عَنْ مَيْمُونَةَ، وَهِيَ خَالَتُهُ، قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سَجَدَ وَثَمَّ بَهْمَةٌ أَرَادَتْ أَنْ تَمُرَّ بَيْنَ يَدَيْهِ تَجَافَى " (1)
26810 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْبُوذٍ، عَنْ أُمِّهِ، قَالَتْ (2) : كُنْتُ عِنْدَ مَيْمُونَةَ، فَأَتَاهَا ابْنُ عَبَّاسٍ، فَقَالَتْ: يَا بُنَيَّ، مَا لَكَ شَعِثًا رَأْسُكَ؟ قَالَ: أُمُّ عَمَّارٍ مُرَجِّلَتِي حَائِضٌ. قَالَتْ: أَيْ بُنَيَّ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. عُبيد الله بن عبد الله بن الأصمّ وعمُّه يزيد بن الأصمّ من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/91-92 (بترتيب السندي) ، وعبد الرزاق في "مصنفه" (2925) ، والحميدي (314) ، والدارمي (1331) ، ومسلم (496) ، وأبو داود (898) ، والنسائي في "المجتبى" 2/213، وفي "الكبرى" (697) ، وابن ماجه (880) ، وأبو يعلى (7097) ، وابن خزيمة (657) ، وأبو عوانة 2/184، والطبراني في "الكبير" 23/ (1054) و (1055) ، والبيهقي في "السنن" 2/114، وفي "معرفة السنن والآثار" 3/34 من طريق سفيان بن عُيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي (1331) عن إسماعيل بن زكريا، عن عُبيد الله بن عبد الله ابن الأصمّ، به.
وسيأتي نحوه بالأرقام: (26818) و (26831) و (26844) .
وسلفت أحاديث الباب في مسند ابن عباس عند الرواية (2405) .
قال السندي: قولها: وثَمَّ بَهْمَةٌ، بفتح فسكون: ولد الضأن يشمل الذكر والأنثى.
تجافَى، أي: بالغ في تجافي اليدين عن الإبطين لتمرَّ البَهْمَةُ. وظاهر هذا أنه كان يُبالغ هذه المبالغة في التجافي لمرور البَهْمة، لا أنه كان عادته هذا التجافي، والله أعلم.
(2) قوله: قالت، من (م) .(44/391)
وَأَيْنَ الْحَيْضَةُ مِنَ الْيَدِ؟ " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْخُلُ عَلَى إِحْدَانَا وَهِيَ حَائِضٌ، فَيَضَعُ رَأْسَهُ فِي حِجْرِهَا، فَيَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَهِيَ حَائِضٌ، ثُمَّ تَقُومُ إِحْدَانَا بِخُمْرَتِهِ، فَتَضَعُهَا فِي الْمَسْجِدِ وَهِيَ حَائِضٌ "، أَيْ بُنَيَّ، وَأَيْنَ الْحَيْضَةُ مِنَ الْيَدِ؟ (1)
__________
(1) مرفوعه صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أم مَنْبوذ، فقد تفرَّد بالرواية عنها ابنُها منبوذ، ولم يُؤثر توثيقُها عن أحد، ومنبوذ: هو ابنُ أبي سليمان المكّي، ويقال: ابن سليمان، ويقال: اسمه سليمان، ومنبوذ لقب غلبَ عليه، وقد رَوى له النسائي، وهو ثقة.
وأخرجه الحميدي (310) ، وابن أبي شيبة 1/202، والنسائي في "المجتبى" 1/147 و192، وفي "الكبرى" (267) ، وأبو يعلى (7081) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (23) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقمي (26811) و (26834) .
وقولها: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يدخل على إحدانا وهي حائض، فيضع رأسَه في حِجْرها، فيقرأ القرآن وهي حائض:
له شاهد من حديث عائشة عند البخاري (297) ، وقد سلف برقم (24862) ، ولفظه: إن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يتكىء في حجري وأنا حائض، ثم يقرأ القرآن.
وقولها: ثم تقوم إحدانا بخمرته، فتضعها في المسجد وهي حائض....:
له شاهد من حديث عائشة عند مسلم (298) ، وقد سلف برقم (24184) ولفظه: قال لي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ناوليني الخمرة من المسجد" فقلت: إني حائض، فقال: "إن حيضتك ليست في يدك".
ومن حديث أبي هريرة بمثل حديث عائشة، وهو عند مسلم أيضاً برقم (299) ، وقد سلف برقم (9533) .
وانظر بقية أحاديث الباب في مسند ابن عمر عند الرواية (5382) .(44/392)
26811 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْبُوذٍ، عَنْ أُمِّهِ، سَمِعَتْهُ مِنْ مَيْمُونَةَ، قَالَتْ: " وَكَانَتْ إِحْدَانَا تَبْسُطُ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْخُمْرَةَ وَهِيَ حَائِضٌ، ثُمَّ يُصَلِّي عَلَيْهَا " (1)
26812 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي بَكَّارٍ، قَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ أَبِي الْمَلِيحِ، عَلَى جَنَازَةٍ فَقَالَ: أَقِيمُوا صُفُوفَكُمْ، وَلْتَحْسُنْ شَفَاعَتُكُمْ، وَلَوْ اخْتَرْتُ (2) رَجُلًا، اخْتَرْتُهُ، ثُمَّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلِيلٍ، [قَالَ عَبْدُ اللهِ:] قَالَ أَبِي: وحَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ الْحَدَّادُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلِيطٍ، عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَيْمُونَةَ، وَكَانَ أَخَاهَا مِنَ الرَّضَاعَةِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصَلِّي عَلَيْهِ أُمَّةٌ إِلَّا شُفِّعُوا فِيهِ " وقَالَ أَبُو الْمَلِيحِ: " الْأُمَّةُ أَرْبَعُونَ إِلَى مِائَةٍ، فَصَاعِدًا " (3)
__________
(1) صحيح لغيره، وهو مختصر سابقه.
(2) في (ظ6) : خيرت.
(3) مرفوعه صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، فقد اختلف فيه على أبي المَلِيح، فرواه أحمد عن يحيى، وقال: عبد الله بن سَلِيل، وقال غيره: عبد الله ابن سَلِيط، وهو الرَّاجح فيما قال الحافظ في "تهذيب التهذيب". قلنا: وعبد الله بن سليط هذا لم يذكروا في الرواة عنه سوى أبي المَلِيح، ولم يُؤثر
توثيقُه عن أحد، وهو غير الذي يروي عنه عبد الله بنُ عمرو بن حمزة، فذاك آخر، وقد فرَّق بينهما الحافظ في "التهذيب". أبو بكَّار: هو الحَكَم بن فرُّوخ.
وقد اختلف في إسناده على أبي المَلِيح:
فرواه الإمام أحمد - كما في هذه الرواية - ومن طريقه أخرجه المِزِّي (في ترجمة الحكم بن فرُّوخ) - ومسدَّد - فيما أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير"=(44/393)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=5/113، والطبراني في "الكبير" 23/ (1060) - كلاهما عن يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد، وقالا: عبد الله بن سَلِيل، وقد غيَّر محقق البخاري والطبراني اسم عبد الله بن سليل إلى: عبد الله بن سليط. ووقع عند المِزِّي: عبد الله بن سليط، فكأنه أصلح الإسناد.
ورواه ابنُ أبي شيبة- كما في "مصنفه" 3/321 - عن يحيى بن سعيد القطان، عن أبي بكَّار، عن أبي المَلِيح، وقال: عن عبد الله بن سَلِيط، عن سَلِيط، عن بعض أزواج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فزاد في الإسناد سليطاً.
ورواه ابنُ أبي شيبة - فيما أخرجه الطبراني 24/ (42) - عن يحيى بن سعيد القطان، عن أبي بكَّار، عن أبي المَلِيح، وقال: عن عبد الله بن أبي السَّلِيل، عن بعض أزواج ...
ورواه محمد بن أبي بكر - فيما أخرجه البيهقي في "الشعب" (9250) - عن يحيى، عن أبي بكَّار، عن أبي المَلِيح، وقال: عن عبد الله بن السَّلِيط، عن بعض أزواج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ...
ورواه أبو عبيدة الحداد - كما في هذه الرواية، والرواية (26838) - ومبارك أبو عبد الرحمن العيشي- فيما أخرجه البخاري في "تاريخه" 5/113- ومحمد ابن سواء - فيما أخرجه النسائي في "الكبرى" (2120) ، ومن طريقه الدولابي في "الأسماء والكنى" 1/167- كلاهما عن أبي بكَّار، عن أبي المَلِيح، عن عبد الله بن سَلِيط، عن ميمونة، نحوه.
ورواه القاسم بن المطيَّب - فيما أخرجه البخاري أيضاً 5/113-114، والطبراني 24/ (39) ، والبيهقي في "الشعب" (9251-9252) - عن أبي المَلِيح الهُذلي، حدثني سَلِيط أخو ميمونة، عن ميمونة.
ورواه شعبة - فيما ذكر البخاري في "تاريخه" 5/114 عن مبشِّر بن أبي المَلِيح، عن أبيه، عن ابن عُمر، وكان أبو المليح يقول: "أمَّة مئة".
ورواه محمد بن حمران - فيما ذكر البخاري أيضاً 5/114- عن الفضل بن سويد، عن أبي المَلِيح، عن ابن عمر ... قال: "ما من أمَّة"، نحوه.=(44/394)
26813 - حَدَّثَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، وَعَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي بُكَيْرٌ، أَنَّ كُرَيْبًا، مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ مَيْمُونَةَ، زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَقُولُ: " أَكَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ كَتِفٍ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى، وَلَمْ يَتَوَضَّأْ " (1)
__________
=قال أبو حاتم - كما نقله عنه ابنه في "العلل" 1/354 عندما سئل عن حديث محمد بن حمران-: يقولون: عن أبي المليح، عن عبد الله بن سَلِيل، عن ميمونة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ورواه الوليد بن صالح - فيما ذكر البخاري أيضاً 5/114- عن سوادة بن أبي الأسود، عن صالح بن هلال، قال: مات فينا مولىً لأبي المليح، فقال: حدئني أبي، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: إذا شهدت أمةٌ وهم أربعون فصاعداً ... نحوه.
وله شاهد من حديث ابن عباس، سلف برقم (2509) .
وآخر من حديث عائشة وأنس، سلف برقم (13804) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، ابنُ لهيعة - وهو عبد الله - وإن كان سيِّىء الحفظ، إلا أن عبد الله - وهو ابن المبارك - صحيح السماع منه، وقد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير عتَّاب بن زياد - وهو الخراساني - فقد أخرج له ابن ماجه، وهو ثقة، وكذلك علي بن إسحاق
- وهوالمروزي - ممن رجال الترمذي، وهو ثقة. بُكير: هو ابن عبد الله الأشج.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (74) من طريق عبد الغفار بن داود أبي صالح، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (210) ، ومسلم (356) ، والطبراني 23/ (1068) ، والبيهقي في "السنن" 1/154 من طريق عمرو بن الحارث، والطبراني=(44/395)
26814 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، وَحَدَّثَ (1) ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ دَخَلَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مَيْمُونَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ، وَهِيَ خَالَتُهُ (2) ، فَقُدِّمَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَحْمُ ضَبٍّ، جَاءَتْ بِهِ أُمُّ حُفَيْدٍ ابْنَةُ الْحَارِثِ مِنْ نَجْدٍ، وَكَانَتْ تَحْتَ رَجُلٍ مِنْ بَنِي جَعْفَرٍ وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَأْكُلُ شَيْئًا حَتَّى يَعْلَمَ مَا هُوَ؟ فَقَالَ بَعْضُ النِّسْوَةِ: أَلَا تُخْبِرْنَ (3) رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا يَأْكُلُ، فَأَخْبَرَتْهُ أَنَّهُ لَحْمُ ضَبٍّ، فَتَرَكَهُ. قَالَ خَالِدٌ: فَسَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَرَامٌ هُوَ؟ قَالَ: " لَا، وَلَكِنَّهُ (4) طَعَامٌ لَيْسَ فِي قَوْمِي، فَأَجِدُنِي أَعَافُهُ ". قَالَ خَالِدٌ: فَاجْتَرَرْتُهُ إِلَيَّ، فَأَكَلْتُهُ، وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْظُرُ
__________
= 24/ (70) من طريق أبي شريح، كلاهما عن بكير، به.
وأخرجه مسلم عقب (356) ، والبيهقي 1/154 من طريق يعقوب بن الأشج، عن كريب مولى ابن عباس، به.
وفي الباب عن أم سلمة، وقد سلف برقم (26502) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
(1) في (ظ6) : قال حدَّث.
(2) في (ظ2) و (ق) و (م) : وهي حائض، وهو تحريف، والمثبت من (ظ6) .
(3) في (م) : تخبرين، وهي نسخة في (ظ2) .
(4) في (ظ6) : ولكن.(44/396)
قَالَ: وَحَدَّثَهُ الْأَصَمُّ، عَنْ مَيْمُونَةَ، وَكَانَ فِي حِجْرِهَا، يَعْنِي بِهَذَا الْحَدِيثِ، وَأَظُنُّ أَنَّ الْأَصَمَّ يَزِيدُ بْنُ الْأَصَمِّ (1)
26815 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حَبِيبٍ يَعْنِي ابْنَ الشَّهِيدِ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ، عَنْ مَيْمُونَةَ، قَالَتْ: " تَزَوَّجَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ حَلَالٌ بَعْدَمَا رَجَعْنَا مِنْ مَكَّةَ " (2)
__________
(1) هو مكرر (16812) سنداً ومتناً.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح، وقد اختلف في وصله وإرساله، ورجَّح البخاري - كما في "علل الترمذي الكبير" 1/379- 380- إرساله، وكذلك الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 182 فقال: والمرسل أشبه.
وقد رواه حماد بن سلمة - كما في هذه الرواية، وعند الدارمي (1824) ، وأبي داود (1843) ، وابن الجارود في "المنتقى" (445) ، وأبي يعلى (7106) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/270، وفي "شرح مشكل الآثار" (5803) و (5804) ، وابن حبان (4137) و (4138) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (1058) ، وفي "الأوسط" (8902) ، والدارقطني في "السنن" 3/262،
وابن شاهين في "ناسخ الحديث ومنسوخه" (521) ، والبيهقي في "السنن" 7/210- 211، وفي "السنن الصغير" (1569) ، وفي "دلائل النبوة" 4/332- عن حبيب بن الشهيد، عن ميمون بن مهران، عن يزيد بن الأصم، عن ميمونة، قالت: تزوَّجني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ونحن حلال ...
وخالفه سفيان بن حبيب، فرواه - كما عند النسائي في "الكبرى" (3232) ، والخطيب في "تاريخه" 5/410 - عن حبيب بن الشهيد، عن ميمون بن مهران، عن يزيد بن الأصم أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تزوج ميمونة وهو محلّ. وهذا مرسل.=(44/397)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=واختلف فيه أيضاً على ميمون بن مهران:
فرواه الوليد بن مهران - كما عند ابن طهمان في "مشيخته" (66) ، والنسائي في "الكبرى" (5404) ، والطبراني في "الأوسط" (6978) ، والبيهقي 5/66 - عن ميمون بن مهران، بمثل إسناد حياد بن سلمة، عن حبيب بن الشهيد.
وخالفه جعفر بن بُرْقان فرواه - كما عند النسائي (5403) - عن ميمون بن مهران، عن صفية، قالت: تزوج رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ميمونة وهو حلال ...
وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/318 (بترتيب السندي) ، وفي "السنن" (475) و (476) ، ومسلم (1410) (46) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/396، والبيهقي 5/66 و7/210 من طرق عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن الزهري، عن يزيد بن الأصم أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نكح ميمونة ... مرسلاً. قال البيهقي: ويزيد بن الأصم لم يقله عن نفسه، إنما
حدث به عن ميمونة بنت الحارث.
وقد وصله إبراهيم بن بشار الرمادي عن سفيان بن عيينة، كما عند أبي نعيم في "الحلية" 1/308. وإبراهيم بن بشار له أوهام، وهذا من جملة أوهامه.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (5405) من طريق الحكم بن عتيبة، عن يزيد بن الأصم، قال: ما تزوج رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ميمونة وهو محرم.
وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/68 من طريق عمرو بن ميمون، عن ميمونة، به.
وسيرد برقم (26841) ، ومتصلاً برقم (26828) .
وفي الباب عن أبي رافع، سيرد برقم (27197) ، وفيه كلام يأتي في حينه.
ويعارض حديثَ ميمونة حديثُ ابن عباس السالف برقم (1919) ، وفيه أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نكح ميمونة وهو محرم. وقد بسطنا الكلام على حديث ميمونة عند ابن عباس السالف برقم (2200) .(44/398)
26816 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، قَالَ: حَسِبْتُهُ عَنْ سَالِمٍ، عَنْ مَيْمُونَةَ، أَنَّهَا اسْتَدَانَتْ دَيْنًا، فَقِيلَ لَهَا: تَسْتَدِينِينَ وَلَيْسَ عِنْدَكِ وَفَاؤُهُ؟ قَالَتْ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَا مِنْ أَحَدٍ يَسْتَدِينُ دَيْنًا، يَعْلَمُ اللهُ أَنَّهُ يُرِيدُ أَدَاءَهُ، إِلَّا أَدَّاهُ " (1)
__________
(1) صحيح بشواهده، وهذا إسناد ضعيف لانقظاعه، فإن سالماً - وهو ابن أبي الجَعْد - لم يذكروا له سماعاً من ميمونة، ورجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير جعفر بن زياد - وهو الأحمر- فروايته عند أصحاب السنن، وهو صدوق، حسن الحديث. منصور: هو ابن المعتمر.
وقد اختلف عليه في هذا الإسناد:
فرواه يحيى بن أبي بُكير، عن جعفر بن زياد - كما في هذه الرواية - عن منصور بن المعتمر، بهذا الإسناد.
ورواه يحيى بنُ آدم، عن جعفر بن زياد - كما سيرد برقم (26840) - عن منصور بن المعتمر، عن رجل، عن ميمونة، به.
ورواه عَبِيدَةُ بنُ حميد - فيما أخرجه ابن ماجه (4288) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (61) ، والمِزِّي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة عمران بن حذيفة) - عن منصور بن المعتمر، عن زياد بن عمرو بن هند، عن عمران بن حذيفة، عن ميمونة، به.
ورواه جرير بن عبد الحميد عنه، واختلف عليه فيه:
فرواه إسحاق بن إبراهيم - فيما أخرجه الحاكم 2/23 - وأبو الوليد الطيالسي - فيما أخرجه الحاكم كذلك 2/23، والبيهقي 5/354- كلاهما عن جرير، عن منصور بن المعتمر، عن زياد بن عمرو بن هند، عن عمران بن حذيفة، عن ميمونة، به.
ورواه محمد بن قدامة - فيما أخرجه النسائي 7/315 - وأبو خيثمة زهير بن حرب - فيما أخرجه أبو يعلى (7083) ، وابن حبان (5041) ، والمِزِّي في=(44/399)
26817 - حَدَّثَنَا يَعْلَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ إِسْحَاقَ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ مَيْمُونَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: أَعْتَقْتُ جَارِيَةً لِي، فَدَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ بِعِتْقِهَا، فَقَالَ: " آجَرَكِ اللهُ، أَمَا إِنَّكِ لَوْ كُنْتِ (1) أَعْطَيْتِهَا أَخْوَالَكِ، كَانَ أَعْظَمَ لِأَجْرِكِ " (2)
__________
= "تهذيب الكمال" (في ترجمة عمران بن حذيفة) - كلاهما عن جرير، عن منصور بن المعتمر، عن زياد بن عمرو بن هند، عن عمران بن حذيفة، قال: كانت ميمونة تدَّان ... فذكره مرسلاً.
ورواه أبو بكر بن عياش - فيما أخرجه الطبراني 23/ (1049) - عن الأعمش، عن حُصين بن عبد الرحمن، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ميمونة، به.
ورواه جرير- فيما أخرجه النسائي 7/315-316، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4286) ، والطبراني 24/ (73) - وأبو عبيدة بن معن - فيما أخرجه الطبراني 23/ (1050) و24/ (72) - كلاهما عن الأعمش، عن حُصين ابن عبد الرحمن، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن ميمونة ادّانت ... فذكره مرسلاً.
قال الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 186: والمرسل أشبه.
وقد ذكرنا شواهده التي يصحُّ بها في مسند عائشة عند الرواية (24439) .
(1) في (ظ6) : كان.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، محمد بن إسحاق مدلِّس وقد عنعن، ثم إنه خالف في إسناده، فرواه هنا عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن سليمان بن يسار، عن ميمونة. ورواه يزيد بن أبي حبيب وعمرو بن الحارث - كما سيأتي في تخريج الحديث (26822) - عن بكير بن عبد الله بن الأشج، فقال: عن كريب، عن ميمونة. قال الحافظ في "الفتح" 5/219: قال الدارقطني: ورواية يزيد وعمرو أصح قلنا: وبقية رجال الإسناد ثقات رجال=(44/400)
26818 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ، عَنْ مَيْمُونَةَ، قَالَتْ: " كَانَ النَّبِيُّ (1) صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سَجَدَ، جَافَى حَتَّى يَرَى مَنْ خَلْفَهُ بَيَاضَ إِبْطَيْهِ " (2)
__________
= الشيخين. يعلى: هو ابن عُبيد الطنافسي 0
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (56) من طريق يعلى بن عبيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد بن حميد (1548) عن يعلى بن محمد، وأبو داود (1690) ، والنسائي في "الكبرى" (4932) ، والحاكم 1/414-415، وابن عبد البر في "التمهيد" 1/206-207 من طريق عَبْدة بنِ سليمان، والطبراني 23/ (1066) من طريق أحمد بن خالد، ثلاثتهم عن محمد بن إسحاق، به.
قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي!
وأخرجه النسائي (4934) من طريىَ أسد بن موسى، وابنُ خزيمة (2434) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4377) من طريق محمد بن خازم، كلاهما عن ابن إسحاق، عن الزُّهري، عن عُبيد الله بن عبد الله، عن ميمونة، به. قال المِزِّي في "تحفة الأشراف" 12/493: هذا الحديث خطأ، لا
نعلمه من حديث الزُّهري. يعني أن الصواب في حديث ابن إسحاق، عن بُكير ابن عبد الله بن الأشج، عن سليمان بن يسار، عن ميمونة.
وسيرد برقم (26822) .
قال السندي: قوله: "أما إنك لو كنت أعطيتها أخوالك": فيه أن التصدق بالرقبة أو الهبة بها على المحتاج القريب أكثر أجراً من الإعتاق.
(1) في (م) : رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. جعفر بن بُرْقان، ويزيد بن الأصمّ، من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 1/257، ومسلم (497) (239) ، وأبو عوانة 2/184-185 من طريق وكيع، بهذا الإسناد.=(44/401)
26819 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ نُدبَةَ (1) ، قَالَتْ: أَرْسَلَتْنِي مَيْمُونَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ إِلَى امْرَأَةِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، وَكَانَتْ بَيْنَهُمَا قَرَابَةٌ، فَرَأَيْتُ فِرَاشَهَا مُعْتَزِلًا فِرَاشَهُ، فَظَنَنْتُ أَنَّ ذَلِكَ لِهِجْرَانٍ، فَسَأَلْتُهَا، فَقَالَتْ: لَا، وَلَكِنِّي حَائِضٌ، فَإِذَا حِضْتُ، لَمْ يَقْرَبْ فِرَاشِي، فَأَتَيْتُ مَيْمُونَةَ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهَا، فَرَدَّتْنِي إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فَقَالَتْ: أَرَغْبَةً عَنْ سُنَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ لَقَدْ " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنَامُ مَعَ الْمَرْأَةِ مِنْ نِسَائِهِ الْحَائِضِ، وَمَا
__________
=وأخرجه الدارمي (1330) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (1053) من طريق أبي نعيم الفضل بن دُكين، عن جعفر بن بُرْقان، به.
وأخرجه الدارمي (1332) ، ومسلم (497) (238) ، والنسائي في "المجتبى" 2/232، وفي "الكبرى" (733) ، وأبو يعلى (7096) ، وأبو عوانة 2/184، والبيهقي في "السنن" 2/114 من طريق مروان بن معاوية الفزاري، عن عبيد الله بن عبد الله بن الأصم، عن يزيد بن الأصم، به. وزاد: وإذا قعد اطمأنَّ على فخذه اليسرى.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (1056) من طريق عَبْدة بن سليمان، عن عُبيد الله بن عبد الله بن الأصم، عن يزيد بن الأصم، به. وزاد: يتكىء على اليمنى ويرخي اليسرى.
وقد سلف نحوه برقم (26809) .
وسيأتي برقم (26831) .
وسيكرر برقم (26844) سنداً ومتناً.
(1) في (ظ2) و (ق) و (م) : بديّة، قلنا: ويقال لها كذلك.(44/402)
بَيْنَهُمَا إِلَّا ثَوْبٌ مَا يُجَاوِزُ الرُّكْبَتَيْنِ " (1)
__________
(1) صحيح دون قوله: "ما يجاوز الركبتين"، وهذا إسناد ضعيف لجهالة نُدْبَة مولاة ميمونة، فقد تفرَّد بالرواية عنها حبيب الأعور مولى عروة، وذكرها الذهبي في "الميزان" في المجهولات من النساء، ولم يؤثر توثيقُها عن غير ابن حبان. ومحمد بن إسحاق مدلِّس وقد عنعن، ثم إنه أخطأ في قوله: "عن عروة"، والصواب: عن حبيب مولى عروة، كما سيأتي بيانه، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
وقد اختلف في إسناده على الزُّهري:
فرواه الليث بن سعد - كما في الرواية التالية و (26850) - ويونس بن يزيد - كما عند النسائي في "المجتبى" 1/151 و189، وفي "الكبرى" (280) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/36، والطبراني في "الكبير" 24/ (20) - وخالد بن عبد الرحمن بن إسحاق- كما عند الطبراني 24/ (19) - وصالح بن كيسان - كما عند الطبراني 24/ (21) - وشعيب بن أبي حمزة - كما عند البيهقي 1/313- خمستهم عن الزهري، عن حبيب مولى عروة، عن نُدْبَة مولاة ميمونة، به.
ورواه معمر - كما سيرد (26853) - وسفيان بن حسين - كما عند الطبراني 24/ (17) - كلاهما عن الزهري، عن ندبة، به. لم يذكرا حبيباً مولى عروة في الإسناد.
قال الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 184: والأول أصح، أي: رواية الليث ابن سعد ومن تابعه.
وأخرجه مسلم (295) ، وأبو عوانة 1/310، والبيهقي 1/331 من طريق كُرَيْب مولى ابنِ عباس، عن ميمونة، قالت: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يضطجع معي وأنا حائض، وبيني وبينه ثوب.
وسيرد بالأرقام: (26820) و (26850) و (26853) .
وانظر (26846) .=(44/403)
26820 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، وَأَبُو كَامِلٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ حَبِيبٍ، مَوْلَى عُرْوَةَ، عَنْ نُدبَةَ (1) ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (2)
26821 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ أَزْهَرَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ السَّائِبِ، ابْنِ أَخِي مَيْمُونَةَ الْهِلَالِيَّةِ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ (3) أَنَّ مَيْمُونَةَ، قَالَتْ لَهُ: يَا ابْنَ أَخِي، أَلَا أَرْقِيكَ بِرُقْيَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قُلْتُ: بَلَى، قَالَتْ: " بِسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ، وَاللهُ يَشْفِيكَ، مِنْ كُلِّ دَاءٍ فِيكَ، أَذْهِبِ الْبَاسَ رَبَّ النَّاسِ، وَاشْفِ أَنْتَ الشَّافِي، لَا شَافِيَ إِلَّا أَنْتَ " (4)
__________
=قال السندي: قولها: أرغبة، بالنصب، بتقدير: أترغب رغبة، أو بالرفع، أي: أهذا منك رغبة.
(1) في (ظ2) و (ق) و (م) : بُدية، ويقال لها كذلك.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة نُدْبَة، كما بيَّنَّا في الرواية السابقة. حجَّاج: هو ابنُ محمد المِصِّيصي، وأبو كامل: هو مُظَفَّر بنُ مُدْرِك.
وأخرجه ابن أبي شيبة 4/256، والدارمي (1057) ، وأبو داود (267) ، والنسائي في "المجتبى" 1/151 و189، وفي "الكبرى" (280) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/421، وأبو يعلى (7104) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/36، وابن حبان (1365) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (18) ، والبيهقي 1/313 من طرق عن الليث بن سعد، به. وسقط اسم ميمونة من مطبوع البيهقي.
وسيكرر برقم (26850) سنداً ومتناً.
(3) في (ظ2) و (ق) : حدَّث.
(4) حديث صحيح لغيره، وهذا إسنادٌ حسن. عبدُ الرحمن بن السائب ابنُ أخي ميمونة: روى عنه جمعٌ، وذكره ابنُ حبان في "الثقات"، وقال ابن سعد:=(44/404)
26822 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي بُكَيْرُ بْنُ الْأَشَجِّ، عَنْ كُرَيْبٍ، مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ مَيْمُونَةَ، زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَقُولُ: أَعْتَقْتُ وَلِيدَةً فِي زَمَانِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ أَعْطَيْتِهَا أَخْوَالَكِ كَانَ أَعْظَمَ لِأَجْرِكِ " (1)
__________
=كان قليل الحديث. وأزهر بن سعيد: هو الحَرَازيُّ، روى عنه جمع كذلك، وذكره ابنُ حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10860) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (1021) - وابن حبان (6095) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. قال ابن حبان: الصواب أزهر بن سعد، لا سعيد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/329، والطبراني في "الكبير" 23/ (1061) ، وفي " الأوسط" (3318) ، وفي "الدعاء" (1105) ، وفي "الشاميين" (2049) من طريقين عن معاوية بن صالح، به.
وقوله: "بسم الله أرقيك ... " ذكرنا شواهده في مسند أبي هريرة عند الرواية (9757) .
وقوله: "أذهب البأس ربَّ الناس ... " ذكرنا شواهده في مسند ابن مسعود عند الرواية (3615) .
(1) حديث صحيح، ابنُ لهيعة - وإن كان سيىء الحفظ - توبع، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه أبو يعلى (7109) من طريق الحسن بن موسى، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4376) من طريق أسد بن موسى، عن ابن لهيعة، به.
وأخرجه البخاري (2592) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (1067) و24/ (57) ، والبغوي في "شرح السنة" (1687) من طريق يزيد بن أبي=(44/405)
26823 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَأَبُو عَامِرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ يَعْنِي ابْنَ عَقِيلٍ، عَنِ الْقَاسِمِ ابْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، وَعَطَاءٍ (1) ، عَنْ مَيْمُونَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " لَا تَنْبِذُوا (2) فِي الدُّبَّاءِ، وَلَا فِي الْمُزَفَّتِ (3) ، وَلَا فِي الْحَنْتَمِ (4) ، وَلَا فِي النَّقِيرِ " قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: " وَلَا فِي الْجِرَارِ، وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ " (5)
__________
= حبيب، ومسلم (999) ، والنسائي في "الكبرى" (4931) ، وابنُ حبان (3343) ، والبيهقي في "السنن" 4/179، وفي "شعب الإيمان" (3424) من طريق عمرو بن الحارث، كلاهما عن بكير بن عبد الله بن الأشج، به.
وعلَّقه البخاري (2594) ، وبإثر (2592) ، فقال: وقال بكر بن مضر، عن عمرو، عن بُكير، عن كُرَيْب مولى ابن عباس، أن ميمونة أعتقت ... فذكر الحديث هذا، وصورته مرسل.
قال الحافظ في "الفتح" 5/219: لكن قد رواه ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، فقال فيه: عن كريب، عن ميمونة، أخرجه مسلم والنسائي من طريقه، وطريق بكر بن مضر المعلّقة وصلها البخاري في كتاب "بر الوالدين".
وسلف برقم (26817) .
(1) في (ظ2) و (ق) و (م) : وعطاء، والمثبت من (ظ6) .
(2) في (ظ6) : لا تنتبذوا.
(3) في (ظ6) : ولا المزفت.
(4) قوله: "ولا في الحنتم" ليس في (ظ6) .
(5) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله بن محمد بن عقيل. ثم إنه اختُلف عليه فيه، كما سنبيّن ذلك في الرواية (26824) ، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. أبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو=(44/406)
26824 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ (1) بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ مَيْمُونَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الدُّبَّاءِ، والنَّقِيرِ، وَالْجَرِّ، والْمُقَيَّرِ، وَقَالَ: " كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ " (2)
__________
=العَقَدي.
وهو عند أحمد فى "الأشربة" (10) عن عبد الرحمن بن مهدي وحده. ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (1063) .
وأخرجه إسحاق بن راهويه (948) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/217 و224 من طريق أبي عامر العقدي، به.
وأخرجه أبو يعلى (7103) من طريق أبي عامر، بإسناده إلى ميمونة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (1063) من طريق أبي حذيفة، عن زهير بن محمد، بالإسنادين.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/297، وفي "الكبرى" (5100) من طريق عبد الله بن العلاء بن زَبْر، عن القاسم، به.
وسلف النهي عن هذه الأشربة في مسند عائشة برقم (24024) بإسناد صحيح، وذكرنا هناك بقية الطرق.
وقوله: "كل مسكر حرام" سلف في مسند عائشة أيضاً برقم (24082) بإسناد صحيح، وذكرنا هناك بقية الطرق عن القاسم بن محمد.
وسيأتي في الحديثين بعده.
(1) في (ظ2) و (ق) و (م) : عبد الله، والمثبت من (ظ6) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسنادٌ ضعيف لضعف عبد الله بن محمد بن عَقيل، وقد اختلف عليه فيه:
فرواه عبيد الله بن عمرو الرَّقِّي- كما في هذه الرواية - عنه، فقال: عن سليمانَ بنِ يسار، عن ميمونة، به.
ورواه زهير بن محمد - كما في الرواية السالفة (26823) - عنه، فقال:=(44/407)
26825 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِثْلَهُ (1)
26826 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا نَافِعٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَعْبَدِ بْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ امْرَأَةً اشْتَكَتْ شَكْوَى، فَقَالَتْ: لَئِنْ شَفَانِي اللهُ، لَأَخْرُجَنَّ، فَلَأُصَلِّيَنَّ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَبَرِأَتْ، فَتَجَهَّزَتْ تُرِيدُ الْخُرُوجَ، فَجَاءَتْ مَيْمُونَةَ، زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُسَلِّمُ عَلَيْهَا، فَأَخْبَرَتْهَا ذَلِكَ، فَقَالَتْ (2) : اجْلِسِي، فَكُلِي مَا صَنَعْتُ، وَصَلِّي فِي مَسْجِدِ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " صَلَاةٌ فِيهِ أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الْمَسَاجِدِ، إِلَّا مَسْجِدَ الْكَعْبَةِ " (3)
__________
=عن عطاء بن يسار، عن ميمونة.
ورواه زهير بن محمد - كما في الرواية (26823) - وعبيد الله بن عمرو الرقي- كما في الرواية (26825) - عنه، عن القاسم بن محمد، عن عائشة.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد تقدم الكلام عليه في الرواية السالفة (26824) .
(2) في (ظ6) : تسلم فأخبرتها فقالت.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح، لكن اختُلف فيه على لَيْثِ بنِ سعد:
فرواه حجَّاج بن محمد المِصِّيصي - كما في هذه الرواية، وكما سيرد برقم (26837) - وعبد الله بن صالح - فيما رواه عنه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/302- وقتيبة بن سعيد - فيما أخرجه النسائي في "المجتبى" 2/33، وفي "الكبرى" (770) ، والبيهقي 10/83 - وابن وَهْب - فيما أخرجه الطحاوي في=(44/408)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
="شرح مشكل الآثار" (603) - أربعتُهم عن ليث، بهذا الإسناد.
ورواه شبابة بن سوار- فيما رواه عنه ابن أبي شيبة 2/371 و12/209 - وقتيبة بن سعيد ومحمد بن رمح - فيما روى عنهما مسلم (1396) - وعبد الله ابن صالح - فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (1029) - أربعتهم عن ليث ابن سعد، عن نافع مولى ابن عمر، عن إبراهيم بن عبد الله بن معبد، عن ابن عباس، عن ميمونة، به. فأدخل ابن عباس في الإسناد.
قال المزي في "التحفة" 12/485: وهو في عامة النسخ من "صحيح مسلم": عن ابن عباس، عن ميمونة. قلنا: غير أن البخاري في "التاريخ الكبير" 1/303 قال: ولا يصحُّ فيه ابن عباس. وقد فهم الحافظ من كلام البخاري هذا أن رواية إبراهيم بن معبد عن ميمونة متصلة، فقال: فهذا مشعرٌ
بصحة روايته - أي: إبراهيم - عن ميمونة عند البخاري، وقد عُلِم مذهبهُ في التشديد في هذه المواطن. قلنا: لكن ابن حبان نفى أن يكون إبراهيم سمع من ميمونة، فقال في ترجمته: وقد قيل: إنه سمع من ميمونة زوج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وليس ذلك بصحيح عندنا، فلذلك أدخلناه في أتباع التابعين.
وقال النووي في "شرح صحيح مسلم" 9/166: هذا الحديث مما أُنكر على مسلم بسبب إسناده، وقال الحُفَّاظ: ذكر ابن عباس فيه وهم، وصوابه عن إبراهيم بن عبد الله عن ميمونة من غير ذكر ابن عباس، وكذلك رواه البخاري في "صحيحه".
قلنا: لم يروه البخاري في "صحيحه"، وإنما رواه في "التاريخ الكبير" كما تقدم، ووهم النووي في عزوه إلى "الصحيح".
وسيرد بالأرقام: (26835) و (26836) و (26837) .
وسلف برقم (4646) من طريق عبيد الله بن عمر، و (5155) من طريق موسى الجهني، كلاهما عن نافع، عن ابن عمر مرفوعاً.
وللحديث دون ذكر القصة شواهد ذكرناها في مسند سعد بن أبي وقاص عند الحديث (1605) .(44/409)
26827 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: قَرَأْتُ فِي كِتَابٍ (1) لِعَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، مَعَ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: فَسَأَلْتُ مَيْمُونَةَ، زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ؟ قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَكُلَّ سَاعَةٍ يَمْسَحُ الْإِنْسَانُ عَلَى الْخُفَّيْنِ (2) وَلَا يَنْزِعُهُمَا؟ قَالَ: " نَعَمْ " (3)
__________
(1) في (ظ6) : قرأت كتاباً.
(2) في (ظ2) و (ق) : خفيه.
(3) إسناده ضعيف على نكارة في متنة. عمر بن إسحاق بن يسار- وهو من رجال "التعجيل" - قال فيه الدارقطني: ليس بالقوي. وقال عبد الله بن أحمد: سألت أبي عنه فسكت، وذكره ابن حبان وابن خلفون في "ثقاتهما".
قلنا: وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. أبو بكر الحنفي: هو عبد الكبير بن عبد المجيد.
وأخرجه الدارقطني 1/199 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه أبو يعلى (7094) من طريق أبي بكر الحنفي، به.
وله شاهد لا يفرح به، منكرٌ مثلُه عن أبيّ بن عمارة أنه قال: يا رسول الله، أمسحُ على الخفين؟ قال: نعم، قال: يوماً؟ قال: نعم، قال: يومين؟
قال: نعم، قال: ثلاثة؟ قال: "نعم، وما شئت". وهو عند ابن أبي شيبة 1/187، وأبي داود (158) ، وابن ماجه (557) ، والطحاوى في "شرح معاني الآثار" 1/79، وغيرهم. وقد ضعّفه البخاري وأبو داود وغيرهما. وانظر "التلخيص الحبير" 1/162.
وقد ساق الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/80-84 عدداً من الأحاديث والآثار في توقيت المسح على الخفين، ثم قال: فهذه أقوال أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد اتفقت على ما ذكرنا من التوقيت في المسح على الخفين للمسافر وللمقيم، فلا ينبغي لأحدٍ أن يخالف ذلك.
قلنا: وقد سلف ذكر توقيت المسح على الخفين عن عدد من الصحابة:=(44/410)
26828 - حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا فَزَارَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ، عَنْ مَيْمُونَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَزَوَّجَهَا حَلَالًا، وَبَنَى بِهَا حَلَالًا، وَمَاتَتْ بِسَرِفَ، فَدَفَنَهَا فِي الظُّلَّةِ الَّتِي بَنَى بِهَا فِيهَا "، فَنَزَلْنَا فِي قَبْرِهَا، أَنَا وَابْنُ عَبَّاسٍ (1)
__________
= منها: عن علي برقم (906) ، وعن صفوان بن عسال برقم (18091) ، وعن خزيمة بن ثابت برقم (21851) ، وعن عوف بن مالك برقم (23995) .
قال السندي: قولها: أكل ساعة، أي: من ساعات الوقت المحدود لكل من المقيم والمسافر.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو فَزارة - وهو راشد بن كيسان - ويزيد بن الأصم، كلاهما من رجال مسلم، وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين.
وَهْب بن جرير: هو ابن حازم.
وقد اختلف في وصله وإرساله، كما بينا في الرواية (26815) .
وأخرجه ابن سعد 8/139- 140، والترمذي (845) ، وأبو يعلى (7105) ، والدولابي في "الكنى والأسماء" 2/83، وابق حبان (4134) ، والدارقطني في "السنن" 3/261-262، والحاكم 4/31، والبيهقي 7/211 من طريق وهب ابن جرير، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث غريب، وروى غير واحد هذا الحديث عن يزيد بن الأصم مرسلاً أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تزوَّج ميمونةَ وهو حلال.
وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.
وأخرجه ابن أبي شيبة ص119 (نشرة العمروي) ، ومسلم (1411) ، وابن ماجه (1964) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/270، وفي "شرح مشكل الآثار" (5802) ، وابن حبان (4136) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (1059) و24/ (45) ، والبيهقي في "السنن" 5/66، وفي "السنن الصغير" (1567) و (2505) ، وفي "معرفة السنن والآثار" (9744) من طريقين عن=(44/411)
26829 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ أَوْسٍ، عَنْ بِلَالٍ الْعَبْسِيِّ، عَنْ مَيْمُونَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ: " كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا مَرِجَ الدِّينُ، وَظَهَرَتِ الرَّغْبَةُ، وَاخْتَلَفَتِ الْإِخْوَانُ، وَحُرِّقَ الْبَيْتُ الْعَتِيقُ " (1)
26830 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الرَّازِيُّ، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ (2) بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ لَبِيبَةَ عَنْ (3) عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي (4) رَافِعٍ،
__________
= جرير بن حازم، به.
وأخرجه الدارقطني 3/262 من طريق حماد بن زيد، عن أبي فزارة، عن يزيد بن الأصم أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تزوَّج ميمونةَ حلالاً ... هكذا مرسلاً.
وسلف برقم (26815) .
(1) إسناده حسن، سَعْد بن أوس، وبلال - وهو ابن يحيى - العَبْسي: روى لهما البخاري في "الأدب المفرد"، وأصحابُ السنن، وهما صدوقان، حسنا الحديث.
وأخرجه ابن أبي شيبة 15/47، والطبراني في "الكبير" 24/ (14) و (67) من طريقين عن سعد بن أوس، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/320 وقال: رواه أحمد والطبراني، ورجال أحمد ثقات.
قال السندي: قوله: "إذا مَرِجَ الدِّينُ" كسمع، أي: فَسَد واختلط.
"وظهرت الرغبة" أي: عن الخير إلى الشر.
(2) في (م) : سليمان، وهو خطأ.
(3) تحرفت في (م) إلى: بن.
(4) لفظة"أبي "سقطت من (م) .(44/412)
عَنْ مَيْمُونَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا تَزَالُ أُمَّتِي بِخَيْرٍ مَا لَمْ يَفْشُ فِيهِمْ وَلَدُ الزِّنَا، فَإِذَا فَشَا فِيهِمْ وَلَدُ الزِّنَا، فَيُوشِكُ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِعِقَابٍ (1) " (2)
26831 - حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ، وَعَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي (3) جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ يَعْنِي ابْنَ الْأَصَمِّ،
__________
(1) في هامش (ظ2) و (ق) : بعذاب.
(2) إسناده ضعيف، ابنُ إسحاق - وهو محمد - مدلِّس، وقد عنعن، ومحمد بنُ عبد الله بن عمرو بن عثمان، ومحمد بن عبد الرحمن بن لَبيبَة: ضعيفان، وعُبيد الله بن أبي رافع: هو عبيد الله بن علي بن أبي رافع، َ ليّن الحديث. وقال الذهبي في "الميزان": صُويلح، فيه شيء. وإسحاق بن إبراهيم
الرازي هو ختنُ سَلَمة بن الفضل من رجال "التعجيل" روى عنه جمع، وقال الحسيني في "الإكمال": فيه نظر، وقال أبو حاتم كما في "الجرح والتعديل" 2/208: سمعت يحيى بن معين أثنى عليه خيراً. وسلمة بنُ الفضل - وهو الأبرش - ضعيف، إلا أنه قوي في المغازي.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/138، وأبو يعلى (7091) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (55) من طريق جرير بن حازم، عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد.
وانظر حديث ابن مسعود السالف برقم (3809) .
قال السندي: "فإذا فَشَا فيهم ولدُ الزَنى"، وذلك لأن الغالب من حال أولاد الزِّنى قلةُ الصَّلاح، وكثرةُ الفساد، فبذلك يستحقُّون العقاب، لا بمجرد كونهم أولادَ الزِّنى، فإنَّ هذا ليس فيما يُوجب عقابَهم، إذ ليس ذاك من أعمالهم، ويحتمل أن هذا كنايةٌ عن كثرة الزِّنى، وهي ممَّا تصلحُ لاستحقاقِ العقاب، والله أعلم.
(3) في (ظ2) و (ق) و (م) : حدثنا، والمثبت من (ظ6) .(44/413)
عَنْ مَيْمُونَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سَجَدَ، جَافَى بِيَدَيْهِ (1) حَتَّى يَرَى مَنْ خَلْفَهُ وَضَحَ إِبْطَيْهِ " (2)
26832 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَنْظَلَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ مَيْمُونَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاتَتْهُ رَكْعَتَانِ قَبْلَ الْعَصْرِ، فَصَلَّاهُمَا بَعْدُ " (3)
26833 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ غَيْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، أَنَّ كَثِيرَ بْنَ فَرْقَدٍ، حَدَّثَهُ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَالِكِ بْنِ حُذَافَةَ، حَدَّثَهُ عَنْ أُمِّهِ الْعَالِيَةِ بِنْتِ سُمَيْعٍ، أَوْ سُبَيْعٍ الشَّكُّ مِنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ مَيْمُونَةَ، زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ: مَرَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرِجَالٍ مِنْ قُرَيْشٍ يَجُرُّونَ شَاةً لَهُمْ مِثْلَ الْحِمَارِ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ أَخَذْتُمْ إِهَابَهَا ". قَالُوا: إِنَّهَا مَيْتَةٌ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يُطَهِّرُهَا الْمَاءُ والْقَرَظُ " (4)
__________
(1) في (م) : جافى بين يديه.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الصحيح، غير عليِّ بن ثابت الجَزَري، فقد روى له أبو داود والترمذي، وهو ثقة. وقد توبع.
وسلف برقم (26818) .
(3) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد سلف الكلام عليه في الرواية (25506) .
وانظر (26839) .
(4) إسناده ضعيف، لضعف رِشْدين بن سعد، ولجهالة عبدِ الله بن مالك=(44/414)
26834 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَابْنُ بَكْرٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْبُوذٌ، أَنَّ أُمَّهُ، أَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا بَيْنَا هِيَ جَالِسَةٌ عِنْدَ مَيْمُونَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ دَخَلَ عَلَيْهَا ابْنُ عَبَّاسٍ، فَقَالَتْ: مَا لَكَ شَعِثًا؟ قَالَ: أُمُّ عَمَّارٍ مُرَجِّلَتِي حَائِضٌ، فَقَالَتْ: أَيْ بُنَيَّ، وَأَيْنَ الْحَيْضَةُ مِنَ الْيَدِ؟ لَقَدْ " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْخُلُ عَلَى إِحْدَانَا وَهِيَ مُتَّكِئَةٌ حَائِضٌ، قَدْ عَلِمَ أَنَّهَا حَائِضٌ، فَيَتَّكِئُ عَلَيْهَا، فَيَتْلُو الْقُرْآنَ، وَهُوَ مُتَّكِئٌ عَلَيْهَا، أَوْ يَدْخُلُ عَلَيْهَا قَاعِدَةً، وَهِيَ حَائِضٌ، فَيَتَّكِئُ فِي حِجْرِهَا، فَيَتْلُو الْقُرْآنَ وَهُوَ مُتَّكِئٌ (1) فِي حِجْرِهَا (2) ، وَتَقُومُ وَهِيَ حَائِضٌ، فَتَبْسُطُ لَهُ
__________
=ابن حُذافة، فقد انفرد بالرواية عنه كثير بن فَرْقَد، ولم يُؤثر توثيقُه عن أحد، وكذلك لجهالة أمِّه، فلم يرو عنها سوى ابنها عبد الله، ولم يُؤثر توثيقُها عن غير العجلي، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه أبو داود (4126) ، والنسائي في "المجتبى" 7/174-175، وفي "الكبرى" (4574) ، والطبري في "تهذيب الآثار" 2/815 (مسند ابن عباس) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/471، وابن حبان (1291) ، والدارقطني 1/45، والبيهقي في "السنن" 1/19، وابن عبد البر في "التمهيد" 4/159 من طريق ابن وَهْب، عن عمرو بن الحارث، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى (7086) ، والطبري 2/815، والطحاوي 1/470 -471- و471، والطبراني في "الأوسط" (8691) ، والدارقطني 1/45، والبيهقي 1/19 من طريق الليث، عن كثير بن فَرْقَد، به.
والانتفاع بإهاب الشاة الميتة بعد الدباغ سلف بإسناد صحيح برقم (26795) .
(1) قوله: وهو متكىءٌ، ليس في (م) .
(2) قوله: فيتلو القرآن وهو متكىءٌ في حجرها، ليس في (ظ6) .(44/415)
الْخُمْرَةَ (1) فِي مُصَلَّاهُ، وقَالَ ابْنُ بَكْرٍ: خُمْرَتَهُ، فَيُصَلِّي عَلَيْهَا فِي بَيْتِي "، أَيْ بُنَيَّ، وَأَيْنَ الْحَيْضَةُ مِنَ الْيَدِ؟ (2)
26835 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: سَمِعْتُ نَافِعًا، مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، يَقُولُ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَعْبَدٍ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، حَدَّثَ أَنَّ مَيْمُونَةَ، زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ إِلَّا مَسْجِدَ الْكَعْبَةِ " (3)
__________
(1) في (ظ6) : خمرة.
(2) مرفوعه صحيح لغيره، وقد سلف الكلام عليه عند الرواية (26810) .
ابن بكر: هو محمد البُرْساني.
وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه" (1249) ، وأخرجه من طريقه الطبراني في "الكبير" 24/ (22) .
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد اختُلف في ذكر ابن عباس فيه، فصحَّحه مسلم، ونفاه البخاري كما سلف بيانه في الرواية السالفة برقم (26826) .
وقد اختلف فيه على ابن جريج:
فرواه عبد الرزاق (9135) - ومن طريقه أخرجه الإمام أحمد كما في هذه الرواية، والنسائي في "الكبرى" (3881) ، والطبر اني في "الكبير" 23/ (1028) - ورواه المكي (وهو ابن إبراهيم البلخي) - فيما رواه عنه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/302- كلاهما عن ابن جُريج، بهذا الإسناد.
ورواه النسائي في "المجتبى" 5/213 من طريق عبد الرزاق كذلك، لكن لم يرد في روايته ذكر ابن عباس في الإسناد.
ورواه عليُّ بن إسحاق - كما سيرد في الرواية التالية - وأبو عاصم الضحَّاك ابن مَخْلَد - فيما رواه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/302، وأبو يعلى=(44/416)
26836 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: سَمِعْتُ نَافِعًا، يَقُولُ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَعْبَدِ بْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ مَيْمُونَةَ، زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ (1) (2)
26837 - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَعْبَدِ بْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ مَيْمُونَةَ، زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " صَلَاةٌ فِيهِ أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الْمَسَاجِدِ، إِلَّا مَسْجِدَ الْكَعْبَةِ " (3)
26838 - حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ عَبْدُ الْوَاحِدِ الْحَدَّادُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ فَرُّوخٍ أَبُو بَكَّارٍ، أَنَّ أَبَا الْمَلِيحِ، خَرَجَ عَلَى جَنَازَةٍ، فَلَمَّا اسْتَوَى، ظَنُّوا أَنَّهُ يُكَبِّرُ، فَالْتَفَتَ، فَقَالَ: اسْتَوُوا لِتَحْسُنَ شَفَاعَتُكُمْ، فَإِنِّي لَوْ اخْتَرْتُ رَجُلًا لَاخْتَرْتُ هَذَا، أَلَا فَإِنَّهُ (4) ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلِيطٍ،
__________
= (7113) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/126- وأبو قرة موسى بن طارق- فيما رواه الفاكهي في "أخبار مكة" (1218) - ثلاثتهم عن ابن جريج، به. لم يذكروا ابن عباس في الإسناد.
وسلف برقم (26826) .
(1) في (ظ6) : أن ميمونة زوج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فذكر مثله.
(2) حديث صحيح، وانظر الكلام عليه في الرواية السالفة.
(3) حديث صحيح، وقد سلف مطولاً بقصة في الرواية (26826) .
وانظر الحديثين قبله.
(4) في (م) : ألا إنه.(44/417)
عَنْ إِحْدَى أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ وَهِيَ مَيْمُونَةُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصَلِّي عَلَيْهِ أُمَّةٌ مِنَ النَّاسِ، إِلَّا شُفِّعُوا فِيهِ (1) " قَالَ: فَسَأَلْتُ أَبَا الْمَلِيحِ، عَنِ الْأُمَّةِ، فَقَالَ: " أَرْبَعُونَ " (2)
26839 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا حَنْظَلَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، قَالَ: صَلَّى بِنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ صَلَاةَ الْعَصْرِ، فَأَرْسَلَ إِلَى مَيْمُونَةَ، ثُمَّ أَتْبَعَهُ رَجُلًا آخَرَ، فَقَالَتْ: " إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُجَهِّزُ بَعْثًا، وَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ ظَهْرٌ، فَجَاءَهُ ظَهْرٌ مِنَ الصَّدَقَةِ، فَجَعَلَ يَقْسِمُهُ بَيْنَهُمْ، فَحَبَسُوهُ حَتَّى أَرْهَقَ الْعَصْرَ، وَكَانَ يُصَلِّي قَبْلَ الْعَصْرِ رَكْعَتَيْنِ، أَوْ مَا شَاءَ اللهُ، فَصَلَّى، ثُمَّ رَجَعَ، فَصَلَّى مَا كَانَ يُصَلِّي قَبْلَهَا، وَكَانَ إِذَا صَلَّى صَلَاةً أَوْ فَعَلَ شَيْئًا، يُحِبُّ أَنْ يُدَاوِمَ عَلَيْهِ " (3)
__________
(1) قوله: فيه، ليس في (ظ6) .
(2) مرفوعه صحيح لغيره، وسلف برقم (26812) .
(3) صلاته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ركعتين بعد العصر: صحيح، وقولها: وكان إذا صلى صلاة، أو فعل شيئاً، يحب أن يداوم عليه: صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف حنظلة، وهو السدوسي، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنبري.
وأخرجه أبو يعلى (7085) و (7111) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (69) ، وفي "الأوسط" (931) من طريق عبَّاد بن العوام، والطبراني في "الكبير" 24/ (69) من طريق صالح بن عُمير، كلاهما عن حنظلة السدوسي، بهذا الإسناد. بلفظ: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصلي ركعتين قبل العصر، وكان إذا صلى صلاةً، أحبَّ أن يداوم عليها.=(44/418)
26840 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ مَيْمُونَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ اسْتَدَانَ دَيْنًا، يَعْلَمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْهُ أَنَّهُ يُرِيدُ أَدَاءَهُ، أَدَّاهُ اللهُ عَنْهُ " (1)
26841 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ ابْنَ أُخْتْ مَيْمُونَةَ (2) عَنْ مَيْمُونَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: " إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَزَوَّجَهَا، وَهُمَا حَلَالَانِ بِسَرِفٍ، بَعْدَمَا رَجَعَ " (3)
__________
=وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" بتمامه 2/223، وباللفظ السابق 2/221، وقال في الموضعين: فيه حنظلة السدوسي، ضعفه أحمد وابن معين، ووثقه ابن حبان.
وانظر (26834) .
قال السندي: قولها: أرهق العصر، أي: أدركه.
وصلاته ركعتين بعد العصر، سلف الكلام عليه في الرواية (25506) .
وقولها: وكان إذا صلى صلاة أو فعل شيئاً يحب أن يداوم عليه: له شاهد من حديث عائشة، سلف بإسناد صحيح برقم (24189) .
وانظر (24043) .
(1) صحيح بشواهده، وهو مكرر (26816) ، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا هو يحيى بن آدم.
(2) كذا في النسخ، والصواب: ابن أخت ميمونة.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح، وهو مكرر (26815) ، غير أن شيخ أحمد هنا هو يونس بن محمد المؤدب.(44/419)
26842 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ كُرَيْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ، عَنْ خَالَتِهِ مَيْمُونَةَ، قَالَتْ: " وَضَعْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غِسْلًا، فَاغْتَسَلَ مِنَ الْجَنَابَةِ، ثُمَّ أَتَيْتُهُ بِثَوْبٍ حِينَ اغْتَسَلَ، فَقَالَ بِيَدِهِ هَكَذَا " يَعْنِي رَدَّهُ (1)
26843 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ كُرَيْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ، عَنْ خَالَتِهِ مَيْمُونَةَ، قَالَتْ: " وَضَعْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غِسْلًا، فَاغْتَسَلَ مِنَ الْجَنَابَةِ، وَأَكْفَأَ الْإِنَاءَ بِشِمَالِهِ عَلَى يَمِينِهِ، فَغَسَلَ كَفَّيْهِ ثَلَاثًا، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فِي الْإِنَاءِ، فَأَفَاضَ عَلَى فَرْجِهِ، ثُمَّ دَلَكَ يَدَهُ بِالْحَائِطِ، أَوِ بِالْأَرْضِ، ثُمَّ مَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ (2) ، وَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثًا، وَذِرَاعَيْهِ ثَلَاثًا ثَلَاثًا، ثُمَّ أَفَاضَ عَلَى رَأْسِهِ ثَلَاثًا، ثُمَّ أَفَاضَ عَلَى سَائِرِ جَسَدِهِ الْمَاءَ، ثُمَّ تَنَحَّى فَغَسَلَ رِجْلَيْهِ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سالم: هو ابن أبي الجَعْد، وكُرَيْب: هو مولى ابن عباس.
وأخرجه مسلم (317) (38) ، والنسائي في "المجتبى" 1/200، وفي "الكبرى" (250) ، وأبو يعلى (7108) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (38) ، والبيهقي في "السنن" 1/184، من طرق عن الأعمش، بهذا الإسناد.
وانظر (26798) .
(2) في (م) : واستنشق ثلاثاً.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين كسابقه.
وقد سلف برقم (26798) .(44/420)
26844 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ، عَنْ مَيْمُونَةَ، قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سَجَدَ، جَافَى حَتَّى يَرَى مَنْ خَلْفَهُ بَيَاضَ إِبْطَيْهِ " (1)
26845 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ، قَالَ: أَظُنُّ أَبَا خَالِدٍ الْوَالِبِيَّ، ذَكَرَهُ عَنْ مَيْمُونَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْكَافِرُ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ، وَالْمُؤْمِنُ يَأْكُلُ فِي مِعًى وَاحِدٍ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (26818) سنداً ومتناً.
(2) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد اختلف فيه على الأعمش: فرواه وكيع - كما في هذه الرواية، وفيما أخرجه ابنُ أبي شيبة 5/430، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2008) - عن الأعمش، بهذا الإسناد.
ورواه رَوْح بنُ مسافر- كما ذكر الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 186- عن الأعمش، عن أبي خالد الوالبي، عن عُبيد الله بن عبد الله، عن ميمونة، به.
ورواه جرير بن عبد الحميد - فيما أخرجه الطبراني في "الكبير"
23/ (1051) - عن الأعمش، عن عُبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ميمونة.
به، وفيه قصة.
ورواه عبد الرحمن بن حميد الرؤاسي - كما ذكر الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 186- عن الأعمش، عن حُصين بن عبد الرحمن، عن عُبيد الله بن عبد الله، عن ميمونة، به.
قال الدارقطني بعد أن ذكر هذه الطرق: وحديث عبد الرحمن بن حميد أشبه.
وله شاهد من حديث ابن عمر، سلف برقم (4718) بإسناد صحيح، وذكرنا هناك بقية شواهده.(44/421)
26846 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ مَيْمُونَةَ " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُبَاشِرُهَا (1) وَهِيَ حَائِضٌ فَوْقَ الْإِزَارِ " (2)
26847 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ مَيْمُونَةَ (3) ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنْ فَأْرَةٍ وَقَعَتْ فِي سَمْنٍ، قَالَ: " خُذُوهَا وَمَا حَوْلَهَا، فَأَلْقُوهُ " (4)
__________
(1) في (ظ6) : يباشر.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، والشيباني: هو أبو إسحاق سليمان بن أبي سليمان.
وأخرجه الدارمي (1046) ، ومسلم (294) ، والبيهقي في "السنن" 1/311 من طريق خالد بن عبد الله، عن الشيباني، بهذا الإسناد.
وعلقه البخاري عقب الرواية (303) فقال: ورواه سفيان عن الشيباني.
وسيأتي برقمي: (26854) و (26855) .
وانظر (26819) .
وفي الباب عن عائشة، سلف برقم (24046) .
(3) في (م) : عن ميمونة زوج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالت.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/178، وفي "الكبرى" (4585) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وهو عند مالك في "الموطأ" - برواية القعنبي - 2/971-972.
وأخرجه ابن طهمان (71) ، والبخاري (235) و (236) و (5540) ، والدارمي (2086) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5358) و (5359) ،=(44/422)
26848 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَكَمُ، قَالَ: سَأَلْتُ مِقْسَمًا، قَالَ: قُلْتُ: أُوتِرُ بِثَلَاثٍ، ثُمَّ أَخْرُجُ إِلَى الصَّلَاةِ مَخَافَةَ أَنْ تَفُوتَنِي؟ قَالَ: " لَا يَصْلُحُ إِلَّا بِخَمْسٍ أَوْ سَبْعٍ "، فَأَخْبَرْتُ مُجَاهِدًا وَيَحْيَى بْنَ الجَزَّارِ بِقَوْلِهِ، فَقَالَا لِي: سَلْهُ،
__________
= والطبراني في "الكبير" 23/ (1042) ، وفىِ "الأوسط" (3437) ، وأبو نُعيم في "الحلية" 3/379، والبيهقي في "السنن" 9/353 من طرق عن مالك، وخالف ابنُ وهبٍ الرواةَ عن مالك، فرواه - كما عند الطحاوي (5357) - عن مالك، عن الزُّهري، عن عُبيد الله بن عبد الله، عن ميمونة، به. لم يذكر ابنَ عباس في الإسناد.
قال البخاري عقب الرواية (236) : قال معن: حدثنا مالك ما لا أُحصيه يقول: عن ابن عباس، عن ميمونة، ونقل عنه الترمذي في "العلل" 2/758 مثله.
قال الحافظ في "الفتح" 1/344: إنما أورد البخاري كلام معن وساق حديثه بنزول - بالنسبة للإسناد الذي قبله - مع موافقته له في السياق، للإشارة إلى الاختلاف على مالك في إسناده، فرواه أصحاب "الموطأ" عنه، واختلفوا، فمنهم من ذكره عنه هكذا، كيحيى بن يحيى وغيره، ومنهم من لم يذكر
ميمونةَ، كالقعنبيّ وغيره، ومنهم من لم يذكر فيه ابنَ عباس كأشهب وغيره، ومنهم من لم يذكر فيه ابنَ عباس ولا ميمونة، كيحيى بنِ بُكير، وأبي مصعب.
ثم قال: فأشار المصنف إلى أن هذا الاختلاف لا يضرُّ، لأن مالكاً كان يصلُه تارة ويُرسِلُه تارة، وروايةُ الوصل عنه مقدَّمة، قد سمعه منه معن بن عيسى مراراً، وتابعه غيرُه من الحفاظ، والله أعلم.
وقد سلف برقم (26796) .(44/423)
عَمَّنْ؟ فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ: عَنِ الثِّقَةِ، عَنِ الثِّقَةِ (1) ، عَنْ مَيْمُونَةَ، وَعَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (2)
26849 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ خَالَتِهِ مَيْمُونَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ " كَانَ يُصَلِّي عَلَى الْخُمْرَةِ " (3)
26850 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، وَأَبُو كَامِلٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ حَبِيبٍ، مَوْلَى عُرْوَةَ، عَنْ نُدْبَةَ (4) ، مَوْلَاةِ مَيْمُونَةَ، عَنْ مَيْمُونَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُبَاشِرُ الْمَرْأَةَ مِنْ نِسَائِهِ وَهِيَ حَائِضٌ، إِذَا كَانَ عَلَيْهَا إِزَارٌ يَبْلُغُ أَنْصَافَ الْفَخِذَيْنِ، أَوِ الرُّكْبَتَيْنِ مُحْتَجِزَةً بِهِ " (5)
__________
(1) قوله: "عن الثقة" لم يكرر في (م) .
(2) إسناده ضعيف، وهو مكرر (25616) ، وقد سلف الكلام عليه هناك، فانظره.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان الشيباني: هو ابن أبي سليمان أبو إسحاق.
وأخرجه الطيالسي (1626) ، وابن سعد 1/469، والدارمي (1373) ، والبخاري (381) ، والنسائي في "المجتبى" 2/57، وفي "الكبرى" (817) ، وابن الجارود في "المنتقى" (176) ، وابن خزيمة (1007) ،؟ أبو عوانة 1/73، والبيهقي في "السنن" 2/421 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (26805) .
(4) في (ظ2) و (ق) و (م) : بدية. قلنا: ويقال لها كذلك.
(5) حديث صحيح دون قوله: "يبلغ أنصاف الفخذين أو الركبتين"، وهو مكرر (26820) سنداً ومتناً.(44/424)
26851 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ مَيْمُونَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ، قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي عَلَى الْخُمْرَةِ " (1)
26852 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَيَزِيدُ (2) ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ عَطَاءٌ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَخْبَرَتْنِي مَيْمُونَةُ (3) ، أَنَّ شَاةً مَاتَتْ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَا دَبَغْتُمْ إِهَابَهَا، فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ " (4)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (26804) سنداً ومتناً.
(2) في (ظ6) : عبد الرزاق وابن بكر.
(3) في (م) : ميمونة زوج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(4) حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على ابن جُريج:
فرواه عبد الرزاق ويزيد - كما في هذه الرواية - عن ابن جُريج، قال عطاء: قال ابن عباس: أخبرتني ميمونة. وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه" (188) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (1034) .
وتابع عبدَ الرزاق عُبيد الله بنُ موسى، كما عند ابن أبي شيبة 8/380.
ورواه أبو عاصم - كما عند مسلم (364) ، وابن الجارود في "المنتقى" (873) ، والبيهقي في "السنن" 1/23- وحجَّاج بنُ محمد - كما عند النسائي في "المجتبى" 7/172، وفي "الكبرى" (4563) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/169، وابن حبان (1283) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (30) - كلاهما عن ابن جريج، قال: أخبرني عمرو بن دينار، أخبرني عطاء، عن ابن عباس، عن ميمونة.
ورواه يحيى بن سعيد - كما سلف برقم (2003) - عن ابن جريج، حدثنا عطاء، عن ابن عباس، فجعله من حديث ابن عباس، وقد صرَّح ابن جريج=(44/425)
26853 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ نُدْبَةَ (1) مَوْلَاةِ مَيْمُونَةَ، عَنْ مَيْمُونَةَ، قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُبَاشِرُ الْمَرْأَةَ مِنْ نِسَائِهِ حَائِضًا، تَكُونُ عَلَيْهَا الْخِرْقَةُ إِلَى الرُّكْبَةِ (2) ، أَوْ إِلَى أَنْصَافِ الْفَخِذِ (3) " (4)
26854 - حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ، عَنْ مَيْمُونَةَ، قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُبَاشِرُ نِسَاءَهُ فَوْقَ الْإِزَارِ وَهُنَّ حُيَّضٌ " (5)
__________
= بسماعه من عطاء عند أحمد، وعنعن في رواية الدارقطني في "السنن" 1/44، فيكون ابن جريج قد سمعه مرة بواسطة، ومرة دون واسطة، والله أعلم.
وسلف برقم (26795) .
(1) في (ق) و (م) : بدية.
(2) في (م) : الركبتين.
(3) في (م) : الفخذين.
(4) حديث صحيح دون قوله: "إلى الركبة أو إلى أنصاف الفخذ"، وهذا إسناد ضعيف لجهالة نُدْبة، ولانقطاعه بين الزَّهري ونُدْبة، والصواب أن بينهما حَبِيباً مولى عروة، كما بيَّنَّا ذلك عند الرواية (26819) .
وهو عند عبد الرزاق (1233) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (16) .
وأخرجه أبو يعلى (7089) من طريق عبد الله بن المبارك، عن معمر، به.
وسلف برقم (26819) .
(5) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أسباط: هو ابن محمد الكوفي،=(44/426)
26855 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ (1) ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ الشَّيْبَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ، قَالَ: سَمِعْتُ مَيْمُونَةَ، زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَقُولُ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُبَاشِرَ امْرَأَةً مِنْ نِسَائِهِ وَهِيَ حَائِضٌ، أَمَرَهَا فَائْتَزَرَتْ " (2)
26856 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ سُلَيْمَانَ الْأَعْمَشِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ كُرَيْبٍ، مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ مَيْمُونَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ، قَالَتْ: " وَضَعْتُ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غِسْلًا، وَسَتَرْتُهُ، فَصَبَّ عَلَى يَدِهِ، فَغَسَلَهَا (3) مَرَّةً، أَوْ مَرَّتَيْنِ "، قَالَ سُلَيْمَانُ: فَلَا أَدْرِي أَذَكَرَ الثَّالِثَةَ أَمْ لَا، قَالَ: " ثُمَّ أَفْرَغَ بِيَمِينِهِ عَلَى
__________
= والشيباني: هو أبو إسحاق سليمان بن أبي سليمان.
وأخرجه أبو عوانة 1/309-310، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/36، والبيهقىِ في "السنن" 1/311، وفي "السنن الصغير (155) من طريقين عن أسباط بن محمد، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (26846) .
(1) في (ظ6) : سفيان، وهو خطأ.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الواحد: هو ابن زياد العبدي.
وأخرجه البخاري (303) ، وأبو يعلى (7092) ، والبيهقي في "السنن" 1/311 و7/191 من طرق عن عبد الواحد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 4/254، وعبد بن حميد في "المنتخب" (1551) ، وأبو داود (2167) ، وأبو يعلى (7082) من طرق عن الشيباني، به.
وقد سلف برقم (26846) .
(3) قوله: فغسلها، ليس في (ظ6) .(44/427)
شِمَالِهِ، فَغَسَلَ فَرْجَهُ، ثُمَّ دَلَكَ يَدَهُ بِالْأَرْضِ، أَوْ بِالْحَائِطِ، ثُمَّ مَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ، وَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ وَغَسَلَ رَأْسَهُ، ثُمَّ صَبَّ عَلَى جَسَدِهِ، ثُمَّ تَنَحَّى فَغَسَلَ قَدَمَيْهِ "، قَالَتْ: فَنَاوَلْتُهُ خِرْقَةً. قَالَ: فَقَالَ هَكَذَا، وَأَشَارَ بِيَدِهِ: أَنْ لَا أُرِيدُهَا قَالَ سُلَيْمَانُ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِإِبْرَاهِيمَ، فَقَالَ: " هُوَ كَذَلِكَ، وَلَمْ يُنْكِرْهُ " وقَالَ إِبْرَاهِيمُ: " لَا بَأْسَ بِالْمِنْدِيلِ، إِنَّمَا هِيَ عَادَةٌ " (1)
26857 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ جُبَيْرٍ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ، فَذَكَرَ حَدِيثًا، قَالَ: وَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَمَّا يُقْتَلُ مِنَ الدَّوَابِّ، فَقَالَ: أَخْبَرَتْنِي إِحْدَى نِسْوَةِ رَسُولِ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ " أَمَرَ بِقَتْلِ الْفَأْرَةِ، وَالْعَقْرَبِ، وَالْكَلْبِ الْعَقُورِ، وَالْحُدَيَّا، وَالْغُرَابِ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، أبو عوانة: هو الوضَّاح بن عبد الله اليشكري.
وأخرجه الطيالسي (1628) ، والبخاري (266) ، والبيهقي في "السنن" 1/189، من طريق أبي عوانة، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (26798) .
قال السندي: قولها: غُسْلاً، بضم فسكون: هو ماء يُغتسل به.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (26439) غير شيخ أحمد، فهو هنا عفَّان، وهو ابنُ مُسلم الصفَّار.
وأورده الإمام أحمد هناك في مسند حفصة رضي الله عنها.
فقوله: أخبرتني إحدى نسوة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، المراد بها حفصة، كما بَيَّنَّا هناك.
وسيكرر سنداً ومتناً برقم (27134) .(44/428)
حَدِيثُ صَفِيَّةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهَا (1)
26858 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ، عَنِ ابْنِ صَفْوَانَ، عَنْ صَفِيَّةَ، أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَنْتَهِي النَّاسُ عَنْ غَزْوِ هَذَا الْبَيْتِ حَتَّى يَغْزُوَهُ جَيْشٌ، حَتَّى إِذَا كَانُوا
__________
(1) قال السندي: صفيَّةُ بنتُ حُيَيٍّ أمُّ المؤمنين، زوجُ النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ورَضِيَ عنها، من ذُرِّيَّةِ هارونَ أخي موسى عليهما السلام، سُبيت بخيبر، فاصطفاها رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وجاء أنه ما خرج من خيبر حتى طهرت من حيضها، ثم سار إلى بعض المنازل القريبة من خيبر، واراد أن يدخلَ عليها، فأبت عليه، فوجد في نفسه، ثم سار إلى محلٍّ آخر، فدخل عليها، فلما أصبح قال لها: ما حملك على الامتناع من النزول أولاً؟ قالت: خشيتُ عليك من قُرب اليهود، فزادها ذلك عنده، وجاء أنها رأت في المنام أن الشمس نزلت حتى وقعت على صدرها. وجاء أن عائشة خرجت متنقِّبة إلى بيت صفية ترى جمالها، فلما خرج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على إثرها قال: "كيف رأيتِ يا عائشة؟ " قالت: رأيت يهودية، فقال: "لا تقولي ذلك، فإنها أسلمت، وحسُن إسلامُها". وجاء أن جاريةً لصفية جاءت إلى عمر، فقالت: إن صفية تحبُّ السبت، وتَصِلُ اليهود، فبعثَ إليها عمر من يسألُها عن ذلك، فقالت: أمَّا السبتُ، فإني ما أُحبُّه منذ بدَّلني الله الجمعة، وأمَّا اليهود، فإنَّ لي منهم رحماً، فأنا أَصِلُها، ثم قالت للجارية:
ما حملكِ على ذلك؟ قالت: الشيطان، قالت: اذهبي فأنت حرّة. وجاء أنه اجتمع نساء النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في مرضه الذي توفي فيه عنده، فقالت له صفيةُ بنتُ حيي: إني والله يا نبي الله لَوَدِدْتُ أن الذي بك بي، فغمزها أزواجُه فأبْصَرَهُنَّ، فقال: "تمضمضن"، فقلن: من أيِّ شيء؟ قال: "من تغامزكنَّ بها، والله أنها لصادقة". قيل: أنها ماتت سنة خمسين، وقيل غير ذلك، والله أعلم.(44/429)
بِبَيْدَاءَ مِنَ الْأَرْضِ، خُسِفَ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ، وَلَمْ يَنْجُ أَوْسَطُهُمْ " قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَرَأَيْتَ الْمُكْرَهَ مِنْهُمْ؟ قَالَ: " يَبْعَثُهُمُ اللهُ عَلَى مَا فِي أَنْفُسِهِمْ " (1)
26859 - قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ سَلَمَةُ: فَحَدَّثَنِي عُبَيْدُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ مُسْلِمٍ، نَحْوَ هَذَا الْحَدِيثِ (2)
__________
(1) حديث صحيح دون قوله: "لا ينتهي الناس عن غزو هذا البيت"، وهذا إسناد ضعيف لجهالة ابن صفوان - وهو مسلم - فقد تفرَّد بالرواية عنه أبو إدريس المُرْهِبي، واختُلف عليه فيه:
فرواه وكيع - كما في هذه الرواية - وعبد الرحمن بن مهدي - كما في الرواية (26860) - وأبو نعيم كما في الرواية (26861) ثلاثتهم عن سفيان، بهذا الإسناد.
ورواه وكيع كذلك عن سفيان- كما في الرواية (26859) - وقال: قال سلمة: فحدثني عُبيد بن أبي الجعد، عن مسلم نحو هذا الحديث.
قال الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 189: وأغرب عليهم - يعني وكيعاً - بهذا الإسناد.
قلنا: وبقية رجال الإسناد ئقات رجال الشيخين، غير أبي إدريس المُرْهِبي، روى له الترمذي وابن ماجه، ووثَّقه ابن عبد البر، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ: صدوق يتشيع.
وأخرجه أبو يعلى (7069) و (7116) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وقد سلف بالسياق الصحيح برقم (26444) من حديث حفصة.
قال السندي: قوله: "عن غَزْوِ هذا البيت"، أي: الكعبة، والمراد أن الناس يقصدون أهلَها بالسُّوء والقتال، ويستمرُّ هذا إلى أن يغزو جيش يُخسف بهم، فيتركون حينئذ غزو البيت، ولعلَّ المراد بالناس المسلمون، وإلا، فقد جاء أن الحبشة يهدمون البيت بعد هذا، والله أعلم.
(2) حديث صحيح دون قوله: "لا ينتهي الناس عن غزو هذا البيت"،=(44/430)
26860 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ (1) سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ يَعْنِي ابْنَ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ، عَنِ ابْنِ صَفْوَانَ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَنْتَهِي النَّاسُ عَنْ غَزْوِ هَذَا الْبَيْتِ حَتَّى إِذَا كَانُوا بِبَيْدَاءَ مِنَ الْأَرْضِ، خُسِفَ بِأَوَّلِهِمْ، وَآخِرِهِمْ، وَلَمْ يَنْجُ أَوْسَطُهُمْ، قَالُوا يَا رَسُولَ اللهِ: يَكُونُ فِيهِمُ الْمُكْرَهُ قَالَ: يَبْعَثُهُمُ اللهُ عَلَى مَا فِي أَنْفُسِهِمْ " (2)
26861 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْمُرْهِبِيُّ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ صَفْوَانَ، عَنْ صَفِيَّةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَنْتَهِي النَّاسُ " وَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَسَاقَهُ (3)
__________
=وهذا إسناد ضعيف كسابقه، وهو موصول بالإسناد الذي قبله.
(1) في (م) : حدثنا.
(2) حديث صحيح دون قوله: "لا ينتهي الناس عن غزو هذا البيت، وهذا إسناد ضعيف كسابقه، وهو مكرر (26858) ، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا هو عبد الرحمن بن مهدي.
وأخرجه الفاكهي في "أخبار مكة" (761) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
(3) حديث صحيح دون قوله: "لا ينتهي الناس عن غزو هذا البيت"، وهذا إسناد ضعيف كسابقه، أبو نعيم: هو الفضل بن دُكَين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 15/46، والترمذي (2184) ، وابن ماجه (4064) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3122) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (198) ، والمِزِّي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة مسلم بن صفوان) من طريق أبي نُعيم الفضل بن دُكين، بهذا الإسناد.(44/431)
26862 - حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ يَعْلَى بْنَ حَكِيمٍ، يُحَدِّثُ عَنْ صُهَيْرَةَ (1) بِنْتِ جَيْفَرٍ، قَالَتْ: دَخَلْنَا (2) عَلَى صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ، فَسَأَلْتُ (3) عَنْ نَبِيذِ الْجَرِّ، فَقَالَتْ: " حَرَّمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَبِيذَ الْجَرِّ " (4)
26863 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، وَعَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُعْتَكِفًا،
__________
(1) في هامش (ظ2) و (ق) : ويقال: ضميرة.
(2) في (ظ6) : دخلت.
(3) في (ظ6) : فسئلت.
(4) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة صُهَيْرَةَ بنتِ جَيْفَر، فقد ترجم لها الحُسيني في "الإكمال"، والحافظ في "التعجيل"، ولم يذكرا في الرواة عنها سوى يعلى بنِ حكيم - وهو الثقفي- ولم يُؤثر توثيقها عن أحد، وقال الحسيني: لا تُعرف. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. جرير:
هو ابن حازم.
وأخرجه أبو يعلى (7117) عن أبي خيثمة، والطبراني في "الكبير" 24/ (199) من طريقي سليمان بن حرب، ومسلم بن إبراهيم، ثلاثتهم عن جرير بن حازم، به. وتحرف سليمان بن حرب في مطبوع الطبراني إلى: سليمان بن حبيب.
وقد سلف برقم (5916) من طريىَ جرير بن حازم، عن يعلى بن حكيم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عمر. وهذا إسناد صحيح.
والحديث سيأتي بغير هذا السياق مطولاً برقم (26865) .
وسيكرر برقم (26864) سنداً ومتناً.
وقد ذكرنا أحاديث الباب في مسند ابن عمر عند الرواية (4465) .(44/432)
فَأَتَيْتُهُ أَزُورُهُ لَيْلًا، فَحَدَّثْتُهُ، ثُمَّ قُمْتُ، فَانْقَلَبْتُ، فَقَامَ مَعِي يَقْلِبُنِي، وَكَانَ مَسْكَنُهَا فِي دَارِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، فَمَرَّ رَجُلَانِ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَلَمَّا رَأَيَا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَسْرَعَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَلَى رِسْلِكُمَا، إِنَّهَا صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ ". فَقَالَا: سُبْحَانَ اللهِ يَا رَسُولَ اللهِ فَقَالَ: " إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنَ الْإِنْسَانِ مَجْرَى الدَّمِ، وَإِنِّي خَشِيتُ أَنْ يَقْذِفَ فِي قُلُوبِكُمَا شَرًّا " أَوْ قَالَ: " شَيْئًا " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو عند عبد الرزاق في "المصنف" (8065) ، ومن طريقه أخرجه عبد بن حميد (1556) ، والبخاري (3281) ، ومسلم (2175) (24) ، وأبو داود (2470) و (4994) ، والنسائي في "الكبرى" (3357) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3119) ، وابن خزيمة (2233) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (107) ، وابن حبان (3671) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (189) ، وأبو نُعيم في "الحلية" 3/145، والبيهقي في "شعب الإيمان" (6800) .
وأخرجه ابن أبي عاصم (3118) ، والنسائي (3334) من طريقين عن معمر، به.
وأخرجه البخاري (2035) و (2038) و (2039) و (3101) و (6219) ، ومسلم (2175) (25) ، وأبو داود (2471) ، والنسائي (3356) ، وابن ماجه (1779) ، والدارمي (1780) ، وابن أبي عاصم (3117) و (3120) و (3121) ، وأبو يعلى (7121) ، وابن خزيمة (2234) ، والطحاوي (106) ، وابن حبان (4496) و (4497) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (190-193) ، وفي "مسند الشاميين" (3004) ، وأبو نُعيم في "الحلية" 3/145، وفي "أخبار أصبهان" 2/211-212، والبيهقي 4/321 و324، والبغوي في "شرح السنة" (4208) من طرق عن الزهري، به. قال النسائي: أرسله سفيان بن عيينة.
وأخرجه البخاري بإثر (2039) ، والنسائي (3358) ، وأبو نعيم في=(44/433)
26864 - حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا (1) أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ يَعْلَى بْنَ حَكِيمٍ، يُحَدِّثُ عَنْ صُهَيْرَةَ بِنْتِ جَيْفَرٍ، قَالَتْ: حَجَجْنَا، ثُمَّ أَتَيْنَا الْمَدِينَةَ، فَدَخَلْنَا عَلَى صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ، فَوَافَقْنَا عِنْدَهَا نِسْوَةً، فَقَالَتْ: " حَرَّمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَبِيذَ الْجَرِّ " (2)
26865 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَعْلَى بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ صُهَيْرَةَ بِنْتِ جَيْفَرٍ، سَمِعَهُ (3) مِنْهَا قَالَتْ: حَجَجْنَا، ثُمَّ انْصَرَفْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ، فَدَخَلْنَا عَلَى صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ، فَوَافَقْنَا عِنْدَهَا نِسْوَةً مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، فَقُلْنَ لَنَا (4) : إِنْ شِئْتُنَّ سَأَلْتُنَّ وَسَمِعْنَا، وَإِنْ شِئْتُنَّ سَأَلْنَا وَسَمِعْتُنَّ. فَقُلْنَا: سَلْنَ،
__________
= "الحلية" 9/92 من طريق سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن علي بن الحسين: أن صفية رضي الله عنها أتت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو معتكف ...
وأخرجه البخاري (7171) من طريق إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن علي بن الحسين: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أتته صفية بنت حيي ... قال الحافظ في "الفتح" 13/162: هذا صورته مرسل، ومن ثم عقبه البخاري بقوله: رواه شعيب وابن مسافر ... يعني فوصلوه، فتحمل رواية إبراهيم بن سعد على أن علي بن حسين تلقاه من صفية، وقد تقدم مثل ذلك في رواية سفيان عن الزهري.
قال الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 189- 190: والمتصل أصح.
وفي الباب عن أنس، سلف برقم (12262) ، وذكرنا تتمة أحاديث الباب ثمة.
(1) في (م) : حدثني.
(2) حديث صحيح لغيره، وهو مكرر الحديث (26862) سنداً ومتناً.
(3) في (ظ2) و (ق) : سمعته.
(4) في (ظ2) و (ق) و (م) : لها، والمثبت من (ظ6) .(44/434)
فَسَأَلْنَ عَنْ أَشْيَاءَ مِنْ أَمْرِ الْمَرْأَةِ وَزَوْجِهَا، وَمِنْ أَمْرِ الْمَحِيضِ، ثُمَّ سَأَلْنَ عَنْ نَبِيذِ الْجَرِّ. فَقَالَتْ: " أَكْثَرْتُنَّ (1) عَلَيْنَا يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ فِي نَبِيذِ الْجَرِّ، حَرَّمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَبِيذَ الْجَرِّ (2) وَمَا عَلَى إِحْدَاكُنَّ أَنْ تَطْبُخَ تَمْرَهَا، ثُمَّ تَدْلُكَهُ، ثُمَّ تُصَفِّيَهُ، فَتَجْعَلَهُ فِي سِقَائِهَا، وَتُوكِئَ عَلَيْهِ، فَإِذَا طَابَ، شَرِبَتْ وَسَقَتْ زَوْجَهَا " (3)
26866 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ ثَابِتٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي شُمَيْسَةُ، أَوْ سُمَيَّةُ، قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: هُوَ فِي كِتَابِي سُمَيَّةُ (4) ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَجَّ بِنِسَائِهِ، فَلَمَّا كَانَ فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ، نَزَلَ رَجُلٌ، فَسَاقَ بِهِنَّ، فَأَسْرَعَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَذَاكَ سَوْقُكَ بِالْقَوَارِيرِ "، يَعْنِي النِّسَاءَ،. فَبَيْنَا هُمْ يَسِيرُونَ، بَرَكَ بِصَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ جَمَلُهَا، وَكَانَتْ مِنْ أَحْسَنِهِنَّ ظَهْرًا، فَبَكَتْ. وَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أُخْبِرَ بِذَلِكَ، فَجَعَلَ يَمْسَحُ دُمُوعَهَا بِيَدِهِ، وَجَعَلَتْ تَزْدَادُ بُكَاءً وَهُوَ يَنْهَاهَا، فَلَمَّا أَكْثَرَتْ، زَبَرَهَا وَانْتَهَرَهَا وَأَمَرَ النَّاسَ بِالنُّزُولِ، فَنَزَلُوا، وَلَمْ يَكُنْ يُرِيدُ أَنْ يَنْزِلَ.
__________
(1) في (م) : أكثرتم.
(2) قولها: حرم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نبيذ الجرّ، سقط من (م) .
(3) قولها: حرَّم رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نبيذَ الجرّ صحيح لغيره كما سلف بيان ذلك في الرواية (26862) ، وهذا إسنادٌ ضعيف لجهالة صُهَيْرَةَ بنتِ جَيْفَر، وقد سلف الكلام عليها في الرواية المذكورة آنفاً.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/127-128 عن عفَّان، بهذا الإسناد.
(4) تحرف في (ظ2) و (ق) و (م) إلى: سمينة، والمثبت من (ظ6) وأطراف المسند 8/430.(44/435)
قَالَتْ: فَنَزَلُوا، وَكَانَ يَوْمِي، فَلَمَّا نَزَلُوا (1) ، ضُرِبَ خِبَاءُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَدَخَلَ فِيهِ، قَالَتْ: فَلَمْ أَدْرِ عَلَامَ أُهْجَمُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ وَخَشِيتُ أَنْ يَكُونَ فِي نَفْسِهِ شَيْءٌ (2) ، فَانْطَلَقْتُ إِلَى عَائِشَةَ، فَقُلْتُ لَهَا: تَعْلَمِينَ (3) أَنِّي لَمْ أَكُنْ أَبِيعُ (4) يَوْمِي مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَيْءٍ أَبَدًا، وَإِنِّي قَدْ وَهَبْتُ يَوْمِي لَكِ عَلَى أَنْ تُرْضِي رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِّي، قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ: فَأَخَذَتْ عَائِشَةُ خِمَارًا لَهَا قَدْ ثَرَدَتْهُ بِزَعْفَرَانٍ، فَرَشَّتْهُ بِالْمَاءِ لِيُذَكِّيَ رِيحَهُ، ثُمَّ لَبِسَتْ ثِيَابَهَا، ثُمَّ انْطَلَقَتْ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَفَعَتْ طَرَفَ الْخِبَاءِ، فَقَالَ لَهَا: " مَا لَكِ يَا عَائِشَةُ؟ إِنَّ هَذَا لَيْسَ بِيَوْمِكِ ". قَالَتْ: ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ، فَقَالَ مَعَ أَهْلِهِ، فَلَمَّا كَانَ عِنْدَ الرَّوَاحِ، قَالَ لِزَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ: " يَا زَيْنَبُ، أَفْقِرِي أُخْتَكِ صَفِيَّةَ جَمَلًا "، وَكَانَتْ مِنْ أَكْثَرِهِنَّ ظَهْرًا، فَقَالَتْ: أَنَا أُفْقِرُ يَهُودِيَّتَكَ، فَغَضِبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ سَمِعَ ذَلِكَ مِنْهَا، فَهَجَرَهَا، فَلَمْ يُكَلِّمْهَا حَتَّى قَدِمَ مَكَّةَ وَأَيَّامَ مِنًى فِي سَفَرِهِ، حَتَّى رَجَعَ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَالْمُحَرَّمَ وَصَفَرَ، فَلَمْ يَأْتِهَا، وَلَمْ يَقْسِمْ لَهَا، وَيَئِسَتْ مِنْهُ، فَلَمَّا كَانَ شَهْرُ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ، دَخَلَ عَلَيْهَا، فَرَأَتْ ظِلَّهُ، فَقَالَتْ: إِنَّ هَذَا لَظِلُّ رَجُلٍ، وَمَا يَدْخُلُ عَلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَنْ هَذَا؟ فَدَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
__________
(1) في (ظ6) : نزل.
(2) في (م) : شيء مني، بزيادة: مني.
(3) في (م) : تعلمن.
(4) في (ظ6) : لأبيع.(44/436)
فَلَمَّا رَأَتْهُ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا أَدْرِي مَا أَصْنَعُ حِينَ دَخَلْتَ عَلَيَّ؟ قَالَتْ: وَكَانَتْ لَهَا جَارِيَةٌ، وَكَانَتْ تَخْبَؤُهَا مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: فُلَانَةُ لَكَ، فَمَشَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى سَرِيرِ زَيْنَبَ، وَكَانَ قَدْ رُفِعَ، فَوَضَعَهُ بِيَدِهِ، ثُمَّ أَصَابَ أَهْلَهُ، وَرَضِيَ عَنْهُمْ (1)
__________
(1) إسناده ضعيف لجهالة سُمَيَّة - أو شُمَيْسة - وبسطنا القول فيها في الرواية (24640) ، وجعفر بن سليمان - وهو الضُّبَعي - وثقه ابن سعد وابن معين، وذكر أن يحيى القطان كان لا يروي عنه وكان يستضعفه، وقال البخاري: يخالف في بعض حديثه. قلنا: وقد خالف في هذا الحديث حماد
ابنَ سلمة، فجعله من حديث صفيةَ بنتِ حُيَيّ، وإنما رواه حماد من حديث عائشة كما في الحديث الآتي.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" في ترجمة صفية بنت حمي من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/320- 321، وقال: رواه أحمد، وفيه سُمية، روى لها أبو داود وغيره، ولم يضعفها أحد، وبقية. رجاله ثقات.
قلنا: وقد سلف القسم الأول من الحديث بنحوه من حديث عائشة برقم (24640) .
وسلف القسم الثاني منه بنحوه من حديث عائشة أيضاً برقم (25002) .
قال السندي: قوله: "كذاك سوقك" أي: كفاك سوقك أنك تسوقهنَّ، ولا حاجة للإسراع.
علام أهجم، أي: علام أدخل عليه.
من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أي: لأجله.
قد ثَرَدَتْهُ، أي: صبغته.
ليذكى، أي: يفوح ويظهر.
فقال مع أهله: من القيلولة.(44/437)
26867 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ سُمَيَّةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي سَفَرٍ، فَاعْتَلَّ بَعِيرٌ لِصَفِيَّةَ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ (1)
__________
(1) إسناده ضعيف لجهالة سُميّة، وقد سلف الكلام عليها في الرواية (24640) . عفان: هو ابن مُسلم وتابت: هو البُناني.
وأخرجه ابن راهويه (1408) عن سمليمان بن حرب وعفَّان، عن حماد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (4602) عن موسى بن إسماعيل مختصراً، والطبراني في "الكبير" 24/ (188) ، وفي "الأوسط" (2630) من طريق أبي عمر الضرير، كلاهما عن حماد، به. وتحرف اسم "سمية" في مطبوع الطبراني "الكبير" إلى "سمينة".
وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/323، وقال: رواه أبو داود باختصار، ورواه الطبراني في "الأوسط" وفيه سمية، روى لها أبو داود وغيره، ولم يجرحها أحد، وبقية رجاله ثقات.
وقد سلف برقم (25002) .(44/438)
حَدِيثُ أُمِّ الْفَضْلِ امْرَأَةِ عَبَّاسٍ، وَهِيَ أُخْتُ مَيْمُونَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ (1)
26868 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أُمِّهِ، أَنَّهَا " سَمِعَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ فِي الْمَغْرِبِ بِالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا " (2)
__________
(1) قال السندي: أم الفضل: هي امرأة العباس عمِّ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، واسمها لبابة بنت الحارث الهلالية، قيل: هي أول امرأة آمنت بعد خديجة، ماتت في خلافة عثمان قبل العباس.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخبن. عُبيد الله: هو ابن عبد الله بن عتبة.
وأخرجه الشافعي في "السنن" (89) ، والحميدي (338) ، وابن أبي شيبة 1/357، وعبد بن حميد (1585) ، ومسلم (462) ، والنسائي في "المجتبى" 2/168، وفي "الكبرى" (1058) ، وابن ماجه (831) ، وأبو يعلى (7071) ، وابن خزيمة (519) ، وأبو عوانة 2/153، والطبراني في "الكبير" 25/ (22) ، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار" 3/339 من طرلمحق سفيان بن عيينة، بهذا
الإسناد.
وأخرجه البخاري (4429) ، ومسلم (462) ، والترمذي (308) ، والدارمي (1294) ، وأبو عوانة 2/153، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/211، والطبراني في "الكبير" 25/ (19) و (20) و (21) و (23) ، وفي "مسند الشاميين" (2902) ، وابن حزم في "المحلى" 4/102-103، والبيهقي في "دلائل النبوة" 7/189 و189-190، وابن الأثير في "أسد الغابة" 7/254 من طرق عن=(44/439)
26869 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ أَفْطَرَ بِعَرَفَةَ، أُتِيَ بِرُمَّانٍ، فَأَكَلَهُ، وَقَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ الْفَضْلِ " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَفْطَرَ بِعَرَفَةَ، أَتَتْهُ بِلَبَنٍ، فَشَرِبَهُ " (1)
26870 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ
__________
= الزهري، به. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وأخرجه عَبْد بن حُميد (1586) ، والطبراني في "الكبير" 25/ (24) من طريق محمد بن عمرو، عن الزُّهري، عن تمَّام بن عباس، عن أمِّ الفضل، به.
قال الحُميدي عقب (338) : فقيل لسفيان: فإنهم يقولون: تمام بن عباس، فقال: ما سمعت الزهري قط ذكر تمَّاماً، وما قال لنا إلا عن ابن عباس، عن أمه.
وسيرد بالأرقام: (26871) و (26880) و (26884) .
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عكرمة- وهو مولى ابن عباس- فمن رجال البخاري، وأخرج له مسلم مقروناً بغيره.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (2817) و (2820) ، وابن خزيمة (2102) ، وابن حبان (3605) ، والطبراني في "الكبير" 25/ (13) ، والبيهقي في "السنن" 4/284 من طرق عن حمَّاد بن زيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (2819) من طريق محمد بن عيسى بن الطباع، عن حماد بن زيد، به. لكنه قرن بعكرمة سعيدَ بنَ جُبير.
وسيرد بالأرقام: (26872) و (26881) و (26883) و (26885) .
وانظر (1870) .(44/440)
عَبَّاسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أُمِّ الْفَضْلِ بِنْتِ الْحَارِثِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى أُمَّ حَبِيبِ بِنْتَ عَبَّاسٍ، وَهِيَ فَوْقَ الْفَطِيمِ، قَالَتْ: فَقَالَ: " لَئِنْ بَلَغَتْ بُنَيَّةُ الْعَبَّاسِ هَذِهِ وَأَنَا حَيٌّ، لَأَتَزَوَّجَنَّهَا " (1)
26871 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أُمِّ الْفَضْلِ بِنْتِ الْحَارِثِ، قَالَتْ: " صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِهِ مُتَوَشِّحًا فِي ثَوْبِ الْمَغْرِبِ، فَقَرَأَ الْمُرْسَلَاتِ، مَا صَلَّى صَلَاةً بَعْدَهَا حَتَّى قُبِضَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (2)
__________
(1) إسناده ضعيف، حُسين بن عبد الله - وهو ابن عبيد الله بن عباس - ضعيف. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن إسحاق، فقد أخرج له مسلم في المتابعات، وأصحاب السنن، وهو صدوق حسن الحديث.
يعقوب: هو ابن إبراهيم ابن سعد الزُّهري.
وأخرجه أبو يعلى (7075) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 25/ (238) من طريق يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، عن حُسين بن عبد الله، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ليس فيه أمّ الفضل.
قال السندي: قوله: فوق الفَطِيم، أي: فوق المفطومة، أي: فوق سنتين، والله أعلم.
(2) هذا إسنادٌ أخطا فيه موسى بنُ داود - وهو الضبي - فأدخل حديثاً في حديث، فقولها: صلى بنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في بيته متوشحاً في ثوب، إنما هو من حديث أنس، وقد رواه سفيان الثوري، عن حميد، عنه، وقد سلف من حديثه برقم (13260) ، وأما حديث: قرأ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المغرب سورة=(44/441)
26872 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَيْرًا، مَوْلَى أُمِّ الْفَضْلِ أُمِّ بَنِي الْعَبَّاسِ، عَنْ أُمِّ الْفَضْلِ، قَالَتْ: " شَكُّوا فِي صَوْمِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ عَرَفَةَ " فَقَالَتْ أُمُّ الْفَضْلِ: " أَنَا أَعْلَمُ لَكُمْ ذَلِكَ، فَبَعَثَتْ بِلَبَنٍ، فَشَرِبَ " (1)
__________
= "المرسلات"، فهو من حديث أمِّ الفضل، من طريق ابن عباس عنها، وقد سلف برقم (26868) ، وذكرنا هناك أن الحديث صحيح. وقد نبَّه على خطأ موسى بن داود أبو حاتم وأبو زرعة فيما رواه عنهما ابن أبي حاتم في "العلل" 1/84-85.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 2/168، وفي "الكبرى" (1057) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/211، والطبراني في "الكبير" 25/ (25) من طريق موسى بن داود، بهذا الإسناد. وتحرف موسى في مطبوع الطبراني إلى محمد.
وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/49، وقال: رواه أحمد ورجاله ثقات!
قال السندي: قولها: ما صلى صلاة بعدها، أي: في ذلك المحل.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو النضر: هو سالم بن أبي أميَّة.
وأخرجه البخاري (1658) (في كتاب الحج) و (5604) (في كتاب الأشربة) ، ومسلم (1123) (110) ، والفاكهي في "أخبار مكة" (2775) ، والطبري في "تهذيب الآثار" (568) في (مسند عمر) ، والطبراني في "الكبير" 25/ (37) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وقد أُقحم اسم الزهري في رواية البخاري الأولى بين سفيان وأبي النضر. قال الحافظ في "النكت الظراف" 12/482: وقع في بعض النسخ في الحج: "سفيان، عن الزهري، عن سالم" وهي زيادة خطأ، وليست في الأشربة إلا "سفيان عن سالم" وهو الصواب.
وأخرجه بنحوه عبد الرزاق (7815) ، وابن سعد 8/279، والبخاري=(44/442)
26873 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي الْخَلِيلِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ الْهَاشِمِيِّ، عَنْ أُمِّ الْفَضْلِ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِي، فَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَانَتْ لِي امْرَأَةٌ، فَتَزَوَّجْتُ عَلَيْهَا امْرَأَةً أُخْرَى، فَزَعَمَتْ امْرَأَتِي الْأُولَى أَنَّهَا أَرْضَعَتْ امْرَأَتِي الْحُدْثَى إِمْلَاجَةً، أَوْ إِمْلَاجَتَيْنِ، وَقَالَ مَرَّةً: رَضْعَةً، أَوْ رَضْعَتَيْنِ، فَقَالَ: " لَا تُحَرِّمُ الْإِمْلَاجَةُ، وَلَا الْإِمْلَاجَتَانِ " أَوْ قَالَ: " الرَّضْعَةُ أَوِ الرَّضْعَتَانِ " (1)
__________
= (5618) ، ومسلم (1123) (111) ، والطبري في "تهذيب الآثار" (574) ، وابن خُزيمة بإثر الحديث (2828) ، والطبراني في "الكبير" 25/ (35) و (36) من طرق عن سالم أبي النضر، به.
قال البخاري عقب روايته: زاد مالك عن أبي النضر: على بعيره.
قلنا: وسيأتي من رواية مالك برقم (26881) ، ومن رواية الثوري برقم (26883) .
وانظر (26869) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو المعروف بابن عُلَيَّة، وأيوب: هو السَّختِياني، وأبو الخليل: هو صالح بن أبي مريم الضُّبَعي.
وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (970) ، وأبو يعلى (7072) ، والدارقطني في "السنن" 4/180، والبيهقي في "السنن" 7/455 من طريق إسماعيل ابن عُلَيَّة، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (13926) ، والدارمي (2252) ، ومسلم (1451) (18) ، والنسائي في "المجتبى" 6/100-101، وفى "الكبرى" (5454) ، وابن نصر المروزي في "السنة" (311) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"=(44/443)
26874 - حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا لَيْثٌ، وَيُونُسُ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ، عَنْ هِنْدَ بِنْتِ الْحَارِثِ، عَنْ أُمِّ الْفَضْلِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى الْعَبَّاسِ وَهُوَ يَشْتَكِي، فَتَمَنَّى الْمَوْتَ، فَقَالَ: " يَا عَبَّاسُ، يَا عَمَّ رَسُولِ اللهِ، لَا تَتَمَنَّ الْمَوْتَ، إِنْ كُنْتَ مُحْسِنًا تَزْدَادُ إِحْسَانًا إِلَى إِحْسَانِكَ خَيْرٌ لَكَ، وَإِنْ كُنْتَ مُسِيئًا، فَإِنْ تُؤَخَّرْ (1) تَسْتَعْتِبْ خَيْرٌ لَكَ، فَلَا تَتَمَنَّ الْمَوْتَ " قَالَ يُونُسُ: " وَإِنْ كُنْتَ مُسِيئًا، فَإِنْ تُؤَخَّرْ تَسْتَعْتِبْ مِنْ إِسَاءَتِكَ خَيْرٌ لَكَ " (2)
__________
= (4563) و (4564) و (4565) ، وابن حبان (4229) ، والطبراني في "الكبير" 25/ (26) و (27) ، والدارقطني في "السنن" 4/180، والبيهقي في "السنن" 7/455، وفي "السنن الصغير" (2857) ، وفي "معرفة السنن والآثار" 11/257 من طرق عن أيوب السَّختِياني، به.
وسيرد بالرقمين: (26879) و (26886) .
وفي الباب عن عبد الله بن الزبير، سلف برقم (16110) .
وعن عائشة، سلف برقم (24026) .
قال السندي: قوله: "لا تحرم الإملاجة ... " إلخ، من قال بمفهوم هذا رأى أن المحرمَ ثلاثُ رَضَعات، والقائل بأن المحرم مطلق الرضاع يجيب بأن هذا قبل نسخ العدد.
(1) قوله: "فإن تؤخر" ليس في (ظ6) .
(2) إسناده ضعيف لجهالة هند بنت الحارث - وهي الخَثْعَميَّة، كما ذكر الحافظ المِزِّي وابنُ حجر في "تهذيبيهما" تمييزاً - فلم يذكروا في الرواة عنها سوى يزيد بن عبد الله بن الهاد، ولم يُؤثَرْ توثيقُها عن غيرِ ابن حبان، وبقيةُ رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. أبو سَلَمة الخُزاعي: هو منصور بنُ=(44/444)
26875 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي (1) بُكَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ قَابُوسَ بْنِ أَبِي الْمُخَارِقِ، عَنْ أُمِّ الْفَضْلِ، قَالَتْ: رَأَيْتُ كَأَنَّ فِي بَيْتِي عُضْوًا مِنْ أَعْضَاءِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَتْ: فَجَزِعْتُ (2) مِنْ ذَلِكَ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: " خَيْرًا رَأَيْتِ (3) ، تَلِدُ فَاطِمَةُ غُلَامًا، فَتَكْفُلِينَهُ بِلَبَنِ ابْنِكِ قُثَمٍ " قَالَتْ: فَوَلَدَتْ حَسَنًا (4) ، فَأُعْطِيتُهُ،
__________
=سلَمَة، ويونُس: هو ابنُ محمد المؤدِّب.
وأخرجه الحارث في "مسنده" (1082) "زوائد"، والحاكم 1/339 من طرق عن الليث بن سعد، به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي!
وأخرجه ابن سعد 4/23، والحارث (1083) ، وأبو يعلى (7076) ، والطبراني 25/ (44) من طرق عن يزيد، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/202-203، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني، ورجال أحمد رجال الصحيح، غير هند بنت الحارث، فإن كانت هي القرشية أو الفراسية، فقد احتجَّ بها في الصحيح، وإن كانت الخثعمية، فلم أعرفها.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7578) .
وعن جابر، سلف برقم (14564) .
قال السندي: قوله: "تزداد إحساناً" بالحياة.
"خير لك": من الموت.
(1) في (ظ2) و (ق) و (م) : يحيى بن بكير، وهو خطأ.
(2) في (ظ6) : كأن في بيتي طرفاً من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فجزعت.
(3) قوله: رأيت، ليس في (م) .
(4) في (ظ6) ونسخة في (ظ2) و (ق) : حسيناً.(44/445)
فَأَرْضَعْتُهُ حَتَّى تَحَرَّكَ، أَوْ فَطَمْتُهُ، ثُمَّ جِئْتُ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَجْلَسْتُهُ (1) فِي حِجْرِهِ، فَبَالَ، فَضَرَبْتُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ، فَقَالَ: " ارْفُقِي بِابْنِي، رَحِمَكِ اللهُ، أَوْ: أَصْلَحَكِ اللهُ، أَوْجَعْتِ ابْنِي " قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، اخْلَعْ إِزَارَكَ، وَالْبَسْ ثَوْبًا غَيْرَهُ حَتَّى أَغْسِلَهُ، قَالَ: " إِنَّمَا يُغْسَلُ بَوْلُ الْجَارِيَةِ، وَيُنْضَحُ بَوْلُ الْغُلَامِ " (2)
__________
(1) في نسخة في (ظ2) و (ق) : فأجلسه.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على سِماك بن حرب:
فرواه إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي - كما في هذه الرواية، وكما عند ابن سعد 8/279، وأبي يعلى (7074) ، والبيهقي فىِ "معرفة السنن والآثار" 3/375-376- وشريك بن عبد الله النَّخَعي - كما في الرواية (26882) - وأبو الأحوص سلاَّم بنُ سُليم - كما عند ابن أبي شيبة 1/121 و14/171-172، وأبي داود (375) ، وابن ماجه (522) ، وابن خزيمة (282) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/92، والطبراني في "الكبير" 25/ (40) ، والحاكم 1/166، والبيهقي 2/414، والبغوي في "شرح السنة" (295) ، والمِزِّي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة قابوس بن أبي مخارق) - ثلاثتهم عن سِماك، عن قابوس بن أبي المخارق، عن أمِّ الفَضْل، به.
ورواه معاوية بنُ هشام، عن عليِّ بن صالح بن حيّ - كما عند ابن ماجه (3923) ، والدولابي في "الذرِّية الطاهرة" (109) ، والطبراني 25/ (39) - عن سماك، عن قابوس، قال: قالت أم الفضل ... فذكره. وتحرف هشام بن معاوية في رواية ابن ماجه إلى هشام بن معاذ، وسماك بن حرب في رواية الدولابي إلى سماك عن حرب، وعلي بن صالح في رواية الطبراني إلى حسن
ابن صالح.=(44/446)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= ورواه عثمان بن سعيد المرّي، عن علي بن صالح بن حيّ - كما عند الطبراني (2526) و25/ (38) ، وأبي نُعيم في "أخبار أصبهان" 1/46- عن سِماك، عن قابوس، عن أبيه، قال: جاءت أم الفضل ... فذكره.
ورواه داود بن أبي هند - كما عند ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 5/ورقة 13- عن سماك، عن أمِّ الفضل، به. لم يذكر قابوساً في الإسناد.
ورواه حاتم بن أبي صغيرة - كما عند ابن سعد 8/278-279- عن سِماك، أن أمَّ الفَضْل قالت ... فذكره.
ورواه مختصراً سفيان الثووي - كما عند عبد الرزاق (1487) - عن سماك، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلاً.
قال الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 218: والصواب قول من قال: عن سماك، عن قابوس، عن أم الفضل.
وأخرجه بغير هذا اللفظ الطبراني 25/ (42) ، والحاكم 3/176-177، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/469 من طريق أبي عمار شداد بن عبد الله، عن أم الفضل، به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. فتعقبه الذهبي بقوله: بل منقطع ضعيف، فإن شداداً لم يدرك أمَّ
الفضل.
وأخرجه الحاكم بغير هذا السياق 1/180 من طريق عكرمة، عن ابن عباس، عن أمِّ الفضل. وقسمه الأخير روي موقوفاً على ابن عباس. قلنا: في إسناده عطاء بن عجلان البصري، وهو متروك، وإسماعيل بن عيَّاش، وروايته عن غير أهل بلده ضعيفة، كما في هذه الرواية.
وسيرد مختصراً بالأرقام: (26877) و (26882) .
وسيرد بتمامه برقم (26878) بإسناد صحيح.
وفي الباب عن علي بن أبي طالب، سلف برقم (563) ، وذكرنا تتمة أحاديث الباب ثمة.(44/447)
°* 26876 -[قَالَ عَبْدُ اللهِ:] وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ، وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ أَبِي مَعْمَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ يَعْنِي ابْنَ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أُمِّ الْفَضْلِ بِنْتِ الْحَارِثِ، وَهِيَ أُمُّ وَلَدِ الْعَبَّاسِ، أُخْتُ مَيْمُونَةَ، قَالَتْ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَرَضِهِ، فَجَعَلْتُ أَبْكِي، فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ: " مَا يُبْكِيكِ؟ " قُلْتُ: خِفْنَا عَلَيْكَ، وَمَا (1) نَدْرِي مَا نَلْقَى مِنَ النَّاسِ بَعْدَكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " أَنْتُمُ الْمُسْتَضْعَفُونَ بَعْدِي " (2)
26877 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، وَبَهْزٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيُّ، عَنْ لُبَابَةَ أُمِّ الْفَضْلِ، أَنَّهَا كَانَتْ تُرْضِعُ الْحَسَنَ، أَوِ الْحُسَيْنَ (3) ، قَالَتْ: فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَاضْطَجَعَ فِي مَكَانٍ مَرْشُوشٍ، فَوَضَعَهُ عَلَى بَطْنِهِ، فَبَالَ عَلَى بَطْنِهِ، فَرَأَيْتُ الْبَوْلَ يَسِيلُ عَلَى
__________
(1) في (ظ6) و (ظ2) : ولا.
(2) إسناده ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو مَعْمَر: هو إسماعيل بن إبراهيم الهُذَلي القَطِيعي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 25/ (32) من طريق خالد بن عبد الله، عن يزيد بن أبي زياد، بهذا الإسناد.
وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 9/34 وقال: رواه أحمد وفيه يزيد بن أبي زياد، وضعَّفه جماعة.
(3) في (ظ6) : الحسن والحسين.(44/448)
بَطْنِهِ (1) ، فَقُمْتُ إِلَى قِرْبَةٍ لِأَصُبَّهَا عَلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا أُمَّ الْفَضْلِ، إِنَّ بَوْلَ الْغُلَامِ يُصَبُّ عَلَيْهِ الْمَاءُ، وَبَوْلُ الْجَارِيَةِ يُغْسَلُ " وَقَالَ بَهْزٌ: " غُسْلًا " حَدَّثَنَا عَفَّانُ (2) ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ حُمَيْدٌ: كَانَ عَطَاءٌ، يَرْوِيهِ عَنْ أَبِي عِيَاضٍ، عَنْ لُبَابَةَ (3)
26878 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ صَالِحٍ أَبِي الْخَلِيلِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أُمِّ الْفَضْلِ، قَالَتْ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: إِنِّي رَأَيْتُ فِي مَنَامِي، فِي بَيْتِي، أَوْ حُجْرَتِي (4) عُضْوًا مِنْ أَعْضَائِكَ، قَالَ: " تَلِدُ فَاطِمَةُ إِنْ شَاءَ اللهُ غُلَامًا، فَتَكْفُلِينَهُ " فَوَلَدَتْ فَاطِمَةُ حَسَنًا (5) ، فَدَفَعَتْهُ إِلَيْهَا، فَأَرْضَعَتْهُ بِلَبَنِ قُثَمَ، وَأَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا أَزُورُهُ، فَأَخَذَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَوَضَعَهُ عَلَى صَدْرِهِ، فَبَالَ عَلَى
__________
(1) قولها: فرأيت البول يسيل على بطنه، لم يرد في (ظ6) .
(2) قوله. قال عفان إلى آخر الرواية لم يرد في (ظ6) .
(3) قوله: "يا أمَّ الفضل إن بول الغلام ... " صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، عطاء: وهو ابن أبي مسلم الخراساني لم يسمع من أمِّ الفضل، ثم ذكر الإمام أحمد قول حميد - وهو الطويل -: كان عطاء يرويه عن أبي عياض، عن لُبابة، ولم يتبين لنا من هو أبو عياض.
وانظر (26875) .
(4) في (ظ6) : أن في بيتي، أو في حجرتي، وقولها: في بيتي، ليس في (ظ2) و (ق) .
(5) في (ظ6) : حسيناً.(44/449)
صَدْرِهِ (1) ، فَأَصَابَ الْبَوْلُ إِزَارَهُ، فَزَخَخْتُ بِيَدِي عَلَى كَتِفَيْهِ، فَقَالَ: " أَوْجَعْتِ ابْنِي أَصْلَحَكِ اللهُ " أَوْ قَالَ: " رَحِمَكِ اللهُ ". فَقُلْتُ: أَعْطِنِي إِزَارَكَ أَغْسِلْهُ، فَقَالَ: " إِنَّمَا يُغْسَلُ بَوْلُ الْجَارِيَةِ، وَيُصَبُّ عَلَى بَوْلِ الْغُلَامِ " (2)
26879 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْخَلِيلِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أُمِّ الْفَضْلِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تُحَرِّمُ الْإِمْلَاجَةُ، وَلَا الْإِمْلَاجَتَانِ " (3)
__________
(1) قولها: على صدره، ليس في (ظ6) .
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصفار، ووُهيب: هو ابن خالد البصري، وأيوب: هو السختياني، وصالح أبو الخليل: هو ابن أبي مريم.
وسلف برقم (26875) .
قال السندي: قولها: فزخخت بيدي، قيل: لعل هذا من قولهم: زُخَّ في قفاه، على بناء المفعول: إذا دُفع ورُمي به. ثم اعلم أن هذا الحديث لا يخلو عن إشكال من جهة تاريخ ولادة الحسن والحسين رضي الله عنهما، وتاريخ هجرة العباس، إلا أن تكون هجرةُ أمِّ الفضل قبلَ هجرة العباس، وحديث ابن
عباس: أنا وأمي كنا من المستضعفين، يأبى ذلك، والله أعلم.
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي كامل - وهو مُظَفَّر بن مُدْرِك - فقد روى له أبو داود في "التفرُّد" والنسائي، وهو ثقة.
حمَّاد: هو ابن سَلَمة، وقتادة: هو ابن دِعَامة السَّدُوسي، وأبو الخليل: هو صالح بن أبي مريم.
وأخرجه مسلم (1451) (22) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"=(44/450)
26880 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أُمِّهِ أُمِّ الْفَضْلِ، قَالَتْ: " إِنَّ آخِرَ مَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ فِي الْمَغْرِبِ سُورَةَ الْمُرْسَلَاتِ " (1)
26881 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مَالِكٍ، حَدَّثَنِي سَالِمٌ أَبُو النَّضْرِ، عَنْ عُمَيْرٍ، مَوْلَى أُمِّ الْفَضْلِ، أَنَّ أُمَّ الْفَضْلِ أَخْبَرَتْهُ: " أَنَّهُمْ شَكُّوا فِي صَوْمِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ عَرَفَةَ، فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ بِلَبَنٍ، فَشَرِبَ وَهُوَ يَخْطُبُ النَّاسَ بِعَرَفَةَ عَلَى بَعِيرِهِ " (2)
__________
= (4562) ، والطبراني في "الكبير" 25/ (28) ، والدارقطني في "السنن" 4/175 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 4/285، ومسلم (1451) (19) و (20) و (21) ، والنسائي في "المجتبى" 6/100- 101، وفي "الكبرى" (5454) و (5455) ، وابن ماجه (1940) ، والطبراني 25/ (30) و (31) ، والدارقطني في "السنن" 4/175 و180، والبيهقي في "السنن" 7/455 و455-456، وابن عبد البر في "الاستذكار" 18/263 من طريقين عن قتادة، به.
وسلف برقم (26873) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه" (2694) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (462) ، وأبو عوانة 2/153، والطبراني في "الكبير" 25/ (17) .
وسلف برقم (26868) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (1988) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.=(44/451)
26882 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ قَابُوسَ بْنِ مُخَارِقٍ، عَنْ أُمِّ الْفَضْلِ، قَالَتْ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَتْ مِثْلَ حَدِيثِ عَفَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ صَالِحٍ أَبِي الْخَلِيلِ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ (1)
26883 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ عُمَيْرٍ، مَوْلَى أُمِّ الْفَضْلِ، عَنْ أُمِّ الْفَضْلِ، " أَنَّهُمْ تَمَارَوْا فِي صَوْمِ رَسُولِ اللهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ عَرَفَةَ، فَبَعَثَتْ إِلَيْهِ بِقَدَحٍ فِيهِ لَبَنٌ، فَشَرِبَهُ " (2)
__________
=وهو عند مالك في "الموطأ" 1/375، وأخرجه من طريقه البخاري (1661) و (1988) ، ومسلم (1123) (110) ، وأبو داود (2441) ، وابن خزيمة (2828) ، وابن حبان (3606) ، والطبراني في "الكبير" 25/ (34) ، والبيهقي في "السنن" 4/283، وفي "معرفة السنن والآثار" 6/347، والبغوي في "شرح السنة (1791) .
وسلف برقم (26872) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على سماك بن حرب، وقد بَيَّنَّا ذلك عند الرواية (26875) . حجاج: هو ابن محمد المِصِّيصي، وشَريك: هو ابن عبد الله النَّخَعي.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/94، والطبراني في "الكبير" (2541) ، وأبو نُعيم في "أخبار أصبهان" 1/46 من طريقين عن شريك، به.
وحديث عفان، عن وهيب، المشار إليه، سلف برقم (26878) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (5636) ، ومسلم إثر (1123) (110) ، وأبو يعلى=(44/452)
26884 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ: مَالِكٌ، وَحَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، الْمَعْنَى، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ أُمَّ الْفَضْلِ بِنْتَ الْحَارِثِ، سَمِعَتْهُ وَهُوَ يُقْرَأُ: وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا. فَقَالَتْ: " يَا بُنَيَّ، وَاللهِ لَقَدْ ذَكَّرْتَنِي بِقِرَاءَتِكَ هَذِهِ السُّورَةَ، إِنَّهَا لَآخِرُ مَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقْرَأُ بِهَا فِي الْمَغْرِبِ " (1)
26885 - حَدَّثَنَا بَهْزُ بْنُ أَسَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ،
__________
= (7073) ، والطبري في "تهذيب الآثار" (569) (مسند عمر) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (7815) - ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 25/ (35) - والطبري في "تهذيب الآثار" (570) من طريق وكيع، كلاهما عن سفيان الثوري، به.
وقد سلف برقم (26869) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، حماد بن خالد الخياط من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وهو عند مالك في "الموطأ" 1/78، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "مسنده" 1/86 (بترتيب السندي) ، وفي "السنن" (88) ، وفي "الأم" 7/192، والبخاري (763) ، ومسلم (462) ، وأبو داود (810) ، والنسائي في "الكبرى" (11641) - وهو في "التفسير" (661) -، وأبو عوانة 2/153، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/211، وابن حبان (1832) ، والطبراني في "الكبير"
25/ (18) ، وابن حزم في "المحلى" 4/102، والبيهقي في "السنن" 2/392، وفي "معرفة السنن والآثار" 3/338، والبغوي في "شرح السنة" (596) .
وسلف برقم (26868) .(44/453)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ أَفْطَرَ بِعَرَفَةَ، قَالَ: وَحَدَّثَتْنِي أُمُّ الْفَضْلِ " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَفْطَرَ بِعَرَفَةَ، أَتَتْهُ بِلَبَنٍ، فَشَرِبَهُ " (1)
26886 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي الْخَلِيلِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أُمِّ الْفَضْلِ بِنْتِ الْحَارِثِ، قَالَتْ (2) : سَأَلَ رَجُلٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتُحَرِّمُ الْمَصَّةُ؟ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا " وَقَالَ عَفَّانُ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ، فَذَكَرَهُ (3)
__________
(1) حديث صحيح، وهو مكرر (26869) ، إلا أن شيخ أحمد هنا هو بَهْز ابن أسد العَمِّي.
(2) قوله: قالت، من (ق) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. بَهْز: هو ابن أَسَد العمِّي، وعفَّان: هو ابن مُسلم الصَّفَّار، وقتادة: هو ابن دِعَامة السَّدوسي، وأبو الخليل: هو صالح بن أبي مريم.
وأخرجه مسلم (1451) (23) ، والطبراني في "الكبير" 25/ (29) من طريقين عن همَّام، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (26873) .(44/454)
حَدِيثُ أُمِّ هَانِئٍ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا وَاسْمُهَا فَاخِتَةُ (1)
26887 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَنْطَبٍ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ، قَالَتْ: " نَزَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْفَتْحِ بِأَعْلَى مَكَّةَ "، فَأَتَيْتُهُ، فَجَاءَ أَبُو ذَرٍّ بِجَفْنَةٍ فِيهَا مَاءٌ. قَالَتْ: إِنِّي لَأَرَى فِيهَا أَثَرَ الْعَجِينِ. قَالَتْ: " فَسَتَرَهُ، يَعْنِي أَبَا ذَرٍّ، فَاغْتَسَلَ، ثُمَّ صَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَمَانِ رَكَعَاتٍ " (2) ، وَذَلِكَ فِي الضُّحَى (3)
__________
(1) قال السندي: أمُّ هانىء بنتُ أبي طالب، قيل: اسمها فاختة، وقيل: فاطمة، وقيل: هند، والأول أشهر. وقد جاء أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خطبها بعد فتح مكة، فقالت: والله إني كنت لأُحبُّك في الجاهلية، فكيف في الإسلام؟ وجاء أنها قالت: لأَنت أحبُّ إليَّ من سمعي وبصري، وحقُّ الزوج عظيم، وأخشى أن أُضَيِّع حقَّ الزوج. وجاء أنها اعتذرت بعذر آخر أيضاً، فقبل عُذرها. وجاء أنها
عاشت بعد عليّ.
(2) في (ظ6) : فاغتسل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم صلى ثمان ركعات.
(3) حديث صحيح دون قصة أبي ذرٍّ مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والثابتُ - كما سيرد في الرواية (26907) - أن فاطمةَ هي التي كانت تسترُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهذا إسنادٌ ضعيف لانقطاعه، فإن المطَّلب بنَ عبد الله بن حنطب كثيرُ التدليس والإرسال، وهو لم يلق أمَّ هانىء، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. ابنُ طاووس: هو عبد الله.
وأخرجه الفاكهي في "أخبار مكة" (2106) منِ طريق زمعة بن صالح، عن ابن طاووس، عن أبيه، عن أم هانىء، به. وزمْعة بن صالح ضعيف.=(44/455)
26888 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَابْنُ بَكْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَتْ: " دَخَلْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْفَتْحِ وَهُوَ فِي قُبَّةٍ لَهُ، فَوَجَدْتُهُ قَدْ اغْتَسَلَ بِمَاءٍ كَانَ فِي صَحْفَةٍ، إِنِّي لَأَرَى فِيهَا أَثَرَ الْعَجِينِ، فَوَجَدْتُهُ يُصَلِّي ضُحًى " قُلْتُ: إِخَالُ خَبَرَ أُمِّ هَانِئٍ هَذَا ثَبَتَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ ابْنُ بَكْرٍ: الضُّحَى (1)
__________
=وأخرجه - مختصراً - البخاري في "التاريخ الكبير" 1/212، وبحشل في "تاريخ واسط" ص74، والطبراني في "الكبير" 24/ (987) و (988) و (1057) و (1063) و (1064) ، وفي " الأوسط" (731) و (1837) و (2748) و (4407) ، وتمَّام في "فوائده" (413) (الروض البسام) ، وابن عبد البَرّ في "التمهيد" 8/136 من طرق عن أمِّ هانىء، به. ولم يذكر أحد قصة أبي ذر.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/269، وقال: رواه أحمد، ورجالُه رجال الصحيح، وهو في الصحيح، خلا قصة أبي ذرٍّ وسترِ كل واحد منهما الآخر.
وانظر الأرقام: (26888) و (26889) و (26892) و (26895) و (26896) و (26898) و (26900) و (26901) و (26904) و (26907) و (26908) و (27391) .
قال السندي: قولها: إني لأَرى فيها أَثَرَ العجين، يدلُّ على أن المخالط القليل لا يزيل إطلاق اسم الماء حتى يصلح معه للطهارة.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد منقطع، عطاء - وهو ابن أبي رباح - لم يسمع من أم هانىء فيما قاله علي بن المديني في "علله" ص71، وما جاء مصرحاً بسماعه منها في بعض الروايات خطأ كما سنبينه في تخريجه. ابن بكر: هو محمد البُرْساني.
وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه" (4857) ، وأخرجه من طريقه الطبراني=(44/456)
26889 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ، وَكَانَ نَازِلًا عَلَيْهَا: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْفَتْحِ سُتِرَ عَلَيْهِ، فَاغْتَسَلَ فِي الضُّحَى، فَصَلَّى ثَمَانِ رَكَعَاتٍ "، لَا تَدْرِي (1) ، أَقِيَامُهَا أَطْوَلُ أَمْ سُجُودُهَا؟ (2)
__________
=في "الكبير" 24/ (1042) ، وابن حزم في "المحلى" 1/200.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 1/202-203، والطبراني في "الكبير" 24/ (1044) من طريق موسى بن أعين، والطبراني في "الكبير" 24/ (1043) من طريق جرير بن عبد الحميد، والخطيب في "تاريخه" 13/44 من طريق إسحاق بن يوسف الأزرق، ثلاثتهم عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء، به. إلا أن موسى بن أعين قال فيه: عن عطاء حدثتني أم هانىء. ذكر تصريح عطاء بسماعه من أم هانىء. وهو خطأ ولم يتابعه عليه أحد، ونظنه من موسى أو ممن دونه.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (986) من طريق حجَّاج بن نُصَيْر، عن أبي بكر الهُذَلي، عن عطاء، عن ابن عباس، عن أمِّ هانىء، بنحوه، وزاد: ثم قام، فصلَّى الضحى، فقال: "يا أم هانىء، هذه صلاةُ الإشراق" وحجَّاج بن نُصير، وأبو بكر الهذلي ضعيفان.
وانظر ما قبله.
(1) في (ظ2) و (ق) : ندري، وفي (م) : يُدرى، والمثبت من (ظ6) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على الزُّهري:
فرواه معمر - كما في "مصنف عبد الرزاق" (4858) ، وكما في هذه الرواية - وابنُ جُريج - فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (1025) - كلاهما عن الزُّهري، بهذا الإسناد.
ورواه معمر أيضاً - كما في "مصنف عبد الرزاق" (4859) - عن الزُّهري، عن أمِّ هانىء. هكذا منقطعاً، لم يذكر فيه عبد الله بن الحارث.=(44/457)
26890 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ، قَالَتْ (1) : " قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ مَرَّةً (2) ، وَلَهُ أَرْبَعُ غَدَائِرَ " (3)
__________
= ورواه ليث بن سعد، واختلف عليه فيه:
فرواه محمد بن رمح - فيما أخرجه ابن ماجه (614) - وشُعيب بنُ يحيى وعبدُ الله بن صالح- فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (1026) - ثلاثتهم عن ليث بن سعد، عن الزهري، عن عبد الله بن الحارث، عن أم هانىء.
ورواه قتيبة بن سعيد - فيما أخرجه النسائي في "الكبرى" (483) - عن ليث ابن سعد، عن الزهري، عن عبد الله بن عبد الله بن الحارث، عن أم هانىء.
ورواه يونس بن يزيد - كما سيرد في الرواية (26899) ، وغيره، كما سيأتي في تخريج الرواية نفسها - عن الزُّهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن الحارث، عن أبيه، عن أم هانىء. وعبيد الله بن عبد الله هو عبد الله بن عبد الله نفسه كما سيرد بيانه ص467 ت (1) .
وأخرجه بنحوه الحميدي (333) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (1034) من طريق أبي أمية عبد الكريم بن أبي المخارق، والطبراني في "الكبير" 24/ (1036) و (1037) ، وفي "الشاميين" (200) و (3595) من طريق مكحول، والطبراني في "الكبير" 24/ (1033) ، والحاكم 4/53 من طريق أبي صفوان أيوب بن صفوان، ثلاثتهم عن عبد الله بن الحارث، به.
وقد سلف نحوه برقم (26887) .
وانظر (26900) و (26907) .
(1) قوله: قالت، من (م) .
(2) قولها: مرة، ليس في (ظ6) .
(3) إسناده ضعيف لانقطاعه، قال البخاري: لا أعرف لمجاهد سماعاً من أمِّ هانىء. قلنا: وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو ابن عُيينة، وابن أبي نَجيح: هو عبد الله.=(44/458)
26891 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي حَاتِمُ بْنُ أَبِي صَغِيرَةَ، وَرَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ أَبِي صَغِيرَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، مَوْلَى أُمِّ هَانِئٍ، قَالَ رَوْحٌ، فِي حَدِيثِهِ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ هَانِئٍ، قَالَتْ لِي: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ} [العنكبوت: 29] قَالَ: " كَانُوا يَخْذِفُونَ أَهْلَ الطَّرِيقِ وَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ، فَذَاكَ الْمُنْكَرُ الَّذِي كَانُوا يَأْتُونَ " قَالَ رَوْحٌ: فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ} [العنكبوت: 29] (1)
__________
=وأخرجه ابن سعد 1/429، وابن أبي شيبة 8/447 و14/493، وأبو داود (4191) ، والترمذي في "سننه" (1781) ، وفي "الشمائل" (27) ، وفي "العلل" 2/750، وابن ماجه (3631) ، والفاكهي في "أخبار مكة" (1921) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (1049) ، والبيهقي في "الدلائل" 1/224 من طريق سفيان بن عُيينة، بهذا الإسناد.
قال الترمذي في "سننه": هذا حديثٌ حسن غريب! ثم قال: قال محمد - يعني البخاري-: لا أعرف لمجاهد سماعاً من أمِّ هانىء.
وأخرجه ابن سعد 1/429، والخطيب في "تاريخه" 10/439 من طريقين عن ابن أبي نجيح، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (1050) من طريق مسلم بن خالد، عن مجاهد، به.
وسيأتي برقم (27390) .
وسيكرر برقم (27389) سنداً ومتناً.
(1) إسناده ضعيف لضعف أبي صالح مولى أمِّ هانىء - واسمه باذام، ويقال: باذان - وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير سِمَاكِ بنِ حَرْب، فقد روى له مسلم، وهو صدوق. رَوْح: هو ابنُ عُبادة.=(44/459)
26892 - حَدَّثَنَا زيدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي مُرَّةَ، مَوْلَى عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ فَاخِتَةَ أُمِّ هَانِئٍ، قَالَتْ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ فَتْحِ مَكَّةَ، أَجَرْتُ حَمْوَيْنِ لِي مِنَ الْمُشْرِكِينَ، إِذْ طَلَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَلَيْهِ رَهْجَةُ الْغُبَارِ فِي مِلْحَفَةٍ مُتَوَشِّحًا بِهَا (1) ، فَلَمَّا رَآنِي، قَالَ: " مَرْحَبًا بِفَاخِتَةَ أُمِّ هَانِئٍ ". قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَجَرْتُ حَمْوَيْنِ لِي مِنَ الْمُشْرِكِينَ، فَقَالَ: " قَدْ أَجَرْنَا مَنْ أَجَرْتِ، وَأَمَّنَّا مَنْ أَمَّنْتِ " (2) . ثُمَّ أَمَرَ فَاطِمَةَ، فَسَكَبَتْ لَهُ مَاءً، فَتَغَسَّلَ بِهِ، فَصَلَّى ثَمَانِ رَكَعَاتٍ فِي
__________
=وأخرجه الترمذي (3190) ، والطبري في "التفسير"- في تفسير الاَية 29 من سورة العنكبوت- وفي "التاريخ" 1/295-296، والطبراني في "الكبير" 24/ (1001) ، والحاكم 2/409 من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن! وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي!
وأخرجه الترمذي (3190) ، والطبري في "التفسير"، وفي "التاريخ" 1/296، والطبراني في "الكبير" 24/ (1000) و (1001) ، والحاكم 4/283، والبيهقي في "شعب الإيمان" (6755) ، والبغوي في "تفسيره" للآية29 من سورة العنكبوت من طرق عن حاتم بن أبي صغيرة، به. قال الحاكم: هذا
حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي!
وأخرجه الطيالسي (1617) ، والطبراني 24/ (1002) من طريق قيس بن الربيع، عن سماك، به.
وسيرد برقم (27383) .
(1) لفظ "بها"، ليس في (ظ6) .
(2) في (ظ6) : وآمنا من آمنت.(44/460)
الثَّوْبِ مُتَلَبِّبًا بِهِ، وَذَلِكَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ ضُحًى (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير زيد بن الحُباب، فمن رجال مسلم. ابنُ أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن ابن المغيرة بن الحارث بن أبي ذئب، والمقبري: هو سعيد بن أبي سعيد، وأبو مُرَّة مولى عقيل بن أبي طالب: يقال: مولى أمِّ هانىء، واسمه يزيد، ويقال:
عبد الرحمن.
وأخرجه بتمامه ومختصراً الطيالسي (1615) ، والترمذي بإثر (1579) ، والنسائي في "الكبرى" (8684) ، وابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3148) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/380 و3/323، والطبراني في "الكبير" 24/ (1013) ، والحاكم 4/52-53، والبيهقي في "السنن" 9/95 من طرق عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد.
قال الترمذي: وهذا حديثٌ حسن صحيح.
وخالف سفيانُ الثوري، فرواه - فيما أخرجه الدولابي في "الكنى" 2/82- عن ابن أبي ذئب، عن المَقْبُري، عن أبي فاختة، عن أم هانىء. قال الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 211: وهم فيه، والأول أصح.
قلنا: قد وقعت رواية سفيان الثوري في مطبوع الطبراني "الأوسط" (1428) على الجادة!
وأخرجه ابن سعد 2/144، وابن أبي شيبة 2/409، والطبراني في "الكبير" 24/ (1016) من طرق عن سعيد المَقْبُري، به.
ورواه أبو معشر نجيح بن عبد الرحمن - فيما أخرجه عبد الرزاق (9438) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (1055) ، وابن عدي في "الكامل" 7/2518- عن سعيد المقبري، أن أم هانىء جاءت برجلين ... فذكره مختصراً، ولم يذكر في إسناده أبا مرة، وأبو معشر ضعيف.
ورواه عبد الحميد بن جعفر - فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 211- عن سعيد المَقْبُري، عن كثير، عن أم هانىء، به، وعبد الحميد بن جعفر ربما وهم. قال الدارقطني: والصحيح قول من قال: عن المقبري، عن=(44/461)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=أبي مرة، عن أم هانىء.
وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (2610) ، وابنُ سعد 2/144- 145، وابنُ أبي شيبة 12/452 و453 و14/498، ومسلم (336) (71) و1/498 و (336) (81) ، وابن ماجه (465) ، وأبو عوانة 1/282-283 و2/269، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/380 و3/323، والطبراني في "الكبير" 24/ (1019- 1024) ، وفي "الأوسط" (9086) ، والبيهقي في "السنن" 1/198 و3/157، وفي "دلائل النبوة" 5/80- 81 من طرق عن أبي مُرَّة، به. وتحرف في مطبوع الطحاوي أبو مرة إلى أبي هريرة.
وأخرجه سعيد بن منصور (2612) من طريق عبد الرحمن بن محمد القاري، قال: لما كان يوم الفتح جاءت أم هانىء ... فذكره مختصراً.
وأخرجه أبو داود (1290) ، وابن ماجه (1323) ، وابن خزيمة (1234) من طريق عياض بن عبد الله، عن مخرمة بن سليمان، عن كُريب، عن أمِّ هانىء، به مختصراً.
وأخرجه أبو داود (2763) ، والنسائي في "الكبرى" (8685) ، والعُقيلي في "الضعفاء" 3/350- 351، والطبراني في "الكبير" 24/ (987) و (988) و (989) ، والحاكم 4/53-54، والبيهقي في "السنن" 9/95، وفي "السنن الصغير" (3620) ، وابن عبد البر فى "التمهيد" 13/187 من طريق عياض بن عبد الله، عن مخرمة بن سليمان، عن كُريب، عن ابن عباس، عن أمِّ هانىء، به
مختصراً، أدخل ابنَ عباس بين كُرَيْب وأمِّ هانىء.
قال البخاري: عياض بن عبد الله منكر الحديث. وقال العقيلي: عياض بن عبد الله حديثه غير محفوظ.
وقصة الاغتسال وصلاة الضحى سلفت برقم (26887) .
والحديث سيرد بالأرقام: (26896) و (26903) و (26906) و (26907) و (26908) و (27379) و (27380) و (27388) و (27392) .
وفي الباب عن أبي هريرة، بلفظ: "يُجير على أمتي أدناهم" وقد سلف=(44/462)
26893 - حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَعْدَةَ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهَا، فَدَعَا بِشَرَابٍ، فَشَرِبَ، ثُمَّ نَاوَلَهَا فَشَرِبَتْ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَمَا إِنِّي كُنْتُ صَائِمَةً، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الصَّائِمُ الْمُتَطَوِّعُ أَمِيرُ نَفْسِهِ، إِنْ شَاءَ صَامَ، وَإِنْ شَاءَ أَفْطَرَ " قَالَ: قُلْتُ لَهُ: سَمِعْتَهُ أَنْتَ مِنْ أُمِّ هَانِئٍ؟ قَالَ: لَا، حَدَّثَنِيهِ أَبُو صَالِحٍ، وَأَهْلُنَا، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: كُنْتُ أَسْمَعُ سِمَاكًا، يَقُولُ: حَدَّثَنِي ابْنَا (1) أُمِّ هَانِئٍ، فَأَتَيْتُ أَنَا خَيْرَهُمَا وَأَفْضَلَهُمَا، فَسَأَلْتُهُ، وَكَانَ يُقَالُ لَهُ: جَعْدَةُ (2)
__________
= برقم (8780) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب، ونزيد عليها: حديث عمرو بن العاص، وقد سلف برقم (17765) .
قال السندي: قولها: أجرت، أي: أعطيتهما الأمان.
(1) في (ظ6) : أبناء، وفي (م) : ابن.
(2) إسناده ضعيف لجهالة جَعْدة: وهو ابنُ ابنِ أمِّ هانىء، فلم يذكروا في الرواة عنه غير اثنين، ولم يُؤثر توثيقه عن أحد، وقال البخاري في "التاريخ الكبير" 2/239: لا يعرف إلا بحديث فيه نظر. وقال الذهبي في "الميزان": لا يُدرَى من هو. وأبو صالح- وهو مولى أم هانىء، واسمه باذام، ويقال: باذان- ضعيف.
وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" 1/206 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وهو عند الطيالسي (1618) ، ومن طريقه أخرجه الترمذي (732) ، والنسائي في "الكبرى" (3303) ، وابن عدي في "الكامل" 2/601، والدارقطني 2/174، والبيهقي في "السنن" 4/276-277، وفي "معرفة السنن=(44/463)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= والآثار" 6/338-339، والخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي" (1149) . قال الترمذي: وروى حماد بن سلمة هذا الحديث عن سماك بن حرب، فقال: عن هارون ابن بنت أم هانىء، عن أم هانىء، ورواية شعبة أحسن.
ورواه محمد بن جعفر- كما سيرد في الرواية (26909) - عن شعبة، عن جعدة، عن أمِّ هانىء. لم يذكر أحداً بين جَعْدة وأمِّ هانىء.
وسيأتي بالفاظ مختلفة بالأرقام: (26897) و (26910) و (27384) و (27385) ، ومدارُها على سماك بن حرب، وقد اضطرب فيها.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (996) عن علي بن عبد العزيز، عن داود ابن عمرو الضبي، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن ثابت بن يزيد، عن هلال ابن خباب، عن يحيى بن جعدة، عن أم هانىء: أنها دخلت على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم فتح مكة، فأتاني بشراب، فشرب منه وسقاها، قالت: إني كنت صائمة، ولكني كرهت أن أرد عليك شرابك. قال: "كنت تقضين؟ " قلت: لا.
قال: "لا يضرك". قلنا: وهذا الإسناد فيه هلال بن خباب - وهو أبو العلاء البصري - وهو على ثقته تغير بأخرة، لذا ذكره ابن حبان في "الثقات" وفي "المجروحين"، وقال: كان ممن اختلط في آخر عمره، فكان يحدث بالشيء على التوهم، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد. وذكره الساجي والعقيلي
والذهبي في كتبهم المؤلفة في الضعفاء بسبب الوهم والتغير الذي أصابه في آخر عمره.
قلنا: وقوله فيه: "عن يحيى بن جعدة" من أوهامه التي تفرد بها، فقد روى الحديث شعبة وسماك بن حرب - مع اضطرابه فيه -، فلم يذكر واحد منهما في إسناده يحيى بن جعدة، إلا فيما رواه الوليد بن أبي ثور عند الدارقطنىِ 2/174 عن سماك، عن يحيى بن جعدة، عن أم هانىء. لذا قال الدارقطني بإثره: قوله: يحيى بن جعدة، وهم من الوليد، وهو ضعيف.
تنبيه: هذا الطريق انفرد بإخراجه الطبراني، ولم يذكره أحد ممن عني بتخريج الحديث ممن وقفنا عليه، مثل ابن حجر في "التلخيص الحبير"=(44/464)
26894 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتُ بْنُ يَزِيدَ أَبُو زَيْدٍ، حَدَّثَنَا هِلَالٌ يَعْنِي ابْنَ خَبَّابٍ، قَالَ: نَزَلْتُ أَنَا وَمُجَاهِدٌ عَلَى يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ ابْنِ أُمِّ هَانِئٍ، فَحَدَّثَنَا عَنْ أُمِّ هَانِئٍ، قَالَتْ: " أَنَا أَسْمَعُ قِرَاءَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ، وَأَنَا عَلَى عَرِيشِي (1) هَذَا، وَهُوَ عِنْدَ الْكَعْبَةِ " (2)
26895 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، وَابْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ، قَالَتْ: " اغْتَسَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَيْمُونَةُ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ، قَصْعَةٍ فِيهَا أَثَرُ الْعَجِينِ " (3)
__________
= والزيلعي في "نصب الراية" وغيرهما، والله أعلم.
وفي الباب عن عائشة، سلف في مسندها برقم (24220) .
(1) في (ظ2) و (ق) : عرشي.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنبري.
وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 6/257 من طريق عارم محمد بن الفضل، عن ثابت بن يزيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/344، والطبراني في "الكبير" 24/ (999) من طريق قيس بن الربيع، عن هلال بن خبَّاب، به.
وسيرد برقمي: (26905) و (27382) .
(3) حديث صحيح، وهو في الحقيقة حديثان جمعا معاً، أما الأول - وهو قصة اغتساله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وميمونة من إناء واحد - فثابت من حديث ميمونة نفسها كما سلف برقم (26797) ، وأما الثاني - وهو قصة اغتساله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من قصعة فيها أثر العجين - فهو ثابت من حديث أم هانى من غير هذا الطريق، سلف برقم=(44/465)
26896 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ حُنَيْنٍ (1) ، عَنْ أَبِي مُرَّةَ، مَوْلَى أُمِّ هَانِئٍ، قَالَ مُحَمَّدٌ: وَقَدْ رَأَيْتُ أَبَا مُرَّةَ وَكَانَ شَيْخًا قَدْ أَدْرَكَ أُمَّ هَانِئٍ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ، قَالَتْ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْفَتْحِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، قَدْ أَجَرْتُ حَمْوَيْنِ لِي، فَزَعَمَ ابْنُ أُمِّي أَنَّهُ قَاتَلَهُ، تَعْنِي عَلِيًّا، قَالَتْ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَدْ أَجَرْنَا مَنْ أَجَرْتِ يَا أُمَّ هَانِئٍ " وَصُبَّ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَاءٌ، فَاغْتَسَلَ، ثُمَّ الْتَحَفَ بِثَوْبٍ عَلَيْهِ، وَخَالَفَ بَيْنَ طَرَفَيْهِ عَلَى عَاتِقِهِ، فَصَلَّى الضُّحَى، ثَمَانِي رَكَعَاتٍ (2)
__________
= برقم (26888) ، وسيأتي برقم (27386) ، وأما إسناد هذا الحديث فضعيف لانقطاعه، قال البخاري فيما نقل عنه الترمذي في "جامعه" عقب الحديث (1781) : لا أعرف لمجاهد سماعاً من أمِّ هانىء. قلنا: ورجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. عبد الملك بن عمرو: هو أبو عامر العَقَدي، وابن أبي بُكير: هو يحيى، وابن أبي نَجِيح: هو عبد الله.
وأخرجه ابن ماجه (378) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (1051) ، من طريق ابن أبى بُكير، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 1/131، وفي "الكبرى" (242) ، وابنُ حبان (1245) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (1051) ، وابن حزم في "المحلى" 1/200، والبيهقي في "السنن" 1/7 من طرق عن إبراهيم بن نافع، به.
وانظر (26887) .
وسلف برقم (26797) بإسناد صحيح عن ميمونة، قالت: كنت أغتسل أنا ورسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من إناء واحد.
(1) في (م) : حسين، وهو خطأ.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو، وهو=(44/466)
26897 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ، قَالَتْ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ فَتْحِ مَكَّةَ، جَاءَتْ فَاطِمَةُ حَتَّى قَعَدَتْ عَنْ يَسَارِهِ، وَجَاءَتْ أُمُّ هَانِئٍ، فَقَعَدَتْ عَنْ يَمِينِهِ، وَجَاءَتِ الْوَلِيدَةُ بِشَرَابٍ، فَتَنَاوَلَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَشَرِبَ، ثُمَّ نَاوَلَهُ أُمَّ هَانِئٍ عَنْ يَمِينِهِ، فَقَالَتْ: لَقَدْ كُنْتُ صَائِمَةً، فَقَالَ لَهَا: " أَشَيْءٌ (1) تَقْضِينَهُ عَلَيْكِ؟ " قَالَتْ: لَا، قَالَ: " لَا يَضُرُّكِ إِذًا " (2)
__________
= ابن علقمة بن وقاص الليثي، وبقيةُ رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. أبو مُرَّة مولى أمِّ هانىء- ويقال: مولى عَقِيل بن أبي طالب - اسمه يزيد، ويقال: عبد الرحمن.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/312، وابن حبان (2537) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (1011) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/380، والطبراني في "الكبير" 24/ (1009) و (1010) من طرق عن محمد بن عمرو، به.
وسلف نحوه برقم (26892) بإسناد صحيح.
وانظر (26887) .
(1) في (ظ2) و (ق) : أشياء، وفي الهامش: أشيء، وفي (ظ6) : أشيئاً.
(2) إسناده ضعيف لاضطرابِ سندِه ونكارةِ متنِه، فقد اضطرب فيه سِماكُ ابنُ حَرْب:
فرواه إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي - كما في هذه الرواية - وأسباط بن نصر- كما عند النسائي في "الكبرى" (3307) - كلاهما عن سماك ابن حرب، عن رجل، عن أم هانىء، به.
ورواه أبو الأحوص سلاَّم بن سُلَيْم- كما عند ابن أبي تثميبة 3/30، والترمذي (731) ، والنسائي في "الكبرى" (3306) ، واين أبي عاصم في=(44/467)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= "الآحاد والمثاني" (3153) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/308، والطبراني في "الكبير" 24/ (991) ، والبغوي في "شرح السنة" (1813) - وأبو عوانة الوضاح بنُ عبد الله اليَشْكري- كما عند النسائي في "الكبرى" (3304) ، والطحاوي 2/107، والطبراني 24/ (993) ، والدارقطني 2/174، والبيهقي 4/276- كلاهما عن سماك، عن ابن أمِّ هانىء، عن أمِّ هانىء، به. قال الترمذي: حديث أمِّ هانىء في إسناده مقال.
ورواه قيس بن الربيع، عن سِماك واختلف عليه فيه:
فرواه أسد بن موسى - كما عند الطحاوي 2/107-108 - عن قيس بن الربيع، عن سِماك، عن الرجل من آل جَعْدة، عن أمِّ هانىء، به.
ورواه يحيى الحماني - كما عند الطبراني 24/ (992) - عن قيس بن الربيع، عن سِماك، عن ابنِ أمِّ هانىء، عن أمِّ هانىء، به.
ورواه ابنُ سماك، واسمه سعيد - كما عند الطبراني في "الأوسط" (1635) - عن سِماك، عن جَعْدة بن هبيرة، عن أمِّ هانىء، به.
ورواه الوليد بن أبي ثور- كما عند الدارقطني 2/174 - عن سماك، عن يحيى بن جَعْدة، عن أمِّ هانىء، به. قال الدارقطني: قوله: يحيى بن جَعْدة وهم من الوليد، وهو ضعيف.
ورواه حماد بن سلمة بغير هذا اللفظ - كما سيرد (26910) - عن سماك، عن هارون ابن بنت أم هانىء أو ابن ابن أم هانىء، عن أم هانىء: إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شرب شراباً فناولها لتشرب، فقالت: إني صائمة، ولكن كرهت أن أردّ سؤرك. فقال: "إن كان قضاءً من رمضان فاقضي يوماً مكانه، وإن كان تطوعاً فإن شئت فاقضي، وإن شئت فلا تقضي".
ورواه حاتم بن أبي صغيرة، عن سماك، واختلف عليه فيه:
فرواه صفوان بن عيسى - كما سيرد (27385) ، وعند الدارقطني 2/175، والحاكم 1/439، والبيهقي في "السنن" 4/276، وفي "السنن الصغير" (1436) - وأبو أيوب يحيى بن أبي حجاج - كما عند النسائي (3308) ،=(44/468)
26898 - حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ يَعْنِي ابْنَ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ،
__________
=والدارقطني 2/175، والحاكم 1/439، والبيهقي 4/276- كلاهما عن حاتم ابن أبي صغيرة، عن سِماك، عن أبي صالح، عن أمِّ هانىء، أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دخلَ عليها عام الفتح، فأتَتْه بشراب، فشرب منه، ثم فضلت منه فضلة، فناولها فشربته، ثم قالت: يا رسول الله، لقد فعلتُ شيئاً ما أدرىِ يوافقُك أم لا؟ قال:
"وما ذاك يا أمَّ هانىء؟ " قالت: كنتُ صائمةً، فكرهتُ أن أَرُدَّ فضلَك، فشربته.
قال: "تطوُّعاً أو فريضة؟ " قلتُ: بل تطوعاً. قال: "فإن الصائم المتطوع بالخيار، إن شاء صام، وإن شاء أفطر".
ورواه رَوْح بنُ عُبادة - كما عند الفاكهي في "أخبار مكة" (2105) - وخالد ابن الحارث - كما عند النسائي في "الكبرى" (3309) - كلاهما عن حاتم بن أبي صغيرة، عن سِماك، عن أبي صالح، قال: لما افتتح رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مكة ... فذكره مرسلاً، ولم يذكر أمَّ هانىء في الإسناد.
قال الحافظ في "التلخيص الحبير" 2/111: ومما يدلُّ على غلط سِماكٍ فيه أنه قال في بعض الروايات عنه أن ذلك كان يوم الفتح، ويوم الفتح كان في رمضان، فكيف يتصور قضاء رمضان في رمضان؟
وقال ابن التركماني في "الجوهر النقي" 4/278: هذا الحديث اضطرب متناً وسنداً، أما اضطراب متنه، فظاهر، وقد ذكر فيه أنه كان يوم الفتح، وهي أسلمت عامَ الفتح، وكان الفتح في رمضان، فكيف يلزمها قضاؤه؟!
وأما اضطراب سنده، فاختلف على سِماك فيه، فتارةً رواه عن أبي صالح، وتارةً عن جَعْدة، وتارةً عن هارون ... إلى آخر ما قال، فانظره.
وأخرجه الدارمي (1736) ، وأبو داود (2456) ، والطبراني 24/ (1035) ، والبيهقي 4/277، وابن عبد البر في "الاستذكار" 10/204 من طريق يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث، عن أمِّ هانىء، به. ويزيد بن أبي زياد ضعيف.
وانظر (26893) .(44/469)
عَنْ أُمِّ هَانِئٍ، قَالَتْ: " لَمَّا دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، حَجَبُوهُ، وَأُتِيَ بِمَاءٍ، فَاغْتَسَلَ، ثُمَّ صَلَّى الضُّحَى (1) ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ، مَا رَآهُ أَحَدٌ بَعْدَهَا (2) صَلَّاهَا " (3)
26899 - حَدَّثَنَا هَارُونُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ (4) ، أَنَّ أَبَاهُ عَبْدَ اللهِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، حَدَّثَهُ
__________
(1) قولها: الضحى، ليس في (ظ6) .
(2) في (ظ6) : بعد.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي صالح، وهو مولى أم هانىء، واسمه باذام، ويقال: باذان، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه ابن أبى شيبة 2/459، والطبراني في "الكبير" 24/ (1003) و (1004) من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه الخطيب في "تاريخه" 13/290 من طريق الحارث بن عبد الرحمن، عنَ أبي صالح، به.
وسلف نحوه برقم (26887) ، وانظر هناك مكرراته.
وانظر ما بعده.
(4) في بعض الروايات: عبد الله بن عبد الله بن الحارث، وقد نقل ابن أبي حاتم عن أبيه - كما في "الجرح والتعديل"- في ترجمة عبد الله بن عبد الله ابن الحارث - أنه قال: ويقال: عُبيد الله، وعبد الله أصح. وقال الحافظ في "تهذيبه" في ترجمة عبيد الله: واستصوب أبو مسعود العجلي أنه عبد الله
مكبراً، وقد تقدم في ترجمة عبد الله بن عبد الله أن أبا حاتم قال فيه: ويقال: عبيد الله، وأن الصواب عبد الله، فإن الظاهر أنه رجل واحد اختلف في اسمه، والله أعلم.(44/470)
أَنَّ أُمَّ هَانِئٍ بِنْتَ أَبِي طَالِبٍ، أَخْبَرَتْهُ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى بَعْدَمَا ارْتَفَعَ النَّهَارُ يَوْمَ الْفَتْحِ، فَأَمَرَ بِثَوْبٍ فَسُتِرَ عَلَيْهِ، فَاغْتَسَلَ، ثُمَّ قَامَ، فَرَكَعَ ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ " لَا أَدْرِي، أَقِيَامُهُ فِيهَا أَطْوَلُ، أَوْ رُكُوعُهُ، أَوْ سُجُودُهُ، كُلُّ ذَلِكَ مِنْهُ مُتَقَارِبٌ، قَالَتْ: فَلَمْ أَرَهُ سَبَّحَهَا (1) قَبْلُ وَلَا بَعْدُ (2)
__________
(1) في (ظ6) : يسبحها.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. هارون: هو ابن معروف، وابنُ وَهْب: هو عبد الله، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي.
وأخرجه مسلم 1/498 (336) (81) ، والنسائي في "الكبرى" (485) ، وابن خزيمة (1235) ، وابن حبان (1187) و (2538) ، والبيهقي في "السنن" 3/48 من طرق عن ابن وَهْب، بهذا الإسناد. وفي رواية مسلم: ابن عبد الله ابن الحارث.
قال المِزِّي في "تحفة الأشراف" 12/452: قال أبو مسعود: كذا قال مسلم "عن ابن" ولم يسمِّه، وهو عبد الله بن عبد الله، وابن وهب يقول: عُبيدالله بن عبد الله، وكنى عنه عمداً.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (484) ، وأبو عوانة 2/270، والطبراني في "الشاميين" (1801) من طريق الزبيدي، والطبراني في "الكبير" 24/ (1027) من طريقي قُرَّة بن عبد الرحمن وعُقيل بن خالد، وفي "الشاميين" (2899) من طريق عبد الرحمن بن نمر اليحصبي، وابن عبد البر في "التمهيد" 8/137 من طريق إسحاق بن راشد، خمستُهم عن الزهري، به. وفي رواية الزبيدي
وإسحاق بن راشد: عبد الله بن عبد الله بن الحارث.
ووقع تحريف في الإسناد في مطبوع "مسند الشاميين" في الرواية (1801) ، فليصوَّب من هنا.
وقد سلف برقم (26889) من طريق معمر، عن الزهري، عن عبد الله بن=(44/471)
26900 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: مَا أَخْبَرَنِي أَحَدٌ، أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي (1) الضُّحَى غَيْرَ أُمِّ هَانِئٍ، فَإِنَّهَا حَدَّثَتْ " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ بَيْتَهَا يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، فَاغْتَسَلَ وَصَلَّى ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ، مَا رَأَتْهُ صَلَّى صَلَاةً قَطُّ (2) أَخَفَّ مِنْهَا، غَيْرَ أَنَّهُ كَانَ يُتِمُّ الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ " (3)
__________
=الحارث، عن ميمونة، لم يذكر عبيد الله بن عبد الله بن الحارث في الإسناد.
وانظر (26887) .
(1) في (ظ6) : صلى.
(2) في (ظ6) : ما رأته صلاها قط.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابنُ أبي ليلى: هو عبد الرحمن.
وأخرجه مسلم 1/497 (336) (81) ، والترمذي في "السنن" (474) ، وفي "الشمائل" (284) ، وابنُ خُزيمة (1233) ، وابنُ الأثير في "أسد الغابة" 7/405 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وكأن أحمد رأى أصح شيء في الباب حديث أمِّ هانىء.
وأخرجه الطيالسي (1620) ، والبخاري (1103) و (1176) و (4292) ، وأبو داود (1291) ، والنسائي في "الكبرى" (476) ، والدارمي (1452) ، وأبو عوانة 2/268-269، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (73) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (1066) ، والبيهقي في "السنن" 3/48 و5/81، والبغوي في "شرح السنة" (1000) من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/409 من طريق شريك، عن عمرو بن مرة، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/409، والنسائي في "الكبرى" - كما في "تحفة الأشراف" 2/454- من طريقين عن ابن أبي ليلى، به.
وقد سلف نحوه برقم (26887) .=(44/472)
26901 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ الْحَارِثِ، عَنْ صَلَاةِ الضُّحَى، فَقَالَ: أَدْرَكْتُ أَصْحَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُمْ مُتَوَافِرُونَ، فَمَا حَدَّثَنِي أَحَدٌ مِنْهُمْ أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي الضُّحَى غَيْرَ، أُمِّ هَانِئٍ، فَإِنَّهَا قَالَتْ: " دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْفَتْحِ يَوْمَ جُمُعَةٍ، فَاغْتَسَلَ، ثُمَّ صَلَّى ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ " (1)
26902 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَبَاحٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ الْجَحْشِيِّ، عَنْ مُوسَى، أَوْ فُلَانِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ، قَالَ لَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اتَّخِذِي غَنَمًا يَا أُمَّ هَانِئٍ،
__________
=وسيرد (26904) .
وانظر ما بعده.
(1) حديث صحيح دون قوله: "يوم جمعة"، وهذا إسناد ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه الحميدي (332) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (1029-1032) ، والبيهقي في "السنن" 3/48، وفي "معرفة السنن والآثار" 4/94 من طرق عن يزيد بن أبي زياد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (1379) عن ابن أبي شيبة، عن سفيان بن عيينة، عن يزيد بن أبي زياد، به.
قلنا: والذي في مطبوع "مصنف ابن أبي شيبة" 2/409: عن سفيان بن عيينة، عن يزيد بن أبي زياد، عن ابن أبي ليلى، عن أمِّ هانىء.
وسيرد برقم (27391) عن عبيدة بن حميد، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث، عن أم هانىء.
وانظر ما قبله.(44/473)
فَإِنَّهَا تَرُوحُ بِخَيْرٍ، وَتَغْدُو بِخَيْرٍ " (1)
26903 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ الْمَخْزُومِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ حُنَيْنٍ، عَنْ أَبِي مُرَّةَ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ، أَنَّهَا " رَأَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، مُخَالِفًا بَيْنَ طَرَفَيْهِ، ثَمَانِ رَكَعَاتٍ بِمَكَّةَ، يَوْمَ الْفَتْحِ " (2)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي عثمان الجحشي وموسى بن عبد الرحمن بن أبي ربيعة، فقد ترجم لهما الحافظ في "التعجيل" ولم يذكر في الرواة عن أبي عثمان سوى معمر - وهو ابن راشد الأزدي - ولم يؤثرتوثيقه عن أحد، ولم يذكر في الرواة عن موسى سوى أبي عثمان الجحشي، ولم يؤثر توثيقه عن أحد كذلك، وبقية رجاله ثقات. إبراهيم بن خالد: هو الصنعاني، ورباح: هو ابن زيد الصنعاني. ثم إنه اختلف فيه على معمر:
فقد رواه عبد الرزاق في "مصنفه" (21008) عن معمر، عن أبي عثمان الجحشي، عت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلاً.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/66، وقال: رواه أحمد وفيه: موسى ابن عبد الرحمن بن أبي ربيعة، ولم أعرفه. قلنا: فاته أن يعلّه بأبي عثمان كذلك.
وسيرد برقم (27381) بإسناد صحيح بلفظ: "اتخذوا الغنم، فإن فيها بركة".
قال السندى: قوله: "فإنها تروح"، أي: ترجع من المرعى إلى البيت اخِرَ النهار.
"بخير" أي: بلبن.
"وتغدو" أي: تخرج إلى المرعى أول النهار.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حن من أجل الضحَّاك بن عثمان - وهو ابن عبد الله الحِزامي -، وبقية رجاله ثفات رجال الصحيح. أبو مُرَّة: هو مولى عَقيل بن أبي طالب، ويقال: مولى أمِّ هانىء، واسمه يزيد، ويقال: عبد الرحمن.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (1012) من طريق أبي حازم، عن الضحاك بن عثمان، بهذا الإسناد.=(44/474)
26904 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: لَمْ يُخْبِرْنَا أَحَدٌ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى الضُّحَى إِلَّا أُمَّ هَانِئٍ، فَإِنَّهَا قَالَتْ: " دَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْتِي، فَاغْتَسَلَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، ثُمَّ صَلَّى ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ يُخِفُّ فِيهِنَّ الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ " (1)
26905 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ الْعَبْدِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ، قَالَتْ: " كُنْتُ أَسْمَعُ قِرَاءَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِاللَّيْلِ، وَأَنَا عَلَى عَرِيشِي (2) " (3)
__________
= وسلف مطولاً برقم (26896) من طريق محمد بن عمرو، عن إبراهيم بن حُنين، به.
وقد سلف مطولاً أيضاً برقم (26892) من طريق سعيد المقبري، عن أبي مُرَّة، به.
وانظر (26887) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (26900) ، إلا أن شيخ أحمد في هذا الإسناد هو وكيع بن الجراح.
(2) في (ظ2) و (ق) : عرشي.
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات. مِسْعر: هو ابنُ كِدام، وأبو العلاء العبدي: هو هلال بن خبَّاب.
وأخرجه ابن أبي شيية 1/365، والترمذي في "الشمائل" (311) ، والنسائي في "المجتبى" 2/178-179، وفي "الكبرى" (1086) ، وابن ماجه (1349) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/344، والطبراني في "الكبير"=(44/475)
26906 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي مُرَّةَ، مَوْلَى فَاخِتَةَ أُمِّ هَانِئٍ، عَنْ فَاخِتَةَ أُمِّ هَانِئٍ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَتْ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ فَتْحِ مَكَّةَ، أَجَرْتُ رَجُلَيْنِ مِنْ أَحْمَائِي، فَأَدْخَلْتُهُمَا بَيْتًا، وَأَغْلَقْتُ عَلَيْهِمَا بَابًا، فَجَاءَ ابْنُ أُمِّي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، فَتَفَلَّتَ عَلَيْهِمَا بِالسَّيْفِ، قَالَتْ: فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ أَجِدْهُ، وَوَجَدْتُ فَاطِمَةَ، فَكَانَتْ أَشَدَّ عَلَيَّ مِنْ زَوْجِهَا. قَالَتْ: فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيْهِ أَثَرُ الْغُبَارِ، فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: " يَا أُمَّ هَانِئٍ، قَدْ أَجَرْنَا مَنْ أَجَرْتِ، وَأَمَّنَّا مَنْ أَمَّنْتِ " (1)
26907 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ أَبِي مُرَّةَ، مَوْلَى عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ،
__________
=24/ (997) ، والحاكم 4/54 من طريق أبي نُعيم الفَضْل بن دُكين، عن مسعر، به.
ورواه سفيان بن عُيينة عن مسعر، واختلف عليه فيه:
فرواه محمد بن أبي عمر العدني عنه - كما عند الفاكهي في "أخبار مكة" (2515) ، والطبراني 24/ (998) - عن مسعر، عن يحيى بن جعدة، به.
ورواه علي بن حرب، عنه - كما عند البيهقي في "دلائل النبوة" 6/257- عن مسعر، عن عمرو بن دينار، عن يحيى بن جَعْدة، به.
قال الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 212 بعد أن ذكر رواية علي بن حرب:
ووهم فيه، والمحفوظ عن مسعر، عن أبي العلاء، وهو هلال بن خبَّاب، عن يحيى بن جعدة، عن أم هانىء.
وسلف برقم (26894) .
وسيرد برقم (27382) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد سلف مطولاً برقم (26892) ، إلا أن شيخ أحمد في هذا الإسناد هو وكيع بن الجراح.(44/476)
عَنْ أُمِّ هَانِئٍ، أَنَّهَا ذَهَبَتْ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْفَتْحِ، قَالَتْ: فَوَجَدْتُهُ يَغْتَسِلُ، وَفَاطِمَةُ تَسْتُرُهُ بِثَوْبٍ، فَسَلَّمْتُ، وَذَلِكَ ضُحًى، فَقَالَ: " مَنْ هَذَا؟ " فَقُلْتُ: أَنَا أُمُّ هَانِئٍ. قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ: زَعَمَ ابْنُ أُمِّي أَنَّهُ قَاتِلٌ رَجُلًا أَجَرْتُهُ، فُلَانَ بْنَ هُبَيْرَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَدْ أَجَرْنَا مَنْ أَجَرْتِ يَا أُمَّ هَانِئٍ ". فَلَمَّا فَرَغَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غُسْلِهِ، قَامَ، فَصَلَّى ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ مُلْتَحِفًا فِي ثَوْبٍ (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخن. أبو النَّضْر: هو سالم بنُ أبي أمية مولى عمر بن عبيد الله التيمي.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 1/126، وفي "الكبرى" (229) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وهو عند مالك في "الموطأ" 1/152 برواية الليثي، و (403) برواية أبي مصعب الزهري، و (162) برواية محمد بن الحسن، وص197 برواية القعنبي، ومن طريق مالك أخرجه بتمامه ومختصراً البخاري في "صحيحه" (280) و (357) و (3171) و (6158) ، وفي "الأدب المفرد" (1045) ، ومسلم (336) (70) و1/498 (336) (82) ، والترمذي (2734) ، والدارمي (1453) و (2502) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3149) ، وأبو عوانة 2/269، وابن المنذر في "الأوسط" (646) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/380، وابن حبان (1188) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (1017) ، والبيهقي في "السنن" 1/198 و9/94، وفي "معرفة السنن والآثار" 13/258 و259، وفي "شعب الإيمان" (8888) ، والبغوي في "شرح السنة" (2716) ، وفي "التفسير" 7/315. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وسيرد برقم (27388) ، وبإسناده ومتنه برقمي: (26908) و (27414) .
وسيرد مختصراً برقم (27394) عن عثمان بن عمر، عن مالك، عن موسى بن ميسرة، عن أبي مرة، عن أم هانىء.=(44/477)
26908 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ، هَذَا الْحَدِيثَ: مَالِكٌ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، أَنَّ أَبَا مُرَّةَ، مَوْلَى أُمِّ هَانِئٍ، أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أُمَّ هَانِئٍ بِنْتَ أَبِي طَالِبٍ، ذَهَبَتْ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْفَتْحِ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1)
26909 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَعْدَةَ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ، وَهِيَ جَدَّتُهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهَا يَوْمَ الْفَتْحِ، فَأُتِيَ بِشَرَابٍ (2) ، فَشَرِبَ، ثُمَّ نَاوَلَنِي، فَقُلْتُ: إِنِّي صَائِمَةٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الْمُتَطَوِّعَ أَمِيرٌ عَلَى نَفْسِهِ (3) ، فَإِنْ شِئْتِ فَصُومِي، وَإِنْ شِئْتِ فَأَفْطِرِي " (4)
26910 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ هَارُونَ ابْنِ بِنْتِ أُمِّ هَانِئٍ، أَوْ ابْنِ ابْنِ أُمِّ هَانِئٍ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَرِبَ شَرَابًا، فَنَاوَلَهَا لِتَشْرَبَ، فَقَالَتْ: إِنِّي صَائِمَةٌ، وَلَكِنْ كَرِهْتُ أَنْ أَرُدَّ سُؤْرَكَ، فَقَالَ، يَعْنِي،: "
__________
=وقد سلف نحوه برقم (26892) .
وانظر (26887) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر سابقه سنداً ومتناً.
(2) في (ظ6) : بإناء.
(3) في (ظ6) : أمير نفسه.
(4) إسناده ضعيف، وقد سلف الكلام عليه في الرواية (26893) .
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (3302) ، وابن عدي في "الكامل" 2/601، والدارقطني 2/173-174 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.(44/478)
إِنْ كَانَ قَضَاءً مِنْ رَمَضَانَ، فَاقْضِي يَوْمًا مَكَانَهُ، وَإِنْ كَانَ تَطَوُّعًا، فَإِنْ شِئْتِ فَاقْضِي، وَإِنْ شِئْتِ فَلَا تَقْضِي " (1)
° 26911 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ خَلَفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَتْ (2) : مَرَّ بِي ذَاتَ يَوْمٍ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ: إِنِّي قَدْ كَبِرْتُ وَضَعُفْتُ، أَوْ كَمَا قَالَتْ، فَمُرْنِي بِعَمَلٍ أَعْمَلُهُ وَأَنَا جَالِسَةٌ، قَالَ: " سَبِّحِي اللهَ مِائَةَ تَسْبِيحَةٍ، فَإِنَّهَا تَعْدِلُ لَكِ مِائَةَ رَقَبَةٍ تُعْتِقِينَهَا مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَاحْمَدِي اللهَ مِائَةَ تَحْمِيدَةٍ، فإنها (3) تَعْدِلُ لَكِ مِائَةَ فَرَسٍ مُسْرَجَةٍ مُلْجَمَةٍ، تَحْمِلِينَ عَلَيْهَا فِي سَبِيلِ اللهِ، وَكَبِّرِي اللهَ مِائَةَ تَكْبِيرَةٍ،
__________
(1) إسناده ضعيف، وقد سلف الكلام عليه في الرواية (26897) . وأخرجه الطيالسي (1616) ، والدارمي (1735) ، والنسائي في "الكبرى" (3305) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/107، والطبراني في "الكبير" 24/ (990) ، والدارقطني 2/174-175، والبيهقي في "السنن" 4/278 و278-279، وفي "معرفة السنن والآثار" 6/339، وفي "السنن الصغير" (1437) ، وابن عبد البر في "الاستذكار" 10/204-205 من طرق عن حمَّاد ابن سلمة، به.
ورواه يزيد بن هارون، عن حماد بن سلمة، بغير هذا اللفظ، كما سيرد في الرواية (27384) .
وانظر (26893) .
(2) في (ظ2) و (م) : قال: قالت.
(3) قوله: فإنها، ليس في (م) .(44/479)
فَإِنَّهَا تَعْدِلُ لَكِ مِائَةَ بَدَنَةٍ مُقَلَّدَةٍ مُتَقَبَّلَةٍ، وَهَلِّلِي اللهَ مِائَةَ تَهْلِيلَةٍ، قَالَ ابْنُ خَلَفٍ: أَحْسِبُهُ قَالَ، تَمْلَأُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، وَلَا يُرْفَعُ يَوْمَئِذٍ لِأَحَدٍ مِثْلُ عَمَلِكَ (1) إِلَّا أَنْ يَأْتِيَ بِمِثْلِ مَا أَتَيْتِ بِهِ " (2)
__________
(1) في (م) وبقية النسخ: لأحد عمل، والمثبت من (ظ6) .
(2) إسناده ضعيف لضعف أبي صالح، وهو باذام - ويقال: باذان - مولى أمِّ هانىء، وموسى بنُ خَلَف- وهو العمِّي- وعاصمُ ابنُ بَهْدَلَة مختلفٌ فيهما، حسنا الحديث، وسعيد بنُ سليمان - وهو المعروف بسعدويه - ثقة من رجال مسلم، وأخرج له البخاري متابعة.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10680) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (844) - والطبراني في "الكبير" 24/ (1008) من طريق سعيد بن سليمان، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/254-255 عن عبد السلام بن مُطهّر، عن موسى بن خَلَف، به. وقال عقبه: ولا يصحُّ هذا عن أمِّ هانىء.
وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (20580) ، والبغوي في "شرح السنة" (1280) من طريق أبان، عن أبي صالح، به.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/254 من طريق ثابت، عن مولى أمِّ هانىء - ولم يسمِّه - به.
وأخرجه بنحوه ابن ماجه (3810) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (995) و (10071) ، وفي "الأوسط" (4235) ، والحاكم 1/513-514 من طرق عن أمِّ هانىء، به. وهذه الطرق كلها ضعيفة.
وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/92، وقال: رواه أحمد، والطبراني في "الكبير"، ورواه في "الأوسط" ثم قال: وأسانيدهم حسنة!
وسيأتي بغير هذا الإسناد برقم (27393) .(44/480)
حَدِيثُ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا (1)
26912 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ أَسْمَاءَ، قَالَتْ: قُلْتُ (2) لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَيْسَ لِي إِلَّا مَا أَدْخَلَ الزُّبَيْرُ بَيْتِي؟ قَالَ: " أَنْفِقِي، وَلَا تُوكِي، فَيُوكَى عَلَيْكِ " (3)
__________
(1) قال السندي: أسماء بنتُ أبي بكر رضي الله عنهما، أسلمت قديماً بمكة، قيل: بعد سبعة عشر نفساً، وتزوجها الزبير بن العوام، وهاجرت وهي حامل منه بولده عبد الله، فوضعته بقباء، وعاشت إلى أن ولي ابنُها الخلافة، ثم إلى أن قُتل، وماتت بعده بقليل، قيل: أنها بلغت مئة سنة ولم يسقط لها
سِنٌّ، ولم يُنكَر لها عَقلٌ.
(2) قوله: قلت، ليس في (ظ6) .
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. أيوب: هو السَّخْتِياني، وابنُ أبي مليكة: هو عبد الله بن عُبيد الله.
وأخرجه الحميدي (325) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (248) من طريق سفيان بن عُيينة، بهذا الإسناد.
وأخر جه عبد الرزاق (16614) و (20056) ، والترمذي (1960) ، والنسائي في "الكبرى" (9192) - وهو في "عشرة النساء" (310) - والطبراني في "الكبير" 24/ (245) و (246) و (247) من طرق عن أيوب، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه الطبراني 24/ (253) و (254) و (255) ، وابن عدي في "الكامل" 2/664 من طرق عن ابن أبي مُليكة، به.
وسيأتي من طريق أيوب برقم (26987) . ورواه ابن جريح - كما في الرواية (26980) - ومحمد بن سليمان وعبد الجبار بن الورد - كما في الرواية (26984) - ثلاثتهم عن ابن أبي مُلَيْكة بمثل إسناد أيوب. لكن ابن جريح رواه=(44/481)
26913 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُمِّهِ، قَالَتْ: أَتَتْنِي أُمِّي رَاغِبَةً فِي عَهْدِ قُرَيْشٍ، وَهِيَ مُشْرِكَةٌ، فَسَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَصِلُهَا؟ قَالَ: " نَعَمْ " (1)
__________
= مرة أخرى - كما في الرواية (26988) - عن ابن أبي مليكة، عن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أسماء. قال الحافظ في "الفتح" 5/218: وصرّح أيوب عن ابن أبي مُليكة بتحديث أسماء له بذلك، فيحمل على أنه سمعه من عبَّاد عنها، ثم حدَّثته به.
وسيأتي من طرق عن أسماء بالأرقام: (26922) و (26934) و (26935) و (26970) و (26985) و (26990) و (26991) .
وسلف برقم (25081) من طريق أسامة بن زيد، عن ابن أبي مليكة، بمثل إسناد أيوب.
وفي الباب عن عائشة، سلف برقم (24418) .
قال السندي: قولها: "إلا ما أدخل الزُّبير بيتي" أي لإطعام أهلِ البيت، أو إلا ما أدخل الزُّبير، فملّكني في النفقة، وعلى الثاني فالأمر بالإنفاق واضح، وعلى الأول، فلا بد من التقييد بأنه إذن بالإنفاق من المطبوخ بالقدر المعروف.
"ولا تُوكي": من الإيكاء بمعنى الربط، أي: لا تربطي أوعيتك من الإنفاق في سبيل الخير، فيفعل الله بك مثل ذلك في الدنيا أو في الآخرة.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الشافعي في "المسند" 2/187 (بترتيب السندي) ، وفي "السنن" (511) ، وفي "الأم" 2/52، والحميدي (318) ، والبخاري في "صحيحه" (5878) ، وفي "الأدب المفرد" (25) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (208) ، والبيهقي في "السنن" 4/191 و9/129، والبغوي في "شرح السنة" (3425) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 7/110 من طرق عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وزاد الحميدي والبخاري والبيهقي في إحدى روايتيه: قال سفيان:=(44/482)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=فانزل الله: (لا ينهاكم الله عن الذينَ لم يُقاتلوكم في الدِّين ... ) [الممتحنة: 8] .
ورواه محمد بن أبي بكر المقدمي - كما عند الطبراني في "الكبير" 24/ (343) - وسعدان بن نصر- كما عند البيهقي في "السنن" 4/191، وفي "الشعب" (7931) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 14/264 - وعبد الجبار بن العلاء، وعليُّ بن شُعيب، وعلي بن حرب - فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 192- خمستهم عن سفيان بن عُيينة، عن هشام بن عروة، عن فاطمة بنت المنذر، عن أسماء، به.
وذكر الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 192 أن الصواب رواية من رواه عن سفيان بن عيينة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن أسماء.
وأخرجه الشافعي في "السنن" (512) ، والطيالسي (1643) ، وعبد الرزاق (9932) ، وسعيد بن منصور في "سننه" (2917) ، والبخاري (2620) و (3183) ، ومسلم (1003) ، وأبو داود (1668) ، وابن حبان (452) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (203-206) ، والبغوي في "التفسير" [الممتحنة: 8] من طرق عن هشام بن عروة، به.
وسيأتي برقم (26914) من طريق ليث بن سعد، و (26939) من طريق عبد الله بن عقيل، و (26940) من طريق ابن نمير، و (26994) من طريق حماد بن سلمة، أربعتهم عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن أسماء.
وأخرجه الطبراني 24/ (229) من طريق أبي الزناد، عن عروة، به.
وسيأتي نحوه برقم (26915) من طريق ابن لَهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة، عن أسماء.
وخالفهم عبدة بن سليمان ويعقوب بن عبد الرحمن وعمر بن علي - كما عند الطبراني في "الكبير" 24/ (341) و (342) و (343) (على الترتيب) - فرووه عن هشام بن عروة، عن فاطمة بنت المنذر، عن أسماء، به.
قال السندي: قولها: "راغبة" أي: في الخير والإحسان، أو راغبة عن دين=(44/483)
26914 - حَدَّثَنَا (1) يُونُسُ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَسْمَاءَ، مِثْلَهُ. وَقَالَ: وَهِيَ (2) مُشْرِكَةٌ فِي عَهْدِ قُرَيْشٍ وَمُدَّتِهِمْ إِذْ عَاهَدُوا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (3)
26915 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ، أَنَّهُ سَمِعَ عُرْوَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَتْ: قَدِمَتْ أُمِّي وَهِيَ مُشْرِكَةٌ فِي عَهْدِ قُرَيْشٍ إِذْ عَاهَدُوا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَاسْتَفْتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: أُمِّي قَدِمَتْ وَهِيَ رَاغِبَةٌ، أَفَأَصِلُهَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَعَمْ، صِلِي أُمَّكِ " (4)
__________
= الاسلام، لا قاصدة للدخول فيه.
"في عهد قريش" أي: في أيام صُلحهم.
(1) في (ظ2) : حدثناه.
(2) في (ظ2) و (ق) : وقالا هي.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يونس: هو ابن محمد المؤدِّب.
وعلَّقه البخاري بصيغة الجزم برقم (5979) ، فقال: وقال الليث ... فذكر الحديث بإسناده.
وانظر "تغليق التعليق" 5/85-86.
وانظر ما قبله.
(4) حديث صحيح، ابن لهيعة - وإن كان سيِّىءَ الحفظ - قد توبع، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخبن. حسن: هو ابن موسى الأشيب، وأبو الأسود: هو محمد بن عبد الرحمن بن نوفل يتيم عروة.(44/484)
26916 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ، قَالَتْ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُجَّاجًا، حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالْعَرْجِ، نَزَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَلَسَتْ عَائِشَةُ إِلَى جَنْبِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَجَلَسْتُ إِلَى جَنْبِ أَبِي، وَكَانَتْ زِمَالَةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَزِمَالَةُ أَبِي بَكْرٍ وَاحِدَةً مَعَ غُلَامِ أَبِي بَكْرٍ، فَجَلَسَ أَبُو بَكْرٍ يَنْتَظِرُهُ أَنْ يَطْلُعَ عَلَيْهِ، فَطَلَعَ، وَلَيْسَ مَعَهُ بَعِيرُهُ، فَقَالَ: أَيْنَ بَعِيرُكَ؟ قَالَ: أَضْلَلْتُهُ (1) الْبَارِحَةَ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: بَعِيرٌ وَاحِدٌ تُضِلُّهُ، فَطَفِقَ يَضْرِبُهُ وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَبَسَّمُ، وَيَقُولُ: " انْظُرُوا إِلَى هَذَا الْمُحْرِمِ وَمَا يَصْنَعُ " (2)
__________
(1) في (م) : قد أضللته.
(2) إسناده ضعيف ابنُ إسحاق مدلِّسٌ وقد عنعن، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير يحيى بن عبَّاد بن عبد الله بن الزبير، فقد روى له البخاري في "القراءة" وأصحابُ السنن، وهو ثقة.
وأخرجه أبو داود (1818) عن الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (1818) ، وابن ماجه (2933) ، وابن خزيمة (2679) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (239) ، والحاكم 1/453- 454، والبيهقي في "السنن" 5/67-68 من طريق عبد الله بن إدريس، به. قال الحاكم: هذا حديث غريب صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه! ووافقه الذهبي!
قال السندي: قولها: "بالعَرْج" بفتح فسكون: قرية جامعة من عمل الفُرْع على أيام من المدينة.
"زِمالة": ضبط بكسر الزاي، أي: أدوات السفر وآلا مما يتعلق به.(44/485)
26917 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ يَعْنِي ابْنَ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ: أَفْرِدُوا بِالْحَجِّ (1) ، وَدَعُوا قَوْلَ هَذَا، يَعْنِي ابْنَ عَبَّاسٍ، فَقَالَ ابْنُ الْعَبَّاسِ: أَلَا تَسْأَلُ أُمَّكَ، عَنْ هَذَا؟ فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا، فَقَالَتْ: صَدَقَ ابْنُ عَبَّاسٍ، " خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُجَّاجًا، فَأَمَرَنَا، فَجَعَلْنَاهَا عُمْرَةً، فَحَلَّ لَنَا الْحَلَالُ، حَتَّى سَطَعَتْ الْمَجَامِرُ بَيْنَ النِّسَاءِ وَالرِّجَالِ " (2)
26918 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ، عَنْ أَسْمَاءَ، قَالَتْ: أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ امْرَأَةٌ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ
__________
(1) في (ظ6) : الحج.
(2) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 4/103، والطبراني في "الكبير" 24/ (243) من طريق محمد بن فُضيل، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني 24/ (244) من طريق جرير، عن يزيد بن أبي زياد، به.
وسيأتي دون ذكر القصة برقم (26952) .
وانظر (26946) و (26962) .
وقد رُوي من حديث ابن الزبير- كما سلف برقم (16103) - وإسناده حسن.
وفي باب التمتع بالحج، سلف من حديث ابن عمر بإسناد صحيح برقم (4822) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: "سطعت" أي: ارتفعت، أي: تداولوها بينهم للتبخّر بها.(44/486)
اللهِ، إِنَّ لِي ابْنَةً عَرِيسًا (1) ، وَإِنَّهُ أَصَابَتْهَا حَصْبَةٌ، فَتَمَرَّقَ شَعْرُهَا (2) ، أَفَأَصِلُهُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَعَنَ اللهُ الْوَاصِلَةَ وَالْمُسْتَوْصِلَةَ " (3)
26919 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَتْ: " نَحَرْنَا فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَسًا، فَأَكَلْنَا مِنْهُ " (4)
__________
(1) في (ظ6) : لي ابنة عريّس.
(2) في (ظ6) : شعر رأسها.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بنُ خازم الضرير.
وأخرجه مسلم (2122) (115) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (24804) .
قال السندي: قولها: "فتمرّقَ" بإهمال الراء، أي: سقط.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (1942) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/211، والدارقطني 4/290 من طريق أبي معاوية محمد بن خازم الضرير، بهذا الإسناد. وفي رواية الدارقطني قرن فاطمة بنت المنذر بعباد بن حمزة.
وأخرجه ابن المبارك في "مسنده" (196) ، والشافعي في "مسنده" 2/172 (ترتيب السندي) ، وفي "السنن" (586) ، وفي "الأم" 2/223، وعبد الرزاق في "مصنفه" (8731) ، والحميدي (322) ، وابن أبي شيبة 8/255-256 و14/179، وعَبْد بنُ حميد في "المنتخب" (1573) ، والبخاري (5510) و (5511) و (5512) و (5519) ، ومسلم (1942) ، والنسائي في "المجتبى"
7/227 و231، وفي " الكبرى" (4495) و (4509) و (4510) و (6644) ،=(44/487)
26920 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَتْ: أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ امْرَأَةٌ، فَقَالَتْ:
__________
= والدارمي (1992) ، والفاكهي في "أخبار مكة" بإثر (1673) ، وأبو عوانة 5/156 و157، وابن حبان (5271) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (298-304) ، والدارقطني 4/290، والبيهقي في "السنن" 9/279 و327، وفي "السنن الصغير" (3891) ، وفي "معرفة السنن والآثار" 14/95-96 من طرق عن هشام بن عروة، به. وفي رواية بعضهم بلفظ: ذبحنا.
قال البخاري عقب الرواية (5512) : تابعه وكيع وابن عيينة عن هشام على النحر.
قال الحافظ في "الفتح" 9/642: ورواية ابن عيينة التي أشار إليها ستأتي موصولة بعد بابين من رواية الحميدي عن سفيان وهو ابن عيينة، به [برقم (5519) ] وقال: "نحرنا". ورواية وكيع أخرجها أحمد عنه بلفظ: "نحرنا" وأخرجها مسلم.
قلنا: وستأتي رواية وكيع برقم (26933) و (26983) .
ورواه سليمان بن بلال وأيوب السَّختياني - كما عند الطبراني في "الكبير" 24/ (211) و (212) - وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان - كما عند الدارقطني 4/290- ثلاثتهم عن هشام بن عروة، فقال: عن أبيه، عن أسماء، به.
قال الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 190: وقال الحفَّاظ من أصحاب هشام (منهم: الثوري، وحماد بن زيد، ومعمر، ويحيى القطان، وغيرهم) : عن هشام، عن فاطمة بنت المنذر، عن أسماء، وهو الصواب.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (305) من طريق البهي مولى الزبير، عن فاطمة بنت المنذر، به.
وأخرجه أيضاً 24/ (232) ، وفي "الشاميين" (226) من طريق ابن مدرك، عن عروة، عن أسماء، به.
وسيأتي بالأرقام: (26930) و (26933) و (26978) و (26983) .(44/488)
يَا رَسُولَ اللهِ، الْمَرْأَةُ يُصِيبُهَا مِنْ دَمِ حَيْضِهَا؟ (1) فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِتَحُتَّهُ، ثُمَّ لِتَقْرِضْهُ بِمَاءٍ، ثُمَّ لِتُصَلِّي فِيهِ " (2)
__________
(1) في (ظ6) : حيضتها، وهي نسخة في (ظ2) و (ق) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن خزيمة (275) من طريق أبي معاوية محمد بن خازم الضرير، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشافعي في "المسند" 1/24 (بترتيب السندي) ، وفي "الأم" 1/5 و58، والطيالسي (1638) ، وعبد الرزاق في "مصنفه" (1223) ، والحميدي (320) ، وابن أبي شيبة 1/95، ومسلم (291) ، وأبو داود (362) ، والترمذي (138) ، والنسائي في "المجتبى" 1/155، وفي "الكبرى" (285) ، وابن ماجه (629) ، والدارمي (1016) ، وابن الجارود في "المنتقى" (120) ، وابن خزيمة
(275) ، وأبو عوانة 6/201، وابن حبان (1396) و (1397) و (1398) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (285-297) ، والبيهقي في "السنن" 1/13 و139 و244 و2/402 و406، وفي "السنن الصغير" (175) ، وفي "معرفة السنن والآثار" 1/416 و3/361 من طرق عن هشام بن عروة، به.
وأخرجه مالك في "الموطأ" (166) برواية أبي مصعب الزهري ومن طرقٍ عن مالك أخرجه الشافعي في "المسند" 1/24 (بترتيب السندي) ، وفي "الأم" 1/5 و58، والبخاري (307) ، ومسلم (291) ، وأبو داود (361) ، وابن خزيمة (275) ، وأبو عوانة 1/206 و206-207، والطبراني في "الكبير" 24/ (286) ، والبيهقي في "السنن" 1/13، وفي "السنن الصغير" (175) ، وفي "معرفة السنن والآثار" 2/62 و3/362، والبغوي في "شرح السنة" (290) عن هشام بن عروة، به.
لكن وقع في "الموطأ" من رواية يحيى الليثي 1/60-61، ومن رواية القعنبي ص81: عن هام بن عروة، عن أبيه، عن فاطمة بنت المنذر، به.
بإقحام قوله: "عن أبيه" في الإسناد، وهو خطأ كما نبَّه عليه ابن عبد البر في=(44/489)
26921 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَتْ: جَاءَتْ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ امْرَأَةٌ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي عَلَيَّ (1) ضَرَّةٌ، فَهَلْ عَلَيَّ جُنَاحٌ، أَنْ أَتَشَبَّعَ مِنْ زَوْجِي بِمَا لَمْ يُعْطِنِي؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمُتَشَبِّعُ بِمَا لَمْ يُعْطَ، كَلَابِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ " (2)
__________
=" التمهيد" 22/229، وفي "الاستذكار" 3/203.
وأخرجه الدارمي (772) و (1018) ، وأبو داود (360) ، وابن خزيمة (276) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (350) ، والبيهقي في "السنن" 2/406 من طريق محمد بن إسحاق، عن فاطمة بنت المنذر، به.
وسيرد برقمي: (26932) و (27981) .
وفي الباب عن أبي هريرة، وقد سلف برقم (8767) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب، ونزيد عليها حديث أم قيس بنت محصن، وسيرد برقم (26998) .
(1) في (م) : إني على.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (2130) ، وابن حبان (5738) من طريق أبي معاوية الضرير، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي (319) ، والبخاري (5219) ، ومسلم (2130) ، وأبو داود (4997) ، والنسائي في "الكبرى" (8922) - وهو في "عشرة النساء" (36) - وابن حبان (5739) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (322) و (323) و (324) و (326) و (327) و (328) ، وأبو الشيخ في "الأمثال" (59) ، والحاكم في "معرفة علوم الحديث" ص77-78، والقضاعي في "مسند الشهاب" (308) و (309) ، والبيهقي في "السنن" 7/347، وفي "الشعب" (4824) ، وفي=(44/490)
26922 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " انْفَحِي، أَوْ ارْضَخِي، أَوْ أَنْفِقِي، وَلَا تُوعِي، فَيُوعِيَ اللهُ عَلَيْكِ، وَلَا تُحْصِي فَيُحْصِيَ اللهُ عَلَيْكِ " (1)
__________
= "الآداب" (392) ، والبغوي في "شرح السنة" (2331) من طرق عن هشام، به.
وأخرجه أبو الشيخ في "الأمثال" (60) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 1/221-222 من طريق محمد بن إسحاق، عن فاطمة، به.
وسيرد برقمي (26929) و (27977) .
وسلف برقم (25340) عن عبد الرزاق، عن معمر، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة. وذكرنا هناك الاختلاف على هشام بن عروة، وأن الصواب هو رواية من رواه عن هشام بن عروة، عن فاطمة بنت المنذر، عن أسماء.
قال السندي: قوله: "كلابس ثَوْبَيْ زُور" أي: كمن أحاطَه الزُّور من كل جانب، بناءً على أنه أتى بالزُّور لمصلحة أن يوذيَ به غيره، وهو أيضاً زُور، فكلٌّ من عمله ونيَّته زُورٌ، فلذلك شُبّه بمن أحاطه الزور من كل جانب.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم عقب (1029) (88) ، والنسائي في "الكبرى" (9195) - وهو في "عشرة النساء" (313) - من طريق أبي معاوية محمد بن خازم، بهذا الإسناد. وقرنا بفاطمة بنت المنذر عباد بن حمزة.
وأخرجه البخاري (1433) ، ومسلم (1029) (88) ، والنسائي في "المجتبى" 5/73-74، وفي "الكبرى" (2331) و (9194) - وهو في "عشرة النساء" (312) - والخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص57، والطبراني في "الكبير" 24/ (337) و (338) و (339) ، والبيهقي في "السنن" 4/186-187،=(44/491)
26923 - حَدَّثَنَا عَثَّامُ بْنُ عَلِيٍّ أَبُو عَلِيٍّ الْعَامِرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ فَاطِمَةَ، عَنْ أَسْمَاءَ، قَالَتْ: " إِنْ (1) كُنَّا لَنُؤْمَرُ بِالْعَتَاقَةِ فِي صَلَاةِ الْخُسُوفِ " (2)
26924 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ، عَنْ أَسْمَاءَ، قَالَتْ: " وَلَقَدْ أَمَرَنَا (3) رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْعَتَاقَةِ فِي
__________
= وفي "الشعب" (3436) من طرق عن هشام، به.
وأخرجه ابن حبان (3209) من طريق أبي أسامة، عن هشام، عن فاطمة بنت المنذر وعباد بن عبد الله بن الزبير، به.
وسيأتي بالأرقام: (26934) و (26935) و (26990) و (26991) .
وسلف برقم (26912) .
قال السندي: قوله: "انْفَحِي، أو ارْضَخِي" الأول من النَّفْح، بحاء مهملة، بمعنى الضرب والرمي، أي: اضربي بالعطاء بين الفقراء، والثاني من الرضخ، بخاء معجمة، وهو العطاء القليل.
(1) في (ق) :إنا.
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري، عثَّام بنُ علييّ من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (320) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (2520) ، والبيهقي في "السنن" 3/340 من طريق عثَّام ابن علي، به. وانظر ما بعده.
(3) في (ظ6) : أمر.(44/492)
صَلَاةِ (1) كُسُوفِ الشَّمْسِ " (2)
26925 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ فَاطِمَةَ، عَنْ أَسْمَاءَ، قَالَتْ: خَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ، فَقُلْتُ: مَا شَأْنُ النَّاسِ يُصَلُّونَ؟ فَأَشَارَتْ بِرَأْسِهَا إِلَى السَّمَاءِ، فَقُلْتُ: آيَةٌ؟ قَالَتْ: نَعَمْ، فَأَطَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقِيَامَ جِدًّا حَتَّى تَجَلَّانِي الْغَشْيُ، فَأَخَذْتُ قِرْبَةً إِلَى جَنْبِي، فَجَعَلْتُ أَصُبُّ عَلَى رَأْسِي الْمَاءَ، فَانْصَرَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ تَجَلَّتِ الشَّمْسُ، فَخَطَبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَحَمِدَ اللهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ،
__________
(1) قولها: صلاة، ليس في (ظ6) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. زائدة: هو ابن قُدامة الثقفي.
وأخرجه أبو داود (1192) ، وابن حبان (2855) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (319) ، والحاكم 1/331 من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (1054) و (2519) ، والدارمي (1532) ، وابن الجارود في "المنتقى" (251) ، وابن خزيمة (1401) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/332، والحاكم 1/331، والبيهقي في "السنن" 3/340، وفي "الشُّعب" (4346) ، والبغوي في "شرح السنة" (1147) من طرق عن زائدة، به.
وعلَّقه البخاري بصيغة الجزم عقب الحديث (2519) من طريق الدراوردي، عن هشام بن عروة.
قلنا: ورواية الدراوردي قد وصلها الدارمي (1531) ، وابن خزيمة بإثر (1401) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (318) ، والحاكم 1/331- 332، والحافظ في "تغليق التعليق" 3/338.
وانظر ما قبله.(44/493)
ثُمَّ قَالَ: " أَمَّا بَعْدُ، مَا مِنْ شَيْءٍ لَمْ أَكُنْ رَأَيْتُهُ إِلَّا قَدْ رَأَيْتُهُ فِي مَقَامِي هَذَا، حَتَّى الْجَنَّةُ وَالنَّارُ، إِنَّهُ قَدْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّكُمْ تُفْتَنُونَ فِي الْقُبُورِ قَرِيبًا، أَوْمِثْلَ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ، لَا أَدْرِي أَيَّ ذَلِكَ قَالَتْ أَسْمَاءُ، يُؤْتَى أَحَدُكُمْ، فَيُقَالُ: مَا عِلْمُكَ بِهَذَا الرَّجُلِ؟ فَأَمَّا الْمُؤْمِنُ أَوِ الْمُوقِنُ، لَا أَدْرِي أَيَّ ذَلِكَ قَالَتْ أَسْمَاءُ، فَيَقُولُ: هُوَ مُحَمَّدٌ، هُوَ (1) رَسُولُ اللهِ، جَاءَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى، فَأَجَبْنَا وَاتَّبَعْنَا، ثَلَاثَ مِرَارٍ، فَيُقَالُ لَهُ: قَدْ كُنَّا نَعْلَمُ إِنْ كُنْتَ لَتُؤْمِنُ بِهِ، فَنَمْ صَالِحًا، وَأَمَّا الْمُنَافِقُ، أَوِ الْمُرْتَابُ، لَا يَدْرِي أَيَّ ذَلِكَ قَالَتْ أَسْمَاءُ، فَيَقُولُ: مَا أَدْرِي، سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ شَيْئًا فَقُلْتُ " (2)
__________
(1) لفظة "هو" ليست في (ظ6) ولا (ق) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله.
وأخرجه بتمامه ومختصراً ابنُ أبي شيبة 2/468-469، ومسلم (905) (11) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (316) ، والبيهقي في "السنن" 3/338، والبغوي في "شرح السنة" (1138) من طريق عبد الله بن نُمير، بهذا الإسناد.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/188-189، ومن طريقه البخاري (184) و (1053) و (7287) ، وأبو عوانة 2/370، وابن حبان (3114) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (313) ، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (18) ، والبغوي في "شرح السنة" (1137) عن هشام بن عروة، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 15/150، والبخاري (86) و (1235) ، ومسلم (905) (12) ، وأبو عوانة 2/369- 370، والطبراني 24/ (312-317) ، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (19) ، والحافظ في "تغليق التعليق" 2/405 من طرق عن هشام بن عروة، به.=(44/494)
26926 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتُ الْمُنْذِرِ، عَنْ أَسْمَاءَ أَنَّهَا كَانَتْ إِذَا أُتِيَتْ بِالْمَرْأَةِ لِتَدْعُوَ لَهَا، صَبَّتِ الْمَاءَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ جَيْبِهَا، وَقَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَنَا أَنْ نُبْرِدَهَا بِالْمَاءِ، وَقَالَ: " إِنَّهَا مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ " (1)
__________
= وعلَّقه البخاري بصيغة الجزم برقمي (922) و (1061) من طريق أبي أسامة، عن هشام، به.
قلنا: قد وصلَه مسلم وغيره من طريق أبي أسامة. وانظر "تغليق التعليق" 2/405.
وأخرجه بنحوه ومختصراً البخاري (1373) ، والنسائي في "المجتبى" 4/103- 104، وفي "الكبرى" (2189) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (213) و (227) و (230) من طرق عن عروة بن الزبير، عن أسماء، به.
وانظر الأرقام: (26954) و (26963) و (26964) و (26968) و (26976) و (26992) .
قال السندي: قولها: "حتى تجلاَّني الغَشْي" أي: غطَّاني، وأصله تجلَّلَني، فأُبدلت اللام ألفاً، ويجوز كونه من الجلاء، بمعنى ذهبَ بقوتي وصبري.
"ما من شيءٍ لم أكن رأيتُه"، أي: مما أراد الله تعالى إراءته.
"حتى الجنة والنار": يحتمل أنهما غاية لمحذوف، أي: ورايت الأمور العظام في هذا المقام حتى الجنة والنار، فإن الجنة والنار مما رآه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليلة المعراج، فلا يصحُّ جعل: "حتى الجنة والنار" غاية لرؤية ما لم يره قبل، ويحتمل أنها غاية للمذكور بتأويل، أي: ما لم أكن رأيته في العالم السفلي، فيمكن أنه ما رآهما قبل ذلك في العالم السفلي، وإنما ذكرت الجنة والنار غاية لما في رؤيتهما في ذلك المقام الضيق مع عظمهما المعلوم من الاستبعاد، والله أعلم.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (2211) من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد.=(44/495)
26927 - حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ فَاطِمَةَ، عَنْ أَسْمَاءَ، قَالَتْ: " أَفْطَرْنَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي يَوْمِ غَيْمٍ فِي رَمَضَانَ، ثُمَّ طَلَعَتِ الشَّمْسُ " قُلْتُ لِهِشَامٍ: أُمِرُوا بِالْقَضَاءِ؟ قَالَ: " وَبُدٌّ مِنْ ذَاكَ " (1)
__________
=وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/945، ومن طريقه البخاري (5724) ، والنسائي في "الكبرى" (7610) و (7611) ، والطحاوي في (شرح مشكل الآثار" (1855) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (333) ، والبغوي في "شرح السنة" (3237) عن هشام، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/80-81، ومسلم (2211) ، والترمذي بإثر الحديث (2074) ، وابن ماجه (3474) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1856) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (329-336) من طرق عن هشام، به.
وفي الباب عن ابن عمر، وقد سلف برقم (4719) وذكرنا هناك أحاديث الباب.
قال السِّندي: قوله: أن نَبْرُدَها، من بَرَدَهُ، كَنَصَرهُ، والضمير المنصوب للحمَّى.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو أسامة: هو حمَّاد بن أسامة.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 3/24، والبخاري (1959) ، وأبو داود (2359) ، وابن ماجه (1674) ، وابن خُزيمة (1991) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (345) ، والدارقطني 2/204، والبيهقي في "السنن" 4/217، وفي "السنن الصغير" (1386) من طريق أبي أسامة، بهذا الإسناد.
وأخرجه عَبْدُ بنُ حُميد في "المنتخب" (1574) ، وابن حجر في "تغليق التعليق" 3/195-196 من طريق معمر- وقد علقه البخاري عقب الحديث (1959) - والطبراني في "الكبير" 24/ (336) من طريق عبدة بن سليمان، وابن عدي في "الكامل" 4/1652 من طريق عبَّاد بن صهيب، ثلاثتهم عن هشام بن عروة، به.
إلا أن معمراً قال في روايته: فقال أنسان لهشام أقَضَوْا أم لا؟ قال: لا أدري.(44/496)
26928 - حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، وَفَاطِمَةُ (1) ، عَنْ أَسْمَاءَ، قَالَتْ: " صَنَعْتُ سُفْرَةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِ أَبِي بَكْرٍ حِينَ أَرَادَ أَنْ يُهَاجِرَ (2) ". قَالَتْ: " فَلَمْ نَجِدْ لِسُفْرَتِهِ وَلَا لِسِقَائِهِ مَا نَرْبِطُهُمَا بِهِ ". قَالَتْ: " فَقُلْتُ لِأَبِي بَكْرٍ: وَاللهِ مَا أَجِدُ شَيْئًا أَرْبِطُهُ بِهِ إِلَّا نِطَاقِي ". قَالَ: " فَقَالَ: شُقِّيهِ بِاثْنَيْنِ، فَارْبِطِي بِوَاحِدٍ السِّقَاءَ، وَالْآخَرِ (3) السُّفْرَةَ، فَلِذَلِكَ سُمِّيَتْ ذَاتَ النِّطَاقَيْنِ " (4)
__________
(1) في (م) : وفاطمة بنت المنذر.
(2) في (ظ6) : يهاجر إلى المدينة.
(3) في (م) : ولآخر.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 8/250، وابن أبي شيبة في "المصنف" 14/326، والبخاري (2979) و (3907) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (209) ، من طريق أبي أسامة حمَّاد بن أسامة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (5388) من طريق أبي معاوية الضرير، عن هشام، عن عروة، عن أبيه وحده، به. ليس فيه عن فاطمة.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 2/55 من طريق عليِّ بن مُسْهِر، عن هشام، عن فاطمة بنت المنذر وحدها، به. ليس فيه عن عروة.
وأخرجه بنحوه البخاري (5388) ، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" بإثر (3) ، وأبو نعيم في "الحلية" 1/336 من طريق وَهْب بن كَيْسان، عن أسماء، به.
وأخرجه مطولاً مسلم (2545) ، والطبراني في "الكبير" في القطعة من الجزء13/ (231) و24/ (274) و (275) ، والحاكم 3/553، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/485-486 من طريق أبي نوفل بن أبي عقرب، عن أسماء مطولاً. وفيه قصة صلب الحجاج لعبد الله بن الزبير رضي الله عنه، وفيه=(44/497)
26929 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي فَاطِمَةُ، عَنْ أَسْمَاءَ، أَنَّ امْرَأَةً قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ لِي ضَرَّةً، فَهَلْ عَلَيَّ جُنَاحٌ إِنْ تَشَبَّعْتُ مِنْ زَوْجِي بِغَيْرِ الَّذِي يُعْطِينِي؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمُتَشَبِّعُ بِمَا لَمْ يُعْطَ، كَلَابِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ " (1)
26930 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي فَاطِمَةُ، عَنْ أَسْمَاءَ، قَالَتْ: " أَكَلْنَا لَحْمَ فَرَسٍ لَنَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (2)
26931 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي فَاطِمَةُ
__________
= حديث: "يخرجُ كذاب ومُبير ... " الذي سيرد برقم (26967) .
وفي باب تسمية أسماء بذات النطاقين عن عائشة أخرجه البخاري مطولاً في قصة الهجرة (3905) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (5219) ، والنسائي في "الكبرى" (8221) - وهو في "عشرة النساء" (35) - والطبراني في "الكبير" 24/ (325) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (26921) .
وسيكرر برقم (26977) سنداً ومتناً.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن الجارود في "المنتقى" (886) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (302) ، والدارقطني 4/290 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (26919) .
وسيكرر برقم (26978) سنداً ومتناً.(44/498)
بِنْتُ الْمُنْذِرِ، وَوَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ فَاطِمَةَ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، أَنَّ امْرَأَةً مِنَ الْأَنْصَارِ قَالَتْ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ لِي بُنَيَّةً عَرِيسًا (1) ، وَإِنَّهُ تَمَرَّقَ شَعْرُهَا، فَهَلْ عَلَيَّ جُنَاحٌ إِنْ وَصَلْتُ شَعْرُهَا (2) ؟ قَالَ: " لَعَنَ اللهُ الْوَاصِلَةَ وَالْمُسْتَوْصِلَةَ " (3)
26932 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي فَاطِمَةُ، عَنْ أَسْمَاءَ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ فَاطِمَةَ، عَنْ أَسْمَاءَ، أَنَّ امْرَأَةً أَتَتِ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (4) ، فَقَالَتْ: إِحْدَانَا يُصِيبُ ثَوْبَهَا مِنْ دَمِ الْحَيْضَةِ؟ قَالَ (5) : " تَحُتُّهُ، ثُمَّ لِتَقْرُصْهُ بِالْمَاءِ، ثُمَّ لِتَنْضَحْهُ، ثُمَّ تُصَلِّي فِيهِ " (6)
__________
(1) في (ظ6) : عريّس.
(2) في (م) وسائر النسخ: رأسها، والمثبت من (ظ6) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (26918) ، غير أن شيخي أحمد هنا: هما يحيى بنُ سعيد القطان، ووكيعُ بنُ الجرَّاح.
وأخرجه مسلم (2122) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 18/87-188، وفي "الكبرى" (9373) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
(4) في (م) : النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(5) في (م) : قالت.
(6) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (26920) ، إلا أن الإمام أحمد قرن بأبي معاوية يحيى بن سعيد القطان.
وأخرجه البخاري (227) ، ومسلم (291) ، وابن خزيمة (275) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (290) ، والبيهقي في "السنن" 2/406 من طريق=(44/499)
26933 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَتْ: " نَحَرْنَا فَرَسًا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَكَلْنَا لَحْمَهُ " أَوْ " مِنْ لَحْمِهِ " (1)
26934 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ فَاطِمَةَ (2) ، عَنْ أَسْمَاءَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهَا: " أَنْفِقِي، أَوْ ارْضَخِي (3) وَلَا تُحْصِي، فَيُحْصِيَ اللهُ عَلَيْكِ، وَلَا تُوعِي، فَيُوعِيَ اللهُ عَلَيْكِ " (4)
__________
= يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وسيكرر برقم (26981) سنداً ومتناً.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/255-256 و14/179، ومسلم (1942) ، وابن ماجه (3190) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (302) ، والبيهقي في "السنن" 9/279 من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (26919) .
وسيكرر برقم (26983) سنداً ومتناً.
(2) في (ظ6) : فاطمة يعني بنت المنذر.
(3) في (ظ6) : انضحي.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (2591) ، والبيهقي في "الشعب" (3436) ، والبغوي في "شرح السنة" (1655) ، وفي "التفسير" الآية (268) من سورة البقرة من طريق ابن نمير، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (26912) .=(44/500)
26935 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، وَكَانَتْ مُحْصِيَةً. وَعَنْ عَبَّادِ بْنِ حَمْزَةَ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهَا: " أَنْفِقِي، أَوْ انْضَحِي، أَوْ انْفَحِي هَكَذَا وَهَكَذَا، وَلَا تُوعِي، فَيُوعَى عَلَيْكِ، وَلَا (1) تُحْصِي، فَيُحْصِيَ اللهُ عَلَيْكِ " (2)
26936 - حَدَّثَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَتْ: " كُنَّا نُؤَدِّي زَكَاةَ الْفِطْرِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُدَّيْنِ مِنْ قَمْحٍ، بِالْمُدِّ الَّذِي تَقْتَاتُونَ بِهِ " (3)
__________
=وسيكرر برقم (26990) سنداً ومتناً.
(1) في (ظ6) : أو لا.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبَّاد بن حمزة، فمن رجال مسلم.
وأخرجه مسلم (1029) (88) عن ابن نمير، عن محمد بن بشر، عن هشام، عن عبَّاد بن حمزة وحده، به.
وسلف برقم (26912) .
وسيكرر برقم (26991) سنداً ومتناً.
وانظر ما قبله.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، عبد الله بن المبارك صحيح السماع من ابن لهيعة - وهو عبد الله - فقد سمع منه قبل احتراق كتبه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير عتَّاب بن زياد - وهو الخراساني - فقد روى له=(44/501)
26937 - حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَتْ: تَزَوَّجَنِي الزُّبَيْرُ، وَمَا لَهُ فِي الْأَرْضِ مِنْ مَالٍ وَلَا مَمْلُوكٍ، وَلَا شَيْءٍ غَيْرَ فَرَسِهِ. قَالَتْ: فَكُنْتُ أَعْلِفُ فَرَسَهُ، وَأَكْفِيهِ مَئُونَتَهُ، وَأَسُوسُهُ، وَأَدُقُّ النَّوَى لِنَاضِحِهِ،
__________
= ابن ماجه، وهو ثقة.
وأخرجه حُميد بن زنجويه في "الأموال" (2377) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/43، والطبراني في "الكبير" 24/ (352) ، وفي "الأوسط" (8967) من طرق عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحارث - كما، في "بغية الباحث" (293) - من طريق يحيى بن إسحاق، عن ابن لهيعة، عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نوفل، عن أسماء، به. لم يذكر فاطمة في الإسناد.
وأخرجه ابن خزيمة (2401) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (219) ، والحاكم 1/412، والبيهقيب في "السنن" 4/170 من طريق عُقيل بن خالد، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/43، والطبراني 24/ (218) من طريق يحيى بن أيوب، كلاهما هشام بن عروة، عن أبيه، عن أسماء، به.
وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
وأخرجه حميد بن زنجويه في "الأموال" (2378) عن محاضر بن مورِّع، عن هشام بن عروة، عن فاطمة بنت المنذر، عن أسماء، به. ومحاضر بن مورِّع له أوهام.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/176 عن عبد الرحيم بن سليمان، عن هشام بن عروة، عن أبيه - أو عن فاطمة، على الشك - عن أسماء، به.
وسيكرر برقم (26995) سنداً ومتناً.(44/502)
أَعْلِفُ (1) ، وَأَسْتَقِي الْمَاءَ، وَأَخْرُزُ غَرْبَهُ، وَأَعْجِنُ، وَلَمْ أَكُنْ أُحْسِنُ أَخْبِزُ، فَكَانَ يَخْبِزُ لِي جَارَاتٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَكُنَّ نِسْوَةَ صِدْقٍ، وَكُنْتُ أَنْقُلُ النَّوَى مِنْ أَرْضِ الزُّبَيْرِ الَّتِي أَقْطَعَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رَأْسِي، وَهِيَ مِنِّي عَلَى ثُلُثَيْ فَرْسَخٍ. قَالَتْ: فَجِئْتُ يَوْمًا وَالنَّوَى عَلَى رَأْسِي، فَلَقِيتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَدَعَانِي ثُمَّ قَالَ: " إِخْ إِخْ "، لِيَحْمِلَنِي خَلْفَهُ. قَالَتْ: فَاسْتَحْيَيْتُ أَنْ أَسِيرَ مَعَ الرِّجَالِ، وَذَكَرْتُ الزُّبَيْرَ وَغَيْرَتَهُ. قَالَتْ: وَكَانَ أَغْيَرَ النَّاسِ، فَعَرَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنِّي قَدِ اسْتَحْيَيْتُ، فَمَضَى، وَجِئْتُ الزُّبَيْرَ، فَقُلْتُ: لَقِيَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى رَأْسِي النَّوَى، وَمَعَهُ نَفَرٌ (2) مِنْ أَصْحَابِهِ، فَأَنَاخَ لِأَرْكَبَ مَعَهُ، فَاسْتَحْيَيْتُ، وَعَرَفْتُ غَيْرَتَكَ، فَقَالَ: وَاللهِ لَحَمْلُكِ النَّوَى كَانَ (3) أَشَدَّ عَلَيَّ مِنْ رُكُوبِكِ مَعَهُ. قَالَتْ: حَتَّى أَرْسَلَ إِلَيَّ أَبُو بَكْرٍ بَعْدَ ذَلِكَ بِخَادِمٍ، فَكَفَتْنِي سِيَاسَةَ الْفَرَسِ فَكَأَنَّمَا أَعْتَقَنِي " (4)
__________
(1) في (ظ2) و (ق) و (م) : وأعلف، والمثبت من (ظ6) .
(2) في (ق) : ناس.
(3) قوله: كان، ليس في (م) .
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو أسامة: هو حمَّادُ بنُ أسامة.
وأخرجه البيهقي في "السنن " 7/ 293 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابنُ سعد 8/250- 251، والبخاري (3151) و (5224) ، ومسلم (2182) (34) ، والنسائي في "الكبرى" (9170) -وهو في "عشرة النساء"=(44/503)
26938 - حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَسْمَاءَ، أَنَّهَا حَمَلَتْ بِعَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بِمَكَّةَ، قَالَتْ: فَخَرَجْتُ وَأَنَا مُتِمٌّ، فَأَتَيْتُ الْمَدِينَةَ، فَنَزَلْتُ بِقُبَاءَ، فَوَلَدْتُهُ بِقُبَاءَ، ثُمَّ أَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَوَضَعْتُهُ فِي حِجْرِهِ، ثُمَّ " دَعَا بِتَمْرَةٍ، فَمَضَغَهَا، ثُمَّ تَفَلَ فِي فِيهِ، فَكَانَ أَوَّلَ مَا دَخَلَ فِي جَوْفِهِ رِيقُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " قَالَتْ: " ثُمَّ حَنَّكَهُ بِتَمْرَةٍ، ثُمَّ دَعَا لَهُ، وَبَرَّكَ عَلَيْهِ (1) ، وَكَانَ أَوَّلَ مَوْلُودٍ وُلِدَ فِي الْإِسْلَامِ " (2)
__________
= (288) - وابن حبان (4500) ، والبيهقي في "السنن" 7/293 من طريق أبي أسامة، به.
وقال البخاري عقب الرواية (3151) : وقال أبو ضمرة: عن هشام، عن أبيه، أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أقطع الزُّبير أرضاً من أموال بني النضير.
والحديث سيأتي مختصراً برقم (26972) .
(1) قوله: عليه، ليس في (ظ6) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو أسامة: هو حمَّاد بن أسامة.
وأخرجه البخاري (3909) و (5469) ، ومسلم (2146) (26) ، والبيهقي في "السنن" 6/205 من طريق أبي أسامة، بهذا الإسناد.
وعلَّقه البخاري بصيغة الجزم عقب الرواية (3909) فقال: تابعه خالد بن مخلد، عن علي بن مُسهر، عن هشام ...
قلنا: وهذه الرواية وصلَها ابن أبي شيبة 8/20 و14/335، ومسلم (2146) (26) ، والحافظ في "تغليق التعليق" 4/95.
وأخرجه مسلم (2146) (25) ، والطبراني في "الكبير" القطعة من الجزء 13/ (222) و24/ (321) و (344) من طريق شعيب بن إسحاق، عن هشام بن عروة، عن أبيه وفاطمة بنت المنذر، قالا: خرجت أسماء حين هاجرت وهي=(44/504)
26939 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيلٍ يَعْنِي عَبْدَ اللهِ بْنَ عَقِيلٍ الثَّقَفِيَّ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ أُمِّهِ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَتْ: قَدِمَتْ عَلَيَّ أُمِّي فِي مُدَّةِ قُرَيْشٍ مُشْرِكَةً، وَهِيَ رَاغِبَةٌ، يَعْنِي مُحْتَاجَةٌ، فَسَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أُمِّي قَدِمَتْ عَلَيَّ وَهِيَ مُشْرِكَةٌ رَاغِبَةٌ أَفَأَصِلُهَا؟ قَالَ: " صِلِي أُمَّكِ " (1)
26940 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَتْ: قَدِمَتْ عَلَيَّ أُمِّي وَهِيَ مُشْرِكَةٌ فِي عَهْدِ قُرَيْشٍ إِذْ عَاهَدُوا، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أُمِّي قَدِمَتْ وَهِيَ رَاغِبَةٌ، أَفَأَصِلُهَا؟ قَالَ: " نَعَمْ، صِلِي أُمَّكِ " (2)
__________
= حُبْلى ... فذكره مطولاً، ولم يقل في آخره: وكان أول مولود ولد في الإسلام.
وأخرج نحوه الطبراني في "الكبير" 13/ (221) و24/ (210) ، والحاكم 3/548 من طريق عبد الله بن محمد بن يحيى بن عروة بن الزبير، عن هشام، عن أبيه، به. وعبد الله بن محمد متروك الحديث.
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي عَقِيل عبد الله ابن عَقِيل الثقفي، فقد روى له أصحاب السنن، وهو ثقة.
وسلف برقم (26913) .
وانظر ما بعده.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (26913) ، إلا أن شيخ أحمد في هذا الإسناد هو عبد الله بن نُمير.=(44/505)
26941 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، مَوْلَى أَسْمَاءَ، عَنْ أَسْمَاءَ، أَنَّهَا نَزَلَتْ عِنْدَ دَارِ الْمُزْدَلِفَةِ، فَقَالَتْ: أَيْ بُنَيَّ، هَلْ غَابَ الْقَمَرُ لَيْلَةَ جَمْعٍ وَهِيَ تُصَلِّي؟ قُلْتُ: لَا، فَصَلَّتْ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَتْ: أَيْ بُنَيَّ، هَلْ غَابَ الْقَمَرُ؟ قَالَ: وَقَدْ غَابَ الْقَمَرُ، قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَتْ: فَارْتَحِلُوا. فَارْتَحَلْنَا، ثُمَّ مَضَيْنَا بِهَا حَتَّى رَمَيْنَا (1) الْجَمْرَةَ، ثُمَّ رَجَعَتْ، فَصَلَّتِ الصُّبْحَ فِي مَنْزِلِهَا، فَقُلْتُ لَهَا: أَيْ هَنْتَاهُ، لَقَدْ غَلَّسْنَا. قَالَتْ: كَلَّا يَا بُنَيَّ، " إِنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَذِنَ لِلظُّعُنِ " (2)
__________
=وأخرجه ابن الجوزي في "البر والصلة" (274) من طريق الإمام أحمد، عن ابن نُمير، عن هسام بن عروة، إلا أنه قال: عن فاطمة بنت المنذر، عن أسماء!
وانظر ما قبله.
(1) في (ظ2) و (ق) : رمت.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الله مولى أسماء: هو ابن كيسان.
وأخرجه البخاري في "صحيحه" (1679) ، وفي "التاريخ الأوسط" 1/297، ومسلم (1291) ، وابن خزيمة (2884) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (270) من طرق عن يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1291) ، والفاكهي في "أخبار مكة" (2814) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/216، والطبراني في "الكبير" 24/ (269) من طرق عن ابن جريج، به.
وأخرجه الطيالسي (1642) عن طلحة، عن عبد الله مولى أسماء، به،=(44/506)
26942 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، مَوْلَى أَسْمَاءَ، عَنْ أَسْمَاءَ، قَالَ: " أَخْرَجَتْ إِلَيَّ جُبَّةً طَيَالِسَةً، عَلَيْهَا لَبِنَةُ شَبْرٍ مِنْ دِيبَاجٍ كِسْرَوَانِيٍّ، وَفَرْجَيْهَا مَكْفُوفَانِ (1) بِهِ "، قَالَتْ: " هَذِهِ جُبَّةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَلْبَسُهَا، كَانَتْ عِنْدَ عَائِشَةَ، فَلَمَّا قُبِضَتْ (2) عَائِشَةُ، قَبَضْتُهَا إِلَيَّ، فَنَحْنُ نَغْسِلُهَا لِلْمَرِيضِ مِنَّا،
__________
= مختصراً.
وأخرجه أبو داود (1943) ، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار" 7/317، وابن عبد البر في "الاستذكار" 13/63 من طريق محمد بن خلاَّد، عن يحيى ابن سعيد القطان، عن ابن جُريج، قال: أخبرني عطاء - وهو ابن أبي رباح - قال: أخبرني مخبرٌ عن أسماء أنها رمت الجمرة، قلت: إنا رمينا الجمرة بليل.
قالت: إنا كنَّا نصنع هذا على عهد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ورواه عبد العزيز بن أبي روّاد - كما عند الفاكهي في "أخبار مكة" بإثر الحديث (2814) عن ابن جريج بمثل رواية يحيى القطان السابقة.
قلنا: والمخبر الذي أخبر عن أسماء هو مولاها، فقد أخرج مالك في "الموطأ" 1/391 برواية الليثي، و (1354) برواية الزهري - ومن طريقه أخرجه النسائي في "المجتبى" 5/266، وفي "الكبرى" (4041) - وأخرج الطبراني في "الكبير" 24/ (265) من طريق أبي خالد الأحمر- كلاهما عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن عطاء بن أبي رباح، عن مولى لأسماء، قال: جئنا مع أسماء منى بِغَلَس، فقالت: كنَّا نصنعُ هذا مع من هو خيرٌ منك. ومولى أسماء هو عبد الله.
وسيأتي برقم (26966) .
(1) في (م) : وَفَرْجَاهَا مَكْفُوفَانِ.
(2) في (ظ6) : مضت.(44/507)
يَسْتَشْفِي بِهَا " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، عبد الملك - وهو ابن أبي سليمان العَرْزمي - من رجاله، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
وقد اختلف فيه على عبد الملك بن أبي سليمان:
فرواه يحيى القطان - كما في هذه الرواية، وهي عند البخاري في "الأدب المفرد" (348) - وخالد بن عبد الله الواسطي - فيما أخرجه مسلم (2069) (10) ، والبيهقي في "السنن" 2/423- ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة - فيما أخرجه النسائي في "الكبرى" (9619) - ويعلى بنُ عبيد- فيما أخرجه البيهقي 3/270- أربعتهم عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن عبد الله مولى أسماء، بهذا الإسناد.
ورواه هُشيم بن بَشير- كما سيأتي في الروايتين (26945) و (26989) - وعبد السلام بن حرب - فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (264) - كلاهما عن عبد الملك، عن عطاء بن أبي رباح، عن مولى أسماء، به. بزيادة عطاء ابن أبي رباح بين عبد الملك ومولى أسماء، والصواب رواية من رواه عن عبد الملك، عن عبد الله مولى أسماء، دون ذكر عطاء في الإسناد، فيما ذكر
النسائي عقب الرواية (9620) .
ورواه هُشيم بن بشير من رواية سُريج بن يونس عنه - فيما أخرجه النسائي في "الكبرى" (6920) - عن عبد الملك، عن عطاء، عن أبي أسماء مولى أمِّ سلمة، عن أمِّ سلمة. قال النسائي: ليس هذا محفوظاً.
ورواه جرير بن عبد الحميد - كما عند ابن أبي شيبة 8/359 - عن عبد الملك، عن عطاء، قال: كانت لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جُبَّة ... فذكره هكذا مرسلاً.
وسيأتي بالأرقام: (26944) و (26986) و (26993) من طريق حجاج بن أرطاة، عن أبي عمر مولى أسماء بلفظ: أخرجَتْ لنا أسماءُ جبة مزرورةً بالديباج، وقالت: في هذه كان يلقَى رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ العدوّ. وحجاج بن أرطاة ضعيف.=(44/508)
26943 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبَانُ يَعْنِي ابْنَ يَزِيدَ الْعَطَّارِ، عَنْ يَحْيَى يَعْنِي (1) ابْنَ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: " لَا شَيْءَ أَغْيَرُ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (2)
26944 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ أَبِي عُمَرَ، مَوْلَى أَسْمَاءَ، قَالَ:
__________
= وسيأتي برقم (26982) من طريق مغيرة بن زياد، عن أبي عمر مولى أسماء، قال: قالت أسماء: يا جارية، ناوليني جبة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: فاخرجت جبة من طيالسة.
قال السندي: قوله: "عليها لِبْنَةٌ" بكسر لام وسكون باء: هي رُقعة تعمل موضع جيب القميص والجُبَّة.
"وفَرْجَيها" أي: رأيت طَرَفَيْها.
"مكفوفَيْن به" أي: بالدِّيباج.
(1) قوله: يعني، ليس في (م) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، أبان بن يزيد العطار من رجاله، وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو سلمة: هو ابنُ عبد الرحمن بن عوف.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (221) من طريق مسلم بن إبراهيم، عن أبان بن يزيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (5222) ، ومسلم (2762) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (223) و (225) من طرق عن يحيى بن أبي كثير، به.
وسيأتي بالأرقام (26969) و (26971) و (26973) .
وفي الباب عن عبد الله بن مسعود، سلف برقم (3616) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.(44/509)
أَخْرَجَتْ إِلَيْنَا أَسْمَاءُ، جُبَّةً مَزْرُورَةً بِالدِّيبَاجِ، فَقَالَتْ: " فِي هَذِهِ كَانَ يَلْقَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعَدُوَّ " (1)
26945 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ مَوْلًى لِأَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَتْ: " كَانَ (2) لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جُبَّةٌ مِنْ طَيَالِسَةٍ لَبِنَتُهَا دِيبَاجٌ كِسْرَوَانِيٌّ " (3)
26946 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُسْلِمٍ الْقُرِّيِّ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، عَنْ مُتْعَةِ الْحَجِّ، فَرَخَّصَ فِيهَا، وَكَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ يَنْهَى عَنْهَا، فَقَالَ: هَذِهِ أُمُّ ابْنِ الزُّبَيْرِ، تُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَخَّصَ فِيهَا، فَادْخُلُوا عَلَيْهَا فَاسْأَلُوهَا. قَالَ: فَدَخَلْنَا عَلَيْهَا،
__________
(1) إسناده ضعيف لضعف حجَّاح بن أَرْطاة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه عبد بن حُميد في "المنتخب" (1576) ، وابن ماجه (2819) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (266) و (267) و (268) ، والبيهقي في "السنن" 3/218، وابنُ عبد البَرّ في "الاستذكار" 26/207، وفي "التمهيد" 14/256 من طرق عن حجَّاح بن أَرْطاة، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقمي: (26986) و (26993) .
وايظر (26942) .
(2) في (ظ2) و (ق) : كانت.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد سلف الكلام عليه في الرواية وسيكرر بإسناده ومتنه برقم (26989) .(44/510)
فَإِذَا امْرَأَةٌ ضَخْمَةٌ عَمْيَاءُ، فَقَالَتْ: " قَدْ رَخَّصَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهَا " (1)
26947 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخُو الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَوْلَى لِأَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَسْمَاءَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ كَانَ مِنْكُنَّ يُؤْمِنُ (2) بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، فَلَا تَرْفَعْ رَأْسَهَا حَتَّى نَرْفَعَ رُءُوسَنَا " " كَرَاهِيَةَ (3) أَنْ يَرَيْنَ عَوْرَاتِ الرِّجَالِ لِصِغَرِ أُزُرِهِمْ " " وَكَانُوا إِذْ ذَاكَ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. مسلم القُرِّي - وهو ابنُ مِخْراق العَبْدي - من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. رَوْح: هو ابنُ عبادة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (202) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1637) - ومن طريقه النسائي في "الكبرى" (5540) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (277) - ومسلم (1238) (195) من طريقي عبد الرحمن بن مهدي وغندر محمد بن جعفر، ثلاثتهم عن شعبة، به. قال مسلم عقب حديثه: فأما عبد الرحمن ففي حديثه المتعة، ولم يقل متعة الحج. وأما ابن جعفر فقال: قال شعبة: قال مسلم: لا أدري متعة الحج أو متعة النساء.
قلنا: ورواية الطيالسي جاء فيها: "متعة النساء"، لكنها وقعت عند الطبراني: "المتعة" دون تقييد. قلنا: والصواب أنها متعة الحج كما جاء في رواية روح عن شعبة هنا، وكما سلف في الروايات الأخرى للحديث.
انظر (16103) و (26917) .
(2) في (ظ6) : تؤمن.
(3) في (م) : كراهة.(44/511)
يَأْتَزِرُونَ هَذِهِ (1) النَّمِرَةِ " (2)
__________
(1) في (م) : بهذه.
(2) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإبهام مولاةِ أسماء - ووقع في بعض الروايات: "مولى أسماء"، وقد ترجم له الحافظ المِزِّي في "تهذيب الكمال" في المُبهمين من الرجال، وقال: إن لم يكن عبد الله بن كيسان، فلا أدري من هو - وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. غير عبد الله بن مُسلم أخي الزهري، فهو من رجال البخاري.
وقد اختلف في إسناده:
فرواه معمر، واختلف عليه فيه:
فرواه عبد الرزاق - كما في "مصنفه" (5109) ، وفيما أخرجه من طريقه أبو داود (851) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (260) ، والبيهقي في "السنن" 2/241- وعبد الأعلى بن عبد الأعلى- كما سيرد في الرواية (26949) - كلاهما عن معمر، بهذا الإسناد. قال الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 189: وهو الصحيح.
وخالفهما رباح بن زيد الصنعاني، فرواه - كما سيرد في الرواية التالية - عن معمر، عن الزُّهري، عن بعضهم، عن مولى لأسماء، عن أسماء، به.
وتابع معمراً النعمانُ بنُ راشد، فرواه- كما سيرد في الرواية (26950) - عن أخي الزهري، عن مولى لأسماء، به.
ورواه سفيان بن عيينة، واختلف عليه فيه:
فرواه الحميدي (327) ، ومحمد بن أبي عمر العدني - فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (262) - كلاهما عن سفيان بن عيينة، عن أخي الزهري، عمن سمع أسماء، عن أسماء، به.
وخالفهما سُريح بن النعمان، فرواه - كما سيرد في الرواية (26951) - عن سفيان بن عيينة، عن الزُّهري، عن عروة، عن أسماء، به.
قال الخطيب البغدادي في "تاريخه" 9/217: هكذا روى سُريج هذا الحديث عن سفيان بن عيينة، عن الزهري، وليس هو من حديث عروة، ولا من حديث الزهري عنه، وإنما رواه عبد الله بن مسلم أخو الزهري، عن مولى=(44/512)
26948 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَبَاحٌ (1) ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ بَعْضِهِمْ، عَنْ مَوْلَى لِأَسْمَاءَ، عَنْ أَسْمَاءَ، أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَ الْمُسْلِمُونَ ذَوِي حَاجَةٍ يَأْتَزِرُونَ بِهَذِهِ النَّمِرَةِ، فَكَانَتْ إِنَّمَا تَبْلُغُ أَنْصَافَ (2) سُوقِهِمْ، أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ، فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ، وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، يَعْنِي النِّسَاءَ، فَلَا تَرْفَعْ رَأْسَهَا حَتَّى نَرْفَعَ رُءُوسَنَا " " كَرَاهِيَةَ أَنْ تَنْظُرَ (3) إِلَى عَوْرَاتِ الرِّجَالِ مِنْ صِغَرِ أُزُرِهِمْ " (4)
26949 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ شِهَابٍ، أَخِي الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَوْلًى لِأَسْمَاءَ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ كَانَ
__________
= لأسماء - ويقال عن مولاة لأسماء - عن أسماء.
وكذلك قال المِزِّي في "تحفة الأشراف" 11/251.
وله شاهد من حديث أبي سعيد الخدري، وقد سلف برقم (10994) .
وآخر من حديث جابر بن عبد الله، وقد سلف برقم (14123) .
وثالث من حديث سهل بن سعد، وقد سلف برقم (15562) .
وانظر الأحاديث الأربعة التي تليه.
(1) في (ظ2) و (ق) و (م) : روح، وهو خطأ.
(2) في (ظ6) : نصف.
(3) في (ظ6) : ينظرن.
(4) حديث صحيح لغيره، وقد بسطنا القولَ فيه في الرواية السابقة. رباح: هو ابن زيد الصنعاني.(44/513)
مِنْكُنَّ يُؤْمِنُ (1) بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ " فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (2)
26950 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي النُّعْمَانُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنِ أَخِي (3) الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَوْلًى لِأَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَسْمَاءَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ، مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، فَلَا تَرْفَعْ رَأْسَهَا حَتَّى يَرْفَعَ الرِّجَالُ رُءُوسَهُمْ " قَالَتْ: " وَذَلِكَ أَنَّ أُزُرَهُمْ كَانَتْ قَصِيرَةً، مَخَافَةَ أَنْ تَنْكَشِفَ عَوْرَاتُهُمْ إِذَا سَجَدُوا " (4)
26951 - حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ، مَنْ كَانَ مِنْكُنَّ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، فَلَا تَرْفَعْ
__________
(1) في (ظ6) : تؤمن.
(2) حديث صحيح لغيره، وهو مكرر الرواية (26947) ، إلا أن شيخ أحمد في هذا الإسناد هو عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي، وقال فيه: عن مولىً لأسماء، وقد فصَّلنا القول فيه هناك.
(3) في (م) : ابن أخي، وهو خطأ.
(4) حديث صحيح لغيره، وقد سلف الكلام عليه في الرواية (27647) .
وُهيب: هو ابن خالد الباهلي، وأخو الزهري: هو عبد الله بن مُسلم.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (261) من طريق عفَّان، بهذا الإسناد.
وأخرجه أيضاً 24/ (263) من طريق جرير بن حازم، عن النعمان بن راشد، به. ووقع في مطبوعه: عن الزهري، وهو خطأ، والصواب: عن أخي الزهري.
وقد سلف برقم (26947) ، وذكرنا هناك شواهده.(44/514)
رَأْسَهَا حَتَّى يَرْفَعَ الْإِمَامُ رَأْسَهُ " " مِنْ ضِيقِ ثِيَابِ الرِّجَالِ " (1)
26952 - حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَتْ: " حَجَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَمَرَنَا، فَجَعَلْنَاهَا عُمْرَةً، فَأَحْلَلْنَا كُلَّ الْإِحْلَالِ (2) ، حَتَّى سَطَعَتْ الْمَجَامِرُ بَيْنَ النِّسَاءِ وَالرِّجَالِ " (3)
26953 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ جَدَّتِهِ، فَمَا أَدْرِي أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ أَوْ سُعْدَى بِنْتَ عَوْفٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى ضُبَاعَةَ بِنْتِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَقَالَ: " مَا يَمْنَعُكَ مِنَ الْحَجِّ يَا عَمَّةُ؟ " قَالَتْ: إِنِّي امْرَأَةٌ سَقِيمَةٌ، وَإِنِّي (4) أَخَافُ الْحَبْسَ، قَالَ: " فَأَحْرِمِي، وَاشْتَرِطِي أَنَّ مَحِلَّكِ حَيْثُ حُبِسْتِ " (5)
__________
(1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد أخطأ فيه سُريج بن النعمان كمابيَّنَّا ذلك في تعليقنا على الرواية (26947) ، فانظرها.
وأخرجه الخظيب في "تاريخه" 9/217 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
(2) في (ظ6) : الحلال.
(3) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد، وسلف برقم (26917) وفيه قصة، وشيخ الإمام أحمد هنا: هو عَبيدة بن حُميد الضبي.
(4) في (ظ6) : وأنا.
(5) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة حال أبي بكر بن عبد الله بن الزبير، فلم يذكروا في الرواة عنه سوى اثنين، ولم يُؤثر توثيقُه عن أحد، وبقية رجال الإسناد ثقات. عثمان بن حكيم: هو ابن عبَّاد بن حُنَيْف الأنصاري.=(44/515)
26954 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: حُدِّثْتُ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، أَنَّهَا قَالَتْ: " فَزِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ كَسَفَتِ الشَّمْسُ، فَأَخَذَ دِرْعًا حَتَّى أَدْرَكَ بِرِدَائِهِ، فَقَامَ بِالنَّاسِ قِيَامًا طَوِيلًا، يَقُومُ ثُمَّ يَرْكَعُ "، قَالَتْ: فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَى الْمَرْأَةِ الَّتِي هِيَ أَكْبَرُ مِنِّي قَائِمَةً، وَإِلَى الْمَرْأَةِ الَّتِي هِيَ أَسْقَمُ مِنِّي قَائِمَةً، فَقُلْتُ: إِنِّي أَحَقُّ أَنْ أَصْبِرَ عَلَى طُولِ الْقِيَامِ مِنْكِ وقَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: حَدَّثَنِي مَنْصُورُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّهِ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَزِعَ (1)
__________
=وأخرجه ابن ماجه (2936) من طريق عبد الله بن نُمير، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (233) و (773) من طريقين عن عثمان ابن حكيم، به.
وله شاهد من حديث عائشة، سلف برقم (25308) ، وذكرنا هناك بقية شواهده.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد ساق ابن جريج إسناده إلى أسماء، وصرَّح بالتحديث فيه، فانتفت شبهة تدليسه.
وهو عند عبد الرزاق في "المصنف" (4927) ، وأخرجه من طريقه الطبراني في "الكبير" 24/ (353) ، والبيهقي في "السنن " 3/342.
وأخرجه مسلم (906) (14) و (15) ، وأبو عوانة 2/368 من طرق عن ابن جُريج، به.
وأخرجه مسلم (906) (16) من طريق وُهَيْب، عن منصور بن عبد الرحمن، به.
وسيأتي برقم (26968) .
وانظر (26925) .=(44/516)
26955 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَتْ: " سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقْرَأُ وَهُوَ يُصَلِّي نَحْوَ الرُّكْنِ قَبْلَ أَنْ يَصْدَعَ بِمَا يُؤْمَرُ، وَالْمُشْرِكُونَ يَسْتَمِعُونَ {فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} [الرحمن: 13] " (1)
26956 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدَّتِهِ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَتْ: لَمَّا وَقَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذِي طُوًى، قَالَ أَبُو قُحَافَةَ لِابْنَةٍ لَهُ مِنْ أَصْغَرِ وَلَدِهِ: أَيْ
__________
=قال السندي: قولها: "فأخَذَ دِرْعاً" أي: قميص المرأة مقام الرداء، من السرعة والفزع.
"حتى أدرك بردائه" أي: حتى إن الناس أخذوا منه الدِّرع، وأعطَوْه الرِّداء.
(1) إسناده ضعيف، يحيى بن إسحاق - وهو السّيلحيني - وإن كان من قدماء اصحاب ابن لَهيعة، إلا أنَّ ابن لهيعة انفردَ به، وهو ممن لا يحتمل تفرده، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو الأسود: هو محمد بن عبد الرحمن بن نوفل يتيم عروة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (231) من طريق سعيد بن أبي مريم، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/115 و7/117، وقال في الموضع الأول: رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، وفيه ابن لهيعة، وفيه كلام، وقال في الموضع الثاني: وفيه ابن لهيعة، وفيه ضعف، وحديثه حسن، وبقية رجاله رجال الصحيح.(44/517)
بُنَيَّةُ، اظْهَرِي بِي (1) عَلَى أَبِي قَبِيسٍ. قَالَتْ: وَقَدْ كُفَّ بَصَرُهُ. قَالَتْ: فَأَشْرَفْتُ بِهِ عَلَيْهِ، فَقَالَ: يَا بُنَيَّةُ، مَاذَا تَرَيْنَ؟ قَالَتْ: أَرَى سَوَادًا مُجْتَمِعًا، قَالَ: تِلْكَ الْخَيْلُ، قَالَتْ: وَأَرَى رَجُلًا يَسْعَى بَيْنَ ذَلِكَ السَّوَادِ مُقْبِلًا وَمُدْبِرًا، قَالَ: يَا بُنَيَّةُ، ذَلِكَ الْوَازِعُ، يَعْنِي الَّذِي يَأْمُرُ الْخَيْلَ وَيَتَقَدَّمُ إِلَيْهَا، ثُمَّ قَالَتْ: قَدْ وَاللهِ انْتَشَرَ السَّوَادُ، فَقَالَ: قَدْ وَاللهِ إِذَا دَفَعَتِ الْخَيْلُ، فَأَسْرِعِي بِي إِلَى بَيْتِي، فَانْحَطَّتْ بِهِ، وَتَلَقَّاهُ الْخَيْلُ قَبْلَ أَنْ يَصِلَ إِلَى بَيْتِهِ، وَفِي عُنُقِ الْجَارِيَةِ طَوْقٌ لَهَا مِنْ وَرِقٍ، فَتَلَقَّاهُ رَجُلٌ، فَاقْتَلَعَهُ مِنْ عُنُقِهَا. قَالَتْ: فَلَمَّا دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ، وَدَخَلَ الْمَسْجِدَ، أَتَاهُ أَبُو بَكْرٍ بِأَبِيهِ (2) ، فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " هَلَّا تَرَكْتَ الشَّيْخَ فِي بَيْتِهِ حَتَّى أَكُونَ أَنَا آتِيهِ فِيهِ ". قَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللهِ، هُوَ أَحَقُّ أَنْ يَمْشِيَ إِلَيْكَ مِنْ أَنْ تَمْشِيَ أَنْتَ إِلَيْهِ، قَالَ: فَأَجْلَسَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، ثُمَّ مَسَحَ صَدْرَهُ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: " أَسْلِمْ ". فَأَسْلَمَ، وَدَخَلَ بِهِ أَبُو بَكْرٍ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَأْسُهُ كَأَنَّهُ ثَغَامَةٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " غَيِّرُوا هَذَا مِنْ شَعْرِهِ ". ثُمَّ قَامَ أَبُو بَكْرٍ، فَأَخَذَ بِيَدِ أُخْتِهِ، فَقَالَ: أَنْشُدُ بِاللهِ وَالْإِسْلَامِ (3) طَوْقَ أُخْتِي، فَلَمْ يُجِبْهُ أَحَدٌ، فَقَالَ:
__________
(1) في (ظ6) : لي.
(2) في (م) : أتاه أبو بكر بأبيه يعوده.
(3) في (م) : وبالإسلام.(44/518)
يَا أُخَيَّةُ (1) ، احْتَسِبِي طَوْقَكِ (2)
26957 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ (3) إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، أَنَّ أَبَاهُ، حَدَّثَهُ
__________
(1) في (ظ2) و (ق) : يا أخته.
(2) إسناده حسن، ابن إسحاق - وهو محمد - حسن الحديث، وقد صرَّح بالتحديث هنا، فانتفت شبهةُ تدليسه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير يحيى بن عبَّاد ابن عبد الله بن الزُّبير، فقد روى له البخاري في "القراءة" وأصحابُ السنن، وهو ثقة. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزهري.
وأخرجه ابن حبان (7208) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (236) من طريق أحمد بن محمد بن أيوب، عن إبراهيم بن سعد، به.
وأخرجه ابن سعد 5/451-452، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3684) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (237) ، والحاكم 3/46-47، والبيهقي في "السنن" 9/121-122، وفي "دلائل النبوة" 5/95-96، وابن الأثير في "أسد الغابة" 3/582 من طرق عن ابن إسحاق، به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم.
وأخرج الطبراني في "الكبير" 24/ (238) من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن أسماء، قالت: لما كان يوم الفتح قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأبي قحافة: "أسلم تسلم".
وانظر حديث أنس بن مالك السالف برقم (12635) ، وحديث جابر السالف برقم (14641) .
قال السندي: قولها: "لما وقف رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بذي طوى"، أي: يوم فتح مكة.
"اظْهري": من ظَهَرَ، إذا اطَّلع، أي: اطَّلعي.
(3) كلمة"ابن" سقطت من (م) .(44/519)
عَنْ جَدَّتِهِ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَتْ: " لَمَّا خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَخَرَجَ مَعَهُ أَبُو بَكْرٍ، احْتَمَلَ أَبُو بَكْرٍ مَالَهُ كُلَّهُ مَعَهُ: خَمْسَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ، أَوْ سِتَّةَ آلَافِ دِرْهَمٍ ". قَالَتْ (1) : " وَانْطَلَقَ بِهَا مَعَهُ ". قَالَتْ: " فَدَخَلَ عَلَيْنَا جَدِّي أَبُو قُحَافَةَ وَقَدْ ذَهَبَ بَصَرُهُ، فَقَالَ: وَاللهِ إِنِّي لَأَرَاهُ قَدْ فَجَعَكُمْ بِمَالِهِ مَعَ نَفْسِهِ، قَالَتْ: قُلْتُ: كَلَّا يَا أَبَهْ (2) ، إِنَّهُ قَدْ تَرَكَ لَنَا خَيْرًا كَثِيرًا ". قَالَتْ: " فَأَخَذْتُ أَحْجَارًا، فَوَضَعْتُهَا فِي كُوَّةِ (3) الْبَيْتِ، كَانَ أَبِي يَضَعُ فِيهَا مَالَهُ، ثُمَّ وَضَعْتُ عَلَيْهَا ثَوْبًا، ثُمَّ أَخَذْتُ بِيَدِهِ، فَقُلْتُ: يَا أَبَهْ (4) ، ضَعْ يَدَكَ عَلَى هَذَا الْمَالِ ". قَالَتْ: " فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: لَا بَأْسَ، إِنْ كَانَ قَدْ تَرَكَ لَكُمْ هَذَا، فَقَدْ أَحْسَنَ، وَفِي هَذَا لَكُمْ بَلَاغٌ ". قَالَتْ: " وَلَا (5) وَاللهِ مَا تَرَكَ لَنَا شَيْئًا، وَلَكِنِّي (6) قَدْ أَرَدْتُ أَنْ أُسْكِنَ الشَّيْخَ بِذَلِكَ " (7)
__________
(1) كلمة "قالت" ليست فى (ظ6) .
(2) في (م) : يا أبت.
(3) في (ظ2) و (ق) : فأخذت أحجاراً فتركتها في كوة، وفي (م) : فأخذت أحجاراً فتركتها فوضعتها في كوة، والمثبت من (ظ6) .
(4) في (م) : يا أبت.
(5) في (م) : لا.
(6) في (ظ6) : ولكن.
(7) إسناده حسن كسابقه. وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (235) ، وأبو نعيم في "الحلية" 2/55-56 من طريق أحمد بن محمد بن أيوب، عن إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد.=(44/520)
26958 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُقَيْلُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ (1) عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، أَنَّهَا كَانَتْ إِذَا ثَرَدَتْ، غَطَّتْهُ شَيْئًا حَتَّى يَذْهَبَ فَوْرُهُ، ثُمَّ تَقُولُ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّهُ أَعْظَمُ لِلْبَرَكَةِ " (2)
__________
= وأخرجه الحاكم 3/5-6 من طريق يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، به.
وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي!
(1) قوله: عن عروة، سقط من الأصول الخطية، واستدركناه من أطراف المسند 8/378، وانظر الرواية التالية.
(2) حديث حسن، حسن - وهو ابن موسى الأشيب - وإن كانت روايته عن ابن لهيعة بعد احتراق كتبه، فقد تابعه عبد الله بن المبارك، وقتيبة بن سعيد، كما سيأتي في الرواية (26959) ، وهما صحيحا السماع منه، ثم إن ابنَ لهيعة قد توبع كذلك، كما سيأتي في التخريج، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه الدارمي (2047) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3140) ، وابن حبان (5207) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (226) ، والحاكم 4/118، وتمَّام الرازي في "فوائده" (966) (الروض البسام) ، والبيهقي في "السنن" 7/280، وفي "شعب الإيمان" (5909) ، وفي "الآداب" (526) من طريق قرة بن عبد الرحمن بن حَيْوِيل، عن الزُّهري، به. وقرَّة بن عبد الرحمن ضعيف، وحديثه يصلح للمتابعات والشواهد.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم في الشواهد، ووافقه الذهبي.
وانظر ما بعده.
قال السندي: قوله: "إذا ثَرَدَتْ" بالثاء المثلثة، والثريد: طعامٌ معروف للعرب.(44/521)
26959 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عُقَيْلٍ، وحَدَّثَنَا عَتَّابٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا (1) ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيْلُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، أَنَّهَا كَانَتْ إِذَا ثَرَدَتْ غَطَّتْهُ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ (2)
26960 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ يَزِيدَ الْعَطَّارُ (3) بَصْرِيٌّ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ أَسْمَاءَ، أَنَّ امْرَأَةً جَاءَتْ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: إِنِّي زَوَّجْتُ ابْنَتِي، فَمَرِضَتْ، فَتَمَرَّطَ رَأْسُهَا، وَإِنَّ زَوْجَهَا قَدْ اخْتَلَفَ إِلَيَّ، أَفَأَصِلُ رَأْسَهَا؟ قَالَتْ: " فَسَبَّ الْوَاصِلَةَ وَالْمُسْتَوْصِلَةَ " (4)
__________
(1) في (م) :أنبأنا.
(2) إسناده حسن، قتيبة بن سعيد وعبد الله - وهو ابنُ المبارك - صحيحاً السماع من ابن لهيعة، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير عتَّاب - وهو ابن زياد - فقد روى له ابن ماجه، وهو ثقة.
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (1575) ، وأبو نعيم في "الحلية" 8/176-177 من طريقين عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد.
وانظر الرواية السابقة.
(3) كذا في الأصول الخطية و (م) : عمران بن يزيد العطار، والذي في "أطراف المسند" 8/381، و"التعجيل" 2/58: عمران بن يزيد القطان.
(4) حديث صحيح، عمران بن يزيد القطان مجهول فيما قال الحسيني في "الإكمال"، والذهبي في "الميزان"، وقال في "ذيل الكاشف": لا يعرف. قلنا:
وقد توبع، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. يونس: هو ابن محمد المؤدِّب، ووالدة منصور بن عبد الرحمن: هي صفية بنت شيبة.
وأخرجه البخاري (5935) من طريق فُضَيل بن سليمان، ومسلم (2122) من طريق وُهيب بن خالد، والطبراني في "الكبير" 24/ (357) من طريق=(44/522)
26961 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ (1) مَنْصُورٌ، عَنْ أُمِّهِ، عَنِ أَسْمَاءَ، قَالَتْ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُهِلِّينَ بِالْحَجِّ، فَقَالَتْ: فَقَالَ لَنَا: " مَنْ كَانَ مَعَهُ هَدْيٌ، فَلْيَقُمْ عَلَى إِحْرَامِهِ، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ هَدْيٌ، فَلْيَحْلِلْ " (2)
26962 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي (3) الْأَسْوَدِ، قَالَ: سَمِعْتُ عُبَادَةَ بْنَ الْمُهَاجِرِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ لِابْنِ الزُّبَيْرِ: أَلَا تَسْأَلُ أُمَّكَ؟ قَالَ: فَدَخَلْنَا عَلَى أُمِّهِ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَتْ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ
__________
= البراء، ثلاثتهم عن منصور بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (24804) .
(1) في (م) : حدثنا.
(2) حديث صحيح، عِمْران بن يزيد، وهو القطان - وإن كان مجهولاً - قد توبع، وهو من رجال "التعجيل"، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. منصور بن عبد الرحمن: هو ابنُ طلحة بن الحارث العبدري، وأمُّه: هي صفية بنتُ شيبة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (355) من طريق يونس بن محمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1236) (192) ، والنسائي في "المجتبى" 5/246، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2439) و (4307) ، وفي "شرح معاني الآثار" 2/193، والطبراني في "الكبير" 24/ (356) من طرق عن منصور، به.
وسيأتي برقم (26965) .
وسلفت أحاديث الباب فى مسند ابن عمر عند الرواية (4822) .
(3) في (م) : ابن، وهو خطأ.(44/523)
اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى إِذَا كُنَّا بِذِي الْحُلَيْفَةِ، قَالَ: " مَنْ أَرَادَ مِنْكُمْ أَنْ يُهِلَّ بِالْحَجِّ (1) ، فَلْيُهِلَّ، وَمَنْ أَرَادَ مِنْكُمْ أَنْ يُهِلَّ بِعُمْرَةٍ، فَلْيُهِلَّ " قَالَتْ أَسْمَاءُ: " وَكُنْتُ أَنَا وَعَائِشَةُ وَالْمِقْدَادُ وَالزُّبَيْرُ مِمَّنْ أَهَلَّ بِعُمْرَةٍ " (2)
26963 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا نَافِعٌ يَعْنِي ابْنَ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَتْ: صَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهِ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (3) فِي الْكُسُوفِ. قَالَتْ: فَأَطَالَ الْقِيَامَ، ثُمَّ رَكَعَ، فَأَطَالَ الرُّكُوعَ، ثُمَّ
__________
(1) في (ظ6) و (ظ2) : بحج.
(2) إسناده ضعيف بهذه السياقة من حديث أسماء لجهالة عُبادة بن المهاجر، فقد ترجم له الحسيني في "الإكمال"، والحافظ في "التعجيل" ولم يذكرا في الرواة عنه سوى أبي الأسود - وهو محمد بن عبد الرحمن بن نوفل - ولم يؤثر توثيقُه عن غير ابن حبان، وقال الحسيني: فيه جهالة. وابنُ لهيعة
سيِّىء الحفظ، وقد خالف في إسناد ومتن هذا الحديث من هو أوثقُ منه، كما سيأتي، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه البخاري (1796) ، ومسلم (1237) من طريق عمرو بن الحارث، عن أبي الأسود، أن عبد الله مولى أسماء بنت أبي بكر حدثه، أنه كان يسمع أسماء كلما مرَّت بالحَجُون تقول: صلى الله على رسوله وسلَّم، لقد نَزَلْنا معه هاهنا، ونحن يومئذٍ خِفافُ الحقائب، قليلٌ ظَهْرُنا، قليلةٌ أزوادُنا، فاعتمرتُ انا وأختي عائشة والزُّبير، وفلان وفلان، فلما مَسَحْنا البيتَ أحْلَلْنا، ثم أهْلَلْنا من العشيّ بالحج.
وقوله: "من أراد منكم أن يُهلَّ بحجة، فليُهلّ، ومن أراد أن يُهلّ بعمرةٍ فليُهلّ" صحيح من حديث عائشة، وسلف برقم (25587) .
وانظر: (16103) و (26917) و (26946) و (26961) .
(3) في (م) : رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.(44/524)
رَفَعَ (1) ، فَأَطَالَ الْقِيَامَ، ثُمَّ رَكَعَ، فَأَطَالَ الرُّكُوعَ، ثُمَّ رَفَعَ (2) ، ثُمَّ سَجَدَ، فَأَطَالَ السُّجُودَ، ثُمَّ رَفَعَ، ثُمَّ سَجَدَ، فَأَطَالَ السُّجُودَ، ثُمَّ قَامَ، فَأَطَالَ الْقِيَامَ، ثُمَّ رَكَعَ، فَأَطَالَ الرُّكُوعَ، ثُمَّ رَفَعَ، فَأَطَالَ الْقِيَامَ، ثُمَّ رَكَعَ، فَأَطَالَ الرُّكُوعَ، ثُمَّ رَفَعَ، ثُمَّ سَجَدَ، فَأَطَالَ السُّجُودَ، ثُمَّ رَفَعَ (3) ، ثُمَّ سَجَدَ، فَأَطَالَ السُّجُودَ، ثُمَّ انْصَرَفَ، فَقَالَ: " دَنَتْ مِنِّي الْجَنَّةُ حَتَّى لَوْ اجْتَرَأْتُ، لَجِئْتُكُمْ بِقِطَافٍ مِنْ قِطَافِهَا، وَدَنَتْ مِنِّي النَّارُ حَتَّى قُلْتُ: يَا رَبُّ، وَأَنَا مَعَهُمْ؟ وَإِذَا امْرَأَةٌ، قَالَ نَافِعٌ: حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ، تَخْدِشُهَا هِرَّةٌ. قُلْتُ: مَا شَأْنُ هَذِهِ؟ قِيلَ لِي: حَبَسَتْهَا حَتَّى مَاتَتْ، لَا هِيَ أَطْعَمَتْهَا وَلَا هِيَ أَرْسَلَتْهَا تَأْكُلُ مِنْ خِشَاشِ الْأَرْضِ " (4)
__________
(1) في (م) : قام.
(2) في (م) : ثم رفع فأطال القيام، وانظر الحديث بعده.
(3) قوله: ثم رفع، من (م) .
(4) إسناده صحيح على شرط مسلم، موسى بن داود - وهو الضبي - من رجاله، وبقيةُ. رجاله ثقات رجال الشيخين. ابن أبي مُلَيْكة: هو عبدُ الله بن عبيد الله.
وأخرج صلاة الكسوف النسائي في "المجتبى" 3/151، وفي "الكبرى" (1885) من طريق موسى بن داود، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (745) و (2364) ، وابن ماجه (1265) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (252) من طريقين عن نافع بن عمر، به. ووقع في مطبوع الطبراني سقط يستدرك من هنا.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (258) من طريق حجَّاج، عن ابن أبي مُليكة، به مختصراً.=(44/525)
26964 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ نَافِعِ بْنِ عُمَرَ (1) ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ أَسْمَاءَ، قَالَتْ: انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَامَ فَصَلَّى، فَأَطَالَ الْقِيَامَ، ثُمَّ رَكَعَ، فَأَطَالَ الرُّكُوعَ، ثُمَّ رَفَعَ، فَأَطَالَ الْقِيَامَ، ثُمَّ رَكَعَ، فَأَطَالَ الرُّكُوعَ، ثُمَّ رَفَعَ، فَأَطَالَ الْقِيَامَ، ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ فَعَلَ فِي الثَّانِيَةِ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ قَالَ: " لَقَدْ أُدْنِيَتْ مِنِّي الْجَنَّةُ حَتَّى لَوْ اجْتَرَأْتُ عَلَيْهَا، لَأَتَيْتُكُمْ بِقِطْفٍ مِنْ أَقْطَافِهَا، وَلَقَدْ أُدْنِيَتْ مِنِّي النَّارُ حَتَّى قُلْتُ: يَا رَبُّ، وَأَنَا مَعَهُمْ؟ (2) فَرَأَيْتُ فِيهَا هِرَّةً، قَالَ: حَسِبْتُ أَنَّهَا، تَخْدِشُ امْرَأَةً حَبَسَتْهَا، فَلَمْ تُطْعِمْهَا، وَلَمْ تَدَعْهَا تَأْكُلُ مِنْ خِشَاشِ الْأَرْضِ حَتَّى مَاتَتْ " (3)
__________
=وسيأتي في الحديث الذي يليه.
وانظر (26925) و (26954) .
وسلف بسياق أتم برقم (14417) من حديث جابر بن عبد الله.
وانظر حديث المغيرة بن شعبة برقم (18142) .
قال السندي: قوله: "يا رب وأنا معهم؟ " أي: أتُعذِّبُهم وأنا معهم، وقد قلت: (وما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وأنتَ فيهم) [الأنفال: 33] .
(1) في (م) : عن نافع، عن ابن عمر وهو خطأ.
(2) في (ظ2) و (ق) : منهم.
(3) هو مكرر سابقه، غير أن قولها: فأطال القيام قبل قولها: ثم سجد سجدتين، لم يرد في طرق حديث أسماء، ووقع ذكر تطويل القيام الذي قبل السجود كذلك في حديث جابر السالف برقم (15018) ، وهو عند مسلم (904) (9) . قال القاضي في "إكمال المعلم" 3/335: لم يذكر أحد من
الفقهاء التطويل في القيام الذي قبل السجود. وانظر "شرح مسلم" للنووي=(44/526)
26965 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، وَرَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْصُورُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ، وَهِيَ أُمُّهُ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَتْ: خَرَجْنَا مُحْرِمِينَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَانَ مَعَهُ هَدْيٌ، فَلْيُتِمَّ، وَقَالَ رَوْحٌ: فَلْيَقُمْ عَلَى إِحْرَامِهِ، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ هَدْيٌ، فَلْيَحْلِلْ " قَالَتْ: " فَلَمْ يَكُنْ مَعِي هَدْيٌ، فَحَلَلْتُ "، وَكَانَ مَعَ الزُّبَيْرِ زَوْجِهَا هَدْيٌ، فَلَمْ يَحِلَّ قَالَتْ: " فَلَبِسْتُ ثِيَابِي وَحَلَلْتُ، فَجِئْتُ إِلَى الزُّبَيْرِ، فَقَالَ: قُومِي عَنِّي ". قَالَتْ: " فَقُلْتُ: أَتَخْشَى أَنْ أَثِبَ عَلَيْكَ " (1)
__________
=6/206-207.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بنُ بَكْر: هو البُرْساني، ورَوْح: هو ابنُ عُبادة.
وأخرجه مسلم (1236) (191) من طريق محمد بن بكر ورَوْح، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 4/339 من طريق رَوْح، به.
وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/370 (بترتيب السندي) ، وابن ماجه (2983) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (354) ، والبيهقى فى "معرفة السنن والآثار" 7/33-34 من طرق عن ابن جُرَيْح، به.
وقد سلف مختصراً برقم (26961) .
قلنا: وذكرُها الزُّبيرَ فيمن لم يَحِلَّ في تلك الحجة مُشكِلٌ، فقد روى عنها مولاها عبد الله بن كَيْسان عند البخاري (1796) ، ومسلم (1237) : أن الزبير كان ممن أَحَلَّ بعُمرة، وكذا روى عنها ابنها عروة عند البخاري (1615) ، ومسلم (1235) ، وهو الذي مال إلى ترجيحه الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" 3/617- 618.(44/527)
26966 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، وَرَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، مَوْلَى (1) أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، أَنَّهَا قَالَتْ: أَيْ بُنَيَّ، هَلْ غَابَ الْقَمَرُ لَيْلَةَ جَمْعٍ؟ قُلْتُ: لَا. ثُمَّ قَالَتْ: أَيْ بُنَيَّ، هَلْ غَابَ الْقَمَرُ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَتْ: فَارْتَحِلُوا. فَارْتَحَلْنَا، ثُمَّ مَضَيْنَا حَتَّى رَمَتِ الْجَمْرَةَ، ثُمَّ رَجَعَتْ، فَصَلَّتِ الصُّبْحَ فِي مَنْزِلِهَا، فَقُلْتُ لَهَا: لَقَدْ غَلَّسْنَا، قَالَ رَوْحٌ: أَيْ هَنْتَاهُ، قَالَتْ: كَلَّا يَا (2) بُنَيَّ، " إِنَّ نَبِيَّ اللهِ أَذِنَ لِلظُّعُنِ " (3)
26967 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ، أَنَّ الْحَجَّاجَ بْنَ يُوسُفَ دَخَلَ عَلَى أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، بَعْدَمَا قُتِلَ ابْنُهَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ، فَقَالَ: إِنَّ ابْنَكِ أَلْحَدَ فِي هَذَا الْبَيْتِ، وَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَذَاقَهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ، وَفَعَلَ بِهِ وَفَعَلَ (4) ، فَقَالَتْ: كَذَبْتَ، كَانَ بَرًّا بِالْوَالِدَيْنِ، صَوَّامًا قَوَّامًا، وَاللهِ
__________
(1) في (م) : بن، وهو خطأ.
(2) في (ظ6) : أي.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (26941) ، إلا أن شيخي أحمد هنا هما: محمد بن بَكْر، وهو البُرْساني، ورَوْح، وهو ابن عبادة.
وأخرجه ابن خزيمة (2884) من طريق محمد بن بكر، بهذا الإسناد.
(4) في (م) : وفعل به ما فعل.(44/528)
لَقَدْ أَخْبَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَّهُ سَيَخْرُجُ مِنْ ثَقِيفٍ كَذَّابَانِ، الْآخِرُ مِنْهُمَا شَرٌّ مِنَ الْأَوَّلِ، وَهُوَ مُبِيرٌ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن المحفوظ في متنه: "يكون في ثقيف كذاب ومبير"، كذا جاء في جميع طرقه عن أسماء خلا طريق أبي الصِّدِّيق الناجي هذه، وطريق عَنْتَرة بن عبد الرحمن الشَّيباني الآتية برقم (26974) .
إسحاق بن يوسف: هو الأزرق، وعوف: هو ابن أبي جميلة الأعرابي، وأبو الصديق الناجي: هو بكر ابن عمرو.
وأخرجه ابن سعد 8/254 من طريق إسحاق بن يوسف، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحاكم 4/526 من طريق رَوْح بنِ عُبادة، عن عوف، به.
وأخرجه الحميدي (326) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" 8/416، والفاكهي في "أخبار مكة" (1674) ، والطبراني في "الكبير" 13/ (232) ، و24/ (272) و (273) ، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (3) ، وأبو نعيم في "الحلية" 1/333-334، والبيهقي في "الدلائل" 6/481-482 من طريق أبي المحياة يحيى بن يعلى بن حرملة، عن أبيه، عن أسماء، بنحوه. وقوله: عن أبيه تحرف في مطبوع الحميدي والفاكهي والبيهقي إلى: عن أمه.
وأخرجه ابن سعد 8/254، والطبراني في "الكبير" 13/ (233) و24/ (271) ، وأبو نعيم في "الحلية" 2/57 من طريق إسماعيل بن زكريا، عن يزيد بن أبي زياد، عن قيس بن الأحنف، عن القاسم بن محمد، عن أسماء ... فذكر نحوه.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (283) من طريق جرير، عن يزيد بن أبي زياد، عن قيس بن الأحنف، عن أسماء ... فذكره. وأسقط اسم القاسم ابن محمد، والأول أصح فيما قال الدارقطني في "العلل" 5/190-191.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 4/ (214) ، وفي "الأوسط" (6345) من=(44/529)
26968 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْصُورُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّهِ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، أَنَّهَا قَالَتْ: " فَزِعَ يَوْمَ كَسَفَتِ الشَّمْسُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخَذَ دِرْعًا حَتَّى أَدْرَكَ بِرِدَائِهِ، فَقَامَ بِالنَّاسِ قِيَامًا طَوِيلًا، يَقُومُ ثُمَّ يَرْكَعُ، فَلَوْ جَاءَ إِنْسَانٌ بَعْدَمَا رَكَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ
__________
= طريق عروة، وفي "الكبير" كذلك 24/ (276) من طريق أبي العالية البَرَّاء، والحاكم 4/526 من طريق حُصين، ثلاثتهم عن أسماء، بنحوه. قال الحاكم: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 13/ (234) و24/ (259) ، والدارقطني في "العلل" 5/191 من طريق ضمام بن إسماعيل، عن عُقيل بن خالد، أن أباه خالداً كان مع الحجاج، فلما قتل ابن الزبير بعثه إلى أسماء ... فذكر نحوه.
وأخرجه الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 191 من طريق سلامة بن روح، حدثني عقيل، عن عمه زياد بن عقيل - وكان مع الحجاج - قال: لما قتل ابن الزبير ... فذكر نحوه.
وأخرجه مختصراً ومطولاً الطيالسي (1641) ، ومسلم (2545) ، والطبراني في "الكبير " 13/ (231) و (24/ (274) و (275) ، والحاكم 3/553، والبيهقي في "الدلائل" 6/481 و485-486 من طريق أبي نوفل بن أبي عقرب، عن أسماء.
وسيرد برقم (26974) .
وفي الباب: عن عبد الله بن عمر بن الخطاب، سلف برقم (4790) .
قال السندي: قوله: "إن ابنكِ ألْحَدَ" من الإلحاد، وهو الميل إلى الفساد.
وقوله: "في هذا البيت" يريد الكعبة، ومراده بذلك الإشارة إلى قوله تعالى: (وَمَن يُرِدْ فيه بإلحادٍ بظلمٍ نُذِقْهُ من عذابٍ أليم) [الحج: 25] .
.(44/530)
يَعْلَمْ أَنَّهُ رَكَعَ، مَا حَدَّثَ نَفْسَهُ أَنَّهُ رَكَعَ، مِنْ طُولِ الْقِيَامِ ". قَالَتْ: " فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَى الْمَرْأَةِ الَّتِي هِيَ أَكْبَرُ مِنِّي، وَإِلَى الْمَرْأَةِ الَّتِي هِيَ أَسْقَمُ مِنِّي قَائِمَةً، وَأَنَا أَحَقُّ أَنْ أَصْبِرَ عَلَى طُولِ الْقِيَامِ مِنْهَا " (1)
26969 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْبُ بْنُ شَدَّادٍ، وَأَبَانُ بْنُ يَزِيدَ، كِلَاهُمَا عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ، أَنَّ عُرْوَةَ، أَخْبَرَهُ أَنَّ أَسْمَاءَ، أَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ: " إِنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ أَغْيَرَ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " وَقَالَ يُونُسُ، فِي حَدِيثِهِ، عَنْ أَبَانَ: " لَا شَيْءَ أَغْيَرَ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (2)
26970 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي وَهْبُ بْنُ كَيْسَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ، قَالَتْ: مَرَّ بِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (26954) ، إلا أن شيخ أحمد هنا: هو رَوْح، وهو ابن عُبادة.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبان بن يزيد - وهو العطار- فمن رجال مسلم.
وهو عند الطيالسي (1640) ، وأخرجه من طريقه البيهقي في "الأسماء والصفات" (1009) من رواية حرب بن شداد وحده.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (224) ، وأبو نُعيم في "الحلية" 9/21 من طريقين عن حَرْب بن شدَّاد، به.
وسلف من حديث يونس عن أبان وحده برقم (26943) .(44/531)
وَأَنَا أُحْصِي شَيْئًا وَأَكِيلُهُ. قَالَ: " يَا أَسْمَاءُ، لَا تُحْصِي، فَيُحْصِيَ اللهُ عَلَيْكِ " قَالَتْ: " فَمَا أَحْصَيْتُ شَيْئًا بَعْدَ قَوْلِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ مِنْ عِنْدِي، وَلَا دَخَلَ عَلَيَّ، وَمَا نَفِدَ عِنْدِي مِنْ رِزْقِ اللهِ (1) إِلَّا أَخْلَفَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ " (2)
26971 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةُ يَعْنِي شَيْبَانَ، عَنْ يَحْيَى يَعْنِي ابْنَ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ (3) ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أُمِّهِ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ: " مَا شَيْءٌ (4) أَغْيَرَ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (5)
__________
(1) في (ظ6) : من رزق. يعني دون لفظ الجلالة.
(2) إسناده حسن من أجل الضَّحَّاك بن عثمان - وهو ابن عبد الله الحزامي- وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. أبو بكر الحنفي: هو عبد الكبير بن عبد المجيد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (241) من طريق حميد بن الأسود، عن الضحاك بن عثمان، بهذا الإسناد.
وسلف نحوه برقم (26912) .
(3) سقط اسم أبي سلمة من النسخ الخطية، وأثبتناه من نسخة "أطراف المسند" 8/379.
(4) في (م) : ما من شيء.
(5) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هاشم: هو ابن القاسم، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (222) من طريق الحسن بن موسى الأشيب، عن شيبان، بهذا الإسناد. وسقط من مطبوعه اسم يحيى بن أبي كثير.=(44/532)
26972 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَنَّ أَسْمَاءَ، قَالَتْ: كُنْتُ أَخْدُمُ الزُّبَيْرَ، زَوْجَهَا، وَكَانَ لَهُ فَرَسٌ كُنْتُ أَسُوسُهُ، وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِنَ الْخِدْمَةِ أَشَدَّ عَلَيَّ مِنْ سِيَاسَةِ الْفَرَسِ، فَكُنْتُ أَحْتَشُّ لَهُ، وَأَقُومُ عَلَيْهِ، وَأَسُوسُهُ، وَأَرْضَخُ لَهُ النَّوَى. قَالَ: " ثُمَّ إِنَّهَا أَصَابَتْ خَادِمًا، أَعْطَاهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "، قَالَتْ: فَكَفَتْنِي سِيَاسَةَ الْفَرَسِ، فَأَلْقَتْ عَنِّي مَئُونَتَهُ (1) (2)
26973 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ: " إِنَّهُ (3) لَا شَيْءَ أَغْيَرُ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (4)
__________
=وقد سلف برقم (26943) .
(1) في (ظ6) و (ظ2) و (ق) : مؤونة، والمثبت من (م) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصفار، وأيوب: هو السختياني، وابن أبي مليكة: هو عبد الله بن عبيد الله.
وأخرجه مسلم (2182) (35) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (250) من طريق محمد بن عبيد بن حساب، عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد. وزاد مسلمٌ قصةً في آخره.
وسلف مطولاً برقم (26937) .
قال السندي: قولها: "أحتشُّ" بتشديد الشين من الحشيش.
"وأرضخُ" بإعجام الخاء، أي: أدُقُّ.
(3) قوله: إنه، ليس في (م) .
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن=(44/533)
° 26974 - وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي هَذَا الْحَدِيثَ بِخَطِّ يَدِهِ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ يَعْنِي ابْنَ سُلَيْمَانَ سَعْدَوَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادٌ يَعْنِي ابْنَ الْعَوَّامِ، عَنْ هَارُونَ بْنِ عَنْتَرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لَمَّا قَتَلَ الْحَجَّاجُ ابْنَ الزُّبَيْرِ وَصَلَبَهُ مَنْكُوسًا، فَبَيْنَا هُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ، إِذْ جَاءَتْ أَسْمَاءُ، وَمَعَهَا أَمَةٌ تَقُودُهَا، وَقَدْ ذَهَبَ بَصَرُهَا، فَقَالَتْ: أَيْنَ أَمِيرُكُمْ؟ فَذَكَرَ قِصَّةً، فَقَالَتْ: كَذَبْتَ، وَلَكِنِّي أُحَدِّثُكَ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " يَخْرُجُ مِنْ ثَقِيفٍ كَذَّابَانِ، الْآخِرُ مِنْهُمَا شَرٌّ (1) مِنَ الْأَوَّلِ، وَهُوَ مُبِيرٌ " (2)
26975 - حَدَّثَنَا يَعْمَرُ (3) ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ مُبَارَكٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنِ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ، مَوْلَى أَسْمَاءَ، يُحَدِّثُ
__________
= حجَّاج الخولاني، والأوزاعي: هو عبد الرحمن بن عمرو.
وأخرجه ابن حبان (291) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (220) من طرق عن الاْوزاعي، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (26943) .
(1) في (م) والنسخ الخطية: أشر، والمثبت من (ظ6) .
(2) مرفوعه صحيح لكن بلفظ: "إن في ثقيف كذاباً ومبيراً "، وهذا إسناد فيه هارون بن عنترة، وفيه كلام، وقد انفرد بسياق هذه القصة، فذكر أن ابن الزبير صلب منكوساً، وأن أسماء هي التي دخلت على الحجاج.
والصحيح أن ابن الزبير صلب، ولكن لم يتابعه أحد على قوله: "منكوساً"، وأن الحجاج هو الذي دخل على أسماء.
وأَنظر الرواية السالفة برقم (26967) .
(3) تحرف في (ظ2) و (ق) و (م) : إلى: معمر.(44/534)
أَنَّهُ سَمِعَ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ، تَقُولُ: " عِنْدِي لِلزُّبَيْرِ سَاعِدَانِ مِنْ دِيبَاجٍ، كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْطَاهُمَا إِيَّاهُ، يُقَاتِلُ فِيهِمَا " (1)
26976 - حَدَّثَنَا حُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ يَعْنِي ابْنَ أَبِي سَلَمَةَ الْمَاجِشُونَ، عَنْ مُحَمَّدٍ يَعْنِي ابْنَ الْمُنْكَدِرِ، قَالَ: كَانَتْ أَسْمَاءُ، تُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ: قَالَ: " إِذَا دَخَلَ الْإِنْسَانُ قَبْرَهُ، فَإِنْ كَانَ مُؤْمِنًا، أَحَفَّ بِهِ عَمَلُهُ، الصَّلَاةُ وَالصِّيَامُ ". قَالَ: " فَيَأْتِيهِ الْمَلَكُ مِنْ نَحْوِ الصَّلَاةِ، فَتَرُدُّهُ، وَمِنْ نَحْوِ الصِّيَامِ، فَيَرُدُّهُ ". قَالَ: " فَيُنَادِيهِ: اجْلِسْ ". قَالَ: " فَيَجْلِسُ، فَيَقُولُ لَهُ: مَاذَا تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ، يَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،؟ قَالَ: مَنْ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ. قَالَ: أَنَا أَشْهَدُ أَنَّهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " قَالَ: " يَقُولُ: وَمَا يُدْرِيكَ؟ أَدْرَكْتَهُ؟ قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّهُ رَسُولُ اللهِ ". قَالَ: " يَقُولُ: عَلَى ذَلِكَ عِشْتَ، وَعَلَيْهِ مِتَّ، وَعَلَيْهِ تُبْعَثُ ". قَالَ: " وَإِنْ كَانَ فَاجِرًا، أَوْ كَافِرًا " قَالَ: " جَاءَ (2) الْمَلَكُ لَيْسَ (3) بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ شَيْءٌ يَرُدُّهُ ". قَالَ: " فَأَجْلَسَهُ ". قَالَ: " يَقُولُ: اجْلِسْ، مَاذَا تَقُولُ فِي
__________
(1) إسناده ضعيف، عبد الله بن المبارك، وإن كان صحيح السماع من ابن لهيعة، إلا أن ابن لهيعة تفرَّد به، وهو ممن لا يُحتمل تفرُّده، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير يعمر: وهو ابنُ بِشْر، فمن رجال "التعجيل" وقد وثقه ابن المديني والدارقطني، وقال أحمد: ما أرى كان به بأس. وذكره ابن حبان في "الثقات".
وانظر (26942) و (26944) .
(2) في (ظ6) : جاءه.
(3) في (م) : وليس.(44/535)
هَذَا الرَّجُلِ؟ قَالَ: أَيُّ رَجُلٍ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ ". قَالَ: " يَقُولُ: وَاللهِ مَا أَدْرِي، سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ شَيْئًا، فَقُلْتُهُ ". قَالَ: " فَيَقُولُ لَهُ الْمَلَكُ: عَلَى ذَلِكَ عِشْتَ، وَعَلَيْهِ مِتَّ، وَعَلَيْهِ تُبْعَثُ ". قَالَ: " وَتُسَلَّطُ (1) عَلَيْهِ دَابَّةٌ فِي قَبْرِهِ، مَعَهَا سَوْطٌ، ثَمَرَتُهُ (2) جَمْرَةٌ مِثْلُ غَرْبِ الْبَعِيرِ، تَضْرِبُهُ (3) مَا شَاءَ اللهُ، صَمَّاءُ لَا تَسْمَعُ صَوْتَهُ فَتَرْحَمَهُ (4) " (5)
26977 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي فَاطِمَةُ، عَنْ أَسْمَاءَ، أَنَّ امْرَأَةً قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ (6) إِنَّ لِي ضَرَّةً، فَهَلْ
__________
(1) في (ظ6) : ويسلط، وفي (ق) : وتتسلط.
(2) في (ق) و (م) : تمرته.
(3) في (ظ6) : يضربه.
(4) في (ظ6) : لا يسمعه فيرحمه.
(5) رجاله ثقات رجال الصحيح غير أن محمد بن المنكدر لم يذكروا له سماعاً من أسماء بنت أبي بكر، وهو قد أدركها.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (281) من طريق حجين بن المثنى، بهذا الإسناد. مختصراً.
وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/51 وقال: رواه أحمد، والطبراني طرفاً منه في "الكبير"، ورجال أحمد رجال الصحيح.
وسلف نحوه بإسناد صحيح برقم (26925) .
قال السندي: "ثمرته جمرة" ثمرة السوط: طرفُه الذي يكون فى أسفله.
"مثل غرب البعير": الغرب بفتح فسكون: الدلو العظيمة، وإضافته إلى البعير لأنه الذي يخرج مثل ذلك الدلو من البئر.
(6) في (ق) : قالت لرسول الله.(44/536)
عَلَيَّ جُنَاحٌ إِنْ تَشَبَّعْتُ مِنْ زَوْجِي بِغَيْرِ الَّذِي يُعْطِينِي؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمُتَشَبِّعُ بِمَا لَمْ يُعْطَهُ، كَلَابِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ " (1)
26978 - حَدَّثَنَا (2) يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي فَاطِمَةُ بِنْتُ الْمُنْذِرِ، عَنْ أَسْمَاءَ، قَالَتْ: " أَكَلْنَا فَرَسًا لَنَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (3)
26979 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي فَاطِمَةُ بِنْتُ الْمُنْذِرِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، أَنَّ امْرَأَةً، مِنَ الْأَنْصَارِ، قَالَتْ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ لِي بُنَيَّةً عَرِيسًا وَإِنَّهُ تَمَرَّقَ شَعَرُهَا، فَهَلْ عَلَيَّ مِنْ جُنَاحٍ إِنْ وَصَلْتُ رَأْسَهَا؟، وَقَالَ وَكِيعٌ: تَمَرَّطَ شَعْرُهَا، قَالَ: " لَعَنَ اللهُ الْوَاصِلَةَ وَالْمُسْتَوْصِلَةَ " (4)
26980 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ أَسْمَاءَ (5) ، أَنَّهَا قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَيْسَ لِي إِلَّا مَا أَدْخَلَ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (26929) سنداً ومتناً.
وسلف برقم (26921) .
(2) لم يرد هذا الحديث في (ظ2) ولا (ق) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (26930) سنداً ومتناً.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (26931) سنداً ومتناً، وقُرن هناك، بيحمى بن سعيد وكيعٌ.
(5) في (ق) : أسماء بنت أبي بكر.(44/537)
عَلَيَّ الزُّبَيْرُ، أَفَأَرْضَخُ مِنْهُ؟ (1) قَالَ: " ارْضَخِي، وَلَا تُوعِي، فَيُوعِيَ اللهُ عَلَيْكِ " (2)
26981 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي فَاطِمَةُ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ فَاطِمَةَ، عَنْ أَسْمَاءَ، أَنَّ امْرَأَةً، أَتَتِ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (3) ، فَقَالَتْ: إِحْدَانَا يُصِيبُ ثَوْبُهَا مِنْ دَمِ الْحَيْضِ (4) ؟ قَالَ: " تَحُتُّهُ، ثُمَّ لِتَقْرُصَهُ بِالْمَاءِ، ثُمَّ تَنْضَحْهُ، ثُمَّ تُصَلِّي فِيهِ " (5)
26982 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا مُغِيرَةُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي عُمَرَ، مَوْلَى أَسْمَاءَ قَالَ: قَالَتْ أَسْمَاءُ: " يَا جَارِيَةُ، نَاوِلِينِي جُبَّةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "، قَالَ: " فَأَخْرَجَتْ جُبَّةً مِنْ طَيَالِسَةٍ " (6)
__________
(1) في (ظ2) و (ق) : أفأرضخ فيه منه.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين.
ورواه رَوْح - كما سيأتي برقم (26988) - عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن عبَّاد بن عبد الله بن الزبير، عن أسماء.
وسلف برقم (26912) .
(3) في (م) : النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(4) في (م) : الحيضة.
(5) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (26932) سنداً ومتناً.
وقد سلف برقم (26920) .
(6) إسناده حسن، مغيرة بنُ زياد مختلفٌ فيه، وهو حسن الحديث، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. أبو عمرو مولى أسماء: هو عبد الله بن كَيْسان.=(44/538)
26983 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَتْ: " نَحَرْنَا فَرَسًا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَكَلْنَا لَحْمَهُ " أَوْ " مِنْ لَحْمِهِ " (1)
26984 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَعَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ وَرْدٍ، رَجُلَانِ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، سَمِعَاهُ مِنَ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، أَنَّهَا سَأَلَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّ الزُّبَيْرِ رَجُلٌ شَدِيدٌ، يَأْتِينِي الْمِسْكِينُ، فَأَتَصَدَّقُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْتِهِ بِغَيْرِ إِذْنِهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ارْضَخِي، وَلَا تُوعِي، فَيُوعِيَ اللهُ عَلَيْكِ " (2)
__________
= وأخرجه ابن أبي شيبة 8/358، وابن ماجه (3594) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 14/254-255، وفي "الاستذكار" 26/206-207 من طريق وكيع، بهذا الإسناد، بسياق أطول.
وأخرجه أبو داود (4054) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/255، والبيهقي في "السنن" 3/270، وابن عبد البر في "التمهيد" 14/255 من طريق عيسى بن يونس، عن المغيرة بن زياد، به.
وسلف نحوه مطولاً برقم (26942) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (26933) سنداً ومتناً.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عبد الجبار بن ورد، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غيو محمد بن سليمان - وهو ابن مسمول -، فقد ترجم له الذهبي في "الميزان"، وذكر تضعيف الأئمة له، ولم يترجم له الحسيني في "الإكمال"، ولا الحافظ في "التعجيل"، وهو على شرطهما.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (256) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
ووقع في مطبوع الطبراني: محمد بن سليم، بدل محمد بن سليمان.
وسلف برقم (26912) .=(44/539)
26985 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تُوعِي، فَيُوعِيَ اللهُ عَلَيْكِ " (1)
26986 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ أَبِي عُمَرَ، مَوْلَى أَسْمَاءَ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَتْ لَهُ جُبَّةٌ مِنْ طَيَالِسَةٍ مَكْفُوفَةٍ بِالدِّيبَاجِ، يَلْقَى فِيهَا (2) الْعَدُوَّ " (3)
26987 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا لِي شَيْءٌ إِلَّا مَا أَدْخَلَ الزُّبَيْرُ عَلَى بَيْتِي، فَأُعْطِي مِنْهُ؟ قَالَ: " أَعْطِي، وَلَا تُوكِي، فَيُوكَى عَلَيْكِ " (4)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد اختُلف فيه على أسامة بن زيد، وهو الليثي، سلف بيانُ هذا الاختلاف في مسند عائشة عند الرواية (24766) ، فانظره لزاماً.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (279) من طريق ابن وَهْب، عن أسامة ابن زيد، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (26912) .
(2) في (م) : فيه.
(3) حديث صحيح دون ذكر لقاء رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ العدو بهذه الجبة، وهذا إسناد ضعيف لضعف حجَّاج بنِ أَرْطاة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير حمَّاد بنِ سَلَمة، فمن رجال مسلم.
وقد سلف برقم (26944) .
(4) إسناده صحيح، وهو مكرر (26912) ، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا=(44/540)
26988 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَنَّ عَبَّادَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، أَخْبَرَهُ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، نَحْوَهُ (1)
__________
=هو إسماعيل ابن عُليَّة.
وأخرجه أبو داود (1699) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (249) من طريق مسدد، عن إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (1700) عن مسدَّد، عن إسماعيل ابن علية، إلا أنه جعله من حديث عائشة.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. رَوْح: هو ابنُ عُبادة.
وأخرجه ابن سعد 8/251، والبخاري (1434) و (2590) ، ومسلم (1029) (89) ، والنسائي في "المجتبى" 5/74، وفي "الكبرى" (2332) و (9193) - وهو في "عشرة النساء" (311) - وابن حبان (3357) ، والبيهقي في "السنن" 4/187 و6/60، والبغوي في "شرح السنة" (1654) من طرق عن ابن جُريج، بهذا الإسناد.
ورواه يحيى القطان - كما سلف في الرواية (26980) - عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن أسماء، به. لم يذكر عبَّاد بن عبد الله بن الزبير في الإسناد.
وذكر الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 191 أن رواية ابن أبي مليكة عن عبَّاد، عن أسماء هي الأشبه بالصواب. وقال ابن عبد البر في "التمهيد" 1/228: وأحسن حديث في ذلك وأصحُّه من جهة النقل ما رواه ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أسماء.
قلنا: لكن ابن أبي مليكة صرّح بسماعه من أسماء كما في الرواية السالفة، وهذا الذي ذهب إليه الحافظ في "الفتح" 5/218، فقال: فيُحمل على أنه سمعه من عبَّاد عنها، ثم حدّثته به.
وسلف برقم (26912) .(44/541)
26989 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ مَوْلَى أَسْمَاءَ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَتْ: " كَانَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جُبَّةٌ مِنْ طَيَالِسَةٍ لَبِنَتُهَا دِيبَاجٌ كِسْرَوَانِيٌّ " (1)
26990 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ، عَنْ أَسْمَاءَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهَا: " أَنْفِقِي أَوْ انْضَحِي (2) ، وَلَا تُحْصِي، فَيُحْصِيَ اللهُ عَلَيْكِ، أَوْ لَا تُوعِي، فَيُوعِيَ اللهُ عَلَيْكِ " (3)
26991 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، وَكَانَتْ مُحْصِيَةً. وَعَنِ عَبَّادِ بْنِ حَمْزَةَ، عَنْ أَسْمَاءَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهَا: " أَنْفِقِي، أَوْ انْضَحِي (4) ، أَوْ انْفَحِي هَكَذَا وَهَكَذَا، وَلَا تُوعِي فَيُوعِيَ اللهُ عَلَيْكِ، وَلَا (5) تُحْصِي فَيُحْصِي اللهُ عَلَيْكِ " (6)
__________
(1) حديث صحيح، وهو مكرر (26945) سنداً ومتناً.
(2) في (ظ6) : أو ارضخي.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (26934) سنداً
ومتناً.
(4) في (ظ2) و (ق) : وانضحي.
(5) في (ظ6) : أو لا.
(6) إسناده صحيح على شرط الشيخين وهو مكرر (26935) سنداً=(44/542)
26992 - حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَتْ: خَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَمِعْتُ رَجَّةَ النَّاسِ، وَهُمْ يَقُولُونَ: آيَةٌ، وَنَحْنُ يَوْمَئِذٍ فِي فَازِعٍ، فَخَرَجْتُ مُتَلَفِّعَةً بِقَطِيفَةٍ لِلزُّبَيْرِ، حَتَّى دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ، وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمٌ يُصَلِّي لِلنَّاسِ (1) ، فَقُلْتُ لِعَائِشَةَ: مَا لِلنَّاسِ؟ فَأَشَارَتْ بِيَدِهَا إِلَى السَّمَاءِ. قَالَتْ: فَصَلَّيْتُ مَعَهُمْ، وَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَغَ مِنْ سَجْدَتِهِ الْأُولَى. قَالَتْ: فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِيَامًا طَوِيلًا حَتَّى رَأَيْتُ بَعْضَ مَنْ يُصَلِّي يَنْتَضِحُ بِالْمَاءِ، ثُمَّ رَكَعَ، فَرَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، ثُمَّ قَامَ، وَلَمْ يَسْجُدْ، قِيَاما طَوِيلًا، وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، وَهُوَ دُونَ رُكُوعِهِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ سَجَدَ، ثُمَّ سَلَّمَ وَقَدْ تَجَلَّتِ الشَّمْسُ، ثُمَّ رَقِيَ الْمِنْبَرَ، َفقَالَ: " أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ، لَا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ، وَلَا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ، فَافْزَعُوا إِلَى الصَّلَاةِ، وَإِلَى الصَّدَقَةِ، وَإِلَى ذِكْرِ اللهِ، أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ شَيْءٌ لَمْ أَكُنْ رَأَيْتُهُ إِلَّا وَقَدْ رَأَيْتُهُ فِي مَقَامِي هَذَا، وَقَدْ أُرِيتُكُمْ (2) تُفْتَنُونَ فِي قُبُورِكُمْ، يُسْأَلُ أَحَدُكُمْ: مَا كُنْتَ تَقُولُ؟ وَمَا كُنْتَ تَعْبُدُ؟ فَإِنْ قَالَ: لَا أَدْرِي، رَأَيْتُ النَّاسَ
__________
= ومتناً.
(1) قولها: للناس، ليس في (ظ6) .
(2) في هامش (ق) و (ظ2) : رأيتكم.(44/543)
يَقُولُونَ شَيْئًا، فَقُلْتُهُ، وَيَصْنَعُونَ (1) شَيْئًا، فَصَنَعْتُهُ، قِيلَ لَهُ: أَجَلْ، عَلَى الشَّكِّ عِشْتَ، وَعَلَيْهِ مِتَّ، هَذَا مَقْعَدُكَ مِنَ النَّارِ، وَإِنْ قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، قِيلَ: عَلَى الْيَقِينِ عِشْتَ، وَعَلَيْهِ مِتَّ، هَذَا مَقْعَدُكَ مِنَ الْجَنَّةِ. وَقَدْ أُرِيْتُ (2) خَمْسِينَ، أَوْ سَبْعِينَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ فِي مِثْلِ صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ ". فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ، فَقَالَ: ادْعُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ. قَالَ: اللهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْهُمْ، أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّكُمْ لَنْ تَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أَنْزِلَ إِلَّا أَخْبَرْتُكُمْ بِهِ ". فَقَامَ رَجُلٌ، فَقَالَ: مَنْ أَبِي؟ قَالَ: " أَبُوكَ فُلَانٌ " الَّذِي (3) كَانَ يُنْسَبُ إِلَيْهِ (4)
__________
(1) في (ظ6) : أو يصنعون.
(2) في (م) : رأيت، وهي نسخة في (ظ2) و (ق) .
(3) في (ظ6) : فقال: فلان أبوك للذي.
(4) إسناده ضعيف بهذه السياقة، فقد انفرد به فُليح - وهو ابن سليمان الخزاعي - وهو ممن لا يُحتمل تفرُّده، فقد تكلَّم بعض الأئمة في حفظه، ومحمد بن عباد بن عبد الله بن الزبير لم يذكروا له سماعاً من أسماء بنت أبي بكر.
وأخرجه ابن خزيمة (1399) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (240) من طريقين عن فليح، بهذا الإسناد.
وقد سلف نحوه إلى قوله: "هذا مقعدك من الجنة" بإسناد صحيح برقم (26925) .
وفي باب قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إن الشمس والقمر آيتان ... " عن ابن عمرو، وسلف برقم (5883) .
وفي باب دخوله سبعين ألفاً الجنة ودعائه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لمن سأله أن يكون منهم عن=(44/544)
26993 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ بَابٍ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ أَبِي عُمَرَ، خَتَنٌ كَانَ لِعَطَاءٍ، أَخْرَجَتْ لَنَا أَسْمَاءُ، جُبَّةً مَزْرُورَةً بِدِيبَاجٍ، قَالَتْ: " قَدْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا لَقِيَ الْحَرْبَ لَبِسَ هَذِهِ " (1)
26994 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ (2) ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَتْ: قَدِمَتْ عَلَيَّ أُمِّي وَهِيَ رَاغِبَةٌ، وَهِيَ مُشْرِكَةٌ فِي عَهْدِ قُرَيْشٍ وَمُدَّتِهِمُ الَّتِي كَانَتْ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أُمِّي قَدِمَتْ عَلَيَّ وَهِيَ رَاغِبَةٌ، وَهِيَ مُشْرِكَةٌ، أَفَأَصِلُهَا؟ قَالَ: " صِلِيهَا " قَالَ: وَأَظُنُّهَا ظِئْرَهَا (3)
__________
= أبي هريرة، سلف برقم (8016) ، لكن ليس فيه وصفهم بأنهم في مثل صورة القمر في ليلة البدر، وإنما فيه وصفهم بأنهم يدخلون الجنة بغير حساب، وقد ذكرنا شواهده هناك.
وفي باب قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يا أيها الناس، إنكم لن تسألوني عن شيء ... " إلخ عن أنس بن مالك، سلف برقم (12044) .
قال السندي: قولها: "ونحن يومئذ في فازع " أي: في حال يفزع الإنسان منه.
(1) إسناده ضعيف لضعف حجاج، وهو مكرر (26944) ، إلا أن شيخ أحمد هنا هو نَصْر بن باب، وهو من رجال "التعجيل".
(2) قوله: عن عروة، سقط من (م) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، حماد بن سلمة من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.=(44/545)
26995 - حَدَّثَنَا عَتَّابٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَتْ: " كُنَّا نُؤَدِّي زَكَاةَ الْفِطْرِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُدَّيْنِ مِنْ قَمْحٍ، بِالْمُدِّ الَّذِي تَقْتَاتُونَ بِهِ " (1)
__________
=وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (207) ، وابن الجوزي في "البر والصله" (273) من طريق عبد الواحد بن غياث، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (26913) .
قال السندي: قوله: "وأظنُّها ظئرها" أي: أطن أن تلك المرأة كانت مرضعة لأسماء، فهي أمٌّ لها رَضاعاً، لا وِلادة.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، وهو مكرر (26936) سنداً ومتناً.(44/546)
حَدِيثُ أُمِّ قَيْسٍ بِنْتِ مِحْصَنٍ أُخْتِ عُكَّاشَةَ بْنِ مِحْصَنٍ (1)
26996 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ أُمِّ قَيْسٍ بِنْتِ مِحْصَنٍ، قَالَتْ (2) : " دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِابْنٍ لِي لَمْ يَطْعَمْ، فَبَالَ عَلَيْهِ، فَدَعَا بِمَاءٍ، فَرَشَّهُ عَلَيْهِ " (3)
__________
(1) قال السندي: أم قيس: كانت ممن أسلم قديماً، وبايعت وهاجرت، واشتهرت بالكنية.
(2) قوله: قالت، من (م) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عُبيد الله: هو ابن عبد الله بن عُتبة ابن مسعود.
وأخرجه الحميدي (343) ، وابن أبي شيبة 1/120، ومسلم بإثر (287) (103) ، والترمذي (71) ، وابن ماجه (524) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3253) ، وابن الجارود في "المنتقى" (139) ، وابن خُزيمة (285) ، وأبو عوانة 1/202، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/92، وابن حبان (1373) ، والطبراني في "الكبير" 25/ (436) ، والبيهقي في "السنن" 2/414، والبغوي في "شرح السنة" (294) من طريق سفيان بن عُيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/64- ومن طريقه البخاري (223) ، وأبو داود (374) ، والنسائي في "المجتبى" 1/157، وفي "الكبرى" (291) ، وابن خزيمة (286) ، وأبو عوانة 1/202-203، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/92، والطبراني في "الكبير" 25/ (437) ، والبيهقي في "السنن" 2/414، والبغوي في "شرح السنة" (293) - عن الزُّهري، به. وفيه: "فنضحه" بدلاً من: "فرشَّه".
وأخرجه الطيالسي (1636) ، وابن سعد 8/242-243، ومسلم (287) (103) ، وابن خُزيمة (286) ، وأبو عوانة 1/202-203 و203، والطحاوي=(44/547)
26997 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ أُمِّ قَيْسٍ بِنْتِ مِحْصَنٍ، أُخْتِ عُكَّاشَةَ بْنِ مِحْصَنٍ، قَالَتْ (1) : " دَخَلْتُ بِابْنٍ لِي عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَأْكُلِ الطَّعَامَ، فَبَالَ، فَدَعَا بِمَاءٍ فَرَشَّهُ "
وَدَخَلْتُ بِابْنٍ لِي قَدْ أَعْلَقْتُ عَنْهُ، وَقَالَ مَرَّةً: عَلَيْهِ، مِنَ الْعُذْرَةِ، فَقَالَ: " عَلَامَ تَدْغَرْنَ أَوْلَادَكُنَّ بِهَذَا الْعِلَاقِ؟ عَلَيْكُمْ بِهَذَا الْقُسْطِ، وَقَالَ مَرَّةً سُفْيَانُ: الْعُودِ الْهِنْدِيِّ، فَإِنَّ فِيِهِ سَبْعَةَ أَشْفِيَةٍ، مِنْهَا ذَاتُ الْجَنْبِ، يُسْعَطُ مِنَ الْعُذْرَةِ، وَيُلَدُّ مِنْ ذَاتِ الْجَنْبِ " (2)
__________
=في "شرح معاني الآثار" 1/92، وابن حبان (1374) ، والطبراني في "الكبير" 25/ (438) و (439) و (441) و (443) و (444) ، والبيهقي في "السنن" 2/414 من طرق عن الزُّهري، به. وعندهم: "فنضحه" بمثل رواية مالك.
وسيأتي مطولاً بالأرقام: (26997) و (27000) و (27003) و (27004) .
وفي الباب عن جابر، وقد سلف برقم (14385) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
(1) قوله: قالت، من (م) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه عبد الرزاق (1486) ، والحميدي (344) ، وابن أبي شيبة 8/8، والبخاري (5692-5693) و (5713) ، ومسلم ج4/ص1734، وأبو داود (3877) ، والنسائي في "الكبرى" (7583) ، وابن ماجه (3462) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3256) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/324، وفي "شرح مشكل الآثار" (1936) ، والطبراني في "الكبير" 25/ (435) ، والبيهقي في "السنن" 7/465 و9/346، وفي "السنن الصغير" (2878) ، والبغوي في "شرح السنة" (3238) من طريق سفيان بن عيينة،=(44/548)
26998 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي ثَابِتٌ أَبُو الْمِقْدَامِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَدِيُّ بْنُ دِينَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أُمَّ قَيْسٍ بِنْتَ مِحْصَنٍ، قَالَتْ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الثَّوْبِ يُصِيبُهُ دَمُ الْحَيْضِ؟ قَالَ: " حُكِّيهِ بِضِلَعٍ، وَاغْسِلِيهِ بمَاءٍ، وَسِدْرٍ (1) " (2)
__________
= بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (1486) ، والبخاري (5715) و (5718) ، والطبراني في "الكبير" 25/ (435) و (440) و (442) ، وفي "الأوسط" (5278) ، وفي "الشاميين" (3129) من طرق عن الزُّهري، به.
وانظر ما قبله.
قال السندي: قولها: قد أعلقت عنه -وقال مرة: عليه- من العذرة، العُذرَة، بضم العين المهملة، وسكون الذال المعجمة: وجعٌ أو وَرَمٌ يَهيجُ في الحلق من الدَّم أيام الحرّ، والإعْلاقُ غمزُ ذلك الموضع بالإصبع ليخرجَ منه دمٌ أسود، ثم الإعلاق المذكور يقال له: الدَّغْر أيضاً، بالدال المهملة والغين
المعجمة، آخره راء. قال الخطابي: المحدثون يقولون: أعلقتُ عليه، وإنما هو: أعلقتُ عنه، أي: رفعتُ عنه العلوق.
"بهذا العَلاق": في "المجمع" بفتح العين، وهو اسم من: أعلق، أي: بهذا الغمز.
"بهذا القُسْط": بضم القاف، معروف.
"يُسعَط": على بناء المفعول من السَّعوط بالفتح، وهو صبُّ الدواء في الأنف.
"ويُلَدُّ": من اللَّدود، بالفتح، وهو صبُّ الدواء في جانب الفم.
(1) في (م) : بالماء والند وسدر.
(2) إسناده صحيح، ثابت أبو المقدام- وهو ابن هُرْمز الكوفيُّ الحداد- وشيخه عديُّ بنُ دينار رولمحما لهما أصحاب السنن، سوى الترمذي، وكلاهما=(44/549)
26999 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، وهَاشِمٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ، مَوْلَى أُمِّ قَيْسٍ بِنْتِ مِحْصَنٍ، عَنْ أُمِّ قَيْسٍ، أَنَّها قَالَتْ: تُوُفِّيَ ابْنِي، فَجَزِعْتُ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ لِلَّذِي يَغْسِلُهُ: لَا تَغْسِلْ ابْنِي بِالْمَاءِ الْبَارِدِ، فَتَقْتُلَهُ، فَانْطَلَقَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخْبَرَهُ بِقَوْلِهَا، فَتَبَسَّمَ،
__________
=ثقة، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/44، وأبو داود (363) ، والنسائي في "المجتبى" 1/154-155 و195-196، وفي "الكبرى" (286) ، وابن ماجه (628) ، والدولابي في "الكنى والأسماء" 2/128، وابن خزيمة (277) ، وابنُ حبان (1395) ، والبيهقي في "السنن" 2/407 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (1226) - ومن طريقه الطبرانيُّ في "الكبير" 25/ (447) ، والمِزِّيُّ في "تهذيب الكمال" (في ترجمة عدي بن دينار) - عن سفيان الثوري، به.
وأخرجه أبو نُعيم في "الحلية" 7/123 من طريق إسماعيل بن منصور، عن سفيان الثوري، عن ثابت بن عبيد، عن عديِّ بن دينار، به. وقال: رواه إسماعيل بنُ منصور، عن الثوري، عن ثابت بن عبيد، وتفرَّد به. قلنا: إسماعيل بنُ منصور، لم نقف له على ترجمة.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/95 من طريق حجاج- وهو ابن أرطاة- عن ثابت، عن عديّ بن دينار، أن أم حصين سألت ... فذكره مرسلاً وزاد: ثم صلِّي فيه. وحجَّاج بن أرطاة ضعيف. وقد حسن الحافظ إسناده في "الفتح" 1/334.
وسيرد برقمي (27001) و (27002) .
قال السندي: قوله: "بضلع" أي: بعظم أو نحوه.(44/550)
ثُمَّ قَالَ: " مَا قَالَتْ؟ طَالَ عُمْرُهَا " قَالَ: " فَلَا (1) أَعْلَمُ امْرَأَةً عُمِّرَتْ مَا عُمِّرَتْ " (2)
27000 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ أُمِّ قَيْسٍ بِنْتِ مِحْصَنٍ الْأَسَدِيَّةِ، أُخْتِ عُكَّاشَةَ، قَالَتْ: جِئْتُ بِابْنٍ لِي قَدْ أَعْلَقْتُ عَنْهُ (3) ، أَخَافُ أَنْ يَكُونَ بِهِ الْعُذْرَةُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَلَامَ تَدْغَرْنَ أَوْلَادَكُنَّ بِهَذِهِ الْعَلَائِقِ؟ (4) عَلَيْكُنَّ بِهَذَا الْعُودِ الْهِنْدِيِّ (5) ، يَعْنِي الْكُسْتَ، فَإِنَّ فِيهِ سَبْعَةَ أَشْفِيَةٍ، مِنْهَا ذَاتُ الْجَنْبِ ". ثُمَّ أَخَذَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَبِيَّهَا، فَوَضَعَهُ فِي حِجْرِهِ، فَبَالَ عَلَيْهِ، فَدَعَا بِمَاءٍ فَنَضَحَهُ، وَلَمْ يَكُنِ الصَّبِيُّ بَلَغَ أَنْ يَأْكُلَ الطَّعَامَ (6)
__________
(1) في (ظ2) و (ق) : فلم.
(2) إسناده محتمل للتحسين، أبو الحسن -وإن انفرد بالرواية عنه يزيد بن أبي حبيب، ولم يؤثر توثيقه عن أحد- إنما هو مولاها، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. حجَّاج: هو ابن محمد المِصِّيصي الأعور، وهاشم: هو ابن القاسم، ولَيْث: هو ابن سعد.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (652) ، والنسائي في "المجتبى" 4/29، وفي "الكبرى" (2009) ، والطبراني في "الكبير" 25/ (446) من طريقين عن الليث بن سعد، به.
(3) في (ظ6) : عليه.
(4) في (ظ6) : العلاق.
(5) قوله: الهندي، ليس في (ظ2) ولا (ق) .
(6) إسناده صحيح على شرط الشيخين.=(44/551)
قَالَ الزُّهْرِيُّ: " فَمَضَتِ السُّنَّةُ بِأَنْ يُرَشَّ بَوْلُ الصَّبِيِّ، وَيُغْسَلَ بَوْلُ الْجَارِيَةِ " قَالَ الزُّهْرِيُّ: " فَيُسْتَسْعَطُ لِلْعُذْرَةِ، وَيُلَدُّ لِذَاتِ الْجَنْبِ " (1)
27001 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ (2) ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ ثَابِتٍ أَبِي الْمِقْدَامِ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أُمِّ قَيْسٍ بِنْتِ مِحْصَنٍ، قَالَتْ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ دَمِ الْحَيْضِ يُصِيبُ الثَّوْبَ، فَقَالَ: " حُكِّيهِ وَلَوْ بِضِلَعٍ " (3)
27002 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ دِينَارٍ، مَوْلَى أُمِّ قَيْسٍ، عَنْ أُمِّ قَيْسٍ بِنْتِ مِحْصَنٍ، قَالَتْ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ دَمِ الْحَيْضِ (4) يُصِيبُ الثَّوْبَ، فَقَالَ: " اغْسِلِيهِ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ، وَحُكِّيهِ بِضِلَعٍ " (5)
__________
=وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه" (1485) و (20168) ، ومن طريقه أخرجه أبو عوانة 1/203، والطبراني في "الكبير" 25/ (435) .
وسلف مختصراً برقم (26696) .
وسيكرر من طريق معمر برقم (27004) .
(1) في (ظ2) و (ق) : من ذات الجنب.
(2) قوله. حدثنا وكيع، من (ظ6) ، وسقط من باقي النسخ.
(3) إسناده صحيح، وقد سلف برقم (26998) . إسرائيل: هو ابن يونس أبي إسحاق السَّبيعي.
وانظر ما بعده.
(4) في (م) : المحيض.
(5) إسناده صحيح، وهو مكرر (26998) ، إلا أن شيخ أحمد هنا هو=(44/552)
27003 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، أَنَّ أُمَّ قَيْسٍ بِنْتَ مِحْصَنٍ، إِحْدَى بَنِي أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ، وَكَانَتْ مِنَ الْمُهَاجِرَاتِ الْأُوَلِ اللَّائِي بَايَعْنَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَأَخْبَرَتْنِي، أَنَّهَا أَتَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِابْنٍ لَهَا لَمْ يَبْلُغْ أَنْ يَأْكُلَ الطَّعَامَ. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَقَالَ: " عَلَامَ تَدْغَرْنَ أَوْلَادَكُنَّ؟ "، (1)
27004 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ،
__________
= عبد الرحمن بن مهدي.
وأخرجه الدارمي (1019) ، وابن ماجه (628) من طريق عبد الرحمن ابنِ مهدي، بهذا الإسناد.
وانظر ما قبله.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يونُس: هو ابن يزيد الأيلي.
وأخرجه الدارمي (741) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3255) من طريق عثمان بن عمر، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (287) (104) وج4/1735، والنسائي في "الكبرى" (7587) ، وابن ماجه بإثر (3462) و (3468) ، والدارمي (741) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3254) ، وابن خُزيمة (286) ، وأبو عوانة 1/202-203، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/92، وابن حبان (6070) ، والطبراني في "الكبير" 5/ (438) ، والبيهقي في "السنن" 2/414 من طريق يونس بن يزيد، به.
وسلف برقم (26996) .
وانظر ما بعده.(44/553)
عَنْ أُمِّ قَيْسٍ بِنْتِ مِحْصَنٍ، أَنَّهَا جَاءَتْ بِابْنٍ لَهَا وَقَدْ أَعْلَقَتْ عَلَيْهِ مِنَ الْعُذْرَةِ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَلَامَ تَدْغَرْنَ أَوْلَادَكُنَّ بِهَذِهِ الْعُلُقِ؟ عَلَيْكُمْ (1) بِهَذَا الْعُودِ الْهِنْدِيِّ، فَإِنَّ فِيهِ سَبْعَةَ أَشْفِيَةٍ، مِنْهَا ذَاتُ الْجَنْبِ " ثُمَّ أَخَذَ الصَّبِيَّ، فَبَالَ عَلَيْهِ، فَدَعَا بِمَاءٍ فَنَضَحَهُ قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: " مَضَتِ السُّنَّةُ بِذَلِكَ " (2)
__________
(1) في (م) : عليكن.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (27000) ، إلا أن شيخ أحمد هنا هو محمدبن جعفر.
وسلف مختصراً برقم (26996) .(44/554)
حَدِيثُ سَهْلَةَ بِنْتِ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو امْرَأَةِ أَبِي حُذَيْفَةَ (1) رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ (2)
27005 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ سَهْلَةَ، امْرَأَةِ أَبِي حُذَيْفَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ سَالِمًا مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ يَدْخُلُ عَلَيَّ، وَهُوَ ذُو لِحْيَةٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَرْضِعِيهِ ". فَقَالَتْ: كَيْفَ أُرْضِعُهُ وَهُوَ ذُو لِحْيَةٍ؟ فَأَرْضَعَتْهُ، فَكَانَ يَدْخُلُ عَلَيْهَا (3)
__________
(1) في (ظ2) و (ق) : حديث سهلة امرأة أبي حذيفة، وفي (ظ6) : حديث سهلة..
(2) قال السندي: سهلة امرأة أبي حذيفة، هي بنت سهيل، قرشية عامرية، أسلمت قديماً، وهاجرت مع زوجها أبي حذيفة بن عتبة إلى الحبشة.
(3) حديث صحيح على خطأ في إسناده، وقد بيَّنَّا ذلك في الرواية السالفة برقم (24108) .
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3372) من طريق يونس بن محمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (742) من طريق عفَّان بن مسلم، عن حماد بن سلمة، به.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (7174) ، وفي "الصغير" (894) من طريق عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن القاسم بن محمد، به.
وانظر (25649) .(44/555)
حَدِيثُ أُمَيْمَةَ بِنْتِ رُقَيْقَةَ (1)
27006 - حَدَّثَنِيَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، قَالَ: سَمِعَ ابْنُ الْمُنْكَدِرِ، أُمَيْمَةَ بِنْتَ رُقَيْقَةَ، تَقُولُ: بَايَعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نِسْوَةٍ، فَلَقَّنَنَا (2) : " فِيمَا اسْتَطَعْتُنَّ وَأَطَقْتُنَّ (3) ". قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَرْحَمُ بِنَا (4) مِنْ أَنْفُسِنَا. قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، بَايِعْنَا. قَالَ: " إِنِّي (5) لَا أُصَافِحُ النِّسَاءَ، إِنَّمَا قَوْلِي لِامْرَأَةٍ، قَوْلِي لِمِائَةِ امْرَأَةٍ " (6)
__________
(1) قال السندي: أُمَيْمَة بنت رُقَيْقَة، كل منهما بالتصغير، قيل: رُقيقة هذه أخت خديجة، فهي خالة فاطمة الزهراء.
(2) في (ظ6) : فلقّنا.
(3) تحرفت في (م) إلى: وأطعتن.
(4) في (م) : منا.
(5) قوله: إني، ليس في (ظ6) .
(6) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير صحابيَّته أُمَيْمة بنت رُقَيْقة، فقد روى لها أصحاب السنن هذا الحديث.
وأخرجه المِزِّي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة أُميمة بنت رقيقة) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي (341) ، والترمذي في "السنن" (1597) ، وفي "العلل الكبير" 2/682، والنسائي في "المجتبى" 7/152، وفي "الكبرى" (7813) و (8725) ، وابن ماجه (2874) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3340) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (472) من طريق سفيان بنِ عُيينة، به.
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، لا نعرفه إلا من حديث محمد ابن المنكدر. وروى سفيان الثوري ومالك بن أنس وغير واحد هذا الحديث عن=(44/556)
27007 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ أُمَيْمَةَ بِنْتِ رُقَيْقَةَ التَّيْمِيَّةِ، قَالَتْ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نِسْوَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ لِنُبَايِعَهُ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، جِئْنَا لِنُبَايِعَكَ عَلَى أَنْ لَا نُشْرِكَ بِاللهِ شَيْئًا، وَلَا نَسْرِقَ، وَلَا نَزْنِيَ، وَلَا نَقْتُلَ
__________
=محمد بن المنكدر نحوه. وسألت محمداً (أي البخاري) عن هذا الحديث، فقال: لا أعرف لأُميمة بنت رُقيقة غير هذا الحديث، وأُميمة امرأة أخرى لها حديث عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وأخرجه الطيالسي (1621) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3341) ، والطبري في "التفسير" 28/79 و80، والطبراني في "الكبير" 24/ (473-476) ، والدارقطني 4/147، والحاكم 4/71 من طرق عن محمد ابن المنكدر، به.
وسيرد بالأرقام (27007) و (27008) و (27009) و (27010) .
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6850) .
وإحاديث الباب في أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يكن يصافح النساء في البيعة، سلفت في مسند عبد الله بن عمرو برقم (6998) .
قال السندي: قولها: فلقَّننا، من التلقين.
أرحم بنا: حيث التزمنا نحن الطاعة على الإطلاق، ورسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نبَّه على التقييد، وظاهر هذا أنه لولا التقييد، للزم الطاعة على الإطلاق، إلا أن يقال: لولا التقييد للزم صورة الخلف عند عدم الطاقة، والله تعالى أعلم.
بايِعْنا، أي: باليد، كأنَّ هذا مبني على فهم أنه بمنزلة الوالد.
"إنما قولي": بيان فائدة أخرى، أي: أنا لا أُصافح النساء، ولا أُبايع كل واحدة منهن بالكلام على حدة، بل أُبايعُ الجملة بكلام واحد، فقد تمَّ بما سبق من الكلام بيعةُ الكل.(44/557)
أَوْلَادَنَا، وَلَا نَأْتِيَ بِبُهْتَانٍ نَفْتَرِيهِ بَيْنَ أَيْدِينَا وَأَرْجُلِنَا، وَلَا نَعْصِيَكَ فِي مَعْرُوفٍ. قَالَتْ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فِيمَا اسْتَطَعْتُنَّ وَأَطَقْتُنَّ (1) " قَالَتْ: قُلْنَا: اللهُ وَرَسُولُهُ (2) أَرْحَمُ بِنَا مِنْ أَنْفُسِنَا، بَايِعْنَا يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " اذْهَبْنَ، فَقَدْ بَايَعْتُكُنَّ، إِنَّمَا قَوْلِي لِمِائَةِ امْرَأَةٍ، كَقَوْلِي لِامْرَأَةٍ وَاحِدَةٍ " قَالَتْ: " وَلَمْ يُصَافِحْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَّا امْرَأَةً " (3)
27008 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ أُمَيْمَةَ بِنْتِ رُقَيْقَةَ، أَنَّها قَالَتْ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نِسْوَةٍ نُبَايِعُهُ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، نُبَايِعُكَ عَلَى أَنْ لَا نُشْرِكَ بِاللهِ شَيْئًا، وَلَا نَسْرِقَ، وَلَا نَزْنِيَ، وَلَا نَأْتِيَ بِبُهْتَانٍ نَفْتَرِيهِ بَيْنَ أَيْدِينَا وَأَرْجُلِنَا، وَلَا نَعْصِيَكَ فِي مَعْرُوفٍ، قَالَ: " فِيمَا اسْتَطَعْتُنَّ
__________
(1) في (م) : وأطعتن، وهو خطأ.
(2) قولها: ورسوله، ليس في (ظ6) .
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن إسحاق، وقد صرَّح بالتحديث، فانتفت شبهةُ تدليسه، وقد توبع، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير صحابية الحديث، فقد روى لها أصحابُ السنن هذا الحديث الواحد. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزُّهري.
وأخرجه الطبري في "التفسير" 28/80، والحاكم 4/71 من طريق يونس، عن أبن إسحاق، بهذا الإسناد.
وانظر ما قبله.(44/558)
وَأَطَقْتُنَّ " (1) . قَالَتْ: فَقُلْنَا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَرْحَمُ بِنَا مِنَّا بِأَنْفُسِنَا، هَلُمَّ نُبَايِعُكَ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي لَا أُصَافِحُ النِّسَاءَ، إِنَّمَا قَوْلِي لِمِائَةِ امْرَأَةٍ، كَقَوْلِي لِامْرَأَةٍ وَاحِدَةٍ " (2)
27009 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدٍ يَعْنِي ابْنَ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ أُمَيْمَةَ بِنْتِ رُقَيْقَةَ، قَالَتْ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي نِسَاءٍ نُبَايِعُهُ، فَأَخَذَ عَلَيْنَا مَا فِي الْقُرْآنِ: أَنْ لَا نُشْرِكَ بِاللهِ شَيْئًا الْآيَةَ، قَالَ: " فِيمَا اسْتَطَعْتُنَّ وَأَطَقْتُنَّ (3) ". قُلْنَا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَرْحَمُ بِنَا مِنْ أَنْفُسِنَا. قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَا تُصَافِحُنَا؟ قَالَ: " إِنِّي لَا أُصَافِحُ النِّسَاءَ، إِنَّمَا قَوْلِي لِامْرَأَةٍ وَاحِدَةٍ، كَقَوْلِي لِمِائَةِ امْرَأَةٍ " (4)
__________
(1) في (م) : وأطعتن، وهو خطأ.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيته أُمَيْمة بنت رُقَيْقة، فقد روى لها أصحاب السنن.
وهو عند مالك في "الموطأ" 2/982-983، ومن طريقه أخرجه ابنُ سعد 8/5، والنسائي في "الكبرى" (8713) و (9240) و (11589) - وهو في "التفسير" (609) ، وفي "عشرة النساء" (358) - وابنُ حبان (4553) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (471) ، والدارقطني 4/147، والبيهقي في "السنن" 8/148، والحازمي في "الاعتبار" ص226.
وانظر ما قبله.
(3) في (م) : وأطعتن، وهو خطأ.
(4) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيته أُميمة بنت رُقيقة، فقد روى لها أصحاب السنن هذا الحديث الواحد.=(44/559)
27010 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، قَالَ: سَمِعْتُ أُمَيْمَةَ بِنْتَ رُقَيْقَةَ، تُحَدِّثُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَسْتُ أُصَافِحُ النِّسَاءَ، إِنَّمَا قَوْلِي لِامْرَأَةٍ وَاحِدَةٍ، كَقَوْلِي لِمِائَةِ امْرَأَةٍ " (1)
__________
=وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/149، وفي "الكبرى" (7804) ، والطبري في "التفسير" 28/80، والدارقطني 4/146-147 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (9826) ، وابن سعد 8/5، والطبري 28/79، والطبراني 24/ (470) من طرق عن سفيان الثوري، به.
وانظر الأحاديث السابقة.
(1) إسناده صحيح، وهو مكرَّر سابقه. غير أن شيخ أحمد هنا هو وكيع ابن الجراح.
وأخرجه ابن سعد 8/5 عن وكيع، بهذا الإسناد.(44/560)
حَدِيثُ أُخْتِ حُذَيْفَةَ (1)
27011 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنِي سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنِ امْرَأَتِهِ، عَنْ أُخْتِ حُذَيْفَةَ، قَالَتْ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ، أَمَا لَكُنَّ فِي الْفِضَّةِ مَا تَحَلَّيْنَ، أَمَا إِنَّهُ لَيْسَ مِنْكُنَّ امْرَأَةٌ تَحَلَّى ذَهَبًا تُظْهِرُهُ، إِلَّا عُذِّبَتْ بِهِ " (2)
27012 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ امْرَأَتِهِ، عَنِ أُخْتِ خُذَيْفَةَ، قَالَتْ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ (3)
__________
(1) أخت حذيفة: هي فاطمة بنت اليمان، وقيل: خولة. انظر "الإصابة".
(2) إسناده ضعيف لجهالة امرأة رِبْعيّ بنِ حِراش.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/156، وفي "الكبرى" (9437) ، والبيهقي 4/141 من طريق عبد الرحمن بن مَهْدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد 8/326، والدارمي (2645) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (619) من طرق عن سفيان الثوري، به.
وسيرد بالأرقام: (27012) و (27013) و (27078) .
وسلف برقم (23380) .
قال السندي: قوله: "تظهره" أي: تظهر ذاك الذهب للناس، وتفتخر به، ولا يلزم من هذا تحريمُ الذهب مطلقاً. وقيل: هذا حين كان الذهبُ حراماً، ثم نسخ ذلك، وأُبيح للنساء، والله أعلم.
(3) إسناده ضعيف كسابقه، وهو مكرر (23380) سنداً ومتناً.(44/561)
27013 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ امْرَأَتِهِ، عَنْ أُخْتِ لِحُذَيْفَةَ (1) ، وَكُنَّ لَهُ (2) أَخَوَاتٌ قَدْ أَدْرَكْنَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ: خَطَبَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ، أَلَيْسَ لَكُنَّ فِي الْفِضَّةِ مَا تَحَلَّيْنَ بِهِ؟ (3) أَمَا إِنَّهُ لَيْسَتْ مِنْكُنَّ امْرَأَةٌ تَتَحَلَّى ذَهَبًا تُظْهِرُهُ، إِلَّا عُذِّبَتْ بِهِ " (4)
__________
(1) في (م) : حذيفة.
(2) قوله: له، ليس في (ظ6) .
(3) قوله: به، من (ظ6) .
(4) إسناده ضعيف كسابقيه.(44/562)
حَدِيثُ أُخْتِ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَوَاحَةَ
27014 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ النُّعْمَانِ، قَالَ: سَمِعْتُ طَلْحَةَ الْإِيَامِيَّ، يُحَدِّثُ وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ النُّعْمَانِ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنِ امْرَأَةٍ، مِنْ بَنِي عَبْدِ الْقَيْسِ عَنْ أُخْتِ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَوَاحَةَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " وَجَبَ الْخُرُوجُ عَلَى كُلِّ ذَاتِ نِطَاقٍ " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف لإبهام المرأة من بني عبد القيس الراوية عن أخت عبد الله بن رواحة. ومحمدُ بنُ النعمان- وهو الهمداني الكوفي- ترجم له البخاري في "التاريخ الكبير" 1/251، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 8/108، وقال أبو حاتم: شيخ، ولم يترجم له الحسيني في "الإكمال"، ولا
"الحافظ" في "التعجيل"، وهو على شرطهما، وذكره الحافظ في "التهذيب" وقال: روى عنه شعبة، وأثنى عليه خيراً، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أخت عبد الله بن رواحة، فهي صحابية، كما يفهم من صنيع الإمام أحمد، ولم نقف لها على ترجمة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (846) ، وأبو نعيم في "الحلية" 7/163 من طريق الإمام أحمد، عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/251 من طريق محمد بن جعفر، به. وقال: يعني في العيد، وقال البخاري: كأنه مرسل.
وأخرجه أبو يعلى (7152) من طريق يحيى بن سعيد، به، وقال: يعني في العيدين.
وأخرجه الطيالسي (1622) ، والبيهقي في "السنن" 3/306، والخطيب في "تاريخه" 4/63، وابن الأثير في "أسد الغابة" 7/202 من طريقين عن شعبة،=(44/563)
__________
= به. وعند الخطيب في "تاريخه" عن رجل، بدلاً من امرأة من بني عبد القيس.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/200، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى - وزاد: يعني في العيدين- والطبراني في "الكبير"، وفيه امرأة تابعية لم يُذكر اسمها.
وفي الباب عن أم عطية، سلف برقم (20789) .
وعن عائشة، سلف برقم (25512) .(44/564)
حَدِيثُ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذِ ابْنِ عَفْرَاءَ (1)
27015 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: أَرْسَلَنِي عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ إِلَى الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذِ ابْنِ عَفْرَاءَ، فَسَأَلْتُهَا عَنْ وُضُوءِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخْرَجَتْ لَهُ، يَعْنِي إِنَاءً يَكُونُ مُدًّا، أَوْ نَحْوَ مُدٍّ وَرُبُعٍ، قَالَ سُفْيَانُ: كَأَنَّهُ يَذْهَبُ إِلَى الْهَاشِمِيِّ، قَالَتْ: " كُنْتُ أُخْرِجُ إِلَيْهِ (2) الْمَاءَ فِي هَذَا، فَيَصُبُّ عَلَى يَدَيْهِ ثَلَاثًا، وَقَالَ مَرَّةً: يَغْسِلُ يَدَيْهِ قَبْلَ أَنْ يُدْخِلَهُمَا، وَيَغْسِلُ وَجْهَهُ ثَلَاثًا، وَيُمَضْمِضُ ثَلَاثًا، وَيَسْتَنْشِقُ ثَلَاثًا (3) ، وَيَغْسِلُ يَدَهُ الْيُمْنَى ثَلَاثًا، وَالْيُسْرَى ثَلَاثًا، وَيَمْسَحُ بِرَأْسِهِ ـ وَقَالَ مَرَّةً: مَرَّتَيْنِ ـ مُقْبِلًا وَمُدْبِرًا، ثُمَّ يَغْسِلُ رِجْلَيْهِ ثَلَاثًا " قَدْ جَاءَنِي ابْنُ عَمٍّ لَكَ، فَسَأَلَنِي وَهُوَ ابْنُ عَبَّاسٍ، فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ لِي: " مَا أَجِدُ فِي كِتَابِ اللهِ إِلَّا مَسْحَتَيْنِ وَغَسْلَتَيْنِ " (4)
__________
(1) قال السندي: الرُّبَيِّع بنت معوِّذ، بضم راء وفتح موحدة وتشديد ياء تحتانية: هي أنصارية نجارية، من صغار الصحابة، قيل: كانت من المبايعات بيعة الشجرة، وكانت تغزو أحياناً معه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(2) في (م) : له.
(3) في (م) : ويستنثر.
(4) إسناده ضعيف لضعف عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب، وقد انفرد به، واضطرب في متنه، وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين.=(44/565)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=وأخرجه الحميدي (342) ، وأبو داود (127) ، والعُقيلي في "الضعفاء" 3/299، والطبراني في "الكبير" 24/ (677) ، والدارقطني 1/96، والبيهقي في "السنن" 1/72 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولاً ومختصراً وبألفاظ مختلفة عبد الرزاق (11) و (35) و (65) و (119) ، وابن أبي شيبة 1/20، والدارمي (690) ، وأبو داود (326) ، والترمذي (33) ، وابن ماجه (390) و (440) و (458) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/33 و36، والطبراني في "الكبير" 24/ (673) و (674) و (676) و (682-687) و (691) و (692) و (693) ، والدارقطني 1/106، والحاكم 11/52، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/353، والبيهقي في "السنن" 1/64 و237، وفي "معرفة السنن والآثار" (701) من طرق عن عبد الله بن محمد بت عقيل، به.
قال الترمذي: هذا حديث حسن! وحديث عبد الله بن زيد أصحُّ من هذا، وأجود إسناداً، وقد ذهب بعض أهل الكوفة إلى هذا الحديث، منهم وكيع بن الجراح.
قلنا: حديث عبد الله بن زيد الذي أشار إليه الترمذي، سلف برقم (16431) ، وهو عند البخاري (185) ، ومسلم (235) .
وسيأتي حديث الرُّبيِّع بألفاظ مختلفة بالأرقام: (27016) و (27018) و (27019) و (27022) و (27024) و (27028) .
قال السندي: قوله: وكأنه يذهب إلى الهاشمي، أي: كأَن المُدَّ يرجع إلى المُدِّ الهاشميّ. مُقبلاً ومُدبراً: هذا تفسير المرتين، وهو عند التأمُّل يرجع إلى استيفاء المرة لطرفي الشعر، فإنَّ الشعر إذا مسحتَ عليه باليد وجررتَ اليدَ يلتصق طرفٌ منه بالرأس، فلا يصيبُه المسح إلا بالإدبار ثانياً إذا تقدم المسح أولاً بالإقبال، وإن تقدم أولاً بالإدبار فلا بد أن يكون ثانياً بالإقبال، وبالجملة فهذا لا يدل على التعدد، والله أعلم.(44/566)
27016 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي الرُّبَيِّعُ بِنْتُ مُعَوِّذِ ابْنِ عَفْرَاءَ، قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْتِينَا، فَيُكْثِرُ، فَأَتَانَا فَوَضَعْنَا لَهُ الْمِيضَأَةَ، فَتَوَضَّأَ، فَغَسَلَ كَفَّيْهِ ثَلَاثًا، وَمَضْمَضَ، وَاسْتَنْشَقَ، مَرَّةً مَرَّةً، وَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثًا، وَذِرَاعَيْهِ ثَلَاثًا (1) ، وَمَسَحَ رَأْسَهُ بِمَا بَقِيَ مِنْ وَضُوئِهِ فِي يَدَيْهِ مَرَّتَيْنِ، بَدَأَ بِمُؤَخَّرِهِ، ثُمَّ رَدَّ يَدَهُ إِلَى (2) نَاصِيَتِهِ، وَغَسَلَ رِجْلَيْهِ ثَلَاثًا، وَمَسَحَ أُذُنَيْهِ مُقَدَّمَهُمَا وَمُؤَخَّرَهُمَا " (3)
27017 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، عَنْ خَالِدِ بْنِ ذَكْوَانَ، عَنِ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذِ ابْنِ عَفْرَاءَ، قَالَتْ: " كُنَّا نَغْزُو مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَسْقِي الْقَوْمَ وَنَخْدُمُهُمْ، وَنَرُدُّ الْجَرْحَى وَالْقَتْلَى إِلَى
__________
(1) في (ظ2) و (ق) : ثلاثاً ثلاثاً.
(2) في (ظ6) : على.
(3) إسناده ضعيف كسابقه.
وأخرجه أبن أبي شيبة 1/9 و16 و20 و21، وابن ماجه (418) و (438) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (678) و (680) و (681) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه مختصراً أبو داود (130) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (679) ، والدارقطني 1/87، والبيهقي 1/237 من طريق عبد الله بن ذاود، عن سفيان الثوري، به.
وانظر ما قبله.(44/567)
الْمَدِينَةِ " (1)
27018 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنِ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذِ ابْنِ عَفْرَاءَ، قَالَتْ: " أَتَانَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَوَضَعْنَا لَهُ الْمِيضَأَةَ، فَتَوَضَّأَ ثَلَاثًا ثَلَاثًا، وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ مَرَّتَيْنِ، بَدَأَ بِمُؤَخَّرِهِ، وَأَدْخَلَ أُصْبُعَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ " (2)
27019 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ حَسَنٍ، عَنْ ابْنِ عَقِيلٍ، عَنِ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ فَأَدْخَلَ أُصْبُعَيْهِ فِي جُحْرِ أُذُنَيْهِ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (2883) و (5679) ، والنسائي في "الكبرى" (8881) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (702) ، والبغوي في "شرح السنة" (2670) من طرق عن بشر بن المفضل، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (2882) عن علي ابن المديني، عن بشر بن المفضل، به، بلفظ: كنا مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نسقي، ونُداوي الجرحى، ونردُّ القتلى إلى المدينة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (701) من طريق عبد الصمد بن سليمان الأزرق، عن خالد بن ذكوان، به.
وفي الباب عن أم عطية، سلف برقم (20792) .
(2) إسناده ضعيف، وهو إسناد الرواية (27016) .
وأخرجه البيهقي في "السنن" 1/65 من طريق وكيع، بهذا الإسناد مختصراً.
وانظر (27015) .
(3) إسناده ضعيف لضعف ابن عَقيل- وهو عبد الله بن محمد بن عَقيل-=(44/568)
27020 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنِ ابْنِ عَقِيلٍ، عَنْ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ، قَالَتْ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقِنَاعٍ فِيهِ (1) رُطَبٌ وَأَجْرٍ زُغْبٌ، فَوَضَعَ فِي يَدِي شَيْئًا، فَقَالَ: " تَحَلَّيْ بِهَذَا (2) ، وَاكْتَسِي بِهَذَا (2) " (3)
__________
=وقد انفردَ به، واضطرب في متنه. وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. حسن: هو ابنُ صالح بن حيّ.
وأخرجه أبو داود (131) ، وابن ماجه (441) ، والبيهقي في "السنن" 1/65 من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (675) من طريق مالك بن إسماعيل، عن الحسن بن صالح، به.
وانظر (27015) .
(1) في (ظ6) : من.
(2) في (ظ8) : بذا (في الموضعين) .
(3) إسناده ضعيف لضعف شريك- وهو ابنُ عبد الله النَّخَعي- وابنِ عَقيل- وهو عبد الله بن محمد-، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه الترمذي في "الشمائل" (204) و (349) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (694) من طرق عن شريك، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي في "الشمائل" (203) ، والطبراني 24/ (697) من طريق محمد بن حميد الرَّازي، عن إبراهيم بن المختار، عن محمد بن إسحاق، عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر، عن الرُّبَيِّع، به. وإسناده ضعيفا، فيه ابن إسحاق وهو مدلِّس وقد عنعن، ومحمد بن حميد الرازي، وهو ضعيف، وإبراهيم بن المختار، وفيه ضعف.
وسيأتي برقم (27023) .
قال السندي: قوله: وأَجْرٍ، بفتح همزة وسكون جيم، فراء مكسورة منونة: جمع جرْوٍ، بكسر جيم وسكون راء، والمراد صغار القثّاء.=(44/569)
27021 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، وَمُهَنَّا بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ أَبُو شِبْلٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ خَالِدِ بْنِ ذَكْوَانَ، قَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ، فِي حَدِيثِهِ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ، عَنِ الرُّبَيِّعِ، وَقَالَ خَالِدٌ، فِي حَدِيثِهِ: قَالَ: حَدَّثَتْنِي الرُّبَيِّعُ بِنْتُ مُعَوِّذِ ابْنِ عَفْرَاءَ، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ عُرْسِي، فَقَعَدَ فِي مَوْضِعِ فِرَاشِي هَذَا، وَعِنْدِي جَارِيَتَانِ تَضْرِبَانِ بِالدُّفِّ، وَتَنْدُبَانِ آبَائِي الَّذِينَ قُتِلُوا يَوْمَ بَدْرٍ، فَقَالَتَا فِيمَا تَقُولَانِ: وَفِينَا نَبِيٌّ يَعْلَمُ مَا يَكُونُ فِي الْيَوْمِ وَفِي غَدٍ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَّا هَذَا، فَلَا تَقُولَاهُ " (1)
__________
= زُغب: بضم زاي وسكون معجمة، وهو من القثَّاء ما عليه ما يشبه الشعر، وهذا وصف للقثَّاء باللطافة، إذ اللطيف منه لا يخلو عنه.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، حمَّاد- وهو ابنُ سَلَمة- من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير مُهَنَّا بن عبد الحميد أبي شبل، فقد أخرج له أبو داود والنسائي في مسند عليٍّ، وهو ثقة، وقد توبع. عبد الصمد: هو ابنُ عبد الوارث العَنْبري، وخالد بن ذكوان: هو أبو الحسين المدني.
وأخرجه ابن سعد 8/447، وعبد بنُ حُميد في "المنتخب" (1589) ، وابنُ ماجه (1897) من طرق عن حمَّاد بن سَلَمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (4001) و (5147) ، وأبو داود (4922) ، والترمذي (1090) ، والنسائي في "الكبرى" (5563) ، وابن حبان (5878) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (698) ، والبيهقي في "السنن" 7/288-289، والبغوي في "شرح السنة" (2265) من طريق بشر بن المُفَضَّل، والطبراني في "الكبير" 24/ (699) من طريق عبد الصمد بن سليمان الأزرق، كلاهما عن خالد بن ذكوان، به.
وسيرد برقم (27027) .
وانظر حديث جابر بن عبد الله السالف برقم (15209) .(44/570)
27022 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنِ رُبَيِّعَ بِنْتِ مُعَوِّذِ ابْنِ عَفْرَاءَ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ عِنْدَهَا، فَرَأَيْتُهُ مَسَحَ عَلَى رَأْسِهِ مَجَارِيَ (1) الشَّعْرِ، مَا أَقْبَلَ مِنْهُ وَمَا أَدْبَرَ، وَمَسَحَ صُدْغَيْهِ، وَأُذُنَيْهِ، ظَاهِرَهُمَا وَبَاطِنَهُمَا " (2)
27023 - حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ،
__________
(1) في (ظ2) و (ق) : ومجاري.
(2) إسناده ضعيف لضعف عبد الله بن محمد بن عقيل وقد انفرد به، واضطربَ في متنه، وابنُ لهيعة- وهو عبد الله- قد توبع، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير محمد بن عجلان، فقد أخرج له مسلم متابعة، وهو حسن الحديث.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/33 من طريق أسد بن موسى، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (129) ، والترمذي (34) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/33، والطبراني في "الكبير" 24/ (689) و (690) ، وفي "الأوسط" (6096) ، وفي "الصغير" (1167) ، والبيهقي في "السنن" 1/59-60 من طرق عن محمد بن عجلان، به.
وأخرجه عبد الرزاق (21) عن ابن جريج، عن ابن عجلان أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يمسح ... فذكره مرسلاً.
وأخرجه بنحوه بحشل في "تاريخ واسط" ص74 من طريق ليث بن أبي سليم، عن النعمان بن سالم، عن الربيّع بنت معوِّذ، قالت: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يغشانا، فرأيته يتوضأ؛ فغسل أذنيه ظاهرهما وباطنهما وعظومهما مع الوجه.
وليث بن أبي سليم ضعيف.
وانظر (27015) .(44/571)
عَنِ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذِ ابْنِ عَفْرَاءَ، قَالَتْ: أَهْدَيْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1) قِنَاعًا مِنْ رُطَبٍ وَأَجْرٍ زُغْبٍ (2) قَالَتْ: فَأَعْطَانِي مِلْءَ كَفَّيْهِ (3) حُلِيًّا، أَوْ قَالَ: ذَهَبًا، فَقَالَ: " تَحَلَّيْ بِهَذَا " (4)
27024 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنِ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذِ ابْنِ عَفْرَاءَ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ عِنْدَهَا، فَمَسَحَ برَّأْسِهِ (5) ، فَمَسَحَ الرَّأْسَ كُلَّهُ مِنْ فَوْقِ الشَّعْرِ، كُلِّ نَاحِيَةٍ لِمُنْصَبِّ (6) الشَّعْرِ، لَا يُحَرِّكُ الشَّعْرَ عَنْ هَيْئَتِهِ " (7)
__________
(1) في (ظ6) : لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(2) في (ظ6) : وأجراً زغباً.
(3) في (ظ6) : كفّه.
(4) إسناده ضعيف، وهو مكرر (27020) ، إلا أن شيخ أحمد هنا هو أبو سلمة الخُزاعي، وهو منصور بن سلمة.
(5) قولها: فمسح برأسه، ليس في (م) .
(6) في (م) : لنصب، وفي (ق) : لمنتصب.
(7) إسناده ضعيف لضعف عبد الله بن محمد بن عَقِيل، وقد انفرد به واضطربَ في متنه، وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين. يونُس: هو ابن محمد المؤدِّب، ولَيْث: هو ابنُ سعد.
وأخرجه أبو داود (128) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (688) ، والبيهقي في "السنن" 1/60 من طرق عن الليث، بهذا الإسناد.
وسيكرر برقم (27028) .
وانظر (27015) .
قوله: لمنصبِّ الشعر، قال صاحب "بذل المجهود": هو بضم الميم،=(44/572)
27025 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ ذَكْوَانَ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي رُبَيِّعُ بِنْتُ مُعَوِّذٍ، قَالَتْ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قُرَى الْأَنْصَارِ، فَقَالَ: " مَنْ كَانَ مِنْكُمْ صَائِمًا، فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ، وَمَنْ كَانَ أَكَلَ، فَلْيَصُمْ بَقِيَّةَ عَشِيَّةَ يَوْمِهِ " (1)
27026 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ ذَكْوَانَ، قَالَ: سَأَلْتُ الرُّبَيِّعَ بِنْتَ مُعَوِّذِ ابْنِ عَفْرَاءَ، عَنْ صَوْمِ عَاشُورَاءَ، فَقَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ: " مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ صَائِمًا؟ " قَالَ: قَالُوا: مِنَّا الصَّائِمُ، وَمِنَّا الْمُفْطِرُ. قَالَ: " فَأَتِمُّوا بَقِيَّةَ يَوْمِكُمْ وَأَرْسِلُوا إِلَى مَنْ حَوْلَ الْمَدِينَةِ، فَلْيُتِمُّوا بَقِيَّةَ
__________
=وسكون النون، وفتح الصاد المهملة، وتشديد الباء الموحدة، أي: لمحل انصبابه وانحداره، وهو أسفل رأسه.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (1960) ، ومسلم (1136) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/73، وابنُ حبان (3620) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (700) ، والبيهقي في "السنن" 4/288، وفي "الشعب" (3777) ، وفي "معرفة السنن والآثار" (8995) ، والبغوي في "شرح السنة" (1783) من طرق عن خالد بن ذكوان، بهذا الإسناد.
وانظر ما بعده.
وفي الباب عن هند بن أسماء، وقد سلف برقم (15962) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
قال السندي: قولها: في قرى الأنصار، قد جاء أنه كان يوم عاشوراء، وظاهر هذا أن صومه يومئذ كان فرضاً، وألله أعلم.(44/573)
يَوْمِهِمْ " (1)
27027 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حُسَيْنٍ، قَالَ: كَانَ يَوْمٌ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ يَلْعَبُونَ فِيهِ، فَدَخَلْتُ عَلَى الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذِ ابْنِ عَفْرَاءَ، فَقَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَعَدَ عَلَى مَوْضِعَ فِرَاشِي هَذَا، وَعِنْدِي جَارِيَتَانِ تَنْدُبَانِ آبَائِي الَّذِينَ قُتِلُوا يَوْمَ بَدْرٍ، تَضْرِبَانِ بِالدُّفُوفِ، وَقَالَ عَفَّانُ، مَرَّةً بِالدُّفِّ، فَقَالَتَا فِيمَا تَقُولَانِ: وَفِينَا نَبِيٌّ يَعْلَمُ مَا يَكُونُ فِي غَدٍ. فَقَالَ: " أَمَّا هَذَا فَلَا تَقُولَاهُ " (2)
27028 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنِ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ عِنْدَهَا، فَمَسَحَ بِرَأْسِهِ الرَّأْسِ كُلِّهِ، مِنْ وَرَاءِ الشَّعْرِ، كُلَّ نَاحِيَةٍ لِمُنْصَبِّ (3)
__________
(1) إسناده ضعيف لضعف علي بن عاصم: وهو الواسطي، وقد خالف الرواة عن خالد بن ذكوان في متنه.
- وقد سلف بالحديث قبله بغير هذا السياق بإسناد صحيح.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، حمَّاد بنُ سَلَمة من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (695) من طريق عفان، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (27021) .
(3) في (ظ6) : لمصبّ.(44/574)
الشَّعْرِ، لَا يُحَرِّكُ الشَّعْرَ عَنْ هَيْئَتِهِ " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف، وهو مكرر (27024) ، إلا أن شيخ أحمد هنا هو قُتيبة بن سعيد.
وأخرجه أبو داود (128) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (688) ، والبغوي في "شرح السنة" (225) من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد.
وانظر (27015) .(44/575)
حَدِيثُ سَلَامَةَ بِنْتِ مَعْقِلٍ (1)
27029 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الرَّازِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الْخَطَّابِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ أُمِّهِ، قَالَتْ: حَدَّثَتْنِي سَلَامَةُ بِنْتُ مَعْقِلٍ، قَالَتْ: كُنْتُ لِلْحُبَابِ بْنِ عَمْرٍو وَلِي مِنْهُ غُلَامٌ، فَقَالَتْ لِيَ امْرَأَتُهُ: الْآنَ تُبَاعِينَ فِي دَيْنِهِ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ صَاحِبُ تَرِكَةِ الْحُبَابِ بْنِ عَمْرٍو " فَقَالُوا: أَخُوهُ أَبُو الْيُسْرِ كَعْبُ بْنُ عَمْرٍو، فَدَعَاهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " لَا تَبِيعُوهَا، وَأَعْتِقُوهَا، فَإِذَا سَمِعْتُمْ بِرَقِيقٍ قَدْ جَاءَنِي، فَأْتُونِي أُعَوِّضُكُمْ ". فَفَعَلُوا (2) ، فَاخْتَلَفُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ قَوْمٌ: أُمُّ الْوَلَدِ مَمْلُوكَةٌ، لَوْلَا ذَلِكَ لَمْ يُعَوِّضْهُمْ (3) رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهَا، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: هِيَ حُرَّةٌ قَدْ أَعْتَقَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَفِيَّ كَانَ الِاخْتِلَافُ (4)
__________
(1) قال السندي: سلامة بنت معقل: قد اختلف في اسم مَعْقل هذا، هل هو بعين مُهملة وقاف، أو بغين معجمة وفاء مشددة؟ وهي أنصارية، أو خزاعية، قدم بها عمُّها في الجاهلية فباعها للحباب بن عمرو، ثم جاءت منه بولد.
(2) قوله: ففعلوا، ليس في (ظ6) .
(3) في (ظ2) و (ق) : يعوضكم.
(4) إسناده ضعيف، محمد بن إسحاق مدلِّس، وقد عنعن، ووالدة الخطاب=(44/576)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= ابن صالح لم يرو عنها سوى ابنها، ولم يؤثر توثيقها عن أحد، فهي في عداد المجاهيل.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 10/345 من طريق إسحاق بن إبراهيم الرازي، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (3596) من طريق محمد بن حميد، عن سَلَمة بن الفضل، به.
وأخرجه أبو داود (3953) ، والطبراني 24/ (780) من طريقين عن محمد ابن إسحاق، به.
قال السندي: قوله: كنت للحُباب، أي: أمَّ ولد له، أو مملوكةً له، وأما كونها أمَّ ولدٍ له، فيوجد من قولها: ولي منه ولد، أي: حصل لي منه ولد، فصرتُ أمَّ ولدٍ له.(44/577)
حَدِيثُ ضُبَاعَةَ بِنْتِ الزُّبَيْرِ (1)
27030 - حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ هِلَالٍ يَعْنِي ابْنَ خَبَّابٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ ضُبَاعَةَ بِنْتَ الزُّبَيْرِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَحُجَّ، فَأَشْتَرِطُ؟ قَالَ: " نَعَمْ ". قَالَتْ: فَكَيْفَ أَقُولُ؟ قَالَ: " قُولِي: لَبَّيْكَ اللهُمَّ لَبَّيْكَ، مَحِلِّي مِنَ الْأَرْضِ حَيْثُ تَحْبِسُنِي " (2)
__________
(1) قال السندي: ضُباعة بنتُ الزبير، هاشمية بنتُ عم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فإن الزبير هذا ابنُ عبد المطلب، وليس بالزُّبير بنِ العوام الذي هو واحد من العشرة، كانت زوجةً للمقداد بن الأسود.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير هلال بن خبَّاب، فقد روى له أصحاب السنن، وهو ثقة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (11909) و24/ (828) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى (2480) ، وابنُ الجارود في "المنتقى" (419) ، والدارقطني 2/219، والبيهقي في "السنن" 5/222 من طرق عن عبَّاد بن العوَّام، به.
وأخرجه الدارمي (1811) من طريق ثابت بن يزيد، عن هلال بن خبَّاب، به.
وسيرد برقمي (27358) و (27359) .
وقد سلف في مسند ابن عباس برقم (3302) ، وذكرنا أحاديث الباب في مسند عائشة عند الرواية (25308) .
قال السندي: قولها: فأشترط؟ هذا الاشتراط صحيح، قد أخذ به قوم،=(44/578)
27031 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ مُبَارَكٍ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، وَعَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ الْفَضْلِ (1) ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ ضُبَاعَةَ بِنْتِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، أَنَّهَا ذَبَحَتْ فِي بَيْتِهَا شَاةً، فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أَطْعِمِينَا مِنْ شَاتِكُمْ. فَقَالَتْ لِلرَّسُولِ: وَاللهِ مَا بَقِيَ عِنْدَنَا إِلَّا الرَّقَبَةُ، وَإِنِّي أَسْتَحْيِي (2) أَنْ أُرْسِلَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالرَّقَبَةِ، فَرَجَعَ الرَّسُولُ، فَأَخْبَرَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " ارْجِعْ إِلَيْهَا، فَقُلْ (3) : أَرْسِلِي بِهَا، فَإِنَّهَا هَادِيَةٌ الشَّاةِ (4) ، وَأَقْرَبُ الشَّاةِ إِلَى الْخَيْرِ، وَأَبْعَدُهَا مِنَ الْأَذَى " (5)
__________
= ومن لم يأخذ به يرى خصوص الحكم.
(1) في (م) : بن المفضل، وهو خطأ، ولم يرد قوله: "بن الفضل" في (ظ2) ولا (ق) .
(2) في (ظ6) : لأستحي، وفي (م) أستحي.
(3) في (م) : فقل لها.
(4) قوله: الشاة، ليس في (م) .
(5) إسناده ضعيف لجهالة الفَضْل بن الفَضْل- وهو المدنيّ- فقد تفرَّد بالرواية عنه أسامةُ بن زيد الليثيّ، ولم يُؤثَر توثيقُه عن أحد. وأسامةُ بنُ زيد مختلف فيه، حَسَنُ الحديث، وقد تفرَّد به، ومثلُه لا يُحتمل تفرُّده. وبقية رجال الإسناد ثقات.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (6658) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (844) ، وفي "الأوسط" (6037) من طرق عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد. قال الطبراني في "الأوسط" لا يُروى هذا الحديث عن ضُباعة بنت الزبير إلا بهذا الإسناد، تفرَّد به أسامة.=(44/579)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=وانظر ما سيأتي برقم (27091) .
قال السندي: قولها: فأرسلَ إليها، يدلُّ على أنَّ مِثْلَ هذا مما هو مبنيٌّ على المحبة والصداقة، أو القرابة، لا يُعدُّ سؤالاً، ولا مَنْعَ منه.
"هادية الشاة": أوائلُ الشاة.
"إلى الخير": أي: اللذة والنضج.
"من الأذى": أي: مما يخرجُ من القُبُل أو الدُّبُر.(44/580)
حَدِيثُ أُمِّ حَرَامٍ بِنْتِ مِلْحَانَ (1)
27032 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أُمِّ حَرَامٍ، أَنَّهَا قَالَتْ: بَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِلًا فِي بَيْتِي، إِذْ اسْتَيْقَظَ وَهُوَ يَضْحَكُ، فَقُلْتُ: بِأَبِي وَأُمِّي (2) ، مَا يُضْحِكُكَ؟ فَقَالَ: " عُرِضَ عَلَيَّ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي، يَرْكَبُونَ ظَهْرَ هَذَا الْبَحْرِ، كَالْمُلُوكِ عَلَى الْأَسِرَّةِ "، فَقُلْتُ: ادْعُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، قَالَ: " اللهُمَّ اجْعَلْهَا مِنْهُمْ ". ثُمَّ نَامَ أَيْضًا، فَاسْتَيْقَظَ وَهُوَ يَضْحَكُ، فَقُلْتُ: بِأَبِي وَأُمِّي، مَا يُضْحِكُكَ؟ قَالَ: " عُرِضَ عَلَيَّ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي، يَرْكَبُونَ هَذَا الْبَحْرَ، كَالْمُلُوكِ عَلَى الْأَسِرَّةِ ". فَقُلْتُ: ادْعُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، قَالَ: " أَنْتِ مِنَ الْأَوَّلِينَ ". فَغَزَتْ مَعَ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، وَكَانَ زَوْجَهَا، فَوَقَصَتْهَا بَغْلَةٌ لَهَا شَهْبَاءُ، فَوَقَعَتْ، فَمَاتَتْ (3)
__________
(1) أمُّ حرام بنتُ مِلْحان، أنصاريةٌ نجَّاريةٌ مدنية، أختُ أمِّ سُلَيْم، وخالةُ أنس بن مالك، وزوجُةُ عُبادة بن الصامت، كانت من عِلْيَةِ النساء.
(2) في (م) : بأبي وأمي أنت.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، حمَّاد بنُ سَلَمة من رجاله، وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين. رَوْح: هو ابنُ عُبادة، ويحيى بن سعيد: هو ابن قيس الأنصاري.=(44/581)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=وأخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد" (283) ، والطبراني في "الكبير" 25/ (321) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 1/240- 241 من طرق عن حمَّاد بن سَلَمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (2799-2800) ، ومسلم (1912) (162) ، وابنُ ماجه (2776) ، وأبو عوانة 5/88-89، وابنُ حبان (4608) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/451 من طريق ليث بن سعد، والطبراني 25/ (320) من طريق سفيان، كلاهما عن يحيى بن سعيد، به.
وأخرج الحميدي (349) ، وأبو داود (2493) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3315) ، وفي "الجهاد" (285) و (286) ، والدولابي في "الكُنى" 2/127، والطبراني في "الكبير" 25/ (324) ، والبيهقي في "السنن" 4/335، وابن عبد البر في "التمهيد" 1/139 من طريق يعلى بن شداد، عن أمِّ حرام، قالت: ذكر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غزاة البحر، فقال: "للمائد أجرُ شهيد، وللغَرِق أجرُ شهيدين". قالت: فقلت: يا رسولَ الله ادعُ الله أن يجعلني منهم.
قال: "اللهم اجعلها منهم"، فغزتِ البحر، فلما خرجَتْ ركبَتْ دابَّتها، فسقطت، فماتت. لفظ الحميدي وابن أبي عاصم والطبراني.
وأخرج البخاري (2924) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3313) ، وفي "الجهاد" (284) ، والطبراني في "الكبير" 25/ (323) ، وفي "مسند الشاميين" (444) و (445) ، والحاكم 4/556، وأبو نعيم في "الحلية" 2/62 و5/156، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/452، والبغوي في "شرح السنة" (3731) من طريق عُمير بن الأسود العنسي، عن أم حرام أنها سمعت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا" قالت أمُّ حرام: قلت: يا رسول الله، أنا فيهم؟ قال: "أنت فيهم"، ثم قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفورٌ لهم" فقلت: أنا فيهم يا رسول الله؟ قال: لا". وتحرف عُمير بن الأسود في روايتي ابن أبي عاصم والطبراني في "الكبير" إلى: عمرو بن الأسود.=(44/582)
27033 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أُمِّ حَرَامٍ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِي، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (1)
__________
=وسيرد بالأرقام (27033) و (27377) و (27378) .
وانظر (27454) .
وسلف من حديث أنس بن مالك بالأرقام (13520) و (13790) و (13791) .
وفي الباب عن ابن عباس سلف برقم (2722) .
قال السندي: قولها: قائلاً، من القيلولة.
فوقصتها: أي: كسرت عنقها حين رجعوا من الغزو.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر سابقه، إلا أن شيخ أحمد في هذا الإسناد هو عفَّان بن مسلم الصَّفَّار.
وأخرجه ابن سعد 8/435، وأبو عوانة 5/89، والطبراني في "الكبير" 25/ (321) ، وابنُ عبد البَرّ في "التمهيد" 1/240- 241 من طريق عفَّان، بهذا الإسناد.
وتحرف يحيى بن سعيد في مطبوع الطبراني إلى: يحيى بن شعيب!(44/583)
حَدِيثُ جُدَامَةَ بِنْتِ وَهْبٍ (1)
27034 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ جُدَامَةَ بِنْتَ وَهْبٍ، حَدَّثَتْهَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَنْهَى عَنِ الْغِيلَةِ، حَتَّى ذَكَرْتُ أَنَّ فَارِسَ وَالرُّومَ يَصْنَعُونَهُ، فَلَا يَضُرُّ أَوْلَادَهُمْ " (2)
__________
(1) قال السندي: جُدامة بنت وهب: بضم الجيم وإهمال الدال، وقيل: بإعجامها، وصحح النووي في "شرح مسلم" الإهمال.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 6/106-107، وفي "الكبرى" (5485) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وهو عند مالك في "الموطأ" 2/607-608، ومن طريقه أخرجه مسلم (1442) (140) ، وأبو داود (3882) ، والترمذي (2077) ، والدارمي (2223) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3664) و (3666) ، وابن حبان (4196) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (534) ، والحاكم 4/69، والبيهقي في "السنن" 7/465.
قال الحاكم: قد اتفق الشيخان على إخراج حديث مالك بن أنس.
قلنا: بل تفرَّد بإخراجه مسلم، كما أسلفنا في التخريح.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3665) من طريق القعنبي، عن مالك، به. لكنه لم يذكر جُدامة في الإسناد.
وأخرجه مسلم (1442) (142) ، والترمذي (2076) ، وابن ماجه (2011) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3667) و (3668) ، والطبراني في=(44/584)
27035 - حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنْ جُدَامَةَ بِنْتِ وَهْبٍ الْأَسَدِيَّةِ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَنْهَى عَنِ الْغِيلَةِ، حَتَّى ذَكَرْتُ أَنَّ فَارِسَ وَالرُّومَ يَفْعَلُونَ ذَلِكَ، فَلَا يَضُرُّ أَوْلَادَهُمْ " (1)
27036 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي
__________
=في "الكبير" 24/ (536) ، والحاكم 4/69 من طريق يحيى بن أيوب، والطحاوي (3669) من طريق حيوة، كلاهما عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نوفل، به. زاد مسلم وابن ماجه والحاكم: ثم سألوه عن العزل؟ فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ذلك الوأد الخفيّ".
قلنا: والحديث بهذه الزيادة سيأتي برقم (27447) من طريق سعيد بن أبي أيوب، عن أبي الأسود. وستأتي الزيادة وحدها برقمي (27036) و (27037) .
وفي الباب عن أسامة بن زيد سلف برقم (21770) ، وهو عند مسلم (1443) .
وانظر ما بعده.
قال السندي: قوله: "لقد هممت" كأنه مبني على أنه فُوِّضَ إليه أن ينهى عما يراه مضراً، والحاصل أنه مبني على جواز الاجتهاد له. "عن الغِيلَة": بكسر الغين المعجمة هو المشهور، وقيل: بالفتح: المرَّة، وبالكسر: اسمٌ من الغيل، وقيل: أن أريد بها وطء المرضعة، جاز الفتح والكسر، قال أهل اللغة: الغيلة: جماع المرضعة، يقال منه: أغال الرجل: إذا فعل ذلك.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرَّر الحديث الذي قبله، إلا أن شيخ الإمام أحمد في هذا الإسناد هو أبو سَلَمة منصور بن سلمة الخُزاعي.(44/585)
الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنْ جُدَامَةَ بِنْتِ وَهْبٍ الْأَسَدِيَّةِ، وَكَانَتْ مِنَ الْمُهَاجِرَاتِ الْأُوَلِ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسُئِلَ عَنِ الْعَزْلِ، فَقَالَ: " هُوَ الْوَأْدُ الْخَفِيُّ " (1)
27037 - حَدَّثَنَا أبُو عَبدِ الْرَحَمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ يَعْنِي ابْنَ أَبِي أَيُّوبَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْأَسْوَدِ، فَذَكَرَهُ (2)
__________
(1) حديث صحيح، ابنُ لهيعة- وهو عبد الله وإن كان سيِّىءَ الحفظ- تابعه سعيد بنُ أبي أيوب كما في الرواية التالية، ويحيى بن أيوب وحيوة كما تقدم في تخريج الرواية (27034) . وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير يحيى بن إسحاق- وهو السَّيلحيني- فمن رجال مسلم، وهو ثقة.
قال السندي: قوله: هو الوأد الخفيّ، بالهمز: دفنُ البنت حيَّةً، وكانت العرب تفعله خشية الإملاق، أو خوف العار، ووجه تسميته وأداً مثابهة الوأد في تفويت الحياة، وظاهرُ الحديث الحرمة، وقد حمل على الكراهة تنزيهاً، جمعاً بينه وبين الاخاديث الوأردة في هذا الباب.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عبد الرحمن: هو عبد الله بن يزيد المقرئ.
وسيكرر بهذا الإسناد برقم (2747) ، لكن فيه هناك زيادة، فانظر تخريجه هناك.
وانظر ما قبله.(44/586)
حَدِيثُ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1)
27038 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَبَّانُ، عَنْ سَهْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ أُمَّ الدَّرْدَاءِ، تَقُولُ: خَرَجْتُ مِنَ الْحَمَّامِ فَلَقِيَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " مِنْ أَيْنَ يَا أُمَّ الدَّرْدَاءِ؟ " قَالَتْ: مِنَ الْحَمَّامِ، فَقَالَ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا مِنَ امْرَأَةٍ تَضَعُ ثِيَابَهَا فِي غَيْرِ بَيْتِ أَحَدٍ مِنْ أُمَّهَاتِهَا، إِلَّا وَهِيَ هَاتِكَةٌ كُلَّ سِتْرٍ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الرَّحْمَنِ " (2)
__________
(1) أمُّ الدرداء: هي الكبرى، الصحابية، واسمها خَيْرة بنتُ أبي حَدْرَد، كانت من فضلاء النساء، وعقلائهنَّ، وذوات الرأي فيهنَّ، مع العبادة والنسك، توفيت قبل أبي الدرداء بالشام في خلافة عثمان، وليس لها رواية في الكتب الستة. أما أم الدرداء الصغرى فتابعية، وسيرد حديثها برقم (27558) .
(2) حديث حسن، وهذا إسناد مسلسل بالضعفاء على نسق، وهم: ابن لهيعة، وزبَّان وهو ابنُ فائد، وسهل، وهو ابن معاذ بن أنس الجهني.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (645) من طريق النضر بن عبد الجبار، عن ابن لهيعة، عن زبَّان، عن أبي مرحوم، عن سهل بن معاذ، عن أمّ الدرداء، به. زاد في إسناده أبا مرحوم.
وفيه: "في غير بيتها" بدلاً من قوله: "في غير بيت أحد من أمهاتها".
وسيرد بإسناد حسن برقم (27041) .
وانظر ما بعده.(44/587)
27039 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ غَيْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا رِشْدِينُ، قَالَ: حَدَّثَنِي زَبَّانُ، عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ أُمَّ الدَّرْدَاءِ، تَقُولُ: خَرَجْتُ مِنَ الْحَمَّامِ، فَلَقِيَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَهُ (1)
27040 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى (2) ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَةَ الدُّؤَلِيِّ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، تَرْفَعُ الْحَدِيثَ، قَالَتْ: " مَنْ رَابَطَ فِي شَيْءٍ مِنْ سَوَاحِلِ الْمُسْلِمِينَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، أَجْزَأَتْ (3) عَنْهُ رِبَاطَ سَنَةٍ " (4)
__________
(1) حديث حسن، وهذا إسناد مسلسل بالضعفاء: رِشْدين بن سعد، وزبَّان، وسهل.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (646) من طريق يحيى بن بُكير، عن رِشْدين، بهذا الإسناد.
وسيرد بإسناد حسن برقم (27041) .
(2) تحرف اسم إسحاق بن عيسى في (م) إلى: يحيى بن عيسى.
(3) في (ظ6) : أجزت، وكلاهما بمعنى.
(4) إسناده ضعيف، إسماعيل بنُ عياش، مخلّط في روايته عن غير أهل بلده، وهذه منها، وإسحاق بنُ عبد الله من رجال "التعجيل" مجهول الحال، لم يُذكر في الرواة عنه سوى محمد بن عمرو بن حَلْحَلة، ولم يُؤثر توثيقه عن غير ابن حبان.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/394، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (307) ، وفي "الآحاد والمثاني" (3355) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (648) من طريقين عن إسماعيل بن عياش، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/289، وقال: رواه أحمد والطبراني من رواية إسماعيل بن عياش عن المدنيين، وبقية رجاله ثقات!(44/588)
27041 - حَدَّثَنَا هَارُونُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: وَقَالَ حَيْوَةُ: أَخْبَرَنِي أَبُو صَخْرٍ، أَنَّ يُحَنَّسَ أَبَا مُوسَى، حَدَّثَهُ أَنَّ أُمَّ الدَّرْدَاءِ، حَدَّثَتْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقِيَهَا يَوْمًا، فَقَالَ: " مِنْ أَيْنَ جِئْتِ يَا أُمَّ الدَّرْدَاءِ؟ " فَقَالَتْ: مِنَ الْحَمَّامِ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنَ امْرَأَةٍ تَنْزِعُ ثِيَابَهَا، إِلَّا هَتَكَتْ مَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللهِ مِنْ سِتْرٍ " (1)
__________
(1) إسناده حسن من أجل أبي صخر- وهو حُمَيْد بنُ زياد الخرَّاط- وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. حَيْوة: هو ابنُ شُريح بن صفوان المصري.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (652) من طريق أحمدَ بنِ صالح، عن عبد الله بنِ وَهْب، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/277، وقال: رواه أحمد والطبراني بأسانيد، ورجال أحدها رجال الصحيح.
وقد ذكرنا شواهده في مسند عائشة برقم (24140) .(44/589)
حَدِيثُ أُمِّ مُبَشِّرٍ امْرَأَةِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ (1)
27042 - حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أُمِّ مُبَشِّرٍ، امْرَأَةِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِ حَفْصَةَ، فَقَالَ: " لَا يَدْخُلُ النَّارَ أَحَدٌ شَهِدَ بَدْرًا وَالْحُدَيْبِيَةَ ". قَالَتْ حَفْصَةُ: أَلَيْسَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} [مريم: 71] قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَمَهْ، {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا} (2) [مريم: 72] "
__________
(1) أم مبشر: قال السندي: هي بنت البراء بن معرور، أنصارية، وترجم لها أحمد بأنها أم مبشر الأنصارية امرأة زيد بن حارثة.
(2) صحيح، وهذا إسناد اختُلف فيه على الأعمش، وقد بسطنا الاختلاف فيه في الرواية (26440) . ابن إدريس: هو عبد الله، وأبو سفيان: هو طلحة ابن نافع، وجابر: هو ابنُ عبد الله الصحابي.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (861) ، وفي "الآحاد والمثاني" (3316) ، والطبري في "التفسير" 16/112، وابن حبان (4800) ، والطبراني في "الكبير" 25/ (266) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 7/390 من طريق ابن إدريس، بهذا الإسناد.
وانظر (26440) .
قال السندي: قوله: "فمه (ثم نُنَجِّي الذينَ اتَّقَوْا) ": حاصل الجواب أن المراد أنهم من الناجين من النار، لا من المتروكين فيها، وليس في هذا الحديث تصريح بان المراد بالورود الدخولُ فيها مع كونها برداً وسلاماً على المؤمنين، أو المرور على الصراط، وهي تحته، والله أعلم.(44/590)
27043 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ (1) ، عَنْ أُمِّ مُبَشِّرٍ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ غَرَسَ غَرْسًا، أَوْ زَرَعَ زَرْعًا، فَأَكَلَ مِنْهُ إِنْسَانٌ، أَوْ سَبُعٌ، أَوْ دَابَّةٌ، أَوْ طَيْرٌ، فَهُوَ لَهُ صَدَقَةٌ " (2)
__________
(1) في (م) : جابر بن عبد الله.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، أبو سفيان- وهو طلحة بن نافع الواسطي- من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه مسلم (1552) (11) من طريق أبي كُريب وإسحاق بن إبراهيم، عن أبي معاوية، بهذا الإسناد. لكنَّ إسحاق بن إبراهيم ربما قال في روايته: عن أمِّ مبشر، وربما لم يقل.
وأخرجه ابن سعد 8/458، وعبد بن حُميد في "المنتخب" (1572) ، ومسلم (1552) (11) ، والدارمي (2610) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3319) ، والطبراني في "الكبير" 25/ (261) و (262) و (263) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/311، والبيهقي في "الشعب" (3497) ، والبغوي في "شرح السنة" (1652) من طرق عن الأعمش، به.
وسلف برقم (15201) عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ليس فيه أمُّ مبشِّر.
وأخرجه مسلم (1552) (8) من طريق الليث، عن أبي الزبير، عن جابر، أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دخل على أم مبشر الأنصارية ...
قال الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 225: وكأنَّ القلب إلى رواية أبي الزُّبير أميل.
قلنا: خَرَّج مسلم الروايتين كلتيهما.
وفي الباب عن أنس بن مالك، سلف برقم (12495) ، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.=(44/591)
27044 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أُمِّ مُبَشِّرٍ، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ (1) رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَا فِي حَائِطٍ مِنْ حَوَائِطِ بَنِي النَّجَّارِ، فِيهِ قُبُورٌ مِنْهُمْ، قَدْ مُوِّتُوا (2) فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَسَمِعَهُمْ وَهُمْ يُعَذَّبُونَ، فَخَرَجَ وَهُوَ يَقُولُ: " اسْتَعِيذُوا بِاللهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ". قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَإِنَّهُمْ لَيُعَذَّبُونَ فِي قُبُورِهِمْ؟ قَالَ: " نَعَمْ، عَذَابًا تَسْمَعُهُ الْبَهَائِمُ " (3)
__________
=قال السندي: قوله: "فهو له" أي: للغارس.
(1) قولها: عليَّ، ليس في (ظ6) .
(2) في (م) : مَاتُوا.
(3) حديث صحيح، وهذا إسنادٌ رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سفيان- وهو طلحة بن نافع الواسطي- فمن رجال مسلم، وهو صدوق لا بأس به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/374 و10/193-194، وهنَّاد في "الزهد" (349) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (875) ، وابنُ حِبَّان (3125) ، والطبراني في "الكبير" 25/ (268) ، والآجري في "الشريعة" ص363، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (95) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/56 وقال: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
وسلف برقم (14152) من طريق أبي الزبير، عن جابر، قال: دخل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوماً نخلاً ... فذكره دون قولها: قلت: يا رسول الله....، ولم يذكر أمَّ مبشّر في الإسناد. وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم.
قال الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 225 بعد أن ذكر روايتي أبي سفيان وأبي الزبير عن جابر: وقول أبي الزبير عنه أشبه بالصواب.=(44/592)
27045 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أُمِّ مُبَشِّرٍ، قَالَتْ: جَاءَ غُلَامُ حَاطِبٍ، فَقَالَ: وَاللهِ لَا يَدْخُلُ حَاطِبٌ الْجَنَّةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَذَبْتَ، قَدْ شَهِدَ بَدْرًا وَالْحُدَيْبِيَةَ " (1)
__________
=وفي الباب عن أنس بن مالك، سلف برقم (12007) ، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.
وقوله: "نعم، عذاباً تسمعه البهائم" يشهد له حديث عائشة، السالف برقم (24178) ، وهو عند البخاري (1418) ، ومسلم (586) .
قال السندي: قولها: قد مُوِّتوا، على بناء المفعول، بتشديد الواو، يقال: أماته الله وموَّته.
"تسمعه البهائم" أي: صوته، أو أثره، وإلا فنفس العذاب غير مسموع.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على سليمان -وهو الأعمش- وقد بسطنا الاختلاف فيه في الرواية (26440) . معاوية بن عمرو: هو ابن المُهَلَّب الأزدي، وزايدة: هو ابن قُدامة.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (334) ، والطبراني في "الكبير" 25/ (265) من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (2495) من حديث الليث، عن أبي الزُّبير، عن جابر: أن عبداً لحاطب جاء رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يشكو حاطباً ... وسلف من هذه الطريق برقم (14771) .
وأخرجه تمَّام الرازي في "فوائده" (1522) (الروض البسام) من طريق محمد بن كثير، عن زائدة، به.
وأخرجه ابن أبي عاصم أيضاً (333) و (3318) ، والطبري في تفسير قوله تعالى: (وإنْ منكم إلا واردُها) ، والطبراني 25/ (265) من طريق أبي عَوانة، عن الأعمش، به.=(44/593)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=وذكره الهيثمي في "المجمع" 9/304، وقال: رواه أحمد والطبراني، ورجالهما رجال الصحيح.
وسلف برقم (27042) ، وفي مسند حفصة برقم (26440) .(44/594)
حَدِيثُ زَيْنَبَ امْرَأَةِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ (1)
27046 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي (2) بُكَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ زَيْنَبَ، امْرَأَةِ عَبْدِ اللهِ (3) ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " وَإِذَا شَهِدَتْ إِحْدَاكُنَّ الْعِشَاءَ، فَلَا تَمَسَّ طِيبًا " (4)
__________
(1) سلفت ترجمة زينب قبل الحديث (16082) .
(2) في (م) : حدثنا.
(3) في (ظ6) و (ق) : عبد الله بن مسعود.
(4) إسناده صحيح على شرط مسلم، محمد بن عَجْلان فيه كلام يُنزله عن رتبة الصحيح، غير أن مسلماً انتقى له هذا الحديث. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 9/26، ومسلم (443) (142) ، والنسائي في "المجتبى" 8/189، وفي "الكبرى" (9426) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3212) ، وابنُ خزيمة (1680) ، وأبو عوانة 2/16-17 و59، وابنُ حبان (2215) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (720) ، والبيهقي في "السنن" 3/133 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/154-155 و189، وفي "الكبرى" (9427) من طريق جرير بن عبد الحميد، والطبراني في "الكبير" 24/ (718) من طريق سفيان الثوري، والطبراني 24/ (719) من طريق سفيان بن عُيينة، والبيهقي في "السنن" 3/133 من طريق رَوْح بنِ القاسم، أربعتهم عن محمد ابن عجلان، به.
وخالف وُهيب بنُ خالد الرواةَ عن ابن عجلان، فرواه -فيما أخرجه النسائي في "المجتبى" 8/154، وفي "الكبرى" (9425) - عن ابن عجلان،=(44/595)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= عن يعقوب بن عبد الله بن الأشجّ، عن بُسر بن سعيد، به.
قال النسائي: حديث يحيى وجرير أولى بالصواب من حديث وُهيب بن خالد، والله تعالى أعلم.
وأخرجه مسلم (443) (141) من طريق مَخْرمة بن بُكير، والطبراني في "الكبير" 24/ (717) من طريق ابن جُريج، كلاهما عن بُكير بن عبد الله، به.
ورواه الليث بن سعد، واختُلف عليه فيه:
فرواه عثمان بن سعيد- فيما أخرجه النسائي في "المجتبى" 8/155، وفي "الكبرى" (9429) - عن ليث بن سعد، عن بكير بن عبد الله، به.
ورواه قتيبة بن سعيد أبو رجاء البغلاني- فيما أخرجه النسائي في "المجتبى" 8/190، وفي "الكبرى" (9428) ، وأبو عوانة 2/59، والطبراني في "الكبيرِ" 24/ (723) -، ويحيى بن بكير- فيما أخرجه الطبراني 24/ (723) - كلاهما عن ليث بن سعد، عن عُبيد الله بن أبي جعفر، عن بُكير
ابن عبد الله، به.
ورواه عبد الله بن صالح- فيما وقع في "الأوسط" (8722) للطبراني- عن ليث بن سعد، عن عبيد الله بن أبي جعفر، عن بكير بن عبد الله، عن زينب، به، ليس فيه بُسْر بن سعيد.
قال النسائي: وحديث قتيبة: أولي بالصواب.
وأخرجه الطبراني- في "الكبير" 24/ (724) من طريق الحارث بن عبد الرحمن، عن بُسر بن سعيد، به.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/155، وفي "الكبرى" (9434) عن يوسف بن سعيد، وابن أبي حاتم في "العلل" 1/79، من طريق سُنَيْد بن داود، كلاهما عن حجاج- وهو ابن محمد المصيصي- عن ابن جريج، عن زياد بن سعد، عن الزهري، عن بُسر بن سعيد، به.
قال النسائي: وهذا غير محفوظ من حديث الزُّهري، والله أعلم.
وقال ابن أبي حاتم: وقرأ عليا أبو زرعة فذا الحديث عن سُنَيْد هكذا،=(44/596)
27047 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، وَسَعْدٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ هِشَامٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: أَخْبَرَتْنِي زَيْنَبُ الثَّقَفِيَّةُ، امْرَأَةُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهَا: " إِذَا خَرَجَتْ إِحْدَاكُنَّ إِلَى الْعِشَاءِ، فَلَا تَمَسَّ طِيبًا " (1)
__________
=فأملى علينا أبو زرعة وقال: أخبرتُ بهذا الحديث يحيي بن معين، فقال: كتبته من كتاب حجَّاج، عن ابن جريج، عن زياد بن سعد، عن بُسر بن سعيد، عن زينب الثقفية، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ليس فيه الزهري.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/198 إنه بلغه عن بُسر بن سعيد أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ... فذكره.
ورواه يزيد بن خُصيفة- كما سلف برقم (8035) - عن بسر بن سعيد، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أيما امرأةٍ أصابت بخوراً، فلا تشهدنَّ عشاء الآخرة".
وانظر ما بعده.
قال السندي: قوله: "العِشاء" بالكسر، أي: صلاة العشاء.
"فلا تمسَّ طيباً" أي: قبل الحضور والانصراف من الصلاة، وإلا، فلا منع من الطيب بعد ذلك في البيت، والمراد النهي عن خروج المرأة بالطيب من البيت.
(1) حديث صحيح، محمد بن عبد الله بن عمرو بن هشام، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول.
قلنا: وقد توبع. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غيرَ سعد بن إبراهيم ابن سعد الزُّهري، فمن رجال البخاري.
واختلف في هذا الإسناد على إبراهيم بن سعد الزُّهري:
فرواه ابنه سعد بن إبراهيم- كما في هذه الرواية- وابنه يعقوب بن إبراهيم=(44/597)
27048 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُصْطَلِقِ، عَنِ ابْنِ أَخِي زَيْنَبَ امْرَأَةِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ زَيْنَبَ، قَالَتْ: خَطَبَنَا (1) رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " يَا مَعْشَرَ
__________
= كما في هذه الرواية أيضاً، وعند ابن سعد 8/290، والنسائي في "المجتبى" 8/189-190، وفي "الكبرى" (9432) ، وأبي عوانة 2/16، والبيهقي في "الشعب" (7814) كلاهما عن إبراهيبم بن سعد، عن صالح بن كيسان، عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن هشام القرشي، عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن بُسْر بن سعيد، عن زينب امرأة عبد الله بن مسعود، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ورواه أبو داود الطيالسي- كما في "مسنده" (1652) ، ومن طريقه النسائي في "المجتبى" 8/155، وفي "الكبرى" (9431) - وموسى بن إبراهيم التبوذكي - فيما أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/142- ويعقوب بن حُميد بن كاسب- فيما أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3213) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (722) - ثلاثتُهم عن إبراهيم بن سعد، عن محمد ابن عبد الله بن عمرو بن هشام القرشي، به. لم يذكروا صالح بن كيسان. وتمتقط من مطبوع "المجتبى" بُسر بن سعيد.
ورواه منصور بن أبي مزاحم- فيما أخرجه النسائي في "المجتبى" 8/155، وفي "الكبرى" (9433) ، وابن حبان (2212) - عن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن هشام، به.
ورواه إبراهيم بن حمزة الزبيري- فيما أخرجه الطبراني في "الكيير" 24/ (721) - عن إبراهيم بن سعد، عن عبد الله بن مسلم أخي الزهري، عن بكير بن عبد الله، به.
قال النسائي: وحديث يعقوب- أي ابن إبراهيم بن سعد- أولى بالصواب، والله أعلم.
وانظر ما قبله.
(1) في (ظ6) : خطب بنا.(44/598)
النِّسَاءِ، تَصَدَّقْنَ، وَلَوْ مِنْ حُلِيِّكُنَّ، فَإِنَّكُنَّ أَكْثَرُ أَهْلِ جَهَنَّمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ". قَالَتْ: وَكَانَ عَبْدُ اللهِ رَجُلًا (1) خَفِيفَ ذَاتِ الْيَدِ، فَقُلْتُ لَهُ: سَلْ لِي رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُجْزِئُ (2) عَنِّي مِنَ الصَّدَقَةِ النَّفَقَةُ عَلَى زَوْجِي وَأَيْتَامٍ فِي حِجْرِي؟ قَالَتْ: وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أُلْقِيَتْ عَلَيْهِ الْمَهَابَةُ، فَقَالَ: اذْهَبِي أَنْتِ، فَاسْأَلِيهِ. قَالَتْ: فَانْطَلَقْتُ، فَانْتَهَيْتُ إِلَى بَابِهِ (3) ، فَإِذَا عَلَيْهِ امْرَأَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ اسْمُهَا زَيْنَبُ، حَاجَتِي حَاجَتُهَا (4) ، قَالَتْ: فَخَرَجَ عَلَيْنَا بِلَالٌ، قَالَتْ: فَقُلْنَا لَهُ: سَلْ لَنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُجْزِئُ (5) عَنَّا مِنَ الصَّدَقَةِ النَّفَقَةُ عَلَى أَزْوَاجِنَا وَأَيْتَامٍ فِي حُجُورِنَا؟ قَالَتْ: فَدَخَلَ عَلَيْهِ بِلَالٌ، فَقَالَ: عَلَى الْبَابِ زَيْنَبُ، فَقَالَ: " أَيُّ الزَّيَانِبِ؟ " قَالَتْ (6) : فَقَالَ: زَيْنَبُ امْرَأَةُ عَبْدِ اللهِ، وَزَيْنَبُ امْرَأَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، تَسْأَلَانِكَ عَنِ النَّفَقَةِ عَلَى أَزْوَاجِهِمَا، وَأَيْتَامٍ فِي حُجُورِهِمَا، أَيُجْزِئُ ذَلِكَ عَنْهُمَا مِنَ الصَّدَقَةِ؟ قَالَتْ: فَخَرَجَ إِلَيْنَا، فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَهُمَا أَجْرَانِ: أَجْرُ الْقَرَابَةِ، وَأَجْرُ الصَّدَقَةِ " (7)
__________
(1) قولها: رجلاً، ليس في (ظ6) .
(2) في (ظ6) : أتجزئ.
(3) في (ظ6) : الباب.
(4) في (ظ6) : حاجتها مثل حاجتي.
(5) في (ظ6) : أتجزئ.
(6) في (ظ2) و (ق) و (م) : قال.
(7) حديث صحيح، وقد وهم أبو معاوية -وهو محمد بن خازم الضرير- في إسناده، فقال: عن عمرو بن الحارث بن المصطلق، عن ابن أخي زينب،=(44/599)
27049 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ كُلْثُومٍ،
__________
= عن زينب، فزاد الإسناد: ابن أخي زينب، والصحيح: عن عمرو بن الحارث -وهو ابن أخي زينب- عن زينب، كما سلف برقم (16082) ، وقد نبَّه على ذلك الترمذي.
وأخرجه مختصراً ومطولاً ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3211) ، والترمذي (635) ، والنسائي في "الكبرى" (9200) ، وابن حبان (4248) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (726) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. قال الترمذي: وأبو معاوية وهم في حديثه، فقال: عن عمرو بن الحارث، عن ابن أخي زينب، والصحيح إنما هو عن عمرو بن الحارث أبن أخي زينب.
ونقل الحافظ في "الفتح" 3/329 عن الترمذي قوده أنه سأل البخاري عنه، فحكم على رواية أبي معاوية بالوهم، وأن الصواب رواية الجماعة عن الأعمش، عن شقيق، عن عمرو بن الحارث ابن أخي زينب.
وقال الحافظ: والموصوف بكونه ابن أخي زينب هو عمرو بن الحارث نفسه، وكأن أباه كان أخا زينب لأُمها، لأنها ثقفية، وهو خُزَاعي.
وأخرجه ابن ماجه (1834) عن علي بن محمد والحسن بن محمد بن الصباح، كلاهما عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن شقيق، عن عمرو بن الحارث ابن أخي زينب، عن زينب، به.
قلنا: يعني على الجادة كرواية الجماعة، والمحفوظ عن أبي معاوية وهمه في قوله: عن ابن أخي زينب في الإسناد كما سلف.
وقد سلف برقم (16082) .
قال السندي: قوله: "ولو من حليكن" أي: ولو مما تحتاجون إليه من المال كالحلي.
خفيف ذات اليد، أي: قليل المال، فأطلق ذات اليد على المال لأنه يصاحب اليد.(44/600)
عَنْ زَيْنَبَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَّثَ النِّسَاءَ خِطَطَهُنَّ " (1)
27050 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ كُلْثُومٍ قَالَ (2) : كَانَتْ زَيْنَبُ تَفْلِي رَأْسَ (3) رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعِنْدَهُ امْرَأَةُ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ، وَنِسَاءٌ مِنَ الْمُهَاجِرَاتِ يَشْكُونَ مَنَازِلَهُنَّ، وَأَنَّهُنَّ يَخْرُجْنَ مِنْهُ، وَيُضَيَّقُ عَلَيْهِنَّ فِيهِ، فَتَكَلَّمَتْ زَيْنَبُ، وَتَرَكَتْ رَأْسَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّكِ لَسْتِ تَكَلَّمِينَ بِعَيْنَيْكِ، تَكَلَّمِي وَاعْمَلِي عَمَلَكِ ". فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ أَنْ يُوَرَّثَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ النِّسَاءُ " (4) فَمَاتَ عَبْدُ اللهِ، فَوَرِثَتْهُ امْرَأَتُهُ دَارًا بِالْمَدِينَةِ " (5)
__________
(1) حديث حسن، شريك- وهو ابن عبد الله النَّخَعي، وإن كان سيئ الحفظ- متابع، كما في الرواية التالية.
قال السندي: قوله: عن زينب أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَّثَ، من التوريث. قيل: زينب هذه بنت جحش، لا زوجة عبد الله، والله أعلم.
قولها: خِطَطَهن، ضُبط بكسر ففتح، أي: بيوتهن، أي: ليس لورثة الزوج إذا مات هو أن يأخذوا من المرأة البيت ويخرجوها منه، بل عليهم أن يخلوها في بيتها، وكان هذا الحكم مخصوصاً بالمهاجرين، وانقضى بانقضائهم، والله أعلم.
(2) في (م) : قالت، وفي (ظ6) : عن أم كلثوم قالت. وهو خطأ.
(3) قوله: رأس، ليس في (م) .
(4) في رواية أبي داود: أن تُوَرِّث دورَ المهاجرين النساءُ.
(5) إسناده حسن من أجل كُلثوم، فقد ترجم له الحافظ في "تهذيبه" فقال: كلثوم بن المصطلق، وهو كلثوم بن علقمة بن ناجية بن المصطلق،=(44/601)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= ويقال: كلثوم بن الأقمر، ويقال: ابن عامر بن الحارث بن أبي ضرار بن المصطلق الخزاعي المصطلقي، يقال: له صحبة، ثم قال: ذكر ابن حبان في ثقات التابعين ثلاثة: كلثوم بن المصصلق الخزاعي، وهو الراوي عن ابن مسعود، وعنه الزبير بن عدي وعمران بن عمير، وكلثوم بن عامر، وهو الراوي عن عمته جويرية بنت الحارث، وعنه مهاجر أبو الحسن، وكلثوم بن الأقمر: روى عنه زرّ بن حبيش، وعنه الأسود بن قيس. ثم قال الحافظ: وكذا فرَّق بينهما البخاري في "تاريخه"، وابن أبي خيثمة، وابن أبي حاتم، والذي يظهر أن كلثوم بن المصطلق هو كلثوم بن عامر، وإنما نُسِبَ إلى جدِّه، وأما كلثوم ابن الأقمر، فهو غيره قطعاً. قلنا: وعلى هذا فقد روى عة جمع، وقال الحافظ في "التقريب": ثقة. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه أبو داود (3080) ، ومن طريقه البيهقي 6/156 عن عبد الواحد ابن غياث، عن عبد الواحد بن زياد، بهذا الإسناد. وفي روايته: وعنده امرأة عثمان بن عفان.
وانظر ما قبله.(44/602)
حَدِيثُ أُمِّ الْمُنْذِرِ بِنْتِ قَيْسٍ الْأَنْصَارِيَّةِ (1)
27051 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ صَعْصَعَةَ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، عَنْ أُمِّ الْمُنْذِرِ بِنْتِ قَيْسٍ الْأَنْصَارِيَّةِ، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ عَلِيٌّ، وَعَلِيٌّ نَاقِهٌ مِنْ مَرَضٍ، وَلَنَا دَوَالٍ مُعَلَّقَةٌ، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْكُلُ مِنْهَا، وَقَامَ عَلِيٌّ يَأْكُلُ مِنْهَا، فَطَفِقَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لِعَلِيٍّ: " مَهْ، إِنَّكَ نَاقِهٌ ". حَتَّى كَفَّ. قَالَتْ: وَصَنَعْتُ شَعِيرًا وَسِلْقًا، فَجِئْتُ بِهِ. قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَلِيٍّ: " مِنْ هَذَا أَصِبْ، فَهُوَ أَنْفَعُ لَكَ " (2)
__________
(1) قال السندي: أم المنذر بنت قيس، أنصارية نجارية، قيل: اسمها سلمى، قلنا: وقال الحافظ في "الإصابة" 4/500: قال الطبراني: اسمها سلمى بنتُ قيس أخت سليط بن قيس من بني مازن بن النجار، وعندي أنها غيرها، فحديث سلمى بنت قيس تقدم في المبايعة.
قلنا: وسيرد عند أحمد (27133) .
(2) إسناده ضعيف، فُليح- وهو ابن سليمان الخزاعي- ضعيف يعتبر به، وقد تفرَّد بهذا الإسناد، واختلف عليه فيه. وأيوبُ بنُ عبد الرحمن بن صَعْصَعة: روى عنه جمع، وذكره ابن حبان، وقد تفرَّد به كذلك، ولا يحسن تفرده. ويعقوب بن أبي يعقوب روى عنه جمع، وقال أبو حاتم: صدوق، وذكره ابن حبان في "الثقات". أبو عامر: هو عبد الملك بن عَمرو العَقَدي.
وأخرجه أبو داود (3856) - ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" (في=(44/603)
27052 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ: حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، عَنْ أُمِّ الْمُنْذِرِ الْعَدَوِيَّةِ، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ عَلِيٌّ، وَعَلِيٌّ نَاقِهٌ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: ثُمَّ جَعَلْتُ لَهُمْ
__________
= ترجمة أم المنذر) - والترمذي عقب (2037) ، وابن ماجه (3442) من طريق أبي عامر، بهذا الإسناد، وقرنوا بأبي عامر أبا داود الطيالسي. قال الترمذي: هذا حديث جيد غريب.
وأخرجه أحمد عن يونس بن محمد المؤدِّب وفزارة بن عمرو، كما سيرد في الرواية (27052) ، وعن سُريج بن النعمان، كما سيرد في الرواية (27053) . وأخرجه ابن سعد 8/422 عن يحيى بن عبَّاد، والطبراني في "الكبير" 25/ (258) من طريق محمد بن سنان العوقي، والحاكم 4/204 من طريق المعافى بن سليمان، ستتهم عن فُليح، به.
واختلف على فُليح فيه:
فأخرجه الحاكم أيضاً 4/204-205 من طريق زيد بن الحباب، عن فُليح ابن سليمان، عن أيوب، عن يعقوب بن أبي يعقوب، عن أم مبشر، وكانت إحدى خالات النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فذكره. وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
قلنا: والأشبه حديث أبي عامر ومن وافقه عن فليح.
وسيرد برقمي (27052) و (27053) .
قال السندي: قولها: وعليٌّ ناقِهٌ - بكسر القاف-، أي: قريب العهد بالمرض.
دوالٍ: جمع دالية، وهي العِذْق من البُسْر، فإذا أرطبَ أُكل.
"مَهْ": كلمة يراد به الكفّ، وهذا الحديث أصلٌ في حفظ المريض نفسه عما يضرُّه.(44/604)
سِلْقًا وَشَعِيرًا. [قَالَ عَبْدُ اللهِ:] قَالَ أَبِي: وَكَذَلِكَ قَالَ فَزَارَةُ بْنُ عَمْرٍو (1) : سِلْقًا (2)
__________
(1) كذا في النسخ و"تعجيل المنفعة" وتذكرة الحسيني: فزارة بن عمرو، وجاء اسمه في الأحاديث السالفة بالأرقام: (8468) و (8474) و (9466) و (13307) : فزارة بن عُمر، والله أعلم.
(2) إسناده ضعيف، وهو مكرر ما قبله، غير أن شيخي أحمد هنا هما يونس، وهو ابنُ محمد المؤدِّب، وفزارة بن عمرو، وقد ترجم له الحسيني في "الإكمال"، والحافظ في "التعجيل"، وقال الحسيني: فيه نظر، وقال أبو زرعة في "ذيل الكاشف": لا أعرفه.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/79-80- وعنه ابن ماجه (3442) - عن يونس، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي في "جامعه" (2037) ، وفي "الشمائل" (182) - ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (2863) - عن العباس الدوري، عن يونس بن محمد، عن فُليح بن سليمان، عن عثمان بن عبد الرحمن التيمي، عن يعقوب، به. قلنا: وعثمان بن عبد الرحمن ثقة. قال الترمذي: هذا حديث
حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث فليح، ويروى عن فليح عن أيوب بن عبد الرحمن. وتعقب المِزِّي في "التحفة" 13/108 الترمذيَّ بقوله: فقول أبي عيسى: لا نعرفه إلا من حديث فليح، فيه نظر. وقد أورد عليه ما رواه ابن أبي فديك، عن محمد بن أبي يحيى الأسلمي، عن أبيه، عن يعقوب بن أبي يعقوب، نحوه.
قلنا: وهذه ليست متابعةً لفُليح، فقد سئل أبو حاتم- كما في "العلل" لابنه 2/271-272- عن حديث ابن أبي فُديك هذا، فقال: محمد بن أبي يحيى: هو محمد بن فُليح، وهذا الحديث معروفٌ من رواية فُليح، وكنت أظن أنه محمد بن أبي يحيى الأسلمي أبو إبراهيم بن أبي يحيى، فألقيتُه على أبي زرعة، فلم يعرفه من حديث محمد بن أبي يحيى، وجعل يعجب ويضطرب=(44/605)
27053 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ صَعْصَعَةَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، عَنْ أُمِّ الْمُنْذِرِ بِنْتِ قَيْسٍ، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَعَلِيٌّ نَاقِهٌ مِنْ مَرَضٍ. قَالَتْ: وَلَنَا دَوَالٍ مُعَلَّقَةٌ، فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلِيٌّ يَأْكُلَانِ مِنْهَا (1) ، فَطَفِقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَهْلًا، فَإِنَّكَ نَاقِهٌ " حَتَّى كَفَّ عَلِيٌّ. قَالَتْ: وَقَدْ صَنَعْتُ شَعِيرًا وَسِلْقًا، فَلَمَّا جِئْنَا بِهِ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَلِيٍّ: " مِنْ هَذَا أَصِبْ، فَهُوَ أَوْفَقُ لَكَ ". فَأَكَلَا ذَلِكَ (2)
__________
= عليه الأمر، وكذاك كان يضطرب عليَّ، حتى الآن وقفتُ عليه: هو فليح: ويكنى أبا يحيى.
وقال الحافظ في "الإصابة" (في ترجمة أم المنذر) : وفُليح بن سليمان الأسلمي- وكنيتُه أبو يحيى- وابنه من رجال البخاري، وابنُ أبي فُديك من أقرانه، فلعله حمله عنه، ولم يفصح باسم ابنه لصغره، بل رجع الخبر إلى فليح كما قال الترمذي.
(1) قولها: منها، ليس في (ظ6) .
(2) إسناده ضعيف، وهو مكرر (27051) ، غير أن شيخ أحمد هنا: هو سُريج بن النعمان الجوهري.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 25/ (258) - ومن طريقه المزي في "تهذيبه" (في ترجمة أيوب بن عبد الرحمن) - من طريق سُريج بن النعمان، بهذا الإسناد.(44/606)
حَدِيثُ خَوْلَةَ بِنْتِ قَيْسٍ (1)
27054 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ كَثِيرِ بْنِ أَفْلَحَ (2) ، مَوْلَى أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ، أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ عُبَيْدَ سَنُوطَا، يُحَدِّثُ عَنْ خَوْلَةَ بِنْتِ قَيْسٍ، امْرَأَةِ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى حَمْزَةَ، فَتَذَاكَرَا الدُّنْيَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الدُّنْيَا خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ، مَنْ أَخَذَهَا بِحَقِّهَا، بُورِكَ لَهُ فِيهَا، وَرُبَّ مُتَخَوِّضٍ فِي مَالِ اللهِ، وَمَالِ رَسُولِهِ، لَهُ النَّارُ يَوْمَ يَلْقَى اللهَ " (3)
__________
(1) قال السندي: هي خولة بنت قيس بن قهد- بالقاف- أنصارية نجارية، كانت تح حمزة عم النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قلنا: ويقال لها: خويلة أمُّ محمد، امرأةُ حمزة، وقيل: إن امرأة حمزة هي خولة بنت ثامر الخولانية، وقيل: إن ثامر لقب لقيس بن قهد، قال علي ابن المَدِيني: خولة بنت قيس هي خولة بنت ثامر. انظر "الإصابة" (ترجمة خولة بنت قيس) و"تهذيب الكمال" أيضاً، و"التحفة" 11/300.
(2) جاء في النسخ و (م) و"أطراف المسند" 8/414: عمر بن سعيد بن كثير بن أفلح، بزيادة: ابن سعيد، وهو خطأ، صوابه: عمر بن كثير بن أفلح، كما في الرواية التي بعدها، و"التهذيب" وفروعه، ومصادر التخريج، والرواية (27317) .
(3) حديث صحيح، عُبيد سَنُوطا- ويقال: عبُيد بن سَنُوطا، وهو أبو الوليد المدني- لم يذكروا في الرواة عنه سوى اثنين، ولم يوثقه غير العجلي،=(44/607)
27055 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ كَثِيرِ بْنِ أَفْلَحَ، عَنْ عُبَيْدِ سَنُوطَا،
__________
=وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقد توبع كما سيرد في الرواية (27318) وإسنادها صحيح، وبقية رجال هذا الإسناد ثقات رجال الشيخين غير صحابية الحديث، فقد روى لها البخاري، ويقال لها أيضاً: خولة بنت ثامر، كما سيرد في الرواية المذكورة. يحيى بن سعيد: هو الأنصاري.
وأخرجه عبد الرزاق (6962) ، وعبد بن حميد في "المنتخب" (1588) ، والبخاري في "تاريخه" 5/450، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3260) و (3261) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4890) و (4891) ، وابن حبان (4512) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (580) و (581) و (583) و (584) و (585) و (587) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1143) من طرق عن يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (586) من طريق أبان المكتب، عن عمر بن كثير بن أفلح، به. وتحرف اسم عمر في المطبوع منه إلى يحيى.
وأبان المكتب- وهو ابن بشير- مجهول فيما قاله ابن أبي حاتم، ونقله عنه الحافظ في "اللسان" 1/20.
وأخرجه البخاري في "تاريخه" 5/451 من طريق عبد الحميد بن جعفر الأنصاري، عن عبيد سنوطا، به.
وسيرد بالأرقام: (27055) و (27124) و (27317) و (27318) .
وقوله: "إن الدنيا خضرة حلوة" له شاهد من حديث أبي سعيد الخدري، وقد سلف برقم (11169) ، وإسناده صحيح، وقد ذكرنا هناك بقية شواهده.
وفي باب قوله: "ورب متخوض في مال الله": عن أبي هريرة عند أبي يعلى (6606) ، وإسناده صحيح.
قال السندي: قوله: "متخوِّض" أي: داخل فيه، متصرِّف فيه على غير وجهه.(44/608)
عَنْ خَوْلَةَ، أَنَّهَا سَمِعَتْ حَمْزَةَ يُذَاكِرُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الدُّنْيَا (1) ، فَقَالَ: " إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ، وَرُبَّ مُتَخَوِّضٍ فِي مَالِ اللهِ وَرَسُولِهِ، لَهُ النَّارُ " (2)
__________
(1) قولها: الدنيا، ليس في (ظ6) .
(2) حديث صحيح، وهو مكرَّر ما قبله، غير أن شيخ أحمد هنا هو سفيان ابنُ عُيينة.
وأخرجه الحميدي (353) ، وابن أبي شيبة 13/242، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3262) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (582) ، وأبو نعيم في "الحلية" 7/311 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد، زادوا في آخره: "يوم يلقاه" وربما قال سفيان: "يوم القيامة".(44/609)
حَدِيثُ أُمِّ خَالِدٍ بِنْتِ خَالِدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ (1)
27056 - حَدَّثَنَا أَبُو قُرَّةَ مُوسَى بْنُ طَارِقٍ الزُّبَيْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ أُمِّ خَالِدٍ بِنْتِ خَالِدٍ، أَنَّهَا " سَمِعَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَعَوَّذُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ " (2)
__________
(1) أمُّ خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص، قال السندي: قرشية مشهورة بكنيتها، لها ولأبويها صحبة، وكانا ممن هاجر إلى الحبشة، وقدما وهي صغيرة. قلنا: واسمها أَمَة.
(2) إسناده صحيح، ورجاله ثقات رجال الصحيح، غير أبي قُرة موسى بن طارق، فمن رجال النسائي، وهو ثقة.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/1930، والبخاري (1376) ، والنسائي في "الكبرى" (7720) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3172) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5184) ، وابن حبان (1001) ، والطبراني في "الكبير" 25/ (244) ، وتفَام في "فوائده" (1618) (الروض البسام) ،
والحاكم 4/67، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (199) من طرق عن موسى ابن عقبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني 25/ (246) ، والحاكم 3/251، وتمَّام في "فوائده" (1617) (الروض البسام) من طريق جُنادة بنِ سَلْم، عن عبيد الله بن عمر، عن أمِّ خالد، به. وجُنادة بن سَلْم، قال أبو حاتم: ضعيف الحديث، ما أقربه من أن يُترك حديثه، عمد إلى أحاديث موسى بن عقبة، فحدّث بها عن عبيد الله ابن عمر.
وأخرجه ابن سعد 8/234-235 عن محمد بن عمر- وهو الواقدي- عن=(44/610)
27057 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُمِّ خَالِدٍ بِنْتِ خَالِدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِكِسْوَةٍ فِيهَا خَمِيصَةٌ صَغِيرَةٌ، فَقَالَ: " مَنْ تَرَوْنَ أَحَقَّ بِهَذِهِ؟ " فَسَكَتَ الْقَوْمُ، فَقَالَ: " ائْتُونِي بِأُمِّ خَالِدٍ " فَأُتِيَ بِهَا، فَأَلْبَسَهَا إِيَّاهَا، ثُمَّ قَالَ لَهَا مَرَّتَيْنِ: " أَبْلِي وَأَخْلِقِي " وَجَعَلَ يَنْظُرُ إِلَى عَلَمٍ فِي الْخَمِيصَةِ أَحْمَرَ، أَوْ أَصْفَرَ، وَيَقُولُ: " سَنَاهْ سَنَاهْ يَا أُمَّ خَالِدٍ " " وَسَنَاهْ فِي كَلَامِ الْحَبَشِ: الْحَسَنُ " (1)
__________
=جعفر بن محمد بن خالد بن الزبير، عن إبراهيم بن عقبة، عن أم خالد، به.
والواقدي متروك.
وسيرد برقم (27058) .
وفي الباب عن عائشة، سلف برقم (24520) .
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، صحابيةُ الحديث روى لها البخاري، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم، وإسحاق بن سعيد: هو ابنُ عمرو بن سعيد بن العاص الأموي السعيدي.
وأخرجه أبو داود (4024) من طريق أبي النضر، بهذا الإسناد. وعنده: "أبلي وأخلفي".
وأخرجه تاماً ومختصراً الحميدي (337) ، وابن سعد 8/134، والبخاري (3874) و (5823) و (5845) ، والطبراني في "الكبير" 25/ (240) و (241) ، والحاكم 2/63 و624 و4/188، والبغوي في "شرح السنة" (3113) من طرق عن إسحاق بن سعيد، به. زاد بعضهم قول إسحاق: حدثتني امرأة من أهلي أنها رأته على أم خالد. وجاء عند بعضهم: علم أخضر أو أصفر.=(44/611)
27058 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، سَمِعَ أُمَّ خَالِدٍ، بِنْتَ خَالِدٍ، قَالَ: وَلَمْ أَسْمَعْ أَحَدًا يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْرَهَا، تَقُولُ (1) : " سَمِعَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَعَوَّذُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ " (2)
__________
= وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه! ووافقه الذهبي!
وأخرجه مطولاً البخاري (5993) ، والحاكم 3/250- 251 من طريق خالد ابن سعيد، عن أبيه سعيد بن عمرو، به. قال الحاكم: صحيح الإسناد، وقد اتفق الشيخان على إخراج أحاديث لإسحاق بن سعيد عن آبائه وعمومته، وهذه أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص التي حملها أبوها صغيرة إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، صحبت بعد ذلك رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد روت عنه.
قال السندي: قوله: خميصة: هو ثوب من خَزِّ، أو صوف، له أعلام، وقيل: لا بدَّ أن يكون ذلك الثوب أسود.
قال الحافظ في "فتح الباري" 10/280 قوله: "أبلي" بفتح الهمزة وسكون الموحدة وكسر اللام أمر بالإبلاء، وكذا قوله: "أخلقي" بالمعجمة والقاف، أمر بالإخلاق وهما بمعنى، والعرب تطلق ذلك وتريد الدعاء بطول البقاء للمخاطب بذلك، أي أنها تطول حياتها حتى يبلى الثوب ويخلق ... ووقع في رواية أبي زيد المروزي عن الفربري: "وأخلفي" بالفاء وهي أوجه من التي بالقاف، لأن الأولى تستلزم التأكيد إذ الإبلاء والإخلاق بمعنىً، لكن جاز العطف لتغاير اللفظين، والثانية تفيد معنىً زائداً، وهو أنها إذا أبلته أخلفت غيره، ثم قال: ويؤيده ما أخرجه أبو داود (4020) بسند صحيح عن أبي
نضرة، قال: كان أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا لبس أحدهم ثوباً جديداً قيل له: تُبلِي ويُخلِف الله.
(1) قوله: تقول، من (ظ6) .
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري، صحابية الحديث روى لها=(44/612)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= البخاري، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه الحميدي (336) ، والبخاري (6364) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3172) ، والطبراني في "الكبير" 25/ (242) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأُقحم في إسناد الحميدي اسم إسحاق بين سفيان وموسى، وهو وهم كما نبه عليه محققه.
وأخرجه عبد الرزاق (6743) عن ابن عيينة، عن موسى بن عقبة، عن أمِّ خالد، عن أمها، جعله من مسند والدة أم خالد، وهو وهم.(44/613)
حَدِيثُ أُمِّ عُمَارَةَ (1)
27059 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ مَوْلَاتِهِ لَيْلَى، عَنْ عَمَّتِهِ أُمِّ عُمَارَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهَا، قَالَ: وَثَابَ إِلَيْهَا رِجَالٌ مِنْ قَوْمِهَا، قَالَ (2) : فَقَدَّمَتْ إِلَيْهِمْ تَمْرًا، فَأَكَلُوا، فَتَنَحَّى رَجُلٌ مِنْهُمْ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا شَأْنُهُ؟ " فَقَالَ: إِنِّي صَائِمٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَا إِنَّهُ مَا مِنْ صَائِمٍ يَأْكُلُ عِنْدَهُ مَفَاطِيرُ (3) ، إِلَّا صَلَّتْ عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ حَتَّى يَقُومُوا " (4)
__________
(1) هي أمُّ عُمارة الأنصارية، مشهورة بكنيتها، يقال اسمُها نَسِيبة بنت كعب بن عمرو الأنصارية النجارية، وسماها الطبراني- ومن قبله ابنُ إسحاق- لَسِيبة (وتحرفت في مطبوعه إلى: لبيسة) . قال الحافظ في "الإصابة": وبه جزم ابن نقطة، والمشهور أنها بالنون بدل اللام اهـ. وهي صحابية مشهورة، والدة الصحابيين عبد الله وحبيب ابني زيد بن عاصم، شهدت بيعة العقبة وأُحداً، وبيعةَ الرِّضْوان، ثم شهدت قتال مسيلمة باليمامة، وجُرحت يومئذ اثنتي عشرة جراحة، وقُطعت يدها، رَوَتْ عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحاديث. انظر "تهذيب الكمال" و"الإصابة" و"توضيح المشتبه" 9/79.
(2) في (ظ6) : قالت.
(3) في (م) : فواطر.
(4) إسناده ضعيف لجهالة ليلى مولاة حبيب، فلم يرو عنها غير حبيب بن زيد- وهو الأنصاري- وذكرها الذهبي في "الميزان" في المجهولات، ولم يؤثر توثيقها عن أحد.
وقد اختلف فيه على شريك- وهو ابن عبد الله النخعي، وهوسيئ الحفظ-:=(44/614)
27060 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَبِيبٌ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ لَيْلَى (1) ، عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ عُمَارَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهَا، فَقَرَّبَتْ إِلَيْهِ طَعَامًا، قَالَ: " ادْنِي فَكُلِي ". قَالَتْ: إِنِّي صَائِمَةٌ، قَالَ: " الصَّائِمُ إِذَا أُكِلَ عِنْدَهُ، صَلَّتْ عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ " (2)
__________
= فرواه أسود بن عامر- كما في هذه الرواية- عنه، وقال: عن حبيب بن زيد، عن مولاته ليلى، عن عمته أمِّ عُمارة أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دخل عليها....
ورواه علي بن حُجْر فيما أخرجه الترمذي (784) ، وابن خزيمة
(2140) ، وزكريا بن يحيى زحمويه فيما أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3369) ، والطبراني في "الكبير" 25/ (50) ، ويحيى الحِمَّاني وعلي ابن حكيم الأودي فيما أخرجه الطبراني 25/ (50) ، أربعتهم عنه، وقالوا: عن حبيب، عن ليلى، عن مولاتها- ولم يسمها- عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بلفظ: "الصائم إذا أكل عنده المفاطير صلت عليه الملائكة". زاد الطبراني: "حتى
يمسي".
ورواه علي بن حُجْر أيضاً فيما أخرجه النسائي في "الكبير" (3268) ، عنه، وقال: عن حبيب بن زيد، عن ليلى أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... مرسلاً.
وأخرجه ابن سعد 8/415 عن محمد بن عمر- يعني الواقدي- عن معاذ ابن محمد بن عمرو بن محصن النجّاري، عن خُبيب بن عبد الرحمن بن خُبيب ابن يسار، عن ليلى بنت سعد، عن أم عمارة نسيبة بنت كعب، قالت: دخل عليَّ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فذكره. قلنا: ومحمد بن عمر الواقدي متروك.
وسيرد بالأرقام (27060) و (27061) و (27472) و (27473) .
(1) جاء في النسخ و (م) : عن أمِّ ليلى، وهو خطأ، والمثبت من "أطراف المسند"6/458.
(2) إسناده ضعيف كسابقه. وقد اختلف على شعبة فيه:
فرواه يحيى بن سعيد كما في هذه الرواية، وهاشم بن القاسم، كما في=(44/615)
27061 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حَبِيبٍ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ مَوْلَاةً لَنَا يُقَالُ لَهَا: لَيْلَى، تُحَدِّثُ، عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ عُمَارَةَ بِنْتِ كَعْبٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهَا، فَدَعَتْ لَهُ بِطَعَامٍ، فَقَالَ لَهَا: " كُلِي "، فَقَالَتْ: إِنِّي صَائِمَةٌ،
__________
= الرواية التي بعدها، ومحمد بن جعفر، كما في الرواية (27472) ، ووكيع، كما في الرواية (27473) ، ويزيد بن هارون، فيما أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (1424) ، وعبد بن حميد (1568) ، وأبو داود الطيالسي، فيما أخرجه الترمذي (785) ، وخالد بن الحارث، فيما أخرجه النسائي في "الكبرى" (3267) ، وعلي بن الجعد، فيما أخرجه أبو يعلى (7148) ، والبغوي في
"الجعديات" (875) ، وابن حبان (3430) ، وأبو نعيم في "الحلية" 2/65، والبغوي في "شرح السنة" (1817) ، والمزي في "تهذيبه" (في ترجمة ليلى) ، وعيسى بن يونس، فيما أخرجه ابن خزيمة (2139) ، وإبراهيم بن حميد الطويل، فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" 25/ (49) ، ويحيى بن أبي بكير، فيما أخرجه البيهقي في "السنن" 4/305، وعبد الملك بن إبراهيم الجُدِّيّ، فيما أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (3585) ، كلهم عن شعبة، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
ورواه الطيالسي في "مسنده" (1666) - ومن طريقه ابن سعد 8/416-، ورَوْح، فيما أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (3585) ، كلاهما عن شعبة، وقالا: عن حبيب بن زيد الأنصاري، قال: سمعت مولاة لنا يقال لها ليلى تحدِّث عن جدَّتها أمِّ عُمارة الأنصارية، أنها سمعت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول ...
ورواه عبد الصمد بن عبد الوارث، فيما أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3371) ، عن شعبة، وقال: عن حبيب بن زيد، عن عمته، عن مولاتها أم عمارة بنت حبيب، فذكر نحوه.
ورواه سفيان -فيما أخرجه عبد الرزاق (7911) - عن شعبة، وقال: عن حبيب بن أبي ثابت، عن امرأة يقال لها ليلى، عن أم عمارة....(44/616)
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الصَّائِمَ إِذَا أُكِلَ عِنْدَهُ، صَلَّتْ عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ حَتَّى يَفْرَغُوا " وَرُبَّمَا قَالَ: " حَتَّى يَقْضُوا أَكْلَهُمْ " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف، وهو مكرر سابقه، غير أن شيخ أحمد هنا هو هاشم ابن القاسم أبو النضر.
وأخرجه الدارمي (1738) عن هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد.(44/617)
حَدِيثُ رَائِطَةَ بِنْتِ سُفْيَانَ وَعَائِشَةَ بِنْتِ قُدَامَةَ بْنِ مَظْعُونٍ (1)
27062 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ، وَيُونُسُ، الْمَعْنَى، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَعْنِي ابْنَ عُثْمَانَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أُمِّهِ عَائِشَةَ بِنْتِ قُدَامَةَ، قَالَتْ: أَنَا مَعَ أُمِّي رَائِطَةَ بِنْتِ سُفْيَانَ الْخُزَاعِيَّةِ، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُبَايِعُ النِّسْوَةَ، وَيَقُولُ: " أُبَايِعُكُنَّ عَلَى أَنْ لَا تُشْرِكْنَ بِاللهِ شَيْئًا، وَلَا تَسْرِقْنَ، وَلَا تَزْنِينَ، وَلَا تَقْتُلْنَ أَوْلَادَكُنَّ، وَلَا تَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ تَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيكُنَّ وَأَرْجُلِكُنَّ، وَلَا تَعْصِينَ (2) فِي مَعْرُوفٍ ". قَالَتْ: فَأَطْرَقْنَ، فَقَالَ لَهُنَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قُلْنَ: نَعَمْ فِيمَا اسْتَطَعْتُنَّ ". فَكُنَّ يَقُلْنَ، وَأَقُولُ مَعَهُنَّ وَأُمِّي تُلَقِّنُنِي: قُولِي أَيْ بُنَيَّةُ: نَعَمْ، فِيمَا اسْتَطَعْتُ، فَكُنْتُ أَقُولُ كَمَا يَقُلْنَ (3)
__________
(1) قال السندي: رائطة بنت سفيان بن الحارث الخزاعية، وهي زوجة قدامة بن مظعون، وعائشة بنت قدامة: هي بنت رائطة المذكورة، قال أبو عمر: من المبايعات، تُعدُّ في أهل المدينة، قال الحافظ في "الإصابة": قلت: إنما هي مكية، والبيعة المذكورة كانت بمكة، والله أعلم.
(2) في (ظ6) : تعصينني.
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، عبد الرحمن بن عثمان بن إبراهيم ابن محمد بن حاطب- وهو من رجال "التعجيل"- قال أبو حاتم: ضعيف الحديث، يهولُني كثرةُ ما يُسند، وروى عن أبيه أحاديثَ منكَرة. وأبوه عثمان -وهو من رجال "التعجيل" أيضاً- قال أبو حاتم: شيخ يكتب حديثه، وقد روى عنه ابنه عبد الرحمن أحاديث منكرة. قلنا: وبقية رجاله ثقات. إبراهيم بن أبي=(44/618)
27063 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، وَيُونُسُ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أُمِّهِ عَائِشَةَ بِنْتِ قُدَامَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَزِيزٌ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَأْخُذَ كَرِيمَتَيْ مُسْلِمٍ، ثُمَّ يُدْخِلَهُ النَّارَ " قَالَ يُونُسُ: " يَعْنِي: عَيْنَيْهِ " (1)
__________
=العباس: هو السامري، ويونس بن محمد: هو المؤدب.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 7/194 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (857) من طريق زكريا بن يحيى زحمويه، عن عبد الرحمن، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 6/38 وقال: رواه أحمد والطبراني، وفيه عبد الرحمن بن عثمان بن إبراهيم، وهو ضعيف.
وله شاهد من حديث أُمَيْمة بنت رُقَيْقة، سلف برقم (27007) وإسناده صحيح.
وآخر من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف برقم (6850) .
وثالث من حديث عائشة، سلف برقم (25175) .
ورابع من حديث سلمى بنت قيس، سيرد برقم (27133) .
(1) صحيح لغيره، وإسناده ضعيف كسابقه.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (856) من طرق عن عبد الرحمن بن عثمان، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/308، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، وفيه عبد الرحمن بن عثمان الحاطبي، ضعفه أبو حاتم، وذكره ابن حبان في "الثقات".
وله شاهد من حديث أبي هريرة، سلف برقم (7597) بإسناد صحيح، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب. ونزيد عليها هنا حديث زيد بن أرقم، سلف برقم (19367) .(44/619)
حَدِيثُ مَيْمُونَةَ بِنْتِ كَرْدَمٍ
27064 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ مِقْسَمٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي عَمَّتِي سَارَةُ بِنْتُ مِقْسَمٍ، عَنْ مَيْمُونَةَ بِنْتِ كَرْدَمٍ، قَالَتْ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ، وَهُوَ عَلَى نَاقَتِهِ، وَأَنَا مَعَ أَبِي، وَبِيَدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دِرَّةٌ كَدِرَّةِ الْكُتَّابِ، فَسَمِعْتُ الْأَعْرَابَ وَالنَّاسَ يَقُولُونَ: الطَّبْطَبِيَّةَ (1) ، فَدَنَا مِنْهُ أَبِي، فَأَخَذَ بِقَدَمِهِ، فَأَقَرَّ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ: فَمَا نَسِيتُ فِيمَا نَسِيتُ طُولَ أُصْبُعِ قَدَمِهِ السَّبَّابَةِ عَلَى سَائِرِ أَصَابِعِهِ. قَالَتْ: فَقَالَ لَهُ أَبِي: إِنِّي شَهِدْتُ جَيْشَ عِثْرَانَ، قَالَتْ: فَعَرَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَلِكَ الْجَيْشَ، فَقَالَ طَارِقُ بْنُ الْمُرَقَّعِ: مَنْ يُعْطِينِي رُمْحًا بِثَوَابِهِ؟ قَالَ: فَقُلْتُ: وَمَا ثَوَابُهُ؟ قَالَ: أُزَوِّجُهُ أَوَّلَ بِنْتٍ تَكُونُ لِي، قَالَ: فَأَعْطَيْتُهُ رُمْحِي، ثُمَّ تَرَكْتُهُ حَتَّى وُلِدَتْ لَهُ ابْنَةٌ، وَبَلَغَتْ، فَأَتَيْتُهُ، فَقُلْتُ لَهُ (2) : جَهِّزْ لِي أَهْلِي، فَقَالَ: لَا وَاللهِ، لَا أُجَهِّزُهَا حَتَّى تُحْدِثَ صَدَاقًا غَيْرَ ذَلِكَ، فَحَلَفْتُ أَنْ لَا أَفْعَلَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَبِقَدْرِ أَيِّ النِّسَاءِ هِيَ؟ " قُلْتُ: قَدْ رَأَتِ الْقَتِيرَ، قَالَ: فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " دَعْهَا عَنْكَ، لَا خَيْرَ لَكَ فِيهَا ". قَالَ: فَرَاعَنِي ذَلِكَ، وَنَظَرْتُ إِلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "
__________
(1) في (ظ6) : الطبطبية، مرتين. قلنا: وهو الذي في "سنن" أبي داود.
(2) قوله: له، ليس في (ظ6) .(44/620)
لَا تَأْثَمُ، وَلَا يَأْثَمُ صَاحِبُكَ ". قَالَتْ: فَقَالَ لَهُ أَبِي فِي ذَلِكَ الْمَقَامِ: إِنِّي نَذَرْتُ أَنْ أَذْبَحَ عَدَدًا مِنَ الْغَنَمِ، قَالَ: لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا قَالَ: خَمْسِينَ شَاةً، عَلَى رَأْسِ بُوَانَةَ، فَقَالَ: رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَلْ عَلَيْهَا مِنْ هَذِهِ الْأَوْثَانِ شَيْءٌ ". قَالَ: لَا، قَالَ: " فَأَوْفِ لِلَّهِ بِمَا نَذَرْتَ لَهُ ". قَالَتْ: فَجَمَعَهَا أَبِي، فَجَعَلَ (1) يَذْبَحُهَا، وَانْفَلَتَتْ مِنْهُ شَاةٌ (2) ، فَطَلَبَهَا، وَهُوَ يَقُولُ: اللهُمَّ أَوْفِ عَنِّي بِنَذْرِي. حَتَّى أَخَذَهَا، فَذَبَحَهَا (3)
__________
(1) في (ظ6) : فجعل أبي.
(2) في (ظ6) : وانفلت منها شاة.
(3) إسناده ضعيف لجهالة حال سارة بنت مِقْسم، فقد انفرد بالرواية عنها ابن أخيها عبد الله بن يزيد بن مقسم الضبي، وقال ابن حجر في "التقريب": لا تعرف، وبقية رجاله ثقات. وطارق بن المرقَّع الوارد في سياق الحديث، أورده الحافظ في "الإصابة" وقال: له ذكر في حديث ميمونة. قلنا: وقصة النذر ستأتي بسند حسن بعد حديث.
وأخرجه أبو داود (3314) ، والبيهقي في "السنن" 1/830 من طريق يزيد ابن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه مختصراً ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1592) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (428) من طريق سلم بن قتيبة، عن عبد الله بن يزيد، به.
والوفاء بنذر الجاهلية له أصل في الصحيح، ذكرناه في الرواية رقم (15456) .
قال السندي: قولها: دِرَّة، بكسر دال وتشديد راء: آلة الضرب.
الطبطبية: بفتح المهملتين، وسكون الموحدة الأولى، وكسر الثانية، وبعدها ياء مشددة، قيل: هي حكاية وقع الأقدام، أي: يقولون بأرجلهم على الأرض=(44/621)
27065 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ ضَبَّةَ الطَّائِفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي عَمَّةٌ لِي يُقَالُ لَهَا: سَارَةُ بِنْتُ مِقْسَمٍ، عَنْ مَوْلَاتِهَا مَيْمُونَةَ بِنْتِ كَرْدَمٍ، أَنَّهَا كَانَتْ مَعَ أَبِيهَا، فَذَكَرَتْ: أَنَّهَا رَأَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى نَاقَةٍ، وَبِيَدِهِ دِرَّةٌ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1)
27066 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْلَى الطَّائِفِيَّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ مِقْسَمٍ،
__________
= طب طب، أي إن الناس يسمعون لأقدامهم صوت طب طب، أو كناية عن الدِّرَّة، فإنها إذا ضرب بها، حكت صوت طب طب، وهي بالنصب، أي: احذروها.
"فدنا منه" أي: قرب منه.
"فاقرَّ له" أي: تركه ليأخذ القدم، ولم يمنعه من ذلك.
"جهز لي أهلي" أي: بنتك إهلي، فجهِّزها لي.
"تُحدث": من الإحداث.
"وبقدر" أي: أهي صغيرة السن أم كبيرة.
"رأت القتير" أي: الشيب.
"فراعني ذلك" أي: همني وغيرني، قيل: لعله أمره بتركها لأن عقد النكاح على معدوم العين فاسد، ولأن ذلك كان وعداً من أبيها، فلما رأى أن الأب لا يفي بما وعد، وأن هذا لا يقلع عما قال، أشار عليه بتركها، لما يخاف عليهما من الإثم إذا تنازعا وتخاصما، وتلطف صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في صرفه عنها بالسؤال عن سنها حتى قرر عنده أنها لا حظَّ فيها.
"بوانة": بضم موحدة وتخفيف واو: اسم موضع بأسفل مكة، أو وراء ينبع. وفي الحديث أن مَن نذر أن يضحي في مكان، لزمه الوفاء به، ومثله أن ينذر التصدق على أهل بلد، وكل ذلك إذا لم يكن ثمة معصية.
(1) إسناده ضعيف كسابقه.(44/622)
عَنْ مَوْلَاتِهِ مَيْمُونَةَ بِنْتِ كَرْدَمٍ، قَالَتْ: كُنْتُ رِدْفَ أَبِي، فَسَمِعْتُهُ يَسْأَلُ النَّبِيَّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي نَذَرْتُ أَنْ أَنْحَرَ بِبُوَانَةَ، فَقَالَ: " أَبِهَا وَثَنٌ أَمْ طَاغِيَةٌ؟ " فَقَالَ: لَا، قَالَ: " أَوْفِ بِنَذْرِكَ " (1)
__________
(1) إسناده حسن، يزيد بن مقسم وهو الثقفي روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وعبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى الطائفي، مختلف فيه، حسن الحديث. أبو أحمد: هو محمد بن عبد الله بن الزبير الأسدي.
وأخرجه ابن ماجه (2131) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (426) و25/ (73) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، عن عبد الله بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (15456) .
وهذا الحديث قطعة من الحديثين السابقين.(44/623)
حَدِيثُ أُمِّ صُبَيَّةَ الْجُهَنِيَّةِ (1)
27067 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنِي خَارِجَةُ بْنُ الْحَارِثِ الْمُزَنِيُّ (2) ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَالِمُ بْنُ سَرْجٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أُمَّ صُبَيَّةَ الْجُهَنِيَّةِ، تَقُولُ: " اخْتَلَفَتْ يَدِي وَيَدُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْوُضُوءِ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ " (3)
27068 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي
__________
(1) أمُّ صُبيَّة الجُهَنِيَّة، اسمُها خولةُ بنتُ قيس، فيما قال البخاري في "تاريخه" 4/113-114، وهي جدَّة خارجة بن الحارث بن رافع بن مكيث الجُهني، لها صحبة وحديث.
(2) كذا في النسخ الخطية و (م) و"أطراف المسند" 9/450-451: المزني، وصوابه: المدني، كما هو في كتب التراجم.
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات. سالم بنُ سَرْج: هو ابنُ خَرَّبُوذ أبو النعمان المدني مولى أمِّ صُبيَّة، وهو أخو نافع بن سَرْج، ويقال: سالم بن النعمان، ولا يصحّ، فيما قال البخاري في "تاريخه" 4/113.
وأخرجه ابن سعد 8/295، والبخاري في "الأدب المفرد" (1054) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (595) - ومن طريقه المِزِّي في "تهذيبه" (في ترجمة خارجة بن الحارث) - من طريق إسماعيل بن أبي أويس، وأخرجه ابن سعد أيضاً 8/296 عن خالد بن مخلد البجلي، كلاهما عن خارجة بن الحارث، به. وقرن ابن سعد في رواية خالد بن مخلد بسالم أخاه نافعاً.
وفي باب الوضوء بفضل وضوء المرأة، انظر حديث عبد الله بن عمر ابن الخطاب، السالف برقم (4481) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب وشرحه.(44/624)
سَالِمٌ أَبُو النُّعْمَانِ، عَنْ أُمِّ صُبَيَّةَ، قَالَتْ: " اخْتَلَفَتْ يَدِي وَيَدُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي إِنَاءٍ وَاحِدٍ فِي الْوُضُوءِ " (1)
__________
(1) حديث صحيح، أسامة بن زيد - وهو الليثي- مختلف فيه، وقد توبع، وبقية رجال الإسناد ثقات. يحيى بن سعيد: هو القطان.
وأخرجه المِزِّي في "تهذيبه" (في ترجمة سالم بن سَرْج) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد 8/295 و296، وابن ماجه (382) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (596) و (598) و (599) و25/ (409) ، والبيهقي في "السنن" 1/190، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 2/144-145 من طرق عن أسامة، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/35، وأبو داود (78) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3409) ، والطبراني 24/ (597) من طريق وكيع، عن أسامة، وقال: عن النعمان بن خَرَّبُوذ، ووهم وكيع في قوله: النعمان بن خربوذ فيما ذكر أبو حاتم، ونقله عنه ابنه في "العلل" 1/61-62.
وانظر ما قبله.(44/625)
حَدِيثُ أُمِّ إِسْحَاقَ مَوْلَاةِ أُمِّ حَكِيمٍ (1)
27069 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ قَالَ: حَدَّثَنَا بَشَّارُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالَ (2) حَدَّثَتْنِي أُمُّ حَكِيمٍ بِنْتُ دِينَارٍ، عَنْ مَوْلَاتِهَا أُمِّ إِسْحَاقَ أَنَّهَا كَانَتْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأُتِيَ بِقَصْعَةٍ مِنْ ثَرِيدٍ، فَأَكَلَتْ مَعَهُ، وَمَعَهُ ذُو الْيَدَيْنِ فَنَاوَلَهَا، رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَرْقًا، فَقَالَ يَا أُمَّ إِسْحَاقَ أَصِيبِي مِنْ هَذَا فَذَكَرْتُ أَنِّي كُنْتُ صَائِمَةً، فَبَرَدَتْ (3) يَدِي لَا أُقَدِّمُهَا، وَلَا أُؤَخِّرُهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَا لَكِ؟ قَالَتْ كُنْتُ صَائِمَةً فَنَسِيتُ، فَقَالَ ذُو الْيَدَيْنِ الْآنَ بَعْدَمَا شَبِعْتِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَتِمِّي صَوْمَكِ، فَإِنَّمَا هُوَ رِزْقٌ سَاقَهُ اللهُ إِلَيْكِ " (4)
__________
(1) قال الحافظ في "التعجيل" 2/663: أم إسحاق الغنوية، أحدى المهاجرات، وعنها مولاتها أمُّ حكيم بنت دينار. وانظر أيضاً " الإصابة".
(2) في (ظ2) و (ق) و (م) : وقال، والمثبت من (ظ6) .
(3) في (م) : فرددت.
(4) إسناده ضعيف لجهالة أمِّ حكيم بنتِ دينار، إذ لم يذكروا في الرواة عنها سوى بشار بن عبد الملك، وهو ضعيف، ضعَّفه ابن معين، وكلاهما من رجال "التعجيل". عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنبري.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" (في ترجمة أم إسحاق) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.=(44/626)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=وأخرجه الطبراني في "الكبير" 25/ (411) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، به.
وأخرجه عبد بن حميد (1590) - ومن طريقه الحافظ في "الإصابة" (في ترجمة أم إسحاق) - وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3306) من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد، عن بشار، به. وتحرف اسم بشار عند عبد بن حميد إلى يسار.
وقال ابن عبد البر في "الاستيعاب": أم إسحاق الغنوية: هاجرت إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يروي عنها أهل البصرة حديثها فيمن أكل ناسياً، وهو غريب الإسناد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/157، وقال: رواه أحمد والطبراني، وفيه أمُّ حكيم لم أجد لها ترجمة.
ولقوله: "أتمي صومك، فإنما هو رزقٌ ساقه الله إليك" شاهد من حديث أبي هريرة، سلف برقم (9136) ، ولفظه: "إذا صام أحدُكم يوماً فنسي، فأكلَ وشربَ، فليتمَّ صومَه، فإنما أطعمه الله وسقاه" وهو حديث صحيح.
قال السندي: عَرْقاً - بفتح فسكون - أي: عظماً عليه بقية لحم.(44/627)
حَدِيثُ أُمِّ رُومَانَ أُمِّ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ (1)
27070 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ يَعْنِي الرَّازِيَّ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ أُمِّ رُومَانَ وَهِيَ أُمُّ عَائِشَةَ قَالَتْ: كُنْتُ أَنَا وَعَائِشَةُ قَاعِدَةٌ فَدَخَلَتْ امْرَأَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فَقَالَتْ: فَعَلَ اللهُ بِفُلَانٍ وَفَعَلَ تَعْنِي ابْنَهَا، قَالَتْ: فَقُلْتُ لَهَا وَمَا ذَلِكَ، قَالَتْ ابْنِي كَانَ فِيمَنْ حَدَّثَ الْحَدِيثَ قَالَتْ، فَقُلْتُ لَهَا وَمَا الْحَدِيثُ؟ قَالَتْ كَذَا، وَكَذَا فَقَالَتْ عَائِشَةُ أَسَمِعَ بِذَلِكَ، أَبُو بَكْرٍ قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَتْ: أَسَمِعَ بِذَلِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ: نَعَمْ، فَوَقَعَتْ أَوْ سَقَطَتْ مَغْشِيًّا عَلَيْهَا فَأَفَاقَتْ، بِحُمَّى (2) بِنَافِضٍ فَأَلْقَيْتُ عَلَيْهَا الثِّيَابَ، فَدَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " مَا لِهَذِهِ " قَالَتْ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ أَخَذَتْهَا حُمَّى بِنَافِضٍ قَالَ: " فَلَعَلَّهُ (3) مِنَ الْحَدِيثِ الَّذِي تُحُدِّثَ بِهِ " قَالَتْ قُلْتُ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ، فَرَفَعَتْ عَائِشَةُ رَأْسَهَا وَقَالَتْ إِنْ قُلْتُ لَمْ تَعْذِرُونِي، وَإِنْ حَلَفْتُ لَمْ تُصَدِّقُونِي، وَمَثَلِي وَمَثَلُكُمْ كَمَثَلِ يَعْقُوبَ وَبَنِيهِ حِينَ
__________
(1) قال السندي: أمُّ رُومان بنتُ عامر، كانت كنانيّة، وقيل: اسمها زينب، وقيل غير ذلك، أسلمت بمكة، وبايعت وهاجرت، واختلفوا في أنها ماتت في حياة النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أو بعد موته اختلافأ كبيراً، والصحيح أنها ماتت بعده، والله تعالى أعلم.
(2) في (م) : حمّى.
(3) في (م) : لعله.(44/628)
قَالَ: {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ، وَاللهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} [يوسف: 18] فَلَمَّا نَزَلَ عُذْرُهَا أَتَاهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخْبَرَهَا بِذَلِكَ فَقَالَتْ بِحَمْدِ اللهِ لَا بِحَمْدِكَ، أَوْ قَالَتْ: وَلَا بِحَمْدِ أَحَدٍ " (1)
27071 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حُصَيْنٌ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ،
__________
(1) حديث صحيح. أبو جعفر الرازي مختلف فيه، حسن الحديث وقد توبع، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير صحابية الحديث، فقد أخرج لها البخاري. هاشم بنُ القاسم: هو أبو النضر، وحُصَين: هو ابنُ عبد الرحمن السُّلَمي.
وأخرجه الطيالسي (1665) ، والبخاري (3388) و (4143) و (4691) من طريق أبي عوانة، والبخاري (3388) و (4751) من طريق سليمان بن كثير، والبخاري في "التاريخ الكبير" 1/37 و38، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3215) ، وابن حبان (7103) ، والطبراني في "الكبير" 25/ (212) من طريق محمد بن فضيل، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3216)
من طريق حصين بن نمير، والطبراني في "الكبير" 23/ (161) من طريق سويد ابن عبد العزيز، خمستهم عن حُصين، بهذا الإسناد. وقال البخاري في "تاريخه" وروى عليُّ بن زيد، عن القاسم: ماتت أمُّ رومان زمن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وفيه نظر، وحديث مسروق أسند. قلنا: وانظر ما قيل في الإسناد من الانقطاع، والجواب عنه في "الفتح" 7/438.
وسيرد برقم (27071) .
وفي الباب عن عائشة، سلف برقم (25623) .
قال السندي: قولها: فوقعت، أي: عائشة.
بِحُمَّى بنافض، إي: حالَ كونها مقرونة بحالٍ نافض، أي: مُحرِّك، والمراد، أي: بشدَّة كأنها حرَّكتها.(44/629)
عَنْ أُمِّ رُومَانَ قَالَتْ: بَيْنَا أَنَا عِنْدَ عَائِشَةَ إِذْ دَخَلَتْ عَلَيْنَا (1) امْرَأَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَالَتْ فَعَلَ اللهُ بِابْنِهَا، وَفَعَلَ قَالَتْ عَائِشَةُ وَلِمَ قَالَتْ: إِنَّهُ كَانَ فِيمَنْ حَدَّثَ (2) الْحَدِيثَ، قَالَتْ عَائِشَةُ وَأَيُّ حَدِيثٍ قَالَتْ كَذَا، وَكَذَا قَالَتْ: وَقَدْ بَلَغَ ذَاكَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ: نَعَمْ وَبَلَغَ أَبَا بَكْرٍ قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَتْ فَخَرَّتْ عَائِشَةُ مَغْشِيًّا عَلَيْهَا فَمَا أَفَاقَتْ، إِلَّا وَعَلَيْهَا حُمَّى بِنَافِضٍ، قَالَتْ فَقُمْتُ فَدَثَّرْتُهَا قَالَتْ: وَدَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: مَا شَأْنُ هَذِهِ؟ قَالَتْ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ أَخَذَتْهَا حُمَّى بِنَافِضٍ قَالَ: " فَلَعَلَّهُ (3) فِي حَدِيثٍ تُحُدِّثَ بِهِ، قَالَتْ فَاسْتَوَتْ لَهُ عَائِشَةُ قَاعِدَةً، فَقَالَتْ وَاللهِ لَئِنْ حَلَفْتُ لَكُمْ لَا تُصَدِّقُونِي، وَلَئِنْ اعْتَذَرْتُ إِلَيْكُمْ لَا تَعْذِرُونِي، فَمَثَلِي وَمَثَلُكُمْ كَمَثَلِ يَعْقُوبَ وَبَنِيهِ {وَاللهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} [يوسف: 18] ، قَالَتْ وَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: وَأَنْزَلَ اللهُ عَلَيْهِ (4) عُذْرَهَا فَرَجَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَعَهُ أَبُو بَكْرٍ فَدَخَلَ فَقَالَ: يَا عَائِشَةُ إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَنْزَلَ عُذْرَكِ، قَالَتْ: بِحَمْدِ اللهِ لَا بِحَمْدِكَ، قَالَتْ قَالَ لَهَا أَبُو بَكْرٍ، تَقُولِينَ هَذَا لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَتْ (5) : فَكَانَ
__________
(1) في (ظ6) : عليها.
(2) في (ظ6) : يحدث.
(3) في (م) : لعله.
(4) قوله: عليه، ليس في (م) .
(5) في (ظ6) : قال.(44/630)
فِيمَنْ حَدَّثَ الْحَدِيثَ رَجُلٌ كَانَ يَعُولُهُ (1) أَبُو بَكْرٍ، فَحَلَفَ أَبُو بَكْرٍ أَنْ لَا يَصِلَهُ فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ} إِلَى آخِرِ الْآيَةِ قَالَ أَبُو بَكْرٍ بَلَى فَوَصَلَهُ " (2)
__________
(1) في هامش (ق) : يصله. (نسخة) .
(2) حديث صحيح دون قولها: فكان فيمن حدَّث الحديث ... إلخ، فصحيح من حديث عائشة، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن عاصم، وهو الواسطي.
وانظر ما قبله.
وأخرجه المِزِّي في "تهذيب الكمال" (ترجمة أمِّ رُومان) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وحديث عائشة سلف برقم (24796) .(44/631)
حَدِيثُ أُمِّ بِلَالٍ (1)
27072 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمِّي، عَنْ أُمِّ بِلَالٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " ضَحُّوا بِالْجَذَعِ مِنَ الضَّأْنِ فَإِنَّهُ جَائِزٌ " (2)
__________
(1) قال السندي: أم بلال بنت هلال، أسلمية، وكان أبوها مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم الحديبية.
(2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، والدة محمد بن أبي يحيى الأسلمي، انفردَ بالرواية عنها ابنُها محمد، ولم يؤثر توثيقُها عن أحد، وأمُّ بلال، انفرد بالرواية عنها والدة محمد بن أبي يحيى، وقال الذهبي في "الميزان": لا تعرف، لكن وثقها العجلي. قلنا: ويقال: لها صحبة، كما ذكر الحافظ في "التقريب"، وبقية رجاله ثقات. وقد اختُلف فيه على محمد بن أبي يحيى:
فرواه يحيى بن سعيد - كما في هذه الرواية، وكما عند ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3395) ، والطبراني في "الكبير" 25/ (397) ، والبيهقي في "السنن" 9/271- عنه، عن أمه، عن أم بلال أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ....
ورواه أبو ضمرة أنس بن عياض عنه، واختلف عليه كذلك:
فرواه علي بن بحر كما في الرواية التالية، وابنُ وهب فيما أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5723) ، وعبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي فيما أخرجه ابن ماجه (3139) ثلاثتهم عن أنس بن عياض، عن محمد بن أبي يحيى، عن أمه، عن أم بلال ابنة هلال، عن أبيها أن رسول الله
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ...
ورواه هارون بن موسى - فيما أخرجه ابن قانع في "معجمه" 3/203- عن(44/632)
27073 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو ضَمْرَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي يَحْيَى، مَوْلَى الْأَسْلَمِيِّينَ عَنْ أُمِّهِ قَالَتْ (1) أَخْبَرَتْنِي أُمُّ بِلَالٍ ابْنَةُ هِلَالٍ، عَنْ أَبِيهَا، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
= أنس بن عياض، وقال: عن محمد بن أبي يحيى، عن أبيه، عن أمِّ بلال بنت هلال الأسلمي، عن أبيها. قلنا: واسم أبي يحيى: سمعان، وهو صدوق لا بأس به، لكن لم يذكروا له رواية عن أمِّ بلال.
ورواه إبراهيم بن حمزة الزُّبيري - فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" 25/ (397) - عن أنس بن عياض، عن محمد بن أبي يحيى، عن أبيه، عن امرأة يقال لها: أم بلال - وكان أبوها يوم الحُديبية مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قالت: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ...
ورواه الشافعي - فيما أخرجه البيهقي في "معرفة السنن والآثار" 14/28-29- عن أنس بن عياض، عن محمد بن أبي يحيى، عن أمه قالت:
أخبرتني أمُّ بلال بنت هلال، عن أبيها - هكذا قرأه المزني - أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
…
ورواه إبراهيم بن المنذر الحزامي - فيما أخرجه البيهقي في "السنن" 9/271، وفي "معرفة السنن والآثار" 14/29- عن أنس بن عياض، عن محمد ابن أبي يحيى، عن أمه، عن أمِّ بلال أن النبي ... فذكره. قال البيهقي: وليس فيه عن أبيها، وهو الصحيح.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/19 وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، ورجاله ثقات.
وسلف حديث عقبة بن عامر برقم (17304) ، بإسناد صحيح، وقد ذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: "بالجَذَع"- بفتحتين: وهو من الضأن ما تمَّت له سنة، وقيل: أقل منها.
(1) في (م) : قال.(44/633)
قَالَ: " يَجُوزُ الْجَذَعُ مِنَ الضَّأْنِ ضَحِيَّةً " (1)
__________
(1) هو مكرر سابقه، وقد سلف الكلام عليه هناك. وعلىُّ بن بحر وأبو ضمرة - وهو أنس بن عياض - كلاهما ثقة.(44/634)
حَدِيثُ امْرَأَةٍ
27074 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ وَرْدَانَ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ بْنُ حُنَيْنٍ (1) مَوْلَى خَارِجَةَ، أَنَّ الْمَرْأَةَ الَّتِي، سَأَلَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عَنْ صِيَامِ يَوْمِ السَّبْتِ؟ حَدَّثَتْهُ أَنَّهَا سَأَلَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: " لَا لَكِ وَلَا عَلَيْكِ " (2)
__________
(1) وقع في (م) و (ظ2) و (ق) ونسخة الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/198: عمير بن جبير، وقد ترجم له العراقي في "ذيل الكاشف" ص216، وقال: لا يعرف. قلنا: وعقد له الحافظ ترجمة في "التعجيل" 2/85-86 وبين أنه خطأ نشأ عن تصحيف، صوابه: عُبيد بن حُنين، وهو الموافق لما أثبتناه من (ظ6) و"أطراف المسند" 9/484.
(2) إسناده ضعيف، فيه ابنُ لهيعة - وهو عبد الله - وقد تفرَّد به، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير موسى بن وَرْدان - وهو أبو عمر المصري القاصّ - فمن رجال أصحاب السنن، وروى له البخاري في "الأدب المفرد"، وهو مختلف فيه، حسن الحديث.
وقد اختُلف فيه على ابن لهيعة:
فرواه حسن بن موسى - كما في هذه الرواية - عن ابن لهيعة، فقال: حدثنا موسى بن وردان، أخبرني عُبيد بن حُنين مولى خارجة أن المرأة سألت النبي
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن صيام يوم السبت حدثته.... فابهم اسم المرأة.
ورواه يحيى بن إسحاق وهو السَّيلحيني - كما سيرد في الرواية (27076) - عن ابن لهيعة، فقال: حدثنا موسى بن وَرْدان، عن عبيد الأعرج، قال:
حدثتني جدتي. قلنا: وهي الصّمّاء بنت بسر، فقد أورد الإمام أحمد=(44/635)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= هذه الرواية في مسندها، وعُبيد الأعرج يرد الكلام عليه في الرواية المذكورة.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 3/198، وقال: رواه أحمد، وعمير هذا لم أعرفه. قلنا: هو عُبيد، كما سلف التنبيه عليه.
وانظر أحاديث الصماء بنت بُسر الآتية بالأرقام: (27075) و (27076) و (27077) .
قال السندي: قوله: "لا لكِ، ولا عليكِ"، أي: تعبٌ بلا فائدة، وهذا إذا صامه منفرداً، وقد جاء النهي عنه أيضاً، فالتركُ أولى، والله أعلم.(44/636)
مسند الإمام أحمد بن حنبل
(164 - 241هـ)
حقق هذا الجزء وخرج أحاديثه وعلق عليه
شعيب الأرنؤوط - محمد نعيم العرقسوسي - إبراهيم الزيبق
محمد بركات
الجزء الخامس والأربعون
مؤسسة الرسالة(45/1)
حَدِيثُ الصَّمَّاءِ بِنْتِ بُسْرٍ (1)
27075 - حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ثَوْرٌ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ، عَنْ أُخْتِهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَصُومُوا يَوْمَ السَّبْتِ إِلَّا فِيمَا افْتُرِضَ عَلَيْكُمْ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ أَحَدُكُمْ إِلَّا عُودَ عِنَبٍ أَوْ لِحَاءِ (2) شَجَرَةٍ فَلْيَمْضُغْهَا " (3)
__________
(1) قال السندي: الصَّمَاء بنتُ بُسْر، مازنية، قيل: لها ولأبويها ولأخيها عبد الله بن بُسْر صحبة.
(2) في (م) : لحى.
(3) رجاله ثقات، إلا أنه أعل بالاضطراب والمعارضة، كما بينا ذلك في الرواية (17686) .
وأخرجه الدارمي (1749) ، وابن خزيمة (2163) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/80، والطبراني في "الكبير" 24/ (818) ، والبيهقي في "السنن" 4/302 من طريق إبي عاصم الضَّحَاك بن مَخْلد، بهذا الإسناد.
وسيرد برقم (27077) .
وانظر (27074) .
قال السندي: قوله: "لا تصوموا يوم السبت" أي: وحده، لما فيه من التشبّه باليهود.
"إلا فيما افتُرض عليكم": على بناء المفعول، أو الفاعل، وضميره الله تعالى للعلم به، فهذا محمول على النذر، إذ فرض يوم السبت وحده لا يظهر إلا هناك، أو يحمل على، من بلغ أو أسلم أو طهرت هي من الحيض أو النفاس وبقي له من رمضان يوم واحد وذلك يوم السبت، والله أعلم.=(45/7)
27076 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ وَرْدَانَ، عَنْ عُبَيْدٍ الْأَعْرَجِ قَالَ: حَدَّثَتْنِي جَدَّتِي، أَنَّهَا دَخَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَتَغَدَّى وَذَلِكَ يَوْمَ السَّبْتِ فَقَالَ: " تَعَالَيْ فَكُلِي "، فَقَالَتْ: إِنِّي صَائِمَةٌ، فَقَالَ لَهَا: " صُمْتِ أَمْسِ؟ "، فَقَالَتْ: لَا، قَالَ: " فَكُلِي، فَإِنَّ صِيَامَ يَوْمِ السَّبْتِ (1) لَا لَكِ وَلَا عَلَيْكِ " (2)
27077 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ،
__________
="أو لحاء شجرة": بكسر اللام وبالحاء المهملة والمدّ: قشر الشجرة.
"فليمضغها" بضم الضاد المعجمة أو فتحها.
(1) في (ظ6) : كلي فإن الصيام يوم السبت ...
(2) إسناده ضعيف للاختلاف فيه على ابن لهيعة. وعُبيدٌ الأعرج: لعلَّه عُبيدُ بنُ سلمان الأعرج، الوارد بهذا اللقب في "الجرح والتعديل" 5/407، ولَقَبُ الأعرج: الظاهرُ أنه مُصَحَّف عن "الأغَرّ"، فقد ذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 5/442، وقال: عُبيد الاعرّ القُرشي، عن عطاء بن يسار،
روى عنه موسى، حديثُه لا يصحّ. وذكره الذهبي في "ميزان الاعتدال" 3/18، وقال: عُبيد بن الأغرّ، ويقال: عُبيد الأغرّ، ما حدَّث عنه سوى موسى بن عبيدة، وهو عبيد بن سلمان الآتي. قلنا: ثم ذكره مرة أخرى بهذا اللقب، وعبيد بنُ سلمان الأغرّ هذا من رجال "التهذيب"، ولُقِّب بالأغرّ في "تهذيب الكمال" وفروعه. وذكر المعلمي اليماني في تعليقه على "التاريخ الكبير" أن الأغرّ صُحّف في "الجرح والتعديل"وصار الأعرج، وهو خطأ. وقد قصَّرَ الذَّهبي في قوله: ما حدَّث عنه سوى موسى بنِ عُبيدة، فقد ذكر ابن أبي حاتم في الرواة عنه كذلك ابن أبي ذئب، فإن كان هو عبيداً الأعرج المذكور في إسناد هذه الرواية فقد روى عنه أيضاً موسى بن وردان، والله أعلم.
وقد سلف مختصراً برقم (27074) ، وذكرنا الاختلاف فيه على ابن لهيعة.(45/8)
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الزُّبَيْدِيِّ، عَنْ لُقْمَانَ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ، عَنْ أُخْتِهِ الصَّمَّاءِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَصُومَنَّ أَحَدُكُمْ يَوْمَ السَّبْتِ إِلَّا فِي فَرِيضَةٍ، وَإِنْ لَمْ يَجِدْ إِلَّا لِحَاءِ (1) شَجَرَةٍ فَلْيُفْطِرْ عَلَيْهِ " (2)
__________
(1) في (م) : لحى.
(2) رجاله ثقات، إلا إنه أُعلَّ بالاضطراب والمعارضة، كما بيَّنَّا ذلك في الروا ية (17686) .
وأخرجه الطبراني في "الشاميين" (1591) من طريق ضمرة بن ربيعة، عن إسماعيل بن عيَّاش، عن الزُّبيدي، عن لقمان بن عامر، عن عبد الله بن بُسر، عن أخته الصماء، قالت: نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يصوم أحدكم يوم السبت.
فأسقط من إسناده خالدَ بنَ مَعْدان بين لقمان بن عامر وعبد الله بن بُسْر.(45/9)
حَدِيثُ فَاطِمَةَ عَمَّةِ أَبِي عُبَيْدَةَ، وَأُخْتِ حُذَيْفَةَ (1)
27078 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنِ امْرَأَتِهِ (2) ، عَنْ أُخْتٍ لِحُذَيْفَةَ قَالَتْ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ، لَا تَحَلَّيْنَ الذَّهَبَ أَمَا لَكُنَّ فِي الْفِضَّةِ مَا تَحَلَّيْنَ بِهِ؟ مَا مِنْكُنَّ امْرَأَةٌ تَحَلَّى ذَهَبًا تُظْهِرُهُ إِلَّا عُذِّبَتْ بِهِ " (3)
27079 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ حُذَيْفَةَ، عَنْ عَمَّتِهِ فَاطِمَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: أَتَيْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَعُودُهُ فِي نِسَاءٍ، فَإِذَا سِقَاءٌ مُعَلَّقٌ نَحْوَهُ يَقْطُرُ مَاؤُهُ عَلَيْهِ مِنْ شِدَّةِ مَا يَجِدُ مِنْ حَرِّ الْحُمَّى، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، لَوْ دَعَوْتَ اللهَ فَشَفَاكَ، فَقَالَ: رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ بَلَاءً الْأَنْبِيَاءَ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ " (4)
__________
(1) سلفت ترجمة فاطمة عمة أبي عبيدة وأخت حذيفة قبل الحديث (27011) .
(2) في (ق) : امرأة.
(3) إسناده ضعيف لجهالة امرأة رِبْعيّ بن حِرَاش، وهو مكرر (27011) ، إلا أن شيخ أحمد هنا هو وكيع بن الجراح.
وقد سلف برقم (23380) .
(4) حديث صحيح لغيره، وهذا إسنادٌ حسن. أبو عُبيدة بنُ حُذيفة=(45/10)
.................................
__________
=- وهو ابنُ اليَمَان - روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ووثَّقه العجلي، ولم يذكره أحد بجرح. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير صحابية الحديث، فقد روى لها النسائي. حُصَيْن: هو ابنُ عبد الرحمن السُّلَمي.
وأخرجه ابنُ الأثير في "أسد الغابة" 7/233، والمِزِّي في "تهذيبه" (في ترجمة أبي عُبيدة بنِ حُذيفة بنِ اليمان) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد 8/325-326، والنسائي في "الكبرى" (7496) و (7613) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (629) ، والحاكم 4/404 من طرق عن شعبة، به. وقوَّى إسنادَه الحافظ في "الإصابة" (في ترجمة فاطمة بنت اليمان) .
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7482) من طريق عَبْثَر بن القاسم، والطبراني في "الكبير" 24/ (626) و (627) و (628) و (630) من طريق عبد الله ابن إدريس وخالد بن عبد الله الواسطي وسليمان بن كثير وزائدة، خمستهم عن حُصَيْن، به.
وأخرجه الطبراني كذلك 24/ (631) من طريق إسماعيل بن إبراهيم أبي معمر القَطِيعي، عن جرير- وهو ابن عبد الحميد - عن حُصين، عن خيثمة، عن ابي عُبيدة بن حُذيفة، عن عمته، بنحوه. فزاد في الإسناد: خيثمة بين حُصين وأبي عبيدة. والأول أصح فيما قال الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 214.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/292، وقال: رواه أحمد والطبرانى في "الكبير" بنحوه، وقال: وإسناد أحمد حسن.
وله شاهد من حديث سعد بن أبي وقاص، سلف برقم (1481) ، وفيه أن سعداً سأل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: يا رسول الله، أىُّ الناس أشدُُّ بلاءً؟ قال: "الأنبياء، ثم الصالحون، ثم الأمثل فالأمثل من الناس ... " وإسناده حسن.
وآخر من حديث ابن مسعود، قال: دخلتُ على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو يُوعَك،=(45/11)
.................................
__________
= فمسستُه، فقلت: يا رسول الله، إنك لتَُوعَكُ وَعْكاً شديداً! قال: "اجَلْ، إنِّي أُوعَكُ كما يُوعَكُ رجلانِ منكم" ... وسلف برقم (3618) ، إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وثالث من حديث أبي سعيد الخدري بلفظ: "إنَّا معاشر الأنبياء يضاعف لنا البلاء، كما يضاعف لنا الأجر"، سلف برقم (11893) .(45/12)
حَدِيثُ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ (1)
* 27080 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ زُرْعَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَوْلًى لِمَعْمَرٍ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بِمَاذَا كُنْتِ تَسْتمَشْينَ؟ (2) "، قَالَتْ: بِالشُّبْرُمِ قَالَ: " حَارٌّ جَارٌّ (3) "، ثُمَّ اسْتَشْفَيْتُ بِالسَّنَا قَالَ: " لَوْ كَانَ شَيْءٌ يَشْفِي مِنَ الْمَوْتِ كَانَ السَّنَا، أَوِ السَّنَا شِفَاءٌ مِنَ الْمَوْتِ " (4)
__________
(1) قال السندي: أسماء بنت عميس، خثعمية وهي أختُ ميمونةَ، زوج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الأم، هاجرت إلى أرض الحبشة مع زوجها جعفر، فولدت له هناك أولاده، فلما قتلَ جعفر تزوجها أبو بكر، فولدت له محمداً، ثم تزوجها علي، فيقال: ولدت له عوناً.
(2) في (ظ6) و (م) : تستشفين، والمثبت من (ظ2) و (ق) ، وهو الموافق لمصادر الحديث.
(3) في (م) : حار حار.
(4) إسناده ضعيف، عبد الحميد بن جعفر مختلف فيه، وقد تفرََّد بهذا الحديث، ولا يُحتمل تفزُّدُه، لا سيما وقد اضطرب فيه:
فرواه أبو أسامة - وهو حمَّاد بن أسامة - كما في هذه الرواية، وهو عند ابن أبي شيبة 8/7-8، وابن ماجه (3461) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (397) - عن عبد الحميد بن جعفر، فقال: عن زُرْعَة بن عبد الرحمن، عن مولىّ لمعمر التيمي، عن أسماء.
ورواه محمد بن بكر البُرْساني - كما عند الترمذي (2081) - وأبو بكر=(45/13)
27081 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مُوسَى الْجُهَنِيِّ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَيَّ فَاطِمَةَ بِنْتِ عَلِيٍّ فَقَالَ لَهَا رَفِيقِي أَبُو مَهْلٍ (1) : كَمْ لَكِ؟ قَالَتْ: سِتَّةٌ وَثَمَانُونَ سَنَةً، قَالَ: مَا سَمِعْتِ مِنْ أَبِيكِ شَيْئًا؟ قَالَتْ: حَدَّثَتْنِي أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعَلِيٍّ: " أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى، إِلَّا أَنَّهُ لَيْسَ بَعْدِي نَبِيٌّ " (2)
__________
= الحنفي - كما عند الطبراني في "الكبير" 24/ (398) ، والحاكم 4/201 و404 - كلاهما عن عبد الحميد بن جعفر، فقال: عن عُتبة بن عبد الله التيمي، عن أسماء. فأسقط المولى من الإسناد، وسمَّى زُرعةَ البياضي عُتْبَة التيمي، مع ان البياضي نُسب أنصارياً، والتيمي نسبة إلى بطن من قريش!
وقيل: عن عبد الحميد بن جعفر، عن يزيد بن زياد القرظي، عن أسماء، أشار إلى هذه الطريق الحافظُ ابن حجر في "تهذيب التهذيب".
وقد حمل الطبراني رواية حماد بن أسامة على رواية أبي بكر الحنفي، فجزم ان مولى معمر المبهم هو عتبة بن عبد الله التيمي، وما جزم به الطبراني عدََّه المِزِّي احتمالاً، فتعقَّبه الحافظ بأن عتبة بن عبد الله هو زرعة نفسه، كما فهمه الحافظ من كلام البخاري، وعلى قول الطبراني - الذي احتمله المزي - يكون زُرعة بن عبد الرحمن قد سقط من الإسناد، وعلى قول الحافظ يكون المولى المبهم قد سقط من الإسناد، كما تقدم.
وعلى كلِّ فلم تُخرج أقوالُهم هذه الإسنادَ عن اضطرابه. والله أعلم.
قال السندي: قوله: "تستمشين"، أي: تُخرجين ما في البطن من المادة الفاسدة.
قلنا: والشُّبْرُم: حبٌ يشبه الحِمَّص، يطبخ ويشرب ماؤه للتداوي، وقيل: إنه نوعٌ من الشيح.
(1) في (ظ2) و (ق) و (م) : أبو سهل، والمثبت من (ظ6) ، وهو الصواب.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، غير فاطمة بنت علي=(45/14)
27082 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِلَالٌ مَوْلَانَا،
__________
= - وهو ابنُ أبي طالب- فقد روى عنها جمع، وذكرها ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": ثقة، وروى لها النسائي وابن ماجه في "التفسير"، وغير صحابية الحديث، فقد روى لها أصحاب السنن. أبو مَهَل: هو عروة بن عبد الله بن قشير.
وهو عند أحمد في "فضائل الصحابة" (1020) ، ومن طريقه أخرجه المِزِّي في "تهذيبه " (في ترجمة فاطمة بنت علي) ، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8143) من طريق يحيى بن سعيد، به.
وأخرجه عبد الله بن أحمد في زياداته على "فضائل الصحابة" (1091) من طريق الحسن بن علي، والطبراني في "الكبير" 24/ (386) من طريق سعيد بن حازم، والخطيب في "تاريخه" 10/43، والمِزِّي (في ترجمة فاطمة بنت علي) من طريق جعفر بن عون، والخطيب 12/323 من طريق غياث بن إبراهيم، أربعتهم عن موسى الجهني، به.
وأخرجه الطبرانى 24/ (384) و (385) و (387) و (388) و (389) من طريق الحسن بن صالح، وجعفر بن زياد الأحمر، وعلي بن صالح، وحفص ابن عمران، وعمر بن سعد البصري، ومروان بن معاوية، كلهم عن موسى الجهني، عن فاطمة بنت الحسين، عن أسماء بنت عميس، به. فرووه عن موسى، عن فاطمة بنت الحسين، بدل: فاطمة بنت علي. قلنا: ولم يذكروا موسى الجهني في الرواة عن فاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب، ولعله وهم سبق من أحد الرواة، أو وهم وقع في كتاب الطبراني، أو هو اضطراب من موسى الجهني، والله أعلم.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 9/109، وقال: رواه أحمد والطبراني، ورجالُ أحمد رجال الصحيح غير فاطمة بنتِ علي، وهي ثقة.
وسيرد برقم (27467) .
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11272) ، وهو حديث صحيح. وذكرنا أحاديث الباب ثمة.(45/15)
عَنِ أَبِي (1) عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أُمِّهِ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ قَالَتْ: عَلَّمَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَلِمَاتٍ أَقُولُهَا (2) عِنْدَ الْكَرْبِ: " اللهُ رَبِّي لَا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا " (3)
__________
(1) تحرف قوله: أبي، في (ظ2) و (م) إلى: ابن، فإن عبد العزيز: هو ابن عمر بن عبد العزيز.
(2) في (ظ2) و (ق) : أقولُهنَّ.
(3) حديث حسن، هلال هو أبو طعمة مولى عمر بن عبد العزيز، روى عنه جمع، ووثقه ابن عمَّار الموصلي والذهبي في "الكاشف" ورماه مكحول بالكذب، فيما قال ابو أحمد الحاكم، وتعقَّبه الحافظ فقال: لم يكذبه مكحول التكذيب الاصطلاحي، ثم إنه قال في "التقريب": لم يثبت أن مكحولاً رماه
بالكذب. وعبدُ العزيز بنُ عمر بن عبد العزيز فيه كلام خفيف، وقد أخرج له البخاري حديثاً واحداً له شاهد، وقد اختلف عليه كما سيأتي. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الله بن جعفر: هو ابن أبي طالب.
وأخرجه المِزِّي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة أبي طعمة هلال) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/329، وابن ماجه (3882) ، والبيهقي في "الشعب" (10225) ، وفي "الدعوات" (169) من طريق وكيع، به. وقد سقط من إسناد "الدعوات" لفظ: هلال عن عمر بن عبد العزيز.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/196-197، وابن ماجه (3882) ، والبيهقي في "الشعب" (10225) من طريق محمد بن بشر، والبخاري في "التاريخ الكبير" 4/329، والنسائي في "الكبرى" (10485) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (649) - والطبراني في "الكبير" 24/ (363) ، وفي "الدعاء" (1027) ، وأبو نُعيم في "الحِلْية" 5/360، والبيهقي في "الشعب " (102261) ، وفي "الدعوات"
(168) ، والمِزّي في "تهذيب الكمال " (ترجمة أبي طعمة) من طريق أبي=(45/16)
.................................
__________
= نعيم، وأبو داود (1525) من طريق عبد الله بن داود، ثلاثتهم عن عبد العزيز ابن عمر، به. قال أبو نعيم: غريب من حديث عمر، تفزَّد به ابنه عن هلال مولاه عنه، ورواه وكيع ومحمد بن بشر ومروان الفزاري في آخرين عن عبد العزيز.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10483) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (647) - من طريق محمد بن خالد، عن عبد العزيز بن عمر، عن أبي هلال، عن عمر بن عبد العزيز، به. وقال: قوله: عن أبي هلال خطأ، وإنما هو هلال مولى لهم.
وأخرجه النسائي أيضاً (10484) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (648) - من طريق شَريك، عن عبد العزيز بن عمر، عن هلال، عن عمر بن عبد العزيز، عن عبد الله بن جعفر، أن نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ علَّمه عند الكرب، فذكره مرسلاً. وقال: وهذا خطأ، والصواب حديث أبي نعيم، قلنا: وشريك - وهو ابن عبد الله النخعي - ضعيف.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/329- ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (10227) - ومن طريق عمر بن علي، عن عبد العزيز، عن هلال مولى عمر، عن عمر، عن بعض ولد عبد الله بن جعفر، عن عبد الله بن جعفر، عن أمَّه أسماءَ، به. فزاد فيه: عن بعض ولد عبد الله بن جعفر، وعُمر ابن علي - وهو المُقَدَّمي- مدلَّس ولم يُصرِّح بالتحديث.
وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (1028) عن محمد بن زكريا الغَلابي، عن عبيد الله بن محمد بن عائشة التيمي، عن أبيه، عن عمه، عن مُزاحم، عن عمر بن عبد العزيز، عن عبد الله بن جعفر، عن أسماء بنت عُميس رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ 000 قلنا: وشيخ الطبراني ضعيف، ومحمد ابن حفص بن عائشة، ترجم له ابنُ أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 7/236، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وعمُُّه: هو عبيد الله بن عمر بن موسى وقد ترجم له كذلك 5/327 ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً. ومُزاحم: هو ابن=(45/17)
.................................
__________
= أبي مُزاحم مولى عمر بن عبد العزيز، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ووثَّقه الذهبي في "الكاشف".
ورواه مسعر عن عبد العزيز بن عمر، واختلف عليه فيه:
فرواه جرير مرسلاً - فيما أخرجه النسائي في "الكبرى" (10486) ، وهو في "عمل اليوم والليلة" (650) ، والطبراني في "الدعاء" (1026) - عن مسعر، عن عبد العزيز بن عمر، عن عمر بن عبد العزيز، قال: جمعَ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أهلَ بيته، فقال: "أذا أصاب إحدَكم همَّ أو حزن، فليقل سبع مرات: اللهُ ربِّي، لا أشركُ به شيئاً".
ورواه إبراهيم بن بشار الرَّمادي - فيما أخرجه الطبراني في "الدعاء" (1025) ، وفي "الأوسط" (6115) - عن سفيان بن عُيينة، عن مسعر، عن عبد العزيز بن عمر، عن أبيه عمر بن عبد العزيز بن مروان، عن أبيه عبد العزيز ابن مروان، عن أسماء بنت عميس أن رسول الله جمعَ بني عبد المُطَّلب، فقال لهم: "إن نزلَ بأحدٍ منكم همٌّ، أو غمٌّ، أو كرب، أو سَقَم، أو لأواء، أو بلاء، فليقل: الله ربي، لا أُشركُ به شيئاً، ثلاث مرات" قال: وكان ذلك آخر كلام عمر بن عبد العزيز عد الموت.
وفال في "الأوسط": لم يرو هذا الحديث عن سفيان بن عيينة إلا الرَّمادي، قلنا: والرَّمادي له أوهام.
ورواه أبو معاوية شيبانُ بنُ عبد الرحمن النَّحوي، عن مسعر، واختلف عليه كذلك:
فرواه الباغندي- كما في "مسند عمر بن عبد العزيز" (17) - عن أحمد بن محمد القاضي البرتي، عن أبي معمر عبد الله بن عمرو بن أبي الحجاج، عن عبد الوارث بن سعيد، عن شيبان بن عبد الرحمن، عن مسعر، عن محمد بن عبد الله بن عمر بن عبد العزيز، عن أبيه، عن جده، عن أسماء بنت عُميس، قالت: جمعَ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أهلَه، فقال، وذكر الحديث. قلنا: ولم يسق متنه، وقد غيَّر محقّقُ الكتاب اسم: محمد بن عبد الله إلى: بشر بن عبد الله، ليتوافق=(45/18)
.................................
__________
= مع إسناد سبقه.
ورواه أبو بكر الشافعي - فيما أخرجه الخطيب في "تاريخه" 5/457- عن أحمد بن محمد القاضي البرتي، عن أبي معمر، عن عبد الوارث، عن أبي معاوية، عن محمد بن عبد الله، عن مسعر بن كدام، عن عبد العزيز بن عمر ابن عبد العزيز، عن أبيه، عن جده، عن أسماء، قالت: قال رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "هل في البيت إلا انتم يا بني عبد المطلب؟ " قلنا: لا يا رسول الله. قال: "إذا نزلَ بأحدكم همٌُّ، أو سَقَم، أو أَزْل، أو لأواء - قال: وذكر السادسة فنسيتها - فليقل: الله، الله رَبَّي، لا أُشرك به شيئاً". وقال الخطيب: هكذا رواه الشافعي عن البرتي، ووهم فيه، أن قدََّم محمد بن عبد الله على مسعر، وصوابه: عن أبي معاوية، وهو شيبان بن عبد الرحمن، عن مسعر، عن محمد. قلنا: والذي صوَّبه الخطيب هو ما قاله الدارقطني في "العلل" 5/193.
ورواه إسماعيل بن محمد الصفَّار وأبو سهل بن زياد القطان - فيما أخرجه الخطيب في "تاريخه" 5/457-458- عن أحمد بن محمد، عن أبي معمر عبد الله بن عمر، عن عبد الوارث، عن شيبان، عن مسعر، عن محمد بن عبد الله، عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، عن أبيه، عن جدّه، عن أسماء بنت عميس، قالت: جمع ... فذكره.
قلنا: ومحمد بن عبد الله لم نقف له على ترجمة، وعبد العزيز بن مروان صدوق.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/329- ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (10228) - والطبراني في "الكبير" 24/ (396) ، وفي "الدعاء" (1029) ، والدولابي في "الكنى" 2/80 من طريق عبد الواحد بن زياد، عن مجمع بن يحيى، عن صَعب - أو صُعيب - العنزي، قال: سمعتُ أسماءَ بنت عُميس تقول: سمعتُ رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأذنيَّ هاتين يقول: "من أصابه هتمٌَ، أو غمٌّ، أو سقَمٌ، أو شِدَّةٌ، فقال: الله ربي لا شريك له، كشف ذلك عنه". =(45/19)
27083 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا (1) مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْيَوْمَ الثَّالِثَ مِنْ قَتْلِ جَعْفَرٍ فَقَالَ: " لَا تَحِدِّي بَعْدَ يَوْمِكِ هَذَا " (2)
__________
= وصعب - أو صُعيب - ترجم له البخاري في "تاريخه"، والرازي في "الجرح والتعديل"، ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في "الثقات".
وفي الباب عن ثوبان عند النسائي في "الكبرى" (10493) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (657) - وابن السُّنَّي في "عمل اليوم والليلة" (335) ، وابي نعيم في "الحلية" 5/219 أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان إذا راعه شيء قال: "هو الله ربي لا شريك له". وإسناده حسن.
(1) في (م) : أنبأنا.
(2) هذا حديث اختلف في وصله وإرساله، وإرسالُه أصحُّ كما سيرد، وقال الإمام أحمد - كما في "الفتح" 9/487-: إنه مخالف للأحاديث الصحيحة في الإحداد، قال الحافظ: وهو مصيرٌ منه إلى أنه يُعلُّه بالشذوذ.
قلنا: وفي إسناده محمد بن طلحة - وهو ابن مُصَرَّف اليامي - ضعيف يعتبر به، قال ابن سعد: كانت له أحاديثُ منكرة، وقال أبو داود: كان يخطىء، وقال أحمد: لا بأس به إلا إنه كان لا يكاد يقول في شيء من حديثه: حدثنا، وقال أبو كامل مظفَّر بنُ مدرك: كان يقال: ثلاثة يُتَّقى حديثُهم، فذكر منهم محمدَ ابن طلحة، واختلف قول يحيى بن معين فيه، فقال مرة: صالح، ومرة: ضعيف، وقال أبو زُرعة: صالح، وقال النسائي: ليس بالقوي، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: كان يخطىء، وقال الحافظ: صدوق له أوهام، وقد أخرج له البخاري ثلاثة أحاديث توبع على اثنين منها، ثالثها في الفضائل، وروى له مسلم وأصحاب السنن. قلنا: وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير صحابية الحديث، فقد روى لها أصحاب السنن. =(45/20)
.................................
__________
= وقد رواه محمد بن طلحة - كما في هذه الرواية - عن الحكم، عن عبد الله ابن شداد، عن أسماء.
وخالفه شعبة - فيما أخرجه ابن حزم في "المحلى" 10/280- فرواه عن الحكم، عن عبد الله بن شداد أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لامرأة جعفر بن أبي طالب: "إذا كان ثلاثة أيام فالبسي ما شئت ... " قال الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 193: والمرسلُ أصح.
ورواه حماد بن سلمة - فيما ذكر ابن حزم في "المحلى" 10/280- عن الحجَّاج بن أرطاة، عن الحسن بن سَعْد، عن عبد الله بن شداد أن أسماء بنت عُميس استأذنت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن تبكي على جعفر وهي امرأته، فأذن لها ثلاثة أيام، ثم بعث إليها بعد ثلاثة أيام إن تطهري واكتحلي.
ورواه أبو خالد الأحمر- فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (631) - عن الحجَّاج بن أرطاة، عن الحسن بن سعد، عن عبد الله بن شدَّاد، عن أمَّ سلمة ان أسماء بكت على جعفر أو حمزة ثلاثاً، فأمرها أن ترقأ وتكتحل.
قال الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 171: ووهم في إسناده ومتنه، يعني أبا خالد الأحمر. ثم قال: وقوله: إن أسماء بكت على حمزة، وأسماء إنما بكت على زوجها جعفر بن أبي طالب حين قتل. ثم قال: والمحفوظ عن شعبة عن الحكم عن عبد الله بن شداد مرسل.
وقال الرازي في "العلل" 1/438: سألت أبي عن حديث رواه محمد بن طلحة بن مصرف، عن الحكم، عن عبد الله بن شداد ... قال أبي: فسّروه على معنيين: أحدهما أن الحديث ليس هو عن أسماء، وغلط محمد بن طلحة، وإنما كانت امرأة سواها. وقال آخرون: هذا قبل أن ينزل العدد. قال
أبي: أشبه عندي - والله أعلم - أن هذه امرأة سوى أسماء، وكانت من جعفر بسبيل قرابة، ولم تكن امرأته، لأن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "لا تحد امرأة على أحد فوق ثلاث إلا على زوج".(45/21)
27084 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ، أَنَّهَا وَلَدَتْ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ بِالْبَيْدَاءِ، فَذَكَرَ ذَلِكَ أَبُو بَكْرٍ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مُرْهَا فَلْتَغْتَسِلْ ثُمَّ لِتُهِلَّ " (1)
__________
= قلنا: وحديث إحداد المرأة ثلاثاً إلا على زوج سلف من حديث عائشة برقم (24092) بإسناد صحيح، وذكرنا شواهده هناك.
وسيرد برقم (27468) .
وانظر بسط الكلام عليه في "الفتح" 9/487.
قال السندي: قوله: "لا تحدي" أي: لا تزيدي فى الإحداد بالتجاوز إلى الصياح، وإلا فلا بد من ترك الزينة أربعة أشهر وعشراً.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، القاسم بن محمد - وهو ابن أبي بكر- لم يسمع من أسماء بنتِ عُميس، فيما قال ابن عبد البَرّ، ثم إنه اختلف عليه فيه. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير صحابية الحديث، فقد روى لها أصحاب السنن.
وأخرجه أبو يعلى (54) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وهو عند مالك في "الموطأ" 1/322، ومن طريقه أخرجه ابن سعد 8/283، والبخاري في "التاريخ الكبير" 1/124، والنسائي في "المجتبى" 5/127، وفي "الكبرى" (3643) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (659) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (366) ، والبيهقي في"معرفة السنن والآثار" 7/106، وابن الأثير في "أسد الغابة" 5/102.
وقد اختلف فيه على القاسم بن محمد:
فرواه مالك - كما فىِ هذه الرواية - عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن أسماء بنت عميس.
وخالفه عبيد الله بن عمر- فيما أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير"=(45/22)
.................................
__________
=1/124، ومسلم (1209) ، وأبو داود (1473) ، وابن ماجه (2911) ، والدارمي (1804) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (639) ، والبيهقي 5/32- فرواه عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عايشة، قالث: نُفست أسماء بنت عميس بمحمد بن أبي بكر بالشجرة، فأمرَ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبا بكر يأمرُها أن تغتسل وتُهِلّ. وخالف عبدَ الرحمن بنَ القاسم يحيى بنُ سعيد الأنصاري، واختلف عليه فيه كذلك:
فرواه سليمان بن بلال - فيما أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/124، والنسائي في "المجتبى" 5/127-128، وفي "الكبرى" (3644) ، وابن ماجه (2912) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (660) - عن يحيى بن سعيد، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي بكر الصديق، قال: خرج حاجاً مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فولدت أسماء بالشجرة محمدَ بنَ أبي بكر ... والقاسم لم يسمع من أبيه، وأبوه محمد يبن أبي بكر حديثه عن أبيه أبي بكر مرسل. قال
الدارقطني في "الإلزامات" ص347: سليمان، عن يحيى، عن القاسم، عن أبيه، ولا يصحُّ عن أبيه.
وخالف سليمانَ بنَ بلال مالكٌ - كما في "الموطأ" 1/322- وعبدُ الله بنُ نمير- فيما أخرجه ابن سعد 8/282- فروياه عن يحيى بن سعيد، عن سعيد ابن المسيب أن أسماء بنت.... فذكراه مرسلاً.
ورواه عبد الكريم الجزري- فيما أخرجه ابن سعد 8/283، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (658) - عن سعيد بن المسيب ان أسماء.... فذكره مرسلاً.
ورواه ابن جُريج- فيما أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (657) ، والطبرانى في "الكبير" 24/ (374) ، والبيهقي 5/32- عن عبد الرحمن بن القاسم، عن سعيد بن المسيب، عن أسماء بنت عميس أنها نُفست بمحمد بن أبي بكر بذي الحليفة، فسأل أبو بكر رضي الله عنه النبي
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأمره أن يأمرَها أن تغتسلَ وتصلِّي. وهذا إسناد فيه ابن جريج، وقد=(45/23)
27085 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ كَثِيرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمٍ الطَّوِيلُ صَاحِبُ الْمَصَاحِفِ، أَنَّ كِلَابَ بْنَ تَلِيدٍ أَخَا بَنِي (1) سَعْدِ بْنِ لَيْثٍ أَنَّهُ بَيْنَا هُوَ جَالِسٌ مَعَ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ جَاءَهُ رَسُولُ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمِ بْنِ عَدِيٍّ يَقُولُ: إِنَّ ابْنَ خَالَتِكَ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلَامَ وَيَقُولُ: أَخْبِرْنِي كَيْفَ الْحَدِيثُ الَّذِي كُنْتَ (2) حَدَّثْتَنِي عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ؟ فَقَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ: أَخْبِرْهُ أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ عُمَيْسٍ أَخْبَرَتْنِي، أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا يَصْبِرُ عَلَى لَأْوَاءِ الْمَدِينَةِ وَشِدَّتِهَا أَحَدٌ إِلَّا كُنْتُ لَهُ شَفِيعًا ـ أَوْ شَهِيدًا (3) ـ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (4)
__________
= عنعن.
قال ابن عبد البر في "الاستذكار"11/8: حديث عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن أسماء مرسل، لانه لم يسمع القاسم من أسماء بنت عُميس.
وقال أيضاً 9/11: مرسل مالك أقوى وأثبت من مسانيد هؤلاء، لما ترى من اختلافهم في إسناده.
قلنا: لكن مسلماً أخرج ما أُسند عن عائشة كما ترى. وقد أشار البيهقي في "السنن" 5/32 إلى هذا الاختلاف، وقال: وجوّده عبيد الله بن عمر، عن عبد الرحمن، وهو حافظ ثقة، والله أعلم.
وأخرجه مسلم (1210) ، والنسائي 5/164، وابن ماجه (2913) من طريق يحيى بن سعيد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله في حديث أسماء بنت عميس حين نُفِسَتْ بذي الحليفة: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمر أبا بكر، فأمرها أن تغتسلَ، وتُهِلَّ.
(1) قوله: بني، ليس في (ق) .
(2) قوله: كنت، ليس في (ظ6) .
(3) في (ق) : شفيعاً وشهيداً.
(4) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيفٌ لجهالةِ كلاب بنِ تَلِيد، فلم يذكروا=(45/24)
27086 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا (1) أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أُمِّ عِيسَى الْجَزَّارِ، عَنْ أُمِّ جَعْفَرٍ بِنْتِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ جَدَّتِهَا أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ قَالَتْ: لَمَّا أُصِيبَ جَعْفَرٌ وَأَصْحَابُهُ دَخَلَ (2) عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ دَبَغْتُ أَرْبَعِينَ مَنِيئَةً، وَعَجَنْتُ عَجِينِي، وَغَسَّلْتُ بَنِيَّ وَدَهَنْتُهُمْ وَنَظَّفْتُهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ائْتِينِي بِبَنِي جَعْفَرٍ "، قَالَتْ: فَأَتَيْتُهُ بِهِمْ فَشَمَّهُمْ وَذَرَفَتْ عَيْنَاهُ، فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، مَا يُبْكِيكَ؟ أَبَلَغَكَ عَنْ جَعْفَرٍ وَأَصْحَابِهِ شَيْءٌ؟ قَالَ: " نَعَمْ، أُصِيبُوا
__________
= في الرواة عنه سوى عبد الله بنِ مسلم الطويل، ولم يُؤثر توثيقُه عن غير ابن حبان، وقال الذهبيُّ: لا يكاد يُعرف. وعبدُ الله بن مسلم الطويل مجهول كذلك، فقد انفردَ بالروايةِ عنه الوليد بنُ كثير، ولم يؤثَر توثيقُه عن غير ابن حبان. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير صحابيَّة الحديث، فقد روى لها أصحاب السنن. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزُّهري، والوليد بن كثير: هو المخزومي المدني.
وأخرجه ابن معين في "تاريخه" (1038) ، والنسائي في "الكبرى" (4282) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3147) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (373) ، والمِزِّي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة عبد الله بن مسلم الطويل) من طريق يعقوب، بهذا الإسناد.
وله شاهد صحيح من حديث أبي هريرة، سلف برقم (7865) ، وذكرنا أحاديث الباب ثمة.
(1) في (م) : حدثني.
(2) في (ظ2) و (ق) و (م) : دخلت، والمثبت من (ظ6) ، وهو الصواب.(45/25)
هَذَا الْيَوْمَ "، قَالَتْ: فَقُمْتُ أَصِيحُ وَاجْتَمَعَ إِلَيَّ النِّسَاءُ، وَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَهْلِهِ فَقَالَ: " لَا تُغْفِلُوا آلَ جَعْفَرٍ مِنْ أَنْ تَصْنَعُوا لَهُمْ طَعَامًا فَإِنَّهُمْ قَدْ شُغِلُوا بِأَمْرِ صَاحِبِهِمْ " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف لجهالة أم عيسى الجزار، ويقال لها: الخزاعية، قال الحافظ: لا يُعرفُ حالُها، ولجهالةِ حال أمِّ جعفر بنت محمد بن جعفر بن أبي طالب، وهي أمُّ عَوْن، فلم يرو عنها سوى ابنها عون بن محمد ابن الحنفية وأمِّ عيسى الجزار، ولم يُذكر فيها جرح ولا تعديل. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير محمد بن إسحاق، فقد روى له مسلم متابعةً. يعقوب: هو ابنُ إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (380) ، والمِزِّي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة أمِّ عون بنت محمد بن جعفر بن أبي طالب) من طريق أحمد بن محمد بن أيوب، عن إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد.
وقد اختُلف فيه على ابن إسحاق:
فرواه عبد الأعلى - فيما أخرجه ابن ماجه (1611) ، والطبراني 24/ (381) - ويونُس بن بُكير - فيما أخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 4/370- عنه، عن عبد الله بن أبي بكر، عن أم عيسى الجزار، عن أمِّ جعفر بنتِ محمد بن جعفر بن أبي طالب، عن جدتها أسماء بنت عميس ... وكنَّى
عبدُ الأعلى بنتَ جعفر بن أبي طالب: أمَّ عون.
ورواه سعيد بن يحيى الأموي، عن أبيه - فيما أخرجه المِزّي في "تهذيبه" (في ترجمة أمِّ عون) - عن محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن أبي بكر، عن أمِّ عيسى الخُزاعي أنها سمعت أسماءَ - يعني بنتَ عميس- أو من حدَّثها، عن أسماء ...
وأخرجه الواقدي في "المغازي" 2/766 عن مالك بن أبي الرِّجال، عن عبد الله بن أبي بكر، به.
وأخرجه عبد الرزاق (6666) عن رجل من أهل المدينة، عن عبد الله بن=(45/26)
.................................
__________
=أبي بكر، عن أمه أسماء بنت عميس، قالت: لما أُصيب جعفر، جاءني رسول الله ... فذكر نحوه.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 6/161، وقال: رواه أحمد، وفيه امرأتان لم أجد من وثقهما ولا جرحهما، وبقية رجاله ثقات.
وقوله: "لا تغفلوا آل جعفر من أن تصنعوا لهم طعاماً" له شاهد من حديث عبد الله بن جعفر، سلف برقم (1751) ، وإسناده حسن.
قال السندي: قولها: أربعين منيئة، بفتح ميم بوزن فعيلة، آخره همزة: هي الإهاب.
"لا تغفلوا": من الإغفال، بمعنى الترك.(45/27)
حَدِيثُ فُرَيْعَةَ بِنْتِ مَالِكٍ (1)
27087 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِسْحَاقَ (2) قَالَ: حَدَّثَتْنِي زَيْنَبُ بِنْتُ كَعْبٍ، عَنْ فُرَيْعَةَ بِنْتِ مَالِكٍ قَالَتْ: خَرَجَ زَوْجِي فِي طَلَبِ أَعْلَاجٍ لَهُ فَأَدْرَكَهُمْ بِطَرَفِ الْقَدُومِ فَقَتَلُوهُ، فَأَتَانِي نَعْيُهُ وَأَنَا فِي دَارٍ شَاسِعَةٍ مِنْ دُورِ أَهْلِي، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهِ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقُلْتُ: إِنَّ نَعْيَ زَوْجِي أَتَانِي فِي دَارٍ شَاسِعَةٍ مِنْ دُورِ أَهْلِي، وَلَمْ يَدَعْ لِي نَفَقَةً، وَلَا مَالَ لِوَرَثَتِهِ (3) ، وَلَيْسَ الْمَسْكَنُ لَهُ، فَلَوْ تَحَوَّلْتُ إِلَى أَهْلِي وَأَخْوَالِي (4) لَكَانَ أَرْفَقَ بِي فِي بَعْضِ شَأْنِي، قَالَ: " تَحَوَّلِي "، فَلَمَّا خَرَجْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ - أَوْ إِلَى الْحُجْرَةِ - دَعَانِي - أَوْ أَمَرَ بِي فَدُعِيتُ - فقَالَ: " امْكُثِي فِي بَيْتِكِ الَّذِي أَتَاكِ فِيهِ نَعْيُ زَوْجِكِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ "، قَالَتْ: فَاعْتَدَدْتُ فِيهِ
__________
(1) قال السندي: فُريعة - بالتصغير- بنت مالك، أنصارية خدرية، أخت أبي سعيد الخدري رضي الله عنهما.
(2) جاء في (ظ2) و (ق) و (م) زيادة اسم يحيى بن سعيد الأنصاري، بين يحيى بن سعيد - وهو القطان - وسعد بن إسحاق، ولم ترد هذه الزيادة في (ظ6) ، ولا "أطراف المسند"،ولا نسخة المزي من "المسند"، كما في "تهذيبه"، وستأتي رواية يحيى بن سعيد القطان عن سعد بن إسحاق في التخريج، وكذلك رواية يحيى بن سعيد الأنصاري عن سعد بن إسحاق.
(3) في (ظ6) : ورثتُه.
(4) في (ظ6) وهامش (ظ2) و (ق) : إخوتي.(45/28)
أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا، قَالَتْ: فَأَرْسَلَ إِلَيَّ عُثْمَانُ فَأَخْبَرْتُهُ فَأَخَذَ بِهِ، (1)
__________
(1) إسناده حسن، زينب بنت كعب هي عمةِ سعد بن إسحاق، وزوجة أبي سعيد الخدري، وقد روت الحديث عن فُريعة بنتِ مالك، وهي أختُ أبي سعيد الخُدري، وصحَّح الترمذي حديثَها، وجوَّد الحافظُ إسناداً فيه زينبُ هذه، وقد قيل: لها صحبة. وبقية رجاله ثقات.
وأخرجه المزي في "تهذيبه" (في ترجمة فُرَيْعة) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي عقب الرواية (1204) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/78، والطبراني في "الكبير" 24/ (1087) ، وابن عبد البَرّ في "التمهيد" 21/30 من طريق يحيى بن سعيد القطان، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، والعملُ على هذا الحديث عند اكثر أهل العلم من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وغيرهم، لم يَرَوْا للمعتدة أن تنتقل من بيت زوجها حتى تنقضي عدتها، وهو قول سفيان الثوري والشافعي وأحمد وإسحاق. وقال بعضُ أهل العلم من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وغيرهم: للمرأة أن تعتدَّ حيث شاءت، وإن لم تعتدَّ في بيت زوجها. والقول الأول أصحُّ.
وأخرجه ابن سعد 8/367، والنسائي في "الكبرى" (5722) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3641) و (3642) و (3650) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (1076) و (1077) و (1078) ، والحاكم 2/208، والبيهقي في "السنن" 7/434، وابن عبد البر في "التمهيد" 21/31 من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري، به.
وأخرجه مطولاً ومختصراً مالك - كما في "الموطأ" 2/ (591) (رواية يحيى ابن يحيى) ،و (1707) (رواية الزُّهري) ، و (592) (رواية محمد بن الحسن) -ومن طريقه الشافعي في"مسنده"2/53-54 (بترتيب السندي) ، وفي "الرسالة" (1214) ، وفي "الأم" 5/208-209، وابن سعد 8/368، وأبو داود =(45/29)
.................................
__________
= (2300) ، والترمذي (1204) ، والنسائي في "الكبرى" (11044) ، والدارمي (2287) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/78، وفي "شرح مشكل الآثار" (3645) ،وابن حبان (4292) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (1086) ، والبغوي في "شرح السنة" (2386) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 7/235، والمِزِّي في "تهذيبه" (في ترجمة فُرَيْعة) -عن سعد بن إسحاق، به، إلا أنه جاء في رواية يحيى بن يحيى عن مالك: سعيد بن إسحاق؛ قال ابن عبد البر في "التمهيد" 21/27: هكذا قال يحيى: سعيد بن إسحاق، وتابعه بعضهم، وأكثر الرواة يقولون فيه: سعد بن إسحاق، وهو الأشهر. قلنا: ونقل الزَّيلعي مثلَه عن ابن عبد البر من كتاب "التقصّي". وقد سقط اسم زينب من مطبوع ابن سعد.
وأخرجه الطيالسي (1664) ، والنسائي في "المجتبى" 6/199، وفي "الكبرى" (5722) ،والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/78، وفي "شرح مشكل الآثار" (3646) و (3650) ، وابن حبان (4293) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (1081) ، والبيهقي في "السنن" 7/434 من طريق شعبة، وعبد الرزاق (12075) ، والنسائي في "المجتبى" 6/200- 201، وفي "الكبرى" (5726) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/78 وفي "شرح مشكل الآثار" (3647) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (1082) من طريق الثوري، وابن أبي شيبة 5/184-185، وابن ماجه (2031) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3328) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (1090) من طريق
أبي خالد الأحمر، والنسائي في "المجتبى" 6/199، وفي "الكبرى" (5722) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/78، وفي "شرح مشكل الآثار" (3650) من طريق ابن جُريج وابن إسحاق، و (3649) من طريق ابن إسحاق، والنسائي في "المجتبى" 6/199-200، وفي "الكبرى" (5723) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/77، وفي "شرح مشكل الآثار" (3643) ، والطبراني 24/ (1085) من طريق يزيد بن محمد، وابن الجارود (759) ، والطبراني=(45/30)
.................................
__________
=24/ (1092) من طريق حماد بن مسعدة، والطبري في "تفسيره" (5090) من طريق فليح بن سليمان، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3329) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/77، وفي "شرح مشكل الآثار" (3638) ، والطبراني 24/ (1091) من طريق أنس بن عياض، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3644) من طريق ابن أبي ذئب، و (3646) ، وفي "شرح
معاني الآثار" 3/78، والطبراني 24/ (1084) من طريق روح بن القاسم، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3652) من طريق يحيى بن عبد الله بن سالم، و (3653) من طريق وُهيب بن خالد، و (3654) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3329) ، والطبراني 24/ (1091) من طريق مروان بن معاوية، والطبراني 24/ (1088) و (1089) من طريق عبد الرحمن بن عثمان وعبد الله بن المبارك، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3329) ، والطبراني 24/ (1092) من طريق عبد العزيز بن محمد، وابن سعد 8/368، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/78، وفي "شرح مشكل الآثار" (3648) من طريق زهير بن معاوية، وعبد الرزاق (12076) -ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 24/ (1079) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 21/28- من طريق عبد الله ابن أبي بكر، كلهم عن سعد بن إسحاق، به. إلا أنه جاء من طريق زهير بن معاوية، وعند الطبراني 24/ (1081) : سعد بن إسحاق، أو إسحاق بن سعد، على الشك. وجاء في مطبوع "شرح مشكل الآثار" (3653) : سعيد بن إسحاق.
وأخرجه سعيد بن منصور (1365) ، والنسائي في "المجتبى" 6/200، وفي "الكبرى" (5724) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3651) ، والبيهقي في "السنن" 7/435 من طرق عن حماد بن زيد، عن سعد بن إسحاق، به. وقد روي عن حماد بن زيد أيضاً، لكن قال فيه: إسحاق بن سعد بن كعب بن عجرة.
وأخرجه الحاكم 2/208، والبيهقي في "السنن" 7/435 من طريق محمد ابن الفضل عارم وسليمان بن حرب، عن حماد بن زيد، عن إسحاق بن سعد=(45/31)
.................................
__________
=ابن كعب بن عجرة، حدثني زينب بنت كعب، به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد من الوجهين جميعاً - يعني من رواية حماد بن زيد هذه ورواية يحيى بن سعيد السالفة في التخريج - ولم يخرجاه، رواه مالك بن أنس في "الموطأ" عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة. قال محمد بن يحيى الذهلي: هذا حديث صحيح محفوظ، وهما اثنان: سعد بن إسحاق بن كعب وهو أشهرهما، وإسحاق بن سعد بن كعب، وقد روى عنهما جميعاً يحيى بن سعيد الأنصاري، فقد ارتفعت عنهما جميعاً الجهالة.
وقال البيهقي: وإسحاق من رواية حماد أشهر، وسعد من رواية غيره أشهر، وزعم محمد بن يحيى الذُّهلي فيما يرى أنهما اثنان، والله أعلم. ثم قال: فإن لم يكونا اثنين، فهذا أولى بالموافقة لسائر الرواة عن سعد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (1080) من طريق عارم، عن حمَّاد بن زيد، عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة، عن فريعة، به. فسقط اسم زينب.
وأخرجه عبد الرزاق (12074) -ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 24/ (1083) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 21/28- عن معمر، عن سعيد بن إسحاق بن كعب بن عجرة أنه حدثه عن عمته زينب ابنة كعب بن فريعة، عن فُريعة، فذكره.
ورواه الزهري، واختلف عليه فيه:
فرواه معمر - فيما أخرجه عبد الرزاق (12073) ، ومن طريقه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3330) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (1074) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 21/28- عن الزهري، وقال: عن ابن لكعب بن عجرة، قال: حدثتني عمتي - وكانت تحت أبي سعيد الخدري - أن فُريعة حدثتها ...
ورواه المغيرة بن عبد الرحمن - فيما أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3331) - عن رجل ثقة، عن الزهري، أن إسحاق بن كعب، فذكره.=(45/32)
.................................
__________
=ورواه يونس - فيما أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3639) عن الزهري، عمن أخبره عن زينب، فذكره.
ورواه صالح بن كيسان - فيما أخرجه ابن سعد 8/367- عن الزهري، قال: بلغنى أن سعد بن إسحاق، فذكره.
ورواه ابن أبي عتيق وموسى بن عقبة - فيما أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3640) ، والطبراني 24/ (1075) - عن الزهري، عن سعد بن إسحاق، به.
قال الدارقطني في "العلل"5/ورقة 224: والصحيح قول من قال: عن سعد بن إسحاق، عن عمته زينب، عن الفُريعة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قلنا: وقد أعلَّ هذا الحديث ابن حزم - كما في "المحلى" 10/302، وتابعه عبد الحق - بجهالة زينب، وتعقب عبدَ الحق ابنُ القطان في "الوهم والإيهام" 5/393 بقوله: وعندي أنه ليس كما ذهب إليه، بل الحديث صحيح، فإن سعد بن إسحاق ثقة، وممن وثقه النسائي، وزينب كذلك ثقة، وفي
تصحيح الترمذي إياه توثيقُها، وتوثيقُ سعد بن إسحاق، ولا يضر الثقة أن لا يروي عنه إلا واحد، والله أعلم.
وقال ابن عبد البر في "التمهيد" 21/31: في هذا الحديث إيجاب العمل بخبر الواحد، ألا ترى إلى عمل عثمان بن عفان به وقضائه باعتداد المتوفى عنها زوجها في بيتها من أجله في جماعة الصحابة من غير نكير. ثم قال: وهو حديث مشهور معروف عند علماء الحجاز والعراق أن المتوفى عنها زوجها، عليها أن تعتدَّ في بيتها، ولا تخرج منه، وهو قول جماعة فقهاء الأمصار
بالحجاز والشام والعراق ومصر، منهم مالك، والشافعي، وأبو حنيفة، وأصحابُهم، والثوريُّ، والأوزاعي، والليث بن سعد، وهو قولُ عمر وعثمان وابنِ عمر وابن مسعود وغيرِهم.
قال السندي: قولها: أعلاج له، أي: عبيد له شردوا منه.
القَدُوم: بفتح القاف، وتخفيف الدال وتشديدها: موضع على ستة أميال=(45/33)
27088 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَتْنِي زَيْنَبُ بِنْتُ كَعْبٍ، عَنْ فُرَيْعَةَ بِنْتِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَحْوَهُ (1)
__________
= من المدينة.
نَعْيه: بفتح فسكون: خبر الموت، وكذلك النَّعِيّ، على وزن فعيل. شاسعة، أي: بعيدة.
"حتى يبلغَ الكتابُ أجلَه " أي: تنتهي العِدَّةُ المكتوبة، وتبلغ آخرها.
(1) هو مكرر سابقه، غير أن شيخ أحمد هنا هو بِشْرُ بن المُفَضَّل.(45/34)
حَدِيثُ يُسَيْرَةَ (1)
27089 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَانِئُ بْنُ عُثْمَانَ الْجُهَنِيُّ، عَنْ أُمِّهِ حُمَيْضَةَ بِنْتِ يَاسِرٍ، عَنْ جَدَّتِهَا يُسَيْرَةَ ـ وَكَانَتْ مِنَ الْمُهَاجِرَاتِ ـ قَالَتْ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا نِسَاءَ الْمُؤْمِنَينَ (2) ، عَلَيْكُنَّ بِالتَّهْلِيلِ وَالتَّسْبِيحِ وَالتَّقْدِيسِ، وَلَا تَغْفُلْنَ فَتَنْسَيْنَ الرَّحْمَةَ، وَاعْقِدْنَ بِالْأَنَامِلِ فَإِنَّهُنَّ مَسْئُولَاتٌ مُسْتَنْطَقَاتٌ " (3)
__________
(1) قال السندي: يُسيرة بالتصغير، أم ياسر ويقال: بنت ياسر أنصارية، وتكنى أم حميضة، وقال أبو عمر: كانت من المهاجرات.
(2) في (م) : المؤمنات.
(3) إسناده محتمل للتحسين، حُمَيْضة بنتُ ياسر إنما روى عنها ابنها هانىءُ بن عثمان الجُهني، وذكرها ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": مقبولة. قلنا: وبقية رجال الإسناد ثقات. محمد بن بِشْر: هو العبدي، ويُسيرة - ويقال: أُسيرة - صحابية، ذكرها ابن سعد في النساء الغرائب
من المسلمات المهاجرات المبايعات، وروى لها أبو داود والترمذي هذا الحديث الواحد.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 8/310، وابن أبي شيبة 2/389-390 و10/289 و13/453، وعبد بن حُميد (1570) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" 8/232، والترمذي (3583) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3285) ، وابنُ حبان (842) ، والطبراني في "الكبير" 25/ (180) ، وفي "الأوسط" (5012) ، وفي "الدعاء" (1771) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" (في ترجمة يُسيرة) ، وابن حجر في "نتائج الأفكار" (تخريج أحاديث الأذكار) =(45/35)
.................................
__________
= 1/84-85 من طريق محمد بن بشر، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث غريب إنما نعرفه من حديث هانىء بن عثمان. وحسَّنه الحافظ.
وأخرجه أبو داود (1501) ، والطبراني في "الكبير" 25/ (181) ، وفي "الدعاء" (1772) ، والحاكم في "المستدرك" 1/547، والخطيب في "تاريخه" 4/384 و10/143، والمِزِّي في "تهذيبه" (في ترجمة هانىء بن عثمان) ، وابن حجر في "نتائج الأفكار" 1/83-84 من طريق عبد الله بن داود الخُرَيْبي، عن هانىء بن عثمان، به. وقال الذهبي: صحيح!
وفي باب العقد بالأنامل عند التسبيح: عن ابن عمرو، سلف برقم (6498) ، وفيه: ورأيتُ رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعقدهنَّ بيده. وهو حسن لغيره.
وعن أبي تميمة، عن امرأة من بني كليب - عند ابن أبي شيبة 2/390- ولفظه: قالت: رأتني عائشةُ أسبِّحُ بتسابيحَ معي، فقالت: أين الشواهد؟ يعني الأصابع.
وفي باب فضل التسبيح والتحميد والتهليل والتقديس عن ابن عمر، وابن عمرو، وأبي هريرة، وأبي سعيد الخدرى، وعائشة سلفت أحاديثهم على التوالي بالأرقام: (4627) و (6740) و (7167) و (11713) و (11304) و (12534) و (24063) .
قال السندي: قوله: "واعقدن" أي: احفظن العدد بالأنامل.
"مستنطقات" أي: يطلب منها النطق يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون، فينبغي استعمالها في صالح الأعمال لتشهد بها، والله أعلم.(45/36)
حَدِيثُ أُمِّ حُمَيْدٍ
27090 - حَدَّثَنَا هَارُونُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سُوَيْدٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ عَمَّتِهِ أُمِّ حُمَيْدٍ امْرَأَةِ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ، أَنَّهَا جَاءَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أُحِبُّ الصَّلَاةَ مَعَكَ، قَالَ: " قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكِ تُحِبِّينَ الصَّلَاةَ مَعِي، وَصَلَاتُكِ فِي بَيْتِكِ خَيْرٌ لَكِ مِنْ صَلَاتِكِ فِي حُجْرَتِكِ، وَصَلَاتُكِ فِي حُجْرَتِكِ خَيْرٌ مِنْ صَلَاتِكِ فِي دَارِكِ، وَصَلَاتُكِ فِي دَارِكِ خَيْرٌ لَكِ (1) مِنْ صَلَاتِكِ فِي مَسْجِدِ قَوْمِكِ، وَصَلَاتُكِ فِي مَسْجِدِ قَوْمِكِ خَيْرٌ لَكِ (1) مِنْ صَلَاتِكِ فِي مَسْجِدِي "، قَالَ: فَأَمَرَتْ فَبُنِيَ لَهَا مَسْجِدٌ فِي أَقْصَى شَيْءٍ مِنْ بَيْتِهَا وَأَظْلَمِهِ، فَكَانَتْ تُصَلِّي (2) فِيهِ حَتَّى لَقِيَتِ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ (3)
__________
(1) قوله: لك، لبس في (ظ6) في الموضعين.
(2) قوله: تصلي، لبس في (ظ6) .
(3) حديث حسن، عبد الله بنُ سويد الأنصاري - وهو من رجال "التعجيل"- تفرَّد بالرواية عنه داود بن قيس - وهو الفرَّاء - وقد روى عن عمَّته أمِّ حُميد، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقد توبع. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير داود بن قيس، فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري في الشواهد، وغير صحابية الحديث، فقد ذكرها الحُسيني في "الإكمال"، والحافظ في "التعجيل". هارون: هو ابن معروف المروزي. =(45/37)
.................................
__________
= وأخرجه ابن حبان (2217) ، وابن عبد البر في "الاستيعاب" 4/446 من طريق هارون بن معروف، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن خزيمة (1689) من طريق عيسى بن إبراهيم الغافقي، عن ابن وَهب، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/33- 34، وفال: رواه أحمد ورجالُه رجال الصحيح، غير عبد الله بن سُويد الأنصاري، وثقه ابن حبان.
قال الحافظ في "الفتح" 2/350: وإسناد أحمد حسن.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/384-385، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3379) ، والطبراني في "الكبير" 25/ (356) ، والبيهقي في "السنن" 3/132-133، وابن الأثير في "أسد الغابة" 7/323 من طريق عبد الحميد بن المنذر بن أبي حميد الساعدي، عن أبيه، عن جدته أمِّ حميد، بنحوه.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3380) من طريق يحيى بن العلاء، عن أسيد الساعدي، عن سعيد بن المنذر، عن أمِّ حُميد امرأة أبي حميد، نحوه.
وله شاهد من حديث عبد الله بن مسعود أخرجه أبو داود برقم (570) بلفظ: "صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في حجرتها، وصلاتها في مخدعها أفضلُ من صلاتها في بيتها" وإسناده جيد كما بينا ذلك في تعليقنا على الرواية (5468) من مسند عبد الله بن عمر، وانظر أحاديث الباب ثمة.
قال السندي: قوله: "وصلاتك في بيتك" المراد بالبيت المخزن الذي يكون في الحجرة، والمراد بالحجرة ما هو أوسع من ذلك، فالحاصل أنه كلما كان المحل أضيق وأستر، فصلاة المرأة فيه أولى مما هو أوسع، والله أعلم.(45/38)
حَدِيثُ أُمِّ حَكِيمٍ (1)
27091 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ صَالِحًا أَبَا الْخَلِيلِ حَدَّثَهُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ،
__________
(1) قال السندي في ترجمة أمِّ حكيم بنت الزبير بنت عبد المطلب: قيل: اسمها صفية، [وقيل: هي أم الحكم] وقيل: بل هي ضُباعة، وقيل: ما عُرف للزبير بن عبد المطلب بنتٌ غير ضُباعة، وأما الحديث المذكور في "المسند" فقد وقع فيه الاختلاف على قتادة، فمن رواياتٍ ما يدلُّ على أنها غير ضُباعة، ومنها ما يدلُّ على أنها هي ضُباعة، ثم رجَّح الحافظ في "الإصابة" أنها هي.
والله تعالى أعلم.
قلنا: سنذكر الاختلاف فيه على قتادة في الحديث (27091) ، غير أنه لم يقع في "مسند" أحمد ما يدلُّ على أنها هي ضُباعة، كما ذكر السندي، إنما وقع ذلك خارج "المسند"، فقد ذكر الحافظ في "أطراف المسند" 9/386 - فيما ذكر محققه- وفي "الإصابة" - في ترجمة أم حكيم بنت الزبير- أن
إسحاق بن راهويه أخرج في "مسنده" حديث أمِّ حكيم، عن عبد الأعلى، عن داود بن أبي هند، عن إسحاق بن عبد الله بن الحارث، أن أمَّ حكيم بنت الزبير - وهي ضُباعة - كانت تصنعُ الطعامَ لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُهديه إليه، وربما تُخبئه حتى يأتيها، فأتاها ذاتَ يوم، فوجد عندها كتف شاة، فقدَّمته إليه، فأكل منه، ثم خرج إلى الصلاة، ولم يُحدث وضوءاً. ثم قال الحافظ: فهذا يُوضح بأنَّ أمِّ حكيم كنية ضُباعة، والله أعلم. قلنا: قد اختُلف فيه على داود بن أبي هند أيضاً، وسماها داود في بعض طرقه صفية كذلك!
وفد ترجم المِزِّي في "تهذيبه" لأمِّ الحَكَم فقال: ويقال: أمُّ حكيم صفية، ويقال: عاتكة، ويقال: ضُباعة بنت الزبير بن عبد المطلب بن هاشم القرشية الهاشمية، بنت عمِّ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم ذكر حديثاً في الذِّكر، رواه لها أبو داود في "سننه".(45/39)
أَنَّ أُمَّ حَكِيمٍ بِنْتَ الزُّبَيْرِ حَدَّثَتْهُ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى ضُبَاعَةَ بِنْتِ الزُّبَيْرِ فَنَهَسَ مِنْ كَتِفٍ عِنْدَهَا ثُمَّ صَلَّى وَمَا تَوَضَّأَ مِنْ ذَلِكَ " (1)
__________
(1) تركُ الوضوء ممَّا مَسَّتِ النار صحيح، وهذا إسناد اختُلف فيه على قتادة، وهو ابنُ دِعامة السَّدُوسي:
فرواه سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، واختلف عليه فيه:
فرواه يزيد بن هارون - كما عند أحمد في هذه الرواية وابن أبي شيبة 1/49، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3159) ، والطبراني في "الكبير" 25/ (214) -وروحُ بنُ عبادة- كما سيرد برقم (27355) -وخالدُ بنُ الحارث ومحمدُ بنُ أبي عديّ- كما عند الطبراني 25/ (214) أيضاً- أربعتهم عن سعيد بن أبي عَروبة، بهذا الإسناد.
وعند أحمد (27355) والطبراني: دخل على أختها ضُباعة بنت الزبير.
ورواه خالد بن عبد الله الواسطي، وعبد الله بن نمير- فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 223- عن سعيد، عن قتادة، عن عبد الله بن الحارث.
قال خالد: عن أم حكيم بنت الزبرِ، وقال ابن نمير: عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أنه دخل على ضُباعة.
ورواه هشام الدستوائي عن قتادة، واختلف عنه:
فرواه معاذ بن هشام الدستوائي - كما سيرد في الرواية (27356) - عن أبيه، عن قتادة، عن إسحاق بن عبد الله بن الحارث بن نوفل، عن أمِّ حكيم بنت الزُّبير، عن النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ورواه محمد بن بشر- فيما ذكر الدارقطني في "العلل" - عن هشام، عن قتادة، عن إسحاق بن عبد الله بن الحارث، فقال: عن جدَّته أمِّ الحكم، عن أختها ضُباعة بنت الزبير، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكذلك رواه همَّام بنُ يحيى، عن قتادة، كما سيرد برقم (27357) .=(45/40)
.................................
__________
= ورواه موسى بن خَلَف العمِّي - كما عند ابن أبي عاصم (3155) ، والطبراني 24/ (838) ، والدارقطني في "العلل"- عن قتادة، عن إسحاق بن عبد الله بن الحارث، عن أمِّ عطية، عن أختها ضُباعة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال الدارقطني: ووهم في قوله: أم عطية، وإنما هي أمُّ الحكم، وقيل: عن موسى ابن خلف، عن قتادة، عن أبي المليح، عن إسحاق بن عبد الله، ولا يصحُّ فيه أبو المليح.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3158) - ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" 7/322- عن هُدْبة بن خالد، والحارث (95) (زوائد) عن داود بن المحَبّر، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/65، والطبراني في "الكبير" 25/ (213) من طريق حجاج بن المنهال، ثلاثتهم عن حمَّاد بن سلمة، عن عمار بن أبي عمار، عن أم حكيم، قالت: دخل عليَّ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأكل كتفاً، فآذَنَه بلالٌ بالأذان، فصلَّى ولم يتوضَّأ. وهذا إسناد حسن من أجل عمَّار بن أبي عمَّار. داود بن المحبَّر- وإن كان متروكاً- توبع.
وسيكرر سنداً ومتناً برقم (27354) .
وسيرد بالأرقام: (27355) و (27356) و (27357) .
وانظر (27031) .
وفي باب ترك الوضوء مما مسَّت النار عن عثمان، وابن عباس، وابن مسعود، وأبي هريرة، وجابر بن عبد الله، وسويد بن النعمان، وعمرو بن أمية، وعبد الله بن الحارث بن جزء، والمغيرة بن شعبة، وأنس بن مالك، وأبي رافع، وعائشة، وفاطمة وأمِّ سلمة، وأمِّ عامر: وردت أحاديثُهم في المسند
(على التوالي) بالأرقام: (441) و (1998) و (3791) و (9049) و (14262) و (15800) و (17248) و (17702) و (18219) و (21180) و (23867) و (25282) و (26418) و (26502) و (27099) .(45/41)
حَدِيثُ امْرَأَةٍ وَهِيَ جَدَّةُ ابْنِ زِيَادٍ أُمُّ أَبِيهِ
27092 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا رَافِعُ بْنُ سَلَمَةَ الْأَشْجَعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَشْرَجُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ أَبِيهِ قَالَتْ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ خَيْبَرَ وَأَنَا سَادِسَةُ سِتِّ نِسْوَةٍ، قَالَتْ: فَبَلَغَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ مَعَهُ نِسَاءً، قَالَتْ: فَأَرْسَلَ إِلَيْنَا فَدَعَانَا، قَالَتْ: فَرَأَيْنَا فِي وَجْهِهِ الْغَضَبَ فَقَالَ: " مَا أَخْرَجَكُنَّ؟ وَبِأَمْرِ مَنْ خَرَجْتُنَّ؟ "، قُلْنَا: خَرَجْنَا مَعَكَ نُنَاوِلُ السِّهَامَ، وَنَسْقِي السَّوِيقَ، وَمَعَنَا دَوَاءٌ لِلْجَرْحَى (1) ، وَنَغْزِلُ الشَّعْرَ فَنُعِينُ بِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ، قَالَ: " قُمْنَ فَانْصَرِفْنَ "، قَالَتْ: فَلَمَّا فَتَحَ اللهُ عَلَيْهِ خَيْبَرَ أَخْرَجَ لَنَا سِهَامًا كَسِهَامِ الرِّجَالِ، فَقُلْتُ لَهَا: يَا جَدَّةُ (2) ، وَمَا الَّذِي أَخْرَجَ لَكُنَّ؟ قَالَتْ: تَمْرٌ (3)
__________
(1) في (ظ2) و (ق) و (م) : للجرح، والمثبت من (ظ6) .
(2) في (م) : جدتي.
(3) إسناده ضعيف لجهالة حشرج بن زياد.
وقد سلف برقم (22332) عن عبد الصمد بن عبد الوارث عن رافع بن سلمة.(45/42)
حَدِيثُ قُتَيْلَةَ بِنْتِ صَيْفِيٍّ (1)
27093 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ (2) ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْبَدُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ قُتَيْلَةَ بِنْتِ صَيْفِيٍّ الْجُهَنِيَّةِ (3) قَالَتْ: أَتَى حَبْرٌ مِنَ الْأَحْبَارِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، نِعْمَ الْقَوْمُ أَنْتُمْ، لَوْلَا أَنَّكُمْ تُشْرِكُونَ، قَالَ: " سُبْحَانَ اللهِ، وَمَا ذَاكَ؟ "، قَالَ: تَقُولُونَ إِذَا حَلَفْتُمْ وَالْكَعْبَةِ، قَالَتْ: فَأَمْهَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا ثُمَّ قَالَ: " إِنَّهُ قَدْ قَالَ: فَمَنْ حَلَفَ فَلْيَحْلِفْ بِرَبِّ الْكَعْبَةِ "، ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، نِعْمَ الْقَوْمُ أَنْتُمْ، لَوْلَا أَنَّكُمْ تَجْعَلُونَ لِلَّهِ نِدًّا، قَالَ: " سُبْحَانَ اللهِ، وَمَا ذَاكَ؟ "، قَالَ: تَقُولُونَ مَا شَاءَ اللهُ وَشِئْتَ، قَالَ: فَأَمْهَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا ثُمَّ قَالَ: " إِنَّهُ قَدْ قَالَ، فَمَنْ قَالَ مَا شَاءَ اللهُ فَلْيَفْصِلْ بَيْنَهُمَا ثُمَّ شِئْتَ " (4)
__________
(1) قال السندي: قُتيلة- بالتصغير- بنت صَيْفي، جُهَنيَّة من المهاجرات الأُوَل، قيل: ليس لها حديث غير المذكور في الكتاب.
(2) في (م) : يحيى المسعودي، وهو خطأ.
(3) في (م) : الجهينية.
(4) إسناده صحيح، المسعودي -واسمه عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة- وإن كان اختلط، رواية يحيى بن سعيد القطان عنه صحيحة، فقد حمل عنه قبل اختلاطه، ثم إن المسعودي متابَعٌ. معبد بن خالد: هو الجَدَلي.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 8/309، والطبراني في "الكبير" 25/ (5) و (6) ، والحاكم 4/297 من طرق عن المسعودي، بهذا الإسناد. وصحح=(45/43)
.................................
__________
= الحاكم إسناده، ووافقه الذهبي.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/6، وفي "عمل اليوم والليلة" (986) ، والطبراني 25/ (7) من طريق مسعر بن كِدام، عن معبد بن خالد، به. وصحح هذا الإسناد الحافظ ابن حجر في "الإصابة" 8/79.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (987) من طريق إبراهيم بن طهمان، عن مغيرة بن مقسم، عن معبد بن خالد، عن قتيلة. فأسقط منه عبد الله بن يسار.
وسلف مختصراً من حديث حذيفة برقم (23265) من طريق منصور بن المعتمر، عن عبد الله بن يسار، عن حذيفة.
قال السندي: قوله: "لولا أنكم تشركون "، أي: لولا أن فيكم من يشرك.
"إنه قد قال "، أي: قد قال ما سمعتم، وهو صحيح بناءً على أن حقَّ الحَلِف أن لا يكون إلا بالله، فالحَلِفُ بغيره بمنزلة الشرك.(45/44)
حَدِيثُ الشِّفَاءِ بِنْتِ عَبْدِ اللهِ (1)
27094 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ آلِ أَبِي حَثْمَةَ، عَنِ الشِّفَاءِ بِنْتِ عَبْدِ اللهِ ـ وَكَانَتِ امْرَأَةً مِنَ الْمُهَاجِرَاتِ ـ قَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنْ أَفْضَلِ الْأَعْمَالِ فَقَالَ: " إِيمَانٌ بِاللهِ، وَجِهَادٌ فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَحَجٌّ مَبْرُورٌ " (2)
__________
(1) قال السندي: الشفاء بنت عبد الله قرشية عدوية، أسلمت قبل الهجرة، وهي من المهاجرات الأول، وبايعت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكانت من عقلاء النساء وفضلائهن، وكان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يزورها ويقيل عندها في بيتها، وكانت قد اتخذت له فراشاً وإزاراً ينام فيه، وكان عمر يقدمها في الرأي.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الرجلِ من آل أبي حَثْمة، ولاضطرابه كما سيرد، ثم أن المسعودي - وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عُتبة - اختلط، وقد سمع منه هاشم بن القاسم أبو النضر بعد الاختلاط، وبقية رجاله ثقات.
وقد رواه عبد الملك بن عمير، واختلف عليه فيه:
فرواه هاشم بن القاسم - كما في رواية أحمد هنا، ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" 7/162- ويزيد بنُ هارون وأبو عبد الرحمن المقرىء - كما في الرواية (27096) - وشَبَابة بنُ سوَّار- فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (794) - أربعتهم عن المسعودي، بهذا الإسناد.
وخالف المسعوديَّ عَبِيدةُ بنُ حُميد - فيما أخرجه الطبراني 24/ (791) - فرواه عن عبد الملك بن عمير، وقال: عن عثمان بن أبي حثمة، عن جدته الشفاء، به. =(45/45)
27095 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ (1) ، عَنِ الشِّفَاءِ بِنْتِ عَبْدِ اللهِ قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا عِنْدَ حَفْصَةَ فَقَالَ لِي: " أَلَا تُعَلِّمِينَ هَذِهِ رُقْيَةَ النَّمْلَةِ كَمَا عَلَّمْتِيهَا الْكِتَابَةَ؟ " (2)
__________
= ورواه زكريا بنُ أبي زائدة - فيما أخرجه الطبراني 24/ (793) - عن عبد الملك بن عمير، وقال: حدثني فلان القرشي، عن جدته، أنها سمعت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ...
ورواه أبو شيبة -فيما ذكر الدارقطني في "العلل " 5/195- عن عبد الملك ابن عمير، وقال: عن ابن أبي حثمة، عن أمه، عن جدته.
قال الدارقطني: ويشبه أن يكون الاضطراب من عبد الملك.
قلنا: وله شاهد من حديث أبي هريرة، سلف برقم (7590) بإسناد صحيح، وقد ذكرنا أحاديث الباب عند الرواية (7511) من حديث أبي هريرة، والرواية (15401) من حديث عبد الله بن حُبْشيّ.
(1) كذا في الأصول الخطية و (م) و"أطراف المسند": عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن سليمان بن أبي حَثْمة، بزيادة: "بن عبد الرحمن " وصوابه: عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حَثْمة، كما في كتب الرجال.
(2) رجاله ثقات رجال الشيخين، غير إبراهيم بن مَهْدي - وهو المِصِّيصي- فمن رجال أبي داود، وقد وثَّقه أبو حاتم وابنُ قانع، وذكره ابنُ حبان في "الثقات "، وقال ابن معين: كان رجلاً مسلماً لا أراه يكذب، ونقل العقيلي عن ابن معين قوله: جاءنا بالمناكير، وقال الأزدي: له عن علي بن مُسهر أحاديث لا يُتابع عليها. وقال الحافظ في "التقريب ": مقبول.
قلنا: والشِّفاء بنتُ عبد الله روى لها البخاري في "الأدب المفرد" وأبو داود والنسائي.=(45/46)
.................................
__________
=وقد اختلف في وصله وإرساله كما سيرد.
وأخرجه أبو داود (3887) عن إبراهيم بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/38، والنسائي في "الكبرى" (7543) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني " (3177) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (790) من طريق محمد بن بشر، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/326، والبيهقي في "السنن " 9/349 من طريق أبي معاوية، كلاهما عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، به.
وقد اختلف فيه على صالح بن كيسان فرواه عبد العزيز بن عمر- كما في هذه الرواية - عن صالح بن كيسان، عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة، عن الشفاء.
وخالفه إبراهيم بن سعد، فرواه مرسلاً، كما عند الحاكم 4/56-57 عن صالح، عن إسماعيل بن محمد بن سعد الزهري، أن أبا بكر بن سليمان بن أبي حثمة حدثه، أن رجلاً من الأنصار خرجت به نملة، فَدُلَّ أن الشِّفاء بنت عبد الله ترقي من النملة، فجاءها، فسألها أن ترقيه، فقالت: والله ما رقيت منذ أسلمت، فذهب الأنصاري إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخبره بالذي قالت الشِّفاء، فدعا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الشِّفاء، فقال: "اعرضي علىَّ" فعرضتها عليه، فقال: "ارقيه
وعلِّميها حفصة كما علمتها الكتاب ". قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين. ووافقه الذهبي!
قلنا: قد زاد إبراهيم بن سعد في الإسناد: إسماعيل بن محمد بن سعد، ورواه مرسلاً، كما ذكرنا.
ورواه عبد الوهَّاب بن الضَّحَّاك -كما عند ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني " (3178) -عن إسماعيل بن عيَّاش، عن صالح بن كَيْسان، عن أبي إسحاق مولى الشِّفاء، عن الشِّفاء أن النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... وعبد الوهَّاب بن الضحَّاك متروك.
ورواه أبو إسحاق الهروي إبراهيم بن عبد الله -كما عند الحاكم 4/57- عن عثمان بن عمر بن عثمان بن سليمان بن أبي حَثْمة القرشي العدوي، عن=(45/47)
27096 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ قَالَ: حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ آلِ أَبِي حَثْمَةَ، عَنِ الشِّفَاءِ بِنْتِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ: أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: " الْإِيمَانُ بِاللهِ، وَالْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَحَجٌّ مَبْرُورٌ "، قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: " أَوْ حَجٌّ مَبْرُورٌ " (1)
__________
= أبيه، عن جدِّه عثمانَ بنِ سليمان، عن أبيه، عن أمِّه الشِّفاء بنت عبد الله أنها كانت ترقي برقىً في الجاهلية، وأنّها لما هاجرت إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قدمت عليه، ... فذكر الحديث، وفي بعضه نكارة، وسكت عنه الحاكم، وقال الذهبي: وسئل ابنُ مَعين عن عثمان بن عمر، فلم يعرفه.
وأخرجه ابن حبان (6092) من طريق محمد بن العلاء بن كُرَيب، عن إسحاق بن سليمان، عن الجراح بن الضحاك، عن كريب الكندي قال: أخذ بيدي علي بن الحسين، فانطلقنا إلى شيخ من قريش يقال له: ابن أبي حثمة يصلي إلى أسطوانة، فجلسنا إليه، فلما رأى عليّاً انصرف إليه، فقال له علي: حدِّثْنا حديث أمك في الرقية، قال: حدثتني أمي أنها كانت تَرقي في الجاهلية، فلما جاء الإسلام، قالت: لا أَرقي حتى أستأذن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأتته فاستأذنته، فقال لها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ارقي ما لم يكن فيها شرك " وهذا إسناد فيه كُريب الكندي، وهو ابن سُليم، لم يرو عنه سوى الجراح، ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل " 7/169، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في "الثقات " 5/339، وابن أبي حثمة: هو سُليمان، والله أعلم.
وانظر (26449) و (26450) .
قال السندي: قوله: "ألا تعلمين هذه " أي: حفصة.
"رقية النملة": بفتح فسكون، قروح تخرج في الجنب.
(1) صحيح لغيره، وهو مكرر (27094) غير أن شيخي أحمد هنا هما:
يزيد بن هارون، وأبو عبد الرحمن المقرىء، وهو عبد الله بن يزيد. =(45/48)
حَدِيثُ ابْنَةٍ لِخَبَّابٍ
27097 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدٍ الْفَائِشِيِّ (1) ، عَنِ ابْنَةٍ لِخَبَّابٍ قَالَتْ: خَرَجَ خَبَّابٌ فِي سَرِيَّةٍ، " فَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَعَاهَدُنَا، حَتَّى كَانَ يَحْلُبُ عَنْزًا لَنَا " (2) ، قَالَتْ: " فَكَانَ يَحْلُبُهَا حَتَّى يَطْفَحَ، أَوْ يَفِيضَ " (3) ، فَلَمَّا رَجَعَ خَبَّابٌ حَلَبَهَا فَرَجَعَ حِلَابُهَا إِلَى مَا كَانَ، فَقُلْنَا لَهُ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَحْلُبُهَا حَتَّى يَفِيضَ ـ وَقَالَ مَرَّةً: حَتَّى تَمْتَلِئَ ـ فَلَمَّا حَلَبْتَهَا رَجَعَ حِلَابُهَا "، (4)
27098 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَالِكٍ الْأَحْمَسِيِّ، عَنِ ابْنَةٍ لِخَبَّابِ بْنِ الْأَرَتِّ قَالَتْ: خَرَجَ أَبِي فِي غَزَاةٍ وَلَمْ
__________
(1) في (ظ2) و (ق) و (م) : العائشي.
(2) في (ظ6) : عنزاً لنا في جفنة لنا.
(3) في (ظ6) : تطفح أو تفيض.
(4) إسناده ضعيف، وهو مكرر (21071) سنداً ومتناً.
قال السندي: يتعاهدُنا، أي: يجيء يعرف حالنا.
عَنْزاً: بفتح فسكون: الأنثى من المعز.
حتى يطفح: أي: يمتلىء الإناء، والحاصل أنه إذا حلب يحصل فيه الزيادة على المعتاد.
فقلنا له: أي: لخباب حين رجع الحِلاب إلى المعتاد بعد أن حلبه.(45/49)
يَتْرُكْ لَنَا (1) إِلَّا شَاةً، فَذَكَرَ نَحْوَهُ (2)
__________
(1) لفظ: لنا، ليس في (م) .
(2) إسناده ضعيف، وقد سلف الكلام عليه في الرواية (21071) ، وانظر ما قبله.(45/50)
حَدِيثُ أُمِّ عَامِرٍ (1)
27099 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَشْهَلِيُّ، عَنْ أُمِّ عَامِرٍ بِنْتِ يَزِيدَ ـ امْرَأَةٍ مِنَ الْمُبَايِعَاتِ ـ أَنَّهَا " أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَرْقٍ فِي مَسْجِدِ بَنِي فُلَانٍ، فَتَعَرَّقَهُ ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ " (2)
__________
(1) قال السندي: أم عامر: هي بنت يزيد بن السكن، أنصارية أشهلية.
(2) إسناده ضعيف لضعف إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة. وعبدُ الرحمن ابن عبد الرحمن الأشهلي تفرَّد بالرواية عنه إبراهيم، ولم يضبط اسمه، فسماه مرة عبد الرحمن بن عبد الرحمن، وبهذا الاسم ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل " 5/257، ومرة سماه عبد الله بن عبد الرحمن بن ثابت، وبهذا الاسم ترجم له الحافظ في "التعجيل "، وقد بيَّنا هذا الاختلاف في الرواية
السالفة برقم (18953) فانظرها.
ثم إنه اختلف في إسناده:
فرواه أبو عامر، وهو عبد الملك بن عمرو العَقَدي - كما في هذه الرواية، وهو عند ابن الايير في "أسد الغابة" 7/358 من طريق الإمام أحمد - وإسماعيل بن أبي أويس - فيما أخرجه ابن سعد 8/319، والطبراني في "الكبير" 25/ (357) - كلاهما عن إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة، عن
عبد الرحمن بن عبد الرحمن الأشهلي، عن أم عامر بنت يزيد امرأة من المبايعات ... ورفع إسماعيل نسبها، فقال: بنت يزيد بن السكن.
ورواه خالد بن مخلد - فيما أخرجه ابن سعد 8/320- عن إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة.، عن عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن ثابت الأنصاري،=(45/51)
.................................
__________
= قال: أتت أم عامر بنت يزيد -وكانت من المبايعات- النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعَرْق فتعرَّقه ...
ورواه أحمد بن زهير، عن إسحاق بن محمد الفروي - فيما أخرجه ابن عبد البر في "الاستيعاب " 4/474- عن إسماعيل بن إبراهيم، عن عبد الرحمن ابن ثابت بن صامت، عن أم عامر بنت سعيد بن السكن وكانت من المبايعات أنها أتت ... فذكره. وقال: قال أحمد بن زهير: كذا قال الفروي: عن أم عامر بنت سعيد بن السكن، وقال إسماعيل بن أبي أويس: عن أم عامر بنت يزيد ابن السكن.
ورواه محمد بن خالد - فيما أخرجه ابن شبة في "تاريخ المدينة المنورة" 1/66- عن إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة، عن داود بن الحصين وعبد الرحمن بن عبد الرحمن، عن أم عامر أنها رأت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو في مسجد بني عبد الأشهل أتي بعرق فتعرقه، ثم صلى ولم يمس ماء. قلنا: داود بن الحصين ثقة.
ورواه محمد بن عُمَر، وهو الواقدي - فيما أخرجه ابن سعد 8/319- عن إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة، عن داود بن الحصين، عن أبي سفيان، عن أم عامر أسماء بنت يزيد بن السكن ... فذكره مطولاً. والواقدي متروك، وأبو سفيان- وهو مولى عبد الله بن أبي أحمد- ثقة.
وتركُ الوضوء مما مسَّتِ النارُ صحيحٌ من حديث أبي هريرة، سلف برقم (9049) ، وقد استوفينا أحاديث الباب في مسند أم حكيم عند الرواية السالفة برقم (27091) .
قال السندي: قوله: بعَرْقٍ، بفتح فسكون، عظمٌ عليه بقية اللحم.
فتعرَّقه، أي: أكله.(45/52)
حَدِيثُ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ (1)
27100 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُجَالِدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَامِرٌ، قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَأَتَيْتُ فَاطِمَةَ بِنْتَ قَيْسٍ فَحَدَّثَتْنِي، أَنَّ زَوْجَهَا طَلَّقَهَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَبَعَثَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَرِيَّةٍ، قَالَتْ: فَقَالَ لِي أَخُوهُ: اخْرُجِي مِنَ الدَّارِ، فَقُلْتُ: إِنَّ لِي نَفَقَةً وَسُكْنَى حَتَّى يَحِلَّ الْأَجَلُ، قَالَ: لَا، قَالَتْ: فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: إِنَّ فُلَانًا طَلَّقَنِي، وَإِنَّ أَخَاهُ أَخْرَجَنِي وَمَنَعَنِي السُّكْنَى وَالنَّفَقَةَ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ فَقَالَ: " مَا لَكَ وَلِابْنَةِ آلِ قَيْسٍ؟ "، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَخِي طَلَّقَهَا ثَلَاثًا جَمِيعًا، قَالَتْ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " انْظُرِي يَا بِنْتَ آَلِ قَيْسٍ إِنَّمَا النَّفَقَةُ وَالسُّكْنَى لِلْمَرْأَةِ عَلَى زَوْجِهَا مَا كَانَتْ لَهُ عَلَيْهَا رَجْعَةٌ، فَإِذَا لَمْ يَكُنْ لَهُ عَلَيْهَا رَجْعَةٌ فَلَا نَفَقَةَ وَلَا سُكْنَى، اخْرُجِي فَانْزِلِي عَلَى فُلَانَةَ "، ثُمَّ قَالَ: " إِنَّهُ يُتَحَدَّثُ إِلَيْهَا، انْزِلِي عَلَى ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ فَإِنَّهُ أَعْمَى لَا يَرَاكِ، ثُمَّ لَا تَنْكِحِي حَتَّى أَكُونَ أَنَا (2) أُنْكِحُكِ "، قَالَتْ:
__________
(1) قال السندي: فاطمة بنت قيس، قرشية فهرية، كانت من المهاجرات الأول، وكانت ذات جمال وعقل، وفي بيتها اجتمع أهل الشورى لما قتل عمر.
(2) قوله: "أنا" ليس في (م) .(45/53)
فَخَطَبَنِي رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْتَأْمِرُهُ، فَقَالَ: " أَلَا تَنْكِحِينَ مَنْ هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهُ؟ "، فَقُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، فَأَنْكِحْنِي مَنْ أَحْبَبْتَ، قَالَتْ: فَأَنْكَحَنِي أُسَامَةَ (1) بْنَ زَيْدٍ (2)
__________
(1) في (ظ6) : فأنكحني من أسامة 0
(2) حديث صحيح بطرقه دون قوله: "انظري يا بنتَ آلِ قَيْس، إنَّما النفقهُ والسُّكنى للمرأة على زوجها ما كانت عليها رجعة" ففيه وقفة، فإن الكثير من أصحاب الشعبىِ الثقات لم يذكروا هذه الزيادة، ولم يذكره كذلك رواة الحديث عن فاطمة، وقد أورده الخطيب البغدادي في "الفصل للوصل المُدْرَج في النقل " 2/860-862 على أنه مُدْرَجٌ من قول مجالد، وذكره كذلك ابن القطان في "الوهم والإيهام " 4/472-477 كما سنذكر في التخريج.
فأخرجه أحمد من طريق زكريا بن أبي زائدة، كما سيرد برقمي (27323) و (27345) ، ومن طريق أبي عاصم محمد بن أيوب الثقفي، كما سيرد برقم (27325) ، ومن طريق سلمة بن كهيل كما سيرد برقم (27326) ، ومن طريق حُصَين بن عبد الرحمن، كما سيرد برقم (27338) ، ومن طريق سيَّار ابن أبي الحكم، وحُصين بن عبد الرحمن، ومغيرة بن مقسم الضبي، وأشعث بن
سوار، وإسماعيل بن أبي خالد، وداود بن أبي هند، وإسماعيل بن سالم، ومجالد كذلك، كما سيرد برقم (27342) ، ومن طريق أبي إسحاق السَّبيعي، كما سيرد برقم (27346) ، كلُّهم رَوَوْه عن الشعبي، عن فاطمة، لم يذكروا هذه الزيادة. وقد أفرد أحمد لفظ رواية مجالد كما سيرد برقمي: (27340) و (27344) ، ولم يورد هذه الزيادة له عندما جمع روايته إلى رواية سيَّار- وحُصين ومغيرة وابن أبي خالد، وابن أبي هند، وإسماعيل بن سالم وأشعث، لكن بعضَ الرواة وهم، فأوردها في روايتهم، كما سنذكر في رواية هؤلاء الجماعة الآتية برقم (27432) .
ورواه أيضاً عن الشعبي دون هذه الزيادة أبو حصين عند الترمذي في=(45/54)
.................................
__________
= "العلل الكبير" 1/464، والطبرانى في "الكبير" 24/ (942) ، وأبو الزِّناد عند ابنِ ماجه (2024) ، والطبرانى 24/ (943) ، وحماد بنُ أبي سليمان عند الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/68، والطبراني (941) ، ومطرِّفُ بنُ طريف عند الطبراني (947) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 19/145، والأعمشُ، ومحمدُ بنُ سالم، وحبيب بنُ أبي ثابت، ويونس بنُ أبي إسحاق، وزكريا بنُ حكيم الحَبَطي، عند الطبرانى (على التوالي) 24/ (940) و (944) و (950) و (951) و (955) .
وقد روى هذا الحديث عن فاطمة دون هذه الزيادة أيضاً أبو بكر بن أبي الجَهْم كما سيرد بالأرقام (27320) و (27322) و (27332) ، وأبو سَلَمة بنُ عبد الرحمن كما في الروايات الآتية بالأرقام (27327) و (27328) و (27333) و (27334) و (27335) و (27341) و (27347) ، وتميم مولى فاطمة، كما في الرواية (27321) ، وعبدُ الله البهيُّ، كما في الرواية (27329) ، وعبد الرحمن ابن عاصم بن ثابت، كما في الرواية (27336) ، وأبو عمرو بن حفص بن المغيرة، كما في الرواية (27337) ، وقَبيصة بنُ ذُؤَيب، كما في الرواية (27339) .
وأما اللفظ الذي زاده مجالد - وهو قوله: "إنما النفقة والسكنى للمرأة على زوجها ما كانت عليها رجعة" - فقد رواه أيضاً سعيد بنُ يزيد الأَحمسي عند ابن سعد في "الطبقات " 8/275، والنسائي في "المجتبى" 6/144، وفي "الكبرى" (5596) ، والطبرانى في "الكبير" 24/ (948) ، وفراسُ بنُ يحيى الهمداني عند البيهقي في "السنن " 7/473-474، وجابر الجعفى عند الدارقطني في "السنن "
4/22 و23، ثلاثتهم عن الشعبي، به. ومع ذلك فقد أورده الخطيبُ البغداديُّ في "المُدْرَج " 2/860-862، وابنُ القطان في "الوهم والإبهام " 4/472-477، ولم يعبأ بمتابعة سعيد بن يزيد الأحمسي لمجالد، وقال البيهقي في "السنن " 7/474: ليس بمعروف في هذا الحديث، ولم يرد من
وجه يثبت مثلُه، وقال الحافظ في "الفتح " 9/480: قد تابع بعضُ الرواة=(45/55)
.................................
__________
= عن الشعبي في رفعه مجالداً، لكنه أضعف منه. قلنا: نَعم، جابر بنُ يزيد الجعفيُّ ضعيف، وسعيد بنُ يزيد الأحمسيُّ - وإن روى عنه جمع، ووثقه ابن معين، وذكره ابن حبان في "الثقات "- قال الحافظ في "التقريب ": صدوق، فلعلَّه وهم في هذه اللفظة، وأما فراس بن يحيى الهمداني- وإن وثقه الأئمة، وما أُنكر عليه إلا حديثٌ في الاستبراء- فقد قال الحافظ في "التقريب ":
صدوق ربما وهم، فلعلَّ إيراده هذه الزيادة في حديث فاطمة من أوهامه، ولم يتابعه عليها من يعتد بحفظه، والله أعلم.
وأخرج مسلم (2942) (112) ، والنسائي في "المجتبى" 6/70- 71، وفي "الكبرى" (5330) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (949) ، وابنُ مَنْده في "الإيمان " (1058) من طريق حُسين بن ذكوان المعلِّم، عن عبد الله بن بُريدة، عن الشعبي، عن فاطمة بنت قيس، قالت: نكحتُ ابن المغيرة - وهو من خيار شباب قريش يومئذ - فأُصيبَ في أول الجهاد مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلما تأيَّمت، خَطَبني عبد الرحمن بنُ عوف في نفرٍ من أصحاب رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وخطبني رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على مولاه أسامة بنِ زيد ... وذكر نحوه دون ذكر النفقه والسُكنى، ومطولاً عند مسلم وابن منده بذكر قصة الجسَّاسة. قال الحافظ في "الفتح " 9/478: وهذه الرواية وهم، ولكنْ أوَّلَها بعضُهم على أنَّ المراد أُصيب بجراحة أو أُصيب في ماله، أو نحو ذلك، حكاه النوويُّ وغيره، والذي يظهر أن المراد بقولها: أُصيب، أي: مات، على ظاهره، وكان في بعث علىٍّ إلى اليمن، فيصدف أنه أُصيب في الجهاد مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أي: في طاعة
رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا يلزم من ذلك أن تكون بينونتُها منه بالموت، بل بالطلاق السابق على الموت، فقد ذهب جمعٌ جمٌّ إلى أنه مات مع علي باليمن، وذلك بعد أن أرسل إليها بطلاقها، فأنا جمع بين الروايتين استقام هذا التأويل، وارتفع الوهم، ولكن يبعد بذلك قول من قال: إنه بقي إلى خلافة عمر.
وسيرد إنكار عائشة على فاطمة في الروايتين (27341) و (27347) ، وإنكار عمر برقمي (27329) و (27338) ، وانظر إنكار مروان كذلك برقمي=(45/56)
27101 - قَالَ: فَلَمَّا أَرَدْتُ أَنْ أَخْرُجَ قَالَتْ: اجْلِسْ حَتَّى أُحَدِّثَكَ حَدِيثًا عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا مِنَ الْأَيَّامِ فَصَلَّى صَلَاةَ الْهَاجِرَةِ، ثُمَّ قَعَدَ فَفَزِعَ النَّاسُ فَقَالَ: " اجْلِسُوا أَيُّهَا النَّاسُ، فَإِنِّي لَمْ أَقُمْ مَقَامِي هَذَا لِفَزَعٍ، وَلَكِنَّ تَمِيمًا (1) الدَّارِيَّ أَتَانِي فَأَخْبَرَنِي خَبَرًا مَنَعَنِي الْقَيْلُولَةَ مِنَ الْفَرَحِ وَقُرَّةِ الْعَيْنِ، فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَنْشُرَ عَلَيْكُمْ فَرَحَ نَبِيِّكُمْ، أَخْبَرَنِي أَنَّ رَهْطًا مِنْ بَنِي عَمِّهِ رَكِبُوا الْبَحْرَ، فَأَصَابَتْهُمْ رِيحٌ عَاصِفٌ، فَأَلْجَأَتْهُمُ الرِّيحُ إِلَى جَزِيرَةٍ لَا يَعْرِفُونَهَا، فَقَعَدُوا فِي قُوَيْرِبٍ بِالسَّفِينَةِ (2) ، حَتَّى خَرَجُوا إِلَى الْجَزِيرَةِ، فَإِذَا هُمْ بِشَيْءٍ أَهْلَبَ كَثِيرِ الشَّعْرِ، لَا يَدْرُونَ أَرَجُلٌ هُوَ أَوْ امْرَأَةٌ، فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ فَرَدَّ عَلَيْهِمُ السَّلَامَ، قَالُوا: أَلَا تُخْبِرُنَا؟ قَالَ: مَا أَنَا بِمُخْبِرِكُمْ وَلَا بِمُسْتَخْبِرِكُمْ، وَلَكِنْ هَذَا الدَّيْرَ قَدْ رَهِقْتُمُوهُ فَفِيهِ مَنْ هُوَ إِلَى خَبَرِكُمْ بِالْأَشْوَاقِ أَنْ يُخْبِرَكُمْ وَيَسْتَخْبِرَكُمْ، قَالَ: قُلْنَا: فَمَا أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا الْجَسَّاسَةُ، فَانْطَلَقُوا حَتَّى أَتَوْا الدَّيْرَ، فَإِذَا هُمْ بِرَجُلٍ مُوثَقٍ شَدِيدِ الْوَثَاقِ، مُظْهِرٍ الْحُزْنَ، كَثِيرِ التَّشَكِّي، فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ فَرَدَّ عَلَيْهِمْ فَقَالَ: مِمَّنْ أَنْتُمْ؟ قَالُوا: مِنَ الْعَرَبِ، قَالَ: مَا
__________
= (27337) و (27338) .
قال السندي: قوله: "إنما النفقة والسكنى للمرأة على زوجها ... " إلخ، هذا صريح في أن البينونة -سيما التي بثلاث - تسقط النفقة والسكنى عن الزوج.
(1) في النسخ الخطية: تميم، والمثبت من (م) .
(2) في (ظ2) و (ق) : السفينة.(45/57)
فَعَلَتِ الْعَرَبُ؟ أَخَرَجَ نَبِيُّهُمْ بَعْدُ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: فَمَا فَعَلُوا؟ قَالُوا: خَيْرًا، آمَنُوا بِهِ وَصَدَّقُوهُ، قَالَ: ذَلِكَ خَيْرٌ لَهُمْ، وَكَانَ لَهُ (1) عَدُوٌّ فَأَظْهَرَهُ اللهُ عَلَيْهِمْ، قَالَ: فَالْعَرَبُ الْيَوْمَ إِلَهُهُمْ وَاحِدٌ، وَدِينُهُمْ وَاحِدٌ، وَكَلِمَتُهُمْ وَاحِدَةٌ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: فَمَا فَعَلَتْ عَيْنُ زُغَرَ؟ قَالُوا: صَالِحَةٌ يَشْرَبُ مِنْهَا أَهْلُهَا لِشَفَتِهِمْ، وَيَسْقُونَ مِنْهَا زَرْعَهُمْ، قَالَ: فَمَا فَعَلَ نَخْلٌ بَيْنَ عَمَّانَ وَبَيْسَانَ؟ قَالُوا: صَالِحٌ، يُطْعِمُ جَنَاهُ كُلَّ عَامٍ، قَالَ: فَمَا فَعَلَتْ بُحَيْرَةُ الطَّبَرِيَّةِ، قَالُوا: مَلْأَى، قَالَ: فَزَفَرَ، ثُمَّ زَفَرَ، ثُمَّ زَفَرَ، ثُمَّ حَلَفَ: لَوْ خَرَجْتُ مِنْ مَكَانِي هَذَا مَا تَرَكْتُ أَرْضًا مِنْ أَرْضِ اللهِ إِلَّا وَطِئْتُهَا غَيْرَ طَيْبَةَ، لَيْسَ لِي عَلَيْهَا سُلْطَانٌ "، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِلَى هَذَا انْتَهَى فَرَحِي ـ ثَلَاثَ مِرَارٍ (2) ـ إِنَّ طَيْبَةَ الْمَدِينَةَ إِنَّ اللهَ حَرَّمَ حَرَمِي عَلَى الدَّجَّالِ أَنْ يَدْخُلَهَا "، ثُمَّ حَلَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَالَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، مَا لَهَا طَرِيقٌ ضَيِّقٌ وَلَا وَاسِعٌ فِي سَهْلٍ وَلَا فِي (3) جَبَلٍ إِلَّا عَلَيْهِ مَلَكٌ شَاهِرٌ بِالسَّيْفِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَا يَسْتَطِيعُ الدَّجَّالُ أَنْ يَدْخُلَهَا عَلَى أَهْلِهَا "، قَالَ عَامِرٌ: فَلَقِيتُ الْمُحَرَّرَ بْنَ أَبِي هُرَيْرَةَ فَحَدَّثْتُهُ حَدِيثَ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ، فَقَالَ: أَشْهَدُ عَلَى أَبِي أَنَّهُ حَدَّثَنِي كَمَا حَدَّثَتْكَ فَاطِمَةُ، غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهُ نَحْوَ الْمَشْرِقِ "، قَالَ: ثُمَّ
__________
(1) في (ظ2) و (ق) : لهم.
(2) في (ظ2) و (ق) : مرات.
(3) قوله: في، ليس في (ظ6) .(45/58)
لَقِيتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ فَذَكَرْتُ لَهُ حَدِيثَ فَاطِمَةَ، فَقَالَ: أَشْهَدُ عَلَى عَائِشَةَ أَنَّهَا حَدَّثَتْنِي كَمَا حَدَّثَتْكَ فَاطِمَةُ غَيْرَ أَنَّهَا قَالَتْ: " الْحَرَمَانِ عَلَيْهِ حَرَامٌ: مَكَّةُ وَالْمَدِينَةُ " (1)
__________
(1) حديث صحيح، وهو بإسناد سابقه، مجالد - وهو ابنُ سعيد - قد توبع.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (961) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه بتمامه ومختصراً: الحميديُّ (364) ، والطبراني 24/ (961) أيضاً من طريق ابن عُيينة، وابنُ أبي شيبة 12/180 و15/154-156 عن عليِّ بنِ مسهر، وأبو داود (4327) ، والطبرانيُّ 24/ (961) ، والآجريّ في "الشريعة " ص376-378 و378-379 من طريق إسماعيلَ بنِ أبي خالد، والطبرانيُّ أيضاً من طريق زيد بنِ أبي أنيسة، أربعتهم، عن مجالدٍ، به.
وأخرجه مسلم (2942) (119) ، وابن منده (1058) (وذكر قصة طلاقها أيضاً) ، وأبو داود (4326) ، والطبراني 24/ (958) و25/ (47) (الأحاديث الطوال) ، وأبو عمرو الدَّاني في "الفتن " (626) من طريق الحسين بن ذكوان المعلِّم، عن عبد الله بن بُريدة. وأخرجه الطيالسي (1646) ، ومسلم (2942) (120) ، والطبراني 24/ (968) ، والبغوي في "شرح السنة" (4269) من طريق سيَّار أبي الحكم (وعند الطيالسي ومسلم ذكر طلاقها أيضاً) . وأخرجه مسلم (2942) (121) ، والطبراني 24/ (971) ، وابن مَنْده في "الإيمان " (1060) ، وتمَّام في "فوائده" (1729) (الرَّوض البسَّام) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 5/416-417، وأبو عَمرو الدَّاني في "الفتن وغوائلها" (627) من طريق غَيْلان ابن جرير. وأخرجه مسلم (2942) (122) ، والطبراني 24/ (962) ، وابن منده (1059) ، وأبو عمرو الداني (625) من طريق أبي الزِّناد. وأخرجه الترمذي (2253) ، والطبراني 24/ (967) من طريق قتادة. وأخرجه ابنُ حِبَّان (6788) ، والطبراني 24/ (959) ، والبغوي في "شرح السنة" (4268) من=(45/59)
.................................
__________
= طريق عمران بن سليمان، وأخرجه الطبراني 24/ (960) ، وابن مَنْده (1057) ، والبيهقي في "الدلائل " 5/417 من طريق أبي إسحاق الشيباني. وأخرجه الطبراني 24/ (957) من طريق جعفر بن حيان العطاردي، و (963) من طريق عيسى بن أبي عيسى الحناط، و (966) من طريق عبد الملك بن عمير، و (967) من طريق إبراهيم بن عامر، و (969) من طريق عُمارة بن غَزِيّة، و (970) من طريق أبي معشر زياد بن كليب، و (973) من طريق أبي بكر الهذلي، و (974) من طريق عبد الله بن سعيد بن أبي السفر، و (975) من طريق سعد الإسكاف، و (977) من طريق مطيع الغزَّال، و (978) من طريق السَّرِيِّ بن إسماعيل. جميعُهم عن الشعبيّ، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريبٌ من حديث قتادة عن الشعبي.
وأخرج ابن حبان (6787) من طريق عَوْنِ بن كَهْمَس، عن أبيه، عن عبد الله بن بُريدة، عن يحيى بن يعمر، عن فاطمة، به.
وسيرد بالأرقام (27102) و (27325) و (27331) و (27350) .
وسيكرر برقم (27348) سنداً ومتناً.
وانظر (26047) .
قال السندي: قولها: ففزع الناس، أي: خافوا لما رأوا من الأمر غير المعتاد.
"من الفرح وقرة العين ": لأنه يظهر به صدقه في دعوى النبوة، وكذا فيما كان يخبرهم به من أمر الدجال، وظهر به شرف بلده صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
"في قويرب السفينة": هي السفينة الصغيرة التي تكون مع الكبيرة.
"كثير الشعر": صفة كاشفة لمعنى أهلب.
"هذا الدَّيْر": ضبط بفتح الدال وسكون الياء: هو خان النصارى، وقيل: صومعة الراهب.
"قد رهقتموه ": من رهق الشيء، كعلم، إذا غشيه، أي: قاربتموه.=(45/60)
27102 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ دَاوُدَ يَعْنِي ابْنَ أَبِي هِنْدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَ ذَاتَ يَوْمٍ مُسْرِعًا فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ وَنُودِيَ فِي النَّاسِ: الصَّلَاةُ جَامِعَةٌ، فَاجْتَمَعَ النَّاسُ، فَقَالَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي لَمْ أَدْعُكُمْ لِرَغْبَةٍ نَزَلَتْ وَلَا لِرَهْبَةٍ، وَلَكِنَّ تَمِيمًا (1) الدَّارِيَّ أَخْبَرَنِي أَنَّ نَفَرًا مِنْ أَهْلِ فِلَسْطِينَ رَكِبُوا الْبَحْرَ، فَقَذَفَتْهُمُ الرِّيحُ إِلَى جَزِيرَةٍ مِنْ جَزَائِرِ الْبَحْرِ، فَإِذَا هُمْ بِدَابَّةٍ أَشْعَرَ، مَا يُدْرَى أَذَكَرٌ هُوَ أَمْ أُنْثَى لِكَثْرَةِ شَعْرِهِ، قَالُوا: مَنْ أَنْتَ؟ فَقَالَتْ: أَنَا الْجَسَّاسَةُ، فَقَالُوا: فَأَخْبِرِينَا، فَقَالَتْ: مَا أَنَا بِمُخْبِرَتِكُمْ وَلَا مُسْتَخْبِرَتِكُمْ (2) ، وَلَكِنْ فِي هَذَا الدَّيْرِ رَجُلٌ فَقِيرٌ إِلَى أَنْ يُخْبِرَكُمْ وَإِلَى أَنْ يَسْتَخْبِرَكُمْ، فَدَخَلُوا الدَّيْرَ فَإِذَا رَجُلٌ أَعْوَرُ مُصَفَّدٌ فِي الْحَدِيدِ، فَقَالَ: مَنْ أَنْتُمْ؟ قُلْنَا: نَحْنُ الْعَرَبُ، فَقَالَ: هَلْ بُعِثَ فِيكُمُ النَّبِيُّ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: فَهَلْ
__________
="بالأشواق": جمع شوق، أي: ملتبس بها.
"أن يخبركم ": أن مصدرية، وهذا المصدر بدل من خبركم.
"عدو": العدو يقال للواحد والكثير، والمراد هاهنا الكثير، فلذلك قال: عليهم.
"زُغرَ": كعمر، بلدة بالشام.
"يطعم ": من الإطعام، أي: يعطي ثمره.
"فزفر": بزاي معجمة ثم فاء ثم راء مهملة، أي: صاح صياح الحمار.
(1) في النسخ الخطية: تميم، والمثبت من (م) .
(2) في (ظ6) : بمستخبرتكم.(45/61)
اتَّبَعَتْهُ الْعَرَبُ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: ذَلِكَ خَيْرٌ لَهُمْ، قَالَ: فَمَا (1) فَعَلَتْ فَارِسُ؟ هَلْ ظَهَرَ عَلَيْهَا؟ قَالُوا: لَمْ يَظْهَرْ عَلَيْهَا بَعْدُ، فَقَالَ: أَمَا إِنَّهُ سَيَظْهَرُ عَلَيْهَا، ثُمَّ قَالَ: مَا فَعَلَتْ عَيْنُ زُغَرَ؟ قَالُوا: هِيَ تَدْفُقُ مَلْأَى، قَالَ: فَمَا فَعَلَ نَخْلُ بَيْسَانَ؟ هَلْ أَطْعَمَ؟ قَالُوا: قَدْ أَطْعَمَ أَوَائِلُهُ، قَالَ: فَوَثَبَ وَثْبَةً حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيَفْلِتُ، فَقُلْنَا: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا الدَّجَّالُ، أَمَا إِنِّي سَأَطَأُ الْأَرْضَ كُلَّهَا غَيْرَ مَكَّةَ، وَطَيْبَةَ "، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَبْشِرُوا يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ، هَذِهِ طَيْبَةُ لَا يَدْخُلُهَا "، يَعْنِي: الدَّجَّالَ (2)
__________
(1) في (م) : ما.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. حمَّاد بنُ سَلَمة، وداود بن أبي هند من رجاله، وبقية وجاله ثقات رجال الشيخين. الشعبي: هو عامر بن شراحيل.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (4258) ، وابنُ حبان (3730) و (6789) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (964) من طرق عن حمَّاد بن سلمة، به.
وأخرجه الطبراني 24/ (965) من طريق خالد بن عبد الله، وتمام الرازي في "فوائده " (1730) (الروض البسام) من طريق سابق بن عبد الله البربري، كلاهما عن داود، به.
وسلف برقم (27101) .
وسيكرر برقم (27350) سنداً ومتناً.
وتمتيرد من طريق عفان، عن حماد برقم (27331) .
قال السندي: قوله: "مُصَفَّد" اسم مفعول من التصفيد، أي: موثق.(45/62)
حَدِيثُ أُمِّ فَرْوَةَ (1)
27103 - حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ غَنَّامٍ، عَنْ عَمَّاتِهِ، عَنْ أُمِّ فَرْوَةَ قَالَتْ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: " الصَّلَاةُ لِوَقْتِهَا (2) " (3)
__________
(1) قال السندي: أم فروة، المشهور أن أم فروة صاحبة الحديث أنصارية، عمة القاسم بن غنام، بغين معجمة ونون مشددة، وقيل: هي أخت أبي بكر الصديق، والله أعلم.
(2) في (ظ6) : "الصلاة في أول وقتها"، وفي (م) : "الصلاة لأول وقتها"، وعليها شرح السندي.
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله بن عمر - وهو العُمري- ولاضطراب القاسم بن غنَّام فيه، وأشار إلى اضطرابه المِزِّي في "تهذيب الكمال "، والعُقيلي في "الضعفاء"، ولإبهام الواسطة التي تروي عن أم فروة:
فقد رواه أبو عاصم الضحَّاك بن مَخْلد - كما في هذه الرواية - وأبو سلمة منصور بن سَلَمة الخُزاعي- كما سيرد في الرواية التالية - ويزيد بن هارون - كما سيرد برقم (27476) -وعبد الرزاق- كما في "مصنفه " (2217) ، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 25/ (207) - وأبو نُعيم الفَضْل بن دُكَيْن -فيما أخرجه ابن سعد 8/303- وعبد الله بن مسلمة القعنبي- فيما أخرجه أبو داود (426) ، والعقيلي في "الضعفاء" 3/475- والمغيرة بن عبد الرحمن- فيما أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني " (3374) - سبعتُهم عن عبد الله بن عمر العمري، بهذا الإسناد. قال أبو عاصم في روايته: عن عمَّاته، عن أم فروة.
وقال أبو سلمة الخزاعي: عن جدَّته الدنيا، عن أمِّ فروة. وقال يزيد بن =(45/63)
.................................
__________
= هارون: عن أهل بيته، عن جدته أمِّ فروة. وقال عبد الرزاق: عن بعض أمهاته أو جداته، عن أمِّ فروة.
ورواه محمد بن عبد الله الخزاعي - فيما أخرجه أبو داود (426) - والفضل ابن موسى -فيما أخرجه الترمذي (170) - والوليد بن مسلم وإسحاق بن سليمان- فيما أخرجه الدارقطني في "السنن " 1/247- أربعتهم عن عبد الله بن عمر العمري، عن القاسم بن غنام، عن أمِّ فروة، به. لم يذكروا الواسطة بين القاسم وأمِّ فروة. وقال محمد بن عبد الله الخزاعي والفضل بن موسى: عن عمته أم فروة. وقال الوليد بن مسلم وإسحاق بن سليمان: عن جدته أم فروة.
قال ابن معين فيما نقل عنه الحاكم بإسناده 1/190: قد روى عبد الله بن عمر العمري عن القاسم بن غنام، ولم يرو عنه أخوه عبيد الله بن عمر. وقال الترمذي عقب (172) : حديث أمِّ فروة لا يُروى إلا من حديث عبد الله بن عمر العمري، وليس هو بالقوي عند أهل الحديث، واضطربوا عنه في هذا الحديث، وهو صدوق، وقد تكلم فيه يحيى بن سعيد من قِبَل حفظه. قلنا:
وإطلاقُ الترمذي بأن الحديث لا يروى من حديث عبد الله بن عمر العمري الضعيف ردَّه الحافظ في "الإصابة" في ترجمة أمِّ فروة، فقال: وأخرجه ابن السكن من طريق عبيد الله بن عمر - بالتصغير الثقة - عن القاسم، ثم قال: وهذا يرد على إطلاق الترمذي، وقد أخرجه الدارقطني والحاكم من طريق عبيد الله المصغر أيضاً. قلنا: قد أشار الدارقطني إلى رواية عبيد الله بن عمر في "العلل " 5/ورقة 229. وأشار الحاكم إلى رواية عبيد الله كذلك في "المستدرك " 1/189-190 - بعد أن أخرج رواية عبد الله العمري الضعيف - فذكر أنه رواه من طريقه الليث بن سعد، والمعتمر بن سليمان، وقزعة بن سويد، ومحمد بن بشر العبدي:
أما رواية الليث بن سعد فسيأتي الكلام عليها عند الحديث (27105) وأما رواية المعتمر بن سليمان فهي عند ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني " (3373) ، والطبراني في "الكبير" 25/ (210) ، والدارقطني 1/248،=(45/64)
27104 - حَدَّثَنَا الْخُزَاعِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ الْعُمَرِيُّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ غَنَّامٍ، عَنْ جَدَّتِهِ الدُّنْيَا،
__________
= وقال فيها: عن جدته، عن أم فروة. وتحرف عبيد الله في مطبوع الدارقطني إلى: عبد الله.
وأما رواية قزعة بن سويد، فهي عند الطبراني في "الكبير" 25/ (209) ، وفي "الأوسط " (864) و (3328) ، والدارقطني 1/248. وقال فيها: عن بعض أمهاته، عن أمِّ فروة. وتحرف عبيد الله في مطبوع "الكبير" إلى: عبد الله.
وأما رواية محمد بن بشر العبدي، فهي عند عبد بن حميد (1569) ، والدارقطني 1/248. وقال فيها: عن بعض أهله، عن أمِّ فروة. وتحرف عبيد الله عند عبد بن حميد إلى: عبد الله.
ورواه وكيع بن الجراح - فيما أخرجه الدارقطني 1/247-248- عن العمري، عن القاسم بن غنام، عن بعض أمهاته، عن أمِّ فروة، به.
ورواه الضحَّاك بن عثمان - فيما أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني " (3375) ، والطبراني في "الكبير" 25/ (211) ، والدارقطني 1/248- عن القاسم بن غنام البياضي، عن امرأةٍ من المبايعات أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئل: أيّ الأعمال أفضل؟ قال: "الإيمان بالله عز وجل "، قيل: ثم ماذا يا رسول الله؟ قال: "الصلاة لوقتها".
قال الدارقطني في "العلل " 5/ورقة 229 بعد أن أورد الاختلاف في إسناد هذا الحديث: والقولُ مَنْ قَالَ: عن القاسم بن غنَّام، عن جدَّته عن أمِّ فروة.
وسيرد بالأرقام: (27104) و (27105) و (27476) .
وفي الباب عن عبد الله بن مسعود قال: سألتُ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أيُّ العملِ أحبُّ إلى الله تعالى؟ قال: "الصلاة على وقتها" ثم ذكر بقية الحديث، وقد سلف بإسناد صحيح برقم (3890) ، وفي بعض طرقه: "الصلاة في أول وقتها".
قال السندي: قوله: "الصلاة لأول وقتها"، أخذ بظاهره قوم، وقال آخرون: قد علم فضل التأخير في بعض الصلوات، كالعشاء، وكظهر الصيف، فالوجه حمل الحديث على أن المراد لأول وقتها المندوب. والله أعلم.(45/65)
عَنْ أُمِّ فَرْوَةَ ـ وَكَانَتْ قَدْ بَايَعَتْ رَسُولَ اللهِ ـ قَالَتْ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عَنْ أَفْضَلِ الْأْعْمَالِ (1) ؟ فَقَالَ: " الصَّلَاةُ لِأَوَّلِ وَقْتِهَا " (2)
27105 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ (3) بْنِ عُمَرَ بْنِ حَفْصِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ غَنَّامٍ، عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ أَبِيهِ الدُّنْيَا (4) ، عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ فَرْوَةَ - وَكَانَتْ مِمَّنْ بَايَعَ - أَنَّها سَمِعَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَذَكَرَ الْأَعْمَالَ، فَقَالَ: " إِنَّ (5) أَحَبَّ الْعَمَلِ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ تَعْجِيلُ الصَّلَاةِ لِأَوَّلِ وَقْتِهَا " (6)
__________
(1) في (ظ6) و (م) : العمل.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف كما بَّيَّنا في الرواية السابقة.
الخزاعي: هو أبو سلمة منصور بن سلمة.
وأخرجه الحاكم 1/189، وعنه البيهقي في "السنن " 1/434 من طريق أبي سلمة الخزاعي، بهذا الإسناد. وتحرف عبد الله في مطبوع الحاكم إلى عبيد الله.
(3) في النسخ: عبد الله، والمثبت من "أطراف المسند" 13/459، وهو الصواب، كما ذكرنا في تخريج الرواية (27103) .
(4) قوله: عن جدته أمِّ أبيه الدنيا، سقط من (م) .
(5) لفظة "إن " ليست في (م) .
(6) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف كما بَيَّنَّا ذلك في الرواية (27103) .
وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" 3/475، والطبراني في "الكبير" 25/ (208) من طريق أبي صالح، والدارقطني 1/248 من طريق آدم بن أبي إياس، والحاكم 1/190 من طريق عمرو بن الربيع بن طارق، ثلاثتهم عن ليث ابن سعد، به. وفي مطبوع الطبراني والدارقطني: عبد الله بن عمر.(45/66)
حَدِيثُ أُمِّ مَعْقِلٍ الْأَسَدِيَّةِ (1)
27106 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ هِشَامٍ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ مَعْقِلِ ابْنِ أُمِّ مَعْقِلٍ عَنْ أُمِّ مَعْقِلٍ الْأَسَدِيَّةِ قَالَتْ (2) : أَرَادَتْ أُمِّي الْحَجَّ وَكَانَ جَمَلُهَا أَعْجَفَ، فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " اعْتَمِرِي فِي رَمَضَانَ، فَإِنَّ عُمْرَةً فِي رَمَضَانَ كَحَجَّةٍ " (3)
__________
(1) أم معقل الأسدية: زوج أبي معقل، يقال: إنها أشجعية، ويقال: أنصارية.
(2) كذا في (م) : "عن أم معقل الأسدية قالت "، ولم يرد قوله: "عن أمِّ مَعْقِل " في (ظ6) ، ولا في "أطراف المسند"، ولا في مكرَّرِه السالف برقم (17839) ، ولم يرد هذا الحديث في (ظ2) ولا (ق) .
(3) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد مختلف فيه الواناً:
فرواه هشام الدستوائي، واختُلف عليه فيه:
فرواه يحيى بنُ سعيد القطَّان - كما في هذه الرواية - عن هشام الدَّسْتَوائي، فقال: عن يحيى بن أبي كثير الطَّائي، عن أبي سلمة، عن معقل بن أمِّ معقل، عن أمِّ معقل الأسدية. وسلف كذلك من رواية يحيى برقم (17839) دون ذكر أمِّ معقل.
ورواه عبد الملك بن عمرو أبو عامر العقديُّ -كما في الرواية (27290) -عن هشام الدَّستَوائي، فقال: عن يحيى بن أبي كثير الطائي، عن أبي سَلَمة، عن معقل بن أمِّ معقل الأسدية قالت ...
ورواه الأوزاعي، واختلف عليه فيه: فرواه رَوْح (وهو ابن عبادة) ومحمد بنُ مصعب (وهو القرقساني) - كما في الرواية (27285) ، وهو عند ابن سعد=(45/67)
.................................
__________
=8/295- عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أمِّ معقل الأسدية أنها قالت ...
ورواه الوليد بنُ مسلم - كما عند ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني " (3250) ، والطبراني في "الكبير" 25/373- وبشرُ بنُ بكر- كما عند البيهقي في "السنن " 4/346، والخطيب في "تاريخ بغداد" 11/11، وأبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج -كما عند ابن عبد البر في "التمهيد" 22/60- ثلاثتُهم عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، قال: حدثني ابنُ أمِّ معقل، عن أمِّه.
ورواه إبراهيم بن مهاجر، واختلف عليه فيه:
فرواه أبو عوانة - كما في الرواية (27107) ، وهو عند أبي داود (1988) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني " (3243) ، والطبراني في "الكبير" 25/ (364) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 7/397-398- عن إبراهيم بن مهاجر، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، قال: أخبرني
رسولُ مروان الذي أُرسل إلى أمِّ معقل، قالت: جاء أبو معقل مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فذكر الحديث.
ورواه شعبة -كما في الرواية (27286) ، وهو عند الطيالسي (1662) والحاكم 1/482- عن إبراهيم بن مهاجر، فقال: عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، قال: أرسلَ مروان إلى أم معقل الأسدية ...
فذكر الحديث، وفيه: أنها أرادت العمرة، وهي لفظة منكرة كما سنبيِّن ذلك هناك.
ورواه سفيان الثوري - كما عند ابن عبد البر في "التمهيد" 22/56-57- عن إبراهيم بن مهاجر، فقال: عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث أنه كان رسول مروان إلى أم معقل، وقال مرة أخرى: عن رسول مروان، وهذا اللفظ الأخير حذفه المحقق قائلاً: زيادة لا معنى لها! =(45/68)
.................................
__________
= ورواه محمد بن أبي إسماعيل كما في الرواية (27287) عن إبراهيم بن المهاجر، فقال: عن أبي بكر بن عبد الرحمن القرشي، عن معقل بن أبي معقل أن أمه أتت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقالت ...
ورواه أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، واختُلف عليه فيه:
فرواه الأعمش عن عُمارة وجامع بن شداد، عن أبي بكر، واختلف عليه: فرواه جعفر بن غياث -كما عند النسائي في "الكبرى" (4228) - وعبد الله ابنُ نُمير - كما عند ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني " (3242) - فقالا: عن الأعمش، قال: حدثني عمارة وجامع بن شداد، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، عن أبي معقل أنه جاء إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: إن أم معقل جعلت عليها حجة معك. وهذا مرسل، أبو بكر بن عبد الرحمن لم يدرك أبا معقل.
ورواه وكيع - كما عند أبي عاصم في "الآحاد والمثاني " (3241) - فقال: عن الأعمش، عن عمارة، عن أبي بكر أن معقلاً ...
ورواه يعقوب بن حميد - كما عند ابن أبي عاصم (3240) ، والطبراني في "الكبير" 25/ (368) - عن وكيع، عن الأعمش، عن عُمارة بن عمير، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن أمِّ معقل، به. قال ابن أبي عاصم: لم يصنع يعقوب فيه شي (كذا) .
قلنا: يعني وصله، ورواية الأعمش مرسلة، ويعقوب ضعيف.
ورواه مالك في "الموطأ" 2/346-347 عن سُمي مولى أبي بكر بن عبد الرحمن أنه سمع أبا بكر بن عبد الرحمن يقول: جاءت امرأة إلى رسول الله ... فذكره مرسلاً، وأبهم المرأة.
ورواه يعقوب بن حميد - كما عند ابن أبي عاصم (3239) ، والطبراني في "الكبير" 25/ (369) - عن عبد الله بن نافع، عن مالك، عن سُمي، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن أم معقل أنها سالت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... قلنا: يعقوب ابن حميد ضعيف، والصحيح من طريق مالك مرسل. =(45/69)
.................................
__________
= ورواه معمر عن الزهري - كما في الرواية (27288) - فقال: عن أبي بكر ابن عبد الرحمن بن الحارث، عن امرأة من بني أسد بن خزيمة يقال لها: أم معقل، قالت: أردتُ الحج ...
ورواه ابن إسحاق - كما في الرواية (27289) - فقال: حدثني يحيى بن عبَّاد بن عبد الله بن الزبير، عن الحارث بن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أمِّ معقل. وفيه تصريح سماع أبي بكر من أمِّ معقل، وبهذا الإسناد صحَّح ابنُ عبد البر سماعَ أبي بكر منها إلا أن فيه الحارثَ بن أبي بكر وهو مجهول، ولم يُترجم له الحسيني في "الإكمال "، ولا الحافظ في "التعجيل "، وهو على شرطهما.
ورواه إسرائيل - وهو ابن أبي إسحاق - عن أبي إسحاق، واختلف عليه فيه:
فرواه يحيى بن آدم - كما في الرواية (27291) - عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن الأسود، عن أبي معقل، عن أمِّ معقل.
ورواه أبو أحمد الزبيري - كما عند الترمذي (939) - وأسدُ بنُ موسى- كما عند الطبراني في "الكبير" 25/365- كلاهما عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن الأسود بن يزيد، عن ابن أمِّ معقل، عن أمِّ معقل، به. قال الترمذي: حديث حسن غريب من هذا الوجه.
ورواه عليُّ بنُ عابس - كما عند ابن عبد البر في "التمهيد" 22/60 - عن أبي إسحاق، عن الأسود، عن أمّ معقل، به. وعلىُّ بن عابس ضعيف.
ورواه إبراهيم بن عثمان بن أبي شيبة - كما عند ابن ماجه (2993) - عن أبي إسحاق، عن الأسود بن يزيد، عن أبي معقل، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وإبراهيمُ بنُ عثمان متروك.
وسيرد بالأرقام (27107) و (27285) و (27286) و (27287) و (27288) و (27289) و (27290) و (27291) وانظر (16406) .
وله شاهد من حديث ابن عباس، سلف بإسناد صحيح برقم (2025) . =(45/70)
27107 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُهَاجِرٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي رَسُولُ مَرْوَانَ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَى أُمِّ مَعْقِلٍ قَالَ: قَالَتْ: جَاءَ أَبُو مَعْقِلٍ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَاجًّا، فَلَمَّا قَدِمَ أَبُو مَعْقِلٍ قَالَ: قَالَتْ أُمُّ مَعْقِلٍ: إِنَّكَ (1) قَدْ عَلِمْتَ أَنَّ عَلَيَّ حَجَّةً وَأَنَّ عِنْدَكَ بَكْرًا فَأَعْطِنِي فَلْأَحُجَّ عَلَيْهِ، قَالَ: فَقَالَ لَهَا: إِنَّكِ قَدْ عَلِمْتِ أَنِّي قَدْ جَعَلْتُهُ فِي سَبِيلِ اللهِ، قَالَتْ: فَأَعْطِنِي صِرَامَ نَخْلِكَ، قَالَ: قَدْ عَلِمْتِ أَنَّهُ قُوتُ أَهْلِي، قَالَتْ: فَإِنِّي مُكَلِّمَةٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَذَاكِرَتُهُ لَهُ، قَالَ: فَانْطَلَقَا يَمْشِيَانِ حَتَّى دَخَلَا عَلَيْهِ، قَالَ: فَقَالَتْ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ عَلَيَّ حَجَّةً وَإِنَّ لِأَبِي مَعْقِلٍ بَكْرًا، قَالَ أَبُو مَعْقِلٍ: صَدَقَتْ، جَعَلْتُهُ فِي سَبِيلِ اللهِ، قَالَ: " أَعْطِهَا فَلْتَحُجَّ عَلَيْهِ، فَإِنَّهُ فِي سَبِيلِ اللهِ "، قَالَ: فَلَمَّا أَعْطَاهَا الْبَكْرَ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي امْرَأَةٌ قَدْ كَبِرْتُ وَسَقِمْتُ، فَهَلْ
__________
= وآخر من حديث جابر بن عبد الله، سلف برقم (14795) .
وثالث من حديث يوسف بن عبد الله بن سلام، سلف برقم (16406) .
ورابع من حديث وَهْب بن خنبش الطائي، سلف برقم (17599) .
قال السندي: قولها: أعجف، أي: ضعيفاً.
"كحجة": قد جاء في الرواية زيادة: معي، وبها يظهر الأمر بالاعتمار، وإلا فالظاهر أن الحج في السنة الثانية خير من الاعتمار، أن لا يسقط تكليف حجة الإسلام بالاعتمار. ويحتمل أن يكون المراد التعجيل في حصول ثواب الحج، فلهذا أمرها بالاعتمار في رمضان، أن الحج متأخر عنه.
(1) قولها: إنك، ليس في (م) .(45/71)
مِنْ عَمَلٍ يُجْزِئُ عَنِّي مِنْ (1) حَجَّتِي؟ قَالَ: فَقَالَ: " عُمْرَةٌ فِي رَمَضَانَ تُجْزِئُ لِحَجَّتِكِ (2) " (3)
__________
(1) في (م) : عن.
(2) في (ظ6) : كحجتك.
(3) إسناده ضعيف بهذه السياقة، لضعف إبراهيم بن المهاجر، وقد اضطرب فيه كما سلف بيان ذلك في الرواية (27106) ، ولإبهام رسول مروان الراوي عن أمِّ مَعْقل.
وجاء بغير هذه السياقة فيما أخرجه أبو داود (1989) ، والدارمي (1860) ، وابن خزيمة (2376) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 22/58-59، والمزي في "تهذيب الكمال " (في ترجمة عيسى بن معقل) مطولاً ومختصراً، من طريق محمد بن إسحاق، عن عيسى بن معقل بن أبي معقل (وهو ابن أمِّ معقل) عن يوسف بن عبد الله بن سلام، عن جدته أمِّ مَعْقل، قالت (واللفظ لأبي داود) :
لما حجَّ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حجة الوداع وكان لنا جمل، فجعله أبو معقل في سبيل الله، وأصابنا مرض، وهلك أبو معقل، وخرج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلما فرغ من حجّه، جئتُه، فقال: "يا أمِّ مَعْقِلٍ، ما منعكِ أن تخرجي معنا؟ " قالت: لقد تهيّأنا، فهلك أبو معقل، وكان لنا جمل هو الذي نحجُّ عليه، فأوصى به أبو معقل في سبيل الله. قال: "فهلّا خرجت عليه، فإن الحجَّ في سبيل , الله، فأمَّا إذا فاتَتك هذه الحجة معنا، فاعتمري في رمضان، فإنَّها كحجة". فكانت تقول: الحجُّ حجة، والعمرة عمرة، وقد قال هذا لي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ما أدري ألي خاصة؟
زاد ابن عبد البر: قال يوسف: فحدَّثتُ بهذا الحديث مروانَ بن الحكم - وهو أمير المدينة زمن معاوية - فقال: من سمع هذا الحديث معك؟ قلت: ابنها معقل بن أبي معقل، وهو رجل صدق، فأرسل إليه، فحدثه بمثل ما حدثته.
قال: فقيل لمروان: إنها حيَّة في دارها. فوالله ما اطمأنَّ إلى حديثنا حتى ركبَ إليها في الناس، فدخلَ عليها، فحدَّثَتْه بهذا الحديث. قال ابن عبد البر في رواية محمد بن إسحاق هذه: أحسنُ الناس سياقةً لهذا الحديث. قلنا: لكن=(45/72)
.................................
__________
= محمد بن إسحاق لم يصرح بسماعه من عيسى بن معقل، وعيسى بنُ معقل هذا مجهولُ الحال، فقد روى عنه اثنان فقط، ولم يؤثر توثيقُه عن غير ابن حبان، فقد ذكره في "الثقات " 5/214.
وقد سلف حديث ابن عباس (2025) قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لامرأة من الأنصار ... : "ما منعكِ أن تحجي معنا العام؟ " قالت: يا نبي الله، إنما كان لنا ناضحان، فركب أبو فلان وابنُه - لزوجها وابنه - ناضحاً، وترك ناضحاً ننضح عليه، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "فإذا كان رمضان، فاعتمري فيه، فإن عمرةً فيه تَعدلُ حَجَّة". قال الحافظ في "الإصابة" في ترجمة أمِّ معقل: يقال: إنها المرادة بما وقع في حديث ابن عباس في الصحيح ... ولكن ثبت في مسلم أنها أمُّ سنان، فإما أن يكون اختُلف في كنيتها، وإما أن تكون القصة تعدَّدت، وهو الأشبه.
وقوله: "فإنه في سبيل الله " سلف في رواية محمد بن إسحاق، عن عيسى ابن معقل، المذكورة قبل رواية ابن عباس، ولها شواهد كذلك:
فأخرج أبو داود (1990) ، والطبراني في "الكبير" (12911) ، والحاكم 1/484 من طريق عامر الأحول، عن بكر بن عبد الله المزني، عن ابن عباس، قال: أرادَ رسول اللْه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الحج، فقالت امرأة لزوجها: أحِجَّني مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على جملك ... وذكر الحديث بنحو حديث أم معقل، وفيه: "أما إنكَ لو أَحْجَجْتَها عليه، كان في سبيل الله ". قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
وآخر من حديث أبي طَليق، أخرجه البزار (1151) (زوائد) ، والدولابي في "الكنى" 1/41، والطبراني في "الكبير" 22/ (816) من طريق المختار بن فُلْفُل، عن طَلْق بن حبيب، عن أبي طَليق أن امرأته قالت له - وله جمل وناقة -: أعطني جملك أحجَّ عليه ... فذكر الحديث، وهو بنحو حديث أمِّ معقل كذلك، وذكره الحافظ في "الإصابة" في ترجمة أبي طليق، وقال: سنده جيد. =(45/73)
.................................
__________
= لكن ابن عبد البر ذكر في "الاستيعاب " أن أمَّ معقل هي أمُّ طليق، وقال: وعند بعضهم لها كنيتان. فتعقَّبه الحافظ في "الفتح " 3/604 بقوله: فيه نظر، لأن أبا معقل مات في عهد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأبا طليق عاش حتى سمع منه طلق بن حبيب، وهو من صغار التابعين، فدلَّ على تغاير المرأتين، ويدل عليه تغاير السياقين أيضاً.
وانظر ما قبله.
قال السندي: قولها: فهل من عمل، أي: قبل مجيئي الحج. يجزىء عني، أي: يحصل لي ثواب الحج، وأما الإجزاء بمعنى سقوط التكليف، فهو مما لا يقول به أهل العلم، والله أعلم.(45/74)
حَدِيثُ أُمِّ الطُّفَيْل (1)
27108 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ بُكَيْرٍ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: نَازَعَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فِي الْمُتَوَفَّى عَنْهَا وَهِيَ حَامِلٌ فَقُلْتُ: تُزَوَّجُ إِذَا وَضَعَتْ، فَقَالَتْ أُمُّ الطُّفَيْلِ ـ أُمُّ وَلَدِي ـ لِعُمَرَ وَلِي: " قَدْ أَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُبَيْعَةَ الْأَسْلَمِيَّةَ أَنْ تَنْكِحَ إِذَا وَضَعَتْ " (2)
__________
(1) أم الطفيل، قال السندي: امرأة أبي بن كعب سيّد القُرّاء.
(2) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد اختُلف فيه على ابن لَهِيعة:
فرواه إسحاق بن عيسى - كما في هذه الرواية - عنه، عن بكير: وهو ابن عبد الله بن الأشج، عن بسر بن سعيد، عن أبي بن كعب. ومن طريق أحمد أخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 7/355.
ورواه يحيى بن بكير -كما عند الطبراني في "الكبير" 25/ (347) - عنه، عن بُكير بن عبد الله بن الأشج، عن بُسْر بن سعيد، عن محمد بن أبي كعب، عن أمِّ الطفيل، به.
ورواه يحيى بن إسحاق - وهو السيلحيني- وقتيبة بن سعيد - كما في الرواية الآتية برقم (27109) - وسعيد بن كثير بن عفير -كما عند ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني " (3384) - ثلاثتهم عن ابن لهيعة، عن بُكير بن عبد الله بن الأشج، عن بُسر بن سعيد، قال: سمعتُ أمَّ الطفيل أنها سمعت عمر بنَ الخطاب وأبيَّ بنَ كعب، وهو الأشبه، فإن يحيى بنَ إسحاق من قدماء أصحاب
ابن لهيعة، وقد صحَّحوا سماع قتيبة منه.
وأورد الهيثمي في "المجمع " 5/2 روايتي أحمد، وقال عقب الأولى: رواه=(45/75)
27109 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أُمَّ الطُّفَيْلِ ـ قَالَ قُتَيْبَةُ: امْرَأَةُ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ أَنَّهَا سَمِعَتْ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، وَأُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ يَخْتَصِمَانِ فَقَالَتْ أُمُّ الطُّفَيْلِ: أَفَلَا يَسْأَلُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ سُبَيْعَةَ الْأَسْلَمِيَّةَ: " تُوُفِّيَ عَنْهَا زَوْجُهَا وَهِيَ حَامِلٌ فَوَضَعَتْ بَعْدَ ذَلِكَ بِأَيَّامٍ فَأَنْكَحَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1)
__________
= أحمد وإسناده حسن، إلا أن بُسْرَ بن سعيد لم يدرك أبيَّ بنَ كعب. وقال عقب الثانية: رواه أحمد والطبراني أتم منه، وفيه ابن لهيعة، وحديثه حسن، وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات.
وخبر سُبيعة الأسلمية - وهي بنت الحارث - ثابت من حديث المسور بن مخرمة عند البخاري (5320) ، وسلف برقم (18917) .
ومن حديث أمِّ سلمة عند البخاري (4909) و (5318) ، ومسلم (1485) (57) ، وسلف الكلام عليه برقم (26685) .
ومن حديث سبيعة عند البخاري (5319) ، ومسلم (1484) (56) ، وسيرد بالأرقام (27435) - (27438) .
وانظر حديث ابن مسعود السالف برقم (4273) .
(1) صحيح لغيره، وقد سلف الكلام عليه بالحديث قبله.(45/76)
حَدِيثُ أُمِّ جُنْدُبٍ الْأَزْدِيَّةِ
27110 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، عَنْ أَبِي يَزِيدَ مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أُمِّ جُنْدُبٍ الْأَزْدِيَّةِ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيُّهَا النَّاسُ، لَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ عِنْدَ جَمْرَةِ الْعَقَبَةِ، وَعَلَيْكُمْ بِمِثْلِ حَصَى الْخَذْفِ " (1)
27111 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا لَيْثٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ أُمِّ جُنْدُبٍ الْأَزْدِيَّةِ، أَنَّهَا سَمِعَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيْثُ أَفَاضَ قَالَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، عَلَيْكُمْ بِالسَّكِينَةِ وَالْوَقَارِ، وَعَلَيْكُمْ بِمِثْلِ حَصَى الْخَذْفِ " (2)
27112 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، لَا يَقْتُلْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا إِذَا رَمَيْتُمُ الْجَمْرَةَ فَارْمُوهَا بِمِثْلِ حَصَى الْخَذْفِ "، [قَالَ عَبْدُ اللهِ] قَالَ أَبِي (3) : وَقُرِئَ عَلَيْهِ يَزِيدُ يَعْنِي ابْنَ
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي يزيد مولى عبد الله بن الحارث، والحجاج بن أرطاة مدلس، وقد عنعن.
وانظر ما بعده وما سلف بالأرقام (16087) و (16088) و (16089) .
(2) إسناده صحيح. وهو مكرر (23219) سنداً ومتناً.
(3) قوله: "قال أبي " ليس في (ظ6) .(45/77)
أَبِي زِيَادٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْأَحْوَصِ، عَنْ أُمِّهِ (1) ، يَعْنِي عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (2)
__________
(1) في (ظ2) و (ق) و (م) : عن أبيه، والمثبت من (ظ6) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد الهاشمي، ولجهالة حال سليمان بن عمرو بن الأحوص.
وهو مكرر (23218) سنداً ومتناً.
وهو قطعة من الحديث السالف برقم (16087) .(45/78)
حَدِيثُ أُمِّ سُلَيْمٍ (1)
27113 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ يَعْنِي ابْنَ حَكِيمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ أُمِّ سُلَيْمٍ بِنْتِ مِلْحَانَ وَهِيَ أُمُّ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَا مِنَ امْرَأَيْنِ مُسْلِمَيْنِ يَمُوتُ لَهُمَا ثَلَاثَةُ أَوْلَادٍ لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ إِلَّا أَدْخَلَهُمُ اللهُ الْجَنَّةَ بِفَضْلِ اللهِ وَرَحْمَتِهِ (2) إِيَّاهُمْ " (3)
__________
(1) أمُّ سُليم: هي بنت ملحان، أنصارية خزرجية، أم أنس بن مالك خادم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، اشتهرت بكنيتها، وفي اسمها اختلاف كثير، شهدت حنيناً وأحداً، من أفاضل النساء.
(2) في (م) : بفضل الله ورحمته.
(3) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عمرو الأنصاري، وهو ابنُ عاصم، ويقال: ابن عامر، كما سيرد. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير عثمان بن حكيم، فقد استشهد به البخاري في "الصحيح "، وروى له في "الأدب " وروى له مسلم وأصحاب السنن. ابن نُمير: هو عبد الله.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/353 -ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 25/ (306) - عن عبد الله بن نُمير، بهذا الإسناد. لم يسم ابنُ نُمير (كما في رواية أحمد هذه) والدَ عَمرو الأنصاري، وكذلك لم يسمِّه يعلى بنُ عبيد، ومحمد بنُ جعفر، كما في الرواية الآتية برقم (27429) .
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (149) عن حَرَمِيِّ بن حفص وموسى ابن إسماعيل، والطبراني في "الكبير" 25/ (305) - ومن طريقه المِزِّي في=(45/79)
27114 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سُلَيْمٍ قَالَتْ: دَخَلْتُ عَلَى (1) رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِ أُمِّ سَلَمَةَ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَكَ الْمَرْأَةَ تَرَى فِي مَنَامِهَا مَا يَرَى الرَّجُلُ؟ قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: فَضَحْتِ النِّسَاءَ، قَالَتْ: إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَا يَسْتَحِي (2) مِنَ الْحَقِّ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ رَأَى
__________
= "تهذيب الكمال " (في ترجمة عمرو بن عاصم) - من طريق علي بن عثمان اللاحقي ويحيى الحماني، أربعتهم عن عبد الواحد بن زياد قالوا: عن عمرو ابن عامر الأنصاري، عن أمِّ سُلَيْم، به. سَمَّوْا والد عمرو الأنصاري عامراً، غير أن الحافظ في "تهذيب التهذيب " ذكر أن موسى بن إسماعيل قد رواه عن عبد الواحد بن زياد، فقال: عن عمرو بن عاصم!
وأورده الهيثمي في "المجمع " 3/6 و8، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، وفيه عمرو بن عاصم الأنصاري، ولم أجد من وثقه ولا ضعّفه، وبقية رجاله رجال الصحيح.
وسيرد برقم (27429) .
وللحديث شواهد يصحُّ بها:
فعن أبي هريرة سلف برقم (7265) ، وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
وانظر بقية شواهده في حديث عبد الله بن مسعود السالف برقم (3554) .
قال السندي: قوله: "بفضل رحمته إياهم " أي: الأولاد، أو الآباء والأمهات، ولا بُعد في رجع الضمير إلى الآباء والأمهات، وإن سبق ذكر الاثنين، ولذلك قيل: أدخلهم؟ يرجع الضمير إلى الآباء والأمهات، ويمكن أن يجعل ضمير أدخلهم لِلامْرَأَيْن وأولادهما الذين ماتوا قبل بلوغ الحنث.
(1) في (ظ2) و (ق) : دخل علىَّ.
(2) في (ظ6) و (ظ2) : يَسْتَحْيِي.(45/80)
ذَلِكَ مِنْكُنَّ فَلْتَغْتَسِلْ " (1)
27115 - حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرُّؤَاسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنِ الْبَرَاءِ ابْنِ ابْنَةِ أَنَسٍ وَهُوَ ابْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ (2) قَالَ:
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد فيه أبو سلمة - وهو ابن عبد الرحمن بن عوف- لم يذكروا له سماعاً من أمِّ سُليم. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن عمرو - وهو ابنُ علقمة - فقد روى له البخاري مقروناً، ومسلم متابعة. ابن نُمير: هو عبد الله.
وأخرجه مسلم (311) (30) ، والنسائي في "الكبرى" (9076) و (9077) ، والبيهقي في "السنن " 1/169 من طريق قتادة، أن أنس بن مالك حدثهم أن أمَّ سُلَيم سألتِ النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فذكر نحوه، وفيه زيادة.
وأخرجه عبد الرزاق (1096) عن الثوري، قال: حدثني من سمع أنس بن مالك يقول: قالت أمُّ سُلَيم، وذكر نحوه.
وأخرجه عبد الرزاق أيضاً (1093) من طريق الحسن، والطبراني في "الكبير" 25/ (309) ، وفي "الأوسط " (3952) من طريق أبي أمامة سهل بن حنيف، كلاهما عن أمِّ سُليم، بنحوه.
وسيرد برقم (27118) .
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (5636) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
قال السندي: قولها: فضحتِ النساء، يقال: فَضَحَه، كمنعه، إذا ذكر مساوئه.
"من رأى ذلك منكن فلتغتسل "، أي: أنا رأت الماء، كما جاءت به صريحاً.
(2) قوله: بن مالك، ليس في (م) .(45/81)
حَدَّثَتْنِي أُمِّي، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهَا وَفِي بَيْتِهَا قِرْبَةٌ مُعَلَّقَةٌ "، قَالَتْ: " فَشَرِبَ مِنَ الْقِرْبَةِ قَائِمًا "، قَالَتْ: فَعَمَدْتُ إِلَى فَمِ الْقِرْبَةِ فَقَطَعْتُهَا (1)
__________
(1) إسناده ضعيف لجهالة البراء بن زيد، إذ لم يذكروا في الرواة عنه سوى عبد الكريم - وهو ابن مالك الجزري - ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقال ابن حزم: مجهول، ثم إن عبد الكريم لم يسمع منه فيما قال علي ابن المديني، ونقله عنه ابن أبي حاتم في "المراسيل " ص134، وبقية رجاله
ثقات رجال الشيخين. زهير: هو ابن معاوية.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/274 من طريق أبي غسان، عن زهير، بهذا الإسناد.
وأخرجه مختصراً الدارمي (2124) من طريق شريك، عن عبد الكريم، به.
وقد اضطرب فيه شريك:
فاخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/274، والطبراني في "الأوسط " (658) من طريق شريك، عن حميد، عن أنس، أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شرب من قربة معلقة، وهو قائم.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/335، وفي "الكبرى" (5263) من طريق حمَّاد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، قال: كان لأمّ سُليم قَدَح من عيدان، فقالت: سقيتُ فيه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كلَّ الشراب.
وأورده الهيثمي في "المجمع " 5/79، وقال: رواه أحمد والطبراني، وفيه البراء بن زيد، ولم يضعِّفه أحد، وبقية رجاله رجال الصحيح.
وسلف من طريق سفيان الثوري، عن عبد الكريم الجزري، عن البراء بن زيد، عن أنس بن مالك في مسنده برقم (12188) ، وذكرنا هناك أن الصحيح في هذه القصة أنها وقعت لكبشة بنت ثابت الأنصارية، كما سيأتي في مسندها 6/434 بإسناد صحيح.
وسيرد بالرقمين (27428) و (27430) .=(45/82)
27116 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ يَعْنِي ابْنَ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أُمِّ سُلَيْمٍ، أَنَّهَا كَانَتْ مَعَ نِسَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُنَّ يَسُوقُ بِهِنَّ سَوَّاقٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيْ أَنْجَشَةُ، رُوَيْدَكَ سَوْقَكَ بِالْقَوَارِيرِ " (1)
27117 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أُمِّ سُلَيْمٍ، أَنَّ (2) النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَانَ يَأْتِيهَا فَيَقِيلُ عِنْدَهَا، فَتَبْسُطُ
__________
= وفي الباب عن عائشة، سلف برقم (25279) .
قال السندي: قولها: فقطعتها، أي: للحفظ خوفاً من الضياع، والمقصود حفظها للتبرك بها.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسن بن موسى: هو الأشْيَب، وزهير: هو ابن معاوية، وسليمان التَّيمي: هو ابن طَرْخان.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10364) -وهو في "عمل اليوم والليلة" (530) - من طريق محمد بن معدان، عن زهير، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 25/ (294) من طريق حمَّاد بن مسعدة، عن سليمان التيمي، به.
وأورده الهيثمي في "المجمع " 3/214، و8/20، وقال في الموضع الأول: رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، ورجال أحمد رجال الصحيح.
وسلف الحديث عن سفيان بن عيينة برقم (12090) ، وعن يحيى القطان برقم (12165) ، وعن إسماعيل ابن عُلية برقم (12799) ثلاثتهم عن سليمان التيمي، عن أنس بن مالك، فهو مرسل صحابي.
(2) في (م) : عن.(45/83)
لَهُ نِطَعًا، فَيَقِيلُ عِنْدَهَا، وَكَانَ كَثِيرَ الْعَرَقِ، فَتَجْمَعُ عَرَقَهُ فَتَجْعَلُهُ فِي الطِّيبِ وَالْقَوَارِيرِ "، قَالَتْ: " وَكَانَ يُصَلِّي عَلَى الْخُمْرَةِ " (1)
__________
(1) حديث صحيح دون قولها: وكان يصلي على الخمرة، فهو صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أنه اختلف فيه على أيوب، وهو السختياني:
فرواه وُهيب - وهو ابن خالد - عن أيوب، واختلف فيه:
فرواه عفان - كما في هذه الرواية، وعند مسلم (2332) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني " (3310) ، والطبرانى في "الكبير" 25/ (297) ، والبيهقي في "السنن " 2/421، وفي "الدلائل " 1/258- عن وُهيب، بهذا الإسناد، إلا أن مسلماً لم يذكر قولها: وكان يُصلي على الخمرة.
ورواه حَرَميُّ بنُ حفص القَسْملي، ومحمدُ بنُ أبي نُعيم الواسطي - فيما أخرجه الطبراني 25/ (296) - كلاهما عن وُهيب، به، مختصراً في قولها: كان يُصلِّي على الخُمرة.
وخالفهم عبد الأعلى السامي - فيما أخرجه أبو يعلى (2795) - وإبراهيم بنُ الحجاج - فيما أخرجه أبو يعلى (2791) ، والبيهقي في "السنن " 2/421 - كلاهما عن وُهَيْب، عن أيوب، عن أبي قِلابة، عن أنس، مرفوعاً. دون ذكر أمِّ سليم في الإسناد.
ورواه عبد الوهَّاب بنُ عبد المجيد الثقفي، واختلف عليه كذلك:
فرواه الإمام أحمد - كما سلف في الرواية (1200) - ويونس بنُ معاذ، ومحمد بنُ الوليد - فيما أخرجه ابن خزيمة (281) - وسوَّار بن عبد الله العنبري - فيما أخرجه ابنُ حبان (4528) - ومحمد بن أبي بكر المُقَدَّمي - فيما أخرجه البيهقي في "السنن " 2/421- أربعتهم عن عبد الوهَّاب، عن أيوب، عن أنس ابن سيرين، عن أنس بن مالك، مرفوعاً. ولم يذكروا أمَّ سليم في الإسناد.
وخالفهم ابن أبي شيبة - كما في "مصنفه " 1/398، ومن طريقه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني " (3309) ، والطبراني في "الكبير" 25/ (298) -=(45/84)
27118 - حَدَّثَنَا أَبُو (1) الْمُغِيرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ سُلَيْمٍ، قَالَتْ: كَانَتْ مُجَاوِرَةَ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكَانَتْ تَدْخُلُ عَلَيْهَا، فَدَخَلَ (2) النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ: يَا رَسُولَ اللهِ أَرَأَيْتَ إِذَا رَأَتِ الْمَرْأَةُ أَنَّ زَوْجَهَا يُجَامِعُهَا فِي الْمَنَامِ أَتَغْتَسِلُ؟ فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: تَرِبَتْ يَدَاكِ يَا أُمَّ سُلَيْمٍ، فَضَحْتِ النِّسَاءَ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ: إِنَّ اللهَ لَا
__________
= فرواه عن عبد الوهَّاب الثقفي، عن أيوب، عن أنس بن سيرين، عن أنس بن مالك، عن أم سليم، مختصراً في الصلاة على الخُمْرة.
ورواه عبيد الله بن عمرو الرَّقِّي - فيما أخرجه ابن سعد 8/428- عن أيوب، عن محمد بن سيرين، عن أمِّ سُلَيم، مختصراً، في الصلاة على الخُمرة، ولم يذكر في الإسناد أنس بن مالك.
قلنا: وقول عفَّان عن وهيب أشبهُ بالصواب فيما ذكر الدارقطني في "العلل " 5/ورقة 216.
وقولها: وكان يصلي على الخُمرة، سيرد برقم (27119) ، وسلف برقم (26578) من طريق عفَّان، عن وُهَيب، عن خالد، عن أبي قلابة، عن بعض ولد أمِّ سلمة، عن أم سلمة، وإسناده ضعيف.
وقد صحَّ من حديت أنس عند البخاري (380) ، ومسلم (658) ، أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى في بيت أمِّ سُلَيْم على الحصير، وقد سلف برقمي (12340) و (13367) .
وأما صلاته على الخُمْرة، فقد صَحَّ من حديث ميمونة عند البخاري (333) ، ومسلم ص 458 (270) ، وسلف برقم (26805) .
(1) سقطت لفظة "أبو" من (م) .
(2) في (ظ6) : فدخل عليها.(45/85)
يَسْتَحِي (1) مِنَ الْحَقِّ، وَإِنَّا إِنْ نَسْأَلِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَمَّا أَشْكَلَ عَلَيْنَا خَيْرٌ، مِنْ أَنْ نَكُونَ مِنْهُ عَلَى عَمْيَاءَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأُمِّ سَلَمَةَ: بَلْ أَنْتِ تَرِبَتْ يَدَاكِ، نَعَمْ يَا أُمَّ سُلَيْمٍ: " عَلَيْهَا الْغُسْلُ إِذَا وَجَدَتِ الْمَاءَ "، فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: يَا رَسُولَ اللهِ وَهَلْ لِلْمَرْأَةِ مَاءٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَأَنَّى يُشْبِهُهَا وَلَدُهَا هُنَّ شَقَائِقُ الرِّجَالِ " (2)
27119 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أُمِّ سُلَيْمٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي عَلَى الْخُمْرَةِ " (3)
__________
(1) في (ظ6) و (ظ2) : يستحيي.
(2) حديث صحيح دون قوله: "هنَّ شقائق الرِّجال " فحسنٌ لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه؛ إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة لم يسمع من جدته أمِّ سُلَيم، ذكر ذلك ابنُ أبي حاتم عن أبيه في "العلل " 1/62.
وأخرجه مسلم (310) من طريق عكرمة بن عمار، عن إسحاق بن عبد الله ابن أبي طلحة، حدثني أنس بن مالك، قال: جاءت أمُّ سُلَيم ... فذكر نحوه، دون قوله: "هنَّ شقائقُ الرجال ".
وقوله: "هنَّ شقائقُ الرجال " سلف من حديث عائشة برقم (26195) ، وذكرنا شواهده هناك.
وأورده الهيثمي في "المجمع " 1/268 وقال: رواه أحمد، وهو في الصحيح باختصار، وإسحاق لم يسمع من أم سليم.
وسلف برقم (27114) دون قوله: "هن شقائق الرجال ".
(3) صحيح لغيره، وقد سلف مطولاً برقم (27117) .(45/86)
حَدِيثُ خَوْلَةَ بِنْتِ حَكِيمٍ (1)
27120 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَعْقُوبَ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدٍ، عَنْ خَوْلَةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ نَزَلَ مَنْزِلًا فَقَالَ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّةِ (2) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ حَتَّى يَظْعَنَ مِنْهُ "، (3)
__________
(1) قال السندي: خولة بنت حكيم: سُلمية، امرأة عثمان بن مظعون، يقال: كنيتها أمُّ شريك، ويقال لها: خويلة، بالتصغير، وكانت صالحة فاضلة، وجاء أنها وهبت نفسها للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(2) في (ق) : التامَّات.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لاضطراب ابن لَهِيعة فيه، فقد رواه هنا عن يزيد بنِ أبي حبيب، عن الحارث بن يعقوب، عن يعقوب ابن الأشج، عن عامر بن سعد، عن أبيه سعد (وهو ابن أبي وقاص) عن خَوْلة.
ورواه - كما في الرواية التالية - عن جعفر بن ربيعة، عن يعقوب بن الأشج، عن عامر بن سعد، عن سعد، عن خولة.
ورواه - كما عند الطبراني في "الكبير" 24/ (605) - عن بكير بن عبد الله ابن الأشجّ (وهو أخو يعقوب) عن بُسْر بن سعيد، عن سعد بن أبي وقاص، عن خولة.
ورواه كذلك - كما عند الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 229- عن يزيد بن أبي حبيب، عن الحارث بن يعقوب، عن يعقوب بن الأشج، عن بسر بن=(45/87)
27121 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدٍ، عَنْ خَوْلَةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مِثْلَ ذَلِكَ (1)
27122 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا لَيْثٌ قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَعْقُوبٍ، أَنَّ يَعْقُوبَ (2) بْنِ عَبْدِ اللهِ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ بُسْرَ بْنَ سَعِيدٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ خَوْلَةَ بِنْتَ حَكِيمٍ السُّلَمِيَّةَ تَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ نَزَلَ مَنْزِلًا ثُمَّ قَالَ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ كُلِّهَا (3) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ حَتَّى يَرْتَحِلَ مِنْ مَنْزِلِهِ
__________
= سعيد، عن سعد بن أبي وقاص.
وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير يحيى بن إسحاق - وهو السَّيلحيني - والحارث بن يعقوب، ويعقوب بن الأشج (وهو يعقوب بن عبد الله ابن الأشج) ، وخولة صحابية الحديث (وهي بنت حكيم السُّلمية) ، فمن رجال مسلم.
وسيرد بالأرقام (27121) و (27122) و (27123) و (27126) و (27310) و (27311) .
وسيكرر سنداً ومتناً برقم (27125) ، ضمن حديث خولة بنت قيس، وهو وهم.
(1) حديث صحيح، وانظر ما قبله.
وسيكرر سنداً ومتناً برقم (27126) ضمن مسند خولة بنت قيس، وهو وهم.
(2) قوله: أن يعقوب، سقط من (م) .
(3) قوله: كلها، ليس في (ظ6) .(45/88)
ذَلِكَ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، الحارث بن يعقوب، ويعقوب بن عبد الله - وهو ابن الأشجّ - وخولةُ بنتُ حَكيم (صحابيَّةُ الحديث) من رجاله، وروى لهم البخاري في "خلق أفعال العباد"، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. حجَّاج: هو ابنُ محمد المِصِّيصِي، وليث: هو ابنُ سعد.
وأخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد" ص89 و90، ومسلم (2708) (54) ، والترمذي (3437) ، والنسائي في "الكبرى" (10394) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (560) - وابن خزيمة (2566) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (36) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (603) ، وابن السُّنِّي في "عمل اليوم والليلة" (528) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 7/94، والمِزِّي في "تهذيب الكمال " في ترجمة يعقوب بن عبد الله بن الأشج، من طرق عن الليث، به.
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب.
وأخرجه مسلم (2708) (55) ، وابن خزيمة (2567) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (35) ، وابن حبان (2700) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (604) من طريق عبد الله بن وَهْب، عن عمرو بن الحارث، عن يزيد بن أبي حبيب والحارث بن يعقوب، عن يعقوب بن عبد الله، به.
وهو من بلاغات مالك في "الموطأ" - كما في رواية أبي مصعب الزُّهري (1998) - عن يعقوب بن عبد الله بن الأشجّ، به. ومن طريق مالك أخرجه الطبرانى في "الكبير" 24/ (607) ، والبغوي في "شرح السنة" (1347) . زاد في آخره: إن شاء الله.
وأخرجه مالك في "الموطأ" كذلك - في رواية يحيى الليثي 2/978- عن الثقة عنده، عن يعقوب، به.
واختلف فيه على يعقوب:
فرواه الحارث بن يعقوب، عن يعقوب بن عبد الله، عن بُسْر بن سعيد، به. كما سلف، وقرن عمرو بن الحارث في رواية عن أبيه الحارثِ بنِ يعقوب يزيدَ بنَ أبي حبيب، وقد أخرج مسلمٌ هاتين الروايتين، كما تقدم ذكره. =(45/89)
27123 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ خَوْلَةَ بِنْتِ حَكِيمٍ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ نَزَلَ مَنْزِلًا فَقَالَ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ كُلِّهَا مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ لَمْ يَضُرَّهُ فِي مَنْزِلِهِ ذَلِكَ (1) شَيْءٌ حَتَّى يَظْعَنَ عَنْهُ (2) " (3)
__________
= ورواه محمد بن عجلان، عن يعقوب بن عبد الله، عن سعيد بن المسيب، عن سعد، عن خولة، كما سيرد في الرواية (27310) . وسنذكر الاختلاف على محمد بن عجلان هناك.
قال الترمذي: وحديث الليث أصحُّ من رواية ابن عجلان، وكذلك قال الدارقطني في "العلل " 5/الورقة 229.
وأخرجه مالك أيضاً - كما في رواية أبي مصعب الزُّهري (2058) - عن الثقة عنده، عن بُكير بن عبد الله بن الأشجّ (وهو أخو يعقوب) عن بُسْر بن سعيد، به.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10397) -وهو في "عمل اليوم والليلة" (562) - عن عيسى بن حماد، أخبرني الليث، حدثني بُكير، عن سليمان بن يسار وبسر بن سعيد، قالا: جاء رجل إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: لدغتني عقرب، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أما لو أنك قلت حين أمسيت: أعوذ بكلمات الله التامة من شرِّ ما خلق، لم يضرَّك ".
وسلف برقم (27120) .
(1) قوله: ذلك، ليس فىِ (ظ2) ولا (ق) .
(2) في (ظ2) و (ق) : منه.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف حجَّاج - وهو ابنُ أرطاة - والربيعِ بن مالك، قال البخاري في "التاريخ الكبير" 3/273 في الربيع بن مالك: لم يثبت حديثُه. ونقل الحافظ في "التعجيل " قول البخاري هذا ثم قال: وهو حديث صحيح (يعني حديثنا هذا) مخرَّج في الصحيح، لكن من =(45/90)
.................................
__________
= طريق سعد بن أبي وقاص، عن خولة، وهو من رواية الأكابر عن الأصاغر، وإنما نفى البخاري ثبوته من جهة هذا الإسناد الخاصّ لكون الربيع لم يدرك خولة، وأظن أن ابن حبان لم يدرك مراد البخاري، فذكر الربيع (يعني في "المجروحين" 1/257) وقال: حديثه منكر، فما أدري ذلك منه، أو من حجاج، ولعله أشار إلى الانقطاع، والله أعلم.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (608) من طريق أبي معاوية (وهو محمد بن خازم) ، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "المجمع " 10/133 وقال: رواه أحمد والطبراني، وفيه الربيع بن مالك، وهو ضعيف.
وسلف بإسناد صحيح بالحديث قبله، وهو الذي أشار إليه الحافظ كما تقدم.
وسيرد برقم (27311) .
وانظر (27120) .(45/91)
حَدِيثُ خَوْلَةَ بِنْتِ قَيْسٍ امْرَأَةِ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ (1)
27124 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ أَبِي الْوَلِيدِ (2) قَالَ: سَمِعْتُ خَوْلَةَ بِنْتَ قَيْسِ بْنِ قَهْدٍ (3) ـ وَكَانَتْ تَحْتَ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ـ تَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ هَذَا الْمَالَ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ، مَنْ أَصَابَهُ بِحَقِّهِ بُورِكَ لَهُ فِيهِ، وَرُبَّ مُتَخَوِّضٍ فِيمَا شَاءَتْ نَفْسُهُ مِنْ مَالِ اللهِ وَرَسُولِهِ لَيْسَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا النَّارُ " (4)
__________
(1) سبقت ترجمتها قريباً عند الرواية (27054) ، ولم يرد قوله: امرأة حمزة بن عبد المطلب، في (ظ6) .
(2) جاء في النسخ و (م) : عن عبيد عن الوليد، وقد ضبب فوقها في (ظ6) ، وهو خطأ، والصواب ما أثبتناه، كما هو في مصادر التخريج، وكتب الرجال، وانظر "التحفة" 11/300.
(3) تحرف في (م) إلى: فهد.
(4) حديث صحيح، وهو مكرر (27054) غير أن شيخ أحمد هنا: هو هاشم بن القاسم، وشيخه: هو الليث بن سعد، وشيخه: هو سعيد بن أبي سعيد المقبري، وكلهم ثقات.
وأخرجه البخاري في "تاريخه" 5/451، والترمذي (2374) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4889) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (578) ، والمِزِّي في "تهذيبه" (ترجمة عبيد سنوطا) ، من طرق عن الليث، بهذا الإسناد. =(45/92)
27125 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَعْقُوبَ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدٍ، عَنْ خَوْلَةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ نَزَلَ مَنْزِلًا فَقَالَ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ (1) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، لَمْ يَضُرَّهُ فِيهِ شَيْءٌ حَتَّى يَرْتَحِلَ مِنْهُ "، (2)
__________
= قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وأبو الوليد اسمه عبيد سنوطا.
قلنا: وقد تحرف اسم: عبيد أبي الوليد في مطبوع الطبراني إلى: عبيد بن الوليد.
وأخرجه مطولاً ومختصراً ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني " (3259) ، والطبراني 24/ (577) ، وأبو نعيم في "الحلية" 2/64 من طريق أبي معشر، والطبراني في "الكبير" 24/ (579) ، والبيهقي في "الشعب " (10304) من طريق محمد بن عمرو، كلاهما عن سعيد المقبري، به.
وخالف الرواةَ عن سعيد إسماعيلُ بنُ أمية - فيما أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4886) - فرواه عن سعيد المقبري، عن خولة، به، منقطعاً.
ورواه مرة ثانية - فيما أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4887) و (4888) - عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة.
والصحيح قول الليث، عن سعيد، عن عُبيد، عن خولة، فيما قال الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 229 (مخطوط) ، و10/386 (مطبوع) .
(1) في (ظ6) : التامة.
(2) حديث صحيح، وهو مكرر (27120) سنداً ومتناً، وقد وقع هذا الحديث والذي يليه في مسند خولة بنت قيس، وهو وهم، فصحابيةُ الحديث هي خولة بنت حكيم.(45/93)
27126 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدٍ، عَنْ خَوْلَةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ (1) ... مِثْلَ ذَلِكَ (2)
__________
(1) قوله: "يقول " ليس في (ظ6) .
(2) حديث صحيح، وهو مكرر سابقه، ومكرر (27121) سنداً ومتناً، وصحابية الحديث هي خولة بنت حكيم.(45/94)
حَدِيثُ أُمِّ طَارِقٍ (1)
27127 - حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أُمِّ طَارِقٍ مَوْلَاةِ سَعْدٍ قَالَتْ: جَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى سَعْدٍ فَاسْتَأْذَنَ، فَسَكَتَ سَعْدٌ، ثُمَّ أَعَادَ فَسَكَتَ سَعْدٌ، ثُمَّ عَادَ (2) فَسَكَتَ سَعْدٌ، فَانْصَرَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: فَأَرْسَلَنِي إِلَيْهِ سَعْدٌ: أَنَّهُ (3) لَمْ يَمْنَعْنَا أَنْ نَأْذَنَ لَكَ إِلَّا أَنَّا أَرَدْنَا أَنْ تَزِيدَنَا، قَالَتْ: فَسَمِعْتُ صَوْتًا عَلَى الْبَابِ يَسْتَأْذِنُ وَلَا أَرَى شَيْئًا فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَنْتِ؟ "، قَالَتْ: أُمُّ مِلْدَمٍ، قَالَ: " لَا مَرْحَبًا بِكِ، وَلَا أَهْلًا، أَتُهْدِينَ إِلَى أَهْلِ قُبَاءٍ؟ "، قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ: " فَاذْهَبِي إِلَيْهِمْ " (4)
__________
(1) قال السندي: أم طارق: مولاة سعد بن عبادة الأنصاري، سيد الخزرج.
(2) في (ظ6) و (ق) : أعاد.
(3) في (ظ2) و (ق) : ثم إنه.
(4) إسناده ضعيف لجهالة جعفر بن عبد الرحمن الأنصاري، فقد انفرد بالرواية عنه الأعمش، ولم يُؤثر توثيقُه عن غير ابن حبان، وهو من رجال "التعجيل "، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ صحابيه الحديث أمِّ طارق مولاة سعد - وهو ابن عُبادة - فليس لها رواية في الكتب الستة. يعلى بنُ عبيد: هو الطنافسي، والأعمش: هو سليمان بن مِهْران.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات " 8/303، وابن أبي عاصم في "الآحاد=(45/95)
.................................
__________
= والمثاني " (3451) ، والطبرانىِ في "الكبير" 25/ (349) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/158 من طريق يعلى بن عبيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/196 مختصراً من طريق عبد الواحد بن زياد، وابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني " (3450) ، والطبرانى في "الكبير" 25/ (348) من طريق أبي إسحاق الفزاري، كلاهما عن الأعمش، به. وأشار إلى رواية أبي إسحاق البخاري في "التاريخ الكبير"
2/196.
واختلف فيه على الأعمش:
فرواه جرير - كما عند البخاري في "التاريخ الكبير" 2/96 ا-197، والطبرانى في "الكبير" 25/ (350) - عن الأعمش، عن جعفر بن يزيد، عن أمِّ طارق.
قال الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 226: وقول جرير أشبهُ بالصواب.
وسئل الدارقطني عن جعفر بن يزيد هذا، فقال: لا أعرفه.
وأورده الهيثمي في "المجمع " 2/306، وقال: رواه أحمد والطبراني، ورجاله ثقات!
وسلف نحو قصة الحمَّى من حديث جابر برقم (14393) من طريق الأعمش، عن أبي سفيان، عنه، والأعمش يدلِّسُ عن أبي سفيان - وهو طلحة ابن نافع - وأبو سفيان حديثه عن جابر صحيفة.
قال السندي: قولها: فاستأذن، أي: بالسلام في الدخول إلى البيت، فلذلك قال سعد: أردنا أن تزيدنا، يعني من السلام.
"من أنت": يحتمل كسر التاء على خطاب المؤنث، وفتحها على خطاب الشخص، بناء على أن الذي على الباب لم يكن معلوماً عند الاستفهام.
أمُّ مِلْدَم: ضبط بكسر الميم، وسكون اللام، وفتح الدال، وهي كنية الحُمَّى.
"أتُهْدَيْنَ ": على بناء المفعول، أي: أَأُرسلتِ.(45/96)
حَدِيثُ امْرَأَةِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ (1)
27128 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ قَالَ: أَخْبَرَتْنِي جَدَّتِي يَعْنِي امْرَأَةَ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ قَالَ: عَفَّانُ، عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ أَبِيهِ امْرَأَةِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، أَنَّ رَافِعًا رَمَى مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ، أو (2) يَوْمَ خَيْبَرَ ـ قَالَ: أَنَا أَشُكُّ ـ بِسَهْمٍ فِي ثَنْدُوَتِهِ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، انْزِعِ السَّهْمَ، قَالَ: " يَا رَافِعُ، إِنْ شِئْتَ نَزَعْتُ السَّهْمَ وَالْقُطْبَةَ جَمِيعًا، وَإِنْ شِئْتَ نَزَعْتُ السَّهْمَ وَتَرَكْتُ الْقُطْبَةَ، وَشَهِدْتُ لَكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنَّكَ شَهِيدٌ "، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، بَلْ انْزِعِ السَّهْمَ وَدَعِ الْقُطْبَةَ، وَاشْهَدْ لِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنِّي شَهِيدٌ، قَالَ: فَنَزَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السَّهْمَ وَتَرَكَ الْقُطْبَةَ (3)
__________
(1) امرأة رافع بن خَدِيج: هي أمُّ عبد الحميد، لها صحبة.
(2) في (ق) و (م) : ويوم، والمثبت من (ظ6) و (ظ2) .
(3) إسناده حسن، يحيى بن عبد الحميد بن رافع بن خَدِيج من رجال "التعجيل"، وثَّقه ابن معين، وعمرو بنُ مرزوق - وهو الواشحي - ترجم له في "التهذيب " وفروعه تمييزاً، وقال ابن معين: لا بأس به، وامرأةُ أبي رافع - وهي أم عبد الحميد - ذكرها الحافظ في "الإصابة"، وقال: ذكرها الباوَرْدي في "الصحابة". وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. الحسن بن موسى: هو الأشيب، وعفان: هو ابن مسلم الصفار.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (4242) من طريق الحجَاج بن منهال،=(45/97)
.................................
__________
=وأبي الوليد الطيالسي، ومحمد بن كثير، ثلاثتُهم عن عمرو بن مرزوق، بهذا الإسناد، وزاد فيه قصة موت رافع بن خَدِيج.
ورواه محمد بن طلحة بن عبد الرحمن الطويل، واختلف عليه فيه:
فرواه إبراهيم بن المنذر - كما عند البخاري في "التاريخ الكبير" 2/28- عنه، عن حسين بن ثابت بن أنس بن ظهير وعن أخته سعدى بنت ثابت، عن أبيهما، عن جدِّهما، قال: لما كان يوم أحد حضر رافع مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ...
فذكر نحوه، والحسينُ بن ثابت بن أنس وأبوه مجهولان، كما في "الجرح والتعديل" 3/48 و449.
ورواه يعقوب بن كاسب - كما عند الطبرانى في "الكبير" (4241) - عنه، فقال: عن عبد الله بن حسين - وهو ابن ثابت بن أنس بن ظهير- عن أبيه، عن جدّه، عن رافع بن خديج، أنه خرج يومَ أُحد، فأراد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ردَّه، فاستصغره ... وذكر نحوه. وعبد الله بن حسين بن ثابت لم نقع له على ترجمة.
ورواه عثمان بن يعقوب العثماني -كما عند الطبرانى في "الكبير" (569) -
عنه، فقال: حدثنا بشير بن ثابت بن أسيد بن ظهير وأخته سعدى بنت ثابت، عن أبيهما، عن جدهما أسيد بن ظهير، به.
ومحمد بن طلحة قال أبو حاتم: محلُّه الصدق، يُكتب حديثُه، ولا يُحتجُّ به، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما أخطأ.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 6/185-186 و9/346 وقال في الموضع الأول: رواه أحمد، وامرأة رافع لم أعرفها، وبقية رجاله ثقات. وقال في الموضع الثاني: رواه الطبرانى، وامرأة رافع إن كانت صحابية، وإلا فإني لم أعرفها. وبقية رجاله ثقات.
قال السندي: قوله: في ثَنْدُوَتِه، بفتح مثلثة، وسكون نون، وضم دال، آخره واو، أو بضم المثلثة وآخره همزة، وهي للرجل كالثَّدي للمرأة.
والقطبة: ضبط بضم فسكون، أي: نصل السهم.(45/98)
حَدِيثُ بُقَيْرَةَ (1)
27129 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ بُقَيْرَةَ (2) امْرَأَةَ الْقَعْقَاعِ بْنِ أَبِي حَدْرَدٍ تَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ وَهُوَ يَقُولُ: " إِذَا سَمِعْتُمْ بِجَيْشٍ قَدْ خُسِفَ بِهِ قَرِيبًا فَقَدْ أَظَلَّتِ السَّاعَةُ " (3)
__________
(1) قال السندي: بُقيرة: ضبط بضم الباء الموحدة على لفظ التصغير، وذكرها ابن حبان في باب الباء، وفي باب النون، وهي امرأة القعقاع بن أبي حدرد الأسلمي، ذكرها ابن أبي خيثمة وقال: لا أدري أسلميّة هي أم لا؟
(2) في (ظ6) : نقيرة.
(3) إسناده ضعيف، ابنُ إسحاق - وهو محمد - وإن صرَّح بسماعه من محمد بن إبراهيم التيمي عند الحميدي، إلا أنه تفرَّد به، وفي بعض ما تفرَّد به، نكارة فيما قاله الذهبي في "الميزان". ثم إنه اختُلف عليه فيه:
فرواه سفيان بن عيينة - كما في هذه الرواية - عنه، عن محمد بن إبراهيم التيمي، قال: سمعت بُقَيرة ...
ورواه سَلَمة بنُ الفضل، وهو الأبرش -كما في الرواية (27130) - عنه، فقال: عن محمد بن عمرو بن عطاء - وهو العامري - عن بُقيرة امرأة القعقاع.
وسلمة بنُ الفضل، وإن كان ضعيفاً إلا أنه قوي في المغازي، وهو صاحب ابن إسحاق، وبُقيرة صحابية الحديث ذكرها ابن حبان في "الثقات" 3/38، ثم ذكرها في حرف النون 3/424، وذكرها الحافظ في "التعجيل " و"الإصابة".
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 7/41 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. =(45/99)
27130 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الرَّازِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ بُقَيْرَةَ (1) امْرَأَةِ الْقَعْقَاعِ قَالَتْ: إِنِّي لَجَالِسَةٌ فِي صُفَّةِ النِّسَاءِ فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ وَهُوَ يُشِيرُ بِيَدِهِ الْيُسْرَى فَقَالَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِذَا سَمِعْتُمْ بِخَسْفٍ هَاهُنَا قَرِيبًا فَقَدْ أَظَلَّتِ السَّاعَةُ " (2)
__________
= وأخرجه الحميدي (351) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (522) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 8/9 وقال: رواه أحمد والطبراني وفيه ابن إسحاق، وهو مدلس، وبقية رجال أحد إسنادي أحمد رجال الصحيح.
وفي باب الخسف عند اقتراب الساعة عن صُحَار العبدي مرفوعاً: "لا تقوم الساعة حتى يخسف بقبائل ... " سلف برقم (15956) ، وإسناده ضعيف.
وعن حذيفة بن أسيد مرفوعاً: "إن الساعة لن تقوم حتى تروا عشر آيات: خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب ... "، سلف برقم (16143) وإسناده صحيح.
وانظر حديث أبي سعيد الخدري السالف برقم (11620) .
(1) في (ظ6) : نقيرة.
(2) إسناده ضعيف، وقد سلف الكلام عليه في الحديث الذي قبله.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني " (3466) من طريق إسحاق ابن إبراهيم الرازى، بهذا الإسناد. وسقط من مطبوعه "سلمة بن الفضل".
وأخرجه الطبرانى في "الكبير" 24/ (523) من طريق الحسين بن عيسى بن ميسرة، عن سلمة بن الفضل، به.
وأخرجه الطبراني 24/ (523) أيضاً (جمعها إلى الطريق السابقة) من طريق أبي شهاب عبد ربه بن نافع الحناط، عن محمد بن إسحاق، به.
وانظر ما قبله.(45/100)
حَدِيثُ أُمِّ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمرِو بْنِ الْأَحْوَصِ (1)
27131 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدٌ يَعْنِي ابْنَ عَطَاءٍ، عَنْ يَزِيدَ يَعْنِي ابْنَ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْأَحْوَصِ الْأَزْدِيِّ قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمِّي، أَنَّهَا رَأَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْمِي جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ مِنْ بَطْنِ الْوَادِي، وَخَلْفَهُ إِنْسَانٌ يَسْتُرُهُ مِنَ النَّاسِ أَنْ يُصِيبُوهُ بِالْحِجَارَةِ وَهُوَ يَقُولُ: " أَيُّهَا النَّاسُ، لَا يَقْتُلْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، وَإِذَا رَمَيْتُمْ فَارْمُوا بِمِثْلِ حَصَى الْخَذْفِ "، ثُمَّ أَقْبَلَ فَأَتَتْهُ امْرَأَةٌ بِابْنٍ لَهَا فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ ابْنِي هَذَا ذَاهِبُ الْعَقْلِ فَادْعُ اللهَ لَهُ، قَالَ لَهَا: " ائْتِينِي بِمَاءٍ "، فَأَتَتْهُ بِمَاءٍ فِي تَوْرٍ مِنْ حِجَارَةٍ، فَتَفَلَ فِيهِ وَغَسَلَ وَجْهَهُ (2) ثُمَّ دَعَا فِيهِ، ثُمَّ قَالَ: " اذْهَبِي فَاغْسِلِيهِ بِهِ وَاسْتَشْفِي اللهَ عَزَّ وَجَلَّ "، فَقُلْتُ لَهَا: هَبِي لِي مِنْهُ قَلِيلًا لِابْنِي هَذَا، فَأَخَذْتُ مِنْهُ قَلِيلًا بِأَصَابِعِي فَمَسَحْتُ بِهَا شِقَّةَ ابْنِي فَكَانَ مِنْ أَبَرِّ (3) النَّاسِ، فَسَأَلْتُ الْمَرْأَةَ بَعْدُ: مَا فَعَلَ ابْنُهَا؟ قَالَتْ: بَرِئَ أَحْسَنَ بَرْءٍ (4)
__________
(1) أم سليمان بن عمرو بن الأحوص هي أم جندب الأزدَّية، وقد سلف لها نحو هذا الحديث مختصراً برقم (27110) وما بعده.
(2) في (ظ2) و (ق) : وغسل فيه وجهه.
(3) في (ظ2) و (ق) : أبرأ.
(4) حسن لغيره دون قوله: "فأتته بماء ... إلخ "، وهذا إسناد ضعيف=(45/101)
27132 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْأَحْوَصِ، عَنْ أُمِّهِ، قَالَتْ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْمِي جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ يَوْمَ النَّحْرِ مِنْ بَطْنِ الْوَادِي وَهُوَ يَقُولُ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، لَا يَقْتُلَنَّ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، وَإِذَا رَمَيْتُمُ الْجِمَارَ فَارْمُوا بِمِثْلِ حَصَى الْخَذْفِ "، قَالَتْ: فَرَمَى سَبْعًا ثُمَّ انْصَرَفَ وَلَمْ يَقِفْ، قَالَتْ: وَخَلْفَهُ رَجُلٌ يَسْتُرُهُ مِنَ النَّاسِ فَسَأَلْتُ عَنْهُ فَقَالُوا: هُوَ الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ (1)
__________
= لضعف يزيد بن عطاء ويزيد بن أبي زياد الهاشمي، ولجهالة حال سليمان بن عمرو بن الأحوص.
وانظر (16087) .
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.
وانظر (16087) وما بعده.(45/102)
حَدِيثُ سَلْمَى بِنْتِ قَيْسٍ (1)
27133 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي سَلِيطُ بْنُ أَيُّوبَ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ سَلْمَى بِنْتِ قَيْسٍ ـ وَكَانَتْ إِحْدَى خَالَاتِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ صَلَّتْ مَعَهُ الْقِبْلَتَيْنِ، وَكَانَتْ إِحْدَى نِسَاءِ بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ ـ قَالَتْ: جِئْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَايَعْتُهُ فِي نِسْوَةٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَلَمَّا شَرَطَ عَلَيْنَا أَنْ لَا نُشْرِكَ بِاللهِ شَيْئًا، وَلَا نَسْرِقَ وَلَا نَزْنِيَ، وَلَا نَقْتُلَ أَوْلَادَنَا، وَلَا نَأْتِيَ بِبُهْتَانٍ نَفْتَرِيهِ بَيْنَ أَيْدِينَا وَأَرْجُلِنَا، وَلَا نَعْصِيَهُ فِي مَعْرُوفٍ قَالَتْ (2) : قَالَ: " وَلَا تَغْشُشْنَ أَزْوَاجَكُنَّ "، قَالَتْ: فَبَايَعْنَاهُ ثُمَّ انْصَرَفْنَا، فَقُلْتُ لِامْرَأَةٍ مِنْهُنَّ: ارْجِعِي فَاسْأَلِي رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا غِشُّ أَزْوَاجِنَا؟ قَالَتْ: فَسَأَلَتْهُ فَقَالَ: " تَأْخُذُ
__________
(1) سلمى بنت قيس - وهو ابن عمرو بن عبيد - ذكرها ابن الأثير في "أسد الغابة" وقال: تكنى أمَّ المنذر، أخت سَلِيط بن قيس، وهي إحدى خالات النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من جهة أبيه، وكذا قال الحسيني في "الإكمال" ص 624، وتبعه الحافظ في "التعجيل" ص 557، وقال في "الإصابة" (ونقله عنه السندي) : سلمى بنت قيس الأنصارية النجارية تكنى أمَّ المنذر، وهي بكنيتها أشهر، وهي أخت سَلِيط ابن قيس. قلنا: وأمَّا أمُّ المنذر فهي مترجمة في "التهذيب"، قال الترمذي - فيما نقله عنه المزي في "تهذيب الكمال" -: هي أم المنذر بنت قيس بن عمرو بن عبيد، ويقال: هي سلمى بنت قيس أخت سليط بن قيس، من بني مازن بن النجار، والله أعلم.
(2) في (ظ2) و (ق) و (م) : قال، والمثبت من (ظ6) .(45/103)
مَالَهُ فَتُحَابِي بِهِ غَيْرَهُ " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف، سَلِيط بنُ أيوب بن الحكم بن سليم روى عنه اثنان، ولم يُؤثر توثيقُه عن غير ابنِ حبان، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، وأمُّه لم نقف لها على ترجمة، إلا ما أشار إليه الحافظ في "التعجيل" في ترجمة سلمى، قالا: روت عنها أمُّ سَلِيط. ثم أنه قد اختُلف فيه على ابن إسحاق:
فرواه أحمد - كما في هذه الرواية - وأبو يعلى (7070) من طريق يعقوب ابن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (751) من طريق أحمد بن محمد بن أيوب، عن إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق، عن سَلِيط بن أيوب بن الحكم بن سليم، وقال: عن أمِّه سلمى بنت قيس.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 7/149-150 من طريق يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، به، يعني قال فيه: عن أمِّه، عن سلمى بنت قيس.
وأخرجه الطبرانى في "الكبير" 24/ (752) من طريق يونس بن بكير، عن ابن إسحاق أيضاً غير أنه قال فيه: عن أمه سلمى بنت قيس.
وأخرجه أحمد - كما سيرد برقم (27375) - عن محمد بن عُبيد الطنافسي، عن محمد بن إسحاق، عن رجل من الأنصار، عن أمه سلمى بنت قيس. وقال ابن أبي عاصم - كما سنذكر في تخريجها-؟ ورواه سلمة بن الفضل، عن ابن إسحاق، عن سَلِيط بن أيوب، عن أمِّ الحكم، عن سلمى بنت قيس.
وأخرجه ابن إسحاق في "المغازي" - فيما ذكر الحافظ في "الإصابة" - عن سليط بن أيوب بن الحكم، عن أبيه، عن جدته سلمى بنت قيس أم المنذر.
وأورده الهيثمي في "المجمع " 6/38 وقال: رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني ورجاله ثقات.
وفي باب بيعة النساء انظر حديث أم عطية السالف برقم (20796) ، وحديث عبادة بن الصامت السالف برقم (22668) ، وانظر تتمة أحاديث الباب عند حديث أم عطية.
قال السندي: قوله: "لا تغششن أزواجكن" مِن غَشَّه: أنا تركَ نُصْحَه. =(45/104)
حَدِيثُ إِحْدَى نِسْوَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
27134 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ جُبَيْرٍ، وَسَأَلَهُ رَجُلٌ يَعْنِي ابْنَ عُمَرَ، عَمَّا يَقْتُلُ الْمُحْرِمُ مِنَ الدَّوَابِّ؟ فَقَالَ: أَخْبَرَتْنِي إِحْدَى نِسْوَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ " أَمَرَ بِقَتْلِ الْفَأْرَةِ، وَالْعَقْرَبِ، وَالْكَلْبِ الْعَقُورِ، وَالْحُدَيَّا، وَالْغُرَابِ " (1)
__________
= "فتُحابي به غيره": من المحاباة، أي: تعطي.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرّر (26857) سنداً ومتناً.(45/105)
حَدِيثُ لَيْلَى بِنْتِ قَانِفٍ الثَّقَفِيَّةِ (1)
27135 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي نُوحُ بْنُ حَكِيمٍ الثَّقَفِيُّ - وَكَانَ قَارِئًا لِلْقُرْآنِ - عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي عُرْوَةَ بْنِ مَسْعُودٍ يُقَالُ لَهُ: دَاوُدُ ـ قَدْ وَلَّدَتْهُ أُمُّ حَبِيبَةَ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ زَوْجُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ عَنْ لَيْلَى ابْنَةِ قَانِفٍ الثَّقَفِيَّةِ قَالَتْ: كُنْتُ فِيمَنْ غَسَّلَ أُمَّ كُلْثُومٍ بِنْتَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ وَفَاتِهَا، " وَكَانَ أَوَّلُ مَا أَعْطَانَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحِقَاءَ، ثُمَّ الدِّرْعَ، ثُمَّ الْخِمَارَ، ثُمَّ الْمِلْحَفَةَ، ثُمَّ أُدْرِجَتْ بَعْدُ فِي الثَّوْبِ الْآخِرِ "، قَالَتْ: " وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ (2) عِنْدَ الْبَابِ مَعَهُ كَفَنُهَا يُنَاوِلُنَاهُ ثَوْبًا ثَوْبًا " (3)
__________
(1) قال السندي: ليلى بنت قانف الثقفية، قانف بقاف، ثم نون، ثم فاء.
(2) قولها: جالس، ليس في (م) .
(3) إسناده ضعيف لجهالة نوح بن حكيم الثقفي، إذ لم يرو عنه سوى محمد بن إسحاق، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يروي المقاطيع، وقال الذهبي: لا يُعرف، وقال الحافظ مجهول. وأما الرجل الذي يقال له: داود من بني عروة بن مسعود، وولدته أم حبيبة بنت أبي سفيان، فذكر المزِّي في
"تهذيبه": أن الظاهر أنه داود بن أبي عاصم بن عروة بن مسعود الثقفي أخو عبد الملك بن أبي عاصم، وجزم به الحافظ، وقال: وقد نصَّ البخاري [في "التاريخ الكبير" 3/230] على أن داود الذي روى عنه نوح بن حكيم هو داود ابن أبي عاصم. قلنا: لكن ابن القطان في "بيان الوهم والإيهام" 5/53 لم يجزم بأنه هو، وقال: وموجب التوقف في ذلك هو أنه وُصف الذي في الإسناد بأنه ولدته أم حبيبة، وأم حبيبة رضي الله عنها إنما كانت لها بنت=(45/106)
.................................
__________
= واحدة قدمت بها من أرض الحبشة كانت ولدتها بها من زوجها - كان - عبيد الله ابن جحش بن رئاب المفتتن بدين النصرانية المتوفى عنها هناك، واسم هذه البنت حبيبة، فلو كان زوج حبيبة هذه أبا عاصم بن عروة بن مسعود أمكن أن يقال: أن داود المذكور ابنه منها، فهو حفيد لأم حبيبة، وهذا لا نقل به ولا تحقق له، بل المنقول خلافه، وهو أن زوج حبيبة هذه هو داود بن عروة بن مسعود، كذا قال أبو علي بن السكن وغيره. فداود الذي لأم حبيبة عليه ولادة، ليس داودَ بن أبي عاصم بن عروة بن مسعود، أن ليس أبو عاصم زوجاً لحبيبة، ولا هو بداود بن عروة بن مسعود الذي هو زوج حبيبة، فإنه لا ولادة لأم حبيبة عليه، فالله أعلم من هو، فالحديث من أجله ضعيف. قلنا: وبقية
رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير ابن إسحاق، فقد روى له مسلم متابعة، وأصحاب السنن، وهو حسن الحديث، وغير صحابيّته، فقد روى لها أبو داود.
وأخرجه أبو داود (3157) ، والبيهقي في "معرفة السنن" 5/243-244، وابن الأثير في "أسد الغابة" 7/259-260، والمِزِّي في "تهذيب الكمال" (ترجمة نوح بن حكيم) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "الأوسط" 1/19، والطبراني في "الكبير" 25/ (46) ، وفي "الأوسط"، (2529) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" 4/6-7، وفي "الصغرى" (1041) من طريق يعقوب، به.
وقال الطبراني في "الأوسط ": لا يروى هذا الحديث عن ليلى بنت قانف إلا بهذا الإسناد، تفرَّد به محمد بن إسحاق.
وقد سلف نحو هذا لزينب بنت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من حديث أمِّ عطية برقم (20790) و (20795) ، وسيرد برقم (27297) ، وهو حديث صحيح.(45/107)
حَدِيثُ امْرَأَةٍ مِنْ بَنِي غِفَارٍ
27136 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ سُحَيْمٍ، عَنْ أُمَيَّةَ بِنْتِ أَبِي الصَّلْتِ، عَنِ امْرَأَةٍ مِنْ بَنِي غِفَارٍ - وَقَدْ سَمَّاهَا لِي - قَالَتْ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نِسْوَةٍ مِنْ بَنِي غِفَارٍ فَقُلْنَا لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، قَدْ أَرَدْنَا أَنْ نَخْرُجَ مَعَكَ إِلَى وَجْهِكَ هَذَا ـ وَهُوَ يَسِيرُ إِلَى خَيْبَرَ ـ فَنُدَاوِيَ الْجَرْحَى وَنُعِينَ الْمُسْلِمِينَ بِمَا اسْتَطَعْنَا، فَقَالَ: " عَلَى بَرَكَةِ اللهِ "، قَالَتْ: فَخَرَجْنَا مَعَهُ وَكُنْتُ جَارِيَةً حَدِيثَةً فَأَرْدَفَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى حَقِيبَةِ رَحْلِهِ، قَالَتْ: فَوَاللهِ لَنَزَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الصُّبْحِ فَأَنَاخَ وَنَزَلْتُ عَنْ حَقِيبَةِ رَحْلِهِ، وَإِذَا بِهَا دَمٌ مِنِّي فَكَانَتْ أَوَّلَ حَيْضَةٍ حِضْتُهَا، قَالَتْ: فَتَقَبَّضْتُ إِلَى النَّاقَةِ وَاسْتَحْيَيْتُ، فَلَمَّا رَأَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا بِي وَرَأَى الدَّمَ قَالَ: " مَا لَكِ لَعَلَّكِ نَفِسْتِ؟ "، قَالَتْ: قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: " فَأَصْلِحِي مِنْ نَفْسِكِ، وَخُذِي إِنَاءً مِنْ مَاءٍ فَاطْرَحِي فِيهِ مِلْحًا، ثُمَّ اغْسِلِي مَا أَصَابَ الْحَقِيبَةَ مِنَ الدَّمِ، ثُمَّ عُودِي لِمَرْكَبِكِ "، قَالَتْ: فَلَمَّا فَتَحَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْبَرَ رَضَخَ لَنَا مِنَ الْفَيْءِ، وَأَخَذَ هَذِهِ الْقِلَادَةَ الَّتِي تَرَيْنَ فِي عُنُقِي فَأَعْطَانِيهَا وَجَعَلَهَا بِيَدِهِ فِي عُنُقِي، فَوَاللهِ لَا تُفَارِقُنِي أَبَدًا، قَالَ: وَكَانَتْ فِي عُنُقِهَا حَتَّى مَاتَتْ، ثُمَّ أَوْصَتْ أَنْ تُدْفَنَ مَعَهَا، فَكَانَتْ لَا تَطْهُرُ مِنْ حَيْضَةٍ إِلَّا جَعَلَتْ
__________(45/108)
فِي طَهُورِهَا مِلْحًا، وَأَوْصَتْ بِهِ (1) أَنْ يُجْعَلَ فِي غُسْلِهَا حِينَ مَاتَتْ (2)
__________
(1) قوله: به، ليس في (م) .
(2) إسناده ضعيف لجهالة أمية بنت أبي الصَّلْت - وهي الغِفاريَّة، ويقال لها: آمنة - إذ لم يرو عنها سوى سليمان بن سُحَيْم، وقال الحافظ: لا يُعرف حالُها. ثم أنه قد اختُلف فيه على سليمان، كما سيرد في التخريج. وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح، غير محمد بنِ إسحاق، فقد روى له مسلم متابعة، وأصحابُ السنن، وهو حسن الحديث. يعقوب: هو ابنُ إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزُّهري.
وأخرجه الخطيب في "تلخيص المتشابه" 2/848 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد - ولم يسق لفظه.
وأخرجه أبو داود (313) ، والخطيب في "التلخيص" 2/847، وابن الأثير في "أسد الغابة" 7/31 و437 من طريق يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، به.
واختلف فيه على سليمان:
فأخرجه الواقدي في "المغازي" 2/685 -ومن طريقه ابن سعد 8/293، والخطيب في "التلخيص" 2/848- عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي سَبْرة، عن سليمان بن سُحَيْم، عن أمِّ علي بنت الحكم، عن أمية بنت قيس أبي الصَّلْت الغِفارية قالت: جئتُ رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.. فزاد في الإسناد أمِّ علي بنت الحكم.
وجعل الصحابية أميةَ بنت قيس. والواقديُّ وابن أبي سَبْرة متروكان، وقد نبَّه على ذلك الخطيبُ في "التلخيص".
وفي باب اصطحاب النساء في الغزو لمداواة المرضى والجرحى: عن أمِّ عطية، سلف برقم (20789) ، وإسناده صحيح.
وعن امرأة، سلف برقم (22332) .
وعن الرُّبيِّع بنت معوِّذ، سلف (27017) . =(45/109)
.................................
__________
= وفي باب كيفية الغُسل من الحيض عن عائشة، سلف برقم (24907) ، وإسنادُه صحيح، وليس فيه ذكر الملح.
قال السندي: قولها: على حقيبة رحله، الحقيبة: الزيادة التي تجعل في مؤخِّرة القَتَب، وبالجملة فقد كان مؤخر الرحل حجاباً بين النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبينها، فلا إشكال، والله أعلم.(45/110)
حَدِيثُ سَلَامَةَ ابْنَةِ الْحُرِّ (1)
27137 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ غُرَابٍ، عَنِ امْرَأَةٍ يُقَالُ لَهَا: عَقِيلَةُ، عَنْ سَلَامَةَ بْنَتِ الْحُرِّ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَقُومُونَ سَاعَةً لَا يَجِدُونَ إِمَامًا يُصَلِّي بِهِمْ " (2)
27138 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ، قَالَ: حَدَّثَتْنَا امْرَأَةٌ يُقَالُ لَهَا: طَلْحَةُ مَوْلَاةُ بَنِي فَزَارَةَ، عَنْ مَوْلَاةٍ لَهُمْ يُقَالُ لَهَا: عَقِيلَةُ،
__________
(1) قال السندي: سلامة ابنة الحُر، فَزاريّة، وقيل: أزديّة، وقيل غير ذلك.
(2) إسناده ضعيف لجهالة حالِ كلٍّ من أمِّ غُراب - وهي طلحةُ مولاةُ بني فَزارة - وعَقِيلةَ، فقد قال الحافظ في كلٍّ منهما: لا يعرف حالُها. وكيع: هو ابن الجرّاح.
وأخرجه المِزِّي في "تهذيب الكمال" 35/204 في ترجمة سلامة بنت الحُرّ من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابنُ سعد في "طبقاته" 8/309، وعبد بن حُميد في "المنتخب" (1566) ، وابنُ ماجه (982) ، وابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3416) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (783) ، وابنُ الأثير في "أسد الغابة" 7/145 من طريق وكيع، به.
وانظر ما بعده.
قال السندي: قوله: "لا يجدون إماماً"، لكثرة الجهل.(45/111)
عَنْ سَلَامَةَ بْنَتِ الْحُرِّ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ، أَوْ فِي شِرَارِ الْخَلْقِ، أَنْ يَتَدَافَعَ أَهْلُ الْمَسْجِدِ لَا يَجِدُونَ إِمَامًا يُصَلِّي بِهِمْ (1) " (2)
__________
(1) في (ظ6) : لهم.
(2) إسناده ضعيف، وهو مكرَّر سابقه، غير أنَّ شيخ أحمد هنا هو إسماعيل بن محمد بن جبلة أبو إبراهيم المعقب، وهو من رجال "التعجيل"، وقد سلف الكلام عنه في الحديث (942) ، وشيخه: هو مروان بن معاوية الفَزَاري، وكلاهما ثقة.
وأخرجه أبو داود (581) ، وابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3417) ، والطبراني 24/ (784) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" 3/129 من طرق عن مروان، بهذا الإسناد.
وانظر ما قبله.(45/112)
حَدِيثُ أُمِّ كُرْزٍ الْكَعْبِيَّةِ (1)
27139 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي يَزِيدَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سِبَاعِ بْنِ ثَابِتٍ، سَمِعْتُ (2) مِنْ أُمِّ كُرْزٍ الْكَعْبِيَّةِ الَّتِي تُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْحُدَيْبِيَةِ وَذَهَبْتُ أَطْلُبُ مِنَ اللَّحْمِ: " عَنِ الْغُلَامِ شَاتَانِ، وَعَنِ الْجَارِيَةِ شَاةٌ، لَا يَضُرُّكُمْ ذُكْرَانًا كُنَّ أَوْ إِنَاثًا "، قَالَتْ: وَسَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " أَقِرُّوا الطَّيْرَ عَلَى مَكِنَاتِهَا " (3)
__________
(1) قال السندي: أمُّ كُرْز الكعبية، هي خزاعية، ثم كعبية، والمراد بالكعبية: المكية، أسلمت يوم الحديبية والنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقسم لحوم بُدْنه.
(2) في (ظ6) : سمعه.
(3) حديثٌ صحيحٌ لغيره دون قوله: "أَقِرُّوا الطَّيْرَ على مَكِناتِها". وهذا إسنادٌ وهم فيه سفيان بنُ عُيينة، كما نبَّه على ذلك الإمام أحمد عقب الرواية (27142) ، فقال: سفيان يهمُ في هذه الأحاديث، عُبيد الله سمعها من سِبَاع بن ثابت.
قلنا: وسِبَاع بنُ ثابت، مختلفٌ في صحبته وهو حليفُ بني زُهرة، تفرَّدَ بالرواية عنه عُبيد الله بنُ أبي يزيد المكِّي، وذكره ابنُ حِبَّان في ثقات التابعين، وعدَّه البغوي وابنُ قانع في الصحابة، وقد أخرجا له حديثه الآتي بعد هذه الرواية وفيه: سمعت أهل الجاهلية يطوفون ... قال الحافظ في "تهذيب
التهذيب" (في ترجمة سِباع) : فيكون من المخضرمين، بل من الصحابة لمعنى ذكرته في كتابي "الصحابة". قلنا: ذكره في الإصابة. في القسم الأول وقال: =(45/113)
.................................
__________
= وجه الدَّلالة من هذا على صحبته ما تقدَّم أنه لم يَبْقَ بمكَّة قرشي إلا شهد حَجَّةَ الوداع مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهذا قرشيٌّ قد أدركَ الجاهلية، وبقي بعد ذلك حتى سمع منه عبيد الله بن أبي يزيد، وهو من صغار التابعين. قلنا: لكن الذهبي قال في "الميزان": لا يكاد يعرف! وقد ذكره أيضاً في "التجريد"، وقال: أنه أدرك الجاهلية.
قلنا: وقد رواه قُتيبة - فيما أخرجه النسائي في "المجتبى" 7/165، وفي "الكبرى" (4543) - عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد، إلا أنه لم يقل: عن أبيه!
ورواه حمَّاد بنُ زيد - كما سيرد في الرواية (27143) - وابنُ جُريج - كما سيرد في الرواية (27373) - كلاهما عن عُبيد الله بن أبي يزيد، عن سِبَاع بن ثابت، عن أمِّ كُرْز، به.
وأخرجه الشافعيُّ في "السنن" (409) ، والحميدي (345) ، وابن أبي شيبة 8/237-238، وأبو داود (2835) ، وابن ماجه (3162) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3279) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1040) ، وابنُ حبان (5312) ، والطبراني في "الكبير" 25/ (406) ، والدارقطني في "العلل" 5/ورقة 218، والحاكم 4/237-238، وأبو نعيم في "الحلية"
9/94، والبيهقي في "السنن الكبرى" 9/300- 301، وفي "السنن الصغير" (1845) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 4/315، والبغوي في "شرح السنة" (2818) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 7/383 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد، وفي حديث العقيقة. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي، وأشار إلى أن أبا داود والنسائي أخرجاه.
وحديث العقيقة فيه، له شاهد من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف برقم (6713) بإسناد حسن، وذكرنا شواهده عند الرقم (6737) فيصحُّ بها.
وقوله: "أقِرُّوا الطير على مَكِنَاتها"، أخرجه الشافعي (410) والحميدي =(45/114)
27140 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سِبَاعِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: " سَمِعْتُ أَهْلَ الْجَاهِلِيَّةِ يَطُوفُونَ وَهُمْ يَقُولُونَ:
[البحر الرجز]
الْيَوْمُ قَرْنَا عَيْنَا ... بِقْرَعِ (1) الْمَرْوَتَيْنَا " (2)
27141 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سِبَاعِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أُمِّ كُرْزٍ الْكَعْبِيَّةِ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ـ
__________
= (347) ، وأبو داود (2835) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3284) ، وابن حبان (6126) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" 9/311 وفي "الصغير" (1845) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 4/315 والبغوي في "شرح السنة" (2818) من طريق سفيان، به.
وأخرجه الطيالسي (1634) ، والطبراني في "الكبير" 25/ (407) ، وأبو نعيم في "الحلية" 9/95، والبيهقي في "السنن الكبرى" 9/311 من طريق سفيان، به، ولم يذكروا فيه: عن أبيه!
والنَّهْيُ عن الطِّيَرَةِ ثابت من حديث أنس، وقد سلف برقم (12179) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
قال الشافعي في "السنن" 2/64: وكان العرب إذا لم تر طائراً سانحاً، فرأى طيراً في وكره، حرّكه من وكره ليطيّره، لينظر أيسلك طريق الأشائم، أو طريق الأيامن، فيُشبه قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أقِرُّوا الطير على مَكِناتها"، أي: لا تُحرِّكوها؟ فإنَّ تحريكَها وما تعملون به من الطِّيرة لا يصنعُ شيئاً، وإنما يصنعُ فيما تتوجَّهون له قضاءُ الله عزَّ وجلَّ.
قال السندي: قولها: من اللحم، أي: لحم البُدْن.
"عن الغلام شاتان ": أي: في العقيقة.
(1) في (ظ2) و (ق) و (م) : نقرع، والمثبت من (ظ6) .
(2) أثرٌ في إسناده وهم، كما بيَّنَّا ذلك في الرواية (27139) .
وأخرجه ابن قانع في "معجمه" 1/322 من طريق سفيان، بهذا الإسناد.(45/115)
-وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ـ: " ذَهَبَتِ النُّبُوَّةُ وَبَقِيَتِ الْمُبَشِّرَاتُ " (1)
27142 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ حَبِيبَةَ بِنْتِ مَيْسَرَةَ، عَنْ أُمِّ كُرْزٍ الْكَعْبِيَّةِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " عَنِ الْغُلَامِ شَاتَانِ مُكَافَأَتَانِ، وَعَنِ الْجَارِيَةِ شَاةٌ "، (2)
__________
(1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد وهمَ فيه سفيان، كما بَيَّنَّا ذلك في الرواية (27139) .
وأخرجه الحُميدي (348) ، والدارميّ (2138) ، وابنُ ماجه (3896) ، والطبري في "تفسيره" (17732) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2179) ، وابنُ حبان (6047) ، وابنُ عبد البر في "التمهيد" 5/57، والمِزِّي في "تهذيب الكمال" 10/200 في ترجمة سِباع بن ثابت من طريق سفيان بن عُيينة، بهذا الإسناد. قال الحميدي: وكان سفيان يحدِّث بهذا عن عبيد الله، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلاً زماناً، ثم حدَّث به عن أبيه، عن سِباع، عن أمِّ كُرْز، وذكر أنه كان يترك إسنادَه حتى أثبته بعد.
وله شاهدٌ من حديث ابن عباس، سلف برقم (1900) ، وإسناده صحيح.
وآخر من حديث أبي هريرة، سلف برقم (8313) ، وإسناده صحيح.
وثالث من حديث أبي الطفيل، سلف برقم (23795) .
ورابع من حديث عائشة، سلف برقم (24977) .
(2) حديث صحيح لغيره، حَبِيبَةُ بنتُ مَيْسَرة تَفَرَّد عنها مولاها عطاء - هو ابنُ أبي رباح - وذكرها ابنُ حِبَّان في "الثقات"، قلنا: فهي في عداد المجهولين، لكنها قد تُوبعت بِسباع بن ثابت، كما في الرواية (27139) . ثم إنه اختُلف فيه على عطاء:
فرواه عمرو بنُ دينار - كما في هذه الرواية - وابنُ جريج - كما سيرد=(45/116)
.................................
__________
= في الرواية (27372) - ومحمد بنُ إسحاق - فيما أخرجه ابن سعد 8/294 - 295، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3281) ، والطبراني في "الكبير" 25/ (402) ، والدارقطني في "العلل " 5/ورقة 220- ثلاثتهم عن عطاء، بهذا الإسناد.
ورواه حَجَّاج بنُ أرطاة، عن عطاء، واختُلف عليه كذلك:
فرواه حَبيب بن إبراهيم وهُشيم - فيما أخرجه الدارقطني 5/ورقة 220- عن حجَّاج، عن عطاء، به.
وخالفهما سلام بن أبي مطيع ويزيد بن زريع - فيما أخرجه الدارقطني 5/220- فروياه عن الحجَّاج، عن عطاء، عن أمِّ كُرْز، به. لم يذكرا حبيبةَ بنتَ مَيْسرة فى الإسناد.
وخالفهم سُويد بن عبد العزيز - فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" 25/ (399) ، والدارقطني 5/220- فرواه عن الحجَّاج، عن عطاء، عن عُبيد ابن عُمير، عن أمِّ كُرْز، به.
ورواه سعيد بن أبي عَرُوبة، عن قتادة، عن عطاء، واختلف عليه فيه:
فرواه خالد بن عبد الله الواسطي- فيما أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3278) ، والطبراني في "الكبير" 25/ (398) ، والدارقطني في "العلل" 5/ورقة 221، وابن الأثير في "أسد الغابة" 7/382- عن سعيد بن أبي عَرُوبة، عن قتادة، عن عطاء، عن ابن عباس، عن أمِّ كُرْز، به.
وخالفه عبدُ الوهَّاب بنُ عطاء - فيما أخرجه الدارقطني 5/ورقة 221- فرواه عن سعيد، عن قتادة، عن طاووس، عن أمِّ كُرْز، به.
ورواه منصور بن زاذان - كما في الرواية (27369) - ومطر الورّاق - فيما أخرجه الطبراني 25/ (404) ، والدارقطني 5/221 - وعامر الأحول - فيما أخرجه البيهقي في "السنن" 9/302 -ثلاثتهم عن عطاء، عن أمِّ كُرْز، به. لم يذكروا بينهما أحداً.
ورواه عقبة بن عبد الله الأصمّ والأوزاعي - فيما أخرجه الدارقطني 5/ورقة =(45/117)
.................................
__________
=220 و221 - عن عطاء، عن أمِّ كُرْز موقوفاً.
ورواه إبراهيم بن طهمان، واختلف عليه فيه:
فرواه خالد بن نزار الغساني - فيما أخرجه الدارقطني 5/ورقة 219 - ومحمد بنُ سابق - فيما أخرجه الدارقطني أيضاً 5/ورقة 220-221- كلاهما عن إبراهيم بن طهمان، عن أبي الزبير، عن عطاء بن أبي رباح، عن أمِّ كُرْز أنها قالت: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ...
ورواه خالد بن نزار كذلك في "العلل" 5/ورقة 219 عن إبراهيم بن طهمان، فقال: عن عطاء بن أبي رباح، عن أمِّ كرز، به. لم يذكر أبا الزبير في الإسناد.
ووواه قيس بن سعد، عن عطاء، واختلف عليه فيه:
فرواه حماد بن سلمة - فيما أخرجه النسائي في "المجتبى" 7/64 ا- 165، وفي "الكبرى" (4541) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1045) - عن قيس بن سعد، عن عطاء وطاووس ومجاهد، عن أمِّ كُرز، به.
ورواه جرير بن حازم - فيما أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3282) ، والطحاوي (1046) ، والطبرانى في "الكبير" 25/ (403) ، والدارقطني 5/ورقة 220- عن قيس بن سعد، عن عطاء، عن أم عثمان ابنة خثيم، عن أمِّ كُرْز، به. كذا قال: أم عثمان ابنة خثيم.
ورواه يزيد بن أبي زياد، عن عطاء، واختُلف عليه فيه:
فرواه أبو بكر بن عياش - فيما أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1047) ، والدارقطني 5/221- وعمران بن عيينة - فيما أخرجه البزار (1234) (زوائد) ، والطبراني (11327) ، والدارقطني في "العلل" 5/ورقة 221- كلاهما عن يزيد بن أبي زياد، عن عطاء، عن ابن عباس مرفوعاً. فجعله من حديث ابن عباس.
وخالفهما أبو زبيد عَبْر بنُ القاسم - فيما أخرجه الدارقطني 5/ورقة 221 - عن يزيد بن أبي زياد، عن عطاء بن أبي رباح، قال: سألتْ سُبيعةُ بنتُ=(45/118)
قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سُفْيَانُ يَهِمُ فِي هَذِهِ الْأَحَادِيثِ، عُبَيْدُ اللهِ سَمِعَهَا مِنْ سِبَاعِ بْنِ ثَابِتٍ
27143 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ (1) بْنُ أَبِي يَزِيدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سِبَاعُ بْنُ ثَابِتٍ،
__________
=الحارث رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن العقيقة ... فجعله من حديث سُبيعة.
ورواه عبد الكريم أبو أمية البصري - فيما أخرجه الدارقطني 5/221 - عن عطاء، عن جابر مرفوعاً، فجعله من حديث جابر.
ورواه محمد بن أبي حميد - فيما أخرجه الدارقطني 5/221 - عن عطاء، عن عائشة مرفوعاً، فجعله من مسند عائشة.
ورواه إسحاق الأزرق، عن عبد الملك بن أبي سليمان - فيما أخرجه الدارقطني 5/221- عن عطاء، عن أمِّ كُرْز، عن عائشة، قالت: السُّنَّة شاتان مكافأتان عن الغلام وشاة عن الجارية ...
ورواه يحيى بن سعيد، عن عبد الملك بن أبي سليمان - فيما أخرجه الدارقطني 5/221- عن عطاء، قال: قالت امرأة عند عائشة: لو وُلد لعبد الرحمن بن أبي بكر، نحرنا جَزُوراً. قال يحيى: أخافُ أن يكون عطاء بلغه هذا عن يوسف بن مَاهَك.
قلنا: وحديث يوسف بن مَاهَك سلف برقم (24028) في مسند عائشة، فانظر طرقه هناك.
ورواه أسلم المنقري - فيما أخرجه ابن أبي شيبة 8/238، والدارقطني في "العلل" 5/ورقة 221- عن عطاء أن أم سِباع سألتِ النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يا رسول الله نعقُّ عن أولادنا؟ …
وقد سلف برقم (27139) ، وذكرنا شواهده التي يصحُّ بها هناك.
قال السندي: قوله: "مكافأتان "، بكسر الفاء أو فتحها، وبعدها همزة، والمراد مساويتان لما يجوز في الأضحية.
(1) في (م) : عبد الله، وهو خطأ.(45/119)
عَنْ أُمِّ كُرْزٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي الْعَقِيقَةِ: " عَنِ الْغُلَامِ شَاتَانِ مِثْلَانِ، وَعَنِ الْجَارِيَةِ شَاةٌ " (1)
__________
(1) صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سِباع بنِ ثابت، فقد ذكرنا حالَه في الرواية (27139) ، عفَّان: هو ابنُ مُسْلم الصفَار.
وأخرجه الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 218 من طريق عفَّان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي (1968) ، وأبو داود (2836) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1043) ، والدارقطني 5/ورقة 218، والبيهقي في "السنن الكبرى" 9/301، وابن عبد البر في "التمهيد" 4/316 من طرق عن حماد بن زيد، به.
وقد سلف برقم (27139) ، وذكرنا شواهده التي يصحُّ بها هناك.(45/120)
حَدِيثُ حَمْنَةَ بِنْتِ جَحْشٍ (1)
27144 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ عَمِّهِ عِمْرَانَ بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أُمِّهِ حَمْنَةَ بِنْتِ جَحْشٍ قَالَتْ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: إِنِّي قَدِ اسْتَحَضْتُ حَيْضَةً مُنْكَرَةً شَدِيدَةً، فَقَالَ: " احْتَشِي كُرْسُفًا "، قُلْتُ: إِنَّهُ أَشَدُّ مِنْ ذَاكَ، إِنِّي أَثُجُّهُ ثَجًّا، قَالَ: " تَلَجَّمِي وَتَحَيَّضِي فِي كُلِّ شَهْرٍ فِي عِلْمِ اللهِ سِتَّةَ أَيَّامٍ، أَوْ سَبْعَةَ أَيَّامٍ، ثُمَّ اغْتَسِلِي غُسْلًا وَصُومِي وَصَلِّي ثَلَاثًا وَعِشْرِينَ، أَوْ أَرْبَعًا وَعِشْرِينَ، وَاغْتَسِلِي لِلْفَجْرِ غُسْلًا، وَأَخِّرِي الظُّهْرَ وَعَجِّلِي الْعَصْرَ، وَاغْتَسِلِي غُسْلًا، وَأَخِّرِي الْمَغْرِبَ وَعَجِّلِي الْعِشَاءَ، وَاغْتَسِلِي غُسْلًا، وَهَذَا أَحَبُّ الْأَمْرَيْنِ إِلَيَّ "، وَلَمْ يَقُلْ يَزِيدُ مَرَّةً: " وَاغْتَسِلِي لِلْفَجْرِ غُسْلًا " (2)
__________
(1) حمنة بنت جحش: الأسدية، أخت أمِّ المؤمنين زينب، وكانت زوج مصعب بن عمير، فقتل عنها يوم أحد، فتزوَّجها طلحة بن عبيد الله، فولدت له محمداً وعمران، وكانت من المبايعات، شهدت أحداً، فكانت تسقي العطشى، وتحمل الجرحى، وتداويهم.
(2) إسناده ضعيف، عبد الله بن محمد بن عَقِيل، ضعيفٌ يعتبر به في المتابعات، ولم يُتابَع هنا، ولا يُقبل ما تفرَّد به، فيما ذكر الحافظ في "التلخيص" 2/108، وشَريك بن عبد الله - وهو النَّخَعي، وإن كان ضعيفاً - قد توبع. =(45/121)
.................................
__________
= وقد اختلفت أقوال الأئمة في هذا الحديث، فحسَّنه البخاري فيما نقل عنه الترمذي في "العلل الكبير" 2/187، فقال: حديث حَمْنَةَ بنتِ جحش في المستحاضة حديث حسن، إلا أن إبراهيم بن محمد بن طلحه هو قديم، ولا أدري سمع منه عبد الله بن محمد بن عقيل أم لا؟. ووهَّنه ولم يقوِّ إسناده أبو
حاتم، فيما نقله عنه ابنه في "العلل" 1/51. واختلف قول أحمد فيه، فقد نقل الترمذي عنه قوله: هو حديثٌ صحيح، ونقلَ عنه أبو داود أنه قال: في النفس منه شيء. وصحَّحه الترمذي، وقال ابن المنذر في "الأوسط" 2/224:
في متن الحديث كلام مستنكر.... وانظر تتمة كلامه في اخر هذا التخريج.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 1/128، وابن ماجه (627) ، وابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3190) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2718) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (552) ، والدارقطني في "السنن" 1/214 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولاً ومختصراً الشافعي في "المسند" 1/47-48 (بترتيب السندي) ، وفي "الأم" 1/51-52، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار" (2189) من طريق إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى، وعبد الرزاق (1174) ، وابن ماجه (622) ، وابن أبي عاصم (3189) ، وابن المنذر في "الأوسط"
(810) ، والطبراني 24/ (551) من طريق ابن جريج، وابن المنذر (811) ، والدارقطني فى "السنن" 1/215، والحاكم 1/172-173، والبيهقي في "السنن الكبرى" 1/338-339، وابن عبد البر في "التمهيد" 16/62 من طريق عبيد الله بن عمرو الرقي، والدارقطني 1/215 من طريق عمرو بن ثابت، أربعتهم عن عبد الله بن محمد بن عقيل، به. إلا أن ابن جريج قال في حديثه:
عمر بن طلحة، وصوابه عمران بن طلحة، نبَّه عليه الترمذي في "جامعه" 1/225- 226. وقد سقط من مطبوع الطبراني اسم عمران بن طلحة. وقال ابن ماجه: عن أم حبيبة. وقال أبو داود عقب الرواية (287) : ورواه عمرو بن ثابت، عن ابن عَقِيل، قال: فقالت حَمْنَة: هذا أعجبُ الأمرين إليَّ، لم=(45/122)
.................................
__________
= يجعله قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، جعله كلام حمنة، وقال: كان عمرو بن ثابت رافضياً،
وذكره عن يحيى ابن معين، ثم قال: سمعت أحمد يقول: حديث ابن عَقِيل في نفسي منه شيء. قلنا: والدارقطني لم يسق متن رواية عمرو بن ثابت. وقال الحاكم: قد اتفق الشيخان على إخراج حديث الاستحاضة من حديث الزُّهري وهشام بن عروة عن عائشة أن فاطمة بنت أبي حُبَيْش سَأَلتِ النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وليس فيه هذه الألفاط التي في حديث حَمْنَةَ بنتِ جحش، ورواية عبد الله بن محمد بن عَقِيل بن أبي طالب، وهو من أشراف قريش، وأكثرهم رواية، غير أنهما لم يحتجّا به.
وقال ابن المنذر في "الأوسط" 2/224: وأما حديث ابن عَقيل عن إبراهيم ابن محمد بن طلحة في قصة حَمْنة، فليس يجوز الاحتجاج به من وجوه: كان مالك بن أنس لا يروي عن ابن عقيل. ثم قال: وفي متن الحديث كلام مستنكر، زعمت أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جعل الاختيار إليها، فقال لها: "تحيَّضي في علم الله ستَّاً أو سبعاً" قالوا: وليس يخلو اليوم السابع من أن تكون حائضاً أو طاهراً، فإن كانت حائضاً فيه واختارت أن تكون طاهراً، فقد ألزمت نفسَها الصلاة في يوم هي فيه حائض، وصلَّت وصامت، وهي حائض، وإن كانت طاهراً، اختارت أن تكون حائضاً، فقد أسقطت عن نفسها فرض الله عليها في الصلاة والصوم، وحرَّمت نفسها على زوجها في ذلك اليوم، وهي في حكم
الطَّاهر، وهذا غير جائز، وغير جائز أن تخيَّر مرة بين أن تُلزم نفسها الفرض في حال، وتسقط الفرض عن نفسها أن شاءت في تلك الحال.
وسيرد برقمي (27474) و (27475) .
قال السندي: قولها: أثجُّه ثجَّاً، من ثَجَّه، أي: صبَّه، من باب نصر، أي: أصبُّ الدم صباً.(45/123)
حَدِيثُ جَدَّةِ رَبَاحِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (1)
27145 - حَدَّثَنَا هَيْثَمُ يَعْنِي ابْنَ خَارِجَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنِ ابْنِ حَرْمَلَةَ، عَنْ أَبِي ثِفَالٍ الْمُرِّيِّ أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَبَاحَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُوَيْطِبٍ يَقُولُ: حَدَّثَتْنِي جَدَّتِي، أَنَّهَا سَمِعَتْ أَبَاهَا يَقُولُ (2) : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَا وُضُوءَ لَهُ، وَلَا وُضُوءَ لِمَنْ لَمْ يَذْكُرْ اسْمَ اللهِ عَلَيْهِ، وَلَا يُؤْمِنُ بِاللهِ مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِي، وَلَا يُؤْمِنُ بِي مَنْ لَا يُحِبُّ الْأَنْصَارَ " (3)
27146 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
__________
(1) هي أسماء بنت سعيد بن زيد، وقد سلف الكلام عليها في التعليق على الحديث (16651) .
(2) قوله: سمعت أباها يقول، سقط من (ظ6) .
(3) إسناده ضعيف وهو مكرر (16651) سنداً ومتناً، غير أنه هناك من رواية عبد الله بن أحمد وأبيه.
قال السندي: قوله: "لا صلاةَ لمن لا وضوء له"، محمولٌ على نفي وجود الصلاة، كما هو الظاهر.
"ولا وضوء": محمولٌ على نفي الكمال عند الجمهور، أو على أن المراد بذكر الاسم الهيئة.
"ولا يؤمن بالله من لا يؤمن بي": محمولٌ على ظاهره، أي: لا يصحُّ إيمانُه بالله، بدون الإيمان بي، ولا عبرةَ له بدونه.
"ولا يؤمن بي ": محمول على نفي الكمال.(45/124)
حَرْمَلَةَ، عَنْ أَبِي ثِفَالٍ الْمُرِّيِّ، عَنْ رَبَاحِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُوَيْطِبٍ، عَنْ جَدَّتِهِ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَمْ (1) يُؤْمِنْ بِاللهِ مَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِي، وَلَمْ يُؤْمِنْ بِي مَنْ لَا يُحِبُّ الْأَنْصَارَ، وَلَا صَلَاةَ لِمَنْ لَا وُضُوءَ لَهُ، وَلَا وُضُوءَ لِمَنْ لَمْ يَذْكُرْ اسْمَ اللهِ عَلَيْهِ " (2)
27147 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَرْمَلَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا ثِفَالٍ يُحَدِّثُ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَبَاحَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَلَمْ يَقُلْ عَفَّانُ مَرَّةً: ابْنَ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حُوَيْطِبٍ يَقُولُ: حَدَّثَتْنِي جَدَّتِي، أَنَّهَا سَمِعَتْ أَبَاهَا يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَا وُضُوءَ لَهُ، وَلَا وُضُوءَ لِمَنْ لَمْ يَذْكُرْ اسْمَ اللهِ عَلَيْهِ، وَلَا يُؤْمِنُ بِاللهِ مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِي، وَلَا يُؤْمِنُ بِي مَنْ
__________
(1) في (م) : لا.
(2) إسناده ضعيف لضعف أبي ثِفال، كما سلف بيانُ ذلك في الرواية (16651) ، ولضعف أبي معشر وهو نجيح بن عبد الرحمن.
ثم أنه قد اختُلف في إسناده على ابن حَرْملة:
فرواه أبو معشر - كما في هذه الرواية - عن ابن حرملة، بهذا الإسناد.
ورواه حفص بن ميسرة - كما في الرواية (16651) و (27145) - ويزيد ابن عياض - كما في الرواية (16652) - ووُهيب - كما في الرواية (27147) - كلهم عن ابنِ حَرْملة، عن أبي ثِفال، عن رَباح بن عبد الرحمن، عن جدَّته، عن أبيها. وهو الصحيح فيما قال الدارقطني، ونقله عنه الحافظ في "التلخيص" 1/74، ونبَّه عليه أبو حاتم، فيما نقله عنه ابنه في "العلل" 2/357.(45/125)
لَا يُحِبُّ الْأَنْصَارَ " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف، وهو مكرر (27145) غير أن شيخ أحمد هنا هو عفَّان بن مسلم الصفَّار، وشيخُه هو وُهَيْبُ بنُ خالد بن عجلان.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/3، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/26، والعُقيلي في "الضعفاء" 1/73، والبيهقي في "السنن الكبرى" 1/43 من طريق عفَّان، بهذا الإسناد. وقوله: أنها سمعت أباها تحرف في مطبوع الطحاوي إلى: أنها سمعت أبا هريرة.
وسلف برقم (16651) .(45/126)
حَدِيثُ أُمِّ بُجَيْدٍ (1)
27148 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ بُجَيْدٍ، عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ بُجَيْدٍ قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَاللهِ (2) إِنَّ الْمِسْكِينَ لَيَقِفُ عَلَى بَابِي حَتَّى أَسْتَحْيِيَ (3) فَلَا أَجِدُ فِي بَيْتِي مَا أَدْفَعُ (4) فِي يَدِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ادْفَعِي (5) في يَدِهِ وَلَوْ ظِلْفًا مُحْرَقًا (6) " (7) ،
__________
(1) قال السندي: أم بُجيد، بموحدة وجيم على لفظ التصغير، وهي أنصارية حارثية، اسمها حواء، وهي مشهورة بكنيتها.
(2) قوله: والله، ليس فى (ق) .
(3) في (ظ6) و (ظ2) : استحمي.
(4) في (م) : أرفع.
(5) في (م) : ارفعي.
(6) في (ظ6) : محترقاً.
(7) إسناده حسن. عبد الرحمن بن بُجَيْد وجدَّتُه سلف الكلام عليهما في الرواية (16648) ، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. ابنُ أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن أبي ذئب، والمقبُري: هو سعيد بن أبي سعيد.
وأخرجه الطيالسي (1659) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3386) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (560) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 4/299 من طرق عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد.
قال السندي: ولو ظِلْفاً محرَّقاً، المراد: المبالغة في إعطائه بما أمكن،=(45/127)
27149 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، وَأَبُو كَامِلٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا لَيْثٌ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدٌ يَعْنِي الْمَقْبُرِيَّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ بُجَيْدٍ أَخِي بَنِي حَارِثَةَ، أَنَّهُ حَدَّثَتْهُ جَدَّتُهُ وَهِيَ أُمُّ (1) بُجَيْدٍ، وَكَانَتْ تُزْعَمُ مِمَّنْ بَايَعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهَا قَالَتْ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (2)
27150 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، حَدَّثَنِي سَعِيدٌ يَعْنِي الْمَقْبُرِيَّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ بُجَيْدٍ أَخِي بَنِي حَارِثَةَ، أَنَّهُ حَدَّثَتْهُ جَدَّتُهُ وَهِيَ أُمُّ بُجَيْدٍ، وَكَانَتْ مِمَّنْ بَايَعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ (3) لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَاللهِ إِنَّ الْمِسْكِينَ لَيَقُومُ عَلَى بَابِي فَمَا أَجِدُ لَهُ شَيْئًا أُعْطِيهِ إِيَّاهُ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنْ لَمْ تَجِدِي لَهُ شَيْئًا تُعْطِينَهُ إِيَّاهُ إِلَّا ظِلْفًا مُحْرَقًا (4) فَادْفَعِيهِ إِلَيْهِ
__________
= وإلا فالظِّلْف المحرَّق، ليس فيه كثير نفع، والله أعلم.
(1) في (ظ2) و (ق) و (م) : امرأة، وهو خطأ.
(2) مكرر سابقه. حجَّاج: هو ابن محمد المِصِّيصي الأعور، وأبو كامل: هو مظفر بن مدرك.
وأخرجه ابن سعد 8/459، والبخاري في "التاريخ الكبير" 5/262، وأبو داود (1667) ، والترمذي (665) ، والنسائي في "المجتبى" 5/86، وابن خزيمة (2473) ، وابن حبان (3373) ، والحاكم 1/417، والبيهقي 4/177، وابن عبد البر في "التمهيد" 4/299-300 من طرق عن ليث بن سعد، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث حسن صحيح، وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي.
(3) في (ظ6) : أنها قالت.
(4) في (ظ6) : محترقاً.(45/128)
فِي يَدِهِ " (1)
27151 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ بُجَيْدٍ، عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ بُجَيْدٍ أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْتِينَا فِي بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ فَأَتَّخِذُ لَهُ سَوِيقَةً فِي قَعْبَةٍ لِي، فَإِذَا جَاءَ سَقَيْتُهَا إِيَّاهُ، قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُ (2) يَأْتِينِي السَّائِلُ فَأَتَزَاهَدُ (3) لَهُ بَعْضَ مَا عِنْدِي، فَقَالَ: " ضَعِي فِي يَدِ الْمِسْكِينِ وَلَوْ ظِلْفًا مُحْرَقًا " (4)
27152 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَيَّانَ الْأَسَدِيِّ، عَنِ ابْنِ بِجَادٍ،
__________
(1) هو مكرر سابقه غير أن شيخ أحمد هنا: هو هاشم بن القاسم أبو النَّضْر.
(2) قولها: إنه، ليس في (ظ6) .
(3) في (م) : فأتزهد، وهي نسخة السندي.
(4) حديث حسن، وهو مكرر سابقه، محمد بن إسحاق - وإن كان مدلساً، وقد عنعن - توبع. عفَّان: هو ابن مسلم الصفَّار.
وأخرجه ابن سعد 8/459-460 عن عفان، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 5/262 من طريق حجَّاج، عن حماد ابن سلمة، به.
قال السندي: قولها: سُويقة، ضبط بضم السين، على أنه تصغير السَّوِيق.
في قَعْبة: القعب بفتح فسكون: قَدَحٌ من خشب.
فأتزهَّد له، أي: أراه قليلاً، فلا أعطيه لقلّته.(45/129)
عَنْ جَدَّتِهِ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رُدُّوا السَّائِلَ وَلَوْ بِظِلْفِ شَاةٍ مُحْرَقٍ أَوْ مُحْتَرِقٍ " (1)
__________
(1) إسناده حسن، وهو مكرر (16648) سنداً ومتناً، ووقع هنا: ابن بجاد، وهو وهم أيضاً.(45/130)
مِنْ مُسْنَدِ الْقَبَائِلِ (1)
حَدِيثُ ابْنِ الْمُنْتَفِقِ (2)
27153 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْيَشْكُرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: انْطَلَقْتُ إِلَى الْكُوفَةِ لِأَجْلِبَ بِغَالًا، قَالَ: فَأَتَيْتُ السُّوقَ وَلَمْ تُقَمْ، قَالَ: قُلْتُ لِصَاحِبٍ لِي: لَوْ دَخَلْنَا الْمَسْجِدَ وَمَوْضِعُهُ يَوْمَئِذٍ فِي أَصْحَابِ التَّمْرِ، فَإِذَا فِيهِ رَجُلٌ مِنْ قَيْسٍ يُقَالُ لَهُ: ابْنُ الْمُنْتَفِقِ وَهُوَ يَقُولُ: وُصِفَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَحُلِّيَ، فَطَلَبْتُهُ بِمِكة فَقِيلَ لِي: هُوَ بِمنى (3) فطلبتُه بمنىّ، فقيل لي: هو بعَرَفات، فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهِ، فَزَاحَمْتُ (4) عَلَيْهِ، فَقِيلَ لِي: إِلَيْكَ عَنْ طَرِيقِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " دَعُوا الرَّجُلَ أَرِبَ مَا لَهُ "، قَالَ: فَزَاحَمْتُ عَلَيْهِ حَتَّى خَلَصْتُ إِلَيْهِ، قَالَ: فَأَخَذْتُ بِخِطَامِ رَاحِلَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ أَوْ قَالَ زِمَامِهَا هَكَذَا حَدَّثَ مُحَمَّدٌ ـ حَتَّى اخْتَلَفَتْ أَعْنَاقُ رَاحِلَتَيْنَا، قَالَ: فَمَا يَزَعُنِي رَسُولُ اللهِ
__________
(1) قوله: من مسند القبائل، ليس في (ظ6) .
(2) قال السندي: سبق حديث ابن المنتفق في مسند المكيين، ثم في مسند الأنصار، إلا أنه لم يذكر هناك بلفظ ابن المنتفق، بل ذكر بلفظ رجل.
قلنا: انظر الحديث (15883) .
(3) قوله: فطلبته بمكة، فقيل لي: هو بمنى، سقط من (م) .
(4) في (ظ6) : فتزاحمت.(45/131)
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ أَوْ قَالَ: مَا غَيَّرَ عَلَيَّ، هَكَذَا حَدَّثَ مُحَمَّدٌ ـ قَالَ: قُلْتُ: ثِنْتَانِ أَسْأَلُكَ عَنْهُمَا: مَا يُنَجِّينِي مِنَ النَّارِ؟ وَمَا يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ؟ قَالَ: فَنَظَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ نَكَسَ رَأْسَهُ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيَّ بِوَجْهِهِ قَالَ: " لَئِنْ (1) كُنْتَ أَوْجَزْتَ فِي الْمَسْأَلَةِ لَقَدْ أَعْظَمْتَ وَأَطْوَلْتَ، فَاعْقِلْ عَنِّي إِذًا، اعْبُدِ اللهَ لَا تُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا، وَأَقِمِ الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ، وَأَدِّ (2) الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ، وَصُمْ رَمَضَانَ، وَمَا تُحِبُّ أَنْ يَفْعَلَهُ بِكَ النَّاسُ فَافْعَلْهُ بِهِمْ، وَمَا تَكْرَهُ أَنْ يَأْتِيَ إِلَيْكَ النَّاسُ فَذَرِ النَّاسَ مِنْهُ "، ثُمَّ قَالَ: " خَلِّ سَبِيلَ الرَّاحِلَةِ " (3)
27154 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حَسَّانَ يَعْنِي الْمَسْلِيَّ قَالَ: حَدَّثَنِي الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْيَشْكُرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: دَخَلْتُ مَسْجِدَ الْكُوفَةِ أَوَّلَ مَا بُنِيَ مَسْجِدُهَا وَهُوَ فِي أَصْحَابِ التَّمْرِ يَوْمَئِذٍ وَجُدُرُهُ مِنْ سِهْلَةٍ، فَإِذَا رَجُلٌ يُحَدِّثُ النَّاسَ قَالَ: بَلَغَنِي حَجَّةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَجَّةُ الْوَدَاعِ، قَالَ: فَاسْتَتْبَعْتُ رَاحِلَةً مِنْ إِبِلِي ثُمَّ خَرَجْتُ حَتَّى جَلَسْتُ لَهُ فِي طَرِيقِ عَرَفَةَ، أَوْ وَقَفْتُ لَهُ فِي طَرِيقِ عَرَفَةَ، قَالَ: فَإِذَا رَكْبٌ عَرَفْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِمْ بِالصِّفَةِ، فَقَالَ رَجُلٌ أَمَامَهُ: خَلِّ عَنْ
__________
(1) في (ظ6) : إن.
(2) في (ق) : وآت.
(3) إسناده ضعيف، وقد سلف برقم (15883) .
قال السندي: قوله: "أَرَبٌ "، بفتحتين، أي: حاجة، ولفظة "ما " للإبهام.
فما يَزَعُني، أي: يمنعني، من وَزَعَه: إذا مَنَعه.(45/132)
طَرِيقِ الرِّكَابِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَيْحَهُ (1) ، فَأَرِبَ لَهُ "، فَدَنَوْتُ مِنْهُ حَتَّى اخْتَلَفَتْ رَأْسُ النَّاقَتَيْنِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ وَيُنَجِّينِي مِنَ النَّارِ، قَالَ: " بَخٍ بَخٍ، لَئِنْ كُنْتَ قَصَّرْتَ فِي الْخُطْبَةِ لَقَدْ أَبْلَغْتَ فِي الْمَسْأَلَةِ: اتَّقِ اللهَ لَا تُشْرِكْ (2) بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ، وَتُؤَدِّي (3) الزَّكَاةَ، وَتَحُجُّ الْبَيْتَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ، خَلِّ عَنْ (4) طَرِيقِ الرِّكَابِ "، (5)
27155 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ يُونُسَ يَعْنِي ابْنَ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ هَذَا الْحَدِيثَ مِنَ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ، نَحْوَهُ (6)
__________
(1) في (م) : ويحه ويحه.
(2) في (م) : لا تشرك به.
(3) في (ظ2) و (ق) : وتؤتي.
(4) قوله: عن، ليس في (ظ6) .
(5) إسناده ضعيف، وهو مكرر (15883) سنداً ومتناً.
قال السندي: قوله: من سهلة، ضبط بفتح فسكون، أي رمل خشن ليس بالدِّقاق الناعم.
(6) هو مكرر سابقه، غير شيخ وكيع، ومكرر (15884) سنداً ومتناً.(45/133)
حَدِيثُ قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ (1)
27156 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَا: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدٍ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، وَعَمِّهِ قَتَادَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " كُلُوا لُحُومَ الْأَضَاحِيِّ وَادَّخِرُوا " (2)
27157 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي الْعَلَانِيَةِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: أَتَيْتُ هَذِهِ ـ يَعْنِي امْرَأَتَهُ ـ وَعِنْدَهَا لَحْمٌ مِنْ لُحُومِ الْأَضَاحِيِّ قَدْ رَفَعَتْهُ فَرَفَعْتُ عَلَيْهَا الْعَصَا فَقَالَتْ: إِنَّ فُلَانًا أَتَانَا فَأَخْبَرَنَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنِّي كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ أَنْ تُمْسِكُوا لُحُومَ الْأَضَاحِيِّ فَوْقَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فَكُلُوا وَادَّخِرُوا " (3)
__________
(1) سلفت ترجمة قتادة بن النعمان قبل الحديث (16210) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم من طريق أبي سعيد الخدري، وهو مكرر (16213) سنداً ومتناً، وقد سلف عن عبد الرحمن بن مهدي برقم (11449) .
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي العلانية - وهو البصري، واسمه مسلم - فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد"، والنسائي، وهو ثقة. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنبري، ويزيد بن إبراهيم: =(45/134)
27158 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ يَعْنِي ابْنَ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، أَنَّ قَتَادَةَ بْنَ النُّعْمَانِ الظَّفَرِيَّ وَقَعَ بِقُرَيْشٍ فَكَأَنَّهُ نَالَ مِنْهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا قَتَادَةُ، لَا تَسُبَّنَّ قُرَيْشًا، فَإِنَّهُ لَعَلَّكَ (1) أَنْ تَرَى مِنْهُمْ رِجَالًا تَزْدَرِي عَمَلَكَ مَعَ أَعْمَالِهِمْ، وَفِعْلَكَ مَعَ أَفْعَالِهِمْ، وَتَغْبِطُهُمْ إِذَا رَأَيْتَهُمْ، لَوْلَا أَنْ تَطْغَى قُرَيْشٌ لَأَخْبَرْتُهُمْ بِالَّذِي لَهُمْ عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ "، قَالَ يَزِيدُ: سَمِعَنِي جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَسْلَمَ وَأَنَا أُحَدِّثُ هَذَا الْحَدِيثَ فَقَالَ: هَكَذَا حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ (2) بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ (3)
__________
= هو التُّسْتَري.
وانظر ما سلف برقم (16214) .
(1) في (م) : فلعلك.
(2) في (ظ2) و (ق) : عمرو.
(3) إسناداه ضعيفان، الأول لانقطاعه، فإن محمد بن إبراهيم - وهو التيمي- لم يسمع من قتادة بن النعمان الظَفري. ورجاله ثقات رجال الصحيح.
يونس: هو ابن محمد المؤدِّب، وَلْيث: هو ابن سعد.
والثاني: فيه عُمر بن قتادة والد عاصم، وهو مجهول، إذ لم يرو عنه سوى ابنه عاصم، وذكره ابن حبان في "الثقات". وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح، غير جعفر بن عبد الله بن أسلم، فمن رجال الترمذي، وقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ: مقبول.
وأخرجه البزار (2787) (زوائد) من طريق يونس، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1530) ، والطبراني في "الكبير"=(45/135)
حَدِيثُ أَبِي شُرَيْحٍ الْخُزَاعِيِّ الْكَعْبِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1)
27159 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ الْخُزَاعِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُحْسِنْ إِلَى جَارِهِ، مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ " (2)
__________
=19/ (10) من طريق عبد الله بن صالح، عن ليث، به. إلا أن الطبراني ساقه بإسناده الثاني فقط.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/23، وقال: رواه أحمد مرسلاً ومسنداً، وأحال لفظ المسند على المرسل، والبزار كذلك، والطبراني مسنداً، ورجال البزار في المسند رجال الصحيح، ورجال أحمد في المرسل والمسند رجال الصحيح، غير جعفر بن عبد الله بن أسلم في "مسند" أحمد، وهو ثقة، وفي
بعض رجال الطبراني خلاف. قلنا: وفاته أن يبِّين حال عمر بن قتادة.
وقوله: "لولا أن تطغى قريش"، يشهد له حديث معاوية بن أبي سفيان السالف برقم (16928) ، وإسناده صحيح، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
وفي باب النهي عن سبِّ قريش: عن عثمان بن عفان، سلف برقم (460) ، وهو حديث حسن بشواهده، وقد ذكرناها هناك.
(1) سلفت ترجمة أبي شريح الخزاعي قبل الحديث (16370) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، وعمرو: هو ابن دينار المكي.
وأخرجه الحميدي (575) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (102) ، ومسلم =(45/136)
27160 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ يَعْنِي الْمَقْبُرِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا شُرَيْحٍ الْكَعْبِيَّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ حَرَّمَ مَكَّةَ وَلَمْ يُحَرِّمْهَا النَّاسُ، فَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يَسْفِكَنَّ فِيهَا دَمًا، وَلَا يَعْضِدَنَّ فِيهَا شَجَرًا، فَإِنْ تَرَخَّصَ مُتَرَخِّصٌ، فَقَالَ: أُحِلَّتْ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِنَّ اللهَ أَحَلَّهَا لِي وَلَمْ يُحِلَّهَا لِلنَّاسِ، وَهِيَ سَاعَتِي هَذِهِ حَرَامٌ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ، إِنَّكُمْ مَعْشَرَ خُزَاعَةَ قَتَلْتُمْ هَذَا الْقَتِيلَ، وَإِنِّي عَاقِلُهُ، فَمَنْ قُتِلَ لَهُ قَتِيلٌ بَعْدَ مَقَالَتِي هَذِهِ فَأَهْلُهُ بَيْنَ خِيرَتَيْنِ: إِمَّا أَنْ يَقْتُلُوا، أَوْ يَأْخُذُوا الْعَقْلَ " (1)
__________
= (48) ، والنسائي- كما في "تحفة الأشراف" 9/224- وابن ماجه (3672) ، والدارمي 2/98، وأبو عوانة 1/34، والطبراني في "الكبير" 22/ (501) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2774) ، والقضاعي في "مسنده" (468) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" 5/68، وفي "الشُّعب" (4912) ، وفي "الآداب" (76) ، والبغوي في "شرح السنة" (3001) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وهو مكرر (16370) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة العامري القرشي.
وأخرجه مطولاً ومختصراً أبو داود (4504) ، والترمذي (1406) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4792) ، وفي "شرح معاني الآثار" 2/260، والدارقطني في "السنن" 3/95-96 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/295 (ترتيب السندي) ، والطبراني في =(45/137)
27161 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ الْكَعْبِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جَارَهُ، مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ، مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، جَائِزَتُهُ يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ (1) ، الضِّيَافَةُ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ، فَمَا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ فَهُوَ صَدَقَةٌ، لَا يَحِلُّ لَهُ أَنْ يَثْوِيَ (2) عِنْدَهُ حَتَّى يُخْرِجَهُ (3) " (4)
__________
= "الكبير" 22/ (486) ، والدارقطني في "السنن " 3/96، والبغوي في "شرح السنة" (2004) من طرق عن ابن أبي ذئب، به.
وقد سلف نحوه برقم (16373) .
(1) في (ظ6) : يومه وليلته.
(2) في (ظ2) و (ق) : ينوي.
(3) في (م) : يخرجه.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو عند مالك في "الموطأ" 2/929، ومن طريقه أخرجه البخاري في "صحيحه" (6135) ، وفي "الأدب المفرد" (743) ، وأبو داود (3748) ، والنسائي في "الكبرى" -كما في "تحفة الأشراف" 9/224، وأبو عوانة 4/59، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2779) ، وابن حبان (5287) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (475) ، والحاكم 4/164، والقضاعي في "مسنده" (471) ، والبيهقي في "الاَداب" (82) ، والبغوي في "شرح السنة" (3002) .
وقد سلف برقم (16374) .
قال السندي: قوله: "أن يثوي" كيرمي، أي: يقيم.
"يُحرجه": من التحريج، أي: يوقعه في الحَرج والتعب.(45/138)
27162 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ الْكَعْبِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " وَاللهِ لَا يُؤْمِنُ، وَاللهِ لَا يُؤْمِنُ، وَاللهِ لَا يُؤْمِنُ "، قَالُوا: وَمَا ذَاكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " الْجَارُ لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ "، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا بَوَائِقُهُ؟ قَالَ: " شَرُّهُ " (1)
27163 - حَدَّثَنَا صَفْوَانُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي شُرَيْحِ بْنِ عَمْرٍو (2) الْخُزَاعِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ عَلَى الصُّعُدَاتِ، فَمَنْ جَلَسَ مِنْكُمْ عَلَى الصَّعِيدِ فَلْيُعْطِهِ حَقَّهُ "، قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا حَقُّهُ؟ قَالَ: " غُضُوضُ الْبَصَرِ، وَرَدُّ التَّحِيَّةِ، وَأَمْرٌ بِمَعْرُوفٍ وَنَهْيٌ عَنْ مُنْكَرٍ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف برقم (16372) .
(2) قوله: ابن عمرو، ليس في (ظ6) .
(3) إسناده ضعيف جداً، عبد الله بن سعيد - وهو ابن أبي سعيد المقبري - متروك الحديث، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير صفوان - وهو ابنُ عيسى الزُّهري - فمن رجال مسلم.
وأخرجه الدولابي في "الكنى والأسماء" 1/39، والطبراني في "الكبير" 22/ (488) من طريق صفوان بن عيسى، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (168) من طريق هُرَيِم بن سفيان البَجَلي، والطبراني 22/ (489) من طريق سعد بن سعيد، كلاهما عن عبد الله بن سعيد، به. =(45/139)
27164 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ (1) ، عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ الْعَدَوِيِّ أَنَّهُ قَالَ لِعَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ وَهُوَ يَبْعَثُ الْبُعُوثَ إِلَى مَكَّةَ: ائْذَنْ لِي أَيُّهَا الْأَمِيرُ أُحَدِّثْكَ قَوْلًا قَامَ بِهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْغَدَ مِنْ يَوْمِ الْفَتْحِ، سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ وَوَعَاهُ قَلْبِي وَأَبْصَرَتْهُ عَيْنَايَ حَيْثُ تَكَلَّمَ بِهِ، أَنَّهُ حَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: " إِنَّ مَكَّةَ حَرَّمَهَا اللهُ وَلَمْ يُحَرِّمْهَا النَّاسُ، فَلَا يَحِلُّ لِامْرِئٍ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يَسْفِكَ فِيهَا (2) دَمًا، وَلَا يَعْضِدَ فِيهَا (2) شَجَرَةً، فَإِنْ أَحَدٌ تَرَخَّصَ بِقِتَالِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهَا فَقُولُوا: إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَذِنَ لِرَسُولِهِ وَلَمْ يَأْذَنْ لَكُمْ، وَإِنَّمَا أَذِنَ لِي فِيهَا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ، وَقَدْ عَادَتْ حُرْمَتُهَا الْيَوْمَ كَحُرْمَتِهَا بِالْأَمْسِ،
__________
= وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/61، وقال: رواه أحمد والطبراني، وفيه عبد الله بن سعيد المقبري، وهو ضعيف جداً.
وقد سلف نحوه من حديث أبي سعيد الخدري برقم (11309) ، بإسناد صحيح بلفظ: "إيَّاكُم والجلوسَ في الطُّرُقات" قالوا: يا رسول الله ما لنا من مجالسنا بُدٌّ، نتحدَّثُ فيها، قال: "فأما إذ أَبَيْتُم إلا المجلسَ، فأَعْطُوا الطريقَ حَقَّهُ "، قالوا: يا رسولَ الله، فما حقُّ الطريق؟ قال: "غَضُّ البصر، وكَفُّ الأَذَى، ورَدُّ السَّلام، والأَمْرُ بالمعروفِ، والنَهْيُ عن المنكر". وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.
(1) في (ظ2) و (ق) و (م) : سعيد بن أبي سعيد، عن أبي سعيد، وهو خطأ.
(2) في (ظ6) : بها (في الموضعين) .(45/140)
فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ "، فَقِيلَ لِأَبِي شُرَيْحٍ مَا قَالَ لَكَ عَمْرٌو؟ قَالَ: قَالَ: أَنَا أَعْلَمُ بِذَلِكَ مِنْكَ يَا أَبَا شُرَيْحٍ، إِنَّ الْحَرَمَ لَا يُعِيذُ عَاصِيًا، وَلَا فَارًّا بِدَمٍ، وَلَا فَارًّا بِجِزْيَةٍ (1) ، وَكَذَلِكَ قَالَ حَجَّاجٌ: بِجِزْيَةٍ، وَقَالَ يَعْقُوبُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: وَلَا مَانِعَ جِزْيَةٍ (2) . (3)
27165 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ، عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ الْعَدَوِيِّ مِنْ خُزَاعَةَ - وَكَانَ مِنَ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ - عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الضِّيَافَةُ ثَلَاثٌ، وَجَائِزَتُهُ يَوْمٌ
__________
(1) في (ق) : ولا فاراً بدم ولا بجزية. قلنا: وجاء عند البخاري ومسلم والترمذي وغيرهم: "ولا فارّاً بخَرْبة" وقيدها الحافظ في "الفتح" 1/198 بفتح المعجمة وإسكان الراء ثم موحدة، وقال: يعني السرقة (وانظر التعليق التالي) .
(2) كذا في جميع النسخ، وهو الأشبه، وفي رواية يعقوب، عن أبيه، عن ابن إسحاق السالفة برقم (16377) : "ولا مانع خِزية"، وعليها شرحَ السندي.
لكن قال الترمذي عقب الرواية (809) - التي لفظها: "ولا مارّاً بخَرْبة"- قال: ويُروى: "ولا فارّاً بخِزْية"، ولم يذكر عبارة: "ولا مانع خِزْية" مما يشير إلى أن قوله في هذه الرواية: "ولا مانع جزية" أشبهُ من قوله: "ولا مانع خِزْية" السالف في الرواية (16377) ، والله أعلم.
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أبي كامل - وهو المظفَّر بن مدرك الخراساني - فقد روى له أبو داود في كتاب "التفرد" والنسائي، وهو ثقة.
وسلف برقم (16373) .(45/141)
وَلَيْلَةٌ، وَلَا يَحِلُّ لِأَحَدٍ أَنْ يُقِيمَ عِنْدَ أَخِيهِ حَتَّى يُؤْثِمَهُ "، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا يُؤْثِمُهُ؟ قَالَ: " يُقِيمُ عِنْدَهُ وَلَا يَجِدُ شَيْئًا يَقُوتُهُ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر برقم (16371) ، إلا أن شيخ أحمد هنا هو محمد بن بكر البُرْساني.
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب " (482) عن محمد بن بكر، بهذا الإسناد.(45/142)
حَدِيثُ (1) كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ (2)
27166 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَعْنِي: " أَنَّ أَرْوَاحَ الشُّهَدَاءِ فِي طَائِرٍ خُضْرٍ تَعْلُقُ مِنْ ثَمَرِ (3) الْجَنَّةِ "، وَقُرِئَ عَلَى سُفْيَانَ: " نَسَمَةٌ تَعْلُقُ فِي ثَمَرَةٍ (4) أَوْ شَجَرِ الْجَنَّةِ " (5)
__________
(1) في (ظ2) و (ق) : من حديث.
(2) سلفت ترجمة كعب بن مالك قبل الحديث (15764) .
(3) في (ظ2) و (ق) : ثمرة.
(4) في (ظ2) و (ق) : ثمر.
(5) حديث صحيح دون لفظ: "الشهداء"، فقد تفرَّد به سفيان بنُ عيينة، كما عند أكثر الرواة عنه، لكن الحميدي (873) رواه عن سفيان بن عيينة، وقال: "إن نسمة المؤمن" على العموم، كسائر رواةِ هذا الحديث، كما سلف في الرواية (15776) ومكرراتها. ورجال إسناده ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه الترمذي (1641) عن ابن أبي عمر، والطبراني في "الكبير" 19/ (125) من طريق يعقوب بن حُميد، كلاهما عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه سعيد بن منصور (2560) عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن ابن شهاب، عن ابن كعب بن مالك يبلغُ به النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إن أنفس الشهداء ... " ولم يقل: عن أبيه.
قال السندي: قوله: "في طائر" أي: تتشكل في صورة طائر، أو تدخل في أجواف طائر. =(45/143)
27167 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ ابْنِ كَعْبِ (1) بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْكُلُ بِثَلَاثِ أَصَابِعَ وَلَا يَمْسَحُ يَدَهُ حَتَّى يَلْعَقَهَا " " (2)
27168 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ كَعْبِ (3) بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، " أَنَّ جَارِيَةً لَهُمْ سَوْدَاءَ ذَبَحَتْ شَاةً بِمَرْوَةٍ فَذَكَرَ كَعْبٌ
__________
= "تعلق ": بضم اللام، وقيل بفتحها، تأكل وترعى.
"نَسَمة": بفتحتين، أي: روحه.
(1) في (م) : أبي بن كعب، وهو خطأ.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (15764) ، غير أن شيخ الإمام أحمد هنا: هو أبو معاوية محمد بن خازم الضرير.
وأخرجه الدارمي (2033) ومسلم (2032) ، وأبو داود (3848) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" ص 194، والبيهقي في "السنن الكبرى" 7/278، وفي "الآداب" (497) ، والبغوي في "شرح السنة" (2874) ، والمِزِّي في "تهذيبه" 17/137-138 في ترجمة عبد الرحمن بن سعد المدني من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن حبان (5251) من طريق مالك بن سُعَير، عن هشام، به.
وأخرجه الطبراني 19/ (187) من طريق يحيى الحِمَّاني، عن أبي معاوية، عن ابن كعب، (وسماه عبد الله) ، به. وليس في إسناده عبد الرحمن ابن سعد.
وقد سلف برقم (15764) .
(3) في (م) : عن أبي بن كعب، وهو خطأ.(45/144)
لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمَرَهُ بِأَكْلِهَا " (1)
27169 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدٍ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، أَوْ عَبْدَ اللهِ بْنَ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ (2) أَخْبَرَهُ (3) ، عَنْ أَبِيهِ كَعْبٍ أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَأْكُلُ بِثَلَاثِ أَصَابِعَ، فَإِذَا فَرَغَ لَعِقَهَا " (4)
27170 - حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَقْدَمُ مِنْ سَفَرٍ إِلَّا فِي الضُّحَى، فَيَبْدَأُ بِالْمَسْجِدِ فَيُصَلِّي فِيهِ رَكْعَتَيْنِ وَيَقْعُدُ فِيهِ " (5)
__________
(1) حديث صحيح، وهو مكرر (15768) سنداً ومتناً.
قال السندي: قوله: بمروة، بفتح فسكون: حجر أبيض.
(2) في (م) : وعبد الله بن كعب بن مالك، ولم يرد اسم هذا الراوي في (ظ6) .
(3) في (م) : أخبراه.
(4) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (15764) .
وأخرجه مسلم (2032) (132) عن ابن نُمير، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (2032) (132) عن أبي كُريب، عن ابن نُمير، عن هشام، عن عبد الرحمن بن سعد، عن عبد الرحمن بن كعب وعبد الله بن كعب أو أحدهما، به.
وأخرجه الدارمي 2/97 من طريق عيسى بن يونس، عن هشام، به.
(5) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، وقد اختلف في إسناده على ابن جريج: =(45/145)
27171 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، وَأَبُو النَّضْرِ، قَالَا: أَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَثَلُ الْمُؤْمِنِ كَالْخَامَةِ مِنَ الزَّرْعِ تُفَيِّئُهَا الرِّيَاحُ، تَصْرَعُهَا مَرَّةً وَتَعْدِلُهَا أُخْرَى حَتَّى يَأْتِيَهُ أَجَلُهُ، وَمَثَلُ الْكَافِرِ مَثَلُ الْأَرْزَةِ الْمُجْذِيَةِ عَلَى أَصْلِهَا لَا يُقِلُّهَا (1) شَيْءٌ، حَتَّى يَكُونَ انْجِعَافُهَا مَرَّةً " (2)
__________
= فرواه أبو أسامة - كما في رواية أحمد هذه، وعند ابن أبي شيبة 2/82- عن ابن جريج، به.
ورواه عبد الرزاق وابن بكر - كما في الروايتين (15775) و (27172) عن ابن جريج قال: حدثني ابن شهاب أن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك حدثه، عن أبيه عبد الله بن كعب، وعن عمه عبيد الله بن كعب، عن كعب بن مالك ... فذكره، وفي رواية ابن بكر: عن أبيه عبد الله بن كعب، عن عمه.
وقد سلف من طريقين عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن أبيه، بالأرقام: (15772) و (15773) و (15774) ، وأسانيدها صحيحة.
(1) في الرواية (15769) : يُعلُّها، وعليها شرحَ السندي.
(2) حديث صحيح، وهو مكرر (15769) ، غير أن شيخي الإمام أحمد هنا: هما يزيد بن هارون وأبو النضر هاشم بن القاسم، وشيخهما هو المسعودي عبد الرحمن بن عبد الله.
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (373) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (184) من طريقين عن المسعودي، بهذا الإسناد.
قال السندي: قوله: "الأَرْزة" بفتح فسكون: شجر غليط جداً.
"المجذية": من الإجذاء: الثابتة.
"لا يُعِلُّها": من الإعلال، أي: لا يجعلها شيءٌ ضعيفةً.(45/146)
27172 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَعْبٍ حَدَّثَهُ عَنْ، أَبِيهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ، عَمِّهِ ـ قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ - وَعَنْ عَمِّهِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ كَعْبٍ - عَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَقْدَمُ مِنْ سَفَرٍ إِلَّا نَهَارًا فِي الضُّحَى، وَإِذَا قَدِمَ بَدَأَ بِالْمَسْجِدِ فَصَلَّى فِيهِ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ جَلَسَ فِيهِ " (1)
27173 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، وَأَبُو جَعْفَرٍ الْمَدَائِنِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبَّادٌ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِهِ وَهُوَ مُلَازِمٌ رَجُلًا فَقَالَ: " مَا هَذَا؟ "، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، غَرِيمٌ لِي وَأَشَارَ بِيَدِهِ أَنْ يَأْخُذَ النِّصْفَ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، نَعَمْ، قَالَ: فَأَخَذَ الشَّطْرَ وَتَرَكَ الشَّطْرَ (2)
27174 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ
__________
(1) حديث صحيح، وهو مكرر (15775) ، وما بين حاصرتين مستدرك من رواية محمد بن بكر البُرْساني بالرقم المذكور.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف. سفيان بن حسين ضعيف في روايته عن الزهري، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. سُرَيْج: هو ابن النُّعمان، وأبو جعفر المدائني: هو محمد بن جعفر البزاز، وعباد: هو ابن العوام.
وقد سلف برقمي (15766) و (15791) .
وسيرد برقم (27177) .(45/147)
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1) : إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَنْزَلَ فِي الشِّعْرِ مَا أَنْزَلَ، فَقَالَ: " إِنَّ الْمُؤْمِنَ يُجَاهِدُ بِسَيْفِهِ وَلِسَانِهِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَكَأَنَّ مَا تَرْمُونَهُمْ (2) بِهِ نَضْحُ النَّبْلِ " (3)
27175 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لَمْ أَتَخَلَّفْ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزَاةٍ (4) غَزَاهَا
__________
(1) في (ظ2) و (ق) و (م) : أنه قال: قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو خطأ.
(2) في (ظ6) : ترمونه.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (15785) ، غير أن شيخ الإمام أحمد هنا هو عبد الرزاق بن همَّام الصنعاني، وشيخه هو معمر بن راشد.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (20500) ، وأخرجه من طريقه ابن حبان (5786) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (151) ، والبيهقي 10/239، والبغوي في "شرح السنة" (3409) ، وفي "التفسير" 3/403.
وأخرجه ابن حبان (4707) ، والطبراني 19/152، والقضاعي في "مسنده" (1047) من طريق يونس، عن الزهري، به.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (673) من طريق إسحاق بن راشد، عن الزهري، عن عبد الله بن كعب، أن كعباً ... به.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 8/123، وقال: رواه كله أحمد بأسانيد، ورجال أحدها رجال الصحيح. وروى الطبراني في "الأوسط" و"الكبير" نحوه.
قال السندي: قوله: أَنزل في الشعر ما أَنزل، أي من قوله: (والشعراء يَتبِعُهُم الغاوون) [الشعراء: 224] فكيف لي أن أقول؟
(4) في (ظ6) : غزوة.(45/148)
حَتَّى كَانَتْ غَزْوَةُ (1) تَبُوكَ إِلَّا بَدْرًا، وَلَمْ يُعَاتِبِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَدًا تَخَلَّفَ عَنْ بَدْرٍ، إِنَّمَا خَرَجَ يُرِيدُ الْعِيرَ، فَخَرَجَتْ قُرَيْشٌ مُغَوِّثِينَ لِعِيرِهِمْ، فَالْتَقَوْا عَنْ غَيْرِ مَوْعِدٍ، كَمَا قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَلَعَمْرِي، إِنَّ أَشْرَفَ مَشَاهِدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّاسِ لَبَدْرٌ، وَمَا أُحِبُّ أَنِّي كُنْتُ شَهِدْتُهَا مَكَانَ بَيْعَتِي لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ، حَيْثُ تَوَافَقْنَا عَلَى الْإِسْلَامِ، وَلَمْ أَتَخَلَّفْ بَعْدُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزَاَةٍ (2) غَزَاهَا، حَتَّى كَانَتْ غَزْوَةُ تَبُوكَ، وَهِيَ آخِرُ غَزْوَةٍ غَزَاهَا، فَأَذِنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلنَّاسِ بِالرَّحِيلِ، وَأَرَادَ أَنْ يَتَأَهَّبُوا أُهْبَةَ غَزْوِهِمْ، وَذَلِكَ حِينَ طَابَ الظِّلَالُ وَطَابَتِ الثِّمَارُ، فَكَانَ قَلَّمَا أَرَادَ غَزْوَةً إِلَّا وَارَى (3) غَيْرَهَا (4) ، وَقَالَ يَعْقُوبُ: عَنِ ابْنِ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ: إِلَّا وَرَّى بِغَيْرِهَا، حَدَّثَنَاهُ سُفْيَانَ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ عن أبيه (5) ، وَقَالَ فِيهِ: وَرَّى غَيْرَهَا، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى حَدِيثِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ،: وَكَانَ يَقُولُ: " الْحَرْبُ خَدْعَةٌ " فَأَرَادَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ، أَنْ يَتَأَهَّبَ النَّاسُ
__________
(1) في (ظ2) و (ق) : غزاة.
(2) في (م) : غزوة.
(3) في (م) : ورَّى.
(4) في (ظ2) و (ق) : إلا وارى بغيرها.
(5) قوله: عن أبيه، ليس في (م) .(45/149)
أُهْبَتَهُ (1) ، وَأَنَا أَيْسَرُ مَا كُنْتُ، قَدْ جَمَعْتُ رَاحِلَتَيْنِ، وَأَنَا أَقْدَرُ شَيْءٍ فِي نَفْسِي عَلَى الْجِهَادِ وَخِفَّةِ الْحَاذِ، وَأَنَا فِي ذَلِكَ أَصْغُو إِلَى الظِّلَالِ وَطِيبِ الثِّمَارِ، فَلَمْ أَزَلْ كَذَلِكَ، حَتَّى قَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَادِيًا بِالْغَدَاةِ، وَذَلِكَ يَوْمَ الْخَمِيسِ، وَكَانَ يُحِبُّ أَنْ يَخْرُجَ يَوْمَ الْخَمِيسِ، فَأَصْبَحَ غَادِيًا، فَقُلْتُ: أَنْطَلِقُ غَدًا (2) إِلَى السُّوقِ، فَأَشْتَرِي جَهَازِي، ثُمَّ أَلْحَقُ (3) بِهِمْ، فَانْطَلَقْتُ إِلَى السُّوقِ مِنَ الْغَدِ (4) ، فَعَسُرَ عَلَيَّ بَعْضُ شَأْنِي، فَرَجَعْتُ فَقُلْتُ: أَرْجِعُ غَدًا إِنْ شَاءَ اللهُ، فَأَلْحَقُ بِهِمْ، فَعَسُرَ عَلَيَّ بَعْضُ شَأْنِي، فَلَمْ أَزَلْ كَذَلِكَ، حَتَّى الْتَبَسَ بِي الذَّنْبُ، وَتَخَلَّفْتُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَعَلْتُ أَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ، وَأَطُوفُ بِالْمَدِينَةِ فَيُحْزِنُنِي أَنِّي لَا أَرَى أَحَدًا تَخَلَّفَ إِلَّا رَجُلًا مَغْمُوصًا عَلَيْهِ فِي النِّفَاقِ، وَكَانَ لَيْسَ أَحَدٌ تَخَلَّفَ إِلَّا رَأَى أَنَّ ذَلِكَ سَيُخْفَى لَهُ، وَكَانَ النَّاسُ كَثِيرًا لَا يَجْمَعُهُمْ دِيوَانٌ، وَكَانَ جَمِيعُ مَنْ تَخَلَّفَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِضْعَةً وَثَمَانِينَ رَجُلًا، وَلَمْ يَذْكُرْنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى بَلَغَ تَبُوكًا، فَلَمَّا بَلَغَ تَبُوكًا، قَالَ: " مَا فَعَلَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ؟ " فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِي: خَلَّفَهُ يَا رَسُولَ اللهِ بُرْدَيْهِ، وَالنَّظَرُ فِي عِطْفَيْهِ - وَقَالَ يَعْقُوبُ:
__________
(1) في (م) : أهبة.
(2) في (ظ2) و (ق) : غادياً.
(3) في (ظ6) : وألحق.
(4) قوله: من الغد، ليس في (ظ6) .(45/150)
عَنِ ابْنِ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ: بُرْدَاهُ، وَالنَّظَرُ فِي عِطْفَيْهِ (1) - فَقَالَ: مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ: بِئْسَمَا قُلْتَ، وَاللهِ يَا نَبِيَّ اللهِ، مَا نَعْلَمُ إِلَّا خَيْرًا، فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ، إِذَا هُمْ بِرَجُلٍ يَزُولُ بِهِ السَّرَابُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُنْ أَبَا خَيْثَمَةَ "، فَإِذَا هُوَ أَبُو خَيْثَمَةَ فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزْوَةَ تَبُوكَ، وَقَفَلَ، وَدَنَا مِنَ الْمَدِينَةِ، جَعَلْتُ أَتَذَكَّرُ بِمَاذَا أَخْرُجُ مِنْ سَخْطَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَسْتَعِينُ عَلَى ذَلِكَ كُلَّ ذِي رَأْيٍ مِنْ أَهْلِي، حَتَّى إِذَا قِيلَ: النَّبِيُّ هُوَ مُصْبِحُكُمْ بِالْغَدَاةِ، زَاحَ عَنِّي الْبَاطِلُ، وَعَرَفْتُ أَنِّي لَا أَنْجُو إِلَّا بِالصِّدْقِ، وَدَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضُحًى، فَصَلَّى فِي الْمَسْجِدِ رَكْعَتَيْنِ - وَكَانَ إِذَا جَاءَ مِنْ سَفَرٍ، فَعَلَ ذَلِكَ: دَخَلَ (2) الْمَسْجِدَ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ - ثُمَّ جَلَسَ فَجَعَلَ يَأْتِيهِ مَنْ تَخَلَّفَ، فَيَحْلِفُونَ لَهُ، وَيَعْتَذِرُونَ إِلَيْهِ، فَيَسْتَغْفِرُ لَهُمْ، وَيَقْبَلُ عَلَانِيَتَهُمْ وَيَكِلُ سَرَائِرَهُمْ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَدَخَلْتُ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ، فَلَمَّا رَآنِي، تَبَسَّمَ تَبَسُّمَ الْمُغْضَبِ، فَجِئْتُ فَجَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: " أَلَمْ تَكُنْ ابْتَعْتَ ظَهْرَكَ؟ " قُلْتُ: بَلَى يَا نَبِيَّ اللهِ، قَالَ: " فَمَا خَلَّفَكَ؟ " قُلْتُ: وَاللهِ لَوْ بَيْنَ يَدَيْ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ غَيْرَكَ جَلَسْتُ، لَخَرَجْتُ مِنْ سَخْطَتِهِ بِعُذْرٍ لَقَدْ أُوتِيتُ جَدَلًا
__________
(1) قوله: وقال يعقوب ... إلى هذا الموضع، لم يرد في (ظ6) .
(2) في (م) ، ودخل، وقوله: وكان إذا جاء من سفر.. إلى قوله: فصلى ركعتين، ليس في (ظ2) و (ق) .(45/151)
وَقَالَ يَعْقُوبُ: عَنِ ابْنِ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ: لَرَأَيْتُ أَنْ (1) أَخْرُجَ مِنْ سَخْطَتِهِ بِعُذْرٍ، وَفِي حَدِيثِ عُقَيْلٍ: أَخْرُجُ مِنْ سَخْطَتِهِ (2) بِعُذْرٍ، وَفِيهِ: لَيُوشِكَنَّ أَنَّ اللهَ يُسْخِطُكَ عَلَيَّ، وَلَئِنْ حَدَّثْتُكَ حَدِيثَ صِدْقٍ، تَجِدُ عَلَيَّ فِيهِ، إِنِّي لَأَرْجُو فِيهِ عَفْوَ اللهِ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى حَدِيثِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ:، وَلَكِنْ قَدْ عَلِمْتُ يَا نَبِيَّ اللهِ أَنِّي إِنْ (3) أَخْبَرْتُكَ الْيَوْمَ بِقَوْلٍ تَجِدُ عَلَيَّ فِيهِ، وَهُوَ حَقٌّ، فَإِنِّي أَرْجُو فِيهِ عَفْوَ اللهِ، وَإِنْ حَدَّثْتُكَ الْيَوْمَ حَدِيثًا تَرْضَى عَنِّي فِيهِ، وَهُوَ كَذِبٌ، أُوشِكُ أَنْ يُطْلِعَكَ اللهُ عَلَيَّ، وَاللهِ يَا نَبِيَّ اللهِ مَا كُنْتُ قَطُّ أَيْسَرَ، وَلَا أَخَفَّ حَاذًا مِنِّي حِينَ تَخَلَّفْتُ عَنْكَ، فَقَالَ: " أَمَّا هَذَا، فَقَدْ صَدَقَكُمُ الْحَدِيثَ، قُمْ حَتَّى يَقْضِيَ اللهُ فِيكَ " فَقُمْتُ، فَثَارَ عَلَى أَثَرِي نَاسٌ مِنْ قَوْمِي يُؤَنِّبُونَنِي، فَقَالُوا: وَاللهِ مَا نَعْلَمُكَ أَذْنَبْتَ ذَنْبًا قَطُّ قَبْلَ هَذَا، فَهَلَّا اعْتَذَرْتَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعُذْرٍ يَرْضَى عَنْكَ فِيهِ، فَكَانَ اسْتِغْفَارُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سَيَأْتِي مِنْ وَرَاءِ ذَنْبِكَ؟ وَلَمْ تُقِفْ نَفْسَكَ مَوْقِفًا لَا تَدْرِي مَاذَا يُقْضَى لَكَ فِيهِ؟ فَلَمْ يَزَالُوا يُؤَنِّبُونَنِي حَتَّى هَمَمْتُ أَنْ أَرْجِعَ، فَأُكَذِّبَ نَفْسِي، فَقُلْتُ: هَلْ قَالَ هَذَا الْقَوْلَ أَحَدٌ غَيْرِي؟ قَالُوا: نَعَمْ، هِلَالُ بْنُ أُمَيَّةَ، وَمَرَارَةُ يَعْنِي ابْنَ رَبِيعَةَ فَذَكَرُوا (4) رَجُلَيْنِ صَالِحَيْنِ، قَدْ شَهِدَا
__________
(1) في (ظ6) : أني.
(2) في (ظ6) : سخطه.
(3) في (م) : أني إن.
(4) في (ظ2) و (ق) : فذكروا لي.(45/152)
بَدْرًا، لِي فِيهِمَا - يَعْنِي أُسْوَةً (1) - فَقُلْتُ: وَاللهِ لَا أَرْجِعُ إِلَيْهِ فِي هَذَا أَبَدًا، وَلَا أُكَذِّبُ نَفْسِي، وَنَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ عَنْ كَلَامِنَا أَيُّهَا الثَّلَاثَةُ، قَالَ: فَجَعَلْتُ أَخْرُجُ إِلَى السُّوقِ، فَلَا يُكَلِّمُنِي أَحَدٌ، وَتَنَكَّرَ لَنَا النَّاسُ، حَتَّى مَا هُمْ بِالَّذِينَ نَعْرِفُ، وَتَنَكَّرَتْ لَنَا الْحِيطَانُ الَّتِي نَعْرِفُ حَتَّى (2) مَا هِيَ الْحِيطَانُ، الَّتِي نَعْرِفُ، وَتَنَكَّرَتْ لَنَا الْأَرْضُ حَتَّى مَا هِيَ بالْأَرْضِ (3) الَّتِي نَعْرِفُ، وَكُنْتُ أَقْوَى أَصْحَابِي، فَكُنْتُ أَخْرُجُ، فَأَطُوفُ بِالْأَسْوَاقِ، وَآتِي الْمَسْجِدَ، فَأَدْخُلُ، وَآتِي النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأُسَلِّمُ عَلَيْهِ، فَأَقُولُ: هَلْ حَرَّكَ شَفَتَيْهِ بِالسَّلَامِ، فَإِذَا قُمْتُ أُصَلِّي إِلَى سَارِيَةٍ، فَأَقْبَلْتُ قِبَلَ صَلَاتِي، نَظَرَ إِلَيَّ بِمُؤَخَّرِ عَيْنَيْهِ، وَإِذَا نَظَرْتُ إِلَيْهِ، أَعْرَضَ عَنِّي، وَاسْتَكَانَ صَاحِبَايَ، فَجَعَلَا يَبْكِيَانِ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ، لَا يُطْلِعَانِ رُءُوسَهُمَا، فَبَيْنَا أَنَا أَطُوفُ السُّوقَ إِذَا رَجُلٌ نَصْرَانِيٌّ، جَاءَ بِطَعَامٍ (4) يَبِيعُهُ، يَقُولُ: مَنْ يَدُلُّ عَلَى كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، فَطَفِقَ النَّاسُ يُشِيرُونَ لَهُ (5) إِلَيَّ، فَأَتَانِي وَأَتَانِي بِصَحِيفَةٍ مِنْ مَلِكِ غَسَّانَ، فَإِذَا فِيهَا: أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ صَاحِبَكَ، قَدْ جَفَاكَ، وَأَقْصَاكَ، وَلَسْتَ بِدَارِ
__________
(1) في (ظ6) : يعني لي فيهما أسوة.
(2) في (م) : الحيطان التي نعرف حتى.
(3) في (م) : الْأَرْضُ.
(4) في (ظ6) : بطعام له.
(5) قوله: له، ليس في (ظ6) .(45/153)
مَضْيَعَةٍ، وَلَا هَوَانٍ، فَالْحَقْ بِنَا نُوَاسِكَ (1) ، فَقُلْتُ: هَذَا أَيْضًا مِنَ الْبَلَاءِ وَالشَّرِّ، فَسَجَرْتُ لَهَا التَّنُّورَ، وَأَحْرَقْتُهَا فِيهِ، فَلَمَّا مَضَتْ أَرْبَعُونَ لَيْلَةً، إِذَا رَسُولٌ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَتَانِي، فَقَالَ: اعْتَزِلْ امْرَأَتَكَ، فَقُلْتُ: أُطَلِّقُهَا؟ قَالَ: لَا، وَلَكِنْ لَا تَقْرَبَنَّهَا، فَجَاءَتْ امْرَأَةُ هِلَالٍ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ هِلَالَ بْنَ أُمَيَّةَ شَيْخٌ ضَعِيفٌ، فَهَلْ تَأْذَنُ لِي أَنْ أَخْدُمَهُ؟ قَالَ: " نَعَمْ، وَلَكِنْ لَا يَقْرَبَنَّكِ "، قَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللهِ، مَا بِهِ حَرَكَةٌ لِشَيْءٍ، مَا زَالَ مُكِبًّا يَبْكِي اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ، مُنْذُ كَانَ مِنْ أَمْرِهِ مَا كَانَ، قَالَ كَعْبٌ: فَلَمَّا طَالَ عَلَيَّ الْبَلَاءُ، اقْتَحَمْتُ عَلَى أَبِي قَتَادَةَ حَائِطَهُ - وَهُوَ ابْنُ عَمِّي - فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ، فَقُلْتُ: أَنْشُدُكَ اللهَ يَا أَبَا قَتَادَةَ، أَتَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ؟ فَسَكَتَ، ثُمَّ قُلْتُ: أَنْشُدُكَ اللهَ يَا أَبَا قَتَادَةَ، أَتَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ؟ قَالَ اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: فَلَمْ أَمْلِكْ نَفْسِي أَنْ بَكَيْتُ، ثُمَّ اقْتَحَمْتُ الْحَائِطَ خَارِجًا، حَتَّى إِذَا مَضَتْ خَمْسُونَ لَيْلَةً مِنْ حِينِ نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ عَنْ كَلَامِنَا، صَلَّيْتُ عَلَى ظَهْرِ بَيْتٍ لَنَا صَلَاةَ الْفَجْرِ، ثُمَّ جَلَسْتُ وَأَنَا فِي الْمَنْزِلَةِ الَّتِي قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، قَدْ ضَاقَتْ عَلَيْنَا الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ، وَضَاقَتْ عَلَيْنَا أَنْفُسُنَا، إِذْ سَمِعْتُ نِدَاءً مِنْ ذُرْوَةِ سَلْعٍ: أَنْ أَبْشِرْ يَا كَعْبُ بْنَ مَالِكٍ، فَخَرَرْتُ سَاجِدًا، وَعَرَفْتُ أَنَّ اللهَ قَدْ
__________
(1) في (م) : نواسيك.(45/154)
جَاءَنَا بِالْفَرَجِ، ثُمَّ جَاءَ رَجُلٌ يَرْكُضُ عَلَى فَرَسٍ يُبَشِّرُنِي، فَكَانَ الصَّوْتُ أَسْرَعَ مِنْ فَرَسِهِ، فَأَعْطَيْتُهُ ثَوْبَيَّ بِشَارَةً، وَلَبِسْتُ ثَوْبَيْنِ آخَرَيْنِ، وَكَانَتْ تَوْبَتُنَا نَزَلَتْ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُلُثَ اللَّيْلِ (1) ، فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ عَشِيَّتَئِذٍ: يَا نَبِيَّ اللهِ، أَلَا نُبَشِّرُ كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ؟ قَالَ: " إِذًا يَحْطِمَنَّكُمُ (2) النَّاسُ، وَيَمْنَعُونَكُمُ النَّوْمَ سَائِرَ اللَّيْلَةِ " وَكَانَتْ أُمُّ سَلَمَةَ مُحْسِنَةً (3) مُحْتَسِبَةً فِي شَأْنِي، تَحْزَنُ بِأَمْرِي، فَانْطَلَقْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ وَحَوْلَهُ الْمُسْلِمُونَ، وَهُوَ يَسْتَنِيرُ كَاسْتِنَارَةِ الْقَمَرِ، وَكَانَ إِذَا سُرَّ بِالْأَمْرِ، اسْتَنَارَ، فَجِئْتُ فَجَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: " أَبْشِرْ يَا كَعْبُ بْنَ مَالِكٍ بِخَيْرِ يَوْمٍ أَتَى عَلَيْكَ مُنْذُ يَوْمِ وَلَدَتْكَ أُمُّكَ "، قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ، أَمِنْ عِنْدِ اللهِ، أَوْ مِنْ عِنْدِكَ؟ قَالَ: " بَلْ مِنْ عِنْدِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ "، ثُمَّ تَلَا عَلَيْهِمْ: {لَقَدْ تَابَ اللهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ} [التوبة: 117] حَتَّى بَلَغَ (4) {إِنَّ اللهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [التوبة: 118] قَالَ: وَفِينَا نَزَلَتْ أَيْضًا {اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة: 119] فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ، إِنَّ مِنْ تَوْبَتِي أَنْ لَا أُحَدِّثَ إِلَّا صِدْقًا، وَأَنْ أَنْخَلِعَ مِنْ مَالِي كُلِّهِ صَدَقَةً إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَإِلَى رَسُولِهِ، فَقَالَ: " أَمْسِكْ عَلَيْكَ
__________
(1) قوله: ثلث الليل، ليس في (ظ2) .
(2) في (ظ6) : يحطمكم.
(3) قوله: محسنة، ليس في (ظ6) .
(4) في (ظ2) و (ق) و (م) : حتى إذا بلغ.(45/155)
بَعْضَ مَالِكَ، فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ "، قُلْتُ: فَإِنِّي أُمْسِكُ سَهْمِي الَّذِي بِخَيْبَرَ قَالَ: فَمَا أَنْعَمَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيَّ نِعْمَةً بَعْدَ الْإِسْلَامِ أَعْظَمَ فِي نَفْسِي مِنْ صِدْقِي رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ صَدَقْتُهُ أَنَا وَصَاحِبَايَ، أَنْ لَا نَكُونَ كَذَبْنَا، فَهَلَكْنَا كَمَا هَلَكُوا، إِنِّي (1) لَأَرْجُو أَنْ لَا يَكُونَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ أَبْلَى أَحَدًا فِي الصِّدْقِ، مِثْلَ الَّذِي أَبْلَانِي مَا تَعَمَّدْتُ لِكَذْبَةٍ بَعْدُ، وَإِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَحْفَظَنِي اللهُ فِيمَا بَقِيَ (2)
__________
(1) في (ظ6) : وإني.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن أبا سفيان - وهو محمد بن حميد - من رجال مسلم.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (9744) و (5961) و (16395) ، ومن طريقه أخرجه الترمذي (3102) ، وابن ماجه (1393) ، وأبو عوانة - كما في "إتحاف المهرة" 13/40-، وابن حبان (3370) مختصراً ومطولاً.
وأخرجه أبو داود (2637) ، والنسائي في "الكبرى" (5619) ، وأبو عوانة 4/81، والطبري في "تفسيره" (17449) من طريق محمد بن ثور، عن معمر، به، بتمامه ومختصراً.
وأخرجه البخاري (2950) من طريق هشام، والنسائي في "الكبرى" (8785) من طريق ابن جُريج، كلاهما، عن معمر، به، مختصراً بخروجه يوم الخميس. وقد سلف برقم (15789) .
قال السندي: قوله: مُغْوِثين، من الإغاثة، جاء على ثبوت الواو، وتركها على أصلها، كما في استحوذ، أي: مغيثين، ولو روي بالتشديد من غوَّث بمعنى أغاث، كان وجهاً.
وأنا أيسرُ ما كنت، أي: أغنى ما كنت.
أصغو من الإصغاء، أي: أميل، يريد أنه يذهب إلى البساتين ويجلس فيها=(45/156)
27176 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ مُبَارَكٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، وَيُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ (1) قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سُرَّ اسْتَنَارَ وَجْهُهُ حَتَّى (2) كَأَنَّ وَجْهَهُ شِقَّةُ قَمَرٍ "، فَكُنَّا نَعْرِفُ ذَلِكَ فِيهِ (3)
__________
= لطيب ظلالها وثمارها.
ولِمَ تَقِفُ: كلمة "لم " بكسر اللام وفتح الميم، للاستفهام.
وأقصاك، أي: أبعدك.
(1) قوله: عن كعب بن مالك من (ظ2) و"أطراف المسند" 5/223، وسقط من (ظ6) و (ق) و (م) .
(2) قوله: حتى، ليس في (ظ6) .
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. ابنُ المبارك: هو عبد الله، ومَعْمَر: هو ابن راشد، ويونس: هو ابن يزيد.
وأخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" ص 87-88 من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن ابن كعب بن مالك، عن أبيه، قال ...
وأخرجه أبو الشيخ أيضاً ص 68 من طريق ابن وهب، عن يونس، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب، عن كعب بن مالك، قال ...
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (136) من طريق ابن وهب، عن يونس، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، عن عمه عبيد الله بن كعب، عن كعب بن مالك، قال ...
وأخرجه الحاكم 2/605 من طريق عُقيل، عن الزهري، عن عبد الرحمن ابن كعب، عن كعب بن مالك. وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، وقد أخرجاه ولم يخرجا هذه اللفظة. ووافقه الذهبي.
وأخرجه أبو الشيخ أيضاً ص 88 من طريق ابن إسحاق، عن الزهري، عن عبد الله بن كعب، عن أبيه، قال ... وابن إسحاق لم يصرح بالتحديث.
وقد سلف ضمن الحديث المطول قبله، وبرقم (15789) .(45/157)
27177 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ تَقَاضَى ابْنَ أَبِي حَدْرَدٍ دَيْنًا كَانَ لَهُ عَلَيْهِ فِي عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِدِ، فَارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا حَتَّى سَمِعَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي بَيْتِهِ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمَا حَتَّى كَشَفَ سِجْفَ حُجْرَتِهِ، فَنَادَى: " يَا كَعْبُ بْنَ مَالِكٍ "، فَقَالَ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ، وَأَشَارَ إِلَيْهِ أَنْ ضَعْ مِنْ دَيْنِكَ الشَّطْرَ، قَالَ: قَدْ فَعَلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " قُمْ فَاقْضِهِ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يونس: هو ابن يزيد.
وأخرجه عبد بن حُميد في "المنتخب" (377) ، والبخاري (457) و (2418) و (2710) ، ومسلم (1558) (21) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2014) ، والنسائي في "المجتبى" 8/239، وفي "الكبرى" (5965) ، وابن ماجه (2429) ، والدارمي (2587) ، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 76، والطبراني في "الكبير" 19/ (127) ، والبيهقي 6/63، والخطيب في "تاريخ بغداد" 10/142 من طريق عثمان بن عمر، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (471) و (2710) (تعليقاً) ، ومسلم (1558) (20) ، وأبو داود (3595) ، وابن حبان (5048) ، والطبراني 19/ (128) و (129) ، والبيهقي 6/63-64، والبغوي في "شرح السنة" (2151) من طريقين عن يونس، به.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (5966) من طريق معمر، عن الزهري، أن كعب بن مالك، به، مرسلاً.
وسلف برقم (27173) .
وسلف نحوه برقم (15791) .
وانظر (15766) .(45/158)
27178 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ يَعْنِي ابْنَ الطَّبَاعِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُسَافِرَ لَا (1) يُسَافِرُ إِلَّا يَوْمَ الْخَمِيسِ " (2)
27179 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُصَيْفَةَ (3) ، عَنْ عَمْرِو (4) بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ أَلَمًا فَلْيَضَعْ يَدَهُ حَيْثُ يَجِدُ أَلَمَهُ ثُمَّ لِيَقُلْ سَبْعَ مَرَّاتٍ: أَعُوذُ بِعِزَّةِ اللهِ وَقُدْرَتِهِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ " (5)
__________
(1) في (ظ2) و (ق) و (م) : لم، والمثبت من (ظ6) .
(2) حديث صحيح بغير هذه السياقة، فقد تفرَّد بها ابن لهيعة، وهو سيِّىءُ الحفظ، ومثله لا يحتمل تفرُّده. وبقيةُ رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح.
إسحاق: هو ابن عيسى.
وقد سلف بالسياقة الصحيحة برقم (15781) ، وانظر (15779) .
(3) في (م) و (ظ2) و (ق) : يزيد بن أبي حفصة، وهو خطأ، والمثبت من (ظ6) ، و"أطراف المسند" 5/288.
(4) في (ظ6) : عمر.
(5) صحيح لكن من حديث عثمان بن أبي العاص كما سيأتي، وهذا إسنادٌ ضعيف لضعف أبي مَعْشر، وهو نَجِيحُ بنُ عبد الرحمن السِّندي المدني، وقد أخطأ في إسناد هذا الحديث. هاشم: هو ابنُ القاسم، ويزيدُ بنُ خُصَيْفَة: هو يزيد بن عبد الله بن خُصَيْفَة، وعمرو بن كعب: هو عمرو بن عبد الله بن كعب بن مالك، والمراد بأبيه جدُّه كعب.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (179) من طريق عاصم بن عليّ، وفي=(45/159)
.................................
__________
= "الدعاء" (1134) من طريق يزيد بن هارون، كلاهما عن أبي معشر، عن يزيد بن عبد الله بن خُصَيْفَة، عن ابنِ كعب بن مالك، عن أبيه، به. لم يسميا ابنَ كعب بن مالك، ووقع عند الطبراني في "الكبير": أبو معشر البرَّاء، وهو خطأ.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/114، وقال: رواه أحمد والطبراني، وفيه أبو معشر نَجِيح وقد وُثِّق، على أن جماعة كثيرة ضعَّفوه، وتوثيقه لين، وبقية رجاله ثقات.
والصحيحُ ما رواه مالكُ بنُ أنس - كما سلف برقم (16268) - عن يزيدَ بنِ خُصَيْفَة، فقال: عن عمرو بن عبد الله بن كعب السّلمي أن نافع بن جبير أخبره أن عثمان بن أبي العاص أتى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال عثمان: وبي وجع قد كاد يهلكني، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أمسك بيمينك سبع مرات وقل.... " الحديث. وهذا إسناد صحيح.(45/160)
حَدِيثُ أَبِي رَافِعٍ (1)
27180 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الشَّرِيدِ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْجَارُ أَحَقُّ بِصَقَبِهِ (2) أَوْ سَقَبِهِ " (3)
27181 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مَالِكٍ قَالَ: حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَسْلَفَ مِنْ رَجُلٍ بَكْرًا، فَأَتَتْهُ إِبِلٌ
__________
(1) سلفت ترجمة أبي رافع قبل الحديث (23855) .
(2) في النسخ الخطية: بسقبه أو سقبه، والمثبت من (م) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه بتمامه ومطولاً في سياق قصة الشافعي في "مسنده" 2/165 (بترتيب السندي) ، وفي "اختلاف الحديث" ص 159، وعبد الرزاق (14382) ، والحميدي (552) ، وابن أبي شيبة 7/164-165، والبخاري (6977) ، وأبو داود (3516) ، وابن ماجه (2495) و (2498) ، والنسائي في "المجتبى" 7/320، وفي "الكبرى" (6301) ،، والطحاوي في "شرح معاني الآثار"
4/123، وابن حبان (5180) ، والطبراني في "الكبير" (977) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" 2/240-241، والبيهقي في "السنن الكبرى" 6/105-106، وفي "السنن الصغير" (2140) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (23871) .
قال ابن الأثير: السَّقَبُ، بالسين والصاد في الأصل: القرب، يقال: سقبت الدار وأسقبت، أي: قربت.(45/161)
مِنْ إِبِلِ الصَّدَقَةِ فَقَالَ: " أَعْطُوهُ "، فَقَالُوا: لَا نَجِدُ لَهُ إِلَّا رَبَاعِيًا خِيَارًا، قَالَ: " أَعْطُوهُ، فَإِنَّ خِيَارَ (1) النَّاسِ أَحْسَنُهُمْ قَضَاءً " (2)
27182 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ (3) ، عَنِ ابْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ رَجُلًا مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ عَلَى الصَّدَقَةِ فَقَالَ: أَلَا تَصْحَبُنِي تُصِيبُ؟ قَالَ: قُلْتُ: حَتَّى أَذْكُرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ
__________
(1) في (ظ6) : خير.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بنُ سعيد: هو القطان، ومالك: هو ابنُ أنس، وأبو رافع: هو مولى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وهو عند مالك في "الموطأ" 2/680، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "الأم" 3/103، وفي "مسنده" 2/171 (بترتيب السندي) ، والدارمي (2565) ومسلم (1600) (118) ، وأبو داود (3346) ، والترمذي (1318) ، والنسائي في "المجتبى" 7/291، وفي "الكبرى" (6210) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/59، والطبراني في "الكبير" (913) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" 6/21، وفي "السنن الصغير" (2007) ، وفي "معرفة السنن والآثار" (11595) ، والبغوي في "شرح السنة" (2136) . قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه الطيالسي (971) ، ومسلم (1600) (119) ، وابن ماجه (2285) ، وابن خُزيمة (2332) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/45، والطبراني (914) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" 5/353 من طرق عن زيد بن أسلم، به.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (8897) ، وذكرنا تتمة أحاديث الباب ثَمَّة.
(3) قوله: قال: حدثنا الحكم، سقط من (م) .(45/162)
اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ (1) ، فَقَالَ: " إِنَّا - آلُ مُحَمَّدٍ - لَا تَحِلُّ لَنَا الصَّدَقَةُ، وَإِنَّ مَوْلَى الْقَوْمِ مِنْ أَنْفُسِهِمْ " (2)
27183 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، وَأَبُو النَّضْرِ قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ قَالَ: لَمَّا وَلَدَتْ فَاطِمَةُ حَسَنًا قَالَتْ: أَلَا أَعُقُّ عَنْ ابْنِي بِدَمٍ؟ قَالَ: " لَا، وَلَكِنْ احْلِقِي رَأْسَهُ ثُمَّ َتَصَدَّقِي (3) بِوَزْنِ شَعْرِهِ مِنْ فِضَّةٍ عَلَى الْمَسَاكِينِ أَوِ الْأَوْفَاضِ " (4) ، وَكَانَ الْأَوْفَاضُ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُحْتَاجِينَ فِي الْمَسْجِدِ، أَوْ فِي الصُّفَّةِ، وَقَالَ أَبُو النَّضْرِ: " مِنَ الْوَرِقِ عَلَى الْأَوْفَاضِ ـ يَعْنِي أَهْلَ الصُّفَّةِ ـ أَوْ عَلَى الْمَسَاكِينِ " فَفَعَلْتُ ذَلِكَ، قَالَتْ: فَلَمَّا وَلَدْتُ حُسَيْنًا فَعَلْتُ مِثْلَ ذَلِكَ (5)
__________
(1) قوله: له، ليس في (م) ، وفي (ظ6) : فذكرت ذلك لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (23872) ، غير أن شيخ أحمد هنا هو يحيى بنُ سعيد القطان.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 5/107، وفي "الكبرى" (2394) ، وابنُ حِبّان (3293) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
(3) في (م) : وتصدقي.
(4) في (م) : والأوفاض.
(5) إسناده ضعيف لضعف عبدِ الله بن محمد بن عَقِيل، وشريك - وإن كان سيِّىءَ الحفظ - تابعه عُبيدُ الله بنُ عمرو الرَّقِّي في الرواية (27196) ، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله، وأبو النَّضْر: هو هاشم ابنُ القاسم.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 8/235، والطبراني في "الكبير" (917) ، والبيهقي=(45/163)
27184 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُخَوَّلِ بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ رَجُلٍ،
__________
=في "السنن " 8/304 من طرق عن شريك، به.
وأخرجه الطبراني (918) ، والبيهقي 9/304 من طريق سعيد بن سلمة ابن أبي الحسام، عن عبد الله بن محمد بن عَقِيل، به.
قال البيهقي: تفرَّد به ابنُ عَقِيل، وهو، إن صحَّ، فكأنه أراد أن يتولَّى العقيقةَ عنهما بنفسه، كما رويناه، فأمرَها بغيرها، وهو التصدُّق بوزن شعرهما من الوَرِق، وبالله التوفيق.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/57، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، وهو حديث حسن.
قلنا: وقد روى البزار (1235) (زوائد) ، وأبو يعلى (2945) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1038) ، وابن حبان (5309) ، والبيهقي 9/299 عن أنس، قال: عقَّ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن حسن وحسين بكبشين.
وروى أبو يعلى (4521) ، وابن حبان (5311) ، والحاكم 4/237، والبيهقي 9/299-300 عن عائشة، قالت: عقَّ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن حسن وحسين يوم السابع، وسماهما، وأمر أن يُماط عن رأسه الأذى.
وروى أبو يعلى أيضاً (1933) عن جابر أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عقَّ عن الحسن
والحسين.
وعن بُريدة أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عقَّ عن الحسن والحسين، سلف برقم (23001) .
وفي باب حلق رأس المولود عن سمرة أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "كل غلامٍ رهين
بعقيقته، تُذبح عنه يومَ السابع، ويُحلَقُ رأسُه، ويُسمى"، سلف برقم (20133) .
وفي باب العقيقة: عن سمرة بن جندب، سلف برقم (20083) .
وسيرد برقم (27196) .
قال السندي: قوله: "أو الأوفاض"، قيل: هم الفرق والأخلاط من الناس، وقد جاءت العقيقة عنهما، فلعله قصد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أولاً الاقتصار على ذلك لعدم تيسُّر الثمن، ثم حين تيسّر عقَّ، والله أعلم.(45/164)
عَنْ أَبِي رَافِعٍ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُصَلِّيَ الرَّجُلُ وَشَعْرُهُ مَعْقُوصٌ " (1)
27185 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرٌو، أَنَّ بُكَيْرًا حَدَّثَهُ، أَنَّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي (2) رَافِعٍ حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ أَنَّهُ قَالَ: كُنْتُ فِي بَعْثٍ مَرَّةً فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اذْهَبْ فَائْتِنِي بِمَيْمُونَةَ "، فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ، إِنِّي فِي الْبَعْثِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَسْتَ تُحِبُّ مَا أُحِبُّ؟ "، قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " اذْهَبْ فَائْتِنِي بِهَا "، فَذَهَبْتُ فَجِئْتُهُ بِهَا (3)
__________
(1) صحيح لغيره، وهو مكرر (23856) ، غير أن شيخ الإمام أحمد هنا هو وكيع بن الجراح.
قال السندي: قوله: معقوص، أي: مجموع حول رأسه، بل ينبغي أن يرسل الشَّعر، ليسجد الله تعالى.
(2) لفظ: (أبي) ، ليس في (ظ2) ولا (ق) ولا (م) ، والمثبت من (ظ6) و"أطراف المسند".
(3) إسناده صحيح إن صحَّ سماع الحسن بن علي بن أبي رافع من جدَّه أبي رافع، فقد ذكر المِزِّي أنه يقال: عن أبيه، عن جده. ابن وَهْب: هو عبد الله، وعَمرو: هو ابنُ الحارث المصري، وبُكير: هو ابن عبد الله بن الأشجّ.
وأخرجه سعيد بنُ منصور في "سننه" (2490) ، وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/297، وابن خزيمة (2528) عن أحمد بن عبد الرحمن بن =(45/165)
27186 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ (1) بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَذَّنَ فِي أُذُنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ حِينَ وَلَدَتْهُ فَاطِمَةُ " (2)
27187 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمَّتِهِ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: طَافَ عَلَى نِسَائِهِ فِي لَيْلَةٍ (3) فَاغْتَسَلَ عِنْدَ كُلِّ امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ غُسْلًا، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَوْ اغْتَسَلْتَ غُسْلًا وَاحِدًا؟، فَقَالَ: " هَذَا أَطْهَرُ وَأَطْيَبُ (4) " (5)
__________
= وهب، كلاهما (سعيد بن منصور وأحمد بن عبد الرحمن) عن عبد الله بن وهب، به. وقرن البخاري بأحمد بن عبد الرحمن يحيى بنَ سليمان.
وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 9/249، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح، غير الحسن بن علي بن أبي رافع، وهو ثقة.
(1) في (ظ2) و (ق) و (م) : عبد الله، وهو خطأ، والمثبت من (ظ6) و"أطراف المسند" 6/218.
(2) إسناده ضعيف، وهو مكرر (23869) ، غير أن شيخ أحمد هنا هو وكيع بن الجرَّاح.
(3) قوله: في ليلة، لين في (ظ6) .
(4) في (ظ2) و (ق) : وأطيب منه.
(5) إسناده ضعيف على نكارة في متنه، وهو مكرر (23862) غير أن شيخ أحمد هنا هو يزيد بن هارون.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/147 عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.(45/166)
27188 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَحْلَاءَ، حَدَّثَنَا أَبُو الرِّجَالِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ قَالَ: " أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أَقْتُلَ الْكِلَابَ "، فَخَرَجْتُ أَقْتُلُهَا لَا أَرَى كَلْبًا إِلَّا قَتَلْتُهُ، فَإِذَا كَلْبٌ يَدُورُ بِبَيْتٍ فَذَهَبْتُ لِأَقْتُلَهُ (1) ، فَنَادَانِي إِنْسَانٌ مِنْ جَوْفِ الْبَيْتِ: يَا عَبْدَ اللهِ، مَا تُرِيدُ أَنْ تَصْنَعَ؟ قَالَ: قُلْتُ: أُرِيدُ أَنْ أَقْتُلَ هَذَا الْكَلْبَ، فَقَالَتْ: إِنِّي امْرَأَةٌ مُضَيَّعَةٌ (2) ، وَإِنَّ هَذَا الْكَلْبَ يَطْرُدُ عَنِّي السَّبُعَ وَيُؤْذِنُنِي بِالْجَائِي، فَائْتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاذْكُرْ ذَلِكَ لَهُ، قَالَ: فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ فَأَمَرَنِي بِقَتْلِهِ (3)
27189 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ
__________
(1) في (ظ6) : أقتله.
(2) في (ظ2) و (ق) : بمضيعة.
(3) إسناده صحيح إن ثبت سماع سالم بن عبد الله - وهو ابن عمر- من أبي رافع. ورجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير يعقوب بن محمد بن طَحْلاء، فمن رجال مسلم، أبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو العَقَدي، وأبو الرِّجال: هو محمد بن عبد الرحمن الأنصاري.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4668) ، وفي "شرح معاني الآثار" 4/53-54 من طريق أبي عامر العقدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4668) ، وفي "شرح معاني الآثار" 4/54، والطبراني في "الكبير" (927) من طريقين عن يعقوب بن محمد بن طحلاء، به.
وسلف نحوه برقم (23865) .(45/167)
عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ " كَانَ إِذَا سَمِعَ الْمُؤَذِّنَ قَالَ مِثْلَ مَا يَقُولُ، فَإِذَا قَالَ: حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، قَالَ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ " (1)
27190 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا ضَحَّى اشْتَرَى كَبْشَيْنِ سَمِينَيْنِ أَقْرَنَيْنِ أَمْلَحَيْنِ، فَإِذَا صَلَّى وَخَطَبَ النَّاسَ أَتَى بِأَحَدِهِمَا وَهُوَ قَائِمٌ فِي مُصَلَّاهُ فَذَبَحَهُ بِنَفْسِهِ بِالْمُدْيَةِ، ثُمَّ يَقُولُ: " اللهُمَّ هَذَا (2) عَنْ أُمَّتِي جَمِيعًا مِمَّنْ شَهِدَ لَكَ بِالتَّوْحِيدِ وَشَهِدَ لِي بِالْبَلَاغِ "، ثُمَّ يُؤْتَى بِالْآخَرِ فَيَذْبَحُهُ بِنَفْسِهِ وَيَقُولُ: " هَذَا عَنْ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ "، فَيُطْعِمُهُمَا جَمِيعًا الْمَسَاكِينَ وَيَأْكُلُ هُوَ وَأَهْلُهُ مِنْهُمَا، فَمَكَثْنَا سِنِينَ لَيْسَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ يُضَحِّي قَدْ كَفَاهُ اللهُ الْمَئُونَةَ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْغُرْمَ، (3)
__________
(1) حديث صحيح لغيره، وهو مكرر (23866) غير شيخ أحمد، فهو هنا يحيى بن آدم، وزاد في إسناده: "عن أبيه "، بين علي بن حسين وأبي رافع، وإسناده ضعيف سلف الكلام عليه هناك.
(2) في (م) : اللهم أن هذا.
(3) إسناده ضعيف لانقطاعه، علي بن الحسين لم يدرك أبا رافع، ولضعف عبد الله بن محمد: وهو ابن عقيل بن أبي طالب، وقد اضطرب فيه كما بينا =(45/168)
27191 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو (1) ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ وَمَعْنَاهُ (2)
27192 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ (3) ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ، عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْبُوذٌ، رَجُلٌ مِنْ آلِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ الْفَضْلِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا صَلَّى الْعَصْرَ
__________
= ذلك في مسند عائشة عند الرواية (25046) . أبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو العقدي، وزهير: هو ابن محمد التميمي.
وأخرجه البزار (1208) "زوائد"، والحاكم 2/391 من طريق أبي عامر، بهذا الإسناد. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، فتعقَّبه الذهبي بقوله: زهير ذو مناكير، وابن عقيل ليس بالقوي، وتحرف زهير في كلام الذهبي في المطبوع إلى سهيل.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (923) من طريق أبي حذيفة، عن زهير بن محمد، به.
وسلف برقم (23860) .
وانظر ما بعده.
(1) في (ظ2) و (ق) و (م) : عمر، وهو خطأ.
(2) إسناده ضعيف، كما ذكرنا في الرواية السابقة.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/177، والطبراني في "الكبير" (922) ، من طرف عن عبيد الله بن عَمرو الرقي، بهذا الإسناد.
(3) في "أطراف المسند" 6/220، و"إتحاف المهرة" 14/248: معاوية ابن عمرو، وهو الأشبه، فإنه قد روي في مصادر الحديث من طريقه، ولم يُرو من طريق أبي معاوية (وهو محمد بن خازم) ، ثم أنه لم يُذكر لأبي معاوية رواية عن أبي إسحاق الفزاري.(45/169)
رُبَّمَا ذَهَبَ إِلَى بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ فَيَتَحَدَّثُ مَعَهُمْ (1) حَتَّى يَنْحَدِرَ لِلْمَغْرِبِ، قَالَ: فَقَالَ أَبُو رَافِعٍ: فَبَيْنَا (2) رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُسْرِعًا إِلَى الْمَغْرِبِ إِذْ مَرَّ بِالْبَقِيعِ فَقَالَ: " أُفٍّ لَكَ، أُفٍّ لَكَ "، مَرَّتَيْنِ، فَكَبُرَ (3) فِي ذَرْعِي، وَتَأَخَّرْتُ وَظَنَنْتُ أَنَّهُ يُرِيدُنِي، فَقَالَ: " مَا لَكَ؟ امْشِ "، قَالَ: قُلْتُ: أَحْدَثْتُ حَدَثًا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " وَمَا ذَاكَ؟ "، قُلْتُ: أَفَّفْتَ بِي، قَالَ: " لَا، وَلَكِنَّ هَذَا قَبْرُ فُلَانٍ بَعَثْتُهُ سَاعِيًا عَلَى بَنِي فُلَانٍ، فَغَلَّ نَمِرَةً فَدُرِّعَ الْآنَ مِثْلَهَا مِنْ نَارٍ "، (4)
__________
(1) قوله: معهم، ليس في (م) .
(2) في (ظ6) : فبينما.
(3) في (ظ6) : فكسر لي ذَرْعي، وقد ذكر السندي في حاشيته على "المجتبى" 2/115 أنه يُروى كذلك وقال: أي: ثبطني عما أردته، والحاصل أنه ظن أن الخطاب معه، فثقل عليه.
(4) إسناده ضعيف لجهالة حال مَنْبوذ، فقد تفرَّد بالرواية عنه اثنان، ولم يؤثر توثيقه عن أحد، ثم إنَّ في سماع الفضل بن عُبيد الله بن أبي رافع عن جده أبي رافع نظراً، فقد جعله الحافظ في "التقريب" من الطبقة السابعة، وهي طبقة كبار أتباع التابعين، وليس لهم رواية عن الصحابة. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو إسحاق الفزاري: هو إبراهيم بن محمد بن الحارث، وابن جُريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز.
وهو في "السير" لأبي إسحاق الفزاري (393) .
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 2/115-116، والطبراني في "الكبير" (962) ، والمِزِّي في "تهذيبه " 23/234-235 في ترجمة الفضل بن عبيد الله من طريق معاوية بن عمرو، به. =(45/170)
27193 - حَدَّثَنَا هَارُونُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ مَنْبُوذٍ رَجُلٍ مِنْ آلِ أَبِي رَافِعٍ، أَخْبَرَهُ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، فَذَكَرَهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: فَكَسَرَ (1) ذَلِكَ فِي ذَرْعِي، وَقَالَ: قُلْتُ: أَحْدَثْتُ حَدَثًا؟ قَالَ: " وَمَا ذَاكَ؟ "، قَالَ: قُلْتُ: أَفَّفْتَ (2)
27194 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ،
__________
= وأخرجه البزار (1735) (زوائد) عن غسان بن عُبيد الله الراسبي، عن يوسف بن نافع بن عبد الله بن نافع، عن عبد الرحمن بن أبي المَوَال، عن عُبيد الله بن أبي رافع، يعني عن أبيه، قال: خرجتُ مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وانتهيتُ إلى بقيع الغَرْقد، فالتفتَ إليَّ، فقال: "هل تسمع الذي أسمعُ؟ " فقلت: بأبي وأمي، لا يا رسول الله، قال: "هذا فلان بن فلان يُعذَّب في قبره في شملةٍ
اغتلَّها يومَ خيبر" وفي إسناده من لم نعرفهم.
وسيرد بالحديث بعده.
وفي باب الغُلول: عن زيد بن خالد الجُهَني، سلف برقم (17031) ، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.
(1) في (م) فَكَبُرَ، ولم يرد هذا الحديث في (ظ6) ، وانظر الإشارة إلى هذه اللفظة في الحديث قبله.
(2) إسناده ضعيف كسابقه، هارون: هو ابن معروف، وابنُ وَهْب: هو عبد الله.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 2/115، وفي "الكبرى" (935) عن عمرو ابن سوَّاد، وابن خزيمة (2337) عن عيسى بن إبراهيم الغافقي، كلاهما عن ابن وَهْب، به.
وسلف بالحديث قبله.(45/171)
عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَذَّنَ فِي أُذُنِ الْحَسَنِ يَوْمَ وَلَدَتْهُ بِالصَّلَاةِ " (1)
27195 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ يَعْنِي الرَّازِيَّ، عَنْ شُرَحْبِيلَ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أُهْدِيَتْ لَهُ شَاةٌ فَجَعَلَهَا فِي الْقِدْرِ، فَدَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " مَا هَذَا يَا أَبَا رَافِعٍ؟ "، فَقَالَ: شَاةٌ أُهْدِيَتْ لَنَا يَا رَسُولَ اللهِ، فَطَبَخْتُهَا فِي الْقِدْرِ، فَقَالَ: " نَاوِلْنِي الذِّرَاعَ يَا أَبَا رَافِعٍ "، فَنَاوَلْتُهُ الذِّرَاعَ (2) ثُمَّ قَالَ: " نَاوِلْنِي الذِّرَاعَ الْآخَرَ "، فَنَاوَلْتُهُ الذِّرَاعَ الْآخَرَ، ثُمَّ قَالَ: " نَاوِلْنِي الذِّرَاعَ الْآخَرَ "، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّمَا لِلشَّاةِ ذِرَاعَانِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَا إِنَّكَ لَوْ سَكَتَّ لَنَاوَلْتَنِي ذِرَاعًا، فَذِرَاعًا مَا سَكَتَّ "، ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ فَمَضْمَضَ فَاهُ وَغَسَلَ أَطْرَافَ أَصَابِعِهِ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى، ثُمَّ عَادَ إِلَيْهِمْ فَوَجَدَ عِنْدَهُمْ لَحْمًا بَارِدًا فَأَكَلَ، ثُمَّ دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَصَلَّى وَلَمْ يَمَسَّ مَاءً (3)
__________
(1) إسناده ضعيف، وهو مكرر (23869) ، إلا أن الإمام أحمد رواه هنا عن يحيى بن سعيد القطان وحده.
(2) قوله: الذراع، ليس في (ظ6) .
(3) حسن لغيره في قصة مناولة الذراع، وهذا إسناد ضعيف لضعف شُرَحْبيل بن سعد، وأبو جعفر الرَّازي مختلف فيه، وقد اختلف عنه في هذا الإسناد:
فرواه خَلَف بن الوليد - كما في هذه الرواية - عن أبي جعفر الرازي، بهذا الإسناد. قال الدارقطني في "العلل" 7/20: وهو أشبه بالصواب. =(45/172)
27196 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ قَالَ: فَسَأَلْتُ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ فَحَدَّثَنِي، عَنْ أَبِي رَافِعٍ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ لَمَّا وُلِدَ أَرَادَتْ أُمُّهُ (1) فَاطِمَةُ (2) أَنْ تَعُقَّ عَنْهُ بِكَبْشَيْنِ، فَقَالَ: " لَا تَعُقِّي عَنْهُ، وَلَكِنْ احْلِقِي شَعْرَ رَأْسِهِ، ثُمَّ تَصَدَّقِي بِوَزْنِهِ مِنَ الْوَرِقِ فِي سَبِيلِ اللهِ "، ثُمَّ وُلِدَ حُسَيْنٌ بَعْدَ ذَلِكَ فَصَنَعَتْ مِثْلَ ذَلِكَ (3)
27197 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، وَيُونُسُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَطَرٌ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ،
__________
= وخالفه سلمة بن الفضل، فرواه - فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 7/20- عن أبي جعفر الرازي، عن داود بن أبي هند، عن شُرَحْبيل بن سعد، به.
أدخل داود بن أبي هند بين أبي جعفر وشرحبيل.
وأخرجه ابن حبان (1149) و (5244) ، والطبراني في "الكبير" (986) من طريق زيد بن أبي أنيسة، والطبراني (983) و (984) و (985) من طرق عن أبي خالد الدالاني وسماك بن حرب وسليمان بن أبي داود (على التوالي) ، أربعتهم عن شرحبيل بن سعد، به، مختصراً.
ولقصة مناولة الذراع شاهد ذكرناه في الرواية السالفة برقم (23859) .
(1) قوله: أمه، ليس في (ظ2) و (ق) .
(2) قوله: فاطمة، ليس في (ظ6) .
(3) إسناده ضعيف لضعف عبد الله بن محمد بن عَقِيل، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عُبيد الله بن عَمرو: هو الرَّقِّي.
وسلف برقم (27183) .(45/173)
عَنْ أَبِي رَافِعٍ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ حَلَالًا وَبَنَى بِهَا، حَلَالًا "، وَكُنْتُ الرَّسُولَ بَيْنَهُمَا (1)
__________
(1) حديث حسن، مطر - وهو ابن طهمان الوراق - مختلف فيه، وهو حسن الحديث، وقد اختُلف على ربيعةَ بن أبي عبد الرحمن في وصله وإرساله:
فرواه حمَّاد بنُ زَيد، عن مطر - كما في هذه الرواية، وهو عند الدارمي (1825) ، والترمذي (841) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (461) والنسائي في "الكبرى" (5402) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/270، وفي "شرح مشكل الآثار" (580) ، وابن حبان (4130) و (4135) ، والطبراني في "الكبير" (915) ، والدارقطني في "السنن" 3/262، وأبي نعيم في "الحلية" 3/264، والبيهقي في "السنن الكبرى" 5/66 و7/211، وفي "دلائل النبوة"
4/336، وابن عبد البر في "التمهيد" 3/152، والبغوي في "شرح السنة" (1982) -فقال: عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن سليمان بن يسار، عن أبي رافع مولى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مرفوعاً.
قال الترمذي: هذا حديث حسن، ولا نعلم أحداً أسنده غير حماد بن زيد، عن مطر الوراق، عن ربيعة.
قلنا: تابع حماداً في إسناده داودُ بنُ الزِّبْرِقان، كما عند الدارقطني في "السنن" 3/262-263، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 2/79.
ورواه مالك في "الموطأ" 1/348، ومن طريقه ابن سعد في "الطبقات" 8/133، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/270، وفي "شرح مشكل الآثار" (5801) ، وأنس بن عياض، كما عند ابن سعد 8/133، كلاهما عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن سليمان بن يسار مرسلاً.
ورواه بشر بن السَّرِيّ، وهو من أصحاب مالك، كما عند الدارقطني في "العلل" 7/13-14 عن مالك، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن سُليمان بن يسار، عن أبي رافع. =(45/174)
27198 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْفُضَيْلُ يَعْنِي ابْنَ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي يَحْيَى، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ مَوْلَى بَنِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ: " إِنَّهُ سَيَكُونُ بَيْنَكَ وَبَيْنَ عَائِشَةَ أَمْرٌ "، قَالَ: أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " نَعَمْ "، قَالَ: أَنَا (1) ؟ قَالَ: " نَعَمْ "، قَالَ: فَأَنَا أَشْقَاهُمْ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " لَا، وَلَكِنْ إِذَا كَانَ ذَلِكَ فَارْدُدْهَا إِلَى مَأْمَنِهَا " (2)
__________
= ورجَّح الدارقطني رفعه، فقال في مطر وبشر وقد رفعاه: هما ثقتان، ورجَّح ابن عبد البر رواية مالك المرسلة، كما بيّن ذلك في "التمهيد" 3/151.
وله شاهد من حديث يزيد بن الأصم عن ميمونة أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تزوَّجها حلالاً، وبَنَى بها حَلالاً، وقد سلف برقم (26828) ، وإسناده صحيح.
ويعضُده حديث عثمان عند مسلم (1409) "لا يَنْكِحُ المحرم ولا يُنكِحُ ... ".
ويعارضُه حديثُ ابن عباس عند البخاري (5114) ، وقد سلف (2565) وفيه: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تزوَّج ميمونة بِسَرفٍ وهو محرم.
وانظر التوفيق بين هذه الأحاديث عند الحافظ في "فتح الباري" 9/165-166.
(1) في (ظ6) : أنا يا رسول الله؟
(2) إسناده ضعيف، الفُضَيْل بن سليمان النُّمَيري عنده مناكير، وهذه منها.
وقد اضطرب في إسناده كما سيرد، وأبو أسماء مولى بني جعفر روى عنه جمع، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان والعجلي، وانفرد به كذلك، وهو من رجال "التعجيل".
واضطرب في إسناده الفضيلُ بن سليمان:
فرواه حسين بن محمد المرُّوذي - كما في هذه الرواية، وفيما أخرجه=(45/175)
.................................
__________
= الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5613) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1419) - والحسن بن قَزَعة - فيما أخرجه البزار (3272) "زوائد"، والطبراني في "الكبير" (995) - كلاهما عن الفُضيل بن سليمان، بهذا الإسناد.
ورواه محمد بن أبي بكر المقدَّمي - فيما أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5612) - عن الفضيل بن سليمان، عن محمد بن أبي يحيى، عن أبي أسماء، عن أبي جعفر، عن أبي رافع، به. أدخل أبا جعفر بين أبي أسماء وأبي رافع.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/234، وقال رواه أحمد والبزار والطبراني، ورجاله ثقات!(45/176)
حَدِيثُ أُهْبَانَ بْنِ صَيْفِيٍّ (1)
27199 - حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِى ابْنَ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الْكَبِيرِ بْنِ الْحَكَمِ الْغِفَارِيِّ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ عُدَيْسَةَ، عَنْ أَبِيهَا، جَاءَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَقَامَ عَلَى الْبَابِ فَقَالَ: أَثَمَّ أَبُو مُسْلِمٍ، قِيلَ: نَعَمْ، قَالَ: يَا أَبَا مُسْلِمٍ، مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَأْخُذَ نَصِيبَكَ مِنْ هَذَا الْأَمْرِ وَتُخِفْ فِيهِ؟ قَالَ: يَمْنَعُنِي مِنْ ذَلِكَ عَهْدٌ عَهِدَهُ إِلَيَّ خَلِيلِي وَابْنُ عَمِّكَ، " عَهِدَ إِلَيَّ أَنْ إِذَا كَانَتِ الْفِتْنَةُ أَنْ أَتَّخِذَ سَيْفًا مِنْ خَشَبٍ "، وَقَدْ اتَّخَذْتُهُ وَهُوَ ذَاكَ مُعَلَّقٌ (2)
__________
(1) أهبان بن صيفي، ويقال: وهبان، يكنى أبا مسلم. قاله الحافظ في "الإصابة".
(2) حسن بطرقه وشواهده، عبد الكبير بن الحكم الغفاري - وهو من رجال "التعجيل"، وإن لم يذكروا في الرواة عنه سوى اثنين، ولم يُوثَر توثيقُه عن غير ابنِ حبان - قد تُوبع، وعُدَيسة: إنما تروي عن أبيها، وقد روى عنها جمع، وبقية رجاله ثقات. عبد الله بنُ عُبيد: هو الحِمْيَري البصريّ، وهو ثقة، وقد سلف الكلام عليه في الرواية (20670) .
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 1/162 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وتحرَّف اسم عبد الكبير في المطبوع منه إلى: عبد الكريم.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (867) من طريق محمد بن سليمان لُوَيْن، عن حمَّاد بنِ زَيْد، عن عبد الكبير، به. ولم يذكر فيه عبد الله بن عبيد.
وقد أشرنا إلى شواهده التي يحسن بها في الرواية (20670) .(45/177)
27200 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ (1) ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْخٌ يُقَالُ لَهُ: أَبُو عَمْرٍو، عَنْ ابْنَةٍ لِأُهْبَانَ بْنِ صَيْفِيٍّ، عَنْ أَبِيهَا - وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ - أَنَّ عَلِيًّا لَمَّا قَدِمَ الْبَصْرَةَ بَعَثَ إِلَيْهِ فَقَالَ: مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَتْبَعَنِي؟ فَقَالَ: أَوْصَانِي خَلِيلِي، وَابْنُ عَمِّكَ فَقَالَ: " إِنَّهُ سَيَكُونُ فُرْقَةٌ (2) وَاخْتِلَافٌ، فَاكْسِرْ سَيْفَكَ وَاتَّخِذْ سَيْفًا مِنْ خَشَبٍ، وَاقْعُدْ فِي بَيْتِكَ حَتَّى تَأْتِيَكَ يَدٌ خَاطِئَةٌ أَوْ مَنِيَّةٌ قَاضِيَةٌ "، فَفَعَلْتُ مَا أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِنْ اسْتَطَعْتَ يَا عَلِيُّ أَنْ لَا تَكُونَ تِلْكَ الْيَدَ الْخَاطِئَةَ، فَافْعَلْ، (3)
27201 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الْقَسْمَلِيِّ، عَنْ ابْنَةِ (4) أُهْبَانَ بْنِ صَيْفِيِّ، أَنَّ عَلِيًّا أَتَى أُهْبَانَ فَقَالَ: مَا يَمْنَعُكَ مِنَ اتِّبَاعِي؟ فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (5)
__________
(1) في (ظ2) و (ق) و (م) : مؤيد، وهو خطأ، والمثبت من (ظ6) و"أطراف المسند" 1/569.
(2) في (ظ6) : ستكون فتنة.
(3) حسن بطرقه وشواهده، وهو مكرر (20671) ، غير أن شيخ أحمد هنا هو مؤمَّل بن إسماعيل، وهو ضعيف.
(4) تحرف في (ظ2) و (ق) و (م) إلى: عن أبيه.
(5) حسن بطرقه وشواهده، وهو مكرر (20671) ، غير أن شيخ أحمد هنا هو أسود بن عامر شاذان.(45/178)
حَدِيثُ قَارِبٍ (1)
27202 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنِ ابْنِ قَارِبٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ "، قَالَ رَجُلٌ: وَالْمُقَصِّرِينَ؟ قَالَ فِي الرَّابِعَةِ: " وَالْمُقَصِّرِينَ "، يُقَلِّلُهُ سُفْيَانُ بِيَدِهِ، قَالَ سُفْيَانُ: وَقَالَ فِي تِيكَ كَأَنَّهُ يُوَسِّعُ يَدَهُ (2)
__________
(1) قال السندي: قارب: هو ابن الأسود، ثقفي له صحبة، قدم على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبل أن يقدم وفد ثقيف، فأسلم.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد اختُلف فيه على سفيانَ بنِ عيينة:
فرواه أحمد -كما في هذه الرواية- عنه، عن إبراهيم بن ميسرة، وقال: عن ابن قارب، عن أبيه، قال: سمعتُ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ...
ورواه ابنُ أبي شيبة - كما في "مصنفه" ص 215 (نشرة العمروي) - عنه، عن إبراهيم بن ميسرة، وقال: عن وهب بن عبد الله، أُراه عن أبيه، قال: كنتُ مع أبي، فرأيتُ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ َسَلَّمَ ...
ورواه ابن أبي شيبة كذلك - فيما أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1593) - وأحمد بنُ عبدة - فيما أخرجه البزار (1135) (زوائد) - وإبراهيم بن بشار- فيما أخرجه ابن قانع في "معجمه" 2/86- ثلاثتهم عنه، عن إبراهيم بن ميسرة، عن رجل من ثقيف يقال له: وهب بن عبد الله بن قارب أو مارب، عن أبيه، به.
ورواه الحميدي كما في "مسنده" (931) -ومن طريقه ابن قانع 2/86 و365- عنه، عن إبراهيم بن ميسرة، وقال: عن وهب بن عبد الله بن قارب - أو مارب - عن أبيه، عن جده، قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حجة الوداع=(45/179)
.................................
__________
= يقول: "يرحم الله المحلَّقين"، وأشار بيده هكذا - ومَدَّ الحميدي يمينه - قالوا: يا رسول الله، والمقصِّرين، فقال: "يرحم الله المحلِّقين "، قالوا: يا رسول الله، والمقصِّرين، فقال: "يرحم الله المحلِّقين"، قالوا: يا رسول الله، والمقصِّرين، فقال: "والمقصِّرين". وأشار الحميدي بيده، فلم يَمُدَّ مثل الأول، قال سفيان: وجدت في كتابي: عن إبراهيم بن ميسرة، عن وهب بن عبد الله بن مارب،
وحفظي: قارب، والناس يقولون: قارب، كما حفظتُ، فأنا أقول: قارب أو مارب.
ورواه علي ابن المديني - فيما أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/196- عنه، عن إبراهيم بن مَيْسرة، وقال: عن وهب بن عبد الله، عن أبيه، عن جده، قال: سمعتُ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "رحم الله المحلِّقين"، قال سفيان بيده بعدها من صدره، وخفض بها صوته، وقال: "والمقصرين "، قال في الثالثة أو الرابعة، وضمَّ سفيان يده إلى صدره، وخفضَ بها صوتَه. قال سفيان: وجدت عندي: وهب بن عبد الله بن مارب، فقالوا لي: هذا ابن قارب. قلت لسفيان: عن أبيه، عن جده؟ قال: نعم.
وحدثناه مرة أخرى: عن إبراهيم، عن وهب بن عبد الله، عن أبيه، سمع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... نحوه، وعن إبراهيم، عن وهب بن عبد الله بن قارب، عن أبيه، قال: كنت مع أبي، فرأيتُ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول. وإنما أخذ "قارب" عن الناس.
قال الحافظ في "أطراف المسند" 5/196، وفي "إتحاف المهرة" 12/686: هذا الحديث، كان سفيان بن عُيينة يحدِّثُ به عن إبراهيم على وجهين: تارةً يقول: عن وهب بن عبد الله بن قارب، عن أبيه، قال: كنتُ مع أبي، فسمعتُ رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... وتارةً يقول: عن وهب بن عبد الله بن قارب، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وفي الجملة هما صحابيان: قارب، وابنه عبد الله. وهذا السِّياق يقتضي أن يكون الحديث لعبد الله، لا لأبيه، فإن إبراهيم إنما روى عن وَهْب بن عبد الله بن قارب، فكأنه لما أبهمه نسبه إلى جده، ثم قال: عن أبيه، فأبوه: عبد الله بن قارب، وقد ثبت سماعه=(45/180)
.................................
__________
= من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فينبغي أن يحول هذا إلى العبادلة. ونقل الحافظ في "الإصابة"
3/220 عن أبي نعيم أن الصواب: عن إبراهيم، عن وهب، عن أبيه.
قلنا: ووهب بن عبد الله بن قارب، قال ابن حبان: له صحبة، وتعقبه أبو نعيم - فيما نقله الحافظ في "الإصابة" 3/642- بقوله: الصحبة والرواية لقارب وولده عبد الله، وأما وهب، فإنما روى عن أبيه، قال: حججتُ مع أبي ...
وقد ترجم له البخاري في "التاريخ الكبير" 8/165، وابن أبي حاتم 9/22، وقد ذكرا في الرواة عنه: إبراهيم، ثم إنهما لم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً.
لكن ابن حبان ذكره في "الثقات" 3/427 في الصحابة، فقال: وهب بن عبد الله بن قارب بن الأسود بن مسعود ... له صحبة، ثم ذكره في التابعين 7/556. قلنا: وعبد الله بن قارب وأبوه صحابيان.
وأورد الحديث الهيثمي في "المجمع" 3/262، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير" والبزار، وإسناده حسن. قلنا: ولم نجده في مطبوع الطبراني.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7158) ، وإسناده صحيح، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.(45/181)
حَدِيثُ الْأَقْرَعِ بْنِ حَابِسٍ (1)
27203 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ الْأَقْرَعِ بْنِ حَابِسٍ، أَنَّهُ نَادَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ فَقَالَ: " يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ حَمْدِي زَيْنٌ، وَإِنَّ ذَمِّي شَيْنٌ (2) ، فَقَالَ: ذَاكُمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ "، كَمَا حَدَّثَ أَبُو سَلَمَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، (3)
27204 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ الْأَقْرَعِ (4) ، وَقَالَ مَرَّةً: إِنَّ الْأَقْرَعَ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ (5)
__________
(1) سلفت ترجمة الأقرع بن حابس قبل الحديث (15991) .
(2) في (ظ6) : لَشَيْن.
(3) إسناده ضعيف، وهو مكرر (15991) سنداً ومتناً.
(4) في (م) : الأقرع بن حابس.
(5) إسناده ضعيف، وهو مكرر ما قبله، إلا أن شيخ أحمد هنا هو عبد الأعلى بن حماد، وهو ثقة، روى له الشيخان.(45/182)
حَدِيثُ ابْنِ صُرَدٍ (1)
27205 - حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدٍ، سَمِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلَيْنِ وَهُمَا يَتَقَاوَلَانِ، وَأَحَدُهُمَا قَدْ غَضِبَ وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ وَهُوَ يَقُولُ: فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي لَأَعْلَمُ كَلِمَةً لَوْ قَالَهَا ذَهَبَ عَنْهُ الشَّيْطَانُ "، قَالَ: فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: قُلْ أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (2) ، قَالَ: هَلْ تَرَى بَأْسًا؟ قَالَ: مَا زَادَهُ عَلَى ذَلِكَ (3)
__________
(1) سلفت ترجمة سليمان بن صرد قبل الحديث (18308) .
(2) كلمة "الرجيم " ليست في (ظ6) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/349- 350، والبخاري (6048) ، وفي "الأدب المفرد" (434) ، ومسلم (2610) (110) ، والنسائي في "الكبرى" (10224) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (392) - وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2349) ، وأبو عوانة كما في "إتحاف المهرة" 6/7، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/288، والطبراني في "الكبير" (6489) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 2/450 من طريق حفص بن غياث، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/533، وهنَّاد في "الزهد" (1306) ، والبخاري (3282) و (6115) ، وفي "الأدب المفرد" (1319) ، ومسلم (2610) (109) و (110) ، وأبو داود (4781) ، والنسائي في "الكبرى" (10225) -وهو في "عمل اليوم والليلة" (393) - وابن أبي عاصم (2350) ، وأبو عوانة كما في=(45/183)
27206 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ صُرَدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْأَحْزَابِ: " الْآنَ نَغْزُوهُمْ وَلَا يَغْزُونَا " (1)
27207 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَيْسَرَةَ أَبُو لَيْلَى، عَنْ أَبِي عُكَّاشَةَ (2) الْهَمْدَانِيِّ قَالَ: قَالَ رِفَاعَةُ (3) الْبَجَلِيُّ: دَخَلْتُ عَلَى الْمُخْتَارِ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ قَصْرَهُ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: مَا قَامَ جِبْرِيلُ إِلَّا مِنْ عِنْدِي قَبْلُ، قَالَ:
__________
= "إتحاف المهرة" 6/7 والخرائطي في "مساوىء الأخلاق ومذمومها" (328) ، وابن قانع 1/288، وابن حبان (5692) ، والطبراني (6488) ، والحاكم 2/441، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (321) ، وفي "شعب الإيمان" (3283) ، والبغوي في "شرح السنة" (1333) منِ طرق عن الأعمش، به. زاد الحاكم في آخره: فتلا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (وإمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فاسْتَعِذْ بالله ... ) [الأعراف: 200] . وقال: هذا حديث صحيح الإسناد. وقال
البغوي: هذا حديث متفق على صحته.
وأخرجه ابن أبي عاصم (2351) من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، عن عدي بن ثابت، عن زر بن حبيش، عن سليمان بن صُرد، به.
قلنا: هكذا وقع في مطبوعه، ولعل اسم زرّ مقحم في الإسناد.
وفي الباب عن معاذ بن جبل، سلف برقمي (22086) و (22111) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (18308) سنداً ومتناً، غير أنه زاد فيه هناك رواية عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان.
(2) في (م) : أبي عائشة، وهو خطأ.
(3) في (م) : أبو رفاعة، وهو خطأ.(45/184)
فَهَمَمْتُ أَنْ أَضْرِبَ عُنُقَهُ، فَذَكَرْتُ حَدِيثًا حَدَّثَنَاهُ سُلَيْمَانُ بْنُ صُرَدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: " إِذَا أَمَّنَكَ الرَّجُلُ عَلَى دَمِهِ فَلَا تَقْتُلْهُ "، قَالَ: وَكَانَ قَدْ أَمَّنَنِي عَلَى دَمِهِ فَكَرِهْتُ دَمَهُ (1) (2)
__________
(1) في (ظ6) : فكرهت أن أقتله.
(2) إسناده ضعيف لضعف عبد الله بن ميسرة، ولجهالة أبي عكاشة الهمداني، فلم يذكروا في الرواة عنه سوى عبد الله بن ميسرة، ولم يؤثر توثيقه عن أحد، وجهَّله الحافظان الذهبي وابن حجر، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير رفاعة البجلي - وهو ابن شداد - فقد روى له النسائي وابن ماجه، وهو ثقة.
واختلف في هذا الإسناد:
فرواه عبد الله بن ميسرة، واختلف عليه فيه:
فرواه يونس بن محمد - كما في هذه الرواية، وعند البخاري في "التاريخ الكبير" 3/323- ووكيع -فيما أخرجه ابن ماجه (2689) - ومسلم بن إبراهيم - فيما أخرجه ابن عدي في "الكامل" 4/1489- ثلاثتهم عن عبد الله بن ميسرة، بهذا الإسناد.
ورواه عبد الصمد بن النعمان - فيما أخرجه ابن عدي 4/1489- عن عبد الله بن ميسرة، عن أبي عكاشة، عن سليمان بن صرد، به. لم يذكر رفاعة في الإسناد.
ورواه الفُضيل بن ميسرة - فيما ذكر المزي في "تهذيبه" 9/206 في ترجمة رفاعة - عن أبي حريز، عن سليمان بن مسهر. قال المزي: وكلاهما وهم، أي: رواية عبد الله بن ميسرة والفضيل بن ميسرة.
ورواه عبد الملك بن عمير- كما سلف (21946) و (21948) - والسُّدِّي -كما سلف (21947) - كلاهما عن رفاعة، عن عمرو بن الحَمِق، وهو الصواب، فيما ذكر المِزِّي في "تهذيبه" 34/99-100 في ترجمة أبي عكاشة الهمداني،=(45/185)
.................................
__________
= وقال: حديث عمرو بن الحَمِق محفوظ في هذا الباب.
وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 6/285، وقال: رواه الطبراني، وحكم على عبد الله بن ميسرة بالوهم فيه.
قلنا: لم نجده عند الطبراني في حديث سليمان بن صُرد.(45/186)
مِنْ حَدِيثِ طَارِقِ بْنِ أَشْيَمَ (1)
27208 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَسُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، قَالَا: حَدَّثَنَا خَلَفٌ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي " (2)
27209 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا خَلَفٌ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ قَالَ: كَانَ أَبِي قَدْ " صَلَّى خَلْفَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ابْنُ سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً، وَأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ "، فَقُلْتُ لَهُ (3) : أَكَانُوا يَقْنُتُونَ؟ قَالَ: لَا أَيْ بُنَيَّ مُحْدَثٌ (4)
__________
(1) سلفت ترجمة طارق بن أشيم قبل الحديث (15875) .
(2) حديث صحيح، وهو مكرر (15880) سنداً ومتناً، غير أنه قرن هنا بحسين بن محمد سُريجَ بنَ النعمان.
(3) قوله: فقلت له، من (م) ، ولم ترد في النسخ الخطية، وانظر كلام السندي.
(4) حديث صحيح، خَلَف بنُ خليفة - وهو ابن صاعد الأشجعي مولاهم - قد اختلط، ولم يتحرر لنا سماع حسين بن محمد المروذي منه، أكان قبل الاختلاط أم بعده، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح.
وقد سلف برقم (15879) بإسناد صحيح.
قال السندي: قوله: أكانوا يقنتون، بتقدير القول، أي: فقلت له: أكانوا يقنتون، وتقدير القول شائع في الكلام.(45/187)
27210 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ (1) ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ أَبِي قَدْ " صَلَّى خَلْفَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ابْنُ سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً، وَأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ "، قَالَ: لَا أَيْ بُنَيَّ مُحْدَثٌ (2)
27211 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَالِكٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِذَا أَتَاهُ الْإِنْسَانُ يَسْأَلُهُ قَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، كَيْفَ أَقُولُ حِينَ أَسْأَلُ رَبِّي؟ قَالَ: " قُلْ: اللهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَاهْدِنِي وَارْزُقْنِي "، وَقَبَضَ كَفَّهُ إِلَّا (3) الْإِبْهَامَ وَقَالَ: " هَؤُلَاءِ يَجْمَعْنَ لَكَ خَيْرَ (4) دُنْيَاكَ وَآخِرَتِكَ " (5)
27212 - قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ لِلْقَوْمِ: " مَنْ وَحَّدَ اللهَ وَكَفَرَ بِمَا يُعْبَدُ مِنْ (6) دُونِهِ حُرِّمَ مَالُهُ وَدَمُهُ وَحِسَابُهُ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (7)
__________
(1) لم يرد هذا الحديث في (ظ6) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (15879) .
وانظر ما قبله.
(3) في (ظ6) :إلى.
(4) قوله: خير، ليس في (ظ6) .
(5) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (15877) سنداً ومتناً.
(6) قوله: من، ليس في (ظ6) .
(7) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (15875) و (15878) سنداً ومتناً.(45/188)
27213 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ وَحَّدَ اللهَ وَكَفَرَ بِمَا يُعْبَدُ مِنْ دُونِهِ حَرَّمَ اللهُ مَالَهُ وَدَمَهُ وَحِسَابُهُ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، غير إسماعيل بن محمد - وهو ابن جبلة أبو إبراهيم المعقب - فمن رجال "التعجيل"، وهو ثقة. ومروان ابن معاوية: هو الفَزاري.
وقد سلف برقم (15875) .(45/189)
مِنْ حَدِيثِ خَبَّابِ بْنِ الْأَرَتِّ (1)
27214 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ يَرْوِي، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ خَبَّابٍ قَالَ: هَاجَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمِنَّا مَنْ مَاتَ وَلَمْ يَأْكُلْ مِنْ أَجْرِهِ شَيْئًا، مِنْهُمْ: مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ، لَمْ يَتْرُكْ إِلَّا نَمِرَةً إِذَا غَطَّوْا بِهَا رَأْسَهُ بَدَتْ رِجْلَاهُ، وَإِذَا غَطَّيْنَا رِجْلَيْهِ، بَدَا رَأْسُهُ، فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " غَطُّوا رَأْسَهُ "، وَجَعَلْنَا عَلَى رِجْلَيْهِ إِذْخِرًا، قَالَ: وَمِنَّا مَنْ أَيْنَعَ الثِّمَارَ فَهُوَ يَهْدِبُهَا (2)
27215 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ قَالَ: قُلْنَا لِخَبَّابٍ: هَلْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَقُلْنَا: بِأَيِّ شَيْءٍ كُنْتُمْ تَعْرِفُونَ ذَلِكَ؟ قَالَ: فَقَالَ: " بِاضْطِرَابِ لِحْيَتِهِ " (3)
__________
(1) سلفت ترجمة خباب بن الأرت قبل الحديث (21052) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (21058) غير شيخ أحمد، فهو هنا عبد الله بن إدريس.
قال السندي: يَهْدِبُها، بفتح أوله وكسر الدال المهملة، أي: يجتنيها، وقيل: بتثليث الدال المهملة.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وسلف برقم (21056) و (21061) .(45/190)
27216 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسٌ، قَالَ: أَتَيْتُ خَبَّابًا أَعُودُهُ وَقَدِ اكْتَوَى سَبْعًا فِي بَطْنِهِ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: " لَوْلَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَانَا أَنْ نَدْعُوَ بِالْمَوْتِ لَدَعَوْتُ بِهِ " (1)
27217 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسٌ، عَنْ خَبَّابٍ قَالَ: شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ فَقُلْنَا: أَلَا تَسْتَنْصِرُ لَنَا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ ـ أَوْ أَلَا يَعْنِي: تَسْتَنْصِرُ لَنَا ـ؟ فَقَالَ: " قَدْ كَانَ الرَّجُلُ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ يُؤْخَذُ فَيُحْفَرُ لَهُ فِي الْأَرْضِ فَيُجَاءُ بِالْمِنْشَارِ (2) فَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ فَيُجْعَلُ بِنِصْفَيْنِ فَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الْحَدِيدِ مَا دُونَ عَظْمِهِ مِنْ لَحْمٍ أَوْ عَصَبٍ فَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، وَاللهِ لَيُتِمَّنَّ اللهُ هَذَا الْأَمْرَ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى حَضْرَمَوْتَ لَا يَخَافُ إِلَّا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، وَالذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ " (3)
27218 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يُونُسَ الْقُشَيْرِيُّ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ خَبَّابِ بْنِ الْأَرَتِّ قَالَ:
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مختصر (21059) .
(2) في (م) : بالميشار.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (21073) سنداً ومتناً.(45/191)
حَدَّثَنِي أَبِي خَبَّابُ بْنُ الْأَرَتِّ، قَالَ: إِنَّا لَقُعُودٌ عَلَى (1) بَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَنْتَظِرُ أَنْ يَخْرُجَ لِصَلَاةِ الظُّهْرِ إِذْ خَرَجَ عَلَيْنَا فَقَالَ: " اسْمَعُوا "، فَقُلْنَا: سَمِعْنَا، ثُمَّ قَالَ: " اسْمَعُوا "، فَقُلْنَا: سَمِعْنَا (2) ، فَقَالَ: " إِنَّهُ سَيَكُونُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ فَلَا تُعِينُوهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ، وَلَا تُصَدِّقُوهُمْ بِكَذِبِهِمْ، فَإِنَّهُ (3) مَنْ أَعَانَهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ وَصَدَّقَهُمْ بِكَذِبِهِمْ فَلَنْ يَرِدَ عَلَيَّ الْحَوْضَ " (4)
27219 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى خَبَّابٍ وَقَدِ اكْتَوَى سَبْعًا فَقَالَ: لَوْلَا أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا يَتَمَنَّ (5) أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ "، لَتَمَنَّيْتُهُ، وَلَقَدْ رَأَيْتُنِي مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا (6) أَمْلِكُ دِرْهَمًا، وَإِنَّ فِي جَانِبِ بَيْتِي الْآنَ لَأَرْبَعِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ، قَالَ: ثُمَّ أُتِيَ بِكَفَنِهِ فَلَمَّا رَآهُ بَكَى وَقَالَ: لَكِنَّ حَمْزَةَ لَمْ يُوجَدْ لَهُ كَفَنٌ إِلَّا بُرْدَةٌ مَلْحَاءُ، إِذَا جُعِلَتْ عَلَى رَأْسِهِ قَلَصَتْ
__________
(1) في (ظ2) : عند.
(2) قوله: ثم قال: اسمعوا، فقلنا: سمعنا، لم يرد في (ظ6) .
(3) في (م) : فإن.
(4) صحيح لغيره، وهو مكرر (21074) سنداً ومتناً، وسلف الكلام عليه هناك.
(5) في (ظ6) : لا يتمنى.
(6) في (م) : لا.(45/192)
عَنْ قَدَمَيْهِ، وَإِذَا جُعِلَتْ عَلَى قَدَمَيْهِ قَلَصَتْ عَنْ رَأْسِهِ، حَتَّى مُدَّتْ عَلَى رَأْسِهِ، وَجُعِلَ عَلَى قَدَمَيْهِ الْإِذْخِرُ (1)
__________
(1) إسناده صحيح، وهو مكرر (21072) سنداً ومتناً.(45/193)
حَدِيثُ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْأَشْجَعِيِّ (1)
27220 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ نَبْهَانَ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْأَشْجَعِيِّ قَالَ: قُلْتُ: مَاتَ لِي يَا رَسُولَ اللهِ وَلَدَانِ فِي الْإِسْلَامِ فَقَالَ: " مَنْ مَاتَ لَهُ وَلَدَانِ فِي الْإِسْلَامِ أَدْخَلَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ إِيَّاهُمَا "، قَالَ: فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ قَالَ (2) : لَقِيَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ قَالَ: فَقَالَ: أَنْتَ الَّذِي قَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْوَلَدَيْنِ مَا قَالَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فَقَالَ: لَأَنْ (3) يَكُونَ (4) قَالَهُ لِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا غُلِّقَتْ عَلَيْهِ حِمْصُ وَفِلَسْطِينُ (5)
__________
(1) سلفت ترجمة أبي ثعلبة الخشني قبل الحديث (17731) .
(2) قوله: قال، ليس في (م) .
(3) في (م) : لئن.
(4) قوله: يكون، ليس في (م) .
(5) إسناده ضعيف لجهالة عُمر بن نَبْهان، فقد تفرَّد بالرواية عنه أبو الزُّبير (وهو محمد بن مسلم بن تَدْرس) ، وأورده المِزِّي في "تهذيب الكمال" تمييزاً، وذكره ابن حبان في "الثقات" على عادته في توثيق المجاهيل، وفيه أنه يروي (يعني عمر بن نبهان) عن أبي ثعلبة الخشني بدل الاشجعي! وأبو ثعلبة الأشجعي ذكره البخاري في "الكنى"، وابنُ أبي حاتم عن أبيه، وقالا: له صحبة، غير أن ابن أبي حاتم نقل في "الجرح والتعديل" 6/138 في ترجمة عمر بن نبهان عن أبيه قولَه فيه: لا أعرفه، ولا أعرف أبا ثعلبة! ونقل الحافظ=(45/194)
.................................
__________
= كذلك في "التهذيب" عن البخاري قولَه: لا أدري مَنْ عمر، ولا من أبو ثعلبة!
قلنا: وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أبي الزُّبير محمد بن مسلم بن تَدْرس، فقد روى له الجماعة، إلا أن البخاري روى له مقروناً بغيره، وكذلك أبو ثعلبة الأشجعي صحابي الحديث، فليس له غير هذا الحديث، ولم يخرجه الجماعة.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1311) ، والدولابي في "الكنى والأسماء" 1/21، والطبراني في "الكبير" 22/ (957) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 6/43 من طريق حماد بن مَسْعَدَة، بهذا الإسناد. لم يذكر ابن الأثير قصة لقاء أبي هريرة، ونقل بإثره عن الترمذي قوله: أبو ثعلبة الأشجعي له حديث واحد، هو هذا الحديث، وليس هو بالخشني.
وأخرجه مختصراً ابن سعد 4/284، والبخاري في "التاريخ الكبير" 6/201، والطبراني 22/ (956) من طريقين عن ابن جُرَيْج، به. لم يذكروا قصة لقاء أبي هريرة.
وأخرجه الطبرانى 22/ (601) في ترجمة أبي ثعلبة الخشني من طريق حماد ابن مَسْعَدة، به!
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/7، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير" ورجاله ثقات! وأورده أيضاً 3/9 عن أبي ثعلبة الخُشني، به. وقال: رواه الطبراني في "الكبير" وفرَّقهما، جعل الأشجعي الذي تقدم غير هذا، والله أعلم، ورجاله رجال الصحيح!
وأورده الدارقطني في "العلل" 6/320-321 وقال: يرويه ابن جُريج، واختلف عنه: فرواه حمَّاد بنُ مَسْعَدَة وغيره، عن ابن جُريج، عن أبي الزبير، عن عمر بن نبهان، عن أبي ثَعْلَبة. ورواه غيره عن ابن جُريج، بهذا الإسناد، عن أبي هريرة. ثم قال: والقولُ قول حمَّاد بنِ مَسْعَدة ومن تابَعه، لأنه ذكر فيه أبا ثعلبة، وذكر أبا هريرة في آخره، ويقال: أن هذا أبو ثعلبة الأشجعي، وليس=(45/195)
.................................
__________
= بالخشني.
وقد أورد الحافظ في "التعجيل" في ترجمة أبي ثعلبة كلام الدارقطني ملخصاً.
وفي الباب عن أبي هريرة مرفوعاً: "لا يموت لمسلم ثلاثة من الولد، فيلج النار إلا تَحِلَّة القسم" سلف برقم (7265) وإسناده صحيح على شرط الشيخين، وذكرنا بقية أحاديث الباب في حديث عبد الله بن مسعود السالف برقم (3554) .(45/196)
حَدِيثُ طَارِقِ بْنِ عَبْدِ اللهِ (1)
27221 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ طَارِقِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْمُحَارِبِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا صَلَّيْتَ فَلَا تَبْصُقْ عَنْ يَمِينِكَ وَلَا بَيْنَ يَدَيْكَ، وَابْصُقْ خَلْفَكَ وَعَنْ شِمَالِكَ إِنْ كَانَ فَارِغًا، وَإِلَّا فَهَكَذَا "، وَدَلَكَ (2) تَحْتَ قَدَمِهِ، وَلَمْ يَقُلْ وَكِيعٌ، وَلَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ: " وَابْصُقْ خَلْفَكَ "، وَقَالَا: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (3)
__________
(1) قال السندي: طارق بن عبد الله، محاربي صحابي نزل الكوفة.
(2) تحرف في (م) إلى: "وذلك".
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير صحابيّه فقد روى له أصحابُ السنن والبخاريُّ فى "خلق أفعال العباد".
وأخرجه الترمذي (571) ، والنسائي في "المجتبى" 2/52، وفي "الكبرى" (805) ، وابن خزيمة (876) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/44، والحاكم 1/256، وابن الأثير في "أسد الغابة" 3/71 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث طارق حديث حسن صحيح،
والعمل على هذا عند أهل العلم. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على ما أصّلته من تفرّد التابعي عن الصحابي، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه" (1688) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني فى "الكبير" (8165) .
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/364، وابن ماجه (1021) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1322) من طريق وكيع، به.
وأخرجه الحاكم 1/256، والبيهقي 2/292 من طريقين عن سفيان=(45/197)
27222 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ قَالَ: سَمِعْتُ رِبْعِيَّ بْنَ حِرَاشٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " إِذَا صَلَّيْتَ فَلَا تَبْصُقْ بَيْنَ يَدَيْكَ وَلَا عَنْ يَمِينِكَ، وَلَكِنْ ابْصُقْ تِلْقَاءَ شِمَالِكَ إِنْ كَانَ فَارِغًا، وَإِلَّا فَتَحْتَ قَدَمِكَ (1) وَادْلُكْهُ " (2)
27223 - حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْصُورٌ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَبْصُقْ أَمَامَكَ وَلَا عَنْ يَمِينِكَ، وَلَكِنْ مِنْ تِلْقَاءِ شِمَالِكَ أَوْ تَحْتَ
__________
= الثوري، به. دون قوله: "وابصق خلفك".
وأخرجه الطيالسي (1275) ، وأبو داود (478) ، وابن خزيمة (877) ، وابن قانع 2/44، والطبراني في "الكبير" (8168) و (8172) ، وفي "الصغير" (222) من طرق عن منصور بن المعتمر، به. وليس فيه: "وابصق خلفك ".
ووقع في بعض الروايات: "تحت قدمه اليسرى".
وأخرجه الطبراني (8167) من طريق زائدة، عن ربعي، به.
وسيرد في الحديثين بعده.
وفي الباب عن أنس بن مالك، سلف برقم (12063) بإسناد صحيح، وذكرنا بقية أحاديث الباب في مسند ابن عمر عند الرواية (4509) .
(1) في (م) : قَدَمَيْكَ.
(2) إسناده صحيح.
وأخرجه الطيالسي (1275) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/44، والطبراني في "الكبير" (8166) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وانظر ما قبله.(45/198)
قَدَمِكَ ثُمَّ ادْلُكْهُ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح، وانظر الحديثين قبله.(45/199)
حَدِيثُ أَبِي بَصْرَةَ الْغِفَارِيِّ (1)
27224 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ أَبِي هَانِئٍ الْخَوْلَانِيِّ، عَنْ رَجُلٍ قَدْ سَمَّاهُ، عَنْ أَبِي بَصْرَةَ الْغِفَارِيِّ صَاحِبِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " سَأَلْتُ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ أَرْبَعًا فَأَعْطَانِي ثَلَاثًا وَمَنَعَنِي وَاحِدَةً: سَأَلْتُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ لَا يَجْمَعَ أُمَّتِي عَلَى ضَلَالَةٍ فَأَعْطَانِيهَا، وَسَأَلْتُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ لَا يُظْهِرَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ، فَأَعْطَانِيهَا (2) وَسَأَلْتُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ لَا يُهْلِكَهُمْ بِالسِّنِينَ كَمَا أَهْلَكَ الْأُمَمَ قَبْلَهُمْ فَأَعْطَانِيهَا، وَسَأَلْتُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ لَا يَلْبِسَهُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَهُمْ بَأْسَ بَعْضٍ فَمَنَعَنِيهَا " (3)
__________
(1) سلفت ترجمة أبي بصرة قبل الحديث (23848) .
(2) قوله: "وسألت الله عز وجل أن لا يظهر عليهم عدواً من غيرهم فأعطانيها" من (ظ6) .
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الراوي عن أبي بَصْرة. وأبو وَهْب المذكور: كذا وقع في النسخ، و"الأطراف" 6/79، وهو وهم، صوابه: أبو هانىء - وهو حميد بن هانىء -، كما في رواية الطبراني في "الكبير" (2171) . وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. يونس: هو ابن محمد المؤدب، وليث: هو ابن سعد، وأبو بصرة الغفاري: هو حُمَيل بن بَصرة، وقيل: بفتح! وله، وقيل: با لجيم.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (2171) من طريق عبد الله بن صالح، عن الليث، عن أبي هانىء الخولاني، عمن حدَّثه، به.=(45/200)
27225 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي (1) حَبِيبٍ، عَنْ خَيْرِ بْنِ نُعَيْمٍ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ هُبَيْرَةَ السَّبَائِيِّ وَكَانَ ثِقَةً، عَنْ أَبِي تَمِيمٍ (2) ، عَنْ أَبِي بَصْرَةَ الْغِفَارِيِّ قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الْعَصْرِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ: " إِنَّ هَذِهِ الصَّلَاةَ قَدْ (3) عُرِضَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ فَتَوَانَوْا فِيهَا وَتَرَكُوهَا، فَمَنْ صَلَّاهَا مِنْكُمْ ضُعِّفَ لَهُ أَجْرُهَا ضِعْفَيْنِ، وَلَا صَلَاةَ بَعْدَهَا حَتَّى يُرَى الشَّاهِدُ،
__________
= وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/221-222، وقال: رواه أحمد والطبراني، وفيه راوٍ لم يُسمَّ.
وللحديث دون قوله: "سألت الله أن لا يجمع أمتي على ضلالة" شاهد من حديث سعد بن أبي وقاص، سلف برقم (1516) ، وإسناده صحيح.
وآخر من حديث شداد بن أوس، سلف برقم (17115) .
وثالث من حديث خبَّاب بن الأرتّ، سلف برقم (21053) .
ورابع من حديث جابر بن عتيك، سلف برقم (23749) .
وجملة: "سألت الله أن لا يجمع أمتي على ضلالة" لها شاهد من حديث ابن عمر عند الترمذي (2167) ، والحاكم 1/116.
وآخر من حديث كعب بن عاصم الأشعري عند ابن أبي عاصم في "السنة" (82) و (92) .
وثالث عن ابن عباس عند الحاكم 1/116.
وعن الحسن مرسلاً بسند رجاله ثقات عند الطبري (13373) .
وعن ابن مسعود موقوفاً عند ابن أبي عاصم (85) بسند جيد.
(1) قوله: أبي، سقط من (ظ2) و (م) .
(2) في (ظ6) : أبي تميم الجيساني.
(3) لفظ "قد" ليس في (م) .(45/201)
وَالشَّاهِدُ النَّجْمُ " (1)
27226 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ هُبَيْرَةَ، عَنْ أَبِي تَمِيمٍ الْجَيْشَانِيِّ، عَنْ أَبِي بَصْرَةَ الْغِفَارِيِّ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا هَاجَرْتُ وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ أُسْلِمَ، فَحَلَبَ لِي شُوَيْهَةً كَانَ يَحْتَلِبُهَا لِأَهْلِهِ فَشَرِبْتُهَا، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ أَسْلَمْتُ وَقَالَ عِيَالُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نَبِيتُ اللَّيْلَةَ كَمَا بِتْنَا الْبَارِحَةَ جِيَاعًا، فَحَلَبَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَاةً فَشَرِبْتُهَا وَرَوِيتُ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَرَوِيتَ؟ "، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، قَدْ رَوِيتُ مَا شَبِعْتُ وَلَا رَوِيتُ قَبْلَ الْيَوْمِ، فَقَالَ
__________
(1) حديث صحيح، ابنُ إسحاق -وإن كان مدلِّساً- صرَّح بالتحديث هنا، فانتفت شبهةُ تدليسه، وقد تُوبع كما في الروايتين (27227) و (27228) . وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. يعقوب: هو ابنُ إبراهيم بن سعد الزُّهري، وأبو تميم: هو الجَيْشاني عبد الله بن مالك بن أبي الأسحم.
وأخرجه مسلم (830) ، وأبو يعلى (7205) ، والدولابي في "الكنى والأسماء" 1/18، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/153، وابن حبان (1471) و (1744) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 6/35 من طريق يعقوب، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عَوانة 1/360 من طريق أحمد بن خالد الوَهْبي، عن محمد ابن إسحاق، به. وفيه: عن خَيْر بن نُعيم مقروناً برجل آخر.
وأخرجه عبد الرزاق (2209) عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي سبرة، عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي بصرة، به. بغير هذا اللفظ. وأبو بكر بن أبي سبرة مُجمع على ضعفه، وهو مُتَّهم بالوضع.
وسيرد برقمي (27227) و (27228) .
قال السندي: قوله: "حتى يرى الشاهد" كناية عن تحقق الغروب.(45/202)
النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الْكَافِرَ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ، وَالْمُؤْمِنُ يَأْكُلُ فِي مِعًى (1) وَاحِدٍ " (2)
27227 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ هُبَيْرَةَ، عَنْ أَبِي تَمِيمٍ، عَنْ أَبِي بَصْرَةَ الْغِفَارِيِّ قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَادٍ مِنْ أَوْدِيَتِهِمْ يُقَالُ لَهُ: الْمُخَمَّصُ صَلَاةَ الْعَصْرِ فَقَالَ: " إِنَّ هَذِهِ الصَّلَاةَ - صَلَاةَ الْعَصْرِ - عُرِضَتْ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ فَضَيَّعُوهَا، أَلَا وَمَنْ (3) صَلَّاهَا ضُعِّفَ لَهُ أَجْرُهُ مَرَّتَيْنِ، أَلَا وَلَا
__________
(1) في (ظ6) : معاء، وفي (ق) : بمعىً.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، يحيى بن إسحاق: هو السِّيلحيني، وهو من قدماء أصحاب ابن لهيعة. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح.
ورواه يحيى بن إسحاق السِّيلحيني -كما في هذه الرواية، وفيما أخرجه أبو إسحاق الحربي في "إكرام الضيف " (75) - وعثمان بن صالح السهمي -فيما أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2024) -كلاهما عن ابن لَهيعة، بهذا الإسناد.
ورواه نُعيم بن حماد -فيما أخرجه الحربي (74) - وعثمان بن صالح وحسان بن غالب -فيما أخرجه الطحاوي (2023) - وسعيد بن عفير -فيما أخرجه الطحاوي (2023) ، والطبراني في "الأوسط" (9344) - أربعتهم عن ابن لهيعة، عن موسى بن وردان، عن أبي الهيثم العتواري، عن أبي بصرة، به بنحوه.
وله شاهد من حديث ابن عمر، سلف برقم (4718) ، وإسناده صحيح، وذكرنا تتمة شواهده ثمة.
قال السندي: قوله: شُويهة، على لفظ التصغير، وكأن المراد قطعة من
الشاة، فهي في المعنى تصغير الشياه، والله أعلم.
(3) في (ظ6) : ولمن.(45/203)
صَلَاةَ بَعْدَهَا حَتَّى تَرَوْا الشَّاهِدَ "، قُلْتُ لِابْنِ لَهِيعَةَ: مَا الشَّاهِدُ؟ قَالَ: الْكَوْكَبُ، الْأَعْرَابُ يُسَمُّونَ الْكَوْكَبَ شَاهِدَ اللَّيْلِ، (1)
27228 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ خَيْرِ بْنِ نُعَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ (2) ، عَنْ أَبِي تَمِيمٍ الْجَيْشَانِيِّ، عَنْ أَبِي بَصْرَةَ الْغِفَارِيِّ قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَهُ (3)
27229 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ
__________
(1) حديث صحيح، ابنُ لَهِيعة -وإن كان سيىء الحفظ- توبع، كما في الروايتين: (27225) و (27228) ، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه الدولابي في "الكنى والأسماء" 1/18، والطبراني في "الكبير" (2166) من طرق عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد.
(2) في (ظ6) : عبد الله بن هبيرة.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه مسلم (830) ، والنسائي في "المجتبى" 1/259- 260، والدُّولابي في "الكنى والأسماء" 1/18، وأبو عَوانة 1/360، وابنُ قانع في "معجم الصحابة" 1/150 من طريق قُتَيْبة بن سعيد، وأبو عوانة 1/359 من طريقي يحيى بن إسحاق وعاصم بنِ علي، والطحاويُّ في "شرح معاني الآثار" 1/153 من طريق عبد الله بنِ صالح، والبيهقيُّ 1/448 من طريق يحيى بن بُكير، خمستُهم عن لَيْث بن سعد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1004) من طريق قُتيبة، و (1003) ، وأبو عوانة 1/359، والطبراني في "الكبير" (2165) ، من طريق أبي صالح عبد الله بن صالح، عن ليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن خير بن نُعَيْم، به. أدخلا يزيد بن أبي حبيب بين الليث بن سعد وبين خير بن نُعَيْم. قلنا: ويحتمل أن يكون من المزيد في متصل الأسانيد.
وسلف برقمي (27225) و (27227) .(45/204)
بْنُ هُبَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا تَمِيمٍ الْجَيْشَانِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ يَقُولُ: أَخْبَرَنِي رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ زَادَكُمْ صَلَاةً فَصَلُّوهَا فِيمَا بَيْنَ صَلَاةِ الْعِشَاءِ إِلَى صَلَاةِ الصُّبْحِ الْوَتْرُ الْوَتْرُ "، أَلَا وَإِنَّهُ أَبُو بَصْرَةَ الْغِفَارِيُّ، قَالَ أَبُو تَمِيمٍ: فَكُنْتُ أَنَا وَأَبُو ذَرٍّ قَاعِدَيْنِ، قَالَ: فَأَخَذَ بِيَدِي أَبُو ذَرٍّ فَانْطَلَقْنَا إِلَى أَبِي بَصْرَةَ فَوَجَدْنَاهُ عِنْدَ الْبَابِ الَّذِي يَلِي دَارَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ: يَا أَبَا بَصْرَةَ آنْتَ سَمِعْتَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ زَادَكُمْ صَلَاةً، فَصَلُّوهَا (1) فِيمَا بَيْنَ صَلَاةِ الْعِشَاءِ إِلَى صَلَاةِ الصُّبْحِ الْوَتْرُ الْوَتْرُ؟ " قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: أَنْتَ سَمِعْتَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: أَنْتَ سَمِعْتَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ (2)
__________
(1) في (م) : صلوها.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، ابنُ لَهيعة إنما رواه عنه يحيى بن إسحاق -وهو السيلحيني- وقد سمع منه قبل احتراق كتبه، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه الحارث في "مسنده" (227) (زوائد) عن يحيى بن إسحاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/430-431، وفي "شرح مشكل الآثار" (4491) من طريق أبي عبد الرحمن المقرىء، والدولابي في "الكنى والأسماء" 1/65 من طريق سعيد بن أبي مريم، والطبراني (2167) من طريق أسد بنِ موسى، ثلاثتهم عن ابن لَهيعة، به. وسقط اسم ابن هُبيرة من مطبوع "شرح معاني الآثار".
وسلف بإسناد صحيح برقم (23851) .(45/205)
27230 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْيَزَنِيِّ، عَنْ أَبِي بَصْرَةَ الْغِفَارِيِّ قَالَ: لَقِيتُ أَبَا هُرَيْرَةَ وَهُوَ يَسِيرُ إِلَى مَسْجِدِ الطُّورِ لِيُصَلِّيَ فِيهِ، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: لَوْ أَدْرَكْتُكَ قَبْلَ أَنْ تَرْتَحِلَ مَا ارْتَحَلْتَ، قَالَ: فَقَالَ: وَلِمَ؟ قَالَ: قَالَ: فَقُلْتُ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى، وَمَسْجِدِي " (1)
27231 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، وَيُونُسُ، قَالَا: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ مَنْصُورٍ الْكَلْبِيِّ، عَنْ دِحْيَةَ بْنِ خَلِيفَةَ، أَنَّهُ خَرَجَ مِنْ قَرْيَتِهِ إِلَى قَرِيبٍ مِنْ قَرْيَةِ عُقْبَةَ (2) فِي رَمَضَانَ، ثُمَّ أَنَّهُ أَفْطَرَ وَأَفْطَرَ مَعَهُ نَاسٌ، وَكَرِهَ آخَرُونَ أَنْ يُفْطِرُوا، قَالَ: فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى قَرْيَتِهِ قَالَ: " وَاللهِ لَقَدْ رَأَيْتُ الْيَوْمَ أَمْرًا مَا كُنْتُ أَظُنُّ أَنْ أَرَاهُ، إِنَّ قَوْمًا رَغِبُوا عَنْ هَدْيِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ "، يَقُولُ ذَلِكَ لِلَّذِينَ صَامُوا، ثُمَّ قَالَ عِنْدَ
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل ابنِ إسحاق -وهو محمد- وقد صرَّح بالتحديث، فانتفت شبهة تدليسه. وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (2161) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (23848) .
(2) يعني عقبة بن عامر، كما في مصادر الحديث.(45/206)
ذَلِكَ: " اللهُمَّ اقْبِضْنِي إِلَيْكَ " (1)
27232 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، أَنَّ كُلَيْبَ بْنَ ذُهْلٍ أَخْبَرَهُ، عَنْ عُبَيْدٍ يَعْنِي ابْنَ جَبْرٍ (2) قَالَ: رَكِبْتُ مَعَ أَبِي بَصْرَةَ الْغِفَارِيِّ صَاحِبِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفِينَةٍ مِنَ الْفُسْطَاطِ فِي رَمَضَانَ، ثُمَّ قَرَّبَ غَدَاءَهُ ثُمَّ قَالَ: اقْتَرِبْ، فَقُلْتُ: أَلَسْتَ بَيْنَ الْبُيُوتِ؟ فَقَالَ أَبُو بَصْرَةَ: " أَرَغِبْتَ عَنْ سُنَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ " (3)
__________
(1) حسن لغيره وهذا إسناد ضعيف لجهالة منصور الكلبي -وهو ابن سعيد (أو ابن زيد) بن أصبغ- فقد تفرَّد بالرواية عنه أبو الخير مَرْثَدُ بنُ عبد الله اليَزَنيّ، وقال ابن المديني: مجهول لا أعرفه، وقال الذَّهبي في "الكاشف": لا يُعرف، وقال الحافظ في "التقريب": مستور، وانفرد العجلي بقوله: تابعي ثقة!
وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير دِحْية الكَلْبيّ -صحابيِّ الحديث- فقد روى له أبو داود. حجَّاج: هو ابن محمد المِصِّيصي، ويونس: هو ابنُ محمد المؤدِّب، واللَّيْثُ: هو ابنُ سَعْد.
وأخرجه أبو داود (2413) ، وابنُ خُزيمة (2041) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/70، والطبراني في "الكبير" (4197) ، والبيهقي 4/241 من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد.
وانظر حديث أبي بَصْرَةَ الغِفاريَّ في الحديث الذي يليه.
(2) في النسخ و"أطراف المسند" -فيما ذكر محققه-: حنين، بدل: جبر، والظاهر أنه خطأ قديم، والصواب ما أثبتناه، وهو الموافق لمصادر الحديث، وقد أخرجه المزي في ترجمة عبيد بن جبر.
(3) حسن لغيره وهذا إسناد ضعيف لجهالة كليب بن ذهل، فلم يذكروا في الرواة عنه سوى يزيد بن أبي حبيب، ولم يوثر توثيقه عن غير ابن حبان، =(45/207)
27233 - حَدَّثَنَا عَتَّابٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ كُلَيْبِ بْنِ ذُهْلٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ جَبْرٍ (1) قَالَ: رَكِبْتُ مَعَ أَبِي بَصْرَةَ مِنَ الْفُسْطَاطِ إِلَى الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ فِي سَفِينَةٍ، فَلَمَّا دَفَعْنَا مِنْ مَرْسَانَا أَمَرَ بِسُفْرَتِهِ فَقُرِّبَتْ، ثُمَّ دَعَانِي إِلَى الْغَدَاءِ وَذَلِكَ فِي رَمَضَانَ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا بَصْرَةَ، وَاللهِ مَا تَغَيَّبَتْ عَنَّا مَنَازِلُنَا بَعْدُ؟ فَقَالَ: " أَتَرْغَبُ عَنْ سُنَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ " قُلْتُ: لَا، قَالَ: فَكُلْ فَلَمْ نَزَلْ مُفْطِرِينَ حَتَّى بَلَغْنَا مَاحُوزَنَا، (2)
__________
= ولجهالة عُبيد بن جَبْر، فلم يذكروا في الرواة عنه سوى كُلَيْب بنِ ذُهْل، ولم يُؤْثر توثيقه عن غير العجلي، وقال ابن خزيمة عقب الحديث (2040) : لست أعرف كُلَيْبَ بنَ ذُهَل، ولا عُبَيْد بنَ جَبْر، ولا أقبل حديث من لا أعرفه بعدالة. قلنا: وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. أبو عبد الرحمن: هو عبد الله بن يزيد المقرىء.
وأخرجه أبو داود (2412) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 4/246، والدارمي (1713) ، وابن خزيمة (2040) ، والطبراني في "الكبير" (2169) ، والمزي في "تهذيبه" (ترجمة عُبَيْد بن جَبر) من طريق أبي عبد الرحمن، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (2412) ، والطبراني في "الكبير" (2170) من طريق الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، به.
وقد سلف برقم (23849) ، وقد ذكرنا له شاهدين هناك يتقوى بهما.
(1) في النسخ: حنين، وهو خطأ، صوابه جبر، كما ذكرنا في الحديث قبلَه.
(2) حسن لغيره وهذا إسناده ضعيف، وهو مكرر ما قبله، غير أن شيخ أحمد هنا هو عتاب بن زياد الخراساني. =(45/208)
27234 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ غَيْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُفَضَّلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ كُلَيْبِ بْنِ ذُهْلٍ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ جَبْرٍ (1) قَالَ: رَكِبْتُ مَعَ أَبِي بَصْرَةَ السَّفِينَةَ وَهُوَ يُرِيدُ الْإِسْكَنْدَرِيَّةَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (2)
27235 - حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ يَعْنِي ابْنَ جَعْفَرٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي بَصْرَةَ الْغِفَارِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُمْ يَوْمًا: " إِنِّي رَاكِبٌ إِلَى يَهُودَ، فَمَنْ انْطَلَقَ مَعِي، فَإِنْ سَلَّمُوا عَلَيْكُمْ فَقُولُوا: وَعَلَيْكُمْ "، فَانْطَلَقْنَا، فَلَمَّا جِئْنَاهُمْ وَسَلَّمُوا عَلَيْنَا فَقُلْنَا: وَعَلَيْكُمْ (3)
__________
= قال السندي: قوله: حتى بلغنا ماحُوزَنا، هو موضعهم الذي أرادوه، وأهل الشام يُسمُّون المكان الذي كان بينهم وبين العدو ماحُوزاً.
(1) في النسخ: حنين، وهو خطأ، صوابه: جبر، كما ذكرنا في الرواية (27232) .
(2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة كُلَيْب بن ذُهْل وعُبيد بن جَبْر، كما سلف الكلامُ عليهما في الرواية (27232) ، ولضعف عبد الله بن عيَّاش، وهو ابن عباس القتباني، وإنما أخرج له مسلم حديثاً واحداً في الشواهد. وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.
وقد سلف برقم (23849) ، وبالحديثين قبله.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح، وقد اختلف فيه على عبد الحميد بن جعفر:
فرواه أبو عاصم الضَّحَّاك بن مخلد -كما في هذه الرواية- وعند يعقوب بن =(45/209)
27236 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَصْرَةَ (1) يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّا (2) غَادُونَ إِلَى يَهُودَ فَلَا تَبْدَءُوهُمْ بِالسَّلَامِ، فَإِذَا سَلَّمُوا عَلَيْكُمْ فَقُولُوا: وَعَلَيْكُمْ " (3)
__________
= سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/491، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/342، وابن قانع في "معجمه" 1/149، والطبراني في "الكبير" (2162) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (8904) - وحمادُ بنُ أسامة- فيما أخرجه النسائي في "الكبرى" (10220) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (388) - كلاهما عن عبد الحميد بن جعفر، بهذا الإسناد.
ورواه وكيع -كما سيرد في الرواية (27237) - عن عبد الحميد بن جعفر، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي بصرة، به. لم يذكر مرثد بن عبد الله في الإسناد.
وتابع عبدَ الحميد بنَ جعفر بذكر مرثدٍ ابنُ لهيعة -كما في الرواية (27236) - فرواه عن يزيد بن أبي حبيب، به.
ورواه محمد بن إسحاق، واختلف عنه، كما بيّنا ذلك في الرواية (17295) :
فرواه جماعة عن محمد بن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن مرثد بن عبد الله، عن أبي عبد الرحمن الجهني.
ورواه آخرون عنه، عن يزيد بن أبي حبيب، عن مرثد بن عبد الله، عن أبي بصرة. وهو المحفوظ فيما قال الحافظ في "الفتح" 11/44.
وقد ذكرنا أحاديث الباب عند الرواية (17295) في مسند الشاميين.
(1) في (ظ6) : أبا بصرة الغفاري.
(2) في (ظ2) و (ق) : إنكم.
(3) حديث صحيح، ابن لهيعة -وإن كان سيىء الحفظ- توبع، وبقية=(45/210)
27237 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي بَصْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّا (1) غَادُونَ عَلَى يَهُودَ فَلَا تَبْدَءُوهُمْ بِالسَّلَامِ، فَإِذَا سَلَّمُوا عَلَيْكُمْ فَقُولُوا: وَعَلَيْكُمْ (2) " (3)
__________
= رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. أبو الخير: هو مَرْثد بن عبد الله اليزنى.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/341، وابن قانع في "معجمه" 1/149، والطبراني في "الكبير" (2163) من طرق عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد.
وانظر ما قبله.
(1) في (ق) : إنكم.
(2) في (ظ6) : عليكم (دون واو) .
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد وهم فيه وكيع، فلم يذكر مرثداً بين يزيد وبين أبي بصرة، ووهم الحافظ في "أطراف المسند"، فحمل رواية وكيع على الروايتين السالفتين قبلها.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/631 -وعنه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1005) - عن وكيع، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (27235) .(45/211)
حَدِيثُ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ (1)
27238 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَحَجَّاجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَلْقَمَةَ بْنَ وَائِلٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ شَهِدَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَأَلَهُ رَجُلٌ مِنْ خَثْعَمَ - يُقَالُ لَهُ: سُوَيْدُ بْنُ طَارِقٍ - عَنِ الْخَمْرِ فَنَهَاهُ، فَقَالَ: إِنَّمَا هُوَ شَيْءٌ نَصْنَعُهُ دَوَاءً، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّمَا هِيَ (2) دَاءٌ " (3)
27239 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ، عَنْ أَبِيهِ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْطَعَهُ أَرْضًا، قَالَ: فَأَرْسَلَ مَعِي مُعَاوِيَةَ أَنْ أَعْطِهَا إِيَّاهُ ـ أَوْ قَالَ: أَعْلِمْهَا إِيَّاهُ ـ " قَالَ: فَقَالَ لِي مُعَاوِيَةُ: أَرْدِفْنِي خَلْفَكَ، (4) فَقُلْتُ: لَا تَكُونُ مِنْ أَرْدَافِ الْمُلُوكِ، قَالَ: فَقَالَ: أَعْطِنِي نَعْلَكَ، فَقُلْتُ: انْتَعِلْ ظِلَّ النَّاقَةِ، قَالَ: فَلَمَّا اسْتُخْلِفَ مُعَاوِيَةُ أَتَيْتُهُ، فَأَقْعَدَنِي مَعَهُ عَلَى السَّرِيرِ، فَذَكَّرَنِي الْحَدِيثَ فَقَالَ سِمَاكٌ فَقَالَ: " وَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ حَمَلْتُهُ بَيْنَ يَدَيَّ " (5)
__________
(1) سلفت ترجمة وائل بن حُجْر قبل الحديث (18838) .
(2) في (ظ6) و (ق) : هو.
(3) حديث صحيح، وهو مكرر (18788) غير أنه قرن ها هنا بحجَّاج وكيعَ بنَ الجرَّاح، وقد سلف الكلام عليه هناك، فانظره.
(4) قوله: خلفك، ليس في (ظ6) .
(5) إسناده حسن من أجل سماك بن حرب، وعلقمة قد سمع من أبيه،=(45/212)
27240 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ،
__________
= صرَّح بسماعه من أبيه في "صحيح" مسلم (1680) وغيره. وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور.
وأخرجه البخاري في "تاريخه الصغير" 1/119، وابن حبان (7205) ، والبيهقي في "السنن" 6/144 من طريق حجَّاج بن محمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه بتمامه ومختصراً الطيالسي (1017) ، وحميد بن زنجويه في "الأموال" (1018) و (1019) ، والدارمي (2609) ، والبخاري في "تاريخه الصغير" 1/119، وأبوداود (3058) ، والترمذي (1381) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (12) و (13) ، والبيهقي 6/144 من طرق عن شعبة، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن.
وأخرجه البخاري في "رفع اليدين" (45) ، وأبو داود (3059) ، والطبراني 22/ (4) من طريق جامع بن مطر، عن علقمة، به. قال البخاري: وقصة وائل مشهورة عند أهل العلم، وما ذكر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في أمره معروف بذهابه إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرة بعد مرة.
قلنا: وقصة وائل ذكرها مطولة ابنُ سعد في "الطبقات" 1/349 و350-351، والبخاري في "التاريخ الكبير" 8/175-176، وابن حبان في "الثقات" 3/425، وفي "مشاهير علماء الأمصار" ص 45، والطبراني في "الصغير" (1176) ، وابن عبد البر في "الاستيعاب"، وابن الاثير في "أسد
الغابة"، والذهبي في "السير"، وابن حجر في "الإصابة".
وفي باب إقطاعه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الأراضي لأصحابه: عن عبد الرحمن بن عوف، سلف برقم (1670) .
وآخر من حديث ابن عمر، سلف (6458) .
قال السندي: قوله: انْتَعِلْ ظِلَّ الناقة، أي: امشِ في ظلِّها حتى يصيرَ الظلُّ كالنَّعل يقي قدمك من حرِّ الرَّمْضاء، كما يقي النعل. =(45/213)
عَنْ أَبِيهِ قَالَ: خَرَجَتْ امْرَأَةٌ إِلَى الصَّلَاةِ فَلَقِيَهَا رَجُلٌ فَتَجَلَّلَهَا بِثِيَابِهِ فَقَضَى حَاجَتَهُ مِنْهَا، وَذَهَبَ وَانْتَهَى إِلَيْهَا رَجُلٌ فَقَالَتْ لَهُ: إِنَّ الرَّجُلَ فَعَلَ بِي كَذَا وَكَذَا، فَذَهَبَ الرَّجُلُ فِي طَلَبِهِ فَانْتَهَى إِلَيْهَا قَوْمٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَوَقَفُوا (1) عَلَيْهَا، فَقَالَتْ لَهُمْ: إِنَّ رَجُلًا فَعَلَ بِي كَذَا وَكَذَا، فَذَهَبُوا فِي طَلَبِهِ، فَجَاءُوا بِالرَّجُلِ الَّذِي ذَهَبَ فِي طَلَبِ الرَّجُلِ الَّذِي وَقَعَ عَلَيْهَا، فَذَهَبُوا بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: هُوَ هَذَا، فَلَمَّا أَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَجْمِهِ قَالَ الَّذِي وَقَعَ عَلَيْهَا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَنَا وَاللهِ (2) هُوَ، فَقَالَ لِلْمَرْأَةِ: " اذْهَبِي فَقَدْ غَفَرَ اللهُ لَكِ "، وَقَالَ لِلرَّجُلِ قَوْلًا حَسَنًا، فَقِيلَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، أَلَا تَرْجُمُهُ، فَقَالَ: " لَقَدْ تَابَ تَوْبَةً لَوْ تَابَهَا أَهْلُ الْمَدِينَةِ لَقُبِلَ مِنْهُمْ " (3)
__________
(1) تحرف في (م) إلى: فوقعوا!
(2) قوله: والله، ليس في (م) .
(3) إسناده ضعيف، سِماك -وهو ابن حَرْب- تَفَرَّد به، وهو ممَّن لا يُحتمل تفرُّدُه، ثم أنه قد اضطرَب في متنه. وبقية رجال الإسناد ثقات. محمد ابن عبد الله بن الزُّبير: هو أبو أحمد الزُّبيري، وإسرائيل: هو ابن يونس.
وأخرجه أبو داود (4379) ، والترمذي (1454) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (19) من طريق محمد بن يوسف الفريابي، عن إسرائيل، بهذا الإسناد، إلا أنه جاء عندهم: وقال للرجل الذي وقع عليها: "ارجموه".
وأخرجه مطولاً النسائي في "الكبرى" (7311) ، وابن الجارود في "المنتقى" (823) ، والطبراني 22/ (18) ، والبيهقي في "السنن" 8/284-285، وفي "السنن الصغير" (3326) من طريق أسباط بن نصر، عن سماك بن =(45/214)
حَدِيثُ مُطَّلِبِ بْنِ أَبِي وَدَاعَةَ (1)
27241 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي كَثِيرُ بْنُ كَثِيرِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَبِي وَدَاعَةَ، سَمِعَ بَعْضَ أَهْلِهِ يُحَدِّثُ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّهُ " رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي مِمَّا يَلِي بَابَ بَنِي سَهْمٍ وَالنَّاسُ يَمُرُّونَ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَلَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْكَعْبَةِ (2) سُتْرَةٌ " (3)
__________
= حرب، به. وفيه: نهى عن رجم الرجل من أجل توبته، وقال البيهقي: وقد وجد مثل اعترافه من ماعز والجهنية والغامدية، ولم يسقط حدودهم، وأحاديثهم أكثر وأشهر، والله أعلم.
وانظر ما سلف برقم (18872) .
(1) سلفت ترجمة المطلب بن أبي وداعة قبل الحديث (15464) .
(2) قوله: وبين الكعبة، لبس في (ظ6) .
(3) إسناده ضعيف لإبهام الواسطة بين كثير بن كثير وجدِّه، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح.
وقد اختلف فيه على سفيان بن عيينة.
فرواه الإمام أحمد -كما في هذه الرواية، ومن طريقه أبو داود (2016) ، والمزي في "تهذيبه" (في ترجمة كثير بن المطلب) -والحميدي- كما في "مسنده" (578) ، ومن طريقه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/702، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/101 -وهارون بن عبد الله
الحمّال- فيما أخرجه أبو يعلى (7173) - ويونس بن عبد الأعلى- فيما أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2607) ، وفي "شرح معاني الآثار" 1/461 -وإبراهيم بن بشار- فيما أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2608) ،=(45/215)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
- وفي "شرح معاني الآثار" 1/461- وسعدان بن نصر- فيما أخرجه البيهقي 2/273- والشافعي- فيما أخرجه البيهقي في "معرفة السنن والآثار" 3/194 -سبعتهم عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وهو الصواب فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 10.
وفي رواية أبي داود عن أحمد، ورواية الحميدي وإبراهيم بن بشار: قال سفيان: وكان ابن جريج أخبرنا عنه -يعني كثير بن كثير- عن أبيه، قال: فسألته فقال: ليس من أبي سمعته، ولكن من بعض أهلي عن جدّي.
قلنا: وهذه الزيادة سترد برقم (27243) .
قال على ابن المديني فيما نقل عنه البيهقي بإسناده في "السنن" 1/273:
قوله: لم أسمعه من أبي، شديد على ابن جريج. قال أبو سعيد عثمان الدارمي: يعني ابن جريج لم يضبطه.
ورواه أحمد -كما في الرواية التالية- عن سفيان بن عيينة، عن كثير بن كثير، عمن سمع جده يقول: رأيتُ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ....
وخالف عبد الرزاق فرواه -كما في "المصنف" (2388) و (2389) ، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 20/ (681) - عن سفيان بن عيينة، عن كثير بن كثير، عن أبيه، عن جده، به.
ورواه ابن جريج، واختلف عليه فيه:
فرواه سفيان بن عيينة -كما سيرد برقم (27243) - ويحيى القطان -كما سيرد برقم (27244) - وعيسى بن يونس- فيما أخرجه النسائي في "المجتبى" 2/67، وفي "الكبرى" (834) - وأبو أسامة حماد بن أسامة -فيما أخرجه ابن ماجه (2958) - والليث بن سعد -فيما أخرجه الطبراني 20/ (683) - ويحيى ابن سعيد الأموي- فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 10- ستتهم عن
ابن جريج، عن كثير بن كثير بن المطلب، عن أبيه، عن جده. قال الحافظ في "الفتح" 1/576: رجاله موثقون، إلا أنه معلول.
ورواه أبو عاصم الضحاك بن مخلد -فيما ذكر البخاري في "التاريخ الكبير"=(45/216)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= 8/7- عن ابن جريج، عن كثير بن كثير، عن أبيه وذكر أعمامه، عن المطلب، به.
ورواه حماد بن زيد -فيما أخرجه الطبراني 20/ (684) - عن ابن جريج، عن كثير بن كثير، عن أبيه، عن أعمام المطلب، عن المطلب، به. قال البيهقي في "السنن" 1/273: ورواية ابن عيينة أحفظ.
ورواه عمرو بن قيس -فيما أخرجه عبد الرزاق (2387) ، ومن طريقه الطبراني 20/ (680) - وابن عم للمطلب -فيما أخرجه البخاري 8/7، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2609) ، وفي "شرح معاني الآثار" 1/461- وزهير بن محمد العنبري -فيما أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد
والمثاني" (814) ، وابن حبان (2364) ، والطبراني 20/ (687) - وسالم بن عبد الله الخياط- فيما أخرجه ابن قانع 3/101، (والطبراني 20/ (685) و (687) - ومحمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير- فيما أخرجه الطبراني 20/ (682) - خمستهم عن كثير بن كثير بن المطلب، عن أبيه، عن جده.
ورواه أبو سفيان بن عبد الرحمن بن المطلب -فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 10- عن أبيه، عن جده المطلب، به.
ورواه أحمد بن حاتم بن مخشي -فيما أخرجه ابن قانع 3/100، والطبراني 20/ (686) - عن حماد بن زيد، عن عمرو بن دينار، عن عباد بن المطلب، عن المطلب، به. قال الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 10: وهو غريب من حديث عمرو بن دينار، لا أعلم أحداً جاء به عنهم غير أحمد بن حاتم، عن حماد بن زيد، وقول ابن عيينة أصحُّها.
قلنا: جاء في "المغني" 2/244 لابن قدامة: ولا بأس أن يصلي بمكة إلى غير سترة، وروي ذلك عن ابن الزبير وعطاء ومجاهد، قال الأثرم: قيل لأحمد: الرجل يصلي بمكة ولا يستتر بشيء؟ فقال: قد روي عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه صلى، وثَم ليس بينه وبين الطواف سترة.
قال أحمد: لأن مكة ليست كغيرها، كأن مكه مخصوصة، وذلك لما روى =(45/217)
27242 - وقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً أُخْرَى: حَدَّثَنِي كَثِيرُ بْنُ كَثِيرِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَبِي وَدَاعَةَ، عَمَّنْ، سَمِعَ جَدَّهُ يَقُولُ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي مِمَّا يَلِي بَابَ بَنِي سَهْمٍ وَالنَّاسُ يَمُرُّونَ بَيْنَ يَدَيْهِ، لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْكَعْبَةِ سُتْرَةٌ " (1)
27243 - قَالَ سُفْيَانُ: وَكَانَ ابْنُ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنَا عَنْهُ قَالَ: حَدَّثَنَا كَثِيرٌ، عَنْ أَبِيهِ فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ: لَيْسَ مِنْ أَبِي سَمِعْتُهُ وَلَكِنْ مِنْ بَعْضِ أَهْلِي، عَنْ جَدِّي، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى مِمَّا يَلِي بَابَ بَنِي سَهْمٍ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الطَّوَافِ سُتْرَةٌ " (2)
__________
= كثير بن كثير بن المطلب عن أبيه، عن جده المطلب، قال: رأيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصلي حيالَ الحجر والناس يمرون بين يديه. رواه الخلال بإسناده.
وجاء في "مصنف" عبد الرزاق (2385) عن معمر، ابن طاووس، عن أبيه، قال: لا يقطع الصلاة بمكة شيءٌ، لا يضرك أن تمر المرأة بين يديك.
وروى عبد الرزاق أيضاً (2386) عن ابن جريج، قال: أخبرني أبي، عن أبي عامر، قال: رأيت ابن الزبير يصلي في المسجد، فتريد المرأة أن تجيز أمامه وهو يريد السجود، حتى إذا هي أجازت سجد في موضع قدميها.
وروى أيضاً (2390) عن ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، قال: رأيت محمد ابن الحنفية يصلي في مسجد منى، والناس يمرّون بين يديه، فجاء فتى من أهله فجلس بين يديه. قال عبد الرزاق: ورأيت أنا ابن جريج يصلي في مسجد منى على يسار المناره، وليس بين يديه سترة، فجاء غلام فجلس بين يديه.
وانظر في باب المرور بين يدي المصلي واتخاذ السترة حديث أبي هريرة السالف برقم (7983) .
(1) إسناده ضعيف كما بينا في الرواية السالفة.
(2) إسناده ضعيف، ورواية ابن جريج غير محفوظة، كما بَيَّنا ذلك في=(45/218)
27244 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: حَدَّثَنِي كَثِيرُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَبِي وَدَاعَةَ قَالَ: " رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ فَرَغَ مِنْ أُسْبُوعِهِ (1) أَتَى حَاشِيَةَ الطَّوَافِ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَلَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الطَّوَافِ (2) أَحَدٌ " (3)
27245 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَبَاحٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَبِي وَدَاعَةَ السَّهْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " " قَرَأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ (4) سُورَةَ النَّجْمِ
__________
= الرواية (27241) .
(1) في (ظ6) : سُبوعه، وهي نسخة في (ظ2) و (ق) ، وكلاهما بمعنى.
(2) في (ظ6) : الطوافين.
(3) إسناده ضعيف، ورواية ابن جريج غير محفوظة، كما بيّنّا ذلك في الرواية (27241) .
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 5/235، وفي "الكبرى" (3953) ، وابن خزيمة (815) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/101، وابن حبان (2363) ، والحاكم 1/254 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. قال الحاكم: هذا حديث صحيح، وقد ذكر البخاري في "التاريخ" رواية للمطلب، ووافقه الذهبي!
قلنا: تقدم في الرواية (27241) أن كثير بن كثير لم يسمع هذا الحديث من أبيه.
قوله: فرغ من أسبوعه، يعني من طوافه، سبع مرات.
(4) قولهْ بمكة، ليس في (ظ6) .(45/219)
فَسَجَدَ فِيهَا (1) وَسَجَدَ مَنْ عِنْدَهُ " "، فَرَفَعْتُ رَأْسِي وَأَبَيْتُ أَنْ أَسْجُدَ، وَلَمْ يَكُنْ أَسْلَمَ (2) يَوْمَئِذٍ الْمُطَّلِبُ وَكَانَ بَعْدُ لَا يَسْمَعُ أَحَدًا قَرَأَهَا إِلَّا سَجَدَ (3)
27246 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَبِي وَدَاعَةَ قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَجَدَ فِي النَّجْمِ، وَسَجَدَ النَّاسُ مَعَهُ "، قَالَ الْمُطَّلِبُ: وَلَمْ أَسْجُدْ مَعَهُمْ - وَهُوَ يَوْمَئِذٍ مُشْرِكٌ -، قَالَ الْمُطَّلِبُ: وَلَا أَدَعُ السُّجُودَ فِيهَا أَبَدًا (4)
__________
(1) قوله: فيها، ليس في (ظ6) .
(2) في (ظ6) : مسلماً.
(3) صحيح لغيره، وهو مكرر (15465) سنداً ومتناً.
(4) صحيح لغيره، وهو مكرر (15464) سنداً ومتناً.(45/220)
حَدِيثُ مَعْمَرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ (1)
27247 - حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ (2) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ مَعْمَرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْعَدَوِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَحْتَكِرُ إِلَّا خَاطِئٌ " (3)
27248 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ مَعْمَرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ نَضْلَةَ الْقُرَشِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا يَحْتَكِرُ إِلَّا خَاطِئٌ " (4)
27249 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ الْمِصْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُقْبَةَ (5) مَوْلَى مَعْمَرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ نَافِعِ بْنِ نَضْلَةَ الْعَدَوِيِّ، عَنْ مَعْمَرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: كُنْتُ أَرْحَلُ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ قَالَ: فَقَالَ لِي لَيْلَةً مِنَ اللَّيَالِي: " يَا مَعْمَرُ، لَقَدْ
__________
(1) سلفت ترجمة معمر بن عبد الله قبل الحديث (15758) .
(2) في (م) : محمد بن إبراهيم التيمي.
(3) حديث صحيح، وهو مكرر (15759) سنداً ومتناً.
(4) حديث صحيح، وهو مكرر (15758) سنداً ومتناً.
(5) في (م) : عن عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن عقبة، وهو خطأ.(45/221)
وَجَدْتُ اللَّيْلَةَ فِي أَنْسَاعِي (1) اضْطِرَابًا "، قَالَ: فَقُلْتُ: أَمَا وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَقَدْ شَدَدْتُهَا كَمَا كُنْتُ أَشُدُّهَا، وَلَكِنَّهُ أَرْخَاهَا مَنْ قَدْ كَانَ نَفَسَ عَلَيَّ مَكَانِي (2) مِنْكَ لِتَسْتَبْدِلَ بِي غَيْرِي، قَالَ: فَقَالَ: " أَمَا إِنِّي غَيْرُ فَاعِلٍ "، قَالَ: فَلَمَّا نَحَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَدْيَهُ بِمِنًى، أَمَرَنِي أَنْ أَحْلِقَهُ، قَالَ: فَأَخَذْتُ الْمُوسَى فَقُمْتُ عَلَى رَأْسِهِ، قَالَ: فَنَظَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَجْهِي وَقَالَ لِي: " يَا مَعْمَرُ، أَمْكَنَكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ شَحْمَةِ أُذُنِهِ، وَفِي يَدِكَ الْمُوسَى؟ " قَالَ: فَقُلْتُ: أَمَا وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ نِعْمَةِ اللهِ عَلَيَّ (3) وَمَنِّهِ، قَالَ: فَقَالَ: " أَجَلْ إِذًا أُقِرُّ لَكَ "، قَالَ: ثُمَّ حَلَقْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (4)
__________
(1) في (م) : اتساعي، وهو خطأ.
(2) في (م) : علىَّ لمكاني.
(3) في (ظ6) : لمن نِعمه عليَّ ومنِّه.
(4) إسناده ضعيف لجهالة حال عبد الرحمن بن عقبة مولى مَعْمر بن عبد الله، فلم يذكروا في الرواة عنه سوى اثنين، ولم يذكره أحد بجرح ولا تعديل، وقال الحسيني: مجهول، فتعقبه الحافظ في "التعجيل" 1/807 بقوله: بل معروف، قلنا: يعني معروف العين، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال
الصحيح، غير ابن إسحاق -وهو محمد- فقد روى له مسلم متابعةً، وهو حسنُ الحديث، ثم إنه صرَّح بالتحديث فانتَفَتْ شُبهة تدليسه. يعقوب: هو ابنُ إبراهيم بن سعد الزُّهري، وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (671) و (672) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (1096) من طريقين عن ابن إسحاق، به.
وأخرجه مختصراً ابن قانع في "معجمه" 3/99 من طريق ابن لهيعة، عن=(45/222)
27250 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، أَنَّ بُسْرَ بْنَ سَعِيدٍ حَدَّثَهُ، عَنْ مَعْمَرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّهُ أَرْسَلَ غُلَامًا لَهُ بِصَاعٍ مِنْ قَمْحٍ فَقَالَ لَهُ: بِعْهُ ثُمَّ اشْتَرِ بِهِ شَعِيرًا، فَذَهَبَ الْغُلَامُ فَأَخَذَ صَاعًا وَزِيَادَةَ بَعْضِ صَاعٍ، فَلَمَّا جَاءَ مَعْمَرٌ أَخْبَرَهُ بِذَلِكَ فَقَالَ لَهُ مَعْمَرٌ: أَفَعَلْتَ؟ انْطَلِقْ فَرُدَّهُ وَلَا تَأْخُذْ إِلَّا مِثْلًا بِمِثْلٍ، فَإِنِّي كُنْتُ أَسْمَعُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " الطَّعَامُ بِالطَّعَامِ مِثْلًا بِمِثْلٍ "، وَكَانَ طَعَامُنَا يَوْمَئِذٍ الشَّعِيرَ، قِيلَ: فَإِنَّهُ لَيْسَ مِثْلَهُ، قَالَ: إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُضَارِعَ، (1)
__________
= يزيد بن أبي حبيب، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/261، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير" وفيه: عبد الرحمن بن عقبة مولى معمر، ذكره ابن أبي حاتم، ولم يوثق، ولم يجرح، وبقية رجاله ثقات.
وفي باب حلق رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رأسه في حجته، عن عبد الله بن عمر بن الخطاب، سلف برقم (4889) ، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: "لقد وجدت الليلة في أَنْساعي" هو بفتح فسكون، جمع نِسْعَة، بكسر فسكون، وهي التي تُنسج عريضة ليربط على صدر البعير.
نَفِسَ: ضبط بكسر الفاء، كعلم، من نَفِسْتَ عليه بالشي: إدا لم تره له أهلاً.
"أمكنك" أي: فانظر إلى مكانك منه.
(1) حديث صحيح، ابنُ لهيعة -وهو عبد الله، وإن كان سيىء الحفظ- توبع، كما سيرد في الرواية التي بعدها. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. أبو النضر: هو سالم بن أبي أمية. =(45/223)
27251 - حَدَّثَنَا هَارُونُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرٌو، أَنَّ أَبَا النَّضْرِ حَدَّثَهُ، أَنَّ بُسْرَ بْنَ سَعِيدٍ حَدَّثَهُ، عَنْ مَعْمَرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (1)
__________
= وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (1094) من طريق أسد بن موسى، عن ابن لَهِيعة، به.
وسيرد بالحديث بعده.
وانظر حديث ابن عمر (4728) ، وحديث أبي سعيد الخدري (11007) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، صحابي الحديث معمر بن عبد الله من رجاله، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. هارون: هو ابن معروف المروزي، وابن وَهْب: هو عبد الله، وعمرو: هو ابن الحارث المصري، وأبو النضر: هو سالم بن أبي أمية.
وأخرجه مسلم (1592) من طريق هارون بن معروف، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم أيضاً (1592) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (766) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/4، وابن حبان (5011) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (1095) ، وفي "الأوسط" (327) ، والدارقطني في "السنن" 3/24، والبيهقي في "السنن الكبرى" 5/283، وفي "السنن الصغير"
2/244، وفي "معرفة السنن والآثار" 8/45، والمزي في "تهذيبه" (في ترجمة معمر) من طرف عن ابن وهب، به.
وسلف بالحديث قبله.(45/224)
حَدِيثُ أَبِي مَحْذُورَةَ (1)
27252 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَامِرٌ الْأَحْوَلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَكْحُولٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَيْرِيزٍ، أَنَّ أَبَا مَحْذُورَةَ حَدَّثَهُ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقَّنَهُ الْأَذَانَ تِسْعَ عَشْرَةَ كَلِمَةً، وَالْإِقَامَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ كَلِمَةً: اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ (2) [أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ] (3) ، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَالْإِقَامَةُ مَثْنَى مَثْنَى لَا يُرَجِّعُ " (4)
27253 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا هُذَيْلُ بْنُ بِلَالٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مَحْذُورَةَ،
__________
(1) سلفت ترجمة أبي محذورة قبل الحديث (15376) .
(2) قوله: أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله، من (ظ6) ، وهو الموافق لما في مكرره رقم (15381) .
(3) ما بين حاصرتين مستدرك من مكرره.
(4) صحيح بطرقه، وهذا إسناد حسن، وهو مكرر (15381) ، غير أن شيخ أحمد هنا هو عبد الصمد بن عبد الوارث. العنبري. وجاء هناك قوله: "الله اكبر" أول الأذان، مرتين.(45/225)
عَنْ أَبِيهِ، أَوْ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: " جَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْأَذَانَ لَنَا وَلِمَوَالِينَا، وَالسِّقَايَةَ لِبَنِي هَاشِمٍ، وَالْحِجَابَةَ لِبَنِي عَبْدِ الدَّارِ " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف لضعف هُذَيْل بن بلال -وهو أبو البهلول الفزاري المدائني- فقد ضعّفهُ ابن سعد وابن معين وأبو زرعة وابن حبان والنسائي وأبو داود والدارقطني وغيرهم، ووثَّقه معاوية بنُ صالح، وقال أحمد: لا أرى به بأساً، وقال أبو حاتم: يُكتب حديثُه، وبقية رجال الإسناد ثقات. ابنُ أبي محذورة: هو عبد الملك، كما سيرد في تخريجه. ثم إنه اختلف في إسناده على خلف بن الوليد:
فرواه أحمد هاهنا عنه، عن هُذيل بن بلال، عن ابن أبي محذورة، عن أبيه أو جده.
ورواه عبد الله بن أبي مسلمة -فيما أخرجه الفاكهي في "أخبار مكة" (1308) - عنه، عن هذيل بن بلال، عن ابن أبي محذورة وقال: عن أبيه أبي محذورة، ولم يقل: أو عن جده.
وتابع خلفاً -دون ذكر جده- سعيد بن سليمان الواسطي -فيما أخرجه الفاكهي (1308) - ومحمد بن معاوية- فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" (6737) ، والحاكم 3/514-515- وحسين بن محمد -فيما أخرجه ابن عدي في "الكامل" 7/2584- ثلاثتهم عن هُذيل بن بلال، عن ابن أبي محذورة،
عن أبيه. دون ذكر جده.
ورواه منصور بن أبي مزاحم بشير -فيما أخرجه ابن قانع في "معجمه" 1/307، والطبراني في "الأوسط" (761) ، والخطيب في "تاريخه" 14/76- عن هُذيل بن بلال، وقال: عن عبد الملك بن أبي محذورة، عن أبيه، به. قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن عبد الملك بن أبي محذورة إلا هُذَيْلُ بن بلال.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/336، وقال: رواه أحمد وفيه راوٍ لم يسمَّ. وأورده أيضاً 3/285، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الأوسط" وفي "الكبير"، وفيه هذيل بن بلال الأشعري، وثقه أحمد وغيره، وضعفه النسائي.(45/226)
حَدِيثُ مُعَاوِيَةَ بْنِ حُدَيْجٍ (1)
27254 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، أَنَّ سُوَيْدَ بْنَ قَيْسٍ أَخْبَرَهُ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ حُدَيْجٍ، " " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى يَوْمًا فَسَلَّمَ وَانْصَرَفَ وَقَدْ بَقِيَ مِنَ الصَّلَاةِ رَكْعَةٌ، فَأَدْرَكَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: نَسِيتَ مِنَ الصَّلَاةِ رَكْعَةً، فَرَجَعَ فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ، وَأَمَرَ بِلَالًا فَأَقَامَ الصَّلَاةَ، فَصَلَّى بِالنَّاسِ رَكْعَةً، فَأَخْبَرْتُ بِذَلِكَ النَّاسَ، فَقَالُوا لِي: أَتَعْرِفُ الرَّجُلَ؟ قُلْتُ: لَا، إِلَّا أَنْ أَرَاهُ، فَمَرَّ بِي فَقُلْتُ: هُوَ هَذَا، فَقَالُوا: طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ " (2)
__________
(1) قال السندي: معاوية بن حُديج، هو بمهملة ثم جيم مصغر، يعد في الكوفيين، كان عامل معاوية على مصر، يكنى أبا نعيم، وفد على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وشهد فتح مصر.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أن سويد بن قيس -وهو التجيبي- ومعاوية بن حُدَيْج -وهو صحابي على الأصح- كلاهما من رجال أصحاب السنن سوى الترمذي. حجَّاج: هو ابنُ محمد المِصِّيصي الأعور، ولَيْث: هو ابن سعد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/36-37، وأبو داود (1023) ، والنسائي في "المجتبى" 2/18-19، وفي "الكبرى" (1628) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2452) ، وابن خزيمة (1052) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/448، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/76، والحاكم 1/261، والبيهقي في "السنن" 2/359، وفي "معرفة السنن والآثار" 3/305 من طرق عن الليث =(45/227)
27255 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، أَنَّ سُوَيْدَ بْنَ قَيْسٍ (1) ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ حُدَيْجٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " غَدْوَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ أَوْ رَوْحَةٌ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا " (2)
__________
= ابن سعد، به. قال الحاكم: صحيح الإسناد على شرط الشيخين، وهو من النوع الذي يطلبان للصحابي متابعاً في الرواية، على أنهما جميعاً قد خرجا مثل هذا.
وأخرجه ابن أبي عاصم (2453) ، وابن خزيمة (1053) ، وابن حبان (2674) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (1048) ، والحاكم 1/261 و323، والبيهقي في "السنن" 2/359-360 من طريق يحيى بن أيوب، عن يزيد بن أبي حبيب، به. وفيه أنه صلى المغرب. قال الحاكم في الموضع الثاني: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
وانظر حديث أبي هريرة السالف برقم (7201) .
وحديث عمران بن حصين السالف برقم (19828) .
(1) في (ظ2) و (ق) و (م) ورواية ابن الأثير في "أسد الغابة" (وهي من طريق الإمام أحمد) : أو عن سويد بن قيس، والمثبت من "أطراف المسند" 5/323، و"إتحاف المهرة" 13/317، وهو الصواب، والموافق لما في مصادر الحديث.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، ابن لهيعة -وهو عبد الله- إنما روى عنه يحيى بن إسحاق -وهو السيلحيني- قبل احتراق كتبه، وبقية رجال الإسناد ثقات.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 5/207 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن قانع في "معجمه" 3/76، والطبراني في "الكبير" 19/ (1046) من طريق يحيى بن إسحاق، عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن سويد ابن قيس، به.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد" (67) ، وفي "الزهد" (246) ، وفي=(45/228)
27256 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ قَيْسٍ التُّجِيبِيِّ مِنْ كِنْدَةَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ حُدَيْجٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنْ كَانَ فِي شَيْءٍ شِفَاءٌ فَفِي شَرْطَةِ مِحْجَمٍ، أَوْ شَرْبَةٍ مِنْ عَسَلٍ، أَوْ كَيَّةٍ بِنَارٍ تُصِيبُ أَلَمًا، وَمَا أُحِبُّ أَنْ أَكْتَوِيَ " (1)
__________
= "الآحاد والمثاني" (2849) ، وابن قانع 3/76، والطبراني 19/ (1047) من طريق يحيى بن أيوب، عن يزيد بن أبي حبيب، عن سويد بن قيس، به.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2851) ، والطبراني 19/ (1045) من طريق ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد، عن عرفطة بن عمرو الحضرمي، عن معاوية بن حديج، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/284، وقال: رواه أحمد والطبراني، وفيه ابن لهيعة، وهو حسن الحديث، وبقية رجاله ثقات.
وله شاهد من حديث أبي هريرة، سلف برقم (10883) ، وهو حديث صحيح، وقد ذكرنا هناك بقية شواهده.
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن سُويد بن قيس وصحابيَّ الحديث أخرج لهما أصحاب السنن سوى الترمذي.
وقد اختلف في إسناده:
فرواه عبد الله بن يزيد -وهو أبو عبد الرحمن المقرىء، كما في هذه الرواية، وعند النسائي في "الكبرى" (7603) ، والطبري في "تهذيب الآثار" (798) و (799) (مسند ابن عباس) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (1044) ، وفي "الأوسط" (9333) - عن سعيد بن أبي أيوب، عن يزيد بن أبي حبيب،
عن سويد بن قيس، عن معاوية بن حُدَيْج.
وخالفه عبد الله بن المبارك -كما سلف في الرواية (17315) - فرواه عن سعيد بن أبي أيوب، وقال: عن عبد الله بن الوليد، عن أبي الخير مرثد بن عبد الله اليزني، عن عقبة بن عامر الجهني، به. وإسناده ضعيف. =(45/229)
27257 - حَدَّثَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَارِثُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ حُدَيْجٍ يَقُولُ: " هَاجَرْنَا عَلَى عَهْدِ أَبِي بَكْرٍ فَبَيْنَا نَحْنُ عِنْدَهُ طَلَعَ عَلَى الْمِنْبَرِ (1) " (2)
__________
= ورواه يحيى بن أيوب وعمرو بن الحارث -فيما أخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" (801) و (803) (مسند ابن عباس) - عن يزيد بن أبي حبيب، أن سُويد ابن قيس أخبره، عن رجل من الأنصار، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.. فأبهما اسم الصحابي، وقالا: رجل من الأنصار. ومعاوية بن حديج ليس بالأنصاري.
ورواه محمد بن إسحاق -فيما أخرجه الطبري أيضاً (802) - عن يزيد بن أبي حبيب، عن رجل من الأنصار من بني سلمة، قال ... فأسقط اسم سويد ابن قيس، وأبهم الصحابي، ومحمد بن إسحاق لم يصرِّح بالتحديث.
وأورد الحديث الهيثمي في "المجمع" 5/91، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، ورجال أحمد رجال الصحيح خلا سويد بن قيس، وهو ثقة.
وفي الباب عن ابن عباس وجابر بن عبد الله، سلفاً برقمي (2208) و (14701) .
قال السندي: قوله: "إن كان في شيء شفاء": مثلُ هذا الشرط يفيد التحقيق والتثبيت.
(1) في (م) : طلع على المنبر.
(2) أثر صحيح من رواية عقبة بن عامر، وهذا إسناد وإن صحَّت فيه رواية ابنِ لهيعة، إلا أنه قد اختُلف فيه على عبد الله بن المبارك:
فرواه عتَّاب بن زياد -كما في هذه الرواية- والحسن بنُ الربيع -كما عند البيهقي في "السنن" 9/132- كلاهما عن ابن المبارك، عن ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد، عن علي بن رباح، قال: سمعت معاوية بن حُدَيْج يقول: هاجرنا ... وزاد البيهقي: فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: إنه قدم علينا برأس=(45/230)
27258 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ صَالِحٍ أَبِي (1) حُجَيْرٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ حُدَيْجٍ قَالَ: وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ قَالَ: " مَنْ غَسَّلَ مَيِّتًا وَكَفَّنَهُ وَتَبِعَهُ وَوَلِيَ جُثَّتَهُ (2) رَجَعَ مَغْفُورًا لَهُ "، قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: قَالَ أَبِي: لَيْسَ بِمَرْفُوعٍ (3)
__________
= يناق البطريق، ولم تكن لنا به حاجة، إنما هذه سُنَّةُ العجم.
ورواه سعيد بن منصور -كما في "سننه" (2649) - والحسن بنُ الربيع -كما عند البيهقي 8/132، كلاهما عن ابن المبارك، عن سعيد بن يزيد أبي شجاع، عن يزيد بن أبي حبيب، عن علي بن رباح، عن عقبة بن عامر، أنه قدم على أبي بكر الصديق رضي الله عنه برأس يناق البطريق، فأنكر ذلك، فقال: يا خليفة رسول الله، فإنهم يفعلون ذلك بنا، قال: فاستِنانٌ بفارسَ والروم؟!
لا يُحمل إليَّ رأسٌ، فإنما يكفي الكتاب والخبر. وهذا إسناد رجاله ثقات.
وأخرجه سعيد بن منصور (2650) عن عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن بكر بن سوادة، أن علي بن رباح حدثه، عن عقبة بن عامر الجهني ... فذكر نحوه. وهذا إسناد رجاله ثقات. فحديث عقبة أصح به، والله أعلم.
(1) في (ظ6) : بن، وهو صحيح كذلك.
(2) في (ظ6) : حَثيه، أي: إهالة التراب على قبره وفي "طبقات" ابن سعد: جَنَنَه. أي: مواراته ودفنه، والجنن: القبر.
(3) إسناده ضعيف لجهالة حال صالح أبي حجير-وهو ابن حجير، وهو ممن وافقت كنيته اسمَ أبيه- فقد روى عنه اثنان: ثابت البناني وقتادة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحسيني في "الإكمال" ص 200: لا يعرف. ثم إن في سماع ثابت من صالح شكاً، أشار إلى ذلك أبو زرعة العرافي في "ذيل الكاشف" ص 138، والحافظ في "التعجيل" 1/649. قلنا: وبقية رجال الإسناد ثقات. عفَّان: هو ابن مسلم الصفَّار. =(45/231)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه ابن سعد 7/503 من طريق عفان، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/275-276 عن موسى بن إسماعيل، عن حمَّاد بن سلمة، به.
وأخرجه البخاري أيضاً 4/276 عن يحيى بن صالح، عن سعيد بن بشير، عن قتادة، عن أبي حجير، عن معاوية بن حديج، نحوه. وسعيد بن بشير ضعيف.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 3/21، وقال: رواه أحمد، وفيه صالح أبو حجير، مجهول.
وفي الباب عن عائشة، سلف (24881) . وإسناده ضعيف.
وعن علي عند ابن ماجه (1462) . وإسناده ضعيف.
وعن أبي رافع عند الحاكم 1/354، والبيهقي 3/395، وقوَّى إسناده الحافظ في "الدراية" ص 140.
وعن معاذ بن جبل عند ابن أبي شيبة 3/270.(45/232)
حَدِيثُ أُمِّ الْحُصَيْنِ الْأَحْمَسِيَّةِ (1)
27259 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحِيمِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ أُمِّ الْحُصَيْنِ جَدَّتِهِ قَالَتْ (2) : " حَجَجْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَجَّةَ الْوَدَاعِ فَرَأَيْتُ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ وَبِلَالًا وَأَحَدُهُمَا آخِذٌ بِخِطَامِ نَاقَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْآخَرُ رَافِعٌ ثَوْبَهُ يَسْتُرُهُ مِنَ الْحَرِّ حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ " (3)
__________
(1) أمُّ الحُصين الأحمسية: ذكرها الحافظ في "الإصابة"، وذكر لها الحديث التالي، ونقل عن ابن عبد البر أن اسم أبيها إسحاق.
(2) في (م) : حدثته قالت.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم. محمد بن سَلَمة: هو الحرَّاني، وأبو عبد الرحيم: هو الحرَّاني أيضاً، واسمه: خالد بن أبي يزيد بن سِماك الأموي مولاهم.
وأخرجه مسلم (1298) (312) ، وأبو داود (1834) ، كلاهما عن الإمام أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه النساني في "المجتبى" 5/269-270 عن عمرو بن هشام، عن محمد بن سلمة، به.
وأخرجه مسلم (1298) (311) ، والفاكهي في "أخبار مكة" (2552) و (2635) ، وابن خُزيمة (2688) ، وابن حبان (4564) ، والطبراني في "الكبير" 25/ (380) ، والبيهقي 5/130 من طريقين عن زيد بن أبي أُنيسة، به. وزادوا: فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قولاً كثيراً، ثم سمعتُه يقول: "إنْ أُمِّرَ عليكم=(45/233)
27260 - حَدَّثَنَا أَبُو قَطَنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ يَعْنِي ابْنَ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْعَيْزَارِ بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ أُمِّ الْحُصَيْنِ الْأَحْمَسِيَّةِ قَالَتْ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ يَخْطُبُ عَلَى الْمِنْبَرِ عَلَيْهِ بُرْدٌ لَهُ قَدِ الْتَفَعَ بِهِ مِنْ تَحْتِ إِبْطِهِ، قَالَتْ: فَأَنَا أَنْظُرُ إِلَى عَضَلَةِ عَضُدِهِ تَرْتَجُّ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا اللهَ، وَإِنْ أُمِّرَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ مُجَدَّعٌ فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا (1) مَا أَقَامَ فِيكُمْ كِتَابَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (2)
__________
= عبدٌ مجدَّعٌ -حسبتها قالت: أسود- يقودُكم بكتاب الله، فاسمعوا له وأطيعوا".
قلنا: وقد سلف تخريج هذه الزيادة برقم (16646) .
(1) في (ظ6) : فاسمعوا وأطيعوا.
(2) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال مسلم. أبو قَطَن: هو عَمرو بنُ الهيثم.
وأخرجه الحميدي (359) ، والترمذي (1706) ، والحاكم 4/186 من طرق عن يونس بن أبي إسحاق، بهذا الإسناد. ورواية الحميدي مختصرة.
وقال الترمذي: وهذا حديث حسن صحيح، وقد رُوي من غير وجه عن أمِّ حُصَيْن. وقال الحاكم: صحيح الإسناد. ووافقه الذهبي.
قلنا: وقد رواه يونس بنُ أبي إسحاق -فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 210- عن إسحاق، عن العَيْزار بنِ حُرَيْث، عن أمِّ الحُصَيْن.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 25/ (381) من طريق أبي بكر بن عياش، عن أبي إسحاق -وهو السَّبيعي- عن العَيْزَار بنِ حُرَيْث، به. وفيه: عشيَّةَ عَرَفة.
وسيأتي بالرقمين (27266) و (27268) .
وقد سلف برقمي (16646) و (16649) .=(45/234)
27261 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ جَدَّتِهِ قَالَتْ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ: " يَرْحَمُ اللهُ الْمُحَلِّقِينَ، يَرْحَمُ اللهُ الْمُحَلِّقِينَ "، قَالُوا فِي الثَّالِثَةِ: وَالْمُقَصِّرِينَ؟ قَالَ: " وَالْمُقَصِّرِينَ " (1)
27262 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ أُمِّهِ قَالَتْ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَرَفَاتٍ يَخْطُبُ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ يَقُولُ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، اتَّقُوا اللهَ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا، وَإِنْ أُمِّرَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ مُجَدَّعٌ مَا أَقَامَ فِيكُمْ كِتَابَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ (2) "
27263 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْحُصَيْنِ بْنِ عُرْوَةَ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي جَدَّتِي قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " وَلَوْ اسْتُعْمِلَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ يَقُودُكُمْ بِكِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا " (3)
__________
= قال السندي: قولها: التفع به، أي: اشتمل به.
إلى عضلة: بفتحتين: اللحم المكتنز.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (16647) سنداً ومتناً.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (16649) سنداً ومتناً.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (16646) سنداً ومتناً.(45/235)
27264 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ حُصَيْنٍ قَالَ: سَمِعْتُ جَدَّتِي تَقُولُ: سَمِعْتُ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَرَفَاتٍ يَخْطُبُ يَقُولُ: " غَفَرَ اللهُ لِلْمُحَلِّقِينَ "، ثَلَاثَ مِرَارٍ، قَالُوا: وَالْمُقَصِّرِينَ؟ فَقَالَ: " وَالْمُقَصِّرِينَ "، فِي الرَّابِعَةِ
قَالَتْ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: " إِنْ (1) اسْتُعْمِلَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ يَقُودُكُمْ بِكِتَابِ اللهِ فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا " (2)
27265 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحُصَيْنِ قَالَ: سَمِعْتُ جَدَّتِي تُحَدِّثُ، أَنَّهَا سَمِعَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ يَقُولُ: " لَوْ اسْتُعْمِلَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ يَقُودُكُمْ بِكِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا " (3)
27266 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْعَيْزَارِ بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ أُمِّ الْحُصَيْنِ الْأَحْمَسِيَّةِ قَالَتْ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ وَاقِفٌ بِعَرَفَةَ وَعَلَيْهِ بُرْدَةٌ قَدِ الْتَفَعَ بِهَا وَهُوَ يَقُولُ: "
__________
(1) في (ق) : إذا.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (16646) و (16647) إلا أن شيخ أحمد هنا: هو رَوْحُ بنُ عُبادة.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (16646) غير أن شيخ أحمد هنا: هو محمد بن جعفر.
وأخرجه مسلم (1838) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.(45/236)
اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَإِنْ أُمِّرَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ مَا أَقَامَ فِيكُمْ كِتَابَ اللهِ " (1)
27267 - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحُصَيْنِ قَالَ: سَمِعْتُ جَدَّتِي تُحَدِّثُ، أَنَّهَا سَمِعَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِنًى دَعَا لِلْمُحَلِّقِينَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَقِيلَ لَهُ: وَالْمُقَصِّرِينَ؟ فَقَالَ: فِي الثَّالِثَةِ: " وَلِلْمُقَصِّرِينَ " (2)
27268 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنْ الْعَيْزَارِ بْنِ حُرَيْثٍ قَالَ: سَمِعْتُ أُمَّ الْحُصَيْنِ الْأَحْمَسِيَّةَ قَالَتْ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ عَلَيْهِ بُرْدٌ (3) قَدِ الْتَفَعَ بِهِ مِنْ تَحْتِ إِبْطِهِ فَأَنَا أَنْظُرُ إِلَى عَضَلَةِ عَضُدِهِ تَرْتَجُّ وَهُوَ يَقُولُ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، اتَّقُوا اللهَ، وَأَطِيعُوا (4) وَإِنْ أُمِّرَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ مُجَدَّعٌ فَاسْمَعُوا
__________
(1) حديث صحيح، وهو مكرر (27260) غير أن شيخ أحمد هنا هو وكيع بنُ الجرَّاح الرُّؤاسي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/214 -وعنه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3289) ، وفي "السنة" (1063) ، والطبراني في "الكبير" 25/ (382) - عن وكيع، بهذا الإسناد.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (16647) إلا أن شيخ أحمد هنا هو حجَّاج بنُ محمد المِصِّيصِي الأعور.
(3) في (ظ2) و (ق) : بردة.
(4) قوله: وأطيعوا (في الموضعين) ليس في (ظ6) .(45/237)
وَأَطِيعُوا مَا أَقَامَ فِيكُمْ كِتَابَ اللهِ " (1)
27269 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا (2) يَحْيَى بْنُ الْحُصَيْنِ أَخْبَرَنِي، أَنَّهُ سَمِعَ جَدَّتَهُ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ بِعَرَفَاتٍ وَهُوَ يَقُولُ: " وَلَوْ اسْتُعْمِلَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ يَقُودُكُمْ بِكِتَابِ اللهِ فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا "، قَالَ عَبْدُ اللهِ: وسَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: إِنِّي لَأَرَى لَهُ السَّمْعَ وَالطَّاعَةَ فِي الْعُسْرِ وَالْيُسْرِ، وَالْمَنْشَطِ وَالْمَكْرَهِ (3)
27270 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ شُعْبَةُ: أَتَيْتُ يَحْيَى بْنَ الْحُصَيْنِ فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ: حَدَّثَتْنِي جَدَّتِي قَالَتْ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ وَهُوَ وَاقِفٌ بِعَرَفَةَ: " إِنْ أُمِّرَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا مَا قَادَكُمْ بِكِتَابِ اللهِ تَعَالَى " (4)
__________
(1) حديث صحيح، وهو مكرر (27260) غير أن شيخ أحمد هنا هو أبو نُعيم، وهو الفَضْل بنُ دُكَيْن.
(2) قوله: حدثنا، ليس في (ظ6) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (16646) غير أن شيخ أحمد هنا هو عفَّان بنُ مُسلم الصَّفَار.
وأخرجه عبد بن حُميد في "المنتخب" (1561) عن عفان، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1838) من طريق بهز -وهو ابن أسد العمي- عن شعبة، به. وفيه: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمنى أو بعرفات.
(4) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (16646) غير أن=(45/238)
حَدِيثُ أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ عُقْبَةَ أُمِّ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (1)
27271 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّهِ أُمِّ كُلْثُومٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " لَيْسَ الْكَاذِبُ بِأَنْ يَقُولَ الرَّجُلُ فِي إِصْلَاحِ مَا بَيْنَ النَّاسِ " (2)
__________
شيخ أحمد هنا هو وكيع بن الجراح الرؤاسي.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" 12/214- وعنه مسلم (1838) ، وابن ماجه (2861) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3288) ، وفي "السنة" (1062) - عن وكيع، بهذا الإسناد. وقال: عبد حبشي مُجَدَّع، وليس في رواية غير "المصنف": وهو واقف بعرفة.
(1) قال السندي: أمِّ كُلثوم بنتُ عُقبة، كانت ممن أسلم قديماً، وبايعت، وخرجت إلى المدينة مهاجرة تمشي، قيل: هي أول من هاجر إلى المدينة بعد هجرة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا نعلم قرشية خرجت مسلمة مهاجرة إلى الله ورسوله إلا أم كلثوم، خرجت من مكة وحدها.
(2) حديث صحيح، عبد الرحمن بن إسحاق -وهو المدني، وإن كان مختلفاً فيه حسن الحديث- توبع، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 25/ (190) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" (مسند علي) (220) عن محمد بن عبد الأعلى الصنعاني، والطبراني (25) / (190) من طريق مسدَّد، كلاهما عن بشر بن المفضل، به. زاد الطبري: "وفي الحرب"، وقال: وأظنُّه قال: "والرجل يحدث امرأته". قلنا: وهذه الزيادة مُدرجة من كلام الزُّهري، كما سنبيّنه في الرواية التالية.=(45/239)
27272 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ شِهَابٍ، أَنَّ حُمَيْدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّ أُمَّهُ أُمَّ كُلْثُومٍ بِنْتَ عُقْبَةَ أَخْبَرَتْهُ، أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
= وأخرجه ابن أبي شيبة 9/84، وأبو داود (4920) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3174) ، والدولابي في "الكُنى والأسماء" 2/77، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2916) و (2917) و (2920) ، والخرائطي في "مساوىء الأخلاق" (180) و (181) و (184) ، وابن حبان (5733) ، والطبراني في "الكبير" 25/ (183) و (187-189) و (191) و (192) و (195- 201) ، وفي " الأوسط" (8650) ، وفي "الصغير" (282) ، وفي "مسند الشاميين" (3068) ، وتمام في "فوائده " (1128) (الروض البسام) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1206) ، والخطيب في "تاريخه" 6/383، وابن عبد البر في "الاستيعاب" (في ترجمة أم كلثوم بنت عقبة) من طرق عن الزهري، به.
زادوا في آخره: "يقول خيراً أو ينمي خيراً".
وأخرجه الطبري (221) ، والطبراني في "الكبير" 25/ (202) من طريق عبد الرحمن بن حُميد، عن أبيه حُميد بن عبد الرحمن، به.
ووقع في مطبوع الطبراني: حدثتني أمي أم جندب، وهو تحريف.
وسيرد بالأرقام (27272) و (27273) و (27275) و (27277) و (27278) و (27279) .
وانظر (27570) .
قال السندي: "ليس الكاذب بأن يقول"، يحتمل أن الباء زائدة في خبر ليس، فيقدر المضاف بأن يقال: ليس كذب الكاذب قول الرجل في إصلاح ما بين الناس، ويحتمل أن لا تكون زائدة، والمعنى: ليس الكاذب يكون كاذباً بهذا القول، والمراد أن من تكلم بكلام غير مطابق للواقع لأجل الإصلاح فلا يعدُّ كاذباً شرعاً، ولا يكتب عليه إثم الكاذبين، والله أعلم.(45/240)
يَقُولُ: " لَيْسَ الْكَذَّابُ الَّذِي (1) يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ فَيَنْمِي خَيْرًا أَوْ يَقُولُ خَيْرًا "
وَقَالَتْ: " لَمْ أَسْمَعْهُ يُرَخِّصُ فِي شَيْءٍ مِمَّا يَقُولُ النَّاسُ إِلَّا فِي ثَلَاثٍ: فِي الْحَرْبِ وَالْإِصْلَاحِ بَيْنَ النَّاسِ، وَحَدِيثِ الرَّجُلِ امْرَأَتَهُ، وَحَدِيثِ الْمَرْأَةِ زَوْجَهَا "، وَكَانَتْ أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ عُقْبَةَ مِنَ الْمُهَاجِرَاتِ اللَّاتِي بَايَعْنَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (2)
__________
(1) في (ظ6) : بالذي.
(2) حديث صحيح دون قوله: قالت: ولم أسمعه يرخّص في شيء ... فالصواب أنها زيادة مُدرجة من كلام الزُّهري، بيَّن ذلك يونس في روايته عن الزُّهري، كما سيرد. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزهري.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 10/197 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم بإثر (2605) عن عمرو الناقد، والنسائي في "الكبرى" (8642) عن عُبيد الله بن سعد الزُّهري، والخطيب في "الفصل للوصل المدرج في النقل" (21) (13) من طريق محمد بن يحيى النيسابوري، و (14) من طريق العباس بن محمد الدوري، و (15) من طريق زهير بن حرب، خمستهم عن يعقوب، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (385) ، والخرائطي في "مساوىء الأخلاق" (183) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (11096) ، والخطيب في "الفصل للوصل" (21) (20) من طريق الليث بن سعد، ومسلم (2605) ، والنسائي في "الكبرى" (3125) - وهو في "عِشْرة النِّساء" (239) - والطبراني في "الكبير" 25/ (192) ، والخطيب (21) (20) من طريق ابن وهب، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3174) ، والطبرانى 25/ (192) ، والخطيب (21) =(45/241)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= (18) و (19) من طريق عبد الله بن المبارك، ثلاثتهم عن يونس بن يزيد، عن الزهري، به. وفي التصريح بإدراج كلام الزُّهري قال الحافظ في "الفتح" 5/300: وهذه الزيادة مدرجة، بيَّن ذلك مسلمٌ في روايته من طريق يونس عن الزهري، فذكر الحديث. قال: وقال الزُّهري، وكذا أخرجها النسائي مفردة من رواية يونس، وقال -أي النسائي-: يونس أثبت في الزُّهري من غيره.
وجزم موسى بن هارون وغيره بإدراجها.
وأخرجه البخاري (2692) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2918) من طريق عبد العزيز بن عبد الله الأويسي، عن إبراهيم بن سعد، به. دون زيادة الزهري.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9123) -وهو في "عشرة النساء" (237) - والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2919) ، والخطيب (21) (17) من طريق الزُّبيدي، و (16) من طريق إسحاق بن راشد، كلاهما عن الزهري، به.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط " (9201) ، والخطيب (21) (1) و (2) من طريق زَمْعة بن صالح، عن يعقوب بن عطاء، عن الزهري، به.
وأخرجه الخرائطي (179) ، والطبراني 25/ (203) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1204) من طريق أسامة بن زيد، عن صالح بن كَيْسان، عن سعد ابن إبراهيم، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أمِّ كلثوم بنت عقبة، به، دون الزيادة. أسامة بن زيد الليثي يهم.
قال الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 210 بعد أن أورد رواية أسامة بن زيد:
والصحيحُ حديث أيوب السَّخْتِياني ومن تابعه، أي: عن الزُّهري، عن حُميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن أمِّه أمِّ كلثوم بنت عقبة.
وقد اقتصر عبد الوهّاب بن رُفَيْع على ذكر هذه الزيادة على أنها من كلام النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فوهم وهماً فاحشاً، وسيأتي بيان ذلك في موضعه عند الرواية (27275) .
وقد رُوي هذا الحديث من طرق كثيرة عن الزُّهري ليست فيه هذه الزيادة، =(45/242)
27273 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّهِ أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ عُقْبَةَ ـ وَكَانَتْ مِنَ الْمُهَاجِرَاتِ الْأُوَلِ ـ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَيْسَ الْكَذَّابُ مَنْ أَصْلَحَ بَيْنَ النَّاسِ فَقَالَ خَيْرًا أَوْ نَمَى خَيْرًا "، وَقَالَ مَرَّةً: " وَنَمَى خَيْرًا " (1)
__________
=وقد ذكرنا ذلك في تخريج الرواية السالفة.
وفي الباب عن أسماء بنت يزيد، سيرد برقم (27570) ، وفى إسناده شهر ابنُ حوشَب، وهو ضعيف.
قال السندي: قوله: "فينمي"، كيرمي، أي: فيرفع من أحد الطرفين إلى الطرف الآخر خيراً، بأن يقول: إن فلاناً يثني عليك، ونحوه مما يرجى به الاصلاح بينهما، وإن لم يطابق الواقع.
مما يقول الناس، أي: من الكذب.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20196) ، وأخرجه من طريقه أبو داود (4920) ، والخرائطي في "مساوىء الأخلاق" (182) ، والطبراني في "الكبير" 25/ (184) ، والبيهقي في "السنن" 10/197، وفي "الآداب" (118) ، والبغوي في "شرح السنة" (3539) ، وقال: هذا حديث متفق على صحته.
وأخرجه الطيالسي (1656) ، والدولابي في "الكنى والأسماء" 2/77، والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند علي) (219) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2920) ، والخرائطي (180) ، والطبراني في "الكبير" 25/ (185) و (195) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1206) ، والبيهقي في "شعب
الإيمان" (11095) من طرق عن معمر، به.
وسيكرر برقم (27279) سنداً ومتناً. =(45/243)
27274 - حَدَّثَنَا أُمَيَّةُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُسْلِمٍ ابْنُ أَخِي الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَمِّهِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّهِ أَنَّهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ تَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ " (1)
__________
= وانظر الحديثين قبله.
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، وقد رواه الزهري:
محمد بن مسلم، واختلف عليه فيه:
فرواه أميَّةُ بن خالد القيسيُّ -كما في هذه الرواية، وعند النسائي في "الكبرى" (10531) ، وهو في "عمل اليوم والليلة" (695) - والقعنبي عبد الله ابنُ مسلمة -فيما أخرجه ابنُ الضريس في "فضائل القرآن" (242) ، والدارمي (3436) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1220) ، والطبراني في
"الكبير" 25/ (182) ، وفي "الأوسط" (8557) ، والرازي في "فضائل القرآن" (107) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (2545) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 7/252 و253- كلاهما عن ابن أخي الزُّهري، بهذا الإسناد. وسقط من مطبوع النسائي (10531) ، و"عمل اليوم والليلة" (695) اسم الزهري، واستدركناه من "التحفة" 13/103، ووقع في مطبوع الدارمي: عن أبيه، صوابه: عن أمه، صوبناه من المخطوط.
ورواه ابن إسحاق -فيما أخرجه النسائي في "الكبرى" (10532) ،- وهو في "عمل اليوم والليلة" (696) - عن الحارث بن فضيل الأنصاري، عن الزُّهري، عن حميد بن عبد الرحمن أن نفراً من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حدثوه أنهم سمعوا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " (قل هو الله أحد) لتعدل ثُلُثَ القرآن لمن صلى بها".
ورواه مالك -كما في "الموطأ" 1/209، وعند الفِرْيابي في "فضائل القرآن" (30) ، والنسائي في "الكبرى" (10533) ، وهو في "عمل اليوم=(45/244)
27275 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ يَعْنِي ابْنَ الْهَادِ، عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أُمِّهِ أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ عُقْبَةَ قَالَتْ: " مَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرَخَّصُ (1) فِي شَيْءٍ مِنَ الْكَذِبِ إِلَّا فِي ثَلَاثٍ: الرَّجُلِ يَقُولُ الْقَوْلَ يُرِيدُ بِهِ الْإِصْلَاحَ، وَالرَّجُلِ يَقُولُ الْقَوْلَ فِي الْحَرْبِ، وَالرَّجُلِ يُحَدِّثُ امْرَأَتَهُ، وَالْمَرْأَةِ تُحَدِّثُ زَوْجَهَا " (2)
__________
=والليلة" (697) - عن الزُّهري، عن حميد بن عبد الرحمن، أنه أخبره، أن (قل هو الله أحد) تعدل ثُلُثَ القرآن ...
قال الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 210: وقول مالك أشبه.
وفي الباب: عن عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف برقم (6613) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب، وأسانيد بعضها صحيحة.
(1) في (م) : رخّص.
(2) هذا حديث لا يصحُّ رفعه للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإنما هو مُدرجٌ من كلام الزهري، كما بيّنا ذلك في الرواية (27272) ، وقد وهم عبد الوهَّاب -وهو ابن أبي بكر رُفَيْع المدنيّ- في رفعه، فقد قال الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 209 بعد أن أورد هذه الرواية: وهذا منكر، ولم يأتِ بالحديث المحفوظ الذي عند الناس. وقد نبَّه على هذا الوهم كذلك الحافظُ في "الفتح" 5/300. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. يزيد بنُ الهاد: هو يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد.
وأخرجه الخرائطي في "مساوىء الأخلاق" (185) من طريق يونس بن محمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" (مسند علي) (218) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2921) و (2922) ، والبيهقي في "السنن" 10/197-=(45/245)
27276 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أُمِّهِ (1) عَنْ أُمِّ كُلْثُومٍ [قَالَ عَبْدُ اللهِ:] قَالَ أَبِي: وحَدَّثَنَاهُ حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ، فَذَكَرَهُ وَقَالَ: عَنْ أُمِّهِ أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ قَالَتْ: لَمَّا تَزَوَّجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُمَّ سَلَمَةَ قَالَ لَهَا: " إِنِّي قَدْ أَهْدَيْتُ إِلَى النَّجَاشِيِّ حُلَّةً وَأَوَاقِيَّ مِنْ مِسْكٍ، وَلَا أَرَى النَّجَاشِيَّ إِلَّا قَدْ مَاتَ، وَلَا أَرَى إِلَّا هَدِيَّتِي مَرْدُودَةً (2) عَلَيَّ، فَإِنْ رُدَّتْ عَلَيَّ فَهِيَ لَكِ "، قَالَ:
__________
= 198، وفي "الآداب" (119) ، والخطيب في "الفصل للوصل المدرج في النقل" (21) (9) من طريقين عن الليث بن سعد، به.
وأخرجه أبو داود (4921) ، والنسائي في "الكبرى" (9124) -وهو في "عِشْرَة النساء" (238) - وابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3175) ، والطبراني في "الكبير" 25/ (193) ، وفي "الصغير" (189) ، وابن السُّنِّي في "عمل اليوم والليلة" (613) ، والقُضاعي في "مسند الشهاب" 12051) ،
والخطيب في "الفصل للوصل" (21) من طرق عن يزيد بن الهاد، به.
وأخرجه الطبرانى 25/ (194) ، والخطيب (21) (4) من طريقين عن عبد الوهَّاب بن رُفَيعْ، به.
وسلف برقم (27272) .
وانظر (27271) .
(1) في (ظ2) و (ق) و (م) : عن أبيه، والمثبت من (ظ6) ، و"أطراف المسند" 9/467، وهو الموافق لمصادر الحديث.
(2) في (م) : ولا أرى إلا هديتي مردودة.(45/246)
وَكَانَ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَرُدَّتْ عَلَيْهِ هَدِيَّتُهُ، فَأَعْطَى كُلَّ امْرَأَةٍ مِنْ نِسَائِهِ أُوقِيَّةَ مِسْكٍ (1) ، وَأَعْطَى أُمَّ سَلَمَةَ بَقِيَّةَ الْمِسْكِ وَالْحُلَّةَ (2)
__________
(1) في (ظ6) و (ق) : من مسك.
(2) إسناده ضعيف لضعف مسلم بن خالد: وهو الزنجي. ووالدةُ موسى ابن عقبة لم نقف لها على ترجمة، وقد اضطرب مسلم بن خالد في تعيينها.
وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
فرواه يزيد بن هارون-كما في هذه الرواية- وسعيد بن منصور -كما في "سننه" (485) - الأزرقي -فيما أخرجه ابن سعد 8/95- وسعيد بن أبي مريم ويحيى بن بكير ويحيى الحِمَّاني- فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" 25/ (205) -ومسدَّد- فيما أخرجه البيهقي في "السنن" 6/26 -ويحيى بن يحيى- فيما أخرجه البيهقي في "معرفة السنن والآثار" 8/200- كلهم عن مُسلم بن خالد، بهذا الإسناد. لم ينسبوا أم كلثوم.
ورواه حسين بن محمد -كما في هذه الرواية- والصلت بن مسعود -فيما أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني " (3459) ، ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" 7/285 -وابن وهب- فيما أخرجه الطحاري في "شرح مشكل الآثار" (347) ، والحاكم 2/188، والبيهقي في "السنن" 6/26-27- وأسد ابن موسى- فيما أخرجه الطحاوي أيضاً (348) ، كلهم عن مسلم، بالإسناد الثاني. إلا أنه وقع في مطبوع "الآحاد والمثاني": أم كلثوم، غير منسوبة، واستدركناه من "أسد الغابة" و"الإصابة" 4/490.
ورواه محمد بن المبارك وسعيد بن أبي مريم ويحيى بن بكير وكثير بن يحيى -فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" (826) - كلهم عن مسلم بن خالد الزنجي، عن موسى بن عقبة، عن أمه أم كلثوم بنت أم سلمة، عن أم سلمة، قالت: لما دخل بي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ....
وقد أورده الهيثمي في "المجمع" 8/289، وقال: رواه الطبراني، وأم=(45/247)
27277 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّهِ أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ عُقْبَةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَيْسَ الْكَذَّابُ مَنْ أَصْلَحَ بَيْنَ النَّاسِ فَقَالَ خَيْرًا أَوْ نَمَى خَيْرًا " (1)
__________
= موسى بن عقبة لا أعرفها، ومسلم بن خالد الزنجي وثقه ابن معين وغيره، وبقية رجاله رجال الصحيح.
ورواه هشام بن عمار -فيما أخرجه ابن حبان (5114) - عن مسلم بن خالد، عن موسى بن عقبة، عن أمه، عن أم كلثوم، عن أم سلمة، قالت: لما تزوجني ... بنحوه.
ورواه الشافعي -كما في "الأم" 3/100، ومن طريقه البيهقي في "معرفة السنن والآثار" 8/200- عن مسلم الزنجي، عن موسى بن عقبة، أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أهدى للنجاشي....
قلنا: والمحفوظ هو ما رواه هشام بن عمار، فيما ذكر الحافظ في "الإصابة" 4/490. وقال أيضاً: وفي سياقه ما يدل على المراد بقوله: "هي لكِ" هي الحُلة، لا الهدية، وبذلك يجاب من استشكل قوله: "فهي لكِ" ثم قسم المسك بين النساء.
وقد حسَّن الحافظ إسناده في "الفتح" 5/222.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/147-148، وقال: رواه أحمد والطبراني، وفيه مسلم بن خالد الزنجي، وثقه ابن معين وغيره، وضعفه جماعة، وأم موسى بن عقبة لم أعرفها، وبقية رجاله رجال الصحيح.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (27273) ، إلا أن شيخ أحمد هنا هو: إسماعيل بن إبراهيم المعروف بابن عُلَيَّة.
وأخرجه مسلم بإثر (2605) ، وأبو داود (4920) ، والترمذي (1938) ،=(45/248)
27278 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أُمِّهِ أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ عُقْبَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: " رَخَّصَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْكَذِبِ فِي ثَلَاثٍ: فِي الْحَرْبِ، وَفِي الْإِصْلَاحِ (1) بَيْنَ النَّاسِ، وَقَوْلِ الرَّجُلِ لِامْرَأَتِهِ " (2)
27279 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ،
__________
=والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند علي) (217) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" (في ترجمة أمِّ كُلثوم بنتِ عُقْبَة) من طريق إسماعيل بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وسلف برقم (27271) .
(1) في (ظ6) : إصلاح.
(2) إسناده ضعيف، ابنُ جُريج مُدَلِّس وقد عنعن، ورجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. حجَّاج: هو ابن محمد المِصِّيصي.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2913) 7/362 من طريق أبي عاصم الضحَّاك بنِ مَخْلد، والخطيب في "الفصل للوصل المدرج في النقل" (21) (11) و (12) من طريق أبي عامر، كلاهما عن ابن جُريج، قال: حُدِّثتُ عن ابن شهاب، به.
قال الخطيب في "الفصل للوصل" 1/302: والذي نرى -والله أعلم- أنَّ ابن جريج إنما وقعَ إليه هذا الحديث من رواية عبد الوهَّاب، إما أن يكون ابنُ جُرَيْج سمعه من عبد الوهَّاب، أو بلغه عنه، والله أعلم.
قلنا: وروايةُ عبد الوهَّاب -وهو ابن رُفَيْع المدني- سلفت برقم (27275) ، وذكرنا هناك أنه لا يصحُّ رفعُها للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإنما هي مُدرجةٌ من كلام الزُّهري.
وانظر (27271) .(45/249)
عَنْ أُمِّهِ أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ عُقْبَةَ ـ قَالَ (1) : وَكَانَتْ مِنَ الْمُهَاجِرَاتِ الْأُوَلِ ـ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَيْسَ بِالْكَذَّابِ (2) مَنْ أَصْلَحَ بَيْنَ النَّاسِ فَقَالَ خَيْرًا أَوْ نَمَى خَيْرًا "، وَقَالَ مَرَّةً: " وَنَمَى (3) خَيْرًا " (4)
__________
(1) قوله: قال، ليس في (ظ6) .
(2) في (ق) : الكذاب.
(3) في النسخ: أو نمى، وهو خطأ، والمثبت من مكرره (27273) .
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (27273) سنداً ومتناً.(45/250)
حَدِيثُ أُمِّ وَلَدِ شَيْبَةَ بْنِ عُثْمَانَ (1)
27280 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ، عَنْ بُدَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ، عَنْ أُمِّ وَلَدِ شَيْبَةَ، أَنَّهَا أَبْصَرَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَسْعَى بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ يَقُولُ: " لَا يُقْطَعُ الْأَبْطَحُ إِلَّا شَدًّا " (2)
__________
(1) قال الحافظ في "تهذيب التهذيب": اسم هذه المرأة الصحابية: حبيبة بنت أبي تَجْراة، وقيل: هي تَمْلِك، وهي أم ولد شيبة.
(2) حديث حسن وهذا إسناد ضعيف لاضطرابه:
فرواه هشام الدَّسْتَوائي -كما في هذه الرواية، وفيما أخرجه ابن سعد 8/313، وابن أبي شيبة 4/69، وابن ماجه (2987) ، والفاكهي في "أخبار مكة" (1386) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3453) ، والطبراني في "الكبير" 25/ (353) - عن بُدَيل بن مَيْسرة، به.
ورواه محمد بن ذكوان الجهضمي -فيما أخرجه ابن سعد 8/313- عن بُدَيْل بن ميسرة، عن صفية، قالت: نظرتُ إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فذكره من حديث صفية، وأسقط أم ولد شيبة. ومحمد بن ذكوان ضعيف.
ورواه حماد بن زيد -كما سيرد في الرواية التالية- عن بُديل بن ميسرة، عن المغيرة بن حكيم، عن صفية، عن امرأة منهم. فذكر المغيرة بن حكيم بين بُديل وصفية.
قال الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 227: وقول حماد أشبه.
قلنا: ورواه المثنى بن الصباح عن المغيرة بن حكيم، واختلف عليه فيه:
فرواه سفيان الثوري -فيما أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3454) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (529) ، والبيهقي 5/98، وابن الأثير في "أسد الغابة" (في ترجمة تَمْلِك الشيبية) - عن المثنى بن الصباح، عن=(45/251)
27281 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا بُدَيْلُ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ، عَنِ امْرَأَةٍ مِنْهُمْ، أَنَّهَا رَأَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ خَوْخَةٍ وَهُوَ يَسْعَى فِي بَطْنِ الْمَسِيلِ وَهُوَ يَقُولُ: " لَا يُقْطَعُ الْوَادِي إِلَّا شَدًّا "، وَأَظُنُّهُ قَالَ: وَقَدْ انْكَشَفَ الثَّوْبُ عَنْ رُكْبَتَيْهِ، ثُمَّ قَالَ حَمَّادٌ بَعْدُ: " لَا يُقْطَعُ "، أَوْ قَالَ: " الْأَبْطَحُ إِلَّا شَدًّا "، وَسَمِعَتْهُ يَقُولُ: " لَا يُقْطَعُ الْأَبْطَحُ إِلَّا شَدًّا " (1)
__________
= المغيرة بن حيهم، عن صفية بن شيبة، عن تملك الشيبية، قالت: نظرت إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فذكره، إلا أنه قال فيه: "إن اللهَ كتبَ عليكم السَّعْيَ فاسْعَوا".
ورواه حميد بن عبد الرحمن -فيما أخرجه الطبراني 24/ (813) - عن المثنى بن الصباح، عن المغيرة بن حكيم، عن صفية بنت شيبة، قالت: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اسْعَوْا، فإن السَّعْي كُتب عليكم". والمثنى بن الصباح ضعيف. وسيرد بهذا اللفظ بالأرقام (27367) و (27368) و (27463) .
وانظر ما بعده.
قال السندي: قوله: "لا يقطع الأبطح"، على بناء المفعول، أي: ينبغي ألا يقطع إلا بالشدّ والجري.
(1) حديث حسن وهذا إسناد ضعيف كما بيّنا في الرواية السابقة.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 5/242، وفي "الكبرى" (3974) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 2/102 من طريق قتيبة بن سعيد، والبيهقي 5/98 من طريق أبي الربيع سليمان بن داود الزهراني، كلاهما عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد. وقد صرح في رواية البيهقي أن المرأة هي أم ولد شيبة.
وانظر ما قبله.(45/252)
حَدِيثُ أُمِّ (1) وَرَقَةَ بِنْتِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ الْأَنْصَارِيِّ (2)
27282 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ جُمَيْعٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَلَّادٍ الْأَنْصَارِيُّ، وَجَدَّتِي، عَنْ أُمِّ وَرَقَةَ بِنْتِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَزُورُهَا كُلَّ جُمُعَةٍ، وَأَنَّهَا قَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللهِ - يَوْمَ بَدْرٍ - أَتَأْذَنُ لِي (3) فَأَخْرُجُ مَعَكَ أُمَرِّضُ مَرْضَاكُمْ، وَأُدَاوِي جَرْحَاكُمْ، لَعَلَّ اللهَ يُهْدِي لِي شَهَادَةً؟ قَالَ: " قَرِّي، فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُهْدِي لَكِ شَهَادَةً "، وَكَانَتْ أَعْتَقَتْ جَارِيَةً لَهَا وَغُلَامًا عَنْ دُبُرٍ مِنْهَا، فَطَالَ عَلَيْهِمَا فَغَمَّاهَا فِي الْقَطِيفَةِ حَتَّى مَاتَتْ وَهَرَبَا، فَأُتِيَ عُمَرُ فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ أُمَّ وَرَقَةَ قَدْ قَتَلَهَا غُلَامُهَا وَجَارِيَتُهَا وَهَرَبَا، فَقَامَ عُمَرُ فِي النَّاسِ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَزُورُ أُمَّ وَرَقَةَ يَقُولُ: " انْطَلِقُوا نَزُورُ الشَّهِيدَةَ "، وَإِنَّ فُلَانَةَ جَارِيَتَهَا وَفُلَانًا غُلَامَهَا غَمَّاهَا ثُمَّ هَرَبَا، فَلَا يُؤْوِيهِمَا أَحَدٌ، وَمَنْ وَجَدَهُمَا فَلْيَأْتِ بِهِمَا، فَأُتِيَ بِهِمَا فَصُلِبَا، فَكَانَا أَوَّلَ مَصْلُوبَيْنِ (4)
__________
(1) قوله: أمّ، سقط من (م) .
(2) قال السندي: أم ورقة بنت عبد الله، ويقال لها: أم ورقة بنت نوفل، تنسب إلى جدَّها الأعلى.
(3) قوله: لي، من (ظ6) .
(4) إسناده ضعيف لجهالة عبد الرحمن بن خلَّاد وجدَّةِ الوليد بن عبد الله ابن جُمَيْع، كما قال ابن القطان في "الوهم والإيهام" 5/23 (2258) واسم=(45/253)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= جدته: ليلى بنت مالك، وقد اضطرب فيه الوليدُ بنُ عبد الله بن جُمَيعْ:
فرواه أبو نُعيم الفَضْل بن دُكَيْن -كما في هذه الرواية، وفيما أخرجه ابن سعد 8/457، والطبرانى في "الكبير" 25/ (326) ، والبيهقي في "السنن" 3/130، وفي "الدلائل" 6/381- ووكيع بن الجراح- فيما أخرجه ابن أبي شيبة 12/527-528، وأبو داود (591) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3366) و (3367) ، والطبرانى 25/ (327) ، والبيهقي في "الدلائل" 6/382، وابن الأثير في "أسد الغابة" (في ترجمة أم ورقة) -ومحمد بنُ فُضيل- فيما أخرجه أبو داود (592) -وأشعث بن عطاف- فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 225- ثلاثتهم عن الوليد بن عبد الله بن جُمَيْع، بهذا الإسناد. وفي رواية أبي نُعَيم (في غير المسند) ، وأشعث بن عطاف: عن جدَّةِ الوليد، وحدَها، وفي رواية محمد بن فضيل: عن عبد الرحمن بن خلَّاد وحدَه، لم يذكر جدَّة الوليد.
ورواه عبد الله بن داود الخُرَيْبي-فيما أخرجه ابن خُزيمة (1676) - عن الوليد بن عبد الله بن جُميع، عن ليلى بنتِ مالك، عن أبيها. وعن عبد الرحمن ابن خلَّاد، عن أمِّ ورقة. لكن وقعت رواية عبد الله بن داود عند الحاكم 1/203، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 1/406 و3/130، وفي "السنن الصغير" 1/217-218: عن ليلى بنت مالك وعبد الرحمن بن خلاد، عن أم ورقة، ليس فيه: عن أبيها. وفيه: وأمر أن يُؤذن لها وتقام، وَتَؤُمَّ أهل دارِها في الفرائض وستأتي في الحديث الذي بعده قال الحاكم: قد احتجَّ مسلم بالوليد بن جُميع، وهذه سنة غريبة، لا أعرف في الباب حديثاً مسنداً غير هذا، وقد روينا عن عائشة أنها كانت تؤذِّن وتقيم وتؤمُّ النساء.
ورواه عبد العزيز بن أبان- فيما ذكر المِزِّي في "التحفة" 13/110- عن الوليد، عن عبد الرحمن بن خلَّاد، عن أبيه، عن أمِّ ورقة. وعبد العزيز بن أبان متروك. =(45/254)
27283 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي جَدَّتِي، عَنْ أُمِّ وَرَقَةَ بِنْتِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ الْأَنْصَارِيِّ، وَكَانَتْ قَدْ جَمَعَتِ الْقُرْآنَ، " وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَمَرَهَا أَنْ تَؤُمَّ أَهْلَ دَارِهَا "، وَكَانَ لَهَا مُؤَذِّنٌ، وَكَانَتْ تَؤُمُّ أَهْلَ دَارِهَا (1)
__________
= ورواه جعفر بن سليمان -فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 5/225- عن أبي خلَّاد الأنصاري، عن أمِّ ورقة. قال الدارقطني: وأبو خلَّاد هذا يشبه أن يكون عبد الرحمن بن خلاد.
وانظر ما بعده.
قال السندي: قولها: أمرّض، من التمريض، أي: أخدمهم.
يُهدي: من الإهداء بمعنى الإرسال، أي: يرزق لي.
"قَرَّي "، أي: اثبتي في بيتك، من القرار.
(1) إسناده ضعيف لجهالة جدَّة الوليد.
وأخرجه الدارقطني في "السنن" 1/403، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار" 4/230 من طريق أبي أحمد الزُّبيري، عن الوليد بن جُميع، بهذا الإسناد.
وانظر ما قبله.
قلنا: وفي إمامة المرأة بالنساء غيرُ هذا الحديث حديثُ عائشة وأم سلمة رضي الله عنهما، فقد روى عبد الرزاق (5086) ، والدارقطني 1/404، والبيهقي 3/131 من حديث أبي حازم ميسرة بن حبيب، عن رائطة الحنفية، عن عائشة أنها أمتهن، فكانت بينهن في صلاة مكتوبة وروى ابن أبي شيبة 2/89، من طريق ابن أبي ليلى، والحاكم 1/203-204 من طريق ليث بن أبي سليم كلاهما عن عطاء، عن عائشة أنها كانت تؤم النساء، فتقوم معهن في الصف لفظ ابن أبي شيبة، ولفظ الحاكم: عن عائشة أنها كانت تؤذن وتقيم وتؤم النساء وتقوم وسطهن. =(45/255)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وروى الشافعي (315) ، وابن أبي شيبة 2/88، وعبد الرزاق (5082) من طريقين، عن عمار الدهني، عن امرأةٍ من قومه يقال لها حجيرة، عن أم سلمة أنها أمتهن، فقامت وسطاً.
ولفظ عبد الرزاق: أمتنا أم سلمة في صلاة العصر فقامت بيننا.
وقال الحافظ ابن حجر في "الدراية" 1/166 وأخرج محمد بن الحصين من رواية إبراهيم النخعي عن عائشة أنها كانت تؤم النساء في شهر رمضان، فتقوم وسطاً.
وروى عبد الرزاق (5083) عن إبراهيم بن محمد، عن داود بن الحصين، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: تؤم المرأة النساء تقوم في وسطهن.
قال في "المغني" 3/37: اختلفت الرواية: هل يستحب أن تصلي المرأة بالنساء جماعة؟ فروي أن ذلك مستحب، وممن روي عنه أن المرأة تؤم النساء: عائشة وأم سلمة وعطاء والثوري والأوزاعي والشافعي وإسحاق وأبو ثور، وروي عن أحمد رحمه الله أن ذلك غير مستحب وكرهه أصحاب الرأي، وإن فعلت أجزأهن، وقال الشعبي والنخعي وقتادة: لهن ذلك في التطوع دون المكتوبة.
وقال أيضاً 3/33: وأما المرأة، فلايصح أن يأتم بها الرجل بحال في فرض ولا نافله في قول عامة الفقهاء، وقال أبو ثور: لا إعادة على من صلَّى خلفها، وهو قياس قول المزني وقال بعض أصحابنا: يجوز أن تؤم الرجال في التراويح، وتكون وراءهم لما رُوى عن أم ورقة "أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جعل لها مؤذناً يؤذن لها وأمرها أن تؤم أهل دارها" رواه أبو داود (592) وهذا عام في
الرجال والنساء ...(45/256)
حَدِيثُ سَلْمَى بِنْتِ حَمْزَةَ (1)
27284 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ سَلْمَى بِنْتِ حَمْزَةَ، " أَنَّ مَوْلَاهَا مَاتَ وَتَرَكَ ابْنَةً (2) فَوَرَّثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْنَتَهُ النِّصْفَ، وَوَرَّثَ يَعْلَى النِّصْفَ "، وَكَانَ ابْنَ سَلْمَى (3)
__________
(1) قال السندي: سلمى بنت حمزة بن عبد المطلب، عم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(2) في (ظ6) : ابنته.
(3) إسناده ضعيف لانقطاعه، قتادة لم يسمع من سلمى بنت حمزة فيما ذكر الهيثمي في "المجمع"، والحافظُ في "التعجيل" 2/155. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، وهمَّام: هو ابن يحيى العَوْذي.
ثم أنه اختُلف في تعيين اسم ابنةِ حمزة، كما سيرد.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" (في ترجمة سلمى) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وقد رواه عبد الله بنُ شدَّاد، عن ابنةِ حمزة، واختُلف عليه فيه:
فأخرجه ابن أبي شيبة 11/267 -ومن طريقه ابن ماجه (2734) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (874) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" (في ترجمة فاطمة بنت حمزة) - والنسائي في "الكبرى" (6398) من طريق زائدة، والحاكم 4/66 من طريق عيسى بن المختار، كلاهما عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن الحكم، عن عبد الله بن شداد، عن ابنة حمزة، قالت: مات مولىً لي وترك ابنَه، فقسم ... فذكره، وقد سمى عيسى بن المختار ابنة حمزة: أمامة. قلنا: وابن أبي ليلى سيىء الحفظ. =(45/257)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه الطبراني كذلك 24/ (879) من طريق الثوري، عن ابن أبي ليلى، عن الحَكَم، عن عبد الله بن شدَّاد، أن ابنة حمزة مات مولاها ...
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (6399) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (876) و (878) من طريق عبد الله بن عون، عن الحكم، عن ابن شداد، أن ابنة حمزة ... قال النسائي: وهذا أولى بالصواب من الذي قبله. وابنُ أبي ليلى كثير الخطأ.
وأخرجه الطبراني أيضاً 24/ (875) من طريق إبراهيم بن طهمان، عن جابر، عن الحكم، عن ابن شداد، عن أمِّ الفضل بنت حمزة -وكانت أخت عبد الله لأمِّه- قالت: مات لنا مكاتب هي أعتقته، فترك ابنته، وإن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قسم ميراثه، فأعطى ابنته النصف، وأعطى أمِّ الفضل النصف الباقي. قلنا: فسماها جابر -وهو ابن يزيد الجعفي- أمِّ الفضل، وهو ضعيف.
وأخرجه سعيد بن منصور (174) ، وابن أبي شيبة 11/267، وأبو داود في "المراسيل" (364) ، والطبراني أيضاً 24/ (880) ، والبيهقي 6/241 من طريق شعبة، عن الحكم، عن ابن شداد، أن ابنة حمزة اعتقت ... قال أبو داود: ورواه عدة عن عبد الله، أن بنت حمزة هي المعتقة.
وأخرجه عبد الرزاق (16211) عن معمر، عن رجل، عن الحكم بن عتيبة، عن ابن شداد، أن ابنة حمزة ...
وأخرجه الدارمي (3013) من طريق أشعث، عن الحكم وسلمة بن كهيل، عن شداد أن ابنة حمزة أعتقت عبداً لها ...
وأخرجه عبد الرزاق (16210) -ومن طريقه الطبراني 24/ (886) - عن الثوري، عن سَلَمَة بن كُهيل، قال: انتهيتُ إلى عبد الله بن شداد وهو يحدث القوم، فسمعتُه يقول في آخر الحديث: أختي، فسألت القوم، فحدثني أصحابه، أنه حدثهم، أن ابنة حمزة، وهي أخت عبد الله بن شداد لأمه، مات
مولاها.
وأخرجه سعيد بن منصور (173) ، وابن أبي شيبة 11/266-267،=(45/258)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه الطبراني 24/ (881) و (882) و (883) من طريق عبيد الله ابن أبي الجعد، عن عبد الله بن شداد، قال: أعتقت ابنةُ حمزة رجلاً، فمات وترك ابنته وابنة حمزة، فأخذت النصف ...
وأخرجه ابن أبي شيبة 11/269، والطبراني 24/ (885) ، والبيهقي 6/241 من طريق سفيان، عن منصور بن حيان الأسدي، عن ابن شداد، أن مولى لابنة حمزة ... قال البيهقي: والحديث منقطع.
وأخرجه الطبراني 24/ (884) من طريق شريك، عن عياش العامري، عن ابن شداد، قال: أعتقت بنت حمزة ...
وأخرجه ابن أبي شيبة 11/268 عن وكيع، عن إسماعيل، عن الشعبي، أن مولى لابنة حمزة مات ... قال البيهقي 6/241: وليس بمحفوظ.
وأخرج أبو داود في "المراسيل" (365) من طريق مغيرة، عن إبراهيم -وهو ابن يزيد النَّخعي- قال: توفي مولى لحمزة بن عبد المطلب، فأعطى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بنت حمزة النصف وقبض النصف. قال البيهقي 6/241: وهذا غلط.
وأخرجه عبد الرزاق (16212) ، وابن أبي شيبة 11/269، وسعيد بن منصور (175) من طريقين عن إبراهيم أنه كان أنا ذكر له ابنة حمزة، قال: إنما أطعمها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طعمة.
وفي الباب: عن أبي بُردة بن أبي موسى عند ابن أبي شيبة 11/267-268، وأبي داود في "المراسيل" (363) ، والبيهقي 6/241.(45/259)
حَدِيثُ أُمِّ مَعْقِلٍ الْأَسَدِيَّةِ (1)
27285 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّ مَعْقِلٍ الْأَسَدِيَّةِ أَنَّهَا قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أُرِيدُ الْحَجَّ، وَجَمَلِي أَعْجَفُ، فَمَا تَأْمُرُنِي؟ قَالَ: " اعْتَمِرِي فِي رَمَضَانَ، فَإِنَّ عُمْرَةً فِي رَمَضَانَ تَعْدِلُ حَجَّةً " (2)
27286 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَحَجَّاجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: أَرْسَلَ مَرْوَانُ إِلَى أُمِّ مَعْقِلٍ الْأَسَدِيَّةِ يَسْأَلُهَا عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ فَحَدَّثَتْهُ، أَنَّ زَوْجَهَا جَعَلَ بَكْرًا لَهَا فِي سَبِيلِ اللهِ، وَأَنَّهَا أَرَادَتِ الْعُمْرَةَ، فَسَأَلَتْ زَوْجَهَا الْبَكْرَ فَأَبَى، فَأَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لَهُ، فَأَمَرَهُ أَنْ يُعْطِيَهَا وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْحَجُّ وَالْعُمْرَةُ مِنْ (3) سَبِيلِ اللهِ "، وَقَالَ: " عُمْرَةٌ فِي رَمَضَانَ تَعْدِلُ حَجَّةً، أَوْ تُجْزِئُ حَجَّةً "، وَقَالَ حَجَّاجٌ: " تَعْدِلُ بِحَجَّةٍ أَوْ تُجْزِئُ بِحَجَّةٍ "، (4)
__________
(1) أمُّ مَعْقِل الأسدية: سلفت ترجمتها قبل الحديث (27106) .
(2) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد سلف الكلام عليه مفصلاً في الرواية السالفة برقم (27106) ، فانظره.
(3) في (ظ6) : في.
(4) قوله: "عمرةٌ في رمضان تعدل حجة" صحيح لغيره، وهذا إسناد سلف الكلام عليه مفصَّلاً في الرواية (27106) . =(45/260)
27287 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي إِسْمَاعِيلَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرَشِيِّ، عَنْ مَعْقِلِ بْنِ أَبِي مَعْقِلٍ، أَنَّ أُمَّهُ أَتَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (1)
27288 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، عَنِ امْرَأَةٍ مِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ يُقَالُ لَهَا: أُمُّ مَعْقِلٍ قَالَتْ: أَرَدْتُ الْحَجَّ فَضَلَّ بَعِيرِي، فَسَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " اعْتَمِرِي فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، فَإِنَّ عُمْرَةً فِي شَهْرِ رَمَضَانَ تَعْدِلُ حَجَّةً "، (2)
27289 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ:
__________
= وقوله: "الحج والعمرة من سبيل الله" سلفت شواهد "الحج في سبيل الله" بدون ذكر العمرة في الرواية (27107) ، وهو حديث صحيح بشواهده. أما لفظ العمرة، فمنكر لم يتابع إبراهيم عليه.
وانظر " الفتح" 3/604- 605.
(1) هو مكرر ما قبله، وقد سلف الكلام عليه في الرواية السالفة برقم (27106) .
(2) قوله: "عمرة في شهر رمضان تعدل حجة" صحيح لغيره، وهذا إسناد سلف الكلام عليه في الرواية (27106) ، فانظره.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 25/ (371) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (4227) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3238) من طريق عبد الرزاق، به.
وانظر (27107) .(45/261)
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنْتُ فِيمَنْ رَكِبَ مَعَ مَرْوَانَ حِينَ رَكِبَ إِلَى أُمِّ مَعْقِلٍ قَالَ: وَكُنْتُ (1) فِيمَنْ دَخَلَ عَلَيْهَا مِنَ النَّاسِ مَعَهُ، وَسَمِعْتُهَا حِينَ حَدَّثَتْ هَذَا الْحَدِيثَ، (2)
27290 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ مَعْقِلِ بْنِ أُمِّ مَعْقِلٍ الأَسَدِيَّةِ، قَالَتْ: أَرَدْتُ الْحَجَّ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي
__________
(1) في (ظ6) و (ظ2) : وقد كنت.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة حال الحارث بن أبي بكر ابن عبد الرحمن بن الحارث. ذَكره البخاريُّ في "التاريخ الكبير" 5/265، وابنُ أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 3/70، ولم يذكر فيه شيئاً، وذكره ابن حِبَّان في "الثقات" 6/171، ولم يذكروا في الرواة عنه غير محمد
بن إسحاق، إلا أنه في هذه الرواية روى عنه يحيى بن عباد! ورواه ابن إسحاق عن يحيى هذا. ولم يذكره الحسيني في "الإكمال"، ولا الحافظ في "التعجيل"، وهو على شرطهما، وبقية رجاله ثقات، غير محمد بن إسحاق، فصدوق.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3246) ، والطبراني في "الكبير" 25/ (367) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد. زاد ابن أبي عاصم: فكان أبو بكر لا يعتمر إلا في العشر الأواخر من رمضان حتى لقي الله عز وجل لما سمع من أم معقل.
وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 22/59 من طريق أحمد بن خالد الوهبي، عن ابن إسحاق، به.
وقد سلف الكلام عليه مفصَّلاً برقم (27106) .(45/262)
كَثِيرٍ (1)
27291 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِي مَعْقِلٍ، عَنْ أُمِّ مَعْقِلٍ أَنَّهَا سَأَلَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " عُمْرَةٌ فِي رَمَضَانَ تَعْدِلُ حَجَّةً " (2)
27292 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ يَحْيَى الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ أَبِي زَيْدٍ مَوْلَى ثَعْلَبَةَ أَخْبَرَهُ، عَنْ مَعْقِلِ بْنِ أَبِي مَعْقِلٍ الْأَنْصَارِيِّ - مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَدَّثَهُ " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ تُسْتَقْبَلَ الْقِبْلَتَانِ (3) لِلْغَائِطِ وَالْبَوْلِ " (4)
__________
(1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد سلف الكلام عليه مفصَّلاً في الرواية (27106) ، فانظره.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد سلف الكلام عليه مفصَّلاً في الرواية (27106) فانظره.
(3) في النسخ الخطية: القبلتين، والمثبت من (م) .
(4) إسناده ضعيف لجهالة أبي زيد مولى ثعلبة، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير صحابيِّ الحديث، فحديثُه عند أصحاب السنن، سوى الترمذي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (549) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد. ووقع في مطبوعه تحريف يُصحّح من هنا.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/392 من طريق هشام بن يوسف، عن ابن جريج، به.
وسلف برقمي (17838) و (17840) . =(45/263)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= قال السندي: قوله: "أن تستقبل"، هكذا في بعض النسخ، فالفعل على بناء المفعول، وفي كثير من النسخ: القبلتين، فالفعل على بناء الفاعل، وفيه ضمير المكلف، والمراد أنه نهى عن ذلك في المدينة، أما النهي عن استقبال الكعبة، فظاهر، وأما النهي عن استقبال بيت المقدس، فلأنه يستلزم استدبار
الكعبة في المدينة، ويحتمل أنه نهي عن استقبال كل منهما حين كان قبلة، فجمع الراوي النهيين في الرواية، وإن كان النهي عن استقبال بيت المقدس منسوخاً حين نهوا عن استقبال الكعبة، والله أعلم.(45/264)
حَدِيثُ بُسْرَةَ بِنْتِ صَفْوَانَ (1)
27293 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ يُحَدِّثُ أَبِي قَالَ: ذَاكَرَنِي (2) مَرْوَانُ مَسَّ الذَّكَرِ؟ فَقُلْتُ: لَيْسَ فِيهِ وُضُوءٌ، فَقَالَ: إِنَّ بُسْرَةَ بِنْتَ صَفْوَانَ تُحَدِّثُ فِيهِ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا رَسُولًا، فَذَكَرَ الرَّسُولُ أَنَّهَا تُحَدِّثُ، أَنَّ (3) رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ مَسَّ ذَكَرَهُ فَلْيَتَوَضَّأْ " (4)
__________
(1) بُسْرة بنت صفوان بن نوفل، قرشية أسدية، بنت أخي ورقة بن نوفل، واخت عقبة بن مُعيط لأمه، لها سابقة قديمة وهجرة وكانت من المبايعات.
"الإصابة" 4/245-246.
(2) في (ظ6) : ذاكرت.
(3) في (ظ6) : عن.
(4) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير مروانَ بنِ الحَكَم، فمن رجال البخاري، وغير بُسْرة، فقد روى لها أصحابُ السنن. وهذا الحديثُ وإن اختُلف في إسناده اختلافاً كثيراً كما سيرد، إلا أن إسناده محفوظ، وقد نبَّه على ذلك الحافظ في "أطراف المسند" 2/410، وقد صحَّحه الإمام أحمد، والترمذيُّ، وابن معين، والدارقطنيّ.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/163، وابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3228) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (500) من طريق إسماعيلَ ابن عُلَيَّة، بهذا الإسناد.
وأخرجه مالكٌ في "الموطأ" 1/42- ومن طريقه أخرجه الشافعي في "مسنده" 1/34 (بترتيب السندي) ، وفي "الأم" 1/15، وأبو داود (181) ،=(45/265)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= والنسائي 1/100، وفي "الكبرى" (159) ، وابن حبان (1112) ، والطبراني 24/ (496) ، وابن المنذر في "الأوسط" (89) ، وابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3230) ، والحازمي في "الاعتبار" ص 28، والدارقطني في "العلل" 5/ورقة 202 و203، والبيهقي في "السنن" 1/128، وفي "معرفة السنن والآثار" 1/385، وفي "الخلافيات" (502) و (503) ، والبغوي في "شرح السنة" (165) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 17/186- عن عبد الله بن أبي بكر، أنه سمع عروة يقول: دخلتُ على مروانَ بنِ الحَكَم ...
وأخرجه الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 203 من طريق عبد الوهَّاب والوليد بن مسلم، عن مالك، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عروة، عن بسرة، نحوه. دون ذكر مروان.
قال ابنُ عبد البر في "التمهيد" 17/185: والصحيح فيه عن مالك ما في "الموطأ".
وقد اختُلف فيه على عبد الله بن أبي بكر:
فاخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (499) من طريق عمرو بن الحارث، والدارمي (725) ، والطبراني 24/ (502) ، والدارقطني في "العلل" 5/204 من طريق محمد بن إسحاق، كلاهما عن عبد الله بن أبي بكر، به.
ورواه الضحَّاك بن عثمان، عن عبد الله بن أبي بكر، واختلف عليه فيه:
فرواه ابن أبي فُدَيك -فيما أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"، والطبراني في "الكبير" 24/ (501) - عن الضحاك بن عثمان، عن عبد الله بن أبي بكر، به.
ورواه عبد العزيز بن محمد الدراوردي -فيما أخرجه الدارقطني 5/203- عن الضحاك بن عثمان، عن عبد الله بن أبي بكر عن محمد بن عروة بن الزبير أنه دخل على أبيه وهو أمير المدينة، فذكروا ما يجب منه الوضوء، فقال عروة: أخبرتني بُسْرة ... دون ذكر مروان.
ورواه عبد العزيز بن أبي حازم -فيما أخرجه البيهقي في "الخلافيات" =(45/266)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= (509) - عن الضحاك، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عروة، أنه دخل على ابنه محمد وهو أمير المدينة، فسأله ما يجب منه الوضوء، فقال عروة: أخبرتني بُسْرة ...
ورواه عثمان بن عمرو بن ساج -فيما أخرجه الدارقطني في "العلل" 5/203- عن عثمان بن الضحاك، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عروة بن الزبير، عن بُسْرة بنت صفوان ... هكذا قلب اسم الضحاك بن عثمان. قلنا: والضحاك بن عثمان ضعيف.
ورواه ابن لهيعة، واختلف عليه:
فرواه أبو يزيد النضر بن عبد الجبار -فيما أخرجه الدارقطني 5/203- عن ابن لهيعة، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عروة، عن مروان، عن بُسْرة.
ورواه سعيد بن عامر -فيما أخرجه الدارقطني 5/203-204- عن عبد الله ابن أبي بكر، عن عروة، عن بُسْرة. فلم يذكر مروان.
ورواه عمر بن محمد بن زيد العمري -فيما أخرجه الطبراني 24/ (498) ، والدارقطني 5/203- وسفيان الثوري -فيما أخرجه الطبراني 24/ (497) ، والدارقطني 5/203- كلاهما عن عبد الله بن أبي بكر، عن عروة، عن بُسْرَة، دون ذكر مروان.
ورواه شعبة، واختُلف عليه:
فرواه الطيالسي -كما في "مسنده" (1657) ، ومن طريقه الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 204- عن شعبة، وقال: عن عبد الله أو محمد بن أبي بكر ابن عمرو بن حزم، عن عروة، أن مروان أرسل إلى بُسْرة ...
ورواه سعيد بن سفيان الجحدري -فيما أخرجه الطبراني 24/ (503) - عن شعبة، وقال: عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، سمعت عروة يقول: أرسل مروان إلى بسرة ...
ورواه محمد بن جعفر -فيما أخرجه الدارقطني 5/204- عن شعبة، وقال: سمعت محمد بن أبي بكر بن عمرو بن حزم، عن عروة، قال: بعث=(45/267)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= مروان إلى بسرة ...
قال ابن عبد البر في "التمهيد" 17/184: وليس الحديث لمحمد بن عمرو ابن حزم عند أحد من أهل العلم بالحديث، ولا رواه محمد بن عمرو بن حزم بوجه من الوجوه، ومحمد بن عمرو بن حزم لا يروي مثله عن عروة. ثم ذكر أن المحفوظ في هذا الحديث: عن عبد الله بن أبي بكر.
ورواه عمرو بن شعيب، واختلف عليه فيه:
فرواه عبد الرزاق -كما في "المصنف" (410) ، ومن طريقه الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 209- عن ابن جُريج، عن عمرو بن شعيب، أن بُسْرَة بنتَ صفوان قالت: قلتُ: يا رسولَ الله، إحدانا تتوضَّأُ للصلاة، فتفرغ من وضوئها، ثم تُدخل يدها في درعها فتمسُّ فرجها، أيجب عليها الوضوء؟ قال: نعم، إذا مسَّتْ فَرْجَها، فلتُعِدْ الصلاةَ والوضوءَ. قال: وعبد الله بن عمرو جالس، فلم يُفزع ذلك عبد الله بن عمرو بعد.
ورواه مسلم بن خالد الزنجي -فيما أخرجه الدارقطني 5/ورقة 209- عن ابن جريج، عن عمرو بن شعيب، سمع ابنُ عمر بسرة بحديثها عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في مس الذكر، فلم يدع الوضوء منه حتى مات. كذا قال: ابن عمر، ومسلم ابن خالد ضعيف.
ورواه المثنى بنُ الصباح -فيما أخرجه الطبراني 24/ (521) ، والدارقطني 5/208، والبيهقي في "السنن" 1/133- عن عمرو بن شعيب، وقال: عن سعيد بن المسيب، عن بُسْرَة بنتِ صفوان، وكانت خالة مروان، قالت: سألتُ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقلت: يا رسول الله، هل على إحدانا الوضوء إذا مسَّتْ فَرْجَها؟ فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "من مسَّ فَرْجَه من الرجال والنساء، فعليه الوضوء". والمثنى بن الصباح ضعيف.
ورواه عبد الله بن المؤمَّل -فيما أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3236) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/75، والطبراني 24/ (484) ، والدارقطني 5/ورقة 208- عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن=(45/268)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= جده، عن بُسْرة ...
ورواه معاذ بن هانىء، عن عبد الله بن المؤمَّل -فيما أخرجه الدارقطني في "العلل" 5/208- عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، دخلت بُسْرَةُ بنتُ صفوان، على أمِّ سلمة، فدخلَ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: "من هذه عندَكِ يا أمِّ سَلَمة، فقالت: بُسْرة يا نبيَّ الله، المرأة التي ... فذكر نحوه. قلنا: وعبد الله بن المؤمَّل ضعيف.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 1/245، وقال: رواه الطبراني في "الكبير"، وفيه عبد الله بن المؤمَّل، ضعفه أحمد ويحيى في رواية، ووثقه في أخرى، وذكره ابن حبان في "الثقات".
ورواه ابن لهيعة -فيما أخرجه الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 208-209- عن عمرو بن شعيب، أن سعيد بن المسيب حدثه، أن بنت صفوان إحدى نساء بني كنانة خالة مروان بن الحكم ...
وسيرد بالأحاديث الثلاثة بعده.
وقد سلف من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص برقم (7076) ، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب، ونزيد عليها هنا حديث أم حبيبة عند ابن ماجه (481) ، والترمذي في "العلل الكبير" 1/159.
قلنا: وقد سلف حديث طلق برقم (16286) وفيه أنه سأل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أيتوضأ أحدنا إذا مسَّ ذكره، فقال: إنما هو بضعة منك، وهو حديث قوي.
قال الترمذي بإثر الحديث (85) : وقد روي عن غير واحد من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبعض التابعين أنهم لم يروا الوضوء من مس الذكر، وهو قول أهل الكوفة وابن المبارك، وهذا الحديث -يعني حديث طلق- أحسن شيء روي في هذا الباب، قلنا: والجمع بين الحديثين ممكن بأن يُحمل الأمر بالوضوء في حديث بُسرة على الندب لوجود الصارف عن الوجوب في حديث طلق كما هو مذهبُ الحنفية، وجاء في صحيح ابن خزيمة 1/22: باب استحباب الوضوء =(45/269)
27294 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، أَنَّهُ سَمِعَهُ مِنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ وَهُوَ مَعَ أَبِيهِ يُحَدِّثُ، أَنَّ مَرْوَانَ أَخْبَرَهُ، عَنْ بُسْرَةَ بِنْتِ صَفْوَانَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ مَسَّ فَرْجَهُ فَلْيَتَوَضَّأْ "، قَالَ: فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا رَسُولًا وَأَنَا حَاضِرٌ فَقَالَتْ: نَعَمْ، فَجَاءَ مِنْ عِنْدِهَا بِذَاكَ (1)
27295 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ هِشَامٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، أَنَّ (1) بُسْرَةَ بِنْتَ صَفْوَانَ أَخْبَرَتْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ مَسَّ ذَكَرَهُ فَلَا يُصَلِّ حَتَّى يَتَوَضَّأَ " (2)
__________
= من مسِّ الذكر، وذكر الحديث، ثم أسند عن الإمام مالك قوله: أرى الوضوء من مسِّ الذكر استحباباً ولا أوجبه.
وانظر "نصب الراية" 1/63.
(1) حديث صحيح، وهو مكرر ما قبله، غير أن شيخ أحمد هنا هو سفيان ابن عيينة.
وأخرجه الحميدي (352) -ومن طريقه ابن عبد البر في "التمهيد" 17/186-187- وابن الجارود (16) من طريق ابن المقرىء، كلاهما (الحميدي والمقرىء) عن سفيان، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي 1/216 عن قتيبة، عن سفيان، عن عبد الله، عن عروة، عن بُسْرة. دون ذكر مروان. وقال: ولم أتقنه.
(1) في (ظ6) : عن.
(2) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيةِ الحديث، فقد روى لها أصحاب السنن، وقد اختُلف في سماع هشام بنِ عروة هذا الحديث من أبيه، فنفاه شعبة، كما في "علل أحمد" (3745) ، والنسائي وابن=(45/270)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= معين، كما سيرد في التخريح، وأثبته الإمام أحمد، كما في هذه الرواية، وفي "العلل" (3744) بما رواه عن يحيى القطان، عن هشام، قال: أخبرني أبي أن بسرة أخبرته....
ثم أنه اختُلف في إسناده على هشام، فرواه مرة: عن أبيه، عن بُسرة، ومرة: عن أبيه، عن مروان، عن بُسْرة، وكلاهما صحيح، فإن عروة سَمعه من مروان أولاً، ثم أراد أن يستوثق، فلقي بُسْرَةَ وسمع منها، كما سيرد في التخريج من رواية شعيب بن إسحاق، عن هشام بن عروة، وغيره.
وهو في "العلل" لأحمد 2/579.
وأخرجه ابن معين كما في "تاريخه" (4718) ، والترمذي (82) ، والنسائي في "المجتبى" 1/216، والطبراني في "الكبير" 24/ (518) ، والدارقطني في "العلل" 5/ورقة 199، والبيهقي في "الخلافيات " (517) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" (في ترجمة بسرة) من طريق يحيى، بهذا الإسناد. وقال النسائي: هشام بن عروة لم يسمع من أبيه هذا الحديث. وقال ابن معين: الحديث الذي يحدث به يحيى القطان عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: حدثتني بسرة، هو خطأ.
وقد اختلف فيه على هشام بن عروة:
فرواه علي بن المبارك فيما أخرجه ابن حبان (1115) ، والدارقطني 5/199 -وسعيد بن عبد الرحمن- فيما أخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/73، والدارقطني 5/199-200، والبيهقي في "السنن" 1/128- وابن أبي الزناد ومحمد بن دينار -فيما أخرجه الطبراني 24/ (505) و (516) - وعبد الحميد بن جعفر -فيما أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3235) ، والطبراني 24/ (511) ، وفي "الأوسط" (1480) ، والدارقطني في "السنن" 1/148، وفي "العلل" 5/200، والبيهقي 1/137- وأيوب -فيما أخرجه الطبرانى 24/ (510) ، والدارقطني 5/199، والبيهقي في "السنن" 1/138- وابن أبي حازم -فيما أخرجه الدارقطني 5/199،=(45/271)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وابن شاهين في "ناسخ الحديث" (120) - وحماد بن سلمة ويوسف بن يزيد وعباد بن صهيب -فيما أخرجه الدارقطني 5/199- وسفيان الثوري- فيما أخرجه الدارقطني في "السنن" 1/147، وفي "العلل" 5/ورقة 200- كلهم عن هشام، به. دون ذكر مروان في الإسناد.
ورواه مالك عن هشام، واختلف عليه فيه:
فرواه أبو علقمة الفَرْوِي -فيما أخرجه الطبراني في "الأوسط" (484) و (8566) ، والدارقطني 5/200- عن مالك، عن هشام، عن أبيه، عن بُسْرة.
ورواه أحمد بن إسماعيل -فيما أخرجه الدارقطني 5/201- عن مالك، عن هشام، عن أبيه أنه كان يقول ... فذكره مرسلاً.
ورواه هشام بن حسان، عن هشام، واختُلف عليه فيه:
فرواه عبد الله بن بزيغ -فيما أخرجه الدارقطني 5/200- عن هشام بن حسان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن بسرة.
وخالفه عثمان بن عمر -فيما أخرجه الطبرانى 24/ (512) ، والدارقطني 5/200- ويزيد بن هارون -فيما أخرجه الدارقطني 5/200- فروياه عن هشام ابن حسان، وقالا: عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: كنت عند مروان جالساً ...
ورواه أبو أسامة -فيما أخرجه الترمذي (83) ، وابن الجارود (17) ، وابن خزيمة (33) ، وابن أبي عاصم (3232) ، والطبرانى 24/ (520) - وعبد الله بن إدريس -فيما أخرجه ابن ماجه (479) ، والطبراني 24/ (508) ، والدارقطني 5/200- وربيعة بن عثمان -فيما أخرجه ابن الجارود (18) ، وابن حبان (1114) ، والطبراني 24/ (517) ، والحاكم 1/137، والبيهقي في "السنن" 1/129، وفي "الخلافيات" (512) -وشعيب بن إسحاق- فيما أخرجه ابن حبان (1113) ، والدارقطني في "السنن" 1/146 (وصححه) ، وفي "العلل" 5/201-202، والحاكم 1/137، والبيهقي في "السنن " 1/129-130، وفي "الصغير" 1/28، وفي "معرفة السنن والآثار" 1/387، وفي "الخلافيات"=(45/272)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= (511) ، وابن حزم في "المحلى" 1/240- وسفيان- فيما أخرجه ابن حبان (1116) ، والطبراني 24/ (514) ، والدارقطني في "السنن" 1/146، والبيهقي في "الخلافيات" (510) - وحماد بن سلمة- فيما أخرجه ابن أبي عاصم (3234) ، والطحاوي 1/72، والطبراني 24/ (509) ، والدارقطني 5/201، وابن شاهين (121) - وعلي بن مسهر -فيما أخرجه الطحاوي 1/72، والطبراني 24/ (506) ، والدارقطني 5/202- وابن أبي الزناد -فيما أخرجه الطحاوي 1/72، والدارقطني 5/201- ويحيى بن هاشم -فيما أخرجه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (87) "زوائد"- ومعمر- فيما أخرجه عبد الرزاق (411) ، ومن طريقه الدارقطني 5/201-202- وابن جريج- فيما أخرجه الطبراني 24/ (513) ، والدارقطني في "السنن" 1/148، وفي "العلل" 5/ورقة 200- ووهيب- فيما أخرجه الطبراني 24/ (515) ، والدارقطني 5/201، وابن عبد البر في "التمهيد" 17/190- وإسماعيل بن عياش- فيما أخرجه الدارقطني في "السنن" 1/147، وفي "العلل " 5/201- ويزيد بن سنان- فيما أخرجه الدارقطني في "السنن" 1/147، ومحمد بن إبراهيم بن
دينار وابن أبي فروة- فيما أخرجه الدارقطني 5/202- والمنذر بن عبد الله الحزامي- فيما أخرجه الدارقطني 5/202، والبيهقي في "الخلافيات" (513) - وعنبسة بن عبد الواحد- فيما أخرجه الحاكم 1/137، والبيهقي في "السنن" 1/129، وفي "الخلافيات" (514) - وأنس بن عياض- فيما أخرجه البيهقي في "السنن" 1/129- كلهم عن هشام بن عروة، عن عروة، عن مروان، عن بُسْرة، بنحوه، بذكر مروان في الإسناد. وجاء عند بعضهم تصريح سماع هشام ابن عروة من أبيه.
ورواه داود بن عبد الرحمن وأبو أسامة -فيما أخرجه الدارقطني 5/202- عن هشام، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عروة، عن مروان، عن بُسْرة. قال الدارقطني 5/ورقة 196: والمحفوظ عن أبي أسامة، عن هشام، عن أبيه، عن مروان، عن بسرة، وليس فيه عبد الله بن أبي بكر. =(45/273)
° 27296 - قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّ يَدِهِ، حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي (1) عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ الْأَنْصَارِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ يَقُولُ: ذَكَرَ مَرْوَانُ فِي إِمَارَتِهِ عَلَى الْمَدِينَةِ أَنَّهُ يُتَوَضَّأُ مِنْ مَسِّ الذَّكَرِ
__________
= ورواه حماد بن زيد، عن هشام، واختلف عليه فيه:
فرواه سليمان بن حرب ومحمد بن الفضل وخلف بن هشام -فيما أخرجه الحاكم 1/136- عن حماد بن زيد، عن هشام بن عروة أن عروة كان عند مروان بن الحكم، فسئل عن مسِّ الذَّكَر، فلم يَرَ به بأساً، فقال عروة: إن بسرة بنت صفوان حدثتني أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "إذا أفضى أحدكم إلى ذَكَرِه، فلا يصلِّ حتى يتوضأ" فبعث مروان حرسياً إلى بسرة، فرجع الرسول، فقال: نعم. قال الحاكم: هكذا ساق حمادُ بنُ زيد هذا الحديث، وفيه ذكر سماع عروة من بسرة.... وانظر تتمة كلامه.
وأخرج الدارقطني في "السنن" 1/148، والبيهقي 1/138 قول عروة المتقدم: إذا مس ذكره أو أنثييه ...
ورواه همَّام بنُ يحيى عن هشام، واختُلف عليه فيه:
فرواه الخصيب -فيما أخرجه الطحاوي 1/73- عن همام بن يحيى، عن هشام، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن عروة، عن بسرة.
ورواه حجاج بن المنهال -فيما أخرجه ابن أبي عاصم (3233) - عن همام، عن هشام، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن عروة، عن مروان، عن بُسْرة ...
ورواه أبو الزِّناد فيما أخرجه الترمذي (84) عن عروة، عن بسرة، نحوه.
وقد ذكر الدارقطني في "العلل" غير هذه الطرق، فانظرها.
وسلف بالحديثين قبله.
(1) في (ظ6) و"أطراف المسند": وأخبرني. قلنا: وهما سواء.(45/274)
إِذَا أَفْضَى إِلَيْهِ الرَّجُلُ بِيَدِهِ فَأَنْكَرْتُ ذَلِكَ عَلَيْهِ (1) فَقُلْتُ: لَا وُضُوءَ عَلَى مَنْ مَسَّهُ (2) ، فَقَالَ مَرْوَانُ: أَخْبَرَتْنِي بُسْرَةُ بِنْتُ صَفْوَانَ: أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُ مَا يُتَوَضَّأُ مِنْهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَيُتَوَضَّأُ مِنْ مَسِّ الذَّكَرِ "، قَالَ عُرْوَةُ: فَلَمْ أَزَلْ أُمَارِي مَرْوَانَ حَتَّى دَعَا رَجُلًا مِنْ حَرَسِهِ فَأَرْسَلَهُ إِلَى بُسْرَةَ يَسْأَلُهَا عَمَّا حَدَّثَتْ مِنْ ذَلِكَ، فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ بُسْرَةُ بِمِثْلِ الَّذِي حَدَّثَنِي عَنْهَا مَرْوَانُ (3)
__________
(1) قوله: عليه، ليس في (ظ6) .
(2) في (ظ6) : لا وضوء مِنْ مسِّه، وهي نسخة في (ظ2) و (ق) .
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير صحابية الحديث، فقد روى لها أصحاب السنن، ثم إنه قد اختُلف فيه على الزُّهري، كما سيرد.
وأخرجه الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 206، والبيهقي في "السنن" 1/129، وفي "الخلافيات" (504) من طريق أبي اليمان، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي 1/100-101، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3222) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (493) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 17/188 من طرق عن شعيب، به.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/72، والطبراني في "الكبير"24/ (490) ، والدارقطني في "العلل" 5/ورقة 205 من طريق الليث، وابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3227) ، والطبراني 24/ (494) ، والدارقطني 5/ورقة 204 من طريق يونس، وابنُ أبي عاصم (3223) ، والطبراني 24/ (495) من طريق ابن أبي ذئب، والطبرانيُّ 24/ (492) ، والدارقطنيُّ في "العلل" 5/ورقة 205 من طريق عبد الرحمن بن خالد بن مسافر، والدارقطنيُّ 5/ورقة 205، والبيهقي في "السنن" 1/132، وفي "الخلافيات" (505) من طريق عُقيل، والدارقطني 5/ورقة 205 و206 من طريق سلامة بنِ عُقيل وعبيدِ الله بنِ أبي زياد وسيَّار بنِ عقيل بن هبيرة الحضرمي ويزيد بنِ تميم، =(45/275)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= كلُّهم عن الزُّهري، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عروة، عن مروان، به. قال البيهقي عند رواية عُقيل: هذا هو الصحيح من حديث الزهري.
ورواه إسحاق بن راشد، عن الزهري، واختلف عليه فيه:
فأخرجه ابن أبي عاصم (3221) عن محمد بن علي بن ميمون، عن عمرو ابن عثمان، عن عبيد الله بن عمرو بن عثمان، وقال: عن إسحاق بن راشد، عن الزُّهري، عن أبي بكر بن عمرو بن حزم، أن عروة حدثه، أن مروان ذكر أن بسرة بنت صفوان ...
وأخرجه الطبراني 24/ (489) عن أبي زرعة الدمشقي، عن عمرو بن عثمان، عن عبيد الله بن عمرو، عن إسحاق بن راشد، عن أبي بكر محمد بن عمرو ابن حزم، أن عروة حدَّثه، أن مروان ذكر أن بُسْرَة ... فسقط منه اسم الزُّهري.
وأخرجه ابنُ عبد البر في "التمهيد" 17/188-189 من طريق محمد ابن إسماعيل، عن عمرو بن قُسَيْط، عن عبيد الله بن عمرو، عن إسحاق بن راشد، عن الزُّهري، عن عبد الله بن أبي بكر ...
ورواه معمر عن الزُّهري، واختلف عليه فيه:
فرواه عبد الرزاق (411) - ومن طريقه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/71، والطبراني في "الكبير" 24/ (485) ، والدارقطني 5/206، وابن حزم في "المحلى" 1/235- عن معمر، عن الزُّهري، عن عروة، عن مروان، عن بُسْرَة.
ورواه سعيد بن أبي عروبة -فيما أخرجه النسائي 1/216 (وتحرف في المطبوع إلى: شعبة) ، والطبراني في "الصغير" (1113) ، والدارقطني في "العلل" 5/ورقة 206، والبيهقي في "الخلافيات" (506) - وأبو عمرة -فيما أخرجه الدارقطني 5/206- كلاهما عن معمر، عن الزُّهْرِي، عن عروة، عن بُسْرة.
ورواه محمد بن عمر الواقدي -فيما أخرجه ابن سعد 8/245- وعبد الرزاق -فيما أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3224) - كلاهما عن =(45/276)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= مَعْمَر، عن الزُّهري، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عروة، عن مروان، عن بسرة.
ورواه عبد الرزاق أيضاً -فيما أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3225) - عن مَعْمَر، عن الزُّهري، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عروة، عن بسرة.
ورواه الأوزاعي عن الزُّهري، واختلف عليه فيه:
فرواه عبد الملك بن محمد -فيما أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3223) - عن الأوزاعي، عن الزُّهري، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عروة، عن مروان، عن بسرة.
ورواه القرقساني -فيما أخرجه البيهقي في "الخلافيات" (507) - عن الأوزاعي، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عروة، عن بسرة.
ورواه أبو المغيرة -فيما أخرجه الدارمي (724) ، والدارقطني في "العلل" 5/ورقة 206- وبشر بن بكر -فيما أخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/72- والوليد بن مسلم -فيما أخرجه ابن أبي عاصم (3220) ، والطبراني 24/ (488) - ويحيى بن عبد الله البابلتي- فيما أخرجه الطبراني 24/ (487) - والوليد بن مزيد- فيما أخرجه البيهقي في "الخلافيات" (508) - وعبد الحميد ابن حبيب- فيما أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 17/187-188- كلهم عن الأوزاعي، عن الزهري، وقال: عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن عروة، عن بسرة.
ورواه عبد الرحمن بن نمر اليحصبي، عن الزهري، واختلف عليه فيه:
فرواه هشام بن عمار، عن الوليد بن مسلم -فيما أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3231) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (486) ، وابن عدي 4/1602، والبيهقي في "السنن" 1/132- عن عبد الرحمن بن نمر، عن الزهري، عن عروة، عن مروان، عن بسرة، وليس فيه ذكر عبد الله بن أبي بكر. =(45/277)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= ورواه عبد الله بن أحمد بن ذكوان -فيما أخرجه ابن حبان (1117) - عن الوليد بن مسلم، عن عبد الرحمن بن نمر، عن الزُّهري، عن عروة، عن بسوة ... فأسقط عبدَ الله بن أبي بكر ومروان.
ورواه أبو موسى الأنصاري -فيما أخرجه البيهقي في "السنن" 1/132- عن الوليد بن مسلم، عن عبد الرحمن بن نمر، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عروة، عن مروان، عن بُسْرَه.
ورواه ابن أخي الزُّهري -فيما أخرجه الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 207، والخطيب في "تاريخه" 9/331-332- عن عمه الزهري، عن عروة، أنه سمع بُسْرَه بنت صفوان ... وقال الدارقطني: وهم في قوله، لأن الزهري إنما سمعه من عبد الله بن أبي بكر، عن عروة.
ورواه ابن جريج، عن الزُّهري، واختلف عليه فيه:
فرواه عبد الرزاق -كما في "المصنف" (412) - عن ابن جريج، قال: حدثني ابن شهاب، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عروة، أنه كان يحدث عن بُسْرَة بنت صفوان، عن زيد بن خالد.
ورواه عبد الرزاق -فيما أخرجه ابن أبي عاصم (3226) ، والطبراني 24/491، والدارقطني في "العلل" 5/ورقة 207، والبيهقي في "الخلافيات" (540) - عن ابن جريج، عن الزُّهري، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عروة، عن بُسرة، أو زيد بن خالد، على الشكّ.
ورواه سلمةُ بنُ شيب عن عبد الرزاق أيضاً -فيما أخرجه الدارقطني 5/ورقة 207- عن ابن جُريج، عن الزُّهري، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عروة -زاد سلمة: وثم يسمع ذلك منه- عن بُسْرَة وزيد بن خالد الجهني ... دون شك.
ورواه محمد بن بكر البُرْساني -فيما أخرجه البيهقي في "معرفة السنن والآثار" 1/390، وفي "الخلافيات " (539) - عن ابن جُرَيْج، عن الزُّهري، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عروة -ولم أسمعه منه- أنه كان يحدث عن بسرة=(45/278)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وعن زيد بن خالد الجهني ... وصحح إسناده، وتحرف اسم محمد بن بكر في مطبوع "الخلافيات" إلى: محمد بن بكير.
ورواه مخلد بن يزيد -فيما أخرجه الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 207، والبيهقي في "الخلافيات" (538) - عن ابن جُريج، عن الزُّهري، عن عبد الله ابن أبي بكر، عن عروة، كان يحدث عن بسرة، أو عن زيد بن خالد.
ورواه حميد المصيصي ويوسف بن سعيد، عن حجاج -فيما أخرجه الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 207- قال: قال ابن جريج: أخبرني ابن شهاب، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عروة -ولم يسمع ذلك منه- أنه كان يحدث عن بسرة أو عن زيد بن خالد ... وقال: قوله: لم يسمع ذلك منه، يعني لم يسمع ذلك الزهري من عروة.
ورواه المصيصي أيضاً -فيما أخرجه ابن عدي 1/196، والبيهقي في "الخلافيات" (537) - عن حجاج بن محمد، عن ابن جريج، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة وزيد بن خالد.
قال ابن عدي: وهذا الحديث يرويه محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن عروة، عن زيد بن خالد، ومن حديث ابن جريج عن الزهري، غير محفوظ.
وقال البيهقي: أخطأ فيه هذا المِصِّيصي حيث قال: عن عائشة، وإنما هو: عن بُسْرة.
قلنا: وحديث محمد بن إسحاق سلف برقم (21689) ، وهو غير محفوظ أيضاً، فيما قال البخاري، كما في "العلل الكبير" للترمذي 1/156، وقال الحافظ في "أطراف المسند" 2/410: المحفوظ حديث عروة، عن بسرة، أو عن مروان عن بسرة.
وقد سلف بالأحاديث الثلاثة قبله.(45/279)
حَدِيثُ أُمِّ عَطِيَّةَ الْأَنْصَارِيَّةِ واسْمُهَا نُسَيْبَةُ (1)
27297 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ، خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ نُغَسِّلُ ابْنَتَهُ فَقَالَ: " اغْسِلْنَهَا ثَلَاثًا أَوْ خَمْسًا، أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ إِنْ رَأَيْتُنَّ ذَلِكَ، وَاجْعَلْنَ فِي الْآخِرَةِ (2) كَافُورًا، أَوْ شَيْئًا مِنْ كَافُورٍ، فَإِذَا فَرَغْتُنَّ فَآذِنَّنِي "، فَآذَنَّاهُ فَأَلْقَى إِلَيْنَا حَقْوَهُ فَقَالَ: " أَشْعِرْنَهَا إِيَّاهُ "، قَالَ مُحَمَّدٌ: وَحَدَّثَتْنَاهُ حَفْصَةُ، قَالَتْ: فَجَعَلْنَا رَأْسَهَا ثَلَاثَةَ قُرُونٍ (3)
27298 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، عَنْ حَفْصَةَ،
__________
(1) سلفت ترجمة أم عطية قبل الحديث (20789) .
(2) في (ظ6) : الأخيرة.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (20790) ، غير أن شيخ أحمد هنا هو سفيان بن عُيينة.
وأخرجه الحميدي (360) ، وابن الجارود في "المنتقى" (518) ، والطبراني في "الكبير" 25/ (91) ، والدارقطني في "العلل" 5/ورقة 212 من طريق سفيان ابن عيينة، بهذا الإسناد. زاد الحميدي: قال: وحدَّثناه أيوبُ، عن حفصةَ بنتِ سِيرين، عن أمِّ عطيَّة.
وسيرد برقمي (27299) و (27306) من طريق هشام بن حسان، عن حفصة بنت سيرين، عن أم عطية.
وانظر (27302) .(45/280)
عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللهِ شَيْئًا} [الممتحنة: 12] إِلَى قَوْلِهِ {وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ} [الممتحنة: 12] قَالَتْ: كَانَ فِيهِ النِّيَاحَةُ، قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِلَّا آلَ فُلَانٍ، فَإِنَّهُمْ قَدْ كَانُوا أَسْعَدُونِي فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَلَا بُدَّ لِي مِنْ أَنْ أُسْعِدَهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِلَّا آلَ فُلَانٍ " (1)
27299 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ حَفْصَةَ، عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ: تُوُفِّيَتْ إِحْدَى بَنَاتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَانَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " اغْسِلْنَهَا بِسِدْرٍ وَاغْسِلْنَهَا وِتْرًا، ثَلَاثًا أَوْ خَمْسًا أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ إِنْ رَأَيْتُنَّ، وَاجْعَلْنَ فِي الْآخِرَةِ كَافُورًا، أَوْ شَيْئًا مِنْ كَافُورٍ، فَإِذَا فَرَغْتُنَّ فَآذِنَّنِي "، قَالَتْ: فَلَمَّا فَرَغْنَا آذَنَّاهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، فَأَلْقَى إِلَيْنَا حَقْوَهُ فَقَالَ: " أَشْعِرْنَهَا إِيَّاهُ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (20796) سنداً ومتناً.
قال السندي: قولها: كان فيه النياحة، أي: كان في العصيان في المعروف النياحة.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشامُ: هو ابنُ حسان القُرْدُوسي.
وأخرجه ابن سعد 8/455 عن إسحاق بن يوسف الأزرق، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو إسحاق الفزاري في "السير" (618) ، والشافعي في "مسنده"
1/203 (بترتيب السندي) ، وعبد الرزاق (6090) و (6091) ، وابن سعد 8/455، والبخاري (1262) ، وأبو داود (3144) ، والترمذي (990) ، وابنُ الجارود في "المنتقى" (520) ، والطبراني في "الكبير" 25/ (94) و (154) =(45/281)
27300 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ حَفْصَةَ، عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ: " غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْعَ غَزَوَاتٍ أُدَاوِي الْمَرْضَى، وَأَقُومُ (1) عَلَى جِرَاحَاتِهِمْ، وَأَخْلُفُهُمْ (2) فِي رِحَالِهِمْ أَصْنَعُ لَهُمُ الطَّعَامَ " (3)
27301 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ حَفْصَةَ، عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ: بَعَثَ إِلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَاةٍ مِنَ
__________
= و (156) و (158) ، والبيهقي 3/389 و4/6، وفي "السنن الصغير" 2/11، وابن الأثير في "أسد الغابة" (في ترجمة أم عطية) من طرق عن هشام بن حسان، به. ورواية البخاري مختصرة. وقرن الترمذي بحفصةَ محمدَ بن سيرين. وقال: وحديث أمِّ عطية حديث حسن صحيح، والعمل على هذا عند أهل العلم.
وسلف برقمي (20790) و (27297) .
وسيرد برقم (27306) .
(1) في (م) : وأقوم.
(2) في (م) : فأخلفهم.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (20792) ، غير أن شيخ أحمد هنا هو إسحاق بن يوسف الأزرق.
وأخرجه ابن سعد 8/455 عن إسحاق بن يوسف، بهذا الإسناد.
وسلف تخريجه برقم (20792) ونزيد عليه: ما أخرجه أبو إسحاق الفزاري في "السير" (553) ، وابن سعد 8/455، وأبو عوانة 4/321 و321-322 من طرق عن هشام بن حسان، به.
قال السندي: قولها: فأخلُفهم، بالتخفيف من باب نصر، أي: أخدُمهم كما يفعل الخليفة بالأهل.(45/282)
الصَّدَقَةِ، فَبَعَثْتُ إِلَى عَائِشَةَ بِشَيْءٍ مِنْهَا، فَلَمَّا جَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى عَائِشَةَ قَالَ: " هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ شَيْءٍ؟ "، قَالَتْ: لَا، إِلَّا أَنَّ نُسَيْبَةَ بَعَثَتْ إِلَيْنَا مِنَ الشَّاةِ الَّتِي بَعَثْتُمْ بِهَا إِلَيْهَا، فَقَالَ: " إِنَّهَا قَدْ بَلَغَتْ مَحِلَّهَا " (1)
27302 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ حَفْصَةَ، عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُمْ فِي غُسْلِ ابْنَتِهِ: " ابْدَأْنَ بِمَيَامِنِهَا وَمَوَاضِعِ الْوُضُوءِ مِنْهَا " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. خالد: هو ابن مِهران الحذَّاء.
وأخرجه مسلم (1076) ، والطبراني في "الكبير" 25/ (150) من طريق إسماعيل ابن عُلية، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (1446) و (1494) و (2579) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3332) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/13، وابن حبان (5119) ، والطبراني 25/ (148) و (149) ، والبيهقي 7/33، وابن عبد البر في "التمهيد" 5/105 -106 من طرق عن خالد الحذّاء، به.
وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2542) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. خالد: هو ابن مِهران الحذّاء.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/30، وفي "الكبرى" (2011) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/241، والبخاري (167) و (1255) ، ومسلم (939) (43) ، وأبو داود (3145) ، والطبراني في "الكبير" 25/ (160) ، والبيهقي 3/388، وفي "معرفة السنن والآثار" 5/224، وابن عبد البر في "التمهيد" 1/376 من طريق إسماعيل ابن علية، به.
وأخرجه البخاري (1256) ، ومسلم (939) (42) ، والترمذي (990) =(45/283)
27303 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ: " نُهِينَا (1) عَنْ اتِّبَاعِ الْجَنَائِزِ وَلَمْ يُعْزَمْ عَلَيْنَا " (2)
27304 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ، عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يُحِدُّ عَلَى مَيِّتٍ
__________
= (مطولاً) ، وابن الجارود في "المنتقى" (519) ، والطبراني 25/ (94) و (161) ، وابن حزم في "المحلى" 5/122، والبيهقي في "السنن" 3/388، وابن الأثير في "أسد الغابة" (في ترجمة أم عطية) من طرق عن خالد الحذاء، به. وقرن الترمذي وابن الجارود بحفصة محمد بن سيرين.
وانظر (27297) .
(1) في (م) : نهى.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، ابنُ أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم بن أبي عدي، وابن عون: هو عبد الله، ومحمد: هو ابن سيرين.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 25/ (115) من طريق معاذ العنبري، عن عبد الله بن عون، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (6288) ، ومسلم (938) (34) ، وابن الجارود في "المنتقى" (531) ، والطبراني في "الكبير" 25/ (112) و (113) و (114) و (142) من طرق عن محمد بن سيرين، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/284، والبخاري (1278) ، ومسلم (938) (35) ، وأبو داود (3167) ، وابن ماجه (1577) ، وابن الجارود (531) ، والطبراني في "الكبير" 25/ (143-147) ، وفي "الأوسط" (1278) ، والبيهقي 4/77 من طريقين عن حفصة بنت سيرين، عن أم عطية، به.
وانظر (20797) .(45/284)
فَوْقَ ثَلَاثٍ، إِلَّا الْمَرْأَةُ فَإِنَّهَا تُحِدُّ عَلَى زَوْجِهَا أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا، لَا تَلْبَسُ ثَوْبًا (1) مَصْبُوغًا إِلَّا ثَوْبَ عَصْبٍ، وَلَا تَكْتَحِلُ، وَلَا تَطَّيَّبُ إِلَّا عِنْدَ أَدْنَى طُهْرَتِهَا (2) نُبْذَةً مِنْ قُسْطٍ وَأَظْفَارٍ (3) " (4)
27305 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ حَفْصَةَ، عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ: " كَانَ ـ تَعْنِي رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ أَخَذَ عَلَيْنَا
__________
(1) قوله: ثوباً، ليس في (ظ2) و (ق) .
(2) في (ظ6) و (ق) : طهرها.
(3) عند مسلم: أو أظفار.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (20794) ، غير أن شيخ أحمد هنا هو عبد الله بن نمير.
وأخرجه ابن أبي شيبة 5/280-281، ومسلم (938) (66) ، 12/1128، وابن ماجه (2087) ، والطبراني في "الكبير" 25/ (139) من طريق ابن نمير، بهذا الإسناد.
وقد سلف تخريجه عند الرواية (20794) ونزيد عليه: ما أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3010) من طريق عبّاد المهلبي، والبيهقي في "السنن الصغير" 3/164، وفي "معرفة السنن والآثار" 11/222 من طريق إبراهيم بن طهمان، كلاهما عن هشام بن حسان، به.
وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (2135) عن هشام بن حسان، عن حفصة، عن أمِّ عطيَّه موقوفاً.
وأخرجه البخاري (5341) من طريق أيوب، عن حفصة، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 5/204 من طريق عاصم الأحول، عن حفصة، عن أم عطية، موقوفاً.
وفي الباب عن عائشة، سلف برقم (24092) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.(45/285)
فِي الْبَيْعَةِ: أَنْ لَا نَنُوحَ "، فَمَا وَفَتْ امْرَأَةٌ مِنَّا غَيْرَ خَمْسٍ: أُمُّ سُلَيْمٍ، وَامْرَأَةُ مُعَاذٍ، وَابْنَةُ أَبِي سَبْرَةَ، وَأُمُّ الْعَلَاءِ (1) ، وَامْرَأَةٌ أُخْرَى " (2)
27306 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ حَفْصَةَ قَالَتْ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ عَطِيَّةَ قَالَتْ: تُوُفِّيَتْ إِحْدَى بَنَاتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَانَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " اغْسِلْنَهَا بِسِدْرٍ، وَاغْسِلْنَهَا وِتْرًا، ثَلَاثًا أَوْ خَمْسًا، أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ إِنْ رَأَيْتُنَّ ذَلِكَ، وَاجْعَلْنَ فِي الْآخِرَةِ كَافُورًا، أَوْ شَيْئًا مِنْ كَافُورٍ، فَإِذَا فَرَغْتُنَّ فَآذِنَنَّنِي "، قَالَتْ: فَلَمَّا فَرَغْنَا آذَنَّاهُ، فَأَلْقَى إِلَيْنَا حَقْوَهُ فَقَالَ: " أَشْعِرْنَهَا إِيَّاهُ "، قَالَتْ أُمُّ عَطِيَّةَ: وَضَفَرْنَا رَأْسَ ابْنَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَةَ قُرُونٍ، وَأَلْقَيْنَا خَلْفَهَا قَرْنَيْهَا وَنَاصِيَتَهَا (3)
__________
(1) قولها: وأم العلاء، ليس في (م) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وسلف برقم (20791) ، إلا أن شيخ أحمد هنا هو يزيد بن هارون.
وأخرجه مسلم (936) (32) من طريق أسباط بن محمد، عن هشام بن حسان، بهذا الإسناد. ولم يسمّ من النساء غير أمِّ سُليم.
وانظر (27298) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (27299) ، غير أن شيخي أحمد هنا هما: يحيى بنُ سعيد القطَّان ويزيد بن هارون.
وأخرجه البيهقي 3/389 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (1263) ، والنسائي في "المجتبى" 4/30، وفي "الكبرى" (2012) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (157) ، والبغوي في "شرح السنة" (1473) من طريق يحيى بن سعيد، به.=(45/286)
27307 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ، عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ: " بَايَعْنَا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَخَذَ عَلَيْنَا فِيمَا أَخَذَ أَنْ لَا نَنُوحَ "، فَقَالَتْ امْرَأَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ: إِنَّ آلَ فُلَانٍ أَسْعَدُونِي فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَفِيهِمْ مَأْتَمٌ فَلَا أُبَايِعُكَ حَتَّى أُسْعِدَهُمْ كَمَا أَسْعَدُونِي، فَقَالَتْ (1) : فَكَأَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَافَقَهَا عَلَى ذَلِكَ، فَذَهَبَتْ فَأَسْعَدَتْهُمْ ثُمَّ رَجَعَتْ فَبَايَعَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَقَالَتْ أُمُّ عَطِيَّةَ: فَمَا وَفَتْ امْرَأَةٌ مِنَّا غَيْرُ تِلْكَ، وَغَيْرُ أُمِّ سُلَيْمٍ بِنْتِ مِلْحَانَ (2)
27308 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، وحَبِيبٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَخَذَ عَلَى النِّسَاءِ فِيمَا أَخَذَ أَنْ لَا يَنُحْنَ، فَقَالَتْ امْرَأَةٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ امْرَأَةً أَسْعَدَتْنِي، أَفَلَا أُسْعِدُهَا؟ فَقَبَضَتْ يَدَهَا وَقَبَضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ فَلَمْ يُبَايِعْهَا " (3)
__________
=وأخرجه ابن سعد 8/455، ومسلم (939) (41) من طريق يزيد بن هارون، به.
(1) في (ظ6) : قال، وفي (م) : فقال.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عاصم الأحول: هو ابن سليمان.
وسلف نحوه من طريق أبي معاوية، عن عاصم الأحول برقم (27298) .
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير حماد بن سلمة،=(45/287)
27309 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ أَبُو يَعْقُوبَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ (1) عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ جَمَعَ نِسَاءَ الْأَنْصَارِ فِي بَيْتٍ ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَيْهِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَقَامَ عَلَى الْبَابِ فَسَلَّمَ عَلَيْهِنَّ، فَرَدَدْنَ السَّلَامَ فَقَالَ: أَنَا رَسُولُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْكُنَّ، فَقُلْنَ: مَرْحَبًا بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبِرَسُولِهِ (2) ، فَقَالَ: " تُبَايِعْنَ عَلَى أَنْ لَا تُشْرِكْنَ بِاللهِ شَيْئًا، وَلَا تَسْرِقْنَ، وَلَا
__________
=فمن رجال مسلم. هشام: هو ابن حسان القُردوسي، وحَبيب: هو ابن الشهيد.
وأخرجه البخاري (1306) ، ومسلم (936) (31) ، والنسائي في "المجتبى" 7/149، وفي "الكبرى" (7803) ، والبيهقي 4/62 من طريق حماد بن زيد، عن أيوب، عن محمد بن سيرين، عن أم عطية، قالت: أخذ علينا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن لا ننوحَ، فما وفَتْ منا امرأة غيرُ خمسِ نسوةٍ ... فذكرهن.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/148-149، وفي "الكبرى" (7802) من طريق سفيان بن عيينة، عن أيوب، عن محمد بن سيرين، عن أم عطية، قالت: لما أردتُ أن أُبايعَ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قلت: يا رسولَ الله أن امرأة أسعدتني في الجاهلية، فأنهب فأسعدُها، ثم أجيئك فأبايعك. قال: "أذْهَبِي فأَسْعِدِيها".
قالت: فذهبت فأسعدتُها ثم جئتُ فبايعت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 25/ (110) من طريق ابن عون، و (111) من طريق سعيد بن عبد الرحمن، كلاهما عن محمد بن سيرين، به. بنحو حديث حماد بن زيد، عن أيوب.
وسلف نحوه برقمي (20796) و (27298) .
(1) في (م) : أبو عبد الرحمن.
(2) في (ظ6) : وبرسول رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.(45/288)
تَزْنِينَ، وَلَا تَقْتُلْنَ أَوْلَادَكُنَّ، وَلَا تَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ تَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيكُنَّ وَأَرْجُلِكُنَّ، وَلَا تَعْصِينَ فِي مَعْرُوفٍ "، فَقُلْنَ: نَعَمْ، فَمَدَّ عُمَرُ يَدَهُ مِنْ خَارِجِ الْبَابِ، وَمَدَدْنَ (1) أَيْدِيَهُنَّ مِنْ دَاخِلٍ ثُمَّ قَالَ: " اللهُمَّ اشْهَدْ "، وَأَمَرَنَا أَنْ نُخْرِجَ فِي الْعِيدَيْنِ الْعُتَّقَ وَالْحُيَّضَ، وَنُهِينَا (2) عَنْ اتِّبَاعِ الْجَنَائِزِ، وَلَا جُمُعَةَ عَلَيْنَا، فَسَأَلْتُهُ (3) عَنِ الْبُهْتَانِ، وَعَنْ قَوْلِهِ: {وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ} [الممتحنة: 12] ، قَالَ: هِيَ (4) النِّيَاحَةُ (5)
__________
(1) في النسخ الخطية: ومددنَ هنَّ، والمثبت من (م) .
(2) في (ق) : ونهانا.
(3) في (ظ6) : فسألت.
(4) في (ق) : هما.
(5) حديث صحيح دون ذكر قصة عمر فيه، وهو مكرر الحديث (20797) ، غير أن شيخ أحمد هنا هو عبد الصمد بن عبد الوارث العنبري.(45/289)
حَدِيثُ خَوْلَةَ بِنْتِ حَكِيمٍ (1)
27310 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلَانَ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ سَعْدٍ، عَنْ خَوْلَةَ بِنْتِ حَكِيمٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا نَزَلَ مَنْزِلًا قَالَ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ لَمْ يَضُرَّهُ فِي ذَلِكَ الْمَنْزِلِ شَيْءٌ حَتَّى يَرْتَحِلَ مِنْهُ " (2)
__________
(1) خولة بنت حكيم، سلفت ترجمتها قبل الحديث (27120) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسنادٌ خالف فيه ابنُ عجلان -وهو محمد- الرواةَ عن يعقوب بنِ عبد الله بن الأشجّ:
فأخرجه ابن أبي شيبة 1/2870، والدارمي (2680) ، وابن ماجه (3547) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (606) من طريق عفّان بن مسلم، به.
وقرن الدارمي بعفان أحمد بنَ إسحاق، وتحرف "وهيب" في مطبوعي ابن ماجه والطبراني إلى: "وهب".
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10395) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (561) - والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (37) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (606) من طرق عن وُهَيْب، به.
واختلف فيه على ابن عجلان:
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10396) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (561) مكرر- من طريق سفيان، والدارقطني في "العلل" 5/الورقة 229، من طريق يحيى بن سعيد، كلاهما عن ابنِ عجلان، عن يعقوب بن عبد الله بن الأشج، عن سعيد بن المسيب، قال: شكا رجل إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لدغة=(45/290)
27311 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ حَجَّاجٍ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَتْ خَوْلَةُ بِنْتُ حَكِيمٍ ـ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ: امْرَأَةُ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ ـ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَنْزِلُ مَنْزِلًا فَيَقُولُ حِينَ يَنْزِلُ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّةِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ ـ وَقَالَ يَزِيدُ: ثَلَاثًا ـ إِلَّا وُقِيَ شَرَّ مَنْزِلِهِ ذَلِكَ حَتَّى يَظْعَنَ مِنْهُ " (1)
27312 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ خَوْلَةَ بِنْتِ حَكِيمٍ، أَنَّهَا سَأَلَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْمَرْأَةِ تَرَى فِي مَنَامِهَا مَا يَرَى الرَّجُلُ؟ فَقَالَ: " لَيْسَ عَلَيْهَا غُسْلٌ حَتَّى يَنْزِلَ الْمَاءُ كَمَا (2) أَنَّ الرَّجُلَ لَيْسَ عَلَيْهِ غُسْلٌ حَتَّى يُنْزِلَ " (3)
__________
=العقرب، فقال: "أما إنك لو قلتت ... " الحديث، مرسل.
ورواه الحارث بن يعقوب ويزيد بن أبي حبيب -كما سلف في تخريج الرواية (27122) - عن يعقوب بن عبد الله بن الأشج، عن بسر بن سعيد، عن سعد بن أبي وقاص، عن خولة بنت حكيم، وهو الصحيح.
وقد سلف برقم (27120) .
(1) حديث صحيح، وهو مكرَّر (27123) ، غير شيخي أحمد، فهما هنا محمد بنُ يزيد -وهو الواسطي- من رجال أبي داود والترمذي والنسائي، ويزيد ابن هارون، وهو من رجال الشيخين.
(2) في (ظ6) : حتى تنزل كما.
(3) حديث حسن، عليُّ بنُ زيد بن جُدْعان -وإن كان ضعيفاً- توبع.
وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير خولة بنت حكيم، فقد روى لها البخاري في "خلق أفعال العباد" ومسلم وأصحاب السنن، سوى أبي داود.=(45/291)
27313 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءً الْخُرَاسَانِيَّ يُحَدِّثُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، أَنَّ خَوْلَةَ بِنْتَ حَكِيمٍ السُّلَمِيَّةَ ـ وَهِيَ إِحْدَى خَالَاتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ سَأَلَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْمَرْأَةِ تَحْتَلِمُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِتَغْتَسِلْ " (1)
__________
=وكيع: هو ابن الجراح، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه ابن سعد 8/158، وابن أبي شيبة 1/80-81، وابن ماجه (602) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3266) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (613) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني 24/ (612) من طريق قَبِيصة بن عقبة، عن سفيان الثوري، به.
وسيرد بالحديث بعده.
وفي الباب عن أنس بن مالك، سلف (1222) وإسناده صحيح، ولفظه: "من رأت ذلك منكن فأنزلت فلتغتسل" وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
(1) حديث حسن، عطاء الخراساني -وهو ابن أبي مسلم- صاحب أوهام، وقد توبع، كما في الرواية التي قبلها، وبقيةُ رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير صحابية الحديث، فقد روى لها البخاري في "خلق أفعال العباد" ومسلم وأصحاب السنن سوى أبي داود. حجاج: هو ابن محمد
المِصِّيصي الأعور.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 1/115، وفي "الكبرى" (204) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3264) من طريق حجاج، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي (762) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (610) ، وابن الأئير في "أسد الغابة" (في ترجمة خولة بنت حكيم) من طريقين عن شعبة، به.=(45/292)
27314 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي سُوَيْدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: زَعَمَتِ الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ خَوْلَةُ بِنْتُ حَكِيمٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ مُحْتَضِنًا أَحَدَ ابْنَيْ (1) ابْنَتِهِ وَهُوَ يَقُولُ: " وَاللهِ إِنَّكُمْ لَتُجَبِّنُونَ وَتُبَخِّلُونَ، وَإِنَّكُمْ لَمِنْ رَيْحَانِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَإِنَّ آخِرَ وَطْأَةٍ وَطِئَهَا اللهُ بِوَجٍّ "، وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً: " إِنَّكُمْ لَتُبَخِّلُونَ وَإِنَّكُمْ لَتُجَبِّنُونَ " (2)
__________
=وأخرجه ابن أبي عاصم (3265) ، والطبراني 24/ (611) من طريق إسماعيل بن عياش، عن عطاء الخراساني، به.
وسلف بالحديث قبله.
(1) في (ظ6) : بني.
(2) إسناده ضعيف لانقطاعه، عمر بن عبد العزيز لا يُعرف له سماع من خولة بنت حكيم، ولجهالة ابن أبي سويد -وهو محمد- فقد تفرَّد بالرواية عنه إبراهيم بن ميسرة، وهو الطائفي المكّي، وقال الحافظ: مجهول. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو ابن عُيينة.
وهو في "فضائل الصحابة" للإمام أحمد (1363) .
وأخرجه الحميدي (334) ، والترمذي (1910) ، والباغندى في "مسند عمر ابن عبد العزيز" (18) و (19) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (609) و (614) ، والبيهقي في "السنن" 10/202، وفي "الأسماء والصفات" (964) ، والخطيب في "تاريخه" 5/300، والمزِّي في "تهذيبه" (في ترجمة محمد بن أبي سويد) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. إلا أن الترمذي والبيهقي والخطيب لم يذكروا قصة الوطأة. قال الترمذي: وفي الباب عن ابن عمر، والأشعث بن قيس، وحديثُ ابن عيينة عن إبراهيم بن ميسرة لا نعرفه إلا من حديثه، ولا نعرف لعمر سماعاً من خولة.=(45/293)
* 27315 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ عَبْدُ اللهِ، وَسَمِعْتُهُ أَنَا، مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنْ خَوْلَةَ بِنْتِ حَكِيمٍ قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ لَكَ حَوْضًا؟ قَالَ: " نَعَمْ، وَأَحَبُّ مَنْ وَرَدَهُ عَلَيَّ قَوْمُكِ " (1)
__________
=وأخرج البيهقي في "الأسماء والصفات" (967) من طريق عثمان الدارمي:
سمعت علي ابنَ المديني يقول في حديث خولة عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أن آخر وطأة بِوَجّ، قال سفيان فسّره، فقال: إنما هو آخِرُ خيل الله بوج ...
وفي الباب عن يعلى العامري، سلف برقم (17562) ، وإسناده ضعيف، وذكرنا تتمة أحاديث الباب هناك، ونزيد عليها:
عن الأشعث بن قيس، سلف (21840) ، وإسناده ضعيف.
وعن ابن عمر عند الترمذي (3770) ، ولفظه: أن الحسن والحسين هما ريحانتاي من الدنيا.
قال السندي: قوله: "والله إنكم لتجبِّنون"، اْلخطاب للأولاد، والفعلان بالتشديد، من التفعيل، أي: إنكم لتجعلون الأب جباناً بخيلاً، لا تبقى له همة الاعطاء خوفاً عليكم.
"لمن رَيْحان الله": الإضافة إلى الله تعالى لأنه المعطي، والتشبيه بالريحان لأن الأب يشمه ويضمُّه إلى نفسه، ويفرح به، كما يشم الرَّيْحان، ويفرح به.
آخر وطأة: بفتح واو وسكون طاء وهمزة.
بوجّ: بفتح واو، وتشديد جيم، المراد به الطائف، أي: آخر قتال المسلمين كان بالطائف، فجعلَ ذلك وطأة الله، لأنه بأمره، والله تعالى أعلم.
(1) رجاله ثقات رجال الشيخين، غير صحابية الحديث، فقد روى لها البخاري في "خلق أفعال العباد"، ومسلم وأصحاب السنن سوى أبي داود، ولم يذكروا سماعاً لمحمد بن يحيى بن حبَّان من خولة، ثم إنه قد اختلف في إسناده كما سيرد:=(45/294)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= فرواه أبو خالد الأحمر (وهو سليمان بن حيان) - كما في هذه الرواية، وعند ابن أبي شيبة 11/438، ومن طريقه ابن أبي عاصم في "السنة" (704) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (590) - عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن محمد ابن يحيى بن حبَّان، عن خولة بنت حكيم.
ورواه حماد بن زيد- فيما أخرجه ابن أبي عاصم (705) ، والطبراني 24/ (589) - عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن خولة بنت قيس بن قهد، نحوه، قال الطبراني: والصواب حديث حماد بن زيد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/361، وقال: رواه أحمد والطبراني وقال: هكذا رواه أبو خالد الأحمر عن خولة بنت حكيم، وقال الناس: عن خولة بنت قيس، ورجالهما رجال الصحيح.
وسيرد بالحديث بعده من طريق جرير بن حازم، عن يحيى بن سعيد، عن يُحَنَّس، عن خولة بنت قيس بن قهد.(45/295)
حَدِيثُ خَوْلَةَ بِنْتِ قَيْسِ بْنِ قَهْدٍ (1)
27316 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ يَعْنِي ابْنَ حَازِمٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ يُحَنَّسَ، أَنَّ حَمْزَةَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ تَزَوَّجَ خَوْلَةَ بِنْتَ قَيْسِ بْنِ قَهْدٍ الْأَنْصَارِيَّةَ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَزُورُ حَمْزَةَ فِي بَيْتِهَا، وَكَانَتْ تُحَدِّثُهُ عَنْهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَادِيثَ، قَالَتْ: جَاءَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، بَلَغَنِي عَنْكَ أَنَّكَ تُحَدِّثُ أَنَّ لَكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَوْضًا مَا بَيْنَ كَذَا إِلَى كَذَا، قَالَ: " أَجَلْ، وَأَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ أَنْ يَرْوَى مِنْهُ قَوْمُكِ "، قَالَتْ: فَقَدَّمْتُ إِلَيْهِ بُرْمَةً فِيهَا خُبْزَةٌ - أَوْ خَزِيرَةٌ (2) - فَوَضَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ فِي الْبُرْمَةِ لِيَأْكُلَ فَاحْتَرَقَتْ أَصَابِعُهُ فَقَالَ: " حَسِّ "، ثُمَّ قَالَ: " ابْنُ آدَمَ إِنْ أَصَابَهُ الْبَرْدُ (3) قَالَ: حَسِّ، وَإِنْ أَصَابَهُ الْحَرُّ (4)
__________
(1) قوله (في الترجمة) : حديث خولة بنت قيس بن قَهْد من (ظ6) . ووقع حديثها في بقية النسخ في ترجمة خولة بنت حكيم، وقد سلف ذكر خولة بنت قيس في الروايتين (27054) و (27124) .
(2) في (ظ2) و (ق) و (م) : خبزة أو حريرة، ووقع كذلك في (ظ6) : خبزة، وانظر "شرح الغريب" آخر التعليق على الحديث.
(3) في (ظ6) : برد.
(4) في (ظ6) : حرّ.(45/296)
قَالَ: حَسِّ " (1)
27317 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ كَثِيرِ بْنِ أَفْلَحَ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ عُبَيْدَ سَنُوطَا يُحَدِّثُ، أَنَّهُ سَمِعَ خَوْلَةَ بِنْتَ قَيْسٍ ـ وَقَدْ قَالَ: خَوْلَةُ (2) الْأَنْصَارِيَّةُ الَّتِي كَانَتْ عِنْدَ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ـ تُحَدِّثُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى حَمْزَةَ بَيْتَهُ، فَتَذَاكَرُوا الدُّنْيَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "
__________
(1) رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرج نحوه الطبراني في "الكبير" 24/ (588) من طريق زيد بن الحُباب، عن عيسى بن النعمان، عن معاذ بن رِفاعة بن رافع بن خديج، عن خولة بنت قيس. وعيسى بن النعمان لم نقف له على ترجمة، ثم إن معاذ بن رفاعة بن رافع بن خديج من الطبقة الرابعة، فيما ذكر الحافظ في "التقريب"، ولا يثبت له سماع من خولة.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/361، وقال: رواه أحمد والطبراني، ورجال أحمد رجال الصحيح.
وانظر ما قبله.
قال السندي: قولها: فقدَّمتُ: من التقديم.
"حَسِّ": بفتح الحاء وكسر السين المشددة: كلمة يقولها الإنسان إذا أصابه ما مضَّه وأحرقه غفلةً، كالجمرة.
قلنا: والبُرْمة: القِدْر مطلقاً، وجمعها بِرام، وهي في الأصل المتخذة من الحجر المعروف بالحجاز واليمن.
والخُبْرَة: الإدام، وقيل: هي الطعام من اللحم وغيره.
والخزيرة: لحم يقطَّع صغاراً، ويصبُّ عليه ماءٌ كثير، فإذا نضج، ذُرَّ عليه الدقيق، فإن لم يكن فيه لحم، فهي عصيدة. قاله ابن الأثير في "النهاية".
(2) في (ظ6) : خويلة.(45/297)
إِنَّ (1) الدُّنْيَا خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ، مَنْ أَخَذَهَا بِحَقِّهَا بُورِكَ لَهُ فِيهَا، وَرُبَّ مُتَخَوِّضٍ فِي مَالِ اللهِ وَمَالِ رَسُولِهِ لَهُ النَّارُ يَوْمَ يَلْقَى اللهَ (2) " (3)
__________
(1) قوله: "أن" ليس في (ظ2) .
(2) في (ظ6) : يوم القيامة.
(3) حديث صحيح، وهو مكرر (27054) سنداً ومتناً.(45/298)
حَدِيثُ خَوْلَةَ بِنْتِ ثَامِرٍ الْأَنْصَارِيَّةِ (1)
27318 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ يَعْنِي ابْنَ أَبِي أَيُّوبَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْأَسْوَدِ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ الزُّرَقِيِّ، عَنْ خَوْلَةَ بِنْتِ ثَامِرٍ الْأَنْصَارِيَّةِ، أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ، وَإِنَّ رِجَالًا يَتَخَوَّضُونَ (2) فِي مَالِ اللهِ بِغَيْرِ حَقٍّ لَهُمُ النَّارُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (3)
__________
(1) قال السندي: ثامر بالثاء المثلثة على ما هو مقتضى كلام "الإصابة"، قال علي ابن المديني: هي بنت قيس السابقة، وثامر لقب، وحكى ذلك أبو عمر أيضاً، ويقال: هما اثنتان، اتَّحد حديثهما، والله أعلم.
(2) في (ظ6) : سيتخوضون.
(3) إسناده صحيح على شرط البخاري. عبد الله بن يزيد: هو أبو عبد الرحمن المقرىء، وأبو الأسود: هو محمد بن عبد الرحمن بن نوفل، يتيم عروة.
وأخرجه بتمامه ومختصراً عبد بن حميد (1587) ، والبخاري (3118) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3272) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (617) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (10303) ، والبغوي في "شرح السنة" (2730) ، والمزِّي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة خولة) من طريق عبد الله بن يزيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4892) و (4893) من طريق حيوة بن شريح، عن أبي الأسود، به.
وسلف برقم (27054) .(45/299)
حَدِيثُ خَوْلَةَ بِنْتِ ثَعْلَبَةَ (1)
27319 - حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَيَعْقُوبُ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْمَرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَنْظَلَةَ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ، عَنْ خَوْلَةَ (2) بِنْتِ ثَعْلَبَةَ قَالَتْ: فِيَّ - وَاللهِ (3) - وَفِي أَوْسِ بْنِ صَامِتٍ أَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ صَدْرَ سُورَةِ الْمُجَادَلَةِ قَالَتْ: كُنْتُ عِنْدَهُ وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا قَدْ سَاءَ خُلُقُهُ وَضَجِرَ، قَالَتْ: فَدَخَلَ عَلَيَّ يَوْمًا فَرَاجَعْتُهُ بِشَيْءٍ فَغَضِبَ، فَقَالَ: أَنْتِ عَلَيَّ كَظَهْرِ أُمِّي، قَالَتْ: ثُمَّ خَرَجَ فَجَلَسَ فِي نَادِي قَوْمِهِ سَاعَةً، ثُمَّ دَخَلَ عَلَيَّ، فَإِذَا هُوَ يُرِيدُنِي عَلَى (4) نَفْسِي، قَالَتْ: فَقُلْتُ: كَلَّا وَالَّذِي نَفْسُ خُوَيْلَةَ بِيَدِهِ، لَا تَخْلُصُ إِلَيَّ وَقَدْ قُلْتَ مَا قُلْتَ حَتَّى
__________
(1) قال السندي: خولة بنت ثعلبة، ويُقال: خُويلة، بالتصغير، جاء أنه خرج عمر بن الخطاب ومعه الناس، فمرَّ بعجوز، فاستوقفته، فوقفَ، فجعل يحدَّثُها وتحدثه، فقال له رجل: يا أمير المؤمنين، حبستَ الناسَ على هذه العجوز، فقال: وَيْلَكَ! أتدري من هي؟ هذه امرأة سمع اللهُ شكواها من فوقِ سبع سماوات، هذه خولةُ بنتُ ثعلبة التي أنزل الله فيها: (قد سمعَ اللهُ قَوْلَ التي تُجادِلُكَ في زَوْجها وتشتكي إلى الله واللهُ يسمعُ تحاوركما) [المجادلة:1] ولو حَبَسَتْنِي إلى الليل، ما فارقتُها إلا للصلاة، ثم أرجع إليها.
(2) في (ظ6) : خويلة.
(3) في (م) : والله فيّ.
(4) في (ظ6) : عن.(45/300)
يَحْكُمَ اللهُ وَرَسُولُهُ فِينَا بِحُكْمِهِ (1) ، قَالَتْ: فَوَاثَبَنِي وَامْتَنَعْتُ مِنْهُ، فَغَلَبْتُهُ بِمَا تَغْلِبُ بِهِ الْمَرْأَةُ الشَّيْخَ الضَّعِيفَ، فَأَلْقَيْتُهُ عَنِّي، قَالَتْ: ثُمَّ خَرَجْتُ إِلَى بَعْضِ جَارَاتِي فَاسْتَعَرْتُ مِنْهَا ثِيَابَهَا، ثُمَّ خَرَجْتُ حَتَّى جِئْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَذَكَرْتُ لَهُ مَا لَقِيتُ مِنْهُ، فَجَعَلْتُ أَشْكُو إِلَيْهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَلْقَى مِنْ سُوءِ خُلُقِهِ، قَالَتْ: فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " يَا خُوَيْلَةُ، ابْنُ عَمِّكِ شَيْخٌ كَبِيرٌ فَاتَّقِي اللهَ فِيهِ "، قَالَتْ: فَوَاللهِ مَا بَرِحْتُ حَتَّى نَزَلَ فِيَّ الْقُرْآنُ، فَتَغَشَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا كَانَ يَتَغَشَّاهُ، ثُمَّ سُرِّيَ عَنْهُ فَقَالَ لِي: " يَا خُوَيْلَةُ، قَدْ أَنْزَلَ اللهُ فِيكِ وَفِي صَاحِبِكِ "، ثُمَّ قَرَأَ عَلَيَّ: {قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللهِ، وَاللهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا، إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} [المجادلة: 1] إِلَى قَوْلِهِ: {وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [البقرة: 104] ، فَقَالَ لِي (2) رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مُرِيهِ فَلْيُعْتِقْ رَقَبَةً "، قَالَتْ: فَقُلْتُ: وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ مَا عِنْدَهُ مَا يُعْتِقُ، قَالَ: " فَلْيَصُمْ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ "، قَالَتْ: فَقُلْتُ: وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّهُ شَيْخٌ كَبِيرٌ مَا بِهِ مِنْ صِيَامٍ، قَالَ: " فَلْيُطْعِمْ سِتِّينَ مِسْكِينًا، وَسْقًا مِنْ تَمْرٍ "، قَالَتْ: فَقُلْتُ (3) : وَاللهِ (4) يَا رَسُولَ اللهِ مَا ذَاكَ عِنْدَهُ، قَالَتْ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "
__________
(1) قولها: بحكمه، ليس في (ظ6) .
(2) في (ظ6) : قالت: فقال لي.
(3) في (م) : قلت.
(4) قولها: والله، ليس في (ظ6) .(45/301)
فَإِنَّا سَنُعِينُهُ بِعَرَقٍ مِنْ تَمْرٍ "، قَالَتْ: فَقُلْتُ: وَأَنَا (1) يَا رَسُولَ اللهِ سَأُعِينُهُ بِعَرَقٍ آخَرَ، قَالَ: " قَدْ أَصَبْتِ وَأَحْسَنْتِ، فَاذْهَبِي فَتَصَدَّقِي عَنْهُ (2) ، ثُمَّ اسْتَوْصِي بِابْنِ عَمِّكِ خَيْرًا "، قَالَتْ: فَفَعَلْتُ، قَالَ: عَبْدُ اللهِ قَالَ: أَبِي قَالَ سَعْدٌ: الْعَرَقُ الصَّنُّ (3)
__________
(1) قولها: وأنا، ليس في (ظ6) .
(2) في (ظ6) : فتصدقي به عنه.
(3) إسناده ضعيف لجهالة مَعْمَر بنِ عبدِ الله بن حَنْظَلة، فلم يرو عنه سوى محمد بن إسحاق، وقال ابن القطَان في "بيان الوهم والإيهام" 4/464: مجهول الحال، وقال الذهبي في "الميزان": لا يُعرف، وذكره ابن حبان في "الثقات". وبقية رجال الإسناد ثقات. سعد بن إبراهيم: هو ابن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" (في ترجمة خولة بنت حكيم) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن حبان (4279) ، وابن عبد البر في "الاستيعاب" 4/292 من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد، به.
وأخرجه أبو داود (2214) و (2215) ، وابن الجارود (746) ، والطبري في "التفسير" (سورة المجادلة) ، والطبراني في "الكبير" (616) و24/ (633) ، والبيهقي 7/389 و391-392 و392، والمزي في "تهذيبه" (في ترجمة معمر ابن عبد الله" من طرق عن ابن إسحاق، به. وحسَّنه الحافظ في "الفتح" 9/433.
وأخرجه الطبراني 24/ (634) ، والبيهقي 7/392 من طريق أبي إسحاق السَّبِيعي، عن يزيد بن يزيد، عن خولة بنت الصامت ... فذكر نحوه. قال الطبراني: هكذا قال: خولة بنت الصامت، وهي خولة بنت ثعلبة امرأة أوس ابن الصامت. قلنا: ويزيد بن يزيد قال الذهبي في "الميزان" 4/426 و442: قال البخاري: في صحته نظر.=(45/302)
وَمِنْ حَدِيثِ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ أُخْتِ الضَّحَّاكِ بْنِ قَيْسٍ (1)
27320 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي الْجَهْمِ قَالَ: سَمِعْتُ فَاطِمَةَ بِنْتَ قَيْسٍ تَقُولُ: أَرْسَلَ إِلَيَّ زَوْجِي أَبُو عَمْرِو بْنُ حَفْصِ بْنِ الْمُغِيرَةِ عَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ بِطَلَاقِي، وَأَرْسَلَ إِلَيَّ خَمْسَةَ آصُعِ تَمْرٍ وَخَمْسَ آَصَعٍ شَعِيرٍ (2) ، فَقُلْتُ: مَا لِي نَفَقَةٌ إِلَّا
__________
= وفي الباب عن عائشة سلف مختصراً برقم (24195) وإسناده صحيح، ونقلنا هناك عن الحافظ أن تسميتها بخولة بنت ثعلبة هو أصح ما ورد في قصة المجادلة، فانظره.
وعن ابن عباس عند أبي داود (2223) ، والترمذي (1199) ، والنسائي 6/167، وابن ماجه (2065) .
وانظر حديث سلمة بن صخر السالف برقم (16421) .
قال السندي: قولها: كنت عنده، أي: زوجةً له.
في نادي قومه، أي: في مجلسهم.
وَسْقاً، بفتح فسكون: ستون صاعاً.
قلنا: والعَرَقُ والصَّنُّ -وكلاهما بمعنى-: هو زَبِيلٌ منسوج من نسائج الخُوص، وكلُّ شيءٍ مضفور، فهو عَرَقٌ. قاله ابن الأثير في "النهاية".
(1) فاطمة بنت قيس: سلفت ترجمتها قبل الحديث (27100) .
(2) في (ظ2) : بخمسة آصع شعير، وفي (م) : خمسة، دون باء، وفي (ق) : بخمس آصع من شعير، ولم يقع في هذه النسخ ذكر آصع التمر، والمثبت من (ظ6) ، وهو الصواب، فقد جاء في رواية مسلم ذكر آصع التمر، والصاع يذكر ويؤنث.(45/303)
هَذَا؟ وَلَا أَعْتَدُّ إِلَّا فِي بَيْتِكُمْ (1) ؟ قَالَ: لَا، فَشَدَدْتُ عَلَيَّ ثِيَابِي، ثُمَّ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ: " كَمْ طَلَّقَكِ؟ "، قُلْتُ: ثَلَاثًا، قَالَ: " صَدَقَ لَيْسَ لَكِ نَفَقَةٌ، وَاعْتَدِّي فِي بَيْتِ ابْنِ عَمِّكِ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ فَإِنَّهُ ضَرِيرُ الْبَصَرِ، تُلْقِينَ ثِيَابَكِ عَنْكِ، فَإِذَا انْقَضَتْ عِدَّتُكِ فَآذِنِينِي "، قَالَتْ: فَخَطَبَنِي خُطَّابٌ فِيهِمْ مُعَاوِيَةُ، وَأَبُو الْجَهْمِ (2) ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ مُعَاوِيَةَ تَرِبٌ خَفِيفُ الْحَالِ، وَأَبُو الْجَهْمِ (3) يَضْرِبُ النِّسَاءَ ـ أَيْ (4) فِيهِ شِدَّةٌ عَلَى النِّسَاءِ ـ وَلكِنْ عَلَيْكِ بِأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ "، أَوْ قَالَ: " انْكِحِي أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ "، (5)
__________
(1) في (ظ2) و (ق) و (م) : إلا في بيتكم بزيادة إلا، وهو خطأ، والمثبت من (ظ6) ، وهو الموافق لرواية مسلم.
(2) في (ظ6) : أبو الجهيم، وفي (م) : أبو جهم.
(3) في رواية مسلم والنسائي والطحاوي وابن حبان، وهي من طريق ابن مهدي: أو.
(4) في النسخ الخطية: ولكن أي فيه شدة على النساء، عليك بأسامة، وضرب على لفظة "أي" في (ق) ، والمثبت من (م) وهو الموافق لرواية مسلم.
(5) إسناده صحيح على شرط مسلم، أبو بكر بن أبي الجَهْم من رجاله، وروى له البخاري في "القراءة خلف الإمام". وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو الثوري.
وأخرجه مسلم (1480) (48) ، والنسائي في "المجتبى" 6/150، وفي "الكبرى" (5611) و (9244) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/5، وابنُ حبان (4254) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.=(45/304)
27321 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ تَمِيمٍ مَوْلَى فَاطِمَةَ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ، بِنَحْوِهِ (1)
27322 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي بَكْرِ (2) بْنِ
__________
=وأخرجه مسلم (1480) (49) من طريق أبي عاصم النبيل، والطبراني 24/ (929) ، والبيهقي 7/473 من طريق محمد بن كثير، كلاهما عن سفيان، عن أبي بكر بن أبي الجَهْم، قال: دخلتُ أنا وأبو سلمة بنُ عبد الرحمن على فاطمة، فسألناها، وفي رواية محمد بن كثير: وقد أخرجت بنت أخيها ظهراً، فقل: ما حملكِ على هذا؟ قالت: كان زوجي ... وذكر الحديث.
وأخرجة الطبراني 24/ (931) من طريق عتبة بن عبد الله، عن أبي بكر، به، نحوه.
وسيرد من طريق وكيع عن سفيان برقمي (27322) و (27324) .
وسيرد من طريق شعبة، عن أبي بكر بن الجَهْم برقم (27332) .
وانظر (27100) .
قال السندي: قوله: "تَرِب" بفتح فكسر، أي: فقير، كأنه التصق من شدة الفقر بالتراب.
(1) حديث صحيح. تميم مولى فاطمة -وهو أبو سلمة- وإن تفرد بالرواية عنه مجاهد، ولم يؤثر توثيقه عن أحد، قد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبدُ الرحمن: هو ابنُ مهدي، ومنصور: هو ابن المعتمر، ومُجاهد: هو ابن جَبْر.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 6/150، وفي "الكبرى" (5612) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وقد سلف بالحديث قبله.
وانظر (27100) .
(2) وقع في (م) بين سفيان وأبي بكر: عن منصور، عن مجاهد، وهو خطأ.(45/305)
أَبِي الْجَهْمِ بْنِ صُخَيْرٍ الْعَدَوِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ فَاطِمَةَ بِنْتَ قَيْسٍ تَقُولُ: " طَلَّقَنِي زَوْجِي ثَلَاثًا فَمَا جَعَلَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُكْنَى وَلَا نَفَقَةً " (1)
27323 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، عَنْ عَامِرٍ قَالَ: حَدَّثَتْنِي فَاطِمَةُ بِنْتُ قَيْسٍ: " أَنَّ (2) زَوْجَهَا طَلَّقَهَا ثَلَاثًا فَأَمَرَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تَعْتَدَّ فِي بَيْتِ ابْنِ (3) أُمِّ مَكْتُومٍ " (4)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو بكر بن أبي الجَهْم من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وكيع: هو ابنُ الجرَّاح، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه مطولاً ومختصراً ابن أبي شيبة 5/149، ومسلم (1480) (47) ، والترمذي بإثر (1135) ، وابن ماجه (2035) ، وابن الجارود (761) ، والبيهقي 7/136 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وسقط اسم وكيع من مطبوع "مصنف" ابن أبي شيبة.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/66-67، والطبراني في "الكبير" 24/ (930) ، وابن عبد البَرّ في "التمهيد" 19/145 من طريق شريك، عن أبي بكر بن أبي الجهم، به.
وسترد تتمة الحديث بهذا الإسناد برقم (27324) .
وسلف مطولاً من طريق عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان برقم (27320) .
وانظر (27100) .
(2) في (ظ6) : قالت أن.
(3) في (م) : تعتدّ عند ابن.
(4) حديث صحيح. زكريا -وهو ابن أبي زائدة، وإن كان يدلِّس عن الشعبي وقد عنعن- توبع. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي.
وأخرجه الدارمي (2275) عن معلَّى، والطبرانى 24/ (935) ، وابنُ=(45/306)
27324 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، سَمِعَهُ مِنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي الْجَهْمِ، سَمِعْتُ فَاطِمَةَ بِنْتَ قَيْسٍ قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا أَحْلَلْتِ فَآذِنِينِي "، فَآذَنَتْهُ، فَخَطَبَهَا مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، وَأَبُو الْجَهْمِ، وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَّا مُعَاوِيَةُ فَرَجُلٌ تَرِبٌ لَا مَالَ لَهُ، وَأَمَّا أَبُو الْجَهْمِ فَرَجُلٌ ضَرَّابٌ لِلنِّسَاءِ، وَلَكِنْ أُسَامَةَ "، قَالَ: فَقَالَتْ بِيَدِهَا هَكَذَا: أُسَامَةُ أُسَامَةُ (1) تَقُولُ: لَمْ تُرِدْهُ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " طَاعَةُ اللهِ وَطَاعَةُ رَسُولِهِ خَيْرٌ لَكِ "، فَتَزَوَّجَتْهُ فَاغْتَبَطَتْهُ (2) (3)
27325 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أَبِي عَاصِمٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ذَكَرَ الْمَدِينَةَ
__________
= عبد البر في "التمهيد" 19/44 من طريق أبي نُعيم، كلاهما عن زكريا، به.
وسلف مطولاً بإسناد صحيح على شرط مسلم برقم (27320) .
وسيرد من طريق يزيد بن هارون عن زكريا برقم (27345) .
وانظر (27100) .
(1) لم يكرر لفظ "أسامة" في (م) .
(2) عند عبد بن حميد ومسلم: فاغْتبَطْتُ، وعند ابن ماجه والبيهقي: فاغتبطْتُ به.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو بكر بن أبي الجهم من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه عبد بن حميد (1584) ، وابن ماجه (1869) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وانظر تتمة تخريجه في الرواية رقم (27322) .(45/307)
فَقَالَ: " هِيَ طَيْبَةُ " (1)
27326 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ يَعْنِي ابْنَ كُهَيْلٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي الْمُطَلَّقَةِ ثَلَاثًا: " لَيْسَ لَهَا سُكْنَى وَلَا نَفَقَةٌ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، أبو عاصم -وهو محمد بن أبي أيوب الثقفي- من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، والشعبي: هو عامر بن شَراحيل.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (956) مطولاً، وأبو عمرو الداني في "الفتن وغوائلها" (639) مختصراً من طريق أبي نُعيم، عن محمد بن أبي أيوب الثقفي أبي عاصم، بهذا الإسناد.
وسلف مطولاً برقم (27101) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابنُ مهدي، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه مسلم (1480) (44) ، والنسائي في "المجتبى" 6/144، وفي "الكبرى" (5597) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (12027) ، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 24/ (934) ، وأخرجه الدارمي (2274) عن محمد بن يوسف، وأبو داود (2288) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/67، وابن حبان (4250) ، والطبراني 24/ (934) ، والبيهقي 7/475 من طريق محمد بن كثير، وابن حبان (4291) من طريق مؤمَّل بن إسماعيل، والطبراني 24/ (934) من طريق أبي حذيفة، خمستهم عن الثوري، به. زادوا- غير أبي داود والطبراني وابن حبان (4291) - قولَ سلمةَ بنِ كهيل: فذكرت ذلك لإبراهيم النَّخَعي، فقال: قال عمر بن الخطاب: لا ندعُ كتابَ ربِّنا ولا سُنَّة نبيِّنا لقول امرأة، لها السُّكْنَى=(45/308)
27327 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ: مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ مَوْلَى الْأَسْوَدِ بْنِ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ، أَنَّ أَبَا عَمْرِو بْنِ حَفْصٍ طَلَّقَهَا الْبَتَّةَ وَهُوَ غَائِبٌ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا وَكِيلَهُ بِشَعِيرٍ فَتَسَخَّطَتْهُ فَقَالَ: وَاللهِ مَا لَكِ عَلَيْنَا مِنْ شَيْءٍ، فَجَاءَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ: " لَيْسَ لَكِ نَفَقَةٌ عَلَيْهِ "، فَأَمَرَهَا أَنْ تَعْتَدَّ فِي بَيْتِ أُمِّ شَرِيكٍ، ثُمَّ قَالَ: " تِلْكَ امْرَأَةٌ (1) يَغْشَاهَا أَصْحَابِي فَاعْتَدِّي عِنْدَ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ، فَإِنَّهُ رَجُلٌ أَعْمَى، تَضَعِينَ ثِيَابَكِ عِنْدَهُ، فَإِذَا حَلَلْتِ فَآذِنِينِي "، فَلَمَّا حَلَلْتُ ذَكَرْتُ لَهُ أَنَّ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ، وَأَبَا الْجَهْمِ خَطَبَانِي، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَّا أَبُو الْجَهْمِ فَلَا يَضَعُ عَصَاهُ، وَأَمَّا مُعَاوِيَةُ فَصُعْلُوكٌ لَا مَالَ لَهُ، انْكِحِي أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ "، (2)
__________
= والنَّفقة. قلنا: وإبراهيمُ النَّخَعي لم يسمع من عمر، وقد أخرج مسلم قول عمر هذا من طريق الأسود بن يزيد، عنه. وسيرد قول عمر من طريق السُّدِّي عن إبراهيم والشعبي برقم (27329) ، ومن طريق حُصين عن الشعبي برقم (27338) .
وانظر (27100) .
(1) في (ظ6) : المرأة، وهي نسخة في (ظ2) و (ق) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. مالك: هو ابنُ أنس.
وهو في "الموطأ" 2/580-581، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "الرسالة" (856) ، وفي "المسند" 2/18-19 و54، وابن سعد 8/273- 274، ومسلم (1480) (36) ، وأبو داود (2284) ، والنسائي في "المجتبى" 6/75،=(45/309)
27328 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ مَوْلَى الْأَسْوَدِ بْنِ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ،
__________
= وفي "الكبرى" (6032) ، وابن الجارود في "المنتقى" (760) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/5 و65، وابن حبان (4049) و (4390) ، والطبراني 24/ (913) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" 7/135 و177-178 و180-181 و432 و471، وفي "معرفة السنن والآثار" (15302) ، وفي "السنن الصغير" 3/188-189، والبغوي في "شرح السنة" (2385) ، وفي "تفسيره" للآية
الأولى من سورة الطلاق.
وأخرجه الطحاوي 3/65 من طريق الليث، عن عبد الله بن يزيد، به، نحوه.
وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (1355) ، ومسلم (1480) (37) ، والطبراني 24/ (921) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" 7/472 من طريق أبي حازم سلمة بن دينار. وأخرجه مسلم (1480) (38) ، وأبو داود (2285) و (2286) ، والنسائي في "المجتبى" 6/145، وفي "الكبرى" (5598) ،
والطحاوي 3/64-65، وابن حبان (4253) ، والطبراني 24/ (920) ، والبيهقي 7/178، وابن عبد البر في "التمهيد" 19/137 و138 من طريق يحيى بن أبي كثير، وأخرجه الطحاوي 3/68 من طريق عبد الرحمن بن هرمز، ثلاثتهم عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، به.
وسيرد من طريق إسحاق بن عيسى عن مالك بالحديث بعده.
ومن طرق أخرى عن أبي سلمة بالأرقام (27333) و (27334) و (27335) و (27341) و (27347) .
وأنظر (27100) .
قال السندي: قوله: "يغشاها أصحابي" أي: يدخلون عليها لكثرة إحسانها ومعروفها.
"فلا يضع عصاه" أي: أنه كثير الضرب حتى كان العصا دائماً في يده.(45/310)
عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ، أَنَّ أَبَا عَمْرِو بْنَ حَفْصٍ طَلَّقَهَا الْبَتَّةَ وَهُوَ غَائِبٌ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ، وَقَالَ: " انْكِحِي أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ "، فَكَرِهْتُهُ فَقَالَ: " انْكِحِي أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ "، فَنَكَحْتُهُ فَجَعَلَ اللهُ لِي فِيهِ خَيْرًا (1)
27329 - حَدَّثَنَا (2) أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ يَعْنِي ابْنَ صَالِحٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنِ الْبَهِيِّ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ " لَمْ يَجْعَلْ لَهَا سُكْنَى وَلَا نَفَقَةً "، قَالَ حَسَنٌ: قَالَ السُّدِّيُّ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِإِبْرَاهِيمَ، وَالشَّعْبِيِّ، فَقَالَا: قَالَ عُمَرُ: " لَا نُصَدِّقُ (3) فَاطِمَةَ لَهَا السُّكْنَى وَالنَّفَقَةُ " (4)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، إسحاق بنُ عيسى -وهو ابن الطبَّاع- من رجاله، وبقيةُ رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
وهو مكرر سابقه.
(2) جاء قبل هذا الحديث في (ظ6) : حدثنا أسود بن قيس قال: حدثنا الحسن يعني ابن صالح.... ثم ساق مثل هذا الحديث حرفاً بحرف، وهو سهو من الناسخ.
(3) في (ظ6) و (م) : لا تصدق.
(4) قوله: لم يجعل لها سكنى ولا نفقة: صحيح، السُدِّي: هو إسماعيل ابن عبد الرحمن، والبهيُّ- وهو عبد الله- قد أخرج له مسلم هذا الحديث في المتابعات. وقول عمر: لا نُصدِّقُ فاطمة، لها السّكْنَى والنفقةُ، سيأتي في التخريج نحوه بإسناد صحيح.
وأخرجه مسلم (1480) (51) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"=(45/311)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= (3184) ، والطبراني 24/ (932) ، والبيهقي 7/474 من طريق يحيى بن آدم، عن الحسن بن صالح، به. ليس فيه قول عمر.
واختلفت الرواية عن أسود بن عامر في لفظ الحديث:
فاخرجه الدارقطني في "السنن" 4/22، والبيهقي 7/474 من طريق أسود ابن عامر، بهذا الإسناد، ولفظه: "إنما السكنى والنفقة لمن كان لزوجها عليها الرَّجْعة". قال البيهقي: كذا أتى به الأسود بن عامر شاذان، والصحيح هو الأول.
قلنا: وسلف هذا الحرف في حديث مجالد برقم (27100) . وأما قول عمر، فإن إبراهيم- وهو النخعي- والشعبي لم يسمعا منه، وسيرد كذلك برقم (27338) .
وقد أخرج مسلم (1480) (46) من طريق عمار بنُ رزُيَق، عن أبي إسحاق، قال: كنتُ مع الأسود بن يزيد جالساً في المسجد الأعظم، ومعنا الشعبي، فحدَّث الشعبي بحديث فاطمة بنت قيس أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يجعل لها سُكْنى ولا نفقةً، ثم أخذَ الأسود كفّاً من حصىً، فحصبه به، فقال: ويلك!
تُحدِّثُ بمثل هذا! قال عمر: لا نتركُ كتابَ الله وسنةَ نبيِّنا لقول امرأة، لا ندري لعلها حَفِظَتْ أو نسيت، لها السُّكْنى والنفقة. قال الله عز وجل: (لاتُخرِجوهُنَّ من بيوتهنَّ ولا يَخْرُجْنَ إلا أن يأتينَ بفاحشةٍ مبيِّنة) [الطلاق:1] .
وأخرج ابن أبي شيبة 5/146، والدارمي (2277) و (2278) ، والدارقطني 4/23 و24 و27، والبيهقي 7/475 من طريق الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عمر، قال: لا نُجيز قول المرأة في دين الله، المطلَّقة ثلاثاً لها السُّكنى والنفقة.
وأخرج الدارقطني 4/23 من طريق وكيع، عن داود الأودي، عن الشعبي، قال: لقيني الأسود بن يزيد، فقال: يا شعبي اتق الله، وارجع عن حديث فاطمة بنت قيس، فإن عمر كان يجعل لها السُّكْنى والنفقة، فقلت: لا أرجع=(45/312)
27330 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ (1) بْنُ أَرْطَاةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَطَاءٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: حَدَّثَتْنِي فَاطِمَةُ بِنْتُ قَيْسٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَجْعَلْ لَهَا سُكْنَى وَلَا نَفَقَةً " (2)
__________
=عن شيء حدثتني به فاطمة بنت قيس عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قال الحافظ في "الفتح" 9/481: وأما قول بعضهم أن حديث فاطمة أنكره السلف عليها ... فالجواب عنه أن الدارقطني قال: قولُه في حديث عمر: وسنة نبيِّنا، غيرُ محفوظ، والمحفوظ: لا ندعُ كتاب ربِّنا، وكأنَّ الحامل له على ذلك أن أكثر الروايات ليست فيها هذه الزيادة، لكن ذلك لا يردُّ رواية
النفقة، ولعل عمر أراد بسنة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما دلَّت عليه أحكامه من أتباع كتاب الله، لا أنه أراد سنَّةً مخصوصة في هذا ... وانظر تتمة كلامه.
وانظر إنكار عائشة على فاطمة في الرواية (27341) .
وانظر (27346) .
قال السندي: قوله: لا نصدق فاطمة، من التصديق، أي: لا نأخذ بقولها.
(1) في (م) : حجَّاج.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف حجَّاج بن أرطاة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عفَّان: هو ابنُ مُسْلِم الصفَّار، وعبد الواحد: هو ابن زياد، وعطاء: هو ابنُ أبي رباح.
وأخرجه ابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3182) ، والطبراني 24/ (907) من طريق عفَّان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (907) من طريق محمد بن منهال، وفي "الصغير" (381) من طريق عبد الواحد بن غياث، كلاهما عن عبد الواحد ابن زياد، به، وقال: لم يروه عن عطاء، عن ابن عباس، عن فاطمة، إلا الحَجَّاج بنُ أرطاة. تفرَّد به عبد الواحد بنُ زياد.=(45/313)
27331 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا دَاوُدُ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَ ذَاتَ يَوْمٍ مُسْرِعًا، فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فَنُودِيَ فِي النَّاسِ: الصَّلَاةُ جَامِعَةٌ، فَاجْتَمَعَ النَّاسُ فَقَالَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي لَمْ أَدْعُكُمْ لِرَغْبَةٍ نَزَلَتْ وَلَا لِرَهْبَةٍ وَلَكِنَّ تَمِيمًا (1) الدَّارِيَّ أَخْبَرَنِي: أَنَّ نَاسًا مِنْ أَهْلِ فِلَسْطِينَ رَكِبُوا الْبَحْرَ فَقَذَفَتْهُمُ الرِّيحُ إِلَى جَزِيرَةٍ مِنْ جَزَائِرِ الْبَحْرِ، فَإِذَا هُمْ بِدَابَّةٍ أَشْعَرَ، لَا يُدْرَى أَذَكَرٌ أَمْ أُنْثَى مِنْ كَثْرَةِ شَعْرِهِ، فَقَالُوا: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَتْ (2) : أَنَا الْجَسَّاسَةُ، قَالُوا: فَأَخْبِرِينَا، قَالَتْ: مَا أَنَا بِمُخْبِرَتِكُمْ وَلَا بِمُسْتَخْبِرَتِكُمْ (3) ، وَلَكِنْ فِي هَذَا الدَّيْرِ رَجُلٌ فَقِيرٌ إِلَى أَنْ يُخْبِرَكُمْ وَيَسْتَخْبِرَكُمْ، فَدَخَلُوا الدَّيْرَ، فَإِذَا رَجُلٌ ضَرِيرٌ وَمُصَفَّدٌ فِي الْحَدِيدِ، فَقَالَ: مَنْ أَنْتُمْ؟ قُلْنَا: نَحْنُ الْعَرَبُ قَالَ:
__________
=وأخرجه ابن أبي عاصم (3183) ، والطبراني 24/ (906) من طريق أبي شهاب، عن الحجَّاج بن أرطاة، به.
قال الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 213: ورواه عمر بن دينار، عن عطاء، عن فاطمة بنت قيس، ولم يذكر فيه ابن عباس، وهو أشبه بالصواب.
وذكر البخاري في "التاريخ الكبير" 5/330 أن حديث ابن جريج، عن عطاء، عن عبد الرحمن بن عاصمم، عن فاطمة (يعني الآتي برقم (27336)) أصح من حديث عطاء، عن ابن عباس، عن فاطمة.
وانظر (27100) .
(1) في النسخ الخطية: تميم، والمثبت من (م) .
(2) في (م) : فَقَالَتْ.
(3) في (ظ2) و (ق) : مستخبرتكم.(45/314)
هَلْ بُعِثَ فِيكُمُ النَّبِيُّ؟ قُلْنَا: نَعَمْ، قَالَ: فَهَلْ اتَّبَعَهُ (1) الْعَرَبُ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: ذَاكَ خَيْرٌ لَهُمْ، قَالَ: مَا فَعَلَتْ فَارِسُ؟ هَلْ ظَهَرَ عَلَيْهَا؟ قَالُوا: لَمْ يَظْهَرْ عَلَيْهَا بَعْدُ، قَالَ: أَمَا إِنَّهُ سَيَظْهَرُ عَلَيْهَا، ثُمَّ قَالَ: مَا فَعَلَتْ عَيْنُ زُغَرَ؟ قَالُوا: هِيَ تَدْفُقُ مَلْأَى، قَالَ: فَمَا فَعَلَتْ بُحَيْرَةُ طَبَرِيَّةَ؟ قَالُوا: هِيَ تَدْفُقُ مَلْأَى، قَالَ: فَمَا فَعَلَتْ (2) نَخْلُ بَيْسَانَ؟ هَلْ أَطْعَمَ بَعْدُ؟ قَالُوا: قَدْ أَطْعَمَ أَوَائِلُهُ، قَالَ: فَوَثَبَ وَثْبَةً ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيَفْلِتُ، فَقُلْنَا: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا الدَّجَّالُ، أَمَا إِنِّي سَأَطَأُ الْأَرْضَ كُلَّهَا غَيْرَ مَكَّةَ وَطَيْبَةَ "، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَبْشِرُوا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ، فَإِنَّ هَذِهِ طَيْبَةُ لَا يَدْخُلُهَا الدَّجَّالُ " (3)
27332 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي الْجَهْمِ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَأَبُو سَلَمَةَ، عَلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ، قَالَ: فَقَالَتْ:
__________
(1) فى (ظ2) و (ق) : تبعه.
(2) في (ظ6) : فعل.
(3) حديث صحيح إلا أنه اختُلف على حماد بن سلمة في لفظ: فإذا رجل ضرير:
فقد رواه بهذا اللفظ عفَّان -كما في هذه الرواية- عن حماد بن سلمة، عن داود -وهو ابن أبي هند- عن عامر -وهو الشعبي- عن فاطمة بنت قيس.
ووواه يونس -كما في الرواية السالفة برقم (27102) - عن حماد بن سلمة، به، بلفظ: فأنا برجل أعور.
ورواه يحيى بن حميد- كما عند ابن حبان (6789) - عن حماد بن سلمة، به، بلفظ: فأنا رجل مرير. أي: قوي ذو مِرَّة.(45/315)
طَلَّقَنِي زَوْجِي فَلَمْ يَجْعَلْ لِي سُكْنَى وَلَا نَفَقَةً، قَالَتْ: وَوَضَعَ لِي عَشْرَةَ أَقْفِزَةٍ عِنْدَ ابْنِ عَمٍّ لَهُ: خَمْسَةً شَعِيرٍ، وَخَمْسَةً تَمْرٍ، قَالَتْ: فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ ذَاكَ لَهُ، قَالَتْ (1) ، فَقَالَ: " صَدَقَ "، فَأَمَرَنِي أَنْ أَعْتَدَّ فِي بَيْتِ فُلَانٍ، قَالَ: وَكَانَ طَلَّقَهَا طَلَاقًا بَائِنًا (2)
27333 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ - قَالَ: كَتَبْتُ ذَاكَ مِنْ فِيهَا كِتَابًا - قَالَتْ: كُنْتُ عِنْدَ رَجُلٍ مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ فَطَلَّقَنِي الْبَتَّةَ فَأَرْسَلْتُ إِلَى أَهْلِهِ أَبْتَغِي النَّفَقَةَ فَقَالُوا: لَيْسَ لَكِ عَلَيْنَا (3) نَفَقَةٌ، فَقَالَ رَسُولُ
__________
(1) في (ظ2) و (ق) و (م) : قال. والمثبت من (ظ6) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو بكر بن أبي الجَهْم من رجاله، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 6/210، وفي "الكبرى" (5745) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وتحرف اسم ابن أبي الجهم في مطبوع "المجتبى" إلى: ابن حفص.
وأخرجه مطولاً الطيالسي (1645) ، ومسلم (1480) (50) - ولم يسق لفظه-، والترمذي (1135) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/5 و66، والبيهقي 7/181، وابن عبد البر في "التمهيد" 19/139، والمِزِّي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة أبي بكبر بن أبي الجهم) من طرق عن شعبة، به. قال الترمذي: هذا حديث صحيح.
وسلف من طريق سفيان عن أبي بكر بن أبي الجهم برقم (27320) .
(3) في (ظ6) : عليه.(45/316)
اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَ لَكِ عَلَيْهِمْ نَفَقَةٌ، وَعَلَيْكِ الْعِدَّةُ، انْتَقِلِي إِلَى أُمِّ شَرِيكٍ، وَلَا تَفُوتِينِي بِنَفْسِكِ "، ثُمَّ قَالَ: " إِنَّ أُمَّ شَرِيكٍ يَدْخُلُ عَلَيْهَا إِخْوَتُهَا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ الْأُوَلِينَ (1) ، انْتَقِلِي إِلَى ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ، فَإِنَّهُ رَجُلٌ قَدْ ذَهَبَ بَصَرُهُ، فَإِنْ وَضَعْتِ مِنْ ثِيَابِكِ شَيْئًا لَمْ يَرَ شَيْئًا "، قَالَتْ: فَلَمَّا حَلَلْتُ خَطَبَنِي مُعَاوِيَةُ، وَأَبُو جَهْمِ بْنُ حُذَيْفَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَّا مُعَاوِيَةُ فَعَائِلٌ لَا مَالَ لَهُ (2) ، وَأَمَّا أَبُو جَهْمٍ فَإِنَّهُ رَجُلٌ لَا يَضَعُ عَصَاهُ عَنْ عَاتِقِهِ، أَيْنَ أَنْتُمْ مِنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ؟ "، فَكَأَنَّ (3) أَهْلَهَا كَرِهُوا ذَلِكَ، فَقَالَتْ: لَا أَنْكِحُ إِلَّا الَّذِي دَعَانِي إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَكَحَتْهُ (4)
__________
(1) في (م) : الُأول.
(2) في (ظ6) : لاشيء له.
(3) في (م) : وكان.
(4) حديث صحيح، محمد بن عمرو -وهو ابنُ علقمة بن وقَّاص الليثي- مختلف فيه، وهو حسن الحديث، وقد أخرج له البخاري مقروناً، ومسلم متابعة، وهذه منها، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه ابن سعد 8/274 و275، وابنُ أبي شيبة 4/258، ومسلم (1480) (39) ، وأبو داود (2287) ، والطحاوي 3/5 و66، والطبراني في "الكبير" 24/ (917) و (918) و (919) ، والبيهقى 7/178 و472 من طرق عن محمد بن عمرو، به. زاد البيهقي 7/472: قال محمد بن عمرو: فحدثني محمد بن إبراهيم أن عائشة كانت تقول: يا فاطمة، اتَّقي الله، فقد عرفتِ من أيِّ شيء كان ذلك. وسيرد إنكار عائشة برقم (27341) .
وقد تحرف في مطبوع أبي داود اسم إسماعيل بن جعفر (الراوي عن محمد ابن عمرو) إلى: محمد بن جعفر، وجاء في إسناده زيادة: "عن يحيى" بين=(45/317)
27334 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَبِى، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي عِمْرَانُ بْنُ أَبِي أَنَسٍ، أَخُو بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ أُخْتِ الضَّحَّاكِ بْنِ قَيْسٍ قَالَتْ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَمْرِو بْنِ حَفْصِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، وَكَانَ قَدْ طَلَّقَنِي تَطْلِيقَتَيْنِ، ثُمَّ إِنَّهُ سَارَ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ إِلَى الْيَمَنِ حِينَ بَعَثَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِ، فَبَعَثَ إِلَيَّ بِتَطْلِيقَتِي الثَّالِثَةِ، وَكَانَ صَاحِبَ أَمْرِهِ بِالْمَدِينَةِ (1) عَيَّاشُ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، قَالَتْ: فَقُلْتُ لَهُ: نَفَقَتِي وَسُكْنَايَ، فَقَالَ: مَا لَكِ عَلَيْنَا مِنْ نَفَقَةٍ وَلَا سُكْنَى، إِلَّا أَنْ نَتَطَوَّلَ عَلَيْكِ مِنْ عِنْدِنَا بِمَعْرُوفٍ نَصْنَعُهُ، قَالَتْ: فَقُلْتُ: لَئِنْ لَمْ يَكُنْ لِي مَالِي بِهِ مِنْ (2) حَاجَةٍ، قَالَتْ: فَجِئْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ خَبَرِي وَمَا قَالَ لِي عَيَّاشٌ فَقَالَ: " صَدَقَ، لَيْسَ (3) لَكِ عَلَيْهِمْ نَفَقَةٌ وَلَا سُكْنَى، وَلَيْسَتْ لَهُ فِيكِ رَدَّةٌ، وَعَلَيْكِ الْعِدَّةُ،
__________
= محمد بن عمرو وأبي سلمة، وهو خطأ، كما هو ظاهر في ذكر المِزِّي لطرق الحديث في "تحفة الأشراف" 12/470 أذا أحال رواية أبي داود على رواية مسلم (وكلاهما أخرجه عن قتيبة) فقال: عن إسماعيل بن جعفر، به، لكن محقق "التحفة" استدرك قوله: "عن يحيى" من مطبوع أبي داود، فأقحمه في الإسناد.
وسلف برقم (27327) .
وانظر (27100) .
(1) قولها: بالمدينة، ليس في (ظ6) .
(2) لفظة "من" ليست في (ظ2) .
(3) في (ظ6) : وليست.(45/318)
فَانْتَقِلِي إِلَى أُمِّ شَرِيكٍ ابْنَةِ عَمِّكِ، فَكُونِي عِنْدَهَا حَتَّى تَحِلِّي "، قَالَتْ: ثُمَّ قَالَ: " لَا، تِلْكَ امْرَأَةٌ يَزُورُهَا إِخْوَتُهَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَلَكِنْ انْتَقِلِي إِلَى ابْنِ عَمِّكِ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ فَإِنَّهُ مَكْفُوفُ الْبَصَرِ، فَكُونِي عِنْدَهُ، فَإِذَا حَلَلْتِ (1) فَلَا تَفُوتِينِي بِنَفْسِكِ "، قَالَتْ: وَاللهِ مَا أَظُنُّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَئِذٍ يُرِيدُنِي إِلَّا لِنَفْسِهِ، قَالَتْ: فَلَمَّا حَلَلْتُ خَطَبَنِي عَلَى أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ فَزَوَّجَنِيهِ، قَالَ أَبُو سَلَمَةَ أَمْلَتْ عَلَيَّ حَدِيثَهَا هَذَا وَكَتَبْتُهُ بِيَدِي، (2)
27335 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا (3) أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ:
__________
(1) في (ظ6) : أحللت.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل ابن إسحاق -وهو محمد- وقد صرَّح بالتحديث، فانتفت شبهةُ تدليسه، وقد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عمران بن أبي أنس، فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري في "الأدب" وهو ثقة. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم
ابن عبد الرحمن بن عوف.
وأخرجه مسلم (1480) (37) ، والنسائي في "الكبرى" (9243) ، والطبراني 24/ (915) ، والبيهقي 7/471-472، وابن عبد البر في "التمهيد" 19/143-144 من طريق الليث، والطبراني 24/ (916) من طريق عُقيل بن خالد، كلاهما عن عمران بن أبي أنس، به. ليس فيه قصة خطبتها.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/65 من طريق الليث أخبرك أبوك (كذا) عن عمران، به.
وسلف من طريق أخرى عن أبي سلمة برقم (27327) .
وانظر (27100) .
(3) في (م) : حدثني.(45/319)
وَذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ، مِثْلَ ذَلِكَ (1)
27336 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَاصِمِ بْنِ ثَابِتٍ، أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ قَيْسٍ، أُخْتَ الضَّحَّاكِ بْنِ قَيْسٍ، أَخْبَرَتْهُ، وَكَانَتْ عِنْدَ رَجُلٍ مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ فَأَخْبَرَتْهُ: أَنَّهُ طَلَّقَهَا ثَلَاثًا وَخَرَجَ إِلَى بَعْضِ الْمَغَازِي، وَأَمَرَ وَكِيلًا لَهُ أَنْ يُعْطِيَهَا بَعْضَ النَّفَقَةِ، فَاسْتَقَلَّتْهَا وَانْطَلَقَتْ إِلَى إِحْدَى نِسَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَدَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهِيَ عِنْدَهَا فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذِهِ فَاطِمَةُ بِنْتُ قَيْسٍ طَلَّقَهَا فُلَانٌ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا بِبَعْضِ النَّفَقَةِ فَرَدَّتْهَا، وَزَعَمَ أَنَّهُ شَيْءٌ تَطَوَّلَ بِهِ، قَالَ: " صَدَقَ "، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " انْتَقِلِي إِلَى مَنْزِلِ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ " (2) - وقَالَ أَبِي، وَقَالَ الْخَفَّافُ: أُمِّ كُلْثُومٍ (3) ـ فَاعْتَدِّي
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، ابن إسحاق -وهو محمد- لم يُصرِّح بالسماع من الزُّهرى، وقد سلف برقم (27334) من طريق ابن إسحاق حدثني عمران بن أبي أنس، عن أبي سلمة، عن فاطمة.
وسيرد من طريق الزهري عن أبي سلمة برقمي (27341) و (27347) .
(2) كذا في النسخ الخطية وروايةِ المزِّي (وهي من طريق الإمام أحمد) :
ابن أم مكتوم، والذي في "مصنف" عبد الرزاق، وعند الطبراني (وقد رواه من طريقه) : أم مكتوم، دون لفظة "ابن".
(3) ووقع كذلك: أم كلثوم، في رواية مَخْلد بن يزيد الحراني عند النسائي، كما سيرد في تخريج الحديث.(45/320)
عِنْدَهَا "، ثُمَّ قَالَ: " لَا، إِنَّ (1) أُمَّ كُلْثُومٍ يَكْثُرُ عُوَّادُهَا، وَلَكِنْ انْتَقِلِي إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ فَإِنَّهُ أَعْمَى "، فَانْتَقَلَتْ إِلَى عَبْدِ اللهِ فَاعْتَدَّتْ عِنْدَهُ، حَتَّى انْقَضَتْ عِدَّتُهَا، ثُمَّ خَطَبَهَا أَبُو جَهْمٍ، وَمُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، فَجَاءَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْتَأْمِرُهُ فِيهِمَا، فَقَالَ: " أَبُو جَهْمٍ أَخَافُ عَلَيْكِ قَسْقَاسَتَهُ لِلْعَصَا "، - وَقَالَ: " الْخَفَّافُ قَصْقَاصَتَهُ (2) لِلْعَصَا - وَأَمَّا مُعَاوِيَةُ فَرَجُلٌ أَخْلَقُ (3) مِنَ الْمَالِ، فَتَزَوَّجَتْ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ بَعْدَ ذَلِكَ (4)
__________
(1) لفظة: "لا" ليست في (ظ6) ، ولفظة "إن" ليست في (م) .
(2) في (م) وهامش كل من (ظ2) و (ق) : أو قال: أخاف قصقاصته.
(3) عند عبد الرزاق والنسائي (أملق) وكلاهما صحيح، وقد ذكرهما ابن الأثير في "النهاية".
(4) حديث صحيح على اختلاف في قوله: ابن أم مكتوم أو أم كلثوم، وهذا إسنادٌ ضعيف لجهالة عبد الرحمن بن عاصم بن ثابت، فقد تفرَّد بالرواية عنه عطاء، وهو ابن أبي رباح، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الرزاق: هو ابنُ همَّام، وابن جُرَيْج: هو عبد الملك بن عبد العزيز.
وأخرجه المِزِّي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة عبد الرحمن بن عاصم) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (12021) ، ومن طريقه أخرجه الطحاوي 3/66، والطبراني 24/ (928) ، والحاكم 4/55.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 6/207-208، وفي "الكبرى" (5739) من طريق مخلد (وهو ابن يزيد الحراني) ، عن ابن جريج، به.
وذكر البخاري في "التاريخ الكبير" 5/330 أن هذا الحديث (يعني حديث=(45/321)
27337 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ أَبَا عَمْرِو بْنَ حَفْصِ بْنِ الْمُغِيرَةِ خَرَجَ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ إِلَى الْيَمَنِ، فَأَرْسَلَ إِلَى امرأتِه (1) فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ بِتَطْلِيقَةٍ كَانَتْ بَقِيَتْ مِنْ طَلَاقِهَا، وَأَمَرَ لَهَا الْحَارِثَ بْنَ هِشَامٍ، وَعَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ بِنَفَقَةٍ، فَقَالَا لَهَا: وَاللهِ مَا لَكِ مِنْ نَفَقَةٍ إِلَّا أَنْ تَكُونِي حَامِلًا، فَأَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لَهُ قَوْلَهُمَا، فَقَالَ: " لَا، إِلَّا أَنْ تَكُونِي حَامِلًا "، وَاسْتَأْذَنَتْهُ فِي الِانْتِقَالِ (2) فَأَذِنَ لَهَا فَقَالَتْ: أَيْنَ تَرَى يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " إِلَى ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ "، وَكَانَ أَعْمَى تَضَعُ ثِيَابَهَا عِنْدَهُ وَلَا يَرَاهَا، فَلَمَّا مَضَتْ عِدَّتُهَا أَنْكَحَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ،
__________
= ابن جريج) أصح من حديث حجاج بن أرطاة، عن عطاء، عن ابن عباس، عن فاطمة بنت قيس. قلنا: يعني السالف برقم (27330) .
وانظر (27100) .
قوله: "أخاف عليك قسقاسته للعصا" قال ابن الالير: القسقاسة: العصا، أي أنه يضربها بها، من القسقسة، وهي الحركة والإسراع في المشي، وقيل: أراد كثرة الأسفار، أي: لا حظَّ لك في صحبته، لأنه كثير السفر، قليل المقام، وقيل: أراد قسقسته العصا، أي: تحريكه إياها، فزاد الألف ليفصل بين توالي الحركات.
"أخلق" أي: خِلْوٌ عارٍ.
(1) قوله: امرأته ليس في (م) .
(2) في (م) : للانتقال.(45/322)
فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا مَرْوَانُ، قَبِيصَةَ بْنَ ذُؤَيْبٍ يَسْأَلُهَا عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ فَحَدَّثَتْهُ بِهِ، فَقَالَ مَرْوَانُ لَمْ نَسْمَعْ (1) بِهَذَا الْحَدِيثِ إِلَّا مِنَ امْرَأَةٍ، سَنَأْخُذُ بِالْعِصْمَةِ الَّتِي وَجَدْنَا النَّاسَ عَلَيْهَا، فَقَالَتْ فَاطِمَةُ حِينَ بَلَغَهَا قَوْلُ مَرْوَانَ: بَيْنِي وَبَيْنَكُمُ الْقُرْآنُ، قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ} [الطلاق: 1] ، حَتَّى بَلَغَ: {لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا} [الطلاق: 1] ، قَالَتْ: هَذَا لِمَنْ كَانَ لَهُ مُرَاجَعَةٌ فَأَيُّ أَمْرٍ يُحْدِثُ بَعْدَ الثَّلَاثِ (2)
__________
(1) في (ظ6) : يُسمع.
(2) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (12024) ، وفي "تفسيره" للآية الأولى من سورة الطلاق 2/297، ومن طريقه أخرجه مسلم (1480) (41) ، وأبو داود (2290) ، والطبراني 24/ (924) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" 7/472-473 و473، وفي "السنن الصغير" 3/189.
وأخرج عبد الرزاق (12025) -ومن طريقه الطبراني 24/ (925) - عن معمر، عن الزُّهري، أخبرني عُبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن عبد الله بن عمرو ابن عثمان طلّق -وهو غلام شاب وهو في إمرة مروان- ابنةَ سعيد بنِ زيد، وأمُها ابنةُ قيس، فطلَّقها البتَّة، فأرْسَلَتْ إليها خالتُها فاطمة بنتُ قيس، فأمَرَتْها بالانتقال من بيت زوجها عبد الله بنِ عمرو، فسمع ذلك مروانُ، فأرسل إليها، فأمرها أن ترجعَ إلى مسكنها، فسألها: ما حملَها على الانتقال قبل أن تنقضيَ عِدَّتُها؟ فأرسلت تُخْبِرُه أنَّ فاطمة أفْتَتْها بذلك، وأخبَرتْها أنَّ رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أفتاها بالخروج -أو قال: بالانتقال- حين طلَّقها أبو عمرو بن حفص المخزومي، فأرسل مروانُ قَبيصةَ بنَ ذُؤيب إلى فاطمة يسألها عن ذلك، فأخبرته أنها كانت تحت أبي عمرو بن حفص ... ثم ذكر مثله.=(45/323)
27338 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ حُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: حَدَّثَنَا عَامِرٌ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ، " أَنَّ زَوْجَهَا طَلَّقَهَا ثَلَاثًا، فَأَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَشْكُو إِلَيْهِ، فَلَمْ يَجْعَلْ لَهَا سُكْنَى وَلَا نَفَقَةً "،
__________
=وأخرجه النسائي في "المجتبى" 6/62-63، وفي "الكبرى" (5332) من طريق الزُّبيدي، وأخرجه النسائي في "المجتبى" 6/210- 211، وفي "الكبرى" (5746) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/67، والطبراني في "مسند الشاميين" (3126) من طريق شُعيب بن أبي حمزة، كلاهما عن الزُّهري، عن عُبيد الله بن عبد الله بن عُتبة، أن عبد الله بن عمرو بن عثمان طلَّق ... بمثل حديث عبد الرزاق والطبراني المذكور آنفاً.
وأخرج مالك 2/579- ومن طريقه الشافعي في "المسند" 2/55، والبخاري (5321-5322) ، وأبو داود (2295) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/68، والبيهقي 7/433- عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن القاسم ابن محمد وسليمان بن يسار، أنه سمعهما يذكران أن يحيى بن سعيد بن
العاص طلَّق بنت عبد الرحمن بن الحكم، فانتقلها عبد الرحمن، فأرسلت عائشة أمُّ المؤمنين إلى مروان -وهو أمير المدينة-: اتَّقِ اللهَ، وارْدُدْها إلى بيتها. قال مروان: ... أو مَا بلغكِ شأنُ فاطمةَ بنتِ قيس؟ قالت: لا يضرُّك أن لا تذكرَ حديثَ فاطمة، فقال مروان بن الحكم: إن كان بكِ شرٌّ فحسبُك ما بين هذين من الشرِّ. قال الحافظ: هذا مصيرٌ من مروان إلى الرجوع عن ردِّ خبر فاطمة، فقد كان أنكرَ ذلك على فاطمةَ بنتِ قيس ... فكأنَّ مروانَ أنكر الخروج مطلقاً، ثم رجع إلى الجواز بشرط وجود عارض يقتضي جواز خروجها من منزل الطلاق.
وانظر ما قبله، و (27100) .
قال السندي: قوله: وأمر لها، أي: أمر أبو عمرو.
الحارث، بالنصب.(45/324)
قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: لَا نَدَعُ كِتَابَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَسُنَّةَ نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِقَوْلِ امْرَأَةٍ لَعَلَّهَا نَسِيَتْ
قَالَ: قَالَ عَامِرٌ، وَحَدَّثَتْنِي، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَهَا أَنْ تَعْتَدَّ فِي بَيْتِ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ " (1)
27339 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: وَذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الزُّهْرِيُّ، أَنَّ قَبِيصَةَ بْنَ ذُؤَيْبٍ حَدَّثَهُ، أَنَّ بِنْتَ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ وَكَانَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ قَيْسٍ خَالَتَهَا وَكَانَتْ عِنْدَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ طَلَّقَهَا ثَلَاثًا، فَبَعَثَتْ إِلَيْهَا خَالَتُهَا فَاطِمَةُ بِنْتُ قَيْسٍ فَنَقَلَتْهَا إِلَى بَيْتِهَا، وَمَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ عَلَى الْمَدِينَةِ، قَالَ قَبِيصَةُ: فَبَعَثَنِي إِلَيْهَا مَرْوَانُ: " فَسَأَلْتُهَا: مَا حَمَلَهَا عَلَى أَنْ تُخْرِجَ امْرَأَةً مِنْ بَيْتِهَا قَبْلَ أَنْ تَنْقَضِيَ عِدَّتُهَا؟ قَالَ: فَقَالَتْ: " لِأَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَنِي بِذَلِكَ "، قَالَ: ثُمَّ قَصَّتْ عَلَيَّ حَدِيثَهَا، ثُمَّ قَالَتْ: وَأَنَا أُخَاصِمُكُمْ بِكِتَابِ اللهِ، يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي كِتَابِهِ: {إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ} [الطلاق: 1] ،
__________
(1) حديث فاطمة صحيح. عليُّ بن عاصم -وهو الواسطي، وإن كان ضعيفاً- قد توبع. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عامر: هو ابن شَراحيل الشعبي.
وأخرجه الخطيب في "تاريخه" 3/71 من طريق إبراهيم بن طَهْمان، عن حُصين بن عبد الرحمن، به.
وسلف قول عمر في الرواية رقم (27329) .
وانظر (27100) .(45/325)
إِلَى {لَعَلَّ اللهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا} [الطلاق: 1] ، ثُمَّ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ} [الطلاق: 2] ، الثَّالِثَةَ: {فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ} [البقرة: 231] ، وَاللهِ مَا ذَكَرَ اللهُ بَعْدَ الثَّالِثَةِ حَبْسًا، مَعَ مَا أَمَرَنِي بِهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَرَجَعْتُ إِلَى مَرْوَانَ فَأَخْبَرْتُهُ خَبَرَهَا، فَقَالَ: حَدِيثُ امْرَأَةٍ حَدِيثُ امْرَأَةٍ، قَالَ: ثُمَّ أَمَرَ بِالْمَرْأَةِ، فَرُدَّتْ إِلَى بَيْتِهَا حَتَّى انْقَضَتْ عِدَّتُهَا (1)
27340 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي فَاطِمَةُ بِنْتُ قَيْسٍ، أَنَّ زَوْجَهَا طَلَّقَهَا الْبَتَّةَ فَخَاصَمَتْ (2) فِي السُّكْنَى وَالنَّفَقَةِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ: فَلَمْ يَجْعَلْ سُكْنَى لي (3) وَلَا نَفَقَةً، وَقَالَ: " يَا بِنْتَ آلِ قَيْسٍ، إِنَّمَا
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف؛ ابنُ إسحاق -وهو محمد- مدلِّسٌ، ولم يصرِّح بسماعه من الزُّهري. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.
وأخرجه الطبراني 24/ (927) من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد.
وسلف ذكر القصة في تخريج الحديث (27337) .
وانظر (27100) .
قال السندي: قولها: ثم قال الله عز وجل: (فإذا بلغنَ أجلهن) الثالثة، أي: التطليقة الثالثة، بأن بقيت هي ما بقيت غيرها.
بعد الثالثة، أي: التطليقة الثالثة.
(2) في (ظ2) و (ق) و (م) : فخاصمته، والمثبت من (ظ6) .
(3) لفظة "لي" ليست في (م) .(45/326)
السُّكْنَى وَالنَّفَقَةُ عَلَى مَنْ كَانَتْ لَهُ رَجْعَةٌ " (1)
27341 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيْلُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ أَنَّهَا أَخْبَرَتْهُ، أَنَّهَا كَانَتْ تَحْتَ أَبِي عَمْرِو بْنِ حَفْصِ بْنِ الْمُغِيرَةِ فَطَلَّقَهَا آخِرَ ثَلَاثِ تَطْلِيقَاتٍ، فَزَعَمَتْ أَنَّهَا جَاءَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتَفْتَتْهُ فِي خُرُوجِهَا مِنْ بَيْتِهَا، " فَأَمَرَهَا أَنْ تَنْتَقِلَ إِلَى بَيْتِ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ الْأَعْمَى "، فَأَبَى مَرْوَانُ أَنْ يُصَدِّقَ حَدِيثَ فَاطِمَةَ فِي خُرُوجِ الْمُطَلَّقَةِ مِنْ بَيْتِهَا، وَقَالَ عُرْوَةُ: أَنْكَرَتْ عَائِشَةُ ذَلِكَ عَلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ (2)
__________
(1) حديث صحيح دون قوله: "يا بنتَ آلِ قَيْس، إنَّما السُّكْنى والنفقة على من كانت له رجعة". وقد فصَّلْنا القولَ فيه في الرواية (27100) . مجالد -وهو ابن سعيد- تُوبع، وهُشيم -وهو ابن بَشير، وإن لم يصرح بالسماع- توبع كذلك.
وأخرجه الطبراني 24/ (936) من طريق حماد بن زيد و (937) من طريق شعبة، كلاهما عن مجالد، بهذا الإسناد.
وسيرد من طريق هشيم، عن مجالد وآخرين برقم (27342) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجَّاج: هو ابن محمد المصيصي.
وأخرجه مسلم (1480) (40) ، وأبو داود (2289) ، والنسائي في "المجتبى" 6/208، وفي "الكبرى" (5740) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/66 و69، وابن حبان (4289) ، والبيهقي 7/432 و472، وابنُ عبد البَرّ في "الاستذكار" 18/70، وفي "التمهيد" 19/140 من طرق، عن لَيْث، به.=(45/327)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=وأخرجه مسلم (1480) (40) كذلك، والطبراني في "الكبير" 24/ (912) ، والبيهقي 7/432 من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن صالح ابن كَيْسان، عن الزهري، به.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 6/74، وفي "الكبرى" (5351) من طريق ابن أبي ذئب، والطبراني 24/ (911) من طريق عبد الرحمن بن إسحاق، كلاهما عن الزُّهري، به. قرن النسائي بالزُّهري يزيدَ بنَ عبد الله بن قُسَيْط.
وأخرجه الطبرانى 24/ (914) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/6 و66، من طريق ابن أبي ذِئْب، عن الحارث بن عبد الرحمن، عن أبي سَلَمة، به، قرنا بأبي سلمة محمدَ بنَ عبد الرحمن بن ثَوْبان، وقرن الطبراني بالحارث يزيدَ بنَ عبد الله بن قُسَيْط.
وأخرجه النسائي كذلك من طريق ابن أبي ذئب (جمعه إلى الطريق السالفة) عن الحارث بن عبد الرحمن، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن فاطمة، به.
وأما إنكار عائشة ذلك على فاطمة بنت قيس:
فقد أخرج البخاري (5325-5326) ، ومسلم (1481) (54) ، وأبو داود (2293) ، والبيهقي 7/432 من طريق سفيان الثوري، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، قال: قال عروة بن الزبير لعائشة: ألم ترينَ إلى فلانة بنت الحكم، طلَّقها زوجها البتَّة، فخرجت، فقالت: بئس ما صَنَعَتْ. قال: ألم تسمعي قول فاطمة؟! قالت: أما إنه ليس لها خير في ذكر هذا الحديث.
وأخرج البخاري (5323-5324) ، ومسلم (1481) من طريق شعبة، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/69 من طريق بشر بن عمر، كلاهما عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عايثة، أنها قالت: ما لفاطمة؟ ألا تتقي اللهَ في قولها: لا سُكْنى ولا نَفَقَة؟
وأخرج مسلم (1481) (52) ، والبيهقي 7/432-433 من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، قال: تزوَّج يحيى بنُ سعيد بن العاص بنتَ عبد الرحمن بن=(45/328)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الحكم، فطلَّقها، فأخرجَها من عنده، فعابَ ذلك عليهم عروة، فقالوا: إن فاطمة قد خرجت. قال عروة: فأتيتُ عائشةَ، فأخبرتُها بذلك، فقالت: ما لفاطمةَ بنت قيس خيرٌ في أن تذكر هذا الحديث.
وقد ذكرنا حديثاً آخر في قصة مروان في الرواية (27337) .
وقد وردت روايات تبيِّنُ سببَ تحوّلها:
فأخرج مسلم (1482) ، والنسائي في "المجتبى" 6/208، وفي "الكبرى" (5741) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/72، والطبراني 24/ (908) ، والبيهقي 7/433 من طريق حفص بن غياث، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن فاطمة بنت قيس، قالت: قلت: يا رسول الله، زوجي طلَّقني ثلاثاً، وأخاف أن يُقتحم علي، فأمَرَها، فتحوَّلَتْ.
وعلَّق البخاريُّ في "الصحيح" بإثر (5325-5326) عن ابن أبي الزِّناد -ووصله أبو داود (2292) ، وابن ماجه (2032) ، والحاكم 4/55، والبيهقي 7/433- عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: عابت عائشةُ أشدَّ العيب، وقالت: إن فاطمةَ كانت في مكانٍ وَحْش [أي: خالٍ قَفْرٍ] ، فخيف على
ناحيتها، فلذلك أرخصَ لها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وأخرج الشافعي 2/55، والبيهقي 7/433 من طريق عمرو بن ميمون، وأبو داود (2296) من طريق جعفر بن بُرْقان، كلاهما عن ميمون بن مهران (واللفظ لأبي داود) قال: قدمتُ المدينة، فدُفِعتُ إلى سعيد بن المسيِّب، فقلت: فاطمة بنت قشى طُلِّقَتْ، فخرجت من بيتها، فقال سعيد: تلك امرأةٌ فتنتِ الناسَ، إنها كانت لَسِنَةً، فوُضعت على يدي ابنِ أمِّ مكتوم الأعمى.
وأخرج أبو داود (2294) ، والبيهقي 7/433 من طريق يحيى بن سعيد، عن سليمان بن يسار في خروج فاطمة قال: إنما كان ذلك من سوء الخلق.
وقد ردَّ صاحب "المفهم" 4/269- 270 هذا الكلام، وقال: إنما أذِنَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لفاطمةَ أن تخرج من البيت الذي طلقت فيه ... من أنها خافت على نفسها من عورة منزلها، وفيه دليل على أن المعتدَّة تنتقل لأجل الضرورة، وهذا أولى=(45/329)
27342 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَيَّارٌ، وَحُصَيْنٌ، وَمُغِيرَةُ، وَأَشْعَثُ، وَابْنُ أَبِي خَالِدٍ، وَدَاوُدُ، وَحَدَّثَنَاهُ مُجَالِدٌ، وَإِسْمَاعِيلُ (1) يَعْنِي ابْنَ سَالِمٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ فَسَأَلْتُهَا عَنْ قَضَاءِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهَا، فَقَالَتْ: طَلَّقَهَا زَوْجُهَا الْبَتَّةَ، قَالَتْ: فَخَاصَمْتُهُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي السُّكْنَى وَالنَّفَقَةِ، قَالَتْ: " فَلَمْ يَجْعَلْ لِي سُكْنَى وَلَا نَفَقَةً، وَأَمَرَنِي أَنْ أَعْتَدَّ فِي بَيْتِ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ " (2)
__________
=من قول من قال: إنها كانت لَسِنةً تُؤذي زوجَها وأحماءَها بلسانها، فإن هذه الصفة لا تليقُ بمن اختارَها رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِحبِّه ابنِ حبِّه، وتواردت رغباتُ الصحابة عليها حين انقضت عِدَّتها، ولو كانت على مثل تلك الحال، لكان ينبغي ألا يُرغبَ فيها، ولا يُحرَصَ عليها أيضاً، فلم يثبت بذلك نقلٌ مسندٌ صحيح ... وانظر تتمة كلامه، فإنه نفيس.
وسلف برقمي: (27335) و (27327) .
وانظر (27100) .
(1) في (م) : أو إسماعيل.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أشعث -وهو ابن سوَّار- ومجالد -وهو ابن سعيد- توبعا، وداود -وهو ابن أبي هند- وإسماعيل بن سالم -وهو الأسدي- من رجال مسلم، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. هُشيم: هو ابنُ بشير، وسيَّار: هو أبو الحَكَم، وحُصين: هو ابنُ عبد الرحمن السُّلَمي، ومُغيرة: هو ابن مِقْسم الضَّبي، وابن أبي خالد: هو إسماعيل، والشعبي: هو عامر بنُ شَراحيل.
وأخرجه ابن حزم في "المحلى" 10/282، والبيهقي في "السنن" 3/473 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه سعيد بنُ منصور في "السنن" (1357) ، ومسلم (1480) (42) =(45/330)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= والترمذي بإثر (1180) ، والنسائي في "المجتبى" 6/208-209، وفي "الكبرى" (5742) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/64، وابنُ حبان (4252) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (938) ، والدارقطني في "سننه" 4/23-24 و24 من طريق هُشيم به. قال الترمذي: هذا حديث حسنٌ صحيحِ.
قلنا: وقد بيَّن سعيد بنُ منصور في روايته (ومن طريقه الطحاوي) لفظَ مجالد عن لفظ الجماعة، فقال آخر الحديث: قال مجالد في حديثه: "يا بنتَ آلِ قيس، إنَّما السُّكْنى والنفقةُ على من له الرَّجْعة". وقد أدرجَ يعقوبُ بن إبراهيم الدورقيُّ عند الدارقطني لفظَ مجالد ضمن حديث الجماعة، فأتبعَ الدارقطني روايتَه برواية الحسن بنِ عرفة الذي بيَّن لفظ مجالد، فقال في آخره:
قال هُشيم: قال مجالد في حديثه: "إنَّما السُّكْنَى والنفقة لمن كان لها على زوجها رجعة". وانظر تفصيل القول في الرواية (27100) .
وأخرجه ابن منصور (1356) ، وابن عبد البَرّ في "التمهيد" 19/144- 145 من طريق هُشيم، عن سيَّار أبي الحَكَم، عن الشعبي، به. ولفظه: أنها أَتَتِ النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فجعلَ لها السُّكْنَى والنَّفَقَةَ، فقيل له: أنه طلَّقها ثلاثاً، فقال: "لا سُكْنَى ولا نفقة"، وأمرها أن تعتدَّ في بيت ابنِ أمِّ مَكْتوم.
وأخرجه الطيالسي (1646) ، ومسلم (1480) (43) و (2942) (120) ، والطبراني 24/ (939) و (968) ، والبغوي في "شرح السنة" (4269) ، من طريق قُرَّة بن خالد، عن سيَّار أبي الحَكَم، عن الشَّعبيِّ، به. وفيه ذكر قصة الجسَّاسة، غير رواية مسلم (1480) ، والطبراني (939) .
وأخرجه ابن أبي شيبة 5/149، والترمذي (1180) ، وابن ماجه (2036) ، وابنُ حبان (4251) ، والطبراني 24/ (953) ، وابنُ الأثير في "أُسْد الغابة" (في ترجمة فاطمة) من طريق جرير، والطبراني 24/ (952) من طريق حسن بن صالح، كلاهما عن مغيرة، عن الشعبي، به. زاد الترمذي: قال مغيرة: فذكرتُه لإبراهيم، فقال: قال عمر: لا نَدَعُ كتابَ ربِّنا وسنَّةَ نبيِّنا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لقول امرأة، لا ندري أَحَفِظَتْ أَمْ نَسِيَتْ. وكان عمر يجعل لها السُّكْنى والنفقة. وسلف قول=(45/331)
27343 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهَا فِي عِدَّتِهَا: " لَا تَنْكِحِي حَتَّى تُعْلِمِينِي " (1)
27344 - حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: حَدَّثَتْنِي فَاطِمَةُ بِنْتُ قَيْسٍ، قَالَتْ: طَلَّقَنِي زَوْجِي ثَلَاثًا، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يَجْعَلْ لِي سُكْنَى وَلَا نَفَقَةً وَقَالَ: " إِنَّمَا السُّكْنَى وَالنَّفَقَةُ لِمَنْ كَانَ لِزَوْجِهَا عَلَيْهَا رَجْعَةٌ "، وَأَمَرَهَا أَنْ تَعْتَدَّ عِنْدَ ابْنِ
__________
= عمر برقمي (27329) و (27338) .
وسلف مطولاً من طريق مجالد عن الشعبي برقم (27100) .
(1) حديث صحيح. مُجالد -وهو ابن سعيد، وإن كان ضعيفاً- تُوبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عامر: هو الشَّعبي.
وأخرجه الطحاوي 3/6 من طريق يحيى، بهذا الإسناد، ولفظه: أن رجلاً من قريش خطبَها، فأَتَتِ النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "ألا أُزَوِّجُكِ رجلاً أُحِبُّه؟ " قالت: بلى، فزوَّجَها أسامةَ.
وقوله: "لا تنكحي حتى تُعْلِميني" ورد نحوُه بطرق متعددة. فعند مسلم (1480) (38) : وأرسل إليها أن لا تسبقيني بنفسك، وسلف الحديث برقم (27320) وفيه: "فإذا انقضت عِدَّتُك، فآذنيني"، وإسناده صحيح على شرط مسلم. وبرقم (27327) وفيه: "فإذا حللت فآذِنيني"، وإسناده صحيح على شرط الشيخين، ووقع في رواية محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة (27333) : "ولا تُفوِّتيني بنفسك" وكذلك وقع في رواية ابن إسحاق، عن عمران، عن أبي سلمة (27334) : "فإذا حللتِ، فلا تُفَوِّتيني بنفسك". قالت: واللهِ ما أظنُّ رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حينئذٍ يريدُني إلا لنفسه.(45/332)
أُمِّ مَكْتُومٍ الْأَعْمَى (1)
27345 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، عَنْ عَامِرٍ قَالَ: حَدَّثَتْنِي فَاطِمَةُ بِنْتُ قَيْسٍ، قَالَتْ: طَلَّقَنِي زَوْجِي ثَلَاثًا، " فَأَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أَعْتَدَّ فِي بَيْتِ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ " (2)
27346 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ رُزَيْقٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ يَعْنِي السَّبِيعِيَّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ قَالَتْ: طَلَّقَنِي زَوْجِي ثَلَاثًا فَأَرَدْتُ النُّقْلَةَ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " انْتَقِلِي إِلَى بَيْتِ ابْنِ عَمِّكِ عَمْرِو ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ فَاعْتَدِّي عِنْدَهُ " (3)
__________
(1) حديث صحيح دون قوله: "إنَّما السُّكْنَى والنفقةُ لمن كان لزوجها عليها رَجْعة" فقد سلف الكلام عليها في الرواية السالفة برقم (27100) ، فانظرها.
(2) حديث صحيح، وهو مكرر (27323) ، غير شيخ أحمد، فهو هنا يزيد بن هارون.
وأخرجه ابن سعد 8/275 عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم. عمار بن رُزَيْق، وإن سمع من أبي إسحاق بعد اختلاطه إلا أن مسلماً انتقى له هذا الحديث، وهو من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه مسلم (1480) (45) ، والطبراني 24/ (954) ، والدارقطني في "السنن" 4/25-26، والبيهقي 7/431 من طريق يحيى بن آدم، بهذا الإسناد.
زاد الدارقطني والبيهقي بعده: قال أبو إسحاق: فلما حدَّث به الشعبيُّ، حَصَبَهُ الأسود، وقال: ويحك! تُحدِّثُ -أو تُفْتي- بمثل هذا؟ قد أتَتْ عمرَ، فقال:=(45/333)
27347 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ قَيْسٍ أَخْبَرَتْهُ، أَنَّهَا كَانَتْ تَحْتَ أَبِي عَمْرِو بْنِ حَفْصِ بْنِ الْمُغِيرَةِ فَطَلَّقَهَا آخِرَ ثَلَاثِ تَطْلِيقَاتٍ، فَزَعَمَتْ أَنَّهَا جَاءَتْ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتَفْتَتْهُ فِي خُرُوجِهَا مِنْ بَيْتِهَا: " فَأَمَرَهَا أَنْ تَنْتَقِلَ إِلَى بَيْتِ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ الْأَعْمَى "، فَأَبَى مَرْوَانُ إِلَّا أَنْ يَتَّهِمَ حَدِيثَ فَاطِمَةَ فِي خُرُوجِ الْمُطَلَّقَةِ مِنْ بَيْتِهَا، وَزَعَمَ عُرْوَةُ قَالَ: قَالَ فَأَنْكَرَتْ ذَلِكَ عَائِشَةُ عَلَى فَاطِمَةَ (1)
__________
=إن. جئتِ بشاهدَيْنِ يشهدانِ أنهما سمعاه من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإلا لم نتركْ كتابَ الله لقولِ امرأة (لا تُخْرِجُوهُنَّ من بُيُوتهِنَّ ولا يَخْرُجْنَ) قال الدارقطني: ولم يقل فيه: وسنة نبينا.
قلنا: وأخرج مسلم (1480) (46) قصة الشعبي مع الأسود من طريق أبي أحمد الزبيري، عن عمار بن رُزَيْق، عن أبي إسحاق، قال: كنت مع الأسود ... وذكره. وفيه قول عمر: لا نتركُ كتابَ الله وسنة نبينا لقول امرأة. ثم ذكر الدارقطني أن لفظة: "وسنَّة نبينا" لا تثبت، وقال: يحيى بن آدم أحفظُ من أبي أحمد الزبيري، وأثبتُ منه، واللهُ أعلم، وقد تابعه قَبيصةُ بنُ عقبة: حدثنا به عبد الله بن محمد بن أبي سعيد، حدثنا السَّريُّ بنُ يحيى، حدثنا قبيصة، حدثنا عمار رُزَيق، عن أبي إسحاق، مثل قول يحيى بن آدم سواء.
قلنا: وسلف كلام عمر في الروايتين (27329) و (27338) .
وانظر (27100) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. رَوْح: هو ابنُ عُبادة.
وأخرجه عبد الرزاق (12022) و (12023) - ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 24/ (909) ، وأخرجه الدارقطني في "السنن" 4/29- من طريق حجَّاج، كلاهما (عبد الرزاق وحجاج) عن ابن جُرَيْج، به.=(45/334)
27348 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُجَالِدٌ، حَدَّثَنَا (1) عَامِرٍ قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَأَتَيْتُ فَاطِمَةَ بِنْتَ قَيْسٍ فَحَدَّثَتْنِي، أَنَّ زَوْجَهَا طَلَّقَهَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَبَعَثَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَرِيَّةٍ، فَقَالَ لِي أَخُوهُ: اخْرُجِي مِنَ الدَّارِ، فَقُلْتُ: إِنَّ لِي نَفَقَةً وَسُكْنَى حَتَّى يَحِلَّ الْأَجَلُ، قَالَ: لَا، قَالَتْ: فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: إِنَّ فُلَانًا طَلَّقَنِي، وَإِنَّ أَخَاهُ أَخْرَجَنِي وَمَنَعَنِي السُّكْنَى وَالنَّفَقَةَ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ فَقَالَ: " مَا لَكَ وَلِابْنَةِ آلِ قَيْسٍ؟ " قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَخِي طَلَّقَهَا ثَلَاثًا جَمِيعًا، قَالَتْ: فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " انْظُرِي يَا (2) بِنْتَ آلِ قَيْسٍ، إِنَّمَا النَّفَقَةُ وَالسُّكْنَى لِلْمَرْأَةِ عَلَى زَوْجِهَا مَا كَانَتْ لَهُ عَلَيْهَا رَجْعَةٌ، فَإِذَا لَمْ يَكُنْ لَهُ عَلَيْهَا رَجْعَةٌ فَلَا نَفَقَةَ وَلَا سُكْنَى، اخْرُجِي فَانْزِلِي عَلَى فُلَانَةَ "، ثُمَّ قَالَ: " إِنَّهَا (3) يُتَحَدَّثُ إِلَيْهَا، انْزِلِي عِنْدَ (4) ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ، فَإِنَّهُ أَعْمَى لَا يَرَاكِ "، ثُمَّ قَالَ: " لَا تَنْكِحِي حَتَّى أَكُونَ أَنَا أُنْكِحُكِ "، قَالَتْ: فَخَطَبَنِي رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْتَأْمِرُهُ فَقَالَ: " أَلَا تَنْكِحِينَ مَنْ هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهُ؟ "، فَقُلْتُ: بَلَى يَا
__________
=وقد سلف برقم (27341) وفصَّلنا القولَ في إنكار عائشة هناك.
(1) في (م) : عن.
(2) في (م) : أي.
(3) في (م) :إنه.
(4) في (ظ6) : على.(45/335)
رَسُولَ اللهِ، فَأَنْكِحْنِي مَنْ أَحْبَبْتَ، قَالَتْ: فَأَنْكَحَنِي مِنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ (1)
27349 - قَالَ: فَلَمَّا أَرَدْتُ أَنْ أَخْرُجَ قَالَتْ: اجْلِسْ حَتَّى أُحَدِّثَكَ حَدِيثًا عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا مِنَ الْأَيَّامِ فَصَلَّى صَلَاةَ الْهَاجِرَةِ، ثُمَّ قَعَدَ فَفَزِعَ النَّاسُ فَقَالَ: " اجْلِسُوا أَيُّهَا النَّاسُ، فَإِنِّي لَمْ أَقُمْ مَقَامِي هَذَا لِفَزَعٍ، وَلَكِنَّ تَمِيمًا (2) الدَّارِيَّ أَتَانِي فَأَخْبَرَنِي خَبَرًا مَنَعَنِي مِنَ الْقَيْلُولَةِ مِنَ الْفَرَحِ، وَقُرَّةِ الْعَيْنِ، فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَنْشُرَ عَلَيْكُمْ فَرَحَ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَخْبَرَنِي أَنَّ رَهْطًا مِنْ بَنِي عَمِّهِ رَكِبُوا الْبَحْرَ فَأَصَابَتْهُمْ رِيحٌ عَاصِفٌ، فَأَلْجَأَتْهُمُ الرِّيحُ إِلَى جَزِيرَةٍ لَا يَعْرِفُونَهَا، فَقَعَدُوا فِي قُوَيْرِبِ سَفِينَةٍ حَتَّى خَرَجُوا إِلَى الْجَزِيرَةِ، فَإِذَا هُمْ بِشَيْءٍ أَهْلَبَ كَثِيرِ الشَّعْرِ، لَا يَدْرُونَ أَرَجُلٌ هُوَ أَوْ (3) امْرَأَةٌ، فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ فَرَدَّ عَلَيْهِمُ السَّلَامَ، فَقَالُوا: أَلَا تُخْبِرُنَا؟ فَقَالَ: مَا أَنَا بِمُخْبِرِكُمْ وَلَا مُسْتَخْبِرِكُمْ (4) ، وَلَكِنَّ هَذَا الدَّيْرَ قَدْ رَهِقْتُمُوهُ فَفِيهِ مَنْ هُوَ إِلَى خَبَرِكُمْ بِالْأَشْوَاقِ، أَنْ يُخْبِرَكُمْ
__________
(1) حديث صحيح دون قوله: "إنما النَّفَقَةُ والسُّكْنى للمرأة على زوجها ما كانت عليه رجعة" وهو مكرر (27100) سنداً ومتناً، وانظر تفصيل القول فيه هناك.
(2) في النسخ الخطية: تميم، والمثبت من (م) .
(3) في (ظ6) : أم.
(4) في (ظ6) : بمستخبركم.(45/336)
وَيَسْتَخْبِرَكُمْ، قَالَ (1) : قُلْنَا: مَا (2) أَنْتَ؟ قَالَتْ: أَنَا الْجَسَّاسَةُ، فَانْطَلَقُوا حَتَّى أَتَوْا الدَّيْرَ، فَإِذَا هُمْ بِرَجُلٍ مُوثَقٍ شَدِيدِ الْوَثَاقِ، مُظْهِرٍ الْحُزْنَ، كَثِيرِ التَّشَكِّي، فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ فَرَدَّ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ: مَنْ (3) أَنْتُمْ؟ قَالُوا: مِنَ الْعَرَبِ، قَالَ: مَا فَعَلَتِ الْعَرَبُ؟ أَخَرَجَ نَبِيُّهُمْ بَعْدُ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: فَمَا فَعَلُوا؟ (4) قَالُوا: خَيْرًا، آمَنُوا بِهِ، وَصَدَّقُوهُ، قَالَ: ذَلِكَ خَيْرٌ لَهُمْ، وَكَانَ لَهُ عَدُوٌّ فَأَظْهَرَهُ اللهُ عَلَيْهِمْ، قَالَ: فالْعَرَبُ الْيَوْمَ إِلَهُهُمْ وَاحِدٌ، وَدِينُهُمْ وَاحِدٌ، وَكَلِمَتُهُمْ وَاحِدَةٌ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: فَمَا فَعَلَتْ عَيْنُ زُغَرَ؟ قَالَ: قَالُوا: صَالِحَةٌ، يَشْرَبُ مِنْهَا أَهْلُهَا لِشَفَتِهِمْ (4) ، وَيَسْقُونَ مِنْهَا زَرْعَهُمْ، قَالَ: فَمَا فَعَلَ نَخْلٌ بَيْنَ عَمَّانَ وَبَيْسَانَ؟ قَالُوا: صَالِحٌ، يُطْعِمُ جَنَاهُ كُلَّ عَامٍ، قَالَ: فَمَا فَعَلَتْ بُحَيْرَةُ الطَّبَرِيَّةِ؟ قَالُوا: مَلْأَى، قَالَ: فَزَفَرَ، ثُمَّ زَفَرَ، ثُمَّ زَفَرَ، ثُمَّ حَلَفَ لَوْ خَرَجْتُ مِنْ مَكَانِي هَذَا مَا تَرَكْتُ أَرْضًا مِنْ أَرْضِ اللهِ إِلَّا وَطِئْتُهَا، غَيْرَ طَيْبَةَ، لَيْسَ لِي عَلَيْهَا سُلْطَانٌ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِلَى هَذَا انْتَهَى فَرَحِي ـ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ (6) ـ إِنَّ طَيْبَةَ الْمَدِينَةُ، إِنَّ اللهَ عَزَّ
__________
(1) في (م) : قالوا.
(2) في (ظ6) : من.
(3) في (ظ6) : ممن.
(4) في (م) : فما فعلت العرب.
(5) في (ظ6) : بشفتهم.
(6) في (ظ6) : مرار.(45/337)
وَجَلَّ حَرَّمَ عَلَى الدَّجَّالِ أَنْ يَدْخُلَهَا "، ثُمَّ حَلَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَاللهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، مَا لَهَا طَرِيقٌ ضَيِّقٌ (1) وَلَا وَاسِعٌ، فِي سَهْلٍ وَلَا جَبَلٍ (2) إِلَّا عَلَيْهِ مَلَكٌ شَاهِرٌ بِالسَّيْفِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، مَا يَسْتَطِيعُ الدَّجَّالُ أَنْ يَدْخُلَهَا عَلَى أَهْلِهَا "، قَالَ عَامِرٌ: فَلَقِيتُ الْمُحْرَّرَ بْنَ أَبِي هُرَيْرَةَ، فَحَدَّثْتُهُ بِحَدِيثِ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ فَقَالَ: أَشْهَدُ عَلَى أَبِي أَنَّهُ حَدَّثَنِي كَمَا حَدَّثَتْكَ فَاطِمَةُ غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهُ فِي نَحْوِ الْمَشْرِقِ "، قَالَ: ثُمَّ لَقِيتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ فَذَكَرْتُ لَهُ حَدِيثَ فَاطِمَةَ، فَقَالَ: أَشْهَدُ عَلَى عَائِشَةَ أَنَّهَا حَدَّثَتْنِي كَمَا حَدَّثَتْكَ فَاطِمَةُ غَيْرَ أَنَّهَا قَالَتْ: " الْحَرَمَانِ عَلَيْهِ حَرَامٌ مَكَّةُ، وَالْمَدِينَةُ " (3)
27350 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَ ذَاتَ يَوْمٍ مُسْرِعًا، فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ وَنُودِيَ فِي النَّاسِ: الصَّلَاةُ جَامِعَةٌ، فَاجْتَمَعَ النَّاسُ، فَقَالَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي لَمْ أَدْعُكُمْ لِرَغْبَةٍ وَلَا لِرَهْبَةٍ، وَلَكِنَّ تَمِيمًا الدَّارِيَّ أَخْبَرَنِي: أَنَّ نَفَرًا مِنْ أَهْلِ فِلَسْطِينَ رَكِبُوا الْبَحْرَ، فَقَذَفَ بِهِمُ (4) الرِّيحُ إِلَى جَزِيرَةٍ مِنْ جَزَائِرِ الْبَحْرِ، فَإِذَا هُمْ
__________
(1) في (ظ2) و (ق) : لاضيق.
(2) في (ظ2) و (ق) : ولا في جبل.
(3) حديث صحيح، إسناده إسناد سابقه، وهو مكرر (27101) سنداً ومتناً.
(4) في (ظ6) : فقذفتهم، وهي نسخة في (ظ2) و (ق) .(45/338)
بِدَابَّةٍ أَشْعَرَ لَا يُدْرَى ذَكَرٌ هُوَ أَوْ أُنْثَى لِكَثْرَةِ شَعْرِهِ، فَقَالُوا: مَنْ أَنْتَ؟ فَقَالَتْ: أَنَا الْجَسَّاسَةَ، فَقَالُوا: فَأَخْبِرِينَا، فَقَالَتْ: مَا أَنَا بِمُخْبِرَتِكُمْ وَلَا مُسْتَخْبِرَتِكُمْ (1) ، وَلَكِنْ فِي هَذَا الدَّيْرِ رَجُلٌ فَقِيرٌ إِلَى أَنْ يُخْبِرَكُمْ، وَإِلَى أَنْ يَسْتَخْبِرَكُمْ، فَدَخَلُوا الدَّيْرَ، فَإِذَا هُوَ (2) رَجُلٌ أَعْوَرُ مُصَفَّدٌ فِي الْحَدِيدِ، فَقَالَ: مَنْ (3) أَنْتُمْ؟ فقَالُوا (4) : نَحْنُ الْعَرَبُ، فَقَالَ: هَلْ بُعِثَ فِيكُمُ النَّبِيُّ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: فَهَلْ اتَّبَعَهُ الْعَرَبُ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: ذَاكَ خَيْرٌ لَهُمْ، قَالَ: فَمَا فَعَلَتْ فَارِسُ؟ هَلْ ظَهَرَ عَلَيْهَا؟ قَالُوا: لَا، قَالَ: أَمَا إِنَّهُ سَيَظْهَرُ عَلَيْهَا، ثُمَّ قَالَ: فَمَا (5) فَعَلَتْ عَيْنُ زُغَرَ؟ قَالُوا: هِيَ تَدْفُقُ مَلْأَى، قَالَ: فَمَا فَعَلَ نَخْلُ بَيْسَانَ؟ هَلْ أَطْعَمَ؟ قَالُوا: نَعَمْ أَوَائِلُهُ، قَالَ: فَوَثَبَ وَثْبَةً حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيَفْلِتُ، فَقُلْنَا: مَنْ أَنْتَ؟ فَقَالَ (6) : أَنَا الدَّجَّالُ، أَمَا إِنِّي سَأَطَأُ الْأَرْضَ كُلَّهَا غَيْرَ مَكَّةَ، وَطَيْبَةَ "، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَبْشِرُوا مَعَاشِرَ (7) الْمُسْلِمِينَ، هَذِهِ طَيْبَةُ لَا يَدْخُلُهَا " (8)
__________
(1) في (ظ6) : بمستخبرتكم.
(2) كلمة "هو" ليست في (ظ6) .
(3) في (ظ6) : ممن.
(4) في (م) : قَالُوا.
(5) في (م) : ما.
(6) في النسخ الخطية: قال، والمثبت من (م) .
(7) في (ظ2) : معشر.
(8) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (27102) سنداً ومتناً.(45/339)
حَدِيثُ امْرَأَةٍ مِنَ الْأَنْصَارِ
27351 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ جَامِعِ بْنِ أَبِي رَاشِدٍ، عَنْ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: حَدَّثَتْنِي امْرَأَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَهِيَ حَيَّةٌ الْيَوْمَ، إِنْ شِئْتَ أَدْخَلْتُكَ عَلَيْهَا، قُلْتُ: لَا، قَالَتْ: دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ فَدَخَلَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَأَنَّهُ غَضْبَانُ، فَاسْتَتَرْتُ بِكُمِّ دِرْعِي، فَتَكَلَّمَ بِكَلَامٍ لَمْ أَفْهَمْهُ، فَقُلْتُ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، كَأَنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَضْبَانَ، قَالَتْ: نَعَمْ، أَوَمَا سَمِعْتِيهِ، قَالَتْ: قُلْتُ (1) : وَمَا قَالَ؟ قَالَتْ: قَالَ: " إِنَّ السُّوءَ إِذَا فَشَا فِي الْأَرْضِ فَلَمْ يُتَنَاهَ عَنْهُ أَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بَأْسَهُ عَلَى أَهْلِ الْأَرْضِ "، قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَفِيهِمُ الصَّالِحُونَ؟ قَالَ: " نَعَمْ، وَفِيهِمُ الصَّالِحُونَ، يُصِيبُهُمْ مَا أَصَابَ النَّاسَ، ثُمَّ يَقْبِضُهُمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى مَغْفِرَتِهِ وَرَحْمَتِهِ - أَوْ إِلَى رَحْمَتِهِ وَمَغْفِرَتِهِ - (2) " (3)
__________
(1) في (ظ6) : قالت: نعم، قال: أوما سمعتيه قال ما قال؟ قلت.
(2) قوله: "أو إلى رحمته ومغفرته" ليس في (ظ2) و (ق) .
(3) إسناده ضعيف، وهو مكرر (26527) سنداً ومتناً.(45/340)
حَدِيثُ عَمَّةِ حُصَيْنِ بْنِ مِحْصَنٍ
27352 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ (1) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، وَيَعْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ بُشَيْرِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ مِحْصَنٍ، أَنَّ عَمَّةً لَهُ أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَاجَةٍ، فَفَرَغَتْ مِنْ حَاجَتِهَا، فَقَالَ لَهَا: " أَذَاتُ زَوْجٍ أَنْتِ؟ "، قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ: " فَأَيْنَ أَنْتِ مِنْهُ؟ " - قَالَ يَعْلَى: " فَكَيْفَ أَنْتِ لَهُ؟ " - قَالَتْ: مَا آلُوهُ إِلَّا مَا عَجَزْتُ عَنْهُ، قَالَ: " انْظُرِي أَيْنَ أَنْتِ مِنْهُ فَإِنَّهُ جَنَّتُكِ وَنَارُكِ " (2)
__________
(1) وقع في (ظ2) و (ق) و (م) : حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا يحيى بن سعيد، والمثبت من (ظ6) و"أطراف المسند" 9/481، وهو الأشبه، ورواية يزيد بن هارون سلفت برقم (19003) .
(2) إسناده محتمل للتحسين، وهو مكرر (19003) سنداً ومتناً، إلا أن الإمام أحمد رواه هنا عن يحيى بن سعيد القطان، ويعلى بنِ عُبيد الطنافسي، وشيخهما هو يحيى بن سعيد الأنصاري.
وأخرجه ابن سعد 8/459، والنسائي في "الكبرى" (8965) -وهو في "عشرة النساء" (79) - من طريق يعلى بن عبيد الطنافسي، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8966) -وهو في "عشرة النساء" (80) - من طريق يحيى بن سعيد القطان، عن الأنصاري، به.
ونزيد على تخريجه فى مكرره (19003) أنه: أخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" (في ترجمة عمة حصين) من طريق يزيد ابن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي (355) ، وابن أبي شيبة 4/304، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3357) ، والبيهقي في "الآداب" (58) ، وفي "السنن"=(45/341)
حَدِيثُ أُمِّ مَالِكٍ الْبَهْزِيَّةِ (1)
27353 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ يَعْنِي ابْنَ أَبِي سُلَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي طَاووُسٌ، عَنْ أُمِّ مَالِكٍ الْبَهْزِيَّةِ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَيْرُ النَّاسِ فِي الْفِتْنَةِ رَجُلٌ مُعْتَزِلٌ فِي مَالِهِ، يَعْبُدُ رَبَّهُ، وَيُؤَدِّي حَقَّهُ، وَرَجُلٌ آخِذٌ بِرَأْسِ فَرَسِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ، يُخِيفُهُمْ وَيُخِيفُونَهُ " (2)
__________
=7/291، والمِزِّي في "تهذيبه" (في ترجمة حصين بن محصن) من طرق عن يحيى بن سعيد الأنصاري، به.
قال السندي: قولها: ما آلوه، أي: ما أقصِّرُ في أمره.
(1) أمِّ مالك البَهْزِيَّة: ذكرها الحافظ في "الإصابة" وأورد لها هذا الحيث.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف لَيْث بن أبي سُلَيم، وبقية رجاله ثقات رجال ,الشيخين، غير صحابية الحديث، فقد روى لها الترمذي.
ثم إنه قد اختلف فيه على طاووس:
فرواه عبد الواحد بنُ زياد -كما في هذه الرواية، وعند الطبراني في "الكبير" 25/ (360) - وخالد بنُ عبد الله وجرير بنُ عبد الحميد -فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" 25/ (361) و (362) - ثلاثتُهم عن لَيْث بن أبي سُلَيم، عن طاووس، -وهو ابن كيسان- به.
ورواه عبد الوارث بنُ سعيد -فيما أخرجه الترمذي (2177) ، ومن طريقه ابن الأثير (ترجمة أم مالك) -عن محمد بن جحادة، عن رجل، عن طاووس، عن أم مالك. قال الترمذي: هذا حديث حسنٌ غريب من هذا الوجه، وقد رواه الليث بن أبي سليم، عن طاووس، عن أم مالك، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.=(45/342)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=ورواه عبد الرزاق -كما في "مصنفه" (20760) - وعبد الله بن المبارك -فيما أخرجه أبو عمرو الداني في "الفتن وغوائلها" (157) - كلاهما عن معمر، عن ابن طاووس، عن أبيه، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... وهذا مرسل.
ورواه عبد الرزاق كذلك- فيما أخرجه الحاكم 4/446 و464- عن معمر، عن عبد الله بن طاووس، عن أبيه، عن ابن عباس. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه.
وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1262) و (3507) من طريق سويد ابن عبد العزيز، عن النعمان بن المنذر، عن مكحول، عن أم مالك، سألت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من أعظم الناس اجراً؟ قال: رجل ... قلنا: وسويد بن عبد العزيز ضعيف.
وله شواهد من أحاديث ابن عباس وأبي هريرة وأبي سعيد الخدري، سلفت على التوالي بالأرقام (2116) و (9142) و (11032) ، وأسانيدها صحيحة.
وعن أم مبشّر عند الطبرانى في "الكبير" 25/ (271) وفيه عنعنة ابن إسحاق.(45/343)
حَدِيثُ أُمِّ حَكِيمٍ بِنْتِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ (1) (2)
27354 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ صَالِحًا يَعْنِي أَبَا الْخَلِيلِ حَدَّثَهُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، أَنَّ أُمَّ حَكِيمٍ بِنْتَ الزُّبَيْرِ حَدَّثَتْهُ، " أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى ضُبَاعَةَ بِنْتِ الزُّبَيْرِ فَنَهَسَ مِنْ كَتِفٍ عِنْدَهَا ثُمَّ صَلَّى وَمَا تَوَضَّأَ مِنْ ذَلِكَ " (3)
27355 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ صَالِحٍ أَبِي الْخَلِيلِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنْ أُمِّ حَكِيمٍ بِنْتِ الزُّبَيْرِ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى أُخْتِهَا ضُبَاعَةَ بِنْتِ الزُّبَيْرِ فَنَهَسَ مِنْ كَتِفٍ ثُمَّ قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ وَلَمْ يَتَوَضَّأْ " (4) ، قَالَ أَبِي، وقَالَ الْخَفَّافُ: هِيَ أُمُّ الْحَكَمِ (5) بِنْتُ الزُّبَيْرِ (6)
__________
(1) قوله: بن عبد المطلب، ليس في (ظ6) .
(2) أم حكيم بنت الزبير بن عبد المطلب، سلفت ترجمتها قبل الحديث (27091) .
(3) هو مكرر (27091) سنداً ومتناً، وقد ذكرنا الاختلاف فيه على قتادة هناك.
(4) قولها: ولم يتوضأ، ليس في (ظ2) و (ق) .
(5) في (ظ2) و (ق) و (م) : أم حكيم، والمثبت من (ظ6) و"أطراف المسند" 9/385.
(6) هو مكرر سابقه، غير أن شيخ أحمد هنا هو رَوْح، وهو ابن عُبادة.(45/344)
27356 - حَدَّثَنَا مُعَاذٌ (1) يَعْنِي ابْنَ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنْ أُمِّ حَكِيمٍ (2) بِنْتِ الزُّبَيْرِ، " أَنَّهَا نَاوَلَتْ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَتِفًا مِنْ لَحْمٍ فَأَكَلَ مِنْهُ ثُمَّ صَلَّى " (3)
__________
(1) في (ظ6) : حدثنا علي، حدثنا معاذ، وكذلك هو في نسختين من نسخ "أطراف المسند" فيما ذكر محققه. وعلي (وهو ابن المديني) ، ومعاذ (وهو ابن هشام الدستوائي) كلاهما من شيوخ أحمد، ويحتمل أن يكون الإمام أحمد قد سمع هذا الحديث من علي عن معاذ، إذ أن الإمام أحمد لم يرو عن
معاذ إلا سبعة عشر حديثاً.
(2) في (ظ6) : أمّ الحكم.
(3) ترك الوضوء مما مست النار صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على قتادة كما بيّنّا ذلك في الرواية (27091) .
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3162) ، والطبراني في "الكبير" 25/ (215) من طريق معاذ بن هشام، بهذا الإسناد. قال ابن أبي عاصم: أمّ الحكم، وقال الطبرانى: أمّ حكيم.
وخالف معاذاً محمدُ بنُ بشر -كما ذكر الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 223- فرواه عن هشام، عن قتادة، عن إسحاق بن عبيد الله، وقال: عن جدَّتِه أمِّ الحَكَم، عن أختها ضُباعة بنت الزبير، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قال الدارقطني: ويُشبه أن يكون قتادة حفظه من أبي الخليل (يعني صالح بن أبي مريم) عن إسحاق بن عبد الله.
وقد رواه داود بن أبي هند، عن إسحاق بن عبد الله، واختلف عليه فيه:
فرواه محبوب بن الحسن -كما عند ابن أبي عاصم (3160) ، والطبراني في "الكبير" 25/ (217) - عن داود بن أبي هند، عن إسحاق بن عبد الله بن الحارث، عن أمِّ حكيم، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وفيه قصة.
وكذلك رواه جعفر بن سليمان الضبعي- كما عند ابن أبي عاصم (3161) ،=(45/345)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= والطبراني في "الكبير" 25/216- عن داود، عن إسحاق بن عبد الله، غير أنه قال: عن صفيّهْ، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقال ابن أبي عاصم عقبه: أم حكيم اسمها صفية رضي الله عنها.
ورواه محبوب بن الحسن أيضاً، وهلال بنُ حِقّ، ويزيدُ بنُ هارون -فيما ذكر الدارقطني في "العلل"- عن داود، عن إسحاق بن عبد الله، مرسلاً.
قال الدارقطني: والمرسل في حديث داود أصحُّ.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 1/253 وقال: رواه أحمد ورجاله ثقات.(45/346)
حَدِيثُ ضُبَاعَةَ بِنْتِ الزُّبَيْرِ (1)
27357 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ حَكِيمٍ (2) ، عَنْ أُخْتِهَا ضُبَاعَةَ بِنْتِ الزُّبَيْرِ، " أَنَّهَا دَفَعَتْ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَحْمًا فَانْتَهَسَ مِنْهُ ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ " (3) ، قَالَ أَبِي: قَالَ عَفَّانُ: " دَفَعَتْ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَحْمًا " (4)
27358 - حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، عَنْ حَجَّاجٍ الصَّوَّافِ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ ضُبَاعَةَ بِنْتِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ (5) قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَحْرِمِي وَقُولِي: إِنَّ مَحِلِّي حَيْثُ تَحْبِسُنِي، فَإِنْ
__________
(1) ضباعة بنت الزبير، سلفت ترجمتها قبل الحديث (27030) .
(2) في (ظ6) : أم الحكم.
(3) قولها: ولم يتوضأ، ليس في (ظ6) .
(4) تركُ الوضوء مما مسَّتِ النار صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على قتادة، كما بيَّنَّا ذلك في الرواية (27091) .
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3154) من طريق بِشْر بن عمر، وأبو يعلى (7151) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (839) من طريق هُدْبة ابن خالد، كلاهما عن همَّام، به. وجاء عند ابن أبي عاصم وأبي يعلى: أم الحَكَم.
(5) قوله: بن عبد المطلب، ليس في (ق) .(45/347)
حُبِسْتِ، أَوْ مَرِضْتِ فَقَدْ أَحْلَلْتِ (1) مِنْ ذَلِكَ، شَرْطُكِ عَلَى رَبِّكَ عَزَّ وَجَلَّ " (2)
27359 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ، سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: حَدَّثَتْنِي ضُبَاعَةُ أَنَّهَا قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أُرِيدُ الْحَجَّ، فَقَالَ لَهَا: " حُجِّي وَاشْتَرِطِي " (3)
__________
(1) في (ظ6) : حللت، وهي نسخة في (ظ2) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد خالف فيه يحيى بنُ أبي كثير الرواةَ عن عكرمة، فقال: عن عكرمة، عن ضُباعة. وقد سلف بالأرقام (3302) و (3117) و (27030) من طرق عن عكرمة، عن ابن عباس، أن ضُباعة.
نعم ورد من طريق يحيى بن أبي كثير، عن عكرمة، عن ابن عباس أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لضباعة ... كما عند الطبراني في "الكبير" 24/ (829) ، والبيهقي في "السنن" 5/222، إلا أن في طريقه يحيى الحماني، وهو ضعيف.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3156) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (840) ، والبيهقي في "السنن" 5/222 من طريق زينب بنت نبيط، عن ضُباعة، به.
(3) حديث صحيح. شيخ عبد الكريم الجزري المبهم في الإسناد هو عكرمة مولى ابن عباس، كما جاء مصرَّحاً به في طريقين آخرين من طرق هذا الحديث، وقد سلفا برقمي (27030) و (27358) . ومحمد بن مصعب -وهو القَرْقساني- مقارب الحديث في الأوزاعي، وقد توبع.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (837) من طريق عُمر بن عبد الواحد، عن الأوزاعي، عن عبد الكريم الجزري، قال: حدثني من سمع ابنَ عباس يقول: حدثتني ضُباعة.
ورواه أبو المغيرة عبد القدُّوس بن الحجاج الخَوْلاني -كما سلف برقم=(45/348)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= (3053) - عن الأوزاعي، عن عبد الكريم الجزري، قال: حدثني من سمع ابن عباس يقول: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمر ضباعة ... فذكره.
وقد سلف برقم (3302) من طريق عكرمة، عن ابن عباس، وإسناده صحيح.
وانظر ما قبله.(45/349)
حَدِيثُ فَاطِمَةَ بِنْتِ أَبِي حُبَيْشٍ (1)
27360 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ أَبِي حُبَيْشٍ، حَدَّثَتْهُ، أَنَّهَا أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَشَكَتْ إِلَيْهِ الدَّمَ، فَقَالَ لَهَا (2) رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّمَا (3) ذَلِكَ عِرْقٌ فَانْظُرِي، فَإِذَا أَتَاكِ قُرْؤُكِ فَلَا تُصَلِّي، فَإِذَا مَرَّ الْقُرْءُ فَتَطَهَّرِي ثُمَّ صَلِّي مَا بَيْنَ الْقُرْءِ إِلَى الْقُرْءِ " (4)
__________
(1) قال السندي: فاطمة بنت أبي حُبيش: قرشية أسدية.
(2) قوله: لها، ليس في (م) .
(3) في (م) :إن.
(4) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة المنذر بن المغيرة، فلم يرو عنه سوى بُكير بن عبد الله بن الأشجّ، وقال أبو حاتم: مجهول، ليس بمشهور. وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف. قلنا: ذكره ابن حبان في "الثقات". وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابية الحديث، فقد روى
لها أبو داود والنسائي.
وقد اختلف فيه على عروة بن الزبير:
فرواه بكير بن عبد الله- كما في هذه الرواية، وعند أبي داود (280) ، والنسائي في "المجتبى" 1/121 و183-184، وفي "الكبرى" (216) و (5747) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2736) و (2737) ، والبيهقي في "السنن" 1/331-332، وابن عبد البر في "التمهيد" 16/666، والمزي في "تهذيب الكمال" (ترجمة المنذر بن المغيرة) -عن المنذر بن المغيرة، عن عروة، أن=(45/350)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= فاطمة بنت أبي حُبَيْش حدثته ...
وقد جاءت هذه الرواية عند ابن ماجه برقم (620) عن محمد بن رمح، عن الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، بهذا الإسناد. لكن ليس له ذكر في "تحفة الأشراف" 12/460، ولم يرقم المزي في ترجمة المنذر بن المغيرة برقم ابن ماجه.
ورواه الزهري عن عروة، واختلف عليه فيه:
فرواه جرير بن عبد الحميد، عن سهيل بن أبي صالح- فيما أخرجه أبو داود (281) - عن الزهري، عن عروة بن الزبير، قال: حدثتني فاطمة بنت أبي حبيش أنها أمرت أسماء، أو أسماء حدثتني أنها أمرتها فاطمةُ أن تسأل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فذكره بمعناه.
ورواه خالد بن عبد الله، عن سُهيل بن أبي صالح -فيما أخرجه الدارقطني 1/215-216 و216، والبيهقي في "السنن" 1/353-354- عن الزهري، عن عروة، عن أسماء بنت عميس، قالت: قلت: يا رسول الله، فاطمة بنت أبي حبيش استحيضت ...
قال البيهقي: هكذا رواه سهيل بن أبي صالح، عن الزهري، عن عروة، واختلف فيه عليه، والمشهور رواية الجمهور عن الزهري، عن عروة، عن عائشة في شأن أم حبيبة بنت جحش.
ورواه محمد بن أبي عدي، عن محمد بن عمرو -كما سلف ذكره في تخريج الرواية (25622) - عن الزهري، عن عروة بن الزبير، عن فاطمة بنت أبي حُبَيْش. وانظر الخلاف عليه هناك.
ورواه الأوزاعي -فيما أخرجه النسائي في "الكبرى" (209) - عن يحيى بن سعيد، عن هشام بن عروة، عن عروة، عن فاطمة بنت قيس. قال الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 214: ووهم فيه -يعني الأوزاعي- والصحيح عن هشام ابن عروة، عن أبيه، عن عائشة، أن فاطمة بنت أبي حبيش.=(45/351)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=قلنا: وقد سلف حديث عائشة هذا برقم (25622) ، وإسناده صحيح.
وانظر الرواية (24145) .
وسيرد برقم (27630) ، مكرراً سنداً ومتناً، وبرقم (27631) .
قال السندي: قوله: "قرؤك" المراد بالقَرْء في هذا الحديث الحيضُ.(45/352)
حَدِيثُ أُمِّ مُبَشِّرٍ امْرَأَةِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ (1)
27361 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرًا قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ مُبَشِّرٍ امْرَأَةِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ، قَالَتْ: دَخَلْتُ عَلَى (2) رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَائِطٍ فَقَالَ: " لَكِ هَذَا؟ "، فَقُلْتُ (3) : نَعَمْ، فَقَالَ: " مَنْ غَرَسَهُ؟ مُسْلِمٌ أَوْ كَافِرٌ؟ "، قُلْتُ: مُسْلِمٌ، قَالَ: " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا، أو يَزْرَعُ زَرْعًا (4) ، فَيَأْكُلُ مِنْهُ طَائِرٌ، أَوْ إِنْسَانٌ، أَوْ سَبُعٌ، أَوْ شَيْءٌ إِلَّا كَانَ لَهُ صَدَقَةً "، [قَالَ: عَبْدُ اللهِ] قَالَ أَبِي: وَلَمْ يَكُنْ فِي النُّسْخَةِ، سَمِعْتُ جَابِرًا، فَقَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: سَمِعْتَ جَابِرًا (5) (6)
__________
(1) أم مبشر امرأة زيد بن حارثة، سلفت ترجمتها قبل الحديث (27042) .
(2) في (ظ6) : دخل عليّ.
(3) في (م) : فقلت.
(4) في (م) : ما من مسلم يزرع أو يغرس غرساً.
(5) في (ظ2) و (ق) و (م) : عامراً، وهو خطأ، والمثبت من (ظ6) .
(6) إسناده صحيح على شرط مسلم، وقد سلف نحوه برقم (27043) ، إلا أن شيخ أحمد هنا هو عبد الله بن نُمير.
وأخرجه الطبراني فىِ "الكبير" 25/ (264) من طريق عبد الله بن نُمير، بهذا الإسناد.(45/353)
27362 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرًا قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ مُبَشِّرٍ، أَنَّها سَمِعَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ حَفْصَةَ يَقُولُ: " لَا يَدْخُلُ النَّارَ إِنْ شَاءَ اللهُ مِنْ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ أَحَدٌ، الَّذِينَ بَايَعُوا تَحْتَهَا "، فَقَالَتْ: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، فَانْتَهَرَهَا، فَقَالَتْ حَفْصَةُ: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} [مريم: 71] ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَدْ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا} (1) [مريم: 72] "
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ أبي الزُّبير -وهو محمد بن مسلم بن تدرس- فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري مقروناً بغيره، وصحابيّةُ الحديث أمُّ مبشر روى لها مسلم كذلك.
وأخرجه مسلم (2496) ، وابن سعد 8/458، والحسين المروزي في زياداته على "الزُّهد" لابن المبارك (1417) ، والنسائي في "الكبرى" (11321) -وهو في "التفسير" (341) - والفاكهي في "أخبار مكة" (2873) مختصراً، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3317) ، والطبراني في "الكبير" 25/ (269) ، واللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة" (2193) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 4/143، وفي "شُعَب الإيمان" (371) من طريق حجَّاج بن محمد المِصِّيصي، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد 2/100-101 من طريق وَهْب بن مُنَبّه، عن جابر، به.
وسلف من طريق آخر عن جابر في مسند حفصة برقم (26440) .(45/354)
حَدِيثُ فُرَيْعَةَ بِنْتِ مَالِكٍ (1)
27363 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعْدُ (2) بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ عَمَّتِهِ زَيْنَبَ بِنْتِ كَعْبٍ، أَنَّ فُرَيْعَةَ بِنْتَ مَالِكِ بْنِ سِنَانٍ، أُخْتَ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ حَدَّثَتْهَا: أَنَّ زَوْجَهَا خَرَجَ فِي طَلَبِ أَعْلَاجٍ لَهْ (3) فَأَدْرَكَهُمْ بِطَرَفِ الْقَدُومِ فَقَتَلُوهُ، فَأَتَاهَا نَعْيُهُ وَهِيَ فِي دَارٍ مِنْ دُورِ الْأَنْصَارِ شَاسِعَةٍ عَنْ دَارِ أَهْلِهَا، فَكَرِهَتِ الْعِدَّةَ فِيهَا، فَأَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَتَانِي نَعْيُ زَوْجِي وَأَنَا فِي دَارٍ مِنْ دُورِ الْأَنْصَارِ شَاسِعَةٍ عَنْ دُورِ أَهْلِي، إِنَّمَا تَرَكَنِي فِي مَسْكَنٍ لَا يَمْلِكُهُ، وَلَمْ يَتْرُكْنِي فِي نَفَقَةٍ يُنْفَقُ (4) عَلَيَّ، وَلَمْ أَرِثْ مِنْهُ مَالًا، فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ أَلْحَقَ بِإِخْوَتِي وَأَهِلِي فَيَكُونَ أَمَرُنَا جَمِيعًا، فَإِنَّهُ أَحَبُّ إِلَيَّ، فَأَذِنَ لِي أَنْ أَلْحَقَ بِأَهْلِي فَخَرَجْتُ مَسْرُورَةً بِذَلِكَ، حَتَّى إِذَا كُنْتُ فِي الْحُجْرَةِ - أَوِ الْمَسْجِدِ دَعَانِي - أَوْ أَمَرَ بِي فَدُعِيتُ - فَقَالَ لِي: " كَيْفَ زَعَمْتِ؟ "، فَأَعَدْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ: " امْكُثِي فِي مَسْكَنِ زَوْجِكِ الَّذِي جَاءَكِ فِيهِ نَعْيُهُ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ "، قَالَتْ: فَاعْتَدَدْتُ
__________
(1) سلفت ترجمة فريعة قبل الحديث (27087) .
(2) في (ظ2) و (ق) : سعيد.
(3) في (م) : لهم.
(4) في (ظ6) : تنفق.(45/355)
فِيهِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا (1)
__________
(1) هو مكرر (27088) ، لكنه لم يسق لفظه هناك.(45/356)
حَدِيثُ أُمِّ أَيْمَنَ (1)
27364 - حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أُمِّ أَيْمَنَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَتْرُكِ الصَّلَاةَ مُتَعَمِّدًا، فَإِنَّهُ مَنْ تَرَكَ الصَّلَاةَ مُتَعَمِّدًا فَقَدْ (2) بَرِئَتْ مِنْهُ ذِمَّةُ اللهِ وَرَسُولِهِ " (3)
__________
(1) قال السندي: أم أيمن: مولاة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وحاضنتُه، اسمها بركة، ماتت بعد النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأشهر، وقيل: عاشت إلى زمن عمر، أو عثمان، رضي الله عنها.
(2) قوله: "فقد" ليس في (ظ6) .
(3) إسناده ضعيف لانقطاعه، مكحول -وهو الشامي- لم يسمع من أمِّ أيمن، فيما ذكر البيهقي 7/304، والمِزِّي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة مكحول الشامي) والحافظ في "أطراف المسند" 9/372. وبقية رجال الإسناد ثقات.
وأخرجه مطولاً عَبْد بن حُميد (1594) عن عمر بنِ سعيد الدمشقي، والبيهقيُّ في "السنن" 7/304، وفي "شعب الإيمان" (7865) من طريق بشر ابن بكر، وابنُ عساكر 17/160 من طريق أبي مسهر عبد الأعلى، ثلاثتُهم عن سعيد بن عبد العزيز التنوخي، بهذا الإسناد وفيه أن أم ايمن سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوصي بعض أهله ...
وأخرج الحُسين المَرْوَزِي في زياداته على "البر والصلة" لابنِ المبارك (106) - ومن طريقه ابن عساكر 17/161- عن سفيان، عن يزيد بن جابر، عن مكحول، فقال: أوصى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعض أهله، فقال: "لا تشرك بالله=(45/357)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= بالله شيئاً، وإن قُطِّعت أو حُرِّقت بالنار ... " وهذا مرسل، رجاله ثقات.
وفي الباب عن معاذ، سلف برقم (22075) ، وإسناده منقطع.
وعن أبي الدرداء عند البخاري في "الأدب المفرد" (18) ، وابن ماجه (4034) ، والبيهقي 7/304.
وعن جابر، سلف برقم (14979) ، وانظر تتمة أحاديث الباب هناك.(45/358)
حَدِيثُ أُمِّ شَرِيكٍ (1)
27365 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ شَيْبَةَ، وَابْنُ بَكْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا (2) ابْنُ جُرَيْجٍ، وَرَوْحٌ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ (3) ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ شَيْبَةَ، أَنَّ ابْنَ الْمُسَيِّبِ أَخْبَرَهُ، أَنَّ أُمَّ شَرِيكٍ أَخْبَرَتْهُ، أَنَّهَا " اسْتَأْمَرَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَتْلِ الْوِزْغَانِ فَأَمَرَهَا بِقَتْلِ الْوِزْغَانِ " (4) ، قَالَ ابْنُ بَكْرٍ، وَرَوْحٌ: وَأُمُّ شَرِيكٍ إِحْدَى نِسَاءِ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَىٍّ (5)
__________
(1) قال السنديّ: أمُّ شريك الأنصارية، قيل: هي بنت أنس بن رافع، وقيل غير ذلك، وجاء أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تزوَّج أم شريك الأنصارية النجارية، وقال: "إني أحبُّ أن أتزوَّج في الأنصار" ثم قال: "إني أكره غيرة الأنصار" فلم يدخل بها، وجاء أنها كانت غنية من الأنصار، عظيمة النفقة في سبيل الله، ينزل عليها الضِّيفان.
(2) في (ظ2) و (ق) و (م) : حدثنا، والمثبت من (ظ6) ، وهو المناسب للسياق.
(3) قوله: وروح قال: حدثنا ابن جريج، ليس في (ظ6) .
(4) في (م) : الوزغات.
(5) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بنُ سعيد: هو القطان، وابنُ بكر: هو محمد البُرْسانيُّ، ورَوْح: هو ابنُ عُبادة، وابنُ المسيِّب: هو سعيد.
وأخرجه مسلم (2237) (143) من طريق محمد بن بكر ورَوْح، بهذا الإسناد.=(45/359)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=وأخرجه ابن سعد 8/157، وعبد بن حميد (1559) ، والدارمي (2000) ، والبخاري (3359) ، ومسلم (2237) (143) ، وابن حبان (5634) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" 5/211 و9/316، وفي "السنن الصغير" 4/58، والبغوي في "شرح السنة" (3267) من طرق عن ابن جُرَيْج، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 25/ (251) عن أبي مسلم الكشّي، عن أبي عاصم، عن عبد الحميد بن جعفر، عن أبي إدريس، عن سعيد بن المسيب، به. وعبد الحميد بن جعفر: قال الحافظ: ربما وهم.
وسيرد برقم (27619) .
وفي الباب: عن سعد بن أبي وقاص، سلف برقم (1523) .
قال السندي: الوِزْغان، بكسر الواو وضمها وسكون زاي: جمع وَزَغة، وهي معروفة.(45/360)
حَدِيثُ امْرَأَةٍ
27366 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنِي دَيْلَمٌ أَبُو غَالِبٍ الْقَطَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَكَمُ بْنُ جَحْلٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ الْكِرَامِ أَنَّهَا حَجَّتْ قَالَتْ: فَلَقِيتُ امْرَأَةً بِمَكَّةَ، كَثِيرَةَ الْحَشَمِ، لَيْسَ عَلَيْهِنَّ حُلِيٌّ إِلَّا الْفِضَّةُ، فَقُلْتُ لَهَا: مَا لِي لَا أَرَى عَلَى أَحَدٍ مِنْ حَشَمِكِ حُلِيًّا إِلَّا الْفِضَّةَ؟ قَالَتْ: كَانَ جَدِّي عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا مَعَهُ عَلَيَّ قُرْطَانِ مِنْ ذَهَبٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " شِهَابَانِ مِنْ نَارٍ "، فَنَحْنُ أَهْلَ الْبَيْتِ لَيْسَ أَحَدٌ مِنَّا يَلْبَسُ حُلِيًّا إِلَّا الْفِضَّةَ (1)
__________
(1) إسناده ضعيف لجهالة أمِّ الكرام، فلم يذكروا في الرواة عنها سوى الحكم بن جَحْل، ولم يذكرها أحدٌ بجرحٍ ولا تعديل. وبقية رجال الإسناد ثقات. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، ودَيْلَم أبو غالب القطان: هو ابنُ غَزْوان.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" (في ترجمة امرأةٍ من أهل مكة) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/336 من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، به.
وذكره الهيثمي في "المجمع" 5/148، وقال: رواه أحمد، وأم الكرام لم أعرفها، وبقية رجاله ثقات.
قلنا: قال ابن عبد البر وابن حجر، كما في "الإصابة" 4/488 و493: ليس إسناد حديثها بالقوي.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (9677) ، وذكرنا هناك تتمة=(45/361)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= أحاديث الباب.
وانظر حديث أبي موسى الأشعري السالف برقم (19718) .
وانطر أيضاً (19502) .
قال السندي: قولها: علي قُرْطان، القُرْط بضم فسكون: من حُليّ الأذن.(45/362)
حَدِيثُ حَبِيبَةَ بِنْتِ أَبِي تَجْرَاةَ (1) (2)
27367 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَطَاءٌ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ (3) عَنْ حَبِيبَةَ بِنْتِ أَبِي تَجْرَاةَ قَالَتْ: دَخَلْنَا دَارَ (4) أَبِي حُسَيْنٍ فِي نِسْوَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَطُوفَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، قَالَتْ: وَهُوَ يَسْعَى يَدُورُ بِهِ إِزَارُهُ مِنْ شِدَّةِ السَّعْيِ، وَهُوَ يَقُولُ لِأَصْحَابِهِ: " اسْعَوْا، فَإِنَّ اللهَ كَتَبَ عَلَيْكُمُ السَّعْيَ " (5)
__________
(1) في (م) : تجزئة.
(2) قال الحافظ في "الإصابة": حبيبة بنت أبي تجراة، العبدريَّة، ثم الشَّيبيَّة، ثم قال: قال أبو عمر: قيل: اسمها حبيبة، بفتح أوله، وقيل بالتصغير، وقال غيره: تِجرْاة، ضبطها الدارقطني بفتح المثناة من فوق. قلنا: وفي "القاموس": تجْزأَة، بضم التاء وسكون الجيم، وانظر "المؤتلف والمختلف" 1/316.
(3) قوله: عن صفية بنت شيبة، مستدرك من "أطراف المسند" 8/401 ومصادر الحديث.
(4) في (م) : على دار.
(5) حسن بطرقه وشاهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله بن المؤمَّل، وقد اضطرب فيه:
فرواه يونس بن محمد، كما في هذه الرواية، والشافعي في "الأم" 2/210-211، وفي "المسند" 1/351-352 (بترتيب السندي) -ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 24/ (573) ، وابنُ عدي في "الكامل" 4/1456، والدارقطني في "السنن" 2/256، وفي "المؤتلف والمختلف" 1/316-317،=(45/363)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأبو نُعيم في "الحلية" 9/158-159، والبيهقي في "السنن" 5/98، وفي "معرفة السنن والآثار" 7/251-252، وفي "السنن الصغير" 2/182، والبغوي في "شرح السنة" (1921) ، وفي "التفسير" عند تفسير الآية (158) من سورة البقرة -ومعاذ بنُ هانىء- فيما أخرجه ابن سعد 8/247، والدارقطني في "السنن" 2/255، وفي "المؤتلف والمختلف" 1/316-317- وحميد بنُ عبد الرحمن- فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (574) - وأبو نُعيم الفضل ابنُ دكين- فيما أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 2/100- خمستهم عن عبد الله بن المؤمَّل، عن عمر بن عبد الرحمن (وهو ابن محيصن أحد القراء المكيّين) ، عن عطاء بن أبي رباح، عن صفية بنت شيبة، عن حبيبة بنت أبي تجراة، به. قال الحافظ في "الفتح" 3/498 تعليقاً على قول البخاري: باب
وجوب الصفا والمروة وجُعل من شعائر الله، أي: وجوب السعي بينهما مستفاد من كونهما جعلا من شعائر الله ... قال الأزهري: الشعائر المقالة التي ندب الله إليها، وأمر بالقيام عليها وقال الجوهري: الشعائر: أعمال الحج، وكل ما جعل علماً لطاعة الله، ويمكن أن يكون الوجوب مستفاداً من قول عائشة: ما اتم الله حج امرىءٍ ولا عمرته لم يطف بين الصفا والمروة، وهو في بعض طرق حديثها المذكور في هذا الباب عند مسلم، واحتح ابن المنذر للوجوب بحديث صفية بنت شيبة (يعني حديث الباب) : أخرجه الشافعي وأحمد وغيرهما، وفي إسناده عبد الله بن المؤمل وفيه ضعف، ومن ثم قال ابن المنذر: أن ثبتت فهو حجة في الوجوب. قلت (القال ابن حجر) : له طريق أخرى في صحيح ابن خزيمة مختصرة (2764) ، وعند الطبراني (11/11437) عن ابن عباس كالأولى، وأنا انضمت إلى الأولى قويت.
ثم قال الحافظ: والعمدة في الوجوب قولُه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "خذوا عني مناسككم" واختلف أهل العلم في هذا، فالجمهور قالوا: هو ركن لا يتم الحج بدونه، وعن أبي حنيفة واجب يجبر بالدم، وبه قال الثوري في الناسي لا في العامد، واختلف عن أحمد كهذه الأقوال الثلاثة. وانظر "المغني" 5/238-239.=(45/364)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=وفي رواية الشافعي: أخبرتني بنت أبي تجراة إحدى نساء عبد الدار. وفي رواية أبي نُعيم: عن حبيبة بنت أبي تجراة امرأة من اليمن. قال ابن عبد البر: والصحيح في إسناد هذا الحديث ومتنه ما ذكره الشافعي وأبو نعيم، إلا أن قول أبي نعيم: "امرأة من أهل اليمن" ليس بشيء، والصواب ما قال الشافعي.
ورواه عباس بن محمد، عن أبي نُعيم الفضل بن دُكَيْن -كما عند الدارقطني في "المؤتلف والمختلف" 1/316- عن عمر بن عبد الرحمن، عن حفصة بنت شيبة، عن حبيبة بنت أبي بجراة. قال الدارقطني: وفي إسناد هذا الحديث وهمٌ في ثلاثة مواضع: أحدها: قوله: بجراة، بالباء، وإنما هو بالتاء.
الثاتي: قوله: حفصة بنت شيبة، وإنما هي صفية بنت شيبة بن عثمان بن أبي طلحة الحجبي. والثالث: قوله: "عن عمر بن عبد الرحمن، عن بنت شيبة".
ثم ذكر أن الصواب فيه ذكرُ عطاء بن أبي رباح بين عمر بن عبد الرحمن وصفية.
ورواه محمد بن سنان العوقي- فيما ذكر ابن عبد البر في "التمهيد" 2/101 عن عبد الله بن المؤمَّل، عن عمر بن عبد الرحمن بن محيصن السهمي، عن صفية بنت شيبة، عن حبيبة بنت أبي تجراة، به. لكتها قالت فيه: "والنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يطوف بالبيت". قال ابن عبد البر: هكذا قالت: "يطوف بالبيت"، وأسقط من إسناد الحديث عطاء، والصحيح في إسناده ومتنه ما ذكره الشافعي.
ورواه سُريج بن النعمان -كما في الرواية التالية- عن عبد الله ابن المؤمَّل، عن عطاء، عن صفيه بنت شيبة، عن حبيبة بنت أبي تجراة، به. دون ذكر عمر ابن عبد الرحمن.
قال ابن عبد البر في "التمهيد" 2/100: بين عطاء وعبد الله بن المؤمَّل في هذا الحديث عمر بن عبد الرحمن بن محيصن السهمي.
ورواه أبو بكر بن أبي شيبة عن محمد بن بشر -فيما أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3296) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (575) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 2/101-102- عن عبد الله بن المؤمَّل، عن عبد الله=(45/365)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=ابن عبد الرحمن بن أبي حسين، عن عطاء، عن حبيبة بنت أبي تجراة، به.
قال ابن عبد البر: فأخطأ في إسناده إما هو، وإما محمد بن بشر، في موضعين: أحدهما أنه جعل في موضع عمر بن عبد الرحمن عبدَ الله بن أبي حسين، والآخر أنه أسقط صفية بنت شيبة من الإسناد، فأفسد إسناد هذا الحديث، ولا أدري ممن هذا، أمن أبي بكر أم من محمد بن بشر، ومن أيهما
كان، فهو خطأ لا شكَّ فيه.
وتعقَّب ابن القطان في "بيان الوهم والإيهام" 5/158-159 ابنَ عبد البر فقال: وعندي أن الخطأ فيه إنما هو من عبد الله بن المؤمَّل، فإن محمد بن بشر راوية ثقة، وابن أبي شيبة إمامٌ، وعبد الله بن المؤمَّل يحتمل بسوء حفظه أن يحمل عليه، وقد ظهر اضطرابُه في الحديث، فأسقط عطاء تارة، وابن محيصن أخرى، وصفية بنت شيبة أخرى، وأبدل ابن محيصن بابن أبي حسين أخرى، وجعل المرأة عبدرية تارة، ومن أهل اليمن أخرى، وفي الطواف تارة، وفي السعي بين الصفا والمروة أخرى، وهو دليل على سوء حفظه وقلّة ضبطه.
ورواه منصور بن عبد الرحمن، واختلف عليه فيه:
فرواه معروف بن مُشكان -فيما أخرجه الدارقطني في "السنن" 2/255، والبيهقي 5/97- عن منصور بن عبد الرحمن، عن أمه صفية بنت شيبة، عن نسوة من بني عبد الدار أدركْنَ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وهذا إسناد قوي، معروف بن مشكان، روى عنه جمع من الثقات: عبد الله بن المبارك ومروان بن معاوية وبشر بن السري وغيرهم، وكان أحد القراء المشهورين، وقد صحح إسناده صاحب "التنقيح" 2/462.
ورواه عبيد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب -فيما أخرجه الواقدي في "المغازي" 3/1099-وعلي بن محمد العمري -فيما أخرجه الدارقطني 2/255- كلاهما عن منصور بن عبد الرحمن، عن أمه صفية، عن برّة بنت أبي تجراة.=(45/366)
27368 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ (1) ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ، عَنْ حَبِيبَةَ بِنْتِ أَبِي تَجْرَاةَ قَالَتْ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَطُوفُ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَالنَّاسُ بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُوَ وَرَاءَهُمْ، وَهُوَ يَسْعَى حَتَّى أَرَى رُكْبَتَيْهِ مِنْ شِدَّةِ السَّعْيِ يَدُورُ بِهِ إِزَارُهُ، وَهُوَ يَقُولُ: " اسْعَوْا فَإِنَّ اللهَ كَتَبَ عَلَيْكُمُ السَّعْيَ " (2)
__________
=ورواه واصل بن أبي عُيينة -واختلف عنه كما سيرد (27643) - عن موسى ابن عبيدة، عن صفية أن امرأة أخبرتها ... وموسى بن عبيدة مجهول الحال.
ورواه محمد بن عمر بن عطاء المقدَّمي -فيما أخرجه ابن خزيمة (2764) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (576) ، والحاكم 4/70- عن الخليل ابن عثمان، عن عبد الله بن نبيه! عن جدَّته صفية بنت شيبة، عن حبيبة بنت أبي تجراة، به. والخليل بن عثمان وعبد الله بن نبيه لم نقف لهما على ترجمة.
قال الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 227: والصحيح قول من قال: عن ابن محيصن، عن عطاء، عن صفية، عن حبيبة بنت أبي تجراة.
وسلف برقمي: (27280) و (27281) من طريق آخر عن صفية بنت شيبة، عن أم ولد شيبة بن عثمان، وفيه: "لا يقطع الأبطح إلا شدّاً".
قال السندي: قوله: "أن الله كتب عليكم السعي"، أي: أوجب، وظاهره أن الجري هو الواجب، وأهل العلم رأوا أن الواجب هو المشي بين الصفا والمروة، والله أعلم.
(1) لم يرد هذا الحديث في (ظ2) و (ق) .
(2) حديث حسن وهذا إسناد ضعيف على انقطاع فيه، فبين عطاء وعبدِ الله ابنِ المؤمَّل عمرُ ابن عبد الرحمن -وهو ابن محيصن- كما في الرواية السالفة،=(45/367)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= ووهم الحافظ ابن حجر في "أطراف المسند" 8/401 فحمل هذه الرواية على سابقتها.
وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 2/99-100 من طريق سريج بن النعمان، بهذا الإسناد. ثم قال: هكذا قال عبد الله بن المؤمل عن عطاء. وبين عطاء وعبد الله بن المؤمل في هذا الحديث عمرُ بنُ عبد الرحمن بن محيصن السهمي.
قلنا: قد أخرجه الطبراني في "الكبير" 24/572 من طريق سريج بن النعمان، عن عبد الله بن المؤمل، عن عمر بن عبد الرحمن بن محيصن، عن صفية بنت شيبة، به. فاسقط عطاءً، وذكر عُذمرَ بن عبد الرحمن!(45/368)
حَدِيثُ أُمِّ كُرْزٍ الْكَعْبِيَّةِ الْخَثْعَمِيَّةُ (1)
27369 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أُمِّ كُرْزٍ الْكَعْبِيَّةِ الْخَثْعَمِيَّةِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْعَقِيقَةِ فَقَالَ: " عَنِ الْغُلَامِ شَاتَانِ مُكَافَأَتَانِ، وَعَنِ الْجَارِيَةِ شَاةٌ " (2)
27370 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أُمِّ كُرْزٍ الْخُزَاعِيَّةِ قَالَتْ: " أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِغُلَامٍ فَبَالَ عَلَيْهِ فَأَمَرَ بِهِ فَنُضِحَ، وَأُتِيَ بِجَارِيَةٍ فَبَالَتْ عَلَيْهِ فَأَمَرَ بِهِ فَغُسِلَ " (3)
__________
(1) سلفت ترجمة أم كرز قبل الحديث (27139) .
(2) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد سلف الكلام في الاختلاف فيه على عطاء في الرواية (27142) .
وأخرجه الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 220 من طريق هشيم، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (27139) .
(3) صحيح لغيره، وهذا إسنادٌ ضعيف لانقطاعه، عمرو بن شعيب لم يسمع من أمِّ كُرْز. أبو بكر الحنفي: هو عبد الكبير بن عبد المجيد، وأسامة ابن زيد: هو الليثي، وهو مختلف فيه حسن الحديث.
ررواه أبو بكر الحنفي -فيما أخرجه ابن ماجه (527) ، والطبراني في "الكبير" 25/ (408) - عن أسامة بن زيد، بهذا الإسناد.
وخالف عبدُ الله بنُ موسى التيمي أبا بكر الحنفي، فرواه -فيما أخرجه=(45/369)
27371 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي عَطَاءٌ، عَنْ حَبِيبَةَ بِنْتِ مَيْسَرَةَ، عَنْ أُمِّ كُرْزٍ (1) الْكَعْبِيَّةِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَنِ الْغُلَامِ شَاتَانِ، وَعَنِ الْجَارِيَةِ شَاةٌ " (2)
27372 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، وَعَبْدِ الرَّزَّاقِ قَالَ: أَخْبَرَنَا
__________
= الطبراني في "الأوسط" (828) - عن أسامة بن زيد، فقال: عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده عبد الله بن عمرو بن العاص مرفوعاً.
وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/285، وقال: إسناده حسن! قلنا: عبد الله بن موسى التيمي ضعيف، وقد قال فيه الإمام أحمد: كل بليَّة منه، وقال ابن حبان في "المجروحين": في إحاديثه رفعُ الموقوف وإسناد المرسل كثيراً، حتى يخطر ببال مَن الحديث صناعتُه أنها معمولةٌ من كثرتها، لا يجوز الاحتجاجُ به عند الانفراد، ولا الاعتبار عند الوفاق.
وسيكرر برقمي (27477) و (27632) سنداً ومتناً.
وله شاهد من حديث علي بن أبي طالب، سلف برقم (563) ، وإسناده صحيح على شرط مسلم، وذكرنا هناك تتمة شواهده.
(1) في (ظ2) و (م) : أم بني كرز.
(2) حديث صحيح لغيره، وهو مكرر (27142) ، غير أن شيخ أحمد هنا هو يحيى بنُ سعيد القطان، وشيخُه هو عبد الملك بنُ عبد العزيز بن جُريج.
وأخرجه الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 219 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي (1966) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3283) من طريق أبي عاصم، والدارقطني 5/ورقة 219-220 من طريق إسماعيل ابن علية، كلاهما عن ابن جُريج، به.
وقد سلف برقم (27139) .(45/370)
ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، عَنْ حَبِيبَةَ بِنْتِ مَيْسَرَةَ بْنِ أَبِي خُثَيْمٍ، عَنْ أُمِّ بَنِي كُرْزٍ الْكَعْبِيَّةِ، أَنَّهَا سَأَلَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْعَقِيقَةِ؟ فَقَالَتْ: " عَنِ الْغُلَامِ شَاتَانِ مُكَافَأَتَانِ، وَعَنِ الْجَارِيَةِ شَاةٌ "، قُلْتُ لِعَطَاءٍ: مَا الْمُكَافَأَتَانِ؟ قَالَ: الْمِثْلَانِ، قَالَ حَجَّاجٌ فِي حَدِيثِهِ: وَالضَّأْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الْمَعْزِ، وَذَكَرَ أَنَّهَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ إِنَاثِهَا، قَالَ: وَنُحِبُّ أَنْ يَجْعَلَهُ سَوَادَهَا مِنْهُ (1)
27373 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي يَزِيدَ، عَنْ سِبَاعِ بْنِ ثَابِتٍ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ ثَابِتِ بْنِ سِبَاعٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّ أُمَّ كُرْزٍ أَخْبَرَتْهُ، أَنَّهَا سَأَلَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْعَقِيقَةِ؟ فَقَالَ: " يُعَقُّ (2) عَنِ الْغُلَامِ شَاتَانِ، وَعَنِ الْأُنْثَى وَاحِدَةٌ، وَلَا يَضُرُّكُمْ (3) أَذُكْرَانًا (4) كُنَّ أَوْ إِنَاثًا "، (5)
__________
(1) حديث صحيح، وهو مكرَّر سابقه، غير أن شيخي أحمد هنا هما: حجَّاج بن محمد المِصِّيصي الأعور، وعبد الرزاق بن همَّام الصَّنعاني.
وهو في "مصنف" عبد الرَّزاق (7953) ، ومن طريقه أخرجه ابن حبان (5313) ، والطبراني في "الكبير" 25/ (400) ، والدارقطني في "العلل" 5/ورقة 220، والبيهقي في "السنن" 9/301.
(2) في (ظ6) : نعم.
(3) في (ظ6) : ولا يضركنَّ.
(4) في (ظ6) و (ق) : ذكراناً.
(5) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد اختلف فيه على ابن جُريج، وهو عبد الملك بن عبد العزيز:=(45/371)
27374 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي
__________
=فرواه عبد الرزاق -كما في هذه الرواية- عن ابنِ جُرَيْج، عن عُبيد الله بن أبي يزيد، عن سِبَاع بن ثابت، أنَّ محمد بنَ ثابت أخبره، أنَّ أمِّ كُرْز ...
ورواه محمد بنُ بكر -كما في الرواية التالية- ويحيى بنُ سعيد -فيما أخرجه النسائي في "المجتبى" 7/165، وفي "آلبرى، (4544) ، والدارقطني في "العلل" 5/ورقة 219- وحجَّاج وأبو عاصم -فيما أخرجه الدارقطني أيضاً- كلهم عن ابن جريج، عن عُبيد الله بن أبي يزيد، عن سِباع بنِ ثابت- قال
محمد بن بكر: ابن عم محمد بن ثابت بن سباع- عن أمِّ كُرْز.
ورواه إسماعيل ابن عُلَيَّة- فيما أخرجه الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 219- عن ابن جريج، عن عُبيد الله بن أبي يزيد، عن سباع بن ثابت، عن الزُّهري، عن أمِّ كُرْز.
ورواه عبد الرزاق أيضاً -كما في "مصنفه" (7955) ، وعند الدارقطني 5/ورقة 222- عن ابن جريج، قال: أخبرني عُبيد الله بن أبي يزيد، عن بعض أهله، أنه سمع عائشة تقول ...
والمحفوظ: عن سباع، عن أمِّ كُرْز، فيما قال المزي في "التحفة" 13/101.
وقال الذهبي في "الميزان" 2/115: والصحيح عن ابن جريج بحذف محمد بن ثابت.
وقال أبو بكر النيسابوري- فيما نقله الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 218-: الذي عندي في هذا الحديث أن عبد الرزاق أخطأ فيه، لأنه ليس فيه محمد بن ثابت، إنما هو سِباع بن ثابت ابنُ عمِّ محمد بن ثابت.
قلنا: وبقيةُ رجالِ الإسناد ثقات.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (7954) ، ومن طريقه أخرجه الترمذي (1516) ، والطبراني في "الكبير" 25/ (405) ، والدارقطني 5/ورقة 218، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وقد سلف برقم (27139) .(45/372)
عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي يَزِيدَ، أَنَّ سِبَاعَ بْنَ ثَابِتٍ، ابْنَ عَمِّ مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ سِبَاعٍ (1) أَخْبَرَهُ، أَنَّ أُمَّ كُرْزٍ أَخْبَرَتْهُ، أَنَّهَا سَأَلَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْعَقِيقَةِ، فَذَكَرَهُ (2)
__________
(1) في (ظ2) و (ق) و (م) : أن سِباع بن ثابت بن عمرو عن محمد بن ثابت بن سِباع، وهو خطأ، والمثبت من (ظ6) ، وهو الموافق لما في "أطراف المسند" 9/465، وانظر التعليق على الحديث قبله.
(2) حديث صحيح لغيره، وهذا إسنادٌ اختُلف فيه على ابن جريج، كما بيّنَّا ذلك في الرواية (27373) ، وسِباع بنُ ثابت؛ سلف الكلام عليه في الرواية (27139) .
وأخرجه الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 219 من طريق محمد بن بَكْر البُرساني، بهذا الإسناد.
وسلف بالحديث قبله.(45/373)
حَدِيثُ سَلْمَى بِنْتِ قَيْسٍ (1)
27375 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ (2) ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، عَنْ أُمِّهِ سَلْمَى بِنْتِ قَيْسٍ قَالَتْ: بَايَعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نِسْوَةٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، قَالَتْ: كَانَ (3) فِيمَا أَخَذَ عَلَيْنَا: أَنْ " لَا تَغْشُشْنَ (4) أَزْوَاجَكُنَّ "، قَالَتْ: فَلَمَّا انْصَرَفْنَا قُلْنَا: وَاللهِ لَوْ سَأَلْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا غِشُّ أَزْوَاجِنَا؟ قَالَتْ: فَرَجَعْنَا فَسَأَلْنَاهُ، فَقَالَ: " أَنْ تُحَابِينَ - أَوْ تُهَادِينَ - بِمَالِهِ غَيْرَهُ " (5)
__________
(1) سلفت ترجمة سلمى بنت قيس قبل الحديث (27133) .
(2) في (م) : عبيد الله، وهو خطأ.
(3) في (ظ6) : فكان.
(4) في (م) : تغتشنَّ.
(5) إسناده ضعيف، وقد سلف الكلام عليه في الرواية (27133) .
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 8/9 عن محمد بن عبيد الطنافسي، بهذا الإسناد. وقرن بمحمد أخاه يعلى.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3404) من طريق يعلى بن عبيد، عن ابن إسحاق، به، وقال: ورواه سلمة بن الفضل، عن ابن إسحاق، عن سَلِيط بن أيوب، عن أمِّ الحكم، عن سلمى بنت قيس.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/311-312، وقال: رواه أحمد، وفيه رجل لم يسم، وابن إسحاق، وهو مدلِّس.(45/374)
حَدِيثُ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
27376 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُرُّ بْنُ الصَّيَّاحِ، عَنْ هُنَيْدَةَ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ امْرَأَتِهِ، عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ تِسْعَ ذِي الْحِجَّةِ، وَيَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ "، أَوَّلَ اثْنَيْنِ مِنَ الشَّهْرِ وَخَمِيسَيْنِ (1)
__________
(1) حديث ضعيف، وهو مكرر (26468) سنداً ومتناً.(45/375)
حَدِيثُ أُمِّ حَرَامٍ بِنْتِ مِلْحَانَ (1)
27377 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ (2) حَبَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، عَنْ أُمِّ حَرَامٍ بِنْتِ مِلْحَانَ - وَهِيَ خَالَتُهُ - أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَامَ - أَوْ قَالَ فِي بَيْتِهَا - فَاسْتَيْقَظَ وَهُوَ يَضْحَكُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا يُضْحِكُكَ؟ فَقَالَ: " عُرِضَ عَلَيَّ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي يَرْكَبُونَ ظَهْرَ هَذَا الْبَحْرِ الْأَخْضَرِ كَالْمُلُوكِ عَلَى الْأَسِرَّةِ "، قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، فَقَالَ: " إِنَّكِ مِنْهُمْ "، ثُمَّ نَامَ فَاسْتَيْقَظَ وَهُوَ يَضْحَكُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا أَضْحَكَكَ؟ (3) قَالَ: " عُرِضَ عَلَيَّ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي يَرْكَبُونَ ظَهْرَ هَذَا الْبَحْرِ الْأَخْضَرِ كَالْمُلُوكِ عَلَى الْأَسِرَّةِ "، قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، قَالَ: " أَنْتِ مِنَ الْأَوَّلِينَ "، قَالَ فَتَزَوَّجَهَا عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ فَأَخْرَجَهَا مَعَهُ، فَلَمَّا جَازَ الْبَحْرَ بِهَا رَكِبَتْ دَابَّةً فَصَرَعَتْهَا فَقَتَلَتْهَا، (4)
__________
(1) سلفت ترجمة أم حرام بنت مِلْحان عند الحديث (27032) .
(2) تحرف في (م) إلى: عن.
(3) في (ظ6) : مايضحكك.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنبري.=(45/376)
27378 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ حَرَامٍ بِنْتُ مِلْحَانَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي بَيْتِهَا يَوْمًا، فَاسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ يَضْحَكُ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (1)
__________
=وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 7/317 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (27032) .
وانظر ما بعده.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن سعد 8/435، والدارمي (2421) ، والبيهقي في "السنن" 9/166 من طريق سليمان بن حرب، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (2894-2895) ، ومسلم (1912) (161) ، وأبو داود (2490) ، والنسائي في "المجتبى" 6/41، وفي "الكبرى" (4381) ، وابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3314) ، وفي "الجهاد" (282) ، وأبو عوانة 5/90، والطبراني في "الكبير" 25/ (319) ، وأبو نُعيم في "الحلية" 2/62، والبيهقي في "السنن" 9/166 من طرق عن حمَّاد بن زيد، به.
وانظر ما قبله.(45/377)
وَمِنْ حَدِيثِ أُمِّ هَانِئٍ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ (1)
27379 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ أَبِي مُرَّةَ مَوْلَى عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ، أَنَّهَا ذَهَبَتْ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْفَتْحِ قَالَتْ: فَوَجَدْتُهُ يَغْتَسِلُ وَفَاطِمَةُ تَسْتُرُهُ بِثَوْبٍ، فَسَلَّمْتُ، وَذَلِكَ ضُحًى، فَقَالَ: " مَنْ هَذَا؟ "، قُلْتُ: أَنَا أُمُّ هَانِئٍ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، زَعَمَ ابْنُ أُمِّي أَنَّهُ قَاتِلٌ رَجُلًا أَجَرْتُهُ فُلَانَ ابْنَ هُبَيْرَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَدْ أَجَرْنَا مَنْ أَجَرْتِ يَا أُمَّ هَانِئٍ "، " فَلَمَّا فَرَغَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غُسْلِهِ قَامَ فَصَلَّى ثَمَانِ رَكَعَاتٍ مُلْتَحِفًا فِي ثَوْبٍ " (2)
27380 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي مُرَّةَ مَوْلَى عَقِيلٍ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ قَالَتْ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِأَعْلَى مَكَّةَ، فَلَمْ أَجِدْهُ وَوَجَدْتُ فَاطِمَةَ، فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيْهِ أَثَرُ (3) الْغُبَارِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي قَدْ أَجَرْتُ حَمْوَيْنِ لِي، وَزَعَمَ ابْنُ أُمِّي أَنَّهُ قَاتِلُهُمَا، قَالَ: " قَدْ أَجَرْنَا مَنْ أَجَرْتِ "، " وَوُضِعَ لَهُ غُسْلٌ فِي جَفْنَةٍ، فَلَقَدْ رَأَيْتُ أَثَرَ الْعَجِينِ فِيهَا فَتَوَضَّأَ، أَوْ قَالَ:
__________
(1) سلفت ترجمة أم هانىء قبل الحديث (26887) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (26907) سنداً ومتناً.
(3) قولها: أثر، ليس في (ظ6) .(45/378)
اغْتَسَلَ ـ أَنَا أَشُكُّ ـ وَصَلَّى الْفَجْرَ فِي ثَوْبٍ مُشْتَمِلًا بِهِ " (1)
27381 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اتَّخِذُوا الْغَنَمَ فَإِنَّ فِيهَا بَرَكَةً " (2)
__________
(1) إسناده حسن من أجل محمد بن عجلان، فهو -وإن أخرج له مسلم- لا يرقى إلى رتبة رجال الصحيح. وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين. سعيد: هو ابن أبي سعيد المَقْبُري.
وأخرجه الحميدي (331) ، وابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3152) ، وابنُ الجارود في "المنتقى" (1055) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (1014) ، والبيهقي في "السنن" 1/8، وابنُ عبد البر في "التمهيد" 21/189، وفي "الاستذكار" 6/137 من طريق سفيان بن عُيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (1015) من طريق وُهيب بن خالد، عن محمد بن عجلان، به.
وقد سلف نحوه برقم (26892) .
وانظر (26887) .
قال السندي: قولها: وضع له غُسْل، بضم فسكون ما يغسل به، فإنه كما يطلق على الفعل، يطلق على الماء، وهو المراد هاهنا.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. وقد اختلف فيه على هشام بن عروة:
فرواه أبو معاوية محمد بن خازم الضرير -كما في هذه الرواية، وكما عند الطبراني في "الكبير" 24/ (1039) ، والخطيب في "تاريخه" 7/11- ووكيع بنُ الجراح -كما عند ابن ماجه (2304) ، والطبراني 24/ (1039) - وإسماعيل بن عياش وعبد الله بن محمد بن يحيى بن عروة -كما عند الطبراني 24/ (1040) و (1041) - والقاسم بن معن وجعفر بن عون -فيما ذكر الدارقطني في "العلل"=(45/379)
27382 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ الْعَبْدِيِّ، عَنْ ابْنِ جَعْدَةَ بْنِ هُبَيْرَةَ (1) ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ قَالَتْ: " كُنْتُ أَسْمَعُ قِرَاءَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا عَلَى عَرِيشِي (2) " (3)
__________
=5/ورقة 211- ستتهم عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن أم هانىء، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ورواه عثمان بن مكتل -فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 211- ويحيى بن سعيد وعبدة بن سليمان -فيما ذكر الحافظ في "النكت الظراف" 12/455- ثلاثتهم عن هشام بن عروة، عن أبيه، أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لأم هانىء ... فذكروه مرسلاً.
ورواه ابن الهاد- فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 211، والحافظ في "النكت الظراف" 12/455- عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة.
قال الدارقطني: والصحيح قول من قال: عن هشام، عن أبيه، عن أمِّ هانىء.
وسلف برقم (26902) بلفظ: "اتخذي غنماً يا أمَّ هانىء، فإنها تروح بخير، وتغدو بخير".
وفي الباب عن عروة البارقي بلفظ: "الإبل عزٌّ لأهلها، والغنم بركة، والخير معقود بنواصي الخيل إلى يوم القيامة" وهو عند ابن ماجه (2305) ، وأبي يعلى (6828) .
(1) كذا في النسخ الخطية، و"أطراف المسند" 9/474. وفي (م) : عن أبي جعدة بن هبيرة، وهو خطأ، صوابه: ابن جعدة، وهو يحيى بن جعدة بن هبيرة، كما جاء مصرحاً به برقم (26905) .
(2) في (ق) : عرشي.
(3) إسناده صحيح، وهو مكرر (26905) ، إلا أن شيخ أحمد هنا هو أبو معاوية محمد بن خازم الضرير.(45/380)
27383 - حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي حَاتِمُ بْنُ أَبِي صَغِيرَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ مَوْلَى أُمِّ هَانِئٍ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ قَالَتْ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ} [العنكبوت: 29] ، قَالَ: " كَانُوا يَخْذِفُونَ أَهْلَ الطَّرِيقِ وَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ فَذَلِكَ الْمُنْكَرُ الَّذِي كَانُوا يَأْتُونَ " (1)
27384 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ هَارُونَ ابْنِ بِنْتِ أُمِّ هَانِئٍ أَوْ ابْنِ أُمِّ هَانِئٍ (2) ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ (3) رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتَسْقَى فَسُقِيَ (4) ، فَشَرِبَ ثُمَّ نَاوَلَنِي فَضْلَهُ فَشَرِبْتُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَمَا إِنِّي كُنْتُ صَائِمَةً فَكَرِهْتُ أَنْ أَرُدَّ سُؤْرَكَ، فَقَالَ: " أَكُنْتِ تَقْضِينَ شَيْئًا؟ "، فَقُلْتُ: لَا، فَقَالَ: " فَلَا بَأْسَ عَلَيْكِ " (5)
27385 - حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يُونُسَ الْقُشَيْرِيُّ حَاتِمُ بْنُ أَبِي صَغِيرَةَ (6) ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ،
__________
(1) إسناده ضعيف، وهو مكرر (26891) ، إلا أن الإمام أحمد رواه هنا عن أبي أسامة حماد بن أسامة وحده.
(2) في (ظ2) و (ق) و (م) : ابن أم هانىء، والمثبت من (ظ6) .
(3) في (ظ6) : دخلت على.
(4) قولها: فسقي، ليس في (ظ6) .
(5) إسناده ضعيف، سلف الكلام عليه في الرواية (26897) .
وانظر (26910) .
(6) في (م) : صفوان، وهو خطأ.(45/381)
عَنْ أُمِّ هَانِئٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهَا يَوْمَ الْفَتْحِ فَأَتَتْهُ بِشَرَابٍ، فَشَرِبَ مِنْهُ، ثُمَّ فَضُلَتْ مِنْهُ فَضْلَةً فَنَاوَلَهَا فَشَرِبَتْهُ، ثُمَّ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَقَدْ فَعَلْتُ شَيْئًا مَا أَدْرِي يُوَافِقُكَ أَمْ لَا؟ قَالَ: " وَمَا ذَاكَ يَا أُمَّ هَانِئٍ؟ "، قَالَتْ: كُنْتُ صَائِمَةً فَكَرِهْتُ أَنْ أَرُدَّ فَضْلَكَ فَشَرِبْتُهُ، قَالَ: " تَطَوُّعًا أَوْ فَرِيضَةً؟ "، قَالَتْ: قُلْتُ: بَلْ تَطَوُّعًا، قَالَ: " فَإِنَّ الصَّائِمَ الْمُتَطَوِّعَ بِالْخِيَارِ، إِنْ شَاءَ صَامَ، وَإِنْ شَاءَ أَفْطَرَ " (1)
27386 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي يُوسُفُ بْنُ مَاهَكَ، أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى أُمِّ هَانِئٍ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ، فَسَأَلَهَا عَنْ مَدْخَلِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْفَتْحِ، فَسَأَلَهَا: هَلْ صَلَّى عِنْدَكِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَتْ: " دَخَلَ فِي الضُّحَى فَسَكَبْتُ لَهُ فِي صَحْفَةٍ لَنَا مَاءً، إِنِّي لَأَرَى فِيهَا وَضَرَ الْعَجِينِ " قَالَ: يُوسُفُ مَا أَدْرِي أَيَّ ذَلِكَ أَخْبَرَتْنِي - أَتَوَضَّأَ، أَمْ اغْتَسَلَ - ثُمَّ " رَكَعَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ - مَسْجِدٍ فِي بَيْتِهَا - أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ " قَالَ يُوسُفُ: " فَقُمْتُ فَتَوَضَّأْتُ مِنْ قِرْبَةٍ لَهَا، وَصَلَّيْتُ فِي ذَاكَ الْمَسْجِدِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ " (2)
__________
(1) إسناده ضعيف، وسلف الكلام عليه عند الرواية (26897) .
قال السندي: قوله: دخل عليها يوم الفتح، لعلَّ المراد في بعض أيام الفتح، وإلا فالفتحُ كان في رمضان، ولا يتصور هذا في رمضان.
(2) حديث ضعيف بهذه السياقة، فقد تفرَّد بها عبد الله بن عثمان بن خُثَيْم، وهو مختلف فيه، فوثَّقه ابنُ معين والنسائي في رواية عنهما، وابنُ=(45/382)
27387 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نَوْفَلٍ، أَنَّهُ سَمِعَ دُرَّةَ بِنْتَ مُعَاذٍ تُحَدِّثُ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ، أَنَّهَا سَأَلَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَتَزَاوَرُ إِذَا مِتْنَا وَيَرَى بَعْضُنَا بَعْضًا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَكُونُ النَّسَمُ طَيْرًا تَعْلُقُ بِالشَّجَرِ، حَتَّى إِذَا كَانَ (1) يَوْمُ الْقِيَامَةِ دَخَلَتْ كُلُّ نَفْسٍ فِي جَسَدِهَا " (2)
__________
= سعد والعجلي، وقال ابن عدي: هو عزيز الحديث، وأحاديثه أحاديث حسان مما يجب أن يُكتب. وذكره ابن حبان في "ثقاته" لكنه قال: يخطىء. وضعَّفه ابن معين والنسائي في رواية عنهما، وقال ابن المديني: منكر الحديث. وقال أبو حاتم: لا يُحتجُّ به. قلنا: فمثله لا يحتمل تفرُّده، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. زهير: هو ابن معاوية الجُعفي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (1046) من طريق عمرو بن خالد الحرَّاني، عن زهير، بهذا الإسناد.
وأخرجه أيضاً 24/ (1047) من طريق يحيى بن سليمان، عن عبد الله بن عثمان بن خُثيم، به.
وانظر السياقة الصحيحة لهذا الحديث برقمي (26888) و (26907) .
(1) في (م) : كانوا.
(2) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لَهِيعَة، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير ذَرَّة بنت معاذ، فقد ذكرها الحسيني في "الإكمال"، ولم يذكر راوياً عنها سوى أبي الأسود، ثم ذكر ترجمة لأخرى اسمها ذرّة، وقال: امرأة صحابية غير منسوبة، روى عنها ابنُ المنكدر وزيد بنُ أسلم.
قلنا: وقد جعلَهما الحافظ امرأة واحدة، فقال في "التعجيل" 2/652 في ترجمة ذَرَّة بنت معاذ: هي معدودة في الصحابة، روى عنها أيضاً ابن المنكدر=(45/383)
27388 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَالِكٌ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، أَنَّ أَبَا مُرَّةَ مَوْلَى أُمِّ هَانِئٍ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ أُمَّ هَانِئٍ تَقُولُ: ذَهَبْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْفَتْحِ فَوَجَدْتُهُ يَغْتَسِلُ وَفَاطِمَةُ ابْنَتُهُ تَسْتُرُهُ بِثَوْبٍ، قَالَتْ: فَسَلَّمْتُ، فَقَالَ: " مَنْ هَذِهِ؟ "، قَالَ: قَالَتْ: أُمُّ هَانِئٍ بِنْتُ أَبِي طَالِبٍ، فَقَالَ: " مَرْحَبًا بِأُمِّ هَانِئٍ "، قَالَتْ: فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ غُسْلِهِ قَامَ فَصَلَّى ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ مُلْتَحِفًا فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، ثُمَّ انْصَرَفَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، زَعَمَ ابْنُ أُمِّي أَنَّهُ قَاتِلٌ رَجُلًا أَجَرْتُهُ فُلَانَ
__________
= وزيد بن أسلم.
قلنا: حسن: هو ابن موسى الأشيب.
وأخرجه ابن سعد 8/460، والطبراني في "الكبير" 5/ (330) ، وأبو نعيم في "الحلية" 2/77 من طريق حسن بن موسى، بهذا الإسناد. إلا أنهم نسبوا أم هانىء الأنصارية!
وأخرجه الطبراني أيضاً 24/ (1072) من طريق يحيى بن بكير، عن ابن لَهِيعة، به.
وذكر الحافظ في "الإصابة" (في ترجمة أم قيس) أن العقيلي أخرجه من طريق ابن لهيعة، وسمَّى الصحابية أمَّ قيس الأنصارية.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/329، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، وفيه ابنُ لَهِيعة وفيه كلام.
وله شاهد من حديث كعب بن مالك، سلف برقم (15776) ، وهو حديث صحيح.
قال السندي: قولها: أنتزاور، أي: يزور بعضنا بعضاً؟(45/384)
ابْنَ هُبَيْرَةَ فَقَالَ: " قَدْ أَجَرْنَا مَنْ أَجَرْتِ يَا أُمَّ هَانِئٍ (1) "، فَقَالَتْ أُمُّ هَانِئٍ (2) : وَذَاكَ ضُحًى (3)
27389 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ قَالَتْ: " قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ مَرَّةً وَلَهُ أَرْبَعُ غَدَائِرَ " (4)
27390 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَافِعٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي نَجِيحٍ يَذْكُرُ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ قَالَتْ: " رَأَيْتُ فِي رَأْسِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَفَائِرَ أَرْبَعةً (5) " (6)
__________
(1) في (ظ6) : من أجرته يا أم هانىء فلان.
(2) قوله: فقالت أمِّ هانىء، ليس في (ظ6) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (26907) ، إلا أن شيخ أحمد في هذا الإسناد هو: إسحاق بن عيسى الطباع، وهو من رجال مسلم.
(4) إسناده ضعيف، وهو مكرر (26890) سنداً ومتناً.
وانظر ما بعده.
(5) في (ظ2) و (ق) و (م) : اربعاً، والمثبت من (ظ6) .
(6) إسناده ضعيف لانقطاعه. قال البخاري: لا أعرفُ لمجاهد سماعاً من أمِّ هانىء، قلنا: وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (429) من طريق يحيى بن أبي بكير، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد 1/429، والترمذي في "سننه" بإثر الحديث (1781) ، وفي "الشمائل" (30) ، وأبو نُعيم في "أخبار أصبهان" 2/15 من طرق عن=(45/385)
27391 - حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ صَلَاةِ الضُّحَى، فَقَالَ: سَأَلْتُ أَصْحَابَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْهَا فَلَمْ أَجِدْ أَحَدًا يُخْبِرُنِي أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّاهَا، إِلَّا أَنَّ أُمَّ هَانِئٍ أَخْبَرَتْنِي: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهَا فَصَلَّى ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ فَلَمْ أَرَهُ صَلَّى قَبْلَهَا وَلَا بَعْدَهَا " (1)
27392 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ مُوسَى بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ أَبِي مُرَّةَ، أَنَّهُ سَمِعَ أُمَّ هَانِئٍ تَقُولُ: " صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَنْزِلِي ثَمَانِ رَكَعَاتٍ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ مُلْتَحِفًا بِهِ " (2)
__________
= إبراهيم بن نافع، به.
وقد سلف برقم (26890) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح.
وقد سلف برقم (26901) .
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير موسى بن ميسرة -وهو الدِّيلي- فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد"، وأبو داود، والنسائي في "مسند مالك". عثمان بن عمر: هو ابن فارس العَبْدي.
وهو عند مالك في "الموطأ" 1/152 برواية الليثي، و (402) برواية أبي مصعب الزهري، و (161) برواية محمد بن الحسن، وص 197 برواية القعنبي.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/380، والطبراني في "الكبير" 24/ (1018) من طرق عن مالك، به.=(45/386)
27393 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ صَالِحٍ مَوْلَى وَجْزَةَ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ قَالَتْ: جِئْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي امْرَأَةٌ قَدْ ثَقُلْتُ، فَعَلِّمْنِي شَيْئًا أَقُولُهُ وَأَنَا جَالِسَةٌ، قَالَ: " قُولِي: اللهُ أَكْبَرُ مِائَةَ مَرَّةٍ، فَهُوَ (1) خَيْرٌ لَكِ مِنْ مِائَةِ بَدَنَةٍ مُجَلَّلَةٍ مُتَقَبَّلَةٍ، وَقُولِي: الْحَمْدُ لِلَّهِ مِائَةَ مَرَّةٍ، فَإِنَّهُ (2) خَيْرٌ لَكِ مِنْ مِائَةِ فَرَسٍ مُسْرَجَةٍ مُلْجَمَةٍ حَمَلْتِيهَا فِي سَبِيلِ اللهِ، وَقُولِي: سُبْحَانَ اللهِ مِائَةَ مَرَّةٍ، هُوَ خَيْرٌ لَكِ مِنْ مِائَةِ رَقَبَةٍ مِنْ بَنِي (3) إِسْمَاعِيلَ تُعْتِقِينَهُنَّ (4) ، وَقُولِي: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مِائَةَ مَرَّةٍ، لَا تَذَرُ
__________
= وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (4861) و (9439) - ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 24/ (1018) - عن مالك، عن ميمون بن ميسرة، عن أبي مُرَّة، به.
قال الطبراني عقب الحديث: هكذا قال الدبري: عن عبد الرزاق، عن ميمون بن ميسرة، وهم فيه، والصواب ما رواه القعنبي وغيره عن مالك، عن موسى بن ميسرة.
ورواه مالك -كما سلف برقم (26907) - عن سالم أبي النضر، عن أبي مُرَة، عن أمِّ هانىء.
وقد سلف نحوه برقم (26892) .
(1) في (ظ2) و (ق) : وهو، وفي (م) : فإنه.
(2) في (ظ6) : فهو.
(3) في (م) : ولد.
(4) في (ظ6) : تعتقينهنَ لله.(45/387)
ذَنْبًا وَلَا يَسْبِقُهُ الْعَمَلُ " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف لضعف أبي معشر -وهو نَجِيح بن عبد الرحمن السِّنْدي- ولجهالة صالح مولى وَجْزَة، فقد ترجم له الحسيني في "الإكمال"، والحافظ في "التعجيل" ولم يذكروا في الرواة عنه سوى مسلم بن أبي مريم، ولم يؤثر توثيقُه عن أحد. وقال الحسيني: لا يُدرى من هو. وبقية رجال
الإسناد ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (1061) من طريق عاصم بن علي، عن أبي معشر، بهذا الإسناد.
وسلف بغير هذا الإسناد برقم (26911) .(45/388)
وَمِنْ حَدِيثِ أُمِّ حَبِيبَةَ (1)
27394 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ بْنِ أُسَامَةَ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، حَدَّثَتْنِي عَمَّتِي أُمُّ حَبِيبَةَ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا كَانَ عِنْدَهَا فِي يَوْمِهَا ـ أَوْ لَيْلَتِهَا ـ فَسَمِعَ الْمُؤَذِّنَ قَالَ كَمَا يَقُولُ الْمُؤَذِّنُ " (2)
27395 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ عَنْبَسَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ قَالَ:
__________
(1) سلفت ترجمة أم حبيبة قبل الحديث (26759) .
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عبد الله بن عتبة بن أبي سفيان، فلم يذكروا في الرواة عنه سوى أبي المليح بن أسامة، ولم يؤثر توثيقُه عن أحد، وقال الذهبي في "الميزان": لا يكاد يعرف، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. هشيم: هو ابن بشير السلمي، وأبو بشر: هو جعفر بن إياس بن أبي وحشية.
وأخرجه المِزِّي في "تهذيب الكمال" (ترجمة عبد الله بن عتبة) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9864) -وهو في "عمل اليوم والليلة" (36) - وابن ماجه (719) ، وابن خزيمة (412) ، والخطيب في "تاريخه" 14/213 من طريق هُشيم، به.
وسلف برقم (26767) دون ذكر عبد الله بن عتبة بن أبي سفيان في الإسناد.(45/389)
أَخْبَرَتْنِي أُمُّ حَبِيبَةَ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: " مَنْ صَلَّى فِي يَوْمٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً تَطَوُّعًا غَيْرَ فَرِيضَةٍ بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ " (1)
27396 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو قَالَ: سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ شَوَّالٍ يَقُولُ: عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ قَالَتْ: " كُنَّا نُغَلِّسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنْ نُغَلِّسْ (2) مِنْ جَمْعٍ إِلَى مِنًى "
وَقَالَ مُرَةُ: قَالَتْ " كُنَّا (3) نُغَلِّسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْمُزْدَلِفَةِ إِلَى مِنًى " (4)
__________
(1) حديث صحيح على وهم في إسناده، فقد أسقط هشيم منه عمرو بن أوس بين النعمان بن سالم وعنبسة بن أبي سفيان.
وأخرجه ابن خزيمة (1185) من طريق هشيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/204، ومسلم (728) (101) و (102) ، وأبو داود (1250) ، والنسائي في "الكبرى" -كما في "تحفة الأشراف" 11/311- وأبو يعلى (7124) ، وابن خزيمة (1186) و (1187) ، وأبو عوانة 2/261-262، والطبراني في "الكبير" 23/ (430) و (449) من طرق عن داود ابن أبي هند، عن النعمان بن سالم، عن عمرو بن أوس، عن عنبسة، به.
وسلف برقم (26775) من طريق شعبة، عن النعمان بن سالم، عن عمرو ابن أوس، عن عنبسة، عن أمِّ حبيبة.
وانظر (26768) .
(2) في (ظ6) : أي نغلس، ولم يرد هذا اللفظ في (م) .
(3) في (م) : وقال سمرة كنا، وهو خطأ.
(4) إسناده صحيح على شرط مسلم، سالم بن شَوَّال -وهو مولى أمِّ حَبيبة- من رجاله، وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو ابنُ عُيينة،=(45/390)
27397 - حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ (1) ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ أَبِي الْجَرَّاحِ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ (2) قَالَ: " لَا تَصْحَبُ الْمَلَائِكَةُ رُفْقَةً فِيهَا جَرَسٌ " (3)
__________
= وعمرو: هو ابنُ دينار.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (481) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشافعي في "سننه" (445) ، والحُميدي (305) ، ومسلم (1292) (299) ، والنسائي في "المجتبى" 5/262، وفي "الكبرى" (4039) ، وأبو يعلى (7122) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/219، والطبراني في "الكبير" 23/ (481) و (490) ، والبيهقي في "السنن" 5/124، وفي "معرفة السنن" 7/297، والمزي في "تهذيب الكمال" (ترجمة سالم بن شوَّال) من طريق سفيان بن عيينة، به.
وقال الحميدي: قال سفيان: وسالم بن شوَّال من أهل مكة لم نسمع أحداً يُحدِّثُ عنه إلا عمرو بن دينار هذا الحديث.
قلنا: بل حدَّث عنه عطاء بن أبي رباح هذا الحديث كذلك، وقد سلف برقم (26776) .
قال السندي: قولها: إن نغلِّس، إن شرطية، والمراد: إن أردنا التغليس كنا نغلِّس، فالفعل بعد حرف الشرط مُؤَؤَّل بالإرادة، والله أعلم.
(1) في (ظ6) : عَبيدة بن حميد.
(2) قوله: أنه، ليس في (م) .
(3) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد سلف الكلام عليه في الرواية (26777) ، فانظرها.
وانظر (26770) .(45/391)
27398 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ (1) ، أَنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ مَاتَ نَسِيبٌ لَهَا - أَوْ قَرِيبٌ لَهَا - فَدَعَتْ بِصُفْرَةٍ فَمَسَحَتْ بِهِ ذِرَاعَيْهَا، وَقَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ أَوْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ: " لَا يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ تُحِدَّ عَلَى مَيِّتٍ فَوْقَ ثَلَاثٍ، إِلَّا عَلَى زَوْجٍ فَإِنَّهَا تُحِدُّ عَلَيْهِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا " (2)
27399 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَوَضَّئُوا مِمَّا مَسَّتِ (3) النَّارُ " (4)
27400 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ قَالَ: أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِي الْجَرَّاحِ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَصْحَبُ الْمَلَائِكَةُ رُفْقَةً فِيهَا جَرَسٌ " (5)
__________
(1) في (ظ6) : أم سلمة.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرَّر الحديث (26766) ، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا هو يحيى بن سعيد القطان.
(3) في (ظ6) : مسَّته.
(4) حديث صحيح لغيره، وهو مكرر (26779) ، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا هو يحيى بن سعيد القطان.
وقد سلف برقم (26773) .
(5) حديث صحيح لغيره، وهو مكرر (26839) سنداً ومتناً.(45/392)
• 27401 -[قَالَ: عَبْدُ اللهِ] (1) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَ سُفْيَانُ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَصْحَبُ الْمَلَائِكَةُ رُفْقَةً فِيهَا جَرَسٌ "، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: تَعِسْتَ يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ قَالَ لِي: كَيْفَ هُوَ؟ قُلْتُ (2) : حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ قَالَ: حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِي الْجَرَّاحِ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: صَدَقْتَ (3)
27402 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي (4) وَعَلَيْهِ وَعَلَيَّ ثَوْبٌ وَفِيهِ كَانَ مَا كَانَ " (5)
27403 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الشُّعَيْثِيُّ، وَيَزِيدُ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الشُّعَيْثِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ
__________
(1) في (م) : حدثنا عبد الله، حدثني أبي، وهو خطأ، فالحديث من زوائد عبد الله.
(2) في (ظ6) : قال. والقائل: هو يحيى بن سعيد القطان.
(3) حديث صحيح لغيره، وهو مكرر سابقه، إلا أنه في هذه الرواية من زوائد عبد الله بن أحمد على أبيه، وشيخه فيه أبو بكر بن خلاد، وقد رواه عن يحيى ابن سعيد القطان، حيث ذكر فيه الوهم الذي وقع فيه أبو عبد الله سفيان الثوري.
(4) قولها: يصلي، ليس في (م) .
(5) ضعيف بهذه السياقة، وهو مكرر (26761) ، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا هو عبد الرحمن بنُ مهدي.(45/393)
عَنْبَسَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ أُخْتِهِ أُمِّ حَبِيبَةَ، قَالَ يَزِيدُ: بِنْتِ أَبِي سُفْيَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ الْمُقْرِئُ: زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهَا سَمِعَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ صَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ قَبْلَ الظُّهْرِ وَأَرْبَعًا بَعْدَهَا حَرَّمَهُ اللهُ عَلَى (1) النَّارِ " (2)
__________
(1) في (م) : حَرَّمَ اللهُ عليه.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عبد الله بن المهاجر الشُّعَيْثي والد محمد بن عبد الله، فقد تفرد بالرواية عنه ابنه، وقال ابن حبان في "الثقات": يعتبر بحديثه من غير رواية ابنه. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح، غير محمد بن عبد الله الشُّعَيْثي، فقد روى له أصحاب السنن،
وهو ثقة. أبو عبد الرحمن المقرىء: هو عبد الله بنُ يزيد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/37، وأبو يعلى (7139) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (445) ، وفي "مسند الشاميين" (1433) ، والمزي في "تهذيبه" (في ترجمة عبد الله بن المهاجر) من طريق أبي عبد الرحمن المقرىء عبد الله بن يزيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/204، والترمذي (427) ، وابن ماجه (1160) ، وبحشل في "تاريخ واسط" ص 258، وأبو يعلى (7130) ، والبغوي في "شرح السنة" (888) من طريق يزيد بن هارون، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. قلنا: قد صححه فيما سلف في الرواية (26764) ، فقال: حسن صحيح غريب.
وأخرجه البخاري 1/132، والنسائي 3/266، والطبراني في "الكبير" 23/ (459) ، وفي "مسند الشاميين" (1434) ، والبغوي في "شرخ السنة" (888) من طرق عن محمد بن عبد الله الشعيثي، به.
وأخرجه عبد الرزاق (4828) -ومن طريقه الطبراني 23/ (444) - عن=(45/394)
27404 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، وَشُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ حُدَيْجٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، أَنَّهُ سَأَلَ أُخْتَهُ أُمَّ حَبِيبَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، هَلْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ الَّذِي يُجَامِعُهَا فِيهِ؟ قَالَتْ: " نَعَمْ، إِذَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ أَذًى " (1)
27405 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، وَرَوْحٌ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا (2) ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ،
__________
= إسرائيل بن يونس، عن محمد بن عبد الله الشعيثي، عن عنبسة، به. ليس فيه: عن أبيه.
وسلف برقم (26764) باسناد صحيح.
(1) إسناده صحيح، وهو مكرر (26760) ، غير أن شيخي الإمام أحمد هنا هما: حجَّاج بن محمد المِصِّيصي الأعور، وشعيبُ بنُ حرب، وشيخهما هو الليث بن سعد.
وأخرجه ابن خزيمة (776) من طريق شعيب بن حرب، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/482، وعبد بن حميد في "المنتخب" (1555) ، والدارمي (1376) ، وأبو داود (366) ، والنسائي في "المجتبى" 1/155، وفي "الكبرى" (287) ، وابن ماجه (540) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3072) و (3073) ، وأبو يعلى (7126) ، وابن خزيمة (776) ، وابن المنذر في "الأوسط" (721) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/50، وابن حبان (2331) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (405) ، والبيهقي في "السنن" 2/410، وفي "معرفة السنن والآثار" 3/364، والخطيب في "تاريخه" 7/407، والبغوي في "شرح السنة" (522) من طرق عن الليث بن سعد، به.
(2) في (ظ2) و (ق) و (م) : حدثنا، والمثبت من (ظ6) .(45/395)
أَنَّهُ أَخْبَرَهُ ابْنُ شَوَّالٍ، أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى أُمِّ حَبِيبَةَ بِنْتِ أَبِي سُفْيَانَ فَأَخْبَرَتْهُ: أَنَّهَا " بَعَثَ ـ وَقَالَ ابْنُ بَكْرٍ: أَنَّهُ بَعَثَ ـ بِهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ جَمْعٍ بِلَيْلٍ "، وَقَالَ يَحْيَى: " قَدَّمَهَا مِنْ جَمْعٍ بِلَيْلٍ " (1)
27406 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ بْنَ الْمُغِيرَةِ الثَّقَفِيَّ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى أُمِّ حَبِيبَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَعَتْ لَهُ بِسَوِيقٍ فَشَرِبَ، فَقَالَتْ لَهُ: يَا ابْنَ أَخِي، أَلَا تَتَوَضَّأُ؟ (2) فَقَالَ: إِنِّي لَمْ أُحْدِثْ، قَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " تَوَضَّئُوا مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرَّر (26776) ، إلا أن الإمام أحمد رواه هناك عن يحيى بن سعيد وحده، وقرنه هنا برَوْح -وهو ابنُ عُبادة- ومحمدِ بنِ بكر، وهو البُرْساني.
(2) في (ظ2) : تَوَضَّأ.
(3) مرفوعه صحيح لغيره، وهذا إسناد محتمل للتحسين، أبو سفيان بن المغيرة سلف الكلام عليه في الرواية (26773) . وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنبري، وحرب: هو ابن شدَّاد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/62-63 من طريق أبي داود، عن حرب بن شداد، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (26773) .(45/396)
27407 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا دَرَّاجٌ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ أَنَّهُ حَدَّثَهُ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ بِنْتِ أَبِي سُفْيَانَ، أَنَّ أُنَاسًا مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَعْلَمَهُمُ الصَّلَاةَ، وَالسُّنَنَ وَالْفَرَائِضَ، ثُمَّ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ لَنَا شَرَابًا نَصْنَعُهُ مِنَ الْقَمْحِ وَالشَّعِيرِ، قَالَ: فَقَالَ: " الْغُبَيْرَاءُ؟ "، قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: " لَا تَطْعَمُوهُ "، ثُمَّ لَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ بِيَوْمَيْنِ ذَكَرُوهُمَا لَهُ أَيْضًا، فَقَالَ: " الْغُبَيْرَاءُ؟ "، قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: " لَا تَطْعَمُوهُ "، ثُمَّ لَمَّا أَرَادُوا أَنْ يَنْطَلِقُوا سَأَلُوهُ عَنْهُ، فَقَالَ: " الْغُبَيْرَاءُ؟ "، قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: " لَا تَطْعَمُوهُ "، قَالُوا: فَإِنَّهُمْ (1) لَا يَدَعُونَهَا، قَالَ: " مَنْ لَمْ يَتْرُكْهَا فَاضْرِبُوا عُنُقَهُ " (2)
__________
(1) قوله: فإنهم، ليس في (ظ6) .
(2) إسناده ضعيف لضعف درَّاج -وهو ابنُ سمعان أبو السمح-، وباقي رجاله ثقات غير ابن لهيعة لكنه متابع.
وهو عند أحمد في "الأشربة" (29) .
وأخرجه أبو يعلى (7147) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (483) و (495) من طريقين عن ابن لهيعة، به.
وأخرجه دون قوله: "فإنهم لا يَدَعُونَها قال: من لم يتركها فاضربوا عنقه" ابن حبان (5367) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/190، والبيهقي في "السنن" 8/292 من طريق عمرو بن الحارث، عن درَّاج، به.
وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/54-55 و6/278، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني، وفيه ابنُ لَهيعة، وحديثُه حسن، وبقية رجال أحمد ثقات.
وقوله: "من لم يتركها، فاضربوا عنقه": قد سلف في مسند عبد الله بن=(45/397)
27408 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ، وَعَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ، أَنَّهَا " كَانَتْ تَحْتَ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ جَحْشٍ، وَكَانَ أَتَى النَّجَاشِيَّ ـ وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ: وَكَانَ رَحَلَ إِلَى النَّجَاشِيِّ ـ فَمَاتَ، وَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَزَوَّجَ أُمَّ حَبِيبَةَ وَإِنَّهَا بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ، زَوَّجَهَا إِيَّاهُ النَّجَاشِيُّ وَمَهَرَهَا أَرْبَعَةَ آلَافٍ، ثُمَّ جَهَّزَهَا مِنْ عِنْدِهِ، وَبَعَثَ بِهَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ شُرَحْبِيلَ ابْنِ حَسَنَةَ، وَجِهَازُهَا كُلُّهُ مِنْ عِنْدِ النَّجَاشِيِّ، وَلَمْ يُرْسِلْ إِلَيْهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَيْءٍ، وَكَانَ مُهُورُ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعَ مِائَةِ دِرْهَمٍ " (1)
__________
= عمرو بن العاص برقم (6553) قولُه عليه الصلاة والسلام: "الخمرُ إذا شربوها، فاجْلِدُوهم، ثم إذا شربوها، فاجْلِدوهم، ثم إذا شربوها فاجلِدوهم، ثم إذا شربوها، فاقْتُلُوهم عند الرابعة". وبيَّنَّا هناك أن القتل منسوخ، فانظره.
(1) حديث رجاله ثقات، وقد اختلف في إسناده على الزُّهْري:
فرواه عبد الله بن المبارك -كما في هذه الرواية، وعند أبي داود (2107) ، والنسائي في "المجتبى" 6/119، وفي "الكبرى" (5512) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5061) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (402) ، والدارقطني في "السنن" 3/246، والحاكم 2/181، والبيهقي في "السنن"
7/139 و232، وفي "الدلائل" 3/460- وعبد الرزاق -فيما أخرجه أبو داود (2086) (مختصراً) ، والدارقطني في "السنن" 3/246- كلاهما عن معمر، عن الزهري، عن عروة، عن أمِّ حبيبة، به، موصولًا. قال الحاكم: هذا حديثٌ صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.=(45/398)
27409 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ (1) ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ الْجَرَّاحِ، مَوْلَى أُمِّ حَبِيبَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ سَمِعَهُ يُخْبِرُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ، أَنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ حَدَّثَتْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْعِيرُ الَّتِي فِيهَا الْجَرَسُ لَا تَصْحَبُهَا الْمَلَائِكَةُ " (2)
27410 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ، فَذَكَرَ هَذَا
__________
=ورواه يونس -فيما أخرجه أبو داود (2108) - وعبد الرحمن بن عبد العزيز -فيما أخرجه ابن سعد 8/99، والحاكم 4/22- وعبيد الله بنُ أبي زياد -فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (403) ، والحاكم 4/20- ثلاثتُهم عن الزُّهري، بنحوه مرسلاً.
قال الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 187: والمرسَلُ أشبهُهما بالصواب.
وأخرجه ابن سعد 8/97-98، والحاكم 4/20-22 من طريق إسماعيل بن عمرو بن سعيد بن العاص، عن أمِّ حبيبة، مطولاً. وهذا إسناد منقطع.
وفي الباب: عن محمد الباقر، وعاصم بن عمر بن قتادة، وعبد الله بن أبي بكر ابن حزم، مرسلاً، عند ابن سعد 8/99 من طريق الواقدي.
وعن عطية بن قيس مرسلاً عند الطبراني في "الكبير" 23/ (494) .
(1) قوله: حدثنا هاشم، سقط من (م) .
(2) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة حال الجرَّاح مولى أمِّ حبيبة، والأصح أنه أبو الجرَّاح، كما ذكرنا عند الرواية (26770) ، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه الخرائطي في "مساوىء الأخلاق" (855) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (473) من طريق عبد الله بن صالح، عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (26770) .(45/399)
الْحَدِيثَ يَتْلُو أَحَادِيثَ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، وَقَالَ: أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " رَأَيْتُ مَا تَلْقَى أُمَّتِي بَعْدِي وَسَفْكَ بَعْضِهِمْ دِمَاءَ بَعْضٍ، وَسَبَقَ ذَلِكَ مِنَ اللهِ تَعَالَى، كَمَا سَبَقَ فِي الْأُمَمِ قَبْلَهُمْ، فَسَأَلْتُهُ أَنْ يُوَلِّيَنِي شَفَاعَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيهِمْ فَفَعَلَ "، قَالَ عَبْدُ اللهِ (1) : قُلْتُ لِأَبِي: هَاهُنَا قَوْمٌ يُحَدِّثُونَ بِهِ عَنْ أَبِي الْيَمَانِ، عَنْ شُعَيْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: لَيْسَ هَذَا مِنْ حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ إِنَّمَا هُوَ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ (2)
__________
(1) قوله: قال عبد الله، ليس في (ظ6) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسنادٌ رجاله ثقات رجال الشيخين. وقد رواه أبو اليَمان الحَكَم بنُ نافع مرتين، كما سيأتي:
فرواه -كما في هذه الرواية، وفيما أخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (410) - عن شُعيب بن أبي حمزة، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين، عن أنس بن مالك، به.
ورواه -فيما أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (215) و (800) ، وفي "الآحاد والمثاني" (3077) ، وفي "الديات" (97) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (409) ، وفي "الأوسط" (4645) ، وفي "مسند الشاميين" (2990) ، والدارقطني في "العلل" 5/ورقة 184، والحاكم 1/68- عن شعيب، عن
الزهري، عن أنس، به.
وذكر الإمام أحمد عقب هذه الرواية، والدارقطني، أن هذا الحديث ليس محفوظاً من حديث الزُّهري، وأن الصواب فيه أنه من حديث ابن أبي حسين.
لكن الحاكم نقل بإسناده إلى أبي اليمان أنه قال: الحديث حديث الزهري، والذي حدثتكم به عن ابن أبي حسين غلطتُ فيه بورقة قلبتُها.
قلنا: والخطب في ذلك يسير، فإنه انتقال من ثقة إلى ثقة، والله أعلم.(45/400)
27411 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ (1) حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ بِنْتِ أَبِي سُفْيَانَ قَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (2) : " مَنْ صَلَّى فِي يَوْمٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً سِوَى الْفَرِيضَةِ بَنَى اللهُ لَهُ (3) ، أَوْ قَالَ، بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ " (4)
27412 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَمِّهِ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ زَيْنَبَ بِنْتَ أَبِي سَلَمَةَ أَخْبَرَتْهُ، أَنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَتْهَا، أَنَّهَا قَالَتْ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا رَسُولَ اللهِ، انْكِحْ أُخْتِي ابْنَةَ أَبِي سُفْيَانَ، فَزَعَمَتْ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهَا: " أَوَ تُحِبِّينَ ذَلِكَ؟ "، قَالَتْ: نَعَمْ، يَا رَسُولَ اللهِ، لَسْتُ لَكَ بِمُخْلِيَةٍ، وَأَحَبُّ (5) مَنْ شَرِكَنِي فِي خَيْرٍ أُخْتِي، قَالَتْ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ ذَلِكَ لَا يَحِلُّ لِي "، فَقُلْتُ: فَوَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا لَنَتَحَدَّثُ أَنَّكَ تُرِيدُ أَنْ تَنْكِحَ دُرَّةَ بِنْتَ أَبِي سَلَمَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ابْنَةَ أُمِّ سَلَمَةَ؟ "، قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَايْمُ اللهِ، إِنَّهَا لَوْ لَمْ تَكُنْ رَبِيبَتِي فِي حِجْرِي مَا
__________
(1) قوله: حدثنا يونس بن محمد، سقط من (ظ2) و (ق) و (م) .
(2) في (ظ6) : عن أم حبيبة بنت أبي سفيان أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال.
(3) في (م) : بنى الله تعالى له، ولم ترد لفظة "له" في (ظ6) .
(4) حديث صحيح، وهو مكرر (26768) ، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا هو يونس بن محمد المؤدب.
(5) في (ظ6) : وأحق.(45/401)
حَلَّتْ لِي، إِنَّهَا ابْنَةُ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ، أَرْضَعَتْنِي (1) وَأَبَا سَلَمَةَ ثُوَيْبَةُ، فَلَا تَعْرِضْنَ عَلَيَّ بَنَاتِكُنَّ، وَلَا أَخَوَاتِكُنَّ " (2)
__________
(1) في (م) : وأرضعتني.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. ابنُ أخي الزهري -وهو محمد بن عبد الله بن مسلم- من رجاله، وقد توبع. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزُّهري.
وأخرجه مسلم (1449) ، وأبو يعلى (7128) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (413) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (26493) .(45/402)
حَدِيثُ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ (1)
27413 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ حَبِيبَةَ بِنْتِ أُمِّ حَبِيبَةَ بِنْتِ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ أُمِّهَا أُمِّ حَبِيبَةَ، عَنْ زَيْنَبَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ سُفْيَانُ أَرْبَعُ نِسْوَةٍ - قَالَتِ: اسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ نَوْمٍ وَهُوَ مُحْمَرٌّ وَجْهُهُ وَهُوَ يَقُولُ: " لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ (2) وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدْ اقْتَرَبَ فُتِحَ الْيَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلُ هَذِهِ " وَحَلَّقَ قُلْتُ (3) يَا رَسُولَ اللهِ أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَعَمْ إِذَا كَثُرَ الْخَبَثُ " (4)
__________
(1) سلفت ترجمة زينب بنت جحش قبل الحديث (26751) .
(2) كرر قوله: "لا إله إلا الله" مرتين في (ظ6) .
(3) في (ظ6) : قالت.
(4) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، سوى حبيبةَ بنتِ أمِّ حبيبة، فقد روى لها مسلم، وقد رواه سفيان بن عيينة، عن الزُّهري كذلك دون ذكر حبيبة، كما هو عند البخاري ومسلم، قال الدارقطني -فيما نقله عنه الحافظ في "الفتح" 13/12-: أظنُّ سفيان كان تارة يذكرها، وتارة يُسقطها. قلنا: وممن رواه عن الزُّهري بإسقاطها كذلك صالح بن كَيْسان، فيما سيرد في الرواية التالية.
وأخرجه الحميدي (308) ، وابنُ أبي شيبة 15/42، ومسلم (2880) (1) ، والترمذي (2187) ، والنسائي في "الكبرى" (11311) -وهو في "التفسير" (331) - وابن ماجه (3953) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/722، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3092) ، وأبو يعلى (7155) و (7159) ، والطبراني في "الكير" 24/ (137) و (138) و (142) ،=(45/403)
27414 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ يَعْنِي ابْنَ كَيْسَانَ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ، حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ زَيْنَبَ بِنْتَ أَبِي سَلَمَةَ، أَخْبَرَتْ عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ بِنْتِ أَبِي سُفْيَانَ،
__________
= وأبو عمرو الداني في "الفتن وغوائلها" (51) ، والبيهقي في "السنن" 10/93، وفي "دلائل النبوة" 6/406، وفي "شعب الإيمان" (7598) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 24/304-305 من طرق عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وقد جوَّد سفيان هذا الحديث ...
وأخرجه البخاري (7059) ، ومسلم (2880) (1) ، وأبو عمرو الداني (52) ، وابنُ عبد البرّ 24/306-307 من طرق عن سفيان بن عيينة، به. دون ذكر أمِّ حبيبة في الإسناد.
وأخرجه ابن حبان (6831) من طريق سُريج بن يونس، عن سفيان بن عيينة، به، لكنه أسقط حبيبة وزينبَ بنت جحش من الإسناد، فجعله من حديث أمِّ حبيبة، وقد نبَّه على ذلك الحافظ في "الفتح" 13/12.
وأخرجه البخاري (3346) و (3598) و (7135) ، ومسلم (2880) (2) وبإثره، وابن حبان (327) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (3115) ، وابن عبد البر 24/305، والبغوي في "تفسيره" الآية 16 من سورة الإسراء، وفي "شرح السنة" (4201) من طرق عن الزهري، به، ليس فيه ذكر حبيبة.
ورواه معمر عن الزهري، واختلف عليه فيه:
فرواه عبد الرزاق -كما في "مصنفه" (20749) ، وفي "تفسيره" 1/375، وعند الطبراني في "الكبير" 24/ (135) - عن معمر، عن الزُّهري، عن زينب بنتِ أمِّ سلمة، عن زينب بنت جحش، به، ليس فيه حبيبة، ولا أمُّها أم حبيبة.
ورواه محمد بن ثور الصنعاني -فيما أخرجه الطبري في "تفسيره" الآية 16 من سورة الإسراء- عن معمر، عن الزُّهري، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مرسلاً.
وسيرد برقمي (27414) و (27416) .(45/404)
عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، قَالَتْ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهَا فَزِعًا يَقُولُ: " لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدْ اقْتَرَبَ فُتِحَ الْيَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلُ هَذَا " قَالَ وَحَلَّقَ بِأُصْبُعَيْهِ الْإِبْهَامِ وَالَّتِي تَلِيهَا قَالَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ: أَنَهْلِكُ (1) وَفِينَا الصَّالِحُونَ؟ قَالَ: " نَعَمْ إِذَا كَثُرَ الْخَبَثُ " (2)
27415 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ رُكَانَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي الْجَرَّاحِ مَوْلَى أُمِّ حَبِيبَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ، أَنَّهَا حَدَّثَتْهُ عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، قَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ كَمَا يَتَوَضَّئُونَ " (3)
27416 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: ذَكَرَ ابْنُ
__________
(1) في (ظ6) : أفنهلك.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزُّهري.
وأخرجه مسلم (2880) (2) ، والنسائي في "الكبرى" (11333) -وهو في "التفسير" (353) - والطبراني في "الكبير" 24/ (136) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وانظر ما قبله.
(3) حديث صحيح لغيره، وهو مكرر الحديث (26763) ، إلا أنه هنا من حديث زينب بنت جحش.(45/405)
شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ بِنْتِ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَاقِدٌ بِأُصْبُعَيْهِ السَّبَّابَةِ بِالْإِبْهَامِ وَهُوَ يَقُولُ: " وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدْ اقْتَرَبَ فُتِحَ الْيَوْمَ (1) مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ، وَمَأْجُوجَ مِثْلُ مَوْضِعِ الدِّرْهَمِ " قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَعَمْ إِذَا كَثُرَ الْخَبَثُ " (2)
__________
(1) قوله: اليوم، ليس في (ظ6) .
(2) حديث صحيح، ابنُ إسحاق -وهو محمد- لم يصرح بسماعه من الزهري، لكنه توبع. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
وسلف بإسناد صحيح في الروايتين (27413) و (27414) .(45/406)
حَدِيثُ سَوْدَةَ بِنْتِ زَمْعَةَ (1)
27417 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الْعَمِّيُّ أَبُو عَبْدِ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ مَوْلًى لِابْنِ الزُّبَيْرِ، يُقَالُ لَهُ يُوسُفُ بْنُ الزُّبَيْرِ أَوِ الزُّبَيْرُ (2) بْنُ يُوسُفَ، عَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ سَوْدَةَ بِنْتِ زَمْعَةَ، قَالَتْ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّ أَبِي شَيْخٌ كَبِيرٌ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَحُجَّ قَالَ: " أَرَأَيْتَكَ لَوْ كَانَ عَلَى أَبِيكَ دَيْنٌ فَقَضَيْتَهُ عَنْهُ قُبِلَ مِنْكَ؟ " قَالَ: نَعَمْ، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَاللهُ أَرْحَمُ حُجَّ عَنْ أَبِيكَ " (3)
__________
(1) سَوْدَة بنتُ زَمْعة: قرشية عامرية، كانت أول امرأة تزوجها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد خديجة، وانفردت به نحواً من ثلاث سنين أو أكثر حتى دخل بعائشة، وكانت سيدة جليلة نبيلة ضخمة، وهي التي وهبت يومها لعائشة رعاية لقلب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، توفيت في آخر خلافة عمر بالمدينة.
(2) قوله: أو الزبير من (ظ6) ، وسقط من باقي النسخ.
(3) حديث صحيح، يوسف بن الزبير، شك مجاهد في هذه الرواية باسمه، فقال: أو الزبير بن يوسف، وقد سلف عنه دون شك بالرواية رقم (16102) و (16125) ، وقد سلف الكلام عليه كذلك ثمة.
وأخرجه الدارمي 2/41، وأبو يعلى (6818) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2543) ، والطبراني في "الكبير" 24/101، والبيهقي في "السنن" 4/329 من طريق عبد العزيز بن عبد الصمد العمي، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/282، ونسبه إلى أحمد والطبراني، وقال: رجاله ثقات.
وقد ذكرنا شواهده في الرواية رقم (16102) .(45/407)
27418 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ عَامِرٍ (1) ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ سَوْدَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: " مَاتَتْ شَاةٌ لَنَا فَدَبَغْنَا مَسْكَهَا فَمَا زِلْنَا نَنْبِذُ (2) بِهِ حَتَّى صَارَ شَنًّا " (3)
__________
(1) قوله: عن عامر، ليس في (م) .
(2) في (ظ6) و (ظ2) : ننتبذ.
(3) إسناده صحيح على شرط البخاري، عكرمة -وهو مولى ابن عباس- من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. ابن نُمير: هو عبد الله، وإسماعيل: هو ابن أبي خالد، وعامر: هو ابن شَراحيل الشَّعبي.
واختُلف في إسناده على إسماعيل بن أبي خالد:
فرواه ابن نمير-كما في هذه الرواية، وفيما أخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" (مسند ابن عباس) (1172) - وهُشيم بن بشير-فيما أخرجه ابن أبي شيبة 8/379، والطبراني في "الكبير" 24/ (96) - وعبد الله بنُ المبارك -فيما أخرجه البخاري (6686) ، والبيهقي 1/17، والبغوي في "شرح السنة" (306) - والفضل بنُ موسى -فيما أخرجه النسائي في "المجتبى" 7/173، وفي "الكبرى" (4566) - وأبو أسامة -فيما أخرجه الطبري (1171) - وعبدة ابن سليمان وعبيد الله بن موسى، فيما أخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/470- سبعتهم عن إسماعيل بن أبي خالد، بهذا الإسناد.
ورواه إسماعيل المؤدِّب -فيما أخرجه الطبراني 24/ (97) - عن إسماعيل ابن أبي خالد، عن عكرمة، به. فأسقط الشعبي من الإسناد.
ورواه محمد بن عبيد -فيما أخرجه الطبراني 24/ (98) - عن إسماعيل، عن مجالد، عن الشعبي، به. زاد مجالداً بين إسماعيل والشعبي.
وأخرجه الطبراني 24/ (95) من طريق جابر الجعفي، عن الشعبي، به.
وأخرجه الطبري (1218) و (1219) من طريقي منصور وعطاء، عن الشعبي، قال: مرّ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على شاة لسودة قد نبذوها ... =(45/408)
27419 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ مَوْلًى لِآلِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: إِنَّ بِنْتَ زَمْعَةَ قَالَتْ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: إِنَّ أَبِي زَمْعَةَ مَاتَ وَتَرَكَ أُمَّ وَلَدٍ لَهُ، وَإِنَّا كُنَّا نَظُنُّهَا بِرَجُلٍ، وَإِنَّهَا وَلَدَتْ فَخَرَجَ وَلَدُهَا يُشْبِهُ الرَّجُلَ الَّذِي ظَنَنَّاهَا بِهِ، قَالَ: فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهَا: " أَمَّا أَنْتِ فَاحْتَجِبِي مِنْهُ، فَلَيْسَ بِأَخِيكِ، وَلَهُ الْمِيرَاثُ " (1)
__________
=وسلف برقم (3026) من طريق أبي عوانة، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: ماتت شاة لسودة بنت زمعة ... فذكر نحوه مطولاً.
وانظر كذلك حديث ابن عباس السالف برقم (1895) .
قال السندي: قولها: حتى صار شناً، أي: بالياً.
(1) قوله: "احتجبي منه" صحيح من حديث عائشة، وهذا إسناد ضعيف.
مولى آل الزبير-وهو يوسف بن الزبير- سلف تعيينُه في تخريج الرواية (16127) ، وقد روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن جرير: مجهول لا يحتج به. وقال الحافظ: مقبول. قلنا: فهو مجهول الحال.
وبقيةُ رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. إسرائيل: هو ابنُ يونس بن أبي إسحاق السَّبيعي.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 5/14، وقال: رواه أحمد، وتابعيُّه لم يسمَّ، وبقية رجاله ثقات.
وانظر حديث ابن الزبير السالف برقم (16127) .
وحديث عائشة (24086) .
قال السندي: قوله: "فليس بأخيكِ" أي: في حكم الكشف عليه.(45/409)
حَدِيثُ جُوَيْرِيَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ (1)
27420 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ السَّبَّاقِ، عَنْ جُوَيْرِيَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ فَقَالَ: " هَلْ مِنْ طَعَامٍ؟ "، قُلْتُ: لَا إِلَّا عَظْمًا أُعْطِيَتْهُ مَوْلَاةٌ لَنَا مِنَ الصَّدَقَةِ، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَقَرِّبِيهِ فَقَدْ بَلَغَتْ مَحِلَّهَا " (2)
27421 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مَوْلَى طَلْحَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ كُرَيْبًا، يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،
__________
(1) سلفت ترجمة جُويرية بنت الحارث قبل الحديث (26755) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابنُ عُيينة، والزُّهري: هو محمد بن مسلم.
وأخرجه الحُميدي (317) ، ومسلم (1073) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3109) ، وأبو يعلى (7067) ، وابن حبان (5118) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (168) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 5/104-105 من طريق سفيان بن عيينة، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (77) من طريق سفيان بن عيينة، عن الزُّهري، عن عُبيد بن السَّبَّاق، وقال: عن ميمونة بدل جويرية.
وأخرجه الطبراني 24/ (166) و (167) و (169) من طرق عن ابن شهاب، به.
وسيرد برقم (27424) .
وفي الباب عن أم عطية، سلف برقم (27301) ، وإسناده صحيح، وتتمة أحاديث الباب هناك.(45/410)
عَنْ جُوَيْرِيَةَ، قَالَتْ (1) : إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ عَلَى جُوَيْرِيَةَ بَاكِرًا (2) وَهِيَ فِي الْمَسْجِدِ، تَدْعُو ثُمَّ مَرَّ عَلَيْهَا قَرِيبًا مِنْ نِصْفِ النَّهَارِ، فَقَالَ: مَا زِلْتِ عَلَى حَالِكِ قَالَتْ: نَعَمْ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَا أُعَلِّمُكِ كَلِمَاتٍ تَعْدِلُهُنَّ بِهِنَّ (3) وَلَوْ وُزِنَ بِهِنَّ وُزِنَ، سُبْحَانَ اللهِ عَدَدَ خَلْقِهِ، سُبْحَانَ اللهِ عَدَدَ خَلْقِهِ، ثَلَاثًا سُبْحَانَ اللهِ رِضَا نَفْسِهِ، سُبْحَانَ اللهِ رِضَا نَفْسِهِ، سُبْحَانَ اللهِ رِضَا نَفْسِهِ، سُبْحَانَ اللهِ زِنَةَ عَرْشِهِ، سُبْحَانَ اللهِ زِنَةَ عَرْشِهِ، سُبْحَانَ اللهِ زِنَةَ عَرْشِهِ، سُبْحَانَ اللهِ مِدَادَ كَلِمَاتِهِ، سُبْحَانَ اللهِ مِدَادَ كَلِمَاتِهِ، سُبْحَانَ اللهِ مِدَادَ كَلِمَاتِهِ " وَكَانَ اسْمُهَا بَرَّةَ فَسَمَّاهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جُوَيْرِيَةَ (4)
__________
(1) قوله: قالت، ليس في (ظ6) .
(2) في النسخ الخطية و (م) : بكراً، وهو سهو ناسخ، والمثبت من رواية الطبراني وقد روى الحديث من طريق الإمام أحمد، و"الآحاد والمثاني" وروايته من طريق محمد بن جعفر.
(3) في (ق) : بهذه.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (160) ، وفي "الدعاء" (1742) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (3555) ، والنسائي في "المجتبى" 3/77، وفي "الكبرى" (1275) و (9992) -وهو في "عمل اليوم والليلة" (164) - وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3107) ، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 163 من طريق محمد بن جعفر، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وسلف برقم (26758) .(45/411)
27422 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، وَحَجَّاجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ جُوَيْرِيَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ، قَالَتْ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهَا فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ وَهِيَ صَائِمَةٌ فَقَالَ لَهَا: " أَصُمْتِ أَمْسِ؟ " قَالَتْ: لَا قَالَ: " أَفَتُرِيدِينَ أَنْ تَصُومِي (1) غَدًا؟ " قَالَتْ: لَا، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَأَفْطِرِي إِذًا " (2)
27423 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ يَعْنِي ابْنَ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ خَالَتِهِ أُمِّ عُثْمَانَ، عَنِ الطُّفَيْلِ ابْنِ أَخِي جُوَيْرِيَةَ، عَنْ جُوَيْرِيَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مَنْ لَبِسَ ثَوْبَ حَرِيرٍ فِي الدُّنْيَا أَلْبَسَهُ اللهُ تَعَالَى ثَوْبَ مَذَلَّةٍ، أَوْ ثَوْبًا مِنْ نَارٍ " (3)
27424 - حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ، قَالَ: إِنَّ عُبَيْدَ بْنَ السَّبَّاقِ، يَزْعُمُ أَنَّ جُوَيْرِيَةَ زَوْجَ النَّبِىِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَتْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهَا فَقَالَ: " هَلْ مِنْ طَعَامٍ؟ " قَالَتْ: لَا، وَاللهِ مَا عِنْدَنَا طَعَامٌ إِلَّا عَظْمًا (4)
__________
(1) في النسخ الخطية: تصومين، والمثبت من (م) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر الحديث (26755) ، إلا أن شيخي أحمد هنا محمد بن جعفر وحجَّاج بن محمد المصِّيصي.
وأخرجه البخاري (1986) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
(3) إسناده ضعيف، وهو مكرر الحديث (26757) ، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا أسود بن عامر.
(4) في (ظ6) : عظم.(45/412)
مِنْ شَاةٍ أُعْطِيَتْهَا مَوْلَاتِي مِنَ الصَّدَقَةِ، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَرِّبِيهِ فَقَدْ بَلَغَتْ مَحِلَّهَا " (1)
27425 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، حَدَّثَنِى أَبُو أَيُّوبَ الْعَتَكِيُّ، عَنْ جُوَيْرِيَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ، قَالَتْ (2) : إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهَا يَوْمَ جُمُعَةٍ وَهِيَ صَائِمَةٌ فَقَالَ لَهَا: " أَصُمْتِ أَمْسِ؟ " قَالَتْ: لَا، قَالَ: " تُرِيدِينَ أَنْ تَصُومِي (3) غَدًا؟ " قَالَتْ: لَا، قَالَ: " فَأَفْطِرِي " (4)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هاشم: هو ابنُ القاسم، وابنُ شهاب: هو محمد بن مسلم الزُّهري.
وأخرجه مسلم (1073) ، وابن حِبَّان (5117) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (164) ، والحاكم 4/28 من طرق عن الليث، به. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه.
وقد سلف برقم (27420) .
(2) قوله: قالت، ليس في (ظ6) .
(3) في النسخ الخطية: تصومين، والمثبت من (م) .
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر الحديث (26756) ، إلا أن شيخَ أحمد هنا هو عفَّانُ بنُ مسلم الصفَّار.
وأخرجه ابن سعد 8/119، والمِزِّي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة أبي أيوب المَرَاغي العَتكي) عن عفان، بهذا الإسناد.(45/413)
حَدِيثُ أُمِّ سُلَيْمٍ (1)
27426 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ، حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أُمِّ سُلَيْمٍ أَنَّهَا قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ أَنَسٌ خَادِمُكَ، ادْعُ اللهَ لَهُ، قَالَ: فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللهُمَّ أَكْثِرْ مَالَهُ، وَوَلَدَهُ، وَبَارِكْ لَهُ فِيمَا أَعْطَيْتَهُ " قَالَ حَجَّاجٌ فِي حَدِيثِهِ قَالَ: فَقَالَ أَنَسٌ: " أَخْبَرَنِي بَعْضُ وَلَدِي أَنَّهُ قَدْ دُفِنَ مِنْ وَلَدِي وَوَلَدِ وَلَدِي أَكْثَرُ مِنْ مِائَةٍ " (2)
__________
(1) سلفت ترجمة أم سليم بين يدي الحديث (27113) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجَّاج: هو ابن محمد المصِّيصي، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي.
وأخرجه أبو يعلى (3238) من طريق حجَّاج، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (6378-6379) ، ومسلم (2480) (141) ، والترمذي (3829) ، وابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3311) ، وابنُ حِبَّان (7178) ، والطبراني في "الكبير" 25/ (303) ، والبغوي في "شرح السنة" 14/188، وابن الأثير في "أسد الغابة" 7/364 من طريق محمد بن جعفر، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه أبو يعلى (3239) عن الإمام أحمد، عن حجَّاج، عن شعبة، عن هشام بن زيد، عن أنس، به.
وأخرجه البخاري (6378-6379) ، ومسلم (2480) ، وابن أبي عاصم (3312) من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة، عن هشام بن زيد، عن أنس، به.
وقد سلف من حديث أنس برقم (12053) .(45/414)
27427 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَرَوْحٌ الْمَعْنَى، قَالَا: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ أَنَّهُ كَانَ بَيْنَ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ فِي الْمَرْأَةِ (1) تَحِيضُ بَعْدَمَا تَطُوفُ بِالْبَيْتِ يَوْمَ النَّحْرِ مُقَاوَلَةٌ فِي ذَلِكَ فَقَالَ زَيْدٌ: لَا تَنْفِرُ حَتَّى يَكُونَ آخِرُ عَهْدِهَا بِالْبَيْتِ، وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِذَا طَافَتْ يَوْمَ النَّحْرِ وَحَلَّتْ لِزَوْجِهَا، نَفَرَتْ إِنْ شَاءَتْ، وَلَا تَنْتَظِرُ، فَقَالَتِ الْأَنْصَارُ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ إِنَّكَ إِذَا خَالَفْتَ زَيْدًا لَمْ نُتَابِعْكَ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: سَلُوا أُمَّ سُلَيْمٍ فَسَأَلُوهَا عَنْ ذَلِكَ فَأَخْبَرَتْ أَنَّ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ أَصَابَهَا ذَلِكَ فَقَالَتْ عَائِشَةُ: الْخَيْبَةُ لَكِ حَبَسْتِنَا (2) فَذُكِرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَأَمَرَهَا أَنْ تَنْفِرَ " وَأَخْبَرَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ أَنَّهَا لَقِيَتْ ذَلِكَ، " فَأَمَرَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تَنْفِرَ " (3)
__________
(1) في (ظ6) : يعني في المرأة.
(2) في (ظ6) و (م) : حَبَسْتِينَا.
(3) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرعكرمة مولى ابن عباس، فمن رجال البخاري. روح: هو ابن عبادة.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 5/164 من طريق رَوْح، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/233 من طريق عباد بن العوام، عن سعيد، فقال: عن، قتادة، عن أنس، عن أمِّ سُليم أنها حاضت بعدما أفاضت يومَ النَّحْر، فأمرها النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن تَنفِرَ. وقد شذَّ عباد بن العوام في هذا الإسناد، فقال: عن قتادة، عن أنس، وإنما المحفوظ: قتادة عن=(45/415)
27428 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، وَرَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْكَرِيمِ، أَنَّ الْبَرَاءَ بْنَ زَيْدِ ابْنِ بِنْتِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَخْبَرَهُ أَنَّ (1) أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يُحَدِّثُ عَنْ أُمِّ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَتْ: " دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْنَا وَقِرْبَةٌ مُعَلَّقَةٌ فِيهَا مَاءٌ فَشَرِبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمًا مِنْ فِي (2) الْقِرْبَةِ " فَقَامَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ إِلَى فِي (3) الْقِرْبَةِ فَقَطَعَتْهُ (4)
__________
=عكرمة، عن ابن عباس، نبَّه على ذلك الحافظ في "الفتح" 3/588.
وأخرجه البخاري (1758-1759) ، والطبراني في "الكبير" 25/ (314) ، والبيهقي في "السنن" 5/163 من طريق أيوب، والبيهقي 5/163 و164 من طريق خالد الحذَّاء، كلاهما عن عكرمة، به. رواية البخار مختصرة، وقال عقبها: رواه خالد وقتادة عن عكرمة.
قال الحافظ: أمَّا رواية خالد، فوصلها البيهقي (كما سلف في هذا التخريج) وأما رواية قتادة فوصلها الطيالسي. قلنا: وستأتي في تخريج الرواية (27432) . ورواية قتاده وصلها أحمد كذلك، كما في هذه الرواية، والرواية الآتية برقم (27432) .
وانظر (27431) .
وقد سلف في مسند ابن عباس من طريق آخر برقم (1990) .
(1) في (ظ6) : عن.
(2) في (ظ6) : فم.
(3) في (ظ6) و (ق) : فم.
(4) إسناده ضعيف لجهالة البراء بن زيد، وقد سلف الكلام عليه في الرواية (27115) ، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. حجَّاج: هو ابن محمد المصيصي، وروح: هو ابن عبادة، وابن جريح: هو عبد الملك بن عبد العزيز.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/274، وفي "شرح مشكل الآثار"=(45/416)
27429 - حَدَّثَنَا يَعْلَى، وَمُحَمَّدٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ عَمْرٍو الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أُمِّ سُلَيْمٍ بِنْتِ مِلْحَانَ، وَهِيَ أُمُّ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - قَالَ: مُحَمَّدٌ أَخْبَرَتْهُ - قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يَمُوتُ لَهُمَا ثَلَاثَةُ أَوْلَادٍ لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ إِلَّا أَدْخَلَهُمَا اللهُ الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ " قَالَهَا ثَلَاثًا، قِيلَ يَا رَسُولَ اللهِ وَاثْنَانِ؟ قَالَ: " وَاثْنَانِ " (1)
27430 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيُّ، عَنِ الْبَرَاءِ، ابْنِ بِنْتِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسٍ،
__________
= (2110) عن إبراهيم بن مرزوق، والطبراني في "الكبير" 25/ (307) من طريق عمرو بن أبي عاصم الضحاك، عن أبيه، كلاهما عن ابن جريح، قال: أخبرني عبد الكريم بن مالك، أخبرني البراء بن زيد أنَّ أم سليم حدثته ... ليس فيه أنس بن مالك.
وخالف عمراً عبدُ الله بن عبد الرحمن الدارمي، فرواه -كما عند الترمذي في "الشمائل" (215) - عن أبي عاصم، عن ابن جريج، عن عبد الكريم الجزري، عن البراء بن زيد، عن أنس بن مالك، أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دخل على أم سليم ... فذكره من مسند أنس.
وسلف الحديث من طريق سفيان الثوري، عن عبد الكريم الجزري، عن البراء، عن أنس في مسنده برقم (12188) .
(1) صحيحٌ لغيره، وهذا إسنادٌ ضعيف لجهالة عمرو الأنصاري، وهو مكرر (27113) غير شيخي أحمد، فهما هنا يعلى: وهو ابن عبيد الطنافسي، ومحمد: وهو ابن جعفر.
وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة عمرو بن عاصم) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.(45/417)
عَنْ أُمِّهِ، قَالَتْ: دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي الْبَيْتِ قِرْبَةٌ مُعَلَّقَةٌ، فَشَرِبَ مِنْهَا قَائِمًا فَقَطَعْتُ فَاهَا وَإِنَّهُ لَعِنْدِي " (1)
27431 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: وَقَالَ عِكْرِمَةُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ زَيْدٍ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ لِزَيْدٍ فَاسْأَلْ نُسَيَّاتِكَ (2) أُمَّ سُلَيْمٍ وَصَوَاحِبَهَا هَلْ أَمَرَهُنَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (3) فَسَأَلَهُنَّ زَيْدٌ فَقُلْنَ " نَعَمْ قَدْ أَمَرَنَا (4) بِذَلِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (5)
27432 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ إِنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ وَابْنَ عَبَّاسٍ اخْتَلَفَا فِي الْمَرْأَةِ تَحِيضُ بَعْدَ
__________
(1) إسناده ضعيف، وهو مكرر (27115) ، غير شيخ أحمد فهو هنا أبو كامل: وهو مظفَّر بن مدرك.
(2) في (ظ2) و (ق) و (م) : نساءك، والمثبت من (ظ6) ، ونُسَيَّات: تصغير نِسْوة.
(3) في (ظ6) : هل أمرهن بذلك رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(4) في (ظ6) : فقلن له قد أمرنا.
(5) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، ظاهره الانقطاع. ابنُ جُرَيْج -وهو عبد الملك بن عبد العزيز- لم يُصرِّح بسماعه من عكرمة بن خالد، وعكرمةُ بن خالد لم يسمع من ابن عباس، فيما قال الإمام أحمد في "العلل" 1/403.
وقد سلف بإسناد صحيح مطولاً برقم (27427) .
وانظر ما بعده.(45/418)
الزِّيَارَةِ فِي يَوْمِ النَّحْرِ بَعْدَمَا طَافَتْ بِالْبَيْتِ فَقَالَ زَيْدٌ: " يَكُونُ آخِرَ عَهْدِهَا الطَّوَافُ بِالْبَيْتِ " وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " تَنْفِرُ إِنْ شَاءَتْ " فَقَالَتْ (1) الْأَنْصَارُ: لَا نُتَابِعُكَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ وَأَنْتَ تُخَالِفُ زَيْدًا، فَقَالَ: فَاسْأَلُوا (2) صَاحِبَتَكُمْ أُمَّ سُلَيْمٍ فَقَالَتْ: " حِضْتُ بَعْدَمَا طُفْتُ بِالْبَيْتِ يَوْمَ النَّحْرِ فَأَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أَنْفِرَ " وَحَاضَتْ صَفِيَّةُ فَقَالَتْ لَهَا عَائِشَةُ: الْخَيْبَةُ لَكِ إِنَّكِ لَحَابِسَتُنَا، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ " مُرُوهَا فَلْتَنْفِرْ " (3)
__________
(1) في (م) : فقال.
(2) في (ظ6) و (ظ2) و (م) : واسألوا، والمثبت من (ق) .
(3) إسناده صحيح على شرط البخاري، عكرمة مولى ابن عباس من رجاله، وأخرج له مسلم مقروناً بغيره، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
عبد الصمد: هو ابنُ عبد الوارث العنبري، وهشام: هو ابنُ أبي عبد الله الدَّسْتوائي، وقتادة: هو ابن دِعامة السَّدوسي.
وأخرجه الطيالسي (1651) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/233 من طريق عمرو بن أبي رزين، كلاهما (الطيالسي وعمرو) عن هشام، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (27427) .
وانظر ما قبله.(45/419)
حَدِيثُ دُرَّةَ بِنْتِ أَبِي لَهَبٍ (1)
27433 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَيْرَةَ، عَنْ دُرَّةَ بِنْتِ أَبِي لَهَبٍ، قَالَتْ: كُنْتُ عِنْدَ عَائِشَةَ فَدَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " ائْتُونِي بِوَضُوءٍ " قَالَتْ: فَابْتَدَرْتُ أَنَا وَعَائِشَةُ الْكُوزَ فَبَدَرْتُهَا (2) فَأَخَذْتُهُ أَنَا، فَتَوَضَّأَ فَرَفَعَ بَصَرَهُ إِلَيَّ (3) أَوْ طَرْفَهُ إِلَيَّ وَقَالَ: " أَنْتِ مِنِّي، وَأَنَا مِنْكِ " قَالَتْ فَأُتِيَ بِرَجُلٍ فَقَالَ: مَا أَنَا فَعَلْتُهُ إِنَّمَا قِيلَ لِي قَالَتْ: وَكَانَ سَأَلَهُ عَلَى الْمِنْبَرِ مَنْ خَيْرُ النَّاسِ؟ فَقَالَ: " أَفْقَهُهُمْ فِي دِينِ اللهِ، وَأَوْصَلُهُمْ لِرَحِمِهِ " ذَكَرَ فِيهِ شَرِيكٌ شَيْئَيْنِ آخَرَيْنِ لَمْ أَحْفَظْهُمَا (4)
__________
(1) قال السندي: دُرَّة بنتُ أبي لهب: هاشمية، ابنةُ عمِّ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أسلمت وهاجرت، وجاء أن الناس آذوها لأبيها، وقالوا لها: ابنة حطب النار، فشكت ذلك للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقام مُغضباً، فقال: "ما بال أقوام يؤذونني في نسبي وذوي رحمي، ألا ومن آذى نسبي وذوي رحمي فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله". قلنا: أشار الحافظ في "الإصابة" إلى ضعف هذه القصة.
(2) قولها: فبدرتها، ليس في (م) .
(3) قولها: إلىَّ، ليس في (ظ6) .
(4) إسناده ضعيف، وهو مكرر (24387) سنداً ومتناً.
قال السندي: قوله: "ائتوني بوضوء" بفتح الواو، أي بماء يتوضأ به.=(45/420)
27434 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَيْرَةَ، عَنْ زَوْجِ دُرَّةَ بِنْتِ أَبِي لَهَبٍ، عَنْ دُرَّةَ بِنْتِ أَبِي لَهَبٍ، قَالَتْ: قَامَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللهِ أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ؟ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَيْرُ النَّاسِ أَقْرَؤُهُمْ وَأَتْقَاهُمْ وَآمَرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ، وَأَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَأَوْصَلُهُمْ لِلرَّحِمِ " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف، وقد سلف الكلام عليه في الرواية (24387) ، فانظره.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/539 و15/173-174- ومن طريقه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3166) - وأخرجه ابن أبي عاصم كذلك (3167) ، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 44، وابن عبد البر في "الاستيعاب" 12/312 من طريق الهيثم بن جميل، والبيهقي في "الشعب"
(7950) ، وفي "الزهد الكبير" (877) من طريق يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني، ثلاثتهم عن شريك، بهذا الإسناد. إلا أنه عندهم: عن درة قالت: دخلتُ على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو في المسجد، فقلت: من أتقى الناس؟ قال: "آمرهم بالمعروف وأنهاهم عن المنكر، وأوصلُهم للرحم". وهذا لفظ ابن أبي شيبة.
وقد أخرجه الطبراني في "الكبير" 24/657 من طريق محمد بن سعيد الأصفهاني، وابن أبي شيبة والهيثم بن جميل، عن شريك، بهذا الإسناد. غير أن فيه: أن رجلاً سأل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وهو الموافق للرواية السالفة برقم (24387) .(45/421)
حَدِيثُ سُبَيْعَةَ الْأَسْلَمِيَّةِ (1)
27435 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: أَرْسَلَ مَرْوَانُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُتْبَةَ إِلَى سُبَيْعَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ يَسْأَلُهَا عَمَّا أَفْتَاهَا بِهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا كَانَتْ تَحْتَ سَعْدِ ابْنِ خَوْلَةَ فَتُوُفِّيَ عَنْهَا فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ وَكَانَ بَدْرِيًّا فَوَضَعَتْ حَمْلَهَا قَبْلَ أَنْ تَنْقَضِيَ (2) أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ وَعَشْرٌ مِنْ وَفَاتِهِ فَلَقِيَهَا أَبُو السَّنَابِلِ يَعْنِي ابْنَ بَعْكَكٍ حِينَ تَعَلَّتْ مِنْ نِفَاسِهَا وَقَدْ اكْتَحَلَتْ فَقَالَ لَهَا: ارْبَعِي عَلَى نَفْسِكِ - أَوْ نَحْوَ هَذَا - لَعَلَّكِ تُرِيدِينَ النِّكَاحَ إِنَّهَا أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ وَعَشْرٌ مِنْ وَفَاةِ زَوْجِكِ قَالَتْ: فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرْتُ لَهُ مَا قَالَ (3) أَبُو السَّنَابِلِ بْنُ بَعْكَكٍ، فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَدْ حَلَلْتِ حِينَ وَضَعْتِ حَمْلَكِ " (4)
__________
(1) سبيعة الأسلمية: قال السندي: بالتصغير بنت الحارث، حديثها مشهور بين الفقهاء وفي كتب الحديث.
(2) في (م) : ينقضي.
(3) في (ظ6) : ما قال لها.
(4) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، لكن اختلف فيه على الزهري:
فرواه عنه معمر، واختلف عليه فيه:
فرواه عبد الرزاق -كما في هذه الرواية، وهو في "مصنفه" (11722) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (750) - عن معمر، عن=(45/422)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الزُّهري، عن عبيد الله بن عبدا الله، قال: أرسل مروانُ عبدَ الله بنَ عُتبة إلى سُبَيْعة....
ورواه رباح بن زيد الصنعاني -كما في الرواية التالية- عن معمر، عن الزُّهري، عن عُبيد الله بن عبد الله بن عُتبة، قال: إن عبد الله بن عتبة كتب إلى عبد الله بن الأرقم يأمره أن يدخل على سُبَيْعة ... فذكره.
وتابعه ابنُ إسحاق -كما في الرواية (27437) - في روايته عن الزهري، عن عُبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن أبيه، قال: كتبتُ إلى عبد الله بن الأرقم آمُرُه أن يدخلَ على سُبَيْعة ...
قلنا: وقولُهما: عبدُ الله بنُ الأرقم في الروايتين، وهمٌ، والصواب: عُمر ابنُ عبد الله بن الأرقم:
فقد رواه يونس بن يزيد -كما عند مسلم (1484) ، وأبي داود (2306) ، والنسائي في "المجتبى" 6/194-195، وفي "الكبرى" (5712) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (749) ، والبيهقي في "السنن" 7/428- ومحمد بنُ الوليد الزُّبيدي -كما عند النسائي في "المجتبى" 6/196، وفي "الكبرى" (5714) ،
وابن حبان (4294) - كلاهما عن الزُّهري، عن عُبيد الله بن عبد الله بن عُتبة، أن أباه عبدَ الله بنَ عُتْبة كتب إلى عمر بن عبد الله بن الأرقم يأمرُه أن يدخلَ على سُبَيْعةَ بنتِ الحارث، فيسألَها عن حديثها ... الحديث.
وعلَّقه البخاري بصيغة الجزم برقم (3991) ، فقال: وقال الليث: حدثني يونس، عن الزُّهري ... فذكر الحديث بالإسناد السالف، ثم قال: تابعه أصبغ، عن ابن وهب، عن يونس.
ورواه سفيان بن عُيينة -فيما أخرجه الشافعي في "مسنده" 2/51 (بترتيب السندي) ، وسعيد بنُ منصور في "سننه" (1506) ، وابن أبي شيبة 4/299، والبيهقي في "السنن" 7/429، وفي "معرفة السنن والآثار" (15283) - عن الزُّهري، عن عُبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن أبيه، أن سُبَيعة بنت الحارث ... فذكر نحوه.=(45/423)
27436 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا رَبَاحٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، قَالَ (1) : إِنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُتْبَةَ (2) كَتَبَ إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ الْأَرْقَمِ يَأْمُرُهُ أَنْ
__________
=ورواه يزيد بنُ أبي حبيب، واختلف عليه:
فرواه ليث -كما عند البخاري (5319) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (748) ، والبيهقي 7/429- عن يزيد بن أبي حبيب، عن الزهري، عن عُبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن أبيه أنه كتب إلى ابن الأرقم أن يسأل سُبيعة الأسلمية كيف أفتاها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقالت: أوصاني إذا وضعت أن أنكح.
ورواه زيد بن أبي أُنيسة -فيما أخرجه النسائي في "المجتبى" 6/195-196، وفي "الكبرى" (5713) - عن يزيد بن أبي حبيب، عن الزهري، عن عبيد الله ابن عبد الله بن عتبة، عن زفر بن أوس بن الحَدَثان، أن أبا السَّنابل قال لسُبَيْعة ... فذكر نحوه.
وأخرجه ابن أبي شيبة 4/299، وابن ماجه (2028) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3276) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (745) من طريق الشعبي، عن مسروق وعمرو بن عتبة أنهما كتبا إلى سُبيعة يسألانها ... فذكر نحوه.
وانظر الأحاديث الثلاثة بعده.
وقد سلف حديث أبي السنابل برقم (18713) ، وذكرتا هناك أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: حين تعلَّت، من التعلي، أي: قامت وارتفعت.
ارْبَعي على نفسك: من ربع، إذا وقف، أي: توقفي عن التزوج حافظة على نفسك.
أنها أربعة أشهر وعشر، أي: العِدَّة.
(1) قوله: قال، ليس في (ظ6) .
(2) في النسخ: قال: إن عُبيد الله بن عبد الله بن عُتبة كتب، وهو خطأ صوابه: إن عبد الله بن عتبة كتب، كما في "أطراف المسند" 8/423.(45/424)
يَدْخُلَ عَلَى سُبَيْعَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ يَسْأَلُهُمَا عَمَّا أَفْتَاهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَزَعَمَتْ أَنَّهَا كَانَتْ تَحْتَ سَعْدِ ابْنِ خَوْلَةَ فَذَكَرَ مَعْنَاهُ،
(1)
27437 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَتَبْتُ إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ الْأَرْقَمِ آمُرُهُ أَنْ يَدْخُلَ عَلَى سُبَيْعَةَ الْأَسْلَمِيَّةِ فَيَسْأَلَهَا عَنْ شَأْنِهَا قَالَ فَدَخَلَ (2) عَلَيْهَا فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (3)
27438 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: دَخَلْتُ (4) عَلَى سُبَيْعَةَ بِنْتِ أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيَّةِ، فَسَأَلْتُهَا عَنْ أَمْرِهَا فَقَالَتْ: كُنْتُ عِنْدَ سَعْدِ ابْنِ خَوْلَةَ فَتُوُفِّيَ عَنِّي فَلَمْ أَمْكُثْ إِلَّا شَهْرَيْنِ حَتَّى وَضَعْتُ قَالَتْ: فَخَطَبَنِي أَبُو السَّنَابِلِ بْنُ بَعْكَكٍ أَخُو بَنِي عَبْدِ الدَّارِ فَتَهَيَّأْتُ لِلنِّكَاحِ قَالَتْ: فَدَخَلَ عَلَيَّ
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على الزُّهري، كما بيَّنَّا في الرواية السالفة. رباح: هو ابنُ زَيْد الصَّنْعاني.
(2) في (ظ6) : فدخلت.
(3) حديث صحيح كسابقيه، وهذا إسناد اختلف فيه على الزُّهري كما بيَّنّا ذلك في الرواية (27435) ، وذكرنا أن ذكر عبد الله بن الأرقم فيه وهم، وأن الصواب فيه: عمر بن عبد الله بن الأرقم.
(4) في (ق) : دخلنا.(45/425)
حَمْوِي وَقَدِ اخْتَضَبْتُ وَتَهَيَّأْتُ فَقَالَ: مَاذَا (1) تُرِيدِينَ يَا سُبَيْعَةُ قَالَتْ: فَقُلْتُ: أُرِيدُ أَنْ أَتَزَوَّجَ قَالَ: وَاللهِ مَا لَكِ مِنْ زَوْجٍ حَتَّى تَعْتَدِّينَ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا، قَالَتْ فَجِئْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِي: " قَدْ حَلَلْتِ فَتَزَوَّجِي " (2)
__________
(1) في (ظ6) : ما.
(2) حديث صحيح، وهذا إسنادٌ حسن من اجل ابنِ إسحاق، وقد صرَّح بالتحديث، فانتفت شبهة تدليسه. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3277) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (746) من طريق أحمد بن خالد الوَهْبي، عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (26658) من طريق أبي سَلَمة بن عبد الرحمن، عن أمِّ سَلَمة، عن سُبَيْعة.
قال الحافظ في "الفتح" 9/471: وهذا الاختلاف على أبي سلمة لا يقدح في صحة الخبر، فإنَّ لأبي سلمة اعتناءً بالقصة من حيث تنازع هو وابن عباس فيها، فكأنَّه لما بلغه الخبرُ من كُريب عن أم سلمة لم يقتنع بذلك حتى دخل عليها، ثم دخلَ على سُبَيْعة صاحبةِ القصة.
وانظر (27435) .(45/426)
حَدِيثُ أُنَيْسَةَ بِنْتِ خُبَيْبٍ (1)
27439 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ خُبَيْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمَّتِي - تَقُولُ: وَكَانَتْ حَجَّتْ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ ابْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ يُنَادِي بِلَيْلٍ فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُنَادِيَ بِلَالٌ أَوْ إِنَّ بِلَالًا يُنَادِي بِلَيْلٍ فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُنَادِيَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ " " وَكَانَ يَصْعَدُ هَذَا، وَيَنْزِلُ هَذَا، فَنَتَعَلَّقُ بِهِ فَنَقُولُ كَمَا أَنْتَ حَتَّى نَتَسَحَّرَ " (2)
__________
(1) قال السندي: أُنيسة بنت خبيب، أُنيسة بالتصغير، وكذا خُبيب بالتصغير، بمعجمة، وموحَّدتين، أنصارية، أسلمت، وبايعت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وحجَت معه، نزلت بالبصرة، ولهذا تُعَدُّ في أهل البصرة.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير صحابية الحديث، فقد روى لها النسائي. عفَّان: هو ابنُ مُسلم الصفَّار، وخُبيب؟ هو ابن عبد الرحمن.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" (ترجمة أنيسة) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود الطيالسي (1661) -ومن طريقه ابن سعد 8/364، والبيهقي في "السنن" 1/382- وأخرجه ابن سعد 8/364، والبيهقي 1/382 من طريق أبي الوليد الطيالسي، وابن خزيمة (405) من طريق يزيد بن زريع، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/138 من طريق رَوْح ووهب، والطبراني في "الكبير" 24/ (480) من طريق حفص بن عمر، والطبراني أيضاً 24/ (480) ، والبيهقي 1/382 من طريق سليمان بن حرب، والبيهقي 1/382 من طريق أبي عمرو، والمِزِّي في "تهذيبه" (ترجمة أنيسة) من طريق عمرو بن مرزوق،=(45/427)
27440 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ يَعْنِي ابْنَ زَاذَانَ، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمَّتِهِ أُنَيْسَةَ بِنْتِ خُبَيْبٍ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا أَذَّنَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ فَكُلُوا وَاشْرَبُوا، وَإِذَا أَذَّنَ بِلَالٌ فَلَا تَأْكُلُوا وَلَا تَشْرَبُوا " قَالَتْ: " وَإِنْ كَانَتِ الْمَرْأَةُ لَيَبْقَى عَلَيْهَا (1) مِنْ سُحُورِهَا فَتَقُولُ (2) لِبِلَالٍ: أَمْهِلْ حَتَّى أَفْرُغَ مِنْ سُحُورِي " (3)
__________
= تسعتهم عن شعبة، به، كلُّهم رَوَوْهُ على الشَّكِّ، إلا أبا داود الطيالسي وعمرو بن مرزوق، فروياه بتقديم أذان بلال دون شكّ، وأبا الوليد الطيالسي وأبا عمرو، فروياه بتقديم أذان ابن أمِّ مكتوم دون شكّ.
وسيرد من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة برقم (27441) على الشكّ.
ومن طريق منصور بن زاذان عن خُبيب برقم (27440) بتقديم ابن أمِّ مكتوم دون شكّ.
وانظر حديث عائشة السالف برقم (25521) .
وقد سلف من حديث عائشة أيضاً برقم (24168) بلفظ: "إن بلالاً يؤذِّنُ بليل، فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم".
وينظر في الجمع بين هذين الحديثن ما علقناه عند الرواية (5424) .
(1) في (ظ6) : وإن كانت المرأة منا ليبقى عليها.
(2) في (م) : فَنَقُولُ.
(3) إسناده صحيح، وهو مكرَّر سابقه، غير أن شيخَ أحمد هنا هو هُشَيْم ابن بشير، وشيخه هو منصور بن زاذان.
وأخرجه المِزِّي في "تهذيب الكمال" (ترجمة أنيسة) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 2/10-11، وفي "الكبرى" (1604) ، وابنُ خُزيمة (404) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/138، وابن حبان=(45/428)
27441 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمَّتِهِ، قَالَتْ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ (1) ابْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ - أَوْ بِلَالًا (2) - يُنَادِي بِلَيْلٍ فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُنَادِيَ بِلَالٌ - أَوْ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ - " " فَمَا كَانَ إِلَّا أَنْ يُؤَذِّنَ أَحَدُهُمَا، وَيَصْعَدَ الْآخَرُ فَنَأْخُذَهُ بِيَدِهِ وَنَقُولَ (3) كَمَا أَنْتَ حَتَّى نَتَسَحَّرَ (4) " (5)
__________
= (3474) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (482) ، والمزي (ترجمة أنيسة) من طريق هُشَيْم، بهذا الإسناد. وتحرَّف اسم هُشيم في مطبوع ابن خزيمة إلى هشام.
قال ابن خزيمة: هذا خبرٌ قد اختُلف فيه على خُبيب بن عبد الرحمن، رواه شعبة عنه، عن عمته أُنيسة، فقال: إن ابن أم مكتوم أو بلال ينادي بليل.
(1) قوله: إن، ليس في (ظ6) .
(2) في (ظ6) و (ق) : بلال.
(3) في (ظ6) : فيأخذ بيده ويقول.
(4) في (ظ6) : أتسحر.
(5) إسناده صحيح، وهو مكرر (27439) ، غير أن شيخ أحمد هنا هو محمد بن جعفر.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (481) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3345) ، وابن خزيمة (405) من طريق محمد بن جعفر، به.(45/429)
حَدِيثُ أُمِّ أَيُّوبَ (1)
27442 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي يَزِيدَ، أَخْبَرَهُ أَبُوهُ، قَالَ: نَزَلْتُ عَلَى أُمِّ أَيُّوبَ الَّذِي نَزَلَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَزَلْتُ عَلَيْهَا فَحَدَّثَتْنِي بِهَذَا عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُمْ تَكَلَّفُوا طَعَامًا فِيهِ بَعْضُ هَذِهِ الْبُقُولِ فَقَرَّبُوهُ فَكَرِهَهُ وَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: " كُلُوا، إِنِّي لَسْتُ كَأَحَدٍ مِنْكُمْ (2) ، إِنِّي أَخَافُ أَنْ أُوذِيَ صَاحِبِي " يَعْنِي الْمَلَكَ (3)
__________
(1) قال السندي: أم أيوب: خزرجية أنصارية، امرأة أبي أيوب الصحابي المشهور.
(2) في (ظ2) و (ق) : كأحدكم.
(3) حديث حسن في الشواهد، أبو يزيد والد عُبيد الله المكِّي، إنما تفرَّد بالرواية عنه ابنُه عُبيد الله، وذكره ابنُ حبان في "ثقاته"، وقال العجلي: تابعي ثقة. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير صحابية الحديث، فقد روى لها الترمذي وابن ماجه.
وأخرجه المزي في ترجمة أم أيوب من "تهذيب الكمال" 35/331-332 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي (339) ، وابن أبي شيبة 2/511 و8/301-302، والدارمي (2054) ، والترمذي (1810) ، وابن ماجه (3364) ، وابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3321) ، وابن خُزيمة (1671) ، والطحاوي في "شرح معاني الأثار" 4/239، وابنُ حِبَّان (2093) ، والطبراني في "الكبير" 25/ (329) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 7/304 من طريق سفيان بن عيينة، به. قال=(45/430)
27443 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُمِّ أَيُّوبَ، قَالَتْ (1) : إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " نَزَلَ الْقُرْآنُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، أَيُّهَا قَرَأْتَ أَجْزَأَكَ " (2)
__________
= الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب.
وسيكرر برقم (27622) سنداً ومتناً.
وله شاهد من حديث أبي أيوب الأنصاري، سلف برقم (23526) ، وهو عند مسلم (2053) بلفظ: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا أُتي بطعام ...
وآخر من حديث جابر بن سمرة، سلف برقم (20898) .
(1) قوله: قالت، ليس في (ظ6) .
(2) صحيح لغيره، وإسناده كسابقه.
وأخرجه الحميدي (340) ، وابن أبي شيبة 10/515، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3320) ، والطبري في "تفسيره" (20) و (23) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3100) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبري (24) من طريق أبي الرَّبيع السمان، عن عُبيد الله بن أبي يزيد، به.
وأورده ابن كثير في "فضائل القرآن" ص 64 بإسناد أحمد، وقال: إسناده صحيح، ولم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة.
وسيكرر برقم (27623) سنداً ومتناً.
وفي الباب عن عمرو بن العاص، سلف برقم (17819) ، ولفظه: "القرآنُ نزل على سبعة أحرف، على أَيّ حرفٍ قرأتم، فقد أصَبْتم، ... " وإسناده صحيح
وعن أبي بن كعب، سلف برقم (21092) و (21132) ، وفيه: "فقال جبريل: اقرأ القرآن على حرف. فقال ميكائيل: استزده، حتى بلغ سبعة احرف، كلُّها شافٍ كافٍ". وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
وقد ذكرنا تتمة أحاديث الباب - في مسند أبي هريرة عند الرواية (7989) .(45/431)
حَدِيثُ حَبِيبَةَ بِنْتِ سَهْلٍ (1)
27444 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ: مَالِكٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زُرَارَةَ الْأَنْصَارِيَّةِ، أَنَّهَا أَخْبَرَتْهُ عَنْ حَبِيبَةَ بِنْتِ سَهْلٍ الْأَنْصَارِيَّةِ قَالَتْ (2) : إِنَّهَا كَانَتْ تَحْتَ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ وَأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ إِلَى الصُّبْحِ فَوَجَدَ حَبِيبَةَ بِنْتَ سَهْلٍ عَلَى بَابِهِ بِالْغَلَسِ (3) فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ هَذِهِ؟ " قَالَتْ: أَنَا حَبِيبَةُ بِنْتُ سَهْلٍ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا لَكِ؟ " قَالَتْ: لَا أَنَا وَلَا ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ لِزَوْجِهَا فَلَمَّا جَاءَ ثَابِتٌ قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَذِهِ حَبِيبَةُ بِنْتُ سَهْلٍ قَدْ ذَكَرَتْ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ تَذْكُرَ " قَالَتْ حَبِيبَةُ: يَا رَسُولَ اللهِ، كُلُّ مَا أَعْطَانِي عِنْدِي فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِثَابِتٍ: " خُذْ مِنْهَا فَأَخَذَ مِنْهَا " وَجَلَسَتْ فِي أَهْلِهَا (4)
__________
(1) قال السندي: حبيبة بنت سهل، نجارية أنصارية.
(2) قوله: قالت، ليس في (ظ6) .
(3) في (ظ6) : الغلس.
(4) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير صحابية الحديث، فقد روى لها أبو داود والنسائي. يحيى بنُ سعيد: هو الأنصاري.
وهو عند مالك في "الموطأ" 2/564، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "الأم" 5/101 و179، وفي "المسند" 2/50- 51 (بترتيب السندي) ، وأبو داود (2227) ، والنسائي في "المجتبى" 6/169، وفي "الكبرى" (5656) ، وابنُ=(45/432)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=الجارود في "المنتقى" (749) ، وابنُ حبان (4280) ، والطبري في "التفسير" (4809) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (566) ، والبيهقي في "السنن" 7/312-313، وفي "معرفة السنن والآثار" 11/8، والمزِّي في "تهذيبه" (في ترجمة حبيبة بنت سهل) .
وأخرجه الشافعي في "الأم" 5/101 و179، وفي "المسند" 2/50 (بترتيب السندي) ، وعبد الرزاق (11762) ، وسعيد بن منصور في "السنن" (1430) و (1431) ، وابن سعد 8/445، والدارمي (2271) ، والطبراني 24/ (565) و (567) ، والبيهقي في "السنن" 7/313، وفي "معرفة السنن والآثار" 11/9 من طرق عن يحيى بن سعيد، به.
وأخرج ابن سعد 8/445 عن عارم بن الفضل، عن حماد بن زيد، عن يحيى بن سعيد، قال: كانت حبيبة بنت سهل ... وهذا مرسل.
وأخرجه أبو داود (2228) ، والطبري في "تفسيره" (4809) من طريق أبي عمرو السدوسي، عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن عمرة، عن عائشة أن حبيبة بنت سهل كانت ... فذكره بلفظ آخر، وجعله من حديث عائشة!
وفي الباب عن سهل بن أبي حثمة، سلف برقم (16095) ، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب، وذكرنا هناك الاختلاف في تسمية امرأة ثابت.
وانظر كلام الحافظ في "الفتح" 9/398-399.
قال السندي: قولها: لا أنا ولا ثابت بن قيس، أي: لا اجتمع أنا ولا ثابت.
وجلست في أهلها، قيل: فكان ذلك أول خلع في الإسلام.(45/433)
حَدِيثُ أُمِّ حَبِيبَةَ بِنْتِ جَحْشٍ (1)
27445 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ الْحَرَّانِيُّ، عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ بِنْتِ جَحْشٍ أَنَّهَا اسْتُحِيضَتْ فَسَأَلَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَأَمَرَهَا بِالْغُسْلِ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ " وَإِنْ كَانَتْ لَتَخْرُجُ مِنَ الْمِرْكَنِ وَقَدْ عَلَتْ حُمْرَةُ الدَّمِ عَلَى الْمَاءِ فَتُصَلِّي (2)
__________
(1) قال السندى: أم حبيبة بنت جحش: هي أخت أم المؤمنين زينب، وكانت تحت عبد الرحمن بن عوف.
(2) صحيح من حديث عائشة، وهذا إسناد ضعيف، ابنُ إسحاق -وهو محمد- مدلس وقد عنعن، ثم إنه اختُلف عليه فيه، كما سلف في الرواية (26005) .
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 7/314 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (305) من طريق أبي بِشْر، و (309) من طريق أبي إسحاق الشَّيباني، كلاهما عن عكرمة، قال: كانت أمُّ حبيبة تُستَحاض ...
وأخرجه أبو داود (310) من طريق عاصم، عن عكرمة، عن حَمْنَة بنت جحش، أنها كانت تُستحاض ...
وسيرد برقم (27446) من طريق معمر، عن الزهري، عن عمرة، عن أمِّ حبيبة بنت جحش.
وسلف برقم (27144) من طريق ابن عَقيل، عن إبراهيم بن محمد بن طلحة، عن عمِّه عمران بن طلحة، عن أمِّه حَمْنَة بنت جحش.
ورواه عَنْبسة بن خالد -فيما أخرجه أبو داود (289) - عن يونس، عن الزهري، عن عَمْرة، عن أمِّ حبيبة، وهي حَمْنة، فيما قال المزى في "تهذيبه"=(45/434)
27446 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَمْرَةَ،
__________
= (في ترجمة حمنة) . وقال أيضاً: قال الواقدي: بعضهم يغلط، فيظن أن المستحاضة حمنةُ بنت جحش، ويظن أن كنيتها أم حبيبة، وهي -يعني المستحاضة- أمُّ حبيب حبيبة بنت جحش. كذا قال الواقدي، وقد ذكر الزُّبير ابن بَكَّار أن أمَّ محمد وعمران ابني طلحة بن عبيد الله: حمنةُ بنتُ جحش.
وذكر خليفة بن خياط أن حَمْنة كانت عند طلحة بن عبيد الله. فصحَّ حديثُ ابن عَقِيل، ودلَّ حديثُ عكرمة وحديثُ الزهري أن حمنة هي المستحاضة، وأن كُنيتها: أمُّ حبيبة. فإن صحَّ قول الواقدي أن المستحاضة هي أم حبيب حبيبة بنت جحش أخت حمنة بنت جحش، فمن الجائز أن كل واحدة منهما كانت مستحاضة، ولا وجه لردِّ هذه الروايات الصحيحة لقول الواقدي وحده، مع ما في ذلك من الاحتمال، والله أعلم.
لكن تعقَّبه الحافظ في "تهذيب التهذيب" بقوله: لكن في رواية الزهري عن عروة، عن أم حبيبة بنت جحش ختنة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتحت عبد الرحمن بن عوف استحيضت سبع سنين. رواه مسلم في "صحيحه" [ (334) (64) ] هكذا، وفي نصه على أنها كانت تحت عبد الرحمن ما يرجِّح ما ذهب إليه الواقدي، وقد رجَّحه إبراهيم الحربي وزَّيف غيره، واعتمده الدارقطني، والله تعالى أعلم.
قلنا: وقد سلف تخريج رواية مسلم عند الرواية (24838) من مسند عائشة، فانظرها.
وقال ابن عبد البر في "الاستيعاب" 4/442: أم حبيبة، ويقال: أم حبيب ابنة جحش بن رئاب الأسدي، أخت زينب بنت جحش وأخت حَمْنة، أكثرهم يسقطون الهاء، فيقولون: أم حبيب، كانت تحت عبد الرحمن بن عوف، وكانت تُستحاض، وأهل السير يقولون: إن المستحاضة حَمْنة، والصحيح عند أهل الحديث أنهما كانتا تستحاضان جميعاً. وزعم بعض الناس أن أمّ حبيبة هذه اسمها حبيبة.
وانظر ما قاله ابن الأثير في "أسد الغابة" 7/70.
قال السندي: قوله: وإن كانت، إن، مخففة من الثقيلة.(45/435)
عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ بِنْتِ جَحْشٍ، قَالَتْ: اسْتُحِضْتُ سَبْعَ سِنِينَ، فَاشْتَكَيْتُ ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَتْ تِلْكَ بِالْحَيْضَةِ وَلَكِنْ عِرْقٌ فَاغْتَسِلِي " " فَكَانَتْ تَغْتَسِلُ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ، فَكَانَتْ تَغْتَسِلُ فِي الْمِرْكَنِ فَتَرَى (1) صُفْرَةَ الدَّمِ فِي الْمِرْكَنِ " (2)
__________
(1) في (ظ2) و (ق) و (م) : فنرى، والمثبت من (ظ6) .
(2) صحيح من حديث عائشة، كما سلف في الرواية (24538) وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن بين عمرةَ وأمِّ حبيبة: عائشة.
عبد الرزاق: هو ابن همَام الصنعاني، ومَعْمَر: هو ابنُ راشد، وعَمْرَة: هي بنتُ عبد الرحمن.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (1164) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (550) .(45/436)
حديث جدامة بنتُ وَهْب (1)
27447 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ يَعْنِي ابْنَ أَبِي أَيُّوبَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنْ جُدَامَةَ بِنْتِ وَهْبٍ، أُخْتِ (2) عُكَّاشَةَ، قَالَتْ: حَضَرْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نَاسٍ وَهُوَ يَقُولُ: " لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَنْهَى عَنِ الْغِيلَةِ فَنَظَرْتُ فِي الرُّومِ، وَفَارِسَ فَإِذَا هُمْ يُغِيلُونَ أَوْلَادَهُمْ، وَلَا يَضُرُّ أَوْلَادَهُمْ ذَلِكَ شَيْئًا، ثُمَّ سَأَلُوهُ عَنِ الْعَزْلِ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُ (3) : " ذَاكَ الْوَأْدُ الْخَفِيُّ " وَهُوَ {وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ} (4)
__________
(1) جدامة بنتُ وَهْب: سلفت ترجمتها قبل الحديث (27034) .
(2) في (ظ6) : وهي أخت.
(3) لفظ "له" ليس في (ظ6) ولا (ق) .
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (1442) (141) ، والطحاوي في اشرح مشكل الآثار" (3670) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (535) ، والبيهقي في "السنن" 7/231 من طرق عن عبد الله بن يزيد المقرىء، بهذا الإسناد. ورواية الطحاوي مختصرة، وفي إحدى روايتي مسلم دون قوله: وهو وإذا الموءودة سُئِلتْ.(45/437)