللهَ حَتَّى قُتِلَ، فَذَلِكَ فِي الدَّرَجَةِ الرَّابِعَةِ(1/146)
253- حَدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، حَدَّثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ أَبُو الحَارِثِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ الهَادِ، حَدَّثَنِي أَبُو عُثْمَانَ الوَلِيدُ بْنُ أَبِي الوَلِيدِ، عَنْ عُمَرَ، أَوْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سُرَاقَةَ العَدَوِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ، أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: مَنْ أَظَلَّ رَأْسَ غَازٍ أَظَلَّهُ اللهُ يَوْمَ القِيَامَةِ، وَمَنْ جَهَّزَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللهِ بِجَهَازِهِ فَلَهُ أَجْرُهُ، وَمَنْ بَنَى مَسْجِدًا يُذْكَرُ فِيهِ اسْمُ اللهِ، بَنَى اللهُ لَهُ بَيْتًا فِي الجَنَّةِ.(1/147)
254- حَدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ، حَدَّثنا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي نَذَرْتُ فِي الجَاهِلِيَّةِ، ثُمَّ جَاءَ اللهُ بِالإِسْلاَمِ، قَالَ: فِ بِنَذْرِكَ .(1/147)
255- حَدَّثنا عَبْدُ الغَفَّارِ بْنُ عَبْدِ اللهِ المَوْصِلِيُّ، حَدَّثنا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، لَعَلَّهُ عَنْ عُمَرَ، أَنَّهُ حَمَلَ عَلَى فَرَسٍ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَكُنَّا إِذَا حَمَلْنَا فِي سَبِيلِ اللهِ، أَتَيْنَا بِهِ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَدَفَعْنَاهُ إِلَيْهِ فَوَضَعَهُ حَيْثُ أَرَاهُ اللهُ، فَجِئْتُ بِالفَرَسِ فَدَفَعْتُهُ إِلَيْهِ فَحَمَلَ عَلَيْهِ رَجُلاً مِنْ أَصْحَابِهِ، فَوَافَقْتُهُ يَبِيعُهَا فِي السُّوقِ، فَأَرَدْتُ أَشْتَرِيهَا، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: لاَ تَشْتَرِهَا، وَلاَ تَعُدْ فِي شَيْءٍ مِنْ صَدَقَتِكَ(1/147)
256- حَدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ النُّكْرِيُّ، حَدَّثنا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، حَدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الجَعْدِ، أَنَّ مَعْدَانَ بْنَ أَبِي طَلْحَةَ اليَعْمُرِيَّ، قَالَ: خَطَبَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ، فَقَالَ: رَأَيْتُ كَأَنَّ دِيكًا أَحْمَرَ نَقَرَ فِيَّ نَقْرَةً أَوْ نَقْرَتَيْنِ، وَلاَ أَرَى ذَلِكَ إِلاَّ لِحُضُورِ أَجْلِي، فَإِنْ عَجِلَ بِي أَمْرٌ فَإِنَّ الخِلاَفَةَ شُورَى فِي هَؤُلاَءِ الرَّهْطِ السِّتَّةِ الَّذِينَ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ وَهُوَ عَنْهُمْ رَاضٍ، وَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّ نَاسًا سَيَطْعَنُونَ فِي هَذَا الأَمْرِ، أَنَا قَاتَلْتُهُمْ بِيَدِي هَذِهِ عَلَى الإِسْلاَمِ، فَإِنْ فَعَلُوا فَأُولَئِكَ أَعْدَاءُ اللهِ الكُفَّارُ الضُّلاَّلُ، وَإِنِّي أَشْهَدُ عَلَى أُمَرَاءِ الأَمْصَارِ، فَإِنِّي إِنَّمَا بَعَثْتُهُمْ لِيُعَلِّمُوا النَّاسَ دِينَهُمْ وَسُنَّةَ نَبِيِّهِمْ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، وَيَقْسِمُوا فَيْئَهُمْ، وَمَا أَغْلَظَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فِي شَيْءٍ، أَوْ مَا نَازَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فِي شَيْءٍ مِنْ آيَةِ الكَلاَلَةِ حَتَّى ضَرَبَ صَدْرِي وَقَالَ: يَكْفِيكَ آيَةُ الصَّيْفِ الَّتِي أُنْزِلَتْ فِي آخِرِ النِّسَاءِ {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الكَلاَلَةِ} وَمَا قُضِيَ فِيهَا بِقَضَاءٍ يَعْلَمُهُ مَنْ يَقْرَأُ وَمَنْ لاَ يَقْرَأُ، هُوَ مَا خَلاَ الأَبَ كَذَا أَحْسَبُ أَلاَ إِنَّكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ تَأْكُلُونَ مِنْ شَجَرَتَيْنِ مَا أَرَاهُمَا إِلاَّ خَبِيثَتَيْنِ: البَصَلِ وَالثُّومِ، وَإِنْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَمُرُّ بِالرَّجُلِ يُوجَدُ مِنْهُ رِيحُهُمَا يُخْرَجُ إِلَى البَقِيعِ، فَمَنْ كَانَ لاَ بُدَّ آكِلَهُمَا فَلْيُمِتْهُمَا طَبْخًا(1/148)
257- حَدَّثنا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: إِذَا أَقْبَلَ اللَّيْلُ، وَأَدْبَرَ النَّهَارُ، وَغَابَتِ الشَّمْسُ فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ.(1/149)
258- حَدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثنا بِشْرٌ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: بَيْنَمَا عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ، يَخْطُبُ النَّاسَ يَوْمَ الجُمُعَةِ إِذْ دَخَلَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ المَسْجِدَ فَعَرَّضَ بِهِ عُمَرُ فَقَالَ: مَا بَالُ رِجَالٍ يَتَأَخَّرُونَ بَعْدَ النِّدَاءِ؟ قَالَ عُثْمَانُ: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، مَا زِدْتُ حِينَ سَمِعْتُ النِّدَاءَ، عَلَى أَنْ تَوَضَّأْت، ثُمَّ أَقْبَلْتُ، قَالَ عُمَرُ: وَالوُضُوءَ أَيْضًا أَلَمْ تَسْمَعْ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ إِلَى الجُمُعَةِ فَلْيَغْتَسِلْ؟.(1/149)
259- حَدَّثنا نَصْرُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ نَصْرٍ، حَدَّثنا مُسْلِمٌ، عَنِ الدُّجَيْنِ، عَنْ أَسْلَمَ، مَوْلَى عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، قَالَ: مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ.(1/149)
260- حَدَّثنا سُفيَانُ بْنُ وَكِيعِ بْنِ الجَرَّاحِ، حَدَّثنا أَبِي، عَنِ الدُّجَيْنِ، عَنْ أَسْلَمَ، مَوْلَى عُمَرَ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، يَقُولُ: مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ(1/149)
مُسْنَدُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.(1/169)
261- حَدَّثنا أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ المُثَنَّى، سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِ مِئَةٍ، حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ، حَدَّثنا الأَعْمَشُ، عَنْ خَيْثَمَةَ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: إِذَا حَدَّثْتُكُمْ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ حَدِيثًا فَلأَنْ أَخِرَّ مِنَ السَّمَاءِ أَحَبُّ مِنْ أَنْ أَكْذِبَ عَلَيْهِ، وَإِذَا حَدَّثْتُكُمْ عَنْ غَيْرِهِ، فَإِنَّمَا أَنَا مُحَارِبٌ، وَالحَرْبُ خُدْعَةٌ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، يَقُولُ: يَخْرُجُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ أَحْدَاثُ الأَسْنَانِ، سُفَهَاءُ الأَحْلاَمِ، يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ البَرِيَّةِ لاَ يُجَاوِزُ إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ، فَأَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ، فَإِنَّ قَتْلَهُمْ أَجْرٌ لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ.(1/169)
262- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثنا الأَعْمَشُ، عَنِ الحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: جَاءَ أَبُو مُوسَى إِلَى الحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ يَعُودُهُ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: أَعَائِدًا جِئْتَ أُمْ شَامِتًا؟ قَالَ: لاَ بَلْ عَائِدًا، قَالَ: إِنْ كُنْتَ جِئْتَ عَائِدًا، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: إِذَا عَادَ الرَّجُلُ أَخَاهُ المُسْلِمَ مَشَى فِي خِرَافَةِ الجَنَّةِ حَتَّى يَجْلِسَ، فَإِذَا جَلَسَ غَمَرَتْهُ الرَّحْمَةُ، فَإِنْ كَانَ غَدْوَةً صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُمْسِيَ، وَإِنْ كَانَ مَسَاءً، صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُصْبِحَ.(1/169)
263- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثنا الأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: خَطَبَنَا عَلِيٌّ، فَقَالَ: مَنْ زَعَمَ أَنَّ عِنْدَنَا شَيْئًا نَقْرَؤُهُ إِلاَّ كِتَابَ اللهِ وَهَذِهِ ال صَّحِيفَةَ، صَحِيفَةٌ فِيهَا أَسْنَانُ الإِبِلِ وَأَشْيَاءُ مِنَ الجِرَاحَاتِ، فَقَدْ كَذَبَ، قَالَ: وَفِيهَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: المَدِينَةُ حَرَمٌ مَا بَيْنَ عَيْرٍ إِلَى ثَوْرٍ، مَنْ أَحْدَثَ فِيهَا حَدَثًا أَوْ آوَى مُحْدِثًا، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالمَلاَئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لاَ يَقْبَلُ اللهُ مِنْهُ يَوْمَ القِيَامَةِ عَدْلاً وَلاَ صَرْفًا، وَذِمَّةُ المُسْلِمِينَ وَاحِدَةٌ، يَسْعَى بِهَا أَدْنَاهُمْ .(1/170)
264- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثنا الأَعْمَشُ، عَنِ الحَكَمِ، عَنِ القَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ هَانِئٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ، عَنِ المَسْحِ عَلَى الخُفَّيْنِ، فَقَالَتِ: ائْتِ عَلِيًّا فَسَلْهُ، فَإِنَّهُ كَانَ أَعْلَمَ بِذَلِكَ مِنِّي، فَأَتَيْتُ عَلِيًّا فَسَأَلْتُهُ عَنِ المَسْحِ، فَقَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَأْمُرُنَا أَنْ يَمْسَحَ المُقِيمُ يَوْمًا وَلَيْلَةً، وَالمُسَافِرُ ثَلاَثًا(1/170)
265- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثنا الأَعْمَشُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا لَكَ تَنَوَّقُ فِي قُرَيْشٍ، وَتَدَعُنَا؟ قَالَ: وَعِنْدَكُمْ شَيْءٌ؟ قَالَ: قُلْنَا: نَعَمْ، ابْنَةُ حَمْزَةَ، قَالَ: فَقَالَ: إِنَّهَا لاَ تَحِلُّ لِي، هِيَ ابْنَةُ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ.(1/170)
266- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثنا لَيْثٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَخْبَرَةَ، قَالَ: مُرَّ عَلَى عَلِيٍّ بِجِنَازَةٍ فَذَهَبَ أَصْحَابُهُ يَقُومُونَ، فَقَالَ لَهُمْ عَلِيٌّ: مَا يَحْمِلُكُمْ عَلَى هَذَا؟ قَالُوا: إِنَّ أَبَا مُوسَى أَخبَرنا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ كَانَ إِذَا مَرَّتْ بِهِ جِنَازَةٌ قَامَ حَتَّى تُجَاوِزَهُ، قَالَ: فَقَالَ: إِنَّ أَبَا مُوسَى لاَ يَقُولُ شَيْئًا، لَعَلَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَعَلَ ذَلِكَ مَرَّةً، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ كَانَ يُحِبُّ أَنْ يَتَشَبَّهَ بِأَهْلِ الكِتَابِ فِيمَا لَمْ يَنْزِلْ عَلَيْهِ شَيْءٌ، فَإِذَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ تَرَكَهُ.(1/171)
267- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَخْبِرْنِي بِشَهْرٍ أَصُومُهُ بَعْدَ رَمَضَانَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: إِنْ كُنْتَ صَائِمًا فَصُمِ المُحَرَّمَ ؛ فَإِنَّهُ شَهْرُ اللهِ، وَفِيهِ يَوْمٌ تَابَ اللهُ فِيهِ عَلَى قَوْمٍ، وَيُتَابُ فِيهِ عَلَى آخَرِينَ(1/171)
268- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: إِنَّ فِي الجَنَّةِ سُوقًا مَا فِيهَا بَيْعٌ وَلاَ شِرَاءٌ، إِلاَّ الصُّوَرُ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ، فَإِذَا اشْتَهَى الرَّجُلُ صُورَةً دَخَلَهَا قَالَ: وَفِيهَا مَجْمَعٌ لِلْحُورِالعِينِ قَالَ: يَرْفَعْنَ أَصْوَاتًا لَمْ يَسْمَعِ الخَلاَئِقُ مِثْلَهَا قَالَ: يَقُلْنَ: نَحْنُ الخَالِدَاتُ فَلاَ نَبِيرُ، وَنَحْنُ النَّاعِمَاتُ فَلاَ نَبْأَسُ، وَنَحْنُ الرَّاضِيَاتُ فَلاَ نَسْخَطُ، فَطُوبَى لِمَنْ كَانَ لَنَا وَكُنَّا لَهُ.(1/172)
269- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا وَكِيعٌ، حَدَّثنا سَيْفٌ المَكِّيُّ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ لَمَّا نَحَرَ البُدْنَ أَمَرَنِي أَنْ أَتَصَدَّقَ بِلُحُومِهَا وَجُلُودِهَا وَجِلاَلِهَا .(1/172)
270- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا وَكِيعٌ، حَدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ جُرَيِّ بْنِ كُلَيْبٍ النَّهْدِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ عَنْ أَعْضَبِ القَرْنِ وَالأُذُنِ(1/172)
271- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ جُرَيِّ بْنِ كُلَيْبٍ النَّهْدِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَنْ يُضَحَّى بِأَعْضَبِ القَرْنِ وَالأُذُنِ.(1/172)
272- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عَبْدِ العَزِيزِ بْنِ أَبِي الصَّعْبَةِ، عَنْ أَبِي أَفْلَحَ الهَمْدَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زُرَيْرٍ الغَافِقِيِّ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فِي إِحْدَى يَدَيْهِ ذَهَبٌ وَفِي الأُخْرَى حَرِيرٌ فَقَالَ: هَذَانِ حَرَامٌ عَلَى ذُكُورِ أُمَّتِي.(1/173)
273- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخبَرنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ وَاقِدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، قَالَ: خَرَجْتُ فِي جِنَازَةٍ فَقُمْتُ أَنْتَظِرُ أَنْ تُوضَعَ فَأَجْلِسَ، وَنَافِعُ بْنُ جُبَيْرٍ قَرِيبًا مِنِّي، فَلَمَّا وُضِعَتْ جَلَسْتُ إِلَيْهِ، فَقَالَ: كَأَنَّكَ انْتَظَرْتَ هَذِهِ الجِنَازَةَ أَنْ تُوضَعَ فَتَجْلِسَ؟ قُلْتُ: أَجَلْ ؛ لِحَدِيثٍ بَلَغَنِي عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، فَقَالَ: حَدَّثَنِي مَسْعُودٌ، أَنَّهُ سَمِعَ عَلِيًّا، يَقُولُ: قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ لِجِنَازَةٍ، ثُمَّ جَلَسَ وَأَمَرَنَا بِالجُلُوسِ(1/173)
274- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخبَرنا العَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: أَتَانَا رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ حَتَّى وَضْعَ رِجْلَهُ بَيْنِي وَبَيْنَ فَاطِمَةَ فَعَلَّمَنَا مَا نَقُولُ إِذَا أَخَذْنَا مَضْجَعَنَا: ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ تَسْبِيحَةً، وَثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ تَحْمِيدَةً، وَأَرْبَعًا وَثَلاَثِينَ تَكْبِيرَةً، قَالَ عَلِيٌّ: فَمَا تَرَكْتُهَا بَعْدُ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: وَلاَ لَيْلَةَ صِفِّينَ؟ قَالَ عَلِيٌّ: وَلاَ لَيْلَةَ صِفِّينَ.(1/173)
275- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عَمْرٍو الفَزَارِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ كَانَ يَقُولُ فِي وِتْرِهِ: اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَأَعُوذُ بِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ، لاَ أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ، أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ.(1/174)
276- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ حُنَيْنٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: نَهَانِي رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، وَلاَ أَقُولُ نَهَاكُمْ، عَنِ التَّخَتُّمِ بِالذَّهَبِ وَلُبْسِ القَسِّيِّ، وَأَنْ أَقْرَأَ وَأَنَا رَاكِعٌ.(1/174)
277- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا يَزِيدُ، أَخبَرنا سُفيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ، مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا، يَقُولُ: نَهَانِي رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَنْ نَحْبِسَ لُحُومَ الأَضَاحِي فَوْقَ ثَلاَثٍ(1/174)
278- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ النَّابِغَةِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ نَهَى عَنْ زِيَارَةِ القُبُورِ، وَعَنِ الأَوْعِيَةِ، وَأَنْ نَحْتَبِسَ لُحُومَ الأَضَاحِي بَعْدَ ثَلاَثٍ، قَالَ: إِنِّي كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ القُبُورِ فَزُورُوهَا، فَإِنَّهَا تُذَكِّرُكُمُ الآخِرَةَ، وَنَهَيْتُكُمْ عَنِ الأَوْعِيَةِ فَاشْرَبُوا فِيهَا وَاجْتَنِبُوا مَا أَسْكَرَ، وَنَهَيْتُكُمْ عَنْ لُحُومِ الأَضَاحِي أَنْ تَحْبِسُوهَا فَوْقَ ثَلاَثٍ، فَاحْبِسُوهَا مَا بَدَا لَكُمْ.(1/175)
279- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفيَانَ، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، قَالَ: لاَ طَاعَةَ لِبَشَرٍ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ.(1/175)
280- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: مَا كَانَ فِينَا فَارِسٌ يَوْمَ بَدْرٍ غَيْرُ المِقْدَادِ، وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا وَمَا فِينَا قَائِمٌ إِلاَّ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يُصَلِّي تَحْتَ شَجَرَةٍ وَيَبْكِي حَتَّى أَصْبَحَ(1/175)
281- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفيَانَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: نَهَانِي رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَنْ أَجْعَلَ الخَاتَمَ فِي هَذِهِ، أَوْ فِي هَذِهِ: السَّبَّابَةِ وَالوُسْطَى.(1/176)
282- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ شُعْبَةَ، وَسُفيَانَ، وَإِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ كَانَ يُوقِظُ أَهْلَهُ فِي العَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ.(1/176)
283- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيَ حَيَّةَ، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ تَوَضَّأَ ثَلاَثًا ثَلاَثًا.(1/176)
284- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، مَرَّ بِي رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ وَأَنَا شَاكٍ، وَأَنَا أَقُولُ: اللهُمَّ إِنْ كَانَ أَجْلِي قَدْ حَضَرَ فَأَرِحْنِي، وَإِنْ كَانَ مُتَأَخِّرًا فَارْفَعْنِي، وَإِنْ كَانَ بَلاَءً فَصَبِّرْنِي، فَضَرَبَ بِيَدِهِ صَدْرِي وَقَالَ: اللهُمَّ عَافِهِ وَاشْفِهِ، فَمَا اشْتَكَيْتُ وَجَعِي ذَلِكَ بَعْدُ(1/176)
285- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، قَالَ: حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثنا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي المَاجِشُونُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ كَانَ إِذَا افْتَتَحَ الصَّلاَةَ كَبَّرَ، ثُمَّ قَالَ: وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ المُشْرِكِينَ، إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ المُسْلِمِينَ، قَالَ: وَذَكَرَ الحَدِيثَ.(1/177)
286- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، وَعُبَيْدُ اللهِ القَوَارِيرِيُّ، حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثنا زَائِدَةُ بْنُ قُدَامَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَلْقَمَةَ الهَمْدَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، قَالَ: دَخَلَ عَلِيٌّ، الرَّحَبَةَ بَعْدَ مَا صَلَّى الفَجْرَ، فَجَلَسَ فِي الرَّحَبَةِ، ثُمَّ قَالَ لِغُلاَمٍ لَهُ: ائْتِنِي بِطَهُورٍ، فَجَاءَ الغُلاَمُ بِإِنَاءٍ فِيهِ مَاءٌ وَطَسْتٍ، قَالَ عَبْدُ خَيْرٍ: وَنَحْنُ جُلُوسٌ نَنْظُرُ إِلَيْهِ، فَأَخَذَ بِيَمِينِهِ الإِنَاءَ فَأَكْفَأَ عَلَى يَدِهِ اليُسْرَى فَغَسَلَ كَفَّيْهِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، قَالَ عَبْدُ خَيْرٍ: كُلُّ ذَلِكَ لاَ يُدْخِلُ يَدَهُ فِي الإِنَاءِ حَتَّى يَغْسِلَهَا ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ اليُمْنَى فِي الإِنَاءِ وَمَلأَ فَمَهُ مَاءً فَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ وَنَثَرَ بِيَدِهِ اليُسْرَى ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ غَسَلَ يَدَهُ اليُمْنَى ثَلاَثَ مَرَّاتٍ إِلَى المِرْفَقِ، ثُمَّ غَسَلَ يَدَهُ
اليُسْرَى ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ اليُمْنَى فِي الإِنَاءِ حَتَّى غَمَرَهَا المَاءُ، ثُمَّ رَفَعَهَا بِمَا حَمَلَتْ مِنَ المَاءِ، ثُمَّ مَسَحَهَا بِيَدِهِ اليُسْرَى، ثُمَّ مَسَحَ رَأْسَهُ بِيَدَيْهِ جَمِيعًا، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ اليُمْنَى فِي الإِنَاءِ، ثُمَّ صَبَّ عَلَى رِجْلِهِ اليُمْنَى فَغَسَلَهَا ثَلاَثَ مَرَّاتٍ بِيَدِهِ اليُسْرَى، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ اليُمْنَى فِي الإِنَاءِ فَمَلأَهَا، ثُمَّ صَبَّ بِيَدِهِ اليُمْنَى عَلَى قَدَمِهِ اليُسْرَى فَغَسَلَهَا ثَلاَثَ مَرَّاتٍ بِيَدِهِ اليُسْرَى، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ اليُمْنَى فِي الإِنَاءِ فَمَلأَهَا مِنَ المَاءِ فَشَرِبَ مِنْهُ، ثُمَّ قَالَ: هَذَا طُهُورُ نَبِيِّ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى طُهُورِ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا.(1/177)
287- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَخْرُجُ مِنَ الخَلاَءِ فَيَقْرَأُ القُرْآنَ، وَيَأْكُلُ مَعَنَا اللَّحْمَ، وَلاَ يَحْجُبُهُ، أَوْ لاَ يَحْجُزُهُ شَيْءٌ عَنِ القُرْآنِ إِلاَّ مِنَ الجَنَابَةِ .(1/178)
288- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنْكَدِرِ، قَالَ: سَمِعْتُ مَسْعُودَ بْنَ الحَكَمِ يُحَدِّثُ عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: رَأَيْنَا رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَامَ فَقُمْنَا، وَقَعَدَ فَقَعَدْنَا يَعْنِي فِي الجِنَازَةِ(1/178)
289- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَسَارٍ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ عَادَ الحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: أَتَعُودُ حَسَنًا وَفِي النَّفْسِ مَا فِيهَا؟ فَقَالَ: يَا عَلِيُّ، إِنَّكَ لَسْتَ بِرَبِّ قَلْبِي تُصَرِّفُهُ حَيْثُ تَشَاءُ، قَالَ: أَمَّا إِنَّ ذَلِكَ لاَ يَمْنَعُنِي أَنْ أُؤَدِّيَ إِلَيْكَ النَّصِيحَةَ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَعُودُ مَرِيضًا إِلاَّ صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ أَيَّةَ سَاعَاتِ النَّهَارِ حَتَّى يُمْسِيَ، وَأَيَّةَ سَاعَاتِ اللَّيْلِ كَانَ حَتَّى يُصْبِحَ.(1/179)
290- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا هُشَيْمٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَالِمٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّهُ أُتِيَ بِزَانٍ مُحْصَنٍ قَالَ: فَجَلَدَهُ يَوْمَ الخَمِيسِ، قَالَ: ثُمَّ رَجَمَهُ يَوْمَ الجُمُعَةِ، قَالَ: فَقِيلَ لَهُ: جَمَعْتَ عَلَيْهِ حَدَّيْنِ، قَالَ: فَقَالَ: جَلَدْتُهُ بِكِتَابِ اللهِ، وَرَجَمْتُهُ بِسُنَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ.(1/179)
291- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، حَدَّثنا الأَعْمَشُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: وَالَّذِي فَلَقَ الحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسَمَةَ، إِنَّهُ لَعَهْدُ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ إِلَيَّ أَنَّهُ لاَ يُحِبُّكَ إِلاَّ مُؤْمِنٌ وَلاَ يُبْغِضُكَ إِلاَّ مُنَافِقٌ(1/179)
292- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، حَدَّثنا نُعَيْمُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: حَدَّثنا عَلِيٌّ، قَالَ: انْطَلَقْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ لَيْلاً حَتَّى أَتَيْنَا الكَعْبَةَ، فَقَالَ لِي: اجْلِسْ، فَجَلَسْتُ، فَصَعِدَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ عَلَى مَنْكِبَيَّ ثُمَّ نَهَضْتُ بِهِ، فَلَمَّا رَأَى ضَعْفِي تَحْتَهُ قَالَ: اجْلِسْ، فَجَلَسْتُ، فَنَزَلَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ وَجَلَسَ لِي، فَقَالَ: اصْعَدْ إِلَى مَنْكِبَيَّ، ثُمَّ صَعِدْتُ عَلَيْهِ، ثُمَّ نَهَضَ بِي حَتَّى إِنَّهُ لَيُخَيَّلُ إِلَيَّ أَنِّي لَوْ شِئْتُ نِلْتُ أُفُقَ السَّمَاءِ، وَصَعِدْتُ عَلَى البَيْتِ، فَأَتَيْتُ صَنَمَ قُرَيْشٍ، وَهُوَ تِمْثَالُ رَجُلٍ مِنْ صُفْرٍ، أَوْ نُحَاسٍ، فَلَمْ أَزَلْ أُعَالِجُهُ يَمِينًا وَشِمَالاً، وَبَيْنَ يَدَيْهِ وَخَلْفَهُ حَتَّى اسْتَمْكَنْتُ مِنْهُ، قَالَ: وَرَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: هِيهِ هِيهِ وَأَنَا أُعَالِجُهُ، فَقَالَ لِي: اقْذِفْهُ فَقَذَفْتُهُ، فَتَكَسَّرَ كَمَا تَكَسَّرُ القَوَارِيرُ، ثُمَّ نَزَلْتُ فَانْطَلَقْنَا نَسْعَى حَتَّى اسْتَتَرْنَا بِالبُيُوتِ خَشْيَةَ أَنْ يَعْلَمَ بِنَا أَحَدٌ، فَلَمْ يُرْفَعْ عَلَيْهَا بَعْدُ.(1/180)
293- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، حَدَّثنا شَيْبَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُبْشِيٍّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ إِلَى اليَمَنِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، تَبْعَثُنِي إِلَى قَوْمٍ شُيُوخٍ ذَوِي أَسْنَانٍ، وَإِنِّي أَخْشَى أَنْ لاَ أُصِيبَ، قَالَ: إِنَّ اللهَ سَيُثَبِّتُ لِسَانَكَ وَيَهْدِي قَلْبَكَ(1/180)
294- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، حَدَّثنا نُعَيْمُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّ امْرَأَةَ الوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ جَاءَتْ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ تَشْتَكِي الوَلِيدَ أَنَّهُ يَضْرِبُهَا، فَقَالَ لَهَا: ارْجِعِي فَقُولِي لَهُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَدْ أَجَارَنِي، قَالَ: فَانْطَلَقَتْ فَمَكَثَتْ سَاعَةً ثُمَّ جَاءَتْ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا أَقْلَعَ عَنِّي، قَالَ: فَقَطَعَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وسَلمَ هُدْبَةً مِنْ ثَوْبِهِ فَأَعْطَاهَا، فَقَالَ: قُولِي: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَدْ أَجَارَنِي، هَذِهِ هُدْبَةٌ مِنْ ثَوْبِهِ، فَمَكَثَتْ سَاعَةً، ثُمَّ إِنَّهَا رَجَعَتْ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا زَادَنِي إِلاَّ ضَرْبًا، فَرَفَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّىاللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: اللهُمَّ عَلَيْكَ بِالوَلِيدِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاَثًا.(1/181)
295- حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمَّارٍ، حَدَّثنا المُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ مُخْتَارٍ التَّمَّارِ، عَنْ أَبِي مَطَرٍ البَصْرِيِّ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ عَلِيٍّ، فَانْتَهَيْنَا إِلَى سُوقِ الكَبِيرِ فَتَوَسَّمَ شَيْخًا مِنْهُمْ، فَقَالَ: يَا شَيْخُ، أَحْسِنْ بَيْعَتِي فِي قَمِيصٍ بِثَلاَثَةِ دَرَاهِمَ، قَالَ: نَعَمْ، يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، فَلَمَّا عَرَفَهُ لَمْ يَشْتَرِ مِنْهُ شَيْئًا، وَأَتَى غُلاَمًا حَدَثًا فَاشْتَرَى مِنْهُ قَمِيصًا بِثَلاَثَةِ دَرَاهِمَ فَلَبِسَهُ مِنَ الرُّصْغَيْنِ إِلَى الكَعْبَيْنِ، يَقُولُ فِي لِبَاسِهِ: الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي رَزَقَنِي مِنَ الرِّيَاشِ مَا أَتَجَمَّلُ بِهِ فِي النَّاسِ وَأُوَارِي بِهِ عَوْرَتِي فَقَالَ المُسْلِمُونَ: شَيْئًا تُحَدِّثُهُ عَنْ نَفْسِكَ، أَوْ عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ؟ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ ذَلِكَ إِذَا لَبِسَ ثَوْبًا.(1/181)
296- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثنا سُفيَانُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: مَا عِنْدَنَا إِلاَّ كِتَابُ اللهِ وَهَذِهِ الصَّحِيفَةُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ المَدِينَةَ حَرَامٌ مَا بَيْنَ عَائِرٍ إِلَى ثَوْرٍ، مَنْ أَحْدَثَ فِيهَا حَدَثًا، أَوْ أَوَى مُحْدِثًا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالمَلاَئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لاَ يُقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ وَلاَ عَدْلٌ وَقَالَ: ذِمَّةُ المُسْلِمِينَ وَاحِدَةٌ يَسْعَى بِهَا أَدْنَاهُمْ، فَمَنْ أَخْفَرَ مُسْلِمًا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالمَلاَئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لاَ يُقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ وَلاَ عَدْلٌ، وَمَنْ تَوَلَّى قَوْمًا بِغَيْرِ إِذْنِ مَوَالِيهِ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالمَلاَئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لاَ يَقْبَلُ اللهُ مِنْهُ صَرْفًا وَلاَ عَدْلاً.(1/182)
297- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثنا عَبْدُ الوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ النُّعْمَانَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، أَنَّهُ نَهَى أَنْ يَقْرَأَ الرَّجُلُ القُرْآنَ وَهُوَ رَاكِعٌ، وَقَالَ: إِذَا رَكَعْتُمْ فَعَظِّمُوا اللهَ، وَإِذَا سَجَدْتُمْ فَادْعُوا اللهَ، فَقَمِنٌ أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ(1/182)
298- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ، حَدَّثنا سُفيَانُ، عَنْ عَبْدِ الكَرِيمِ الجَزَرِيِّ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَنْ أَقُومَ عَلَى بُدْنِهِ، وَأَنْ أَقْسِمَ جُلُودَهَا، وَجِلاَلَهَا، وَأَمَرَنِي أَنْ لاَ أُعْطِيَ الجَزَّارَ مِنْهَا شَيْئًا، نَحْنُ نُعْطِيهِ مِنْ عِنْدِنَا.(1/183)
299- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ، حَدَّثنا سُفيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ، يَبْلُغُ بِهِ قَالَ: قَدْ عَفَوْتُ لَكُمْ عَنْ صَدَقَةِ الخَيْلِ وَالرَّقِيقِ.
300- وَبِهِ، عَنْ عَلِيٍّ، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: قَضَى بِالدَّيْنِ قَبْلَ الوَصِيَّةِ، قَالَ: وَأَنْتُمْ تَقْرَؤُونَ الوَصِيَّةَ قَبْلَ الدَّيْنِ(1/183)
301- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ، حَدَّثنا سُفيَانُ، عَنْ أَبِي سَعْدٍ، عَنْ نَصْرِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كَانَ المَجُوسُ لَهُمْ كِتَابٌ يَقْرَؤُونَهُ، وَعِلْمٌ يَدْرُسُونَهُ، فَزَنَى إِمَامُهُمْ، فَأَرَادُوا أَنْ يُقِيمُوا عَلَيْهِ الحَدَّ، فَقَالَ لَهُمْ: أَلَيْسَ آدَمُ كَانَ زَوَّجَ بَنِيهِ مِنْ بَنَاتِهِ؟ فَلَمْ يُقِيمُوا عَلَيْهِ الحَدَّ، فَرُفِعَ الكِتَابُ وَقَدْ أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ مِنَ المَجُوسِ الجِزْيَةَ وَأَبُو بَكْرٍ وَأَنَا.(1/183)
302- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ، حَدَّثنا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ المَلِكِ، حَدَّثنا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّهُ قَالَ: كُنَّا إِذَا احْمَرَّ البَأْسُ، وَلَقِيَ القَوْمُ، اتَّقَيْنَا بِرَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَمَا يَكُونُ مِنَّا أَحَدٌ أَقْرَبَ إِلَى القَوْمِ مِنْهُ.(1/184)
303- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثنا يَحْيَى، عَنْ فِطْرٍ، عَنْ مُنْذِرٍ أَبِي يَعْلَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الحَنَفِيَّةِ، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّهُ اسْتَأْذَنَ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فِي إِنْ وُلِدَ لَهُ بَعْدَهُ وَلَدٌ أَيُسَمِّيهِ بِاسْمِهِ، وَيَكْنِيهِ بِكُنْيَتِهِ؟ قَالَ: فَكَانَتْ رُخْصَةً مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: وَكَانَ اسْمَهُ مُحَمَّدٌ، وَكُنْيَتَهُ أَبُو القَاسِمِ.(1/184)
304- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ، حَدَّثنا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلاَنَ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ حُنَيْنٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: نَهَانِي رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ عَنْ خَاتَمِ الذَّهَبِ، وَعَنِ القِرَاءَةِ فِي الرُّكُوعِ، وَعَنِ القَسِّيِّ وَالمُعَصْفَرِ(1/184)
305- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ، حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثنا شُعْبَةُ، حَدَّثنا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: لَمْ يَكُنْ فِينَا فَارِسٌ يَوْمَ بَدْرٍ إِلاَّ المِقْدَادُ.(1/185)
306- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ، حَدَّثنا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، حَدَّثَنِي أَخِي، عَنْ أَبِي، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلِ: الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ عَلَى كُلِّ حَالٍ، وَلْيَقُلْ: يَرْحَمُكُمُ اللهُ، وَلْيَقُلْ: يَهْدِيكُمُ اللهُ وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ .(1/185)
307- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ، حَدَّثنا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي حَرْبِ بْنِ أَبِي الأَسْوَدِ الدِّيلِيِّ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ فِي الرَّضِيعِ: يُنْضَحُ بَوْلُ الغُلاَمِ، وَيُغْسَلُ بَوْلُ الجَارِيَةِ، قَالَ قَتَادَةُ: هَذَا مَا لَمْ يَكُنْ يَطْعَمَا الطَّعَامَ، فَإِذَا طَعِمَا الطَّعَامَ غُسِلاَ جَمِيعًا(1/185)
308- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ، حَدَّثنا عَبْدُ الوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ المَجِيدِ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي وَاقِدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ الأَنْصَارِيُّ، أَنَّ نَافِعَ بْنَ جُبَيْرٍ، أَخْبَرَهُ، أَنَّ مَسْعُودَ بْنَ الحَكَمِ، أَخْبَرَهُ، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَامَ ثُمَّ قَعَدَ يَعْنِي فِي الجِنَازَةِ.(1/186)
309- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، حَدَّثنا مِسْعَرٌ، عَنْ عَبْدِ المَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنِ النَّزَّالِ بْنِ سَبْرَةَ، قَالَ: أُتِيَ عَلِيٌّ بِمَاءٍ فَشَرِبَ قَائِمًا، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ نَاسًا يَكْرَهُونَ الشُّرْبَ قَائِمًا، وَإِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَشْرَبُ قَائِمًا، ثُمَّ أُتِيَ بِمَاءٍ فَتَمَسَّحَ بِهِ، ثُمَّ قَالَ: هَذَا وُضُوءُ مَنْ لَمْ يُحْدِثْ .(1/186)
310- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، حَدَّثنا سُفيَانُ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زُرَيْرٍ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ لِلْعَبَّاسِ: قُلْ لِلنَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَنْ يُعْطِيَكَ الخِزَانَةَ، فَسَأَلَهُ العَبَّاسُ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: أُعْطِيكُمْ مَا هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ مِنْ ذَلِكَ: مَاتُرْزَؤُكُمْ وَلاَ تُرْزَؤُونَهَا، فَأَعْطَاهُمُ السِّقَايَةَ(1/186)
311- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، حَدَّثنا سُفيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الخَلِيلِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كَانَ لِلْمُغِيرَةِ رُمْحٌ، فَكُنَّا إِذَا خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فِي غَزَاةٍ رَكَزَهَا فَيَمُرُّ النَّاسُ عَلَيْهِ فَيَحْمِلُونَهُ، قَالَ: قُلْتُ: لأُخْبِرَنَّ بِهِ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، فَقَالَ: إِذًا لاَ تُرْفَعُ ضَالَّةٌ فَتَرَكْتُهُ.(1/186)
312- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثنا سُفيَانُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الحَارِثِ بْنِ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: وَقَفَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ بِعَرَفَةَ وَقَالَ: هَذِهِ عَرَفَةُ المَوْقِفُ، وَعَرَفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ، ثُمَّ أَفَاضَ حِينَ غَابَتِ الشَّمْسُ، وَأَرْدَفَ أُسَامَةَ وَالنَّاسُ يَضْرِبُونَ عَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ يَلْتَفِتُ إِلَيْهِمْ وَهُوَ يَقُولُ: أَيُّهَا النَّاسُ عَلَيْكُمُ السَّكِينَةُ، فَلَمَّا أَتَى جَمْعًا صَلَّى بِهَا الصَّلاَتَيْنِ جَمِيعًا، فَلَمَّا أَصْبَحَ أَتَى قُزَحَ فَوَقَفَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: هَذَا قُزَحُ وَجَمْعٌ كُلُّهَا مَوْقِفٌ، ثُمَّ أَفَاضَ فَلَمَّا أَتَى مُحَسِّرَ قَرَعَ نَاقَتَهُ حَتَّى جَاوَزَ الوَادِي، وَقَفَ ثُمَّ أَرْدَفَ الفَضْلَ، ثُمَّ أَتَى الجَمْرَةَ، ثُمَّ أَتَى المَنْحَرَ، فَقَالَ: هَذَا المَنْحَرُ، وَمِنًى كُلُّهَا مَنْحَرٌ، قَالَ: وَاسْتَفْتَتْهُ جَارِيَةٌ مِنْ خَثْعَمٍ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَبِي شَيْخٌ كَبِيرٌ قَدْ أَفْنَدَ، وَقَدْ أَدْرَكَتْهُ فَرِيضَةُ الحَجِّ أَفَيُجْزِئُ أَنْ أَحُجَّ عَنْهُ؟ قَالَ: حُجِّي عَنْ أَبِيكِ، وَلَوَى عُنُقَ الفَضْلِ، فَقَالَ لَهُ العَبَّاسُ: يَا رَسُولَ اللهِ، لِمَ لَوَيْتَ عُنُقَ ابْنِ عَمِّكَ؟ قَالَ: رَأَيْتُ شَابًّا وَشَابَّةً فَلَمْ آمَنْ عَلَيْهِمَا الشَّيْطَانَ قَالَ: وَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، رَمَيْتُ قَبْلَ أَنْ أَحْلِقَ، قَالَ: احْلِقْ أَوْ قَصِّرْ، وَلاَ حَرَجَ، قَالَ: وَأَتَاهُ آخَرُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، نَحَرْتُ قَبْلَ أَنْ أَرْمِيَ، قَالَ: ارْمِ وَلاَ حَرَجَ، قَالَ: ثُمَّ أَتَى البَيْتَ فَطَافَ بِهِ، ثُمَّ أَتَى زَمْزَمَ فَقَالَ: يَا بَنِي عَبْدِ المُطَّلِبِ، سِقَايَتُكُمْ لَوْلاَ أَنْ يَغْلِبَكُمُ النَّاسُ لَنَزَعْتُ.(1/187)
313- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ، أَخبَرنا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ المَلِكِ، حَدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُدْرِكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا زُرْعَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ نَجِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا، يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَنَّهُ قَالَ: لاَ تَدْخُلُ المَلاَئِكَةُ بَيْتًا فِيهِ صُورَةٌ، وَلاَ جُنُبٌ، وَلاَ كَلْبٌ.(1/188)
314- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ، حَدَّثنا أَيُّوبُ بْنُ وَاقِدٍ الكُوفِيُّ، حَدَّثنا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: كُنْتُ رَجُلاً مَذَّاءً، فَأَمَرْتُ المِقْدَادَ بْنَ الأَسْوَدِ أَنْ يَسْأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ عَنِ المَذْيِ، فَقَالَ: مِنْهُ الوُضُوءُ، وَمِنَ المَنِيِّ الغُسْلُ(1/188)
315- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثنا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ حُنَيْنٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ، وَكَانَ أَبُوهُ مِنْ كُتَّابِ عَلِيٍّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: نَهَانِي رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَنْ أَقْرَأَ وَأَنَا رَاكِعٌ، وَقَالَ: يَا عَلِيُّ، مَثَلُ الَّذِي يُقِيمُ صُلْبَهُ فِي صَلاَتِهِ كَمَثَلِ الحُبْلَى حَمَلَتْ، فَلَمَّا دَنَا نِفَاسُهَا أَسْقَطَتْ، فَلاَ هِيَ ذَاتُ حَمْلٍ، وَلاَ ذَاتُ وَلَدٍ.(1/189)
316- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ، حَدَّثنا غُنْدَرٌ، حَدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرٍو، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا البَخْتَرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ، سَمِعَ عَلِيًّا، يَقُولُ: لَمَّا بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ إِلَى اليَمَنِ، فَقُلْتُ: تَبْعَثُنِي وَأَنَا رَجُلٌ حَدِيثُ السِّنِّ، وَلَيْسَ لِي عِلْمٌ بِكَثِيرٍ مِنَ القَضَاءِ؟ قَالَ: فَضَرَبَ صَدْرِي وَقَالَ: اذْهَبْ فَإِنَّ اللهَ يُثَبِّتُ لِسَانَكَ، وَيَهْدِي قَلْبَكَ، قَالَ: فَمَا أَعْيَانِي قَضَاءٌ بَيْنَ اثْنَيْنِ.(1/189)
317- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ، حَدَّثنا غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَاصِمَ بْنَ ضَمْرَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّهُ قَالَ: لَيْسَ الوِتْرُ بِحَتْمٍ كَالصَّلاَةِ، وَلَكِنَّهُ سُنَّةٌ، فَلاَ تَدَعْهُ، قَالَ شُعْبَةُ: فَوَجَدْتُهُ مَكْتُوبًا عِنْدِي، فَقَدْ أَوْتَرَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ(1/189)
318- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ، حَدَّثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالاَ: حَدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَاصِمَ بْنَ ضَمْرَةَ، يَقُولُ: سَأَلْنَا عَلِيًّا عَنْ صَلاَةِ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ مِنَ النَّهَارِ، فَقَالَ: إِنَّكُمْ لاَ تُطِيقُونَ ذَلِكَ، قَالَ: قُلْنَا: مَنْ أَطَاقَ ذَلِكَ مِنَّا، فَقَالَ: كَانَ إِذَا كَانَتِ الشَّمْسُ مِنْ هَا هُنَا، كَهَيْئَتِهَا مِنْ هَا هُنَا عِنْدَ العَصْرِ، صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، وَإِذَا كَانَتِ الشَّمْسُ مِنْ هَا هُنَا، كَهَيْئَتِهَا مِنْ هَا هُنَا عِنْدَ الظُّهْرِ، صَلَّى أَرْبَعًا، يَفْصِلُ بَيْنَ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ بِالتَّسْلِيمِ عَلَى المَلاَئِكَةِ المُقَرَّبِينَ وَالنَّبِيِّينَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالمُرْسَلِينَ.(1/189)
319- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ، حَدَّثنا غُنْدَرٌ، حَدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أُهْدِيَتْ لَهُ حُلَّةٌ مِنْ حَرِيرٍ، قَالَ: فَكَسَانِيهَا، قَالَ عَلِيٌّ: فَخَرَجْتُ فِيهَا، فَقَالَ لِيَ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: إِنِّي لَسْتُ أَرْضَى لَكَ مَا أَكْرَهُ لِنَفْسِي، قَالَ: وَأَمَرَنِي فَشَقَقْتُهَا بَيْنَ نِسَائِي خُمُرًا: فَاطِمَةَ وَعَمَّتِهِ.(1/190)
320- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ، حَدَّثنا يَزِيدُ بْنَ زُرَيْعٍ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ دَاوُدَ، عَنْ سُفيَانَ، عَنْ عَبْدِ الأَعْلَى، عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ إِلَى جَارِيَةٍ فَجَرَتْ، فَقَالَ: أَقِمْ عَلَيْهَا الحَدَّ، فَوَجَدْتُهَا فِي دَمِهَا لَمْ تُعَلَّلْ مِنْ نِفَاسِهَا، فَأَتَيْتُهُ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: إِذَا تَعَلَّلَتْ مِنْ نِفَاسِهَا فَطَهُرْتُ فَأَقِمْ عَلَيْهَا الحَدَّ، قَالَ: ثُمَّ قَالَ: أَقِيمُوا الحَدَّ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ(1/190)
321- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي أَبَانُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: دَفَعْتُ مَعَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، مِنَ المُزْدَلِفَةِ فَلَمْ أَزَلْ أَسْمَعُهُ يَقُولُ: لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ حَتَّى انْتَهَى إِلَى الجَمْرَةِ، فَقُلْتُ لَهُ: مَا هَذَا الإِهْلاَلُ يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ؟ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، يُهِلُّ حَتَّى انْتَهَى إِلَى الجَمْرَةِ، وَحَدَّثَنِي أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَهَّلَ حَتَّى انْتَهَى إِلَيْهَا، قَالَ: فَرَجَعْتُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فَأَخْبَرْتُهُ بِقَوْلِ حُسَيْنٍ، فَقَالَ: صَدَقَ، قَالَ: وَأَخْبَرَنِي أَخِي الفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ، وَكَانَ رَدِيفَ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يُهِلُّ حَتَّى انْتَهَى إِلَى الجَمْرَةِ.(1/191)
322- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ، حَدَّثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: مِنْ كُلِّ اللَّيْلِ قَدْ أَوْتَرَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: مِنْ أَوَّلِهِ، وَأَوْسَطِهِ، وَآخِرِهِ، فَانْتَهَى وِتْرُهُ إِلَى آخِرِ اللَّيْلِ(1/191)
323- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ، حَدَّثنا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثنا سُفيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَصْبُغَ بْنِ نُبَاتَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ صَالَحَ بَنِي تَغْلِبَ عَلَى أَنْ يَثْبُتُوا عَلَى دِينِهِمْ، وَلاَ يُنَصِّرُوا أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّهُمْ قَدْ نَقَضُوا، وَإِنَّهُ إِنْ يَتِمَّ لِيَ الأَمْرُ قَتَلْتُ المُقَاتِلَةَ، وَسَبَيْتُ الذُّرِّيَّةَ .(1/192)
324- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ، حَدَّثنا وَكِيعٌ، حَدَّثنا الأَعْمَشُ، عَنْ خَيْثَمَةَ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: يَخْرُجُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ أَحْدَاثُ الأَسْنَانِ، سُفَهَاءُ الأَحْلاَمِ، يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ البَرِيَّةِ، يَقْرَؤُونَ القُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ، فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ، فَإِنَّ فِي قَتْلِهِمْ أَجْرًا لِمَنْ قَتَلَهُمْ عِنْدَ اللهِ يَوْمَ القِيَامَةِ.(1/192)
325- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ، حَدَّثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخبَرنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عَبْدِ العَزِيزِ بْنِ أَبِي الصَّعْبَةِ، عَنْ أَبِي أَفْلَحَ الهَمْدَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زُرَيْرٍ الغَافِقِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا، يَقُولُ: أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ ذَهَبًا بِيَمِينِهِ، وَحَرِيرًا بِشِمَالِهِ وَقَالَ: هَذَانِ حَرَامٌ عَلَى ذُكُورِ أُمَّتِي(1/192)
326- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ، حَدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثنا زَائِدَةُ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، قَالَ: خَطَبَ عَلِيٌّ، فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، أَقِيمُوا عَلَى أَرِقَّائِكُمُ الحَدَّ: مَنْ أُحْصِنَ مِنْهُمْ وَمَنْ لَمْ يُحْصَنْ، فَإِنَّ أَمَةً لِرَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ زَنَتْ فَأَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَنْ أَجْلِدَهَا فَأَتَيْتُهَا، وَإِذَا هِيَ قَرِيبَةُ عَهْدٍ بِنِفَاسٍ، فَخَشِيتُ إِنْ جَلَدْتُهَا أَنْ تَمُوتَ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: قَدْ أَحْسَنْتَ.(1/192)
327- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ، حَدَّثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثنا شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ الكُوفَةِ يُقَالُ لَهُ أَبُو المُحَيَّاةِ التَّيْمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو مَطَرٍ، أَنَّ عَلِيًّا، أَتَى أَصْحَابَ الثِّيَابِ، فَقَالَ لِرَجُلٍ: بِعْنِي قَمِيصًا بِثَلاَثَةِ دَرَاهِمَ، قَالَ: فَأَعْطَاهُ ثَوْبًا فَلَبِسَهُ مَا بَيْنَ كَعْبِهِ إِلَى رُصْغِهِ، فَلَمَّا لَبِسَهُ، قَالَ: الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي كَسَانِي مِنَ الرِّيَاشِ مَا أُوَارِي بِهِ عَوْرَتِي، وَأَتَجَمَّلُ بِهِ فِي النَّاسِ، ثُمَّ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ إِذَا لَبِسَ ثَوْبًا قَالَ هَكَذَا.(1/193)
328- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ، حَدَّثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثنا هَذَا الشَّيْخُ أَيْضًا أَبُو المُحَيَّاةِ التَّيْمِيُّ، قَالَ: قَالَ أَبُو مَطَرٍ: رَأَيْتُ عَلِيًّا أُتِيَ بِرَجُلٍ فَقَالُوا: إِنَّهُ قَدْ سَرَقَ جَمَلاً، فَقَالَ: مَا أُرَاكَ سَرَقْتَ قَالَ: بَلَى، قَالَ: فَلَعَلَّهُ شُبِّهَ لَكَ؟ قَالَ: بَلَى قَدْ سَرَقْتُ، قَالَ: اذْهَبْ بِهِ يَا قَنْبَرُ فَشُدَّ أُصْبُعَهُ، وَأَوْقِدِ النَّارَ، وَادْعُ الجَزَّارَ يُقَطِّعْهُ، ثُمَّ انْتَظِرْ حَتَّى أَجِيءَ، فَلَمَّا جَاءَ، قَالَ لَهُ: سَرَقْتَ؟ قَالَ: لاَ، فَتَرَكَهُ، قَالُوا: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، لِمَ تَرَكْتَهُ وَقَدْ أَقَرَّ لَكَ؟ قَالَ: أَخَذْتُهُ بِقَوْلِهِ وَأَتْرُكُهُ بِقَوْلِهِ، ثُمَّ قَالَ عَلِيٌّ: أُتِيَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ بِرَجُلٍ قَدْ سَرَقَ فَأَمَرَ بِقَطْعِهِ ثُمَّ بَكَى، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، لِمَ تَبْكِي؟ فَقَالَ: وَكَيْفَ لاَ أَبْكِي وَأُمَّتِي تُقْطَعُ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ؟ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفَلاَ عَفَوْتَ عَنْهُ؟ قَالَ: ذَاكَ سُلْطَانُ سَوْءٍ الَّذِي يَعْفُو عَنِ الحُدُودِ، وَلَكِنْ تَعَافَوْا بَيْنَكُمْ.(1/193)
329- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ، حَدَّثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ حُنَيْنٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، يَقُولُ: نَهَانِي رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ عَنْ خَاتَمِ الذَّهَبِ، وَلُبْسِ القَسِّيِّ وَالمُعَصْفَرِ، وَقِرَاءَةِ القُرْآنِ وَأَنَا رَاكِعٌ وَكَسَانِي حُلَّةً سِيَرَاءَ، فَخَرَجْتُ فِيهَا، أَوْ رُحْتُ فِيهَا، فَلَمَّا رَآهَا عَلَيَّ قَالَ: إِنِّي لَمْ أَكْسُكَهَا لِتَلْبَسَهَا، قَالَ: فَرَجَعْتُ فَأَعْطَيْتُ فَاطِمَةَ نَاحِيَتَهَا كَأَنَّهَا تَطْوِيهَا مَعِي، قَالَ: فَشَقَقْتُهَا بِاثْنَيْنِ، قَالَ: فَقَالَتْ: تَرِبَتْ يَدَاكَ فَمَاذَا صَنَعْتَ؟ قُلْتُ: نَهَانِي رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ عَنْ لُبْسِهَا، فَالبَسِي وَاكْسِي نِسَاءَكِ.(1/194)
330- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ، حَدَّثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: وَجَدْتُ مَعَ قَائِمِ سَيْفِ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ صَحِيفَةً مَرْبُوطَةً: إِنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَلَى اللهِ عَدَاءً القَاتِلُ غَيْرَ قَاتِلِهِ، وَالضَّارِبُ غَيْرَ ضَارِبِهِ، وَمَنْ جَحَدَ نِعْمَةَ مَوَالِيهِ فَقَدْ بَرِئَ مِمَّا أَنْزِلَ اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ(1/194)
331- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ، حَدَّثنا يَزِيدُ أَبُو خَالِدٍ البَيْسَرِيُّ، حَدَّثنا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: حَدَّثنا حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: لاَ تُبْرِزْ فَخِذَكَ، وَلاَ تَنْظُرْ إِلَى فَخِذِ حَيٍّ وَلاَ مَيِّتٍ.(1/195)
332- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ، حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ البَكْرَاوِيُّ، حَدَّثنا الكَلْبِيُّ، عَنِ الأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: شَهِدْتُ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ صَالَحَ نَصَارَى بَنِي تَغْلِبَ عَلَى أَنْ لاَ يُنَصِّرُوا أَوْلاَدَهُمْ، فَإِنْ فَعَلُوا فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُمُ الذِّمَّةُ قَالَ: فَقَالَ عَلِيٌّ: فَقَدَ وَاللَّهِ فَعَلُوا، فَوَاللَّهِ لَئِنْ تَمَّ لِيَ الأَمْرُ، لأَقْتُلَنَّ مُقَاتِلَتَهُمْ، وَلأَسْبِيَنَّ ذَرَارِيَّهُمْ .(1/195)
333- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ، حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفيَانَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ حُجَيَّةَ بْنِ عَدِيٍّ، قَالَ: سَأَلْتُ عَلِيًّا عَنِ البَقَرَةِ، فَقَالَ: عَنْ سَبْعَةٍ، قَالَ: المَكْسُورَةُ القَرْنِ؟ قَالَ: لاَ بَأْسَ بِهِ، قَالَ: العَرْجَاءُ؟ قَالَ: إِذَا بَلَغَتِ المَنْسَكَ وَأَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَنْ نَسْتَشْرِفَ العَيْنَ وَالأُذُنَ(1/195)
334- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ، حَدَّثنا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ المَلِكِ، حَدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ كَانَ يُصَلِّي الضُّحَى.(1/196)
335- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ، حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفيَانَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ يَحْيَى فِي حَدِيثِهِ، حَدَّثنا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الخَلِيلِ، عَنْ عَلِيٍّ، وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الخَلِيلِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلاً يَسْتَغْفِرُ لأَبَوَيْهِ وَهُمَا مُشْرِكَانِ، فَقُلْتُ لَهُ، فَقَالَ: أَلَمْ يَسْتَغْفِرْ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ؟ قَالَ: فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ فَأَنْزَلَ اللهُ: {وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لأَبِيهِ إِلاَّ عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ}(1/196)
336- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ، حَدَّثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثنا سُفيَانُ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: مَا كُنْتُ لأُقِيمَ حَدًّا عَلَى أَحَدٍ فَيَمُوتَ فَأَجِدُ فِي نَفْسِي إِلاَّ صَاحِبَ الخَمْرِ، فَإِنَّهُ لَوْ مَاتَ وَدَيْتُهُ، لأَنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ لَمْ يَسُنَّهُ .(1/196)
337- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ عُبَيْدَةَ، قَالَ: ذَكَرَ عَلِيٌّ أَهْلَ النَّهْرَوَانِ فَقَالَ: فِيهِمْ رَجُلٌ مُودَنُ اليَدِ، أَوْ مَثْدُونُ اليَدِ، لَوْلاَ أَنْ تَبْطِرُوا لَنَبَّأْتُكُمْ مَا وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ يَقْتُلُونَهُمْ عَلَى لِسَانِ مُحَمَّدٍ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، قَالَ: قُلْتُ: آنْتَ سَمِعْتَهُ؟ قَالَ: إِي وَرَبِّ الكَعْبَةِ.(1/197)
338- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ، حَدَّثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الحَسَنِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عُبَادٍ، قَالَ: انْطَلَقْتُ إِلَى عَلِيٍّ، أَنَا وَرَجُلٌ، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: عَهِدَ إِلَيْكَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ شَيْئًا لَمْ يَعْهَدْ بِهِ إِلَى أَحَدٍ؟ قَالَ: لاَ، إِلاَّ مَا فِي قِرَابِي هَذَا، قَالَ: فَأَخْرَجَ كِتَابًا، فَإِذَا فِي كِتَابِهِ ذَلِكَ: المُؤْمِنُونَ تَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ، وَيَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ، وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ، وَلاَ يُقْتَلُ مُؤْمِنٌ بِكَافِرٍ، وَلاَ ذُو عَهْدٍ فِي عَهْدِهِ، مَنْ أَحْدَثَ حَدَثًا أَوْ آوَى مُحْدِثًا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالمَلاَئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ.(1/197)
339- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ، حَدَّثنا سُفيَانُ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: مُرَّ عَلَى عَلِيٍّ، بِجِنَازَةٍ، فَقَامَ نَاسٌ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالُوا: أَبُو مُوسَى، فَقَالَ عَلِيٌّ: إِنَّمَا قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ مَرَّةً ثُمَّ لَمْ يَقُمْ(1/197)
340- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، حَدَّثنا مِسْعَرٌ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ الحَنَفِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَوْمَ بَدْرٍ وَلأَبِي بَكْرٍ: مَعَ أَحَدِكُمَا جِبْرِيلُ، وَمَعَ الآخَرِ مِيكَائِيلُ، وَإِسْرَافِيلُ مَلَكٌ عَظِيمٌ يَشْهَدُ القِتَالَ، أَوْ يَكُونُ فِي القِتَالِ.(1/198)
341- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ، حَدَّثنا وَكِيعٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنِ ابْنِ أَبِي الجَعْدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَبُعٍ، قَالَ: قِيلَ لِعَلِيٍّ: أَلاَ تَسْتَخْلِفُ؟ قَالَ: لاَ، وَلَكِنِّي أَتْرُكُكُمْ إِلَى مَا تَرَكَكُمْ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ.(1/198)
342- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثنا غُنْدَرٌ، حَدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المُسَيَّبِ، قَالَ: اجْتَمَعَ عَلِيٌّ وَعُثْمَانُ، وَكَانَ عُثْمَانُ يَنْهَى عَنِ المُتْعَةِ أَوْ عَنِ العُمْرَةِ، فَقَالَ عَلِيٌّ: مَا تُرِيدُ إِلَى أَمْرٍ فَعَلَهُ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ تَنْهَى عَنْهُ؟ فَقَالَ عُثْمَانُ: دَعْنَا مِنْكَ، قَالَ: إِنِّي لاَ أَسْتَطِيعُ أَنْ أَدَعَكَ، قَالَ: فَلَمَّا رَأَى عَلِيٌّ ذَلِكَ أَهَلَّ بِهِمَا جَمِيعًا(1/198)
343- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ، حَدَّثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخبَرنا المَسْعُودِيُّ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي الهَيَّاجِ، قَالَ: قَالَ عَلِيُّ: أَبْعَثُكَ عَلَى مَا بَعَثَنِي عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: لاَ تَدَعْ قَبْرًا إِلاَّ سَوَّيْتَهُ، وَلاَ تِمْثَالاً إِلاَّ طَمَسْتَهُ .(1/199)
344- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ، حَدَّثنا غُنْدَرٌ، حَدَّثنا شُعْبَةُ، عَنِ الحَكَمِ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: خَلَّفَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، تُخَلِّفُنِي بِالنِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ، قَالَ: أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى، غَيْرَ أَنَّهُ لاَ نَبِيَّ بَعْدِي؟.(1/199)
345- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخبَرنا العَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: أَتَانَا رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ حَتَّى وَضْعَ قَدَمَهُ بَيْنِي وَبَيْنَ فَاطِمَةَ، فَعَلَّمَنَا مَا نَقُولُ إِذَا أَخَذْنَا مَضَاجِعَنَا: ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ تَسْبِيحَةً، وَثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ تَحْمِيدَةً، وَأَرْبَعًا وَثَلاَثِينَ تَكْبِيرَةً قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: فَمَا تَرَكْتُهَا بَعْدُ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: وَلاَ لَيْلَةَ صِفِّينَ؟ قَالَ: وَلاَ لَيْلَةَ صِفِّينَ(1/199)
346- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا وَكِيعُ بْنُ الجَرَّاحِ، حَدَّثنا الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كُنْتُ أَرَى أَنَّ بَاطِنَ القَدَمَيْنِ أَحَقُّ بِالمَسْحِ مِنْ ظَاهِرِهِمَا، حَتَّى رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَمْسَحُ ظَاهِرَهِمَا.(1/200)
347- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ، حَدَّثنا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثنا مُطَرِّفٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ لاَ يُصَلِّي صَلاَةً إِلاَّ صَلَّى بَعْدَهَا رَكْعَتَيْنِ.(1/200)
348- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ، حَدَّثنا سُفيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ كَانَ لاَ يَحْجُبُهُ عَنْ قِرَاءَةِ القُرْآنِ شَيْءٌ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ جُنُبًا .(1/200)
349- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ، حَدَّثنا وَكِيعٌ، حَدَّثنا الأَعْمَشُ، عَنْ مُسْلِمٍ البَطِينِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ الحَكَمَ، قَالَ: كُنَّا نَسِيرُ مَعَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ فَسَمِعَ رَجُلاً يُلَبِّي بِهِمَا جَمِيعًا، فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: عَلِيٌّ، فَأَتَاهُ فَقَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنِّي نَهَيْتُ عَنْ هَذَا؟ قَالَ: بَلَى، وَلَكِنِّي لَمْ أَدَعْ قَوْلَ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ لِقَوْلِكَ(1/200)
350- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ، حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثنا سُفيَانُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، أَنَّ عَلِيًّا، قَالَ لأَبِي الهَيَّاجِ: أَبْعَثُكَ عَلَى مَا بَعَثَنِي عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: لاَ تَدَعْ قَبْرًا مُشْرِفًا إِلاَّ سَوَّيْتَهُ، وَلاَ تِمْثَالاً إِلاَّ طَمَسْتَهُ .(1/201)
351- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ دَاوُدَ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: إِنَّ امْرَأَةَ الوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ أَتَتِ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، فَقَالَتْ: إِنَّ الوَلِيدَ يَضْرِبُنِي، قَالَ: قَوْلِي لَهُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَدْ أَجَارَنِي، قَالَ عَلِيٌّ: فَلَمْ تَلْبَثْ إِلاَّ يَسِيرًا حَتَّى رَجَعَتْ، فَقَالَتْ: مَا زَادَنِي إِلاَّ ضَرْبًا، فَأَخَذَ هُدْبَةً مِنْ ثَوْبِهِ، فَدَفَعَهَا إِلَيْهَا، فَقَالَ: قَوْلِي لَهُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَدْ أَجَارَنِي، فَلَمْ تَلْبَثْ إِلاَّ يَسِيرًا حَتَّى رَجَعَتْ إِلَيْهِ، فَقَالَتْ: مَا زَادَنِي إِلاَّ ضَرْبًا، فَرَفَعَ يَدَيْهِ فَقَالَ: اللهُمَّ عَلَيْكَ بِالوَلِيدِ.(1/201)
352- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ، حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثنا زَائِدَةُ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ المُعْتَمِرِ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: لاَ يُؤْمِنُ عَبْدٌ حَتَّى يُؤْمِنَ بِأَرْبَعٍ: بِالبَعْثِ بَعْدَ المَوْتِ، وَيُؤْمَنَ بِالقَدَرِ(1/201)
353- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ، حَدَّثنا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ، عَنِ المُنْذِرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ، عَنْ عِلْبَاءَ بْنِ أَحْمَرَ، قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: خَطَبْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ ابْنَتَهُ فَاطِمَةَ، قَالَ: فَبَاعَ عَلِيٌّ دِرْعًا لَهُ وَبَعْضَ مَا بَاعَ مِنْ مَتَاعِهِ، فَبَلَغَ أَرْبَعَ مِئَةٍ وَثَمَانِينَ دِرْهَمًا، قَالَ: وَأَمَرَ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَنْ يَجْعَلَ ثُلُثَيْهِ فِي الطِّيبِ، وَثُلُثًا فِي الثِّيَابِ، وَمَجَّ فِي جَرَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَغْتَسِلُوا بِهِ قَالَ: وَأَمَرَهَا أَنْ لاَ تَسْبِقَهُ بِرِضَاعِ وَلَدِهَا قَالَ: فَسَبَقَتْهُ بِرَضَاعِ الحُسَيْنِ وَأَمَّا الحَسَنُ فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ صَنَعَ فِي فِيهِ شَيْئًا لاَ نَدْرِي مَا هُوَ، فَكَانَ أَعْلَمَ الرَّجُلَيْنِ.(1/202)
354- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ، حَدَّثنا فُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ النُّمَيْرِيُّ، حَدَّثنا أَبُو حَازِمٍ، حَدَّثنا سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: لأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ غَدًا رَجُلاً يَفْتَحُ اللهُ عَلَى يَدَيْهِ، قَالَ: فَغَدَا النَّاسُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ كُلُّهُمْ يَرْجُو أَنْ يُعْطِيَهُ الرَّايَةَ، قَالَ: أَيْنَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ؟ قَالُوا: هُوَ شَاكِي العَيْنَ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: ادْعُوهُ، فَجِيءَ بِهِ فَبَصَقَ فِي عَيْنِهِ وَدَعَا لَهُ فَبَرَأَ، ثُمَّ أَعْطَاهُ الرَّايَةَ، ثُمَّ قَالَ: ادْعُ عَلِيًّا، فَجَاءَ ثُمَّ قَالَ: يَا عَلِيُّ، لاَ تَلْتَفِتْ حَتَّى تَنْزِلَ بِالقَوْمِ فَتَدْعُوَهُمْ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَنُقَاتِلُهُمْ حَتَّى يَقُولُوا: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ؟ قَالَ: عَلَى رِسْلِكَ، إِذَا جِئْتَهُمْ فَادْعُهُمْ إِلَى اللهِ، فَوَاللَّهِ لأَنْ يُسْلِمَ رَجُلٌ عَلَى يَدَيْكَ خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ(1/202)
355- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ، حَدَّثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثنا يَزِيدُ الرِّشْكِ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ سَرِيَّةً وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ قَالَ لَهُ: يَا عَلِيُّ، السَّرِيَّةَ، قَالَ عِمْرَانُ: كَانَ المُسْلِمُونَ إِذَا قَدِمُوا مِنْ غَزْوَةٍ أَتَوْا رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَبْلَ أَنْ يَأْتُوا رِحَالَهُمْ، فَأَخْبَرُوهُ مَسِيرَهُمْ، قَالَ: فَأَصَابَ عَلِيٌّ جَارِيَةً، فَتَعَاقَدَ أَرْبَعَةٌ فَأَخْبَرُوهُ بِمَسِيرِهِمْ، فَقَامَ أَحَدُ الأَرْبَعَةِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَأَصَابَ عَلِيٌّ جَارِيَةً، فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ قَامَ الثَّانِي فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، صَنَعَ عَلِيٌّ كَذَا وَكَذَا، فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ قَامَ الثَّالِثُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، صَنَعَ عَلِيٌّ كَذَا وَكَذَا، فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ قَامَ الرَّابِعُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، صَنَعَ عَلِيٌّ كَذَا وَكَذَا، قَالَ: فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ مُغْضَبًا، الغَضَبُ يُعْرَفُ فِي وَجْهِهِ، فَقَالَ: مَا تُرِيدُونَ مِنْ عَلِيٍّ؟ عَلِيٌّ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ، وَهُوَ وَلِيُّ كُلِّ مُؤْمِنٍ بَعْدِي(1/203)
356- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ، حَدَّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثنا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الحَارِثِ، أَنَّ أَبَاهُ صَنَعَ لِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ نُزُلاً بِقُدَيْدٍ، فَجِيءَ بِثَرِيدٍ عَلَيْهِ ذَلِكَ الحَجَلُ، فَقَالَ لِلْقَوْمِ: كُلُوا، فَإِنَّمَا أُصِيبَتْ مِنْ أَجْلِي، قَالَ: فَقَالَ القَوْمُ: هَذَا عَلِيٌّ نَهَانَا عَنْ أَكْلِهِ، فَأَرْسَلَ إِلَى عَلِيٍّ فَجَاءَ وَإِنَّهُ لَيَمْسَحُ الخَبَطَ عَنْ يَدَيْهِ، فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ: كُلْهُ، فَقَالَ، يَعْنِي عَلِيًّا: أَنْشُدُ اللهَ رَجُلاً شَهِدَ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ حَيْثُ جَاءَ الأَعْرَابِيُّ بِرِجْلِ حِمَارِ وَحْشٍ، فَرَدَّهُ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، وَقَالَ: اذْهَبْ إِلَى أَهْلِ الحِلِّ فَإِنَّا حُرُمٌ، أَوْ كَمَا قَالَ، فَقَامَ نَاسٌ وَشَهِدُوا، ثُمَّ قَالَ: أَنْشُدُ اللهَ، أَوْ قَالَ: أُذَكِّرُ اللهَ، رَجُلاً شَهِدَ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ حِينَ جَاءَهُ الأَعْرَابِيُّ بِبَيْضَاتِ نَعَامٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: اذْهَبْ بِهِ إِلَى أَهْلِ الحِلِّ فَإِنَّا قَوْمٌ مُحْرِمُونَ، فَقَامَ قَوْمٌ شَهِدُوا، فَقَلَبَ عُثْمَانُ وَرِكَهُ فَدَخَلَ مَنْزِلَهُ، وَقَامَ القَوْمُ عَنِ الطَّعَامِ، فَجَاءَ أَهْلُ الحِلِّ فَأَكَلُوهُ(1/204)
357- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الوَارِثِ، أَخْبَرَنِي أَبِي، حَدَّثنا الحَسَنُ بْنُ ذَكْوَانَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ نَهَى عَنْ أَكَلِ كُلِّ ذِي نَابٍ، وَكُلِّ ذِي مِخْلَبٍ مِنَ الطَّيْرِ، وَعَنْ ثَمَنِ المَيْتَةِ، وَعَنِ الخَمْرِ وَالحُمُرِ الأَهْلِيَّةِ، وَكَسْبِ البَغِيِّ، وَعَنْ عَسَبِ كُلِّ ذِي فَحْلٍ.(1/204)
358- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا شَبَابَةُ، حَدَّثَنِي نُعَيْمُ بْنُ حَكِيمٍ، حَدَّثَنِي أَبُو مَرْيَمَ، حَدَّثنا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: إِنَّ قَوْمًا يَمْرُقُونَ مِنَ الإِسْلاَمِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، يَقْرَؤُونَ القُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، طُوبَى لِمَنْ قَتَلَهُمْ وَقَتَلُوهُ، عَلاَمَتُهُمْ رَجُلٌ مُخْدَجُ اليَدِ.(1/205)
359- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ الوَارِثِ، حَدَّثنا فُضَيْلٌ، عَنْ أَبِي حَرِيزٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ حِينَ رَجَعْتُ مِنْ جِنَازَةٍ قَوْلاً مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي بِهِ الدُّنْيَا جَمِيعًا.(1/205)
360- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا الحَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ هُبَيْرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زُرَيْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ نَهَى أَنْ تُنْكَحَ المَرْأَةُ عَلَى عَمَّتِهَا، أَوْ عَلَى خَالَتِهَا(1/205)
361- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ زُهَيْرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الحَارِثِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: يَرِثُ الرَّجُلُ أَخَاهُ لأَبِيهِ وَأُمِّهِ دُونَ إِخْوَتِهِ لأَبِيهِ.(1/206)
362- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثنا حَسَنٌ، عَنْ بَيَانٍ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ صَفْوَانَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كُنْتُ غُلاَمًا مَذَّاءً، فَلَمَّا رَأَى رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ المَاءَ قَدْ آذَانِي قَالَ: إِنَّمَا الغُسْلُ مِنَ المَاءِ الدَّافِقِ.(1/206)
363- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، أَخبَرنا شُرَحْبِيلُ بْنُ مُدْرِكٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُجَيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَارَ مَعَ عَلِيٍّ، وَكَانَ صَاحِبَ مِطْهَرَتِهِ، فَلَمَّا حَاذَى نِينَوَى وَهُوَ مُنْطَلِقٌ إِلَى صِفِّينَ، فَنَادَى عَلِيٌّ: اصْبِرْ أَبَا عَبْدِ اللهِ، اصْبِرْ أَبَا عَبْدِ اللهِ بِشَطِّ الفُرَاتِ، قُلْتُ: وَمَاذَا يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ؟ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ ذَاتَ يَوْمٍ وَعَيْنَاهُ تَفِيضَانِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ، أَغْضَبَكَ أَحَدٌ؟ مَا شَأْنُ عَيْنَيْكَ تَفِيضَانِ؟ قَالَ: بَلْ قَامَ مِنْ عِنْدِي جِبْرِيلُ قَبْلُ، فَحَدَّثَنِي أَنَّ الحُسَيْنَ يُقْتَلُ بِشَطِّ الفُرَاتِ، قَالَ: فَقَالَ: هَلْ لَكَ أَنْ أُشِمَّكَ مِنْ تُرْبَتِهِ، قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فَمَدَّ يَدَهُ فَقَبَضَ قَبْضَةً مِنْ تُرَابٍ فَأَعْطَانِيهَا، فَلَمْ أَمْلِكْ عَيْنَيَّ أَنْ فَاضَتَا َ(1/206)
364- حدثنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثنا هَاشِمُ بْنُ البَرِيدِ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَاضِي الرِّيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: سَمِعْتُ أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ عَلِيًّا، يَقُولُ: اجْتَمَعْتُ أَنَا وَفَاطِمَةُ، وَالعَبَّاسُ، وَزِيدُ بْنُ حَارِثَةَ، فَقَالَ العَبَّاسُ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَبِرَ سِنِّي، وَرَقَّ عَظْمِي، وَكَثُرَتْ مُؤْنَتِي، فَإِنْ رَأَيْتَ يَا رَسُولَ اللهِ، أَنْ تَأْمُرَ لِي بِكَذَا وَكَذَا وَسَقًا مِنْ طَعَامٍ فَافْعَلْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: فَعَلْتُ، فَقَالَتْ فَاطِمَةُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَأْمُرَ لِي بِمَا أَمَرْتَ فَافْعَلْ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: فَعَلْتُ ذَلِكَ، فَقَالَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ: يَا رَسُولَ اللهِ، كُنْتَ أَعْطَيْتَنِي أَرْضًا كَانَتْ مَعِيشَتِي مِنْهَا، ثُمَّ قَبَضْتَهَا مِنِّي، فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَرُدَّهَا عَلَيَّ فَافْعَلْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: فَعَلْتُ ذَلِكَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنْ رَأَيْتَ أَنْ تُوَلِّيَنِي هَذَا الحَقَّ الَّذِي جَعَلَ اللهُ لَنَا فِي كِتَابِهِ فِي هَذَا الخُمُسِ فَأَقْسِمَهُ فِي حَيَاتِكَ فَلاَ يُنَازِعُنِيهِ أَحَدٌ بَعْدَكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: فَعَلْتُ ذَلِكَ، فَوَلاَّنِيهِ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَقَسَمْتُهُ فِي لحَيَاتِهِ، ثُمَّ وَلاَّنِيهِ أَبُو بَكْرٍ فَقَسَمْتُهُ فِي حَيَاتِهِ، ثُمَّ وَلاَّنِيهِ عُمَرُ فَقَسَمْتُهُ فِي حَيَاتِهِ، حَتَّى كَانَ آخِرَ سَنَةٍ مِنْ سِنِيِّ عُمَرَ، وَإِنَّهُ أَتَاهُ مَالٌ كَثِيرٌ فَعَزَلَ خُمُسًا، ثُمَّ أَرْسَلَ فَقَالَ: يَا عَلِيُّ، هَذَا حَقُّكُمْ، فَخُذْ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، بِنَا العَامَ عَنْهُ غِنًى، وَبِالمُسْلِمِينَ إِلَيْهِ حَاجَةٌ فَارْدُدْهُ إِلَيْهِمْ، فَرَدَّهُ عُمَرُ تِلْكَ السَّنَةَ، ثُمَّ لَمْ يَدْعُنِي إِلَيْهِ أَحَدٌ بَعْدَ عُمَرَ، حَتَّى قُمْتُ مَقَامِي هَذَا فَلَقِيَنِي العَبَّاسُ فَقَالَ: يَا عَلِيُّ، لَقَدْ نَزَعْتَ مِنَّا اليَوْمَ شَيْئًا لاَ يُرَدُّ عَلَيْنَا أَبَدًا.(1/207)
365- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا عَائِذُ بْنُ حَبِيبٍ، حَدَّثَنِي عَامِرُ بْنُ السِّمْطِ، عَنْ أَبِي الغَرِيفِ، قَالَ: أُتِيَ عَلِيٌّ، بِالوَضُوءِ، فَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ ثَلاَثًا، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاَثًا، وَغَسَلَ يَدَيْهِ وَذِرَاعَيْهِ ثَلاَثًا ثَلاَثًا، ثُمَّ مَسَحَ بِرَأْسِهِ، وَغَسَلَ رِجْلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ تَوَضَّأَ، ثُمَّ قَرَأَ شَيْئًا مِنَ القُرْآنِ، ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا لِمَنْ لَيْسَ بِجُنُبٍ، فَأَمَّا الجُنُبُ فَلاَ وَاللَّهِ.(1/208)
366- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثنا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي حَكِيمُ بْنُ حَكِيمِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ حُنَيْفٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ وَعَلَى فَاطِمَةَ مِنَ اللَّيْلِ فَأَيْقَظَنَا لِلصَّلاَةِ، قَالَ: ثُمَّ رَجَعَ إِلَى بَيْتِهِ فَصَلَّى هَوِيًّا مِنَ اللَّيْلِ، فَلَمْ يَسْمَعْ لنا حِسًّا، قَالَ: فَرَجَعَ إِلَيْنَا فَأَيْقَظَنَا، فَقَالَ: قُومَا فَصَلِّيَا، قَالَ: فَجَلَسْتُ وَأَنَا أَعْرُكُ عَيْنِي، وَأَنَا أَقُولُ: وَاللَّهِ مَا نُصَلِّي إِلاَّ مَا كَتَبَ اللهُ لَنَا، إِنَّمَا أَنْفُسُنَا بَيْدِ اللهِ، فَإِذَا شَاءَ أَنْ يَبْعَثَنَا بَعَثَنَا، قَالَ: فَوَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ وَهُوَ يَقُولُ، وَيَضْرِبُ عَلَى فَخِذِهِ: مَا نُصَلِّي إِلاَّ مَا كُتِبَ لَنَا، مَا نُصَلِّي إِلاَّ مَا كَتَبَ اللهُ لَنَا، قَالَهَا مَرَّتَيْنِ {وَكَانَ الإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً}.(1/208)
367- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، وَذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ، عَنِ الحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الأَعْوَرِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: أَتَانِي جِبْرِيلُ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ أُمَّتَكَ مُخْتَلِفَةٌ بَعْدَكَ، فَقُلْتُ: فَأَيْنَ المَخْرَجُ يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: كِتَابُ اللهِ، يَقْصِمُ اللهُ كُلَّ جَبَّارٍ، وَمَنِ اعْتَصَمَ بِهِ نَجَا، وَمَنْ تَرَكَهُ هَلَكَ، قَوْلٌ فَصْلٌ وَلَيْسَ بِالهَزْلِ، لاَ تَخْتَلِقُهُ الأَلْسُنُ، وَلاَ يَنْفَذُ عَنْ طُولِ الرَّدِّ، وَلاَ تَفْنَى عَجَائِبُهُ، فِيهِ نَبَأُ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، وَخَبَرُ مَا هُوَ كَائِنٌ بَعْدَكُمْ َ(1/209)
368- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ عَبْدِ المَلِكِ، عَنِ النَّزَّالِ بْنِ سَبْرَةَ، قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ عَلِيٍّ الظُّهْرَ، ثُمَّ انْطَلَقَ إِلَى مَجْلِسٍ كَانَ يَجْلِسُهُ فِي المَدِينَةِ، فَقَعَدَ وَقَعَدْنَا حَوْلَهُ حَتَّى حَضَرَتِ العَصْرُ، فَأُتِيَ بِإِنَاءٍ فِيهِ مَاءٌ، فَأَخَذَ مِنْهُ كَفًّا فَتَمَضْمَضَ، ثُمَّ اسْتَنْشَقَ وَمَسَحَ وَجْهَهُ وَذِرَاعَيْهِ، وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ، وَمَسَحَ بِرِجْلَيْهِ، ثُمَّ قَامَ فَشَرِبَ فَضْلَ إِنَائِهِ، ثُمَّ قَالَ: إِنِّي حُدِّثْتُ أَنَّ رِجَالاً يَكْرَهُونَ أَنْ يَشْرَبَ أَحَدُهُمْ وَهُوَ قَائِمٌ، وَإِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَعَلَ ذَلِكَ، وَهَذَا وُضُوءُ مَنْ لَمْ يُحْدِثْ.(1/209)
369- حَدَّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثنا شَرِيكٌ، عَنْ عَبْدِ المَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّهُ وَصَفَ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَقَالَ: كَانَ عَظِيمَ الهَامَةِ، أَبْيَضَ مُشْرَبًا حُمْرَةً، عَظِيمَ اللِّحْيَةِ، ضَخْمَ الكَرَادِيسِ، شَثْنَ الكَفَّيْنِ وَالقَدَمَيْنِ، لَمْ أَرَ قَبْلَهُ مِثْلَهُ وَلاَ بَعْدَهُ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ تَسْلِيمًا.(1/210)
370- حَدَّثنا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى الوَاسِطِيُّ، حَدَّثنا عَبَّادُ بْنُ العَوَّامِ، أَخبَرنا الحَجَّاجُ، عَنْ سَالِمٍ المَكِّيِّ، عَنِ ابْنِ الحَنَفِيَّةِ، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ صِفَةِ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَقَالَ: كَانَ لاَ قَصِيرًا وَلاَ طَوِيلاً، حَسَنَ الشَّعْرِ رَجِلَهُ، مُشْرَبًا فِي وَجْهِهِ حُمْرَةٌ، ضَخْمَ الكَرَادِيسِ، شَثْنَ الكَفَّيْنِ وَالقَدَمَيْنِ، عَظِيمَ الرَّأْسِ، طَوِيلَ المَسْرُبَةِ، لَمْ أَرَ قَبْلَهُ وَلاَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، إِذَا مَشَى كَانَ كَأَنَّمَا يَنْحَطُّ مِنْ صَبَبٍ.(1/210)
370م- حَدَّثنا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ النَّرْسِيُّ، حَدَّثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ الأَعْلَى، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ (1).
_حاشية__________
(1) هذا الحديث سقط من هذا الموضع، من طبعة دار المأمون، واستدركه محققه في 1/1، وهو ثابتٌ في رواية دار القبلة (366).(1/211)
371- حَدَّثنا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى، حَدَّثنا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ حَنَشٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ إِلَى قَوْمٍ ذَوِي أَسْنَانٍ وَأَنَا حَدِيثُ السِّنِّ، فَقَالَ: إِذَا جَاءَكَ الخَصْمَانِ فَلاَ تَسْمَعْ مِنْ أَحَدِهِمَا حَتَّى تَسْمَعَ مِنَ الآخَرِ، فَإِنَّهُ سَيُبِيرُ لَكَ القَضَاءَ، قَالَ: فَتَعَلَّمْتُ فَمَا زِلْتُ قَاضِيًا.(1/211)
372- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ القَوَارِيرِيُّ، حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثنا شُعْبَةُ، وَسُفيَانُ، وَإِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ كَانَ يُوقِظُ أَهْلَهُ فِي العَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ.(1/211)
373- حَدَّثنا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفيَانَ، وَإِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ كَانَ يُوقِظُ أَهْلَهُ فِي العَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ.(1/211)
374- حَدَّثنا أَبُو مُوسَى مُحَمَّدُ بْنُ المُثَنَّى، حَدَّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثنا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ بْنِ مَرْيَمَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يُوقِظُ أَهْلَهُ فِي العَشْرِ الأَوَاخِرِ وَيَرْفَعُ السُّتُورَ.(1/212)
375- حَدَّثنا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثنا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فِي جِنَازَةٍ، فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَى بَقِيعِ الغَرْقَدِ قَعَدَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ وَقَعَدْنَا مَعَهُ، فَأَخَذَ عُودًا فَنَكَتَ بِهِ الأَرْضَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ مَا مِنْ نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ إِلاَّ عَلِمَ اللهُ مَكَانَهَا مِنَ الجَنَّةِ وَمَكَانَهَا مِنَ النَّارِ، وَشَقِيَّةً أَوْ سَعِيدَةً، قَالَ: فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ القَوْمِ قَالَ: أَفَلاَ نَدَعُ العَمَلَ، وَنُقْبِلُ عَلَى كِتَابِنَا، فَمَنْ كَانَ مِنَّا مِنْ أَهْلِ السَّعَادَةِ يُسِّرَ لِعَمَلِهَا، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الشِّقْوَةِ صَارَ إِلَى الشِّقْوَةِ؟ قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: بَلِ اعْمَلُوا، فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ، فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ السَّعَادَةِ يُسِّرَ لِعَمَلِهَا، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الشِّقْوَةِ يُسِّرَ لِعَمَلِهَا.(1/212)
376- حَدَّثنا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثنا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ بَنِي أَسَدٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: أَرْبَعٌ لَنْ يَجِدَ رَجُلٌ طَعْمَ الإِيمَانِ حَتَّى يُؤْمِنَ بِهِنَّ: أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ بَعَثَنِي بِالحَقِّ، وَأَنَّهُ مَيِّتٌ وَمَبْعُوثٌ مِنْ بَعْدِ المَوْتِ، وَيُؤْمِنَ بِالقَدَرِ كُلِّهِ ْ
377- قَالَ: وَحَدَّثنا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفيَانَ، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، قَالَ: لاَ طَاعَةَ لأَحَدٍ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ.(1/212)
378- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ القَوَارِيرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ، وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، قَالُوا: حَدَّثنا وَكِيعٌ، حَدَّثنا الأَعْمَشُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ سَرِيَّةً، وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ، وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَسْمَعُوا وَيُطِيعُوا، فَأَغْضَبُوهُ فِي شَيْءٍ، فَقَالَ: اجْمَعُوا لِي حَطَبًا، ثُمَّ قَالَ: أَوْقِدُوا، فَأَوْقَدُوا، ثُمَّ قَالَ: أَلَمْ يَأْمُرْكُمْ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَنْ تَسْمَعُوا وَتُطِيعُوا؟ قَالَ: فَادْخُلُوهَا، فَنَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ، وَقَالُوا: إِنَّمَا فَرَرْنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ مِنَ النَّارِ، فَكَانُوا كَذَلِكَ، فَسَكَنَ غَضَبُهُ وَطُفِئَتِ النَّارُ، فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ ذَكَرُوا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، فَقَالَ: لَوْ دَخَلُوهَا مَا خَرَجُوا مِنْهَا أَبَدًا، إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي المَعْرُوفِ(1/213)
379- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثنا الأَعْمَشُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَالَكَ تَتَوَّقُ فِي قُرَيْشٍ وَتَدَعُنَا؟ قَالَ: هَلْ عِنْدَكُمْ شَيْءٌ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، ابْنَةُ حَمْزَةَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: إِنَّهَا لاَ تَحِلُّ لِي، إِنَّمَا هِيَ ابْنَةُ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ.(1/214)
380- حَدَّثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الطَّالقَانِيُّ، حَدَّثنا جَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا لَكَ تَتَوَّقُ فِي نِسَاءِ قُرَيْشٍ وَتَدَعُنَا؟ فَقَالَ: هَلْ عِنْدَكَ شَيْءٌ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، ابْنَةُ حَمْزَةَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: إِنَّمَا هِيَ ابْنَةُ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ.(1/214)
381- حَدَّثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفيَانَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المُسَيَّبِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى أَجْمَلِ فَتَاةٍ فِي قُرَيْشٍ؟ قَالَ: وَأَيْنَ هِيَ؟ قُلْتُ: ابْنَةُ حَمْزَةَ، قَالَ: وَمَا عَلِمْتَ أَنَّهَا ابْنَةُ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ؟ وَإِنَّ اللهَ حَرَّمَ مِنَ الرَّضَاعَةِ مَا حَرَّمَ مِنَ النَّسَبِ؟(1/214)
382- حَدَّثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الطَّالقَانِيُّ، حَدَّثنا وَكِيعٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ الحَنَفِيِّ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ عَلَى المِنْبَرِ، وَسَأَلَهُ ابْنُ الكَوَّاءِ، عَنِ ابْنَةِ الأَخِ مِنَ الرَّضَاعَةِ، فَقَالَ عَلِيٌّ: ذَكَرْتُ لِرَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ ابْنَةَ حَمْزَةَ، فَقَالَ: وَمَا عَلِمْتَ أَنَّهَا ابْنَةُ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ؟.(1/215)
383- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ القَوَارِيرِيُّ، حَدَّثنا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ المَلِكِ، حَدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ أَبِي عَوْنٍ، سَمِعْتُ أَبَا صَالِحٍ، يَقُولُ: خَرَجَ عَلِيٌّ، فَقَالَ: سَلُونِي، فَسَأَلَهُ ابْنُ الكَوَّاءِ عَنْ بِنْتِ الأَخِ مِنَ الرَّضَاعَةِ، فَقَالَ عَلِيٌّ: ذَكَرْتُ ابْنَةَ حَمْزَةَ لِرَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، فَقَالَ: هِيَ ابْنَةُ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ.(1/215)
384- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثنا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، حَدَّثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي حَسَّانَ الأَعْرَجِ، عَنْ عُبَيْدَةَ السَّلْمَانِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ حَبَسَهُ المُشْرِكُونَ يَوْمَ الأَحْزَابِ عَنْ صَلاَةِ العَصْرِ حَتَّى كَادَتِ الشَّمْسُ أَنْ تَغْرُبَ، فَقَالَ: اللهُمَّ امْلأْ قُبُورَهُمْ وَبُيُوتَهُمْ نَارًا كَمَا شَغَلُونَا عَنْ صَلاَةِ الوُسْطَى، حَتَّى كَادَتِ الشَّمْسُ أَنْ تَغْرُبَ.(1/215)
385- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ القَوَارِيرِيُّ، حَدَّثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثنا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ عُبَيْدَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، قَالَ يَوْمَ الخَنْدَقِ: شَغَلُونَا عَنْ صَلاَةِ الوُسْطَى، حَتَّى غَابَتِ الشَّمْسُ، مَلأَ اللهُ بُيُوتَهُمْ وَقُبُورَهُمْ نَارًا(1/215)
386- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ مَيْسَرَةَ القَوَارِيرِيُّ، حَدَّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثنا عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَوْمَ الخَنْدَقِ: مَلأَ اللهُ بُيُوتَهُمْ وَقُبُورَهُمْ نَارًا كَمَا شَغَلُونَا عَنْ صَلاَةِ الوُسْطَى، قَالَ حَمَّادٌ: لاَ أَدْرِي عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، أَوْ عَنْ عَلِيٍّ؟ وَهِيَ العَصْرُ.(1/216)
387- حَدَّثنا أَبُو الرَّبِيعِ، حَدَّثنا حَمَّادٌ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: مَلأَ اللهُ قُبُورَهُمْ وَقُلُوبَهُمْ نَارًا، كَمَا شَغَلُونَا عَنْ صَلاَةِ الوُسْطَى، قَالَ: وَهِيَ العَصْرُ.(1/216)
388- حَدَّثنا القَوَارِيرِيُّ، حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثنا شُعْبَةُ، عَنِ الحَكَمِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الجَزَّارِ، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ كَانَ قَاعِدًا يَوْمَ الأَحْزَابِ عَلَى فُرْضَةٍ مِنْ فُرَضِ الخَنْدَقِ، فَقَالَ: شَغَلُونَا عَنْ صَلاَةِ الوُسْطَى حَتَّى غَابَتِ الشَّمْسُ، مَلأَ اللهُ بُيُوتَهُمْ وَقُبُورَهُمْ، أَوْ مَلأَ اللهُ بُطُونَهُمْ وَقُبُورَهُمْ نَارًا(1/216)
389- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفيَانَ، عَنِ الأَعْمَشِ، وَمَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ شُتَيْرِ بْنِ شَكَلٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: شَغَلَنَا المُشْرِكُونَ يَوْمَ الأَحْزَابِ عَنْ صَلاَةِ الوُسْطَى، صَلاَةُ الوُسْطَى: صَلاَةُ العَصْرِ، مَلأَ اللهُ قُبُورَهُمْ وَبُيُوتَهُمْ وَأَجْوَافَهُمْ نَارًا.(1/216)
390- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفيَانَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، قَالَ: أَمَرْنَا عُبَيْدَةَ أَنْ يَسْأَلَ عَلِيًّا، عَنْ صَلاَةِ الوُسْطَى، فَسَأَلَهُ فَقَالَ: كُنْتُ أَحْسَبُ أَنَّهَا صَلاَةُ الفَجْرِ، حَتَّى سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَوْمَ الأَحْزَابِ، يَقُولُ: شَغَلُونَا عَنْ صَلاَةِ الوُسْطَى، صَلاَةِ العَصْرِ، مَلأَ اللهُ قُبُورَهُمْ وَأَجْوَافَهُمْ نَارًا.(1/217)
391- حَدَّثنا القَوَارِيرِيُّ، حَدَّثنا يُوسُفُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ صُبَيْحٍ، عَنْ شُتَيْرِ بْنِ شَكَلٍ، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّ المُشْرِكِينَ شَغَلُوا النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ عَنْ صَلاَةِ العَصْرِ حَتَّى صَلاَّهَا بَعْدَ العِشَاءَيْنِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: مَلأَ اللهُ بُيُوتَهُمْ وَقُبُورَهُمْ نَارًا، كَمَا شَغَلُونَا عَنْ صَلاَةِ الوُسْطَى.(1/217)
392- حَدَّثنا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثنا الأَعْمَشُ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ صُبَيْحٍ، عَنْ شُتَيْرِ بْنِ شَكَلٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَوْمَ الأَحْزَابِ: شَغَلُونَا عَنْ صَلاَةِ الوُسْطَى، صَلاَةِ العَصْرِ، مَلأَ اللهُ قُبُورَهُمْ وَبُيُوتَهُمْ وَأَجْوَافَهُمْ نَارًا، ثُمَّ صَلاَّهَا بَيْنَ العِشَاءَيْنِ، بَيْنَ المَغْرِبِ وَالعِشَاءِ.(1/217)
393- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثنا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ عُبَيْدَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَوْمَ الخَنْدَقِ: مَلأَ اللهُ قُبُورَهُمْ وَبُطُونَهُمْ نَارًا، كَمَا شَغَلُونَا عَنْ صَلاَةِ الوُسْطَى، صَلاَةِ العَصْرِ، حَتَّى غَابَتِ الشَّمْس.(1/218)
394- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ الجُشَمِيُّ، وَأَبُو خَيْثَمَةَ، قَالاَ: حَدَّثنا سُفيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ الحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، كَاتِبِ عَلِيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا، يَقُولُ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَنَا وَالزُّبَيْرَ وَالمِقْدَادَ، فَقَالَ: انْطَلِقُوا حَتَّى تَأْتُوا رَوْضَةَ خَاخٍ، فَإِنَّ بِهَا ظَعِينَةٌ، وَمَعَهَا كِتَابٌ تَجِدُونَهُ مَعَهَا، فَانْطَلَقْنَا نَتَعَادَى، حَتَّى أَتَيْنَا الرَّوْضَةَ، فَإِذَا نَحْنُ بِالظَّعِينَةِ، فَقُلْنَا: أَخْرِجِي الكِتَابَ، فَقَالَتْ: مَا مَعِي كِتَابٌ فَقُلْنَا: لَتُخْرِجِنَّ الكِتَابَ أَوْ لَنُفَتِّشَنَّ الثِّيَابَ، فَأَخْرَجَتْهُ مِنْ عِقَاصِهَا، فَأَتَيْنَا النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، فَإِذَا فِيهِ مِنْ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ، يُخْبِرُهُمْ بِبَعْضِ أَمْرِ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، فَدَعَا رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ حَاطِبًا، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالَ: لاَ تَعْجَلْ عَلَيَّ، إِنَّمَا كُنْتُ مُلْصَقًا فِي قُرَيْشٍ، وَلَمْ أَكُنْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ، وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِكَ إِلاَّ لَهُ بِمَكَّةَ مَنْ يَحْمِيهِ، وَيَخْلُفُهُ فِي أَهْلِهِ غَيْرِي، فَأَرَدْتُ أَنْ أَتَّخِذَ عِنْدَهُمْ يَدًا، وَمَا فَعَلْتُهُ كُفْرًا وَلاَ ارْتِدَادًا عَنْ دِينِي، وَلاَ رِضًا بِالكُفْرِ بَعْدَ الإِسْلاَمِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: صَدَقَكُمْ، فَقَالَ عُمَرُ: دَعْنِي يَا رَسُولَ اللهِ أَضْرِبُ عُنُقَ هَذَا المُنَافِقِ، فَقَالَ لَهُ: إِنَّهُ شَهِدَ بَدْرًا، وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ اللهَ اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ، فَقَالَ: اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرْتُ.
395- حَدَثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الطَّالقَانِيُّ، حَدَّثنا سُفيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، أَخْبَرَنِي الحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَنَّ عُبَيْدَ اللهِ، كَاتِبَ عَلِيٍّ، أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ عَلِيًّا، يَقُولُ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ أَنَا وَالزُّبَيْرَ وَالمِقْدَادَ قَالَ سُفيَانُ: هَؤُلاَءِ فُرْسَانُ المُؤْمِنِينَ فَقَالَ: انْطَلِقُوا حَتَّى تَأْتُوا رَوْضَةَ خَاخٍ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ.(1/218)
396- حَدَّثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الطَّالقَانِيُّ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا، وَهُوَ يَقُولُ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَنَا وَالزُّبَيْرَ وَأَبَا مَرْثَدٍ السُّلَمِيَّ، وَكُلُّنَا فَارِسٌ، فَقَالَ: انْطَلِقُوا حَتَّى تَبْلُغُوا رَوْضَةَ خَاخٍ، فَإِنَّ بِهَا امْرَأَةً مَعَهَا صَحِيفَةٌ مِنْ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ إِلَى المُشْرِكِينَ، فَأْتُونِي بِهَا، فَأَدْرَكْنَاهَا وَهِيَ تَسْتَنِدُ عَلَى بَعِيرٍ لَهَا حَيْثُ قَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، فَقُلْتُ: أَيْنَ الكِتَابُ الَّذِي مَعَكِ، فَقَالَتْ: مَا مَعِي كِتَابٌ، فَأَنَخْنَا بَعِيرَهَا، فَفَتَّشْنَا رَحْلَهَا، فَقَالَ صَاحِبَيَّ: مَا نَرَى مَعَهَا شَيْئًا، فَقُلْتُ: لَقَدْ عَلِمْنَا مَا كَذَبَنَا رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، وَالَّذِي نَحْلِفُ بِهِ لَتُخْرِجِنَّهُ أَوْ لأَجْزُرَنَّكِ، يَعْنِي السَّيْفَ، فَلَمَّا رَأَتِ الجِدَّ، أَهْوَتْ إِلَى حُجْزَتِهَا، وَعَلَيْهَا إِزَارٌ مِنْ صُوفٍ، فَأَخْرَجَتِ الكِتَابَ، فَأَتَيْنَا بِهِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: يَا حَاطِبُ، مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا بِي إِلاَّ أَنْ أَكُونَ مُؤْمِنًا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَلَكِنِّي أَرَدْتُ أَنْ يَكُونَ لِي عِنْدَ القَوْمِ يَدٌ يَدْفَعُ اللهُ بِهَا عَنْ أَهْلِي وَمَالِي، وَلَمْ يَكُنْ لأَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِكَ إِلاَّ وَمِنْ قَوْمِهِ هُنَاكَ مَنْ يَدْفَعُ اللهُ بِهَا عَنْ أَهْلِهِ وَمَالِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: صَدَقَ، فَلاَ تَقُولُوا لَهُ إِلاَّ خَيْرًا، فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُ قَدْ خَانَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالمُؤْمِنِينَ، فَدَعْنِي حَتَّى أَضْرِبَ عُنُقَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: أَوَلَيْسَ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ؟ وَمَا يُدْرِيكَ يَا عُمَرُ، لَعَلَّ اللهَ اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ: اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ وَجَبَتْ لَكُمُ الجَنَّةَ(1/219)
397- حَدَّثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ المَوْلَوِيُّ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي البَخْتَرِيِّ، عَنِ الحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: لَمَّا أَرَادَ رَسُولُ اللهِ مَكَّةَ، أَرْسَلَ إِلَى أُنَاسٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، أَنَّهُ يُرِيدُ مَكَّةَ فِيهِمْ حَاطِبُ بْنُ أَبِي بَلْتَعَةَ، وَفَشَا فِي النَّاسِ أَنَّهُ يُرِيدُ حُنَيْنًا، قَالَ: فَكَتَبَ حَاطِبٌ إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يُرِيدُكُمْ، قَالَ: فَأُخْبِرَ بِهِ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، قَالَ: فَبَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَنَا وَأَبَا مَرْثَدٍ، وَلَيْسَ مَعَنَا رَجُلٌ إِلاَّ وَمَعَهُ فَرَسٌ، فَقَالَ: ائْتُوا رَوْضَةَ خَاخٍ، فَإِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ بِهَا امْرَأَةً مَعَهَا كِتَابٌ، فَخُذُوهُ مِنْهَا، قَالَ: فَانْطَلَقْنَا حَتَّى رَأَيْنَاهَا فِي المَكَانِ الَّذِي ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، فَقُلْنَا لَهَا: هَاتِ الكِتَابَ، فَقَالَتْ: مَا مَعِي كِتَابٌ، قَالَ: فَوَضَعْنَا مَتَاعَهَا، فَفَتَّشْنَاهَا، فَلَمْ نَجِدْهُ فِي مَتَاعِهَا، فَقَالَ أَبُومَرْثَدٍ: فَلَعَلَّ أَنْ لاَ يَكُونَ مَعَهَا كِتَابٌ، فَقُلْنَا: مَا كُذِبَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، وَلاَ كَذَبَنَا، فَقُلْنَا لَهَا: لَتُخْرِجِنَّهُ أَوْ لَنُعَرِّيَنَّكِ، فَقَالَتْ: أَمَا تَتَّقُونَ اللهَ؟ أَمَا أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ؟ فَقُلْنَا: لَتُخْرِجِنَّهُ أَوْ لَنُعَرِّيَنَّكِ، قَالَ عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ: فَأَخْرَجَتْهُ مِنْ حُجْزَتِهَا،(1/220)
فَقَالَ حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ: وَأَخْرَجَتْهُ مِنْ قُبُلِهَا، فَأَتَيْنَا النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، فَإِذَا الكِتَابُ مِنْ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ، فَقَامَ عُمَرُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، خَانَ اللهَ، خَانَ رَسُولَهُ، ائْذَنْ لِي فَأَضْرِبَ عُنُقَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: أَلَيْسَ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا؟ قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ عُمَرُ: بَلَى، وَلَكِنَّهُ قَدْ نَكَثَ وَظَاهَرَ أَعْدَاءَكَ عَلَيْكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: فَلَعَلَّ اللهَ قَدِ اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ، فَقَالَ: اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ، فَفَاضَتْ عَيْنَا عُمَرَ، فَقَالَ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، وَأَرْسَلَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ إِلَى حَاطِبٍ، فَقَالَ: مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، كُنْتُ امْرَءًا مُلْصَقًا فِي قُرَيْشٍ، فَكَانَ بِهَا أَهْلِي وَمَالِي، وَلَمْ يَكُنْ مِنْ أَصْحَابِكَ أَحَدٌ إِلاَّ وَلَهُ بِمَكَّةَ مَنْ يَمْنَعُ أَهْلَهُ وَمَالَهُ، فَكَتَبْتُ إِلَيْهِمْ بِذَلِكَ، وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي لِمُؤْمِنٌ بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: صَدَقَ حَاطِبٌ، فَلاَ تَقُولُوا لِحَاطِبٍ إِلاَّ خَيْرًا قَالَ حَبِيبٌ: فَأَنْزَلَ اللهُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالمَوَدَّةِ}.(1/221)
398- حَدَّثنا زُهَيْرٌ أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو، أَخْبَرَهُ الحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَنَّ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ أَبِي رَافِعٍ، أَخْبَرَهُ أَنَّ عَلِيًّا، قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ وَالمِقْدَادَ وَالزُّبَيْرَ إِلَى رَوْضَةِ خَاخٍ، فَقَالَ: إِنَّ بِهَا امْرَأَةً وَمَعَهَا كِتَابٌ، قَالَ: فَخَرَجْنَا تَتَعَادَى بِنَا خَيْلُنَا، فَأَقْبَلْنَا فَإِذَا نَحْنُ بِالمَرْأَةِ، فَقُلْنَا: لَتُخْرِجِنَّ الكِتَابَ أَوْ لَنُفَتِّشَنَّ الثِّيَابَ، قَالَ: فَأَخْرَجَتْ مِنْ عِقَاصِ شَعْرِهَا كِتَابًا، فَإِذَا فِيهِ مِنْ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ، يُخْبِرُهُمْ بِبَعْضِ أَمْرِ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: مَا هَذَا يَا حَاطِبُ؟ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا كَتَبْتُهُ ارْتِدَادًا عَنْ دِينِي، وَاعْتَذَرَ بِشَيْءٍ مَعْنَاهُ أَنَّهُ كَانَ بِهَا غَرِيبًا أَوْ نَحْوَ هَذَا، فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ، دَعْنِي أَضْرِبُ عُنُقَ هَذَا المُنَافِقِ، قَالَ: وَمَا يُدْرِيكَ يَا عُمَرُ؟ لَعَلَّ اللهَ قَدِ اطَّلَعَ إِلَى أَهْلِ بَدْرٍ، فَقَالَ: اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ(1/222)
399- حَدَّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثنا شَرِيكٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنِ المِنْهَالِ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَوْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّادٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: صَعِدَ المِنْبَرَ يَوْمَ الجُمُعَةِ فَخَطَبَ، ثُمَّ قَامَ إِلَيْهِ الأَشْعَثُ، فَقَالَ: غَلَبَتْنَا عَلَيْكَ هَذِهِ الحُمَيْرَاءُ، فَقَالَ: مَنْ يَعْذِرُنِي مِنْ هَؤُلاَءِ الضَّيَاطِرَةِ، يَتَخَلَّفُ أَحَدُهُمْ يَتَقَلَّبُ عَلَى حَشَايَاهُ، وَهَؤُلاَءِ يُهَجِّرَونَ إِلَى ذِكْرِ اللهِ، إِنْ طَرَدَتُهُمْ إِنِّي إِذًا لِمَنَ الظَّالِمِينَ، أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ سَمِعْتُهُ، يَقُولُ: لَيَضْرِبَنَّكُمْ عَلَى الدِّينِ عَوْدًا، كَمَا ضَرَبْتُمُوهُمْ عَلَيْهِ بَدْءًا.(1/222)
400- حَدَّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ الأَشْجَعِيُّ، عَنْ سُفيَانَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ المُغِيرَةِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الجَعْدِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَلْقَمَةَ الأَنْمَارِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ} الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: مَا تَرَى دِينَارٌ؟ قَالَ: قُلْتُ: لاَ يُطِيقُونَهُ، قَالَ: فَكَمْ، قُلْتُ: شَعِيرَةً، قَالَ: إِنَّكَ لَزَهِيدٌ، قَالَ: فَنَزَلَتْ {أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ} قَالَ: فَبِهِ خَفَّفَ اللهُ عَنْ هَذِهِ الأُمَّةِ(1/223)
401- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي البَخْتَرِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ إِلَى اليَمَنِ، وَأَنَا حَدِيثُ السِّنِّ، لَيْسَ لِي عِلْمٌ بِال قَضَاءِ، قَالَ: فَضَرَبَ صَدْرِي، وَقَالَ: إِنَّ اللهَ سَيَهْدِي قَلْبَكَ وَيُثَبِّتُ لِسَانَكَ، قَالَ: فَمَا شَكَكْتُ فِي قَضَاءٍ بَيْنَ اثْنَيْنِ بَعْدَهُ.(1/223)
402- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ مُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ الحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: لَعَنَ مُحَمَّدٌ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ آكِلَ الرِّبَا، وَمُوكِلَهُ، وَشَاهِدَيْهِ، وَكَاتِبَهُ، وَالوَاشِمَةَ وَالمُسْتَوْشِمَةَ، وَالحَالَّ وَالمُحَلَّلَ لَهُ، وَمَانِعَ الصَّدَقَةِ، وَنَهَى عَنِ النَّوْحِ وَلَمْ يَقُلْ: لَعَنَ.(1/224)
403- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هَانِئِ بْنِ هَانِئٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: جَاءَ عَمَّارٌ يَسْتَأْذِنُ عَلَى النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، فَقَالَ: ائْذَنُوا لَهُ، مَرْحَبًا بِالطَّيِّبِ المُطَيَّبِ.(1/224)
404- حَدَّثنا المُقَدَّمِيُّ وَالحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ، قَالاَ: حَدَّثنا عَثَّامُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثنا الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هَانِئِ بْنِ هَانِئٍ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عَلِيٍّ جُلُوسًا، فَدَخَلَ عَمَّارٌ، فَقَالَ: مَرْحَبًا بِالطَّيِّبِ المُطَيَّبِ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، يَقُولُ: عَمَّارٌ مُلِئَ إِيمَانًا إِلَى مُشَاشَتِهِ(1/224)
405- حَدَّثنا أَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ العَلاَءِ الهَمْدَانِيُّ، حَدَّثنا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هَانِئِ بْنِ هَانِئٍ، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، قَضَى بِابْنَةِ حَمْزَةَ لِخَالَتِهَا، وَقَالَ: الخَالَةُ بِمَنْزِلَةِ الأُمِّ وَكَانَ اخْتَصَمَ فِيهَا عَلِيٌّ وَجَعْفَرٌ وَزَيْدٌ.(1/225)
406- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثنا غُنْدَرٌ، حَدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَمَةَ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، أَنَا وَرَجُلاَنِ: رَجُلٌ مِنْ قَوْمِي، وَرَجُلٌ مِنْ بَنِي أَسَدٍ، أَحْسَبُهُ فَبَعَثَنَا وَجْهًا، فَقَالَ: إِنَّكُمَا عِلْجَانِ، فَعَالِجَا عَنْ دِينِكُمَا، ثُمَّ دَخَلَ المَخْرَجَ، فَقَضَى حَاجَتَهُ، ثُمَّ خَرَجَ فَأَخَذَ حَفْنَةً مِنْ مَاءٍ، فَتَمَسَّحَ بِهَا، ثُمَّ جَعَلَ يَقْرَأُ القُرْآنَ، قَالَ: فَكَأَنَّهُ رَآنَا أَنْكَرْنَا ذَلِكَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقْضِي حَاجَتَهُ، ثُمَّ يَخْرُجُ فَيَقْرَأُ القُرْآنَ، وَيَأْكُلُ مَعَنَا اللَّحْمَ، وَلَمْ يَكُنْ يَحْجُبُهُ عَنْ قِرَاءَةِ القُرْآنِ شَيْءٌ، لَيْسَ الجَنَابَةُ.
407- حَدَّثنا عَلِيُّ بْنُ الجَعْدِ، حَدَّثنا شُعْبَةُ، بِنَحْوِهِ، حَفِظْتُهُ وَلَمْ أَجِدْهُ بَعْدُ(1/225)
408- حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ سَلَمَةَ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَلِيٍّ، أَنَا وَرَجُلاَنِ: رَجُلٌ مِنَّا، وَرَجُلٌ مِنْ بَنِي أَسَدٍ، أَحْسَبُ فَبَعَثَهُمَا وَجْهًا، فَقَالَ: إِنَّكُمَا عِلْجَانِ فَعَالِجَا عَنْ دِينِكُمَا، ثُمَّ دَخَلَ المَخْرَجَ، ثُمَّ خَرَجَ، فَأَخَذَ حَفْنَةً مِنْ مَاءٍ فَتَمَسَّحَ بِهَا، ثُمَّ جَاءَ يَقْرَأُ القُرْآنَ، فَرَأَى أَنَّا أَنْكَرْنَا ذَلِكَ، فَقَالَ عَلِيٌّ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَأْتِي الخَلاَءَ فَيَقْضِي الحَاجَةَ، ثُمَّ يَخْرُجُ فَيَأْكُلُ مَعَنَا الخُبْزَ وَاللَّحْمَ لاَ يَحْجُبُهُ، وَرُبَّمَا قَالَ: لاَ يَحْجُزُهُ، عَنِ القُرْآنِ شَيْءٌ لَيْسَ الجَنَابَةُ أَوِ الجِنَازَةُ.(1/226)
409- حَدَّثنا بُنْدَارٌ مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثنا مُحَمَّدٌ، حَدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: كُنْتُ شَاكِيًا، فَمَرَّ بِي رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ وَأَنَا أَقُولُ: اللهُمَّ إِنْ كَانَ أَجْلِي قَدْ حَضَرَ، فَأَرِحْنِي، وَإِنْ كَانَ مُتَأَخِّرًا فَارْفَعْنِي، وَإِنْ كَانَ بَلاَءً، فَصَبِّرْنِي، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: كَيْفَ قُلْتَ؟ فَأَعَادَ عَلَيْهِ، فَضَرَبَهُ بِرِجْلِهِ، وَقَالَ: اللهُمَّ عَافِهِ، اللهُمَّ اشْفِهِ، قَالَ: فَمَا اشْتَكَيْتُ وَجَعِي بَعْدَ ذَلِكَ.
410- حَدَّثنا القَوَارِيرِيُّ، حَدَّثنا غُنْدَرٌ، حَدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كُنْتُ شَاكِيًا فَمَرَّ بِي رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ وَأَنَا أَقُولُ: بِنَحْوِهِ.(1/226)
411- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثنا سُفيَانُ، وَشُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلاَلِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ وَهْبِ بْنِ الأَجْدَعِ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، قَالَ: لاَ تُصَلُّوا بَعْدَ العَصْرِ إِلاَّ أَنْ تُصَلُّوا وَالشَّمْسُ مُرْتَفِعَةٌ.(1/226)
412- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: لَمَّا حَضَرَ البَأْسُ يَوْمَ بَدْرٍ، اتَّقَيْنَا بِرَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، فَكَانَ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ، مَا كَانَ أَحَدٌ قَالَ: وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ أَقْرَبُ إِلَى المُشْرِكِينَ مِنْهُ.(1/227)
413- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثنا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حُنَيْنٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: نَهَانِي رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، أَنْ أَقْرَأَ وَأَنَا رَاكِعٌ، وَعَنْ لُبْسِ القَسِّيِّ، وَخَاتَمِ الذَّهَبِ.(1/227)
414- حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ حُنَيْنٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، فِي رَحَبَةِ الكُوفَةِ، يَقُولُ: نَهَانِي رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، وَلاَ أَقُولُ نَهَاكُمْ، عَنْ لَبُوسِ القَسِّيِّ وَالمُعَصْفَرِ، وَعَنْ تَخَتُّمِ الذَّهَبِ، وَعَنْ قِرَاءَةِ القُرْآنِ وَأَنَا رَاكِعٌ.(1/227)
415- حَدَّثنا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، حَدَّثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخبَرنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ حُنَيْنٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: نَهَانِي رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ عَنِ التَّخَتُّمِ بِالذَّهَبِ، وَعَنْ لِبَاسِ القَسِّيِّ، وَعَنِ القِرَاءَةِ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ، وَلَبَاسِ المُعَصْفَرِ.(1/227)
416- حَدَّثنا مَسْرُوقُ بْنُ المَرْزُبَانِ، حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي النُّعْمَانُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عَلِيٍّ، فَسَأَلَهُ رَجُلٌ: أَقْرَأُ فِي الرُّكُوعِ أَوْ فِي السُّجُودِ؟ فَقَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَقْرَأَ فِي الرُّكُوعِ، أَوْ فِي السُّجُودِ، فَإِذَا رَكَعْتُمْ فَعَظِّمُوا اللهَ، وَإِذَا سَجَدْتُمْ فَاجْتَهِدُوا فِي الدُّعَاءِ، فَإِنَّهُ قَمِنٌ أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ.
417- حَدَّثنا مَسْرُوقٌ، حَدَّثنا ابْنُ زَكَرِيَّا، عَنْ سُفيَانَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ سُحَيْمٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَعْبَدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، بِنَحْوِهِ.(1/228)
418- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثنا بِشْرُ بْنُ المُفَضَّلِ، حَدَّثنا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: يَا عَلِيُّ، قُلِ: اللهُمَّ اهْدِنِي، وَسَدِّدْنِي، وَاذْكُرْ بِالهُدَى هِدَايَتَكَ الطَّرِيقَ، وَاذْكُرْ بِالسَّدَادِ تَسْدِيدَكَ السَّهْمَ، قَالَ: وَنَهَانِي أَنْ أَضَعَ الخَاتَمَ فِي السَّبَّابَةِ وَالوُسْطَى، وَنَهَانِي عَنِ القِسِّيَّةِ وَالمِيثَرَةِ، قَالَ أَبُو بُرْدَةَ: فَقُلْنَا لِعَلِيٍّ: مَا القِسِّيَّةُ؟ قَالَ: ثِيَابُ الشَّامِ وَمِصْرَ، مُضَلَّعَةٌ، فِيهَا أَمْثَالُ الأُتْرُجِّ، قَالَ: وَالمِيثَرَةُ: شَيْءٌ كَانَتْ تَصْنَعُهُ النِّسَاءُ لِبُعُولَتِهِنَّ أَمْثَالُ القَطَائِفِ.(1/228)
419- حَدَّثنا القَوَارِيرِيُّ، حَدَّثنا سُفيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَنْ أَجْعَلَ الخَاتَمَ فِي هَذِهِ، أَوْ فِي هَذِهِ يَعْنِي السَّبَّابَةَ وَالوُسْطَى.(1/229)
420- حَدَّثنا القَوَارِيرِيُّ، حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ عَجْلاَنَ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ حُنَيْنٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: نَهَانِي رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، عَنْ خَاتَمِ الذَّهَبِ، وَعَنِ القِرَاءَةِ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ، وَعَنْ لُبْسِ المُعَصْفَرِ.(1/229)
421- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثنا عَبْدُ الوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، أَنْ يَقْرَأَ الرَّجُلُ القُرْآنَ وَهُوَ رَاكِعٌ، وَقَالَ: إِذَا رَكَعْتُمْ فَعَظِّمُوا اللهَ، وَإِذَا سَجَدْتُمْ فَادْعُوا اللهَ، فَقَمِنٌ أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ.(1/229)
422- حَدَّثنا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى، حَدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَدَّادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا، يَقُولُ: مَا سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ جَمَعَ أَبَوَيْهِ لأَحَدٍ، إِلاَّ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ، فَإِنِّي سَمِعَتْهُ يَقُولُ يَوْمَ أُحُدٍ: ارْمِ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي(1/229)
423- حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلاَمٍ، حَدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الهَمْدَانِيِّ، عَنْ نَاجِيَةَ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: لَمَّا مَاتَ أَبُو طَالِبٍ، أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَقُلْتُ: إِنَّ عَمَّكَ الشَّيْخَ الضَّالَّ مَاتَ، فَقَالَ: اذْهَبْ فَوَارِهِ، وَلاَ تُحْدِثَنَّ شَيْئًا حَتَّى تَأْتِيَنِي، فَفَعَلْتُ الَّذِي أَمَرَنِي بِهِ، ثُمَّ أَتَيْتُهُ، فَقَالَ لِي: اغْتَسِلْ، وَعَلَّمَنِي دَعَوَاتٍ، هُنَّ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ.(1/229)
424- حَدَّثنا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى الوَاسِطِيُّ، حَدَّثنا الحَسَنُ بْنُ يَزِيدَ الأَصَمُّ، قَالَ: سَمِعْتُ السُّدِّيَّ، يَقُولُ: عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو طَالِبٍ، أَتَيْتُ النَّبِيَّ، فَقُلْتُ: إِنَّ عَمَّكَ الشَّيْخَ قَدْ مَاتَ، قَالَ: اذْهَبْ فَوَارِهِ، وَلاَ تُحْدِثْ شَيْئًا حَتَّى تَأْتِيَنِي، قَالَ: فَوَارَيْتُهُ، ثُمَّ أَتَيْتُهُ، فَقَالَ: اذْهَبْ فَاغْتَسِلْ، وَلاَ تُحْدِثْ شَيْئًا حَتَّى تَأْتِيَنِي، قَالَ: فَاغْتَسَلْتُ، ثُمَّ أَتَيْتُهُ، فَدَعَا لِي بِدَعَوَاتٍ مَا يَسُرُّنِي أَنَّ بِهَا حُمْرَ النَّعَمِ أَوْ سُودَهَا، قَالَ: وَكَانَ عَلِيٌّ إِذَا غَسَّلَ مَيِّتًا اغْتَسَلَ.(1/230)
425- حَدَّثنا القَوَارِيرِيُّ، حَدَّثنا عَبْدُ الوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: اللهُمَّ بَارِكْ لأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا(1/230)
426- حَدَّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: أَتَى عَلِيًّا، رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، أَخْبِرْنِي بِشَهْرٍ أَصُومُهُ بَعْدَ رَمَضَانَ، قَالَ: فَقَالَ: لَقَدْ سَأَلْتَنِي عَنْ شَيْءٍ، مَا سَمِعْتُ أَحَدًا سَأَلَ عَنْهُ بَعْدَ رَجُلٍ سَمِعْتُهُ يَسْأَلُ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، فَقَالَ لَهُ: إِنْ كُنْتَ صَائِمًا شَهْرًا بَعْدَ رَمَضَانَ، فَصُمِ المُحَرَّمَ ؛ فَإِنَّهُ شَهْرُ اللهِ، وَفِيهِ يَوْمٌ تَابَ اللهُ فِيهِ عَلَى قَوْمٍ، وَيُتَابُ فِيهِ عَلَى آخَرِينَ.(1/231)
427- حَدَّثنا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَخْبِرْنِي بِشَهْرٍ أَصُومُهُ بَعْدَ رَمَضَانَ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ: إِنْ كُنْتَ صَائِمًا شَهْرًا بَعْدَ رَمَضَانَ، فَصُمِ المُحَرَّمَ ؛ فَإِنَّهُ شَهْرُ اللهِ، وَفِيهِ يَوْمٌ تَابَ اللهُ فِيهِ عَلَى قَوْمٍ وَيُتَابُ فِيهِ عَلَى آخَرِينَ.(1/231)
428- حَدَّثنا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ أَبُو الحَارِثِ، حَدَّثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: إِنَّ فِي الجَنَّةِ غُرَفًا يُرَى بُطُونُهَا مِنْ ظُهُورِهَا، وَظُهُورُهَا مِنْ بُطُونِهَا، فَقَالَ أَعْرَابِيٌّ: فَلِمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: لِمَنْ قَالَ طَيِّبَ الكَلاَمِ، وَأَطْعَمَ الطَّعَامَ، وَأَفْشَى السَّلاَمَ، وَصَلَّى بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ
429- وَبِهِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ: إِنَّ فِي الجَنَّةِ سُوقًا مَا فِيهِ بَيْعٌ وَلاَ شِرَاءٌ إِلاَّ الصُّوَرُ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ، فَإِذَا اشْتَهَى الرَّجُلُ صُورَةً دَخَلَهَا، قَالَ: وَفِيهَا مَجْمَعٌ لِلْحُورِ العِينِ، قَالَ: يَرْفَعْنَ أَصْوَاتًا لَمْ تَسْمَعِ الخَلاَئِقُ بِمِثْلِهَا، قَالَ: يَقُلْنَ: نَحْنُ الخَالِدَاتُ فَلاَ نَبِيدُ، وَنَحْنُ النَّاعِمَاتُ فَلاَ نَبْأَسُ، وَنَحْنُ الرَّاضِيَاتُ فَلاَ نَسْخَطُ، طُوبَى لِمَنْ كَانَ لَنَا، وَكُنَّا لَهُ.(1/231)
430- حَدَّثنا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ النَّرْسِيُّ، حَدَّثنا حَمَّادُ بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ يَزِيدَ السَّعْدِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: لاَ صَفَرَ، وَلاَ هَامَةَ، وَلاَ يُعْدِي صَحِيحًا سَقِيمٌ قَالَ: فَقُلْتُ: أَنْتَ سَمِعْتَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ، سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ، وَأَبْصَرَتْهُ عَيْنَايَ.(1/232)
431- أَخبَرنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، قَالاَ: حَدَّثنا الوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ عُثْمَانُ الشَّيْبَانِيُّ، حَدَّثنا حَمْزَةُ الزَّيَّاتُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ ثَعْلَبَةَ، فِي حَدِيثِ عُثْمَانَ الحِمَّانِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: لاَ صَفَرَ، وَلاَ هَامَةَ، وَلاَ يُعْدِي صَحِيحًا سَقِيمٌ(1/232)
432- حَدَّثنا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثنا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثنا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، أَنَّ أَبَاهُ، وَلِيَ طَعَامَ عُثْمَانَ، قَالَ أَبِي: فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى الحَجَلِ حَوْلَ الجِفَانِ، فَجَاءَ رَجُلٌ، فَقَالَ لِعُثْمَانَ: إِنَّ عَلِيًّا يَكْرَهُ هَذَا، فَبَعَثَ إِلَى عَلِيٍّ، فَجَاءَ وَذِرَاعَاهُ مُتَلَطِّخَتَانِ مِنَ الخَبَطِ، فَقَالَ: إِنَّكَ لَكَثِيرُ الخِلاَفِ إِلَيْنَا، فَقَالَ عَلِيٌّ: أُذَكِّرُ اللهَ رَجُلاً شَهِدَ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أُهْدِيَ إِلَيْهِ عَجُزُ حِمَارِ وَحْشٍ، فَقَالَ: إِنَّا مُحْرِمُونَ، فَأَطْعِمُوهُ أَهْلَ الحِلِّ، فَقَامَ رِجَالٌ فَشَهِدُوا، فَقَالَ عَلِيٌّ: أُذَكِّرُ اللهَ رَجُلاً شَهِدَ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أُهْدِيَ خَمْسَ بَيْضَاتِ نَعَامٍ، فَقَالَ: إِنَّا مُحْرِمُونَ، فَأَطْعِمُوهُ أَهْلَ الحِلِّ، فَقَامَ رِجَالٌ فَشَهِدُوا، فَقَامَ عُثْمَانُ، فَدَخَلَ فُسْطَاطَهُ، وَظَعَنَ النَّاسُ، وَتَرَكُوا الطَّعَامَ لأَهْلِ المَاءِ.(1/233)
433- حَدَّثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثنا عِمْرَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الكَرِيمِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الحَارِثِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: أُتِيَ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ بِلَحْمِ صَيْدٍ وَهُوَ مُحْرِمٌ، فَلَمْ يَأْكُلْهُ(1/233)
434- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثنا غُنْدَرٌ، حَدَّثنا شُعْبَةُ، عَنِ الحَكَمِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ الحَكَمِ، قَالَ: شَهِدْتُ عَلِيًّا وَعُثْمَانَ بَيْنَ مَكَّةَ وَالمَدِينَةِ، وَعُثْمَانُ يَنْهَى عَنِ المُتْعَةِ، وَلَمْ يَجْمَعْ بَيْنَهُمَا، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ عَلِيٌّ أَهَلَّ بِهِمَا، فَقَالَ: لَبَّيْكَ بِعُمْرَةٍ وَحَجٍّ مَعًا، فَقَالَ عُثْمَانُ: تَرَانِي أَنْهَى النَّاسَ وَأَنْتَ تَفْعَلُهُ؟ فَقَالَ عَلِيٌّ: لَمْ أَكُنْ أَدَعَ سُنَّةَ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ لِقَوْلِ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ.(1/234)
435- حَدَّثنا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ، حَدَّثنا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: لِلْمُسْلِمِ عَلَى المُسْلِمِ سِتٌّ بِالمَعْرُوفِ: يُسَلِّمُ عَلَيْهِ إِذَا لَقِيَهُ، وَيُجِيبُهُ إِذَا دَعَاهُ، وَيُشَمِّتُهُ إِذَا عَطَسَ، وَيَعُودُهُ إِذَا مَرِضَ، وَيُشَيِّعُ جِنَازَتَهُ إِذَا مَاتَ، وَيُحِبُّ لَهُ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ.(1/234)
436- حَدَّثنا أَبُوكُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ العَلاَءِ الهَمْدَانِيُّ، حَدَّثنا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المُسَيَّبِ، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّهُ صَنَعَ طَعَامًا، فَدَعَا رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، فَجَاءَ فَرَأَى فِي البَيْتِ سِتْرًا فِيهِ تَصَاوِيرُ، فَرَجَعَ، قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا رَجَعَكَ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي؟ قَالَ: إِنَّ فِي البَيْتِ سِتْرًا فِيهِ تَصَاوِيرُ، وَإِنَّ المَلاَئِكَةَ لاَ تَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ تَصَاوِيرُ(1/234)
437- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا وَكِيعٌ، حَدَّثنا مِسْعَرٌ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ الثَّقَفِيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ الحَنَفِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّ أُكَيْدِرَ دُومَةَ أَهْدَى إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ ثَوْبَ حَرِيرٍ، فَأَعْطَاهُ عَلِيًّا، فَقَالَ: شَقِّقْهُ خُمُرًا بَيْنَ الفَوَاطِمِ.(1/235)
438- حَدَّثنا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ النَّاقِدُ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ، حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: إِنَّ فِي الجَنَّةِ لَغُرَفًا يُرَى ظُهُورُهَا مِنْ بُطُونِهَا، وَبُطُونُهَا مِنْ ظُهُورِهَا، فَقَالَ أَعْرَابِيٌّ: لِمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: لِمَنْ أَطْعَمَ الطَّعَامَ، وَأَفْشَى السَّلاَمَ، وَصَلَّى بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ.(1/235)
439- حَدَّثنا الحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ الكُوفِيُّ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الحَسَنِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ الهَمْدَانِيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: الدُّعَاءُ سِلاَحُ المُؤْمِنِ، وَعِمَادُ الدِّينِ، وَنُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ(1/235)
440- حَدَّثنا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ النَّرْسِيُّ، حَدَّثنا بِشْرُ بْنُ مَنْصُورٍ السَّلِيمِيُّ، عَنِ الخَلِيلِ بْنِ مُرَّةَ، عَنِ الفُرَاتِ بْنِ سَلْمَانَ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: أَلاَ يَقُومُ أَحَدُكُمْ، فَيُصَلِّي أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ قَبْلَ العَصْرِ، وَيَقُولُ فِيهِنَّ مَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: تَمَّ نُورُكَ فَهَدَيْتَ، فَلَكَ الحَمْدُ، عَظُمَ حِلْمُكَ فَعَفَوْتَ، فَلَكَ الحَمْدُ، بَسَطْتَ يَدَكَ فَأَعْطَيْتَ، فَلَكَ الحَمْدُ رَبَّنَا، وَجْهُكَ أَكْرَمُ الوُجُوهِ، وَجَاهُكَ أَعْظَمُ الجَاهِ، وَعَطِيَّتُكَ أَفْضَلُ العَطِيَّةِ وَأَهْنَؤُهَا، تُطَاعُ رَبَّنَا فَتَشْكُرُ، وَتُعصَى رَبَّنَا فَتَغْفِرُ، وَتُجِيبُ المُضْطَرَّ، وَتَكْشِفُ الضُّرَّ، وَتَشْفِي السَّقِيمَ، وَتَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَتَقْبَلُ التَّوْبَةَ، وَلاَ يَجْزِي بِآلاَئِكَ أَحَدٌ، وَلاَ يَبْلُغُ مِدْحَتَكَ قَوْلُ قَائِلٍ.(1/236)
441- حَدَّثنا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ النَّرْسِيُّ، حَدَّثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الحَضْرَمِيُّ، حَدَّثنا سَعِيدُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ الفَضْلِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: يُجْزِئُ عَنِ الجَمَاعَةِ إِذَا مَرَّتْ أَنْ يُسَلِّمَ أَحَدُهُمْ، وَيُجْزِئُ عَنِ القُعُودِ أَنْ يَرُدَّ أَحَدُهُمْ(1/236)
442- حَدَّثنا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ الحَجَّاجِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، قَالَ: صَوْمُ شَهْرِ الصَّبْرِ، وَثَلاَثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، صَوْمُ الدَّهْرِ وَيُذْهِبُ وَهْيَ الصَّدْرِ.(1/236)
443- حَدَّثنا بُنْدَارٌ مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أُهْدِيَتْ لَهُ حُلَّةٌ مِنْ حَرِيرٍ، قَالَ: فَكَسَانِيهَا، قَالَ عَلِيٌّ: فَخَرَجْتُ فِيهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: إِنِّي لَسْتُ أَرْضَى لَكَ مَا أَكْرَهُ لِنَفْسِي، فَأَمَرَنِي، فَشَقَقْتُهَا بَيْنَ نِسَائِي فَاطِمَةَ وَعَمَّتِهَا.(1/237)
444- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثنا سُفيَانُ، عَنْ أَبِي سَعْدٍ، عَنْ نَصْرِ بْنِ عَاصِمٍ، أَنَّ عَلِيًّا، قَالَ: قَدْ أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ مِنَ المَجُوسِ الجِزْيَةَ وَأَبُو بَكْرٍ وَأَنَا.(1/237)
445- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ القَوَارِيرِيُّ، حَدَّثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنِي النَّضْرُ بْنُ حُمَيْدٍ الكُوفِيُّ، عَنْ أَبِي الجَارُودِ، عَنِ الحَارِثِ الهَمْدَانِيِّ، قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيًّا جَاءَ حَتَّى صَعِدَ، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: قَضَاءٌ قَضَاهُ اللهُ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّكُمْ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ: أَنَّهُ لاَ يُحِبُّنِي إِلاَّ مُؤْمِنٌ، وَلاَ يُبْغِضُنِي إِلاَّ مُنَافِقٌ، وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى، قَالَ: قَالَ النَّضْرُ: وَقَالَ عَلِيٌّ: أَنَا أَخُو رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، وَابْنُ عَمِّهِ، لاَ يَقُولُهَا أَحَدٌ بَعْدِي(1/237)
446- حَدَّثنا أَبُوهِشَامٍ، وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالاَ: حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، حَدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ قَرْمٍ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ حَبَّةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: بُعِثَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَوْمَ الإِثْنَيْنِ، وَأَسْلَمْتُ يَوْمَ الثُّلاَثَاءِ.(1/238)
447- حَدَّثنا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثنا الأَجْلَحُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ حَبَّةَ بْنِ جُوَيْنٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: مَا أَعْلَمُ أَحَدًا مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا عَبَدَ اللهَ قَبْلِي، لَقَدْ عَبَدْتُهُ قَبْلَ أَنْ يَعْبُدَهُ أَحَدٌ مِنْهُمْ خَمْسَ سِنِينَ أَوْ سَبْعَ سِنِينَ.(1/238)
448- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثنا سُفيَانُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: مَا عِنْدَنَا إِلاَّ كِتَابُ اللهِ وَهَذِهِ يَعْنِي الصَّحِيفَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، وَذَكَرَ الحَدِيثَ(1/238)
449- حَدَّثنا أَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ العَلاَءِ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الحَسَنِ الأَسَدِيُّ، حَدَّثنا هَارُونُ بْنُ صَالِحٍ الهَمْدَانِيُّ، عَنِ الحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي الجُلاَّسِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ لِعَبْدِ اللهِ السَّبَائِيِّ: وَيْلَكَ، وَاللَّهِ مَا أَفْضَى إِلَيَّ بِشَيْءٍ كَتَمَهُ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ، وَلَقَدْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ ثَلاَثِينَ كَذَّابًا وَإِنَّكَ لأَحَدُهُمْ.
450- حَدَّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الحَسَنِ، بِإِسْنَادِهِ، مِثْلَهُ.(1/238)
451- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، أَخْبَرَنِي أَبُو جُحَيْفَةَ، قَالَ: قُلْتُ لِعَلِيٍّ: هَلْ عِنْدَكُمْ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ شَيْءٌ سِوَى كِتَابِ اللهِ؟ قَالَ: لاَ، وَالَّذِي فَلَقَ الحَبَّةَ، وَبَرَأَ النَّسَمَةَ، مَا عِنْدَنَا شَيْءٌ سِوَى كِتَابِ اللهِ، إِلاَّ أَنْ يُؤْتِيَ اللهُ رَجُلاً فَهْمًا فِي هَذَا القُرْآنِ، وَمَا فِي هَذِهِ الصَّحِيفَةِ، قَالَ: العَقْلُ، وَفِكَاكُ الأَسِيرِ، وَلاَ يُقْتَلُ مُسْلِمٌ بِكَافِرٍ.(1/239)
452- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أُثَيْعٍ، قَالَ: سَأَلْنَا عَلِيًّا، بِأَيِّ شَيْءٍ بُعِثْتَ؟ قَالَ: بُعِثْتُ بِأَرْبَعٍ: أَلاَّ يَطُوفَنَّ بِالبَيْتِ عُرْيَانُ، وَلاَ يَدْخُلُ الحَرَمَ مُشْرِكٌ، وَمَنْ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ عَهْدٌ فَهُوَ إِلَى مُدَّتِهِ، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ عَهْدٌ، فَلَهُ أَجْلُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ، وَلاَ يَدْخُلُ الجَنَّةَ إِلاَّ نَفْسٌ مُؤْمِنَةٌ، قَالَ زُهَيْرٌ: كَذَا قَالَ زَيْدُ بْنُ أُثَيْعٍ، وَإِنَّمَا هُوَ ابْنُ يُثَيْعٍ(1/239)
453- حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلاَمٍ، وَمَحْمُودُ بْنُ خِدَاشٍ وَغَيْرُهُمْ، قَالُوا: حَدَّثنا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الفَزَارِيُّ، عَنِ الأَزْهَرِ بْنِ رَاشِدٍ الكَاهِلِيِّ، وَفِي حَدِيثِ مَحْمُودٍ: حَدَّثنا الأَزْهَرُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنِ الخَضِرِ بْنِ القَوَّاسِ، عَنْ أَبِي سُخَيْلَةَ، قَالَ: قَالَ لَنَا عَلِيٌّ: أَلاَ أُخْبِرُكُمْ، وَفِي حَدِيثِ الجُمَحِيِّ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي سُخَيْلَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّهُ قَالَ: أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلِ آيَةٍ فِي كِتَابِ اللهِ حَدَّثَنِي بِهَا رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ؟ قَالَ: {مَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: سَأُفَسِّرُهَا لَكَ يَا عَلِيُّ، مَا أَصَابَكُمْ فِي الدُّنْيَا مِنْ بَلاَءٍ أَوْ مَرَضٍ أَوْ عُقُوبَةٍ فَاللهُ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ يُثَنِّيَ عَلَيْكُمُ العُقُوبَةَ فِي الآخِرَةِ، وَمَا عَفَا عَنْهُ فِي الدُّنْيَا، فَاللهُ أَحْلَمُ مِنْ أَنْ يَعُودَ بَعْدَ عَفْوِهِ.(1/240)
454- حَدَّثنا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ، حَدَّثنا أَبُو الرَّبِيعِ السَّمَّانُ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ، صَاحِبِ الرُّمَّانِ، عَنْ زَاذَانَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: دَخَلْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ، وَقَدْ وَرِمَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: أَلاَ تُخْرِجُوهُ عَنْهُ؟ قَالَ: فَبُطَّ وَرَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ شَاهِدٌ(1/240)
455- حَدَّثنا شَيْبَانُ، حَدَّثنا مَسْرُورُ بْنُ سَعِيدٍ التَّمِيمِيُّ، حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ الأَوْزَاعِيُّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ رُوَيْمٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: أَكْرِمُوا عَمَّتَكُمُ النَّخْلَةَ، فَإِنَّهَا خُلِقَتْ مِنَ الطِّينِ الَّذِي خُلِقَ مِنْهُ آدَمُ، وَلَيْسَ مِنَ الشَّجَرِ يُلْقَحُ غَيْرُهَا، وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: أَطْعِمُوا نِسَاءَكُمُ الوُلَّدَ الرُّطَبَ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ رُطَبٌ فَالتَّمْرُ، وَلَيْسَ مِنَ الشَّجَرِ أَكْرَمُ عَلَى اللهِ مِنْ شَجَرَةٍ نَزَلَتْ تَحْتَهَا مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ.(1/241)
456- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، سَمِعَ عَمْرٌو، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَائِشِ بْنِ أَنَسٍ، سَمِعَ عَلِيًّا، يُحَدِّثُ النَّاسَ عَلَى المِنْبَرِ: قُلْتُ لِعَمَّارٍ: سَلْ لِي رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ عَنِ المَذْيِ، فَإِنَّ ابْنَتَهُ تَحْتِي، وَإِنِّي أَسْتَحْيِي أَنْ أَسْأَلَهُ، فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: إِذَا وَجَدَ ذَاكَ، فَلْيَتَوَضَّأْ.(1/241)
457- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا جَرِيرٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ عَنِ المَذْيِ؟ فَقَالَ: فِيهِ الوُضُوءُ، وَيَغْسِلُهُ، وَفِي المَنِيِّ الغُسْلُ(1/241)
458- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثنا الأَعْمَشُ، عَنْ مُنْذِرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الحَنَفِيَّةِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كَانَ رَجُلاً مَذَّاءً، فَاسْتَحْيَا أَنْ يَسْأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ عَنِ المَذْيِ، قَالَ: فَقَالَ لِلْمِقْدَادِ: سَلْ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فِي المَذْيِ، قَالَ: فَسَأَلَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: فِيهِ الوُضُوءُ.(1/242)
459- حَدَّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثنا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي الحَسْنَاءِ، عَنِ الحَكَمِ، عَنْ حَنَشٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَنْ أُضَحِّيَ عَنْهُ بِكَبْشَيْنِ، فَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَفْعَلَهُ.(1/242)
460- حَدَّثنا خَلاَّدُ بْنُ أَسْلَمَ، حَدَّثنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، حَدَّثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يُوتِرُ بِتِسْعِ سُوَرٍ فِي الرَّكْعَةِ الأُولَى أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ، وَإِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ، وَإِذَا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ، وَفِي الثَّانِيَةِ العَصْرُ، وَإِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالفَتْحُ، وَإِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الكَوْثَرُ، وَفِي الثَّالِثَةِ قُلْ يَا أَيُّهَا الكَافِرُونَ، وَتَبَّتْ، وَ{قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ}(1/242)
461- حَدَّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثنا عَبْدُ الأَعْلَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ حَكِيمِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ حُنَيْفٍ، عَنْ مَسْعُودِ بْنِ الحَكَمِ، عَنْ أُمِّهِ، أَنَّهَا حَدَّثَتْهُ قَالَتْ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى عَلِيٍّ عَلَى بَغْلَةِ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، الشَّهْبَاءِ فِي شِعْبِ الأَنْصَارِ، وَهُوَ يَقُولُ: أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، قَالَ: إِنَّهَا لَيْسَتْ أَيَّامَ صِيَامٍ، إِنَّهَا أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ، أَيَّامُ مِنًى.(1/243)
462- حَدَّثنا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثنا عَبْدُ الأَعْلَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي أَبَانُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: دُفِعْتُ مَعَ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ مِنَ المُزْدَلِفَةِ، فَلَمْ أَزَلْ أَسْمَعُهُ، يَقُولُ: لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ حَتَّى انْتَهَى إِلَى الجَمْرَةِ، قُلْتُ لَهُ: مَا هَذَا الإِهْلاَلُ يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ؟ قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ أَبِي عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ يُهِلُّ حَتَّى إِذَا انْتَهَى إِلَى الجَمْرَةِ، وَحَدَّثَنِي أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَهَلَّ حَتَّى انْتَهَى إِلَيْهَا.(1/243)
463- حَدَّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ أَبَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ البَجَلِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو ابْنُ أَخِي عِلْبَاءٍ، عَنْ عِلْبَاءٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ مَرَّتْ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ إِبِلُ الصَّدَقَةِ فَأَخَذَ وَبَرَةً مِنْ ظَهَرِ بَعِيرٍ فَقَالَ: مَا أَنَا أَحَقُّ بِهَذِهِ الوَبَرَةِ مِنْ رَجُلٍ مِنَ المُسْلِمِينَ(1/243)
464- حَدَّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ عَلِيًّا كَانَ يَسِيرُ حَتَّى إِذَا غَرَبَتِ الشَّمْسُ وَأَظْلَمَ نَزَلَ فَصَلَّى المَغْرِبَ، ثُمَّ تَعَشَّى، ثُمَّ صَلَّى العِشَاءَ، عَلَى إِثْرِهَا، ثُمَّ يَقُولُ: هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَصْنَعُ.(1/244)
465- حَدَّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثنا أَبُو دَاوُدَ عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَاسِينَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: المَهْدِيُّ مِنْكُمْ أَهْلَ البَيْتِ يُصْلِحُهُ اللهُ فِي لَيْلَةٍ.(1/244)
466- حَدَّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُجَيٍّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ وَهُوَ نَائِمٌ، فَذَكَرْنَا الدَّجَّالَ، فَاسْتَيْقَظَ مُحْمَرًّا وَجْهُهُ فَقَالَ: غَيْرُ الدَّجَّالِ أَخْوَفُ عِنْدِي عَلَيْكُمْ مِنَ الدَّجَّالِ: أَئِمَّةٌ مُضِلُّونَ(1/244)
467- حَدَّثنا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثنا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثنا أَبُو كُدَيْنَةَ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنِ المِنْهَالِ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ دَجَاجَةَ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ عَلِيٍّ إِذْ جَاءَهُ أَبُو مَسْعُودٍ، فَقَالَ عَلِيٌّ: قَدْ جَاءَ فَرُّوخُ، فَجَلَسَ، فَقَالَ عَلِيٌّ: إِنَّكَ تُفْتِي النَّاسَ؟ فَقَالَ: أَجَلْ، وَأُخْبِرُهُمْ أَنَّ الآخِرَةَ شَرٌّ، قَالَ: فَأَخْبِرْنِي، هَلْ سَمِعْتَ مِنْهُ شَيْئًا؟ قَالَ: نَعَمْ، سَمِعْتُهُ، يَقُولُ: لاَ يَأْتِي عَلَى النَّاسِ سَنَةُ مِئَةٍ وَعَلَى الأَرْضِ عَيْنٌ تَطْرِفُ، فَقَالَ عَلِيٌّ: أَخْطَأَتِ اسْتُكَ الحُفْرَةَ، وَأَخْطَأْتَ فِي أَوَّلِ فُتْيَاكَ، إِنَّمَا قَالَ: ذَاكَ لِمَنْ حَضَرَهُ يَوْمَئِذٍ، هَلِ الرَّخَاءُ إِلاَّ بَعْدَ المِئَةِ؟.(1/244)
468- حَدَّثنا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثنا مُصْعَبُ بْنُ المِقْدَامِ، حَدَّثنا مِنْدَلٌ، عَنِ الحَسَنِ بْنِ الحَكَمِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عَابِسٍ، عَنْ أَبِيهَا، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: إِنَّ السِّقْطَ لَيُرَاغِمُ رَبَّهُ إِنْ أَدْخَلَ أَبَوَيْهِ النَّارَ حَتَّى يُقَالَ لَهُ: أَيُّهَا السِّقْطُ المُرَاغِمُ رَبَّهُ، ارْجِعْ فَإِنِّي قَدْ أَدْخَلْتُ أَبَوَيْكَ الجَنَّةَ، قَالَ: فَيَجُرُّهُمَا بِسَرَرِهِ حَتَّى يُدْخِلَهُمَا الجَنَّةَ.(1/245)
469- حَدَّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثنا زَيْدُ بْنُ الحُبَابِ، حَدَّثنا جَعْفَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، مِنْ وَلَدِ ذِي الجَنَاحَيْنِ، قَالَ: حَدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، أَنَّهُ رَأَى رَجُلاً يَجِيءُ إِلَى فُرْجَةٍ كَانَتْ عِنْدَ قَبْرِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، فَيَدْخُلُ فِيهَا فَيَدْعُو، فَنَهَاهُ، فَقَالَ: أَلاَ أُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي، عَنْ جَدِّي، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، قَالَ: لاَ تَتَّخِذُوا قَبْرِي عِيدًا، وَلاَ بُيُوتَكُمْ قُبُورًا، فَإِنَّ تَسْلِيمَكُمْ يَبْلُغُنِي أَيْنَمَا كُنْتُمْ.(1/245)
470- حَدَّثنا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنِي العَبَّاسُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ زَيْدِ بْنِ طَلْقٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: لَمَّا تَزَوَّجْتُ فَاطِمَةَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا أَبِيعُ، فَرَسِي أَوْ دِرْعِي؟ قَالَ: بِعْ دِرْعَكَ فَبِعْتُهَا بِثِنْتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّةً فَكَانَ ذَاكَ مَهْرُ فَاطِمَةَ.(1/246)
471- حَدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ، وَأَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، قَالاَ: حَدَّثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثنا مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ الحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: مَا كَانَ لَنَا لَيْلَةَ أَهْدَى إِلَيَّ فَاطِمَةَ شَيْءٌ نَنَامُ عَلَيْهِ إِلاَّ جِلْدُ كَبْشٍ.(1/246)
472- حَدَّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، وَهَذَا لَفْظُ أَبِي بَكْرٍ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ عَلِيٍّ وَهُوَ فِي بَعْضِ أَمْرِ النَّاسِ إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ عَلَيْهِ ثِيَابُ السَّفَرِ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، فَشَغَلَ عَلِيًّا مَا كَانَ فِيهِ مِنْ أَمْرِ النَّاسِ، قَالَ: إِنِّي، فَقُلْتُ: مَا شَأْنُكَ؟ قَالَ: فَقَالَ: كُنْتُ حَاجًّا، أَوْ مُعْتَمِرًا، قَالَ: لاَ أَدْرِي أَيَّ ذَلِكَ قَالَ، فَمَرَرْتُ عَلَى عَائِشَةَ فَقَالَتْ: مَنْ هَؤُلاَءِ القَوْمِ الَّذِينَ خَرَجُوا قِبَلَكُمْ يُقَالُ لَهُمُ الحَرُورِيَّةُ؟ قَالَ: قُلْتُ: فِي مَكَانٍ يُقَالُ لَهُ حَرُورَاءُ، قَالَ: فَسُمُّوا بِذَلِكَ الحَرُورِيَّةَ، قَالَ: فَقَالَتْ: طُوبَى لِمَنْ شَهِدَ هَلَكَتَهُمْ، قَالَتْ: أَمَا وَاللَّهِ لَوْ سَأَلْتُمُ ابْنَ أَبِي طَالِبٍ لأَخْبَرَكُمْ خَبَرَهُمْ، فَمِنْ ثَمَّ جِئْتُ أَسْأَلُهُ عَنْ ذَلِكَ، قَالَ: وَفَرَغَ عَلِيٌّ فَقَالَ: أَيْنَ المُسْتَأْذِنُ؟ فَقَامَ عَلَيْهِ فَقَصَّ عَلَيْهِ مِثْلَ مَا قَصَّ عَلَيَّ، قَالَ: فَأَهَلَّ عَلِيٌّ ثَلاَثًا، ثُمَّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ وَلَيْسَ عِنْدَهُ أَحَدٌ إِلاَّ عَائِشَةُ، قَالَ: فَقَالَ لِي: يَا عَلِيُّ، كَيْفَ أَنْتَ وَقَوْمٌ يَخْرُجُونَ بِمَكَانِ كَذَا وَكَذَا وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ نَحْوَ المَشْرِقِ، يَقْرَؤُونَ القُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ أَوْ تَرَاقِيَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الإِسْلاَمِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، فِيهِمْ رَجُلٌ مُخْدَجُ اليَدِ كَأَنَّ يَدَهُ ثَدْيُ حَبَشِيَّةٍ، ثُمَّ قَالَ: نَشَدْتُكُمْ بِاللَّهِ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ، أَحَدَّثْتُكُمْ أَنَّهُ فِيهِمْ، قَالُوا: نَعَمْ، فَذَهَبْتُمْ فَالتَمَسْتُمُوه، ثُمَّ جِئْتُمْ بِهِ تَسْحَبُونَهُ كَمَا نُعِتَ لَكُمْ، قَالَ: ثُمَّ قَالَ: صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ.(1/246)
473- حَدَّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثنا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ سِيَاهٍ، حَدَّثنا حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: أَتَيْتُهُ فَسَأَلْتُهُ عَنْ هَؤُلاَءِ القَوْمِ الَّذِينَ قَتْلَهُمْ عَلِيٌّ، قَالَ: قُلْتُ: فِيمَ فَارَقُوهُ؟ وَفِيمَ اسْتَحَلُّوهُ؟ وَفِيمَ دَعَاهُمْ؟ وَفِيمَ فَارَقُوهُ؟ وَبِمَ اسْتَحَلَّ دِمَاءَهُمْ؟ قَالَ: إِنَّهُ لَمَّا اسْتَحَرَّ القَتْلُ فِي أَهْلِ الشَّامِ بِصِفِّينَ اعْتَصَمَ مُعَاوِيَةُ وَأَصْحَابُهُ بِحِيَلٍ، فَقَالَ لَهُ عَمْرُو بْنُ العَاصِ: أَرْسِلْ إِلَيَّ بِالمُصْحَفِ، فَلاَ وَاللَّهِ لاَ نَرُدُّهُ عَلَيْكَ، قَالَ: فَجَاءَ رَجُلٌ يَحْمِلُهُ فَنَادَى: بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ كِتَابُ اللهِ {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الكِتَابِ} الآيَةَ، قَالَ عَلِيٌّ: نَعَمْ، بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ كِتَابُ اللهِ إِنَّا أَوْلَى بِهِ مِنْكُمْ، فَجَاءَتِ الخَوَارِجُ، وَكُنَّا نُسَمِّيهِمْ يَوْمَئِذٍ القُرَّاءَ، وَجَاؤُوا بِأَسْيَافِهِمْ عَلَى عَوَاتِقِهِمْ، وَقَالُوا: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، أَلاَ تَمْشِي إِلَى هَؤُلاَءِ القَوْمِ حَتَّى يَحْكُمَ اللهُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ، فَقَامَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ، فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ اتَّهِمُوا أَنْفُسَكُمْ، لَقَدْ كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَوْمَ الحُدَيْبِيَةِ، وَلَوْ نَرَى قِتَالاً قَاتَلْنَا، وَذَاكَ فِي الصُّلْحِ الَّذِي كَانَ بَيْنَ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ وَبَيْنَ المُشْرِكِينَ، فَجَاءَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ أَلَسْنَا عَلَى حَقٍّ وَهُمْ عَلَى بَاطِلٍ؟ قَالَ: بَلَى، قَالَ: أَلَيْسَ قَتْلاَنَا فِي الجَنَّةِ وَقَتْلاَهُمْ فِي النَّارِ؟ قَالَ: بَلَى، قَالَ: فَعَلاَمَ نُعْطِي الدَّنِيَّةَ فِي دِينِنَا وَنَرْجِعُ وَلَمْ يَحْكُمِ اللهُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ؟(1/247)
قَالَ: يَا ابْنَ الخَطَّابِ إِنِّي رَسُولُ اللهِ وَلَنْ يُضَيِّعَنِي اللهُ أَبَدًا، فَانْطَلَقَ عُمَرُ وَلَمْ يَصْبِرْ مُتَغَيِّظًا، حَتَّى أَتَى أَبَا بَكْرٍ فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ، أَلَسْنَا عَلَى حَقٍّ وَهُمْ عَلَى بَاطِلٍ؟ قَالَ: بَلَى، قَالَ: أَلَيْسَ قَتْلاَنَا فِي الجَنَّةِ وَقَتْلاَهُمْ فِي النَّارِ، قَالَ: بَلَى، قَالَ: فَعَلاَمَ نُعْطِي الدَّنِيَّةَ فِي دِينِنَا وَنَرْجِعُ وَلَمْ يَحْكُمِ اللهُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ، قَالَ: يَا ابْنَ الخَطَّابِ إِنَّهُ رَسُولُ اللهِ وَلَنْ يُضَيِّعَهُ اللهُ أَبَدًا، فَنَزَلَ القُرْآنُ عَلَى مُحَمَّدٍ بِالفَتْحِ، فَأَرْسَلَ إِلَى عُمَرَ فَأَقْرَأَهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ أَوَ فَتْحٌ هُوَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَطَابَتْ نَفْسُهُ وَرَجَعَ وَرَجَعَ النَّاسُ، ثُمَّ إِنَّهُمْ خَرَجُوا بِحَرُورَاءَ، أُولَئِكَ العِصَابَةُ مِنَ الخَوَارِجِ بِضْعَةَ عَشَرَ أَلْفًا، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ عَلِيٌّ يَنْشُدُهُمُ اللهَ، فَأَبَوْا عَلَيْهِ فَأَتَاهُمْ صَعْصَعَةُ بْنُ صُوحَانَ فَأَنْشَدَهُمْ، وَقَالَ: عَلاَمَ تُقَاتِلُونَ خَلِيفَتَكُمْ؟ قَالُوا: مَخَافَةَ الفِتْنَةِ، قَالَ: فَلاَ تَعَجَّلُوا ضَلاَلَةَ العَامِ مَخَافَةَ فِتْنَةِ عَامٍ قَابِلٍ فَرَجَعُوا، وَقَالُوا: نَسِيرُ عَلَى مَا جِئْنَا، فَإِنْ قَبِلَ عَلِيٌّ القَضِيَّةَ قَاتَلْنَا عَلَى مَا قَاتَلْنَا يَوْمَ صِفِّينَ، وَإِنْ نَقَضَهَا قَاتَلْنَا مَعَهُ، فَسَارُوا حَتَّى بَلَغُوا النَّهْرَوَانَ فَافْتَرَقَتْ مِنْهُمْ فِرْقَةٌ فَجَعَلُوا يَهُدُّونَ النَّاسَ لَيْلاً، قَالَ أَصْحَابُهُمْ: وَيْلَكُمْ مَا عَلَى هَذَا فَارَقْنَا عَلِيًّا، فَبَلَغَ عَلِيًّا أَمْرُهُمْ، فَقَامَ فَخَطَبَ النَّاسَ، فَقَالَ: مَا تَرَوْنَ؟ أَنَسِيرُ إِلَى أَهْلِ الشَّامِ أَمْ نَرْجِعُ إِلَى هَؤُلاَءِ الَّذِينَ خَلَفُوا إِلَى ذَرَارِيِّكُمْ؟ قَالُوا: بَلْ نَرْجِعُ(1/248)
إِلَيْهِمْ، فَذَكَرَ أَمْرَهُمْ فَحَدَّثَ عَنْهُمْ بِمَا قَالَ فِيهِمْ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: إِنَّ فِرْقَةً تَخْرُجُ عِنْدَ اخْتِلاَفٍ مِنَ النَّاسِ يَقْتُلُهُمْ أَقْرَبُ الطَّائِفَتَيْنِ إِلَى الحَقِّ، عَلاَمَتُهُمْ رَجُلٌ مِنْهُمْ يَدُهُ كَثَدْيِ المَرْأَةِ، فَسَارُوا حَتَّى التَقَوْا بِالنَّهْرَوَانِ، فَاقْتَتَلُوا قِتَالاً شَدِيدًا، فَجَعَلَتْ خَيْلُ عَلِيٍّ لاَ تَقُومُ لَهُمْ، فَقَامَ عَلِيٌّ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنْ كُنْتُمْ إِنَّمَا تُقَاتِلُونَ لِي فَوَاللَّهِ مَا عِنْدِي مَا أَجْزِيكُمْ، وَإِنْ كُنْتُمْ إِنَّمَا تُقَاتِلُونَ لِلَّهِ، فَلاَ يَكُونُ هَذَا فِعَالُكُمْ، فَحَمَلَ النَّاسُ حَمْلَةً وَاحِدَةً، فَانْجَلَتِ عَنْهُمْ وَهُمْ مُكَبُّونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ، فَقَالَ عَلِيٌّ: اطْلُبُوا الرَّجُلَ فِيهِمْ، فَطَلَبَ النَّاسُ الرَّجُلَ فَلَمْ يَجِدُوهُ حَتَّى قَالَ بَعْضُهُمْ: غَرَّنَا ابْنُ أَبِي طَالِبٍ مِنْ إِخْوَانِنَا حَتَّى قَتَلْنَاهُمْ، قَالَ: فَدَمَعَتْ عَيْنُ عَلِيٍّ، فَدَعَا بِدَابَّتِهِ فَرَكِبَهَا فَانْطَلَقَ حَتَّى أَتَى وَهْدَةً فِيهَا قَتْلَى بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، فَجَعَلَ يُجَرُّ بِأَرْجُلِهِمْ حَتَّى وُجِدَ الرَّجُلُ تَحْتَهُمْ فَاجْتَرُّوهُ، فَقَالَ عَلِيٌّ: اللهُ أَكْبَرُ، وَفَرِحَ وَفَرِحَ النَّاسُ وَرَجَعُوا، وَقَالَ عَلِيٌّ: لاَ أَغْزُوا العَامَ، وَرَجَعَ إِلَى الكُوفَةِ، وَقُتِلَ رَحِمَهُ اللهُ، وَاسْتُخْلِفَ حَسَنٌ، وَسَارَ سِيرَةَ أَبِيهِ ثُمَّ بَعَثَ بِالبَيْعَةِ إِلَى مُعَاوِيَةَ(1/249)
474- حَدَّثنا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عِيَاضِ بْنِ عَمْرٍو القَارِيِّ، أَنَّهُ جَاءَ عَبْدُ اللهِ بْنُ شَدَّادٍ، فَدَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ، وَنَحْنُ عِنْدَهَا جُلُوسٌ مَرْجِعَهُ مِنَ العِرَاقِ لَيَالِيَ قُتِلَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، فَقَالَتْ لَهُ: يَا ابْنَ شَدَّادِ بْنِ الهَادِ هَلْ أَنْتَ صَادِقِي عَمَّا أَسْأَلُكَ عَنْهُ؟ حَدِّثْنِي عَنِ القَوْمِ الَّذِينَ قَتْلَهُمْ عَلِيٌّ، قَالَ: وَمَا لِي لاَ أَصْدُقُكِ؟ قَالَتْ: فَحَدِّثْنِي، عَنْ قِصَّتِهِمْ، قَالَ: فَإِنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ لَمَّا كَاتَبَ مُعَاوِيَةَ وَحَكَمَ الحَكَمَانِ خَرَجَ عَلَيْهِ ثَمَانِيَةُ آلاَفٍ مِنْ قُرَّاءِ النَّاسِ، فَنَزَلُوا بِأَرْضٍ يُقَالُ لَهَا حَرُورَاءُ مِنْ جَانِبِ الكُوفَةِ، وَأَنَّهُمْ عَتَبُوا عَلَيْهِ، فَقَالُوا: انْسَلَخْتَ مِنْ قَمِيصٍ كَسَاكَهُ اللهُ، وَاسْمٍ سَمَّاكَ اللهُ بِهِ، ثُمَّ انْطَلَقْتَ فَحَكَّمْتَ فِي دِينِ اللهِ فَلاَ حُكْمَ إِلاَّ لِلَّهِ، فَلَمَّا بَلَغَ عَلِيًّا مَا عَتَبُوا عَلَيْهِ وَفَارَقُوهُ عَلَيْهِ، أَمَرَ مُؤَذِّنًا فَأَذَّنَّ أَنْ لاَ يَدْخُلَنَّ عَلَى أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ إِلاَّ مَنْ قَدْ حَمَلَ القُرْآنَ، فَلَمَّا امْتَلأَتِ الدَّارُ مِنْ قُرَّاءِ النَّاسِ دَعَا بِمُصْحَفِ إِمَامٍ عَظِيمٍ فَوَضَعَهُ عَلِيٌّ بَيْنَ يَدَيْهِ فَطَفِقَ يَصُكُّهُ بِيَدِهِ وَيَقُولُ: أَيُّهَا المُصْحَفُ حَدِّثِ النَّاسَ، فَنَادَاهُ النَّاسُ: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ مَا تَسْأَلُ عَنْهُ إِنَّمَا هُوَ مِدَادٌ فِي وَرَقٍ، وَنَحْنُ نَتَكَلَّمُ بِمَا رَأَيْنَا مِنْهُ، فَمَا تُرِيدُ؟ قَالَ: أَصْحَابُكُمْ أُولاَءِ الَّذِينَ خَرَجُوا بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ كِتَابُ اللهِ،(1/250)
يَقُولُ اللهُ فِي كِتَابِهِ فِي امْرَأَةٍ وَرَجُلٍ: {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلاَحًا يُوَفِّقِ اللهُ بَيْنَهُمَا} فَأُمَّةُ مُحَمَّدٍ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَعْظَمُ حُرْمَةً، أَوْ ذِمَّةً، مِنَ امْرَأَةٍ وَرَجُلٍ، وَنَقَمُوا عَلَيَّ أَنِّي كَاتَبْتُ مُعَاوِيَةَ، كَتَبْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، وَقَدْ جَاءَنَا سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو فَكَتَبَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، قَالَ: لاَ تَكْتُبْ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، قَالَ: وَكَيْفَ نَكْتُبُ، فَقَالَ سُهَيْلٌ: اكْتُبْ: بِاسْمِكَ اللهُمَّ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: فَاكْتُبْ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ، فَقَالَ: لَوْ أَعْلَمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللهِ لَمْ أُخَالِفْكَ، فَكَتَبَ: هَذَا مَا صَالَحَ عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ قُرَيْشًا، يَقُولُ اللهُ فِي كِتَابِهِ: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَاليَوْمَ الآخِرَ} فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ، فَخَرَجْتُ مَعَهُ حَتَّى إِذَا تَوَسَّطْتُ عَسْكَرَهُمْ، قَامَ ابْنُ الكَوَّاءِ فَخَطَبَ النَّاسَ، فَقَالَ: أَيَا حَمَلَةَ القُرْآنِ، هَذَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ، فَمَنْ لَمْ يَكُنْ يَعْرِفُهُ فَلْيَعَرِفْهُ، فَإِنَّمَا أَعْرِفُهُ مِنْ كِتَابِ اللهِ، هَذَا مِمَّنْ نَزَلَ فِيهِ وَفِي قَوْمِهِ {قَوْمٌ خَصِمُونَ} فَرُدُّوهُ إِلَى صَاحِبِهِ، وَلاَ تُوَاضِعُوهُ كِتَابَ اللهِ،
قَالَ: فَقَامَ خُطَبَاؤُهُمْ، فَقَالُوا: وَاللَّهِ لَنُوَاضِعَنَّهُ الكِتَابَ، فَإِنْ جَاءَنَا بِحَقٍّ نَعْرِفُهُ لَنَتَّبِعَنَّهُ، وَإِنَّ جَاءَ بِبَاطِلٍ لَنُبَكِّتَنَّهُ بِبَاطِلٍ، وَلَنَرُدَّنَّهُ إِلَى صَاحِبِهِ، فَوَاضَعُوا عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ الكِتَابَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ،(1/251)
فَرَجَعَ مِنْهُمْ أَرْبَعَةُ آلاَفٍ، كُلُّهُمْ تَائِبٌ، فِيهِمُ ابْنُ الكَوَّاءِ حَتَّى أَدْخَلَهُمْ عَلَى عَلِيٍّ الكُوفَةَ، فَبَعَثَ عَلِيٌّ إِلَى بَقِيَّتِهِمْ، قَالَ: قَدْ كَانَ مِنْ أَمْرِنَا وَأَمَرِ النَّاسِ مَا قَدْ رَأَيْتُمْ، فَقِفُوا حَيْثُ شِئْتُمْ، بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ تَسْفِكُوا دَمًا حَرَامًا أَوْ تَقَطَعُوا سَبِيلاً أَوْ تَظْلِمُوا ذِمَّةً، فَإِنَّكُمْ إِنْ فَعَلْتُمْ فَقَدْ نَبَذْنَا إِلَيْكُمُ الحَرْبَ عَلَى سَوَاءٍ {إِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ الخَائِنِينَ}، قَالَ: فَقَالَتْ لَهُ عَائِشَةُ: يَا ابْنَ شَدَّادٍ فَقَدْ قَتَلَهُمْ؟ قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا بَعَثَ إِلَيْهِمْ حَتَّى قَطَعُوا السَّبِيلَ، وَسَفَكُوا الدِّمَاءَ، وَاسْتَحَلُّوا الذِّمَّةَ، قَالَتْ: وَاللَّهِ؟ قَالَ: وَاللَّهِ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَقَدْ كَانَ، قَالَتْ: فَمَا شَيْءٌ بَلَغَنِي عَنْ أَهْلِ العِرَاقِ يَتَحَدَّثُونَهُ يَقُولُونَ: ذَا الثُّدَيَّةِ مَرَّتَيْنِ، قَالَ: قَدْ رَأَيْتُهُ وَقُمْتُ مَعَ عَلِيٍّ عَلَيْهِ فِي القَتْلَى، فَدَعَا النَّاسَ فَقَالَ: هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا فَمَا أَكْثَرَ مَنْ جَاءَ يَقُولُ: رَأَيْتُهُ فِي مَسْجِدِ بَنِي فُلاَنٍ يُصَلِّي، وَلَمْ يَأْتُوا فِيهِ بِثَبْتٍ يُعْرَفُ إِلاَّ ذَلِكَ، قَالَتْ: فَمَا قَوْلُ عَلِيٍّ حِينَ قَامَ عَلَيْهِ، كَمَا يَزْعُمُ، أَهْلُ العِرَاقِ؟ قَالَ: سَمِعْتُهُ، يَقُولُ: صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ، قَالَتْ: فَهَلْ سَمِعْتَ أَنَّهُ قَالَ غَيْرَ ذَلِكَ؟ قَالَ: اللهُمَّ لاَ، قَالَتْ: أَجَلْ، صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ، يَرْحَمُ اللهُ عَلِيًّا إِنَّهُ كَانَ مِنْ كَلاَمِهِ لاَ يَرَى شَيْئًا يُعْجِبُهُ إِلاَّ قَالَ: صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ، فَذَهَبَ أَهْلُ العِرَاقِ فَيَكْذِبُونَ عَلَيْهِ وَيَزِيدُونَ عَلَيْهِ فِي الحَدِيثِ(1/252)
475- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ القَوَارِيرِيُّ، حَدَّثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثنا عَوْفٌ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، حَدَّثنا عَبِيدَةُ السَّلْمَانِيُّ، قَالَ: لَمَّا كَانَ حَيْثُ أُصِيبَ أَهْلُ النَّهْرَوَانِ، قَالَ لَنَا عَلِيٌّ: ابْتَغُوا فِيهِمْ ؛ فَإِنَّهُمْ إِنْ كَانُوا القَوْمَ الَّذِينَ ذَكَرَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، فَإِنَّ فِيهِمْ رَجُلاً مُخْدَجَ اليَدِ، أَوْ مُثْدَنَ اليَدِ، قَالَ: فَابْتَغَيْنَاهُ، فَوَجَدْنَاهُ، فَدَعَوْنَاهُ إِلَيْهِ، فَقَامَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: اللهُ أَكْبَرُ لَوْلاَ أَنْ تَبْطَرُوا لَحَدَّثْتُكُمْ مَا قَضَى اللهُ عَلَى لِسَانِ رَسُولِهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ لِمَنْ قَتْلَ هَؤُلاَءِ، قَالَ: قُلْتُ: أَنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، قَالَ: إِي وَرَبِّ الكَعْبَةِ، إِي وَرَبِّ الكَعْبَةِ، قَالَ: فَبَلَغَ ذَلِكَ بَعْضَ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ كَأَنَّهَا حَسَدَتْهُ عَلَى ذَلِكَ، قَالَ: عَوْفٌ: عَمْدًا أَمْسَكْتُ عَنْهَا.(1/252)
476- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ القَوَارِيرِيُّ، حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ العُرْيَانِ الحَارِثِيُّ، حَدَّثنا الأَزْرَقُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ عَبْدِ القَيْسِ، قَالَ: شَهِدْتُ عَلِيًّا يَوْمَ قُتِلَ أَهْلُ النَّهْرَوَانِ، ثُمَّ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ حِينَ قُتِلُوا: عَلَيَّ بِذِي الثُّدَيَّةِ أَوِ المُخْدَجِ ذَكَرَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا لاَ أَحْفَظُهُ، قَالَ: فَطَلَبُوهُ، فَإِذَا هُمْ بِحَبَشِيٍّ مِثْلِ البَعِيرِ فِي مَنْكِبِهِ مِثْلُ ثَدْيِ المَرْأَةِ عَلَيْهِ، قَالَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ أَرَاهُ قَالَ: شَعْرٌ، فَلَوْ خَرَجَ رُوحُ إِنْسَانٍ مِنَ الفَرَحِ لَخَرَجَ رُوحُ عَلِيٍّ يَوْمَئِذٍ، قَالَ: صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ، مَنْ حَدَّثَنِي مِنَ النَّاسِ أَنَّهُ رَآهُ قَبْلَ مَصْرَعِهِ هَذَا فَأَنَا كَذَّابٌ.(1/253)
477- حَدَّثنا القَوَارِيرِيُّ، حَدَّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ عُبَيْدَةَ، قَالَ: ثُمَّ ذَكَرَ عَلِيٌّ أَهْلَ النَّهْرَوَانِ، قَالَ: فِيهِمْ رَجُلٌ مُودَنُ اليَدِ، أَوْ مُثْدَنُ اليَدِ، أَوْ مُخْدَجُ اليَدِ، لَوْلاَ أَنْ تَبْطَرُوا لأَنْبَأْتُكُمْ مَا وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ يَقْتُلُونَهُ عَلَى لِسَانِ مُحَمَّدٍ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، قَالَ: قُلْتُ: أَنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْهُ؟ قَالَ: إِي وَرَبِّ الكَعْبَةِ(1/253)
478- حَدَّثنا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الجَهْضَمِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، حَدَّثنا أَبُو كَثِيرٍ، مَوْلَى الأَنْصَارِ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ سَيِّدِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ حِينَ قُتِلَ أَهْلُ النَّهْرَوَانِ، قَالَ: فَكَأَنَّ النَّاسَ وَجَدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مِنْ قَتْلِهِمْ، قَالَ: فَقَالَ عَلِيٌّ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَدْ حَدَّثنا بِأَقْوَامٍ يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ فَلاَ يَرْجِعُونَ فِيهِ حَتَّى يَرْجِعَ السَّهْمُ عَلَى فُوقِهِ (1)، وَآيَةُ ذَلِكَ أَنَّ فِيهِمْ رَجُلاً مُخْدَجَ اليَدِ، إِحْدَى يَدَيْهِ كَثَدْيِ المَرْأَةِ لَهَا حَلَمَةٌ كَحَلَمَةِ ثَدْيِ المَرْأَةِ، إِنَّ بِهَا سَبْعَ هَلَبَاتٍ فَالتَمِسُوهُ، فَإِنِّي أَرَاهُ فِيهِمْ، فَالتَمَسُوهُ فَوَجَدُوهُ عَلَى شَفِيرِ النَّهَرِ تَحْتَ القَتْلَى، فَأَخْرَجُوهُ فَكَبَّرَ عَلِيٌّ وَقَالَ: اللهُ أَكْبَرُ صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ، وَإِنَّهُ لَمُتَقَلِّدٌ قَوْسًا (2) لَهُ عَرَبِيَّةً فَأَخَذَهَا بِيَدِهِ، ثُمَّ جَعَلَ يَطْعَنُ بِهَا فِي مُخَدَّجَتِهِ وَيَقُولُ: اللهُ أَكْبَرُ صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ، صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ، وَكَبَّرَ النَّاسُ حِينَ رَأَوْهُ وَاسْتَبْشَرُوا، وَذَهَبَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَجِدُونَ.
_حاشية__________
(1) تصحف في طبعة دار المأمون إلى : "عَلَى قَوْمِهِ"، وجاء على الصواب في طبعة دار القبلة.
(2) تصحف في المطبوع إلى: "وَآيَةُ ذَلِكَ مُتَقَلِّدٌ قَوْسًا".(1/254)
479- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثنا خَالِدُ بْنُ الحَارِثِ، حَدَّثنا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ عُبَيْدَةَ، أَنَّهُ قَالَ: لاَ أُحَدِّثُكَ إِلاَّ مَا سَمِعْتُ مِنْهُ، يَعْنِي عَلِيًّا، ثُمَّ قَالَ: لَوْلاَ أَنْ تَبْطَرُوا لَنَبَّأْتُكُمْ بِمَا وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ يَقْتُلُونَهُمْ عَلَى لِسَانِ مُحَمَّدٍ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، قَالَ: قُلْتُ: أَنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْ مُحَمَّدٍ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ؟ قَالَ: إِي وَرَبِّ الكَعْبَةِ، ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، فِيهِمْ رَجُلٌ مُخْدَجُ، أَوْ مُثْدَنُ اليَدِ، قَالَ: أَحْسَبُهُ، قَالَ: وَمُودَنُ اليَدِ، قَالَ: فَطَلَبُوا ذَلِكَ الرَّجُلَ فَوَجَدُوا مِنْ هَا هُنَا وَمِنْ هَا هُنَا مِثْلَ ثَدْيِ المَرْأَةِ عَلَيْهِ شَعَرَاتٌ، قَالَ مُحَمَّدٌ: فَحَلَفَ لِي عُبَيْدَةُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، أَنَّهُ سَمِعَ مِنْ عَلِيٍّ، وَحَلَفَ عَلِيٌّ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، أَنَّهُ سَمِعَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ(1/254)
480- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثنا جَمِيلُ بْنُ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الوَضِيءِ، قَالَ: ثُمَّ شَهِدْتُ عَلِيًّا حَيْثُ قُتِلَ أَهْلُ النَّهْرَوَانِ، قَالَ: التَمِسُوا المُخْدَجَ، قَالَ: فَطَلَبُوهُ فِي القَتْلَى، فَقَالُوا: لَيْسَ نَجِدُهُ، فَقَالَ: ارْجِعُوا فَالتَمِسُوهُ، فَوَاللَّهِ مَا كَذَبْتُ وَلاَ كُذِبْتُ، فَرَجَعُوا فَطَلَبُوهُ، ثُمَّ رَدَّدَ مِثْلَ ذَلِكَ مِرَارًا: مَا كَذَبْتُ وَلاَ كُذِبْتُ فَانْطَلَقُوا، فَوَجَدُوهُ تَحْتَ قَتْلَى فِي طِينٍ فَاسْتَخْرَجُوهُ فَجِيءَ بِهِ، قَالَ: قَالَ أَبُو الوَضِيءِ: فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ حَبَشِيٍّ عَلَيْهِ قُرْطَقٌ إِحْدَى يَدَيْهِ مِثْلُ ثَدْيِ المَرْأَةِ عَلَيْهَا شَعَرَاتٌ مِثْلُ شَعَرَاتٍ تَكُونُ عَلَى ذَنَبِ اليَرْبُوعِ.(1/255)
481- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، قَالَ: حَدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ عُبَيْدَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: ذُكِرَ الخَوَارِجُ، فَقَالَ: فِيهِمْ رَجُلٌ مُخْدَجُ اليَدِ، أَوْ مُودَنُ اليَدِ، أَوْ مُثْدَنُ اليَدِ لَوْلاَ أَنْ تَبْطَرُوا لَحَدَّثْتُكُمْ بِمَا وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ يَقْتُلُونَهُمْ عَلَى لِسَانِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: قُلْتُ: أَنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: إِي وَرَبِّ الكَعْبَةِ، إِي وَرَبِّ الكَعْبَةِ، إِي وَرَبِّ الكَعْبَةِ(1/255)
482- حَدَّثنا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، حَدَّثنا ابْنُ فُضَيْلِ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ عَلِيٍّ، إِذْ جَاءَ رَجُلٌ عَلَيْهِ ثِيَابُ السَّفَرِ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، تَأْذَنُ لِي أَنْ أَتَكَلَّمَ، وَعَلِيٌّ يُكَلِّمُ النَّاسَ وَيُكَلِّمُونَهُ فَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَيْهِ فَسَأَلْتُهُ عَنْ خَبَرِهِ، فَقَالَ: كُنْتُ مُعْتَمِرًا، فَلَقِيتُ عَائِشَةَ فَقَالَتْ: مَا هَؤُلاَءِ القَوْمُ الَّذِينَ خَرَجُوا فِي أَرْضِكُمْ يُسَمَّوْنَ الحَرُورِيَّةَ؟ قُلْتُ: خَرَجُوا مِنْ مَكَانٍ يُسَمَّى حَرُورَاءَ فَسُمُّوا بِذَلِكَ، قَالَتْ: أَشَهِدْتَ هَلَكَتَهُمْ؟ فَلاَ أَدْرِي قَالَ: نَعَمْ أَمْ لاَ، فَقَالَتْ: طُوبَى لِمَنْ شَهِدَ مَهْلَكَتَهُمْ، أَمَا وَاللَّهِ لَوْ شَاءَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ لأَخْبَرَكُمْ خَبَرَهُمْ، فَجِئْتُ أَسْأَلُهُ عَنْ خَبَرِهِمْ، وَفَرَغَ عَلِيٌّ فَقَالَ: أَيْنَ المُسْتَأْذِنُ؟ فَقَصَّ عَلَيْهِ مَا قَصَّ عَلَيْنَا، فَهَلِّلَ عَلِيٌّ وَكَبَّرَ مَرَّتَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ وَلَيْسَ عِنْدَهُ غَيْرُ عَائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ، فَقَالَ: يَا عَلِيُّ، كَيْفَ أَنْتَ وَقَوْمٌ كَذَا وَكَذَا، قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ وَأَشَارَ بِيَدِهِ، قَالَ: قَوْمٌ يَخْرُجُونَ مِنَ المَشْرِقِ، يَقْرَؤُونَ القُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، فِيهِمْ رَجُلٌ مُخْدَجٌ كَأَنَّ يَدَهُ ثَدْيُ حَبَشِيَّةٍ، أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ أَخْبَرْتُكُمْ بِهِمْ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّهُ مِنْهُمْ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: فَأَخْبَرْتُمُونِي أَنَّهُ لَيْسَ مِنْهُمْ، فَحَلَفْتُ لَكُمْ أَنَّهُ مِنْهُمْ، قَالُوا: نَعَمْ، فَأَتَيْتُمُونِي تَسْحَبُونَهُ كَمَا نُعِتَ لَكُمْ، قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ(1/256)
483- حَدَّثنا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثنا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مَسْلَمَةُ الرَّازِيُّ، عَنْ عَبْدِ المَلِكِ بْنِ سُفيَانَ الثَّقَفِيِّ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الحَنَفِيَّةِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: إِنَّ اللهَ يُحِبُّ العَبْدَ المُؤْمِنَ المُفْتَنَّ التَّوَّابَ.(1/256)
484- حَدَّثنا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثنا هَارُونُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ القَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: يَا عَلِيُّ أَسْبِغِ الوُضُوءَ، وَإِنْ شَقَّ عَلَيْكَ، وَلاَ تَأْكُلِ الصَّدَقَةَ، وَلاَ تُنْزِ الحُمُرَ عَلَى الخَيْلِ، وَلاَ تُجَالِسْ أَصْحَابَ النُّجُومِ.(1/257)
485- حَدَّثنا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثنا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ الهَادِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ، قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: مَنْ أَشْقَى الأَوَّلِينَ؟ قُلْتُ: عَاقِرُ النَّاقَةِ، قَالَ: صَدَقْتَ، فَمَنْ أَشْقَى الآخِرِينَ؟ قُلْتُ: لاَ عِلْمَ لِي يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: الَّذِي يَضْرِبُكَ عَلَى هَذِهِ وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى يَافُوخِهِ، وَكَانَ يَقُولُ: وَدِدْتُ أَنَّهُ قَدِ انْبَعَثَ أَشْقَاكُمْ فَخَضَّبَ هَذِهِ مِنْ هَذِهِ، يَعْنِي لِحْيَتَهُ مِنْ دَمِ رَأْسِهِ.(1/257)
486- حَدَّثنا سُوَيْدٌ، حَدَّثنا صَالِحُ بْنُ مُوسَى بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ طَلْحَةَ القُرَشِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الحَسَنِ، عَنْ أُمِّهِ فَاطِمَةَ بِنْتِ الحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهَا، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ كَانَ إِذَا دَخَلَ المَسْجِدَ، قَالَ: اللهُمَّ افْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ، وَإِذَا خَرَجَ قَالَ: اللهُمَّ افْتَحْ لِي أَبْوَابَ فَضْلِكَ(1/257)
487- حَدَّثنا سُوَيْدٌ، حَدَّثنا صَالِحُ بْنُ مُوسَى، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الحَسَنِ، عَنْ أُمِّهِ فَاطِمَةَ بِنْتِ الحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهَا، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، قَالَ: النَّعَمُ كُلُّهَا ظَالِمَةٌ أَوْ جَائِرَةٌ.(1/258)
488- حَدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، حَدَّثنا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى الزُّهْرِيُّ، حَدَّثنا الحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المُسَيَّبِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، قَالَ: إِسْبَاغُ الوُضُوءِ فِي المَكَارِهِ وَإِعْمَالُ الأَقْدَامِ إِلَى المَسَاجِدِ وَانْتِظَارُ الصَّلاَةِ بَعْدَ الصَّلاَةِ يَغْسِلُ الخَطَايَا غَسْلاً.(1/258)
489- حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي سَمِينَةَ البَصْرِيُّ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الحَنَفِيُّ، حَدَّثنا مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ الزَّمْعِيُّ، عَنْ أَبِي الحُوَيْرِثِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: كُنْتُ عَلَى قَلِيبٍ يَوْمَ بَدْرٍ أَمِيحُ أَوْ أَمْتَحُ مِنْهُ فَجَاءَتْ رِيحٌ شَدِيدَةٌ، ثُمَّ جَاءَتْ رِيحٌ شَدِيدَةٌ شَدِيدَةٌ، لَمْ أَرَ رِيحًا أَشَدَّ مِنْهَا إِلاَّ الَّتِي كَانَتْ قَبْلَهَا، ثُمَّ جَاءَتْ رِيحٌ شَدِيدَةٌ، فَكَانَتِ الأُولَى مِيكَائِيلَ فِي أَلْفٍ مِنَ المَلاَئِكَةِ عَنْ يَمِينِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، وَالثَّانِيَةُ إِسْرَافِيلَ فِي أَلْفٍ مِنَ المَلاَئِكَةِ عَنْ يَسَارِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، وَالثَّالِثَةُ جِبْرِيلَ فِي أَلْفٍ مِنَ المَلاَئِكَةِ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ عَنْ يَمِينِهِ وَكُنْتُ عَنْ يَسَارِهِ فَلَمَّا هَزَمَ اللهُ الكُفَّارَ، حَمَلَنِي رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ عَلَى فَرَسٍ، فَلَمَّا اسْتَوَيْتُ عَلَيْهِ حَمَلَ بِي فَصِرْتُ عَلَى عُنُقِهِ فَدَعَوْتُ اللهَ، فَثَبَّتَنِي عَلَيْهِ فَطَعَنْتُ بِرُمْحِي حَتَّى بَلَغَ الدَّمُ إِبْطِي.(1/258)
490- حَدَّثنا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، حَدَّثنا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي خَلِيفَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، قَالَ: إِنَّ اللهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ وَيُعْطِي عَلَيْهِ مَا لاَ يُعْطِي عَلَى العُنْفِ.(1/259)
491- حَدَّثنا إِسْحَاقُ، حَدَّثنا سُفيَانُ، عَنْ عَبْدِ المَلِكِ بْنِ أَعْيَنَ، عَنْ أَبِي حَرْبِ بْنِ أَبِي الأَسْوَدِ الدِّيلِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: أَتَانِي عَبْدُ اللهِ بْنِ سَلاَمٍ وَقَدْ وَضَعْتُ قَدَمَيَّ فِي الغَرْزِ، فَقَالَ لِي: لاَ تَقْدَمِ العِرَاقَ ؛ فَإِنِّي أَخْشَى أَنْ يُصِيبَكَ بِهَا ذُبَابُ السَّيْفِ، قَالَ عَلِيٌّ: وَايْمُ اللهِ لَقَدْ أَخْبَرَنِي بِهِ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، قَالَ أَبُو الأَسْوَدِ: فَمَا رَأَيْتُ كَاليَوْمِ قَطُّ مُحَارِبًا يُخْبِرُ بِذِي عَنْ نَفْسِهِ(1/259)
492- حَدَّثنا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى الوَاسِطِيُّ، حَدَّثنا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هَانِئِ بْنِ هَانِئٍ، أَوْ يَزِيدَ بْنِ هَانِئٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: اسْتَأْذَنَ عَمَّارٌ عَلَى النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَقَالَ: مَرْحَبًا بِالطَّيِّبِ المُطَيَّبِ.
493- وَحَدَّثناهُ إِسْحَاقُ، عَنْ شَرِيكٍ، بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ، وَفِي حَدِيثِ إِسْحَاقَ، قَالَ: الشَّكُّ مِنْ شَرِيكٍ.(1/260)
494- حَدَّثنا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى الوَاسِطِيُّ، وَإِسْحَاقُ قَالاَ: حَدَّثنا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ ذِي حُدَّانَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: إِنَّ اللهَ سَمَّى الحَرْبَ خَدْعَةً عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ.(1/260)
495- حَدَّثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثنا سَعِيدُ بْنُ خُثَيْمٍ، حَدَّثنا فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ التَّطَوُّعَ ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ، وَبِالنَّهَارِ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً(1/260)
496- حَدَّثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثنا عَبْثَرُ بْنُ القَاسِمِ، وَجَرِيرٌ، وَابْنُ فُضَيْلٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ يَزِيدَ الحِمَّانِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، يَقُولُ: مَنْ كَذَبَ عَلِيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ.(1/260)
497- حَدَّثنا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ الوَاسِطِيُّ، حَدَّثنا خَالِدٌ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَنَّهُ نَهَى أَنْ يَرْفَعَ الرَّجُلُ صَوْتَهُ بِالقُرْآنِ قَبْلَ العَتَمَةِ وَبَعْدَهَا، يُغَلِّطُ أَصْحَابَهُ وَالقَوْمُ يُصَلُّونَ.(1/261)
498- حَدَّثنا عِيسَى بْنُ سَالِمٍ، حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو، عنِ ابْنِ عَقِيلٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، أَنَّهُ سَمَّى ابْنَهُ الأَكْبَرَ حَمْزَةَ، وَسَمَّى حُسَيْنًا بِعَمِّهِ جَعْفَرَ، قَالَ: فَدَعَا رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ عَلِيًّا، فَلَمَّا أَتَى، قَالَ: غَيَّرْتَ اسْمَ ابْنَيَّ هَذَيْنِ، قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، فَسَمَّى حَسَنًا وَحُسَيْنًا(1/261)
499- حَدَّثنا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثنا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي حَيَّةَ، قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيًّا يَتَوَضَّأُ، فَغَسَلَ كَفَّيْهِ حَتَّى أَنْقَاهُمَا، ثُمَّ مَضْمَضَ ثَلاَثًا، وَاسْتَنْشَقَ ثَلاَثًا، وَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاَثًا، وَذِرَاعَيْهِ ثَلاَثًا، وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ، وَغَسَلَ قَدَمَيْهِ إِلَى الكَعْبَيْنِ، وَأَخَذَ فَضْلَ طَهُورِهِ فَشَرِبَ وَهُوَ قَائِمٌ، ثُمَّ قَالَ: أَحْبَبْتُ أَنْ أُرِيَكُمْ كَيْفَ كَانَ طُهُورُ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ.(1/261)
500- حَدَّثنا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثنا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: ذَكَرَ عَبْدُ خَيْرٍ، عَنْ عَلِيٍّ، مِثْلَ حَدِيثِ أَبِي حَيَّةَ، إِلاَّ أَنَّ عَبْدَ خَيْرٍ، كَانَ إِذَا فَرَغَ مِنْ طُهُورِهِ أَخَذَ بِكَفٍّ مِنْ فَضْلِ طَهُورِهِ فَشَرِبَ.(1/262)
501- حَدَّثنا أَبُو مَعْمَرٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ القَاسِمِ أَبِي إِبْرَاهِيمَ الأَسَدِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: لاَ أَعْلَمُهُ إِلاَّ عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: إِذَا هَاجَ بِأَحَدِكُمُ الدَّمُ فَلْيُهْرِقْهُ وَلَوْ بِمِشْقَصٍ.(1/262)
502- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثنا أَبِي، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ القُرَظِيِّ، عَنْ رَجُلٍ، سَمَّاهُ وَنَسِيتُهُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: خَرَجْتُ فِي غَدَاةٍ شَاتِيَةٍ جَائِعًا وَقَدْ أَوْبَقَنِيَ البَرْدُ، فَأَخَذْتُ ثَوْبًا مِنْ صُوفٍ قَدْ كَانَ عِنْدَنَا، ثُمَّ أَدْخَلْتُهُ فِي عُنُقِي وَحَزَمْتُهُ عَلَى صَدْرِي أَسْتَدْفِئُ بِهِ، وَاللَّهِ مَا فِي بَيْتِي شَيْءٌ آكُلُ مِنْهُ، وَلَوْ كَانَ فِي بَيْتِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ شَيْءٌ لَبَلَغَنِي، فَخَرَجْتُ فِي بَعْضِ نَوَاحِي المَدِينَةِ فَانْطَلَقْتُ إِلَى يَهُودِيٍّ فِي حَائِطِهِ فَاطَّلَعْتُ عَلَيْهِ مِنْ ثَغْرَةِ جِدَارِهِ، فَقَالَ: مَا لَكَ يَا أَعْرَابِيُّ، هَلْ لَكَ فِي دَلْوٍ بِتَمْرَةٍ؟ قُلْتُ: نَعَمِ افْتَحْ لِيَ الحَائِطَ، فَفَتَحَ لِي فَدَخَلْتُ فَجَعَلْتُ أَنْزِعُ الدَّلْوَ وَيُعْطِينِي تَمْرَةً، حَتَّى مَلأْتُ كَفِّي، قُلْتُ: حَسْبِي مِنْكَ الآنَ، فَأَكَلْتُهُنَّ ثُمَّ جَرَعْتُ مِنَ المَاءِ، ثُمَّ جِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ فِي المَسْجِدِ، وَهُوَ مَعَ عِصَابَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَطَلَعَ عَلَيْنَا مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ فِي بُرْدَةٍ لَهُ مَرْقُوعَةٍ بِفَرْوَةٍ، وَكَانَ أَنْعَمَ غُلاَمٍ بِمَكَّةَ وَأَرْفَهَهُ عَيْشًا، فَلَمَّا رَآهُ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ ذَكَرَ مَا كَانَ فِيهِ مِنَ النَّعِيمِ، وَرَأَى حَالَهُ الَّتِي هُوَ عَلَيْهَا فَذَرَفَتْ عَيْنَاهُ فَبَكَى، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: أَنْتُمُ اليَوْمَ خَيْرٌ، أَمْ إِذَا غُدِيَ عَلَى أَحَدِكُمْ بِحَفْنَةٍ مِنْ خُبْزٍ وَلَحْمٍ، وَرِيحَ عَلَيْهِ بِأُخْرَى، وَغَدَا فِي حُلَّةٍ، وَرَاحَ فِي أُخْرَى، وَسَتَرْتُمْ بُيُوتَكُمْ كَمَا تُسْتَرُ الكَعْبَةُ؟ قُلْنَا: بَلْ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ، نَتَفَرَّغُ لِلْعِبَادَةِ، قَالَ: بَلْ أَنْتُمُ اليَوْمَ خَيْرٌ.(1/262)
503- حَدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ، حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، زَوَّجَنِي رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَاطِمَةَ عَلَى دِرْعِ حَدِيدٍ حُطَمِيَّةٍ، وَكَانَ سَلَّحَنِيهَا وَقَالَ: ابْعَثْ بِهَا إِلَيْهَا تُحِلِّلْهَا بِهَا، فَبَعَثْتُ بِهَا إِلَيْهَا، وَاللَّهِ مَا ثَمَنُهَا كَذَا وَأَرْبَعِ مِئَةِ دِرْهَمٍ(1/263)
504- حَدَّثنا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، حَدَّثنا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ المُخْتَارِ الأَنْصَارِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ فَيْرُوزَ، حَدَّثَنِي حُضَيْنُ بْنُ المُنْذِرِ الرَّقَاشِيُّ، قَالَ: شَهِدْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ وَأُتِيَ بِالوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ قَدْ صَلَّى بِأَهْلِ الكُوفَةِ الصُّبْحَ أَرْبَعًا، ثُمَّ قَالَ: أَزِيدُكُمْ؟ قَالَ: شَهِدَ عَلَيْهِ حُمْرَانُ وَرَجُلٌ آخَرُ، شَهِدَ أَحَدُهُمَا أَنَّهُ رَآهُ يَشْرَبُهَا، يَعْنِي الخَمْرَ، وَشَهِدَ الآخَرُ أَنَّهُ رَآهُ يَتَقَيَّؤُهَا، فَقَالَ عُثْمَانُ: إِنَّهُ لَمْ يَتَقَيَّأْهَا حَتَّى شَرِبَهَا، فَقَالَ: لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أَقِمْ عَلَيْهِ الحَدَّ، فَقَالَ عَلِيٌّ لاِبْنِهِ الحَسَنِ: أَقِمْ عَلَيْهِ الحَدَّ، فَقَالَ الحَسَنُ: وَلِّ حَارَّهَا مَنْ تَوَلَّى قَارَّهَا، فَقَالَ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ ابْنِ أَخِيهِ: أَقِمْ عَلَيْهِ الحَدَّ فَأَخَذَ سَوْطًا فَجَلَدَهُ، وَعَلِيٌّ يَعُدُّ فَلَمَّا بَلَغَ أَرْبَعِينَ، قَالَ: أَمْسِكْ، جَلَدَ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَرْبَعِينَ، وَأَبُو بَكْرٍ أَرْبَعِينَ، وَعُمَرُ ثَمَانِينَ، وَكُلٌّ سُنَّةٌ وَهَذَا أَحَبُّ إِلَيَّ.(1/264)
505- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثنا مَنْصُورُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الثَّقَفِيُّ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: كَانَ شِعَارُ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَا كُلَّ خَيْرٍ(1/264)
506- حَدَّثنا أُمَيَّةُ بْنُ بِسْطَامٍ، حَدَّثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثنا شُعْبَةُ، عَنِ الحَكَمِ، عَنْ أَبِي المُوَرِّعِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فِي جِنَازَةٍ، فَقَالَ: أَلاَ رَجُلٌ يَذْهَبُ إِلَى المَدِينَةِ، فَلاَ يَدَعُ قَبْرًا إِلاَّ سَوَّاهُ، وَلاَ صُورَةً إِلاَّ طَلَخَهَا، وَلاَ وَثَنًا إِلاَّ كَسَرَهُ، فَقَامَ رَجُلٌ وَهَابَ أَهْلُ المَدِينَةِ، فَقَامَ عَلِيٌّ، فَقَالَ: أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: فَذَهَبَ ثُمَّ جَاءَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ لَمْ آتِكَ حَتَّى لَمْ أَدَعْ فِيهَا قَبْرًا إِلاَّ سَوَّيْتُهُ، وَلاَ صُورَةً إِلاَّ لَطَّخْتُهَا، وَلاَ وَثَنًا إِلاَّ كَسَرْتُهُ، قَالَ: مَنْ عَادَ إِلَى صَنْعَةِ شَيْءٍ مِنْهُ فَقَدْ كَفْرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، لاَ تَكُونَنَّ فَتَّانًا، وَلاَ مُخْتَالاً، وَلاَ تَاجِرًا، إِلاَّ تَاجِرَ خَيْرٍ، فَإِنَّ أُولَئِكَ المُسَبِّقُونَ فِي العَمَلِ.(1/265)
507- حَدَّثنا عَبْدُ الغَفَّارِ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثنا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَشْوَعَ، عَنْ حَنَشٍ الكِنَانِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، أَنَّهُ دَعَا صَاحِبَ شُرْطَتِهِ، فَقَالَ: انْطَلِقْ فَلاَ تَدَعْ قَبْرًا إِلاَّ سَوَّيْتَهُ، وَلاَ زُخْرُفًا إِلاَّ وَضَعْتَهُ، ثُمَّ قَالَ: هَلْ تَدْرِي فِيمَا بَعَثْتُكَ؟ بَعَثْتُكَ فِيمَا بَعَثَنِي فِيهِ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ(1/265)
508- حَدَّثنا عَبْدُ الغَفَّارِ، حَدَّثنا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنِ الأَشْعَثِ بْنِ سَوَّارٍ، عَنِ الحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَنْ أَنْحَرَ البُدْنَ، وَأَنْ أَتَصَدَّقَ بِلُحُومِهَا، فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ أَسْأَلُهُ عَنْ جِلاَلِهَا وَجُلُودِهَا، فَأَمَرَنِي أَنْ أَتَصَدَّقَ بِهَا.(1/266)
509- حَدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الجَوْهَرِيُّ، حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ نَصْرِ بْنِ حَاجِبٍ، حَدَّثنا هِلاَلُ بْنُ خَبَّابٍ، عَنْ زَاذَانَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: حَقُّ المُسْلِمِ عَلَى المُسْلِمِ سِتٌّ: يُسَلِّمُ عَلَيْهِ إِذَا لَقِيَهُ، وَيُجِيبُهُ إِذَا دَعَاهُ، وَيَنْصَحُ لَهُ بِالغَيْبِ، وَيُشَمِّتُ عَلَيْهِ إِذَا عَطَسَ، وَيَعُودُهُ إِذَا مَرِضَ، وَيَشْهَدُ جِنَازَتَهُ إِذَا مَاتَ.(1/266)
510- حَدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثنا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي فَاخِتَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ لِفَاطِمَةَ: إِنِّي وَإِيَّاكِ وَهَذَا، يَعْنِينِي، وَهَذَيْنِ: الحَسَنَ وَالحُسَيْنَ يَوْمَ القِيَامَةِ فِي مَكَانٍ وَاحِدٍ(1/266)
511- حَدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثنا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الهُذَيْلِ بْنِ بِلاَلٍ (1)، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَسْعُودٍ العَبْدِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ تَسْبِقُهُ بَعْضُ أَعْضَائِهِ إِلَى الجَنَّةِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى زَيْدِ بْنِ صُوحَانَ.
_حاشية__________
(1) تصحف في المطبوعتين إلى : "الهُذَيْلِ بْنِ هِلاَلٍ"، وأثبتناه عن "المطالب العالية" 4015, وانظر: "التاريخ الكبير" للبخاري 8/245، و"الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم 9/113، و"تعجيل المنفعة" 1129، و"المؤتلف والمختلف" للدارقطني 4/2310.(1/266)
512- حَدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثنا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ عَبْدِ الأَعْلَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَأْكُلُ الثَّرِيدَ وَيَشْرَبُ اللَّبَنَ وَيُصَلِّي وَلاَ يَتَوَضَّأُ.(1/267)
513- حَدَّثنا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ بِنْتِ السُّدِّيِّ، حَدَّثنا شَرِيكٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: لاَ تَكْذِبُوا عَلَيَّ، فَإِنَّهُ مَنْ يَكَذِبْ عَلَيَّ يَلِجِ النَّارَ.(1/267)
514- حَدَّثنا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثنا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: مَا كُنْتُ أَدِي مَنْ أَقَمْتُ عَلَيْهِ الحَدَّ إِلاَّ شَارِبَ الخَمْرِ، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ لَمْ يَسُنَّ فِيهِ شَيْئًا، إِنَّمَا هُوَ شَيْءٌ قُلْنَاهُ نَحْنُ(1/267)
515- حَدَّثنا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، حَدَّثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: أَبُو سَعِيدٍ سَأَلَهُ رَجُلٌ، عَنِ اسْمِهِ قَالَ: نَضْرُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: حَدَّثنا عُقْبَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ اليَشْكُرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا، يَوْمَ الجَمَلِ، يَقُولُ: مَرَّ بِي رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ وَهُوَ يَقُولُ: طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ جَارَايَ فِي الجَنَّةِ.(1/267)
516- حَدَّثنا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثنا أَشْعَثُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنِ الحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ لَعَنَ عَشَرَةً: آكِلَ الرِّبَا، وَمُوكِلَهُ، وَكَاتِبَهُ، وَشَاهِدَيْهِ، وَالوَاشِمَةَ، وَالمُسْتَوْشِمَةَ، وَمَانِعَ الصَّدَقَةِ، وَالمُحِلَّ، وَالمُحَلَّلَ لَهُ.(1/268)
517- حَدَّثنا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثنا مَنْصُورُ بْنُ وَرْدَانَ، حَدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ البَخْتَرِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حَجُّ البَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً}، قَالَ المُؤْمِنُونَ: يَا رَسُولَ اللهِ أَفِي كُلِّ عَامٍ؟ مَرَّتَيْنِ، قَالَ: فَسَكَتَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ أَفِي كُلِّ عَامٍ؟ مَرَّتَيْنِ، قَالَ: لاَ، وَلَوْ قُلْتُ نَعَمْ لَوَجَبَتْ، فَأَنْزَلَ اللهُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ}(1/268)
518- حَدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثنا الرَّبِيعُ بْنُ سَهْلٍ الفَزَارِيُّ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا، عَلَى المِنْبَرِ وَأَتَاهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، مَالِي أَرَاكَ تَسْتَحِيلُ النَّاسَ اسْتِحَالَةَ الرَّجُلِ إِبِلَهُ، أَبِعَهْدٍ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَوْ شَيْئًا رَأَيْتَهُ، قَالَ: وَاللَّهِ مَا كَذَبْتُ وَلاَ كُذِبْتُ، وَلاَ ضَلَلْتُ وَلاَ ضُلَّ بِي، بَلْ عَهْدٌ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ عَهِدَهُ إِلَيَّ، وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى.(1/268)
519- حَدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثنا الرَّبِيعُ بْنُ سَهْلٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا، عَلَى مِنْبَرِكُمْ هَذَا، يَقُولُ: عَهِدَ إِلَيَّ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاكِثِينَ وَالقَاسِطِينَ وَالمَارِقِينَ.(1/269)
520- حَدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثنا شَرِيكٌ، عَنْ عَمَّارٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فِي مَنَامِي، فَشَكَوْتُ إِلَيْهِ مَا لَقِيتُ مِنْ أُمَّتِهِ مِنَ الأَوْدِ وَاللَّدَدِ فَبَكَيْتُ، فَقَالَ لِي: لاَ تَبْكِ يَا عَلِيُّ، وَالتَفَتَ فَالتَفَتُّ، فَإِذَا رَجُلاَنِ يَتَصَعَدَانِ وَإِذَا جَلاَمِيدُ تُرْضَخُ بِهَا رُؤُوسُهُمَا حَتَّى تُفْضَخَ ثُمَّ يَرْجِعُ، أَوْ قَالَ: يَعُودُ، قَالَ: فَغَدَوْتُ إِلَى عَلِيٍّ كَمَا كُنْتُ أَغْدُو عَلَيْهِ كُلَّ يَوْمٍ، حَتَّى إِذَا كُنْتُ فِي الخَرَّازِينَ لَقِيتُ النَّاسَ، فَقَالُوا: قُتِلَ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ(1/269)
521- حَدَّثنا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثنا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المُسَيَّبِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: إِنَّهُ صَنَعَ طَعَامًا فَدَعَا رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَرَأَى فِي البَيْتِ شَيْئًا فِيهِ تَصَاوِيرُ فَرَجَعَ، قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا رَجَعَكَ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي؟ قَالَ: إِنَّ فِي البَيْتِ سِتْرًا فِيهِ تَصَاوِيرُ، وَإِنَّ المَلاَئِكَةَ لاَ تَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ تَصَاوِيرُ.(1/269)
522- حَدَّثنا مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ جَعْفَرٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلِيًّا، بِالكُوفَةِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، يَقُولُ: خَيْرُ نِسَائِهَا مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، هِيَ خَيْرُ نِسَائِهَا يَوْمَئِذٍ، وَخَيْرُ نِسَائِهَا خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ.(1/270)
523- حَدَّثنا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثنا حُبَيِّبُ (1) بْنُ حَبِيبٍ، أَخُو حَمْزَةَ الزَّيَّاتِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، قَالَ: الإِسْلاَمُ ثَمَانِيَةُ أَسْهُمٍ: الإِسْلاَمُ سَهْمٌ، وَالصَّلاَةُ سَهْمٌ، وَالزَّكَاةُ سَهْمٌ، وَالحَجُّ سَهْمٌ، وَالجِهَادُ سَهْمٌ، وَصَوْمُ رَمَضَانَ سَهْمٌ، وَالأَمْرُ بِالمَعْرُوفِ سَهْمٌ، وَالنَّهْيُ عَنِ المُنْكَرِ سَهْمٌ، وَخَابَ مَنْ لاَ سَهْمَ لَهُ.
_حاشية__________
(1) حُبَيِّب، بالتشديد، تصغير حَبِيب. "المؤتلف والمختلف" للدارقطني 2/626، و"الإكمال" لابن ماكولا 2/299، و"تبصير المُنتبه" لابن حَجَر 1/408.(1/270)
524- حَدَّثنا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ، حَدَّثنا سُفيَانُ، حَدَّثنا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ كَانَ لاَ يَحْجُبُهُ عَنْ قِرَاءَةِ القُرْآنِ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ جُنُبًا.(1/270)
525- حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، حَدَّثنا حُدَيْجُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي حُذَيْفَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَنَّهُ قَالَ: رَأَيْتُ القَمَرَ لَيْلَةَ القَدْرِ كَأَنَّهُ شِقُّ جَفْنَةٍ.(1/270)
526- حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ الأَزْدِيُّ، حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ بْنِ يَرِيمَ، وَهَانِئِ بْنِ هَانِئٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ لِزَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ حِينَ تَنَازَعُوا فِي ابْنَةِ حَمْزَةَ: وَأَمَّا أَنْتَ يَا زَيْدُ فَأَخُونَا وَمَوْلاَنَا.(1/271)
527- حَدَّثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَذْرَمِيُّ، حَدَّثنا عَلِيُّ بْنُ يَزِيدَ الصُّدَائِيُّ، عَنِ الحَارِثِ بْنِ نَبْهَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، عَنِ المُغَنِّيَاتِ وَالنَّوَّاحَاتِ، وَعَنْ شِرَائِهِنَّ، وَبَيْعِهِنَّ، وَتِجَارَةٍ فِيهِنَّ، وَقَالَ: كَسْبُهُنَّ حَرَامٌ.(1/271)
528- حَدَّثنا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثنا زَكَرِيَّا بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ الصُّهْبَانِيُّ، عَنْ عَبْدِ المُؤْمِنِ، عَنْ أَبِي المُغِيرَةِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: طَلَبَنِي رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَوَجَدَنِي فِي جَدْوَلٍ نَائِمًا، فَقَالَ: قُمْ مَا أَلُومُ النَّاسَ يُسَمُّونَكَ أَبَا تُرَابٍ، قَالَ: فَرَأَى كَأَنِّي وَجَدْتُ فِي نَفْسِي مِنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: قُمْ فَوَاللَّهِ لأُرْضِيَنَّكَ، أَنْتَ أَخِي، وَأَبُو وَلَدَيَّ، تُقَاتِلُ عَنْ سُنَّتِي، وَتُبْرِئُ ذِمَّتِي مَنْ مَاتَ فِي عَهْدِي فَهُوَ كَنْزُ اللهِ، وَمَنْ مَاتَ فِي عَهْدِكَ فَقَدْ قَضَى نَحْبَهُ، وَمَنْ مَاتَ يُحِبُّكَ بَعْدَ مَوْتِكَ خَتَمَ اللهُ لَهُ بِالأَمْنِ وَالإِيمَانِ، مَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ أَوْ غَرَبَتْ، وَمَنْ مَاتَ يُبْغِضُكَ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً، وَحُوسِبَ بِمَا عَمِلَ فِي الإِسْلاَمِ(1/271)
529- حَدَّثنا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ الوَاسِطِيُّ، حَدَّثنا خَالِدٌ، عَنْ مُسْلِمٍ يَعْنِي الأَعْوَرَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ إِلَى اليَمَنِ فَأَمَرَنِي أَنْ أَنْهَى عَنِ الدُّبَّاءِ، وَالحَنْتَمِ، وَالمُزَفَّتِ، وَالمُقَيَّرِ وَالنَّقِيرِ.(1/272)
530- حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ المَجِيدِ، حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَوْهَبٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَوْنِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: قَاتَلْتُ يَوْمَ بَدْرٍ قِتَالاً، ثُمَّ جِئْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَإِذَا هُوَ سَاجِدٌ، يَقُولُ: يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ، ثُمَّ ذَهَبْتُ فَقَاتَلْت، ثُمَّ جِئْتُ فَإِذَا النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ سَاجِدٌ يَقُولُ: يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ، قَالَ: فَفَتَحَ اللهُ عَلَيْهِ.(1/272)
531- حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ حُنَيْنٍ، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّ رَجُلاً قَتَلَ عَبْدَهُ مُتَعَمِّدًا، فَجَلَدَهُ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ مِئَةً، وَنَفَاهُ سَنَةً، وَمَحَا سَهْمَهُ مِنَ المُسْلِمِينَ، وَلَمْ يُقِدْهُ بِهِ(1/272)
532- حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الحَجَّاجِ اللَّخْمِيُّ، حَدَّثنا عَبْدُ المَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنِ النَّزَّالِ بْنِ سَبْرَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، قَالَ: زَيْنُ الصَّلاَةِ الحِذَاءُ.(1/273)
533- حَدَّثنا الحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، حَدَّثنا وَكِيعُ بْنُ الجَرَّاحِ، حَدَّثنا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَأَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: هَذَانِ سَيِّدَا كُهُولِ أَهْلِ الجَنَّةِ مِنَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ إِلاَّ النَّبِيِّينَ وَالمُرْسَلِينَ، يَا عَلِيُّ، لاَ تُخْبِرْهُمَا.(1/273)
534- حَدَّثنا الحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، حَدَّثنا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبُو حَفْصٍ الأَبَّارُ، حَدَّثنا الحَكَمُ بْنُ عَبْدِ المَلِكِ، عَنِ الحَارِثِ بْنِ حَصِيرَةَ، عَنْ أَبِي صَادِقٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ نَاجِدٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: فِيكَ مَثَلٌ مِنْ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ أَبْغَضَتْهُ يَهُودُ حَتَّى بَهَتُوا أُمَّهُ وَأَحَبَّتْهُ النَّصَارَى حَتَّى أَنْزَلُوهُ بِالمَنْزِلَةِ الَّتِي لَيْسَ بِهِ، قَالَ: ثُمَّ قَالَ عَلِيٌّ: يَهْلِكُ فِيَّ رَجُلاَنِ: مُحِبٌّ مُطْرٍ يُفْرِطُ لِي بِمَا لَيْسَ فِيَّ، وَمُبْغِضٌ مُفْتَرٍ يَحْمِلُهُ شَنَآنِي عَلَى أَنْ يَبْهَتَنِي(1/273)
535- حَدَّثنا القَوَارِيرِيُّ، حَدَّثنا غُنْدَرٌ، حَدَّثنا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ عُرْفُطَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ خَيْرٍ، قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيًّا تَمَضْمَضَ ثَلاَثًا مَعَ الاِسْتِنْشَاقِ بِمَاءٍ وَاحِدٍ، ثُمَّ قَالَ: مَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى طُهُورِ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، فَهَذَا طُهُورُ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ.(1/274)
536- حَدَّثنا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، حَدَّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثنا عَاصِمٌ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قُلْتُ لِرَجُلٍ: أَقْرِئْنِي مِنَ الأَحْقَافِ ثَلاَثِينَ آيَةً، فَأَقْرَأَنِي خِلاَفَ مَا أَقْرَأَنِي رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، وِقُلْتُ لَآخَرَ: أَقْرِئْنِي مِنَ الأَحْقَافِ ثَلاَثِينَ آيَةً، فَأَقْرَأَنِي خِلاَفَ مَا أَقْرَأَنِيَ الأَوَّلُ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ وَعَلِيٌّ عِنْدَهُ جَالِسٌ، فَقَالَ عَلِيٌّ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: اقْرَؤُوا كَمَا عُلِّمْتُمْ.(1/274)
537- حَدَّثنا أَبُو مُوسَى الزَّمِنُ، حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ عَجْلاَنَ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ حُنَيْنٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: نَهَانِي رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ عَنْ خَاتَمِ الذَّهَبِ، وَأَنْ أَقْرَأَ وَأَنَا رَاكِعٌ، وَعَنِ القَسِّيِّ وَالمُعَصْفَرِ(1/274)
538- حَدَّثنا أَبُو مُوسَى، حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفيَانَ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنِ الحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، عَنِ الدُّبَّاءِ وَالمُزَفَّتِ.(1/275)
539- حَدَّثنا أَبُو مُوسَى، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ أُمِّ مُوسَى، قَالَتْ: سَمِعْتُ عَلِيًّا، يَقُولُ: أَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ ابْنَ مَسْعُودٍ أَنْ يَصْعَدَ شَجَرَةً فَيَأْتِيَهِ بِشَيْءٍ مِنْهَا، فَنَظَرَ أَصْحَابُهُ إِلَى حُمُوشَةِ سَاقَيْهِ فَضَحِكُوا مِنْهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: مَا تَضْحَكُونَ؟ لَرِجْلُ عَبْدِ اللهِ عِنْدَ اللهِ يَوْمَ القِيَامَةِ أَثْقَلُ مِنْ أُحُدٍ.(1/275)
540- حَدَّثنا الحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، حَدَّثنا المُبَارَكُ بْنُ سَعِيدٍ، أَخُو سُفيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ الهَمْدَانِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، يَقُولُ عَلَى هَذَا المِنْبَرِ: أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ هَذِهِ الأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا؟ قَالَ: فَذَكَرَ أَبَا بَكْرٍ، قَالَ: ثُمَّ قَالَ: أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِالثَّانِي؟ قَالَ: فَذَكَرَ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ، قَالَ: ثُمَّ قَالَ: لَئِنْ شِئْتُ لأَخْبَرْتُكُمْ بِالثَّالِثِ، قَالَ: ثُمَّ سَكَتَ، قَالَ: ثُمَّ ظَنَنَّا أَنَّهُ يَعْنِي نَفْسَهُ، قَالَ حَبِيبٌ: فَقُلْتُ لِعَبْدِ خَيْرٍ: أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ عَلِيٍّ، قَالَ: نَعَمْ وَرَبِّ الكَعْبَةِ وَإِلاَّ فَصُمَّتَا(1/275)
541- حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ المُثَنَّى، حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنِي الرَّبِيعُ بْنُ حَبِيبٍ، عَنْ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ المَلِكِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ عَنِ السَّوْمِ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، وَعَنْ ذَبْحِ ذَوَاتِ الدَّرِّ.(1/275)
542- حَدَّثنا أَبُو مُوسَى، حَدَّثنا مَنْصُورُ بْنُ وَرْدَانَ الأَسَدِيُّ، حَدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي البَخْتَرِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حَجُّ البَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً}، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفِي كُلِّ عَامٍ؟ فَسَكَتَ، ثُمَّ قَالُوا: فِي كُلِّ عَامٍ؟ قَالَ: لاَ، وَلَوْ قُلْتُ: نَعَمْ لَوَجَبَتْ، فَأَنْزَلَ اللهُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} إِلَى آخِرِ الآيَةِ.(1/276)
543- حَدَّثنا أَبُو مُوسَى، حَدَّثنا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثنا سُفيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الخَلِيلِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كَانَ لِلْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رُمْحٌ، فَكُنَّا إِذَا خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فِي غَزَاةٍ فَرَكَزَهُ فَيَمُرُّ بِهِ النَّاسُ فَيَحْمِلُونَهُ، فَقُلْتُ لَهُ: لَئِنْ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ لأُخْبِرَنَّهُ، فَقَالَ: إِنَّكَ إِنْ فَعَلْتَ لَمْ تَرْفَعْ ضَالَّةً.(1/276)
544- حَدَّثنا أَبُو مُوسَى، حَدَّثنا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثنا سُفيَانُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الحَارِثِ بْنِ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: وَقَفَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ بِعَرَفَةَ، فَقَالَ: هَذِهِ عَرَفَةُ، وَهَذَا المَوْقِفُ، وَعَرَفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ، ثُمَّ أَفَاضَ حِينَ غَابَتِ الشَّمْسُ، فَأَرْدَفَ أُسَامَةَ، وَجَعَلَ يَسِيرُ عَلَى هَيْئَتِهِ، وَالنَّاسُ
يَضْرِبُونَ يَمِينًا وَشِمَالاً لاَ يَلْتَفِتُ إِلَيْهِمْ، وَهُوَ يَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، عَلَيْكُمْ بِالسَّكِينَةِ، ثُمَّ أَتَى جَمْعًا فَصَلَّى بِهِمُ الصَّلاَتَيْنِ جَمِيعًا، فَلَمَّا أَصْبَحَ أَتَى قُزَحَ، فَوَقَفَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: هَذَا قُزَحُ، وَهَذَا المَوْقِفُ، وَجَمْعٌ كُلُّهَا مَوْقِفٌ، ثُمَّ أَفَاضَ فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى وَادِي مُحَسِّرٍ قَرَعَ نَاقَتَهُ فَخَبَّتْ حَتَّى جَازَ الوَادِيَ، وَقَفَ وَأَرْدَفَ الفَضْلَ، ثُمَّ أَتَى الجَمْرَةَ فَرَمَاهَا، ثُمَّ أَتَى المَنْحَرَ، فَقَالَ: هَذَا المَنْحَرُ وَمِنًى كُلُّهَا مَنْحَرٌ، وَاسْتَفْتَتْهُ جَارِيَةٌ مِنْ خَثْعَمٍ فَقَالَتْ: إِنَّ أَبِي شَيْخٌ كَبِيرٌ قَدْ أَفْنَدَ، وَقَدْ أَدْرَكَتْهُ فَرِيضَةُ اللهِ فِي الحَجِّ، فَيُجْزِئُ أَنْ أَحُجَّ عَنْهُ؟ قَالَ: حُجِّي عَنْ أَبِيكِ وَلَوَى عُنُقَ الفَضْلِ، فَقَالَ لَهُ العَبَّاسُ: لِمَ لَوَيْتَ عُنُقَ ابْنِ عَمِّكَ؟ قَالَ: رَأَيْتُ شَابًّا وَشَابَّةً فَلَمْ آمَنِ الشَّيْطَانَ عَلَيْهِمَا، وَأَتَى رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي أَفَضْتُ قَبْلَ أَنْ أَحْلِقَ؟ قَالَ: احْلِقْ، وَقَصِّرْ، وَلاَ حَرَجَ، وَجَاءَ رَجُلٌ آخَرُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي ذَبَحْتُ قَبْلَ أَنْ أَرْمِيَ، قَالَ: ارْمِ وَلاَ حَرَجَ، ثُمَّ أَتَى البَيْتَ فَطَافَ بِهِ، ثُمَّ أَتَى زَمْزَمَ فَقَالَ: يَا بَنِي عَبْدِ المُطَّلِبِ، سِقَايَتَكُمْ، لَوْلاَ أَنْ يَغْلِبَكُمُ النَّاسُ لَنَزَعْتُ بِهَا.(1/276)
545- حَدَّثنا أَبُو مُوسَى، حَدَّثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثنا أَبِي، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي البَخْتَرِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ: مَا تَرَوْنَ فِي فَضْلٍ فَضَلَ عِنْدَنَا مِنْ هَذَا المَالِ؟ فَقَالَ النَّاسُ: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، قَدْ شَغَلْنَاكَ عَنْ أَهْلِكَ وَضَيْعَتِكَ وَتِجَارَتِكَ فَهُوَ لَكَ، قَالَ لِي: مَا تَقُولُ أَنْتَ؟ قُلْتُ: أَشَارُوا عَلَيْكَ، قَالَ: قُلْ، فَقُلْتُ: لِمَ تَجْعَلْ يَقِينَكَ ظَنًّا، وَعِلْمَكَ جَهْلاً؟ قَالَ: لَتَخْرُجَنَّ مِمَّا قُلْتَ أَوْ لأُعَاقِبَنَّكَ، فَقُلْتُ: أَجَلْ لأَخْرُجَنَّ مِنْهُ، أَمَا تَذْكُرُ حَيْثُ بَعَثَكَ نَبِيُّ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ سَاعِيًا، فَأَتَيْتَ العَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ المُطَّلِبِ فَمَنَعَكَ صَدَقَتَهُ، فَقُلْتَ لِيَ: انْطَلِقْ مَعِي إِلَى النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَلَنُخْبِرَنَّهُ بِالَّذِي صَنَعَ العَبَّاسُ، فَانْطَلَقْنَا إِلَى النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَوَجَدْنَاهُ خَاثِرًا، فَرَجَعْنَا ثُمَّ عُدْنَا عَلَيْهِ الغَدَ فَوَجَدْنَاهُ طَيِّبَ النَّفْسِ فَأَخْبَرْتَهُ بِالَّذِي صَنَعَ العَبَّاسُ، فَقَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَمَّ الرَّجُلِ صِنْوُ أَبِيهِ، وَذَكَرْنَا لَهُ الَّذِي رَأَيْنَا مِنْ خُثُورِهِ فِي اليَوْمِ الأَوَّلِ، وَمَا رَأَيْنَا مِنْ طِيبِ نَفْسِهِ فِي اليَوْمِ الثَّانِي، فَقَالَ: إِنَّكُمَا أَتَيْتُمَانِي فِي اليَوْمِ الأَوَّلِ وَقَدْ بَقِيَ عِنْدِي مِنَ الصَّدَقَةِ دِينَارٌ، فَكَانَ الَّذِي رَأَيْتُمَا لِذَلِكَ، وَأَتَيْتُمَانِي اليَوْمَ وَقَدْ وَجَّهْتُ، فَذَلِكَ الَّذِي رَأَيْتُمَا مِنْ طِيبِ نَفْسِي، فَقَالَ عُمَرُ: صَدَقْتَ، أَمَا وَاللَّهِ لأَشْكُرَنَّ، يَعْنِي لَكَ، الأُولَى وَالآخِرَةَ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، فَلِمَ تُعَجِّلُ العُقُوبَةَ، وَتُؤَخِّرُ الشُّكْرَ؟.(1/277)
546- حَدَّثنا أَبُو مُوسَى، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ العُقَيْلِيُّ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: لَمَّا انْجَلَى النَّاسُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَوْمَ أُحُدٍ، نَظَرْتُ فِي القَتْلَى فَلَمْ أَرَ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، فَقُلْتُ: وَاللَّهِ مَا كَانَ لِيَفِرَّ، وَمَا أَرَاهُ فِي القَتْلَى، وَلَكِنْ أَرَى اللهَ غَضِبَ عَلَيْنَا بِمَا صَنَعْنَا فَرَفَعَ نَبِيَّهُ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، فَمَا فِيَّ خَيْرٌ مِنْ أَنْ أُقَاتِلَ حَتَّى أُقْتَلَ، فَكَسَرْتُ جَفْنَ سَيْفِي، ثُمَّ حَمَلْتُ عَلَى القَوْمِ فَأَفْرَجُوا لِي، فَإِذَا أَنَا بِرَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ بَيْنَهُمْ(1/278)
547- حَدَّثنا أَبُو مُوسَى، حَدَّثنا أَبُو عَاصِمٍ، أَخبَرنا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: أَصَبْتُ شَارِفًا فِي مَغْنَمِ بَدْرٍ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، وَأَعْطَانِي رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ شَارِفًا، فَأَنَخْتُهُمَا عِنْدَ بَابِ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ أُرِيدُ أَنْ أَحْمِلَ عَلَيْهِمَا إِذْخِرًا أَبِيعُهُ، وَمَعِي رَجُلٌ صَائِغٌ مِنْ بَنِي قَيْنُقَاعَ، قَالَ عَلِيٌّ: أَسْتَعِينُ بِهِ عَلَى وَلِيمَةِ فَاطِمَةَ وَحَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ فِي البَيْتِ يَشْرَبُ وَمَعَهُ قَيْنَةٌ تُغَنِّيهِ تَقُولُ: أَلاَ يَا حَمْزُ لِلشُّرُفِ النِّوَاءِ، فَثَارَ إِلَيْهِمَا بِالسَّيْفِ فَجَبَّ أَسْنِمَتَهُمَا، وَبَقَرَ خَوَاصِرَهُمَا، وَأَخَذَ مِنْ أَكْبَادِهِمَا، قَالَ: قُلْتُ لاِبْنِ شِهَابٍ: وَمِنَ السَّنَامِ؟ قَالَ: قَدْ جَبَّ أَسْنِمَتَهُمَا، قَالَ: فَنَظَرْتُ إِلَى أَمْرٍ أَفْظَعَنِي، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ وَمَعَهُ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ وَمَعَهُ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ، وَخَرَجْتُ مَعَهُ، حَتَّى قَامَ عَلَى حَمْزَةَ، قَالَ: فَتَغَيَّظَ عَلَيْهِ، قَالَ: فَرَفَعَ حَمْزَةُ بَصَرَهُ فَقَالَ: وَهَلْ أَنْتُمْ إِلاَّ عَبِيدُ آبَائِي؟ قَالَ: فَرَجَعَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يُقَهْقِرُ عَنْهُ(1/279)
548- حَدَّثنا أَبُو مُوسَى، حَدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ عَلِيًّا كَانَ إِذَا سَافَرَ سَارَ بَعْدَ مَا تَغْرُبُ الشَّمْسُ حَتَّى يَكَادُ أَنْ يُظْلِمَ، ثُمَّ يَنْزِلُ فَيُصَلِّي المَغْرِبَ، ثُمَّ يَدْعُو بِعَشَائِهِ فَيَتَعَشَّى، ثُمَّ يُصَلِّي العِشَاءَ، ثُمَّ يَرْتَحِلُ، وَيَقُولُ: هَكَذَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَصْنَعُ.(1/280)
549- حَدَّثنا أَبُو مُوسَى، حَدَّثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ، مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَزْهَرَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا، يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ نَهَى أَنْ يَبْقَى عِنْدَكُمْ مِنْ لَحْمِ نُسُكِكُمْ شَيْءٌ بَعْدَ ثَلاَثٍ.(1/280)
550- حَدَّثنا أَبُو مُوسَى، حَدَّثنا سَهْلُ بْنُ حَمَّادٍ أَبُو عَتَّابٍ الدَّلاَّلُ، حَدَّثنا مُخْتَارُ بْنُ نَافِعٍ التَّمِيمِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو حَيَّانَ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: رَحِمَ اللهُ أَبَا بَكْرٍ زَوَّجَنِي ابْنَتَهُ، وَحَمَلَنِي إِلَى دَارِ الهِجْرَةِ، وَأَعْتَقَ بِلاَلاً مِنْ مَالِهِ، رَحِمَ اللهُ عُمَرَ يَقُولُ الحَقَّ وَإِنْ كَانَ مُرًّا، تَرَكَهُ الحَقُّ وَمَالَهُ صَدِيقٌ، رَحِمَ اللهُ عُثْمَانَ تَسْتَحْيِيهِ المَلاَئِكَةُ، رَحِمَ اللهُ عَلِيًّا، اللهُمَّ أَدِرِ الحَقَّ مَعَهُ كَيْفَ دَارَ(1/280)
551- حَدَّثنا أَبُو مُوسَى، حَدَّثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قُلْتُ لِفَاطِمَةَ: لَوْ أَتَيْتِ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَسَأَلْتِهِ خَادِمًا، فَإِنَّهُ قَدْ أَجْهَدَكِ العَمَلُ، فَأَتَتْهُ فَلَمْ تُوَافِقْهُ، فَقَالَ: أَلاَ أَدُلُّكُمَا عَلَى خَيْرٍ مِمَّا سَأَلْتُمَا؟ إِذَا أَوَيْتُمَا إِلَى فِرَاشِكُمَا فَسَبِّحَا ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ، وَاحْمَدَا ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ، وَكَبِّرَا أَرْبَعًا وَثَلاَثِينَ، فَذَلِكَ مِئَةٌ عَلَى اللِّسَانِ وَأَلْفٌ فِي المِيزَانِ.(1/281)
552- حَدَّثنا أَبُو مُوسَى، حَدَّثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخبَرنا العَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: أَتَانَا رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ حَتَّى وَضْعَ قَدَمَهُ بَيْنِي وَبَيْنَ فَاطِمَةَ فَعَلَّمَنَا مَا نَقُولُ إِذَا أَخَذْنَا مَضَاجِعَنَا: ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ تَسْبِيحَةً، وَثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ تَحْمِيدَةً، وَأَرْبَعًا وَثَلاَثِينَ تَكْبِيرَةً، قَالَ عَلِيٌّ: مَا تَرَكْتُهَا بَعْدُ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: وَلاَ لَيْلَةَ صِفِّينَ؟ قَالَ: وَلاَ لَيْلَةَ صِفِّينَ.(1/281)
553- حَدَّثنا أَبُو مُوسَى، حَدَّثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثنا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، يُحَدِّثُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مَرْثَدٍ، عَنْ حَسَّانَ بْنِ كُرَيْبٍ، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: القَائِلُ الفَاحِشَةَ، وَالَّذِي يَسْمَعُ فِي الإِثْمِ سَوَاءٌ.(1/281)
554- حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ بْنِ يَرِيمَ، وَهَانئِ بْنِ هَانِئٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ لِزَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ حِينَ تَنَازَعُوا ابْنَةَ حَمْزَةَ: وَأَمَّا أَنْتَ يَا زَيْدُ فَأَخُونَا وَمَوْلاَنَا(1/281)
555- حَدَّثنا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، حَدَّثنا حَمَّادٌ، حَدَّثنا جَمِيلُ بْنُ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الوَضِيءِ، قَالَ: كُنَّا مَعَ عَلِيٍّ حِينَ قُتِلَ أَهْلُ النَّهْرَوَانِ، قَالَ: التَمِسُوا لِيَ المُخْدَجَ، فَانْطَلَقَ القَوْمُ فَلَمْ يَجِدُوهُ، قَالَ: ارْجِعُوا فَالتَمِسُوهُ، فَانْطَلَقُوا فَلَمْ يَجِدُوهُ، قَالَ: ارْجِعُوا فَالتَمِسُوهُ، فَوَاللَّهِ مَا كَذَبْتُ وَلاَ كُذِبْتُ، قَالَ: فَانْطَلَقُوا فَاسْتَخْرَجُوهُ مِنْ تَحْتِ القَتْلَى فِي طِينٍ، فَجَاؤُوا بِهِ، فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ، حَبَشِيٌّ عَلَيْهِ قُرْطَقٌ إِحْدَى يَدَيْهِ مِثْلُ حَلَمَةِ المَرْأَةِ، عَلَيْهِ شَعَرَاتٌ مِثْلُ شَعَرَاتٍ تَكُونُ عَلَى ذَنَبِ اليَرْبُوعِ.(1/282)
556- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثنا مُعَاذٌ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المُسَيَّبِ، أَنَّ عَلِيًّا، صَنَعَ طَعَامًا، فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ حَتَّى إِذَا نَظَرَ إِلَى البَيْتِ رَجَعَ، فَقَالَ عَلِيٌّ: مَا رَجَعَكَ يَا نَبِيَّ اللهِ، فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي؟ قَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ فِي بَيْتِكَ سِتْرًا فِيهِ تَصَاوِيرُ، وَإِنَّ المَلاَئِكَةَ لاَ تَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ تَصَاوِيرُ.
557- وَبِهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المُسَيَّبِ، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّهُ قَالَ: الإِخْوَةُ مِنَ الأُمِّ لاَ يَرِثُونَ دِيَةَ أَخِيهِمْ لأُمِّهِمْ إِذَا قُتِلَ.(1/282)
558- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثنا يُوسُفُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثنا هَارُونُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ الْحَنَفِيِّ (1)، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَنَّ أُعْوِرَ آبَارَهَا، يَعْنِي يَوْمَ بَدْرٍ.
_حاشية__________
(1) تحرف في طبعة دار المأمون إلى: "الجعفي"، وجاء على الصواب في طبعة دار القبلة، وإتحاف الخيرة المهرة (4547)، والمطالب العالية (4252).(1/282)
559- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ، حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: إِذَا حَدَّثْتُكُمْ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَلأَنْ أَخِرَّ مِنَ السَّمَاءِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَقُولَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ مَا لَمْ يَقُلْ، وَلَكِنَّ الحَرْبَ خُدْعَةٌ.(1/283)
560- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثنا يُونُسُ بْنُ أَرْقَمَ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنِ القَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ هَانِئٍ، قَالَ: أَتَيْتُ عَلِيًّا فَسَأَلْتُهُ عَنِ المَسْحِ عَلَى الخُفَّيْنِ، فَقَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فِي سَفَرٍ فَمَسَحْنَا ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَلَيَالِيهِنَّ، وَلِلْمُقِيمِ يَوْمًا.(1/283)
561- حَدَّثنا القَوَارِيرِيُّ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بْنِ أَبِي حَزْمٍ، حَدَّثنا عُمَرُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: عُفِيَ لَكُمْ عَنْ صَدَقَةِ الخَيْلِ وَالرَّقِيقِ، وَلَكِنْ هَلُمُّوا صَدَقَةَ الوَرِقِ، مِنْ كُلِّ أَرْبَعِينَ دِرْهَمًا دِرْهَمًا، وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْكُمْ شَيْءٌ حَتَّى تَكُونَ مِائَتَيْ دِرْهَمٍ، فَإِذَا كَانَتْ مِائَتَيْ دِرْهَمٍ فَفِيهَا خَمْسَةُ دَرَاهِمَ(1/283)
562- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الوَاحِدِ، حَدَّثنا عُمَرُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي حَسَّانَ الأَعْرَجِ، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، قَالَ: المُؤْمِنُونَ تَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ، وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ، يَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ، أَلاَ لاَ يُقْتَلُ مُؤْمِنٌ بِكَافِرٍ، وَلاَ ذُو عَهْدٍ فِي عَهْدِهِ.(1/283)
563- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ، حَدَّثنا السَّكَنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ البُرْجُمِيُّ أَبُو عَمْرٍو، حَدَّثنا أَشْعَثُ بْنُ سَوَّارٍ، عَنِ ابْنِ أَشْوَعَ، عَنْ حَنَشٍ الكِنَانِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، أَنَّهُ بَعَثَ عَامِلَ شُرْطَتِهِ، فَقَالَ لَهُ: تَدْرِي عَلاَمَ أَبْعَثُكَ؟ أَبْعَثُكَ عَلَى مَا بَعَثَنِي عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَنْ أَنْحِتَ لَهُ كُلَّ زُخْرُفٍ، قَالَ: يَعْنِي كُلَّ صُورَةٍ، وَأَنْ أُسَوِّيَ كُلَّ قَبْرٍ.(1/284)
564- حَدَّثنا القَوَارِيرِيُّ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ العَبْدِيُّ، عَنْ حَفْصِ بْنِ خَالِدٍ العَبْدِيِّ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ خَطَبَ النَّاسَ ذَاتَ يَوْمٍ، فَقَالَ: أَلاَ إِنَّ الأُمَرَاءَ مِنْ قُرَيْشٍ، أَلاَ إِنَّ الأُمَرَاءَ مِنْ قُرَيْشٍ، أَلاَ إِنَّ الأُمَرَاءَ مِنْ قُرَيْشٍ مَا أَقَامُوا بِثَلاَثٍ: مَا حَكَمُوا فَعَدَلُوا، وَمَا عَاهَدُوا فَوَفَوْا، وَمَا اسْتُرْحِمُوا فَرَحِمُوا، فَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ مِنْهُمْ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالمَلاَئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ(1/284)
565- حَدَّثنا القَوَارِيرِيُّ، حَدَّثنا حَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ، حَدَّثنا الفَضْلُ بْنُ عُمَيْرَةَ أَبُو قُتَيْبَةَ القَيْسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَيْمُونُ الكُرْدِيُّ أَبُو نُصَيْرٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ آخِذٌ بِيَدِي، وَنَحْنُ نَمْشِي فِي بَعْضِ سِكَكِ المَدِينَةِ، إِذْ أَتَيْنَا عَلَى حَدِيقَةٍ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا أَحْسَنَهَا مِنْ حَدِيقَةٍ قَالَ: لَكَ فِي الجَنَّةِ أَحْسَنُ مِنْهَا، ثُمَّ مَرَرْنَا بِأُخْرَى فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا أَحْسَنَهَا مِنْ حَدِيقَةٍ، قَالَ: لَكَ فِي الجَنَّةِ أَحْسَنُ مِنْهَا، حَتَّى مَرَرْنَا بِسَبْعِ حَدَائِقَ، كُلُّ ذَلِكَ أَقُولُ مَا أَحْسَنَهَا وَيَقُولُ: لَكَ فِي الجَنَّةِ أَحْسَنُ مِنْهَا، فَلَمَّا خَلاَ لَهُ الطَّرِيقُ اعْتَنَقَنِي ثُمَّ أَجْهَشَ بَاكِيًا، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: ضَغَائِنُ فِي صُدُورِ أَقْوَامٍ، لاَ يُبْدُونَهَا لَكَ إِلاَّ مِنْ بَعْدِي، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ فِي سَلاَمَةٍ مِنْ دِينِي؟ قَالَ: فِي سَلاَمَةٍ مِنْ دَيْنِكَ.(1/284)
566- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، حَدَّثنا سُفيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ، عَنِ المِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: أَوَّلُ مَنْ يُكْسَى مِنَ الخَلاَئِقِ إِبْرَاهِيمُ قُبْطِيَّتَيْنِ، وَيُكْسَى مُحَمَّدٌ بُرْدَةً حِبَرَةً، قَالَ: وَهُوَ عَنْ يَمِينِ العَرْشِ(1/285)
567- حَدَّثنا القَوَارِيرِيُّ، حَدَّثنا يُونُسُ بْنُ أَرْقَمَ، حَدَّثنا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: شَهِدْتُ عَلِيًّا فِي الرَّحْبَةِ يُنَاشِدُ النَّاسَ: أَنْشُدُ اللهَ مَنْ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، يَقُولُ فِي يَوْمِ غَدِيرِ خُمٍّ: مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاَهُ، لَمَا قَامَ فَشَهِدَ، قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَقَامَ اثْنَا عَشَرَ بَدْرِيًّا، كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى أَحَدِهِمْ عَلَيْهِ سَرَاوِيلُ، فَقَالُوا: نَشْهَدُ أَنَّا سَمِعْنَا رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، يَقُولُ يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ: أَلَسْتُ أَوْلَى بِالمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجِي أُمَّهَاتُهُمْ، قُلْنَا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: فَمَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاَهُ، اللهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاَهُ وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ.(1/285)
568- حَدَّثنا القَوَارِيرِيُّ، حَدَّثنا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثنا الفُرَاتُ بْنُ سَلْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الكَرِيمِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ إِلَى الجَزَّارِ الَّذِي يَنْحَرُ بُدْنَهُ، فَأَمَرَنِي أَنْ أَتَصَدَّقَ بِلُحُومِهِنَّ وَجُلُودِهِنَّ وَأَجِلَّتِهِنَّ، وَلاَ أُعْطِي مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا، وَقَالَ: إِنَّا نُعْطِيهِ مِنْ غَيْرِ ذَلِكَ.(1/286)
569- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ، حَدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنِي زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ يَزِيدَ بْنِ أُمَيَّةَ الدِّيلِيِّ، قَالَ: مَرِضَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ مَرَضًا شَدِيدًا حَتَّى أَدْنَفَ وَخِفْنَا عَلَيْهِ، ثُمَّ إِنَّهُ بَرَأَ وَنَقِهَ، فَقُلْنَا: هَنِيئًا لَكَ أَبَا الحَسَنِ، الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَاكَ، قَدْ كُنَّا نَخَافُ عَلَيْكَ، قَالَ: لَكِنِّي لَمْ أَخَفْ عَلَى نَفْسِي، أَخْبَرَنِي الصَّادِقُ المُصَدَّقُ أَنِّي لاَ أَمُوتُ حَتَّى أُضْرَبَ عَلَى هَذِهِ، وَأَشَارَ إِلَى مُقَدَّمِ رَأْسِهِ الأَيْسَرِ، فَتَخَضَّبُ هَذِهِ مِنْهَا بِدَمٍ، وَأَخَذَ بِلِحْيَتِهِ، وَقَالَ لِي: يَقْتُلُكَ أَشْقَى هَذِهِ الأُمَّةِ كَمَا عَقَرَ نَاقَةَ اللهِ أَشْقَى بَنِي فُلاَنٍ مِنْ ثَمُودَ، قَالَ: فَنَسَبَهُ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ إِلَى فَخِذِهِ الدُّنْيَا دُونَ ثَمُودَ.(1/286)
570- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ، حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنْكَدِرِ، عَنْ مَسْعُودِ بْنِ الحَكَمِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: رَأَيْنَا رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَامَ فَقُمْنَا وَقَعَدَ فَقَعَدْنَا، يَعْنِي فِي الجِنَازَةِ.(1/287)
571- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ، حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثنا سُفيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي حَيَّةَ، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ تَوَضَّأَ ثَلاَثًا ثَلاَثًا.(1/287)
572- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ، حَدَّثنا بِشْرُ بْنُ المُفَضَّلِ، حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ، حَدَّثَنِي عَبْدَةُ بْنُ أَبِي لُبَابَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ شَقِيقَ بْنَ سَلَمَةَ، يَقُولُ: رَأَيْتُ عَلِيًّا يَتَوَضَّأُ ثَلاَثًا ثَلاَثًا، وَقَالَ: هَكَذَا تَوَضَّأَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ.(1/287)
573- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ، حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثنا سُفيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ كَانَ يُصَلِّي دُبُرَ كُلِّ صَلاَةٍ مَكْتُوبَةٍ رَكْعَتَيْنِ، إِلاَّ العَصْرَ وَالصُّبْحَ(1/287)
574- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ، حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثنا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، حَدَّثَنِي عَمِّي المَاجِشُونُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ كَانَ إِذَا اسْتَفْتَحَ الصَّلاَةَ كَبَّرَ، ثُمَّ قَالَ: وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ المُشْرِكِينَ، إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ، لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ، وَأَنَا أَوَّلُ المُسْلِمِينَ، اللهُمَّ أَنْتَ المَلِكُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، أَنْتَ رَبِّي، وَأَنَا عَبْدُكَ، ظَلَمْتُ نَفْسِي، وَاعْتَرَفْتُ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي جَمِيعًا، لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ، وَاهْدِنِي لأَحْسَنِ الأَخْلاَقِ لاَ يَهْدِي لأَحْسَنِهَا إِلاَّ أَنْتَ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا، لاَ يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إِلاَّ أَنْتَ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ الخَيْرُ كُلُّهُ فِي يَدَيْكُ، وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ، إِنَّا بِكَ وَإِلَيْكَ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ، وَإِذَا رَكَعَ، قَالَ: اللهُمَّ لَكَ رَكَعْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، خَشَعَ لَكَ سَمْعِي، وَبَصَرِي، وَعِظَامِي، وَمُخِّي، وَعَصَبِي، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ، قَالَ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، رَبَّنَا لَكَ الحَمْدُ مِلْءَ السَّمَاوَاتِ، وَمِلْءَ الأَرْضِ، وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ، فَإِذَا سَجَدَ قَالَ: اللهُمَّ لَكَ سَجَدْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، سَجَدَ وَجْهِيَ لِلَّذِي خَلَقَهُ وَصَوَّرَهُ، فَأَحْسَنَ صُوَرَهُ، وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ، فَتَبَارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الخَالِقِينَ فَإِذَا سَلَّمَ قَالَ: اللهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، أَنْتَ المُقَدِّمُ وَأَنْتَ المُؤَخِّرُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ(1/287)
575- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ، حَدَّثنا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ المَاجِشُونُ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ بِنَحْوِهِ، إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ فِي حَدِيثِهِ: أَنْتَ المُقَدِّمُ وَأَنْتَ المُؤَخِّرُ.(1/289)
576- حَدَّثنا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثنا سُفيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حَسَنٍ، وَعَبْدِ اللهِ، ابْنَيْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِمَا، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: نَهَى عَنْ نِكَاحِ المُتْعَةِ يَوْمَ خَيْبَرَ، وَعَنْ لُحُومِ الحُمُرِ الأَهْلِيَّةِ.(1/289)
577- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا سُفيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ الكَرِيمِ الجَزَرِيِّ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَنْ أَقُومَ عَلَى بُدْنِهِ، وَأَنْ أَقْسِمَ جُلُودَهَا وَجِلاَلَهَا، وَأَمَرَنِي أَلاَّ أُعْطِيَ الجَازِرَ مِنْهَا شَيْئًا، وَقَالَ: نَحْنُ نُعْطِيهِ مِنْ عِنْدِنَا(1/289)
578- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: أَتَتْ فَاطِمَةُ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ تَسْتَخْدِمُهُ خَادِمًا، فَقَالَ: أَدُلُّكِ، أَوْ أُعَلِّمُكِ، مَا هُوَ خَيْرٌ لَكِ مِنْ ذَلِكَ؟ إِذَا أَوَيْتِ إِلَى فِرَاشِكِ تُسَبِّحِينَ ثَلاَثَةً وَثَلاَثِينَ، وَكَبِّرِي وَاحْمَدِي: أَحَدُهُمَا ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ، وَالآخَرُ أَرْبَعًا وَثَلاَثِينَ، قَالَ عَلِيٌّ: فَلَمْ أَدَعْهَا بَعْدَ أَنْ سَمِعْتُهَا، قِيلَ لَهُ: وَلاَ لَيْلَةَ صِفِّينَ؟ قَالَ: وَلاَ لَيْلَةَ صِفِّينَ.(1/289)
579- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: أَنَّهُ كَانَ لاَ يَحْجُبُهُ عَنْ قِرَاءَةِ القُرْآنِ إِلاَّ الجَنَابَةُ.(1/290)
580- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: قَدْ تَجَوَّزْنَا لَكُمْ عَنْ صَدَقَةِ الخَيْلِ وَالرَّقِيقِ.(1/290)
581- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الحَمِيدِ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلاَلِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ وَهْبِ بْنِ الأَجْدَعِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: لاَ تُصَلِّ بَعْدَ العَصْرِ إِلاَّ أَنْ تَكُونَ الشَّمْسُ بَيْضَاءَ مُرْتَفِعَةً.(1/290)
582- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كُنَّا فِي جِنَازَةٍ فِي بَقِيعِ الغَرْقَدِ، وَجَاءَنَا رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَقَعَدَ وَقَعَدْنَا حَوْلَهُ، وَمَعَهُ مِخْصَرَةٌ فَنَكَّسَ فَجَعَلَ يَنْكُتُ بِمِخْصَرَتِهِ، ثُمَّ قَالَ: مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ، مَا مِنْ نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ إِلاَّ وَقَدْ كَتَبَ اللهُ مَكَانَهَا مِنَ الجَنَّةِ وَمَكَانَهَا مِنَ النَّارِ، وَإِلاَّ قَدْ كُتِبَتْ شَقِيَّةً أَوْ سَعِيدَةً، قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ أَلاَ نَمْكُثُ عَلَى كِتَابِنَا وَنَدَعُ العَمَلَ؟ فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ السَّعَادَةِ فَسَيَصِيرُ إِلَى عَمَلِ أَهْلِ السَّعَادَةِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الشَّقَاءِ فَسَيَصِيرُ إِلَى عَمَلِ أَهْلِ الشَّقَاءِ؟ فَقَالَ: اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ، أَمَّا أَهْلُ السَّعَادَةِ فَيُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ أَهْلِ السَّعَادَةِ، وَأَمَّا أَهْلُ الشِّقْوَةِ فَيُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ أَهْلِ الشِّقْوَةِ، ثُمَّ قَرَأَ: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى}.(1/290)
583- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: لاَ يُؤْمِنُ عَبْدٌ حَتَّى يُؤْمِنَ بِأَرْبَعٍ: أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ بَعَثَنِي بِالحَقِّ، وَيُؤْمِنَ بِالبَعْثِ بَعْدَ المَوْتِ، وَيُؤْمِنَ بِالقَدَرِ.(1/291)
584- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ عَبْدِ المَلِكِ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ دَجَاجَةَ الأَسَدِيِّ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدُ عَلِيٍّ فَدَخَلَ، عَلَيْهِ أَبُو مَسْعُودٍ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: يَا فَرُّوخُ أَنْتَ القَائِلُ: لاَ يَأْتِي عَلَى النَّاسِ مِئَةُ سَنَةٍ وَعَلَى الأَرْضِ عَيْنٌ تَطْرِفُ، أَخْطَأَتْ إِسْتُكَ الحُفْرَةَ، إِنَّمَا قَالَ: لاَ يَأْتِي عَلَى النَّاسِ مِئَةُ سَنَةٍ وَعَلَى الأَرْضِ عَيْنٌ تَطْرِفُ مِمَّا هُوَ اليَوْمَ حَيٌّ، وَإِنَّمَا رَخَاءُ هَذِهِ الأُمَّةِ وَفَرَحُهَا بَعْدَ المِئَةِ(1/291)
585- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: إِنَّ اللهَ وِتْرٌ يُحِبُّ الوِتْرَ، فَأَوْتِرُوا يَا أَهْلَ القُرْآنِ.(1/291)
586- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ الأَسَدِيِّ، قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيًّا أُتِيَ بِدَابَّةٍ، فَوَضَعَ رِجْلَهُ فِي الرِّكَابِ، قَالَ: بِسْمِ اللهِ، فَلَمَّا اسْتَوَى عَلَيْهَا قَالَ: الحَمْدُ لِلَّهِ، ثُمَّ قَالَ: {سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ}، ثُمَّ كَبَّرَ ثَلاَثًا، ثُمَّ قَالَ: سُبْحَانَكَ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي إِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ، ثُمَّ اسْتَضْحَكَ؟ فَقُلْتُ: مِمَّ اسْتَضْحَكْتَ؟ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، قَالَ يَوْمًا مِثْلَ مَا قُلْتُ، ثُمَّ اسْتَضْحَكَ، فَقُلْتُ: مِمَّ اسْتَضْحَكْتَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: تَعَجَّبَ رَبُّنَا مِنْ قَوْلِ عَبْدِهِ: سُبْحَانَكَ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي إِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ، قَالَ: عَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ(1/292)
587- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا جَرِيرٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ، قَالَ: أُتِيَ عُمَرُ بِامْرَأَةٍ قَدْ فَجَرَتْ، فَأَمَرَ بِهَا أَنْ تُرْجَمَ فَمُرَّ بِهَا عَلَى عَلِيٍّ فَعَرَفَهَا، فَخَلَّى سَبِيلَهَا، فَأُتِيَ عُمَرُ فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ عَلِيًّا أَخَذَهَا مِنْ أَيْدِينَا فَأَرْسَلَهَا، فَقَالَ: ادْعُوهُ لِي، فَأَتَاهُ، فَقَالَ: لِمَ أَرْسَلَتْهَا؟ قَالَ: وَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُ يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، قَالَ: قَدْ رُفِعَ القَلَمُ عَنْ ثَلاَثَةٍ: عَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، وَعَنِ الصَّبِيِّ حَتَّى يَبْلُغَ، وَعَنِ المَجْنُونِ حَتَّى يَبْرَأَ، وَإِنَّ هَذِهِ مَجْنُونَةُ بَنِي فُلاَنٍ، وَلَعَلَّ الَّذِي فَجَرَ بِهَا أَتَاهَا وَهِيَ فِي بَلاَئِهَا.(1/292)
588- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا جَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ ثَعْلَبَةَ الحِمَّانِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ، وَأَشْهَدُ أَنَّهُ مِمَّا كَانَ يُشِيرُ إِلَيَّ لَيُخَضَّبَنَّ هَذَا مِنْ دَمِ هَذَا، يَعْنِي لِحْيَتَهُ مِنْ دَمِ رَأْسِهِ.(1/293)
589- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا جَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنِ الحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَنْ يُنْبَذَ فِي الدُّبَّاءِ وَالمُزَفَّتِ(1/293)
590- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا جَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الجَعْدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَبُعٍ، قَالَ: خَطَبَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، فَقَالَ: وَالَّذِي فَلَقَ الحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسَمَةَ لَتُخَضَّبَنَّ هَذِهِ مِنْ هَذِهِ، يَعْنِي لِحْيَتَهُ مِنْ دَمِ رَأْسِهِ، قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ: وَاللَّهِ لاَ يَقُولُ ذَاكَ أَحَدٌ إِلاَّ أَبَرْنَا عِتْرَتَهُ، فَقَالَ: أَذْكُرُ اللهَ، أَوْ أَنْشُدُ اللهَ، أَنْ تُقْتَلَ بِي إِلاَّ قَاتِلِي، فَقَالَ رَجُلٌ: أَلاَ تَسْتَخْلِفُ يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: لاَ، وَلَكِنْ أَتْرُكُكُمْ إِلَى مَا تَرَكَكُمْ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، قَالُوا: فَمَا تَقُولُ لِلَّهِ إِذَا لَقِيتَهُ؟ قَالَ: أَقُولُ: اللهُمَّ تَرَكْتِنِي فِيهِمْ مَا بَدَا لَكَ، ثُمَّ تَوَفَّيْتَنِي وَتَرَكْتُكَ فِيهِمْ، فَإِنْ شِئْتَ أَصْلَحْتَهُمْ، وَإِنْ شِئْتَ أَفْسَدْتَهُمْ.(1/293)
591- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا جَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي البَخْتَرِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: إِذَا حَدَّثْتُكُمْ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ حَدِيثًا فَظَنُّوا بِهِ الَّذِي هُوَ أَهْيَأُ، وَالَّذِي هُوَ أَهْدَى، وَالَّذِي هُوَ أَتْقَى.(1/294)
592- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنِ الحَارِثِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ، حَدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُجَيٍّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: كَانَتْ لِي مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ سَاعَةٌ مِنَ السَّحَرِ آتِيهِ فِيهَا، فَكُنْتُ إِذَا أَتَيْتُ اسْتَأْذَنْتُ، فَإِنْ وَجَدْتُهُ يُصَلِّي سَبَّحَ، فَدَخَلْتُ وَإِنْ وَجَدْتُهُ فَارِغًا أَذِنَ لِي، فَأَتَيْتُهُ لَيْلَةً فَأَذِنَ لِي فَقَالَ: أَتَانِي المَلَكُ، أَوْ قَالَ: جِبْرِيلُ، فَقُلْتُ: ادْخُلْ، فَقَالَ: إِنَّ فِي البَيْتِ مَا لاَ أَسْتَطِيعُ أَنْ أَدْخُلَ، قَالَ: فَنَظَرْتُ فَقُلْتُ: لاَ أَجِدُ شَيْئًا، فَطَلَبْتُ، فَقَالَ لِي: انْظُرْ، فَنَظَرْتُ فَإِذَا جَرْوٌ لِلْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ مَرْبُوطٌ بِقَائِمِ السَّرِيرِ فِي بَيْتِ أُمِّ سَلَمَةَ، فَقَالَ: إِنَّ المَلاَئِكَةَ، أَوْ إِنَّا مَعْشَرَ المَلاَئِكَةِ، لاَ نَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ تِمْثَالٌ أَوْ كَلْبٌ أَوْ جُنُبٌ.(1/294)
593- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ أُمِّ مُوسَى، قَالَتْ: سَمِعْتُ عَلِيًّا، يَقُولُ: مَا رَمِدْتُ وَلاَ صُدِعْتُ مُنْذُ مَسَحَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ وَجْهِي، وَتَفَلَ فِي عَيْنَيَّ يَوْمَ خَيْبَرَ حِينَ أَعْطَانِي الرَّايَةَ.(1/295)
594- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ أُمِّ مُوسَى، قَالَتْ: اسْتَأْذَنَ قَاتِلُ الزُّبَيْرِ عَلَى عَلِيٍّ، فَقَالَ: لِيَدْخُلِ النَّارَ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، يَقُولُ: لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيٌّ وَحَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ.
595- وَبِهِ، عَنْ أُمِّ مُوسَى، قَالَتْ: ذُكِرَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ عِنْدَ عَلِيٍّ فَذَكَرَ مِنْ فَضْلِهِ، ثُمَّ قَالَ: لَقَدِ ارْتَقَى مَرَّةً شَجَرَةً أَرَادَ أَنْ يَجْتَنِيَ لأَصْحَابِهِ، فَضَحِكَ أَصْحَابُهُ مِنْ دِقَّةِ سَاقِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: مَا تَضْحَكُونَ؟ فَلَهُوَ أَثْقَلُ فِي المِيزَانِ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ أُحُدٍ(1/295)
596- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثنا مُغِيرَةُ، عَنْ أُمِّ مُوسَى، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كَانَ آخِرُ كَلاَمِ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: الصَّلاَةَ، الصَّلاَةَ، اتَّقُوا اللهَ فِيمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ.(1/296)
597- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يُوتِرُ فِي أَوَّلِ اللَّيْلِ وَفِي وَسَطِهِ وَفِي آخِرِهِ، ثُمَّ أَثْبَتَ لَهُ الوِتْرَ فِي آخِرِهِ.(1/296)
598- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ الدَّانَاجِ، عَنْ حُضَيْنٍ أَبِي سَاسَانَ، أَنَّهُ رَكِبَ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الكُوفَةِ إِلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، فَأَخْبَرُوهُ بِمَا كَانَ مِنْ أَمْرِ الوَلِيدِ، أَيْ يَشْرَبُ الخَمْرَ، فَكَلَّمَهُ فِي ذَلِكَ عَلِيٌّ، فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ: دُونَكَ ابْنَ عَمِّكَ فَأَقِمْ عَلَيْهِ الحَدَّ، قَالَ: قُمْ يَا حَسَنُ فَاجْلِدْهُ، قَالَ: فِيمَ أَنْتَ مِنْ هَذَا؟ وَلِّ غَيْرِي، قَالَ: بَلْ ضَعُفْتَ وَوَهَنْتَ، قُمْ يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ جَعْفَرٍ فَاجْلِدْهُ، فَجَعَلَ يَجْلِدُهُ، وَيَعُدُّ عَلِيٌّ حَتَّى بَلَغَ أَرْبَعِينَ فَقَالَ: كُفَّ، أَوْ أَرْسِلْهُ، جَلَدَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَرْبَعِينَ، وَأَبُو بَكْرٍ أَرْبَعِينَ، وَكَمَّلَهَا عُمَرُ ثَمَانِينَ وَكُلٌّ سُنَّةٌ.(1/296)
599- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا سُفيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، قَالَ: جَلَدَ عَلِيٌّ رَجُلاً مِنْ قُرَيْشٍ الحَدَّ فِي الخَمْرِ أَرْبَعِينَ جَلْدَةً بِسَوْطٍ لَهُ طَرَفَانِ(1/296)
600- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ رُكَانَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ الخَوْلاَنِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَلِيٍّ بَيْتَهُ، وَقَدْ بَالَ فَدَعَا بِوَضُوءٍ فَجِئْنَاهُ بِعُسٍّ يَمْلأُ المُدَّ، أَوْ قَرِيبَهُ، حَتَّى وُضِعَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: أَلاَ أَتَوَضَّأُ لَكَ وُضُوءَ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ؟ قُلْتُ: بَلَى، فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي، قَالَ: فَوُضِعَ لَهُ الإِنَاءُ، فَغَسَلَ يَدَيْهِ، ثُمَّ مَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدَيْهِ فَصَكَّ بِهِمَا فِي وَجْهِهِ، وَالتَقَمَ إِبْهَامَاهُ مَا أَقْبَلَ مِنْ أُذُنَيْهِ، ثُمَّ أَعَادَ بِمِثْلِ ذَلِكَ ثَلاَثًا، ثُمَّ أَخَذَ كَفًّا مِنْ مَاءٍ بِيَدِهِ اليُمْنَى فَأَفْرَغَهَا عَلَى نَاصِيَتِهِ، ثُمَّ أَرْسَلَهَا تَسْتَنُّ عَلَى وَجْهِهِ، ثُمَّ غَسَلَ يَدَهُ اليُمْنَى إِلَى المِرْفَقِ ثَلاَثًا، ثُمَّ يَدَهُ الأُخْرَى مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ مَسَحَ بِرَأْسِهِ وَأُذُنَيْهِ مِنْ ظُهُورِهِمَا، ثُمَّ أَخَذَ بِكَفَّيْهِ مِنَ المَاءِ فَصَكَّ بِهِمَا عَلَى قَدَمَيْهِ وَفِيهِمَا النَّعْلُ، ثُمَّ قَلَبَهَا ثُمَّ عَلَى الأُخْرَى مِثْلَ ذَلِكَ، قُلْتُ: فِي النَّعْلَيْنِ؟ قَالَ: فِي النَّعْلَيْنِ ثَلاَثًا.(1/297)
601- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حُنَيْنٍ، عَنْ جَدِّهِ حُنَيْنٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: نَهَانِي رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ عَنْ لُبِسَ المُعَصْفَرِ، وَعَنِ القَسِّيِّ، وَعَنْ خَاتَمِ الذَّهَبِ، وَعَنِ القِرَاءَةِ فِي الرُّكُوعِ، قَالَ أَيُّوبُ أَوْ قَالَ: وَأَنْ أَقْرَأَ وَأَنَا رَاكِعٌ، قَالَ أَبُو خَيْثَمَةَ: إِنَّ إِسْمَاعِيلَ رَجَعَ عَنْ قَوْلِهِ: عَنْ جَدِّهِ، فَقَالَ بَعْدُ: عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ فُلاَنِ بْنِ حُنَيْنٍ، عَنْ أَبِيهِ(1/297)
602- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الفَزَارِيُّ، حَدَّثنا مَنْصُورُ بْنُ حَيَّانَ، قَالَ: حَدَّثنا أَبُو الطُّفَيْلِ عَامِرُ بْنُ وَاثِلَةَ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: مَا كَانَ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يُسِّرُ إِلَيْكَ؟ فَغَضِبَ وَقَالَ: مَا كَانَ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يُسِّرُ إِلَيَّ شَيْئًا كَتَمَهُ النَّاسَ، غَيْرَ أَنَّهُ قَدْ حَدَّثَنِي بِكَلِمَاتٍ أَرْبَعٍ، قَالَ: فَقَالَ: مَاهُنَّ يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: قَالَ: لَعَنَ اللهُ مَنْ لَعَنَ وَالِدَيْهِ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللهِ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ آوَى مُحْدِثًا، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ غَيَّرَ مَنَارَ الأَرْضِ.(1/298)
603- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثنا أَبُو عَامِرٍ العَقَدِيُّ، حَدَّثنا دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ، عَنِ ابْنِ حُنَيْنٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: نَهَانِي رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ عَنْ ثَلاَثٍ، لاَ أَقُولُ نَهَى النَّاسَ: عَنْ تَخَتُّمِ الذَّهَبِ، وَعَنْ لُبِسَ القَسِّيِّ وَالمُعَصْفَرِ المُفْدَمِ، وَأَنْ أَقْرَأَ رَاكِعًا أَوْ سَاجِدًا.(1/298)
604- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا أَبُو عَامِرٍ العَقَدِيُّ، حَدَّثنا دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ حُنَيْنٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: نَهَانِي النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، عَنْ ثَلاَثٍ: لاَ أَقُولُ نَهَى النَّاسَ، عَنْ تَخَتُّمِ الذَّهَبِ، وَعَنْ لُبِسَ القَسِّيِّ وَالمُعَصْفَرِ المُقْدَمِ، وَأَنْ أَقْرَأَ رَاكِعًا أَوْ سَاجِدًا(1/298)
605- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الأَزْرَقُ، حَدَّثنا زَكَرِيَّا، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ بْنِ يَرِيمَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ عَنْ خَاتَمِ الذَّهَبِ، وَعَنِ القَسِّيِّ، وَعَنِ المَيَاثِرِ الحُمُرِ.(1/299)
606- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثنا صَالِحُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثنا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَ أَبِي، فَأَتَانَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ بِأَمْرٍ مِنْ أَمْرِ النَّاسِ، ثُمَّ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: قُلِ اللهُمَّ اهْدِنِي وَسَدِّدْنِي، وَاذْكُرْ بِالهُدَى هِدَايَتَكَ الطَّرِيقَ، وَاذْكُرْ بِالسَّدَادِ تَسْدِيدَ السَّبَّابَةِ السَّهْمَ، وَنَهَانِي أَنْ أَجْعَلَ خَاتَمِي فِي هَذِهِ، وَأَوْمَأَ أَبُو بُرْدَةَ بِإِبْهَامِهِ إِلَى السَّبَّابَةِ أَوِ الوُسْطَى، قَالَ عَاصِمٌ: فَأَنَا اشْتَبِهُ عَلَى أَيَّتِهِمَا هِيَ، قَالَ: وَقَالَ عَلِيٌّ: وَنَهَى رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، عَنِ المِيثَرَةِ وَالقِسِّيَّةِ، قَالَ: فَأَمَّا المِيثَرَةُ فَشَيْءٌ كَانَتْ تَصْنَعُهُ النِّسَاءُ لِبُعُولَتِهِنَّ يَجْعَلُونَهُ عَلَى رِحَالِهِمْ، وَأَمَّا القِسِّيَّةُ فَثِيَابُ الشَّامِ، قِيلَ: شَامٌ أَوْ مِصْرُ، مُضَلَّعَةٌ فِيهَا حَرِيرٌ، وَفِيهَا أَمْثَالُ الأُتْرُجِّ، قَالَ أَبُو بُرْدَةَ: فَلَمَّا رَأَيْنَا السَّبَنِيَّ عَرَفْنَا أَنْ هِيَ هِيَ.
607- حَدَّثنا زَكَرِيَّا، حَدَّثنا صَالِحٌ، بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ.(1/299)
608- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الفَزَارِيُّ، حَدَّثنا أَزْهَرُ بْنُ رَاشِدٍ الكَاهِلِيُّ، عَنِ الخَضِرِ بْنِ القَوَّاسِ البَجَلِيِّ، عَنْ أَبِي سُخَيْلَةَ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلِ آيَةٍ فِي كِتَابِ اللهِ، حَدَّثنا بِهَا رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ {مَا أَصَابَكُمْ} مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ وَقَالَ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: وَسَأُفَسِّرُهَا لَكَ يَا عَلِيُّ، مَا أَصَابَكَ مِنْ مَرَضٍ، أَوْ عُقُوبَةٍ، أَوْ بَلاَءٍ فِي الدُّنْيَا فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ، وَاللهُ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ يُثَنِّيَ عَلَيْكُمُ العُقُوبَةَ فِي الآخِرَةِ، وَمَا عَفَا اللهُ عَنْهُ فِي الدُّنْيَا فَاللهُ أَجَّلُ أَنْ يَعُودَ بَعْدَ عَفْوِهِ.(1/300)
609- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا وَكِيعٌ، حَدَّثنا الأَعْمَشُ، عَنْ مُسْلِمٍ البَطِينِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الحُسَيْنِ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ الحَكَمِ، قَالَ: كُنَّا نَسِيرُ مَعَ عُثْمَانَ فَسَمِعَ رَجُلاً يُلَبِّي بِهِمَا جَمِيعًا، فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: عَلِيٌّ، قَالَ: أَلَمْ تَعْلَمْ أَنِّي قَدْ نَهَيْتُ عَنْ هَذَا؟ قَالَ: بَلَى وَلَكِنْ لَمْ أَكُنْ لأَدَعَ قَوْلَ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ لِقَوْلِكَ.(1/300)
610- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا وَكِيعٌ، حَدَّثنا الأَعْمَشُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَقَالَ: مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ قَدْ كُتِبَ مَقْعَدُهُ مِنَ الجَنَّةِ وَمَقْعَدُهُ مِنَ النَّارِ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفَلاَ تَتَّكِلُ؟ قَالَ: لاَ، اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ، ثُمَّ قَرَأَ: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى}.(1/300)
611- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا وَكِيعٌ، حَدَّثنا الأَعْمَشُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: اسْتَعْمَلَ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ عَلَى سَرِيَّةٍ بَعَثَهُمْ، وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَسْمَعُوا لَهُ وَيُطِيعُوا، قَالَ: فَأَغْضَبُوهُ فِي شَيْءٍ، فَقَالَ: اجْمَعُوا لِي حَطَبًا، فَجَمَعُوا، فَقَالَ: أَوْقِدُوا نَارًا، فَأَوْقَدُوا، ثُمَّ قَالَ: أَلَمْ يَأْمُرْكُمْ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَنْ تَسْمَعُوا لِي وَتُطِيعُوا؟ قَالُوا: بَلَى، قَالَ: فَادْخُلُوهَا، قَالَ: فَنَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ، وَقَالُوا: إِنَّمَا فَرَرْنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ مِنَ النَّارِ، قَالَ: فَسَكَنَ غَضَبُهُ، وَطُفِئَتِ النَّارُ، فَلَمَّا قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ ذَكَرُوا لَهُ ذَلِكَ، فَقَالَ: لَوْ دَخَلُوهَا مَا خَرَجُوا مِنْهَا، إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي المَعْرُوفِ.(1/301)
612- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: خَيْرُ نِسَائِهَا خَدِيجَةُ، وَخَيْرُ نِسَائِهَا مَرْيَمُ.(1/301)
613- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا وَكِيعٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كُنْتُ أَرَى أَنَّ بَاطِنَ القَدَمَيْنِ أَحَقُّ بِالمَسْحِ مِنْ ظَاهِرِهِمَا، حَتَّى رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَمْسَحُ ظَاهِرَهُمَا.(1/301)
614- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا وَكِيعٌ، حَدَّثنا سُفيَانُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ أَبِي الهَيَّاجِ الأَسَدِيِّ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: أَبْعَثُكَ عَلَى مَا بَعَثَنِي عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: أَنْ لاَ أَدَعَ تِمْثَالاً إِلاَّ طَمَسْتُهُ، وَلاَ قَبْرًا إِلاَّ سَوَّيْتُهُ(1/301)
615- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا وَكِيعٌ، حَدَّثنا سُفيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ حُجَيَّةَ بْنِ عَدِيٍّ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عَلِيٍّ فَقَالَ: إِنِّي اشْتَرَيْتُ بَقَرَةً، فَقَالَ: اذْبَحْهَا عَنْ سَبْعَةٍ، قَالَ: مَكْسُورَةُ القَرْنِ، قَالَ: لاَ يَضُرُّكَ، قَالَ: عَرْجَاءُ، قَالَ: إِذَا بَلَغَتِ المَنْسَكَ فَاذْبَحْ، أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، أَنْ نَسْتَشْرِفَ العَيْنَ وَالأُذُنَ.(1/302)
616- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا وَكِيعٌ، حَدَّثنا سُفيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ الحَنَفِيَّةِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: مِفْتَاحُ الصَّلاَةِ الطُّهُورُ، وَتَحْرِيمُهَا التَّكْبِيرُ، وَتَحْلِيلُهَا التَّسْلِيمُ.(1/302)
617- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يُصَلِّي عَلَى إِثْرِ كُلِّ صَلاَةٍ مَكْتُوبَةٍ رَكْعَتَيْنِ، إِلاَّ الفَجْرَ وَالعَصْرَ.(1/302)
618- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: الوِتْرُ لَيْسَ بِحَتْمٍ مِثْلِ الصَّلاَةِ، وَلَكِنَّهُ سُنَّةٌ سَنَّهَا رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ(1/302)
619- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الخَلِيلِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: رَأَيْتُ رَجُلاً يَسْتَغْفِرُ لأَبَوَيْهِ وَهُمَا مُشْرِكَانِ، فَقُلْتُ: تَسْتَغْفِرُ لأَبَوَيْكَ وَهُمَا مُشْرِكَانِ؟ فَقَالَ: أَلَيْسَ قَدِ اسْتَغْفَرَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ وَهُوَ مُشْرِكٌ؟ قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، فَنَزَلَتْ {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ} إِلَى آخِرِ الآيَتَيْنِ.(1/302)
620- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا وَكِيعٌ، حَدَّثنا شُعْبَةُ، عَنِ الحَكَمِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الجَزَّارِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَوْمَ الخَنْدَقِ، عَلَى فُرْضَةٍ مِنْ فُرَضِ الخَنْدَقِ، فَقَالَ: شَغَلُونَا عَنْ صَلاَةِ الوُسْطَى، صَلاَةِ العَصْرِ، حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ، مَلأَ اللهُ أَجْوَافَهُمْ، أَوْ بُيُوتَهُمْ، وَبُطُونَهُمْ وَقُبُورَهُمْ نَارًا.
621- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا وَكِيعٌ، حَدَّثنا سُفيَانُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، أَنَّ عَبِيدَةَ السَّلْمَانِيَّ، سَأَلَ عَلِيًّا عَنْ هَذَا، فَذَكَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ نَحْوَ حَدِيثِ شُعْبَةَ.(1/303)
622- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا وَكِيعٌ، حَدَّثنا سُفيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، قَالَ: سَأَلْنَا عَلِيًّا عَنْ تَطَوُّعِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ بِالنَّهَارِ، فَقَالَ: إِنَّكُمْ لاَ تُطِيقُونَهُ، قَالَ: فَقُلْنَا: أَخْبِرْنَا بِهِ نَأْخُذْ مِنْهُ مَا أَطَقْنَا، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ إِذَا صَلَّى الفَجْرَ أَمْهَلَ حَتَّى إِذَا كَانَتِ الشَّمْسُ مِنْ هَاهُنَا، يَعْنِي مِنْ قِبَلِ المَشْرِقِ، مِقْدَارُهَا مِنْ صَلاَةِ العَصْرِ مِنْ هَاهُنَا، يَعْنِي مِنْ قِبَلِ المَغْرِبِ، قَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ أَمْهَلَ حَتَّى إِذَا كَانَتِ الشَّمْسُ مِنْ هَاهُنَا، يَعْنِي مِنْ قِبَلِ المَشْرِقِ، مِقْدَارُهَا مِنْ صَلاَةِ الظُّهْرِ مِنْ هَاهُنَا، يَعْنِي مِنْ قِبَلِ المَغْرِبِ، قَامَ فَصَلَّى أَرْبَعًا، وَأَرْبَعًا قَبْلَ الظُّهْرِ إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا، وَأَرْبَعًا قَبْلَ العَصْرِ، يَفْصِلُ بَيْنَ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ بِالتَّسْلِيمِ عَلَى المَلاَئِكَةِ المُقَرَّبِينَ، وَالنَّبِيِّينَ، وَمَنْ مَعَهُمْ مِنَ المُؤْمِنِينَ، وَالمُسْلِمِينَ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: فَتِلْكَ سِتَّ عَشْرَةَ رَكْعَةً تَطَوُّعُ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ بِالنَّهَارِ، وَقَلَّ مَنْ يُدَاوِمُ عَلَيْهَا.(1/303)
623- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا وَكِيعٌ، حَدَّثنا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يُقْرِئُنَا القُرْآنَ عَلَى كُلِّ حَالٍ مَا لَمْ يَكُنْ جُنُبًا.(1/304)
624- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا وَكِيعٌ، عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَأَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ فَقَالَ: هَذَانِ سَيِّدَا كُهُولِ أَهْلِ الجَنَّةِ مِنَ الأَوَّلِينَ، وَالآخِرِينَ، إِلاَّ النَّبِيِّينَ وَالمُرْسَلِينَ.(1/304)
625- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا وَكِيعٌ، حَدَّثنا سُفيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَضَى رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ بِالدَّيْنِ قَبْلَ الوَصِيَّةِ، وَأَنْتُمْ تَقْرَؤُونَ {مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دِينٍ}، وَأَنَّ أَعْيَانَ بَنِي الأُمِّ يَتَوَارَثُونَ دُونَ بَنِي العَلاَّتِ(1/304)
626- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ القَطَّانُ، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُدْرِكٍ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنِ ابْنِ نُجَيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: لاَ يَدْخُلُ المَلَكُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ وَلاَ صُورَةٌ.(1/304)
627- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثنا شُعْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْصُورٌ، عَنْ رِبْعِيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا، يَخْطُبُ وَهُوَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: لاَ تَكْذِبُوا عَلَيَّ، فَإِنَّهُ مَنْ يَكْذِبْ عَلَيَّ يَلِجِ النَّارَ.(1/305)
628- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثنا سَعِيدٌ، حَدَّثنا قَتَادَةُ، عَنِ الحَسَنِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عُبَادٍ، قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَالأَشْتَرُ، عَلَى عَلِيٍّ فَقَالَ: هَلْ عَهِدَ إِلَيْكَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ شَيْئًا لَمْ يَعْهَدْهُ إِلَى النَّاسِ عَامَّةً؟ قَالَ: لاَ، إِلاَّ مَا فِي كِتَابِي هَذَا، قَالَ: فَأَخْرَجَ كِتَابًا مِنْ قِرَابِ سَيْفِهِ، فَإِذَا فِيهِ: المُؤْمِنُونَ تَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ، وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ، وَيَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ، لاَ يُقْتَلُ مُؤْمِنٌ بِكَافِرٍ، وَلاَ ذُو عَهْدٍ فِي عَهْدِهِ، مَنْ أَحْدَثَ حَدَثًا أَوْ آوَى مُحْدِثًا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالمَلاَئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ(1/305)
- مُسْنَدُ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ.
629- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ القَوَارِيرِيُّ، حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ بْنِ قُدَامَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: لِيَجْعَلْ أَحَدُكُمْ بَيْنَ يَدَيْهِ مِثْلَ مُؤْخِرَةِ الرَّحْلِ ثُمَّ يُصَلِّي.(1/306)
630- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ، حَدَّثنا عُمَرُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كُنَّا نُصَلِّي وَالدَّوَابُّ تَمُرُّ بَيْنَ أَيْدِينَا، فَذَكَرْنَا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَقَالَ: مِثْلُ مُؤْخِرَةِ الرَّحْلِ يَكُونُ بَيْنَ يَدَيْ أَحَدِكُمْ، ثُمَّ لاَ يَضُرُّهُ مَا يَمُرُّ بَيْنَ يَدَيْهِ(1/306)
631- حَدَّثنا الفَضْلُ بْنُ سُكَيْنِ بْنِ سُخَيْتٍ، حَدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَيُّوبَ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ عِيسَى بْنِ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ قَالَ الفَضْلُ: كَانَ سُلَيْمَانُ هَذَا كُوفِيًّا ثِقَةً.(1/306)
632- حَدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرَةَ، حَدَّثنا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مَوْلًى لِمُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، أَوْ عَنِ ابْنٍ لِمُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: كَانَ نَبِيُّ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَتَوَضَّأُ مِنْ أَلْبَانِ الإِبِلِ، وَلُحُومِهَا وَلاَ يُصَلِّي فِي أَعْطَانِهَا، وَلاَ يَتَوَضَّأُ مِنْ لُحُومِ الغَنَمِ وَأَلْبَانِهَا، وَيُصَلِّي فِي مَرَابِضِهَا.(1/307)
633- حَدَّثنا غَسَّانُ بْنُ الرَّبِيعِ، حَدَّثنا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ، دَعَا بِمَاءٍ لِلْوُضُوءِ وَعِنْدَهُ الزُّبَيْرُ وَطَلْحَةُ وَعَلِيٌّ وَسَعْدٌ، ثُمَّ تَوَضَّأَ وَهُمْ يَنْظُرُونَ، وَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ أَفْرَغَ عَلَى يَمِينِهِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، وَغَسَلَ شِمَالَهُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ، وَرَشَّ عَلَى رِجْلِهِ اليُمْنَى، ثُمَّ غَسَلَهَا ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ رَشَّ عَلَى رِجْلِهِ اليُسْرَى، ثُمَّ غَسَلَهَا ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ قَالَ لِلَّذِينَ حَضَرُوا: أَنْشُدُكُمُ اللهَ، أَتَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ كَانَ يَتَوَضَّأُ كَمَا تَوَضَّأْتُ الآنَ؟ قَالُوا: نَعَمْ، وَذَلِكَ لِشَيْءٍ بَلَغَهُ عَنْ وَضُوءِ قَوْمٍ.(1/307)
634- حَدَّثنا القَوَارِيرِيُّ، حَدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ دَاوُدَ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ ابْنُ دَاوُدَ أَرَاهُ قَالَ: مَوْلًى لَنَا، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، قَالَ: أَتَى ثَلاَثَةُ نَفَرٍ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: مَنْ يَكْفِينِي هَؤُلاَءِ؟ فَكَفَيتُهُمْ، فَبَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ بَعْثًا، فَخَرَجَ رَجُلٌ مِنْهُمْ فَقُتِلَ، ثُمَّ مَكَثَ الآخَرَانِ عِنْدِي، ثُمَّ بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ بَعْثًا، وَخَرَجَ الآخَرُ فَقُتِلَ، ثُمَّ مَكَثَ الآخَرُ عِنْدِي، فَمَرِضَ، فَمَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ، قَالَ طَلْحَةُ: فَأُرِيتُهُمْ فِي المَنَامِ كَأَنَّ الَّذِي مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ كَانَ أَوَّلَهُمْ دُخُولاً الجَنَّةَ، وَآخِرُهُمْ دُخُولاً الَّذِي قُتِلَ أَوَّلَهُمْ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: وَمَا أَنْكَرْتَ مِنْ هَذَا؟ إِنَّ المُؤْمِنَ بِكَذَا وَكَذَا تَسْبِيحَةٍ، قَالَ ابْنُ دَاوُدَ: هَذَا مَعْنَاهُ.(1/307)
635- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ القَوَارِيرِيُّ، حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ المُنْكَدِرِ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كُنَّا مَعَ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، وَنَحْنُ حُرُمٌ، فَأُهْدِيَ لَهُ طَيْرٌ وَطَلْحَةُ رَاقِدٌ فَأَكَلَ بَعْضُنَا وَبَعْضُنَا تَوَرَّعَ، فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ طَلْحَةُ وَفَّقَ مَنْ أَكَلَ وَقَالَ: أَكَلْنَاهُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ(1/308)
636- حَدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرَةَ، حَدَّثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثنا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي أَنَسِ بْنِ أَبِي عَامِرٍ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، مَا نَدْرِي هَذَا اليَمَانِي أَعْلَمُ بِرَسُولِ اللهِ مِنْكُمْ، أَمْ هُوَ يَقُولُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ مَا لَمْ يَقُلْ؟ فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا نَشُكُّ أَنَّهُ سَمِعَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ مَا لَمْ نَسْمَعْ، وَعَلِمَ مَا لَمْ نَعْلَمْ، إِنَّا كُنَّا أَقْوَامًا أَغْنِيَاءَ لَنَا بُيُوتَاتٌ وَأَهْلُونَ، وَكُنَّا نَأْتِي نَبِيَّ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ طَرَفَيِ النَّهَارِ ثُمَّ نَرْجِعُ، وَكَانَ مِسْكِينًا لاَ مَالَ لَهُ وَلاَ أَهْلٌ، إِنَّمَا كَانَتْ يَدُهُ مَعَ يَدِ نَبِيِّ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، وَكَانَ يَدُورُ مَعَهُ حَيْثُمَا دَارَ، فَمَا نَشُكُّ أَنَّهُ قَدْ عَلِمَ مَا لَمْ نَعْلَمْ وَسَمِعَ مَا لَمْ نَسْمَعْ، وَلَمْ نَجِدْ أَحَدًا فِيهِ خَيْرٌ يَقُولُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ مَا لَمْ يَقُلْ يَعْنِي أَبَا هُرَيْرَةَ.(1/308)
637- حَدَّثنا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ النَّاقِدُ، حَدَّثنا الخِضْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الحَرَّانِيُّ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَبِي عَامِرٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، فَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، أَرَأَيْتَكَ هَذَا اليَمَانِيَّ، أَوْ قَالَ: الخِضْرَ: اليَمَانِيَّ، هُوَ أَعْلَمُ بِحَدِيثِ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ مِنْكُمْ، يَعْنِي أَبَا هُرَيْرَةَ، نَسْمَعُ مِنْهُ أَشْيَاءَ لاَ نَسْمَعْهَا مِنْكُمْ؟ فَقَالَ: أَمَّا أَنْ يَكُونَ قَدْ سَمِعَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ مَا لَمْ نَسْمَعْ فَلاَ
أَشُكُّ، وَسَأُخْبِرُكَ عَنْ ذَلِكَ، إِنَّا كُنَّا أَهْلَ بُيُوتٍ، وَكُنَّا إِنَّمَا نَأْتِي رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ غُدْوَةً وَعَشِيَّةً، وَكَانَ مِسْكِينًا لاَ مَالَ لَهُ، إِنَّمَا هُوَ عَلَى بَابِ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، فَلاَ أَشُكُّ أَنَّهُ قَدْ سَمِعَ مَا لَمْ نَسْمَعْ، وَهَلْ تَجِدُ أَحَدًا فِيهِ خَيْرٌ يَقُولُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ مَا لَمْ يَقُلْ؟.(1/309)
638- حَدَّثنا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، حَدَّثنا يُوسُفُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثنا الحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنِ الحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، وَحَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِ ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ كَانَ تَعَجَّلَّ صَدَقَةَ العَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ سَنَتَيْنِ.(1/310)
639- حَدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الحَجَّاجِ النِّيلِيُّ، حَدَّثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبيهِ، قَالَ: مَرَرْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ عَلَى قَوْمٍ فِي رُؤُوسِ النَّخْلِ فَقَالَ: مَا يَصْنَعُ هَؤُلاَءِ؟ قَالُوا: يُلَقِّحُونَهُ، فَيُجْعَلُونَ الذِّكْرَ فِي الأُنْثَى فَيَتَلَقَّحُ، قَالَ: مَا أَظُنُّ ذَلِكَ يُغْنِي شَيْئًا فَأَخَذُوا بِذَلِكَ فَتَرَكُوهُ، فَأُخْبِرَ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ بِذَلِكَ فَقَالَ: إِنْ كَانَ يَنْفَعُهُمْ فَلْيَصْنَعُوهُ فَإِنِّي إِنَّمَا ظَنَنْتُ ظَنًّا، فَلاَ تُؤَاخِذُونِي بِالظَّنِّ، وَلَكِنْ إِذَا أَخْبَرْتُكُمْ عَنِ اللهِ بِشَيْءٍ فَخُذُوهُ، فَإِنِّي لَنْ أَكْذِبَ عَلَى اللهِ شَيْئًا(1/310)
640- حَدَّثنا أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثنا مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَابِرِ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ، يَقُولُ لِطَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ: مَا لِي أَرَاكَ شَعِثْتَ وَاغْبَرَرْتَ مُذْ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، لَعَلَّهُ أَنَّ مَا بِكَ إِمَارَةُ ابْنِ عَمِّكَ؟ قَالَ: فَقَالَ: مَعَاذَ اللهِ: إِنِّي سَمِعْتُهُ يَقُولُ: إِنِّي لأَعْلَمُ كَلِمَةً لاَ يَقُولُهَا رَجُلٌ يَحْضُرْهُ المَوْتُ إِلاَّ وَجَدَ رُوحَهُ لَهَا رَوْحًا حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ جَسَدِهِ، وَكَانَتْ لَهُ نُورًا يَوْمَ القِيَامَةِ فَلَمْ أَسْأَلْ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ عَنْهَا، وَلَمْ يُخْبِرْنِي بِهَا، فَذَاكَ الَّذِي دَخَلَنِي، قَالَ عُمَرُ: فَأَنَا أَعْلَمُهَا، قَالَ: فَلِلَّهِ الحَمْدُ، فَمَا هِيَ؟ قَالَ: الكَلِمَةُ الَّتِي قَالَهَا لِعَمِّهِ، قَالَ: صَدَقْتَ.(1/311)
641- حَدَّثنا مُوسَى بْنُ حَيَّانَ البَصْرِيُّ، حَدَّثنا أَبُو زَيْدٍ الحَرَشِيُّ، حَدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ سُعْدَى، امْرَأَةِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ طَلْحَةَ، أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ كَلِمَةً لَمْ أَسْأَلْهُ عَنْهَا حَتَّى مَاتَ، أَوْ قُبِضَ، قَالَ: إِنِّي لأَعْلَمُ كَلِمَةً لاَ يَقُولُهَا رَجُلٌ عِنْدَ مَوْتِهِ إِلاَّ كَانَتْ لَهُ نُورًا فِي صَحِيفَتِهِ، وَإِنَّ رُوحَهُ وَجَسَدَهُ لَيَجِدَانِ لَهَا رَاحَةً عِنْدَ المَوْتِ فَقَالَ عُمَرُ: إِنِّي لأَعْلَمُهَا، هِيَ الكَلِمَةُ الَّتِي أَرَادَ عَلَيْهَا عَمَّهُ، لاَ أُرَاهَا إِلاَّ إِيَّاهَا.(1/311)
642- حَدَّثنا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الوَهَّابِ القَنَّادُ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أُمِّهِ سُعْدَى المُرَيَّةِ قَالَتْ: مَرَّ عُمَرُ بِطَلْحَةَ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَقَالَ: مَا لِي أَرَاكَ مُكْتَئِبًا؟ أَيَسُوؤكَ إِمْرَةُ ابْنِ عَمِّكَ؟ قَالَ: لاَ، وَلَكِنْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: إِنِّي لأَعْلَمُ كَلِمَةً لاَ يَقُولُهَا عِنْدَ مَوْتِهِ إِلاَّ كَانَتْ نُورًا لِصَحِيفَتِهِ، وَإِنَّ جَسَدَهُ وَرُوحَهُ لَيَجِدَانِ لَهَا رَوْحًا عِنْدَ المَوْتِ فَقَالَ: أَنَا أَعْلَمُهَا، هِيَ الَّتِي أَرَادَ عَلَيْهَا عَمَّهُ، وَلَوْ عَلِمَ أَنَّ شَيْئًا أَنْجَى لَهُ مِنْهَا لأَمَرَهُ.(1/311)
643- حَدَّثنا عَبْدُ الأَعْلَى، حَدَّثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ سَالِمٍ المَكِّيِّ، أَنَّ أَعْرَابِيًّا، قَالَ: قَدِمْتُ المَدِينَةَ بِحَلُوبَةٍ لِي، فَنَزَلْتُ عَلَى طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ فَقُلْتُ: إِنَّهُ لاَ عِلْمَ لِي بِأَهْلِ السُّوقِ، فَلَوْ بِعْتَ لِي، فَقَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ نَهَى أَنْ يَبِيعَ حَاضِرٌ لِبَادٍ، وَلَكِنِ اذْهَبْ إِلَى السُّوقِ فَانْظُرْ مَنْ يُبَايِعُكَ فَشَاوِرْنِي حَتَّى آمُرَكَ أَوْ أَنْهَاكَ.(1/312)
644- حَدَّثنا القَوَارِيرِيُّ، حَدَّثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثنا سَالِمٌ أَبُو النَّضْرِ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ قَالَ: جَلَسَ إِلَيَّ، وَأَنَا فِي مَسْجِدِ البَصْرَةِ فِي زَمَنِ الحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ، وَفِي يَدِهِ عَصَاهُ وَصَحِيفَةٌ يَحْمِلُهَا فِي يَدِهِ، فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللهِ، تَرَى هَذَا الكِتَابَ نَافِعِي عِنْدَ صَاحِبِكُمْ هَذَا؟ قُلْتُ: وَمَا هَذَا الكِتَابُ؟ قَالَ: كِتَابٌ كَتَبَهُ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، قُلْتُ: وَكَيْفَ كَتَبَهُ لَكُمْ؟ قَالَ: قَدِمْتُ المَدِينَةَ مَعَ أَبِي، وَأَنَا غُلاَمٌ شَابٌّ فِي إِبِلٍ جَلَبْنَاهَا إِلَى المَدِينَةِ لِنَبِيعَهَا، قَالَ: وَكَانَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ صَدِيقًا لأَبِي فَنَزَلْنَا عَلَيْهِ، فَقَالَ أَبِي: أَبَا مُحَمَّدٍ، اخْرُجْ مَعَنَا فَبِعْ لَنَا ظَهْرَنَا، فَإِنَّهُ لاَ عِلْمَ لَنَا بِهَذِهِ السُّوقِ، قَالَ: أَمَّا أَنْ أَبِيعَ لَكَ فَلاَ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ نَهَى أَنْ يَبِيعَ حَاضِرٌ لِبَادٍ، وَلَكِنْ سَأَخْرُجُ مَعَكُمَا إِلَى السُّوقِ، فَإِذَا رَضِيتُ لَكُمَا رَجُلاً مِمَّنْ يُبَايعُكُمَا أَمَرْتُكُمَا بِبَيْعِهِ، قَالَ: فَخَرَجْنَا وَخَرَجَ مَعَنَا، فَجَلَسَ فِي نَاحِيَةٍ مِنَ السُّوقِ، وَسَاوَمَنَا الرِّجَالُ بِظَهْرِنَا، حَتَّى إِذَا أَعْطَانَا رَجُلٌ مَا يُرْضِينَا أَتَيْنَاهُ فَاسْتَأْمَرْنَاهُ فِي بَيْعِهِ، فَقَالَ: نَعَمْ، فَبَايَعُوهُ فَقَدْ رَضِيتُ لَكُمَا وَفَاءَهُ وَمَلأَهُ، قَالَ: فَبَايَعْنَاهُ، وَأَخَذْنَا الَّذِي لَنَا، فَقَالَ لَهُ أَبِي: خُذْ لَنَا كِتَابًا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَنْ لاَ يَتَعَدَّى عَلَيْنَا فِي صَدَقَاتِنَا، قَالَ: ذَاكَ لِكُلِّ مُسْلِمٍ، فَقُلْنَا: وَإِنْ كَانَ، قَالَ: فَمَشَى بِنَا فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ هَذَيْنِ يُحِبَّانِ أَنْ تَكْتُبَ لَهُمَا أَنْ لاَ يُتَعَدَّى عَلَيْهِمَا فِي صَدَقَاتِهِمَا، قَالَ: ذَاكَ لِكُلِّ مُسْلِمٍ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُمَا يُحِبَّانِ أَنْ يَكُونَ عِنْدَهُمَا مِنْكَ كِتَابٌ، قَالَ: فَكَتَبَ لَهُمَا هَذَا الكِتَابَ، فَتَرَاهُ نَافِعِي عِنْدَ صَاحِبِكُمْ هَذَا، فَقَدْ وَاللَّهِ تَعَدَّى عَلَيْنَا فِي صَدَقَاتِنَا؟ قَالَ: قُلْتُ: لاَ أَظُنُّ وَاللَّهِ.(1/312)
645- حَدَّثنا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثنا عَبْدُ الجَبَّارِ بْنُ الوَرْدِ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي مُلَيْكَةَ، يَقُولُ: كَانَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ يَقُولُ: لاَ أُخْبِرُكُمْ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ بِشَيْءٍ إِلاَّ أَنِّي سَمِعْتُهُ يَقُولُ: عَمْرُو بْنُ العَاصِ مِنْ صَالِحِي قُرَيْشٍ، وَنِعْمَ أَهْلُ البَيْتِ أَبُو عَبْدِ اللهِ وَأَمُّ عَبْدِ اللهِ، وَعَبْدُ اللهِ(1/313)
646- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثنا عَبْدُ الجَبَّارِ بْنُ الوَرْدِ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: قَالَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: إِنَّ عَمْرَو بْنَ العَاصِ مِنْ صَالِحِي قُرَيْشٍ، وَنِعْمَ أَهْلُ البَيْتِ عَبْدُ اللهِ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ، وَأَمُّ عَبْدِ اللَّهِ.(1/314)
647- حَدَّثنا القَوَارِيرِيُّ، حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثنا عَبْدُ الجَبَّارِ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: قَالَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: إِنَّ عَمْرَو بْنَ العَاصِ مِنْ صَالِحِي قُرَيْشٍ، وَنِعْمَ أَهْلُ البَيْتِ عَبْدُ اللهِ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ، وَأَمُّ عَبْدِ اللَّهِ.(1/314)
648- حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثنا إِسْمَاعِيلُ يَعْنِي ابْنَ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، أَنَّ رَجُلَيْنِ مِنْ بُلِيٍّ أَسْلَمَا، فَقُتِلَ أَحَدُهُمَا فِي سَبِيلِ اللهِ، وَأُخِّرَ الآخَرُ بَعْدَ المَقْتُولِ سَنَةً ثُمَّ مَاتَ، قَالَ طَلْحَةُ: رَأَيْتُ الجَنَّةَ فِي المَنَامِ، فَرَأَيْتُ الآخِرَ مِنَ الرِّجْلَيْنِ أُدْخِلَ الجَنَّةَ قَبْلَ الأَوَّلِ، فَأَصْبَحْتُ فَحَدَّثْتُ النَّاسَ بِذَلِكَ، فَبَلَغَتِ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَقَالَ: أَلَيْسَ قَدْ صَامَ بَعْدَهُ رَمَضَانَ، وَصَلَّى بَعْدَهُ سِتَّةَ آلاَفِ رَكْعَةٍ، وَكَذَا وَكَذَا رَكْعَةً؟(1/314)
649- حَدَّثنا عَبْدُ الأَعْلَى، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ المُقَدَّمِيُّ، قَالاَ: حَدَّثنا المُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، حَدَّثنا أَبُو عُثْمَانَ، قَالَ: لَمْ يَبْقَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ الَّتِي كَانَ يُقَاتِلُ بِهَا رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ غَيرُ طَلْحَةَ وَسَعْدٍ، عَنْ حَدِيثِهِمَا.
650- وَحَدَّثنا عِدَّةُ، عَنْ مُعْتَمِرٍ، بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ.(1/315)
651- حَدَّثنا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ يَحْيَى، وَعِيسَى ابْنَيْ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِمَا، قَالَ: مُرَّ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ بِبَعِيرٍ قَدْ وُسِمَ فِي وَجْهِهِ فَقَالَ: لَوْ أَنَّ أَهْلَ هَذَا البَعِيرِ عَزَلُوا النَّارَ عَنْ هَذِهِ الدَّابَّةِ؟ قَالَ: فَقُلْتُ: لأَسِمَنَّ فِي أَبْعَدِ مَكَانٍ مِنْ وَجْهِهَا، قَالَ: فَوَسَمْتُ فِي عَجْبِ الذَّنَبِ(1/315)
652- حَدَّثنا أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ العَبْدِيُّ، حَدَّثنا مُجَمِّعُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مَوْهَبٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، قَدْ عَلِمْنَا كَيْفَ السَّلاَمُ عَلَيْكَ، فَكَيْفَ الصَّلاَةُ؟ قَالَ: قُولُوا: اللهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.(1/315)
653- حَدَّثناهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثنا مُجَمِّعُ بْنُ يَحْيَى الأَنْصَارِيُّ، حَدَّثنا عُثْمَانُ بْنُ مَوْهَبٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ الصَّلاَةُ عَلَيْكَ؟ فَقَالَ: قُلِ اللهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.
654- حَدَّثنا أَبُو مُوسَى هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللهِ البَزَّازُ، وَغَيْرُهُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ، بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ.(1/316)
655- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا مُعَلَّى بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثنا أَبُو زُبَيْدٍ عَبْثَرُ بْنُ القَاسِمِ، حَدَّثنا مُطَرِّفٌ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ، قَالَ: رَأَى عُمَرُ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللهِ حَزِينًا، فَقَالَ: مَا لَكَ؟ قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: إِنِّي لأَعْلَمُ كَلِمَاتٍ لاَ يَقُولُهُنَّ عَبْدٌ عِنْدَ المَوْتِ إِلاَّ نُفِّسَ عَنْهُ، وَأَشْرَقَ لَوْنُهُ، وَرَأَى مَا يَسُرُّهُ، فَمَا مَنَعَنِي أَنْ أَسْأَلَهُ عَنْهَا إِلاَّ القُدْرَةُ عَلَيْهَا، فَقَالَ عُمَرُ: إِنِّي لأَعْلَمُ مَا هِيَ، قَالَ طَلْحَةُ: مَا هِيَ؟ قَالَ: هَلْ تَعْلَمُ كَلِمَةً هِيَ أَفْضَلُ مِنْ كَلِمَةٍ دَعَا إِلَيْهَا رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ عَمَّهُ عِنْدَ المَوْتِ؟ قَالَ طَلْحَةُ: هِيَ وَاللَّهِ هِيَ، قَالَ عُمَرُ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ.(1/316)
656- حَدَّثنا مُوسَى، حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفيَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنْكَدِرِ، حَدَّثنا شَيْخٌ، لَنَا، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ عَنْ مُحِلٍّ أَصَابَ صَيْدًا أَيَأْكُلُهُ المُحْرِمُ؟ قَالَ: نَعَمْ.(1/317)
657- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ، حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثنا سُفيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنْكَدِرِ، حَدَّثنا شَيْخٌ لَنَا، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ عَنْ مُحِلٍّ أَصَابَ صَيْدًا، أَيَأْكُلُهُ المُحْرِمُ؟ قَالَ: نَعَمْ.(1/317)
658- حَدَّثنا بِشْرُ بْنُ الوَلِيدِ، حَدَّثنا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنْكَدِرِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ، قَالَ: خَرَجْنَا حُجَّاجًا مَعَ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، وَأُتِينَا بِصَيْدٍ، فَأَكَلَ بَعْضُنَا وَتَرَكَ بَعْضٌ، فَقَامَ مِنْ نَوْمَتِهِ، وَكَانَ نَائِمًا، فَأَخْبَرْنَاهُ، فَقَالَ: أَحْسَنَ مَنْ أَكَلَ، قَدْ أَكَلْنَاهُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ.(1/317)
659- حَدَّثنا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُصَيْفَةَ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ ظَاهَرَ يَوْمَ أُحُدٍ بَيْنَ دِرْعَيْنِ.(1/318)
660- حَدَّثنا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثنا سُفيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُصَيْفَةَ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، يُقَالُ لَهُ: مُعَاذُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ ظَاهَرَ يَوْمَ أُحُدٍ بَيْنَ دِرْعَيْنِ.(1/318)
661- حَدَّثنا أَبُو مُوسَى، حَدَّثنا عَبْدُ المَلِكِ بْنِ عَمْرٍو، حَدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ سُفيَانَ المَدَنِيُّ، حَدَّثنا بِلاَلُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ كَانَ إِذَا رَأَى الهِلاَلَ قَالَ: اللهُمَّ أَهِلَّهُ عَلَيْنَا بِاليُمْنِ وَالإِيمَانِ، وَالسَّلاَمَةِ وَالإِسْلاَمِ، رَبِّي وَرَبُّكَ اللهُ.(1/318)
662- حَدَّثنا أَبُو مُوسَى هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الحَمَّالُ، حَدَّثنا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ سُفيَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ بِلاَلَ بْنَ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ إِذَا نَظَرَ إِلَى الهِلاَلِ قَالَ: اللهُمَّ أَهِلَّهُ عَلَيْنَا بِاليُمْنِ وَالإِيمَانِ، وَالسَّلاَمَةِ وَالإِسْلاَمِ، رَبِّي وَرَبُّكَ اللهُ(1/318)
663- حَدَّثنا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ مُوسَى، وَعِيسَى ابْنَيْ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِمَا، أَنَّ أَصْحَابَ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالُوا لأَعْرَابِيٍّ جَاءَ يَسْأَلُهُ عَمَّنْ قَضَى نَحْبَهُ: مَنْ هُوَ؟ فَكَانُوا لاَ يَجْتَرِئُونَ عَلَى مَسْأَلَتِهِ يُوَقِّرُونَهُ وَيَهَابُونَهُ، قَالَ: فَسَأَلَهُ الأَعْرَابِيُّ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ سَأَلَهُ فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ إِنِّي اطَّلَعْتُ مِنْ بَابِ المَسْجِدِ، وَعَلَيَّ ثِيَابٌ خُضْرٌ، فَلَمَّا رَآنِي رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: أَيْنَ السَّائِلُ عَمَّنْ قَضَى نَحْبَهُ؟ قَالَ الأَعْرَابِيُّ: أَنَا، يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: هَذَا مِمَّنْ قَضَى نَحْبَهُ.(1/319)
664- حَدَّثنا أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثنا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلْيَجْعَلْ بَيْنَ يَدَيْهِ مِثْلَ آخِرَةِ الرَّحْلِ، ثُمَّ يُصَلِّي وَلاَ يُبَالِي مَنْ مَرَّ وَرَاءَ ذَلِكَ.(1/319)
665- حَدَّثنا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، حَدَّثنا شَيْخٌ، مِنْ بَنِي زُهْرَةَ، عَنِ الحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: لِكُلِّ نَبِيٍّ رَفِيقٌ، وَرَفِيقِي عُثْمَانُ(1/319)
مِنْ مُسْنَدِ الزُّبَيْرِ بْنِ العَوَّامِ.
666- حَدَّثنا أَبُو يُوسُفَ يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ المَلِكِ بْنِ مُسْلِمٍ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ المَلِكِ، عَنْ أَبِي جِرْوٍ المَازِنِيِّ، قَالَ: شَهِدْتُ عَلِيًّا وَالزُّبَيْرَ حِينَ تَوَاقَفَا، فَقَالَ لَهُ عَلَيٌّ: يَا زُبَيْرُ، أَنْشُدُكَ اللهَ أَسَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: إِنَّكَ تُقَاتِلُ وَأَنْتَ ظَالِمٌ لِي قَالَ: نَعَمْ، وَلَمْ أَذْكُرْ إِلاَّ فِي مَوقِفِي هَذَا، ثُمَّ انْصَرَفَ.(1/320)
667- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قُلْتُ لأَبِي الزُّبَيْرِ: مَا لَكَ لاَ تُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ كَمَا يُحَدِّثُ عَنْهُ فُلاَنٌ وَفُلاَنٌ؟ قَالَ: مَا فَارَقْتُهُ مُنْذُ أَسْلَمْتُ، وَلَكِنْ سَمِعْتُ مِنْهُ كَلِمَةً، سَمِعْتُهُ يَقُولُ: مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ(1/320)
668- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ}، قَالَ الزُّبَيْرُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُكَرَّرُ عَلَيْنَا مَا يَكُونُ بَيْنَنَا فِي الدُّنْيَا مَعَ خَوَاصِّ الذُّنُوبِ؟ قَالَ: نَعَمْ، لَيُكَرَّرَنَّ عَلَيْكُمْ حَتَّى يُرَدَّ إِلَى كُلِّ ذِي حَقٍّ حَقُّهُ.(1/320)
669- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا أَبُو عَامِرٍ العَقَدِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ المُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ يَعِيشَ بْنِ الوَلِيدِ، أَنَّ مَوْلًى، لآلِ الزُّبَيْرِ حَدَّثَهُ، عَنِ الزُّبَيْرِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: دَبَّ إِلَيْكُمْ دَاءُ الأُمَمِ قَبْلَكُمُ: الحَسَدُ وَالبَغْضَاءُ، وَهِيَ الحَالِقَةُ، لاَ أَقُولُ: حَالِقَةُ الشَّعَرِ، وَلَكِنْ حَالِقَةُ الدَّيْنِ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لاَ تَدْخُلُوا الجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلاَ تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَلاَ أُنَبِّئُكُمْ بِمَا يُثْبِتُ ذَلِكَ لَكُمْ؟ أَفْشُوا السَّلاَمَ.(1/321)
670- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثنا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ يَوْمَئِذٍ: أَوْجَبَ طَلْحَةُ حِينَ صَنَعَ بِرَسُولِ اللهِ مَا صَنَعَ، قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَوْمَ أُحُدٍ نَهَضَ إِلَى صَخْرَةٍ مِنَ الجَبَلِ لِيَعْلُوَهَا، وَكَانَ قَدْ بَدَّنَ وَظَاهَرَ بَيْنَ دِرْعَيْنِ، فَلَمَّا ذَهَبَ لِيَنْهَضَ فَلَمْ يَسْتَطِعْ جَلَسَ تَحْتَهُ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ فَنَهَضَ حَتَّى اسْتَوَى عَلَيْهَا(1/321)
671- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثنا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَطَاءِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، مَوْلَى الزُّبَيْرِ، عَنْ أُمَّهِ، وَجَدَّتِهِ أُمِّ عَطَاءٍ، قَالَتَا: وَاللَّهِ لَكَأَنَّنَا نَنْظُرُ إِلَى الزُّبَيْرِ بْنِ العَوَّامِ حِينَ أَتَانًا عَلَى بَغْلَةٍ لَهُ بَيْضَاءَ، فَقَالَ: يَا أُمَّ عَطَاءٍ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَدْ نَهَى المُسْلِمِينَ أَنْ يَأْكُلُوا لُحُومَ نُسُكِهِمْ فَوْقَ ثَلاَثٍ، فَلاَ تَأْكُلِيهِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي كَيْفَ نَصْنَعُ بِمَا أُهْدِيَ لَنَا؟ قَالَ: مَا أُهْدِيَ لَكُمْ فَشَأْنُكُمْ بِهِ.(1/322)
672- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ، حَدَّثنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: جَمَعَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَبَوَيْهِ يَوْمَ أُحُدٍ.(1/322)
673- حَدَّثنا حَوْثَرَةُ بْنُ أَشْرَسَ أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، أَنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ، قَالَ لَهُ: يَا أَبَةِ لَقَدْ رَأَيْتُكَ تَحْمِلُ عَلَى فَرَسِكَ الأَشْقَرِ يَوْمَ الخَنْدَقِ، قَالَ: رَأَيْتَنِي يَا بُنَيَّ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَوْمَئِذٍ لَيَجْمَعُ لأَبِيكَ أَبَوَيْهِ، يَقُولُ: ارْمِ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي(1/322)
674- حَدَّثنا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ الوَاسِطِيُّ، وَإِسْحَاقُ، قَالاَ: حَدَّثنا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ بَيَانٍ، عَنْ وَبَرَةَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قُلْتُ لأَبِي الزُّبَيْرِ: مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تُحَدِّثَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ كَمَا يُحَدِّثُ عَنْهُ أَصْحَابُهُ؟ قَالَ: لَقَدْ كَانَ لِي مِنْهُ وَجْهٌ وَمَنْزِلَةٌ، وَلَكِنْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ.(1/323)
675- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا وَكِيعٌ، حَدَّثنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: لأَنْ يَأْخُذَ أَحَدُكُمْ أَحْبُلَه، ثُمَّ يَأْتِيَ الجَبَلَ فَيَأْتِيَ بِحُزْمَةٍ مِنْ حَطَبٍ عَلَى ظَهْرِهِ فَيَبِيعَهَا فَيَسْتَغْنِيَ بِثَمَنِهَا خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ أَعْطَوْهُ أَوْ مَنَعُوهُ.(1/323)
676- حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي سَمِينَةَ البَصْرِيُّ، حَدَّثنا سُفيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ ابْنِ حَاطِبٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ {لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} قَالَ الزُّبَيْرُ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَأَيُّ نَعِيمٍ نَحْنُ فِيهِ، وَإِنَّمَا هُمَا الأَسْوَدَانِ؟ قَالَ: إِنَّهُ سَيَكُونُ(1/323)
677- حَدَّثنا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَيَّانَ، حَدَّثنا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثنا هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَخْطُبُنَا وَيُذَكِّرُنَا بِأَيَّامِ اللهِ، حَتَّى يُعْرَفَ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ، كَأَنَّهُ مُنْذِرُ جَيْشٍ يَقُولُ: صَبَّحَكُمُ الأَمْرُ غُدْوَةً، قَالَ: وَكَانَ إِذَا كَانَ حَدِيثَ عَهْدٍ بِجِبْرِيلَ لَمْ يَتَبَسَّمْ ضَاحِكًا حَتَّى يُرْفَعَ عَنْهُ.(1/324)
678- حَدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الجَوْهَرِيُّ، حَدَّثنا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثنا عَمْرُو بْنُ صَفْوَانَ المُزَنِيُّ، أَخبَرنا عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: غُدْوَةٌ أَوْ رَوْحَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ، خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا.(1/324)
679- حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَلَيٍّ الأَنْصَارِيُّ، حَدَّثنا خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ المِصِّيصِيُّ، عَنْ عَبْدِ الجَبَّارِ بْنِ عُمَرَ الأَيْلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَطَاءِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ عَطَاءٍ، مَوْلاَةِ الزُّبَيْرِ بْنِ العَوَّامِ قَالَتْ: سَمِعْتُ الزُّبَيْرَ بْنَ العَوَّامِ، يَقُولُ: لَمَّا نَزَلَتْ {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ} صَاحَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ عَلَى أَبِي قُبَيْسٍ: يَا آلَ عَبْدِ مَنَافٍ، إِنِّي نَذِيرٌ فَجَاءَتْهُ قُرَيْشٌ، فَحَذَّرَهُمْ وَأَنْذَرَهُمْ، فَقَالُوا: تَزْعُمُ أَنَّكَ نَبِيٌّ يُوحَى إِلَيْكَ، وَأَنَّ سُلَيْمَانَ سُخِّرَ لَهُ الرِّيحُ وَالجِبَالُ، وَأَنَّ مُوسَى سُخِّرَ لَهُ البَحْرُ، وَأَنَّ عِيسَى كَانَ يُحْيِي المَوْتَى؟ فَادْعُ اللهَ أَنْ يُسَيِّرَ عَنَّا هَذِهِ الجِبَالَ، وَيُفَجِّرَ لَنَا الأَرْضَ أَنْهَارًا، فَنَتَّخِذَهَا مَحَارِثَ فَنَزْرَعَ وَنَأْكُلَ، وَإِلاَّ فَادْعُ اللهَ أَنْ يُحْيِيَ لَنَا مَوْتَانَا فَنُكَلِمَهُمْ وَيُكُلِّمُونَا، وَإِلاَّ فَادْعُ اللهَ أَنْ يُصَيِّرَ هَذِهِ الصَّخْرَةَ الَّتِي تَحْتَكَ ذَهَبًا فَنَنْحَتَ مِنْهَا وَيُغْنِينَا عَنْ رِحْلَةِ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ، فَإِنَّكَ تَزْعُمُ أَنَّكَ كَهَيْئَتِهِمْ، فَبَيْنَمَا نَحْنُ حَوْلَهُ إِذْ نَزَلَ عَلَيْهِ الوَحْيُ، فَلَمَّا سُرِّيَ عَنْهُ قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ أَعْطَانِي مَا سَأَلْتُمْ، وَلَوْ شِئْتُ لَكَانَ، وَلَكِنَّهُ خَيَّرَنِي بَيْنَ أَنْ تَدْخُلُوا مِنْ بَابِ الرَّحْمَةِ، فَيُؤْمِنُ مُؤْمِنُكُمْ، وَبَيْنَ أَنْ يَكِلَكُمْ إِلَى مَا اخْتَرْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ فَتَضِلُّوا عَنْ بَابِ الرَّحْمَةِ وَلاَ يُؤْمِنُ مُؤْمِنُكُمْ، فَاخْتَرْتُ بَابَ الرَّحْمَةِ فَيُؤْمِنُ مُؤْمِنُكُمْ، وَأَخْبَرَنِي: إِنْ أَعْطَاكُمْ ذَلِكَ ثُمَّ كَفَرْتُمْ أَنَّهُ مُعَذِّبُكُمْ عَذَابًا لاَ يُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ العَالَمِينَ فَنَزَلَتْ {وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلاَّ أَنْ كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ} حَتَّى قَرَأَ ثَلاَثَ آيَاتٍ، وَنَزَلَتْ {وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ المَوْتَى}، الآيَةُ.(1/324)
680- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخبَرنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ جُنْدُبٍ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ العَوَّامِ، قَالَ: كُنَّا نُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، ثُمَّ نَبْتَدِرُ فِي الآجَامِ، فَمَا نَجِدُ إِلاَّ مَوَاضِعَ أَقْدَامِنَا.(1/325)
681- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ كُنَاسَةَ، حَدَّثنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: غَيِّرُوا الشَّيْبَ، وَلاَ تَشَبَّهُوا بِاليَهُودِ.(1/326)
682- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الحَسَنِ المَدَنِيُّ، حَدَّثَتْنِي أُمُّ عُرْوَةَ، فِيمَا أَحْسَبُ، ابْنَةُ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ العَوَّامِ، عَنْ أَبِيهَا، عَنْ جَدِّهَا الزُّبَيْرِ بْنِ العَوَّامِ، أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: دَعَا لِي رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ وَلِوَلَدِي وَلِوَلَدِ وَلَدِي، قَالَ: فَسَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ لأُخْتٍ لِي، كَانَتْ أَسَنَّ مِنِّي: يَا بُنَيَّةُ، يَعْنِي أَنَّكِ مِمَّنْ أَصَابَهُ دَعْوَةُ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ(1/326)
683- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الحَسَنِ المَدَنِيُّ، حَدَّثَتْنِي أُمُّ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهَا، عَنْ جَدِّهَا الزُّبَيْرِ، قَالَ: لَمَّا خَلَّفَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ نِسَاءَهُ بِالمَدِينَةِ خَلَّفَهُنَّ فِي فَارِعٍ، وَفِيهِنَّ صَفِيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ المُطَّلِبِ، وَخَلَّفَ فِيهِنَّ حَسَّانَ بْنَ ثَابِتٍ، وَأَقْبَلَ رَجُلٌ مِنَ المُشْرِكِينَ لَيَدْخُلَ عَلَيْهِنَّ، فَقَالَتْ صَفِيَّةُ لِحَسَّانَ: عَنْدِكَ الرَّجُلُ، فَجَبُنَ حَسَّانُ وَأَبَى عَلَيْهِ، فَتَنَاوَلَتْ صَفِيَّةُ السَّيْفَ فَضَرَبَتْ بِهِ المُشْرِكَ حَتَّى قَتَلَتْهُ، فَأُخْبِرَ بِذَلِكَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَضَرَبَ لِصَفِيَّةَ بِسَهْمٍ كَمَا كَانَ يَضْرِبُ لِلرِّجَالِ.(1/326)
684- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الحَسَنِ المَدَنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ عُرْوَةَ، عَنْ أُخْتِهَا عَائِشَةَ بِنْتِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهَا، عَنْ جَدِّهَا الزُّبَيْرِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَنَّهُ أَعْطَاهُ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ لِوَاءَ سَعْدِ بْنِ عِبَادَةَ، فَدَخَلَ الزُّبَيْرُ مَكَّةَ بِلِوَاءَيْنِ.(1/327)
685- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا هَاشِمُ بْنُ القَاسِمِ، حَدَّثنا حِزَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ العَامِرِيُّ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي حَكِيمٍ، مَوْلَى الزُّبَيْرِ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ العَوَّامِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: مَا مِنْ صَبَاحٍ يُصْبِحُ العِبَادُ إِلاَّ صَارِخٌ يَصْرُخُ: أَيُّهَا الخَلاَئِقُ، سَبِّحُوا القُدُّوسَ(1/327)
686- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، أَخْبَرَنِي أَبِي الزُّبَيْرُ، أَنَّهُ لَمَّا كَانَ يَوْمَ أُحُدٍ أَقْبَلَتِ امْرَأَةٌ تَسْعَى حَتَّى كَادَتْ تُشْرِفُ عَلَى القَتْلَى، قَالَ: فَكَرِهَ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَنْ تَرَاهُمْ فَقَالَ: المَرْأَةَ المَرْأَةَ قَالَ الزُّبَيْرُ: فَتَوَسَّمْتُ أَنَّهَا أُمِّي صَفِيَّةُ، قَالَ: فَخَرَجْتُ أَسْعَى إِلَيْهَا فَأَدْرَكْتُهَا قَبْلَ أَنْ تَنْتَهِيَ إِلَى القَتْلَى، قَالَ: فَلَكَمَتْ صَدْرِي، وَكَانَتِ امْرَأَةً جَلْدَةً، وَقَالَتْ: إِلَيْكَ لاَ أُمَّ لَكَ قَالَ: فَقُلْتُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ عَزَمَ عَلَيْكِ، قَالَ: فَوَقَفَتْ وَأَخْرَجَتْ ثَوْبَيْنِ مَعَهَا فَقَالَتْ: هَذَانِ ثَوْبَانِ جِئْتُ بِهِمَا لأَخِي حَمْزَةَ، فَإِذَا إِلَى جَنْبِهِ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ قُتِلَ، قَدْ فُعِلَ بِهِ كَمَا فُعِلَ بِحَمْزَةَ، فَوَجَدْنَا غَضَاضَةً وَحَيَاءً أَنْ يُكَفَّنَ حَمْزَةُ فِي ثَوْبَيْنِ، وَالأَنْصَارِيُّ لاَ كَفَنَ لَهُ، فَقُلْنَا: لِحَمْزَةَ ثَوْبٌ، وَلِلأَنْصَارِيِّ ثَوْبٌ فَقَدَّرْنَاهُمَا، فَكَانَ أَحَدُهُمَا أَكْبَرَ مِنَ الآخِرِ، فَأَقْرَعْنَا بَيْنَهُمَا فَجُعِلَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا فِي الثَّوْبِ الَّذِي صَارَ لَهُ.(1/328)
687- حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي سَمِينَةَ، حَدَّثنا سُفيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ ابْنِ حَاطِبٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ {ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ}، قَالَ الزُّبَيْرُ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَتُكَرَّرُ عَلَيْنَا خُصُومَتَنَا فِي الدُّنْيَا؟ قَالَ: نَعَمْ قَالَ: قُلْتُ: إِنَّ الأَمْرَ إِذًا لَشَدِيدٌ(1/328)
688- حَدَّثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ السَّمَّانُ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ دِينَارٍ الطَّاحِيُّ، حَدَّثنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنِ الزُّبَيْرِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: لاَ تُحَرِّمُ المَصَّةُ وَالمَصَّتَانِ، وَالإِمْلاَجَةُ وَالإِمْلاَجَتَانِ(1/329)
مُسْنَدُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ.
689- حَدَّثنا عَمْرٌو النَّاقِدُ، حَدَّثنا الوَلِيدُ، حَدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ رَافِعٍ أَبُو رَافِعٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ السَّائِبِ، قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا سَعْدُ بْنُ مَالِكٍ بَعْدَ مَا كُفَّ بَصَرُهُ، فَأَتَيْتُهُ مُسَلِّمًا، وَانْتَسَبْتُ لَهُ، فَقَالَ: مَرْحَبًا ابْنَ أَخِي، بَلَغَنِي أَنَّكَ حَسَنُ الصَّوْتِ بِالقُرْآنِ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: إِنَّ هَذَا القُرْآنَ نَزَّلَ بِحُزْنٍ، فَإِذَا قَرَأْتُمُوهُ فَابْكُوا، فَإِنْ لَمْ تَبْكُوا فَتَبَاكَوْا وَتَغَنَّوْا بِهِ، فَمَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِهِ فَلَيْسَ مِنَّا(1/330)
690- حَدَّثنا أَبُو مُوسَى مُحَمَّدُ بْنُ المُثَنَّى، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، غُنْدَرٌ، حَدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فِي الطَّاعُونِ: إِذَا وَقَعَ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلاَ تَفِرُّوا مِنْهُ قَالَ شُعْبَةُ: حَدَّثَنِي هِشَامٌ أَبُو بَكْرٍ أَنَّهُ عِكْرِمَةُ بْنُ خَالِدٍ.(1/330)
691- حَدَّثنا أَبُو مُوسَى، حَدَّثنا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثنا أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: إِذَا كَانَ الطَّاعُونُ بِأَرْضٍ فَلاَ يُهْبَطْ عَلَيْهِ، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلاَ يُخْرَجْ مِنْهُ.(1/331)
692- حَدَّثنا عَلِيُّ بْنُ الجَعْدِ، حَدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ لِسَعْدٍ: قَدْ شَكَوْكَ فِي كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى فِي الصَّلاَةِ، قَالَ: أَمَّا أَنَا، فَإِنِّي أَمُدُّ فِي الأُولَيَيْنِ وَأَحْذِفُ فِي الأُخْرَيَيْنِ، وَمَا آلُوا مَا اقْتَدَيْتُ بِهِ مِنْ صَلاَةِ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، قَالَ: ذَاكَ الظَّنُّ بِكَ، أَوْ كَذَلِكَ ظَنِّي بِكَ(1/331)
693- حَدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الحَجَّاجِ، حَدَّثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ المَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: شَكَا أَهْلُ الكُوفَةِ سَعْدًا إِلَى عُمَرَ فَقَالُوا: إِنَّهُ لاَ يُحْسِنُ أَنْ يُصَلِّيَ، فَقَالَ سَعْدٌ: أَمَّا أَنَا، فَإِنِّي كُنْتُ أُصَلِّي بِهِمْ صَلاَةَ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، صَلاَتَيِ العِشَاءِ لاَ أَخْرِمُ مِنْهَا، أَرْكُدُ فِي الأُولَيَيْنِ وَأَحْذِفُ فِي الأُخْرَيَيْنِ، فَقَالَ عُمَرُ: ذَاكَ الظَّنُّ بِكَ يَا أَبَا إِسْحَاقَ، وَبَعَثَ رِجَالاً يَسْأَلُونَ عَنْهُ بِالكُوفَةِ فَكَانُوا لاَ يَأْتُونَ مَسْجِدًا مِنْ مَسَاجِدِ أَهْلِ الكُوفَةِ إِلاَّ قَالُوا خَيْرًا أَوْ أَثْنَوْا خَيْرًا، حَتَّى أَتَى مَسْجِدًا مِنْ مَسَاجِدِ بَنِي عَبْسٍ، فَقَالَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ أَبُو سَعْدَةَ: أَمَّا إِذْ نَشَدْتُمُونَا بِاللَّهِ فَإِنَّهُ كَانَ لاَ يَعْدِلُ فِي القَضِيَّةِ، وَلاَ يَقْسِمُ بِالسَّوِيَّةِ، وَلاَ يَسِيرُ بِالسَّرِيَّةِ، فَقَالَ سَعْدُ: اللهُمَّ إِنْ كَانَ كَاذِبًا فَأَعْمِ بَصَرَهُ، وَأَطِلْ عُمْرَهُ، وَعَرِّضْهُ لِلْفِتَنِ، قَالَ عَبْدُ المَلِكِ: فَأَنَا رَأَيْتُهُ بَعْدُ يَتَعَرَّضُ لِلإِمَاءِ فِي السِّكَكِ، فَإِذَا سُئِلَ: كَيْفَ أَنْتَ؟ يَقُولُ: كَبِيرٌ فَقِيرٌ مَفْتُونٌ، أَصَابَتْنِي دَعْوَةُ سَعْدٍ.(1/331)
694- حَدَّثنا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، حَدَّثنا الوَلِيدُ بْنُ كَثِيرٍ المَدَنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الأَشَجِّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: أَنْهَاكُمْ عَنْ قَلِيلِ مَا أَسْكَرَ كَثِيرُهُ.(1/332)
695- حَدَّثنا أَبُو مَعْمَرٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الهُذَلِيُّ، حَدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: أَنْهَاكُمْ عَنْ قَلِيلِ مَا أَسْكَرَ كَثِيرُهُ(1/332)
696- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ المَلِكِ، حَدَّثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَخَذَ أَبِي مِنَ الخُمْسِ سَيْفًا، فَأَتَى بِهِ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، فَقَالَ: هَبْ هَذَا لِي، فَأَبَى، فَأَنْزَلَ اللهُ: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنْفَالِ قُلِ الأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ}.(1/333)
697- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الحَسَنِ بْنِ أَبِي الحَسَنِ المَدَنِيُّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ عَائِذٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، أَنَّ رَجُلاً جَاءَ إِلَى الصَّلاَةِ وَرَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يُصَلِّي، فَقَالَ حِينَ انْتَهَى إِلَى الصَّفِّ: اللهُمَّ آتِنِي أَفْضَلَ مَا تُؤْتِي عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ، قَالَ: فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ الصَّلاَةَ قَالَ: مَنِ المُتَكَلِّمُ آنِفًا؟ قَالَ الرَّجُلُ: أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: إِذًا يُعْقَرُ جَوَادُكَ، وَتُسْتَشْهَدُ فِي سَبِيلِ اللهِ(1/333)
698- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا عَفَّانُ، حَدَّثنا حَمَّادٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المُسَيَّبِ، قَالَ: قُلْتُ لِسَعْدِ بْنِ مَالِكٍ: إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْ حَدِيثٍ، وَأَنَا أَهَابُكَ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْهُ، فَقَالَ: لاَ تَفْعَلْ يَا ابْنَ أَخِي، إِذَا عَلِمْتَ أَنْ عِنْدِي عِلْمًا فَاسْأَلْنِي عَنْهُ وَلاَ تَهَبْنِي، قَالَ: قُلْتُ: قَوْلِ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ لِعَلِيٍّ حِينَ خَلَّفَهُ بِالمَدِينَةِ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ تُخَلِّفُنِي فِي الخَالِفَةِ فِي النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ؟ قَالَ: أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: فَأَدْبَرَ عَلَيٌّ مُسْرِعًا، فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى غُبَارِ قَدَمَيْهِ يَسْطَعُ، وَقَدْ قَالَ حَمَّادٌ: رَجَعَ عَلَيٌّ مُسْرِعًا.(1/333)
699- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا عَفَّانُ، حَدَّثنا عَبْدُ الوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثنا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ، أَخْبَرَنِي عَامِرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: إِنِّي أُحَرِّمُ مَا بَيْنَ لاَبَتَيِ المَدِينَةِ كَمَا حَرَّمَ إِبْرَاهِيمُ حَرَمَهُ، لاَ يُقْطَعُ عِضَاهُهَا، وَلاَ يُقْتَلُ صَيْدُهَا، وَلاَ يَخْرُجُ عَنْهَا أَحَدٌ رَغْبَةً عَنْهَا إِلاَّ أَبْدَلَهَا اللهُ خَيْرًا مِنْهُ، وَالمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ، وَلاَ يُرِيدُهُمْ أَحَدٌ بِسُوءٍ إِلاَّ أَذَابَهُ اللهُ تَعَالَى ذَوْبَ الرَّصَاصِ فِي النَّارِ وَذَوْبَ المِلْحِ فِي المَاءِ.(1/334)
700- حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ المِنْهَالِ، حَدَّثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثنا خَالِدٌ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، قَالَ: حَدَّثْتُ أَبَا بَكْرَةَ، قُلْتُ: سَمِعْتُ سَعْدًا، يَقُولُ: سَمِعَتْ أُذُنَايَ وَوَعَاهُ قَلْبِي مِنْ مُحَمَّدٍ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: مِنَ ادَّعَى إِلَى غَيرِ أَبِيهِ فِي الإِسْلاَمِ، وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ غَيرُ أَبِيهِ، فَالجَنَّةُ عَلَيْهِ حَرَامٌ قَالَ: وَأَنَا سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ وَوَعَاهُ قَلْبِي مِنْ مُحَمَّدٍ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ.(1/334)
701- حَدَّثنا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَيَّانَ البَصْرِيُّ، حَدَّثنا عُمَرُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَطَاءِ بْنِ مَقَدَّمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: إِنَّ مِنْ سَعَادَةِ المَرْءِ اسْتِخَارَتُهُ لِرَبِّهِ، وَرِضَاهُ بِمَا قَضَى، وَإِنَّ شَقَاوَةَ العَبْدِ تَرَكُهُ الاِسْتِخَارَةَ، وَسَخَطُهُ بِمَا قَضَى.(1/335)
702- حَدَّثنا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَيَّانَ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الوَزِيرِ أَبُو المُطَرِّفِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أُمِرَ العَبْدُ أَنْ يَسْجُدَ، عَلَى سَبْعَةِ آرَابٍ مِنْهُ: وَجْهِهِ، وَكَفَّيْهِ، وَرُكْبَتَيْهِ، وَقَدَمَيْهِ، أَيُّهَا لَمْ يَضَعْ فَقَدِ انْتَقَصَ.(1/335)
703- حَدَّثنا مُوسَى، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَعْفَرٍ الطَّحَّانِ، حَدَّثنا غَسَّانُ بْنُ بِشْرٍ الكَاهِلِيُّ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ خَيْثَمَةَ، عَنْ سَعْدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ سَدَّ أَبْوَابَ النَّاسِ فِي المَسْجِدِ وَفُتِحَ بَابَ عَلَيٍّ، فَقَالَ النَّاسُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: مَا أَنَا فَتَحْتُهُ، وَلَكِنَّ اللهَ فَتَحَهُ(1/335)
704- حَدَّثنا أَبُو الرَّبِيعِ، حَدَّثنا حَمَّادٌ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: قُلْتُ لأَبِي: يَا أَبَتَاهُ، أَرَأَيْتَ قَوْلَهُ {الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ} أَيُّنَا لاَ يَسْهُو؟ أَيُّنَا لاَ يُحَدِّثُ نَفْسَهُ؟ قَالَ: لَيْسَ ذَاكَ، إِنَّمَا هُوَ إِضَاعَةُ الوَقْتِ، يَلْهُو حَتَّى يَضِيعَ الوَقْتُ.(1/336)
705- حَدَّثنا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى الوَاسِطِيُّ، حَدَّثنا صَالِحُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثنا حَاتِمٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ مُصْعَبٍ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبِي سَعْدًا فَقُلْتُ: يَا أَبَهْ {الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ} أَسَهْوُ أَحَدِنَا فِي صَلاَتِهِ حَدِيثُ نَفْسِهِ؟ قَالَ سَعْدٌ: أَوَلَيْسَ كُلُّنَا يَفْعَلُ ذَلِكَ؟ وَلَكِنَّ السَّاهِي عَنْ صَلاَتِهِ الَّذِي يُصَلِّيهَا لِغَيْرِ وَقْتِهَا، فَذَلِكَ السَّاهِي عَنْهَا، قَالَ مُصْعَبٌ مُرَّةً أُخْرَى: تَرْكُهُ الصَّلاَةَ فِي مَوَاقِيتِهَا.(1/336)
706- حَدَّثنا الحَسَنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ شَقِيقٍ الجَرْمِيُّ، حَدَّثنا يَزِيدُ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، قَالَ: حَدَّثْتُ أَبَا بَكْرَةَ، قُلْتُ: سَمِعْتُ سَعْدًا، يَقُولُ: سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ وَوَعَاهُ قَلْبِي مِنْ مُحَمَّدٍ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: مَنِ ادَّعَى إِلَى غَيرِ أَبِيهِ فِي الإِسْلاَمِ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ غَيرُ أَبِيهِ، فَالجَنَّةُ عَلَيْهِ حَرَامٌ قَالَ: وَأَنَا سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ وَوَعَاهُ قَلْبِي مِنْ مُحَمَّدٍ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ.(1/336)
707- حَدَّثنا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، حَدَّثنا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، حَدَّثنا كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ المُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَنْطَبٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: مَنْ دَعَا بِدُعَاءِ يُونُسَ اسْتُجِيبَ لَهُ.(1/337)
708- حَدَّثنا أَبُو هِشَامٍ، حَدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ لِرَجُلٍ: لاَ جُمُعَةَ لَكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: لِمَ يَا سَعْدُ؟ قَالَ: لأَنَّهُ كَانَ يَتَكَلَّمُ وَأَنْتَ تُخْطَبُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: صَدَقَ سَعْدٌ.(1/337)
709- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُعَاذٍ، حَدَّثنا أَبِي، حَدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ شُعْبَةُ: قَبْلَ أَنْ يَخْتَلِطَ، قَالَ سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ المُسَيَّبِ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: خَلَّفَ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ عَلِيًّا فَقَالَ: أَتُخَلِّفُنِي؟ فَقَالَ: أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى غَيرَ أَنَّهُ لاَ نَبِيَّ بَعْدِي قَالَ: رَضِيتُ رَضِيتُ.(1/337)
710- حَدَّثنا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، حَدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الحَارِثِ، أَنَّ سَعِيدَ بْنَ أَبِي هِلاَلٍ، حَدَّثَهُ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهَا، أَنَّهُ دَخَلَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ عَلَى امْرَأَةٍ، وَبَيْنَ يَدَيْهَا نَوًى وَحَصًى تُسَبِّحُ، فَقَالَ: أُخْبِرُكِ بِمَا هُوَ أَيْسَرُ عَلَيْكِ مِنْ هَذَا، أَوْ أَفْضَلُ؟ قَوْلُ: سُبْحَانَ اللهِ عَدَدَ مَا خَلَقَ فِي السَّمَاءِ، وَسُبْحَانَ اللهِ عَدَدَ مَا خَلَقَ فِي الأَرْضِ، وَسُبْحَانَ اللهِ عَدَدَ مَا بَيْنَ ذَلِكَ، وَسُبْحَانَ اللهِ عَدَدَ مَا هُوَ خَالِقٌ، وَاللهُ أَكْبَرُ مِثْلُ ذَلِكَ، وَالحَمْدُ لِلَّهِ مِثْلُ ذَلِكَ، وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ مِثْلُ ذَلِكَ، وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ مِثْلُ ذَلِكَ.(1/337)
711- حَدَّثنا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، حَدَّثنَا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمِ بْنِ البَرِيدِ، قَالَ: سَمِعْتُ الأَعْمَشَ، يَذْكُرُهُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: كُلُّ خُلَّةٍ يُطْبَعُ، أَوْ قَالَ: يُطْوَى، عَلَيْهَا المُؤْمِنُ، شَكَّ عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ، إِلاَّ الخِيَانَةَ وَالكَذِبَ.(1/338)
712- حَدَّثنا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ، مَوْلَى الأَسْوَدِ، أَنَّ زَيْدًا أَبَا عَيَّاشٍ، أَخْبَرَهُ أَنَّهُ، سَأَلَ سَعْدًا عَنِ البَيْضَاءِ، يَعْنِي بِالسُّلْتِ، فَقَالَ سَعْدٌ: أَيَّتُهُمَا أَفْضَلُ؟ فَقَالَ: البَيْضَاءُ، فَنَهَاهُ عَنْ ذَلِكَ، وَقَالَ سَعْدٌ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ سُئِلَ عَنْ شِرَاءِ التَّمْرِ بِالرُّطَبِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: أَيَنْقُصُ الرُّطَبُ إِذَا يَبِسَ؟ قَالُوا: نَعَمْ، فَنَهَى عَنْ ذَلِكَ.
713- حَدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَوْنٍ، حَدَّثنا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي عَيَّاشٍ، عَنْ سَعْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: نَحْوَهُ.(1/338)
714- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثنا ابْنُ أَخِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عَمِّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَامِرُ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَعْطَى رَهْطًا وَسَعْدٌ جَالِسٌ فِيهِمْ، قَالَ سَعْدٌ: فَتَرَكَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ مَنْ لَمْ يُعْطِهِ وَهُوَ أَعْجَبُهُمْ إِلَيَّ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا لَكَ عَنْ فُلاَنٍ، فَوَاللَّهِ إِنِّي لأَرَاهُ مُؤْمِنًا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: أَوْ مُسْلِمًا قَالَ: فَسَكَتُّ قَلِيلاً، ثُمَّ غَلَبَنِي مَا أَعْلَمُ مِنْهُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا لَكَ عَنْ فُلاَنٍ، فَوَاللَّهِ إِنِّي لأَرَاهُ مُؤْمِنًا؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: أَوْ مُسْلِمًا قَالَ: فَسَكَتُّ قَلِيلاً، ثُمَّ غَلَبَنِي مَا عَلِمْتُ مِنْهُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا لَكَ عَنْ فُلاَنٍ، فَوَاللَّهِ إِنِّي لأَرَاهُ مُؤْمِنًا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: أَوْ مُسْلِمًا، إِنِّي لأُعْطِي الرَّجُلَ، وَغَيْرُهُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهُ خَشْيَةَ أَنْ يُكَبَّ فِي النَّارِ عَلَى وَجْهِهِ(1/339)
715- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، حَدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ مِخْرَاقٍ، عَنِ ابْنِ عَبَايَةَ، عَنْ مَوْلًى لِسَعْدٍ، أَنَّ سَعْدًا، رَأَى ابْنًا لَهُ يُصَلِّي وَهُوَ يَدْعُو يَقُولُ: أَسْأَلُكَ الجَنَّةَ، وَمِنْ ثِمَارِهَا وَنَعِيمِهَا وَأَزْوَاجِهَا، وَنَحْوَ هَذَا فَأَكْثَرَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ، وَسَلاَسِلِهَا وَأَغْلاَلِهَا وَسَعِيرِهَا، وَنَحْوِ هَذَا، وَسَعْدٌ يُسْمَعُ، فَلَمَّا قَضَى صَلاَتَهُ قَالَ لَهُ سَعْدٌ: لَقَدْ سَأَلْتَ نَعِيمًا طَوِيلاً، وَتَعَوَّذْتَ مِنْ شَرٍّ طَوِيلٍ، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: إِنَّهُ سَيَكُونُ قَوْمٌ يَعْتَدُونَ فِي الدُّعَاءِ وَقَرَأَ سَعْدٌ {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ المُعْتَدِينَ} قَالَ: فَلاَ أَدْرِي عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ رَفَعَهُ أَمْ مِنْ قَوْلِ سَعْدٍ، وَإِنَّهُ بِحَسْبِكَ أَنْ تَقُولَ: أَسْأَلُكَ الجَنَّةَ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عُمِلٍ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عُمِلٍ.(1/339)
716- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ المَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: كَانَ سَعْدٌ، يُعَلِّمُنَا خَمْسًا يَذْكُرُهُنَّ عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ البُخْلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الجُبْنِ، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أُرَدَّ إِلَى أَرْذَلِ العُمُرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الدُّنْيَا، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ قَالَ شُعْبَةُ: فَسَأَلْتُ ابْنَ عُمَيْرٍ عَنْ فِتْنَةِ الدُّنْيَا فَقَالَ: الدَّجَّالُ.(1/340)
717- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثنا هَاشِمُ بْنُ هَاشِمٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ سَعْدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: مَنِ اصْطَبَحَ سَبْعَ تَمَرَاتٍ عَجْوَةً، لَمْ يَضُرُّهُ ذَلِكَ اليَوْمَ سُمٌّ وَلاَ سِحْرٌ قَالَ هَاشِمٌ: لاَ أَعْلَمُ أَنَّ عَامِرًا ذَكَرَهُ إِلاَّ مِنَ العَجْوَةِ العَالِيَةِ.(1/340)
718- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا هَاشِمُ بْنُ القَاسِمِ، حَدَّثنا شُعْبَةُ، حَدَّثَنِي سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ لِعَلِيٍّ: أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى.(1/341)
719- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الأَسَدِيُّ، حَدَّثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: حَلَفْتُ بِاللاَّتِ وَالعُزَّى، فَقَالَ لِي أَصْحَابِي: قَدْ قُلْتَ هُجْرًا، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي حَدِيثُ العَهْدِ، وَإِنِّي حَلَفْتُ بِاللاَّتِ وَالعُزَّى؟ فَقَالَ: قُلْ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ ثَلاَثًا، وَانْفُثْ عَنْ يَسَارِكَ ثَلاَثًا، وَتَعَوَّذْ مِنَ الشَّيْطَانِ، وَلاَ تَعُدْ(1/341)
720- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الأَسَدِيُّ، حَدَّثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، يَرْفَعُ الحَدِيثَ قَالَ: لاَ يَحِلُّ لأَحَدٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاَثٍ.(1/341)
721- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الوَارِثِ، حَدَّثنا أَبَانُ، حَدَّثنا عَاصِمٌ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: دَفَعْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ وَعِنْدَهُ فَضْلَةٌ مِنْ طَعَامٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: لَيَطْلَعَنَّ عَلَيْكُمْ مِنْ هَذَا الفَجِّ رَجُلٌ يَأْكُلُ هَذِهِ الفَضْلَةَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ قَالَ: فَمَرَرْتُ بِعُمَيرِ بْنِ مَالِكٍ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: هُوَ صَاحِبُهَا، فَجَعَلْنَا نَتَشَرَّفُ شُخُوصَ مَنْ يَطْلَعُ عَلَيْنَا، فَطَلَعَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلاَمٍ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، فَدَعَا لَهُ بِالفَضْلَةِ فَأَكَلَهَا.(1/342)
722- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثنا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الحَكَمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ أَبُو خَيْثَمَةَ: وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: حَكِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ سَعْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَنَّهُ قَالَ: مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ المُؤَذِّنَ: وَأَنَا أَشْهَدُ أَنَّ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبًّا، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولاً، وَبِالإِسْلاَمِ دِينًا، غُفِرَ لَهُ ذَنْبُهُ(1/342)
723- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ القَطَّانُ، عنْ مُوسَى الجُهَنِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُصْعَبُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: أَيَعْجَزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَكْسِبَ كُلَّ يَوْمٍ أَلْفَ حَسَنَةٍ؟ قَالَ فَسَأَلَهُ إِنْسَانٌ مِنْ جُلَسَائِهِ: كَيْفَ يَكْسِبُ أَحَدُنَا أَلْفَ حَسَنَةٍ؟ قَالَ: يُسَبِّحُ مِئَةَ تَسْبِيحَةٍ، فَيَكْسِبُ أَلْفَ حَسَنَةٍ، وَيَحُطَّ عَنْهُ أَلْفَ سَيِّئَةٍ.(1/342)
724- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلاَنَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، أَنَّ سَعْدَ بْنَ مَالِكٍ، سَمِعَ رَجُلاً يَقُولُ: لَبَّيْكَ ذَا المَعَارِجِ، قَالَ: إِنَّ اللهَ ذُو المَعَارِجِ، وَلَكِنْ لَمْ نَكُنْ نَقُولُ ذَلِكَ مَعَ نَبِيِّنَا صَلى الله عَلَيه وسَلمَ.(1/343)
725- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ إِلاَّ وَقَدْ وَصَفَ الدَّجَّالَ لأُمَّتِهِ، وَلأَصِفَنَّهُ صِفَةً لَمْ يَصِفْهَا أَحَدٌ قَبْلِي، إِنَّهُ أَعْوَرُ، وَإِنَّ اللهَ لَيْسَ بِأَعْوَرَ.(1/343)
726- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثنا الحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدِ البَهْرَانِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: وَكَانَ يَتَوَضَّأُ بِرَاوِيَةٍ مِنْ مَاءٍ، قَالَ: فَخَرَجَ مِنَ الخَلاَءِ، قَالَ: فَتَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ، فَتَعَجَّبْنَا مِنْ ذَلِكَ، فَقُلْنَا لَهُ، فَقَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَعَلَ مِثْلَ هَذَا.(1/343)
727- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا وَكِيعٌ، حَدَّثنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعْدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ لَهُ: الثُّلُثُ وَالثُّلُثُ كَبِيرٌ، أَوْ كَثِيرٌ، فِي الوَصِيَّةِ.(1/344)
728- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفيَانَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ، وَأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، وَخُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ، قَالُوا: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: الطَّاعُونُ رِجْزٌ وَبَقِيَّةُ عَذَابٍ عُذِّبَ بِهِ قَوْمٌ قَبْلَكُمْ، فَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلاَ تَخْرُجُوا فِرَارًا مِنْهُ، وَإِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ بِأَرْضٍ فَلاَ تَدْخُلُوا عَلَيْهِ.(1/344)
729- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَصَبْتُ سَيْفًا يَوْمَ بَدْرٍ فَأَعْجَبَنِي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ هَبْهُ لِي، فَنَزَلَتْ {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنْفَالِ قُلِ الأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ}.(1/344)
730- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا وَكِيعٌ، حَدَّثنا سُفيَانُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ أَبِيهِ ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: إِنَّكَ مَهْمَا أَنْفَقْتَ عَلَى أَهْلِكَ مِنْ نَفَقَةٍ فَإِنَّكَ تُؤْجَرُ، حَتَّى اللُّقْمَةَ تَرْفَعُهَا إِلَى فِي امْرَأَتِكَ(1/344)
731- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا وَكِيعٌ، حَدَّثنا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَبِيبَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: خَيْرُ الرِّزْقِ مَا يَكْفِي، وَخَيْرُ الذِّكْرِ الخَفِيُّ.(1/345)
732- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا وَكِيعٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدًا، يَقُولُ: إِنِّي لأَوَّلُ رَجُلٍ مِنَ العَرَبِ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ وَمَا لَنَا طَعَامٌ إِلاَّ السَّمُرُ وَوَرَقُ الحُبْلَةِ، حَتَّى إِنْ كَانَ أَحَدُنَا لَيَضَعُ كَمَا تَضَعُ العَنْزُ، مَا لَهُ خِلْطٌ.(1/345)
733- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخبَرنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ ؛ أَنَّ نَفَرًا أَتُوا النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَسَأَلُوهُ، فَأَعْطَاهُمْ، إِلاَّ رَجُلاً مِنْهُمْ، قَالَ سَعْدٌ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَعْطَيْتَهُمْ وَتَرَكْتَ فُلاَنًا، وَاللَّهِ إِنِّي لأَرَاهُ مُؤْمِنًا؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: أَوْ مُسْلِمًا قَالَ سَعْدٌ: قَالَ ذَلِكَ ثَلاَثًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: إِنِّي لأُعْطِي الرَّجُلَ العَطَاءَ، لَغَيْرُهُ أَحَبُّ إِلَيَّ، وَمَا أَفْعَلُ ذَلِكَ إِلاَّ مَخَافَةَ أَنْ يَكُبَّهُ اللهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ عَلَى وَجْهِهِ(1/345)
734- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الفَزَارِيُّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، أَخبَرنا عَامِرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، فَمَرَّ بِمَسْجِدِ بَنِي مُعَاوِيَةَ، فَدَخَلَ فَرَكَعَ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ قَامَ فَنَاجَى رَبَّهُ وَانْصَرَفَ، فَقَالَ: سَأَلْتُ رَبِّي ثَلاَثًا فَأَعْطَانِي اثْنَتَيْنِ وَمَنَعَنِي وَاحِدَةً، سَأَلْتُهُ أَنْ لاَ يُهْلِكَ أُمَّتِي بِالغَرَقِ، وَلاَ بِالسَّنَةِ، يَعْنِي بِالجُوعِ، فَأَعْطَانِيهِمَا، وَسَأَلْتُهُ أَنْ لاَ يَجْعَلَ بِأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ فَمَنَعَنِيهَا.(1/346)
735- حَدَّثنا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثنا أَبُو بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ جِئْتُ بِسَيْفٍ مَعِي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ هَذَا السَّيْفَ قَدْ شَفَى صَدْرِي فَهِبْهُ لِي، فَقَالَ: إِنَّ هَذَا السَّيْفَ لَيْسَ هُوَ لَكَ وَلاَ لِي فَخَرَجْتُ، وَأَنَا أَقُولُ: عَسَى أَنْ يُعْطِيَهُ مَنْ لَيْسَ بَلاَؤُهُ مِثْلَ بَلاَئِي، فَجَاءَنِي رَسُولُ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَقَالَ: أَجِبْ، فَظَنَنْتُ أَنَّهُ قَدْ نَزَلَ فِيَّ شَيْءٌ بِكَلاَمِي، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: إِنَّكَ سَأَلْتَنِيهِ وَلَيْسَ هُوَ لِي، وَإِنَّ اللهَ قَدْ جَعَلَهُ لِي، فَهُوَ لَكَ.(1/346)
736- حَدَّثنا مُوسَى بْنُ حَيَّانَ، حَدَّثنا سَلْمُ بْنُ قُتَيْبَةَ، حَدَّثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: حَلَفْتُ بِاللاَّتِ وَالعُزَّى، وَالعَهْدُ حَدِيثٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: قُلْتَ هُجْرًا، قُلْ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ ثَلاَثًا، وَاتْفِلْ عَنْ يَسَارِكَ ثَلاَثًا، وَتَعَوَّذْ مِنَ الشَّيْطَانِ وَلاَ تَعُدْ(1/346)
737- حَدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، حَدَّثنا أَبُو بَكْرٍ الحَنَفِيُّ، حَدَّثنا بُكَيْرُ بْنُ مِسْمَارٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، أَنَّ أَبَاهُ سَعْدًا كَانَ فِي إِبِلٍ لَهُ وَغَنَمٍ، فَجَاءَهُ ابْنُهُ عُمَرُ، فَلَمَّا رَآهُ قَالَ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّ هَذَا الرَّاكِبِ، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَيْهِ قَالَ: أَرَضِيتَ أَنْ تَكُونَ أَعْرَابِيًّا فِي إِبِلِكَ وَغَنَمِكَ، وَالنَّاسُ بِالمَدِينَةِ يَتَنَازَعُونَ المُلْكَ؟ قَالَ: فَضَرَبَ صَدْرَهُ بِيَدِهِ وَقَالَ: يَا بُنَيَّ اسْكُتْ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: إِنَّ اللهَ يُحِبُّ العَبْدَ التَّقِيَّ الغَنِيَّ الخَفِيَّ.(1/347)
738- حَدَّثنا بِشْرُ بْنُ هِلاَلٍ الصَّوَّافُ، حَدَّثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثنا حَرْبُ بْنُ شَدَّادٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المُسَيَّبِ، عَنْ سَعْدٍ، قَالَ: لَمَّا غَزَا رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ غَزْوَةَ تَبُوكَ خَلَّفَ عَلِيًّا بِالمَدِينَةِ، فَقَالَ النَّاسُ: مَلَّهُ وَكَرِهَ صُحْبَتَهُ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عَلِيًّا فَخَرَجَ حَتَّى لَحِقَ بِالنَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، خَلَّفْتَنِي بِالمَدِينَةِ مَعَ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ وَالذَّرَارِيِّ، حَتَّى قَالَ النَّاسُ: مَلَّهُ وَكَرِهَ صُحْبَتَهُ؟ فَقَالَ: يَا عَلِيُّ، إِنَّمَا خَلَّفْتُكَ عَلَى أَهْلِي، أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى، غَيرَ أَنَّهُ لاَ نَبِيَّ بَعْدِي(1/347)
739- حَدَّثنا سَعِيدُ بْنُ مُطَرِّفٍ البَاهِلِيُّ، حَدَّثنا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ، عَنِ ابْنِ المُنْكَدِرِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المُسَيَّبِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدٍ، أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ لِعَلِيٍّ: أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى، إِلاَّ أَنَّهُ لَيْسَ مَعِي نَبِيٌّ، قَالَ سَعِيدٌ: فَأَحْبَبْتُ أَنْ أُشَافِهَ بِذَلِكَ سَعْدًا، فَلَقِيتُهُ فَذَكَرْتُ لَهُ مَا ذَكَرَ لِي عَامِرٌ، فَقُلْتُ لَهُ، فَقَالَ: نَعَمْ سَمِعْتُهُ، فَقُلْتُ: أَنْتَ سَمِعْتَهُ؟ فَأَدْخَلَ إِصْبَعَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ فَقَالَ: نَعَمْ، وَإِلاَّ فَاسْتَكَّتَا.(1/347)
740- حَدَّثنا الحُسَيْنُ بْنُ عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدٍ العَنْقَزِيُّ، حَدَّثنا أَبِي، حَدَّثنا خَلاَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الصَّفَارُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، فِي قَوْلِ اللهِ {الر تِلْكَ آيَاتُ الكِتَابِ المُبِينِ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ نَحْنُ نَقَصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ القَصَصِ} الآيَةَ، قَالَ: نَزَلَ القُرْآنُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَتَلاَهُ عَلَيْهِمْ زَمَانًا، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، لَوْ قَصَصْتَ عَلَيْنَا؟ فَأَنْزَلَ اللهُ عَلَيْنَا {الر تِلْكَ آيَاتُ الكِتَابِ المُبِينِ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا} الآيَةَ، فَتَلاَهُ عَلَيْهِمْ زَمَانًا، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، لَوْ حَدَّثْتَنَا؟ فَأَنْزَلَ اللهُ: {اللهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا} الآيَةَ، كُلُّ ذَلِكَ يُؤْمَرُونَ بِالقُرْآنِ، قَالَ أَبِي: قَالَ خَلاَّدٌ: وَزَادَنِي فِيهِ غَيْرُهُ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، لَوْ ذَكَّرْتَنَا؟ فَأَنْزَلَ اللهُ: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهِمْ لِذِكْرِ اللهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الحَقِّ}.(1/348)
741- حَدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ نَجِيحٍ المَدِينِيُّ، حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثنا شُعْبَةُ، حَدَّثنا أَبُو عَوْنٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ، يَقُولُ: قَالَ عُمَرُ لِسَعْدٍ: لَقَدْ شَكَاكَ أَهْلُ الكُوفَةِ فِي كُلِّ شَيْءٍ، حَتَّى فِي الصَّلاَةِ، فَقَالَ: أَمُدُّ فِي الأُولَيَيْنِ، وَأَحْذِفُ فِي الأُخْرَيَيْنِ، وَمَا آلُو مَا اقْتَدَيْتُ بِهِ مِنْ صَلاَةِ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، قَالَ: ذَاكَ الظَّنُّ بِكَ، أَوْ ظَنِّي بِكَ.
742- حَدَّثنا عَلِيُّ بْنُ المَدِينِيِّ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثنا شُعْبَةُ، نَحْوًا مِنْ حَدِيثِ يَحْيَى، إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ فِي حَدِيثِهِ: ذَاكَ الظَّنُّ بِكَ، وَلَمْ يَشُكَّ.(1/349)
743- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ المَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ، يَقُولُ لِسَعْدٍ: لَقَدْ شَكَاكَ أَهْلُ الكُوفَةِ، حَتَّى قَالُوا: لاَ يُحْسِنُ يُصَلِّي؟ قَالَ: أَنَا، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا كُنْتُ لآلُوَ بِهِمْ عَنْ صَلاَةِ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، أَرْكُدُ فِي الأُولَيَيْنِ، وَأَحْذِفُ فِي الأُخْرَيَيْنِ، فَسَمِعْتُ عُمَرَ يَقُولُ لَهُ: ذَلِكَ الظَّنُّ بِكَ، ذَلِكَ الظَّنُّ بِكَ.(1/349)
744- حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ المَكِّيُّ، حَدَّثنا حَاتِمٌ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ أَبِي مُحَمَّدٍ، عَنْ بِجَادِ بْنِ مُوسَى، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: قَالَ سَعْدٌ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: مَنْ أَخَذَ شَيْئًا مِنَ الأَرْضِ بِغَيْرِ حِلِّهِ طُوِّقَهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ، لاَ يَقْبَلُ مِنْهُ صَرْفًا وَلاَ عَدْلاً، وَمِنَ ادَّعَى إِلَى غَيرِ أَبِيهِ، أَوْ لِغَيْرِ مَوْلاَهُ، فَقَدْ كَفَرَ.(1/349)
745- حَدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثنا أَبُو فُلاَنٍ، حَدَّثنا أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ عَنْ هَذِهِ الآيَةِ {قُلْ هُوَ القَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ}، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: أَمَا إِنَّهَا كَائِنَةٌ، وَلَمْ يَأْتِ تَأْوِيلُهَا.(1/350)
746- حَدَّثنا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: قَالَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ: فِيَّ سُنَّ الثُّلُثُ، مَرِضْتُ مَرَضًا فَعَادَنِي فِيهِ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَقَالَ: هَلْ أَوْصَيْتَ؟ قُلْتُ: أَوْصَيْتُ بِمَالِي كُلِّهِ، قَالَ فَمَا تَرَكْتَ لَوَرَثَتِكَ؟ قُلْتُ: إِنَّهُمْ أَغْنِيَاءُ، قَالَ: أَوْصِ بِالعُشْرِ، وَاتْرُكْ سَائِرَهُ لَوَرَثَتِكَ وَذَكَرَ الحَدِيثَ.(1/350)
747- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: مَرِضْتُ عَامَ الفَتْحِ مَرَضًا أَشْفَيْتُ مِنْهُ عَلَى المَوْتِ، أَتَانِي رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَعُودُنِي فِيهِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، لِي مَالٌ كَثِيرٌ لَيْسَ يَرِثُنِي إِلاَّ ابْنَتِي، أَفَأُوصِي بِثُلُثَيْ مَالِي؟ قَالَ: لاَ قَالَ: قُلْتُ: فَالشَّطْرُ؟ قَالَ: لاَ قُلْتُ: فَالثُّلُثُ؟ قَالَ: الثُّلُثُ، وَالثُّلُثُ كَبِيرٌ، أَوْ كَثِيرٌ، إِنَّكَ إِنْ تَتْرُكْ وَرَثَتَكَ أَغْنِيَاءَ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَتْرُكَهُمْ عَالَةً يَتَكَفَّفُونَ النَّاسَ، إِنَّكَ لَنْ تُنْفِقَ نَفَقَةً إِلاَّ أُجِرْتَ فِيهَا، حَتَّى اللُّقْمَةَ تَرْفَعُهَا إِلَى فِي امْرَأَتِكَ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أُخَلَّفُ عَنْ هِجْرَتِي؟ قَالَ: إِنَّكَ لَنْ تُخَلَّفَ بَعْدِي فَتَعْمَلَ عَمَلاً تُرِيدُ بِهِ وَجْهَ اللهِ إِلاَّ ازْدَدْتَ رِفْعَةً وَدَرَجَةً، وَلَعَلَّكَ أَنْ تُخَلَّفَ حَتَّى يَنْتَفِعَ بِكَ أَقْوَامٌ وَيُضَرَّ بِكَ آخَرُونَ، اللهُمَّ أَمْضِ لأَصْحَابِي هِجْرَتَهُمْ، وَلاَ تَرُدَّهُمْ عَلَى أَعْقَابِهِمْ، لَكِنِ البَائِسُ سَعْدُ ابْنُ خَوْلَةَ يَرْثِي لَهُ أَنْ مَاتَ بِمَكَّةَ.(1/351)
748- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي نَهِيكٍ، عَنْ سَعْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالقُرْآنِ قَالَ سُفيَانُ: يَعْنِي يَسْتَغْنِي بِهِ.(1/351)
749- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثنا أَبِي، عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، وَهُوَ أَحَدُ بَنِي الحَارِثِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةِ بْنِ كِنَانَةَ، أَخْبَرَنِي عَامِرُ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، أَنَّ أَبَاهُ حِينَ رَأَى اخْتِلاَفَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ وَتَفَرُّقَهُمُ اشْتَرَى لَهُ مَاشِيَةً، ثُمَّ خَرَجَ فَاعْتَزَلَ فِيهَا بِأَهْلِهِ عَلَى مَاءٍ يُقَالُ لَهُ: قَلَهِّي، قَالَ: وَكَانَ سَعْدٌ مِنْ أَحَدِّ النَّاسِ بَصَرًا، فَرَأَى ذَاتَ يَوْمٍ شَيْئًا يَزُولُ، فَقَالَ لِمَنْ تَبِعَهُ: تَرَوْنَ شَيْئًا؟ قَالُوا: نَرَى شَيْئًا كَالطَّيْرِ، قَالَ: أَرَى رَاكِبًا عَلَى بَعِيرٍ، ثُمَّ جَاءَ بَعْدَ قَلِيلٍ عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ عَلَى بُخْتِيٍّ، أَوْ بُخْتِيَّةٍ، ثُمَّ قَالَ: اللهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا جَاءَ بِهِ، فَسَلَّمَ عُمَرُ، ثُمَّ قَالَ لأَبِيهِ: أَرَضِيتَ أَنْ تَتْبَعَ أَذْنَابَ هَذِهِ المَاشِيَةِ بَيْنَ هَذِهِ الجِبَالِ، وَأَصْحَابُكَ يَتَنَازَعُونَ فِي أَمْرِ الأُمَّةِ؟ فَقَالَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: إِنَّهَا سَتَكُونُ بَعْدِي فِتَنٌ، أَوْ قَالَ: أُمُورٌ، خَيْرُ النَّاسِ فِيهَا الغَنِيُّ الخَفِيُّ التَّقِيُّ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ يَا بُنَيَّ أَنْ تَكُونَ كَذَلِكَ فَكُنْ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: أَمَا عِنْدَكَ غَيرُ هَذَا؟ فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ: لاَ يَا بُنَيَّ، فَوَثَبَ عُمَرُ لَيَرْكَبَ، وَلَمْ يَكُنْ حَطَّ عَنْ بَعِيرِهِ، فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ: أَمْهِلْ حَتَّى نُغُدِّيَكَ، قَالَ: لاَ حَاجَةَ لِي بِغَدَائِكُمْ، قَالَ سَعْدٌ: فَنَحْلِبُ لَكَ فَنَسْقِيَكَ، قَالَ: لاَ حَاجَةَ لِي بِشَرَابِكُمْ، ثُمَّ رَكِبَ فَانْصَرَفَ مَكَانَهُ.(1/351)
750- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثنا لَيْثٌ، عَنْ عَيَّاشِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ بُكَيْرٍ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، أَنَّ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ عِنْدَ فِتْنَةِ عُثْمَانَ: أَشْهَدُ لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: إِنَّهَا سَتَكُونُ فِتْنَةٌ، القَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ القَائِمِ، وَالقَائِمُ خَيْرٌ مِنَ المَاشِي، وَالمَاشِي خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي، قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ دَخَلَ عَلَيَّ بَيْتِي، وَبَسَطَ يَدَهُ لِيَقْتُلَنِي؟ قَالَ: كُنْ كَابْنِ آدَمَ.(1/352)
751- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا وَكِيعٌ، حَدَّثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: فِيَّ نَزَلَ تَحْرِيمُ الخَمْرِ، شَرِبْتُ مَعَ قَوْمٍ مِنَ الأَنْصَارِ قَبْلَ أَنْ تُحَرَّمَ، فَضَرَبَنِي رَجُلٌ مِنْهُمْ عَلَى أَنْفِي بِلَحْيَيْ جَمَلٍ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَأُنْزِلَ تَحْرِيمُ الخَمْرِ.(1/353)
752- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: قَالَ سَعْدٌ: إِنِّي لأَوَّلُ رَجُلٍ رَمَى بِسَهْمٍ فِي المُشْرِكِينَ، وَمَا جَمَعَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَبَوَيْهِ لأَحَدٍ قَبْلِي، وَلَقَدْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: إِرْمِ يَا سَعْدُ، فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي(1/353)
753- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثنا سُفيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، حَدَّثَنِي العَلاَءُ بْنُ أَبِي العَبَّاسِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الطُّفَيْلِ، يُحَدِّثُ، عَنْ بَكْرِ بْنِ قِرْوَاشٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، وَذَكَرَ يَعْنِي ذَا الثُّدَيَّةِ، الَّذِي وُجِدَ مَعَ أَهْلِ النَّهَرِ، فَقَالَ: شَيْطَانُ رَدْهَةٍ، يَحْدُرُهُ رَجُلٌ مِنْ بَجِيلَةَ يُقَالُ لَهُ: الأَشْهَبُ، أَوِ ابْنُ الأَشْهَبِ، عَلاَمَةٌ فِي قَوْمٍ ظَلَمَهُ قَالَ: سُفيَانُ: فَقَالَ عَمَّارٌ الدُّهْنِيٌّ، حِينَ حَدَّثَ: جَاءَ بِهِ رَجُلٌ مِنَّا مِنْ بَجِيلَةَ، فَقَالَ: أَرَاهُ فُلاَنٌ مِنْ دُهْنٍ، يُقَالُ لَهُ: الأَشْهَبُ، أَوِ ابْنُ الأَشْهَبِ.(1/353)
754- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخبَرنا عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أُتِيَ بِقَصْعَةٍ فَأَكَلَ مِنْهَا، فَفَضَلَتْ فَضْلَةٌ فَقَالَ: يَجِيءُ رَجُلٌ مِنْ هَذَا الفَجِّ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ يَأْكُلُ هَذِهِ الفَضْلَةَ قَالَ سَعْدٌ: وَكُنْتُ تَرَكْتُ أَخِي عُمَيْرًا يَتَوَضَّأُ، فَقُلْتُ: هُوَ عُمَيْرٌ، قَالَ: فَجَاءَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلاَمٍ فَأَكَلَهَا.(1/354)
755- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الهَاشِمِيُّ، حَدَّثنا يُوسُفُ بْنُ المَاجِشُونِ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ المُنْكَدِرِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المُسَيَّبِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ سَعْدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، قَالَ لِعَلِيٍّ: أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى، إِلاَّ أَنَّهُ لَيْسَ بَعْدِي نَبِيٌّ قَالَ سَعِيدٌ: فَأَحْبَبْتُ أَنْ أُشَافِهَ بِذَلِكَ سَعْدًا، فَلَقِيتُهُ فَذَكَرْتُ لَهُ مَا ذَكَرَ لِي عَامِرٌ، فَقَالَ: نَعَمْ، سَمِعْتُ، قُلْتُ: أَنْتَ سَمِعْتَهُ؟ فَأَدْخَلَ إِصْبَعَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ فَقَالَ: نَعَمْ وَإِلاَّ فَاصْطَكَّتَا(1/354)
756- حَدَّثنا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، حَدَّثنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو صَخْرٍ، أَنَّ أَبَا حَازِمٍ، حَدَّثَهُ، عَنِ ابْنٍ لِسَعْدٍ، قَالَ، سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: إِنَّ الإِيمَانَ بَدَأَ غَرِيبًا، وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ يَوْمَئِذٍ إِذَا فَسَدَ النَّاسُ، وَالَّذِي نَفْسُ أَبِي القَاسِمِ بِيَدِهِ لَيَأْرِزَنَّ الإِسْلاَمُ بَيْنَ هَذَيْنِ المَسْجِدَيْنِ كَمَا تَأْرِزُ الحَيَّةُ فِي جُحْرِهَا.(1/355)
757- حَدَّثنا أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ المُفَضَّلِ، حَدَّثنا أَسْبَاطُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: زَعَمَ السُّدِّيُّ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ فَتْحِ مَكَّةَ أَمَّنَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ النَّاسَ إِلاَّ أَرْبَعَةَ نَفَرٍ وَامْرَأَتَيْنِ، وَقَالَ: اقْتُلُوهُمْ وَلَوْ وَجَدْتُمُوهُمْ مُتَعَلِّقِينَ بِأَسْتَارِ الكَعْبَةِ عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ خَطَلٍ، وَمَقِيسُ بْنُ صُبَابَةَ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ فَأَمَّا عَبْدُ اللهِ بْنُ خَطَلٍ فَأُدْرِكَ وَهُوَ مُتَعَلِّقٌ بِأَسْتَارِ الكَعْبَةِ، فَاسْتَبَقَ إِلَيْهِ سَعِيدُ بْنُ حُرَيْثٍ وَعَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ، فَسَبَقَ سَعِيدٌ عَمَّارًا، وَكَانَ أَشَبَّ الرِّجْلَيْنِ، فَقَتَلَهُ، وَأَمَّا مَقِيسُ بْنُ صُبَابَةَ فَأَدْرَكَهُ النَّاسُ فِي السُّوقِ، وَأَمَّا عِكْرِمَةُ فَرَكِبَ البَحْرَ فَأَصَابَتْهُمْ عَاصِفٌ، فَقَالَ أَصْحَابُ السَّفِينَةِ لأَهْلِ السَّفِينَةِ: أَخْلِصُوا فَإِنَّ آلِهَتَكُمْ لاَ تُغْنِي عَنْكُمْ شَيْئًا هَاهُنَا، فَقَالَ عِكْرِمَةُ: لَئِنْ لَمْ يُنَجِّنِي فِي البَحْرِ إِلاَّ الإِخْلاَصُ فَمَا يُنَجِّينِي فِي البِرِّ غَيْرُهُ، اللهُمَّ إِنَّ لَكَ عَلَيَّ عَهْدًا إِنْ أَنْتَ عَافَيْتَنِي مِمَّا أَنَا فِيهِ أَنْ آتِيَ مُحَمَّدًا حَتَّى أَضَعَ يَدِي فِي يَدِهِ، فَلأَجِدَنَّهُ عَفُوًّا كَرِيمًا، قَالَ: فَجَاءَ فَأَسْلَمَ وَأَمَّا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ فَإِنَّهُ اخْتَبَأَ عِنْدَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، فَلَمَّا دَعَا رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ النَّاسَ إِلَى البِيعَةِ جَاءَ بِهِ حَتَّى أَوْقَفَهُ عَلَى النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ بَايَعَ عَبْدُ اللهِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَنَظَرَ إِلَيْهِ ثَلاَثًا، كُلَّ ذَلِكَ يَأْبَى، فَبَايَعَهُ بَعْدَ الثَّلاَثِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ: مَا كَانَ فِيكُمْ رَجُلٌ شَدِيدٌ يَقُومُ إِلَى هَذَا حِينَ رَآنِي كَفَفْتُ يَدِي عَنْ بَيْعَتِهِ، فَيَقْتُلُهُ؟ قَالُوا: مَا يُدْرِينَا يَا رَسُولَ اللهِ مَا فِي نَفْسِكَ؟ هَلاَّ أَوْمَأْتَ إِلَيْنَا بِعَيْنِكَ؟ قَالَ: إِنَّهُ لاَ يَنْبَغِي لِنَبِيٍّ أَنْ تَكُونَ لَهُ خَائِنَةُ أَعْيُنٍ.(1/355)
758- حَدَّثنا أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثنا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثنا عِيسَى بْنُ المُخْتَارِ، عَنْ عَبْدِ الكَرِيمِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّهُ خَطَبَ امْرَأَةً بِمَكَّةَ وَهُوَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَقَالَ: لَيْتَ عِنْدِي مَنْ يَرَاهَا وَمَنْ يُخْبِرُنِي عَنْهَا؟ فَقَالَ رَجُلٌ يُدْعَى هِيتٌ: أَنَا أَنْعَتُهَا لَكَ: إِذَا أَقْبَلَتْ قُلْتَ: تَمْشِي عَلَى سِتٍّ، وَإِذَا أَدْبَرَتْ قُلْتَ: تَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: أَرَى هَذَا مُنْكَرًا، أَرَاهُ يَعْرِفُ أَمْرَ النِّسَاءِ وَكَانَ يَدْخُلُ عَلَى سَوْدَةَ فَنَهَاهُ أَنْ يَدْخُلَ عَلَيْهَا، فَلَمَّا قَدِمَ المَدِينَةَ نَفَاهُ، وَكَانَ كَذَلِكَ حَتَّى إِمْرَةِ عُمَرَ، فَجَهِدَ، فَكَانَ يُرَخِّصُ لَهُ أَنْ يَدْخُلَ المَدِينَةَ يَوْمَ الجُمُعَةِ، فَيُتَصَدَّقُ عَلَيْهِ.(1/356)
759- حَدَّثنا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ النَّاقِدُ، حَدَّثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ، حَدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسٍ، قَالَ: صَلَّى بِنَا سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ، فَنَهَضَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ، فَسَبَّحْنَا بَهِ، فَاسْتَتَمَّ قَائِمًا، قَالَ: فَمَضَى فِي قِيَامِهِ حَتَّى فَرَغَ، فَقَالَ: أَكُنْتُمْ تَرَوْنِي أَنْ أَجْلِسَ؟ إِنَّمَا صَنَعْتُ كَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَصْنَعُ قَالَ أَبُو عُثْمَانَ عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ النَّاقِدُ: لَمْ نَسْمَعْ أَحَدًا يَرْفَعُ هَذَا غَيرَ أَبِي مُعَاوِيَةَ.(1/357)
760- حَدَّثنا عَمْرٌو، حَدَّثنا وَكِيعُ بْنُ الجَرَّاحِ، حَدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: صَلَّى بِنَا سَعْدُ بْنُ مَالِكٍ، فَذَكَرَ نَحْوًا مِنْ حَدِيثِ أَبِي مُعَاوِيَةَ، وَلَمْ يَذْكُرِ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ.(1/357)
761- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا سُفيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: أَعْظَمُ المُسْلِمِينَ فِي المُسْلِمِينَ جُرْمًا مَنْ سَأَلَ عَنْ أَمْرٍ لَمْ يُحَرَّمْ عَلَى النَّاسِ، فَحُرِّمَ عَلَى النَّاسِ مِنْ أَجْلِ مَسْأَلَتِهِ(1/357)
762- حَدَّثنا القَوَارِيرِيُّ، حَدَّثنا سُفيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: أَعْظَمُ المُسْلِمِينَ جُرْمًا مَنْ سَأَلَ عَنْ أَمْرٍ لَمْ يَكُنْ حُرِّمَ عَلَى النَّاسِ، فَحُرِّمَ مِنْ أَجْلِ مَسْأَلَتِهِ.
763- حَدَّثناهُ إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، حَدَّثنا سُفيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، نَحْوَهُ.(1/358)
764- حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ المَكِّيُّ، حَدَّثنا سُفيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، قَالَ: أَحْفَظُ كَمَا أَحْفَظُ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: أَعْظَمُ المُسْلِمِينَ فِي المُسْلِمِينَ جُرْمًا مَنْ يَسْأَلُ عَنْ أَمْرٍ لَمْ يُحَرَّمْ عَلَى النَّاسِ فَحُرِّمَ مِنْ أَجْلِ مَسْأَلَتِهِ.(1/358)
765- حَدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُطِيعٍ، حَدَّثنا هُشَيْمٌ، عَنْ خَالِدٍ الحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، قَالَ: لَمَّا ادَّعَى زِيَادٌ لَقِيتُ أَبَا بَكْرَةَ، قَالَ: فَقُلْتُ مَا هَذَا الَّذِي صَنَعْتُمْ؟ قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدًا يُحَدِّثُ يَقُولُ: سَمِعَتْ أُذُنَايَ، وَوَعَاهُ قَلْبِي، النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: مَنِ ادَّعَى إِلَى أَبٍ فِي الإِسْلاَمِ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ غَيرُ أَبِيهِ، حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الجَنَّةَ فَقَالَ أَبُو بَكْرَةَ: وَأَنَا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ.(1/358)
766- حَدَّثنا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثنا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، أَنَّ الحَضْرَمِيَّ بْنَ لاَحِقٍ، حَدَّثَهُ، أَنَّ سَعِيدَ بْنَ المُسَيَّبِ، حَدَّثَ، عَنْ حَدِيثِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ كَانَ يَقُولُ: لاَ هَامَةَ، وَلاَ عَدْوَى، وَلاَ طِيرَةَ، فَإِنْ يَكُ شَيْءٌ فِي الطَّيْرِ، فَفِي المَرْأَةِ، وَالفَرَسِ، وَالدَّارِ وَكَانَ يَقُولُ: إِذَا كَانَ الطَّاعُونُ بِأَرْضٍ فَلاَ تَهْبِطُوا عَلَيْهِ، وَإِذَا كَانَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلاَ تَفِرُّوا مِنْهُ.(1/358)
767- حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، قَالَ: حَدَّثنا أَبُو مُسْهِرٍ، حَدَّثنا مَالِكٌ، حَدَّثَنِي أَبُو النَّضْرِ، مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: مَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، يَقُولُ لأَحَدٍ إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ، إِلاَّ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ سَلاَمٍ.(1/359)
768- حَدَّثنا أَبُو صَالِحٍ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ القَطَّانُ، حَدَّثنا أَبِي، حَدَّثَنِي مُوسَى الجُهَنِيُّ، حَدَّثَنِي مُصْعَبُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ ؛ أَنَّ أَعْرَابِيًّا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، عَلِّمْنِي كَلاَمًا أَقَوْلُهُ، قَالَ: قُلْ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، اللهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، وَالحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا، وَسُبْحَانَ اللهِ رَبِّ العَالَمِينَ، لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ العَزِيزِ الحَكِيمِ قَالَ: هَؤُلاَءِ لِرَبِّي، فَمَا لِي؟ قَالَ: قُلِ: اللهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي، وَاهْدِنِي، وَارْزُقْنِي، وَعَافِنِي(1/359)
769- حَدَّثنا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثنا عَبْدُ العَزِيزِ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنِ ابْنِ عَائِذٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ سَعْدٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ وَالنَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يُصَلِّي لَنَا، فَقَالَ: اللهُمَّ آتِنِي خَيْرَ مَا تُؤْتِي الصَّالِحِينَ، فَلَمَّا انْصَرَفَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: مَنِ المُتَكَلِّمُ آنِفًا؟ قَالَ الرَّجُلُ: أَنَا، قَالَ: إِذًا يُعْقَرُ جَوَادُكَ، وَتُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ.(1/360)
770- حَدَّثنا مَحْمُودُ بْنُ خِدَاشٍ، حَدَّثنا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، حَدَّثنا قَنَانُ بْنُ عَبْدِ اللهِ النَّهْمِيُّ، حَدَّثنا مُصْعَبُ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا فِي المَسْجِدِ أَنَا وَرَجُلاَنِ، مَعِي، فَنِلْنَا مِنْ عَلَيٍّ، فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ غَضْبَانَ، يُعْرَفُ فِي وَجْهِهِ الغَضَبُ، فَتَعَوَّذْتُ بِاللَّهِ مِنْ غَضَبِهِ، فَقَالَ: مَا لَكُمْ وَمَا لِي؟ مَنْ آذَى عَلِيًّا فَقَدْ آذَانِي الحَدِيثَ.(1/360)
771- حَدَّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثنا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ المَلِكِ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يُعَلِّمُنَا هَذِهِ الكَلِمَاتِ اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ البُخْلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الجُبْنِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ أُرَدَّ إِلَى أَرْذَلِ العُمُرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الدُّنْيَا وَعَذَابِ القَبْرِ(1/360)
772- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثنا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، حَدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي وَالِدِي مُحَمَّدٌ، عَنْ أَبِيهِ سَعْدٍ قَالَ: مَرَرْتُ بِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ فِي المَسْجِدِ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَمَلأَ عَيْنَيْهِ مِنِّي ثُمَّ لَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ السَّلاَمَ، فَأَتَيْتُ أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، هَلْ حَدَثَ فِي الإِسْلاَمِ شَيْءٌ؟ قَالَ: وَمَا ذَاكَ؟ قُلْتُ: لاَ إِلاَّ أَنِّي مَرَرْتُ بِعُثْمَانَ آنِفًا فِي المَسْجِدِ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَمَلأَ، عَيْنَيْهِ مِنِّي ثُمَّ لَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ السَّلاَمَ، قَالَ: فَأَرْسَلَ عُمَرُ إِلَى عُثْمَانَ فَدَعَاهُ، فَقَالَ: مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَكُونَ رَدَدْتَ عَلَى أَخِيكَ السَّلاَمَ؟ قَالَ عُثْمَانُ: مَا فَعَلْتُ، قَالَ سَعْدٌ: قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: حَتَّى حَلَفَ وَحَلَفْتُ، قَالَ: ثُمَّ إِنَّ عُثْمَانَ ذَكَرَ فَقَالَ: بَلَى، فَأَسْتَغْفِرُ اللهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ، إِنَّكَ مَرَرْتَ بِي آنِفًا، وَأَنَا أُحَدِّثُ نَفْسِي بِكَلِمَةٍ سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، لاَ وَاللَّهِ مَا ذَكَرْتُهَا قَطُّ إِلاَّ تَغْشَى بَصَرِي وَقَلْبِي غِشَاوَةٌ، فَقَالَ سَعْدٌ: فَأَنَا أُنَبِّئُكَ بِهَا، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ ذَكَرَ لَنَا أَوَّلَ دَعْوَةٍ، ثُمَّ جَاءَ أَعْرَابِيٌّ فَشَغَلَهُ، ثُمَّ قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَاتَّبَعَتْهُ، فَلَمَّا أَشْفَقْتُ أَنْ يَسْبِقَنِي إِلَى مَنْزِلِهِ ضَرَبْتُ بِقَدَمِي الأَرْضَ، فَالتَفَتَ إِلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَقَالَ: مَنْ هَذَا، أَبُو إِسْحَاقَ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: فَمَهْ؟ قَالَ: قُلْتُ: وَلاَ وَاللَّهِ إِلاَّ أَنَّكَ ذَكَرْتَ لَنَا أَوَّلَ دَعْوَةٍ، ثُمَّ جَاءَ هَذَا الأَعْرَابِيُّ، فَقَالَ: نَعَمْ، دَعْوَةُ ذِي النُّونِ {لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} فَإِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا مُسْلِمٌ رَبَّهُ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلاَّ اسْتَجَابَ لَهُ.(1/360)
773- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُعَاذِ التَّيْمِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: صَلاَتَانِ لاَ صَلاَةَ بَعْدَهُمَا: الصُّبْحُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وَالعَصْرُ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ.(1/362)
774- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الهَاشِمِيُّ، حَدَّثنا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ القَرَّاظِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: لَصَلاَةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ صَلاَةٍ فِيمَا سِوَاهُ، إِلاَّ المَسْجِدَ الحَرَامَ.(1/362)
775- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سُفيَانَ بْنِ العَلاَءِ بْنِ جَارِيَةَ الثَّقَفِيِّ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ الحَكَمِ أَبِي الحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: مَنْ يُرِدْ هَوَانَ قُرَيْشٍ أَهَانَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ.(1/362)
776- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثنا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: مَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ لِحَيٍّ يَمْشِي أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ إِلاَّ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ سَلاَمٍ.(1/363)
777- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، أَخبَرنا شَقِيقُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ خَالِدِ بْنِ عُرْفُطَةَ، أَنَّهُ أَتَى سَعْدَ بْنَ مَالِكٍ فَقَالَ: بَلَغَنِي أَنَّكُمْ تُعْرَضُونَ عَلَى سَبِّ عَلَيٍّ بِالكُوفَةِ، فَهَلْ سَبَبْتَهُ؟ قَالَ: مَعَاذَ اللهِ، قَالَ: وَالَّذِي نَفْسُ سَعْدٍ بِيَدِهِ، لَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ فِي عَلَيٍّ شَيْئًا: لَوْ وُضِعَ المِنْشَارُ عَلَى مَفْرَقِي عَلَى أَنْ أَسُبَّهُ مَا سَبَبْتُهُ أَبَدًا.(1/363)
778- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا سُفيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: إِنِّي لأُعْطِي الرَّجُلَ وَغَيْرُهُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهُ مَخَافَةَ أَنْ يَنْكَبَّ عَلَى وَجْهِهِ فِي النَّارِ.(1/363)
779- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا جَرِيرٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: عَادَنِي رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، وَأَنَا مَرِيضٌ فَقَالَ: أَوْصَيْتَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: بِكُمْ؟ قُلْتُ: بِمَالِي كُلِّهِ فِي سَبِيلِ اللهِ، قَالَ: فَمَا تَرَكْتَ لِوَلَدِكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: هُمْ أَغْنِيَاءُ بِخَيْرٍ، قَالَ: أَوْصِ بِالعُشْرِ فَمَا زِلْتُ أُنَاقِصُهُ وَيُنَاقِصُنِي حَتَّى قَالَ: أَوْصِ بِالثُّلُثِ وَالثُّلُثُ كَثِيرٌ قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: فَنَحْنُ نَسْتَحِبُّ أَنْ يُنْقَصَ مِنَ الثُّلُثِ لِقَوْلِ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ وَالثُّلُثُ كَثِيرٌ(1/363)
780- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الحَمِيدِ، عَنِ المُغِيرَةِ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ بَنِي عَامِرٍ، حَدَّثنا مُصْعَبُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: لأَنَا فِي فِتْنَةِ السَّرَّاءِ أَخْوَفُ عَلَيْكُمْ مِنْ فِتْنَةِ الضَّرَّاءِ، إِنَّكُمْ قَدِ ابْتُلِيتُمْ بِفِتْنَةِ الضَّرَّاءِ فَصَبَرْتُمْ، وَإِنَّ الدُّنْيَا خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ.(1/364)
781- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: كُنَّا مَعَ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فِي سُوقِ الرَّقِيقِ، فَقَامَ مِنْ عِنْدَنَا، ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْنَا فَقَالَ: هَذَا آخِرُ ثَلاَثَةٍ مِنْ بَنِي سَعْدٍ، كُلُّهُمْ قَدْ حَدَّثَنِي هَذَا الحَدِيثَ، قَالَ: مَرِضَ سَعْدٌ بِمَكَّةَ، فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَعُودُهُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، قَدْ رَهِبْتُ أَنْ أَمُوتَ بِالأَرْضِ كَمَا مَاتَ سَعْدُ بْنُ خَوْلَةَ، فَادْعُ اللهَ أَنْ يَشْفِيَنِي، فَقَالَ: اللهُمَّ اشْفِ سَعْدًا ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَلِي مَالٌ كَثِيرٌ وَلَيْسَ لِي وَارِثٌ إِلاَّ كَلاَلَةً، أَفَأُوصِي بِنِصْفِ مَالِي؟ قَالَ: لاَ قَالَ: فَأُوصِي بِثُلُثِ مَالِي؟ قَالَ: الثُّلُثُ كَبِيرٌ، أَوْ كَثِيرٌ، إِنَّ صَدَقَتَكَ مِنْ مَالِكَ لَكَ صَدَقَةٌ، وَإِنَّ أَكْلَ امْرَأَتِكَ مِنْ طَعَامِكَ صَدَقَةٌ، وَإِنَّ نَفَقَتَكَ عَلَى أَهْلِكَ صَدَقَةٌ، وَإِنَّكَ إِنْ تَدَعْ أَهْلَكَ بَعْدَكَ بَعَيشٍ، أَوْ قَالَ: بِغِنًى، خَيْرٌ مِنْ أَنْ يَتَكَفَّفُوا(1/364)
782- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا الحَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنِي مُصْعَبُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ نَزَلَتْ فِيهِ آيَاتٌ مِنَ القُرْآنِ، قَالَ: حَلَفَتْ أُمٌّ سَعْدٍ لاَ تُكَلِّمُهُ أَبَدًا حَتَّى يَكْفُرَ بِدِينِهِ، وَلاَ تَأْكُلُ وَلاَ تَشْرَبُ، قَالَتْ: زَعَمْتَ أَنَّ اللهَ أَوْصَاكَ بِوَالِدَيْكَ، وَأَنَا أُمُّكَ، وَأَنَا آمُرُكَ بِهَذَا، قَالَ: مَكَثَتْ ثَلاَثًا حَتَّى غُشِيَ عَلَيْهَا مِنَ الجَهْدِ، فَقَامَ ابْنٌ لَهَا يُقَالُ لَهُ عُمَارَةُ فَسَقَاهَا، فَجَعَلَتْ تَدْعُو عَلَى سَعْدٍ، فَأَنْزَلَ اللهُ هَذِهِ الآيَةَ {وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاَ تُطِعْهُمَا} قَالَ: وَأَصَابَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ غَنِيمَةً عَظِيمَةً، فَإِذَا فِيهَا سَيْفٌ، فَأَخَذْتُهُ فَأَتَيْتُ بِهِ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَقُلْتُ: نَفِّلْنِي هَذَا السَّيْفَ، فَأَنَا مَنْ قَدْ عَلِمْتَ، قَالَ: فَقَالَ: رُدَّهُ مِنْ حَيْثُ أَخَذْتَهُ فَرَجَعْتُ بِهِ، ثُمَّ رَجَعْتُ بَعْدَ ذَلِكَ فَرَاجَعْتُهُ فَقَالَ: رُدَّهُ مِنْ حَيْثُ أَخَذْتَهُ فَانْطَلَقْتُ حَتَّى إِذَا أَرَدْتُ أَنْ أُلْقِيَهُ فِي القَبْضِ لاَمَتْنِي نَفْسِي، فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ: أَعْطِنِيهِ، قَالَ: فَشَدَّ لِي صَوْتَهُ فَقَالَ: رُدَّهُ مِنْ حَيْثُ أَخَذْتَهُ فَأَنْزَلَ اللهُ: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنْفَالِ} وَأَرْسَلْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، فَأَتَانِي فَقُلْتُ: دَعْنِي أَقْسِمُ مَالِي حَيْثُ شِئْتُ، فَأَبَى، فَقُلْتُ: فَالنِّصْفُ، فَأَبَى، فَقُلْتُ: فَالثُّلُثُ، فَسَكَتَ، فَكَانَ يُعَدُّ الثُّلُثُ جَائِزًا، قَالَ: وَأُتِيتُ عَلَى نَفَرٍ مِنَ الأَنْصَارِ وَالمُهَاجِرِينَ فَقَالُوا: تَعَالَ نُطْعِمُكَ وَنسْقيكَ خَمْرًا، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ تُحَرَّمَ الخَمْرُ، فَأَتَيْتُهُمْ فِي حَشٍّ - وَالحَشُّ البُسْتَانُ، فَإِذَا رَأْسُ جَزُورٍ مَشْوِيٍّ عِنْدَهُمْ، وَزِقٌّ مِنْ خَمْرٍ، قَالَ: فَأَكَلْتُ وَشَرِبْتُ مَعَهُمْ، قَالَ: فَذَكَرْتُ الأَنْصَارَ وَالمُهَاجِرِينَ فَقُلْتُ: المُهَاجِرُونَ خَيْرٌ مِنَ الأَنْصَارِ، قَالَ: فَأَخَذَ رَجُلٌ لَحْيَ الرَّأْسِ فَضَرَبَنِي بِهِ فَجَرَحَ بِأَنْفِي، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَأَخْبَرْتُهُ، فَأَنْزَلَ اللهُ فِيَّ، يَعْنِي نَفْسَهُ، شَأْنَ الخَمْرِ {إِنَّمَا الخَمْرُ وَالمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ}.(1/364)
783- حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنُ أَبِي سَمِينَةَ، حَدَّثنا عَبْدُ الوَهَّابِ، حَدَّثنا دَاوُدُ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ سَعْدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: لاَ يَزَالُ أَهْلُ الغَرْبِ ظَاهِرِينَ عَلَى الحَقِّ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ.(1/366)
784- حَدَّثنا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، حَدَّثنا سُفيَانُ، عَنِ العَلاَءِ بْنِ أَبِي العَبَّاسٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ بَكْرِ بْنِ قِرْوَاشٍ، عَنْ سَعْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ وَذَكَرَ ذَا الثُّدَيَّةِ، قَالَ: شَيْطَانُ رَدْهَةٍ يَحْدُرُهُ رَجُلٌ مِنْ بَجِيلَةَ يُقَالُ لَهُ الأَشْهَبُ، أَوِ ابْنُ الأَشْهَبِ، عَلاَمَةٌ فِي قَوْمٍ ظَلَمَةٍ.(1/366)
785- حَدَّثنا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثنا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَعْدٍ، أَنَّهُ نَهَضَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ فَسَبَّحُوا بِهِ، قَالَ: فَاسْتَتَمَّ قَائِمًا، قَالَ: وَسَجَدَ سَجْدَتَيِ السَّهْوِ حِينَ انْصَرَفَ، ثُمَّ قَالَ: أَتَرَوْنِي أَجْلِسُ؟ إِنَّمَا صَنَعْتُ كَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ صَنَعَ(1/366)
786- حَدَّثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثنا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعْمَرٍ، أَخْبَرَنِي عَامِرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: مَا اصْطَبَحَ رَجُلٌ بِسَبْعِ تَمَرَاتٍ مِمَّا بَيْنَ لاَبَتَيْهَا فَضَرَّهُ سُمٌّ ذَلِكَ اليَوْمَ.(1/367)
787- حَدَّثنا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، حَدَّثنا شُجَاعُ بْنُ الوَلِيدِ، عَنْ هَاشِمِ بْنِ هَاشِمٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: مَنْ تَصَبَّحَ بِسَبْعِ تَمَرَاتٍ عَجْوَةً لَمْ يَضُرَّهُ ذَلِكَ اليَوْمَ سُمٌّ وَلاَ سِحْرٌ.(1/367)
788- حَدَّثنا أَبُو مَعْمَرٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المُسَيَّبِ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدًا، يَقُولُ: لَقَدْ رَدَّ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ عَلَى عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ التَّبَتُّلَ، وَلَوْ أَذِنَ لَهُ لاَخْتَصَيْنَا.(1/367)
789- حَدَّثنا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثنا مُعْتَمِرٌ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: تَكُونُ فِتْنَةٌ القَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ القَائِمِ، وَالقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ المَاشِي، وَالمَاشِي خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي، وَالسَّاعِي فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الرَّاكِبِ، وَالرَّاكِبُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ المَوْضِعِ(1/367)
790- حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ المُسَيَّبِيُّ، حَدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ إِيَاسٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: إِنَّ اللهَ طِيبٌ يُحِبُّ الطِّيبَ، نَظِيفٌ يُحِبُّ النَّظَافَةَ، كَرِيمٌ يُحِبُّ الكَرَمَ، جَوَادٌ يُحِبُّ الجُودَ، فَنَظِّفُوا بُيُوتَكُمْ، وَلاَ تَشَبَّهُوا بِاليَهُودِ الَّتِي تَجْمَعُ الأَكْنَافَ فِي دُورِهَا.(1/368)
791- حَدَّثنا مُوسَى بْنُ حَيَّانَ، حَدَّثنا عَبْدُ المَلِكِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو عَامِرٍ العَقَدِيُّ، حَدَّثنا خَالِدُ بْنُ إِلْيَاسَ القُرَشِيُّ، عَنْ صَالِحِ بْنِ حَسَّانَ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ المُسَيَّبِ، يَقُولُ: إِنَّ اللهَ طِيبٌ يُحِبُّ الطِّيبَ، نَظِيفٌ يُحِبُّ النَّظَافَةَ، كَرِيمٌ يُحِبُّ الكَرَمَ، جَوَادٌ يُحِبُّ الجُودَ، فَنَظِّفُوا أَفْنَاءَكُمْ وَسَاحَاتِكُمْ، وَلاَ تَشَبَّهُوا بِاليَهُودِ تَجْمَعُ الأَكْنَافَ فِي دُورِهَا، قَالَ خَالِدٌ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِمُهَاجِرِ بْنِ مِسْمَارٍ فَقَالَ: حَدَّثَنِي بِهِ عَامِرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ: نَظِّفُوا أَفْنِيَتَكُمْ.(1/368)
792- حَدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الحَجَّاجِ السَّامِيُّ، حَدَّثنا عَبْدُ الوَاحِدِ، حَدَّثنا الأَعْمَشُ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الحَارِثِ، قَالَ الأَعْمَشُ: وَسَمِعْتُهُمْ يَذْكُرُونَهُ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، وَلاَ أَعْلَمُهُمْ إِلاَّ ذَكَرُوهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: التُّؤَدَةُ فِي كُلِّ شَيْءٍ خَيْرٌ إِلاَّ فِي عَمَلِ الآخِرَةِ(1/368)
793- حَدَّثنا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثنا مُعَاوِيَةُ، حَدَّثنا الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، وَأَنَا أَدْعُو بِأُصْبُعَيَّ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: أَحَدْ أَحَدْ وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ.(1/369)
794- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ، حَدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، أَنَّ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ، نَهَضَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ، فَسَبَّحُوا بِهِ فَاسْتَتَمَّ، ثُمَّ قَالَ: أَكُنْتُمْ تَرَوْنِي أَجْلِسُ؟ إِنَّمَا صَنَعْتُ كَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ صَنَعَ.(1/369)
795- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، أَخبَرنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ المُسَيَّبِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ سَعْدًا، يَقُولُ: لَقَدْ جَمَعَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَبَوَيْهِ يَوْمَ أُحُدٍ، قَالَ يَحْيَى: أَحْسِبُهُ قَالَ: فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي وَكَانَ سَعْدٌ جَيِّدَ الرَّمْيِ.(1/369)
796- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، أَخبَرنا مُوسَى الجُهَنِيُّ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَقَالَ: عَلِّمْنِي كَلاَمًا أَقَوْلُهُ، قَالَ: قُلْ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، وَالحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا، سُبْحَانَ اللهِ رَبِّ العَالَمِينَ، لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ العَزِيزِ الحَكِيمِ قَالَ: هَذَا لِرَبِّي، فَمَا لِي؟ قَالَ: قُلِ: اللهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي، وَاهْدِنِي، وَعَافِنِي، وَارْزُقْنِي(1/369)
797- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا أَبُو عَامِرٍ العَقَدِيُّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: لأَنْ يَمْتَلِئَ جَوْفُ أَحَدِكُمْ قَيْحًا حَتَّى يُرِيَهُ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمْتَلِئَ شِعْرًا.(1/370)
798- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا أَبُو عَامِرٍ العَقَدِيُّ، عَنْ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنِ الحَضْرَمِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المُسَيَّبِ، قَالَ: سَأَلْتُ سَعْدًا عَنِ الطِّيَرَةِ، فَانْتَهَرَنِي وَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: لاَ عَدْوَى وَلاَ طِيَرَةَ، فَإِنْ تَكُنِ الطِّيَرَةُ فِي شَيْءٍ فَفِي الفَرَسِ وَالمَرْأَةِ وَالدَّارِ.(1/370)
799- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثنا وُهَيْبٌ، عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: تُقْطَعُ اليَدُ فِي ثَمَنِ المِجَنِّ(1/370)
800- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ حَيَّانَ، حَدَّثنا عِكْرِمَةُ بْنُ خَالِدٍ، أَنَّ يَحْيَى بْنَ سَعْدٍ، حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: ذُكِرَ الطَّاعُونُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَقَالَ: رِجْزٌ أُصِيبَ بِهِ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتَ بِهَا فَلاَ تَخْرُجْ مِنْهَا، وَإِذَا كَانَ بِهَا فَلاَ تَدْخُلْهَا.(1/370)
801- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَأَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يُسَلِّمُ عَنْ يَمِينِهِ حَتَّى يَبْدُوَ خَدُّهُ، وَعَنْ يَسَارِهِ حَتَّى يَبْدُوَ خَدُّهُ.(1/371)
802- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المُسَيَّبِ، عَنْ سَعْدٍ، قَالَ: اسْتَأْذَنَ عُثْمَانُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فِي التَّبَتُّلِ، وَلَوْ أَذِنَ لَهُ لاَخْتَصَيْنَا.(1/371)
803- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفيَانَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: جَاءَهُ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَعُودُهُ، وَهُوَ بِمَكَّةَ وَهُوَ يَكْرَهُ أَنْ يَمُوتَ بِالأَرْضِ الَّتِي هَاجَرَ مِنْهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: يَرْحَمُ اللهُ سَعْدَ ابْنَ عَفْرَاءَ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ إِلاَّ ابْنَةٌ وَاحِدَةٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أُوصِي بِمَالِي كُلِّهِ؟ قَالَ: لاَ قَالَ: فَالنِّصْفُ؟ قَالَ: لاَ قَالَ: فَالثُّلُثُ؟ قَالَ: الثُّلُثُ، وَالثُّلُثُ كَثِيرٌ، إِنَّكَ إِنْ تَدَعْ وَرَثَتَكَ أَغْنِيَاءَ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَدَعَهُمْ عَالَةً يَتَكَفَّفُونَ فِي أَيْدِيَهُمْ، وَإِنَّكَ مَهْمَا تُنْفِقْ مِنْ نَفَقَةٍ فَإِنَّهَا صَدَقَةٌ، حَتَّى اللُّقْمَةَ الَّتِي تَرْفَعُهَا فِي فِي امْرَأَتِكَ، وَلَعَلَّ اللهَ أَنْ يَرْزُقَكَ فَيَنْتَفِعَ بِكَ أُنَاسٌ وَيُضَرَّ بِكَ آخَرُونَ(1/371)
804- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثنا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ القَرَّاظُ، أَنَّهُ سَمِعَ سَعْدَ بْنَ مَالِكٍ، وَأَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولاَنِ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: اللهُمَّ بَارِكْ لأَهْلِ المَدِينَةِ فِي مَدِينَتِهِمْ، وَبَارِكْ لَهُمْ فِي صَاعِهِمْ، وَبَارِكْ لَهُمْ فِي مُدِّهِمْ، اللهُمَّ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ عَبْدُكَ وَخَلِيلُكَ وَإِنِّي عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ، وَإِنَّ إِبْرَاهِيمَ سَأَلَكَ لأَهْلِ مَكَّةَ وَإِنِّي أَسْأَلُكَ لأَهْلِ المَدِينَةِ مِثْلَ مَا سَأَلَكَ إِبْرَاهِيمُ لأَهْلِ مَكَّةَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ، إِنَّ المَدِينَةَ مُشَبَّكَةٌ عَلَى كُلِّ نَقْبٍ مِنْهَا مَلَكَانِ يَحْرُسَانِهَا، لاَ يَدْخُلُهَا الطَّاعُونُ، وَلاَ الدَّجَّالُ، مَنْ أَرَادَهَا بِسُوءٍ أَذَابَهُ اللهُ كَمَا يَذُوبُ المِلْحُ فِي المَاءِ.(1/372)
805- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثنا مَالِكٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ نَوْفَلٍ، أَنَّهُ سَمِعَ سَعْدَ بْنَ مَالِكٍ، وَالضَّحَّاكَ بْنَ قَيْسٍ، عَامَ حَجَّ مُعَاوِيَةُ، وَهُمَا يَذْكُرَانِ التَّمَتُّعَ بِالعُمْرَةِ إِلَى الحَجِّ، فَقَالَ الضَّحَّاكُ: لاَ يَصْنَعُ ذَلِكَ إِلاَّ مَنْ جَهِلَ أَمْرَ اللهِ، فَقَالَ سَعْدٌ: بِئْسَ مَا قُلْتَ يَا ابْنَ أَخِي، فَقَالَ الضَّحَّاكُ: قَدْ نَهَى عُمَرُ عَنْهَا، فَقَالَ سَعْدٌ: قَدْ صَنَعَهَا رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ وَصَنَعْنَاهَا مَعَهُ(1/372)
806- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثنا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ يَعْلَى، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ، قَالَ: شَهِدْتُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ وَأَتَاهُ قَوْمٌ فِي عَبْدٍ لَهُمْ أَخَذَ سَعْدٌ سَلَبَهُ، رَآهُ يَصِيدُ فِي حَرَمِ المَدِينَةِ الَّذِي حَرَّمَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَأَخَذَ سَلَبَهُ، فَكَلَّمُوهُ فِي أَنْ يَرُدَّ عَلَيْهِمْ سَلَبَهُ فَأَبَى، وَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، قَالَ حِينَ حَدَّ حُدُودَ حَرَمِ المَدِينَةِ فَقَالَ: مَنْ أَخَذْتُمُوهُ يَصِيدُ فِي هَذِهِ الحُدُودِ، فَمَنْ أَخَذَهُ فَلَهُ سَلَبُهُ فَلاَ أَرُدُّ عَلَيْكُمْ طُعْمَةً أَطْعَمَنِيهَا رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، وَلَكِنْ إِنْ شِئْتُمْ غَرِمْتُ لَكُمْ ثَمَنَ سَلَبِهِ.(1/373)
807- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثنا زَائِدَةُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا عَشْرٌ وَعَشْرٌ وَتِسْعٌ مَرَّةً.(1/373)
808- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثنا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَتِيقٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: إِذَا تَنَخَّمَ أَحَدُكُمْ وَهُوَ فِي المَسْجِدِ فَلْيُغَيِّبْ نُخَامَتَهُ، لاَ يُصِيبُ جِلْدَ مُؤْمِنٍ أَوْ ثَوْبَهُ فَيُؤْذِيَهُ(1/373)
809- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثنا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ رُكَانَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ لِعَلِيٍّ هَذِهِ المَقَالَةَ: أَفَلاَ تَرْضَى يَا عَلِيُّ أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى، إِلاَّ أَنَّهُ لاَ نَبِيَّ بَعْدِي.(1/374)
810- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثنا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدٍ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، حَدَّثَهُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: اسْتَأْذَنَ عُمَرُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ وَعِنْدَهُ نِسَاءٌ مِنْ قُرَيْشٍ يُكَلِّمْنَهُ وَيَسْتَكْثِرْنَهُ عَالِيَةٌ أَصْوَاتُهُنَّ، فَلَمَّا اسْتَأْذَنَ قُمْنَ يَبْتَدِرْنَ الحِجَابَ، فَأَذِنَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، وَرَسُولُ اللهِ يَضْحَكُ، فَقَالَ عُمَرُ: أَضْحَكَ اللهُ سِنَّكَ يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: عَجِبْتُ مِنْ هَؤُلاَءِ اللاَّتِي كُنَّ عِنْدِي فَلَمَّا سَمِعْنَ صَوْتَكَ ابْتَدَرْنَ الحِجَابَ قَالَ عُمَرُ: فَأَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ كُنْتَ أَحَقَّ أَنْ يَهَبْنَ، ثُمَّ قَالَ عُمَرُ: أَيْ عَدُوَّاتِ أَنْفُسِهِنَّ، أَتَهَبْنَنِي وَلاَ تَهَبْنَ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ؟ قُلْنَ: نَعَمْ، أَنْتَ أَفَظُّ وَأَغْلَظُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا لَقِيَكَ الشَّيْطَانُ سَالِكًا فَجًّا إِلاَّ سَلَكَ فَجًّا غَيرَ فَجِّكَ(1/374)
811- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِكْرِمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَبِيبَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المُسَيَّبِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، أَنَّ أَصْحَابَ المَزَارِعِ فِي زَمَانِ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ كَانُوا يُكْرُونَ مَزَارِعَهُمْ بِمَا يَكُونُ عَلَى السَّوَاقِي مِنَ الزَّرْعِ، وَمَا سَعِدَ بِالمَاءِ مِمَّا حَوْلَ البِئْرِ، فَجَاؤُوا رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، فَاخْتَصَمُوا فِي بَعْضِ ذَلِكَ، فَنَهَاهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَنْ يُكْرُوا بِذَلِكَ، وَقَالَ لَهُمْ: أَكْرُوا بِالذَّهَبِ وَالفِضَّةِ.(1/375)
812- حَدَّثنا زَحْمَوَيْهِ، حَدَّثنا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: صَلَّيْتُ فَطَبَّقْتُ، فَنَهَانِي أَبِي وَقَالَ: أُمِرْنَا أَنْ نَضَعَ، أَيْدِيَنَا عَلَى الرُّكَبِ(1/375)
813- حَدَّثنا عَبْدُ الوَاحِدِ بْنُ غَيَّابٍ أَبُو بَحْرٍ، حَدَّثنا الحَارِثُ بْنُ نَبْهَانَ، حَدَّثنا عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ كَانَ يَقْرَأُ فِي صَلاَةِ الفَجْرِ يَوْمَ الجُمُعَةِ الم تَنْزِيلُ، وَهَلْ أَتَى عَلَى الإِنْسَانِ.(1/376)
814- حَدَّثنا عَبْدُ الوَاحِدِ، حَدَّثنا الحَارِثُ بْنُ نَبْهَانَ، حَدَّثنا عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: خِيَارُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ القُرْآنَ وَعَلَّمَهُ، قَالَ: وَأَخَذَ بِيَدِي فَأَقْعَدَنِي مَقْعَدِي هَذَا أُقْرِئُ.(1/376)
815- حَدَّثنا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثنا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَتْنِي أُمُّ عَبْدِ اللهِ بِنْتُ نَابِلٍ، مَوْلاَةُ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهَا سَعْدٍ، قَالَ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، فَوَجَدَ ثُفْرُوقَةً فِيهَا تَمْرٌ، فَأَخَذَ تَمْرَةً وَأَعْطَانِي تَمْرَةً(1/376)
816- حَدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ النُّكْرِيُّ، حَدَّثنا بَهْزُ بْنُ أَسَدٍ، حَدَّثنا شُعْبَةُ، حَدَّثنا قَتَادَةُ، عَنْ يُونُسَ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: لأَنْ يَمْتَلِئَ جَوْفُ أَحَدِكُمْ قَيْحًا خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمْتَلِئَ شِعْرًا.(1/376)
817- حَدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَيْضًا، حَدَّثنا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ يُونُسَ بْنَ جُبَيْرٍ، يُحَدِّثُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ سَعْدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، قَالَ: لأَنْ يَمْتَلِئَ جَوْفُ أَحَدِكُمْ قَيْحًا خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمْتَلِئَ شِعْرًا.(1/377)
818- حَدَّثنا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ النَّرْسِيُّ، حَدَّثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثنا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ، يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ إِذَا أَخَذَ طَرِيقَ الفُرُعِ أَهَلَّ إِذَا اسْتَقَلَّتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ، فَإِذَا أَخَذَ الطَّرِيقَ الأُخْرَى أَهَلَّ إِذَا عَلاَ شَرَفَ البَيْدَاءِ.
819- حَدَّثناهُ عِدَّةٌ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرَةَ، وَغَيْرُهُ قَالُوا: حَدَّثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ.(1/377)
820- حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي سُهَيْلِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المُسَيَّبِ، عَنْ سَعْدٍ، قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ بِبَقِيعِ الخَيْلِ، فَأَقْبَلَ العَبَّاسُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: هَذَا العَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ عَمُّ نَبِيِّكُمْ، أَجْوَدُ قُرَيْشٍ كَفًّا وَأَوْصَلُهَا(1/377)
821- حَدَّثنا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثنا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ العَنْقَزِيُّ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مِسْمَارٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يُنَاوِلُنِي السَّهْمَ يَوْمَ أُحُدٍ وَيَقُولُ: ارْمِ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي.(1/378)
822- حَدَّثنا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ، حَدَّثنا عِكْرِمَةُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الأَزْدِيُّ، حَدَّثنا عَبْدُ المَلَكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ عَنِ {الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ} قَالَ: هُمُ الَّذِينَ يُؤَخِّرُونَ الصَّلاَةَ عَنْ وَقْتِهَا.(1/378)
823- حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا ثُمَّ نَقَصَ فِي الثَّالِثَةِ أُصْبُعًا.(1/378)
824- حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثنا أَبِي، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: إِذَا تَنَخَّمَ أَحَدُكُمْ فِي المَسْجِدِ فَلْيَدْفِنْهَا، لاَ يُصِيبُ جِلْدَ مُؤْمِنٍ أَوْ ثَوْبَهُ فَيُؤْذِيَهُ.(1/378)
825- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي عَيَّاشٍ، أَنَّ سَعْدًا، سُئِلَ عَنِ البَيْضَاءِ بِالسُّلْتِ فَكَرِهَهُ وَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، يُسْأَلُ عَنِ الرُّطَبِ بِالتَّمْرِ فَقَالَ: أَيَنْقُصُ الرُّطَبُ إِذَا يَبِسَ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: فَلاَ إِذًا(1/378)
826- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثنا سُفيَانُ، عَنِ المِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعْدٍ: {وَلاَ تُطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالغَدَاةِ} وَالعَشِيِّ قَالَ: نَزَلَ فِي سِتَّةٍ، أَنَا وَابْنُ مَسْعُودٍ مِنْهُمْ، وَكَانَ المُشْرِكُونَ قَالُوا لَهُ: أَتُدْنِي هَؤُلاَءِ؟.(1/379)
827- حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثنا حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثنا يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نَوْفَلٍ، أَنَّهُ سَمِعَ الضَّحَّاكَ بْنَ قَيْسٍ، فِي حَجَّةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفيَانَ يَقُولُ: إِنَّهُ لاَ يُفْتَى بِالتَّمَتُّعِ بِالعُمْرَةِ إِلَى الحَجِّ إِلاَّ مَنْ جَهِلَ أَمْرَ اللهِ، فَقَالَ لَهُ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ: بِئْسَ مَا قُلْتَ يَا ابْنَ أَخِي، فَوَاللَّهِ لَقَدْ فَعَلَ ذَلِكَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ وَفَعَلْنَاهُ مَعَهُ.(1/379)
828- حَدَّثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثنا جَرِيرٌ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحِيمِ الصَّائِغِ، عَنْ قَهْرَمَانٍ، لِسَعْدٍ، عَنْ سَعْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: مَنْ مَنَعَ فَضْلَ مَاءٍ مَنَعَهُ اللهُ فَضْلَهُ يَوْمَ القِيَامَةِ(1/379)
829- حَدَّثنا المُعَلَّى، حَدَّثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ مُوسَى الجُهَنِيِّ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: أَيَعْجَزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَكْسِبَ كُلَّ يَوْمٍ أَلْفَ حَسَنَةٍ؟ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ جُلَسَائِهِ: كَيْفَ يُكْتَبُ لَهُ أَلْفُ حَسَنَةٍ؟ قَالَ: يُسَبِّحُ أَلْفَ تَسْبِيحَةٍ فَيُكْتَبُ لَهُ أَلْفُ حَسَنَةٍ، وَيُمْحَى عَنْهُ أَلْفُ خَطِيئَةٍ.(1/379)
830- حَدَّثنا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، حَدَّثنا حَمَّادٌ، حَدَّثنا عَاصِمٌ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلاَءً؟ قَالَ: الأَنْبِيَاء، ثُمَّ الأَمْثَلُ فَالأَمْثَلُ، فَيُبْتَلَى العَبْدُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ قَالَ: فَمَا يَبْرَحُ البَلاَءُ بِالعَبْدِ حَتَّى يَمْشِي عَلَى الأَرْضِ وَمَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ قَالَ حَمَّادٌ: هَزَّهَا عَاصِمٌ.(1/380)
831- حَدَّثنا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ، حَدَّثنا خَالِدٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: اقْتُلُوا الفُوَيْسِقَ يَعْنِي الوَزَغَ.
832- حَدَّثنا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ، حَدَّثنا خَالِدٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، بِمِثْلِهِ.(1/380)
833- حَدَّثنا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ، حَدَّثنا خَالِدٌ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، قَالَ لَهُ يَوْمَ أُحُدٍ وَهُوَ يَرْمِي: إِيهًا فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي.(1/381)
834- حَدَّثنا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: جَاءَنِي رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَعُودُنِي عَامَ حَجَّةِ الوَدَاعِ مِنْ وَجِعٍ اشْتَدَّ بِي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، قَدْ بَلَغَ بِي مِنَ الوَجَعِ مَا تَرَى، وَأَنَا ذُو مَالٍ وَلاَ يَرِثُنِي إِلاَّ ابْنَةٌ لِي، أَفَأَتَصَدَّقُ بِثُلُثَيْ مَالِي؟ قَالَ: لاَ قُلْتُ: فَشَطْرُهُ، قَالَ: لاَ ثُمَّ قَالَ: الثُّلُثُ وَالثُّلُثُ كَبِيرٌ، أَوْ كَثِيرٌ، إِنَّكَ إِنْ تَذَرْ وَرَثَتَكَ أَغْنِيَاءَ خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ تَذَرَهُمْ عَالَةً يَتَكَفَّفُونَ النَّاسَ، وَإِنَّكَ لَنْ تُنْفِقَ نَفَقَةً تَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ اللهِ إِلاَّ أُجِرْتَ فِيهَا، حَتَّى مَا تَجْعَلُ فِي فِي امْرَأَتِكَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أُخَلَّفُ بَعْدَ أَصْحَابِي؟ فَقَالَ: إِنَّكَ لَنْ تُخَلَّفَ فَتَعْمَلَ عَمَلاً صَالِحًا تَبْتَغِي بِهِ وَجْهَ اللهِ إِلاَّ ازْدَدْتَ بِهِ دَرَجَةً وَرِفْعَةً، وَلَعَلَّكَ أَنْ تُخَلَّفَ حَتَّى يَنْفَعَ بِكَ أَقْوَامًا وَيُضَرَّ بِكَ آخَرِينَ، اللهُمَّ أَمْضِ لأَصْحَابِي هِجْرَتَهُمْ وَلاَ تَرُدَّهُمْ عَلَى أَعْقَابِهِمْ، لَكِنِ البَائِسُ سَعْدُ بْنُ خَوْلَةَ يَرْثِي لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ عَامَ مَاتَ بِمَكَّةَ.(1/381)
مِنْ مُسْنَدِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ.
835- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثنا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُمَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: عَشَرَةٌ فِي الجَنَّةِ: أَبُو بَكْرٍ فِي الجَنَّةِ، وَعُمَرُ فِي الجَنَّةِ، وَعُثْمَانُ فِي الجَنَّةِ، وَعَلِيٌّ فِي الجَنَّةِ، وَطَلْحَةُ فِي الجَنَّةِ، وَالزُّبَيْرُ فِي الجَنَّةِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فِي الجَنَّةِ، وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ فِي الجَنَّةِ، وَسَعِيدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَمْرٍو فِي الجَنَّةِ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الجَرَّاحِ فِي الجَنَّةِ.(1/382)
836- حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الحَمِيدِ الحِمَّانِيُّ، حَدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ المَخْرَمِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَوْنٍ، عَنِ المِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ: أَيْ خَالِ أَخْبِرْنِي عَنْ قِصَّتِكُمْ يَوْمَ بَدْرٍ، قَالَ: اقْرَأْ بَعْدَ العِشْرِينَ وَالمِئَةِ مِنْ آلِ عِمْرَانَ تَجِدْ قِصَّتَنَا: {وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تَبَوِّئُ
المُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ} إِلَى قَوْلِهِ: {إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلاَ} قَالَ: هُمُ الَّذِينَ طَلَبُوا الأَمَانَ مِنَ المُشْرِكِينَ، إِلَى قَوْلِهِ: {وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّونَ المَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ} قَالَ: فَهُوَ تَمَنِّي لِقَاءِ المُؤْمِنِينَ، إِلَى قَوْلِهِ: {إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ}.(1/382)
837- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثنا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ الحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الخَطَّابِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ، خَرَجَ إِلَى الشَّامِ حَتَّى إِذَا كَانَ بِسَرْغٍ لَقِيَهُ أُمَرَاءُ الأَجْنَادِ: أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الجَرَّاحِ وَأَصْحَابُهُ، فَأَخْبَرُوهُ أَنَّ الوَبَاءَ قَدْ وَقَعَ بِالشَّامِ، فَقَالَ عُمَرُ: ادْعُوا لِي المُهَاجِرِينَ الأَوَّلِينَ، فَدَعُوا لَهُ، فَاسْتَشَارَهُمْ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: خَرَجْتَ لأَمْرٍ وَلاَ نَرَى أَنْ تَرْجِعَ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَعَكَ بَقِيَّةُ النَّاسِ وَأَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، وَلاَ نَرَى أَنْ تُقْدِمَهُمْ عَلَى هَذَا الوَبَاءِ، فَقَالَ لَهُمُ: ارْتَفِعُوا عَنِّي، ثُمَّ قَالَ: ادْعُوا لِيَ الأَنْصَارَ، فَدَعُوا لَهُ، فَاسْتَشَارَهُمْ، فَسَلَكُوا سَبِيلَ المُهَاجِرِينَ وَاخْتَلَفُوا كَاخْتِلاَفِهِمْ، قَالَ: قُومُوا عَنِّي، ثُمَّ قَالَ: ادْعُوا لِي مَنْ كَانَ هَاهُنَا مِنْ مَشْيَخَةِ قُرَيْشٍ، مِنْ مُهَاجِرَةِ الفَتْحِ، فَدَعُوا لَهُ، فَاسْتَشَارَهُمْ فَلَمْ يَخْتَلِفْ عَلَيْهِ رَجُلاَنِ، فَقَالُوا: نَرَى أَنْ تَرْجِعَ بِالنَّاسِ وَلاَ تُقْدِمَهُمْ عَلَى هَذَا الوَبَاءِ، فَنَادَى عُمَرُ: إِنِّي مُصْبِحٌ عَلَى ظَهْرٍ، فَاجْتَمَعُوا عَلَيْهِ، فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: أَفِرَارًا مِنْ قَدَرِ اللهِ؟ قَالَ: لَوْ غَيْرُكَ قَالَهَا يَا أَبَا عُبَيْدَةَ، نَعَمْ فِرَارًا مِنْ قَدَرِ اللهِ إِلَى قَدَرِ اللهِ، أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَتْ لَكَ إِبِلٌ فَهَبَطْتَ وَادِيًا ذَا عُدْوَتَيْنِ إِحْدَاهُمَا خَصِبَةٌ وَالأُخْرَى جَدْبَةٌ، أَلَيْسَ إِذَا رَعَيْتَ الخَصْبَةَ رَعَيْتَهَا بِقَدَرِ اللهِ، وَإِنْ رَعَيْتَ الجَدْبَةَ رَعَيْتَهَا بِقَدَرِ اللهِ؟ فَجَاءَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَكَانَ مُتَغَيِّبًا فِي بَعْضِ حَاجَتِهِ فَقَالَ: إِنَّ عِنْدِي مِنْ هَذَا عِلْمًا، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: إِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ بِأَرْضٍ فَلاَ تَقْدِمُوا عَلَيْهِ، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلاَ تَخْرُجُوا فِرَارًا مِنْهُ فَحَمِدَ اللهَ عُمَر، ثُمَّ انْصَرَفَ.(1/383)
838- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ الزَّهْرَانِيُّ، حَدَّثنا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسِ بْنِ الحَدَثَانِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ، نَشَدَ رَهْطًا وَفِيهِمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ الَّذِي بِإِذْنِهِ تَقُومُ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ، هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: لاَ نُورَثُ مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ؟ قَالُوا: نَعَمْ.(1/384)
839- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثنا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَكْحُولٌ، عَنْ كُرَيْبٍ، مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: جَلَسْتُ مَعَ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ فَقَالَ لِي: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، هَلْ سَمِعْتَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ شَيْئًا أَمَرَ بِهِ الْمَرْءَ الْمُسْلِمَ إِذَا سَهَا فِي صَلاَتِهِ، كَيْفَ يَصْنَعُ؟ قَالَ: فَقُلْتُ: لاَ وَاللَّهِ، أَوَمَا سَمِعْتَ أَنْتَ يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فِي ذَلِكَ شَيْئًا؟ قَالَ: فَقَالَ: لاَ وَاللَّهِ، فَبَيْنَمَا نَحْنُ فِي ذَلِكَ أَتَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فَقَالَ: فِيمَا أَنْتُمَا؟ قَالَ: فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: سَأَلْتُهُ، فَأَخْبَرَهُ عَمَّا سَأَلَهُ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: لَكِنِّي قَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَأْمُرُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: فَأَنْتَ عِنْدَنَا عَدْلٌ، فَمَاذَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ؟ قَالَ: فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: إِذَا سَهَا أَحَدُكُمْ فِي صَلاَتِهِ حَتَّى لاَ يَدْرِي أَزَادَ أَمْ نَقَصَ، فَإِنْ كَانَ شَكَّ فِي الوَاحِدَةِ وَالثِّنْتَيْنِ فَلْيَجْعَلْهَا وَاحِدَةً، وَإِذَا شَكَّ فِي الثِّنْتَيْنِ أَوِ الثَّلاَثَةِ فَلْيَجْعَلْهَا ثِنْتَيْنِ، وَإِذَا شَكَّ فِي الثَّلاَثَةِ وَالأَرْبَعِ فَلْيَجْعَلْهَا ثَلاَثًا حَتَّى يَكُونَ الوَهْمُ فِي الزِّيَادَةِ، ثُمَّ يَسْجُدُ سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ قَبْلَ أَنْ يُسَلِّمَ، ثُمَّ يُسَلِّمُ(1/384)
840- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا سُفيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، أَنَّ أَبَا الرَّدَّادِ اشْتَكَى، فَعَادَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، فَقَالَ: خَيْرُهُمْ وَأَوْصَلُهُمْ أَبُو مُحَمَّدٍ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: قَالَ اللهُ: أَنَا اللهُ، وَأَنَا الرَّحْمَنُ، وَهِيَ الرَّحِمُ، خَلَقْتُ الرَّحِمَ وَاشْتَقَقْتُ لَهَا مِنِ اسْمِي، فَمَنْ وَصَلَهَا وَصَلْتُهُ، وَمَنْ قَطَعَهَا قَطَعْتُهُ، أَوْ بَتَتُّهُ.(1/385)
841- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخبَرنا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَارِظٍ، أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ يَعُودُهُ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: وَصَلَتْكَ رَحِمٌ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: قَالَ اللهُ: أَنَا الرَّحْمَنُ وَهِيَ الرَّحِمُ، شَقَقْتُ لَهَا مِنَ اسْمِي، فَمَنْ وَصَلَهَا وَصَلْتُهُ، وَمَنْ قَطَعَهَا قَطَعْتُهُ، أَوْ قَالَ: بَتَّهَا أَبُتَّهُ(1/386)
842- حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الحَمِيدِ الحِمَّانِيُّ، حَدَّثنا شَرِيكٌ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ يَطُوفُ بِالبَيْتِ وَهُوَ يَحْدُو عَلَيْهِ خُفَّانِ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: مَا أَدْرِي أَيُّهُمَا أَعْجَبُ: حُدَاؤُكَ حَوْلَ البَيْتِ أَوْ طَوَافُكَ فِي خُفَّيْكَ؟ قَالَ: قَدْ فَعَلْتُ هَذَا عَلَى عَهْدِ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ: رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَلَمْ يَعِبْ ذَلِكَ عَلَيَّ.(1/387)
843- حَدَّثنا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثنا شَرِيكٌ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ مَرَّ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ يَطُوفُ بِالبَيْتِ وَهُوَ يَحْدُو وَعَلَيْهِ خُفَّانِ، فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا أَدْرِي أَطَوَافُكَ فِي خُفَّيْكَ أَعْجَبُ أَمْ حُدَاؤُكَ حَوْلَ البَيْتِ؟ قَالَ: قَدْ فَعَلْتُ ذَلِكَ عَلَى عَهْدِ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ: رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ.(1/387)
844- حَدَّثنا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ الوَاسِطِيُّ، حَدَّثنا خَالِدٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: شَهِدْتُ، وَأَنَا غُلاَمٌ حِلْفًا مَعَ عُمُومَتِي المُطَيَّبِينَ، فَمَا أُحِبُّ أَنَّ لِي حُمْرَ النَّعَمِ وَأَنِّي أَنْكُثُهُ(1/387)
845- حَدَّثنا العَبَّاسُ بْنُ الوَلِيدِ النَّرْسِيُّ، حَدَّثنا بِشْرُ بْنُ المُفَضَّلِ، حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: شَهِدْتُ غُلاَمًا مَعَ عُمُومَتِي حَلَفَ المُطَيَّبِينَ، فَمَا أُحِبُّ أَنَّ لِي حُمْرَ النَّعَمِ وَأَنِّي أَنْكُثُهُ.
846- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: شَهِدْتُ مَعَ عُمُومَتِي، فَذَكَرَ نَحْوَهُ.(1/388)
847- حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ المَكِّيُّ، حَدَّثنا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي سَنْدَرٍ الأَسْلَمِيِّ، عَنْ مَوْلًى لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: كُنْتُ قَائِمًا فِي رَحَبَةِ المَسْجِدِ، فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ خَارِجًا مِنَ البَابِ الَّذِي يَلِي المَقْبُرَةَ، فَلَبِثْتُ شَيْئًا ثُمَّ خَرَجْتُ عَلَى إِثْرِهِ، فَوَجَدْتُهُ قَدْ دَخَلَ حَائِطًا مِنَ الأَسْوَافِ، فَتَوَضَّأَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، فَسَجَدَ سَجْدَةً فَأَطَالَ السُّجُودَ فِيهَا، فَلَمَّا تَشَهَّدَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ تَبَادَأْتُ لَهُ، فَقُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، سَجَدْتَ سَجْدَةً أَشْفَقْتُ أَنْ يَكُونَ اللهُ قَدْ تَوَفَّاكَ مِنْ طُولِهَا؟ قَالَ: إِنَّ جِبْرِيلَ بَشَّرَنِي أَنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ، وَمَنْ سَلَّمَ عَلَيَّ سَلَّمَ اللهُ عَلَيْهِ(1/388)
848- حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ المُسَيَّبِيُّ، حَدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ حِينَ خَرَجَ إِلَى الشَّامِ فَسَمِعَ بِالطَّاعُونِ، فَتَكَرْكَرَ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: أَشْهَدُ لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: إِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ قَدْ وَقَعَ بِأَرْضٍ فَلاَ تَدْخُلُوا عَلَيْهِ، وَإِذَا وَقَعَ وَأَنْتُمْ بِأَرْضٍ فَلاَ تَخْرُجُوا فِرَارًا مِنْهُ، فَرَجَعَ عُمَرُ، عَنْ حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ.(1/389)
849- حَدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الحَجَّاجِ السَّامِيُّ، وَمُعَلَّى بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالاَ: حَدَّثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: حَدَّثَنِي قَاضِي أَهْلِ فِلَسْطِينَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: ثَلاَثٌ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنْ كُنْتُ لَحَالِفًا عَلَيْهِنَّ: لاَ يَنْقُصُ مَالٌ مِنْ صَدَقَةٍ فَتَصَدَّقُوا، وَلاَ يَعْفُو رَجُلٌ عَنْ مَظْلِمَةٍ يُرِيدُ بِهَا وَجْهَ اللهِ إِلاَّ رَفَعَهُ اللهُ بِهَا عِزًّا يَوْمَ القِيَامَةِ، وَلاَ يَفْتَحُ رَجُلٌ عَلَى نَفْسِهِ بَابَ مَسْأَلَةٍ إِلاَّ فَتَحَ اللهُ عَلَيْهِ بَابَ فَقْرٍ.
849 م- حَدَّثنا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثنا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ المَلِكِ، حَدَّثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ قَاضِي أَهْلِ فِلَسْطِينَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ.(1/389)
850- حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي سَمِينَةَ البَصْرِيُّ، حَدَّثنا عُثْمَانُ بْنُ عَثْمَانَ الغَطَفَانِيُّ، حَدَّثنا الزُّبَيْرُ بْنُ خَرَّبُوذَ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ أَهْلِ المَدِينَةِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: عَمَّمَنِي رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، فَأَرْسَلَهَا مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ وَمِنْ خَلْفِي.(1/390)
851- حَدَّثنا أَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ العَلاَءِ بْنِ كُرَيْبٍ الهَمْدَانِيُّ، حَدَّثنا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، حَدَّثنا عَبْدُ المَلِكِ بْنُ زَيْدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ نُفَيْلٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ مُصْعَبٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: تُرْفَعُ زِينَةُ الدُّنْيَا سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ وَمِئَةٍ.(1/390)
852- حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ المُقَدَّمِيُّ، حَدَّثنا يُوسُفُ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّهُ شَهِدَ ذَلِكَ حِينَ أَعْطَى عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ مَا جَهَّزَ بِهِ جَيْشَ العُسْرَةِ، وَجَاءَ بِسَبْعِ مِئَةِ أُوقِيَّةٍ ذَهَبٍ.(1/390)
853- حَدَّثنا الحَسَنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَبُو سَعِيدٍ البَصْرِيُّ، حَدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ لَمَّا انْتَهَى إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَهُوَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ أَرَادَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ أَنْ يَتَأَخَّرَ، فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: أَنْ مَكَانَكَ، فَصَلَّى، وَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ بِصَلاَةِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.(1/391)
854- حَدَّثنا أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثنا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: رَأَيْتُهُ يَسْجُدُ فِي {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} عَشْرَ مِرَارٍ.(1/391)
855- حَدَّثنا الحَسَنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ شَقِيقِ بْنِ أَسْمَاءَ الجَرْمِيُّ، حَدَّثنا أَبِي، حَدَّثنا إِسْمَاعِيلُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: تَذَاكَرَ هُوَ وَعُمَرُ الصَّلاَةَ، قَالَ: فَمَرَّ بِنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فَقَالَ: أَلاَ أُحَدِّثُكُمْ بِحَدِيثٍ سَمِعَتْهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ؟ يَقُولُ: فَأَشْهَدُ بِشَهَادَةِ اللهِ لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَكَانَ فِي الشَّكِّ مِنَ النُّقْصَانِ فِي صَلاَتِهِ فَلْيُصَلِّ حَتَّى يَكُونَ فِي الشَّكِّ مِنَ الزِّيَادَةِ(1/391)
856- حَدَّثنا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَيَّانَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الرُّومِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الخَلِيلَ بْنَ مُرَّةَ يُحَدِّثُ، عَنْ مُبَشِّرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: فَضْلُ العَالِمِ عَلَى العَابِدِ سَبْعِينَ دَرَجَةً، مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ.(1/392)
857- حَدَّثنا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثنا زَيْدُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: انْطَلَقَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فِي طَلَبِ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ، فَدَعَاهُ فَخَرَجَ الأَنْصَارِيُّ مِنْ بَيْتِهِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ وَرَأْسُهُ يَقْطُرُ مَاءً، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: مَا لِرَأْسِكَ؟ قَالَ: دَعَوْتَنِي وَأَنَا مَعَ أَهْلِي فَخِفْتُ أَنْ أَحْتَبِسَ عَلَيْكَ فَعَجِلْتُ، فَقُمْتُ فَصَبَبْتُ عَلَيَّ المَاءَ، ثُمَّ خَرَجْتُ فَقَالَ: هَلْ كُنْتَ أَنْزَلْتَ؟ قَالَ: لاَ، قَالَ: إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ فَلاَ تَغْتَسِلَنَّ، اغْسِلْ مَا مَسَّ المَرْأَةَ مِنْكَ وَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلاَةِ، فَإِنَّ المَاءَ مِنَ المَاءِ(1/392)
858- حَدَّثنا أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثنا زَيْدُ بْنُ الحُبَابِ، حَدَّثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، حَدَّثَنِي قَيْسُ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: كَانَ لاَ يُفَارِقُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ مِنَّا خَمْسَةٌ أَوْ أَرْبَعَةٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ لِمَا يَنُوبُهُ مِنْ حَوَائِجِهِ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، قَالَ: فَجِئْتُهُ وَقَدْ خَرَجَ، فَاتَّبَعَتْهُ فَدَخَلَ حَائِطًا مِنْ حِيطَانِ الأَسْوَافِ، فَصَلَّى فَسَجَدَ فَأَطَالَ السُّجُودَ، وَقُلْتُ: قَبَضَ اللهُ رُوحَهُ، قَالَ: فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَدَعَانِي، فَقَالَ: مَا لِكَ؟ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَطَلْتَ السُّجُودَ قُلْتُ: قَبَضَ اللهُ رَوْحَ رَسُولِهِ لاَ أَرَاهُ أَبَدًا، قَالَ: سَجَدْتُ شُكْرًا لِرَبِّي فِيمَا أَبْلاَنِي فِي أُمَّتِي، مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاَةً مِنْ أُمَّتِي كُتِبَ لَهُ عَشْرُ حَسَنَاتٍ وَمُحِيَ عَنْهُ عَشْرُ سَيِّئَاتٍ.(1/392)
859- حَدَّثنا أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ طَلْحَةَ، عَنِ المُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: لَمَّا افْتَتَحَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ مَكَّةَ انْصَرَفَ إِلَى الطَّائِفِ، فَحَاصَرَهَا تِسْعَ عَشْرَةَ، أَوْ ثَمَانَ عَشْرَةَ لَمْ يَفْتَتِحْهَا، ثُمَّ أَوْغَلَ رَوْحَةً أَوْ غُدْوَةً، ثُمَّ نَزَلَ، ثُمَّ هَجَرَ فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي فَرَطٌ لَكُمْ، وَأُوصِيكُمْ بِعِتْرَتِي خَيْرًا، وَإِنَّ مَوْعِدَكُمُ الحَوْضُ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لِيُقِيمُوا الصَّلاَةَ وَلْيُؤتُوا الزَّكَاةَ أَوْ لأَبْعَثَنَّ إِلَيْهِمْ رَجُلاً مِنِّي، أَوْ كَنَفْسِي، فَلِيَضْرِبَّنَ أَعْنَاقَ مُقَاتِلَتِهِمْ وَلَيَسْبِيَنَّ ذَرَارِيهِمْ، قَالَ: فَرَأَى النَّاسُ أَنَّهُ أَبُو بَكْرٍ أَوْ عُمَرُ فَأَخَذَ بِيَدِ عَلَيٍّ فَقَالَ: هَذَا هُوَ(1/393)
860- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا سُفيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو سَمِعَ بَجَالَةَ قَالَ: كُنْتُ كَاتِبًا لِجَزْءِ بْنِ مُعَاوِيَةَ عَمِّ الأَحْنَفِ، فَأَتَانَا كِتَابُ عُمَرَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِسَنَةٍ يَقُولُ: اقْتُلُوا كُلَّ سَاحِرٍ، وَفَرِّقُوا بَيْنَ كُلِّ ذِي مَحْرَمٍ مِنَ المَجُوسِ، وَانْهَوْهُمْ عَنِ الزَّمْزَمَةِ، فَقَتَلْنَا ثَلاَثَ سَوَاحِرَ، وَجَعَلْنَا نُفَرِّقُ بَيْنَ الرَّجُلِ وَحَرِيمَتِهِ فِي كِتَابِ اللهِ، وَصَنَعَ طَعَامًا كَثِيرًا، وَدَعَا المَجُوسَ وَعَرَضَ السَّيْفَ عَلَى فَخِذِهِ، وَأَلْقُوا وِقْرَ بَغْلٍ أَوْ بَغْلَيْنِ مِنْ وَرِقٍ، وَأَكَلُوا بِغَيْرِ زَمْزَمَةٍ، وَلَمْ يَكُنْ عُمَرُ أَخَذَ الجِزْيَةَ مِنَ المَجُوسِ حَتَّى أَخْبَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَخَذَهَا مِنْ مَجُوسِ هَجَرَ.(1/394)
861- حَدَّثنا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، حَدَّثنا سُفيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: سَمِعْتُ بَجَالَةَ يُحَدِّثُ، أَبَا الشَّعْثَاءِ، وَعَمْرَو بْنَ أَوْسٍ، عَامَ حَجَّ مُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ وَهُوَ إِلَى جَنْبِ دَرَجِ زَمْزَمَ: كُنْتُ كَاتِبًا لِجَزْءِ بْنِ مُعَاوِيَةَ عَمِّ الأَحْنَفِ، فَأَتَاهُ عُمَرُ قَبْلَ مَوْتِهِ بِسَنَةٍ: اقْتُلُوا كُلَّ سَاحِرٍ، وَفَرِّقُوا بَيْنَ كُلِّ ذِي مَحْرَمٍ مِنَ المَجُوسِ، وَانْهَوْهُمْ عَنِ الزَّمْزَمَةِ، قَالَ: فَقَتَلْنَا ثَلاَثَ سَوَاحِرَ، وَجَعَلْنَا نُفَرِّقُ بَيْنَ المَرْأَةِ وَحَرِيمِهَا فِي كِتَابِ اللهِ، وَصَنَعَ طَعَامًا كَثِيرًا فَدَعَا المَجُوسَ وَعَرَضَ السَّيْفَ عَلَى فَخِذِهِ، فَأَلْقُوا وَقْرَ بَغْلٍ أَوْ بَغْلَيْنِ مِنْ وَرِقٍ، وَأَكَلُوا بِغَيْرِ زَمْزَمَةٍ، قَالَ: وَلَمْ يَكُنْ عُمَرُ أَخَذَ الجِزْيَةَ مِنَ المَجُوسِ حَتَّى أَخْبَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَخَذَهَا مِنْ مَجُوسِ هَجَرَ(1/394)
862- حَدَّثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ: كَيْفَ أَصْنَعُ فِي المَجُوسِ؟ قَالَ: فَقَامَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ قَائِمًا فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ وَسُئِلَ عَنْهُمْ فَقَالَ: سُنَّتُهُمْ سُنَّةُ أَهْلِ الكِتَابِ.(1/394)
863- حَدَّثنا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ، حَدَّثنا القَاسِمُ بْنُ الفَضْلِ، حَدَّثنا النَّضْرُ بْنُ شَيْبَانَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: منْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ.(1/395)
864- حَدَّثنا هُدْبَةُ، حَدَّثنا القَاسِمُ بْنُ الفَضْلِ، حَدَّثنا النَّضْرُ بْنُ شَيْبَانَ، قَالَ: كُنْتُ بِعَرَفَاتٍ فَلَقِيتُ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَقُلْتُ: حَدَّثَنِي بِشَيْءٍ سَمِعْتَهُ مِنْ أَبِيكَ لَيْسَ بَيْنَ أَبِيكَ وَبَيْنَ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَحَدٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: إِنَّ اللهَ فَرَضَ صِيَامَ رَمَضَانَ وَسَنَنْتُ قِيَامَهُ.(1/395)
865- حَدَّثنا نَصْرُ بْنُ عَلَيٍّ، أَخْبَرَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ النَّضْرِ بْنِ شَيْبَانَ قَالَ: قُلْتُ لأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَلاَ تُحَدِّثُنَا حَدِيثًا سَمِعَتْهُ مِنْ أَبِيكَ، سَمِعَهُ أَبُوكَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ؟ فَقَالَ: قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ ذَكَرَ رَمَضَانَ فَقَالَ: إِنَّ رَمَضَانَ شَهْرٌ افْتَرَضَ اللهُ صِيَامَهُ، وَإِنِّي سَنَنْتُ لِلْمُسْلِمِينَ قِيَامَهُ، فَمَنْ صَامَهُ وَقَامَهُ خَرَجَ مِنَ الذَّنْبِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ(1/395)
866- حَدَّثنا بِشْرُ بْنُ الوَلِيدِ، وَعُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ القَوَارِيرِيُّ، وَسُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، قَالُوا: أَخبَرنا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ المَاجِشُونُ، عَنْ صَالِحِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: إِنِّي لَوَاقِفٌ يَوْمَ بَدْرٍ فِي الصَّفِّ نَظَرْتُ عَنْ يَمِينِي وَشِمَالِي، فَإِذَا أَنَا بَيْنَ غُلاَمَيْنِ حَدِيثَةٍ أَسْنَانُهُمَا مِنَ الأَنْصَارِ، فَتَمَنَّيْتُ أَنْ أَكُونَ بَيْنَ أَضْلَعِ مِنْهُمَا، فَغَمَزَنِي أَحَدُهُمَا فَقَالَ: يَا عَمُّ، هَلْ تَعْرِفُ أَبَا جَهْلٍ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، وَمَا حَاجَتُكَ إِلَيْهِ يَا ابْنَ أَخِي؟ قَالَ: إِنِّي خُبِّرْتُ أَنَّهُ يَسُبُّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ رَأَيْتُهُ لاَ يُفَارِقُ سَوَادِي سَوَادَهُ حَتَّى يَمُوتَ الأَعْجَلُ، قَالَ: فَتَعَجَّبْتُ مِنْ ذَلِكَ، فَغَمَزَنِي الآخَرُ فَقَالَ لِي مَثَلَهَا، فَلَمْ أَنْشِبْ أَنْ نَظَرْتُ إِلَى أَبِي جَهْلٍ يَزُولُ فِي النَّاسِ، فَقُلْتُ لَهُمَا: أَلاَ تَرَيَانِ؟ هَذَا صَاحِبُكُمَا الَّذِي تَسْأَلاَنِ عَنْهُ، فَابْتَدَرَاهُ فَضَرَبَاهُ بِسَيْفَيْهِمَا حَتَّى قَتَلاَهُ، ثُمَّ انْصَرَفَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَأَخْبَرَاهُ، فَقَالَ: أَيُّكُمَا قَتَلَهُ؟ قَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا: أَنَا قَتَلْتُهُ، قَالَ: مَسَحْتُمَا سَيْفَيْكُمَا؟ قَالاَ: لاَ، فَنَظَرَ فِي السَّيْفَيْنِ قَالَ: كِلاَكُمَا قَتَلَهُ، فَقَضَى بِسَلَبِهِ لِمُعَاذِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الجَمُوحِ، وَاسْمُ الآخَرِ مُعَاذُ بْنُ عَفْرَاءَ.(1/396)
867- حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَحْرٍ البَصْرِيُّ، حَدَّثنا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ العَاصِ، حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: قُرَيْشٌ وَالأَنْصَارُ وَجُهَيْنَةُ وَمُزَيْنَةُ وَأَسْلَمُ وَغِفَارُ وَأَشْجَعُ وَسُلَيْمٌ أَوْلِيَائِي، لَيْسَ لَهُمْ وَلِيٌّ دُونَ اللهِ وَرَسُولِهِ، قَالَ عَمْرُو بْنُ يَحْيَى: فَلَقِيتُ إِسْحَاقَ بْنَ سَعْدٍ فِي المَسْجِدِ فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ أَبِي حَدَّثَنِي، عَنْ أَبِيكَ، فَحَدَّثْتُهُ الحَدِيثَ فَقَالَ: إِنَّمَا هُمْ سَبْعَةٌ، لاَ أَدْرِي الَّذِي نَقَصَ مَنْ هُوَ، قَالَ عَمْرٌو: وَقَدْ ذَكَرَ أَبِي عَنْ غَيْرِهِ أَنَّ الَّذِي نَقَصَ مِنْهُمْ سُلَيْمٌ.(1/397)
868- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ العَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ، حَدَّثنا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الطَّائِفِ، عَنْ غَيْلاَنَ بْنِ شُرَحْبِيلٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: لاَ تَغْلِبَنَّكُمُ الأَعْرَابُ عَلَى اسْمِ صَلاَتِكُمْ، فَإِنَّ اللهَ قَالَ: {وَمِنْ بَعْدِ صَلاَةِ العِشَاءِ ثَلاَثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ}، وَالأَعْرَابُ تُسَمِّيهَا العَتَمَةَ، وَإِنَّ العَتَمَةَ الإِبِلُ لِلْحِلاَبِ(1/397)
869- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثنا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الهَادِ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُوَيْرِثٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: دَخَلْتُ المَسْجِدَ فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ خَارِجًا مِنَ المَسْجِدِ، فَاتَّبَعْتُهُ أَمْشِي وَرَاءَهُ وَلاَ يَشْعُرُ بِي، حَتَّى دَخَلَ نَخْلاً فَاسْتَقْبَلَ القِبْلَةَ فَسَجَدَ فَأَطَالَ السُّجُودَ، وَأَنَا وَرَاءَهُ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّ اللهَ قَدْ تَوَفَّاهُ، فَأَقْبَلْتُ أَمْشِي حَتَّى جِئْتُهُ، فَطَأْطَأْتُ رَأْسِي أَنْظُرُ فِي وَجْهِهِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: مَا لَكَ يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ؟ فَقُلْتُ: لَمَّا أَطَلْتَ السُّجُودَ حَسِبْتُ أَنْ يَكُونَ اللهُ تَوَفَّى نَفْسَكَ، فَجِئْتُ أَنْظُرُ، فَقَالَ: إِنِّي لَمَّا رَأَيْتَنِي دَخَلْتُ النَّخْلَ لَقِيتُ جِبْرِيلَ فَقَالَ: إِنِّي أُبَشِّرُكَ أَنَّ اللهَ يَقُولُ: مَنْ سَلَّمَ عَلَيْكَ سَلَّمْتُ عَلَيْهِ، وَمَنْ صَلَّى عَلَيْكَ صَلَّيْتُ عَلَيْهِ(1/398)
مُسْنَدُ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الجَرَّاحِ.
870- حَدَّثنا الحَكَمُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الغَازِ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: لاَ يَزَالُ هَذَا الأَمْرُ قَائِمًا بِالقِسْطِ حَتَّى يَثْلِمَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ.(1/399)
871- حَدَّثنا الحَكَمُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثنا الوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: لاَ يَزَالُ أَمْرُ أُمَّتِي قَائِمًا بِالقِسْطِ حَتَّى يَكُونَ أَوَّلَ مَنْ يَثْلِمُهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ يُقَالُ لَهُ: يَزِيدُ(1/399)
872- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ القَطَّانُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْمُونٍ، حَدَّثَنِي سَعْدُ بْنُ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الجَرَّاحِ قَالَ: آخِرُ مَا تَكَلَّمَ بِهِ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: أَخْرِجُوا يَهُودَ الحِجَازِ وَأَهْلَ نَجْرَانَ مِنْ جَزِيرَةِ العَرَبِ، وَاعْلَمُوا أَنَّ شَرَّ النَّاسِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا قُبُورَهُمْ مَسَاجِدَ.(1/399)
873- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا جَرِيرٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الخُشَنِيِّ قَالَ: كَانَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الجَرَّاحِ، وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ يَتَنَاجَيَانِ بَيْنَهُمَا بِحَدِيثٍ، فَقُلْتُ لَهُمَا: مَا حَفِظْتُمَا وَصِيَّةَ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ بِي؟ قَالَ: وَكَانَ أَوْصَاهُمَا بِي، قَالاَ: مَا أَرَدْنَا أَنْ نَنْتَجِي بِشَيْءٍ دُونَكَ، إِنَّمَا ذَكَرْنَا حَدِيثًا حَدَّثنا رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، فَجَعَلاَ يَتَذَاكَرَانِهِ قَالاَ: إِنَّهُ بَدَأَ هَذَا الأَمْرُ نُبُوَّةً وَرَحْمَةً، ثُمَّ كَائِنٌ خِلاَفَةً وَرَحْمَةً، ثُمَّ كَائِنٌ مُلْكًا عَضَوضًا، ثُمَّ كَائِنٌ عُتُوًّا وَجَبْرِيَّةً وَفَسَادًا فِي الأُمَّةِ، يَسْتَحِلُّونَ الحَرِيرَ وَالخُمُورَ وَالفُرُوجَ وَالفَسَادِ فِي الأُمَّةِ، يُنْصَرُونَ عَلَى ذَلِكَ، وَيُرْزَقُونَ أَبَدًا حَتَّى يَلْقُوا اللهَ.
874- حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ المِنْهَالِ، أَخُو حَجَّاجٍ الأَنْمَاطِيِّ، حَدَّثنا عَبْدُ الوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ لَيْثٍ، بِإِسْنَادِهِ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ.(1/400)
875- حَدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُعَاوِيَةَ القُرَشِيُّ، حَدَّثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ خَالِدِ الحَذَّاءِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سُرَاقَةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الجَرَّاحِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ وَهُوَ يَقُولُ: إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ بَعْدَ نُوحٍ إِلاَّ قَدْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ الدَّجَّالَ، وَإِنِّي أُنْذِرُكُمُوهُ، فَوَصَفَهُ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ وَقَالَ: لَعَلَّهُ سَيُدْرِكُهُ بَعْضُ مَنْ رَآنِي أَوْ سَمِعَ كَلاَمِي، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ قُلُوبُنَا يَوْمَئِذٍ، أَمِثْلُهَا اليَوْمَ؟ قَالَ: أَوْ أَخْيَرُ.(1/400)
876- حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَيَّانَ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنِ الوَلِيدِ بْنِ أَبِي مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَسْلَمَةَ، أَنَّ رَجُلاً مِنَ المُسْلِمِينَ أَجَارَ رَجُلاً مِنَ المُشْرِكِينَ، فَقَالَ خَالِدُ بْنُ الوَلِيدِ وَعَمْرٌو: لاَ تُجِيرُ، قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: تُجِيرُهُ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: يُجِيرُ عَلَى المُسْلِمِينَ بَعْضُهُمْ.(1/401)
877- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَيَّانَ أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، عَنِ الحَجَّاجِ، عَنِ الوَلِيدِ أَبِي مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَسْلَمَةَ قَالَ: أَجَارَ رَجُلٌ قَوْمًا وَهُوَ مَعَ خَالِدِ بْنِ الوَلِيدِ، وَأَبِي عُبَيْدَةَ، وَعَمْرِو بْنِ العَاصِ، فَقَالَ خَالِدٌ وَعَمْرٌو: لاَ نُجِيرُ مَنْ أَجَارَ، فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الجَرَّاحِ: فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: يُجِيرُ عَلَى المُسْلِمِينَ بَعْضُهُمْ(1/401)
878- حَدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْمَاءَ ابْنِ أَخِي جُوَيْرِيَةَ، حَدَّثنا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، حَدَّثنا وَاصِلٌ، مَوْلَى أَبِي عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي سَيْفٍ الجَرْمِيِّ، عَنِ الوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ رَجُلٌ مِنْ فُقَهَاءِ أَهْلِ الشَّامِ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ عُطَيفٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الجَرَّاحِ فِي مَرَضِهِ وَامْرَأَتُهُ تُحَيْفَةُ جَالِسَةٌ عِنْدَ رَأْسِهِ وَهُوَ مُقْبِلٌ بِوَجْهِهِ عَلَى الجِدَارِ، فَقُلْتُ: كَيْفَ بَاتَ أَبُو عُبَيْدَةَ؟ فَقَالَتْ: بَاتَ بِأَجْرٍ، فَقَالَ: إِنِّي وَاللَّهِ مَا بِتُّ بِأَجْرٍ، قَالَ: فَكَأَنَّ القَوْمَ سَاءَهُمْ، فَقَالَ: أَلاَ تَسْأَلُونِي عَمَّا قُلْتُ؟ قَالُوا: إِنَّا لَمْ يُعْجِبْنَا مَا قُلْتَ، فَكَيْفَ نَسْأَلُكَ؟ فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: مَنْ أَنْفَقَ نَفَقَةً فَاضِلَةً فِي سَبِيلِ اللهِ فَبِسَبْعِ مِئَةٍ، وَمَنْ أَنْفَقَ عَلَى عِيَالِهِ، أَوْ عَادَ مَرِيضًا، أَوْ مَازَ أَذًى، فَالحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، وَالصَّوْمُ جُنَّةٌ مَا لَمْ يَخْرِقْهَا، وَمَنِ ابْتَلاَهُ اللهُ بِبَلاَءٍ فِي جَسَدِهِ فَهُوَ لَهُ حِطَّةٌ(1/402)
مِنْ مُسْنَدِ أَبِي جُحَيْفَةَ.
879- حَدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرَةَ، وَمَحْمُودُ بْنُ خِدَاشٍ، قَالاَ: حَدَّثنا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، حَدَّثنا صَالِحُ بْنُ مَسْعُودٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جُحَيْفَةَ يَقُولُ: أَتَيْنَا رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَأَمَرَ لَنَا بِثِنْتَيْ عَشْرَةَ قَلُوصًا، وَكُنَّا فِي اسْتِخْرَاجِهَا، فَجَاءَتْ وَفَاتُهُ فَمَنَعْنَاهَا النَّاسُ حَتَّى اجْتَمَعُوا، قَالَ: فَقُلْتُ لأَبِي جُحَيْفَةَ: حَدِّثْنِي عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، قَالَ: كَانَ رَجُلاً أَبْيَضَ قَدْ شَمِطَ عَارِضَاهُ.(1/403)
880- حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثنا عَلِيُّ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، قَدْ شِبْتَ، قَالَ: شَيَّبَتْنِي هُودٌ وَأَخَوَاتُهَا(1/403)
881- حَدَّثنا قَاسِمُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ صَدَقَةَ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: مَنْ رَآنِي فِي المَنَامِ فَكَأَنَّمَا رَآنِي مُسْتَيْقِظًا، إِنَّ الشَّيْطَانَ لاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَتَمَثَّلَ بِي.(1/404)
882- حَدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى الكُوفِيُّ، حَدَّثنا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جُحَيْفَةَ قَالَ: ذُكِرَتِ الجُدُودُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ وَهُوَ فِي الصَّلاَةِ، فَقَالَ رَجُلٌ: جَدُّ فُلاَنٍ فِي الخَيْلِ، وَقَالَ آخَرُ: جَدُّ فُلاَنٍ فِي الإِبِلِ، وَقَالَ آخَرُ: جَدُّ فُلاَنٍ فِي الغَنَمِ، وَقَالَ آخَرُ: جَدُّ فُلاَنٍ فِي الرَّقِيقِ، قَالَ: فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ رَفَعَ رَأْسَهُ مِنْ آخِرِ رَكْعَةٍ فَقَالَ: اللهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الحَمْدُ مِلْءَ السَّمَاءِ، وَمِلْءَ الأَرْضِ، وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ، حَتَّى بَلَغَ: وَلاَ يَنْفَعُ ذَا الجَدِّ مِنْكَ الجَدُّ، قَالَ: فَطَوَّلَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ صَوْتَهُ بِالجَدِّ، لِيَعْلَمُوا أَنَّهُ لَيْسَ كَمَا يَقُولُونَ.(1/404)
883- حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، فَقُلْتُ: صِفْهُ لِي، فَقَالَ: أَبْيَضُ قَدْ شَمِطَ.(1/404)
884- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الأَقْمَرِ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَقَالَ لِرَجُلٍ عِنْدَهُ: لاَ آكُلُ مُتَّكِئًا(1/404)
885- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جُحَيْفَةَ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ كَانَ أَشْبَهَ النَّاسِ بِهِ الحَسَنُ بْنُ عَلَيٍّ.(1/405)
886- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخبَرنا سُفيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ، عَنِ الحَكَمِ بْنِ عُتْبَةَ، أَنَّ الحَجَّاجَ أَخَّرَ الصَّلاَةَ يَوْمَ الجُمُعَةِ، فَقَالَ لَهُ شَيْخٌ: وَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يُصَلِّي، فَمَا رَأَيْتُهُ صَنَعَ كَمَا تَصْنَعُ أَنْتَ، قَالَ: فَلَمَّا سَمِعْتُهُ يَذْكُرُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قُلْتُ: كَيْفَ رَأَيْتَ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ؟ قَالَ: رَأَيْتُهُ خَرَجَ حِينَ زَالَتِ الشَّمْسُ، وَإِذَا الشَّيْخُ أَبُو جُحَيْفَةَ.(1/405)
887- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا وَكِيعٌ، حَدَّثنا سُفيَانُ، حَدَّثنا عَوْنُ بْنُ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ بِمَكَّةَ وَهُوَ بِالأَبْطَحِ فِي قُبَّةٍ لَهُ حَمْرَاءَ مِنْ أَدَمٍ، قَالَ: فَخَرَجَ بِلاَلٌ بِوَضُوئِهِ فَبَيْنَ نَائِلٍ وَنَاضِحٍ، قَالَ: فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فِي حُلَّةٍ حَمْرَاءَ كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى بَيَاضِ سَاقَيْهِ، قَالَ: فَتَوَضَّأَ وَأَذَّنَ بِلاَلٌ، قَالَ: فَجَعَلْتُ أَتَتَبَّعُ هَاهُنَا وَهَاهُنَا، يَقُولُ: يَمِينًا وَشِمَالاً، يَقُولُ: حَيَّ عَلَى الصَّلاَةِ، حَيَّ عَلَى الفَلاَحِ، ثُمَّ رُكِزَتْ لَهُ عَنَزَةٌ فَقَامَ فَصَلَّى العَصْرَ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ يَمُرُّ بَيْنَ يَدَيْهِ الحِمَارُ وَالكَلْبُ لاَ يُمْنَعُ، ثُمَّ لَمْ يَزَلْ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ حَتَّى رَجَعَ إِلَى المَدِينَةِ(1/405)
888- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفيَانَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الأَقْمَرِ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: لاَ آكُلُ مُتَّكِئًا.(1/406)
889- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفيَانَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الأَقْمَرِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جُحَيْفَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: لاَ آكُلُ مُتَّكِئًا.(1/406)
890- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ اشْتَرَى غُلاَمًا حَجَّامًا، فَأَمَرَ بِمَحَاجِمِهِ فَكُسِرَتْ، فَقُلْتُ لَهُ: تَكْسِرُهَا؟ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ نَهَى عَنْ ثَمَنِ الدَّمِ، وَثَمَنِ الكَلْبِ، وَكَسْبِ البَغِيِّ، وَلَعَنَ الوَاشِمَةَ وَالمُوتَشِمَةَ، وَآكِلَ الرِّبَا وَمُوكِلَهُ، وَلَعَنَ المُصَوِّرَ.(1/406)
891- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، قَالَ: حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثنا شُعْبَةُ، عَنِ الحَكَمِ أَنَّهُ، سَمِعَ أَبَا جُحَيْفَةَ يُحَدِّثُ، أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ تَوَضَّأَ بِالهَاجِرَةِ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَأْخُذُونَ مِنْ فَضْلِ وَضُوئِهِ، ثُمَّ صَلَّى الظُّهْرَ رَكْعَتَيْنِ وَالعَصْرَ رَكْعَتَيْنِ، وَبَيْنَ يَدَيْهِ عَنَزَةٌ.
892- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ نَحْوَهُ، وَزَادَ فِيهِ: يَمُرُّ مِنْ وَرَائِهِ الحِمَارُ وَالمَرْأَةُ(1/406)
893- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ صَلَّى إِلَى عَنَزَةٍ.(1/407)
894- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَتَيْنَا رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فِي نَفَرٍ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ بِالأَبْطَحِ، فَقَالَ: مَرْحَبًا، أَنْتُمْ مِنِّي، فَلَمَّا حَضَرَتِ الصَّلاَةُ خَرَجَ بِلاَلٌ فَأَذَّنَ، وَجَعَلَ أُصْبُعَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ، وَجَعَلَ يَسْتَدِيرُ فِي أَذَانِهِ، فَلَمَّا أَقَامَ غَرَزَ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ عَنَزَةً فَصَلَّى إِلَيْهَا.(1/407)
895- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا الفُضَيْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثنا عَبْدُ الجَبَّارِ بْنُ العَبَّاسِ الهَمْدَانِيُّ، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فِي سَفَرِهِ الَّذِي نَامُوا فِيهِ حَتَّى طَلَعَتِ الشَّمْسُ، فَقَالَ: إِنَّكُمْ كُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَرَدَّ اللهُ إِلَيْكُمْ أَرْوَاحَكُمْ، فَمَنْ نَامَ عَنْ صَلاَةٍ فَلْيُصَلِّهَا إِذَا اسْتَيْقَظَ، وَمَنْ نَسِيَ صَلاَةً فَلْيُصَلِّ إِذَا ذَكَرَ.(1/407)
896- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا الفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ عَبْدِ الجَبَّارِ بْنِ العَبَّاسِ قَالَ: حَدَّثَنِي عَوْنُ بْنُ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ عَنْ ثَمَنِ الكَلْبِ، وَثَمَنِ الدَّمِ، وَمَهْرِ البَغِيِّ(1/407)
897- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، حَدَّثنا عَبْدُ الجَبَّارِ بْنُ العَبَّاسِ، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ ؛ أَنَّ رَجُلاً ذَبَحَ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَوْمَ النَّحْرِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: لاَ يُجْزِئُ عَنْكَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ عِنْدِي جَذَعَةً؟ قَالَ: تَجْزِي عَنْكَ وَلاَ تَجْزِي بَعْدَكَ.(1/407)
898- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، حَدَّثنا أَبُو عُمَيْسٍ، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ آخَى بَيْنَ سَلْمَانَ، وَبَيْنَ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: فَجَاءَ سَلْمَانُ يَزُورُ أَبَا الدَّرْدَاءِ، فَرَأَى أُمَّ الدَّرْدَاءِ مُتَبَتِّلَةً، قَالَ: مَا شَأْنُكِ؟ قَالَتْ: إِنَّ أَخَاكَ لَيْسَ لَهُ حَاجَةٌ فِي الدُّنْيَا، فَلَمَّا جَاءَ أَبُو الدَّرْدَاءِ رَحَّبَ بِهِ سَلْمَانُ وَقَرَّبَ إِلَيْهِ طَعَامًا، فَقَالَ لَهُ سَلْمَانُ: اطْعَمْ، قَالَ: إِنِّي صَائِمٌ، ثُمَّ قَالَ: أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ إِلاَّ مَا طَعِمْتَ، مَا أَنَا بِآكِلٍ حَتَّى تَأْكُلَ، قَالَ: فَأَكَلَ مَعَهُ وَبَاتَ عِنْدَهُ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ اللَّيْلِ قَامَ أَبُو الدَّرْدَاءِ، فَأَجْلَسَهُ سَلْمَان، ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ، إِنَّ لِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، أَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ، صُمْ وَأَفْطِرْ، وَقُمْ وَنَمْ، وَائْتِ أَهْلَكَ، فَلَمَّا كَانَ عِنْدَ الصُّبْحِ قَالَ: قُمِ الآنَ، فَقَامَا فَصَلَّيَا ثُمَّ خَرَجَا إِلَى الصَّلاَةِ، فَلَمَّا صَلَّى النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَامَ إِلَيْهِ أَبُو الدَّرْدَاءِ فَأَخْبَرَهُ بِمَا قَالَ سَلْمَانُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ مِثْلَ مَا قَالَ لَهُ سَلْمَانُ(1/408)
899- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا هَاشِمُ بْنُ القَاسِمِ، وَالحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالاَ: حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ وَهَذِهِ مِنْهُ بَيْضَاءُ، يَعْنِي عَنْفَقَتَهُ، فَقِيلَ لَهُ: مِثْلُ مَنْ أَنْتَ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: أَبْرِي النَّبْلَ وَأَرِيشُهَا(1/409)
مُسْنَدُ أَبِي الطُّفَيْلِ.
900- حَدَّثنا عَمْرُو بْنُ الضَّحَّاكِ بْنِ مَخْلَدٍ، قَالَ: حَدَّثنا أَبِي (1)، حَدَّثنا جَعْفَرُ بْنُ يَحْيَى بْنِ ثَوْبَانَ، حَدَّثنا عُمَارَةُ بْنُ ثَوْبَانَ، أَنَّ أَبَا الطُّفَيْلِ أَخْبَرَهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ كَانَ بِالجِعْرَانَةِ يُقَسِّمُ لَحْمًا، وَأَنَا يَوْمَئِذٍ غُلاَمٌ أَحْمِلُ عُضْوَ البَعِيرِ، قَالَ: فَأَقْبَلَتِ امْرَأَةٌ بَدَوِيَّةٌ، فَلَمَّا دَنَتْ مِنَ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ بَسَطَ لَهَا رِدَاءَهُ فَجَلَسَتْ عَلَيْهِ، فَسَأَلْتُ: مَنْ هَذِهِ؟ قَالُوا: أُمُّهُ الَّتِي أَرْضَعَتْهُ.
_حاشية__________.
(1) قوله: "قَالَ: حَدَّثنا أَبِي" سقط من المطبوع، وأثبتناه عن "صحيح ابن حبان" 4232، إذ أخرجه من طريق أبي يَعْلَى.(1/410)
901- حَدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ، حَدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ المُبَارَكِ، أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ رَمَلَ مِنَ الحَجَرِ إِلَى الحَجَرِ.(1/410)
902- حَدَّثنا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثنا الوَلِيدُ بْنُ جَمِيعٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ: لَمَّا فَتَحَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ مَكَّةَ بَعَثَ خَالِدَ بْنَ الوَلِيدِ إِلَى نَخْلَةٍ، وَكَانَتْ بِهَا العُزَّى، فَأَتَاهَا خَالِدُ بْنُ الوَلِيدِ، وَكَانَتْ عَلَى تِلاَلِ السَّمُرَاتِ، فَقَطَعَ السَّمُرَاتِ وَهَدَمَ البَيْتَ الَّذِي كَانَ عَلَيْهَا، ثُمَّ أَتَى النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ: ارْجِعْ فَإِنَّكَ لَمْ تَصْنَعْ شَيْئًا، فَرَجَعَ خَالِدٌ، فَلَمَّا نَظَرَتْ إِلَيْهِ السَّدَنَةُ، وَهُمْ حُجَّابُهَا، أَمْعَنُوا فِي الجَبَلِ وَهُمْ يَقُولُونَ: يَا عُزَّى خَبِّلِيهِ، يَا عُزَّى عَوِّرِيهِ، وَإِلاَّ فَمُوتِي بِرَغْمٍ، قَالَ: فَأَتَاهَا خَالِدٌ، فَإِذَا امْرَأَةٌ عُرْيَانَةٌ نَاشِرَةٌ شَعْرَهَا تَحْثُوا التُّرَابَ عَلَى رَأْسِهَا، فَعَمَّمَهَا بِالسَّيْفِ حَتَّى قَتَلَهَا، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَأَخْبَرَهُ، قَالَ: تِلْكَ العُزَّى.(1/411)
903- حَدَّثنا مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثنا القَاسِمُ بْنُ مَالِكٍ، عَنْ مَعْرُوفِ بْنِ خَرَّبُوذَ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ بْنِ وَاثِلَةَ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَطُوفُ بِالبَيْتِ عَلَى نَاقَتِهِ يَسْتَلِمُ الحَجَرَ بِمِحْجَنٍ مَعَهُ(1/411)
904- حَدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الحَجَّاجِ السَّامِيُّ، حَدَّثنا حَمَّادٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، وَعَنْ حَبِيبٍ، وَحُمَيْدٍ، عَنِ الحَسَنِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا أَنْزِعُ اللَّيْلَةَ إِذْ وَرَدَتْ عَلَيَّ غَنَمٌ سُودٌ وَغَنَمٌ عُفْرٌ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَنَزَعَ ذَنُوبًا أَوْ ذَنُوبَيْنِ فِيهِمَا ضَعْفٌ، وَاللهُ يَغْفِرُ لَهُ، ثُمَّ جَاءَ عُمَرُ فَاسْتَحَالَتْ غَرْبًا فَمَلأَ الحِيَاضَ وَأَرْوَى الوَارِدَةَ، فَلَمْ أَرَ عَبْقَرِيًّا مِنَ النَّاسِ أَحْسَنَ نَزْعًا مِنْهُ، فَأَوَّلْتُ أَنَّ الغَنَمَ السُّودَ العَرَبُ، وَالعَفْرَ العَجَمُ(1/411)
بَقِيَّةٌ مِنْ مُسْنَدِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أُنَيْسٍ.
905- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثنا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنِ ابْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أُنَيْسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: دَعَاهُ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَقَالَ: إِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ ابْنَ سُفيَانَ بْنِ نُبَيْحٍ الهُذَلِيَّ جَمَعَ لِيَ النَّاسَ لِيَغْزُوَنِي، وَهُوَ بِنَخْلَةَ أَوْ بِعُرَنَةَ، فَأْتِهِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، انْعَتْهُ لِي حَتَّى أَعْرِفَهُ، فَقَالَ: إذا رأيته أدركك (الشكاك)، آيَةُ مَا بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ أَنَّكَ إِذَا رَأَيْتَهُ وَجَدْتَ لَهُ قَشْعَرِيرَةٌ، قَالَ: فَخَرَجْتُ مُتَوَشِّحًا بِسَيْفِي حَتَّى وَقَعْتُ عَلَيْهِ فِي ظُعُنٍ يَرْتَادُ لَهُنَّ مَنْزِلاً، حِينَ كَانَ وَقْتُ العَصْرِ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُ وَجَدْتُ مَا وَصَفَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ مِنَ القَشْعَرِيرَةِ، فَأَخَذْتُ نَحْوَهُ وَخَشِيتُ أَنْ يَكُونَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ مُحَاوَلَةٌ تَشْغَلُنِي عَنِ الصَّلاَةِ، فَصَلَّيْتُ وَأَنَا أَمْشِي نَحْوَهُ أُومِئُ بِرَأْسِي، فَلَمَّا انْتَهَيْتُ إِلَيْهِ قَالَ: مِمَّنِ الرَّجُلُ؟ قُلْتُ: رَجُلٌ مِنَ العَرَبِ سَمِعَ بِكَ وَبِجَمْعِكَ لِهَذَا الرَّجُلِ، فَجَاءَ لِذَلِكَ،(1/413)
قَالَ: أَجَلْ، إِنِّي أَنَا فِي ذَلِكَ، قَالَ: فَمَشَيْتُ مَعَهُ شَيْئًا حَتَّى إِذَا أَمْكَنَنِي حَمَلْتُ عَلَيْهِ السَّيْفَ حَتَّى قَتَلْتُهُ، ثُمَّ خَرَجْتُ وَتَرَكْتُ ظَعَائِنَهُ مُنْكَبَّاتٌ عَلَيْهِ، فَلَمَّا قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَرَآنِي قَالَ: قَدْ أَفْلَحَ الوَجْهُ، قَالَ: قُلْتُ: قَتَلْتُهُ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: صَدَقْتَ، قَالَ: ثُمَّ قَامَ مَعِي رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَأَدْخَلَنِي بَيْتَهُ فَأَعْطَانِي عَصًا فَقَالَ: أَمْسِكْ هَذِهِ العَصَا عِنْدَكَ يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ أُنَيْسٍ، قَالَ: فَخَرَجْتُ بِهَا عَلَى النَّاسِ فَقَالُوا: مَا هَذِهِ العَصَا؟ قُلْتُ: أَعْطَانِيهَا رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، وَأَمَرَنِي أَنْ أَمْسِكَهَا، قَالُوا: أَفَلاَ تَرْجِعُ فَتَسْأَلُهُ: لِمَ ذَلِكَ؟ قَالَ: فَرَجَعْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، لِمَ أَعْطَيْتَنِي هَذِهِ العَصَا؟ قَالَ: آيَةٌ بَيْنِي وَبَيْنَكَ يَوْمَ القِيَامَةِ، إِنَّ أَقَلَّ النَّاسِ المُخْتَصِرُونَ، أَوِ المُتَخَصِّرُونَ، يَوْمَئِذٍ، فَقَرَنَهَا عَبْدُ اللهِ بِسَيْفِهِ، فَلَمْ تَزَلْ مَعَهُ حَتَّى إِذَا مَاتَ أَمَرَ بِهَا فَضُمَّتْ مَعَهُ فِي كَفَنِهِ ثُمَّ دُفِنَا جَمِيعًا، رَحِمَهُ اللهُ.(1/414)
906- حَدَّثنا الصَّلْتُ بْنُ مَسْعُودٍ الجَحْدَرِيُّ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أُنَيْسٍ، حَدَّثَنِي الحَسَنُ بْنُ يَزِيدَ عَمِّي، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أُنَيْسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ بَعَثَهُ سَرِيَّةً وَحْدَهُ(1/414)
907- حَدَّثنا أَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ العَلاَءِ، حَدَّثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُجَمِّعٍ الأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي أَبِي أُمِّي، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أُنَيْسٍ قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، وَأَبَا قَتَادَةَ، وَحَلِيفًا لَهُمْ مِنَ الأَنْصَارِ , وَعَبْدَ اللهِ بْنَ عَتِيكٍ، إِلَى ابْنِ أَبِي الحُقَيْقِ , لِنَقْتُلَهُ , فَخَرَجْنَا , فَجِئْنَا خَيْبَرَ لَيْلاً , فَتَتَبَّعْنَا أَبْوَابَهُمْ , فَغَلَّقْنَا عَلَيْهِمْ مِنْ خَارِجٍ , ثُمَّ جَمَعْنَا المَفَاتِيحَ , فَأَرْقَيْنَاهَا , فَصَعِدَ القَوْمُ فِي النَّخْلِ , وَدَخَلْتُ أَنَا وَعَبْدُ اللهِ بْنُ عَتِيكٍ فِي دَرَجَةِ أَبِي الحُقَيْقِ , فَتَكَلَّمَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَتِيكٍ , فَقَالَ ابْنُ أَبِي الحُقَيْقِ: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ عَبْدَ اللهِ , أَنَّى لَكَ بِهَذِهِ البَلْدَةِ , قُومِي فَافْتَحِي , فَإِنَّ الكََرِيمَ لاَ يَرُدُّ عَنْ بَابِهِ هَذِهِ السَّاعَةَ , فَقَامَتْ , فَقُلْتُ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عَتِيكٍ: دُونَكَ , فَأَشْهَرَ عَلَيْهِمُ السَّيْفَ , فَذَهَبَتِ امْرَأَتُهُ لِتَصِيحَ , فَأُشْهِرُ عَلَيْهَا , وَأَذْكُرُ قَوْلَ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَنَّهُ نَهَى عَنْ قَتْلِ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ , فَأَكُفُّ , فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُنَيْسٍ: فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فِي مَشْرَبَةٍ لَهُ , فَوَقَفْتُ أَنْظُرُ إِلَى شِدَّةِ بَيَاضِهِ فِي ظُلْمَةِ البَيْتِ , فَلَمَّا رَآنِي , أَخَذَ وِسَادَةً فَاسْتَتَرَ بِهَا , فَذَهَبْتُ أَرْفَعُ السَّيْفَ لأَضْرِبَهُ , فَلَمْ أَسْتَطِعْ مِنْ قِصَرِ البَيْتِ , فَوَخَزْتُهُ وَخْزًا , ثُمَّ خَرَجْتُ , فَقَالَ صَاحِبِي: فَعَلْتَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ , فَدَخَلَ فَوَقَفَ عَلَيْهِ , ثُمَّ خَرَجْنَا فَانْحَدَرْنَا مِنَ الدَّرَجَةِ , فَسَقَطَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَتِيكٍ فِي الدَّرَجَةِ , فَقَالَ: وَارِجْلاَهُ , كُسِرَتْ رِجْلِي ,(1/415)
فَقُلْتُ لَهُ: لَيْسَ بِرِجْلِكَ بَأْسٌ , وَوَضَعْتُ قَوْسِي وَاحْتَمَلْتُهُ , وَكَانَ عَبْدُ اللهِ قَصِيرًا ضَئِيلاً , فَأَنْزَلْتُهُ , فَإِذَا رِجْلُهُ لاَ بَأْسَ بِهَا , فَانْطَلَقْنَا حَتَّى لَحِقْنَا أَصْحَابَنَا , وَصَاحَتِ المَرْأَةُ: يَابَيَاتَاهُ , فَيَثُورُ أَهْلُ خَيْبَرَ , ثُمَّ ذَكَرْتُ مَوْضِعَ قَوْسِي فِي الدَّرَجَةِ , فَقُلْتُ: وَاللهِ , لأَرْجِعَنَّ فَلآخُذَنَّ قَوْسِي , فَقَالَ أَصْحَابِي: قَدْ تَثَوَّرَ أَهْلُ خَيْبَرَ , تُقْتَلُ؟ فَقُلْتُ: لاَ أَرْجِعُ أَنَا حَتَّى آخُذَ قَوْسِي , فَرَجَعْتُ , فَإِذَا أَهْلُ خَيْبَرَ قَدْ تَثَوَّرُوا , وَإِذَا مَا لَهُمْ كَلاَمٌ إِلاَّ: مَنْ قَتَلَ ابْنَ أَبِي الحُقَيْقِ؟ فَجَعَلْتُ لاَ أَنْظُرُ فِي وَجْهِ إِنْسَانٍ , وَلاَ يَنْظُرُ فِي وَجْهِي إِلاَّ قُلْتُ كَمَا يَقُولُ: مَنْ قَتَلَ ابْنَ أَبِي الحُقَيْقِ؟ حَتَّى جِئْتُ الدَّرَجَةَ , فَصَعِدْتُ مَعَ النَّاسِ , فَأَخَذْتُ قَوْسِي , ثُمَّ لَحِقْتُ أَصْحَابِي , فَكُنَّا نَسِيرُ اللَّيْلَ , وَنَكْمُنُ النَّهَارَ , فَإِذَا كَمَنَّا النَّهَارَ , أَقْعَدْنَا نَاطُورًا يَنْطُرُنَا , حَتَّى إِذَا اقْتَرَبْنَا مِنَ المَدِينَةِ , فَكُنَّا بِالبَيْدَاءِ , كُنْتُ أَنَا نَاطِرَهُمْ , ثُمَّ إِنِّي أَلَحْتُ لَهُمْ بِثَوْبِي , فَانْحَدَرُوا , فَخَرَجُوا جَِمْزًا , وَانْحَدَرْتُ فِي آثَارِهِمْ فَأَدْرَكْتُهُمْ , حَتَّى بَلَغْنََا المَدِينَةَ , فَقَالَ لِي أَصْحَابِي: هَلْ رَأَيْتَ شَيْئًا؟ فَقُلْتُ: لاَ , وَلَكِنْ رَأَيْتُ مَا أَدْرَكَكُمْ مِنَ العَنَاءِ , فَأَحْبَبْتُ أَنْ يَحْمِلَكُمُ الفَزَعُ . وَأَتَيْنَا رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَخْطُبُ النَّاسَ , فَقَالَ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: أَفْلَحَتِ الوُجُوهُ، فَقُلْنَا: أَفْلَحَ وَجْهُكَ يَا رَسُولَ اللهِ , قَالَ: فَقَتَلْتُمُوهُ؟ قُلْنَا: نَعَمْ , فَدَعَا رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ بِالسَّيْفِ الَّذِي قُتِلَ بِهِ , فَقَالَ: هَذَا طَعَامُهُ فِي ذُبَابِ السَّيْفِ.(1/416)
مُسْنَدُ خُفَافِ بْنِ إِيمَاءَ الغِفَارِيُّ.
908- حَدَّثنا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، حَدَّثنا بِهِ ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: وَأَخْبَرَنِي يَزِيدُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ، عَنْ أَبِي القَاسِمِ مِقْسَمٍ مَوْلَى بَنِي رَبِيعَةَ، عَنِ الحَارِثِ قَالَ: صَلَّيْتُ فِي مَسْجِدِ بَنِي غِفَارٍ، فَلَمَّا جَلَسْتُ جَعَلْتُ أَدْعُوا وَأُشِيرُ بِأُصْبُعٍ وَاحِدَةٍ، فَدَخَلَ عَلَيَّ خُفَافُ بْنُ إِيمَاءَ الغِفَارِيُّ وَأَنَا كَذَلِكَ فَقَالَ: مَا تُرِيدُ بِهَذَا حِينَ تُشِيرُ بِأُصْبُعٍ وَاحِدَةٍ؟ قَالَ: قُلْتُ: أَدْعُوا اللهَ وَأَسْأَلُهُ، قَالَ: نِعْمَ مَا صَنَعْتَ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ كَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ، فَقَالَ المُشْرِكُونَ: إِنَّمَا يَسْحَرُ بِهَا، كَذَبَ المُشْرِكُونَ، إِنَّمَا ذَلِكَ الإِخْلاَصُ(1/417)
909- حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدٌ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَرْمَلَةَ، عَنِ الحَارِثِ بْنِ خُفَافٍ أَنَّهُ قَالَ: قَالَ خُفَافُ بْنُ إِيمَاءَ: رَكَعَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ: غِفَارُ غَفَرَ اللهُ لَهَا، وَأَسْلَمُ سَالَمَهَا اللهُ، وَعُصَيَّةُ عَصَتِ اللهَ وَرَسُولَهُ، اللهُمَّ العَنْ بَنِي لَحْيَانَ، وَالعَنْ رِعْلاً وَذَكْوَانَ، ثُمَّ وَقَعَ سَاجِدًا، قَالَ خُفَافٌ: فَجُعِلَتْ لَعْنَةُ الكُفَّارِ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ.(1/417)
مُسْنَدُ عُقْبَةَ مَوْلَى جَبْرِ بْنِ عَتِيكٍ.
910- حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ الحُصَيْنِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِيهِ عُقْبَةَ مَوْلَى جَبْرِ بْنِ عَتِيكٍ الأَنْصَارِيِّ قَالَ: شَهِدْتُ أُحُدًا مَعَ مَوْلاَيَ، فَضَرَبْتُ رَجُلاً مِنَ المُشْرِكِينَ، فَلَمَّا قَتَلْتُهُ قُلْتُ: خُذْهَا مِنِّي وَأَنَا الرَّجُلُ الفَارِسِيُّ، فَبَلَغَتْ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَقَالَ: أَلاَ قَالَ: خُذْهَا وَأَنَا الرَّجُلُ الأَنْصَارِيُّ؟ فَإِنَّ مَوْلَى القَوْمِ مِنْ أَنْفُسِهِمْ(1/419)
مُسْنَدُ يَزِيدَ بْنِ أَسَدٍ.
911- حَدَّثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثنا هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ، حَدَّثنا سَيَّارٌ، قَالَ: سَمِعْتُ خَالِدًا القَسْرِيَّ عَلَى المِنْبَرِ يَقُولُ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: يَا يَزِيدُ بْنَ أَسَدٍ، حِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ(1/420)
سَلَمَةُ الهَمْدَانِيُّ.
912- حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى بْنِ عَمْرِو بْنِ سَلَمَةَ الهَمْدَانِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِيهِ ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ كَتَبَ إِلَى قَيْسِ بْنِ مَالِكٍ الأَرْحَبِيِّ: بِاسْمِكَ اللهُمَّ، مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ إِلَى قَيْسِ بْنِ مَالِكٍ، سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ وَمَغْفِرَتُهُ، أَمَّا بَعْدُ، فَذَاكُمْ أَنِّي اسِتَعْمَلْتُكَ عَلَى قَوْمِكَ: عُرْبِهِمْ وَخُمُورِهِمْ وَمَوَالِيهِمْ وَحَاشِيَتِهِمْ، وَأَقْطَعْتُكَ مِنْ ذُرَةِ يَسَارٍ مِئَتَيْ صَاعٍ، وَمِنْ زَبِيبِ خَيْوَانَ مِئَتَيْ صَاعٍ، جَارٍ ذَلِكَ لَكَ وَلِعَقِبِكَ مِنْ بَعْدِكَ أَبَدًا أَبَدًا، قَالَ قَيْسٌ: وَقَوْلُ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: أَبَدًا أَبَدًا، أَحَبُّ إِلَيَّ، إِنِّي لأَرْجُو أَنْ يَبْقَى لِي عَقِبِي أَبَدًا، قَالَ يَحْيَى: عُرْبُهُمْ: أَهْلُ البَادِيَةِ، وَخُمُورُهُمْ: أَهْلُ القُرَى(1/421)
مُسْنَدُ عَبْدِ اللهِ ابْنِ بُحَيْنَةَ.
913- حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، حَدَّثنا عَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنِي أَخِي المِسْوَرُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَالِكٍ ابْنِ بَحِينَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ جَالِسٌ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ أَصْحَابِهِ إِذْ قَالَ: صَلَّى اللهُ عَلَى تِلْكَ المَقْبَرَةِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، قَالَ: فَلَمْ نَدْرِ أَيَّ مَقْبَرَةٍ، وَلَمْ يُسَمِّ لَهُمْ شَيْئًا، قَالَ: فَدَخَلَ بَعْضُ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ عَلَى بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، قَالَ عَطَّافٌ: فَحُدِّثْتُ أَنَّهَا عَائِشَةَ، فَقَالَ لَهَا: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ ذَكَرَ أَهْلَ مَقْبَرَةٍ فَصَلَّى عَلَيْهِمْ وَلَمْ يُخْبِرْنَا أَيَّ مَقْبَرَةٍ هِيَ؟ فَدَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ عَلَيْهَا فَسَأَلَتْهُ عَنْهَا فَقَالَ لَهَا: أَهْلُ مَقْبَرَةٍ بِعَسْقَلاَنَ(1/423)
914- حَدَّثنا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ، حَدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ بُحَيْنَةَ قَالَ: أُقِيمَتِ الصَّلاَةُ فَمَرَّ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ بِرَجُلٍ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الصُّبْحِ، فَكَلَّمَهُ بِشَيْءٍ لاَ نَدْرِي مَا هُوَ، فَلَمَّا انْصَرَفْنَا أَحَطْنَا بِهِ نَسْأَلُهُ مَا قَالَ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، فَقَالَ: قَالَ لِي: يُوشِكُ أَحَدُكُمْ أَنْ يُصَلِّيَ الصُّبْحَ أَرْبَعًا.(1/423)
915- حَدَّثنا أَبُو سَلَمَةَ بْنُ السَّبَّاكِ، حَدَّثنا مَخْلَدٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَالِكٍ ابْنِ بُحَيْنَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ خَرَجَ لِصَلاَةِ الصُّبْحِ، وَرَجُلٌ يُصَلِّي، فَضَرَبَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ مَنْكِبَهُ، وَقَالَ: تُرِيدُ أَنْ تُصَلِّيَ أَرْبَعًا أَوْ مَرَّتَيْنِ؟.(1/424)
مَا أَسْنَدَ جَهْجَاهٌ الغِفَارِيُّ.
916- حَدَّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو كُرَيْبٍ، قَالاَ: حَدَّثنا زَيْدُ بْنُ الحُبَابِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ سَلْمَانَ القُرَشِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ جَهْجَاهٍ الغِفَارِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: المُؤْمِنُ يَأْكُلُ فِي مِعًى وَاحِدٍ، وَالكَافِرُ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ.
917- حَدَّثنا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ بُرَيْدٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ بِنَحْوِهِ.(1/425)
مَا أَسْنَدَ جَارُودٌ العَبْدِيٌّ.
918- حَدَّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثنا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ هَاشِمٍ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنِ الجَارُودِ العَبْدِيِّ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أُبَايِعُهُ، فَقُلْتُ لَهُ: عَلَى أَنِّي إِنْ تَرَكْتُ دِينِي وَدَخَلْتُ فِي دَيْنِكَ لاَ يُعَذِّبُنِي اللهُ فِي الآخِرَةِ؟ قَالَ: نَعَمْ.(1/426)
919- حَدَّثنا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثنا أَبَانُ، حَدَّثنا قَتَادَةُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ الجَذَمِيِّ، عَنِ الجَارُودِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: ضَالَّةُ المُسْلِمِ حَرَقُ النَّارِ.(1/426)
رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ.
920- حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثنا غُنْدَرٌ، حَدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَلاَمِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: إِخْوَانُكُمْ، أَحْسِنُوا إِلَيْهِمْ، أَوْ قَالَ: فَأَصْلِحُوا إِلَيْهِمْ، اسْتَعِينُوهُمْ عَلَى مَا غَلَبَكُمْ، وَأَعِينُوهُمْ عَلَى مَا غَلَبَهُمْ.(1/427)
سَلَمَةُ بْنُ قَيْصَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ.
921- حَدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثنا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ زَبَّانَ بْنِ فَائِدٍ، أَنَّ لَهِيعَةَ بْنَ عُقْبَةَ حَدَّثَهُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ قَيْصَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: مَنْ صَامَ يَوْمًا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ بَاعَدَهُ اللهُ مِنْ جَهَنَّمَ كَبُعْدِ غُرَابٍ طَارَ وَهُوَ فَرْخٌ حَتَّى مَاتَ هَرَمًا(1/428)
أَبُو أَبِي عَمْرَةَ.
922- حَدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، حَدَّثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ المُقْرِئُ، حَدَّثنا المَسْعُودِيُّ، عَنْ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَتَيْنَا رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَرْبَعَةَ نَفَرٍ وَمَعَنَا فَرَسٌ، فَأَعْطَى كُلُّ إِنْسَانٍ مِنَّا سَهْمًا، وَأَعْطَى الفَرَسَ سَهْمَيْنِ(1/429)
جَدُّ خَالِدٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ.
923- حَدَّثنا أَبُو طَالِبٍ عَبْدُ الجَبَّارِ بْنُ عَاصِمٍ، حَدَّثنا أَبُو المَلِيحِ الرَّقِّيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، كَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ أَنَّهُ خَرَجَ زَائِرًا لِبَعْضِ إِخْوَانِهِ فَلَمْ يَنْتَهِ إِلَيْهِ حَتَّى بَلَغَهُ أَنَّهُ مَرِيضٌ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ قَالَ: أَتَيْتُكَ زَائِرًا أَوْ أَتَيْتُكَ عَائِدًا أَوْ مُبَشِّرًا، قَالَ: وَكَيْفَ جَمَعْتَ هَذَا كُلَّهُ؟ قَالَ: خَرَجْتُ وَأَنَا أُرِيدُ زِيَارَتَكَ فَلَمْ أَصِلْ إِلَيْكَ حَتَّى بَلَغَنِي شَكَاتُكَ فَكَانَتْ عِيَادَةً، وَأُبَشِّرُكَ بِشَيْءٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: إِذَا سَبَقَتْ لِلْعَبْدِ مِنَ اللهِ مَنْزِلَةٌ لَمْ يَبْلُغْهَا عَمَلاً ابْتَلاَهُ فِي جَسَدِهِ أَوْ فِي مَالِهِ أَوْ فِي وَلَدِهِ، ثُمَّ صَبَّرَهُ حَتَّى يَنَالَ المَنْزِلَةَ الَّتِي سَبَقَتْ لَهُ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ(1/430)
مَا أَسْنَدَ خَرَشَةُ عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ.
924- حَدَّثنا أَبُو طَالِبٍ، حَدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ عَجْلاَنَ الأَنْصَارِيِّ، أَنَّ أَبَا كَثِيرٍ المُحَارِبِيَّ حَدَّثَهُ، أَنَّ خَرَشَةَ حَدَّثَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ حَدَّثَهُ قَالَ: إِنَّهُ سَتَكُونُ بَعْدِي فِتَنٌ، النَّائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ اليَقْظَانِ، وَالقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ القَائِمِ، وَالقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ المَاشِي، فَمَنْ أَتَتْ عَلَيْهِ فَلْيَأْخُذْ سَيْفَه، ثُمَّ لِيَمْشِ إِلَى صَفَاةٍ فَيَضْرِبْهَا حَتَّى تَتَكَسَّرَ، ثُمَّ لِيَضْطَجِعَ لَهَا حَتَّى تَنْجَلِيَ عَلَى مَا انْجَلَتْ عَلَيْهِ(1/431)
خَالِدُ بْنُ عَدِيٍّ الجُهَنِيُّ عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ.
925- حَدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثنا سَعِيدٌ، حَدَّثَنِي أَبُو الأَسْوَدِ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَدِيٍّ الجُهَنِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: مَنْ بَلَغَهُ مَعْرُوفٌ مِنْ أَخِيهِ مِنْ غَيرِ مَسْأَلَةٍ وَلاَ إِشْرَافِ نَفْسٍ فَلْيَقْبَلْهُ وَلاَ يَرُدَّهُ، فَإِنَّمَا هُوَ رِزْقٌ سَاقَهُ اللهُ إِلَيْهِ(1/432)
أَبُو مَالِكٍ أَوِ ابْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ.
926- حَدَّثنا عَلِيُّ بْنُ الجَعْدِ، حَدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ زُرَارَةَ بْنَ أَوْفَى يُحَدِّثُ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ يُقَالُ لَهُ: أَبُو مَالِكٍ أَوِ ابْنُ مَالِكٍ، سَمِعَ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: مَنْ ضَمَّ يَتِيمًا بَيْنَ مُسْلِمِينَ فِي طَعَامِهِ وَشَرَابِهِ حَتَّى يَسْتَغْنِيَ عَنْهُ وَجَبَتْ لَهُ الجَنَّةُ البَتَّةَ، وَمَنْ أَدْرَكَ وَالِدَيْهِ أَوْ أَحَدَهُمَا ثُمَّ لَمْ يَبَرَّهُمَا ثُمَّ دَخَلَ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ اللهُ، وَأَيُّمَا مُسْلِمٍ أَعْتَقَ رَقَبَةً مُسْلِمَةً كَانَتْ فَكَاكَهُ مِنَ النَّارِ(1/433)
أَبُو عَزَّةَ.
927- حَدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الحَجَّاجِ، حَدَّثنا حَمَّادٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي مَلِيحٍ، عَنْ أَبِي عِزَّةَ، رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: إِذَا أَرَادَ اللهُ قَبْضَ عَبْدٍ بِأَرْضٍ جَعَلَ لَهُ فِيهَا حَاجَةً.(1/434)
قُدَامَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ.
928- حَدَّثنا مُحْرِزُ بْنُ عَوْنٍ، حَدَّثنا قِرَانُ بْنُ تَمَامٍ، عَنْ أَيْمَنَ بْنِ نَابِلٍ المَكِّيِّ، عَنْ قُدَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: رَأَيْتَ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ عَلَى نَاقَتِهِ يَسْتَلِمُ الحَجَرَ بِمِحْجَنِهِ
أَبُو لَيْلَى عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ.(1/434)
929- حَدَّثنا الحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدَّثنا العَبَّاسُ بْنُ الفَضْلِ الأَنْصَارِيُّ، عَنِ ابْنِ سِنَانٍ يَعْنِي بُرْدًا إِنْ شَاءَ اللهُ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَلَيٍّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ أَبِي لَيْلَى قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ وَخَرَجْنَا مَعَهُ، فَمَرَّ بِرَجُلٍ مِنْ بَنِي عَدِيٍّ كَاشِفٍ عَنْ فَخِذِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: غَطِّ فَخِذَكَ يَا مَعْمَرُ، فَإِنِ الفَخِذَ مِنَ العَوْرَةِ.(1/435)
930- حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ غَيْلاَنَ بْنِ جَامِعٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى، أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَسَّمَ غَنَمًا، فَجَعَلَ لِكُلِّ عَشْرَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ شَاةً(1/435)
مَا أَسْنَدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَسَنَةَ الجُهَنِيُّ.
931- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا وَكِيعٌ، حَدَّثنا الأَعْمَشُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَنَةَ الجُهَنِيِّ قَالَ: غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَنَزَلْنَا أَرْضًا كَثِيرَةَ الضِّبَابِ فَأَصَبْنَاهَا، فَكَانَتِ القُدُورُ تَغْلِي بِهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: مَا هَذِهِ؟ فَقُلْنَا: ضِبَابٌ أَصَبْنَاهَا، فَقَالَ: إِنَّ أُمَّةً مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مُسِخَتْ، وَأَنَا أَخْشَى أَنْ تَكُونَ هَذِهِ، فَأَمَرَنَا فَأَكْفَأْنَاهَا وَإِنَّا لَجِيَاعٌ.(1/436)
932- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ، حَدَّثنا الأَعْمَشُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَنَةَ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ وَفِي يَدِهِ كَهَيْئَةِ الدَّرَقَةِ، فَوَضَعَهَا ثُمَّ بَالَ إِلَيْهَا، فَقَالَ بَعْضُ القَوْمِ: انْظُرُوا إِلَيْهِ يَبُولُ كَمَا تَبُولُ المَرْأَةُ، قَالَ: فَسَمِعَهُ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَقَالَ: وَيْحَكَ، أَمَا عَلِمْتَ مَا أَصَابَ صَاحِبَ بَنِي إِسْرَائِيلَ؟ كَانُوا إِذَا أَصَابَهُمْ شَيْءٌ مِنَ البَوْلِ قَرَضُوا بِالمَقَارِيضِ فَنَهَاهُمْ فَعُذِّبَ فِي قَبْرِهِ(1/436)
قَيْسُ بْنُ أَبِي غَرَزَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ.
933- حَدَّثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ مَيْسَرَةَ بْنِ شُرَيْحٍ، حَدَّثنا الحَكَمُ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي غَرَزَةَ قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ بِصَاحِبِ طَعَامٍ يَبِيعُ طَعَامَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: يَا صَاحِبَ الطَّعَامِ، أَسْفَلُ الطَّعَامِ مِثْلُ أَعْلاَهُ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: مَنْ غَشَّ المُسْلِمِينَ فَلَيْسَ مِنْهُمْ(1/437)
بَشِيرٌ السَّلَمِيُّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ.
934- حَدَّثنا مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثنا عَبْدُ الحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ رَافِعِ بْنِ بِشْرٍ السَّلَمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: يُوشِكُ نَارٌ تَخْرُجُ مِنْ حُبْسٍ تَسِيرُ سَيْرَ بَطِيئَةِ الإِبِلِ، تَسِيرُ بِالنَّهَارِ، وَتَكْمُنُ بِاللَّيْلِ، تَغْدُوا وَتَرُوحُ، يُقَالُ: غَدَتِ النَّارُ أَيُّهَا النَّاسُ فَاغْدُوا، قَالَتِ النَّارُ: أَيُّهَا النَّاسُ فَقِيلُوا، رَاحَتِ النَّارُ أَيُّهَا النَّاسُ فَرُوحُوا، مَنْ أَدْرَكَتْهُ أَكَلَتْهُ(1/438)
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ التَّيْمِيُّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ.
935- حَدَّثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ بْنُ الدَّوْرَقِيِّ، حَدَّثنا الطَّالقَانِيُّ إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي المُنْكَدِرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ المُنْكَدِرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ التَّيْمِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَوْمَ عِيدٍ قَائِمًا فِي السُّوقِ يَنْظُرُ إِلَى النَّاسِ يَمُرُّونَ(1/439)
أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الجُهَنِيُّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ.
936- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ اليَزَنِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الجُهَنِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: إِنِّي رَاكِبٌ غَدًا إِلَى يَهُودَ فَلاَ تَبْدَؤُوهُمْ بِالسَّلاَمِ، وَإِذَا سَلَّمُوا عَلَيْكُمْ فَقُولُوا: وَعَلَيْكُمْ(1/440)
يَزِيدُ بْنُ ثَابِتٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ.
937- حَدَّثنا العَبَّاسُ بْنُ الوَلِيدِ النَّرْسِيُّ، حَدَّثنا عَبْدُ الوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثنا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ، حَدَّثنا خَارِجَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمِّهِ يَزِيدَ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ إِلَى البَقِيعِ فَرَأَى قَبْرًا حَدِيثًا فَقَالَ: مَا هَذَا القَبْرُ؟ قَالُوا: فُلاَنَةُ مَوْلاَةُ فُلاَنٍ مَاتَتْ ظُهْرًا وَأَنْتَ قَائِلٌ، فَكَرِهْنَا أَنْ نُوقِظَكَ، قَالَ: فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَصَفَّنَا خَلْفَهُ، فَكَبَّرَ عَلَيْهَا أَرْبَعًا ثُمَّ قَالَ: لاَ يَمُوتَنَّ أَحَدٌ مَا دُمْتُ بَيْنَ ظَهْرَانَيْكُمْ إِلاَّ آذَنْتُمُونِي، قَالَ: وَأَظُنُّهُ قَالَ: فَإِنَّ صَلاَتِي لَهُ رَحْمَةٌ(1/441)
سَبْرَةُ بْنُ مَعْبَدٍ الجُهَنِيُّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ.
938- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا سُفيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ سَبْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ نَهَى عَنْ نِكَاحِ المُتْعَةِ.(1/442)
939- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا إِسْحَاقُ الأَزْرَقُ، عَنْ عَبْدِ العَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ العَزِيزِ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ سَبْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ سَبْرَةَ بْنِ مَعْبَدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَوْمَ حَجَّةِ الوَدَاعِ: اسْتَمْتِعُوا مِنْ هَذِهِ النِّسَاءِ، قَالَ: وَالاَسْتِمْتَاعُ عِنْدَنَا: التَّزْوِيجُ، قَالَ: فَعَرَضْنَا ذَلِكَ عَلَى النِّسَاءِ فَأَبَيْنَ إِلاَّ أَنْ يَضْرِبْنَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُنَّ أَجَلاً، فَذَكَرْنَا ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَقَالَ: افْعَلُوا، فَخَرَجْتُ أَنَا وَابْنُ عَمٍّ لِي مَعَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا بُرْدَةٌ، قَالَ: فَمَرَرْنَا بِامْرَأَةٍ فَأَعْجَبَهَا شَبَابِي وَبُرْدَةَ ابْنِ عَمِّيَ فَقَالَتْ: بُرْدٌ كَبُرْدٍ، فَتَزَوَّجْتُهَا، فَنِمْتُ مَعَهَا تِلْكَ اللَّيْلَةَ، ثُمَّ غَدَوْتُ فَإِذَا أَنَا بِرَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ بَيْنَ البَابِ وَالرُّكْنِ يَقُولُ: إِنِّي كُنْتُ أَذِنْتُ لَكُمْ فِي المُتْعَةِ، فَمَنْ كَانَ عِنْدَهُ مِنْهُنَّ شَيْءٌ فَلْيُفَارِقْهُ، فَإِنَّ اللهَ حَرَّمَهَا إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ(1/442)
940- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثنا عَبْدُ المَلَكِ بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ سَبْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ نَهَى أَنْ يُصَلَّى فِي أَعْطَانِ الإِبِلِ، وَرَخَّصَ أَنْ يُصَلَّى فِي مُرَاحِ الغَنَمِ.
941- وَعَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: يَسْتُرُ الرَّجُلَ فِي الصَّلاَةِ السَّهْمُ، وَإِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَتِرْ وَلَوْ بِسَهْمٍ(1/443)
الأَسْوَدُ بْنُ سَرِيعٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ.
942- حَدَّثنا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ، حَدَّثنا أَبُو حَمْزَةَ العَطَّارُ إِسْحَاقُ بْنُ الرَّبِيعِ، حَدَّثنا الحَسَنُ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ سَرِيعٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الفِطْرَةِ حَتَّى يُعْرِبَ عَنْهُ لِسَانُهُ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ.(1/444)
أَبُو لَبِيبَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ.
943- حَدَّثنا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ النَّاقِدُ، حَدَّثنا وَكِيعٌ، حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَبِيبَةَ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: مَنِ اسْتَحَلَّ بِدِرْهَمٍ فِي النِّكَاحِ فَقَدِ اسْتَحَلَّ(1/444)
رَجُلٌ عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ.
944- حَدَّثنا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، حَدَّثنا ضَمْرَةُ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى قَالَ: مَرَّ مَالِكُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الخَثْعَمِيُّ وَهُوَ عَلَى النَّاسِ بِالصَّائِفِةِ بِأَرْضِ الرُّومِ قَالَ: وَرَجُلٌ يَقُودُ دَابَّتَهُ، فَقَالَ لَهُ: ارْكَبْ فَإِنِّي أَرَى دَابَّتَكَ ظَهِيرَةً، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: مَا اغْبَرَّتْ قَدَمَا عَبْدٍ فِي سَبِيلِ اللهِ إِلاَّ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِمَا النَّارَ، قَالَ: فَنَزَلَ مَالِكٌ وَنَزَلَ النَّاسُ يَمْشُونَ، فَمَا رُئِيَ يَوْمٌ أَكْثَرُ مَاشِيًا مِنْهُ(1/445)
أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ.
945- حَدَّثنا زَحْمَويْهِ، حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، عَنِ ابْنِ شَفِيعٍ قَالَ: وَكَانَ طَبِيبًا، قَالَ: دَعَانِي أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ فَقَطَعْتُ لَهُ عِرْقَ النَّسَا، فَحَدَّثَنِي بِحَدِيثَيْنِ قَالَ: أَتَانِي أَهْلُ بَيْتَيْنِ مِنْ قَوْمِي: أَهْلُ بَيْتٍ مِنْ بَنِي ظَفَرٍ، وَأَهْلُ بَيْتٍ مِنْ بَنِي مُعَاوِيَةَ، فَقَالُوا: كَلِّمْ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقْسِمُ لَنَا، أَوْ يُعْطِينَا، أَوْ نَحْوًا مِنْ هَذَا، فَكَلَّمْتُهُ، فَقَالَ: نَعَمْ، أَقْسِمُ لِكُلِّ أَهْلِ بَيْتٍ مِنْهُمْ شَطْرًا، فَإِنْ عَادَ اللهُ عَلَيْنَا عُدْنَا عَلَيْهِمْ، قَالَ: قُلْتُ: جَزَاكَ اللهُ خَيْرًا يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: وَأَنْتُمْ فَجَزَاكُمُ اللهُ خَيْرًا، فَإِنَّكُمْ، مَا عَلِمْتُكمْ أَعِفَّةٌ صُبُرٌ.
قَالَ: وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: إِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ أَثَرَةً بَعْدِي، فَلَمَّا كَانَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ، قَسَمَ حُلَلاً بَيْنَ النَّاسِ، فَبَعَثَ إِلَيَّ مِنْهَا بِحُلَّةٍ فَاسْتَصْغَرْتُهَا، فَأَعْطَيْتُهَا ابْنَتِي، فَبَيْنَمَا أَنَا أُصَلِّي إِذْ مَرَّ بِي شَابٌّ مِنْ قُرَيْشٍ عَلَيْهِ حُلَّةٌ مِنْ تِلْكَ الحُلَلِ يَجُرُّهَا، فَذَكَرْتُ قَوْلَ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: إِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ أَثَرَةً بَعْدِي، فَقُلْتُ: صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ، فَانْطَلَقَ رَجُلٌ إِلَى عُمَرَ فَأَخْبَرَهُ، فَجَاءَ وَأَنَا أُصَلِّي، فَقَالَ: صَلِّ يَا أُسَيْدُ، فَلَمَّا قَضَيْتُ صَلاَتِي قَالَ: كَيْفَ قُلْتَ؟ فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: تِلْكَ حُلَّةٌ بَعَثْتُ بِهَا إِلَى فُلاَنٍ وَهُوَ بَدْرِيٌّ أُحُدِيٌّ عَقِبِيٌّ، فَأَتَاهُ هَذَا الفَتَى فَابْتَاعَهَا مِنْهُ فَلَبِسَهَا، فَظَنَنْتَ أَنَّ ذَاكَ يَكُونُ فِي زَمَانِي، قُلْتُ: قَدْ وَاللَّهِ، يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، ظَنَنْتُ أَنَّ ذَاكَ لاَ يَكُونُ فِي زَمَانِكَ.(1/446)
عُرْوَةُ بْنُ مُضَرِّسٍ.
946- حَدَّثنا زَحْمَويْهِ، حَدَّثنا صَالِحٌ يَعْنِي ابْنَ عُمَرَ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ مُضَرِّسٍ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَنْضَيْتُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: مَنْ أَدْرَكَ جَمْعًا فَوَقَفَ مَعَ الإِمَامِ حَتَّى يُفِيضَ فَقَدْ أَدْرَكَ الحَجَّ، وَمَنْ لَمْ يُدْرِكْ جَمْعًا فَلاَ حَجَّ لَهُ(1/448)
أَيْمَنُ بْنُ خُرَيْمٍ الأَسَدِيُّ.
947- حَدَّثنا زَحْمَويْهِ، حَدَّثنا صَالِحُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ عَامِرٍ قَالَ: لَمَّا قَاتَلَ مَرْوَانُ الضَّحَّاكَ بْنَ قَيْسٍ أَرْسَلَ إِلَى أَيْمَنَ بْنِ خُرَيْمٍ الأَسَدِيِّ فَقَالَ: إِنَّا نُحِبُّ أَنْ تُقَاتِلَ مَعَنَا، فَقَالَ: إِنَّ أَبِي، وَعَمِّي شَهِدَا بَدْرًا فَعَهِدَا إِلَيَّ أَنْ لاَ أُقَاتِلَ أَحَدًا يَشْهَدُ أَنَّ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، فَإِنْ جِئْتَنِي بِبَرَاءَةٍ مِنَ النَّارِ قَاتَلْتُ مَعَكَ، فَقَالَ: اذْهَبْ، وَوَقَعَ فِيهِ وَسَبَّهُ، فَأَنْشَأَ أَيْمَنُ يَقُولُ:
وَلَسْتُ مُقَاتِلاً رَجُلاً يُصَلِّي ... عَلَى سُلْطَانِ آخَرَ مِنْ قُرَيْشِ
لَهُ سُلْطَانُهُ وَعَلِيَّ إِثْمِي ... مُعَاذَ اللهِ مِنْ جَهْلٍ وَطَيشِ
أُقَاتِلُ مُسْلِمًا فِي غَيرِ شَيْءٍ ... فَلَيْسَ بِنَافِعِي مَا عِشْتُ عَيْشِي(1/449)
مُسْنَدُ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ.
948- حَدَّثنا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ البَزَّارُ، حَدَّثنا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلاَلِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: كُنَّا قُعُودًا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَذَكَرَ فِتْنَةً فَعَظَّمَهَا، قَالَ: فَقُلْنَا، أَوْ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ لَئِنْ أَدْرَكْنَا هَذِهِ لَنَهْلِكَنَّ؟ قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: كَلاَّ، إِنَّ بِحَسْبِكُمُ القَتْلَ، قَالَ سَعِيدٌ: رَأَيْتُ إِخْوَانِي قُتِلُوا بَعْدُ.(1/450)
949- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا سُفيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ ظَلَمَ شَيْئًا مِنَ الأَرْضِ طُوِّقَهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ(1/450)
950- حَدَّثنا القَوَارِيرِيُّ، حَدَّثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: أَتَتْنَا أَرْوَى ابْنَةُ أَوْسٍ فِي نَفَرٍ مِنْ قُرَيْشٍ فِيهِمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَهْلٍ فَقَالَتْ: إِنِّي أُحِبُّ أَنْ تَأْتُوا سَعِيدَ بْنَ زَيْدٍ فَتُكَلِّمُوهُ وَتُذَكِّرُوهُ، فَإِنَّهُ انْتَقَصَ مِنْ أَرْضِي إِلَى أَرْضِهِ، فَقُمْنَا إِلَى سَعِيدٍ حَتَّى جِئْنَاهُ فِي أَرْضِهِ بِالعَقِيقِ، فَخَرَجَ إِلَيْنَا فَقَالَ: قَدْ عَرَفْتُ مَا جَاءَ بِكُمْ، أَتَتْكُمْ أَرْوَى بِنْتُ أَوْسٍ فَقَالَتْ: إِنِّي أَنْتَقِصُ مِنْ أَرْضِهَا إِلَى أَرْضِي مَا لَيْسَ لِي، سَأُحَدِّثُكُمْ مَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: مَنْ أَخَذَ مِنَ الأَرْضِ مَا لَيْسَ لَهُ طُوِّقَهُ إِلَى السَّابِعَةِ.
وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: مَنْ قَاتَلَ دُونَ مَالِهِ فَقُتِلَ فَهُوَ شَهِيدٌ، قَالَ: فَقُلْنَا: لاَ وَاللَّهِ لاَ نُكَلِّمُكَ بَعْدَ هَذَا بِشَيْءٍ أَبَدًا، قَالَ: وَرَكِبْنَا وَانْطَلَقْنَا.(1/450)
951- حَدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى المِصْرِيُّ، حَدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ، أَنَّ أَرْوَى خَاصَمَتْهُ فِي أَرْضٍ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: مَنْ أَخَذَ شِبْرًا مِنَ الأَرْضِ بِغَيْرِ حَقِّهِ طُوِّقَهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ يَوْمَ القِيَامَةِ، ثُمَّ قَالَ: اللهُمَّ إِنْ كَانَتْ كَاذِبَةً فَأَعْمِ بَصَرَهَا، وَاجْعَلْ قَبْرَهَا فِي دَارِهَا، قَالَ: فَرَأَيْتُهَا عَمْيَاءَ تَلْتَمِسُ الجُدْرَ تَقُولُ: أَصَابَتْنِي دَعْوَةُ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، فَبَيْنَمَا هِيَ تَمْشِي فِي الدَّارِ خَرَّتْ فِي بِئْرٍ فِي الدَّارِ فَوَقَعَتْ فِيهَا فَكَانَتْ قَبْرَهَا.(1/451)
952- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ، حَدَّثنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: مَنْ ظَلَمَ شِبْرًا مِنَ الأَرْضِ بِغَيْرِ حَقِّهِ فَإِنَّهُ يُطَوَّقُهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ.(1/452)
953- حَدَّثنا عَمْرُو النَّاقِدُ، حَدَّثنا سُفيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَعْنِي مَنْ ظَلَمَ مِنَ الأَرْضِ شِبْرًا طُوِّقَهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ.(1/452)
954- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثنا العُمَرِيُّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: مَنْ أَخَذَ مِنَ الأَرْضِ شِبْرًا بِغَيْرِ حَقِّهِ طُوِّقَهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ يَوْمَ القِيَامَةِ.(1/452)
955- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخبَرنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: قَالَ لَنَا مَرْوَانُ: انْطَلِقُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَ هَذَيْنِ: سَعِيدٍ وَأَرْوَى، فَأَتَيْنَا سَعِيدَ بْنَ زَيْدٍ فَقَالَ: أَتَرَوْنِي انْتَقَصْتُ مِنْ حَقِّهَا شَيْئًا؟ أَشْهَدُ لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: مَنْ أَخَذَ شِبْرًا مِنَ الأَرْضِ بِغَيْرِ حَقِّهِ طُوِّقَهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ، وَمَنْ تَوَلَّى قَوْمًا بِغَيْرِ إِذْنِهِمْ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ، وَمَنِ اقْتَطَعَ مَالَ أَخِيهِ بِيَمِينِهِ فَلاَ بَارَكَ اللهُ لَهُ فِيهِ(1/452)
956- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي طَلْحَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَهْلٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّ سَعِيدَ بْنَ زَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: مَنْ ظَلَمَ مِنَ الأَرْضِ شَيْئًا يُطَوَّقُهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ.(1/453)
957- حَدَّثنا مُوسَى بْنُ حَيَّانَ البَصْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثنا عَبْدُ الوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، حَدَّثنا أَيُّوبُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: مَنْ أَحْيَا أَرْضًا مَيِّتَةً فَهِيَ لَهُ، وَلَيْسَ لِعِرْقٍ ظَالِمٍ حَقٌّ.(1/453)
958- حَدَّثنا مُوسَى بْنُ حَيَّانَ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: سَأَلْتُ سَعْدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ عَنْ بَنِي نَاجِيَةَ، قَالَ: هُمْ مِنَّا، قَالَ سَعْدٌ: يَرْوُونَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: هُمْ حَيٌّ مِنِّي، قَالَ شُعْبَةُ: وَأَحْسِبُهُ قَالَ: وَأَنَا مِنْهُمْ(1/453)
959- حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنِي العَلاَءُ، عَنْ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: مَنِ اقْتَطَعَ شِبْرًا مِنَ الأَرْضِ ظُلْمًا طَوَّقَهُ اللهُ إِيَّاهُ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ.(1/454)
960- حَدَّثنا أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثنا الفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثنا عَبْدُ السَّلاَمِ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنِ ابْنِ يُخَنِّسَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَخَذَ بِيَدِ الحَسَنِ بْنِ عَلَيٍّ فَقَالَ: اللهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُ فَأَحِبَّهُ.(1/454)
961- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ القَوَارِيرِيُّ، حَدَّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شَبِيبٍ، عَنْ عَبْدِ المَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: الكَمْأَةُ مِنَ المَنِّ، وَمَاؤُهَا دَوَاءٌ لِلْعَيْنِ(1/454)
962- حَدَّثنا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، حَدَّثنا حَمَّادٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ ؛ أَنَّ أَرْوَى بِنْتَ أَوْسٍ ادَّعَتْ عَلَى سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ أَنَّهُ أَخَذَ شَيْئًا مِنْ أَرْضِهَا، فَخَاصَمَتْهُ إِلَى مَرْوَانَ بْنِ الحَكَمِ، فَقَالَ سَعِيدٌ: أَنَا كُنْتُ آخُذُ مِنْ أَرْضِهَا شَيْئًا بَعْدَ الَّذِي سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ؟ قَالَ: وَمَاذَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ؟ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: مَنْ أَخَذَ شِبْرًا مِنَ الأَرْضِ طُوِّقَهُ إِلَى سَبْعِ أَرَضِينَ، فَقَالَ لَهُ مَرْوَانُ: لاَ أَسْأَلُكَ بَيِّنَةً بَعْدَ هَذَا، فَقَالَ: اللهُمَّ إِنْ كَانَتْ كَاذِبَةً فَأَعْمِ بَصَرَهَا، وَاقْتُلْهَا فِي أَرْضِهَا، قَالَ: فَمَا مَاتَتْ حَتَّى ذَهَبَ بَصَرُهَا، وَبَيْنَمَا هِيَ تَمْشِي فِي أَرْضِهَا إِذْ وَقَعَتْ فِي حُفْرَةٍ فَمَاتَتْ.(1/454)
963- حَدَّثنا الحِمَّانِيُّ يَحْيَى، حَدَّثنا حُدَيْجُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ صَلَّى عَلَى النَّجَاشِيِّ.(1/455)
964- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ القَوَارِيرِيُّ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، حَدَّثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ زَيْدٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: يَا مَعْشَرَ العَرَبِ، احْمَدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي رَفَعَ عَنْكُمُ العُشُورَ(1/455)
965- حَدَّثنا القَوَارِيرِيُّ، حَدَّثنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ المَلِكِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: الكَمْأَةُ مِنَ المَنِّ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ.(1/456)
966- حَدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الحَجَّاجِ السَّامِيُّ، حَدَّثنا عَبْدُ الوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثنا صَدَقَةُ بْنُ المُثَنَّى النَّخَعِيُّ، حَدَّثَنِي جَدِّي رِيَاحُ بْنُ الحَارِثِ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ المُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ وَهُوَ فِي المَسْجِدِ وَعِنْدَهُ أَهْلُ الكُوفَةِ، فَجَاءَ سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ فَأَوْسَعَ لَهُ المُغِيرَةُ، فَقَالَ: هَاهُنَا فَاجْلِسْ، فَأَجْلَسَهُ مَعَهُ عَلَى السَّرِيرِ، فَقَالَ سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: إِنَّ كَذِبًا عَلَيَّ لَيْسَ كَكَذِبٍ عَلَى أَحَدٍ، مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ.(1/456)
967- حَدَّثنا شَيْبَانُ، حَدَّثنا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، حَدَّثنا عَبْدُ المَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، حَدَّثنا عَمْرُو بْنُ حُرَيْثٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ سُئِلَ عَنِ الكَمْأَةِ؟ فَقَالَ: هِيَ مِنَ المَنِّ، وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ.(1/456)
968- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الحَمِيدِ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنِ الحَكَمِ، عَنِ الحَسَنِ العُرَنِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: الكَمْأَةُ مِنَ المَنِّ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ(1/456)
969- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، وَيَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالاَ: حَدَّثنا هُشَيْمٌ، أَخبَرنا حَصِينٌ، عَنْ هِلاَلِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ ظَالِمٍ المَازِنِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: أَشْهَدُ عَلَى التِّسْعَةِ أَنَّهُمْ فِي الجَنَّةِ، وَلَوْ شَهِدْتُ عَلَى العَاشِرِ لَمْ آثَمْ، قَالَ: قِيلَ: وَكَيْفَ ذَاكَ؟ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ بِحِرَاءٍ فَقَالَ: اسْكُنْ حِرَاءُ، فَإِنَّهُ لَيْسَ عَلَيْكَ إِلاَّ نَبِيٌّ أَوْ صِدِّيقٌ أَوْ شَهِيدٌ، قَالَ: فَقِيلَ: مَنْ هُمْ؟ قَالَ: رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعَلِيٌّ، وَعُثْمَانُ، وَطَلْحَةُ، وَالزُّبَيْرُ، وَسَعْدٌ، وَابْنُ عَوْفٍ، قَالَ: قِيلَ: فَمَنِ العَاشِرُ؟ قَالَ: أَنَا، يَعْنِي نَفْسَهُ.(1/457)
970- حَدَّثنا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ، حَدَّثنا صَالِحُ بْنُ مُوسَى الطَّلْحِيُّ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: اخْتَبَأْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَوْقَ حِرَاءٍ، فَلَمَّا اسْتَوَيْنَا رَجَفَ بِنَا، فَضَرَبَهُ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ بِكَفِّهِ ثُمَّ قَالَ: اسْكُنْ حِرَاءُ، فَإِنَّهُ لَيْسَ عَلَيْكَ إِلاَّ نَبِيٌّ أَوْ صِدِّيقٌ أَوْ شَهِيدٌ، وَعَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، وَعَلِيٌّ، وَطَلْحَةُ، وَالزُّبَيْرُ، وَسَعْدٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَسَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ، الَّذِي حَدَّثَ الحَدِيثَ.(1/457)
971- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا وَكِيعٌ، حَدَّثنا شُعْبَةُ، عَنِ الحُرِّ بْنِ الصَّيَّاحِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الأَخْنَسِ قَالَ: خَطَبَنَا المُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ فَنَالَ مِنْ عَلِيٍّ، فَقَامَ سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: النَّبِيُّ فِي الجَنَّةِ، وَأَبُو بَكْرٍ فِي الجَنَّةِ، وَعُمَرُ فِي الجَنَّةِ، وَعُثْمَانُ فِي الجَنَّةِ، وَعَلِيٌّ فِي الجَنَّةِ، وَطَلْحَةُ فِي الجَنَّةِ، وَالزُّبَيْرُ فِي الجَنَّةِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فِي الجَنَّةِ، وَسَعْدٌ فِي الجَنَّةِ، وَلَوْ شِئْتُ أَنْ أُسَمِّيَ العَاشِرَ.(1/458)
972- حَدَّثنا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَعُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُعَاذٍ، قَالاَ: حَدَّثنا المُعْتَمِرُ، قَالَ: قَالَ أَبِي: حَدَّثنا أَبُو عُثْمَانَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ، وَسَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ أَنَّهُمَا حَدَّثَاهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِي النَّاسِ فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ.(1/458)
973- حَدَّثنا مُصْعَبُ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثنا الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَنَا وَعُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ عَنْ زَيْدِ بْنِ عَمْرٍو، فَقَالَ: يَأْتِي يَوْمَ القِيَامَةِ أُمَّةً وَحْدَهُ(1/458)
مِنْ مُسْنَدِ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ.
974- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا سُفيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، قَالَ: سَمِعَ عَمْرٌو، جَابِرًا يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: لَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَغْزُو فِيهِ فِئَامٌ مِنَ النَّاسِ، فَيُقَالُ لَهُمْ: هَلْ فِيكُمْ مَنْ رَأَى رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، فَيُفْتَحُ لَهُمْ، ثُمَّ يَغْزُو فِئَامٌ مِنَ النَّاسِ، فَيُقَالُ: هَلْ فِيكُمْ مَنْ رَأَى مَنْ صَحِبَ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، فَيُفْتَحُ لَهُمْ، ثُمَّ يَغْزُو فِئَامٌ مِنَ النَّاسِ، فَيُقَالُ لَهُمْ: هَلْ فِيكُمْ مَنْ رَأَى مِنْ صَحِبَ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ فَيُفْتَحُ لَهُمْ.(1/459)
975- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ رَأَى نُخَامَةً فِي قِبْلَةِ المَسْجِدِ فَحَكَّهَا بِحَصَاةٍ، ثُمَّ نَهَى أَنْ يَبْصُقَ الرَّجُلُ بَيْنَ يَدَيْهِ وَعَنْ يَمِينِهِ، وَقَالَ: يَبْصُقُ عَنْ يَسَارِهِ، أَوْ تَحْتَ قَدَمِهِ اليُسْرَى(1/459)
976- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ نَهَى عَنْ بَيْعَتَيْنِ وَلُبْسَتَيْنِ، اللُّبْسَتَيْنِ: اشْتِمَالُ الصَّمَّاءِ، وَأَنْ يَحْتَبِي الرَّجُلُ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ لَيْسَ عَلَى فَرْجِهِ مِنْهُ شَيْءٌ، وَعَنِ المُلاَمَسَةِ وَالمُنَابَذَةِ.(1/459)
977- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا سُفيَانُ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ سَعِيدٍ، سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ: نَهَى النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ عَنْ صَلاَةٍ بَعْدَ الصُّبْحِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وَبَعْدَ العَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ.(1/460)
978- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا سُفيَانُ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: الغُسْلُ يَوْمَ الجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ.(1/460)
979- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا سُفيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى بْنِ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رِوَايَةً قَالَ: لَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسِ أَوَاقٍ صَدَقَةٌ، وَلَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسِ أَوْسُقٍ صَدَقَةٌ، وَلَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسِ ذَوْدٍ صَدَقَةٌ(1/460)
980- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا سُفيَانُ، حَدَّثَنِي العَلاَءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الجُهَنِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا سَعِيدٍ: هَلْ سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ شَيْئًا فِي الإِزَارِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ حَدِّثْنِي، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: إِزْرَةُ المُؤْمِنِ إِلَى أَنْصَافِ سَاقَيْهِ، وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الكَعْبَيْنِ، وَمَا أَسْفَلُ مِنَ الكَعْبَيْنِ فَفِي النَّارِ، ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، لاَ يَنْظُرُ اللهُ إِلَى مَنْ جَرَّ إِزَارَهُ خُيَلاَءَ.(1/460)
981- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُصَيْفَةَ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: إِذَا اسْتَأْذَنَ أَحَدُكُمْ ثَلاَثًا فَلَمْ يُؤْذَنْ لَهُ فَلْيَرْجِعْ.(1/461)
982- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا سُفيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، وَكَانَتْ أُمُّهُ عِنْدَ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ يَعْنِي أَبَا سَعِيدٍ: يَا بُنَيَّ إِذَا كُنْتَ فِي البَوَادِي فَارْفَعْ صَوْتَكَ بِالأَذَانِ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: لاَ يَسْمَعُ صَوْتَهُ جِنٌّ وَلاَ إِنْسٌ وَلاَ حَجَرٌ وَلاَ شَجَرٌ إِلاَّ شَهِدَ لَهُ.(1/461)
983- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا سُفيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ خَيْرَ مَالِ الرَّجُلِ غَنَمٌ يَتْبَعُ بِهَا شَعَفَ الجِبَالِ، وَمَوَاقِعَ القَطْرِ، يَفِرُّ بِدِينِهِ مِنَ الفِتَنِ(1/461)
984- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا سُفيَانُ، حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَحْيَى، أَخْبَرَنِي أَبِي، أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ أَخْبَرَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ لَمَّا كَانَ يَوْمُ الحُدَيْبِيَةِ قَالَ: لاَ تُوقَدَنَّ نَارٌ بِلَيْلٍ، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ قَالَ: أَوْقِدُوا وَاصْطَنِعُوا، فَإِنَّهُ لَنْ يُدْرِكَ أَحَدٌ بَعْدَكُمْ بِمُدِّكُمْ وَلاَ صَاعِكُمْ.(1/461)
985- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أُنَيْسِ بْنِ أَبِي يَحْيَى، حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ يَقُولُ: إِنَّ رَجُلاً مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ وَرَجُلاً مِنْ بَنِي خُدْرَةَ امْتَرَيَا فِي المَسْجِدِ الَّذِي أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى، فَقَالَ الخُدْرِيُّ: هُوَ مَسْجِدُ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، وَقَالَ العُمَرِيُّ: هُوَ مَسْجِدُ قُبَاءَ، قَالَ: فَخَرَجَا حَتَّى جَاءَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَسَأَلاَهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: هُوَ هَذَا المَسْجِدُ مَسْجِدُ رَسُولِ اللهِ، وَفِي ذَلِكَ خَيْرٌ كَثِيرٌ.(1/462)
986- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، أَخبَرنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: إِذَا وَقَعَ الذُّبَابُ فِي طَعَامِ أَحَدِكُمْ فَامْقُلُوهُ، فَإِنَّ فِي أَحَدِ جَنَاحَيْهِ دَاءٌ وَفِي الآخَرِ دَوَاءٌ(1/462)
987- حَدَّثنا أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ المُثَنَّى المَوْصِلِيُّ، حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَوْفٍ، حَدَّثنا أَبُو الصِّدِّيقِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَمْتَلِئَ الأَرْضُ ظُلْمًا وَعُدْوَانًا، ثُمَّ يَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، أَوْ قَالَ: مِنْ عِتْرَتِي، فَيَمْلَؤُهَا قِسْطًا وَعَدْلاً كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَعُدْوَانًا.(1/463)
988- حَدَّثنا هُدْبَةُ، حَدَّثنا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي عِيسَى الأُسْوَارِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ نَهَى عَنِ الشُّرْبِ قَائِمًا أَوْ نَحْوَ ذَا.(1/463)
989- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي عِيسَى الأُسْوَارِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ نَهَى عَنِ الشُّرْبِ قَائِمًا.(1/463)
990- حَدَّثنا أَبُو هَمَّامٍ، حَدَّثنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي مَسْلَمَةُ بْنُ عُلَيٍّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: مَنْ قَلَّمَالُهُ، وَكَثُرَ عِيَالُهُ، وَحَسُنَ صَلاَتُهُ، وَلَمْ يَغْتَبِ المُسْلِمِينَ، جَاءَ يَوْمَ القِيَامَةِ وَهُوَ مَعِي كَهَاتَيْنِ(1/463)
991- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي قَتَادَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي عُتْبَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَشَدَّ حَيَاءً مِنَ العَذْرَاءِ فِي خِدْرِهَا وَقَالَ: لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى لاَ يُحَجَّ البَيْتُ.(1/464)
992- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا يَحْيَى، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنْ أَبِي الوَدَّاكِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: سَأَلْنَا رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ عَنْ جَنِينِ النَّاقَةِ وَالبَقَرَةِ، فَقَالَ: إِنْ شِئْتُمْ فَكُلُوهُ، وَذَكَاتُهُ مِنْ ذَكَاةِ أُمِّهِ(1/464)
993- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلاَنَ، حَدَّثنا عِيَاضُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، أَنَّهُ كَانَ يُعْجِبُهُ العَرَاجِينُ يُمْسِكْهَا بِيَدِهِ، فَدَخَلَ المَسْجِدَ يَوْمًا وَفِي يَدِهِ مِنْهَا وَاحِدَةٌ، فَرَأَى نُخَامَاتٍ فِي قِبْلَةِ المَسْجِدِ فَحَتَّهُنَّ بِهِ حَتَّى أَنْقَاهُنَّ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ مُغْضَبًا فَقَالَ: أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَسْتَقْبِلَهُ الرَّجُلُ فَ يَبْصُقَ فِي وَجْهِهِ؟ إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلاَةِ فَإِنَّمَا يَسْتَقْبِلُ رَبَّهُ، وَالمَلَكُ عَنْ يَمِينِهِ، فَلاَ يَبْصُقْ بَيْنَ يَدَيْهِ وَلاَ عَنْ يَمِينِهِ، وَلَكِنْ عَنْ يَسَارِهِ أَوْ تَحْتَ قَدَمِهِ اليُسْرَى، فَإِنْ عَجِلَتْ بِهِ بَادِرَةٌ فَلْيَتْفِلْ هَكَذَا، وَتَفَلَ يَحْيَى فِي ثَوْبِهِ، وَرَدَّ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ.(1/464)
994- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلاَنَ، أَخبَرنا عِيَاضٌ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ رَجُلاً دَخَلَ المَسْجِدَ يَوْمَ الجُمُعَةِ وَرَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ عَلَى المِنْبَرِ، فَدَعَاهُ فَأَمَرَهُ أَنْ يُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ دَخَلَ المَسْجِدَ ثَانِيَةً وَرَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ عَلَى المِنْبَرِ، فَدَعَاهُ فَأَمَرَهُ أَنْ يُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: تَصَدَّقُوا، فَتَصَدَّقُوا، فَأَعْطَاهُ ثَوْبَيْنِ مِمَّا تَصَدَّقُوا، ثُمَّ قَالَ: تَصَدَّقُوا، فَأَلْقَى هُوَ أَحَدَ ثَوْبَيْهِ، فَكَرِهَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ مَا صَنَعَ وَقَالَ: انْظُرُوا إِلَى هَذَا الرَّجُلِ دَخَلَ المَسْجِدَ بِهَيْئَةٍ بَذَّةٍ فَرَجَوْتُ أَنْ تَفْطَنُوا لَهُ فَتَصَدَّقُوا عَلَيْهِ أَوْ تَكْسُوهُ، فَلَمْ تَفْعَلُوا، فَقُلْتُ: تَصَدَّقُوا، فَأَعْطَوهُ ثَوْبَيْنِ، ثُمَّ قُلْتُ: تَصَدَّقُوا، فَأَلْقَى أَحَدَ ثَوْبَيْهِ، خُذْ ثَوْبَكَ، وَانْتَهَرَهُ(1/465)
995- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَتْنِي زَيْنَبُ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، أَنَّ رَجُلاً مِنَ المُسْلِمِينَ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ هَذِهِ الأَمْرَاضَ الَّتِي تُصِيبُنَا، مَاذَا لَنَا بِهَا؟ قَالَ: كَفَّارَاتٌ، قَالَ: أَيْ رَسُولَ اللهِ، وَإِنْ قَلَّتْ؟ قَالَ: وَإِنْ شَوْكَةً فَمَا فَوْقَهَا، قَالَ: فَدَعَا عَلَى نَفْسِهِ أَنْ لاَ يُفَارِقَهُ الوَعَكُ حَتَّى يَمُوتَ، وَأَنْ لاَ يَشْغَلَهُ عَنْ حَجٍّ وَلاَ عُمْرَةٍ، وَلاَ جِهَادٍ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَلاَ صَلاَةٍ مَكْتُوبَةٍ فِي جَمَاعَةٍ، فَمَا مَسَّ إِنْسَانٌ جَسَدَهُ إِلاَّ وَجَدَ حَرَّهَا حَتَّى مَاتَ.(1/465)
996- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا سُفيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ نَهَى عَنِ اخْتِنَاثِ الأَسْقِيَةِ.(1/466)
997- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثنا سَعْدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي زَيْنَبُ بِنْتُ كَعْبٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ نَهَى عَنْ لُحُومِ الأَضَاحِي فَوْقَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ ثُمَّ رَخَّصَ أَنْ نَأْكُلَ وَنَدَّخِرَ، قَالَ: فَقَدِمَ قَتَادَةُ بْنُ النُّعْمَانِ أَخُو أَبِي سَعِيدٍ، فَقَدَّمُوا إِلَيْهِ مِنْ قَدَيْدِ الأَضْحَى فَقَالَ: كَأَنَّ هَذَا مِنْ قَدَيْدِ الأَضْحَى؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: أَلَيْسَ قَدْ نَهَى عَنْهُ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ؟ قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: بَلَى، إِنَّهُ قَدْ حَدَثَ فِيهِ أَمْرٌ كَانَ نَهَانَا عَنْهُ أَنْ نَحْبِسَهُ فَوْقَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ، وَرَخَّصَ لَنَا أَنْ نَأْكُلَ وَنَدَّخِرَ(1/466)
998- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثنا سَعْدُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَتْنِي زَيْنَبُ بِنْتُ كَعْبٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ حَرَّمَ مَا بَيْنَ لاَبَتَيِ المَدِينَةِ، أَنْ يُعْضَدَ شَجَرُهَا أَوْ يُخْبَطَ.(1/467)
999- حَدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ قُسَيْطٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، قَالَ: قَسَمَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ طَعَامًا مُخْتَلِفًا مِنَ التَّمْرِ، فَتَبَايَعْنَاهُ بَيْنَنَا بِزِيَادَةٍ، فَنَهَى رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَنْ نَبِيعَهُ إِلاَّ كَيْلاً بِكَيْلٍ.(1/467)
1000- حَدَّثنا عَبْدُ الأَعْلَى، حَدَّثنا يَعْقُوبُ القُمِّيُّ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَوْصِنِي، قَالَ: عَلَيْكَ بِتَقْوَى اللهِ فَإِنَّهُ جِمَاعُ كُلِّ خَيْرٍ، عَلَيْكَ بِالجِهَادِ فَإِنَّهُ رَهْبَانِيَّةُ المُسْلِمِينَ، عَلَيْكَ بِذِكْرِ اللهِ وَتِلاَوَةِ كِتَابِهِ فَإِنَّهُ نُورٌ لَكَ فِي الأَرْضِ وَذِكْرٌ لَكَ فِي السَّمَاءِ، وَاخْزُنْ لِسَانَكَ إِلاَّ مِنْ خَيْرٍ، فَإِنَّكَ بِذَاكَ تَغْلِبُ الشَّيْطَانَ(1/467)
1001- حَدَّثنا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ شَيْبَانَ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: لَقَدْ دَخَلَ الجَنَّةَ عَبْدٌ مَا عَمِلَ خَيْرًا قَطُّ، قَالَ لأَهْلِهِ حِينَ حَضَرَتْهُ الوَفَاةُ: إِنْ أَنَا مُتُّ فَأَحْرِقُونِي، ثُمَّ اسْحَقُونِي، ثُمَّ اذْرُوا نِصْفِي فِي البَحْرِ وَنِصْفِي فِي البَرِّ، فَأَمَرَ البَحْرَ وَالبَرَّ فَجَمَعَاهُ، فَقَالَ: مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟ قَالَ: مَخَافَتُكَ، فَغَفَرَ لَهُ بِذَلِكَ.(1/468)
1002- حَدَّثنا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ سُفيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، بِنَحْوِ هَذَا الحَدِيثِ، وَكَانَ الرَّجُلُ نَبَّاشًا فَغَفَرَ لَهُ لِخَوفِهِ.(1/468)
1003- حَدَّثنا عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ، حَدَّثنا عُمَرُ بْنُ عَلَيٍّ المُقَدَّمِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ طَلْحَةَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يُذْكَرُ، عَنْ عَطِيَّةَ العَوْفِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: إِنَّ أَرْفَعَ النَّاسِ دَرَجَةً يَوْمَ القِيَامَةِ الإِمَامُ العَادِلُ، وَإِنَّ أَوْضَعَ النَّاسِ دَرَجَةً يَوْمَ القِيَامَةِ الإِمَامُ الَّذِي لَيْسَ بِعَادِلٍ.(1/468)
1004- حَدَّثنا الحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، حَدَّثنا هُشَيْمٌ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنْ أَبِي الوَدَّاكِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: ثَلاَثَةٌ يَضْحَكُ اللهُ يَوْمَ القِيَامَةِ إِلَيْهِمُ: الرَّجُلُ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ يُصَلِّي، وَالقَوْمُ إِذَا صَفُّوا لِلصَّلاَةِ، وَالقَوْمُ إِذَا صَفُّوا لِقِتَالِ العَدُوِّ(1/468)
1005- حَدَّثنا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ قَالاَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: إِنَّ اللهَ يَقُولُ: إِنَّ الصَّوْمَ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَلِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ، وَإِذَا لَقِيَ اللهَ فَرِحَ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ المِسْكِ.(1/469)
1006- حَدَّثنا أَبُو بَكْرٍ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، قَالاَ: حَدَّثنا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَنَرَى رَبَّنَا؟ قَالَ: هَلْ تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ الشَّمْسِ فِي الظَّهِيرَةِ فِي غَيرِ سَحَابٍ؟ قَالَ: قُلْنَا: لاَ، قَالَ: أَتُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ القَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ فِي غَيرِ سَحَابٍ؟ قَالَ: قُلْنَا: لاَ، قَالَ: فَإِنَّكُمْ لاَ تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ كَمَا لاَ تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَتِهِمَا.(1/469)
1007- حَدَّثنا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: لاَ يُبْغِضُ الأَنْصَارَ رَجُلٌ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ(1/469)
1008- حَدَّثنا أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثنا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنْ أَبِي الوَدَّاكِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: يَقْتُلُ المَارِقِينَ أَحَبُّ الفِئَتَيْنِ إِلَى اللهِ وَأَقْرَبُ الفِئَتَيْنِ مِنَ اللَّهِ.(1/469)
1009- حَدَّثنا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثنا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَخْرَجَ مَرْوَانُ المِنْبَرَ وَبَدَأَ بِالخُطْبَةِ قَبْلَ الصَّلاَةِ، فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا مَرْوَانُ، خَالَفْتَ السَّنَةَ، أَخْرَجْتَ المِنْبَرَ وَلَمْ يَكُنْ يَخْرُجُ، وَبَدَأْتَ بِالخُطْبَةِ قَبْلَ الصَّلاَةِ، فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: فُلاَنٌ، قَالَ: أَمَّا هَذَا فَقَدْ قَضَى مَا عَلَيْهِ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: مَنْ رَأَى مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَاكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ.(1/470)
1010- حَدَّثنا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ الوَلِيدِ بْنِ كَثِيرٍ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِيهِ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: إِنِّي حَرَّمْتُ مَا بَيْنَ لاَبَتَيِ المَدِينَةِ كَمَا حَرَّمَ إِبْرَاهِيمُ مَكَّةَ، قَالَ: كَانَ أَبُو سَعِيدٍ يَجِدُ أَحَدَنَا وَفِي يَدِهِ الطَّيْرُ قَدْ أَخَذَهُ فَيَفُكُّهُ مِنْ يَدِهِ وَيُرْسِلُهُ.(1/470)
1011- حَدَّثنا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ هِلاَلِ بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: صَلاَةُ الرَّجُلِ فِي جَمَاعَةٍ تَزِيدُ صَلاَتَهُ وَحْدَهُ خَمْسًا وَعِشْرِينَ دَرَجَةً، وَإِنْ صَلاَّهَا بِأَرْضٍ فَأَتَمَّ وُضُوءَهَا وَرُكُوعَهَا وَسُجُودَهَا بَلَغَتْ صَلاَتُهُ خَمْسِينَ دَرَجَةً.(1/470)
1012- حَدَّثنا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثنا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَمَّتِهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: تُنْكَحُ المَرْأَةُ عَلَى إِحْدَى خِصَالٍ ثَلاَثٍ: عَلَى مَالِهَا، عَلَى جَمَالِهَا، عَلَى دِينِهَا، فَعَلَيْكَ بِذَاتِ الدِّينِ وَالخُلُقِ تَرِبَتْ يَمِينُكَ.(1/471)
1013- حَدَّثنا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثنا زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، حَدَّثَنِي عَطِيَّةُ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: مِنْ أُمَّتِي مَنْ يَشْفَعُ لِلرَّجُلِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ فَيَدْخُلُونَ الجَنَّةَ بِشَفَاعَتِهِ.(1/471)
1014- حَدَّثنا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثنا زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، حَدَّثَنِي عَطِيَّةُ، أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ حَدَّثَهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: إِنَّ كُلَّ نَبِيٍّ قَدْ أُعْطِيَ عَطِيَّتَهُ فَتَنَجَّزَهَا، وَإِنِّي اخْتَبَأْتُ عَطِيَّتِي شَفَاعَةً لأُمَّتِي(1/471)
1015- حَدَّثنا عَبْدُ الأَعْلَى، حَدَّثنا حَمَّادٌ، عَنِ الحَجَّاجِ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ عَنْ شَاةٍ قَطَعَ الذِّئْبُ ذَنَبَهَا، أَيُضَحِّي بِهَا؟ قَالَ: نَعَمْ، ضَحِّ بِهَا.(1/472)
1016- حَدَّثنا عَبْدُ الأَعْلَى، حَدَّثنا مُعْتَمِرٌ، قَالَ: سَمِعْتُ عَاصِمًا قَالَ: وَحَدَّثَنِي شُرَحْبِيلٌ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، وَأَبَا سَعِيدٍ، وَابْنَ عُمَرَ يَقُولُونَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: الذَّهَبُ بِالذَّهَبِ، وَالوَرِقُ بِالوَرِقِ، مِثْلاً بِمِثْلٍ، عَيْنًا بِعَيْنٍ، وَزْنًا بِوَزْنٍ، مَنْ زَادَ أَوِ ازْدَادَ فَقَدْ أَرْبَى، قَالَ شُرَحْبِيلٌ: وَإِنْ لَمْ أَكُنْ سَمِعْتُهُ مِنْهُمْ فَأَدْخَلَنِي اللهُ النَّارَ.(1/472)
- المجلد الثاني
بقية مسند أبي سعيد الخدري.
1017- حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي سَمِينَةَ، حَدَّثنا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنِ الضَّحَّاكِ المَشْرِقِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ، تَعْدِلُ ثُلُثَ القُرْآنِ.(2/5)
1018- حَدَّثنا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثنا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنِ الضَّحَّاكِ المَشْرِقِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَقْرَأَ ثُلُثَ القُرْآنِ؟ قَالَ: فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ وَقَالُوا: مَنْ يُطِيقُ ذَلِكَ؟ قَالَ: يُقْرَأُ قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ فَهِيَ تَعْدِلُ ثُلُثَ القُرْآنِ(2/5)
1019- حَدَّثنا شَيْبَانُ، حَدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَلِيٍّ الرِّفَاعِيُّ، حَدَّثنا أَبُو المُتَوَكِّلِ النَّاجِيُّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: مَا مِنْ مُسْلِمٍ دَعَا اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِدَعْوَةٍ إِلاَّ اسْتَجَابَ، مَا لَمْ يَكُنْ فِيهَا إِثْمٌ أَوْ قَطِيعَةُ رَحِمٍ، إِلاَّ أَعْطَاهُ اللهُ بِهَا إِحْدَى خِصَالٍ ثَلاَثٍ: إِمَّا أَنْ يُعَجِّلَ لَهُ دَعْوَتَهُ، وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَ لَهُ فِي الآخِرَةِ، وَإِمَّا أَنْ يَدْفَعَ عَنْهُ مِنَ الشَّرِّ مَثَلَهَا، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِذًا نُكْثِرُ؟ قَالَ: اللهُ أَكْثَرُ.(2/5)
1020- حَدَّثنا العَبَّاسُ بْنُ الوَلِيدِ النَّرْسِيُّ، حَدَّثنا وُهَيْبٌ، حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنِ القَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: نَهَى نَبِيُّ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَنْ يُبْنَى عَلَى القُبُورِ، أَوْ يُقْعَدَ عَلَيْهَا، أَوْ يُصَلَّى عَلَيْهَا.(2/6)
1021- حَدَّثنا بِشْرُ بْنُ الوَلِيدِ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: إِنِّي أَوْشِكُ أَنْ أُدْعَا فَأُجِيبَ، وَإِنِّي تَارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ: كِتَابُ اللهِ حَبْلٌ مَمْدُودٌ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، وَعِتْرَتِي أَهْلُ بَيْتِي، وَإِنَّ اللَّطِيفَ الخَبِيرَ أَخْبَرَنِي أَنَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الحَوْضَ، فَانْظُرُوا بِمَ تَخْلُفُونِي فِيهِمَا(2/6)
1022- حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، حَدَّثنا أَبُو مَعْشَرٍ، حَدَّثنا أَفْلَحُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ المُغِيرَةِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: حَضَرْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَوْمَ حُنَيْنٍ وَهُوَ يَقْسِمُ بَيْنَ النَّاسِ قِسْمَةً، فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ فَقَالَ لَهُ: اعْدِلْ يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: خِبْتُ إِذًا وَخَسِرْتُ إِنْ لَمْ أَعْدِلْ، فَمَنْ يَعْدِلُ، وَيْحَكَ؟ فَاسْتَأْذَنَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فِي قَتْلِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: مَا أَنَا بِالَّذِي أَقْتُلُ أَصْحَابِي، سَيَخْرُجُ نَاسٌ يَقُولُونَ مِثْلَ قَوْلِهِ، يَقْرَؤُونَ القُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، فَأَخَذَ سَهْمًا فَنَظَرَ إِلَى رِصَافِهِ فَلَمْ يَرَ فِيهِ شَيْئًا، ثُمَّ نَظَرَ إِلَى نَصْلِهِ، يَعْنِي القِدْحَ، فَلَمْ يَرَ فِيهِ شَيْئًا، ثُمَّ نَظَرَ إِلَى قُذَذِهِ فَلَمْ يَرَ فِيهِ شَيْئًا سَبَقَ الفَرْثَ وَالدَّمَ، عَلاَمَتُهُمْ رَجُلٌ يَدُهُ كَثَدْيِ المَرْأَةِ كَالبَضْعَةِ تَدَرْدَرُ فِيهَا شَعَرَاتٌ كَأَنَّهَا سَبْلَةُ سَبُعٍ، قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: وَحَضَرْتُ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَوْمَ حُنَيْنٍ، وَحَضَرْتُ مَعَ عَلِيٍّ يَوْمَ قَتْلَهُمْ بِنَهْرَوَانَ، قَالَ: فَالتَمَسَهُ عَلِيٌّ فَلَمْ يَجِدْهُ، قَالَ: وَجَدَهُ بَعْدَ ذَلِكَ تَحْتَ جِدَارٍ عَلَى هَذَا النَّعْتِ، فَقَالَ عَلِيٌّ: أَيُّكُمْ يَعْرِفُ هَذَا؟ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ القَوْمِ: نَحْنُ نَعْرِفُهُ، هَذَا حُرْقُوسٌ وَأُمُّهُ هَاهُنَا، قَالَ: فَأَرْسَلَ عَلِيٌّ إِلَى أُمِّهِ فَقَالَ لَهَا: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَتْ: مَا أَدْرِي يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ إِلاَّ أَنِّي كُنْتُ أَرْعَى غَنَمًا لِي فِي الجَاهِلِيَّةِ بِالرَّبَذَةِ، فَغَشِيَنِي شَيْءٌ كَهَيْئَةِ الظُّلَّةِ فَحَمَلْتُ مِنْهُ فَوَلَدْتُ هَذَا.(2/6)
1023- حَدَّثنا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ مَيْمُونٍ، وَكَانَ جَلِيسًا لِلْمُعْتَمِرِ، حَدَّثنا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: جَاءَ شَابٌّ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، عَلِّمْنِي دُعَاءً أُصِيبُ بِهِ خَيْرًا؟ قَالَ لَهُ: ادْنُهُ، فَدَنَا حَتَّى كَادَتْ رُكْبَتُهُ تَمَسُّ رُكْبَةَ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، فَقَالَ: قُلِ: اللهُمَّ اعْفُ عَنِّي فَإِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ العَفْوَ، وَأَنْتَ عَفُوٌّ كَرِيمٌ.(2/8)
1024- حَدَّثنا الحَسَنُ بْنُ عِيسَى، أَخبَرنا ابْنُ المُبَارَكِ، حَدَّثنا سُفيَانُ، عَنْ هِشَامِ أَبِي كُلَيْبٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نُعْمٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: نَهَى عَنْ عَسْبِ الفَرَسِ، وَقَفِيزِ الطَّحَّانِ.(2/8)
1025- حَدَّثنا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثنا زَكَرِيَّا، حَدَّثَنِي عَطِيَّةُ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: أَلاَ إِنَّ عَيْبَتِي الَّتِي آوِي إِلَيْهَا أَهْلُ بَيْتِي، وَكَرِشِيَ الأَنْصَارُ، فَاعْفُوا عَنْ مُسِيئِهِمْ، وَاقْبَلُوا مِنْ مُحْسِنِهِمْ.
1026- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: مَنْ مَاتَ لاَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الجَنَّةَ
1027- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَكْبَرُ مِنَ الآخَرِ: كِتَابُ اللهِ حَبْلٌ مَمْدُودٌ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، وَعِتْرَتِي أَهْلُ بَيْتِي، وَلَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الحَوْضَ.(2/8)
1028- حَدَّثنا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثنا زَكَرِيَّا، حَدَّثَنِي عَطِيَّةُ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: إِنَّ لِي حَوْضًا طُولُهُ مَا بَيْنَ الكَعْبَةِ إِلَى البَيْتِ المَقْدِسِ، أَبْيَضَ مِنَ اللَّبَنِ، آنِيَتُهُ عَدَدُ النُّجُومِ، وَإِنِّي أَكْثَرُ الأَنْبِيَاءِ تَبَعًا يَوْمَ القِيَامَةِ.(2/9)
1029- حَدَّثنا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثنا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ صَخْرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَسَأَلْتُهُ عَنِ المَسْجِدِ الَّذِي أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى، فَقَبَضَ قَبْضَةً مِنَ الحَصَى ثُمَّ ضَرَبَ بِهَا الأَرْضَ ثُمَّ قَالَ: هَذَا، يَعْنِي مَسْجِدَ المَدِينَةِ.(2/9)
1030- حَدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، حَدَّثنا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثنا عِمْرَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي عُتْبَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: لَيُحَجَّنَّ هَذَا البَيْتُ وَلَيُعْتَمَرَنَّ بَعْدَ خُرُوجِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ(2/9)
1031- حَدَّثنا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثنا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنِ العَلاَءِ بْنِ المُسَيَّبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَفَعَهُ: إِنَّ اللهَ يَقُولُ: وَإِنَّ عَبْدًا أَصْحَحْتُ لَهُ جِسْمَهُ، وَأَوْسَعْتُ عَلَيْهِ فِي المَعِيشَةِ تَمْضِي عَلَيْهِ خَمْسَةُ أَعْوَامٍ لاَ يَفِدُ إِلَيَّ إِلاَّ مَحْرُومٌ.(2/10)
1032- حَدَّثنا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثنا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَخبَرنا عِيسَى بْنُ المُخْتَارِ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ العَوْفِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: الوَلَدُ ثَمَرُ القَلْبِ، وَإِنَّهُ مَجْبَنَةٌ مَبْخَلَةٌ مَحْزَنَةٌ.(2/10)
1033- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُعَاذٍ العَنْبَرِيُّ، حَدَّثنا أَبِي، حَدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، سَمِعَ أَبَا الصِّدِّيقِ النَّاجِيَّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: أَنَّ رَجُلاً قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ، فَجَاءَ يَسْأَلُ: هَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ؟ فَأَتَى رَاهِبًا فَسَأَلَهُ فَقَالَ: لَيْسَتْ لَكَ تَوْبَةٌ، فَقَتَلَ الرَّاهِبَ ثُمَّ جَعَلَ يَسْأَلُ، ثُمَّ خَرَجَ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَى قَرْيَةٍ فِيهَا قَوْمٌ صَالِحُونَ، قَالَ: فَلَمَّا كَانَ فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ أَدْرَكَهُ المَوْتُ فَنَأَى بِصَدْرِهِ ثُمَّ مَاتَ، فَاجْتَمَعَتْ مَلاَئِكَةُ الرَّحْمَةِ وَمَلاَئِكَةُ العَذَابِ، وَكَانَ إِلَى القَرْيَةِ الصَّالِحَةِ أَقْرَبَ بِشِبْرٍ فَجُعِلَ مِنْ أَهْلِهَا(2/10)
1034- حَدَّثنا زَحْمَويْهِ، حَدَّثنا هُشَيْمٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ فُلاَنٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: لَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسِ أَوَاقٍ صَدَقَةُ، وَلاَ فِيمَا دُونَ خَمْسِ ذَوْدٍ صَدَقَةٌ، وَلاَ فِيمَا دُونَ خَمْسَةِ أَوْسُقٍ صَدَقَةٌ، وَالوَسْقُ سِتُّونَ صَاعًا.(2/11)
1035- حَدَّثنا هُدْبَةُ، حَدَّثنا هَمَّامٌ، حَدَّثنا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ لَسِتَّ عَشْرَةَ مَضَتْ مِنْ رَمَضَانَ، فَمِنَّا مِنْ صَامَ، وَمِنَّا مِنْ أَفْطَرَ، فَلَمْ يَعِبِ الصَّائِمُ عَلَى المُفْطِرِ، وَلاَ المُفْطِرُ عَلَى الصَّائِمِ.(2/11)
1036- حَدَّثنا عَبْدُ الوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ، حَدَّثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: تَكُونُ مِنْ أُمَّتِي فِرْقَتَانِ تَخْرُجُ مِنْهُمَا مَارِقَةٌ يَلِي قَتْلَهَا أَوْلاَهُمَا بِالحَقِّ(2/11)
1037- حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي سَمِينَةَ، حَدَّثنا جَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: جَاءَتِ امْرَأَةُ صَفْوَانَ بْنِ المُعَطَّلِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَقَالَتْ: إِنَّ صَفْوَانَ يَضْرِبُنِي إِذَا قَرَأْتُ، وَيَنْهَانِي أَنْ أَصُومَ، وَلاَ يُصَلِّي حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، فَقَامَ صَفْوَانُ فَقَالَ: أَمَّا قَوْلُهَا: يَضْرِبُنِي، فَإِنَّهَا تَقْرَأُ بِسُورَتِي، وَأَمَّا قَوْلُهَا: يَنْهَانِي أَنْ أَصُومَ، فَأَنَا رَجُلٌ شَابٌّ، وَأَمَّا قَوْلُهَا: لاَ يُصَلِّي حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، فَإِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ يُعْرَفُ لَنَا ذَلِكَ: لاَ نَسْتَيْقِظُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: لاَ تَصُومِي إِلاَّ بِإِذْنِهِ، وَلاَ تَقْرَئِي سُورَتَهُ، وَأَمَّا أَنْتَ يَا صَفْوَانُ فَإِذَا اسْتَيْقَظْتَ فَصَلِّ.(2/11)
1038- حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثنا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثنا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: مَا أُعْطِيَ أَحَدٌ شَيْئًا أَفْضَلَ مِنَ الصَّبْرِ.(2/12)
1039- حَدَّثنا عَبْدُ الأَعْلَى، حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: لاَ يُفْطِرُ الصَّائِمَ الحُلُمُ وَالقَيْءُ وَالحِجَامَةُ(2/12)
1040- حَدَّثنا عَبْدُ الأَعْلَى، حَدَّثنا سُفيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: يَأْتِي النَّاسُ إِبْرَاهِيمَ فَيَقُولُونَ لَهُ: اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، فَيَقُولُ: إِنِّي كَذَبْتُ ثَلاَثَ كَذَبَاتٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: مَا مِنْهَا مِنْ كَذْبَةٍ إِلاَّ مَاحَلَ بِهَا عَنْ دِينِ اللهِ، قَوْلُهُ: {فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ}، وَقَوْلُهُ: {بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا}، وَقَوْلُهُ لِسَارَةَ: إِنَّهَا أُخْتِي.(2/12)
1041- حَدَّثنا عَبْدُ الأَعْلَى، حَدَّثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنْ أَبِي الوَدَّاكِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أُتِيَ بِشَارِبٍ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: مَا شَرِبْتَ؟ قَالَ: مَا شَرِبْتُ خَمْرًا، إِنَّمَا هِيَ زَبِيبَاتٌ وَتَمَرَاتٌ جَعَلْتُهُنَّ فِي دُبَّاءٍ لِي، فَنَهَى رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَنْ يُخْلَطَ بَيْنَ الزَّبِيبِ وَالتَّمْرِ.(2/13)
1042- حَدَّثنا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، حَدَّثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ لِعَلِيٍّ: لاَ يَحِلُّ لأَحَدٍ أَنْ يُجْنِبَ فِي هَذَا المَسْجِدِ غَيْرِكَ وَغَيرِي.(2/13)
1043- حَدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنِ الوَلِيدِ بْنِ قَيْسٍ، أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: مَنْ وَافَقَ صِيَامُهُ يَوْمَ الجُمُعَةِ، وَعَادَ مَرِيضًا، وَشَهِدَ جِنَازَةً، وَتَصَدَّقَ، وَأَعْتَقَ، وَجَبَتْ لَهُ الجَنَّةُ(2/13)
1044- حَدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، وَأَخْبَرَنِي حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، عَنْ بَشِيرٍ الخَوْلاَنِيِّ، أَنَّ الوَلِيدَ بْنَ قَيْسٍ حَدَّثَهُ، أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: خَمْسٌ مَنْ عَمِلَهُنَّ فِي يَوْمٍ كَتَبَهُ اللهُ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ: مَنْ صَامَ يَوْمَ الجُمُعَةِ، وَرَاحَ إِلَى الجُمُعَةِ، وَشَهِدَ جِنَازَةً، وَأَعْتَقَ رَقَبَةً.(2/14)
1045- حَدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ وَهُوَ مَوْعُوكٌ، عَلَيْهِ قَطِيفَةٌ، فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ فَوَجَدَ حَرَّهَا فَوْقَ القَطِيفَةِ، فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: مَا أَشَدَّ حَرَّ حُمَّاكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: إِنَّا كَذَلِكَ يُشَدَّدُ عَلَيْنَا البَلاَءُ وَيُضَاعَفُ لَنَا الأَجْرُ، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، مَنْ أَشَدُّ النَّاسِ بَلاَءً؟ قَالَ: الأَنْبِيَاءُ وَالصَّالِحُونَ، لَقَدْ كَانَ أَحَدُهُمْ يُبْتَلَى بِالفَقْرِ حَتَّى مَا يَجِدُ إِلاَّ العَبَاءَةَ يَحْويهَا فَيَلْبَسَهَا، وَيُبْتَلَى بِالقُمَّلِ حَتَّى يَقْتُلَهُ، وَلأَحَدُهُمْ كَانَ أَشَدَّ فَرَحًا بِالبَلاَءِ مِنْكُمْ بِالعَطَاءِ(2/14)
1046- حَدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثنا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثنا عَمْرٌو، عَنْ أَبِي السَّمْحِ، عَنْ أَبِي الهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَنَّهُ قَالَ: يَقُولُ الرَّبُّ يَوْمَ القِيَامَةِ: سَيَعْلَمُ أَهْلُ الجَمْعِ اليَوْمَ مَنْ أَهْلُ الكَرَمِ، فَقِيلَ: مَنْ أَهْلُ الكَرْمِ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: مَجَالِسُ الذِّكْرِ فِي المَسَاجِدِ.(2/14)
1047- حَدَّثنا صَالِحُ بْنُ حَاتِمِ بْنِ وَرْدَانَ، حَدَّثنا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَبْدِ الغَافِرِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: كَانَ رَجُلٌ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ لَمْ يَبْتَئِرْ عِنْدَ اللهِ خَيْرًا قَطُّ، قَالَ: فَسَّرَهُ قَتَادَةُ: لَمْ يَدَّخِرْ عِنْدَ اللهِ خَيْرًا قَطُّ، قَالَ لِبَنِيهِ عِنْدَ المَوْتِ: أَيْ بَنِيَّ، أَيُّ أَبٍ كُنْتُ لَكُمْ؟ قَالُوا: خَيْرَ أَبٍ، قَالَ: فَإِذَا مُتُّ فَاحْرَقُونِي، أَوْ قَالَ: فَاسْحَقُونِي، أَوْ قَالَ: انْتَهِكُونِي، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ رِيحٍ عَاصِفٍ فَذَرُّونِي، قَالَ: فَمَاتَ فَفُعِلَ بِهِ ذَلِكَ، فَقَالَ اللهُ: كُنْ فَكَانَ كَأَسْرَعِ مِنْ طَرْفَةِ العَيْنِ، فَقَالَ اللهُ: أَيْ عَبْدِ: مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا فَعَلْتَ؟ قَالَ: مَخَافَتُكَ أَيْ رَبِّ، قَالَ: فَمَا تَلاَفَاهُ أَنْ غَفَرَ لَهُ.
1048- قَالَ صَالِحُ بْنُ حَاتِمٍ: قَالَ مُعْتَمِرٌ: قَالَ أَبِي، فَحَدَّثْتُ بِهَذَا الحَدِيثِ أَبَا عُثْمَانَ النَّهْدِيَّ، فَقَالَ: هَكَذَا حَدَّثَنِيهِ سَلْمَانُ، وَزَادَ فِيهِ: وَذَرُّونِي فِي البَحْرِ(2/15)
1049- حَدَّثنا أَبُو الأَشْعَثِ أَحْمَدُ بْنُ المِقْدَامِ العِجْلِيُّ، حَدَّثنا مُعْتَمِرٌ، وَحَدَّثنا عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ النَّضْرِ الأَحْوَلُ، وَنَسَخْتُهُ مِنْ نُسْخَةِ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثنا المُعْتَمِرُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، حَدَّثنا قَتَادَةُ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَبْدِ الغَافِرِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: لَيَأْخُذَنَّ رَجُلٌ بِيَدِ أَبِيهِ يَوْمَ القِيَامَةِ فَلَيُقَطِّعَنَّهُ نَارًا يُرِيدُ أَنْ يُدْخِلَهُ الجَنَّةَ، قَالَ: فَيُنَادَى أَنَّ الجَنَّةَ لاَ يَدْخُلُهَا مُشْرِكٌ، إِنَّ اللهَ قَدْ حَرَّمَ الجَنَّةَ عَلَى كُلِّ مُشْرِكٍ، قَالَ: فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ أَبِي، قَالَ: فَيُحَوَّلُ فِي صُورَةٍ قَبِيحَةٍ وَرِيحٍ مُنْتِنَةٍ، قَالَ: فَيَتْرُكُهُ، قَالَ: فَكَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَرَونَ أَنَّهُ إِبْرَاهِيمُ، وَلَمْ يَزِدْهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ عَلَى ذَلِكَ.(2/15)
1050- حَدَّثنا زَحْمَوَيْهِ (1)، حَدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، أَخبَرنا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ عَنِ العَزْلِ قَالَ: أَوَتَفْعَلُونَ ذَلِكَ؟ لاَ عَلَيْكُمْ أَنْ لاَ تَفْعَلُوا، لَيْسَ مِنْ نَسَمَةٍ قَضَى اللهُ أَنْ تَكُونَ إِلاَّ وَهِيَ كَائِنَةٌ، قَالَ: وَكَانَ عُمَرُ، وَابْنُ عُمَرَ يَكْرَهَانِ العَزْلَ، وَكَانَ زَيْدٌ، وَابْنُ مَسْعُودٍ يَعْزِلاَنِ.
_حاشية__________
(1) تحرف في المطبوع إلى: "أحمد به" وصوبناه عن "المقصد العلي" 781، و"إتحاف المهرة" 321.(2/16)
1051- حَدَّثنا القَوَارِيرِيُّ، حَدَّثنا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيُّ، حَدَّثنا أَبِي، عَنْ عَامِرٍ الأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: إِنَّ المُؤْمِنَ إِذَا اشْتَهَى الوَلَدَ فِي الجَنَّةِ كَانَ سِنُّهُ وَوَضْعُهُ وَشَبَابُهُ كَمَا يَشْتَهِي، أَوْ نَحْوَهُ(2/16)
1052- حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ المَكِّيُّ، حَدَّثنا أَبُو سَعِيدٍ، عَنْ صَدَقَةِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ بَيْتِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فِي نَفَرٍ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ، فَخَرَجَ عَلَيْنَا فَقَالَ: أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِخِيَارِكُمْ؟ قَالُوا: بَلَى، قَالَ: خِيَارُكُمُ المُوفُونَ المُطَيَّبُونَ، إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الخَفِيَّ التَّقِيَّ، قَالَ: وَمَرَّ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ: الحَقُّ مَعَ ذَا، الحَقُّ مَعَ ذَا.(2/17)
1053- حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ، حَدَّثنا أَبُو سَعِيدٍ، عَنْ صَدَقَةَ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، أَرَاهُ عَنْ أَبِيهِ، شَكَّ أَبُو عَبْدِ اللهِ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ وَهُوَ عَلَى الأَعْوَادِ وَهُوَ يَقُولُ: مَا قَلَّ وَكَفَى خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ وَأَلْهَى.(2/17)
1054- حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ، حَدَّثنا حَاتِمٌ، عَنِ ابْنِ عَجْلاَنَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: إِذَا خَرَجَ ثَلاَثَةٌ فِي سَفَرٍ فَلْيَؤُمَّهُمْ أَحَدُهُمْ.(2/17)
1055- حَدَّثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثنا عِمْرَانُ بْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: إِنَّ اللهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الجَمَالَ، وَيُحِبُّ أَنْ يَرَى نِعْمَتَهُ عَلَى عَبْدِهِ(2/17)
1056- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ القَوَارِيرِيُّ، حَدَّثنا عَبْدُ الأَعْلَى، حَدَّثنا سَعِيدُ بْنُ إِيَاسٍ الجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَقَالَ: إِنَّ اللهَ يُعَرِّضُ، يَعْنِي فِي الخَمْرِ، فَمَنْ كَانَ عِنْدَهُ مِنْهَا شَيْءٌ فَلْيَبِعْهُ وَلْيَنْتَفِعْ بِهِ، فَلَمْ نَلْبَثْ إِلاَّ يَسِيرًا حَتَّى قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: إِنَّ اللهَ قَدْ حَرَّمَ الخَمْرَ، فَمَنْ أَدْرَكَتْهُ هَذِهِ الآيَةُ فَلاَ يَبِعْ وَلاَ يَشْرَبْ، قَالَ: فَاسْتَقْبَلَ النَّاسُ مَا كَانَ عِنْدَهُمْ مِنْهَا فَسَفَكُوهَا فِي طُرُقِ المَدِينَةِ.(2/18)
1057- حَدَّثنا أَبُو مُوسَى مُحَمَّدُ بْنُ المُثَنَّى، حَدَّثنا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ سَعِيدٍ، أَخبَرنا سُلَيْمَانُ النَّاجِي، عَنْ أَبِي المُتَوَكِّلِ النَّاجِي، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ صَلَّى بِأَصْحَابِهِ فَجَاءَ رَجُلٌ، فَقَالَ نَبِيُّ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: مَنْ يَتَّجِرُ عَلَى هَذَا فَيُصَلِّي مَعَهُ؟ قَالَ: فَصَلَّى مَعَهُ رَجُلٌ.(2/18)
1058- حَدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ، حَدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ المُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ قُرْطٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: مَنْ صَامَ رَمَضَانَ، فَعَرَفَ حُدُودَهُ وَحَفِظَ مَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَحْفَظَ مِنْهُ، كَفَّرَ مَا قَبْلَهُ(2/18)
1059- حَدَّثنا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ شَيْبَانَ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنْ عَطِيَّةَ العَوْفِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: مَنْ يُرَائِي يُرَائِي اللهُ بِهِ، وَمَنْ سَمَّعَ سَمَّعَ اللهُ بِهِ.(2/19)
1060- حَدَّثنا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثنا زَيْدُ بْنُ الحُبَابِ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ رُبَيْحِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: لاَ وَضُوءَ لِمَنْ لَمْ يَذْكُرِ اسْمَ اللهِ عَلَيْهِ.(2/19)
1061- حَدَّثنا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثنا رِشْدِينٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الحَارِثِ، عَنْ أَبِي السَّمْحِ، عَنْ أَبِي الهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: الشِّتَاءُ رَبِيعُ المُؤْمِنِ
1062- حَدَّثنا بِإِسْنَادِهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: المَجَالِسُ ثَلاَثَةٌ: سَالِمٌ وَغَانِمٌ وَشَاجِبٌ.(2/19)
1063- حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ العَلاَءِ، حَدَّثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ قُسَيْطٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: رَكِبَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ المِنْبَرَ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي قَدْ كُنْتُ أُرِيتُ لَيْلَةَ القَدْرِ، وَقَدِ انْتُزِعَتْ مِنِّي، وَعَسَى أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ خَيْرًا، وَرَأَيْتُ كَأَنَّ فِي ذِرَاعِي سِوَارَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ، فَكَرِهْتُهُمَا، فَنَفَخْتُهُمَا فَطَارَا، فَأَوَّلْتُهُمَا هَذَيْنِ الكَذَّابَيْنِ: صَاحِبَ اليَمَنِ وَاسْمُهُ الأَسْوَدُ بْنُ كَعْبٍ العَنْسِيُّ، وَصَاحِبَ اليَمَامَةِ وَكَانَ الأَسْوَدُ قَدْ تَكَلَّمَ فِي زَمَانِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ.(2/20)
1064- حَدَّثنا شَيْبَانُ، حَدَّثنا أَبُو الأَشْهَبِ، حَدَّثنا أَبُو نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ فِي سَفَرٍ مَعَ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ عَلَى رَاحِلَتِهِ قَالَ: فَجَعَلَ يَضْرِبُ يَمِينًا وَشِمَالاً، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: مَنْ كَانَ مَعَهُ فَضْلُ ظَهْرٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لاَ ظَهْرَ لَهُ، وَمَنْ كَانَ لَهُ فَضْلُ زَادٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لاَ زَادَ لَهُ، فَذَكَرَ مِنْ أَصْنَافِ المَالِ مَا ذَكَرَ حَتَّى رَأَيْنَا أَنْ لاَ حَقَّ لأَحَدٍ مِنَّا فِي فَضْلٍ.(2/20)
1065- عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ رَأَى فِي أَصْحَابِهِ تَأَخُّرًا، فَقَالَ لَهُمْ: تَقَدَّمُوا فَأْتَمُّوا بِي، وَلْيَأْتَمَّ بِكُمْ مَنْ بَعْدَكُمْ، لاَ يَزَالُ قَوْمٌ يَتَأَخَّرُونَ حَتَّى يُؤَخِّرَهُمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ(2/20)
1066- حَدَّثنا بِشْرُ بْنُ هِلاَلٍ الصَّوَّافُ، حَدَّثنا عَبْدُ الوَارِثِ، عَنْ عَبْدِ العَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ جِبْرِيلَ أَتَى النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ اشْتَكَيْتَ؟ فَقَالَ: نَعَمْ قَالَ: بِاسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ مِنْ كُلِّ دَاءٍ يُؤْذِيكَ، مِنْ كُلِّ نَفْسٍ أَوْ عَيْنِ حَاسِدٍ اللهُ يَشْفِيكَ، بِاسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ.(2/21)
1067- حَدَّثنا مَسْرُوقُ بْنُ المَرْزُبَانِ، حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنْ أَبِي الوَدَّاكِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُومُ إِلَى خَشَبَةٍ يَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا، يَخْطُبُ كُلَّ جُمُعَةٍ حَتَّى أَتَاهُ رَجُلٌ مِنَ القَوْمِ فَقَالَ: إِنْ شِئْتَ جَعَلْتُ لَكَ شَيْئًا إِذَا قَعَدْتَ عَلَيْهِ كُنْتَ كَأَنَّكَ قَائِمٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَجَعَلَ لَهُ المِنْبَرَ، فَلَمَّا جَلَسَ عَلَيْهِ حَنَّتِ الخَشَبَةُ حَنِينَ النَّاقَةِ عَلَى وَلَدِهَا، حَتَّى نَزَّلَ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهَا، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الغَدِ، رَأَيْتُهَا قَدْ حُوِّلَتْ، فَقُلْنَا: مَا هَذَا؟ قَالُوا: جَاءَ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ البَارِحَةَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ فَحَوَّلُوهَا.(2/21)
1068- حَدَّثنا مَسْرُوقذُ بْنُ المَرْزُبَانِ، حَدَّثنا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدٍ (1)، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: فَحَنَّتِ الخَشَبَةُ حَنِينَ النَّاقَةِ الخَلُوجِ(2).
_حاشية__________.
(1) هو سَعِيد بن أَبي كَرِب.
(2) في النهاية الناقة الخلوج هي التي اختُلِج ولدُها أي انْتُزِع منها.(2/21)
1069- حَدَّثنا الجَرَّاحُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثنا اليَمَانُ بْنُ نَصْرٍ، صَاحِبُ الدَّقِيقِ، حَدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعْدٍ المُزَنِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ المُنْكَدِرِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ يَقُولُ: رَأَيْتُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ كَأَنِّي تَحْتَ شَجَرَةٍ، وَكَأَنَّ الشَّجَرَةَ تَقْرَأُ ص، فَلَمَّا أَتَتْ عَلَى السَّجْدَةِ سَجَدَتْ، فَقَالَتْ فِي سُجُودِهَا: اللهُمَّ اغْفِرْ لِي بِهَا، اللهُمَّ حُطَّ عَنِّي بِهَا وِزْرًا، وَأَحْدِثْ لِي بِهَا شُكْرًا، وَتَقَبَّلْهَا مِنِّي كَمَا تَقَبِّلْتَ مِنْ عَبْدِكَ دَاوُدَ سَجْدَتَهُ، فَغَدَوْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ: سَجَدْتَ أَنْتَ يَا أَبَا سَعِيدٍ؟ قُلْتُ: لاَ، قَالَ: فَأَنْتَ أَحَقُّ بِالسُّجُودِ مِنَ الشَّجَرَةِ، ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ سُورَةَ ص ثُمَّ أَتَى عَلَى السَّجْدَةِ وَقَالَ فِي سُجُودِهِ مَا قَالَتِ الشَّجَرَةُ فِي سُجُودِهَا.(2/22)
1070- حَدَّثنا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، حَدَّثنا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ بُرْدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ أَبِي هَارُونَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: إِذَا ضَرَبَ أَحَدُكُمْ خَادِمَهُ فَذَكَرَ اللهَ فَارْفَعُوا أَيْدِيَكُمْ.(2/22)
1071- حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، حَدَّثنا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى بْنِ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: لَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسِ أَوَاقٍ صَدَقَةٌ، وَلَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسَةِ أَوْسُقٍ صَدَقَةٌ، وَلَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسِ ذَوْدٍ صَدَقَةٌ(2/22)
1072- حَدَّثنا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ، حَدَّثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ إِلَى مَسْجِدِ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، فَمَرَّ بِقَرْيَةِ بَنِي سَالِمٍ، فَهَتَفَ بِرَجُلٍ وَذَكَرَ الحَدِيثَ.(2/23)
1073- حَدَّثنا سُفيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ، أَنَّ شَرِيكَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، حَدَّثَهُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، أَنَّ عَلِيًّا أَتَاهُ بِدِينَارٍ وَجَدَهُ فِي السُّوقِ، فَقَالَ: عَرِّفْهُ ثَلاَثًا، فَلَمْ يَجِدْ مَنْ يَعْرِفُهُ، فَرَجَعَ إِلَى النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ: كُلْهُ، أَوْ شَأْنُكَ بِهِ، فَابْتَاعَ مِنْهُ بِثَلاَثَةِ دَرَاهِمَ شَعِيرًا، وَبِثَلاَثَةِ دَرَاهِمَ تَمْرًا، وَابْتَاعَ بِدِرْهَمٍ لَحْمًا، وَبِدِرْهَمٍ زَيْتًا، وَفَضَلَ عِنْدَهُ دِرْهَمٌ، وَكَانَ الصَّرْفُ أَحَدَ عَشَرَ بِدِينَارٍ، حَتَّى إِذَا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ جَاءَ صَاحِبُهُ فَعَرَفَهُ، فَقَالَ لَهُ عَلَيٌّ: أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ بِأَكْلِهِ، فَانْطَلَقَ صَاحِبُهُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ كُلَّهُ، فَقَالَ لِعَلِيٍّ: رُدَّهُ عَلَى الرَّجُلِ، فَقَالَ: قَدْ أَكَلْتُهُ، قَالَ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: إِنْ جَاءَنَا شَيْءٌ أَدَّينَاهُ إِلَيكَ(2/23)
1074- حَدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُعَاوِيَةَ الجُمَحِيُّ، حَدَّثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ الحَجَّاجِ، عَنْ عَطِيَّةَ العَوْفِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ إِلاَّ قَدْ أَنْذَرَ الدَّجَّالَ قَوْمَهُ، وَإِنِّي أُنْذِرُكُمُوهُ، إِنَّهُ أَعْوَرُ ذُو حَدَقَةٍ جَاحِظَةٍ، وَلاَ يَخْفَى كَأَنَّهَا نُخَاعَةٌ فِي جَنْبِ جِدَارٍ، وَعَيْنُهُ اليُسْرَى كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ، وَمَعَهُ مِثْلُ الجَنَّةِ وَالنَّارِ، فَجَنَّتُهُ عَيْنٌ ذَاتُ دُخَانٍ، وَنَارُهُ رَوْضَةٌ خَضْرَاءُ، وَبَيْنَ يَدَيْهِ رَجُلاَنِ يُنْذِرَانِ أَهْلَ القُرَى، كُلَّمَا خَرَجَا مِنْ قَرْيَةٍ دَخَلَ أَوَائِلُهُمْ، فَيُسَلَّطُ عَلَى رَجُلٍ لاَ يُسَلَّطُ عَلَى غَيْرِهِ فَيَذْبَحُه، ثُمَّ يَضْرِبُهُ بِعَصَاهُ، ثُمَّ يَقُولُ: قُمْ، فَيَقُولُ لأَصْحَابِهِ: كَيْفَ تَرَوْنَ، أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ؟ فَيَشْهَدُونَ لَهُ بِالشِّرْكِ، فَيَقُولُ الرَّجُلُ المَذْبُوحُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ هَذَا المَسِيحُ الدَّجَّالُ الَّذِي أَنْذَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، فَيَعُودُ أَيْضًا فَيَذْبَحُهُ، ثُمَّ يَضْرِبُهُ بِعَصَاهُ، فَيَقُولُ لَهُ: قُمْ، فَيَقُولُ لأَصْحَابِهِ: كَيْفَ تَرَوْنَ، أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ؟ فَيَشْهَدُونَ لَهُ بِالشِّرْكِ، فَيَقُولُ المَذْبُوحُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، هَا إِنَّ هَذَا المَسِيحُ الدَّجَّالُ الَّذِي أَنْذَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، مَا زَادَنِي هَذَا فِيكَ إِلاَّ بَصِيرَةً، وَيَعُودُ فَيَذْبَحُهُ الثَّالِثَةَ، فَيَضْرِبُهُ بِعَصَاهُ، فَيَقُولُ: قُمْ، فَيَقُولُ لأَصْحَابِهِ: كَيْفَ تَرَوْنَ، أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ؟ فَيَشْهَدُونَ لَهُ بِالشِّرْكِ، فَيَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ هَذَا المَسِيحُ الدَّجَّالُ الَّذِي أَنْذَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، مَا زَادَنِي هَذَا فِيكَ إِلاَّ بَصِيرَةً، ثُمَّ يَعُودُ فَيَذْبَحُهُ الرَّابِعَةَ فَيُضْرَبُ اللهُ عَلَى حَلْقِهِ بِصَفْحَةٍ نُحَاسٍ فَلاَ يَسْتَطِيعُ ذَبْحَهُ، قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: فَوَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ النُّحَاسَ إِلاَّ يَوْمَئِذٍ، قَالَ: فَيَغْرِسُ النَّاسُ بَعْدَ ذَلِكَ وَيَزْرَعُونَ قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: كُنَّا نَرَى ذَلِكَ الرَّجُلَ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ لِمَا نَعْلَمُ مِنْ قُوَّتِهِ وَجَلَدِهِ.
1075- قَرَأْتُ عَلَى الحُسَيْنِ بْنِ يَزِيدَ الطَّحَّانِ هَذَا الحَدِيثِ فَقَالَ: هُوَ مَا قَرَأْتُ عَلَى سَعِيدِ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ فُضَيْلٍ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ {وَآتِ ذَا القُرْبَى حَقَّهُ} دَعَا النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَاطِمَةَ وَأَعْطَاهَا فَدَكَ.(2/24)
1076- حَدَّثنا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ، أَخبَرنا خَالِدٌ، عَنِ الجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: اعْتَكَفَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ العَشْرَ الأَوْسَطَ مِنْ رَمَضَانَ يَلْتَمِسُ لَيْلَةَ القَدْرِ، ثُمَّ أَمَرَ بِالبِنَاءِ فَنُقِضَ، ثُمَّ بُيِّنَتْ لَهُ فِي العَشْرِ الأَوَاخِرِ، فَأَمَرَ بِهِ فَأُعِيدَ، فَخَرَجَ إِلَيْنَا فَقَالَ: إِنَّهَا بُيِّنَتْ لَيْلَةُ القَدْرِ، وَإِنِّي خَرَجْتُ لأُبِيِّنَهَا لَكُمْ، فَتَلاَحَى رَجُلاَنِ فَنُسِّيتُهَا، فَالتَمِسُوهَا فِي التَّاسِعَةِ وَالسَّابِعَةِ وَالخَامِسَةِ، قُلْتُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، إِنَّكُمْ أَعْلَمُ بِالعَدَدِ مِنَّا، فَأَيُّ لَيْلَةٍ: التَّاسِعَةُ وَالسَّابِعَةُ وَالخَامِسَةُ؟ فَقَالَ: أَجَلْ، وَنَحْنُ أَحَقُّ بِذَلِكَ، إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ إِحْدَى وَعِشْرِينَ، ثُمَّ دَعْ لَيْلَةً، ثُمَّ الَّتِي تَلِيهَا هِيَ الثَّالِثَةُ، ثُمَّ دَعِ اللَّيْلَةَ، وَالَّتِي تَلِيهَا الخَامِسَةُ، قَالَ الجُرَيْرِيُّ: فَحَدَّثَنِي أَبُو العَلاَءِ، عَنْ مُطَرِّفٍ، أَنَّهُ سَمِعَ مُعَاوِيَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: وَالثَّالِثَةُ(2/25)
1077- حَدَّثنا عَبْدُ الغَفَّارِ، حَدَّثنا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ أَبِي سُفيَانَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: مِفْتَاحُ الصَّلاَةِ الوُضُوءُ، وَتَحْرِيمُهَا التَّكْبِيرُ، وَإِحْلاَلُهَا التَّسْلِيمُ، وَفِي كُلِّ رَكْعَتَيْنِ تَسْلِيمٌ، وَلاَ تَجُوزُ صَلاَةٌ لاَ يُقْرَأُ فِيهَا بِفَاتِحَةِ الكِتَابِ وَشَيْءٍ مَعَهَا.(2/26)
1078- حَدَّثنا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ، أَخبَرنا خَالِدٌ، عَنِ الجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ قَالَ: أُرَاهُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: يَا أَهْلَ المَدِينَةِ، لاَ تَأْكُلُوا لُحُومَ الأَضَاحِي فَوْقَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ، قَالَ: فَشَكَوْا إِلَيْهِ أَنَّ لَهُمْ عِيَالاً وَخَدَمًا، فَقَالَ: كُلُوا وَأَطْعِمُوا وَاحْتَبِسُوا
1079- وَعَنْ أَبِي نَضْرَةَ قَالَ: أُرَاهُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ كَانَ إِذَا اكْتَسَى ثَوْبًا سَمَّاهُ بِاسْمِهِ: عِمَامَةٍ أَوْ قَمِيصٍ أَوْ رِدَاءٍ وَيَقُولُ: اللهُمَّ لَكَ الحَمْدُ، أَنْتَ كَسَوْتَنِي، أَسْأَلُكَ مِنْ خَيرِهِ وَخَيْرِ مَا صُنِعَ لَهُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهِ وَشَرِّ مَا صُنِعَ لَهُ.
1080- وَعَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ عَلَى نَهَرٍ مِنْ مَاءٍ وَهُوَ عَلَى بَغْلٍ وَالنَّاسُ صِيَامٌ، وَالمُشَاةُ كَثِيرٌ فَقَالَ: اشْرَبُوا، فَجَعَلُوا يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: اشْرَبُوا، فَإِنِّي أَيَسَرُكُمْ فَجَعَلُوا يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ، فَحَوَّلَ وَرِكَهُ فَشَرِبَ وَشَرِبَ النَّاسُ.(2/26)
1081- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ المَسْجِدَ فَبَصُرَ بِنُخَامَةٍ فِي قِبْلَةِ المَسْجِدِ فَاسْتَبَانَهَا بِعُودٍ كَانَ مَعَهُ، أَوْ قَصَبَةٍ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى القَوْمِ يَعْرِفُونَ الغَضَبَ فِي وَجْهِهِ فَقَالَ: مَنْ صَاحِبُ هَذَا؟ فَسَكَتَ القَوْمُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ إِذَا قَامَ فِي مُصَلاَّهُ أَنْ يَسْتَقْبِلَهُ رَجُلٌ فَيَنْخَعَ فِي وَجْهِهِ؟ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا نُحِبُّ ذَلِكَ، قَالَ: فَإِنَّ اللهَ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ، فَلاَ يُوَاجِهَنَّ أَحَدُكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الأَذَى بَيْنَ يَدَيْهِ، وَلَكِنْ عَنْ يَسَارِهِ أَوْ تَحْتَ قَدَمِهِ.(2/27)
1082- حَدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ، حَدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثنا الجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ إِذَا اسْتَجَدَّ ثَوْبًا سَمَّاهُ بِاسْمِهِ قَالَ: اللهُمَّ أَنْتَ كَسَوْتَنِي هَذَا القَمِيصَ، أَوِ الرِّدَاءَ، أَوِ العِمَامَةَ، نَسْأَلُكَ خَيرَهُ وَخَيْرَ مَا صُنِعَ لَهُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهِ وَشَرِّ مَا صُنِعَ لَهُ(2/27)
1083- حَدَّثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثنا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: هَلَكَ المُثْرُونَ، هَلَكَ المُثْرُونَ إِلاَّ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِلاَّ مَنْ؟ قَالَ: إِلاَّ مَنْ قَالَ: هَكَذَا وَهَكَذَا عَنْ يَمِينِهِ، وَعَنْ شِمَالِهِ.(2/28)
1084- حَدَّثنا عُثْمَانُ، حَدَّثنا جَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: كَيْفَ أَنْعَمُ وَصَاحِبُ الصُّوَرِ قَدِ التَقَمَ وَحَنَا جَبْهَتَهُ يَنْتَظِرُ مَتَى يُؤْمَرُ أَنْ يَنْفُخَ؟ قِيلَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا نَقُولُ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: قُولُوا: حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ، عَلَى اللهِ تَوَكَّلْنَا.(2/28)
1085- حَدَّثنا عُثْمَانُ، حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثنا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ العَزِيزِ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: لاَ حَسَدَ إِلاَّ فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ أَتَاهُ اللهُ القُرْآنَ فَهُوَ يَتْلُوهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ، فَهُوَ يَقُولُ: لَوْ أُوتِيتُ مِثْلَ مَا أُوتِيَ هَذَا، لَفَعَلْتُ كَمَا يَفْعَلُ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللهَ مَالاً فَهُوَ يُنْفِقُهُ فِي حَقِّهِ، فَهُوَ يَقُولُ: لَوْ أُوتِيتُ مِثْلَ مَا أُوتِي هَذَا لَفَعَلْتُ كَمَا يَفْعَلُ(2/28)
1086- حَدَّثنا عُثْمَانُ، حَدَّثنا جَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: إِنَّ مِنْكُمْ مَنْ يُقَاتِلُ عَلَى تَأْوِيلِ القُرْآنِ كَمَا قَاتَلْتُ عَلَى تَنْزِيلِهِ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا هُوَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: لاَ، قَالَ عُمَرُ: أَنَا هُوَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: لاَ، وَلَكِنَّهُ خَاصِفُ النَّعْلِ، وَكَانَ أَعْطَى عَلِيًّا نَعْلَهُ يَخْصِفُهَا.(2/29)
1087- حَدَّثنا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى، حَدَّثنا دَاوُدُ بْنُ الزِّبْرِقَانِ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابِي، فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا، مَا نِلْتُمْ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلاَ نَصِيفَهُ(2/29)
1088- حَدَّثنا سُرَيْجٌ، حَدَّثنا أَبُو حَفْصٍ الأَبَّارُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ القِيَامَةِ إِمَامٌ جَائِرٌ.(2/30)
1089- حَدَّثنا أَبُو مَعْمَرٍ، حَدَّثنا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي طُوَالَةَ، عَنْ نَهَارٍ العَبْدِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: يُسْأَلُ العَبْدُ يَوْمَ القِيَامَةِ حَتَّى يَسْأَلَهُ: مَا مَنَعَكَ أَنْ رَأَيْتَ المُنْكَرَ أَنْ تُنْكِرَهُ؟ فَإِذَا لَقَّنَ اللهُ عَبْدًا حُجَّتَهُ، قَالَ: يَا رَبِّ رَجَوْتُكَ وَخِفْتُ النَّاسَ.(2/30)
1090- حَدَّثنا الحَسَنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ شَقِيقٍ، حَدَّثنا أَبِي، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ وَهُوَ فِي بَيْتِ أُمِّ سَلَمَةَ، وَهُوَ يُصَلِّي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ مُتَوَشِّحًا بِهِ.(2/30)
1091- حَدَّثنا أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثنا ابْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: لاَ قُدِّسَتْ أُمَّةٌ لاَ يُعْطَى الضَّعِيفُ فِيهَا حَقَّهُ غَيرَ مُتَعْتَعٍ(2/30)
1092- حَدَّثنا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: الأَنْصَارُ شِعَارٌ وَالنَّاسُ دِثَارٌ، وَلَوْلاَ الهِجْرَةُ كُنْتُ امْرَءًا مِنَ الأَنْصَارِ.(2/31)
1093- حَدَّثنا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثنا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ جَهْضَمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ عَنْ شِرَى مَا فِي بُطُونِ الأَنْعَامِ حَتَّى تَضَعَ، وَعَمَّا فِي ضُرُوعِهَا إِلاَّ بِكَيْلٍ، وَعَنْ شِرَى العَبْدِ وَهُوَ آبَقٌ، وَعَنْ شِرَى المَغَانِمِ حَتَّى تُقْسَمَ، وَعَنْ شِرَى الصَّدَقَاتِ حَتَّى تُقْبَضَ، وَعَنْ ضَرْبَةِ الغَائِصِ.(2/31)
1094- حَدَّثنا أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ، حَدَّثنا شَيْبَانُ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: يُقَالُ لِصَاحِبِ القُرْآنِ إِذَا دَخَلَ الجَنَّةِ: اقْرَأْ وَاصْعَدْ، فَيَقْرَأُ وَيَصْعَدُ بِكُلِّ آيَةٍ دَرَجَةً(2/31)
1095- حَدَّثنا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثنا قَبِيصَةُ، عَنْ سُفيَانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عِيَاضٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: كُنَّا نُوَرِّثُهُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَعْنِي الجَدَّ.(2/32)
1096- حَدَّثنا العَبَّاسُ بْنُ الوَلِيدِ النَّرْسِيُّ، حَدَّثنا بِشْرُ بْنُ المُفَضَّلِ (1)، حَدَّثنا عُمَارَةُ بْنُ غَزِيَّةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُمَارَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ.
_حاشية__________.
(1) تصحف في طبعة حسين أسد إلى: بشر بن الفَضْل، وجاء على الصواب في طبعة دار القبلة (1112).(2/32)
1097- حَدَّثنا العَبَّاسُ، حَدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثنا أَبُو مَسْلَمَةَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: أَهْلُ النَّارِ الَّذِينَ هُمْ أَهْلُهَا فَإِنَّهُمْ لاَ يَمُوتُونَ وَلاَ يَحْيَوْنَ، وَلَكِنْ أُنَاسٌ، أَوْ كَمَا قَالَ، فَتُصِيبُهُمُ النَّارُ بِذُنُوبِهِمْ، أَوْ قَالَ: بِخَطَايَاهُمْ، قَالَ: هَكَذَا، قَالَ أَبُو نَضْرَةَ، فَيُمِيتُهُمْ حَتَّى إِذَا صَارُوا فَحْمًا أَذِنَ فِي الشَّفَاعَةِ، فَيُجَاءُ بِهِمْ ضَبَائِرَ فَيَنْبُتُونَ عَلَى أَنْهَارِ الجَنَّةِ، فَيُقَالُ لأَهْلِ الجَنَّةِ: أَفِيضُوا عَلَيْهِمْ، فَيَنْبُتُونَ كَمَا تَنْبُتُ الحِبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ، قَالَ رَجُلٌ مِنَ القَوْمِ: كَأَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فِي البَادِيَةِ , فَقَالَ إِسْمَاعِيلُ: الحِبَّةُ: البَذْرُ يَسْقُطُ مِنَ الشَّجَرَةِ فَيُصِيبُهُ البَرَازُ فَيَنْبُتُ، فَكَذَلِكَ تُسَمِّيهَا العَرَبُ.(2/32)
1098- حَدَّثنا العَبَّاسُ بْنُ الوَلِيدِ، حَدَّثنا عَبْدُ الوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: رَحْمَةُ اللهِ مِئَةُ جُزْءٍ، فَقَسَمَ جُزْءًا مِنْهَا بَيْنَ الخَلاَئِقِ فِيهِ يَتَرَاحَمُونَ: النَّاسُ وَالوُحُوشُ وَالطَّيْرُ.(2/32)
1099- حَدَّثنا إِبْرَاهِيمُ السَّامِيُّ، حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ مَيْمُونٍ، حَدَّثنا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ لاِبْنِ عَبَّاسٍ: يَا غُلاَمُ يَا غُلَيِّمُ، أَوْ يَا غُلَيِّمُ يَا غُلاَمُ، احْفَظْ عَنِّي كَلِمَاتٍ فَذَكَرَ الحَدِيثَ فِي المُعْجَمِ.(2/33)
1100- حَدَّثنا إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَرْعَرَةَ، حَدَّثنا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثنا سَعِيدُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ المُنْكَدِرِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: غُسْلُ يَوْمِ الجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ، وَمَسُّ الطِّيبِ إِنْ كَانَ عِنْدَهُ(2/33)
1101- حَدَّثنا هُدْبَةُ، حَدَّثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ خُطْبَةً بَعْدَ صَلاَةِ العَصْرِ إِلَى مُغَيْرِبَانِ الشَّمْسِ، حَفِظَهَا مَنْ حَفِظَهَا وَنَسِيَهَا مَنْ نَسِيَهَا، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ، وَإِنَّ اللهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا فَنَاظِرٌ كَيْفَ تَعْمَلُونَ، أَلاَ فَاتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقُوا النِّسَاءَ، أَلاَ إِنَّ لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ كَغَدْرَتِهِ، وَلاَ غَدْرَ أَكْثَرُ مِنْ غَدْرِ أَمِيرِ جَمَاعَةٍ، أَلاَ إِنَّ خَيْرَ الرِّجَالِ مَنْ كَانَ بَطِيءَ الغَضَبِ، سَرِيعَ الفَيْءِ، وَشَرَّ الرِّجَالِ مَنْ كَانَ سَرِيعَ الغَضَبِ بَطِيءَ الفَيْءِ، فَإِذَا كَانَ سَرِيعَ الغَضَبِ سَرِيعَ الفَيْءِ فَإِنَّهَا بِهَا، وَإِذَا كَانَ بَطِيءَ الغَضَبِ بَطِيءَ الفَيْءِ فَإِنَّهَا بِهَا، أَلاَ إِنَّ خَيْرَ التُّجَّارِ مَنْ كَانَ حَسَنَ القَضَاءِ حَسَنَ الطَّلَبِ، وَشَرُّ التُّجَّارِ مَنْ كَانَ سَيِّئَ القَضَاءِ سَيِّئَ الطَّلَبِ، فَإِذَا كَانَ الرَّجُلُ سَيِّئَ القَضَاءِ حَسَنَ الطَّلَبِ فَإِنَّهَا بِهَا، وَإِذَا كَانَ الرَّجُلُ حَسَنَ القَضَاءِ سَيِّئَ الطَّلَبِ فَإِنَّهَا بِهَا، أَلاَ إِنَّ الغَضَبَ جَمْرَةٌ تُوقَدُ فِي جَوْفِ ابْنِ آدَمَ، أَوَلَمْ تَرَوْا إِلَى عَيْنَيْهِ وَانْتِفَاخِ أَوْدَاجِهِ؟ فَمَنْ أَحَسَّ بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ فَلْيَلْزَقْ بِالأَرْضِ، وَلاَ يَمْنَعَنَّ أَحَدَكُمْ مَهَابَةُ النَّاسِ أَنْ يَقُولَ الحَقَّ إِذَا عَلِمَهُ، أَلاَ إِنَّ أَفْضَلَ الجِهَادِ كَلِمَةُ حَقٍّ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِرٍ، فَلَمَّا كَانَ عِنْدَ مُغَيْرِبَانِ الشَّمْسِ قَالَ: أَلاَ إِنَّ قَدْرَ مَا قَضَى مِنَ الدُّنْيَا فِيمَا بَقِيَ مِنْهَا كَقَدْرِ مَا مَضَى مِنْ يَوْمِنَا فِيمَا بَقِيَ(2/33)
1102- حَدَّثنا عَمْرُو بْنُ الضَّحَّاكِ بْنِ مَخْلَدٍ، حَدَّثنا أَبِي، عَنْ سُفيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: خَيْرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ المُقَدَّمُ، وَشَرُّهَا المُؤَخَّرُ، وَخَيْرُ صُفُوفِ النِّسَاءِ المُؤَخَّرُ وَشَرُّهَا المُقَدَّمُ.(2/35)
1103- حَدَّثنا الحَارِثُ بْنُ سُرَيْجٍ، حَدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ نَافِعٍ، حَدَّثنا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: أَبْعَرَ رَجُلٌ امْرَأَتَهُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، فَقَالُوا: أَبْعَرَ فُلاَنٌ امْرَأَتَهُ، فَأَنْزَلَ اللهُ: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ}.(2/35)
1104- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرً القَوَارِيرِيُّ، حَدَّثنا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ البَلْخِيُّ، عَنِ الجُعَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّهُ سَمِعَ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ، يَسْأَلُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي سَعِيدٍ: مَا سَمِعْتَ مِنْ أَبِيكَ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ؟ فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: مَثَلُ الَّذِي يَلْعَبُ بِالنَّرْدِ ثُمَّ يَقُومُ يُصَلِّي مَثَلُ الَّذِي يَتَوَضَّأُ بِقَيحٍ وَدَمِ خِنْزِيرٍ يَقُولُ: لاَ تُقْبَلُ صَلاَتُهُ.(2/35)
1105- حَدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الجَبَّارِ أَبُو أَيُّوبَ، حَدَّثنا سَهْلُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثنا فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ عَلَى تَظَاهُرِ العُمُرِ وَانْقِطَاعٍ مِنَ الزَّمَانِ إِمَامٌ يَكُونُ أَعْطَى النَّاسِ، يَجِيئُهُ الرَّجُلُ فَيَحْثُو لَهُ فِي حِجْرِهِ، يُهِمُّهُ مَنْ يَقْبَلُ عَنْهُ صَدَقَةَ ذَلِكَ المَالِ، مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَهْلِهِ، لِمَا يُصِيبُ النَّاسَ مِنَ الخَيْرِ.(2/36)
1106- حَدَّثنا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، حَدَّثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ المُقْرِئُ، حَدَّثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، حَدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ الوَلِيدِ، عَنْ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: مَثَلُ المُؤْمِنِ وَمَثَلُ الإِيمَانِ كَمَثَلِ فَرَسٍ فِي آخِيَّتِهِ يَجُول، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى آخِيَّتِهِ، وَإِنَّ المُؤْمِنَ يَسْهُو ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى الإِيمَانِ، فَأَطْعِمُوا طَعَامَكُمُ الأَتْقِيَاءَ، وَأَوْلُوا مَعْرُوفَكُمُ المُؤْمِنِينَ(2/36)
1107- حَدَّثنا إِسْحَاقُ، حَدَّثنا أَبُو خَالِدٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، وَالأَعْمَشِ، عَنْ هِلاَلِ بْنِ يَسَافٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، وَالأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَقْرَأَ ثُلُثَ القُرْآنِ فِي لَيْلَةٍ؟ قَالُوا: مَنْ يُطِيقُ ذَلِكَ؟ قَالَ: يَقْرَأُ: قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ فَهُوَ ثُلُثُ القُرْآنِ.(2/37)
1108- حَدَّثنا إِسْحَاقُ، حَدَّثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَلِيٍّ الرِّفَاعِيُّ، عَنْ أَبِي المُتَوَكِّلِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ إِذَا قَامَ اللَّيْلَ اسْتَفْتَحَ صَلاَتَهُ فَكَبَّرَ ثُمَّ يَقُولُ: سُبْحَانَكَ اللهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، وَتَبَارَكَ اسْمُكَ، وَتَعَالَى جَدُّكَ، وَلاَ إِلَهَ غَيْرَكَ، ثَلاَثًا، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، ثَلاَثًا، أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، مِنْ هَمْزِهِ وَنَفْثِهِ وَنَفْخِهِ ثُمَّ يُقْرَأُ.(2/37)
1109- حَدَّثنا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، حَدَّثنا الحَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثنا دَرَّاجٌ، عَنْ أَبِي الهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: مِنْ تَوَاضَعَ لِلَّهِ دَرَجَةً رَفَعَهُ اللهُ دَرَجَةً، حَتَّى يَجْعَلَهُ فِي عِلِّيِّينَ، وَمَنْ تَكَبَّرَ عَلَى اللهِ دَرَجَةً يَضَعْهُ اللهُ دَرَجَةً حَتَّى يَجْعَلَهُ فِي أَسْفَلِ السَّافِلِينَ.
1110- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: لَيَذْكُرَنَّ اللهَ قَوْمٌ فِي الدُّنْيَا عَلَى الفُرُشِ المُمُهَّدَةِ يُدْخِلُهُمُ اللهُ الدَّرَجَاتِ العُلَى.(2/38)
1111- حَدَّثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثنا أَبُو عُبَيْدَةَ، حَدَّثنا هِشَامٌ، عَنْ أَبِي الجَارُودِ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: مَا مِنْ مُسْلِمٍ أَطْعَمَ مُسْلِمًا عَلَى جُوعٍ إِلاَّ أَطْعَمَهُ اللهُ مِنْ ثِمَارِ الجَنَّةِ، وَمَا مِنْ مُسْلِمٍ كَسَا أَخَاهُ عَلَى عُرْيٍ إِلاَّ كَسَاهُ اللهُ مِنْ خُضْرِ الجَنَّةِ، وَمَنْ سَقَى مُسْلِمًا عَلَى ظَمَأٍ سَقَاهُ اللهُ مِنَ الرَّحِيقِ(2/38)
1112- حَدَّثنا إِسْحَاقُ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الأَقْمَرِ، عَنِ الأَغَرِّ أَبِي مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: إِذَا اسْتَيْقَظَ الرَّجُلُ مِنَ اللَّيْلِ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ كُتِبَ مِنَ الذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ.(2/39)
1113- حَدَّثنا إِسْحَاقُ، حَدَّثنا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثنا عَبْدُ الحَكَمِ بْنُ عَبْدِ اللهِ القَاصُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الصِّدِّيقُ النَّاجِي، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: بَشِّرِ المَشَّائِينَ فِي الظُّلَمِ إِلَى المَسَاجِدِ بِالنُّورِ التَّامِّ يَوْمَ القِيَامَةِ(2/39)
1114- حَدَّثنا إِسْحَاقُ، حَدَّثنا وَكِيعٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: مَنْ نَامَ عَنِ الوِتْرِ أَوْ نَسِيَهُ فَلْيُوتِرْ إِذَا اسْتَيْقَظَ، أَوْ ذَكَرَهُ.(2/39)
1115- حَدَّثنا إِسْحَاقُ، حَدَّثنا جَرِيرٌ، عَنْ رَقَبَةَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ إِيَاسٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ قَالاَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَكُونُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ سُفَهَاءُ يُقَدِّمُونَ شِرَارَ النَّاسِ، وَيَظْهَرُونَ بِخِيَارِهِمْ، وَيُؤَخِّرُونَ الصَّلاَةَ عَنْ مَوَاقِيتِهَا، فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ، فَلاَ يَكُونَنَّ عَرِيفًا وَلاَ شُرْطِيًّا وَلاَ جَابِيًا وَلاَ خَازِنًا.(2/40)
1116- حَدَّثنا إِسْحَاقُ، حَدَّثنا سُفيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ نَهَى عَنْ بَيْعَتَيْنِ وَعَنْ لُبْسَتَيْنِ، فَأَمَّا البَيْعَتَيْنِ: فَالمُلاَمَسَةُ وَالمُنَابَذَةُ، وَأَمَّا اللُّبْسَتَيْنِ: فَاشْتِمَالُ الصَّمَّاءِ، وَنَهَى عَنِ الاِحْتِبَاءِ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ السَّمَاءِ شَيْءٌ عَلَى فَرْجِهِ.(2/40)
1117- حَدَّثنا إِسْحَاقُ، حَدَّثنا بِشْرُ بْنُ الفَضْلِ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُمَارَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ(2/40)
1118- حَدَّثنا إِسْحَاقُ، حَدَّثنا حَمَّادٌ، عَنْ أَبِي هَارُونَ قَالَ: قُلْنَا لأَبِي سَعِيدٍ: هَلْ حَفِظْتَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ شَيْئًا كَانَ يَقُولُهُ بَعْدَ مَا يُسَلِّمُ؟ قَالَ: نَعَمْ، كَانَ يَقُولُ: {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ العِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلاَمٌ عَلَى المُرْسَلِينَ، وَالحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ}.(2/40)
1119- حَدَّثنا إِسْحَاقُ، حَدَّثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخبَرنا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي عِيسَى، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: عُودُوا المَرِيضَ، وَاتْبَعُوا الجَنَائِزَ تُذَكِّرْكُمُ الآخِرَةَ.(2/41)
1120- حَدَّثنا إِسْحَاقُ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ، حَدَّثنا الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: {إِذْ قُضِيَ الأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ} قَالَ: فِي الدُّنْيَا(2/41)
1121- حَدَّثنا إِسْحَاقُ، حَدَّثنا سُفيَانُ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ سَعِيدٍ، إِنَّ شَاءَ اللهُ: سَمِعْتُ مِنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ يَقُولُ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ نَهَى عَنِ الصَّلاَةِ بَعْدَ العَصْرِ وَبَعْدَ الصُّبْحِ.(2/41)
1122- حَدَّثنا إِسْحَاقُ، حَدَّثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، حَدَّثنا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: مَنْ لَمْ يَشْكُرِ النَّاسَ لَمْ يَشْكُرِ اللهَ.(2/42)
1123- حَدَّثنا إِسْحَاقُ، حَدَّثنا فُضَيْلٌ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي سُفيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يُصَلِّي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ مُتَوَشِّحًا بِهِ.(2/42)
1124- حَدَّثنا إِسْحَاقُ، حَدَّثنا سُفيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ نَهَى عَنِ اخْتِنَاثِ الأَسْقِيَةِ.(2/42)
1125- حَدَّثنا إِسْحَاقُ، حَدَّثنا حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثنا أَبُو سُفيَانَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: مِفْتَاحُ الصَّلاَةِ الوُضُوءُ، وَتَحْرِيمُهَا التَّكْبِيرُ، وَتَحْلِيلُهَا التَّسْلِيمُ(2/42)
1126- حَدَّثنا إِسْحَاقُ، حَدَّثنا هُشَيْمٌ، حَدَّثنا مَنْصُورُ بْنُ زَاذَانَ، عَنِ الوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: كُنَّا نُحْزِرُ قِيَامَ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فِي الظُّهْرِ وَالعَصْرِ، فَحَزَرْنَا قِيَامَهُ فِي الظُّهْرِ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الأُولَيَيْنِ قَدْرَ ثَلاَثِينَ آيَةً، كُلُّ رَكْعَةٍ قَدْرُ قِرَاءَةِ: تَنْزِيلُ السَّجْدَةِ وَحَزَرْنَا قِيَامَهُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الأُولَيَيْنِ مِنَ العَصْرِ عَلَى قَدْرِ الأُخْرَيَيْنِ مِنَ الظُّهْرِ، وَحَزَرْنَا قِيَامَهُ، يَعْنِي فِي الأُخْرَيَيْنِ، عَلَى النِّصْفِ مِنْ ذَلِكَ.(2/42)
1127- حَدَّثنا إِسْحَاقُ، حَدَّثنا سُفيَانُ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: الغُسْلُ يَوْمَ الجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ.(2/43)
1128- حَدَّثنا قَطَنُ بْنُ نَسِيرٍ، حَدَّثنا عَدِيُّ بْنُ أَبِي عُمَارَةَ، حَدَّثنا مَطَرُ الوَرَّاقُ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: لَيَقُومَنَّ عَلَى أُمَّتِي مِنْ أَهْلِ بَيْتِي أَقْنَى، أَجْلَى، يُوسِعُ الأَرْضَ عَدْلاً كَمَا وُسِعَتْ ظُلْمًا وَجَوْرًا، يَمْلِكُ سَبْعَ سِنِينَ(2/43)
1129- حَدَّثنا عَاصِمُ بْنُ النَّضْرِ الأَحْوَلُ، حَدَّثنا مُعْتَمِرٌ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي قَالَ: حَدَّثنا قَتَادَةُ، عَنْ هِلاَلٍ، أَخِي بَنِي مُرَّةَ بْنِ عَبَّادٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: أُعْوِزْنَا إِعْوَازًا شَدِيدًا، فَأَمَرَنِي أَهْلِي أَنْ آتِيَ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَأَسْأَلَهُ شَيْئًا، قَالَ: فَأَقْبَلْتُ فَكَانَ فِي أَوَّلِ مَا سَمِعْتً نَبِيَّ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: مِنِ اسْتَغْنَى أَغْنَاهُ اللهُ، وَمَنْ يَسْتَعِفَّ أَعَفَّهُ اللهُ، وَمَنْ سَأَلَنَا لَمْ نَدَّخِرْ عَنْهُ شَيْئًا إِنْ وَجَدْنَا أَوْ كَمَا قَالَ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: لأَسْتَغْنِيَنَّ فَيُغْنِينِي اللهُ، وَلأَتَعَفَّفَنَّ فَيُعِفَّنِي اللهُ، قَالَ: فَلَمْ أَسْأَلِ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ شَيْئًا.(2/43)
1130- حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثنا فُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثنا كَثِيرُ بْنُ قَارَوَنْدَا، قَالَ: سَمِعْتُ عَطِيَّةَ العَوْفِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: إِنَّ أَهْلَ الدَّرَجَاتِ العُلَى لَيَرَوْنَ مِنْ أَسْفَلِ مِنْهُمْ كَمَا تَرَوْنَ الكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ الطَّالِعَ فِي أُفُقِ السَّمَاءِ، وَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ مِنْ أُولَئِكِ وَأَنْعَمَا.(2/44)
1131- حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثنا فُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثنا كَثِيرُ بْنُ قَارَوَنْدَا، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلَيٍّ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ عَنْ قَوْلِ اللهِ: {إِنَّ الَّذِي فَرْضَ عَلَيْكَ القُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ}، قَالَ: مَعَادُهُ آخِرَتُهُ(2/44)
1132- حَدَّثنا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثنا حَمَّادٌ، عَنْ أَبِي هَارُونَ العَبْدِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَمَرَ بِصَوْمِ عَاشُورَاءَ وَكَانَ لاَ يَصُومُهُ.(2/45)
1133- حَدَّثنا عَبْدُ الأَعْلَى، حَدَّثنا حَمَّادٌ، عَنْ بِشْرِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ نَهَى عَنِ الوِصَالِ، قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: فَهَذِهِ أُخْتِي تُوَاصِلُ وَأَنَا أَنْهَاهَا وَهِيَ تَأْبَى.(2/45)
1134- حَدَّثنا عَبْدُ الأَعْلَى، حَدَّثنا حَمَّادٌ، عَنْ أَبِي هَارُونَ العَبْدِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، وَبِشْرِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ نَهَى عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الفِطْرِ وَيَوْمِ النَّحْرِ، وَعَنِ الصَّلاَةِ بَعْدَ صَلاَةِ الفَجْرِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وَبَعْدَ العَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ، وَقَالَ أَبُو هَارُونَ: قَالَ: أَبُو سَعِيدٍ: صُومُوا بَعْدُ مَا شِئْتُمْ، وَصَلَّوْا بَعْدُ مَا شِئْتُمْ.(2/45)
1135- حَدَّثنا بِشْرُ بْنُ الوَلِيدِ، حَدَّثنا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ الزَّنْجِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ قَزْعَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: ذُكِرَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ العَزْلُ، فَقَالَ: أَتَفْعَلُونَهُ؟، وَلَمْ يَقُلْ: لاَ تَفْعَلُوهُ، إِنَّهُ لَيْسَ نَفْسٌ يَخْلُقُ اللهُ، إِلاَّ اللهُ خَالِقُهَا(2/45)
1136- حَدَّثنا أَبُو مُوسَى إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى الأَنْصَارِيُّ، حَدَّثنا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ عُثْمَانَ، حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: لاَ يَنْظُرُ الرَّجُلُ إِلَى عُرْيَةِ الرَّجُلِ، وَلاَ تَنْظُرُ المَرْأَةُ إِلَى عُرْيَةِ المَرْأَةِ، وَلاَ يُفْضِي الرَّجُلُ الرَّجُلَ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، وَلاَ تُفْضِي المَرْأَةُ المَرْأَةَ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ.(2/46)
1137- حَدَّثنا سُفيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، حَدَّثنا أَبِي، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ العَزِيزِ الدِّمَشْقِيِّ، عَنْ قَزْعَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ بَعْدَ الرُّكُوعِ: اللهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الحَمْدُ مِلْءَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرَضِينَ، وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ، لاَ مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلاَ يَنْفَعُ ذَا الجَدِّ مِنْكَ الجَدُّ، خَيْرُ مَا قَالَ العَبْدُ حَقًّا كُلُّنَا لَكَ عَبْدُ، لاَ مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلاَ يَنْفَعُ ذَا الجَدِّ مِنْكَ الجَدُّ.(2/46)
1138- حَدَّثنا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى، حَدَّثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: يُرْسَلُ عُنُقٌ مِنْ جَهَنَّمَ يَوْمَ القِيَامَةِ يَقُولُ: إِنَّ لِي ثَلاَثَةً: كُلَّ جَبَّارٍ عَنْيدٍ، وَمَنْ جَعَلَ مَعَ اللهِ إِلَهًا آخِرَ، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ(2/46)
1139- حَدَّثنا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى الكِسَائِيُّ، حَدَّثنا أَبُو بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الحَارِثِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: لاَ تَخْلِطُوا الزَّهْوَ وَالتَّمْرَ.(2/47)
1140- حَدَّثنا سُفيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَبْدِ المَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ عَطِيَّةَ العَوْفِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي كُنْتُ قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِ لَمْ تَضِلُّوا بَعْدِي الثَّقَلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَكْبَرُ مِنَ الآخَرِ: كِتَابُ اللهِ حَبْلٌ مَمْدُودٌ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ، وَعِتْرَتِي أَهْلُ بَيْتِي، وَإِنَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الحَوْضَ.(2/47)
1141- حَدَّثنا سُفيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، حَدَّثنا أَبِي، عَنْ عَلِيِّ بْنِ المُبَارَكِ، عَنِ ابْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عِيَاضٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ فَقُلْتُ: أَحَدُنَا يُصَلِّي فَلاَ يَدْرِي كَمْ صَلَّى؟ فَقَالَ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلَمْ يَدْرِ كَمْ صَلَّى فَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيِ السَّهْوِ وَهُوَ جَالِسٌ فَإِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الشَّيْطَانُ فَقَالَ: إِنَّكَ أَحْدَثْتَ فَلْيَقُلْ: كَذَبْتَ، إِلاَّ مَنْ وَجَدَ رِيحًا أَوْ سَمِعَ صَوْتًا بِأُذُنِهِ(2/47)
1142- حَدَّثنا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ، حَدَّثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: أَنْهَاكُمْ عَنْ صِيَامِ يَوْمَيْنِ: الفِطْرِ وَالأَضْحَى.
1143- حَدَّثنا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ، حَدَّثنا يُونُسُ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: مِثْلَهُ.(2/48)
1144- حَدَّثنا عُقْبَةُ، حَدَّثنا يُونُسُ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: يَخْرُجُ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ، فَيَخْرُجُ كَمَا قَالَ اللهُ: {مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ} قَالَ: فَيَغْمُرونَ الأَرْضَ فَيَنْحَازُ عَنْهُمُ المُسْلِمُونَ حَتَّى تَصِيرَ بَقِيَّةُ المُسْلِمِينَ فِي مَدَائِنِهِمْ وَحُصُونِهِمْ، وَيَضُمُّونَ إِلَيْهِمْ مَوَاشِيَهُمْ، حَتَّى إِنَّ أَوَّلَهُمْ لَيَمُرُّونَ بِالنَّهَرِ فَيَشْرَبُونَهُ حَتَّى مَا يَذَرُونَ فِيهِ شَيْئًا، فَيَمُرُّ أَخِيرُهُمْ عَلَى إِثْرِهِمْ فَيَقُولُ قَائِلُهُمْ: لَقَدْ كَانَ هَاهُنَا مَاءٌ مَرَّةً، ثُمَّ يَظْهَرُونَ عَلَى الأَرْضِ، وَيَقُولُ قَائِلُهُمْ: هَؤُلاَءِ أَهْلُ الأَرْضِ قَدْ فَرَغْنَا مِنْهُمْ، نُنَازِلُ أَهْلَ السَّمَاءِ، حَتَّى إِنَّ أَحَدَهُمْ لَيَهُزُّ حَرْبَتَه، ثُمَّ يَقْذِفُ بِهَا إِلَى السَّمَاءِ فَتَرْجِعُ مُتَخَضِّبَةً بِالدِّمَاءِ، فَيَقُولُونَ: قَدْ قَتَلْنَا أَهْلَ السَّمَاءِ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ بَعَثَ إِلَيْهِمْ دَوَابًّا كَنَغَفِ الجَرَادِ، فَيَأْخُذُ بِأَعْنَاقِهِمْ فَيَمُوتُونَ مَوْتَ الجَرَادِ يَرْكَبُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، فَيُصْبِحُ المُسْلِمُونَ وَلاَ يَسْمَعُونَ لَهُمْ حَسًّا، فَيَقُولُونَ: مِنْ يَشْتَرِي نَفْسَهُ يَنْظُرُ مَا فَعَلُوا؟ فَيَقُولُ رَجُلٌ مِنْهُمْ وَقَدْ وَطَّنَ نَفْسَهُ عَلَى أَنَّهُمْ يَقْتُلُونَهُ فَيَجِدُهُمْ مَوْتَى، فَيُنَادِيهِمْ: أَلاَ فَأَبْشِرُوا فَقَدْ أَهْلَكَ اللهُ عَدُوَّكُمْ، فَيَخْرُجُ النَّاسُ وَيُخَّلُونَ سَبِيلَ مَوَاشِيهِمْ، فَمَا يَكُونُ لَهَا رَعْيٌ إِلاَّ لُحُومُهِمْ، فَتَشْكُرُ عَنْهَا كَأَحْسَنِ مَا شَكِرَتْ عَنْ نَبَاتٍ أَصَابَتْهُ قَطُّ.(2/48)
1145- حَدَّثنا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ، حَدَّثنا يُونُسُ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ المُغِيرَةِ بْنِ مُعَيْقِيبٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ العُتْوَارِيِّ، وَكَانَ يَتِيمًا لأَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: إِذَا جَمَعَ اللهُ النَّاسَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ يَوْمَ القِيَامَةِ، أَقْبَلْتِ النَّارُ يَرْكَبُ بَعْضُهَا بَعْضًا، وَخَزَنَتُهَا يَكُفُّونَهَا، وَهِيَ تَقُولُ: وَعِزَّةِ رَبِّي لَيُخْلَيَنَّ بَيْنِي وَبَيْنَ أَزْوَاجِي أَوْ لأَغْشَيَنَّ النَّاسَ عُنُقًا وَاحِدًا فَيَقُولُونَ: وَمَنْ أَزْوَاجُكِ؟ فَتَقُولُ: كُلُّ مُتَكَبِّرٍ جُبَارٍ، فَتُخْرُجُ لِسَانَهَا فَتَلْتَقِطُهُمْ بِهِ مِنْ بَيْنِ ظَهْرَانَيِ النَّاسِ، فَتَقْذِفُهُمْ فِي جَوْفِهَا، ثُمَّ تَسْتَأْخِرُ، ثُمَّ تُقْبِلُ يَرْكَبُ بَعْضُهَا بَعْضًا، وَخَزَنَتُهَا يَكُفُّونَهَا وَهِيَ تَقُولُ: وَعِزَّةِ رَبِّي لَيُخَلَّيَنَّ بَيْنِي وَبَيْنَ أَزْوَاجِي أَوْ لأَغْشَيَنَّ النَّاسَ عُنُقًا وَاحِدًا، فَيَقُولُونَ: وَمَنْ أَزْوَاجُكِ؟ فَتَقُولُ: كُلُّ جُبَارٍ كَفُورٍ، فَتَلْقُطُهُمْ بِلِسَانِهَا مِنْ بَيْنِ ظَهْرَانَيِ النَّاسِ فَتَقْذِفُهُمْ فِي جَوْفِهَا، ثُمَّ تَسْتَأْخِر، ثُمَّ تُقْبِلُ فَيَرْكَبُ بَعْضُهَا بَعْضًا وَخَزَنَتُهَا يَكُفُّونَهَا وَهِيَ تَقُولُ: وَعِزَّةِ رَبِّي لَيُخَلَّيَنَّ بَيْنِي وَبَيْنَ أَزْوَاجِي أَوْ لأَغْشَيَنَّ النَّاسَ عُنُقًا وَاحِدًا، فَيَقُولُونَ: مَنْ أَزْوَاجُكِ؟ فَتَقُولُ: كُلُّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ، فَتَلْقُطُهُمْ بِلِسَانِهَا مِنْ بَيْنِ ظَهْرَانَيِ النَّاسِ، فَتَقْذِفُهُمْ فِي جَوْفِهَا ثُمَّ تَسْتَأْخِرُ، وَيَقْضِي اللهُ بَيْنَ العِبَادِ.(2/49)
1146- حَدَّثنا عُقْبَةُ، حَدَّثنا يُونُسُ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: يَخْرُجُ يَوْمَ القِيَامَةِ عُنُقٌ مِنَ النَّارِ لَهَا لِسَانٌ تَتَكَلَّمُ فَتَقُولُ: إِنِّي وُكِّلْتُ اليَوْمَ بِثَلاَثَةٍ: مَنْ جَعَلَ مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ، وَبِكُلِّ جُبَارٍ عَنْيدٍ، وَلَمْ يُسَمِّ الثَّالِثَةَ، فَتَنْطَوِي عَلَيْهِمْ فَتَطْرَحُهُمْ فِي غَمَرَاتِ جَهَنَّمَ.(2/50)
1147- حَدَّثنا عُقْبَةُ، حَدَّثنا يُونُسُ، حَدَّثنا ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ المُغِيرَةِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: عُرِضَتْ عَلَيَّ الجَنَّةُ فَذَهَبْتُ أَتَنَاوَلُ مِنْهَا قِطْفًا أُرِيَكُمُوهُ فَحِيلَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، مِثْلُ مَا الحَبَّةُ مِنَ العِنَبِ؟ قَالَ: كَأَعْظَمِ دَلْوٍ فَرَتْ أُمُّكَ قَطُّ(2/50)
1148- حَدَّثنا عَمْرٌو النَّاقِدُ، حَدَّثنا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثنا سُفيَانُ، عَنْ عُثْمَانَ البَتِّيِّ، عَنْ أَبِي الخَلِيلِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قَالَ: أَصَبْنَا سَبَايَا يَوْمَ أَوْطَاسٍ لَهُنَّ أَزْوَاجٌ، فَكَرِهْنَا أَنْ نَقَعَ عَلَيْهِنَّ، فَسَأَلْنَا النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، فَنَزَلَتْ: {وَالمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلاَّ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} فَاسْتَحْلَلْنَاهُنَّ.(2/51)
1149- حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، حَدَّثنا حَمَّادٌ، عَنْ أَبِي نَعَامَةَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، أَنَّهُ صَلَّى فِي نَعْلَيْهِ.(2/51)
1150- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ القَوَارِيرِيُّ، حَدَّثنا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الجُعَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّهُ سَمِعَ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ القُرَظِيَّ، يَسْأَلُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي سَعِيدٍ: مَا سَمِعْتَ مِنْ أَبِيكَ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ؟ فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: مَثَلُ الَّذِي يَلْعَبُ بِالنَّرْدِ وَذَكَرَ الحَدِيثَ.(2/51)
1151- حَدَّثنا الحَسَنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ شَقِيقٍ، حَدَّثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ المُعَلَّى بْنِ زِيَادٍ، عَنِ العَلاَءِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: وَكَانَ مَا عَلِمْتُ شُجَاعًا عِنْدَ اللِّقَاءِ، بَكَّاءً عِنْدَ الذِّكْرِ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: كُنْتُ فِي عِصَابَةٍ مِنْ ضُعَفَاءِ المُهَاجِرِينَ قَالَ: وَإِنَّ بَعْضَهُمْ لَيَسْتَتِرُ بِبَعْضٍ مِنَ العُرْيِ، قَالَ: وَقَارِئٌ لَنَا يَقْرَأُ عَلَيْنَا، فَنَحْنُ نَسْتَمِعُ إِلَى كِتَابِ اللهِ، فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَقَامَ عَلَيْنَا، فَلَمَّا قَامَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ سَكَتَ القَارِئُ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: مَا كُنْتُمْ تَصْنَعُونَ؟ قَالَ: فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، كَانَ قَارِئٌ يَقْرَأُ وَكُنَّا نَسْتَمِعُ إِلَى كِتَابِ اللهِ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ فِي أُمَّتِي مَنْ أُمِرْتُ أَنْ أَصْبِرَ مَعَهُمْ، قَالَ: ثُمَّ جَلَسَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ وَسْطَنَا لِيَعْدِلَ نَفْسَهُ فِينَا قَالَ: ثُمَّ أَشَارَ بِيَدِهِ اسْتَدِيرُوا، فَاسْتَدَارَتِ الحَلْقَةُ وَبَرَزَتْ وُجُوهُهُمْ لَهُ، قَالَ: فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ عَرَفَ مِنْهُمْ أَحَدًا غَيْرِي، فَقَالَ: أَبْشِرُوا يَا مَعْشَرَ صَعَالِيكِ المُهَاجِرِينَ بِالنُّورِ الدَّائِمِ يَوْمَ القِيَامَةِ، تَدْخُلُونَ الجَنَّةَ قَبْلَ أَغْنِيَاءِ المُؤْمِنِينَ بِنِصْفِ يَوْمٍ، وَذَاكَ خَمْسُ مِئَةِ سَنَةٍ.(2/52)
1152- حَدَّثنا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى زَحْمَوَيْهِ، حَدَّثنا صَالِحُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: إِذَا بَلَغَ بَنُو الحَكَمِ ثَلاَثِينَ اتَّخَذُوا دِينَ اللهِ دَخَلاً، وَعِبَادَ اللهِ خَوَلاً، وَمَالَ اللهِ دُوَلاً(2/52)
1153- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ قَالَ: حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الوَدَّاكِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: أَصَبْنَا نِسَاءً يَوْمَ حُنَيْنٍ فَكُنَّا نَعْزِلُ عَنْهُنَّ، فَقَالَ بَعْضُنَا لِبَعْضٍ: تَفْعَلُونَ هَذَا وَفِيكُمْ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ؟ فَسَأَلْنَا رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَقَالَ: مَا كُلُّ مَاءٍ يَكُونُ مِنْهُ الوَلَدُ، إِذَا أَرَادَ اللهُ أَنْ يَخْلُقَ شَيْئًا لَمْ يَمْنَعْهُ شَيْءٌ.(2/53)
1154- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَخِيهِ مَعْبَدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: لاَ عَلَيْكُمْ أَلاَ تَفْعَلُوا فَإِنَّمَا هُوَ القَدَرُ.(2/53)
1155- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: أُنَيْسُ بْنُ أَبِي يَحْيَى، أَخبَرنا عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ وَهُوَ مَعْصُوبُ الرَّأْسِ، فَاتَّبَعْتُهُ حَتَّى قَامَ عَلَى المِنْبَرِ فَقَالَ: إِنِّي السَّاعَةَ قَائِمٌ عَلَى الحَوْضِ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ عَبْدًا عُرِضَتْ عَلَيْهِ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَاخْتَارَ الآخِرَةَ، قَالَ: فَلَمْ يَفْطِنْ لَهَا أَحَدٌ مِنَ القَوْمِ إِلاَّ أَبُو بَكْرٍ قَالَ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي بَلْ نَفْدِيكَ بِأَمْوَالِنَا وَأَنْفُسِنَا وَأَوْلاَدِنَا، ثُمَّ هَبَطَ مِنَ المِنْبَرِ فَمَا رُئِيَ عَلَيْهِ حَتَّى السَّاعَةِ.(2/53)
1156- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي عُتْبَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَشَدَّ حَيَاءً مِنَ العَذْرَاءِ فِي خِدْرِهَا، وَكَانَ إِذَا كَرِهَ شَيْئًا عَرَفْنَاهُ فِي وَجْهِهِ.(2/54)
1157- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثنا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: إِذَا رَأَيْتُمُ الجِنَازَةَ فَقُومُوا، فَمَنْ تَبِعَهَا فَلاَ يَقْعُدَنَّ حَتَّى تُوضَعَ.(2/54)
1158- وَعَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: تَذَاكَرْنَا لَيْلَةَ القَدْرِ فِي نَفَرٍ مِنْ قُرَيْشٍ، فَأَتَيْتُ أَبَا سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ وَكَانَ لِي صَدِيقًا فَقُلْتُ: أَلاَ تَخْرُجُ إِلَى النَّخْلِ؟ فَخَرَجَ وَعَلَيْهِ خَمِيصَةٌ، فَقُلْتُ لَهُ: سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَذْكُرُ لَيْلَةَ القَدْرِ؟ قَالَ: نَعَمْ، اعْتَكَفْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ العَشْرَ الوُسْطَى مِنْ رَمَضَانَ، فَخَرَجْنَا صَبِيحَةَ عِشْرِينَ، فَخَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ لَيْلَةَ القَدْرِ، وَإِنِّي نُسِّيتُهَا، أَوْ أُنْسِيتُهَا، فَالتَمِسُوهَا فِي العَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ كُلِّ وُتِرٍ، وَإِنِّي رَأَيْتُ أَنِّي أَسْجُدُ فِي مَاءٍ وَطِينٍ، فَمَنْ كَانَ اعْتَكَفَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَلْيَرْجِعْ، فَرَجَعْنَا وَمَا نَرَى فِي السَّمَاءِ قَزْعَةً، فَجَاءَتْ سَحَابَةٌ فَمُطِرْنَا حَتَّى سَالَ المَسْجِدُ، وَكَانَ مِنْ جَرِيدِ النَّخْلِ، فَأُقِيمَتِ الصَّلاَةُ فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَسْجُدُ فِي المَاءِ وَالطِّينِ حَتَّى رَأَيْتُ أَثَرَ الطِّينِ فِي جَبْهَتِهِ.(2/54)
1159- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الحَمِيدِ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: إِذَا تَبِعْتُمْ جِنَازَةً فَلاَ تَجْلِسُوا حَتَّى تُوضَعَ قَالَ سُهَيْلٌ: رَأَيْتُ أَبَا صَالِحٍ لاَ يَجْلِسُ حَتَّى تُوضَعَ عَنْ مَنَاكِبِ الرِّجَالِ.(2/55)
1160- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا جَرِيرٌ، حَدَّثنا عَبْدُ المَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ قَزْعَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: سَمِعْتُ مِنْهُ شَيْئًا أَعْجَبَنِي، فَقُلْتُ لَهُ: أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ؟ قَالَ: أَفَأَقُولُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ مَا لَمْ أَسْمَعْ؟ قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: لاَ تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلاَّ إِلَى ثَلاَثَةِ مَسَاجِدَ: مَسْجِدِي هَذَا، وَمَسْجِدِ الحَرَامِ، وَمَسْجِدِ الأَقْصَى.
قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: لاَ تُسَافِرُ المَرْأَةُ يَوْمَيْنِ مِنَ الدَّهْرِ إِلاَّ وَمَعَهَا زَوْجُهَا أَوْ ذُو مَحْرَمٍ مِنْهَا.
قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: لاَ تَصْلُحُ الصَّلاَةُ بَعْدَ صَلاَةِ الفَجْرِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وَبَعْدَ صَلاَةِ العَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ.
وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: لاَ يَصْلُحُ الصِّيَامُ فِي يَوْمَيْنِ: يَوْمِ الفِطْرِ مِنْ رَمَضَانَ، وَيَوْمِ الأَضْحَى(2/55)
1161- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا جَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ قَزْعَةَ قَالَ: ذُكِرَ قَوْلُ عَائِشَةَ لأَبِي سَعِيدٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ صَلَّى بَعْدَ العَصْرِ رَكْعَتَيْنِ، قَالَ: فَيَقُولُ: أَمَّا أَنَا فَأَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: لاَ صَلاَةَ بَعْدَ العَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ، وَلاَ بَعْدَ الفَجْرِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ.(2/55)
1162- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا جَرِيرٌ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَوْ عَنِ ابْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: إِذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَضَعْ يَدَهُ عَلَى فِيهِ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَدْخُلُ.(2/56)
1163- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا جَرِيرٌ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ القَعْقَاعِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي نُعْمٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: بَعَثَ عَلِيٌّ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ مِنَ اليَمَنِ بِذَهَبَةٍ فِي أَدَمٍ مَقْرُوظٍ لَمْ تُحَصَّلْ، فَقَسَمَهَا بَيْنَ أَرْبَعَةِ نَفَرٍ: زَيْدِ الخَيْلِ، وَالأَقْرَعِ بْنِ حَابِسٍ، وَعُيَيْنَةَ بْنِ حِصْنٍ، وَعَلْقَمَةَ بْنِ عُلاَثَةَ، فَقَالَ نَاسٌ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ: نَحْنُ كُنَّا أَحَقَّ بِهَذَا، فَبَلَغَهُ ذَلِكَ فَشَقَّ عَلَيْهِ، فَقَالَ: لاَ تَأْمَنُونِي وَأَنَا أَمِينُ مَنْ فِي السَّمَاءِ، يَأْتِينِي خَبَرُ السَّمَاءِ صَبَاحًا وَمَسَاءً؟ فَقَامَ إِلَيْهِ نَاتِئُ العَيْنَيْنِ، مُشْرِفُ الوَجْنَتَيْنِ، نَاشِزُ الجَبْهَةِ، كَثُّ اللِّحْيَةِ، مَحْلُوقُ الرَّأْسِ، مُشَمَّرُ الإِزَارِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، اتَّقِ اللهَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: وَيْحَكَ، أَوَلَسْتُ أَحَقَّ أَهْلِ الأَرْضِ بِأَنِ اتَّقِيَ اللهَ؟ ثُمَّ أَدْبَرَ فَقَامَ خَالِدٌ سَيْفُ اللهِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلاَ أَضْرِبُ عُنُقَهُ؟ فَقَالَ: لاَ، إِنَّهُ لَعَلَّهُ أَنْ يُصَلِّيَ، قَالَ: إِنَّهُ إِنْ يُصَلِّي يَقُولُ بِلِسَانِهِ مَا لَيْسَ فِي قَلْبِهِ، قَالَ: إِنِّي لَمْ أُومَرْ أَنْ أَشُقَّ عَنْ قُلُوبِ النَّاسِ، وَلاَ أَشُقَّ بُطُونَهُمْ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ وَهُوَ مُقَفٍّ فَقَالَ: إِنَّهُ سَيَخْرُجُ مِنْ ضِئْضَئِ هَذَا قَوْمٌ يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ لاَ يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، فَقَالَ عُمَارَةُ: فَحَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ: لَئِنْ أَدْرَكْتُهُمْ لأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ ثَمُودَ.(2/56)
1164- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا جَرِيرٌ، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي المُتَوَكِّلِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فِي الَّذِي يُجَامِع، ثُمَّ يُرِيدُ أَنْ يَعُودَ فَلْيَتَوَضَّأْ.(2/57)
1165- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ سَهْمِ بْنِ مِنْجَابٍ، عَنْ قَزْعَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: وَدَّعَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ رَجُلاً فَقَالَ لَهُ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ: أُرِيدُ بَيْتَ المَقْدِسِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: صَلاَةٌ فِي مَسْجِدِي أَفْضَلُ مِنْ مِئَةٍ فِي غَيْرِهِ إِلاَّ المَسْجِدَ الحَرَامِ(2/57)
1166- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ سَهْمِ بْنِ مِنْجَابٍ، عَنْ قَزْعَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: لاَ صَوْمَ فِي يَوْمِ عِيدٍ، وَلاَ تُسَافِرُ المَرْأَةُ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ إِلاَّ مَعَ ذِي مَحْرَمٍ.
1167- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: لاَ تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلاَّ إِلَى ثَلاَثَةِ مَسَاجِدَ: مَسْجِدِ الحَرَامِ، وَمَسْجِدِ المَدِينَةِ، وَمَسْجِدِ الأَقْصَى.(2/57)
1168- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا جَرِيرٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: لاَ يَدْخُلُ الجَنَّةَ وَلَدُ زَنًى، وَلاَ مُدْمِنُ خَمْرٍ، وَلاَ عَاقٌّ، وَلاَ مَنَّانٌ.(2/58)
1169- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا جَرِيرٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي نُعْمَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: الحَسَنُ وَالحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الجَنَّةِ، وَفَاطِمَةُ سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الجَنَّةِ، إِلاَّ مَا كَانَ مِنْ مَرْيَمَ بِنْتِ عِمْرَانَ
1170- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: يَقْتُلُ المُحْرِمُ الأَفْعَى الأَسْوَدَ، وَالعَقْرَبَ، وَالحِدَأَةَ، وَالكَلْبَ العَقُورَ، وَالفُوَيْسِقَةَ، قَالَ: قُلْتُ: مَا الفُوَيْسِقَةُ؟ قَالَ: الفَأْرَةُ، قُلْتُ: وَمَا شَأْنُ الفَأْرَةِ؟ قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ اسْتَيْقَظَ وَقَدْ أَخَذَتِ الفَتِيلَةَ وَصَعِدَتْ بِهَا إِلَى السَّقْفِ.(2/58)
1171- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا جَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قَالَ: كَانَ بَيْنَ خَالِدِ بْنِ الوَلِيدِ وَبَيْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ شَيْءٌ، فَسَبَّهُ خَالِدٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: لاَ تَسُبُّوا أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِي، فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَوْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ، مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ، وَلاَ نَصِيفَهُ.(2/59)
1172- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا جَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: احْتَجَّتِ الجَنَّةُ وَالنَّارُ، فَقَالَتِ النَّارُ: فِيَّ الجَبَّارُونَ وَالمُتَكَبِّرُونَ، وَقَالَتِ الجَنَّةُ: فِيَّ ضُعَفَاءُ النَّاسِ وَمَسَاكِينُهُمْ، قَالَ: فَقَضَى بَيْنَهُمَا: إِنَّكَ الجَنَّةُ رَحْمَتِي أَرْحَمُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ، وَإِنَّكِ النَّارُ عَذَابِي أُعَذِّبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ، وَلِكِلاَكُمَا عَلَيَّ مِلْؤُهَا(2/59)
1173- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا جَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: يُدْعَى نُوحٌ يَوْمَ القِيَامَةِ فَيَقُولُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ يَا رَبِّ، فَيَقُولُ: هَلْ بَلَّغْتَ؟ فَيَقُولُ: رَبِّ نَعَمْ، فَيَقُولُ لأُمَّتِهِ: هَلْ بَلَّغَكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: مَا أَتَانَا مِنْ نَذِيرٍ، فَيُقَالُ: مَنْ يَشْهَدُ لَكَ؟ فَيَقُولُ: مُحَمَّدٌ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ وَأُمَّتُهُ، قَالَ: فَيَشْهَدُونَ أَنَّهُ قَدْ بَلَّغَ، وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا، فَذَلِكَ قَوْلُهُ: {جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ}.
قَالَ: وَالوَسَطُ: العَدْلُ.(2/59)
1174- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ (1)، قَالَ: جَاءَتِ المَرْأَةُ إِلَى النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ زَوْجِي صَفْوَانُ بْنُ المُعَطَّلِ يَضْرِبُنِي إِذَا صَلَّيْتُ، وَيُفَطِّرُنِي إِذَا صُمْتُ، وَلاَ يُصَلِّي صَلاَةَ الفَجْرِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وَصَفْوَانُ عِنْدَهُ، فَسَأَلَهُ عَمَّا قَالَتْ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَمَّا قَوْلُهَا: يَضْرِبُنِي إِذَا صَلَّيْتُ، فَإِنَّهَا تَقْرَأُ بِسُورَتِي وَقَدْ نَهَيْتُهَا عَنْهَا، فَقَالَ: لَوْ كَانَتْ سُورَةً وَاحِدَةً لَكَفَتِ النَّاسَ، قَالَ: وَأَمَّا قَوْلُهَا يُفَطِّرُنِي إِذَا صُمْتُ، فَإِنَّهَا تَنْطَلِقُ وَتَصُومُ وَأَنَا رَجُلٌ شَابٌّ فَلاَ أَصْبِرُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَوْمَئِذٍ: لاَ تَصُومَنَّ امْرَأَةٌ إِلاَّ بِإِذْنِ زَوْجِهَا، وَأَمَّا قَوْلُهَا: إِنِّي لاَ أُصَلِّي حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، فَإِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ قَدْ عُرِفَ فِينَا ذَاكَ: أَنَّا لاَ نَكَادُ نَسْتَيْقِظُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، قَالَ: فَإِذَا اسْتَيْقَظْتَ فَصَلِّ.
_حاشية__________
(1) يعني بالإسناد السابق: "حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا جَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ".(2/60)
1175- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ (1)، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الجَنَّةِ الجَنَّةَ، وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ، قِيلَ: يَا أَهْلَ الجَنَّةِ، فَيَشْرَئِبُّونَ فَيَنْظُرُونَ، فَيُجَاءُ بِالمَوْتِ كَأَنَّهُ كَبْشٌ أَمْلَحُ، فَيُقَالَ لَهُمْ: هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا المَوْتَ؟ فَيَقُولُونَ: هُوَ هَذَا، وَكُلُّهُمْ قَدْ عَرَفُوهُ، فَيُقَدَّمُ فَيُذْبَحُ، ثُمَّ يُقَالُ لَهُمْ: يَا أَهْلَ الجَنَّةِ خُلُودٌ لاَ مَوْتَ، وَيَا أَهْلَ النَّارِ خُلُودٌ لاَ مَوْتَ، قَالَ: فَذَلِكَ قَوْلُهُ: {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ}.
_حاشية__________
(1) يعني بالإسناد السابق: "حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا جَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ".(2/60)
1176- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا جَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي أَرْطَاةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَنْ يُخْلَطَ الزَّبِيبُ وَالتَّمْرُ، وَالزَّهْوُ وَالتَّمْرُ.(2/61)
1177- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا جَرِيرٌ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَنْ يُخْلَطَ الزَّبِيبُ وَالتَّمْرُ.(2/61)
1178- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا جَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: إِنَّ أَهْلَ الدَّرَجَاتِ العُلَى يَرَاهُمْ مَنْ تَحْتَهُمْ كَمَا تَرَوْنَ النَّجْمَ الطَّالِعَ فِي أُفُقِ السَّمَاءِ، وَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ مِنْهُمْ وَأَنْعَمَا.
1179- وَبِهِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: إِذَا قَاتَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَتَّقِ الوَجْهَ(2/61)
1180- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الأَغَرِّ أَبِي مُسْلِمٍ يَرْوِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالاَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: إِنَّهُ يُمْهِلُ حَتَّى إِذَا ذَهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ الأَوَّلُ نَزَلَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ، هَلْ مِنْ سَائِلٍ، هَلْ مِنْ دَاعٍ؟ حَتَّى يَنْفَجِرَ الفَجْرُ.(2/61)
1181- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا وَكِيعٌ، حَدَّثنا أَبُو الأَشْهَبِ جَعْفَرُ بْنُ حَيَّانَ، حَدَّثنا أَبُو نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قَالَ: رَأَى رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فِي أَصْحَابِهِ تَأَخُّرًا، فَقَالَ: تَقَدَّمُوا فَأْتَمُّوا بِي، وَلْيَأْتَمَّ بِكُمْ مَنْ بَعْدَكُمْ، لاَ يَزَالُ قَوْمٌ يَتَأَخَّرُونَ عَنِّي حَتَّى يُؤَخِّرَهُمُ اللهُ.(2/62)
1182- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا وَكِيعٌ، حَدَّثنا دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ الفَرَّاءُ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ خَطَبَ يَوْمَ العِيدِ عَلَى رَاحِلَتِهِ(2/62)
1183- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا وَكِيعٌ، حَدَّثنا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ جَبْرِ بْنِ نَوْفٍ أَبِي الوَدَّاكِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: أَصَبْنَا حُمُرًا يَوْمَ خَيْبَرَ، فَكَانَتِ القُدُورُ تَغْلِي بِهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: مَا هَذِهِ؟ فَقُلْنَا: حُمُرًا أَصَبْنَاهَا، فَقَالَ: وَحْشِيَّةٌ أَوْ أَهْلِيَّةٌ؟ فَقُلْنَا: لاَ، بَلْ أَهْلِيَّةٌ، قَالَ: فَاكْفَئُوهَا، قَالَ فَكَفَأْنَاهَا.(2/62)
1184- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخبَرنا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا بِأَرْضٍ مَضَبَّةٍ فَمَا تَأْمُرُنَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: بَلَغَنِي أَنَّ أَمَّةً مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مُسِخَتْ دَوَابًّا، فَلاَ أَدْرِي فِي أَيِّ الدَّوَابِّ فَلَمْ يَأْمُرْنَا وَلَمْ يَنْهَ.(2/63)
1185- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الفَضْلِ، حَدَّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي الصَّهْبَاءِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَدْ رَفَعَهُ قَالَ: تُصْبِحُ الأَعْضَاءُ تُكَفِّرُ اللِّسَانَ تَقُولُ: اتَّقِ اللهَ فِينَا، فَإِنِ اسْتَقَمْتَ اسْتَقَمْنَا، وَإِنِ اعْوَجَجْتَ اعْوَجَجْنَا(2/63)
1186- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي المُتَوَكِّلِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: إِذَا خَلَصَ المُؤْمِنُونَ مِنَ النَّارِ حُبِسُوا بِقَنْطَرَةٍ بَيْنَ الجَنَّةِ وَالنَّارِ، فَيَتَقَاصُّونَ فِيهَا مَظَالِمَ كَانَتْ بَيْنَهُمْ فِي الدُّنْيَا، حَتَّى إِذَا نُقُّوا وَهُذِّبُوا أُذِنَ لَهُمْ بِدُخُولِ الجَنَّةِ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنَّ أَحَدَهُمْ بِمَنْزِلِهِ فِي الجَنَّةِ أَدَلُّ مِنْكُمْ بِمَنْزِلِهِ يَسْكُنُهُ كَانَ فِي الدُّنْيَا.(2/64)
1187- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: إِنَّهُ سَيَكُونُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ يَغْشَاهُمْ غَوَاشٍ مِنَ النَّاسِ، فَمَنْ صَدَّقَهُمْ بِكَذِبِهِمْ، وَأَعَانَهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ، فَأَنَا بَرِيءٌ مِنْهُ وَهُوَ بَرِيءٌ مِنِّي، وَمَنْ لَمْ يُصَدِّقْهُمْ بِكَذِبِهِمْ وَلَمْ يُعِنْهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ، فَهُوَ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ(2/64)
1188- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ بْنَ سَهْلٍ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، أَنَّ بَنِي قُرَيْظَةَ، نَزَلُوا عَلَى حُكْمِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، فَأُرْسِلَ إِلَى سَعْدٍ فَجَاءَ عَلَى حِمَارٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: قُومُوا إِلَى خَيْرِكُمْ، أَوْ إِلَى سَيِّدِكُمْ، قَالَ: إِنَّ هَؤُلاَءِ قَدْ نَزَلُوا عَلَى حُكْمِكَ، قَالَ: فَإِنِّي أَحْكُمُ فِيهِمْ أَنْ يُقْتَلَ مُقَاتِلَتُهُمْ، وَتُسْبَى ذُرِّيَّتُهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: لَقَدْ حَكَمْتَ بِحُكْمِ اللهِ وَقَالَ مَرَّةً: لَقَدْ حَكَمْتَ بِحُكْمِ المَلِكِ.(2/64)
1189- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثنا مَالِكٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: إِذَا سَمِعْتُمُ النِّدَاءَ فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ المُؤَذِّنُ.(2/65)
1190- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ أَبُو خَيْثَمَةَ الأَحْوَلُ، عَنِ الحَسَنِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فِي الَّذِي يَنْسَى الصَّلاَةَ قَالَ: يُصَلِّيَهَا إِذَا ذَكَرَهَا.(2/65)
1191- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الحُصَيْنِ، عَنْ أَبِي سُفيَانَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ نَهَى عَنِ المُزَابَنَةِ وَالمُحَاقَلَةِ، وَالمُزَابَنَةُ: اشْتِرَاءُ التَّمْرِ عَلَى رُؤُوسِ النَّخْلِ، وَالمُحَاقَلَةُ: كِرَاءُ الأَرْضِ.(2/65)
1192- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ عَجْلاَنَ، حَدَّثَنِي صَيْفِيُّ، عَنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: إِنَّ بِالمَدِينَةِ نَفَرًا مِنَ الجِنِّ أَسْلَمُوا، فَمَنْ رَأَى شَيْئًا مِنْ هَذِهِ العَوَامِرِ فَلْيُؤْذِنْهُ ثَلاَثًا، فَإِنْ بَدَا لَهُ بَعْدُ فَلْيَقْتُلْهُ فَإِنَّهُ شَيْطَانٌ.(2/65)
1193- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثنا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: يَخْرُجُ نَاسٌ مِنْ قِبَلِ المَشْرِقِ يَقْرَؤونَ القُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، وَلاَ يَعُودُونَ فِيهِ حَتَّى يَعُودَ السَّهْمُ عَلَى فُوقِهِ، سِيمَاهُمُ التَّحْلِيقُ وَالتَّسْبِيتُ.(2/66)
1194- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي نَعَامَةَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ خَلَعَ نَعْلَيْهِ فِي الصَّلاَةِ فَجَعَلَهَا عَنْ يَسَارِهِ، فَخَلَعُوا نِعَالَهُمْ، فَقَالَ: مَا لَكُمْ؟ قَالُوا: رَأَيْنَاكَ خَلَعْتَهُ فَخَلَعْنَاهُ، فَقَالَ: إِنَّ جِبْرِيلَ أَتَانِي فَأَخْبَرَنِي أَنَّ فِيهِمَا قَذَرًا، فَإِذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ فَلْيَنْظُرْ، فَإِنْ رَأَى فِيهِمَا قَذَرًا أَوْ أَذًى فَلْيَمْسَحْ ثُمَّ لِيُصَلِّ فِيهِمَا(2/66)
1195- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا إِسْمَاعِيلُ، عَنِ الجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: لَمْ نَعْدُ أَنْ فُتِحَتْ، خَيْبَرُ فَوَقَعْنَا فِي تِلْكَ البَقْلَةِ، الثُّومِ وَالبَصَلِ، فَأَكَلْنَا مِنْهَا أَكْلاً شَدِيدًا قَالَ: وَنَاسٌ جِيَاعٌ، فَرَجَعْنَا إِلَى المَسْجِدِ، فَوَجَدَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ الرِّيحَ فَقَالَ: مَنْ أَكَلَ مِنْ هَذِهِ البَقْلَةِ الخَبِيثَةِ شَيْئًا فَلاَ يَقْرَبَنَّا فِي المَسْجِدِ، فَقَالَ النَّاسُ: حُرِّمَتْ حُرِّمَتْ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ لَيْسَ لِي تَحْرِيمُ مَا أَحَلَّ اللهُ، وَلَكِنَّهَا شَجَرَةٌ أَكْرَهُ رِيحَهَا.
1196- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: يَا أَهْلَ المَدِينَةِ لاَ تَأْكُلُوا لُحُومَ الأَضَاحِي فَوْقَ ثَلاَثٍ، قَالَ: فَشَكَا إِلَيْهِ أَهْلُ المَدِينَةِ أَنَّ لَهُمْ عِيَالاً، قَالَ: فَكُلُوا وَأَطْعِمُوا وَاحْبِسُوا، وَقَالَ الجُرَيْرِيُّ: فَلاَ أَدْرِي فِي هَذَا الحَدِيثِ أَمْ فِي غَيْرِهِ قَالَ: وَادَّخِرُوا.(2/67)
1197- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: لاَ يَحِلُّ لاِمْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ أَنْ تُسَافِرَ سَفَرًا يَكُونُ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ فَصَاعِدًا إِلاَّ وَمَعَهَا أَبُوهَا، أَوِ ابْنُهَا، أَوْ زَوْجُهَا، أَوْ ذُو مَحْرِمٍ مِنْهَا
1198- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابِي، فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَوْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلاَ نَصِيفَهُ.(2/67)
1199- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَوْ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، شَكَّ الأَعْمَشُ، قَالَ: لَمَّا كَانَتْ غَزَاةُ تَبُوكَ أَصَابَ النَّاسَ مَجَاعَةٌ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، لَوْ أَذِنْتَ لَنَا فَنَحَرْنَا نَوَاضِحَنَا فَأَكَلْنَا وَادَّهَنَّا؟ قَالَ: فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: افْعَلُوا، فَجَاءَ عُمَرُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُمْ إِنْ فَعَلُوا قُلَّ الظَّهْرُ، وَلَكِنِ ادْعُهُمْ بِفَضْلِ أَزْوَادِهِمْ، ثُمَّ أَدَعُ لَهُمْ عَلَيْهَا بِالبَرَكَةِ، لَعَلَّ اللهَ أَنْ يَجْعَلَ فِي ذَلِكَ البَرَكَةَ، قَالَ: فَدَعَا رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ بِنِطَعٍ فَبَسَطَهُ، ثُمَّ دَعَا بِفَضْلِ أَزْوَادِهِمْ، قَالَ: فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَجِيءُ بِكَفِّ الذَّرَّةِ، وَالآخَرُ بِكَفِّ التَّمْرِ، وَالآخَرُ بِالكِسْرَةِ، حَتَّى اجْتَمَعَ عَلَى النِّطَعِ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: فَدَعَا عَلَيْهِ بِالبَرَكَةِ ثُمَّ قَالَ: خُذُوا فِي أَوْعِيَتِكُمْ، قَالَ: فَأَخَذُوا فِي أَوْعِيَتِهِمْ حَتَّى مَا تَرَكُوا فِي العَسْكَرِ وِعَاءً إِلاَّ مَلَؤُوهُ، قَالَ: وَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا، قَالَ: وَفَضَلَتْ مِنْهُمْ فَضْلَةٌ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: أَشْهَدُ أَنَّ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ، لاَ يَلْقَى اللهَ بِهَا عَبْدٌ غَيرُ شَاكٍّ فَيُحْجَبَ عَنِ الجَنَّةِ(2/68)
1200- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا وَكِيعٌ، حَدَّثنا إِدْرِيسُ الأَوْدِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي البَخْتَرِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: لَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسَةِ أَوْسَاقٍ صَدَقَةٌ.(2/69)
1201- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: لَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسَةِ أَوْسَاقٍ مِنْ تَمْرٍ وَلاَ حَبٍّ صَدَقَةٌ.(2/69)
1202- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا وَكِيعٌ، حَدَّثنا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: لاَ تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لَغَنِيٍّ إِلاَّ لِثَلاَثَةٍ: غَازٍ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَابْنِ السَّبِيلِ، أَوْ رَجُلٍ كَانَ لَهُ جَارٌ فَتُصُدِّقَ عَلَيْهِ، فَأَهْدَى لَهُ.(2/69)
1203- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثنا الأَعْمَشُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ، وَعَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، كِلاَهُمَا، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: مَنْ رَأَى مُنْكَرًا فَاسْتَطَاعَ أَنْ يُغَيِّرَهُ بِيَدِهِ فَلْيَفْعَلْ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ بِيَدِهِ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ بِلِسَانِهِ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ(2/69)
1204- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا وَكِيعٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: احْتَجَّ آدَمُ وَمُوسَى، فَقَالَ مُوسَى: يَا آدَمُ، خَلَقَكَ اللهُ بِيَدِهِ، وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ، وَأَمَرَ المَلاَئِكَةَ فَسَجَدُوا لَكَ، وَأَسْكَنَكَ جَنَّتَهُ، فَأَغْوَيتَ النَّاسَ، وَأَخْرَجْتَهُمْ مِنَ الجَنَّةِ؟ فَقَالَ آدَمُ: يَا مُوسَى، اصْطَفَاكَ اللهُ بِكَلِمَتِهِ، وَأَنْزَلَ عَلَيْكَ التَّوْرَاةَ، وَفَعَلَ بِكَ وَفَعَلَ، تَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ قَدْ قَدَرَهُ اللهُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِي؟ قَالَ: فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ.(2/70)
1205- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا وَكِيعٌ، حَدَّثنا مِسْعَرٌ، عَنْ زَيْدٍ العَمِّيِّ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أُتِيَ بِرَجُلٍ، قَالَ: أَظُنُّهُ فِي شَرَابٍ، فَضَرَبَهُ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ بِنَعْلَيْنِ أَرْبَعِينَ.(2/70)
1206- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا وَكِيعٌ، حَدَّثنا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: ذَكَاةُ الجَنِينِ ذَكَاةُ أُمِّهِ.(2/70)
1207- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثنا الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فِي قَوْلِهِ: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} قَالَ: عَدْلاً(2/70)
1208- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثنا هَمَّامٌ، حَدَّثنا يَحْيَى، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: الوِتْرُ بِلَيْلٍ.(2/71)
1209- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثنا هَمَّامٌ، حَدَّثنا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: حَدِّثُوا عَنِّي وَلاَ حَرَجَ، حَدِّثُوا عَنِّي وَلاَ تَكْذِبُوا عَلَيَّ، وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَقَدْ تَبَوَّأَ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ، وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلاَ حَرَجَ.(2/71)
1210- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثنا هَمَّامٌ، حَدَّثنا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: أَمَرَنَا نَبِيُّنَا صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَنْ نَقْرَأَ بِفَاتِحَةِ الكِتَابِ وَمَا تَيَسَّرَ.(2/71)
1211- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثنا هَمَّامٌ، حَدَّثنا قَتَادَةُ، حَدَّثَنِي أَرْبَعَةُ رِجَالٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، وَخَمْسُ نِسْوَةٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ نَهَى عَنْ نَبِيذِ الجَرِّ(2/71)
1212- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الوَارِثِ، حَدَّثنا المُسْتَمِرُّ بْنُ الرَّيَّانِ الإِيَادِيُّ، حَدَّثنا أَبُو نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: لاَ يَمْنَعَنَّ أَحَدَكُمْ مَخَافَةُ النَّاسِ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِالحَقِّ إِذَا رَآهُ وَعَلِمَهُ، أَوْ رَآهُ وَسَمِعَهُ.(2/72)
1213- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثنا المُسْتَمِرُّ، حَدَّثنا أَبُو نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ يَوْمَ القِيَامَةِ يُرْفَعُ لَهُ بِقَدْرِ غَدْرَتِهِ، أَلاَ وَلاَ غَادِرَ أَعْظَمُ غَدْرًا مِنْ أَمِيرِ عَامَّةٍ.(2/72)
1214- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الوَارِثِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثنا الجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قَالَ: قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ عَلَى نَهَرٍ مِنْ مَاءِ السَّمَاءِ وَالنَّاسُ صِيَامٌ فِي يَوْمٍ صَائِفٍ، وَهُمْ مُشَاةٌ وَرَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ عَلَى بَغْلَتِهِ، فَقَالَ: اشْرَبُوا أَيُّهَا النَّاسُ، قَالُوا: نَشْرَبُ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: فَقَالَ: إِنِّي لَسْتُ مِثْلَكُمْ، إِنِّي أَيْسَرُ مِنْكُمْ، إِنِّي رَاكِبٌ، قَالَ: فَأَبَوْا، قَالَ: فَثَنَى نَبِيُّ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَخِذَهُ فَنَزَلَ فَشَرِبَ وَشَرِبَ النَّاسُ، وَمَا كَانَ يُرِيدُ أَنْ يَشْرَبَهُ.(2/72)
1215- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثنا أَبِي، حَدَّثنا دَاوُدُ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ مَاعِزَ بْنَ مَالِكٍ أَتَى النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَصَبْتُ حَدًّا فَأَقِمْهُ عَلَيَّ، قَالَ: فَرَدَّهُ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، وَإِمَّا أَرْبَعَ مَرَّاتٍ، فَسَأَلَ عَنْهُ: أَبِهِ بَأْسٌ؟ قَالُوا: لاَ، يَا رَسُولَ اللهِ، إِلاَّ أَنَّهُ أَصَابَ حَدًّا لاَ يَرَى أَنَّهُ يُخْرِجُهُ مِنْهُ إِلاَّ الحَدُّ، قَالَ: فَأَمَرَ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، فَانْطَلَقْنَا بِهِ إِلَى بَقِيعِ الغَرْقَدِ، فَلَمْ نَحْفِرْ لَهُ، وَلَمْ نُوَثِّقْهُ، فَرَمَيْنَاهُ بِالخَزِفِ وَالعِظَامِ، فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ فَسَعَى إِلَى الحَرَّةِ، فَتَبِعْنَاهُ فَرَمَيْنَاهُ بِجَلاَمِيدِ الحَرَّةِ حَتَّى سَكَتَ، ثُمَّ قَامَ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ خَطِيبًا فَقَالَ: إِذَا خَرَجْنَا فِي سَبِيلِ اللهِ تَخَلَّفَ أَحَدُهُمْ لَهُ نَبِيبٌ كَنَبِيبِ التَّيْسِ، أَمَا إِنِّي لاَ أُوتَى مِنْ أُولَئِكَ بِأَحَدٍ إِلاَّ نَكَّلْتُ بِهِ، قَالَ: زَعَمَ فَلَمْ يلْعَنْهُ وَلَمْ يَسْتَغْفِرْ لَهُ.(2/72)
1216- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثنا أَبِي، حَدَّثنا دَاوُدُ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالاَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ خَلِيفَةٌ يَقْسِمُ المَالَ وَلاَ يَعُدَّهُ.(2/73)
1217- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثنا شُعْبَةُ، حَدَّثنا عَبْدُ اللهِ الزَّعْفَرَانِيُّ، عَنْ أَبِي المُتَوَكِّلِ النَّاجِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: الفِضَّةُ بِالفِضَّةِ، وَالذَّهَبُ بِالذَّهَبِ، سَوَاءٌ بِسَوَاءٍ، مِثْلاً بِمِثْلٍ، وَمَنْ زَادَ أَوِ اسْتَزَادَ فَقَدْ أَرْبَى، وَالآخِذُ وَالمُعْطِي سَوَاءٌ(2/73)
1218- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا رَوْحُ بْنُ أَسْلَمَ، حَدَّثَنِي حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخبَرنا سَعِيدٌ الجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ سَأَلَ ابْنَ صَائِدٍ عَنْ تُرْبَةِ الجَنَّةِ، فَقَالَ: دَرْمَكَةٌ بَيْضَاءُ، مِسْكٌ خَالِصٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: صَدَقَ.(2/74)
1219- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا رَوْحُ بْنُ أَسْلَمَ، أَخبَرنا وُهَيْبٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الجَنَّةِ الجَنَّةَ، وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ، قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَيْرٍ فَأَخْرِجُوهُ مِنَ النَّارِ، قَالَ: فَيُخْرَجُونَ قَدِ امْتَحَشُوا وَصَارُوا حُمَمًا، فَيُلْقَوْنَ فِي نَهَرٍ يُقَالُ لَهُ: نَهَرُ الحَيَاةِ، فَيَنْبُتُونَ كَمَا تَنْبُتُ الحِبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ، أَوْ قَالَ: فِي حَمِيلِ الشَّيحِ شَكَّ أَبُو عَمْرٍو، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: أَلَمْ يَرَوْا إِلَيْهَا تَنْبُتُ صَفْرَاءَ مُلْتَوِيَةً؟.(2/74)
1220- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا رَوْحُ بْنُ أَسْلَمَ، حَدَّثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ لاِبْنِ صَائِدٍ: مَا تَرَى؟ قَالَ: أَرَى عَرْشًا عَلَى مَاءِ البَحْرِ وَحَوْلَهُ الحَيَّاتُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: رَأَى عَرْشَ إِبْلِيسَ(2/74)
1221- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الزُّبَيْرِيُّ أَبُو أَحْمَدَ، أَخبَرنا كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ رُبَيْحِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: لاَ وَضُوءَ لِمَنْ لَمْ يُذْكَرِ اسْمَ اللهِ عَلَيْهِ.(2/74)
1222- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخبَرنا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي عِيسَى الأُسْوَارِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: عُودُوا المَرْضَى، وَاتْبَعُوا الجَنَائِزَ تُذَكِّرْكُمُ الآخِرَةَ.(2/75)
1223- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي الحَكَمِ، حَدَّثَنِي أَخِي، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ نَهَى عَنِ الجَرِّ، وَالدُّبَّاءِ، وَالمُزَفَّتِ، وَنَهَى عَنِ البُسْرِ وَالتَّمْرِ.(2/75)
1224- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثنا الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ {وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ} قَالَ: فِي الدُّنْيَا.(2/75)
1225- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَقَالَ: أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ؟ قَالَ: رَجُلٌ جَاهَدَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَرَجُلٌ، يَعْنِي فِي شِعْبٍ مِنَ الشِّعَابِ، يَعْبُدُ رَبَّهُ وَيَدَعُ النَّاسَ مِنْ شَرِّهِ(2/75)
1226- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ رَجُلاً أَتَى النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ بِتَمْرٍ أَنْكَرَهُ، فَقَالَ: أَنَّى لَكَ هَذَا؟ فَقَالَ: أَخَذْتُهُ بِصَاعَيْنِ مِنْ تَمْرٍ، فَقَالَ: أَضْعَفْتَ وَأَرْبَيتَ، أَوْ أَرْبَيْتَ وَأَضْعَفْتَ.(2/76)
1227- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ عَجْلاَنَ، حَدَّثنا عِيَاضُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: لاَ أُخْرِجُ أَبَدًا إِلاَّ صَاعًا، إِنَّا كُنَّا نُخْرِجُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ أَوْ شَعِيرٍ أَوْ أَقِطٍ أَوْ زَبِيبٍ.(2/76)
1228- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ يُونُسَ، يُحَدِّثُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: مَا بُعِثَ مِنْ نَبِيٍّ، وَلاَ اسْتُخْلِفَ مِنْ خَلِيفَةٍ إِلاَّ كَانَتْ لَهُ بِطَانَتَانِ: بِطَانَةٌ تَأْمُرُهُ بِالخَيْرِ وَتَحُضُّهُ عَلَيْهِ، وَبِطَانَةٌ تَأْمُرُهُ بِالشَّرِّ وَتَحُضُّهُ عَلَيْهِ، وَالمَعْصُومُ مَنْ عَصَمَ اللهُ.(2/76)
1229- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي مَسْلَمَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ.(2/76)
1230- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثنا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ يُونُسَ، يُحَدِّثُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَيْرِيزٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ عَنِ العَزْلِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: لاَ عَلَيْكُمْ أَنْ لاَ تَفْعَلُوا، فَإِنَّهُ لَيْسَتْ نَسَمَةٌ كَتَبَ اللهُ أَنْ تَخْرُجَ إِلاَّ هِيَ خَارِجَةٌ.(2/77)
1231- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ، حَدَّثنا عُثْمَانُ البَتِّيُّ، عَنْ أَبِي الخَلِيلِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قَالَ: أَصَبْنَا يَوْمَ أَوْطَاسٍ سَبَايَا، وَلَهُنَّ أَزْوَاجٌ فِي قَوْمِهِنَّ، فَذَكَرُوا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: فَنَزَلَتْ: {وَالمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلاَّ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ}.(2/77)
1232- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخبَرنا شُعْبَةُ، عَنْ خُلَيْدِ بْنِ جَعْفَرٍ، وَالمُسْتَمِرِّ بْنِ الرَّيَّانِ قَالاَ: سَمِعْنَا أَبَا نَضْرَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ ذَكَرَ امْرَأَةً مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ حَشَتْ خَاتَمَهَا مِسْكًا، وَالمِسْكُ أَطْيَبُ الطِّيبِ.(2/77)
1233- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ حُمْرَانَ، قَالَ عَبْدُ الحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ: أَخبَرنا عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ عَلاَءٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: لَمَّا خَرَجَتِ الحَرُورِيَّةُ جِئْنَا أَبَا سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ فَقُلْنَا: أَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَذْكُرُ الحَرُورِيَّةَ؟ فَقَالَ: لاَ وَلَكِنْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَ قَوْمٌ تَحْقِرُونَ صَلاَتَكُمْ مَعَ صَلاَتِهِمْ، وَأَعْمَالَكُمْ مَعَ أَعْمَالِهِمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الإِسْلاَمِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، حَتَّى يَأْخُذَهُ صَاحِبُهُ فَيَنْظُرَ إِلَى نَصْلِهِ فَلاَ يَرَى شَيْئًا، ثُمَّ يَنْظُرَ إِلَى رُعْظِهِ فَلاَ يَرَى شَيْئًا، ثُمَّ يَنْظُرُ إِلَى قِدْحِهِ فَلاَ يَرَى فِيهِ شَيْئًا، ثُمَّ يَنْظُرُ إِلَى قُذَذِهِ هَلْ يَرَى فِيهِ شَيْئًا أَمْ لاَ؟.(2/77)
1234- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثنا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الحَارِثِ قَالَ: اشْتَكَى أَبُو هُرَيْرَةَ وَغُلِبَ، قَالَ: فَصَلَّى أَبُو سَعِيدٍ الخُدْرِيُّ فَجَهَرَ بِالتَّكْبِيرِ حِينَ افْتَتَحَ، وَحِينَ رَكَعَ وَبَعْدَ أَنْ قَالَ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، وَحِينَ رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ السُّجُودِ، وَحِينَ سَجَدَ، وَحِينَ رَفَعَ، وَحِينَ قَامَ مِنَ الرَّكْعَتَيْنِ حَتَّى صَلَّى صَلاَتَهُ عَلَى ذَلِكَ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قِيلَ لَهُ: قَدِ اخْتَلَفَ النَّاسُ عَلَى صَلاَتِكَ، فَقَامَ حَتَّى قَامَ عِنْدَ المِنْبَرِ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي وَاللَّهِ مَا أُبَالِي اخْتَلَفَتْ صَلاَتُكُمْ أَوْ لَمْ تَخْتَلِفْ، إِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ هَكَذَا يُصَلِّي.(2/78)
1235- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا أَبُو عَامِرٍ العَقَدِيُّ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، وَعَمِّهِ قَتَادَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: كُلُوا لُحُومَ الأَضَاحِي وَادَّخِرُوا(2/78)
1236- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا أَبُو عَامِرٍ، عَنْ زُهَيْرٍ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَوْمَ الاِثْنَيْنِ إِلَى قُبَاءَ، فَمَرَّ بِنَا فِي بَنِي سَالِمٍ، فَوَقَفَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ عَلَى بَابِ ابْنِ عِتْبَانَ فَصَاحَ بِهِ وَهُوَ عَلَى بَطْنِ امْرَأَتِهِ، فَخَرَجَ وَهُوَ يَجُرُّ إِزَارَهُ، فَلَمَّا رَآهُ قَالَ: أَعْجَلْنَا الرَّجُلَ فَقَالَ ابْنُ عِتْبَانَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ الرَّجُلَ إِذَا أُعْجِلَ عَنِ امْرَأَتِهِ فَلَمْ يُمْنِ مَاذَا عَلَيْهِ؟ قَالَ: إِنَّمَا المَاءُ مِنَ المَاءِ.(2/79)
1237- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا أَبُو عَامِرٍ العَقَدِيُّ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: مَا يُصِيبُ المَرْءَ المُؤْمِنَ مِنْ نَصَبٍ، وَلاَ وَصَبٍ، وَلاَ هَمٍّ، وَلاَ حَزَنٍ، وَلاَ غَمٍّ، وَلاَ أَذًى، حَتَّى الشَّوْكَةُ يُشَاكُهَا إِلاَّ كَفَّرَ اللهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ.(2/79)
1238- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا أَبُو عَامِرٍ، عَنْ زُهَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ عَلَى هَذَا المِنْبَرِ: مَا بَالُ رِجَالٍ يَقُولُونَ: إِنَّ رَحِمَ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ لاَ تَنْفَعُ قَوْمَهُ؟ بَلَى وَاللَّهِ إِنَّ رَحِمِي مَوْصُولَةٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَإِنِّي يَا أَيُّهَا النَّاسُ فَرَطٌ لَكُمْ عَلَى الحَوْضِ، فَإِذَا جِئْتُمْ قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ أَنَا فُلاَنُ بْنُ فُلاَنٍ، وَقَالَ آخَرُ: أَنَا فُلاَنُ بْنُ فُلاَنٍ، فَأَقُولُ: أَمَّا النَّسَبُ فَقَدْ عَرَفْتُهُ وَلَكِنَّكُمْ أَحْدَثْتُمْ بَعْدِي وَارْتَدَدْتُمُ القَهْقَرَى.(2/79)
1239- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا أَبُو عَامِرٍ العَقَدِيُّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلاَلٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ.(2/80)
1240- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ المُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلاَلٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ قَالَ: بَيْنَمَا أَبُو سَعِيدٍ الخُدْرِيُّ يَوْمَ الجُمُعَةِ يُصَلِّي إِلَى شَيْءٍ يَسْتُرُهُ مِنَ النَّاسِ، إِذْ جَاءَ شَابٌّ مِنْ بَنِي مُعَيْطٍ، فَأَرَادَ أَنْ يَجْتَازَ بَيْنَ يَدَيْهِ، قَالَ: فَدَفَعَهُ أَبُو سَعِيدٍ فِي نَحْرِهِ، فَلَمْ يَجِدْ مَسَاغًا إِلاَّ مَا بَيْنَ يَدَيْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، فَعَادَ فَدَفَعَهُ فِي نَحْرِهِ أَشَدَّ مِنَ الدَّفْعَةِ الأُولَى، قَالَ: فَمَثَلَ قَائِمًا ثُمَّ نَالَ مِنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: فَدَخَلَ أَبُو سَعِيدٍ عَلَى مَرْوَانَ فَقَالَ: مَا لَكَ وَلاِبْنِ أَخِيكَ جَاءَ يَشْتَكِيكَ؟ فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ الخُدْرِيُّ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَأَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَجْتَازَ بَيْنَ يَدَيْهِ فَلْيَدْفَعْ فِي نَحْرِهِ، فَإِنْ أَبَى فَلْيُقَاتِلْهُ فَإِنَّمَا هُوَ شَيْطَانٌ(2/80)
1241- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الدَّسْتُوَائِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عِيَاضٍ قَالَ: قُلْتُ لأَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ: أَحَدُنَا يُصَلِّي فَلاَ يَدْرِي كَمْ صَلَّى؟ فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلَمْ يَدْرِ كَمْ صَلَّى فَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ، وَإِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الشَّيْطَانُ وَهُوَ فِي صَلاَتِهِ فَقَالَ: إِنَّكَ قَدْ أَحْدَثْتَ فَلْيَقُلْ: كَذَبْتَ، إِلاَّ مَا وَجَدَ رِيحَهُ بِأَنْفِهِ أَوْ سَمِعَ صَوْتًا بِأُذُنِهِ.(2/80)
1242- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخبَرنا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ هِلاَلِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَقَالَ: إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ مَا يُخْرِجُ اللهُ لَكُمْ مِنْ زِينَةِ الدُّنْيَا وَزَهْرَتِهَا، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ أَوَيَأْتِي الخَيْرُ بِالشَّرِّ؟ فَسَكَتَ عَنْهُ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، فَرَأَيْنَا أَنَّهُ يُنَزَّلُ عَلَيْهِ، فَقِيلَ لَهُ: مَا شَأْنُكَ، تُكَلِّمُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ وَلاَ يُكَلِّمُكَ؟ فَسُرِّيَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَجَعَلَ يَمْسَحُ عَنْهُ الرُّحَضَاءَ، فَقَالَ: أَيْنَ السَّائِلُ فَرَأَيْنَا أَنَّهُ حَمِدَهُ فَقَالَ: إِنَّ الخَيْرَ لاَ يَأْتِي بِالشَّرِّ، وَإِنَّ مِمَّا يُنْبِتُ الرَّبِيعُ يَقْتُلُ، أَوْ يُلِمُّ، حَبَطًا، أَلَمْ تَرَوْا إِلَى آكِلَةِ الخَضِرِ أَكَلَتْ حَتَّى امْتَلأَتْ خَاصِرَتَاهَا، فَاسْتَقْبَلَتْ عَيْنَ الشَّمْسِ فَثَلَطَتْ فَبَالَتْ، ثُمَّ رَتَعَتْ؟ وَإِنَّ المَالَ حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ، وَنِعْمَ صَاحِبُ المُسْلِمِ هُوَ إِنْ وَصَلَ الرَّحِمَ، وَأَنْفَقَ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَمَثَلُ الَّذِي يَأْخُذُهُ بِغَيْرِ حَقِّهِ كَمَثَلِ الَّذِي يَأْكُلُ وَلاَ يَشْبَعُ، وَيَكُونُ عَلَيْهِ شَهِيدًا يَوْمَ القِيَامَةِ، قَالَ زُهَيْرٌ: قَالَ: خَبَطًا وَهُوَ حَبَطًا.(2/81)
1243- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخبَرنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، أَنَّ غُلاَمًا لِلنَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَتَى بِتَمْرٍ رَيَّانَ، وَكَانَ تَمْرُ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ تَمْرًا بَعْلاً فِيهِ يَبَسٌ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: أَنَّى لَكَ هَذَا التَّمْرُ؟ قَالَ: هَذَا صَاعٌ ابْتَعْتُهُ بِصَاعَيْنِ مِنْ تَمْرِنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: إِنَّ هَذَا لاَ يَصْلُحُ، وَلَكِنْ إِذَا أَرَدْتَ ذَلِكَ فَبِعْ تَمْرَكَ ثُمَّ اشْتَرِ أَيَّ تَمْرٍ شِئْتَ.(2/82)
1244- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخبَرنا الجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: إِذَا أَتَى أَحَدُكُمْ عَلَى رَاعٍ فَلْيُنَادِ: يَا رَاعِيَ الإِبِلِ ثَلاَثًا، فَإِنْ أَجَابَهُ وَإِلاَّ فَلْيَحْلِبْ فَلْيَشْرَبْ، وَلاَ يَحْمِلَنَّ، وَإِذَا أَتَى أَحَدُكُمْ عَلَى حَائِطِ بُسْتَانٍ فَلْيُنَادِ ثَلاَثًا: يَا صَاحِبَ الحَائِطِ، فَإِنْ أَجَابَهُ وَإِلاَّ فَلْيَأْكُلْ وَلاَ يَحْمِلْ وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: الضِّيَافَةُ ثَلاَثَةُ أَيَّامٍ، فَمَا زَادَ فَصَدَقَةٌ.(2/82)
1245- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا أَبُو الوَلِيدِ، حَدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ خُلَيْدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَنَّهُ قَالَ: لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ يَوْمَ القِيَامَةِ عِنْدَ اسْتِهِ(2/82)
1246- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا أَبُو عَامِرٍ العَقَدِيُّ، عَنِ القَاسِمِ بْنِ الفَضْلِ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: تَمْرُقُ مَارِقَةٌ عِنْدَ فِرْقَةٍ مِنَ المُسْلِمِينَ يَقْتُلُهَا أَوْلَى الطَّائِفَتَيْنِ بِالحَقِّ.(2/83)
1247- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا أَبُو عَامِرٍ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ زَيْدٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: إِيَّاكُمْ وَالجُلُوسَ فِي الطُّرُقَاتِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا لَنَا مِنْ مَجَالِسُنَا بُدٌّ، نَتَحَدَّثُ فِيهَا؟ قَالَ: فَإِذَا أَبَيْتُمْ إِلاَّ المَجْلِسَ فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهُ، قَالُوا: وَمَا حَقُّ الطَّرِيقِ؟ قَالَ: غَضُّ البَصَرِ، وَكَفُّ الأَذَى، وَرَدُّ السَّلاَمِ، وَالأَمْرُ بِالمَعْرُوفِ، وَالنَّهْيُ عَنِ المُنْكَرِ.(2/83)
1248- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا أَبُو عَامِرٍ، عَنْ زُهَيْرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ يُصَلِّي فَلاَ يَتْرُكَنَّ أَحَدًا يَمُرُّ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَإِنْ أَبَى فَلْيُقَاتِلْهُ فَإِنَّمَا هُوَ شَيْطَانٌ.(2/83)
1249- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا حَبَّانُ بْنُ هِلاَلٍ، حَدَّثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: إِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْتِي أَحَدَكُمْ فِي صَلاَتِهِ فَيَمُدُّ شَعْرَةً فِي دُبُرِهِ، فَيَرَى أَنَّهُ قَدْ أَحْدَثَ، فَلاَ يَنْصَرِفْ حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا أَوْ يَجِدَ رِيحًا(2/83)
1250- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، حَدَّثنا أَبِي، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ عَنِ العَزْلِ، فَقَالَ: أَوَتَفْعَلُونَ ذَلِكَ؟ لاَ عَلَيْكُمْ أَنْ لاَ تَفْعَلُوا ذَلِكَ، لاَ عَلَيْكُمْ أَنْ لاَ تَفْعَلُوا، فَإِنَّهُ لَيْسَ نَسَمَةٌ قَضَى اللهُ أَنْ تَكُونَ إِلاَّ هِيَ كَائِنَةٌ.(2/84)
1251- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، حَدَّثنا أَبُو سُفيَانَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ الخُدْرِيُّ، أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَرَآهُ يُصَلِّي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ مُتَوَشِّحًا بِهِ.(2/84)
1252- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا أَبُو الوَلِيدِ، حَدَّثنا شُعْبَةُ، أَخبَرنا أَبُو إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ الأَغَرَّ أَبَا مُسْلِمٍ يَقُولُ: أَشْهَدُ عَلَى أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُمَا شَهِدَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَنَّهُ قَالَ: لاَ يَقْعُدُ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ اللهَ إِلاَّ غَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَحَفَّتْهُمُ المَلاَئِكَةُ، وَنَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ، وَذَكَّرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ(2/84)
1253- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا رَوْحُ بْنُ عِبَادَةَ، حَدَّثنا عُثْمَانُ بْنُ غِيَاثٍ، حَدَّثنا أَبُو نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَنَّهُ قَالَ: يَمُرُّ النَّاسُ عَلَى جَسْرِ جَهَنَّمَ، وَعَلَيْهِ حَسَكٌ وَكَلاَلِيبُ وَخَطَاطِيفُ تَخْطَفُ النَّاسَ يَمِينًا وَشِمَالاً، وَعَلَى جَنْبَتَيْهِ مَلاَئِكَةٌ يَقُولُونَ: اللهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ، فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَمُرُّ مِثْلَ البَرْقِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ مِثْلَ الرِّيحِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ مِثْلَ الفَرَسِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْعَى سَعْيًا، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي مَشْيًا، وَمِنْهُمْ مَنْ يَحْبُوا حَبْوًا، وَمِنْهُمْ مَنْ يَزْحَفُ زَحْفًا، فَأَمَّا أَهْلُ النَّارِ الَّذِينَ هُمْ أَهْلُهَا فَلاَ يَمُوتُونَ وَلاَ يَحْيَوْنَ، وَأَمَّا أُنَاسٌ فَيُؤْخَذُونَ بِذَنُوبٍ وَخَطَايَا، قَالَ: فَيَحْتَرِقُونَ فَيَكُونُونَ فَحْمًا، ثُمَّ يُؤْذَنُ فِي الشَّفَاعَةِ، فَيُؤْخَذُونَ ضِبَارَاتٍ ضِبَارَاتٍ، فَيُقْذَفُونَ عَلَى نَهَرٍ مِنْ أَنْهَارِ الجَنَّةِ، فَيَنْبُتُونَ كَمَا تَنْبُتُ الحِبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: أَمَا رَأَيْتُمُ الصَّبْغَاءَ شَجَرَةً تَنْبُتُ فِي الغُثَاءِ؟ فَيَكُونُ مِنْ آخِرِ مَنْ
أُخْرِجَ مِنَ النَّارِ رَجُلٌ عَلَى شَفَتِهَا، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ اصْرِفْ وَجْهِي عَنْهَا، فَيَقُولُ: عَهْدَكَ وَذِمَّتَكَ لاَ تَسْأَلُنِي غَيْرَهَا؟ قَالَ: وَعَلَى الصِّرَاطِ ثَلاَثُ شَجَرَاتٍ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ حَوِّلْنِي إِلَى هَذِهِ الشَّجَرَةِ آكُلُ مِنْ ثَمَرِهَا، وَأَكُونُ فِي ظِلِّهَا، فَيَقُولُ: عَهْدَكَ وَذِمَّتَكَ لاَ تَسْأَلُنِي غَيْرَهَا؟ قَالَ: يَرَى أُخْرَى أَحْسَنَ مِنْهَا فَيَقُولُ: يَا رَبِّ حَوِّلْنِي إِلَى هَذِهِ آكُلُ مِنْ ثَمَرِهَا وَأَكُونُ فِي ظِلِّهَا، قَالَ: فَيَقُولُ عَهْدَكَ وَذِمَّتَكَ لاَ تَسْأَلُنِي غَيْرَهَا؟ قَالَ: ثُمَّ يَرَى أُخْرَى فَيَقُولُ: يَا رَبِّ حَوِّلْنِي إِلَى هَذِهِ آكُلُ مِنْ ثَمَرِهَا وَأَشْرَبُ فِي ظِلِّهَا، ثُمَّ يَرَى سَوَادَ النَّاسِ وَيَسْمَعُ كَلاَمَهُمْ، قَالَ: فَيَقُولُ: يَا رَبِّ أَدْخِلْنِي الجَنَّةَ، قَالَ أَبُو نَضْرَةَ: اخْتَلَفَ أَبُو سَعِيدٍ وَرَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا: فَيُدْخِلُهُ الجَنَّةَ، فَيُعْطَى الدُّنْيَا وَمِثْلَهَا وَقَالَ الآخَرُ: يَدْخُلُ الجَنَّةَ فَيُعْطَى الدُّنْيَا وَعَشَرَةَ أَمْثَالِهَا.(2/84)
1254- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا رَوْحٌ، حَدَّثنا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، قَالَ أَبُو خَيْثَمَةَ: أَرَاهُ عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: يَخْرُجُ نَاسٌ مِنَ النَّارِ قَدِ احْتَرَقُوا وَكَانُوا مِثْلَ الحُمَمِ، ثُمَّ لاَ يَزَالُ أَهْلُ الجَنَّةِ يَرُشُّونَ عَلَيْهِمُ المَاءَ حَتَّى يَنْبُتُوا نَبَاتَ الغُثَاءِ فِي السَّيْلِ.(2/86)
1255- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا رَوْحُ بْنُ عِبَادَةَ، حَدَّثنا عَوْفٌ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: يَخْرُجُ ضِبَارَةٌ مِنَ النَّارِ قَدْ كَانُوا فَحْمًا، فَيُقَالُ: بَوِّئُوهُمُ الجَنَّةَ، وَرُشُّوا عَلَيْهِمْ مِنَ المَاءِ، قَالَ: فَيَنْبُتُونَ كَمَا تَنْبُتُ الحِبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ القَوْمِ: كَأَنَّكَ كُنْتَ مِنْ أَهْلِ البَادِيَةِ يَا رَسُولَ اللهِ؟(2/86)
1256- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: إِنَّ المُؤْمِنَ لاَ يُصِيبُهُ نَصَبٌ، وَلاَ وَصَبٌ، وَلاَ حَزَنٌ، وَلاَ أَذًى، حَتَّى الهَمُّ يُهِمُّهُ إِلاَّ اللهُ يُكَفِّرُ مِنْ سَيِّئَاتِهِ.(2/87)
1257- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثنا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الهَادِ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: مَا مِنْ عَبْدٍ يَصُومُ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللهِ، إِلاَّ أَبَعْدَ اللهُ بِذَلِكَ اليَوْمِ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا.(2/87)
1258- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثنا إِسْرَائِيلُ بْنُ يُونُسَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الأَغَرِّ أَبِي مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ قَالاَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: إِذَا قَالَ العَبْدُ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، صَدَّقَهُ رَبُّهُ قَالَ: صَدَقَ عَبْدِي، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا وَأَنَا أَكْبَرُ، فَإِذَا قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ، صَدَّقَهُ رَبُّهُ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا وَحْدِي، فَإِذَا قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، صَدَّقَهُ رَبُّهُ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا لاَ شَرِيكَ لِي، فَإِذَا قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، صَدَّقَهُ رَبُّهُ فَقَالَ: صَدَقَ عَبْدِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا، لِيَ المُلْكُ، وَلِيَ الحَمْدُ، فَإِذَا قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ، صَدَّقَهُ رَبُّهُ قَالَ: صَدَقَ عَبْدِي، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِي(2/87)
1259- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثنا زَائِدَةُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الحَارِثِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ عَنِ الزَّهْوِ وَالتَّمْرِ، وَعَنِ الزَّبِيبِ وَالتَّمْرِ، فَقُلْتُ: أَنْ يُنْبَذَا جَمِيعًا؟ فَقَالَ: نَعَمْ.(2/88)
1260- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا رَوْحٌ، حَدَّثنا عَوْفٌ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: لَقَدِ اهْتَزَّ العَرْشُ لِمَوْتِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ.(2/88)
1261- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي المُتَوَكِّلِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَخِي اسْتَطْلَقَ بَطْنُهُ، فَقَالَ: اسْقِهِ عَسَلاً، قَالَ: فَسَقَاهُ، قَالَ: فَأَتَاهُ فَقَالَ: قَدْ سَقَيْتُهُ عَسَلاً فَلَمْ يَزِدْهُ إِلاَّ اسْتِطْلاَقًا؟ قَالَ: فَقَالَ: اسْقِهِ عَسَلاً، ثُمَّ أَتَاهُ فَقَالَ: قَدْ سَقَيْتُهُ فَلَمْ يَزِدْهُ إِلاَّ اسْتِطْلاَقًا؟ قَالَ: فَقَالَ: اسْقِهِ عَسَلاً، قَالَ: فَأَمَّا فِي الثَّالِثَةِ أَوْ فِي الرَّابِعَةِ حَسِبْتُهُ قَالَ: فَشُفِيَ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: صَدَقَ اللهُ وَكَذَبَ بَطْنُ أَخِيكَ(2/88)
1262- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ المُغِيرَةِ بْنِ مُعَيْقِيبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قَالاَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: اللهُمَّ إِنِّي أَتَّخِذُ عِنْدَكَ عَهْدًا تُؤَدِّيهِ إِلَيَّ يَوْمَ القِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ المِيعَادَ: إِنَّمَا أَنَا بِشْرٌ فَأَيُّ المُسْلِمِينَ آذَيْتُهُ أَوْ شَتَمْتُهُ، أَوْ قَالَ: ضَرَبْتُهُ أَوْ شَتَمْتُهُ، فَاجْعَلْهَا لَهُ صَلاَةً، وَاجْعَلْهَا لَهُ زَكَاةً وَقُرْبَةً تُقَرِّبُهُ بِهَا إِلَيْكَ يَوْمَ القِيَامَةِ.(2/89)
1263- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخبَرنا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي إِبْرَاهِيمَ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ حَلَقَ يَوْمَ الحُدَيْبِيَةِ وَأَصْحَابُهُ إِلاَّ أَبَا قَتَادَةَ وَعُثْمَانَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: يَرْحَمُ اللهُ المُحَلِّقِينَ، قَالُوا: وَالمُقَصِّرِينَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: يَرْحَمُ اللهُ المُحَلِّقِينَ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَالمُقَصِّرِينَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: وَالمُقَصِّرِينَ فِي الثَّالِثَةِ.(2/89)
1264- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثنا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي سَعِيدٌ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ يَقُولُ: قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَخَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا أَخْشَى عَلَيْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ إِلاَّ مَا يَخْرُجُ لَكُمْ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيَأْتِي الخَيْرُ بِالشَّرِّ؟ فَصَمَتَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، وَذَكَرَ الحَدِيثَ.(2/89)
1265- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا يُونُسُ، حَدَّثنا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي سَعِيدٌ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: إِذَا وُضِعَتِ الجِنَازَةُ وَاحْتَمَلَهَا الرِّجَالُ عَلَى أَعْنَاقِهِمْ، فَإِنْ كَانَتْ صَالِحَةً قَالَتْ: قَدِّمُونِي قَدِّمُونِي، وَإِنْ كَانَتْ غَيرَ صَالِحَةٍ قَالَتْ: يَا وَيْلَهَا، أَيْنَ يَذْهَبُونَ بِهَا؟ يَسْمَعُ صَوْتَهَا كُلُّ شَيْءٍ إِلاَّ الإِنْسَانَ، وَلَوْ سَمِعَهَا الإِنْسَانُ لَصَعِقَ.(2/90)
1266- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا يُونُسُ، حَدَّثنا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي سَعِيدٌ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى المَهْرِيِّ، أَنَّهُ جَاءَ أَبَا سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ، لَيَالِيَ الحَرَّةِ فَاسْتَشَارَهُ فِي الجَلاَءِ مِنَ المَدِينَةِ، وَشَكَا إِلَيْهِ أَسْعَارَهَا، وَكَثْرَةَ عِيَالِهِ، وَأَخْبَرَهُ أَنْ لاَ صَبَرَ لَهُ عَلَى جَهْدِ المَدِينَةِ، فَقَالَ لَهُ: وَيْحَكَ، لاَ آمُرُكَ بِذَلِكَ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: لاَ يَصْبِرُ أَحَدٌ عَلَى جَهْدِ المَدِينَةِ وَلأْوَائِهَا، فَيَمُوتُ، إِلاَّ كُنْتُ لَهُ شَفِيعًا، أَوْ شَهِيدًا يَوْمَ القِيَامَةٍ إِذَا كَانَ مُسْلِمًا.(2/90)
1267- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا يُونُسُ، حَدَّثنا شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: حَدَّثَ هِلاَلُ بْنُ حِصْنٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قَالَ: أَصَابَهُ مَرَّةً جَهْدٌ شَدِيدٌ، فَقَالَ لِي بَعْضُ أَهْلِي: لَوْ سَأَلْتَ لَنَا رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ؟ قَالَ: فَانْطَلَقْتُ مُحْنَقًا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، فَكَانَ أَوَّلَ مَا وَاجَهَنِي بِهِ مِنْ قَوْلِهِ أَنَّهُ قَالَ: مَنِ اسْتَعَفَّ أَعَفَّهُ اللهُ، وَمَنِ اسْتَغْنَى أَغْنَاهُ اللهُ، وَمَنْ سَأَلْنَا لَمْ نَدَّخِرْ عَنْهُ شَيْئًا وَجَدْنَاهُ، قَالَ: فَرَجَعْتُ إِلَى نَفْسِي أُخَيِّرُ إِلَيْهَا: أَلاَ أَسْتَعَفُّ فَيُعِفَّنِي اللهُ؟ أَلاَ أَسْتَغْنِي فَيُغْنِينِي اللهُ؟ قَالَ: فَمَا مَشَيْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ بَعْدَ ذَلِكَ أَسْأَلُهُ شَيْئًا مِنْ فَاقَةٍ حَتَّى أَقْبَلَتْ عَلَيْنَا الدُّنْيَا، فَغَرَّقَتْنَا إِلاَّ مَا عَصَمَ اللهُ.(2/90)
1268- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ عَنْ صَلاَتَيْنِ، وَعَنْ نِكَاحَيْنِ، وَعَنْ صِيَامَيْنِ: عَنْ صَلاَةٍ بَعْدَ العَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ، وَعَنْ صَلاَةٍ بَعْدَ الفَجْرِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وَعَنْ صِيَامِ يَوْمِ الفِطْرِ وَيَوْمِ النَّحْرِ، وَأَنْ تُنْكَحَ المَرْأَةُ عَلَى خَالَتِهَا أَوْ عَلَى عَمَّتِهَا.(2/91)
1269- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ عَنِ المُحَاقَلَةِ وَالمُزَابَنَةِ.(2/91)
1270- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا يَزِيدُ، أَخبَرنا فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ، عَنْ عَطِيَّةَ العَوْفِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يُصَلِّي الضُّحَى حَتَّى نَقُولَ لاَ يَدَعُهَا، وَيَدَعُهَا حَتَّى نَقُولَ لاَ يُصَلِّيهَا(2/91)
1271- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، أَنَّ أَعْرَابِيًّا أَتَى النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ لِي إِبِلاً، وَإِنِّي أُرِيدُ الهِجْرَةَ فَمَا تَأْمُرُنِي؟ قَالَ: هَلْ تَمْنَحُ مِنْهَا؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: وَتُؤَدِّي زَكَاتَهَا؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: وَتَحْلِبُهَا يَوْمَ وِرْدِهَا؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَانْطَلِقْ فَاعْمَلْ مِنْ وَرَاءِ البِحَارِ، فَإِنَّ اللهَ لَنْ يَتِرَكَ مِنْ عَمَلِكَ شَيْئًا، وَإِنَّ شَأْنَ الهِجْرَةِ شَدِيدٌ.(2/92)
1272- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثنا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: مَا مِنْ عَبْدٍ يَصُومُ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللهِ إِلاَّ أَبَعْدَ اللهُ بِذَلِكَ اليَوْمِ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا.(2/92)
1273- وَعَنْ يَزِيدَ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: إِنَّ إِبْلِيسَ قَالَ لِرَبِّهِ: بِعِزَّتِكَ وَجَلاَلِكَ لاَ أَبْرَحُ أُغْوِي ابْنَ آدَمَ مَا دَامَتِ الأَرْوَاحُ فِيهِمْ، قَالَ لَهُ رَبُّهُ: فَبِعِزَّتِي وَجَلاَلِي لاَ أَبْرَحُ أَغْفِرُ لَهُمْ مَا اسْتَغْفَرُونِي(2/92)
1274- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الأَسَدِيُّ، حَدَّثنا سُفيَانُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ المَشْرِقِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فِي حَدِيثٍ ذَكَرَ فِيهِ قَوْمًا يَخْرُجُونَ عَلَى فِرْقَةٍ مِنَ النَّاسِ مُخْتَلِفَةٍ، يَقْتُلُهُمْ أَقْرَبُ الطَّائِفَتَيْنِ مِنَ الحَقِّ.(2/93)
1275- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا الحَسَنُ بْنُ مُوسَى، أَخبَرنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ دَرَّاجٍ، عَنْ أَبِي الهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ مَا بَيْنَ مِصْرَاعَيْنِ فِي الجَنَّةِ مَسِيرَةُ أَرْبَعِينَ سَنَةً.(2/93)
1276- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا رِبْعِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنِ الحَارِثِ مَوْلَى ابْنِ سِبَاعٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: مَنْ تَغَنَّى أَغْنَاهُ اللهُ، وَمَنْ تَعَفَّفَ أَعَفَّهُ اللهُ.(2/93)
1277- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثنا عِيسَى، عَنِ المُجَالِدِ، عَنْ أَبِي الوَدَّاكِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: كَانَ عِنْدَنَا خَمْرٌ لِيَتِيمٍ، فَلَمَّا نَزَلَتِ الآيَةُ الَّتِي فِي المَائِدَةِ، سَأَلْنَا عَنْهُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَقُلْنَا: إِنَّهُ لِيَتِيمٍ؟ فَقَالَ: أَهْرِيقُوهُ
1278- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: إِنَّ أَهْلَ عِلِّيِّينَ لَيَرَاهُمْ مَنْ هُوَ أَسْفَلُ مِنْهُمْ كَمَا تَرَوْنَ الكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ فِي أُفُقِ السَّمَاءِ، وَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ مِنْهُمْ وَأَنْعَمَا.(2/93)
1279- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، حَدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الأَصْبَهَانِيِّ، عَنْ ذَكْوَانَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قُلْنَ النِّسَاءُ: غَلَبَنَا عَلَيْكَ الرِّجَالُ يَا رَسُولَ اللهِ، فَاجْعَلْ لَنَا يَوْمًا؟ قَالَ: فَوَاعَدَهُنَّ يَوْمًا، فَجِئْنَ فَوَعَظَهُنَّ، وَقَالَ لَهُنَّ فِيمَا قَالَ لَهُنَّ: مَا مِنْكُنَّ مِنِ امْرَأَةٍ تُقَدِّمُ ثَلاَثَةً مِنْ وَلَدِهَا إِلاَّ كَانُوا لَهَا حِجَابًا مِنَ النَّارِ، قَالَتِ امْرَأَةٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَاثْنَيْنِ؟ فَقَدْ مَاتَ لَهَا اثْنَانِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: وَاثْنَيْنِ.(2/94)
1280- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخبَرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: تَذَاكَرْنَا لَيْلَةَ القَدْرِ، فَأَتَيْنَا أَبَا سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، هَلْ سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَذْكُرُ لَيْلَةَ القَدْرِ؟ فَقَالَ: اعْتَكَفَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ العَشْرَ الأَوْسَطَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ، وَاعْتَكَفْنَا مَعَهُ، فَلَمَّا كَانَتْ صَبِيحَةُ عِشْرِينَ رَجَعَ وَرَجَعْنَا مَعَهُ، فَنَامَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَرَأَى لَيْلَةَ القَدْرِ فِي المَنَامِ ثُمَّ أُنْسِيَهَا، فَخَرَجَ عَشِيَّةً فَخَطَبَنَا فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ لَيْلَةَ القَدْرِ فِي المَنَامِ ثُمَّ أُنْسِيتُهَا، وَأَرَانِي تِلْكَ اللَّيْلَةَ أَسْجُدُ فِي مَاءٍ وَطِينٍ، فَمَنْ كَانَ اعْتَكَفَ مَعَنَا فَلْيَرْجِعْ إِلَى مُعْتَكَفِهِ، ابْغُوهَا فِي العَشْرِ الأَوَاخِرِ فِي الوِتْرِ مِنْهَا، فَإِنَّ اللهَ وِتْرٌ يُحِبُّ الوِتْرَ، قَالَ: فَرَجَعْنَا فَهَاجَتْ عَلَيْنَا السَّمَاءُ تِلْكَ العَشِيَّةَ، وَكَانَ سَقْفُ المَسْجِدِ عَرِيشًا مِنْ جَرِيدِ النَّخْلِ، فَاعْتَكَفَ، فَوَالَّذِي أَكْرَمَهُ وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ الكِتَابَ لَرَأَيْتُهُ لَيْلَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ، وَإِنَّ جَبْهَتَهُ وَأَرْنَبَةَ أَنْفِهِ فِي المَاءِ وَالطِّينِ.(2/94)
1281- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخبَرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: قُلْنَا لأَبِي سَعِيدٍ: هَلْ سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَذْكُرُ الحَرُورِيَّةَ؟ فَقَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ، وَذَكَرَ الحَدِيثَ.(2/95)
1282- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، حَدَّثنا حُسَيْنٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، مَوْلَى المَهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ إِلَى بَنِي لَحْيَانَ قَالَ: فَقَالَ: لِيَنْبَعِثْ مِنْ كُلِّ رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا، وَالأَجْرُ بَيْنَهُمَا، ثُمَّ قَالَ نَبِيُّ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: اللهُمَّ بَارِكْ فِي صَاعِنَا وَمُدِّنَا، وَاجْعَلْ مَعَ البَرَكَةِ بَرَكَتَيْنِ.(2/95)
1283- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الأَغَرِّ أَبِي مُسْلِمٍ قَالَ: أَشْهَدُ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي سَعِيدٍ أَنَّهُمَا شَهِدَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَنَّهُ قَالَ: مَا جَلَسَ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ إِلاَّ حَفَّتْ بِهِمُ المَلاَئِكَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَتَنَزَّلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ، وَذَكَّرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ(2/95)
1284- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ المُبَارَكِ، حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ، مَوْلَى المَهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ بَعَثَ بَعْثًا إِلَى بَنِي لَحْيَانَ مِنْ هُذَيْلَ قَالَ: لِيَنْبَعِثْ مِنْ كُلِّ رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا، وَالأَجْرُ بَيْنَهُمَا، وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: اللهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي صَاعِنَا وَمُدِّنَا، وَاجْعَلْ مَعَ البَرَكَةِ بَرَكَتَيْنِ.(2/96)
1285- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ مَطَرٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ ذَكْوَانَ أَبِي صَالِحٍ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ خَيْرًا، عَنْ جَابِرٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، أَنَّهُمْ نُهُوا عَنِ الصَّرْفِ وَرَجُلاَنِ مِنْهُمْ يَرْفَعَانِ ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ.(2/96)
1286- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: يَكُونُ أُمَرَاءُ يَغْشَاهُمْ غَوَاشٍ مِنَ النَّاسِ، أَوْ قَالَ: حَوَاشِي، قَالَ شُعْبَةُ: أَحْسِبُهُ قَالَ: فَيَظْلِمُونَ وَيَكْذِبُونَ، فَمَنْ صَدَّقَهُمْ بِكَذِبِهِمْ وَأَعَانَهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ فَلَيْسَ مِنِّي، وَلاَ أَنَا مِنْهُ، وَمَنْ لَمْ يُصَدِّقْهُمْ بِكَذِبِهِمْ، وَلَمْ يُعِنْهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ فَهُوَ مِنِّي، وَأَنَا مِنْهُ(2/96)
1287- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخبَرنا الجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: إِذَا أَتَى أَحَدُكُمْ عَلَى رَاعِي إِبِلٍ فَلْيُنَادِ: يَا رَاعِيَ الإِبِلِ ثَلاَثًا، فَإِنْ أَجَابَهُ، وَإِلاَّ فَلْيَحْلِبْ فَيَشْرَبْ، وَلاَ يَحْمِلَنَّ، وَإِذَا أَتَى أَحَدُكُمْ عَلَى حَائِطِ بُسْتَانٍ فَلْيُنَادِ ثَلاَثًا: يَا صَاحِبَ الحَائِطِ، فَإِنْ أَجَابَهُ وَإِلاَّ فَلْيَأْكُلْ وَلاَ يَحْمِلْ وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: الضِّيَافَةُ ثَلاَثَةُ أَيَّامٍ، فَمَا زَادَ فَهُوَ صَدَقَةٌ.(2/97)
1288- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا أَبُو الوَلِيدِ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ المَلِكِ، حَدَّثنا هَمَّامٌ، حَدَّثنا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: لاَ تَكْتُبُوا عَنِّي شَيْئًا غَيرَ القُرْآنِ، فَمَنْ كَتَبَ عَنِّي شَيْئًا غَيرَ القُرْآنِ فَلْيَمْحُهُ.(2/97)
1289- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا وَكِيعٌ، حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: مَنْ نَامَ عَنِ الوِتْرِ أَوْ نَسِيَهُ فَلْيُوتِرْ إِذَا ذَكَرَ أَوِ اسْتَيْقَظَ(2/97)
1290- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثنا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: حَدَّثَنِي أَبُو أُمَامَةَ بْنُ سَهْلٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: بَيْنَمَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُ النَّاسَ يُعْرَضُونَ وَعَلَيْهِمْ قُمُصٌ، مِنْهَا مَا يَبْلُغُ الثَّدِيَّ، وَمِنْهَا مَا يَبْلُغُ دُونَ ذَلِكَ، وَمَرَّ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ عَلَيْهِ قَمِيصٌ يَجُرُّهُ، قَالُوا: مَاذَا تَأَوَّلْتَ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: الدِّينُ.(2/97)
1291- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا أَبُو بَدْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: إِذَا كَانَ ثَلاَثَةٌ فَلْيَؤُمَّهُمْ أَحَدُهُمْ، وَأَحَقُّهُمْ بِالإِمَامَةِ أَقْرَؤُهُمْ.(2/98)
1292- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا هُشَيْمٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ الوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: كُنَّا نَحْزِرُ قِيَامَ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فِي الظُّهْرِ وَالعَصْرِ، فَحَزَرْنَا قِيَامَهُ فِي الظُّهْرِ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الأُولَيَيْنِ كَقَدْرِ قِرَاءَةِ ثَلاَثِينَ آيَةً، كَقَدْرِ قِرَاءَةِ الم تَنْزِيلُ السَّجْدَةِ، وَفِي الرَّكْعَتَيْنِ الأُخْرَيَيْنِ عَلَى النِّصْفِ مِنْ ذَلِكَ، وَحَزَرْنَا قِيَامَهُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الأُولَيَيْنِ مِنَ العَصْرِ عَلَى قَدْرِ الأُخْرَيَيْنِ مِنَ الظُّهْرِ، وَالأُخْرَيَيْنِ مِنَ العَصْرِ عَلَى النِّصْفِ مِنْ ذَلِكَ(2/98)
1293- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الوَارِثِ، حَدَّثنا المُسْتَمِرُّ بْنُ الرَّيَّانِ، حَدَّثنا أَبُو نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: إِنَّ الدُّنْيَا خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ، فَاتَّقُوا اللهَ وَاتَّقُوا النِّسَاءَ قَالَ: ثُمَّ ذَكَرَ ثَلاَثَ نِسْوَةٍ كُنَّ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ: وَاحِدَةً قَصِيرَةً، وَثِنْتَيْنِ طَوِيلَتَيْنِ، فَجَعَلَتْ رِجْلاً مِنْ خَشَبٍ حَتَّى لَحِقَتْ بِهِمَا، وَاتَّخَذَتْ خَاتَمًا وَجَعَلَتْ لَهُ غَلَقًا، وَحَشَتْهُ بِأَطْيَبِ الطِّيبِ، المِسْكِ، فَكَانَتْ إِذَا مَرَّتْ عَلَى مَجْلِسٍ فَتَحَتِ الغَلَقَ فَفَاحَ رِيحُ المِسْكِ.(2/98)
1294- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الوَارِثِ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي مَسْلَمَةَ سَعِيدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: يَكُونُ خَلِيفَةٌ يَحْثِي المَالَ لاَ يَعُدُّهُ عَدًّا.(2/99)
1295- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ شَيْبَانَ قَالَ يَحْيَى: أَخْبَرَنِي، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الفَضْلِ، أَنَّ أَبَا صَالِحٍ، أَخْبَرَهُ، أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَرْسَلَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ قَالَ: فَخَرَجَ إِلَيْهِ الرَّجُلُ فَعَمَدَ إِلَى المَشْرَبَةِ فَاغْتَسَلَ فِيهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: أَعْجَلْتُكَ؟ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، كُنْتُ بَيْنَ رِجْلِيِ المَرْأَةِ، وَلَمْ أُمْنِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: فَمَا عَلَيْكَ غُسْلٌ(2/99)
1296- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخبَرنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ المَقْبُرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: حُبِسْنَا يَوْمَ الخَنْدَقِ عَنِ الظُّهْرِ وَالعَصْرِ وَالمَغْرِبِ وَالعِشَاءِ حَتَّى كُفِينَا، وَذَلِكَ قَوْلُ اللهِ: {وَكَفَى اللهُ المُؤْمِنِينَ القِتَالَ وَكَانَ اللهُ قَوِيًّا عَزِيزًا}، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَأَمَرَ بِلاَلاً فَأَقَامَ، ثُمَّ صَلَّى الظُّهْرَ كَمَا كَانَ يُصَلِّيهَا قَبْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ أَقَامَ فَصَلَّى العَصْرَ كَمَا كَانَ يُصَلِّيهَا قَبْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ أَقَامَ المَغْرِبَ فَصَلاَّهَا كَمَا كَانَ يُصَلِّيهَا قَبْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ أَقَامَ العِشَاءَ فَصَلاَّهَا كَمَا كَانَ يُصَلِّيهَا قَبْلَ ذَلِكَ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ: {فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَانًا}.(2/99)
1297- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثنا المُسْتَمِرُّ بْنُ الرَّيَّانِ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: لاَ يَمْنَعَنَّ أَحَدَكُمْ مَخَافَةُ رَجُلٍ، أَوْ مَخَافَةُ بَشَرٍ، أَنْ يَتَكَلَّمَ بِالحَقِّ إِذَا رَآهُ، أَوْ عَلِمَهُ، قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: فَلَقِيتُ مُعَاوِيَةَ فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّهُ لَيْسَ صَاحِبُ غَدْرٍ إِلاَّ لَهُ يَوْمَ القِيَامَةِ لِوَاءُ غَدْرٍ بِغَدْرَتِهِ، وَلاَ غَادِرَ أَعْظَمُ مِنْ أَمِيرِ عَامَّةٍ.(2/100)
1298- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا الحَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثنا شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَبْدِ الغَافِرِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: إِنَّ رَجُلاً مِمَّنْ خَلاَ مِنَ النَّاسِ رَغَسَهُ اللهُ مَالاً وَوَلَدًا، فَلَمَّا حَضَرَهُ المَوْتُ دَعَا بَنِيهِ فَقَالَ: أَيَّ أَبٍ كُنْتُ لَكُمْ؟ قَالُوا: خَيْرَ أَبٍ، قَالَ: فَإِنَّهُ وَاللَّهِ مَا ابْتَأَرَ عِنْدَ اللهِ خَيْرًا قَطُّ، فَإِذَا مَاتَ فَأَحْرِقُوهُ، حَتَّى إِذَا كَانَ فَحْمًا فَاسْحَقُوهُ، ثُمَّ اذْرُوهُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ، قَالَ: وَقَالَ نَبِيُّ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: أَخَذَ مَوَاثِيقَهُمْ عَلَى ذَلِكَ وَرَبِّي، فَفَعَلُوا وَرَبِّي، لَمَّا مَاتَ أَحْرَقُوهُ، حَتَّى إِذَا كَانَ فَحْمًا سَحَقُوهُ، ثُمَّ أَذْرَوْهُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ رَبُّهُ: كُنْ، فَإِذَا هُوَ رَجُلٌ قَائِمٌ، قَالَ لَهُ رَبُّهُ: مَا حَمَلَكَ عَلَى الَّذِي صَنَعْتَ؟ قَالَ: رَبِّ خِفْتُ عَذَابَكَ، قَالَ: فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ مَا تَلاَفَاهُ عِنْدَهَا أَنْ غَفَرَ لَهُ، قَالَ قَتَادَةُ: رَجُلٌ خَافَ عَذَابَ اللهِ فَأَنْجَاهُ اللهُ مِنْ مَخَافَتِهِ.(2/100)
1299- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثنا سَالِمٌ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ صُهْبَانَ، وَكَثِيرٌ النَّوَّاءُ، وَابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: إِنَّ أَهْلَ الدَّرَجَاتِ العُلَى لَيَرَاهُمْ مَنْ تَحْتَهُمْ كَمَا تَرَوْنَ النَّجْمَ الطَّالِعَ فِي أُفُقِ السَّمَاءِ، وَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ مِنْهُمْ وَأَنْعَمَا.(2/101)
1300- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثنا أَبِي، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ، عَنِ الوَلِيدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ البَهِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: يَكُونُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ تَطْمَئِنُّ إِلَيْهِمِ القُلُوبُ، وَتَلِينُ لَهُمُ الجُلُودُ، ثُمَّ يَكُونُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ تَقْشَعِرُّ مِنْهُمُ الجُلُودُ، وَتَشْمَئِزُّ مِنْهُمُ القُلُوبُ، قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفَلاَ نُقَاتِلُهُمْ؟ قَالَ: لاَ مَا أَقَامُوا الصَّلاَةَ(2/101)
1301- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا وَكِيعٌ، حَدَّثنا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ حَبِيبٍ مَوْلَى بَنِي زُهْرَةَ، عَنْ أَبِي المُثَنَّى الجُهَنِيِّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ مَرْوَانَ بْنِ الحَكَمِ، فَجَاءَ أَبُو سَعِيدٍ الخُدْرِيُّ، فَقَالَ لَهُ مَرْوَانُ: سَمِعْتَ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَنْهَى عَنِ النَّفْخِ فِي الشَّرَابِ؟ قَالَ: نَعَمْ.(2/102)
1302- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا يَزِيدُ، أَخبَرنا فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: لَلَّهُ أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنْ رَجُلٍ أَضَلَّ رَاحِلَتَهُ بِفَلاَةٍ مِنَ الأَرْضِ، فَطَلَبَهَا فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَيْهَا، فَتَسَجَّى لِلْمَوْتِ، فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ سَمِعَ وَجْبَةَ الرَّاحِلَةِ حِينَ بَرَكَتْ، فَكَشَفَ عَنْ وَجْهِهِ فَإِذَا هُوَ بِرَاحِلَتِهِ.(2/102)
1303- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، حَدَّثنا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، أَنَّ رَافِعًا، مَوْلَى الشِّفَاءِ أَخْبَرَهُ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَعَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ عَلَى أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ نَعُودُهُ، فَقَالَ لَنَا أَبُو سَعِيدٍ: أَخبَرنا رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: أَنَّ المَلاَئِكَةَ لاَ تَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ تَمَاثِيلُ أَوْ صُورَةٌ، شَكَّ إِسْحَاقُ لاَ يَدْرِي أَيُّهُمَا قَالَ أَبُو سَعِيدٍ.(2/102)
1304- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثنا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي نَوْفٍ، عَنْ سَلِيطٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: انْتَهَيْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ مِنْ بِئْرِ بُضَاعَةَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَتَتَوَضَّأُ مِنْهَا وَهِيَ يُلْقَى فِيهَا مَا يُلْقَى مِنَ النَّتَنِ؟ فَقَالَ: إِنَّ المَاءَ لاَ يُنَجِّسُهُ شَيْءٌ.(2/103)
1305- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ سَعْدٍ الطَّائِيِّ، عَنْ عَطِيَّةَ العَوْفِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ صَاحِبَ الصُّوَرِ فَقَالَ: عَنْ يَمِينِهِ جِبْرِيلُ، وَعَنْ يَسَارِهِ مِيكَائِيلُ(2/103)
1306- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخبَرنا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَخِيهِ مَعْبَدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: قُلْنَا لأَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ: هَلْ سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فِي العَزْلِ شَيْئًا؟ قَالَ: سَأَلْنَا رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ عَنِ العَزْلِ قَالَ: وَمَا العَزْلُ؟ قَالَ: قُلْنَا: الرَّجُلُ تَكُونُ لَهُ المَرْأَةُ تُرْضِعُ، فَيُصِيبُ مِنْهَا وَيَكْرَهُ أَنْ تَحْبَلَ فَيَعْزِلُ عَنْهَا، وَتَكُونُ لَهُ الجَارِيَةُ فَيُصِيبُ مِنْهَا وَيَكْرَهُ أَنْ تَحْبَلَ فَيَعْزِلُ عَنْهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: لاَ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تَفْعَلُوا ذَلِكَ، فَإِنَّمَا هُوَ القَدَرُ.(2/103)
1307- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثنا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي العَلاَنِيَةِ قَالَ: سَأَلْنَا أَبَا سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ عَنْ نَبِيذِ الجَرِّ فَقَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ عَنْ نَبِيذِ الجَرِّ، قَالَ: قُلْنَا: فَالجُفُّ؟ قَالَ: ذَاكَ شَرٌّ.(2/104)
1308- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ وَهُوَ يُصَلِّي عَلَى حَصِيرٍ وَيَسْجُدُ عَلَيْهِ.(2/104)
1309- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: أَبْرِدُوا بِالظُّهْرِ فِي الحَرِّ، فَإِنَّ شِدَّةَ الحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ(2/104)
1310- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا جَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ ابْنِ عُمَرَ فِي البَلاَطِ، فَمَرَّ بِرَجُلٍ يَجُرُّ إِزَارَهُ، فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: مَنْ جَرَّ ثِيَابَهُ مِنَ الخُيَلاَءِ فَإِنَّ اللهَ لاَ يَنْظُرُ إِلَيْهِ يَوْمَ القِيَامَةِ، قَالَ: فَقُلْتُ: إِنِّي سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ يُحَدِّثُ هَذَا الحَدِيثَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، قَالَ: وَأَنَا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ.(2/104)
1311- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا عَفَّانُ، حَدَّثنا حَمَّادٌ، أَخبَرنا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: إِنَّ أَسْوَأَ النَّاسِ سَرِقَةً، قَالَ: الَّذِي يَسْرِقُ صَلاَتَهُ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ يَسْرِقُهَا؟ قَالَ: لاَ يُتِمُّ رُكُوعَهَا وَلاَ سُجُودَهَا.(2/105)
1312- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا عَفَّانُ، حَدَّثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخبَرنا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ عَتَّابٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: لَوْ حَبَسَ اللهُ القَطْرَ عَنْ أُمَّتِي عَشْرَ سِنِينَ، ثُمَّ أُنْزِلَتْ لأَصْبَحَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي بِهَا كَافِرَيْنِ، يَقُولُونَ: هُوَ بِنَوْءِ المِجْدَحِ(2/105)
1313- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا عَفَّانُ، حَدَّثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخبَرنا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: افْتَخَرَتِ الجَنَّةُ وَالنَّارُ، فَقَالَتِ النَّارُ: أَيْ رَبِّ، يَدْخُلُنِي الجَبَابِرَةُ وَالمُلُوكُ وَالعُظَمَاءُ وَالأَشْرَافُ، وَقَالَتِ الجَنَّةُ: يَا رَبِّ، يَدْخُلُنِي الفُقَرَاءُ وَالضُّعَفَاءُ وَالمَسَاكِينُ، فَقَالَ اللهُ لِلنَّارِ: أَنْتِ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ، وَقَالَ لِلْجَنَّةِ: أَنْتِ رَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ، وَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْكُمَا مِلْؤُهَا، فَأَمَّا النَّارُ فَيُلْقَى فِيهَا أَهْلُهَا وَتَقُولُ: هَلْ مِنْ مَزِيدٍ، حَتَّى يَأْتِيَهَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى فَتُزْوَى وَتَقُولُ: قَدْنِي قَدْنِي، وَأَمَّا الجَنَّةُ فَيَبْقَى فِيهَا مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَبْقَى، ثُمَّ يُنْشِئُ اللهُ لَهَا خَلْقًا مِمَّا يَشَاءُ.(2/105)
1314- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَاشِدٍ مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ الرَّحْمَنِ لَلَوْحًا فِيهِ ثَلاَثُ مِئَةٍ وَخَمْسَ عَشْرَةَ شَرِيعَةً، يَقُولُ الرَّحْمَنُ: وَعِزَّتِي وَجَلاَلِي لاَ يَأْتِي عَبْدٌ مِنْ عِبَادِي لاَ يُشْرَكُ بِي شَيْئًا فِيهِ وَاحِدَةٌ مِنْهَا إِلاَّ دَخَلَ الجَنَّةَ(2/106)
1315- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثنا حَيْوَةُ، أَخبَرنا سَالِمُ بْنُ غَيْلاَنَ، أَنَّ الوَلِيدَ بْنَ قَيْسٍ التُّجِيبِيَّ، أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ، أَوْ عَنْ أَبِي الهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ نَبِيَّ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: لاَ تَصْحَبْ إِلاَّ مُؤْمِنًا، وَلاَ يَأْكُلْ طَعَامَكَ إِلاَّ تَقِيٌّ.(2/106)
1316- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا عَفَّانُ، حَدَّثنا حَمَّادٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ لاِبْنِ صَيَّادٍ: مَا تَرَى؟ قَالَ: أَرَى عَرْشًا عَلَى البَحْرِ حَوْلَهُ الحَيَّاتُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: ذَاكَ عَرْشُ إِبْلِيسَ.(2/107)
1317- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا عَفَّانُ، حَدَّثنا هَمَّامٌ، أَخبَرنا المُعَلَّى بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنِي العَلاَءُ، رَجُلٌ مِنْ مُزَيْنَةَ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِي، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، أَنَّهُمْ كَانُوا جُلُوسًا يَقْرَؤُونَ وَيَدْعُونَ قَالَ: فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، قَالَ: فَلَمَّا رَأَيْنَاهُ سَكَتْنَا، فَقَالَ: أَلَيْسَ كُنْتُمْ تَصْنَعُونَ كَذَا وَكَذَا؟ قَالَ: قُلْنَا: نَعَمْ، قَالَ: فَاصْنَعُوا كَمَا كُنْتُمْ تَصْنَعُونَ، وَجَلَسَ مَعَنَا ثُمَّ قَالَ: أَبْشِرُوا صَعَالِيكَ المُهَاجِرِينَ بِالفَوْزِ يَوْمَ القِيَامَةِ عَلَى الأَغْنِيَاءِ بِخَمْسِ مِئَةِ سَنَةٍ، حَتَّى إِنَّ الغَنِيَّ وَدَّ أَنَّهُ كَانَ فَقِيرًا، أَوْ عَائِلاً فِي الدُّنْيَا(2/107)
1318- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا عَفَّانُ، حَدَّثنا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الخَلِيلِ، عَنْ أَبِي عَلْقَمَةَ الهَاشِمِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، أَنَّهُمْ أَصَابُوا يَوْمَ فَتَحُوا أَوْطَاسٍ نِسَاءً لَهُنَّ أَزْوَاجٌ، فَكَرِهَهُنَّ رِجَالٌ مِنْهُمْ، فَأَنْزَلَ اللهُ هَذِهِ الآيَةَ: {وَالمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلاَّ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ}.(2/108)
1319- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا عَفَّانُ، حَدَّثنا هَمَّامٌ، حَدَّثنا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: إِذَا اجْتَمَعَ ثَلاَثَةٌ فَلْيَؤُمَّهُمْ أَحَدُهُمْ، وَأَحَقُّهُمْ بِالإِمَامَةِ أَقْرَؤُهُمْ.(2/108)
1320- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا عَفَّانُ، حَدَّثنا هَمَّامٌ، حَدَّثنا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي عِيسَى الأُسْوَارِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: عُودُوا المَرْضَى، وَاتْبَعُوا الجَنَائِزَ تُذَكِّرْكُمُ الآخِرَةَ.
1321- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ زَجَرَ عَنِ الشُّرْبِ قَائِمًا.(2/108)
1322- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا عَفَّانُ، حَدَّثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنْ أَبِي الوَدَّاكِ قَالَ: اخْتَلَفْتُ أَنَا وَصَاحِبٌ لِي فِي الحَنْتَمِ، فَأَتَيْنَا أَبَا سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ فَقُلْنَا لَهُ: حَدِّثْنَا بِشَيْءٍ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فِي الحَنْتَمِ؟ قَالَ: لَئِنْ قُلْتَ ذَاكَ لَقَدْ كُنَّا أَحْيَانًا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ مِنَّا مَنْ يَحْضُرُهُ يَسْمَعُ مِنْهُ، وَمِنَّا مَنْ تَشْغَلُهُ الضَّيْعَةُ فَيَجِيءَ وَقَدْ قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، فَيَقُولُ: مَاذَا قَالَ؟ فَنُخْبِرُهُ مَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، وَإِنَّهُ أُتِيَ بِشَارِبٍ ذَاتَ يَوْمٍ، فَنُهِزَ بِالأَيْدِي وَخُفِقَ بِالنِّعَالِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَاللَّهِ مَا شَرِبْتُ خَمْرًا، قَالَ: فَمَا شَرِبْتَ؟ قَالَ: إِنَّمَا أَخَذْتُ تَمَرَاتٍ وَزَبِيبَاتٍ فَجَعَلْتُهُنَّ فِي دُبَّاءَةٍ لِي، فَنَهَى رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَنْ يُخْلَطَ بَيْنَ التَّمْرِ وَالزَّبِيبِ فِي الدُّبَّاءِ وَالمُزَفَّتِ.(2/108)
1323- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا وَكِيعٌ، حَدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ العَبْدِيُّ، عَنْ أَبِي المُتَوَكِّلِ النَّاجِي، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: مَنْ شَرِبَ مِنْكُمُ النَّبِيذَ فَلْيَشْرَبْهُ زَبِيبًا فَرْدًا أَوْ تَمْرًا فَرْدًا أَوْ بُسْرًا فَرْدًا.(2/109)
1324- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنِي الجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قَالَ: اعْتَكَفَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ العَشْرَ الأَوْسَطَ مِنْ رَمَضَانَ وَهُوِ يَلْتَمِسُ لَيْلَةَ القَدْرِ قَبْلَ أَنْ تَبَيَّنَ، فَلَمَّا انْقَضَى أَمَرَ بِبِنَائِهِ فَنُقِضَ، ثُمَّ أُبِينَتْ لَهُ أَنَّهَا فِي العَشْرِ الأَوَاخِرِ، فَأَمَرَ بِالبِنَاءِ فَأُعِيدَ وَاعْتَكَفَ فِي العَشْرِ الأَوَاخِرِ، فَخَرَجَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّمَا أُبِينَتْ لِي لَيْلَةُ القَدْرِ فَخَرَجْتُ لأُخْبِرَكُمْ بِهَا فَرَأَيْتُ رَجُلَيْنِ يَخْتَصِمَانِ مَعَهُمَا الشَّيْطَانُ وَنُسِّيتُهَا، فَالتَمِسُوهَا فِي التَّاسِعَةِ وَالسَّابِعَةِ وَالخَامِسَةِ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، إِنَّكُمْ أَعْلَمُ بِالعَدَدِ مِنَّا؟ قَالَ: إِنَّا أَحَقُّ بِذَلِكَ مِنْكُمْ، فَأَمَّا التَّاسِعَةُ وَالسَّابِعَةُ وَالخَامِسَةُ، قَالَ: تَدَعُ الَّتِي تَدْعُونَ: إِحْدَى وَعِشْرِينَ، وَالَّتِي تَلِيهَا التَّاسِعَةُ، وَتَدَعُ الَّتِي تَدْعُونَ: ثَلاَثَةً وَعِشْرِينَ، وَالَّتِي تَلِيهَا السَّابِعَةُ، وَتَدَعُ الَّتِي تَدْعُونَ: خَمْسًا وَعِشْرِينَ، وَالَّتِي تَلِيهَا الخَامِسَةُ.(2/109)
1325- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي نُعْمٍ قَالَ: جَاءَ أَبُو سَعِيدٍ الخُدْرِيُّ إِلَى رَجُلٍ فَقَالَ لَهُ: أَقْرَأْتَ مَا لَمْ نَقْرَأْ، وَصَحِبْتَ مَا لَمْ نَصْحَبْ؟ قَالَ: مَا قَرَأْتُ إِلاَّ مَا قَرَأْتُمْ، وَقَدْ صَحِبْتُمْ، قَالَ: فَفِيمَ تُفْتِي النَّاسَ: الدِّرْهَمَيْنِ بِثَلاَثَةٍ، وَالدِّرْهَمَ بِدِرْهَمَيْنِ؟ فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: الذَّهَبُ بِالذَّهَبِ، مِثْلاً بِمِثْلٍ، فَمَا زَادَ فَهُوَ رِبًا، وَالفِضَّةُ بِالفِضَّةِ، مِثْلاً بِمِثْلٍ، فَمَا زَادَ فَهُوَ رِبًا، قَالَ: سَمِعْتُهُ بَعْدُ يَقُولُ: اللهُمَّ إِنِّي أَتُوبُ إِلَيْكَ مِمَّا كُنْتُ أُفْتِي بِهِ النَّاسَ فِي الصَّرْفِ.(2/110)
1326- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا جَرِيرٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ شَهْرٍ قَالَ: أَقْبَلْتُ أَنَا وَرِجَالٌ مِنْ عُمْرَةٍ، فَمَرَرْنَا بِأَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ فَقَالَ: أَيْنَ تُرِيدُونَ؟ قُلْتُ: نُرِيدُ الطُّورَ، قَالَ: وَمَا الطُّورُ؟ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: لاَ تُشَدُّ رِحَالُ المَطِيِّ إِلَى مَسْجِدٍ يُذْكَرُ اللهُ فِيهِ إِلاَّ إِلَى ثَلاَثَةِ مَسَاجِدَ: مَسْجِدِ الحَرَامِ، وَمَسْجِدِ المَدِينَةِ، وَبَيْتِ المَقْدِسِ وَلاَ تَصْلُحُ الصَّلاَةُ فِي سَاعَتَيْنِ مِنَ النَّهَارِ: بَعْدَ الفَجْرِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وَبَعْدَ العَصْرِ حَتَّى تَغِيبَ الشَّمْسُ وَلاَ يَصْلُحُ الصَّوْمُ فِي يَوْمَيْنِ مِنَ السَّنَةِ: يَوْمِ الفِطْرِ مِنْ رَمَضَانَ، وَيَوْمِ الأَضْحَى مِنْ ذِي الحِجَّةِ وَلاَ تُسَافِرُ المَرْأَةُ سَفَرًا فِي الإِسْلاَمِ إِلاَّ مَعَ بَعْلٍ أَوْ ذِي مَحْرَمٍ.(2/110)
1327- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا جَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قَالَ: دَخَلَ رَجُلاَنِ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَسَأَلاَهُ فِي ثَمَنِ بَعِيرٍ، فَأَعَانَهُمَا بِدِينَارَيْنِ، فَخَرَجَا مِنْ عِنْدِهِ فَلَقِيَهُمَا عُمَرُ فَقَالاَ وَأَثْنَيَا مَعْرُوفًا وَشَكَرَا مَا صَنَعَ بِهِمَا رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، فَدَخَلَ عُمَرُ عَلَى النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَأَخْبَرَهُ بِمَا قَالاَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: لَكِنْ فُلاَنٌ أَعْطَيْتُهُ مَا بَيْنَ العَشَرَةِ إِلَى المِئَةِ فَلَمْ يَقُلْ ذَلِكَ، إِنَّ أَحَدَهُمْ يَسْأَلُنِي فَيَنْطَلِقُ بِمَسْئَلَتِهِ مُتَأَبِّطَهَا، وَمَا هِيَ إِلاَّ نَارٌ، فَقَالَ عُمَرُ: تُعْطِينَا مَا هُوَ نَارٌ؟ قَالَ: يَأْبَوْنَ إِلاَّ أَنْ يَسْأَلُونِي، وَيَأْبَى اللهُ لِيَ البُخْلَ.(2/111)
1328- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الأَزْدِيُّ، حَدَّثنا صَدَقَةُ، صَاحِبُ الدَّقِيقِ، حَدَّثنا مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ غَالِبٍ الأَزْدِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: خَصْلَتَانِ لاَ تَجْتَمِعَانِ فِي مُؤْمِنٍ: سَوْءُ الخُلُقِ، وَالبُخْلُ(2/111)
1329- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ قَالَ: سَمِعْتُ دَرَّاجًا أَبَا السَّمْحِ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الهَيْثَمِ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ يَقُولُ: يُسَلَّطُ عَلَى الكَافِرِ فِي قَبْرِهِ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ تِنِّينًا تَنْهَشُهُ وَتَلْدَغُهُ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ، فَلَوْ أَنَّ تِنِّينًا مِنْهَا نَفَخَتْ فِي الأَرْضِ مَا نَبَتَتْ خَضْرَاءُ.(2/112)
1330- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، أَخبَرنا حَيْوَةُ، أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ غَيْلاَنَ، أَنَّهُ سَمِعَ دَرَّاجًا أَبَا السَّمْحِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا الهَيْثَمِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الكُفْرِ وَالدَّيْنِ، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، تَعْدِلُ الدَّينَ بِالكُفْرِ؟ قَالَ: نَعَمْ.
1331- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: إِنَّ اللهَ إِذَا رَضِيَ عَنِ العَبْدِ أَثْنَى عَلَيْهِ تِسْعَةُ أَصْنَافٍ مِنَ الخَيْرِ لَمْ يَعْمَلْهُ، وَإِنْ سَخِطَ عَلَى العَبْدِ أَثْنَى عَلَيْهِ تِسْعَةُ أَصْنَافٍ مِنَ الشَّرِّ لَمْ يَعْمَلْهُ(2/112)
1332- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ الوَلِيدِ، عَنْ أَبِي سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: مَثَلُ المُؤْمِنِ وَمَثَلُ الإِيمَانِ كَمَثَلِ الفَرَسِ فِي آخِيَّتِهِ، يَجُول، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى آخِيَّتِهِ، وَإِنَّ المُؤْمِنَ يَسْهُو ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى الإِيمَانِ، فَأَطْعِمُوا طَعَامَكُمُ الأَتْقِيَاءَ، وَأَوْلُوا مَعْرُوفَكُمُ المُؤْمِنِينَ.(2/113)
1333- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، أَخبَرنا شَيْبَانُ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: لاَ تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لَغَنِيٍّ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ لَهُ جَارٌ فَقِيرٌ فَيَدْعُوهُ فَيَأْكُلُ مَعَهُ، أَوِ ابْنِ السَّبِيلِ، أَوْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ.
1334- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، عَنْ نَبِيِّ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَنَّهُ قَالَ: نَارُكُمْ هَذِهِ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ، لِكُلِّ جُزْءٍ مِنْهَا حَرُّهَا.
1335- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ نَبِيِّ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: رُؤْيَا المُسْلِمِ الصَّالِحِ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ
1336- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَنَّهُ قَالَ: المُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللهِ مَضْمُونٌ عَلَى اللهِ: إِمَّا أَنْ يَكْفِتَهُ إِلَى مَغْفِرَتِهِ وَرَحْمَتِهِ، وَإِمَّا أَنْ يُرْجِعَهُ بِأَجْرٍ وَغَنِيمَةٍ، وَمَثَلُ المُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللهِ كَمَثَلِ الصَّائِمِ القَائِمِ لاَ يَفْتُرُ حَتَّى يَرْجِعَ.(2/113)
1337- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، حَدَّثنا شَيْبَانُ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ نَبِيِّ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: اجْتَنِبُوا دَعَوَاتِ المَظْلُومِ، وَقَالَ عَطِيَّةُ: قَالَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: مَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللهِ حِجَابٌ.
1338- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: يُقَالُ لِصَاحِبِ القُرْآنِ إِذَا دَخَلَ الجَنَّةَ: اقْرَأْ وَاصْعَدْ، فَيَقْرَأُ وَيَصْعَدُ بِكُلِّ آيَةٍ دَرَجَةً حَتَّى يَقْرَأَ آخِرَ شَيْءٍ مَعَهُ.(2/114)
1339- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ، حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ الوَلِيدِ الوَصَّافِيُّ، عَنْ عَطِيَّةَ العَوْفِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: مَنْ قَالَ حِينَ يَأْوِي إِلَى فِرَاشِهِ: أَسْتَغْفِرُ اللهَ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ، ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، وَأَتُوبُ إِلَيْهِ، كَفَّرَ اللهُ ذُنُوبَهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ(2/114)
1340- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ نَهَى أَنْ يُنْتَبَذَ فِي الحَنْتَمِ وَالدُّبَّاءِ وَالنَّقِيرِ، وَأَنْ يُخْلَطَ الزَّهْوُ بِالتَّمْرِ، وَالزَّبِيبُ بِالتَّمْرِ.(2/115)
1341- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثنا عَبْدُ الوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثنا إِسْحَاقُ بْنُ شَرْفَيْ، مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ الخُدْرِيُّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: مَا بَيْنَ قَبْرِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الجَنَّةِ(2/115)
1342- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثنا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ أَمْرًا فَلْيَقُلِ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلاَ أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلاَ أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلاَّمُ الغُيُوبِ، اللهُمَّ إِنْ كَانَ كَذَا وَكَذَا، مِنَ الأَمْرِ الَّذِي يُرِيدُ، لِي خَيْرًا فِي دِينِي، وَمَعِيشَتِي، وَعَاقِبَةِ أَمْرِي، وَإِلاَّ فَاصْرِفْهُ عَنِّي، وَاصْرِفْنِي عَنْهُ، ثُمَّ قَدِّرْ لِيَ الخَيْرَ أَيْنَمَا كَانَ، لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ.(2/115)
1343- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ، حَدَّثنا دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ الفَرَّاءُ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: كَانَ يَخْرُجُ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَوْمَ العِيدِ يَوْمَ الفِطْرِ فَيُصَلِّي بِالنَّاسِ تَيْنِكَ الرَّكْعَتَيْنِ، ثُمَّ يُسَلِّمُ وَيَقُومُ فَيَسْتَقْبِلُ النَّاسَ وَهُمْ جُلُوسٌ، فَيَقُولُ: تَصَدَّقُوا تَصَدَّقُوا ثَلاَثَ مِرَارٍ، وَكَانَ أَكْثَرَ مَنْ يَتَصَدَّقُ النِّسَاءُ بِالقُرْطِ وَالخَاتَمِ وَالشَّيْءِ، فَإِنْ كَانَ لِرَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ حَاجَةٌ، أَوْ يَضْرِبُ لِلنَّاسِ بَعْثًا ذَكَرَهُ لَهُمْ، وَإِلاَّ انْصَرَفَ.(2/116)
1344- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ، حَدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلاَلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ نَهَارٍ العَبْدِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ، يُذْكَرُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: إِنَّ اللهَ يَسْأَلُ عَنِ العَبْدِ يَوْمَ القِيَامَةِ حَتَّى يَقُولَ: مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَ المُنْكَرَ أَنْ تُنْكِرَهُ؟ فَإِذَا اللهُ لَقَّنَ عَبْدَهُ حَجَّتَهُ قَالَ: رَبِّ وَثِقْتُ بِكَ وَفَرِقْتُ النَّاسَ(2/116)
1345- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثنا عَوْفٌ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: تَفْتَرِقُ أُمَّتِي فِرْقَتَيْنِ، فَتَمْرُقُ بَيْنَهُمَا مَارِقَةٌ يَقْتُلُهَا أَوْلَى الطَّائِفَتَيْنِ بِالحَقِّ.(2/117)
1346- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عِصْمَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ يَقُولُ: أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ الرَّايَةَ فَهَزَّهَا ثُمَّ قَالَ: مَنْ يَأْخُذُهَا بِحَقِّهَا؟ فَجَاءَ الزُّبَيْرُ فَقَالَ: أَنَا، فَقَالَ: أَمِطْ، ثُمَّ قَامَ رَجُلٌ آخَرُ فَقَالَ: أَنَا، فَقَالَ: أَمِطْ، ثُمَّ قَامَ آخَرُ قَالَ: أَنَا، فَقَالَ: أَمِطْ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: وَالَّذِي أَكْرَمَ وَجْهَ مُحَمَّدٍ لأُعْطِيَنَّهَا رَجُلاً لاَ يَفِرُّ بِهَا، هَاكَ يَا عَلِيُّ، فَقَبَضَهَا ثُمَّ انْطَلَقَ حَتَّى فَتَحَ اللهُ فَدَكَ وَخَيْبَرَ، وَجَاءَ بِعَجْوَتِهَا وَقَدِيدِهَا.(2/117)
1347- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَطْعَمُ يَوْمَ الفِطْرِ قَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ، وَلاَ يُصَلِّي قَبْلَ الصَّلاَةِ، فَإِذَا انْصَرَفَ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ.(2/117)
1348- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، حَدَّثنا شَيْبَانُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنِ المِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ وَفِي يَدِهِ أَكْمُؤٌ فَقَالَ: هَؤُلاَءِ مِنَ المَنِّ، وَمَاؤهُنَّ شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ(2/117)
1349- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخبَرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عُمَرَ بْنِ الحَكَمِ بْنِ ثَوْبَانَ، أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ عَلْقَمَةَ بْنَ مُجَزِّزٍ عَلَى بَعْثٍ أَنَا فِيهِمْ، فَخَرَجْنَا حَتَّى إِذَا كُنَّا عَلَى رَأْسِ غَزَاتِنَا أَوْ فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ، فَاسْتَأْذَنَهُ طَائِفَةٌ فَأَذِنَ لَهُمْ، وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ عَبْدَ اللهِ بْنَ حُذَافَةَ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ بَدْرٍ، وَكَانَتْ فِيهِ دُعَابَةٌ، فَكُنْتُ فِيمَنْ رَجَعَ مَعَهُ، فَبَيْنَمَا نَحْنُ فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ فَنَزَلْنَا مَنْزِلَنَا وَأَوْقَدَ القَوْمُ نَارًا يَصْطَلُونَ بِهَا، أَوْ يَصْنَعُونَ عَلَيْهَا صَنِيعًا لَهُمْ، إِذْ قَالَ لَهُمْ عَبْدُ اللهِ: أَلَيْسَ لِي عَلَيْكُمُ السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ؟ قَالُوا: بَلَى، قَالَ: فَمَا أَنَا بِآمِرِكُمْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ فَعَلْتُمُوهُ؟ قَالُوا: بَلَى، قَالَ: فَإِنِّي أَعْزِمُ عَلَيْكُمْ بِحَقِّي وَطَاعَتِي إِلاَّ تَوَاثَبْتُمْ فِي هَذِهِ النَّارِ، قَالَ: فَقَامَ نَاسٌ فَتَحَجَّزُوا، حَتَّى إِذَا ظَنَّ أَنَّهُمْ وَاثِبُونَ فِيهَا قَالَ: أَمْسِكُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ، وَإِنَّمَا كُنْتُ أَضْحَكُ مَعَكُمْ، فَلَمَّا قَدِمُوا عَلَى نَبِيِّ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ ذَكَرُوا ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: مَنْ أَمَرَكُمْ مِنْهُمْ بِمَعْصِيَةٍ فَلاَ تُطِيعُوهُ.(2/118)
1350- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخبَرنا سُفيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، جَمِيعًا، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ حَمَّادٌ فِي حَدِيثِهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، وَلَمْ يُجَاوِزْ سُفيَانُ أَبَاهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: الأَرْضُ كُلُّهَا مَسْجِدٌ إِلاَّ المَقْبُرَةَ وَالحَمَّامَ(2/118)
1351- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثنا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ الأَنْصَارِيّ، ثُمَّ الظَّفَرِيُّ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، أَحَدِ بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: يُفْتَحُ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ عَلَى النَّاسِ كَمَا قَالَ اللهُ: {وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ}، فَيَغْشَوْنَ النَّاسَ وَيَنْحَازُ المُسْلِمُونَ عَنْهُمْ إِلَى مَدَائِنِهِمْ وَحُصُونِهِمْ، وَيَضُمُّونَ إِلَيْهِمْ مَوَاشِيَهُمْ، وَيَشْرَبُونَ مِيَاهَ الأَرْضِ حَتَّى إِنَّ بَعْضَهُمْ لَيَمُرُّ بِالنَّهَرِ فَيَشْرَبُونَ مَا فِيهِ حَتَّى يُتْرَكُوا يَبَسًا، حَتَّى إِنَّ مَنْ بَعْدَهُمْ لَيَمُرُّ بِذَلِكَ النَّهَرِ فَيَقُولُ: قَدْ كَانَ هَاهُنَا مَاءٌ مَرَّةً، حَتَّى إِذَا لَمْ يَبْقَ مِنَ النَّاسِ إِلاَّ أَحَدٌ فِي حِصْنٍ أَوْ مَدِينَةٍ، قَالَ قَائِلُهُمْ: هَؤُلاَءِ أَهْلُ الأَرْضِ قَدْ فَرَغْنَا مِنْهُمْ، بَقِيَ أَهْلُ السَّمَاءِ، قَالَ: ثُمَّ يَهُزُّ أَحَدُهُمْ حَرْبَتَه، ثُمَّ يَرْمِي بِهَا إِلَى السَّمَاءِ فَتَرْجِعُ إِلَيْهِ مُتَخَضِّبَةً دَمًا لِلْبَلاَءِ وَالفِتْنَةِ، فَبَيْنَمَا هُمْ عَلَى ذَلِكَ بَعَثَ اللهُ دُودًا فِي أَعْنَاقِهِمْ كَنَغَفِ الجَرَادِ الَّذِي يَخْرُجُ فِي أَعْنَاقِهِمْ، فَيُصْبِحُونَ مَوْتَى لاَ يُسْمَعُ لَهُمْ حَسٌّ، فَيَقُولُ المُسْلِمُونَ: أَلاَ رَجُلٌ يَشْتَرِي لَنَا نَفْسَهُ فَيَنْظُرُ مَا فَعَلَ هَؤُلاَءِ العَدُوُّ؟ قَالَ: فَتَجَرَّدَ رَجُلٌ مِنْهُمْ لِذَلِكَ مُحْتَسِبًا لِنَفْسِهِ قَدْ أَطَابَهَا عَلَى أَنَّهُ مَقْتُولٌ، فَيَجِدُهُمْ مَوْتَى بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، فَيُنَادِي: يَا مَعْشَرَ المُسْلِمِينَ، أَلاَ أَبْشِرُوا فَإِنَّ اللهَ قَدْ كَفَاكُمْ عَدُوَّكُمْ، فَيُخْرَجُونَ مِنْ مَدَائِنِهِمْ وَحُصُونِهِمْ وَيُسَرِّحُونَ مَوَاشِيَهُمْ، فَلاَ يَكُونُ لَهَا رَعْيٌ إِلاَّ لُحُومُهُمْ، فَتَشْكُرُ كَأَحْسَنِ مَا شَكِرَتْ عَنْ شَيْءٍ مِنَ النَّبَاتِ أَصَابَتْهُ قَطُّ.(2/119)
1352- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثنا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: أَخْبَرَنِي عَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ الجُنْدَعِيُّ، أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ، أَخْبَرَهُ، أَنَّ نَاسًا مِنَ الأَنْصَارِ سَأَلُوا رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، فَلَمْ يَسْأَلْهُ أَحَدٌ إِلاَّ أَعْطَاهُ حَتَّى نَفِدَ مَا عِنْدَهُ، فَلَمَّا أَنْفَقَ كُلَّ شَيْءٍ عِنْدَهُ قَالَ: مَا يَكُونُ عِنْدِي مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ أَدَّخِرَهُ عَنْكُمْ، وَإِنَّهُ مَنْ يَسْتَعِفَّ يُعِفَّهُ اللهُ، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللهُ، وَمَنْ يَصْطَبِرْ يُصَبِّرْهُ اللهُ، وَلَمْ تُعْطُوا عَطَاءً خَيْرًا وَلاَ أَوْسَعَ مِنَ الصَّبْرِ.(2/120)
1353- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا وَكِيعٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطِيَّةَ العَوْفِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فِي قَوْلِهِ: {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا} قَالَ: طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا(2/120)
1354- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا مُعَلَّى بْنُ مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنِي دَاوُدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قَالَ: قَدِمَ نَبَطِيٌّ مِنَ الشَّامِ بِثَلاَثِينَ حِمْلَ شَعِيرٍ وَتَمْرٍ فِي زَمَنِ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، فَسَعَّرَ، يَعْنِي مُدًّا بِدِرْهَمٍ بِمُدِّ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، وَلَيْسَ فِي النَّاسِ يَوْمَئِذٍ طَعَامٌ غَيْرُهُ، فَشَكَا النَّاسُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ غَلاَءَ السِّعْرِ، فَخَطَبَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَقَالَ: أَلاَ لأَلْقَيَنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَبْلَ أَنْ أُعْطِيَ أَحَدًا مِنْ مَالِ أَحَدٍ بِغَيْرِ طِيبِ نَفْسِهِ.(2/121)
1355- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثنا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: أَلاَ أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ يُكَفِّرُ اللهُ بِهِ الخَطَايَا وَيَزِيدُ فِي الحَسَنَاتِ؟ قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: إِسْبَاغُ الوُضُوءِ فِي المَكَارِهِ، وَكَثْرَةُ الخُطَا إِلَى المَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلاَةِ بَعْدَ الصَّلاَةِ، مَا مِنْكُمْ مِنْ رَجُلٍ يَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ مُتَطَهِّرًا فَيُصَلِّي مَعَ المُسْلِمِينَ الصَّلاَةَ الجَامِعَةَ ثُمَّ يَقْعُدُ فِي المَسْجِدِ يَنْتَظِرُ الصَّلاَةَ الأُخْرَى إِلاَّ المَلَكُ يَقُولُ: اللهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللهُمَّ ارْحَمْهُ، فَإِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاَةِ فَاعْدِلُوا صُفُوفَكُمْ، وَأَقِيمُوا، وَسُدُّوا الفُرَجَ، فَإِنِّي أَرَاكُمْ مِنْ خَلْفِي وَرَاءَ ظَهْرِي، فَإِذَا قَالَ إِمَامُكُمُ: اللهُ أَكْبَرُ، فَقُولُوا: اللهُ أَكْبَرُ، وَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وَإِذَا قَالَ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقُولُوا: اللهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الحَمْدُ، وَإِنَّ خَيْرَ الصُّفُوفِ المُقَدَّمُ، وَشَرُّهَا المُؤَخِّرُ، وَخَيْرُ صُفُوفِ النِّسَاءِ المُؤَخَّرُ، وَشَرُّهَا المُقَدَّمُ، يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ، إِذَا سَجَدَ الرِّجَالُ فَاخْفِضْنَ أَبْصَارَكُنَّ لاَ تَرَيْنَ عَوْرَاتِ الرِّجَالِ مِنْ ضِيقِ الأُزُرِ.(2/121)
1356- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا عَفَّانُ، حَدَّثنا هَمَّامٌ، حَدَّثنا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: أَنَّ رَجُلاً قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا، فَسَأَلَ أَعْلَمَ أَهْلِ الأَرْضِ فَدُلَّ عَلَى رَجُلٍ، فَأَتَاهُ فَقَالَ: إِنَّهُ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا، فَهَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ؟ فَقَالَ: بَعْدَ قَتْلِ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ لَيْسَتْ لَكَ تَوْبَةٌ، فَانْتَضَى سَيْفَهُ فَقَتَلَهُ فَكَمَّلَ بِهِ مِئَةً، قَالَ: ثُمَّ إِنَّهُ مَكَثَ مَا شَاءَ اللَّه، ثُمَّ سَأَلَ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِ الأَرْضِ، فَدُلَّ عَلَى رَجُلٍ، فَقَالَ: إِنَّهُ قَتَلَ مِئَةَ نَفْسٍ فَهَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ؟ قَالَ: وَمَنْ يَحُولُ بَيْنَكَ وَبَيْنَ التَّوْبَةِ؟ اخْرُجْ مِنْ هَذِهِ القَرْيَةِ الخَبِيثَةِ الَّتِي أَنْتَ بِهَا إِلَى قَرْيَةِ كَذَا وَكَذَا، فَاعْبُدْ رَبَّكَ فِيهِمْ، قَالَ: فَخَرَجَ وَعَرَضَ أَجَلُهُ فِي الطَّرِيقِ، فَاخْتَصَمَ مَلاَئِكَةُ الرَّحْمَةِ وَمَلاَئِكَةُ العَذَابِ، فَقَالَ إِبْلِيسُ: إِنَّهُ لَمْ يَعْصِنِي سَاعَةً قَطُّ، قَالَتْ مَلاَئِكَةُ الرَّحْمَةِ: إِنَّهُ خَرَجَ تَائِبًا، فَزَعَمَ حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ أَنَّ بَكْرًا حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ قَالَ: بَعَثَ اللهُ مَلَكًا فَاجْتَمَعُوا إِلَيْهِ، رَجَعَ الحَدِيثُ إِلَى حَدِيثِ قَتَادَةَ، قَالَ: فَقَالَ: انْظُرُوا إِلَى أَيِّ القَرْيَتَيْنِ كَانَ أَقْرَبَ فَأَلْحِقُوهُ بِأَهْلِهَا، قَالَ قَتَادَةُ: فَقَرَّبَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ القَرْيَةَ الصَّالِحَةَ، وَبَاعَدَ مِنْهُ الخَبِيثَةَ وَأَلْحَقُوهُ بِأَهْلِهَا.(2/122)
1357- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الحَارِثِ، عَنْ دَرَّاجٍ، عَنْ أَبِي الهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: أَصْدَقُ الرُّؤْيَا بِالأَسْحَارِ.(2/123)
1358- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثنا فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ، عَنْ عَطِيَّةَ العَوْفِيِّ، قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: قَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ لأَصْحَابِهِ: أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ كُنْتُ أُحَدِّثُكُمْ أَنَّهُ لَوْ قَدِ اسْتَقَامَتْ لَهُ الأُمُورُ قَدْ آثَرَ عَلَيْكُمْ غَيْرَكُمْ، قَالَ: فَرَدُّوا عَلَيْهِ رَدًّا عَنِيفًا، قَالَ: فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، قَالَ: فَجَاءَهُمْ فَقَالَ لَهُمْ أَشْيَاءَ لاَ أَحْفَظُهَا، قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: فَكُنْتُمْ لاَ تَرْكَبُونَ الخَيْلَ، قَالَ: كُلَّمَا قَالَ لَهُمْ شَيْئًا قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، فَلَمَّا رَآهُمْ لاَ يَرُدُّونَ عَلَيْهِ شَيْئًا قَالَ: أَفَلاَ تَقُولُونَ: قَاتَلَكَ قَوْمُكَ فَنَصَرْنَاكَ، وَأَخْرَجَكَ قَوْمُكَ فَآوَيْنَاكَ، قَالُوا: نَحْنُ لاَ نَقُولُ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللهِ، أَنْتَ تَقُولُهُ؟ قَالَ: فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ، أَلاَ تَرْضَوْنَ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالدُّنْيَا وَأَنْتُمْ تَذْهَبُونَ بِرَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ؟ قَالَ: يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ، أَلاَ تَرْضَوْنَ أَنَّ النَّاسَ لَوْ سَلَكُوا وَادِيًا وَسَلَكْتُمْ وَادِيًا لَسَلَكْتُ وَادِيَ الأَنْصَارِ؟ قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: لَوْلاَ الهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَءًا مِنَ الأَنْصَارِ، الأَنْصَارُ كَرِشِي وَأَهْلُ بَيْتِي، عَيْبَتِي الَّتِي آوِي إِلَيْهَا، اعْفُوا عَنْ مُسِيئِهِمْ، وَاقْبَلُوا مِنْ مُحْسِنِهِمْ، قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: فَمَا عَلِمَ ذَلِكَ ابْنُ مَرْجَانَةَ عَدُوُّ اللهِ، قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: قُلْتُ لِمُعَاوِيَةَ: أَمَا إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَدْ كَانَ حَدَّثنا أَنَّا سَنَرَى بَعْدَهُ أَثَرَةً، قَالَ مُعَاوِيَةُ: فَمَا أَمَرَكُمْ؟ قَالَ: قُلْتُ: أَمَرَنَا أَنْ نَصْبِرَ، قَالَ: فَاصْبِرُوا إِذًا.(2/123)
1359- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الحَسَنِ بْنِ أَبِي الحَسَنِ المَدَنِيِّ، حَدَّثَنِي حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ ابْنِ عَجْلاَنَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: إِذَا خَرَجَ ثَلاَثَةٌ فِي سَفَرٍ فَلْيَؤُمَّهُمْ أَحَدُهُمْ قَالَ نَافِعٌ: قُلْتُ لأَبِي سَلَمَةَ: أَنْتَ أَمِيرُنَا.(2/124)
1360- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الحَسَنِ بْنِ أَبِي الحَسَنِ المَدَنِيُّ، حَدَّثنا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الهَادِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، وَذُكِرَ عِنْدَهُ أَبُو طَالِبٍ فَقَالَ: لَعَلَّهُ أَنْ تَنْفَعَهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ القِيَامَةِ فَيُجْعَلُ فِي ضَحْضَاحٍ مِنَ النَّارِ إِلَى كَعْبَيْهِ يَغْلِي مِنْهُ أُمُّ دِمَاغِهِ.
1361- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: صَلاَةُ الجَمَاعَةِ تَفْضُلُ عَلَى صَلاَةِ الفَذِّ بِخَمْسٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً.
1362- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ جُزْءٌ مِنْ خَمْسَةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ، قَالَ يَزِيدُ: سَمِعْتُ أَبَا سَلَمَةَ يُحَدِّثُ بِهَذَا الحَدِيثِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ العَزِيزِ، فَقَالَ عُمَرُ: لَوْ كَانَتْ حَصَاةً مِنْ عَدَدِ الحَصَى لَرَأَيْتُهَا صِدْقًا(2/125)
1363- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ رُؤْيَا يُحِبُّهَا فَإِنَّهَا مِنَ اللهِ، فَلْيَحْمَدِ اللهَ عَلَيْهَا وَلْيُحَدِّثْ بِهَا، وَإِذَا رَأَى غَيرَ ذَلِكَ مِمَّا يَكْرَهُ فَإِنَّهَا مِنَ الشَّيْطَانِ فَلْيَسْتَعِذْ مِنْ شَرِّهَا، وَلاَ يَذْكُرْهَا لأَحَدٍ فَإِنَّهَا لَنْ تَضُرَّهُ.
1364- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا السَّلاَمُ عَلَيْكَ، فَكَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ؟ قَالَ: قُولُوا: اللهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ.
1365- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، أَنَّهُ كَانَ تُصِيبُهُ الجَنَابَةُ مِنَ اللَّيْلِ فَيُرِيدُ أَنْ يَنَامَ، فَأَمَرَهُ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَنْ يَتَوَضَّأَ ثُمَّ يَنَامَ.(2/125)
1366- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثنا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثنا سُلَيْمَانُ الأَعْمَشُ، عَنْ عَطِيَّةَ العَوْفِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يُحَدِّثُ عَنِ الدَّجَّالِ قَالَ: إِنَّهُ سَيُسَلَّطُ عَلَى نَفْسٍ وَاحِدَةٍ يَقْتُلُهَا ثُمَّ يُحْيِيهَا، فَيَقُولُ: أَلَسْتُ بِرَبِّكَ؟ فَيَقُولُ: مَا كُنْتَ فِي نَفْسِي أَكْذَبَ مِنْكَ السَّاعَةَ، قَالَ: فَمَا كُنَّا نَرَى إِلاَّ أَنَّهُ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ حَتَّى مَاتَ.(2/126)
1367- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا إِبْرَاهِيمُ أَبُو إِسْحَاقَ الطَّالقَانِيُّ، حَدَّثنا ابْنُ المُبَارَكِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَزِيدَ أَبِي شُجَاعٍ، عَنْ أَبِي السَّمْحِ، عَنْ أَبِي الهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: {وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ} قَالَ: تَشْوِيهِ النَّارُ فَتَقْلِصُ شَفَتُهُ حَتَّى تَبْلُغَ وَسْطَ رَأْسِهِ، وَتَسْتَرْخِي الأُخْرَى حَتَّى تَضْرِبَ سُرَّتَهُ.(2/126)
1368- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثنا سُفيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: لاَ تُخَيِّرُوا بَيْنَ الأَنْبِيَاءِ.(2/127)
1369- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: حَدَّثَ رَجُلٌ ابْنَ عُمَرَ بِهَذَا الحَدِيثِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، يُحَدِّثُهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، فَقَامَ إِلَيْهِ حَتَّى دَخَلَ عَلَى أَبِي سَعِيدٍ وَأَنَا مَعَهُ، فَقَالَ: إِنَّ هَذَا حَدَّثَنِي عَنْكَ حَدِيثًا تُحَدِّثُهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، أَفَسَمِعْتَهُ؟ قَالَ: بَصَرُ عَيْنِي وَسَمْعُ أُذُنِي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: لاَ تَبِيعُوا الذَّهَبَ بِالذَّهَبِ، وَلاَ الوَرِقَ بِالوَرِقِ، إِلاَّ مِثْلاً بِمِثْلٍ، وَلاَ تَبِيعُوا شَيْئًا غَائِبًا بِنَاجِزٍ(2/127)
1370- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثنا أَبُو سَلَمَةَ سَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: أَمَّا أَهْلُ النَّارِ الَّذِينَ هُمْ أَهْلُهَا فَإِنَّهُمْ لاَ يَمُوتُونَ فِيهَا وَلاَ يَحْيَوْنَ، وَلَكِنْ أُنَاسٌ، أَوْ كَمَا قَالَ، تُصِيبُهُمْ بِذُنُوبِهِمْ، أَوْ قَالَ: بِخَطَايَاهُمْ، فَتُمِيتُهُمْ إِمَاتَةً، حَتَّى إِذَا صَارُوا فَحْمًا أُذِنَ فِي الشَّفَاعَةِ فَجِيءَ بِهِمْ ضَبَائِرَ ضَبَائِرَ فَبُثُّوا عَلَى أَنْهَارِ الجَنَّةِ، فَيُقَالُ: يَا أَهْلَ الجَنَّةِ أَفِيضُوا عَلَيْهِمْ، فَيَنْبُتُونَ كَمَا تَنْبُتُ الحِبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ، قَالَ رَجُلٌ مِنَ القَوْمِ حِينَئِذٍ: كَأَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ كَانَ فِي البَادِيَةِ.(2/127)
1371- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا إِسْمَاعِيلُ، عَنِ الجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنِ الصَّرْفِ قَالَ: يَدٌ بِيَدٍ، فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ: لاَ بَأْسَ، قَالَ: فَلَقِيتُ أَبَا سَعِيدٍ فَأَخْبَرْتُهُ أَنِّي سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنِ الصَّرْفِ فَقَالَ: لاَ بَأْسَ بِهِ، قَالَ: أَوَقَالَ ذَلِكَ؟ أَمَا إِنَّا سَنَكْتُبُ إِلَيْهِ فَلاَ يُفْتِيكُمُوهُ، قَالَ: فَوَاللَّهِ لَقَدْ جَاءَ بَعْضُ فَتَيَانِ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ بِتَمْرٍ فَأَنْكَرَهُ، فَقَالَ: كَأَنَّ هَذَا لَيْسَ مِنْ تَمْرِ أَرْضِنَا؟ قَالَ: كَانَ فِي تَمْرِ العَامِ بَعْضُ الشَّيْءِ، فَأَخَذْتُ هَذَا وَزِدْتُ بَعْضَ الزِّيَادَةِ، فَقَالَ: أَضْعَفْتَ، أَرْبَيْتَ، لاَ تَقْرَبَنَّ هَذَا، إِذَا رَابَكَ مِنْ تَمْرِكَ شَيْءٌ فَبِعْه، ثُمَّ اشْتَرِ الَّذِي تُرِيدُ مِنَ التَّمْرِ(2/128)
1372- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا إِسْمَاعِيلُ، عَنِ الجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: كُنَّا نَغْزُو مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فِي رَمَضَانَ، فَمِنَّا الصَّائِمُ وَمِنَّا المُفْطِرُ، فَلاَ يَجِدُ الصَّائِمُ عَلَى المُفْطِرِ، وَلاَ المُفْطِرُ عَلَى الصَّائِمِ، يَرَوْنَ أَنَّهُ مَنْ وَجَدَ قُوَّةً فَصَامَ، ذَلِكَ حَسَنٌ، وَيَرَوْنَ أَنَّهُ مَنْ وَجَدَ ضَعْفًا فَأَفْطَرَ، فَإِنَّ ذَلِكَ حَسَنٌ.(2/128)
1373- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ وَهُوَ يُصَلِّي مُتَوَشِّحًا.(2/129)
1374- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا الحَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثنا دَرَّاجٌ أَبُو السَّمْحِ، أَنَّ أَبَا الهَيْثَمِ حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، أَنَّ رَجُلاً قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، طُوبَى لِمَنْ رَآكَ وَآمَنَ بِكَ؟ قَالَ: طُوبَى لِمَنْ رَآنِي وَآمَنَ بِي، ثُمَّ طُوبَى، ثُمَّ طُوبَى، ثُمَّ طُوبَى لِمَنْ آمَنَ بِي وَلَمْ يَرَنِي، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: وَمَا طُوبَى؟ قَالَ: شَجَرَةٌ فِي الجَنَّةِ مَسِيرَةُ مِئَةِ سَنَةٍ، ثِيَابُ أَهْلِ الجَنَّةِ تَخْرُجُ مِنْ أَكْمَامِهَا(2/129)
1375- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ رَجُلٌ: مَا {كَالمُهْلِ}؟ قَالَ: كَعَكَرِ الزَّيْتِ، فَإِذَا قَرَّبَهُ إِلَيْهِ سَقَطَتْ فَرْوَةُ وَجْهِهِ مِنْهُ.(2/129)
1376- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَنَّهُ قَالَ: اذْكُرُوا اللهَ ذِكْرًا كَثِيرًا حَتَّى يَقُولُوا: مَجْنُونٌ.
1377- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: لَوْ ضُرِبَ بِمِقْمَعٍ مِنْ حَدِيدٍ الجَبَلُ لَتَفَتَّتَ ثُمَّ عَادَ كَمَا كَانَ.(2/130)
1378- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَنَّهُ قَالَ: لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ يَعْمَلُ فِي صَخْرَةٍ صَمَّاءَ لَيْسَ لَهَا بَابٌ وَلاَ كُوَّةٌ لَخَرَجَ عَمَلُهُ إِلَى النَّاسِ كَائِنًا مَا كَانَ(2/130)
1379- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَنَّهُ قَالَ: كُلُّ حَرْفٍ فِي القُرْآنِ يُذْكَرُ فِيهِ القُنُوتُ فَهُوَ طَاعَةٌ.
1380- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَنَّهُ قَالَ: أَتَانِي جِبْرِيلُ فَقَالَ: إِنَّ رَبِّي وَرَبَّكَ يَقُولُ: كَيْفَ رَفَعْتُ ذِكْرَكَ؟ قَالَ: وَاللهُ أَعْلَمُ، قَالَ: إِذَا ذُكِرْتُ ذُكِرْتَ مَعِي.(2/131)
1381- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: لَوْ أَنَّ دَلْوًا مِنْ غَسَّاقٍ يُهْرَاقُ فِي الدُّنْيَا لأَنْتَنَ أَهْلَ الدُّنْيَا.(2/131)
1382- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: يَأْكُلُ التُّرَابُ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الإِنْسَانِ إِلاَّ عَجْبَ ذَنَبِهِ، قِيلَ: وَمِثْلُ مَا هُوَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: مِثْلُ حَبَّةِ الخَرْدَلِ مِنْهُ يَنْبُتُونَ(2/131)
1383- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: وَيْلٌ: وَادٌ فِي جَهَنَّمَ يَهْوِي فِيهِ الكَافِرُ أَرْبَعِينَ خَرِيفًا قَبْلَ أَنْ يَبْلُغَ قَعْرَهُ، وَقَالَ: الصَّعُودُ: جَبَلٌ مِنْ نَارٍ يَصْعَدُ فِيهِ سَبْعِينَ خَرِيفًا، ثُمَّ يَهْوِي بِهِ كَذَلِكَ فِيهِ أَبَدًا.(2/131)
1384- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: اسْتَكْثِرُوا مِنَ البَاقِيَاتِ الصَّالِحَاتِ، قِيلَ: وَمَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: المِلَّةُ، قِيلَ: وَمَا هِيَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: التَّهْلِيلُ، وَالتَّكْبِيرُ، وَالتَّسْبِيحُ، وَالحَمْدُ لِلَّهِ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ.(2/132)
1385- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: يُنْصَبُ لِلْكَافِرِ يَوْمَ القِيَامَةِ مِقْدَارُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ كَمَا لَمْ يَعْمَلْ لِلَّهِ فِي الدُّنْيَا، وَإِنَّ الكَافِرَ يَرَى جَهَنَّمَ وَيَظُنُّ أَنَّهَا مُوَاقِعَتُهُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ سَنَةً(2/132)
1386- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَّكِئُ فِي الجَنَّةِ مَسِيرَةَ سَبْعِينَ سَنَةً قَبْلَ أَنْ يَتَحَوَّلَ، ثُمَّ تَأْتِيَهِ امْرَأَةٌ فَتَضْرِبُ عَلَى مَنْكِبَيْهِ، فَيَنْظُرُ وَجْهَهُ فِي خَدِّهَا أَصْفَى مِنَ المِرْآةِ، وَإِنَّ أَدْنَى لُؤْلُؤَةٍ عَلَيْهَا لَتُضِيءُ مَا بَيْنَ المَشْرِقِ إِلَى المَغْرِبِ، فَتُسَلِّمُ عَلَيْهِ، فَيَرُدُّ عَلَيْهَا السَّلاَمَ وَيَسْأَلُهَا: مَنْ أَنْتِ؟ فَتَقُولُ: أَنَا هِيَ المَزِيدُ، وَإِنَّهُ لِيَكُونُ عَلَيْهَا سَبْعُونَ ثَوْبًا، أَدْنَاهَا مِثْلُ النُّعْمَانِ مِنْ طُوبَى، فَيَنْفُذُهَا بَصَرُهُ حَتَّى يَرَى مُخَّ سَاقِهَا مِنْ وَرَاءِ ذَلِكَ، وَإِنَّ عَلَيْهِمُ التِّيجَانَ، إِنَّ أَدْنَى لُؤْلُؤَةٍ فِيهَا لَتُضِيءُ مَا بَيْنَ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ.(2/132)
1386- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: الشِّتَاءُ رَبِيعُ المُؤْمِنِ.(2/133)
1387- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: مَقْعَدُ الكَافِرِ مِنَ النَّارِ ثَلاَثَةُ أَيَّامٍ، كُلُّ ضِرْسٍ لَهُ مِثْلُ أُحُدٍ، وَفَخِذُهُ مِثْلُ وَرِقَانٍ، وَجِلْدُهُ سِوَى لَحْمِهِ وَعِظَامِهِ أَرْبَعُونَ ذِرَاعًا(2/133)
1388- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: لَوْ أَنَّ مِقْمَعًا مِنْ حَدِيدٍ وُضِعَ فِي الأَرْضِ وَاجْتَمَعَ عَلَيْهِ الثَّقَلاَنِ مَا أَقَلُّوهُ مِنَ الأَرْضِ.(2/134)
1389- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَنَّهُ قَالَ: لِسُرَادِقِ النَّارِ أَرْبَعَةُ جُدُرٍ، بَيْنَ كُلِّ جِدَارٍ مِثْلُ أَرْبَعِينَ سَنَةً.(2/134)
1390- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، يَوْمٌ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، مَا أَطْوَلَ هَذَا فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، إِنَّهُ لَيُخَفَّفُ عَلَى المُؤْمِنِ حَتَّى يَكُونَ أَخَفَّ عَلَيْهِ مِنْ صَلاَةٍ مَكْتُوبَةٍ يُصَلِّيهَا فِي الدُّنْيَا(2/134)
1391- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: لَيَذْكُرَنَّ اللهَ قَوْمٌ فِي الدُّنْيَا عَلَى الفُرُشِ المُمَهَّدَةِ يُدْخِلُهُمُ الجِنَّانَ العُلَى.(2/135)
1392- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: إِذَا كَانَ يَوْمُ القِيَامَةِ عُرِّفَ الكَافِرُ بِعَمَلِهِ، فَجَحَدَ وَخَاصَمَ، فَيُقَالُ: هَؤُلاَءِ جِيرَانُكَ يَشْهَدُونَ عَلَيْكَ، فَيَقُولُ: كَذَبُوا، فَيَقُولُ: أَهْلُكُ، عَشِيرَتُكَ؟ فَيَقُولُ: كَذَبُوا، فَيَقُولُ: احْلِفُوا، فَيَحْلِفُونَ، ثُمَّ يُصْمِتُهُمُ اللهُ وَتَشْهَدُ أَلْسِنَتُهُمْ، ثُمَّ يُدْخِلُهُمُ النَّارَ.(2/135)
1393- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: قَالَ مُوسَى: يَا رَبِّ، عَلِّمْنِي شَيْئًا أَذْكُرُكَ وَأَدْعُوكَ بِهِ، قَالَ: قُلْ يَا مُوسَى: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، قَالَ: كُلُّ عِبَادِكَ يَقُولُ هَذَا، قَالَ: قُلْ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، إِنَّمَا أُرِيدُ شَيْئًا تَخُصَّنِي بِهِ، قَالَ: يَا مُوسَى، لَوْ أَنَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعَ وَعَامِرَهُنَّ غَيْرِي وَالأَرَضِينَ السَّبْعَ فِي كِفَّةٍ، وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ فِي كِفَّةٍ مَالَتْ بِهِنَّ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ.(2/135)
1394- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَنَّهَ قَالَ: المَجَالِسُ ثَلاَثَةٌ: سَالِمٌ، وَغَانِمٌ، وَشَاجِبٌ(2/135)
1395- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَنَّهُ قَالَ: {وَفُرُشٌ مَرْفُوعَةٌ} قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّ ارْتِفَاعَهَا لَكَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، وَإِنَّ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لَمَسِيرَةُ خَمْسِمِئَةِ عَامٍ.(2/136)
1396- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَنَّهُ قَالَ: الشِّيَاعُ حَرَامٌ، قَالَ ابْنُ لَهِيعَةَ: يَعْنِي الَّذِي يَفْتَخِرُ بِالجِمَاعِ.(2/136)
1397- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: رُبَّمَا رَجُلٌ كَسَبَ مَالاً مِنْ حَلاَلٍ فَأَطْعَمَ نَفْسَهُ، وَرَجُلٌ يَكُونُ لَهُ مَالٌ تَكُونُ فِيهِ الصَّدَقَةُ فَقَالَ: اللهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، وَصَلِّ عَلَى المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ وَالمُسْلِمِينَ وَالمُسْلِمَاتِ، فَإِنَّهُ لَهُ زَكَاةٌ.(2/136)
1398- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: لِلْجَنَّةِ مِئَةُ دَرَجَةٍ، لَوْ أَنَّ العَالَمِينَ اجْتَمَعُوا فِي إِحْدَاهُنَّ وَسِعَتْهُمْ.(2/137)
1399- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: إِنَّ الشَّيْطَانَ قَالَ: وَعِزَّتِكَ يَا رَبِّ، لاَ أَبْرَحُ أُغْوِي عِبَادَكَ مَا دَامَتْ أَرْوَاحُهُمْ فِي أَجْسَادِهِمْ، قَالَ الرَّبُّ: وَعِزَّتِي وَجَلاَلِي لاَ أَزَالُ أَغْفِرُ لَهُمْ مَا اسْتَغْفَرُونِي.(2/137)
1400- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّهُ لَيَخْتَصِمُ حَتَّى الشَّاتَانِ فِيمَ انْتَطَحَتَا.(2/137)
1401- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ العِبَادَةِ أَفْضَلُ دَرَجَةً عِنْدَ اللهِ يَوْمَ القِيَامَةِ؟ قَالَ: الذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيرًا، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَنِ الغَازِي فِي سَبِيلِ اللهِ؟ قَالَ: لَوْ ضَرَبَ بِسَيْفِهِ الكُفَّارَ وَالمُشْرِكِينَ حَتَّى يَنْكَسِرَ وَيَخْتَضِبَ دَمًا لَكَانَ الذَّاكِرُ اللهَ أَفْضَلَ مِنْهُ(2/137)
1402- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قَالَ: هَاجَرَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ مِنَ اليَمَنِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: هَجَرْتَ الشِّرْكَ، وَلَكِنَّهُ الجِهَادُ، هَلْ بِاليَمَنِ أَبَوَاكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: أَذِنَا لَكَ؟ قَالَ: لاَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: ارْجِعْ إِلَى أَبَوَيْكَ فَاسْتَأْذِنْهُمَا، فَإِنْ فَعَلاَ فَجَاهِدْ وَإِلاَّ فَبِرَّهُمَا.(2/138)
1403- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: يَقُولُ الرَّبُّ يَوْمَ القِيَامَةِ: سَيَعْلَمُ أَهْلُ الجَمْعِ اليَوْمَ مَنْ أَهْلُ الكَرَمِ، فَقِيلَ: وَمَنْ أَهْلُ الكَرَمِ؟ قَالَ: أَهْلُ الذِّكْرِ فِي المَسَاجِدِ.(2/138)
1404- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: إِنَّ أَدْنَى أَهْلِ الجَنَّةِ مَنْزِلَةً الَّذِي لَهُ ثَمَانُونَ أَلْفَ خَادِمٍ، وَاثْنَانِ وَسَبْعُونَ زَوْجًا، يُنْصَبُ لَهُ قُبَّةٌ مِنْ لُؤْلُؤٍ وَيَاقُوتٍ وَزَبَرْجَدٍ، كَمَا بَيْنَ الجَابِيَةِ وَصَنْعَاءَ.(2/138)
1405- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، شَكَّ أَبُو خَيْثَمَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّهُ قَالَ: مَنْ مَاتَ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا يُرَدُّونَ إِلَى سِتِّينَ سَنَةً فِي الجَنَّةِ، لاَ يَزِيدُونَ عَلَيْهَا أَبَدًا وَكَذَلِكَ أَهْلُ النَّارِ(2/138)
1406- حَدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ المِقْدَامِ، حَدَّثنا المُعْتَمِرُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَبْدِ الغَافِرِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: لَيَأْخُذَنَّ الرَّجُلُ بِيَدِ أَبِيهِ يَوْمَ القِيَامَةِ فَلَيُقْطِعَنَّهُ النَّارَ يُرِيدُ أَنْ يُدْخِلَهُ الجَنَّةَ، فَيُنَادَى: إِنَّ الجَنَّةَ لاَ يَدْخُلُهَا مُشْرِكٌ، أَلاَ إِنَّ اللهَ قَدْ حَرَّمَ الجَنَّةَ عَلَى كُلِّ مُشْرِكٍ، فَيَقُولُ: رَبِّ أَبِي، رَبِّ أَبِي، رَبِّ أَبِي، قَالَ: فَيُحَوَّلُ فِي صُورَةٍ قَبِيحَةٍ وَرِيحٍ مُنْتِنَةٍ فَيَتْرُكُهُ قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: فَكَانَ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ يَرَوْنَ أَنَّ ذَاكَ الرَّجُلَ إِبْرَاهِيمُ، وَلَمْ يَزِدْهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ عَلَى ذَلِكَ.(2/139)
1407- حَدَّثنا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثنا بِشْرُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ، يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: نَهَى عَنِ الوِصَالِ فِي الصِّيَامِ، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا لَكَ أَنْتَ تَفْعَلُهُ؟ فَقَالَ: إِنِّي لَسْتُ كَأَحَدِكُمْ، إِنِّي أُطْعَمُ وَأُسْقَى.(2/139)
1408- حَدَّثنا سُفيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، حَدَّثنا أَبِي، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ أَبِي مَلِيحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ الخُدْرِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: إِذَا مَضَى أَحَدُكُمْ فِي صَلاَةٍ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى بَيْتِهِ فَلْيُصَلِّ، وَلْيَجْعَلْ لِبَيْتِهِ نَصِيبًا مِنْ صَلاَتِهِ، فَإِنَّ اللهَ جَاعِلٌ مِنْ صَلاَتِهِ فِي بَيْتِهِ خَيْرًا(2/139)
1409- قَرَأْتُ عَلَى الحُسَيْنِ بْنِ يَزِيدَ الطَّحَّانِ، حَدَّثنا سَعِيدُ بْنُ خُثَيْمٍ، عَنْ فُضَيْلٍ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {وَآتِ ذَا القُرْبَى حَقَّهُ} دَعَا النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَاطِمَةَ وَأَعْطَاهَا فَدَكَ.(2/140)
1410- حَدَّثنا سُفيَانُ بْنُ وَكِيعٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، عَنْ قَيْسِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ أَبِي الوَدَّاكِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: يَخْرُجُ الدَّجَّالُ فَيَتَوَجَّهُ قِبَلَهُ رَجُلٌ مِنَ المُسْلِمِينَ فَتَلْقَاهُ المَسَالِحُ: مَسَالِحُ الدَّجَّالِ، فَيَقُولُونَ لَهُ: أَيْنَ تَعْمِدُ؟ فَيَقُولُ: أَعْمِدُ إِلَى هَذَا الَّذِي خَرَجَ، فَيَقُولُونَ لَهُ: أَوَمَا تُؤْمِنُ بِرَبِّنَا؟ قَالَ: يَقُولُ: مَا أَرَى، أَحْسِبُهُ، حَقًّا، قَالَ: يَقُولُونَ: اقْتُلُوهُ، قَالَ: فَيَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: أَلَيْسَ قَدْ نَهَاكُمْ رَبُّكُمْ أَنْ تَقْتُلُوا أَحَدًا دُونَهُ؟ قَالَ: فَيَنْطَلِقُونَ بِهِ إِلَى الدَّجَّالِ، قَالَ: فَإِذَا رَآهُ المُؤْمِنُ قَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، هَذَا الدَّجَّالُ الَّذِي ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، قَالَ: فَيَأْمُرُ بِهِ الدَّجَّالُ فَيُشَبَّحُ، قَالَ: فَيَقُولُ: خُذُوهُ فَاشْبَحُوهُ، قَالَ: فَيُشَبَّحُ، قَالَ: فَيُمْصَعُ ظَهْرُهُ وَبَطْنُهُ ضَرْبًا، قَالَ: فَيَقُولُ لَهُ: أَمَا تُؤْمِنُ بِي؟ قَالَ: فَيَقُولُ: أَنْتَ المَسِيحُ الكَذَّابُ، قَالَ: فَيَأْمُرُ بِهِ فَيُنْشَرُ بِالمِنْشَارِ مِنْ مَفْرِقِهِ حَتَّى يُفَرِّقَ بَيْنَ رِجْلَيْهِ، قَالَ: ثُمَّ يَمْشِي الدَّجَّالُ بَيْنَ القِطْعَتَيْنِ، قَالَ: ثُمَّ يَقُولُ: قُمْ، فَيَسْتَوِي قَائِمًا، قَالَ: فَيَقُولُ لَهُ: أَمَا تُؤْمِنُ بِي؟ قَالَ: فَيَقُولُ لَهُ: مَا ازْدَدْتُ فِيكَ إِلاَّ بَصِيرَةً، قَالَ: ثُمَّ يَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّهُ لاَ يَفْعَلُ الَّذِي فَعَلَ بِي بِأَحَدٍ مِنَ النَّاسِ، قَالَ: فَيَأْخُذُهُ الدَّجَّالُ لِيَذْبَحَهُ، فَيُجْعَلُ مَا بَيْنَ ذَقْنِهِ إِلَى تَرْقُوَتِهِ نُحَاسًا، فَلاَ يَسْتَطِيعُ إِلَيْهِ سَبِيلاً، قَالَ: فَيَأْخُذُ بِيَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ فَيَقْذِفُ بِهِ، فَيَحْسِبُ النَّاسُ أَنَّهُ قَذَفَهُ فِي النَّارِ، وَإِنَّمَا أُلْقِيَ فِي الجَنَّةِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: هَذَا أَعْظَمُ النَّاسِ شَهَادَةً عِنْدَ رَبِّ العَالَمِينَ(2/140)
1411- حَدَّثنا قَطَنُ بْنُ نَسِيرٍ، حَدَّثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثنا المُعَلَّى بْنُ زِيَادٍ قَالَ: لَمَّا هَزَمَ يَزِيدُ بْنُ المُهَلَّبِ أَهْلَ البَصْرَةِ قَالَ المُعَلَّى: فَخَشِيتُ أَنْ أَجْلِسَ فِي حَلْقَةِ الحَسَنِ بْنِ أَبِي الحَسَنِ فَأُوجَدَ فِيهَا فَأُعْرَفَ، فَأَتَيْتُ الحَسَنَ فِي مَنْزِلِهِ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فَقُلْتُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، كَيْفَ بِهَذِهِ الآيَةِ مِنْ كِتَابِ اللهِ؟ قَالَ: أَيَّةُ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ؟ قُلْتُ: قَوْلُ اللهِ فِي هَذِهِ الآيَةِ: {وَتَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الإِثْمِ وَالعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}، قَالَ: يَا عَبْدَ اللهِ، إِنَّ القَوْمَ عَرَضُوا السَّيْفَ فَحَالَ السَّيْفُ دُونَ الكَلاَمِ، قُلْتُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، فَهَلْ تَعْرِفُ لِمُتَكَلِّمٍ فَضْلاً؟ قَالَ: لاَ، قَالَ المُعَلَّى: ثُمَّ حَدَّثَ بِحَدِيثَيْنِ: حَدَّثنا أَبُو سَعِيدٍ الخُدْرِيُّ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ بِحَدِيثٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: أَلاَ لاَ يَمْنَعَنَّ أَحَدَكُمْ رَهْبَةُ النَّاسِ أَنْ يَقُولَ الحَقَّ إِذَا رَآهُ، أَنْ يَذْكُرَ تَعْظِيمَ اللهِ فَإِنَّهُ لاَ يُقَرِّبُ مِنْ أَجَلٍ، وَلاَ يُبْعِدُ مِنْ رِزْقٍ قَالَ: ثُمَّ حَدَّثَ الحَسَنُ بِحَدِيثٍ آخَرَ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: لَيْسَ لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يَذِلَّ نَفْسَهُ قِيلَ: وَمَا إِذْلاَلُهُ نَفْسَهَ؟ قَالَ: يَتَعَرَّضُ مِنَ البَلاَءِ لِمَا لاَ يُطِيقُ(2/141)
قِيلَ: يَا أَبَا سَعِيدٍ فَيَزِيدُ الضَّبِّيُّ وَكَلاَمُهُ فِي الصَّلاَةِ؟ قَالَ: أَمَا إِنَّهُ لَمْ يَخْرُجْ مِنَ السِّجْنِ حَتَّى نَدِمَ، قَالَ المُعَلَّى: فَقُمْتُ مِنْ مَجْلِسِ الحَسَنِ فَأَتَيْتُ يَزِيدَ فَقُلْتُ: يَا أَبَا مَوْدُودٍ، بَيْنَمَا أَنَا وَالحَسَنُ نَتَذَاكَرُ إِذْ نَصَبْتُ أَمْرَكَ نَصْبًا، فَقَالَ: مَهْ يَا أَبَا الحَسَنِ، قَالَ: قُلْتُ: قَدْ فَعَلْتَ؟ قَالَ: فَمَا قَالَ الحَسَنُ؟ قُلْتُ قَالَ: أَمَا إِنَّهُ لَمْ يَخْرُجْ مِنَ السِّجْنِ حَتَّى نَدِمَ عَلَى مَقَالَتِهِ، قَالَ يَزِيدُ: مَا نَدِمْتُ عَلَى مَقَالَتِي، وَايْمُ اللهِ لَقَدْ قُمْتُ مَقَامًا أُخْطِرُ فِيهِ بِنَفْسِي، قَالَ يَزِيدُ: فَأَتَيْتُ الحَسَنَ فَقُلْتُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، غُلِبْنَا عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، نُغْلَبُ عَلَى صَلاَتِنَا؟ فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللهِ، إِنَّكَ لَمْ تَصْنَعْ شَيْئًا، إِنَّكَ تَعْرِضُ نَفْسَكَ لَهُمْ، ثُمَّ أَتَيْتُهُ فَقَالَ لِي مِثْلَ مَقَالَتِهِ، قَالَ: فَقُمْتُ يَوْمَ الجُمُعَةِ فِي المَسْجِدِ وَالحَكَمُ بْنُ أَيُّوبَ يَخْطُبُ، فَقُلْتُ: رَحِمَكَ اللهُ، الصَّلاَةَ، قَالَ: فَلَمَّا قُلْتُ ذَلِكَ احْتَوَشَتْنِيَ الرِّجَالُ يَتَعَاوَرُونِي، فَأَخَذُوا بِلِحْيَتِي وَتَلْبِيبَتِي، وَجَعَلُوا يَجِئُونَ بَطْنِي بِنِعَالِ سُيُوفِهِمْ، قَالَ: وَمَضَوْا بِي نَحْوَ المَقْصُورَةِ، فَمَا وَصَلْتُ إِلَيْهِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُمْ سَيَقْتُلُونِي دُونَهُ، قَالَ: فَفُتِحَ لِي بَابُ المَقْصُورَةِ، قَالَ: فَدَخَلْتُ فَقُمْتُ بَيْنَ يَدَيِ الحَكَمِ وَهُوَ سَاكِتٌ، فَقَالَ: أَمَجْنُونٌ أَنْتَ؟ قَالَ: وَمَا كُنَّا فِي صَلاَةٍ،(2/142)
فَقُلْتُ: أَصْلَحَ اللهُ الأَمِيرَ، هَلْ مِنْ كَلاَمٍ أَفْضَلَ مِنْ كِتَابِ اللهِ؟ قَالَ: لاَ، قُلْتُ: أَصْلَحَ اللهُ الأَمِيرَ، أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ رَجُلاً نَشَرَ مُصْحَفًا يَقْرَؤُهُ غُدْوَةً إِلَى اللَّيْلِ أَكَانَ ذَلِكَ قَاضِيًا عَنْهُ صَلاَتَهُ؟قَالَ: وَاللَّهِ إِنِّي لأَحْسِبُكَ مَجْنُونًا، قَالَ: وَأَنَسُ بْنُ مَالِكٍ جَالِسٌ تَحْتَ مِنْبَرِهِ سَاكِتٌ، فَقُلْتُ: يَا أَنَسُ، يَا أَبَا حَمْزَةَ، أَنْشُدُكَ اللهَ فَقَدْ خَدَمْتَ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ وَصَحِبْتَهُ، أَبِمَعْرُوفٍ قُلْتُ أَمْ بِمُنْكَرٍ، أَبِحَقٍ قُلْتُ أَمْ بِبَاطِلٍ؟ قَالَ: فَلاَ وَاللَّهِ، مَا أَجَابَنِي بِكَلِمَةٍ، قَالَ لَهُ الحَكَمُ بْنُ أَيُّوبَ: يَا أَنَسُ، قَالَ: يَقُولُ: لَبَّيْكَ، أَصْلَحَكَ اللهُ، قَالَ: وَكَانَ وَقْتُ الصَّلاَةِ قَدْ ذَهَبَ، قَالَ: كَانَ بَقِيَ مِنَ الشَّمْسِ بَقِيَّةٌ، فَقَالَ: احْبِسُوهُ، قَالَ يَزِيدُ: فَأُقْسِمُ لَكَ يَا أَبَا الحَسَنِ، يَعْنِي لِلْمُعَلَّى، لَمَا لَقِيتُ مِنْ أَصْحَابِي كَانَ أَشَدَّ عَلَيَّ مِنْ مَقَامِي، قَالَ بَعْضُهُمْ: مُرَاءٍ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَجْنُونٌ، قَالَ: وَكَتَبَ الحَكَمُ إِلَى الحَجَّاجِ: أَنَّ رَجُلاً مِنْ بَنِي ضَبَّةَ قَامَ يَوْمَ الجُمُعَةِ قَالَ: الصَّلاَةَ، وَأَنَا أَخْطُبُ، وَقَدْ شَهِدَ الشُّهُودُ العُدُولُ عِنْدِي أَنَّهُ مَجْنُونٌ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ الحَجَّاجُ: إِنْ كَانَتْ قَامَتِ الشُّهُودُ العُدُولُ أَنَّهُ مَجْنُونٌ فَخَلِّ سَبِيلَهُ، وَإِلاَّ فَاقْطَعْ يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ، وَاسْمُرْ عَيْنَيْهِ، وَاصْلُبْهُ، قَالَ: فَشَهِدُوا عِنْدَ الحَكَمِ أَنِّي مَجْنُونٌ فَخَلَّى عَنِّي،(2/142)
قَالَ المُعَلَّى، عَنْ يَزِيدَ الضَّبِّيِّ: مَاتَ أَخٌ لَنَا فَتَبِعْنَا جَنَازَتَهُ فَصَلَّيْنَا عَلَيْهِ، فَلَمَّا دُفِنَ تَنَحَّيْتُ فِي عِصَابَةٍ، فَذَكَرْنَا اللهَ وَذَكَرْنَا مَعَادَنَا، فَإِنَّا كَذَلِكَ إِذْ رَأَيْنَا نَوَاصِيَ الخَيْلِ وَالحِرَابِ، فَلَمَّا رَآهُ أَصْحَابِي قَامُوا وَتَرَكُونِي وَحْدِي، فَجَاءَ الحَكَمُ حَتَّى وَقَفَ عَلَيَّ فَقَالَ: مَا كُنْتُمْ تَصْنَعُونَ؟ قُلْتُ: أَصْلَحَ اللهُ الأَمِيرَ، مَاتَ صَاحِبٌ لَنَا فَصَلَّيْنَا عَلَيْهِ وَدُفِنَ، فَقَعَدْنَا نَذْكُرُ رَبَّنَا، وَنَذْكُرُ مَعَادَنَا، وَنَذْكُرُ مَا صَارَ إِلَيْهِ، قَالَ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تَفِرَّ كَمَا فَرُّوا؟ قُلْتُ: أَصْلَحَ اللهُ الأَمِيرَ، أَنَا أَبْرَأُ مِنْ ذَلِكَ سَاحَةً وَآمَنُ لِلأَمِيرِ مِنْ أَنْ أَفِرَّ، قَالَ: فَسَكَتَ الحَكَمُ، فَقَالَ عَبْدُ المَلِكِ بْنُ المُهَلَّبِ، وَكَانَ عَلَى شُرْطَتِهِ، تَدْرِي مَنْ هَذَا؟ قَالَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا المُتَكَلِّمُ يَوْمَ الجُمُعَةِ، قَالَ: فَغَضِبَ الحَكَمُ وَقَالَ: أَمَا إِنَّكَ لَجَرِيءٌ، خُذَاهُ، قَالَ: فَأُخِذْتُ فَضَرَبَنِي أَرْبَعَ مِئَةِ سَوْطٍ، فَمَا دَرَيْتُ حِينَ تَرَكَنِي مِنْ شِدَّةِ مَا ضَرَبَنِي، قَالَ: وَبَعَثَنِي إِلَى وَاسِطٍ، فَكُنْتُ فِي دِيمَاسِ الحَجَّاجِ حَتَّى مَاتَ الحَجَّاجُ(2/143)
- مُسْنَدُ رُكَانَةَ.
1412- أَخبَرنا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثنا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ، قَالَ: لَقِيتُ بِمَكَّةَ رَجُلاً مِنْ أَهْلِ عَسْقَلاَنَ يُقَالُ لَهُ: أَبُو الحَسَنِ فَحَدَّثَنِي، عَنْ أَبِي جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ رُكَانَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ صَارَعَ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، فَقَالَ رُكَانَةُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: فَرْقٌ بَيْنَنَا وَبَيْنَ المُشْرِكِينَ العَمَائِمُ عَلَى القَلاَنِسِ(2/144)
مُسْنَدُ بُرَيْدَةَ.
1413- أَخبَرنا أَبُو يَعْلَى، قَالَ: قُرِئَ عَلَى بِشْرِ بْنِ الوَلِيدِ، عَنْ أَبِي يُوسُفَ، عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَنَّهُ كَانَ إِذَا بَعَثَ سَرِيَّةً أَوْ جَيْشًا أَوْصَى صَاحِبَهَا بِتَقْوَى اللهِ فِي خَاصَّةِ نَفْسِهِ، وَأَوْصَاهُ بِمَنْ مَعَهُ مِنَ المُسْلِمِينَ خَيْرًا ثُمَّ قَالَ: اغْزُوا بِاسْمِ اللهِ قَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ، لاَ تَغُلُّوا، وَلاَ تَغْدِرُوا، وَلاَ تُمَثِّلُوا، وَلاَ تَقْتُلُوا وَلِيدًا، فَإِذَا لَقِيتُمْ عَدُوَّكُمْ مِنَ المُشْرِكِينَ فَادْعُوهُمْ إِلَى الإِسْلاَمِ، فَإِنْ أَسْلَمُوا فَاقْبَلُوا مِنْهُمْ وَكُفُّوا عَنْهُمْ، ثُمَّ ادْعُوهُمْ إِلَى التَّحَوُّلِ مِنْ دَارِهِمْ إِلَى دَارِ المُسْلِمِينَ، فَإِنْ فَعَلُوا فَاقْبَلُوا مِنْهُمْ، وَإِلاَّ فَأَخْبِرُوهُمْ أَنَّهُمْ كَأَعْرَابِ المُسْلِمِينَ يَجْرِي عَلَيْهِمْ حُكْمُ اللهِ الَّذِي يَجْرِي عَلَى المُسْلِمِينَ، وَلَيْسَ لَهُمْ فِي الفَيْءِ، وَلاَ فِي الغَنِيمَةِ نَصِيبٌ، فَإِنْ أَبَوْا ذَلِكَ فَادْعُوهُمْ إِلَى إِعْطَاءِ الجِزْيَةِ، فَإِنْ فَعَلُوا فَاقْبَلُوا مِنْهُمْ وَكُفُّوا عَنْهُمْ، فَإِذَا حَاصَرْتُمْ حِصْنًا أَوْ مَدِينَةً، فَإِنْ أَرَادُوكُمْ أَنْ تُنْزِلُوهُمْ عَلَى حُكْمِ اللهِ فَلاَ تُنْزِلُوهُمْ، فَإِنَّكُمْ لاَ تَدْرُونَ مَا حُكْمُ اللهِ، وَلَكِنْ أَنْزِلُوهُمْ عَلَى حُكْمِكُمْ، ثُمَّ احْكُمُوا فِيهِمْ مَا رَأَيْتُمْ، وَإِذَا حَاصَرْتُمْ قَصْرًا فَلاَ تُعْطُوهُمْ ذِمَّةَ اللهِ، وَلاَ ذِمَّةَ رَسُولِهِ، وَلَكِنِ أَعْطُوهُمْ ذِمَمَكُمْ وَذِمَمَ آبَائِكُمْ، فَإِنَّكُمْ أَنْ تُخْفِرُوا ذِمَمَكُمْ وَذِمَمَ آبَائِكُمْ أَهْوَنُ(2/145)
مُسْنَدُ أَبِي طَلْحَةَ.
1414- أَخبَرنا أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ المُثَنَّى المَوْصِلِيُّ حَدَّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِي طَلْحَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: لاَ تَدْخُلِ المَلاَئِكَةُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ وَلاَ صُورَةٌ.(2/156)
1415- حَدَّثنا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثنا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، وَعَبْدُ الأَعْلَى، قَالاَ: حَدَّثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي طَلْحَةَ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ إِذَا غَلَبَ عَلَى قَوْمٍ أَحَبَّ أَنْ يُقِيمَ بِعَرَصَتِهِمْ ثَلاَثًا.(2/146)
1416- حَدَّثنا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثنا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنِ الحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو طَلْحَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ جَمَعَ بَيْنَ الحَجِّ وَالعُمْرَةِ(2/146)
1417- حَدَّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي طَلْحَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ ضَحَّى بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ، فَقَالَ، عَنْدَ الذَّبْحِ الأَوَّلُ: عَنْ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَقَالَ، عَنْدَ الذَّبْحِ الثَّانِي: عَمَّنْ آمَنَ بِي وَصَدَّقَ مِنْ أُمَّتِي.(2/147)
1418- حَدَّثناهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الجَوْهَرِيُّ، حَدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي طَلْحَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ ضَحَّى بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ فَقَالَ، عَنْدَ الذَّبْحِ الأَوَّلُ عَنْ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَقَالَ، عَنْدَ الذَّبْحِ الآخَرُ: عَمَّنْ آمَنَ بِي وَصَدَّقَنِي مِنْ أُمَّتِي.(2/147)
1419- حَدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنِ الحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِي طَلْحَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَرَنَ الحَجَّ وَالعُمْرَةَ.(2/147)
1420- حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ المُقَدَّمِيُّ، حَدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي طَلْحَةَ، أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فِي وَجَعِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، فَقَالَ: أَقْرِئْ قَوْمَكَ السَّلاَمَ فَإِنَّهُمْ، مَا عَلِمْتَ، أَعِفَّةٌ صُبُرٌ(2/147)
1421- حَدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الحَجَّاجِ السَّامِيُّ، حَدَّثنا عَبْدُ الوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثنا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ، حَدَّثنا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، قَالَ: قَالَ أَبُو طَلْحَةَ: كُنَّا قُعُودًا بِالأَفْنِيَةِ نَتَحَدَّثُ، فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَقَامَ عَلَيْنَا فَقَالَ: مَا لَكُمْ وَلِمَجَالِسِ الصُّعُدَاتِ؟ اجْتَنِبُوا مَجَالِسَ الصُّعُدَاتِ قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا جَلَسْنَا لِغَيْرِ مَا بَأْسٍ جَلَسْنَا نَتَذَاكَرُ وَنَتَحَدَّثُ، فَقَالَ: إِمَّا لاَ فَأَدُّوا حَقَّهَا قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا حَقُّهَا؟ قَالَ: غَضُّ البَصَرِ، وَرَدُّ السَّلاَمِ، وَحُسْنُ الكَلاَمِ.(2/148)
1422- حَدَّثنا عَبْدُ الوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ أَبُو بَحْرٍ، حَدَّثنا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو طَلْحَةَ: رَفَعْتُ رَأْسِي يَوْمَ أُحُدٍ فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ، فَمَا مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلاَّ وَهُوَ يَمِيدُ مِنَ النُّعَاسِ تَحْتَ حَجَفَتِهِ.(2/148)
1423- حَدَّثنا أَبُو بَحْرٍ، حَدَّثنا حَمَّادٌ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الزُّبَيْرِ، مِثْلَهُ وَتَلاَ {ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً}.(2/148)
1424- حَدَّثنا الحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ الجُرْجَانِيُّ، حَدَّثنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الوَارِثِ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: مَطَرَتِ السَّمَاءُ بَرَدًا، فَقَالَ لَنَا أَبُو طَلْحَةَ وَنَحْنُ غِلْمَانٌ: نَاوِلْنِي يَا أَنَسُ مِنْ ذَاكَ البَرَدِ، فَجَعَلَ يَأْكُلُ وَهُوَ صَائِمٌ، فَقُلْتُ: أَلَسْتَ صَائِمًا؟ قَالَ: بَلَى، إِنَّ ذَا لَيْسَ بِطَعَامٍ وَلاَ شَرَابٍ، وَإِنَّمَا هُوَ بَرَكَةٌ مِنَ السَّمَاءِ نُطَهِّرُ بِهِ بُطُونَنَا، قَالَ أَنَسٌ: فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: خُذْ، عَنْ عَمِّكَ.(2/149)
1425- حَدَّثنا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، حَدَّثنا حَمَّادُ بْنُ عَمْرٍو الجَزَرِيُّ، حَدَّثنا زَيْدُ بْنُ رُفَيْعٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي طَلْحَةَ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ وَهُوَ يَتَهَلَّلُ وَجْهُهُ مُسْتَبْشِرًا، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّكَ لَعَلى حَالٍ مَا رَأَيْتُكَ عَلَى مِثْلِهَا، قَالَ: وَمَا يَمْنَعَنْي؟ أَتَانِي جِبْرِيلُ، فَقَالَ: بَشِّرْ أُمَّتَكَ مَنْ صَلَّى عَلَيْكَ صَلاَةً، كَتَبَ اللهُ لَهُ بِهَا عَشْرَ حَسَنَاتٍ، وَكَفَّرَ، عَنْهُ بِهَا عَشْرَ سَيِّئَاتٍ، وَرَفَعَ لَهُ بِهَا عَشْرَ دَرَجَاتٍ، وَرَدَّ اللهُ عَلَيْهِ بِمِثْلِ قَوْلِهِ، وَعُرِضَتْ عَلَيْهِ يَوْمَ القِيَامَةِ(2/149)
1426- حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ المَكِّيُّ، حَدَّثنا حَاتِمٌ، عَنْ مُعَاوِيَةَ يَعْنِي ابْنَ أَبِي مُزَرِّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي طَلْحَةَ، قَالَ: دَخَلْتُ المَسْجِدَ فَعَرَفْتُ فِي وَجْهِ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ الجُوعَ، فَخَرَجْتُ حَتَّى أَتَيْتُ أُمَّ سُلَيْمٍ، وَهِيَ أُمُّ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ كَانَتْ تَحْتَ مَالِكٍ أَبِي أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، فَقُلْتُ: يَا أُمَّ سُلَيْمٍ، إِنِّي قَدْ عَرَفْتُ فِي وَجْهِ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ الجُوعَ، فَهَلْ، عَنْدَكِ مِنْ شَيْءٍ؟ قَالَتْ: عِنْدِي شَيْءٌ، وَأَشَارَتْ بِكَفِّهَا، فَقُلْتُ لَهَا: اصْنَعِي وَانْعَمِي، فَأَرْسَلْتُ أَنَسًا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، فَقُلْتُ: سَارِّهِ فِي أُذُنِهِ وَادْعُهُ، فَلَمَّا أَقْبَلَ أَنَسٌ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: هَذَا رَجُلٌ قَدْ جَاءَ بِخَيْرٍ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: أَرْسَلَكَ أَبُوكَ يَدْعُونَا يَا بُنَيَّ؟ قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ لأَصْحَابِهِ: اذْهَبُوا بِسْمِ اللهِ قَالَ: فَأَدْبَرَ أَنَسٌ يَشْتَدُّ حَتَّى أَتَى أَبَا طَلْحَةَ، فَقَالَ: هَذَا رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَدْ أَتَاكَ فِي النَّاسِ، قَالَ: فَخَرَجْتُ حَتَّى لَقِيتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، عَنْدَ البَابِ عَلَى مُسْتَرَاحِ الدَّرَجَةِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَاذَا صَنَعْتَ بِنَا؟ إِنَّمَا عَرَفْتُ فِي وَجْهِكَ الجُوعَ، فَصَنَعْنَا لَكَ شَيْئًا تَأْكُلُهُ قَالَ: ادْخُلْ وَأَبْشِرْ قَالَ: فَأَخَذَهَا رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَجَمَعَهَا فِي الصَّحْفَةِ بِيَدِهِ ثُمَّ أَصْلَحَهَا، فَقَالَ: هَلْ مِنْ؟ كَأَنَّهُ يَعْنِي الأَدْمَ قَالَ: فَأَتَوْهُ بِعُكَّتِهِمْ فِيهَا شَيْءٌ أَوْ لَيْسَ فِيهَا شَيْءٌ، فَقَالَ بِهَا رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ بِيَدِهِ: فَاسْكُبْ مِنْهَا السَّمْنَ ثُمَّ قَالَ: أَدْخِلْ عَلَيَّ عَشَرَةً عَشَرَةً فَأَكَلُوا كُلُّهُمْ وَشَبِعُوا، وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ لِلْفَضْلِ الَّذِي فَضُلَ كُلُوا أَنْتُمْ: وَعِيَالُكُمْ فَأَكَلُوا وَشَبِعُوا.(2/150)
1427- حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْزُوقٍ، حَدَّثنا زَاجِرُ بْنُ الصَّلْتِ، عَنِ الحَارِثِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ شَدَّادٍ، عَنْ أَبِي طَلْحَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: يَا شَبَابَ قُرَيْشٍ، لاَ تَزْنُوا مَنْ سَلِمَ لَهُ شَبَابُهُ فَلَهُ الجَنَّةُ.(2/151)
1428- حَدَّثنا أَبُو مَعْمَرٍ الهُذَلِيُّ، حَدَّثنا هُشَيْمٌ، أَخبَرنا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي طَلْحَةَ، قَالَ: لَقَدْ سَقَطَ السَّيْفُ مِنِّي يَوْمَ بَدْرٍ لِمَا غَشِينَا مِنَ النُّعَاسِ يَقُولُ اللهُ {إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسُ أَمَنَةً مِنْهُ}.(2/151)
1429- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُعَاذٍ العَنْبَرِيُّ، حَدَّثنا أَبِي، حَدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: تَوَضَّؤُوا مِمَّا غَيَّرَتِ النَّارُ(2/151)
1430- حَدَّثنا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، حَدَّثنا سُفيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِي طَلْحَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: لاَ تَدْخُلُ المَلاَئِكَةُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ وَلاَ صُورَةٌ.(2/152)
1431- حَدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرَةَ، حَدَّثنا رَوْحُ بْنُ عِبَادَةَ، حَدَّثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: ذَكَرَ لَنَا أَنَسٌ، عَنْ أَبِي طَلْحَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَمَرَ يَوْمَ بَدْرٍ بِأَرْبَعَةٍ وَعِشْرِينَ رَجُلاً مِنْ صَنَادِيدِ قُرَيْشٍ فَقُذِفُوا فِي طُوًى مِنْ أَطْوَاءِ بَدْرٍ خَبِيثٍ مُخْبِثٍ، وَكَانَ إِذَا ظَهَرَ عَلَى قَوْمٍ أَحَبَّ أَنْ يُقِيمَ بِعَرَصَتِهِمْ ثَلاَثَ لَيَالٍ، فَلَمَّا كَانَ بِبَدْرٍ يَوْمَ الثَّالِثِ أَمَرَ بِرَاحِلَتِهِ فَشَدَّ عَلَيْهَا رَحْلَهَا ثُمَّ مَشَى وَاتَّبَعَهُ أَصْحَابُهُ، وَقَالُوا: مَا نَرَاهُ يَنْطَلِقُ إِلاَّ لِيَقْضِيَ حَاجَتَهُ حَتَّى قَامَ عَلَى شَفَةِ الرَّكِيِّ، فَجَعَلَ يُنَادِيهِمْ بِأَسْمَائِهِمْ وَأَسْمَاءِ آبَائِهِمْ يَا فُلاَنُ بْنُ فُلاَنٍ، يَا فُلاَنُ بْنُ فُلاَنٍ، أَيَسُرُّكُمْ أَنَّكُمْ أَطَعْتُمُ اللهَ وَرَسُولَهُ؟ فَإِنَّا قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا، فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا؟ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا تُكَلِّمُ مِنْ أَجْسَادٍ لاَ أَرْوَاحَ لَهَا؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ لِمَا أَقُولُ مِنْهُمْ.
قَالَ قَتَادَةُ: أَحْيَاهُمُ اللهُ حَتَّى أَسْمَعَهُمْ تَوْبِيخًا، وَتَصْغِيرًا، وَنِقْمَةً، وَحَسْرَةً، وَنَدَامَةً.(2/152)
1432- حَدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الحَجَّاجِ، حَدَّثنا حَمَّادٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي طَلْحَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: إِنَّ المَلاَئِكَةَ لاَ تَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ تَصَاوِيرُ وَلاَ كَلْبٌ فَقَالَ زَيْدُ بْنُ خَالِدٍ الجُهَنِيُّ، لأَبِي طَلْحَةَ: مُرَّ بِنَا إِلَى عَائِشَةَ نَسْأَلْهَا، عَنْ هَذَا، فَأَتَيَا عَائِشَةَ فَسَأَلاَهَا فَقَالَتْ: أَمَّا هَذَا فَلاَ أَحْفَظُهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ وَلَكِنْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فِي مَغْزًى لَهُ، فَتَحَيَّنْتُ قَفْلَتَهُ فَكَسَوْتُ عَرْشَ البَيْتِ نَمَطًا، فَلَمَّا دَخَلَ اسْتَقْبَلْتُ فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ فَقُلْتُ: الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَصَرَكَ وَأَعَزَّكَ وَأَكْرَمَكَ فَنَظَرَ إِلَيْهِ فَرَأَيْتُ الكَرَاهِيَةَ فِي وَجْهِهِ وَذَكَرَ الحَدِيثَ بِتَمَامِهِ.(2/153)
- مُسْنَدُ قَيْسِ بنِ سَعْدٍ.
1433- حَدَّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ، رِوَايَةً قَالَ: لَوْ كَانَ الإِيمَانُ مُعَلَّقًا بِالثُّرَيَّا لَنَالَهُ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ فَارِسَ.(2/154)
1434- حَدَّثنا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفيَانَ، عَنْ سَلَمَةَ، عَنِ القَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ، عَنْ أَبِي عَمَّارٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَنْ نُخْرِجَ زَكَاةَ الفِطْرِ قَبْلَ أَنْ تَنْزِلَ الزَّكَاةُ، فَلَمَّا نَزَلَتِ الزَّكَاةُ لَمْ يَأْمُرْنَا وَلَمْ يَنْهَنَا، وَنَحْنُ نَفْعَلُهُ(2/154)
1435- حَدَّثنا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثنا وَكِيعٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَسْعَدِ بْنِ زُرَارَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: أَتَانَا رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَوَضَعَنْا لَهُ مَاءً فَاغْتَسَلَ، ثُمَّ أَتَيْنَاهُ بِمِلْحَفَةٍ وَرْسِيَّةٍ فَالتَحِفْ بِهَا، فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى أَثَرِ الوَرْسِ عَلَى عُكَنِهِ.(2/154)
1436- حَدَّثنا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، حَدَّثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي ابْنُ هُبَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ شَيْخًا، يُحَدِّثُ أَبَا تَمِيمٍ أَنَّهُ، سَمِعَ قَيْسَ بْنَ سَعْدِ بْنِ عِبَادَةَ، وَهُوَ عَلَى مِصْرَ يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ كَذْبَةً مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ بَيْتًا مِنْ جَهَنَّمَ، أَوْ مَضْجَعًا مِنْ جَهَنَّمَ، أَلاَ وَمَنْ شَرِبَ الخَمْرَ أَتَى يَوْمَ القِيَامَةِ عَطِشًا، وَكُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ، وَإِيَّاكُمْ وَالغُبَيْرَاءَ وَسَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو يَقُولُ مِثْلَ ذَلِكَ، فَلَمْ يَخْتَلِفَا إِلاَّ فِي مَضْجَعٍ أَوْ بَيْتٍ.(2/155)
1437- قَالَ أَبُو يَعْلَى: وَجَدْتُ فِي كِتَابِي، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الجَعْدِ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: كَانَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ، وَقَيْسُ بْنُ سَعْدٍ قَاعِدَيْنِ بِالقَادِسِيَّةِ فَمَرَّتْ بِهِمَا جِنَازَةٌ، فَقَامَا فَقِيلَ لَهُمَا: إِنَّمَا هُوَ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ، فَقَالاَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ مَرَّتْ بِهِ جِنَازَةٌ فَقَامَ، فَقِيلَ: إِنَّهَا جِنَازَةُ كَافِرٍ، فَقَالَ: أَلَيْسَتْ نَفْسًا؟ قَالَ أَبُو يَعْلَى: وَجَدْتُ فِي كِتَابِي عَنْ عَلِيِّ بْنِ الجَعْدِ، عَنْ شُعْبَةَ وَلَيْسَ عَلَيْهِ عَلاَمَةُ السَّمَاعِ فَشَكَكْتُ فِيهِ.(2/155)
1438- حَدَّثنا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، حَدَّثنا سُفيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: لَوْ كَانَ الإِيمَانُ مُعَلَّقًا بِالثُّرَيَّا لَنَالَهُ رِجَالٌ مِنْ أَبْنَاءِ فَارِسَ(2/156)
مُسْنَدُ أَبِي رَيْحَانَةَ.
1439- حَدَّثنا مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثنا حُمَيْدُ الكِنْدِيُّ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ، عَنْ أَبِي رَيْحَانَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: مَنِ انْتَسَبَ إِلَى تِسْعَةِ آبَاءٍ كُفَّارٍ يُرِيدُ بِهِمْ كَرَمًا وَعِزًّا، فَهُوَ عَاشِرُهُمْ فِي النَّارِ(2/157)
مُسْنَدُ عُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ.
1440- حَدَّثنا هَارُونُ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ سَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ عُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ نَعُودُ أَبَا طَلْحَةَ فِي شَكْوَى لَهُ قَالَ: فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ، وَتَحْتَهُ نَمَطٌ عَلَى فِرَاشِهِ فِيهِ صُورَةُ تَمَاثِيلَ، فَقَالَ: انْزَعُوا هَذَا مِنْ تَحْتِي، فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ: أَوَمَا سَمِعْتَ يَا أَبَا طَلْحَةَ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ حِينَ نَهَى، عَنِ الصُّورَةِ: إِلاَّ رَقْمًا فِي ثَوْبٍ أَوْ ثَوْبًا فِيهِ رَقْمٌ؟ قَالَ: بَلَى، وَلَكِنَّهُ أَطْيَبُ لِنَفْسِي أَنْ لاَ يُجْعَلَ تَحْتِي(2/158)
مُسْنَدُ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ.
1441- حَدَّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثنا سُفيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سِنَانِ بْنِ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ حِينَ أَتَى خَيْبَرَ مَرَّ بِشَجَرَةٍ يُعَلِّقُ المُشْرِكُونَ عَلَيْهَا أَسْلِحَتَهُمْ يُقَالُ لَهَا: ذَاتَ أَنْوَاطٍ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، اجْعَلْ لَنَا ذَاتَ أَنْوَاطٍ فَقَالَ: اللهُ أَكْبَرُ، هَذَا كَمَا قَالَ قَوْمُ مُوسَى لِمُوسَى: {اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ} لَتَرْكَبُنَّ سَنَةَ مَنْ كَانَ قِبَلِكُمْ.(2/159)
1442- حَدَّثنا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثنا عَبْدُ الوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ سَرْجِسَ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا وَاقِدٍ اللَّيْثِيَّ، صَاحِبَ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، وَذُكِرَتِ الصَّلاَةُ، عَنْدَهُ، فَقَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَخَفَّ النَّاسِ صَلاَةً عَلَى النَّاسِ وَأَدْوَمَهُ عَلَى نَفْسِهِ(2/159)
1443- حَدَّثنا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، يَقُولُ: خَرَجَ عُمَرُ يَوْمَ عِيدٍ فَسَأَلَ أَبَا وَاقِدٍ اللَّيْثِيَّ، بِأَيِّ شَيْءٍ قَرَأَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فِي هَذَا اليَوْمِ؟ فَقَالَ: بِقَافْ وَاقْتَرَبَتْ.(2/160)
1444- حَدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ الكُوفِيُّ ابْنُ أُخْتِ حُسَيْنٍ الجُعْفِيِّ، حَدَّثنا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنِ ابْنٍ لأَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ، صَاحِبِ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ لأَزْوَاجِهِ عَامَ حَجَّةِ الوَدَاعِ: هَذِهِ، ثُمَّ ظُهُورَ الحُصْرِ.(2/160)
1445- حَدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، حَدَّثنا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثنا حَرْبٌ، حَدَّثنا يَحْيَى، حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ حُرَيْثٍ أَبِي مُرَّةَ، أَنَّ أَبَا وَاقِدٍ اللَّيْثِيَّ، حَدَّثَهُ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، إِذْ مَرَّ ثَلاَثَةُ نَفَرٍ، فَجَاءَ أَحَدُهُمْ فَوَجَدَ فُرْجَةً فِي الحَلْقَةِ فَجَلَسَ، وَجَلَسَ الآخَرُ مِنْ وَرَائِهِمْ، وَانْطَلَقَ الثَّالِثُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: أَلاَ أُخْبِرُكُمْ، عَنْ هَؤُلاَءِ النَّفَرِ؟ قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: أَمَّا الَّذِي جَاءَ فَجَلَسَ فَأَوَى فَآوَاهُ اللهُ، وَأَمَّا الَّذِي جَلَسَ مِنْ وَرَائِكُمْ فَاسْتَحْيَى، فَاسْتَحْيَى اللهُ مِنْهُ، وَأَمَّا الَّذِي انْطَلَقَ فَرَجُلٌ أَعْرَضَ فَأَعْرَضَ اللهُ، عَنْهُ(2/160)
1446- حَدَّثنا إِسْحَاقُ، حَدَّثنا سُفيَانُ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ، سَمِعَ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، يَقُولُ: خَرَجَ عُمَرُ فِي يَوْمِ عِيدٍ فَسَأَلَ أَبَا وَاقِدٍ اللَّيْثِيَّ: بِأَيِّ شَيْءٍ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يُقْرَأُ فِي هَذَا اليَوْمِ؟ فَقَالَ: بِقَافْ وَاقْتَرَبَتْ.(2/161)
1447- حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ المُقَدَّمِيُّ، حَدَّثنا أَبُو عَامِرٍ، عَنْ فُلَيْحٍ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ، قَالَ: سَأَلَنِي عُمَرُ: بِمَ قَرَأَ نَبِيُّ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فِي العِيدَيْنِ؟ قُلْتُ: بِاقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ القَمَرُ، وَقَافْ وَالقُرْآنِ المَجِيدِ.(2/161)
1448- حَدَّثنا القَوَارِيرِيُّ، حَدَّثنا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثنا وَهْبٌ، حَدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ سَرْجِسَ، عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ كَانَ أَخَفَّ النَّاسِ صَلاَةً وَأَدْوَمَهُ عَلَى نَفْسِهِ.(2/161)
1449- حَدَّثنا الحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ الوَرَّاقُ، حَدَّثنا حُسَيْنٌ الجُعْفِيُّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ المَكِّيِّ، عَنْ نَافِعِ بْنِ سَرْجِسَ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ بِمَكَّةَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ، أَوْ قَالَ لِي: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَخَفَّ النَّاسِ صَلاَةً وَأَدْوَمَهُ عَلَى نَفْسِهِ(2/161)
1450- حَدَّثنا عَلِيُّ بْنُ الجَعْدِ، أَخبَرنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ، قَالَ: قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ المَدِينَةَ وَالنَّاسُ يَجُبُّونَ أَسْنِمَةَ الإِبِلِ، وَيَقْطَعُونَ أَلَيَاتُ الغَنَمِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: مَا قُطِعَ مِنَ البَهِيمَةِ وَهِيَ حَيَّةٌ، فَهُوَ مَيْتَةٌ(2/161)
مُسْنَدُ عَبْدِ اللهِ الصُّنَابِحِيُّ.
1451- حَدَّثنا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ الصُّنَابِحِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: إِنَّ الشَّمْسَ تَطْلُعُ مَعَهَا قَرْنُ شَيْطَانٍ، فَإِذَا ارْتَفَعَتْ فَارَقَهَا، فَإِذَا اسْتَوَتْ قَارَنَهَا، فَإِذَا زَالَتْ فَارَقَهَا، فَإِذَا دَنَتْ لِلْغُرُوبِ قَارَنَهَا، فَإِذَا غَرَبَتْ فَارَقَهَا فَنَهَى رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، عَنِ الصَّلاَةِ فِي تِلْكَ السَّاعَاتِ.(2/163)
1452- حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثنا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ، عَنْ مُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنِ الصُّنَابِحِيّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: إِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ الأُمَمَ فَلاَ تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ(2/163)
1453- حَدَّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنِ الصُّنَابِحِيِّ الأَحْمَسِيّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَبْصَرَ نَاقَةً حَسَنَةً فِي إِبِلِ الصَّدَقَةِ فَقَالَ: قَاتَلَ اللهُ صَاحِبَ هَذِهِ النَّاقَةِ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي ارْتَجَعْتُهَا بِبَعِيرَيْنِ مِنْ حَوَاشِي الإِبِلِ، فَقَالَ: فَنَعَمْ إِذًا.(2/164)
1454- حَدَّثنا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثنا ابْنُ مُبَارَكٍ، وَوَكِيعٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، عَنِ الصُّنَابِحِيّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: إِنِّي فَرَطٌ عَلَى الحَوْضِ، وَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ الأُمَمَ فَلاَ تَقْتَتِلُنَّ بَعْدِي.
1455- حَدَّثنا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثنا ابْنُ نُمَيْرٍ، وَأَبُو أُسَامَةَ قَالاَ، حَدَّثنا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ قَيْسٍ، عَنِ الصُّنَابِحِيِّ الأَحْمَسِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، مِثْلَهُ.(2/164)
مُسْنَدُ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ.
1456- حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، حَدَّثنا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ، يَقُولُ: ذَهَبَتْ بِي أُمِّي إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَمَسَحَ رَأْسِي وَدَعَا لِي بِالرِّزْقِ.(2/165)
1457- حَدَّثنا مُحْرِزُ بْنُ عَوْنٍ، حَدَّثنا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنِ الوَلِيدِ بْنِ سَرِيعٍ، مَوْلَى آلِ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، قَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ الفَجْرَ فَسَمِعْتُهُ يُقْرَأُ: {فَلاَ أُقْسِمُ بِالخُنَّسِ} الجَوَارِ الكُنَّسِ، قَالَ: وَكَانَ لاَ يَحْنِي رَجُلٌ مِنَا ظَهْرَهُ حَتَّى يَسْتَقِيمَ سَاجِدًا(2/165)
1458- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ مَيْسَرَةَ الجُشَمِيُّ، حَدَّثنا عَفِيفُ بْنُ سَالِمٍ المَوْصِلِيُّ، حَدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ المُهَاجِرِ، عَنْ عَبْدِ المَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، قَالَ: بِعْتُ دَارًا لِي وَأَرْضًا بِالمَدِينَةِ، فَقَالَ لِي أَخِي سَعِيدُ بْنُ حُرَيْثٍ: اسْتَعِفَّ، عَنْهَا مَا اسْتَطَعْتَ وَلاَ تُنْفِقَنَّ مِنْهَا شَيْئًا، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: مَنْ بَاعَ دَارًا أَوْ عَقَارًا فَإِنَّهُ قَمِنٌ أَنْ لاَ يُبَارَكَ لَهُ فِيهِ إِلاَّ أَنْ يَجْعَلَهُ فِي مِثْلِهِ قَالَ عَمْرٌو: فَاشْتَرَيْتُ بِبَعْضِ ثَمَنِهَا دَارِي هَذِهِ يعَنْي دَارَ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ.(2/165)
1459- حَدَّثنا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثنا سُفيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مُسَاوِرٍ الوَرَّاقِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ عَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ.(2/166)
1460- حَدَّثنا القَوَارِيرِيُّ، حَدَّثنا وَكِيعٌ، عَنْ مُسَاوِرٍ الوَرَّاقِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ.(2/166)
1461- حَدَّثنا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثنا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثنا مِسْعَرٌ، عَنِ الوَلِيدِ بْنِ سَرِيعٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقْرَأُ فِي الفَجْرِ وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ(2/166)
1462- حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الخَطَّابِ، حَدَّثنا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثنا شُعْبَةُ، حَدَّثنا حَصِينٌ، عَنْ عَبْدِ المَلِكِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ رُبَّمَا مَسَّ لِحْيَتَهُ فِي الصَّلاَةِ.(2/167)
1463- حَدَّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثنا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الأَصْبَغِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، وَقَالَ مُعْتَمِرٌ مَوْلَى لِعَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ: عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَقَرَأَ، فَكَأَنِّي أَسْمَعُ صَوْتَهُ وَهُوَ يَقُولُ: {فَلاَ أُقْسِمُ بِالخُنَّسِ} الجَوَارِ الكُنَّسِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ فِي حَدِيثِهِ: وَذَهَبَتْ بِي أُمِّي أَوْ أَبِي إِلَيْهِ فَدَعَا لِي بِالرِّزْقِ.(2/167)
1464- حَدَّثنا القَوَارِيرِيُّ، حَدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ دَاوُدَ، عَنْ فِطْرِ بْنِ خَلِيفَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، قَالَ: خَطَّ لِي رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ دَارًا بِالمَدِينَةِ بِقَوْسٍ، وَقَالَ: أَزِيدُكَ.(2/167)
1465- حَدَّثنا القَوَارِيرِيُّ، حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثنا سُفيَانُ، عَنِ السُّدِّيِّ، حَدَّثَنِي مَنْ، سَمِعَ عَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ، يَقُولُ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يُصَلِّي فِي نَعْلَيْنِ مَخْصُوفَتَيْنِ(2/167)
1466- حَدَّثنا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثنا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثنا سُفيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَمَّنْ سَمِعَ عَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ، يَقُولُ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يُصَلِّي فِي نَعْلَيْنِ مَخْصُوفَتَيْنِ.(2/168)
1467- حَدَّثنا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ دَاوُدَ، عَنْ فِطْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ مَرَّ بِعَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ وَهُوَ يَبِيعُ مَعَ الغِلْمَانِ، أَوِ الصِّبْيَانِ، فَقَالَ: اللهُمَّ بَارِكْ لَهُ فِي بَيْعِهِ، أَوْ قَالَ: فِي سَفْقَتِهِ.(2/168)
1468- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مِسْعَرٍ، حَدَّثَنِي الوَلِيدُ بْنُ سَرِيعٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقْرَأُ فِي الصُّبْحِ وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ، أَوْ قَالَ: إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ.(2/168)
1469- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الوَاسِطِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ مَوْلَى عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ الفَجْرَ فَقَرَأَ إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ كَأَنِّي أَسْمَعُ صَوْتَهُ يَقُولُ: {فَلاَ أُقْسِمُ بِالخُنَّسِ الجَوَارِ الكُنَّسِ} وَقَالَ: ذَهَبَتْ بِي أُمِّي أَوْ أَبِي إِلَيْهِ فَدَعَا لِي بِالرِّزْقِ.(2/168)
1470- حَدَّثنا أَبُو سَعِيدٍ القَوَارِيرِيُّ، حَدَّثنا عَبْدُ الوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: الكَمْأَةُ مِنَ السَّلْوَى، وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ.(2/169)
1471- حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الحَمِيدِ، حَدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، عَنِ الوَلِيدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَتَيْتُ عَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ أَتَكَارَى مِنْهُ بَيْتًا فِي دَارِهِ؟ فَقَالَ: تَكَارَ، فَإِنَّهَا مُبَارَكَةٌ عَلَى مَنْ هِيَ لَهُ، مُبَارَكَةٌ عَلَى مَنْ سَكَنَهَا، فَقُلْتُ: مِنْ أَيِّ شَيْءٍ ذَلِكَ؟ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ وَقَدْ نُحِرَتْ جَزُورٌ وَقَدْ أَمَرَ بِقِسْمَتِهَا، فَقَالَ لِلَّذِي يَقْسِمُهَا: أَعْطِ عَمْرًا مِنْهَا قِسْمًا فَلَمْ يُعْطِنِي وَأَغْفَلَنِي، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الغَدِ، أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ وَبَيْنَ يَدَيْهِ دَرَاهِمُ، فَقَالَ: أَخَذْتَ القِسْمَ الَّذِي أَمَرْتُ لَكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا أَعْطَانِي شَيْئًا، قَالَ: فَتَنَاوَلَ كَفًّا مِنْ دَرَاهِمَ، ثُمَّ أَعْطَانِيهَا، فَجِئْتُ بِهَا إِلَى أُمِّي، فَقُلْتُ: خُذِي هَذِهِ الدَّرَاهِمَ، أَخَذَهَا رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ بِيَدِهِ ثُمَّ أَعْطَانِيهَا، أَمْسِكِيهَا حَتَّى نَنْظُرَ فِي أَيِّ شَيْءٍ نَضَعُهَا، ثُمَّ ضَرَبَ الدَّهْرُ ضَرْبًا بِهِ حَتَّى اشْتَرَيْتُ هَذِهِ الدَّارَ، قَالَتْ أُمِّي: إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَنْقُدَ ثَمَنَهَا فَلاَ تَنْقُدْ حَتَّى تَدْعُونِي أَدْعُو لَكَ بِالبَرَكَةِ، فَدَعَوْتُهَا حِينَ هَيَّأَتُهَا، فَقَالَتْ لِي: خُذْ هَذِهِ الدَّرَاهِمَ، فَنَثَرَتْهَا فِيهَا، ثُمَّ خَلَطَتْهَا بِهَا، وَقَالَتِ: اذْهَبْ بِهَا.(2/169)
مُسْنَدُ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ رَجُلٍ آخَرَ ذَكَرَهُ أَبُو خَيْثَمَةَ.
1472- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، وَحَدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ الدَّوْرَقِيُّ، حَدَّثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي أَبُو هَانِئٍ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ حُرَيْثٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: مَا خَفَّفْتَ، عَنْ خَادِمِكَ مِنْ عَمَلِهِ، فَإِنَّ أَجْرَهُ فِي مَوَازِينِكَ.(2/171)
1473- حَدَّثنا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثنا حَيْوَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو هَانِئٍ حُمَيْدُ بْنُ هَانِئٍ الخَوْلاَنِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحُبُلِيَّ وَهُوَ عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، وَعَمْرُو بْنُ حُرَيْثٍ، وَغَيْرُهُمَا يَقُولُونَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: إِنَّكُمْ سَتَقْدُمُونَ عَلَى قَوْمٍ، جُعْدٌ رُؤُوسُهُمْ، فَاسْتَوْصُوا بِهِمْ خَيْرًا، فَإِنَّهُمْ قُوَّةٌ لَكُمْ، وَبَلاَغٌ إِلَى عَدُوِّكُمْ بِإِذْنِ اللهِ، يَعْنِي قِبْطَ مِصْرَ.(2/171)
مُسْنَدُ حَارِثَةَ بْنِ وَهْبٍ.
1474- حَدَّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، وَأَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ وَهْبٍ، قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ بِمِنْى، آمَنَ مَا كَانَ النَّاسُ وَأَكْثَرَهُ، رَكْعَتَيْنِ.(2/172)
1475- حَدَّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثنا وَكِيعٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ خَالِدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ حَارِثَةَ بْنَ وَهْبٍ الخُزَاعِيَّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: تَصَدَّقُوا فَإِنَّهُ يُوشِكُ أَنْ يَخْرُجَ الرَّجُلُ بِصَدَقَتِهِ فَلاَ يَجِدُ مَنْ يَقْبَلُهَا.(2/172)
1476- حَدَّثنا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفيَانَ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: لاَ يَدْخُلُ الجَنَّةَ الجَوَّاظُ، وَلاَ الجَعْظَرِيُّ قَالَ: وَالجَوَّاظُ: الفَظُّ الغَلِيظُ(2/172)
1477- حَدَّثنا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، حَدَّثنا حَجَّاجُ، أَوْ غَيْرُهُ، أَخبَرنا شُعْبَةُ، حَدَّثنا مَعْبَدُ بْنُ خَالِدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ حَارِثَةَ بْنَ وَهْبٍ الخُزَاعِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: أَلاَ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ الجَنَّةِ، كُلُّ ضَعِيفٍ مُتَضَعِّفٍ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لأَبَرَّهُ، وَأَهْلُ النَّارِ كُلُّ مُسْتَكْبِرٍ جَوَّاظٍ.(2/173)
1478- حَدَّثنا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ، أَخبَرنا خَالِدٌ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ عَبَّاسٍ، عَنْ كُنْدَيْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيه، قَالَ: حَجَجْتُ فِي الجَاهِلِيَّةِ، فَإِذَا بِرَجُلٍ يَطُوفُ بِالبَيْتِ وَهُوَ يَرْتَجِزُ:
رُدَّ عَلَيَّ رَاكِبِي مُحَمَّدَا ... رُدَّهُ لِي وَاصْطَنِعْ عِنْدِي يَدَا
قُلْتُ: مَنْ هَذَا يَعْنِي؟ فَقَالُوا: عَبْدُ المُطَّلِبِ بْنُ هَاشِمٍ، ذَهَبَتْ إِبِلٌ لَهُ فَأَرْسَلَ ابْنَ ابْنِهِ فِي طَلَبِهَا، فَاحْتُبِسَ عَلَيْهِ، وَلَمْ يُرْسِلْهُ فِي حَاجَةٍ قَطُّ إِلاَّ جَاءَ بِهَا، قَالَ: فَمَا بَرِحْتُ حَتَّى جَاءَ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ وَجَاءَ بِالإِبِلِ، فَقَالَ: يَا بُنَيَّ، لَقَدْ حَزِنْتُ عَلَيْكَ هَذِهِ المَرَّةَ حُزْنًا لاَ يُفَارِقُنِي أَبَدًا(2/173)
1479- حَدَّثنا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ النَّاقِدُ، حَدَّثنا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثنا سَعْدُ بْنُ أَوْسٍ العَبْسِيُّ، عَنْ بِلاَلٍ العَبْسِيِّ (1)، عَنْ شُتَيْرِ بْنِ شَكَلٍ، عَنْ أَبِيهِ شَكَلِ بْنِ حُمَيْدٍ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، عَلِّمْنِي تَعَوُّذًا أَتَعَوَّذُ بِهِ، فَأَخَذَ بِيَدِي، فَقَالَ: قُلِ: اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي، وَمِنْ شَرِّ سَمْعِي، وَمِنْ شَرِّ بَصَرِي، وَمِنْ شَرِّ قَلْبِي، وَمِنْ شَرِّ لِسَانِي، وَمِنْ شَرِّ مَنِيِّي.
_حاشية__________.
(1) قوله: "عَنْ بِلاَلٍ العَبْسِيِّ" سقط من المطبوع، وقد أخرجه أحمد 3/429(15627)، وأبوداود (1551)، والتِّرْمِذِي (3492)، من طريق أبي أحمد الزُّبَيْرِي مُحَمد بن عَبْد اللهِ بن الزُّبَيْر، على الصواب.(2/174)
1480- حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثنا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ خِرِّيتٍ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ أَبِي هِنْدَ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا إِلَى يَزِيدَ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ أَيَّامَ الحَجَّاجِ وَهُوَ يُعَذَّبُ النَّاسَ، فَذَكَرَ رَجُلاً فِي السِّجْنِ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ بِغَيْظٍ وَغَضِبٍ، فَأُتِيَ بِهِ، فَلَمَّا قَامَ بَيْنَ يَدَيْهِ، رَأَيْتُ الرَّجُلَ حَرَّكَ شَفَتَيْهِ بِشَيْءٍ لَمْ أَسْمَعْهُ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَيْهِ، فَقَالَ: خَلُّوا سَبِيلَهُ، أَوْ قَالَ: رُدُّوهُ، قَالَ: فَقُمْتُ إِلَى الرَّجُلِ، فَقُلْتُ: إِنِّي شَهِدْتُ هَذَا حِينَ أَرْسَلَ إِلَيْكَ بِغَيْظٍ وَغَضِبٍ وَلاَ أَشُكُّ أَنَّهُ سَيَقَعُ بِكَ، فَلَمَّا قُمْتَ بَيْنَ يَدَيْهِ رَأَيْتُكَ حَرَّكْتَ شَفَتَيْكَ بِشَيْءٍ لَمْ أَسْمَعْهُ، فَأَمَرَ فِيكَ بِمَا تَرَى، فَمَا الَّذِي قُلْتَ؟ قَالَ: قُلْتُ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِقُدْرَتِكَ الَّتِي تُمْسِكُ بِهَا السَّمَاوَاتِ السَّبْعَ أَنْ يَقَعَ بَعْضُهُنَّ عَلَى بَعْضٍ أَنْ تَكْفِينِيهِ.(2/174)
1481- حَدَّثنا التَّرْجُمَانِيُّ أَبُو إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثنا عُبَيْسُ بْنُ مَيْمُونٍ، حَدَّثنا يَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: أَمَا يَسْتَطِيعُ أَحَدُكُمْ أَنْ يُقْرَأَ فِي اللَّيْلَةِ قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ فَإِنَّهَا تَعْدِلُ القُرْآنَ كُلَّهُ.
1481- قَالَ: وَقَالَ: لاَ بُدَّ لِلنَّاسِ مِنْ عَرِيفٍ، وَالعَرِيفُ فِي النَّارِ.
1481- قَالَ: وَيُؤْتَى بِالشُّرْطِيِّ يَوْمَ القِيَامَةِ، فَيُقَالُ لَهُ: ضَعْ سَوْطَكَ وَادْخُلِ النَّارَ.(2/175)
1482- حَدَّثنا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، حَدَّثنا مُعْتَمِرٌ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي الحَكَمِ الغِفَارِيَّ، يَقُولُ: حَدَّثَتْنِي جَدَّتِي، عَنْ عَمِّ أَبِي رَافِعِ بْنِ عَمْرٍو الغِفَارِيِّ، قَالَ: كُنْتُ وَأَنَا غُلاَمٌ أَرْمِي نَخْلَ الأَنْصَارِ، فَقِيلَ لِلنَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: إِنَّ هَاهُنَا غُلاَمًا يَرْمِي نَخْلَنَا، أَوْ قَالَ: يَرْمِي النَّخْلَ، قَالَ: فَأُتِيَ بِي النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، فَقَالَ: يَا غُلاَمُ، لاَ تَرْمِ النَّخْلَ قَالَ: قُلْتُ: آكُلُ، قَالَ: لاَ تَرْمِ النَّخْلَ كُلْ مَا سَقَطَ قَالَ: وَمَسَحَ رَأْسَهُ، وَقَالَ: اللهُمَّ أَشْبِعْ بَطْنَهُ(2/175)
مُسْنَدُ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ.
1483- حَدَّثنا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ، حَدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنِي أُسَيِّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ فَرْوَةَ بْنِ مُجَاهِدٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذٍ الجُهَنِيِّ، قَالَ: غَزَوْتُ مَعَ أَبِي الصَّائِفَةَ فِي زَمَنِ عَبْدِ المَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، وَعَلَيْنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ المَلِكِ، فَنَزَلْنَا عَلَى حِصْنِ سِنَانٍ فَضَيَّقَ النَّاسُ المَنَازِلَ، وَقَطَعُوا الطُّرُقَ، فَقَامَ أَبِي فِي النَّاسِ، فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي غَزَوْتُ مَعَ نَبِيِّ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ غَزْوَةَ كَذَا وَكَذَا، فَضَيَّقَ النَّاسُ المَنَازِلَ، وَقَطَعُوا الطُّرُقَ، فَبَعَثَ نَبِيُّ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ مُنَادِيًا فَنَادَى فِي النَّاسِ أَنَّ مَنْ ضَيَّقَ مَنْزِلاً، أَوْ قَطَعَ طَرِيقًا فَلاَ جِهَادَ لَهُ(2/176)
1484- حَدَّثنا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، حَدَّثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ المُقْرِئُ عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنِي سَعِيدٌ يَعْنِي ابْنَ أَبِي أَيُّوبَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ مَيْمُونٍ أَبُو مَرْحُومٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: مَنْ تَرَكَ اللِّبَاسَ وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ تَوَاضُعًا لِلَّهِ، دَعَاهُ اللهُ يَوْمَ القِيَامَةِ عَلَى رُؤُوسِ الخَلاَئِقِ يُخَيِّرُهُ بَيْنَ حُلَلِ الإِيمَانِ يَلْبَسُ أَيُّهَا شَاءَ.(2/176)
1485- حَدَّثنا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، حَدَّثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثنا سَعِيدٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: مَنْ أَعْطَى لِلَّهِ، وَمَنَعَ لِلَّهِ، وَأَحَبَّ لِلَّهِ، وَأَبْغَضَ لِلَّهِ، وَأَنْكَحَ لِلَّهِ فَقَدِ اسْتَكْمَلَ إِيمَانَهُ.(2/177)
1486- حَدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ زَبَّانَ بْنِ فَائِدٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللهِ مُتَطَوِّعًا فِي غَيْرِ رَمَضَانَ بَعُدَ مِنَ النَّارِ مِئَةَ عَامٍ سَيْرَ المُضَمَّرِ المُجِيدِ(2/177)
1487- حَدَّثنا الحَكَمُ بْنُ مُوسَى أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثنا بَقِيَّةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الحَجَّاجِ المَهْرِيُّ، حَدَّثنا زَبَّانُ بْنُ فَائِدٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: مَنْ صَلَّى صَلاَةَ الفَجْرِ ثُمَّ قَعَدَ يُذْكَرُ اللهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ وَجَبَتْ لَهُ الجَنَّةُ.(2/177)
1488- حَدَّثنا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، حَدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي أَبُو مَرْحُومٍ عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: مَنْ أَكَلَ طَعَامًا، فَقَالَ: الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنِي هَذَا وَرَزَقَنِيهِ مِنْ غَيْرِ حَوْلٍ مِنِّي، وَلاَ قُوَّةٍ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، وَمَنْ لَبِسَ ثَوْبًا، فَقَالَ: الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي كَسَانِي هَذَا وَرَزَقَنِيهِ مِنْ غَيْرِ حَوْلٍ مِنِّي، وَلاَ قُوَّةٍ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ(2/178)
1489- حَدَّثنا مُحْرِزُ بْنُ عَوْنٍ، حَدَّثنا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَبَّانَ بْنِ فَائِدٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: مَنْ قَرَأَ أَلْفَ آيَةٍ فِي سَبِيلِ اللهِ، كُتِبَ يَوْمَ القِيَامَةِ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا إِنْ شَاءَ اللهُ.(2/178)
1490- حَدَّثنا مُحْرِزٌ، حَدَّثنا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَبَّانَ بْنِ فَائِدٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: مَنْ حَرَسَ وَرَاءَ المُسْلِمِينَ فِي سَبِيلِ اللهِ مُتَطَوِّعًا لاَ يَأْخُذُهُ سُلْطَانٌ لَمْ يَرَ النَّارَ بِعَيْنِهِ إِلاَّ تَحِلَّةَ القَسَمِ، فَإِنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، يَقُولُ: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا}.(2/179)
1491- حَدَّثنا مُحْرِزُ بْنُ عَوْنٍ، حَدَّثنا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَبَّانَ بْنِ فَائِدٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: مَنْ تَخَطَّى النَّاسَ يَوْمَ الجُمُعَةِ اتَّخَذَ جِسْرًا إِلَى جَهَنَّمَ.(2/179)
1492- حَدَّثنا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، حَدَّثنا بِهِ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثنا سَعِيدٌ، حَدَّثَنِي أَبُو مَرْحُومٍ عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ الجُهَنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَنَّهُ نَهَى، عَنِ الحِبْوَةِ يَوْمَ الجُمُعَةِ وَالإِمَامُ يَخْطُبُ(2/179)
1493- حَدَّثنا أَبُو هَمَّامٍ، حَدَّثنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ زَبَّانَ بْنِ فَائِدٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذٍ الجُهَنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: مَنْ قَرَأَ القُرْآنَ، وَعَمِلَ بِمَا فِيهِ أَلْبَسَ وَالِدَيْهِ تَاجًا يَوْمَ القِيَامَةِ، ضَوْءُهُ أَحْسَنُ مِنْ ضَوْءِ الشَّمْسِ فِي بُيُوتِ أَهْلِ الدُّنْيَا لَوْ كَانَتْ فِيهِ، فَمَا ظَنُّكُمْ بِالَّذِي عَمِلَ بِهِمَا؟.(2/180)
1494- حَدَّثنا أَبُو هَمَّامٍ، حَدَّثنا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ زَبَّانَ بْنِ فَائِدٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِيهِ ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: مَنْ بَرَّ وَالِدَيْهِ، طُوبَى لَهُ، زَادَ اللهُ فِي عُمُرِهِ.(2/180)
1495- حَدَّثنا الحَكَمُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثنا بَقِيَّةُ بْنُ الوَلِيدِ، حَدَّثَنِي أَبُو الحَجَّاجِ المَهْرِيُّ، حَدَّثَنِي زَبَّانُ بْنُ فَائِدٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: مَنْ صَلَّى صَلاَةَ الفَجْرِ، ثُمَّ قَعَدَ يَذْكُرُ اللهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ وَجَبَتْ لَهُ الجَنَّةُ.(2/180)
1496- حَدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، حَدَّثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثنا سَعِيدٌ، حَدَّثَنِي أَبُو مَرْحُومٍ عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ الجُهَنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَنَّهُ نَهَى، عَنِ الحِبْوَةِ يَوْمَ الجُمُعَةِ وَالإِمَامُ يَخْطُبُ قَالَ ابْنُ الدَّوْرَقِيُّ: قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: لَيْسَ هُوَ بِالمَعْرُوفِ، عَنْدَ النَّاسِ وَلَمْ يَزَلِ النَّاسُ يَحْتَبونَ.(2/180)
1497- حَدَّثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثنا سَعِيدٌ، حَدَّثَنِي أَبُو مَرْحُومٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِيهِ ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: مَنْ كَظَمَ غَيْظًا، وَهُوَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنْفِذَهُ، دَعَاهُ اللهُ عَلَى رُؤُوسِ الأَشْهَادِ يَوْمَ القِيَامَةِ فَيُخَيِّرُهُ فِي أَيِّ الحُورِ شَاءَ.(2/181)
1498- حَدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثنا سَعِيدٌ، حَدَّثَنِي أَبُو مَرْحُومٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِيهِ ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: مَنْ أَكَلَ طَعَامًا، ثُمَّ قَالَ: الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعِمْنِي هَذَا الطَّعَامَ وَرَزَقَنِيهِ مِنْ غَيْرِ حَوْلٍ مِنِّي وَلاَ قُوَّةٍ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، وَمَنْ لَبِسَ ثَوْبًا، قَالَ: الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي كَسَانِي هَذَا وَرَزَقَنِيهِ مِنْ غَيْرِ حَوْلٍ مِنِّي وَلاَ قُوَّةٍ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ(2/181)
1499- حَدَّثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ الدَّوْرَقِيُّ، حَدَّثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثنا سَعِيدٌ، حَدَّثَنِي أَبُو مَرْحُومٍ عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ الجُهَنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: مَنْ تَرَكَ اللِّبَاسَ وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ تَوَاضُعًا لِلَّهِ، دَعَاهُ اللهُ يَوْمَ القِيَامَةِ عَلَى رُؤُوسِ الخَلاَئِقِ حَتَّى يُخَيِّرَهُ مِنْ حُلَلِ الإِيمَانِ يَلْبَسُ مِنْ أَيُّهَا شَاءَ.(2/181)
1500- حَدَّثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ، حَدَّثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثنا سَعِيدٌ، حَدَّثَنِي أَبُو مَرْحُومٍ عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ الجُهَنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: مَنْ أَعْطَى لِلَّهِ، وَمَنَعَ لِلَّهِ، وَأَحَبَّ لِلَّهِ، وَأَبْغَضَ لِلَّهِ، وَأَنْكَحَ لِلَّهِ فَقَدِ اسْتَكْمَلَ إِيمَانَهُ(2/182)
مُسْنَدُ عَرْفَجَةَ بْنِ أَسْعَدَ.
1501- حَدَّثنا حَوْثَرَةُ بْنُ أَشْرَسَ أَبُو عَامِرٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الأَشْهَبِ جَعْفَرُ بْنُ حَيَّانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ طَرْفَةَ بْنِ عَرْفَجَةَ بْنِ أَسْعَدَ بْنِ مِنْقَرٍ، قَالَ أَبُو عَامِرٍ: هَؤُلاَءِ أَخْوَالُ بَنِي سَعْدٍ، أَنَّ جَدَّهُ عَرْفَجَةَ أُصِيبَ أَنْفُهُ فِي الجَاهِلِيَّةِ يَوْمَ الكُلاَبِ، فَاتَّخَذَ أَنْفًا مِنْ وَرِقٍ، فَأَنْتَنَ عَلَيْهِ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، فَأَمَرَهُ أَنْ يَتَّخِذَ أَنْفًا مِنْ ذَهَبٍ، قَالَ أَبُو عَامِرٍ حَوْثَرَةُ: وَزَعَمَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ أَنَّهُ قَدْ رَأَى أَنْفَ جَدِّهِ.(2/183)
1502- حَدَّثنا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ، حَدَّثنا أَبُو الأَشْهَبِ، حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ طَرْفَةَ بْنِ عَرْفَجَةَ، وَزَعَمَ أَنَّهُ رَأَى عَرْفَجَةَ جَدَّهُ قَالَ: أُصِيبَ أَنْفُ عَرْفَجَةَ يَوْمَ الكُلاَبِ، فَاتَّخَذَ أَنْفًا مِنْ وَرَقٍ فَأَنْتَنَ عَلَيْهِ، فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَنْ يَتَّخِذَ أَنْفًا مِنْ ذَهَبٍ(2/183)
مُسْنَدُ أَبِي العُشَرَاءِ الدَّارِمِيُّ.
1503- حَدَّثنا عَلِيُّ بْنُ الجَعْدِ، وَهُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، وَعَبْدُ الأَعْلَى النَّرْسِيُّ، وَحَوْثَرَةُ بْنُ أَشْرَسَ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الحَجَّاجِ، قَالُوا: حَدَّثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي العُشَرَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَمَا تَكُونُ الذَّكَاةُ إِلاَّ مِنَ اللَّبَّةِ أَوِ الحَلْقِ؟ قَالَ: لَوْ طَعَنْتَ فِي فَخِذِهَا لأَجْزَأَ، عَنْكَ.
1504- زَادَ حَوْثَرَةُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ طَعَنْتَ فِي فَخِذِهَا لأَجْزَأَ، عَنْكَ(2/184)
مُسْنَدُ عِتْبَانَ.
1505- حَدَّثنا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ، حَدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ المُغِيرَةِ، حَدَّثنا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، حَدَّثَنِي مَحْمُودُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ عِتْبَانَ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَدِمْتُ المَدِينَةَ فَلَقِيتُ عِتْبَانَ بْنَ مَالِكٍ، فَقُلْتُ: حَدِيثٌ بَلَغَنِي عَنْكَ، قَالَ: أَصَابَنِي فِي بَصَرِي شَيْءٌ فَبَعَثْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ إِنِّي أُحِبُّ أَنْ تَأْتِيَنِي فَتُصَلِّيَ فِي مَنْزِلِي فَأَتَّخِذَهُ مُصَلًّى، قَالَ: فَأَتَانِي النَّبِيُّ فِيمَنْ شَاءَ اللهُ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَدَخَلَ عَلَيَّ فَهُوَ يُصَلِّي فِي مَنْزِلِي، وَأَصْحَابُهُ يَتَحَدَّثُونَ بَيْنَهُمْ، ثُمَّ أَسْنَدُوا عُظْمَ ذَلِكَ وَكِبَرَهُ إِلَى مَالِكِ بْنِ دُخْشُمٍ، قَالَ: وَدُّوا أَنَّهُ دَعَا عَلَيْهِ فَهَلَكَ، وَدُّوا أَنَّهُ أَصَابَهُ سَقَمٌ فَقَضَى رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ الصَّلاَةَ، فَقَالَ: أَلَيْسَ يَشْهَدُ أَنَّ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ قَالُوا: إِنَّهُ يَقُولُ ذَلِكَ وَمَا هُوَ فِي قَلْبِهِ، قَالَ: لاَ يَشْهَدُ أَحَدٌ أَنَّ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ فَيَدْخُلُ النَّارَ أَوْ تَطْعَمُهُ النَّارُ قَالَ: فَأَعْجَبَنِي هَذَا الحَدِيثُ فَقُلْتُ: لاِبْنِي اكْتُبْهُ فَكَتَبَهُ.(2/185)
1506- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا هَاشِمُ بْنُ القَاسِمِ، حَدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ المُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ عِتْبَانَ بْنِ مَالِكٍ، نَحْوًا مِنْهُ وَزَادَ فِيهِ، وَأَصْحَابُهُ يَتَحَدَّثُونَ بَيْنَهُمْ، وَيَذْكُرُونَ مَا يَلْقَوْنَ مِنَ المُنَافِقِينَ، ثُمَّ أَسْنَدُوا عُظْمَ ذَلِكَ إِلَى مَالِكِ بْنِ دُخْشُمٍ، قَالَ: وَدُّوا أَنَّهُ دَعَا عَلَيْهِ يَحْمِلُونَهُ عَلَيْهِ فَقَضَى رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، فَذَكَرَ نَحْوًا مِنْهُ.(2/185)
1507- حَدَّثنا أَبُو حَمْزَةَ هُرَيْمُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، حَدَّثنا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ المُغِيرَةِ، حَدَّثنا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ عِتْبَانَ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: لَقِيتُ عِتْبَانَ بَعْدَ ذَلِكَ فَحَدَّثَنِي بِحَدِيثٍ أَعْجَبَنِي، فَقُلْتُ لاِبْنِي: اكْتُبْهُ فَكَتَبَهُ، قَالَ: وَقَدْ كَانَ ذَهَبَ بَصَرُهُ، قَالَ: قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ، لَوْ أَتَيْتَنِي فَصَلَّيْتُ، عِنْدِي فِي مَكَانٍ أَتَّخِذُهُ مَسْجِدًا، قَالَ: فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَجَعَلَ يُصَلِّي، وَجَعَلَ أَصْحَابَهُ يَتَحَدَّثُونَ، قَالَ: فَذَكَرُوا مَا يَلْقُونَ مِنَ المُنَافِقِينَ مِنَ الأَذَى، فَحَمَلُوا عُظْمَ ذَلِكَ عَلَى مَالِكِ بْنِ الدُّخْشُمِ، فَكَانَ يُعْجِبُهُمْ أَنْ يَحْمِلُوا النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَيَدْعُو عَلَيْهِ فَيَهْلَكَ، فَقَالُوا: يَا نَبِيَّ اللهِ، إِنَّ مِنْ أَمْرِهِ كَذَا وَكَذَا، قَالَ: فَقَالَ نَبِيُّ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: أَلَيْسَ يَشْهَدُ أَنَّ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ قَالُوا: إِنَّمَا يَقُولُ ذَلِكَ بِلِسَانِهِ، وَلَيْسَ لَهُ حَقِيقَةٌ فِي قَلْبِهِ، قَالَ: فَقَالَ نَبِيُّ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: لاَ يَشْهَدُ أَحَدٌ أَنَّ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ فَيُدْخِلُهُ اللهُ النَّارَ، أَوْ قَالَ، فَتَطْعَمُهُ النَّارُ أَبَدًا قَالَ المُعْتَمِرُ: قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُهُ مِنْ أَنَسٍ وَمَا حَدَّثَ بِهِ أَحَدًا.(2/186)
مُسْنَدُ عَمْرِو بْنِ خَارِجَةَ.
1508- حَدَّثنا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنَمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ خَارِجَةَ، قَالَ: خَطَبَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ وَهُوَ عَلَى نَاقَةٍ، وَأَنَا تَحْتَ جِرَانِهَا، وَهِيَ تَقْصَعُ بِجَرَّةٍ، وَلِعَابُهَا يَسِيلُ بَيْنَ كَتِفَيْ، فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ اللهَ أَعْطَى كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ، فَلاَ وَصِيَّةَ لِوَارِثٍ، وَالوَلَدُ لِلْفِرَاشِ، وَلِلْعَاهِرِ الحَجَرُ، وَمَنِ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ، أَوِ انْتَمَى إِلَى غَيْرِ مَوَالِيهِ رَغْبَةً عَنْهُمْ فَعَلَيْهِ لَعَنْةُ اللهِ، وَالمَلاَئِكَةِ، وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لاَ يَقْبَلُ اللهُ مِنْهُ صَرْفًا وَلاَ عَدْلاً(2/187)
مُسْنَدُ عُمَارَةَ بْنِ أَوْسٍ.
1509- حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الحَمِيدِ، حَدَّثنا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاَقَةَ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ أَوْسٍ، وَقَدْ كَانَ صَلَّى القِبْلَتَيْنِ جَمِيعًا، قَالَ: إِنِّي لَفِي مَنْزِلِي إِذَا مُنَادٍ يُنَادِي عَلَى البَابِ إِنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَدْ حَوَّلَ القِبْلَةَ فَأَشْهَدُ عَلَى إِمَامِنَا، وَالرِّجَالِ، وَالنِّسَاءِ، وَالصِّبْيَانِ لَقَدْ صَلُّوا إِلَى هَاهُنَا، يَعْنِي بَيْتَ المَقْدِسِ، وَإِلَى هَاهُنَا، يَعْنِي الكَعْبَةَ(2/188)
مُسْنَدُ سَعْدِ بْنِ الأَطْوَلِ.
1510- حَدَّثنا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخبَرنا عَبْدُ المَلِكِ أَبُو جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ الأَطْوَلِ، أَنَّ رَجُلاً، مَاتَ وَتَرَكَ ثَلاَثَ مِئَةٍ دِرْهَمٍ وَعِيَالاً، قَالَ: فَأَرَدْتُ أَنْ أُنْفِقَهَا عَلَى عِيَالِهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: إِنَّ أَخَاكَ مَحْبُوسٌ بِدِينِهِ فَاقْضِ، عَنْهُ فَقَضَى، عَنْهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، قَدْ قَضَيْتُ، عَنْهُ إِلاَّ امْرَأَةً ادَّعَتْ دِينَارَيْنِ، وَلَيْسَ لَهَا بَيِّنَةٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: أَعْطِهَا فَإِنَّهَا صَادِقَةٌ.(2/189)
1511- حَدَّثنا ابْنُ عَبْدِ اللهِ بْنُ بَدْرِ بْنِ وَاصِلِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ الأَطْوَلِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَبْدُ اللهِ بْنُ بَدْرِ بْنِ وَاصِلِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ الأَطْوَلِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ الأَطْوَلِ، قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعْدٍ يَخْرُجُ إِلَى أَصْحَابِهِ بِتُسْتَرٍ يَزُورُهُمْ فَيُقِيمُ يَوْمَ دُخُولِهِ، وَالثَّانِي، وَيَخْرُجُ فِي الثَّالِثِ فَيَقُولُونَ لَهُ: لَوْ أَقَمْتَ، فَيَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: نَهَانِي رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، أَوْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَنْهَى عَنِ التَّنَاءَةِ، فَمَنْ أَقَامَ بِبَلَدِ الخَرَاجِ فَقَدْ تَنَأَ فَأَنَا أَكْرَهُ أَنْ أُقِيمَ(2/189)
1512- حَدَّثنا ابْنُ عَبْدِ اللهِ بْنُ بَدْرٍ، حَدَّثَنِي عَبَّادُ بْنُ مُوسَى القُرَشِيُّ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ المَلِكِ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ الأَطْوَلِ، أَنَّ أَبَاهُ مَاتَ وَتَرَكَ ثَلاَثَ مِئَةِ دِرْهَمٍ وَعِيَالاً وَدَيْنًا فَأَرَدْتُ أَنْ أُنْفِقَ عَلَى عِيَالِهِ، فَقَالَ لِي النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: إِنَّ أَبَاكَ مَحْبُوسٌ بِدَيْنِهِ فَاقْضِ، عَنْهُ قُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللهِ، قَدْ قَضَيْتُ، عَنْهُ مَا خَلاَ امْرَأَةً ادَّعَتْ دِينَارَيْنِ، وَلَيْسَ لَهَا بَيِّنَةٌ، قَالَ: أَعْطِهَا فَإِنَّهَا صَادِقَةٌ فَأَعْطَيْتُهَا.
1513- حَدَّثنا ابْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنِي عَبَّادُ بْنُ مُوسَى، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ سَعِيدِ الجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ بِمِثْلِهِ.(2/190)
أَبُو مَرْثَدٍ الغَنَوِيُّ.
1514- حَدَّثنا العَبَّاسُ بْنُ الوَلِيدِ النَّرْسِيُّ، حَدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ المُبَارَكِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ بُسْرَ بْنَ عُبَيْدِ اللهِ، وَقَالَ مَرَّةً: عَنْ بُسْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الخَوْلاَنِيِّ، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ، عَنْ أَبِي مَرْثَدٍ الغَنَوِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: لاَ تَجْلِسُوا عَلَى القُبُورِ وَلاَ تُصَلُّوا إِلَيْهَا(2/191)
عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَنْصَارِيُّ.
1515- حَدَّثنا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثنا فَضَالَةُ بْنُ حَصِينٍ العَطَّارُ، قَالَ: سَمِعْتُ الخَطَّابَ بْنَ سَعِيدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَنْصَارِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: الرَّاسِخَاتُ فِي الوَحْلِ، المُطْعِمَاتُ فِي المَحْلِ، مَنْ بَاعَهَا فَإِنَّ ثَمَنَهَا بِمَنْزِلَةِ الرَّمَادِ عَلَى شَاهِقَةٍ هَبَّتْ لَهُ رِيحٌ فَقَذَفَتْهُ.(2/192)
1516- حَدَّثنا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ، حَدَّثنا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، حَدَّثنا الحَسَنُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ، لاَ تَسْأَلِ الإِمَارَةَ وَذَكَرَ الحَدِيثَ.(2/192)
المِقْدَادُ بْنُ عَمْرٍو الكِنْدِيُّ.
1517- حَدَّثنا هُدْبَةُ، حَدَّثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ المِقْدَادِ بْنِ عَمْرٍو الكِنْدِيِّ، قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ وَمَعِي رَجُلاَنِ مِنْ أَصْحَابِي، فَطَلَبْنَا هَلْ يُضِيفُنَا أَحَدٌ؟ فَلَمْ يُضِفْنَا أَحَدٌ، فَأَتَيْنَا رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَصَابَنَا جُوعٌ وَجَهْدٌ، وَإِنَّا تَعَرَضَّنْا هَلْ يُضِيفُنَا أَحَدٌ؟ فَلَمْ يُضِفْنَا أَحَدٌ، فَدَفَعَ إِلَيْنَا أَرْبَعَةَ أَعَنُزٍ فَقَالَ: يَا مِقْدَادُ، خُذْ هَذِهِ فَاحْتَلِبْهَا فَجَزِّئْهَا أَرْبَعَةَ أَجْزَاءٍ: جُزْءًا لِي، وَجُزْءًا لَكَ، وَجُزْءًا لِصَاحِبَيْكَ فَكُنْتُ أَفْعَلُ ذَلِكَ، فَلَمَّا كَانَ ذَاتَ لَيْلَةٍ شَرِبْتُ جُزْئِي، وَشَرِبَ صَاحِبَايَ جُزْئَيْهِمَا، وَجَعَلْتُ جُزْءَ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فِي القَعْبِ، وَأَطْبَقْتُ عَلَيْهِ، فَاحْتُبِسَ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، فَقَالَتْ لِي نَفْسِي: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَدْ دَعَاهُ أَهْلُ بَيْتٍ مِنَ المَدِينَةِ، فَتَعَشَّى مَعَهُمْ وَرَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ لاَ يَحْتَاجُ إِلَى هَذَا اللَّبَنِ، فَلَمْ تَزَلْ نَفْسِي تُدِيرُنِي حَتَّى قُمْتُ إِلَى القَعْبِ، فَشَرِبْتُ مَا فِيهِ، فَلَمَّا تَقَارَّ فِي بَطْنِي أَخَذَنِي مَا قَدُمَ، وَمَا حَدَثَ،(2/193)
فَقَالَتْ لِي نَفْسِي: يَجِيءُ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ وَهُوَ جَائِعٌ ظَمْآنُ، فَيَرْفَعُ القَعْبَ، فَلاَ يَجِدُ فِيهِ شَيْئًا فَيَدْعُو عَلَيْكَ، فَتَسَجَّيْتُ كَأَنِّي نَائِمٌ، وَمَا كَانَ بِي نَوْمٌ، فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَسَلَّمَ تَسْلِيمَةً أَسْمَعَ اليَقْظَانَ، وَلَمْ يُوقِظِ النَّائِمَ، فَلَمَّا لَمْ يَرَ فِي القَعْبِ شَيْئًا رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَقَالَ: اللهُمَّ أَطْعِمْ مَنْ أَطْعَمَنَا وَاسْقِ مَنْ سَقَانَا قَالَ: فَاغْتَنَمْتُ دَعْوَةَ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَأَخَذْتُ الشَّفْرَةَ وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَذْبَحَ بَعْضَ تِلْكَ الأَعَنْزِ فَأُطْعِمَهُ، فَضَرَبْتُ بِيَدِي فَوَقَعَتْ عَلَى ضَرْعِهَا، فَإِذَا هِيَ حَافِلٌ، ثُمَّ نَظَرْتُ إِلَيْهِنَّ جَمِيعًا، فَإِذَا هُنَّ حُفَّلٌ فَحَلَبْتُ فِي القَعْبِ حَتَّى امْتَلأَ، ثُمَّ أَتَيْتُهُ وَأَنَا أَبْتَسِمُ، فَقَالَ: هِيهِ بَعْضَ سَوْآتِكَ يَا مِقْدَادُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، اشْرَبْ، ثُمَّ أُخْبِرُ فَشَرِبَ، ثُمَّ شَرِبْتُ مَا بَقِيَ ثُمَّ أَخْبَرْتُهُ فَقَالَ: يَا مِقْدَادُ، هَذِهِ بَرَكَةٌ كَانَ يَنْبَغِي لَكَ أَنْ تُعْلِمَنِي حَتَّى نُوقِظَ صَاحِبَيْنَا فَنَسْقِيَهُمَا مِنْ هَذِهِ البَرَكَةِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِذَا شَرِبْتَ أَنْتَ البَرَكَةَ وَأَنَا فَمَا أُبَالِي مَنْ أَخْطَأَتْ.(2/193)
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شِبْلٍ الأَنْصَارِيُّ.
1518- حَدَّثنا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثنا أَبَانُ، حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، حَدَّثَنِي زَيْدُ، عَنْ أَبِي سَلاَمٍ، عَنِ الحُبْرَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِبْلٍ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: اقْرَؤُوا القُرْآنَ، وَلاَ تَغْلُوا فِيهِ، وَلاَ تَجْفُوا، عَنْهُ، وَلاَ تَأْكُلُوا بِهِ، وَلاَ تَسْتَكْثِرُوا بِهِ(2/195)
مُسْنَدُ جُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ البَجَلِيِّ.
1519- حَدَّثنا خَلَفُ البَزَّازُ، حَدَّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ جُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ البَجَلِيِّ، وَلاَ أَعْلَمُهُ إِلاَّ رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: اقْرَؤُوا القُرْآنَ مَا ائْتَلَفَتْ عَلَيْهِ قُلُوبُكُمْ، فَإِذَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ فَقُومُوا، عَنْهُ قَالَ: وَكُنْتُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ غُلاَمًا حَزَوَّرًا.(2/196)
1520- حَدَّثنا بِشْرُ بْنُ الوَلِيدِ الكِنْدِيُّ، حَدَّثنا سُهَيْلُ، أَخُو حَزْمٍ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ جُنْدُبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: مَنْ قَالَ فِي القُرْآنِ بِرَأْيِهِ فَأَصَابَ فَقَدْ أَخْطَأَ(2/196)
1521- حَدَّثنا عَبْدُ الوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ، حَدَّثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنِ الحَسَنِ، عَنْ جُنْدُبٍ، وَغَيْرِه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: احْتَجَّ آدَمُ وَمُوسَى، فَقَالَ مُوسَى: أَنْتَ آدَمُ الَّذِي خَلَقَكَ اللهُ بِيَدِهِ وَأَسْجَدَ لَكَ مَلاَئِكَتَهُ، وَأَسْكَنَكَ جَنَّتَهُ فَأَخْرَجْتَ النَّاسَ مِنَ الجَنَّةِ، فَقَالَ آدَمُ: أَنْتَ مُوسَى الَّذِي كَلَّمَكَ اللهُ نَجِيًّا، وَأَتَاكَ التَّوْرَاةَ، تَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ قَدْ كُتِبَ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِي، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى.(2/196)
1522- حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ القَوَارِيرِيُّ، حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الحَمِيدِ بْنُ بَهْرَامَ، حَدَّثنا شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ، حَدَّثَنِي جُنْدُبُ بْنُ سُفيَانَ، رَجُلٌ مِنْ بَجِيلَةَ قَالَ: إِنِّي، عَنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ إِذْ جَاءَهُ بَشِيرٌ مِنْ سَرِيَّةٍ بَعَثَهَا فَأَخْبَرَهُ، بِنَصْرِ اللهِ الَّذِي نَصَرَ سَرِيَّتَهُ، وَبِفَتْحِ اللهِ الَّذِي فَتَحَ لَهُمْ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، بَيْنَمَا نَحْنُ بِطَلَبِ العَدُوِّ وَقَدْ هَزَمَهُمُ اللهُ، إِذْ لَحِقْتُ رَجُلاً بِالسَّيْفِ، فَلَمَّا أَحَسَّ أَنَّ السَّيْفَ قَدْ وَاقَعَهُ، التَفَتَتْ وَهُوَ يَسْعَى فَقَالَ: إِنِّي مُسْلِمٌ، إِنِّي مُسْلِمٌ، فَقَتَلْتُهُ وَإِنَّمَا كَانَ يَا نَبِيَّ اللهِ مُتَعَوِّذًا، قَالَ: فَهَلاَّ شَقَقْتَ، عَنْ قَلْبِهِ، فَنَظَرْتَ صَادِقٌ هُوَ أَوْ كَاذِبٌ؟ قَالَ: لَوْ شَقَقْتُ، عَنْ قَلْبِهِ مَا كَانَ يُعْلِمُنِي القَلْبُ، هَلْ قَلْبُهُ إِلاَّ مُضْغَةٌ مِنْ لَحْمٍ؟ قَالَ: فَأَنْتَ قَتَلْتَهُ، لاَ مَا فِي قَلْبِهِ عَلِمْتَ، وَلاَ لِسَانَهُ صَدَّقْتَ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، اسْتَغْفِرْ لِي، قَالَ: لاَ أَسْتَغْفِرُ لَكَ، فَدَفَنُوهُ فَأَصْبَحَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ قَوْمُهُ اسْتَحْيَوْا وَخَزَوْا مِمَّا لَقِيَ، فَحَمَلُوهُ فَأَلْقَوْهُ فِي شِعْبٍ مِنْ تِلْكِ الشِّعَابِ(2/197)
1523- حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، حَدَّثنا عَبْدُ الحَمِيدِ بْنُ بَهْرَامَ، حَدَّثنا شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ، حَدَّثَنِي جُنْدُبُ بْنُ سُفيَانَ، رَجُلٌ مِنْ بَجِيلَةَ قَالَ: إِنِّي لَعِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ حِينَ جَاءَهُ بَشِيرٌ مِنْ سَرِيَّةٍ بَعَثَهَا، فَأَخْبَرَهُ بِنَصْرِ اللهِ الَّذِي نَصَرَ سَرِيَّتَهُ، وَبِفَتْحِ اللهِ الَّذِي فَتَحَ لَهُمْ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ وَزَادَ فِيهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، عِنْدَ ذَلِكَ: سَتَكُونُ بَعْدِي فِتَنٌ كَقِطَعِ اللَّيْلِ المُظْلِمِ تصْدِمُ كَصَدْمِ الحَيَّاتِ، وَفُحُولِ الثِّيرَانِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُسْلِمًا، وَيُمْسِي كَافِرًا، وَيُمْسِي فِيهَا مُسْلِمًا، وَيُصْبِحُ كَافِرًا، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ المُسْلِمِينَ: فَكَيْفَ نَصْنَعُ، عِنْدَ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: ادْخُلُوا بُيُوتَكُمْ وَأَخْمِلُوا ذِكْرَكُمْ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ المُسْلِمِينَ: أَفَرَأَيْتَ إِنْ دَخَلَ عَلَى أَحَدِنَا فِي بَيْتِهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: لِيُمْسِكْ بِيَدِهِ، وَلْيَكُنْ عَبْدَ اللهِ المَقْتُولَ، وَلاَ يَكُنْ عَبْدَ اللهِ القَاتِلَ، فَإِنَّ الرَّجُلَ يَكُونُ فِي قُبَّةِ الإِسْلاَمِ فَيَأْكُلُ مَالَ أَخِيهِ، وَيَسْفِكُ دَمَهُ، وَيْعِصي رَبَّهُ، وَيَكْفُرُ بِخَالِقِهِ، وَتَجِبُ لَهُ جَهَنَّمُ.(2/198)
1524- حَدَّثنا القَوَارِيرِيُّ، حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفيَانَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، قَالَ سَمِعْتُ جُنْدُبَ البَجَلِيَّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: مَنْ سَمَّعَ سَمَّعَ اللهُ بِهِ وَمَنْ رَاءَى رَاءَى اللهُ بِهِ(2/198)
1525- حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ المُقَدَّمِيُّ، حَدَّثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ المَلِكِ يَعْنِي ابْنَ عُمَيْرٍ، عَنْ جُنْدُبِ بْنِ سُفيَانَ البَجَلِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الحَوْضِ.(2/199)
1526- حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ المُثَنَّى، حَدَّثنا الأَنْصَارِيُّ، حَدَّثنا الأَشْعَثُ، عَنِ الحَسَنِ، عَنْ جُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: مَنْ صَلَّى صَلاَةَ الصُّبْحِ كَانَ فِي ذِمَّةِ اللهِ، فَإِيَّاكَ أَنْ يَطْلُبَكَ اللهُ بِشَيْءٍ مِنْ ذِمَّتِهِ.(2/199)
1527- حَدَّثنا أَبُو مُوسَى، حَدَّثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ الحَسَنَ، قَالَ: حَدَّثنا جُنْدُبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، فِي هَذَا المَسْجِدِ فَمَا نَسِينَا مِنْهُ حَدِيثًا وَلاَ نَخْشَى أَنْ يَكُونَ كَذَبَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: خَرَجَ بِرَجُلٍ خُرَّاجٌ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ فَجَزِعَ مِنْهُ، فَأَخَذَ سِكِّينًا فَجَرَّ بِهَا يَدَهُ، فَمَا رَقَأَ، عَنْهُ الدَّمُ حَتَّى مَاتَ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: عَبْدِي بَادَرَنِي بِنَفْسِهِ حَرَّمْتُ عَلَيْهِ الجَنَّةَ، قَالَ أَبُو مُوسَى قَالَ وَهْبُ: القَدَرِيَّةُ يَحْتَجُّونَ بِهَذَا الحَدِيثِ وَلَيْسَ لَهُمْ فِيهِ حَجَّةٌ.(2/199)
1528- حَدَّثنا أَبُو مُوسَى، حَدَّثنا الحَجَّاجُ بْنُ المِنْهَالِ، حَدَّثنا حَمَّادٌ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَنْ حَمَّادٍ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنِ الحَسَنِ، عَنْ جُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: لَقِيَ آدَمُ مُوسَى فَقَالَ مُوسَى: أَنْتَ آدَمُ الَّذِي خَلَقَكَ اللهُ بِيَدِهِ، وَأَسْكَنَكَ جَنَّتَهُ، وَأَسْجَدَ لَكَ مَلاَئِكَتَهُ، فَعَلْتَ مَا فَعَلْتَ، فَأَخْرَجْتَ ذُرِّيَّتَكَ مِنَ الجَنَّةِ، قَالَ آدَمُ: يَا مُوسَى، أَنْتَ الَّذِي اصْطَفَاكَ اللهُ بِرِسَالَتِهِ، وَكَلَّمَكَ، وَقَرَّبَكَ نَجِيًّا، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَأَنَا أَقْدَمُ أَمِ الذِّكْرُ؟ قَالَ: الذِّكْرُ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى، فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى.(2/200)
1529- حَدَّثنا صَالِحُ بْنُ حَاتِمِ بْنِ وَرْدَانَ بْنِ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الجَوْنِيِّ، عَنْ جُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ البَجَلِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، قَالَ رَجُلٌ: وَاللَّهِ لاَ يَغْفِرُ اللهُ لِفُلاَنٍ، فَقَالَ اللهُ: مَنْ ذَا الَّذِي يَتَأَلَّى عَلَيَّ أَنْ لاَ أَغْفِرَ لِفُلاَنٍ؟ فَإِنَّنِي قَدْ غَفَرْتُ لِفُلاَنٍ، وَأَحْبَطْتُ عَمَلَكَ.(2/200)
1530- حَدَّثنا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، حَدَّثنا حُمَيْدٌ يَعْنِي الرُّؤَاسِيَّ، حَدَّثَنِي حُسْنُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: مَنْ سَلَّمَ عَلَيْكَ مِنْ خَلْقِ اللهِ فَارْدُدْ عَلَيْهِ، وَإِنْ كَانَ مَجُوسِيًّا، فَإِنَّ اللهَ يَقُولُ: {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا}.(2/200)
1531- حَدَّثنا إِسْحَاقُ، حَدَّثنا سَالِمُ بْنُ نُوحٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الحَسَنِ، {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا} لأَهْلِ الإِسْلاَمِ {أَوْ رُدُّوهَا} عَلَى أَهْلِ الشِّرْكِ.(2/201)
1532- حَدَّثنا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ جُنْدُبِ بْنِ سُفيَانَ، قَالَ: صَلَّيْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ ذَاتَ يَوْمٍ، فَذَبَحَ نَاسٌ ضَحَايَاهُمْ قَبْلَ الصَّلاَةِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَرَآهُمْ قَدْ ذَبَحُوا قَبْلَ الصَّلاَةِ، قَالَ: مَنْ كَانَ ذَبَحَ أُضْحِيَتَهُ قَبْلَ الصَّلاَةِ فَلْيَذْبَحْ ذِبْحًا آخَرَ، وَمَنْ كَانَ لَمْ يَذْبَحْ حَتَّى صَلَّيْنَا، فَلْيَذْبَحْ عَلَى اسْمِ اللَّهِ.(2/201)
1533- حَدَّثنا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ جُنْدُبِ بْنِ سُفيَانَ البَجَلِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ دَمِيَتْ إِصْبَعُهُ فِي بَعْضِ المَشَاهِدِ، فَقَالَ: هَلْ أَنْتِ إِلاَّ إِصْبَعٌ دَمِيتِ، وَفِي سَبِيلِ اللهِ مَا لَقِيتِ؟(2/201)
1534- حَدَّثنا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثنا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، عَنْ صَاحِبٍ لَهُ وَهُوَ الحَضْرَمِيُّ، عَنْ أَبِي السَّوَّارِ يُحَدِّثُ عَنْ جُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ بَعَثَ رَهْطًا وَبَعَثَ عَلَيْهِمْ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الجَرَّاحِ، فَلَمَّا أَخَذَ يَنْطَلِقُ لَكِنَّهُ بَكَى صُبَابَةً إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَبَعَثَ رَجُلاً مَكَانِهِ يُقَالُ لَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ جَحْشٍ، وَكَتَبَ لَهُ كِتَابًا، وَأَمَرَهُ أَنْ لاَ يُكْرِهَ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِهِ عَلَى المَسِيرِ مَعَهُ، فَلَمَّا قَرَأَ الكِتَابَ، اسْتَرَجَعَ، وَقَالَ: سَمْعٌ وَطَاعَةٌ، يَعْنِي لِلَّهِ وَرَسُولِهِ، خَبَرُهُمُ الخَبَرُ، وَقَرَأَ عَلَيْهِمُ الكِتَابَ، فَرَجَعَ رَجُلاَنِ، وَمَضَى بَقِيَّتُهُمْ، فَلَقَوُا ابْنَ الحَضْرَمِيَّ، فَقَتَلُوهُ وَلَمْ يُدْرِكْ ذَاكَ اليَوْمَ مِنْ رَجَبٍ أَوْ مِنْ جُمَادَى، فَقَالَ المُشْرِكُونَ لِلْمُسْلِمِينَ: فَعَلْتُمْ كَذَا وَكَذَا فِي الشَّهْرِ الحَرَامِ، فَأَتَوْا رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَحَدَّثُوهُ الحَدِيثَ، فَأَنْزَلَ اللهُ: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ} إِلَى قَوْلِهِ: {وَالفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ القَتْلِ} قَالَ: الشِّرْكُ، قَالَ بَعْضُ الَّذِينَ كَانُوا فِي السَّرِيَّةِ: وَاللَّهِ مَا قَتَلَهُ إِلاَّ وَاحِدٌ، فَإِنْ يَكُ خَيْرًا، فَقَدْ وَلِيتُهُ، وَإِنْ يَكُ ذَنْبًا فَقَدْ عَمِلْتَهُ، وَقَالَ بَعْضُ المُسْلِمِينَ إِنْ لَمْ يَكُونُوا أَصَابُوا فِي شَهْرِهِمْ هَذَا وِزْرًا، فَلَيْسَ لَهُمْ فِيهِ أَجْرٌ، فَأَنْزَلَ اللهُ: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ اللهِ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}.(2/202)
مُسْنَدُ ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ.
1535- حَدَّثنا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثنا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، أَنَّ أَبَا قِلاَبَةَ، حَدَّثَهُ، أَنَّ ثَابِتَ بْنَ الضَّحَّاكِ حَدَّثَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: مَنْ حَلَفَ عَلَى مِلَّةٍ غَيْرِ الإِسْلاَمِ كَاذِبًا، فَهُوَ كَمَا قَالَ: لَيْسَ عَلَى رَجُلٍ نَذْرٌ فِيمَا لاَ يَمْلِكُ(2/203)
مُسْنَدُ حَمْزَةَ الأَسْلَمِيِّ.
1536- حَدَّثنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الجَبَّارِ، حَدَّثنا المُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ حِزَامٍ الحِزَامِيِّ، حَدَّثنا أَبُو الزِّنَادِ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ حَمْزَةَ، حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِيهِ حَمْزَةِ الأَسْلَمِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ بَعَثَهُ فِي سَرِيَّةٍ، وَأَمَّرَهُ عَلَيْهِمْ وَقَالَ: إِنْ أَخَذْتُمْ فُلاَنًا فَأَحْرِقُوهُ بِالنَّارِ فَلَمَّا وَلَّيْتُ دَعُونِي مِنْ وَرَائِي، فَجِئْتُ، فَقَالَ: إِنْ أَخَذْتُمْ فُلاَنًا فَاقْتُلُوهُ، وَلاَ تُحْرِقُوهُ بِالنَّارِ، فَإِنَّهُ لاَ يُعَذِّبُ بِالنَّارِ إِلاَّ رَبُّ النَّارِ(2/204)
يَزِيدُ بْنُ رُكَانَةَ.
1537- حَدَّثنا أَبُو الرَّبِيعِ، حَدَّثنا جَرِيرٌ يَعْنِي ابْنَ حَازِمٍ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ سَعِيدٍ، حَدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ رُكَانَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّهُ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ البَتَّةَ فَأَتَى النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَقَالَ: مَا أَرَدْتَ بِهَا؟ قَالَ: وَاحِدَةً، قَالَ: آللَّهِ قَالَ: آللَّهِ، قَالَ: هِيَ عَلَى مَا أَرَدْتَ.(2/205)
1538- حَدَّثنا شَيْبَانُ، حَدَّثنا جَرِيرٌ، حَدَّثنا الزُّبَيْرُ بْنُ سَعِيدٍ الهَاشِمِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ بْنِ رُكَانَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّهُ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ البَتَّةَ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ: مَا نَوَيْتَ بِذَلِكَ؟ قَالَ: وَاحِدَةً، قَالَ: آللَّهِ قَالَ: آللَّهِ، قَالَ: هِيَ عَلَى مَا أَرَدْتَ(2/205)
الجَارُودُ.
1539- حَدَّثنا هُدْبَةُ، حَدَّثنا أَبَانُ، حَدَّثنا قَتَادَةُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ الجَذَمِيِّ، عَنِ الجَارُودِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: ضَالَّةُ المُسْلِمِ حَرَقُ النَّارِ(2/206)
عَبْدُ اللهِ بْنُ الحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ الزُّبَيْدِيُّ.
1540- حَدَّثنا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، حَدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرٌو، أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ زِيَادٍ الحَضْرَمِيَّ، حَدَّثَهُ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ الحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ الزُّبَيْدِيِّ حَدَّثَهُ أَنَّهُ مَرَّ وَصَاحِبٌ لَهُ بِأُمِّ أَيْمَنَ، وَفِتْيَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ قَدْ حَلُّوا أُزُرَهُمْ، فَجَعَلُوهَا مَخَارِيقَ يَجْتَلِدُونَ بِهَا وَهُمْ عُرَاةٌ، قَالَ عَبْدُ اللهِ: فَلَمَّا مَرَرْنَا بِهِمْ، قَالُوا: إِنَّ هَؤُلاَءِ قِسِّيسُونَ فَدَعُوهُمْ، ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ خَرَجَ عَلَيْهِمْ فَلَمَّا أَبْصَرُوهُ تَبَدَّدُوا فَرَجَعَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ مُغْضَبًا حَتَّى دَخَلَ، وَكُنْتُ وَرَاءَ الحُجْرَةِ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: سُبْحَانَ اللهِ، لاَ مِنَ اللهِ اسْتَحْيَوْا، وَلاَ مِنْ رَسُولِهِ اسْتَتَرُوا وَأَمُّ أَيْمَنَ، عَنْدَهُ تَقُولُ: اسْتَغْفِرْ لَهُمْ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ عَبْدُ اللهِ: فَبِأَبِي مَا اسْتَغْفَرَ لَهُمْ.(2/207)
1541- حَدَّثنا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثنا المُفَضَّلُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَزْءٍ، قَالَ: أَكَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَوْمًا شِوَاءً وَنَحْنُ فِي المَسْجِدِ أُقِيمَتِ الصَّلاَةُ فَلَمْ نَزِدْ عَلَى أَنْ مَسَحْنَا أَيْدِيَنَا بِالحَصَاةِ(2/207)
هُبَيْبُ بْنُ مُغَفَّلٍ.
1542- حَدَّثنا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، حَدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: وَحَدَّثنا عَمْرُو بْنُ الحَارِثِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَسْلَمَ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ هُبَيْبِ بْنِ مُغَفَّلٍ، أَنَّهُ رَأَى مُحَمَّدَ بْنَ عُلْبَةَ القُرَشِيَّ يَجُرُّ إِزَارَهُ فَنَظَرَ إِلَيْهِ هُبَيْبُ بْنُ مُغَفَّلٍ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: مَنْ وَطِئَهُ خُيَلاَءُ وَطِئَهُ فِي النَّارِ(2/209)
مُسْنَدُ أَبِي شَهْمٍ.
1543- حَدَّثنا بِشْرُ بْنُ الوَلِيدِ الكِنْدِيُّ، حَدَّثنا يَزِيدُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ بَيَانَ بْنِ بِشْرٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي شَهْمٍ، وَكَانَ بَطَّالاً قَالَ: مَرَّتْ بِي جَارِيَةٌ فِي بَعْضِ طُرُقِ المَدِينَةِ فَأَهْوَيْتُ بِيَدِي إِلَى خَاصِرَتِهَا، فَلَمَّا كَانَ الغَدُ أَتَى النَّاسُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يُبَايِعُونَهُ، وَأَتَيْتُهُ فَبَسَطْتُ يَدِي لأُبَايِعَهُ، فَقَبَضَ يَدَيْهِ فَقَالَ: أَنْتَ صَاحِبُ الجُبَيْذَةِ أَمْسِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، بَايِعَنْي لاَ أَعُودُ أَبَدًا، قَالَ: فَنَعَمْ إِذًا(2/210)
مُسْنَدُ رَافِعِ بْنِ مَكِيثٍ.
1544- حَدَّثنا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، حَدَّثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخبَرنا مَعْمَرٌ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ زُفَرَ، عَنْ بَعْضِ بَنِي رَافِعِ بْنِ مَكِيثٍ، عَنْ رَافِعِ بْنِ مَكِيثٍ، وَكَانَ شَهِدَ الحُدَيْبِيَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: حُسْنُ المَلِكَةِ نَمَاءٌ، وَسُوءُ الخُلُقِ شُؤْمٌ.(2/211)
1545- حَدَّثنا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثنا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثنا قَتَادَةُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المُسَيَّبِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ، أَخِي أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يُصْبِحُ جُنُبًا وَيَصُومُ وَلاَ يُفْطِرُ(2/211)
مُسْنَدُ رَبَاحِ بْنِ رَبِيعٍ.
1546- حَدَّثنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الجَبَّارِ، بِالبَصْرَةِ، حَدَّثنا المُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الخُزَامِيُّ، حَدَّثنا أَبُو الزِّنَادِ، عَنْ مُرَقَّعِ بْنِ صَيْفِيٍّ، عَنْ جَدِّهِ رَبَاحِ بْنِ رَبِيعٍ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فِي غَزَاةٍ، وَعَلَى مُقَدِّمَةِ النَّاسِ خَالِدُ بْنُ الوَلِيدِ، فَإِذَا امْرَأَةٌ مَقْتُولَةٌ عَلَى الطَّرِيقِ، يَتَعَجَّبُونَ مِنْ خَلْقِهَا، قَدْ أَصَابَتْهَا المُقَدَّمَةُ، فَأَتَى رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَوَقَفَ عَلَيْهَا، فَقَالَ: هَا مَا كَانَتْ هَذِهِ تُقَاتِل، ثُمَّ قَالَ لِرَجُلٍ: أَدْرِكْ خَالِدًا فَلاَ يَقْتُلَنَّ ذُرِّيَّةً، وَلاَ عَسِيفًا(2/212)
مُسْنَدُ عُفَيِّفٍ الكِنْدِيِّ.
1547- حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثنا سَعِيدُ بْنُ خُثَيْمٍ الهِلاَلِيُّ، عَنْ أَسَدِ بْنِ وَدَاعَةَ البَجَلِيِّ، عَنِ ابْنِ يَحْيَى بْنِ عُفَيِّفٍ الكِنْدِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عُفَيِّفٍ، قَالَ: جِئْتُ فِي الجَاهِلِيَّةِ إِلَى مَكَّةَ، وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَبْتَاعَ لأَهْلِي مِنْ ثِيَابِهَا وَعِطْرِهَا، فَأَتَيْتُ العَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ المُطَّلِبِ، وَكَانَ رَجُلاً تَاجِرًا، فَأَنَا، عَنْدَهُ جَالِسٌ حَيْثُ أَنْظُرُ إِلَى الكَعْبَةِ، وَقَدْ حَلَّقْتِ الشَّمْسُ فِي السَّمَاءِ، فَارْتَفَعَتْ فَذَهَبْتُ، إِذْ جَاءَ شَابٌّ فَرَمَى بِبَصَرِهِ إِلَى السَّمَاءِ، ثُمَّ قَامَ مُسْتَقْبِلَ القِبْلَةِ، ثُمَّ لَمْ أَلْبَثْ إِلاَّ يَسِيرًا حَتَّى جَاءَ غُلاَمٌ، فَقَامَ عَلَى يَمِينِهِ، ثُمَّ لَمْ أَلْبَثْ إِلاَّ يَسِيرًا حَتَّى جَاءَتِ امْرَأَةٌ، فَقَامَتْ خَلْفَهُمَا فَرَكَعَ الشَّابُّ، فَرَكَعَ الغُلاَمُ وَالمَرْأَةُ، فَرَفَعَ الغُلاَمُ وَالمَرْأَةُ، فَقُلْتُ: يَا عَبَّاسُ، أَمْرٌ عَظِيمٌ، فَقَالَ العَبَّاسُ: أَمْرٌ عَظِيمٌ، تَدْرِي مَنْ هَذَا الشَّابُّ؟ قُلْتُ: لاَ، قَالَ: هَذَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ابْنِ أَخِي، تَدْرِي مَنْ هَذَا الغُلاَمُ؟ هَذَا عَلِيُّ ابْنُ أَخِي، تَدْرِي مَنْ هَذِهِ المَرْأَةُ؟ هَذِهِ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ زَوْجَتُهُ، إِنَّ ابْنَ أَخِي هَذَا أَخْبَرَنِي أَنَّ رَبَّهُ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَمَرَهُ بِهَذَا الدِّينِ الَّذِي هُوَ عَلَيْهِ، وَلاَ وَاللَّهِ مَا عَلَى الأَرْضِ كُلِّهَا أَحَدٌ عَلَى هَذَا الدِّينِ غَيْرِ هَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةِ(2/213)
مُسْنَدُ قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ.
1548- حَدَّثنا أَبُو مَعْمَرٍ الهُذَلِيُّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَخِي قَتَادَةُ بْنُ النُّعْمَانِ أَنَّ رَجُلاً قَامَ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقْرَأُ مِنَ السَّحَرِ: قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ يُرَدِّدُهَا لاَ يَزِيدُ عَلَيْهَا، فَلَمَّا أَصْبَحَ أَتَى رَجُلٌ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، فَقَالَ، يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ فُلاَنًا قَامَ اللَّيْلَةَ فَقَرَأَ فِي السَّحَرِ {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ اللهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كَفُّوا أَحَدٌ} يُرَدِّدُهَا لاَ يَزِيدُ عَلَيْهَا كَأَنَّ الرَّجُلَ يَتَقَالُّهَا قَالَ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهَا لَتَعْدِلُ ثُلُثَ القُرْآنَ(2/215)
1549- حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الحَمِيدِ الحِمَّانِيُّ، حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ غَسِيلٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، يَعْنِي، عَنْ قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ، أَنَّهُ أُصِيبَتْ عَيْنُهُ يَوْمَ بَدْرٍ، فَسَالَتْ حَدَقَتُهُ عَلَى وَجْنَتِهِ، فَأَرَادُوا أَنْ يَقْطَعُوهَا فَسَأَلَ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَقَالَ: لاَ فَدَعَا بِهِ فَغَمَزَ حَدَقَتَهُ بِرَاحَتِهِ، فَكَانَ لاَ يَدْرِي أَيَّ عَيْنَيْهِ أُصِيبَتْ؟.(2/215)
1550- حَدَّثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَذْرَمِيُّ، حَدَّثنا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الحَارِثِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: أُصِيبَتْ عَيْنُ أَبِي ذَرٍّ يَوْمَ أُحُدٍ فَبَزَقَ فِيهَا النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، فَكَانَتْ أَصَحَّ عَيْنَيْهِ(2/216)
مُسْنَدُ مَعَنْ بْنُ يَزِيدَ.
1551- حَدَّثنا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلاَمٍ، وَعِدَّةُ، قَالُوا: حَدَّثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي الجُوَيْرِيَةِ، عَنْ مَعَنْ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: بَايَعْتُ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَنَا وَأَبِي وَجَدِّي، وَخَاصَمْتُ إِلَيْهِ فَأَفْلَجَنِي وَخَطَبَ عَلَيَّ فَأَنْكَحَنِي، وَقَالَ مَعَنْ: لاَ تَحِلُّ غَنِيمَةٌ حَتَّى تُقَسَّمَ عَلَى النَّاسِ جُفَّةً وَاحِدَةً، فَإِذَا قُسِّمَ حَلَّ لِي أَنْ أُعْطِيَكَ، وَهَذَا لَفْظُ عَبْدِ الأَعْلَى خَاصَّةً، وَلَيْسَ فِي حَدِيثِ غَيْرِهِ، فَإِذَا قُسِّمَ أَنَا أُعْطِيكَ(2/217)
مُسْنَدُ أَحْمَرَ.
1552- حَدَّثنا أَبُو مُوسَى، حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثنا عَبَّادُ بْنُ رَاشِدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الحَسَنَ، يَقُولُ: حَدَّثنا أَحْمَرُ، صَاحِبُ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: إِنَّ كُنَّا لَنَأْوِي لِرَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ مِمَّا يُجَافِي مِرْفَقَيْهِ، عَنْ جَنْبَيْهِ إِذَا سَجَدَ(2/218)
مسند هشام بن عامر.
1553- حَدَّثنا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ، حَدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ المُغِيرَةِ، حَدَّثنا حُمَيْدُ بْنُ هِلاَلٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ جَاءَتِ الأَنْصَارُ يَوْمَ أُحُدٍ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، بِنَا قَرْحٌ وَجَهْدٌ، فَكَيْفَ تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: احْفِرُوا، وَأَوْسِعُوا، وَاجْعَلُوا الرَّجُلَيْنِ وَالثَّلاَثَةَ فِي القَبْرِ فَقَالُوا: مَنْ نُقَدِّمُ؟ قَالَ: قَدِّمُوا أَكْثَرَكُمْ قُرْآنًا قَالَ: فَقُدِّمَ أَبِي بَيْنَ يَدَيِ اثْنَيْنِ مِنَ الأَنْصَارِ، أَوْ قَالَ: وَاحِدٌ مِنَ الأَنْصَارِ.(2/219)
1554- حَدَّثنا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثنا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ، قَالَ: كَانَ النَّاسُ يَشْتَرُونَ الذَّهَبَ بِالوَرِقِ نَسِيئَةً، قَالَ إِسْمَاعِيلُ: أَحْسَبُهُ إِلَى العَطَاءِ، فَأَتَى عَلَيْهِمْ هِشَامُ بْنُ عَامِرٍ فَنَهَاهُمْ، وَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ نَهَى أَنْ نَبِيعَ الذَّهَبَ نَسِيئَةً، وَأَنْبَأَنَا، أَوْ قَالَ: أَخبَرنا أَنَّ ذَلِكَ هُوَ الرِّبَا(2/219)
1555- حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثنا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلاَلٍ، عَنْ بَعْضِ، أَشْيَاخِهِمْ قَالَ: قَالَ هِشَامُ بْنُ عَامِرٍ لِجِيرَانِهِ: إِنَّكُمْ مُتَخَطُّونَ إِلَى رِجَالٍ مَا كَانُوا بِأَخَصَّ لِرَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، وَلاَ أَوْعَى لِحَدِيثِهِ مِنِّي، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: مَا بَيْنَ خَلْقِ آدَمَ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ خَلْقٌ أَكْبَرُ مِنَ الدَّجَّالِ.(2/220)
1556- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثنا عَبْدُ العَزِيزِ، حَدَّثنا أَيُّوبُ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلاَلٍ، عَنْ رَهْطٍ مِنْهُمْ: أَبُو الدَّهْمَاءِ، وَأَبُو قَتَادَةَ قَالَ: كُنَّا نَمُرُّ عَلَى هِشَامٍ نَأْتِي عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ، فَقَالَ ذَاتَ يَوْمٍ: إِنَّكُمْ لَتَتَجَاوَزُونَنِي إِلَى رِجَالٍ مَا كَانُوا بِأَخَصَّ لِرَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ مِنِّي، وَلاَ أَعْلَمَ بِحَدِيثِهِ مِنِّي، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: مَا بَيْنَ خَلْقِ آدَمَ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ خَلْقٌ أَكْبَرُ مِنَ الدَّجَّالِ.(2/220)
1557- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا أَبُو عَامِرٍ العَقَدِيُّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ يَزِيدَ الرِّشْكِ، عَنْ مُعَاذَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ الأَنْصَارِيِّ، قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: لاَ يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُصَارِمَ مُسْلِمًا فَوْقَ ثَلاَثٍ وَإِنَّهُمَا نَاكِبَانِ، عَنِ الحَقِّ مَا كَانَا عَلَى صِرَامِهِمَا وَإِنَّ أَوَّلَهُمَا فَيْئًا يَكُونُ فِي سَبْقِهِ بِالفَيْءِ كَفَّارَةٌ لَهُ وَإِنْ سَلَّمَ عَلَيْهِ فَلَمْ يَقْبَلْ سَلاَمَهُ رَدَّتْ عَلَيْهِ المَلاَئِكَةُ وَرَدَّ عَلَى الآخَرِ الشَّيْطَانُ وَإِنْ مَاتَا عَلَى صِرَامِهِمَا لَمْ يَدْخُلاَ الجَنَّةَ أَوْ لَمْ يَجْتَمِعَا فِي الجَنَّةِ(2/220)
1558- حَدَّثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثنا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثنا أَبِي، حَدَّثنا أَيُّوبُ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلاَلٍ، عَنْ أَبِي الدَّهْمَاءِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: شَكَوْا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ مَا بِهِمْ مِنَ القَرْحِ، فَقَالَ: احْفِرُوا، وَأَحْسِنُوا، وَأَوْسِعُوا، وَادْفِنُوا الاِثْنَيْنِ وَالثَّلاَثَةَ فِي القَبْرِ، وَقَدِّمُوا أَكْثَرَهُمْ قُرْآنًا قَالَ: فَمَاتَ أَبِي قُدِّمَ بَيْنَ يَدَيْ رَجُلَيْنِ.(2/221)
مُسْنَدُ أَبِي جُمُعَةَ.
1559- حَدَّثنا عَبْدُ الغَفَّارِ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُطَارِدٍ البَصْرِيُّ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ أَسِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ مُحَمَّد (1)، عَنْ أَبِي جُمُعَةَ، قَالَ: تَغَدَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، وَمَعَنْا أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الجَرَّاحِ، فَقَالَ لَهُ أَبُو عُبَيْدَةَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَحَدٌ خَيْرٌ مِنَا؟ أَسْلَمْنَا مَعَكَ، وَجَاهَدْنَا مَعَكَ، قَالَ: نَعَمْ، قَوْمٌ يَكُونُونَ مِنْ بَعْدِي يُؤْمِنْونَ بِي، وَلَمْ يَرَوْنِي.
_حاشية__________
(1) تصحف في طبعة دار المأمون إلى: "صالح بن جُبَيْر"، والغريب أن محققه قال: في الأصلين: "محمد" وهو خطأ، كذا قال، والذي فعله هو الخطأ، وقد ورد على الصواب في طبعة دار القبلة (1556)، وهكذا سماه الأوزاعي: "صالح بن بن مُحَمَّد".
- وأخرجه أبو يَعلَى، في "المفاريد" 71، من طريق عبد الله بن عطارد، عن الأوزاعي، عن صالح بن مُحَمَّد.
- وأخرجه ابن الأثير، بإسناده عن أبي يَعلى: حدثنا عبد الغفار بن عبد الله، أَخبرنا عبد الله بن عطارد البصري، عن الأَوزاعي، أخبرنا أَسِيد بن عَبد الرحمن، عن صالح بن محمد. "أُسد الغابة" 6/57.
- وقال البخاري: صالح بن جُبَير، يُعَدُّ في الشَّاميين، سَمِعَ أبا جُمعة، رَوَى عَنه هِشَام بن سَعْد , والأَوْزَاعيّ، ومُعاوية بن صالح.
وقال الأَوْزَاعيّ: صالح بن مُحَمد. "التاريخ الكبير" 4/274.
- وقال الذهبي: صالح بن جُبير، وثقة ابن مَعِين، وقد رواه ضمرة بن ربيعة، عن مرزوق بن نافع، عنه، ورواه جماعة عن الأَوزاعِي ؛ حَدَّثني أَسيد بن عَبد الرحمن، عنه، لكن سَمَّاه صالح بن محمد. "تذكرة الحفاظ" 1/390.
وهنا ؛ لا يحل لمُحقق أن يقوم بإصلاح ما ذكره الراوي، بل يذكر الرواية كما قالها صاحبُها، ومن حقه أن يكتب في حواشيه ما يشاء.(2/222)
1560- حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ المَكِّيُّ، حَدَّثنا أَبُو سَعِيدٍ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، عَنْ أَبِي خَلَفٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جُمُعَةَ جُنْبُذَ بْنَ سَبْعٍ، يَقُولُ: قَاتَلْتُ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَوَّلَ النَّهَارِ كَافِرًا، وَقَاتَلْتُ مَعَهُ آخِرَ النَّهَارِ مُسْلِمًا، وَكُنَّا ثَلاَثَةَ رِجَالٍ وَسَبْعَ نِسْوَةٍ، وَفِينَا أُنْزِلَتْ {لَوْلاَ رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ} الآيَةَ.(2/222)
1561- حَدَّثنا أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الفُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ، حَدَّثنا أَبُو سَعِيدٍ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثنا المَسْعُودِيُّ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: لَقِيتُ شَيْخًا بِالشَّامِ، فَقُلْتُ: أَسَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ شَيْئًا؟ قَالَ: نَعَمْ، سَمِعْتُهُ يَقُولُ: اللهُمَّ اغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا.(2/223)
1562- حَدَّثنا الحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ الكُوفِيُّ، حَدَّثنا مُسْهِرُ بْنُ عَبْدِ المَلَكِ بْنِ سَلْعٍ، أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ: قُلْتُ: لِعَبْدِ خَيْرٍ كَمْ أَتَى عَلَيْكَ؟ قَالَ: عِشْرُونَ وَمِئَةُ سَنَةٍ، قُلْتُ: هَلْ تَذْكُرُ مِنْ أَمْرِ الجَاهِلِيَّةِ شَيْئًا؟ قَالَ: نَعَمْ، كُنَّا بِبَلاَدِ اليَمَنِ، فَجَاءَنَا كِتَابُ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَدْعُو النَّاسَ إِلَى خَيْرٍ وَاسِعٍ، فَكَانَ أَبِي مِمَّنْ خَرَجَ، وَأَنَا غُلاَمٌ، فَلَمَّا رَجَعَ أَبِي، قَالَ لأُمِّي: مُرِي بِهَذِهِ القِدْرِ فَلْتُرَقْ لِلْكِلاَبِ، فَإِنَّا قَدْ أَسْلَمْنَا فَأَسْلِمِي(2/223)
مُسْنَدُ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَرْجِسَ.
1563- حَدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الحَجَّاجِ السَّامِيُّ، حَدَّثنا عَبْدُ الوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثنا عَاصِمٌ الأَحْوَلُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَرْجِسَ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، وَأَكَلْتُ مَعَهُ خُبْزًا وَلَحْمًا أَوْ قَالَ: ثَرِيدًا، فَقُلْتُ: غَفَرَ اللهُ لَكَ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: وَلَكَ قُلْتُ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ سَرْجِسَ، اسْتَغْفَرَ لَكَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَلَكَ، وَتَلاَ هَذِهِ الآيَةَ {اسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ} قَالَ: ثُمَّ دُرْتُ حَتَّى صِرْتُ خَلْفَهُ فَرَأَيْتُ خَاتَمَ النُّبُوَّةِ، عِنْدَ نُغْضِ كَتِفِهِ اليُسْرَى جُمْعًا عَلَيْهِ خِيلاَنٌ.(2/224)
1564- حَدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الحَجَّاجِ، حَدَّثنا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ المُخْتَارِ، حَدَّثنا عَاصِمٌ الأَحْوَلُ، حَدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَرْجِسَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ نَهَى أَنْ يَغْتَسِلَ الرَّجُلُ بِفَضْلِ المَرْأَةِ، وَتَغْتَسِلَ المَرْأَةُ بِفَضْلِ الرَّجُلِ، وَلَكِنْ يَشْرَعَانِ فِيهِ جَمِيعًا(2/224)
مُسْنَدُ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ.
1565- حَدَّثنا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثنا حَمَّادٌ يَعْنِي بْنَ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الحَكَمِ، عَنْ أَبِي حَسَنٍ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ مُرَّةَ، قَالَ لِمُعَاوِيَةَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، يَقُولُ: مَا مِنْ وَالٍ يُغْلَقُ بَابُهُ دُونَ ذَوِي الخَلَّةِ وَالحَاجَةِ، إِلاَّ أَغْلَقَ اللهُ أَبْوَابَ السَّمَاءِ، عَنْ خَلَّتِهِ وَمَسْكَنَتِهِ.(2/225)
1566- حَدَّثنا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الحَكَمِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حَسَنٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: قُلْتُ لِمُعَاوِيَةَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: مَا مِنْ أَمِيرٍ وَلاَ وَالٍ يُغْلَقُ بَابُهُ دُونَ ذَوِي الحَاجَةِ وَالخَلَّةِ وَالمَسْكَنَةِ إِلاَّ أَغْلَقَ اللهُ أَبْوَابَ السَّمَاءِ دُونَ حَاجَتِهِ وَمَسْكَنَتِهِ قَالَ: فَجَعَلَ مُعَاوِيَةُ رَجُلاً عَلَى حَوَائِجِ النَّاسِ.(2/225)
1567- حَدَّثنا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثنا الحَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثنا الرَّبِيعُ بْنُ سَبْرَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ الجُهَنِيِّ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا، عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَقَالَ: مَنْ هَاهُنَا مِنْ مَعَدٍّ فَلْيَقُمْ؟ قَالَ: فَأَخَذْتُ ثَوْبِي لأَقُومَ، قَالَ: اقْعُدْ ثُمَّ قَالَ الثَّانِيَةَ، فَقُلْتُ: مِمَّنْ أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: مِنْ حِمْيَرَ(2/226)
مسند مُخَوَّلٌ.
1568- حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ المَكِّيُّ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ مَسْمُولٍ، قَالَ: سَمِعْتُ القَاسِمَ بْنَ مُخَوَّلٍ البَهْزِيَّ ثُمَّ السُّلَمِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ الجَاهِلِيَّةَ وَالإِسْلاَمَ يَقُولُ: نُصِبَتْ حَبَائِلُ لِي بِالأَبْوَاءِ، فَوَقَعَ فِي حَبْلٍ مِنْهَا ظَبْيٌ، فَأَفْلَتْ فَخَرَجْتُ فِي إِثْرِهِ، فَوَجَدْتُ رَجُلاً قَدْ أَخَذَهُ، فَتَنَازَعْنَا فِيهِ، فَتَسَاوَقْنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَوَجَدْنَاهُ نَازِلاً بِالأَبْوَاءِ تَحْتَ شَجَرَةٍ يَسْتَظِلُّ بِنِطَعٍ، فَاخْتَصَمْنَا إِلَيْهِ، فَقَضَى بِهِ بَيْنَنَا شِطْرَيْنِ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، نَلْقَى الإِبِلَ وَبِهَا لَبَنٌ وَهِيَ مُصَرَّاةٌ، وَنَحْنُ مُحْتَاجُونَ، قَالَ: نَادِ صَاحِبَ الإِبِلِ ثَلاَثًا، فَإِنْ جَاءَ، وَإِلاَّ فَاحْلُلْ صِرَارَهَا، ثُمَّ اشْرَبْ، ثُمَّ صُرَّ، وَأَبْقِ لِلَّبَنِ دَوَاعِيَهُ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، الضَّوَالُّ تَرِدُ عَلَيْنَا، هَلْ لَنَا أَجْرٌ أَنْ نَسْقِيَهَا؟ قَالَ: نَعَمْ، فِي كُلِّ ذَاتِ كَبِدٍ حَرَّى أَجْرٌ، ثُمَّ أَنْشَأَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يُحَدِّثُنَا، قَالَ: سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ، خَيْرُ المَالِ فِيهِ غَنَمٌ بَيْنَ المَسْجِدَيْنِ تَأْكُلُ الشَّجَرَ وَتَرِدُ المَاءَ، يَأْكُلُ صَاحِبُهَا مِنْ رَسَلِهَا، وَيَشْرَبُ مِنَ أَلْبَانِهَا، وَيَلْبَسُ مِنْ أَصْوَافِهَا، أَوْ قَالَ، أَشْعَارِهَا، وَالفِتَنُ تَرْتَكِسُ بَيْنَ جَرَاثِيمَ العَرَبِ، وَاللَّهِ مَا تَعْبَؤُونَ يَقُولُهَا رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ ثَلاَثًا قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَوْصِنِي، قَالَ: أَقِمِ الصَّلاَةَ، وَآتِ الزَّكَاةَ، وَصُمْ رَمَضَانَ، وَحُجَّ البَيْتَ، وَاعْتَمِرْ، وَبِرَّ وَالِدَيْكَ، وَصِلْ رَحِمَكَ، وَأَقْرِ الضَّيْفَ، وَأَمُرْ بِالمَعْرُوفِ، وَانْهَ، عَنِ المُنْكَرِ، وَزُلْ مَعَ الحَقِّ حَيْثُ زَالَ(2/227)
مُسْنَدُ عَمِّ أَبِي حُرَّةَ الرَّقَاشِيِّ.
1569- حَدَّثنا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثنا حَمَّادٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي حُرَّةَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ عَمِّهِ، قَالَ: كُنْتُ آخِذًا بِزِمَامِ نَاقَةِ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فِي أَوْسَطِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ فِي حَجَّةِ الوَدَاعِ، فَقَالَ: فِيمَا يَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ كُلَّ رِبًا مَوْضُوعٌ، وَإِنَّ أَوَّلَ رِبًا يُوضَعُ رِبَا العَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ، لَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكِمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ.(2/229)
1570- حَدَّثنا عَبْدُ الأَعْلَى، حَدَّثنا حَمَّادٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي حُرَّةَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ عَمِّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: لاَ يَحِلُّ مَالُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِلاَّ بِطِيبِ نَفْسٍ مِنْهُ(2/229)
الحَارِثُ الأَشْعَرِيُّ.
1571- حَدَّثنا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثنا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، أَنَّ زَيْدًا، حَدَّثَهُ، أَنَّ أَبَا سَلاَمٍ حَدَّثَهُ، أَنَّ الحَارِثَ الأَشْعَرِيَّ حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: إِنَّ اللهَ أَمَرَ يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ يَعْمَلُ بِهِنَّ، وَيَأْمُرُ بَنِي إِسْرَائِيلَ يَعْمَلُونَ بِهِنَّ، وَإِنَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ قَالَ لَهُ: إِنَّ اللهَ أَمَرَكَ بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ تَعْمَلُ بِهِنَّ وَتَأْمُرُ بِهِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ يَعْمَلُونَ بِهِنَّ، فَإِمَّا أَنْ تَأْمُرَهُمْ، وَإِمَّا أَنْ آمُرُهُمْ؟ قَالَ: إِنَّكَ إِنْ تَسْبِقْنِي بِهِنَّ خَشِيتُ أَنْ أُعَذَّبَ، أَوْ يُخْسَفَ بِي، قَالَ: فَجَمَعَ النَّاسَ فِي بَيْتِ المَقْدِسِ حَتَّى امْتَلأَ، وَقَعَدَ النَّاسُ عَلَى الشُّرُفَاتِ، قَالَ: فَوَعَظَهُمْ قَالَ: إِنَّ اللهَ أَمَرَنِي بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ أَعْمَلُ بِهِنَّ، وَآمُرُكُمْ أَنْ تَعْمَلُوا بِهِنَّ: أُولاَهُنَّ أَنْ تَعْبُدُوا اللهَ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَإِنَّ مَثَلَ مَنْ أَشْرَكَ بِاللَّهِ كَمَثَلِ رَجُلٍ اشْتَرَى عَبْدًا مِنْ خَالِصِ مَالِهِ بِذَهَبٍ أَوْ وَرِقٍ، قَالَ: هَذِهِ دَارِي، وَهَذَا عَمَلِي فَاعْمَلْ وَأَدِّ إِلَيَّ، فَجَعَلَ يَعْمَلُ وَيُؤَدِّي إِلَى غَيْرِ سَيِّدِهِ، فَأَيُّكُمْ يَسُرُّهُ أَنْ يَكُونَ عَبْدُهُ كَذَلِكَ؟ وَإِنَّ اللهَ خَلَقَكُمْ وَرَزَقَكُمْ فَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَأَمَرَكُمْ بِالصَّلاَةِ، فَإِذَا صَلَّيْتُمْ فَلاَ تَلْتَفِتُوا، وَأَمَرَكُمْ بِالصِّيَامِ،(2/230)
وَإِنَّ مَثَلَ ذَلِكَ كَمَثَلِ رَجُلٍ كَانَتْ مَعَهُ صُرَّةٌ، فِيهَا مِسْكٌ، وَمَعَهُ عِصَابَةٌ كُلُّهُمْ يُعْجِبُهُ أَنْ يَجِدَ رِيحَهَا، وَإِنَّ الصِّيَامَ أَطْيَبُ، عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ المِسْكِ، وَآمُرُكُمْ بِالصَّدَقَةِ، وَإِنَّ مَثَلَ ذَلِكَ كَمَثَلِ رَجُلٍ أَسَرَهُ العَدُوُّ وَقَامُوا إِلَيْهِ، فَأَوْثَقُوا يَدَهُ إِلَى، عَنْقِهِ، فَقَالَ: هَلْ لَكُمْ أَنْ أَفْدِيَ نَفْسِي مِنْكُمْ؟ قَالَ: فَجَعَلَ يُعْطِيَهُمُ القَلِيلَ وَالكَثِيرَ لِيَفُكَّ نَفْسَهُ مِنْهُمْ، وَآمُرُكُمْ بِذِكْرِ اللهِ كَثِيرًا، وَإِنَّ مَثَلَ ذَلِكَ كَمَثَلِ رَجُلٍ طَلَبَهُ العَدُوُّ سِرَاعًا فِي إِثْرِهِ حَتَّى أَتَى عَلَى حِصْنٍ حَصِينٍ، فَأَحْرَزَ نَفْسُهُ فِيهِ كَذَلِكَ العَبْدُ لاَ يُحْرِزُ نَفْسَهُ مِنَ الشَّيْطَانِ إِلاَّ بِذِكْرِ اللهِ وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: وَأَنَا آمُرُكُمْ بِخَمْسٍ أَمَرَنِي اللهُ بِهِنَّ: الجَمَاعَةُ، وَالسَّمْعُ، وَالطَّاعَةُ، وَالهِجْرَةُ، وَالجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، فَمَنْ فَارَقَ الجَمَاعَةَ قَيْدَ شِبْرٍ خُلِعَ الإِسْلاَمُ مِنْ رَأْسِهِ، إِلاَّ أَنْ يَرْجِعَ، وَمَنْ دَعَا بِدَعْوَى الجَاهِلِيَّةِ فَإِنَّهُ مِنْ جُثَى جَهَنَّمَ: قِيلَ: وَإِنْ صَامَ وَصَلَّى، قَالَ: وَإِنْ صَلَّى وَصَامَ فَادْعُوا بِدَعْوَى اللهِ الَّذِي سَمَّاكُمُ المُسْلِمِينَ المُؤْمِنِينَ عِبَادَ اللهِ(2/231)
مُسْنَدُ أَبِي هُبَيْرَةَ الأَنْصَارِيِّ.
1572- حَدَّثنا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، حَدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخبَرنا مَخْرَمَةُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ نَافِعٍ، قَالَ: رَآنِي أَبُو هُبَيْرَةَ الأَنْصَارِيُّ صَاحِبُ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ وَأَنَا أُصَلِّي الضُّحَى حِينَ طَلَعَتِ الشَّمْسُ، فَعَابَ ذَلِكَ عَلَيَّ، وَنَهَانِي، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: لاَ تُصَلُّوا حَتَّى تَرْتَفِعَ الشَّمْسُ، فَإِنَّهَا إِنَّمَا تَطْلُعُ فِي قَرْنِ شَيْطَانٍ(2/232)
مُسْنَدُ سَعْدٍ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ.
1573- حَدَّثنا أَبُو مُوسَى مُحَمَّدُ بْنُ المُثَنَّى، حَدَّثنا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثنا أَبُو عَامِرٍ، عَنِ الحَسَنِ، عَنْ سَعْدٍ، مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، قَالَ لأَبِي بَكْرٍ، وَكَانَ سَعْدُ مَمْلُوكًا لَهُ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ تُعْجِبُهُ خِدْمَتُهُ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: أَعْتِقْ سَعْدًا فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا لَنَا هَاهُنَا غَيْرُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: أَعْتِقْ سَعْدًا، أَتَتْكَ الرِّجَالُ، أَتَتْكَ الرِّجَالُ.(2/233)
1574- حَدَّثنا أَبُو مُوسَى، حَدَّثنا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثنا أَبُو عَامِرٍ، عَنِ الحَسَنِ، عَنْ سَعْدٍ، قَالَ: قَرَّبْتُ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ تَمْرًا، فَجَعَلُوا يَقْرِنُونَ، فَنَهَى رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، عَنِ القِرَانِ.(2/233)
1575- حَدَّثنا أَبُو هِشَامٍ، حَدَّثنا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثنا أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الحَسَنِ، عَنْ دَغْفَلٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ تُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَسِتِّينَ(2/233)
عُبَيْدٌ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ.
1576- حَدَّثنا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ عُبَيْدٍ، مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: إِنَّ امْرَأَتَيْنِ كَانَتَا صَائِمَتَيْنِ، فَكَانَتَا تَغْتَابَانِ النَّاسَ، فَدَعَا رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ بِقَدَحٍ، فَقَالَ لَهُمَا: قِيئَا، فَقَاءَتَا قَيْحًا وَدَمًا وَلَحْمًا عَبِيطًا، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ هَاتَيْنِ صَامَتَا، عَنِ الحَلاَلِ وَأَفْطَرَتَا عَلَى الحَرَامِ(2/234)
أَبُو مَالِكٍ الأَشْعَرِيُّ.
1577- حَدَّثنا هُدْبَةُ، حَدَّثنا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، أَنَّ زَيْدًا، حَدَّثَهُ أَنَّ أَبَا سَلاَمٍ حَدَّثَهُ، أَنَّ أَبَا مَالِكٍ الأَشْعَرِيَّ حَدَّثَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، قَالَ: أَرْبَعٌ فِي أُمَّتِي مِنْ أَمْرِ الجَاهِلِيَّةِ لاَ يَتْرُكُونَهُنَّ: الفَخْرُ فِي الأَحْسَابِ، وَالطَّعْنُ فِي الأَنْسَابِ، وَالاِسْتِسْقَاءُ بِالنُّجُومِ، وَالنِّيَاحَةُ، وَقَالَ النَّائِحَةُ: إِذَا لَمْ تَتُبْ قَبْلَ مَوْتِهَا يُقَامُ يَوْمَ القِيَامَةِ عَلَيْهَا سِرْبَالٌ مِنْ قَطِرَانٍ وَدِرْعٌ مِنْ جَرَبٍ(2/235)
مُسْنَدُ العَبَّاسِ بْنِ مِرْدَاسٍ السُّلَمِيِّ.
1578- حَدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الحَجَّاجِ السَّامِيُّ، حَدَّثنا عَبْدُ القَاهِرِ بْنُ السَّرِيِّ السُّلَمِيُّ، حَدَّثَنِي ابْنُ كِنَانَةَ بْنُ العَبَّاسِ بْنِ مِرْدَاسٍ السُّلَمِيُّ، أَنَّ أَبَاهُ، حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِيهِ العَبَّاسِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ دَعَا عَشِيَّةَ عَرَفَةَ لأُمَّتِهِ بِالمَغْفِرَةِ وَالرَّحْمَةِ وَأَكْثَرَ الدُّعَاءَ، فَأَجَابَهُ اللهُ أَنِّي قَدْ فَعَلْتُ وَغَفَرْتُ لأُمَّتِكَ إِلاَّ ظُلْمَ بَعْضِهِمْ بَعْضًا، فَأَعَادَ، فَقَالَ: يَا رَبِّ، إِنَّكَ قَادِرٌ أَنْ تَغْفِرَ لِلظَّالِمِ وَتُثِيبَ المَظْلُومَ خَيْرًا مِنْ مَظْلَمَتِهِ فَلَمْ يَكُنْ تِلْكَ العَشِيَّةَ إِلاَّ ذَا، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الغَدِ دَعَا غَدَاةَ المُزْدَلِفَةِ، فَعَادَ يَدْعُو لأُمَّتِهِ، فَلَمْ يَلْبَثِ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَنْ تَبَسَّمَ، فَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِهِ: يَا رَسُولَ اللهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، تَبَسَّمْتَ فِي سَاعَةٍ لَمْ تَكُنْ تَضْحَكُ فِيهَا، فَمَا أَضْحَكَكَ أَضْحَكَ اللهُ سِنَّكَ؟ قَالَ: تَبَسَّمْتُ مِنْ عَدُوِّ اللهِ إِبْلِيسَ حِينَ عَلِمَ أَنَّ اللهَ قَدْ أَجَابَنِي فِي أُمَّتِي وَغَفَرَ لِلظَّالِمِ، أَهْوَى يَدْعُو بِالثُّبُورِ وَالوَيْلِ وَيَحْثُو التُّرَابَ عَلَى رَأْسِهِ وَقَالَ مَرَّةً: فَضَحِكْتُ مِنْ جَزَعِهِ(2/236)
مسند الحكم بن ميناء.
1579- حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ المُقَدَّمِيُّ، حَدَّثنا أَبُو بَكْرٍ الحَنَفِيُّ، حَدَّثنا عَبْدُ الحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ المَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي الحُوَيْرِثِ، أَنَّهُ سَمِعَ الحَكَمَ بْنَ مِينَاءَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، قَالَ لِعُمَرَ: اجْمَعْ لِي مِنْ هَاهُنَا مِنْ قُرَيْشٍ فَجَمَعَهُمْ، ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَتَخْرُجُ إِلَيْهِمْ أَمْ يَدْخُلُونَ؟ قَالَ: بَلْ أَخْرُجُ إِلَيْهِمْ، فَخَرَجَ، فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ هَلْ فِيكُمْ غَيْرُكُمْ قَالُوا: لاَ إِلاَّ بَنُو أَخَوَاتِنَا، قَالَ: ابْنُ أُخْتِ القَوْمِ مِنْهُمْ، ثُمَّ قَالَ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، اعْلَمُوا أَنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِالنَّبِيِّ المُتَّقُونَ، فَانْظُرُوا لاَ يَأْتِي النَّاسُ بِالأَعْمَالِ يَوْمَ القِيَامَةِ وَتَأْتُونَ بِالدُّنْيَا تَحْمِلُونَهَا فَأَصُدَّ، عَنْكُمْ بِوَجْهِي ثُمَّ قَرَأَ: {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لِلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللهُ وَلِيُّ المُؤْمِنْينَ}(2/237)
مُسْنَدُ عُمَيْرِ بْنِ سَعْدٍ.
1580- حَدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الحَجَّاجِ السَّامِيُّ، حَدَّثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ أَبِي طَلْحَةَ الخَوْلاَنِيِّ، قَالَ: أَتَيْنَا عُمَيْرَ بْنَ سَعْدٍ فِي نَفَرٍ مِنْ أَهْلِ فِلَسْطِينَ، وَكَانَ يُقَالُ: نَسِيجُ وَحْدِهِ، فَقَعَدْنَا عَلَى دُكَّانٍ لَهُ عَظِيمٍ فِي دَارِهِ، فَقَالَ لِغُلاَمِهِ: يَا غُلاَمُ، أَوْرِدِ الخَيْلَ، قَالَ: وَفِي الدَّارِ تَوْرٌ مِنْ حِجَارَةٍ، قَالَ فَأَوْرِدْهَا، فَقَالَ: أَيْنَ فُلاَنَةُ؟ قَالَ: هِيَ جَرِبَةٌ تَقْطُرُ دَمًا، أَوْ قَالَ: تَقْطُرُ مَاءً، شَكَّ أَبُو إِسْحَاقَ، قَالَ: أَوْرِدْهَا، فَقَالَ أَحَدُ القَوْمِ: إِذًا تَجْرَبُ الخَيْلُ كُلُّهَا، قَالَ: أَوْرِدْهَا، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: لاَ عَدْوَى، وَلاَ طِيَرَةَ، وَلاَ هَامَةَ، أَلَمْ تَرَ إِلَى البَعِيرِ مِنَ الإِبِلِ كَيْفَ يَكُونُ بِالصَّحْرَاءِ، ثُمَّ يُصْبِحُ فِي كَرْكَرَتِهِ أَوْ فِي مَرَاقِّهِ نُكْتَةٌ لَمْ تَكُنْ قَبْلَ ذَلِكَ، فَمَنْ أَعْدَى الأَوَّلَ؟(2/239)
مُسْنَدُ الحَارِثِ بْنِ وُقَيْشٍ.
1581- حَدَّثنا صَالِحُ بْنُ حَاتِمِ بْنِ وَرْدَانَ، حَدَّثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثنا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسٍ، عَنِ الحَارِثِ بْنِ وُقَيْشٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يَمُوتُ بَيْنَهُمَا أَرْبَعَةٌ إِلاَّ أَدْخَلَهُمَا اللهُ الجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَثَلاَثَةٌ، قَالَ: وَثَلاَثَةٌ قَالَ: وَاثْنَانِ، قَالَ: وَاثْنَانِ قَالَ: وَإِنَّ مِنْ أُمَّتِي مَنْ يَدْخُلُ بِشَفَاعَتِهِ أَكْثَرُ مِنْ مُضَرَ(2/240)
حَبَّةُ بْنُ حَابِسٍ التَّمِيمِيُّ.
1582- حَدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، قَالَ، حَدَّثنا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثنا حَرْبٌ، حَدَّثَنِي يَحْيَى، قَالَ، حَدَّثَنِي حَبَّةُ بْنُ حَابِسٍ التَّمِيمِيُّ، أَنَّ أَبَاهُ، أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: لاَ شَيْءَ فِي الهَامِ، وَالعَيْنُ حَقٌّ، وَأَصْدَقُ الطَّيْرِ الفَأْلُ(2/241)
الفَلَتَانُ بْنُ عَاصِمٍ.
1583- حَدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الحَجَّاجِ، حَدَّثنا عَبْدُ الوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثنا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ، يَعْنِي، عَنِ الفَلَتَانِ بْنِ عَاصِمٍ، قَالَ: كُنَّا، عِنْدَ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَأُنْزِلَ عَلَيْهِ، وَكَانَ إِذَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ دَامَ بَصَرُهُ مَفْتُوحَةً عَيْنَاهُ، وَفَرَغَ سَمْعُهُ، وَقَلْبُهُ لِمَا يَأْتِيَهُ مِنَ اللهِ، قَالَ: فَكُنَّا نَعْرِفُ ذَلِكَ مِنْهُ، فَقَالَ لِلْكَاتِبِ: اكْتُبْ {لاَ يَسْتَوِي القَاعِدُونَ مِنَ المُؤْمِنِينَ}، {وَالمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} قَالَ: فَقَامَ الأَعْمَى، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا ذَنْبُنَا؟ فَأَنْزَلَ اللهُ، فَقُلْنَا لِلأَعْمَى: إِنَّهُ يُنَزَّلُ عَلَى النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَخَافَ أَنْ يَكُونَ يُنَزَّلُ عَلَيْهِ شَيْءٌ مِنْ أَمْرِهِ، فَبَقِيَ قَائِمًا يَقُولُ: أَعُوذُ بِغَضَبِ رَسُولِ اللهِ، قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ لِلْكَاتِبِ: اكْتُبْ {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ}.(2/242)
مُسْنَدُ مَعَنْ بْنُ نَضْلَةَ.
1584- حَدَّثنا أَبُو مُوسَى إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى الأَنْصَارِيُّ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَعَنْ، حَدَّثَنِي جَدِّي مُحَمَّدُ بْنُ مَعْنٍ، عَنْ أَبِيهِ مَعَنْ بْنِ نَضْلَةَ، أَنَّ نَضْلَةَ، لَقِيَ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ بِمُرِّينَ، وَمَعَهُ شَوَائِلُ لَهُ، فَحَلَبَ لِرَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فِي إِنَاءٍ، فَشَرِبَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، ثُمَّ شَرِبَ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ، ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالحَقِّ، إِنْ كُنْتُ لأَشْرَبُ سَبْعَةً، فَمَا أَشْبَعُ، وَمَا أَمْتَلِئُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: إِنَّ المُؤْمِنَ يَشْرَبُ فِي مِعًى وَاحِدٍ، وَإِنَّ الكَافِرَ يَشْرَبُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ.
1585- أَخبَرنا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثناهُ ابْنُ المَدِينِيُّ، بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ.(2/243)
مُسْنَدُ وَابِصَةَ بْنِ مَعْبَدٍ.
1586- حَدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الحَجَّاجِ السَّامِيُّ، حَدَّثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ السَّلاَمِ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مِكْرَزٍ، عَنْ وَابِصَةَ بْنِ مَعْبَدٍ الأَسَدِيِّ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ لاَ أَدَعَ شَيْئًا مِنَ البِرِّ وَالإِثْمِ إِلاَّ سَأَلْتُهُ، فَأَتَيْتُهُ فِي عِصَابَةٍ مِنَ النَّاسِ يَسْتَفْتُونَهُ، فَجَعَلْتُ أَتَخَطَّاهُمْ، فَقَالُوا: إِلَيْكَ يَا وَابِصَةُ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، فَقُلْتُ: دَعُونِي أَدْنُو مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، فَإِنَّهُ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ أَنْ أَدْنُوَ مِنْهُ، قَالَ: دَعُوا وَابِصَةَ، ادْنُ يَا وَابِصَةُ، اسْتَفْتِ قَلْبَكَ، وَاسْتَفْتِ نَفْسَكَ، اسْتَفْتِ قَلْبَكَ، وَاسْتَفْتِ نَفْسَكَ، البِرُّ مَا اطْمَأَنَّتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ، وَاطْمَأَنَّ إِلَيْهِ القَلْبُ، وَالإِثْمُ مَا حَاكَ فِي النَّفْسِ، وَتَرَدَّدَ فِي الصَّدْرِ، وَإِنْ أَفْتَاكَ النَّاسُ، وَأَفْتَوْكَ ثَلاَثًا(2/244)
1587- حَدَّثنا عَلِيُّ بْنُ حَمْزَةَ المَعْوَلِيُّ، حَدَّثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ الزُّبَيْرِ أَبِي عَبْدِ السَّلاَمِ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ وَابِصَةَ الأَسَدِيِّ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ لاَ أَدَعَ شَيْئًا مِنَ البِرِّ وَالإِثْمِ إِلاَّ سَأَلْتُهُ، عَنْهُ، فَأَتَيْتُهُ وَحَوْلَهُ عِصَابَةٌ مِنَ المُسْلِمِينَ يَسْتَفْتُونَهُ، فَجَعَلْتُ أَتَخَطَّاهُمْ إِلَيْهِ، فَقَالُوا: إِلَيْكَ يَا وَابِصَةُ، فَقُلْتُ لَهُمْ: دَعُونِي أَدْنُو مِنْهُ، فَإِنَّهُ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ أَنْ أَدْنُوَ مِنْهُ، فَقَالَ: دَعُوا وَابِصَةَ، ادْنُ يَا وَابِصَةُ، ادْنُ يَا وَابِصَةُ فَدَنَوْتُ، فَجَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ لِي: يَا وَابِصَةُ، أَتَسْأَلُنِي أَوْ أُخْبِرُكَ؟ قُلْتُ: بَلْ أَخْبِرْنِي يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: جِئْتَ تَسْأَلُنِي، عَنِ البِرِّ وَالإِثْمِ قُلْتُ: نَعَمْ، فَجَمَعَ أَنَامِلَهُ، ثُمَّ جَعَلَ يَنْكُتُ بِهِنَّ فِي صَدْرِي، وَيَقُولُ: يَا وَابِصَةُ، اسْتَفْتِ قَلْبَكَ، وَاسْتَفْتِ نَفْسَكَ، اسْتَفْتِ قَلْبَكَ، وَاسْتَفْتِ نَفْسَكَ، البِرُّ مَا اطْمَأَنَّتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ، وَالإِثْمُ مَا حَاكَ فِي الصُّدُورِ، وَإِنْ أَفْتَاكَ النَّاسُ، وَأَفْتَوْكَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ.(2/244)
1588- حَدَّثنا أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ فُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ، حَدَّثنا مَالِكُ بْنُ سُعَيْرٍ، حَدَّثنا السَّرِيُّ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ وَابِصَةَ بْنِ مَعْبَدٍ، قَالَ: انْصَرَفَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ وَرَجُلٌ يُصَلِّي خَلْفَ القَوْمِ، فَقَالَ: أَيُّهَا المُصَلِّي وَحْدَهُ، أَلاَ تَكُونُ وَصَلْتَهُ صَفًّا، فَدَخَلْتَ مَعَهُمْ، أَوِ اجْتَرَرْتَ رَجُلاً إِلَيْكَ أَنْ ضَاقَ بِكُمُ المَكَانُ، أَعِدْ صَلاَتَكَ، فَإِنَّهُ لاَ صَلاَةَ لَكَ.(2/245)
1589- حَدَّثنا عَمْرٌو النَّاقِدُ، حَدَّثنا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ الكِلاَبِيُّ الرَّقِّيُّ، حَدَّثنا أَصْبُغُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، عَنْ شَدَّادٍ، مَوْلَى عِيَاضٍ، عَنْ وَابِصَةَ، قَالَ أَبُو عُثْمَانَ عَمْرٌو يَعْنِي ابْنَ مَعْبَدٍ إِنْ شَاءَ اللهُ أَنَّهُ كَانَ يَقُومُ فِي النَّاسِ يَوْمَ الأَضْحَى، أَوْ يَوْمَ الفِطْرِ، فَيَقُولُ: إِنِّي شَهِدْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فِي حَجَّةِ الوَدَاعِ، وَهُوَ يَقُولُ: أَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟ قَالَ: النَّاسُ يَوْمَ النَّحْرِ قَالَ: فَأَيُّ شَهْرٍ هَذَا؟ ثُمَّ قَالَ: أَيُّ بَلَدٍ هَذَا؟ قَالُوا: هَذِهِ البَلْدَةُ، قَالَ: فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ حَرَامٌ عَلَيْكُمْ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا إِلَى يَوْمِ تَلِقُونَهُ، ثُمَّ قَالَ: اللهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ؟ يُبَلِّغُ الشَّاهِدُ الغَائِبَ قَالَ وَابِصَةُ: نَشْهَدُ عَلَيْكُمْ كَمَا أَشْهَدَ عَلَيْنَا.(2/245)
1590- قَالَ عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ النَّاقِدُ: حَدَّثنا أَبُو سَلَمَةَ الخُزَاعِيُّ، أَنَّ جَعْفَرَ بْنَ بُرْقَانَ، حَدَّثَهُمْ فِي هَذَا الحَدِيثِ، أَنَّ سَالِمَ بْنَ وَابِصَةَ، صَلَّى بِهِمْ بِالرَّقَّةِ وَذَكَرَ حَدِيثَ وَابِصَةَ هَذَا، وَقَالَ وَابِصَةُ: نَشْهَدُ عَلَيْكُمْ كَمَا أَشْهَدَ عَلَيْنَا، فَأُوعِيتُمْ وَنَحْنُ نُبَلِّغُكُمْ.(2/246)
مسند ثابت بن قيس الأنصاري.
1591- حَدَّثنا أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ المَوْصِلِيُّ، حَدَّثنا أَبُو فَضَالَةَ فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ عَبْدِ الخَبِيرِ بْنِ قَيْسِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ شَمَّاسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قُتِلَ يَوْمَ قُرَيْظَةَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ يُدْعَى خَلاَّدًا، فَقِيلَ لأُمِّهِ: يَا أُمَّ خَلاَّدٍ، قُتِلَ خَلاَّدٌ، فَجَاءَتْ وَهِيَ مُتَنَقِبَّةٌ، فَقِيلَ لَهَا: قُتِلَ خَلاَّدٌ، وَتجِيئِينَنَا مُتَنَقِبَّةً، قَالَتْ: إِنْ رُزِئْتُ خَلاَّدًا، فَلاَ أُرْزَأُ حَيَائِي، فَذَكَرُوا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، فَقَالَ: أَمَا إِنَّ لَهُ أَجْرَ شَهِيدَيْنِ قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَبِمَ؟ قَالَ: لأَنَّ أَهْلَ الكِتَابِ قَتَلُوهُ(2/247)
مُسْنَدُ سَفِينَةَ رَجُلٌ.
1592- حَدَّثنا زَحْمَوَيْهِ، حَدَّثنا صَالِحٌ، حَدَّثنا حَاجِبٌ يَعْنِي ابْنَ عُمَرَ، قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ الحَكَمِ الأَعْرَجِ عَلَى بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، فَتَذَاكَرُوا أَمْرَ المَيِّتِ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ الحَيِّ، فَحَدَّثنا بَكْرٌ قَالَ: حَدَّثنا رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، وَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ خَالَفَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: وَاللَّهِ لَئِنِ انْطَلَقَ رَجُلٌ مُحَارِبًا فِي سَبِيلِ اللهِ، ثُمَّ قُتِلَ فِي قُطْرٍ مِنْ أَقْطَارِ الأَرْضِ شَهِيدًا، فَعَمَدَتِ امْرَأَةٌ سَفَهًا أَوْ جَهْلاً، فَبَكَتْ عَلَيْهِ، لَيُعَذِّبَنَّ هَذَا الشَّهِيدَ بِبُكَاءِ هَذِهِ السَّفِيهَةِ عَلَيْهِ، فَقَالَ رَجُلٌ: صَدَقَ رَسُولُ اللهِ، وَكَذَبَ أَبُو هُرَيْرَةَ صَدَقَ رَسُولُ اللهِ، وَكَذَبَ أَبُو هُرَيْرَةَ(2/248)
رَجُلٌ.
1593- حَدَّثنا زَحْمَوَيْهِ، حَدَّثنا صَالِحٌ، حَدَّثنا الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ بَعْضِ، أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، عَلِّمْنِي عَمَلاً يُدْخِلُنِي الجَنَّةَ، وَلاَ تُكْثِرُ عَلَيَّ، قَالَ: لاَ تَغْضَبْ(2/249)
مسند رَجُلٌ، عَنْ أَبِيهِ.
1594- حَدَّثنا زَحْمَوَيْهِ، حَدَّثنا صَالِحٌ، حَدَّثنا أَبُو جَنَابٍ يَحْيَى بْنُ أَبِي حَيَّةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: إِنَّ أَخِي وَجِعَ، فَقَالَ: مَا وَجَعُ أَخِيكَ؟ قَالَ: بِهِ لَمَمٌ، قَالَ: فَابْعَثْ إِلَيَّ بِهِ قَالَ: فَجَاءَهُ، فَجَلَسَ بَيْنَ يَدَيْهِ، قَالَ: فَقَرَأَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَاتِحَةَ الكِتَابِ، وَأَرْبَعَ آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِ سُورَةِ البَقَرَةِ، وَآيَتَيْنِ مِنْ وَسَطِهَا {وَإِلِهُكُمْ إِلِهُ وَاحِدُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} حَتَّى فَرَغَ مِنَ الآيَةِ، وَآيَةَ الكُرْسِيِّ، وَثَلاَثَ آيَاتٍ مِنْ آخِرِ سُورَةِ البَقَرَةِ، وَآيَةً مِنْ أَوَّلِ سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ {شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالمَلاَئِكَةُ وَأُولُو العِلْمِ قَائِمًا بِالقِسْطِ} إِلَى آخِرِ الآيَةِ، وَآيَةً مِنْ سُورَةِ الأَعْرَافِ {إِنَّ رَبَّكُمُ اللهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ}، وَآيَةً مِنْ سُورَةِ المُؤْمِنِينَ {فَتَعَالَى اللهُ المَلِكُ الحَقُّ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ العَرْشِ الكَرِيمِ}، وَآيَةً مِنْ سُورَةِ الجِنِّ {وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلاَ وَلَدًا} وَعَشْرَ آيَاتٍ مِنْ سُورَةِ الصَّفِّ مِنْ أَوَّلِهَا، وَثَلاَثَ آيَاتٍ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الحَشْرِ، وَ{قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ}، وَالمُعَوِّذَتَيْنِ.(2/250)
1595- حَدَّثنا زَحْمَوَيْهِ، حَدَّثنا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ بْنِ دِينَارٍ، مَوْلَى آلِ الزُّبَيْرِ، أَخْبَرَنِي الثِّقَةُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ نَهَى يَوْمَ خَيْبَرَ أَنْ يُوقَعَ عَلَى الحُبَالَى، وَقَالَ: تَسْقِي زَرْعَ غَيْرِكَ؟(2/251)
فَرْوَةُ بْنُ نَوْفَلٍ الأَشْجَعِيُّ.
1596- حَدَّثنا عَبْدُ الوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ، حَدَّثنا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ فَرْوَةَ بْنِ نَوْفَلٍ، قَالَ: أَتَيْتُ المَدِينَةَ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: مَا جَاءَ بِكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: لِتُعَلِّمَنِي كَلِمَاتٍ إِذَا أَخَذَتُ مَضْجَعِي، قَالَ: اقْرَأْ قُلْ يَا أَيُّهَا الكَافِرُونَ فَإِنَّهَا بَرَاءَةٌ مِنَ الشِّرْكِ(2/252)
رَسُولُ قَيْصَرَ.
1597- حَدَّثنا حَوْثَرَةُ بْنُ أَشْرَسَ، حَدَّثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي رَاشِدٍ، قَالَ كَانَ رَسُولُ قَيْصَرَ جَارًا لِي زَمَنَ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، فَقُلْتُ لَهُ: أَخْبِرْنِي، عَنْ كِتَابِ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ إِلَى قَيْصَرَ، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَرْسَلَ دِحْيَةَ الكَلْبِيَّ إِلَى قَيْصَرَ، وَكَتَبَ مَعَهُ إِلَيْهِ كِتَابًا يُخَيِّرُهُ بَيْنَ إِحْدَى ثَلاَثٍ: إِمَّا أَنْ يُسْلِمَ وَلَهُ مَا فِي يَدَيْهِ مِنْ مُلْكِهِ، وَإِمَّا أَنْ يُؤَدِّيَ الخَرَاجَ، وَإِمَّا أَنْ يَأْذَنَ بِحَرْبٍ قَالَ، فَجَمَعَ قَيْصَرُ بَطَارِقَتَهُ وَقِسِّيِسِيهِ فِي قَصْرِهِ، وَأَغْلَقَ عَلَيْهِمُ البَابَ، وَقَالَ: إِنَّ مُحَمَّدًا كَتَبَ إِلَيَّ يُخَيِّرُنِي بَيْنَ إِحْدَى ثَلاَثٍ، إِمَّا أَنْ أُسْلِمَ وَلِي مَا فِي يَدِي مِنْ مُلْكِي، وَإِمَّا أَنْ أُؤَدِّيَ الخَرَاجَ، وَإِمَّا أَنْ آذَنَ بِحَرْبٍ، وَقَدْ تَجِدُونَ فِيمَا تَقَرْؤُونَ مِنْ كُتُبِكُمْ أَنَّهُ سَيَمْلِكُ مَا تَحْتَ قَدَمِي مِنْ مُلْكِي، فَنَخَرُوا نَخْرَةً حَتَّى إِنَّ بَعْضَهُمْ خَرَجُوا مِنْ بَرَانِسِهِمْ، وَقَالُوا: تُرْسِلُ إِلَى رَجُلٍ مِنَ العَرَبِ، جَاءَ فِي بُرْدَيْهِ وَنَعْلَيْهِ بِالخَرَاجِ، فَقَالَ: اسْكُتُوا إِنَّمَا أَرَدْتُ أَنْ أَعْلَمَ تَمَسُّكَكُمْ بِدِينِكُمْ وَرَغَّبَتَكُمْ فِيهِ، ثُمَّ قَالَ: ابْتَغُوا لِي رَجُلاً مِنَ العَرَبِ، فَجَاؤُوا بِي فَكَتَبَ مَعِي إِلَى النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ كِتَابًا وَقَالَ لِي: انْظُرْ مَا سَقَطَ، عَنْكَ مِنْ قَوْلِهِ، فَلاَ يَسْقُطُ عِنْدَ ذِكْرِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ،(2/253)
فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ وَهُوَ مَعَ أَصْحَابِهِ، وَهُمْ مُحْتَبُونَ بِحَمَائِلِ سُيُوفِهِمْ حَوْلَ بِئْرِ تَبُوكَ، فَقُلْتُ: أَيُّكُمْ مُحَمَّدٌ؟ فَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى نَفْسِهِ، فَدَفَعْتُ إِلَيْهِ الكِتَابَ، فَدَفَعَهُ إِلَى رَجُلٍ إِلَى جَنْبِهِ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالُوا: مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفيَانَ، فَقَرَأَهُ فَإِذَا فِيهِ: كَتَبْتَ تَدْعُونِي إِلَى جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضِ، فَأَيْنَ النَّارُ إِذًا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: يَا سُبْحَانَ اللهِ، إِذَا جَاءَ اللَّيْلُ فَأَيْنَ النَّهَارُ؟ فَكَتَبْتُهُ عَنْدِي، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: إِنَّكَ رَسُولُ قَوْمٍ، فَإِنَّ لَكَ حَقًّا، وَلَكِنْ جِئْتَنَا وَنَحْنُ مُرْمِلُونَ قَالَ عُثْمَانُ: أَكْسُوهُ حُلَّةً صَفُورِيَّةً، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ: عَلَيَّ ضِيَافَتُهُ، وَقَالَ لِي قَيْصَرُ فِيمَا قَالَ: انْظُرْ إِلَى ظَهْرِهِ، فَرَأَى رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ إِنِّي أُرِيدُ النَّظَرَ إِلَى ظَهْرِهِ، فَأَلْقَى ثَوْبَهُ، عَنْ ظَهْرِهِ، فَنَظَرْتُ إِلَى الخَاتَمِ فِي نُغْصِ الكَتِفِ، فَأَقْبَلْتُ عَلَيْهِ أُقَبِّلُهُ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: إِنِّي كَتَبْتُ إِلَى النَّجَاشِيِّ فَأَحْرَقَ كِتَابِي، وَاللهُ مُحْرِقُهُ، وَكَتَبْتُ إِلَى كِسْرَى عَظِيمِ فَارِسَ، فَمَزَّقَ كِتَابِي، وَاللهُ مُمَزِّقُهُ، وَكَتَبْتُ إِلَى قَيْصَرَ فَرَفَعَ كِتَابِي، فَلاَ يَزَالُ النَّاسُ، ذَكَرَ كَلِمَةً، مَا كَانَ فِي العَيْشِ خَيْرٌ(2/254)
عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ.
1598- حَدَّثنا حَوْثَرَةُ، حَدَّثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، أَنَّ عُرْوَةَ بْنَ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيَّ، قَالَ لِقَوْمِهِ زَمَنَ الحُدَيْبِيَةِ: أَيْ قَوْمِ، إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ المُلُوكَ وَكَلَّمْتُهُمْ، فَابْعَثُونِي إِلَى مُحَمَّدٍ فَأُكَلِّمَهُ، فَأَتَاهُ بِالحُدَيْبِيَةِ، فَجَعَلَ عُرْوَةُ يُكَلِّمُ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ وَيَتَنَاوَلُ لِحْيَةَ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، وَالمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ شَاكٍ فِي السِّلاَحِ عَلَى رَأْسِ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، فَقَالَ لَهُ المُغِيرَةُ: كُفَّ يَدَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ لاَ تَصِلَ إِلَيْكَ، فَرَفَعَ عُرْوَةُ رَأْسَهُ، فَقَالَ: أَنْتَ هُوَ وَاللَّهِ، إِنَّكَ لَفِي غَدْرَتِكَ مَا خَرَجْتَ مِنْهَا بَعْدُ، فَرَجَعَ عُرْوَةُ إِلَى قَوْمِهِ، فَقَالَ: أَيْ قَوْمِ، إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ المُلُوكَ وَكَلَّمْتُهُمْ، مَا رَأَيْتُ مِثْلَ مُحَمَّدٍ قَطُّ مَا هُوَ بِمَلِكٍ، وَلَقَدْ رَأَيْتُ الهَدْيَ مَعْكُوفًا يَأْكُلُ وَبَرَهُ، وَمَا أَرَاكُمْ إِلاَّ سَتُصِيبُكُمْ قَارِعَةٌ، فَانْصَرَفَ وَمَنْ مَعَهُ مِنْ قَوْمِهِ، فَصَعِدَ سُوَرَ الطَّائِفِ، فَشَهِدَ أَنَّ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، فَرَمَاهُ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِهِ بِسَهْمٍ، فَقَتَلَهُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ فِي أُمَّتِي مِثْلَ صَاحِبِ يَاسِينَ(2/255)
عَبْدُ اللهِ بْنُ الشِّخِّيرِ.
1599- حَدَّثنا حَوْثَرَةُ، حَدَّثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ البُنَانِيِّ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ المَسْجِدَ وَهُوَ قَائِمٌ وَلِصَدْرِهِ أَزِيزٌ كَأَزِيزِ المِرْجَلِ(2/256)
أَبُو الجَعْدِ.
1600- حَدَّثنا أُمَيَّةُ بْنُ بِسْطَامٍ، حَدَّثنا يَزِيدُ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، أَخْبَرَنِي عَبِيدَةُ بْنُ سُفيَانَ الحَضْرَمِيُّ، عَنْ أَبِي الجَعْدِ الضَّمْرِيِّ، وَكَانَتْ، لَهُ صُحْبَةٌ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: مَنْ تَرَكَ الجُمُعَةَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ تَهَاوُنًا بِهَا طَبَعَ اللهُ عَلَى قَلْبِهِ(2/257)
رَجُلٌ.
1601- حَدَّثنا هُدْبَةُ، حَدَّثنا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، أَنَّ رَجُلاً، بِالكُوفَةِ، شَهِدَ أَنَّ عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ، عَنْهُ قُتِلَ شَهِيدًا فَأَخَذَتْهُ الزَّبَانِيَةُ فَرَفَعُوهُ إِلَى عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ، عَنْهُ وَقَالُوا: لَوْلاَ أَنْ تَنْهَانَا، أَوْ نَهَيْتَنَا، أَنْ لاَ نَقْتُلَ أَحَدًا لَقَتَلْنَاهُ، هَذَا زَعَمَ أَنَّهُ يَشْهَدُ أَنَّ عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قُتِلَ شَهِيدًا، فَقَالَ الرَّجُلُ لِعَلِيٍّ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: وَأَنْتَ تَشْهَدُ، أَتَذْكُرُ أَنِّي أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَسَأَلْتُهُ فَأَعْطَانِي، وَأَتَيْتُ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَسَأَلْتُهُ فَأَعْطَانِي، وَأَتَيْتُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَسَأَلْتُهُ فَأَعْطَانِي، وَأَتَيْتُ عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَسَأَلْتُهُ فَأَعْطَانِي، قَالَ: فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللهَ أَنْ يُبَارِكَ لِي، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: كَيْفَ لاَ يُبَارَكُ لَكَ وَأَعْطَاكَ نَبِيٌّ وَصِدِّيقٌ وَشَهِيدَانِ، وَأَعْطَاكَ نَبِيٌّ وَصِدِّيقٌ وَشَهِيدَانِ، وَأَعْطَاكَ نَبِيٌّ وَصِدِّيقٌ وَشَهِيدَانِ؟(2/258)
مُسْنَدُ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ.
1602- حَدَّثنا الحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، حَدَّثنا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الوَرَّاقُ الثَّقَفِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الحَزَوَّرِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مَرْيَمَ الثَّقَفِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ لِعَلِيٍّ: يَا عَلِيُّ، طُوبَى لِمَنْ أَحَبَّكَ وَصَدَّقَ فِيكَ، وَوَيْلٌ لِمَنْ أَبْغَضَكَ وَكَذَّبَ فِيكَ.(2/259)
1603- حَدَّثنا الحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، حَدَّثنا الوَلِيدُ بْنُ الفَضْلِ العَنْزِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ العِجْلِيِّ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: يَا عَمَّارُ أَتَانِي جِبْرِيلُ آنِفًا فَقُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ حَدِّثْنِي بِفَضَائِلِ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ فِي السَّمَاءِ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ لَوْ حَدَّثْتُكَ بِفَضَائِلِ عُمَرَ مِثْلَ مَا لَبِثَ نُوحٌ فِي قَوْمِهِ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاَّ خَمْسِينَ عَامًا مَا نَفِدَتْ فَضَائِلُ عُمَرَ، وَإِنَّ عُمَرَ لَحَسَنَةٌ مِنْ حَسَنَاتِ أَبِي بَكْرٍ(2/259)
1604- حَدَّثنا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، وَأَبُو خَيْثَمَةَ، قَالاَ: حَدَّثنا سُفيَانُ، عَنْ عَبْدِ الكَرِيمِ أَبِي أُمَيَّةَ، أَنَّ حَسَّانَ بْنَ بِلاَلٍ المُزَنِيِّ، حَدَّثَهُ أَنَّهُ، رَأَى عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ تَوَضَّأَ وَأَنَّهُ خَلَّلَ لِحْيَتَهُ، فَقِيلَ لَهُ: أَتَفْعَلُ هَذَا؟ قَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَفْعَلُهُ.(2/260)
1605- حَدَّثنا القَوَارِيرِيُّ، حَدَّثنا سُفيَانُ، حَدَّثنا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ نَاجِيَةَ بْنِ كَعْبٍ، أَنَّ عَمَّارًا، قَالَ لِعُمَرَ: تَذْكُرُ حَيْثُ كُنْتُ أَنَا وَأَنْتَ فِي الإِبِلِ فَأَصَابَتْنِي جَنَابَةٌ فَتَمَعَّكْتُ تَمَعُّكَ الدَّابَّةِ، فَلَقِيتُ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيكَ مِنْ ذَلِكَ التَّيَمُّمُ(2/260)
1606- حَدَّثنا القَوَارِيرِيُّ، حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفيَانَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عُمَرَ فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، إِنَّمَا نَمْكُثُ الشَّهْرَ وَالشَّهْرَيْنِ لاَ نَجِدُ المَاءَ، فَقَالَ عُمَرُ: أَمَّا أَنَا فَلَمْ أَكُنْ أُصَلِّي حَتَّى أَجِدَ المَاءَ، فَقَالَ عَمَّارٌ: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، تَذْكُرُ إِذْ كُنَّا بِمَكَانِ كَذَا وَكَذَا، وَنَحْنُ نَرْعَى الإِبِلَ فَتَذَاكَرْنَا أَنَّا أَجْنَبْنَا، قَالَ: قَالَ: نَعَمْ، فَإِنِّي تَمَرَّغْتُ بِالتُّرَابِ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ حَدَّثْتُهُ فَضَحِكَ وَقَالَ: إِذْ كَانَ الصَّعِيدُ لَكَافِيكَ وَضَرَبَ بِكَفَّيْهِ الأَرْضَ ثُمَّ نَفَخَ فِيهِمَا، ثُمَّ مَسَحَ وَجْهَهَ وَبَعْضَ ذِرَاعَيْهِ فَقَالَ: اتَّقِ اللهَ يَا عَمَّارُ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، إِنْ شِئْتَ لَمْ أَذْكُرْهُ مَا حَيِيتُ، فَقَالَ: لاَ، وَلَكِنْ نُوَلِّيكَ مِنْ ذَلِكَ مَا تَوَلَّيْتَ.(2/260)
1607- حَدَّثنا القَوَارِيرِيُّ، حَدَّثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثنا شُعْبَةُ، عَنِ الحَكَمِ، عَنْ ذَرٍّ، عَنِ ابْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ، وَعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ عُمَرَ فَقَالَ: إِنِّي أَجْنَبْتُ فَلَمْ أَجِدِ المَاءَ، قَالَ: لاَ تُصَلِّ، فَقَالَ عَمَّارٌ: أَمَا تَذْكُرُ أَنِّي كُنْتُ أَنَا وَأَنْتَ فِي سَرِيَّةٍ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَأَجْنَبْنَا، فَأَمَّا أَنْتَ فَلَمْ تُصَلِّ، وَأَمَّا أَنَا فَتَمَعَّكْتُ فَصَلَّيْتُ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ: إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيكَ فَضَرَبَ بِيَدِهِ الأَرْضَ ضَرْبَةً فَنَفَخَ فِي كَفَّيْهِ، وَمَسَحَ بِوَجْهِهِ وَكَفَّيْهِ.(2/261)
1608- حَدَّثنا القَوَارِيرِيُّ، حَدَّثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثنا سَعِيدٌ، حَدَّثنا قَتَادَةُ، عَنْ عَزْرَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمَّارٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَمَرَهُ فِي التَّيَمُّمِ بِالكَفَّيْنِ وَالوَجْهِ.(2/262)
1609- حَدَّثنا القَوَارِيرِيُّ، حَدَّثنا يُوسُفُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ، قَالَ: تَيَمَّمْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، فَمَسَحْنَا وُجُوهَنَا وَأَيْدِيَنَا إِلَى المَنَاكِبِ بِالتُّرَابِ.(2/262)
1610- حَدَّثنا بُنْدَارٌ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ يَعْنِي غُنْدَرًا، حَدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ سَلَمَةَ، يَقُولُ: رَأَيْتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ يَوْمَ الصِّفِّينِ شَيْخًا طُوَالاً آدَمَ آخِذًا الحَرْبَةَ بِيَدِهِ وَيَدِهِ تُرْعَدُ فَقَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ قَاتَلْتُ بِهَذِهِ الرَّايَةِ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، وَهَذِهِ الرَّابِعَةُ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ ضَرَبُونَا حَتَّى بَلَغُوا بِنَا شَعَفَاتِ هَجَرَ لَعَرَفْنَا أَنَّ مُصْلِحِينَا عَلَى الحَقِّ، وَإِنَّهُمْ عَلَى الضَّلاَلَةِ(2/262)
1611- حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، حَدَّثنا ثَابِتُ بْنُ حَمَّادٍ أَبُو زَيْدٍ، حَدَّثنا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المُسَيَّبِ، عَنْ عَمَّارٍ، قَالَ: مَرَّ بِي رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ وَأَنَا أَسْقِي نَاقَةً لِي، فَتَنَخَّمْتُ، فَأَصَابَتْ نُخَامَتِي ثَوْبِي، فَأَقْبَلْتُ أَغْسِلُ ثَوْبِي مِنَ الرِّكْوَةِ الَّتِي بَيْنَ يَدَيَّ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ: يَا عَمَّارُ، مَا نُخَامَتُكَ وَلاَ دُمُوعُ عَيْنَيْكَ إِلاَّ بِمَنْزِلَةِ المَاءِ الَّذِي فِي رِكْوَتِكَ، إِنَّمَا تَغْسِلُ ثَوْبَكَ مِنَ البَوْلِ وَالغَائِطِ وَالمَنِيِّ مِنَ المَاءِ الأَعْظَمِ وَالدَّمِ وَالقَيْءِ.(2/262)
1612- قُرِئَ عَلَى بِشْرِ بْنِ الوَلِيدِ وَأَنَا حَاضِرٌ، حَدَّثنا أَبُو يُوسُفَ، عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ الحَوْتَكِيَّةِ، عَنْ عُمَرَ، أَنَّ رَجُلاً سَأَلَهُ عَنْ أَكْلِ الأَرْنَبِ؟ فَقَالَ: ادْعُ لِي عَمَّارًا، فَجَاءَ عَمَّارٌ، فَقَالَ: حَدِّثْنَا حَدِيثَ الأَرْنَبِ يَوْمَ كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فِي مَوْضِعِ كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ عَمَّارٌ: أَهْدَى أَعْرَابِيٌّ لِرَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَرْنَبًا فَأَمَرَ القَوْمَ أَنْ يَأْكُلُوا، فَقَالَ أَعْرَابِيٌّ: إِنِّي رَأَيْتُ دَمًا، فَقَالُ: لَيْسَ بِشَيْءٍ، ثُمَّ قَالَ: ادْنُ فَكُلْ، فَقَالَ: إِنِّي صَائِمٌ، فَقَالَ: صَوْمُ مَاذَا؟ قَالَ: أَصُومُ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ، قَالَ: فَهَلاَّ جَعَلْتَهَا البِيضَ(2/263)
1613- حَدَّثنا القَوَارِيرِيُّ، حَدَّثنا ابْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفيَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي البَخْتَرِيِّ، أَنَّ عَمَّارًا، أُتِيَ بِشَرْبَةٍ مِنْ لَبَنٍ فَضَحِكَ فَقِيلَ لَهُ: مَا يُضْحِكُكَ؟ قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: إِنَّ آخِرَ شَرَابٍ تَشْرَبُهُ لَبَنٌ حِينَ تَمُوتُ.(2/264)
1614- حَدَّثنا القَوَارِيرِيُّ، حَدَّثنا يُوسُفُ بْنُ المَاجِشُونِ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، عَنْ مَوْلاَةٍ لِعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ قَالَتْ: اشْتَكَى عَمَّارُ شَكْوَى ثَقُلَ مِنْهَا فَغُشِيَ عَلَيْهِ، فَأَفَاقَ وَنَحْنُ نَبْكِي حَوْلَهُ، فَقَالَ: مَا يُبْكِيكُمْ؟ أَتَخْشَوْنَ أَنِّي أَمُوتُ عَلَى فِرَاشِي؟ أَخْبَرَنِي حَبِيبِي صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَنَّهُ تَقْتُلْنِي الفِئَةُ البَاغِيَةُ، وَأَنَّ آخِرَ زَادِي مَذْقَةٌ مِنْ لَبَنٍ.(2/264)
1615- حَدَّثنا القَوَارِيرِيُّ، حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، حَدَّثَنِي سَعِيدٌ المَقْبُرِيُّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الحَارِثِ، عَنْ أَبِيهِ ؛ أَنَّ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الحَارِثِ: يَا أَبَا اليَقْظَانِ، أَرَاكَ قَدْ خَفَّفْتَهُمَا، قَالَ: إِنِّي بَادَرْتُ بِهِمَا الوَسْوَاسَ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: إِنَّ الرَّجُلَ لَيُصَلِّي الصَّلاَةً لَعَلَّهُ أَنْ لاَ يَكُونَ لَهُ مِنْهَا إِلاَّ عُشْرُهَا، أَوْ تُسْعُهَا، أَوْ ثُمُنُهَا، أَوْ سُبْعُهَا، أَوْ سُدُسُهَا، أَوْ خُمُسَهَا، حَتَّى أَتَى عَلَى العَدَدِ.(2/264)
1616- حَدَّثنا القَوَارِيرِيُّ، حَدَّثنا غُنْدَرٌ، حَدَّثنا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عُبَادٍ قَالَ: قُلْتُ لِعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ: أَرَأَيْتَ قِتَالَكُمْ رَأْيًا رَأَيْتُمُوهُ، فَإِنَّ الرَّأْيَ يُخْطِئُ وَيُصِيبُ، أَوْ عَهْدًا عَهْدَهُ إِلَيْكُمْ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ؟ قَالَ: مَا عَهَدَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ شَيْئًا لَمْ يَعْهَدْهُ إِلَى النَّاسِ كَافَّةً، وَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ، قَالَ شُعْبَةُ: وَأَحْسَبُهُ قَالَ: حَدَّثَنِي حُذَيْفَةُ، قَالَ: إِنَّ فِي أُمَّتِي اثْنَيْ عَشَرَ مُنَافِقًا لاَ يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ وَلاَ يَجِدُونَ رِيحَهَا حَتَّى يَلِجَّ الجَمَلُ فِي سَمِّ الخِيَاطِ، ثَمَانِيَةٌ مِنْهُمْ تَكْفِيهِمُ الدُّبَيْلَةُ: سِرَاجٌ مِنْ نَارٍ يَظْهَرُ فِي أَكْتَافِهِمْ حَتَّى يَنْجُمَ أَوْ يَثْجِمَ مِنْ صُدُورِهِمْ.(2/265)
1617- حَدَّثنا سُلَيْمَانُ الشَّاذَكُونِيُّ، حَدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانَ، حَدَّثنا عَلِيُّ بْنُ الحَزَوَّرِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مَرْيَمَ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ يَقُولُ: مَا تُزَيَّنُ الأَبْرَارُ فِي الدُّنْيَا بِمِثْلِ الزُّهْدِ فِي الدُّنْيَا.(2/265)
1618- حَدَّثنا القَوَارِيرِيُّ، حَدَّثنا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثنا العَلاَءُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي رَاشِدٍ قَالَ: تَكَلَّمَ عَمَّارٌ فَأَوْجَزَ، فَقِيلَ لَهُ: قَدْ قُلْتَ قَوْلاً لَوْ زِدْتَنَا، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ أَمَرَنَا بِإِقْصَارِ الخُطَبِ(2/265)
1619- حَدَّثنا أَبُو مُوسَى الهَرَوِيُّ، حَدَّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الهَمْدَانِيِّ، عَنْ نَاجِيَةَ العَنْزِيِّ قَالَ: بَدَأَ عَمَّارٌ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ فِي التَّيَمُّمِ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: لَوْ مَكَثْتُ شَهْرًا لاَ أَجِدُ فِيهَا المَاءَ مَا صَلَّيْتُ، فَقَالَ لَهُ عَمَّارٌ: مَا تَذْكُرُ إِذْ كُنْتُ أَنَا وَأَنْتَ فِي الإِبِلِ، فَجَنُبْتُ، فَتَمَعَّكْتُ تَمَعُّكَ الدَّابَّةِ، فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَأَخْبَرْتُهُ بِالَّذِي صَنَعْتُ، فَقَالَ: إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيكَ التَّيَمُّمُ.(2/266)
1620- حَدَّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثنا شَرِيكٌ، عَنِ الرُّكَيْنِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ حَنْظَلَةَ، عَنْ عَمَّارٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: مَنْ كَانَ ذَا وَجْهَيْنِ فِي الدُّنْيَا كَانَ لَهُ لِسَانَانِ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ نَارٍ.(2/266)
1621- حَدَّثنا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثنا أَبِي، حَدَّثنا العَلاَءُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، حَدَّثنا أَبُو رَاشِدٍ، قَالَ: خَطَبَنَا عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ فَتَجَوَّزَ فِي الخُطْبَةِ، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ نَهَانَا أَنْ نُطِيلَ الخُطْبَةَ(2/266)
1622- حَدَّثنا مُحَمَّدٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَبَلَةَ، حَدَّثنا عَمْرُو بْنُ النُّعْمَانِ، عَنْ كَثِيرٍ أَبِي الفَضْلِ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ قَالَ: سَمِعْتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ فَقَالَ: أَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟ فَقُلْنَا: يَوْمُ النَّحْرِ، فَقَالَ: أَيُّ شَهْرٍ هَذَا؟ قُلْنَا: ذُو الحِجَّةِ شَهْرُ حَرَامٍ، قَالَ: فَأَيُّ بَلَدٍ هَذَا؟ قُلْنَا: بَلَدُ الحَرَامِ، قَالَ: فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، أَلاَ هَلْ يُبَلِّغُ الشَّاهِدُ الغَائِبَ؟.(2/267)
1623- حَدَّثنا الصَّلْتُ بْنُ مَسْعُودٍ الجَحْدَرِيُّ، حَدَّثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثنا الخَلِيلُ بْنُ مُرَّةَ، عَنِ القَاسِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: سَمِعْتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ يَقُولُ: أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاكِثِينَ، وَالقَاسِطِينَ، وَالمَارِقِينَ(2/267)
1624- حَدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ، حَدَّثنا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عَمَّارٍ وَكَانَ يَدْعُو بِدُعَاءٍ فِي صَلاَتِهِ فَأَتَاهُ رَجُلٌ، فَقَالَ لَهُ عَمَّارٌ: قُلِ: اللهُمَّ بِعِلْمِكَ الغَيْبَ، وَقُدْرَتِكَ عَلَى الخَلْقِ، أَحْيِنِي مَا عَلِمْتَ الحَيَاةَ خَيْرًا لِي، وَاقْبِضْنِي إِذَا عَلِمْتَ الوَفَاةَ خَيْرًا لِي، اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الخَشْيَةَ فِي الغَيْبِ وَالشَّهَادَةَ، وَكَلِمَةَ الحَقِّ فِي الرِّضَا وَالغَضَبِ، وَالقَصْدَ فِي الغِنَى وَالفَقْرِ، وَأَسْأَلُكَ الرِّضَا بَعْدَ القَضَاءِ، وَبَرْدَ العَيْشِ بَعْدَ المَوْتِ، وَأَسْأَلُكَ شَوْقًا إِلَى لِقَائِكَ مِنْ غَيْرِ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ، وَلاَ فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ، اللهُمَّ زَيِّنِي بِزِينَةِ الإِيمَانِ، وَاجْعَلْنِي مِنَ الهُدَاةِ المُهْتَدِينَ.
1625- ثُمَّ قَالَ: أَلاَ أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ هُنَّ أَحْسَنُ مِنْهُنَّ كَأَنَّهُ يَرْفَعُهُنَّ إِلَى النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ قَالَ: إِذَا أَخَذْتَ مَضْجَعَكَ مِنَ اللَّيْلِ، فَقُلِ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ، وَوَجَّهْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ، آمَنْتُ بِكِتَابِكَ المُنَزَّلَ وَنَبِيِّكَ المُرْسَلَ، إِنَّ نَفْسِي نَفْسٌ خَلَقْتَهَا لَكَ مَحْيَاهَا، وَلَكَ مَمَاتُهَا، فَإِنْ كَفَتَّهَا فَارْحَمْهَا، وَإِنْ أَخَّرْتَهَا فَاحْفَظْهَا بِحِفْظِ الإِيمَانِ.(2/267)