حَدِيثُ كُبَيْشَةَ (1)
27448 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، [عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ] (2) الْأَنْصَارِيِّ عَنْ جَدَّةٍ، لَهُ قَالَتْ (3) : " إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهَا وَعِنْدَهَا قِرْبَةٌ فَشَرِبَ مِنْ فِيهَا وَهُوَ قَائِمٌ " (4)
__________
(1) قال السندي: كبشة: هي بنت ثابت بن المنذر، أخت حسان لأبيه، كذا قيل، والله أعلم. ويقال بالتصغير كُبَيْشَة، وكان يقال لها البَرْصاء.
(2) ما بين حاصرتين أثبتناه من "أطراف المسند" 9/357.
(3) قوله: قالت، ليس في (ظ6) .
(4) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير صحابية الحديث، فقد روى لها الترمذي وابنُ ماجه. عبد الرحمن: هو ابنُ أبي عمرة الأنصاري.
وأخرجه المزِّي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة كبشة بنت ثابت) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي (354) ، والترمذي في "سننه" (1892) ، وفي "الشمائل" (212) ، وابن ماجه (3423) ، وابن حبان (5318) ، والطبراني في "الكبير" 25/ (8) ، وفي "مسند الشاميين" (639) ، والبعْوي في "شرح السنة" (3042) من طريق سفيان بن عيينة، به. زادوا في آخره: فقامت إليه، فقطعته فأمسكته.
وزاد ابن ماجه على هذه الزيادة: تبتغي بركة موضع فِيِّ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ورواية
الطبراني بنحوه. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب.
وأخرجه ابن شاهين في "ناسخ الحديث ومنسوخه" (574) من طريق عبد العزيز بن الحصين، عن يزيد بن يزيد بن جابر، به. وسمى جدَّته البرصاء.
وانظر في مسند أنس بن مالك الرواية (12185) و (12188) .(45/438)
وَقُرِئَ عَلَيْهِ هَذَا الْحَدِيثُ يَعْنِي سُفْيَانَ، سَمِعْتُ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ عَنْ جَدَّتِي وَهِيَ كُبَيْشَةُ
__________(45/439)
حَدِيثُ حَوَّاءَ جَدَّةِ عَمْرِو بْنِ مُعَاذٍ (1)
27449 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُعَاذٍ الْأَشْهَلِيِّ، عَنْ جَدَّتِهِ، أَنَّهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا نِسَاءَ الْمُؤْمِنَاتِ لَا تَحْقِرَنَّ إِحْدَاكُنَّ لِجَارَتِهَا، وَلَوْ كُرَاعُ شَاةٍ مُحْرَقٌ " (2)
27450 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنِ ابْنِ بُجَيْدٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ جَدَّتِهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " رُدُّوا السَّائِلَ وَلَوْ بِظِلْفٍ
__________
(1) حواء جدة عمرو بن معاذ: هي أم بُجيد بالتصغير، سلفت ترجمتها قبل الحديث (27148) .
(2) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر (16611) سنداً ومتناً.
قال السندي: قوله: "يا نساء المؤمنات"، يحتمل الإضافة والتوصيف لتعريف المنادى بالنداء، والإضافة مبنية على أن المراد بالمنادى النساء الحاضرات، وبالمؤمنات جميع المؤمنات، فأضيف إليهن إضافة الجزء إلى الكلّ، فعلى تقدير الإضافة، النساء منصوب، والمؤمنات مخفوض، وعلى
تقدير التوصيف هما بالرفع، ويمكن نصب المؤمنات على المحل، ويكون نصبه بالكسر.
"ولو كراع شاة محرق": الظاهر أن كراعاً بالنصب، ومحرق: بالجر على الجوار، وإلا فهو صفة للكراع، ويحتمل أن يقرا محرقاً بالنصب، بناء على مسامحة أهل الحديث في خط المنصوب، والله أعلم.(45/440)
مُحْرَقٍ " (1)
27451 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُعَاذٍ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: إِنَّ سَائِلًا وَقَفَ عَلَى بَابِهِمْ (2) فَقَالَتْ لَهُ جَدَّتُهُ حَوَّاءُ أَطْعِمُوهُ
__________
(1) حديث حسن، ابن بُجيد لم يسمَّ في هذه الرواية، وكذلك لم يسمِّه أكثر الرواة عن مالك، وذهب ابن عبد البر في "التمهيد" 4/299 إلى أنه مدني معروف، وكأنه يشير إلى أنه عبد الرحمن بن بُجيد كما جاء مصرحاً به في الرواية (27148) ، وبه جزم المزّي في "التحفة" 13/69، وفي "التهذيب" في (الأبناء) .
وقد انفرد يحيى بن بكير عن مالك في تسميته محمداً فيما أخرجه البيهقي في "السنن" 4/177، فعقد له الحافظ ترجمة في "التعجيل" 2/172، ورجّح أنه الصواب في اسمه، مخطّئاً المزّي في ذلك، لكن يعكر على الحافظ ما ذكر في يحيى من أنه متكلم في سماعه من مالك، وتفرده به. وبقية رجال الإسناد ثقات. رَوْح: هو ابنُ عُبادة.
وهو عند مالك في "الموطأ" 2/923، ومن طريقه أخرجه النسائي في "المجتبى" 5/81، وابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3387) ، وابنُ حِبَّان (3374) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (555) ، والبغوي في "شرح السنة" (1673) .
وأخرجه الطبرانى 24/ (556) من طريق رَوْح بن القاسم، عن زيد بن أسلم، به.
وأخرجه عبد الرزاق -كما في "المصنف" (20019) - عن معمر، عن زيد ابن أسلم، عن رجل من الأنصار، عن أمه، بنحوه.
وانظر (16648) و (27148) ومكرراته.
(2) في (ظ6) : عن عمرو بن معاذ الأنصاري أن سائلاً قام على بابهم.(45/441)
تَمْرًا، قَالُوا: لَيْسَ عِنْدَنَا، قَالَتْ: فَاسْقُوهُ سَوِيقًا قَالُوا: الْعَجَبُ لَكِ نَسْتَطِيعُ أَنْ نُطْعِمَهُ مَا لَيْسَ عِنْدَنَا قَالَتْ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا تَرُدُّوا السَّائِلَ وَلَوْ بِظِلْفٍ مُحْرَقٍ " (1)
__________
(1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عمرو بن معاذ الأنصاري، إذ لم يذكروا في الرواة عنه سوى زيد بن أسلم، وذكره ابن حبان في "الثقات". وبقية رجال الإسناد ثقات. عبد الملك بن عمرو: هو أبو عامر العقدي.
وأخرجه ابن سعد 8/460، والطبراني في "الكبير" 24/ (558) من طريق حفص بن ميسرة، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3381) ، والطبراني 24/ (557) من طريق هشام بن سعد، كلاهما عن زيد بن أسلم، به.(45/442)
حَدِيثُ امْرَأَةٍ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ
27452 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ يَعْنِي ابْنَ مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عِيسَى، عَنْ مُوسَى بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: وَكَانَ رَجُلَ صِدْقٍ عَنِ امْرَأَةٍ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ لَنَا طَرِيقًا إِلَى الْمَسْجِدِ مُنْتِنَةً فَكَيْفَ نَصْنَعُ إِذَا مُطِرْنَا؟ قَالَ: " أَلَيْسَ بَعْدَهَا طَرِيقٌ هِيَ (1) أَطْيَبُ مِنْهَا؟ " قَالَتْ: قُلْتُ: بَلَى، قَالَ " فَهَذِهِ بِهَذِهِ " (2)
__________
(1) في (ظ6) : هو.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي كامل -وهو مظفر بن مدرك الخراساني- فقد روى له أبو داود في كتاب "التفرد" والترمذي، وهو ثقة. عبد الله بن عيسى: هو ابنُ عبد الرحمن بن أبي ليلى، وموسى بن عبد الله: هو ابن يزيد الأنصاري الخطمي.
وأخرجه أبو داود (384) ، وابن الجارود في "المنتقى" (143) ، والبيهقي في "السنن" 2/434، وابن الأثير في "أسد الغابة" 7/432 من طرق عن زهير ابن معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/56، وابن ماجه (533) ، والطبراني في "الكبير" 25/ (452) من طريق شريك بن عبد الله، عن عبد الله بن عيسى، به.
وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (105) -ومن طريقه الطبراني 25/ (453) - عن قيس بن الربيع، عن عبد الله بن عيسى، عن سالم بن عبد الله، عن امرأة من بني عبد الأشهل، به.
قلنا: هكذا في "مصنف" عبد الرزاق و"معجم" الطبراني: سالم بن عبد الله بدل موسى بن عبد الله، ولم نقف على ترجمة سالم هذا، فلعلَّه تحريف قديم،=(45/443)
27453 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عِيسَى، عَنْ مُوسَى بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ امْرَأَةٍ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ، أَنَّهَا قَالَتْ: قُلْتُ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي أَمُرُّ فِي طَرِيقٍ (1) لَيْسَ بِطَيِّبٍ فَقَالَ: " أَلَيْسَ مَا بَعْدَهُ أَطْيَبُ مِنْهُ؟ "، قَالَتْ (2) : بَلَى، قَالَ: " إِنَّ هَذِهِ تَذْهَبُ بِذَلِكَ (3) " (4)
__________
=أو وهم من أحد الرواة، والله أعلم.
وسلف نحوه من حديث أمِّ سلمة برقم (26488) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
قال السندي: قولها: فكيف نصنع إذا مطرنا، يحتمل أن المراد: هل نحضر للصلاة، ولا يكون استقذار الطبعِ المشيَ في ذلك الطريق أيام المطر عذراً؟ أو لا نحضر ويكون ذلك عذراً؟ فأشارصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى أنه ليس بعذر، واجعلوا في مقابلة استقذاركم المشي في الطريق الخبيث استراحتَكم في المشي بالطريق الطيب، ويحتمل أن المراد: فكيف نفعل بما يصيب ثوبَنا وبدَنَنا ونعلَنا من طين ذلك الطريق؟ فكأنه أشارصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى أنه لا عبرة بالشكّ، والأصل الطهارة،
والشك يكفي في دفعه أن يصيب محل النجاسة أدنى شيء من الطهارة، ولم ير العلماء أن النجاسة اليقينية في نحو الثوب تزول بلا غسل، وإن كان ظاهر هذا الحديث ذاك، والله أعلم.
(1) في (ق) : بطريق.
(2) في (ظ6) : أليس بعده ما هو أطيب منه، قلت.
(3) في (ظ6) : فإن هذا يذهب بذاك.
(4) إسناده صحيح. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السَّبِيعي.
وانظر ما قبله.(45/444)
حَدِيثُ امْرَأَةٍ
27454 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، أَنَّ امْرَأَةً، حَدَّثَتْهُ (1) قَالَتْ: نَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ اسْتَيْقَظَ وَهُوَ يَضْحَكُ فَقُلْتُ: تَضْحَكُ مِنِّي يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " لَا، وَلَكِنْ مِنْ قَوْمٍ مِنْ أُمَّتِي يَخْرُجُونَ غُزَاةً فِي الْبَحْرِ مَثَلُهُمْ مَثَلُ الْمُلُوكِ عَلَى الْأَسِرَّةِ "، قَالَتْ: ثُمَّ نَامَ، ثُمَّ اسْتَيْقَظَ، أَيْضًا يَضْحَكُ، فَقُلْتُ: تَضْحَكُ يَا رَسُولَ اللهِ مِنِّي، قَالَ: " لَا، وَلَكِنْ مِنْ (2) قَوْمٍ مِنْ أُمَّتِي يَخْرُجُونَ غُزَاةً فِي الْبَحْرِ فَيَرْجِعُونَ قَلِيلَةً غَنَائِمُهُمْ مَغْفُورًا لَهُمْ " قَالَتْ ادْعُ اللهَ (3) أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ فَدَعَا لَهَا قَالَ فَأَخْبَرَنِي عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ قَالَ فَرَأَيْتُهَا فِي غَزَاةٍ غَزَاهَا الْمُنْذِرُ بْنُ الزُّبَيْرِ إِلَى أَرْضِ الرُّومِ هِيَ مَعَنَا فَمَاتَتْ بِأَرْضِ الرُّومِ (4)
__________
(1) هكذا في النسخ الخطية و"أطراف المسند" 9/484: "أن امرأةً حدَّثته"، وتحرفت في "مصنف" عبد الرزاق (9639) إلى: "أن امرأة حذيفة"، وهو تحريف قديم، مشى عليه الدارقطني في "علله" 5/ورقة 225، ووهَّم معمراً فيه.
(2) قوله: من، ليس في (ظ6) .
(3) في (ظ6) : ادع الله لي.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وصحابية الحديث هي أمُّ حرام بنت ملحان، كما صُرِّح باسمها ف الرواية (27032) وغيرها. وقوله في آخر=(45/445)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=الحديث: فرأيتها في غزاة غزاها ... ، وهمٌ؛ لأن المحفوط أن أم حرامٍ إنما استُشهدت في قبرص، وكانت مع جيش معاوية بن أبي سفيان، لما غزاها.
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 19/ورقة 625، وابن الأثير في "أسد الغابة" 7/437 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن عساكر 19/ورقة 625 من طريق عبد الرزاق، به.
وأخرجه أبو داود (2492) من طريق هشام بن يوسف، عن معمر، به.
وقال: عن أخت أم سليم الرُّميصاء.
قلنا: أخت أم سليم هي أمُّ حرام بنت ملحان، وقد جزم الحافظ في "الإصابة" في ترجمة أم حرام أن الرميصاء وصف لأمِّ سُليم.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 25/ (325) من طريق حفص بن ميسرة، عن زيد بن أسلم، به.
وانظر (27032) .(45/446)
حَدِيثُ أُمِّ هُشَامِ بِنْتِ حَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ (1)
27455 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَسْعَدَ (2) بْنِ زُرَارَةَ ابْنِ أَخِي عَمْرَةَ سَمِعْتُهُ مِنْهُ قَبْلَ أَنْ يَجِيءَ الزُّهْرِيُّ عَنْ امْرَأَةٍ مِنَ الْأَنْصَارِ قَالَتْ: " كَانَ تَنُّورُنَا وَتَنُّورُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاحِدًا، فَمَا حَفِظْتُ {ق} إِلَّا مِنْهُ كَانَ يَقْرَؤُهَا (3) " (4)
27456 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ
__________
(1) قال السندي: أمُّ هشام بنت حارثة بن النعمان: هي أنصارية، وجاء أنها بايعت بيعة الرضوان.
(2) في (م) : سعد. ويقال له كذلك.
(3) في (ظ6) : يقرأ بها.
(4) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف ظاهره الانقطاع، محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زُرارة عدَّه الحافظ ابنُ حجر في "التقريب" من رجال الطبقة السادسة كابن جُريج، وهؤلاء لم يثبت لقاؤهم بأحدٍ من الصحابة.
وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/146 (بترتيب السندي) من طريق محمد ابن أبي بكر بن حزم، والنسائي في "المجتبى" 3/107، وفي "الكبرى" (1720) ، والطبراني في "الكبير" 25/ (341) من طريق يحيى بن أبي كثير، كلاهما عن محمد بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد.
وسيرد برقمي (27456) و (27628) .
وانظر (27629) .
قال السندي: قولها: كانَّ تنورنا: كأنَّ ذِكْرَ هذا لبيان أنها كانت جارة له، فهي ممن يُعتَمد على خبرها.(45/447)
بْنُ أَبِي بَكْرِ (1) بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زُرَارَةَ، عَنْ أُمِّ هِشَامٍ بِنْتِ حَارِثَةَ، قَالَتْ: " لَقَدْ كَانَ تَنُّورُنَا وَتَنُّورُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاحِدًا سَنَتَيْنِ أَوْ سَنَةً وَبَعْضَ سَنَةٍ وَمَا أَخَذْتُ {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ} ، إِلَّا عَلَى لِسَانِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقْرَأُ بِهَا (2) كُلَّ يَوْمِ جُمُعَةٍ عَلَى الْمِنْبَرِ إِذَا خَطَبَ النَّاسَ " (3)
__________
(1) في النسخ: عبد الله بن محمد بن أبي بكر، وهو خطأ، والمثبت من "أطراف المسند" 9/479.
(2) في (ظ2) و (ق) : يقرؤها.
(3) حديث صحيح، ابن إسحاق -وهو محمد- مختلف فيه، وهو حسنُ الحديث، وقد أخرج له مسلم في المتابعات، وهذا الحديث منها، وصرَّح بالتحديث فيه، فانتفت شبهةُ تدليسه، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير يحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سعد بن زُرَارة، فمن رجال مسلم. يعقوب: هو ابنُ إبراهيم بن سَعد الزُّهري.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 3/211 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (873) (52) ، والطبراني في "الكبير" 25/ (345) من طريق يعقوب، به.
وأخرجه ابن سعد 8/442، وابن أبي شيبة 2/115، والطبراني 25/ (343) و (344) ، والحاكم 1/284، والبيهقي 3/211 من طرق عن محمد بن إسحاق، به.
وأخرجه ابن سعد 8/442 من طريق عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زُرارة، عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو ابن حزم، به.=(45/448)
حَدِيثُ أُمِّ الْعَلَاءِ الْأَنْصَارِيَّةِ (1)
27457 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، وَيَعْقُوبُ حَدَّثَنَا أَبِي عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أُمِّ الْعَلَاءِ (2) ، وَهِيَ امْرَأَةٌ مِنْ نِسَائِهِمْ - قَالَ يَعْقُوبُ: أَخْبَرَتْهُ - بَايَعَتْ (3) رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَآَلَتْ (4) عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ فِي السُّكْنَى - قَالَ يَعْقُوبُ: طَارَ لَهُمْ فِي السُّكْنَى - حِينَ اقْتَرَعَتِ (5) الْأَنْصَارُ عَلَى سُكْنَى الْمُهَاجِرِينَ قَالَتْ أُمُّ الْعَلَاءِ: فَاشْتَكَى عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ عِنْدَنَا فَمَرَّضْنَاهُ حَتَّى إِذَا تُوُفِّيَ أَدْرَجْنَاهُ فِي أَثْوَابِهِ، فَدَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْكَ أَبَا (6)
__________
=وأخرجه ابن خزيمة (1787) ، والطبراني 25/ (342) من طريقين عن يحيى ابن عبد الله، به.
وانظر ما قبله.
(1) أم العلاء الأنصارية: قال السندي: قال أبو عمر: هي من المبايعات، حديثها عند أهل المدينة، وقيل: هي بنت الحارث بن ثابت.
(2) في (م) : عن أم العلاء الأنصارية.
(3) في (ظ2) و (ق) و (م) : أنها بايعت، والمثبت من (ظ6) .
(4) في النسخ الخطية: قالت، وفي (م) : قال، والمثبت من نسخة السندي، وعليها شرح، فقال: بمدّ الهمزة، ونصب عثمان، من: آلَ الأميرُ رعيّتَه: إذا أحسنَ رعايتَها، وآلَ فلانٌ مالَه، أي: أصلحه.
(5) في (ظ6) : اقرعت.
(6) في (م) : يا أبا.(45/449)
السَّائِبِ شَهَادَتِي عَلَيْكَ لَقَدْ أَكْرَمَكَ اللهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " وَمَا يُدْرِيكِ أَنَّ اللهَ أَكْرَمَهُ؟ " قَالَتْ فَقُلْتُ: لَا أَدْرِي بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَّا هُوَ فَقَدْ جَاءَهُ الْيَقِينُ مِنْ رَبِّهِ، وَإِنِّي لَأَرْجُو لَهُ الْخَيْرَ وَاللهِ مَا أَدْرِي، وَأَنَا رَسُولُ اللهِ مَا يُفْعَلُ بِي " - قَالَ يَعْقُوبُ: بِهِ - قَالَتْ: فَقُلْتُ (1) : وَاللهِ لَا أُزَكِّي أَحَدًا بَعْدَهُ أَبَدًا، فَأَحْزَنَنِي ذَلِكَ فَنِمْتُ فَأُرِيتُ لِعُثْمَانَ عَيْنًا تَجْرِي، فَجِئْتُ إِلَى (2) رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخْبَرْتُهُ ذَلِكَ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ذَاكَ عَمَلُهُ " (3)
__________
(1) قولها: "فقلت"، ليس في (م) .
(2) كلمة: "إلى" ليست في (م) .
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أبي كامل -وهو مظفَّر بن مُدرِك الخراساني- فقد روى له أبو داود في "التفرد" والنسائي، وهو ثقة. يعقوب: هو ابنُ إبراهيم بن سعد الزُّهري.
وأخرجه ابن سعد 3/398، والبخاري (3929) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3323) ، والطبراني في "الكبير" 25/ (338) ، وأبو نعيم في "الحلية" 1/104 من طرق عن إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (1243) و (2687) و (7003) و (7004) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3322) و (3324) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (339) ، وفي "الشاميين" (3212) ، والحاكم 1/378، والبيهقي في "السنن" 4/76 من طرق عن الزهري، به.
قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي!
وسيأتي في الحديثين بعده.
قال السندي: قوله: طار لهم، أي: وقع في حصّتهم.=(45/450)
27458 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ كَانَتْ أُمُّ الْعَلَاءِ الْأَنْصَارِيَّةُ تَقُولُ لَمَّا قَدِمَ الْمُهَاجِرُونَ الْمَدِينَةَ اقْتَرَعَتِ (1) الْأَنْصَارُ عَلَى سَكَنِهِمْ فَطَارَ (2) لَنَا عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ فِي السُّكْنَى فَذَكَرَتِ الْحَدِيثَ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ مَا أَدْرِي وَأَنَا رَسُولُ اللهِ مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ (3)
27459 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أُمِّهِ، قَالَتْ: إِنَّ عُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ لَمَّا قُبِضَ قَالَتْ أُمُّ
__________
=فمرّضناه: من التمريض، أي: خدمناه في مرضه.
"ذاك عمله"، أي: لأنه مات مرابطاً، فإن المدينة كانت محل الرباط يومئذ، وعمل المرابط لا ينقطع.
(1) في (ظ6) : أقرعت.
(2) في (ظ6) : فصار.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه" (20422) ، ومن طريقه أخرجه عبد بن حُمَيد في "المنتخب" (1593) ، والطبراني في "الكبير" 25/ (337) ، والبيهقي في "السنن" 4/76 و10/288.
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (902) - ومن طريقه البخاري (7018) .
والنسائي في "الكبرى" (7634) ، والحاكم 2/454-455، والبيهقي 10/88- عن مَعْمَر، به.
وأخرجه ابن سعد 3/398 عن الواقدي، عن معمر، به.
وانظر ما قبله.(45/451)
خَارِجَةَ بِنْتُ زَيْدٍ طِبْتَ أَبَا السَّائِبِ خَيْرُ أَيَّامِكَ الْخَيْرُ، فَسَمِعَهَا نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: مَنْ هَذِهِ؟ قَالَتْ: أَنَا قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَمَا يُدْرِيكِ " فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ: عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَجَلْ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ مَا رَأَيْنَا إِلَّا خَيْرًا وَهَذَا أَنَا رَسُولُ اللهِ وَاللهِ مَا أَدْرِي مَا يُصْنَعُ بِي " (1)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد اختُلف فيه على أبي النضر، وهو سالم:
فرواه يزيد بن أبي حبيب -كما في هذه الرواية- عن أبي النَّضْر، عن خارجة بن زيد، عن أمه، قالت: إن عثمان بن مظعون لما قُبض قالت أم خارجة بنت زيد ...
ورواه عمرو بن الحارث -كما عند ابن حبان (643) - عن أبي النضر أن عثمان بن مَظْعون لما قُبر قالت أمِّ العلاء ... فلم يذكر خارجة بنَ زيد في الإسناد.
ورواه ابن لَهِيعة -فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" (4879) - عن أبي النَّضْر، عن خارجة بن زيد، عن أبيه، أن عثمان بن مظعون لما قُبر قالت أم العلاء، فذكره.
وانظر "الفتح" 7/265، وحاشيتنا على ابن حبان 2/410.
وسلف بالحديثين قبله.
قال السندي: قوله: خير أيامك، أي: يومك هذا خير أيامك، فالمبتدأ مقدر في الكلام أو الخبر، وأما قوله: الخير فهو تكرير للمعنى المذكور، والله أعلم.(45/452)
حَدِيثُ أُمِّ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ طَارِقِ بْنِ عَلْقَمَةَ (1) (2)
27460 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ (3) بْنُ أَبِي يَزِيدَ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ طَارِقِ بْنِ عَلْقَمَةَ، أَخْبَرَهُ عَنْ أُمِّهِ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا دَخَلَ مَكَانًا مِنْ دَارِ يَعْلَى - نَسَبَهُ (4) عُبَيْدُ اللهِ - اسْتَقْبَلَ الْبَيْتَ فَدَعَا " (5)
27461 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي يَزِيدَ، قَالَ: إِنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ طَارِقِ بْنِ عَلْقَمَةَ، أَخْبَرَهُ عَنْ عَمِّهِ (6) : " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا دَخَلَ مَكَانًا
__________
(1) قوله: بن علقمة، لي في (م) .
(2) أم عبد الرحمن بن طارق، زوج طارق بن علقمة، ذكرها الحافظ في "الأصابة".
(3) في (ظ2) و (ق) و (م) : عبد الله، وهو خطأ.
(4) في (ظ6) : نسيه.
(5) إسناده ضعيف، وهو مكرر (16587) ، إلا أن شيخ أحمد هنا: هو محمد بن بكر، وهو البُرْساني (وأشار الإمام أحمد إلى روايته هناك) وقد قال في حديثه: عن أمِّه، لا عن عمه، وهو الأشبه، وقد سلف الكلامُ عليه هناك، فانظره.
وأخرجه المزِّي في "تهذيب الكمال" (ترجمة عبد الرحمن بن طارق بن علقمة) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
قال السندي: قولها: كان إذا دخل مكاناً، أي بمكة.
استقبل البيت، أي: الكعبة.
(6) في (م) : عن أمه، وهو خطأ، فإن عبد الرزاق قال في روايته: عن=(45/453)
فِي (1) دَارِ يَعْلَى - نَسَبَهُ (2) عُبَيْدُ اللهِ - اسْتَقْبَلَ الْبَيْتَ فَدَعَا " (3)
27462 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَجَّاجِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، وَعَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ ْمُبَارَكِ (4) ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي يَزِيدَ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ طَارِقِ بْنِ عَلْقَمَةَ، أَخْبَرَهُ عَنْ أُمِّهِ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا دَخَلَ مَكَانًا مِنْ دَارِ يَعْلَى - نَسَبَهُ (5) عُبَيْدُ اللهِ - اسْتَقْبَلَ الْبَيْتَ (6) فَدَعَا " قَالَ (7) : وَكُنْتُ أَنَا وَعَبْدُ اللهِ بْنُ كَثِيرٍ إِذَا جِئْنَا ذَلِكَ الْمَوْضِعَ اسْتَقْبَلَ الْبَيْتَ فَدَعَا (8)
__________
= عن عمه، وقال محمد بن بكر: عن أمه، وقال روح: عن أبيه، كما سلف ذكره في الرواية: (16587) .
(1) في (ظ6) : من.
(2) في (ظ6) : نسيه.
(3) إسناده ضعيف، وهو مكرر الحديث (16587) سنداً ومتناً.
وقد جاء بعد هذا الحديث في (ظ6) الحديث التالي:
حدثنا رَوْحٌ، قال: حدثنا ابن جُريج، قال: أخبرني عُبيد الله بن أبي يزيد، أن عبد الرحمن بن طارق بن علقمة أخبره، عن أبيه، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان أنا دخلَ مكاناً -نَسِيَهُ عُبيد الله- استقبل القبلة، فدعا. قلنا: وهذه هي روايةُ روح -وهو ابن عُبادة- وقد أشار الإمام أحمد إلى روايته عند إيراده رواية عبد الرزاق السالفة برقم (16587) .
(4) في (م) : الْمُبَارَكِ.
(5) في (ظ6) : نسيه.
(6) في (ظ6) : القبلة.
(7) في (ظ6) : قالت.
(8) إسناده ضعيف، وهو مكرر (27460) ، غير أن شيخي أحمد هنا هما: أحمد ابن الحجاج المروزي، وعلي بن إسحاق المروزي، وشيخهما هو عبد الله بنُ المبارك.(45/454)
حَدِيثُ امْرَأَةٍ
27463 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ وَاصِلٍ، مَوْلَى أَبِي عُيَيْنَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ (1) ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ، أَنَّ امْرَأَةً أَخْبَرَتْهَا أَنَّهَا سَمِعَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ الصَّفَا، وَالْمَرْوَةِ يَقُولُ: " كُتِبَ عَلَيْكُمُ السَّعْيُ فَاسْعَوْا " (2)
__________
(1) كذا في النسخ: عُبيدة، وقد ضُبِّب فوق الهاء في (ظ6) ، والصواب فيه: عُبَيْد -ليس فيه هاء- كما ذكر الحافظ في "تعجيل المنفعة"، وكما هو في كتب الرجال.
(2) حديث حسن وهذا إسناد ضعيف لجهالة حال موسى بن عُبيد، فلم يرو عنه سوى اثنين، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان 5/403.
واختلف فيه على عبد الرزاق:
فرواه أحمد ة-كما في هذه الرواية- ومحمد بنُ يحيى- فيما أخرجه ابن خزيمة (2765) - كلاهما عن عبد الرزاق، بهذا الإسناد.
ورواه أحمد بن منصور الرَّمادي -فيما أخرجه الدارقطني في "السنن" 2/256- عن عبد الرزاق، عن هشام بن حسان، عن واصل، عن موسى بن عبيدة، عن صفية بنت شيبة، قالت: كنت في خوخة لي، فرأيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين الصفا والمروة، ورأيته إذا أتى على بطن الوادي يسعى.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/247، وقال: رواه أحمد، وفيه موسى بن عبيدة، وهو ضعيف. قلنا: لم يتنبَّه الهيثمي إلى أن الصواب في موسى هذا أنه ابن عبيد -بدون هاء، وهو من رجال "التعجيل"، فظنَّه موسى ابن عُبيدة الرَّبَذي الضعيف الذي هو من رجال "التهذيب".
وسلف برقم (27367) .(45/455)
حَدِيثُ امْرَأَةٍ
27464 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ ابْنِ (1) ضَمْرَةَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ جَدَّتِهِ، عَنِ امْرَأَةٍ، مِنْ نِسَائِهِمْ - وَكَانَتْ قَدْ صَلَّتِ الْقِبْلَتَيْنِ (2) مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " اخْتَضِبِي تَتْرُكُ إِحْدَاكُنَّ (3) الْخِضَابَ حَتَّى تَكُونَ يَدُهَا كَيَدِ الرَّجُلِ " " قَالَتْ: فَمَا تَرَكَتِ الْخِضَابَ حَتَّى لَقِيَتِ اللهَ تَعَالَى وَإِنْ كَانَتْ لَتَخْتَضِبُ (4) وَهِيَ بِنْتُ ثَمَانِينَ " (5)
__________
(1) في (ظ2) و (ق) : أبي، وهو خطأ، وانظر (16650) .
(2) في (ق) : صلت إلى القبلتين.
(3) في (ظ6) :إحداهن.
(4) في (ظ6) و (ق) : لتخضب.
(5) إسناده ضعيف، وهو مكرر (16650) سنداً ومتناً.
قال السندي: قوله: "كَيَدِ الرجل"، يدلُّ على كراهة تشبُّه النساء بالرجال، وعلى هذا، فالظاهر أنه إذا كان في اليد من حُلِيِّ النساء شيءٌ، كفى عن الخِضاب، والله تعالى أعلم.(45/456)
حَدِيثُ أُمِّ مُسْلِمٍ الْأَشْجَعِيَّةِ (1)
27465 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبٍ يَعْنِي ابْنَ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أُمِّ مُسْلِمٍ الْأَشْجَعِيَّةِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَاهَا وَهِيَ فِي قُبَّةٍ فَقَالَ: " مَا أَحْسَنَهَا إِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهَا مَيْتَةٌ " قَالَتْ: فَجَعَلْتُ أَتَتَبَّعُهَا (2)
__________
(1) أم مسلم الأشجعية: حديثها عند أهل الكوفة، لها صحبة. قاله السندي.
(2) إسناده ضعيف لإبهام الراوي عن أمِّ مُسلم الأشجعيّه. وأمُّ مسلم الأشجعية لم يُخرّج لها أصحاب الكتب الستة. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" (في ترجمة أم مسلم الأشجعية) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3424) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، به.
وأخرجه ابن سعد 8/307-308، والطبراني في "الكبير" 25/ (375) من طريقين عن سفيان الثوري، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/218، وقال: رواه أحمد والطبراني، وفيه رجل لم يُسمّ.
قال السندي: قوله: "إن لم يكن فيها ميتة" أخبر أن فيها ميتة، وهو من المعجزات، والله أعلم.(45/457)
حَدِيثُ أُمِّ جَمِيلٍ بِنْتِ الْمُجَلِّلِ (1)
27466 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ، وَيُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ ابْنَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ، عَنْ أُمِّهِ أُمِّ جَمِيلٍ بِنْتِ الْمُجَلِّلِ، قَالَتْ: أَقْبَلْتُ بِكَ مِنْ أَرْضِ الْحَبَشَةِ حَتَّى إِذَا كُنْتُ مِنَ الْمَدِينَةِ عَلَى لَيْلَةٍ أَوْ لَيْلَتَيْنِ طَبَخْتُ لَكَ طَبِيخًا فَفَنِيَ الْحَطَبُ فَخَرَجْتُ أَطْلُبُهُ فَتَنَاوَلْتُ الْقِدْرَ فَانْكَفَأَتْ عَلَى ذِرَاعِكَ فَأَتَيْتُ بِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ (2) وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللهِ هَذَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاطِبٍ فَتَفَلَ فِي فِيكَ وَمَسَحَ عَلَى رَأْسِكَ، وَدَعَا لَكَ وَجَعَلَ يَتْفُلُ عَلَى يَدِكَ وَيَقُولُ: " أَذْهِبِ الْبَأْسَ رَبَّ النَّاسِ، وَاشْفِ وَأَنْتَ الشَّافِي، لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا " قَالَتْ: فَمَا قُمْتُ بِكَ مِنْ عِنْدِهِ حَتَّى بَرَأَتْ يَدُكَ (3)
__________
(1) قال السندي: أمُّ جميل بنت المجلِّل، بالجيم ولامَيْن: قرشية عامرية، كانت من السابقات، أسلمت بمكة، وبايعت وهاجرت إلى الحبشة الهجرة الثانية هي وزوجها حاطب بن الحارت، وكان معها ابناها محمد والحارث.
(2) قولها: أنت، ليس في (ظ6) .
(3) مرفوعه صحيح، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر (15453) سنداً ومتناً.
قال السندي: قالت، أي: لمحمد ابنها.(45/458)
حَدِيثُ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ (1)
27467 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى الْجُهَنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي فَاطِمَةُ بِنْتُ عَلِيٍّ، قَالَتْ: حَدَّثَتْنِي أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " يَا عَلِيُّ أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ، مِنْ مُوسَى إِلَّا أَنَّهُ لَيْسَ بَعْدِي نَبِيٌّ " (2)
27468 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَعَفَّانُ، قَالُوا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ - قَالَ: يَزِيدُ، فِي حَدِيثِهِ حَدَّثَنَا الْحَكَمُ، وَقَالَ: عَفَّانُ فِي حَدِيثِهِ سَمِعْتُ الْحَكَمَ بْنَ عُتَيْبَةَ (3) - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنِ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ، قَالَتْ: لَمَّا أُصِيبَ جَعْفَرٌ أَتَانَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " تَسَلَّبِي ثَلَاثًا (4) ثُمَّ اصْنَعِي مَا شِئْتِ " قَالَ عَبْدُ اللهِ: وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ
__________
(1) سلفت ترجمة أسماء قبل الحديث (27080) .
(2) إسناده صحيح، وهو مكرر (27081) ، غير أن شيخ الإمام أحمد هنا هو عبد الله بن نمير.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/60-61، ومن طريقه ابن أبي عاصم في "السنة" (1346) عن عبد الله بن نُمير، بهذا الإسناد.
(3) تحرف في (ظ2) و (م) إلى: عقيبة، وفي (ق) إلى: عقبة.
(4) وقع في (م) : أي البسي ثوب الحداد ثلاثاً، وفي (ظ6) : تسلي، وهو تحريف.(45/459)
مِثْلَهُ (1)
27469 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ، قَالَتْ: أَوَّلُ مَا اشْتَكَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِ مَيْمُونَةَ فَاشْتَدَّ مَرَضُهُ حَتَّى أُغْمِيَ عَلَيْهِ فَتَشَاوَرَ نِسَاؤُهُ
__________
(1) هو مكرر (27083) ، إلا أن شيوخ أحمد هنا هم: أبو كامل مظفر بنُ مُدرك ويزيد بن هارون وعفَّان بن مسلم الصفَّار، وشيخ عبد الله بن أحمد: هو محمد بن بكار الرَّيَّان. وقد سلف الكلامُ عليه وبيانُ علته هناك.
وأخرجه ابن سعد 8/282 عن عفَّان، بهذا الإسناد. وجاء عنده: تسلمي -بالميم- وقرن بعفان إسحاق بن منصور.
وأخرجه ابن حبان (3148) من طريق محمد بن بكار، بهذا الإسناد. وجاء عنده: تسلمي بالميم كذلك، ثم تكلف لتأويلها، قلنا: هو تصحيف وقع له، فتأوَّل له شرحاً، وقد نبَّه على ذلك الحافظ في "الفتح" 9/488.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" (5088) و (5089) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/75، والطبراني في "الكبير" 24/ (369) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/187، والبيهقي في "السنن" 7/438 من طرق عن محمد بن طلحة، به. وجاء عند الطبراني والطحاوي: تسكني بدل: تسلَّبي. وهو تصحيف.
قال البيهقي: لم يثبت سماع عبد الله بن شداد من أسماء، وقد قيل فيه:
عن أسماء، فهو مرسل، ومحمد بن طلحة ليس بالقوي. وتعقَّبه الحافظ في "الفتح" 9/487 بقوله: وهذا تعليل مدفوع، فقد صححه أحمد، لكنه قال: إنه مخالف للأحاديث الصحيحة في الإحداد.
قال السندي: قوله: "تسلَّبي ثلاثاً" أي: البسي ثوب الحداد ثلاثاً، وهو السِّلاب.
"ثم اصنعي ما شئت" أي: مما يفعله أهل الميت، وإلا فثياب الإحداد لا بد أن تستمر إلى حد العدة، والله أعلم.(45/460)
فِي لَدِّهِ فَلَدُّوهُ فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ مَا هَذَا فَقُلْنَا هَذَا فِعْلُ نِسَاءٍ جِئْنَ مِنْ هَاهُنَا وَأَشَارَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ وَكَانَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ فِيهِنَّ قَالُوا: كُنَّا نَتَّهِمُ فِيكَ ذَاتَ الْجَنْبِ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " إِنَّ ذَلِكَ لَدَاءٌ مَا كَانَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَيَقْرَفُنِي بِهِ لَا يَبْقَيَنَّ فِي هَذَا (1) الْبَيْتِ أَحَدٌ إِلَّا الْتَدَّ إِلَّا عَمُّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَعْنِي الْعَبَّاسَ، " قَالَ: فَلَقَدِ الْتَدَّتْ مَيْمُونَةُ يَوْمَئِذٍ وَإِنَّهَا لَصَائِمَةٌ لِعَزْمَةِ (2) رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (3)
__________
(1) قوله: هذا، ليس في (ظ6) .
(2) عند عبد الرزاق ومن أخرجه من طريقه: لعزيمة.
(3) هذا إسناد الصواب فيه أنه مرسل، فيما ذكر ابنُ أبي حاتم في "العلل" 2/332، فقال: سألتُ أبي وأبا زُرعة عن حديث رواه عبد الرزاق، عن معمر، عن الزُّهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، عن أسماء بنت عميس ... فذكر الحديث، فقالا: هذا خطأ، رواه يونس بن يزيد وشعيب بن أبي حمزة وغيرهما، عن الزُّهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... وهذا صحيح.
قلنا: لكن صححه ابن حبان والحاكم والذهبي والحافظ في "الفتح" 8/148.
وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه" (9754) ، ومن طريقه أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1935) ، وابن حبان (6587) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (372) ، والحاكم 4/202، وصححه على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.
وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/510 من طريق عبد الله بن المبارك، عن معمر، عن الزهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فذكره مرسلاً.
وأخرجه أيضاً من طرق عن الزهري، بمثل سابقه مرسلاً.=(45/461)
27470 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ عُبَيْدِ (1) بْنِ رِفَاعَةَ الزُّرَقِيِّ، قَالَ: قَالَتْ أَسْمَاءُ يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ بَنِي جَعْفَرٍ تُصِيبُهُمُ الْعَيْنُ أَفَأَسْتَرْقِي لَهُمْ؟ قَالَ: " نَعَمْ فَلَوْ كَانَ شَيْءٌ سَابِقٌ الْقَدَرَ لَسَبَقَتْهُ الْعَيْنُ " (2)
__________
=وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 9/33، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح.
وفي الباب عن عائشة، سلف بإسناد صحيح برقم (24263) ولفظه: لَدَدْنا رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في مرضه، فأشار ألا تلدوني -قلت: كراهية المريض الدواء- فلما أفاق قال: "ألم أنهكم ألا تلدوني؟ " قال: "لا يبقى منكم أحدٌ إلا لُدَّ غير العباس، فإنه لم يشهدكنَّ".
وانظر حديث العباس السالف برقم (1784) .
قال السندي: قوله: "ليقرفني به"، بقاف وراء وفاء، من باب ضرب، أي:
ليرميني به، والمراد ليبتليني به، فإن المبتلى ببلية يُرمى بها، فكأن الذي ابتلاه رماه به، والله أعلم.
(1) في (م) : عبيد الله، ويقال له كذلك.
(2) حديث حسن، عروة بن عامر -وهو المكِّي- روى عنه جمعٌ، وذكره ابنُ حبان في "الثقات"، وقيل: له صحبة، والصحيح أنه تابعي، وعُبيد -ويقال: عُبيد الله- بن رِفاعة الزُّرَقي مختلف في صحبته كذلك، وقد روى عنه جمع، وذكره ابنُ حِبَّان في "ثقاته"، وقال العجلي: تابعي ثقة. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح.
وقد اختلف فى إسناده على عمرو بن دينار:
فرواه سفيان بن عيينة- كما في هذه الرواية، وفيما أخرجه الحميدي
(330) ، وابن أبي شيبة 8/56، والترمذي (2059) ، وابن ماجه (3510) ،
وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3146) ، والطبراني في "الكبير"=(45/462)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= 24/ (379) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (11225) ، وفي "السنن" 9/348، والبغوي في "شرح السنة" (3243) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 7/15- وابنُ جُرَيْج وورقاء بن عمرو اليشكري- فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 193- ثلاثتهم عن عمرو بن دينار، عن عروة بن عامر، عن عُبيد بن رِفاعة، قال: قالت: أسماء بنت عميس ... فذكره.
قلنا: ووقع في بعض المصادر: عن عُبيد بن رفاعة أن أسماء بنت عميس قالت. ووقع في بعضها الآخر: عن عبيد بن رفاعة، عن أسماء بنت عميس أنها قالت. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
ورواه أيوب السختياني -فيما أخرجه الترمذي بإثر (2059) ، والنسائي في "الكبرى" (7537) ، والبيهقى فى "السنن" 9/348- عن عمرو بن دينار، عن عروة بن عامر، عن عُبيد بن رفاعة، عن أسماء بنت عميس، به. وذكر الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 193 أن هذا الإسناد هو الأصح.
ورواه نصر بن طريف -فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 5/193- عن عمرو بن دينار، عن محمد بن عبَّاد بن جعفر، عن أسماء. ووهم فيه فيما قال الدارقطني.
ورواه حمَّاد بن زيد -فيما ذكر الدارقطني كذلك- عن عمرو بن دينار مرسلاً.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 8/57 من طريق محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن أبي نجيح، عن عبد الله بن ثابت مولى جُبير بن مطعم، قال: قالت أسماء بنت عميس ... فذكره، وعبد الله بن ثابت لم نقف له على ترجمة.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/327، والطبراني في "الكبير" 24/ (377) من طريق محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن أبي نجيح، عن عبد الله بن بابيه، عن أسماء بنت عميس، قالت ... فذكره.
وأخرجه بنحوه الطبراني في "الكبير" 24/ (375) من طريق مجاهد، و (376) من طريق عطاء، كلاهما عن أسماء بنت عميس، به.=(45/463)
27471 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ يَعْنِى ابْنَ يَزِيدَ الْأَيْلِيَّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو (1) شَدَّادٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ، قَالَتْ: كُنْتُ صَاحِبَةَ عَائِشَةَ الَّتِي هَيَّأَتْهَا وَأَدْخَلَتْهَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعِي نِسْوَةٌ قَالَتْ: فَوَاللهِ مَا وَجَدْنَا عِنْدَهُ قِرًى إِلَّا قَدَحًا مِنْ لَبَنٍ، قَالَتْ: فَشَرِبَ مِنْهُ ثُمَّ نَاوَلَهُ عَائِشَةَ فَاسْتَحْيَتِ الْجَارِيَةُ فَقُلْنَا: لَا تَرُدِّي يَدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُذِي مِنْهُ فَأَخَذَتْهُ عَلَى حَيَاءٍ فَشَرِبَتْ مِنْهُ، ثُمَّ قَالَ: نَاوِلِي صَوَاحِبَكِ فَقُلْنَا: لَا نَشْتَهِيهِ فَقَالَ: " لَا تَجْمَعْنَ جُوعًا وَكَذِبًا " قَالَتْ: فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ: إِنْ قَالَتْ إِحْدَانَا لِشَيْءٍ
__________
=وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 4/1575 في ترجمة عبد الله بن شبيب من طريقه، عن يحيى بن إبراهيم، عن أسامة بن حفص، عن عبيد الله بن عمرو، عن أيوب بإسناده. ثم قال ابن عدي بعد أن ذكر هذا الحديث وغيره: وهذه الأحاديث غير محفوظة.
وقد سلف من حديث جابر (14573) ، وهو عند مسلم (2198) أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لأسماء بنت عميس: "ما شأن أجسام بني أخي ضارعة، أتصيبُهم حاجة؟ " قالت: لا، ولكن تُسرع إليهم العين، أَفَنَرقِيهم؟ قال: "وبماذا؟ " فعرضتُ عليه، فقال: "ارْقِيهم".
ولقوله: "فلو كان شيء سابَقَ القدر ... " شاهد من حديث ابن عباس عند مسلم (2188) ، والترمذي (2062) ، والنسائي في "الكبرى" (7620) .
وذكرنا أحاديث الباب في الرُّقية من العين في مسند أنس بن مالك عند الرواية (12173) .
وفي مسند عائشة عند الرواية (24345) .
(1) كلمة "أبو" ليس في (م) .(45/464)
تَشْتَهِيهِ لَا أَشْتَهِيهِ يُعَدُّ ذَلِكَ كَذِبًا قَالَ: " إِنَّ الْكَذِبَ يُكْتَبُ كَذِبًا حَتَّى تُكْتَبَ الْكُذَيْبَةُ كُذَيْبَةً " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف، أبو شدَّاد: ترجم له الحافظ في "التعجيل " ولم يذكر في الرواة عنه سوى اثنين، ولم يُؤثر توثيقُه عن أحد، وقال: وأخرج أبو يعلى في "مسنده " من طريق عمر بن نبهان، عن أبي شداد، عن جابر حديثاً، فما أدري أهو آخر أم لا؟ قلنا: ومجاهد: وهو ابن جبر، لم يذكروا له سماعاً من أسماءَ بنتِ عُميس، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في "الصمت " (520) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق " (149) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (400) ، والبيهقي في "شعب الإيمان " (4821) من طريق عثمان ابن عمر، به.
وأخرجه بنحوه الطبراني في "الصغير" (710) ، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان " (852) من طريق أدهم بن منصور العجلي -وفي رواية الطبراني: أدهم بن طريف العجلي- عن عطاء بن أبي رباح، عن أسماء بنت عُميس، به. قلنا: أدهم بن منصور لم نقف له على ترجمة.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/51، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، وفيه أبو شدَّاد عن مجاهد، روى عنه ابنُ جُريج ويونس بن يزيد، وبقيةُ رجالِه رجال الصحيح، إلا أن أسماءَ بنت عُمَيْس كانت بأرض الحبشة مع زوجها جعفر حين تزوَّج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عائشة، والصواب حديث أسماء بنت يزيد، والله أعلم.
قلنا: وحديث أسماء بنت يزيد سيرد (27560) وإسناده ضعيف كذلك.
قال السندي: قوله: "الكُذيبة": تصغير الكذب.(45/465)
حَدِيثُ أُمِّ عُمَارَةَ بِنْتِ كَعْبٍ (1)
27472 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حَبِيبٍ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ عَنْ مَوْلَاةٍ لَهُمْ يُقَالُ لَهَا لَيْلَى تُحَدِّثُ عَنْ جَدَّتِي وَهِيَ أُمُّ عُمَارَةَ بِنْتُ كَعْبٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهَا فَقَرَّبَتْ إِلَيْهِ طَعَامًا فَقَالَ لَهَا: " كُلِي " فَقَالَتْ: إِنِّي صَائِمَةٌ، فَقَالَ: " إِنَّ الْمَلَائِكَةَ تُصَلِّي عَلَى الصَّائِمِ إِذَا أُكِلَ عِنْدَهُ حَتَّى يَفْرُغُوا " (2)
27473 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ زَيْدٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ امْرَأَةٍ يُقَالُ لَهَا لَيْلَى، عَنْ أُمِّ عُمَارَةَ، قَالَتْ: أَتَانَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَرَّبْنَا إِلَيْهِ طَعَامًا فَكَانَ بَعْضُ مَنْ عِنْدَهُ صَائِمًا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا أُكِلَ عِنْدَ الصَّائِمِ الطَّعَامُ صَلَّتْ عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ " (3)
__________
(1) سلفت ترجمة أم عمارة قبل الحديث (27059) .
(2) إسناده ضعيف، وهو مكرر (27060) ، غير أن شيخ أحمد هنا هو محمد بن جعفر.
وأخرجه الترمذي (786) ، وابن خزيمة (2138) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
(3) إسناده ضعيف، وهو مكرر سابقه، غير أن شيخ أحمد هنا هو وكيع ابن الجراح الرؤاسي.
وأخرجه ابن سعد 8/415-416، وابن أبي شيبة 3/86، وابن ماجه (1748) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني " (3370) ، وابن خزيمة (2139) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.(45/466)
حَدِيثُ حَمْنَةَ بِنْتِ جَحْشٍ (1)
27474 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدٍ الْخُرَاسَانِيَّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ يَعْنِي ابْنَ عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ عَمِّهِ عِمْرَانَ بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أُمِّهِ حَمْنَةَ بِنْتِ جَحْشٍ، قَالَتْ: كُنْتُ أُسْتَحَاضُ حَيْضَةً شَدِيدَةً كَثِيرَةً (2) ، فَجِئْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْتَفْتِيهِ وَأُخْبِرُهُ فَوَجَدْتُهُ فِي بَيْتِ أُخْتِي زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ قَالَتْ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ: إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً فَقَالَ وَمَا هِيَ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ: إِنِّي أُسْتَحَاضُ حَيْضَةً كَثِيرَةً شَدِيدَةً فَمَا تَرَى فِيهَا قَدْ مَنَعَتْنِي الصَّلَاةَ وَالصِّيَامَ قَالَ: أَنْعَتُ لَكِ الْكُرْسُفَ، فَإِنَّهُ يُذْهِبُ الدَّمَ، قَالَتْ: هُوَ أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ (3) قَالَ: "فَتَلَجَّمِي" قَالَتْ: إِنَّمَا أَثُجُّ ثَجًّا فَقَالَ لَهَا سَآمُرُكِ بِأَمْرَيْنِ أَيَّهُمَا فَعَلْتِ فَقَدْ أَجْزَأَ عَنْكِ مِنَ الْآخَرِ فَإِنْ قَوِيتِ عَلَيْهِمَا فَأَنْتِ أَعْلَمُ فَقَالَ لَهَا " إِنَّمَا هَذِهِ رَكْضَةٌ مِنْ رَكَضَاتِ الشَّيْطَانِ، فَتَحَيَّضِي سِتَّةَ أَيَّامٍ أَوْ سَبْعَةً (4) فِي عِلْمِ اللهِ ثُمَّ اغْتَسِلِي حَتَّى إِذَا رَأَيْتِ أَنَّكِ قَدْ طَهُرْتِ
__________
(1) سلفت ترجمة حمنة بنت جحش بين يدي الحديث (27144) .
(2) في (ظ6) : كبيرة.
(3) قوله: قال: "فاتخذي ثوباً" قالت: هو أكثر من ذلك، سقط من (م) .
(4) في (ظ6) : أو سبعة أيام.(45/467)
وَاسْتَنْقَأْتِ (1) ، فَصَلِّي أَرْبَعًا وَعِشْرِينَ لَيْلَةً أَوْ ثَلَاثًا وَعِشْرِينَ لَيْلَةً وَأَيَّامَهَا وَصُومِي، فَإِنَّ ذَلِكَ يُجْزِئُكِ وَكَذَلِكَ فَافْعَلِي فِي كُلِّ شَهْرٍ كَمَا تَحِيضُ النِّسَاءُ، وَكَمَا يَطْهُرْنَ بِمِيقَاتِ حَيْضِهِنَّ وَطُهْرِهِنَّ، وَإِنْ قَوِيتِ عَلَى أَنْ تُؤَخِّرِي الظُّهْرَ، وَتُعَجِّلِي الْعَصْرَ، فَتَغْتَسِلِينَ ثُمَّ تُصَلِّينَ الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ جَمِيعًا، ثُمَّ تُؤَخِّرِينَ الْمَغْرِبَ، وَتُعَجِّلِينَ الْعِشَاءَ ثُمَّ تَغْتَسِلِينَ وَتَجْمَعِينَ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ، فَافْعَلِي وَتَغْتَسِلِينَ مَعَ الْفَجْرِ وَتُصَلِّينَ، وَكَذَلِكَ فَافْعَلِي وَصَلِّي وَصُومِي، إِنْ قَدَرْتِ عَلَى ذَلِكَ " وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " وَهَذَا أَعْجَبُ الْأَمْرَيْنِ إِلَيَّ " (2)
__________
(1) في (م) : واستيقنت واستنقأت.
(2) إسناده ضعيف، وهو مكرر (27144) غير أن شيخ أحمد هنا هو عبد الملك بن عمرو، وهو أبو عامر العَقَدي، وهو بصري، وروايته عن شيخه زهير بن محمد مستقيمة.
وأخرجه أبو داود (287) ، والترمذي (128) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2717) ، والدارقطني في "السنن " 1/214، والحاكم 1/172-173، والبيهقي في "السنن " 1/338-339 و339، وفي "السنن الصغير" (167) ، وفي "معرفة السنن والآثار" (2194) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 16/62-63، وابن الأثير في "أسد الغابة" 7/70 من طريق عبد الملك، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح!
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (553) من طريق أبي حذيفة، عن زهير، به.
قال السندي: قوله: "فاتخذي ثوباً"، كأنها فهمت أن الثوب يوضع حيث يوضع الكُرْسُف، فقالت: هو أكثر من ذلك، فبيّن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن تلجَّمي=(45/468)
27475 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ عَمِّهِ عِمْرَانَ بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أُمِّهِ حَمْنَةَ بِنْتِ جَحْشٍ أَنَّهَا اسْتُحِيضَتْ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي اسْتَحَضْتُ حَيْضَةً مُنْكَرَةً شَدِيدَةً فَقَالَ لَهَا: " احْتَشِي كُرْسُفًا " قَالَتْ: إِنِّهُ (1) أَشَدُّ مِنْ ذَلِكَ إِنِّي أَثُجُّ ثَجًّا، قَالَ: " تَلَجَّمِي، وَتَحَيَّضِي فِي كُلِّ شَهْرٍ فِي عِلْمِ اللهِ سِتَّةَ أَيَّامٍ أَوْ سَبْعَةً ثُمَّ اغْتَسِلِي (2) غُسْلًا، وَصَلِّي (3) ، وَصُومِي ثَلَاثًا وَعِشْرِينَ، أَوْ أَرْبَعًا وَعِشْرِينَ وَأَخِّرِي الظُّهْرَ وَقَدِّمِي الْعَصْرَ وَاغْتَسِلِي لَهُمَا (4) غُسْلًا، وَأَخِّرِي الْمَغْرِبَ وَقَدِّمِي الْعِشَاءَ وَاغْتَسِلِي لَهُمَا غُسْلًا وَهَذَا أَحَبُّ الْأَمْرَيْنِ إِلَيَّ " (5)
__________
= بالثوب.
"سآمرك بأمرين ": الظاهر أن الأمر الأول إذا كان هناك علامة لمعرفة الحيض من الاستحاضة، والثاني عند عدمها، والجمع أن تجد علامة، فتجعل أيام العلامة حيضاً وتغتسل مع ذلك في بقية الأيام وتصلي جمعاً، والله أعلم.
(1) في (ظ2) و (ق) : إنها، وفي (م) : إني.
(2) في (ظ6) : ثم اغتسلي لهما.
(3) قوله: وصلي، ليس في (ظ6) .
(4) في (ق) : لوقتهما.
(5) إسناده ضعيف، وهو مكرر (27144) سنداً ومتناً.
قالا السندي: قوله: "وأخِّري الظهر"، الواو بمعنى أو كما تدل عليه الرواية السابقة، وآخر هذه الرواية، وهو قوله: "وهذا أحب الأمرين إليَّ ".(45/469)
حَدِيثُ أُمِّ فَرْوَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1)
27476 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ غَنَّامٍ، عَنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ فَرْوَةَ، أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ أَفْضَلِ الْأَعْمَالِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الصَّلَاةُ لِأَوَّلِ وَقْتِهَا " (2)
__________
(1) سلفت ترجمة أم فروة بين يدي الحديث (27103) .
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف كما بيّنا ذلك عند الرواية (27103) .
وأخرجه ابن سعد 8/302 عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.(45/470)
تَمَامُ حَدِيثِ أُمِّ كُرْزٍ (1)
27477 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أُمِّ كُرْزٍ الْخُزَاعِيَّةِ، قَالَتْ: " أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِغُلَامٍ فَبَالَ عَلَيْهِ فَأَمَرَ بِهِ فَنُضِحَ وَأُتِيَ بِجَارِيَةٍ فَبَالَتْ عَلَيْهِ فَأَمَرَ بِهِ فَغُسِلَ " (2)
__________
(1) سلفت ترجمة أم كُرْز بين يدي الحديث (27139) .
(2) صحيح لغيره، وهو مكرر (27370) سنداً ومتناً.(45/471)
مِنْ حَدِيثِ أَبِي الدَّرْدَاءِ عُوَيْمِرٍ (1)
27478 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ الْغَسَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ حَكِيمُ بْنُ عُمَيْرٍ، وَحَبِيبُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَدَعْ رَجُلٌ مِنْكُمْ أَنْ يَعْمَلَ لِلَّهِ أَلْفَ حَسَنَةٍ حِينَ يُصْبِحُ يَقُولُ (2) : سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ مِائَةَ مَرَّةٍ، فَإِنَّهَا أَلْفُ حَسَنَةٍ، فَإِنَّهُ لَا (3) يَعْمَلُ إِنْ شَاءَ اللهُ مِثْلَ ذَلِكَ فِي يَوْمِهِ مِنَ الذُّنُوبِ، وَيَكُونُ مَا عَمِلَ مِنْ خَيْرٍ سِوَى ذَلِكَ وَافِرًا " (4)
27479 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: حَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ عُقْبَةَ بْنِ رُومَانَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ زَحْزَحَ عَنْ طَرِيقِ الْمُسْلِمِينَ شَيْئًا يُؤْذِيهِمْ، كَتَبَ اللهُ لَهُ بِهِ حَسَنَةً، وَمَنْ كُتِبَ
__________
(1) سلفت ترجمة أبي الدرداء بين يدي الحديث (21750) .
(2) في (ق) : أن يقول.
(3) في (ظ6) : وإنه لن.
(4) إسناده ضعيف، وهو مكرر (21741) سنداً ومتناً.
قال السندي: قوله: "لا يدع " أي: لا يترك، هو نهي أو نفي بمعناه، والمراد: أنه لا ينبغي أن يترك هذا الخير العظيم.(45/472)
لَهُ عِنْدَهُ حَسَنَةٌ، أَدْخَلَهُ اللهُ بِهَا (1) الْجَنَّةَ " (2)
27480 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ قَالَ: حَدَّثَنَا صَفْوَانُ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُرَيْحُ بْنُ عُبَيْدٍ الْحَضْرَمِيُّ، وَغَيْرُهُ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللهَ تَعَالَى يَقُولُ: يَا (3) ابْنَ آدَمَ، لَا تَعْجَزَنَّ مِنَ الْأَرْبَعِ رَكَعَاتٍ مِنْ أَوَّلِ نَهَارِكَ، أَكْفِكَ آخِرَهُ " (4)
__________
(1) قوله: بها، ليس في (ظ6) .
(2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي بكر بن أبي مريم، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير حميد بن عقبة بن رومان، فمن رجال "التعجيل "، وقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات ". أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن الحجاج الخولاني.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط " (32) من طريق أبي المغيرة، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/135، وقال: فيه أبو بكر بن أبي مريم، وهو ضعيف.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (8498) ، وهو عند مسلم (1914) و4/2021، ولفظه: "بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن شوكٍ على الطريق فأخَّره، فشكر الله له، فغفر له ".
وعن أبي برزة الأسلمي، سلف (19768) ، وهو عند مسلم (2618) ، وفيه: أن أبا برزة قال: يا نبي الله علمني شيئاً أنتفع فيه، قال: "اعزل الأذى عن طريق المسلمين ".
(3) لفظة "يا" ليست في (ظ6) .
(4) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، شُريح بن عبيد لم يسمع=(45/473)
27481 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَفْوَانُ، قَالَ: حَدَّثَنِي بَعْضُ الْمَشْيَخَةِ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ السَّكُونِيِّ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: أَوْصَانِي خَلِيلِي أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِثَلَاثٍ لَا أَدَعُهُنَّ لِشَيْءٍ: " أَوْصَانِي بِصِيَامِ ثَلَاثَةِ (1) أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَأَنْ لَا أَنَامَ إِلَّا عَلَى وِتْرٍ، وَسُبْحَةِ الضُّحَى فِي الْحَضَرِ، وَالسَّفَرِ " (2)
__________
= من أبي الدرداء، فيما ذكر الحافظ في "التهذيب"، ورجال الإسناد ثقات.
صفوان: هو ابن عمرو بن هَرِم السَّكْسكي.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/236، وقال: رواه أحمد ورجاله ثقات.
وأخرجه الترمذي (475) من طريق إسماعيل بن عياش، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن جبير بن نفير، عن أبي الدرداء -أو أبي ذر- به. ووقع في المطبوع: وأبي ذر، والتصويب من "تحفة الأشراف" 8/219.
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.
وسيرد برقم (27550) .
وله شاهد من حديث عقبة بن عامر، سلف برقم (17390) وإسناده صحيح.
قال السندي: قوله: "لا تعجزن"، ضبط بالنون الخفيفة، ويحتمل الثقيلة، وهو نهي من العجز، أي: لا تكن عاجزاً عن هذا المقدار.
(1) في (م) : أوصاني بثلاثة.
(2) حديث صحيح دون قوله: "في الحضر والسفر"، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الراوي عن أبي إدريس السَّكوني، ولجهالة أبي إدريس السَّكوني، فلم يذكروا في الرواة عنه سوى صفوان ابن عمرو، قال الذهبي في "الميزان": قال ابن القطان: حاله مجهولة. ثم قال -أي الذهبي-: قد روى عنه غير صفوان، فهو شيخ محلُّه الصدق، وحديثه جيّد، فتعقبه الحافظ في "تهذيبه" قائلاً: كذا قال، ولم يسمّ الراوي الآخر، وقد جزم ابن القطان بأنه ما روى عنه غير صفوان، وقول الذهبي: إنَّ مَن روى عنه أكثر من واحد، فهو شيخ محلُّه=(45/474)
27482 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّ اللهَ تَصَدَّقَ عَلَيْكُمْ بِثُلُثِ أَمْوَالِكُمْ (1) عِنْدَ وَفَاتِكُمْ " (2)
__________
=الصدق، لا يوافقه عليه مَن يبتغي على الإسلام مزيد العدالة، بل هذه الصفة صفة المستورين الذين اختلفت الأئمة في قبول أحاديثهم، والله أعلم.
وقد اختُلف فيه على صفوان بن عمرو:
فرواه أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الخولاني -كما في هذه الرواية، وكما عند الطبراني في "مسند الشاميين " (1002) - عن صفوان بن عمرو، بهذا الإسناد.
ورواه أبو اليمان الحَكَمُ بن نافع -كما سيرد في الرواية (27551) - عن صفوان بن عمرو، عن أبي إدريس السكوني، به. ليس فيه ذكر بعض المشيخة.
وأخرجه مسلم (722) ، والبيهقي في "السنن " 3/47 من طريق أبي مُرَّة مولى أمِّ هانىء، عن أبي الدرداء، به.
وأخرجه الدولابي في "الكنى والأسماء" 2/146 من طريق أبي الوازع -وهو جابر بن عمرو الراسبي- عن أبي الدرداء، قال: أوصاني خليلي بثلاث لا أتركهنَّ حتى أموت: الغُسل يوم الجمعة، وصوم ثلاثة أيام من كل شهر، والوتر قبل النوم. وأبو الوازع يهم.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7671) .
(1) في (ق) : مالكم.
(2) حديث محتمل للتحسين بشواهده، وهذا إسنادٌ ضعيف لضعف أبي بكر: وهو ابن عبد الله بن أبي مريم، وضَمْرَةُ بنُ حَبِيب -وهو الزُّبَيْدي- لم يلق أبا الدرداء. أبو اليمان: هو الحكم بن نافع.=(45/475)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه البزار (1382) (زوائد) من طريق أبي اليمان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1484) ، وأبو نعيم في "الحلية" 6/104 من طريق إسماعيل بن عياش، عن أبي بكر بن أبي مريم، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/212، وقال: فيه أبو بكر بن أبي مريم، وقد اختلط.
وله شاهد من حديث معاذ بن جبل، عند الطبرانى في "الكبير" 20/ (94) ، والدارقطني 4/150، وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/212، وقال: فيه عتبة بن حميد الضبيّ، وثقه ابن حبان وغيره، وضعّفه أحمد. قلنا: وفي إسناده إسماعيل بن عياش، وهو ضعيف في روايته عن غير أهل بلده، كما هي الحال في هذه الرواية.
وآخر من حديث خالد بن عبيد السلمي، عند الطبراني في "الكبير" (4129) ، وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/212، وقال: إسناده حسن!
قلنا: خالد بن عبيد مختلف في صحبته، وقد رواه عنه ابنه الحارث بن خالد ابن عبيد السلمي، وهو مجهول.
وثالث من حديث أبي بكر الصديق، عند ابن عدي في "الكامل" 2/794. قلنا: في إسناده حفص بن عمر بن ميمون الملقب بفرخ، وهو ضعيف.
ورابع من حديث أبي هريرة، عند ابن ماجه (2709) وفي إسناده طلحة بن عمرو الحضرمي، وهو متروك.
قال الحافظ في "بلوغ المرام" بعد أن ذكر هذه الأحاديث: وكلها ضعيفة، لكن يقوِّي بعضها بعضاً.
وسلف برقم (1440) بإسناد صحيح أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أجاز لسعد بن أبي وقاص أن يوصي بثلث ماله، وقال له: "والثلث كثير". =(45/476)
27483 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْطَاةَ، عَنْ بَعْضِ إِخْوَانِهِ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " كُلُّ شَيْءٍ يَنْقُصُ إِلَّا الشَّرَّ، فَإِنَّهُ يُزَادُ فِيهِ " (1)
27484 - حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ السُّوَيْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ سُلَيْمَانُ (2) بْنُ عُتْبَةَ الدِّمَشْقِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ يُونُسَ بْنَ مَيْسَرَةَ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ عَائِذِ اللهِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَاقٌّ، وَلَا مُدْمِنُ خَمْرٍ، وَلَا مُكَذِّبٌ بِقَدَرٍ " (3)
__________
= قال السندي: قوله: "بثلث أموالكم " أي: جعل لكم التصرف فيه دون الورثة، بخلاف الثلثين.
(1) إسناده ضعيف لضعف محمد بن مصعب -وهو القَرْقَساني- ولضعف أبي بكر -وهو ابن أبي مريم- ولابهام الراوي عن أبي الدرداء.
وأخرجه أبو عمرو الداني في "الفتن" (301) من طريق بقيّة بن الوليد، عن أبي بكر بن أبي مريم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1474) من طريق أبي المغيرة، عن أبي بكر بن أبي مريم، عن زيد بن أرطاة، عن أبي الدَّرْداء. فأسقط الراوي عن أبي الدرداء.
وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/220، وقال: فيه أبو بكر بن أبي مريم وهو ضعيف، ورجل لم يُسمّ.
(2) في (م) : حدثنا سليمان، وهو خطأ.
(3) حسن لغيره دون قوله: "ولا مكذّب بقدر"، فقد تفرَّد بها سليمان بن عتبة الدمشقي، وهو ممن لا يُحتمل تفرده، وقد سلف الكلام عليه في مسند =(45/477)
27485 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا (1) أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَخٌ لِعَدِيِّ بْنِ أَرْطَاةَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: عَهِدَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمُ الْأَئِمَّةُ الْمُضِلُّونَ " (2)
__________
= ابن عمر عند تخريج الرواية (6180) ، وبقية رجال الإسناد ثقات. أبو جعفر السُّويدي: هو محمد بن النوشجان البغدادي من رجال "التعجيل"، وثَّقه أبو داود، وذكره ابن حبان في "الثقات " وقال: روى عنه أهلُ العراق. وأبو إدريس عائذ الله: هو الخولاني.
وقد اختلف فيه على يونس بن ميسرة:
فرواه سليمان بن عتبة الدمشقي -كما في هذه الرواية، وكما عند ابن ماجه (3376) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (321) ، والبزار (2182) (زوائد) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (2212) ، والمِزِّي في "تهذيبه" (في ترجمة سليمان بن عتبة"- عن يونس بن ميسرة، بهذا الإسناد. ورواية ابن
ماجه مختصرة بلفظ: "لا يدخل الجنة مُدْمِنُ خمر"، وزاد الطبراني: "ولا منّان".
ورواه عمرو بن واقد الدمشقي -فيما أخرجه الطبراني في "الشاميين" (2200) - عن يونس بن ميسرة، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء، به. وعمرو ابن واقد متروك.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/202، وقال: فيه سليمان بن عتبة الدمشقي، وثَّقه أبو حاتم وغيره، وضعّفه ابن معين وغيره.
وله شاهد من حديث ابن عمر، سلف برقم (6180) ، وذكرنا هناك تتمة شواهده.
(1) في (م) : حدثني.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الراوي عن أبي الدَّرداء، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير أخي عديّ بن أرطاة -وهو زيد=(45/478)
* 27486 - حَدَّثَنَا هَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ (1) ، قَالَ: حَدَّثَنَا (2) أَبُو الرَّبِيعِ سُلَيْمَانُ بْنُ عُتْبَةَ السُّلَمِيُّ، عَنْ يُونُسَ بْنِ مَيْسَرَةَ بْنِ حَلْبَسٍ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَوْ غُفِرَ لَكُمْ مَا تَأْتُونَ إِلَى الْبَهَائِمِ لَغُفِرَ لَكُمْ كَثِيرًا " (3)
__________
= ابن أرطاة- فمن رجال أصحاب السنن عدا ابن ماجه، وهو ثقة. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري.
وأخرجه الطيالسي (975) ، والدارمي (211) من طريق إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد. وجاء في مطبوع الطيالسي عن ابن أخي عديّ بن أرطاة، بزيادة "ابن"، وهو خطأ. وسقط الرجل الراوي عن أبي الدرداء من مطبوع الدارمي.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/239، وقال: فيه راويان لم يسميا!
قلنا: قد عرفتَ من هو الراوي الأول.
وللحديث شواهد ذكرناها في مسند أبي ذر عند الراوية (21296) .
(1) شارك عبد الله بن أحمد أباه في رواية هذه الأحاديث الخمسة الآتية عن هيثم بن خارجة، غير أنه روى هذا الحديث عنه موقوفاً، ورواه عن أبيه، عنه، مرفوعاً، كما ذكر عقب هذه الأحاديث.
(2) في (م) : أخبرنا.
(3) إسناده ضعيف، أبو الربيع سليمان بن عتبة مختلفٌ فيه، وقد تفرَّد به، وهو ممن لا يُحتمل تفرُّده، وقد بسطنا القول فيه في مسند ابن عمر في تخريج الرواية (6180) .
وقد اختلف فيه على الهيثم بن خارجة:
فرواه أحمد -كما في هذه الرواية- وعباس بن محمد الدُّوري -فيما أخرجه البيهقي في "الشعب" (5188) كلاهما عن الهيثم بن خارجة، بهذا الإسناد مرفوعاً.=(45/479)
* 27487 - حَدَّثَنَا هَيْثَمٌ - وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ هَيْثَمٍ - قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الرَّبِيعِ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ (1) مَا نَعْمَلُ، أَمْرٌ قَدْ فُرِغَ مِنْهُ، أَمْ شَيْءٌ (2) نَسْتَأْنِفُهُ؟ قَالَ: " بَلْ أَمْرٌ قَدْ فُرِغَ مِنْهُ " قَالُوا: فَكَيْفَ بِالْعَمَلِ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " كُلُّ امْرِئٍ مُهَيَّأٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ " (3)
__________
=وخالفهما عبد الله بن أحمد -كما سيرد عقب الرواية (27490) - فرواه عن الهيثم بن خارجة، به موقوفاً.
وأورده المنذري في "الترغيب والترهيب" 3/281، وقال: رواه أحمد والبيهقي مرفوعاً هكذا، ورواه عبد الله في زياداته موقوفاً على أبي الدرداء، وإسناده أصح، وهو أشبه.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/191، وقال: رواه أحمد مرفوعاً كما تراه، ورواه ابنه عبد الله موقوفاً، وإسناده جيد!
وأخرجه الحارث في "مسنده" (885) (زوائد) من طريق يحيى بن جابر أن أبا الدرداء.... فذكره موقوفاً عليه، وفيه قصة.
قلنا: وهذا إسناد منقطع، يحيى بن جابر لم يلق أبا الدرداء قال السندي: ما تأتون إلى البهائم، من الضرب والحمل عليها ما لا تطيق وغير ذلك.
(1) في (ظ6) : رأيت.
(2) في (م) : أمر.
(3) صحيح لغيره، وإسناده كسابقه.
وأخرجه البزار (2138) (زوائد) ، والحاكم 2/462 من طريق سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، عن أبي الربيع سليمان بن عتبة، به. قال البزار: إسناده حسن، وقال الحاكم: هذا حديثٌ صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، فتعقبه=(45/480)
* 27488 - حَدَّثَنَا هَيْثَمٌ - وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْهُ - قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " خَلَقَ اللهُ آدَمَ حِينَ خَلَقَهُ، فَضَرَبَ كَتِفَهُ الْيُمْنَى، فَأَخْرَجَ ذُرِّيَّةً بَيْضَاءَ، كَأَنَّهُمُ الذَّرُّ، وَضَرَبَ كَتِفَهُ الْيُسْرَى، فَأَخْرَجَ ذُرِّيَّةً سَوْدَاءَ كَأَنَّهُمُ الْحُمَمُ، فَقَالَ لِلَّذِي فِي يَمِينِهِ: إِلَى الْجَنَّةِ، وَلَا أُبَالِي وَقَالَ: لِلَّذِي فِي كَفِّهِ (2) الْيُسْرَى: إِلَى النَّارِ وَلَا أُبَالِي " (2)
__________
=الذهبي بقوله: بل قال ابنُ معين: سليمان بن عتبة لا شيء.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/194، وقال: وفيه سليمان ابن عتبة، وثقة أبو حاتم وجماعة، وضعّفه ابن معين وغيره، وبقية رجاله ثقات.
وله شاهد صحيح من حديث علي بن أبي طالب، سلف برقم (621) .
وآخر من حديث عبد الله بن مسعود، سلف برقم (3553) ، وذكرنا هناك تتمة شواهده.
(1) في (ق) : كتفه، ولم ترد هذه اللفظة في (ظ6) .
(2) إسناده ضعيف بهذه السِّياقة، أبو الربيع -وهو سليمان بن عتبة- مختلف فيه، وقد تفرَّد به، وهو ممن لا يُحتمل تفرَّده.
وأخرجه البزار (2144) (زوائد) من طريق الهَيْثم بن خارجة، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/185، وقال: رواه أحمد والبزار والطبرانى، ورجاله رجال الصحيح!
وفي الباب عن أبي عبد الله رجلٍ من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سلف برقم (17593) بإسناد صحيح بلفظ: "إن الله قبض بيمينه قبضة، واخرى باليد=(45/481)
* 27489 - حَدَّثَنَا هَيْثَمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الرَّبِيعِ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللهَ تَعَالَى يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِآدَمَ: قُمْ فَجَهِّزْ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ تِسْعَ مِائَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ إِلَى النَّارِ، وَوَاحِدًا إِلَى الْجَنَّةِ " فَبَكَى أَصْحَابُهُ وَبَكَوْا ثُمَّ قَالَ: لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " ارْفَعُوا رُءُوسَكُمْ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا أُمَّتِي فِي الْأُمَمِ إِلَّا كَالشَّعْرَةِ الْبَيْضَاءِ فِي جِلْدِ الثَّوْرِ الْأَسْوَدِ " فَخَفَّفَ ذَلِكَ عَنْهُمْ (1)
* 27490 - حَدَّثَنَا هَيْثَمٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لِكُلِّ شَيْءٍ حَقِيقَةٌ، وَمَا بَلَغَ عَبْدٌ حَقِيقَةَ الْإِيمَانِ حَتَّى يَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَهُ، وَمَا أَخْطَأَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَهُ " (2)
__________
= الأخرى، وقال: هذه لهذه، وهذه لهذه، ولا أبالي". وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.
وانظر حديث ابن عباس السالف برقم (2455) .
(1) صحيح لغيره، وإسناده كسابقه.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/393، وقال: إسناده جيد.
وله شاهد من حديث أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11284) ، بإسناد صحيح، وذكرنا أحاديث الباب في مسند عبد الله بن مسعود عند الرواية (3661) .
(2) إسناده ضعيف كسابقه.=(45/482)
قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: حَدَّثَنِي الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، عَنْ أَبِي الرَّبِيعِ، بِهَذِهِ الْأَحَادِيثِ كُلِّهَا، إِلَّا أَنَّهُ أَوْقَفَ مِنْهَا حَدِيثَ: " لَوْ غُفِرَ لَكُمْ مَا تَأْتُونَ إِلَى الْبَهَائِمِ " وَقَدْ حَدَّثَنَاهُ أَبِي عَنْهُ مَرْفُوعًا
27491 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ وَاهبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، دَخَلَ الْجَنَّةَ " قَالَ: قُلْتُ: وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ؟ قَالَ: " وَإِنْ زَنَى، وَإِنْ سَرَقَ " قُلْتُ: وَإِنْ زَنَى، وَإِنْ سَرَقَ؟ قَالَ: " وَإِنْ زَنَى، وَإِنْ سَرَقَ " قُلْتُ: وَإِنْ زَنَى، وَإِنْ سَرَقَ؟ قَالَ: " وَإِنْ زَنَى، وَإِنْ سَرَقَ (1) عَلَى رَغْمِ أَنْفِ أَبِي الدَّرْدَاءِ " قَالَ: فَخَرَجْتُ لِأُنَادِيَ بِهَا فِي النَّاسِ، قَالَ: فَلَقِيَنِي عُمَرُ، فَقَالَ: ارْجِعْ، فَإِنَّ النَّاسَ إِنْ عَلِمُوا بِهَذِهِ، اتَّكَلُوا عَلَيْهَا، فَرَجَعْتُ فَأَخْبَرْتُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صَدَقَ عُمَرُ " (2)
__________
=وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/197، وقال: رواه أحمد والطبراني، ورجاله ثقات!
وفي الباب عن زيد بن ثابت، سلف برقم (21589) ولفظه. "لو أنفقت جبل أحدٍ ذهباً في سبيل الله ما قَبِله الله منك حتى تؤمن بالقدر، وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك".
(1) قوله: وإن زنى وإن سرق، ليس في (ظ6) .
(2) صحيح لكن من حديث أبي ذرّ، كما سلف برقم (21466) دون القصة مع عمر، وهذا إسنادٌ ضعيف لضعف ابن لَهِيعة، ولانقطاعه بين واهب ابن عبد الله -وهو المعافري- وأبي الدرداء.
وأخرجه مختصراً الطبراني في "الأوسط" (2953) ، وفي "مسند الشاميين" (2113) من طريق محمد بن الزبير الحنظلي، عن رجاء بن حَيْوة، عن أمِّ=(45/483)
27492 - حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبَّادُ بْنُ رَاشِدٍ الْمِنْقَرِيُّ (1) ، عَنِ الْحَسَنِ، وَأَبِي قِلَابَةَ كَانَا جَالِسَيْنِ فَقَالَ: أَبُو قِلَابَةَ، قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ تَرَكَ صَلَاةَ الْعَصْرِ مُتَعَمِّدًا حَتَّى تَفُوتَهُ فَقَدْ أُحْبِطَ عَمَلُهُ " (2)
__________
= الدرداء، عن أبي الدَّرْداء، به. ومحمد بن الزبير الحنظلي متروك.
وأخرجه مختصراً كذلك أبو نُعَيْم في "الحلية" 10/398 من طريق يحيى ابن سعيد القطان، عن الهيثم بن حكيم، عن أبي الدرداء، به. والهيثم بن حكيم لم نقف له على ترجمة.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/16، وقال: رواه أحمد والبزار والطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، وإسناد أحمد أصح، وفيه ابن لهيعة، وقد احتجَّ به غير واحد.
قلنا: رواية الطبراني في "الكبير" لم نقف عليها، فلعلَّها في القسم المفقود منه، ورواية البزار سيأتي ذكرها عند تخريج الحديث (27527) .
وسيرد مختصراً برقمي: (27527) و (27547) .
وسلفت أحاديث الباب في مسند عبد الله بن عمرو عند الرواية (6586) .
وانظر حديث أبي موسى الأشعري، السالف برقم (19597) وما علقناه فيه على قصة عمر.
(1) قوله: "المنقري" في نسبته عباد بن راشد خطأ، فهو ليس منقرياً، وقد روى ابن أبي شيبة الحديث عن هشيم في موضعين من "مصنفه" فقال: عباد ابن ميسرة المنقري، وكلاهما ضعيف الحديث.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عباد بن راشد، ولانقطاعه، فإن أبا قلابة -وهو عبد الله بن زيد الجَرْمي- لم يسمع من أبي الدرداء، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. هُشيم: هو ابن بَشير السُّلَمي، وقد اختلف عليه فيه:=(45/484)
27493 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ بِلَالِ بْنِ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا أَظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ، وَلَا أَقَلَّتْ الْغَبْرَاءُ مِنْ ذِي لَهْجَةٍ أَصْدَقَ مِنْ أَبِي ذَرٍّ " (1)
__________
=فرواه سُريج بن النعمان -كما في هذه الرواية- عن عباد بن راشد، به.
ورواه أبو بكر بن أبي شيبة -كما في "مصنفه" 1/342- عن هشيم فقال: عن عبَّاد بن مَيْسرة المِنْقَري، عن الحسن وأبي قلابة أنهما كانا جالسين فقال أبو قلابة: قال أبو الدرداء: من ترك العصر ... فذكر الحديث هكذا موقوفاً.
وعبَّاد بن ميسرة ضعيف.
ورواه ابنُ أبي شيبة كذلك -كما في "مصنفه" 11/35- عن هشيم، بمثل سابقه إلا أنه وقفه من رواية أبي قلابة، ثم قال: وقال الحسن: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "من ترك صلاة مكتوبة من غير عذر، فقد حَبِطَ عملُه".
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/295، وقال: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح!
وله شاهد من حديث بُريدة عند البخاري (553) ، سلف برقم (22959) .
وانظر أحاديث الباب في مسند ابن عمر عند الحديث (4545) .
(1) حسن بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف عليِّ بن زيد، وهو ابن جُدْعان، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح غير بلال بن أبي الدرداء، فقد روى له أبو داود، وهو ثقة.
وأخرجه ابن سعد 4/228 عن الحسن بن موسى وسليمان بن حرب، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/125، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (534) من طريق الحسن بن موسى، به.
وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/328، والحاكم 3/342 من طريق سليمان بن حرب، به.=(45/485)
27494 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ غَيْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا رِشْدِينُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ عُمَرَ (1) الدِّمَشْقِيِّ، أَنَّ مُخْبِرًا، أَخْبَرَهُ عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، أَنَّهُ قَالَ: " سَجَدْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِحْدَى عَشْرَةَ سَجْدَةً مِنْهُنَّ النَّجْمُ (2) " (3)
27495 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ يَعْنِي أَبَا دَاوُدَ الطَّيَالِسِيَّ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ أَبِي الْجَعْدِ، يُحَدِّثُ عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " أَيَعْجَزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَقْرَأَ ثُلُثَ الْقُرْآنِ فِي لَيْلَةٍ؟ " فَقِيلَ: وَمَنْ يُطِيقُ ذَلِكَ؟ قَالَ: " اقْرَأْ: قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ " (4)
__________
=وأخرجه عبد بن حميد (209) ، والبزار (2713) "زوائد" من طريقين عن حماد بن سلمة، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 9/329، وقال: فيه علي بن زيد، وقد وُثِّق، وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات.
وسلف مطولاً برقم (21724) .
(1) في (ظ6) : عمرو.
(2) في (م) : سجدة النجم.
(3) إسناده ضعيف لضعف رِشْدين -وهو ابن سَعْد- ولجهالة عُمر الدِّمشقي -كما بيَّنَّا عند الرواية (21692) - ولإبهام الراوي عن أمِّ الدرداء، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح.
وقد سلف برقم (21692) ، وذكرنا هناك الاختلاف في إسناده.
(4) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (21705) ، غير أن=(45/486)
27496 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، وَابْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ يَعْنِي ابْنَ نَافِعٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ خَالِهِ عَطَاءِ بْنِ نَافِعٍ، أَنَّهُمْ دَخَلُوا عَلَى أُمِّ الدَّرْدَاءِ، فَأَخْبَرَتْهُمْ أَنَّهَا، سَمِعَتْ أَبَا الدَّرْدَاءِ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ أَفْضَلَ شَيْءٍ فِي الْمِيزَانِ، قَالَ: ابْنُ أَبِي بُكَيْرٍ أَثْقَلَ شَيْءٍ فِي الْمِيزَانِ، يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْخُلُقُ الْحَسَنُ " (1)
__________
= شيخ أحمد هنا هو أبو داود الطيالسي.
وهو عند الطيالسي في "مسنده" (974) ، وأخرجه من طريقه عبد بن حميد (211) ، وأبو نعيم في "الحلية" 7/168، والبغوي في "تفسيره" لسورة الإخلاص.
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عطاء بن نافع -وهو الكَيْخَارَاني- فقد روى له أبو داود والترمذي والبخاريُّ في "الأدب المفرد"، وهو ثقة. عبد الملك بن عمرو: هو أبو عامر العَقَدي، وابن أبي بُكير: هو يحيى.
واختُلف في إسناده على عطاء بنِ نافع:
فرواه الحسن بن مسلم بن يَنَّاق -كما في هذه الرواية، وفيما أخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 10، والبيهقي في "شعب الإيمان" (8005) ، والقاسم بن أبي بزّة كما سيرد بالأرقام (27517) و (27518) و (27532) - ومُطرِّف بن طَريف كما عند الترمذي (2003) ثلاثتُهم عن عطاء
بن نافع، بهذا الإسناد. زاد الترمذي: "وإنَّ صاحبَ حُسن الخلق، لَيبلغُ به درجةَ الصوم والصلاة"، وقال: هذا حديث غريب من هذا الوجه.
قلنا: وهذه الطريق هي أصحُّ الطرق كما ذكر الدارقطني في "العلل" 6/223.
ورواه أبان بن أبي عيَّاش -فيما ذكر الدارقطني 6/222- عن عطاء، عن أمِّ الدرداء، عن أبي الدرداء، موقوفاً. وأبان متروك.=(45/487)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=ورواه كثير أبو محمد -فيما ذكر الدارقطني أيضاً- عن عطاء، عن ابن باباه، عن أمِّ الدرداء، عن أبي الدرداء. قال الدارقطني: ووهم في ذكر ابن باباه.
ورواه إسماعيل بن مسلم -فيما أخرجه الطبرانى في "الكبير" 24/ (653) - عن عطاء، عن عبد الله بن باباه، عن أمِّ الدرداء مرفوعاً. لم يذكر أبا الدرداء في الإسناد. وإسماعيل بن مسلم لم نقف له على ترجمة.
ورواه الحسن بن عث مان الزيادي أبو حسان -فيما أخرجه الطبراني في "الأوسط" (4210) ، وفي "الصغير" (550) ، وفي "مسند الشاميين" (2179) - عن يزيد بن زُريع، عن أبي قِلابة، عن عبد الله بن محيريز، عن أمِّ الدرداء، عن أبي الدَّرداء مرفوعاً. قال الدارقطني في "العلل" 6/223: قيل عنه موقوفاً، وقيل عنه مرفوعاً، ولم يُتابَع عليه.
ورواه إسماعيل بن عيَّاش -فيما أخرجه الطبراني في "الشاميين" (933) - عن صفوان بن عمرو، عن يزيد بن ميسرة، عن أبي الدرداء مرفوعاً.
ورواه شريك بن عبد الله النَّخَعي -فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (647) ، و25/ (178) ، وأبو نُعيم في "الحلية" 5/75، والقضاعي في "مسند الشهاب" (214) - عن خلف بن حوشب، عن ميمون بن مهران، قلتُ لأمِّ الدرداء: أسمعتِ من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شيئاً؟ قالت: نعم، دخلتُ عليه وهو جالس في المجلس، فسمعتُه يقول: "أول ما يوضع في الميزان الخُلق الحسن" وشَريك سيىء الحفظ.
ورواه يعلى بن مملك -كما سيرد برقمي (27553) و (27555) - عن أمِّ الدرداء، عن أبي الدرداء، مرفوعاً.
وفي باب حُسن الخلق عن عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف برقم (6648) .(45/488)
27497 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَيْمُونٌ يَعْنِي أَبَا مُحَمَّدٍ الْمَرَائِيَّ التَّمِيمِيَّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ، قَالَ: صَحِبْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ أَتَعَلَّمُ مِنْهُ، فَلَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ قَالَ: آذِنِ النَّاسَ بِمَوْتِي، فَآذَنْتُ النَّاسَ بِمَوْتِهِ، فَجِئْتُ وَقَدْ مُلِئَ (1) الدَّارُ وَمَا سِوَاهُ، قَالَ: فَقُلْتُ: قَدْ آذَنْتُ النَّاسَ بِمَوْتِكَ، وَقَدْ مُلِئَ (2) الدَّارُ، وَمَا سِوَاهُ قَالَ: أَخْرِجُونِي فَأَخْرَجْنَاهُ قَالَ: أَجْلِسُونِي قَالَ: فَأَجْلَسْنَاهُ، قَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ تَوَضَّأَ، فَأَسْبَغَ (3) الْوُضُوءَ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ يُتِمُّهُمَا (4) ، أَعْطَاهُ اللهُ مَا سَأَلَ (5) مُعَجِّلًا، أَوْ مُؤَخِّرًا " قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِيَّاكُمْ، وَالِالْتِفَاتَ فَإِنَّهُ لَا صَلَاةَ لِمُلْتَفِتٍ (6) فَإِنْ غُلِبْتُمْ فِي التَّطَوُّعِ، فَلَا تُغْلَبُنَّ (7) فِي الْفَرِيضَةِ (8) "
__________
(1) في (ظ2) و (ق) : ملئت.
(2) في (ق) : ملئت.
(3) في (ظ6) : فأحسن.
(4) في (ق) : يتممها.
(5) في (ظ6) : يسأل.
(6) في (م) : للملتفت، وهي نسخة في (ظ2) و (ق) .
(7) في (ق) : تغلبون.
(8) إسناده ضعيف، ميمون أبو محمد المَرَائي التميصي ذكره الذهبي في "الميزان" فقال: ميمون أبو محمد شيخ، حدّث عنه محمد بن بكر البُرْساني، لا يعرف، أو هو المَرَئي. قلنا: يعني ميمون بن موسى، وهو من رجال "التهذيب"، وقد روى عنه محمد بن بكر البُرْساني، وهو ضعيف كذلك.=(45/489)
27498 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ، قَالَا: أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ الْيَعْمُرِيِّ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَمَا يَسْتَطِيعُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَقْرَأَ ثُلُثَ الْقُرْآنِ فِي لَيْلَةٍ؟ " قَالُوا: نَحْنُ أَضْعَفُ مِنْ ذَلِكَ وَأَعْجَزُ قَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ جَزَّأَ الْقُرْآنَ ثَلَاثَةَ أَجْزَاءٍ، فَجَعَلَ قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ جُزْءًا مِنْ أَجْزَاءِ الْقُرْآنِ " (1)
__________
= وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين يخر يوسف بن عبد الله بن سلام، فقد روى له أصحاب السنن والبخاري في "الأدب المفرد"، وهو صحابي صغير.
وأخرج ابن أبي شيبة 2/41 من طريق حيان، عن جعفر بن كثير بن المطلب السهمي قال: قال أبو الدرداء: أيها الناس، إياكم والالتفاتَ في الصلاة....
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/278، وقال: فيه ميمون أبو محمد، قال الذهبي: لا يعرف.
وسيرد نحوه بإسناد حسن برقم (27546) .
قال السندي: قوله: آذن الناس بموتي، أي: بأني في الموت وقريب منه.
الدار وما سواه: من المواضع، كالدهليز والفناء.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، محمد بن بكر: هو البُرْساني، وعبد الوهَّاب: هو ابن عطاء الخَفَّاف، وكلاهما روى عن سعيد -وهو ابن أبي عروبة- قبل اختلاطه.
وأخرجه مسلم (811) (260) من طريق محمد بن بكر، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (2534) من طريق عبد الوهاب بن عطاء، به.
وأخرجه المروزي كما في "مختصر قيام الليل" ص 69 من طريق يزيد بن زُريع، والنسائي في "الكبرى" (10537) - وهو في "عمل اليوم والليلة"=(45/490)
27499 - حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ يُونُسَ، يُحَدِّثُ عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَتَذَاكَرُ مَا يَكُونُ، إِذْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا سَمِعْتُمْ بِجَبَلٍ زَالَ عَنْ مَكَانِهِ، فَصَدِّقُوا، وَإِذَا سَمِعْتُمْ بِرَجُلٍ تَغَيَّرَ عَنْ خُلُقِهِ، فَلَا تُصَدِّقُوا بِهِ (1) ، وَإِنَّهُ يَصِيرُ إِلَى مَا جُبِلَ عَلَيْهِ " (2)
27500 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ أَبُو الدَّرْدَاءِ وَهُوَ مُغْضَبٌ فَقُلْتُ مَنْ أَغْضَبَكَ قَالَ: " وَاللهِ لَا أَعْرِفُ فِيهِمْ مِنْ أَمْرِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُحَمَّدٍ شَيْئًا إِلَّا أَنَّهُمْ يُصَلُّونَ جَمِيعًا " (3)
__________
= (701) - من طريق خالد بن الحارث، كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة، به.
وسلف نحوه برقم (21705) .
(1) في (ق) : فلا تصدقوه، وفي (ظ2) : فلا تصدقوا.
(2) إسناده ضعيف لانقطاعه، الزهري لم يدرك أبا الدرداء، ورجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. وهب بن جرير: هو ابن حازم، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/196، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح، إلا أن الزهري لم يدرك أبا الدرداء.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (21700) ، غير شيخ أحمد فهو هنا محمد بن عبيد الطَّنافسي.
وانظر ما بعده.(45/491)
27501 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ أَبُو الدَّرْدَاءِ وَهُوَ مُغْضَبٌ فَقُلْتُ لَهُ: مَا لَكَ؟ فَقَالَ: " مَا أَعْرِفُ مِنْ أَمْرِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا الصَّلَاةَ " (1)
27502 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ يَعِيشَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ هِشَامٍ، حَدَّثَهُ أَنَّ أَبَاهُ، حَدَّثَهُ قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْدَانُ بْنُ أَبِي (2) طَلْحَةَ، أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ، أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " قَاءَ فَأَفْطَرَ " قَالَ: فَلَقِيتُ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَسْجِدِ دِمَشْقَ فَقُلْتُ: إِنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ أَخْبَرَنِي أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " قَاءَ فَأَفْطَرَ " قَالَ: صَدَقَ أَنَا صَبَبْتُ لَهُ وَضُوءَهُ (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وانظر ما قبله.
(2) في (ظ6) : معدان بن طلحة. وهو صحيح أيضاً.
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنبري، والحسين: هو ابن ذكوان المعلم.
وأخرجه الدارمي (1728) ، والترمذي في "السنن" (87) عن إسحاق بن منصور، و (87) ، وفي "العلل الكبير" 1/166-167، والبيهقي في "الخلافيات" (660) من طريق أبي عبيدة بن أبي السفر، والنسائي في "الكبرى" (3121) عن عمرو بن علي، وبحشل في "تاريخ واسط" ص 217-218 من طريق فضيل ابن درهم، وابن الجارود في "المنتقى" (8) ، وابن خزيمة (1957) من طريق محمد بن يحيى القطيعي، وابن خزيمة أيضاً من طريق الحسين بن عيسى=(45/492)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= البسطامي، وابن المنذر في "الأوسط" (82) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1675) ، وفي "شرح معاني الآثار" 2/96 من طريق إبراهيم بن مرزوق، والدارقطني 1/158، والبيهقي 1/144 من طريق عبد الملك بن محمد الواسطي، تسعتهم عن عبد الصمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (3122) ، وابن خزيمة (1956) ، وابن حبان (1097) ، والحاكم 1/426 من طريق أبي موسى محمد بن المثنى، والحاكم أيضاً، وتمَّام الرازي في "فوائده" (564) (الروض البسام) ، والبغوي في "شرح السنة" (160) من طريق أبي قِلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي، كلاهما عن عبد الصمد، عن أبيه، عن حسين المعلم، عن يحيى بن أبي كثير، عن الأوزاعي، عن يعيش بن الوليد، عن معدان بن أبي طلحة، به. لم يذكر والد يعيش بن الوليد في الإسناد. وجاء في رواية النسائي: عبد الله بن عمرو الأوزاعي، وهو وهم صوابه عبد الرحمن.
قال البخاري فيما نقله عنه الترمذي في "العلل الكبير" 1/168: جوَّدَ حُسين المعلِّم هذا الحديث. وقال الترمذي في "السنن": وحديث حسين أصحّ شيء في هذا الباب. وذكر ابن خزيمة أن الصواب ليس بينهما عن أبيه. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه لخلاف بين
أصحاب عبد الصمد فيه، قال بعضهم: يعيش بن الوليد، عن أبيه، عن معدان، وهذا وهم من قائله، فقد رواه حرب بن شداد، وهشام الدستوائي عن يحيى ابن أبي كثير على الاستقامة!
قلنا: أما رواية حَرْب بن شداد ففيها الوجهان، أي: بزيادة: عن أبيه، ودونَها. وقد ذكرنا ذلك عند تخريج الرواية (21701) .
وخالف البغوي كلاًّ من ابن خزيمة والحاكم، فقال في "شرح السنة" 1/334: هذا حديث حسن، والصحيح عن يعيش بن الوليد، عن أبيه، عن معدان بن أبي طلحة.
قلنا: وعلى هذا فإن زيادة قوله: عن أبيه، لا تضرّ في صحة الإسناد، فهي=(45/493)
27503 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا (1) أَبُو يَعْقُوبَ يَعْنِي إِسْحَاقَ بْنَ عُثْمَانَ الْكِلَابِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ خَالِدَ بْنَ دُرَيْكٍ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، يَرْفَعُ الْحَدِيثَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَجْمَعُ اللهُ فِي جَوْفِ رَجُلٍ غُبَارًا فِي سَبِيلِ اللهِ وَدُخَانَ جَهَنَّمَ، وَمَنِ اغْبَرَّتْ قَدَمَاهُ فِي سَبِيلِ اللهِ، حَرَّمَ اللهُ
__________
= من المزيد في متصل الأسانيد.
وقال البيهقي في "السنن" 1/144: وإسناد هذا الحديث مضطرب، واختلفوا فيه اختلافاً شديداً والله أعلم. فتعقّبه ابن التركماني في "الجوهر النقي" فقال: أخرجه الترمذي، ثم قال: جوَّده حسين المعلم عن يحيى بن أبي كثير، وحديث حسين أصح شيء في هذا الباب. وقال ابن منده: هذا إسناد
متصل صحيح. ثم قال ابن التركماني: وإذا أقام ثقة إسناداً اعتُمد، ولم يبالَ بالاختلاف، وكثيرٌ من أحاديث الصحيحين لم تسلم من مثل هذا الاختلاف.
وأخرجه أبو داود (2381) ، والنسائي في "الكبرى" (3120) عن محمد بن علي بن ميمون، وتمَّام في "فوائده" (565) (الروض البسام) ، والدارقطني 1/158-159 من طريق يوسف بن موسى، والدارقطني من طريقي أحمد بن منصور وأحمد بن محمد بن عيسى، والدارقطني كذلك 1/159، والبيهقي 4/220 من طريق محمد بن إبراهيم بن أجناد، كلهم عن أبي معمر عبد الله بن عمرو بن أبي الحجاج المُقْعَد، عن عبد الوارث، به.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1676) ، وفي "شرح معاني الآثار" 2/96 عن إبراهيم بن أبي داود، والطبراني في "الأوسط" (3714) من طريق عثمان بن عمر الضبّي، كلاهما عن أبي معمر، عن عبد الوارث، عن حسين المعلم، عن يحيى بن أبي كثير، عن الأوزاعي، عن يعيش بن الوليد، عن معدان بن أبي طلحة، به. ليس فيه: عن أبيه.
وسلف برقم (21701) .
(1) في (م) : أخبرنا.(45/494)
سَائِرَ جَسَدِهِ عَلَى النَّارِ، وَمَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللهِ، بَاعَدَ اللهُ عَنْهُ النَّارَ مَسِيرَةَ أَلْفِ سَنَةٍ لِلرَّاكِبِ الْمُسْتَعْجِلِ، وَمَنْ جُرِحَ جِرَاحَةً فِي سَبِيلِ اللهِ، خَتَمَ لَهُ (1) بِخَاتَمِ الشُّهَدَاءِ، لَهُ نُورٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لَوْنُهَا مِثْلُ لَوْنِ الزَّعْفَرَانِ، وَرِيحُهَا مِثْلُ (2) رِيحِ (3) الْمِسْكِ، يَعْرِفُهُ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَالْآخِرُونَ، يَقُولُونَ: فُلَانٌ عَلَيْهِ طَابَعُ الشُّهَدَاءِ، وَمَنْ قَاتَلَ فِي سَبِيلِ اللهِ فُوَاقَ نَاقَةٍ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ " (4)
__________
(1) قوله: له، ليس في (ظ6) .
(2) قوله: مثل، ليس في (ظ6) .
(3) قوله: ريح، ليس في (ظ2) ولا (ق) .
(4) حديث صحيح بشواهده دون قوله: "ألف سنة للراكب المستعجل ... " وقوله: "يعرفه بها الأولون والآخِرون يقولون: فلان عليه طابع الشهداء"، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه؛ خالد بن دُرَيْك لم يدرك أبا الدرداء. وبقية رجال الإسناد ثقات. أبو سعيد: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري مولى بني هاشم.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/285، وقال: رواه أحمد ورجاله ثقات، إلا أن خالد بن دُرَيْك لم يسمع من أبي الدرداء، ولم يُدْركه.
وأخرجه الحارث في "مسنده" (344) (زوائد) من طريق زائدة بن قدامة، عن الأعمش، عن شِمْر بن عطيّة، عن أبي الدرداء مرفوعاً بلفظ: "مَنْ صامَ في سبيل الله، جعلَ اللهُ بينه وبين النارِ خندقاً كما بين السماء والأرض". وشِمْرُ بن عطية لم يدرك أبا الدرداء.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (3598) ، وفي "الصغير" (449) من طريق سفيان الثوري، عن الأعمش، عن شِمْر بن عطية، عن شَهْر بن حَوْشَب، عن أمِّ الدرداء، عن أبي الدرداء، بمثل لفظ سابقه. وشَهْر بنُ حَوْشب ضعيف.
وأخرج الطبراني في "الأوسط" (5529) من طريق صدقة بن موسى=(45/495)
27504 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حَيَّانَ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ،
__________
=الدقيقي، عن حميد بن قيس الأعرج، عن عمرو بن قيس الكندي، عن أبي الدرداء مرفوعاً بلفظ: "من اغبرّت قدماه في سبيل الله، حرَّم الله سائر جسده على النار". وصدقة بن موسى ضعيف.
وأخرج الطبراني في "الشاميين" (1703) من طريق مَسْلَمة بن عُلَيّ الخُشَنيّ، عن محمد بن الوليد الزُّبيدي، عن الزهري، عن كعب بن عاصم الأشعري، عن أمِّ الدرداء، عن أبي الدرداء، مرفوعاً، بلفظ: "صيام المرء في سبيل الله يُباعده من جهنم مسيرة تسعين عاماً". ومَسْلَمَةُ بن عُلَيّ متروك.
وقوله: "لا يجمع الله في جوف رجلٍ غباراً في سبيل الله ودخانَ جهنم":
له شواهد ذكرناها في مسند أبي هريرة عند الرواية (7480) ، وهو حديث صحيح بطرقه وشواهده.
وقوله: "من اغبرّت قدماه في سبيل الله، حرَّم الله سائر جسده على النار" يشهد له حديث أبي عبس، سلف بإسناد صحيح برقم (15935) بلفظ: "من اغبرّت قدماه في سبيل الله، حرَّمهما الله على النار". وقد ذكرنا بقية شواهده في مسند جابر بن عبد الله عند الرواية (14947) .
وفي باب قوله: "من صام يوماً في سبيل الله ... " عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11210) وهو حديث صحيح، ولفظه: "لا يصومُ عبد يوماً في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم النار عن وجهه سبعين خريفاً" وقد ذكرنا تتمة أحاديث الباب ثمة.
وفي باب قوله: "ومن جُرح جراحةً ... " عن أبي هريرة، سلف برقم (7157) بإسناد صحيح، ولفظه: "ما من كَلْم يُكلم في سبيل الله إلا جاء يوم القيامة كهيئته يوم كُلِم، لونُه لونُ دم، ورِيحُه ريحُ مسك".
وقوله: "من قاتل في سبيل الله فُواق ناقةٍ وجبت له الجنة" له شواهد ذكرناها في مسند أبي هريرة عند الرواية (9762) ، وهو حديث صحيح.(45/496)
عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: " لَقَدْ رَأَيْتُنَا (1) فِي بَعْضِ أَسْفَارِنَا، وَإِنَّ أَحَدَنَا لَيَضَعُ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ مِنْ شِدَّةِ الْحَرِّ، وَمَا فِي الْقَوْمِ صَائِمٌ، إِلَّا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ " وَقَالَ أَبُو عَامِرٍ: عُثْمَانُ بْنُ حَيَّانَ وَحْدَهُ (2)
27505 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ ثَابِتٍ - أَوْ عَنْ أَبِي ثَابِتٍ -، أَنَّ رَجُلًا، دَخَلَ مَسْجِدَ دِمَشْقَ فَقَالَ: اللهُمَّ آنِسْ وَحْشَتِي، وَارْحَمْ غُرْبَتِي، وَارْزُقْنِي جَلِيسًا حَبِيبًا (3) صَالِحًا، فَسَمِعَهُ أَبُو الدَّرْدَاءِ فَقَالَ: لَئِنْ كُنْتَ صَادِقًا، لَأَنَا أَسْعَدُ بِمَا قُلْتَ مِنْكَ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " {فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ} [فاطر: 32] قَالَ: الظَّالِمُ يُؤْخَذُ (4) مِنْهُ فِي مَقَامِهِ ذَلِكَ (5) الْهَمُّ وَالْحَزَنُ، {
__________
(1) في (م) : رأينا.
(2) حديث صحيح، هشام بن سعد وعثمان بن حيان روى لهما مسلم هذا الحديث متابعةً، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح.
وسلف برقم (21696) من طريق سعيد بن عبد العزيز، عن إسماعيل بن عبيد الله، عن أم الدرداء، بهذا الإسناد.
وبرقم (21698) عن أبي عامر العقدي، عن هشام بن سعد، عن عثمان ابن حيان، عن أم الدرداء، به.
(3) قوله: حبيباً، ليس في (ظ6) .
(4) في (ظ6) : يوجد.
(5) قوله: ذلك، ليس في (م) .(45/497)
وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ} [فاطر: 32] قَالَ (1) : يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا، {وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ} [فاطر: 32] قَالَ: الَّذِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ " (2)
27506 - حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ بَحْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتُ بْنُ عَجْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ، مَوْلَى بَنِي يَزِيدَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، أَنَّ رَجُلًا، مَرَّ بِهِ وَهُوَ يَغْرِسُ غَرْسًا بِدِمَشْقَ فَقَالَ لَهُ: أَتَفْعَلُ هَذَا وَأَنْتَ صَاحِبُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: لَا تَعْجَلْ عَلَيَّ سَمِعْتُ (3) رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ غَرَسَ غَرْسًا لَمْ يَأْكُلْ مِنْهُ آدَمِيٌّ، وَلَا خَلْقٌ مِنْ خَلْقِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا كَانَ لَهُ صَدَقَةً " (4) قَالَ عَبْدُ اللهِ: قَالَ أَبِي: قَالَ: الْأَشْجَعِيُ (5) يَعْنِي عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ
__________
(1) قوله: قال، ليس في (م) .
(2) إسناده ضعيف، هو مكرر (21697) سنداً ومتناً.
(3) في (ق) : فإني سمعت.
(4) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف من أجل بقية -وهو ابن الوليد- فهو يدلِّسُ تدليس التَّسوية، وهو شرُّ أنواع التدليس، ومثله يُحتاج إلى التصريح بالسماع في جميع طبقات الإسناد. القاسم مولى بني يزيد: هو القاسم بن عبد الرحمن الشامي الدمشقي.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/68، وقال: رجاله موثّقون وفيهم كلام لا يضرّ!
وله شاهد من حديث أنس بن مالك، سلف بإسناد صحيح برقم (12495) ، وذكرنا تتمة شواهده ثمة.
(5) في (م) : الأشجع، وهو خطأ، والأشجعي هذا: هو أبو عبيدة بن عبيد الله بن عبد الرحمن.(45/498)
الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي زِيَادٍ، دَخَلْتُ مَسْجِدَ دِمَشْقَ (1)
27507 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: قَالَ (2) رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ لَا تَخْتَصَّ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ بِقِيَامٍ دُونَ اللَّيَالِي، وَلَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ بِصِيَامٍ دُونَ الْأَيَّامِ " (3)
__________
(1) جاء في هامش كل من (ظ2) و (ق) ونسخة السندي ما نصه: هكذا مذكور هنا: قال عبد الله ... إلخ، لكن محله عقب الحديث الذي قبله.
انتهى، قلنا: وقال الحافظ في "أطراف المسند" 6/142 عقب الحديث: كذا وجدت فيه، وما عرفتُ مراده.
(2) في (ظ6) : قال لي.
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، محمد بن سيرين لم يسمع من أبي الدرداء. ورجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. إسرائيل: هو ابنُ يونس بن أبي إسحاق السَّبيعي، وعاصم الأحول: هو ابن سليمان.
واختلف فيه على محمد بن سيرين:
فرواه إسرائيل -كما في هذه الروايهَ، وفيما أخرجه النسائي في "الكبرى" (2752) ، وابن شاهين في "ناسخ الحديث ومنسوخه" (385) - وسفيانُ الثوري -عند ابن أبي شيبة 3/45، وأشار إليه الدارقطني في "العلل" 8/129- كلاهما عن عاصم الأحول، بهذا الإسناد.
ورواه معمر -فيما أخرجه عبد الرزاق (7803) ، ومن طريقه ابن شاهين (387) ، والطبراني في "الكبير" (6056) - وسفيان بن عُيينة -فيما أخرجه ابن شاهين (386) - كلاهما عن أيوب، عن محمد بن سيرين، به. وكلا الطريقين طريقي عاصم الأحول وأيوب صحيح، فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 8/129.=(45/499)
27508 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو (1) بْنِ مُرَّةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصَّلَاةِ، وَالصِّيَامِ، وَالصَّدَقَةِ؟ " قَالُوا: بَلَى قَالَ: " إِصْلَاحُ (2) ذَاتِ الْبَيْنِ قَالَ (3) : وَفَسَادُ ذَاتِ الْبَيْنِ هِيَ الْحَالِقَةُ " (4)
__________
=ورواه الحسن بن عيسى الحربي -فيما أخرجه الدارقطني 8/129- عن سفيان بن عيينة، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، مرفوعاً. ووهم فيه فيما ذكر الدارقطني.
وأخرجه ابنُ سعد 4/85 من طريق ابن عَوْن، عن ابن سيرين، قال: دخل سلمان على أبي الدرداء ... فذكره، وفيه قصة.
وأخرجه ابن شاهين (384) من طريق ثابت البُناني، عن ابن سيرين، أن أبا الدرداء ... فذكره، وفيه قصة.
وله شاهد من حديث أبي هريرة عند مسلم (1144) ، والنسائي في "الكبرى" (2751) و (2755) ، وابن خزيمة (1176) ، وابن حبان (2612) و (2613) ، والحاكم 1/311، والبيهقي في "السنن" 4/302 من طريق زائدة ابن قُدامة، عن هشام بن حسان، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، مرفوعاً،
وقد سلف مختصراً برقم (9127) .
(1) في (م) : عمر، وهو خطأ.
(2) في (ظ6) : صلاح.
(3) قوله: قال، من (ظ6) .
(4) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. عمرو بن مُرَّة: هو ابن عبد الله بن طارق الجَمَلي.
وقد اختُلف فيه على الأعمش:=(45/500)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= فرواه أبو معاوية محمد بن خازم الضرير -كما في هذه الرواية، وفيما أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (391) ، وأبو داود (4919) ، والترمذي (2509) ، وابن حبان (5092) ، والطبراني في "مكارم الأخلاق" (75) ، والبيهقي في "الآداب" (117) ، وفي "شعب الإيمان" (11088) ، والبغوي في "شرح السنة" (3538) - عن الأعمش، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، ويُروى عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: "هي الحالقة، لا أقول: تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين".
وخالفه محمد بن فضيل بن غزوان -فيما ذكر البيهقي في "شعب الإيمان" (11089) - فرواه عن الأعمش، عن سالم، عن أبي الدرداء، موقوفاً، لم يذكر عمرو بنَ مرة ولا أمِّ الدَّرْداء.
قلنا: أبو معاوية الضرير من أثبتِ الناس في الأعمش.
ورواه أبو إدريس الخولاني، واختُلف عليه فيه:
فرواه الزُّهري -فيما أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (11090) - ومكحول -فيما ذكر البيهقي أيضاً عقب (11090) - كلاهما عن أبي إدريس، عن أبي الدرداء، موقوفاً.
ورواه يونس بن ميسرة بن حلبس، عن أبي إدريس الخولاني، واختلف عليه فيه كذلك:
فرواه أبو المعلى صخر بن جندل البيروتي -فيما أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (739) - عن يونس بن ميسرة، عن أبي إدريس، عن أبي الدرداء، موقوفاً.
ورواه محمد بن الحجاج القرشي الدمشقي -فيما أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (11091) - عن يونس بن ميسرة، عن أبي إدريس، عن أبي هريرة، مرفوعاً.
وفي الباب عن أبي هريرة عند الترمذي (2508) بلفظ: "إياكم وسوء ذات البين، فإنها الحالقة"، وقال: هذا حديث صحيح غريب من هذا الوجه.(45/501)
27509 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ الْوَصَّافِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ (1) عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ سَمِعَ مِنْ رَجُلٍ حَدِيثًا، لَا يَشْتَهِي أَنْ يُذْكَرَ عَنْهُ، فَهُوَ أَمَانَةٌ، وَإِنْ لَمْ يَسْتَكْتِمْهُ " (2)
27510 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ ذَكْوَانَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} [يونس: 64] قَالَ: " الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ، يَرَاهَا الْمُسْلِمُ، أَوْ تُرَى لَهُ " (3)
__________
(1) تحرف في (ق) و (م) إلى: عن.
(2) إسناده ضعيف لضعف عُبيد الله بن الوليد الوَصَّافي، وعبد الله بن عبيد ابنِ عُمير لم يذكروا له سماعاً من أبي الدرداء.
وأخرجه أبو نعيم فى "الحلية" 3/359 من طريق الإماي أحمد، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/97، ونسبه إلى أحمد والطبراني، ثم قال: وفي إسناد أحمد وأحد إسنادي الطبراني عُبيد الله بن الوليد الوصَّافي، وهو متروك، وفي إسناده الآخر ضرار بن صُرَد، وهو متروك.
قلنا: روايتا الطبراني لم نقف عليهما، فلعلهما في القسم المفقود منه.
وفي الباب عن جابر، سلف برقم (14474) بلفظ: "من حدَّث في مجلس بحديث، فالتفت، فهي أمانة"، وإسناده حسن في الشواهد.
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الراري عن أبي الدرداء، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. سفيان: هكذا جاء غير منسوب،=(45/502)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=والظن أنه الثوري، لولا أن الطبري صرح في روايته أنه ابن عيينة، والخطب في ذلك يسير.
وقد اختلف في إسناده:
فرواه الأعمش، واختلف عليه فيه:
فرواه سفيان بن عُيينة -كما في هذه الرواية، وفيما أخرجه الطبري في "تفسيره" (17733) - عن الأعمش، بهذا الإسناد.
ورواه أبو معاوية الضرير -كما سيرد برقمي (27526) و (27556) - ووكيع -فيما أخرجه ابن أبي شيبة 11/51، والطبري (17734) - وسفيان الثوري -فيما أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2180) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (4751) - وشريك بن عبد الله النخعي -فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 6/212- أربعتهم عن الأعمش، عن أبي صالح ذكوان السمان، عن عطاء بن يسار، عن رجل من مصر، عن أبي الدرداء، به. فأدخلوا عطاء بن يسار بين أبي صالح والرجل المبهم، وهو الصواب فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 6/213.
ورواه شعبة عن الأعمش، واختلف عليه فيه:
فرواه محمد بن جعفر -كما سيرد برقم (27520) -، والطيالسي -كما في مسنده (976) - كلاهما عن شعبة، عن الأعمش، به، بزيادة عطاء بن يسار في الإسناد.
وخالفهما محمد بن أبي عدي، فرواه -فيما أخرجه الطبري (17717) - عن شعبة، عن الأعمش، به. لم يذكر عطاء بن يسار.
ورواه جرير بن عبد الحميد الضبي -فيما أخرجه الطبري (17736) - وسليمان التيمي -فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 6/212- كلاهما عن الأعمش، عن أبي صالح، عن عطاء بن يسار، عن أبي الدرداء، به. لم يذكرا الرجل المبهم في الإسناد.
ورواه عمار بن محمد الثوري -فيما أخرجه الطبري (17728) ، وأبو نعيم=(45/503)
27511 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، قَالَ: كَانَ فِينَا رَجُلٌ لَمْ تَزَلْ بِهِ أُمُّهُ أَنْ يَتَزَوَّجَ حَتَّى تَزَوَّجَ، ثُمَّ أَمَرَتْهُ أَنْ يُفَارِقَهَا، فَرَحَلَ إِلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ بِالشَّامِ، فَقَالَ: إِنَّ أُمِّي لَمْ تَزَلْ بِي حَتَّى تَزَوَّجْتُ، ثُمَّ أَمَرَتْنِي أَنْ أُفَارِقَ قَالَ: مَا أَنَا بِالَّذِي آمُرُكَ أَنْ تُفَارِقَ، وَمَا أَنَا بِالَّذِي آمُرُكَ أَنْ تُمْسِكَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " الْوَالِدُ أَوْسَطُ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ " فَأَضِعْ ذَلِكَ الْبَابَ، أَوْ احْفَظْهُ قَالَ: فَرَجَعَ وَقَدْ فَارَقَهَا (1)
__________
= في "أخبار أصبهان" 1/246- عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة.
ورواه عبد العزيز بن رُفيع -كما سيرد برقم (27521) - عن أبي صالح، عن عطاء بن يسار، عن رجل من أهل مصر، عن أبي الدرداء.
ورواه عاصم بن بَهْدلة -فيما أخرجه الترمذي (3106) - عن أبي صالح، عن أبي الدرداء، به. معضلاً، أسقط منه عطاء بن يسار والرجل المبهم.
ورواه محمد بن المنكدر -كما سيرد برقم (27521) - عن عطاء بن يسار، عن رجل من أهل مصر، عن أبي الدرداء، به.
وله شاهد من حديث عبادة بن الصامت، سلف برقم (22687) .
وآخر من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف برقم (7044) ، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.
(1) إسناده حسن من أجل عطاء بن السائب، وقد سمع منه سفيان الثوري قبل اختلاطه، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1385) من طريق أبي حُذيفة موسى بن مسعود، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.=(45/504)
27512 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ السَّعْدِيِّ، قَالَ: أَمَرَنِي نَاسٌ مِنْ قَوْمِي أَنْ أَسْأَلَ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، عَنْ سِنَانٍ يُحَدِّدُونَهُ وَيُرَكِّزُونَهُ فِي الْأَرْضِ، فَيُصْبِحُ وَقَدْ قَتَلَ الضَّبُعَ، أَتُرَاهُ ذَكَاتَهُ؟ قَالَ: فَجَلَسْتُ إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، فَإِذَا عِنْدَهُ شَيْخٌ أَبْيَضُ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ؟ فَقَالَ لِي: وَإِنَّكَ (1) لَتَأْكُلُ الضَّبُعَ؟ قَالَ: قُلْتُ: مَا أَكَلْتُهَا قَطُّ، وَإِنَّ نَاسًا مِنْ قَوْمِي لَيَأْكُلُونَهَا، قَالَ: فَقَالَ: إِنَّ (2) أَكْلَهَا لَا يَحِلُّ، قَالَ: فَقَالَ الشَّيْخُ: يَا عَبْدَ اللهِ، أَلَا أُحَدِّثُكَ بِحَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ يَرْوِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قُلْتُ: بَلَى قَالَ: فَإِنِّي سَمِعْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ، يَقُولُ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ كُلِّ ذِي خِطْفَةٍ (3) ، وَعَنْ كُلِّ نُهْبَةٍ، وَعَنْ كُلِّ مُجَثَّمَةٍ، وَعَنْ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ " قَالَ: فَقَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ: صَدَقَ (4)
__________
=وسلف برقم (21717) .
وسيكرر برقم (27528) سنداً ومتناً.
(1) في (ظ2) : أوَ إنك.
(2) لفظة "إن" ليست في (ظ6) .
(3) في (ظ6) : عن كل خطفة.
(4) مرفوعه صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف سلف الكلام عليه عند الرواية (21706) ، وذكرنا هناك شواهده.
وللنهي عن كل مُجثَّمة شاهدٌ من حديث ابن عباس، سلف برقم (1989) بإسناد صحيح، وذكرنا تتمة شواهده في مسند أبي هريرة عند الرواية (8789) .=(45/505)
بَقِيَّةُ حَدِيثِ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ
27513 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ حَاتِمِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ، قَالَ: كَانَ رَجُلٌ بِالشَّامِ يُقَالُ لَهُ: مَعْدَانُ، كَانَ أَبُو الدَّرْدَاءِ يُقْرِئُهُ الْقُرْآنَ، فَفَقَدَهُ أَبُو الدَّرْدَاءَ، فَلَقِيَهُ يَوْمًا وَهُوَ بِدَابِقٍ، فَقَالَ لَهُ أَبُو الدَّرْدَاءِ: يَا مَعْدَانُ مَا فَعَلَ الْقُرْآنُ الَّذِي كَانَ مَعَكَ؟ كَيْفَ أَنْتَ وَالْقُرْآنُ الْيَوْمَ؟ قَالَ: قَدْ عَلِمَ اللهُ مِنْهُ فَأَحْسَنَ، قَالَ: يَا مَعْدَانُ، أَفِي مَدِينَةٍ (1) تَسْكُنُ الْيَوْمَ أَوْ فِي قَرْيَةٍ؟ قَالَ: لَا، بَلْ فِي قَرْيَةٍ قَرِيبَةٍ (2) مِنَ الْمَدِينَةِ، قَالَ: مَهْلًا، وَيْحَكَ يَا مَعْدَانُ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَا مِنْ خَمْسَةِ أَهْلِ أَبْيَاتٍ لَا يُؤَذَّنُ فِيهِمْ بِالصَّلَاةِ، وَتُقَامُ فِيهِمُ الصَّلَوَاتُ (3) ، إِلَّا اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ، وَإِنَّ الذِّئْبَ يَأْخُذُ الشَّاذَّةَ (4) " فَعَلَيْكَ بِالْمَدَائِنِ، وَيْحَكَ يَا مَعْدَانُ (5)
__________
= قال السندي: قوله: عن كل ذي خَطْفة، الخطفة: ما اختطفه الذئب من الشاة وهي حية، لأن ما أُبِين من حىٍّ، فهو ميت. كذا قيل، وهذا مبني على أن معنى: عن كل ذي خطفة، أي: عن كل خَطْفةِ كلِّ ذي خطفة، والأقرب أن المراد بذي خطفة وبذي نُهْبة سباع الطيور، والله أعلم.
(1) في (ظ6) : في أي مدينة.
(2) في (ظ6) : قريب.
(3) في. (ظ6) : الصلاة.
(4) في (ظ2) و (ق) : الشاة.
(5) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لجهالة حاتم بن أبي نَصْر، فلم يذكروا في الرواة عنه سوى هشام بن سعد، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن القطان والذهبي وابن حجر ولضعفِ هشام بن سعد. عليُّ بنُ ثابت: هو الجزري.=(45/506)
27514 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ بْنِ قُدَامَةَ، وَوَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي زَائِدَةُ بْنُ قُدَامَةَ، عَنِ السَّائِبِ - قَالَ وَكِيعٌ: ابْنِ حُبَيْشٍ الْكَلَاعِيِّ - عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ الْيَعْمُرِيِّ، قَالَ: قَالَ لِي أَبُو الدَّرْدَاءِ: أَيْنَ مَسْكَنُكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: فِي قَرْيَةٍ دُونَ حِمْصَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَا مِنْ ثَلَاثَةٍ فِي قَرْيَةٍ، وَلَا (1) يُؤَذَّنُ، وَلَا تُقَامُ فِيهِمُ الصَّلَوَاتُ (2) ، إِلَّا اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ عَلَيْكَ بِالْجَمَاعَةِ، فَإِنَّمَا يَأْكُلُ الذِّئْبُ الْقَاصِيَةَ " قَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: قَالَ السَّائِبُ: " يَعْنِي بِالْجَمَاعَةِ (3) فِي الصَّلَاةِ " (4)
27515 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُمَرَ الصِّينِيَّ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، أَنَّهُ إِذَا كَانَ نَزَلَ بِهِ ضَيْفٌ قَالَ: يَقُولُ لَهُ: أَبُو الدَّرْدَاءِ مُقِيمٌ (5) فَنُسْرِحُ (6) ، أَوْ ظَاعِنٌ فَنَعْلِفُ؟ قَالَ: فَإِنْ قَالَ لَهُ:
__________
=وسلف نحوه بإسناد حسن برقمي: (21710) و (21711) .
وسيرد (27514) .
(1) في (ظ6) : لا، وفي (م) : فلا.
(2) في (ظ6) : الصلاة، وهي نسخة في (ظ2) و (ق) .
(3) قوله: الجماعة، ليس في (م) .
(4) إسناده حسن من أجل السائب بن حبيش، وهو مكرر (21710) ، إلا أن الإمام أحمد رواه هنا عن وكيع مقروناً بعبد الرحمن بن مهدي.
وانظر ما قبله.
(5) في (ظ6) و (ق) : أمقيم.
(6) ف (م) : فَنُسْرِجُ، وهو خطأ.(45/507)
ظَاعِنٌ قَالَ لَهُ: مَا أَجِدُ لَكَ شَيْئًا خَيْرًا مِنْ شَيْءٍ أَمَرَنَا بِهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، ذَهَبَ الْأَغْنِيَاءُ بِالْأَجْرِ، يَحُجُّونَ، وَلَا نَحُجُّ، وَيُجَاهِدُونَ وَلَا نُجَاهِدُ، وَكَذَا وَكَذَا (1) ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِ، جِئْتُمْ مِنْ أَفْضَلِ مَا يَجِيءُ بِهِ أَحَدٌ مِنْهُمْ: أَنْ تُكَبِّرُوا اللهَ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ، وَتُسَبِّحُوهُ ثَلَاثًا، وَثَلَاثِينَ وَتَحْمَدُوهُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ " (2)
27516 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَحَجَّاجٌ، قَالَا (3) : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ حَجَّاجٌ فِي حَدِيثِهِ: سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ أَبِي الْجَعْدِ، يُحَدِّثُ عَنْ مَعْدَانَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ قَرَأَ عَشْرَ آيَاتٍ مِنْ آخِرِ الْكَهْفِ، عُصِمَ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ " قَالَ حَجَّاجٌ: " مَنْ قَرَأَ
__________
(1) في (ظ6) : بكذا وبكذا، وهي نسخة في (ظ2) و (ق) .
(2) صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف لجهالة حالِ أبي عُمر الصِّيني، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. الحَكَم: وابن عتيبة.
وأخرجه المِزِّيُّ في "تهذيب الكمال" (في ترجمة أبي عمر الصِّينيّ) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9978) -وهو في "عمل اليوم والليلة" (150) - من طريق محمد بن جعفر، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/235، والطبراني في "الدعاء" (710) ، والمِزِّي في "تهذيبه" (ترجمة أبي عمر) من طرق عن شعبة، به.
وسلف برقم (21709) .
قال السندي: قوله: فنُسرِح، أي: فنرسل دابتك إلى المرعى.
(3) في (ظ2) و (ق) و (م) : قال.(45/508)
الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ مِنْ سُورَةِ الْكَهْفِ " (1)
27517 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ
__________
(1) إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين غير معدان -وهو ابن أبي طلحة اليعمري- فمن رجال مسلم، لكن شذ فيه شعبة، فقال: "من أواخر سورة الكهف"، فخالف همام بن يحيى في الرواية السالفة برقم (21712) ، وسعيد بن أبي عروبة في الرواية الآتية برقم (27540) ، وشيبان النحوي في الرواية (27541) ، وهشام الدستوائي عند مسلم (809) (257) قالوا جميعاً: من أول سورة الكهف.
وأخرجه مسلم (809) ، والنسائي في "الكبرى" (8025) و (10785) -وهو في "عمل اليوم والليلة" (949) - وابن حبان (786) من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة، بهذا الإسناد. أشار مسلم عقب روايته إلى مخالفة شعبة لهمام وهشام، وجاء عند النسائي بلفظ: "من قرأ عشر آيات" لم يذكر من أول الكهف ولا من آخرها.
وأخرجه الترمذي (2886) من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة، به. غير أنه خالف في موضع آخر فقال: "من قرأ ثلاث آيات من أول الكهف"، فقال: ثلاث، بدل عشر، ووافق هماماً وهشاماً في قولهما: "من أول"، وهذا يدل على أن شعبة لم يضبط هذا الحديث.
وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" ص 132، والنسائي في "الكبرى" (10786) -وهو في "عمل اليوم والليلة" (950) - من طريق حجاج بن محمد المصيصي، عن شعبة، به.
وقد رواه خالد بن الحارث -فيما أخرجه النسائي في "الكبرى" (10784) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (948) -وبُهلول بن حسان التنوخي- فيما أخرجه الخطيب في "تاريخه" 1/290 -كلاهما عن شعبة، به، غير أنهما جعلاه من حديث ثوبان.
وسيرد بالأرقام (27540) و (27541) و (27542) .(45/509)
بْنَ أَبِي بَزَّةَ، عَنْ عَطَاءٍ الْكَيْخَارَانِيِّ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا مِنْ شَيْءٍ أَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ مِنْ خُلُقٍ حَسَنٍ " (1)
27518 - حَدَّثَنَاهُ يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، وَقَالَ (2) : الْكَيْخَارَانِيِّ (3)
__________
(1) إسناده صحيحِ، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عَطاء الكَيْخاراني، وهو ابنُ نافع، كما سَلف بيانُه في الرواية (27496) .
وأخرجه الآجُرِّي في "الشريعة" ص 383 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (978) ، وابن أبي شيبة 6/518، وعبد بن حُميد (204) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (270) ، وأبو داود (4799) ، وابنُ أبي عاصم في "السنة" (783) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4428) ، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 9، وابن قانع في "معجم الصحابة"
2/251، وابن حبان (481) ، والطبراني في "مكارم الأخلاق" (4) ، والآجري ص 382-383، وابن الغطريف في "جزئه" (89) ، وأبو نُعيم في "الحلية" 7/262 و10/110، والبيهقي في "شُعب الإيمان" (8003) و (8004) ، والمِزّي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة عطاء بن نافع) ، وأمة الله بنت
عبد الرحمن في "مسندها" (3) من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه أبو نُعيم في "الحلية" 7/262 من طريق مسعر، عن القاسم بن أبي بزَّة، به.
وانظر ما بعده.
(2) في (ظ2) و (ق) : قال، وفي (م) : عن، والمثبت من (ظ6) .
(3) إسناده صحيح، وهو مكرر سابقه (يعني بذكر القاسم بن أبي بزّة فيه) غير أن شيخ أحمد هنا هو يزيد بن هارون.=(45/510)
27519 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُمَيْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ مَرَّ بِامْرَأَةٍ مُجِحٍّ عَلَى بَابِ فُسْطَاطٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَعَلَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُلِمَّ بِهَا؟ " فَقَالُوا: نَعَمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَلْعَنَهُ لَعْنًا يَدْخُلُ (1) مَعَهُ قَبْرَهُ، كَيْفَ يُوَرِّثُهُ وَهُوَ لَا يَحِلُّ لَهُ؟ كَيْفَ يَسْتَخْدِمُهُ وَهُوَ لَا يَحِلُّ لَهُ؟ " (2)
27520 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ ذَكْوَانَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ شَيْخٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ: {
__________
=وأخرجه الماليني في "الأربعين في شيوخ الصوفية" (15) ، واللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة" (2206) و (2207) ، وأبو نُعيم في "الحلية" 10/110 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
(1) في (ظ6) : لعنة تدخل.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (21703) ، إلا أن شيخ أحمد هنا هو محمد بن جعفر.
قال السندي: قوله: "مُجِحّ" بجيم ثم حاء مهملة مشددة: هي القريبة الولادة.
"يلم بها": من الإلمام، أي: يجامعها قبل الاستبراء.
"كيف يورثّه": من التوريث، أي: كيف يجعل ما في بطنها وارثاً له، أي:
ربما تأتي بمولود في مدة يشتبه أن الولد له، أو للزوج السابق، وحينئذ لا يحلُّ التوريث لاحتمال أن لا يكون منه، ولا الاستخدام لاحتمال أنه منه، والحاصل أنه إذا اشتبه الأمر، فلا يحل له أن يدعوه ابناً، ولا عبداً.(45/511)
الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ، لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [يونس: 64] قَالَ: "هي (1) الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ يَرَاهَا الْمُسْلِمُ، أَوْ تُرَى لَهُ " (2)
27521 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، سَمِعَهُ مِنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، وَعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ (3) ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ، سَأَلْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ، فَذَكَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَذَكَرَ نَحْوَهُ (4)
__________
(1) قوله: هي، ليس في (م) .
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الراوي عن أبي الدرداء، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. وقد اختلف في هذا الإسناد كما بّيَّنَّا ذلك عند الرواية (27510) .
(3) من قوله: وعبد العزيز بن رفيع إلى قوله: عطاء بن يسار، لم يرد في (ظ6) .
(4) حديث صحيح لغيره، وله إسنادان:
الأول: سفيان بن عيينة، عن محمد بن المنكدر، عن عطاء بن يسار، عن رجل من أهل مصر، عن أبي الدرداء.
والثاني: سفيان بن عيينة، عن عبد العزيز بن رُفَيع، عن أبي صالح ذكوان السمان، عن عطاء بن يسار، عن رجل من أهل مصر، عن أبي الدرداء.
وكلاهما ضعيف لإبهام الراوي عن أبي الدرداء. وبقية رجال الإسنادين ثقات رجال الشيخين.
واختلف في الإسناد الأول على محمد بن المنكدر:
فرواه سفيان بن عُيينة -كما في هذه الرواية، وفيما أخرجه الترمذي (2273) و (3106) ، والطبري في "تفسيره" (17723) و (17724) ، والسهمي في "تاريخ جرجان" ص 388-389، والبيهقي في "شعب الإيمان" (4752) =(45/512)
27522 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنِي بُكَيْرُ بْنُ أَبِي السُّمَيْطِ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ الْغَطَفَانِيِّ، عَنْ مَعْدَانَ بْنِ (1) أَبِي طَلْحَةَ الْيَعْمُرِيِّ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ
__________
= وابن عبد البر في "التمهيد" 5/58 -عن محمد بن المنكدر، بهذا الإسناد.
وخالفه ابن جُرَيْج، فرواه -فيما أخرجه الطبري (17743) - عن محمد بن المنكدر، عن عطاء بن يسار، عن أبي الدرداء، به. لم يذكر الرجل المبهم في الإسناد.
وبالإسناد الثاني أخرجه الحميدي (392) ، والترمذي بإثر (3106) ، والطبري (17737) ، والحاكم 4/391، والسهمي في "تاريخ جرجان" ص 388-389، والبيهقي في "شعب الإيمان" (4752) ، وابن عبد البر 5/58 من طريق سفيان بن عيينة، عن عبد العزيز، به.
وأخرجه الحميدي (391) ، والطبري (17737) ، والسهمي ص 388-389، والبيهقي (4752) ، وابن عبد البر 5/58 من طريق سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن عبد العزيز بن رفيع، به. قال سفيان عقبه: ثم لقيتُ عبد العزيز بن رفيع، فحدَّثنيه.
وقد اختلف فيه على عَمرو بن دينار:
فرواه سفيان بن عُيينة عنه بهذا الإسناد، كما ذكرنا.
ورواه حاتم بن أبي صغيرة -فيما أخرجه الطبري (17738) - عن عمرو بن دينار، عن رجل من أهل مصر، عن أبي الدرداء، به. فأسقط ثلاثة من الإسناد هم: عبد العزيز بن رفيع، وأبو صالح السمان، وعطاء بن يسار.
ورواه ابن جريج -فيما أخرجه الطبري (17743) - عن عمرو بن دينار، عن أبي الدرداء، به. فأسقط راوياً رابعاً، وهو الرجل المبهم الراوي عن أبي الدرداء.
وقد سلف برقم (27510) ، وذكرنا هناك الاختلاف على هذا الإسناد.
(1) تحرف في (م) إلى: عن.(45/513)
يَقْرَأَ كُلَّ يَوْمٍ ثُلُثَ الْقُرْآنِ؟ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ (1) ، نَحْنُ أَضْعَفُ مِنْ ذَاكَ وَأَعْجَزُ، قَالَ: " فَإِنَّ اللهَ جَزَّأَ الْقُرْآنَ ثَلَاثَةَ أَجْزَاءٍ، فَقُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ، جُزْءٌ مِنْ أَجْزَائِهِ " (2)
27523 - وَحَدَّثَنَاهُ عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ مَعْدَانَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، أَنَّ (3) رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَقْرَأَ " فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (4)
__________
(1) في (ظ6) : قالوا نعم يا رسول الله.
(2) حديث صحيح، بكير بن أبي السَّمِيط -وإن كان صدوقاً حسن الحديث- قد توبع. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (2535) من طريق أسود بن عامر شاذان، عن بكير بن أبي السميط، به.
وسلف نحوه برقم (21705) .
وانظر الحديثين بعده.
(3) في (ظ6) : عن.
(4) إسناده صحيح على شرط مسلم، أبان -وهو ابن يزيد العطار- ومعدان -وهو ابن أبي طلحة اليعمري- من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
سالم: هو ابن أبي الجَعْد.
وأخرجه مسلم (811) (260) ، وابن عبد البَرِّ في "التمهيد" 7/257 من طريق عفَّان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي (3431) ، وأبو نُعيم في "أخبار أصبهان" 2/286، وابن عبد البر 7/257، وابن الأثير في "أُسْد الغابة" 6/97 من طريقين عن أبان، به.
وسلف نحوه برقم (21705) .=(45/514)
27524 - وَقَالَ عَفَّانُ: حَدَّثَنَا بُكَيْرُ بْنُ أَبِي السُّمَيْطِ، بِهَذَا الْإِسْنَادِ بِمِثْلِهِ سَوَاءً (1)
27525 - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، مَوْلَى ابْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ، وَأَزْكَاهَا (2) عِنْدَ مَلِيكِكُمْ، وَأَرْفَعِهَا لِدَرَجَاتِكُمْ، وَخَيْرٍ لَكُمْ مِنْ إِعْطَاءِ الذَّهَبِ وَالْوَرِقِ، وَخَيْرٍ لَكُمْ مِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ (3) فَتَضْرِبُوا رِقَابَهُمْ وَيَضْرِبُونَ (4) رِقَابَكُمْ؟ ذِكْرُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (5)
27526 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ أَهْلِ مِصْرَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: أَتَاهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: مَا تَقُولُ فِي قَوْلِ
__________
=وانظر ما قبله وما بعده.
(1) حديث صحيح، وهو مكرر (27522) ، إلا أن شيخ أحمد هنا هو عفَّان بن مسلم الصفَّار.
وانظر ما قبله.
(2) في (ظ6) : أعمالكم لكم أزكاها.
(3) قوله: عدوكم، ليس في (ظ6) ، وجاء في هامشها ما نصه: لعله عدوكم.
(4) كذا في النسخ، والوجه: ويضربوا، كما سلف في الرواية (21761) .
(5) هذا إسناد فيه ضعف وانقطاع، وقد سلف بإسناد صحيح برقم (21702) .
قال شيخ الإسلام العز بن عبد السلام في "قواعده": هذا الحديث مما يدل على أن الثواب لا يترتب على قدرالنصب في جميع العبادات، بل قد يَأجُر الله تعالى على قليل الأعمال أكثر مما يأجر على كثيرها، فإذا الثواب يترتب على تفاوت الرتب في الشرف.(45/515)
اللهِ: {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} [يونس: 64] قَالَ: لَقَدْ سَأَلْتَ عَنْ شَيْءٍ مَا سَمِعْتُ أَحَدًا سَأَلَ عَنْهُ بَعْدَ رَجُلٍ سَأَلَ عَنْهُ (1) رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " بُشْرَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ، يَرَاهَا الْمُسْلِمُ أَوْ تُرَى لَهُ، وَبُشْرَاهُمْ (2) فِي الْآخِرَةِ الْجَنَّةُ " (3)
27527 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، مِثْلَ حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ (4) : " مَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِي لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ "، إِلَّا أَنَّ فِيهِ: " وَإِنْ رَغِمَ أَنْفُ أَبِي الدَّرْدَاءِ " (5)
__________
(1) قوله: رجل سأل عنه، ليس في (ظ6) .
(2) في (ظ6) : وبشراه.
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الراوي عن أبي الدرداء، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. وقد اختُلف في هذا الإسناد، كما بيّنا ذلك عند الرواية (27510) .
وسيكرر برقم (27556) سنداً ومتناً.
(4) قوله: قال، ليس في (ظ6) و (ظ2) .
(5) صحيح من حديث أبي ذرّ، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه بين أبي صالح وأبي الدَّرداء، ورجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. ابن نُمير: هو عبد الله، والأعمش: هو سُليمان بن مِهْران، وأبو صالح: هو ذَكوان السمان.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10965) -وهو في "عمل اليوم والليلة" (1126) - من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، بهذا الإسناد.=(45/516)
27528 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، قَالَ: كَانَ فِينَا رَجُلٌ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ قَالَ: فَرَحَلَ إِلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ، فَقَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " الْوَالِدُ أَوْسَطُ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ " (1)
27529 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، قَالَ: كَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ، يُرْسِلُ إِلَى أُمِّ الدَّرْدَاءِ، فَتَبِيتُ عِنْدَ نِسَائِهِ، وَيَسْأَلُهَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَقَامَ لَيْلَةً فَدَعَا خَادِمَهُ،
__________
=وعلَّقه البخاريُّ من طريق الأعمش عقب الروايتين (6268) و (6443) ، ثم قال عقب الرواية الثانية: حديث أبي صالح عن أبي الدرداء مرسل لا يصح، والصحيح حديث أبي ذرّ، قيل لأبي عبد الله: حديث عطاء بن يسار عن أبي الدرداء! قال: مرسل أيضاً لا يصح، والصحيح حديث أبي ذرّ، اضربوا على حديث أبي الدرداء هذا: "إذا مات قال: لا إله إلا الله" عند الموت.
قلنا: وحديث أبي ذرّ سلف برقم (21347) ، وحديثُ عطاء بن يسار، عن أبي الدَّرداء سلف ضمن مسند أبي هريرة برقم (8683) ، وكنّا قد صحّحنا إسناده، فليستدرك من هنا.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10963) -وهو في "عمل اليوم والليلة" (1124) - والبزار (5) "زوائد"، وتمّام الرازي في "فوائده" (1) (الروض البسام) من طريق عبد الواحد بن زياد، عن الحسن بن عبيد الله النَّخَعي الكوفي، وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10964) -وهو في "عمل اليوم والليلة" (1125) - من طريق محمد بن إسحاق، عن عيسى بن عبد الله بن مالك، كلاهما عن زيد بن وهب الجهني، عن أبي الدرداء، به.
وسلف مطولاً برقم (27491) .
(1) إسناده حسن، وهو مكرر (27511) سنداً ومتناً.(45/517)
فَأَبْطَأَتْ عَلَيْهِ فَلَعَنَهَا فَقَالَتْ: لَا تَلْعَنْ فَإِنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ حَدَّثَنِي أَنَّهُ (1) سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ اللَّعَّانِينَ لَا يَكُونُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُهَدَاءَ، وَلَا شُفَعَاءَ " (2)
__________
(1) في (ظ6) : قال.
(2) إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين.
وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه" (19530) ، وأخرجه من طريقه عبد بن حميد (203) ، ومسلم (2598) (85) ، والطبراني في "الدعاء" (2077) ، والبيهقي في "السنن" 10/193، والبغوي في "شرح السنة" (3556) .
وأخرجه مسلم (2598) (85) من طريق معتمر بن سليمان، عن معمر، به.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (316) ، ومسلم (2598) (85) ، وابن أبي الدنيا في "الصمت" (382) ، وأبو عوانة -كما في "إتحاف المهرة" 12/618-619 -وابن حبان (5746) ، والطبراني في "الدعاء" (2078) من طرق عن زيد بن أسلم، به. لم ترد القصة في "الأدب المفرد" و"الصمت".
وأخرجه (دون ذكر القصة) مسلم (2598) (86) ، وأبو داود (4907) ، وأبو عوانة -كما في "إتحاف المهرة" 12/619- والطبراني في "الدعاء" (2079) ، والحاكم 1/48، وأبو نعيم في "الحلية" 3/259 من طريق هشام ابن سعد، عن زيد بن أسلم وأبي حازم سَلَمة بن دينار، عن أمِّ الدرداء، به.
وأخرجه أبو عوانة -كما في "إتحاف المهرة" 12/619- من طريق هشام ابن يحيى الغساني، عن أبيه، عن أم الدرداء، به.
وأخرج ابنُ المبارك في "الزهد" (682) ، وهنَّاد في "الزهد" (1312) و (1313) ، وابن أبي الدنيا في "الصمت" (377) من طريق حكيم بن جبير، عن أبي الدرداء، قال: لا تلعنوا أحداً فإنه ما ينبغي للعَّان أن يكون عند الله صدِّيقاً يوم القيامة.=(45/518)
27530 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي أَبُو الزَّاهِرِيَّةِ حُدَيْرُ بْنُ كُرَيْبٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ الْحَضْرَمِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ، يَقُولُ: سُئِلَ (1) رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَفِي كُلِّ صَلَاةٍ قِرَاءَةٌ؟ قَالَ: " نَعَمْ " فَقَالَ: رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ وَجَبَتْ هَذِهِ فَالْتَفَتَ إِلَيَّ أَبُو الدَّرْدَاءِ، وَكُنْتُ أَقْرَبَ الْقَوْمِ مِنْهُ فَقَالَ: " يَا ابْنَ أَخِي مَا أَرَى الْإِمَامَ إِذَا أَمَّ الْقَوْمَ إِلَّا قَدْ كَفَاهُمْ " (2)
__________
= وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (8447) ، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: فدعا خادمه، أي: جاريته.
فقالت: أي: أم الدرداء.
"إن اللعانين": أي: الذين يكثرون اللعن، وأما من يقلّ اللعن، كأن يلعن الشيطان، فلا يضرّ، والله أعلم.
(1) في (م) : سألت.
(2) إسناده صحيح، وهو مكرر (21720) إلا أن شيخ أحمد هنا هو زيد ابنُ الحُباب.
وأخرجه البخاري في "القراءة خلف الإمام" (17) و (294) ، والنسائي في "المجتبى" 2/142، وفي "الكبرى" (995) ، والدارقطني في "السنن" 1/332-333، والبيهقي في "القراءة خلف الإمام" (378) و (379) من طريق زيد بن الحباب، بهذا الإسناد.
ووقعت الزيادة في آخره عند النسائي والدارقطني والبيهقي من كلام النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو وهم من زيد بن الحباب، كما قال الدارقطني في "السنن"، وفي "العلل" 6/218، وقال النسائي في "المجتبى": هذا عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خطأ، إنما هو قولُ أبي الدرداء.=(45/519)
27531 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، أَنَّ مُعَاوِيَةَ، اشْتَرَى سِقَايَةً مِنْ فِضَّةٍ بِأَقَلَّ مِنْ ثَمَنِهَا أَوْ أَكْثَرَ قَالَ: فَقَالَ: أَبُو الدَّرْدَاءِ " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ مِثْلِ هَذَا إِلَّا مِثْلًا بِمِثْلٍ " (1)
__________
=وقال الإمام أحمد فيما نقل عنه البيهقي في "القراءة" ص 171: في متن هذا الخبر وهم من الراوي في قوله: "ما أرى الرجل الذي أمِّ القوم إلا قد كفاهم"، فإنه من قول أبي الدرداء، وزيدُ بنُ الحباب حدثني بهذا الحديث مرَّتين، وهم في رفعه هذه اللفظة مَرَّةً، وحفظها أخرى.
(1) صحيح من حديث عُبادة بنِ الصَّامت، كما سلف برقم (22683) ، وهذا إسنادٌ قال فيه ابنُ عبد البر في "التمهيد" 4/70: وظاهر هذا الحديث الانقطاع، لأن عطاء لا أحفظ له سماعاً من أبي الدرداء، ولا أظنّه سمع منه شيئاً، لأن أبا الدرداء توفِّي بالشام في خلافة عثمان لسنتين بقيتا من خلافته، وذكر ذلك أبو زرعة، عن أبي مُسهر، عن سعيد بن محبد العزيز. قلنا: ورجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
وقد اختلف فيه على مالك:
فرواه يحيى بن سعيد -كما في هذه الرواية- والشافعي -كما في "مسنده" 2/158، وفي "السنن" (218) ، وفيما أخرجه البيهقي 5/280- والقعنبي -كما في روايته "للموطأ" 2/634، وفيما أخرجه البيهقي 5/280- وقُتيبة بن سعيد -فيما أخرجه النسائي في "المجتبى" 7/279، وفي "الكبرى" (6164) - أربعتهم عن مالك، بهذا الإسناد.
ورواه محمد بن الحسن -كما في روايته "للموطأ" (818) - وأبو قرة -فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 6/208- كلاهما عن مالك، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، أو سليمان بن يسار، على الشك، به. قال الدارقطني: والصواب عن عطاء بغير شكّ.=(45/520)
27532 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ أَبِي بَزَّةَ، عَنْ عَطَاءٍ الْكَيْخَارَانِيِّ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَيْسَ شَيْءٌ أَثْقَلَ فِي الْمِيزَانِ مِنْ خُلُقٍ حَسَنٍ " (1)
27533 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي حَبِيبَةَ الطَّائِيِّ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ - قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فِي حَدِيثِهِ: فَلَقِيتُ: أَبَا الدَّرْدَاءِ - فَقَالَ (2) : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَثَلُ الَّذِي يُعْتِقُ عِنْدَ الْمَوْتِ كَمَثَلِ الَّذِي يُهْدِي إِذَا شَبِعَ " (3)
27534 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي السَّفَرِ، قَالَ: كَسَرَ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ سِنَّ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَاسْتَعْدَى عَلَيْهِ
__________
= وانظر أحاديث الباب في مسند أبي سعيد الخدري عند الرواية (11006) .
قال السندي: قوله: بأقل من ثمنها، أي: بأقل من وزنها من الفضة.
(1) إسناده صحيح، وهو مكرر (27517) ، غير أن شيخ أحمد هنا هو يحيى بن سعيد القطان.
وأخرجه الآجرّي في "الشريعة" ص 383 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
(2) في النسخ الخطية: فقلت فقال، والمثبت من (م) .
(3) إسناده ضعيف لجهالة أبي حَبِيبَةَ الطائيّ، وهو مكرر (21719) ، غير أن شيخي أحمد هنا هما عبد الرحمن بن مهدي ووكيع بن الجراح.(45/521)
مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ الْقُرَشِيُّ: إِنَّ هَذَا داَقٌّ (1) سِنِّي، قَالَ مُعَاوِيَةُ: كَلَّا إِنَّا سَنُرْضِيهِ، قَالَ: فَلَمَّا أَلَحَّ عَلَيْهِ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ مُعَاوِيَةُ: شَأْنَكَ بِصَاحِبِكَ، وَأَبُو الدَّرْدَاءِ جَالِسٌ، فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصَابُ بِشَيْءٍ فِي جَسَدِهِ، فَيَتَصَدَّقُ بِهِ، إِلَّا رَفَعَهُ اللهُ بِهِ دَرَجَةً، وَحَطَّ (2) عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةً " قَالَ: فَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ: أَأَنْتَ (3) سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ، سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ، وَوَعَاهُ قَلْبِي، يَعْنِي فَعَفَا عَنْهُ، (4)
27535 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ، وَابْنُ أَبِي عَدِيٍّ (5) ، عَنْ دَاوُدَ،
__________
(1) في (ظ2) و (ق) و (م) : دقَّ، والمثبت من (ظ6) .
(2) في (ظ6) : أو حطّ.
(3) في (ظ2) و (ق) : أنت.
(4) المرفوع منه صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، أبو السَّفَر -وهو سعيد بن يُحْمِد- قال أحمد: لا أعرفُ له سماعاً من أبي الدَّرْداء، وقال الحافظ: ما أظنُّه أدْركَه، فإنَّ أبا الدرداء قديمُ الموت.
وأخرجه مختصراً ابن ماجه (2693) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (1393) ، والبيهقي في "السنن" 8/55 من طريقين عن يونس بن أبي إسحاق، به. قال الترمذي: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، ولا أعرف لأبي السَّفَر سماعاً من أبي الدرداء.
وفي الباب عن عُبادةَ بنِ الصَّامت، سلف برقم (22701) ولفظه: "ما من رجل يُجرح في جسده جراحة فيتصدق بها، إلا كفَّر اللهُ عنه مثل ما تصدَّق به". وانظر تتمة شواهده هناك.
قال السندي: قوله: إن هذا دقّ سني، أي: أولاً.
(5) في (ظ2) و (ق) و (م) : داود بن أبي عدي، وهو خطأ، والمثبت من (ظ6) .=(45/522)
عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ: لَقِيتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ - قَالَ ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ فِي حَدِيثِهِ: فَقَدِمْتُ الشَّامَ، فَلَقِيتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ - قَالَ لِي (1) : مِمَّنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، فَقَالَ (2) : هَلْ تَقْرَأُ عَلَيَّ قِرَاءَةَ ابْنِ مَسْعُودٍ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فَاقْرَأْ {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} قُلْتُ (3) : {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى وَالذَّكَرِ وَالْأُنْثَى} [الليل: 2] قَالَ: هَكَذَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَؤُهَا، قَالَ: أَحْسَبُهُ قَالَ: فَضَحِكَ (4)
27536 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أُمِّ
__________
(1) قوله: لي، ليس في (م) .
(2) في (م) : قال.
(3) قوله: "والليل إذا يغشى، قلت" ليس في (ظ6) .
(4) إسناده صحيح على شرط مسلم، داود -وهو ابن أبي هند- من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. إسماعيل: هو ابنُ عُلَيّة، وابنُ أبي عديٍّ: هو محمد بنُ إبراهيم، والشَّعبيُّ: هو عامرُ بن شَراحيل، وعَلْقَمةُ: هو ابن قَيْس النَّخَعي.
وأخرجه مسلم (824) ، والنسائي في "الكبرى" (11677) -وهو في "التفسير" (697) - والطبري في "تفسيره" 30/217 من طريق إسماعيل ابن عُلَيَّة، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (824) (284) ، والنسائي في "الكبرى" (11677) - وهو في "التفسير" (697) -والطبري 30/217، والخطيب في "تاريخه" 14/3 من طرق عن داود بن أبي هند، به.
وسيرد نحوه بالأرقام: (27538) و (27539) و (27544) و (27549) و (27554) .(45/523)
الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ رَدَّ عَنْ عِرْضِ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَرُدَّ عَنْهُ نَارَ جَهَنَّمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (1)
__________
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف لَيْث -وهو ابن أبي سُلَيْم- وشهْر بنِ حَوْشب، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. إسماعيل: هو ابن إبراهيم المعروف بابن عُلَيَّة.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في "الصَّمت" (239) ، والطبراني في "مكارم الأخلاق" (134) ، والبغوي في "شرح السنة" (3528) من طرق عن لَيْث بن أبي سُليم، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 7/257-258 من طريق عبد الله بن حكيم، عن مِسْعَر بن كِدام، عن عَوْن بن عبد الله، عن أمِّ الدَّرداء، به. وقال: غريب تفرَّد برفعه عن مِسْعر عبدُ الله بنُ حكيم أبو بكر الداهري، ورواه القاسم بن الحكم عن مسعر موقوفاً.
واختلف فيه على محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى:
فرواه عُبيد الله بن موسى -فيما أخرجه عَبْد بن حُميد (206) ، والبيهقي 8/168- عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن الحَكَم بن عُتيبة، عن ابن أبي الدرداء، عن أبيه أبي الدَّرداء، به.
ورواه سُريج بنُ يونس -فيما أخرجه ابن السُّنِّي في، عمل اليوم والليلة" (429) - عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن الحَكَم، عن أبي الدرداء، به. لم يذكر ابنَ أبي الدرداء في الإسناد.
وسيرد برقم (27543) بإسناد آخر.
وسيرد بنحوه برقمي (27609) و (27610) من طريق عبيد الله بن أبي زياد، عن شَهْر بن حَوْشَب، عن أسماءَ بنتِ يزيد، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.(45/524)
27537 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ يَعِيشَ بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: " اسْتَقَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَفْطَرَ فَأُتِيَ بِمَاءٍ فَتَوَضَّأَ " (1)
27538 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، أَنَّهُ قَدِمَ الشَّامَ فَدَخَلَ مَسْجِدَ دِمَشْقَ فَصَلَّى فِيهِ رَكْعَتَيْنِ وَقَالَ: اللهُمَّ ارْزُقْنِي جَلِيسًا صَالِحًا قَالَ: فَجَاءَ فَجَلَسَ إِلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ فَقَالَ لَهُ أَبُو الدَّرْدَاءِ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ قَالَ: مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ قَالَ: كَيْفَ سَمِعْتَ ابْنَ أُمِّ عَبْدٍ يَقْرَأُ: وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى؟ قَالَ عَلْقَمَةُ: " وَالذَّكَرِ وَالْأُنْثَى " فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: " لَقَدْ سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَا زَالَ هَؤُلَاءِ حَتَّى شَكَّكُونِي " ثُمَّ قَالَ: أَلَمْ يَكُنْ فِيكُمْ صَاحِبُ الْوِسَادِ، وَصَاحِبُ السِّرِّ الَّذِي لَا يَعْلَمُهُ أَحَدٌ غَيْرُهُ، وَالَّذِي أُجِيرَ مِنَ الشَّيْطَانِ عَلَى لِسَانِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ وَصَاحِبُ الْوِسَادِ: ابْنُ مَسْعُودٍ، وَصَاحِبُ السِّرِّ حُذَيْفَةُ، وَالَّذِي أُجِيرَ مِنَ الشَّيْطَانِ
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد أخطأ فيه معمر، كما بينا ذلك في الرواية (21701) .
وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه" (525) و (7548) ، وأخرجه من طريقه النسائي في "الكبرى" (3129) .
وسلف برقم (27502) بإسناد صحيح.(45/525)
عَمَّارٌ (1)
27539 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُغِيرَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: ذَهَبَ عَلْقَمَةُ إِلَى الشَّامِ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (2)
27540 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، حَدَّثَنَا سَالِمُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ الْغَطَفَانِيُّ، عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ الْيَعْمُرِيِّ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، أَنَّ نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (3) قَالَ: " مَنْ حَفِظَ عَشْرَ آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِ سُورَةِ الْكَهْفِ عُصِمَ مِنْ فِتْنَةِ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، مغيرة -وهو ابن مِقْسَم الضَّبِّي- يدلِّسُ عن إبراهيم -وهو ابن يزيد النخعي- إلا أنه صرَّح بالسماع منه في الروايتين الآتيتين برقم (27539) و (27549) فانتفت شبهة تدليسه. علقمة: هو ابنُ قيس النخعي.
وأخرجه البخاري (6278) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولاً ومختصراً البخاري بإثر (3287) و (3743) و (6278) ، والنسائي في "الكبرى" (8299) و (11676) -وهو في "التفسير" (696) -والطبري في "تفسيره" 30/217، وابنُ حِبَّان (6331) من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه البخاري (3761) ، ومسلم (824) (283) ، والطبري 30/218، وابن حبان (7127) من طريقين عن مغيرة، به.
وأخرجه الطبري 30/217، والخطيب في "تاريخه" 2/139 من طريقين عن إبراهيم، به.
وسيرد برقمي (27539) و (27549) .
وسلف نحوه برقم (27535) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر سابقه، إلا أن شيخ أحمد في هذا الإسناد هو: عفَّان بن مسلم الصفَّار.
(3) في (م) : عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.(45/526)
الدَّجَّالِ " (1)
27541 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، فِي تَفْسِيرِ شَيْبَانَ عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: ثَنَا سَالِمُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ (2)
27542 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ عَفَّانُ فِي حَدِيثِهِ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: كَانَ قَتَادَةُ يَقُصُّ بِهِ عَلَيْنَا قَالَ: حَدَّثَنَا سَالِمُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ الْغَطَفَانِيُّ، عَنْ حَدِيثِ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ الْيَعْمُرِيِّ، عَنْ حَدِيثِ أَبِي الدَّرْدَاءِ، يَرْوِيهِ عَنْ نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ مِثْلَهُ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى حَدِيثِ عَبْدِ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ حَدِيثِ مَعْدَانَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، يَرْوِيهِ عَنْ نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: مَنْ حَفِظَ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، معدان بن أبي طلحة من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. سعيد: هو ابن أبي عروبة، ورواية روح ابن عبادة عنه قبل اختلاطه.
وأخرجه ابن حبان (785) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (676) من طريق يزيد بن زريع، عن سعيد، بهذا الإسناد.
رواية ابن حبان: "من حفظ عشر آيات من سورة الكهف"، ولم يقل: "من أول".
وسلف برقم (21712) .
وانظر الحديثين بعده.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. حسين: هو ابنُ محمد بن بهرام المرُّوذي، وشَيْبان: هو ابنُ عبد الرحمن النحوي.
وانظر ما قبله.(45/527)
عَشْرَ آيَاتٍ مِنْ سُورَةِ الْكَهْفِ (1)
27543 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ النَّهْشَلِيُّ، عَنْ مَرْزُوقٍ أَبِي بَكْرٍ (2) التَّيْمِيِّ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ رَدَّ عَنْ عِرْضِ أَخِيهِ رَدَّ اللهُ عَنْ وَجْهِهِ النَّارَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (3)
27544 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ:
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم من طريق عفَّان، وقد قصَّر عبد الصمد في روايته عن همَّام بن يحيى، فلم يقل: "من أول سورة الكهف"، وقد سلف في الرواية (21712) أن همَّاماً رواه بلفظ، من أوّل".
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10787) -وهو في "عمل اليوم والليلة" (951) - من طريق عفَّان، بهذا الإسناد.
وانظر سابقيه.
(2) في (ظ2) و (ق) و (م) : بكير، والمثبت من (ظ6) و"أطراف المسند" 6/158.
(3) حسن لغيره، مرزوق أبو بكر التيمي لم يذكروا في الرواة عنه سوى أبي بكر النَّهْشلي، وقد فرَّق المِزِّي بينه وبين مَرْزوق أبي بُكير التيمي الذي ذكره تمييزاً، وقد روى عنه جمع، ووثَّقه ابن معين، وخلط بينهما ابنُ حبان، ولم يجزم بحالهما الحافظ في "التهذيب". وبقية رجاله ثقات.
وأخرجه الترمذي (1931) ، والدولابي في "الكنى والأسماء" 1/24 من طريق عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد.
قال الترمذي: حديث حسن.
وسلف برقم (27536) بإسناد آخر ضعيف.(45/528)
أَتَيْتُ الشَّامَ فَدَخَلْتُ الْمَسْجِدَ، فَصَلَّيْتُ رَكْعَتَيْنِ وَقُلْتُ: اللهُمَّ يَسِّرْ لِي جَلِيسًا صَالِحًا فَذَكَرَ مَعْنَى حَدِيثِ شُعْبَةَ (1)
27545 - حَدَّثَنَا أَبُو الْعَلَاءِ الْحَسَنُ بْنُ سَوَّارٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي حَلْبَسٍ يَزِيدَ بْنِ مَيْسَرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أُمَّ الدَّرْدَاءِ، تَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: - مَا سَمِعْتُهُ يُكَنِّيهِ قَبْلَهَا، وَلَا بَعْدَهَا - يَقُولُ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: يَا عِيسَى إِنِّي بَاعِثٌ مِنْ بَعْدِكَ أُمَّةً إِنْ أَصَابَهُمْ مَا يُحِبُّونَ، حَمِدُوا اللهَ وَشَكَرُوا (2) ، وَإِنْ أَصَابَهُمْ مَا يَكْرَهُونَ، احْتَسَبُوا، وَصَبَرُوا، وَلَا حِلْمَ، وَلَا عِلْمَ قَالَ: يَا رَبِّ كَيْفَ هَذَا لَهُمْ (3) وَلَا حِلْمَ، وَلَا عِلْمَ قَالَ: أُعْطِيهِمْ مِنْ حِلْمِي، وَعِلْمِي " (4)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السَّبِيعي.
وأخرجه البخاري (3287) و (3742) ، والحاكم 3/316 من طريق مالك ابن إسماعيل، عن إسرائيل، بهذا الإسناد.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرّجاه، ووافقه الذهبي! قلنا: بل أخرجاه كما سلف ذكره.
وسلف نحوه برقم (27535) .
(2) في (ظ6) : حمدوا وشكروا.
(3) قوله: لهم، ليس في (ظ2) و (ق) .
(4) إسناده ضعيف لجهالة حال أبي حَلْبَس يزيد بن ميسرة، فلم يذكروا في الرواة عنه سوى اثنين، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقد تفرَّد به، وهو من رجال "التعجيل"، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح، غير الحسن ابن سوَّار، فقد روى له أصحاب السنن سوى ابن ماجه، وهو صدوق، لَيْث:=(45/529)
27546 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنِي سَهْلُ بْنُ أَبِي صَدَقَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي كَثِيرُ أَبُو الْفَضْلِ (1) الطُّفَاوِيُّ، حَدَّثَنِي يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ
__________
= هو ابن سعد، ومعاويةُ: هو ابن صالح بن حُدَير.
وأخرجه البزار (2845) "زوائد" من طريق الحسن بن سوَّار، بهذا الإسناد.
إلا أنه قال: يونس بن ميسرة، بدلاً من يزيد بن ميسرة، ومن أجل ذلك حسَّن إسناده.
قلنا: البزار كثير الأوهام، وهذا من أوهامه، فقد قال فيه الدارقطني: ثقة، يخطىء، ويتَّكِل على حفظه. وقال أبو أحمد الحاكم: يخطىء في الإسناد والمتن، وجرحه النسائي.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 8/355-356، والطبراني في "الأوسط" (3276) ، وفي "مسند الشاميين" (2050) ، والحاكم 1/348، وأبو نُعيم في "الحلية" 1/227 و5/243، والبيهقي في "شُعب الإيمان" (4482) و (9953) ، والحافظ ابن حجر في "الأمالي المطلقة" ص 48-49 من طريق
عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح، به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط البخاري، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي! وحسَّنه الحافظ.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/67، وقال: رواه أحمد والبزار والطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، ورجال أحمد رجال الصحيح، غير الحسن ابن سوَّار وأبي حلبس يزيد بن ميسرة وهما ثقتان!
قال السندي: قولها: ما سمعته يكنيه قبلها ولا بعدها، أي: ما سمعت أبا الدرداء يذكر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالكنية قبل هذه الحالة ولا بعدها.
(1) في النسخ: كثير بن الفضل، وهو خطأ، صوابه: كثير أبو الفضل، كما أثبته الحافظ في "أطراف المسند" 6/146، و"إتحاف المهرة" 12/601.
وقد ذكر الحسيني في "الإكمال" كثير بن الفضل، وقال: مجهول، فتعقبه الحافظ في "التعجيل" بقوله: بل هو معروف، ولكن وقع فيه تصحيف نشأ عنه هذا الغلط، والصواب كثير أبو الفضل، فالفضل كنيته لا اسم أبيه، وأما أبوه فاسمه يسار.(45/530)
سَلَامٍ، قَالَ: أَتَيْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ فِي مَرَضِهِ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ فَقَالَ لِي: يَا ابْنَ أَخِي مَا أَعْمَدَكَ (1) فِي هَذَا الْبَلَدِ - أَوْ مَا جَاءَ بِكَ -؟ قَالَ: قُلْتُ: لَا إِلَّا صِلَةُ مَا كَانَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ وَالِدِي عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ فَقَالَ: أَبُو الدَّرْدَاءِ بِئْسَ سَاعَةُ الْكَذِبِ هَذِهِ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ (2) ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، أَوْ أَرْبَعًا - شَكَّ سَهْلٌ - يُحْسِنُ فِيهِمَا الذِّكْرَ (3) ، وَالْخُشُوعَ ثُمَّ اسْتَغْفَرَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ غَفَرَ لَهُ " قَالَ عَبْدُ اللهِ، وَحَدَّثَنَاهُ سَعِيدُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ السَّمَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ أَبِي سَهْلٍ الْهُنَائِيُّ، قَالَ عَبْدُ اللهِ: " وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَهِمَ فِي اسْمِ الشَّيْخِ فَقَالَ سَهْلُ بْنُ أَبِي صَدَقَةَ وَإِنَّمَا هُوَ صَدَقَةُ بْنُ أَبِي سَهْلٍ الْهُنَائِيُّ " (4)
__________
(1) في (ظ6) : أعملك.
(2) في (ظ6) : الوضوء.
(3) في (ظ6) : الركوع، وهي نسخة في (ظ2) و (ق) .
(4) إسناده حسن على وهم في تسمية أحد رواته، فقد وهم أحمد بن عبد الملك، فسمى صدقة بن أبي سهل سهل بن أبي صدقة، وقد نبه على ذلك عبد الله بن أحمد عقب هذا الحديث، وصدقة وكثير أبو الفضل الطفاوي من رجال "التعجيل"، وقد روى عنهما جمع، وذكرهما ابن حبان في "الثقات".
وبقية رجال الإسناد ثقات بعضهم رجال الصحيح.
وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (1848) من طريق عبد الله بن أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2040) ، والطبراني في=(45/531)
27547 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، أَنَّهُ إِذْ حُضِرَ قَالَ: أَدْخِلُوا عَلَيَّ النَّاسَ فَأُدْخِلُوا عَلَيْهِ فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا جَعَلَهُ اللهُ فِي الْجَنَّةِ " وَمَا كُنْتُ أُحَدِّثُكُمُوهُ، إِلَّا عِنْدَ الْمَوْتِ وَالشَّهِيدُ عَلَى ذَلِكَ عُوَيْمِرٌ أَبُو الدَّرْدَاءِ، فَأَتَوْا أَبَا الدَّرْدَاءِ، فَقَالَ: صَدَقَ أَخِي وَمَا كَانَ يُحَدِّثُكُمْ بِهِ إِلَّا عِنْدَ مَوْتِهِ (1)
__________
= "الدعاء" (1848) ، وفي "الأوسط" (5022) من طرق عن صدقة بن أبي سهل، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/278، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، وإسناده حسن.
وسلف نحوه برقم (27497) .
قال السندي: قوله: بئس ساعة الكذب هذه، أي: لا يمكن أن أكذب هذه الساعة وأنا على الموت، والمراد أن حديثه مما يعتمد عليه.
(1) حديث صحيح، وهذا اسناد ضعيف لانقطاعه، أبو صالح -وهو ذكوان السمان- لم يسمع من معاذ بن جبل، ولا من أبي الدرداء. ورجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير عاصم بن بهدلة، فهو حسن الحديث.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/16، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح، إلا أن أبا صالح لم يسمع من معاذ بن جبل.
وسلف من طريق عن معاذ بالأرقام (21998) و (22000) و (22001) و (22003) و (22009) و (22060) و (22091) و (22102) .
وسلف من حديث أبي الدرداء برقم (27491) .(45/532)
27548 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ بِلَالِ بْنِ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " حُبُّكَ الشَّيْءَ يُعْمِي ويُصِمُّ (1) " (2)
27549 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُغِيرَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ إِبْرَاهِيمَ، يُحَدِّثُ قَالَ: أَتَى عَلْقَمَةُ الشَّامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ فَقَالَ: اللهُمَّ وَفِّقْ لِي جَلِيسًا صَالِحًا قَالَ: فَجَلَسْتُ إِلَى رَجُلٍ فَإِذَا هُوَ أَبُو الدَّرْدَاءِ فَقَالَ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ (3) : مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ فَقَالَ: هَلْ تَدْرِي كَيْفَ كَانَ عَبْدُ اللهِ يَقْرَأُ هَذَا الْحَرْفَ؟ " {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى} [الليل: 2] فَقُلْتُ: كَانَ يَقْرَؤُهَا " وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى وَالذَّكَرِ وَالْأُنْثَى " فَقَالَ: " هَكَذَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَؤُهَا " فَمَا زَالَ بِي هَؤُلَاءِ حَتَّى كَادُوا يُشَكِّكُونِي " ثُمَّ قَالَ: أَلَيْسَ فِيكُمْ صَاحِبُ الْوِسَادِ وَالسِّوَاكِ يَعْنِي عَبْدَ اللهِ
__________
(1) في (م) : يصم ويعمي.
(2) صحيح موقوفاً، وهذا إسنادٌ ضعيف لضعف أبي بكر، وهو ابنُ عبدِ الله ابن أبي مريم، وهو مكرر (21694) ، إلا أن شيخ أحمد هنا هو محمد بن مصعب، وهو القَرْقَساني.
قال السندي: قوله: "يصم ويعمي" يجعله أصم عن سماع قبائحه، وأعمى عن رؤية معايبه، أي: فلا ينبغي حب غير المعصوم بهذا الوجه.
(3) في (م) : فقلت.(45/533)
ابْنَ مَسْعُودٍ أَلَيْسَ فِيكُمُ الَّذِي أَجَارَهُ اللهُ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ يَعْنِي عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ أَلَيْسَ فِيكُمُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ، وَلَا يَعْلَمُهُ غَيْرُهُ يَعْنِي حُذَيْفَةَ (1)
27550 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: ابْنَ آدَمَ لَا تَعْجِزْنَّ (2) مِنْ أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ أَوَّلَ (3) النَّهَارِ، أَكْفِكَ آخِرَهُ " (4)
27551 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ أَبُو الْيَمَانِ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ السَّكُونِيِّ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: " أَوْصَانِي خَلِيلِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِثَلَاثٍ لَا أَدَعُهُنَّ لِشَيْءٍ أَوْصَانِي بِصِيَامِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَأَنْ لَا أَنَامَ إِلَّا عَلَى (5) وَتْرٍ وَسُبْحَةِ (6) الضُّحَى فِي الْحَضَرِ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (27538) إلا أن شيخ أحمد هنا هو محمد بن جعفر.
وانظر (27535) .
(2) في (م) : لاتعجز.
(3) في (ظ2) و (ق) : من أول.
(4) صحيح لغيره، وهو مكرر (27480) ، غير أن شيخ أحمد هنا هو أبو اليمان الحَكَم بن نافع الحمصي.
(5) في (ظ2) و (ق) و (م) : عن.
(6) في (ظ6) : وبسبحة.(45/534)
وَالسَّفَرِ " (1)
27552 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَطَاءٍ يَعْنِي ابْنَ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئِ (2) ، قَالَ: قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " الْوَالِدُ أَوْسَطُ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ، فَاحْفَظْ ذَلِكَ الْبَابَ أَوْ دَعْهُ " (3)
27553 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ مَمْلَكٍ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ (4) ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، يَبْلُغُ بِهِ " مَنْ أُعْطِيَ حَظَّهُ مِنَ الرِّفْقِ أُعْطِيَ حَظَّهُ مِنَ الْخَيْرِ، وَلَيْسَ شَيْءٌ أَثْقَلَ فِي الْمِيزَانِ مِنَ الْخُلُقِ الْحَسَنِ " (5)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، كما بيَّنَّا ذلك في الرواية (27481) .
وأخرجه أبو داود (1433) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (1001) من طريق أبي اليمان، بهذا الإسناد.
(2) قوله: المقرىء، ليس في (ظ6) .
(3) إسناده حسن من أجل عطاء بن السَّائب، وسماعُ سفيان بنِ عُيينة منه قبل الاختلاط، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. أبو عبد الرحمن المقرىء: هو عبد الله بن حبيب السُّلَمي.
وأخرجه الحميدي (395) ، والترمذي (1900) ، وابن ماجه (3663) ، والحاكم 4/152، والبيهقي في "الأربعون الصغرى" (95) من طريق سفيان بن عُيينة، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (21717) .
(4) في (ظ2) و (ق) و (م) : أم أبي الدرداء، وهو خطأ.
(5) بعضه صحيح، وبعضه صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة يَعْلَى=(45/535)
27554 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ:
__________
= ابن مَمْلك، فلم يذكروا في الرواة عنه سوى عبد الله بن عبيد الله بن أبي مُلَيْكة، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقال النسائي: ليس بذاك المشهور، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. عمرو: هو ابن دينار.
وأخرجه بتمامه ومطولاً ومختصراً عبد الرزاق (20157) ، والحميدي (393) و (394) ، وابن أبي شيبة 8/511، وعبد بن حُميد (214) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (464) ، والترمذي (2002) و (2013) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (782) ، وفي "الآحاد والمثاني" (2041) ، والبزار (1975)
"زوائد"، والدولابي في "الكنى والأسماء" 1/27، وابن خزيمة -كما في "إتحاف المهرة" 2/618- والخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 10، وابن حبان في "صحيحه" (5693) و (5695) ، وفي "روضة العقلاء" ص 215، والآجري في "الشريعة" ص 383، والقضاعي في "مسند الشهاب" (445) ، والبيهقي في "السنن" 10/193، وفي "شعب الإيمان" (8002) ، وفي "الأسماء والصفات" (1050) ، والبغوي في "شرح السنة" (3496) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وقال البزار: حسن الإسناد.
وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/23، وقال: رواه الترمذي باختصار، ورواه البزار ورجاله ثقات.
وقوله: "من أُعطي حظَّه من الرِّفْق أعطي حظه من الخير" له شاهد صحيح من حديث عائشة، سلف برقم (25259) ، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.
وقوله: "ليس شيء أثقل في الميزان من الخلق الحسن"، سلف بإسناد صحيح برقم (27496) .
وسيرد برقم (27555) .(45/536)
قَدِمْنَا الشَّامَ (1) فَأَتَانَا أَبُو الدَّرْدَاءِ فَقَالَ: أَفِيكُمْ أَحَدٌ يَقْرَأُ عَلَيَّ قِرَاءَةَ عَبْدِ اللهِ فَأَشَارُوا إِلَيَّ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ أَنَا فَقَالَ: كَيْفَ سَمِعْتَ عَبْدَ اللهِ يَقْرَأُ هَذِهِ الْآيَةَ " وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى قَالَ: قُلْتُ: سَمِعْتُهُ يَقْرَأُ: وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى وَالذَّكَرِ وَالْأُنْثَى قَالَ: وَأَنَا وَاللهِ " هَكَذَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَؤُهَا " وَهَؤُلَاءِ يُرِيدُونَ أَنْ أَقْرَأَ وَمَا خَلَقَ فَلَا أُتَابِعُهُمْ (2)
27555 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، مَرَّةً أُخْرَى عَنْ عَمْرٍو، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ مَمْلَكٍ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَثْقَلُ شَيْءٍ فِي الْمِيزَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ خُلُقٌ حَسَنٌ " (3)
__________
(1) في (م) : قدمت إلى الشام.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مِهْران.
وأخرجه مسلم (824) (282) ، والترمذي (2939) ، والطبري في "تفسيره" 30/217-218 من طرق عن أبي معاوية، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (في تفسير سورة الليل) ، والحميدي (396) ، والبخاري (4943) ، وابن حبان (6330) من طرق عن الأعمش، به.
وأخرجه البخاري (4944) من طريق حفص بن غياث، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن أبي الدرداء، به. لم يذكر علقمة في الإسناد.
وسلف نحوه برقم (27535) .
(3) حديث صحيح، وهو بإسناد الحديث (27553) .(45/537)
27556 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ أَهْلِ مِصْرَ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ سُئِلَ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ: {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} [يونس: 64] ؟ فَقَالَ: لَقَدْ سَأَلْتَ عَنْ شَيْءٍ مَا سَمِعْتُ أَحَدًا سَأَلَ (1) عَنْهُ (2) بَعْدَ رَجُلٍ سَأَلَ عَنْهُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " هِيَ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ يَرَاهَا الرَّجُلُ الْمُسْلِمُ، أَوْ تُرَى لَهُ، بُشْرَاهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا، وَبُشْرَاهُ فِي الْآخِرَةِ الْجَنَّةُ " (3)
27557 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ الْقُرْدُوسِيُّ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ رَجُلٍ، حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَمْوَالِ السُّلْطَانِ؟ فَقَالَ: " مَا أَتَاكَ اللهُ مِنْهَا (4) مِنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ، وَلَا إِشْرَافٍ فَكُلْهُ، وَتَمَوَّلْهُ " قَالَ: وقَالَ الْحَسَنُ: " لَا بَأْسَ بِهَا مَا لَمْ يَرْحَلْ إِلَيْهَا أَوْ يُشْرِفْ لَهَا " (5) (6)
__________
(1) في (ظ6) : يسأل.
(2) قوله: عنه، ليس في (م) .
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر (27526) .
وانظر (27510) .
(4) في (ق) : ما أتاك منها.
(5) في (ظ6) : ما لم ترحل إليها أو تشرف لها.
(6) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الراوي عن أبي الدرداء، وهو مكرر (21699) سنداً ومتناً.(45/538)
حَدِيثُ أُمِّ الدَّرْدَاءِ (1)
27558 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا فُضَيْلٌ يَعْنِي ابْنَ غَزْوَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ كَرِيزٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أُمَّ الدَّرْدَاءِ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّهُ يُسْتَجَابُ لِلْمَرْءِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ لِأَخِيهِ فَمَا دَعَا لِأَخِيهِ بِدَعْوَةٍ، إِلَّا قَالَ: الْمَلَكُ وَلَكَ بِمِثْلٍ " (2)
__________
(1) هي أم الدرداء الصغرى، تابعية، ليس لها صحبة، وهي زوج أبي الدرداء، اسمها هُجيمة، وقيل: جُهيمة، الأوصابية الدمشقية، وأما أم الدرداء الكبرى -وهي صحابية- فقد سلف حديثها برقم (27038) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد وهم ابنُ نُمير فيه بإثباتِ سماع أمِّ الدرداء من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فإنَّ أمَّ الدرداء -وهي الصُّغرى- ليست صحابية، وإنما الصواب: عنها، عن زوجها أبي الدرداء، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كما في رواية مسلم الآتية.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/198، وابن الأثير في "أسد الغابة" 7/327، والمِزِّي في "تهذيبه" (في ترجمة طلحة بن عبيد الله بن كَرِيز) من طريق ابن نُمير، عن فُضيل بنِ غزوان، بهذا الإسناد.
ورواه على الصواب محمد بنُ فضيل بن غزوان -فيما أخرجه مسلم (2732) (86) ، وابن حبان (989) - عن أبيه فُضيل بن غزوان، عن طلحة بن عبيد الله بن كَرِيز، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ورواه كذلك موسى بن ثَرْوَان -فيما أخرجه مسلم (2732) (85) ، وأبو داود (1534) - عن طلحة، عن أمِّ الدرداء، عن أبي الدرداء مرفوعاً. =(45/539)
27559 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ صَفْوَانَ (1) بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ صَفْوَانَ - وَكَانَتْ تَحْتَهُ الدَّرْدَاءُ (2) - فَأَتَاهُمْ فَوَجَدَ أُمَّ الدَّرْدَاءِ فَقَالَتْ لَهُ: أَتُرِيدُ الْحَجَّ الْعَامَ؟ فَقَالَ: نَعَمْ قَالَتْ: فَادْعُ لَنَا بِخَيْرٍ، فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: " إِنَّ دَعْوَةَ الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ مُسْتَجَابَةٌ لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ، عِنْدَ رَأْسِهِ مَلَكٌ مُوَكَّلٌ بِهِ كُلَّمَا دَعَا لِأَخِيهِ بِخَيْرٍ قَالَ: آمِينَ وَلَكَ بِمِثْلٍ " قَالَ: فَخَرَجْتُ إِلَى السُّوقِ فَلَقِيتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ فَحَدَّثَنِي عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِ ذَلِكَ (3)
__________
= ورواه حُميد الطويل -فيما أخرجه ابن أبي شيبة 10/198- عن طلحة، عن أمِّ الدرداء موقوفاً.
وانظر ما بعده.
(1) قوله: بن صفوان، ليس في (م) .
(2) تصحفت في (ظ2) و (ق) و (م) إلى قوله: وكانت تحبه أم الدرداء!!
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (21708) ، إلا أن الإمام أحمد رواه هناك عن يزيد بن هارون وقرن به يعلى بن عبيد.(45/540)
مِنْ حَدِيثِ أَسْمَاءَ بْنتِ يَزِيدَ (1)
27560 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، [قَالَ: عَبْدُ اللهِ] : قَالَ أَبِي: وَقُرِئَ عَلَى سُفْيَانَ، سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ، وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنْ شَهْرٍ، عَنْ أَسْمَاءَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَجْمَعْنَ جُوعًا وَكَذِبًا " (2)
__________
(1) قال السندي: أسماء بنت يزيد بن السكن، أنصارية أوسية، ثم أشهلية. قيل: هي بنت عم معاذ بن جبل، وكانت تكنى أم سلمة، وكان يقال لها: خطيبة النساء، شهدت اليرموك، وقتلت يومئذ تسعة من الروم بعمود فسطاطها، وعاشت بعد ذلك دهراً.
(2) إسناده ضعيف لضعف شَهْر بن حَوْشب، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير أسماءَ بنتِ يزيدَ بنِ السَّكَن، فقد روى لها البخاري في "الأدب المفرد" وأصحاب السنن. ابنُ أبي حُسين: هو عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين.
وأخرجه مطولاً الحميدي (367) ، والطبرانى في "الكبير" 24/ (434) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني 24/ (435) من طريق إبراهيم بن نشيط، عن ابن أبي حسين، به.
وأخرجه كذلك 23/ (63) من طريق محمد بن حسن المخزومي، عن عبد المجيد بن عبد العزيز، عن عثمان بن عطاء بن أبي مسلم الخراساني، عن أبيه، عن أسماء بنت يزيد، به. وإسناده مظلم. محمد بن حسن المخزومي كذبوه، وعثمان بن عطاء ضعيف.
وسيرد بالأرقام (27567) و (27591) و (27598) . =(45/541)
27561 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، سَمِعَ شَهْرًا يَقُولُ: سَمِعْتُ أَسْمَاءَ بِنْتَ يَزِيدَ - إِحْدَى نِسَاءِ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ - تَقُولُ: مَرَّ بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ فِي نِسْوَةٍ فَسَلَّمَ عَلَيْنَا وَقَالَ: " إِيَّاكُنَّ وَكُفْرَ الْمُنَعَّمِينَ " فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا كُفْرُ الْمُنَعَّمِينَ؟ قَالَ: " لَعَلَّ إِحْدَاكُنَّ أَنْ تَطُولَ أَيْمَتُهَا بَيْنَ أَبَوَيْهَا، وَتَعْنُسَ فَيَرْزُقَهَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ زَوْجًا (1) ، وَيَرْزُقَهَا مِنْهُ مَالًا، وَوَلَدًا فَتَغْضَبَ الْغَضْبَةَ فَتَقُولُ (2) : مَا رَأَيْتُ مِنْهُ يَوْمًا خَيْرًا قَطُّ وَقَالَ: مَرَّةً خَيْرًا قَطُّ " (3)
__________
= وانظر حديث أسماء بنت عميس السالف برقم (27471) .
(1) في (ظ6) و (ظ2) : زوجها.
(2) في (م) : فراحت تقول.
(3) حديث حسن، شَهْر، وهو ابنُ حَوْشب -وإن كان ضعيفاً- قد توبع، وبقية رجال الإسناد ثقات.
سفيان: هو ابن عيينة الهلالي، وابنُ أبي حُسين: هو عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين.
وأخرجه الحميدي في "مسنده" (366) ، وابن سعد في "الطبقات" 8/10 و320، وابن أبي شيبة في "مصنفه" 8/634-635، وأبو داود (5204) ، وابن ماجه (3701) ، والطبراني في "المعجم الكبير" 24/ (436) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (8900) ، وفي "الآداب" (261) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
ورواية الجميع -سوى الطبراني- مختصرة بقصة السلام.
وأخرجه الدارمي (2637) من طريق شعيب بن أبي حمزة، عن ابن أبي حسين، به. =(45/542)
27562 - حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي غَنِيَّةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ سِرًّا فَإِنَّ قَتْلَ الْغَيْلِ يُدْرِكُ الْفَارِسَ، فَيُدَعْثِرُهُ عَنْ ظَهْرِ فَرَسِهِ " (1)
__________
= وأخرجه الطبراني 24/ (418) و (426) و (427) من طريقين عن شهر بن حوشب، به.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1048) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (464) ، وفي "مسند الشاميين" (1426) ، وتمَّام في "فوائده" (791) (الروض البسام) من طريق محمد بن مهاجر، عن أبيه مهاجر مولى أسماء بنت يزيد، عن أسماء بنت يزيد، به. وهذا إسناد حسن، مهاجر مولى أسماء روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات".
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/311، وقال: رواه أحمد، وفيه شَهْر بنُ حَوْشب، وهو ضعيف، وقد وُثّق.
وسيرد برقم (27589) .
وفي باب تسليمه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على النساء عن جرير بن عبد الله، سلف برقم (19154) وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: "تطول أيمتها"، أي: جلوسها بلا زوج.
"وتعنس ": من عنست الجارية، من باب نصر، إذا خرجت من عداد الأبكار، من طول مكثها في منزل أهلها.
(1) إسناده ضعيف، مُهاجر -وهو ابن أبي مسلم الأنصاري، وإن روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "ثقاته"- قد انفردَ به، ومثلُه لا يُحتمل تفرُّده، ثم أنه معارَضٌ بحديث صحيح، كما سيأتي في التخريج، وبقية رجال الإسناد ثقات. ابن أبي غَنِيَّة: هو عبد الملك بن حميد.=(45/543)
27563 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ يَعْنِي الْأَوْدِيَّ، عَنْ شَهْرٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ، قَالَتْ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأُبَايِعَهُ
__________
= وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ " 2/447، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3352) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/46، وفي "شرح مشكل الآثار" (3659) ، وابن حبان (5984) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (463) ، وفي "مسند الشاميين" (1425) ، وتمام في "فوائده" (795) (الروض البسام) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، بهذا الإسناد.
جاء في مطبوع "شرح مشكل الآثار": حدثنا ابن أبي غنية عن عبد الملك، ولفظ (عن) مقحم، والصواب حذفه.
وأخرجه أبو داود (3881) ، وابن أبي عاصم (3351) ، والبيهقي في "السنن" 7/464، وفي "السنن الصغير" (2876) من طريقين عن محمد بن مهاجر، به.
وأخرجه ابن ماجه (2012) ، وابن أبي عاصم (3350) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/46، وفي "شرح مشكل الآثار" (3658) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (462) ، وفي "مسند الشاميين " (1430) من طريق عمرو بن مهاجر، عن أبيه مهاجر، به.
وسيرد برقمي (27585) و (27590) .
ويعارضه حديث جدامة بنت وهب، السالف برقم (27034) ، وهو عند مسلم (1442) ، ولفظه: "لقد هممتُ أن أنهى عن الغِيلة حتى ذكرتُ أن فارس والروم يصنعون ذلك، فلا يضرُّ أولادهم".
قال السندي: قوله: "فإن قتل الغيل"، بفتح فسكون: جماع المرضعة، وإضافة الغَيْل إليه، من إضافة المصدر إلى فاعله، أي: إن الغيل يقتل الرضيع، ولا يظهر ذلك القتل في أول الأمر، إلا أنه يظهر بعد أن يصير الرضيع رجلاً فارساً، فيصيبه ذلك القتل فيسقط عن فرسه ويموت.(45/544)
فَدَنَوْتُ وَعَلَيَّ سِوَارَانِ مِنْ ذَهَبٍ فَبَصُرَ بِبَصِيصِهِمَا (1) فَقَالَ: " أَلْقِي السِّوَارَيْنِ يَا أَسْمَاءُ أَمَا تَخَافِينَ أَنْ يُسَوِّرَكِ اللهُ بِأَسَاوِرَ (2) مِنْ نَارٍ " قَالَتْ: فَأَلْقَيْتُهُمَا فَمَا أَدْرِي مَنْ أَخَذَهُمَا (3)
__________
(1) في (ق) : بصيصهما.
(2) في (م) : بسوار.
(3) اسناده ضعيف لضعف داود -وهو ابن يزيد الأودي- وشهرِ بنِ حوْشب.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 2/76 من طريق خلاَّد بن يحيى، عن داود الأودي، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطوَّلاً الطبراني في "الكبير" 24/ (459) فمن طريق إبراهيم بن عبد الرحمن الشيباني، عن شَهْر بنِ حَوْشب، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/148، وقال: رواه أبو داود باختصار، ثم قال: رواه أحمد، وفيه شهر بن حوشب، وهو ضعيف يكتب حديثه، وداود الأودي وثّقه ابن معين في رواية وضعّفه في
أخرى.
قلنا: لعل رواية أبي داود التي أشار إليها الهيثمي هي ما أخرجه في "سننه" برقم (4238) ، وقد ذكرت في تخريج الرواية (27577) .
وسيرد بالأرقام (27572) و (27578) و (27602) و (27604) و (27614) ، وبعض هذه الروايات مطوَّل.
وفي الباب عن أخت حُذَيْفة بنِ اليمان، سلف برقم (27011) ، وإسناده ضعيف.
وثبت عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: "أُحِلَّ الذَّهَبُ والحريرُ لإناث أُمَّتي، وحُرِّم على ذكورها"، وذكرنا شواهده في مسند أبي موسى الأشعري عند الرواية (19502) و (19503)
قال السندي: قولها: ببصيصهما، أي: بلمعانهما.(45/545)
27564 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ يَعْنِى ابْنَ يَزِيدَ الْأَوْدِيَّ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَصْلُحُ مِنَ الذَّهَبِ شَيْءٌ، وَلَا خَرْبَصِيصَةُ (1) " (2)
27565 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءَ، قَالَتْ: " تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَدِرْعُهُ مَرْهُونَةٌ " (3)
• 27566 -[حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ] ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ (4) ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَهْرَامَ الْفَزَارِيُّ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءَ
__________
(1) في (ظ2) و (ق) و (م) : بصيصه، والمثبت من (ظ6) ، وهو الصواب، وقد شرحنا هذه اللفظة في الرواية الآتية برقم (27602) .
(2) إسناده ضعيف كسابقه، وانظر (27577) .
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شَهْرِ بنِ حَوْشب، وبقية رجال الإسناد ثقات. عبد الحميد: هو ابن بهرام الفزاري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 6/17 -وعنه ابن ماجه (2438) - عن وكيع، بهذا الإسناد. ولفظه: توفِّي ودرعُه مرهونة عند يهودي بطعام.
وسيرد برقمي (27565) و (27587) .
وله شاهد من حديث ابن عباس، سلف برقم (2109) ، وإسناده صحيح.
وآخر من حديث عائشة عند البخاري (2916) ، وسلف (25998) .
وذكرنا تتمة شواهده في حديث أنس بن مالك السالف برقم (11993) .
(4) وقع في (ظ2) و (ق) و (م) : حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا محمد بن بكار، بزيادة: "حدثني أبي" وهو خطأ، فالحديث من زيادات عبد الله، والمثبت من (ظ6) و"أطراف المسند" 8/391.(45/546)
بِنْتِ يَزِيدَ مِثْلَهُ (1)
27567 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنْ شَهْرٍ، عَنْ أَسْمَاءَ، قَالَتْ: أَتَانَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأُتِيَ بِلَبَنٍ فَقَالَ: " أَتَشْرَبْنَ (2) ؟ " قُلْنَا لَا نَشْتَهِيهِ فَقَالَ: " لَا تَجْمَعْنَ كَذِبًا وَجُوعًا " (3)
27568 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ، قَالَتْ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِهِ فَقَالَ: " إِذَا كَانَ قَبْلَ خُرُوجِ الدَّجَّالِ بِثَلَاثِ سِنِينَ، حَبَسَتِ السَّمَاءُ ثُلُثَ قَطْرِهَا، وَحَبَسَتِ الْأَرْضُ ثُلُثَ نَبَاتِهَا، فَإِذَا كَانَتِ السَّنَةُ الثَّانِيَةُ حَبَسَتِ السَّمَاءُ ثُلُثَيْ قَطْرِهَا، وَحَبَسَتِ الْأَرْضُ ثُلُثَيْ نَبَاتِهَا، فَإِذَا كَانَتِ السَّنَةُ الثَّالِثَةُ حَبَسَتِ السَّمَاءُ قَطْرَهَا كُلَّهُ، وَحَبَسَتِ الْأَرْضُ نَبَاتَهَا كُلَّهُ، فَلَا يَبْقَى ذُو خُفٍّ، وَلَا ظِلْفٍ إِلَّا
__________
(1) صحيح لغيره، وإسناده ضعيف كسابقه. محمد بن بكَّار: هو ابن الريَّان الهاشمي.
(2) في (م) : أتشربين، قلن. وفي (ظ6) : اشربن، فقلنا.
(3) إسناده ضعيف لضعف شَهْر بنِ حَوْشَب، وبقية رجاله ثقات.
وأخرجه ابن ماجه (3298) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (27560) .(45/547)
هَلَكَ فَيَقُولُ: الدَّجَّالُ لِلرَّجُلِ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ أَرَأَيْتَ إِنْ بَعَثْتُ إِبِلَكَ ضِخَامًا، ضُرُوعُهَا عِظَامًا أَسْنِمَتُهَا أَتَعْلَمُ أَنِّي رَبُّكَ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ فَتَمَثَّلُ لَهُ الشَّيَاطِينُ عَلَى صُورَةٍ فَيَتَّبِعُهُ وَيَقُولُ: لِلرَّجُلِ أَرَأَيْتَ إِنْ بَعَثْتُ أَبَاكَ، وَابْنَكَ (1) وَمَنْ تَعْرِفُ مِنْ أَهْلِكَ أَتَعْلَمُ أَنِّي رَبُّكَ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ فَتَمْثُلُ (2) لَهُ الشَّيَاطِينُ عَلَى صُوَرِهِمْ (3) فَيَتَّبِعُهُ " ثُمَّ خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَكَى أَهْلُ الْبَيْتِ، ثُمَّ رَجَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَنَحْنُ نَبْكِي فَقَالَ: " مَا يُبْكِيكُمْ؟ " فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا ذَكَرْتَ مِنَ الدَّجَّالِ فَوَاللهِ إِنَّ أَمَةَ أَهْلِي لَتَعْجِنُ عَجِينَهَا فَمَا تَبْلُغُ حَتَّى تَكَادَ تَتَفَتَّتُ (4) مِنَ الْجُوعِ فَكَيْفَ نَصْنَعُ يَوْمَئِذٍ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَكْفِي الْمُؤْمِنِينَ مِنِ (5) الطَّعَامِ، وَالشَّرَابِ يَوْمَئِذٍ التَّكْبِيرُ، وَالتَّسْبِيحُ، وَالتَّحْمِيدُ " ثُمَّ قَالَ: " لَا تَبْكُوا فَإِنْ يَخْرُجِ الدَّجَّالُ، وَأَنَا فِيكُمْ فَأَنَا حَجِيجُهُ، وَإِنْ يَخْرُجْ بَعْدِي فَاللهُ خَلِيفَتِي عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ " (6)
__________
(1) في (ظ6) : وأمك.
(2) في (ق) و (م) : فيمثل، وفي (ظ2) : فيتمثل.
(3) في (ق) : على صور.
(4) في (م) : تفتت.
(5) في (م) : عن.
(6) قوله: "إنْ يخرج الدجال وأنا فيكم، فأنا حجيجُه " صحيحٌ لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شَهْرِ بنِ حَوْشَبٍ، وبقية رجال الإسناد ثقات. =(45/548)
27569 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ، قَالَتْ: " سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ: (إِنَّهُ عَمِلَ غَيْرَ صَالِحٍ) ، وَسَمِعْتُهُ يَقْرَأُ (يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا وَلَا يُبَالِي (1) إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ " (2)
__________
= وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (407) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1633) ، والطبراني 24/ (405) و (406) و (408) ، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق " 1/504-505 و505 من طرق عن قثادة، به. وعند الخطيب: أسماء بنت كثير بن المنذر، وهي نفسها أسماء بنت يزيد بن السَّكَن.
وأخرجه الحميدي (365) ، والطبراني 24/ (405) و (412) و (438) و (439) ، والخطيب 1/505 من طرق عن شهر بن حوشب، به.
وسيرد برقمي (27579) (27580) .
وقوله: "أن يخرج الدجال وأنا فيكم فأنا حجيجه" له شاهد من حديث النواس ابن سمعان، سلف برقم (17629) ، وحديث عائشة سلف برقم (24467) .
(1) قوله: "ولا يبالي " ليس في (ظ2) .
(2) الشطر الأول محتمل للتحسين بشاهده، وهذا إسناد ضعيف، وقد سلف الكلام عليه في مسند أم سلمة عند الرواية (26518) .
وأخرجه أبو عمر الدُّوري في "قراءات النبي" (60) و (98) ، والحاكم 2/249 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. واقتصر الحاكم على شطره الثاني، وقال: هذا حديث غريب عال، ولم أنكر في كتابي هذا عن شهر غير هذا الحديث الواحد. =(45/549)
27570 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ، أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ يَقُولُ: " أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا (1) مَا يَحْمِلُكُمْ عَلَى أَنْ تَتَابَعُوا فِي الْكَذِبِ كَمَا يَتَتَابَعُ الْفَرَاشُ فِي النَّارِ كُلُّ الْكَذِبِ يُكْتَبُ عَلَى ابْنِ آدَمَ إِلَّا ثَلَاثَ خِصَالٍ رَجُلٌ (2) كَذَبَ امْرَأَتَهُ (3) لِيُرْضِيَهَا، أَوْ رَجُلٌ (4) كَذَبَ فِي خَدِيعَةِ حَرْبٍ، أَوْ رَجُلٌ (5) كَذَبَ بَيْنَ امْرَأَيْنِ
__________
= وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" ص 311، والطيالسي (1631) ، وحفص الدوري في "قراءات النبي" (61) ، وأبو داود (3982) من طرق عن حماد بن سلمة، به. مختصراً بشطره الأول.
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (1577) ، والترمذي (3237) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (411) من طرق عن حماد بن سلمة، به مختصراً بشطره الثاني، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث ثابت، عن شهر بن حوشب. قال: وشهر بن حوشب يروي عن أم
سلمة الأنصارية، وهي أسماء بنت يزيد.
وسيأتي بتمامه برقم (27606) ، وبشطره الأول برقم (27595) ، وبشطره الثاني برقمي (27596) و (27613) .
وسلف شطره الأول في مسند أم سلمة برقم (26518) من طريق هارون النحوي، عن ثابت البناني، عن شهر بن حوشب، عن أم سلمة به.
(1) في (ظ6) : يا أيها الناس.
(2) في (ظ6) : إلا رجل.
(3) في (م) : كذب على امرأته.
(4) في (ظ6) و (ق) : ورجل.
(5) في (ق) : ورجل.(45/550)
مُسْلِمَيْنِ لِيُصْلِحَ بَيْنَهُمَا " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف لضعف شَهْر بنِ حَوْشب. وقد اختُلف عليه فيه:
فرواه عبد الله بن عثمان بن خُثيم، واختلف عليه فيه:
فرواه داود بنُ عبد الرحمن العطَّار كما في هذه الرواية، وكما عند ابن أبي الدنيا في "الصَّمت " (499) ، والخرائطي في "مساوىء الأخلاق " (161) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (422) ، وأبي نُعيم في "الحلية" 9/22، وسفيانُ الثوري كما سيرد برقمي (27597) و (27608) ، وعبدُ الرحمن بنُ سليمان الرازي فيما أخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" (مسند علي) (210) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2915) ، ويحيى بنُ سُليم فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (419) ، وزهيرُ بنُ معاوية فيما أخرجه الطبراني 24/ (421) ، والفضل بنُ العلاء فيما أخرجه البغوي في "شرح السنة" (3540) ، ستتُهم عن عبد الله بن عثمان بن خُثيم، بهذا الإسناد.
ورواه محمد بنُ أبي كثير الثقفي الصنعاني، عن عبد الله بن واقد -فيما أخرجه الطبري (205) ، والطحاوي (2914) - عن عبد الله بن عثمان بن خُثيم، فقال: عن أبي الطُّفيل، عن النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ورواه داود بنُ أبي هند، عن شَهْر بنِ حَوْشب، واختلف عليه فيه:
فرواه يحيى بن زكريا بن أبي زائدة فيما أخرجه الترمذي (1939) ، وعبَّاد ابن العوام فيما أخرجه ابنُ أبي الدنيا في "الصمت" (502) ، ومعتمر بنُ سُليمان فيما أخرجه الطبري (207) ، وعبد الأعلى بنُ عبد الأعلى السامي فيما أخرجه الطبري (208) ، أربعتُهم عن داود بن أبي هند، عن شَهْرِ بنِ حَوْشب، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلاً.
ورواه مسلمة بن علقمة -فيما أخرجه الطبري (206) ، والخرائطي (162) ، وابنُ السُّنِّي في "عمل اليوم والليلة" (612) ، والبيهقي في "شُعب الإيمان" (11097) - عن داود بن أبي هند، عن شَهْر بنِ حَوْشَب، عن الزِّبْرقان، عن النَّواس بن سِمْعان، مرفوعاً.=(45/551)
27571 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَمْكُثُ الدَّجَّالُ فِي الْأَرْضِ أَرْبَعِينَ سَنَةً، السَّنَةُ كَالشَّهْرِ، وَالشَّهْرُ كَالْجُمُعَةِ، وَالْجُمُعَةُ كَالْيَوْمِ، وَالْيَوْمُ كَاضْطِرَامِ السَّعْفَةِ فِي النَّارِ " (1)
__________
=ورواه أبو عاصم (غير مسمى) ، فيما أخرجه الطبري (211) ، عن داود بن أبي هند، عن شَهْر بنِ حَوْشب، عن أبي هريرة، مرفوعاً.
وفي الباب عن أمِّ كُلثوم بنت عقبة بن أبي معيط، سلف برقم (27271) ، وفيه أن الصحيح من قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو: "ليس الكذاب الذي يُصلح بين الناس، فيَنْمي خيراً، أو يقولُ خيراً".
وقوله: تتايعوا: قال ابن الأثير في "النهاية": التتايع: الوقوع في الشرّ من غير فكرة ولا رويَّة، والمتابعة عليه، ولا يكون في الخير.
(1) إسناده ضعيف لضعف شَهْرِ بن حَوْشَب، وبقية رجاله ثقات غير ابن خُثيم -وهو عبد الله بن عثمان بن خثيم- فمختلف فيه، حسن الحديث.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (20822) ، وأخرجه من طريقه عبد بن حميد (1582) ، والبغوي في "شرح السنة" (4264) .
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (430) من طريق يحيى بن سليم، عن عبد الله بن عثمان بن خُثيم، به، مطولاً. ويحيى بنُ سليم سيىء الحفظ.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/347 مطولاً، ونسبه إلى الطبراني، وأعلَّه بشهر، وقال: ولا يحتمل مخالفته للأحاديث الصحيحة أنه يلبث في الأرض أربعين يوماً، وفي هذا أربعين سنة.
وسيكرر برقم (27600) سنداً ومتناً. =(45/552)
27572 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ هُوَ ابْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي أَسْمَاءُ بِنْتُ يَزِيدَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَمَعَ نِسَاءَ الْمُسْلِمِينَ لِلْبَيْعَةِ (1) فَقَالَتْ لَهُ: أَسْمَاءُ أَلَا تَحْسُرُ لَنَا عَنْ يَدِكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي لَسْتُ أُصَافِحُ النِّسَاءَ وَلَكِنْ آخُذُ عَلَيْهِنَّ " وَفِي النِّسَاءِ خَالَةٌ لَهَا عَلَيْهَا قُلْبَانِ مِنْ ذَهَبٍ وَخَوَاتِيمُ مِنْ ذَهَبٍ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا هَذِهِ هَلْ يَسُرُّكِ (2) أَنْ يُحَلِّيَكِ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ جَمْرِ جَهَنَّمَ سِوَارَيْنِ وَخَوَاتِيمَ؟ " فَقَالَتْ: أَعُوذُ بِاللهِ يَا نَبِيَّ اللهِ قَالَتْ: قُلْتُ: يَا خَالَةُ (3) اطْرَحِي مَا عَلَيْكِ فَطَرَحَتْهُ فَحَدَّثَتْنِي أَسْمَاءُ، وَاللهِ يَا بُنَيَّ لَقَدْ طَرَحَتْهُ فَمَا أَدْرِي مَنْ لَقَطَهُ مِنْ مَكَانِهِ، وَلَا الْتَفَتَ مِنَّا أَحَدٌ إِلَيْهِ قَالَتْ أَسْمَاءُ: فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ إِنَّ إِحْدَاهُنَّ تَصْلَفُ عِنْدَ زَوْجِهَا، إِذَا لَمْ تُمَلَّحْ لَهُ أَوْ تَحَلَّى لَهُ قَالَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا عَلَى إِحْدَاكُنَّ أَنْ تَتَّخِذَ قُرْطَيْنِ مِنْ فِضَّةٍ، وَتَتَّخِذَ لَهَا (4)
__________
= وسلف نحوه من حديث جابر بن عبد الله برقم (14954) ، وفيه: "يخرج الدجال في خفقةٍ من الدين، وإدبار من العلم، فله أربعون ليلة يسيحها في الأرض، اليوم منها كالسنة، واليوم منها كالشهر، واليوم منها كالجمعة، ثم سائر أيامه كأيامكم هذه ". وفي إسناده أبو الزُّبير وقد عنعنه.
(1) في (ظ6) : بالبيعة، وفي (ظ2) : لبيعة.
(2) في (ظ2) و (ق) : أيسرك.
(3) في (م) : يا خالتي.
(4) في (ظ6) : خرصين من فضة وتتخذ لهما.(45/553)
جُمَانَتَيْنِ مِنْ فِضَّةٍ فَتُدْرِجَهُ بَيْنَ أَنَامِلِهَا بِشَيْءٍ مِنْ زَعْفَرَانٍ، فَإِذَا هُوَ كَالذَّهَبِ يَبْرُقُ " (1)
27573 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: " إِنَّ مَعْمَرًا شَرِبَ مِنَ الْعِلْمِ بِأَنْقَعَ (2) " [قَالَ: عَبْدُ اللهِ:] قَالَ أَبِي: " وَمَاتَ مَعْمَرٌ وَلَهُ ثَمَانٍ
__________
(1) قوله: "إني لستُ أُصافحُ النِّساء" صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شَهْرِ بنِ حَوْشب. عبدُ الحميد: هو ابنُ بَهْرام الفزاري.
وأخرجه بنحوه مطولاً ومختصراً ابن سعد 8/6، والدولابي في "الكنى والأسماء" 2/128، والطبراني في "الكبير" 24/ (417) و (437) و (451) و (455) و (456) و (457) ، وأبو نُعيم في "أخبار أصبهان " 1/293 من طرق عن شَهْر بن حَوْشب، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/148-149، وقال: رواه أحمد والطبراني، وفيه شهر بن حوشب، وهو ضعيف يكتب حديثه.
وسيرد مختصراً برقم (27594) بلفظ: "إني لستُ أُصافح النساء" وسنذكر شواهده هناك.
وانظر: (27563) و (27577) .
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (9677) ، وإسناده ضعيف.
قال السندي: قوله: "ولكن آخذ عليهن"، أي: العهد والميثاق بالكلام.
"تصلَف" ضبط كتسمع، أي: تنحط رتبة.
"جمانتين" الجمان: حَبٌّ يتخذ من الفضة إمثال اللؤلؤ.
"فتدرجه " أي: فتدخل ذلك المتخذ للأنامل من الجمان مثلاً.
"بشيء من زعفران " أي: مصبوغاً بشيء.
(2) في (ظ6) : فأنفع، وفي (م) : بأنفع، وكلاهما خطأ.(45/554)
وَخَمْسُونَ سَنَةً " (1) (2)
__________
(1) قوله: سنة، ليس في (ظ6) .
(2) خبر صحيح، عبد الرزاق -وهو ابن همَّام الصنعاني- لم يسمع هذا الخبر من ابن جُريج -وهو عبد الملك بن عبد العزيز- بينهما رباح بن زيد، كما سيرد في التخريج، ورجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ مدينة دمشق" 17/ورقة 34 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه كذلك من طريق الإمام أحمد، عن عبد الرزاق قال: سأل رباح ابنَ جريج عن شيءٍ من التفسير، فقال: إنَّ معمراً.... فذكره.
وأخرجه ابنُ أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 8/256، وابنُ عساكر 17/24-35 من طريق محمد بن حماد الطهراني، وابن عساكر 17/34 من طريق أبي بكر بن عبد الملك، كلاهما عن عبد الرزاق قال: أخبرنا رباح، قال: سألتُ ابنَ جريج عن شيء من التفسير، فأجابني، فقلتُ له: إن معمراً قال كذا وكذا، قال: إن معمراً شرب من العلم ... قلنا: ورباح -وهو ابن زيد- ثقة.
وأخرجه ابن عساكر 17/34 من طريق أحمد بن شبويه، عن عبد الرزاق، قال: قال رجل لابن جريج حدثنا ... فذكره.
وأخرجه ابن عساكر كذلك من طريق هشام بن يوسف، قال: لقيتُ ابن جُرَيْج بمكة، فقال لي: كيف معمر؟ قلت: صالح، فقال: ذاك شربَ ...
قال السندي: قوله: شرب من العلم بأنقُع، أي: أنه ركب في طلب الحديث كلَّ حَزْن، وكتب من كل وجه، وهذا مَثَلٌ يُضرب لمن جرَّب الأمور ومارَسَها، وقيل: لمن يعاود الأمور المكروهة. وأنقعُ، جمع قلة لِنَقْع، وهو الماءُ الناقع، والأرضُ التي يجتمع فيها الماء، وأصله أن الطائر الحَذِر لا يَرِدُ
المشارع، ولكنه يأتي المناقع ليشرب منها، وكذلك الرجل الحذر لا يتقحَّم الأمور، وقيل: هو أن الدليل إذا عرف المياه في الفَلَوات، حَذِقَ سلوك الطريق التي تؤدي إليها، أي: فالدليل يترك المشارع خوفاً من أن يكون عليها عدوّ، ويختار المناقع، والله أعلم.(45/555)
27574 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ، حَدَّثَنِي شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي أَسْمَاءُ بِنْتُ يَزِيدَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْخَيْلُ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ مَعْقُودٌ أَبَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَمَنْ رَبَطَهَا عُدَّةً فِي سَبِيلِ اللهِ، وَأَنْفَقَ عَلَيْهَا احْتِسَابًا فِي سَبِيلِ اللهِ فَإِنَّ شِبَعَهَا وَجُوعَهَا، وَرِيَّهَا، وَظَمَأَهَا (1) ، وَأَرْوَاثَهَا، وَأَبْوَالَهَا فَلَاحٌ فِي مَوَازِينِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ رَبَطَهَا رِيَاءً، وَسُمْعَةً، وَفَرَحًا، وَمَرَحًا فَإِنَّ شِبَعَهَا، وَجُوعَهَا، وَرِيَّهَا، وَظَمَأَهَا، وَأَرْوَاثَهَا، وَأَبْوَالَهَا خُسْرَانٌ فِي مَوَازِينِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (2)
__________
(1) قوله: وظمأها، ليس في (ظ6) .
(2) صحيح لغيره، وهذا إسنادٌ ضعيف لضعف شَهْر بن حَوْشب، وبقية رجاله ثقات. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم.
وأخرجه الخطيب في "تاريخه" 11/59 من طريق أبي النضر، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/481، وعبد بن حميد (1583) ، وأبو نعيم في "الحلية" 9/43 من طرق عن عبد الحميد بن بَهْرام، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/261، وقال: رواه أحمد، وفيه شهر بن حوشب، وهو ضعيف.
وسيرد مختصراً برقم (27593) .
وقوله: "الخيل في نواصيها الخير معقود أبداً إلى يوم القيامة"، له شاهد من حديث ابن عمر، سلف بإسناد صحيح برقم (4616) ، وذكرنا تتمة شواهده ثمة.
وقوله: "من ربطها عُدَّة ... " له شاهد من حديث أبي هريرة مرفوعاً بلفظ:=(45/556)
27575 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ يَعْنِي شَيْبَانَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ، قَالَتْ: إِنِّي لَآخِذَةٌ بِزِمَامِ الْعَضْبَاءِ - نَاقَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " إِذْ أُنْزِلَتْ (1) عَلَيْهِ الْمَائِدَةُ كُلُّهَا فَكَادَتْ مِنْ ثِقَلِهَا تَدُقُّ بِعَضُدِ النَّاقَةِ " (2)
__________
= "من احتبس فرساً في سبيل الله إيماناً، وتصديقاً بموعوده، كان شِبَعُه وريُّه وبوله وروثه حسناتٍ في ميزانه يوم القيامة"، سلف برقم (8866) ، وهو عند البخاري (2853) .
وآخر من حديث أبي هريرة كذلك، وفيه: ثم سئل عن الخيل فقال:
"الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة، وهي لرجل آجر، ولرجل ستر وجمال، وعلى رجل وزر، أما الذي هي له أجر فرجلٌ يتخذها يُعِدُّها في سبيل الله، فما غَيَّبَتْ في بطونها، فهو له أجر، وإن مرَّت بنهر، فشربت منه، فما غَيّبت في بطونها فهو له أجرٌ، وإن مرت بمرج فما أكلت منه فهو له أجر، وإن استنت له شرفاً فله بكل خطوة تخطوها أجر -حتى ذكر أوراثها وأبوالها- وأما التي هي له ستر وجمال، فرجلٌ يتخذها تكرُّماً وتجمُلاً، ولا ينسى حقَّ بطونها وظهورها في عُسْرها ويُسرها، وأما الذي هي عليه وزر، فرجل يتخذها بذخاً وأشراً، ورياء وبطراً"، سلف برقم (7563) ، وإسناده صحيح كذلك.
(1) في (ظ2) و (م) إذا أنزلت.
(2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ليث -وهو ابن أبي سليم- وشَهْرِ بنِ حَوْشب، وبقية رجاله ثقات. أبو النَّضْر: هو الهاشم بنُ القاسم، وشَيْبان: هو ابن عبد الرحمن النَّحْوي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (448) من طريق الحسن بن موسى الأشيب، عن شَيْبان، به.
وأخرجه كذلك 24/ (450) من طريق جرير، عن ليث، به. =(45/557)
27576 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، وَحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَا: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ شَهْرٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ، قَالَتْ: أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَرَابٍ فَدَارَ عَلَى الْقَوْمِ، وَفِيهِمْ رَجُلٌ صَائِمٌ فَلَمَّا بَلَغَهُ قَالَ لَهُ: " اشْرَبْ " فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُ لَيْسَ يُفْطِرُ، - أَوْ: َيَصُومُ الدَّهْرَ - فَقَالَ - يَعْنِي رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " لَا صَامَ مَنْ صَامَ الْأَبَدَ " (1)
__________
= وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/13، وقال: رواه أحمد والطبراني بنحوه، وفيه شَهْرُ بن حَوْشب، وهو ضعيف، وقد وثّق، قلنا: فاته أن يُعلّه بليث بن أبي سليم.
ونقله ابن كثير في "تفسيره " للآيات الأولى من سورة المائدة.
وسيرد برقم (27592) .
وسلف نحوه من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص برقم (6643) ، وذكرنا هناك شواهده.
قال السندي: قوله: فكادت، أي: السورة.
(1) مرفوعه صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ليث -وهو ابن أبي سليم- وشهرِ بن حوشب، وبقية رجال الإسناد ثقات. أبو النضر: هو هاشم ابن القاسم، وشَيْبان: هو ابن عبد الرحمن النَّحْوي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (453) من طريق حسن بن موسى، بهذا الإسناد.
وأخرجه كذلك 24/ (452) و (454) من طرق عن ليث بن أبي سليم، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/193، وفال: رواه أحمد والطبراني، وفيه ليث بن أبي سليم، وهو ثقة! لكنه مدلس.
وللمرفوع منه شاهد من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف بإسناد صحيح برقم (6527) ، وذكرتا تتمة شواهده ثمة.(45/558)
27577 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، عَنْ هِشَامٍ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ يَزِيدَ، حَدَّثَتْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَيُّمَا امْرَأَةٍ تَحَلَّتْ قِلَادَةً (1) مِنْ ذَهَبٍ جُعِلَ فِي عُنُقِهَا مِثْلُهَا مِنَ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأَيُّمَا امْرَأَةٍ جَعَلَتْ فِي أُذُنِهَا خُرْصَةً مِنْ ذَهَبٍ جُعِلَ فِي أُذُنِهَا مِثْلُهَا مِنَ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " قَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ: حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: وَأَيُّمَا امْرَأَةٍ جَعَلَتْ فِي أُذُنِهَا خُرْصًا جُعِلَ فِي أُذُنِهَا مِثْلُهُ مِنَ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ (2)
27578 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَفْصٌ السَّرَّاجُ، قَالَ: سَمِعْتُ شَهْرَ بْنَ حَوْشَبٍ، يُحَدِّثُ
__________
(1) في (ق) : بقلادة.
(2) إسناده ضعيف، محمود بن عمرو: وهو ابن يزيد بن السكن، لم يذكروا في الرواة عنه سوى اثنين، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وجهَّله ابنُ القطان والذهبي، وقد تفرَّد به. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو عامر: هو عبد الملك بن عَمرو العَقَدي، وعبد الصمد: هو ابن عبد الوارث
العنبري، وهشام: هو ابنُ أبي عبد الله الدَّسْتُوائي، ويحيى: هو ابن أبي كثير.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/157، وفي "الكبرى" (9439) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (469) من طريقين عن هشام، به.
وأخرجه البيهقي 4/141 من طريق همَّام بن يحيى، عن يحيى بن أبي كثير، به.
وسيرد برقمي (27584) و (27605) .
وانظر (27563) .(45/559)
عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ، أَنَّهَا كَانَتْ تَحْضُرُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ النِّسَاءِ، فَأَبْصَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ امْرَأَةً عَلَيْهَا سِوَارَانِ مِنْ ذَهَبٍ فَقَالَ لَهَا: " أَيَسُرُّكِ أَنْ يُسَوِّرَكِ اللهُ سِوَارَيْنِ مِنْ نَارٍ؟ " قَالَتْ: فَأَخْرَجَتْهُ قَالَتْ أَسْمَاءُ: " فَوَاللهِ مَا أَدْرِي أَهِيَ نَزَعَتْهُ أَمْ أَنَا نَزَعْتُهُ " (1)
27579 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ الْأَنْصَارِيَّةِ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِي فَذَكَرَ الدَّجَّالَ فَقَالَ: " إِنَّ بَيْنَ يَدَيْهِ ثَلَاثَ سِنِينَ، سَنَةٌ تُمْسِكُ السَّمَاءُ ثُلُثَ قَطْرِهَا، وَالْأَرْضُ ثُلُثَ نَبَاتِهَا، وَالثَّانِيَةُ تُمْسِكُ السَّمَاءُ ثُلُثَيْ قَطْرِهَا، وَالْأَرْضُ ثُلُثَيْ نَبَاتِهَا، وَالثَّالِثَةُ تُمْسِكُ السَّمَاءُ قَطْرَهَا كُلَّهُ، وَالْأَرْضُ نَبَاتَهَا كُلَّهُ، فَلَا يَبْقَى ذَاتُ ضِرْسٍ، وَلَا ذَاتُ ظِلْفٍ مِنَ الْبَهَائِمِ، إِلَّا هَلَكَتْ وَإِنَّ أَشَدَّ (2) فِتْنَةٍ، يَأْتِيَ الْأَعْرَابِيَّ فَيَقُولَ: أَرَأَيْتَ إِنْ أَحْيَيْتُ لَكَ إِبِلَكَ أَلَسْتَ تَعْلَمُ أَنِّي رَبُّكَ قَالَ: فَيَقُولُ: بَلَى فَتَمَثَّلَ الشَّيَاطِينُ لَهُ نَحْوَ إِبِلِهِ كَأَحْسَنِ
__________
(1) إسناده ضعيف لضعف شَهْر بن حَوْشب. حَفْص السرَّاج: -وهو ابن أبي حفص، من رجال "التعجيل"- روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: هو الذي يُقال له: حفص التميمي، وتعقَّبه الحافظ بأن حفصاً التميميَّ راوٍ آخر، وانظر تتمة كلامه ثمة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (415) من طريق شيبان بن فَرُّوخ، عن حفص بن أبي حفص، بهذا الإسناد.
وانظر (27563) .
(2) في (ظ6) : وإنَّ من أشدِّ.(45/560)
مَا تَكُونُ ضُرُوعُهَا، وَأَعْظَمِهِ أَسْنِمَةً قَالَ: وَيَأْتِي الرَّجُلَ قَدْ مَاتَ أَخُوهُ، وَمَاتَ أَبُوهُ فَيَقُولُ: أَرَأَيْتَ إِنْ أَحْيَيْتُ لَكَ أَبَاكَ، وَأَحْيَيْتُ لَكَ أَخَاكَ أَلَسْتَ تَعْلَمُ أَنِّي رَبُّكَ فَيَقُولُ: بَلَى فَتَمَثَّلَ لَهُ الشَّيَاطِينُ نَحْوَ أَبِيهِ، وَنَحْوَ أَخِيهِ " قَالَتْ: ثُمَّ خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِحَاجَةٍ لَهُ (1) ثُمَّ رَجَعَ قَالَتْ: وَالْقَوْمُ فِي اهْتِمَامٍ وَغَمٍّ مِمَّا حَدَّثَهُمْ بِهِ قَالَتْ: فَأَخَذَ بِلُحْمَتَيِ (2) الْبَابِ وَقَالَ: " مَهْيَمْ أَسْمَاءُ؟ " قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَقَدْ خَلَعْتَ أَفْئِدَتَنَا بِذِكْرِ الدَّجَّالِ قَالَ: " وَإِنْ يَخْرُجْ وَأَنَا حَيٌّ فَأَنَا حَجِيجُهُ، وَإِلَّا فَإِنَّ رَبِّي خَلِيفَتِي عَلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ " قَالَتْ أَسْمَاءُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا وَاللهِ لَنَعْجِنُ عَجِينَتَنَا (3) فَمَا نَخْتَبِزُهَا حَتَّى نَجُوعَ، فَكَيْفَ بِالْمُؤْمِنِينَ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: " يُجْزِيهِمْ مَا يُجْزِي أَهْلَ السَّمَاءِ مِنَ التَّسْبِيحِ وَالتَّقْدِيسِ " (4)
__________
(1) لفظة "له" ليست في (م) .
(2) كذا في (ظ6) و (هـ) وعند عبد الرزاق -ومن طريقه البغوي-:
بلحمتي. وفي (م) : بلجمتي، وفي (ظ2) و (ق) : بلحمي. والذي ذكره ابن الأثير في "النهاية": فأخذ بلَجَفَتي الباب ... وقال: لَجَفَتا الباب: عِضادتاه، وجانباه، من قولهم لجوانب البئر: ألجاف، جمع لَجَف، ويُروى بالباء، وهو وهم. وقال في "القاموس": لجيفتا الباب: جَنْبَتَاه.
(3) في (ظ6) و (ق) : عجيننا، وهي نسخة في (ظ2) .
(4) قوله: "إن يخرج الدَّجَّال وأنا حيٌّ، فأنا حجيجُه ": صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شَهْر بن حوشب، وبقية رجاله ثقات.
وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه " (20821) ، وأخرجه من طريقه الطبراني=(45/561)
27580 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَهْرٌ، قَالَ: وَحَدَّثَتْنِي أَسْمَاءُ بِنْتُ يَزِيدَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَلَسَ مَجْلِسًا مَرَّةً يُحَدِّثُهُمْ عَنْ أَعْوَرِ الدَّجَّالِ فَذَكَرَ نَحْوَهُ وَزَادَ فِيهِ فَقَالَ: مَهْيَمْ وَكَانَتْ كَلِمَةُ مِنْ (1) رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سَأَلَ عَنْ شَيْءٍ يَقُولُ: مَهْيَمْ وَزَادَ فِيهِ " فَمَنْ حَضَرَ مَجْلِسِي، وَسَمِعَ قَوْلِي فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ مِنْكُمُ الْغَائِبَ، وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ صَحِيحٌ لَيْسَ بِأَعْوَرَ، وَأَنَّ الدَّجَّالَ أَعْوَرُ مَمْسُوحُ الْعَيْنِ بَيْنَ عَيْنَيْهِ مَكْتُوبٌ كَافِرٌ يَقْرَؤُهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ كَاتِبٍ وَغَيْرِ كَاتِبٍ " (2)
__________
= في "الكبير" 24/ (404) ، والبغوي في "شرح السنة" (4263) .
وسلف برقم (27568) .
وانظر ما بعده.
قوله: "مَهْيَمْ " أي: ما أمْرُكُم وشأنُكم، وهي كلمة يمانية، كذا في "النهاية".
(1) قوله: من، ليس في (م) .
(2) إسناده ضعيف لضعف شهر بن حوشب، وبقية رجاله ثقات، عبد الحميد: هو ابن بهرام.
وأخرجه ابن أبي شيبة 15/132، والطبراني في "الكبير" 24/ (446) ، والحارث في "مسنده" (783) (زوائد) من طرق عن عبد الحميد بن بهرام، بهذا الإسناد.
وانظر ما قبله.
وقوله: "إنَّ اللهَ ليس بأعور، وإن الدجال أعور" له شاهد من حديث سعد ابن أبي وقاص، وابن عمر، وأنس بن مالك، وعائشة، سلفت أحاديثهم على التوالي بالأرقام (1526) و (4804) و (12004) و (24467) . =(45/562)
27581 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ يَعْنِي ابْنَ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ رَاشِدٍ، عَنِ امْرَأَةٍ، مِنَ الْأَنْصَارِ - يُقَالُ لَهَا: أَسْمَاءُ بِنْتُ يَزِيدَ بْنِ سَكَنٍ - قَالَتْ: لَمَّا تُوُفِّيَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ صَاحَتْ أُمُّهُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَا يَرْقَأُ دَمْعُكِ، وَيَذْهَبُ حُزْنُكِ، فَإِنَّ ابْنَكِ أَوَّلُ مَنْ ضَحِكَ اللهُ لَهُ، وَاهْتَزَّ لَهُ الْعَرْشُ " (1)
__________
= وقوله: "ممسوح العين " له شاهد من حديث أنس بن مالك، سلف برقم (13206) .
وقوله: "بين عينيه مكتوبٌ كافر، يقرؤه كلُّ مؤمن كاتب وغير كاتب" له شاهد من حديث أنس بن مالك، سلف برقم (13385) ، وحذيفة بن اليمان، سلف برقم (23279) .
(1) إسناده ضعيف، إسحاق بن راشد، هكذا هو غير منسوب، ترجم له الحافظ في "التهذيب" تمييزاً، ولم يُذكر في الرواة عنه سوى إسماعيل بن أبي خالد، ولم يُوثر توثيقُه عن غير ابن حبان، وقال ابن خزيمة في "التوحيد" ص 237 عقب هذا الحديث: لست أعرف إسحاقَ بن راشد هذا، ولا أظنه
الجزري أخو (كذا) النعمان بن راشد، وقال الحافظ: هو أقدم طبقة من الجزري. قلنا: وبقية رجال الإسناد ثقات.
وهو عند أحمد في "فضائل الصحابة" (1500) .
وأخرجه ابن سعد 3/434، وابن أبي شيبة 12/143 و14/119 و415، وابن أبي عاصم في "السنة" (559) ، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 237، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4170) ، والطبراني في "الكبير" (5344) ، و24/ (467) ، والحاكم 3/206 من طريق يزيد بن هارون،
به.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 9/309، وقال: رجاله رجال الصحيح! =(45/563)
27582 - حَدَّثَنَا هَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ الْعَجْلَانِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْعَقِيقَةُ عَنِ الْغُلَامِ (1) شَاتَانِ مُكَافَأَتَانِ، وَعَنِ الْجَارِيَةِ شَاةٌ " (2)
27583 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصٌ السَّرَّاجُ، قَالَ: سَمِعْتُ شَهْرًا، يَقُولُ: حَدَّثَتْنِي أَسْمَاءُ بِنْتُ يَزِيدَ، أَنَّهَا كَانَتْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ قُعُودٌ عِنْدَهُ فَقَالَ: " لَعَلَّ رَجُلًا يَقُولُ: مَا يَفْعَلُ بِأَهْلِهِ، وَلَعَلَّ امْرَأَةً تُخْبِرُ بِمَا فَعَلَتْ مَعَ زَوْجِهَا فَأَرَمَّ الْقَوْمُ " فَقُلْتُ: إِي وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُنَّ لَيَقُلْنَ وَإِنَّهُمْ لَيَفْعَلُونَ
__________
= واهتزاز العرش لموت سعد بن معاذ ثبت من حديث غير واحد من الصحابة سردناهم في مسند أبي سعيد الخدري عند الرواية (11184) .
(1) في (ظ2) و (ق) : العقيقة حق عن الغلام.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن أن لبت سماع مجاهد من أسماء بنت يزيد، فإنهم لم يذكروا له سماعاً منها. وإسماعيل بن عيّاش صدوق في روايته عن أهل بلده، وهذه منها. وبقية رجال الإسناد ثقات.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3353) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (461) من طريقين عن إسماعيل بن عياش، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/57، وقال: رواه أحمد والطبراني، ورجاله محتجٌّ بهم.
وله شاهد من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف برقم (6737) ، وذكرنا تتمة شواهده هناك.(45/564)
قَالَ: " فَلَا تَفْعَلُوا فَإِنَّمَا مِثْلُ (1) ذَلِكَ مِثْلُ الشَّيْطَانُ (2) لَقِيَ شَيْطَانَةً فِي طَرِيقٍ فَغَشِيَهَا وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ " (3)
27584 - حَدَّثَنَا أَزْهَرُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ (4) ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ عَمْرٍو،
__________
(1) قوله: مثل، ليس في (م) .
(2) في (ظ6) : شيطان.
(3) إسناده ضعيف لضعف شهر بن حوشب. وحفص السَّرَّاج -وهو ابن أبي حَفْص- من رجال "التعجيل"، روى عنه جمع، وذكره ابن حِبَّان في "الثقات"، وبقية رجاله ثقات. عبد الصمد: هو ابنُ عبد الوارث العنبري.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (414) من طريق ثَوْبان بن فَرُّوخ، عن حفص، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/294، وقال: رواه أحمد والطبراني، وفيه شهر بن حوشب، وحديثه حسن، وفيه ضعف.
وله شاهد من حديث أبي هريرة، سلف برقم (10977) ، وفي إسناده رجل مجهول.
وفي باب النهي عن إفشاء سرِّ الجماع عن أبي سعيد الخدري. سلف برقم (11655) ، ولفظه: "إن مِن أعظمِ الأمانة عند الله يوم القيامة الرجل يُفضي إلى امرأته، وتُفضي إليه، ثم ينشرُ سِرَّها" وفي إسناده عمر بن حمزة العمري، قال أحمد: أحاديثه مناكير، وقد سلف تتمة الكلام عليه ثمة.
قال السندي: قوله: "فإنما مثل ذلك" أي: إظهار ما جرى بين الإنسان وأهله بالقول، كإظهاره بالفعل، والثاني لا يجيء إلا من مثل الشيطان، فالأول كذلك، والله أعلم.
(4) في (ظ2) و (ق) و (م) : عبد الوارث، والمثبت من (ظ6) و"أطراف المسند" 8/389.(45/565)
أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ يَزِيدَ، حَدَّثَتْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَيُّمَا امْرَأَةٍ تَحَلَّتْ قِلَادَةً مِنْ ذَهَبٍ، جُعِلَ فِي عُنُقِهَا مِثْلُهَا مِنَ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأَيُّمَا امْرَأَةٍ جَعَلَتْ فِي أُذُنِهَا خُرْصًا مِنْ ذَهَبٍ، جُعِلَ فِي أُذُنِهَا مِثْلُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (1)
27585 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ يَعْنِى ابْنَ صَالِحٍ، عَنِ الْمُهَاجِرِ، مَوْلَى أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ الْأَنْصَارِيَّةِ قَالَ: سَمِعْتُ أَسْمَاءَ بِنْتَ يَزِيدَ، تَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ سِرًّا، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُ لَيُدْرِكُ الْفَارِسَ، فَيُدَعْثِرُهُ " قَالَ (2) : قُلْتُ: مَا تَعْنِي؟ (3) قَالَ: " الْغِيلَةُ، يَأْتِي الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ وَهِيَ تُرْضِعُ " (4)
• 27586 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ حَمَّادَ بْنَ زَيْدٍ، وَذَكَرَ الْجَهْمِيَّةَ فَقَالَ: "
__________
(1) إسناده ضعيف، وهو مكرر (27577) ، غير أن شيخي أحمد هنا هما أزهر بن القاسم وعبد الوهّاب بن عطاء الخفّاف.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4814) من طريق عبد الوهاب ابن عطاء، بهذا الإسناد.
(2) في (م) : قالت، وهو خطأ.
(3) في (ظ2) و (ق) و (م) : يعني، والمثبت من (ظ6) .
(4) إسناده ضعيف، وقد سلف الكلام عليه في الرواية (27562) .
وأخرجه ابن سعد 7/462 عن محمد بن عمر الواقدي، عن معاوية بن صالح، بهذا الإسناد.
وسلف نحوه برقم (27562) .(45/566)
إِنَّمَا يُحَاوِلُونَ أَنْ لَيْسَ فِي السَّمَاءِ شَيْءٌ " (1)
27587 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنِي شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي أَسْمَاءُ بِنْتُ يَزِيدَ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُوُفِّيَ يَوْمَ تُوُفِّيَ، وَدِرْعُهُ مَرْهُونَةٌ عِنْدَ رَجُلٍ مِنَ الْيَهُودِ بِوَسْقٍ مِنْ شَعِيرٍ " (2)
__________
(1) هذا أثر صحيح إلى حماد بن زيد، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عليِّ بن مسلم -وهو الطوسي- فمن رجال البخاري، وعبد الله بن أحمد، فمن رجال النسائي، وكلاهما ثقة، وهذا الأثر من زيادات عبد الله على المسند.
وهو في زيادات عبد الله على أبيه في "السنَّة" (40) .
وهو في "السنة" لعبد الله بن أحمد (40) عن أحمد بن إبراهيم الدورقي، عن سليمان بن حرب، به. ومن هذا الطريق أخرجه أبو نُعيم في "الحلية" 6/258.
وأخرجه أبو نعيم 6/258 من طريق عباس بن الفضل الأسفاطي، عن سليمان بن حرب، عن حماد بن زيد، عن أيوب السختياني.
وأخرج عبد الله في "السنة" (65) بإسناده إلى عباد بن عوام، قال: كلمت بِشْراً المرِّيسي وأصحاب بشر، فرأيت آخر كلامهم ينتهي أن يقولوا: ليس في السماء شيء.
(2) صحيح لغيره دون قوله: "بِوَسْقٍ من شعير"، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب، وبقية رجال الإسناد ثقات.
وأخرجه ابن سعد 1/488، والطبراني في "الكبير" 24/ (444) ، وابنُ عديّ في "الكامل" 4/1356، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " ص 263 من طرق عن عبد الحميد بن بهرام، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (460) من طريق أبي طاهر، عن شهر ابن حوشب، به. =(45/567)
27588 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَهْرٌ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي أَسْمَاءُ بِنْتُ يَزِيدَ: أَنَّ أَبَا ذَرٍّ الْغِفَارِيَّ كَانَ يَخْدُمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا فَرَغَ مِنْ خِدْمَتِهِ، آوَى إِلَى الْمَسْجِدِ، فَكَانَ هُوَ بَيْتُهُ، يَضْطَجِعُ فِيهِ، فَدَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَسْجِدَ لَيْلَةً، فَوَجَدَ أَبَا ذَرٍّ نَائِمًا مُنْجَدِلًا فِي الْمَسْجِدِ، فَنَكَتَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرِجْلِهِ حَتَّى اسْتَوَى جَالِسًا، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَا أَرَاكَ نَائِمًا؟ " قَالَ: أَبُو ذَرٍّ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَأَيْنَ أَنَامُ، هَلْ لِي مِنْ بَيْتٍ غَيْرُهُ؟ فَجَلَسَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُ: " كَيْفَ أَنْتَ إِذَا أَخْرَجُوكَ مِنْهُ؟ " قَالَ: إِذَنْ أَلْحَقَ بِالشَّامِ، فَإِنَّ الشَّامَ أَرْضُ الْهِجْرَةِ، وَأَرْضُ الْمَحْشَرِ، وَأَرْضُ الْأَنْبِيَاءِ، فَأَكُونُ رَجُلًا مِنْ أَهْلِهَا، قَالَ لَهُ: " كَيْفَ أَنْتَ إِذَا أَخْرَجُوكَ مِنَ الشَّامِ؟ " قَالَ: إِذَنْ أَرْجِعَ إِلَيْهِ، فَيَكُونَ هُوَ بَيْتِي وَمَنْزِلِي، قَالَ: " فَكَيْفَ (1) أَنْتَ إِذَا أَخْرَجُوكَ مِنْهُ الثَّانِيَةَ؟ " قَالَ: إِذَنْ آخُذَ سَيْفِي، فَأُقَاتِلَ عَنِّي حَتَّى أَمُوتَ، قَالَ: فَكَشَّرَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَثْبَتَهُ بِيَدِهِ، قَالَ: " أَدُلُّكَ عَلَى خَيْرٍ مِنْ ذَلِكَ؟ " قَالَ: بَلَى، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا نَبِيَّ اللهِ، قَالَ رَسُولُ
__________
= وسلف مختصراً برقم (27565) .
قلنا: والثابتُ عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -كما سلف من حديث ابن عباس (2109) ، وحديث عائشة (25998) - أنه رهن درعه على ثلاثين صاعاً من شعير، أي: ما يعادل نصف وَسْق، لأن الوَسْق يساوي ستين صاعاً بالإجماع.
(1) في (م) : قال له كيف.(45/568)
اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَنْقَادُ لَهُمْ حَيْثُ قَادُوكَ، وَتَنْسَاقُ لَهُمْ حَيْثُ سَاقُوكَ حَتَّى تَلْقَانِي، وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ " (1)
27589 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنِي شَهْرٌ، قَالَ: سَمِعْتُ أَسْمَاءَ بِنْتَ يَزِيدَ الْأَنْصَارِيَّةَ، تُحَدِّثُ، زَعَمَتْ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ فِي الْمَسْجِدِ يَوْمًا، وَعُصْبَةٌ مِنَ النِّسَاءِ قُعُودٌ، فَأَلْوَى بِيَدِهِ إِلَيْهِنَّ بِالسَّلَامِ، قَالَ: " إِيَّاكُنَّ وَكُفْرَانَ الْمُنَعَّمِينَ، إِيَّاكُنَّ وَكُفْرَانَ الْمُنَعَّمِينَ " قَالَتْ إِحْدَاهُنَّ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَعُوذُ بِاللهِ يَا نَبِيَّ اللهِ مِنْ كُفْرَانِ نِعَمِ (2) اللهِ، قَالَ: " بَلَى، إِنَّ إِحْدَاكُنَّ تَطُولُ
__________
(1) إسناده ضعيف لضعف شهر بن حوشب، وبقية رجاله ثقات. هاشم:
هو ابن القاسم أبو النضر، وعبد الحميد: هو ابن بهرام.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (1623) ، وأبو نعيم في "الحلية" 1/352 من طريقين عن عبد الحميد بن بهرام، به، مختصراً.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/222-223، وقال رواه أحمد، وفيه شهر بن حوشب، وهو ضعيف، وقد وثّق.
وسلف نحوه من حديث أبي ذر برقم (21291) و (21382) وفي إسناد كلٍّ منهما مقال.
وقصة السمع والطاعة سلفت من حديث أبي ذر برقم (21428) بإسناد صحيح، وذكرنا هناك شواهدها.
قال السندي: قوله: منجدلاً: مطروحاً.
فنكَتَه: ضربه.
فكشر إليه: ضحك إليه.
(2) قولها: نِعَم، ليس في (م) .(45/569)
أَيْمَتُهَا، وَيَطُولُ تَعْنِيسُهَا، ثُمَّ يُزَوِّجُهَا اللهُ الْبَعْلَ، وَيُفِيدُهَا الْوَلَدَ، وَقُرَّةَ الْعَيْنِ، ثُمَّ تَغْضَبُ الْغَضْبَةَ، فَتُقْسِمُ بِاللهِ مَا رَأَتْ مِنْهُ سَاعَةً خَيْرًا (1) قَطُّ، فَذَلِكَ مِنْ كُفْرَانِ نِعَمِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَذَلِكَ (2) مِنْ كُفْرَانِ الْمُنَعَّمِينَ " (3)
27590 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، وَعَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُهَاجِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ بْنِ سَكَنٍ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ سِرًّا، فَإِنَّ الْغَيْلَ يُدْرِكُ الْفَارِسَ فَيُدَعْثِرُهُ مِنْ فَوْقِ فَرَسِهِ " قَالَ عَلِيٌّ: أَسْمَاءُ بِنْتُ يَزِيدَ الْأَنْصَارِيَّةُ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ (4) مِثْلَهُ (5)
27591 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي حُسَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ،
__________
(1) فىِ (ظ2) و (ق) و (م) : ساعة خير، والمثبت من (ظ6) .
(2) في (ظ6) : وكذلك.
(3) حديث حسن، شهر -وهو ابن حوشب، وإن كان ضعيفاً- قد توبع، كما سلف في الرواية (27561) ، وبقيةُ رجال الإسناد ثقات. هاشم: هو ابن القاسم، وعبد الحميد: هو ابن بَهْرام الفزاري.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1047) ، والترمذي (2697) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (445) من طرق عن عبد الحميد بن بهرام، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن.
(4) قوله: فذكر، ليس في (ظ6) .
(5) اسناده ضعيف، وقد سلف الكلام عليه في الرواية (27562) .(45/570)
أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ يَزِيدَ بْنِ السَّكَنِ، إِحْدَى (1) نِسَاءِ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ، دَخَلَ عَلَيْهَا يَوْمًا، فَقَرَّبَتْ إِلَيْهِ طَعَامًا، فَقَالَ: " لَا أَشْتَهِيهِ "، فَقَالَتْ: إِنِّي قَيَّنْتُ عَائِشَةَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ جِئْتُهُ، فَدَعَوْتُهُ (2) لِجِلْوَتِهَا، فَجَاءَ، فَجَلَسَ إِلَى جَنْبِهَا، فَأُتِيَ بِعُسِّ لَبَنٍ، فَشَرِبَ ثُمَّ نَاوَلَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَخَفَضَتْ رَأْسَهَا وَاسْتَحْيَتْ. قَالَتْ أَسْمَاءُ: فَانْتَهَرْتُهَا وَقُلْتُ لَهَا: خُذِي مِنْ يَدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: فَأَخَذَتْ، فَشَرِبَتْ شَيْئًا، ثُمَّ قَالَ لَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَعْطِي تِرْبَكِ " قَالَتْ أَسْمَاءُ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، بَلْ خُذْهُ، فَاشْرَبْ مِنْهُ، ثُمَّ نَاوِلْنِيهِ مِنْ يَدِكَ، فَأَخَذَهُ، فَشَرِبَ مِنْهُ، ثُمَّ نَاوَلَنِيهِ، قَالَتْ: فَجَلَسْتُ، ثُمَّ وَضَعْتُهُ عَلَى رُكْبَتِي، ثُمَّ طَفِقْتُ أُدِيرُهُ، وَأَتْبَعُهُ بِشَفَتَيَّ لِأُصِيبَ مِنْهُ مَشْرَبَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ لِنِسْوَةٍ عِنْدِي: " نَاوِلِيهِنَّ " فَقُلْنَ: لَا نَشْتَهِيهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَجْمَعْنَ جُوعًا وَكَذِبًا " فَهَلْ أَنْتَ مُنْتَهٍ أَنْ تَقُولَ (3) : لَا أَشْتَهِيهِ؟ فَقُلْتُ: أَيْ أُمَّهْ، لَا أَعُودُ أَبَدًا (4)
__________
(1) في (ظ6) : أحد.
(2) قولها: فدعوته، ليس في (ظ2) و (ق) .
(3) في (ظ2) و (ق) و (م) : فهل أنتِ منتهية أن تقولي، وهو خطأ، والمثبت من (ظ6) .
(4) إسناده ضعيف لضعف شهر بن حوشب، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أسماء بنت يزيد بن السكن فقد روى لها البخاري في "الأدب المفرد" وأصحاب السنن.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 7/20 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. =(45/571)
27592 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ، قَالَتْ: " نَزَلَتْ سُورَةُ الْمَائِدَةِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَمِيعًا، إِنْ كَادَتْ مِنْ ثِقَلِهَا لَتَكْسِرُ النَّاقَةَ " (1)
27593 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَهْرَامَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ ارْتَبَطَ فَرَسًا فِي سَبِيلِ اللهِ، وَأَنْفَقَ عَلَيْهِ احْتِسَابًا، كَانَ شِبَعُهُ وَجُوعُهُ وَرِيُّهُ، وَظَمَؤُهُ، وَبَوْلُهُ، وَرَوْثُهُ، فِي مِيزَانِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ
__________
= وسلف مختصراً برقم (27560) .
قال السندي: قولها: إني قيّنت، بتشديد المثناة من تحت، أي: زيَّنت.
"تربك": بكسر فسكون، يقال للحبيب، ولمن يساوي الإنسان في السنّ.
(1) حسن بشواهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف ليث -وهو ابن أبي سليم- وشهر بن حوشب، وبقية رجال الإسناد ثقات. سفيان: هو الثوري.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان " (2430) من طريق إسحاق بن يوسف، بهذا الإسناد.
وخالفه قَبيصة بن عقبة، فرواه -فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (449) - عن سفيان الثوري، به. إلا أنه ذكر سورة الأنعام بدلاً من المائدة. وقَبيصة ضعيف في روايته عن سفيان.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/20، وقال: رواه الطبراني، وفيه شهر بن حوشب، وهو ضعيف، وقد وثّق.
وسلف برقم (27575) .(45/572)
ارْتَبَطَ فَرَسًا رِيَاءً وَسُمْعَةً، كَانَ ذَلِكَ خُسْرَانًا فِي مِيزَانِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (1)
27594 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَهْرَامَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِنِّي لَسْتُ أُصَافِحُ النِّسَاءَ " (2)
27595 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِىِّ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ، قَالَتْ: " سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ:
__________
(1) إسناده ضعيف، وقد سلف مطولاً برقم (27574) ، غير أن شيخ أحمد هنا هو وكيع بن الجراح.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/482 عن وكيع، بهذا الإسناد.
وانظر أحاديث الباب في الرواية المذكورة.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب، وبقية رجال الإسناد ثقات.
وأخرجه ابن سعد 8/6 عن وكيع، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/266، وقال: رواه أحمد والطبراني، وإسناده حسن.
وسلف مطولاً برقم (27572) .
وله شاهد من حديث أُمَيْمة بنت رُقَيْقَة، سلف برقم (27006) بإسناد صحيح، وذكرنا تتمة شواهده في مسند عبد الله بن عمرو بن العاص عند الرواية (6998) .(45/573)
(إِنَّهُ عَمِلَ غَيْرَ صَالِحٍ) " [هود: 46] (1) .
27596 - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ: {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا} [الزمر: 53] عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا، " وَلَا يُبَالِي "، {إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (2) [يوسف: 98]
27597 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَصْلُحُ الْكَذِبُ إِلَّا فِي ثَلَاثٍ: كَذِبُ الرَّجُلِ مَعَ امْرَأَتِهِ لِتَرْضَى عَنْهُ، أَوْ كَذِبٌ فِي الْحَرْبِ، فَإِنَّ الْحَرْبَ خَدْعَةٌ، أَوْ كَذِبٌ فِي إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ " (3)
__________
(1) محتمل للتحسين بشاهده، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر (27569) المطوّل، غير أن شيخ الإمام أحمد هنا هو حجَّاج، وهو ابن محمد المِصِّيصي الأعور.
(2) إسناده ضعيف كسابقه.
وقد سلف مطولاً برقم (27569) .
(3) إسناده ضعيف لضعف شهر بن حوشب.
واختلف فيه على سفيان الثوري:
فرواه عبد الرزاق -كما في هذه الرواية- وأبو أحمد الزُّبيري -كما سيرد (27608) - وبشر بن السَّرِيَّ -فيما أخرجه الترمذي (1939) - وقَبيصة بن عُقبة -فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (420) - ومحمد بن يوسف -فيما أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (11098) - خمستُهم عن سفيان الثوري، =(45/574)
27598 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي الْحُسَيْنِ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ، قَالَتْ: كُنَّا فِيمَنْ جَهَّزَ عَائِشَةَ وَزَفَّهَا قَالَتْ: فَعَرَضَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَبَنًا، فَقُلْنَا: لَا نُرِيدُهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَجْمَعْنَ جُوعًا وَكَذِبًا " (1)
27599 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخِيَارِكُمْ " قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: " الَّذِينَ إِذَا رُؤُوا، ذُكِرَ اللهُ تَعَالَى " ثُمَّ قَالَ: " أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِشِرَارِكُمْ؟ الْمَشَّاءُونَ بِالنَّمِيمَةِ، الْمُفْسِدُونَ بَيْنَ الْأَحِبَّةِ، الْبَاغُونَ لِلْبُرَآءِ الْعَنَتَ " (2)
__________
= بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه من حديث أسماء إلا من حديث ابن خُثيم!
ورواه سفيان بن عقبة -فيما أخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" (مسند علي) (209) - عن سفيان الثوري، عن ليث، عن شهر بن حوشب، به. وليث -وهو ابن أبي سليم- ضعيف.
وسلف برقم (27570) .
(1) إسناده ضعيف، وهو مكرر (27567) ، غير أن شيخ أحمد هنا هو عبد الرزاق بن همَّام الصنعاني.
وسلف برقم (27560) .
(2) حسن بشواهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب، وقد اختُلف عليه فيه كما بيَّنَّا ذلك في الرواية السالفة برقم (17998) . وبقيةُ رجاله =(45/575)
27600 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ، قَالَتْ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَمْكُثُ الدَّجَّالُ فِي الْأَرْضِ أَرْبَعِينَ سَنَةً، السَّنَةُ كَالشَّهْرِ، وَالشَّهْرُ كَالْجُمُعَةِ، وَالْجُمُعَةُ كَالْيَوْمِ، وَالْيَوْمُ كَاضْطِرَامِ السَّعَفَةِ فِي النَّارِ " (1)
27601 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ الْأَنْصَارِيَّةِ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "
__________
= ثقات. ابن خُثَيم: هو عبد الله بن عثمان بن خُثيم.
وأخرجه عبد بن حميد (1580) ، والخرائطي في "مساوىء الأخلاق" (234) ، والطبرانى في "الكبير" 24/ (423) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (323) ، وابن ماجه (4119) ، وابنُ أبي الدنيا في "الصمت" (255) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (423) و (424) و (425) ، وأبو الشيخ في "التوبيخ والتنبيه" (217) ، وأبو نعيم في "الحلية" 1/6، والبيهقي في "شعب الإيمان" (11107) و (11108) من طرق عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، به. ورواية ابن ماجه وأبي نعيم مختصرة.
وأخرجه أبو الشيخ (217) من طريق سفيان -لم ينسبه- عن ابن أبي حسين، عن شهر بن حوشب، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/93، وقال: رواه أحمد، وفيه شهر بن حوشب، وقد وثَّقه غير واحد، وبقية رجال أحد أسانيده رجال الصحيح.
قلنا: قد روى ابن ماجه بعضه كما تقدَّم، وفاتَ الهيثمي أن ينبّه على ذلك.
وسيرد برقم (27601) .
وقد ذكرنا شواهده في الرواية السالفة برقم (17998) .
(1) إسناده ضعيف، وهو مكرر (27571) سنداً ومتناً.(45/576)
أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخِيَارِكُمْ؟ " قَالُوا: بَلَى قَالَ: " فَخِيَارُكُمُ الَّذِينَ إِذَا رُؤُوا، ذُكِرَ اللهُ تَعَالَى، أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِشِرَارِكُمْ؟ " قَالُوا: بَلَى قَالَ: " فَشِرَارُكُمُ الْمُفْسِدُونَ بَيْنَ الْأَحِبَّةِ، الْمَشَّاءُونَ بِالنَّمِيمَةِ، الْبَاغُونَ (1) الْبُرَآءَ الْعَنَتَ " (2)
27602 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْجَلِيلِ الْقَيْسِيُّ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ يَزِيدَ، كَانَتْ تَخْدُمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: فَبَيْنَمَا أَنَا عِنْدَهُ إِذْ جَاءَتْهُ خَالَتِي، قَالَتْ: فَجَعَلَتْ تُسَائِلُهُ وَعَلَيْهَا سِوَارَانِ مِنْ ذَهَبٍ، فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيَسُرُّكَ أَنَّ عَلَيْكِ سِوَارَيْنِ مِنْ نَارٍ؟ " قَالَتْ: قُلْتُ: يَا خَالَتِي (3) ، إِنَّمَا يَعْنِي (4) سِوَارَيْكِ هَذَيْنِ، قَالَتْ: فَأَلْقَتْهُمَا، قَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللهِ، إِنَّهُنَّ إِذَا لَمْ يَتَحَلَّيْنَ (5) ، صَلِفْنَ عِنْدَ أَزْوَاجِهِنَّ، فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ: " أَمَا تَسْتَطِيعُ إِحْدَاكُنَّ أَنْ تَجْعَلَ طَوْقًا (6) مِنْ فِضَّةٍ، وَجُمَانَةً مِنْ فِضَّةٍ،
__________
(1) في (ق) : والباغون.
(2) حسن بشواهده، وهو مكرر (27599) ، إلا أن شيخ أحمد هنا هو علي بن عاصم الواسطي، وقد رواه عن عبد الله بن عثمان بن خثيم.
(3) في (ظ6) : قلت خالتاه، وفي هامش (ظ2) و (ق) : يا خالتاه.
(4) في (ظ6) : أنه إنما عنى.
(5) في (ظ2) و (م) : يتجلين.
(6) عند أبي نعيم 2/76 -وروايته من طريق الإمام أحمد-: خَوْقاً، وعليها شرحَ ابنُ الأثير في "النهاية" فقال: الخَوْق: الحلقة.(45/577)
ثُمَّ تُخَلِّقَهُ بِزَعْفَرَانٍ، فَيَكُونُ كَأَنَّهُ مِنْ ذَهَبٍ، فَإِنَّهُ (1) مَنْ تَحَلَّى وَزْنَ عَيْنِ جَرَادَةٍ مِنْ ذَهَبٍ، أَوْ خَرْبَصِيصَةٍ (2) كُوِيَ بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (3)
27603 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ مِهْرَانَ الدَّبَّاغُ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ يَعْنِي الْعَطَّارَ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ، أَنَّهَا سَمِعَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ، لَمْ يَرْضَ اللهُ عَنْهُ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، فَإِنْ مَاتَ، مَاتَ كَافِرًا، وَإِنْ تَابَ، تَابَ اللهُ عَلَيْهِ، وَإِنْ عَادَ، كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يَسْقِيَهُ مِنْ طِينَةِ الْخَبَالِ " قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا طِينَةُ الْخَبَالِ؟ قَالَ: " صَدِيدُ أَهْلِ النَّارِ " (4)
__________
(1) في (م) :فإن.
(2) في (ظ2) و (ق) : حربصيصة، بالحاء، وتحرَّفت في (م) إلى: جربصيصة، بالجيم.
(3) إسناده ضعيف لضعف شهر بن حوشب. عبد الجليل القيسي: هو ابن عطية، وهو صدوق حسن الحديث.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 2/76 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وانظر (27563) .
قولها: صَلِفْنَ عند أزواجهنَّ، أي: ثَقُلْن عليهم، ولم يحظين عندهم.
وقوله: "جُمانة من فضة" هي حبة تُعمل كالدُّرَّة، وجمعه جُمان.
وقوله: "خَرْبَصِيصَة" في "اللسان": الخَرْبَصيصَة: هَنَةٌ تَبِصُّ في الرمل، كأنها عينُ الجرادة ... ويقال: ما عليه حَرْبَصِيصةٌ ولا خَرْبَصِيصَة، بالحاء والخاء، أي: شيء من الحليّ.
(4) حديث صحيح لغيره دون قوله: "فإن ماتَ ماتَ كافراً"، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب، وابنُ خُثيم -وهو عبد الله بن عثمان- مختلفٌ =(45/578)
27604 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءَ، قَالَتْ: انْطَلَقْتُ مَعَ خَالَتِي إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي يَدِهَا سِوَارَانِ مِنْ ذَهَبٍ - أَوْ قَالَتْ: قُلْبَانِ مِنْ ذَهَبٍ - فَقَالَ لِي: " أَيَسُرُّكِ أَنْ يُجْعَلَ فِي يَدِكِ سِوَارَانِ مِنْ نَارٍ؟ " فَقُلْتُ لَهَا: يَا
__________
= فيه، وهو حسن الحديث، وبقيةُ رجاله ثقات رجال الصحيح، غير داود بن مِهْران الدَّبَّاع، فمن رجال "التعجيل"، وهو ثقة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (428) من طريق الحسن بن ربيع، عن داود العطار، بهذا الإسناد.
وأخرجه كذلك 24/ (429) من طريق يحيى بن سُليم الطائفي، عن عبد الله ابن عثمان بن خُثيم، به.
وأخرجه الخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 1/360 من طريق يحيى بن سليم الطائفي، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن شهر بن حوشب، عن أسماء بنت يزيد، عن أمِّ الدرداء، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ويحيى بن سُليم سيىء الحفظ.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/69، وقال: رواه أحمد والطبراني، وفيه شهر بن حوشب، وهو ضعيف، وقد حُسِّن حديثه.
وله شاهد دون قوله: "فإن مات، مات كافراً" من حديث عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6644) بإسناد صحيح.
وآخر من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب، سلف برقم (4917) ، وذكرنا شواهده فيهما، وفيه: "لم تقبل صلاته أربعين ليلة".
وقوله: "فإن مات، مات كافراً"، الصحيح أنه موقوف من حديث عبد الله ابن عمر بن الخطاب، وهو عند النسائي في "المجتبى" 8/316، وسلفت الإشارة إليه في تخريج الرواية (4917) .
قال السندي: قوله: "مات كافراً" أي: عاصياً، مبغوضاً إليه تعالى، كالكافر.(45/579)
خَالَتِي، أَمَا (1) تَسْمَعِينَ مَا يَقُولُ؟ قَالَتْ: وَمَا يَقُولُ؟ قُلْتُ: يَقُولُ: " أَيَسُرُّكِ أَنْ يُجْعَلَ فِي يَدَيْكِ (2) سِوَارَانِ مِنْ نَارٍ - أَوْ قَالَ: قُلْبَانِ مِنْ نَارٍ -؟، " قَالَتْ: فَانْتَزَعَتْهُمَا، فَرَمَتْ بِهِمَا، فَلَمْ (3) أَدْرِ أَيُّ النَّاسِ أَخَذَهُمَا؟ (4)
27605 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَيُّمَا امْرَأَةٍ تَقَلَّدَتْ بِقِلَادَةٍ مِنْ ذَهَبٍ، قُلِّدَتْ مِثْلَهَا مِنَ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأَيُّمَا امْرَأَةٍ جَعَلَتْ فِي أُذُنِهَا خُرْصًا مِنْ ذَهَبٍ، جُعِلَ فِي أُذُنِهَا مِثْلُهُ مِنَ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (5)
__________
(1) في (ظ2) و (ق) :ألا.
(2) في (ق) : يدك.
(3) في النسخ الخطية: ما، والمثبت من (م) .
(4) إسناده ضعيف لضعف شهر بن حوشب، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير صحابية الحديث، فقد روى لها البخاري في "الأدب المفرد" وأصحابُ السنن. همَّام: هو ابنُ يحيى العَوْذي، وقتادة: هو ابن دِعامة السدوسي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (409) من طريق هدبة بن خالد، عن همام، بهذا الإسناد.
وأخرجه أيضاً 24/ (410) من طريق هشام الدستوائي، عن قتادة، به. وانظر (27563) .
(5) إسناده ضعيف، وقد سلف الكلام عليه في الرواية (27577) ، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. أبان: هو ابن يزيد العطَّار.
وأخرجه أبو داود (4238) عن موسى بن إسماعيل، عن أبان بن يزيد، بهذا الإسناد. وسلف برقم (27577) .(45/580)
27606 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ (1) ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ، أَنَّهَا سَمِعَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَقْرَأُ: (إِنَّهُ عَمِلَ غَيْرَ صَالِحٍ) ، وَسَمِعَتْهُ يَقْرَأُ: (يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا وَلَا يُبَالِي) (2) " (3)
27607 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ (4) ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي زِيَادٍ الْقَدَّاحُ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: {لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ، إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ} [قريش: 2] " وَيْحَكُمْ يَا قُرَيْشُ، اعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ الَّذِي أَطْعَمَكُمْ مِنْ جُوعٍ، وَآمَنَكُمْ مِنْ خَوْفٍ " (5)
__________
(1) أقحم في (م) والنسخ الخطية بين عفان وحماد: حدثنا أبان، وهو خطأ، والتصويب من "أطراف المسند" 8/387.
(2) زاد في (م) : أنه هو الغفور الرحيم.
(3) الشطر الأول محتمل للتحسين، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر (27569) ، غير أن شيخ الإمام أحمد هنا هو عفَّان، وهو ابن مسلم الضَّفَّار.
وأخرجه الدوري في "قراءات النبي" (60) و (98) عن عفان بن مسلم، بهذا الإسناد، على الصواب، ليس فيه أبان.
(4) في (م) : علي بن يحيى، وهو خطأ.
(5) إسناده ضعيف لضعف شهر بن حوشب، وعبيدُ الله بن أبي زياد القدَّاح -وإن كان ضعيفاً كذلك- توبع. وبقية رجاله ثقات. عيسى بن يونس: هو ابن أبي إسحاق السَّبِيعي.
وأخرجه ابن أبي حاتم -فيما ذكر ابن كثير في "تفسيره" -عن=(45/581)
27608 - حَدَّثَنَا أَبُو (1) أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ يَعْنِي ابْنَ خُثَيْمٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَصْلُحُ الْكَذِبُ إِلَّا فِي ثَلَاثٍ: كَذِبِ الرَّجُلِ امْرَأَتَهُ لِيُرْضِيَهَا، أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ، أَوْ كَذِبٍ فِي الْحَرْبِ " (2)
__________
=أبيه، عن المؤمل بن الفضل، عن عيسى بن يونس، عن عبيد الله بن أبي زياد، عن شهر بن حوشب، عن أسامة بن زيد، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال ابن كثير: هكذا رأيته عن أسامة بن زيد، وصوابُه عن أسماء بنت يزيد بن السكن أم سلمة الأنصارية، فلعله وقع غلط في النسخة أو في أصل الرواية، والله أعلم.
وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" ص 318، وحفص الدوري في "قراءات النبي" (133) ، وابن أبي حاتم -فيما ذكر ابن كثير-، والطبراني في "الكبير" 24/ (447) من طريق قبيصة بن عقبة، والطبري في "تفسيره" 30/305 من طريق مهران بن أبي عمر الرازي، كلاهما عن سفيان الثوري، عن ليث بن أبي سليم، عن شهر، عن أسماء بنت يزيد، أنها سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقرأ: "ويل أمِّكم قريش إيلافهم رِحْلَةَ الشِّتَاءِ والصَّيف"
وأخرجه الحاكم 2/256 من طريق عبد الحميد بن بهرام، عن شهر، عن أسماء، قالت: سمعت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقرأ: (لإيلاف قريش إيلافهم، رحلة الشتاء والصيف) . وقال: هذا حديث غريب عالٍ في هذا الباب، والشيخان لا يحتجان بشهر بن حوشب.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/143، وقال: رواه أحمد والطبراني باختصار، وفيه عبيد الله بن أبي زياد القداح وشهر بن حوشب، وقد وثقا، وفيهما ضعف، وبقية رجال أحمد ثقات.
قال السندي: قوله: "ويحكم يا قريش" بفتح واو وسكون ياء: كلمة ترحم.
(1) قوله: أبو، سقط من (م) .
(2) إسناده ضعيف لضعف شهر بن حوشب، وقد سلف الكلام عليه في =(45/582)
27609 - حَدَّثَنَا عَارِمٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ ذَبَّ عَنْ لَحْمِ أَخِيهِ بِالْغِيبَةِ (1) ، كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يُعْتِقَهُ مِنَ النَّارِ " (2)
__________
=الرواية (27597) .
أبو أحمد: هو محمد بن عبد الله بن الزُّبير الزُّبيري، وسفيان: هو ابن سعيد الثوري.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 9/84-85، والترمذي (1939) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2913) من طريق أبي أحمد الزبيري، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (27570) .
(1) في (ظ6) في الموضعين: بالمغيبة.
(2) إسناده ضعيف لضعف عُبيد الله بن أبي زياد -وهو القدَّاح- وشهرِ بن حوشب. وبقية رجاله ثقات.
وهو عند ابن المبارك في "الزهد" (687) ، ومن طريقه أخرجه الطيالسي (1632) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (443) .
وأخرجه الطيالسي (1632) ، وعبد بن حميد (1579) ، وابن أبي الدنيا في "الصمت" (240) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (442) ، وابن عدي في "الكامل" 4/1635، وأبو نُعيم في "الحلية" 6/67، والبيهقي في "شعب الإيمان" (7643) ، والبغوي في "شرح السنة" (3529) من طرق عن عُبيد الله ابن أبي زياد، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/95، وقال: رواه أحمد والطبراني، وإسناد أحمد حسن!
وانظر (27536) .
وانظر ما بعده.(45/583)
27610 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، حَدَّثَنَا شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ ذَبَّ عَنْ لَحْمِ أَخِيهِ فِي الْغِيبَةِ (1) ، كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يُعْتِقَهُ مِنَ النَّارِ " (2)
27611 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " فِي هَذه (3) الْآيَتَيْنِ {اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [البقرة: 255] وَ {الم اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [آل عمران: 2] إِنَّ فِيهِمَا اسْمَ اللهِ الْأَعْظَمَ " (4)
__________
(1) في (ظ6) في الموضعين: بالمغيبة
(2) إسناده ضعيف، وهو مكرر سابقه، إلا أن شيخ أحمد في هذا الإسناد هو محمد بن بكر -وهو البرساني- وقد رواه عن عُبيد الله بن أبي زياد.
(3) في (م) : هَذَيْنِ.
(4) إسناده ضعيف لضعف عُبيد الله بن أبي زياد وشهر بن حوشب.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/272، وعَبْد بن حُميد (1578) ، وأبو داود (1496) ، والترمذي (3478) ، وابن ماجه (3855) ، والدارمي (3389) ، وابن الضُّريس في "فضائل القرآن" (182) ، والفريابي في "فضائل القرآن" (46) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (178) و (179) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (440) و (441) ، وفي "الدعاء" (113) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات " (184) ، وفي "شعب الإيمان" (2383) ، والبغوي في "شرح السنة" (1261) ، وعبد الغني المقدسي في "الترغيب في الدعاء" (56) ، والمزي في "تهذيب =(45/584)
27612 - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبَانُ يَعْنِي الْعَطَّارَ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ بَنَى لِلَّهِ مَسْجِدًا، فَإِنَّ اللهَ يَبْنِي لَهُ بَيْتًا أَوْسَعَ مِنْهُ فِي الْجَنَّةِ " (1)
__________
= الكمال" (في ترجمة عبيد الله بن أبي زياد) من طرق عن عبيد الله بن أبي زياد، بهذا الإسناد.
وقد تحرف عبيد الله في مطبوع ابن أبي شيبة والفريابي إلى: عبد الله. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وقال البغوي: هذا حديث غريب.
وفي الباب عن أبي أمامة، عند ابن ماجه (3856) ، وانظر تخريجه في "شرح مشكل الآثار" (176) و (177) ، ولفظه: "اسم الله الأعظم الذي إذا دُعي به أجاب في سور ثلاث: البقرة، وآل عمران، وطه". وانظر كلام الطحاوي عليه.
(1) صحيح لغيره، وهذا إسنادٌ ضعيف لجهالة حال محمد بن عمرو -وهو ابن يزيد بن السكن- فلم يذكروا في الرواة عنه سوى اثنين، ولم يوثر توثيقه عن غير ابن حبان، وجهَّله ابن القطان والذهبي في "الميزان"، وبقية رجال الإسناد ثقات. أبان العطار: هو ابن يزيد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1554) ، والعقيلي في "الضعفاء" 2/126، والطبراني في "الكبير" 24/ (468) ، وفي "الأوسط " (8454) من طريق موسى بن إسماعيل، عن أبان بن يزيد العطار، بهذا الإسناد.
وأخرجه العقيلي 2/126 من طريق أبي سلمة موسى بن إسماعيل، عن أبان بن يزيد، عن يحيى بن أبي كثير، عن محمود بن عمرو، عن أبي هريرة، موقوفاً.
وأخرجه العُقيلي كذلك، والطبراني في "الأوسط " (5055) ، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 1/121 من طريق سليمان بن داود اليمامي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، مرفوعاً بلفظ: "من بنى لله بيتاً يُعبد فيه من مالٍ حلال، بنى الله له بيتاً في الجنة من درٍّ وياقوت".
قال البخاري: سليمان بن داود اليمامي عن يحيى بن أبي كثير منكر الحديث، =(45/585)
27613 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءَ، أَنَّهَا سَمِعَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ: {إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا} [الزمر: 53] " وَلَا يُبَالِي " {إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (1) [الزمر: 53]
27614 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ، قَالَتْ: دَخَلْتُ أَنَا وَخَالَتِي عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيْهَا أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ، فَقَالَ لَنَا: " أَتُعْطِيَانِ زَكَاتَهُ؟ " قَالَتْ: فَقُلْنَا: لَا، قَالَ: " أَمَا تَخَافَانِ أَنْ يُسَوِّرَكُمَا اللهُ أَسْوِرَةً مِنْ نَارٍ؟ أَدِّيَا زَكَاتَهُ " (2)
__________
= وقال العقيلي عقب حديث أبي هريرة الموقوف: وهذا أولى، وقال ابن أبي حاتم في "العلل" 1/178: والذي عندي أن الصحيح على ما رواه أبان العطار، عن يحيى بن أبي كثير، عن محمود بن عمرو، عن أسماء بنت يزيد بن السكن، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وعن يحيى، عن محمود بن عمرو، عن أبي هريرة، موقوفاً.
وقد سلف نحوه من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص برقم (7056) ، وذكرنا شواهده هناك.
(1) إسناده ضعيف، وهو مكرر (27569) المطول، غير أن شيخ الإمام أحمد هنا هو عبد الصمد، وهو ابن عبد الوارث العنبري.
(2) إسناده ضعيف لضعف عليِّ بن عاصم الواسطيّ وشهر بن حوشب.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (431) من طريق علي بن عاصم، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/67، وقال: لأسماء حديثٌ رواه أبو داود في الخاتم من غير ذكر زكاة. ثم قال: رواه أحمد، وإسناده حسن! =(45/586)
حَدِيثُ أُمِّ سَلْمَى (1)
27615 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ (2) بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُمِّ سَلْمَى (3) ، قَالَتْ: اشْتَكَتْ فَاطِمَةُ شَكْوَاهَا الَّتِي قُبِضَتْ
__________
= قلنا: رواية أبي داود التي أشار إليها الهيثمي أخرجها في "سننه" برقم (4238) ، وسلفت برقم (27577) .
وانظر (27563) .
(1) كذا جاء في النسخ: حديث أمِّ سَلْمى، وعليه بنى ابن الأثير والذهبي، فأوردا ترجمةً لأمِّ سلمى في كتابيهما في الصحابة، وأخرج ابن الأثير حديثَها هذا بإسناده إلى أحمد، وقال الذهبي: كأنها امرأة أبي رافع، وكذا أورد الحسيني في "الإكمال" ترجمة لأُمِّ سلمى، ونقل عن أبي نعيم قوله: هي فيما
أرى امرأة أبي رافع، فقال الحافظ في "تعجيله ": امرأة أبي رافع اسمُها سلمى، فلعلَّ بعضَ الرواة أخطأ فيها. قلنا: يبدو من كلام الحافظ أنه لم يَرِد في الصحابة من تُدعى أمِّ سلمى، ولم يذكر هو ولا ابنُ عبد البر قبلَه في كتابَيهما من تُكنى كذلك، إنما ذكرا سلمى أمَّ رافع، وقال الحافظ في ترجمتها: هي امرأة أبي رافع مولى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ويقال: إنها مولاة صفية بنت عبد المطلب،
ويقال لها أيضاً: مولاة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وخادم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وذكر ابن عبد البرّ أنها روى عنها عُبيد الله بن أبي رافع، وأنها هي غسَّلت فاطمةَ رضي الله عنها. وقد جاء اسمُها سلمى على الصواب في أسانيد كل من ابن سعد وابن شبّة وابن شاهين وابن الجوزي، وفي نسخة "أطراف المسند" للحافظ، وهي الآتي حديثها أيضاً في الترجمة التالية برقم (27617) وما بعده، والله أعلم.
(2) في (م) : عبد الله، وهو خطأ.
(3) كذا في النسخ الخطية و (م) : عن أمِّ سلمى، والصواب: عن أُمِّه سلمى، كما جاء في "أطراف المسند" 9/354، وفي مصادر التخريج، وكما =(45/587)
فِيهَا، فَكُنْتُ أُمَرِّضُهَا، فَأَصْبَحَتْ يَوْمًا كَأَمْثَلِ مَا رَأَيْتُهَا فِي شَكْوَاهَا تِلْكَ، قَالَتْ: وَخَرَجَ عَلِيٌّ لِبَعْضِ حَاجَتِهِ، فَقَالَتْ: " يَا أُمَّهْ اسْكُبِي لِي غُسْلًا "، فَاغْتَسَلَتْ كَأَحْسَنِ مَا رَأَيْتُهَا تَغْتَسِلُ، ثُمَّ قَالَتْ: " يَا أُمَّهْ أَعْطِينِي ثِيَابِيَ الْجُدُدَ "، فَأَعْطَيْتُهَا فَلَبِسَتْهَا، ثُمَّ قَالَتْ: " يَا أُمَّهْ قَدِّمِي لِي فِرَاشِي وَسَطَ الْبَيْتِ " فَفَعَلْتُ، وَاضْطَجَعَتْ، وَاسْتَقْبَلَتِ الْقِبْلَةَ، وَجَعَلَتْ يَدَهَا تَحْتَ خَدِّهَا ثُمَّ قَالَتْ: " يَا أُمَّهْ إِنِّي مَقْبُوضَةٌ الْآنَ، وَقَدْ تَطَهَّرْتُ الْآَنَ (1) ، فَلَا يَكْشِفُنِي أَحَدٌ " فَقُبِضَتْ مَكَانَهَا قَالَتْ: فَجَاءَ عَلِيٌّ فَأَخْبَرْتُهُ (2)
__________
= سلف بيانُه مفصَّلاً في التعليق السابق.
(1) قولها: الآن، ليس في (ظ6) و (م) .
(2) إسناده ضعيف لعنعنة ابن إسحاق ولضعف عُبيد الله بن علي بن أبي رافع.
وفي متنه نكارةٌ أشارَ إليها الحُسيني في "الإكمال"، فقال: وهو منكر. وقوله في الإسناد: عن أبيه الظاهر أنه أراد أباه الأعلى، وهو جدُّه أبو رافع، يدلُّ عليه قولُه بعدَه -كما في مصادر التخريج-: عن أمّه سلمى، فيكون المراد بها أمه العليا، وهي جدّته أمّ رافع، ويكون الحديث من رواية أبي رافع عن زوجته سلمى أم رافع.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 7/344 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد 8/27، وابن شبَّة في "تاريخ المدينة" 1/108-109، وابنُ شاهين في "ناسخ الحديث ومنسوخه" (646) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (419) ، وفي "الموضوعات" 3/276-277 من طرق عن إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق، عن عُبيد الله بن علي بن أبي رافع، عن أبيه، عن أمِّه سلمى، به. ووقع في مطبوع ابن سعد: عن علي بن فلان بن أبي رافع، بدل: عبيد الله بن علي بن أبي رافع.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 9/211 عن أم سلمى، وقال: رواه =(45/588)
• 27616 -[قَالَ عَبْدُ اللهِ] : (1) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْوَرَكَانِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ مِثْلَهُ (2)
__________
= أحمد وفيه من لم أعرفه.
وأخرج عبد الرزاق (6126) -ومن طريقه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2940) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (996) ، وأبو نعيم في "الحلية" 2/43- عن معمر بن راشد، عن عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب، أن فاطمة لما حضرتها الوفاة أمرت علياً فوضع لها غُسلاً،
فاغتسلت ... فذكره هكذا مُعضلاً. وتحرف معمر في مطبوع "المصنف" إلى محمد.
وأورده الهيثمي 9/211، وقال: رواه الطبراني، وإسناده منقطع.
وردَّ الحافظ في "القول المسدد" ص100-101 على ابن الجوزي في إيراده هذا الحديث في "الموضوعات".
وانظر ما بعده.
قال السندي: قولها: أمرضها، من التمريض، أي: أخدمها في مرضها.
غُسلاً: بضم المعجمة، الماء يُغتسل به.
(1) في النسخ: حدثنا عبد الله، حدثني أبي، والمثبت من "أطراف المسند" 9/355، ومحمد بن جعفر الوركاني من شيوخ عبد الله بن أحمد.
(2) إسناده ضعيف كسابقه، وهو مكرر ما قبله، غير أن هذا الحديث من زيادات عبد الله على المسند.(45/589)
حَدِيثُ سَلْمَى
27617 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَعْنِي ابْنَ أَبِي الْمَوَالِي، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ حَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ جَدَّتِهِ، سَلْمَى خَادِمِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ: مَا سَمِعْتُ أَحَدًا قَطُّ يَشْكُو إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَجَعًا فِي رَأْسِهِ إِلَّا قَالَ: " احْتَجِمْ " وَلَا وَجَعًا فِي رِجْلَيْهِ إِلَّا قَالَ: " اخْضِبْهُمَا (1) بِالْحِنَّاءِ " (2)
__________
(1) في (ظ2) و (ق) : اختضبهما.
(2) إسناده ضعيف لاضطرابه، أيوب بن حسن بن علي بن أبي رافع من رجال "التعجيل"، وقد وثَّقه ابن حبان، ووقع في ترجمته عند الحسيني في "الإكمال" تصحيف نبَّه عليه الحافظ في "التعجيل".
وقد اختلف في إسناده على عبد الرحمن بن أبي الموالي:
فرواه أبو عامر العَقَدي -كما في هذه الرواية، وفيما أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/411، والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند ابن عباس) (810) ، والحاكم 4/206، والبيهقي في "السنن " 9/339 -وغسان بن مالك- فيما أخرجه الحاكم 4/407- كلاهما عن عبد الرحمن بن أبي الموال، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم في الموضعين، ووافقه الذهبي!
ورواه أبو سعيد مولى بني هاشم -كما في الرواية الآتية- ويحيى بن حسان -فيما أخرجه أبو داود (3858) ، والبيهقي 9/339- ويحيى الحماني -فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (755) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة عبيد الله بن علي بن أبي رافع) - ثلاثتهم عن عبد الرحمن بن أبي =(45/590)
27618 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَالِي، حَدَّثَنَا فَائِدٌ، مَوْلَى ابْنِ أَبِي رَافِعٍ (1) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ (2) ، عَنْ عَمَّتِهِ، سَلْمَى قَالَتْ: مَا اشْتَكَى أَحَدٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَعًا فِي رَأْسِهِ إِلَّا قَالَ: " احْتَجِمْ " وَلَا اشْتَكَى إِلَيْهِ أَحَدٌ وَجَعًا
__________
=الموال، عن فائد مولى ابن أبي رافع، عن علي بن عبيد الله بن أبي رافع، عن جدته سلمى، به. وجاء في رواية يحيى بن حسان: عن عبيد الله بن علي بن أبي رافع، بدل علي بن عبيد الله، وهو الأصح.
ورواه ابن وهب -كما في "التاريخ الكبير" 1/411، والطبري في "تهذيب الآثار" 1/509 (مسند ابن عباس) ، والحاكم 4/40- عن عبد الرحمن بن أبي الموالي، عن فائد مولى عبيد الله بن علي بن أبي رافع، عن مولاه، عن جدته سلمى، به. غير أنه لم يذكر مولى فائد في إسناد "التاريخ الكبير".
قال ابن وهب: وأخبرنيه أيضاً عبد الرحمن بن أبي الموالي، عن عبد الله ابن حسن بمثل ذلك عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كما في "التاريخ الكبير" 1/411، والطبري (809) .
وفي الباب عن أبي هريرة مرفوعاً، سلف برقم (8513) ولفظه: "إن كان في شيء مما تَداَوون به خير ففي الحجامة"، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.
وانظر ما بعده.
(1) في (ظ2) و (ق) : مولى بني أبي رافع، وفي "أطراف المسند" 8/425 مولى أبي رافع، وفي (م) مولى بني رافع، والمثبت من (ظ6) .
(2) قوله: عن علي بن عبيد الله بن أبي رافع، ليس في النسخ الخطية، وأثبتناه من "أطراف المسند" والصواب فيه: عُبيد الله بن علي بن أبي رافع، كما ذكرنا في تخريج الحديث، وجاء في رواية المِزِّي (وقد أخرجها من طريق الإمام أحمد) : حدثنا فائد مولى ابن أبي رافع، يعني عن ابن أبي رافع، عن عمته سلمى ...(45/591)
فِي رِجْلَيْهِ إِلَّا قَالَ: " اخْضِبْ (1) رِجْلَيْكَ " (2)
__________
(1) في (ق) : اختضب.
(2) إسناده ضعيف لاضطرابه، كما بيَّنَّا ذلك في الرواية السالفة. فائد مولى ابن أبي رافع: هو مولى عبيد الله بن علي بن أبي رافع المدني.
وأخرجه المِزِّي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة عبيد الله بن علي بن أبي رافع) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. وفيه: عبيد الله بن علي بن أبي رافع حيث أورده في ترجمته.
وأخرجه عبد بن حُميد (1563) ، والطبراني في "الأوسط " (8573) من طريق عبد الله بن مسلمة القعنبي، والترمذي (2054) من طريق حماد بن خالد الخياط، و (2054) كذلك، وابن ماجه (3502) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (756) ، والمِزِّي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة عبيد الله بن علي بن أبي رافع) من طريق زيد بن الحباب، ثلاثتهم عن فائد مولى ابن أبي رافع، بهذا الإسناد. ولفظه: ما كان يكون برسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قرحةٌ ولا نكبةٌ إلا أمرني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن أضع عليها الحناء. وجاء في رواية القعنبي وزيد بن الحباب:
عن عبيد الله بن علي بن أبي رافع، وهو أصح فيما قال الترمذي. وقال أيضاً: هذا حديث غريب.
وأخرجه بنحوه الطبري في "تهذيب الآثار" 8111) (مسند ابن عباس) ، والخطيب في "تاريخه" 13/260 من طريق معمر بن محمد، عن أبيه محمد ابن عبيد الله، عن أبيه عبيد الله -وهو ابن علي بن أبي رافع- به. زاد الخطيب في إسناده: وقال معمر بن محمد: حدثني عمِّي معاوية بن عبيد الله.
وانظر ما قبله.(45/592)
حَدِيثُ أُمِّ شَرِيكٍ (1)
27619 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ شَيْبَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أُمِّ شَرِيكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَمَرَهَا بِقَتْلِ الْأَوْزَاغِ " (2)
27620 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، يَقُولُ: أَخْبَرَتْنِي أُمُّ شَرِيكٍ، أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَيَفِرَّنَّ النَّاسُ مِنَ الدَّجَّالِ فِي الْجِبَالِ " قَالَتْ: أُمُّ شَرِيكٍ يَا رَسُولَ اللهِ، فَأَيْنَ الْعَرَبُ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: " كُلُّهُمْ قَلِيلٌ " (3)
__________
(1) سلفت ترجمة أمِّ شريك قبل الحديث (27365) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه عبد الرزاق (8395) ، والحميدي (350) ، وابن أبي شيبة 5/401، والبخاري (3307) ، ومسلم (2237) (142) ، والنسائي في "المجتبى" 5/209، وفي "الكبرى" (3868) ، وابن ماجه (3228) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3325) ، والطبراني في "الكبير" 25/250، وابن
عبد البر في "التمهيد" 15/186 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (27365) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، أبو الزُّبير -وهو محمد بن مسلم بن تَدْرُس- من رجاله، وقد صرَّح بسماعه من جابر، فانتفت شبهة تدليسه، وابن جريج -وهو عبد الملك بن عبد العزيز- قد صرح بالتحديث كذلك، فانتفت شبهة تدليسه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. رَوْحٌ: هو ابنُ عُبادة. =(45/593)
27621 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ أُمِّ شَرِيكٍ، أَنَّهَا " كَانَتْ مِمَّنْ (1) وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (2)
__________
= وأخرجه ابن الأثير في "أُسْد الغابة" 7/352 من طريق أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد 8/157، ومسلم (2945) ، والترمذي (3930) ، وابن حبان (6797) من طرق عن ابن جريج، به.
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب.
وأخرجه ابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3326) ، والطبرانى في "الكبير" 25/ (249) من طريق وَهْب بن مُنَبِّه، عن جابر، به.
(1) في (ظ6) : فيمن.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. يونس: هو ابن محمد المؤدِّب.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8928) -وهو في "عِشْرة النساء" (42) - من طريق يونس، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 22/23 من طريق أبي الزناد، عن هشام بن عروة، قال: كنا نتحدَّث أن أمَّ شريك كانت وهبت نفسها للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكانت امرأة صالحة.
وفي الباب عن محمد بن إبراهيم التيمي، والشعبي، وعكرمة، ومنير بن عبد الله الدوسي، مرسلاً عند ابن سعد 8/154 و155.
وقد اختلف في اسم الواهبة فقيل: خولة بنت حكيم، كما في "صحيح البخاري" (5113) معلقاً من حديث عائشة، وقيل غير ذلك، وانظر تفصيل ذلك في "فتح الباري" 8/525 و9/164-165، وقد ذكر أن الاختلاف يشعر بتعدد الواهبات.(45/594)
حَدِيثُ أُمِّ أَيُّوبَ (1)
27622 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي يَزِيدَ، أَخْبَرَهُ أَبُوهُ، قَالَ: نَزَلْتُ عَلَى أُمِّ أَيُّوبَ الَّذِينَ (2) نَزَلَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَزَلْتُ عَلَيْهَا، فَحَدَّثَتْنِي بِهَذَا عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُمْ تَكَلَّفُوا طَعَامًا فِيهِ بَعْضُ هَذِهِ الْبُقُولِ، فَقَرَّبُوهُ، فَكَرِهَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: " كُلُوا، إِنِّي لَسْتُ كَأَحَدٍ مِنْكُمْ، إِنِّي أَخَافُ أَنْ أُوذِيَ صَاحِبِي " يَعْنِي الْمَلَكَ (3)
27623 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ يَعْنِى ابْنَ أَبِي يَزِيدَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُمِّ أَيُّوبَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " نَزَلَ (4) الْقُرْآنُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ أَيَّهَا قَرَأْتَ أَجْزَأَكَ " (5)
__________
(1) سلفت ترجمة أم أيوب قبل الحديث (27442) .
(2) في (ظ6) : الذي.
(3) حديث حسن في الشواهد، وهو مكرر (27442) سنداً ومتناً.
(4) في (ق) : أنزل، وهي نسخة في (ظ2) .
(5) صحيح لغيره، وهو مكرر (27443) سنداً ومتناً.(45/595)
حَدِيثُ مَيْمُونَةَ بِنْتِ سَعْدٍ (1)
27624 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِي يَزِيدَ الضَّنِّيِّ، عَنْ مَيْمُونَةَ بِنْتِ سَعْدٍ، مَوْلَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ وَلَدِ الزِّنَا قَالَ: " لَا خَيْرَ فِيهِ نَعْلَانِ أُجَاهِدُ بِهِمَا فِي سَبِيلِ اللهِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُعْتِقَ وَلَدَ زِنا " (2)
__________
(1) قال السندي: ميمونة بنت سعد، ويقال: سعيد، كانت تخدم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ويقال: مولاة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(2) إسناده ضعيف، أبو يزيد الضَّبِّي مجهول، قال البخاري فيما نقله عنه الترمذي في "العلل الكبير" 1/347: أبو يزيد لا أعرف اسمه، وهو رجل مجهول. وقال الدارقطني في "السنن" 2/184: ليس بمعروف. وجهَّله الحافظان الذهبي وابن كثير، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير
صحابيّة الحديث فقد روى لها أصحاب السنن. حُسين: هو ابن محمد بن بَهْرام المرُّوذي، وأبو نُعيم: هو الفَضْل بن دُكَيْن، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السَّبِيعي.
وأخرجه ابن سعد 8/305، والنسائي في "الكبرى" (4913) ، وابن ماجه (2531) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3441) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (917) ، والطبراني في "الكبير" 25/ (58) ، والمِزِّي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة أبي يزيد الضبي) من طريق أبي نُعيم، بهذا
الإسناد.
وأخرجه ابن سعد 8/305، والطبراني 25/ (58) ، والحاكم 4/41 من طريقين عن إسرائيل، به.=(45/596)
27625 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِي يَزِيدَ الضَّنِّيِّ، عَنْ مَيْمُونَةَ، مَوْلَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ رَجُلٍ قَبَّلَ امْرَأَتَهُ وَهُوَ صَائِمٌ (1) قَالَ: " قَدْ أَفْطَرَا (2) " (3)
27626 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا ثَوْرٌ، عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي سَوْدَةَ، عَنْ أَخِيهِ، أَنَّ مَيْمُونَةَ، مَوْلَاةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللهِ أَفْتِنَا فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ فَقَالَ: " أَرْضُ الْمَنْشَرِ، وَالْمَحْشَرِ ائْتُوهُ فَصَلُّوا فِيهِ فَإِنَّ
__________
=وانظر حديث أبي هريرة السالف برقم (8098) وتعليقنا عليه.
(1) في هامش (ظ6) : وهما صائمان، وفي نسخة في (ظ2) و (ق) : قبل امرأة وهماً صائمان.
(2) في (م) : أفطر.
(3) إسناده ضعيف كسابقه.
وأخرجه ابن سعد 8/305، وابن أبي شيبة 3/62-63، وابن ماجه (1686) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3442) ، والطبراني في "الكبير" 25/ (57) ، والمِزِّي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة أبي يزيد الضَّبِّي) من طريق أبي نُعيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد 8/305، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/88، والطبراني 25/ (57) ، والدارقطني في "السنن" 2/183-184 و184، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (892) من طرق عن إسرائيل، به.
قال البخاري فيما نقله عنه الترمذي في "العلل الكبير" 1/346: هذا حديث منكر، لا أُحدِّثُ به.
وقد ثبت أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يقبّل وهو صائم، من حديث عائشة، وسلف برقم (25613) .(45/597)
صَلَاةً فِيهِ كَأَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ " (1) قَالَتْ: أَرَأَيْتَ مَنْ لَمْ يُطِقْ أَنْ يَتَحَمَّلَ إِلَيْهِ أَوْ يَأْتِيَهُ قَالَ: " فَلْيُهْدِ إِلَيْهِ زَيْتًا يُسْرَجُ فِيهِ (2) ، فَإِنَّ مَنْ أَهْدَى لَهُ كَانَ كَمَنْ صَلَّى فِيهِ " (3)
__________
(1) قوله: فيما سواه، ليس في (ظ6) .
(2) قوله: فيه، ليس في (ق) .
(3) إسناده ضعيف، زياد بن أبي سودة ذكره الذهبي في "الميزان"، وقال: في النفس شيء من الاحتجاج به، وأورد له هذا الحديث، وقال: هذا حديث منكر جداً، ثم نقل عن عبد الحق قولَه فيه: ليس هذا الحديث بقوي، وقولَ ابن القطان: زياد وعثمان ممّن يجب التوقف في روايتهما، وقال
الحافظ في "الإصابة" (في ترجمة ميمونة) : فيه نظر. قلنا: ثم إنه قد اختلف فيه:
فرواه عيسى بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي -كما في هذه الرواية والتي تليها، وفيما أخرجه ابن ماجه (1407) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (610) ، والطبراني في "الكبير" 25/ (55) ، وفي "مسند الشاميين" (471) ، والضياء المقدسي في "فضائل بيت المقدس" (17) ، والمِزِّي في "تهذيب
الكمال" (في ترجمة زياد بن أبي سودة) -وصدقة بن صدقة- فيما أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3448) ، والطبراني في "الكبير" 25/ (56) ، كلاهما عن ثور بن يزيد الحمصي، بهذا الإسناد. قال الضياء المقدسي: هذا هو المشهور. قلنا: وصوَّب الحافظ ابنُ حجر هذا الإسناد في "المطالب العالية" 7/177.
ورواه أصبغ بن يزيد -فيما أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (472) - عن ثور بن يزيد، عن زياد بن أبي سودة، عن ميمونة، لم يذكر أخا زياد بن أبي سودة.
ورواه عمر بن الحصين، عن يحيى بن العلاء -فيما أخرجه الضياء المقدسي (16) - عن ثور بن يزيد، عن زياد بن أبي سودة، عن أبي أمامة، عن ميمونة=(45/598)
• 27627 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى الْهَرَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، بِإِسْنَادِهِ فَذَكَرَ مِثْلَهُ (1)
__________
=بنت الحارث زوج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قال المقدسي: كذا روى هذا الحديثَ عمرو بنُ
الحصين عن يحيى بن العلاء، وكلاهما لا يحتجُّ بحديثه، والمعروف حديث ميمونة مولاة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وليست بابنة الحارث.
ورواه محمد بن عبد الرحمن -فيما أخرجه ابن الجوزي في "فضائل القدس" ص 89-90- عن ثور بن يزيد، عن مكحول أن ميمونة سألت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ...
ورواه سعيد بن عبد العزيز -فيما أخرجه أبو داود (457) ، والطبراني في "الشاميين" (344) ، والبيهقي 2/441، والبغوي في "شرح السنة" (456) ، والمزي في "تهذيبه" (في ترجمة زياد بن أبي سودة) - ومعاوية بن صالح -فيما أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (611) و (612) ،
والطبراني في "الكبير" 25/ (54) ، وفي "مسند الشاميين" (1947) ، والمزي- كلاهما عن زياد بن أبي سودة، عن ميمونة، به. لم يذكرا أخا زياد بن أبي سودة.
وانظر ما بعده.
(1) إسناده ضعيف، وهو مكرر ما قبله، إلا أنه من زيادات عبد الله بن أحمد على أبيه، وشيخه فيه أبو موسى الهروي، وهو إسحاق بن إبراهيم، وهو من رجال "التعجيل"، وهو ثقة.
وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة زياد بن أبي سودة) من طريق عبد الله بن أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى (7088) عن أبي موسى الهروي، به. غير أن أبا يعلى وهم فيه، فجعله من حديث ميمونة زوج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وانظر ما قبله.(45/599)
حَدِيثُ أُمِّ هِشَامٍ بِنْتِ حَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ (1)
27628 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَعْنٍ، عَنِ ابْنَةِ حَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ، قَالَتْ: " مَا حَفِظْتُ {ق} إِلَّا مِنْ فِي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ يَخْطُبُ بِهَا (2) يَوْمَ الْجُمُعَةِ قَالَتْ: وَكَانَ تَنُّورُنَا وَتَنُّورُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاحِدًا " (3)
* 27629 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى - قَالَ: عَبْدُ اللهِ وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنَ
__________
(1) سلفت ترجمة أم هشام قبل الحديث (27455) .
(2) قولها: بها، ليس في (م) .
(3) حديث صحيح، عبدُ الله بنُ محمد بن معن -وإن تفرَّد بالرواية عنه خُبَيْبُ بن عبد الرحمن بن يَساف، وذكره ابن حبان في "الثقات" وابن خلفون،
وجهله الحافظ الذهبي في "الديوان"- قال فيه الحافظ في "التقريب": مقبول، ويعني عنده أنه متابَع، وقد أخرج له مسلم هذا الحديث في المتابعات، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه الحاكم 1/284 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. وقال: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.
وأخرجه مسلم (873) (51) ، وأبو داود (1100) ، وابن خزيمة (1786) ، والبيهقي في "السنن" 3/211 من طريق محمد بن جعفر، به.
وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/145 (بترتيب السندي) عن إبراهيم بن محمد، عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم، عن خُبيب بن عبد الرحمن، به.
وسلف برقم (27455) .
وانظر ما بعده.(45/600)
الْحَكَمِ - قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الرِّجَالِ، قَالَ: ذَكَرَهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ أُمِّ هِشَامٍ بِنْتِ حَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ، قَالَتْ: " مَا أَخَذْتُ ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ إِلَّا مِنْ وَرَاءِ (1) رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (2) كَانَ يُصَلِّي بِهَا فِي الصُّبْحِ " (3)
__________
(1) في (ق) : قراءة.
(2) في (م) : النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(3) إسناده ضعيف بهذه السِّياقة، عبد الرحمن بن أبي الرجال صدوق ربَّما أخطأ، وقد خالف هنا الرواةَ عن يحيى بنِ سعيد الأنصاري في متن الحديث.
فرواه -كما في هذه الرواية، وعند النسائي في "المجتبى" 2/157، وفي "الكبرى" (1023) و (11520) ، وهو في "التفسير" (540) - عن يحيى بن سعيد، عن عَمْرة، عن أمِّ هشام بنت حارثة بن النعمان، قالت: ما أخذتُ (ق والقرآن المجيد) إلا من وراء رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كان يُصلي بها في الصبح ...
ورواه سليمان بن بلال -كما عند مسلم (872) (50) ، وأبي داود (1102) ، والبيهقي 3/211- ويحيى بن أيوب -كما عند مسلم أيضاً، وأبي داود (1103) - كلاهما عن سعيد، به، بلفظ: أخذتُ (ق والقرآن المجيد) من فِي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يومَ الجمعة، وهو يقرأُ بها على المنبر كلَّ جمعة.
وانظر ما قبله.
وقد ثبتت قراءتُه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بـ (ق) في صلاة الفجر من حديث قُطبة بن مالك، وهو عند مسلم (457) ، وسلف برقم (18903) .
وانظر حديث جابر بن سمرة السالف برقم (20843) .
قال السندي: قولها: إلا من وراء النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أي: إلا من حالة الاقتداء به خلفه.(45/601)
حَدِيثُ فَاطِمَةَ بِنْتِ أَبِي حُبَيْشٍ (1)
27630 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ أَبِي حُبَيْشٍ، حَدَّثَتْهُ أَنَّهَا، أَتَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَشَكَتْ إِلَيْهِ الدَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّمَا ذَلِكَ عِرْقٌ فَانْظُرِي إِذَا أَتَى قُرْؤُكِ فَلَا تُصَلِّي، فَإِذَا مَرَّ الْقُرْءُ فَتَطَهَّرِي، ثُمَّ صَلِّي مَا بَيْنَ الْقُرْءِ إِلَى الْقُرْءِ " (2)
27631 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي خَالَتِي فَاطِمَةُ بِنْتُ أَبِي حُبَيْشٍ، قَالَتْ: أَتَيْتُ عَائِشَةَ، فَقُلْتُ لَهَا: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، قَدْ خَشِيتُ أَنْ لَا يَكُونَ لِي حَظٌّ فِي الْإِسْلَامِ، وَأَنْ أَكُونَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، أَمْكُثُ مَا شَاءَ اللهُ مِنْ يَوْمِ أُسْتَحَاضُ، فَلَا أُصَلِّي لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ صَلَاةً، قَالَتْ: اجْلِسِي حَتَّى يَجِيءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا جَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذِهِ فَاطِمَةُ بِنْتُ أَبِي حُبَيْشٍ تَخْشَى أَنْ لَا يَكُونَ لَهَا حَظٌّ فِي الْإِسْلَامِ، وَأَنْ تَكُونَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، تَمْكُثُ مَا شَاءَ اللهُ مِنْ يَوْمِ تُسْتَحَاضُ،
__________
(1) سلفت ترجمة فاطمة بنت أبي حبيش قبل الحديث (27360) .
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر (27360) سنداً ومتناً.(45/602)
فَلَا تُصَلِّي لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِ (1) صَلَاةً، فَقَالَ: " مُرِي فَاطِمَةَ بِنْتَ أَبِي حُبَيْشٍ، فَلْتُمْسِكْ كُلَّ شَهْرٍ عَدَدَ أَيَّامِ أَقْرَائِهَا، ثُمَّ تَغْتَسِلُ، وَتَحْتَشِي، وَتَسْتَثْفِرُ (2) ، وَتَنَظَّفُ (3) ، ثُمَّ تَطَهَّرُ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ، وَتُصَلِّي، فَإِنَّمَا ذَلِكَ رَكْضَةٌ مِنَ الشَّيْطَانِ، أَوْ عِرْقٌ انْقَطَعَ، أَوْ دَاءٌ عَرَضَ لَهَا " (4)
__________
(1) قولها: فيه، ليس في (م) .
(2) في (ظ6) وهامش (ظ2) و (ق) : تستذفر.
(3) في (ق) : وتتنظف.
(4) صحيح لغيره، وهذا إسنادٌ ضعيف لضعف عثمان بن سعد -وهو الكاتب- وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير صحابية الحديث، فقد روى لها أبو داود والنسائي.
ثم إنه قد اختلف في إسناده:
فرواه إسرائيل -كما في هذه الرواية- وأبو عبيدة الحداد -فيما أخرجه البيهقي 1/354- كلاهما عن عثمان بن سعد، عن عبد الله بن أبي مليكة، قال: حدثتني خالتي فاطمة بنت أبي حُبيش، قالت: أتيت
عائشة ...
ورواه أبو عاصم النبيل -فيما أخرجه الدارقطني 1/217، والحاكم 1/175-176، والبيهقي في "السنن" 1/354- ومحمد بن بكر البُرْساني -فيما أخرجه البيهقي 1/355 -كلاهما عن عثمان بن سعد، وقال: عن ابن أبي مُلَيْكة، قال: جاءت خالتي فاطمة بنت أبي حبيش إلى عائشة، فقالت: إني
أخاف أن أقع في النار ...
وقال عثمان بن سعد: فسألنا هشام بن عروة، فأخبرني بنحوه، عن أبيه، عن عائشة.
قلنا: حديث عائشة سلف برقم (25622) .=(45/603)
حَدِيثُ أُمِّ كُرْزٍ الْخُزَاعِيَّةِ (1)
27632 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أُمِّ كُرْزٍ الْخُزَاعِيَّةِ، قَالَتْ: أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِغُلَامٍ فَبَالَ عَلَيْهِ " فَأَمَرَ بِهِ فَنُضِحَ، وَأُتِيَ بِجَارِيَةٍ، فَبَالَتْ عَلَيْهِ، فَأَمَرَ بِهِ فَغُسِلَ " (2)
27633 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ، قَالَ: خَرَجْتُ حَاجًّا فَجِئْتُ حَتَّى دَخَلْتُ الْبَيْتَ، فَلَمَّا كُنْتُ بَيْنَ السَّارِيَتَيْنِ مَضَيْتُ حَتَّى لَزِقْتُ بِالْحَائِطِ، فَجَاءَ ابْنُ عُمَرَ، فَصَلَّى إِلَى جَنْبِي، فَصَلَّى أَرْبَعًا، فَلَمَّا صَلَّى، قُلْتُ لَهُ (3) : " أَيْنَ صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْبَيْتِ؟ قَالَ: أَخْبَرَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ أَنَّهُ صَلَّى هَاهُنَا فَقُلْتُ: كَمْ صَلَّى؟ قَالَ: عَلَى هَذَا أَجِدُنِي أَلُومُ نَفْسِي، إِنِّي مَكَثْتُ مَعَهُ عُمُرًا لَمْ أَسْأَلْهُ كَمْ صَلَّى، ثُمَّ حَجَجْتُ مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ، فَجِئْتُ، فَقُمْتُ فِي مَقَامِهِ، فَجَاءَ ابْنُ الزُّبَيْرِ، فَصَلَّى فِيهِ
__________
=وقد سلف برقم (27360) .
(1) سلفت ترجمة أم كرز قبل الحديث (27139) .
(2) صحيح لغيره، وهو مكرر (27370) سنداً ومتناً.
(3) لفظة "له" ليست في (ظ6) و (م) .(45/604)
أَرْبَعًا " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (21780) سنداً ومتناً (ضمن مسند أسامة بن زيد) .(45/605)
حَدِيثُ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ (1)
27634 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: زَوَّجَنِي أَبِي فِي إِمَارَةِ عُثْمَانَ، فَدَعَا نَفَرًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَ صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ وَهُوَ شَيْخٌ كَبِيرٌ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " انْهَسُوا اللَّحْمَ نَهْسًا فَإِنَّهُ أَهْنَأُ، وَأَمْرَأُ - أَوْ: أَشْهَى وَأَمْرَأُ - " قَالَ: سُفْيَانُ الشَّكُّ مِنِّي أَوْ مِنْهُ (2)
27635 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا التَّيْمِيُّ يَعْنِي سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ يَعْنِي النَّهْدِيَّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ، قَالَ: " الطَّاعُونُ، وَالْبَطْنُ، وَالْغَرَقُ، وَالنُّفَسَاءُ شَهَادَةٌ (3) " قَالَ: حَدَّثَنَا بِهِ أَبُو عُثْمَانَ مِرَارًا وَقَدْ رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّةً (4)
27636 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَعَارَ مِنْهُ يَوْمَ حُنَيْنٍ أَدْرَاعًا،
__________
(1) سلفت ترجمة صفوان بن أمية قبل الحديث (15300) .
(2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر (15300) سنداً ومتناً.
(3) في (ق) : إنها شهادة.
(4) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر (15301) سنداً ومتناً.(45/606)
فَقَالَ: أَغَصْبًا يَا مُحَمَّدُ؟ قَالَ: " بَلْ عَارِيَةٌ مَضْمُونَةٌ " قَالَ: فَضَاعَ بَعْضُهَا، فَعَرَضَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُضَمِّنَهَا لَهُ، قَالَ: أَنَا الْيَوْمَ يَا رَسُولَ اللهِ فِي الْإِسْلَامِ أَرْغَبُ (1)
27637 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ (2) أَنَّ صَفْوَانَ بْنَ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ، قِيلَ لَهُ: هَلَكَ مَنْ لَمْ يُهَاجِرْ؟ قَالَ: فَقُلْتُ: لَا أَصِلُ إِلَى أَهْلِي حَتَّى آتِيَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَكِبْتُ رَاحِلَتِي، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، زَعَمُوا أَنَّهُ هَلَكَ مَنْ لَمْ يُهَاجِرْ، قَالَ: " كَلَّا أَبَا وَهْبٍ، فَارْجِعْ إِلَى أَبَاطِحِ مَكَّةَ "
قَالَ: فَبَيْنَا أَنَا رَاقِدٌ، إِذْ (3) جَاءَ السَّارِقُ، فَأَخَذَ ثَوْبِي مِنْ تَحْتِ رَأْسِي، فَأَدْرَكْتُهُ، فَأَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: إِنَّ هَذَا سَرَقَ ثَوْبِي، " فَأَمَرَ بِهِ أَنْ يُقْطَعَ " فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَيْسَ هَذَا مَا أَرَدْتُ، هُوَ عَلَيْهِ صَدَقَةٌ، قَالَ: " هَلَّا قَبْلَ أَنْ تَأْتِيَنِي بِهِ؟ " (4)
27638 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ مُبَارَكٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ، قَالَ: " أَعْطَانِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ حُنَيْنٍ،
__________
(1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر (15302) سنداً ومتناً.
(2) قوله: بن صفوان عن أبيه، سقط من (م) .
(3) قوله: إذ، ليس في (م) .
(4) قوله: "هلاَّ قبل أن تأتيَني به"، صحيحٌ بطرقه وشاهده، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر (15303) .(45/607)
وَإِنَّهُ لَأَبْغَضُ النَّاسِ إِلَيَّ فَمَا زَالَ (1) يُعْطِينِي حَتَّى صَارَ، وَإِنَّهُ لَأَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ " (2)
27639 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ يَعْنِي ابْنَ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ مُرَقَّعٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ، أَنَّ رَجُلًا، سَرَقَ بُرْدَهُ (3) فَرَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " فَأَمَرَ بِقَطْعِهِ " فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، قَدْ تَجَاوَزْتُ (4) عَنْهُ قَالَ: " فَلَوْلَا كَانَ هَذَا (5) قَبْلَ أَنْ تَأْتِيَنِي بِهِ يَا أَبَا وَهْبٍ؟ " فَقَطَعَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (6)
27640 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ،
__________
(1) في (ظ2) و (ق) : قال: فما زال.
(2) حديث صحيح، وهو مكرر (15304) سنداً ومتناً.
قال السندي: قوله: حتى صار وإنه لأحبُّ الناسِ إليَّ، "صار" تامة، بمعنى: انتقل، وجملة: وإنه: الواو حال، أي: حتى انتقل من تلك الحالة، وهي حالة البغض، والحال: إنه لأحبُّ الناس إليَّ، ويحتمل أن يكون خبر "صار" محذوفاً، أي: صار محبوباً، والحال إنه لأحبُّ الناسِ إليّ.
(3) في (ظ2) و (ق) : بردة.
(4) في (ظ2) و (ق) : جاوزت.
(5) قوله: هذا، ليس في (ق) .
(6) حديث صحيح بطرقه وشاهده، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر (15305) سنداً ومتناً.(45/608)
عَنْ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ، أَنَّهُ قِيلَ لَهُ: إِنَّهُ (1) لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ هَاجَرَ، قَالَ: فَقُلْتُ: لَا أَدْخُلُ مَنْزِلِي حَتَّى آتِيَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَسْأَلَهُ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ هَذَا سَرَقَ خَمِيصَةً لِي لِرَجُلٍ مَعَهُ، " فَأَمَرَ بِقَطْعِهِ " فَقُلْتُ (2) : يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي قَدْ وَهَبْتُهَا لَهُ، قَالَ: " فَهَلَّا قَبْلَ أَنْ تَأْتِيَنِي بِهِ؟ " قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُمْ يَقُولُونَ: لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ هَاجَرَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا هِجْرَةَ بَعْدَ فَتْحِ مَكَّةَ وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ، وَإِذَا اسْتُنْفِرْتُمْ فَانْفِرُوا " (3)
27641 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ يَعْنِي النَّهْدِيَّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الطَّاعُونُ شَهَادَةٌ، وَالْغَرَقُ شَهَادَةٌ، وَالْبَطْنُ شَهَادَةٌ، وَالنُّفَسَاءُ شَهَادَةٌ " (4)
27642 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ، قَالَ: " الطَّاعُونُ، وَالْبَطْنُ، وَالْغَرَقُ، (5)
__________
(1) قوله: إنه، لي في (ظ2) و (ق) .
(2) في (ظ2) و (م) و (ظ6) : فقال، والمثبت من (ق) .
(3) حديث صحيح بطرقه وشاهديه، وهو مكرر (15306) سنداً ومتناً.
(4) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر (15307) سنداً ومتناً.
(5) في (ظ6) : والغريق.(45/609)
وَالنُّفَسَاءُ شَهَادَةٌ " قَالَ سُلَيْمَانُ: حَدَّثَنَا بِهِ (1) - يَعْنِي أَبَا عُثْمَانَ - مِرَارًا وَرَفَعَهُ مَرَّةً إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (2)
27643 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِى سُلَيْمَانَ، قَالَ: قَالَ صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ رَآنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا آخُذُ اللَّحْمَ عَنِ الْعَظْمِ بِيَدِي، فَقَالَ: " يَا صَفْوَانُ "، قُلْتُ: لَبَّيْكَ، قَالَ: " قَرِّبِ اللَّحْمَ مِنْ فِيكَ، فَإِنَّهُ أَهْنَأُ وَأَمْرَأُ " (3)
27644 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ يَعْنِى ابْنَ قَرْمٍ (4) ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ حُمَيْدِ ابْنِ أُخْتِ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ، قَالَ: كُنْتُ نَائِمًا فِي الْمَسْجِدِ عَلَى خَمِيصَةٍ لِي، فَسُرِقَتْ فَأَخَذْنَا السَّارِقَ، فَرَفَعْنَاهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، " فَأَمَرَ بِقَطْعِهِ " فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفِي خَمِيصَةٍ (5) ثَمَنُ (6) ثَلَاثِينَ دِرْهَمًا؟ أَنَا أَهَبُهَا لَهُ، أَوَ أَبِيعُهَا لَهُ، قَالَ: " فَهَلَّا كَانَ قَبْلَ أَنْ تَأْتِيَنِي بِهِ؟ " (7)
__________
(1) في (ظ6) : حدثناه.
(2) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه، وهو مكرر (15308) سنداً ومتناً.
(3) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر (15309) سنداً ومتناً.
(4) في (م) : قرن، وهو خطأ.
(5) في (م) : خميصتي.
(6) قوله: ثمن، ليس في (ق) .
(7) حديث صحيح بطرقه وشاهده، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر=(45/610)
وَمِنْ حَدِيثِ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ الثَّقَفِيِّ (1)
27645 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، وَسُرَيْجٌ الْمَعْنَى، قَالَا: حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ يَعْنِي الْجُمَحِيَّ، عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ صَفْوَانَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ، كِلَاهُمَا قَالَ: عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ الثَّقَفِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: بِالنَّبَاءَةِ أَوِ النَّبَاوَةِ - شَكَّ نَافِعُ بْنُ عُمَرَ - مِنَ الطَّائِفِ، وَهُوَ يَقُولُ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّكُمْ تُوشِكُونَ أَنْ تَعْرِفُوا أَهْلَ الْجَنَّةِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ " أَوْ قَالَ: " خِيَارُكُمْ مِنْ شِرَارِكُمْ " قَالَ: فَقَالَ: رَجُلٌ مِنَ النَّاسِ (2) : بِمَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " بِالثَّنَاءِ السَّيِّئِ، وَالثَّنَاءِ الْحَسَنِ، وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللهِ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ " (3)
__________
= (15310) سنداً ومتناً.
(1) سلفت ترجمة أبي بكر بن أبي زهير الثقفي قبل الحديث (15439) .
(2) قوله: من الناس، ليس في (ظ6) .
(3) حديث صحيح، وهو مكرر (15439) سنداً ومتناً.(45/611)
حَدِيثُ وَالِدِ بَعْجَةَ (1)
27646 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ سَلَّامٍ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي بَعْجَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ أَبَاهُ، أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُمْ يَوْمًا: " هَذَا يَوْمُ عَاشُورَاءَ، فَصُومُوا " فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي تَرَكْتُ قَوْمِي، مِنْهُمْ صَائِمٌ، وَمِنْهُمْ مُفْطِرٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اذْهَبْ إِلَيْهِمْ، فَمَنْ كَانَ مِنْهُمْ مُفْطِرًا (2) ، فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ " (3)
__________
(1) قال السندي: والد بعجة: هو عبد الله بن بدر، جُهني، له صحبة، قيل: كان اسمه عبد العزّى، فغيره النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وشهد أحداً، وأعطاه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللواء يوم الفتح.
(2) في (ظ6) : فمن كان مفطراً.
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير هشام بن سعيد -وهو الطالْقاني- فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد" وأبو داود والنسائي، وهو ثقة، وصحابي الحديث ترجم له الحافظ في "التعجيل"، وصحح إسناد حَديثه هذا في "الإصابة" 4/20.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 5/23، وابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2581) ، والبزار (1049) "زوائد"، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/79، والطبراني في "الأوسط" (5679) ، وفي "مسند الشاميين" (2816) من طرق عن معاوية بن سلاَّم، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمى في "مجمع الزوائد" 3/185، وقال: رواه أحمد، والطبرانى في "الكبير"، و"الأوسط"، والبزار، وإسناده حسن.=(45/612)
حَدِيثُ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ (1)
27647 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي (2) يَعْقُوبَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي إِحْدَى صَلَاتَيِ الْعَشِيِّ - الظُّهْرِ أَوِ الْعَصْرِ - وَهُوَ حَامِلُ الحَسَنِ أَوْ الْحُسَيْنِ (3) فَتَقَدَّمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَضَعَهُ، ثُمَّ كَبَّرَ لِلصَّلَاةِ، فَصَلَّى، فَسَجَدَ بَيْنَ ظَهْرَيْ صَلَاتِهِ سَجْدَةً أَطَالَهَا، قَالَ أَبِي: رَفَعْتُ رَأْسِي (4) ، فَإِذَا الصَّبِيُّ عَلَى ظَهَرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ سَاجِدٌ، فَرَجَعْتُ فِي سُجُودِي، فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّلَاةَ، قَالَ النَّاسُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّكَ سَجَدْتَ بَيْنَ ظَهْرَيِ الصَّلَاةِ (5) سَجْدَةً أَطَلْتَهَا، حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ قَدْ حَدَثَ أَمْرٌ، أَوْ أَنَّهُ يُوحَى إِلَيْكَ؟ قَالَ: " كُلُّ
__________
=وفي الباب نحوه من حديث هند بن أسماء برقم (15962) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
(1) سلفت ترجمة شداد بن الهاد قبل الحديث (16033) .
(2) قوله: أبي، سقط من (م) .
(3) في النسخ: حسن أو حسين، والمثبت من مكرره (16033) ، وجاء في مصادر الحديث: حسناً أو حسيناً.
(4) جاء في (ظ2) و (ق) و (م) : قال: إني رفعت رأسي، والمثبت من (ظ6) ، وجاء عند النسائي: قال أبي: فرفعتُ رأسي.
(5) في (ظ2) : ظهري صلاتك، وفي (ق) : ظهر صلاتك.(45/613)
ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ، وَلَكِنَّ ابْنِي ارْتَحَلَنِي، فَكَرِهْتُ أَنْ أُعَجِّلَهُ حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح، وهو مكرر (16033) سنداً ومتناً.
قال السندي: قوله: "ارتَحَلَني" اتَّخَذَني راحلة بالركوب على ظهري.
"أن أعجله": من التعجيل، أو الإعجال.(45/614)