مختصر كتاب الوتر
1 - باب الترغيب في الوتر والحث عليه (1/1)
1 - حدثنا إسحاق وأحمد بن عمر قالا أخبرنا جرير عن منصور عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن علي رضي الله عنه قال قال رسول الله إن الله وتر يحب الوتر فأوتروا يا أهل القرآن // إسناده صحيح
2 - حدثنا بندار ثنا أبو عامر ثنا إبراهيم بن طهمان عن الأعمش عن // إسناده ضعيف (1/23)
عمرو بن مرة عن أبي عبيدة عن عبد الله عن النبي قال إن الله وتر يحب الوتر فاوتروا يا أهل القرآن فقال أعرابي ما يقول النبي قال النبي ليست لك ولا لأحد من أصحابك
وفي رواية ما يقول رسول الله قال لست من أهله وكان ابن سيرين يستحب الوتر في كل شيء حتى أنه ليأكل وترا
3 - حدثنا صدقة بن الفضل أخبرنا يزيد بن هارون عن محمد بن إسحاق عن يزيد بن ابي حبيب عن عبد الله بن راشد الزوفي عن عبد الله بن أبي الزوفي عن خارجة عن حذافة العدوي رضي الله عنه قال خرج علينا رسول الله ذات غداة إلى الصبح فقال لقد أمدكم الله بصلاة هي خير من حمر النعم قلنا وما هي يارسول الله قال الوتر هي ما بين صلاة العشاء إلى طلوع الفجر وفي رواية إلى صلاة الفجر // صحيح لغيره (1/24)
4 - حدثنا إسحاق أخبرنا محمد بن سواء ثنا المثنى بن الصباح عن عمرو بن شعيب عن ابيه عن جده عن رسول الله قال إن الله زادكم صلاة فحافظوا عليها وهي الوتر // إسناده ضعيف (1/25)
حدثنا إسحاق أخبرنا الفضل بن موسى ثنا عبيد الله بن عبد الله العتكي عن بريدة عن أبيه عن رسول الله قال الوتر حق من لم يوتر فليس مني وفي لفظ فليس منا // إسناده ضعيف (1/26)
2 - باب الأخبار الدالة على أن الوتر سنة وليس بفرض
قال أبو عبد الله محمد بن نصر افترض الله الصلاة على النبي وأمته أول ما افترض ليلة أسري به خمس صلوات في اليوم والليلة فأخبر النبي بذلك أمته ثم لم يزل بعد هجرته وقدومه المدينة ونزول الفرائض عليه فريضة بعد فريضة من الزكاة والصيام والحج والجهاد يخبر بمثل ذلك إلى أن توفي صلوات الله وسلامه عليه وقدمت عليه وفود العرب بعد فتحه مكة ورجوعة الى المدينة وذلك في سنة تسع وعشر من البادية ونواحيها يسألونه عن الفرائض يخبرهم في كل ذلك أن عدد الصلوات المفترضات خمس ووجه معاذ بن جبل رضي الله عنه الى اليمن وذلك قبل وفاته بقليل فأمر أن يخبرهم بأن فرض الصلوات خمس ثم آخر ما خطب بذلك في حجة الوداع فأخبرهم أن عدد الصلوات المفترضات خمس لا أكثر من ذلك وفيها نزلت اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ثم لم ينزل بعد ذلك فريضة ولا حرام ولا حلال فرجع رسول الله فمات بعد رجوعه بأقل من ثلاثة أشهر ثم أخبر أبو بكر رضي الله عنه بذلك بعد وفاته ثم أخبر علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن الوتر ليس بحتم كالصلاة المكتوبة ولكنه سنة وغير جائز أن يكون مثل أبي بكر رضي الله عنه وعلي رضي الله (1/27)
عنه يجهلان فريضة صلاة من الصلوات المفروضات وهما يحتاجان إليها في كل ليلة حتى يجحدا فرضها من ظن هذا بهما فقد أساء الظن بهما
6 - حدثنا إسحاق أخبرنا عبدة ثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس رضي الله عنه عن مالك بن صعصعة رضي الله عنه قال حدثنا نبي الله قال بينا أنا بين النائم واليقظان عند البيت إذ أتيت بدابة أبيض يقال لها البراق فحملت عليه فانطلقنا حتى أتينا السماء الدنيا فاستفتح جبريل فقيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قالوا وقد بعث إليه قال نعم ففتح لنا فذكر سماء سماء كذلك قال حتىأتينا السماءالسابعة فأتيت بإنائين أحدهما خمر والآخر لبن فعرضا علي فاخترت اللبن فقيل لي أصبت أصاب الله بكأمتك على الفطرة وفرض علي كل يوم خمسون صلاة فأقبلت بها حتى أتيت على موسى فأنبأته فقال إن أمتك لا يطيقون ذاك إني بلوت الناس قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك فرجعت إلى ربي فحط عني خمسا فأتيت على موسى ( ع ) فأنبأته بما حط عني فقال مثل مقالته فما زلت بين ربي وبين موسى ( ع ) يحط عني خمسا خمسا حتى رجعت بخمس صلوات فأتيت على موسى فقال لي مثل مقالته فقلت لقد رجعت إلى ربي حتى لقد استحييت لكنى أرضى وأسلم فلما جاوزت نوديت إني قد خففت عن عبادي وامضيت فريضتي وجعلت بكل حسنة عشر أمثالها // إسناده صحيح (1/28)
7 - حدثنا إسحاق أخبرنا سفيان عن الزهري عن عروة أخبرني بشير بن أبي مسعود الأنصاري عن ابيه أن رسول الله قال نزل علي جبريل فأمني فصليت معه ثم نزل فأمني فصليت معه ثم نزل فأمنى فصليت معه حتى عد خمس صلوات // إسناده صحيح
8 - حدثنا سعيد بن مسعود ثنا يحيى بن أبي بكير ثنا زهير بن معاوية حدثني عبد الله بن عطاء حدثني عبد الله بن بريدة أن يحيى بن يعمر حدثه أنه حج فلقي عبد الله بن عمر رضي الله عنه فقال عبد الله بن عمر رضي الله عنه حدثني عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه كان جالسا مع رسول الله في قوم فأقبل رجل شاب عليه ثياب بيض حتى قام على القوم فسلم ثم قال بصوت عال يا محمد أسألك قال رسول الله نعم يجيبه بمثل صوته بالارتفاع قال يا محمد ما الإسلام قال أن تشهد أن لا إله إلا الله لا شريك له أو وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وتصلي الخمس وتؤتي الزكاة وتحج البيت وتصوم رمضان قال فإذا فعلت ذلك فأنا مسلم قال نعم // إسناده صحيح (1/29)
9 - حدثنا أبو عمر الدوري ثنا اسماعيل بن جعفر عن أبي سهيل بن مالك عن أبيه عن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه أن أعرابيا جاء إلى رسول الله ثائر الرأس فقال يا رسول الله أخبرني ماذا فرض الله علي من الصلاة فقال الصلوات الخمس إلا أن تطوع شيئا فقال أخبرني بماذا فرض الله علي من الصيام قال شهر رمضان ن تطوع شيئا فقال أخبرني بماذا فرض الله علي من الزكاة فأخبره رسول الله بشرائع الإسلام فقال والذي اكرمك لا اتطوع شيئا ولا أنقص مما فرض الله علي شيئا فقال رسول الله أفلح إن كان صدق أو دخل الجنة إن كان صدق // أخرجه البخاري
10 - حدثنا وهب بن بقية أخبرنا خالد عن داود بن أبي هند عن أبي حرب بن أبي الأسود عن عبد الله بن فضالة عن أبيه رضي الله عنه قال علمني رسول الله فكان فيما علمني أن قال حافظ على الصلوات الخمس // إسناده صحيح
11 - حدثنا أبو موسى الأنصاري ثنا معن ثنا مالك عن يحيى بن سعيد عن محمد بن يحيى بن حيان عن ابن محيريز أن رجلا من بني كنانة يدعى // حديث صيح (1/30)
المخدجي سمع رجلا بالشام يدعى أبا محمد يقول إن الوتر واجب قال المخدجي فرحت إلى عبادة بن الصامت رضي الله عنه فأخبرته بالذي قال أبو محمد فقال عبادة كذب أبو محمد سمعت رسول الله يقول خمس صلوات كتبهن الله على العباد فمن جاء بهن لم يضيع منهن شيئا استخفافا بحقهن كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة ومن لم يأت بهن فليس له عند الله عهد إن شاء عذبه وإن شاء أدخله الجنة
12 - حدثني أحمد بن يوسف السلمي ثنا خالد بن مخلد القطواني حدثني سليمان بن بلال حدثني سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله كتب الله على العباد خمس صلوات فمن أتى بهن وقد أدى حقهن كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة ومن أتى بهن وقد ضيع حقهن استخفافا لم يكن له عهد إن شاء عذبه وإن شاء رحم // إسناده حسن
13 - حدثنا محمد بن يحيى ثنا حيوة بن شريح الحضرمي ثنا بقية عن ضبارة بن عبد الله بن ابي سليك الألهاني قال أخبرني دويد بن نافع عن ابن إسناده حسن لغيره (1/31)
شهاب عن سعيد بن المسيب أن أبا قتادة بن ربعي رضي الله عنه أخبره قال قال النبي قال الله إني فرضت على أمتك خمس صلوات وعهدت عندي عهدا أن من حافظ عليهن لوقتهن أدخلته الجنة في عهدي ومن لم يحافظ عليهن فلا عهد له عندي
14 - حدثني عبد الله بن عبد الرحمن أخبرنا عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي ثنا عمران القطان ثنا قتادة وأبان كلاهما عن خليد العصري عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله خمس من جاء بهن يوم القيامة مع إيمان دخل الجنة من حافظ على الصلوات الخمس على وضوئهن وركوعهن وسجودهن ومواقيتهن وأدى الزكاة طيبة بها نفسه وصام رمضان وحج البيت وأدى الأمانة قالوا يا أبا الدرداء وما أداء الامانة قال الغسل من الجناب // إسناده حسن (1/32)
15 - حدثنا يونس بن عبد الأعلى ثنا عبد الله بن وهب حدثني هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال سمعت رسول الله يقول من صلى الصلوات الخمس يتم ركوعهن وسجودهن وصام رمضان لا أدري أذكر زكاة ماله أم لا كان حقا على الله أن يغفر له إن هاجر أو قعد حيث ولدته أمه // إسناده حسن لغيره
16 - حدثنا محمد بن يحيى ثنا أبو مسهر عبد الأعلى حدثنى سعيد بن // إسناده صحيح (1/33)
عبد العزيز عن ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني عن أبي مسلم الخولاني قال حدثني عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه قال كنا عند رسول الله فقال لا تبايعون رسول الله فردها ثلاث مرات فقدمنا أيدينا فبايعنا فقلنا قد بايعناك يا رسول الله فعلى ما بايعناك قال على أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا والصلوات الخمس وذكر الحديث
17 - حدثنا بندار ثنا أبو عامر العقدي ثنا زكريا بن إسحاق حدثني يحيى بن عبد الله بن صيفي حدثني أبو معبد عن ابن عباس رضي الله عنه بعث رسول الله معاذا إلى اليمن فقال إنك ستأتي قوما أهل كتاب فإذا جئتهم فادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فإن أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله فرض عليهم خمس صلوات كل يوم وليلة // إسناده صحيح
18 - حدثنا علي بن حجر أخبرنا فرج بن فضالة عن لقمان عن أبي أمامة رضي الله عنه قال خطبنا النبي في حجة الوداع فقال الا لعلكم لا تروني بعد عامكم هذا فقام إليه رجل فقال يا رسول الله ما الذي تعهد إلينا قال اعبدوا ربكم وصلو خمسكم وصوموا شهركم وحجوا بيتكم وأدوا زكوتكم طيبة بها أنفسكم تدخلوا الجنة // إسناده صحيح لغيره (1/34)
حدثنا محمد بن يحيى ثنا الفريابي ثنا إسرائيل ثنا إبراهيم بن مهاجر عن طارق بن شهاب عن رافع بن عمرو الطائي قال أتيت أبا بكر الصديق رضي الله عنه فقلت أنبئني بشيء إن أنا حفظته كنت مثلكم ومنكم قال تحفظ أصابعك الخمس قلت نعم قال تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبد الله ورسوله وتقيم الصلوات الخمس وتؤدي زكاة مال إن كان لك وتحج البيت وتصوم شهر رمضان حفظت قلت نعم // إسناده حسن
وعن الحسن أن رجلا قال لعمر بن الخطاب رضي الله عنه يا خير الناس قال له عمر رضي الله عنه ألا اخبرك بخير الناس قال بلى فقال رجل سمع بالاسلام فاقبل من داره مهاجرا يسوق حزمة حتى أتى مصرا من أمصار المسلمين فباعها ثم تجهز إلى سبيل الله ثم لم يزل يحيط من وراء المسلمين حتى أصيب في سبيل الله فذاك خير الناس فقال له الرجل يا أمير المؤمنين إني رجل من أهل البادية قل ما أحضر أهل العلم فأحب أن تعلمني جوامع من الدين إذا أخذت بهن اخذت بعرى الإسلام
وكان رجلا جاهلا لقي رجلا عالما فقال تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وتصلي الصلوات الخمس وتصوم رمضان وتؤدي الزكاة إن كان لك مال وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا وتسمع وتطيع وإياك والسر وعليك بالعلانية إن المؤمن إذا بارز العمل لا يخاف فيه مقتا ولا عقوبة وإن الفاجر عمله في سر كله فإياك وذلك (1/35)
وعن ابن عباس رضي الله عنه والباقيات الصالحات قال هن الصلوات الخمس وقوله إن الحسنات يذهبن السيئات قال هي الصلوات الخمس
19 - حدثنا إسحاق أخبرنا أبو الربيع ثنا يعقوب ثنا عيسى بن جارية عن جابر رضي الله عنه صلى بنا رسول الله في شهر رمضان ثمان ركعات وأوتر فلما كانت الليلة القابلة اجتمعنا في المسجد رجونا ان يخرج فيصلى بنا فأقمنا فيه حتى أصبحنا فقلنا يا رسول الله رجونا أن تخرج فتصلي بنا فقال إني كرهت أو خشيت أن يكتب عليكم الوتر // إسناده ضعيف
20 - حدثنا أحمد بن عمرو أخبرنا وكيع عن إسرائيل عن جابر عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنه قال قال رسول الله أمرت بالوتر وركعتي الضحى ولم يكتب // إسناده ضعيف (1/36)
وعن علي بن أبي طالب ليس الوتر بحتم كهيئة الصلاة ولكنها سنة سنها النبي فلا تدعوه
وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه وقد سئل عن الوتر فقال أمر حسن جميل قد عمل به النبي والمسلمون من بعده وليس بواجب // الحاكم وقال صحيح على شرط البخاري ومسلم
وعن مسلم القرى كنت جالسا عند ابن عمر رضي الله عنه فجاءه رجل فقال يا أبا عبد الرحمن أرأيت الوتر أسنة هو قال ما سنة قد أوتر رسول الله وأوتر المسلمون قال لا أسنة هو قال مه أتعقل قد أوتر رسول الله وأوتر المسلمون (1/37)
وعن مكحول سألت أنسا رضي الله عنه عن صلاة الضحى فقال الصلوات خمس فدنوت من السرير فقلت صلاة الضحى فقال الصلوات الخمس ثلاث مرار أو أربع فرجعت إلى نفسي فقلت ما أريد أن أجعل على نفسي شيئا ليس علي
قتادة عن سعيد بن المسيب قال أوتر رسول الله وليس عليك فقلت ولم قال إنما قال رسول الله أوتروا يا أهل القرآن فإن لله وتر يحب الوتر
وعن الشعبي الوتر تطوع وهو من أشرف التطوع
ابن عون عن محمد قال لم أعلم من التطوع شيئا كان أعز عليهم أن يتركوا من الوتر والركعتين قبل صلاة الصبح وكانوا يحبون ما أخروا من الوتر وهو من الليل وكانوا يحبون أن يبكروا بالركعتين قبل صلاة الصبح وهما من النهار
وعن نافع رأيت ابن عمر رضي الله عنه يوتر على راحلته وقال ليس للوتر فضل على سائر التطوع
وعن ابن جريج قلت لعطاء أوتر وأنا جالس من مرض قال نعم إن شئت إنما هو تطوع
وعن مجاهد الوتر سنة معروفة
عمرو بن الحارث عن عبد ربه بن سعيد أنه قال الوتر سنة أمر بها رسول الله وصلاها المسلمون لا ينبغي تركها
قال عمرو قال يحيى بن سعيد لا نرى أن يترك أحد الوتر متعمدا فإن فعل رأينا أن قد ترك سنة من سنن رسول الله
وعن سفيان الوتر ليس بفريضة ولكنه سنة (1/38)
وعن المزنى قال الشافعي الفرض خمس صلوات في اليوم والليلة لقول النبي للاعرابي حين قال هل علي غيرها قال لا إلا أن تطوع قال والتطوع وجهان أحدهما جماعة مؤكدة لا أجيز تركها لمن قدر عليها وهي صلاة العيدين وخسوف الشمس والقمر والإستسقاء وصلاة منفردة وبعضها أوكد من بعض فأوكد ذلك الوتر ويشبه أن يكون صلاة التهجد ثم ركعتا الفجر قال ولا أرخص لمسلم في ترك واحدة منها وإن لم أوجبهما وإن فاته الوتر حتى يصلي الصبح لم يقض
قال محمد بن نصر وكان أبو حنيفة يوجب الوتر بلغني أن رجلا جاءه فقال له اخبرني عن عدد الصلوات المفروضات في اليوم والليلة كم هي فقال خمس صلوات فقال له فما تقول في الوتر أهي فريضة ام لا فقال فريضة فقال له كم عدد الصلوات المفروضات قال خمس صلوات فقال عدهن فعد الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء فقال له الوتر هو فريضة أو سنة فقال فريضةفقال له فكم الصلوات قال خمس صلوات قال فأنت لا تحسن الحساب فقام
وذهب قال محمد بن نصر وخالفه أصحابه في الوتر فقالوا هو سنة وليس بفرض غير أن بعض متأخريهم قد احتج له بحجج سنذكرها فيما بعد ونخبر بالحجة عليه إن شاء الله تعالى (1/39)
3 - باب وقت الوتر أوله وآخره
تقدم قوله إن الله أمدكم بصلاة هي خير من حمر النعم وقوله هي ما بين صلاة العشاء الى طلوع الفجر وساقه هنا من عدة طرق
ثم قال محمد بن نصر قد اختلفت ألفاظ متون هذه الاخبار التي جاءت عن النبي إنه قال الله زادكم صلاة أو أمدكم بصلاة فقال بعضهم جعلها لكم ما بين صلاة العشاء إلى طلوع الفجر وقال بعضهم ما بين صلاة العشاء إلى صلاة الصبح وهي أخبار في أسنانيدها مطعن لأصحاب الحديث
وقد روينا عن غير واحد من الصحابة أنهم قالوا الوتر ما بين الصلاتين وعن غير واحد منهم أنهم أوتروا بعد طلوع الفجر
والذي اتفق عليه أهل العلم أن ما بين صلاة العشاء إلى طلوع الفجر وقت للوتر
واختلفوا فيما بعد ذلك إلى أن يصلي الفجر
وقد روى عن النبي أنه أمر بالوتر قبل طلوع الفجر وسنذكر الأخبار المروية في ذلك إنشاء الله تعالى (1/41)
وعن علي بن أبي طالب الوتر ما بين الصلاتين
وعن ابن مسعود رضي الله عنه الوتر ما بين الصلاتين صلاة العشاء والآخرة وصلاة الفجر ومتى ما أوترت فحسن
وقال رجل لأبي الدرداء أمران كان يصنعهما معاذ بن جبل رضي الله عنه والصنابحي رحمه الله قال وما ذاك قال كانا يغدوان إلى المسجد فإن دعيا إلى جنازة شهداها وإلا انصرفا إلى أهليهما فإن وجدا طعاما أكلا وإلا قالا إنا صائمان وكانا يصليان من الليل مثنى مثنى فإذا طلع الفجر أوترا فقال أبو الدرداء رضي الله عنه ونحن نصنع ذلك ونصنع ذلك وسئل الشعبي عن الوتر فقال إذا تعب المؤذنون
وعن ابن عون يعجبني الوتر مع أذان حريث مؤذن بني أسد فإنه يصر بالفجر (1/42)
4 - باب الأوقات التي أوتر النبي عليه وسلم فيها من الليل
21 - حدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا سفيان بن عيينة عن أبي يعفور عن مسلم عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها قالت من كل الليل أوتر رسول الله وانتهى وتره إلى السحر // إسناده صحيح
وفي رواية من كل الليل اوتر رسول الله من اوله وأوسطه وآخره فانتهى وتره الى السحر
وفي لفظ فانتهى وتره حين مات في السحر
وفي آخر كان النبي يوقظه الله من الليل فلا يأتي السحر حتى يفرغ من جزئه
وفي رواية كان ينام أول الليل فإذا كان السحر أوتر ثم ياتي فراشه
وفي أخرى كان يصلى وأنا بين يديه معترضة كاعتراض الجنازة فإذا بقي آخر الليل قبل مطلع الفجر او إذا طلع الفجر أوتر
وفي لفظ ربما أوتر قبل أن ينام وربما نام قبل أن يوتر (1/43)
22 - وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه من كل الليل قد أوتر رسول الله من أوله وأوسطه وآخره فانتهى وتره إلى آخر الليل // إسناده حديث علي صحيح
وفي رواية كان رسول الله يوتر عند الأذان الأول وقال مرة يوتر عند طلوع الفجر ويصلى الركعتين مع الإقامة
وعن أبي مسعود عقبة بن عمرو رضي الله عنه كان رسول الله يوتر من أول الليل وأوسطه وآخره (1/44)
5 - باب اختيار الوتر في آخر الليل لمن قوي عليه
23 - حدثنا شيبان بن أبي شيبة أخبرنا أبو عوانة عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله قال من خاف منكم أن لا يستيقظ آخر الليل فليوتر أول الليل وليرقد ومن طمع منكم أن يصلى من آخر الليل فليقم من آخر الليل فإن قراءة آخر الليل محضورة وذلك أفضل // إسناده صحيح
24 - حدثنا الحسن بن عرفة أخبرنا عباد بن عباد عن بشر بن حرب عن ابن عمر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلاة الليل مثنى مثنى والوتر ركعة من آخر الليل قال وكل صلاة فاضلة فأفضل يا عبد الله // إسناده صحيح لغيره (1/45)
وعن الحارث بن معاوية أنه وفد إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال إني قدمت أسألك عن الوتر في اول الليل أم في وسطه أم في آخره فقال له عمر رضي الله عنه كل ذلك قد عمل به النبي ولكن إئت أمهات المؤمنين فسلهن عن ذلك فإنهن أبطن بما كان يصنع من ذلك من غيرهن فأتاهن فسألهن عن ذلك فقلن له كل ذلك قد عمل به النبي وقد قبض حين قبض وهو يوتر في آخر الليل
25 - حدثنا محمد بن عباد المكي ثنا يحيى بن سليم عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنه أن النبي قال لابي بكر رضي الله عنه متى توتر قال أوتر ثم أنام قال بالحزم أخذت فسأل عمر رضي الله عنه متى توتر قال أنام ثم أقوم من الليل فأوتر فقال فعل القوى أخذت وفي رواية مؤمن قوي
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه إن الأكياس الذين يوترون أول الليل وإن الأقوياء الذين يوترون آخر الليل وهو أفضل
وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه خرج بعدما تعالى الفجر (1/46)
الأول فقال نعم ساعة الوتر هذه وكانت الإقامة عند ذلك
وعنه أنهما وتران وتر بالليل ووتر بالنهار احدهما حين يحل للصائم الطعام والآخر حين يحرم على الصائم الطعام
وعن علقمة أن ابن مسعود رضي الله عنه كان يوتر حين يبقى من الليل نحو ما ذهب منه حين صلى المغرب
وعن ابن عباس رضي الله عنه مثله
وعن ابن عمر رضي الله عنه الوتر عند الفجر
وعنه هو من آخر الليل أفضل
وعنه كنا إذا كنا نوتر من آخر الليل
وسئلت عائشة رضي الله عنها متى توترين فقالت ما بين الأذان والإقامة وما يؤذنون حتى يصبحوا
هشام عن محمد كان منهم من يوتر أول الليل ومنهم من يوتر آخره والذين يوترون أول الليل يرون آخر الليل أفضل
26 - حدثنا محمد بن عمار الرازي ثنا عيسى بن جعفر ثنا مندل عن أبي سفيان عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قلنا يا رسول الله أنوتر بعد الأذان قال أوتر قبل الأذان قلنا يا رسول الله بعد الآذان قال أوتر قبل الأذان قلنا يارسول الله أنوتر بعد الأذان قال اوتر بعد الأذان // إسناده ضعيف (1/47)
6 - باب اختيار الوتر أول الليل لمن خاف أن لا يقوم آخره
تقدم قوله من خاف منكم أن لا يستيقظ آخر الليل فليوتر أول الليل الحديث
27 - حدثنا شيبان ثنا عبد الوارث حدثني أبو التياح حدثني أبو عثمان عن أبي هريرة رضي الله عنه أوصاني خليلي بثلاث صيام ثلاثة أيام من كل شهر وركعتي الضحى وأن أوتر قبل أن أرقد
وفي لفظ وبصلاة الضحى فإنها صلاة الأولين
28 - حدثنا هارون بن عبد الله البزاز ثنا ابن أبي فديك عن الضحاك بن // إسناده صحيح (1/49)
عثمان عن ابراهيم بن عبد الله بن حنين عن أبي بردة مولى ام هانيء عن أبي الدرداء رضي الله عنها أوصاني حبيبي بثلاث لن أدعهن ما عشت بصيام ثلاثة أيام من كل شهر وصلاة الضحى وأن لا أنام حتى أوتر
29 - حدثنا هارون بن عبد الله ثنا يحيى بن حماد وأبو داود الطيالسي جميعا عن أبي عوانة عن داود الأودي عن عبد الرحمن المسلي عن الأشعث بن قيس عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال يا أشعث احفظ عني شيئا سمعته من رسول الله لا تسألن رجلا فيم ضرب امرأته ولا تنامن إلا على وتر // إسناده ضعيف
وعن سعيد بن المسيب كان أبو بكر رضي الله عنه إذا جاء فراشه أوتر فإن قام من الليل صلى (1/50)
وكان عمر رضي الله عنه يوتر آخر الليل قال سعيد أما أنا فإذا جئت فراشي أوترت
وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه نهاني أن أنام إلا على وتر
وقال ميمون بن مهران مثل الذي يوتر من أول الليل وآخر الليل مثل رجلين خرجا في سفر فلما أمسيا مرا بقرية فقال أحدهما انزل في هذه القرية فأكون في حصن حصين وقال الآخر أتقدم فاقطع عني من الطريق فآتي قرية كذا وكذا فأبيت بها فربما أدرك المنزل وربما لم يدركه (1/51)
7 - باب وتر النبي بركعة
30 - حدثنا يحيى بن مالك عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله كان يصلى بالليل إحدى عشرة ركعة يوتر منها بواحدة
وفي رواية كان يصلي من الليل إحدى عشرة ركعة يسلم بين كل ركعتين يوتر منها بواحدة
وفي رواية كان يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة بالركعتين اللتين بين النداء والإقامة من صلاة الصبح ويوتر بواحدة // إسناده صحيح (1/53)
وفي الباب عن ابن عمر رضي الله عنه وابن عباس رضي الله عنه وعن عائشة رضي الله عنها كان رسول الله يصلى في الحجرة يفصل بين الشفع والوتر أسمع تسليمه وأنا في البيت
وعن ابن عمر رضي الله عنه أن رسول الله كان يفصل بين الشفع والوتر
وعن عبد الله بن أبي قيس سألت عائشة رضي الله عنها بكم كان يوتر رسول الله قالت كان يوتر بأربع وثلاث وست وثلاث وست وثلاث وثمان وثلاث وعشر وثلاث ولم يكن بوتر بأنقص من سبع ولا بأكثر من ثلاث عشرة
وعن الشعبي سألت عبد الله بن عمر رضي الله عنه وعبد الله بن عباس رضي الله عنه عن صلاة النبي بالليل فقالا ثلاث عشرة ثمان ويوتر بثلاث وركعتين بعد طلوع الفجر
31 - حدثنا إسحاق أخبرنا أبو عامر العقدي ثنا همام بن يحيى عن قتادة // إسناده صحيح (1/54)
عن أبي مجلز سألت ابن عباس رضي الله عنه عن الوتر فقال قال رسول الله الوتر ركعة من آخرالليل
وسألت ابن عمر رضي الله عنه فقال قال رسول الله مثله
وعن عطاء أتى رجل إلى ابن عباس رضي الله عنه فقال هل لك في معاوية رضي الله عنه يوتر بركعة يريد أن يعيبه فقال ابن عباس رضي الله عنه أصاب معاوية
وعن ابن عباس رضي الله عنه أنه أوتر بركعة
32 - حدثنا إسحاق ومحمد بن بشار قالا أخبرنا أبو عامر العقدي ثنا زهير بن محمد عن شريك عن كريب عن الفضل بن عباس رضي الله عنه قال بت ليلة عند النبي أنظر كيف يصلي فقام إلى قرية معلقة فتوضأ ثم صلى ركعتين ركعتين حتى صلى عشر ركعات ثم سلم ثم قام فصلى سجدة فأوتر بها ونادى المنادي عند ذلك // إسناده منقطع (1/55)
قال محمد بن نصر فجعل هذه الرواية عن الفضل بن عباس رضي الله عنه والناس إنما رووا هذا الحديث عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه وهو المحفوظ عندنا
وفيه حديث زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال فعد زيد بن خالد صلاة رسول الله ركعتين ركعتين اثنتي عشرة ركعة ثم قال ثم أوتر فذلك ثلاث عشرة ركعة فبين أن وتره كان بركعة فهذه أخبار ثابتة عن النبي لا مطعن لاحد من أهل العلم بالاخبار في أسانيدها وفيها بيان أن النبي أوتر بركعة
33 - وحدثني عبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي ثنا يحيى بن حسان ثنا سليمان بن بلال عن شرحبيل بن سعد عن جابر رضي الله عنه صلى رسول الله مثنى مثنى وأوتر بواحدة // إسناده صحيح
34 - حدثنا ابو كامل ثنا عبد الوارث عن أبي التياح عن أبي مجلز عن ابن عمر رضي الله عنه قال قال رسول الله الوتر ركعة من آخر الليل // إسناده صحيح
35 - حدثنا يحيى بن أبي طالب ثنا منصور بن سلمة ثنا عبد الرحمن بن أبي الموالي عن نافع بن ثابت عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنه قال كان // إسناده منقطع (1/56)
النبي إذا صلى العشاء صلى بعدها أربعا ثم أوتر بسجدة ثم نام حتى يصلى بعده صلاته من الليل (1/57)
8 - باب اختيار النبي التسليم بين كل ركعتين من صلاة الليل والوتر بركعة
36 - حدثنا يحيى عن مالك عن نافع وعبد الله بن دينار عن ابن عمر رضي الله عنه أن رجلا سأل رسول الله عن صلاة الليل فقال صلاة الليل مثنى مثنى فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى وفي لفظ من صلى فليصل مثنى مثنى فإذا خشي الفجر ركع ركعة واحدة فأوترت له ما صلى وفي أخرى فإن خفت الصبح فأوتر بركعة وفي رواية أمرنا رسول الله أن نصلي مثنى مثنى فإذا خشينا الصبح أوترنا بركعة // إسناده صحيح (1/59)
وفي آخر فأوتر بواحدة إن والله وتر يحب الوتر
وفي آخر صلاة الليل مثنى مثنى فإذا أردت النوم فاركع ركعة توتر لك ما صليت وعن عقبة بن حريث قلت لابن عمر رضي الله عنه قول النبي صلاة الليل مثنى قال يسلم بين كل ركعتين
وعن سفيان الثوري مثله
وفي الباب عن عمرو بن عبسة رضي الله عنه وأبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه
قال محمد بن نصر فالذي نختاره لمن صلى بالليل في رمضان وغيره أن يسلم بين كل ركعتين حتى إذا أرادأن يوتر صلى ثلاث ركعات يقرأ في الركعة الأولى بسبح اسم ربك الأعلى وفي الثانية بقل يا أيها الكافرون ويتشهد في الثانية ويسلم ثم يقوم فيصلي ركعة يقرأ فيها بفاتحة الكتاب وقل هو الله احد والمعوذتين وقد روى عن النبي أنه أوتر بسبع لم يجلس إلا في السادسة والسابعة ولم يسلم إلا في آخرهن
وقد روى عنه أنه أوتر بتسع لم يجلس إلا في الثامنة والتاسعة وكل ذلك جائز أن يعمل به اقتداء به غير أن الاختيار ما ذكرنا لأن النبي لما سئل عن صلاة الليل أجاب أن صلاة الليل مثنى مثنى فاخترنا ما اختار هو لأمته وأجزنا فعل من اقتدى به ففعل مثل فعله اذ لم يرو عنه نهي عن ذلك بل قد روي عنه أنه قال ما شاء فليوتر بخمس ومن شاء فليوتر بثلاث ومن شاء فليوتر بواحدة غير أن الأخبار التي رويت عنه أنه أوتر بواحدة هي (1/60)
اثبت وأصح وأكثر عند أهل العلم بالأخبار واختياره حين سئل كان كذلك فلذلك اخترنا الوتر بركعة على ما فسرنا واخترنا العمل بالأخبار الأخر لأنها أخبار حسان غير مدفوعة عند أهل العلم بالأخبار
وقد روينا عن جماعة من السلف من أصحاب النبي ومن بعدهم أنهم أوتروا بركعة وسنذكر الأخبار المروية عنهم في ذلك بأسانيدها إن شاء الله تعالى (1/61)
9 - باب الأخبارالمروية عن السلف في الوتر بركعة
عن المطلب بن عبد الله المخزومي قال أتى عبد الله بن عمر رضي الله عنه رجل فقال كيف أوتر قال بواحدة قال إني أخشى أن يقول الناس أنها البتيراء قال أسنة الله وسنة رسوله تريد هذه سنة الله ورسوله
وفي رواية لم يصب من قال ذلك إنما البتيراء أن يقوم الرجل فيصلي الركعة يقرأ فيها ويتم ركوعها وسجودها ثم يقوم في الثانية فلا يقرأفيها ولا يتم ركوعها ولا سجودها فتلك البتيراء
وعنه الوتر ركعة واحدة كان ذلك وتر رسول الله وأبي بكر رضي الله عنه وعمر رضي الله عنه (1/63)
وعن حنش الصنعاني قال كان أبي كعب رضي الله عنه حين أمره عمر بن الخطاب رضي الله عن أن يقوم بالناس يسلم في اثنتين من الوتر ثم قرأ بعده زيد بن ثابت رضي الله عنه فسلم في ثلاث فقال له ابن عمر رضي الله عنه لم سلم في ثلاث فقال إنما فعلت ذلك لئلا ينصرف الناس فلا يوترون
وعن نافع سمعت معاذا القاري رضي الله عنه يسلم بين الشفع والوتر وهو يؤم الناس في رمضان بالمدينة على عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه
وعنه كنا نقوم في مسجد الرسول يؤمنا معاذ رضي الله عنه فكان يسلم رافعا صوته ثم يقوم فيوتر بواحدة وكان يصلي معه رجال من أصحاب رسول الله لم أر أحدا يعيب ذلك عليه
وعن السائب بن يزيد أن عثمان بن عفان رضي الله عنه قرأ القرآن في ركعة أوتر بها
وعن مالك بن دينار عن مولى لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه اوتر بركعة
وعن محمد بن شرحبيل أنه رأى سعدا دخل المسجد فصلى ركعة اوتر بها ثم خرج (1/64)
وعن عبد الله بن العلاء قال حدثني سالم بن عبد الله بن عمر رضي الله عنه عن أبيه قال سئل رسول الله كيف صلاة الليل فقال مثنى مثنى فإذا خفت الصبح فأوتر بواحدة قلت لسالم كيف كان ابن عمرBه يفعل قال كان إذا ركع الركعتين سلم ثم ائتنف التكبير في الركعة الآخرة قلت هل كان يتكلم بينهما قال لو أن إنسانا كلمه لتكلم قلت كيف تفعل أنت قال كذلك
وعن ابن عمر رضي الله عنه لو يطيعني الأئمة لسلموا في الركعتين من الوتر في رمضان
وعن جابر بن زيد الوتر من صلاة العشاء إلى الفجر قد كان ابن عمر رضي الله عنه يفصل بينهما وبين الركعتين وكان ابن عباس رضي الله عنه يفعل ذلك وغيرهما من أصحاب رسول الله
وعن أبي عبيد الله رأيت أبا الدرداء رضي الله عنه وفضاله بن عبيد رضي الله عنه ومعاذ بن جبل رضي الله عنه يوتر كل واحد منهم بركعة
وسمر حذيفة رضي الله عنه وابن مسعود رضي الله عنه عند الوليد بن عقبة رضي الله عنه وهو أمير الكوفة فلما خرجا أوتر كل واحد منهما بركعة
وعن ابن إسحاق عن أبي عمرو صاحب العباء قال كان أبو هريرة رضي الله عنه يصلي بنا في رمضان فيوتر بنا فيسلم بين الركعتين الأوليين حتى يسمع من وراءه ثم يقوم فيوتر بواحدة
وعن ابن أبي مليكه أن ابن الزبير رضي الله عنه أوتر بركعة في بيته وقال الزهري كان أصحاب النبي يسلمون في ركعتي الوتر (1/65)
وعن أبي مجلز أن أبا موسى الأشعري رضي الله عنه أوتر بركعة وعن عقبة بن عبد الغافر أنه كان إذا أوتر سلم في الركعتين
وعن ابن جريج سأل إنسان عطاء فقال ما أدنى ما يكفي المسافر من الوتر قال ركعة واحدة إن شاء قلت والمقيم إن شاء أوتر بركعة لا يزيد عليها قال نعم
وعن عبيد الله العتكي رأيت سعيد بن جبير أوتر بركعة
وعن عاصم قلت لمحمد بن سيرين اتفصل بين الركعة والركعتين في الوتر قال نعم واتسحر بينهما
وعن ابن عون سألت الحسن ايسلم الرجل في الركعتين من الوتر قال نعم
وعن عقيل رأيت ابن شهاب يوتر بعد العشاء بخمس يسلم في كل ركعتين ويوتر بواحدة
وسئل عطاء عن الرجل أيسلم بين الركعتين من الوتر قال نعم
وقال مالك فأنا أوتر بواحدة لأن النبي قال توتر له ما قد صلى وعنه الصواب في الوتر أن يسلم في الركعتين والركعة التي يوتر بها حتى يسمع من يليه
وسئل عمن نسي أن يسلم بين الركعتين الأوليين وبين الوتر حتى استوى قائما للثالثة وهو ممن يفصل قال إن ذكر قبل أن يركع جلس ثم سلم وسجد سجدتي السهو ثم قام فأوتر
وعن الوليد بن مسلم قال ذكرت لأبي عمرو ومالك بن انس رضي الله عنه (1/66)
عنه الوتر بواحدة فقالا إن وصلت وترك بشفعك فلم تسلم بينهما فحسن وإن فصلت بتسليم فهو أحب إلينا
وعن أبي داود سمعت أحمد بن حنبل في الوتر يعجبني أن يسلم في الركعتين
قال وكذلك كان يصلي بنا أمامة في شهر رمضان يقرأ في الركعتين بسبح وقل يا أيها الكافرون ثم يسلم في الثنتين ثم يقوم فيركع واحدة يقرأ فيها بفاتحة الكتاب وقل هو الله احد
قال وسمعت احمد يسأل عمن يوتر بتسع فقال إذا أوتر بتسع فلا يقعد إلا في الثامنة
قال محمد بن نصر وقال إسحاق بن راهوية في الوتر مثل قول أحمد (1/67)
10 - باب الوتر بخمس ركعات بتسليمة واحدة
37 - حدثنا إسحاق أخبرنا عبدة ثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة يوتر منها بخمس لا يجلس إلا في آخرهن يجلس ثم يسلم // إسناده صحيح
وفي رواية كان يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة بركعتين قبل الفجر إحدى عشرة ركعة من الليل ست منهم مثنى مثنى ويوتر بخمس لا يقعد فيهن (1/69)
38 - حدثنا إسحاق أخبرنا الفضل بن موسى ثنا محمد بن قيس الأسدي عن الحكم بن عتيبة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي أوتر إما بخمس وإما بسبع ليس بينهن سلام // إسناده صحيح
وفي رواية ثم قام فصلى ركعتين ركعتين حتى صلى ثمان ركعات ثم أوتر بخمس لم يجلس فيهن ثم قعد فأثنى على الله بما هو له أهل فاكثر من الثناء
39 - حدثنا إسحاق أخبرنا جرير عن منصور عن الحكم عن مقسم عن ام سلمة رضي الله عنها قالت كان النبي يوتر بسبع وخمس ولا يفصل بينهن بسلام // إسناده صحيح لغيره (1/70)
وعن إسماعيل بن زيد أن زيد بن ثابت رضي الله عنه كان يوتر بخمس ركعات لا ينصرف فيها (1/71)
11 - باب الوتر بسبع وتسع
تقدم حديث سعد بن هشام عن عائشة رضي الله عنها وفيه فيصلي تسع ركعات لا يجلس فيهن إلا عند الثامنة فيحمد ربه ويذكره ويدعو ثم ينهض ولا يسلم ثم يصلى التاسعة فيقعد ثم يحمد ربه ويذكره ويدعو ثم يسلم تسليما يسمعنا ويصلي ركعتين بعدما يسلم وهو قاعد فتلك إحدى عشرة ركعة فلما أسن وأخذ اللحم أوتر بسبع وصلى ركعتين بعدما يسلم وهو قاعد فتلك تسع الحديث
40 - حدثنا إسحاق ومحمد بن بشار قالا ثنا وهب بن جرير ثنا شعبة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أن النبي أوتر بخمس وأوتر بسبع // إسناده صحيح
41 - حدثنا أحمد بن منصور الرمادي ثنا يحيى بن حماد ثنا أبو عوانة (1/73)
عن سليمان بن عمارة عن يحيى بن الجزار عن عائشة رضي الله عنها ان النبي كان يوتر بتسع فلما ثقل وبدن أوتر بسبع
وتقدم حديث ابن عباس رضي الله عنه وفيه ثم أوتر بتسع أو بسبع ثم صلى ركعتين
وعن النخعي والأسود وعلقمة وأصحاب عبد الله رضي الله عنه أنهم كانوا يفعلون ذلك
وكان عبد الله رضي الله عنه يفعل ذلك كان يوتر بتسع ركعات يقرأ فيهن بتسع سور في الأولى إذا زلزلت والثانية والعصر والثالثة إذا جاء نصر الله ثم إنا أعطيناك الكوثر ثم قل يا أيها الكافرون ثم تبت يدا أبي لهب وآية الكرسي والأيتين من آخر سورة البقرة والله الواحد الصمد ثم يقنت قبل أن يركع
وعن بشر بن المفضل كنا نصلي مع يونس بن عبيد العتمة ثم نوتر بسبع ركعات
قال محمد بن نصر فالعمل عندنا بهذه الاخبار كلها جائز وإنما اختلفت لأن الصلاة بالليل تطوع الوتر وغير الوتر فكان النبي تختلف صلاته بالليل ووتره على ما ذكرنا يصلي أحيانا هكذا وأحيانا هكذا فكل ذلك جائز حسن فأما الوتر بثلاث ركعات فإنا لم نجد عن النبي خبرا ثابتا مفسرا أنه أوتر بثلاث لم يسلم إلا في آخرهن كما وجدنا في الخمس والسبع والتسع غير أنا وجدنا عنه أخبارا أنه أوتر بثلاث لا ذكر للتسليم فيها
42 - حدثنا إسحاق أخبرنا النضر بن شميل ثنا يونس عن أبي إسحاق عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنه أن رسول الله كان يوتر بثلاث يقرأ بسبح ربك الأعلى وقل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد // إسناده صحيح (1/74)
وفي الباب عن عمران بن حصين وعائشة رضي الله عنها وعبد الرحمن بن أبزى رضي الله عنه وأنس بن مالك رضي الله عنه
قال فهذه أخبار مبهمة يحتمل أن يكون النبي قد سلم في الركعتين من هذه الثلاث التي روي أنه اوتر بها لأنه جائز أن يقال لمن صلى عشر ركعات يسلم بين كل ركعتين فلان صلى عشر ركعات والأخبار المفسرة التي لا تحتمل إلا معنى واحدا أولى أن تتبع ويحتج بها غير أنا روينا عن النبي أنه خير الموتر بين أن يوتر بخمس أو بثلاث أو بواحدة
وروينا عن بعض أصحاب النبي أنه أوتر بثلاث لم يسلم إلا في آخرهن فالعمل بذلك عندنا جائز والإختيار ما بينا
43 - فأما الحديث الذي حدثناه عباس النرسي ثنا يزيد بن زريع ثنا سعيد عن قتادة عن زرارة عن سعد بن هشام عن عائشة رضي الله عنها أن النبي كان لا يسلم في ركعتي الوتر
وفي رواية كان لا يسلم في الركعتين الأوليين من الوتر // إسناده صحيح (1/75)
قال فهذا عندنا قد اختصره سعيد من الحديث الطويل الذي ذكرناه ولم يقل في هذا الحديث أن النبي أوتر بثلاث لم يسلم في الركعتين فكان يكون حجة لمن أوتر بثلاث بلا تسليم في الركعتين إنما قال لم يسلم في ركعتي الوتر وصدق في ذلك الحديث أنه لم يسلم في الركعتين ولا في الثلاث ولا في الأربع ولا في الخمس ولا في الست ولم يجلس أيضا في الركعتين كما لم يسلم فيهما (1/76)
12 - باب تخيير الموتر بين الواحدة والثلاث والخمس
44 - حدثنا محمد بن يحيى ثنا الفريابي ثنا الأوزاعي حدثني الزبير عن عطاء بن يزيد الليثي عن أبي أيوب الأنصاري قال قال رسول الله الوتر حق فمن شاء فليوتر بخمس ومن شاء فليوتر بثلاث ومن شاء فليوتر بواحدة
وفي رواية أن رسول الله قال أوتر بخمس أو بثلاث أو بواحدة فإن لم تستطع فأوم إيماء وفي رواية عن أبي أيوب رضي الله عنه موقوفا الوتر حق أو واجب فمن شاء فليوتر بسبع ومن شاء فليوتر بخمس ومن شاء فليوتر بثلاث ومن شاء فليوتر بواحدة ومن غلب فليوم إيماء
وفي لفظ فليوم برأسه (1/77)
وعن مصعب بن سعد قال قيل لسعد إنك توتر بركعة فقال أخفف بذلك عن نفسي سبع أحب إلى من خمس وخمس أحب إلي من ثلاث وثلاث أحب إلي من واحدة
وعن الأسود أن عبد الله رضي الله عنه كان يوتر بسبع أو خمس
وعن هشام عن محمد كان منهم من يوتر بركعة ومنهم من يوتر بثلاث ومنهم من يوتر بخمس ومنهم من يوتر بسبع وكانوا يرون ذلك كله حسنا
وعن عطاء أنه رأى عروة بن الزبير أوتر بخمس أو سبع ما جلس لمثنى
وفي رواية ما جلس إلا في الوتر
وعن ابن جريج قلت لعطاء اقتصر على وتر النبي فلا أزيد عليه أحب إليك قال بل زيادة الخير أحب إلي (1/78)
13 - باب ذكر الوتر بثلاث عن الصحابة والتابعين
عن عبيد بن السباق أن عمر رضي الله عنه لما دفن أبا بكر رضي الله عنه بعد العشاء الآخرة أوتر بثلاث ركعات وأوتر معه ناس من المسلمين وفي رواية لم يسلم إلا في آخرهن
وقيل للحسن أن ابن عمر رضي الله عنه كان يسلم في الركعتين من الوتر فقال كان عمر رضي الله عنه أفقه من ابن عمر رضي الله عنه كان ينهض في الثالثة بالتكبير
وعنه أن أبي بن كعب كان يوتر بثلاث مثل المغرب لا يسلم بينهن
قال محمد بن نصر وقد روينا في الباب عن أبي بكر رضي الله عنه وعمر رضي الله عنه وأبي بن كعب رضي الله عنه خلاف هذا أنهم سلموا في الركعتين من الوتر
وعن ابن عون أنه سأل الحسن أيسلم الرجل في الركعتين من الوتر فقال نعم فهذه الرواية اثبت مما خالفها (1/79)
وعن عبد الله رضي الله عنه صلاة المغرب وتر النهار ووتر الليل كوتر النهار
وعن ثابت بت عند أنس رضي الله عنه فقا يصلى من الليل وكان يسلم في كل مثنى فلما كان في آخر صلاته أوتر بثلاث مثل المغرب لم يسلم بينهن
وعن أنس رضي الله عنه الوتر ثلاث ركعات وعن
أبي العالية لليل وتر وللنهار وتر فوتر النهار صلاة المغرب ووتر الليل مثله
وعن خلاس بن عمرو بمعناه
وعن بكر بن رستم سمعت الحسن ومحمدا وقتادة وبكر بن عبد الله المزني ومعاوية بن قرة وإياس بن معاوية يقولون الوتر ثلاث
وعن ابي اسحاق كان أصحاب علي رضي الله عنه وعبد الله رضي الله عنه لا يسلمون في الوتر بين الركعتين
وعن طاووس أنه كان يوتر بثلاث لا يقعد بينهن
وعن عطاء أنه كان يوتر بثلاث ركعات لا يجلس فيهن ولا يتشهد إلا في آخرهن
وقال حماد كان أيوب يصلي بنا في رمضان فكان يوتر بثلاث لا (1/80)
يجلس إلا في آخرهن وكان يقرأ في الركعة الأولى أحيانا بالشيء يبقى عليه من السورة ويقرأ في الآخرة بالسورة وأحيانا في الأولى بالشمس وضحاها وكان لا يدع أن يقرأ في الركعة الآخرة بقل هو الله أحد والمعوذتين لا يجاوزها
قال محمد بن نصر فالامر عندنا أن الوتر بواحدة وبثلاث وخمس وسبع وتسع كل ذلك جائز حسن على ما روينا من الأخبار عن النبي وأصحابه من بعده والذي نختار ما وصفنا من قبل
قال فإن صلى رجل العشاء الآخرة ثم أراد أن يوتر بعدها بركعة واحدة لا يصلي قبلها شيئا فالذي نختاره له ونستحبه أن يقدم قبلها ركعتين أو أكثر ثم يوتر بواحدة فإن هو لم يفعل وأوتر بواحدة جاز ذلك
وقد روينا عن غير واحد من علية أصحاب محمد أنهم فعلوا ذلك وقد كره ذلك مالك وغيره وأصحاب النبي أولى بالاتباع
وقال إسماعيل بن سعيد الشالنجي سألت أحمد عن الوتر بركعة واحدة فقال إن كان قبلها تطوع فلا بأس قلت ما معنى قولك إن كان قبلها تطوع أرأيت إن لم يرد أن يصلي تطوعا تأمره بذلك قال لا بأس بذلك إن أخذ بفعل سعد رضي الله عنه وغيره
وقال أبو أيوب لا بأس أن يوتر بركعة وما زاد فهو افضل
وبه قال أبو خيثمة
وقال ابن أبي شيبة يجزيء الوتر بركعة
حدثنا يحيى عن مالك عن ابن شهاب أن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه (1/81)
عنه كان يوتر بعد العتمة بواحدة
قال مالك وليس على هذا العمل
وقال الشافعي والذي اختار ما فعله النبي كان يصلي إحدى عشرة ركعة يوتر منها بواحدة
قال المزني وأنكر على مالك قوله لا احب أن يوتر بأقل من ثلاث ويسلم بين الركعة والركعتين من الوتر واحتج بأن من سلم من اثنتين فقد فصلهما مما بعدهما وأنكر على الكوفي الوثر بثلاث كالمغرب
قال محمد بن نصر وزعم النعمان أن الوتر ثلاث ركعات لا يجوز أن يزاد على ذلك ولا ينقص منه فمن أوتر بواحدة فوتره فاسد والواجب عليه أن يعيد الوتر فيوتر بثلاث لا يسلم إلا في آخرهن فإن سلم في الركعتين بطل وتره
وزعم أنه ليس للمسافر أن يوتر على دابة لأن الوتر عنده فريضة
وزعم أنه من نسي الوتر فذكره في صلاة الغداه بطلت صلاته وعليه أن يخرج منها فيوتر ثم يستأنف الصلاة
وقوله هذا خلاف للأخبار الثابتة عن رسول الله وأصحابه وخلاف لما أجمع عليه أهل العلم وإنما أتى من قلة معرفته بالأخبار وقله مجالسته للعلماء
سمعت إسحاق بن إبراهيم يقول قال ابن المبارك كان أبو حنيفة (1/82)
رحمه الله يتيما في الحديث
حدثني علي بن سعيد النسوي قال سمعت احمد بن حنبل يقول هؤلاء اصحاب أبي حنيفة ليس لهم بصر بشيء من الحديث ما هو إلا الجرأة
قال محمد بن نصر فاحتج له بعض من يتعصب له ليموه على أهل الغباوة والجهل بالخبر الذي ذكرنا عن النبي انه قال إن الله زادكم صلاة وهي الوتر فزعم أن قوله زادكم صلاة دليل على أنه فريضة فيقال له هذا حديث لا يثبته أهل العلم بالأخبار ولو ثبت ما كان فيه دليل على ما ادعيت وذلك أن الصلاة أنواع منها فريضة مكتوبة مؤكدة وهي الصلوات الخمس بإجماع الأمة على ذلك ومنها سنة ليست بفريضة ولكنها نافلة مأمور بها مرغب فيها يستحب المداومة عليها ويكره تركها منها الوتر وركعتان قبل الفجر وما أشبه ذلك ومنها نافلة مستحبة وليست بسنة ولكنها تطوع من عمل بها أثيب عليها ومن تركها لم يكره له تركها فقوله إن الله زادكم (1/83)
صلاة وإن الله أمدكم بصلاة إن ثبت ذلك عنه فإنما يعني زادكم وأمدكم بصلاة هي سنة من سنن رسول الله غير مفروضة ولا مكتوبة
والدليل على ما قلنا الأخبار الثابتة التي ذكرناها عن النبي أن الصلوات المكتوبات الموظفات على العباد في اليوم والليلة هي خمس صلوات وما زاد على ذلك فتطوع ثم اتفاق الأمة على ذلك إن الصلوات المكتوبات هي خمس لا أكثر
ودليل آخر وهو وتر النبي بركعة وبثلاث وبخمس وسبع وأكثر من ذلك فلو كان الوتر فرضا لكان موقتا معروفا عدده لا يجوز أن يزاد فيه ولا ينقص منه كالصلوات الخمس المفروضات وأحاديث رسول الله وأصحابه على خلاف ذلك لأنهم قد أوتروا وترا مختلفا في العدد وكره غير واحد من الصحابة والتابعين الوتر بثلاث بلا تسليم في الركعتين كراهة أن يشبهوا التطوع بالفريضة
ودليل ثالث وهو أن النبي أوتر على راحلته قد ثبت ذلك عنه وفعله غير واحد من الصحابة والتابعين وقد أجتمعت الأمة على أن الصلاة المفروضة لا يجوز أن تصلى على الراحلة ففي ذلك بيان أن الوتر تطوع وليس بفرض
ودليل رابع وهو أن الوتر يعمل به الخاص والعام من المسلمين في كل ليلة فلو كان فرضا لما خفي وجوبه على العامة كما لم يخف وجوب الظهر والعصر والصلوات الخمس ولنقلوا علم ذلك كما نقلوا علم صلاة المغرب وسائر الصلوات أنها مفروضات قد توارثوا علم ذلك ينقله قرن عن قرن من لدن النبي إلى يومنا هذا لا يختلفون في ذلك ولا يتنازعون فلو كان الوتر فرضا كسائر الصلوات لتوارثوا علمه ونقله قرن عن قرن كذلك (1/84)
كيف وقد روى عن جماعة من الصحابة والتابعين أنهم قالوا الوتر تطوع وليس يفرض منهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه ولا يجوز أن يكون مثل علي رضي الله عنه يجهل فريضة صلاة من الصلوات يحتاج إليها في كل ليلة حتى يجحد فرضها فيزعم أنها ليست بحتم من ظن هذا بعلي رضي الله عنه فقد أساء به الظن وكذلك سائر الصحابة وجماعة من التابعين قد روى عنهم مفسرا أن الوتر تطوع
عن جرير بن حازم سألت نافعا أكان ابن عمر رضي الله عنه يوتر على راحلته فقال نعم هل للوتر فضيلة على سائر التطوع
وعن واصل بن عبد الرحمن قال صحبت ابن عباس رضي الله عنه فما رأيته أوتر في سفر قط
وسئل سفيان بن عيينة عن الوتر واجب هو فقال لو كان واجبا لم تسألني
قال فقال قائل من ضعفه أهل الرأي الدليل على أنه فرض أن في حديث حجاج عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال جاء جبريل بالوتر إلى النبي قال وجبريل لا يأتي إلا بالفرض فيقال له هذا خبر غير ثابت عند أهل المعرفة بالأخبار ومع ذلك لا دليل فيه على ما قلت قد كان جبريل ينزل على رسول الله بآيات من القرآن أمره فيها بأمور لا اختلاف بين العلماء في أن العمل بها تطوع فإذا جاز أن يكون فيما جاءه به من القرآن أمور العمل بها تطوع فما جاءه به مما ليس بقرآن فهو أحرى أن يجوز أن تكون منه تطوع من ذلك قول الله تعالى ومن الليل فسبحه وأدبار السجود فاتفق عامة أهل العلم بالتفسير على أنهما الركعتان بعد المغرب ومن ذلك قوله ومن الليل فسبحه وأدبار النجوم فقالوا هما الركعتان (1/85)
قبل صلاة الغداه وقد قال بعضهم هو التسبيح في أدبار الصلوات وكل ذلك تطوع
عن مجاهد وأدبار السجود قال علي الركعتان بعد المغرب
وقال ابن عباس رضي الله عنه التسبيح بعد الصلاة
وفي رواية التسبيح في أدبار الصلوات
وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه لما نزلت فسبح باسم ربك العظيم قال رسول الله اجعلوها في ركوعكم ولما نزلت سبح اسم ربك الأعلى قال رسول الله اجعلوها في سجودكم
وأصحاب الرأي لا يختلفون في أن التسبيح في الركوع والسجود تطوع فإذا كان ما نزل به كتاب الله وسنة رسول الله يجوز أن يكون تطوعا فما لم ينزل به كتاب الله أحرى أن يجوز أن تكون تطوعا
وعن سفيان الوتر ليس بفريضة ولكنه سنة إن شئت أوترت بركعة وإن شئت بثلاث وإن شئت بخمس وإن شئت بسبع وإن شئت بتسع وإن شئت بإحدى عشرة لا تسلم إلا في آخرهن
عن ربيعة لا أرى عليك قضاء الوتر إذا نسيته وما نعلم الوتر إلا ركعة وإن صليت بعد العتمة ركعتين فعليك الوتر وإن لم تصل بعد العشاء (1/86)
الآخرى شيئا فلا وتر عليك إلا أن تصلي وذلك للمغمى عليه والمسافر الذي لا يوتر ولا يصلي بعد صلاته
قال محمد بن نصر يذهب من ذهب مذهب ربيعة إلى أن الوتر إنما جعل ليوتر الرجل به صلاته بالليل ولا يتركها شفعا ليس له معنى غيره فإذا فاتته صلاة الليل بأن نام أو شغل عنها لم يقض الوتر لأن المعنى الذي جعل له الوتر قد فاته إذ فاته قيام الليل فلا وجه لقضائه بعد الفجر ويحتج بحديث عائشة رضي الله عنه أن النبي كان إذا نام من الليل من وجع أو غيره فلم يصل بالليل صلى بالنهار أثنتي عشرة ركعة ولم يجيء عنه أنه قضى الوتر ومن ذهب إلى هذا جعل ركعتي الفجر أوكد من الوترلأن النبي لما نام عن صلاة الفجر حتى طلعت الشمس قضى الركعتين بعد طلوع الشمس قبل المكتوبة ولم نجد عنه في شيء من الأخبار أنه قضى الوتر
قال وزعم النعمان في كتابه أن النبي قضى الوتر في اليوم الذي نام عن الفجر حتى طلعت الشمس فزعم أنه أوتر قبل أن يصلى ركعتي الفجر ثم صلى الركعتين وهذا لا يعرف في شي من الأخبار
وقد احتج بعض أصحاب الرأي للنعمان في قوله ان الوتر لا يجوز بأقل من ثلاث ولا بأكثر بأن زعم أن العلماء قد أجمعوا على أن الوتر بثلاث جائر حسن واختلفوا في الوتر بأقل من ثلاث وأكثر فأخذ بما أجمعوا عليه وترك ما اختلفوا فيه وذلك من قلة معرفة المحتج بهذا بالأخبار واختلاف العلماء
وقد روى في كراهة الوتر بثلاث أخبار بعضها عن النبي وبعضها عن اصحاب النبي والتابعين
45 - منها ما حدثنا طاهر بن عمرو بن الربيع بن طارق قال حدثني أبي // إسناد المصنف صحيح (1/87)
أخبرنا الليث عن يزيد بن ابي حبيب عن عراك بن مالك عن أبي هريرة قال قال رسول الله لا توتروا بثلاث تشبهوا بالمغرب ولكن أوتروا بخمس أو بسبع أو بتسع أو بإحدى عشرة أو أكثر من ذلك
وفي الباب عن عائشة رضي الله عنها وميمونة رضي الله عنها
وعن ابن عباس رضي الله عنه الوتر سبع أو خمس ولا نحب ثلاثا بترا
وفي رواية إني لأكره ان تكون ثلاثا بترا ولكن سبع أو خمس
وعن عائشة رضي الله عنهاالوتر سبع أو خمس وإني لأكره ان تكون ثلاثا بترا
وفي لفظ أدنى الوتر خمس
وعن يزيد بن حازم قال سألت سليمان بن يسار عن الوتر بثلاث فكره الثلاث وقال لا تشبه التطوع بالفريضة أوتر بركعة أو بخمس أو بسبع (1/88)
12 - باب الوتر على الدابة في السفر
46 - حدثنا يحيى عن مالك عن أبي بكر بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن سعيد بن يسار قال كنت أسير مع ابن عمر رضي الله عنه بطريق مكة قال سعيد فلما خشيت الصبح نزلت فأوترت ثم أدركته فقال لي ابن عمر رضي الله عنه أين كنت فقلت له خشيت الفجر فنزلت فأوترت فقال عبد الله رضي الله عنه اليس لك في رسول الله أسوة قلت بلى والله قال إن رسول الله كان يوتر على البعير
وفي رواية كان يوتر على راحلته
وفي أخرى كان يوتر راكبا
وفي رواية وكان رسول الله يسبح وهو على الراحلة قبل أي وجه توجه ويوتر عليها غير أنه لا يصلي عليها المكتوبة // إسناده صحيح (1/89)
47 - حدثنى ابن سعيد النسوي ثنا أبو عتاب ثنا عباد ثنا عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنه أن رسول الله أوتر على راحلته
وعن علي بن ابي طالب رضي الله عنه أنه كان يوتر على راحلته
وعن نافع كان عبد الله رضي الله عنه يوتر على البعير يومي برأسه
وعن ابن جريج قلت لعطاء أوتر وأنا مدبر عن القبلة على دابتي قال نعم
وعن عطاء لا بأس أن يوتر على بعيره
وعن سفيان إن أوترت على دابتك فلا بأس والوتر بالأرض أحب ألي
قال محمد بن نصر وزعم النعمان أن الوتر على الدابة لا يجوز خلافا // إسناده حسن (1/90)
لما روينا
واحتج بعضهم له بحديث رواه عن ابن عمر رضي الله عنه أنه نزل عن دابته فأوتر بالأرض فيقال لمن احتج بذلك هذا ضرب من الغفلة هل قال أحد أنه لا يحل لرجل أن يوتر بالأرض إنما قال العلماء لا بأس أن يوتر على الدابة وإن شاء أوتر بالأرض
وكذلك كان ابن عمر رضي الله عنه يفعل ربما أوتر على الدابة وربما أوتر على الأرض
وعن نافع أن ابن عمر رضي الله عنه كان ربما اوتر على راحلته وربما نزل
وفي رواية كان يوتر على راحلته وكان ربما نزل (1/91)
14 - باب ما يقرأ به في الوتر
48 - حدثنا إسحاق أخبرنا عيسى بن يونس عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزي عن أبيه عن أبي كعب رضي الله عنه قال كان رسول الله يقرا في الوتر في الركعة الأولى بسبح اسم ربك الأعلى وفي الركعة الثانية بقل يا أيها الكافرون وفي الثالثة بقل هو الله أحد // إسناده صحيح (1/93)
وفي رواية وقل هو الله أحد وآمن الرسول
وفي رواية ويقول إذا سلم سبحان الملك القدوس ثلاث مرات
وفي أخرى فإذا سلم قال سبحان الملك القدوس ثلاثا ويمد في الثالثة
وفي لفظ ويرفع بها صوته
وفي الباب عن ابن عباس رضي الله عنه وعائشة رضي الله عنها وفي روايتها وفي الثالثة بقل هو الله أحد والمعوذتين وفيه عن أنس رضي الله عنه
49 - حدثنا إسحاق أخبرنا يحيى بن آدم ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي رضي الله عنه أن النبي كان يوتر بتسع سورفي الأولى ألهكم التكاثر وإنا أنزلناه في ليلة القدر وإذا زلزلت وفي الثانية والعصر وإذا جاء نصر الله والفتح وإنا أعطيناك الكوثر وفي الثالثة قل يا أيها الكافرون وتبت يدا أبي لهب وقل هو الله أحد
وروى موقوفا على علي رضي الله عنه ولم يرفعه
وعن علي رضي الله عنه ليس من القرآن شيء مهجور فأوتر بما شئت
وعن أبي موسى رضي الله عنه أنه كان بين مكة والمدينة فصلى العشاء ركعتين ثم قام فصلى ركعة أوتر بها فقرأ فيها بمائة آية من النساء ثم قال ما الموت أن أضع قدمي حيث وضع رسول الله قدميه وأن أقرأ بما قرأ رسول الله
وعن سعيد بن جبير قال لما أمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه (1/94)
أبي بن كعب رضي الله عنه أن يقوم بالناس في رمضان كان يوتر بهم فيقرأ في الركعة الأولى إنا أنزلناه في ليلة القدر وفي الثانية بقل يا أيها الكافرون وفي الثالثة بقل هو الله أحد
وعن سعيد بن جبير أنه كان يقرأ في الوتر في أول ركعة خاتمة البقرة وفي الثانية إنا أنزلناه في ليلة القدر وربما قرأ قل يا أيها الكافرون وفي الثالثة قل هو الله أحد
وعن المغيرة عن إبراهيم إن شاء الرجل فليقرأ في الوتر من جزئه في الركعة الاولى وفي الثانية
وقال الحسن ذكرت ذلك لابن المبارك فقال أرى أن يقرأ بقدر سبح اسم ربك الأعلى
وسئل مالك عن القراءة في الوتر فقال ما زال الناس يقرؤون بالمعوذات في الوتر وأنا أقرأ بها في الوتر
وعن سفيان كانوا يستحبون أن يقرأ في الركعة الأولى بسبح اسم ربك الأعلى وفي الثانية قل يا أيها الكافرون ثم يتشهد وينهض ثم يقرأ في الثالثة قل هو الله أحد وإن قرات غير هذه السور أجزأك وقال أحمد نختار أن يقرأ في الوتر بسبح وقل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد
وسئل يقرأ المعوذتين في الوتر فقال ولم لا يقرأ (1/95)
16 - باب أمر النبي أن يجعل آخر الصلاة من الليل وترا
50 - حدثنا محمد بن مينا ثنا يحيى بن سعيد القطان ثنا عبيد الله أخبرني نافع عن ابن عمر رضي الله عنه عن النبي قال اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترا // إسناده صحيح
51 - حدثنا إسحاق أخبرنا يحيى بن آدم ثنا عمار بن رزيق عن ابي إسحاق عن الأسود عن عائشة رضي الله عنه قالت كان رسول الله يصلى حتى يكون آخر صلاته الوتر // إسناده صحيح (1/97)
17 - باب الرجل يوتر بركعة ثم ينام ثم يقوم من الليل ليصلي
اختلف أصحابنا فذهبت طائفة إلى أنه إذا قام من الليل شفع وتره بركعة أخرى ثم صلى ركعتين ركعتين ثم أوتر في آخر صلاته بركعة
واحتجوا بقول النبي اجعلوا آخر صلاتكم من الليل وترا فقالوا إذا هو قام من الليل فلم يشفع وتره وصلى مثنى مثنى ثم لم يوتر في آخر صلاته كان قد جعل صلاته من الليل شفعا لا وترا وترك قول النبي اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترا
كان إسحاق بن إبراهيم وجماعة من اصحابنا يذهبون إلى هذا ويحتجون لما ذكرنا ويحتجون مع هذه الحجة بأخبار رويت عن أصحاب محمد أنهم فعلوا ذلك (1/99)
18 - باب ذكر الأخبار المرورية عمن شفع وتره من السلف
عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه كان يشفع بركعة ويقول ما شبهتها ألا بالغريبة من الإبل
وفي رواية إني إذا إردت أن أقوم من الليل أوترت بركعة فإذا قمت ضممت إليها ركعة فما شبهتها إلا بالغريبة من الإبل تضم إلى الإبل
وقال سعد بن مالك أما أنا فإذا أردت أن أصلي من الليل أوترت بركعة فإذا استيقظت صليت إليها ركعة ثم صليت ركعتين ركعتين ثم اوترت
وعن سالم كان ابن عمر رضي الله عنه إذا أوتر أول الليل ثم قام يصلى يشفع وتره الأول بركعة ثم يصلى بوتر
وعن أبي مجلز أن ابن عباس رضي الله عنه قال أما أنا فلو أوترت ثم قمت وعلي ليل لم أبال أن أشفع إليها بركعة ثم أصلي بعد ذلك ما بدا لي ثم أوتر بعد ذلك (1/101)
وفي رواية إذا أوتر الرجل من أول الليل ثم أراد أن يصلي شفع وتره بركعة ثم صلى ما بدا له ثم أوتر من آخر صلاته
وعن أسامة بن زيد رضي الله عنه بمعناه
وعن هشام بن عروة كان أبي يوتر أول الليل فإذا قام شفع
قال محمد بن نصر وقالت طائفة أخرى إذا أوتر الرجل بركعة من أول الليل وسلم منها فقد قضى وتره فإذا هو نام بعد ذلك وأحدث لعلة أحداثا مختلفة ثم قام فاغتسل أو توضأ وتكلم بين ذلك ثم صلى ركعة أخرى فهذه صلاة غير تلك الصلاة وغير جائز في النظر أن تتصل هذه الركعة بالركعة الأولى التي صلاها في أول الليل فتصيران صلاة واحدة وبينهما من الأحداث ما ذكرنا فإنما هاتان صلاتان متبائنتان كل واحدة غير الأخرى ومن فعل ذلك فقد أوتر مرتين ثم إذا هو أوتر أيضا في اخر صلاته صار موتر ثلاث مرار
وقد روى عن النبي أنه قال لا وتران في ليلة قالوا وأما رواية ابن عمر رBه عن النبي اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترا فإنما ذلك في الرجل يريد أن يصلى من الليل فالسنة ان يصلى مثنى مثنى ثم يوتر آخر صلاته فإذا هو فعل ذلك ونام ثم قام فبدا له أن يصلي فليس في ذلك دليل أن هذا ينبغي له أن يوتر مرة اخرى لأنه قد قضى وتره مرة وليس من السنة أن يوتر في ليلة مرتين ولا ثلاثا (1/102)
والحديث الآخر انه قال لا وتران في ليلة أولى أن يحتج به في هذا الموضع والدليل على ما قلنا أن ابن عمر رضي الله عنه هو الراوي لقول النبي اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترا وقد كان يشفع وتره فلما سئل عن حجته في فعله لم يحتج بقول النبي اجعلوا آخر صلاتكم وترا بل قال إنما هو فعل أفعله برأيي فلو رأى في قول النبي اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترا حجة لفعله لاحتج به وقال إنما أفعله اتباعا لامر النبي ولم يقل إنما أفعله برأيي
عن مسروق سألت ابن عمر رضي الله عنه عن تقضية الوتر فقال إنما هو شيء أفعله برأيي لا رواية عن أحد
وعن عطاء ذلك الذي يوتر ثلاث مرات
وعن مسروق قال عبد الله بن عمر رضي الله عنه رأيت من الرأي ولست أرويه عن أحد أني أوتر أول الليل فإن قمت وعلي سواد شفعت إليها بركعة ثم أوترت آخر الليل فقال مسروق كان أصحاب عبد الله رضي الله عنه يتعجبون من صنيع عبد الله بن عمر رضي الله عنه (1/103)
19 - باب الأخبار المروية عمن أنكر أن يوتر مرتين في ليلة
52 - حدثنا محمد بن يحيى ثنا ابو داود ثنا أيوب بن عتبة عن قيس بن طلق عن أبيه قال قال رسول الله لا وتران في ليلة // إسناده حسن لغيره
وتقدم أن أبا بكر رضي الله عنه وعمر رضي الله عنه تذاكرا الوتر عند رسول الله فقال ابو بكرBه أما أنا فإني انام على وتر الحديث (1/105)
وعن عائشة رضي الله عنها عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه كان يوتر قبل أن ينام فإذا قام من الليل صلى مثنى مثنى حتى يفرغ مما يريد أن يصلي
وسأل عمرو بن مرة سعيد بن المسيب رضي الله عنه عن الوتر فقال كان عبد الله بن عمر رضي الله عنه يوتر أول الليل فإذا قام نقض وتره ثم صلى ثم أوتر آخر صلاته وكان عمر رضي الله عنه يوتر آخر الليل وكان خيرا مني ومنهما أبو بكر رضي الله عنه يوتر أول الليل ويشفع آخره
وعن عمار بن ياسر وقد سئل عن الوتر فقال أما أنا فأوتر قبل أن أنام فإن رزقني الله شيئا صليت شفعا شفعا إلى أن أصبح
وعن سعيد بن جبير وقد سأله حبيب بن أبي عمرة عن الوتر فقال الأكياس يوترون أول الليل وذوو القوة يوترون آخر الليل فقلت فكيف أنت قال آخر الليل قلت فكيف توتر أنت قال آخر الليل قلت فإن ناسا يوترون أول الليل ثم يقوم أحدهم فيشفع بركعة فقال قال ابن عباس رضي الله عنه ذاك الذي يلعب بوتره
وعن ابن عباس رضي الله عنه في الذي يوتر ثم يريد أن يصلي قال يصلي مثنى مثنى
وفي رواية حسب وتره الأول
وفي أخرى إذا أوترت أول الليل ثم قمت تصلي فاشفع إلى الصباح فإنك على وتر (1/106)
وعن ابن عباس رضي الله عنه وعائذ بن عمرو قالا إذا أوترت أوله فلا توتر آخره وإذا أوترت آخره فلا توتر أوله
وسئلت عائشة رضي الله عنها عن الرجل يوتر ثم يستيقظ فيشفع بركعة ثم يوتر بعد قالت ذاك الذي يلعب بوتره
وعن ابن عباس رضي الله عنه لما بلغه فعل ابن عمر رضي الله عنه لم يعجبه وقال ابن عمر رضي الله عنه يوتر في ليلة ثلاث مرات
وعن عائشة رضي الله عنها الذين ينقضون وترهم هم الذين يلعبون بصلاتهم
وعن أبي هريرة رضي الله عنه إذا صليت العشاء صليت بعدها خمس ركعات ثم أنام فإن قمت صليت مثنى مثنى وإن أصبحت أصبحت على وتر
وسئل رافع بن خديج رضي الله عنه عن الوتر فقال أما أنا فإني أوتر من اول الليل فإن رزقت شيئا من آخره صليت ركعتين ركعتين حتى أصبح
وكان ابن المسيب أبو سلمة بن عبد الرحمن يصليان بعد العتمة ركعتين ثم يوتران ويقولان ذاك ويقولان ذاك كافياك لما قبله وبعده
وعن عمرو بن ميمون في الذي يوتر ثم يستيقظ فقال يشفع بركعة
وعن علقمة إذا أوترت ثم قمت فاشفع حتى تصبح (1/107)
وعن جعفر سألت ميمون عن الرجل يوتر من آخر الليل وهو يرى انه قد دنا الصبح فينظر فإذا عليه ليل طويل فأيهما أحب إليك أن يجلس حتى يصبح بعد وتره أو يصلي مثنى مثنى فقال لا بل يصلي مثنى مثنى حتى يصبح
وعن يحيى بن سعيد ما أحب إذا نمت على وتر ثم استيقظت أن أنقض وتري ولي كذا وكذا ولكن أصلي مثنى مثنى حتى أصبح
وقيل للأوزاعي فيمن أوتر في أول الليل ثم استيقظ آخر ليلته أله أن يشفع وتره بركعة ثم يصلي شفعا شفعا حتى إذا تخوف الفجر أوتر بركعة فكره ذلك وقال بل يصلي بقية ليلته شفعا شفعا حتى يصبح وهو على وتره الأول
وقال مالك من أوتر من أول الليل ثم نام ثم قام فبدا له أن يصلي فليصل مثنى مثنى وهو أحب ما سمعت إلي (1/108)
قال محمد بن نصر وهذا مذهب الشافعي وأحمد وهو أحب إلي وإن شفع وتره اتباعا للأخبار التي رويناها رأيته جائزا
وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه الوتر ثلاثة من شاء أوتر أول الليل فكفاه ذاك فإن قام وعليه ليل فإن شاء صلى ركعة وسجدتين فكانت شفعا لما بين يديها ثم صلى ما بدا له ثم أوتر إذا فرغ ومن شاء أخر وتره إلى آخر الليل
وعن الحسن إن شئت أوترت من أول الليل ثم صليت من آخر الليل شفعا شفعا وإن شئت صليت إلى وترك ركعة ثم صليت شفعا شفعا وإن شئت أوترت من آخر الليل كل ذل حسن جميل
قال محمد بن نصر وقد قال بعض من ذهب هذا المذهب قول النبي اجعلوا آخر صلاتكم من الليل وترا إنما هو ندب واختيار وليس بإيجاب
والدليل على ذلك صلاة النبي بعد الوتر بالليل وكذلك قوله صلاة الليل مثنى مثنى والوتر ركعة إنما هو ندب واختيار لا إيجاب
والدليل عليه وتر النبي بخمس وسبع وتسع لم يسلم إلا في آخرهن
وسئل احمد فيمن اوتر أول الليل ثم قام يصلي قال يصلي ركعتين ركعتين قيل وليس عليه وتر قال لا (1/109)
20 - باب صلاة النبي بعد الوتر
حدثنا عبيد الله بن سعيد ثنا معاذ بن هشام حدثني ابي عن يحيى ابن أبي كثير ثنا أبو سلمة بن عبد الرحمن أنه سأل عائشة رضي الله عنها عن صلاة رسول الله بالليل فقالت كان يصلي ثمان ركعات ثم يوتر ثم يصلي ركعتين وهو جالس فإذا أراد أن يركع قام فركع // إسناده صحيح (1/111)
54 - حدثنا محمد بن المثنى ثنا حماد بن مسعدة عن ميمون بن موسى المرئي عن الحسن عن أمه عن أم سلمة رضي الله عنها أن النبي كان يصلي ركعتين خفيفتين وهو جالس بعد الوتر // إسناده صحيح لغيره
55 - حدثنا شيبان بن أبي شيبة ثنا عمارة بن زاذان ثنا أبو غالب عن أبي أمامة رضي الله عنه قال كان رسول الله يوتر بتسع حتى إذا بدن وكثر لحمه أوتر بسبع وصلى ركعتين وهو جالس يقرأ فيهما إذا زلزلت وقل يا أيها الكافرون // إسناده حسن (1/112)
قال محمد بن نصر وقالوا الدليل على ذلك أيضا أن ابن عمر رضي الله عنه هو الراوي عن رسول الله اجعلوا آخر صلاتكم من الليل وترا وهو الذي كان يشفع وتره
وروى عنه أنه سئل عمن قام من الليل وقد أوتر قبل أن ينام فصلى مثنى مثنى ولم يشفع وتره قال ذلك حسن جميل فدل فتياه أنه رأى قوله اجعلوا آخر صلاتكم وترا اختيارا لا إيجابا
عن ابي سلمة بن عبد الرحمن وسليمان بن يسار كلاهما عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قالا سأله رجل عن الوتر فقال أما أنا فإني إذا صليت العشاء الآخرة صليت ما شاء الله أن أصلي مثنى مثنى فإذا أردت أن أنام ركعت ركعة واحدة اوترت لي ما قد صليت فإن هببت من الليل فإردت أن اصلي شفعت بواحدة ما مضى من وتري ثم صليت مثنى مثنى فإذا أردت أن أنصرف ركعت ركعة واحدة فأوترت لي ما صليت أن رسول الله أمر أن يجعل آخر الصلاة من الليل الوتر فقال له رجل أفرأيت أن أوترت قبل أن أنام ثم قمت من الليل فشفعت حتى أصبح قال ليس بذلك بأس حسن جميل (1/113)
21 - باب الصلاة بعد الوتر عمن بعد النبي
عن أبن عون قال ذكروا عند إبراهيم الركعتين بعد الوتر فقال عمن قالوا عن سعد بن هشام عن عائشة رضي الله عنها فقال هذا خبر لا أراه شيئا كان الأسود يفعل ويفعل ويرفع لها من زاده ولو كان من هذا عنهما شيء لم يخف عليه
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه كره الصلاة بعد الوتر
وسئل سعيد بن جبير عن الصلاة بعد الوتر فقال لاحتى ينام نومه
وعن إبراهيم أنه كره الصلاة بعد الوتر مكانه
وعن ميمون بن مهران إذا أوترت فتحول ثم صل
وفي رواية إذا أوترت ثم حولت قدميك عن مكانك فصل ما بدا لك
وقيل لأبي العالية ما تقول في السجدتين بعد الوتر قال تنقض وترك
قيل للحسن يأمرنا بذلك فقال رحم الله الحسن قد سمعنا العلم وتعلمناه قبل ان يولد الحسن (1/115)
وكان سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه يوتر ثم يصلي على أثر الوتر مكانه
وكان الحسن يأمر بسجدتين بعد الوتر فذكر ذلك لابن سيرين فقال أنتم تفعلون ذلك
وقال كثير بن مرة وخالد بن معدان لا تدعهما وأنت تستطيع يعني الركعتين بعد الوتر
وقال عبد الله بن مساحق كل وتر ليس بعده ركعتان فهو أبتر
وقال عياض بن عبد الله رأيت أبا سلمة بن عبد الرحمن اوتر ثم صلى ركعتين في المسجد أيضا
وقال الأوزاعي لا نعرف الركعتين بعد الوتر جالسا وإنما ركعهما ناس وقد اجتمعت الأحاديث على صلاة رسول الله أنه كان يصبح على ثلاث عشرة ركعة ليس فيها هاتان الركعتان
وعن مكحول أنه صلى بعد الوتر في رمضان في المسجد ركعتين وهو قائم وقال سعيد عن الحسن أنه كان يركعهما وهو جالس وكان سعيد لا يأخذ بها ولا الأوزاعي ولا مالك قال الوليد بن مسلم ذكرتهما لمالك فلم يعرفهما وكرههما وعن ابن القاسم سئل مالك عن الذي يوتر في المسجد ثم يريد أن يتنفل بعد ذلك قال نعم ولكن يتلبث شيئا (1/116)
22 - باب اثبات القنوت في الوتر
56 - حدثنا إسحاق أخبرنا وكيع أخبرنا يونس بن أبي اسحاق عن يزيد بن أبي مريم عن أبي الحوراء عن الحسن بن علي رضي الله عنه قال علمني رسول الله كلمات أقولهن في قنوت الوتر فذكره وفي رواية لااعلمك كلمات تقولهن عند القنوت وفي لفظ إذا قمت في القنوت في الوتر فقل // إسناده صحيح
57 - حدثنا محمد بن رافع ثنا عبد الرزاق أخبرنا ابن جريج حدثني من سمع ابن عباس رضي الله عنه ومحمد بن علي رضي الله عنه يقولان // إسناده صحيح لغيره (1/117)
بالخيف كان النبي يقنت بهن في صلاة الصبح بهؤلاء الكلمات وفي الوتر بالليل
58 - حدثنا إسحاق أخبرنا عيسى بن يونس ثنا سعيد عن قتادة عن سعيد بن عبد الرحمن بن ابزي عن أبيه قال كان رسول الله يقرأ في الركعة الأولى من الوتر بسبح اسم ربك الأعلى وفي الثانية بقل يا أيها الكافرون وفي الثالثة بقل هو الله أحد ويقنت // إسناده صحيح
ومرة قال إسحاق ثنا فذكر السند إلى قوله عن سعيد بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي ابن كعب رضي الله عنه فذكر الحديث سواء ثم قال ويقنت قبل الركوع
وعن الأسود أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قنت في الوتر وأن ابن مسعود كان لا يقنت في الفجر ويقنت في الوتر (1/118)
وفي رواية عن عبد الله رضي الله عنه وجب القنوت في الوتر على كل مسلم وعن عطاء وسئل عن القنوت في الوتر فقال كان أصحاب النبي يفعلونه (1/119)
23 - باب القنوت في الوتر في السنة كلها
عن الأسود صبحت عمر رضي الله عنه ستة أشهر فكان يقنت في الوتر وكان عبد الله يقنت في الوتر السنة كلها
وعن علي رضي الله عنه أنه كان يقنت في رمضان كله وفي غير رمضان في الوتر (1/121)
24 - باب ترك القنوت في الوتر إلا في النصف الآخر من رمضان
عن الحسن أن أبي بن كعب أم الناس في رمضان فكان لا يقنت في النصف الأول ويقنت في النصف الآخر فلما دخل العشر أبق وخلا عنهم فصلى بهم معاذ القاري
وسئل سعيد بن جبير عن بدو القنوت في الوتر فقال بعث عمر بن الخطاب رضي الله عنه جيشا فورطوا متورطا خاف عليهم فلما كان النصف الآخر من رمضان قنت يدعو لهم
وعن علي رضي الله عنه أنه كان يقنت في النصف الآخر من رمضان
وكان معاذ بن الحارث الأنصاري إذا انتصف رمضان لعن الكفرة
وكان ابن عمر رضي الله عنه لا يقنت في الصبح ولا في الوتر إلا في (1/123)
النصف الآخر من رمضان
وعن الحسن كانوا يقنتون في النصف الآخر من رمضان وعن محمد بن عمرو كنا نحن بالمدينة نقنت ليلة أربع عشرة من رمضان وكان الحسن ومحمد وقتادة يقولون القنوت في النصف الأواخر من رمضان وعن عمران بن حدير أمرني أبو مجلز أن أقنت في النصف الباقي من رمضان قال إذا رفعت رأسك من الركوع فاقنت
وسئل الحسن هل في الفجر دعاء موقت قال دعاء الله كثير معلوم وإن الدعاء الموقت في النصف من رمضان وعن ابن شهاب كانوا يلعنون الكفرة في النصف وفي رواية لا قنوت في السنة كلها إلا في النصف الآخر من رمضان وعن الحارث أنه كان يؤم قومه وكان لا يقنت إلا في خمس عشرة يبقين من رمضان وكان عثمان بن سراقة يقنت في النصف الباقي من رمضان ويقنت بعد الركوع وقال المعتمر كان أبي يقنت ليلة أربع عشرة من رمضان وقال الزعفراني عن الشافعي احب إلي أن يقنتوا في الوتر في النصف الآخر ولا يقنت في سائر السنة ولا في رمضان إلا في النصف الآخر (1/124)
قال محمد بن نصر وكذلك حكى المزني عن الشافعي حدثني أبو داود قلت لأحمد القنوت في الوتر السنة كلها قال إن شاء قلت فما تختار قال أما أنا فلا أقنت إلا في النصف الباقي إلا أن أصلي خلف إمام يقنت فأقنت معه قلت إذا كان يقنت النصف الآخر متى يبتديء قال إذا مضى خمس عشرة ليلة سادس عشرة وكان إسحاق بن راهوية يختار القنوت في السنة كلها (1/125)
25 - باب من قنت السنة كلها إلا النصف الأول من رمضان
قال سعيد عن قتادة كان يقنت السنة كلها في وتره إلا النصف الأول من رمضان فأنه كان لا يقنت وكان يحدث عن الحسن أنه كان يقنت في السنة كلها إلا النصف الأول من رمضان إذا كان إماما إلا أن يصلي وحده فكان يقنت في رمضان كله في السنة كلها وكان معمر يأخذ بذلك (1/127)
26 - باب من لم يقنت في الوتر
كان ابن عمر رضي الله عنه لا يقنت في شيء من الصلاة وقال أبو الشعثاء سالت ابن عمر رضي الله عنه عن القنوت فقال ما رأيت أحدا يفعله وعن ابي المهزم صحبت أبا هريرةBه عشر سنين فما رأيته يقنت في وتره وكان عروة لا يقنت في شيء من الصلاة ولا في الوتر إلا أنه كان يقنت في صلاة الفجر وسئل مالك عن القنوت في الوتر في غير رمضان فقال ما أقنت أنا في الوتر في رمضان ولا في غيره وسئل عن الرجل يقوم لأهله في رمضان أيقنت بهم في النصف الباقي من الشهر فقال لم أسمع أن رسول الله ولا أحدا من أولئك قنت وما هو من الأمر القديم وما أفعله أنا في رمضان ولا أعرف القنوت قديما وفي رواية لا يقنت في الوتر عندنا (1/129)
27 - باب القنوت بعد الركوع
59 - حدثنا محمد بن عبيد بن حساب ثنا سفيان عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله كان إذا رفع رأسه من الركوع في صلاة الصبح في آخر ركعة قنت // إسناده صحيح
60 - حدثنا إسحاق أخبرنا يحيى بن آدم ثنا إبراهيم بن سعد عن الزهري عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال كان رسول الله إذا أراد أن يدعو لأحد أو على أحد قنت بعد الركوع // إسناده صحيح
61 - حدثنا محمد بن يحيى ثنا إبراهيم بن حمزة ثنا عبد العزيز بن محمد بن حميد عن أنس رضي الله عنه قال كان رسول الله يقنت بعد // إسناده صحيح (1/131)
الركعة وأبو بكر رضي الله عنه وعمر حتى كان عثمان رضي الله عنه قنت قبل الركعة ليدرك الناس وعن العوام بن حمزة سألت أبا عثمان النهدي عن القنوت في الصبح فقال بعد الركوع قلت عمن قال عن أبي بكر رضي الله عنه وعمر رضي الله عنه وعثمان رضي الله عنه وعن الحسن رضي الله عنه أن أبي بن كعب أم الناس في خلافة عمر رضي الله عنه في رمضان فقنت بعد النصف بعد الركوع
وعن ابن سيرين كان أبي رضي الله عنه يقوم للناس على عهد عمر رضي الله عنه فإذا كان النصف جهر بالقنوت بعد الركعة
وعن أبي عبد الرحمن أن عليا رضي الله عنه كان يقنت في الوتر بعد الركوع
وعن إبراهيم كنت أمسك على الأسود وهو مريض فإذا فرغ من القراءة في الركعة الثالثة من الوتر دعا بعد الركوع (1/132)
28 - باب القنوت قبل الركوع
عن الأسود أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قنت في الوتر قبل الركوع وفي رواية بعد القراءة قبل الركوع وعن ابن مسعود أنه قنت في الوتر بعد قراءة قبل الركوع وعن عبد الله بن شداد صليت خلف عمر رضي الله عنه وعلي رضي الله عنه وأبي موسى رضي الله عنه فقنتوا في صلاة الصبح قبل الركوع (1/133)
وعن حميد سألت أنسا رضي الله عنه عن القنوت قبل الركوع وبعد الركوع فقال كنا نفعل قبل وبعد وقنت الأسود في الوتر قبل الركعة وسئل أحمد عن القنوت في الوتر قبل الركوع أم بعده وهل ترفع الأيدي في الدعاء في الوتر فقال القنوت بعد الركوع ويرفع يديه وذلك على قياس فعل النبي في القنوت في الغداة وبذلك قال أبو أيوب رضي الله عنه وأبو خيثمة رضي الله عنه وابن أبي شيبة وقال أبو داود رأيت أحمد يقنت به إمامه بعد الركوع وإذا فرغ من القنوت وأراد أن يسجد رفع يديه كما يرفعهما عند الركوع وكان إسحاق يختار القنوت بعد الركوع في الوتر قال محمد بن نصر وهذا الرأي اختاره (1/134)
29 - باب التكبير للقنوت
عن طارق بن شهاب أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما فرغ من القراءة كبر ثم قنت ثم كبر وركع يعني في الفجر
وعن علي رضي الله عنه أنه كبر في القنوت حين فرغ من القراءة وحين ركع وفي رواية كان يفتتح القنوت بتكبيرة
وكان عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يكبر في الوتر إذا فرغ من قراءته حين يقنت وإذا فرغ من القنوت وقال زهير قلت لأبي إسحاق اتكبر أنت في القنوت في الفجر قال نعم وعن البراء أنه كان إذا فرغ من السورة كبر ثم قنت (1/135)
وعن إبراهيم في القنوت في الوتر إذا فرغ من القراءة كبر ثم قنت ثم كبر وركع
وعن سفيان كانوا يستحبون إذا فرغ من القراءة في الركعة الثالثة من الوتر أن يكبر ثم يقنت وعن أحمد إذا كان يقنت قبل الركوع افتتح القنوت بتكبيرة (1/136)
30 - باب من كبر للقنوت بعد الركوع
كان سعيد بن جبير يقنت في رمضان في الوتر بعد الركوع إذا رفع رأسه كبر ثم قنت
وعن شعبه سمعت الحكم وحمادا وأبا إسحاق يقولون في القنوت إذا فرغ من الركوع كبر ثم قنت وقال المزني لا أعلم الشافعي ذكر موضع القنوت من الوتر ويشبه أن يكون قوله بعد الركوع كما قال في قنوت الصبح ولما كان قوله بعد الركوع سمع الله لمن حمده دعاء كان هذا الموضع بالقنوت الذي هو دعاء أشبه ولأن من قال يقنت قبل الركوع يأمره أن يكبر قائما ثم يدعو وإنما حكم من كبر بعد القيام إنما هو للركوع فهذه تكبيرة زائدة في الصلاة لم يثبت بأصل ولا قياس (1/137)
31 - باب رفع الأيدي عند القنوت
عن الأسود أن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه كان يرفع يديه في القنوت الى صدره
وعن أبي عثمان النهدي كان عمر رضي الله عنه يقنت بنا في صلاة الغداة ويرفع يده حتى يخرج ضبعية
وعن خلاس رأيت ابن عباس رضي الله عنه يمد بضبيعته في قنوت صلاة الغداة إلي وكان أبو هريرة رضي الله عنه يرفع يديه في قنوته في شهر رمضان
وعن أبي قلابة ومكحول أنهما كانا يرفعان إيديهما في قنوت رمضان
وعن إبراهيم في القنوت في الوتر إذا فرغ من القراءة كبر ورفع يديه ثم قنت ثم كبر وركع (1/139)
وعن وكيع عن محل عن إبراهيم قال قل في الوتر هكذا ورفع وكيع يديه قريبا من أذنيه قال ثم ترسل يديه ورفع عمر بن عبد العزيز يديه في القنوت في الصبح
وعن ابن شهاب لم يكن ترفع الأيدي في الإيتار في رمضان
وكان الحسن لا يرفع يديه في القنوت ويومي بإصبعه
وعن سعيد بن المسيب ثلاثة مما أحدث الناس اختصار السجود ورفع الأيدي في الدعاء ورفع الصوت
وعن الوليد بن مسلم سألت الأوزاعي عن رفع اليدين في قنوت الوتر فقال لا ترفع يديك وإن شئت فاشر بإصبعك
قال ورأيته يقنت في شهر رمضان ولا يرفع يديه ويشير بإصبعه
وعن سفيان كانوا يستحبون أن تقرأ في الثالثة من الوتر قل هو الله أحد ثم تكبر وترفع يديك ثم تقنت
وسئل أحمد يرفع يديه في القنوت قال نعم يعجبني قال أبو داود ورأيت احمد يرفع يديه (1/140)
32 - باب ما يدعى به في قنوت الوتر
62 - حدثنا إسحاق أخبرنا وكيع ثنا يونس بن أبي إسحاق عن بريد بن أبي مريم عن أبي الحوراء عن الحسن بن علي رضي الله عنه قال علمنى رسول الله كلمات اقولهن في قنوت الوتر اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت وتولني فيمن توليت وبارك لي في فيما أعطيت وقني شر ما قضيت إنك تقضي ولا يقضى عليك إنه لا يذل من واليت تباركت ربنا وتعاليت وفي رواية فإنك تقضي ولا يقضى عليك (1/141)
وفي أخرى أن الحسن رضي الله عنه قال عقلت عن النبي دعوات كان يدعو بهن وأمرني أن أدعو بهن وأمتن بهن اللهم اهدني الحديث
قال بريد فلقيت ابن عباس ومحمد بن الحنفية رضي الله عنه فأخبرني أن النبي كان يدعو بهن ويقنت بهن في صلاة الصبح وفي وتر الليل
وفي رواية أنه علمه هذا الدعاء في الوتر اللهم اهدني فيمن هديت وبارك لي فيما أعطيت ورضني بما قضيت فإنك تقضي ولا يقضى عليك إنه لا يذل من واليت تباركت وتعاليت
وعن عمر بن الخطاب أنه كان يقنت بالسورتين اللهم إياك نعبد واللهم نستعينك
وعن عطاء أنه سمع عبيد بن عمر يؤثر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في القنوت اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات و المسلمين والمسلمات وألف بين قلوبهم وأصلح ذات بينهم وانصرهم على عدوك وعدوهم اللهم العن كفرة أهل الكتاب ا يكذبون رسلك ويقاتلون أولياءك اللهم خاف بين كلمهم كلمهم وزلزل أقدامهم وانزل بهم باسك الذي لا ترده عن القوم المجرمين بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك ولا نكفرك ونخلع ونترك من يكفرك بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد ولك نسعى ونحفد نرجو رحمتك ونخاف عذابك الجد إن عذابك بالكفار ملحق
وزعم أنه سمع عبيدا يقول القنوت قبل الركعة الآخرة من الصبح وزعم أنه بلغه أمنها سورتان من القرآن في مصحف ابن مسعود رضي الله عنه وأنه كان يوتر بهما كل ليلة
وفي لفظ كان يقول في القنوت فذكرت مثله غير أنه قال ونثني عليك (1/142)
الخير وقال ونترك من يفجرك إلى قوله ملحق وزاد هنا يقول هذا في الوتر قبل الركوع وفي الصبح قبل الركوع
وفي رواية أن عمرBه قنت بعد الركوع فقال اللهم اغفر لنا وللمؤمنين فذكر مثله غير أنه قال اللهم العن كفرة أهل الكتاب الذين يصدون عن سبيلك ويكذبون رسلك
وفي رواية عن أبي رافع قال صليت خلف عمر رضي الله عنه الصبح فقنت بعد الركوع فسمعته يقول اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك ولا نكفرك ونؤمن بك ونخلغ ونترك من يفجرك اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد وإليك نسعى ونحفد ونرجو رحمتك ونخاف عذابك إن عذابك بالكفار ملحق اللهم عذب الكفرة والق في قلوبهم الرعب وخالف بين كلمهم وأنزل عليهم رجسك وعذابك اللهم عذب كفرة أهل الكتاب الذين يصدون عن سبيلك ويكذبون رسلك ويقاتلون أولياءك اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات وأصلح ذات بينهم وألف بين قلوبهم واجعل في قلوبهم الإيمان والحكمة وثبتهم على ملة رسولك وأوزعهم أن يوفوا بعهدك الذي عاهدتهم عليه وانصرهم على عدوك وعدوهم إله الحق واجعلنا منهم
وعن سلمة بن كهيل أقرأها في مصحف أبي بن كعب مع قل أعوذ برب الناس
قال ابن إسحاق وقد قرأت في مصحف أبي بن كعب بالكتاب الأول العتيق بسم الله الرحمن الرحيم قل هو الله أحد إلى آخرها بسم الله الرحمن الرحيم قل أعوذ برب الفلق إلى آخرها بسم الله الرحمن الرحيم قل أعوذ برب الناس إلى آخرها بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك الخير ولا نكفرك ونخنع ونترك من يفجرك بسم الله الرحمن الرحيم (1/143)
اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد وإليك نسعى ونحفد نخشى عذابك ونرجو رحمتك إن عذابك بالكفار ملحق بسم الله الرحمن الرحيم لا ينزع ما تعطى ولا ينفع ذا الجد منك الجد سبحانك وغفرانك وحنانيك إله الحق
وعن سلمة بن خصيف سألت عطاء بن أبي رباح أي شيء أقول في القنوت قال هاتين السورتين اللتين في قراءة أبي اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد وإليك نسعى ونحفد نرجو رحمتك ونخشى عذابك إن عذابك بالكفار ملحق اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك
وعن سعيد بن المسيب قال يبدأ في القنوت فيدعو على الكفار ويدعو للمؤمنين والمؤمنات ثم يقرأ السورتين اللهم إنا نستعينك واللهم إياك نعبد
وعن الحسن يبدأ في القنوت بالسورتين ثم يدعو على الكفار ثم يدعو للمؤمنين والمؤمنات
وعن ابن شهاب كانوا يلعنون الكفرة في النصف يقولون اللهم قاتل الكفرة الذين يصدون عن سبيلك ويكذبون رسلك ولا يؤمنون بوعدك وخالف بين كلمهم والق في قلوبهم الرعب والق عليهم رجزك وعذابك إله الحق ثم يصلي على النبي ويدعو للمسلمين بما استطاع من الخير ثم يستغفر للمؤمنين
وكان يقول إذا فرغ من لعنة الكفرة وصلاته على النبي واستغفاره للمؤمنين ومسألته اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد ولك نسعى ونحفد نرجو رحمتك ربنا ونخاف عذابك الجد إن عذابك لمن عادين ملحق ثم يكبر ويهوي ساجدا
وكان أبو حليمة معاذ القاري يقوم في القنوت في رمضان يدعو ويصلي على النبي ويستسقي الغيث (1/144)
وكان أبراهيم يقرأ في الوتر بالسورتين اللهم أياك نعبد واللهم نستعينك
وكان الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه يدعو في وتره اللهم إنك ترى ولا ترى وأنت في المنظر الأعلى وإن لك الآخرة والأولى وإن إليك الرجعى وإنا نعوذ بك أن نذل ونخزى
وكان أيوب السختياني يصلي بهم التطوع في رمضان وكان من دعائه اللهم أسألك الايمان وحقائقه ووثقائه وكريم ما أمتننت به من الأخلاق والأعمال التي نالوا بها منك حسن الثواب اللهم اجعلني ممن يتقيك ويخافك ويستحييك ويرجوك اللهم استرنا بالعافية
وعن إبراهيم قدر القيام في القنوت في الوتر كقدر قراءة إذا السماء انشقت
وفي رواية كقدر إذا السماء انفطرت
وفي رواية سئل أحد عن قول إبراهيم هذا فقال هذا قليل يعجبني أن يزيد قيل له تختار من القنوت شيئا قال كل ما جاء في الحديث فلا بأس به
قال محمد بن نصر و المروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وغيره من الصحابة والتابعين خلاف ما قال إبراهيم
عن أبي عثمان صليت خلف عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقنت قلت كم قال مقدار ما يقرأ الرجل مائة آية
وقال الحسن عن ضيف لأبي موسى تضيفه قال قام أبو موسى يصلي ذات ليلة فقرأ بثبج من القرآن يعني صدرا منه فلما فرغ من القراءة قنت فميليت بين قراءته وبين قنوته فما أدري أي ذلك كان أطول
قال الحسن الدعاء في القنوت والقعود والتسبيح في الركوع والسجود (1/145)
هشام بن عروة عن أبيه رفع إنما أقنت بكم لتدعوا ربكم وتسالوه حوائجكم وقال ابراهيم ليس في الركوع ولا السجود ولا بين السجدتين ولا في القنوت شيء موقت
وعن سفيان كانوا يستحبون أن يجعلوا في قنوت الوتر هاتين السورتين اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد وإليك نسعى ونحفد نخشى عذابك ونرجو رحمتك إن عذابك بالكفار ملحق
وهذه الكلمات اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت وتولني يمن توليت وبارك لي فيما أعطيت وقني شر ما قضيت إنك تقضي ولا يقضى عليك لا يذل من واليت تباركت ربنا وتعاليت ويدعو بالمعوذتين وإن دعوت بغير هذا أجزاك وليس فيه شيء موقت
وعن وهب أنه قام في الوتر فقال اللهم ربنا لك الحمد الحمد الدائم السرمد حمدا لا يحصيه العدد ولا يقطعه الأبد كما ينبغي لك أن تحمد وكما أنت له أهل وكما هو لك علينا حق ورفع يديه ولم يجاوز بهما رأسه
63 - حدثنا أحمد الدورقي حدثني سهل بن محمود حدثني حسين الجعفي عن يحيى بن عمرو عن محمد بن النضر الحارثي عن الأوزاعي قال كان النبي يقول اللهم أسألك التوفيق لمحابك من الأعمال وصدق التوكل عليك وحسن الظن بك // إسناده ضعيف (1/146)
33 - باب رفع الصوت في الدعاء في القنوت
عن أبي عثمان النهدي كان عمر رضي الله عنه يقنت بنا في صلاة الغداة حتى يسمع صوته من وراء المسجد
وعن الحسن أن ابي بن كعب أم الناس في رمضان فكان يقنت في النصف الآخر حتى يسمعهم الدعاء (1/147)
34 - باب تأمين المأموم خلف الإمام إذا دعا في القنوت
64 - حدثنا عبد الله بن معاوية الجمحي ثنا ثابت بن يزيد عن هلال بن خباب عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنه قال قنت النبي شهرا متتابعا في الظهر والعصر والمغرب والعشاء والصبح إذا قال سمع الله لمن حمده من الركعة الآخرة يدعو على أحياء من بني سليم على رعل وذكوان وعصية ويؤمن من خلفه
قال عكرمة هذا مفتاح القنوت // إسناده حسن
وقيل للحسن أنهم يضجون في القنوت فقال أخطاوا السنة كان عمر رضي الله عنه يقنت ويؤمن من خلفه وقال معاذ القاريء في قنوته اللهم قحط المطر فقالوا آمين فلما (1/149)
فرغ من صلاته قال قلت اللهم قحط المطر فقلتم آمين ألا تسمعون ما أقول ثم تقولون آمين
وعن الأوزاعي ليس في القنوت رفع ويكره رفع الأصوات في الدعاء
وعن مالك يقنت في النصف من رمضان يعني الإمام ويلعن الكفرة ويؤمن من خلفه
وقال أبو داود سمعت أحمد سئل عن القنوت فقال الذي يعجبنا أن يقنت الإمام ويؤمن من خلفه
قال وكنت أكون خلفه فكنت أتسمع نغمته في القنوت فلم أسمع منه شيئا قلت لأحمد إذا لم أسمع قنوت الإمام أدعوا قال نعم
وقال إسحاق يدعو الإمام ويؤمن من خلفه
قال محمد بن نصر وهذا الذي اختار أن يسكتوا حتى يفرغ الإمام من قراءة السورتين ثم إذا بلغ بعد ذلك مواضع الدعاء أمنوا (1/150)
35 - باب مسح الرجل وجهه بيديه بعد فراغه من الدعاء
65 - حدثنا محمد بن الصباح ثنا عائذ بن حبيب الأصم عن صالح بن حسان عن محمد بن كعب عن ابن عباس رضي الله عنه قال قال رسول الله إذا دعوت فادع الله ببطون كفيك ولا تدع بظهورهما فإذا فرغت فامسح بهما وجهك // إسناده ضعيف
66 - حدثنا إسحاق أخبرنا محمد بن يزيد الواسطي ثنا عيسى بن ميمون // إسناده ضعيف (1/151)
عن محمد بن كعب القرظي عن ابن عباس رضي الله عن رسول الله قال إذا سألتم الله فاسألوه ببطون أكفكم ثم لا تردوها حتى تمسحوا بها وجوهكم وفي رواية فإن الله جاعل فيها بركة
وعن المعتمر رأيت أبا كعب صاحب الحرير يدعو رافعا يديه فإذا فرغ من دعائه يمسح بهما وجهه فقلت له من رأيت يفعل هذا فقال الحسن
قال محمد بن نصر ورأيت إسحاق يستحسن العمل بهذه الأحاديث
وأما أحمد بن حنبل فحدثني أبو داود قال سمعت أحمد وسئل عن الرجل يمسح وجهه بيديه إذا فرغ في الوتر فقال لم أسمع فيه بشيء ورأيت أحمد لا يفعله
قال وعيسى بن ميمون هذا الذي روى حديث ابن عباس رضي الله عنه ليس هو ممن يحتج بحديثه وكذلك صالح بن حسان
وسئل مالك عن الرجل يمسح بكفيه وجهه عند الدعاء فأنكر ذلك وقال ما علمت
وسئل عبد الله رضي الله عنه عن الرجل يبسط يديه فيدعو ثم يمسح بهما وجهه فقال كره ذلك سفيان (1/152)
36 - باب أمر النبي بالوتر قبل الصبح
67 - حدثنا أحمد بن منيع ثنا ابن أبي زائدة ثنا عبيد الله عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنه أن النبي قال بادروا الصبح بالوتر
وفي رواية فإذا خشي أحدكم الصبح فليوتر بواحدة
وفي أخرى أوتروا قبل الفجر
وفي لفظ إذا طلع الفجر فقد ذهب كل صلاة الليل والوتر فأوتروا قبل الفجر // إسناده صحيح (1/153)
وفي آخر من صلى من الليل فليجعل آخر صلاته وترا قبل الفجر
68 - حدثنا إسحاق ومحمد بن يحيى قالا أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن يحيى بن أبي كثير عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله قال أوتروا قبل أن تصبحوا
وفي رواية أوتروا قبل الفجر
وعن سعيد بن جبير إذ طلع الفجر فلا وتر كيف تستطيع أن تجعل عمل الليل في عمل النهار // إسناده صحيح
قال محمد بن نصر فالذي عليه العمل عند جمهور أهل العلم أن لا يؤخر الوتر إلى طلوع الفجر اتباعا للأخبار التي رويناها أن النبي أمر بالوتر قبل الصبح وكان وتره عامته كذلك في آخر الليل قبل طلوع الفجر ثم الفجر ثم اختلف الناس فيمن نام عن الوتر أو سها عنه أو فرط فيه فلم يوتر حتى طلع الفجر فرأى بعضهم ان الفجر إذا طلع فقد ذهب وقت الوتر ولا يقضي بعد ذلك لأنه ليس بفرض وإنما يصلي في وقته فإذا ذهب وقته لم يقض على ما روينا عن عطاء وغيره
واحتج بعضهم بحديث يروى عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه
69 - حدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا هشيم عن ابي هارون العبدي عن // إسناده ضعيف جدا (1/154)
أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال نادى مناد رسول الله لا وتر بعد الفجر
وفي رواية أن من أدركه الصبح فلا وتر له وهذا حديث لو ثبت لكان حجة لا يجوز مخالفته غير أن اصحاب الحديث لا يحتجون برواية أبي هارون العبدي
وقد روى عن ابي سعيد رضي الله عنه من طريق اخر رواية تخالف هذه في الظاهر
70 - حدثنا إسحاق أخبرنا وكيع ثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله قال من نام عن الوتر أو نسيه فليوتر إذا ذكره أو استيقظ قال وكيع يعني من ليلته // إسناده صحيح لغيره (1/155)
قال محمد بن نصر وعبد الرحمن بن زيد بن اسلم أصحاب الحديث لا يحتجون بحديثه
وقد يحتمل أن يكون تاويله ما قال وكيع إن كان الحديث على ما رواه وكيع محفوظا فإن غير وكيع قد رواه عن عبد الرحمن بن زيد يعني هذا اللفظ الذي رواه وكيع
7171 71 - حدثني محمد بن حبويه ثنا أبو سلمة يحيى بن المغيرة عن أخيه محمد بن المغيرة عن عبد الله بن نافع عن عبد الرحمن بن زيد عن أبيه عن عطاء عن أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي قيل له أحدنا يصبح ولم يوتر يغلبه النوم قال فليوتر وإن أصبح
وهذا أشبه أن يكون محفوظا من رواية وكيع وكان وكيع يحدث من حفظه فربما غير ألفاظ الحديث
والذي ذهب إليه جماعة من أصحابنا أن من طلع عليه الفجر ولم يوتر فإنه يوتر مالم يصل الغداة اتباعا للأخبار التي رويت عن أصحاب النبي أنهم أوتروا بعد الصبح
وقد روي عن النبي ايضا انه أوتر بعدما اصبح فإذا صلى الغداة فإن جماعة من أصحابنا قالوا لا يقضي الوتر بعد ذلك وقد روى ذلك عن جماعة من المتقدمين أيضا إلى هذا ذهب الشافعي وأحمد وإسحاق وغيرهم من أصحابنا (1/156)
37 - باب الأخبار التي جاءت في الوتر بعد طلوع الفجر
72 - حدثنا أبو جعفر عبد الله بن محمد المسندي ثنا أبو عاصم ثنا ابن جريج أخبرني زياد أن نهيك أخبره أن أبا الدرداء كان يخطب الناس فيقول لا وتر لمن أدركه الصبح قال فانطلق رجال إلىعائشة رضي الله عنها فأخبروخا فقالت كذب أبو الدرداء كان النبي يصبح فيوتر
73 - حدثنا إسحاق أخبرنا وهب بن جرير ثنا شعبة عن أبي التياح عن رجل من عزة عن رجل من بني أسد قال خرج علي رضي الله عنه حين ثوب المثوب لصلاة الصبح فقال إن رسول الله أمرنا بالوتر وإنه أثبت وتره في هذه الساعة // إسناده ضعيف
وعن الأسود سالت عائشة رضي الله عنها متى توترين قالت ما أوتر (1/157)
إلا بين الإقامة والأذان وما تؤذنون حتى نصبح وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه الوتر ما بين الصلاتين
وعن علي رضي الله عنه ما بينك وبين صلاة الغداة وتر متى أوترت فحسن
وسئل عن رجل نام عن الوتر حتى أصبح أو نسيه فقال يصليه أذا استيقظ أو إذا ذكر
وعن ابن مسعودBه لو أوترت بعد طلوع الفجر ما باليت
وقال عروة أو ليس بعد طلوع الفجر حزب حسن وسئل عبد الله رضي الله عنه هل بعد الأذان وتر قال نعم وبعد الإقامة
وسئل ابن عمر رضي الله عنه عمن أصبح ولم يوتر فقال إني الليلة لم يفاجأني إلا الصبح فأوترت
وفي رواية الوتر ما بين صلاة العشاء الأخرة إلى صلاة الفجر
وفي اخرى أما أنا فأختم النهار بوتر وأفتحه بوتر يعني الوتر بعد طلوع الفجر
وسئل مرة سأله وبره من ترك الوتر حتى تطلع الشمس أيصليها فقال أرأيت لو تركت صلاة الصبح حتى تطلع الشمس أنت مصليها قلت مه فقال مه (1/158)
وعن عبد الله بن عامر بن ربيعة عن أبيه إني لأوتر وأنا أسمع الإقامة
وخرج عبادة بن الصامت رضي الله عنه يوما لصلاة الفجر فلما رآه المؤذن أخد في الإقامة فقال عبادة كما أنت فأوتر ولم يكن أوتر فأوتر وصلى ركعتين قبل الفجر ثم أمره فأقام وصلى
وكان فضالة بن عبيد إذا أذن للصبح يقوم فيوتر ثم يركع ركعتي الفجر ثم يصلي صلاة الصبح وعن مسلم بن مشكم رأيت أبا الدرداء رضي الله عنه غير مرة يدخل المسجد ولم يوتر والناس في صلاة الغداة فيوتر وراء عمود ثم يلحق الناس في الصلاة
وروي مثل ذلك عن فضالة بن عبيد ومعاذ بن جبل
وعن عكرمة قال تحدث عند ابن عباس رضي الله عنه رجال من أصحابه حتى تهور الليل ثم خرجوا وغلبته عينه فما استيقظ حتى استيقظ بأصوات أهل البقيع وذلك بعدما أصيب بصره فقال لي تراني استطيع أن اصلي العشاء أربعا قلت نعم فصلى ثم قال أترتاني استطيع أن اوتر بثلاث قلت لنعم فأوتر فقال أتراني أستطيع أن أصلي الركعتين قبل الغداة قلت نعم فصلاهما ثم صلى الغداة
وفي رواية أنه نام ولم يوتر فأوتر بركعة بعد الصبح
وعن أبي نضرة اقيمت الصلاة وصف الصف فجاء سعد فقالوا إنا كنا ننتظرك قال إني كنت أوتر (1/159)
واستيقظ أبو أسيد الأنصاري ليلة بعدما أصبح فجعل يسترجع ويقول إنا لله فاتني وردي من الليل
وعن أبي العالية أخذتنا ظلمة ليلا فخرجنا إلى الجبان فبينا نحن كذلك إذ طلع الفجر فأوترنا ثم رجعنا
وكان عمرو بن شرحبيل يؤم قومه فاحتبس عن صلاة الغداة فقيل له ما حبسك قال كنت أوتر
وعن طاوس من فاته الوتر حتى يصبح فليوتر حين يذكر
وعن إبراهيم سألت عبيدة عن الرجل يستيقظ بالإقامة قال يوتر
وعن مسروق إذا أدركتك صلاة الغداة ولم توتر فأوتر
وعن مالك أنه بلغه أن ابن عباس رضي الله عنه وعبادة بن الصامت رضي الله عنه وعبد الله بن عامر رضي الله عنه والقاسم بن محمد قد أوتروا بعد الفجر
وعن عبد الله بن عامر إني لأوتر وأنا أسمع الإقامة أو بعد الفجر
وعن القاسم بن محمد إني لأوتر بعد الفجر
قال مالك إنما يوتر بعد الفجر من ينام عن الوتر ولا ينبغي لأحد أن يتعمد ذلك حتى يضع وتره بعد الفجر
وسئل الأوزاعي عن رجل لم يوتر حتى انشق الفجر قال يوتر قبل (1/16)
له فإن سها فركع ركعتين قال يجعلهما ركعتي الفجر ويوتر بواحدة
وعن سفيان الوتر ما بين صلاة العشاء إلى صلاة الفجر أي الليل أوترت أجزأك وكانوا يستحبون أن يوتروا وعليهم من الليل شيء وإن أوترت بعد طلوع الفجر فلا بأس والليل أحب إليهم
وقال مالك إذا دخلت المسجد ولم توتر فأقيمت الصلاة فأخرج من المسجد فأوتر ومن نسي الوتر حتى دخل في صلاة الصبح وحده أو مع الإمام ثم ذكر فإن كان وحده انصرف فأوتر ثم صلى الصبح إلا أن يخشى فوات الصبح وإن كان مع الإمام قطع مالم يركع معه
وفي رواية سئل مالك عمن أصبح ولم يوتر هل يقضي وتره قال لم أسمعه
وفي أخرى لا يقضي الوتر
وعن الحسن في رجل صلى من الصبح ركعة فذكر أنه لم يوتر قال يخرج فيوتر وإن صلى ركعتين مضى وليس عليه قضاء وإن ذكر أنه لم يوتر بعدما صلى الصبح فلا شيء عليه
وعن ابن عباس رضي الله عنه من ترك الوتر حتى يصلي الغداة فلا يقض
وعن الشعبي الوتر لا يقضي ولا ينبغي تركه وهو من أشرف التطوع
وسئل عمن نسي الوتر فقال وما يضره وعن مكحول لا وتر بعد صلاة الفجر (1/161)
وعن إبراهيم إذا صلى الغذاة أو طلعت الشمس فلا وتر
وعن الحسن وقتادة لا وتر بعد صلاة الصبح
وقال حماد أوتر وإن طلعت الشمس وسئل نافع عن رجل نسي الوتر حتى صلى الغداة فقال أو يوتر أحد بعدما تطلع الشمس وعن ابن شهاب فيمن نسي الوتر حتى أصبح قال قد فرط في سنة رسول الله فليستغفر الله فإنما الوتر بالليل وليس بالنهار
وعن الشافعي في رواية الزعفراني أنه قال نرى أن يصلي الوتر حتى يصلي الصبح فإن صلى الصبح و يصل الوتر لم يقضه وقال بعض الناس يقضيه ولا يقضي ركعتي الفجر قالوكلاهما تطوع ولو صرنا إلى النظر لم يقض واحدة منهما ولكنا إنما اتبعنا في ذلك الأثر روينا عن ابن عمر رضي الله عنه أنه قضى ركعتي الفجر
وعن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال الوتر ما بين الصلاتين قال فمن ثم زعمنا أن الوتر إذا زال لم يكن عليه قضاء
وفي رواية المزني عن الشافعي أنه قال يصلي الوتر ما لم يصل الغداة فإذا صلى الغداة لم يقضه بعد ذلك
وسئل أحمد عن رجل عليه صلوات فوائت أيوتر قال إن فعل لم يضره وسئل عمن أصبح ولم يوتر قال يوتر مالم يصل الغداة
وفي رواية ما أعرف الوتر بعد صلاة الغداة (1/162)
وفي أخرى يصلي الوتر مالم يصل الغداة وليس عليه بعد صلاة الفجر أن يصليه
وكذلك قال أيوب وأبو خيثمة وإسحاق
وعن مالك أيضا أنه قال الوتر سنة أوتر رسول الله وعمل به المسلمون وربما أوترت بعد الفجر قال لا أرى على أحد أن يوتر بعد صلاة الصبح قال ولا بأس بالوتر على البعير وغيره من الدواب في السفر
وعنه لم أسمع أن أحدا من السلف أوتر بعد صلاة الصبح
وقد سمعت عن غير واحد من أصحاب رسول الله وغيرهم أنهم أوتروا بعد الفجر
وقال في الذي ينسي الوتر ثم يذكره وهو مع الإمام في صلاة الصبح أرى أن ينصرف فيوتر وإن فاتته صلاة الإمام كلها وأما ركعتا الفجر فلا ينصرف لهما ولا يبتديهما بعد الإقامة
قال محمد بن نصر يمكن أن يكون الذين رأوا أن يوتروا عند الإقامة وبعد الإقامة كان مذهبهم أن لا يقضي الوتر بعد صلاة الفجر فلذلك كانوا يأمرون بقضائه قبل صلاة الفجر لأنهم كانوا لا يرون قضاءه بعد الفجر قد روى عن جماعة مفسرا على ما قلنا
وقال بعضهم إذا صلى الغذاة لم يوتر بالنهار فإذا كانت الليلة الثانية أوتر وترين وتر الليلة الماضية ووتر الليلة التي هو فيها لأن وتر الليل لا يقضي بالنهار سئل سعيد بن جبير عن رجل لم يوتر حتى أصبح قال فليوتر ليلة أخرى
وفي رواية يوتر من القابلة وترين (1/163)
وقال بعضهم إذا ذكر وتره بعد صلاة الغداة أوتر متى ما ذكره نهارا فإذا جاءت الليلة الأخرى ولم يكن أوتر لم يوتر لأنه إن أوتر في ليلة مرتين صار وتره شفعا
سئل الأوزاعي عمن نسي وتر ليلة فذكر من الغد قال يقضيه متى ما ذكره من يومه حتى يصلي العشاء الآخرة فإن لم يذكر حتى يصلي العشاء الآخرة فلا يقضيه حتى يصبح فإنه إن فعل شفع وتره
وفي رواية إذا ذكر وتره بعد ما صلى الصبح فإنه يوتر إذا طلعت الشمس ولا يوتر قبل طلوع الشمس والوتر عنده سنة من السنن التي تركها إلى غير حرج
وفي رواية سئل عمر رض عمن ذكر وتره بعد العشاء قال يؤخره لا يوتر وتر البارحة ويوتر وتر الليلة فيكون وتران في ليلة فيصبح على شفع من صلاة ليلته
قال والذي أقول به أنه يصلي الوتر ما لم يصل الغداة فإذا صلى الغداة فليس عليه أن يقضيه بعد ذلك وإن قضاه على ما يقضي التطوع فحسن قد صلى النبي الركعتين قبل الفجر بعد طلوع الشمس في الليلة التي نام فيها عن صلاة الغداة حتى طلعت الشمس وقضى الركعتين اللتين كان يقضون يصليهما بعد الظهر بعد العصر في اليوم الذي شغل فيه عنهما وقد كانوا يقضون صلاة الليل إذا فاتتهم بالليل نهارا فذلك حسن وليس بواجب (1/164)
38 - باب من نسي القنوت في الوتر
عن الحسن إذا نسي القنوت في الوتر سجد سجدتي السهو
وفي رواية إن قنت يعني في الوتر فحسن وإن لم يقنت فليس عليه شيء
وعن الأوزاعي فيمن ترك قنوت الوتر إنما ترك سنة لا شيء عليه
وعن ابن أبي ليلى فيمن نسي القنوت في الفجر يسجد سجدتي السهو
وعن حماد وسفيان إذا نسي القنوت في الوتر فعليه سجدتا السهو
وعن أحمد إن كان ممن تعود القنوت فليسجد سجدتي السهو
وعن ابن علية فيمن نسي القنوت في الوتر لا شيء عليه
وعن هشيم يسجد سجدتي السهو (1/165)
39 - باب ما يدعى به في آخر الوتر وبعد الفراغ من الوتر
74 - حدثنا محمد بن يحيى ثنا أبو الوليد ثنا حماد بن سلمة عن هشام بن عمرو الفزاري عن عبد الرحمن بن الحارث عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال كان رسول الله يقول في آخر وتره اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك لا أحصى ثناء عليك أنت كما أتيت على نفسك // إسناده صحيح
75 - حدثنا بشر بن الحكم ثنا عبد العزيز بن محمد حدثنا عبد المجيد بن سهل عن يحيى بن عباد عن سعيد بن جبير أن ابن عباس حدثه (1/167)
أنه بات عند النبي فقام فصلى ركعتين ركعيتن حتى صلى ثمان ركعات قال ثم أوتر فيهن ثم قعد فأثنى على الله بما هو له أهل فأكثر من الثناء ثم كان آخر كلامه أن قال اللهم اجعل لي نورا في قلبي واجعل لي نورا في سمعي واجعل لي نورا في بصري واجعل لي نورا عن يميني وعن يساري واجعل لي نورا من بين يدي ومن خلفي وزدني نورا ثلاثا
وفي رواية اللهم اجعل في قلبي نورا وفي سمعي نورا وفي بصري نورا وعن يميني نورا وعن شمالي نورا وفوقي نورا وتحتي نورا وأمامي نورا وخلفي نورا وأعظم لي نورا
وفي أخرى اللهم اجعل في صدري نورا واجعل في سمعي نورا واجعل في قلبي نورا واجعل في لساني نورا واجعل عن يميني نورا واجعل عن شمالي نورا واجعل من قدامي نورا واجعل من خلفي نورا واجعل من فوقي نورا واجل من أسفل مني نورا واجعل لي يوم ألقاك نورا وأعظم لي نورا
76 - حدثنا إسحاق أخبرنا وكيع ثنا سفيان عن زبيد اليامي عن در عن سعيد بن عبد الرحمن بن ابزي عن أبيه قال كان رسول الله إذا جلس في آخر صلاته في الوتر قال سبحان الملك القدوس ثلاثايمد بها صوته
وفي رواية كان يقول في آخر وتره سبحان الملك القدوس ثلاث مرار يمد بالثالثة صوته حتى ينقطع نفسه (1/168)
وفي رواية فإذا سلم وفرغ قال فذكره إلا أنه قال وطول الثالثة
وفي أخرى كان إذا سلم من الوتر قال سبحان الملك القدوس يطولها ثلاث مرار
77 - حدثنا علي بن سهل ثنا عفان ثنا قيس بن الربيع ثنا محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن داود بن علي عن أبيه عن ابن عباس رضي الله عنه قال بعثني العباس رضي الله عنه إلى النبي فبت عنده فصلى فقال في دعائه اللهم إني أسألك رحمة من عندك تهدي بها قلبي وتجمع بهاشملي وتلم بها شعثي وترد بها الفتي وتصلح بها ديني وتحفظ بها غائبي وترفع بها شاهدي وتبيض بها وجهي وتزكي بها عملي وتلهمني بها رشدي وتعصمني بها من كل سوء اللهم أعطني إيمانا صادقا ويقينا ليس بعهده كفر ورحمة أنال بها شرف كرامتك في الدنيا والآخرة اللهم إني أسألك الفوز عند القضاء ونزل الشهداء وعيش السعداء ومرافقة الأنبياء والنصر على الأعداء اللهم أنزل بك حاجتي وإن قصر رأيي وضعف عملي افتقرت إلى رحمتك فأسألك يا قاضي الأمور ويا شافي الصدور كما تجير بين البحور أن تجيرني من عذاب السعير ومن دعوة الثبور وفتنة القبور اللهم ما قصر عنه رأيي وضعف عنه عملي ولم تبلغه أمنيتي من خير وعدته أحدا من عبادك أو خير كنت معطيه أحدا من خلقك فإني أرغب إليك فيه وأسألكه يا رب العالمين اللهم اجعلنا هادين مهديين غير ضالين ولا مضلين حربا لأعدائك سلما (1/169)
لأوليائك نحب بحبك الناس ونعادي بعداوتك من خالفك من خلقك اللهم هذا الدعاء وعليك الإستجابة وهذا الجهد وعليك التكلان ولا حول ولا قوة إلا بالله اللهم ذا الحبل الشديد والأمر الرشيد أسألك الأمن يوم الوعيد والجنة يوم الخلود مع المقربين الشهود الركع السجود الموفين بالعهود اللهم إنك رحيم ودود إنك تفعل ما تريد سبحان الذي تعطف بالعز وقال به سبحان الذي لبس المجد وتكرم به سبحان الذي لا ينبغي التسبيح إلا له سبحان ذي الفضل والنعم سبحان ذي القدرة والكرم سبحان الذي أحصى كل شيء علمه اللهم اجعل لي نورا في قلبي ونورا في سمعي ونورا في بصري ونورا في قبري ونورا في شعري ونورا في بشري ونورا في لحمي ونورا في دمي ونورا في عظامي ونورا بين يدي ونورا من خلفي ونورا عن يميني ونورا عن شمالي ونورا من فوقي ونورا من تحتي اللهم زدني نورا وأعطني نورا واجعل لي نورا
وعن أم الدرداء رضي الله عنها قالت كان أبو الدرداء رضي الله عنه إذا فرغ من صلاة الليل يدعو لإخوانه يقول اللهم اغفر لأخي فلان وفلان فقلت له لو أن هذا الدعاء لنفسك فقال إن المسلم إذا دعا لأخيه بظهر الغيب فإن الملائكة تومن على دعائه تقول آمين ولك بمثل ذلك فرغبت في تأمين الملائكة
وفي رواية إن من الدعاء الذي لا يرد دعوة الرجل لأخيه بظهر الغيب وإن الملك الموكل ليقول إذا دعا الرجل لأخيه آمين ولك بمثل
وعنه رب نائم مغفور له وقائم مشكور له قيل وكيف هذا قال الرجل يصلي من الليل فيذكر أخاه وهو نائم فيستغفر له فيغفر لهذا وهو نائم ويشكر لهذا وهو قائم
عن كعب إني أجد في التوراة نائما مغفورا وقائما مشكورا له قيل كيف ذاك قال أخوان تحابا في الله فقال أحدهما ليلا يصلي فذكر أخاه في تلك الساعة فدعا له فغفر الله للنائم بدعاء القائم وشكر للقائم حين ذكر أخاه في تلك الساعة (1/170)
78 - حدثنا علي بن سهل ثنا عفان ثنا همام ثنا الحجاج بن فرافصة حدثني رجل من أهل فدك عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه أنه أتى النبي فقال له بينما أنا أصلي إذ سمعت متكلما يقول اللهم لك الحمد كله ولك الملك كله وبيدك الخير كله وإليك يرجع الأمر كله علانيته وسره أهل أن تحمد إنك على كل شيء قدير اللهم اغفر لي ما مضى من ذنوبي واعصمني فيما بقي من عمري وارزقني عملا زاكياترضى به عني فقال النبي ذاك ملك اتاك يعلمك تمجيد ربك قال عفان وأنا أقوله كل يوم منذ سمعته // إسناده ضعيف
وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه كان يقول اللهم تم نورك فهديت فلك الحمد وعظم حلمك فعفوت فلك الحمد ربنا وجهك أكرم الوجوه وجاهك خير الجاه وعطيتك أنفع العطايا وأهناها تطاع ربنا فتشكر وتعصي فتغفر لمن شئت تجيب المضطر إذا دعاك وتغفر الذنب وتقبل التوبة وتكشف الضر لا يجزي بآلائك أحد ولا يحصي نعمتك قول قائل
79 - حدثنا محمد بن عبيد ثنا حماد بن زيد عن عطاء بن السائب عن أبيه عن عمار بن ياسر رضي الله عنه أنه صلى يوما صلاة فأوجز فيها فقال بعض القوم لقد خففت فقال لقد دعوت فيها بدعوات سمعتهن من رسول الله اللهم بعلمك الغيب وبقدرتك على الخلق أحيني ما علمت // إسناده محسن لذاته صحيح لغيره (1/171)
الحياة خيرا لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي اللهم وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة وأسألك كلمة الحكم في الغضب والرضا وأسألك القصد في الفقر والغناء وأسألك نعيما لا يبيد واسألك قرة عين لا تنقطع وأسألك الرضا بعد القضاء واسألك برد العيش بعد الموت وأسألك لذة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة اللهم زينا بزينة الأيمان واجعلنا هداة مهديين
80 - حدثنا أبو قدامة عبيد الله بن سعيد ثنا يحيى بن سعيد قال أملي علي سفيان كتب به إليه شعبة قال حدثني عمرو بن مرة حدثني عبد الله بن الحارث حدثني طلق بن قيس الحنفي عن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي كان يدعو رب أعني ولا تعن علي وانصرني ولا تنصر علي وامكر لي ولا تمكر علي واهدني ويسر الهدى لي وانصرني على بغي علي رب اجعلني لك شكارا لك ذكارا لك رهابا لك مطواعا إليك مخبتا لك أواها منيبا رب تقبل توبتي واغسل حوبتي وأجب دعوتي وثبت حجتي واهد قلبي وسدد لساني واسلل سخيمة صدري (1/172)
وعن عائشة رضي الله عنها في قوله ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها نزلت في الدعاء
وعن أبي هريرة رضي الله عنه كان رسول الله يصلي عند البيت فإذا دعا رفع صوته فأنزل الله ولا تجهر بصلاتك الآية
وعن ابن عباس رضي الله عنه في قوله ولا تجهر بصلاتك كانوا يجهرون بالدعاء فلما نزلت هذه الآية أمروا أن لا يجهروا ولا يخافتوا قال نزلت في الدعاء
وعن عروة أنه كان يواظب على حزبه من الدعاء كما يواظب على حزبه من القرآن وعن ابي هريرة رضي الله عنه أوفق الدعاء أن يقول الرجل اللهم أنت ربي وأنا عبدك ظلمت نفسي واعترفت بذنبي يا رب فاغفر لي ذنبي إنك أنت ربي وإنه لا يغفر الذنوب الا أنت وروي عنه مرفوعا
حدثني أبو الوليد ثنا الوليد قال قلت لأبي عمرو فأدرك ركعة من الوتر وفاتته ركعتان قال إن شاء إذا سلم الإمام اكتفى بهذا الركعة فجعلها وتره وإن شاء أضاف إليها ركعتين أخراوين فجعلهن ثلاث ركعات (1/173)