بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
وبعد: فقد حفظت لنا دار الكتب المصرية مجموعا نفيسا يضم عددا من الأجزاء الحديثية.
ورقم المجموع (1558).
والمجموع كله بخط يوسف بن شاهين سبط الحافظ ابن حجر(1).
هذا وقد طبعت معظم هذه الأجزاء مفردة.
ثم طبع هذا المجموع كاملا، طبعته دار الكتب العلمية في مجلدين باسم (الفوائد لابن منده) !!
وفي هذه الطبعة من التصحيف والتحريف والسقط ما الله به عليم.
لذلك قمت بمقابلة الأجزاء التي تفردت بها هذه الطبعة على المخطوط.
وفيما يلي أسماء الأجزاء التي تضمنها المجموع، وما كان منها في هذا الملف المرفق ميزته باللون الأحمر.
1- حديث محمد بن عبد الله الأنصاري يليه فوائد ابن ماسي. طبع بتحقيق مسعد السعدني، ونشرته أضواء السلف (1418 هـ).
2- جزء لؤلؤ. طبع بتحقيق مجدي السيد، ونشرته دار الصحابة للتراث بطنطا (1410 هـ).
3- جزء أبي الحسن أحمد بن عبد العزيز بن ثرثال.
4- الدينار من حديث المشايخ الكبار، تخريج الذهبي. طبع بتحقيق مجدي السيد، ونشرته مكتبة القرآن.
5- نسخة يعلى بن عباد.
__________
(1) توفي سنة (899 هـ)، وترجمه السخاوي في الضوء اللامع (10/ 314) وغمزه بكثرة التحريف وقلة الضبط فيما يكتب، إلى أن قال: وليس خطه بالطائل لا سندا ولا متنا. وتعقبه الشوكاني في البدر الطالع (2/ 354) فقال في ترجمته: وقد طار ذكره في الآفاق، وتناقلت مؤلفاته الرفاق، وأما السخاوي في الضوء اللامع فجرى على قاعدته المألوفة في معاصريه وأقرانه فترجم صاحب الترجمة بما هو محض السباب والانتقاص، لا لسبب يوجب ذلك، بل لمجرد كونه كان يعترض على جده الحافظ ابن حجر، أو يغلط في بعض الأحوال كما هو شأن البشر.(1/1)
6- نسخة نبيط بن شريط الأشجعي . طبع بتحقيق مجدي السيد، ونشرته دار الصحابة للتراث بطنطا (1410 هـ).
7- جزء المؤمل بن إهاب، وفيه من حديث أبي عامر موسى بن عامر الجهني. طبع بتحقيق أبي الفداء عماد بن فرة، ونشرته دار البخاري (1413 هـ).
8- الجزء الثالث والثمانون من الفوائد الأفراد للدارقطني.
9- ورقة من مسند عثمان بن عفان للبغوي.
10- جزء الأشناني. طبع بتحقيق مشهور حسن ضمن مجموعة أجزاء حديثية، ونشرته دار الخراز، ودار ابن حزم (1422 هـ).
11- فوائد العراقيين لأبي سعيد النقاش. طبع بتحقيق مجدي السيد، ونشرته مكتبة القرآن.
12- الجزء الأول من فوائد أبي الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران.
13- الجزء الثاني من فوائد أبي الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران.
14- الجزء الأول من الفوائد الحسان عن الشيوخ الثقات لأبي بكر بن النقور عبد الله بن محمد بن أحمد، ويعرف أيضا بمشيخة أبي بكر بن النقور . طبع بتحقيق مسعد السعدني، ونشرته أضواء السلف (1418 هـ)
15- جزء من حديث أبي بكر محمد بن الحسن بن يعقوب بن مقسم العطار عن شيوخه.
16- الأمالي والقراءة من حديث أبي محمد الحسن بن علي بن عفان وأخيه أبي جعفر محمد بن علي العامريين. طبع بتحقيق مسعد السعدني، ونشرته دار الصحابة للتراث بطنطا (1413 هـ).
17- جزء فيه أحاديث عن تسعة عشر شيخاً من أصحاب أبي حفص عمر بن محمد بن طبرزد . طبع بتحقيق محمد زياد تكلة ضمن جمهرة الأجزاء الحديثية، ونشرته مكتبة العبيكان (1421 هـ).
18- فوائد أبي القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله بن عبد الله الحرفي.
19- جزء فيه من أحاديث أبي عمرو إسماعيل بن نجيد بن أحمد بن يوسف السلمي.
20- الجزء فيه أحاديث أبي عمر عبد الله بن محمد بن أحمد بن عبد الوهاب المقرئ السلمي.
21- الفوائد والزهد والرقائق والمراثي لجعفر بن محمد بن نصير الخلدي. طبع بتحقيق مجدي السيد، ونشرته دار الصحابة للتراث بطنطا (1409 هـ).(1/2)
22- جزء محمد بن سنان بن يزيد القزاز البصري.
23- التذكرة لأبي عبد الله محمد بن أبي نصر بن عبد الله الحميدي. طبع بتحقيق أبي عبد الرحمن بن عقيل الظاهري، ضمن الذخيرة من المصنفات الصغيرة (1404 هـ)(1).
24- مسند المقلين من الأمراء والسلاطين لتمام الرازي. طبع بتحقيق مجدي السيد، ونشرته دار الصحابة للتراث بطنطا (1412 هـ).
25- أحاديث وأخبار عن أبي بكر محمد بن يحيى بن أبي العباس الصولي النديم.
26- الجزء الأول من الفوائد لأبي عمرو عبد الوهاب بن منده. طبع بتحقيق مسعد السعدني، ونشرته دار الصحابة للتراث بطنطا (1413 هـ).
27- أحاديث من مسموعات أبي ذر عبيد بن أحمد بن محمد الهروي.
28- فوائد ابن المقير أبي الحسن علي بن أبي عبد الله بن أبي الحسن البغدادي.
29- جزء فيه عشرة أحاديث من الجزء المنتقى من الأول والثاني من حديث الليث بن سعد. نشرته دار الصحابة للتراث بطنطا .
30- نسخة إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري.
31- نسخة أبي مسهر وغيره. طبع بتحقيق مجدي السيد، ونشرته دار الصحابة للتراث بطنطا (1410 هـ).
32- نسخة أبي صالح عبد الله بن صالح كاتب الليث بن سعد.
33- مسند أحاديث إبراهيم بن أدهم لأبي عبد الله محمد بن إسحاق بن منده. طبع بتحقيق مجدي السيد، ونشرته مكتبة القرآن.
34- حديث الهميان لابن جرير الطبري. طبع بتحقيق محمد زياد تكلة ضمن جمهرة الأجزاء الحديثية، ونشرته مكتبة العبيكان (1421 هـ).
35- جزء ابن عمشليق. طبع بتحقيق خالد الأنصاري، ونشرته دار ابن حزم (1416 هـ).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) هذه الطبعة لم تكن عندي وطال بحثي عنها، لذلك قمت بقابلة الجزء، ثم أرسل لي الأخ الكريم محمد بن عبد الله مؤخرا صورة عن المطبوع، فلم أشأ أن أحذفه من الملف بعد أن أنهيت المقابلة، وإنما استفدت من المطبوع وقابلت الجزء عليه أيضا، واستدركت على نفسي بعض الهفوات .(1/3)
36- جزء من رواية أمة الله مريم بنت أبي القاسم عبد الرحمن بن عبد الله بن علي القرشي. طبع بتحقيق مجدي السيد، ونشرته مكتبة القرآن.
37- مسند بلال بن رباح لأبي علي الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني. طبع بتحقيق مجدي السيد، ونشرته دار الصحابة للتراث بطنطا (1409 هـ).
38- جزء الجركاني. طبع بتحقيق عبد العزيز بن مبارك الحنوط، ونشرته دار ابن حزم (1420 هـ).
39- مجلس أمالي الحافظ أبي نعيم الأصفهاني . طبع بتحقيق مجدي السيد، ونشرته دار الصحابة للتراث بطنطا (1410 هـ).
40- جزء االقاضي أبي عبد الله الجلابي. طبع بتحقيق أبي عبد الرحمن بن عقيل الظاهري، ونشرته دار ابن حزم - الرياض (1416 هـ)
41- الجزء الثاني من أمالي عبد الرزاق بن همام الصنعاني. طبع بتحقيق مجدي السيد، ونشرته مكتبة القرآن.
42- سؤالات أبي بكر البرقاني للدارقطني. طبع بتحقيق مجدي السيد، ونشرته مكتبة القرآن.
43- جزء فيه أحاديث السفر لأبي اليمن ابن عساكر. طبع بتحقيق رياض حسين الطائي، ونشرته دار المغني - الرياض (1425 هـ).
44- جزء منتقى من سيرة أبي محمد عبد الملك بن هشام.
45- قطعة من: نبذة من مشايخ التقي القلقشندي المقدسي.
46- الورقة الأخيرة من عرف العنبر في وصف المنبر لابن ناصر الدين، وقد طبع الكتاب عن مخطوطة ناقصة الآخر بتحقيق مشعل المطيري ضمن مجموع فيه رسائل ابن ناصر الدين، ونشرته دار ابن حزم (1422 هـ).
47- الرسالة المغنية في السكوت ولزم البيوت لابن البناء أبي علي الحسن بن أحمد بن عبد الله البغدادي. طبع بتحقيق عبد لله بن يوسف الجديع، ونشرته دار العاصمة (1409 هـ).
48- الثاني من كتاب شعار الأبرار في الأدعية والأذكار من حديث أبي الفرج عبدالرحمن بن الشيخة، تخريج أبي الصفا خليل بن محمد الأقفهسي.
49- الجزء الأول من الأسماء المبهمة في الأنباء المحكمة للخطيب. وقد طبع الكتاب كاملا.(1/4)
والجزء مبتور، يليه تتمة الجزء الثالث والثمانون من كتاب أفراد الدارقطني.
50- كتاب نزهة الحفاظ لأبي موسى المديني. طبع بتحقيق مجدي السيد، ونشرته مكتبة القرآن.
نسخ أخرى:
ولبعض هذه الأجزاء نسخ خطية أخرى، يسر الله لي الحصول على معظمها، وهذه الأجزاء هي:
* فوائد أبي القاسم الحرفي، وقد حصلت على نسختين خطيتين من مصورات الظاهرية، وهما أيضاً من رواية السلفي عن القاسم بن الفضل الثقفي عن أبي القاسم الحرفي:
(ب)، وهي من مجموع (10)، من الورقة (164) إلى (174).
(ج)، وهي من أول مجموع (87) إلى الورقة (14).
* جزء محمد بن سنان القزاز، وقد يسر الله لي الحصول على ثلاث نسخ أخرى من رواية ابن البطر عن ابن رزقويه عن إسماعيل الصفار عنه.
اثنتان من محفوظات الظاهرية:
(ب) من أول المجموع (18) إلى الورقة (5).
(ج) من مجموع (31)، من الورقة (163) إلى (168).
والثالثة رمزت لها بـ (د)، وهي محفوظة ضمن مجموع محفوظ بالأحمدية، ثم في مكتبة حالت أفندي بإسطنبول مجموع (403)، ومنه مصورة في جامعة الإمام بالرياض (7236)، وحصلت على صورة منه من مكتبة الحرم المكي جزى الله القائمين عليها خيراً.
* نسخة إبراهيم بن سعد الزهري، حصلت على نسخة أخرى برواية محمد بن محمد الميدومي أيضاً بسنده، وأسميتها (ب). وقد حصلت على صورة عنهامن مكتبة الجامعة الأردنية - جزى الله القائمين عليها خيراً - عن الأصل المحفوظ في برنستون فلم (109)، من الورقة (5) إلى (26).
* وأما جزء ابن ثرثال فله نسخة أخرى في الظاهرية لم أتمكن بعد من الحصول على صورة عنها، فنظرة إلى ميسرة.
عملي في هذا الملف:
وليعلم أن عملي في هذه الأجزاء إنما هو مجرد إعادة المقابلة على المخطوط، ومعلوم أن هذا لا يسمى تحقيقا، فلا يكفي في التحقيق مجرد المقابلة، لأنها لا تكشف ما في الأصل من التحريف والتصحيف خاصة في أسماء الرجال.(1/5)
وقد تنبهت - بفضل الله - لبعض هذه التصحيفات والتحريفات عندما كنت أرجع لكتب التخريج والرجال لرفع اللبس في بعض المواضع. ولكن هذا لم يكن نهجا دائما لي في هذا العمل، فعملي مقتصر على مجرد المقابلة كما أسلفت.
كما وأنه لا تزال هناك مواضع لم أتمكن من قراءتها ولا تزال بحاجة لمزيد من البحث والتحرير، وتجدونها بين قوسين مع علامة الاستفهام ( .. ؟)
فمن وجد خطأ أو تحريفا فلا يعجل بالتوبيخ ولا يبخل بالتنبيه.
{رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}.
وكتب/
نبيل سعد الدين جرار
عمان - الأردن.(1/6)
جزء أبي الحسن أحمد بن عبد العزيز بن ثرثال
فيه من حديث أبي عبد الله الحسين بن إسماعيل القاضي المحاملي
وأبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن علي بن بطحاء
وأبي عبد الله محمد بن مخلد بن حفص العطار
وأبي القاسم عمر بن محمد بن أحمد بن هارون العسكري الدقاق
رحمهم الله تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
رب زدني علما
مسند كعب بن عجرة عن النبي صلى الله عليه وسلم
(1) أخبرنا أبو الحسن أحمد بن عبد العزيز بن أحمد بن حامد بن محمود بن ثرثال بن مشرقة بن غياث بن منيح بن صخر البغدادي بمصر قراءة عليه وأنا أسمع في يوم الجمعة من سنة سبع وأربعمئة: حدثنا أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل القاضي المحاملي: حدثنا يوسف بن موسى القطان: حدثنا جرير ومحمد بن فضيل - واللفظ لجرير - عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة قال: لما نزلت: إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما [الأحزاب: 56]. قال: سألنا النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة عليه، فقال: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم إنك حميد مجيد. قال: ونحن نقول: وعلينا معهم.(/)
(2) حدثنا الحسين: حدثنا يوسف بن موسى: حدثنا جرير، عن محمد بن عجلان، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن كعب بن عجرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا توضأ أحدكم فأحسن وضوءه، ثم خرج عامدا إلى الصلاة فلا يشبكن أصابعه فإنه في صلاة.
(3) حدثنا الحسين: حدثنا يوسف: حدثنا وكيع بن الجراح: حدثنا مسعر بن كدام وشعبة بن الحجاج، عن الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة / قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أهدي لك هدية؟ قلنا: يا رسول الله قد عرفنا كيف السلام عليك، فكيف الصلاة عليك؟ فقال: قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم إنك حميد مجيد.
(4) حدثنا الحسين: حدثنا يوسف: حدثنا جعفر بن عون: حدثنا ابن أبي ليلى، عن الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: معقبات في دبر كل صلاة لا يخيب قائلهن وفاعلهن: تسبيح الله ثلاثا وثلاثين، وتحميده ثلاثا وثلاثين مرة، وتكبيره أربعا وثلاثين.
(5) حدثنا الحسين: حدثنا يوسف: حدثنا يزيد بن هارون: أخبرنا داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن كعب بن عجرة قال: خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجا ولي وفرة فقملت وأخذني الصيبان، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم وفي أصل كل شعرة أو بأعلاها قملة أو (صوانف ؟)، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن هذا لأذى أتجد نسكا؟ قلت: لا، قال: احلقه أو خذه(1) فإن شئت فصم ثلاثة أيام، أو أطعم ستة مساكين بين كل مسكينين صاع من تمر.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في الهامش إشارة إلى نسخة أخرى: جزه.(1/7)
(6) حدثنا الحسين: حدثنا يوسف: حدثنا وكيع: حدثنا شعبة، عن ابن الأصبهاني، عن عبدالله بن معقل قال: جلست إلى كعب بن عجرة في هذا المسجد فسألته عن هذه الآية: فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك [البقرة: 184] قال: فيَّ نزلت، حملت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم والقمل يتناثر على وجهي من الجهد، فقال: ما كنت أرى الجهد أو الوجع بلغ بك ما أرى، احلق رأسك واذبح شاة قال: فنزلت: ففدية من صيام ثلاثة أيام أو صدقة ثلاثة آصع بين ستة مساكين، أو نسك، فنزلت فيَّ خاصة وكانت لكم عامة(1).
(7) حدثنا الحسين: حدثنا يوسف: حدثنا وكيع وأبوأسامة - واللفظ لأبي أسامة - قالا: حدثنا سيف: حدثني مجاهد: حدثني عبد الرحمن بن أبي ليلى: حدثنا كعب بن عجرة قال: وقف علي رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحديبية قال: ورأسي يتهافت قملا، فقال: أيؤذيك هوامك؟ قلت: نعم. قال: فأمرني أن أحلق رأسي قال: ثم دعاني فقرأ علي هذه الآية وفي نزلت هذه الآية: أو صدقة أو نسك. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صم ثلاثة أيام أو تصدق بعذق بين ستة وانسك ما شئت.
مما أسنده رافع بن خديج رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم
(8) حدثنا الحسين: حدثنا يوسف: حدثنا عبيد الله بن موسى: حدثنا شيبان النحوي، عن الأعمش، عن مجاهد، عن رافع بن خديج قال: نهانا عن أمر وكان رافقا بنا، وطاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم أنفع لنا مما سواها، كنا نشترط الثلث مما ينبت من السواقي فقال: من كانت له أرض فليهبها أو ليُعمرها.
(9) حدثنا الحسين: حدثنا يوسف: حدثنا وكيع: حدثنا سفيان، عن يحيى بن سعيد، عن عباية بن رفاعة، عن جده رافع - هكذا قال وكيع - أن جبريل أو ملكا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما تعدون من شهد بدرا فيكم؟ قال: خيارنا، قال: كذلك هم عندنا(2) خيار الملائكة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في الهامش: ولكم عامة.
(2) في الهامش: هم.(1/8)
(10) حدثنا الحسين: حدثنا يوسف: حدثنا جرير، عن يحيى بن سعيد، عن معاذ بن رفاعة بن رافع الزرقي، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه. هكذا قال جرير.
(11) حدثنا الحسين: حدثنا يوسف: حدثنا سعيد بن شرحبيل: حدثنا ليث بن سعد، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن عبيد بن رفاعة، عن رافع بن خديج قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندهم قدر تفور بلحم، فأعجبني شحمة فأخذتها فازدرتها فاشتكيت عنها (ستة ؟)، ثم إني ذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إنه كان فيها أنفس سبعة أناس، ثم مسح بطني فألقيتها خضرا، فوالذي بعثه بالحق ما اشتكيت بطني حتى الساعة.
(12) حدثنا الحسين: حدثنا يوسف: حدثنا الفضل بن دكين وعبيد الله بن موسى قالا: حدثنا سفيان، عن محمد بن عجلان، عن عاصم بن عمر، عن قتادة، عن محمود بن لبيد، عن رافع بن خديج قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أسفروا بالفجر، فكلما أسفرتم كان أعظم للأجر أو (أجركم ؟).
(13) حدثنا الحسين: حدثنا يوسف: حدثنا الفضل بن دكين: حدثنا الحكم بن عبد الرحمن بن أبي نعم قال: سمعت أبي يذكر عن رافع بن خديج، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن المزارعة.
(14) حدثنا الحسين: حدثنا يوسف: حدثنا الفضل بن دكين وعبيد الله بن موسى / واللفظ لأبي نُعيم قالا: حدثنا بكير بن عامر، عن ابن أبي نعم: حدثنا رافع بن خديج: أنه زرع أرضا فمر به النبي صلى الله عليه وسلم وهو يسقيها فسأله: لمن الزرع؟ قال: زرعي بيدي وعملي لي الشطر ولبني فلان الشطر قال: إن أبيت(1) فرد الأرض على أهلها وخذ نفقتك.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في الهامش: أربيت.(1/9)
(15) حدثنا الحسين: حدثنا يوسف: حدثنا هشام بن عبد الملك: حدثنا عمرو بن مرزوق: حدثني يحيى بن عبد الحميد بن رافع، عن جدته امرأة رافع قالت: أصيب رافع يوم أحد أو يوم خيبر بسهم في ثندوته فأتى(1) النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله انزع السهم، فقال: إن شئت نزعت السهم والقطبة وإن شئت نزعت السهم وتركت القطبة وشهدت لك يوم القيامة أنك شهيد، فقال(2): بل، انزع السهم واترك القطبة واشهد لي يوم القيامة أني شهيد قال: ففعل ذلك به النبي صلى الله عليه وسلم فعاش حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، فلما كان زمن معاوية انتفض به جرحه فهلك عند العصر، فأتي ابن عمر فقيل: إن رافعا قد مات وهم يريدون أن يخرجوه، فقال: إن مثل رافع لا يخرج حتى يؤذن من حولنا من القرى قال: فحبس إلى الغد، فلما أخرج بجنازته فأتت مولاة له تبكي عند قبره، فقال ابن عمر: مال هذه السفيهة، أجد أن الشيخ لا طاقة له أو يَدَيْن بعذاب الله.
(16) حدثنا الحسين: حدثنا يوسف: حدثنا قبيصة بن عقبة: حدثنا سفيان، عن ربيعة الرأي، عن حنظلة بن قيس الزرقي قال: سألت رافع بن خديج عن كرى الأرض البيضاء بالذهب والفضة؟ فقال: حلال لا بأس به، إنما نهي عن الأزهات.
(17) حدثنا الحسين: حدثنا يوسف: حدثنا عبيد الله بن موسى: حدثني إسرائيل، عن إبراهيم بن مهاجر، عن مجاهد، عن رافع بن خديج قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم على أرض رجل من الأنصار وقد عرف أنه محتاج، فقال: لمن هذه الأرض؟ فقال: لفلان فأعطانيها بالأجر، فقال: لو منحها أخاه. فأتى رافع الأنصاري فقال: إن / رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نهاكم عن أمر كان لكم رافقاً وطاعة الله ورسوله أنفع لكم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في الأصل: فأما.
(2) في الهامش: رواية البوصيري قال.(1/10)
ومن مسند ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم
(18) حدثنا الحسين: حدثنا خلاد بن أسلم: أخبرنا النضر بن شميل: أخبرنا عبد الملك بن قدامة: سمعت عبد الله بن دينار: سمعت عبد الله بن عمر، أن نفرا قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلموا، فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أشياء من أمورهم، فخرجوا حتى إذا كانوا بعقبة منى ذكروا شرابا لهم، فقالوا: نسينا أن نسأل رسول صلى الله عليه وسلم عن شراب لنا ببلادنا لا يصلح لنا غيره، قالوا: فرجع رجل منهم انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن أصحابي نسوا يسألونك عن شراب لهم ببلادهم لا يصلح لهم غيره، وإن أرضنا أرض باردة، وإن أرضنا أرض محمة، وإنا قوم نحرث فلا نقوى على أعمالنا إلا به، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيسكر؟ قالوا(1): نعم قال: كل مسكر حرام، قال: فاكتفى الرجل بما قال، فرجع فأخبرهم بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: إنا لا نراك أخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم بما يدخل علينا من المرفق(2) ، قال: فرجعوا بأجمعهم حتى انتهوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله إنا نسينا أن نسألك عن شراب لنا ببلادنا لا يصلح لنا غيره، وإن أرضنا أرض باردة، وإن أرضنا أرض محمة قال: ما هو؟ قالوا: المزر قال: أيسكر؟ قالوا: نعم قال: كل مسكر حرام إن على الله حتما أن لا يشربها أحد في الدنيا إلا سقاه الله عز وجل يوم القيامة من طينة الخبال، وهل تدري ما طينة الخبال؟ قال: عرق أهل النار.
(19) حدثنا الحسين: حدثنا علي بن شعيب: حدثنا أبو النضر: حدثنا ورقاء، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشير إلى الشرق ويقول: ها إن الفتنة هاهنا إن الفتنة هنا من حيث يطلع قرن الشيطان.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في الهامش: قال.
(2) هكذا في الأصل.(1/11)
(20) / حدثنا الحسين: حدثنا محمد بن عثمان بن كرامة: حدثنا خالد: حدثني(1) سليمان: حدثني عبد الله بن دينار، عن ابن عمر قال: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن بيع الولاء، وعن هبته.
(21) حدثنا الحسين: حدثنا محمد بن عثمان بن كرامة: حدثنا خالد: حدثنا سليمان: حدثني عبد الله بن دينار، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تبيعوا الثمر حتى يبدو صلاحه.
(22) وبه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: من ابتاع طعاما فلا يبعه حتى يقبضه.
(23) وبه عن ابن عمر قال: أتي النبي صلى الله عليه وسلم بيهودي ويهودية قد أحدثا جميعا، فقال لهم: ما تجدون في كتابكم؟ فذكر الرجم.
(24) وبه عن ابن عمر قال: كان رجل يخدع في البيوع، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: من بايعت فقل لا خلابة، فكان إذا بايع يقول لا خلابة.
(25) وبه عن ابن عمر: قال النبي صلى الله عليه وسلم: كل بيعين لا بيع بينهما إلا أن يتفرقا إلا بيع الخيار.
(26) وبه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: اليد العليا خير من السفلى.
(27) حدثنا الحسين: أخبرنا أبو موسى محمد بن المثنى: حدثنا عبيد الله الحنفي: حدثنا حسام بن المصَك: حدثنا عطاء، عن ابن عمر: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في مسير له فحضرت الصلاة فنزل القوم فطلبوا بلالا ليؤذن فلم يجدوه، فأذن رجل من القوم، فجاء بلال بعد ذلك فأراد أن يؤذن فقيل له: إن الرجل قد أذن، فلبثوا هويا، ثم أراد أن يقيم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: مهلا يا بلال، إنما يقيم من أذن.
(28) حدثنا الحسين: حدثنا أبو موسى: حدثنا عبيد الله الحنفي: حدثنا حسام بن المصك: حدثنا عطاء، عن ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يتعار من الليل ساعة إلا أجرى السواك على فيه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في الهامش: حدثنا.(1/12)
(29) / حدثنا الحسين: حدثنا العباس بن يزيد البحراني: حدثنا سفيان - يعني ابن عيينة - عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تدرون ما الشجرة الطيبة؟ فأردت أن أقول هي النخلة، فنظرت فإذا أنا أصغر القوم فسكت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هي النخلة.
(30) حدثنا الحسين: أخبرنا محمد بن عبد الرحيم صاعقة: حدثنا محمد بن بكير(1): حدثنا أبو محياة، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أقلوا التعري فإن معكم من لا يفارقكم إلا عند الغائط وإتيان الرجل أهله، فأكرموهم واستحيوهم.
(31) حدثنا الحسين: حدثنا زيد بن أخزم: أخبرنا أبو داود: حدثنا قيس، عن منصور، عن مجاهد، عن ابن عمر قال: اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم أربع عمر(2) إحداها في رجب، فسمعنا حركة عائشة رضي الله عنها، في الحجرة، فقال لها عروة: هذا ابن عمر يزعم أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتمر أربع عمر إحداها في رجب، فقالت: يرحم الله أبا عبد الرحمن ما اعتمر من عمرة إلا وهو معه، وما اعتمر في رجب.
(32) حدثنا الحسين: حدثنا أبو علي الحسن بن عبد العزيز الجروي: حدثنا أبو حفص(3) وبشر بن بكر قالا: حدثنا سعيد بن عبد العزيز، عن زيد بن أسلم: أن رجلا جاء إلى ابن عمر فقال: بم أهل(4) رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: بالحج، فانصرف ثم جاء من العام المقبل، فقال: بم أهل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: ألم تأتني عام أول؟ قال: بلى ولكن أنس زعم أنه قرن، فقال ابن عمر: إن أنسا كان يتولج على النساء مكشفات الرؤوس وإني كنت تحت ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسني لعابها أسمعه يلبي بالحج.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الحضرمي، له رواية عن أبي المحياة، وفي الهامش: بكر.
(2) في الهامش: عمرات.
(3) في الهامش: أبوجعفر.
(4) في الهامش: بما أهل.(1/13)
(33) حدثنا الحسين: حدثنا علي بن مسلم: حدثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أحلت لنا ميتتان ودمان، فأما الميتتان / فالحوت والجراد، وأما الدمان فالكبد والطحال.
(34) حدثنا الحسين: حدثنا الفضل بن سهل: حدثنا حجاج بن محمد: حدثني شعبة وسمعته أيضا يحدث عن عمرو بن مرة قال: سمعت سعيد بن جبير يقول: سألت ابن عمر عن بيع الخمر، فقال: وما بلغك حديث شربها وبيعها؟ أو قال: ثمنها.
(35) حدثنا الحسين: حدثنا الفضل بن سهل: حدثنا حجاج قال: قال شعبة: وحدثني حماد، عن سعيد بن جبير، عن ابن عمر، فقال أحدهما: بيعها، وقال الآخر: ثمنها.
(36) حدثنا الحسين: حدثنا أبو حاتم محمد بن إدريس: حدثنا عبد المؤمن - يعني ابن علي - حدثنا عبد السلام، عن يزيد، عن سماك، عن سعيد بن جبير، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا اشتريت الذهب بالفضة فلا تفارقه وبينك وبينه لبس.
(37) حدثنا الحسين: حدثنا الفضل بن سهل: حدثنا يعقوب بن إبراهيم: حدثنا أبي، عن الوليد بن كثير، عن قطن بن وهب، عن عويمر بن الأجدع عمن حدثه عن سالم بن عبد الله أنه سمعه يقول: حدثني عبد الله بن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ثلاثة قد حرم الله تعالى عليهم الجنة: مدمن الخمر، والعاق، والديوث. والديوث الذي يقر في أهله الخبث.
(38) حدثنا الحسين: حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد: حدثنا عثمان بن عمر: حدثني مثنى بن حبيب العطار - وكان صدوقا - حدثنا القاسم بن محمد وسالم بن عبدالله، أن عبدالله بن عمر حدثهما أنه كان عند المنبر ورسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر فجاء رجل من أهل البادية فسأله عن صلاة الليل، فقال: مثنى مثنى، فإذا خشيت أن يرهقك أو يدركك الصبح فاركع ركعة توتر لك ما مضى.(1/14)
(39) حدثنا الحسين: حدثنا حمدان بن عمر - قال عبد الغني: ينبغي أن يكون عن النضر - حدثنا أبو عقيل الثقفي، عن عمر بن حمزة، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه قال: إني (أذكر ؟) قول الشاعر ورسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر يستسقي / فلا ينزل حتى يجيش كل ميزاب:
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة للأرامل.
وهو قول أبي طالب.
(40) حدثنا الحسين: حدثنا محمد بن عبد الله المخرمي: حدثنا يحيى بن آدم: حدثنا عبد السلام بن حرب، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عمر أنه سمعه يقول للحجاج: أدخلت السلاح حرم الله ولم يكن يدخل.
(41) حدثنا الحسين: حدثنا أبو السائب: حدثنا وكيع: حدثنا سفيان، عن أبي اليقظان، عن زاذان، عن ابن عمر: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ثلاثة يوم القيامة على كثبان المسك يغبطون: رجل ينادي في كل يوم وليلة لخمس صلوات، وإمام أم قوما وهم به راضون، وعبد أحسن عبادة ربه عز وجل وأدى حق مواليه.
(42) حدثنا المحاملي: حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد: حدثنا عبيد بن أبي قرة: حدثنا ليث بن سعد، عن أبي قبيل(1)، عن أبي ميسرة قال: سمعت العباس رحمه الله يقول: كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فقال: انظر هل ترى في السماء من شيء؟ قال: قلت: نعم قال: ما ترى؟ قال: قلت: أرى الثريا قال:أما إنه يملك هذه الأمة بعددها من صلبك.
(43) حدثنا الحسين: حدثنا علي بن شعيب: حدثنا يعقوب - يعني الحضرمي - حدثني شعبة: أخبرني أبو عون، عن محمد بن حاطب: سألت عليا عليه السلام عن عثمان رضي الله عنه، فقال: كان من الذين آمنوا ثم اتقوا ثم آمنوا ثم اتقوا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في الهامش: أبوقبيل هذا اسمه يحيى بن أرطاة المعافري.(1/15)
(44) حدثنا الحسين: حدثنا عبد الله بن شبيب: حدثني إسماعيل: حدثني أبي، عن يحيى بن سعيد وعبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو، عن عمرة، عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: جاء سائل إلى باب عائشة رضي الله عنها. فقالت لجاريتها: أطعميه، فذهبت ثم رجعت فقالت: ما أجد شيئا أطعمه قالت: ارجعي فابتغي له، فرجعت فوجدت تمرة فأتت بها / عائشة، فقالت عائشة رضي الله عنها: أعطيه إياها فإن فيها مثاقيل ذر كثير.
(45) حدثنا الحسين: حدثنا محمد بن عمرو بن العباس: حدثنا سفيان بن عيينة، عن أبي سعد، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: ما تزال الخصومة بين الناس يوم القيامة حتى خاصم الروح الجسد.
آخر حديث المحاملي رحمه الله تعالى
ومن حديث أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن بطحاء
(46) حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن علي بن بطحاء من كتابه على باب داره في جمادى الآخرة سنة ست وعشرين وثلاثمئة: حدثنا علي بن حرب الطائي: حدثنا حسين بن علي: حدثنا زائدة، عن سعيد بن أبي عروبة: حدثنا هشام، أن أبا الزبير المكي حدثه، عن نافع بن جبير، أن أبا عبيدة بن عبد الله حدثهم أن ابن مسعود قال: كنا في غزوة فحبسنا المشركون عن صلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء فكبر ذاك علي فقلت: في سبيل الله ومع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما انصرف المشركون أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم مناديا له فأقام لصلاة الظهر فصلينا، وأقام لصلاة العصر فصلينا، وأقام لصلاة المغرب فصلينا، وأقام لصلاة العشاء فصلينا، ثم طاف علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما على الأرض عصابة يذكرون الله غيركم.
(47) حدثنا إبراهيم: حدثنا أحمد بن عبد الجبار: حدثنا يونس بن بكير، عن الأعمش، عن طلحة بن مصرف، عن عمرو بن شرحبيل، عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار.(1/16)
(48) حدثنا إبراهيم: حدثنا إبراهيم بن عبد الله العبسي: حدثنا محمد بن الصلت، عن منصور بن أبي الأسود، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله: كان النبي صلى الله عليه وسلم ينام - يعني ساجدا - وكان يعرف نومه بنفخه، ثم يقوم فيمضي في صلاته.
(49) حدثنا إبراهيم: حدثنا جعفر بن أحمد بن كثير: حدثنا عاصم بن يوسف: حدثنا حماد بن شعيب، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عبد الله قال: كنت / مع النبي صلى الله عليه وسلم في غار إذ نزلت عليه: والمرسلات عرفا، قال: فإني لأتلقاها من فيه وإن فاه بها لرطب إذ خرجت علينا حية فقال: عليكم بها، فابتدرناها لنقتلها فسبقتنا، فقال: وقيت شركم كما وقيتم شرها.
(50) حدثنا إبراهيم: حدثنا عبد الرحمن بن مرزوق: حدثنا علي بن قادم: حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عبد الله قال: كانت ليلة بدر ليلة تسع عشرة(1).
(51) حدثنا إبراهيم: حدثنا علي بن حرب الطائي: حدثنا فضيل: حدثنا بيان، عن وبرة قال: قال رجل لابن عمر: أطوف بالبيت وقد أهللت بالحج؟ قال: وما بأس ذاك؟ قال: إن ابن عباس ينهى عن ذلك، قال: قد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أحرم بالحج وطاف بين الصفا والمروة.
(52) حدثنا إبراهيم: حدثنا أبو عبيد الله حماد بن الحسن: حدثنا محمد بن سابق: حدثنا إبراهيم بن طهمان، عن منصور، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا راح أحدكم إلى الجمعة فليغتسل.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في الهامش: في أصل ابن ثرثال وبخط الحبال: سبع عشرة.(1/17)
(53) حدثنا إبراهيم: حدثنا الحسن بن مكرم: حدثنا إسحاق بن سليمان: حدثنا أبو جعفر، عن محمد بن عجلان، عن نافع قال: لما كان من أمر عبد الله بن مطيع ما كان أتاه ابن عمر وأنا معه، فلما دخل عليه ألقى له وسادة، فقال: إني لم أجئ لأجلس لكن جئت أحدثك حديثين سمعتهما من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: من نكث صفقته فلا حجة له يوم القيامة، ومن مات وهو مفارق للجماعة فميتته ميتة جاهلية.
(54) حدثنا إبراهيم: حدثنا يحيى بن جعفر: حدثنا علي بن عاصم: أخبرنا عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى المطر قال: اللهم صبا صبا.
(55) حدثنا إبراهيم: حدثنا الحسين بن الحكم بن مسلم: حدثنا حسن بن حسين: حدثنا مندل، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: / لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا صلاة لمن لا طهور له، ولا دين لمن لا صلاة له، وموضع الصلاة من الدين كموضع الرأس من الجسد.
(56) حدثنا إبراهيم: حدثنا محمد بن عبدك: حدثنا حجاج قال: قال ابن جريج: أخبرني نافع أن ابن عمر كان يقول: من صلى من الليل فليجعل آخر صلاة(1) وترا قبل الصبح، كذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرهم.
(57) حدثنا إبراهيم: حدثنا علي بن العباس بن واضح: حدثنا إبراهيم بن شماس: حدثنا عبد الله بن المبارك، عن عبد العزيز بن أبي رواد وعبيد الله بن عمر وأسامة بن زيد، عن نافع، عن ابن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يجعل فص خاتمه في باطن كفه.
(58) حدثنا إبراهيم: حدثنا الحسين بن جعفر الكوفي: حدثنا إسماعيل بن محمد: حدثنا داود بن عطاء، عن موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن جبريل عليه السلام إذا جاء بالوحي كان أول ما يلقى علي بسم الله الرحمن الرحيم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) هكذا في الأصل.(1/18)
(59) حدثنا إبراهيم: حدثنا يحيى بن جعفر بن الزبرقان: أخبرنا روح بن عبادة: حدثنا شعبة: سمعت عبد الله بن دينار يحدث عن ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الشهر تسع وعشرون.
(60) حدثنا إبراهيم: حدثنا أيوب بن سليمان الصغدي: حدثنا عبد العزيز بن موسى: حدثنا سيف، عن الأعمش، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إني أخدع في البيع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من بايعت فقل لا خلابة.
(61) حدثنا إبراهيم: حدثنا محمد بن أحمد بن عبد الله الزيات: حدثنا عبيد بن إسحاق: حدثنا قيس، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله يحب المؤمن المحترف.
(62) / حدثنا إبراهيم: حدثني أبي محمد بن علي رحمه الله: حدثنا عبد الله بن صالح بن مسلم: حدثنا مندل، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تدعوا ركعتي الفجر فإن فيهما الرغائب.
(63) حدثنا إبراهيم: حدثنا محمود بن محمد الحلبي: حدثنا أبو صالح الفراء: حدثنا ابن المبارك، عن ابن عون، عن مجاهد قال: كنا في حلقة وفيها عبيد بن عمير فجاء رجل فوقف على القوم فقال: أجيبوا فلانا، فنكس ابن عمر رأسه ونكس ابن عمير رأسه، ورفع ابن عمير رأسه فقال: يا ابن أخ اعفنا، يا ابن أخ اعفنا، فقال ابن عمر: قوموا فليس فيها عافية، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من دعي فلم يجب فقد عصى الله ورسوله.
(64) حدثنا إبراهيم: حدثنا محمد بن نوفل: حدثنا قبيصة، عن سفيان قال: من فضل عليا عليه السلام على أبي بكر وعمر فقد أزرى على المهاجرين والأنصار، وأخاف أن لا يرفع له عمل.(1/19)
(65) حدثنا إبراهيم: حدثنا محمد بن عبد الله بن نوفل: حدثنا عبد الحميد بن صالح، عن ابن مبارك، عن علي بن علي، عن سعيد بن أبي الحسن: أنه قرأ هذه الآية: لقد خلقنا الإنسان في كبد [البلد: 4] قال: يكابد مضائق الدنيا وشدائد الآخرة.
آخر حديث إبراهيم بن بطحاء.
ومن حديث أبي عبد الله محمد بن مخلد بن حفص العطار
(66) حدثنا أبو عبد الله محمد بن مخلد بن حفص العطار إملاء سنة ست وعشرين وثلاثمئة: حدثنا علي بن الحسين بن إبراهيم بن إشكاب: حدثنا إسماعيل بن علية، عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس قال: نهى نبي الله صلى الله عليه وسلم أن يتزعفر الرجل.
(67) حدثنا محمد: حدثنا محمد بن حسان بن فيروز الأزرق: حدثنا يحيى بن سعيد القطان / أبو سعيد سيد المحدثين إلا من كان مثله، عن حميد الطويل، عن الحسن، عن مطرف بن عبد الله بن الشخير، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ضالة المسلم حَرَق النار.
(68) حدثنا محمد: حدثنا علي أبو الحسن بن إبراهيم بن إشكاب: حدثنا إسماعيل بن علية، عن يونس، عن الحسن قال: قال سمرة: حفظت سكتتين في الصلاة، سكتة إذا كبر الإمام حتى يقرأ، وسكتة إذا فرغ من قراءته، قال: فأنكر ذلك علي عمران بن حصين وكتبوا إلى أُبي فصدق سمرة.
(69) حدثنا محمد: حدثنا محمد بن حسان الأزرق: حدثنا يحيى بن سعيد: حدثنا سليمان التيمي وسعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن سعد بن هشام، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في ركعتي الفجر: هما أحب إلي من الدنيا وما فيها.
(70) حدثنا محمد(1): حدثنا عبد الله بن أيوب المخرمي: حدثنا بكر بن بكار القيسي: حدثنا ابن عون، عن الحسن قال: قال أبي بن كعب: كنا مع نبينا صلى الله عليه وسلم ووجهنا واحد، فلما قبض نظرنا هكذا وهكذا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) زاد في الأصل: القتيبي، وضرب عليها بخط.(1/20)
(71) حدثنا محمد: حدثنا الحسين بن منصور أبوعلويه: حدثنا أبو قطن عمرو بن الهيثم بن قطن، عن أبي حرة، عن الحسن قال: العالم الزاهد في الدنيا، المجتهد في العبادة، والمقيم على سنة محمد صلى الله عليه وسلم.
(72) حدثنا محمد: حدثنا أبوعلويه: حدثنا حسين بن علي الجعفي، عن ليث بن أبي سليم قال: قال مجاهد: العالم الذي يخاف الله.
(73) حدثنا محمد: حدثنا أبو علويه: حدثنا ابن نمير، عن مالك بن مغول، عن الشعبي قلت: أفتني أيها العالم؟ قال: العالم الذي يخشى الله.
(74) حدثنا محمد: حدثنا أبوعلويه: حدثنا وكيع: حدثنا الأعمش، عن عبد الله بن مرة، عن / أبي الأحوص، عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا إني أبرأ إلى كل خليل من خلة، ولو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا، إن صاحبكم خليل الله تعالى.
(75) حدثنا محمد: حدثنا الحسين بن منصور: حدثنا وكيع: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، أن عمرو بن العاص قال للنبي صلى الله عليه وسلم حين رجع من غزوة ذات السلاسل قال: يا رسول الله، من أحب الناس إليك؟ قال: عائشة قال: إنما أقول لك من الرجال؟ قال: أبوها.
(76) حدثنا محمد: حدثنا إبراهيم بن راشد بن سليمان الأدمي: حدثنا حجاج بن نصير: حدثنا شعبة، عن قتادة، عن النضر بن أنس، عن بشير بن نهيك، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لما عافى الله أيوب عليه السلام أمطر عليه جرادا من ذهب، فجعل يجمعه في ثوبه، فقيل: يا أيوب أما تشبع؟ قال: ومن يشبع من فضل الله عز وجل.
(77) وبه: حدثنا شعبة، عن يعلى بن عطاء، عن وكيع بن عُدس، عن أبي رزين العُقيلي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مثل المؤمن مثل النحلة، لا تأكل إلا طيبا ولا تضع إلا طيبا.
(78) وبه: حدثنا شعبة، عن قتادة، عن النضر بن أنس، عن بَشير بن نهيك، عن أبي هريرة قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن خاتم الذهب.(1/21)
(79) حدثنا محمد: حدثنا إبراهيم بن راشد: حدثنا معمر بن محمد بن عبد الله بن أبي رافع: حدثني أبي، عن أبيه، عن سلمى جدتهم قالت: شكى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل يجد في قدميه ضربانا، فقال: اخضبهما بالحناء وألق في الحناء شيئا من ملح.
(80) حدثنا محمد: حدثنا محمد بن حسان الأزرق: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي الأزدي وكان قرة عين: حدثنا سفيان - يعني الثوري - عن أبي الزبير، عن جابر وابن / عمر قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المؤمن يأكل في معى واحد، والكافر يأكل في سبعة أمعاء.
(81) حدثنا محمد: حدثنا أبو الفضل محمد بن الحجاج الضبي: حدثنا عبد السلام بن حرب، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، عن إبراهيم بن عبد الله، عن ابن عباس، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: إذا كان إزارك واسعا فتوشح به، وإذا كان ضيقا فائتزر به وصل.
(82) حدثنا محمد: حدثناه أحمد بن منصور الرمادي: حدثنا إسحاق بن منصور: حدثنا عبد السلام، عن إسحاق بن عبد الله، عن إبراهيم بن عبدالله، عن ابن عباس، عن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر نحوه.
(83) حدثنا محمد: حدثنا الزبير بن بكار بن عبد الله: حدثني أبو ضمرة - يعني أنس بن عياض - عن أبي الأسود يتيم عروة، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنا من أفرد الحج، ومنا من قرن، ومنا من تمتع، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مفردا.
(84) حدثنا محمد: حدثنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن عبد الرحمن البغوي: حدثنا معاذ - يعني ابن معاذ العنبري - أخبرنا عمران بن حدير، عن رجل من قومه، عن حمران بن أبان، عن عثمان قالوا: وكان عثمان قليل الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من علم أن الصلاة عليه حق واجب أو حق مكتوب دخل الجنة، وكان عثمان يروي ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم.(1/22)
(85) حدثنا محمد: حدثنا محمد بن الوليد أبو جعفر المخرمي: حدثنا مؤمل بن إسماعيل: حدثنا عمارة بن زاذان، عن ثابت، عن أنس: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم. يعني: التراب.
(86) حدثنا محمد: حدثنا محمد بن حجاج الضبي: حدثنا عبد السلام بن حرب، عن الحارث بن حصيرة، عن زيد بن وهب قال: لما رجم علي عليه السلام المرأة دعى أولياءها فقال: هذا ابنكم ترثونه ولا يرثكم فإن جنى جناية فعليكم.(1/23)
ومن حديث أبي القاسم عمر بن محمد العسكري
(87) حدثنا أبو القاسم عمر بن محمد بن أحمد بن هارون العسكري الدقاق(1) إملاء: حدثنا عيسى بن عبد الله بن سنان الطيالسي: حدثنا عفان بن مسلم: حدثنا سلام أبو المنذر، عن عاصم بن بهدلة، عن أبي وائل، عن الحارث بن حسان قال: مررت بعجوز بالربذة منقطع بها من بني تميم، فقالت: أين تريدون؟ فقلت: نريد النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: احملوني فإن لي إليه حاجة، قال: فجئنا المسجد فإذا هو غاص بالناس، وإذا راية تخفق، قلت: ما شأن الناس اليوم؟ قالوا: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد أن يبعث عمرو بن العاص قال: قلت: يا رسول الله، إن رأيت أن تجعل الدهناء حاجزا بيننا وبين بني تميم فافعل، فاستوفزت العجوز وأخذتها الحمية وقالت: وأين تضطر مضري يا رسول الله؟ قال: قلت: يا رسول الله إني حملت هذه العجوز ولا أظن أنها كائنة لي خصما، فأعوذ بالله أن أكون كما قال الأول، قال: وما قال الأول؟ هيه، يستطعمه الحديث قال: إن عادا أرسلوا وافدهم(2) قيلا فنزلوا على بكر بن معاوية شهرا يسقيه الخمر وتغنيه الجرادتان، فقال: أما إني لم آت أسيرا فأفاديَه ولا لمريض(3) فأداويه فاسق عبدك ما كنت ساقيَه واسق معه معاوية شهرا، يشكر له الخمر التي شربها عنده في الجاهلية، قال: فنودي أن خذها رمادا رَمْدَدا لا تذر من عاد أحدا. قال أبو وائل: فبلغني أن ما أرسل عليهم من الريح إلا قدر ما يخرج من الخاتم.
(88) حدثنا أبو القاسم: سمعت عيسى بن عبد الله: سمعت عفان يقول: سمعت هذا الحديث من سلام ولي ثلاث عشرة سنة، وحدثت به وأنا ابن ثماني عشرة سنة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) رسمت في الأصل هكذا: (الرماو)، وأثبت ما جاء في ورقة العنوان.
(2) في الهامش إشارة إلى نسخة أخرى: رائدهم.
(3) في الهامش: مريضاً.(1/24)
(89) حدثنا أبو القاسم: حدثنا عبد الله بن الحسن الهاشمي: حدثنا يزيد بن هارون: حدثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أبي العالية، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم في كلمات الفرج: لا إله إلا الله الحكيم العليم ( العظيم ؟)، لا إله إلا الله الحليم الكريم، لا إله إلا الله رب السماوات السبع ورب العرش العظيم.
(90) حدثنا أبو القاسم: حدثنا عبد الله بن داود بن قبيصة الأنصاري: حدثنا موسى بن علي القرشي: حدثنا الرضى من آل محمد علي بن موسى: حدثني عبد الله بن أرطأة بن المنذر، عن أسماء بن خارجة، عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قال: لا إله إلا الله لا يتخذها جنة لشيء من الكبائر يرتكبه فهو من أهل الجنة جزما.
(91) حدثنا أبو القاسم: حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن يونس السراج: حدثنا عمرو بن خالد: حدثنا عيسى بن يونس، عن سفيان، عن منصور، عن هلال بن يساف، عن الأغر، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قال: لا إله إلا الله أنجته يوما من الدهر أصابه قبلها ما أصابه.
(92) حدثنا أبو القاسم: حدثنا أبو بكر الزعفراني الحافظ الرازي جعفر بن محمد: حدثنا عبد السلام بن صالح: حدثنا علي بن موسى بن جعفر: حدثني أبي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي بن حسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الإيمان معرفة بالقلب، وإقرار باللسان، وعمل بالأبدان.
(93) حدثنا أبو القاسم: حدثنا عيسى بن إسحاق بن موسى الأنصاري: حدثني حسن الإسكاف، عن أبي الصلت الهروي وهو عبد السلام بن صالح: حدثنا علي بن موسى فذكر هذا الحديث.
قال حسن: فذهب أصحاب الحديث بهذا إلى أبي عبد الله أحمد بن حنبل، فقال لهم: هذا إسناد هاشمي، وعلي بن موسى ثقة رضا، وهذا ديني: الإيمان قول وعمل، عليه أحيا وعليه أموت وعليه أبعث إن شاء الله.(1/25)
(94) حدثنا أبو القاسم: حدثنا عيسى بن إسحاق الأنصاري: حدثنا الحسن بن الحارث بن كليب الهاشمي، عن أبيه، عن داود بن أبي هند، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس في قوله تعالى: {كزرع} قال: أصل الزرع عبد المطلب، {أخرج شطئه} محمد صلى الله عليه وسلم، {فآزره} بأبي بكر، {فاستغلظ} بعمر، {فاستوى} بعثمان، {على سوقه} علي بن أبي طالب رضى الله عنهم، {يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار} [الفتح: 29].
(95) حدثنا أبو القاسم: حدثنا عبد الله بن أحمد بن إبراهيم الدورقي: حدثنا أحمد بن المنذر القزاز: حدثنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك قال: وحدثنا علي بن عبد الله بن عثمان، عن عبد العزيز بن المطلب، عن أبيه، عن جده عبد الله بن حنطب قال: كنت جالسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ طلع أبو بكر وعمر، فلما نظر إليهما رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: هذان السمع والبصر رضي الله عنهما.
آخر الجزء
الحمد لله أولا وآخرا وظاهرا وباطنا
صلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم
حسبنا الله ونعم الوكيل
سمعه على المسند أمين الدين أبي الفضل عبد المحسن بن أحمد بن محمد بن علي بن الصابوني بسماعه من أبي القاسم عبد الرحمن بن عبد الله (المتيجي ؟): أخبرنا البوصيري بسنده بقراءة محمد بن إبراهيم بن محمد بن أحمد الواني، وكتب السماع ومن خطه نقل للأصل المنقول منه أبو اليمن محمد بن العلامة سراج الدين أبي الفرج عبد اللطيف بن أحمد بن محمود بن الكويك التكريتي وآخرون وصح ذلك وثبت في يوم الاثنين خامس عشر جمادى الآخرة سنة 731 بمنزل المسمع من مصر وأجاز والحمد لله وحده.
***(1/26)
جزء فيه نسخة يعلى بن عباد
بسم الله الرحمن الرحيم
رب أعن
أخبرنا سيدنا ومولانا جدي لأمي شيخ الإسلام والحفاظ أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن أحمد بن حجر العسقلاني الشافعي قال: قرأت على فاطمة بنت محمد بن عبد الهادي بصالحية دمشق، وقرأت على النظام ابن مفلح: أخبرنا الحافظ أبو بكر بن المحب سماعا من لفظه، كلاهما عن العز إبراهيم بن صالح بن هاشم بن العجمي، وأخبرنا الأشياخ الثلاثة: الكمال (البغوي ؟) والبرهان الخليلي، والشهاب (الواقدي ؟) إجازة مكاتبة من كل منهم قالوا: أنبأتنا زينب بنت الكمال إذناً مطلقا قالا: أخبرنا يوسف بن خليل(1): أخبرنا خليل بن بدر: أخبرنا الحداد: أخبرنا أبو نعيم: أخبرنا أبوبكر بن خلاد: حدثنا الحارث:
(1) حدثنا يعلى بن عباد: حدثنا شيخ لنا يقال له عبد الحكم: حدثنا أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: عليكم بركعتي الفجر فإن فيهما الرغائب.
(2) وبه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أخف الناس صلاة في تمام.
(3) وبه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يقطع الصلاة الكلب والحمار والمرأة.
(4) وبه أن أم سلمة قربت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كتفا فأكل منه وصلى ولم يتوضأ.
(5) وبه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا فليس منا.
(6) وبه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا.
(7) وبه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لو أن لابن آدم واديين من مال لابتغى واديا ثالثاً، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من يشاء.
(8) وبه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرت به جنازة فأثنوا عليها خيرا فقال: وجبت، ثم مروا بأخرى فأثنوا عليها شرا فقال: وجبت، ثم قال: أنتم شهود الله في الأرض.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أشار إلى الهامش حيث كتب كلمتين لم أتمكن من قراءتهما.(1/27)
(9) / وبه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخطب إلى جذع فحن الجذع فاحتضنه وقال: لو لم أحتضنه لحن إلى يوم القيامة.
(10) وبه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الوصال فقيل: يا رسول الله، إنك تواصل فقال: إني أبيت وربي يطعمني ويسقيني.
(11) وبه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا عدوى ولا طيرة ويعجبني الفأل قال: يعني الكلمة الطيبة.
(12) وبه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يزال العبد بخير ما لم يستعجل، قيل: يا رسول الله فكيف يستعجل؟ قال: يقول قد دعوت فما أرى يستجاب لي.
(13) وبه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لو أهدي إلي كراع لقبلت، ولو دعيت إليه لأجبت.
(14) وبه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أتموا الركوع والسجود، والله إني لأراكم من خلفي كما أراكم من بين يدي.
(15) وبه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اعتدلوا في الركوع والسجود ولا يفترش أحدكم ذراعيه افتراش الكلب.
(16) وبه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يبزق أحدكم وهو في صلاته بين يديه ولا عن يمينه ولكن يبزق عن يساره وتحت قدمه اليسرى.
(17) وبه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من هم بحسنة فعملها كتب له عشر / حسنات، فإن لم يعملها كتب له حسنة واحدة، ومن هم بسيئة فعملها كتبت عليه سيئة واحدة، فإن لم يعملها لم يكتب عليه شيء.
(18) وبه إلى الحارث: حدثنا روح بن عبادة: حدثنا ابن أبي الخلال العتكي، سمعت أنس بن مالك يقول: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل من بين يديه مرقة فيها دباء فجعل يتبعه يأكله.
(19) حدثنا سعيد بن عامر، عن أبان بن أبي عياش، عن أنس بن مالك، أن أبا عياش الزرقي قال: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت بديع السماوات والأرض ذو الجلال والإكرام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد سأل الله باسمه الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى.(1/28)
(20) حدثنا عبد الوهاب بن عطاء: حدثنا سليمان التيمي، عن أنس بن مالك: بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ بن جبل: من لقي الله لا يشرك به شيئا دخل الجنة.
آخره الحمد لله وحده.(1/29)
الثالث والثمانون من الفوائد الأفراد
تخريج أبي الحسن علي بن عمر بن أحمد بن مهدي بن مسعود الدارقطني الحافظ
رواية أبي طالب محمد بن علي بن الفتح بن محمد بن الفتح العشاري عنه
رواية أبي أحمد عبد الوهاب بن علي بن علي بن سكينة
رواية أبي بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الأنصاري البزاز عنه
رواية أبي الفرج عبد اللطيف بن عبد المنعم الحراني عنه
رواية فاطمة بنت أبي الوليد محمد بن محمد بن جبريل الدربندي عنه
رواية أبي الفرج عبد الرحمن بن أحمد بن المبارك الغزي عنها
رواية الحافظ أبي الفضل أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن حجر العسقلاني وشمس الدين محمد بن عمر بن عمر بن حصن الملتوتي كلاهما عنه
رواية أبي المحاسن يوسف بن شاهين سبط ابن حجر عنهما(/)
بسم الله الرحمن الرحيم
رب أعن ويسر يا كريم
أخبرنا الشيخ شمس الدين محمد بن عمر بن عمر بن حصن الملتوتي، بقراءتي عليه في أول رمضان سنة 868، قلت له: أخبرك المسند أبو الفرج عبد الرحمن بن أحمد بن المبارك الغزي سماعا عليه لنصفه الأخير وإجازة لسائره: أخبرتنا أم الحسن فاطمة بنت الشيخ أبي الوليد محمد بن محمد بن جبريل الدربندي أبوها سماعا عليها في يوم عاشوراء من سنة 730: أخبرنا الشيخ الأجل المسند نجيب الدين أبو الفرج عبد اللطيف ابن الإمام العالم المحدث نجم الدين أبي محمد عبد المنعم بن علي الحراني سماعا عليه بقراءة الشيخ الإمام العلامة قاضي القضاة أبي الفتح محمد بن الإمام أبي الحسن علي بن وهب بن مطيع ابن أبي الطاعة القشيري عليه من أصله: أخبرنا الشيخ الإمام ضياء الدين أبو أحمد عبد الوهاب بن علي بن علي بن سكينة قراءة عليه وأنا أسمع في رجب سنة 599: أخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد البزاز قراءة عليه، فأقر به، وذلك في يوم السبت ثامن رجب سنة 533: أخبرنا الشيخ أبو طالب محمد بن علي بن الفتح بن محمد بن الفتح المعروف بالعشاري فأقر به، وهو ينظر في أصل سماعه: أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد بن مهدي بن مسعود الدارقطني الحافظ قراءة عليه وأنا أسمع:
(1) حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي إملاء: حدثنا محمد بن سليمان لوين: حدثنا محمد بن جابر، عن عبد الملك بن عمير، عن عمارة بن روبية، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: سمعته أذناي ووعاه قلبي من النبي صلى الله عليه وسلم: الناس تبع لقريش، صالحهم تبع لصالحهم، وشرارهم تبع لشرارهم. هذا حديث غريب من حديث عمارة بن روبية عن علي بن أبي طالب، تفرد به / عبد الملك بن عمير عنه، وتفرد به محمد بن جابرعن عبد الملك.(1/30)
(2) حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز: حدثنا محمد بن زنبور المكي أبو صالح: حدثنا محمد بن جابر، عن سماك بن حرب، عن النعمان بن بشير، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن في الإنسان لمضغة إذا صلحت صلح سائر الجسد، وإذا فسدت فسد سائر الجسد وهي القلب. هذا حديث غريب من حديث سماك بن حرب، عن النعمان بن بشير، تفرد به محمد بن جابر عنه.
(3) حدثنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد رحمه الله: حدثنا محمد بن عوف الحمصي: حدثنا علي بن عياش الحمصي: حدثنا إسماعيل بن أبي عياش، عن جعفر بن الحارث وهو أبو الأشهب: حدثني محمد بن إسحاق، عن عبيد الله بن طلحة بن كريز الخزاعي قال: إني لعند الحسن إذ جاءه رجل من أهل الشام فقال: الطاعة الطاعة، فقال الشامي: أين الطاعة، أين الطاعة؟ قال: إنكم قد أبيتم إلا أن أحدث، حدثني جندب بن عبد الله البجلي، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يؤتى يوم القيامة بالقاتل والمقتول والآمر، فيقول الله عز وجل للقاتل: لم قتلته؟ فيقول: أمرني فلان، فيقول: تعست. قال الحسن: فما ظنكم به؟ تعس والله في النار تعسة لا يرتفع منها أبدا. هذا حديث غريب من حديث الحسن عن جندب البجلي، تفرد به محمد بن إسحاق، واختلف عنه فرواه أبو الأشهب عنه بهذا الإسناد، وخالفه محمد بن سلمة الحراني، فرواه عن ابن إسحاق عن عمرو بن عبيد عن الحسن.
(4) حدثناه أبو محمد بن صاعد: حدثنا سليمان بن سيف الحراني: حدثنا أبو الأصبغ عبد العزيز بن يحيى الحراني: حدثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن عمرو بن عبيد، عن الحسن، عن جندب بن عبد الله قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: يؤتى بالقاتل والمقتول يوم القيامة، فيقول للقاتل: لم قتلته؟ فيقول: أي رب أمرني فلان، فيقول الله عز وجل: تعست، فيتعسه والله في النار تعسة لا (يستقيل ؟) منها أبدا.(1/31)
(5) حدثنا أبو محمد بن صاعد رحمه الله: حدثنا سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي: حدثني أبي: حدثنا عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن عمر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام قال: دخل عمار بن ياسر المسجد فصلى فيه ركعتين خفيفتين، فقال له / عبد الرحمن بن الحارث: لقد خففتهما، فقال: إني بادرت السهو، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن أحدكم يصلي، ثم لا يكون له من صلاته عشرها، ولا تسعها، ولا ثمنها، ولا سبعها، ولا سدسها، حتى انتهى في العدد. تفرد به يحيى الأموي عن عبيد الله عن نافع.
(6) حدثنا أبو محمد بن صاعد: حدثنا قطن بن إبراهيم: حدثنا حفص بن عبد الله: حدثنا إبراهيم بن طهمان، عن الحجاج بن الحجاج، عن قتادة، عن العلاء بن زياد، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن منزل المؤمن في الجنة مسيره للراكب ثلاث ليال. تفرد به إبراهيم بن طهمان عن الحجاج بن الحجاج عن قتادة.
(7) حدثنا أبو محمد بن صاعد وأحمد بن محمد بن أبي شيبة: حدثنا قطن بن إبراهيم: حدثنا الحسين بن الوليد، حدثنا حماد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، عن مجاهد، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: وفد الله عز وجل ثلاثة: الحاج والمعتمر والغازي في سبيل الله، دعاهم الله فأجابوه، وسألوه فأعطاهم. هذا حديث غريب من حديث عطاء بن السائب عن مجاهد عن ابن عمر، تفرد به الحسين بن الوليد عن حماد بن سلمة عنه.
(8) أخبرنا علي بن عمر الدارقطني: حدثنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن المغلس: حدثنا أحمد بن منيع: حدثنا علي بن هاشم، عن الأعمش، عن أبي إسحاق، عن وهب بن جابر، عن عبد الله بن عمرو قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت. هذا حديث صحيح من حديث الأعمش عن أبي إسحاق، وهو غريب من حديث علي بن هاشم بن البريد، عنه.(1/32)
(9) حدثنا أحمد بن محمد بن المغلس: حدثنا إبراهيم بن عبد الله الواسطي: حدثنا خالد بن مخلد: حدثنا عمر بن قيس، عن نافع، عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الملائكة لا تصحب العير فيها الجرس. تفرد به عمر بن قيس عن نافع عن ابن عمر، وخالفه عبيد الله بن عمر وغيره فرووه عن نافع عن سالم عن أبي الجراح عن أم حبيبة، وهو الصحيح.
(10) حدثنا أحمد .. .. .. ..(1)
(11) .. ... .... ..../ ابن رافع، عن أبيه رفاعة وكان ممن بايع تحت الشجرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى الهلال كبر، ثم قال: هلال خير ورشد، آمنت بخالقك. يقول ذلك ثلاثا. غريب تفرد به عمر بن سهل المازني عن عبد العزيز بن الحصين بهذا الإسناد.
(12) حدثنا أبو بكر النيسابوري: حدثنا عبد الله بن محمد بن زياد: حدثنا حاجب بن سليمان: حدثنا محمد بن مصعب: حدثنا مندل، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أفضل صلاة الرجل صلاته في بيته، يعني التطوع. هذا حديث غريب من حديث الأعمش عن أبي سفيان عن جابر، تفرد به مندل بن علي عنه، ولا نعلم حدث به عنه غير محمد بن مصعب.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الورقة التي بعده ليست من كتاب الأفراد، وإنما هي ورقة من مسند عثمان بن عفان للبغوي. والتكملة التي تأتي بعده هي من آخر المخطوط (ورقة )، وهي تتمة لهذا الجزء كما جاء في السماعات: وسمع جميع هذا الجزء وهو الثالث والثمانون من أفراد الدارقطني .. .(1/33)
(13) أخبرنا علي بن عمر الدارقطني: حدثنا إسماعيل بن العباس الوراق: حدثنا حمدون بن عباد الفرغاني البزار: حدثنا علي بن عاصم: أخبرنا داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن مسروق، عن عائشة رضي الله عنها أم المؤمنين قالت: افترض الله الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بمكة ركعتين ركعتين، إلا صلاة المغرب فإنها وتر النهار، فلما هاجر قدم المدينة فاتخذها دار هجرته وأقام بها، فزاد النبي صلى الله عليه وسلم في كل ركعتين ركعتين، إلا صلاة المغرب فإنها وتر النهار، وإلا صلاة الغداة لطول القراءة، وإلا الجمعة للخطبة، فافترضها الله على الناس، فكان إذا سافر صلى الصلاة التي افترضها، وإذا قام صلى أولئك ركعتين ركعتين، وافترضها على الناس. تفرد به علي بن عاصم عن داود بهذا الإسناد.
(14) حدثنا إسماعيل بن العباس: حدثنا القاسم بن العباس المعشري: حدثنا إسماعيل بن أمية: حدثنا حماد بن سلمة: حدثنا داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن مسروق قال: قال عبد الله بن مسعود: إن النبي صلى الله عليه وسلم آلى من نسائه وحرم، فأما الحرام فأحله الله، وأما الإيلاء فأمره بكفارة اليمين. تفرد به إسماعيل بن أمية، عن حماد، أسنده عن ابن مسعود.(1/34)
(15) حدثنا علي بن محمد بن أحمد الواعظ: حدثنا محمد بن أحمد بن عياض بن أبي طيبة أبو علاثة / الفرضي: حدثنا محمد بن سلمة المرادي: حدثنا يونس بن تميم، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من ألبسه الله عز وجل نعمة فليكثر من الحمد، ومن كثرت همومه فليستغفر الله عز وجل، ومن أبطأ عنه الرزق فليكثر من لا حول ولا قوة إلا بالله، ومن نزل مع قوم فلا يصم إلا بإذنهم، ومن دخل دار قوم فليجلس حيث أمروه، فإن القوم أعلم بعورة دارهم، وإن من الذنب المسخوط على صاحبه الحضر(1) في الحسد، والكسل عن العبادة، والضنك في المعيشة. تفرد به يونس بن تميم عن الأوزاعي، وتفرد به عنه محمد بن سلمة المرادي.
(16) حدثنا علي بن محمد بن أحمد الواعظ: حدثنا أبو علاثة محمد بن أحمد بن عياض: حدثنا إسماعيل بن يحيى المزني: حدثني سليمان بن الجنيد، عن إبراهيم بن أبي يحيى، عن صالح مولى التوأمة، عن عبد الله بن عباس قال: كان فرس رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال له السكب، وناقته القصواء، وجمله (المدل ؟)، وحماره يعفور، وبغلته دلدل، وسوطه مليس، وسنانه بركة، وغلامه أنجشة، وخادمه بريرة، وعصاه نبعة، وقدحه الغمر، ولواؤه (الزيتون ؟)، وعمامته السحاب، ورايته العقاب، وسيفه ذو الفقار، ودرعه ذو الفضول، وقلنسوته الواصلة، ونعله (اليافعة ؟)، وكانت مخصرة لها زمامان. تفرد به أبو إبراهيم المزني عن شيخه هذا بهذا الإسناد.
(17) حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن حماد بن إسحاق: حدثنا زيد بن أخزم: حدثنا أبو أحمد: أخبرنا حبيب بن أبي حبيب، عن عمرو بن هرم، عن عكرمة وسعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: أرادت ضباعة الحج، فأمرها رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تشترط، ففعلت ذلك عن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم. تفرد به حبيب بن أبي حبيب عن عمرو بن هرم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) هكذا في الأصل، وفي المعجم الأوسط والمجمع: الحقد.(1/35)
(18) حدثنا إبراهيم بن حماد: حدثنا حميد بن الربيع: حدثنا أبو سفيان المعمري، عن معمر، / عن أيوب وكثير بن كثير بن المطلب بن أبي وداعة يزيد أحدهما عن الآخر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رحم الله أم إسماعيل، لو تركت زمزم - أو قال: لم تغرف من الماء - لكانت زمزم عينا معينا. لم يجمع بينهما غير معمر.
(19) حدثنا أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد: حدثنا إبراهيم بن راشد: حدثنا أبو داود بن مهران: حدثنا أبو هشام الكرماني حسان بن إبراهيم، عن إبراهيم الصائغ، عن عطاء ونافع، عن ابن عمر قال: كانت تلبية النبي صلى الله عليه وسلم: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك. تفرد به حسان بن إبراهيم عن إبراهيم الصائغ.
(20) حدثنا أبو حامد محمد بن هارون: حدثنا محمد بن هشام بن عيسى المرُّوذي: حدثنا محمد بن ربيعة: حدثنا يزيد بن زياد بن أبي الجعد، عن عاصم الجحدري، عن عقبة بن ظهير، عن علي بن أبي طالب في قوله عز وجل: فصل لربك وانحر، قال: وضع اليمين على الشمال في الصلاة.
(21) حدثنا محمد بن منصور بن أبي الجهم: حدثنا النضر بن إسماعيل: حدثنا أبي: حدثنا أبو بلال الأشعري: حدثنا حفص بن سليمان، عن كثير بن شنظير، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تقوم الساعة حتى يرفع العلم، ويظهر الجهل، وتكثر الفواحش والهرج، قيل: يا أبا هريرة، وما الهرج؟ قال: القتل. هذا حديث غريب من حديث كثير بن شنظير عن المقبري، تفرد به حفص بن سليمان المقرئ(1) عنه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في الأصل: المقبري.(1/36)
(22) حدثنا محمد بن نوح الجنديسابوري: حدثنا عبد القدوس بن محمد بن عبد الكبير بن شعيب بن الحبحاب: حدثنا عبد الله بن داود، عن عُريف بن درهم، عن جبلة بن سحيم، عن ابن عمر في المسح على الخفين، قال: وقت لنا ثلاثة أيام ولياليهن للمسافر، ويوم وليلة للمقيم. هذا حديث غريب من حديث جبلة بن سحيم، عن ابن عمر، تفرد به عُريف بن درهم، ويكنى أبا هريرة.
(23) / حدثنا محمد بن جعفر المطيري: حدثنا محمد بن سعد بن محمد العوفي قال: وجدت في كتاب أبي عن روح بن مسافر، عن أبي إسحاق، عن مسروق بن الأجدع والأسود بن يزيد وعمرو بن ميمون، أنهم زعموا أن عائشة رضي الله عنها قالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي بعد العصر ركعتين وإنه كان يصليهما حتى قبضه الله عز وجل. تفرد به روح بن مسافر عن أبي إسحاق عن الثلاثة عن عائشة، وتفرد به سعد بن محمد العوفي عنه.
(24) حدثنا أبو العباس محمد بن موسى بن علي بن عيسى الدولابي: حدثنا محمد بن إشكاب: حدثنا جعفر بن عون: حدثنا أبو عميس: أخبرناه عن عون بن أبي جحيفة، عن أبيه قال: جاء قوم إلى عمر يشكون الجهد، فأرسل عينيه بأربع، ثم رفع يديه، ثم قال: اللهم لا تجعل هلكتهم على يدي، ثم أمر لهم بطعام. تفرد به أبوعميس، عن عون.
(25) أخبرنا علي بن عمر الدارقطني: حدثنا محمد بن موسى بن علي: حدثنا محمد بن إشكاب: حدثنا جعفر بن عون: حدثنا أبو عميس، عن عون بن أبي جحيفة، عن أبيه، أنه سمع عليا رضي الله عنه يقول: خير هذه الأمة أبو بكر وعمر، ثم الله أعلم بخياركم. تفرد به جعفر بن عون، عن أبي عميس.
(26) حدثنا عبد الملك بن أحمد الدقاق: حدثنا يونس بن عبد الأعلى: حدثنا سعيد بن عفير، عن ابن لهيعة، عن أبي الزبير، عن جابر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: نعم الإدام الخل. تفرد به ابن عفير، عن ابن لهيعة.(1/37)
(27) حدثنا علي بن محمد بن أحمد الواعظ: حدثنا أحمد بن محمد بن رشدين: حدثنا سعيد بن عفير: حدثنا ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة، عن عائشة وأبي واقد الليثي، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بالناس يوم الفطر والأضحى، فكبر في الأولى سبعا، وفي الآخرة خمسا.
(28) وبهذا الإسناد، عن عروة، عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم / قرأ في الركعة الأولى من صلاة العيد: ق والقرآن المجيد [ق: 1]، وفي الآخرة: اقتربت الساعة وانشق القمر [القمر: 1]. تفرد به ابن لهيعة عن أبي الأسود.
(29) حدثنا أحمد بن محمد بن مسعدة: حدثنا محمد بن عمران بن جندب الهمداني: حدثنا القاسم بن الحكم: حدثنا الحسن بن عمارة، عن أبي الزبير، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، وعن عمرو بن دينار، عن طاوس وسعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء، بالمدينة من غير خوف (خافه؟) ولا مطر. قال أبو الزبير: سألت سعيد بن جبير: لم فعل ذلك؟ فقال: سألت ابن عباس، فقال: لكيلا يحرج أمته. تفرد به الحسن بن عمارة عن عمرو بن دينار عن طاوس.
(30) حدثنا أحمد بن محمد بن مسعدة: حدثنا محمد بن المغيرة الهمداني: حدثنا القاسم بن الحكم: حدثنا الحسن بن عمارة، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عمرة، عن عائشة قالت: كان أكثر انصراف رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حجرة عائشة عن يساره.
(31) حدثنا أحمد: حدثنا محمد بن المغيرة: حدثنا القاسم بن الحكم: حدثنا الحسن بن عمارة، عن يعلى بن عطاء، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم بارك لأمتي في بكورها. تفرد به الحسن بن عمارة عن يعلى بن عطاء بهذا الإسناد، والمحفوظ عن يعلى بن عطاء، عن عمارة بن حديد، عن صخر الغامدي.(1/38)
(32) حدثنا أحمد(1): حدثنا محمد بن المغيرة: حدثنا القاسم بن الحكم: حدثنا الحسن بن عمارة، عن نعيم بن أبي هند، عن ربعي، عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم يبق من النبوة الأولى إلا: إذا لم تستحيي فاصنع ما شئت.
(33) وبإسناده عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أخلاق النبوة تعجيل الإفطار، وتأخير السحور، ووضع الأيدي في الصلاة. تفرد بهما الحسن بن عمارة عن نعيم بن أبي هند.
(34) / حدثنا علي بن عمر الدارقطني: حدثنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد: حدثنا عقبة بن مكرم العمي: حدثنا أبو عامر العقدي: حدثنا زمعة، عن ابن أبي مليكة، أن أم سلمة سمعت الصرخة على عائشة فقالت لجاريتها: اذهبي فانظري، فقالت: قبضت، فقالت: والذي نفسي بيده، لقد كانت أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. هذا حديث غريب من حديث عبد الله بن أبي مليكة عن أم سلمة، تفرد به زمعة بن صالح عنه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) تكررت هذه العبارة في الأصل مرتين، والصواب حذفها كما في الأسانيد السابقة.(1/39)
(35) حدثنا محمد بن منصور بن أبي الجهم الشيعي: حدثنا أبي منصور بن النضر بن إسماعيل قال: حدثنا أبو بلال: حدثنا قبيس بن الربيع، عن عبد الله بن عمران المدائني، عن عمرو بن عبيد البصري، عن الحسن البصري قال: قال علي بن أبي طالب: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم: أي شيء خير للمرأة؟ قال: فلم يكن عندنا لذلك جواب، فلما رجعت إلى فاطمة عليها السلام قلت: يا بنت محمد، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم سألنا عن مسألة فلم ندر كيف نجيبه، فقالت: وعن أي شيء سألكم؟ فقلت: قال: أي شيء خير للمرأة؟ فقالت: فلم تدروا ما الجواب؟ فقلت لها: لا، فقالت: ليس خير للمرأة من أن لا ترى رجلا ولا يراها، فلما كان العشي جلسنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت له: يا رسول الله، إنك سألتنا عن مسألة فلم نجبك فيها، قال: فقلت له: ليس للمرأة شيء خير من أن لا ترى رجلا ولا يراها، فقال: ومن قال ذلك؟ فقلت: فاطمة عليها السلام، فقال: صدقت، إنها بضعة مني. هذا حديث غريب من حديث الحسن البصري عن علي عن فاطمة عليهما السلام، تفرد به أبو بلال الأشعري عن قيس، بهذا الإسناد.
(36) حدثنا القاضي أبو جعفر أحمد بن إسحاق بن البهلول، حدثني أبي: حدثنا زيد بن الحباب: حدثنا كامل بن العلاء، عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول بين السجدتين: اللهم اغفر لي وارحمني / واهدني وعافني وارزقني واجبرني. تفرد به كامل بن العلاء عن حبيب بن [أبي](1) ثابت.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ساقطة من الأصل.(1/40)
(37) حدثنا القاضي أحمد بن إسحاق بن البهلول: حدثني أبي: حدثني أبي، عن عمران بن أبي عثمان العدوي، عن ثابت، عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه: اللهم خذ بنواصي هذه الأمة إلى طاعتك وطاعة رسولك، وحط من ورائهم برحمتك. هذا حديث غريب من حديث ثابت عن أنس، تفرد به عمران بن أبي عثمان، ولم يروه عنه غير البهلول بن حسان.
(38) حدثنا القاضي أحمد بن إسحاق بن البهلول: حدثني أبي رحمه الله مناولة، عن المسيب بن شريك، عن دهثم، عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا تنبذوا التمر والزبيب جميعا، ولا البسر والرطب جميعا، وانبذوا كل واحد منهما على حدة. هذا حديث صحيح من حديث يحيى بن أبي كثير، وهو غريب من حديث دهثم بن قُران عنه، تفرد به المسيب بن شريك عنه.
(39) حدثنا أبو شيبة عبد العزيز بن جعفر بن بكر الخوارزمي: حدثنا العباس بن يزيد: حدثنا عمر بن عمران قال: حدثنا دهثم بن قران، عن يحيى بن أبي كثير، عن عمرو بن عثمان، عن ابن عباس، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من كان عليه دين فقضي دينه، فقد أجزأ عنه، وقال في الحج والصيام مثل ذلك. تفرد به دهثم عن يحيى بن أبي كثير، ولم يروه عنه غير عمر بن عمران الطفاوي.
(40) حدثنا محمد بن أحمد بن صالح الأزدي وأبو شيبة عبد العزيز بن جعفر قالا: حدثنا العباس بن يزيد البحراني: حدثنا عمر بن عمران: حدثنا دهثم بن قران، عن يحيى بن أبي كثير، عن عمرو بن عثمان، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الاستئذان ثلاث ، فالأولى يستمعون، والثانية يستصلحون، والثالثة: يأذنون أو يردون. تفرد به دهثم بن قران عن يحيى بن أبي كثير.(1/41)
(41) حدثنا أبو شيبة: حدثنا عمرو بن علي: حدثنا عبد الأعلى: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي، / عن عبد ربه بن الحكم، عن عثمان بن بشر: سمعت عثمان بن أبي العاص يقول: شكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم نسيان القرآن فضرب صدري وقال: يا شيطان، اخرج من صدر عثمان. قال: فما نسيت شيئا قط بعد. تفرد به عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى الطائفي.
(42) أخبرنا أبو شيبة: حدثنا عمرو بن علي: حدثنا أبو داود: حدثنا الحكم بن عطية، عن ثابت، عن أنس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يخرج إلى المسجد والمهاجرون والأنصار ما منهم أحد يرفع رأسه عن حبوته إلا أبو بكر وعمر، فإنه كان يتبسم إليهما ويتبسمان إليه. تفرد به الحكم بن عطية عن ثابت عن(1) أنس.
(43) حدثنا أبو شيبة: حدثنا علي بن مسلم: حدثنا خالد بن مخلد: حدثنا يحيى بن عمير، عن المقبري، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يأخذ الرجل أحبله وفأسه - أو فأسه وأحبله - فيذهب فيأتي الجبل فيحتطب خير له من أن يسأل بني آدم. تفرد به يحيى بن عمير المدني، عن سعيد المقبري.
(44) حدثنا أبو عبيد القاسم بن إسماعيل: حدثنا زيد بن أخزم: حدثنا عبد الصمد: حدثني أبي: حدثنا داود بن أبي هند، عن عاصم وهو الأحول، عن صفوان بن محرز، عن أبي موسى أنه قال: أبرؤ إليك ممن برئ منه رسول الله صلى الله عليه وسلم، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم برئ ممن حلق وسلق وخرق. هذا حديث غريب من حديث داود بن أبي هند عن عاصم بن سليمان الأحول، تفرد به عبدالوارث بن سعيد عنه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) تحرف في الأصل إلى: بن.(1/42)
(45) حدثنا أحمد بن إبراهيم بن حبيب الزراد: حدثنا يوسف بن سعيد بن مسلم: حدثنا عباس بن طالب أبو عمرو: حدثنا الليث: حدثني عقيل، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من اليمن تضيء لها أعناق الإبل ببصرى. / هذا حديث غريب من حديث الزهري عن عروة عن عائشة، تفرد به عباس بن طالب عن الليث عن عقيل.
(46) حدثنا عبيد الله بن عبد الصمد بن المهتدي بالله: حدثنا الحسن بن علي بن خلف الدمشقي: حدثنا سليمان بن عبد الرحمن: حدثنا عبد الملك بن محمد الصنعاني: حدثنا سعيد بن عبد العزيز، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: استحيوا فإن الله عز وجل لا يستحيي من الحق، لا تأتوا النساء في أدبارهن. غريب من حديث الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة، وهو غريب من حديث سعيد بن عبد العزيز عن الزهري، تفرد به سليمان بن عبد الرحمن عن عبد الملك بن محمد عنه.
(47) حدثنا عبيد الله بن عبد الصمد: حدثنا طاهر بن عيسى التميمي: حدثنا زهير بن عباد: حدثنا مصعب بن ماهان، عن سفيان الثوري عن ابن أبي ذئب ومحمد بن عمرو بن علقمة، عن نافع بن أبي نافع، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا سبق إلا في خف أو حافر أو نصل. هذا حديث غريب من حديث محمد بن عمرو، عن نافع بن أبي نافع، تفرد الثوري عنه، وتفرد به مصعب بن ماهان عن الثوري.
(48) حدثنا محمد بن جعفر بن أحمد الصيرفي: حدثنا بكر بن محمود بن مكرم: حدثنا إبراهيم بن نافع: حدثنا عمر بن موسى بن وجيه، عن أيوب بن موسى، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: السجود على الجبهة والكفبين والركبتين وصدور القدمين، من لم يمكن(1) شيئا منه من الأرض أحرقه الله بالنار. هذا حديث غريب، تفرد به عمر بن موسى عن أيوب بن موسى عن نافع.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في الأصل: يكن.(1/43)
(49) حدثنا أحمد بن محمد بن مسعدة: حدثنا أبو الحسين محمد بن عبيد البلخي: حدثنا سعيد بن يعقوب: حدثنا ابن المبارك، عن سفيان، عن يحيى بن عبيد الله، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أول ما يرفع عن هذه الأمة الخشوع. هذا حديث غريب من حديث الثوري عن يحيى بن عبيدالله، ما كتبته إلا عنه.
(50) حدثنا الحسن بن إبراهيم بن عبد المجيد المقرئ من أصله: حدثنا العباس بن محمد: حدثنا أبو النضر: حدثنا الأشجعي، عن سفيان، عن يحيى بن عبيد الله، عن أبيه، عن أبي / هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ما خلا يهوديان بمسلم إلا هما بقتله. هذا حديث غريب من حديث الثوري عن يحيى بن عبيد الله، ما كتبته إلا عن هذا الشيخ، وغيره لا يذكر فيه الثوري.
(51) حدثنا إبراهيم بن خنيس بن دينار المعدل من كتابه: حدثنا محمد بن خلف المروزي: حدثنا إسحاق بن بشير الكاهلي: حدثنا أبو بكر بن عياش، عن عاصم، عن زر، عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله تبارك وتعالى عفى لأمتي عن ثلاث: عن الخطأ، والنسيان، وما استكرهوا عليه. هذا حديث غريب من حديث عاصم، عن زر عن عبد الله، تفرد به إسحاق بن بشر الكاهلي عن أبي بكر بن عياش، وما كتبته إلا عن هذا الشيخ.
(52) حدثنا علي بن عبد الله بن عبد البر الفرغاني: حدثنا أبو طالب عبد الله بن أحمد بن محمد بن سوادة القطان: حدثنا عبد الله بن خُبيق: حدثنا يوسف بن أسباط: حدثنا سفيان الثوري، عن عاصم بن أبي النجود، عن زر، عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من لم يصل فلا دين له. هذا حديث غريب من حديث الثوري، عن عاصم، ما كتبته مرفوعا إلا عن هذا الشيخ.(1/44)
(53) حدثنا علي بن عبد الله بن عبد البر: حدثنا أبو طالب عبد الله بن أحمد: حدثنا عبد الله بن حسن: حدثنا يوسف بن أسباط: حدثنا سفيان الثوري، عن محمد بن جحادة، عن قتادة، عن أنس، عن عائشة قالت: ما رأيت فرج رسول الله صلى الله عليه وسلم قط. كذا قال لنا الثوري، وما كتبته إلا عنه.
(54) وبإسناده عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يطوف على نسائه هذه ثم هذه.
(55) حدثنا عبد الصمد بن علي المكرمي: حدثنا الفضل بن العباس الصواف: حدثنا عبد الوهاب بن إبراهيم: حدثنا أيوب بن سليمان أبو اليسع: حدثنا زكريا بن حكيم، عن الشعبي، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم الإدام الخل.
(56) وعن الشعبي، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تغسلوا صبيانكم / بالماء الذي يسخن بالشمس، فإنه يورث البرص.
(57) وعن الشعبي، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خير ثيابكم البياض، فألبسوها أحياءكم وكفنوا بها موتاكم. تفرد بهذه الأحاديث زكريا بن حكيم عن الشعبي، ولم يروها عنه غير أبي اليسع أيوب بن سليمان.(1/45)
(58) حدثنا أبو بكر: حدثنا أحمد بن حفص بن عبد الله: حدثنا إبراهيم بن طهمان، عن مسلم الأعور، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: أتى نفر من اليهود رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: إن أخبرنا عما نسأل عنه فإنه نبي، فقالوا: من أين يكون الشبه يا محمد؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نطفة الرجل بيضاء غليظة، ونطفة المرأة صفراء رقيقة، فأيه ماغلبت صاحبتها فالشبه له، فإن اجتمعتا كان منها ومنه، قالوا: صدقت فأخبرنا عن الروح؟ قال: ذلك جنود من جنود الله، ليسوا بملائكة، لهم رؤوس وأيد وأرجل يأكلون الطعام، ثم قرأ: يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا [النبأ: 38]، وقال: هؤلاء جند وهؤلاء جند. تفرد به مسلم الأعور عن مجاهد عن ابن عباس، ولم يروه عنه غير إبراهيم بن طهمان.
(59) حدثنا حمزة بن القاسم الهاشمي: حدثنا عيسى بن أبي حرب: حدثنا يحيى بن أبي بكير: حدثنا أبو الأحوص، عن طلحة بن يحيى، عن موسى بن طلحة، عن أبيه قال: كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتاه أعرابي بأرنب قد شواها، فقال: هلم، قال: إني صائم قال: هلا أيام البيض. هذا حديث غريب من حديث موسى بن طلحة عن أبيه، تفرد به أبو الأحوص عن طلحة بن يحيى، وتفرد به عيسى بن أبي حرب، عن يحيى بن أبي بكير.
(60) حدثنا علي بن محمد بن أحمد الواعظ: حدثنا أحمد بن محمد بن نافع: حدثنا عبيد الله بن عبد الله بن المنكدر: حدثني ابن أبي فديك، عن سليمان بن داود بن قيس، عن أبيه، عن موسى بن عقبة، عن الزهري، عن عيسى بن طلحة، عن عبد الله بن عمرو، أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب القوم يوم النحر فقال: لتأخذ أمتي مناسكها، / فإني لا أدري لعلي غير حاج بعد عامي. هذا حديث غريب من حديث الزهري، ومن حديث موسى بن عقبة عنه، تفرد به سليمان بن داود بن قيس عن أبيه، وتفرد به عبيد الله بن المنكدري عن ابن أبي فديك.(1/46)
(61) حدثنا أحمد بن محمد بن مسعدة: حدثنا مورع بن عبد الله بن صفرة أبو ذهيل: حدثنا عمر بن يزيد السياري: حدثنا عثام بن علي، عن الأعمش، عن زياد بن علاقة، عن جرير، وحدثنا عثام بن علي، عن إسماعيل، عن قيس، عن جرير قال: بايعت النبي صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم. هذا حديث غريب من حديث الأعمش عن زياد بن علاقة، تفرد به عثام بن علي عنه.
(62) حدثنا أحمد بن عبد الله بن محمد الوكيل: حدثنا محمد بن شعبة بن جُوَان: حدثنا أبو عاصم، عن محمد بن بشر: حدثنا زياد بن علاقة: حدثنا أسامة بن شريك: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم والناس يسألونه، فقال رجل: ذبحت قبل أن أحلق؟ قال: لا حرج، وكان يقول: لا حرج، فقال رجل: يا رسول الله ما خير ما أعطى الناس؟ قال: خلق حسن، قالوا: أنتداوى؟ قال: نعم، إن الله عز وجل لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء غير السام. تفرد به أبو عاصم عن محمد بن بشر بن بشير الأسلمي.
(63) حدثنا أحمد بن عبد الله بن محمد الوكيل: حدثنا محمد بن شعبة بن جُوَان: حدثنا أبو عاصم: حدثنا سفيان الثوري، عن زيد بن أسلم، عن رجل من بني سليم، عن أبيه، عن جده، أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم بفضة من معدن، فقال: إنها ستكون معادن يأتيها شرار الناس. تفرد به الثوري عن زيد بن أسلم بهذا الإسناد، وخالفه سعير بن الخمس فرواه عن زيد بن أسلم عن ابن عمر، وقول الثوري أصح.(1/47)
(64) حدثنا القاسم بن إسماعيل أبو عبيد وعبد الله بن محمد بن إسحاق المروزي قالا: حدثنا خلف بن محمد بن عيسى: حدثنا معلى بن عبد الرحمن: حدثنا سفيان، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أرحم أمتي أبو بكر، وأشدهم في دين الله عمر، وأصدقهم حياء عثمان، وأعلمهم بالفرائض زيد بن ثابت، وأقرؤهم أبي بن كعب، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، وإن لكل أمة أمينا، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح.
(65) / حدثنا أبو عبيد وأبو القاسم المروزي قالا: حدثنا خلف بن محمد: أخبرنا المعلى: حدثنا سفيان، عن عاصم الأحول، عن أبي قلابة، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله. تفرد به معلى عن الثوري عن خالد عن أبي قلابة عن ابن عمر، وخالفه قبيصة فرواه عن الثوري عن خالد، وعاصم عن أبي قلابة عن أنس.
(66) حدثنا به إسماعيل بن العباس الوراق: حدثنا عباس بن محمد: حدثنا قبيصة، عن الثوري بذلك.
(67) حدثنا أبو عبيد وأبو القاسم عبد الله بن محمد بن إسحاق قالا: حدثنا خلف بن محمد: حدثنا معلى: حدثنا سفيان، عن موسى بن عبيدة الربذي، عن القاسم بن مهران، عن عمران بن حصين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله عز وجل يحب عبده المؤمن الفقير المتعفف أبا العيال. تفرد به معلى بن عبد الرحمن عن الثوري عن موسى بن عبيدة.(1/48)
(68) حدثنا أبو ذر أحمد بن محمد بن أبي بكر الباغندي من كتابه: حدثنا أحمد بن الحسين بن عباد النسائي: حدثنا أحمد بن منصور بن إسماعيل الحراني: حدثنا إسماعيل بن عياش، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكبر في العيدين في الأولى سبعا قبل القراءة، وفي الآخرة خمسا قبل القراءة. قال إسماعيل: قلت لعبيد الله: يا أبا عبد الرحمن إنما يروى هذا عن ابن عمر من فعله؟ فقال: حدثني نافع، قال: سألت ابن عمر، فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكبر. هذا حديث غريب من حديث عبيد الله بن عمر إن كان محفوظا، تفرد به أحمد بن منصور الحراني(1) عن إسماعيل بن عياش عنه.
(69) حدثنا أبو سعيد الإصطخري القاضي: حدثنا أحمد بن حازم بن أبي غرزة: حدثنا عبيد الله بن موسى: أخبرنا حريث بن أبي مطر، عن عامر، عن فاطمة بنت قيس قالت: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن خاتم الذهب وفي يدي قلب من ذهب، قالت: فرميت به من يدي فرأيته بعد ذلك مطروحا في المسجد لا يأخذه أحد. تفرد به حريث بن أبي مطر عن الشعبي بهذه الألفاظ.
(70) حدثنا الحسن بن أحمد بن أبي الشوك الزيات: حدثنا أحمد بن العلاء بن هلال / أبو عبد الرحمن أخو هلال بن العلاء: حدثنا عبيد بن جناد: حدثنا يوسف بن محمد بن المنكدر، عن صالح مولى التوأمة قال: سمعت أبا هريرة يقول: الحمد لله الذي هداني للإسلام، الحمد لله الذي علمني القرآن، الحمد لله الذي رحمني بمحمد صلى الله عليه وسلم، الحمد لله الذي أطعمني الخبز بعد الشعير، وزوجني بنت عتبة بن غزوان بعد أن كنت لها أجيرا، ويل للعرب من شر قد اقترب. تفرد به يوسف بن محمد بن المنكدر، عن صالح بن أبي صالح مولى التوأمة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في الأصل: العلى.(1/49)
(71) حدثنا الحسن بن أحمد بن أبي الشوك: حدثنا أحمد بن العلاء: حدثنا عبيد بن جناد، عن إسماعيل بن عياش، عن إسماعيل بن أبي رافع، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: المشاؤون في الظلمات إلى المسجد هم الخواضون في رحمة الله عز وجل. تفرد به إسماعيل بن أبي رافع عن المقبري.
(72) حدثنا أبو محمد بن أبي الشوك: حدثنا أحمد بن العلاء: حدثنا سعيد بن عبد الملك: حدثنا محمد بن حمران، عن ابن جريج، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقتص من جرح حتى يبرأ منه صاحبه. تفرد به محمد بن حمران، عن ابن جريج.
(73) حدثنا ابن أبي الشوك: حدثنا أحمد بن العلاء: حدثنا إسماعيل بن عبد الله بن زرارة: حدثنا سلام بن أبي خُبزة: حدثنا أبان بن تغلب، عن صلة بن زفر، عن شتير بن شكل، عن علي بن أبي طالب، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: المسح على الخفين ثلاثة أيام ولياليهن للمسافر، ويوم وليلة للمقيم. غريب من حديث شتير بن شكل عن علي، وغريب من حديث أبان بن تغلب، تفرد به إسماعيل بن زرارة عن سلام بن أبي خبزة عنه.
(74) حدثنا أبو محمد بن أبي الشوك: حدثنا هلال بن العلاء أبو عمر، حدثني أبي أَمَلَّهُ عَليَّ وحدى من حفظه: حدثنا عبيد الله بن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة، عن أبي إسحاق، عن عبدالله بن الحارث بن نوفل، عن علي بن أبي طالب عليه السلام، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله عز وجل يقول: الصوم لي وأنا أجزي به، / وللصائم فرحتان: عند الفطر، وحين يلقى ربه عز وجل، والذي نفس محمد بيده، لخلوف فم الصائم أطيب عند الله عز وجل من ريح المسك. هذا حديث غريب من حديث أبي إسحاق السبيعي عن عبد الله بن الحارث عن علي، تفرد به العلاء بن هلال، عن عبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة، وتفرد به زيد بن أبي أنيسة عن أبي إسحاق.(1/50)
(75) حدثنا الحسن بن أحمد بن أبي الشوك: حدثنا أبو فروة الرهاوي يزيد بن محمد: حدثنا عثمان بن عبد الرحمن أبو عبد الرحمن الحراني: حدثنا محمد بن هلال، عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة أن أباه حدثه عن كعب بن عجرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أحضروا المنبر، فلما ارتقى درجة قال: آمين، ثم ارتقى الثانية فقال: آمين، ثم ارتقى الثالثة فقال: آمين، فلما نزل عن المنبر قلنا: يا رسول الله، سمعنا منك اليوم شيئا لم تفعله قبل اليوم، قال: وقد سمعتموه؟ قلنا: نعم، قال: إن جبريل عرض لي حين ارتقيت الدرجة الأولى فقال: بعد يا محمد من أدرك رمضان فمات فلم يدخل الجنة، ثم ارتقيت الثانية فقال: بعد [من](1) أدرك عنده أبواه أو أحدهما فمات فلم يدخل الجنة، فلما ارتقيت الثالثة قال: بعدا لمن ذكرت عنده فلم يصل عليك. هذا حديث غريب من حديث كعب بن عجرة، تفرد به محمد بن هلال المدني عن سعد بن إسحاق عن أبيه عن جده.
(76) حدثنا الحسن بن أحمد بن أبي الشوك: حدثنا أبو فروة يزيد بن محمد بن يزيد بن سنان: حدثنا أبي، عن أبيه: حدثنا يحيى بن أبي كثير، حدثني يحيى بن سعيد، أن نافعا حدثه قال: سمعت عبد الله بن عمر يقول: قام رجل فقال: يا رسول الله، من أين أهل؟ قال: مهل أهل المدينة من العقيق، ومهل أهل الشام من الجحفة، ومهل أهل نجد قرن. هذا حديث غريب من حديث يحيى بن أبي كثير عن يحيى بن سعيد الأنصاري، تفرد به يزيد بن سنان عنه، ولم يروه عنه غير أبيه محمد بن يزيد.
(77) حدثنا أبو بكر النيسابوري: حدثنا أحمد بن منصور بن راشد(2): حدثنا علي بن الحسن / بن شقيق: حدثنا الحسين بن واقد: حدثنا سماك بن حرب، عن النعمان بن بشير قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من منح ورقا أو ذهبا أو هدى زقاقا فهو كعدل رقبة. تفرد به الحسين بن واقد عن سماك.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ساقط من الأصل.
(2) في الأصل: بن أبي راشد.(1/51)
(78) حدثنا أبو بكر النيسابوري: حدثنا أحمد بن منصور بن راشد: حدثنا علي بن الحسن: حدثنا الحسين بن واقد: حدثنا سماك بن حرب، عن النعمان بن بشير قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول، أو الصفوف الأوَل. تفرد به الحسين بن واقد عن سماك.
(79) حدثنا أبو بكر النيسابوري: حدثنا أحمد بن منصور بن راشد: حدثنا علي بن الحسن: أخبرنا الحسين بن واقد: سمعت سماك بن حرب: سمعت النعمان بن بشير يخطب على هذا المنبر فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنما المؤمنون كرجل واحد، إذا اشتكى عضو من أعضائه اشتكى جسده أجمع، وإذا اشتكى مؤمن اشتكى المؤمنون. تفرد به الحسين بن واقد عن سماك.
(80) حدثنا عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري: حدثنا أحمد بن منصور المروزي: حدثنا علي بن الحسن: أخبرنا الحسين بن واقد: حدثني سماك بن حرب: حدثني النعمان بن بشير قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسوي الصف حتى يدعه مثل القدح أو الرمح، قال: فرأى صدر رجل ناتئا من الصف، فقال: عباد الله لتسون صفوفكم في صلاتكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم.
(81) أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز: حدثنا داود بن رشيد: حدثنا مروان بن معاوية: حدثنا دهثم بن قران: حدثنا عقيل بن دينار مولى جارية بن ظفر، عن جارية بن ظفر، أن دارا كانت بين أخوين، فخطوا(1) خطا في وسطها(2)، ثم هلكا وترك كل واحد منهما عقبا، فادعى عقب كل واحد منهما أن الحظار له من دون صاحبه، فاختصم عقباهما إلى النبي صلى الله عليه وسلم، / فأرسل حذيفة بن اليمان فقضى بالحظار لمن وجد معاقد القمط تليه، ثم رجع، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أصبت، قال دهثم: أو قال: أحسنت. تفرد به دهثم بن قران، ورواه أبو بكر بن عياش عنه فخالف مروان في إسناده.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في الهامش: فحطّا.
(2) في الأصل بعدها: خطا.(1/52)
(82) حدثنا محمد بن أحمد بن أبي الثلج: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي: حدثنا أبو بكر بن عياش: حدثنا دهثم بن قران، عن نمران بن جارية، عن أبيه، أن قوما اختصموا إلى النبي صلى الله عليه وسلم في خص كان بينهم، فبعث حذيفة يقضي بينهم، فقضى للذي تليهم القمط، فلما رجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم أخبره، فقال: أصبت، أو أحسنت.
(83) أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز: حدثنا داود بن رشيد: حدثنا مروان: حدثنا دهثم: حدثنا نمران بن جارية بن ظفر، عن أبيه، أنه هاج بينه وبين رجل من بني عمه يقال له: حنظلة بن قيس قتال في مسرح (كذا؟)، وأن حنظلة قطع يد جارية بن ظفر من وسط ذراعه اليمنى، فاختصما فيها إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو بالمدينة، فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم جارية أن يهب له يده، فقال: يا رسول الله إنها يميني، قال: خذ ديتها بورك لك فيها، قال: فلما اصطلحا قال جارية للنبي صلى الله عليه وسلم: ما ترى في غلام ابتعته من سبي (العنبر ؟) لم ألتمس (بأمه؟)(1) لأتكثر من القوم حيث كان بيني وبين حنظلة الذي كان، فادعيت أنه ابني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أرى أن تنحله وتحسن نحله وتعتقه، فإن مات ورثته، وإن مت ورثك، قال: ففعل، أعتقه ونحله. تفرد به دهثم بن قران، ورواه أبو بكر بن عياش مختصرا.
(84) حدثنا به محمد بن أحمد بن أبي الثلج: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي: حدثنا أبو بكر بن عياش: حدثنا دهثم بن قران: حدثني نمران بن جارية، عن أبيه، أن رجلا ضرب رجلا بالسيف على ساعده فقطعها من غير مفصل، فاستعدى عليه النبي / صلى الله عليه وسلم فأمر له بالدية، فقال: يا رسول الله إني أريد القصاص، قال: خذ الدية بارك الله لك فيها، ولم يقض له بالقصاص.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في الأصل: بأمته.(1/53)
(85) حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز: حدثنا داود بن رشيد: حدثنا مروان، عن دهثم بن قران اليمامي، عن نمران بن جارية بن ظفر، عن أبيه، أن عبدا مملوكا خرج فلقي رجلا فقطع يده، ثم لقي آخر فشجه، فاختصم مولى العبد والمقطوع والمشجوج إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فبدأ المقطوع فتكلم، فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم العبد فدفعه إلى المقطوع، ثم استعدى المشجوج فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم العبد من المقطوع فدفعه إلى المشجوج، فذهب المشجوج بالعبد ورجع المقطوع لا شيء له. تفرد به دهثم بن قران بهذا الإسناد.
(86) حدثنا أبو محمد بن صاعد: حدثنا محمد بن زنبور: حدثنا فضيل بن عياض، عن ليث بن أبي سليم وفطر، عن مجاهد، عن ابن عباس، أنه كان يسجد في الآية الآخرة من حم السجدة.
آخر الجزء
الحمد لله وحده
صلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم
حسبنا الله ونعم الوكيل
***(1/54)
ورقة من مسند عثمان بن عفان لأبي القاسم البغوي
(1) (1)حدثنا أحمد بن عباد الفرغاني: حدثنا يعقوب بن محمد الزهري: حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله بن عباس، عن خالد بن إياس، عن إسماعيل بن عمرو بن سعيد بن العاص، عن عثمان بن عبد الله بن الحكم، عن عثمان بن عفان، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى على عثمان بن مظعون، فكبر عليه أربع تكبيرات.
(2) حدثني محمد بن إسحاق: حدثنا يعقوب بن محمد: حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن، عن خالد بن إياس، عن عثمان بن عبد الله بن الحارث، عن عثمان بن عفان، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) هذه الورقة من مسند عثمان بن عفان لأبي القاسم البغوي، وليست تكملة للأفراد للدارقطني، والله أعلم.(/)
(3) حدثنا يوسف بن موسى: حدثنا سلمة بن الفضل الأبرش: حدثنا إسماعيل بن مسلم عن عبد الملك بن جريج، عن عبد العزيز بن عبد الله بن خالد بن أسيد قال: أرسل عثمان بن عفان إلى رجل فأتاه، فقال: إنه بلغني أنك تقول الشعر؟ قال: نعم قال: فلا تفعل، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لأن يمتلأ جوف أحدكم قيحا خير له من أن يمتلأ شعرا يريه يعني يحرق جوفه.
(4) حدثني محمد بن سنان: حدثنا أبو عاصم، عن عثمان بن عبد الملك، عن الفرافصة، عن عثمان بن عفان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عليكم بالكحل، فإنه ينبت الشعر ويشد العين.
(5) حدثنا محمد بن الحسين: حدثنا عمرو بن طلحة القناد: حدثنا حسين بن عيسى، عن أبيه، عن علي بن عمرو بن صالح، عن أبي يحيى، أو يحيى، مولى معاذ بن عفراء الأنصاري قال: خطب عثمان بن عفان رضي الله عنه الناس وأنا شاهد فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يؤثر بني هاشم على من سواهم.
(6) حدثني ابن زنجويه وإبراهيم بن هانئ قالا: حدثنا أبو صالح كاتب الليث: حدثني أبو أيوب، عن عبيد الله بن المغيرة، عن منقذ مولى ابن سراقة، عن عثمان، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا عثمان، إذا ابتعت فاكتل، وإذا بعت فكل.
(7) حدثني أبو موسى هارون بن عبد الله: حدثنا وهب بن جرير: حدثنا أبي، سمعت النعمان يحدث عن الزهري، عن أبي عبيد قال: خرج بنا عمر رحمة الله عليه يوم الفطر أو النحر فصلى بنا ركعتين بلا أذان ولا إقامة، وقال: سمعت / رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن صيام هذين اليومين، أما هذا اليوم فيوم نسككم فكلوا من نسككم، ثم شهدت عثمان بن عفان رضي الله عنه فعل مثل ما فعل عمر رضي الله عنه . قال أبو القاسم: ولم يسنده عن عثمان رضي الله عنه غيره.
آخر المسند
الحمد لله أولا وآخرا وظاهرا وباطنا
حسبنا الله ونعم الوكيل
***(1/55)
الجزء الأول من فوائد أبي الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران
رواية أبي عبد الله القاسم بن الفضل بن أحمد الثقفي الأصبهاني عنه
رواية الحافظ أبي طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي عنه
رواية المسند أبي القاسم عبد الرحمن بن مكي سبط السلفي عنه، وأبي علي الحسن بن إبراهيم بن دينار، عن السلفي
رواية العماد أبي عبد الله محمد بن يعقوب بن الجرائدي عن السبط سماعا
وأبي زكريا يحيى بن محمد بن سعد بن عبد الله المقدسي عن ابن دينار والسبط إجازة
رواية المسند أبي العباس أحمد بن أبي بكر بن أحمد بن عبد الحميد بن عبد الهادي المقدسي عنهما سماعا
رواية جماعة منهم أم الفضل هاجر بنت القدسي عنه إجازة
رواية أبي المحاسن يوسف بن شاهين سبط ابن حجر العسقلاني عنها
بسم الله الرحمن الرحيم
أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم السلفي الأصفهاني: أخبرنا الرئيس أبو عبد الله القاسم بن الفضل بن أحمد بن أحمد بن محمود الثقفي في شهور سنة 488 بأصبهان: أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران المعدل ببغداد في سنة 413 قال:
(1) أخبرنا أبو علي إسماعيل بن محمد الصفار في سنة 336: حدثنا أحمد بن منصور: أخبرنا عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن أبي إسحاق، عن الأغر بن مسلم - هكذا قال ابن مسلم - عن أبي هريرة، وأبي سعيد، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما اجتمع قوم يذكرون الله إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده.
(2) وقال: إن الله عز وجل يمهل حتى إذا كان ثلث الليل الآخر نزل إلى هذه السماء الدنيا فنادى فقال: هل من مذنب يتوب؟ هل من مستغفر؟ هل من داع؟ هل من سائل؟ إلى الفجر.(1/56)
(3) أخبرنا محمد بن عمرو بن البختري الرزاز قراءة عليه: حدثنا محمد بن عبيد الله المنادي: حدثنا يونس بن محمد: حدثنا شيبان، عن قتادة، عن أنس، أن نبي الله صلى الله عليه وسلم سئل: كيف يحشر الكافر على وجهه يوم القيامة؟ قال: الذي أمشاه على رجليه في الدنيا قادر أن يمشيه على وجهه يوم القيامة.
(4) / أخبرنا علي بن محمد بن أحمد المصري: حدثنا سليمان بن شعيب: حدثنا خالد بن عبد الرحمن: حدثنا عمر بن ذر: أخبرني مجاهد، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ذكره: وجعلت لي الأرض مسجدا وطهوراً أينما كنت وإن لم أجد الماء تيممت بالصعيد ثم صليت، وكانت لي مسجدا وطهورا ولم يفعل ذلك بأحد كان قبلي.
(5) حدثنا عبد الصمد بن علي بن محمد بن مكرم: حدثنا عبيد بن شريك: حدثنا يحيى بن بكير: حدثني الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب أنه قال: أخبرني أبو بكر بن عبد الرحمن، عن أبيه أنه قال: قالت عائشة وأم سلمة زوجا النبي صلى الله عليه وسلم: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدركه الفجر وهو جنب ثم يصوم يومئذ قال: فأخبرت بذلك مروان بن الحكم، فقال: أقسمت لتخبرن هذا أبو هريرة قال: فقدر أن اجتمعنا بذي الحليفة فحدثت بذلك أبا هريرة، فقال أبو هريرة: كذلك أخبرني الفضل بن عباس.
(6) أخبرنا دعلج بن أحمد: حدثنا إبراهيم بن أبي طالب: حدثنا جعفر بن عمران التغلبي: حدثنا المحاربي، عن سعير بن الخمس، عن عبد العزيز بن أبي رواد قال: كانت امرأة في أسفل مكة تسبح في كل يوم اثني عشر ألف تسبيحة فماتت، فلما بلغ بها القبر أخذت من أيدي الرجال.(1/57)
(7) أخبرنا أبو علي إسماعيل بن محمد الصفار: حدثنا أحمد بن منصور: حدثنا عبد الرزاق: حدثنا معمر، عن قتادة، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله تبارك وتعالى: ابن آدم اذكرني في نفسك أذكرك في نفسي، فإن ذكرتني في ملأ ذكرتك في ملأ من الملائكة أو قال في ملأ خير منه، وإن دنوت مني شبرا دنوت منك ذراعا، وإن دنوت مني ذراعا دنوت منك باعا، وإن أتيتني تمشي أتيتك أهرول. قال قتادة: والله أسرع بالمغفرة.
(8) أخبرنا محمد بن عمرو بن البختري: حدثنا أحمد بن عبد الجبار: حدثنا محمد بن فضيل، عن إسماعيل، عن قيس، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: خلفة فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك.
(9) أخبرنا علي بن محمد المصري: حدثنا هشام بن يونس: حدثنا عبد الله بن صالح: حدثني يحيى بن أيوب، عن ياسين بن معاذ، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة /، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم [قال](1): إذا أدرك أحدكم الركعتين يوم الجمعة فقد أدرك الجمعة، وإن أدرك ركعة فليركع إليها أخرى، وإن لم يدرك ركعة فليصل أربعا.
(10) أخبرنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن السماك إملاء: حدثنا الحسن بن سلام السواق: حدثنا زكريا بن عدي: حدثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن زياد بن سعد، عن محمد بن المنكدر، عن صفوان بن سليم، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بعثت على أثر ثمانية آلاف نبي منهم أربعة آلاف من بني إسرائيل.
(11) أخبرنا أبو الحسن عبد الصمد بن علي بن محمد بن مكرم: حدثنا عبيد بن عبد الواحد: حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب أنه قال: أخبرني سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: تقاتلكم يهود، فتسلطون عليهم حتى يقول الحجر يا مسلم هذا يهودي ورائي فاقتله.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ليس في الأصل.(1/58)
(12) أخبرنا حمزة بن محمد بن العباس: حدثنا محمد بن يونس: حدثنا عمرو بن الحصين: حدثنا محمد بن عبد الله بن علاثة: حدثنا ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان قال: سمعت عبد الملك بن مروان يحدث عن مروان بن الحكم، عن زيد بن ثابت قال: شكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أرقا أجده، فقال لي: إذا أردت أن تنام وأخذت مضجعك فقل: هدأت العيون وغارت النجوم وأنت الحي القيوم قال: فقلتها فأذهب الله عز وجل ما كنت أجد.
(13) أخبرنا دعلج بن أحمد: حدثنا محمد بن علي بن شعيب: حدثنا أحمد بن الدورقي: حدثنا زيد بن الدورقي: حدثنا زيد بن الحباب قال: سمعت سفيان الثوري يقول: قال حبيب بن أبي ثابت: ما استقرضت من أحد أحب إلي من أن أستقرض من نفسي، فسألته: كيف تستقرض من نفسك؟ قال: إذا طلبت مني شيئا أقول لها اصبري حتى يجئ الله تعالى به من كذا، به من كذا، به من كذا.
(14) أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار: حدثنا أحمد بن منصور الرمادي: حدثنا عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا هم عبدي بالحسنة فاكتبوها له حسنة، فإن عملها فاكتبوها بعشر أمثالها، فإذا هم / بالسيئة فعملها فاكتبوها سيئة واحدة، فإن تركها فاكتبوها له حسنة.
(15) أخبرنا عبد الصمد بن علي بن محمد بن مكرم: حدثنا عبيد بن عبد الواحد: حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، أخبرني سالم بن عبد الله، عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لهلال رمضان: إذا رأيتموه فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غم عليكم فاقدروا له.
(16) أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المصري: حدثنا يوسف بن يزيد: حدثنا يعقوب بن أبي عباد: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى الجمعة انصرف فصلى في بيته ركعتين، وكان ابن عمر يفعل ذلك.(1/59)
(17) أخبرنا دعلج بن أحمد بن دعلج: سمعت الجارود يقول: سمعت الربيع بن سليمان يقول: سمعت الشافعي يقول: إذا وجدتم سنة من رسول الله صلى الله عليه وسلم خلاف قولي فخذوا بالسنة ودعوا قولي فإني أقول بها.
(18) حدثنا محمد بن عمرو البختري: حدثنا حنبل بن إسحاق: حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين: حدثنا صخر بن جويرية، عن نافع، عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أو قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الواشمة والمواشمة والواصلة والمستوصلة، يعني لعن النبي صلى الله عليه وسلم. رواه البخاري عن يوسف بن موسى عن أبي نعيم.
(19) حدثنا إسماعيل بن محمد الصفار: حدثنا محمد بن عبيد بن عتبة الكندي: حدثنا عثمان بن سعيد: حدثنا يحيى بن يعلى، عن حميد الأعرج، عن عبد الله بن الحارث، عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عجبت لغافل ولا يغفل عنه، وعجبت لمن يؤمل الدنيا والموت يطلبه، وعجبت لضاحك ملء فيه ولا يدري أأرضى الله أم أسخطه.
(20) حدثنا علي بن محمد المصري: حدثنا روح بن الفرج: حدثنا يحيى بن سليمان الجعفي: حدثنا محمد بن فضيل، عن بيان، عن أبي عمرو الشيباني، عن عبد الله بن مسعود، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل: أي الأعمال أفضل؟ قال: الصلاة لوقتها، ثم بر الوالدين، ثم الجهاد في سبيل الله.
(21) أخبرنا حمزة بن محمد بن العباس: حدثنا محمد بن بكير الحضرمي: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما بين بيتي ومنبري روضة / من رياض الجنة، وقوائم منبري رواتب في الجنة.
(22) أخبرنا أبو عمرو عثمان بن أحمد: حدثنا جعفر الحناط صاحب أبي ثور: حدثنا عبد الصمد بن يزيد قال: سمعت فضيل بن عياض يقول: سئل المبارك: من الناس؟ قال: العلماء، قيل: فمن الملوك؟ قال: الزهاد، قيل: فمن السفيه؟ قال: الذي يأكل بدينه.(1/60)
(23) أخبرنا دعلج بن أحمد: حدثنا عيسى بن سليمان: حدثنا داود بن رشيد قال أنشدني يحيى بن معين:
المال يذهب حله وحرامه يوما ويبقى في غد آثامه
ويطيب ما يحوي ويكسب كفه ويكون في حسن الحديث كلامه
نطق النبي لنا به عن ربه فعلى النبي صلاته وسلامه
(24) أخبرنا محمد بن عمرو الرزاز: حدثنا سعدان بن نصر: حدثنا محمد بن عبيد، عن مسعر، عن عمرو بن عامر، عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتجم ولا يظلم أحدا أجره.
(25) أخبرنا علي بن محمد المصري: حدثنا ابن أبي مريم: حدثنا الفريابي: حدثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن معقل، عن عدي بن حاتم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اتقوا النار ولو بشق تمرة.
(26) أخبرنا عثمان بن أحمد: حدثنا محمد بن عبيد الله: حدثنا أبو بدر شجاع بن الوليد: حدثنا حارثة بن محمد، عن عمرة، عن عائشة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا زكاة في مال حتى يحول عليه الحول.
(27) أخبرنا دعلج بن أحمد: حدثنا إبراهيم بن أبي طالب: حدثنا هدبة بن عبد الوهاب: أخبرنا الوليد بن مسلم: حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال: قلت ليزيد بن مرثد: مالي أرى عينيك لا تجف؟ قال: ومما مساءلتك؟ قال: قلت: لعل الله عز وجل ينفع به قال: إن الله تعالى توعدني إن أنا عصيته أن يسجنني في النار، والله لو توعدني أن يسجنني في الحمام كنت حريا أن لا يجف لي دمع، فقلت: هكذا / في خلواتك؟ قال: والله إنه لتوضع القصعة بين أيدينا فتعرض لي فأبكي ويبكي أهلي ويبكي صبياننا ولا يدرون ما أبكانا، والله إني لأسكن إلى أهلي فيعرض إلي فيحول بيني وبين ما أريد، فيقول أهلي يا ويحها ما خصت به معك من طول الحزن ما تقر لي معك عين.(1/61)
(28) أخبرنا إسماعيل بن محمد بن الصفار: حدثنا أحمد بن منصور الرمادي: حدثنا عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من اطلع على قوم في بيتهم بغير إذنهم فقد حل لهم أن يفقؤا عينيه.
(29) أخبرنا علي بن محمد المصري: حدثنا سليمان بن شعيب: حدثنا خالد بن عبد الرحمن: حدثنا يونس بن الحارث، عن أبي عون الثقفي، عن المغيرة بن شعبة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستحب أن يصلي على الحصير أو فروة مدبوغة.
(30) حدثنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن السماك: حدثنا محمد بن عبيد الله المنادى: حدثنا أبو بدر: حدثنا زائدة بن قدامة، عن عمرو بن يحيى الأنصاري، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ليس فيما دون خمس ذود صدقة، وليس فيما دون خمس أواق صدقة، وليس فيما دون خمس أوساق صدقة.
(31) أخبرنا أبو أحمد حمزة بن محمد بن الحارث: حدثنا محمد بن يونس: حدثنا مؤمل بن إسماعيل: حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى، عن البراء بن عازب قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه قال: اللهم إني أسلمت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك، آمنت بما أنزلت من كتاب وما أرسلت من رسول.
(32) أخبرنا أبو محمد دعلج بن أحمد: حدثنا إبراهيم بن أبي طالب: حدثنا إسحاق بن إبراهيم هو ابن راهويه: حدثنا عيسى بن يونس، عن صفوان بن عمرو: أخبرني أزهر بن عبد الله الحرازي، عن عبد الله بن بسر قال: كان يقال: إذا جلست في قوم فيهم عشرون رجلا أقل أو أكثر فتصفحت وجوههم فلم تر فيهم أحدا يهاب في الله عز وجل فاعلم أن الأمر قد رق.(1/62)
(33) / أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار: حدثنا أحمد بن منصور: حدثنا عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن ابن المسيب وأبي سلمة أو أحدهما، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اتركوني ما تركتكم، فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم، فما نهيتكم عنه فاجتنبوه، وما أمرتكم به فاعملوا منه ما استطعتم.
(34) أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المصري قراءة عليه سنة سبع وثلاثين: حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي مريم: حدثنا محمد بن يوسف الفريابي: حدثنا سفيان الثوري، عن ابن عون، عن نافع، عن ابن عمر، عن عمر قال: أصبت أرضا من خيبر ما أصبت مالا قط أنفس عندي منه، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أستأمره، فقلت: يا رسول الله، إني أصبت أرضا من خيبر ما أصبت مالا أنفس عندي منه قال: إن شئت حبست أصلها وتصدقت بها، فتصدق بها عمر على أن لا تباع ولا توهب ولا تورث قال: فتصدق بها في الفقراء والأقربين وفي سبيل الله وفي الرقاب وابن السبيل وفي الضيف، لا جناح على من وليها يأكل بالمعروف ويعطي بالمعروف صديقا غير متمول. قال ابن عون: فذكرته لابن سيرين فقال: غير متأثل مالا.
(35) أخبرنا عثمان بن أحمد السماك: حدثنا محمد بن عبيدالله المنادي: حدثنا أبو بدر: حدثنا زائدة بن قدامة، عن منصور، عن إبراهيم قال: كانوا يرون أن في أموالهم حقا سوى الزكاة.
(36) حدثنا محمد بن عمرو بن البختري: حدثنا سعدان بن نصر: حدثنا إسحاق بن يوسف الأزرق: حدثنا ابن عون، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتاكم أهل اليمن، أتاكم أهل اليمن، هم أرق أفئدة، الإيمان يمان، والفقه يمان، والحكمة يمانية.(1/63)
(37) حدثنا إسماعيل بن محمد الصفار: حدثنا أبو إسماعيل الترمذي ومحمد بن غالب قالا: حدثنا منهال بن بحر أبو سلمة: حدثنا حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا عثمان إن الله تعالى مقمصك قميصا، فإن أرادك المنافقون على خلعه فلا تخلعه لهم.
(38) / أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المصري(1): حدثنا محمد بن عمرو بن خالد: حدثنا سعيد بن أسد: حدثنا مؤمل، عن سفيان الثوري، عن زبيد اليامي، عن جابان، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يدخل الجنة مدمن خمر، ولا قاطع رحم، ولا ولد زنية، ولا عاق والديه، ولا من أتى ذات محرم.
(39) حدثنا أحمد بن سلمان بن الحسن: حدثنا إبراهيم بن عبد الله: حدثنا محمد بن بشير: حدثنا عطاء بن المبارك: حدثنا أبو عبيدة، عن الحسن قال: قال علي ابن أبي طالب رضي الله عنه: يا رسول الله، من أول من يحاسب الله يوم القيامة؟ قال: أبو بكر الصديق قال: ثم من؟ قال: ثم عمر بن الخطاب قال: ثم من؟ قال: ثم أنت يا علي، قلت: يا رسول الله، أين عثمان بن عفان؟ قال: إني سألت عثمان بن عفان حاجة سرا فقضاها سرا، فسألت الله عز وجل أن لا يحاسب عثمان بن عفان، ثم ينادي مناد أين السابقون الأولون؟ فيقال: من؟ فيقول: أين أبو بكر الصديق فيتجلى الله عز وجل لأبي بكر خاصة وللناس عامة.
(40) أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار سنة ست وثلاثين: حدثنا أحمد بن منصور: حدثنا عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحدث قال: بينا أنا نائم رأيتني أتيت بقدح فشربت منه حتى إني أرى الري يخرج في أظفاري، ثم أعطيت فضلي عمر قالوا: فما أولت ذلك يا رسول الله؟ قال: العلم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في الأصل: البصري.(1/64)
(41) حدثنا محمد بن عمرو بن البختري قراءة عليه: حدثنا سعدان بن نصر: حدثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، سمعت سعيد بن الحويرث يقول: عن ابن عباس قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فأتى الخلاء، ثم إنه رجع فأتي بطعام فقيل: يا رسول الله ألا تتوضأ؟ قال: لم أصل فأتوضأ.
(42) أخبرنا علي بن محمد المصري: حدثنا يحيى بن عثمان: حدثنا هاشم بن محمد الربعي: حدثنا عنبسة بن خالد الأيلي، عن ابن جريج، عن ابن أبي هند، عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن كريب، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من نذر نذرا لم يسمه فكفارته كفارة يمين، ومن نذر نذرا في معصية الله فكفارته كفارة يمين، ومن نذر نذرا لم يطقه فكفارته كفارة يمين، ومن نذر نذرا فأطاقه فليف به.
(43) / حدثنا أحمد بن سلمان النجاد: حدثنا عبد الملك بن محمد: حدثنا عثمان بن عمر: أخبرنا أبو عامر الخزاز صالح بن رستم، عن أبي عمران الجوني، عن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا أبا ذر لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلق أخاك بوجه منبسط، ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستسقي، وإذا طبخت قدرا فأكثر مرقتها واغرف لجيرانك منها.
(44) أخبرنا دعلج بن أحمد: حدثنا محمد بن إسماعيل بن مهران الإسماعيلي: حدثنا عمرو بن عثمان وعمر بن علي بن عمر قالا: حدثنا عقبة بن علقمة والوليد بن مسلم، عن الأوزاعي قال: سمعت بلال بن سعد(1)، يقول: إذا رأيت الرجل لجوجا مماريا معجبا برأيه فقد تمت خسارته.
(45) أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار سنة ست وثلاثين وثلاثمئة: حدثنا أحمد بن منصور: حدثنا عبد الرزاق: حدثنا معمر، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو كنت متخذا خليلا لاتخذت ابن أبي قحافة خليلا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في الأصل: سعيد.(1/65)
(46) حدثنا محمد بن عمرو بن البختري: حدثنا سعدان بن نصر: حدثنا أبو معاوية: حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه قال: كانت امرأة تغشى عائشة قالت: فكانت تكثر تمثل بهذا البيت:
ويوم الوشاح من تعاجيب ربنا ألا أنه من بلدة الكفر نجاني
قال: فقالت عائشة: ما هذا البيت الذي أراك تمثلين؟ قال: فقالت: شهدت عروسا لنا في الجاهلية وضعوا وشاحها فأدخلوها مغتسلها، فأبصرت الحدأة حمرة الوشاح فانحطت عليه فأخذته قالت: فاتهموني ففتشوني حتى فتشوا في قبلي قالت: فدعوت الله عز وجل أن يبرئني قال: فجاءت الحدأة بالوشاح حتى طرحته وسطهم وهم ينظرون.
(47) أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار: حدثنا أحمد بن منصور: حدثنا عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن يحيى بن أبي كثير، عن عكرمة، عن ابن عباس، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أخرجوا المخنثين من بيوتكم، فأخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مخنثا، وأخرج عمر مخنثا.
(48) أخبرنا محمد بن عمرو بن البختري: حدثنا أحمد بن عبد الجبار أبو معاوية، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس، عن سعد بن أبي وقاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تزال / طائفة من أمتي ظاهرين على الدين عزيزة إلى يوم القيامة.
(49) أخبرنا علي بن محمد المصري: حدثنا سليمان بن شعيب: حدثنا أسد بن موسى: حدثنا الفضيل بن مرزوق، عن عدي بن ثابت، عن أبي حازم، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أيها الناس، إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال: يا أيها الرسل كلوا من الطيبات، ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يده إلى السماء يا رب يا رب، ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام، فأنى يستجاب له.(1/66)
(50) أخبرنا أحمد بن سليمان إملاء: حدثنا معاذ بن المثنى: حدثنا عبد الله بن مسلم القرشي: حدثنا الوليد بن مسلم، عن معمر، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر قال: لما طعن عمر رضي الله عنه وأمر بالشورى دخلت عليه ابنته حفصة، فقالت: يا أبتاه، إن الناس قد تكلموا، فقال: أسندوني، فلما أسند قال: ما عسى يقولوا في علي بن أبي طالب رضي الله عنه، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: يا علي، يدك في يدي تدخل معي يوم القيامة حيث أدخل. ما عسى يقولون في عثمان بن عفان؟ سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: يوم يموت عثمان تصلي عليه ملائكة السماء قال: قلت: يا رسول الله، عثمان خاصة أو الناس عامة؟ قال: لا، لعثمان خاصة. ما عسى يقولون في طلحة بن عبيد الله؟ سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ليلة وقد سقط رحله، يقول: من يسوِّ لي رحلي وهو في الجنة، فنزل طلحة فسواه له حتى ركب، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: يا طلحة، جبريل يقرئك السلام ويقول لك: أنا معك في هول يوم القيامة فأنجيك منها. ما عسى يقولون في الزبير بن العوام؟ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد نام، فجلس الزبير عند وجهه حتى استيقظ، فقال له: أبا عبد الله، لم تزل؟ قال: لم أزل بأبي وأمي قال: هذا جبريل يقرئك السلام ويقول لك: أنا معك يوم القيامة حتى أذهب عن وجهك شرر جهنم. ما عسى يقولون في سعد بن أبي وقاص؟ سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر وقد أوتر قوسه أربع عشرة مرة ويقول له: ارم فداك أبي وأمي. ما عسى يقولون في عبد الرحمن بن عوف؟ رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في منزل فاطمة والحسن والحسين يبكيان جوعا ويتضوران، فقال النبي / صلى الله عليه وسلم: من يصلنا بشيء، فطلع عبد الرحمن بن عوف بصحفة فيها حيسة ورغيفان بينهما إهالة، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: كفاك الله أمر دنياك، فأما آخرتك فأنا لها ضامن.(1/67)
(51) أخبرنا دعلج بن أحمد بن دعلج: حدثنا إبراهيم بن أبي طالب: حدثنا إسحاق بن راهويه: أخبرنا الوليد بن مسلم، عن ابن جريج، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، وعن أبي الزناد، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة وغيرهم، أن أبا بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما كانا يستحلفان المعسر بالله ما يجد ما يقضيه من عرض ولا فرض، ولئن وجدت من حيث لا تعلم لتقضينه، ثم يخليان سبيله.
(52) حدثنا إسماعيل بن محمد الصفار: حدثنا الحسن بن عرفة: حدثنا هشيم، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: بت ذات ليلة عند خالتي ميمونة بنت الحارث قال: فقام النبي صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل قال: فقمت عن يساره أصلي بصلاته قال: فأخذ بذؤاب كان لي أو برأسي فأقامني عن يمينه.(1/68)
(53) حدثني فرات بن السائب، عن ميمون بن مهران، عن ضبة بن محصن العنزي(1) قال: كان علينا أبو موسى أميرا بالبصرة، فكان إذا خطبنا حمد الله عز وجل وأثنى عليه وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يدعو لعمر رضي الله عنه قال: فأغاظني ذلك منه، فقمت إليه فقلت له: أين أنت عن صاحبه تفضله عليه قال: فصنع ذلك ثلاث جمع، ثم كتب إلى عمر رضي الله عنه يشكوني ويقول: إن ضبة بن محصن العنزي يتعرض لي في خطبتي، فكتب إليه عمر أن أشخصه إلي قال: فأشخصني إليه فقدمت على عمر، فضربت عليه الباب فخرج إلي فقال: من أنت؟ قال: أنا ضبة بن محصن العنزي قال: فلا مرحبا ولا أهلا، قال: قلت: أما المرحب فمن الله تعالى، وأما الأهل فلا أهل لي ولا مال، فيم استحللت يا عمر إشخاصي من مصري بلا ذنب أذنبته؟ قال: وما الذي شجر بينك وبين عاملك؟ قال: قلت: الآن أخبرك يا أمير المؤمنين، كان إذا خطبنا فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم بدأ يدعو لك، فأغاظني ذلك منه قال: فقمت إليه وقلت: له أين أنت عن صاحبه تفضله عليه، فصنع ذلك ثلاث جمع، ثم كتب إليك يشكوني قال: / فاندفع عمر رضي الله عنه باكيا، فجعلت أرثي له ثم قال: أنت والله أوثق منه وأرشد، فهل أنت غافر لي ذنبي يغفر الله لك؟ قال: قلت: غفر الله لك يا أمير المؤمنين، ثم اندفع باكيا وهو يقول: والله لليلة من أبي بكر ويوم خير من عُمُر عُمَر، هل لك أن أحدثك بليلته ويومه؟ قال: قلت: نعم يا أمير المؤمنين قال: أما ليلته فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم هاربا من أهل مكة خرج ليلا فتبعه أبو بكر رضي الله عنه، فجعل يمشي مرة أمامه ومرة خلفه، ومرة عن يمينه ومرة عن يساره قال: فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما هذا يا أبا بكر؟ ما أعرف هذا من فعلك؟. قال: يا رسول الله أذكر الرصد فأكون أمامك، وأذكر الطلب فأكون خلفك، ومرة عن يمينك،
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في الأصل: الغنوي، وكذلك في المواضع التي بعده.(1/69)
ومرة عن يسارك لا آمن عليك، فمشى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلته على أطراف أصابعه حتى حفيت رجلاه، فلما رآها أبو بكر أنها حفيت حمله على عاتقه، وجعل يشتد به حتى أتى به فم الغار فأنزله، ثم قال: والذي بعثك بالحق لا تدخل حتى أدخله، فإن كان فيه شيء نزل بي قبلك، فدخل فلم ير شيئا فحمله وكان في الغار خرق فيه حيات وأفاعي، فخشي أبو بكر رضي الله عنه أن يخرج منهن شيء يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم فألقمه قدمه فجعلن تضربنه أو تلسعنه الحيات والأفاعي، وجعلت دموعه تتحادر ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له: يا أبا بكر لا تحزن إن الله معنا، فأنزل الله سكينته (الا ؟) طمأنينة لأبي بكر، فهذه ليلته، وأما يومه فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وارتدت العرب فقال بعضهم: نصلي ولا نزكي، وقال بعضهم: نزكي ولا نصلي، فأتيته ولا آلوه نصحا فقلت: يا خليفة رسول الله تألف الناس وارفق بهم، فقال: جبار في الجاهلية خوار(1) في الإسلام! فبماذا أتألفهم أبشعر(2) مفتعل أم بشعر مفترى! قبض النبي صلى الله عليه وسلم وارتفع الوحي، والله لو منعوني عقالا مما كانوا يعطون رسول الله لقاتلتهم عليه قال: فقاتلنا معه، فكان والله رشيد الأمر، فهذا يومه. وكتب إلى أبي موسى يلومه.
(54) أخبرنا دعلج بن أحمد: حدثنا إبراهيم بن أبي طالب: حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري: حدثنا الوليد بن مسلم: حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال: قلت لعمير بن هانئ: أرى لسانك لا يفتر من ذكر الله، فكم تسبح في كل يوم؟ قال: مئة ألف إلا أن تخطئ الأصابع.
(55) / أخبرنا محمد بن عمرو البختري: حدثنا أحمد بن عبد الجبار: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المدينة حرم ما بين عير إلى ثور، فمن أحدث فيها حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في الهامش: فرار.
(2) في الهامش: بشيء.(1/70)
(56) أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار: حدثنا الحسن بن عرفة: حدثنا إسماعيل بن عياش الحمصي، عن بحير بن سعد الكلاعي، عن خالد بن معدان، عن كثير بن مرة الحضرمي، عن عقبة بن عامر الجهني قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الجاهر بالقرآن كالجاهر بالصدقة، والمسر بالقرآن كالمسر بالصدقة.
(57) حدثنا علي بن محمد المصري: حدثنا محمد بن عمرو بن خالد: حدثنا سعيد بن المسيب بن موسى: حدثنا مؤمل، عن سفيان، عن أبي الزبير، عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من شرب الخمر فقد كفر بالله عز وجل.
(58) أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار: أخبرنا أحمد بن منصور: حدثنا عبد الرزاق: أخبرنا معمر، فيما أظن، عن الزهري، عن حبيب مولى عروة بن الزبير، عن عروة بن الزبير، عن أبي مراوح، عن أبي ذر قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله فقال: يا رسول الله، أي الأعمال أفضل؟ قال: إيمان بالله وجهاد في سبيل الله قال: فأي العتاقة أفضل؟ قال: أنفسها قال: أفرأيت إن لم أجد؟ قال: فتعين الصانع و تصنع لأخرق قال: أفرأيت إن لم أستطع؟ قال: تدع الناس من شرك فإنها صدقة تصدق بها على نفسك.
(59) حدثنا محمد بن عمرو بن البختري: حدثنا سعدان بن نصر: حدثنا روح بن عبادة: حدثنا زكريا بن إسحاق: حدثنا عمرو بن دينار، أنه سمع عبد الله بن عمر يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الشهر هكذا وهكذا وهكذا، وقبض إبهامه في الثالثة.
(60) أخبرنا علي بن محمد المصري: حدثنا عبد الله بن أبي مريم: حدثنا الفريابي: حدثنا سفيان، عن عروة، عن أبي الخطاب، عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف على نسائه في غسل واحد. صحيح من حديث أبي الخطاب قتادة بن دعامة، وهو غريب من حديث سفيان الثوري عن أبي عروة(1) عن معمر بن راشد عنه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) هكذا في الأصل.(1/71)
(61) أخبرنا حمزة بن محمد بن العباس: حدثنا عبد الكريم بن الهيثم: حدثنا مسلم بن إبراهيم: حدثنا شعبة، عن عبد الملك بن عمير، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه قال: اللهم باسمك أحيا وباسمك أموت، وإذا أصبح حمد الله وقال: الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور.
(62) / حدثنا أحمد بن سلمان النجاد: حدثنا حسين بن معاذ بن أخي عبيد الله بن عبد الوهاب الحجبي: حدثنا شاذ بن فياض، عن حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا كان يوم القيامة نادى مناد: يا معشر الخلائق طأطئوا رؤوسكم حتى تجوز فاطمة.
(63) أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار: حدثنا أحمد بن منصور: حدثنا عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مثل المؤمن كمثل الزرع لا تزال الريح تفيئه ولا يزال المؤمن يصيبه البلاء، ومثل المنافق كمثل الشجرة الأرز لا تزال تهتز حتى تستحصد.
(64) حدثنا حمزة بن محمد بن العباس: حدثنا محمد بن غالب بن حرب: حدثنا أبو عمر حفص بن عمر الحوضي: حدثنا همام: حدثنا يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه.
(65) قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه.
(66) حدثنا أبو محمد جعفر بن محمد بن نصير الخلدي إملاء: حدثنا الحارث بن أبي أسامة: حدثنا أبو نعيم: حدثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تسافر المرأة سفرا ثلاثة أيام فصاعدا إلا مع زوجها أو أخيها أو ذي محرم.(1/72)
(67) حدثنا أبو بكر أحمد بن سلمان النجاد إملاء: حدثنا محمد بن غالب: حدثنا عبيد بن عبيدة: حدثنا معمر، عن سفيان بن سعيد، عن عجلان، عن نافع، عن أبي سعيد الخدري، أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى نخامة في قبلة المسجد فحكها بعرجون كان في يده وقال: من فعل هذا؟ ألم أنه عن هذا؟ وقال: إذا تفل أحدكم في صلاته فليتفل تحت قدمه اليسرى، فإن عجل به بادرة فليجعلها هكذا في ثوبه.
(68) أخبرنا دعلج بن أحمد: حدثنا محمد بن رمح: حدثنا أبو نعيم: حدثنا جعفر بن برقان، عن ميمون بن مهران قال: ثلاث احفظوهن: لا تنازعوا أهل القدر، ولا تذكروا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم إلا بخير، ولا تنظروا في النجوم.
(69) أخبرنا أبو علي إسماعيل بن محمد الصفار: حدثنا أبو علي الحسن بن عرفة العبدي يوم الثلاثاء في ذي الحجة سنة ست وخمسين ومئتين: حدثنا أبو النضر هاشم بن القاسم، عن سليمان بن المغيرة، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: آتي يوم القيامة باب الجنة فأستفتح، فيقول الخازن: من أنت؟ فأقول: محمد، فيقول: بك أمرت أن لا أفتح لأحد قبلك.
(70) / أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المصري: حدثنا مقدام: حدثنا عبد الله بن يوسف: حدثنا مالك بن أنس، عن حميد الطويل، عن أنس بن مالك أنه قال: سافرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان فمنا الصائم ومنا المفطر، فلم يعب الصائم على المفطر ولا المفطر على الصائم.
(71) أخبرنا محمد بن عمرو البختري: حدثنا الحسن بن مكرم: حدثنا روح بن عبادة: حدثنا زكريا بن إسحاق: حدثنا عمرو بن دينار، أن محمد بن جبير أخبره، أنه سمع ابن عباس يقول: إني أعجب من هؤلاء الذين يصومون قبل رمضان، إنما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا رأيتم الهلال فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غم عليكم فعدوا ثلاثين.(1/73)
(72) أخبرنا حمزة بن محمد بن العباس: حدثنا أحمد بن الوليد: حدثنا أبو أحمد الزبيري(1): حدثنا إسرائيل، عن أبي يحيى، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: ليس أحد من أمة محمد صلى الله عليه وسلم يصلي عليه صلاة إلا وهي تبلغه، يقول الملك: فلان يصلي عليك كذا وكذا صلاة.
(73) حدثنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن السماك إملاء: حدثنا أحمد بن ملاعب: حدثنا أبو غسان: حدثنا إسرائيل، عن عبد الأعلى، عن بلال بن أبي بردة، عن أنس بن مالك قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من طلب القضاء واستعان عليه وكل إليه، ومن لم يطلبه ولم يستعن عليه أنزل الله إليه ملكا يسدده.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) تحرف في الأصل إلى: الزهري.(1/74)
(74) حدثنا أبو بكر أحمد بن سلمان النجاد إملاء: حدثنا محمد بن إسماعيل السلمي: حدثنا عبد الله بن صالح: حدثني يحيى بن أيوب، عن عبد الرحمن بن حرملة الأسلمي، عن سعيد بن المسيب قال: لما ولي عمر بن الخطاب خطب الناس على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأثنى عليه، ثم قال: يا أيها الناس قد علمت أنكم كنتم تؤنسون أو ترون مني شدة وغلظة، وذلك أني كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكنت عبده وخادمه، وكان كما قال الله تعالى: رؤوف رحيم [التوبة: 117]، وكنت بين يديه كالسيف المسلول إلا أن يغمدني أو ينهاني عن أمر فأكف عنه، وإلا أقدمت على الناس لمكان لينه، فلم أزل معه على ذلك حتى توفاه الله عز وجل وهو عني راض، والحمد لله على ذلك كثيرا وأنا به أسعد، ثم قمت ذلك المقام مع أبي بكر رضي الله عنه خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان من قد علمتم في (رعيه ؟) وكرمه ولينه، فكنت خادمه وكنت كالسيف المسلول بين يديه، وأخلط شدتي بلينه إلا أن يتقدم إلي فأكف وإلا أقدمت، فلم أزل على ذلك حتى توفاه الله عز وجل، وهو عني راض، والحمد لله كثيرا، وأنا أسعد بذلك، ثم صار أمركم إلي وأنا أعلم أنه ليقول قائلكم: كان شديدا علينا والأمر إلى غيره فكيف به وقد صار إليه؟ فاعلموا أنكم لا تسألون عني أحدا قد عرفتموني وجربتموني.
(75) / حدثنا عبد الصمد بن علي إملاء: حدثنا حمدون بن أحمد السمسار: حدثنا الأزرق بن علي: حدثنا حسان وهو ابن إبراهيم الكرماني: حدثنا محمد بن سلمة، عن أبيه، عن عباية قال: قال علي رضي الله عنه: كلمة التقوى لا إله إلا الله والله أكبر.(1/75)
(76) حدثنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي إملاء: حدثنا إبراهيم بن عبد الله: حدثنا مسلم بن إبراهيم: حدثنا عبد السلام بن أبي حازم: حدثنا غزوان بن حدير، عن أبيه، أنه كان شديد اللزوم لعلي بن أبي طالب قال: كان علي إذا قام إلى الصلاة فكبر ضرب بيده اليمنى على رسغه الأيسر، فلا يزال كذلك حتى يركع إلا أن يحك جلدا أو يصلح ثوبه، فإذا سلم سلم عن يمينه: سلام عليكم، ثم يلتفت عن شماله فيحرك شفتيه فلا ندري ما يقول، ثم يقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، لا حول ولا قوة إلا بالله، لا نعبد إلا إياه، ثم يقبل على القوم بوجهه فلا يبالي عن يمينه انصرف أو عن شماله.
(77) أخبرنا دعلج بن أحمد: حدثنا ابن نجدة: حدثنا أحمد بن يونس قال: سمعت سفيان الثوري يقول ما لا أحصي: اللهم سلم سلم اللهم سلمنا منها إلى خير، اللهم ارزقنا العافية في الدنيا.
(78) أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار: حدثنا الحسن بن عرفة: حدثني القاسم بن مالك المزني، عن المختار بن فلفل، عن أنس بن مالك قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم إذ أقيمت الصلاة فقال: يا أيها الناس، إني إمامكم فلا تسبقوني بالركوع ولا بالسجود ولا ترفعوا رؤوسكم، فإني أراكم من خلفي، وأيم الذي نفس محمد بيده، لو رأيتم ما رأيت لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا، قالوا: يا رسول الله وما رأيت؟ [قال: رأيت](1) الجنة والنار.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ليس في الأصل واستدركته من جزء الحسن بن عرفة.(1/76)
(79) أخبرنا محمد بن عمرو البختري الرزاز: حدثنا أحمد بن عبد الجبار: حدثنا محمد بن فضيل، عن محمد بن سعد الأنصاري، عن حبيب بن سالم، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن موسى عليه السلام كان إذا اغتسل اعتزل وحده، فقالت بنو إسرائيل أو من قال منهم: ما يفعل ذلك إلا أنه آدر، فبينا هو ذات يوم يغتسل وقد وضع ثيابه على حجر فجمح بثيابه، فاتبعه موسى وهو يقول: ثوبي حجر ثوبي، حتى ضربه ست ضربات أو سبعا، فإنهن لندبات في الحجر، فلما نظرت إليه بنو إسرائيل متجردا علموا أنه ليس كما قالوا، وذلك قوله تعالى: فبرأه الله مما قالوا [الأحزاب: 69] الآية إلى آخرها.
(80) حدثنا أحمد بن سلمان بن الحسن النجاد قال: قرئ على سليمان بن الأشعث وأنا أسمع: حدثنا القعنبي، عن مالك، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، وعن أبي عبد الله الأغر، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ينزل الله عز وجل كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجب له؟ من يسألني فأعطيه؟ / من يستغفرني فأغفر له؟
(81) حدثنا عبد الصمد بن علي إملاء: حدثنا محمد بن غالب بن حرب: حدثنا عبد الصمد بن النعمان: حدثنا ورقاء، عن منصور، عن سعد بن عبيدة، عن علي والبراء قالا: خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في جنازة إلى بقيع الغرقد، فقعد وقعدنا، ومع النبي صلى الله عليه وسلم غصن أو قضيب ينكت به الأرض ويرفع بصره إلى السماء ثم يخفض، ثم قال: ما منكم من نفس إلا وقد كتب مكانها من الجنة والنار، قالوا: يا رسول الله فلم نعمل؟ قال: اعملوا فكل ميسر، السعيد من يسر لعمل السعادة، والشقي من يسر لعمل الشقاء.(1/77)
(82) حدثنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي إملاء: حدثنا الحارث بن محمد: حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا شعبة بن الحجاج: حدثنا عاصم بن قتيبة، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه، عن عمر: أنه استأذن النبي صلى الله عليه وسلم في عمرة فأذن له وقال: لا تنسنا يا أخي من دعائك قال: فقال له كلمة ما يسرني أن لي بها الدنيا. قال شعبة: ثم لقيت عاصما بعد بالمدينة فحدثته، فقال: أشركنا يا أخي في دعائك.
(83) حدثنا إسماعيل بن محمد الصفار: حدثنا الحسن بن عرفة: حدثنا عيسى بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي قلابة، عن أبي المهاجر، عن بريدة الأسلمي قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض غزواته فقال: بكروا بالصلاة في يوم الغيم، فإنه من ترك صلاة العصر حبط عمله.
(84) حدثنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن السماك إملاء: حدثنا إبراهيم بن الهيثم البلدي: حدثنا حماد بن عمرو النصيبي: حدثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا لقيتم المشركين في الطريق فلا تبدؤهم بالسلام واضطروهم إلى أضيقه.
(85) أخبرنا حمزة بن محمد بن العباس: حدثنا محمد بن إبراهيم بن عبد الحميد الحلواني: حدثنا أبو صالح الفراء قال: سمعت أبا إسحاق الفزاري يحدث عن سفيان، عن منصور، عن أبي وائل، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أبي سلمة، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذكر عنده رجل نام فلم يستيقظ حتى أصبح، قال: ذاك رجل بال الشيطان في أذنه، أو في أذنيه.
(86) أخبرنا أحمد بن سلمان النجاد إملاء: حدثنا الحسن بن مكرم البزاز: حدثنا يزيد بن هارون: أخبرنا يحيى بن سعيد، عن نافع، أن عمرو بن ثابت العتواري حدث ابن عمر، أنه سمع أبا سعيد الخدري يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الدينار بالدينار، والدرهم بالدرهم، لا فضل بينهما، ولا يباع عاجل بآجل.(1/78)
(87) أخبرنا دعلج بن أحمد: حدثنا مخول بن محمد: حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري: حدثنا إسماعيل / بن عبد الكريم: حدثنا عبد الصمد بن معقل، عن وهب قال: أوحى الله تعالى إلى داود: يا داود، ارفع رأسك فقد غفرت لك، غير أنه ليس لك عندي ذاك الود الذي كان.
(88) حدثنا إسماعيل بن محمد الصفار: حدثنا عبد الكريم بن الهيثم: حدثنا أبو اليمان، أخبرني شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري: أخبرني سعيد بن المسيب وأبو سلمة بن عبد الرحمن، أن أبا هريرة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: تفضل صلاة الجمع على صلاة أحدكم وحده بخمسة وعشرين جزءا، وتجتمع ملائكة الليل والنهار في صلاة الفجر. ثم يقول أبو هريرة: واقرؤوا إن شئتم: وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا [الإسراء: 78].
(89) أخبرنا علي بن محمد بن أحمد المصري: حدثنا محمد بن عمرو: حدثنا عبد الله بن صالح: حدثنا يحيى بن أيوب، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن يسار، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: حجة لمن لم يحج خير من عشرة غزوات، وغزوة لمن قد حج خير من عشر حجج، وغزوة في البحر خير من عشرة غزوات في البر، ومن جاز البحر فكأنما جاز الأودية كلها، والمائد فيه كالمتشحط في دمه.(1/79)
(90) أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعي: حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا: حدثني أبي والعباس بن هشام، عن هشام بن محمد: حدثني أبو نصر مالك بن نصر الدالاني قال: سمعت أعشى همدان الشاعر يحدث وقال: إني سمعت رجلا منا يحدث قال: خرج مالك بن خريم الهمداني الشاعر في الجاهلية ومعه نفر من قومه يريدون عكاظ، فاصطادوا ظبيا في طريقهم، وقد أصابهم عطش شديد، فانتهوا إلى مكان يقال له: أجرة(1)، فجعلوا يفصدون دم الظبي ويشربونه من العطش، حتى إذا نفد ذبحوا، ثم تفرقوا في طلب الحطب، (فنام ؟) مالك في الخباء، فأثار أصحابه شجاعا فانساب حتى دخل خباء مالك، وأقبلوا فقالوا: يا مالك عندك الشجاع فاقتله، فاستيقظ مالك فقال: أقسمت عليكم إلا كففتم عنه، فكفوا وانساب الأسود، فذهب وأنشأ مالك يقول:
وأوصاني الخريم بعز جاري **** وأمنعه وليس به امتناع
وأرفع ضيمه وأذود عنه **** وأمنعه إذا منع المتاع
(فدى للمواني عنه شجوا ؟) **** لشيء ما استجارني الشجاع
ولا تتحملوا دم مستجير **** تضمنه أجيرة فالتلاع
فإن لما ترون (غبي ؟) أمر له **** من دون أمركم مناع(2)
ثم ارتحلوا وقد أجهدهم العطش، فإذا بهاتف يهتف بهم وهو يقول:
يا أيها القوم لاماء أمامكم **** حتى تسوموا المطايا يومها التعبا
ثم اعدلوا شامة فالماء عن كثب **** عين رواء وماء يذهب اللغبا
حتى إذا ما أصبتم منه ريكم **** فاسقوا المطايا ومنه فاملؤا القربا
قال: فعدلوا شامة، فإذا هم بعين جرارة، فشربوا وسقوا إبلهم وحملوا منه ريهم، ثم أتوا عكاظ، ثم انصرفوا فانتهوا إلى موضع العين ولم يروا شيئا، وإذا بهاتف يقول:
يا مال عني جزاك الله صالحة **** هذا وداع لكم مني وتسليم
لا تزدهن في اصطناع العرف من أحد **** إن الذي يحرم المعروف محروم
أنا الشجاع الذي أنجيت من رهق **** شكرت ذلك إن الشكر مقسوم
من يفعل الخير لا يعدم مغبته **** ما عاش والكفر بعد الغب مذموم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) عند ابن أبي الدنيا: أجيرة.
(2) عند ابن أبي الدنيا: قناع.(1/80)
(91) أخبرنا محمد بن عمرو البختري الرزاز: حدثنا يحيى بن جعفر: أخبرنا وهب بن جرير: حدثنا أبي قال: سمعت غيلان بن جرير يحدث عن الشعبي، عن فاطمة بنت قيس قالت: قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم تميم الداري قالت: فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه ركب البحر فتاهت سفينتهم، فسقطوا إلى جزيرة، فخرجوا إليها يلتمسون الماء، فلقي إنسانا يجر شعره، فقال: ما أنت؟ قال: أنا الجساسة قال له: فأخبرنا؟ قال: لا أخبركم، ولكن عليكم بهذه الخربة، فدخلناها، فإذا (1) مقيد، فقال: ما أنتم؟ قلنا: ناس من العرب قال: ما فعل هذا النبي الذي خرج فيكم؟ قلنا: آمن به الناس واتبعوه وصدقوه قال: ذاك خير لهم قال: أفلا تخبروني عن زغر ما فعلت؟ فأخبرناه عنها فوثب وثبة كاد يخرج من وراء الجدار، ثم قال: ما فعل نخل بيسان؟ هل أطعم بعد؟ فأخبرناه أنه قد أطعم، فوثب مثلها، ثم قال: أما لو أذن لي بالخروج لوطئت البلاد كلها غير طيبة؟ قالت: فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فحدث الناس، وقال: هذه طيبة وذاك الدجال.
(92) أخبرنا علي بن محمد بن أحمد المصري: حدثنا مالك بن يحيى: حدثنا يزيد بن هارون: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة مولى أبي بكر، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهن، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة.
(93) حدثنا إسماعيل بن محمد الصفار: حدثنا عبد الكريم بن الهيثم: حدثنا أبو اليمان: أخبرني شعيب، عن الزهري: حدثني سعيد بن المسيب قال: قال أبو هريرة: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم / يقول: ما من بني آدم من مولود إلا مسه الشيطان فيستهل صارخا من مس الشيطان غير مريم وابنها. ثم يقول أبو هريرة: واقرؤوا إن شئتم: وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم [آل عمران: 36].
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في الأصل هنا: (فيها) وضرب عليها بخط.(1/81)
(94) حدثنا أبو بكر أحمد بن سلمان النجاد إملاء: حدثنا محمد بن الهيثم بن حماد: حدثنا محمد بن كثير، عن الأوزاعي، عن قتادة، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة. وأومأ بيده إلى الشام.
(95) أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار: حدثنا عبد الكريم بن الهيثم: حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب بن أبي حمزة، عن محمد بن مسلم بن شهاب الزهري: أخبرني سالم بن عبد الله، أن عبد الله بن عمر حدثه أنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا افتتح التكبير في الصلاة رفع يديه حين يكبر حتى يجعلهما حذو منكبيه، ثم إذا كبر للركوع فعل مثل ذلك وقال: ربنا ولك الحمد، ولا يفعل ذلك حين يسجد، ولا حين يرفع رأسه من السجود.
(96) أخبرنا علي بن محمد المصري: حدثنا يوسف بن يزيد: حدثنا يعقوب بن أبي عباد: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر، أن رجلا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: ما تأمرنا أن نلبس في الإحرام من الثياب؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تلبسوا القمص ولا البرانس ولا السراويلات ولا العمائم ولا الخفاف إلا أن يكون رجلا ليس له نعلان فليلبس الخفين من أسفل من الكعبين، ولا يلبس شيئا مسه زعفران ولا ورس.
(97) أخبرنا أبو أحمد حمزة بن محمد بن محمد بن العباس: حدثنا أحمد بن الوليد: حدثنا أبو أحمد الزبيري: حدثنا عبد الله بن الوليد، عن بكير بن شهاب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنه قال: إن المساجد بيوت الله عز وجل تضيئ لأهلها كما تضيئ نجوم السماء لأهلها.(1/82)
(98) حدثنا عبد الصمد بن علي إملاء: حدثنا السري بن سهل الجنديسابوري: حدثنا عبد الله بن رُشيد: حدثنا عثمان البري، عن قتادة، عن أبي حسان الأعرج، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المؤمنون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم، لا يقتل مؤمن بكافر، ولا ذو عهد في عهد.
(99) أخبرنا أبو محمد جعفر بن محمد بن نصير إملاء: حدثنا إبراهيم بن علي العمري: حدثنا المعلى بن مهدي: حدثنا أبو عوانة، عن منصور، عن عبيد الله بن علي، عن عرفطة السلمي، عن / خداش أبي سلامة(1) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أوصي امرءاً بأمه ثلاث مرار، وامرءاً بأبيه مرتين، أوصي امرءاً بمواليه الذي يليه وإن كان عليه فيه أذى يؤذيه.
(100) حدثنا إسماعيل بن محمد الصفار: حدثنا عبد الكريم بن الهيثم: حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزهري: أخبرني سالم بن عبد الله بن عمر، عن عبد الله بن عمر، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كلكم راع ومسؤول عن رعيته، الإمام راع وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة(2) في بيت زوجها راعية وهي مسؤولة عن رعيتها، والخادم في مال سيده راع وهو مسؤول قال: فسمعت هؤلاء من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: والرجل راع وهو مسؤول عن رعيته.
(101) أخبرنا أبو أحمد حمزة بن محمد بن العباس: حدثنا محمد بن عيسى بن حيان: حدثنا شعيب بن حرب: حدثنا سفيان الثوري، عن عبد الله بن محمد، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خير الصفوف المقدم، وشرها المؤخر.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في الأصل: أبي سلمة.
(2) من هنا إلى آخر الحديث تكرر في الأصل مرتين.(1/83)
(102) حدثنا أبوالحسين عبد الصمد بن علي إملاء: حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا: حدثنا علي بن الجعد: أخبرنا شعبة، عن الحكم قال: أرسل إلي مجاهد عبدة بن أبي لبابة فقال: إنما أرسلنا إليك أنا نريد أن نختم القرآن، فكان يقال: إن الدعاء مستجاب عند ختم القرآن، فلما فرغوا من ختم القرآن دعا بدعوات.
(103) حدثنا أبو محمد دعلج بن أحمد بن دعلج: حدثنا موسى بن هارون: حدثنا أبو الربيع: حدثنا حماد: حدثنا يحيى بن عتيق وهشام، عن محمد بن سيرين، أن ابن عباس سئل عن الكبائر فقال: كل ما نهى الله عنه كبيرة، وقد ذكرت الطَّرفَةُ.
(104) أخبرنا محمد بن عمرو البختري الرزاز: حدثنا محمد بن عبيدالله(1) بن يزيد: حدثنا إسحاق بن يوسف الأزرق: حدثنا عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء، عن ابن عباس قال: أفاض رسول الله صلى الله عليه وسلم من عرفات ورديفه أسامة بن زيد، فجالت ناقته وهو رافع يديه لا تجاوز رأسه وأذنيه، فلم يزل يسير على هيئته حتى أتى الجمع، وأفاض من جمع ورديفه الفضل بن العباس، فلم يزل يلبي حتى رمى جمرة العقبة.
(105) أخبرنا علي بن محمد المصري: حدثنا مالك بن يحيى بن مالك: حدثنا يزيد بن هارون: حدثنا ابن / أبي ذئب، عن المقبري، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه.
(106) أخبرنا أبو أحمد حمزة بن محمد بن العباس: حدثنا عبد الكريم بن الهيثم: حدثنا الحسين بن عبيدالله بن حرب: حدثنا الصبي بن الأشعث بن سالم السلولي قال: سمعت عطية العوفي يحدث عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قرأ القرآن ثم مات قبل أن يستظهره أتاه ملك فعلمه في قبره، ويلقى الله تعالى وقد استظهره.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في الأصل: عبدالله.(1/84)
(107) أخبرنا دعلج بن أحمد بن دعلج: حدثنا أبو الحسن محمد بن إسحاق بن راهويه قال: سمعت أبي غير مرة إذا رد عليه أصحابه يقول: سمعت النضر بن شميل يقول: قال الخليل بن أحمد:
يسألني (أمر الخيار(1) ؟) جملا يمشي رويدا ويكون أوَّلا
وكان كثيرا مما يتمثل: يشكو إلي جملي طول السُّرى صبرا جميلا فكلانا مبتلى
تم الجزء الأول من فوائد أبي الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران المعدل
***
الجزء الثاني من فوائد أبي الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران
رواية أبي عبد الله القاسم بن الفضل بن أحمد الثقفي الأصبهاني عنه
بسم الله الرحمن الرحيم
أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم السلفي الأصبهاني: أخبرنا الرئيس أبو عبد الله القاسم بن الفضل بن أحمد بن أحمد بن محمود الثقفي قراءة عليه: أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران العدل قراءة عليه سنة 413 ببغداد قال:
(108) حدثنا أبو علي إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الصفار قراءة عليه سنة 337: حدثنا محمد بن عبيد الله المنادي: حدثنا وهب بن جرير: حدثنا شعبة، عن حبيب بن أبي ثابت، عن إبراهيم بن سعد بن مالك قال: سمعت أسامة بن زيد رضي الله عنه يحدث أبي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: هذا الطاعون بقية رجز عذاب عذب به قوم، فإذا كان بأرض فلا تهبطوا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا عنه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في كتاب ذم الثقلاء: أم الحباب.(1/85)
(109) أخبرنا علي بن محمد المصري: حدثنا يحيى بن أيوب العلاف: حدثنا يحيى بن بكير: حدثني زين بن شعيب المعافري، عن أبي شريح، عن شراحيل بن يزيد، عن مسلم بن يسار، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يكون(1) دجالون كذابون يأتونكم من الأحاديث بما لم تعرفوا أنتم ولا آباؤكم، فإياكم وإياهم أن يضلوكم أو يفتنوكم. قال يحيى بن بكير: وكان مالك بن أنس يعجب بزين بن شعيب المعافري.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في الهامش: يكونون.(1/86)
(110) أخبرنا أبو أحمد حمزة بن محمد بن العباس: حدثنا محمد بن إسماعيل أبو إسماعيل الترمذي: حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن العلاء بن الضحاك الزبيدي: حدثنا عمرو بن الحارث، عن عبدالله بن سالم الأشعري، عن الزبيدي محمد بن الوليد بن عامر: حدثنا الوليد بن عبد الرحمن، أن جبير بن نفير حدثه عن شداد(1): حدثنا شداد بن أوس رضي الله عنه قال: قلنا: يا رسول الله، كيف أسري بك؟ فقال: صليت لأصحابي صلاة العتمة بمكة معتما، فأتاني جبريل عليه السلام بدابة بيضاء فوق الحمار ودون البغل فقال: اركب، فاستصعب علي فرأزها(2) / بأذنها ثم حملني عليها، فانطلقت تهوي بنا يقع(3) حافرها حيث أدرك طرفها، حتى بلغنا أرضا ذات نخل فأنزلني فقال: صل، فصليت، ثم ركبنا، فقال: أتدري أين صليت؟ قلت: الله أعلم، قال: صليت بيثرب صليت بطيبة، فانطلقت تهوي بنا يقع حافرها حيث أدرك طرفها، ثم بلغنا أرضا فقال: انزل، فنزلت، ثم قال: صل، فصليت، ثم ركبنا فقال: أتدري أين صليت؟ قلت: الله أعلم، قال: صليت بمدين، صليت عند شجرة موسى صلى الله عليه وسلم، ثم انطلقت تهوي بنا يقع حافرها حيث أدرك طرفها، ثم بلغنا أرضا بدت لنا قصور فقال: انزل، فنزلت، فقال: صل، فصليت، ثم ركبنا فقال: أتدري أين صليت؟ قلت: الله أعلم، قال: صليت ببيت لحم حيث ولد عيسى عليه السلام، ثم انطلق بي حتى دخلنا المدينة من بابها اليماني، فأتى قبلة المسجد فربط فيه دابته ودخلنا المسجد من باب فيه تميل الشمس والقمر، فصليت في المسجد حيث شاء الله، وأخذني(4) من العطش أشد ما أخذني، فأتيت بإناءين في أحدهما لبن وفي الآخر عسل أرسل بهما جميعا، فعدلت بينها، ثم هداني الله عز وجل فأخذت اللبن فشربت حتى قرعت به جبيني وبين يدي شيخ متكئ على مثراة له، فقال: أخذ صاحبك الفطرة، إنه ليُهدى،
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) من الهامش، وفي الأصل: أن جبير بن نفير ثنا شداد.
(2) في الهامش: فوكزها.
(3) في الهامش: تضع.
(4) في الهامش: فأخذني.(1/87)
ثم انطلق بي حتى أتينا الوادي الذي في المدينة، فإذا جهنم تنكشف عن مثل الزرابي، قلت: يا رسول الله كيف وجدتها؟ قال: مثل الحمة السخنة، ثم انصرف بي فمررنا بعير لقريش بمكان كذا وكذ قد أضلوا بعيرا لهم قد جمعه فلان، فسلمت عليهم فقال بعضهم: هذا صوت محمد، ثم أتيت أصحابي قبل الصبح بمكة، فأتاني أبو بكر رضي الله عنه فقال: يا رسول الله أين كنت الليلة؟ فقد التمستك في مظانك(1)، فقال: علمت أني أتيت بيت المقدس الليلة، فقال: يا رسول الله إنه مسيرة شهر فصفه لي قال صلى الله عليه وسلم: ففتح لي صراط كأني أنظر إليه لا يسألني(2) عن شيء إلا نبأتهم عنه، قال أبو بكر رضي الله عنه : أشهد أنك رسول الله، فقال المشركون: انظروا إلى ابن أبي كبشة يزعم أنه أتى بيت المقدس الليلة. قال: فقال: إن من آية ما أقول لكم أني مررت بعير لكم بمكان كذا وكذا قد أضلوا بعيرا لهم فجمعه فلان، وإن مسيرهم ينزلون بكذا ثم كذا، ويأتونكم يوم كذا وكذا، يقدمهم جمل آدم عليه مسح أسود وغرارتان سوداوان(3)، فلما كان ذلك اليوم أشرف / الناس ينظرون حتى كان قريبا من علية نصف النهار حتى أقبلت العير يقدمهم ذلك الجمل الذي وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في الهامش: مكانك.
(2) في الهامش: يسألوني.
(3) كتب تحتها: سوداوتان.(1/88)
(111) أخبرنا أبو علي إسماعيل بن محمد الصفار قراءة عليه سنة سبع وثلاثين: حدثنا محمد بن عبيدالله: حدثنا عاصم بن علي: حدثنا أبو عوانة، عن عبد الملك بن عمير، عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: شكى أهل الكوفة سعد بن مالك إلى عمر رضي الله عنه، فقالوا: لا يحسن يصلي، فقال سعد: أما أنا فكنت أصلي بهم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، صلاتي العشي أركد في الأوليين وأحذف في الأخريين، فقال عمر رضي الله عنه: ذاك الظن بك يا أبا إسحاق. قال: فبعث رجالا يسألون عنه في مساجد الكوفة قال: فلا يأتون مسجدا من مساجد الكوفة إلا أثنوا عليه خيرا وقالوا معروفا، حتى أتوا مسجدا من مساجد بني عبس، قال: فقال رجل يقال له أبو سعدة: اللهم فإنه كان لا يعدل في القضية ولا يقسم بالسوية، قال: فقال سعد: اللهم إن كان كاذبا فأعم بصره وأطل فقره وعرضه للفتن. قال عبد الملك بن عمير: أنا رأيته يتعرض للإماء في السكك، فإذا قيل له أبو سعدة، فيقول: كبير فقير مفتون وأصابتني دعوات سعد.
(112) أخبرنا علي بن محمد المصري: حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن جابر: حدثنا سعيد بن أبي مريم: أخبرنا مالك بن أنس: حدثنا أبو نعيم بن عبد الله المجمر، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: على أنقاب المدينة ملائكة لا يدخلها الطاعون ولا الدجال.
(113) حدثنا أبو جعفر محمد بن عمرو بن البختري إملاء: حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن منصور الحارثي: حدثنا يحيى بن سعيد القطان: حدثنا خثيم بن عراك: حدثنا أبي، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ليس على المرء المسلم في فرسه ولا مملوكه صدقة.(1/89)
(114) أخبرنا أبو بكر أحمد بن سلمان: حدثنا إسحاق بن الحسن بن ميمون: حدثنا حرمي بن حفص أبو علي: حدثنا عبيد بن مهران: سمعت الحسن يحدث عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيعجز أحدكم أن يعمل كل يوم عملا مثل أحد؟ قالوا: يا رسول الله، ومن يستطيع أن يعمل كل يوم عملا مثل أحد؟ قال: كلكم يستطيعه قالوا: يا رسول الله ماذا؟ قال: سبحان الله أعظم من / أحد، ولا إله إلا الله أعظم من أحد، والله أكبر أعظم من أحد.
(115) حدثنا أبو الحسين عبد الصمد بن علي بن محمد بن مكرم: حدثنا أبو محمد عبيد بن عبد الواحد: حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب أنه قال: أخبرني عروة بن الزبير أنه سأل عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قال: قلت: أرأيت قول الله عز وجل: حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذِّبوا أو كذِبوا، قالت: بل كذبهم قومهم قال: فقلت: والله لقد استيقنوا أن قومهم قد كذبوهم وما هو بالظن، فقالت: يا عروة لقد استيقنوا بذلك قال: فقلت: فلعلها وظنوا أنهم قد كذبوا؟ قالت: معاذ الله، لم تكن الرسل تظن ذلك بربها، قلت: وما هذه الآية؟ قالت: هم أتباع الرسل الذين آمنوا بربهم وصدقوه وطال عليهم البلاء واستأخر عنهم النصر حتى استيأست بمن كذبوهم من قومهم وظنوا أن أتباعهم قد كذبوهم جاءهم نصر الله عند ذلك.
(116) أخبرنا أبو أحمد حمزة بن محمد بن العباس: حدثنا عبد الكريم بن الهيثم: حدثنا أبو صالح معاوية بن صالح أن مسعود بن عبد الرحمن حدثه عن ابن عائذ، أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أمر بضرب رجلين جعل أحدهما يقول: بسم الله، والآخر يقول: سبحان الله، فقال: ويحك خفف عن المسبح، فإن التسبيح(1) لا يستقر إلا في قلب مؤمن.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في الهامش: المسبح.(1/90)
(117) أخبرنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن السماك: حدثنا أحمد بن العباس: حدثنا أبو بكر ابن بنت معاوية: سمعت أبا بكر بن عفان: سمعت بشر بن الحارث يقول: إني لأشتهي الشواء منذ أربعين سنة ما صفا لي درهمه.
(118) أخبرنا أبو علي إسماعيل بن محمد الصفار: حدثنا أحمد بن منصور الرمادي: حدثنا عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تبتدؤا اليهود والنصارى بالسلام، وإذا لقيتموهم في طريق فاضطروهم إلى أضيقها.
(119) أخبرنا أبو جعفر محمد بن عمرو بن البختري: حدثنا محمد بن عبد الملك: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث: حدثنا حرب بن شداد، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الرؤيا جزء من خمسة وأربعين جزءا من النبوة.
(120) أخبرنا أحمد بن سلمان: حدثنا محمد بن مسلمة الواسطي: حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ: حدثنا عبدالله بن لهيعة ونافع بن يزيد، عن قيس بن الحجاج الزوفي(1)، عن حنش، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كنت ردف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا غلام، ألا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن؟، قلت: بلى قال: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده أمامك، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، إذا سألت فسل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، جف القلم بما هو كائن، فلو أن الخلائق كلهم جميعا أرادوا أن ينفعوك بشيء لم يقضه الله لك لم يقدروا عليه، وإن أرادوا أن يضروك بشيء لم يقضه الله لك لم يقدروا عليه، فاعمل لله بالشكر وباليقين، واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في الهامش: الزرقي، وما في الأصل هو الصواب فيما ذكره الخطيب في الفصل للوصل (2/ 857).(1/91)
(121) قال: محمد بن مسلمة: وحدثنا المقرئ: حدثنا كهمس بن الحسن وهمام بن يحيى أسنده إلى ابن عباس، وعبد الله بن لهيعة ونافع بن يزيد المصريان، عن قيس بن الحجاج الزوفي(1)، عن حنش الصنعاني، عن ابن عباس - قال أبو عبد الرحمن: لا أعرف حديث بعضهم من بعض - قال ابن عباس: كنت ردف النبي صلى الله عليه وسلم.
(122) أخبرنا أبو أحمد حمزة بن محمد بن العباس: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى البرتي: حدثنا أبو نعيم: حدثنا زكريا بن يحيى، عن الشعبي، عن عدي بن حاتم قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيد المعراض، فقال: ما أصاب بحده فكل، وما أصاب بعرضه فهو وقيذ، وسألته عن صيد الكلب فقال: ما أمسك عليك فكل، فإن أخذه ذكاته، وإن أصبت مع كلبك أو كلابك كلبا غيره فلا تأكل، فإنك إنما تذكر اسم الله على كلبك ولم تذكر على كلاب غيرك.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في الهامش: الزرقي، وما في الأصل هو الصواب فيما ذكره الخطيب في الفصل للوصل (2/ 857).(1/92)
(123) حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن إسحاق الفاكهي بمكة: حدثنا أبو يحيى عبد الله بن أحمد بن أبي مسرة: حدثنا خلاد بن يحيى: حدثنا هشام بن سعد: حدثنا زيد بن أسلم، عن ذكوان أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لما خلق الله آدم عليه السلام مسح(1) على ظهره سقط من ظهره كل نسمة هو خالقها إلى يوم القيامة، ثم جعل بين عيني كل إنسان منهم وميضا من نور، ثم عرضهم على آدم فقال: أي رب من هؤلاء؟ قال: هؤلاء ذريتك، فرأى رجلا منهم فأعجبه نور ما بين عينيه، فقال: أي رب من هذا؟ قال: رجل من ذريتك في آخر الأمم يقال له: داود قال: أي رب كم جعلت عمره؟ قال: ستين سنة، قال: فزده أربعين سنة، قال: إذا يكتب ويختم ولا يبدل، قال: / فلما انقضى عمر آدم جاءه ملك الموت عليه السلام قال: أولم يبق من عمري أربعون سنة؟ قال: أولم تعطها ابنك داود عليه السلام قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فجحد فجحدت ذريته، ونسي فنسيت ذريته، وخطئ فخطئت ذريته.
(124) أخبرنا أبو محمد دعلج بن أحمد بن دعلج: حدثنا إبراهيم بن أبي طالب: سمعت محمد بن عبد الأعلى يقول: قال لي المعتمر بن سليمان: لولا أنك من أهلي ما حدثتك بذا عن أبي، مكث أبي رحمه الله أربعين سنة يصوم يوما ويفطر يوما ويصلي صلاة الفجر بوضوء العشاء.
(125) أخبرنا دعلج: حدثنا أبو بكر السدوسي: حدثنا عاصم: حدثنا أبو هلال: حدثنا عبد الله بن بريدة قال: قال كعب رحمه الله: ما كرم عبد على الله عز وجل قط إلا ازداد البلاء عليه شدة، وما أعطى رجل زكاة فنقصت من ماله، ولا حبسها فزادت في ماله، ولا سرق سارق إلا حسبت له من رزقه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في الهامش: فمسح.(1/93)
(126) أخبرنا أبو علي إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الصفار قراءة عليه: حدثنا أحمد بن منصور الرمادي: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى هرقل عظيم الروم: سلام على من اتبع الهدى.
(127) أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المصري: حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح: حدثنا عبد الغفار بن داود: حدثنا عبد الرزاق بن عمر، عن الزهري، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لكل أمة أمين، وأمين أمتي أبو عبيدة بن الجراح.(1/94)
(128) أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى: حدثنا أبو سلمة المنقري: حدثنا أبو عوانة، عن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، عن أبي هريرة، أنه سمعه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن رجلا من بني إسرائيل كان يسلف الناس إذا أتاه الرجل بوكيل، فأتاه رجل فقال: يا فلان، أسلفني ستمئة دينار قال: نعم، وأين وكيلك؟ قال: الله وكيلي قال: سبحان الله، نعم قبلت، عد له ستمئة دينار وضرب له أجلا، وركب البحر الآخر بالمال يتجر فيه، فقدر الله عز وجل أن حل الأجل ولم يقدم الآخر، وارتج البحر بينهما، وغدا رب المال إلى الساحل يسأل عنه، فيقول الذين يسألهم: نزلنا بقرية كذا وكذا قال رب المال: اللهم أخلفني فلان، وإنما أعطيته لك، وانطلق الذي عليه المال فنجر خشبة حين حل الأجل، فجعل المال في جوفها، وكتب إليه بصحيفة: من فلان إلى فلان، إني قد دفعت مالك إلى وكيلي الذي توكل لي، ثم شد على فم الخشبة، فرمى بها في عرض البحر، فأقبل البحر يهوي بها حتى رمى بها إلى الساحل، وغدا رب / المال يسأل عن صاحبه كما يسأل، فيجد الخشبة، فحملها إلى أهله، فقال: أوقدوا هذه الخشبة، فنشروها فانتثرت الدنانير منها والصحيفة، فقرأها فعرف، وقدر للآخر فقدم بعد ذلك، فأتاه رب المال فقال: يا فلان، مالي قد طالت النظرة، قال: نعم، أما مالك، فقد دفعته إلى وكيلي الذي توكل به(1)، وأما أنت فهذا مالك فخذه، قال: وكيلك قد أوفاني. قال أبو هريرة: لقد(2) رأيتنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر مراؤنا ولغطنا أيهما آمن.
(129) أخبرنا(3) دعلج بن أحمد: حدثنا ابن أبي طالب: حدثنا محمد بن المثنى: حدثنا عثمان بن عمر الغطفاني، سمعت علي بن زيد قال: قال عمر بن عبد العزيز رِحمة الله عليه: لقد تمت حجة الله على ابن الأربعين، فمات لها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في الهامش: له.
(2) في الهامش: قد.
(3) في الهامش: حدثنا.(1/95)
(130) أخبرنا دعلج بن أحمد: حدثنا موسى بن هارون: حدثنا أبي: حدثنا يعلى بن عبيد: حدثنا الحاطبي(1) وهو عثمان بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن حاطب: سمعت ابن عمر يقول لرجل: أدب ابنك، فإنك مسئول عن ولدك ما علمته، وهو مسئول عن تركه طاعتك.
(131) أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار: حدثنا أحمد بن منصور الرمادي: حدثنا عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن الزهري، أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، أنه سمع ابن عباس يقول: سمعت أبا طلحة رضي الله عنه يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب، ولا صورة تماثيل.
(132) أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن إسحاق الفاكهي بمكة: حدثنا أبو يحيى عبد الله بن أحمد بن أبي مسرة: حدثنا خلاد بن يحيى: حدثنا يونس بن أبي إسحاق، عن بريد بن أبي مريم السلولي، سمعت أنس بن مالك: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه عشر صلوات، وحطت عنه عشر خطيئات.
(133) أخبرنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن السماك قال: قال المروذي: حدثني عبد الصمد بن محمد قال: قال بشر بن الحارث، رحمه الله: العالم طبيب الدين، والدرهم داء الدين، فإذا كان الطبيب يجر إلى نفسه الداء فمتى(2) يداوي نفسه. وقال: ليس يعذب هذا الخلق إلا العلماء، خربت الدنيا وذهب أهل الخير.
(134) أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار: حدثنا أحمد بن منصور الرمادي: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن معاوية بن الحكم رضي الله عنه، أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قالوا: يا رسول الله، إن منا رجالا يتطيرون قال: / إذا تجدونه في نفوسكم(3) فلا يصدونكم(4)، قال: ومنا رجال يأتون الكهان؟ قال: فلا تأتوا كاهنا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في الهامش: المحاطبي.
(2) في الهامش: فمن.
(3) في الهامش: أنفسكم.
(4) في الهامش: يصيبكم.(1/96)
(135) أخبرنا أبو جعفر محمد بن عمرو بن البختري: حدثنا محمد بن أحمد بن يزيد الرياحي: حدثنا أبو عامر العقدي: حدثنا علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي قلابة، عن سالم بن عبد الله بن عمر: حدثني عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يوشك أن تخرج قبل يوم القيامة نار من قبل حضرموت - أو من حضرموت - تحشر الناس، فقالوا: يا رسول الله، فما تأمرنا؟ قال: عليكم بالشام.
(136) أخبرنا أبو بكر أحمد بن سلمان: حدثنا أبو الأحوص محمد بن الهيثم بن حماد القاضي: حدثنا محمد بن كثير المصيصي، عن الأوزاعي، عن محمد بن عجلان، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا وطئ أحدكم بخفيه - أو قال: بنعليه - الأذى فطهورهما التراب.
(137) أخبرنا أبو عمرو بن السماك قال: قال المروذي: سمعت العباس العنبري: سمعت بشر بن الحارث يقول: ينبغي للرجل ينظر خبزه من أين هو، ومسكنه الذي يسكنه أهله من أي شيء هو، ثم يتكلم.
(138) أخبرنا أبو علي إسماعيل بن محمد الصفار: حدثنا أحمد بن منصور الرمادي: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن همام بن منبه، أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الكافر يأكل في سبعة أمعاء، والمؤمن يأكل في معى واحد.
(139) أخبرنا محمد بن عمرو بن البختري: حدثنا محمد بن أحمد بن يزيد الرياحي: حدثنا أبو عامر العقدي: حدثنا علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن: حدثني أبو قتادة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تنتبذوا الرطب والزهو جميعا، ولا تنتبذوا التمر والزبيب جميعا، وانبذوا كل واحد منهما على حدته.(1/97)
(140) أخبرنا علي بن محمد المصري: حدثنا علي بن سعيد: حدثنا الفتح بن عمرو الكشي: حدثنا سلم بن حفص: حدثنا أبو حمزة السكري، عن رقبة، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن سلمة، عن علي رضي الله عنه قال: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحجبه عن قراءة القرآن شيء ليس الجنابة.
(141) / أخبرنا أحمد بن سلمان قراءة عليه: حدثنا أبو قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي: حدثنا مسلم بن إبراهيم: حدثنا شعبة وهشام، عن قتادة، عن أنس رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: البزاق(1) في المسجد خطيئة، وكفارتها دفنه.
(142) حدثنا أبو عمرو عثمان بن أحمد: حدثنا عمر بن سعيد القراطيسي قال: قال ابن أبي الدنيا: قال رجل لبشر بن الحارث: يا أبا نصر، لا أدري بأي شيء آكل خبزي؟ قال: إذا أردت أن تأكل خبزك فاذكر العافية فاجعلها إدامك(2).
(143) أخبرنا محمد بن عمرو بن البختري: حدثنا محمد بن أحمد بن يزيد الرياحي: حدثنا عبد الوهاب: حدثنا ابن عون، عن نافع، عن ابن عمر، أن عمر أصاب أرضا بخيبر، فقال: يا رسول الله، إني أصبت أرضا بخيبر، والله ما أصبت مالا قط هو أنفس عندي منها، فما تأمرني يا رسول الله؟ قال: إن شئت تصدقت بها وحبست أصلها قال: فجعلها عمر رضي الله عنه صدقة، لا تباع ولا توهب ولا تورث، تصدق بها على الفقراء ولذوي القربى وفي سبيل الله وفي الرقاب - قال ابن عون: وأحسبه قال: والضيف - ولا جناح على من وليها أن يأكل بالمعروف ويطعم صديقا غير متمول فيه.
(144) حدثنا أبو الحسين عبد الصمد بن علي بن مكرم: حدثنا أبو محمد عبيد بن عبد الواحد: حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير: حدثني الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب أنه قال: أخبرني سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: تقاتلكم يهود، فتسلطون عليهم حتى يقول الحجر: يا مسلم هذا يهودي ورائي فاقتله.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في الهامش: البصاق.
(2) في الهامش: أدمك.(1/98)
(145) أخبرنا أبو أحمد حمزة بن محمد بن العباس: حدثنا محمد بن غالب: حدثنا أبو عمر الحوضي: حدثنا يزيد بن إبراهيم: حدثنا قتادة، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اعتدلوا في السجود، ولا يبسط أحدكم ذراعيه كالكلب، وإذا بزق فلا يبزق بين يديه ولا عن يمينه فإنه يناجي ربه عز وجل، ولكن يبزق عن يساره أو تحت قدمه.
(146) أخبرنا دعلج بن أحمد: حدثنا محمد بن سليمان بن الحارث: حدثنا أبو نعيم ضرار بن صرد: حدثنا سعيد بن عبد الجبار بن أبي المهاجر، عن عطية بن عمرو السعدي، عن أبيه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تسأل الناس شيئا، فإن الله تعالى مسؤول ومنط.
(147) أخبرنا أبو عمرو عثمان بن أحمد قال: قال القاسم بن منبه: سمعت بشر بن الحارث / يقول: مساكين أهل الدنيا هم والله في موضع رحمة.
(148) أخبرنا محمد بن عمرو بن البختري: حدثنا محمد بن الهيثم بن حماد بن واقد: حدثنا الحسن بن الربيع إملاء من كتابه: حدثنا ابن إدريس، عن ابن عجلان، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: استصرخ رسول الله صلى الله عليه وسلم على بني عمرو بن عوف لشيء كان بينهم يصلحه، فأقيمت الصلاة فانتظروا، فلما أبطأ تقدم أبو بكر رضي الله عنه، ثم جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فتقدم إلى الصف الأول، فصفح الناس بأبي بكر، وكان لا يلتفت، ثم نظر فرأى النبي صلى الله عليه وسلم وتأخر(1)، فدفعه النبي صلى الله عليه وسلم فأبى إلا أن(2) يتأخر، فتقدم النبي صلى الله عليه وسلم فلما قضى صلاته قال لأبي بكر: ما منعك أن تثبت؟ قال(3): ما كان الله عز وجل ليرى ابن أبي قحافة أن يصلي برسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنما التصفيح للنساء والتسبيح للرجال، فإذا ناب أحدكم شيء في صلاته فليقل: سبحان الله، سبحان الله.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في الهامش: فتأخر.
(2) في الهامش: أن لا.
(3) في الهامش: فقال.(1/99)
(149) أخبرنا أبو علي إسماعيل بن محمد الصفار قراءة عليه: حدثنا الحسن بن علي بن عفان: حدثنا عبيد الله بن موسى: حدثنا حريث، عن واصل الأحدب، عن شقيق، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا التشهد والخطبة كما يعلمنا السورة من القرآن: التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، والخطبة: الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا [النساء: 1]، يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما [الأحزاب: 70، 71].
(150) أخبرنا أبو أحمد حمزة بن محمد بن العباس: حدثنا محمد بن غالب: حدثنا موسى بن مسعود: حدثنا عكرمة بن عمار، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه، مثل هذا، يعني حديثا قبله، وزاد فيه: ولا صاحب غنم لا يؤدي حقها إلا بطح لها(1) / بقاع قرقر يوم القيامة، ليس فيها عقصاء ولا جماء، فتنطحه كل ذات قرن، وتطؤه كل ذات ظلف بظلفها، حتى يقضى بين الناس، فيرى سبيله في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، وفي البقر مثل ذلك.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في الهامش: له.(1/100)
(151) حدثنا أبو الحسين عبد الصمد بن علي بن محمد بن مكرم: حدثنا عبيد بن عبد الواحد: حدثنا يحيى بن بكير: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب: أخبرني جعفر بن عمرو بن أمية، أن أباه عمرو بن أمية أخبره، أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتز من كتف شاة في يده، فدعي إلى الصلاة، فألقاها والسكين التي كان يحتز بها، ثم قام فصلى ولم يتوضأ، فذهب ذلك في الناس، ثم أخبر رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ونساء من أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: توضؤوا مما مست النار.
(152) حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن إسحاق الفاكهي بمكة: حدثنا أبو يحيى عبد الله بن أحمد بن أبي مسرة: حدثنا يحيى بن محمد الجاري: حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن يزيد بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: إن كانت إحدانا لتفطر في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم فما تقدر على أن تقضيه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يأتي شعبان، ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم في شهر ما كان يصوم في شعبان، كان يصوم(1) كله إلا قليلا، بل كان يصومه كله.
(153) أخبرنا أبو محمد دعلج بن أحمد: حدثنا ابن البراء: حدثنا المعافى: حدثنا زهير: حدثنا سماك قال: نبأني ثعلبة بن الحكم، أخو بني ليث أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على قدر فيها لحم غنم انتهبوها، فأمر بها فأكفئت، وقال: إن النهبة لا تصلح.
(154) أخبرنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبد الله قال: قال أبو بكر عبد الرحمن بن عفان: أخبرني بشر بن الحارث قال: قال فضيل بن عياض: يا بشر، الرضا الأكبر من الله عز وجل الزهد في الدنيا قال: قلت: كيف هذا يا أبا علي؟ قال: يكون العطاء والمنع بمنزلة واحدة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) هكذا في الأصل.(1/101)
(155) أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار قراءة عليه سنة ست وثلاثين وثلاثمئة: حدثنا عبد الله بن محمد بن شاكر: حدثنا محمد بن بشر العبدي: حدثنا عبيد الله بن عمر، عن سعيد، / عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أكرم الناس؟ قال: أتقاهم قالوا: ليس عن هذا نسألك يا رسول الله قال: فأكرم الناس يوسف نبي الله ابن نبي الله ابن نبي الله ابن خليل الله قالوا: ليس عن هذا نسألك قال: فعن معادن العرب؟ قالوا: نعم قال: فإن خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فقهوا.
(156) أخبرنا محمد بن عمرو بن البختري: حدثنا سعدان بن نصر: حدثنا معمر بن سليمان الرقي، عن خصيف، عن زياد بن أبي مريم، عن عبد الله بن معقل قال: كان أبي عند عبد الله بن مسعود فسمعه يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الندم توبة.
(157) أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المصري: حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي مريم: حدثنا محمد بن يوسف: حدثنا سفيان، عن إسماعيل بن كثير، عن عاصم بن لقيط بن صبرة، عن أبيه رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: خلل أصابعك، وأسبغ الوضوء، وإذا استنشقت فبالغ إلا أن تكون صائما.
(158) أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان: حدثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي: حدثنا أبو بكر بن عياش، عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، متى الساعة؟ قال: وماذا أعددت لها؟ قال: لا والذي نفسي بيده، ما أعددت لها من كثير صلاة ولا صيام، إلا أني أحب الله ورسوله قال: فأنت مع من أحببت قال: فكان يعجبهم حديث الأعرابي.
(159) حدثنا عثمان بن أحمد بن السماك قال: قال القاسم بن منبه: سمعت بشرا يقول: قالت عائشة رضي الله عنها: لو شئنا أن نشبع شبعنا، ولكن محمدا صلى الله عليه وسلم كان يؤثر على نفسه.(1/102)
(160) أخبرنا محمد بن عمرو بن البختري: حدثنا سعدان بن نصر: حدثنا سفيان بن عيينة، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال: لو أن امرءا اطلع عليك بغير إذن فحذفته بحصاة ففقأت عينه ما كان عليك جناح.
(161) حدثنا أبو الحسن علي بن محمد المصري إملاء: حدثنا محمد بن الربيع بن بلال: حدثنا حرملة بن يحيى وأحمد بن أبي بكر قالا: حدثنا ابن وهب: أخبرني إبراهيم بن سعد، عن عبد العزيز بن المطلب، عن يحيى بن سعيد، عن نافع، عن ابن عمر، أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه استشار رسول الله صلى الله عليه وسلم في أن يتصدق بماله الذي بثَمْغَ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: / تصدق بثمره واحبس أصله لا يباع ولا يورث.
(162) أخبرنا أبو علي إسماعيل بن محمد الصفار: حدثنا عبد الكريم بن الهيثم: حدثنا عمرو بن عون: حدثنا هشيم، عن زكريا، عن أبي إسحاق قال: قلت للبراء: يا أبا عمارة، أوليتم يوم حنين؟ قال: ما ولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن هوازن قوم رماة (يسرع ؟)(1) إليهم ناس، فرشقوهم بالنبل، ولقد رأيت نبلهم فما شبهته إلا برجل جراد.
(163) حدثنا أحمد بن سلمان: حدثنا أحمد بن ملاعب: حدثنا سعيد بن سليمان: حدثنا عباد بن العوام، عن يحيى بن سعيد، عن الزهري، وحجاج عن الزهري، عن عروة، أن عائشة وحفصة رضي الله عنهما صامتا تطوعا، فأهديت(2) لهما هدية فأفطرتا، فلما دخل النبي صلى الله عليه وسلم سألته حفصة - وكانت بنت أبيها - رضي الله عنهما فأمرهما أن تقضيا يوما مكانه. قال حجاج: وكان عطاء يرى فيه قضاء.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في الهامش: سرع.
(2) في الهامش: وأهديت.(1/103)
(164) أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان: حدثنا محمد بن الجهم السمري: حدثنا يعلى بن عبيد، عن محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن قبيصة بن ذؤيب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا شرب الخمر فاجلدوه، فإن عاد فاجلدوه، فإن عاد فاجلدوه، فإن عاد فاقتلوه، فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم برجل من الأنصار يقال له: نعمان، فضربه أربع مرار، فرأى المسلمون أن قد أجزأ وأن الضرب قد وجب.
(165) أخبرنا أبو أحمد حمزة بن محمد بن العباس: حدثنا محمد بن غالب: حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا همام: حدثنا قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تهجر امرأة فراش زوجها إلا لعنتها ملائكة الله عز وجل.
(166) أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن إسحاق الفاكهي بمكة: حدثنا أبو يحيى عبد الله بن أحمد بن أبي مسرة قال: حدثنا أحمد بن محمد الأزرقي: حدثنا عبد الله بن عبد العزيز الليثي: حدثني سليمان بن عطاء، عن أبيه، عن أبي أيوب رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما من يوم اثنين ولا خميس إلا ترفع فيهما الأعمال، إلا عمل المهتجرَين.
(167) أخبرنا أبو عمرو بن السماك قال: قال القاسم بن محمد بن منبه: سمعت بشر بن الحارث يقول: قيل لرجل: تطعم نفسك؟ قال: كيف أطعمها شهوتها وليس خلق أبغض إلي منها.
(168) أخبرنا محمد بن عمرو بن البختري الرزاز: حدثنا سعدان بن نصر المخرمي: حدثنا سفيان بن عيينة، عن عبدة بن أبي لبابة، وعاصم، عن زر بن حبيش قال: سألت أبي / بن كعب رضي الله عنه عن ليلة القدر، فحلف لا يستثني أنها ليلة سبع وعشرين، قلت: بم تقول يا أبا المنذر؟ قال: بالآية أو بالعلامة التي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنها تصبح في ذلك اليوم الشمس ليس لها شعاع.(1/104)
(169) أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار: حدثنا محمد بن عبد الملك بن مروان: حدثنا عمرو بن عاصم: حدثنا عمران القطان أبو العوام: حدثني محمد بن جحادة، عن مسلم بياع السابري، عن أبي وائل، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلم عن يمينه ويساره حتى يرى بياض خديه، وكان يقول: السلام عليكم ورحمة الله عن يمينه، ثم يعيد عن يساره.
(170) أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المصري: حدثنا محمد بن نافع: حدثنا عبد الله بن المغيرة: حدثنا سفيان الثوري، عن معمر بن راشد، عن يحيى ين أبي كثير، عن ابن أبي قتادة، عن أبيه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطيل القيام في الركعة الأولى من الفجر، فظننا أنه إنما يفعل ذلك ليدرك الناس.
(171) أخبرنا أحمد بن سلمان: حدثنا عبد الملك بن محمد الرقاشي: حدثنا سعيد بن عامر: حدثنا شعبة، وسعيد بن أبي عروبة، عن عسل بن سفيان، عن عطاء، عن أبي هريرة كره السدل، ورفع ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
(172) أخبرنا أبو أحمد حمزة بن محمد بن العباس: حدثنا محمد بن غالب: حدثنا القعنبي: حدثنا سليمان بن بلال، عن عتبة بن مسلم عن نافع بن جبير، أن مروان بن الحكم خطب الناس فذكر مكة وأهلها وحرمتها، فناداه رافع بن خديج رضي الله عنه فقال: ما لي أسمعك ذكرت مكة وأهلها وحرمتها، ولم تذكر المدينة وأهلها وحرمتها؟ وقد حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بين لابتيها، وذلك عندنا في أديم خولاني إن شئت أقرأتكم قال: فسكت مروان، ثم قال: قد سمعت بعض ذلك.(1/105)
(173) أخبرنا محمد بن عمرو بن البختري: حدثنا سعدان بن نصر: حدثنا سفيان بن عيينة، عن منصور بن صفية، عن أمه، عن عائشة رضي الله عنها، أن امرأة سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن غسلها من الحيض(1)، فأمرها كيف تغتسل قال: خذي فرصة من مسك فتطهري بها، فقالت: كيف أتطهر بها؟ قال: تطهري بها قالت: كيف أتطهر بها؟ قالت عائشة: فاجتذبتها إلي وقلت: تتبعي بها أثر الدم.
(174) أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار قراءة عليه: حدثنا عبد الكريم بن الهيثم: حدثنا أبو توبة: حدثنا معاوية بن سلام، عن يزيد بن سلام، عن أبي سلام: حدثني الحارث الأشعري رضي الله عنه، / أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثهم قال: أنا(2) آمركم بخمس كلمات أمرني الله عز وجل بهن: الجماعة، والسمع، والطاعة، والهجرة، والجهاد في سبيل الله عز وجل، فمن خرج من الإسلام قيد شبر فقد خلع ربق الإسلام من رأسه إلا أن يرجع، ومن دعى دعوة جاهلية فهو من جثى [ جهنم ](3)، قال رجل: يا رسول الله، وإن صام وصلى؟ قال: نعم، وإن صام وصلى، فادعوا بدعوة الله عز وجل الذي سماكم بها المسلمين المؤمنين عباد الله عز وجل.
(175) حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن إسحاق الفاكهي بمكة: حدثنا أبو يحيى بن أبي مسرة: حدثنا العلاء بن عبد الجبار: حدثنا أبو عمير - يعني الحارث بن عمير - عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كنا نقول على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبو بكر، وعمر، وعثمان رضي الله عنهم.
(176) أخبرنا عثمان بن أحمد: حدثنا الحسن بن عمرو: سمعت بشر بن الحارث يقول: قال الفضيل لسفيان: لئن كنت تحب أن يكون الناس مثلك فما أديت النصيحة لربك عز وجل كيف وأنت تحب أن يكونوا دونك.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في الهامش: المحيض.
(2) في الهامش: فأنا.
(3) ساقطة من الأصل.(1/106)
(177) أخبرنا محمد بن عمرو بن البختري: حدثنا سعدان بن نصر: حدثنا موسى بن داود، عن زهير، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو مخافة أن يناله العدو.
(178) أخبرنا علي بن محمد بن أحمد المصري: حدثنا عبيد الله بن سعيد بن كثير بن عفير، عن أبي صالح، عن الليث، عن ابن وهب، عن ابن جريج أنه قال: حدثني عطاء بن أبي رباح، أن صفوان بن يعلى بن مُنيَة، حدثه عن يعلى بن منية قال: غزوت مع النبي صلى الله عليه وسلم غزوة العسرة، وكانت أوثق أعمالي في نفسي، وكان لي أجير فقاتل إنسانا، فعض أحدهما يد صاحبه فانتزع أصبعه فسقطت ثنيته، فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأهدر ثنيته، قال عطاء: وحسبت أن صفوان قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيدع يده في فيك حتى تقضمها قضم الفحل؟. قال عطاء: وحسبت أن صفوان قد سمى لي العاض فنسيته.
(179) أخبرنا حمزة بن محمد بن العباس أبو أحمد: حدثنا عبد الله بن روح المدائني: حدثنا يزيد بن هارون: أخبرنا يحيى بن سعيد، عن أنس رضي الله عنه، أن أعرابيا بال في المسجد، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذنوب من ماء فصبه على بوله.(1/107)
(180) / حدثنا عبد الله بن محمد الفاكهي بمكة: حدثنا أبو يحيى بن أبي مسرة: حدثنا يوسف بن كامل: حدثنا سويد أبو حاتم: حدثنا عبدالله(1) بن عبيد بن عمير الليثي، عن أبيه، عن جده رضي الله عنه قال: بينما أنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل فقال: يا رسول الله، ما الإيمان؟ قال: الصبر والسماحة قال: يا رسول الله، فأي الإسلام أفضل؟ قال: من سلم المسلمون من لسانه ويده قال: يا رسول الله، فأي الهجرة أفضل؟ قال: من هجر السوء قال: يا رسول الله، فأي الجهاد أفضل؟ قال: من أهريق دمه وعقر جواده قال: يا رسول الله، فأي الصدقة أفضل؟ قال: جهد المقل قال: يا رسول الله، فأي الصلاة أفضل؟ قال: طول القنوت.
(181) أخبرنا عثمان بن أحمد بن السماك: حدثنا الحسن(2) بن عمرو الشيعي(3)، سمعت بشرا يقول: قال أبو بكر بن عياش: من عظم صاحب دنيا فقد أحدث حدثا في الإسلام.
(182) أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار في سنة 336: حدثنا عبد الله بن محمد بن شاكر: حدثنا أبو أسامة، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أخف الناس صلاة في تمام.
(183) أخبرنا عثمان بن أحمد: حدثنا الحسن بن عمرو، سمعت بشر بن الحارث يقول: أوحى الله تعالى إلى داود عليه السلام: يا داود، إني لم أخلق الشهوات إلا للضعفاء من عبادي، فأما الأبطال فما لهم ولها.
آخر الجزء الثاني
الحمد لله أولا وآخرا وظاهرا وباطنا وسرا وعلانية
صلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم
حسبنا الله ونعم الوكيل.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في الأصل عبيدالله، والمثبت من الهامش وهو الصواب.
(2) في الهامش: الحسين. وما في الأصل هو الصواب، والله أعلم.
(3) هكذا ذكره المزي في ترجمة بشر بن الحارث، وما في الأصل محتمل، وهو أقرب إلى الشعبي، والله أعلم.(1/108)
الجزء فيه من حديث أبي بكر محمد بن الحسن بن يعقوب بن مقسم العطار عن شيوخه
رواية أبي الحسين علي بن محمد بن دينار الكاتب عنه
رواية أبي غالب محمد بن أحمد بن سهل بن بشران النحوي عنه
رواية أبي المجد محمد بن محمد بن عيسى بن جهور المعدل الواسطي عنه
رواية أبي الفوارس سعد بن محمد بن سعد بن الصيفي التميمي عنه
رواية أبي المظفر محمد بن مقبل بن فتيان بن مطر النهرواني عنه
رواية أم عبد الله زينب بنت الكمال أحمد بن عبد الرحيم إجازة عنه
رواية أبي حفص عمر بن محمد بن أحمد البالسي عنها
رواية شيخ الإسلام أبي الفضل أحمد بن علي العسقلاني عنه
بسم الله الرحمن الرحيم
أخبرنا أبو المظفر محمد بن مقبل بن فتيان بن مطر النهرواني عرف بابن المني: أخبرنا أبو الفوارس سعد بن محمد بن سعد بن الصيفي التميمي المعروف بحيص بيص سماعا: أخبرنا القاضي أبو المجد محمد بن محمد بن عيسى بن جهور المعدل الواسطي قراءة عليه وأنا أسمع بواسط في جمادى الآخرة سنة ست وخمسمئة: أخبرنا أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل النحوي المعروف بابن بشران قراءة عليه وأنا أسمع: أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن دينار الكاتب: حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن يعقوب بن مقسم المقرئ العطار (لليلاتين؟) خلتا من شهر ربيع الآخر سنة خمسين وثلاثمئة:
(1) حدثنا يحيى بن عبد الباقي الثغري: حدثنا إدريس بن سليمان الرملي: حدثنا ضمرة بن ربيعة، عن يحيى بن راشد، عن حميد الطويل، عن أنس بن مالك قال: سافرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان فلم يعب الصائم على المفطر، ولا المفطر على الصائم.
(2) حدثنا الحسن بن علي العطار: حدثنا إسماعيل بن عيسى وهو العطار: أخبرنا أبو عبد الملك المكي: حدثنا عبد الله بن أبي مليكة، عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: العسيلة الجماع.(1/109)
(3) حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن موسى البزاز: حدثنا أبو طالب هاشم بن الوليد الهروي: حدثنا ابن علية، عن يونس، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بئس الكسب أجر الزَّمارة وثمن الكلب. قال أبو بكر: الزمارة، الزانية.
(4) / حدثنا إبراهيم بن عبد الله البصري: حدثنا القعنبي: حدثنا عبد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا كان ثلاثة فلا يتناج اثنان دون الواحد.
(5) حدثنا موسى بن سهل البصري: حدثنا محمد وهو ابن رمح: حدثنا الليث، عن أبي الزبير، عن جابر، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن اشتمال الصماء، والاحتباء في ثوب واحد، وأن يرفع الرجل إحدى رجليه على الأخرى وهو مستلقي على ظهره.
(6) حدثنا محمد بن الليث الجوهري: حدثنا جبارة بن المغلس: حدثنا عبد الكريم بن عبد الرحمن الخزاز البجلي،عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون، عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما ساء عمل قوم قط إلا زخرفوا مساجدهم.
(7) حدثنا عبد الله بن محمد مولى بني هاشم: حدثنا خلاد بن أسلم: حدثنا النضر بن شميل: حدثنا أبوعامر الخزاز، عن كثير بن شنظير، عن الحسن، عن عمران بن حصين، أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن المثلة، ألا وإن المثلة أن ينذر الرجل أن يحج ماشيا، فليهد بدنة وليركب.
(8) حدثنا موسى بن سهل البصري: حدثنا هشام: سمعت محمد بن أيوب بن ميسرة بن حلبس يقول: سمعت أبي يقول: سمعت بسر بن أبي أرطاة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وأجرنا من خزي الدنيا ومن عذاب الآخرة.
(9) حدثنا إسحاق بن إبراهيم الأنماطي: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم: حدثنا مروان: حدثنا عنبسة بن عثمان: حدثنا أبو سلمة بن عبد الرحمن، عن أم سلمة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وامرأة من أزواجه يغتسلان من إناء واحد.(1/110)
(10) حدثنا أحمد بن خالد بن عمرو الحمصي السلفي: حدثنا أبي: حدثني عكرمة بن يزيد: حدثني الأبيض بن الأغر، عن عبيد الله(1) بن عبد الله بن الأصم، عن عمه يزيد بن الأصم، عن ميمونة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد جافى بيديه عن جنبيه حتى يرى بياض إبطيه.
(11) سمعت أبا العباس وقد سئل عن معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: المجالس بالأمانة، فقال: أي أن (يقل ؟) للحاضر إني قد ائتمنتك، فليس ينبغي له أن يجلي كلامه.
(12) / سمعت أبا العباس أحمد بن يحيى ثعلبا وقد سئل عن معنى قول الله تبارك وتعالى: وما(2) زادوهم غير تتبيب [هود: 101] قال: أي تخسير.
(13) سمعت أبا العباس يقول: ويقال: سكرت الريح أي سكنت قال: وهو مأخوذ من الامتلاء والسكر من هذا.
(14) وأنشدنا قال: أنشدنا أبو العباس: أنشدنا ابن الأعرابي:
لو ملك البحرَ والفراتَ معا ما نالني من نداهما بللا
فَعاله(3) علقم مَغبَّتُه(4) وقوله لو وفى به عسلا
قال أبو العباس: نالني أعطاني، وقوله: لو وفا به عسلا، أي لكان عسلا.
(15) وأنشدنا أبو العباس أيضا:
إذا لم تكن حاجاتنا في نفوسنا لإخواننا لم تغن عنا الرتايم
قال أبو العباس: والرتيمة أيضا أن يعقد الرجل إذا أراد سفرا شجرتين، فإذا رجع فوجدهما على ما كانتا عليه قال: قد وفت امرأته، وإذا(5) لم يجدهما قال: قد نكثت.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في الأصل: الأبيض بن الأغر، عن عبد الله بن يزيد بن الأصم، عن ميمونة. والتصويب من الهامش.
(2) في الأصل: فما.
(3) في الهامش نقلا عن الصحاح: الفعال بفتح الفاء مصدر فعل كالدهاء مصدر دهى، والفعال بالكسر جمع فعل مثل قدح قداح.
(4) في الهامش: المغبة العافية.
(5) في الهامش: فإذا.(1/111)
(16) حدثنا أبو العباس: حدثني عبد الله بن شبيب: حدثني محمد بن عيسى، عن فليح بن إسماعيل: حدثني عبد الله بن صالح سنة 162: حدثني عمي سليمان بن علي، عن عكرمة قال: إني لمع ابن عباس رضي الله عنهما بعرفة إذا فتية أدمان يحملون فتى في كساء معروقَ الوجه ناحلَ البدن له حلاوة، حتى وضعوه بين يدي ابن عباس، وقالوا له: استشف له يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فقال ابن عباس: وما به؟ فأنشأ يقول:
بنا من جوى الأحزان والوجد لوعة **** تكاد لها نفس الشفيق تذوب
ولكنما أبقى حُشاشةَ مُعولٍ **** على ما به عود هناك صليب
/ فأقبل ابن عباس على عبيد الله بن حميد بن زهير بن الحارث بن أسد بن عبد العزى فقال: أخذ هذا البدوي العود علينا وعليك. قال: فحملوه فخفت في أيديهم فمات، فقال ابن عباس: هذا قتيل الحب لا عقل ولا قود. قال عكرمة: فما رأيت ابن عباس سأل الله عز وجل في عشيته حتى المساء إلا العافية مما ابتلي حين(1) ذكر الفتى صلابة عوده أخذ البدوي العود علينا وعليك.
(17) حدثنا أبو العباس: حدثنا زبير بن بكار: حدثني عاصم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب، عن أبيه، وحدثنيه يونس بن عبد الله بن سالم الخياط، عن مالك بن أنس، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن حفص: أن رجلا من بني كلاب يكنى أبا حبال نزل على عبد الله بن عمر بن حفص ومعه ابنه حبال، فمرض ابنه ثم مات. قال عبد الله(2): فأمرنا أبي أن نكفنه، فكفناه وحنطناه، فلما فرغنا من أمره استأذن أبوه أبي أن يدخل فيسلم عليه، فأذن له فدخل، فانكب عليه، فسمعته يقول:
فلولا حبال لم تَنِخْ بي مطيتي **** بأرض بها الحمى ببرد وصالب
قال الشيخ: ناخت هي وأناخها صاحبها.
وقائلة أرادك والله حبه بنفسي ***** حبال من خليل وصاحب.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) هكذا في الأصل. والظاهر أنه يوجد سقط هنا، انظر مجالس ثعلب (1/94-95).
(2) في الهامش: لعله عبدالرحمن، قاله الدمياطي.(1/112)
فجعل يردد ذلك ثم فقدنا صوته، فقال لنا أبي: انظروا فإني والله أحسبه قد مات، فدخلنا فوجدناه ميتا، فجهزناه وحملناه مع ابنه.
(18) حدثنا أبو العباس قال: حج الحجاج ومعه صاحب له، فأراد أن يأكل لقمة، فوضعها من النعاس في عينه، وطارت عمامة صاحبه أيضا من النعاس، فقال له الحجاج: ما فعلت عمامتك؟ قال: مع لقمتك.
(19) وأنشدنا أبو العباس: والنوم ينتزعُ العصا من ربّها ويلوك ثِنْيَ لسانه المنطيق
(20) حدثنا موسى بن علي(1) الخُتَّلي: حدثنا زكريا: حدثنا الأصمعي: حدثنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عمار بيوت الله عز وجل هم أهل الله تبارك وتعالى.
(21) حدثنا موسى بن علي الختلي: حدثنا زكريا: حدثنا الأصمعي: حدثنا أبو عوانة، عن عبد الملك بن عمير، عن إبراهيم بن جرير بن عبد الله قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : جرير بن عبد الله يوسف هذه الأمة.
(22) حدثنا موسى بن علي الختلي: حدثنا زكريا: حدثنا الأصمعي: حدثنا جويرية بن أسماء قال: قال عمرو بن العاص: ما من شيء أفيده أحب إلي من أن أصبح عروسا بعقيلة من عقائل العرب. قال: وقال معاوية بن أبي سفيان: ما من شيء أفيده أحب إلي من عين خرارة في أرض خوارة. قال وردان مولى عمرو: وما من شيء أفيده أحب إلي من الإفضال على الإخوان. فقال معاوية: أنا(2) أحق بها.
(23) حدثنا إسحاق بن إبراهيم الأنماطي: حدثنا أحمد بن أبي الحواري قال: قلت لأبي سليمان الداراني: يا أبا سليمان الرجل ينقطع عن الكسب والتصرف، ثم يرجع إلى الكسب لطلب الحلال والسنة. قال: فقال لي: أبو سليمان: لا يفلح قلب يهتم بجمع القراريط.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) تحرف في الأصل إلى: بن إسماعيل.
(2) في الهامش: لعله أنت.(1/113)
(24) حدثنا إبراهيم بن عبد الله البصري بمكة: حدثنا أبو الوليد الطيالسي: حدثنا حماد بن سلمة: حدثنا بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده قال: قلت: يا رسول الله من أبر؟ قال: أمك قلت: ثم من؟ قال: ثم أمك، قلت: ثم من؟ قال: ثم أمك، قلت: ثم من؟ قال: ثم أباك، ثم الأقرب فالأقرب.
(25) حدثنا الحسن بن علي القطان: حدثنا إبراهيم بن المنذر: حدثني محمد بن معمر، أخبرني أبي، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة: / سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من سره أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه.
(26) حدثنا موسى بن سهل البصري: حدثنا إسحاق بن إبراهيم القرقساني: حدثنا عيسى بن يونس: حدثنا كثير بن عبد الله، عن أبيه، عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صدقة المرء المسلم تزيد في العمر، وتمنع ميتة السوء، ويذهب الله بها الفخر والكبر.
(27) حدثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله البصري: حدثنا أبو عاصم النبيل، عن محمد بن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا.
(28) حدثنا إبراهيم بن موسى الفقيه: حدثنا عبد الرحيم بن يحيى بن عطاء بن مسلم عن أبيه، عن إبراهيم، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من اتقى ربه عز وجل كف لسانه ولم يشف غيظه.
(29) حدثنا إسحاق بن إبراهيم الأنماطي: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم: حدثنا ابن أبي فديك، عن الضحاك، عن عثمان، عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين، عن أبي مرة مولى أم هانئ، عن أبي الدرداء قال: أوصاني حبيبي صلوات الله عليه بثلاث لا أدعهن ما عشت: بصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وصلاة الضحى، وأن لا أنام حتى أوتر.(1/114)
(30) أخبرنا عبد الله بن محمد مولى بني هاشم: حدثنا سويد بن سعيد الحدثاني: أخبرنا موسى بن عمير الكوفي، عن أبي إسحاق، عن صلة بن زفر، عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله جل ثناؤه: الصوم لي وأنا أجزي به، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك.
(31) / حدثنا أبو العباس: حدثنا عمر بن شبه: حدثني ابن أُقَيْصَر قال: تنازعنا إلى الحسن بن زيد في قطيعة سلمة بن مالك، فعرفها الحسن وقال: ائتوني ببرهان مع معرفتي قال: فأتينا عبد الله بن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر فسألناه، فأخبرنا عن أبيه، عن جده، رفعه إلى عمار بن ياسر، أن النبي صلى الله عليه وسلم أقطع سلمة بن مالك السلمي وكتب له: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما أعطى محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم سلمة بن مالك، أعطاه ما بين الحباطي إلى ذات الأساود، مَن حاقَّهُ فهو مبطل وحقُّهُ حق.
(32) سمعت أبا العباس: وقد سئل عن معنى قول الله تبارك وتعالى: يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين، قال: يصدق المؤمنين. قال أبو العباس: واللام تدخل لأنه بنى الماضي والمستقبل على الدائم قال أبو العباس: وتدخل أيضا لتأويل الإضافة، وهذا كقوله:
يذُمونَ لي الدنيا وهم يرضعُونها أفاوِيقَ حتى ما يدِرُ لها ثُعْلُ
(33) حدثنا أبو العباس: حدثنا أبو سعيد: حدثني عتاب بن عبد الرحمن: حدثني عمر بن عبد الوهاب الرياحي قال: أتيت بدوية بقصر أوس في غداة شاتية، فسلمت فقالت: يا أبا حفص، إنك أتيتني في غداة قرة وأنا أتشفع بالنار، ثم أنشدت:
حي الإلهُ خيالَ ما لو زارنا عدد الليالي كان ذاك قليلا
(34) حدثنا أبو العباس: حدثنا محمد بن سلام الجمحي: حدثني محمد بن الحارث قال: دخل ابن أبي ربيعة على عبد الملك فقال: ما بقي من فسقك يا ابن أبي ربيعة؟ قال: بئست تحية الشيخ ابنَ عمه على بعد المزار.(1/115)
(35) / سمعت أبا العباس يقول: إذا قال: يا خيل الله اركبي، يقول: من يقاتل عن الله تعالى ويركب. وقال أبو العباس: وأما ناقة الله ورحمة الله فإنه يريد أعلى الأشياء.
(36) سمعت أبا العباس يقول: إذا كان أمر يسير قيل: لا تنتطح فيه عنزان.
(37) سمعت أبا العباس يقول: قال عمر بن الخطاب: كان زهير لا يعاظل بين الكلام، ولا يصف الرجل إلا بما فيه. ثم قال لنا أبو العباس: يقال تعاظلت الجرادتان إذا ركب بعضها بعضا. قال أبو العباس: ولا يصف الرجل إلا بما فيه، أي لا يقول: هو أسد، هو حية.
(38) حدثنا أبو العباس: سمعت ابن الأعرابي يقول: الرسول والرسيل والرسالة واحد، وأنشدنا في ذلك:
لقد كذب الواشون ما بحتُ عندهم بليلي وما أرسلتهم برسيل.
قال: وبرسول أيضا.
(39) سمعت أبا العباس وقد سئل عن قولهم: ملكت فأسجح، قال: معناه فسهل قال أبو العباس: ومنه وأنشد:
أَلِكْنى إليها وخيرُ الرسول **** أعلمهم بنواحي الخبر.
قال الشيخ: معنى أَلِكْنى أرسلني. قال أبو العباس: وخير الرجل (مجال ؟)(1). قال الشيخ: لا يقال خير الرجل كما لا يقال خير الرسول.
(40) وسمعت أبا العباس يقول: السَدَن الضوء، والسدف الظلمة، هذا من الأضداد، وإنما سميا باسم واحد لأن الضوء يأتي على الظلمة، والظلمة تأتي على الضوء.
(42) سمعت أبا العباس يقول: وقع الأمر رصَّةً، أي كله جميعا. قال: / ومنه قوله عليه السلام: تراصوا في الصفوف.
(43) وسمعت أبا العباس وقد سئل عن معنى أبى الله قال: معناه لم يواتك الأمر.
(44) حدثنا أبو العباس قال: قال لنا يعقوب بن السكيت: بيوت العرب ستة: قبة من أدم، ومظلة من شعر، وخباء من صوف، وبجاد من وبر، وخيمة من شجر، وأفنية(2) من حجر.
(45) سمعت أبا العباس وقد سئل عن معنى قول علي رضي الله عنه : أنا يعسوب المؤمنين قال: اليعسوب السيد.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) هكذا في الأصل، ولعله: محال، والله أعلم.
(2) في الهامش: وقبة.(1/116)
(46) حدثنا أبو العباس: حدثنا عبد الله بن شبيب قال: كان يقال: إياك والبطنة فإنها تعمِّي عن الفطنة.
(47) حدثنا موسى بن علي: حدثنا زكريا: حدثنا الأصمعي قال: قال أكثم بن صيفي: أكرم أخلاق الرجال العفو.
(48) حدثنا إسحاق بن إبراهيم الأنماطي: [حدثنا](1) أحمد بن أبي الحواري: حدثني علي المكي قال: ما من مؤمنين يلتقيان فيتذاكران فيفترقان حتى يكون لهما من الله عز وجل قِراً، وقراهما من الله تعالى المزيد من مغفرته.
آخره
الحمد لله أولا وآخرا وظاهرا وباطنا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ليس في الأصل.(1/117)
الجزء فيه فوائد أبي القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله بن عبد الله الحرفي
انتخاب أبي القاسم هبة الله بن الحسن الطبري
رواية الرئيس أبي عبد الله القاسم بن الفضل بن أحمد الثقفي عنه
رواية الحافظ أبي طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي عنه
رواية أبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن حمد الخبري عنه
رواية الجمال يعقوب بن أبي بكر الطبري ثم المكي عنه
رواية أبي أحمد إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الطبري عنه
رواية أبي محمد عبد الله بن محمد بن محمد بن سليمان البشاوري عنه إجازة
رواية أم هانئ مريم ابنة علي بن عبد الرحمن الهورينية عنه سماعا
رواية أبي الفضل عبد الرحمن بن أحمد بن إسماعيل بن القلقشندي عنها
بسم الله الرحمن الرحيم
رب زدني علما(*)
قرأت على الشيخة الأصيلة المعمرة الكاتبة الخيرة أم هانئ مريم ابنة الشيخ نور الدين علي بن القاضي تقي الدين عبد الرحمن بن عبد المؤمن الهوريني بحق سماعها على العفيف أبي محمد عبدالله بن محمد بن محمد بن سليمان البشاوري ثم المكي قال: أنبأنا إمام المقام رضي الدين أبو أحمد إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن أبي بكر الطبري المكي: أخبرنا عم أبي الجمال يعقوب بن أبي بكر الطبري: أخبرنا الفخر أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن حمد الخبري: أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم السلفي الأصبهاني: أخبرنا الرئيس أبو عبد الله القاسم بن الفضل بن أحمد بن محمود الثقفي قراءة عليه بأصبهان في جمادى الأولى سنة 488 وأنا أسمع قيل له: أخبركم أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله بن عبد الله بن محمد بن الحسين الحرفي قراءة عليه ببغداد قال:
(1) حدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي: حدثنا معلى بن أسد أخو بهز بن أسد: حدثنا وهيب بن خالد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن أبي مرة مولى عقيل بن أبي طالب، عن أم هانئ رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى في بيتها عام الفتح ثماني ركعات في ثوب واحد قد خالف بين طرفيه. صحيح غريب من حديث أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق، لا أعلم رواه عنه غير وهيب بن خالد، أخرجه مسلم عن حجاج بن الشاعر عن معلى بن أسد العمي البصري.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) في (ب): ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.(1/118)
(2) حدثنا محمد بن عبد الله: [حدثنا محمد بن إسماعيل بن يوسف: حدثنا سليمان بن أيوب من ولد طلحة بن عبيدالله](1): حدثني أبي، عن جدي، عن موسى بن طلحة، عن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه قال: أتيت رسول(2) الله صلى الله عليه وسلم وهو في جماعة من أصحابه وبيده سفرجلة يقلبها، فلما أن جلست إليه رمى بها نحوي ثم قال: دونكها أبا محمد، فإنها تشد القلب، وتطيب النفس، وتذهب بطخاء الصدر. هذا حديث غريب لا نحفظه إلا من هذا الوجه.
(3) أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي: حدثنا محمد بن إسماعيل: حدثنا أبو صالح عبد الله بن صالح: حدثني معاوية بن صالح، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن نواس بن سمعان الأنصاري قال: أقمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم / بالمدينة سنة ما يمنعني من الهجرة إلا المسألة، فإن أحدنا إذا هاجر لم يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شيء قال: فسألته عن البر والإثم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: البر حسن الخلق، والإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس. هذا حديث صحيح [الإسناد](3) أخرجه مسلم بن الحجاج بلفظ مختصر من حديث عبد الرحمن بن مهدي عن معاوية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ساقط من الأصل، واستدركته من (ب) و(جـ).
(2) في (ب) و(جـ): النبي.
(3) من (ب) و(جـ).(1/119)
(4) أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي: حدثنا محمد بن إسماعيل: حدثنا أبو صالح عبد الله بن صالح: حدثني معاوية بن صالح، عن العلاء بن الحارث، عن حرام بن حكيم، عن عمه عبد الله بن سعد قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عما يوجب الغسل، وعن الماء يكون بعد الماء، وعن الصلاة في بيتي، وعن الصلاة في المسجد، وعن مؤاكلة الحائض؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله لا يستحي من الحق - وعائشة إلى جنبه - أما إذا كان مني وطؤ قمت فتوضأت ثم اغتسلت، وأما الماء يكون بعد الماء فذلك المذي، وكل فحل يمذي، فتغسل من ذلك فرجك وأنثييك وتوضأ وضوءك للصلاة، وأما الصلاة في المسجد والصلاة في بيتك، فقد ترى ما أقرب بيتي من المسجد، فلأن أصلي في بيتي أحب إلي من أن أصلي في المسجد إلا أن تكون صلاة مكتوبة، وأما مؤاكلة الحائض فواكلها. هذا حديث شامي لا يحفظ(1) إلا من حديثهم، ولا أعلم رواه غير حرام بن حكيم الدمشقي، وعنه العلاء بن الحارث الحمصي.
(5) أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي: حدثنا أبو أحمد محمد بن محمد بن المطرز: حدثنا أبو عمرو حاتم بن بكر الضبي: حدثنا محمد بن عباد الهنائي: حدثنا شعبة، عن الحكم، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لا فليصم، فإن الصوم له وجاء. غريب من حديث شعبة، لا نعلم رواه غير حاتم عن محمد بن عباد الهنائي البصري.
(6) أخبرنا محمد بن عبد الله [الشافعي](2): حدثني أبو أحمد المطرز: حدثنا محمد بن علي بن خلف: حدثنا سهل بن عامر البجلي: حدثنا أبو بكر بن عياش، عن مغيرة، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في (ب) و(جـ): لا نحفظه.
(2) من (ب) و(جـ).(1/120)
(7) أخبرنا محمد بن عبد الله: حدثني أبو أحمد محمد بن محمد: حدثنا محمد بن أحمد زَبْد المذاري: حدثنا عمرو بن عاصم: حدثنا شعبة، عن أبي حصين وعمرو بن مرة، عن سعد بن عبيدة، عن البراء قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أخذ مضجعه، فذكر مثل حديث / أبي إسحاق، عن البراء: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أخذ مضجعه. هذا حديث صحيح من حديث شعبة عن عمرو بن مرة، أخرجه البخاري ومسلم عن بندار عن غندر عن شعبة وغريب من حديث أبي حصين عثمان بن عاصم، لا أعلم رواه عنه غير عمرو بن عاصم الكلابي.
(8) أخبرنا محمد بن عبد الله: حدثنا أبو أحمد المطرز: حدثنا سهل بن المدائني: حدثنا سلام بن سُليم(1): حدثنا إسرائيل، عن أبي حَصين، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: آخر ما تكلم به إبراهيم صلوات الله عليه حين ألقي في النار: حسبي الله ونعم الوكيل. هذا حديث غريب من حديث أبي حصين عثمان بن عاصم الكوفي عن أبي صالح عن أبي هريرة مسندا، لا أعلم رواه غير سلام بن سليم(2) المدائني الطويل السعدي التميمي عن إسرائيل بن يونس عنه، والمحفوظ ما رواه الناس عن إسرائيل وأبي بكر بن عياش، عن أبي حصين، عن أبي الضحى، عن ابن عباس قال: لما ألقي إبراهيم.
(9) أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي: حدثنا أبو أحمد المطرز: حدثني الحسن بن عبد العزيز الجرَوي: حدثنا يحيى بن حسان: حدثنا هشيم، عن مغيرة وابن عون، عن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله، أنه رمى الجمرة من بطن الوادي وقال: هذا مقام الذي أنزلت عليه سورة البقرة صلى الله عليه وسلم. هذا حديث غريب من حديث عبد الله بن عون، عن إبراهيم بن يزيد النخعي، ومن حديث مغيرة بن مقسم أبي هشام الضبي الضرير الكوفي، لا أعلم رواه غير يحيى بن حسان الكوفي، نزل تنيس، ولم نكتبه إلا من هذا الوجه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أو سَلْم، وكذلك وقع في (ب) و(جـ).
(2) في (ب) و(جـ): سَلْم.(1/121)
(10) أخبرنا محمد بن عبد الله: حدثنا محمد بن غالب بن حرب: حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا أبان، عن عاصم، عن أبي صالح، عن أبي الدرداء، أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى: لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة [يونس: 64] قال: ما سألني أحد عنه(1) قبلك، هي الرؤيا الصالحة يراها المؤمن أو ترى له. هذا حديث محفوظ بهذا الإسناد من حديث أبي صالح ذكوان، وهو لم يسمع من أبي الدرداء شيئا، وهو مرسل.
الشيخ الثاني
(11) حدثنا أبو عمرو عثمان بن محمد السقطي إملاء: حدثنا محمد بن يونس بن موسى: حدثنا علي بن قتيبة الرفاعي: حدثنا مالك بن أنس، عن أبي الزبير، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بروا آباءكم تبركم أبناؤكم، وعفوا تعف نساؤكم، ومن / تنصل إليه فلم يقبل فلن يرد علي الحوض. هذا حديث غريب من حديث مالك، لا أعلم رواه عنه غير علي بن قتيبة الرفاعي، وحدث عنه جماعة.
(12) حدثنا عثمان بن محمد: حدثنا إبراهيم بن أحمد بن مروان الواسطي: حدثنا أبو معاذ الفضل بن عبد الله التمار: حدثنا محمد بن الحسن المزني: حدثنا زياد الجصاص، عن أبي عثمان، عن سلمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله تعالى خلق مئة رحمة، أنزل منها رحمة تتراحم بها الخلائق، وتسعا وتسعين يوم القيامة، فإذا كان يوم القيامة جعلت تسعة وتسعون على تلك الرحمة، فصارت مئة لأهل الجنة. هذا حديث غريب من حديث أبي محمد زياد بن أبي زياد الجصاص الواسطي عن أبي عثمان، والمشهور حديث سليمان التيمي عن أبي عثمان. لا أعلم رواه عن زياد غير محمد بن الحسن المزني الواسطي الطحان، ولم نكتبه إلا من حديث الفضل.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ليست في (ب) و(جـ).(1/122)
(13) حدثنا عثمان بن محمد: حدثنا محمد بن يونس القرشي: حدثنا عثمان بن عمر بن فارس: أخبرنا شعبة، عن حصين، عن الشعبي، عن بريدة بن الحصيب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا رقية إلا من عين أو حُمَة. هذا حديث غريب من حديث أبي بسطام شعبة عن أبي الهذيل حصين بن عبد الرحمن السلمي مرفوعا، لا أعلم رواه غير محمد بن يونس عن عثمان بن عمر، والصحيح موقوف، حدث به روح بن عبادة من حديث الشعبي عن بريدة موقوفا، ثم أسند عن سعيد بن جبير عن ابن عباس: يدخل الجنة، أخرجه البخاري عن إسحاق بن منصور عن روح بن عبادة، وقيل: إنه تفرد به روح عن شعبة.
(14) حدثنا عثمان بن محمد السقطي: حدثنا أبو عبد الله الحسين بن محمد الحافظ المعروف بعبيد العجل: حدثنا سويد بن سعيد: حدثنا المعتمر بن سليمان، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن [أبي حازم](1) مولى ابن عباس، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: بينما رجل فيمن كان قبلكم مسبل إزاره معجب بنفسه، إذ خسف الله به الأرض، فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة. هذا حديث غريب من حديث أبي عبد الله إسماعيل بن أبي خالد الكوفي عن أبي حازم نبتل المدني مولى ابن عباس. لا أعلم رواه غير سويد عن معتمر.
(15) حدثنا عثمان بن محمد: حدثنا أبوجعفر(2) أحمد بن علي الخزاز المقرئ: حدثنا محمد بن عباد المكي: حدثنا حاتم، عن شريك بن عبد الله، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة وجابر بن عبد الله / رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: قاربوا وسددوا، فإن أحدكم لن يجزيه عمله قالوا: ولا أنت يا نبي الله؟ قال: ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله منه برحمة وفضل. هذا حديث محفوظ من حديث الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة، رواه عنه جماعة. وهذه الألفاظ من حديث طويل، وغريب فيه ذكر جابر.
الشيخ الثالث
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) من (ب) و(جـ).
(2) من (ب) و(جـ) وفي الأصل: حدثنا جعفر بن أحمد بن علي الخزاز.(1/123)
(16) حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن الزبير الكوفي: حدثنا الحسن بن علي بن عفان: حدثنا زيد بن الحباب: حدثنا جعفر بن سليمان الضبعي: حدثنا أبو عمران الجوني، عن عبد الله بن رباح الأنصاري، عن كعب: إن إبراهيم لأواه [التوبة: 114] قال: كان إذا ذكر النار قال: أوه. هذا حديث غريب من حديث عبد الملك بن حبيب أبي عمران الجوني، لا أعلم رواه عنه غير جعفر، ورواية زيد عنه حسن عزيز.
(17) حدثنا علي بن محمد بن الزبير: حدثنا الحسن بن علي بن عفان: حدثنا زيد، عن مالك بن مغول قال: سمعت الشعبي يقول: ليتني لم أكن علمت من ذا العلم شيئا.
(18) حدثنا علي بن محمد: حدثنا الحسن بن علي بن عفان: حدثنا زيد، عن محمد بن طلحة بن مصرف: حدثني ميمون أبو حمزة قال: قال لي إبراهيم النخعي: تكلمت، ولو وجدت بدا لم أتكلم، وإن زمانا أكون فيه فقيها لزمان سوء.
(19) حدثنا علي بن محمد: حدثنا الحسن بن علي بن عفان: حدثنا زيد: حدثنا معاوية بن صالح: حدثني السفر بن نُسير الأسدي(1)، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ولد الزنا شر الثلاثة إنْ أبواه أسلما ولم يسلم هو، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هو شر الثلاثة.
(20) حدثنا علي بن محمد: حدثنا الحسن بن علي بن عفان: حدثنا زيد بن الحباب: حدثني إسماعيل بن عبد الملك ابن أخي عبد العزيز بن رفيع: سألت عطاء بن أبي رباح عن ولد الزنا: إن مرض أعوده؟ قال: نعم، قلت: فإن مات أصلي عليه؟ قال: نعم، قلت: فإن شهد تجوز شهادته؟ فقال: نعم، قلت: أيؤم؟ قال: نعم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) عليها في الأصول الثلاثة علامة تضبيب، ولعله تنبيه إلى إرسال الحديث.(1/124)
(21) حدثنا علي بن محمد: حدثنا الحسن بن علي بن عفان: حدثنا زيد بن الحباب: حدثني عمر بن سعيد الحسيني المكي القرشي: حدثتني أمي أنها أرسلت إلى ابن عمر تسأله عن الذي لا يعرف له أب، أيتصدق عليه؟ قال(1) ابن عمر: يا أهل مكة، كم تجمعون لي وعندكم عطاء بن أبي رباح، لوددت أن عندي عشرة منهم أغديهم، وعشرة منهم أعشيهم.
(22) حدثنا علي بن محمد: حدثنا الحسن / بن علي بن عفان: حدثنا زيد: حدثني عبد الوارث بن سعيد العنبري: حدثني أبو مسلم منذ خمسين سنة، أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: تعلموا العربية، فإنها تزيد في المروءة.
(23) حدثنا علي بن محمد: حدثنا الحسن بن علي بن عفان: حدثنا زيد بن الحباب: حدثني طلحة بن عمرو المكي: حدثنا عطاء بن أبي رباح قال: بلغني أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سمع رجلا يتكلم بالفارسية في الطواف، فأخذ بعضديه فقال: ابتغ(2) إلى العربية سبيلا.
(24) حدثنا علي بن محمد: حدثنا الحسن بن علي بن عفان: حدثنا زيد بن الحباب: حدثنا عبد الله بن عقبة(3) بن لهيعة: حدثني عطاء بن دينار الهذلي، أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: إياكم ومراطنة الأعاجم، وأن تدخلوا في بِيَعِهم يوم عيدهم، فإن السخطة تنزل عليهم.
(25) حدثنا علي بن محمد: حدثنا الحسن بن علي بن عفان: حدثنا زيد بن الحباب: حدثني أبو الربيع السمان: حدثنا عمرو بن دينار، أن ابن عمر وابن عباس كانا يضربان أولادهما على اللحن.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في (ب) و(جـ): فقال.
(2) في (ب): لتبغ.
(3) هكذا في النسخ الثلاث، وعليها علامة تضبيب، وكذلك ترجمة ابن سعد في طبقاته (7/516)، وإنما هو عبدالله بن لهيعة بن عقبة. والله أعلم.(1/125)
(26) حدثنا علي بن محمد: حدثنا الحسن بن علي: حدثنا زيد بن الحباب: حدثني الضحاك بن عثمان القرشي من ولد حكيم بن حزام المدني: حدثني نافع، عن ابن عمر، أنه دخل على جاريتين له تلعبان بالجهارْدَهْ(1) بأربعة عشر، فضربهما بها حتى تكسرت.
(27) حدثنا علي بن محمد: حدثنا الحسن بن علي بن عفان: حدثنا زيد بن الحباب قال: سمعت سفيان الثوري يقول في الرجل يدعي قتل الرجل الحر فيجحده فيصالحه ثم يجد بيّنة قال: الصلح جائز، وقال ابن أبي ليلى: يبطل الصلح.
(28) حدثنا علي بن محمد: حدثنا الحسن بن علي: حدثنا زيد بن الحباب: أخبرنا سفيان، عن هشام، عن محمد بن سيرين في رجل أدخل قوما يحتسبون وقالوا: لا تشهد علينا، قال: يشهد عليهم قال سفيان: به آخذ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في (ب) و(جـ): الشهارْدَه، وفي هامش (جـ): صوابه بالجهارده. قلت: وأصلها كلمة فارسية، وهي لعبة أربعة عشر، وتسمى اليوم المنقلة.(1/126)
(29) حدثنا أبو الحسن علي بن الزبير الكوفي: حدثنا إبراهيم بن إسحاق بن أبي العنبس الزهري القاضي: حدثنا جعفر بن عون، عن هشام بن سعد: حدثنا زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري قال: قلنا: يا رسول الله، هل نرى ربنا يوم القيامة؟ قال: هل تضارون في رؤية الشمس بالظهيرة صحوا ليس فيه سحاب؟ قال: قلنا: لا يا رسول الله قال: فهل تضارون في رؤية القمر في ليلة البدر صحوا / ليس فيه سحاب؟ قال: قلنا: لا قال: فما تضارون في رؤيته يوم القيامة إلا كما تضارون في رؤية أحدهما، إذا كان يوم القيامة نادى مناد: ألا تلحق كل أمة ما كانت تعبد، فلا يبقى أحد كان يعبد صنما ولا وثنا ولا صورة إلا ذهبوا حتى يتساقطوا في النار، ويبقى من كان يعبد الله تعالى وحده من بر وفاجر وغبرات(1) أهل الكتاب، وتعرض(2) جهنم كأنها سراب يحطم بعضها بعضا، ثم يدعى اليهود فيقول: ماذا كنتم تعبدون؟ فيقولون: عزير ابن الله، فيقول: كذبتم، ما اتخذ الله من صاحبة ولا ولد، فما تريدون؟ فيقولون: أي رب ظمئنا، فيقول: أفلا تردون؟ فيذهبون حتى يتساقطوا في النار، ثم يدعى النصارى فيقول: ماذا كنتم تعبدون؟ فيقولون: المسيح ابن الله، فيقول: كذبتم، ما اتخذ الله من صاحبة ولا ولد، فماذا تريدون؟ فيقولون: أي رب، ظمئنا اسقنا، فيقول: أفلا تردون، فيذهبون حتى يتساقطوا في النار، فيبقى من كان يعبد الله عز وجل وحده من بر وفاجر، فيقال: أيها الناس لحقت كل أمة بما كانت تعبد وبقيتم، ولا(3) يتكلم يومئذ إلا الأنبياء فيقولون: ربنا فارقنا الناس في الدنيا ونحن كنا إلى صحبتهم فيها أحوج، لحقت كل أمة بما كانت تعبد، ونحن ننتظر ربنا الذي كنا نعبد، فيقال [لهم](4): هل بينكم وبين الله من آية تعرفونها؟ فيقولون: نعم، فيكشف عن ساق، فيخرون سجدا أجمعين، فلا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في هامش الأصل: وغمارات. وفي (ب) و(جـ): وغُبّارات.
(2) في (ب): فتعرض.
(3) في (ب) و(جـ): فلا.
(4) من (ب) و(جـ).(1/127)
يبقى أحد كان يسجد في الدنيا سمعة ولا رياء ولا نفاقا إلا على ظهره طبق كلما أراد أن يسجد خر على قفاه قال: ثم يرفع برنا ومسيئنا، فيقول: أنا ربكم؟ فيقولون: نعم أنت ربنا، ثلاث مرات، ثم يضرب الجسر على جهنم، فقلنا: وما الجسر يا رسول الله بأبينا أنت وأمنا؟ قال: دحض مزلة كلاليب وخطاطيف وحسك يكون بنجد عقيفا يقال له: السعدان، فيمر المؤمنون كالطرف، وكالريح، وكالطير، وكأجود الخيل والركاب، فناج مسلم ومخدوش مرسل، ومكردس في نار جهنم، والذي نفسي بيده، ما أحدكم(1) بأشد مناشدة في الحق يراه مصيبا له من المؤمنين في إخوانهم إذا رأوا أن قد خلصوا من النار يقولون:/ أي رب(2) إخواننا إخواننا، كانوا يصلون معنا، ويصومون معنا، ويحجون معنا، ويجاهدون معنا، قد أخذتهم النار، فيقول الله عز وجل: اذهبوا، فمن عرفتم صورته فأخرجوه، وتحرم صورتهم على النار، فيجدون الرجل قد أخذته النار إلى قدر أنصاف ساقيه وإلى ركبتيه، وإلى حقويه، فيخرجون منها بشرا كثيرا، ثم يعودون فيتكلمون، فيقول الله عز وجل: اذهبوا، فمن وجدتم في قلبه مثقال قيراط من خير فأخرجوه، فيخرجون منها بشرا كثيرا، ثم يعودون فيتكلمون، فيقول: اذهبوا، فمن وجدتم في قلبه مثقال نصف قيراط من خير فأخرجوه، فيخرجون منها بشرا كثيرا، ثم يعودون فيتكلمون، فلا يزال يقول لهم قال: حتى يقول: اذهبوا فأخرجوا من وجدتم في قلبه مثقال ذرة من خير فأخرجوه، فيخرجون منها بشرا كثيرا. فكان أبو سعيد إذا حدث بهذا الحديث قال: إن لم تصدقوا فاقرؤوا: إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما [النساء: 40]، فيقولون: ربنا لم نر فيها خيرا، فيقول(3): هل بقي إلا أرحم الراحمين! قد شفعت الملائكة، وشفعت الأنبياء، وشفع المؤمنون، فهل بقي إلا أرحم الراحمين! قال: فيأخذ قبضة من النار، فيخرج قوما قد
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في (جـ): ما أحدٌ.
(2) في (ب) و(جـ): أي ربنا.
(3) في (ب) و(جـ): فيقولون.(1/128)
عادوا حُمما لم يعملوا له عملا خيرا قط فيطرحون، يعني في نهر في فناء الجنة يقال له: نهر الحياة، فينبتون فيه - والذي نفسي بيده - كما تنبت الحبة في حَميل السَّيْل، ألم تروها وما يليها من الظل أصيفر، وما يليها من الشمس أخيضر، قال: قلنا: يا رسول الله، كأنك تكون في الماشية؟ قال: ينبتون كذلك فيخرجون أمثال اللؤلؤ تجعل(1) في رقابهم الخواتيم، ثم يرسلون في الجنة فيقال: هؤلاء الجهنميون، هؤلاء الذين أخرجهم الله من النار بغير عمل عملوه ولا خير قدموه، فيقول الله لهم: خذوا فلكم ما أخذتم، فيأخذون حتى ينتهوا(2)، ثم يقولون: يعطينا الله ما أخذنا فيقول: فإني أعطيكم أفضل مما أخذتم، فيقولون: يا ربنا، وما أفضل مما أخذنا؟ فيقول: رضواني فلا أسخط. صحيح أخرجه مسلم عن أبي بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة عن جعفر بن عون أبي عون المخزومي.
(30) حدثنا علي بن محمد: حدثنا إبراهيم، إسحاق: حدثنا جعفر بن عون، عن هشام بن سعد: حدثنا أبو الزبير، عن سعيد بن جبير، عن عبد الله بن عباس قال: جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم / بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء بالمدينة من غير خوف ولا سفر. قال: قلت: لم تُرى يا أبا عباس؟ قال: أراد أن لا يحرج أمته. صحيح أخرجه مسلم من حديث مالك بن أنس وزهير بن معاوية، جميعا عن أبي الزبير.
(31) حدثنا علي بن محمد: حدثنا إبراهيم بن إسحاق: حدثنا جعفر: حدثنا هشام بن سعد: حدثني أبو الزبير: حدثني عامر بن واثلة أبو الطفيل، عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، فكان لا يبرح حتى يبرد فيجمع بين الظهر والعصر، ثم يسير، فإذا أمسى نزل فجمع المغرب والعشاء. صحيح أخرجه مسلم من حديث مالك بن أنس وقرة بن خالد وزهير بن معاوية، كلهم عن أبي الزبير.
الشيخ الرابع
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في (ب) و(جـ): فجعل.
(2) في الأصل: ينتهون. والمثبت من (ب) و(جـ).(1/129)
(32) حدثنا أبو أحمد حمزة بن محمد بن العباس بن الفضل بن الحارث: حدثنا أبو عبد الله محمد بن عيسى بن حيان المدائني المعروف بالناسك(1): حدثنا سفيان بن عيينة: حدثنا عبد الله بن أبي بكر، عن عبد الملك بن أبي بكر، عن خلاد بن السائب بن خلاد، عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أتاني جبريل فأمرني أن آمر أصحابي أن يرفعوا أصواتهم بالإهلال. عال من حديث سفيان بن عيينة عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، وقد اختلف على عبد الله بن أبي بكر بن عبد الرحمن في هذا الحديث، فمنهم من يقول كما قال ابن عيينة، ومنهم من يقول: السائب بن خلاد.
(33) حدثنا حمزة بن محمد: حدثنا محمد بن عيسى: حدثنا محمد بن الفضل: حدثنا محمد بن واسع، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه(2) قال: يحرم على النار كل هين لين قريب سهل. غريب عال من حديث أبي بكر محمد بن واسع البصري، لا أعلم رواه غير محمد بن الفضل بن عطية.
(34) حدثنا حمزة بن محمد: حدثنا محمد بن عيسى: حدثنا شعيب بن حرب: حدثنا إبراهيم بن طهمان: حدثنا بديل بن ميسرة، عن أبي الجوزاء، عن عائشة أم المؤمنين قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ركع لم يصوب رأسه ولم يشخصه. حديث محفوظ من حديث بديل بن ميسرة، ورواية إبراهيم عنه حسن عزيز.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) هكذا في الأصل: وفي (ب) و(جـ): (بالناسكين). وجاء في ضعفاء ابن الجوزي: يعرف بأبي السكين.
(2) ليست في (ب) و(جـ).(1/130)
(35) حدثنا حمزة بن محمد: حدثنا محمد بن عيسى: حدثنا عثمان بن عمر البصري: حدثنا علي بن المبارك، عن أيوب السختياني ويحيى بن أبي كثير، عن القاسم بن محمد، عن عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من نذر أن يطيع الله فليطعه، / ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه. محفوظ من حديث أبي نصر يحيى بن أبي كثير، عن أبي محمد القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، ولا يحفظ ليحيى عن القاسم إلا هذا الحديث، وحديث آخر مختلف في رفعه عنه، ورواه الوليد بن مسلم عنه عن القاسم عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أفطر عند قوم قال: أفطر عندكم الصائمون.
(36) حدثنا حمزة بن محمد: حدثنا محمد بن عيسى: حدثنا شبابة بن سوار: حدثنا يونس، عن مجاهد، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله يباهي بأهل عرفات ملائكة أهل السماء، يقول: انظروا إلى عبادي، جاؤوا شعثا غبرا. غريب من حديث مجاهد، لا نعرفه(1) يحفظ إلا من حديث يونس بن أبي إسحاق عنه.
(37) حدثنا حمزة بن محمد: حدثنا محمد بن عيسى: حدثنا شبابة بن سوار: حدثنا يونس: أخبرنا العيزار بن حريث، حدثتني أم حصين قالت: رأيت النبي(2) صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع يخطب على المنبر، وعليه برد قد التفع به تحت إبطيه، كأني أنظر إلى عضلة عضده ترتج قالت: فسمعته يقول: يا أيها الناس، اتقوا الله، اتقوا الله، وإن أمر عليكم عبدا حبشيا مجدعا، فاسمعوا له وأطيعوا ما أقام فيكم كتاب الله. عال غريب من حديث يونس بن أبي إسحاق السبيعي عن العيزار بن حريث عن أم حصين. وقد روى يحيى بن الحصين ابن ابنته عنها عن يحيى، وهذا الحديث أخرجه مسلم من حديث زيد بن أبي أنيسة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ليست في (ب) ولا(جـ).
(2) في (جـ): رسول الله.(1/131)
(38) حدثنا حمزة بن محمد: حدثنا محمد بن غالب: حدثنا موسى بن مسعود: حدثنا عكرمة بن عمار، عن أبي زميل، عن ابن عباس، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: وكان أكثر حديثه عن عمر قال: لما كان يوم بدر قال: ما ترون في هؤلاء الأسارى؟ فقال أبو بكر: يا رسول الله، بنو العم وبنو العشيرة والأخوان، غير أنا نأخذ منهم الفداء، فيكون لنا قوة على المشركين، وعسى الله أن يهديهم إلى الإسلام ويكونوا لنا عضدا قال: فما ترى يا ابن الخطاب؟ قلت: يا نبي الله، ما أرى الذي رأى أبو بكر، ولكن هؤلاء أئمة الكفر وصناديدهم، فقربهم واضرب أعناقهم قال: فهوى رسول الله صلى الله عليه وسلم لما(1) قال أبو بكر، ولم يَهْوَ ما قلتُ، فأخذ منهم الفداء، فلما أصبحت غدوت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا هو وأبو بكر قاعدان يبكيان، فقلت: يا نبي الله(2)، أخبرني من أي شيء تبكي أنت وصاحبك؟ فإن وجدت بكاء بكيت، وإلا تباكيت لبكائكما قال: الذي عرض علي / أصحابك(3)، لقد عرض علي عذابكم أدنى من الشجرة - وشجرة قريبة حينئذ - فأنزل الله تعالى: ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة [الأنفال: 67] الآية. صحيح أخرجه مسلم عن زهير بن حرب عن عمر(4) بن يونس، عن عكرمة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في (ب) و(جـ): ما.
(2) في (ب) و(جـ): يا رسول الله.
(3) في (ب) و(جـ): أصحابي.
(4) في الأصل عمرو، والمثبت من (ب) و(جـ).(1/132)
(39) حدثنا حمزة بن محمد: حدثنا محمد بن غالب: حدثنا موسى بن مسعود: حدثنا عكرمة، عن أبي زميل، عن مالك بن مرثد، عن أبيه قال: قلت لأبي ذر: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ليلة القدر؟ فقال: أنا كنت أسأل عنها، يعني أشد الناس مسألة عنها، فقلت: يا رسول الله، أخبرني عن ليلة القدر في رمضان هي أو في غيره؟ فقال: لا، بل في شهر رمضان، فقلت: يا نبي الله(1)، أتكون مع الأنبياء ما كانوا فإذا قبضت الأنبياء ورفعوا رفعت معهم، أو هي إلى يوم القيامة؟ قال: لا، بل هي إلى يوم القيامة قال: قلت: فأخبرني في أي شهر رمضان هي؟ قال: التمسوها في العشر الأواخر والعشر الأول، وحدث نبي الله وحدث فاهتبلت غفلته، فقلت: يا نبي الله، أخبرني في أي عشر هي؟ فقال: التمسوها في العشر الأواخر، ولا تسألني عن شيء بعدها، ثم حدث وحدث، فاهتبلت غفلته، فقلت: أقسمت عليك يا رسول الله بحقي عليك لتحدثني في أي العشر هي؟ فغضب علي رسول الله صلى الله عليه وسلم غضبا ما غضبه عليَّ لا قبل ولا بعد، ثم قال: التمسوها في السبع الأواخر، ولا تسألني عن شيء بعده. محفوظ من حديث أبي زميل سماك بن الوليد الحنفي عن مالك بن مرثد، لا يعرف إلا من هذا الوجه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في (ب) و(جـ): يا رسول الله.(1/133)
(40) حدثنا حمزة بن محمد: حدثنا محمد بن غالب: حدثنا موسى بن مسعود: حدثنا عكرمة، عن أبي زميل: حدثني ابن عباس، أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه حدثه قال: لما اعتزل رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه، وكان قد وجد عليهن، فاعتزلهن في مشربة من خزانته، قال عمر: فدخلت المسجد فإذا الناس ينكتون بالحصى ويقولون: طلق رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه، فقلت: لأعلمن هذا اليوم، وذلك(1) قبل أن يأمر نبي الله بالحجاب، فدخلت على عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما فقلت: يا بنت أبي بكر، قد بلغ من أمرك أن تؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم! فقالت(2): ما لي وما لك يا ابن الخطاب، عليك ببنتك(3)، عليك بعيبتك، فأتيت حفصة بنت عمر بن الخطاب فقلت: / يا حفصة، آلله لقد علمت، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحبك، ولولا أنا لطلقك قال: فبكت أشد بكاء قال: فقلت لها: أين رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: هو في خزانته، قال: فذهبت، فإذا أنا برباح غلام رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعدا على أسكفة الغرفة مادا(4) رجليه على نقير - يعني جذعا منقورا - فقلت: يا رباح، استأذن لي على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فنظر رباح إلى الغرفة ثم نظر إلي وسكت(5) قال: فرفعت صوتي فقلت: استأذن يا رباح لي على رسول الله صلى الله عليه وسلم فإني أظن، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ظن أني إنما جئت من أجل حفصة، والله لئن أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أضرب عنقها لأضربن عنقها، قال: ونظر(6) رباح إلى الغرفة ونظر إليَّ وما أني(7)، ثم قال لي(8) بيده هكذا، يعني أنه أشار بيده أن ادخل، قال: فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في (ب) و(جـ): وذاك.
(2) في (ب) و(جـ): قالت.
(3) في (ب): ببيتك.
(4) في (ب) و(جـ): مدلٍ.
(5) في (ب) و(جـ): فسكت.
(6) في (ب) و(جـ): فنظر.
(7) من (ب) و(جـ). وفي الأصل: أتى.
(8) في (ب) و(جـ): إلي.(1/134)
في خزانته، فإذا هو مضطجع على حصير، وإذا(1) عليه إزاره، وجلس، وإذا الحصير قد أثر بجنبه، وقلبت عيني في خزانة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا ليس فيها شيء من الدنيا غير قبضتين من شعير، وقبضة من قرظ نحو الصاعين، وإذا أفيق معلق أو أفيقان قال: فابتدرت عيناي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما يبكيك يا ابن الخطاب؟ قلت: يا رسول الله، وما لي لا أبكي وأنت صفوة الله ورسوله وخيرته من خلقه، وهذه الأعاجم كسرى وقيصر في الثمار والأنهار، وأنت هكذا؟ فقال(2): يا ابن الخطاب، أما ترضى أن تكون لنا الآخرة ولهم الدنيا؟! قلت: بلى يا رسول الله قال: فأحمَدُ الله، قلَّما تكلمتُ في شيء إلا أنزل الله فيه تصديق قولي من السماء قال: قلت: يا رسول الله، إن كنتَ طلقتَ نساءك، فإن الله معك وجبريل وميكائيل وأنا وأبو بكر والمؤمنين، فأنزل الله: فإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين [التحريم: 4] إلى آخر الآية قال: فما أخبرت ذلك نبي الله وأنا أعرف الغضب في وجهه، حتى جعل وجهه يتهلل وكشَر، فرأيت ثغره، وكان من أحسن الناس ثغرا، فقال: أجل إني لم أطلقهن، قلت: يا نبي الله، فإنهم قد أشاعوا أنك قد طلقت نساءك، فأخبُرِهم أنك لم تطلقهن؟ قال: إن شئتَ فعلتَ، فقمتُ على باب المسجد / فقلت: ألا، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يطلق نساءه، فأنزل الله في الذي كان من شأني وشأنه: وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم [النساء: 83] قال عمر: فأنا الذي استنبطه منهم. صحيح، أخرجه مسلم عن زهير بن حرب عن عمر بن يونس عن عكرمة بن عمار.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في (ب) و(جـ): فإذا.
(2) في (ب) و(جـ): قال.(1/135)
(41) حدثنا أحمد بن سلمان بن الحسن الفقيه النجاد قال: قرئ على هلال بن العلاء وأنا أسمع: حدثنا أبي: حدثنا بقية (ح) وحدثنا أحمد بن سلمان: حدثنا عبيد بن عبد الواحد البزار: حدثنا عمرو بن عثمان: حدثنا بقية، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن المقدام بن معدي كرب، عن أبي أيوب الأنصاري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كيلوا طعامكم يبارك لكم فيه. غريب من حديث بحير بن سعد عن خالد بن معدان، ورواه ثور بن يزيد عن المقدام، ولم يذكر أبا أيوب، أخرجه البخاري.
(42) حدثنا أحمد بن سلمان قال: قرئ على هلال بن العلاء(1)، وأنا أسمع: حدثنا عبد الله بن جعفر: حدثنا إسماعيل بن عياش، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن المقدام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: للشهيد عند الله ست خصال: يغفر له في أول دفعة من دمه، ويرى مقعده من الجنة، ويحلى حلة الإيمان، ويزوج ثنتين وسبعين من حور العين، ويجار من عذاب القبر، ويؤمن يوم الفزع الأكبر، ويضع الله على رأسه تاج الوقار، الياقوتة خير من الدنيا وما فيها، ويُشَفع في سبعين من أقاربه.
(43) حدثنا أحمد قال: قرئ على هلال وأنا أسمع: حدثنا أبي: حدثنا إسماعيل بن عياش، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن كثير بن مرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله. غريب من حديث بحير، عن خالد، لا يحفظ رواه مسندا غير أبي عتبة إسماعيل بن عياش الحمصي.
(44) حدثنا أحمد بن سلمان: حدثنا هلال بن العلاء: حدثنا أبي: حدثنا إسماعيل، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن المقدام،، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما أكل عبد طعاما أفضل من كسب يده، وهو ينظر إلى يديه، وما أطعمت نفسك وزوجتك وخادمك فهو لك صدقة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في (ب) و(جـ): يعني ابن العلاء.(1/136)
(45) حدثنا أحمد بن سلمان: حدثنا هلال بن العلاء: حدثنا أبي: حدثنا بقية: حدثني بحير بن سعد، عن خالد / بن معدان، عن المقدام بن معدي كرب، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله عز وجل يوصيكم بأمهاتكم، ثم يوصيكم بآبائكم، ثم يوصيكم بالأقرب فالأقرب.
(46) حدثنا أحمد بن سلمان: حدثنا هلال: حدثنا المعافى بن سليمان: حدثنا زهير بن محمد، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن عمرو بن سعيد بن شرحبيل، عن أبيه، عن جده سعد بن عبادة، أن رجلا من الأنصار قال: يا رسول الله: أخبرنا عن يوم الجمعة؟ قال: فيه خمس خصال: فيه خلق الله آدم، [وفيه أهبط إلى الأرض، وفيه توفى الله آدم](1)، وفيه ساعة لا يسأل اللهَ العبدُ فيها شيئا إلا آتاه، ما لم يسأله مأثما أو قطيعة رحم، وفيه تقوم الساعة، وما ملك مقرب ولا سماء ولا أرض ولا ريح ولا جبل ولا بحر إلا وهم مشفقون من يوم الجمعة أن تقوم فيه الساعة. غريب من حديث عبد الله بن محمد بن عقيل، لا نحفظه إلا من حديث أبي خيثمة زهير عنه.
آخر الجزء
الحمد لله وحده
وصلواته وسلامه على محمد وآله وصحبه أجمعين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) من (ب) و(جـ).(1/137)
الجزء فيه من أحاديث أبي عمرو إسماعيل بن نجيد بن أحمد بن يوسف السلمي
رواية أبي حفص عمر بن أحمد بن مسرور الزاهد عنه
رواية أبي عبد الله محمد بن أحمد بن الفضل الفراوي عنه
وكذا أبو القاسم تميم بن أبي سعيد الجرجاني
وكذا أبو محمد إسماعيل بن أبي القاسم عبد الرحمن بن أبي بكر القارئ
بسم الله الرحمن الرحيم
رب زدني علما وفهما
قرأت على المسندة الأصيلة الكاتبة أم الفضل عائشة ابنة الإمام أبي الحسن علي بن محمد العسقلاني عن جدها لأمها أبي الحزم محمد بن محمد بن محمد القلانسي قال: أخبرنا أبو العز عبد العزيز بن أبي الفتوح نصر بن أبي الفرج بن علي بن الحُصْري وأبو حامد محمد بن عمر بن علي بن المفرض سنة 687 بإجازتهما من المؤيدين: محمد بن علي الطوسي وأبي روح عبد المعز بن محمد الهروي وزينب بنت عبد الرحمن بن الحسن الشعري قال الأول: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي فقيه الحرم الشريف، وقال الثاني: أخبرنا أبو القاسم تميم بن أبي سعيد الجرجاني، وقالت زينب: أخبرنا أبو محمد إسماعيل بن أبي بكر القارئ قالوا: أخبرنا أبو حفص عمر بن أحمد بن مسرور الزاهد سنة 445: أخبرنا أبوعمرو إسماعيل بن نجيد بن أحمد بن يوسف السلمي في رجب سنة أربع وثلاثين وثلاثمئة قال:
(1) أخبرنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي: حدثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد النبيل، عن الأوزاعي: حدثني قرة بن عبد الرحمن، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول الله: أحب عبادي إلي أعجلهم فطرا.
(2) حدثنا محمد بن أيوب بن يحيى بن ضريس الرازي: أخبرنا الفروي: حدثنا عبد الله بن عمر، عن عبيد الله، عن القاسم، عن عائشة،، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كفن في ثلاثة أثواب بيض سحولية، أدرج فيها إدراجا.
(3) حدثنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن سعيد البوشنجي: حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير: حدثني الليث بن سعد، عن حيوة بن شريح، عن عقبة بن مسلم عن عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ويل للأعقاب وبطون الأقدام من النار.(1/138)
(4) أخبرنا يوسف بن يعقوب القاضي: حدثنا حفص بن عمر: حدثنا شعبة، عن منصور، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في ركوعه: سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي.
(5) / أخبرنا علي بن الحسين بن الجنيد الرازي: حدثنا المعافى بن سليمان: حدثنا زهير: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن عبد الله بن أبي أوفى قال: دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الأحزاب فقال: اللهم منزل الكتاب، سريع الحساب، اللهم اهزم الأحزاب، اللهم اهزمهم وزلزلهم.
(6) حدثنا عيسى بن محمد بن عيسى المروزي،حدثنا شبيب بن الفضل أبو عبد الرحمن: حدثنا عبد الله بن أبي جعفر، عن قيس بن الربيع، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي كرم الله وجهه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا نكاح إلا بولي.
(7) حدثنا أبو مسلم الكجي: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري وأبو عاصم النبيل قالا: حدثنا بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده قال: قلت: يا رسول الله، من أبر؟ قال: أمك، قلت: ثم من؟ قال: أمك، ثم أباك، ثم الأقرب فالأقرب.
(8) أخبرنا أبو مسلم: حدثنا أبو عاصم، عن أيمن بن نابل، عن قدامة بن عبد الله قال: رأيت رسول الله(1) صلى الله عليه وسلم على ناقة صهباء يرمي الجمرة، لا ضرب ولا طرد ولا جلد، ولا إليك إليك.
(9) حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل: حدثني الصلت بن مسعود الجحدري: حدثنا جعفر بن سليمان: حدثنا أبو عمران الجوني: حدثنا عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا ذر، صل الصلاة(2) لوقتها، فإن صليت لوقتها كانت لك نافلة، وإلا كنت قد أحرزت صلاتك.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في الهامش: النبي.
(2) في الهامش: الصلوات.(1/139)
(10) حدثنا محمد بن إبراهيم البوشنجي: حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير: حدثني المغيرة بن عبد الرحمن، عن أبي الزناد، عن موسى، عن أبيه، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يحل لامرأة تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه، أو تأذن في بيته إلا بإذنه، وما أنفقَتْ من نفقة من غير أمره فإنها تؤدي إليه شطره.
(11) حدثنا محمد بن أيوب الرازي: حدثنا محمد بن كثير: أخبرنا شعبة، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس قال: أمر بلال أن يشفع الأذان ويوتر الإقامة.
(12) حدثنا محمد بن أيوب: أخبرني عبيد الله بن محمد العيشي: حدثنا عبد الرحمن بن حماد الطلحي: حدثنا طلحة بن يحيى بن طلحة، عن أبيه، عن طلحة بن عبيد الله قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي يده سفرجلة، فألقاها إلي - أو قال: رمى بها إلي - وقال: دونكها أبا محمد، فإنها / تُجِمُّ الفؤاد.
(13) حدثنا محمد بن أيوب الرازي: حدثنا محمد بن سنان العَوَقي: حدثنا إبراهيم بن طهمان، عن بديل، عن عبد الله بن شقيق، عن ميسرة الفجر قال: قلت: يا رسول الله، متى كنت(1) نبيا؟ قال: كنت نبيا وآدم بين الروح والجسد.
(14) أخبرنا يوسف بن يعقوب القاضي: حدثنا عمرو بن مرزوق: أخبرنا عمران القاضي، عن قتادة، عن الحسن، عن عبد الله بن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قتل المؤمن دون ماله مظلوما شهيد.
(15) حدثنا محمد بن عبدوس بن كامل ببغداد: أخبرنا مسروق بن المرزبان: حدثنا عبد السلام بن حرب، عن يزيد بن عبد الرحمن، عن محمد بن مسلم، عن جابر بن عبد الله قال: نهينا عن قتل تجار المشركين.
(16) حدثنا محمد بن عمار بن عطية الرازي: حدثنا عبد الله بن الحسن: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن أيوب، عن عبد الله بن سعيد، عن أبيه، عن ابن عباس، أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل: أي الحج أفضل؟ فقال: العج والثج.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في الهامش: كتبت.(1/140)
(17) حدثنا أحمد بن داود السمناني: حدثنا محمد بن حميد الرازي: حدثنا أشعث بن عطاف: حدثنا سفيان، عن داود بن أبي هند، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: يأتي على الناس زمان يخير الرجل بين العجز والفجور، فمن أدرك ذلك فليختر العجز على الفجور.
(18) حدثنا أحمد بن داود السمناني: حدثنا مسروق بن المرزبان: حدثنا حفص بن غياث، عن عاصم الأحول، عن أبي عثمان، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال(1): أعجز الناس من عجز بالدعاء، وإن أبخل الناس من بخل بالسلام.
(19) حدثنا عبد الله بن الحسين بن أيوب الرازي بالري: حدثنا محمد بن يحيى بن الفياض: حدثنا صُغْدي بن سنان: حدثنا يونس بن عبيد، عن الحسن، عن عمران بن حصين قال: جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الحج والعمرة ولم ينزل بعد كتاب ينسخه.
(20) حدثنا عمران بن موسى السختياني: حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي: حدثنا عبد الله بن موسى التيمي: حدثنا يعقوب بن عبد الله بن عمرو بن أمية الضمري، عن جعفر بن عمرو، عن أبيه عمرو بن أمية قال: قلت: يا رسول الله، أرسل وأتوكل أو أقيد وأتوكل؟ قال: بل قيد وتوكل.
(21) حدثنا أبو بكر محمد بن نعيم: حدثنا قتيبة / بن سعيد: حدثنا حاتم، عن موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حلق رأسه في حجة الوداع.
(22) حدثنا جعفر بن محمد بن سوّار: حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: والذي نفسُ محمد بيده، لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيرا ولضحكتم قليلا.
(23) وبإسناده، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال الله عز وجل: أنفق أنفق عليك.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في الهامش: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن.(1/141)
(24) حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن أبي طالب: حدثنا أبو كريب: حدثنا أبو خالد، عن شعبة، عن عاصم، عن زر، عن علي قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا علي، سل الله الهدى والسداد، واذكر بالهدى هدايتك الطريق، وبالسداد تسديدك السهم.
(25) حدثنا أبو بكر محمد بن إسماعيل بن مهران الإسماعيلي: حدثنا سوار بن عبد الله بن سوار العنبري: حدثنا المعتمر بن سليمان، عن أيوب السختياني، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا ولغ الكلب في الإناء غسل سبع مرات أولهن أو أولاهن بالتراب، وإذا ولغ الهر غسل مرة.
(26) حدثنا محمد بن إسحاق بن خزيمة: حدثنا عبد الله بن محمد الزهري: حدثنا ابن أبي عدي، عن شعبة، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر.
(27) أخبرنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري: حدثني حميد الطويل، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: انصر أخاك ظالما أو مظلوما، قلت: يا رسول الله، أنصره مظلوما، فكيف أنصره ظالما؟ قال: تمنعه من الظلم، فذلك نصرك إياه.
(28) حدثنا أبو مسلم إملاء: حدثنا عبد الله بن رجاء: حدثنا عبد العزيز الماجشون، عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، عن أبي طلحة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة.
(29) حدثنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم البوشنجي: حدثنا أمية بن بسطام: حدثنا يزيد بن زريع: حدثنا روح بن القاسم، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف.(1/142)
(30) حدثنا محمد بن إبراهيم البوشنجي: حدثنا / روح بن صلاح(1) المصري: حدثنا موسى بن عُلي بن رباح، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الحسد في اثنتين: رجل أتاه الله القرآن فقام به، وأحل حلاله وحرم حرامه، ورجل آتاه الله مالا، فوصل به أقرباءه ورحمه وعمل بطاعة الله، تمنى أن يكون مثله، ومن تكن فيه أربع خصال فلا يضره ما زوي عنه من الدنيا: حسن خليقة، وعفاف، وصدق حديث، وحفظ أمانة.
(31) أخبرنا علي بن الحسين بن الجنيد الرازي: حدثنا المعافى بن سليمان: حدثنا زهير بن محمد بن جحادة، أن أبان حدثه عن أبي الصديق الناجي، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن لله عتقاء من النار في كل يوم وليلة، ولكل مسلم في كل يوم دعوة مستجابة.
(32) حدثنا أبو عبد الله محمد بن أيوب بن يحيى بن ضريس الرازي: أخبرنا عبد الله بن الجراح: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن أبي رجاء العطاردي، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أدوا صاعا من طعام، يعني في الفطر.
(33) حدثنا محمد بن أيوب الرازي: حدثنا يحيى بن هاشم الغساني: حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا حضر الطعام أو العشاء، وحضرت الصلاة فابدؤوا بالطعام.
(34) حدثنا محمد بن أيوب: أخبرنا محمد بن كثير: أخبرنا سفيان، عن محمد بن عقبة، عن كريب، عن ابن عباس قال: رفعت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم صبيا لها في محفة فقالت: يا رسول الله، ألهذا حج؟ قال: نعم، ولك أجر.
(35) حدثنا يوسف بن يعقوب القاضي: حدثنا عبد الواحد بن غياث: حدثنا حماد بن سلمة، عن قتادة، عن شهر بن حوشب، عن عبد الله بن عمرو، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: المقتول دون ماله شهيد.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في الهامش: صالح، وما في الأصل هو الصواب، والله أعلم.(1/143)
(36) أخبرنا يوسف بن يعقوب: حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا حماد بن زيد، عن عمرو بن دينار، عن عبد الله بن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: المقتول دون ماله شهيد.
(37) أخبرنا أبو مسلم الكجي: حدثنا حجاج بن منهال: حدثنا حماد بن زيد، عن عمرو بن دينار، عن عبد الله بن عمرو، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: القتيل دون ماله شهيد.
(38) / أخبرنا أبو مسلم: حدثنا حجاج: حدثنا حماد، عن قتادة، عن شهر بن حوشب، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم أراه مثله.
(39) أخبرنا محمد بن عبدوس بن كامل: حدثنا وهب بن بقية الواسطي: أخبرنا خالد، عن محمد بن قيس، عن جابر بن عبد الله، أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الضحى ست ركعات.
(40) حدثنا محمد بن عمار بن عطية: حدثناه عبد السلام بن عاصم: حدثنا الصباح بن محارب: حدثنا عمر بن عبدالله(1) بن يعلى بن مرة، عن أبيه، عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار.
(41) حدثنا أحمد بن داود السمناني: حدثنا خلاد بن أسلم: حدثنا إبراهيم بن محمد، عن محمد بن المنكدر، عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لكل أمة أمين، وإن أميننا أبو عبيدة بن الجراح قال: وطعن في خاصرته فقال: هذه خاصرة مؤمنة.
(42) حدثنا عبد الله بن الحسين بن أيوب البيلي(2) الرازي: حدثنا أبو غسان: حدثنا مهران، عن(3) سفيان، عن سليمان، عن أبي عثمان النهدي، عن أسامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) من الهامش، وجاء فيه: عبيدالله، والمثبت من كتب الرجال.
(2) كتب في الهامش: ضيعة بالري.
(3) في الهامش: ثنا.(1/144)
(43) حدثنا أبو إسحاق عمران بن موسى السختياني الجرجاني: حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي: حدثنا حفص بن عمر، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تعلموا الفرائض وعلموه الناس، فهو نصف العلم، وهو أول ما ينزع من أمتي.
(44) حدثنا أبو جعفر محمد بن موسى الحلواني: حدثنا محمد بن عمر الكندي: حدثنا يحيى بن آدم، عن شريك، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر قال: كان شيب رسول الله صلى الله عليه وسلم نحوا من عشرين شعرة.
(45) حدثنا أبو بكر محمد بن نعيم: حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا ابن لهيعة، عن عطاء، عن جابر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الحج والعمرة فريضتان واجبتان.
(46) حدثنا إبراهيم بن أبي طالب: حدثنا عبد الله بن محمد: أخبرنا ابن أبي عدي، عن شعبة، عن زبيد، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن، عن علي، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا طاعة لأحد في معصية الله.
(47) حدثنا أبو بكر محمد بن إسماعيل بن مهران الإسماعيلي: حدثنا علي بن ميمون العطار: حدثنا خالد بن حيان: حدثنا سليمان بن عبد الله بن الزبرقان، عن يعلى بن أوس الأنصاري، سمعت معاوية يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كل مسكر على كل مؤمن حرام.
(48) حدثنا عمي أبو بكر / محمد بن أحمد بن يوسف السلمي: حدثنا أبي أحمد بن يوسف السلمي: حدثنا عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن ثابت، عن أنس قال: كان شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أنصاف أذنيه.
(49) حدثنا جعفر بن أحمد بن نصر(1) الحافظ: حدثنا أحمد بن منيع: حدثنا هشيم: أخبرنا حصين ومغيرة، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفضل الصوم صوم داود، كان يصوم يوما ويفطر يوما.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في الأصل: نصير.(1/145)
(50) حدثنا ابن منيع: حدثنا أحمد بن المقدام العجلي: حدثنا ابن عيينة، عن عمرو، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة.
(51) أخبرنا أبو مسلم: حدثنا عبد الرحمن بن حماد الشعيثي: حدثنا كهمس، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مرآء في القرآن كفر.
(52) حدثنا محمد بن إبراهيم البوشنجي: حدثنا عبيد بن عبيدة التمار البصري: حدثنا المعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن حنش، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن الله عز وجل لم يرخص في القتل إلا في ثلاث: مرتد بعد إيمان، أو زان بعد إحصان، أو قاتل فيقتص منه، اللهم هل(1) بلغت.
(53) أخبرنا علي بن الحسين بن الجنيد الرازي: حدثنا المعافى بن سليمان: حدثنا زهير: حدثنا منصور بن المعتمر، عن ربعي عن أبي مسعود عقبة بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فاصنع(2) ما شئت.
(54) حدثنا أبو عبد الله محمد بن أيوب بن يحيى بن ضريس: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس: حدثنا إسرائيل، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين قط إلا اختار أيسرهما.
(55) أخبرنا يوسف بن يعقوب القاضي: حدثنا عمرو بن مرزوق: أخبرنا شعبة، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه نهى أن يبيع الرجل على بيع أخيه، أو يخطب على خطبته.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) كتب في الهامش: لعلها هنا بمعنى: قد.
(2) في الهامش: تستحي فافعل.(1/146)
(56) أخبرنا يوسف بن يعقوب: حدثنا أبو الخطاب زياد بن يحيى: حدثنا ابن سوّار: حدثنا شعبة وروح بن القاسم، عن عمرو بن دينار، عن طاوس، عن ابن عباس، / أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أمرت أن أسجد على سبعة أعظم ولا أكف شعرا ولا ثوبا.
(57) أخبرنا محمد بن عبدوس بن كامل: حدثنا وهب بن بقية: أخبرنا خالد، عن عمرو بن يحيى المازني، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن أنس بن مالك قال: لم يكن في رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا لحيته عشرون شيبة.
(58) حدثنا عيسى بن محمد بن عيسى المروزي: حدثنا عتبة بن عبد الله(1): حدثنا عبد الله بن المبارك: أخبرنا عبد الله بن سعيد بن أبي هند، عن أبيه، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ.
(59) حدثنا أبو جعفر محمد بن موسى الحلواني: حدثنا محمد بن منصور الجوّاز المكي: حدثنا يحيى بن سليم، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من دخل حائطا فليأكل ولا يتخذ خبنة.
(60) أخبرنا محمد بن الحسن بن الخليل: حدثنا إبراهيم بن يوسف الصيرفي: حدثنا أبو مالك الجَنْبي، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا نكاح إلا بولي، والسلطان ولي من لا ولي له.
(61) أخبرنا أبو مسلم الكجي: حدثنا خالد بن الخصيب الرام: حدثنا خالد الحذاء قال: قلت للحسن: يا أبا سعيد، آدم خلق للأرض أم للسماء؟ قال: للأرض، قلت: أكان يستطيع أن يكون من أهل السماء؟ قال: لا.
(62) حدثنا أبو مسلم: حدثنا حجاج: حدثنا حماد بن سلمة، عن خالد الحذاء، عن الحسن نحوه.
(63) أخبرنا أبو مسلم: حدثنا جعفر بن جسر بن فرقد، عن أبيه قال: قرأ الحسن: وما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين [التكوير: 29] قال: والله ما شاءت العرب الإسلام حتى شاء الله عز وجل لها.
آخر ما كان عند أبي حفص من أحاديث ابن نجيد.
الحمد لله وحده، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في الأصل: عقبة بن عبيدالله، والمثبت من الهامش.(1/147)
الجزء وفيه أحاديث أبي عمر عبد الله بن محمد بن أحمد بن عبد الوهاب المقرئ السلمي عن شيوخه
رواية أبي الفضل المطهر بن عبد الواحد البزاني عنه
رواية أبي الفرج مسعود بن الحسن بن القاسم بن أحمد الثقفي عنه
بسم الله الرحمن الرحيم
رب أعن
كتب إلي حافظ البلاد الشامية أبو الوفاء إبراهيم بن محمد بن خليل الحلبي: أخبرنا المشايخ الخمسة: أبو (العباس ؟) أحمد بن علي بن عبدان العداس، وأبو علي الحسن بن أبي المجد الأدمي، وزين الدين أبو حفص عمر بن محمود بن علي بن النقيب، وشرف بنت محمد بن الحسن بن مسعود خطيب المنصورية والدها، وخديجة ابنة عبد الله بن أحمد بن محمد (البياني ؟) الحنبلي، سماعا قالوا: أخبرنا المسند أبو العباس أحمد ابن الإمام المحدث تقي الدين إدريس بن محمد بن أبي الفرج بن مزيز الحموي: أخبرتنا أم حمزة ست العشير صفية بنت عبد الوهاب بن علي الزبيرية القرشية قالت: أخبرنا الرئيس أبو الفرج مسعود بن الحسن بن القاسم بن المفضل الثقفي إجازة: أخبرنا أبو الفضل المطهر بن عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن الفضل بن الربيع البزاني قراءة عليه وأنا أسمع: أخبرنا الإمام أبو عمر عبد الله بن محمد بن أحمد بن عبد الوهاب السلمي:
(1) حدثنا أبو جعفر محمد بن عمر بن حفص: حدثنا الفضل بن حماد الخبري: حدثنا مسدد: حدثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة وهشام، عن قتادة، عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا عدوى ولا طيرة، وأحب / الفأل، قيل: ما الفأل؟ قال: الكلمة الحسنة.
(2) وبه عن يحيى، عن حميد، عن ثابت، عن أنس رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يهادى بين ابنيه فسأل عنه فقالوا: نذر أن يمشي، فقال: إن الله عز وجل لغني عن تعذيب هذا نفسه، فأمره أن يركب.(1/148)
(3) حدثنا محمد بن عمر بن حفص: حدثنا شاذان: حدثنا سعد بن الصلت، عن سفيان الثوري، عن أبي موسى (الصنعاني ؟)، عن وهب بن منبه، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سكن البادية جفا، ومن أتى السلطان افتتن، ومن اتبع الصيد غفل.
(4) حدثنا محمد: حدثنا شاذان: حدثنا أبو عاصم: حدثنا عبد الحميد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عبد الله بن الحارث بن جزء قال: أنا أول من سمع النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يبول مستقبل القبلة، فخرجت إلى الناس فأخبرتهم.
(5) حدثنا محمد: حدثنا شاذان: حدثنا أبو عاصم: حدثنا ابن جريج، أخبرني أبو الزبير، أنه سمع جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، أخبرني أبو حميد رضي الله عنه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بقدح من لبن من / البقيع غير مخمر، فقال: ألا خمرته ولو بعود قال: وقال أبو حميد: إنما كان يؤمر بوكاء الأسقية وغلق الأبواب ليلا.
(6) حدثنا أحمد بن عثمان الأبهري الصوفي: حدثنا محمد بن يحيى: حدثنا أبو كريب: حدثنا أبو معاوية الضرير، عن جويبر، عن محمد بن واسع، عن أبي صالح الحنفي، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله يحب السهل القريب.
(7) حدثنا محمد بن عمر بن حفص: حدثنا شاذان: حدثنا حجاج: حدثنا حماد، عن ثابت، عن ابن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل: أفعلت كذا وكذا؟ فقال: لا والذي لا إله إلا هو ما فعلت، فجاءه جبريل فقال: قد فعل، ولكن غفر له بقول: لا إله إلا الله.
(8) وبه عن حجاج: حدثنا حماد، عن عطاء بن السائب، عن زاذان أبي عمر قال: أخبرني من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من لقن عند الموت: لا إله إلا الله دخل الجنة.(1/149)
(9) حدثنا أبو علي الصحاف: حدثنا عبد الكريم بن الهيثم الديرعاقولي: حدثنا أبو اليمان الحكم بن نافع: حدثنا صفوان بن عمرو السكسكي، عن أبي إدريس السكوني، عن جبير بن نفير، عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث لا أدعهن لشيء: أوصاني بصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وأن لا أنام إلا على وتر، وسبحة الضحى / في الحضر والسفر.
(10) وبه حدثنا أبو اليمان: حدثنا صفوان - يعني ابن عمرو - عن سليم بن عامر بن عبد الله الكلاعي، عن تميم الداري رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله عز وجل هذا الدين، بعز عزيز يعز الله به الإسلام، وذل ذليل يذل الله به الكفر.
(11) حدثنا أبو علي الصحاف: حدثنا عبد الكريم قال: قرأت على أبي مصعب الزهري، عن عطاف بن خالد، عن إسماعيل بن رافع، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنما طوافك بين الصفا والمروة كعتق سبعين رقبة.
(12) وبه عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما وقوفك عشية عرفة، فإن الله تبارك وتعالى يهبط إلى سماء الدينا فيباهي بكم الملائكة، فيقول: هؤلاء عبادي جاؤوا شعثا من كل فج عميق، يرجون رحمتي ومغفرتي، فلو كانت ذنوبهم بعدد الرمل وكعدد القطر وكزبد البحر لغفرتها لهم، أفيضوا عبادي مغفورا لكم ومن استغفر لكم.
(13) حدثنا يعرب بن خيران بن داهر الهمذاني: حدثنا محمد بن يحيى بن / روح الكندي: حدثنا عبد الله بن معاوية: حدثنا عبد الله بن المبارك يقول(1):
أيها الطالب علما ائت حماد بن زيد
فخذ العلم بحلم ثم قيده بقيد
وذر البدعة من آثار عمرو بن عبيد
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) هكذا في الأصل.(1/150)
(14) حدثنا يعرب: حدثنا يوسف بن يعقوب أبو عمر النيسابوري نزيل بغداد: حدثنا محمد بن سهل: حدثنا أبو صالح الفراء: سمعت ابن المبارك رحمه الله يقول: من بخل بالعلم ابتلي بثلاثة: إما يموت فيذهب علمه، أو ينساه، أو يتبع السلطان.
(15) حدثنا يعرب: حدثنا الحسن بن علي البصري نزيل بغداد: حدثنا عبد الأعلى بن حماد النرسي(1) قال: أرسل إلي أمير المؤمنين المتوكل، فلما دخلت عليه قال: يا أبا يحيى، قد كنا هممنا لك بشيء فتدافعت الأيام، فقلت: يا أمير المؤمنين، ألا أنشدك بيتين قالهما بعض الشعراء؟ قال: هاتها، فقلت: أنشدني بعض الشعراء:
لأشكرنك معروفا هممت به إن اهتمامك بالمعروف معروف
ولا ألومك إن لم يمضه قدر فالشيء بالقدر المحتوم مصروف.
قال: يا غلام، ارفع إلى أبي يحيى ما كنا هممنا به.
(16) حدثنا محمد بن علي بن الجارود: حدثنا أحمد بن محمد بن الحسين بن حفص: حدثنا محمد بن سعيد بن الأصفهاني: حدثنا شريك، عن منصور، عن عطاء في قوله / عز وجل: إن أرضي واسعة [العنكبوت: 56] قال: إذا دعيتم إلى المعصية فاهربوا منها قال: ثم قرأ: ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها [النساء: 97].
(17) وبه حدثنا محمد بن سعيد: حدثنا يحيى بن يعلى، عن حيوة، عن نافع بن سليمان، عن محمد بن [أبي](2) صالح، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الإمام ضامن، والمؤذن مؤتمن، فأرشد الله الأئمة، وعفا عن المؤذنين.
(18) وبه حدثنا محمد بن سعيد: حدثنا عبد السلام: حدثنا خصيف قال: كان أعلمهم بالطلاق سعيد بن المسيب، وأعلمهم بالحج عطاء، وأعلمهم بالحلال والحرام طاووس، وأعلمهم بالتفسير مجاهد، وأعلمهم به كله سعيد بن جبير، رحمهم الله تعالى.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في الأصل: الرمى.
(2) ساقطة من الأصل واستدركتها من مسند أحمد (6/65) وعلل الدارقطني (10/197).(1/151)
(19) وبه حدثنا محمد بن سعيد: حدثنا إسماعيل بن علية، عن ابن عون، (عن أبي عون)(1)، عن الحسن، عن أمه، عن أم سلمة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمار: تقتلك الفئة الباغية.
(20) وبه حدثنا محمد بن سعيد: حدثنا محمد بن فضيل، عن الحسن بن عمرو الفقيمي، عن مجاهد، عن أبي هريرة قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: لا يدخل الجنة ولد زنية.
(21) حدثنا محمد بن علي بن الجارود: حدثنا أحمد بن محمد بن الحسين بن حفص: / حدثنا محمد بن سعيد الأصبهاني: حدثنا شريك، عن إبراهيم بن مهاجر يرفعه إلى عبد الله رضي الله عنه قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: عليكم بالباءة، فمن لم يجد فعليه بالصوم فإنه له وجاء.
(22) وبه حدثنا محمد بن سعيد: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن طلحة، عن أبي عمار، عن عمرو بن شرحبيل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار.
(23) وبه حدثنا محمد بن سعيد: حدثنا هشيم، عن جويبر، عن الضحاك، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: القتيل دون نفسه شهيد، والقتيل دون أهله شهيد، والقتيل دون جاره شهيد، وكل قتيل في جنب الله شهيد.
(24) أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عمر بن يزيد الزهري: حدثنا عمرو بن علي: حدثنا محمد بن سواء: حدثنا هشام، عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني لأرجو أن لكل نبي حوضا وله واردة، وإني لأرجو أن أكون من أكثرهم واردة.
(25) أخبرنا أبو علي الصحاف: حدثنا عبد الكريم بن الهيثم: حدثنا داود بن منصور، عن عاصم العمري، عن محمد بن سوقة، عن نافع، عن ابن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يجيء صاحب النخاعة / يوم القيامة وهي في وجهه.
آخر أحاديث أبي عمر المقرئ السلمي
والحمد لله رب العالمين على كل حال
***
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) هكذا في الأصل، ولعلها مقحمة، فابن علية يروي الحديث عن ابن عون عن الحسن. والله أعلم.(1/152)
الجزء فيه أحاديث محمد بن سنان بن يزيد القزاز البصري عن شيوخه
رواية أبي علي إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الصفار عنه
رواية أبي الحسن محمد بن أحمد بن رزقويه عنه
رواية أبي الخطاب نصر بن أحمد بن البطر القارئ عنه
رواية الحافظ أبي طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي عنه
رواية الإمام أبي الحسن علي بن هبة الله بن سلامة بن المسلم عنه
رواية إمام المقام أبي أحمد إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الطبري عنه.
رواية أبي محمد عبد الله بن محمد بن محمد بن سليمان البشاوري عنه إجازة إن لم يكن سماعا
رواية أم هانئ مريم ابنة علي بن عبد الرحمن الهوريني عنه كذلك
رواية أبي الفضل عبد الرحمن بن أحمد بن القلقشندي عنها قراءة:
بسم الله الرحمن الرحيم
قرأت على الشيخة الأصيلة المعمرة الكاتبة التالية الخيرة أم هانئ مريم ابنة الشيخ نور الدين علي بن القاضي تقي الدين عبد الرحمن بن عبد المؤمن الهوريني بإجازتها من أبي محمد عبد الله بن محمد بن محمد البشاوري المكي إن لم يكن سماعا عن الإمام أبي أحمد إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن محمد الطبري المكي كذلك قال: أخبرنا الإمام أبو الحسن علي بن أبي الفضائل هبة الله بن سلامة بن المسلّم بن أحمد بن علي الشافعي الشهير بابن بنت الجميزي سماعا قال: أخبرنا الحافظ الكبير أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم السلفي الأصبهاني سماعا عليه في منزله بالمدرسة العادلية من ثغر الإسكندرية يوم الثلاثاء الثامن عشر من ربيع الأول سنة ثلاث وسبعين وخمسمئة قال: أخبرنا الشيخ أبو الخطاب نصر بن أحمد بن عبد الله بن البطر القارئ فيما قرأت عليه ببغداد في داره في شوال سنة ثلاث وتسعين وأربعمئة، قلت له: أخبركم الشيخ أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزقويه في صفر سنة إحدى عشرة وأربعمئة قال: أخبرنا أبو علي إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الصفار: حدثنا محمد بن سنان بن يزيد القزاز البصري قال:(1/153)
(1) حدثنا أبو عامر عبد الملك بن عمرو العقدي: حدثنا محمد بن طلحة، عن الحكم أبي عمرو، عن ضرار بن عمرو، عن أبي عبد الله الشامي، عن تميم الداري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الجمعة واجبة إلا على امرأة، أو صبي، أو عبد، أو مسافر، أو مريض.
(2) حدثنا عبد الملك بن عمرو: حدثنا محمد بن طلحة، عن الحكم أبي عمرو، عن ضرار بن عمرو، عن أبي عبد الله الشامي، عن تميم الداري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: حق الرجل على زوجته أن تطيع أمره، وأن تبر قسمه، ولا تهجر فراشه، وأن لا تخرج إلا بإذنه، وأن لا تدخل على من يكره(1).
(3) حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا وهب بن خالد: حدثنا عمرو بن يحيى، عن أبي زيد، عن معقل بن أبي معقل الأسدي قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تستقبل القبلة ببول أو غائط.
(4) حدثنا وهب بن جرير بن حازم: حدثنا شعبة قال: كتب به إلي منصور وقرأته(2) عليه: عن هلال بن يساف، عن سلمة بن قيس الأشجعي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا استجمرت فأوتر، وإذا توضأت فانثر.
(5) حدثنا مكي بن إبراهيم: حدثنا الجعيد، / عن موسى بن عبد الرحمن، أنه سمع محمد بن كعب وهو يسأل عبد الرحمن يقول: أخبرني ما سمعت من أبيك يقول عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال عبد الرحمن: سمعت أبي يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: مثل الذي يلعب بالنرد ثم يقوم فيصلي مثل الذي يتوضأ بالقيح ودم الخنزير، يقول: لا يقبل(3) الله صلاته.
(6) حدثنا يحيى بن كثير: حدثنا شعبة، عن أبي إسرائيل، عن جعدة، أن رجلا يعني جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فجعل يسأله عن رؤيا، وكان سمينا قال: فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يومئ بأصبعه(4) ويقول: لو كان هذا في غير هذا كان خيرا لك.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) جاء في (جـ): مدرج على شيوخ ابن سنان.
(2) في (د): فقرأته.
(3) في النسخ الثلاثة: لا يتقبل.
(4) في (ب): بأصبعيه.(1/154)
(7) وبه عن جعدة، أن رجلا أتي(1) به النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: إنا هذا يريد أن يقتلك، فقال: لم ترع لم ترع، لو أردت ذلك(2) لم يسلطك الله عليّ.
(8) حدثنا مكي بن إبراهيم: حدثنا الجعيد بن عبد الرحمن، عن الحسن بن عبد الله بن عبيد الله، أن عمرو بن عبد الله صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبره قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أكل كتفا، ثم قام فتمضمض، ثم صلى ولم يتوضأ.
(9) حدثنا عبيد الله بن تمام أبو عاصم: حدثنا خالد الحذاء، عن عبد الله بن شقيق، عن أبي الجدعاء(3) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليدخلن الجنة بشفاعة رجل من أمتي أكثر من بني تميم قال(4) رجل: يا رسول الله سواك؟ قال: سواي.
(10) حدثنا يعقوب بن محمد: حدثنا عُرَيف بن إبراهيم الثقفي: حدثنا حميد بن خلاد الكلابي قال: سمعت عمي قدامة يقول: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يخطب يوم عرفة وعليه حلة حبرة.
(11) حدثنا بشر بن عمر: حدثنا ليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن سعيد بن يزيد سمعه يقول: إن رجلا قال لرسول(5) الله صلى الله عليه وسلم: أوصني قال: أوصيك أن تستحيي من الله كما تستحيي رجلا من صالحي قومك.
(12) حدثنا إسحاق بن إدريس: حدثنا إسماعيل بن عياش، عن سليمان بن سليم الكناني، عن يحيى بن جابر، عن معاوية بن حكيم، عن عمه حكيم بن معاوية قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا شؤم، وقد يكون اليمن في المرأة والدار والفرس.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) زاد بعدها في (د): إلى.
(2) في النسخ الثلاثة: ذاك.
(3) هكذا في النسخ الأربعة سوى (جـ)، فوقع فيها: ابن الجدعاء. وإنما هو عبدالله بن أبي الجدعاء.
(4) في (ب): فقال.
(5) في (ب): يا رسول الله أوصيني.(1/155)
(13) حدثنا يحيى بن أبي بكير القاضي: حدثنا إسرائيل، عن زياد المصفر، عن الحسن، عن المقدام الرهاوي قال: جلس عبادة بن الصامت وأبو الدرداء والحارث بن معاوية، فقال أبو الدرداء: أيكم يذكر يوم صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بعير من المغنم؟ فقال(1) عبادة: أنا قال: فحدث، فقال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بعير من المغنم، فلما انصرف تناول قَرَدَة من وبر البعير ثم قال: ما يحل لي مما أفاء الله / عليكم ولا مثل هذه، إلا الخمس، وهو مردود.
(14) حدثنا إسحاق بن إدريس: حدثنا جويرية بن أسماء، عن يزيد مولى المنبعث، عن بعض المصريين، عن سُرّق، أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى باليمين مع الشاهد.
(15) حدثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد: حدثنا ابن جريج، عن سليمان بن موسى، عن وقاص بن ربيعة، عن المستورد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أكل بأخيه أكلة أطعمه الله مثلها من النار، ومن اكتسى بأخيه قميصا كساه الله مثله من النار، ومن أقام أخاه مقام رياء وسمعة أقامه الله مقام رياء وسمعة.
(16) حدثنا أبو عاصم، عن سفيان، عن إسماعيل، عن قيس بن أبي حازم، عن المستورد الفهري قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ما الدنيا في الآخرة، إلا كما يدخل أحدكم يده في يم، ثم يخرجها، فلا ترجع إليه شيئا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في (جـ): قال.(1/156)
(17) حدثنا محبوب بن الحسن، عن أبان، عن أنس، عن ربيعة بن وقاص، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ثلاث(1) مواطن لا ترد فيها دعوة: رجل يكون في برية حيث لا يراه أحد فيقوم فيصلي، فيقول الله لملائكته: إني لأرى(2) عبدي هذا يعلم أن له ربا يغفر الذنوب، فانظروا ما يطلب قال: فتقول الملائكة: أي رب رضاك(3) ومغفرتك قال: فيقول تبارك وتعالى: اشهدوا أني قد غفرت له، ورجل يقوم من الليل فيقول الله: أليس قد جعلت الليل سكنا والنوم سباتا، فقام عبدي هذا يصلي ويعلم أن له ربا قال: فيقول الله لملائكته: انظروا ما يطلب عبدي هذا قال: فتقول الملائكة: يا رب رضاك ومغفرتك قال: فيقول الله، عز وجل: اشهدوا أني قد غفرت له، ورجل تكون معه فئة فيفر عنه أصحابه ويلبث هو في مكانه، قال: فيقول تعالى للملائكة(4): انظروا ما يطلب عبدي هذا، فتقول الملائكة: يا رب بذل مهجة نفسه لك يطلب رضاك، فيقول عز وجل: اشهدوا أني قد غفرت له.
(18) حدثنا أبو عاصم، عن ثور بن يزيد: حدثنا راشد بن سعد، عن عبد الله بن لحي، عن عبد الله بن قرط قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفضل الأيام عند الله يوم النحر، ثم يوم القر(5) الذي يستقر(6) الناس فيه، ثم الذي يليه الذي يسمونه يوم الروؤس قال: وقرب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بدنات خمس أو ست، فطفقن يزدلفن إليه بأيتهن يبدأ، فلما وجبت ظهورها قال كلمة خفية لم أفهمها، فسألت بعض من يليه: ما قال؟ [قال](7) فقال: من شاء اقتطع(8).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في الأصل: ثلاثة. والمثبت من بقية النسخ.
(2) في الهامش: لعله: أرى. وفي (ب): أرى. وفي (جـ): ألا أرى. وفي (د): لأرى.
(3) في (ب): مرضاتك.
(4) في (جـ): لملائكته.
(5) في (ب): المقر.
(6) في (ب): يستقيم. وفي (جـ): يقرّ.
(7) زيادة من النسخ الثلاثة.
(8) في (ب) و(جـ): فليقتطع.(1/157)
(19) حدثنا إسحاق بن إدريس: أخبرنا هشيم: / أخبرنا يحيى بن سعيد بن العاص: أخبرنا سيابة بن عاصم السلمي، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم حنين: أنا ابن العواتك.
(20) حدثنا الحسين بن حفص: حدثنا سفيان، عن سعيد بن عبد العزيز التنوخي، عن سليمان بن موسى، عن أبي سيارة، أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أن يؤخذ العشر من العسل، وأن يحميها.
(21) حدثنا عفان بن عمر: أخبرنا حريز قال: لقيت عبد الله بن بسر السلمي فقلت: أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم شيخا؟ قال: كان في عنفقته شعرات بيض.
(22) حدثنا أبو عاصم، عن حيوة بن شريح، عن عقبة بن مسلم عن ابن جزء الزبيدي - وكانت له صحبة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ويل للأعقاب وبطون الأقدام من النار.
(23) حدثنا أبو عاصم، عن ابن جريج، عن أبي بكر بن حفص، عن عكرمة، عن ابن عباس: وطعامه متاعا لكم قال: هو ميتته.
(24) حدثنا أبو عاصم، عن ابن جريج: أخبرني عمرو بن دينار، عن عكرمة قال: قال أبو بكر: وطعامه متاعا لكم [المائدة: 96] قال: الميت.
(25) حدثنا وهب بن جرير: حدثنا هشام، عن يحيى، عن أبي سلمة، عن معقل بن أبي معقل قال: أرادت أمي الحج، وكان جملها أعجف، فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: اعتمري في رمضان، فإن عمرة في رمضان تعدل حجة.
(26) حدثنا هارون بن إسماعيل الخزاز: أخبرنا(1) علي بن المبارك: حدثنا يحيى، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن معقل بن أبي معقل الأسدي قال: أرادت أمي الحج، وكان جملها أعجف، فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: اعتمري في رمضان، فإن عمرة في رمضان كحجة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في (جـ): ثنا.(1/158)
(27) حدثنا عباد بن جويرية: حدثنا الأوزاعي: حدثني سليمان بن يسار(1): حدثني مصبح بن أبي مصبح أن أبا مصبح قال لأبي عبد الله رجل من أصحاب رسول الله(2) صلى الله عليه وسلم وهو يقود فرسه: ألا تركب يا أبا عبد الله، يعني فقال أبو عبد الله: فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من اغبرت قدماه في سبيل الله حرمهما الله على النار يوم القيامة. فأصلح(3) دابتي، وأستغني عن عشيرتي(4)، فما رؤي يوم(5) أكثر نازلا منه.
(28) حدثنا يعقوب بن محمد: حدثنا عبد العزيز بن عمران: حدثنا إبراهيم بن صابر الأشجعي: حدثتني أمي، عن أبيها نعيم بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الخندق: الحرب خدعة.
(29) حدثنا عثمان بن عمر: حدثنا شعبة، عن عقيل بن طلحة قال: سمعت رجلا من بني سليم يقال له: قبيصة قال: كنا مع عتبة بن غزوان (بالخريبة ؟)(6)، فإذا هو ينادي: يا أصحاب سورة البقرة، / وإذا برجل ينادي: يا آل شيبان، فحملت عليه، فثنى لي الرمح وقال: إليك عني، فوضعت قوسي في رمحه وأخذت بلحيته، فجئت به إلى عتبة، فحبسه وكتب فيه إلى عمر، فكتب إليه عمر: لو كنت إذ استولى ودعى بدعوى(7) الجاهلية قدمته فضربت عنقه كان أهل ذاك، فأما إذا حبسته فادعه فأحدث(8) له بيعة وخل سبيله.
(30) حدثنا إسحاق بن إدريس: أخبرنا هشيم، عن منصور بن زاذان، عن يزيد بن شعيب مولى لصفية بنت حيي بن أخطب، عن صفية، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أفطر الحاجم والمستحجَم(9).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في (جـ): حدثني ابن بشار.
(2) في بقية النسخ الثلاثة: النبي.
(3) في (ب) (جـ): فأصلح.
(4) في (ب): غيري.
(5) في (ب) و(جـ): رأى يوماً.
(6) في هامش (جـ): بالمدائن.
(7) في (جـ): بدعا.
(8) في (جـ): وأحدث.
(9) في (ب): والمحجوم.(1/159)
(31) حدثنا نائل بن نجيح، عن سفيان، عن حميد، عن أنس، مرة رفعه ومرة لم يرفعه قال: لا شفعة لنصراني. تفرد نائل بهذا الحديث عن سفيان هكذا، ورواه وكيع عن سفيان، عن حميد، عن الحسن قوله، وكذلك رواه أبو حذيفة عن سفيان، وهو أصح.
آخر الجزء من حديث محمد بن سنان القزاز
الحمد لله وحده
وصلواته وسلامه على محمد وآله وصحبه أجمعين
***(1/160)
الجزء فيه أخبار وأشعار كتبها الشيخ الإمام الحافظ أبو عبد الله محمد بن أبي نصر بن عبد الله الحميدي
تذكرة ومودة لأبي محمد الحسن بن محمد بن محمد بن حبيب عن شيوخه، عفا الله عنهم
رواية أبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن البطي عنه
رواية الإمام أبي محمد عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة عنه
رواية أبي الفهم تمام بن أحمد بن أبي الفهم السلمي عنه
رواية الحافظ أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي عنه
رواية ابنه المسند أبي هريرة عبد الرحمن بن الذهبي عنه
رواية جماعة منهم الشيخ شمس الدين محمد بن الشهاب أحمد بن العماد عنه
رواية أبي المحاسن يوسف بن شاهين سبط ابن حجر العسقلاني عنه
بسم الله الرحمن الرحيم
رب أعن ويسر يا كريم
أخبرنا الشيخ الإمام شمس الدين محمد بن العلامة شهاب أحمد بن عماد الأقفهسي بقراءتي عليه يوم الخميس 29 جماد الأول سنة 865: أنبأنا المسند أبو هريرة عبد الرحمن ابن الحافظ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي: أخبرنا والدي الحافظ شمس الدين الذهبي قراءة من لفظه في ذي القعدة سنة 725 بكفر بطنا: أخبرنا الشيخان أبو الفهم تمام بن أحمد بن أبي الفهم السلمي وسنقر بن عبد الله الزيني قال أبو الفهم: أخبرنا الإمام أبو محمد عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة، وقال سنقر: أخبرنا الموفق عبد اللطيف بن محمد البغدادي.(/)
(ح) وأخبرتنا الشيختان أم الكرام أنس بنت عبد الكريم اللخمية، وأم الفضل هاجر بنت القدسي سماعا عليهما قالا: أخبرنا برهان الدين إبراهيم بن محمد بن صديق إجازة: أخبرنا أبو العباس أحمد بن أبي طالب الحجار: أخبرنا أبو محمد عبد اللطيف بن محمد بن علي بن القبيطي إجازة قالوا: أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن البطي ببغداد: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أبي نصر بن عبد الله الحميدي الحافظ سنة 485:
(1) أخبرنا أبو الحسن علي بن بقاء بن محمد الوراق قراءة من لفظه وأنا أسمع منه بجامع الفسطاط وما سمعناه إلا منه: أخبرنا أبو الفتح أحمد بن عمر الجهازي: حدثنا أبو إسحاق محمد بن القاسم بن شعبان: حدثنا أحمد بن الحسين: حدثنا أبو حفص الفلاس: حدثنا أبو داود قال: كنا عند شعبة نكتب ما يملي، فسأل سائل فقال شعبة: تصدقوا، فلم يتصدق أحد، فقال شعبة: تصدقوا، فإن أبا إسحاق حدثني عن عبد الله بن معقل، عن عدي بن حاتم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اتقوا النار ولو بشق تمرة. فلم يتصدق أحد.
فقال: تصدقوا، فإن عمرو بن مرة حدثني عن خيمثة، عن عدي بن حاتم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اتقوا النار ولو بشق تمرة، فإن لم تجدوا فبكلمة طيبة. فلم يتصدق أحد.
فقال: تصدقوا، فإن محلا الضبي حدثني عن عدي بن حاتم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: استتروا من النار ولو بشق تمرة، فإن لم تجدوا فبكلمة طيبة. فلم يتصدق أحد.
فقال: تصدقوا، فإن محلا الضبي حدثني عن عدي بن حاتم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: / استتروا من النار ولو بشق تمرة، فإن لم تجدوا فبكلمة طيبة. فلم يتصدق أحد، فقال: قوموا عني، فوالله لا حدثتكم ثلاثة أشهر، ثم دخل منزله، فأخرج عجينا له، فأعطاه السائل، فقال: خذ هذا، فإنه طعامنا اليوم.(1/161)
(2) أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد القزويني المقرئ بقراءة أبي زكريا عبد الرحيم بن أحمد البخاري الحافظ عليه بمصر: أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن أحمد بن يوسف الدُخَيل بمكة وهو آخر من حدث عن ابن الدخيل: حدثنا أبو جعفر محمد بن عمرو بن موسى العقيلي: حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح وجعفر بن محمد قالا: حدثنا عبد الملك بن مسلمة: حدثنا إبراهيم بن أبي بكر بن المنكدر قال: سمعت عمي محمد بن المنكدر يقول: سمعت جابر بن عبد الله يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال جبريل عليه السلام: قال الله تبارك وتعالى: هذا دين ارتضيته لنفسي، ولن يصلحه إلا السماحة وحسن الخلق، فأكرموه بهما ما صحبتموه(1). تفرد به إبراهيم عن عمه.
(3) أخبرناه أبو علي بن الخلال: أخبرنا جعفر: أخبرنا السلفي: أخبرنا ابن مردويه وحمد بن سهلويه وأحمد بن الفضل وأبو علي الحداد قالوا: أخبرنا أبو نعيم: حدثنا عبد الله بن جعفر: حدثنا إسماعيل بن عبد الله سمويه: حدثنا عبد الملك بن مسلمة نحوه، وفيه: السخاء بدل: السماحة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) جاء في الهامش: هذا الحديث من كتاب الضعفاء للعقيلي، رواية العتيقي، عن ابن الدخيل. قلت: وهو في المطبوع (1/ 47).(1/162)
(4) أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد القارئ: أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن العباس الإخميمي قراءة عليه بانتقاء عبد الغني بن سعيد الحافظ: حدثنا إسماعيل بن داود بن وردان: حدثنا هارون بن سعيد الأيلي: حدثنا عبد الله بن وهب: أخبرنا ابن جريج، عن عبد الله بن كثير بن المطلب، أنه سمع محمد بن قيس بن مخرمة يقول: سمعت عائشة تقول: ألا أحدثكم عن النبي صلى الله عليه وسلم وعني؟ قلنا: بلى، قالت: لما كانت ليلتي انقلب فوضع نعليه عند رجليه، ووضع رداءه وبسط طرف إزاره على فراشه، ولم يلبث(1) إلا ريث ما ظن أني قد رقدت، ثم انتعل رويدا و أخذ رداءه رويدا، ثم فتح الباب رويدا، فخرج وأجافه رويدا، وجعلت درعي في رأسي واختمرت وتقنعت إزاري وانطلقت في أثره، حتى أتى البقيع، فرفع يديه ثلاث مرات، فأطال القيام، ثم انحرف وانحرفت، ثم أسرع وأسرعت، فهرول وهرولت، وأحضر وأحضرت، وسبقته ودخل ودخلت، فليس / إلا أن اضطجعت(2) فدخل فقال: ما لك يا عائش حشيا؟ قلت: لا شيء قال: لتخبرني، أو ليخبرني اللطيف الخبير، قلت: بأبي أنت وأمي، فأخبرته الخبر قال: فأنت السواد الذي رأيت أمامي؟ قلت: نعم قالت: فلهزني لهزة في صدري أوجعتني، وقال: أظننت أن يحيف الله عليك ورسوله قالت: فمهما يكتم الناس فقد علمه الله تعالى، قال: نعم، فإن جبريل أتاني حيث رأيت، ولم يكن يدخل عليك وقد وضعت ثيابك، فناداني وأخفى منك فأخفيته منك، وظننت أن قد رقدت وكرهت أن أوقظك، وخشيت أن تستوحشي، وأمرني أن آتي أهل البقيع، فأستغفر لهم قالت: فكيف أقول يا رسول الله؟ قال: قولي: السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في الهامش: يمكث.
(2) كتب في الهامش: أصل انضجعت.(1/163)
قال عبد الغني: هذا حديث غريب من حديث ابن جريج لم يجود أحد إسناده كتجويد ابن وهب، ورواه حجاج بن محمد، عن ابن جريج، عن عبد الله رجل من قريش، ولم ينسبه، ورواه يوسف بن سعيد بن مسلم من بين أصحاب ابن جريج، فقال: عن ابن جريج، عن عبد الله بن أبي مليكة، هذا آخر كلام عبد الغني، وهذا حديث أخرجه (مـ) عن هارون بن سعيد الأيلي عن ابن وهب موافقة، فكأن شيخنا مثل أبي الهيثم، وكأنا سمعناه من كريمة، وهو عزيز(1) من طوالات المصريين.
(5) أخبرنا أبو القاسم منصور بن النعمان بن منصور الصيمري في منزله بمصر بقراءتي عليه: حدثنا القاضي أبو الحسن علي بن محمد بن إسحاق بن يزيد لفظا: حدثنا أبو الحسن علي بن عبد الحميد الغضائري، وهو آخر من حدث عن الغضائري: حدثنا عبد الله بن معاوية الجمحي: حدثنا الحمادان حماد بن زيد وحماد بن سلمة قالا: حدثنا عبد العزيز بن صهيب، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تسحروا، فإن في السحور بركة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في الهامش: غريب.(1/164)
(6) حدثني أبو إسحاق إبراهيم بن سعيد بن عبد الله النعماني ويده على كتفي: حدثنا أبو سعد أحمد بن محمد بن أحمد الحافظ ويده على كتفي: حدثنا أبو الحسن أحمد بن عيسى العرضي ويده على كتفي: حدثنا أبو الحسن أحمد بن الحسن بن محمد المكي ويده على كتفي: حدثنا أبو عمرو هلال بن العلاء ويده على كتفي: حدثني أبي ويده على كتفي: حدثنا عبيد الله بن عمرو ويده على كتفي: حدثنا زيد بن أبي أنيسة ويده على كتفي: حدثنا أبو إسحاق السبيعي ويده على كتفي: حدثنا عبد الله بن الحارث ويده على كتفي: حدثنا الحارث الأعور ويده على كتفي: حدثني علي بن أبي طالب ويده على كتفي: حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم ويده على كتفي: حدثني الصادق الناطق رسول رب العالمين وأمينه على وحيه جبريل ويده على كتفي: سمعت إسرافيل يقول: سمعت القلم يقول: سمعت اللوح يقول: سمعت الله من فوق العرش يقول للشيء: كن، فلا يبلغ الكاف والنون أو يكون الذي يكون.
(7) أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الصعيدي: حدثنا أحمد بن محمد السائح: سمعت أبا عمرو محمد بن أحمد بن العوام يذكر أن يحيى بن معاذ دخل على العلوي العمري ببلخ، فقال له العمري: ما تقول فينا أهل البيت؟ فقال: وما أقول في غرس غرس بماء الوحي، وطين عجن بماء الرسالة، فهل يفوح منهما إلا المسك الأذفر، مسك الهدى، وعبير التقى، قال: أحسنت وأمر أن يحشى فمه دُرا، قال: ثم زاره من غده، فلما دخل العمري على يحيى بن معاذ قال له يحيى: إن زرتنا فبفضلك، وإن زرناك فلفضلك، فلك الفضل زائرا ومزورا.
(8) سمعت الشيخ أبا الحسين علي بن بقاء بن محمد الوراق يقول: سمعت أبا محمد عبد الغني بن سعيد الحافظ يقول: رجلان جليلان لزمهما لقبان قبيحان: معاوية بن عبد الكريم الضال، وإنما ضل في طريق مكة، وعبد الله بن محمد الضعيف، إنما كان ضعيفا في جسمه لا في حديثه.(1/165)
(9) حدثنا الرئيس أبو العباس أحمد بن رشيق الكاتب وكان من أفضل رئيس رأيناه بالمغرب: حدثني أبو عبد الله محمد بن شجاع الصوفي قال: كنت بمصر أيام سياحتي، فتاقت نفسي إلى النساء، فذكرت ذلك لبعض إخواني،/ فقال لي: إن هاهنا امرأة صوفية لها ابنة مثلها جميلة قد ناهزت البلوغ قال: فخطبتها وتزوجتها، فلما دخلت عليها وجدتها مستقبلة القبلة تصلي، فاستحييت أن تكون صبية في مثل سنها تصلي وأنا لا أصلي، فاستقبلت القبلة وصليت ما قدر لي، حتى غلبتني عيني، فنمت في مصلاي، ونامت في مصلاها، فلما كان في اليوم الثاني كان مثل ذلك أيضا، فلما طال علي قلت لها: يا هذه، ما لاجتماعنا معنى، فقالت لي: أنا في خدمة مولاي، ومن له حق فما أمنعه قال: فاستحييت من كلامها، وتماديت على أمري نحو الشهر، ثم بدا لي في السفر، فقلت لها: يا هذه، فقالت: لبيك، قلت: إني قد أردت السفر قالت: مصاحبا بالعافية قال: فقمت، فلما صرت عند الباب قامت فقالت لي: يا سيدي، كان بيننا في الدنيا عهد لم يقض بتمامه عسى في الجنة إن شاء الله، فقلت لها: عسى، فقالت: أستودعك الله خير مُسْتَوْدَع قال: فتودعت منها وخرجت، ثم عدت إلى مصر بعد سنين، فسألت عنها، فقيل لي: هي على أفضل ما تركتها عليه من العبادة والاجتهاد.
(10) أخبرنا أبوالقاسم الشيباني: حدثنا أبو طالب أحمد بن نصر الحافظ(1): حدثنا إسحاق الفروي، سمعت مالك بن أنس يقول: أدركت بهذه البلدة - يعني المدينة - أقواما لم يكن لهم عيوب، فعابوا الناس فصارت لهم عيوب، وأدركت بهذه البلدة أقواما كانت لهم عيوب، فسكتوا عن عيوب الناس، فنُسِيَتْ عيوبهم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أشار هنا إلى الهامش وكتب فيه: قال إسحاق الطباع. قلت: وإسحاق الطباع وإسحاق الفروي كلاهما يروي عن مالك. والله أعلم.(1/166)
(11) أخبرني أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد الحافظ بالأندلس: أخبرني أبو الفتح ثابت بن محمد الجرجاني قدم علينا عن بعض شيوخه في المذاكرة، أن ابن الأعربي رأى رجلين في مجلسه يتحدثان، فقال لأحدهما: من أين أنت؟ فقال: من أسبيجاب، وهي مدينة بأقصى خراسان، وقال للآخر: من أين أنت؟ فقال: من الأندلس، فعجب ابن الأعرابي وأنشد:
رفيقان شتى ألف الدهر بيننا **** وقد يلتقي الشتى فيأتلفان
(أنشدني الرجل الصالح أبو مروان عبد الملك بن مسلم الخولاني رحمه الله)(1) / ثم أنشد أبوالفتح أمام الأبيات، وهي:
نزلنا على قدسية يمنية لها **** نسب في الصالحين هجان
فقالت وأرخت جانب الستر بيننا **** لأيَّت أرض أم من الرجلان
فقلت لها أما رفيقي فقومه **** تميم وأما أسرتي فيمان
رفيقان شتى ألف الدهر بيننا **** وقد يلتقي الشتى فيأتلفان
(12) أنشدني الرجل الصالح أبو مروان عبد الملك بن مسلم(2) الخولاني رحمه الله بالأندلس قال: أنشدني أبو عبد الله محمد بن السري: أنشدنا الأنطاكي المقرئ للمناسكي:
أصبحت قد شف قلبي خوف عليه مقيم
خوف تمكن مني والقلب مني سقيم
لولا رجائي لوعد وعدته يا كريم
في سورة الحجر نصا لقابلتني الغموم
على لسان نبيي قلبي لديه عليم
نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم
فقد وثقت بهذا والقلب مني يهيم
من آية أذهلتني فيها وعيد جسيم
هي التي قلت فيها والقول منك حكيم
ألا وإن عذابي هو العذاب الأليم
فالقلب بين رجاء وبين خوف يعوم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) هكذا في الأصل، وهو آخر سطر في الورقة، والظاهر أنه مقحم، فلعل الناسخ انتقل نظره إلى الإسناد التالي، والله أعلم.
(2) في الهامش: سليمان.(1/167)
(13) أنشدني أبو محمد عبد الله بن عثمان القرشي رحمه الله بالمغرب وأملاه علي: حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعيش: حدثنا ابن الطحان، عن أبي عبد الله محمد بن عبد السلام الخشني الإمام المحدث بالأندلس وكانت له رحلة إلى المشرق لقي فيها أحمد بن حنبل ونظراءه(1) وأقام خمسا وعشرين سنة / متجولا في طلب الحديث، فلما رجع إلى الأندلس تذكر محاله في الغربة، فقال:
كأن لم يكن بينٌ ولم تك فرقة إذا كان بعد الفراق تلاق
كأن لم تورق بالعراقين مقلتي ولم تَمْرِ كف الشوق ماء اماق
ولم أزر الأعراب في خبت أرضهم بذات اللوى من رامة وبراق
ولم أصطبح بالنيل من قهوة النوى بكأس سقانيها الفراق دهاق
بلى وكأن الموت قد زار مضجعي فحول مني النفس بين تراقي
أخي إنما الدنيا محلة فرقة ودار غرور آذنت بفراق
تزود أخي من قبل أن تسكن الثرى وتلتف ساق للنشور بساق
(14) أنشدني أبو محمد عبد الله بن عثمان العمري لنفسه:
عرفت مكانتي فسببت عرضي ولو أني عرفتكم سببت
ولكني لم أجد لكم سموا إلى أكرومة فلذا سكت
(15) أنشدني أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد الوزير الحافظ لنفسه:
أقمنا ساعة ثم ارتحلنا وما تغني المشوق وقوف ساعة
كأن الشمل لم يك ذا اجتماع إذا ما شتت البين اجتماعه
(16) وأنشدني أيضا لنفسه بالمغرب رحمه الله:
لئن أصبحت مرتحلا بشخصي فروحي عندكم أبدا مقيم
ولكن للعيان لطيف معنى له سأل المعاينة الكليم(2)
(17) أنشدني والدي رحمه الله فميا لقننيه أيام الصبى:
من قابل النعمة من ربه بواجب الشكر له دامتِ
وكافر النعمة مسلوبها وقل ما ترجع إن زالت.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) رسمت في الأصل هكذا: (ونطاوه) والمثبت من طبعة الشيخ أبي عبدالرحمن الظاهري، وجذوة المقتبس.
(2) كتب في الهامش: قال الحافظ الذهبي: سمعت هذين البيتين على ابن الخلال: أخبرنا جعفر الهمداني: أخبرنا العثماني في فوائده: أخبرنا يوسف بن علي القضاعي: أخبرنا أبو بكر بن طرخان: أخبرنا ابن أبي نصر الحميدي، عن ابن حزم.(1/168)
(18) أخبرنا الشيخ أبو البركات الحسين بن إبراهيم بن الفرات رحمه الله: أخبرنا أبو محمد عبد الغني بن سعيد: سمعت حسن بن علي خركات الصوفي العلوي يقول: سألت بعض الصوفية عن استماع الغنى؟/ فقال: هو مثل ماء زمزم لما شرب له.
(19) أنشدني أبو الحسن محمد بن علي بن إبراهيم بن الدقاق بمر متمثلا:
كم من كتاب تعبت في طلبه وكنت من أبخل الخلائق به
حتى إذا مت وانقضى سبببي عاد لغيري فصار من كتبه
(20) أنشدنا أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد رحمه الله بالأندلس لأبي عمر أحمد بن محمد بن عبد ربه وقد(1) أزمع بعض من كان يألفه على الرحيل في غد، فأتت السماء بمطر عظيم حال بينه وبين الرحيل، فكتب إليه ابن عبد ربه:
هلا ابتكرت لبين أنت مبتكر هيهات يأبى عليك الله والقدر
ما زلت أبكي حذار البين ملتهفا حتى رثى لي فيك الريح والمطر
يا برده من حيا مزن على كبد نيرانها بغليل الشوق تستعر
آليت أن لا أرى شمسا ولا قمرا حتى أراك فأنت الشمس والقمر
وتوفي أبو عمر أحمد بن محمد بن عبد ربه سنة 328 لاثنتي عشرة ليلة بقيت [من](2) جمادى الأولى، ومولده سنة 246 لعشر خلون من رمضان، فاستوفى إحدى وثمانين سنة وثمانية أشهر وثمانية أيام، هكذا رأيت بخط الحكم المستنصر ابن عبد الرحمن الأمير بالأندلس من بني أمية، وكان من أهل العلم، رحمة الله عليه.
(21) وأنشدني أيضا أبو محمد علي بن أحمد الحافظ رحمه الله لأبي جعفر أحمد بن محمد بن الأبار الخولاني إلى الرئيس أبي الوليد إسماعيل بن حبيب من قصيدة يعزيه عن جارية توفيت عنده وولد له ولد:
أو ما رأيت الدهر أقبل معتبا متنصلا بالعذر لما أذنبا
بالأمس أذوى في رياضك أيكة واليوم أطلع في سمائك كوكبا
(22) لأبي(3) عمر يوسف بن هارون الكندي المعروف بالرمادي في سراج قارب أن ينطفئ ثم حيي:
أرى سكرات السراج كأنه عليل على ظهر الفراش يجود
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في الأصل: قد.
(2) ساقطة من الأصل.
(3) هكذا في الأصل، وهو سقط ظاهر.(1/169)
/أراقبه حتى إذا قلت قد قضى تثوب إليه نفسه فيعود
(23) أخبرني أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد رحمه الله عن بعض شيوخه، أن أبا عمر أحمد بن محمد بن عبد ربه وقف في صباه يوما تحت روشن بعض الرؤساء وقد سمع جارية محسنة تغني، فرش بماء ولم يعرف من أين هو، فمال إلى مسجد قريب من ذلك المكان واستدعى بعض ألواح الصبيان وكتب:
يا من يضن بصوت الطائر الغرد ما كنت أحسب هذا البخل في أحد
لو أن أسماع أهل الأرض قاطبة أصغوا إلى الصوت لم ينقص ولم يزد
فلا تضن على سمعي تقلده صوتا يجول مجال الروح في جسدي
لو كان زرياب حيا ثم أسمعه لذاب من حسد أو مات من كمدي
أما النبيذ فإني لست أشربه ولست آتيك إلا كسرتي بيدي
(24) وأخبرنا أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد أنه قصد يوما صديقا له في يوم شديد المطر، فاستعظم ذلك منه في تلك الحال، فقال أبو محمد:
ولو كانت الدنيا دوينك لجة وفي الأرض صعق دائم وحريق
لسهل ودي فيك نحوك مسلكي ولم يتعذر لي إليك طريق
(25) وأنشدني أبو محمد علي بن أحمد: أنشدني أبو عمر أحمد بن حبرون في مجلس الوزير أبي رحمه الله وقال لي: كتب أبو عبد الله محمد بن مسرة إلى أبي بكر اللؤلؤي يستدعيه في يوم طين ومطر:
أقبل فإن اليوم يوم دجن إلى مكان كالضمير المكنى
لعلنا نحكم أدنى فن فأنت عند الطين أمشي منى
(26) وأنشدنا أبو محمد علي بن أحمد للمهند طاهر بن محمد البغدادي إلى المنصور بن أبي عامر محمد بن أبي عامر صاحب الأندلس - قال لي أبو محمد: ورأيت في بعض الكتب أنه سأل الوزير أبي رحمه الله إيصالهما إليه - يسأله / الإذن عليه:
أتيت أكحل طرفي من نور وجهك لحظة
ولا أزيدك بعد التسليم والشكر لفظة
(27) وأنشدني أبو محمد علي بن أحمد لعبد الملك بن جهور:
إن كانت الأبدان نائية فنفوس أهل الظرف تأتلف
يا رب مفترقين قد جمعت قلبيهما الأقلام والصحف
(28) وأنشدنا أبو محمد علي بن أحمد لنفسه:
لا تشتمن حاسدي إن نكبة عرضت فالدهر ليس على حال بمترك(1/170)
ذو الفضل كالتبر طورا تحت ميقعة وتارة في ذرى تاج على ملك
(29) وأنشدني أيضا لنفسه:
سلام على أهل التلاقي مردد ولا لقى التفريق أهلا ولا سهلا
ويا بين بن عنا ذميما مبعدا ويا دهر قرب كالذي يعهد الوصلا
أقول وقد هم الفؤاد برحلة ولكن رجاء القرب قال له مهلا
لعل الذي يدني ويبعد والذي قضى بفراق الشمل أن يجمع الشملا
(30) وأنشدني أيضا للوزير أبي الحسن جعفر بن عثمان المصحفي رحمه الله:
يا ذا الذي أودعني سره لا ترج أن تسمعه مني
لم أُجرِه بعدك في خاطري كأنه ما مر في أذني
(31) ودعنا(1) أبو القاسم منصور بن النعمان الصيمري فقلت له: أوصني؟ فقال: ودعنا القاضي أبو الحسن أحمد بن سعيد السعدي فقلت: له: أوصني؟ فقال: ودعنا أحمد بن محمد النعماني فقلت له أوصني؟ فقال: ودعنا عبيد الله بن أحمد البلخي فقلنا له: أوصنا؟ فقال: ودعنا عمار بن علي (الزري ؟)، فقلت له: أوصنا؟ فقال: ودعنا أحمد بن العباس النحوي بالأهواز فقلت له: أوصني؟ فقال: ودعنا أحمد بن عيسى البصري بالبصرة فقلت له: أوصني؟ / فقال: ودعني أبو نواس الشاعر بالأبلة فقلت له: أوصني؟ فقال: كنت بالأهواز، وكان بيني وبين أزهر السمان معرفة وودعني لما أردت الخروج إلى البصرة، فقلت له: أوصني؟ فقال: يا أبا نواس، أوصيك بثلاث: طاعة الله، وطاعة رسوله، والمحافظة على الصلوات في أوقاتها، واحذر ثلاثا: (خيانة ؟) الرفيق، وضجر الصديق، وقطاع الطريق.
آخره والحمد لله وحده.
اللهم صل على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
حسبنا الله ونعم الوكيل.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) كتب في الهامش: ودعنا القاضي أبو العباس أحمد بن عيسى رحمه الله تعالى(1/171)
الجزء فيه أحاديث وأخبار عن أبي بكر محمد بن يحيى بن أبي العباس بن إبراهيم الصولي النديم رحمه الله.
رواية أبي عبد الله الحسين بن الحسين بن محمد بن القاسم الغضائري عنه
رواية أبي الغنائم محمد بن علي بن الحسن بن أبي عثمان عنه
رواية أبي بكر محمد بن عبيد الله بن نصر بن الزاغوني عنه
رواية أبي الحسن بن أبي عبد الله بن المقير البغدادي عنه إجازة
رواية الحافظ شرف الدين أبي محمد عبد المؤمن بن خلف الدمياطي عنه سماعا
رواية المسند ناصر الدين إبراهيم بن أبي بكر بن عمر بن السلار عنه إجازة
رواية أم عبد الله نشوان بنت عبد الله بن علي الحنبلية عنه إجازة
رواية أبي المحاسن يوسف بن شاهين سبط ابن حجر العسقلاني عنها سماعا
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم أعن ويسر يا كريم
أخبرتنا الرئيسة الكاتبة أم عبد الله نشوان بنت عبد الله بن علي الحنبلية في يوم الجمعة سلخ جمادى الأولى سنة 865 قالت: أخبرنا المسند ناصر الدين إبراهيم بن أبي بكر بن عمر السلار الدمشقي: أنبأنا الحافظ شرف الدين عبد المؤمن بن خلف الدمياطي رحمه الله تعالى: أخبرنا أبو الحسن بن أبي عبد الله بن المقير البغدادي: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبيد الله بن نصر بن الزاغوني إجازة: أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي بن الحسن بن أبي عثمان قراءة عليه وأنا أسمع: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن محمد بن القاسم بن عبد الله الغضائري: حدثنا أبو بكر محمد بن يحيى بن أبي العباس بن إبراهيم الصولي النديم إملاء مستهل صفر سنة 334:(1/172)
(1) حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث: حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل: حدثنا يحيى يعني القطان، عن عبد الملك يعني ابن أبي سليمان: حدثنا ابن جريج، عن عطاء، عن جابر: كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان في اليوم الذي مات فيه إبراهيم ابن رسول الله، فقال الناس: إنما انكسفت الشمس لموت إبراهيم، فقام النبي صلى الله عليه وسلم فصلى بالناس ست ركعات في أربع سجدات، كبر ثم قرأ فأطال القراءة، ثم ركع نحوا مما قام، ثم رفع رأسه فقرأ القراءة دون القراءة الأولى، ثم ركع نحو ذلك، ثم قام، ثم رفع رأسه فقرأ الثالثة دون القراءة الثانية، ثم ركع نحوا مما قام، ثم رفع رأسه، وانحدر للسجود، فسجد سجدتين، ثم قام فركع ثلاث ركعات قبل أن يسجد، ليس فيها ركعة إلا التي قبلها أطول منها، إلا أن يكون ركوعه نحو من قيامه، ثم تأخر في صلاته، فتأخرت الصفوف معه، ثم تقدم، فقام في مقامه وتقدمت الصفوف معه، فقضى الصلاة وقد طلعت الشمس، فقال: أيها الناس إن الشمس والقمر / آيتان من آيات الله، لا ينكسفان لموت بشر، فإذا رأيتم شيئا من ذلك فصلوا حتى تنجلي.
(2) حدثنا أبو بكر: حدثنا هشام بن علي العطار: حدثنا عبد العزيز بن الخطاب: أخبرنا يعقوب بن عبد الله القمي: حدثنا الأعشى(1)، عن السلمي، عن أبي سعيد الخدري: ما كنا نعرف المنافقين إلا ببغضهم علي بن أبي طالب عليه السلام.
(3) حدثنا أبو بكر: حدثنا هشام بن علي العطار: حدثنا عثمان بن طالوت: حدثنا العلاء بن محمد، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أكثروا ذكر هادم اللذات، قالوا: يا رسول الله، وما هادم اللذات؟ قال: الموت.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) هكذا قرأتها، ويعقوب القمي يروي عن الأعمش، فلعله تحرف عنه، والله أعلم.(1/173)
(4) حدثنا أبو بكر: حدثنا إبراهيم بن فهد بن حكيم: حدثنا محمد بن خالد بن عبد الله: حدثنا فرج بن فضالة، عن ربيعة بن يزيد، عن مسلم بن قرظة، عن عوف بن مالك: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: خياركم وخيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، وتصلون عليهم ويصلون عليكم، وشراركم وشرار أئمتكم الذين تلعنونهم ويلعنونكم، وتبغضونهم ويبغضونكم، قالوا: يا رسول الله ألا ننابذهم؟ قال: لا، ما صلوا لكم الخمس، ألا ومن كان عليه وال فرآه يأتي شيئا من معاصي الله عز وجل فلينكر ما أتى من ذلك، ولا تنزعوا يدا من طاعة.
(5) حدثنا أبو بكر: حدثنا إبراهيم بن فهد: حدثنا سعيد بن أبي الربيع السمان، عن عنبسة القطان: حدثنا شهر بن حوشب: حدثتني أم الدرداء، عن أبي الدرداء، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أفضل عمل يوضع يوم القيامة في ميزان العبد حسن الخلق.
(6) حدثنا أبو بكر: حدثنا أحمد بن عمرو أبو بكر البزار: حدثنا إسماعيل بن أبي الحارث: حدثنا داود بن المحبر: حدثنا أبي المحبر بن قحذم، عن أبيه قحذم بن سليمان أو(1) سليم، عن معاوية بن قرة، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم /: لتملأن الأرض جورا وظلما، فإذا ملئت جورا وظلما بعث الله رجلا اسمه اسمى يملؤها قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما.
حدثنا أبو بكر: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن معاوية بن قرة عن أبيه، إلا من هذا الوجه، وقد رواه معاوية بن قرة عن أبي الصديق عن أبي سعيد الخدري من غير هذا الوجه.
(7) حدثنا أبو بكر: حدثنا أحمد بن يزيد المهلبي قال: كنت أنا وسعيد بن حميد ومحمد بن عتاب في بستان حسن الخضرة فيه روضة نرجس ودولاب يسقينا له صوت مليح والريح تميل أغصان شجرها، فقلنا: نقول في هذا شيئا، فبدرني سعيد، فقال:
ورياض كأنها نشرت فوق ثراها حريرة خضراء
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في الأصل: ابن. وهو على الصواب في مشيخة قاضي المارستان (599) من طريقه.(1/174)
أعين النرجس الحنيّ نجوم واخضرار الرياض فيها سماء
للثرى تحتهن رقص وللماء زمر وللغصون غناء.
(8) قال الصولي: في هذا النحو شيء عبثت به:
ويوم من أيام الربيع أطاعني له أول فيما أحب وآخر
وغاب رقيب فيه عني وعاذل وواش ومن أهوى من الناس حاضر
لدى شجر للطير فيه تشاجر وزهر حكته في النظام الجواهر
كأن هزازات الغصون خلاله قيان وأوراق الغصون ستائر
ودارت علينا في دَوَرَّانَ قهوة لنا من حميها على القتل عاذر
فظلنا بيوم للسرور محسد نفوز بإسعاف الهوى ونجاهر
سما الدهر عنا فيه وارتد طرفه فكل بما قد كان يهواه ظافر
(9) حدثنا أبو بكر: حدثنا محمد بن الأسود: حدثنا حماد بن إسحاق الموصلي: أنشده شاعر أعرابي ولم يسمه:
ألم تعلمي يا عذبة الريق أنني وإن أظهر الحساد سوء مقال
/ عفيف ولكن المحب إذا خلى بمن حب جال الظن كلَّ مجال
فقال له أبي: قد ادعيت الصفوة، وأقررت بالخلوة، ثم ادعيت العفة، وتحتاج على ذلك إلى بينة.
(10) قال الصولي: وكنت عند أبي ذكوان فقال لي: أنشدني عمك إبراهيم بن العباس لخاله العباس بن (الأحنف ؟):
قد سحب الناس أذيال الظنون بنا وفرق الناس فينا قولهم فرقا
فكاذب قد رمى بالحب غيركم وصادق ليس يدري أنه صدقا
ثم قال: كأني أعرف شعرا أخذه العباس منه، فقلت له: أنشدنا أبو العيناء، عن الأصمعي لمزاحم العقيلي:
ألا يا سرور النفس ليس بعالم بك الناس حتى يعلموا ليلة القدر
سرى رجمهم بالظن والظن مخطئ مرارا ومنهم من يصيب ولا يدري
فقال: هو والله الذي أردت، لو رآك عمك لأقر الله عينه بك.
(11) قال الصولي: ومما يتعلق بهذا القول للحسين بن الضحاك الخليع:
وليلة بتها محسدة محفوفة بالظنون والتهم
أبت(1) غير أنها على حنق ترد أنفاسها(2) إلى الكظم
وابأبي من بدا بروعة لا وعاد من بعدها إلى نعم
أباحني صونه ووسدني إحدى يديه وبات ملتزمي
فبت في ليلة نعمت بها ألثم درا مفلجا بفمي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في الهامش: وبات.
(2) في الهامش: أنفاسه.(1/175)
قال الصولي: ولا أعرف شاعرا ذكر تفلج الأسنان قبل ابن أبي خازم(1) الأسدي، فإنه قال:
مفلجن الشفاه بأقحوان حلاه غب شاربة قطار
(12) قال: وقرئ علي أبي بكر الصولي في هذا اليوم قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري(2): حدثنا سليمان بن أبي شيخ: حدثنا محمد بن الحكم، عن عوانة، قال: كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه / إلى عبد الله بن عمر: أما بعد، فإنه من اتقى الله وقاه، ومن توكل عليه كفاه، ومن أقرضه جزاه، ومن شكره زاده، ولتكن التقوى عماد عملك، وجلاء قلبك، فإنه لا عمل لمن لا نية له، ولا مال لمن لا رفق له، ولا جديد لمن لا خلق له.
(13) أخبرنا أبو بكر: حدثنا محمد بن سعيد: حدثنا محمد بن إبراهيم بن يوسف، عن أبيه قال: خرجنا بجارية للرشيد اشتريناها له نشيعها، فمررنا بخيام الأعراب، وإذا رجل قبيح الوجه يضرب امرأته وهي أحسن الناس وجها، قال: فأومأنا إليه نمنعه، فقالت: دعوه فإنه أسدى إلى الله يداً وأذنبت ذنبا، فصيرني ثوابه وصيره عقابي.
(14) أخبرنا أبو بكر الصولي: حدثنا محمد بن عبد الأكبر: حدثنا عباس بن الفرج قال: ركب الأصمعي حمارا ذميما، فقيل له: أبعد براذين الخلفاء تركب هذا! فقال متمثلا:
ولما أبت إلا اطراقا بودها وتكديرها الشرب الذي كان صافيا
شربنا برنق من هواها مكدر وليس يعاف الرنق من كان صاديا
هذا وأملك ديني ونفسي أحب إلي من ذلك مع ذهابهما.
(15) أخبرنا أبو بكر: حدثنا الغلابي: حدثنا ابن عائشة قال: قال ابن المقفع لعمرو بن عبيد: نظرت في مقايسكم فوجدتها باطلة، فقال: أبالقياس أبطلتها أم بالمجازفة؟ قال: بالقياس، قال له: فأراك قد أثبت ما نفيت.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في الهامش: ابن أبي مزاحم.
(2) هكذا في الأصل، وأبوبكرالصولي لم يدرك أبا أحمد الزبيري. وفي الهامش إشارة إلى نسخة أخرى: (اليزيدي/ البريدي؟)(1/176)
(16) أخبرنا أبو بكر: حدثنا أبو ذكوان: حدثنا محمد بن سلام الجمحي، عن أبيه قال: قال عمرو بن العاص لعبد الله بن جعفر عند معاوية ليصغر منه: يا ابن جعفر، فقال له عبد الله: لئن نسبتني إلى جعفر فلست بدعي ولا أبتر، ثم ولى وهو يقول:
تعرضت قرن الشمس وقت ظهيرة لتستر منه ضوءه بكلامكا
كفرت اختيارا ثم آمنت خيفة وبغضك إيانا شهيد بذلكا
/ وإنما قال: لست بدعي ولا أبتر، لأن العاص قال: محمد أبتر، فأنزل الله عز وجل: إن شانئك هو الأبتر [الكوثر: 3].
(17) قال: وسأل رجل رجلا حاجة فرده، فقال له السائل: أما والله لقد أيقنت أن من سلك الوعر حفى، ولكنه اضطرني إليك الطريق، وغاب عني فيك التوفيق.
(18) أخبرنا الصولي: حدثنا المبرد: حدثنا محدث عن الفضل بن مروان قال: دخل .. .. ..(1) على المأمون بالرقة وهو مع الرشيد، فبينا هو يحدثه إذ قال: اسمع مني أيها الأمير، فقال المأمون: عامي خذوا بيده، وبلغ الرشيد فتمثل:
وهل ينبت الخطي إلا وشيجه وتغرس إلا في منابتها النخل
(19) وحدثنا الصولي: حدثنا عبد الملك بن محمد أبو قلابة: حدثنا عفان بن مسلم: حدثنا شعبة: أخبرنا الحكم: سمعت ابن أبي ليلى، أن علي بن أبي طالب حدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءه سبي من جهينة، فأتته فاطمة عليها السلام تسأله خادما لما تلقى يدها من الرحى، فلم توافقه، فأخبرت عائشة رضي الله عنها لما جاءت له، فلما جاء صلى الله عليه وسلم أخبرته بمجيء فاطمة عليها السلام وما قالت لها، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم وقد أخذنا مضاجعنا، فذهبنا لنقوم، فقال: على حالكما، فقعد بيننا حتى وجدت برد قدمه على صدري، ثم قال: ألا أخبركما بخير مما سألتما، إذا أخذتما مضاجعكما فسبحا الله عز وجل ثلاثا وثلاثين، وكبرا ثلاثا وثلاثين، واحمداه أربعا وثلاثين، فإنه خير لكما من خادم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) بياض في الأصل.(1/177)
(20) حدثنا الصولي: حدثنا محمد بن زكريا الغلابي: حدثنا أحمد بن عيسى وذكر ابن هرمة قال: وكان متصلا [بنا](1)، وهو القائل فينا: ومهما ألام على حبهم فإني أحب بني فاطمه
بني بيت من جاء بالمحكمات والدين والسنة القائمه
فلست أبالي بحبي لهم سواهم من النَعَم السائمه
قال: فقيل له في دولة بني العباس: ألست القائل كذا، وأنشدوه هذه الأبيات، فقال: أعض الله قائلها بهَنِ أمه، فقال له بعض من يثق به: ألست قائلها؟ قال: بلى، ولكن أعض بهَنِ أمي خير من أن أقتل.
(21) حدثنا الصولي: حدثنا المبرد قال: حضر بعض العرب مجلسا، فجاءه صديق له وقد ضاق المجلس، فقام له عن مجلسه، (فعذل ؟) في ذلك، فقال:
لئن قمت ما في ذاك منها غضاضة علي وإني للشريف مُذلل
على أنها مني لغيرك خلة ولكنها بيني وبينك تجمل
(22) حدثنا أبو بكر: حدثني أبو العباس النوفلي: حدثنا أبو الحارث النوفلي - قال الصولي: وقد رأيت أبا الحارث هذا وكان رجل صدق - قال: كنت أبغض القاسم بن عبيد الله لمكروه نالني منه، فلما مات أخوه الحسن قلت على لسان ابن بسام:
قل لأبي القاسم المرجّى قابلك الدهر بالعجائب
مات لك ابن وكان زينا وعاش ذو الشين والمعايب
حياة هذا بموت هذا فليس تخلو من المصائب
(23) قال الصولي: وأيضا أخذه من قول أحمد بن يوسف الكاتب لبعض إخوانه من الكتاب وقد ماتت له ببغاء وكان له أخ يضعف، فكتب إليه:
أنت تبقى ونحن طرا فداكا أحسن الله ذو الجلال عزاكا
فلقد جل بخطب دهر أتانا بمقادير أتلفت ببغاكا
عجبا للمنون كيف أتتها وتخطت عبد الحميد أخاكا
كان عبد الحميد أصلح للموت من الببغاء وأولى بذاكا
شملتنا المصيبتان جميعا فَقْدنا هذه ورؤية ذاكا
(24) قال الصولي: وإنما أخذه أحمد بن يوسف من قول أبي نواس في التسوية، وزاد في المعنى إرادة وكراهة، قال أبو نواس لما مات الرشيد وقام الأمين يعزي الفضل بن الربيع:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ساقطة من الأصل، واستدركتها من تاريخ ابن عساكر (7/ 76).(1/178)
/ تعز أبا العباس عن خير هالك بأكرم حي كان أو هو كائن
حوادث أيام تدور صروفها لهن مساوٍ مرة ومحاسن
وفا الحي بالميت الذي غيب الثرى فلا أنت مغبون ولا الموت غابن
(25) حدثنا الصولي: حدثني عون بن محمد: أنشدني إبراهيم بن المهدي وكان ينتقل في المواضع، فنزل بقرب أخت له، فوجهت إليه بجارية حسنة الوجه لتخدمه، وقالت لها: أنت له، ولم تعلم إبراهيم بقولها ذلك، فأعجبته فقال:
بأبي من أنا مأسور بلا أسر لديه
والذي أجللت خديه فقبلت يديه
والذي يقتلني ظلما ولا يعدى عليه
أنا ضيف وجزاء الضيف إحسان إليه
آخر الجزء
الحمد لله أولا وآخرا وظاهرا وباطنا
اللهم صل على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم
حسبنا الله ونعم الوكيل
***(1/179)
الجزء فيه أحاديث من مسموعات للشيخ الحافظ أبي ذر عبيد بن أحمد بن محمد الهروي
رواية ولده أبي مكتوم عيسى بن أبي ذر عبيد بن أحمد الهروي عنه
رواية أبي العباس أحمد بن محمد بن عبد العزيز العباسي عنه
رواية أبي الفضل عبد السلام بن عبد الله الداهري عنه
رواية أبي الخطاب محفوظ بن عمر بن أبي بكر بن الحامض عنه
رواية أبي الحرم محمد بن محمد بن محمد القلانسي عنه
بسم الله الرحمن الرحيم
رب أعن ويسر يا كريم
أخبرتنا المسندة أم الفضل هاجر بنت محمد بن محمد بن أبي بكر بن عبد الله القدسي بقراءتي عليها في ثاني عشر ين شعبان سنة 868: أخبرنا والدي شرف الدين محمد بن محمد القدسي إجازة إن لم يكن سماعا: أخبرنا المسند أبو الحرم محمد بن محمد بن محمد القلانسي سماعا عليه في سادس ذي القعدة سنة ثلاث وستين وسبعمائة.(/)
(ح) وكتبت إلي الشيخة الأصيلة الكاتبة أم الفضل عائشة بنت قاضي المسلمين علاء الدين علي بن محمد الكناني العسقلاني، عن أبي الحرم محمد بن محمد بن محمد القلانسي إجازة إن لم يكن سماعا: أخبرنا التقي أبو الخطاب محفوظ بن عمر بن أبي بكر بن الحامض سنة 691 قال: أخبرنا أبو الفضل عبد السلام بن عبد الله بن أحمد بن بكران الداهري قيل له: أخبركم الشريف أبو العباس أحمد بن محمد بن عبد العزيز العباسي المكي قراءة عليه وأنتم تسمعون فأقر به: أخبرنا أبو مكتوم عيسى بن أبي ذر عبيد بن أحمد بن محمد الهروي بالمسجد الحرام في ذي القعدة سنة 497 قال: أخبرني أبو ذر عبيد بن أحمد بن محمد الهروي:
(1) أخبرنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن البزار قراءة عليه: حدثنا عبد الله بن سليمان: حدثنا أحمد بن عثمان بن حكيم الأودي: حدثنا شريح بن مسلمة: حدثنا إبراهيم بن يوسف، عن أبيه، عن أبي إسحاق، عن عامر بن سعد البجلي، عن عكرمة بن أبي جهل، أو أن عكرمة بن أبي جهل لما رآه النبي صلى الله عليه وسلم مقبلا قال: مرحبا بالراكب المسافر أو المهاجر، قال: يا رسول الله، ما أقول؟ قال: تقول أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، قال: ثم ماذا أقول يا رسول الله؟ قال: تقول: إني أشهدك يا رسول الله، أني مهاجر مجاهد، قال: ففعل الذي قال، فقال: ما أنت سائلي اليوم شيئا أعطيته أحدا من الناس إلا أعطيتكه، فقال: أما أنا فلا أسألك(1) مالا، إنني لمن أكثر قريش مالا، ولكن أسألك أن تستغفر لي كل قتال قاتلتكموه وكل نفقة أنفقتها لأصد بها عن سبيل الله، فوالله لئن طالت بك حياة لأضعفن ذلك كله.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في الأصل: أملك. وفي الهامش: لعله أسألك.(1/180)
(2) أخبرنا أبو ذر: حدثنا علي بن عمر بن محمد بن الحسن بن شاذان السكري / قراءة عليه: حدثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي: حدثنا يحيى بن معين: حدثنا أبو اليمان، عن شعيب بن أبي حمزة، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين، عن عيسى بن طلحة: سمعت عمرو بن مرة الجهني قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أرأيت إن شهدت أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، وصليت الصلوات الخمس، وأديت الزكاة، وصمت رمضان وقمته فمن أنا؟ قال: أنت من الصديقين والشهداء.
(3) أخبرنا أبو ذر: حدثنا عمر بن أحمد بن عثمان: حدثنا الحسين بن إسماعيل الضبي: حدثنا يوسف بن موسى: حدثنا يزيد بن هارون: حدثنا حماد بن سلمة، عن عبد الملك بن عمير، عن رفاعة بن شداد، قال: كنت أقوم على رأس المختار، فلما عرفت كذباته هممت أن اخترط سيفي فأضرب عنقه، فذكرت حديثا حدثنيه عمرو بن الحمق، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من أمن رجلا على نفسه فقتله أعطى لواء غدر يوم القيامة.
(4) أخبرنا أبو ذر: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد المقرئ بالبصرة: حدثنا محمد بن غسان بن جبلة: حدثنا أبو حفص عمر بن الخطاب السجستاني: حدثنا أبو صالح: حدثنا معاوية، أن عبد الرحمن بن جبير حدثه عن أبيه، عن عمرو بن الحمق: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يعني يقول: إذا أراد الله بعبد خيرا عسله، وهل تدرون ما عسله؟ قالوا: الله أعلم، قال: يفتح الله له عملا صالحا بين يدي موته حتى يرضى عنه حيه ومن حوله.(1/181)
(5) أخبرنا أبو ذر: حدثنا عمر بن أحمد بن عثمان: حدثنا نصر بن القاسم الفرائضي: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة: حدثنا أبو الأحوص، عن شبيب بن غرقدة، عن سليمان بن عمرو بن الأحوص، عن أبيه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في حجة الوداع: ألا أي يوم هذا؟ ثلاث مرات، قالوا: يوم الحج الأكبر، قال: فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم بينكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا، ألا لا يجني جان إلا على نفسه، ألا لا يجني والد على ولده، ولا مولود على والده، ألا إن الشيطان قد أيس أن يعبد ببلدكم هذا أبدا، ولكن سيكون له طاعة في بعض ما تحتقرون من أعمالكم، ألا وإن كل دم من دماء الجاهلية / موضوع وأول ما وضع منها دم الحارث بن عبد المطلب، وكان مسترضعا في بني ليث فقتلته هذيل، ألا وإن كل ربا من ربا الجاهلية موضوع، لكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون، ألا يا أمتاه هل بلغت؟ ثلاث مرات، فقالوا: نعم، قال: اللهم اشهد.
(6) حدثنا أبو ذر: حدثنا أحمد بن عبدان الحافظ: أخبرني محمد بن محمد بن سليمان: حدثنا أبو الوليد أحمد بن عبد الرحمن بن بكار القرشي: حدثنا الوليد بن مسلم: حدثنا شيبان، عن شبيب بن غرقدة البارقي، عن سليمان بن عمرو بن الأحوص، عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال [في](1) خطبته يوم النحر في حجة الوداع: ألا واتقوا الله في النساء فإنهن عندكم عوان ليس لكم عليهن سبيل إذا أطعنكم، لكم عليهن حق ولهن عليكم حق، إنما أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله تعالى، وحقكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم من تكرهون، ولا يأذن في بيوتكم لمن تكرهون، فإن فعلن فاهجروهن واضربوهن ضربا غير مبرح، فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا، وإن من حقهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ليست في الأصل.(1/182)
(7) أخبرنا أبو ذر: أخبرنا أبو عبد الله بن أبي ذهل الضبي إملاء وعمر بن أحمد بن عثمان قراءة عليه: حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد: حدثنا عمرو بن علي: حدثنا معاذ بن هانئ: حدثنا حرب بن شداد، عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد الحميد بن سنان، عن عبيد بن عمير الليثي، أنه حدثه أبوه وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: من يقيم الصلوات الخمس اللاتي كتبن عليه، ويصوم رمضان يحتسب صومه يرى أنه عليه حقا، ويعطي زكاة ماله يحتسبها، ويجتنب الكبائر التي نهى الله عنها، ثم إن رجلا من أصحابه سأله فقال: يا رسول الله، ما الكبائر؟ فقال: هي تسع: أعظمهن الإشراك بالله، وقتل المؤمن بغير حق، والفرار يوم الزحف، والسحر، وأكل مال اليتيم، وأكل الربا، وقذف المحصنة، وعقوق الوالدين، واستحلال البيت الحرام قبلتكم أحياء وأمواتا، ثم قال صلى الله عليه وسلم: لا يموت رجل لا يعمل هؤلاء الكبائر ويقيم / الصلاة ويؤتي الزكاة إلا رافق محمدا صلى الله عليه وسلم في بحبوحة الجنة، أبوابها مصاريع من ذهب.
(8) أخبرنا أبو ذر: أخبرنا أحمد بن عبدان بن محمد قراءة عليه: حدثنا علي بن الحسين بن معدان: حدثنا محمد بن أبان: حدثنا معاذ بن هشام الدستوائي: حدثني أبي، عن قتادة، عن أبي بكر بن عمير، عن أبيه عمير، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله وعدني أن يدخل الجنة من أمتي ثلاثمئة ألف، قال عمير: يا نبي الله زدنا، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم وهكذا بيديه، فقال: يا نبي الله زدنا، قال: وهكذا بيديه، فقال: يا نبي الله زدنا، فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: حسبك يا عمير، فقال: ما لنا ولك يا ابن الخطاب؟ وما عليك أن يدخلنا الله الجنة؟ فقال عمر: إن الله تعالى إن شاء أدخل الناس الجنة بحفنة واحدة.(1/183)
(9) أخبرنا أبو ذر: حدثنا أبو الفضل محمد بن عبد الله بن محمد بن خميرويه وبشر بن محمد المزني قراءة عليه، قالا: حدثنا محمد بن عبد الرحمن الشامي: حدثنا أحمد بن حنبل: حدثنا إبراهيم بن خالد الصنعاني: حدثني أبو وائل الصنعاني قال: كنا جلوسا عند عروة بن محمد إذ دخل عليه رجل فكلمه بكلام، فلما غضب قام، ثم عاد إلينا وقد توضأ، قال: حدثني أبي، عن جدي عطية - وكانت له صحبة - فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الغضب من الشيطان، وإن الشيطان خلق من النار، وإنما تطفى النار بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ.
(10) أخبرنا أبو ذر: أخبرنا أحمد بن عبدان بن محمد: أخبرنا محمد بن محمد بن سليمان: حدثنا هشام بن عمار: حدثنا صدقة، عن جابر: حدثني عروة بن محمد بن عطية السعدي: حدثني أبي، أن أباه أخبره قال: قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في أناس من بني سعد بن بكر، فكنت أصغر القوم، فخلفوني في رحالهم ثم أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقضوا من حوائجهم، ثم قال: هل بقي منكم أحد؟ قالوا: يا رسول الله، غلام منا خلفناه في رحالنا، فأمرهم أن يبعثوني إليه، فأتوني فقالوا: أجب رسول الله، فأتيته، فلما رآني قال: ما أغناك الله، فلا تسأل الناس شيئا، فإن اليد العليا هي المنطية، وإن اليد السفلى هي المنطاة، وإن مال الله مسؤل ومنطا، قال: ويكلمني رسول الله صلى الله عليه وسلم بلغتنا.
(11) / أخبرنا أبو ذر: أخبرنا عمر بن أحمد بن عثمان قراءة عليه: حدثنا نصر بن القاسم: حدثنا عبيد الله القواريري: حدثنا يزيد بن زريع: حدثنا سعيد: حدثنا قتادة، عن مطرف، عن عياض بن حمار قال: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم: يا نبي الله، يسبني الرجل من قومي هو دوني فأنتصر منه؟ قال: المستبان شيطانان يتهاتران ويتكاذبان.(1/184)
(12) أخبرنا أبو ذر: أخبرنا أحمد بن عبدان الحافظ: حدثنا عبد الرحمن بن أحمد المسيبي: حدثنا أحمد بن سليمان: حدثنا يزيد بن هارون: أخبرنا جرير بن حازم، سمعت عدي بن عدي، عن رجاء بن حيوة والعرس بن عميرة، أنهما حدثاه عن أبيهما عدي بن عميرة قال: كان بين امرئ القيس ورجل من حضرموت خصومة، فارتفعا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال للحضرمي: بيِّنتُكَ وإلا فيمينه، قال: يا رسول الله، إن حلف ذهب بأرضي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من حلف على يمين كاذبة ليقتطع بها حق امرئ مسلم لقي الله وهو عليه غضبان، قال امرؤ القيس: يا رسول الله، فما لمن تركها وهو يعلم أنها حق؟ قال: الجنة، قال: فأشهدك أني قد تركتها.
(13) أخبرنا أبو ذر: أخبرنا محمد بن عبد الله بن محمد بن خميرويه: حدثنا أحمد بن نجدة: حدثنا سعيد بن منصور: حدثنا عبد الله بن وهب: حدثني أبو هانئ الخولاني، أن أبا علي عمرو بن مالك الجنبي حدثه، عن فضالة بن عبيد قال: سمعته يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بالناس، فيخر رجال من قامتهم(1) في الصلاة مما بهم من الخصاصة، وهم من أصحاب الصفة، حتى تقول الأعراب: إن هؤلاء لمجانين، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة انصرف إليهم، فقال: لو تعلمون ما لكم عند الله لأحببتم لو أنكم تزدادون فاقة وحاجة. قال: قال فضالة: وأنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في الهامش: قيامهم.(1/185)
(14) أخبرنا أبو ذر: أخبرنا عمر بن أحمد بن عثمان: حدثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث: حدثنا أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن السرح: أخبرنا ابن وهب، عن سعيد - وهو ابن أبي أيوب - عن أبي هانئ، عن أبي علي الجنبي، عن فضالة بن عبيد، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اللهم من آمن بك وشهد أني رسولك، فحبب إليه لقاءك، وسهل / عليه قضاءك، وأقلل له من الدنيا، ومن لم يؤمن بك ولم يشهد أني رسولك، فلا تحبب إليه لقاءك، ولا تسهل عليه قضاءك، وأكثر له من الدنيا.
(15) أخبرنا محمد بن عبد الله بن أحمد بن خميرويه: أخبرنا أحمد بن نجدة الحماني: حدثنا عبد الواحد بن(1) زياد: حدثنا عاصم بن كليب، عن أبيه، عن الفلتان بن عاصم قال: كنا قعودا مع النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد، فشخص ببصره إلى رجل يمشي في المسجد، فقال: يا فلان، فقال: لبيك يا رسول الله، قال: ولا ينازعه الكلام إلا قال: يا رسول الله، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: أتشهد أني رسول الله؟ قال: لا، قال: تقرأ التوراة؟ قال: نعم، قال: والإنجيل؟ قال: والقرآن، والذي نفسي بيده لو تشاء لقرأته، قال: ثم أنشده: هل تجدني في التوراة؟ قال: سأحدثك نجد مثلك ومثل هيئتك، ومثل مخرجك، فلما خرجت رجوت أن تكون فينا، فلما رأيناك عرفناك أنك لست به، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ولم يا يهودي؟ قال: إنا نجده مكتوبا أنه يدخل من أمته سبعون ألفا بغير حساب، ولا نرى معك إلا نفرا يسيرا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أمتي أكثر من سبعين ألفا، وسبعين ألفا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) تحرف في الأصل ألى: ثنا.(1/186)
(16) أخبرنا أبو ذر: أخبرنا أبو حفص عمر بن أحمد بن شاهين: حدثنا إبراهيم بن عبد الله الزبيبي: حدثنا محمد بن عبد الأعلى: حدثنا خالد - يعني ابن الحارث -: حدثنا شعبة، عن قتادة، عن مطرف، عن حكيم بن قيس أن قيس بن عاصم أوصى بنيه فقال: سوِّدوا أكبركم، فإن القوم إذا سودوا أكبرهم خلفوا آباءهم، وإذا لم يفعلوا - أو كلمة مكانها - أزرى بهم ذلك عند أكفائهم، وعليكم بالمال واصطناعه، فإنه منبهة للكريم، ويستغنى به عن اللئيم، وإياكم والمسألة، فإنها آخر كسب المرء، لا تنوحوا علي، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم ينح عليه.(1/187)
(17) أخبرنا أبو ذر: أخبرنا عمر بن أحمد بن عثمان: حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز إملاء: حدثني عبد الله بن مطيع: حدثنا هشيم بن بشير أبو معاوية، عن يزيد بن أبي زياد، عن الحسن بن أبي الحسن، عن قيس بن عاصم قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فلما دنوت منه سمعته يقول: هذا سيد أهل الوبر، فسلمت وجلست فقلت: يا رسول الله، المال الذي لا يكون علي فيه تبعة من ضيف ضافني أو عيال كثروا، قال: نعم المال أربعون من الإبل، والكثير ستون، وويل لأصحاب المئين، إلا من أعطى في رسلها / ونجدتها، وأفقر ظهرها، وأطرق فحلها، ونحر سمينها، وأطعم القانع والمعتر، قلت: يا رسول الله، ما أكرم هذه الأخلاق وأحسنها، إنه لا يحل بالوادي الذي أنا به من كثرة إبلي، قال: فكيف تصنع بالمنيحة؟ قال: إني لأمنح في كل عام مئة، قال: فكيف تصنع بالغادية؟ قال: تغدو الإبل ويغدو الناس، فمن أخذ برأس بعير ذهب به، قال: فكيف تصنع بالفقار؟ قال: إني لأفقر البكر الصريح والناب المدبر، قال: مالك أحب إليك أم مال مولاك؟ قال: بل مالي، قال: فإن ما لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت، ولبست فأبليت، وأعطيت فأمضيت، وما بقي فلمولاك، قال: قلت: لمولاي؟ قال: نعم، قال: أما والله لئن بقيت لأدعن عدتها قليلا، قال الحسن: ففعل رحمه الله، فلما حضرته الوفاة دعى بنيه فقال: يا بني خذوا عني، فلا أحد أنصح لكم مني، إذا أنا مت فسودوا أكابركم ولا تسودوا أصاغركم فيستسفه الناس كباركم وتهونوا عليهم، وعليكم باستصلاح المال، فإنه منبهة للكريم، ويستغنى به عن اللئيم، وإياكم والمسألة فإنها آخر كسب المرء، إن أحداً لم يسأل إلا ترك كسبه، وإذا مت فكفنوني في ثيابي التي كنت أصلي فيها وأصوم، وإياكم والنياحة علي، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عنها، وادفنوني في مكان لا يشعر به أحد، فإنه قد كانت بيننا وبين بكر بن وائل خماشات في الجاهلية، فأخاف أن يدخلوها عليكم في الإسلام(1/188)
فيفتنوا عليكم دينكم. قال الحسن: نصح في الحياة، ونصح في الممات.
(18) أخبرنا أبو ذر: أخبرنا أبو عبد الله شيبان بن محمد بن عبد الله بن شيبان بن سيف الضبعي من أصل سماعه بالبصرة قراءة عليه: حدثنا أبو خليفة الفضل بن الحباب بن محمد الجمحي إملاء سنة 304: حدثنا أبو الوليد: حدثنا همام: حدثنا يونس بن سيرين: حدثنا عبد الملك بن قتادة بن ملحان، عن أبيه قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: صوموا أيام البيض ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة، وقال: هن كنز(1) الدهر.
(19) أخبرنا أبو ذر: أخبرنا زاهر بن أحمد أبو علي الفقيه قراءة عليه / من أصله: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن حفص الجويني قراءة عليه: حدثنا محمد بن بشار: حدثنا محمد بن جعفر غندر: حدثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن سالم بن أبي الجعد، عن شرحبيل بن السمط، أنه قال لكعب بن مرة: حدثنا حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لله أبوك، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أيما رجل أعتق رجلا مسلما كان فكاكه من النار يجزى كل عظم منه عظما من عظامه من النار، وأيما رجل أعتق امرأتين مسلمتين كانتا فكاكه من النار يجزى بكل عظمتين منهما عظما من عظامه من النار، وأيما امرأة أعتقت امرأة مسلمة كانت فكاكها من النار تجزى بكل عظم من عظامها عظما من عظامها من النار.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ذكره بهذا اللفظ في كنز العمال (24186) ونسبه لهذا الجزء. وكتب في الهامش: لعله كصوم.(1/189)
(20) قال: ودعى رسول الله صلى الله عليه وسلم على مضر، فقالوا: يا رسول الله، إن الله قد نصرك وأعطاك واستجاب لك، وإن قومك قد هلكوا، فادع الله أن يسقيهم، فأعرض عنه، فقلت: يا رسول الله، إن الله قد نصرك وأعطاك واستجاب لك، وإن قومك قد هلكوا، فادع الله أن يسقيهم، فأعرض عنه، فقلت: يا رسول الله، إن الله قد نصرك وأعطاك واستجاب لك، وإن قومك قد هلكوا، فادع الله أن يسقيهم، فقال: اللهم اسقنا غيثا مغيثا مَريعا طبقا غدقا، عاجلا غير آجل، رائث، نافعا غير ضار، قال: فما كانت جمعة أو نحوها حتى مطرنا.(1/190)
(21) أخبرنا أبو عبد الله بن أبي ذهل العُصمي: أخبرنا أبو العباس محمد بن عبد الرحمن الدغولي: حدثنا أبو علي الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني: حدثنا يحيى بن سليم الطائفي: حدثني إسماعيل بن كثير، عن عاصم بن لقيط، عن أبيه قال: كنت وافد بني المنتفق أو في وفد بني المنتفق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فقدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم نصادفه في منزله، فصادفنا عائشة فأمرت لنا بخزيرة فصنعت لنا، وأتينا بقناع، والقناع الطبق فيه تمر، ثم جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: هل أصبتم شيئا؟ أو أمر لكم بشيء؟ قال: / فقلنا: نعم يا رسول الله، قال: فبينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جلوس إذ دفع الراعي غنمه إلى المراح ومعه سخلة تيعر، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما ولدت يا فلان؟ قال: بهمة، قال: فاذبح لنا مكانها شاة، ثم أقبل عليّ فقال: لا تحسِبن - ولم يقل: تحسَبن - أننا من أجلك ذبحناها، لنا غنم مئة لا نريد أن تزيد، إذا ولّد الراعي بهمة ذبحنا مكانها شاة، قال: قلت: يا رسول الله، إن لي امرأة وفي لسانها شيئا، يعني البذاء، قال: فطلقها، قلت: يا رسول الله، إن لها صحبة، وإن لي منها ولدا، قال: فمرها، يقول: عظها، فإن يك فيها خير فستفعل، ولا تضرب ظعينتك كضربك أمتك، قال: قلت: يا رسول الله، أخبرني عن الوضوء، قال: أسبغ الوضوء، وخلل الأصابع، وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما.(1/191)
(22) أخبرنا أبو محمد محمد بن محمد بن خالد: حدثنا عبد الله بن محمد: حدثنا علي بن حجر: حدثنا إسماعيل بن جعفر: حدثنا العلاء بن عبد الرحمن، عن أبي كثير مولى محمد بن جحش، عن محمد بن جحش قال: كنا جلوسا يوما في موضع الجنائز مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه إلى السماء، ثم وضع راحته على جبهته، فقال: سبحان الله، ماذا أنزل من التشديد، فسكتنا وفرقنا، فلما كان من الغد سألته فقلت: يا رسول الله، ما هذا التشديد الذي نزل؟ قال: في الدَّين، والذي نفسي بيده لو أن رجلا قتل في سبيل الله، ثم أحيي، ثم قتل، ثم أحيي، ثم قتل، وعليه دين ما دخل الجنة، حتى يقضى عنه دينه.
(23) حدثنا أبو منصور محمد بن أحمد بن نوح بن طلحة الأزهري: حدثنا محمد بن إسحاق: أخبرنا أحمد بن منصور زاج: حدثنا محمد بن عبيد: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن عامر الشعبي، عن عامر بن شهر الهمداني، سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمتين، ومن النجاشي كلمة، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: انظروا قريشا، واسمعوا من قولهم، ودعوا فعلهم، وكنت جالسا عند النجاشي، فجاء ابن له من الكتاب فقرأ آية من الإنجيل فضحكت، فقال: ما يضحكك؟ / فوالله إنها لمنزلة على عيسى بن مريم عليه السلام أن اللعنة تنزل في الأرض إذا كان أمراؤها الصبيان.
(24) أخبرنا العباس بن زكريا: أخبرنا الحسن بن إدريس: حدثنا سويد، عن ابن المبارك، عن أيمن بن نابل: حدثنا قدامة بن عبد الله بن عمار قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرمي الجمرة يوم النحر على ناقة صهباء، لا ضرب ولا طرد، ولا إليك إليك.(1/192)
(25) أخبرنا أبو محمد ابن داسة بالبصرة: أخبرنا إبراهيم بن عبد الله: حدثنا أبو موسى: حدثنا أبو معاوية: حدثنا الأعمش، عن شقيق، عن قيس بن أبي غرزة قال: كنا نسمى على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم السماسرة، فمر بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمانا باسم هو أحسن منه، فقال: يا معشر التجار، إن البيع يحضره الحلف واللغو، فشوبوه بالصدقة.
(26) أخبرنا أبو الفضل بن أبي القاسم الكرابيسي قراءة عليه: أخبرنا أحمد بن نجدة: حدثنا سعيد بن منصور: حدثنا عبيد الله بن إياد بن لقيط، عن أبيه، عن قيس بن النعمان السكوني، وكان قد ختم القرآن على عهد عمر، قال: خرجت خيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فسمع أكيدر دومة الجندل، فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إنه بلغني أن خيلا قد خرجت، وإني أخاف على أهلي ومالي، فاكتب لي كتابا أن لا تعترضوا لشيء هو لي، فإني مقر بالذي علي والذي لي، فكتب له رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم إن أكيدر أخرج قباء له منسوجا بذهب مما كان يكسوهم كسرى، فقال: إني أهديت هذا لك فاقبله مني، قال: ارجع بقبائك، فإنه لا يلبس هذا أحد إلا حرمه في الآخرة، فلما رجع إلى منزله شق عليه أن ترد هديته، فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إنا أهل بيت يشق علينا أن ترد هديتنا، فاقبله مني، قال: اذهب فادفعه إلى عمر بن الخطاب، وكان عمر قد سمع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما أتاه بكى ودمعت عيناه، وخشي أن يكون لحقه شقاء، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: هل حدث في أمري شيء؟ قال: وما ذاك؟ قال: قلت في هذا القباء ما قلت، ثم بعثت إلي به، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووضع يده، أو ثوبه على فمه، فقال: ما بعثت / إليك لتلبسه، وإنما بعثت به إليك لتبيعه وتنتفع بثمنه.(1/193)
(27) أخبرنا أبو منصور النضروي: أخبرنا أبو سعد الزاهد: حدثنا بندار: حدثنا غندر: حدثنا شعبة، سمعت معاوية بن قرة، عن أبيه، أن رجلا كان يأتي النبي صلى الله عليه وسلم ومعه ابن له صغير، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: تحبه؟ قال: أحبك الله يا رسول الله كما أحبه، ففقده رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسأل عنه، فقالوا: توفي ابنه يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما يسرك كلما أتيت باب من أبواب الجنة جاء حتى يفتح لك؟ قال: بلى يا رسول الله، فقال رجل: يا رسول الله أله خاصة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لكم كلكم.
(28) أخبرنا أبو بكر أحمد بن عبدان بن محمد الحافظ قراءة عليه بالأهواز: أخبرنا محمد بن محمد بن سليمان: حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا الوليد بن مسلم: حدثنا ثور بن يزيد: حدثني خالد بن معدان: حدثني عبد الرحمن بن عمرو السلمي وحجر بن حجر الكلاعي قالا: أتينا العرباض بن سارية، وهو من الذين أنزل الله فيهم: الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه [التوبة: 92]، فقلنا: أتيناك عائدين وزائرين ومقتبسين، فقال العرباض: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح ذات يوم فوعظنا موعظة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب، قال: فقلنا: يا رسول الله، كأن هذه خطبة مودع فما تعهد إلينا؟ قال: أوصيكم بتقوى الله، والسمع والطاعة وإن عبدا حبشيا، وعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين، فتمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم وكل محدثة، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.
(29) حدثنا أحمد بن عبدان: حدثنا محمد بن محمد بن سليمان: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم دحيم: حدثنا الوليد بن مسلم، عن حريز بن عثمان، عن شرحبيل بن شفعة، عن عتبة بن عبد السلمي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قدم ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث، تلقوه من أبواب الجنة الثمانية من أيها شاء دخل.(1/194)
(30) أخبرنا عمر بن أحمد بن عثمان: حدثنا عبد الله بن سليمان: حدثنا محمد بن عبد الملك الدقيقي: حدثنا أبو زيد الهروي سعيد بن الربيع: حدثنا علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير: حدثنا زيد / بن سلام، عن جده أبي سلام، عن أبي راشد الحبراني قال: نزلنا مرجا يقال له: مرج صالوحا، فلما أذن المؤذن أرسل معاوية إلى عبد الرحمن بن شبل فقال: إنك من قدماء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وفقهائهم، فإذا صليتُ ودخلتُ فسطاطي فقم في الناس فعظهم، وذكرهم وحدثهم ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام فيهم عبد الرحمن بن شبل فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: اقرؤوا القرآن ولا تغلوا فيه، ولا تأكلوا به، ولا تستكثروا به.
(31) قال: وحدثنا عبد الرحمن بن شبل، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: التجار هم الفجار، قال رجل: يا رسول الله، ألم يحل الله البيع؟ قال: بلى، ولكنهم يحلفون فيأثمون.
(32) قال: وحدثنا عبد الرحمن، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الفساق هم أهل النار، إن الفساق هم أهل النار، فقال رجل: يا رسول الله ما الفساق؟ قال: النساء، قال: أليس أمهاتنا وأخواتنا وأزواجنا؟ قال: بلى، قال: إنهن إذا أعطين لم يشكرن، وإذا ابتلين لم يصبرن.
(33) قال: وحدثنا عبد الرحمن: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ليسلم الراكب على الراجل، ويسلم الراجل على القاعد، ويسلم الأقل على الأكثر، ومن أجاب بالسلام فهو له، ومن لم يجبه فلا شيء له.(1/195)
(34) أخبرنا أبو الفضل محمد بن عبد الله بن محمد بن خميرويه لفظا وقراءة عليه ما لا أحصي: حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن عيسى: حدثنا أبو اليمان: أخبرني شعيب، عن الزهري: أنبأني أبو سلمة بن [عبدالرحمن، أن](1) عبد الله بن عدي بن أبي الحمراء الزهري، أخبره أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: وهو واقف بالحزورة في سوق مكة: إنك لخير أرض الله، وأحب أرض الله إلي، ولولا أني أخرجت منك ما خرجت.
(35) أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن أحمد، بمكة قراءة عليه: أخبرنا أبو عبيد الله محمد بن الربيع: حدثنا يوسف بن سعيد: حدثنا حجاج بن محمد، عن ابن جريج: أخبرني عثمان بن أبي سليمان، عن علي الأزدي، عن عبيد بن عمير، عن عبد الله بن حبشي الخثعمي قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل أي الأعمال أفضل؟ قال: إيمان لا شك فيه، وجهاد لا غلول فيه، وحجة مبرورة، قيل: فأي الصلاة أفضل؟ قال: طول القيام، قيل: فأي الصدقة أفضل؟ قال: جهد المقل، قيل: فأي الهجرة أفضل؟ قال من هجر ما حرم الله / عليه، قيل: فأي الجهاد أفضل؟ قال: من جاهد المشركين بماله ونفسه، قيل: فأي القتل أشرف؟ قال: من أهريق دمه، وعقر جواده.
(36) أخبرنا عمر بن أحمد بن عثمان: حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز: حدثنا كامل بن طلحة: حدثنا حماد بن سلمة، عن خالد الحذاء، عن عبد الله بن شقيق، عن ابن أبي الجدعاء، قال: قلت: يا رسول الله، متى كنت نبيا؟ قال: إذ آدم بين الروح والجسد.
(37) أخبرنا أبو بكر بن عبدان: أخبرنا نصر بن القاسم: حدثنا الوليد بن همام: حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن داود - يعني ابن قيس - عن عبيد بن عبد الله بن أقرم(2)، عن أبيه، قال: صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكنت أرى عفرة إبطيه إذا سجد.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ساقطة من الأصل. واستدركته من مسند أحمد (4/305).
(2) تحرف في الأصل إلى: أرقم.(1/196)
(38) أخبرنا محمد بن عبد الله بن محمد بن خميرويه: حدثنا الحسين بن إدريس: حدثنا ابن أبي شيبة، عن سفيان الثوري، عن بكير بن عطاء الليثي: سمعت عبد الرحمن بن يعمر الديلي يقول: شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم واقفا بعرفة فأتاه ناس من أهل نجد، فقالوا: يا رسول الله كيف الحج؟ فقال: الحج عرفة، فمن جاء قبل صلاة الفجر من ليلة جمع فقد تم حجه، أيام منى ثلاث، فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه، ومن تأخر فلا إثم عليه، ثم أردف رجلا خلفه فجعل ينادي بهن.
(39) أخبرنا الحسن بن أبي الحسن أبو علي الفقيه: حدثنا عبد الله بن محمد: أخبرنا محمد بن بكار: حدثنا ابن وكيع، عن أبي إسحاق الهمداني، عن خيثمة بن عبد الرحمن، عن أبيه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم مع أبي وأنا غلام، فقال: ما اسم ابنك هذا؟ قال: اسمه عزيز، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تسمه عزيزا، ولكن سمه عبد الرحمن، فإن أحب الأسماء إلى الله عز وجل عبد الله وعبد الرحمن والحارث.
(40) أخبرنا أبو حفص بن شاهين: حدثنا عبد الله بن سليمان: حدثنا محمود بن حازم يعني الدمشقي: حدثنا الوليد - يعني ابن مسلم - وعمر بن عبد العزيز، عن سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني، عن عبد الرحمن بن عميرة(1)، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لمعاوية: اللهم اجعله هاديا مهديا، واهد به.
آخر الجزء
والحمد لله وحده
***
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) عبدالرحمن بن أبي عَميرة، ويقال ابن عُميرة المزني، مختلف في صحبته. وتحرف في الأصل إلى: بن حمره.(1/197)
الجزء فيه أحاديث وفوائد من رواية الشيخ أبي الحسن علي بن أبي عبد الله بن أبي الحسن البغدادي المعروف بابن المقير عن جماعة من شيوخه
رواية أبي النون يونس بن إبراهيم بن عبد القوي الدبابيسي عنه إجازة
رواية أبي الفتح محمد بن أحمد بن محمد بن حاتم الشافعي عنه سماعا
رواية أبي .. ..(1) عبد العزيز بن محمد بن أبي بكر الهيثمي عنه سماعا
ورواية القاضي جلال الدين عبد الرحمن بن أحمد بن سليمان الأسنوي بن العكم عنه شفاها
رواية أبي المحاسن يوسف بن شاهين سبط ابن حجر العسقلاني عنهما
بسم الله الرحمن الرحيم
رب أعن ويسر يا كريم
أخبرنا المسندان أبو .. ..(2) عبد العزيز بن محمد بن أبي بكر الهيثمي إجازة مكاتبة غير مرة، والقاضي جلال الدين عبد الرحمن بن أحمد بن سليمان الأسنوي سماعا، في محرم سنة سبعة وستين وثمانمئة قالا: أخبرنا أبو الفتح محمد بن أحمد بن محمد بن حاتم الشافعي، سماعا للأول وإجازة مشافهة للثاني: أخبرنا أبو النون يونس بن إبراهيم بن عبد القوي الدبوسي سماعا.
(ح) وأخبرنا به عاليا المسندان ابن حجي (والزاهدي ؟) إجازة مكاتبة، كلاهما عن الدبوسي إذنا مطلقا: أخبرنا الشيخ الصالح المعمر أبو الحسن علي بن أبي عبد الله بن أبي الحسن بن منصور البغدادي عرف بابن المقير إجازة قال:
(1) أخبرنا أبو الفتح عبيد الله بن عبد الله بن محمد بن نجا بن شاتيل الدباس بقراءة أبي محمد عبد العزيز بن الأخضر وأنا أسمع قال له: أخبرك أبو عبد الله الحسين بن علي بن أحمد بن البُسري قراءة عليه وأنت تسمع فأقر به: أخبرنا أبو محمد عبدالله بن يحيى بن عبدالجبار السكري قراءة عليه في شهر رمضان سنة 415 قال: قرئ على أبي علي إسماعيل بن محمد الصفار وأنا أسمع في المحرم سنة 341: حدثنا عباس بن عبد الله الترقفي: حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ: حدثنا حيوة، عن أبي هانئ، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن عبد الله بن عمرو، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما من غازية تغزوا في سبيل الله، فيصيبوا غنيمة إلا تعجلوا ثلثي أجرهم من الآخرة ويبقى لهم الثلث، فإن لم يصيبوا غنيمة تم لهم أجرهم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) فراغ في الأصل.
(2) فراغ في الأصل.(1/198)
(2) وأخبرنا عبيد الله بن عبد الله بن محمد بن نجا قراءة عليه: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن علي بن أحمد: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري قال: قرئ على أبي علي إسماعيل بن محمد الصفار حدثنا عباس بن عبد الله الترقفي: حدثنا محمد بن يوسف، عن سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن أبي ذر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم حين غربت الشمس: تدري أين تذهب؟ قال: الله ورسوله أعلم، / قال: إنها تذهب فتسجد تحت العرش، فتستأذن فيؤذن لها، فتوشك أن تسجد فلا يقبل منها، وتستأذن فلا يؤذن لها، فيقال لها: ارجعي من حيث جئت، فتطلع من مغربها، فذلك قوله تعالى: والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم [يس: 38].
(3) أخبرتنا فخر النساء الكاتبة شهدة بنت أحمد بن الفرج بن أبي نصر الإبري قراءة عليها: أخبرنا أبو الفوارس طراد بن محمد بن علي الزينبي قراءة عليه وأنا أسمع: أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران المعدل السكري: حدثنا أبو علي إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الصفار قراءة عليه سنة ست وثلاثين وثلاثمئة: حدثنا أحمد بن منصور: حدثنا عبد الرزاق بن همام: أخبرنا معمر، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن زينب بنت أبي سلمة، عن أم سلمة، أنها قالت: يا رسول الله، إن بني أبي سلمة في حجري، وليس لهم شيء إلا ما أنفقت عليهم، ولست بتاركتهم، أفلي أجر إن أنفقت عليهم؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أنفقي عليهم، فإن لك أجر ما أنفقت عليهم.
(4) وأخبرتنا شهدة الكاتبة قراءة عليها: أخبرنا شهاب الحضرتين نقيب النقباء أبو الفوارس طراد بن محمد بن علي الزينبي: أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله بن بشران: أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار: حدثنا أحمد بن منصور: حدثنا عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: العين حق، ونهى عن الوشم.(1/199)
(5) أخبرنا أبو محمد عبد المحسن طغدي بن ختلغ بن عبد الله الأميري قراءة عليه في ذي القعدة سنة 581 قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبيد الله بن نصر ابن الزاغوني: أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن علي بن البسري: أخبرنا أبو أحمد عبيد الله بن محمد بن أحمد بن مسلم الفرضي المقرئ قراءة عليه في مسجده في شهر رجب سنة 402، قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن يحيى بن عياش قراءة عليه في منزله يوم السبت لثلاث عشرة بقين من ذي الحجة من سنة 332: حدثنا الحسن بن عرفة: حدثنا المبارك بن سعيد، عن أخيه سفيان بن سعيد، عن أبي الزبير(1)، عن جابر، قال: أتاه ناس من أصحابه فأتاهم بخبز وخل، ثم قال لهم: كلوا، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم [يقول](2): نعم الإدام الخل.
(6) وأخبرنا أبو محمد الفرضي قراءة: أخبرنا محمد بن عبيد الله: أخبرنا علي بن أحمد بن محمد: أخبرنا أبو أحمد / عبيد الله بن محمد بن أحمد الموصلي: أخبرنا الحسين بن يحيى: حدثنا الحسن بن عرفة: أخبرنا إسماعيل بن عياش الحمصي، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين، عن شهر بن حوشب، عن أبي أمامة الباهلي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من أوى إلى فراشه طاهرا فذكر الله جل وعز حتى يدركه النعاس، لم يتقلب ساعة من الليل يسأل الله عز وجل فيها شيئا من خير الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) تحرف في الأصل إلى: أبي كثير.
(2) ساقطة من الأصل.(1/200)
(7) أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن الحسن بن الناعم قراءة عليه وأنا أسمع: أخبرنا أبو عبد الله هبة الله بن أحمد الموصلي: أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران: أخبرنا أبو الحسن: أخبرنا أحمد بن إسحاق بن نيخاب الطيبي: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أيوب بن يحيى بن الضريس بن يسار البجلي بالري في شوال سنة 388 قال: أخبرنا مسلم بن إبراهيم: حدثنا هشام: حدثنا قتادة، عن زرارة، عن سعد بن هشام، عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به فهو مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرؤه وهو يشتد عليه فله أجران.
(8) أخبرنا أبو بكر أحمد بن أبي البركات علي بن الحسن في سنة 572 بمدينة السلام بغداد حرسها الله: أخبرنا أبو عبد الله هبة الله بن أحمد بن محمد بن علي الموصلي: أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن إسحاق بن نيخاب الطيبي: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أيوب بن يحيى بن الضريس بن يسار البجلي بالري: أخبرنا حفص بن عمر: حدثنا شعبة قال: سألت سليمان قال: قلت: أدعو في الصلاة إذا مررت بآية التخويف؟ فحدثني عن سعد بن عبيدة، عن مستورد بن الأحنف، عن صلة بن زفر، عن حذيفة، أنه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم فكان يقول في ركوعه: سبحان ربي العظيم، وفي سجوده: سبحان ربي الأعلى، وما مر بآية رحمة إلا وقف عندها فسأل ربه، ولا بآية عذاب إلا وقف عندها وتعوذ.(1/201)
(9) أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد الحراني قراءة عليه وأنا أسمع بقراءة أبي محمد عبد المحسن طغدي بن ختلغ الأميري الفرضي في شهور / سنة 581 بمنزله بدمشق حرسها الله: أخبرنا الإمام أبو عبد الله محمد بن الفضل بن أحمد الفراوي قراءة عليه: أخبرنا أبو الحسين عبد الغافر بن محمد بن عبد الغافر الفارسي: أخبرنا أبو أحمد محمد بن عيسى بن عمرويه الجلودي: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن سفيان الفقيه: أخبرنا الإمام أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري: حدثنا قتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف بن عبد الله الثقفي، عن مالك بن أنس فيما قرئ عليه، عن أبي سهيل، عن أبيه، أنه سمع طلحة بن عبيد الله يقول: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل نجد ثائر الرأس، نسمع دوي صوته ولا نفقه ما يقول، حتى دنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا هو يسأل عن الإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خمس صلوات في اليوم والليلة، قال: هل علي غيرها؟ قال: لا، إلا أن تطوع، قال: فأدبر الرجل وهو يقول: والله لا أزيد على هذا ولا أنقص منه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفلح إن صدق.(1/202)
(10) وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد الحراني قراءة عليه بدمشق حرسها الله تعالى: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل بن أحمد الفقيه: أخبرنا أبو الحسين عبد الغافر بن محمد(1) بن عبد الغافر بن أحمد بن محمد بن سعيد الفارسي: أخبرنا أبو أحمد محمد بن عيسى بن محمد بن عبد الرحمن: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن سفيان النيسابوري الزاهد: أخبرنا أبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم النيسابوري: حدثنا أبو بكر بن [أبي](2) شيبة، وأبو كريب - واللفظ لأبي كريب - قالا: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم النعمان بن قوقل فقال: يا رسول الله، أرأيت إذا صليت المكتوبة وحرمت الحرام وأحللت الحلال، أأدخل الجنة؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: نعم.
(11) أخبرنا أبو هاشم عيسى بن أحمد بن محمد الهاشمي الدوشابي وشهدة بنت أحمد بن الفرج الإبري قراءة عليهما وأنا أسمع وذلك في جمادى الآخرة سنة 572 قالا: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن علي بن أحمد بن محمد بن البسري: أخبرنا أبو محمد عبد الله / بن يحيى بن عبد الجبار السكري قال: قرئ على أبي علي إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن صالح الصفار وأنا أسمع في المحرم سنة 341: حدثنا سعدان بن نصر بن منصور البزاز: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن نافع، عن ابن عمر قال: لقد رأيتنا وما أحد أحق بديناره ولا درهمه من أخيه المسلم.
(12) حدثنا سعدان: حدثنا موسى بن داود، عن زهير، عن يحيى بن سعيد، عن نافع، عن ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو مخافة أن يناله العدو.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) تحرف في الأصل إلى: أحمد.
(2) ساقطة من الأصل.(1/203)
(13) حدثنا سعدان: حدثنا أبو بدر الكندي، عن عمرو بن قيس الملائي، عن علقمة بن مرثد، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن عثمان بن عفان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه.
(14) حدثنا سعدان: حدثنا أبو معاوية، عن عاصم الأحول، عن بكر بن عبد الله المزني، عن المغيرة بن شعبة قال: خطبت امرأة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنظرت إليها؟ قال: قلت: لا، قال: فانظر إليها، فإنه أحرى أن يؤدم بينكما. قال سعدان: يعني أن يدوم.
(15) حدثنا سعدان بن نصر: حدثنا سفيان بن عيينة أبو محمد الهلالي، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة قالت: ضحى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نسائه بالبقر.
(16) حدثنا سعدان: حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال: رأى رجل ليلة القدر في العشر الأواخر، فقال صلى الله عليه وسلم: إني أرى رؤياكم قد تواطئت على هذا، فاطلبوها في العشر الأواخر.
(17) حدثنا سعدان: حدثنا سفيان بن عيينة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن جرير بن عبد الله البجلي / قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: إنكم سترون ربكم لا تضامون في رؤيته، كما تنظرون إلى القمر ليلة البدر، فمن استطاع منكم أن لا يغلب على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فليفعل.(1/204)
(18) حدثنا سعدان: حدثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن أبي شريح الخزاعي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت. قال سفيان: وزاد فيه ابن عجلان يثبته عن النبي صلى الله عليه وسلم: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، وجائزته يوم وليلة، والضيافة ثلاثة أيام، وليس له أن يثوي عنده حتى يحرجه، فما أنفق عليه من بعد فهو صدقة.
(19) حدثنا سعدان: حدثنا سفيان بن عيينة، عن أيوب بن موسى، عن عطاء بن ميناء، عن أبي هريرة قال: سجد بنا النبي صلى الله عليه وسلم في: إذا السماء انشقت، وفي: اقرأ باسم ربك.
(20) حدثنا سعدان: حدثنا سفيان بن عيينة، عن منصور، عن هلال بن يساف، عن سلمة بن قيس، يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا استجمرت فأوتر، وإذا توضأت فانثر.
(21) حدثنا سعدان: حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم إذا افتتح الصلاة رفع يديه حتى يحاذي منكبيه، وإذا أراد أن يركع، وبعدما رفع من الركوع، ولا يرفع ما بين السجدتين.
(22) حدثنا سعدان: حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا حماد بن زيد، عن حاجب بن المفضل بن المهلب بن أبي صفرة، عن أبيه قال: سمعت النعمان بن بشير يخطب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اعدلوا بين أبنائكم، اعدلوا بين أبنائكم.
(23) حدثنا سعدان: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن ابن بريدة، عن / أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يخرج الرجل شيئا من الصدقة حتى يفك عن لحيي سبعين شيطانا.
(24) حدثنا سعدان: حدثنا شبابة، عن المغيرة بن مسلم، عن أبي الزبير، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس على المختلس ولا على المنتهب ولا على الخائن قطع.(1/205)
(25) أخبرنا أبو محمد لاحق بن علي بن كاره قراءة عليه وأنا أسمع: أخبرنا الشيخ الرئيس أبو علي محمد بن سعيد بن إبراهيم بن نبهان الكاتب: قراءة عليه في جمادى الأولى من سنة 507 بالكرخ: أخبرنا أبو علي الحسن بن الحسين بن العباس بن دوما النعالي بقراءة الحافظ أبي بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب رحمة الله عليه ونحن نسمع في ذي الحجة سنة 430 قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن نصر بن عبد الله الذارع قراءة عليه ونحن نسمع بالنهروان فأقر به: حدثنا عبد الله بن أحمد الكاتب: حدثنا عبد الله بن نصر، عن عبد الله بن حماد، عن عبد الله الأنصاري، عن رفاعة بن موسى قال: سمعت الصادق يقول: ست لا ينجبون: الملاح والمكاري والحمامي والحجام والبيطار والحائك.
(26) أخبرنا الحسن: حدثنا أحمد: حدثنا الحسن بن علي العنزي: حدثنا المقدمي قال: قال بعض الحكماء: أربعة أشياء يمنعن النوم والقرار: المرأة السوء، والولد الجاهل، (والتابع الفسل ؟)، والعبد اللئيم.
(27) أخبرنا الحسن: حدثنا أحمد: حدثنا الحجاج بن سفيان: حدثنا بكر بن الحارث المدني: حدثنا عبد الله بن أبي خالد، عن الهيثم، عن عوانة قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: خصلتان من علامة الجهل: مشاورة النساء، واستكتام السر للنساء والصبيان.
(28) / أخبرنا الحسن: أخبرنا أحمد: حدثني بعض أخوالي، سمعت بعض شيوخنا يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول: يؤكل الطعام لثلاث: مع الإخوان بالسرور، ومع الفقراء بالإيثار، ومع أبناء الدنيا بالمروءة.
(29) أخبرنا الحسن: أخبرنا أحمد: حدثنا سعيد بن معاذ: حدثنا محمد بن الحسين: سمعت بشر بن الحارث يقول: من أراد عز الدنيا وشرف الآخرة لا يأكل طعام أحد، ولا يسأل أحدا حاجة، ولا يذكر الناس إلا بخير.(1/206)
(30) أخبرنا الحسن: أخبرنا أحمد: حدثنا عبد الله بن جعفر: سمعت الحسين بن سعد يقول: سمعت محمد بن قرة يقول: سمعت أبي يقول: سمعت المأمون يقول: ثلاثة أشياء موكل بها ثلاثة: الحرمان على المقدَّم في صنعته، وتحامل الأيام على ذي الآلات الكاملة، ومعاداة العوام لأهل المعرفة.
(31) أخبرنا الحسن: أخبرنا أحمد: حدثنا علي بن يحيى البزاز: حدثنا محمد بن عبيد الهمداني: حدثنا مكرم بن عبد الرحمن، عن محمد بن عبد الملك، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: الدين لا ينسى، والبر لا يبلى، والديان لا يموت، فكن كما شئت كما تدين تدان.
(32) أخبرنا الحسن: أخبرنا أحمد: حدثنا حرب بن محمد: حدثنا أبي قال: كان يحيى بن خالد البرمكي يقول: الدنيا شيئان: سعة المنازل، وكثرة الإخوان.
(33) أخبرنا الحسن: أخبرنا أحمد: حدثنا صدقة بن موسى: حدثنا محمد بن سلام قال: قالت هند بنت المهلب بن أبي صفرة: إذا رأيتم النعم مستدرة فبادروها بتعجيل الشكر قبل حلول الزوال.
(34) أخبرنا الحسن: أخبرنا أحمد: حدثنا صدقة: حدثنا إبراهيم بن سعيد: سمعت المأمون يقول للربيع: ويلك يا ربيع، سرك من دمك، فانظر من يملكه.
(35) / أخبرنا الحسن: أخبرنا أحمد: حدثنا الحسن بن علي: حدثنا يحيى بن عيسى قال: قال المأمون يوما للحسن بن سهل: يا أبا محمد، إني نظرت إلى اللذات فوجدتها كلها مملولة إلا سبعا، قال: وما السبع يا أمير المؤمنين؟ قال: خبز الحنطة، ولحم الغنم، والماء البارد، والثوب الناعم، والرائحة الطيبة، والفراش الوطيء والنظر إلى الحسن من كل شيء، قال: فأين أنت يا أمير المؤمنين من محادثة الرجال؟ قال: صدقت يا أبا محمد، هي أولاهن، وتممن ثمانية.(1/207)
(36) أخبرنا الحسن: أخبرنا أحمد: حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي: حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا شعبة، عن منصور: سمعت أبا عثمان مولى المغيرة بن شعبة، عن أبي هريرة قال: حدثني الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم قال: لا تنزع الرحمة إلا من شقي.
(37) أخبرنا الحسن: أخبرنا أحمد: حدثنا يوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن حماد بن زيد بن درهم: حدثنا كامل بن طلحة: حدثنا مالك بن أنس، عن ابن شهاب، عن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ بالطور في المغرب.
(38) أخبرنا الحسن: أخبرنا أحمد: حدثنا صدقة بن موسى وأحمد بن محمود الأنباري والقاسم بن أحمد قالوا: حدثنا سويد بن سعيد الحدثاني: حدثنا علي بن مسهر، عن أبي يحيى القتات، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من عشق فكتم وعف فمات فهو شهيد.
(39) أخبرنا الحسن: أخبرنا أحمد: حدثنا صدقة بن موسى وأبو عمرو محمد بن الحسن بن علي العتكي قالا: حدثنا محمد بن المنهال: حدثنا يزيد بن زريع، عن روح بن القاسم، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الأرواح جنود مجندة، فما تعارف / منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف.
(40) أخبرنا الحسن: أخبرنا أحمد: حدثنا صدقة بن موسى: حدثنا أبو الربيع الزهراني: حدثنا عبد الحميد بن الحسن الهلالي، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: العائد في هبته كالعائد في قيئه.
(41) أخبرنا الحسن: أخبرنا أحمد: حدثني أبو بكر محمد بن خلف بن المرزبان: حدثنا عبد الله بن هارون قال: أتيت محمد بن يوسف الفريابي فقلت له: حدثني بخمسة أحاديث، فقال: هات، فجعلت أقرأ عليه، فجعل يعدها وأنا لا أعلم، فلما بدأت بالسادس، قال: اذهب فتعلم الصدق ثم اكتب الحديث.(1/208)
(42) أخبرنا الحسن: أخبرنا أحمد: حدثني بعض إخواني قال: بلغني عن بعض النحاة(1) أنه كان إذا رفع الدرهم في يده يخاطبه ويقول له: أنت عقلي وديني وصلاتي وصيامي، وجامع شملي، وقرة عيني، وأنسي، وقوتي، وعدتي، وعمادي، ثم يقول له: أهلا وسهلا بك من زائر كنت إلى وجهك مشتاق، ثم يقول له: يا نور عيني وحبيب قلبي، قد صرت إلى من يصونك، ويعرف قدرك، ويعظم حقك، ويرعى قدرك، ويشفق عليك، وكيف لا يكون كذلك وأنت تعظم الأقدار، وتعمر الديار، وتفتض الأبكار، وتسموا على الأشراف، وترفع الذكر، وتعلي القدر، وتؤنس من الوحشة، ثم يطرحه في كيس ويقول:
بنفسي محجوبا عن العين شخصه ومن ليس يخلو من لساني ولا قلبي
ومن ذكره حظي من الناس كلهم وأول حظي منه في البعد والقرب
(43) أخبرنا الحسن: أخبرنا أحمد: حدثنا الحسن بن العباس: حدثنا محمد بن موسى: حدثنا محمد بن الحسين قال: قال زيد بن علي: ثلاث خصال لا تجمع إلا في كريم: حسن المحضر، واحتمال زلات الإخوان، وقلة الملامة للصديق.
(44) / أخبرنا الحسن: أخبرنا أحمد: أنشدني ابن دريد لنفسه:
أرى الشيب قد جاوزت خمسين دائبا يدب دبيب الصبح في غسق الظلم
هو السقم إلا أنه غير مؤلم ولم أر مثل الشيب سقما بلا ألم
(45) أخبرنا الحسن: أخبرنا أحمد: سمعت الحسن بن ياسين يقول: سمعت علي بن حفص يقول: سمعت يحيى بن معاذ يقول: من رضي الله مدبرا سره كل ما يقضي الله به عز وجل.
(46) سمعت أبا العباس ثعلبا يقول: روي [في](2) الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من أحب أن تستجم(3) له الرجال فليتبوأ مقعده من النار، قال أبو العباس: تستجم يرفع رجلا ويضع أخرى.
(47) سئل أحمد بن يحيى وأنا أسمع عن المقام؟ فقال: المقام عند العرب المجلس، والمقامة الإقامة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) هكذا في الأصل، ولعله تحرف عن: البخلاء، والله أعلم.
(2) ساقطة من الأصل.
(3) في الأصل: تستجثم، وكذا في الموضع الذي بعده.(1/209)
(48) أنشدنا ثعلب: ونفسك فأكسبها السعادة جاهدا فكل امرئ رهنا بما هو كاسب
(49) وسمعته ينشد: إذا أنت لم تلبس لباسا من التقى تقلبت عريانا وإن كنت كاسيا
(50) سئل ثعلب وأنا أسمع عن البرهان فقال: الحجة، ثم قال: قال الله تعالى: قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين [البقرة: 111].
(51) سمعت أبا العباس يقول: قيل لأعرابي وقد أتى عليه مئة وعشرون سنة: ما أطول(1) عمرك لِلَّهِ قال: تركت الحسد فبقيت.
(52) سمعت أبا العباس يقول: لما توفي جعفر بن محمد قال أبو حنيفة لشيطان الطاق: مات إمامك، قال: ولكن إمامك لا يموت إلى الحشر، يعني إبليس.
(53) أخبرنا الحسن: أخبرنا أحمد: حدثنا أبو الحسن نصر بن أحمد بن محمد القطان المعدل المعروف بابن هرمز حديثا بالنهروان: حدثنا الحسن بن إسماعيل: حدثنا عبد الله بن شبيب: حدثني إبراهيم بن المنذر قال: حدثني إبراهيم بن علي الرافعي، عن كثير بن عبد الله، عن أبيه، عن جده، / أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على النجاشي فكبر عليه خمسا.
(54) أخبرنا أبو بكر محمد بن عبيد الله بن نصر بن الزاغوني إجازة: وحدثنا عنه أبو محمد طغدي بن ختلغ بن عبد الله الأميري من لفظه في يوم الأحد سادس عشر ذي القعدة سنة 581، قال ابن الزاغوني: أخبرنا الشيخ الجليل أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن علي بن البسري: أخبرنا أبو أحمد عبيد الله بن محمد بن أحمد بن أبي مسلم الفرضي المقرئ قراءة عليه في مسجده في شهر رجب سنة 402 قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن يحيى بن عباس القطان قراءة عليه في منزله يوم السبت لثلاث عشرة بقين من ذي الحجة من سنة 332: حدثنا الحسن بن عرفة: حدثنا المبارك بن سعيد، عن أخيه سفيان بن سعيد، عن أبي الزبير، عن جابر قال: أتاه ناس من أصحابه فأتاهم بخبز وخل، ثم قال لهم: كلوا، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: نعم الإدام الخل.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في الهامش: لعله ما طول.(1/210)
(55) حدثنا الحسين: حدثنا ابن عرفة: حدثنا إسماعيل بن عياش الحمصي، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين، عن شهر بن حوشب، عن أبي أمامة الباهلي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من أوى إلى فراشه طاهرا فذكر الله جل وعز حتى يدركه النعاس لم يتقلب ساعة من الليل يسأل الله جل وعز فيها شيئا من خيري الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه.
(56) أخبرنا الحسين: حدثنا ابن عرفة: حدثنا إسماعيل بن عياش، عن ثابت بن عجلان، عن مجاهد، عن أسماء بنت يزيد قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في العقيقة: عن الغلام شاتان مكافأتان، وعن الجارية شاة.
(57) حدثنا الحسين: حدثنا ابن عرفة: حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين، وأقلهم من يجوز ذلك.
(58) حدثنا الحسين بن يحيى بن عياش: حدثنا ابن عرفة: حدثنا ابن علية، عن / سلمة بن علقمة وحبيب بن الشهيد، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة قال: نزل نبي من الأنبياء تحت شجرة فلسعته نملة، فأمر برحله فحول، ثم أحرق الشجرة بما فيها، فأوحى الله عز وجل إليه: ألا نملة واحدة! إنهن كن جميعا يسبحن.
(59) حدثنا الحسين بن يحيى: حدثنا ابن عرفة: حدثنا علي بن ثابت الجزري، عن جعفر بن برقان، عن عبد الله المديني، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من رفق بأمتي فارفق به، ومن شق عليهم فشق عليه.
(60) حدثنا الحسين بن يحيى بن عياش: حدثنا الحسن بن عرفة: حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري وهشام بن عروة، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في خميصة لها أعلام، فقال: ألهتني أعلام هذه، قال: اذهبوا بها واتوني بأنبجانية أبي جهم.(1/211)
(61) حدثنا الحسين: حدثنا ابن عرفة: حدثنا عبدة بن سليمان الكلاعي، عن صالح بن صالح الهمداني، عن عاصم بن أبي النجود، عن زر بن حبيش قال: أتيت صفوان بن عسال المرادي فقال: ما جاء بك؟ قال: أطلب العلم، قال: إن الملائكة لتبسط أجنحتها لطالب العلم رضى بما يعمل، قال: وسألته عن المسح على الخفين، فقال: كنا نمسح على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أيام ولياليهن للمسافر، ويوم وليلة للمقيم.
(62) أخبرنا أبو بكر أحمد بن أبي البركات علي بن الناعم قراءة عليه وأنا أسمع وذلك في يوم الثلاثاء غرة رجب سنة 572 قال: أخبرنا أبو عبد الله هبة الله بن أحمد بن محمد بن علي الموصلي: أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران قراءة عليه وأنا أسمع: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن إسحاق بن نيخاب الطيبي من أصل كتابه فأقر به في المحرم سنة 349: حدثنا أبو عبد الله محمد بن أيوب بن يحيى بن الضريس بن يسار البجلي بالري في شوال سنة 288 قال: أخبرنا سهل بن بكار الدارمي، عن أبان بن يزيد العطار، عن يحيى بن أبي كثير، عن هلال بن أبي ميمونة، عن عطاء بن يسار، عن معاوية بن الحكم السلمي قال: صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم / فعطس رجل من القوم فقلت: يرحمك الله فرماني القوم بأبصارهم، قال: فقلت: واثكل أمياه، مالكم تنظرون في الصلاة، فضربوا بأيديهم على أفخاذهم، فلما رأيتهم يصمتوني لكني سكت، فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاني، فبأبي هو وأمي ما رأيت معلما أحسن تعليما منه، ما سبني ولا نهرني ولا ضربني، قال: إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هو التكبير والتسبيح، وقراءة القرآن والتحميد، أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.(1/212)
(63) أخبرنا أحمد: حدثنا محمد: أخبرنا مسلم بن إبراهيم: حدثنا هشام: حدثنا قتادة، عن زرارة، عن سعد بن هشام، عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به فهو مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرؤه وهو يشتد عليه فله أجران.
(64) أخبرنا أحمد: حدثنا محمد: أخبرنا أبو سلمة: حدثنا حماد، عن محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، أن جبريل عليه السلام كان يعرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن في كل عام مرة، وكان إذا أصبح أصبح أجود من الريح المرسلة، لا يسأل شيئا إلا أعطاه.
(65) أخبرنا أحمد: حدثنا محمد: أخبرنا قتيبة بن سعيد بن جميل الثقفي: حدثنا الليث بن سعد، عن عمرو يعني ابن الحارث، عن يحيى بن ميمون الحضرمي: أن أبا موسى الغافقي، سمع عقبة بن عامر الجهني يحدث على المنبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث، فقال أبو موسى: إن صاحبكم هذا لحافظ أو هالك، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان آخر ما عهد إلينا أن قال: عليكم بكتاب الله، وسترجعون إلى قوم يحبون الحديث عني، ومن [قال](1) علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار.
(66) أخبرنا أحمد: حدثنا محمد: أخبرنا أبو بكر بن أبي شيبة: حدثنا الفضل بن دكين، عن موسى قال: سمعت أبي يحدث عن عقبة بن عامر قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في الصفة فقال: أيكم يحب أن يغدو / في كل يوم إلى بطحان أو العقيق فيأتي منه بناقتين كوماوين في غير إثم ولا قطيعة(2) رحم، فقلنا: يا رسول الله، كلنا يحب، قال: أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فيعلم أو يقرأ آيتين من كتاب الله خير له من ناقتين وثلاث وأربع، وخير له من أربع ومن أعدادهن من الإبل.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ليست في الأصل، واستدركتها من المسند (4/334).
(2) في الأصل: قطم، والمثبت من مصنف ابن أبي شيبة وفضائل القرآن لابن الضريس، فالحديث من طريقهما. والله أعلم.(1/213)
(67) أخبرنا أحمد: حدثنا محمد: أخبرنا يوسف بن واقد، وأبو الربيع الزهراني قال: حدثنا يعقوب بن عبد الله، عن ليث، عن أبي سعيد الخدري قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أوصني، قال: عليك بتقوى الله فإنها جماع كل خير، وعليك بالجهاد فإنها رهبانية المسلمين(1)، وعليك بذكر الله وتلاوة كتاب الله فإنه نور لك في الأرض وذكر لك في السماء، واخزن لسانك إلا من خير، فإنك بذلك تغلب الشيطان.
(68) أخبرنا أحمد: حدثنا محمد: أخبرنا عبد الرحمن بن المبارك: سمعت أبي: حدثنا عبد الرحمن بن بديل بن ميسرة، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن لله عز وجل أهلين من الناس، قالوا: ومن هم يا رسول الله؟ قال: أهل الله وخاصته.
(69) أخبرنا أحمد: حدثنا محمد: أخبرنا مسلم بن إبراهيم وأبو عمر قالا: حدثنا هشام: حدثنا يحيى، عن ابن سلام، عن أبي أمامة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اقرؤوا القرآن إن شئتم فإنه يأتي يوم القيامة شافعا لأصحابه، اقرؤوا الزهراوين البقرة وآل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو كأنهما غيايتان، أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما، اقرؤوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة.
(70) أخبرنا أحمد: حدثنا محمد: أخبرنا عبد الرحمن بن المبارك: حدثنا سويد أبو حاتم: حدثنا قتادة، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد قال: كنا جلوسا على باب رسول الله صلى الله عليه وسلم نتذاكر، هذا ينزع آية وهذا ينزع آية، قال: فخرج / علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فكأنما فُقئ في وجهه حب الرمان، فقال: أبهذا بعثتم، أم بهذا أمرتم! ألا لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في الأصل: المسلمون.(1/214)
(71) أخبرنا أحمد: حدثنا محمد: أخبرنا أبو الوليد(1) الطيالسي: حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أنزل القرآن على سبعة أحرف.
(72) أخبرنا أحمد: حدثنا محمد: أخبرنا أبو بكر بن أبي شيبة: حدثنا غندر، عن شعبة، عن الحكم، عن مجاهد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبي بن كعب، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان عند أضاة بني غفار، فأتاه جبريل فقال: إن الله عز وجل يأمرك أن تقرأ أمتك على حرف، قال: أسأل الله عفوه ومغفرته فإن أمتي لا تطيق، ثم أتاه حتى ذكر أربع مرات، ثم أتاه فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك على سبعة أحرف، فأيما حرف قرؤوا عليه فقد أصابوا.
(73) أخبرنا أحمد: حدثنا محمد: أخبرنا سهل بن بكار الدارمي: حدثنا أبان، عن قتادة، عن أنس، عن أبي موسى الأشعري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة طعمها طيب وريحها طيب، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة طعمها طيب ولا ريح لها، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة ريحها طيب ولا طعم لها، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة طعمها مر ولا ريح لها.
(74) أخبرنا أحمد: حدثنا محمد: أخبرنا العباس بن الفضل البصري: حدثنا ابن لهيعة: حدثنا مشرح، عن عقبة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو كان القرآن في إهاب ما أحرقته النار.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في الأصل: ثنا محمد أخبر الوليد.(1/215)
(75) أخبرنا الشيخان أبو الفضل محمد بن ناصر والشريف أبو المعمر المبارك بن أحمد الأنصاري إجازة قالا: أخبرنا أبو الحسين المبارك بن / عبد الجبار [بن](1) أحمد الصيرفي قراءة عليه ونحن نسمع في يوم السبت التاسع عشر من ذي القعدة من سنة 497 قال: أخبرنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله بن طاهر الطبري: أخبرنا أبوالحسن علي بن عمر بن محمد الصيرفي الحربي قراءة عليه وأنا أسمع في جمادى الأولى سنة 386: حدثنا عيسى: حدثنا محمد بن حميد: حدثنا سلمة: وحدثنا محمد بن إسحاق، عن ثمامة بن شفي قال: سمعت عقبة بن عامر الجهني يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: لا تقوم الساعة حتى ترجع قبيلة من العرب إلى عبادة الأوثان، وقال عقبة: لو شئت أن أسميهم لسميتهم.
(76) حدثنا جعفر بن أحمد بن محمد بن الصباح بن سفيان بن أبي سفيان الجرجرائي: حدثنا جدي إسماعيل بن علية، عن داود بن أبي الفرات، عن محمد بن زيد، عن عكرمة، أن ابن عباس دخل الخلاء يوم الجمعة، فوضع له عكرمة وضوءاً، فلما خرج توضأ، فقال له عكرمة: ألا تغتسل فإن اليوم الجمعة؟ فقال ابن عباس: قد علمت أنه يوم الجمعة وليس الغسل بمحتوم.
(77) حدثنا جعفر: حدثنا محمد بن بزيع البصري أبو عبد الله: حدثنا عبد الحكم بن منصور الواسطي: حدثنا عبد الملك بن عمير، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صلاة الرجل في الجميع تفضل صلاته وحده بخمس وعشرين صلاة.
(78) حدثنا جعفر: حدثنا جدي: حدثنا علي بن عاصم، عن عمرو بن عبيد، عن الحسن، عن أبي هريرة قال: أوصاني خليلي أبو القاسم صلى الله عليه وسلم بثلاث: لا أنام إلا على وتر، والغسل يوم الجمعة، وصيام ثلاثة أيام من الشهر.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ساقطة من الأصل.(1/216)
(79) أخبرنا أبو المعالي الفضل بن سهل بن بشر الإسفرائني إجازة: أخبرنا أبو القاسم سعيد بن محمد بن الحسن الإدريسي المروذي المقبري: حدثنا أبو عبد الله محمد بن الحسن بن عمر(1) الناقد قراءة عليه في منزله بفسطاط / مصر في سوق الأنماط فأقر به: أخبرنا أبو الطيب أحمد بن سليمان الحريري قال: قال أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة الأزدي الطحاوي: حدثنا يزيد بن سنان: حدثنا محمد بن عبيد بن حساب: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن أبي الخليل الضبعي، عن مجاهد، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما لأصحابه: خبروني عن شجرة مثلها مثل المؤمن؟ قال: فجعل القوم يذكرون شجر البوادي وألقى في نفسي أو في روعي أنها النخلة، فجعلت أريد أن أقولها فأرى أسنان القوم فأهاب أن أتكلم، فلما سكتوا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هي النخلة. قال أبو جعفر: وكان قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث: أخبروني في معنى قوله: حدثوني.
(80) حدثنا بكار بن قتيبة، وإبراهيم بن مرزوق قالا: حدثنا أبو عاصم، عن الأوزاعي، عن حسان بن عطية، عن أبي كبشة السلولي، عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بلغوا عني ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن يكذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار. قال أبو جعفر: فذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يكون من ذكر أمور بني إسرائيل بالحديث لا بالإخبار.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في الهامش: عمرو.(1/217)
(81) حدثنا إبراهيم بن مرزوق: حدثنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي: حدثنا حماد بن سلمة: حدثنا ثابت وحميد، عن أنس، عن عبادة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد أن يخبرهم بليلة القدر فتلاحى رجلان فاختُلجت منه عليه السلام فقال: إني أردت أن أخبركم بليلة القدر فتلاحى رجلان فاختُلجت مني، ولعل ذلك خير لكم، اطلبوها في العشر الأواخر، في التاسعة والسابعة والخامسة. قال أبو جعفر: فذكر ذلك بالخبر لا بالحديث.
(82) حدثنا إبراهيم بن أبي داود: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير الهمداني: حدثنا أبو خالد الأحمر قال: سمعت حميدا، عن أنس، أن عبد الله بن سلام سأل / رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أوان(1) أشراط الساعة؟ فقال: أخبرني جبريل عليه السلام أن نارا تحشرهم من المشرق. قال أبو جعفر: فذكر ذلك بالإخبار عن جبريل لا بالحديث عنه.
(83) حدثنا إبراهيم بن مرزوق: حدثنا عبد الله بن بكر، عن حميد، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أخبركم بخير دور الأنصار؟ دار بني النجار، ثم دار بني الأشهل، ثم دار بني الحارث بن الخزرج، ثم دار بني ساعدة، وكل دور الأنصار خير. قال أبو جعفر: فذكر الإخبار عن الدور لا بالحديث عنها.
(84) حدثنا إبراهيم بن أبي داود: حدثنا يزيد بن عبد ربه: حدثنا بقية: حدثني عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان: حدثني عباية بن رافع بن خديج، عن رافع بن خديج قال: مر علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نتحدث فقال: ما تحدثون؟ قلنا: نتحدث عنك يا رسول الله، قال: تحدثوا وليتبوأ من يكذب علي مقعده من جهنم. قال أبو جعفر: كذا ذكر بالحديث عنه لا بالخبر.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) هكذا في الأصل.(1/218)
(85) وأخبرنا الشيخ الشريف أبو العباس أحمد بن محمد بن عبد العزيز الهاشمي إذنا: أخبرنا أبو علي الشافعي بمكة: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن فراس العبقسي: أخبرنا أبو جعفر محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن الفضل الديبلي: حدثنا أبو صالح محمد بن أبي الأزهر بن زنبور: حدثنا إسماعيل بن جعفر: حدثنا عبد الله بن دينار، أنه سمع ابن عمر رضي الله عنه قال: قال عمر رضي الله عنه: لا تحروا طلوع الشمس ولا تحروا غروبها، فإن الشيطان يطلع قرناه مع طلوع الشمس، ويغربان مع غروبها، وكان يضرب الناس على ذلك.
آخر الجزء.
الحمد لله وحده.
اللهم صل على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
حسبنا الله ونعم الوكيل.
***(1/219)
الجزء فيه نسخة إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري رحمه الله تعالى
رواية أبي صالح كاتب الليث وهو عبد الله بن صالح المصري عنه
رواية أبي الحسن محمد بن عبد السلام بن أبي السوار السراج عنه
رواية أبي محمد الحسن بن رشيق العسكري عنه
رواية أبي الحسن علي بن ربيعة بن علي البزار عنه
رواية أبي صادق مرشد بن يحيى بن القاسم المديني عنه
رواية أبي القاسم هبة الله بن علي بن سعود البوصيري عنه
رواية أبي عيسى عبد الله بن عبد الواحد بن محمد بن علاق عنه
رواية أبي الفتح محمد بن محمد الميدومي وعبد العزيز بن عمر بن أبي بكر الحموي.
بسم الله الرحمن الرحيم
رب أعن ويسر يا كريم
أخبرتنا المسندة المكبرة هاجر بنت الخطيب شرف الدين محمد بن محمد بن أبي بكر بن عبد العزيز القدسي بقراءتي عليها في سنة .. .. .. (1)، وأبو الفتح محمد بن عمر بن أبي بكر الشرابيشي إجازة مكاتبة قالا: أخبرنا المشايخ حافظ العصر الزين العراقي عبد الرحيم بن الحسين، والحافظ أبو الحسن علي بن أبي بكر بن سليمان الهيثمي، والعلامة أبو إسحاق إبراهيم بن موسى بن أيوب الأبناسي، والمسندان أبو الفرج عبد الرحمن بن أحمد بن المبارك الغزي عرف بابن الشيخة، وأبو المعالي عبد الله بن عمر بن علي الحلاوي الأزهري، قال الثاني: سماعا عليهم، وقالت الأولى: إجازة إن لم يكن سماعا ولو على بعضهم، قال العراقي: والاثنان بعده: أخبرنا أبو الفتح محمد بن محمد بن إبراهيم الميدومي سماعا إلا الأبناسي فإجازة،
وقال الغزي: أخبرتنا فاطمة بنت محمد بن محمد بن جبريل الدربندي، وقال الحلاوي: أخبرتنا عائشة بنت علي بن عمر الصنهاجي.
(ح) قال الشرابيشي: وأخبرنا الحافظ أبو محمد عبد الله بن محمد بن خليل المكي: أخبرنا عبد العزيز بن عمر بن أبي بكر الحموي سنة 719.
(ح) وأخبرنا به عاليا المسند الكبير أبو العباس أحمد بن محمد الواسطي المقدسي إجازة مشافهة: أخبرنا أبو الفتح الميدومي سماعا،
قال الأربعة: أخبرنا أبو عيسى عبد الله بن عبد الواحد بن علاق سماعا إلا عائشة فقالت: حضورا، قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن علي بن سعود البوصيري في ذي القعدة [سنة أربع وتسعين وخمسمئة قال: أخبرنا الشيخ أبوصادق مرشد بن يحيى بن القاسم بن علي المديني البزاز قراءة عليه وأنا اسمع في شهر ذي القعدة](2) سنة 516 قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن ربيعة بن علي بن ربيعة التيمي البزاز في المحرم سنة 440، بمصر: أخبرنا أبو محمد الحسن بن رشيق العسكري في شعبان سنة 366: حدثنا أبو الحسن محمد بن عبد السلام بن أبي السوار السراج في شعبان سنة 296.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) بياض في الأصل.
(2) من (ب).(1/220)
(1) / حدثنا أبو صالح عبد الله بن صالح كاتب الليث بن سعد المصري قال: حدثني إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف: سمعت أبي سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن يحدث عن سعيد بن المسيب أنه قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم كل رجل أُحَيْمر(1).
(2) حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن حميد بن عبد الرحمن [أو](2) عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: جدال في القرآن كفر.
(3) حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم بن سعد بن إبراهيم، عن ابن شهاب الزهري أنه قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخلقون ولا يرون بالخلوق بأسا.
(4) حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب أنه قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في يد رجل خاتما من ذهب، فضرب أصبعه حتى رمى به.
(5) حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب أنه قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم على أم سلمة قرطين من ذهب، فأعرض عنها حتى رمت بهما.
(6) حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن جده أنه قال: سمعت سعد بن أبي وقاص لما مات عبد الرحمن بن عوف يقول: واجبلاه.
(7) حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم بن سعد، عن أبيه أنه قال: كان عبد الله بن عمر يكره أن يداوى الدبر بالخمر.
(8) حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب أنه قال: كان عبد الله بن عمر وزيد بن ثابت إذا أدركا الإمام وهو راكع كبرا تكبيرة واحدة يركعان بها بتلك التكبيرة الواحدة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ضبطت في (ب) بحاء مهملة صغيرة تحت الحاء علامة الإهمال. وكتب في هامش (أ): قال الحافظ أبو القاسم التجيبي: لعله اختمر، أي تشبه بالنساء، يعني بلباسه الخمار.
(2) من (ب)، وهو موافق لقول الدارقطني في علله (9/317): وقال إبراهيم عن أبيه عن أبي سلمة أو عن حميد مرسلاً عن النبي صلى الله عليه وسلم.(1/221)
(9) حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن خالته ابنة سعد بن مالك أنها قالت: سئل سعد بن أبي وقاص عن شيء فاستعجم، فقيل له في ذلك فقال: إني أكره أن أحدثكم حديثا فتجعلوه مئة حديث.
(10) حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه.
(11) حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن أبي هريرة [أنه] قال: قال الناس: يا رسول الله، هل نرى ربنا [يوم القيامة]؟ قال: فقال رسول الله / صلى الله عليه وسلم: هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب؟ هل تضارون في القمر ليلة البدر؟ قالوا: لا، قال: فكذلك ترونه، يجمع الله الناس يوم القيامة فيقول: من كان يعبد شيئا فليتبعه، فيتبع من يعبد الشمس الشمس، ويتبع من يعبد القمر القمر، ويتبع من يعبد الطواغيت الطواغيت، وتبقى هذه الأمة فيها شافعوها و منافقوها، فيأتيهم الله في صورة غير صورته التي يعرفون فيقول: أنا ربكم، فيقولون: نعوذ بالله منك، هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا، فإذا جاء ربنا عرفناه، فيأتيهم الله في الصورة التي يعرفون فيقول: أنا ربكم فيقولون: أنت ربنا، فيتبعونه، فيضرب الصراط بين ظهراني جهنم، فأكون أنا وأمتي أول من يجيز، ولا يتكلم يومئذ إلا الرسل، ودعوة(1) الرسل يومئذ: اللهم سلم سلم، وفي جهنم كلاليب كشوك السعدان، هل رأيتم السعدان؟ قالوا: نعم يا رسول الله، قال: فإنه مثل شوك السعدان غير أنه لا يدرك قدر(2) عظمها إلا الله، فتخطف الناس بأعمالهم، فمنهم الموبق(3) بعمله، ومنهم المخردل - أو كلمة تشبهها - ثم ينجى، فإذا أراد الله أن يخرج من النار برحمته من شاء(4) أمر الملائكة أن يخرجوا من النار من كان
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في (ب) وهامش الأصل: ودعوى.
(2) في (ب): لايدري ما قدر.
(3) في (ب): المؤمن بقي.
(4) في (ب): يشاء.(1/222)
لا يشرك بالله شيئا ممن يقول: لا إله إلا الله ممن أراد الله أن يرحمه، فيعرفونهم في النار بأثر(1) السجود، حرم الله على النار أن تأكل أثر السجود، فيخرجونهم من النار قد امتُحشوا، فيصب عليهم ماء الحياة، فينبتون تحته كما تنبت الحبة في حميل السيل، ويبقى رجل مقبل بوجهه إلى النار فيقول: أي رب اصرف وجهي عن النار، فقد قشبني ريحها وأحرقني ذكاؤها، فيدعو ما شاء الله أن يدعو، فيقول: هل عسيت إن أعطيت ذلك أن تسأل غيره، فيقول: لا وعزتك، فيعطي ربه ما شاء من عهود ومواثيق، فيصرف الله وجهه عن النار، فيسكت ما شاء الله أن يسكت، ثم يقول: أي رب قدمني إلى باب الجنة، فيقول: قد أعطيت عهودك ومواثيقك أن لا تسأل غير ما أعطيتَ، ويلك ابن آدم ما أغدرك، فلا يزال يدعو حتى يقول: هل عسيت إن أعطيت أن تسأل غيره؟ فيقول: لا وعزتك لا أسألك غيرها، فيعطي ربه من عهود ومواثيق ما شاء الله، ثم يقدمه إلى باب الجنة، فإذا قام على باب الجنة انفهقت له الجنة فرأى ما فيها من الحبرة والسرور، فيسكت / ما شاء الله أن يسكت، ثم يقول: أي رب أدخلني الجنة، فيقول: ويلك ابن آدم ما أغدرك، ألم تعطي عهودك ومواثيقك أن لا تسألني غير ما أعطيت، فيقول: أي رب لا أكون أشقى خلقك، فلا يزال يدعو الله عز وجل حتى يضحك الله عز وجل منه، فإذا ضحك الله عز وجل منه قال له: ادخل الجنة، فإذا أدخله الجنة قال الله له: تمنه فيتمنى حتى إن الله ليذكره فيقول: تمن كذا وكذا، فإذا انقطعت به الأماني، قال الله: ذلك لك ومثله معه.
قال عطاء بن يزيد: قال أبو سعيد الخدري وهو مع أبي هريرة يحدث هذا الحديث لا يرد عليه شيئا من حديثه، حتى إذا قال: ذلك لك ومثله معه، قال أبو سعيد: أشهد لحفظت(2) من رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذلك لك وعشرة أمثاله معه، قال أبو هريرة: وذلك آخر أهل الجنة دخولا الجنة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في (ب): بآثار.
(2) في (ب): لحفظته.(1/223)
(12) حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب الزهري، عن سالم بن عبد الله، عن عبد الله بن عمر أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا رأيتم الهلال فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غم عليكم فاقدروا له. وقال سالم: كان عبد الله يصوم قبل الهلال بيوم.
(13) حدثنا أبو صالح: حدثنا إبراهيم، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا رأيتم الهلال فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غم عليكم فصوموا ثلاثين يوما.
(14) حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم، عن ابن شهاب، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، أن الرهط الذين بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ابن أبي الحقيق ليقتلوه بخيبر فقتلوه، فقدموا المدينة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قائم على المنبر يوم(1) الجمعة، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآهم: أفلحت الوجوه، قالوا: أفلح وجهك يا رسول الله، قال: أقتلتموه؟ قالوا: نعم، فدعا بالسيف الذي قتل به فسله وهو قائم على المنبر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أجل هذا طعامه في ذباب السيف. وكان الرهط عبد الله بن عتيك، وعبد الله بن أنيس، وأسود بن خزاعي حليف لبني سلمة. قال ابن شهاب: وأبو قتادة فيما(2) نظن، ولم يحفظ ابن شهاب الزهري الخامس.
(15) حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: قد كان نساء من المؤمنات يصلين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم متلفعات في مروطهن في صلاة الفجر، ثم يرجعن إلى بيوتهن وما يعرفن، تعني من الغلس.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في (ب): في الجمعة.
(2) من (ب). وفي الأصل: وفيما.(1/224)
(16) حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم، عن ابن شهاب، عن عامر بن سعد، عن أبيه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أعظم المسلمين في المسلمين جرما من سأل عن شيء / لم يحرم على المسلمين، فحرم على المسلمين من أجل مسألته(1).
(17) حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم، عن ابن شهاب، عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، أنه سمع أبا هريرة يقول: إنكم تقولون إن أبا هريرة يكثر، والله الموعد، وتقولون: ما للمهاجرين لا يحدثون بمثل أحاديثه؟ ما للأنصار لا يحدثون بمثل أحاديثه؟ وإني أخبركم عن ذلك، إن إخوتي من المهاجرين كان يشغلهم [الصفق بالأسواق، وإن إخوتي من الأنصار كان يشغلهم] عمل أرضيهم وأموالهم، وكنت امرءاً مسكينا، ألزم(2) رسول الله صلى الله عليه وسلم على ملئ بطني، فأحضر حين يغيبون، وأعي حين ينسون، ولقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما: ألا يبسط أحد منكم ثوبه حتى أقضي مقالتي هذه، ثم يجمع ثوبه إلى صدره، فلا ينسى من مقالتي شيئا أبدا، قال أبو هريرة: فبسطت نمرة علي ليس لي ثوب غيرها حتى قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم مقالته، ثم جمعتها إلى صدري، فوالذي بعث محمدا بالحق ما نسيت من مقالته تلك كلمة إلى يومي هذا. قال أبو هريرة: والله لولا آيتان أنزلهما الله في كتابه ما حدثتكم بشيء أبدا، لولا قول الله تعالى: إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب [البقرة: 159] إلى آخر الآيتين.
(18) حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم، عن ابن شهاب، عن سالم بن عبد الله، عن عبد الله بن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عما يترك المحرم من الثياب؟ قال: لا يلبس القميص، ولا العمامة، ولا السراويلات، ولا البرانس، ولا ثوبا مسه الزعفران، ولا الورس، ومن لم يجد نعلين، فليلبس خفين وليقطعهما حتى يكونا أسفل الكعبين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) هذا الحديث ليس في (ب).
(2) في (ب): أتلزم.(1/225)
(19) حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم، عن ابن شهاب، عن عامر بن سعد وعبد الله بن عامر بن ربيعة [أنهما] قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن هذا الوباء رجز عذب الله به بعض الأمم قبلكم، فبقيت في الأرض منه بقايا، فيجيء أحيانا ويذهب أحيانا، فإذا سمعتم به بأرض ولستم بها فلا تدخلوها، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا يخرجنكم الفرار منه.
(20) حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم: حدثني ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة أنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أفضل؟ قال: إيمان بالله ورسوله، قال: ثم ماذا؟ قال: الجهاد في سبيل الله، قال: ثم ماذا؟ قال: ثم حج مبرور.
(21) / حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم، عن ابن شهاب الزهري، عن(1) أبي هريرة أنه قال: إذا خشيت النوم فصل العتمة قبل أن تنام، قال: وكان أبو هريرة يكره النوم قبلها.
(22) حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم، عن ابن شهاب، عن عباد بن تميم، عن عمه، أنه أخبره أنه أبصر رسول الله صلى الله عليه وسلم مضطجعا في المسجد رافعا إحدى رجليه على الأخرى، وأنه قد كان يفعل ذلك أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم.
(23) حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم، عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله، عن أبي سعيد الخدري أنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن العزل، فقال: أو تفعلون ذلك؟ قالوا: نعم، قال: فلا عليكم أن لا تفعلوه، إنه ليس نسمة قضى الله أن تكون إلا وهي كائنة.
(24) حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم، عن ابن شهاب، أن زيد بن ثابت وعبد الله بن مسعود كانا يعزلان، وكان عمر وابن عمر يكرهان العزل.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) عليها في الأصل علامة تضبيب. ولعله تنبيه على إرسال الحديث في الأصل.(1/226)
(25) حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، أنه بلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الشيء يجده الإنسان يشبَّه له منه أن أحدث، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الوضوء مما سمعتَه، أو وجدتَ ريحه.
(26) حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم، عن صالح بن كيسان، عن الزهري، عن السائب بن يزيد، أنه قال: ضرب عمر بن الخطاب ابنا له، قال عمر: بلغني أنه شرب شرابا يقال له: الطلاء، وإني سائل عنه، فإن كان يسكر جلدته الحد، قال: فسأل عنه فجلده [الحد].
(27) حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم، أن(1) ابن عباس، قال في الزيتون العشور فيما سقت السماء والعيون، وفيما كان بالرشاء نصف العشور.
(28) حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم، عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب الزهري أنه قال: ليس في الخُضَر زكاة، إنما زكاتها في أثمانها.
(29) حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم، عن ابن شهاب أنه قال: افتتح عمر بن الخطاب السواد قسرا، فأشار المسلمون أن يقسم أهل السواد وأهل الأهواز على المسلمين، [قال]: فقال عمر: فما لمن جاء بعد من المسلمين، فأقرهم بمنزلة أهل الذمة، واستنزل أهل الشام على الحرث، وكان يخفف عنهم إذا افتقروا، ويزيد عليهم إذا استغنوا، قال: وبعث عثمان بن حنيف إلى أهل العراق، ففرض على كل رأس أربعين درهما أربعين درهما.
(30) حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب أنه قال: الماعون بلسان قريش المال.
(31) / حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم، عن أبيه، عن جده، عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، ويل للعرب من شر قد اقترب - مرتين - فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج، وقال بيده هكذا فحلق بأصبعه التي تلي الإبهام، قالت: فقلت: أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم إذا كثر الخبث.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) عليها في الأصل علامة تضبيب.(1/227)
(32) حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب أنه قال: [قد] كان المسلمون يأكلون يوم الفطر قبل الصلاة، ولا يفعلون ذلك يوم النحر.
(33) قال: وكان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب الناس قبل الفطر بيومين، فيأمرهم بأداء زكاة الفطر، فيخرجونها قبل الصلاة.
(34) حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم، عن ابن شهاب: حدثني من سمع عبد الله بن عمرو(1)، أنه أتاه رجل وجد قُلْبا من ذهب، فقال: عرِّفه، فقال: قد عرفته، قال: عرفه، قال: قد عرفته فلم أجد من يعرفه، أفأتصدق(2) به؟ قال: إذا تغرمه إذا جاء صاحبه، قال: أدفعه إلى الأمير؟ قال: إذاً يأخذه، قال: فما أصنع به؟ قال: قد رأيت مكانه إلا تأخذه.
(35) حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم: حدثني أبي، أن أباه إبراهيم حدثه قال: دخل عبد الرحمن بن عوف على عمر بن الخطاب ومعه ابنه إسماعيل وعليه قميص من حرير وقلبان، قال: فشق القميص وفك القلبين وقال: اذهب بهما إلى أمك، فقال له عبد الرحمن: خلعت قلبَ ابني.
(36) حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم، عن ابن شهاب، أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يُرحِلون بقطائف الأرجوان.
(37) حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم، عن ابن شهاب(3)، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حرّق بعض أموال بني النضير، فقال قائل:
لهانَ على سَراة بِني لؤي حريق بالبويرة مستطيرُ.
قال أبو صالح: وزادني الليث: تركتم قدرَكم لا نارَ فيها وقدرُ القوم حامية تفورُ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في (ب): حدثني من سمع عبدالله بن عمرَ وأتاه رجل...، قلت: ولعله الصواب، فالأثر أخرجه عبدالرزاق (18623)، والبيهقي (6/188- 189) عن ابن عمر بنحوه. والله أعلم.
(2) في (ب): أتصدق.
(3) عليها في الأصل علامة تضبيب.(1/228)
(38) حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم، عن ابن شهاب، عن القاسم بن محمد، عن عائشة قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنا مستترة بقرام فيه صورة، فتلون وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم تناول الستر فهتكه ثم قال: إن من أشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يشبهون بخلق الله عز وجل.
(39) / حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم، عن صالح بن كيسان، عن القاسم بن محمد، عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ابتسطوه.
(40) حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم، عن ابن شهاب، عن محمد بن عبد الرحمن بن ماعز العامري، عن سفيان بن عبد الله الثقفي قال: قلت: يا رسول الله: حدثني بأمر أعتصم به، قال: قل ربي الله ثم استقم، قال: قلت: يا رسول الله ما أكثر ما تخاف علي؟ قال: فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بلسان نفسه، ثم قال: هذا.
(41) حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حين أسري بي لقيني إبراهيم وموسى وعيسى ببيت المقدس صلى الله عليهم، فإذا موسى ضرب أدم رجل الرأس كأنه من رجال شنوءة، وإذا عيسى رجل أحمر كأنما خرج من ديماس، وإنني أشبه بأبي إبراهيم النبي صلى الله عليه وسلم، قال: وأتيت بقدحين قدح لبن وقدح خمر، قال: فأخذت اللبن، فقال جبريل صلى الله عليه وسلم: هديت الفطرة(1)، ولو أخذت الخمر لغوت أمتك.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في (ب): للفطرة.(1/229)
(42) حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم، عن الزهري [قال]: حدثني سالم بن عبد الله، قال: لا والله ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعيسى أحمر، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: بينا أنا نائم رأيتني أطوف بالكعبة، فإذا رجل سبط الشعر آدم ينطف رأسه - يعني يقطر ماء - أو يهراق رأسه، يهادي بين رجلين، فقلت: من هذا؟ فقالوا: هذا ابن مريم، فذهبت ألتفت، فإذا برجل أحمر جسيم رجل(1) من خزاعة يقال له: ابن قَطَنٍ، وهو من بني المصطلق هلك في الجاهلية.
(43) حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم، عن ابن شهاب، عن قبيصة بن ذؤيب قال: رأيت زيد بن ثابت إذا دخل المسجد والقوم ركوع ركع إذا أمكنه أن يدركها، ثم يدب راكعا، حتى يصل الصف.
(44) حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم، عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس أنه قال: كيف تسألون أهل الكتاب عن شيء وكتابكم الذي أنزل على نبيه صلى الله عليه وسلم أحدث الأخبار تقرؤونه محضا لم يُشَبْ، وقد حدثكم الله عز وجل في كتابه أنهم قد غيروا كتاب الله وبدلوا، وكتبوا الكتاب بأيديهم فقالوا: هو من عند الله اشتروا به ثمنا قليلا، ألا ينهاكم العلم الذي جاءكم عن مسألتهم؟ لا والله ما رأينا رجلا منهم يسألكم عما أنزل الله إليكم.
(45) حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم، عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب، عن أبي أمامة / بن سهل بن حنيف، عن أبي سعيد الخدري، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: بينما(2) أنا نائم رأيت الناس يعرضون علي وعليهم قمص منها ما يبلغ الثدي، ومنها ما يبلغ دون ذلك، وعرض علي عمر بن الخطاب وعليه قميص يجره، فقال من حوله: فماذا أو لت ذلك يا رسول الله؟ قال: الدين.
(46) حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم بن سعد، عن أبيه سعد بن إبراهيم، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، مثله(3).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في (ب): حعد.
(2) في الهامش: بينا، وكذا في (ب).
(3) في (ب) بمثله.(1/230)
(47) حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم، عن أبيه، عن الريحان بن يزيد أنه قال: سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص يقول: لا تصلح الصدقة لغني ولا لذي مرة سوي.
(48) حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم، عن أبيه، عن صفوان بن سليم، عن أبي هريرة أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا خرجت المرأة إلى المسجد فلتغتسل من الطيب كما تغتسل من الجنابة.
(49) قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سجدتان في قعر بيتها خير من أربع ركعات في الحجرة، وأربع ركعات في الحجرة خير من ثمان في الدار.
(50) حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم، عن أبيه، قال: قال أبو سلمة: ورَّث عثمان بن عفان تُماضِرَ بنت الأصبغ من عبد الرحمن بن عوف بعد انقضاء عدتها.
(51) حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم، أنه قال: سمعت أبي يحدث عن أخ لعدي بن أرطاة، عن رجل، عن أبي ذر قال: عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أخوف ما أخاف عليكم الأئمة المضلين.
(52) حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم، سمعت أبي يحدث عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا ينبغي لعبد أن يقول: أنا خير من يونس بن متى.
(53) حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم، عن أبيه، عمن سمع عبد الله بن عمرو بن العاص يقول: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بصيام الدهر ثلاثة أيام من كل شهر، من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها، قال: قلت: زدني، قال: صيام داود، صم يوما وأفطر يوما.
(54) حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم، عن أبيه، عن عروة، عن عائشة أنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من نبي يمرض إلا خير بين الدنيا / والآخرة، قالت: فلما كان مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قبض فيه أخذته فيه بحة شديدة فسمعته يقول: مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. قالت: فعلمت أنه خير.(1/231)
(55) حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم، عن أبيه، عن طلحة بن عبد الله بن عوف قال: صليت خلف ابن عباس على جنازة فقرأ بفاتحة(1) الكتاب وسورة يجهر فيها حتى أسمعنا، قال: فأخذت بيده لما فرغ فسألته عن ذلك فقال: سنة وحق. قال الليث: لا يجهر في الصلاة على الجنازة بالقراءة.
(56) حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم، عن أبيه، عن طلحة بن عبيد الله بن معمر التيمي، عن عائشة رضي الله عنها قالت: أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقبلني فقلت: إني صائمة فقال: وأنا صائم، فقبلني.
(57) حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم، عن أبيه قال: رأيت عروة بن الزبير صلى المغرب ركعتين ثم سلم فقام، قال: فقيل له: إنك صليت ركعتين، فقام وصلى(2) ركعة أخرى وسجد سجدتين، ثم حدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل مثل ذلك.
(58) حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم، عن أبيه، عن عبد الله بن رافع بن خديج، عن أبيه قال: رآني عمر وأنا أصلي بعد العصر، فقال: أتصلي بعدها؟ قال: قلت: لأني سبقت ببعض الصلاة، فقال: لو صليت بعدها لفعلت وفعلت.
(59) حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم، عن أبيه، عن أبي أمامة بن سهل أنه قال: إن أول من صلى الضحى رجل من أصحاب النبي(3) صلى الله عليه وسلم من الأنصار يقال له: ذو الزوائد.
(60) حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم، عن أبيه، عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في الركعتين كأنه على الرضف، قلت لأبي: حتى يقوم؟ قال: حتى يقوم.
(61) حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم، عن أبيه، قال: رأيت أبا عبيدة يأكل اللحم ويصلي ولا يمس ماء، قال: وكان يذكر عن أبيه، عن ابن مسعود أنه كان يصنع ذلك.
(62) حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم، عن أبيه، عن جده إبراهيم قال: سمع عمر بن الخطاب صوت رجل في المسجد فقال: أتدري أين أنت، أتدري أين أنت؟ كره الصوت.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في (ب): فاتحة.
(2) في (ب): فصلى.
(3) في (ب): رسول الله.(1/232)
(63) حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم، عن أبيه، عن جده إبراهيم قال: رأى عثمان رجلا بذي الحليفة قد ادهن قبل أن يحرم، فأمره أن يغسل رأسه بطين. قال الليث بن سعد: تطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم لإحرامه قبل أن يحرم، ولحله قبل أن يُفيض.
(64) حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم، عن أبيه، عن جده إبراهيم أنه قال: سمعت عثمان بن عفان / يقول: لأن يمتلئ جوف أحدهم(1) قيحا خير من أن يمتلئ شعرا.
(65) حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم، عن أبيه، عن جده إبراهيم: سمعت عثمان بن عفان يقول لما حصر: إن وجدتم في كتاب الله أن تضعوا رجليَّ في قيودها(2) فضعوهما.
(66) حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم، عن أبيه، عن جده أنه قال: سمعت عثمان بن عفان يقول: إن الخمر مجمع الخبائث، قال: ثم أنشأ يحدث عن بني إسرائيل أنه كان رجل خُيّر بين أن يقتل صبيا أو يمحو كتابا أو يشرب خمرا، فاختار أن يشرب الخمر ورأى أنها أهونهن فشربها، فما برح حتى صنعهن.
(67) [حدثني إبراهيم، عن أبيه، عن حميد بن عبدالرحمن، عن أمه قالت: كأنما أنظر إلى جارية سوداء متعّها عبدالرحمن أم أبي سلمة حين طلقها](3).
(68) حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم، عن أبيه، عن جده: سمعت عمرو بن العاص يوم مات عبد الرحمن بن عوف يقول: اذهب ابن عوف فقد ذهبت ببطنتك لم تتغضغض(4) منها بشيء.
(69) حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم، عن أبيه، عن إبراهيم بن قارظ: سمعت عمر بن الخطاب يقول: أعضل بي أهل الكوفة، ما يرضون بأمير، وما يرضى بهم أمير، ولا يصلحون لأمير، ولا يصلح عليهم(5).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في (ب) وهامش الأصل: أحدكم.
(2) في (ب): قيود.
(3) هذا الحديث من (ب) وليس في الأصل.
(4) في الأصل: تتغصص. والمثبت من الهامش و(ب)، وكتب فوقها (معا) يعني بالعين والغين المعجمة. وذكره ابن الأثير في الغين المعجمة.
(5) في (ب): لهم. وكانت كذلك في الأصل، فضرب عليها وكتب بعدها: عليهم.(1/233)
(70) حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم، عن أبيه، عن جده: سمعت علي بن أبي طالب يوم مات عبد الرحمن بن عوف يقول: اذهب ابن عوف، فقد أدركت صفوها وسبقت رَنْقَها(1).
(71) حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم، عن أبيه، عن جده قال: قال عمر بن الخطاب لأبي ذر ولابن مسعود ولأبي الدرداء: ما هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: وأحسبه قال: وحبسهم عنده.
(72) حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم، عن أبيه، عن حميد بن عبد الرحمن قال: كان عمر بن الخطاب يقول: ألا لا يتحدثن رجل إلى امرأة إلا امرأة هي عليه محرم، ألا وإن قيل حموها، ألا حموها الموت.
(73) حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم، عن أبيه، عن حميد بن عبد الرحمن قال: قال عمر بن الخطاب: من فاته قيام الليل فليقرأ مئة آية في صلاته قبل الظهر، فإنه يعدل قيام الليل.
(74) حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم، عن أبيه قال: رأيت القاسم بن محمد يضرب راحلته حين يهبط محسرا، فقلت: ما هذا يا أبا محمد؟ قال: كانت عائشة رضي الله عنها تأمر ببغلتها فتضرب حين تهبط محسرا حتى تخرج منه.
(75) حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم، عن أبيه: أخبرني طلق بن حبيب أنه دفع من / جمع مع عمر، فلما هبط محسرا أوضع راحلته.
(76) حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم، عن أبيه، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دعي لجنازة سأل عنها، فإن أثني عليها خيرا قام فصلى عليها، وإن أثني عليها غير ذلك قال لأهلها: شأنكم بها، ولم يصل عليها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أي كدرها، وتحرف في الأصل إلى: رتفها.(1/234)
(77) حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم، عن أبيه، عن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب، عن عبد الله بن مالك بن بحينة، عن أبيه قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم برجل وقد أقيمت الصلاة وهو يصلي وكلمه بشيء لا أدري ما هو، فلما انصرفنا أحطنا به نقول [له]: ماذا قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: قال لي: يوشك أحدكم أن يصلي الصبح أربعا.
(78) حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم، عن أبيه قال: قال عبد الرحمن بن عوف: إني لفي الصف يوم بدر، وعن يميني وعن يساري فتيان حديثا السن، فكأني لم ألق لمكانهما بالا، إذ قال لي أحدهما سرا من صاحبه: أي عمي، أرني أبا جهل، قال: قلت: يا ابن أخي، وما تصنع به؟ قال: إني عاهدت الله إن رأيته أن أقتله أو يقتلني أو أموت دونه، قال: فما يسرني أن قربي رجلين مكانهما، قال: فأشرت لهما إليه، قال: فشدا عليه مثل الصقرين، وهما ابنا عفراء.
(79) حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم، عن أبيه أن عمر قال يوما وهو بطريق مكة وهو يحدث نفسه: تشعثون وتغبرون، وتتفلون، وتضحون، لا تريدون بذلك شيئا من عرض الدنيا، ما نعلم سفراً خيرا من هذا، يعني الحج.
(80) حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم، عن أبيه قال: كنت جالسا مع حميد بن عبد الرحمن بن عوف، إذ عرض شيخ في مسجد النبي(1) صلى الله عليه وسلم في بصره بعض الضعف من بني غفار، فأرسل إليه حميد بن عبد الرحمن يدعوه، فلما رآه قال: أوسع يا ابن أخي، فإنه قد صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، فأجلسه بيني وبينه، ثم قال: حدثني ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم في السحاب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله ينشئ السحاب، فيضحك أحسن الضحك، وينطق أحسن المنطق.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في (ب): رسول الله.(1/235)
(81) حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه قال: أتت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمته في شيء، فأمرها أن ترجع إليه، فقالت: يا رسول الله أرأيت إن جئت فلم أجدك؟ تعني الموت، قال: إن تجديني فأتي أبا بكر.
(82) حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم، عن أبيه، عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه، قالوا: يا رسول الله، وكيف يلعن الرجل والديه؟ قال: يسب أبا / الرجل فيسب أباه، ويسب أمه فيسب أمه.
(83) حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم، عن أبيه، عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف قال: كان عبدالرحمن بن عوف يقدم النساء والصبيان ليلة المزدلفة إلى منى.
(84) حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم، عن أبيه، عن جده إبراهيم قال: أتي عبد الرحمن بطعام فقال: قتل مصعب بن عمير وكان خيرا مني ولم يجد ما يكفن به إلا بردة، وقتل حمزة أو رجل آخر، وكان خيراً مني - شك إبراهيم بن سعد في اسمه - فلم يجد ما يكفن فيه إلا بردة من صوف، ولقد خشيت أن تكون عجلت لنا طيباتنا في الحياة الدنيا.
(85) حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم، عن أبيه، عن إبراهيم بن محمد بن طلحة قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لأمنعن ذوات الأحساب فروجهن(1) إلا من الأكفاء.
(86) حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم، عن أبيه سعد بن إبراهيم، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أنه قال: بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: بينا أنا نائم رأيتني أتيت بقدح لبن، فشربت منه حتى إني لأرى الري يخرج في أطرافي، فأعطيت فضلي عمر بن الخطاب، فقال من حوله: فماذا أولت ذلك يا رسول الله؟ قال: العلم. قال إبراهيم بن سعد: وحدثني هذا الحديث صالح بن كيسان، (عن حمزة بن عبد الله بن عمر.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في الهامش: تزوجهن.(1/236)
(87) حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم، عن صالح بن كيسان،)(1) عن ابن شهاب، عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد، عن محمد بن سعد بن أبي وقاص، عن سعد بن أبي وقاص قال: استأذن عمر بن الخطاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده نساء من [نساء] قريش يكلمنه ويستكثرنه عالية أصواتهن على صوته، فلما استأذن عمر بن الخطاب تبادرن الحجاب، فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدخل عمر ورسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك، فقال عمر: أضحك الله سنك بأبي أنت وأمي يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عجبت من هؤلاء اللاتي كن عندي، فلما سمعن صوتك تبادرن الحجاب، فقال عمر: فأنت كنت أحق أن تهبن يا رسول الله، ثم أقبل عليهن فقال: أي عدوات أنفسهن، أتهبنني ولا تهبن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قلن: نعم أنت أغلظ وأفظ من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إيها يا ابن الخطاب، والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان قط سالكا فجا إلا سلك فجا غير فجك.
(88) حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم، عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: بينا أنا نائم / رأيتني على قليب فنزعت منها ما شاء الله أن أنزع، ثم أخذها ابن أبي قحافة فنزع ذنوبا أو ذنوبين، وفي نزعه ضعف، وليغفر(2) الله له، ثم أخذها عمر بن الخطاب فاستحالت غربا، فلم أر عبقريا من الناس ينزع نزعه، حتى ضرب الناس بعطن.
(89) حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم، عن سعد بن إبراهيم، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أنه قال: بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنه قد كان فيما مضى قبلكم من الأمم محدثون، فإن يكن في أمتي هذه أحد منهم فإنه عمر بن الخطاب.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ما بين القوسين سقط من (ب).
(2) في الهامش: وليغفرن.(1/237)
(90) حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم، عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب أنه قال: بلغني أن عمر بن الخطاب قال: قريش أحق الناس بهذا المال، لأنهم إذا أعطوا فاض، وإذا أعطيه غيرهم لم يفض.
(91) حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم، عن محمد بن عكرمة، عن عبد الله بن عبيدالله بن أبي مليكة، أن أبا قتادة الأنصاري ثم السلمي قال لخالد بن الوليد يوم الفتح: هذا يوم يذل الله فيه قريشا، فقال بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا تسمع ما يقول أبو قتادة يا رسول الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مهلا يا أبا قتادة، فإنك لو وزنت حلمك مع حلومهم لتحاقرت حلمك مع حلومهم، ولو وزنت رأيك مع رأيهم لتحاقرت رأيك مع رأيهم، ولو وزنت فعالك مع فعالهم لتحاقرت فعلك مع فعالهم، لا تعلموا قريشا، وتعلموا منها(1)، فلولا أن تبطر قريش لأخبرتهم بما لهم عند رب العالمين.
(92) حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم، عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب، عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة، أنه بلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تعلموا قريشا، وتعلموا منها(2)، ولا تتقدموهم ولا تتأخروا عنهم، فإن للرجل من قريش مثل قوة الرجلين من غير قريش.
(93) حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم، عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب، عن محمد بن أبي سفيان، عن يوسف بن الحكم أبي الحجاج، عن سعد بن أبي وقاص قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من يرد هوان قريش أهانه الله.
(94) حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم، عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب أنه قال: بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر له رجل من ثقيف مات يوم حنين وهو كافر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبعده الله، فإنه كان يبغض قريشا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في (ب): منهم.
(2) في (ب) وهامش الأصل: منهم.(1/238)
(95) حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم، عن محمد بن عكرمة، عن نافع بن جبير وسعيد بن المسيب أنهما قالا: بينما عمر بن الخطاب ذات يوم جالس في المسجد إذ مر به سعيد بن العاص، فدعاه / عمر بن الخطاب فقال: والله إني(1) ما قتلت أباك يوم بدر، ولكني قتلت خالي العاص بن هشام، وما لي أن أكون أعتذر من قتل مشرك، فقال سعيد بن العاص: كنت على حق وكان على باطل، فعجب من قوله ولوى كفيه(2) ثم قال: قريش أفضل الناس أحلاما، وأعظم الناس أمانة، ومن يرد قريشا بسوء يكبه الله لفيه.
(96) حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم، عن صالح بن كيسان، عن عبد الله بن عمر أنه كان يقول: إذا ذكر عمر: لله تلاد عمر، لقل ما رأيته يحرك شفتيه بشيء قط إلا كان.
(97) حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم، عن صالح بن كيسان، (عن ابن شهاب)(3) أنه قال: بلغني أن اليهود كانوا يقولون: إنا نجد فيما نقرأ من الأحاديث عن الأنبياء، أنه يجلى يهود الحجاز رجل صفته صفة عمر بن الخطاب، فأجلاهم.
(98) حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم، عن أبيه، أنه قال: حرق عمر بن الخطاب بيت رويشد، وكان حانوت شراب، قال إبراهيم بن سعد: فحدثني أبي عن جده قال: إني لأنظر إلى ذلك البيت يتلألأ كأنه جمرة.
(99) حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم، عن الحسن بن دينار، عن الحسن البصري، أن صهيبا دخل على عمر بن الخطاب حين طعن، فلما رآه قال: وا أخاه، فقال عمر ويحك يا صهيب، أما عملت أن المعول عليه يعذب، يعني البكاء.
(100) حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عائشة أنها قالت: دخل قائف على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو شاهد، وأسامة بن زيد وزيد بن حارثة مضطجعان، فلما نظر إلى أقدامهما قال: إن هذه الأقدام بعضها من بعض، فسر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك وأعجبه وأخبر به عائشة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في (ب): إني والله.
(2) في (ب): كتفيه.
(3) ليس في (ب).(1/239)
(101) حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم، عن ابن شهاب، عن عمرة بنت عبد الرحمن، عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: جاءت أم حبيبة ابنة جحش إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت استحيضت سبع سنين، فشكت ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم واستفتته فيه، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن هذه ليس بحيضة، ولكن هذا عرق فاغتسلي ثم صلي، قالت عائشة: فكانت أم حبيبة تغتسل لكل صلاة ثم تصلي، قالت: وكانت تجلس في المركن فتعلو حمرة الدم الماء ثم تصلي.
(102) حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم، عن محمد بن إسحاق، عن يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس أنه قال: مات مولى لرسول الله صلى الله عليه وسلم من الحبشة، فقال: انظروا من كان بمكة من مسلمة الحبشة فادفعوا ميراثه إليه(1).
(103) حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم، عن محمد بن إسحاق، عمن حدثه عن الحسن بن أبي الحسن، أنه دعاه رجل من معارفه إلى ختان، فانصرف، وكان طريقه / على منزله، فدخل منزله، وكان أقل الناس فحشا على جليسه، فقال له بعض أصحابه حين جاوز منزله: فلان دعاك وهذا منزله، فسكت عنه، فقال له: يا أبا سعيد، ألست تعلم حق الدعوة؟ فقال: يا تستر(2) - بالفارسية يا بعير - أو دعوة هي؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) هذا الحديث سقط من نسخة الدمياطي. كُتب ذلك في هامش النسختين.
(2) في (ب) يا شتر.(1/240)
(104) حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير أنه قال لعائشة: أرأيت قول الله: إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما [البقرة: 158]، قال: فقلت: فوالله ما على أحد جناح [ألا يطوف بهما، قال: فقالت: يا ابن أختي، إنها لو كانت على ما أوّلتها لكانت: لاجناح] عليه أن لا يطوف بهما، قالت عائشة: ولكنها إنما أنزلت أن الأنصار قبل أن يسلموا كانوا يحجون لمناة الطاغية التي كانوا يعبدون عند المشلل، وكان من أهلَّ لها يتحرج أن يطوف بالصفا والمروة، فأنزل الله تعالى: إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما، قالت عائشة: ثم قد سن رسول الله صلى الله عليه وسلم الطواف بهما، ليس ينبغي لأحد أن يدع الطواف بهما.
قال الزهري: فذكرت حديث عروة هذا لأبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن عائشة، فقال: والله إن هذا لعلم وأمر ما كنت سمعته، وقد سمعت رجالا من أهل العلم يقولون: إن الناس إلا من ذكرت عائشة ممن كان يهل لمناة الطاغية كانوا يطوفون كلهم بالصفا والمروة، فلما أنزل الله الطواف بالبيت في القرآن ولم يذكر الصفا والمروة قالوا: يا رسول الله، إنا كنا نطوف بالصفا والمروة فأنزل الله، عز وجل: إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما [البقرة: 158]. قال أبو بكر بن عبد الرحمن: فأسمع هذه الآية قد أنزلت في الفريقين كليهما: الذين كانوا يتحرجون في الجاهلية أن يطوفوا بالصفا والمروة، والذين كانوا يطوفون في الجاهلية بالصفا والمروة ثم تحرجوا في الإسلام من أجل أن الله أمر بالطواف بالبيت ولم يأمر بالطواف بالصفا والمروة مع طواف بالبيت حتى ذكره.
(105) حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم، عن أبيه، عن جده قال: كان عبد الرحمن بن عوف لا يصلي الضحى.(1/241)
(106) حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم، عن ابن شهاب، عن رجل من مزينة، أنه كان يحدث في مجلس سعيد بن المسيب أنه قال: أخبرني أبو هريرة قال: قالت اليهود: سلوا محمدا، فإن هو جاءكم بالتخفيف ما حد الزاني إذا أحصن، فإنكم قد تركتم ما في التوراة، فإن رخص عليكم كانت حجة.
(107) حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم، عن أبيه، عن جده قال: لما جلد أبو بكرة أمرت أمه بشاة فذبحت، ثم جعلت جلدها على ظهره، قال: فكان أبي يقول: ما ذاك إلا من ضرب شديد.
(108) / حدثنا أبو صالح: حدثني إبراهيم، عن ابن شهاب، عن أنس بن مالك أنه قال: لبس النبي صلى الله عليه وسلم خاتما من ورق(1) يوما واحدا، فاتخذ الناس خواتم من ورق، قال: فطرح رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتمه، فطرح الناس خواتيمهم.
آخر كتاب ابن سعد
(109) وأخبرنا أبو محمد الحسن بن رشيق إجازة: حدثنا أبو القاسم الحسن بن آدم العسقلاني: حدثنا أبو هارون الجبريني: (سمعت إبراهيم بن سعد)(2): سمعت يحيى بن معين يقول: ثبتان: ثبت حفظ، وثبت كتاب قلت(3): يا أبا زكريا، فأيهما أحب إليك؟ قال: ثبت كتاب، قال يحيى: وأبو صالح كاتب الليث ثبت كتاب، قال أبو هارون: ما رأيت أثبت من أبي صالح.
آخر الجزء والحمد لله وحده.
***
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) هكذا في الأصلين، وكتب في الهامشين: صوابه: من ذهب.
(2) ثابتة في الأصلين، وهي مقحمة والله أعلم، فكلام ابن معين هذا يرويه أبوهارون الجبريني عنه مباشرة كما في الجامع لأخلاق الراوي والسامع للخطيب (1115)، والتهذيب لابن حجر (5/ 228).
(3) في (ب): قلنا.(1/242)
الجزء فيه نسخة أبي صالح عبد الله بن صالح كاتب الليث بن سعد المصري
عن عبد الله بن وهب وأحاديث وفوائد
بسم الله الرحمن الرحيم
رب أعن ويسر يا كريم
أخبرنا قاضي القضاة نظام الدين أبو حفص عمر بن إبراهيم بن محمد بن مفلح الحنبلي الصالحي قراءة عليه في 24 ربيع الأول سنة 866: أخبرنا الحافظ أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن المحب المقدسي إجازة إن لم يكن سماعا: أخبرنا المشايخ الثلاثة: عفيف الدين أبو محمد إسحاق بن يحيى بن إسحاق الآمدي، وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي الهيجاء الزراد الحريري، والمحب محمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن إبراهيم المقدسي، قال الأول: أخبرنا الحافظ أبو الحجاج يوسف بن خليل الدمشقي، وقال الآخران: أخبرنا التقي محمد بن عبد الرحمن بن أبي الفهم اليلداني، قال الأخير: حضورا، قالا: أخبرنا أبو القاسم يحيى بن أسعد بن يحيى بن بوش التاجر: أخبرنا أبو طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف قراءة عليه وأنا أسمع في شعبان من سنة 516 قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري بقراءة أبي علي بن البنا ونحن نسمع في شهر ربيع الآخر سنة 446 قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن إسماعيل الصفار الضرير قراءة عليه وأنا أسمع:
(1) أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن سعيد الفهري: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن عبيد بن داود الصدفي ص(4) (الأكسية ؟)، وكان شيخا ثقة: حدثنا أبو صالح عبد الله بن صالح كاتب الليث بن سعد قال: حدثني عبد الله بن وهب، أن ابن جريج حدثه عن عطاء بن أبي رباح، عن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه أنه قال: بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: من أتبع عليه، فهو أحق بالثمن، إن شاء أخذه وإن شاء تركه.(1/243)
(2) أخبرنا أحمد: حدثنا أحمد بن عبيد: حدثنا أبو صالح: حدثني ابن وهب، عن ابن جريج أنه قال: أخبرني عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي أمية، أن نافعا مولى ابن عمر أخبره، أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اقتلوا الوزغ، فإنه كان ينفخ على إبراهيم عليه السلام النار. قال: فكانت عائشة، رضي الله عنها تقتلهن.
(3) أخبرنا أحمد: حدثنا أبو صالح: حدثني ابن وهب، عن ابن جريج، أن عبد الحميد / بن جبير بن شيبة أخبره عن ابن المسيب، أن أم شريك أخبرته أنها استأمرت رسول الله صلى الله عليه وسلم في قتل الوزغان، فأمرها بقتلها.
(4) أخبرنا أحمد: حدثنا أحمد: حدثنا أبو صالح: حدثنا ابن وهب، عن ابن جريج، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه نهى أن يقتل شيء من البهائم صبرا.
(5) أخبرنا أحمد: حدثنا أحمد: حدثنا أبو صالح: حدثني ابن وهب، أن ابن جريج حدثه أنه قال: أخبرت عن سعيد بن جبير أنه قال: خرجت مع عبد الله بن عمر رضي الله عنهما حتى جئنا البقيع، فإذا شباب من قريش يرمون دجاجة، فلما رأوه قال عبد الله: من فعل هذا؟ فقيل: شباب من قريش، فقال: ما أحب أني فعلت هذا وأن لي الدنيا وما فيها أعمر فيها ما عمر نوح، فقال سعيد: فقلت: لم يا أبا عبد الرحمن؟ فقال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم من يمثل بالحيوان.
(6) أخبرنا أحمد: حدثنا أحمد: حدثنا أبو صالح: حدثني ابن وهب، عن ابن جريج، عن مجاهد بن جبر أنه قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفر من الأنصار، وقد نصبوا شاة يرمونها بالنبل، فقال: هذه المعذبة لا تأكلوا لحمها، ولا (يصير فيها هذه؟)، وقال مجاهد: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يمثل بالدواب، وأن تؤكل الممثول بها.(1/244)
(7) أخبرنا أحمد: حدثنا أحمد: حدثنا أبو صالح: حدثني عبد الله بن وهب، عن ابن جريج، عن محمد بن علي بن الحسين، عن أبيه، عن جده قال: قال لي علي بن أبي طالب عليه السلام: ائتني بوضوء، فتوضأ ثم قام بفضل وضوءه فشربه قائما، فعجبت من ذلك، فقال: أتعجب يا بني، إني رأيت أباك - يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم - يصنع ذلك.
(8) أخبرنا أحمد: حدثنا أحمد: حدثنا أبو صالح: حدثني ابن وهب، عن ابن جريج: أن سليمان بن موسى حدثه، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا تنكح المرأة بغير أمر وليها، فإن نكحت فنكاحها باطل، فنكاحها باطل، فنكاحها باطل، فإن أصابها فلها مهرها بما أصاب منها، فإن اشتجروا، فالسلطان ولي من لا ولي له.
(9) أخبرنا أحمد: حدثنا أحمد: حدثنا أبو صالح: حدثني ابن وهب، عن ابن جريج أنه قال: حدثني عطاء بن أبي رباح، أن صفوان بن يعلى بن منية حدثه عن يعلى بن منية قال: غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزاة العسرة، وكان من أوثق أعمالي في نفسي، وكان لي أجير فقاتل إنسانا، فعض أحدهما صاحبه، فانتزع أصبعه فسقطت ثنيته، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فأهدر ثنيته، قال عطاء: فحسبت أن صفوان قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: يدع يده / في فيك تقضمها كقضم الفحل! قال عطاء: وحسبت أن صفوان قد سمى لي العاض فنسيته.
(10) أخبرنا أحمد: حدثنا أحمد: حدثنا أبو صالح: حدثني ابن وهب، عن ابن جريج، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله، أن رجلا زنى بامرأة فأمر به النبي صلى الله عليه وسلم فجلد الحد، ثم أخبر أنه أحصن فأمر به فرجم.
(11) أخبرنا أحمد: حدثنا أحمد: حدثنا أبو صالح: حدثني ابن وهب، عن ابن جريج، عن عطاء بن أبي رباح، عن عبد الله بن الزبير، أنه سئل عن رجل يطأ الأذى والروث؟ فقال: إن وطئه وهو رطب فليغسله، وإن كان يابسا فلا يغسله.(1/245)
(12) أخبرنا أحمد: حدثنا أحمد: حدثنا أبو صالح: حدثني ابن وهب، عن ابن جريج، عن أبي الزبير، عن جابر أنه سمعه يقول: لا تباع الصبرة من الطعام بالصبرة، ولا الصبرة من الطعام بكيل من الطعام المسمى، ثم سهى أبو الزبير فقال: قال جابر: لا يباع الصبر من الطعام بمئة فرق.
(13) وقال أبو الزبير أنه سمع جابرا يقول: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن بيع الصبر من الطعام لا يعلم كيلها بالكيل المسمى من التمر.
(14) أخبرنا أحمد: حدثنا أحمد: حدثنا أبو صالح: حدثني ابن وهب، عن ابن جريج، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا ابتعت طعاما فلا تبيعه حتى تستوفيه.
(15) أخبرنا أحمد: حدثنا أحمد: حدثنا أبو صالح: حدثني ابن وهب، عن ابن جريج: أخبرني ابن(1) خصيفة، أنه سمع محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان(2) يقول: أتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم بسارق سرق شملة فقيل: يا رسول الله، إن هذا سرق، فقال: لا إخاله سرق، أسرقت ويحك؟ فقال: نعم، فقال: اذهبوا به فاقطعوا يده ثم احسموها، ثم أتي به يفعل به ذلك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: تب إلى الله، عز وجل، فقال: تبت إلى الله تعالى، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم تب عليه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في الأصل: أبو.
(2) في الأصل: نوفل. والمثبت من معاني الاثار للطحاوي (3/168) فقد رواه من طريق ابن وهب. وكذلك هو عند الدارقطني والحاكم والبيهقي من طريق يزيد بن خصيفة أبي خصيفة، وعند بعضهم: عن محمد بن عبدالرحمن بن ثوبان عن أبي هريرة. والله أعلم.(1/246)
(16) أخبرنا أحمد: حدثنا أحمد: حدثنا أبو صالح: حدثني ابن وهب، عن ابن جريج، أنه قال: أخبرني منبوذ رجل من آل أبي رافع، أن أمه أخبرته أنها بينا هي عند ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، إذ دخل عليها [ابن](1) عباس، فحدثته أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدخل على بعض نسائه وهي حائض فيتكئ عليها ويقرأ القرآن في حجرها، وتبسط له الخمرة في مصلاه فيصلي.
(17) أخبرنا أحمد: حدثنا أحمد: حدثنا أبو صالح: حدثني ابن وهب، عن ابن جريج، أن أيوب السختياني أخبره، أن أبا حمران المعافري أخبره، عن رجل من بني عامر أنه جاء النبي صلى الله عليه وسلم يسأله فوجده يأكل، فدعاه إلى طعامه، فقال: إني صائم، فقال: تعال - أو ادن - أخبرك عن ذلك،إن الله عز وجل وضع عن المسافر الصوم وشطر الصلاة، وعن الحبلى أو المرضع.
(18) / أخبرنا أحمد: حدثنا أحمد: حدثنا أبو صالح: حدثني ابن وهب، عن ابن جريج: حدثني عبد الله بن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أمرت أن أسجد على سبعة، ولا أكف شعرا ولا ثيابا.
(19) أخبرنا أحمد: حدثنا أحمد: حدثنا أبو صالح: حدثني ابن وهب، عن ابن جريج: حدثني عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي عمار، عن عبد الله بن باباه، عن يعلى بن منية، أنه قال لعمر بن الخطاب رضوان الله عليه: أرأيت قول الله عز وجل: فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا [النساء: 101]، وقد أمن الناس؟ فما شأن القصر؟ فقال عمر: عجبت مما عجبت منه، فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما هو؟ قال: هي صدقة تصدق الله، عز وجل بها عليكم، فاقبلوا صدقته.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ساقطة من الأصل، واستدركتها من مسند أحمد(6/334).(1/247)
(20) أخبرنا أحمد: حدثنا أحمد: حدثنا أبو صالح: حدثني ابن وهب، عن ابن جريج، عن عطاء بن أبي رباح، عن عبد الله بن عباس في رجل وقع بأخت امرأته، فقال ابن عباس: (لعله؟) ....(1) إلى حرمة لم تحرم عليها امرأته.
(21) أخبرنا أحمد: حدثنا أحمد: حدثنا أبو صالح: حدثني ابن وهب، عن ابن جريج: حدثني عطاء بن أبي رباح، أنه سمع ابن عباس رضي الله عنهما يقول: إن استطعتم أن لا تغدوا يوم الفطر حتى تطعموا فافعلوا.
(22) أخبرنا أحمد: حدثنا أحمد: حدثنا أبو صالح: حدثني ابن وهب، عن ابن جريج أنه قال: حدثني عبد الكريم أن في كتاب النبي صلى الله عليه وسلم لعمرو بن حزم في زكاة الفطر: نصف صاع من حنطة، أو صاع من تمر.
(23) أخبرنا أحمد: حدثنا أحمد: حدثنا أبو صالح: حدثني ابن وهب: حدثني ابن جريج أنه قال: أخبرني عطاء بن أبي رباح أنه قال: سمعت ابن عباس يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لامرأة من الأنصار قد سماها ابن عباس فنسيت اسمها: ما منعك أن تحجي معنا العام؟ قالت: يا نبي الله، إنما كان لنا ناضحان، فركب أبو فلان وابنة - لزوجها - ناضحا، وتركوا ناضحا ننضح عليه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: فإذا كان في رمضان فاعتمري فيه، فإن عمرة فيه تعدل حجة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) هكذا في الأصل وبعدها بياض بمقداركلمة أو اثنتين إلى تمام السطر. وفي مصنف عبدالرزاق (12781) من طريق ابن جريج: تخطى حرمة إلى حرمة ولم تحرم.. .(1/248)
(24) أخبرنا أحمد: حدثنا أحمد: حدثنا أبو صالح: حدثني ابن وهب، عن يزيد بن عياض، عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة، عن عوف بن مالك الأشجعي، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: عودوا المرضى، واتبعوا الموتى، ولا عليكم أن تأتوا العرس ولا يخرجنكم عزمة، ولا عليكم أن لا تنكحوا المرأة من أجل حسنها، ولعل حسنها لا يأتي بخير، ولا عليكم أن لا تنكحوا المرأة من أجل كثرة مالها، ولعل كثرة مالها لا يأتي بخير، ولكن ذوات الدين من النساء والأمانة فابتغوهن حيث ما كن.
آخر نسخة أبي صالح
(25) / حدثنا أبو علي أحمد بن علي بن شعيب المدائني بمصر في شوال سنة عشر وثلاثمئة: حدثنا محمد بن عمرو بن نافع: حدثنا نعيم بن حماد قال: سمعت ابن مهدي وهو يقول: لا أقدم على مالك في صحة الحديث أحدا.
(26) حدثنا أحمد: حدثنا محمد بن عمرو: حدثنا أحمد بن محمد بن شبويه: حدثنا الثقة، عن ابن مهدي قال: ما رأينا رجلا أعلم بالحديث من سفيان الثوري، ولا أحسن عقلا من مالك، ولا أقشف من شعبة، ولا أنصح لهذه الأمة من عبد الله بن المبارك.
(27) أخبرنا أحمد: حدثنا يحيى بن عثمان: سمعت ابن أبي مريم يقول: كنا مع الليث في مسجد الجامع بمصر، فذكر مالك، فقال الليث: إني لأدعو الله تعالى له في صلاتي بأن يبقيه الله سبحانه، وذكر من حاجة الناس إليه في الفتوى.
(28) حدثنا أحمد: حدثنا يحيى بن عثمان: سمعت هارون بن سعيد الأيلي يقول: سمعت الشافعي يقول: ما كتاب بعد كتاب الله عز وجل أنفع من موطأ مالك.
(29) حدثنا أحمد: حدثنا أحمد بن عبد الرحمن: حدثني عمي: حدثني مالك، عن الزهري، عن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا حضرت الصلاة وحضر العشاء، فابدؤا بالعشاء، ولا تعجلوا عن عشائكم. فكان الأمر على ذلك، فلما كان عمر رضي الله عنه خشي أن يطول المكث على العشاء، فقدم على العشاء، ثم فعل ذلك عثمان بن عفان رضي الله عنه.(1/249)
(30) حدثنا أحمد: أخبرنا يونس بن عبد الأعلى: حدثنا ابن وهب: حدثني مالك بن أنس ويونس بن يزيد وغيرهما، أن ابن شهاب أخبرهم، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، عن ابن عباس، أن خالد بن الوليد، دخل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، فأتي بضب محنوذ، فأهوى إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال بعض النسوة اللاتي في بيت ميمونة: أخبري رسول الله صلى الله عليه وسلم بما يريد أن يأكل منه، فقالوا: هو ضب، فرفع يده، فقلت: أحرام هو؟ قال: لا، ولكنه لم يكن بأرض قومي، فأجدني أعافه. قال: فاجتررته فأكلته ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر. قال يونس في الحديثين: فلم ينهاني.
(31) حدثنا أحمد: حدثنا إبراهيم بن مرزوق: حدثنا بشر بن عمر الزهراني: حدثنا مالك بن أنس، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس، أن عمر رضي الله عنه قال وهو يخطب الناس يوم الجمعة لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم: اجتمع المهاجرون إلى أبي بكر، واجتمعت الأنصار في سقيفة بني ساعدة، فقلت لأبي بكر: يا أبا بكر، انطلق إلى إخواننا هؤلاء من الأنصار، فانطلقنا حتى جئناهم، فلما جلسنا تكلم خطيبهم، فقال أبو بكر: أما بعد، فأما ما ذكرتم فيكم من خير، فأنتم أهله، ولم تعرف العرب هذا الأمر إلا بهذا الحي من قريش، هم أوسط العرب نسبا ودارا، وقد رضيت لكم أحد هذين فبايعوا أيهما شئتم، وأخذ بيدي ويد أبي عبيدة بن الجراح، فلم أكره مما قال غيرها، فقلت: لأن أقدم فتضرب عنقي لا يقربني ذلك إلى إثم أحب / إلي من أن أتأمر على قوم فيهم أبو بكر، إلا أن تغير نفسي عند الموت، وكثر اللغط وارتفعت الأصوات حتى فرقت من الاختلاف، فقلت: ابسط يدك أبايعك، فبسط يده فبايعناه، ثم بايعه المهاجرون، ثم بايعه الأنصار، وليس فيهم من تنقطع إليه الأعناق مثل أبي بكر رضي الله عنه.(1/250)
(32) حدثنا أحمد: حدثنا يونس بن عبد الأعلى: حدثنا ابن وهب، أن مالك بن أنس حدثه عن ابن شهاب، عن الأعرج، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: لا يمنع أحدكم جاره أن يغرز خشبة في جداره. قال: ثم يقول أبو هريرة: مالي أراكم عنها معرضين، والله لأرمين بها بين أكتافكم.
(33) حدثنا أحمد بن علي بن شعيب المدائني بمصر سنة عشر وثلاثمئة: حدثنا مالك بن عبد الله بن .. .. ..(1) : حدثنا إسماعيل بن معتب: حدثنا مالك بن أنس، عن ابن شهاب، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: شر الطعام طعام الوليمة، يدعى إليه الأغنياء، ويترك الفقراء، ومن لم يأتها فقد عصى الله ورسوله.
(34) حدثنا أحمد: حدثنا بحر بن نصر الخولاني: حدثنا عبد الله بن وهب: أخبرني مالك بن أنس ويونس بن يزيد، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الوزغ الفويسق.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) بياض في الأصل.(1/251)
(35) أخبرنا أحمد: حدثنا أبو أمية: حدثنا روح، عن صالح بن أبي الأخضر ومالك بن أنس، عن ابن شهاب، أن عروة أخبره، أن عائشة رضي الله عنها أخبرته، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ليلة من جوف الليل فصلى في المسجد، فصلى رجال بصلاته، فأصبح الناس فتحدثوا بذلك، فاجتمع أكثر منهم، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في الليلة الثانية فصلوا بصلاته، وأصبح الناس فتحدثوا بذلك، فكثر أهل المسجد في الليلة الثالثة، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلوا بصلاته، فلما كانت الليلة الرابعة عجز المسجد عن أهله، فلم يخرج إليهم حتى خرج لصلاة الفجر، فلما قضى صلاة الفجر، أقبل على الناس فتشهد، فقال: أما بعد، فإنه لم يخف علي شأنكم الليلة، ولكني خشيت أن تفرض عليكم فتعجزوا عنها. ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرغبهم في قيام رمضان من غير أن يأمرهم بعزيمة ويقول: من قام رمضان إيمانا واحتسابا فقد غفر له ما تقدم من ذنبه.
(36) حدثنا أحمد: حدثنا يزيد بن سنان: حدثنا أبو صالح: أخبرنا مالك بن أنس، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رغب في قيام رمضان من غير أن يأمر بعزيمة، قال: من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه.
(37) حدثنا أحمد: حدثنا أحمد بن عبد المؤمن: حدثنا سعيد بن هبيرة: حدثنا حماد بن زيد: حدثنا النعمان بن راشد ومالك أو معمر، عن الزهري، عن عروة قال: قالت عائشة رضي الله عنها: ما لعن رسول الله / صلى الله عليه وسلم ولا ضرب شيئا بيده قط، ولا ينتقم لنفسه شيئا يؤتى إليه إلا أن تنتهك محارم الله عز وجل، فيكون لله ينتقم، وما سئل شيئا قط فيمنعه، إلا أن يسأل مأثما فإنه كان أبعد الناس منه، وما خير بين أمرين قط إلا اختار أيسرهما، وكان إذا كان حديث عهد بجبريل عليه السلام يدارسه كان أجود بالخير من الريح المرسلة.(1/252)
(38) حدثنا أحمد: حدثنا يونس بن عبد الأعلى: حدثنا ابن وهب، أن مالكا أخبره عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عمرة بنت عبد الرحمن، عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اعتكف يدني إلي رأسه وأرجله، وكان لا يدخل البيت إلا لحاجة الإنسان.
(39) حدثنا أحمد: حدثنا أحمد بن محمد أبو بكر الحاطبي: حدثنا الحنيني قال: ذكره مالك، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه قال: دخل رجل المسجد يوم الجمعة وعمر رحمة الله عليه يخطب، فقال: أية ساعة هذه؟ قال: يا أمير المؤمنين، ما علمت أن اليوم الجمعة، وكنت في السوق ما زدت على الوضوء، فقال: الوضوء أيضا! ثم قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمر بالغسل.
(40) حدثنا أحمد: حدثنا أبو عبيد الله: حدثنا عمي: حدثني يونس ومالك، عن ابن شهاب قال: أخبرني سعيد بن المسيب وأبو سلمة بن عبد الرحمن، أن أبا هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وسئل: أيصلي الرجل في الثوب الواحد؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أوكلكم له ثوبان.
(41) حدثنا أحمد: حدثنا سعيد بن عبد الله بن عبد الحكم: حدثنا عبد الملك بن الماجشون: حدثنا مالك، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى بالشفعة فيما لم يقسم، فإذا وقعت الحدود، فلا شفعة فيه.
(42) حدثنا أحمد: حدثنا الربيع بن سليمان: حدثنا عبد الله بن وهب: أخبرني مالك، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة وحميد ابني عبد الرحمن، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل حديث يونس بن يزيد قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: رمضان من صامه إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه.(1/253)
(43) حدثنا أحمد: حدثنا الحسن بن عبد الرحمن الجرمي ويحيى بن عثمان قالا: حدثنا أبو صالح: حدثني الليث، عن يحيى بن أيوب، عن مالك بن أنس، عن ابن شهاب، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أم كلثوم بنت عقبة أنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ليس بكذاب الذي يمشي يصلح بين الناس، فينمي خيرا أو يقوله.
(44) حدثنا أحمد: حدثنا الحسن بن عبد الرحمن الجرمي وهاشم بن يونس العصار ويحيى بن عثمان قالوا: حدثنا أبو صالح: حدثني الليث، عن سعيد بن عبد الرحمن الجمحي، عن مالك، عن ابن شهاب، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن أبي سعيد الخدي، / أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول المؤذن.
(45) حدثنا أحمد: حدثنا إبراهيم بن مرزوق: حدثنا عثمان بن عمر: أخبرنا مالك، عن الزهري، عن يحيى بن سعيد بن العاص، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها، أن أبا بكر رضي الله عنه استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم لابس مرط أم المؤمنين، فأذن له فقضى حاجته، فاستأذن عليه عمر رضي الله عنه وهو على تلك الحال، فقضى إليه حاجته، ثم خرج فاستأذن عليه عثمان رضي الله عنه، فاستوى جالسا وقال لعائشة رضي الله عنها: اجمعي عليك ثيابك، فلما خرج قالت له عائشة رضي الله عنها: ما لك لم تفزع لأبي بكر وعمر كما فزعت لعثمان؟ قال: إن عثمان رجل شديد الحياء، فلو أذنت على تلك الحال خشيت أن لا يبلغ في حاجته.
(46) حدثنا أحمد: حدثنا بحر بن نصر: حدثنا يحيى بن سلام: حدثنا مالك، عن نافع وعبد الله بن دينار، عن ابن عمر، أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الرجل ينام وهو جنب، فقال: نعم يتوضأ، في حديث نافع، وفي حديث ابن دينار: يتوضأ ويغسل ذكره.(1/254)
(47) حدثنا أحمد: حدثنا يونس: أخبرنا ابن وهب، أخبرني ابن سمعان قال أبو موسى: وأحسبه قال: ومالك بن أنس، عن نافع مولى ابن عمر، أخبره عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: يقوم الناس يوم القيامة لرب العالمين، حتى إن أحدهم ليغيب في رشحه إلى أنصاف أذنيه.
(48) حدثنا أحمد: حدثنا يونس: أخبرنا ابن وهب، أن مالك بن أنس حدثه عن نافع، عن ابن عمر، أن عمر رضي الله عنه حمل على فرس عتيق في سبيل الله، فوجده يباع، فأراد أن يبتاعه، فسأل عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: لا تبعه، ولا تعد في صدقتك.
(49) حدثنا أحمد بن علي بن شعيب: حدثنا أحمد بن نصر: حدثنا أبو مروان عبد الملك بن عبد العزيز بن الماجشون، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع الولاء وعن هبته.
(50) حدثنا أحمد: حدثنا يزيد بن سنان: حدثنا أبو السكن مكي بن إبراهيم: حدثنا مالك، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال عمر رضي الله عنه: متعتان كانتا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهى عنهما وأعاقب عليهما: متعة النساء ومتعة الحج.
(51) حدثنا أحمد: حدثنا يونس: أخبرنا ابن وهب، عن مالك، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أيما امرئ قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما.
(52) حدثنا أحمد بن علي بن شعيب بمصر سنة عشر وثلاثمئة: حدثنا إسحاق بن إبراهيم: حدثنا ابن أبي مريم: أخبرنا مالك: حدثنا عبد الله بن دينار، أن عبد الله بن عمر كتب إليه عبدالملك بن مروان / أن يبايعه، فكتب إليه: بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد، لعبد الله عبد الملك بن مروان أمير المؤمنين من عبد الله بن عمر، سلام عليك، فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، أقر لك بالسمع والطاعة على سنة الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فيما استطعت.(1/255)
(53) حدثنا أحمد: حدثنا أحمد بن عبد الرحمن: حدثنا عمي: حدثني مالك، عن إسحاق بن عبد الله، عن أنس، أن أعرابيا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله متى الساعة؟ قال: وماذا أعددت لها؟ قال: لا شيء والله، إني لقليل الصلاة قليل الصيام، إلا أني أحب الله ورسوله، قال: إنك مع من أحببت.
(54) حدثنا أحمد: حدثنا يزيد بن سنان: حدثنا بشر بن عمر: حدثنا مالك، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، أنه سمع أنس بن مالك، عن أم حرام ابنة ملحان قالت: استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم من نومه وهو يضحك، فقلت: ما يضحكك يا رسول الله؟ قال: ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله يركبون هذا البحر، ملوك على الأسرة، أو مثل الملوك على الأسرة، فقلت: يا رسول الله ادع الله عز وجل أن يجعلني منهم، فدعى لها، ثم وضع رأسه فنام فاستيقظ وهو يضحك، فقلت: ما يضحكك يا رسول الله؟ قال: ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله يركبون هذا البحر، ملوك على الأسرة، أو مثل الملوك على الأسرة، فقلت: يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم، قال: أنت من الأولين. فركبت أم حرام البحر مع زوجها عبادة بن الصامت في زمان معاوية بن سفيان، فصرعت عن دابتها حين خرجت من البحر فماتت.
(55) حدثنا أحمد: حدثنا بحر بن نصر: حدثنا يحيى بن سلام: حدثنا مالك بن أنس، عن أبي نعيم وهب بن كيسان: سمعت جابر بن عبد الله: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول: من صلى صلاة لم يقرأ فيها بفاتحة الكتاب فلم يصل إلا وراء الإمام.
(56) حدثنا أحمد: حدثنا يحيى بن عثمان: حدثنا أبي: حدثنا ابن لهيعة: حدثني عيسى بن موسى، عن مالك بن أنس، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة يأثره أنه قال: الفطرة: قص الشارب، وتقليم الأظفار، ونتف الإبط، وحلق العانة، والختان.(1/256)
(57) حدثنا أحمد: حدثنا يونس بن عبد الأعلى: حدثنا ابن وهب: أخبرني مالك وغيره من أهل العلم، عن يحيى بن سعيد، عن عمرة، عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم بنحو حديث يونس، عن الزهري، عن عمرة، عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم / نحر عن آل محمد في حجة الوداع بقرة واحدة.
(58) حدثنا أحمد: حدثنا علي بن عبد الرحمن بن المغيرة: حدثنا سعيد بن أبي مريم: أخبرني مالك: حدثني يحيى بن سعيد، عن سعيد بن يسار أبي الحباب، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من صدق صدقة من كسب طيب، ولا يقبل الله عز وجل إلا طيبا، فكأنما يضعها في كف الرحمن عز وجل، فيربيها كما يربي أحدكم فلوه أو فصيله، حتى يكون مثل الجبل.
(59) [حدثنا أحمد](1): حدثنا أحمد بن محمد الحاطبي: حدثنا الحنيني قال: ذكره مالك، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن يسار، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من تصدق بصدقة من كسب طيب، ولا يقبل الله عز وجل إلا طيبا، فذكر نحوه.
(60) حدثنا أحمد بن علي بن شعيب بمصر سنة ست عشرة وثلاثمئة: أخبرنا يونس: أخبرنا ابن وهب: أخبرني عبيد الله بن عمر ومالك وسفيان الثوري، أن حميدا الطويل حدثهم، أن أنس بن مالك قال: حجم أبو طيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأعطاه صاعين أو صاعا من تمر، وأمر أهله أن يخففوا عنه من خراجه.
(61) حدثنا أحمد: أخبرنا يونس: حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير: حدثنا ابن وهب، عن مالك، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا أسلم العبد فحسن إسلامه كفر الله تعالى عنه كل سيئة زلفها، وكتب له كل حسنة كان زلفها، ثم كان بعد ذلك القصاص الحسنة عشر أمثالها إلى سبعمئة، والسيئة بمثلها، إلا أن يتجاوز الله عنها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ساقطة من الأصل، ولابد منها، كما سيأتي برقم (71) (73).(1/257)
(62) حدثنا أحمد: حدثنا الحسن بن عبد الرحمن الجرمي وهاشم بن يونس العصّار ويحيى بن عثمان قالوا: حدثنا أبو صالح: حدثني الليث، عن سعيد بن عبد الرحمن، عن مالك بن أنس، عن طلحة بن عبد الملك، عن القاسم بن محمد، عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من نذر أن يطيع الله عز وجل فليطعه، ومن نذر أن يعصيه فلا يعصه.
(63) حدثنا أحمد: حدثنا محمد بن جابر المروزي: حدثنا محمد بن يزيد التيمي: حدثنا إسحاق بن محمد: حدثنا مالك بن أنس، عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حجبت الجنة بالمكاره، وحجبت النار بالشهوات.
(64) أخبرنا أحمد: حدثنا يونس بن عبد الأعلى: أخبرنا ابن وهب: وحدثنا يحيى بن بكير قال: وقرئ على ابن وهب: أخبرني عبد الله بن عمر ويحيى بن عبد الله ومالك بن أنس وسفيان بن عيينة وسفيان الثوري، أن عمرو بن يحيى المازني حدثهم عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ليس فيما دون خمس أواق من الورق صدقة، وليس فيما دون خمس ذود من الإبل صدقة، / وليس فيما دون خمسة أوسق من التمر صدقة.
(65) حدثنا أحمد: حدثنا بكار بن قتيبة: حدثنا أبو داود الطيالسي: حدثنا مالك بن أنس، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع الولاء وعن هبته.
(66) حدثنا أحمد: حدثنا محمد بن جابر المروزي: حدثنا ابنُ(1) حميد: حدثنا زافر بن سليمان: حدثنا مالك، عن يحيى بن سعيد، عن أنس قال: لما كان اليوم الذي احتلمت فيه أخبرت النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: لا تدخل على النساء، فما أتى علي يوم كان أشد علي منه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أبوعبدالله محمد بن حميد، وتحرف في الأصل إلى: أبوحميد.(1/258)
(67) حدثنا أحمد: حدثنا يونس بن عبد الأعلى: حدثنا ابن وهب، أخبرني مالك بن أنس، عن يحيى بن سعيد، عن عدي بن ثابت الأنصاري، عن البراء بن ع(9) أنه قال: صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم العتمة، فقرأ فيها بالتين والزيتون.
(68) حدثنا أحمد: حدثنا يونس: حدثنا ابن وهب، أن مالكا حدثه، عن يحيى بن سعيد، عن عمرة، عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت: إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي الصبح، فينصرف والنساء متلفعات بمروطهن ما يعرفن من الغلس.
(69) حدثنا أحمد: حدثنا يونس: أخبرنا ابن وهب، أن مالك بن أنس حدثه، عن يحيى بن سعيد، عن أبي صالح السمان، أو زيد بن أسلم، عن أبي صالح - شك يونس - عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لولا أن أشق على أمتي لأحببت أن لا أتخلف عن سرية تخرج في سبيل الله عز وجل، ولكن لأجد ما أحملهم عليه، ولا يجدون ما يتحملون عليه فيخرجون، ويشق عليهم أن يتخلفوا بعدي، لوددت أني أقاتل في سبيل الله فأقتل، ثم أحيا فأقتل، ثم أحيا فأقتل.
(70) حدثنا أحمد بن علي بن شعيب بمصر سنة 316: حدثنا مقدام بن داود: حدثنا عمي سعيد بن عيسى بن بكير: أخبرنا ابن وهب: حدثني مالك بن أنس وعمرو بن الحارث، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يمشي الرجل في نعل واحد.(1/259)
(71) حدثنا أحمد: حدثنا أحمد بن محمد الحاطبي: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنيني، قال: ذكره مالك، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر رضي الله عنه قال: كنت مع النبي(1) صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، فسألته عن شيء فلم يجبني، ثم سألته فلم يجبني، ثم سألته فلم يجبني، قال: فقلت: ثكلتك أمك، نزرت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات على ذلك لا يجيبك، فحركت بعيري وصرت في أخريات الناس، وخشيت أن يكون قد نزل في شيء، فلم أنشب فإذا منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم ينادي، فجئت، قال: فقال: لقد نزلت هذه الليلة سورة هي أحب إلي من الدنيا وما فيها، قال: ثم قرأ: إنا فتحنا لك فتحا مبينا [الفتح: 1]، إلى آخر السورة.
(72) / حدثنا أحمد: حدثنا يونس: حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير: حدثنا ابن وهب: حدثني مالك، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله، عز وجل يقول لأهل الجنة: يا أهل الجنة، فيقولون: لبيك ربنا وسعديك، والخير بين يديك، فيقول: هل رضيتم، فيقولون: وما لنا لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدا من خلقك، فيقول: ألا أعطيكم أفضل من ذلك؟ قالوا: يا رب وأي شيء أفضل من ذلك؟ فيقول: أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدا.
(73) حدثنا أحمد: حدثنا أحمد بن محمد الحاطبي: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنيني قال: ذكره مالك، عن زيد، عن عطاء، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يطلع الله عز وجل على أهل الجنة فيقول: يا أهل الجنة، أرضيتم؟ فيقولون: ما لنا لا نرضى، وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدا من العالمين، فيقول: أعطيكم أفضل من ذلك، أحل عليكم رضاي فلا أسخط عليكم أبدا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في الهامش: رسول الله.(1/260)
(74) حدثنا أحمد: أخبرنا يونس: حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير: حدثنا عبد الله بن وهب، عن مالك بن أنس، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا أسلم العبد وحسن إسلامه. فذكره.
(75) حدثنا أحمد: حدثنا يونس: حدثنا ابن وهب، أن مالكا حدثه، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن بسر بن سعيد، وعن الأعرج يحدثونه، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من أدرك من الصبح ركعة قبل أن تطلع الشمس فقد أدرك الصبح، ومن أدرك من العصر ركعة قبل أن تغرب الشمس فقد أدرك العصر.
(76) حدثنا أحمد: حدثنا يونس: حدثنا ابن وهب، أن مالك بن أنس حدثه، عن زيد بن أسلم، عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري، عن أبي سعيد الخدري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا كان أحدكم يصلي فلا يدع أحدا يمر بين يديه، وليدرأه ما استطاع، فإن أبى فليقاتله فإنما هو شيطان.
(77) حدثنا أحمد بن علي بن شعيب بمصر سنة [ستة](1) عشر وثلاثمئة: حدثنا إبراهيم بن أبي داود البرلسي: حدثنا يحيى بن صالح: حدثنا مالك، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا تثاءب أحدكم فليكظم ما استطاع.
(78) حدثنا أحمد: حدثنا يونس: حدثنا ابن وهب: أن مالكا حدثه، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن ينتبذ في الدباء والمزفت.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ساقطة من الأصل(1/261)
(79) حدثنا أحمد: أخبرنا يونس: أخبرنا ابن وهب: حدثني مالك، قال: وحدثنا الربيع بن سليمان: / حدثني ابن وهب: حدثني ابن أبي الزناد ومالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال رجل لم يعمل حسنة قط: إذا مت احرقوني، ثم اذروا نصفه في البر ونصفه في البحر، فوالله لئن قدر الله عليه ليعذبنه عذابا لا يعذبه أحدا من العالمين، فلما مات الرجل فعلوا ما أمرهم به، فأمر الله عز وجل البر فجمع ما فيه، وأمر البحر فجمع ما فيه، ثم قال: لم فعلت هذا؟ قال: من خشيتك يا رب، وأنت أعلم، قال: فغفر له. لفظ يونس.
(80) حدثنا أحمد: حدثنا يونس: أخبرنا ابن وهب: أن مالكا حدثه، عن سهيل ابن أبي صالح حدثه، عن أبيه، عن أبي هريرة، أن سعد بن عبادة قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: لو وجدت مع امرأتي رجلا أمهله حتى آتي بأربعة شهداء؟ قال: نعم.
(81) حدثنا أحمد: حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب: حدثنا عمي: حدثنا مالك، عن أبي النضر وعبد الله بن يزيد، عن أبي سلمة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كنت يقظانة تحدث معي بعد طلوع الفجر، وإن كنت نائمة اضطجع على شقه الأيمن حتى يأتيه المؤذن.
(82) حدثنا أحمد: حدثنا يوسف بن يزيد: حدثنا حجاج بن إبراهيم: حدثنا خلف بن خليفة، عن مالك بن أنس، عن أبي المنذر، عن أبي سلمة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى هاتين الركعتين صلاة الفجر، فإن كنت يقظى كلمني وجلس حتى تقام الصلاة، فيذهب فيصلي، وإن لم أكن(1) قعد حتى يبلغ ساعته التي يأتي المسجد فيها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في الهامش: لعله يقظا.(1/262)
(83) حدثنا أحمد: أخبرنا يونس: أخبرنا أبو زيد بن أبي الغمر، عن عبد الرحمن بن القاسم: حدثنا مالك، عن أبي النضر، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي إحدى عشرة ركعة، ثم يضطجع على شقه الأيمن، فإن كنت يقظانة حدثني حتى يأتيه المؤذن فيؤذنه بالصلاة، وذلك بعد طلوع الفجر.
(84) حدثنا أحمد: أخبرنا يونس: حدثنا ابن وهب: حدثني مالك وسعيد بن عبد الرحمن الجمحي، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله تعالى لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يترك عالما اتخذ الناس رءوسا جهالا، فسئلوا فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا.
(85) حدثنا أحمد: حدثنا بكار بن قتيبة: حدثنا روح بن عبادة: حدثنا شعبة ومالك بن أنس، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت: / سأل حمزة الأسلمي النبي صلى الله عليه وسلم عن الصوم في السفر، فقال: إن شئت فصم، وإن شئت فأفطر.
(86) حدثنا أحمد: حدثنا الربيع بن سليمان: حدثنا ابن وهب: حدثني مالك وسعيد بن عبد الرحمن وعمرو بن الحارث والليث بن سعد - قال الربيع: وأظن فيهم ابن أبي الزناد، شككت أنا - عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كفن في ثلاثة أثواب بيض، ليس فيها قميص ولا عمامة، أدرج فيها إدراجا، هكذا أو نحوه.(1/263)
(87) حدثنا أحمد: أخبرنا يونس: حدثنا ابن وهب، أن مالك بن أنس حدثه، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت: جاءت بريرة فقالت: إني كاتبت أهلي، الحديث، وقالت: ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس، فحمد الله عز وجل وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد، فما بال قوم يشترطون شروطا ليس في كتاب الله عز وجل، الحديث.
(88) حدثنا أحمد: حدثنا محمد بن إبراهيم الرازي: أخبرنا يحيى بن معين: حدثنا معن بن عيسى: حدثنا مالك بن أنس، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت: ما مس يد رسول الله صلى الله عليه وسلم يد امرأة قط، وقالت مرة أخرى: ما صافح رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة قط.
آخر الجزء.
الحمد لله وحده.
اللهم صل على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
حسبنا الله ونعم الوكيل.
***(1/264)
جزء فيه منتقى من سيرة أبي محمد عبد الملك بن هشام
بسم الله الرحمن الرحيم
رب أعن
أخبرنا سعد الدين أبو محمد عبد القادر بن عبد العزيز بن عيسى بن السلطان الملك العادل سيف الدين أبو بكر محمد بن أيوب بن شاذي بقراءة والدي رحمهم الله وأنا أسمع سنة 734: أخبرنا الخطيب أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن أحمد بن أبي الفتح المقرئ سنة 653: أخبرنا صنيعة الملك أبو محمد هبة الله بن يحيى بن علي بن حيدرة المصري: أخبرنا القاضي أبو محمد عبد الله بن رفاعة بن عزيز السعدي الفرضي: أخبرنا القاضي أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين الخلعي: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عمر بن محمد بن النحاس التجيبي: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن الورد بن زنجويه البغدادي: أخبرنا أبو سعيد عبد الرحيم بن عبد الله بن عبد الرحيم بن البرقي: أخبرنا أبو محمد عبد الملك بن هشام النحوي، عن زياد بن عبد الله البكائي، عن أبي بكر محمد بن إسحاق بن يسار المطلبي المدني قال:(/)
الحديث الأول
(1) حدثني عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو(1) بن حزم، عن عثمان بن أبي سليمان بن جبير بن مطعم، عن عمه نافع بن جبير، عن أبيه جبير بن مطعم قال: لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن ينزل عليه الوحي وإنه لواقف على بعير له بعرفات مع الناس من بين قومه حتى يدفع معهم منها توفيقا من الله عز وجل.
الحديث الثاني
(2) وبالإسناد إلى ابن إسحاق قال: حدثني هشام بن عروة، عن أبيه، عن أمه أسماء بنت أبي بكر قالت: لقد رأيت زيد بن عمرو بن نفيل شيخا كبيرا مسندا ظهره إلى الكعبة وهو يقول: يا معشر قريش، والذي نفس زيد بن عمرو بيده، ما أصبح منكم أحد على دين إبراهيم غيري، ثم يقول: اللهم لو أني أعلم أي الوجوه أحب إليك عبدتك به، ولكن لا أعلم، ثم سجد على راحته. أخرجه البخاري تعليقا فقال: وقال الليث: كتب إلي هشام بن عروة، فذكر نحوه، وأخرجه النسائي من حديث أبي أسامة، عن هشام بن عروة نحوه.
الحديث الثالث
(3) وبه حدثني صالح بن كيسان، عن عروة بن الزبير، عن عائشة قالت: افترضت الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم أول ما افترضت / ركعتين ركعتين كل صلاة، ثم إن الله أتمها في الحضر أربعا، وأقر بها في السفر على فرضها الأول ركعتين. أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي من حديث مالك، عن صالح بن كيسان بنحوه.
الحديث الرابع
(4) وبه قال: وحدثني هشام بن عروة، عن أبيه عروة، عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أمرت أن أبشر خديجة ببيت من قصب لا صخب فيه ولا نصب.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في الأصل: عمر.(1/265)
الحديث الخامس
(5) وبه قال: وحدثني يحيى بن عروة بن الزبير، عن أبيه عروة، عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قلت له ما أكثر ما رأيت قريشا أصابوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما كانوا يظهرون من عداوته؟ قال: حضرتهم وقد اجتمع أشرافهم يوما إلى الحجر، فذكروا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: ما رأينا مثل ما قد صبرنا عليه من أمر هذا الرجل قط، سفه أحلامنا، وشتم آباءنا، وعاب ديننا، وفرق جماعتنا وسب آلهتنا، لقد صبرنا منه على أمر عظيم، أو كما قالوا، فبينا هم في ذلك إذ طلع رسول الله صلى الله عليه وسلم، / فأقبل يمشي حتى استلم الركن، ثم مر بهم طائفا بالبيت فلما مر بهم غمزوه ببعض القول، قال: فعرفت ذلك في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم مضى، فلما مر بهم الثانية غمزوه بمثلها، فعرفت ذلك في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم مر بهم الثالثة فغمزوه بمثلها، فوقف ثم قال: أتسمعون يا معشر قريش، أما والذي نفسي بيده لقد جئتكم بالذبح، فأخذت القوم كلمته حتى ما منهم(1) رجل إلا كأنما على رأسه طائر واقع، حتى إن أشدهم فيه وصاة قبل ذلك ليرفؤه بأحسن ما يجد من القول، حتى إنه ليقول: انصرف يا أبا القاسم، والله ما كنت جهولا، قال: فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى إذا الغد اجتمعوا في الحجر وأنا معهم، فقال بعضهم لبعض: ذكرتم ما بلغ منكم وما بلغتم عنه حتى إذا بادأكم بما تكرهون تركتموه، فبينا هم في ذلك إذ طلع رسول الله صلى الله عليه وسلم فوثبوا إليه وثبة رجل واحد، فأحاطوا به يقولون: أنت الذي تقول: كذا وكذا لما كان يقول من عيب دينهم وآلهتهم، فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم أنا الذي أقول ذلك، قال: فلقد رأيت رجلا منهم آخذا بمجمع ردائه، قال: فقام أبو بكر / دونه وهو يبكي ويقول: أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله، ثم انصرفوا عنه، فإن ذلك لأشد ما رأيت قريشا نالوا منه قط.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في الأصل: منكم.(1/266)
أخرجه البخاري من حديث محمد بن إبراهيم التيمي، عن عروة بقصة أبي بكر مختصرا، وقال تابعه ابن إسحاق: حدثني عثمان بن عروة، عن عروة قال: قلت لعبد الله بن عمرو، قال عبدة بن سليمان: عن هشام بن عروة، عن أبيه: قيل لعمرو بن العاص.
الحديث السادس
(6) وبه قال وحدثني حكيم بن جبير، عن سعيد بن جبير قال: قلت لعبد الله بن عباس: أكان المشركون يبلغون من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من العذاب ما يعذرون به في ترك دينهم؟ قال: نعم والله، إن كانوا ليضربون أحدهم ويجيعونه ويعطشونه حتى ما يقدر أن يستوي جالسا من شدة الضر الذي به حتى يعطيهم ما سألوه من الفتنة، حتى يقولوا له: اللات والعزى إلهك من دون الله؟ فيقول: نعم، حتى إن العجل ليمر بهم فيقولون له: هذا العجل إلهك من دون الله، فيقول(1): نعم، افتداء منهم ما يبلغون من جهده.
الحديث السابع
(7) / وبه قال: حدثني جعفر بن عمرو - قال ابن هشام: جعفر بن عمرو بن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري - عن عبد الله بن مسلم أخي محمد بن مسلم بن شهاب الزهري، عن أنس بن مالك قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقيل له: يا رسول الله، ما الكوثر الذي أعطاك الله عز وجل إياه؟ قال: نهر كما بين صنعاء إلى إيلة، آنيته كعدد النجوم، ترده طير لها أعناق كأعناق الإبل، قال: يقول عمر بن الخطاب: يا رسول الله، إنها لناعمة؟ قال: أكلها أنعم منها.
قال ابن إسحاق: وقد سمعت هذا الحديث أو غيره أنه عليه السلام قال: من شرب منه لم يظمأ.
أخرجه الترمذي في صفة الجنة، عن عبد بن حميد، عن(2) عبد الله بن مسلمة القعنبي، عن محمد بن عبد الله بن مسلم، عن أبيه نحوه، وقال: حسن.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في الأصل: فيقولون.
(2) في الأصل: بن.(1/267)
الحديث الثامن
(8) وبه قال: حدثني أبي إسحاق بن يسار، عن سلمة بن عبد الله بن عمر بن أبي سلمة، عن جدته أم سلمة زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: لما أجمع أبو سلمة الخروج إلى المدينة رحل لي بعيره ثم حملني عليه، وحمل معي ابني سلمة بن أبي سلمة في حجري، ثم خرج بي يقود بي بعيره، فلما رأته رجال بني المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم قاموا إليه فقالوا: هذه نفسك غلبتنا عليها، أرأيت صاحبتنا هذه علام / نتركك تسيرها في البلاد، قالت: فنزعوا خطام البعير فأخذوني منه، قالت: وغضب عند ذلك بني عبد الأسد رهط أبي سلمة فقالوا: لا والله لا نترك ابننا عندها نزعتموها من صاحبنا، قالت: فتجاذبوا ابني سلمة بينهم حتى خلعوا يده، وانطلق به بنو عبد الأسد، وحبسني بنو المغيرة عندهم، وانطلق زوجي أبو سلمة إلى المدينة، قالت: ففرق بيني وبين زوجي وبين ابني. قالت: فكنت أخرج كل غداة فأجلس بالأبطح، فما أزال أبكي حتى (أسنى ؟)(1) سنة أو قريبا منها، حتى مر بي رجل من بني عمي أحد بني المغيرة، فرأى ما بي فرحمني، فقال لبني المغيرة: ألا(2) تخرجون من هذه المسكينة، فرقتم بينها وبين زوجها وبين ولدها، قالت: فقالوا: الحقي بزوجك إن شئت، قالت: ورد بنو(3) عبد الأسد إلي عند ذلك ابني، قالت: فارتحلت بعيري ثم أخذت ابني فوضعته في حجري ثم خرجت أريد زوجي بالمدينة، قالت: وما معي أحد من خلق الله، قالت: قلت: [أتبلغ](4) بمن لقيت حتى أقدم على زوجي حتى إذا كنت بالتنعيم لقيت عثمان بن طلحة بن أبي طلحة أخا بني عبد الدار، فقال: أين يا بنت أبي أمية؟ قالت: أريد زوجي بالمدينة، قال: أو ما معك أحد؟ قلت: لا والله إلا الله وبني هذا، قال: والله مالك من مترك، فأخذ بخطام / البعير فانطلق معي يهوي به، فوالله ما صحبت رجلا من العرب قط أرى أنه كان أكرم منه، كان إذا بلغ المنزل أناخ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في السيرة: أمسى.
(2) في الأصل: لا.
(3) في الأصل: بني.
(4) استدركتها من السيرة.(1/268)
بي ثم استأخر عني، حتى إذا نزلنا استأخر ببعيري فحط عنه، ثم قيده في الشجرة، ثم تنحى إلى شجرة فاضطجع تحتها، فإذا دنا الرواح قام إلى بعيري(1) فقدمه فرحله، ثم استأخر عني، فقال: اركبي، فإذا ركبت فاستويت على بعيري أتى فأخذ بخطامه فقاد بي حتى ينزل بي، فلم يزل يصنع ذلك بي حتى أقدمني المدينة، فلما نظر إلى قرية بني عمرو بن عوف بقباء قال: زوجك في هذه القرية - وكان أبو سلمة بها نازلا - فادخليها على بركة الله، ثم انصرف راجعا إلى مكة، قال: وكانت تقول: ما أعلم أهل بيت في الإسلام أصابهم ما أصاب أبو سلمة، وما رأيت صاحبا قط كان أكرم من عثمان بن طلحة.
الحديث التاسع
(9) وبه قال: حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، أن أباه عبادا حدثه، عن جدته أسماء بنت أبي بكر قالت: لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرج معه أبو بكر احتمل ماله كله معه خمسة آلاف درهم أو ستة، فانطلق بها معه، قالت: فدخل علينا جدي أبو قحافة وقد / ذهب بصره فقال: والله إني لأراه قد فجعكم بماله مع نفسه، قالت: قلت: كلا يا أبت قد ترك خيرا كثيرا، قالت: فأخذت أحجارا فوضعتها في كوة البيت، كان أبي يضع ماله فيها، ثم وضعت عليها ثوبا، ثم أخذت بيده، فقالت: يا أبة ضع يدك على هذا المال، قالت: فوضع يده عليه، فقال: لا بأس، إن كان ترك لكم هذا فقد أحسن، وفي هذا بلاغ لكم. ولا والله ما ترك لنا شيئا، ولكن أردت أن أسكن الشيخ بذلك.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في الأصل: بعيره.(1/269)
الحديث العاشر
(10) وبه قال: وحدثني الزهري، أن عبد الرحمن بن مالك بن جعشم، حدثه عن أبيه، عن عمه سراقة بن مالك بن جعشم قال: لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة مهاجرا إلى المدينة جعلت قريش فيه مئة ناقة لمن رده عليهم، قال: فبينا أنا جالس في نادي قومي أقبل رجل منا حتى وقف علينا فقال: والله لقد رأيت ركبة ثلاثة مروا علي آنفا، أني لأراهم محمدا وأصحابه، قال: فأومأت إليه بعيني أن اسكت، قال: فمكثت قليلا، ثم قلت: إنما هو بنو فلان يبتغون ضالة لهم، قال: لعله، ثم سكت، قال: فمكثت قليلا، ثم قمت فدخلت بيتي، ثم أمرت بفرسي فقيد إلى بطن الوادي، وأمرت بقوسي(1)، فأخرج / من دبر حجرتي، ثم أخذت قداحي التي استقسم بها فلبست لأمتي، ثم أخرجت قداحي فاستقسمت بها فخرج السهم الذي أكره لا يضره، قال: وكنت أرجو أن أرده على قريش فآخذ المئة، قال: فركبت على إثره، فبينا فرسي يشتد بي عثر بي فسقطت عنه، قال: فقلت: ما هذا؟ ثم أخرجت قداحي فاستقسمت بها فخرج السهم الذي أكره، قال: فأبيت إلا أن أتبعه، فركبت في إثره، فلما بدا لي القوم فرأيتهم عثر بي فرسي وذهبت يداه في الأرض وسقطت عنه، قال: ثم انتزع يديه من الأرض وتبعها دخان كالإعصار، قال: فعرفت حين رأيت ذلك أنه قد منع مني وأنه ظاهر، قال: فناديت القوم: أنا سراقة بن جعشم، انظروني أكلكم، فوالله لا أريبكم ولا يأتيكم مني شيء تكرهونه، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر: قل له: وما تبغي منا؟ قال: فقال أبو بكر لي ذلك، قال: فقلت: [تكتب](2) لي كتابا يكون آية بيني وبينك، قال: اكتب له يا أبا بكر، قال: فكتب لي كتابا في عظم أو في رقعة أو في خرقة، ثم ألقاه إلي، فأخذته فجعلته في كنانتي، ثم رجعت فسكت، فلم أذكر شيئا مما كان، حتى إذا كان فتح مكة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفرغ من حنين / والطائف خرجت ومعي الكتاب
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) هكذا في الأصل. وفي السيرة: سلاحي.
(2) استدركتها من السيرة.(1/270)
لألقاه، فلقيته بالجعرانة، قال: فدخلت في كتيبة من خيل الأنصار، قال: فجعلوا يقرعونني بالرماح ويقولون: إليك إليك ماذا تريد؟ قال: فدنوت من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على ناقته، والله(1) لكأني أنظر إلى ساقه في غرزه كأنها جمارة، قال: فرفعت يدي بالكتاب(2)، وقلت: يا رسول الله، هذا كتابك لي أنا سراقة بن جعشم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يوم وفاء وبر، ادنه، قال: فدنوت منه، فأسلمت، فتذكرت شيئا أسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه، فما أذكره إلا أني قلت: يا رسول الله الضالة من الإبل تغشى حياضي وقد ملأتها لإبلي هل لي أجر في أن أسقيها، قال: نعم في كل ذات كبد حري أجر، ثم رجعت إلى قومي فسقت إلى [رسول الله صلى الله عليه وسلم](3) صدقتي.
أخرجه البخاري من حديث عقيل بن خالد عن الزهري، نحوه مختصرا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) تحرف في الأصل إلى: وانه.
(2) في الأصل: الكتاب.
(3) ساقطة من الأصل، واستدركته من السيرة.(1/271)
الحديث الحادي عشر
(11) وبه: وحدثني يزيد بن أبي حبيب، عن مرثد بن عبد الله اليزني، عن أبي رهم السماعي: حدثني أبو أيوب قال: لما نزل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي نزل في السفل، وأنا وأم أيوب في العلو، فقلت له: يا نبي الله، بأبي أنت وأمي، إني أكره وأعظم أن أكون / فوقك وتكون تحتي، فاظهر أنت فكن في العلو وننزل نحن فنكون في السفل، فقال: يا أبا أيوب، إن أرفق بنا وبمن يغشانا أن نكون في سفل البيت، قال: فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفله وكنا فوقه في السكن، فلقد انكسر حب لنا فيه ماء، فقمت أنا وأم أيوب بقطيفه لنا ما لنا لحاف غيرها ننشف بها الماء تخوفا أن يقطر على رسول الله صلى الله عليه وسلم منه شيء فيؤذيه، قال: وكنا نصنع له العشاء فنبعث به إليه، فإذا رد علينا فضله تيممت أنا وأم أيوب موضع يده، فأكلنا منه نبتغي بذلك البركة، حتى بعثنا إليه بعشائه، وقد جعلنا فيه بصلا أو ثوما، فرده رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم أر ليده فيه أثرا، قال: فجئته فزعا فقلت: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، رددت عشاءك ولم أر فيه موضع يدك، وكنت إذا رددته علينا تيممت أنا وأم أيوب موضع يدك نبتغي بذلك البركة، قال: إني وجدت فيه ريح هذه الشجرة، وأنا رجل أناجى، فأما أنتم فكلوه، فأكلناه ولم نصنع له تلك الشجرة بعد.
أخرجه مسلم من حديث أفلح مولى أبي أيوب عن أبي أيوب نحوه.
الحديث الثاني عشر
(12) وبه: حدثني صالح بن كيسان، عن صالح مولى التوأمة بنت أمية بن خلف /، عن أبي هريرة ومن لا أتهم، عن ابن عباس، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: دخلوا الباب(1) الذي أمروا أن يدخلوا منه سجدا يزحفون وهم يقولون حنطة من شعير.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في الأصل: البيت، والمثبت من السيرة.(1/272)
الحديث الثالث عشر
(13) وبه قال: حدثني عتبة بن مسلم مولى لبني تميم، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يوشك الناس أن يسألوا نبيهم حتى يقول قائلهم: هذا الله الذي خلق الخلق، فمن خلق الله؟ فإذا قالوا ذلك، فقولوا: الله أحد، الله الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد، ثم ليتفل الرجل عن يساره ثلاثا، وليستعذ بالله من الشيطان الرجيم.
أخرجه أبو داود من حديث سلمة بن الفضل عن محمد بن إسحاق، وأخرجه النسائي في اليوم والليلة من حديث إبراهيم بن سعد وغيره عن محمد بن إسحاق.
الحديث الرابع عشر
(14) وبه قال: وحدثني محمد بن مسلم الزهري، عن عروة بن الزبير، عن أسامة بن زيد بن حارثة حب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سعد بن عبادة يعوده / من شكوى أصابه على حمار عليه إكاف فوقه قطيفة فدكية مخيطة بحبل من ليف، وأردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفه، قال: فمر بعبد الله بن أبي وهو في ظل مزاحم أطمه، - قال ابن هشام: مزاحم اسم الأطم - قال ابن إسحاق: وحوله رجال من قومه، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم تذمم من أن يحاوزه حتى ينزل، فنزل فسلم ثم جلس قليلا، فتلا القرآن ودعى إلى الله عز وجل، وذكر بالله وحذر وبشر وأنذر، قال: وهو زام لا يتكلم، حتى إذا فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من مقالته قال: يا هذا إنه لا أحسن من حديثك إن كان حقا، فاجلس في بيتك، فمن جاءك له فحدثه إياه، ومن لم يأتك فلا تغته به، ولا تأته في مجلسه بما يكره منه، قال: فقال عبد الله بن رواحة في رجال كانوا عنده من المسلمين: فاغشنا به وائتنا به في مجالسنا ودورنا وبيوتنا، فهو والله مما نحب ومما أكرمنا الله به وهدانا له، فقال عبد الله بن أبي حين رأى خلاف قومه ما رأى:(1/273)
متى ما يكن(1) مولاك خصمك لا تزل تذل ويصرعك الذين تصارع
وهل ينهض البازي بغير جناحه وإن جذ يوما ريشه فهو واقع
أخرجه البخاري ومسلم من حديث معمر وغيره عن الزهري نحوه، وأخرجه / النسائي من حديث سعيد بن عبد العزيز عن الزهري مختصرا.
الحديث الخامس عشر
(15) وبه قال: وحدثني الزهري، عن عروة، عن أسامة قال: وقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل على سعد بن عبادة وفي وجهه ما قال عدو الله ابن أبي، فقال: والله يا رسول الله إني لأرى في وجهك شيئا، لكأنك سمعت شيئا تكرهه؟ فقال: أجل، ثم أخبره بما قال ابن أبي، فقال سعد: يا رسول الله ارفق به، فوالله لقد جاء الله بك وإنا لننظم له الخرز لنتوجه، فإنه يرى أن قد سلبته ملكا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في الأصل: يكون، والمثبت من السيرة وغيره، وبه يستقيم الوزن.(1/274)
الحديث السادس عشر
(16) وبه قال: وحدثني يزيد بن رومان، عن عروة بن الزبير، عن عائشة قالت: لما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقتلى أن يطرحوا بالقليب طرحوا فيه إلا ما كان من أمية بن خلف، فإنه انتفخ في درعه فملأها، فذهبوا ليخرجوه فتزايل فأقروه به وألقوا عليه ما غيبه من التراب والحجارة، فلما ألقاهم في القليب وقف عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا أهل القليب، هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا؟ فإني قد وجدت ما وعدني ربي حقا، قالت: قال له أصحابه: يا رسول الله، أتكلم قوما موتى؟ قال لهم: لقد / علموا(1).
***
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) إلى هنا انتهى ما في الأصل من كتاب المنتخب من السيرة، والورقة التي بعده فيها: نبذة من مشايخ التقي القلقشندي المقدسي. كما كتب في الأصل، وهو جزء في خمسة أوراق بوجهيها، ونصف الورقة السادسة، تتلوه نصف ورقة لكتاب آخر وهو: عرف العنبر في وصف المنبر، وهي آخر الجزء. والله أعلم. وتمام الحديث كما في السيرة: لقد علموا أن ما وعدهم ربهم حق. قالت عائشة: والناس يقولون: لقد سمعوا ما قلت لهم، وإنما قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد علموا.(1/275)
الثاني من كتاب شعار الأبرار في الأدعية والأذكار
من حديث الشيخ الإمام أبي الفرج عبد الرحمن ابن الشيخة
تخريج المحدث أبي الصفا خليل بن محمد الأقفهسي
رواية أم الفضل هاجر بنت محمد بن محمد بن أبي بكر بن عبد العزيز القدسي
عن ابن الشيخة سماعاً
رواية أبي المحاسن يوسف بن شاهين سبط ابن حجر العسقلاني سماعا عليها بقراءته
بسم الله الرحمن الرحيم
رب أعن ويسر يا كريم
الحديث الحادي والعشرون
(1) أخبرنا المشايخ أبو عبد الله محمد بن علي بن جابر الهاشمي، وأبو نعيم أحمد بن أبي القاسم بن (عباس ؟)، ومحمد بن حسن بن أبي الحسن، وأبو عبد الله محمد، وأبو العباس أحمد: أخبرنا أبي محمد بن عبد الله الخطابي، وأبو عبد الله محمد بن غالي بن نجم الدمياطي، وموسى بن أبي الحسن بن يوسف المعدل، وأبو الحسن علي بن عوض بن محمد، وصالح بن عبد العظيم الدلال، وأحمد بن منصور بن إبراهيم الشاهد، قراءة عليهم وأنا أسمع بالقاهرة قالوا: أخبرنا أبو الفرج عبد اللطيف بن عبد المنعم النميري قراءة عليه ونحن نسمع. (ح) وأخبرنا أبو الحسن بن إسماعيل: أخبرنا عبد العزيز بن محمد الحموي. (ح) وأخبرنا صالح بن محمد بن صالح العراقي قراءة عليه وأنا أسمع: أخبرنا أحمد بن عبد الدائم بن أحمد قالوا: أخبرنا أبو الفرج بن عبد الوهاب بن سعد البغدادي: أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد العمري. (ح) وأخبرنا أبو الفتح يونس بن أبي إسحاق قراءة عليه وأنا أسمع: أخبرنا أبو القاسم ابن أبي (الحزم ؟) الأطرابلسي في كتابه: أخبرنا جدي أبو طاهر أحمد بن أبي أحمد الشافعي قراءة عليه وأنا أسمع: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسين الربعي وآخرون ببغداد قالوا: أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن محمد بن مخلد: أخبرنا أبو علي النحوي: حدثنا الحسن بن عرفة(1): حدثنا قران بن تمام الأسدي، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، بعدما يصلي الغداة عشر مرات، كتب الله له عشر حسنات، ومحى عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات، وكن له بعدل رقبتين من ولد إسماعيل، فإن قالها حين يمسي كان له مثل ذلك /، وكن له حجابا من الشيطان حتى يصبح.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في الهامش: من جزء ابن عرفة.(1/276)
هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، وقران بضم القاف وتشديد الراء وثقه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين والدارقطني وابن حبان وغيرهم. وقال ابن سعد: منهم من يستضعفه، وأخرجه الإمام أحمد بن حنبل في مسنده من طريق عبد الله بن سعيد بن أبي هند، عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة بنحوه، إلا أنه قال: كتب له بها مئة حسنة، ومحى عنه بها مئة سيئة، وكانت له عدل رقبة، وحفظ بها يومه حتى يمسي.
الحديث الثاني والعشرون
(2) أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أبي محمد بن عبد الله الصيرفي قراءة عليه وأنا أسمع بالقاهرة: أخبرنا عبد اللطيف بن أبي محمد البغدادي قراءة عليهم وأنا أسمع، قال: كتب إليناء أحمد بن محمد بن محمد الأصبهاني منها، أن أبا علي المقرئ أخبرهم، أن أحمد بن عبد الله الشافعي أخبرهم: أخبرنا أبوعمرو بن حمدان: حدثنا الحسن بن سفيان: حدثنا محمد بن أبي بكر: حدثنا عمر بن علي، عن محمد بن عجلان، عن رجاء بن حيوة، عن وراد كاتب المغيرة، أن معاوية كتب إلى المغيرة: هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من الصلاة يتكلم بشيء بعد الصلاة المكتوبة؟ فكتب إليه المغيرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا فرغ من الصلاة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، اللهم لا مانع لا أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد.
هذا حديث صحيح متفق عليه أخرجه البخاري في الصلاة من صحيحه، عن محمد بن يوسف، عن سفيان، وعن علي بن مسلم عن هشيم، كلاهما عن عبد الملك بن عمير، عن وراد، وأخرجه مسلم في الصلاة من صحيحه، عن إسحاق بن إبراهيم، عن منصور، عن المسيب بن رافع، عن وراد، وأخرجه أبو داود في الصلاة من سننه عن مسدد، عن أبي معاوية، عن الأعمش عن المسيب بن رافع نحوه، وأخرجه النسائي في الصلاة من سننه عن محمد بن منصور، عن سفيان بن عيينة نحوه، فوقع لنا عاليا، ولله الحمد والمنة.(1/277)
الحديث الثالث والعشرون
(3) أخبرنا أبو العباس أحمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الخلاطي قراءة عليه وأنا أسمع قدم علينا: أخبرنا أبو العباس أحمد بن عبد الدائم الحنبلي قراءة عليه وأنا أسمع: أخبرنا عبد المنعم بن عبد الوهاب التاجر: أخبرنا أبو القاسم علي بن بيان: أخبرنا أبو الحسن محمد بن مخلد: أخبرنا أبو علي إسماعيل بن محمد الملحي: حدثنا أبو علي الحسن بن عرفة: حدثنا المبارك بن سعيد أخو سفيان الثوري، عن موسى الجهني، عن مصعب بن سعد، عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيمنع أحدكم أن يكبر في دبر كل صلاة عشرا، ويسبح عشرا، ويحمد عشرا، وذلك في خمس صلوات خمسون ومئة باللسان، وألف وخمسمئة في الميزان، وإذا أوى إلى فراشه كبر أربعا وثلاثين، وحمد ثلاثا وثلاثين، وسبح ثلاثا وثلاثين، فتلك مئة باللسان وألف في الميزان، قال: وأيكم يعمل في كل يوم وليلة ألفين وخمسمئة سيئة؟.
هذا حديث صحيح ثابت، أخرجه أبو الحسن مسلم بن الحجاج في صحيحه في الدعوات عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن مروان بن معاوية الفزاري، وعن محمد بن عبد الله بن نمير عن أبيه، كلاهما عن موسى الجهني. وأخرجه أبو عبد الرحمن النسائي في اليوم والليلة، عن زكريا بن يحيى، عن الحسن بن عرفة، فوقع لنا بدلا عاليا بأربع درجات، فكأني سمعته من طريقه من أبي جعفر أحمد بن عبد الرحمن البطروجي، ومات سنة اثنتين وأربعين وخمسمئة، ولله الحمد والمنة.(1/278)
الحديث الرابع والعشرون
(4) قرئ على موسى بن علي المعدل وأنا أسمع بالقاهرة قيل له: أخبرك / عبد اللطيف بن عبد المنعم الحراني قال: كتب إلينا أبو الحسن الأصبهاني منها أن أبا علي المقرئ أخبرهم: أخبرنا أحمد بن عبد الله الحافظ: حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن: حدثنا بشر بن موسى: حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ: حدثنا حيوة بن شريح: سمعت عقبة بن مسلم التجيبي يقول: حدثني أبو عبد الرحمن الحبلي، عن الصنابحي، عن معاذ بن جبل قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي يوما ثم قال: يا معاذ، والله إني لأحبك، فقال معاذ: بأبي أنت(1) وأمي يا رسول الله، وأنا والله أحبك، فقال: أوصيك يا معاذ لا تدعن في دبر كل صلاة أن تقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.
هذا حديث حسن، أخرجه أبو داود في الصلاة من سننه عن عبيد الله(2) بن عمر القواريري، عن أبي عبد الرحمن المقرئ، واسمه عبد الله بن يزيد. وأخرجه النسائي في اليوم والليلة، عن محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ عن أبيه، فوقع لنا بدلا لهما عاليا لأبي داود بدرجتين، والنسائي بثلاث درجات، ولله الحمد.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في الأصل: وأنت.
(2) في الأصل: عبدالله.(1/279)
الحديث الخامس والعشرون
(5) أخبرنا أبو حفص عمر بن عبد الرحمن بن أبي القاسم قراءة عليه وأنا أسمع بالقاهرة: قرئ على أبي الفرج بن أبي محمد الحريري وأنا أسمع: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن أبي سعد الهمذاني(1): أخبرنا والدي أبو علي الحسن: أخبرنا الحسن بن علي بن محمد الجوهري قراءة عليه: أخبرنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري: حدثنا أحمد - هو ابن عبد الله بن شابور -: حدثنا سفيان - يعني ابن وكيع بن الجراح -: حدثنا أسباط بن محمد القرشي، عن ابن قيس، عن الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: معقبات لا يخيب قائلهن يسبح الله في دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين، ويحمده ثلاثا وثلاثين، ويكبره أربعا وثلاثين. هذا حديث صحيح أخرجه مسلم في صحيحه عن أبي عبد الله محمد بن حاتم المؤدب، عن أسباط بن محمد، فوقع لنا له بدلا عاليا، وسفيان بن وكيع ليس بالقوي، والله أعلم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في الهامش: بن أبي سعد البغدادي.(1/280)
الحديث السادس والعشرون
(6) أخبرنا(1) أبو الحسن بن إسماعيل بن أبي إسحاق المصري قراءة عليه وأنا أسمع بها: قرئ على عبد اللطيف بن عبد المنعم الحريري وأنا أسمع بالقاهرة: أخبرنا مسعود ابن أبي منصور في كتابه: أخبرنا الحسن بن أحمد الحداد: أخبرنا أحمد بن عبد الله السفياني: حدثنا أبو بكر الطلحي: حدثنا عبيد بن غنام: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة: حدثنا محمد بن بشر: حدثنا مسعر: حدثني محمد بن عبد الرحمن، عن أبي رشدين، عن ابن عباس، عن جويرية قالت: مر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم حين صلى بالغداة - أو بعد ما صلى الغداة - وهي تذكر الله، فرجع حين ارتفع النهار - أو قال: انتصف النهار - وهي كذلك، فقال: لقد قلت منذ قمت عليك أربع كلمات ثلاث مرات، هن أكبر - أو أرجح، أو أوزن - مما قلت، سبحان الله عدد خلقه، سبحان الله رضى نفسه، سبحان الله زنة عرشه، سبحان الله مداد كلماته.
هذا حديث صحيح أخرجه مسلم في صحيحه، عن أبي بكر بن أبي شيبة على الموافقة كما أخرجناه، فوقع لنا عاليا بدرجة، ولله الحمد.
الحديث السابع والعشرون
(7) أخبرنا(2) أبو الفتح بن أبي إسحاق الكناني قراءة عليه وأنا أسمع بالقاهرة سنة 728 قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي الحسن بن ظاهر الثغري في كتابه: أن أبا طاهر أحمد بن محمد بن أحمد الشافعي أخبرهم: أخبرنا أبو الخطاب نصر بن أحمد بن البطر القارئ بقراءتي عليه ببغداد: أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد البزاز: قرئ على أبي علي إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الصفار: حدثنا عبد الرحمن بن منصور الحارثي: حدثنا يحيى بن سعيد: حدثنا ثور، عن خالد، عن أمامة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رفعت المائدة قال: الحمد لله كثيرا طيبا مباركا فيه، غير مكفي ولا مودع ولا مستغنى عنه ربنا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في الهامش: المستخرج لأبي نعيم.
(2) في الهامش: من جزء ابن رزقويه.(1/281)
هذا حديث صحيح، أخرجه البخاري في الأطعمة من صحيحه عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد وعن أبي نعيم، كلاهما عن سفيان. وأخرجه أبو داود في سننه عن مسدد، عن يحيى بن سعيد القطان. وأخرجه الترمذي / في الدعوات من جامعه عن بندار عن يحيى، وقال: حسن صحيح. وأخرجه النسائي في أبوابه عن عمرو بن منصور عن إبراهيم. وأخرجه ابن ماجة في الأطعمة عن دحيم عن الوليد بن مسلم، ثلاثتهم عن ثور بن يزيد، فوقع لنا بدلا لأبي(1) داود والترمذي عاليا بدرجتين، ولله الحمد والمنة.
الحديث الثامن والعشرون
(8) أخبرنا(2) أبو العباس أحمد بن عبد الرحمن الدمشقي قراءة عليه وأنا أسمع قدم علينا القاهرة: أخبرنا أبو العباس بن عبد الدائم المقدسي: أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن معالي بن نصر الأطرابلسي: أخبرنا الفقيه أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور الغساني: أخبرنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن علي بن أبي الرضى محمد الأنطاكي: أخبرنا أبو القاسم عامر بن محمد بن عبيد الله الرازي: أخبرنا أبو الطيب محمد بن حميد بن سليمان الحوراني: حدثنا يزيد بن عبد الصمد: حدثنا مطرف بن عبد الله بن مطرف: حدثنا عبد الله بن عمر العمري، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا رأى أحدكم أحدا في بلاء فليقل: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به، وفضلني عليك وعلى كثير من عباده تفضيلا، فإنه إذا قال ذلك كان شكر تلك النعمة.
هذا حديث حسن أخرجه الترمذي في جامعه عن أبي جعفر محمد بن الحسين السمناني وغير واحد منهم، عن مطرف بن عبد الله. وقال: حسن غريب من هذا الوجه، فوقع لنا بدلا عاليا بدرجة، ولله الحمد والمنة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في الأصل: أبي.
(2) في الهامش: مشيخة ابن عبد الدائم.(1/282)
الحديث التاسع والعشرون
(9) أخبرنا(1) أبو العباس بن أبي محمد بن إسحاق المعدل قراءة عليه وأنا أسمع بالقاهرة: أخبرنا أبو الحسن بن أبي العباس السعدي قراءة عليه وأنا أسمع بدمشق: أخبرنا محمد بن أحمد بن نصر في كتابه: أخبرنا أبو علي بن أحمد الأصبهاني: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق الحافظ: أخبرنا عبد الله بن جعفر: حدثنا يونس بن حبيب: حدثنا أبو داود: حدثنا هشام، عن قتادة، عن أبي العالية، عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم / يقول عند الكرب: لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم.
هذا حديث صحيح متفق عليه، أخرجه البخاري في الدعوات من صحيحه عن مسلم بن إبراهيم عن هشام. وأخرجه مسلم في الدعوات من صحيحه عن أبي موسى وبندار وعبد الله بن سعيد ثلاثتهم عن معاذ بن هشام عن أبيه. وأخرجه الترمذي في الدعوات من جامعه عن بندار. وأخرجه النسائي في الدعاء عن علي بن محمد عن وكيع عن هشام، فوقع لنا بدلا للبخاري عاليا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في الهامش: مسند الطيالسي.(1/283)
الحديث الثلاثون
(10) أخبرنا أحمد بن منصور بن إبراهيم الحلبي قراءة عليه وأنا أسمع: أخبرنا علي بن أحمد المقدسي قراءة عليه وأنا أسمع قال: كتب إلينا القاضي أبو المكارم أحمد بن محمد بن محمد اللبان، أن الحسن بن أحمد أخبرهم، أن أبا نعيم الحافظ أخبرهم: أخبرنا عبد الله بن جعفر: حدثنا يونس: حدثنا أبو داود: حدثنا حماد بن سلمة، عن أبي الزبير، عن علي بن عبد الله البارقي، عن ابن عمر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفرا وركب راحلته كبر ثلاثا ثم قال: سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين، وإنا إلى ربنا لمنقلبون، اللهم إني أسألك في سفري هذا البر والتقوى ومن العمل ما تحب وترضى، اللهم اطو لنا بعد الأرض، وهون علينا السفر، اللهم اصحبنا في سفرنا، واخلفنا في أهالينا، وإذا رجع قال: آيبون تائبون لربنا حامدون.
هذا حديث صحيح أخرجه مسلم في الحج من صحيحه عن هارون بن عبد الله عن حجاج بن محمد، وأخرجه أبو داود في الجهاد من سننه عن الحسن بن علي عن عبد الرزاق، كلاهما عن ابن جريج. وأخرجه الترمذي في الدعوات من جامعه عن سويد بن نصر عن ابن المبارك عن حماد بن سلمة. وأخرجه النسائي في التفسير من سننه عن أبي الربيع سليمان بن داود المهري عن عبد الله بن وهب عن ابن جريج، كلاهما عن أبي الزبير. وقال الترمذي: حسن، فوقع لنا عاليا، ولله الحمد.(1/284)
(11) / وأخبرنا(1) أبو الحسن علي بن رزق الله المقدسي وأحمد بن عبد الرحمن الدمشقي قالا: أخبرنا أحمد بن عبد الدائم: أخبرنا عبد الله بن أحمد الطوسي في كتابه: أخبرنا نصر بن أحمد بن البطر القارئ قراءة عليه وأنا حاضر أسمع: أخبرنا عبد الله بن عبيد الله بن يحيى: حدثنا القاضي الحسين بن إسماعيل: حدثنا أحمد بن المقدام العجلي: حدثنا حماد بن زيد، عن عاصم بن سليمان، عن عبد الله بن سرجس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سافر يقول: اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر، وكآبة المنقلب، ومن الحور بعد الكور(2)، ودعوة المظلوم، وسوء المنظر في الأهل والمال. هذا حديث صحيح انفرد بإخراجه مسلم، ورواه في المناسك من صحيحه عن زهير بن حرب عن إسماعيل بن علية عن عاصم بن سليمان، فوقع لنا عاليا بدرجتين، ولله الحمد والمنة.
(12) وأخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن محمد الخيمي قراءة عليه وأنا أسمع بالقاهرة: أخبرنا أبو الحسين يحيى بن علي بن عبد الله القرشي الحافظ: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن علي الخزرجي: أخبرنا مرشد بن يحيى بن القاسم المقرئ: أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمد الحراني: حدثنا الحافظ أبو القاسم حمزة بن محمد بن علي الكناني: أخبرنا محمد بن إسماعيل البغدادي: حدثنا ابن أبي صفوان: حدثنا ابن أبي عدي. (ح) وحدثنا شعبة، عن عبد الله بن بشر الخثعمي، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سافر وركب راحلته قال: بإصبعه هكذا، وقال: اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل والمال، اللهم اصحبنا بنصح، واقلبنا بذمة، اللهم ازو لنا الأرض وهون علينا السفر، أعوذ بك من وعثاء السفر، وكآبة المنقلب.
قال حمزة بن محمد: ولا أعلم أحدا، روى هذا الحديث عن شعبة غير ابن أبي عدي، والله أعلم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في الهامش: من مشيخة ابن عبد الدائم.
(2) في الأصل الكون.(1/285)
هذا حديث حسن، وقد رواه عن شعبة غير ابن أبي عدي، رواه الترمذي في جامعه عن سويد بن نصر عن عبد الله بن المبارك عن شعبة. ورواه القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي في كتاب الدعاء له من رواية عبدان عن أبيه، عن شعبة. وأخرجه / الترمذي أيضا في جامعه والنسائي في الاستعاذة من سننه، كلاهما عن محمد بن عمر المقدمي، عن ابن أبي عدي، فوقع لنا بدلا عاليا بدرجة، ولله الحمد والمنة.
(13) وأخبرنا(1) أحمد بن عبد الرحمن الفراء فيما قرئ عليه وأنا أسمع بالقاهرة: أخبرنا أحمد بن عبد الدائم: أخبرنا أبو الفضل عبد الله بن أحمد بن محمد بن عبد القاهر الطوسي إجازة، قال: قرئ على أبي الخطاب نصر بن أحمد بن البطر القارئ وأنا أسمع ببغداد: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عبيد الله بن يحيى بن البيع: حدثنا القاضي الحسين بن إسماعيل المحاملي: حدثنا أحمد بن منصور: حدثنا عبد الرزاق: سمعت عبيد الله بن عمر يحدث عن نافع، عن ابن عمر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج في سفره، فمر بنشز أو فدفد كبر ثلاثا، ثم قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، وإذا رجع قالهن، وزاد: آيبون تائبون لربنا حامدون، صدق الله وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده.
هذا حديث صحيح أخرجه مسلم في صحيحه، والنسائي في سننه، كلاهما عن عبد الله بن سعيد، عن يحيى بن سعيد، عن عبيد الله بن عمر نحو ما أخرجناه، فوقع لنا عاليا بدرجتين، ولله سبحانه المنة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في الهامش: من مشيخة ابن عبد الدائم.(1/286)
الحديث الحادي والثلاثون
(14) أخبرنا(1) أبو الحسن علي بن الحسين بن علي الصوفي: أخبرنا علي بن أحمد بن البخاري: أخبرنا منصور بن عبد المنعم: أخبرنا محمد بن إسماعيل الفارسي: أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسين الحافظ: أخبرنا أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن عمر بن قتادة: أخبرنا علي بن الفضل بن محمد بن عقيل الخزاعي: أخبرنا جعفر بن محمد بن المستفاض الفريابي: حدثنا صفوان بن صالح أبو عبد الملك الدمشقي في سنة 232: حدثنا الوليد بن مسلم: حدثنا شعيب بن أبي حمزة، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن لله تسعة وتسعين اسما، مئة غير واحد، من أحصاها دخل الجنة، وهو وتر يحب الوتر، هو الله الذي لا إله إلا هو، الرحمن، الرحيم، الملك، القدوس، السلام، المؤمن، المهيمن، العزيز، الجبار، المتكبر، الخالق، البارئ، المصور، الغفار، القهار، الوهاب، الرزاق، الفتاح، العليم، القابض، الباسط، الحافظ، الرافع، المعز، المذل، السميع، البصير، الحكم، العدل، اللطيف، الخبير، / الحليم، العظيم، الغفور، الشكور، العلي، الكبير، الحفيظ، المغيث، الحسيب، الجليل، الكريم، الرقيب، المجيب، الواسع، الحليم، الودود، المجيد، الباعث، الشهيد، الحق، الوكيل، القوي، المتين، الولي، الحميد، المحصي، المبدئ، المعيد، المحي، المميت، الحي، القيوم، الواجد، الماجد، الواحد، الأحد، الفرد، الصمد، القادر، المقتدر، المقدم، المؤخر، الأول، الآخر، الظاهر، الباطن، الوالي، المتعالي، البر، التواب، المنتقم، العفو، الرؤوف، مالك الملك، ذو الجلال والإكرام، المقسط، الجامع، الغني، المغني(2)، المانع، الضار، النافع، النور، الهادي، البديع، الباقي، الوارث، الرشيد الصبور.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في الهامش: من السنن الكبير.
(2) في الهامش: لعله المعطي. قلت: ولا وجه له، فالحديث عند كل من أخرج الحديث: الغني المغني.(1/287)
هذا حديث حسن، أخرجه الترمذي في الدعوات من جامعه، عن إبراهيم بن يعقوب الجرجاني عن صفوان بن صالح، فوقع لنا بدلا له عاليا بدرجة، وقال: غريب تفرد به صفوان بن صالح.
الحديث الثاني والثلاثون
(15) أخبرنا موسى بن أبي الحسن بن يوسف المصري فيما قرئ عليه وأنا أسمع بها قال: قرئ على عبد اللطيف بن الصيقل نزيل القاهرة وأنا أسمع بها: أخبرنا أبو المكارم القاضي في كتابه: أخبرنا الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن أحمد سبط محمد بن يوسف البنا: حدثنا محمد بن حميد: حدثنا جعفر الفريابي: حدثنا داود بن مخراق: حدثنا الفضل بن موسى: حدثنا الأعمش، عن أنس بن مالك، قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، فمر على شجرة يابسة فضربها بعصى كانت في يده، فتناثر الورق، فقال: إن سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، يساقطن الذنوب كما تساقط هذه الشجرة ورقها.
هذا حديث حسن، أخرجه الترمذي في الدعوات من جامعه عن محمد بن حميد الرازي عن الفضل بن موسى، فوقع لنا بدلا عاليا.
الحديث الثالث والثلاثون
(16) أخبرنا أبو حفص الجزري قراءة عليه وأنا أسمع: أخبرنا أبو الفرج البغدادي قراءة عليه وأنا أسمع: أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد البغدادي: أخبرنا أبو القاسم إسماعيل / بن أحمد السمرقندي: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن النقور. (ح) وأخبرنا أبو الفتح بن إبراهيم المصري، عن أبي الحسن علي بن عبد الله النجاد: أخبرنا أبو الكرم المبارك بن أحمد المقرئ: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن النقور إجازة: أخبرنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن هارون الضبي إملاء. (ح) وحدثنا أبو بكر محمد بن علي التميمي الخصيب: حدثنا سفيان بن عيينة، عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم إني أعوذ بك من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وشماتة الأعداء، وسوء القضاء.(1/288)
هذا حديث صحيح متفق عليه، أخرجه البخاري في صحيحيه عن علي بن المديني ومسدد. وأخرجه مسلم في صحيحه عن زهير بن حرب عن عمرو بن محمد الناقد، كلهم عن سفيان، فوقع لنا بدلا لهما عاليا، ولله الحمد والمنة.
الحديث الرابع والثلاثون
(17) أخبرنا أبو الحسن بن أبي طاهر بن إبراهيم قراءة عليه وأنا أسمع: أخبرنا عبد اللطيف بن أبي محمد النميري قال: كتب إلينا أبو الحسن الأصبهاني، أن أبا علي المقرئ أخبرهم، أن أحمد بن عبد الله الشافعي أخبرهم: حدثنا أبو عمرو بن حمدان: حدثنا الحسن: حدثنا قتيبة: حدثنا مالك بن أنس، عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، في يوم مئة مرة، كان له عدل عشر رقاب، وكتب له مئة حسنة، ومحي عنه مئة سيئة، وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذاك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك، و من قال: سبحان الله وبحمده مئة مرة، حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر.
هذا حديث صحيح، أخرجه مسلم في صحيحه عن يحيى بن يحيى عن مالك، فوقع لنا بدلا له عاليا بدرجة، ولله الحمد والمنة على ذلك.(1/289)
الحديث الخامس والثلاثون
(18) قرئ على عمر بن عبد الرحمن بن أبي القاسم وأنا أسمع بالقاهرة قيل له: أخبرك أبو الفرج بن أبي محمد البغدادي: أخبرنا يوسف بن أبي بكر بن كامل: حدثنا أبو سعد أحمد بن محمد بن أبي سعد الأصبهاني: حدثنا أبو عمرو عبد الوهاب بن أبي عبد الله الحافظ: حدثنا أبو / عبد الله محمد بن إسحاق بن يحيى بن منده: حدثنا محمد بن الحسين القطان: حدثنا أبو زرعة الرازي: حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن، عن موسى بن عقبة، عن عبد الله بن دينار، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك، وتحويل عافيتك، وفجأة نعمتك، وجميع سخطك.
هذا حديث صحيح، أخرجه مسلم في صحيحه عن أبي زرعة الرازي على الموافقة، فوقع لنا عاليا، ولله الحمد والمنة.
الحديث السادس والثلاثون
(19) أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أبي محمد الدمياطي قراءة عليه وأنا أسمع قال: قرئ على عبد اللطيف بن عبد المنعم الحنبلي وأنا أسمع: أخبرنا عبدالمنعم بن عبدالوهاب: أخبرنا أحمد بن أبي بكر الحلواني: أخبرنا محمد بن علي الجرمي: أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ: حدثنا عبد الله بن محمد البغوي: حدثنا أبو إبراهيم الترجماني: حدثنا خديج بن معاوية، عن أبي إسحاق، عن كميل بن زياد النخعي، عن أبي هريرة قال: كنت ردف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لي: يا أبا هريرة، أو يا أبا هر، ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة؟ فقلت: بلى يا رسول الله، قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، ولا ملجأ من الله إلا إليه.
هذا حديث حسن، أخرجه النسائي في اليوم والليلة عن القاسم بن زكريا وأحمد بن صالح، كلاهما عن عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، فوقع لنا عاليا، بثلاث درجات، والحمد لله.(1/290)
الحديث السابع والثلاثون
(20) أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أبي محمد بن عبد الله الصيرفي وأبو عمران موسى بن علي بن أبي المحاسن قراءة عليهما وأنا أسمع قالا: أخبرنا أبو الفرج بن عبد المنعم الجزري قال: كتب إلينا أحمد بن محمد بن محمد الأصبهاني منها، أن الحسن بن أحمد الأصبهاني أخبرهم، قالا: أخبرنا أحمد بن عبد الله الأصبهاني: حدثنا أحمد بن جعفر بن مالك: حدثنا عبد الله بن أحمد: حدثني أبي: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن أبي سنان، عن عبد الله بن أبي الهذيل، عن عبد الله بن عمرو قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من علم لا ينفع، ودعاء لا يسمع، وقلب لا يخشع، ونفس لا تشبع.
هذا حديث حسن، أخرجه النسائي في الاستعاذة من سننه عن يزيد / بن سنان البصري عن عبد الرحمن عن سفيان، فوقع لنا بدلا له عاليا بدرجة، ولله الحمد والمنة.
الحديث الثامن والثلاثون
(21) أخبرنا يوسف بن عمر بن حسين الختني قراءة عليه وأنا أسمع: أخبرنا أبو محمد عبد العظيم بن عبد القوي بن عبد الله الحافظ: أخبرنا الحافظ أبو محمد القاسم بن الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن في كتابه إلي من دمشق: أخبرنا الفقيه أبو الفتح نصر الله بن محمد بن عبد القوي بقراءة عمي عليهما قال: فيما قرئ على القاضي أبي منصور محمد بن أحمد بن علي بن شكرويه وأنا أسمع فأقر به قيل له: حدثكم إبراهيم بن عبد الله بن محمد: حدثنا أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي: حدثنا المعتمر، عن أبيه، عن أنس قال: كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم إني أعوذ بك من العجز، والكسل، والجبن، والبخل، والهرم، وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات.
هذا حديث صحيح متفق عليه، أخرجه البخاري في صحيحه، وأبو داود في سننه، كلاهما عن مسدد. وأخرجه مسلم في صحيحه، والنسائي في سننه، كلاهما عن محمد بن عبد الأعلى، كلاهما عن المعتمر، فوقع لنا بدلا لهم عاليا.(1/291)
الحديث التاسع والثلاثون
(22) أخبرنا أبو المحاسن بن أبي حفص بن أبي عبد الله الصوفي رحمه الله قراءة عليه وأنا أسمع: أخبرنا أبو محمد المنذري: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن عثمان قراءة عليه وأنا أسمع: أخبرنا أبو الفضل إسماعيل بن علي الدمشقي: أخبرنا القاضي أبو البيان محمد بن عبد الرزاق بن عبد الله بدمشق: أخبرنا والدي القاضي أبو غانم عبد الرزاق: حدثنا أبو الفرج عمر بن عبد الله بن جعفر الرقي: حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد الحلبي: حدثنا محمد بن الحسن بن صالح: حدثنا محمد بن معاذ: حدثنا محمد بن كثير: أخبرنا سفيان، عن عمرو بن مرة، عن عبيد الله بن الحارث، عن طليق بن قيس، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو: اللهم أعني ولا تُعن علي، وانصرني على من بغى علي، رب اجعلني لك شاكرا، لك ذاكرا، لك راهبا/، لك مطواعا، إليك مخبتا أواها منيبا، رب تقبل توبتي، واغسل حوبتي.
قال أبو محمد المنذري: وقع في أصل السماع عبيد الله مصغرا، والصحيح عبد الله مكبرا، وهو الزبيدي الكوفي، ثبت أخرج له مسلم.
هذا حديث صحيح أخرجه أبو داود في سننه عن محمد بن كثير، فوافقناه في شيخه بعلو، وأخرجه الترمذي والنسائي من طريق الثوري، وقال الترمذي: حسن صحيح، ولله الحمد.(1/292)
الحديث الأربعون
(23) أخبرنا أبو الحسن علي بن أبي الطاهر بن إبراهيم المخزومي قراءة عليه وأنا أسمع بالقاهرة: أخبرنا أبو الفرج عبد اللطيف بن عبد المنعم البغدادي نزيل القاهرة: أخبرنا مسعود بن أبي منصور الجمال في كتابه: أخبرنا الحسن بن أحمد بن الحسن المصري: أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق الحافظ: حدثنا عبد الله بن محمد بن محمد بن إبراهيم، قالا: حدثنا أبو يعلى: حدثنا أبو خيثمة وأبو بكر وابن نمير، قالوا: حدثنا ابن فضيل: حدثنا عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن، سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم.
هذا حديث صحيح متفق عليه، أخرجه البخاري في مواضع من صحيحه، منها في الدعوات عن أبي خيثمة زهير بن حرب. أخرجه مسلم في صحيحه في الدعوات عن زهير بن حرب وابن نمير. وأخرجه الترمذي في الدعوات من جامعه عن يوسف بن عيسى، وأخرجه النسائي في اليوم والليلة عن علي بن المنذر ومحمد بن آدم وأحمد بن حرب، وأخرجه ابن ماجه في أبواب التسبيح من سننه عن أبي بكر بن أبي شيبة، كلهم عن محمد بن فضيل، وقال الترمذي: حسن صحيح غريب، فوقع لنا موافقة عالية للبخاري ومسلم وابن ماجه، وبدلا للترمذي والنسائي عاليا، ولله الحمد والمنة.(1/293)
(24) أخبرنا علي بن إسماعيل بن قريش قراءة عليه وأنا أسمع بالقاهرة: أخبرنا عبد العزيز بن محمد الأنصاري (ح) وأخبرنا أبو الفتح محمد بن محمد بن محمد الحافظ قراءة عليه وأنا أسمع: / أخبرنا عبد العزيز بن عبد المنعم بن علي الجزري قراءة عليه وأنا أسمع قالا: أخبرنا أبو الفرج بن عبد الوهاب الآجري، قال الأنصاري: سماعا، وقال الجزري: إجازة: أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد بن بيان: أخبرنا أبو الحسن بن مخلد: أخبرنا أبو علي النحوي: حدثنا أبوعلي الحسن بن عرفة: حدثنا هشيم بن بشير، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة قال: لما نزلت: إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما [الأحزاب: 56]، قال: قلنا: يا رسول الله، قد علمنا السلام عليك، فكيف الصلاة عليك؟ قال: قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد. قال ابن عرفة: قال هشيم: قال يزيد بن أبي زياد: وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد. وكان عبد الرحمن بن أبي ليلى يقول: وعلينا معهم.
(25) أخبرنا أحمد بن أبي محمد بن إسحاق الحلبي قراءة عليه وأنا أسمع: أخبرنا أبو الحسن ابن أحمد بن عبد الواحد قراءة عليه وأنا أسمع بدمشق: أخبرنا أحمد بن محمد بن محمد الأصبهاني في كتابه إلي منها: حدثنا أبو علي الأصبهاني: أخبرنا أحمد بن عبد الله الشافعي: حدثنا عبد الله بن جعفر: حدثنا يونس: حدثنا أبو داود: حدثنا شعبة: أخبرني الحكم: سمعت ابن أبي ليلى قال: لقيني كعب بن عجرة فقال: ألا أهدي إليك هدية! خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا: قد عرفنا كيف نسلم عليك، فكيف نصلي عليك؟ قال: قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد.(1/294)
(26) أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي بن عبد العزيز بن عبد الرحمن الخطيب قراءة عليه وأنا أسمع: أخبرنا أبو محمد عبد العزيز: أخبرنا أبو القاسم أحمد بن عبد الرحمن العلوي في كتابه: أخبرنا عبد الجبار بن محمد بن أحمد البيهقي: أخبرنا أبو المعالي عبد الملك بن عبد الله بن يوسف الفقيه: حدثنا محمد بن إسحاق الثقفي: حدثنا أبو الأشعث: حدثنا يزيد بن زريع: حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من صلى علي مرة واحدة / كتب الله له بها عشر حسنات.
(27) أخبرنا موسى بن علي بن يوسف المعدل: أخبرنا أبو الفرج البغدادي: أنبأنا أحمد بن محمد القاضي: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن أحمد: حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن: حدثنا إبراهيم بن هاشم البغوي: حدثنا عبد الرحمن بن سلام: حدثنا إبراهيم بن طهمان، عن أبي أسماء، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من ذكرت عنده فليصل علي، فإنه من صلى علي مرة صلى الله عليه عشرا.
(28) وأخبرنا أبو محمد عبد الحق [بن](1) محمد بن عبد الكافي السعدي في كتابه: أخبرنا أحمد بن علي بن يوسف الدمشقي: أخبرنا أبو القاسم بن علي الأنصاري: أخبرنا أبو صادق مرشد بن يحيى المديني: أخبرنا إبراهيم بن سعيد الحافظ: أخبرنا عبد الرحمن بن عمر بن النحاس: أخبرنا إسماعيل بن يعقوب البغدادي: أخبرنا إسماعيل بن إسحاق القاضي: حدثنا حجاج بن المنهال: حدثنا حماد بن سلمة، عن معبد(2) بن هلال العنزي: حدثني رجل من أهل دمشق، عن عوف بن مالك، عن أبي ذر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: إن أبخل الناس من ذكرت عنده فلم يصل علي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ساقطة من الأصل.
(2) في الهامش: لعله سعيد. قلت وما في الأصل هو الصواب، والله أعلم.(1/295)
(29) أخبرنا موسى بن أبي زرعة المصري: أخبرنا أبو الفرج الحنبلي: أخبرنا أبو المكارم القاضي: أخبرنا أبو علي المصري: أخبرنا أبو نعيم الحافظ: حدثنا حبيب بن الحسن: حدثنا عمر بن حفص السدوسي: حدثنا عاصم بن علي: حدثنا المسعودي، عن عوف بن عبد الله، عن أبي فاختة، عن الأسود، عن عبد الله قال: إذا صليتم على النبي صلى الله عليه وسلم، فأحسنوا الصلاة عليه، فإنكم لا تدرون لعل ذلك يعرض عليه، قالوا: فعلمنا، قال: قولوا: اللهم اجعل صلواتك ورحمتك وبركاتك على سيد المرسلين، وإمام المتقين، وخاتم النبيين، محمد عبدك ورسولك، اللهم ابعثه مقاما محمودا يغبطه الأولون والآخرون، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.
(30) أخبرتنا أم الخير عائشة بنت علي بن عمر الصنهاجي قرءاة عليها وأنا أسمع بالقاهرة قالت: أخبرنا أحمد بن علي بن يوسف: أخبرنا هبة الله بن علي الأنصاري: أخبرنا علي بن الحسين / الموصلي: أخبرنا عبد العزيز بن الحسن بن إسماعيل: أخبرنا أبي: حدثنا أحمد بن مروان القاضي: حدثنا(1) إبراهيم بن دازيل الهمداني: حدثنا الحميدي: حدثنا سفيان بن عيينة يوما بحديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: أفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي يوم عرفة: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له. فقيل لسفيان بن عيينة: يشتغل الإنسان بهذا عن المسألة؟ فقال: نعم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) كتب فوقها: من، وفي آخر الأثر: إلى. وهذه من علامات الحذف التي يحسن استخدامها فيما صح في رواية وسقط من أخرى. وهذا الأثر والذي بعده في المجالسة (48) (49).(1/296)
(31) حدثنا منصور، عن مالك بن الحارث قال: قال الله تعالى: من أشغله الثناء علي عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين، ثم التفت إلينا سفيان بن عيينة، فقال: أما أسمعتم(1) قول أمية بن الصلت حين أتى ابن جدعان يطلب نائلة، فقال:
أأذكر حاجتي أم قد كفاني حياؤك إن شيمتك الحياء
إذا أثنى عليك المرء يوما كفاه من تعرضك الثناء
كريم لا يغيره صباح عن الخلق الجميل ولا مساء
يباري الريح مكرمة وجودا إذا ما الضب أجحره الشتاء
فأرضك كل مكرمة بناها بنو تيم وأنت لهم سماء
فأعطاه ووصله، فهذا مخلوق اكتفى بالثناء عليه عن المسألة، فكيف بالخالق، الذي ليس كمثله شيء.
(32) أخبرنا أبو الفتح محمد بن محمد بن إبراهيم الخطيب وغير واحد إجازة قالوا: أخبرنا أبو الفرج بن أبي محمد النميري قراءة عليه ونحن نسمع قال: أخبرنا أبو شجاع محمد بن أبي محمد بن المقرون قراءة عليه وأنا أسمع ببغداد: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن هبة الله الكاتب: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله الصريفيني الخطيب: أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن إسحاق: أخبرنا أبوالقاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي: حدثنا عبيد الله(2) بن عمر القواريري: سمعت يحيى بن سعيد يقول: قال لي شعبة: كل من كتبت عنه حديثا فأنا له عبد.
(33) / أنشدنا أبو العباس أحمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الفراء قراءة عليه وأنا أسمع: أنشدنا أحمد بن عبد الدائم: أنشدنا ضياء بن أبي القاسم البغدادي: أنشدنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري: أنشدنا الحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي: أنشدنا أبو عبد الله محمد بن علي بن عبد الله الصوري الحافظ لنفسه:
قل لمن عاند الحديث وأضحى عائبا أهله ومن يدعيه
أبعلم تقول هذا ابن لي أم بجهل فالجهل خلق السفيه
أيعاب الذين هم حفظوا الدين من الترهات والتمويه
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) هكذا في الأصل.
(2) في الأصل: عبدالله.(1/297)
وإلى قولهم وما قد رووه راجع كل عالم وفقيه
(34) وأنشدنا أبو حفص عمر بن عبد الرحمن بن أبي القاسم الجزري قراءة عليه وأنا أسمع: أنشدنا أبو الفرج عبد اللطيف بن أبي محمد البغدادي: أنشدني أبو نصر عبد الرحيم بن أبي جعفر النفيس بن هبة الله بن وهبان الحديثي لنفسه وكتبت عنه:
تبلي يدي بعدما خطت أناملها كأنه لم يكن طوعا لها القلم
يا نفس ويحك نوحي حسرة وأسى على زمانك إذ وجداننا عدم
واستدركي فارط الزلات واغتنمي شرخ الشبيبة والأوقات تغتنم
وقدمي صالحا تزكوا عواقبه يوم الحساب إذا ما أبلس الأمم
آخر كتاب
شعار الأبرار في الأدعية والأذكار.(1/298)