26039 - حَدَّثَنَا مُعَاذٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ الْعُقَيْلِيِّ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ: عَنْ صَلَاةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِاللَّيْلِ؟ فَقَالَتْ: " كَانَ يُصَلِّي لَيْلًا طَوِيلًا قَائِمًا، وَلَيْلًا طَوِيلًا قَاعِدًا، وَكَانَ إِذَا قَرَأَ قَائِمًا رَكَعَ قَائِمًا، وَإِذَا (1) قَرَأَ جَالِسًا رَكَعَ جَالِسًا " (2)
26040 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ دَاوُدَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عَائِشَةَ قَالَ: قُلْتُ أَلَيْسَ اللهُ يَقُولُ: {وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ} [التكوير: 23] {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} [النجم: 13] قَالَتْ: أَنَا أَوَّلُ هَذِهِ الْأُمَّةِ سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْهُمَا، (3) فَقَالَ " إِنَّمَا ذَاكِ جِبْرِيلُ لَمْ يَرَهُ فِي صُورَتِهِ الَّتِي خُلِقَ عَلَيْهَا، إِلَّا مَرَّتَيْنِ رَآهُ مُنْهَبِطًا مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ سَادًّا عِظَمُ خَلْقِهِ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ " (4)
__________
(1) في (ظ7) وإذا قرأ قاعداً ركع قاعداً.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (24669) غير أن شيخ أحمد هنا: هو معاذ بن معاذ العنبري.
وأخرجه مسلم (730) (109) ، وابن ماجه (1228) من طريق معاذ، بهذا الإسناد.
(3) في (ظ7) و (ظ8) : عنها.
(4) إسناده صحيح على شرط مسلم. داود - وهو ابنُ أبي هند - من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه مطولاً ومختصراً النسائى في "الكبرى" (11409) - وهو في=(43/165)
26041 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ " لَوْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَاتِمًا شَيْئًا مِمَّا أَنْزَلَ اللهُ عَلَيْهِ، لَكَتَمَ هَذِهِ الْآَيَةَ (1) عَلَى نَفْسِهِ {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ، وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ، أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ، وَاتَّقِ اللهَ، وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللهُ مُبْدِيهِ، وَتَخْشَى النَّاسَ، وَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ} [الأحزاب: 37] إِلَى قَوْلِهِ {وَكَانَ أَمْرُ اللهِ مَفْعُولًا} (2) [النساء: 47] "
__________
="التفسير" (429) - والطبري في تفسير الآية (13) من سورة النجم، وابن خُزيمة في "التوحيد" ص 223 من طريق ابن أبي عدىّ، بهذا الإسناد. وقرن النسائى والطبري بابن أبي عدي عبدَ الأعلى.
وسلف برقم (25993) من طريق يزيد بن هارون، عن داود، به.
قال السندي: قولها: أنا أوَّلُ من سأل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن هذه، أي: عن الرؤية المذكورة في سورة النجم.
(1) في (م) : الآيات.
(2) حديث صحيح. وهذا إسناد منقطع، غير أنه قد رُوي متصلاً أيضاً كما سيرد. وهذا الحديث زاده بعضُ الرواة على الحديث السالف برقم (24227) بإسناد متصل، وبعضهم رَوى هذه الزيادة وحدَها.
وأخرجه ابن خُزيمة في "التوحيد" ص 224 عن محمد بن بشار، عن ابن أبي عدي، بهذا الإسناد. وقال: ميَّز ابنُ أبي عدي بين هذه الزيادة وبين الخبر المتْصل، فروى هذه الزيادةَ عن داودَ بن أبي هند، عن الشعبي، عن عائشة رضي الله عنها، ليس في هذه الزيادة ذكر مسروق.
قلنا: الظاهر أنه اختُلف فيه على ابن أبي عدي: فقد أخرجه الترمذي (3208) عن محمد بن أبان (وهو ثقة) عن ابن أبي عدي، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن مسروق، عن عائشة. متصلاً
بذكر مسروق، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.=(43/166)
26042 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ دَاوُدَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، أَنَّ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَدْ " فُرِضَتِ الصَّلَاةُ رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ بِمَكَّةَ، فَلَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ زَادَ مَعَ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ إِلَّا الْمَغْرِبَ، فَإِنَّهَا وِتْرُ النَّهَارِ، وَصَلَاةَ الْفَجْرِ لِطُولِ قِرَاءَتِهِا، (1) قَالَ: وَكَانَ إِذَا سَافَرَ صَلَّى الصَّلَاةَ الْأُولَى " (2)
__________
واختلف فيه على داود بن أبي هند كذلك:
فقد أخرجه مسلم (177) (288) ، والنسائي في "الكبرى" (11408) - وهو في "التفسير" (428) - وابن خُزيمة في "التوحيد" ص 223-224 من طريق عبد الوهَّاب بن عبد المجيد الثقفي، وابنُ راهويه (1430) ، والطبري في "الكبير" 24/ (111) من طريق أبي معاوية، والترمذي بإثر الحديث (3207) من طريق عبد الله بن إدريس، ثلاثتهم عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن
مسروق، عن عائشة، به. متصلاً بذكر مسروق.
وسيكرر بر قم (26295) .
وانظر (24227) .
(1) في (ق) و (ظ2) و (م) : قراءتهما، والمثبت من (ظ7) و (ظ8) .
(2) إسناده ضعيف بهذه السياقة، الشعبي: وهو عامر بن شراحيل لم يسمع من عائشة. وقد سلف الكلام على متن هذا الحديث في الرواية السالفة برقم (25967) ، وذكرنا هناك الرواية الصحيحة عن عائشة. وهذا الإسناد اختلف فيه على داود: وهو ابن أبي هند كذلك.
فرواه محمد بن أبى عدي - كما في هذه الرواية -، وعبد الوهاب بن عطاء - كما سيرد في الرواية (26282) - وأبو معاوية - كما عند إسحاق بن راهويه (1635) - وسفيان الثوري، وزفر بن الهذيل - فيما أخرجه الدارقطني في "العلل" 5/67- خمستهم، عنه، عن الشعبي، عن عائشة.
ورواه محبوب بن الحسن - فيما أخرجه ابن خزيمة (305) و (944) ، وابن=(43/167)
26043 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ عَزْرَةَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ، قَالَ: قَالَتْ: عَائِشَةُ كَانَ لَنَا سِتْرٌ فِيهِ تَمَاثِيلُ طَيْرٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا عَائِشَةُ حَوِّلِيهِ، فَإِنِّي إِذَا رَأَيْتُهُ ذَكَرْتُ الدُّنْيَا، (1) وَكَانَتْ لَنَا قَطِيفَةٌ نَلْبَسُهَا، تَقُولُ عَلَمُهَا حَرِيرٌ "
26044 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ
__________
= حبان (2738) - ومرجَّى بن رجاء فيما أخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/415، وفي "شرح مشكل الآثار" (4260) وبكار بن عبد الله بن محمد بن سيرين- فيما أخرجه البيهقي في "السنن" 1/363- ثلاثتهم عنه، عن الشعبي عن مسروق، عن عائشة، به. فزادوا في الإسناد مسروقاً. قلنا: ومحبوب بن الحسن، وهو محمد بن الحسن بن هلال ضعيف يعتبر به، فقد ضعفه النسائي وأبو حاتم، وقال ابن معين: ليس به بأس، وقد أخرج له البخاري حديثاً واحداً متابعة. ومرجَّى بن رجاء ضعيف يعتبر به كذلك، وأما بكار بن عبد الله بن محمد بن سيرين، فقد ترجم له الذهبي في "الميزان " 1/341، وقال البخاري: يتكلمون فيه، وقال أبو زرعة: ذاهب الحديث، روى
أحاديث مناكير، وقال ابن معين: ليس به بأس، وقال ابن عدي: كل رواياته لا يتابع عليها.
ورواه عبيدة - فيما أخرجه ابن أبي شيبة 14/132- عنه عن الشعبي مرسلاً. قال: أول ما فرضت الصلاة ... فذكره. قال الدارقطني في "العلل " 5/الورقة 67 بعد أن ساق اختلافات أسانيده: والصحيح من حديث صالح بن كيسان والزهري وهشام بن عروة، عن عروة.
وسترد في تخريج الروايه (26338) ، فانظرها لزاماً مع ألفاظها.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر الحديث (24267) سنداً ومتناً.(43/168)
مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي الصِّدِّيقَةُ بِنْتُ الصِّدِّيقِ، حَبِيبَةُ حَبِيبِ اللهِ الْمُبَرَّأَةُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ " يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعَصْرِ " فَلَمْ أُكَذِّبْهَا (1)
26045 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يُقَبِّلُنِي (2) وَهُوَ صَائِمٌ " (3)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على مسعر: وهو ابن كدام.
فرواه إسحاق بن يوسف: وهو الأزرق - كما في هذه الرواية - عنه عن عمرو ابن مرة، عن أبي الضحى عن مسروق.
ورواه جعفر بن عون فيما أخرجه ابن أبي شيبة 2/353، والبيهقي في "السنن" 2/458 - عنه، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن عائشة.
وقد سلف برقم (24235) بإسناد صحيح.
(2) في (م) : يقبل.
(3) حديث صحيح، وهو مكرر الحديث (25613) سنداً ومتناً غير شيخ أحمد، فهو هنا إسحاق بن يوسف وهو الأزرق.
وقد اختلف فيه على إسحاق الأزرق:
فاخرجه النسائى في "الكبرى" (3062) عن عبد الرحمن بن محمد بن سلام الطرسوسي، عن إسحاق الأزرق، عن هشام الدَّسْتوائي، عن يحيى بن أبي سَلَمة، عن عائشة، ليس فيه: عن عروة.
وسلف من طريق أبى سَلَمة، عن عائشة لرقم (25867) .
وقد سلف أيضاً برقم (24110) .(43/169)
26046 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ الْحَدَّادُ، عَنْ كَهْمَسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، قَالَ قُلْتُ لِعَائِشَةَ: " أَيُّ النَّاسِ (1) كَانَ أَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟، قَالَتْ: " عَائِشَةُ "، قُلْتُ: " فَمِنَ الرِّجَالِ؟ "، قَالَتْ: " أَبُوهَا " (2)
__________
(1) في (ظ7) و (ظ8) : النساء، وجاء في هامش في (ظ8) : في الأصل: الناس.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد اختلف فيه على عبد الله بن شقيق: فرواه كهمس بن الحسن، عنه، واختلف عليه في متنه: فرواه عبد الواحد الحداد- كما في هذه الرواية- عن كهمس، عن عبد الله
ابن شقيق، قال: قلت لعائشة ... فذكره.
ورواه يحيى بن سعيد القطان - كما عند أبى يعلى (4800) ، ومسدد - كما عند الحاكم 3/73- كلاهما عن كهمس، عن عبد الله بن شقيق، قال: قلت لعائشة: إي الناس كان أحب إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالت: أبو بكر ثم عمر، ثم أبو عبيدة بن الجراح.
قلنا: وهذا لفظ أبي يعلى، وشيخه هو موسى بن محمد بن حيان، فيه ضعف، ومسدد لم يدرك كهمس بن الحسن، فربما في إسناد الحاكم سقط أو انقطاع، والله اعلم. وقد سلف بهذا اللفظ بإسناد صحيح برقم (25829) .
وخالف عبدَ الواحد في هذه الرواية سعيدُ بن إياس الجريري فيما أخرجه ابن سعد 3/176، وأحمد في "الفضائل" (214) و (1281) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (1233) ، وأبو يعلى (7345) ، وابن حبان (6998) من طريق حماد بن سلمة، عنه، عن عبد الله بن شقيق، عن عمرو بن العاص. وحماد ابن سلمة سمع من الجريري قبل اختلاطه.
ومن حديث عمرو بن العاص أخرجه البخاري (4358) ، ومسلم (2384) من طريق أبي عثمان النهدي، عنه، وقد سلف (17811) .(43/170)
26047 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَدْخُلُ الدَّجَّالُ مَكَّةَ وَلَا الْمَدِينَةَ " (1)
__________
(1) صحيح من حديث فاطمة بنت قيس، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، عامر- وهو الشعبي- لم يسمع من عائشة، ثم إنه اختلف فيه على داود: وهو ابن أبي هند.
فرواه ابن أبي عدي - كما في هذه الرواية، وهو عند النسائي في "الكبرى" (4257) عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن عائشة.
ورواه حماد بن سلمة - كما سيأتي 6/374 و413 و418، وهو عند النسائى في "الكبرى" (4258) عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، فقال: عن فاطمة بنت قيس- ضمن حديث الجساسة الطويل- وفيه: أما إني سأطأ الأرض كلها إلا مكة وطيبة، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "فأبشروا يا معشر المسلمين، هذه طيبة لايدخلها".
وكذلك رواه ابن بريدة عن الشعبي، عن فاطمة بنت قيس كما عند مسلم (2942) (119) ، وهو المحفوظ فيما ذكر المزي في "تحفة الأشراف " 11/430.
وسيرد 6/374 و417 من طريق مجالد، عن الشعبي، عن فاطمة بنت قيس، وقال الشعبي في أّخره: ثم لقيت القاسم بن محمد، فذكرت له حديث فاطمة، فقال: أشهد على عائشة أنها حدثتني كما حدثتك فاطمة غير انها قالت: الحَرَمَانِ عليه حرام مكة والمدينة. ومجالد: وهو ابن سعيد - ضعيف.
وفي الباب من حديث أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11390) .
ومن حديث أنس، سلف (12986) .
وانظر (24467) .(43/171)
26048 - حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ رَجُلٍ، قَالَ سُئِلَتْ (1) عَائِشَةُ: مَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْنَعُ فِي بَيْتِهِ؟ قَالَتْ: " كَانَ يُرَقِّعُ الثَّوْبَ، وَيَخْصِفُ النَّعْلَ أَوْ نَحْوَ هَذَا " (2)
26049 - حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ،، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ (3) ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " مَا عَلِمْنَا بِدَفْنِ (4) رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى سَمِعْنَا صَوْتَ الْمَسَاحِي مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ، لَيْلَةِ الْأَرْبِعَاءِ " قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: وَالْمَسَاحِي الْمُرُورُ (5)
__________
(1) في (م) : سألت.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على هشام بن عروة، وقد بينا هذا الاختلاف في الرواية السالفة (24749) . عبدة: هو ابن سليمان.
وأخرجه هَنَّاد في "الزهد" (791) عن عبدة، بهذا الإسناد.
(3) في (ظ7) و (ظ8) و (م) : فاطمة بنت المنذر، وفي (ظ2) و (ق) : فاطمة بنت محمد المنذر، وفي (هـ) : فاطمة بنت محمد، وفي هامشها المنذر، نسخة، وكله خطأ، صوابه: فاطمة بنت محمد كما جاء مصرحاً بها في الرواية (24333) والرواية (26349) ، وكذلك جاءت على الصواب في
"أطراف المسند" 9/327.
(4) في النسخ الخطية و (م) : أين يدفن، وضبب فوقها في (ظ8) وكتب في هامشها: علمنا بدفن، وهو الموافق لمكرره (24333) ولذا أثبتناه.
(5) حديث محتمل للتحسين، وهو مكرر (24333) سنداً ومتناً.
قال السندي: قوله: المساحي: المرور، جمع مَرّ بالفتح، قال في القاموس: المَرُّ بالفتح: المِسْحَاة.(43/172)
26050 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا أَيْمَنُ بْنُ نَابِلٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي فَاطِمَةُ بِنْتُ أَبِي لَيْثٍ، (1) عَنْ أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَقْرَبٍ، قَالَتْ سَمِعْتُ عَائِشَةَ، تَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " عَلَيْكُمْ بِالتَّلْبِينِ الْبَغِيضِ النَّافِعِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّهُ يَغْسِلُ بَطْنَ أَحَدِكُمْ كَمَا يَغْسِلُ أَحَدُكُمْ وَجْهَهُ بِالْمَاءِ مِنَ الْوَسَخِ، وَقَالَتْ كَانَ إِذَا اشْتَكَى مِنْ أَهْلِهِ إِنْسَانٌ لَا تَزَالُ الْبُرْمَةُ عَلَى النَّارِ، حَتَّى يَأْتِيَ عَلَيْهِ أَحَدُ طَرَفَيْهِ " وَقَالَ يَعْنِي رَوْحٌ بِبَغْدَادَ: كَانَ إِذَا اشْتَكَى أَحَدٌ مِنْ أَهْلِهِ شَيْئًا لَا تَزَالُ (2)
26051 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا (3) ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ،
__________
(1) سقط اسم فاطمة بنت أبي ليث من نسخة "أطراف المسند" 9/342.
(2) إسناده ضعيف، وهذا إسناد سلف الكلام عليه في الرواية (24500) .
روح: هو ابن عبادة.
وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" (1659) عن أبى عامر- وهو العقدي، والنَّسائى في "الكبرى" (7576) من طريق عثمان - وهو ابن عبد الرحمن الطرائفي - و (7575) ، والحاكم 4/205 و407 من طريق المعتمر - وهو ابن سليمان - ثلاثتهم عن أيمن بن نابل، بهذا الإسناد. وأبو عامر والمعتمر لم ينسبا فاطمة ولا أم كلثوم، إلا إن معتمراً نسب فاطمة في روايتي الحاكم وقال: بنت المنذر.
التلبين: حساء يتخذ من دقيق أو نخالة، وربما جعل فيها عسل، سميت بها تشبيها باللبن لبياضها ورقتها، وقول عائشة: حتى يأتي عليه أحد طرفيه: أي حتى يبرأ أو يموت، كما جاء مصرحاً به عند إسحاق والنسائي والحاكم.
(3) لفظ: حدثنا، ليس في (م) .(43/173)
أَنَّهُ سَمِعَ عُبَيْدَ بْنَ عُمَيْرٍ، وَالضَّحَّاكُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا (1) ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، يَقُولُ: أَخْبَرَتْنِي عَائِشَةُ، أَنَّهَا قَالَتْ: لِلَعَّابِينَ وَدِدْتُ أَنِّي أَرَاهُمْ. قَالَتْ: " فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْبَابِ، وَقُمْتُ وَرَاءَهُ أَنْظُرُ فِيمَا بَيْنَ أُذُنَيْهِ وَعَاتِقِهِ، وَهُمْ يَلْعَبُونَ فِي الْمَسْجِدِ ". قَالَ عَطَاءٌ: فُرْسٌ أَوْ حَبَشٌ وقَالَ ابْنُ عُمَيْرٍ: هُمْ حَبَشٌ (2)
26052 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ بُنَانَةَ، مَوْلَاةِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَيَّانَ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَتْ: بَيْنَا هِيَ عِنْدَهَا إِذْ دُخِلَ عَلَيْهَا بِجَارِيَةٍ عَلَيْهَا جَلَاجِلُ يُصَوِّتْنَ فَقَالَتْ: لَا تُدْخِلُوهَا عَلَيَّ إِلَّا أَنْ تَقْطَعُوا جَلَاجِلَهَا فَقُطِعَ جَلَاجِلَهَا (3) فَسَأَلَتْهَا بُنَانَةُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا تَدْخُلُ الْمَلَائِكَةُ بَيْتًا
__________
(1) في (ق) : أنبأنا، وفي (ظ2) و (م) : حدثنا، والمثبت من (ظ7) و (ظ8) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن جُريج - وهو عبد الملك بن عبد العزيز - صرَّح بالسماع من عطاء - وهو ابنُ أبي رباح - من طريق رَوْح - وهو أبنُ عُبادة. الضَحاك: هو ابن مَخْلد أبو عاصم النَبِيل.
وأخرجه مسلم (892) (21) من طريق أبي عاصم الضحَّاك بن مَخْلد، بهذا الإسناد.
وسلف من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة برقم (24296) ، وذكرنا أرقام مكرراته هناك.
قال السندي: قولها: لِلَعَّابِين، أي: في شأنهم.
(3) قولها: فقطع جلاجلها. ليس في (م) .(43/174)
فِيهِ جَرَسٌ وَلَا تَصْحَبُ رُفْقَةً فِيهَا جَرَسٌ " (1)
26053 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ لَا يُفْطِرُ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ لَا يَصُومُ، وَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ قَطُّ إِلَّا رَمَضَانَ، وَمَا رَأَيْتُهُ فِي شَهْرٍ قَطُّ أَكْثَرَ صِيَامًا مِنْهُ فِي شَعْبَانَ " (2)
26054 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ عَاصِمٍ (3) مَوْلًى لِقُرَيْبَةَ بِنْتِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ قُرَيْبَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الْوِصَالِ فِي الصَّوْمِ،
__________
(1) إسناده ضعيف، ابن جريج - وهو عبد الملك بن عبد العزيز - مدلس ولم يصرح بالتحديث، وبنانه مولاة عبد الرحمن بن حيان، لا تعرف. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. روح: هو ابن عبادة.
وأخرجه أبو داود (4231) من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد.
وقوله: "ولا تصحب رفقة فيها جرس" صحيح، وله شواهد ذكرناها في مسند ابن عمر عند الرواية (4811) .
وانظر (25166) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24757) غير أن شيخ أحمد هنا: هو روح بن عبادة.
(3) في النسخ الخطية و (م) و"أطراف المسند": عن أبي بكر، عن عاصم وهو خطأ قديم، صوابه ما أثبتناه، فأبو بكر هي كنية عاصم مولى قريبة كما جاء في مصادر ترجمته، وقد نبه على هذا الخطأ كذلك الحافظ في "التعجيل" 1/700-701.(43/175)
فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّكَ تُوَاصِلُ؟ قَالَ: " إِنِّي (1) لَسْتُ كَأَحَدٍ مِنْكُمْ، إِنِّي أَبِيتُ أُطْعَمُ وَأُسْقَى " (2)
26055 - حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا (3) شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمٍ مَوْلَى قُرَيْبَةَ عَنْ قُرَيْبَةَ، عَنْ عَائِشَةَ فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (4)
26056 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ (5) أَوْفَى بْنُ دَلْهَمٍ (6) الْعَدَوِيُّ، عَنْ مُعَاذَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يَنَالُ شَيْئًا مِنْ وُجُوهِنَا وَهُوَ صَائِمٌ " (7)
__________
(1) في (م) : أنا.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف على خطأ في إسناده كما بينا في التعليق السابق، قريبة بنت محمد بن أبي بكر، انفرد بالرواية عنها عاصم، ولم يؤثر توثيقها عن غير ابن حبان، وعاصم مولاها: هو ابن صهيب الواسطي والد علي بن عاصم المحدث المشهور، من رجال "التعجيل" كذلك، لم يذكروا في الرواة عنه سوى اثنين، ووثقه ابن حبان، وقال أبو حاتم: صالح.
وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وقد سلف نحوه برقم (24586) ، فانظره لزاماً (3) في (م) حدثنا.
(4) حديث صحيح، وهو مكرر سابقه غير أن شيخ أحمد هنا: هو أبو داود الطيالسي: سليمان بن داود.
(5) قوله "عوف عن " سقط من (م) .
(6) تحرف في (م) : إلى دهلم.
(7) صحيح، وهو مكرر الحديث (24666) غير شيخ أحمد، فهو هنا روْح،=(43/176)
26057 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، (1) حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ كِلَابٍ، أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ، حَدَّثَهُ أَنَّ عَائِشَةَ حَدَّثَتْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَا تَنْتَبِذُوا (2) فِي الدُّبَّاءِ، وَلَا فِي (3) الْحَنْتَمِ، وَلَا فِي النَّقِيرِ، وَلَا فِي الْمُزَفَّتِ، وَلَا تَنْتَبِذُوا (2) الزَّبِيبَ وَالتَّمْرَ جَمِيعًا، وَلَا تَنْتَبِذُوا (2) الْبُسْرَ وَالرُّطَبَ جَمِيعًا " (4)
__________
= وهو ابنُ عُبادة.
وسلف برقم (24110) و (24130)
قال السندي: قولها: ينالُ شيئاً من وجوهنا، أي: يُقَبِّل وجوهنا.
(1) في (م) : عبد الملك بن عمر.
(2) في (ظ2) و (ق) و (م) : تنبذوا، والمثبت من (ظ7) و (ظ8) .
(3) لفظ: في، ليس في (ظ7) ولا (ظ8) .
(4) حديث صحيح دون قوله: "ولا تنتبذوا الزبيب والتمر جميعاً، ولا تنتبذوا البسر والرطب جميعاً" فصحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة ثمامة بن كلاب، فقد تفرد بالرواية عنه يحيى بن أبي كثير: وهو الطائي، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقال البيهقي في "السنن" 8/303: مجهول.
وقد اختلف فيه على يحيى بن أبي كثير، فرواه علي بن المبارك: وهو الهنائي - كما في هذه الرواية- عنه، عن ثمامة بن كلاب، عن أبي سلمة، عن عائشة.
ورواه أبان بن يزيد العطار- كما سلف 5/307-308- عنه، عن أبي سلمة، عن أبى قتادة، في النهي عن الخليطين، وذكر البيهقي انه الثابت عن يحيى بن أبى كثير.
وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، عبد الملك بن عمرو: هو أبو عامر العقدي.
وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" (705) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" 2/178، والنسائي في "الكبرى" (6802) من طريق عبد الملك أبي عامر العقدي، بهذا الإسناد، وزاد ابن راهويه: "وما كان سوى ذلك من الأسقية، فاكسروه بالماء".=(43/177)
26058 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي زِيَادٌ، أَنَّ أَبَا نَهِيكٍ، أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ كَانَ يَخْطُبُ (1) النَّاسَ أَنْ لَا وَتْرَ لِمَنْ أَدْرَكَ الصُّبْحَ فَانْطَلَقَ رِجَالٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى عَائِشَةَ، فَأَخْبَرُوهَا، فَقَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصْبِحُ، فَيُوتِرُ " (2)
__________
=وأخرجه البخاري في "تاريخه" 2/178 عن ابن رجاء: وهو عبد الله، عن حرب: وهو ابن شداد، عن يحيى، به.
وأورده البخاري في "تاريخه" 2/178 من طريق أبي داود الطيالسي، عن حرب بن شداد، عن يحيى، قال: عن كلاب بن علي. قال البخاري: وكلاب وَهِم ها هنا.
وقوله: "لا تنتبذوا في الدباء ولا في الحنتم ولا في النقير ولا في المزفت" سلف نحوه بإسناد صحيح برقم (24024) .
وقوله: "لاتنبذوا الزبيب والتمر جميعاً، ولا تنبذوا البسر والرطب جميعاً"
له شاهد من حديث أبي سعيد الخدري، بإسناد صحيح، وقد سلف برقم (10991) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
(1) صبِّب فوق كلمة "يخطب" في (ظ8) ، وجاء في هامشها: يخبر.
(2) إسناده حسن من أجل أبي نَهِيك - وهو عثمان بن نَهِيك - إن ثبتَ سماعُه من عائشة، فقد روى عنه جمعٌ، وذكره أبنُ حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": ثقة. وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. رَوْح: هو ابنُ عُبادة، وابنُ جُرَيْح: هو عبدُ الملك بن عبد العزيز، وقد صرحَ
بالتحديث فانتفت شبهة تدليسه، وزياد: هو أبن سعد الخراساني.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (2153) ، والبيهقي في "السنن" 2/479 من طريق أبي عاصم النبيل، عن ابن جريج، بهذا الإسناد.
وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/246، وقال: إسناده حسن.=(43/178)
26059 - حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْلُتُ الْمَنِيَّ مِنْ ثَوْبِهِ بِعِرْقِ الْإِذْخِرِ، ثُمَّ يُصَلِّي فِيهِ، وَيَحُتُّهُ (1) مِنْ ثَوْبِهِ يَابِسًا، ثُمَّ يُصَلِّي فِيهِ " (2)
__________
=وسلف من حديث أبي سعيد الخدري برقم (11264) أن النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال ": من نام عن الوتر،أو نسيه،فليوتر إذا ذكره، أو استيقظ " وهو صحيح.
وقد ذكر الإمام مالك في "الموطأ" 1/26 -127" آثاراً عن عدد من الصحابة أنهم أوتروا بعد الفجر، ثم قال: وإنما يُوتِرُ بعد الفجر من نام عن الوتر، ولا ينبغي لأحد إن يتعمد ذلك، حتى يضع وتره بعد الفجر.
قال السندي: قولها: يصبح فيوتر، أي: فبالصبح لا يسقط الوتر، بل ينبغي أن يقضى بعده، والله تعالى أعلم.
(1) في (ق) : ويحكه.
(2) حديث صحيح دون قولها: بعِرق الإذْخِر، وهذا إسناد فيه عبدُ الله بنُ عبيد بن عمير، وقد نقل الهيثمي في "الزوائد" عن ابن جُريج قوله: لم يسمع من عائشة، وكذا حكى الحافظ في "تهذيبه" عن ابن حزم.
وذكر ابن التركماني في تعليقه على "السنن الكبرى" للبيهقي 2/417-418 أنه قرأ بخط الشيخ تقي الدين القشيري: قال الغلابي: ذكرتُ ليحيى حديثاً حدثناه معاذ بن معاذ، عن عكرمة بن عمار، بهذا الإسناد، فأنكر يحيى أن يكون سمع من عائشة عبدُ الله بنُ عبيد. قال الغلابي: حدثنا أبو داود، حدثنا
هشام بن أبي عبد الله، عن بديل العقيلي، عن عبد الله بن عبيد بن عمير، عن امرأة منهم يقال لها: أم كلثوم، عن عائشة.
وعكرمة بن عمار: قال أبو داود: ثقة، وفي حديثه عن يحيى بن أبي كثير اضطراب، وقال أبو حاتم: كان صدوقاً، وربَّما وهم في حديثه، وربما دلَّس،=(43/179)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=وفي حديثه عن يحيى بن أبي كثير بعضُ الأغاليط. قلنا: ووثَّقه يحيى بنُ معين، وأحمدُ بنُ حنبل، والدارقطني، وعلىَّ بنُ محمد الطنافسي، وإسحاق بنُ أحمد بن خلف البخاري، وقال ابن المديني: كان عند أصحابنا ثقة ثبتاً، وقال ابن عدي: مستقيم الحديث إذا روى عنه ثقة.
قلنا: وقد صرح بالسماع من عبد الله بن عبيد بن عمير عند ابن خزيمة والبيهقي.
وأخرجه ابن خزيمة (294) من طريق معاذ بن معاذ شيخ أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابنُ خُزيمة أيضاً بإثر الحديث (294) من طريق أبي الوليد، و (295) من طريق أبي قُتيبة، والبيهقي في "السنن" 2/418 من طريق يزيد بن عبد الله بن يزيد بن ميمون، ثلاثتهم عن عكرمة بن عمار، به.
وسلف بإسناد صحيحِ على شرط الشيخين برقم (25985) أن رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان إذا أصابَ ثوبَه المنى، غسلَ ما أصابَ من ثوبه، ثم خرج إلى الصلاة.
وسلف برقم (24378) أنها كانت تفرُك الجنابةَ من ثوب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وانظر (24064) .
وانظر للجمع بين الغَسْل والفَرْك ما أوردناه في اْلرواية (25098) .
وأخرج البيهقي من طريق الشافعي عن سفيان، عن عمرو بن دينار وابن جريج، كلاهما يخبره عن عطاء، عن ابن عباس أنه قال في المني يُصيب الثوبَ، قال: أَمِطْهُ عنك - قال أحدهما: بعود إذخر - فإنما هو بمنزلة البصاق والمخاط. قال البيهقي: هذا صحيحٌ عن ابن عباس من قوله، وقد روي
مرفوعاً، ولا يصح رفْعُه.
وأخرج من طريق شريك عن ابن أبي ليلى، عن عطاء، عن ابن عباس، قال: سُئل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن المني يُصيب الثوب، فقال: إنما هو بمنزلة البُصاق، أو المخاط، إنما يكفيك أن تمسحه بخرقة أو إذخر. قال البيهقي:=(43/180)
26060 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا (1) مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنِ ابْنِ حَزْمٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: دَخَلَتْ عَلَيَّ امْرَأَةٌ مَعَهَا ابْنَتَانِ لَهَا، فَأَطْعَمْتُهَا تَمْرَةً، فَشَقَّتْهَا بَيْنَهُمَا، وَلَمْ تَأْكُلْ مِنْهَا شَيْئًا فَدَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرْتُ لَهُ ذَلِكَ، فَقَالَ: " مَنْ ابْتُلِيَ مِنَ الْبَنَاتِ بِشَيْءٍ، فَأَحْسَنَ صُحْبَتَهُنَّ، كُنَّ لَهُ سِتْرًا مِنَ النَّارِ " (2)
26061 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ خَيْثَمَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي عَطِيَّةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: إِنِّي لَأَعْلَمُ كَيْفَ كَانَتْ تَلْبِيَةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ سَمِعْتُهَا لَبَّتْ: " لَبَّيْكَ اللهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ " (3)
26062 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، عَنْ خَيْثَمَةَ، عَنْ أَبِي عَطِيَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ، تَقُولُ: إِنِّي لَأَعْلَمُ كَيْفَ كَانَتْ تَلْبِيَةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
__________
= ورواه وكيع عن ابن أبي ليلى موقوفاً على ابن عباس، وهو الصحيح.
(1) لفظ حدثنا من (ظ7) و (ظ8) .
(2) حديث صحيح، محمد بن أبي حَفْصة - وإن كان فيه ضعف - تابعه شعيب بن أبي حمزة في الرواية (24572) . وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. رَوْح: هو ابنُ عُبادة، وابنُ حَزْم: هو عبد الله بن أبي بكر بن محمد ابن عمرو بن حزم.
(3) حديث صحيح، وهو مكرر الحديث (24690) سنداً ومتناً.(43/181)
قَالَ: ثُمَّ سَمِعْتُهَا تُلَبِّي بَعْدَ ذَلِكَ: " لَبَّيْكَ اللهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ " قَالَ أَبِي: أَبُو عَطِيَّةَ اسْمُهُ مَالِكُ بْنُ أَبِي (1) حُمْرَةَ (2)
26063 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نَوْفَلٍ، وَكَانَ يَتِيمًا فِي حِجْرِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَفْرَدَ الْحَجَّ " (3)
• 26064 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: (4) حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَفْرَدَ الْحَجَّ " (5)
__________
(1) في (ظ7) و (م) : مالك بن حمزة. وقد جاء في النسخ الخطية: حمزة بالزاي، وصوابه: حُمْرة - بالراء - كما في "توضيح المشتبه" 3/308 وكتب الرجال.
(2) حديث صحيح، وهو مكرر سابقه، إلا أن شيخ أحمد هنا هو: روج ابن عبادة.
(3) إسناده صحيح على شرطهما. وهو مكرر (24727) . إلا أن شيخ أحمد هنا: هو روج بن عبادة.
(4) في (م) و (ظ2) و (ق) : حدثنا عبد الله، حدثني أبي، ولفظ (أبي) ليس في (ظ7) وقد ضرب عله في (ظ8) ، وهو الصواب، فإن عبد الأعلى بن حماد شيخ عبد الله بن أحمد.
(5) هو مكرر سابقه، إلا أن شيخ عبد الله بن أحمد هنا: هو عبد الأعلى ابن حماد، وهو ثقة من رجال الشيخين، وعبد الله بن أحمد ثقة من رجال النسائي.(43/182)
26065 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ أَبِي الْأَخْضَرِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ شِهَابٍ، أَنَّ عُرْوَةَ، أَخْبَرَهُ أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ: أَهَلَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ، وَسَاقَ مَعَهُ الْهَدْيَ، وَأَهَلَّ نَاسٌ مَعَهُ بِالْعُمْرَةِ وَسَاقُوا الْهَدْيَ، وَأَهَلَّ نَاسٌ بِالْعُمْرَةِ وَلَمْ يَسُوقُوا هَدْيًا. قَالَتْ عَائِشَةُ: فَكُنْتُ مِمَّنْ أَهَلَّ بِالْعُمْرَةِ وَلَمْ أَسُقْ هَدْيًا، فَلَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مَنْ كَانَ مِنْكُمْ أَهَلَّ بِالْعُمْرَةِ فَسَاقَ مَعَهُ الْهَدْيَ، فَلْيَطُفْ بِالْبَيْتِ وَبِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَلَا يَحِلُّ مِنْهُ شَيْءٌ حَرُمَ مِنْهُ حَتَّى يَقْضِيَ حَجَّهُ وَيَنْحَرَ هَدْيَهُ يَوْمَ النَّحْرِ، وَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ أَهَلَّ بِالْعُمْرَةِ وَلَمْ يَسُقْ مَعَهُ هَدْيًا فَلْيَطُفْ بِالْبَيْتِ وَبِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ ثُمَّ لِيُفِضْ وَلْيَحِلَّ، ثُمَّ لِيُهِلَّ بِالْحَجِّ وَلْيُهْدِ، فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعَ إِلَى أَهْلِهِ " قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقَدَّمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحَجَّ الَّذِي خَافَ فَوْتَهُ، وَأَخَّرَ الْعُمْرَةَ (1)
26066 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ الْخَزَّازُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ لِتِسْعٍ وَعِشْرِينَ، فَقُلْتُ: إِنِّي مَا
__________
(1) حديث صحيح دون قول عائشة: فقدم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الحج الذي خاف فوته وأخر العمرة. صالح بن أبي الأخضر- وإن كان ضعيفاً - قد توبع، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. روح: هو ابن عبادة.
وقد سلف نحوه في مسند ابن عمر برقم (6248) بإسناد صحيح، وانظر (24093) .(43/183)
خَفِيَتْ عَلَيَّ مِنْهُنَّ لَيْلَةٌ، إِنَّمَا مَضَتْ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ لَيْلَةً، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا عَائِشَةُ إِنَّ الشَّهْرَ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ " (1)
26067 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ بَنِي تَمِيمٍ لَا نُكَذِّبُهُ قَالَ: أَخْبَرْتُ عَائِشَةَ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ " فَأَنْكَرَتْ ذَلِكَ عَائِشَةُ، وَقَالَتْ يَغْفِرُ اللهُ لِأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ لَيْسَ كَذَلِكَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَكِنَّهُ قَالَ: " الشَّهْرُ يَكُونُ تِسْعًا وَعِشْرِينَ " (2)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد اختُلف فيه على ابن أبي مُلَيْكة، فرواه أبو عامر الخزَاز (وهو صالح بن رُسْتُم) كما في هذه الرواية، عن ابن أبي مُلَيكة، عن عائشة. ورواه ابن جُريج، كما في الرواية التالية (26067) ، عنه، عن رجل من بني تميم، عن عائشة. رَوْح: هو ابنُ عُبادة، وعبد الله بن أبى مُلَيْكة: هو عبد الله بن عُبيد الله بن أبي مُلَيْكة، نُسب إلى جده.
وأخرجه إسحاق بن راهويه (1260) عن رَوْح، بهذا الإسناد.
وسلف بإسناد صحيح برقم (24050) .
قال السندي: قولها: دخل عليَّ لتسع وعشرين، أي: بعدما آلي أنه لا يدخل عليهنَّ شهراً.
"إن الشهر تسع وعشرون: "التعريف في الشهر للعهد، أي: هذا الشهر، فلا تنافي هذه الرواية الروايةَ الآاتية.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد اختُلف فيه على عبد الله بن أبي مُليكة، وذكرنا الاختلاف فيه في الرواية السابقة (26066) .
وهو مكرر (24247) متناً.
وأخرجه إسحاق بن راهويه (1261) عن رَوْح، بهذا الإسناد.=(43/184)
26068 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانُوا يَصُومُونَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ قَبْلَ أَنْ يُفْرَضَ رَمَضَانُ، وَكَانَ يوماً (1) فِيهِ تُسْتَرُ الْكَعْبَةُ، فَلَمَّا فَرَضَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ رَمَضَانَ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ شَاءَ أَنْ يَصُومَهُ فَلْيَصُمْهُ، وَمَنْ شَاءَ أَنْ يَتْرُكَهُ فَلْيَتْرُكْهُ " (2)
__________
= وسلف برقم (2405) وفيه أنَّ عائشة نفسها روته بلفظ: "الشهر تسعٌ وعشرون" وهو عند مسلم (1083) كما ذكرنا هناك.
وسلف هذا الحديث بإسناد آخر برقم (24247) هو مكرر (5182) الوارد في مسند ابن عمر، وذكرنا هناك أنه ثبت عن ابن عمر أيضاً أنه نقل عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن الشهر يكون تارة تسعاً وعشرين، وتارة ثلاثين. كما تقول عائشة رضي الله عنها. وانظر ما نقلناه هناك عن السندي، وانظر "فتح الباري" 3/123.
قال السندي: قوله: "الشهر يكون تسعاً وعشرين": هذا الردُّ مبني على أن الجملة الاسمية تبنى على الدوام والثبات، بخلاف الفعلية، والجملة التي خبرها فعلية، كالفعلية، والله تعالى أعلم.
(1) في (م) : يَوْمٌ.
(2) حديث صحيح، محمد بن أبي حفصة ضعيف يعتبر به، وقد روى له الشيخان متابعة، وقد توبع هنا، وهذا الحديث مما انتقاه له البخاري. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. روح: هو ابن عبادة.
وأخرجه البخاري (1592) من طريق ابن المبارك، عن محمد بن أبي حفصة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (1592) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/74، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار" 6/353-354 من طريق عُقَيْل بن خالد الأيلي، والطبراني في "الأوسط" (7491) من طريق بحر السقاء، كلاهما=(43/185)
26069 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ (1) قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ الزَّيَّاتِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ، فَلَا يَرْفُثْ يَوْمَئِذٍ، وَلَا يَصْخَبْ فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ (2) فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ (3) " (4)
26070 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ مُطَرِّفَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ: " سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلَائِكَةِ وَالرُّوحِ " (5)
__________
= عن الزهري، به.
وسيأتي من طريق يونس بن يزيد الأيلي عن الزهري برقم (26107) .
وقد سلف برقم (24011) .
(1) قوله: حدثنا ابن جريج، ساقط من (م) .
(2) في (ظ2) و (ق) و (م) : قاتله أحد، وقد ضبب فوق لفظ أحد في (ظ8) والمثبت من (ظ7) .
(3) قوله: إني امرؤ صائم، لم تكرر في (م) .
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. روح: هو ابن عبادة، وعطاء: هو ابن أبي رباح.
وسلف بأطول منه من طريق عطاء، بهذا الإسناد في مسند أبى هريرة رقم. (7693) ومن طريق أبي حصين عن أبي صالح (7840) وانظر أرقام طرقه هناك.
(5) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24630) غير أن شيخ أحمد هنا: هو روح بن عبادة.
وانظر (24843) .(43/186)
26071 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ (1) : " سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلَائِكَةِ وَالرُّوحِ " (2)
26072 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ عُرْفُطَةَ، قَالَ: أَبِي وَإِنَّمَا هُوَ خَالِدُ بْنُ عَلْقَمَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ خَيْرٍ، يُحَدِّثُ عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ " نَهَى عَنِ الدُّبَّاءِ، وَالْحَنْتَمِ، وَالْمُزَفَّتِ " قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ خَالِدُ بْنُ عَلْقَمَةَ الْهَمْدَانِيُّ وَهِمَ شُعْبَةُ (3)
26073 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنِ شُمَيْسَةَ، أَنَّهَا كَانَتْ عِنْدَ عَائِشَةَ، فَقَامَ إِلَيْهَا إِنْسَانٌ، فَقَالَ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ مَا تَقُولِينَ فِي نَبِيذِ الْجَرِّ؟ فَقَالَتْ: " نَهَى نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ نَبِيذِ الْجَرِّ " (4)
• 26074 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا
__________
(1) قوله: وسجوده، ليس في (م) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر ما قبله سنداً ومتناً.
(3) إسناده صحيح، وهو مكرر (25397) إلا أن شيخ أحمد هنا هو رَوْح ابنُ عبادة.
(4) حديث صحيح، وهو مكرر الحديث (25978) ، إلا أن شيخ الإمام أحمد في هذه الرواية: هو روح بن عبادة.(43/187)
مُحَمَّدُ بْنُ أبي بُكيرة (1) ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ شُمَيْسَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ نَبِيذِ الْجَرِّ " (2)
26075 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ أَبِي الْأَخْضَرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يَتَعَوَّذُ فِي صَلَاتِهِ مِنَ الْمَغْرَمِ، وَالْمَأْثَمِ فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا أَكْثَرَ مَا تَعَوَّذُ مِنَ الْمَغْرَمِ؟ فَقَالَ: " إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا غَرِمَ، حَدَّثَ فَكَذَبَ، وَوَعَدَ فَأَخْلَفَ " (3)
__________
(1) في (م) : مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، وقد سقط الحديث من (ظ2) و (ق) و"أطراف المسند"، وفي (ظ7) و (ظ8) محمد بن أبي بكيرة، وقد ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 7/214، وذكر في الرواة عنه أبو سلمة المنقري، ولم يؤثر توثيقه عن أحد، ولم يذكر في الرواة عن هشام بن حسان
القردوسي في كتب الرجال، ولا من شيوخ نصر بن علي الجهضمي، فلعله محمد بن بكر: وهو البرساني، وقد تصحف على النساخ، إذ هو من شيوخ نصر بن علي، ومن الرواة عن هشام بن حسان، والله أعلم.
(2) حديث صحيح، وهو مكرر سابقه إلا أنه من زيادات عبد الله بن أحمد عن شيخه نصر بن علي عن محمد بن أبي بكيرة، عن هشام. وانظر تعليقنا السابق.
(3) حديث صحيح، صالحُ بن أبى الأخضر- أن يكن ضعيفاً - تابعه شعيب، كما في الرواية (24578) ، ويزيد بن الهاد، كما في الرواية (24759) ، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. رَوْح: هو ابنُ عُبادة، وابنُ شهاب: هو الزهْري.
وأخرجه ابن راهويه (742) ، عن النَّضْر بنِ شُميل، عن صالح، به.=(43/188)
26076 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، أَنَّ عَائِشَةَ، حَدَّثَتْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " خُذُوا مِنَ الْعَمَلِ مَا تُطِيقُونَ، فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا "
" وَكَانَ أَحَبُّ الصَّلَاةِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا دَاوَمَ عَلَيْهَا وَإِنْ قَلَّتْ "، " وَكَانَ إِذَا صَلَّى صَلَاةً دَاوَمَ عَلَيْهَا " (1)
26077 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، (2) حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " وَاللهِ لَقَدْ كَانَ يَأْتِي عَلَى آلِ مُحَمَّدٍ شَهْرٌ مَا نَخْتَبِزُ (3) فِيهِ ". قَالَ: فَقُلْتُ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، فَمَا كَانَ يَأْكُلُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَتْ: " كَانَ لَنَا جِيرَانٌ مِنَ الْأَنْصَارِ - جَزَاهُمُ اللهُ خَيْرًا - كَانَ لَهُمْ شَيْءٌ مِنْ لَبَنٍ يُهْدُونَ مِنْهُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (4)
__________
= وسلف مطولاً بإسناد صحيح على شرط الشيخين برقم (24578) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24967) ، غير أن شيخ أحمد هنا: هو روح بن عبادة.
(2) قوله: حدثنا روح. سقط من (م) .
(3) في (ظ7) و (ظ8) : نخبز.
(4) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، وهشام شيخ روح: هو ابن حسان القردوسي، كما جاء مصرحاً به عند أبي الشيخ، ووهم الحافظ في "اطراف المسند" 9/159 في تعيينه الدستوائي، وكأنه اشتبه عليه بالإسناد الذي قبله.
وهو عند أحمد في "الزهد" ص 10.
وأخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" ص 274 من طريق حمدان بن=(43/189)
26078 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُرْوَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ عُرْوَةَ، وَالْقَاسِمَ، يُخْبِرَانِ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " طَيَّبْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدَيَّ بِذَرِيرَةٍ لِحَجَّةِ الْوَدَاعِ لِلْحِلِّ وَالْإِحْرَامِ: حِينَ أَحْرَمَ، وَحِينَ رَمَى جَمْرَةَ (1) الْعَقَبَةِ يَوْمَ النَّحْرِ قَبْلَ أَنْ يَطُوفَ بِالْبَيْتِ " (2)
26079 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ الْخَزَّازُ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: " طَيَّبْتُهُ (3) - تَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حِينَ أَهَلَّ بِأَطْيَبِ مَا قَدَرْتُ عَلَيْهِ مِنْ طِيبِي " (4)
__________
= عمر، عن روح، بهذا الإسناد، وفيه: كان يأتي على آل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خمس
عشرة ليلة ما توقد فيها بنار.
وأخرجه ابن سعد 1/403 عن روح بن عبادة، عن حماد بن سلمة وغيره، عن هشام بن عروة، به.
وأخرجه كذلك 1/403 من طريق حماد بن زيد، عن هشام بن عروة، به.
وقد سلف نحوه برقم (24232) .
(1) كلمة "جمرة" ليست في (ظ7) ولا (ظ8) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (25641) ، غير شيخ أحمد، فهو هنا رَوْح، وهو ابنُ عبادة، وشيخُه هناك محمد بن بكر البُرْساني، ومحمد بن عبد الله الأنصاري.
وسلف أيضاً برقم (24105) .
(3) في (م) : طيَّبتُ.
(4) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل أبي عامر الخزاز، وهو صالح ابن رستم. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. رَوْح: هو ابنُ عبادة، وابن أبي مليكة: هو عبد الله بن عبيد الله بن عبد الله بن أبي مليكة.=(43/190)
26080 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَكَمُ، وَحَمَّادٍ، وَمَنْصُورٍ، وَسُلَيْمَانَ، عَنِ إِبْرَاهِيمَ، (1) عَنْ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: " كَأَنَّمَا أَنْظُرُ إِلَى وَبِيصِ الطِّيبِ فِي مَفْرِقِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ " قَالَ سُلَيْمَانُ: فِي شَعْرِ، وَقَالَ مَنْصُورٌ: فِي أُصُولِ شَعْرِهِ، وَقَالَ الْحَكَمُ، وَحَمَّادٌ: فِي مَفْرِقِ (2)
__________
=وأخرجه الطيالسي (1506) عن أبي عامر، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (24105) بإسناد صحيح.
(1) وقع في (م) : أخبرنا الحكم، عن إبراهيم وحماد ومنصور وسليمان، وهو خطأ.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حمَّاد - وهو ابنُ أبي سليمان - متابَع. رَوْح: هو ابنُ عُبادة، والحَكَم: هو ابنُ عُتَيْبة، ومنصور: هو ابن المُعتمر، وسليمان: هو الأعمش.
وأخرجه ابن خزيمة (2587) ، من طريق رَوْح، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1378) - ومن طريقه أبو القاسم البغوي في "الجعديات" (880) - عن شعبة، عن منصور، به.
وسلف من طريق الحكم برقم (25427) .
ومن طريق الحكم والأعمش برقم (25586) .
ومن طريق حمَّاد بن أبي سليمان بالأرقام: (24934) و (24966) و (25522) و (25527) و (25775) .
ومن طريق الأعمش بالأرقام (24871) : و (25402) و (25467) و (25933) .
وسيرد من طريق منصور بالأرقام (26162) : و (26303) و (26396) .(43/191)
26081 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ النَّخَعِيِّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى وَبِيصِ الْمِسْكِ فِي رَأْسِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ " (1)
26082 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ، (2) عَنْ أَبِي عِيَاضٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، أَنَّ مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ، بَعَثَهُ إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ وَعَائِشَةَ قَالَ: فَأَتَيْتُ (3) غُلَامَ أُمِّ سَلَمَةَ نَافِعًا فَأَرْسَلْتُهُ إِلَيْهَا فَرَجَعَ إِلَيَّ فَأَخْبَرَنِي أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصْبِحُ جُنُبًا مِنْ غَيْرِ احْتِلَامٍ، ثُمَّ يُصْبِحُ صَائِمًا " قَالَ: ثُمَّ لَقِيَ غُلَامَ عَائِشَةَ ذَكْوَانَ أَبَا عَمْرٍو فَبَعَثَهُ إِلَيْهَا فَسَأَلَهَا عَنْ ذَلِكَ فَأَخْبَرَتْهُ " أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصْبِحُ جُنُبًا مِنْ غَيْرِ احْتِلَامٍ ثُمَّ يُصْبِحُ صَائِمًا " (4)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو مكرر (24107) ، غير شيخ أحمد، فهو هنا رَوْح، وهو ابنُ عُبادة، وشيخه هناك إسحاق بن يوسف الأزرق.
(2) في (ظ7) و (ظ8) عبد رب. وكلاهما صحيح.
(3) في (م) : فقال: أتيت.
(4) مرفوعه صحيح وهذا إسناد ضعيف لجهالة عبد ربه: وهو ابن أبي يزيد، فقد تفرد بالرواية عنه قتادة، ونقل الحافظ في "التهذيب" عن علي أبن المديني قوله: عبد ربه الذي روى عنه قتادة مجهول لم يرو عنه غير قتادة.
وأبو عياض، اختلف في تعيينه، قال مسلم في "الكنى": أبو عياض عمرو بن الأسود، وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: أبو عياض هو صاحب علي اسمه مسلم=(43/192)
26083 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ (1) بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعْمَرٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِي يُونُسَ، مَوْلَى عَائِشَةَ عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ وَاقِفٌ عَلَى الْبَابِ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أُصْبِحُ جُنُبًا، وَأَنَا أُرِيدُ الصِّيَامَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَأَنَا أُصْبِحُ جُنُبًا وَأَنَا أُرِيدُ الصِّيَامَ، ثُمَّ أَغْتَسِلُ وَأَصُومُ (2) " قَالَ الرَّجُلُ: إِنَّكَ لَسْتَ مِثْلَنَا، إِنَّكَ قَدْ غُفِرَ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ، فَغَضِبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ: " وَاللهِ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَخْشَاكُمْ لِلَّهِ، وَأَعْلَمَ بِمَا أَتَّقِي " (3)
__________
= ابن نُذير، وتعقبهما الحافظ في "التهذيب"، وقال: أما الراوي عن عبد الرحمن ابن الحارث فمجهول لا يعرف، لكنه ذكره ابن حبان في "الثقات" إلا انه جعل عبد الرحمن بن الحارث من الرواة عنه، والله تعالى أعلم.
وأخرجه النسائى في "الكبرى" (2947) و (2948) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/104 من طريقين عن سعيد بن أبى عروبة، بهذا الإسناد.
"وسيأتي 6/312 عن محمد بن جعفر، عن سعيد بن أبي عروبة، به.
وأخرجه النسائى كذلك (2945) و (2946) من طريق حجاج بن حجاج الباهلي، عن قتادة، به.
وسيأتي 6/312 عن عفان، عن همام، عن قتادة أن أبا عياض حدث أن مروان بعث إلى أم سلمة ... فذكر الحديث، ولم يذكر عبد ربه في الإسناد.
وسيكرر 6/312 سنداً ومتناً.
وانظر (24062) .
(1) في (م) : عبيد الله، وهو تحريف.
(2) في (ق) و (ظ2) و (م) : فأصوم، والمثبت من (ظ7) و (ظ8) وهو الموافق لرواية مالك في "الموطأ".
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر الحديث (24385) ، إلا=(43/193)
26084 - حَدَّثَنَا حُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَهِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ لَهَا: " نَاوِلِينِي الْخُمْرَةَ مِنَ الْمَسْجِدِ " فَقَالَتْ: إِنِّي حَائِضٌ، فَقَالَ: " إِنَّ حَيْضَتَكِ لَيْسَتْ فِي يَدِكِ " (1)
26085 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ رُسْتُمَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: دَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا بِسَرِفَ وَأَنَا أَبْكِي، فَقَالَ: " مَا يُبْكِيكِ يَا عَائِشَةُ؟ " فَقَالَتْ: قُلْتُ: يَرْجِعُ النَّاسُ بِنُسُكَيْنِ، ثُمَّ (2) أَرْجِعُ بِنُسُكٍ وَاحِدٍ قَالَ: " وَلِمَ (3) ذَاكَ؟ " قُلْتُ (4) : إِنِّي حِضْتُ قَالَ: " ذَاكَ شَيْءٌ كَتَبَهُ اللهُ عَلَى بَنَاتِ آدَمَ، اصْنَعِي مَا يَصْنَعُ الْحَاجُّ " قَالَتْ: فَقَدِمْنَا مَكَّةَ، ثُمَّ ارْتَحَلْنَا إِلَى مِنًى، ثُمَّ ارْتَحَلْنَا إِلَى عَرَفَةَ، ثُمَّ وَقَفْنَا مَعَ النَّاسِ، ثُمَّ وَقَفْتُ بِجَمْعٍ، ثُمَّ رَمَيْتُ الْجَمْرَةَ يَوْمَ النَّحْرِ، ثُمَّ رَمَيْتُ الْجِمَارَ مَعَ النَّاسِ تِلْكَ الْأَيَّامَ، قَالَتْ: ثُمَّ ارْتَحَلَ حَتَّى نَزَلَ الْحَصْبَةَ، قَالَتْ: وَاللهِ مَا نَزَلَهَا إِلَّا مِنْ أَجْلِي - أَوْ قَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْهَا إِلَّا مِنْ أَجْلِهَا - ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَقَالَ: " احْمِلْهَا خَلْفَكَ حَتَّى تُخْرِجَهَا مِنَ الْحَرَمِ "
__________
= أن شيخ الإمام أحمد هنا: هو روح بن عبادة.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد سلف الكلام عليه في الرواية (24794) .
(2) في (م) : وأنا أرجع.
(3) في (ظ7) و (ظ8) : فلم.
(4) في (م) : قالت: قلت.(43/194)
فَوَاللهِ مَا قَالَ: فَتُخْرِجُهَا إِلَى الْجِعِرَّانَةِ، وَلَا إِلَى التَّنْعِيمِ، فَلْتُهِلَّ بِعُمْرَةٍ، قَالَتْ: فَانْطَلَقْنَا فَكَانَ (1) أَدْنَاهَا (2) إِلَى الْحَرَمِ التَّنْعِيمُ، فَأَهْلَلْتُ (3) مِنْهُ بِعُمْرَةٍ، ثُمَّ أَقْبَلْتُ فَأَتَيْتُ الْبَيْتَ، فَطُفْتُ بِهِ، وَطُفْتُ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، ثُمَّ أَتَيْتُهُ فَارْتَحَلَ "، قَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ وَكَانَتْ عَائِشَةُ تَفْعَلُ ذَلِكَ بَعْدُ (4)
__________
(1) في (ظ2) و (ق) و (م) : وكان.
(2) في (م) و (ق) : أدنى.
(3) في (ق) : فأهلت منه.
(4) إسناده ضعيف على نكارة في متنه، صالح بن رستم ضعفه ابن معين، وقال أبو حاتم: شيخ يكتب حديثه ولا يحتج به، وقال الدارقطني: ليس بالقوي، وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم، قال الحافظ في "التقريب": صدوق كثير الخطأ، ووثقه أبو داود والطيالسي، وقال أحمد: صالح الحديث، وقال العجلي: جائز الحديث. قلنا: وقد تفرد بهذا السياق، وهو ممن لا يحتمل تفرده، ثم إنه خالف من هو أوثق منه فيه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. روح: هو ابن عبادة، وابن أبي مليكة هو عبد الله بن عبيد الله.
وأخرجه إسحاق بن راهويه (1257) عن روح، بهذا الإسناد.
وأخرجه مختصراً الطيالسي (1507) عن صالح بن رستم، به.
وخالفه عثمان بن الأسود فيما أخرجه البخاري (2984) عن ابن أبي مليكة، عن عائشة رضي ألله عنها أنها قالت: يا رسول الله، يرجع أصحابك بأجر حج وعمرة، ولم أزد على الحج؟ فقال لها: اذهبي، وليردفك عبد الرحمن، فأمر عبد الرحمن أن يعمرها من التنعيم، فانتظرها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأعلى مكة حتى جاءت.
قلنا: وقد سلف بغير هذا السياق مطولاً ومختصراً بالأرقام (24159) و (24906) و (25838) ، وسيأتي برقمي (26344) و (26345) ، فانظرها لزاماً.(43/195)
26086 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ، فَنَزَلْنَا الشَّجَرَةَ، فَقَالَ: " مَنْ شَاءَ فَلْيُهِلَّ بِعُمْرَةٍ وَمَنْ شَاءَ فَلْيُهِلَّ بِحَجَّةٍ " قَالَتْ عَائِشَةُ: فَأَهَلَّ مِنْهُمْ بِعُمْرَةٍ، وَأَهَلَّ مِنْهُمْ بِحَجَّةٍ، قَالَتْ: وَكُنْتُ أَنَا مِمَّنْ أَهَلَّ بِعُمْرَةٍ، فَأَدْرَكَنِي يَوْمُ عَرَفَةَ وَأَنَا حَائِضٌ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " انْقُضِي رَأْسَكِ، وَامْتَشِطِي، وَذَرِي عُمْرَتَكِ وَأَهِلِّي بِالْحَجِّ ". فَلَمَّا كَانَ لَيْلَةُ الْحَصْبَةِ، أَمَرَنِي فَاعْتَمَرْتُ مَكَانَ عُمْرَتِي الَّتِي تَرَكْتُ (1)
26087 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا كَهْمَسٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، قَالَ سَأَلْتُ عَائِشَةَ أَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ شَهْرًا كُلَّهُ؟ قَالَتْ: " مَا عَلِمْتُهُ صَامَ شَهْرًا كُلَّهُ حَتَّى يُفْطِرَ مِنْهُ إِلَّا رَمَضَانَ، وَلَا أَفْطَرَ شَهْرًا كُلَّهُ حَتَّى يَصُومَ مِنْهُ حَتَّى مَضَى لِوَجْهِهِ، أَوْ لِسَبِيلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. روح: هو ابن عبادة، وابن أبي ذئب: اسمه محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث بن أبي وقد سلف نحوه برقمي (25307) و (25441) .
وانظر (24093) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (24334) ، غير أن شيخ أحمد هنا: هو روح بن عبادة.
وأخرجه مسلم (1156) (173) من طريق معاذ، عن كهمس، بهذا الإسناد.(43/196)
26088 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي حَسَّانَ الْأَعْرَجِ، أَنَّ رَجُلَيْنِ، دَخَلَا عَلَى عَائِشَةَ فَقَالَا: إِنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُ أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يَقُولُ: " إِنَّمَا الطِّيَرَةُ فِي الْمَرْأَةِ، وَالدَّابَّةِ، وَالدَّارِ " قَالَ: فَطَارَتْ شِقَّةٌ مِنْهَا فِي السَّمَاءِ، وَشِقَّةٌ فِي الْأَرْضِ، فَقَالَتْ: وَالَّذِي أَنْزَلَ الْقُرْآنَ عَلَى أَبِي الْقَاسِمِ مَا هَكَذَا كَانَ يَقُولُ، وَلَكِنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: " كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ: الطِّيَرَةُ فِي الْمَرْأَةِ وَالدَّارِ وَالدَّابَّةِ " ثُمَّ قَرَأَتْ عَائِشَةُ: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ} (1) [الحديد: 22] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ
26089 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ، عَنْ بُدَيْلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ اللَّيْثِيِّ، عَنِ امْرَأَةٍ مِنْهُمْ يُقَالُ لَهَا أُمُّ كُلْثُومٍ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو حسان - وهو الأعرج - من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. رَوْح: هو ابنُ عبادة، وقد سمع من سعيد - وهو ابن أبى عروبة - قبل الاختلاط. وأخرجه الحاكم في "المستدرك" 2/479، ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" 8/140 من طريق عبد الوهَّاب بن عطاء، وابنُ عبد البَر في "التمهيد" 9/288-289 من طريق الوليد بن مسلم، كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي.
وسلف برقم (25168) ، وبرقم (26034) وبسطنا القول فيه في الموضع الثاني.(43/197)
عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَأْكُلُ فِي سِتَّةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ جَائِعٌ فَأَكَلَ بِلُقْمَتَيْنِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَا إِنَّهُ لَوْ ذَكَرَ اسْمَ اللهِ لَكَفَاكُمْ، فَإِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَذْكُرْ اسْمَ اللهِ، فَإِنْ نَسِيَ أَنْ يُسَمِّيَ اللهَ فِي أَوَّلِهِ، فَلْيَقُلْ بِسْمِ اللهِ فِي أَوَّلِهِ وَآخِرِهِ " (1)
26090 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا أَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا اشْتَرَتْ نُمْرُقَةً فِيهَا تَصَاوِيرُ، فَلَمَّا رَآهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَامَ عَلَى الْبَابِ، فَلَمْ يَدْخُلْ، فَعَرَفْتُ فِي وَجْهِهِ الْكَرَاهِيَةَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَتُوبُ إِلَى اللهِ وَإِلَى رَسُولِهِ، مَا أَذْنَبْتُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا بَالُ هَذِهِ النُّمْرُقَةِ؟ " فَقُلْتُ: اشْتَرَيْتُهَا لِتَقْعُدَ عَلَيْهَا وَلِتَوَسَّدَهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ أَصْحَابَ هَذِهِ الصُّورِ يُعَذَّبُونَ بِهَا، يُقَالُ لَهُمْ: أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ " وَقَالَ: " إِنَّ الْبَيْتَ الَّذِي فِيهِ الصُّورَةُ (2) لَا تَدْخُلُهُ الْمَلَائِكَةُ " (3)
__________
(1) حسن بشواهده وهو مكرر (25733) ، غير أن شيخ أحمد هنا: هو روح بن عبادة.
(2) في (ظ7) و (ظ8) : الصور.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. رَوْح: هو ابنُ عُبادة، ونافع: هو مولى عبد الله بن عمر بن الخطاب.
وأخرجه أبو عوانة 2/71 من طريق رَوْح، بهذا الإسناد.=(43/198)
26091 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ يَعْنِي الْجَدَلِيَّ، يَقُولُ: سَأَلْتُ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ عَنْ خُلُقِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: " لَمْ يَكُ فَاحِشًا، وَلَا مُتَفَحِّشًا، وَلَا صَخَّابًا فِي الْأَسْوَاقِ، وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَصْفَحُ " (1)
__________
=وهو عند مالك في "الموطأ" 2/966، ومن طريقه أخرجه البخاري (2105) و (5181) و (5961) ، ومسلم (2107) (96) ، وأبو عَوانة 2/71، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/284، وابن حِبان (5845) ، والبيهقي في "السنن" 7/266-267 و.267 وأخرجه مطوَّلاً ومحْتصراً الطيالسيُّ (1425) ، وإسحاق بنُ راهويه في "مسنده" (976) ، والبخاري (3224) و (5957) ، ومسلم (2107) (96) ،
والخطيب في "تاريخه" 2/293-294 و5 /286، والبيهقي في "السنن " 7/269-270 من طرق عن نافع، به.
وأخرجه بنحوه أبو يعلى (4438) من طريق عثمان بن مرة، عن القاسم، به.
وسلف مختصراً برقم (24417) .
وانظر (24081) و (24218) .
وانظر لزاماً "فتح الباري"10/387-389.
وقوله: "إن البيت الذي فيه الصورة لا تدخُله الملائكة " ذكرنا أحاديث الباب في مسند أبى سعيد الخدري عند الرواية (11858) .
(1) إسناده صحيح، وهو مكرر (25417) ، غير أن شيخ الإمام أحمد هنا هو: روح بن عبادة.
وأخرجه إسحاق (1612) عن روح بن عبادة، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (25417) .(43/199)
26092 - حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنِي الزُّبَيْرُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: يَعْنِي أَبَا عَاصِمٍ قَالَ أَبِي: وَلَا أَدْرِي مَنْ هُوَ يَعْنِي نَافِعًا هَذَا قَالَ: كُنْتُ أَتَّجِرُ إِلَى الشَّامِ - أَوْ إِلَى مِصْرَ - قَالَ: فَتَجَهَّزْتُ إِلَى الْعِرَاقِ فَدَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ فَقُلْتُ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ إِنِّي قَدْ تَجَهَّزْتُ إِلَى الْعِرَاقِ فَقَالَتْ: مَا لَكَ وَلِمَتْجَرِكَ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " إِذَا كَانَ لِأَحَدِكُمْ رِزْقٌ فِي شَيْءٍ فَلَا يَدَعْهُ حَتَّى يَتَغَيَّرَ لَهُ، أَوْ يَتَنَكَّرَ لَهُ " فَأَتَيْتُ الْعِرَاقَ، ثُمَّ دَخَلْتُ عَلَيْهَا، فَقُلْتُ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، وَاللهِ مَا رَدَدْتُ الرَّأْسَ مَالٍ. فَأَعَادَتْ عَلَيْهِ الْحَدِيثَ - أَوْ قَالَتِ الْحَدِيثُ كَمَا حَدَّثْتُكَ (1)
__________
(1) إسناده ضعيف، والد الضحاك: هو مخلد بن الضحاك ضعيف لا يتابع على حديثه، والزبير بن عبيد انفرد بالرواية عنه مخلد هذا، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، فهو في عداد المجاهيل، ونافع مجهول كذلك. قال ابن حبان في "الثقات": نافع شيخ يروي عن عائشة، جهدت فلم أقف على نافع هذا مَن هو.
وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة الزبير بن عبيد من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه بتمامه ومختصراً البخاري في "التاريخ الكبير" 8/85.، وابن ماجه (2148) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (1243) ، وفي "الآداب" (963) ، والمزي في "تهذيبه" 9/313-314 من طريق أبي عاصم، به.
وأخرجه البيهقي في "الشعب" (1244) من طريق يونس بن محمد، عن أبى الضحاك، به. وصرَّح أن نافعاً ليس هو مولى ابن عمر.=(43/200)
26093 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ، وَلِلْعَاهِرِ الْحَجَرُ " (1)
26094 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَوْ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا
__________
وأورده ابن حبان في "الثقات" 5/472، والذهبي في "الميزان" وله شاهد لا يفرح به من حديث أنس أخرجه ابن ماجه (2147) ، والبيهقي في "الشعب" (1241) و (1242) ، والمزي في "تهذيبه 9/314. "وفي إسناده فروة بن يونس، وهو ضعيف، وهلال بن جبير، وهو مجهول الحال، وفي
سماعه من أنس نظر.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عثمان بن عمر: هو ابن فارس العبدي.
وهو عند مالك في "الموطأ 2/739" مطولاً، وأخرجه من طريقه الشافعي في "السنن" (501) ، والبخاري (2053) و (2745) و (4303) و (6749) و (7182) ، والدارمي (2236) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4244) و (5131) ، وفي "شرح معاني الآثار" 3/113-114، وابن حبان (4105) ، والدارقطني 4/241، والبيهقي في "السنن" 7/412، وابن عبد البر في "التمهيد" 8/179-180 و181-182، والبغوي في "شرح السنة" (2378) .
وبعضهم رواه مختصراً كما في هذه الرواية.
وقد سلف نحوه برقم (24086) .(43/201)
اسْتَدْبَرْتُ مَا سُقْتُ الْهَدْيَ، وَلَأَحْلَلْتُ مَعَ الَّذِينَ حَلُّوا مِنَ الْعُمْرَةِ " (1)
26095 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ الْحَوْلَاءَ بِنْتَ تُوَيْتٍ، مَرَّتْ عَلَى عَائِشَةَ وَعِنْدَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذِهِ الْحَوْلَاءُ، وَزَعَمُوا أَنَّهَا لَا تَنَامُ اللَّيْلَ؟ فَقَالَ: " لَا تَنَامُ اللَّيْلَ خُذُوا مِنَ الْعَمَلِ مَا تُطِيقُونَ، فَوَاللهِ لَا يَسْأَمُ اللهُ حَتَّى تَسْأَمُوا " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يونس: هو ابن يزيد الأيلي. وأخرجه أبو داود (1784) من طريق عثمان بن عمر، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (7229) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4318) من طريق عُقيل بن خالد، عن الزهري، به.
وانظر (24876) و (25425) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عثمان بن عمر: هو ابن فارس العبدي، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي، والزهري: هو محمد بن مسلم ابن شهاب.
وأخرجه عبد بن حميد (1485) ، وأبو عوانة 2/298-299، وأبو نعيم في "الحلية" 2/65 من طريق عثمان بن عمر، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (785) (220) ، وابن حبان (2586) ، والبيهقي 3/17 من طريق ابن وهب، عن يونس، به.
وأخرجه الطبراني في "الشاميين" (1753) من طريق عبد الله بن سالم، عن الزبيدي، عن الزهري، به.
وسيرد بالأرقام (26096) و (26097) .(43/202)
26096 - حَدَّثَنَاهُ وَهْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَرَّتِ الْحَوْلَاءُ بِنْتُ تُوَيْتِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى فَذَكَرَهُ وَقَالَ: " فَإِنَّ اللهَ لَا يَسْأَمُ حَتَّى تَسْأَمُوا " (1)
26097 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَخْبَرَتْنِي عَائِشَةُ، أَنَّ الْحَوْلَاءَ بِنْتَ تُوَيْتِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (2)
26098 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا نَذْرَ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ،
__________
وقد سلف برقم (24189) .
(1) حديث صحيح، النعمان بن راشد - وإن كان ضعيفاً - قد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وهب بن جرير: هو ابن حازم.
وقد سلف برقم (26095) بإسناد صحيح.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (26095) ، غير أن شيخ أحمد هنا: هو أبو اليمان الحكم بن نافع، وشيخه: هو شعيب بن أبي حمزة.
وأخرجه أبو عوانة 2/298-299، وابن عبد البر في "التمهيد" 1/191-192 من طريق أبي اليمان، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن حبان (359) من طريق عثمان بن سعيد، عن شعيب، به.(43/203)
وَكَفَّارَتُهُ كَفَّارَةُ يَمِينٍ " (1)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، الزهري - وهو محمد ابن مسلم - لم يسمع هذا الحديث من أبي سلمة - وهو ابن عبد الرحمن - فيما قال البخاري، ونقله عنه الترمذي في "جامعه 4/103، "وفي "العلل الكبير" 2/653، وقد اختلف فيه على الزهري: فرواه يونس، وقد اختلف عليه كذلك: فرواه عثمان بن عمر- كما في هذه الرواية، وعند النسائى 7/26-27- والليث بن سعد - فيما أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/4، وفي "الصغير" 2/197، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 3/3، وابن عدي في "الكامل" 3/1103- وعبد الله بن المبارك فيما أخرجه أبو داود (3290) ، والنَّسائى 7/26، وأبو يعلى (4783) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 3/3، والبيهقي 10/69 - وابن وهب - فيما أخرجه أبو داود (3291) ، وابن ماجه (2125) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2158) - وأبو صفوان عبد الله بن سعيد الأموي- فيما أخرجه الترمذي في "جامعه" (1524) ، وفي "العلل الكبير" 2/651- وعنبسة بن خالد - فيما أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ 3/4، "ستتهم عن يونس، به.
ورواه عبد الله بن عثمان، عن عبد الله بن المبارك - فيما أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/4، وفي "التاريخ الصغير" 2/197- ومن طريقه ابن عدي في "الكامل" 3/1103- ويعقوب بن سفيان 3/3- وقال: عن يونس، عن الزهري: وبلغني عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، قالت عائشة.
موقوفاً.
ورواه عنبسة بن خالد - فيما أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 3/4، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 10/69- عن يونس، عن ابن شهاب، حَدث أبو سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة، مرفوعاً. قال البيهقي: هذا يدل على أنه لم يسمعه من أبي سلمة، وإنما سمعه من سليمان بن أرقم، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة.=(43/204)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
قلنا: وسيأتي بيان ذلك.
ورواه أبو ضمرة - فيما أخرجه النسائى 7/27- عن يونس، عن ابن شهاب، قال: حدث أبو سلمة، عن عائشة، مرفوعاً. وجاء في المطبوع: حدثنا أبو سلمة، والمثبت من "التحفة" 12/367.
ورواه محمد بن أبى عتيق وموسى بن عقبة - فيما أخرجه البخاري في "التاريخ" 2/4، وفي "الصغير" 2/197، وأبو داود (3292) ، والترمذي في "جامعه" (1525) ، والنَّسائى في "المجتبى" 7/27، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" 3/4، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2159) ، وفي "شرح معاني الآثار" 3/130، والطبراني في "الأوسط" (4601) ، وابن عدي في "الكامل" 3/1102-1103، وتمام الرازي في "فوائده (942) ، "والبيهقي في "السنن" 10/269، والبغوي في "شرح السنة" (2447) ، كلاهما عن الزهري، عن سليمان بن أرقم، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبى سلمة، عن عائشة، به.
قال الدارقطني في "العلل "5/ورقة 73: والصحيح حديث ابن أبى عتيق وموسى بن عقبة، عن الزهري.
قلنا: وسليمان بن أرقم متروك ذاهب الحديث فيما قال البخاري، لكن لم ينفرد به، فقد أخرجه الطيالسي في مسنده (1484) ، فقال: حدثنا حرب بن شداد، عن يحيى بن أبى كثير، عن أبى سلمة، عن عائشة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "لا نذر في معصية وكفارته كفارة يمين" وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، ويشهد له حديث ابن عباس عند ابن الجارود في "المنتقى (935) " ومن طريقه البيهقي 1/72: حدثنا محمد بن يحيى، حدثنا محمد بن موسى بن أعين، حدثنا خطاب، حدثنا عبد الكريم، عن عطاء بن أبى رباح، عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال:"النذر نذران، فما كان لله، فكفارته الوفاء، وما كان للشيطان فلا وفاء فيه، وعليه كفارة يمين " وهذا سند قوي رجاله كلهم ثقات من رجال البخاري، غير خطاب - وهو ابن القاسم الحزَاني فقد روى له أبو داود والنسائي، وهو ثقة، وثقه=(43/205)
26099 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تُحَرِّمُ الْمَصَّةُ، وَلَا الْمَصَّتَانِ " (1)
__________
= ابن معين وغيره، وقول الحافظ عنه في "التقريب: "اختلط قبل موته ليس بجيد، وقد تقلد قول البرذعي، عن أبي زرعة: يقال: إنه اختلط قبل موته، وهذه صيغة تمريض لا يُطعن الراوي بها، ولا يقال فيها بصيغة الجزم لا سيما أن ابن أبي حاتم قد نقل عن أبى زرعة توثيقه مطلقاً، فكأنه رجع عن ذلك.
وجاء في "المغني" لابن قدامة 13/624 تعليقاً على قول الخرقي:"من نذر أن يعصيه لم يعصه، وكفر كفارة يمين": أن نذر المعصية فيه كفارة يمين، وروي عن ابن مسعود وابن عباس وجابر، وعمران بن حُصين، وسمرة بن جندب، وبه قال الثوري وأبو حنيفة وأصحابه.
تنبيه: وقع بإثر هذا الحديث في (م) و (ظ2) و (ق) : حدثنا عثمان، قال:
حدثنا يونس، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "لا نذر
في معصية الله، وكفارته كفارة يمين".
وهو ليس في (ظ7) و (ظ8) و (هـ) ، ولم يذكره الحافظ في "أطراف المسند"، والراجح أنه ملفق من إسناد الحديث الذي بعده، ومتن الحديث الذي قبله، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. عثمان: هو ابن عمر بن فارس العبدي، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي.
وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" (823) ، وابن نصر المروزْي في "السنة" (315) من طريق عثمان بن عمر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي (2251) ، وابن نصر في "السنة" (316) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4554) من طريق الليث بن سعد، عن يونس، به.
ورواه وهب الله بن راشد - فيما أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4555) ، وعنبسة بن خالد - فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 5/الورقة 111-=(43/206)
26100 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ (1) عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، أَخْبَرَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهَا: " أَلَمْ تَرَيْ أَنَّ قَوْمَكِ حِينَ بَنَوْا الْكَعْبَةَ اسْتَقْصَرُوا عَلَى قَوَاعِدِ إِبْرَاهِيمَ؟ " فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفَلَا تَرُدُّهَا عَلَى قَوَاعِدِ إِبْرَاهِيمَ؟ فَقَالَ: " لَوْلَا حِدْثَانُ قَوْمِكِ بِالْكُفْرِ ". فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: إِنْ كَانَتْ عَائِشَةُ سَمِعَتْ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَا أَرَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَرَكَ اسْتِلَامَ الرُّكْنَيْنِ اللَّذَيْنِ يَلِيَانِ الْحَجَرَ إِلَّا أَنَّ الْبَيْتَ لَمْ يُتَمَّ عَلَى قَوَاعِدِ إِبْرَاهِيمَ (2)
26101 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ،
__________
= كلاهما عن يونس، عن الزهري، عن عروة، عن عبد الله بن الزبير مرفوعاً.
وأخرجه موقوفاً عبد الرزاق (13912) - ومن طريقه البيهقي في "السنن" 7/456- عن معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: لا يحرم دون خمس رضعات معلومات.
وأخرجه موقوفاً كذلك النسائى في "الكبرى" (5459) من طريق حسين المعلم، عن مكحول، عن عروة، عن عائشة، قالت: ليس بالمصة والمصتان بأس، إنما الرضاع ما فتق الأمعاء. قال الدارقطني في "العلل" 5/الورقة 111: المحفوظ عن مكحول موقوف.
وقد سلف برقم. (24026)
(1) في (ظ7) و (ظ8) و (ظ2) : أن عبد الله.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (25440) ، غير أن شيخ أحمد هنا: هو عثمان بن عمر العبدي.(43/207)
عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُومُ عَلَى بَابِ حُجْرَتِي وَالْحَبَشَةُ يَلْعَبُونَ بِحِرَابِهِمْ، يَسْتُرُنِي بِرِدَائِهِ لِكَيْ أَنْظُرَ إِلَى لَعِبِهِمْ، ثُمَّ يَقُومُ حَتَّى أَكُونَ أَنَا الَّتِي أَنْصَرِفُ " (1)
26102 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، أَنَّ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " وَإِنْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيُدْخِلُ عَلَيَّ رَأْسَهُ، وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ، فَأُرَجِّلُهُ، وَكَانَ لَا يَدْخُلُ الْبَيْتَ إِلَّا لِحَاجَةٍ إِلَّا إِذَا أَرَادَ الْوُضُوءَ وَهُوَ مُعْتَكِفٌ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عثمان بن عمر: هو العَبْدي، ويونس: هو ابنُ يزيد الأيلي.
وأخرجه الإسماعيلي- فيما ذكر الحافظ في "الفتح" 1/550- من طريق عثمان بن عمر، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (892) (18) من طريق ابن وَهْب، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" ص 27 من طريق هشام بن سليمان، كلاهما عن يونس، به.
وعلَّقه البخاري في "صحيحه" بإثر (454) عن إبراهيم بن المنذر، عن ابن وَهْب، عن يونس، به، من أجل قول عائشة: "رأيتُ النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والحبشة يلعبون بحرابهم".
وسلف برقم (24196) ، ونقلنا هناك ما ذكره الحافظ في اللعب بالحِراب في المسجد.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عثمان بن عمر: هو ابن فارس العبدي.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (3370) عن أبي داود - وهو الحراني - كلاهما عن عثمان بن عمر، بهذا الإسناد. وقال فىِ أوله: قالت عائشة: إني=(43/208)
26103 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أُسَامَةُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أُمِّهِ أَسْمَاءَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ سَفَرٍ وَقَدْ اشْتَرَيْتُ نَمَطًا فِيهِ صُورَةٌ، فَسَتَرْتُهُ عَلَى سَهْوَةِ بَيْتِي، فَلَمَّا دَخَلَ، كَرِهَ مَا صَنَعْتُ، وَقَالَ: " أَتَسْتُرِينَ الْجُدُرَ يَا عَائِشَةُ؟ " فَطَرَحْتُهُ فَقَطَعْتُهُ مِرْفَقَتَيْنِ، فَقَدْ رَأَيْتُهُ مُتَّكِئًا عَلَى إِحْدَاهُمَا، وَفِيهَا صُورَةٌ (1)
26104 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ،
__________
=كنت لآتي البيت وفيه المريض فما أسأل إلا وأنا قائمة.
وقرن ابن الجارود في روايته عمرة بنت عبد الرحمن بعروة.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" (3053) ، وابن خزيمة (2230) عن يونس ابن عبد الأعلى، عن ابن وهب، عن يونس، عن الزهري، عن عروة - وقد قرن به عمرة - عن عائشة، به.
وانظر (24041) و (24731) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد فيه أسامة: وهو ابنُ زيد الليثي، تكلَّموا فيه، وقد اختُلف عليه في هذا الإسناد، كما سيرد، وأسماءُ بنتُ عبد الرحمن - وأبوها عبد الرحمن، وهو ابنُ أبى بكر الصديق - لم يذكروا في الرواة عنها سوى ولدها عبد الرحمن بن القاسم وعبد الله بن أبي مُليكة، وذكرها ابن حبان في "الثقات"، وقال: كانت في حجر عائشة، تروي عن عائشة. قلنا: وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. عثمان بن عمر: هو ابن فارس العبدي.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/283-284، وابنُ حِبان (5843) من طريق ابن وَهْب، عن أسامة بن زيد، بهذا الإسناد.
وخالف وكيعٌ ابنَ وهب وعثمانَ بن عمر، فرواه كما عند ابن ماجه (3653) عن أسامة بن زيد، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة.
وسلف نحوه بأسانيد صحيحة بالأرقام: (24081) و (24718) و (25392) .(43/209)
قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ شَيْءٌ إِلَّا كَانَ لَهُ بِهِ أَجْرٌ، أَوْ كَفَّارَةٌ حَتَّى النَّكْبَةُ وَالشَّوْكَةُ " (1)
26105 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهَا وَعِنْدَهَا امْرَأَةٌ مِنَ الْيَهُودِ، وَهِيَ تَقُولُ: أُشْعِرْتُ أَنَّكُمْ تُفْتَنُونَ فِي الْقُبُورِ؟ فَارْتَاعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ: " إِنَّمَا تُفْتَنُ يَهُوَدُ " قَالَتْ عَائِشَةُ: فَلَبِثْنَا لَيَالِيَ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أُشْعِرْتُ أَنَّهُ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّكُمْ تُفْتَنُونَ فِي الْقُبُورِ؟ " وَقَالَتْ عَائِشَةُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدُ يَسْتَعِيذُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ (2)
__________
(1) حديث صحيح، وهو مكرر (24264) ، غير شيخي أحمد، فهما هنا عثمان بن عمر، وهو ابن فارس العبدي، ومحمد بن بكر: هو البُرساني.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عثمان بن عمر: هو ابن فارس العبدي، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي.
وأخرجه مسلم (584) ، والنَّسائي في "المجتبى" 4/104-105، وفي "الكبرى" (2191) ، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (101) من طريق ابن وَهْب، عن يونس، به.
وسلف برقم (24582) .
وسلف برقم (24178) من طريق مسروق، عن عائشة......(43/210)
26106- حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، فَكَانَتْ تِلْكَ صَلَاتُهُ، يَسْجُدُ (1) فِي السَّجْدَةِ مِنْ ذَلِكَ قَدْرَ مَا يَقْرَأُ أَحَدُكُمْ خَمْسِينَ آيَةً قَبْلَ أَنْ يَرْفَعَ رَأْسَهُ، وَيَرْكَعُ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ، ثُمَّ يَضْطَجِعُ عَلَى شِقِّهِ الْأَيْمَنِ حَتَّى يَأْتِيَهُ الْمُؤَذِّنُ " (2)
26107 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَأْمُرُ بِصِيَامِ عَاشُورَاءَ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ رَمَضَانُ، فَلَمَّا فُرِضَ رَمَضَانُ كَانَ مَنْ شَاءَ صَامَ، وَمَنْ شَاءَ أَفْطَرَ " (3)
__________
(1) في (ظ7) و (ظ8) و (ق) ، وهامش (ظ2) : يقعد.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24461) ، غير أن شيخ أحمد هنا: هو عثمان بن عمر بن فارس العبدي، وشيخه: هو يونس بن يزيد الأيلي.
وأخرجه مسلم (736) (122) ، وأبو داود (1337) ، والنسائي في "المجتبى" 2/30 و3/65، وأبو عوانة 2/278 و326، والطحاوي في "شرح معاني الآثار"1/283، والدارقطني في "السنن"
1/416-417، والبيهقي في "السنن" 2/486-487 و3/23، وفي "معرفة السنن" (5385) ، والبغوي في "شرح السنة" (901) من طريق ابن وهب، عن يونس، بهذا الإسناد.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (26127) ، غير أن شيخ أحمد هنا: هو عثمان بن عمر بن فارس العبدي، وشيخه هو يونس بن يزيد الأيلي.=(43/211)
26108 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، أَنَّ عَائِشَةَ، قَالَتْ: لَمَّا أُمِرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِتَخْيِيرِ أَزْوَاجِهِ، بَدَأَ بِي، فَقَالَ: " يَا عَائِشَةُ إِنِّي أَذْكُرُ (1) لَكِ أَمْرًا، وَلَا عَلَيْكِ أَنْ لَا تَسْتَعْجِلِي حَتَّى تُذَاكِرِي أَبَوَيْكِ " قَالَتْ: وَقَدْ عَلِمَ أَنَّ أَبَوَيَّ لَمْ يَكُونَا لِيَأْمُرَانِي بِفِرَاقِهِ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا} [الأحزاب: 28] حَتَّى بَلَغَ: {أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 29] فَقُلْتُ: فِي أَيِّ هَذَا أَسْتَأْمِرُ أَبَوَيَّ؟ فَإِنِّي قَدْ اخْتَرْتُ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ. قَالَتْ: ثُمَّ فَعَلَ أَزْوَاجُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا فَعَلْتُ (2)
__________
وأخرجه مسلم (1125) (115) ، والطبري في "تهذيب الآثار" (626) من طريق ابن وهب، عن يونس، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولاً ومختصراً الشافعي في "مسنده" (698) "ترتيب السندي"، وفي "السنن" (332) ، وفي "اختلاف الحديث " ص 102، وعبد الرزاق (7842) ، والحميدي (200) ، وإسحاق بن راهويه (649) و (650) و (651) ، والبخاري (2001) و (4502) ، ومسلم (1125) (114) ، والنسائي في "الكبرى" (2839) ، وابن ماجه (1733) ، والدارمي (1767) ، والطبري في "تهذيب الآثار" (625) ، والبغوي في "الجعديات" (2792) ، والبيهقي في "السنن" 4/288 و290، وفي "معرفة السنن والآثار" 6/353، والحازمي في "الاعتبار" ص 133، والذهبي في "السير" 7/147 من طرق عن الزهري، به.
وقد سلف برقم (24011) .
(1) في (ظ7) و (ظ8) : ذاكرٌ.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عثمان: هو ابن عمر بن فارس=(43/212)
26109 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَجَدْتُ، فِي مَوْضِعٍ عَنْ عُرْوَةَ، وَمَوْضِعٍ آخَرَ عَنْ عَمْرَةَ - كِلَاهُمَا قَالَهُ عُثْمَانُ
__________
=العَبْدي، ويونس: هو ابنُ يزيد الأيلي، والزُهرىِ: هو محمد بن مسلم بن شهاب، وأبو سَلَمة: هو ابنُ عبد الرحمن بن عوف.
وأخرجه الترمذي (3204) ، وابنُ الجارود في "المنتقى" (739) ، والبيهقي في "السنن الكبير" 7/36-37 و345، من طريق عثمان بن عمر، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيح، وقد روي هذا أيضاً عن الزهري، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها.
قلنا: سلف من طريق الزهري، عن عروة، عن عائشة برقم وعلَّقه البخاري (4786) بصيغة الجزم، عن الليث، عن يونس، عن الزهري، به.
قال البخاري تابعه موسى بن أعين، عن معمر، عن الزُهري، قال: أخبرني أبو سلمة.
وأخرجه مسلم (1475) ، والنسائي في "المجتبى" 6/159-160، و"الكبرى" (5309) و (5632) ، والطبري في تفسير الآية المذكورة من سورة الأحزاب، وابن عبد البر في "الاستذكار" 17/165 من طريق ابن وهب، عن يونس، به.
وأخرجه البخاري (4785) ، والنسائي في "المجتبى" 6/55-56 و159-160، و"الكبرى" (5309) و (5312) و (5632) ، والطبري في تفسير الآية المذكورة من سوره الأحزاب، والبيهقي في "السنن الكبرى" 7/344-345، وابن عبد البر في "الاستذكار" 17/165، والبغوي في "شرح السنة" (2354) ، وفي تفسير الآية المذكورة من سورة الأحزاب من طرق، عن الزهري، به.
قال البغوي: هذا حديث متفق على صحته.
وسلف برقم (24487) .=(43/213)
عَنْ عَائِشَةَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحَرَ عَنْ أَزْوَاجِهِ بَقَرَةً فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ " (1)
__________
(1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد اختلف فيه على الزهري، والصحيح أنه من بلاغاته كما سيأتي.
فرواه يونس: وهو ابن يزيد الأيلي، واختلف عليه فيه: فرواه أحمد - كما في هذه الرواية - عن عثمان بن عمر، عن يونس، عن الزهري. قال عثمان: وجدت في موضع: عن عروة، وموضع آخر: عن عمرة، عن عائشة.
ورواه يعقوب بن إبراهيم - فيما أخرجه النسائى في "الكبرى" (4126) - عن عثمان بن عمر، عن يونس، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة. قال عثمان: وجدته في كتابي هذا في موضعين: موضع عن عمرة، عن عائشة، وموضع: عن عروة عن عائشة.
ورواه ابن وهب - فيما أخرجه أبو داود (1750) ، والنسائي في "الكبرى" (4127) ، وابن ماجه (3135) - عن يونس، عن الزهري، وقال: عن عمرة، عن عائشة أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نحر عن آل محمد في حجة الوداع بقرة واحدة.
ورواه معمر- فيما أخرجه النسائى في "الكبرى" (4130) - عن الزهري، وقال: عن عمرة، به.
ورواه شبيب بن سعيد الحبطي- فيما قال الدارقطني في "العلل " 5/ورقة 150- عن يونس، عن الزهري، وقال: أخبرني من لا أتهم عن عمرة عن عائشة.
ورواه الليث- فيما قال الدارقطي في "العلل " هـ/ورقة 150 - وعقبة بن علقمة - فيما أخرجه البيهقي في "السنن" 4/353- كلاهما عن الزهري، وقال: بلغنا أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نحر عن آل محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حجة الوداع بقرة واحدة. وقال: كانت عمرة تحدث به عن عائشة. =(43/214)
26110 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ نِسَاءً مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ كُنَّ " يَشْهَدْنَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصُّبْحَ ثُمَّ يَنْقَلِبْنَ مُتَلَفِّعَاتٍ بِمُرُوطِهِنَّ إِلَى بُيُوتِهِنَّ مَا يُعْرَفْنَ مِنَ الْغَلَسِ " (1)
26111 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي عَلَى خُمْرَةٍ فَقَالَ: "
__________
=وقال الدارقطني: وهذا موافق قول شبيب بن سعيد، والصحيح أن الزهري لم يسمعه من عمرة، وإنما بلغه عنها.
قلنا: وقد رواه يحيى بن سعيد - كما سلف في الرواية (25619) - عن عمرة عن عائشة مطولاً، وفيه: فلما كان يوم النحر دُخل عليَّ بلحم بقر، فقلت: ما هذا؟ قالوا: ذبح رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن نسائه 0 وإسناده صحيح.
وقد سلف برقم (24109) من طريق عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة مطولاً، وفيه: ضحّى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن أزواجه بالبقر. وإسناده صحيح.
وانظر (25316) و (25619) و (25838) و (26344) و (26345) .
وفي الباب: عن جابر، عند مسلم (1319) و (357) ، وقد سلف برقم (15044) ولفظه: نحر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن عائشة بقرة في حجته، وفي رواية عند مسلم: نحر عن نسائه بقرة في حجته. وذكرنا هناك أحاديث الباب.
وانظر ما قاله الحافظ في "الفتح" 3/551.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عثمان بن عمر: هو ابن فارس العَبْدي، ويونس: هو ابن يزيد الأَيلي.
وأخرجه مسلم (645) (231) من طريق يونس، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (24051) .(43/215)
يَا عَائِشَةُ ارْفَعِي عَنَّا حَصِيرَكِ هَذَا فَقَدْ خَشِيتُ أَنْ يَكُونَ يَفْتِنَ النَّاسَ " (1)
26112 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا أَبُو شَدَّادٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا كُنَّا بِالْحَزِّ (2) انْصَرَفْنَا وَأَنَا عَلَى جَمَلٍ، وَكَانَ آخِرُ الْعَهْدِ مِنْهُمْ، وَأَنَا أَسْمَعُ صَوْتَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بَيْنَ ظَهْرَيْ ذَلِكَ السَّمُرِ، وَهُوَ يَقُولُ: " وَا عَرُوسَاهْ " قَالَتْ: فَوَاللهِ إِنِّي لَعَلَى ذَلِكَ إِذْ نَادَى مُنَادٍ: أَنْ أَلْقِي الْخِطَامَ، فَأَلْقَيْتُهُ، فَأَعْقَلَهُ (3) اللهُ بِيَدِهِ (4)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عثمان بن عمر: هو ابن فارس العبدي، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي.
وأخرجه ابن خزيمة (1011) من طريق عثمان بن عمر، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/56 وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح.
وانظر (25163) .
قال السندي: قوله:"أرفعي عني حصيرك " يريد الخمرة. كما في نسخة ومعنى يفتن الناس: انهم يعتقدون أن الصلاة على الخمرة سنة لو داوم هو صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصلاة عليها، فترك المداومة خوفاً من ذلك، والله تعالى أعلم.
(2) في (ظ2) و (م) : بالحر، وفي (ق) : بالحز، ورسمت في (ظ7) و (ظ8) بالحب، وضبب فوقها في (ظ8) وكتب على هامشها بالحز، نسخة.
قلنا: وهو اسم موضع لم نقف عليه.
(3) في (ظ2) و (ق) و (م) : فأعقله، والمثبت من (ظ7) و (ظ8) .
(4) إسناده ضعيف لجهالة أبي شداد، فقد ترجم له الحافظ في "التعجيل"، =(43/216)
26113 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ يَعْنِي أَبَا دَاوُدَ الطَّيَالِسِيَّ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَمَرَ أَبَا بَكْرٍ أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، فَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ يَدَيْ أَبِي بَكْرٍ يُصَلِّي بِالنَّاسِ قَاعِدًا وَأَبُو بَكْرٍ يُصَلِّي بِالنَّاسِ وَالنَّاسُ خَلْفَهُ " (1)
__________
= ولم يذكر في الرواة عنه سوى اثنين، ولم يؤثر توثيقه عن أحد، وقد انفرد به.
ثم إن ظاهر الإسناد يدل على الانقطاع، إذ ليس فيه تصريح مجاهد بسماعه من عائشة.
وأخرجه مختصراً يحيى بن معين كما في "تاريخه" رواية الدوري (3573) ، ومن طريقه الدولابي في "الكنى والأسماء" 2/8 من طريق عثمان بن عمر، بهذا الإسناد. وفيه سؤال الدوري ليحيى: أبو شداد هذا، أيلىُّ؟ قال: لا أدري".
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 9/228، وقال: رواه أحمد، وفيه أبو شداد ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، سليمان بن داود من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه أبو عوانة 2/112-113 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 2/83-84، وفي "الكبرى" (872) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4211) من طريق أبي داود الطيالسي، به.
وأخرجه ابن خزيمة (1621) ، وابن حبان (2117) من طريق بدل بن المحبر، عن شعبة، به.
وانظر (25256) .(43/217)
26114 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُمَيْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي مُوسَى، قَالَ: أَحْمَدُ وَإِنَّمَا هُوَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي قَيْسٍ وَهُوَ الصَّوَابُ مَوْلًى لِبَنِي نَصْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: قَالَتْ لِي عَائِشَةُ " لَا تَدَعْ قِيَامَ اللَّيْلِ فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ لَا يَدَعُهُ وَكَانَ إِذَا مَرِضَ أَوْ كَسِلَ صَلَّى قَاعِدًا " (1)
26115 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْبُرْسَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَتَتْ سَهْلَةُ ابْنَةُ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ سَالِمًا كَانَ يَدْخُلُ عَلَيَّ وَأَنَا وَاضِعَةٌ ثَوْبِي، ثُمَّ إِنَّهُ يَدْخُلُ عَلَيَّ الْآنَ بَعْدَمَا شَبَّ وَكَبِرَ، فَأَجِدُ فِي نَفْسِي مِنْ ذَلِكَ قَالَ: " فَأَرْضِعِيهِ، فَإِنَّ ذَلِكَ يَذْهَبُ بِالَّذِي تَجِدِينَ فِي نَفْسِكِ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم على خطأ في اسم أحد رواته، فقد أخطأ شعبة في اسم عبد الله بن أبي قيس، فقال: عبد الله بن أبي موسى، وقد
نبه أحمد على ذلك فيما سلف برقم (24945) ، وفي هذا الإسناد كذلك.
سليمان بن داود: هو الطيالسي.
وهو عند الطيالسي (1519) - ومن طريقه أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (800) ، وأبو داود (1307) ، وابن خزيمة (1137) .
وقد سلف مطولاً برقم (24945) .
(2) حديث ضعيف بهذه السياقة، عبيد الله بن أبي زياد: وهو القداح المكي ضعيف يعتبر به في المتابعات والشواهد، ولا يحتج به عند التفرد. قال ابن حبان: كان ممن ينفرد عن القاسم بما لا يتابع عليه، وكان رديء الحفظ، كثير الوهم. قلنا: ولم يتابع هنا.=(43/218)
26116 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زُرَارَةَ، عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تُقْطَعُ الْيَدُ إِلَّا فِي رُبُعِ دِينَارٍ (1) " (2)
__________
=وأخرجه الطبراني في "الكبير" (6374) و24/ (738) من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد، عن عبيد الله بن أبي زياد، بهذا الإسناد.
وفد سلف بإسناد صحيح برقم (24163) وفيه: جاءت سهيلة بنت سهيل، فقالت: يا رسول الله، إني أرى في وجه أبي حذيفة من دخول سالم علي، فقال": أرضعيه " فقالت: كيف أرضعه وهو رجل كبير؟ فضحك رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقال: "ألست اعلم أنه رجل كبير" ثم جاءت فقالت: ما رأيت في وجه أبي حذيفة شيئأ أكرهه. قلنا: وفي رواية مسلم (1453) (27) : "أرضعيه تحرمي
عليه، ويذهب الذي في نفس أبى حذيفه".
(1) زاد في (ظ8) : فصاعداً.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الصمد: هو ابنُ عبد الوارث، وهمَّام: هو ابنُ يَحْيى العَوْذي، ويحيى: هو ابنُ أبى كثير.
وقد اختُلف فيه على يحيى بن أبي كثير في نسبة محمد بن عبد الرحمن: فقال همَّام، عنه، كما في هذه الرواية: محمد بن عبد الرحمن بن زُرارة.
وقال حسين المعلم، عنه، فيما أخرجه البخاري (6791) ، والنَّسائى في "المجتبى" 8/80، وفي "الكبرى" (7420) ، وابن نصر في "السنة": (324) محمد بن عبد الرحمن. لم ينسبه.
وكذلك قال أبو إسماعيل القنّاد، فيما أخرجه النسائى في "المجتبى" 8/80، وفي "الكبرى" (7419) عن يحيى بن درست، عن القناد، عن يحيى ابن أبي كثير.
وقد اختُلف فيه على أبي إسماعيل القنّاد: =(43/219)
26117 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا صَنَعَتْ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُلَّةً مِنْ صُوفٍ سَوْدَاءَ، فَلَبِسَهَا، فَلَمَّا عَرِقَ وَجَدَ رِيحَ الصُّوفِ فَقَذَفَهَا. قَالَ: وَأَحْسِبُهُ قَالَ: " وَكَانَتْ (1) تُعْجِبُهُ الرِّيحُ الطَّيِّبَةُ " (2)
26118 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي عِيَاضٍ، عَنْ عَائِشَةَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى وَعَلَيْهِ مِرْطٌ مِنْ صُوفٍ، عَلَيْهِ بَعْضُهُ وَعَلَيْهَا بَعْضُهُ " (3)
__________
= فقد رواه لوين عنه، عن يحيى بن أبى كثير، فقال: عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، أخرجه الإسماعيلي- فيما ذكره الحافظ في "الفتح" 12/101- عن ابن صاعد، عن لوين، به، ثم قال: والذي قبله أصح، وبه جزم البيهقي، وأن من قال فيه: ابن ثوبان، فقد غلط.
قلنا: الغلط فيه من أبى إسماعيل القنّاد نفسه، فقد قال الحافظ في "التقريب": في حفظه شيء.
وقد ذكر الدارقطني أيضاً في "العلل " أن محمد بن عبد الرحمن بن زرارة هو الصواب.
وسلف برقم (24078) .
(1) في (ظ7) و (ظ8) : فكانت.
(2) إسناده صحيح، وهو مكرر (25003) غير أن شيخ أحمد هو: عبد الصمد بن عبد الوارث العنبري.
وأخرجه الحاكم 4/188 من طريق عبد الصمد، بهذا الإسناد، وصححه ووافقه الذهبي.
(3) حديث صحيح، وهو مكرر (25842) سنداً ومتناً.(43/220)
• 26119 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ (1) : حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي الْفَضْلِ الْأَيْلِيِّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ " يَكْرَهُ أَنْ يُوجَدَ مِنْهُ رِيحٌ يُتَأَذَّى منها " (2)
__________
(1) في النسخ وفي (م) ما خلا (ظ8) : أنه من أحاديث أحمد، وهو خطأ. وسقط الحديث من (ظ7) .
(2) إسناده ضعيف جداً عمران بن أبي الفضل الأيلي، من رجال "التعجيل"، وهّاه أحمد ويحيى وغيرهما، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث منكر الحديث جداً، روى عنه إسماعيل حديثين باطلين موضوعين، وقال ابن حبان: روى عنه أهل الشام، كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات على قلة روايته، لا يحل كتب حديثه إلا على جهة التعجب، وقال ابن عدي: الضعف على روايته بَين، وإسماعيل بن عياش الحمصي مخلط في روايته عن غير أهل بلده.
وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" 3/303 عن إبراهيم بن هاشم عن أبى الربيع الزهراني، بهذا الإسناد. وقال: عمران بن أبى الفضل عن هشام بن عروة روى عنه إسماعيل بن عياش، حديثه غير محفوظ، وقد روى مناكير. قلنا: وعَدَّ هذا منها.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 5/1749 من طريق عبد الوهاب بن الضحاك، عن إسماعيل بن عياش، به. وقال: وهذا لا أعرفه عن هشام بن عروة إلا من هذا الوجه.
وأخرجه ابن عدي كذلك 1/295 من طريق أبي اليمان، عن إسماعيل ابن عياش، عن هشام بن عروة، عن أبيه، به. دون ذكر عمران بالإسناد.
وقد صح عنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضمن حديث مطوَّل سلف برقم (24316) من حديث عائشة انه كان يشتد أن يوجد منه ريح.(43/221)
26120 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ (1) ، حَدَّثَنَا أَبَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي صَفِيَّةُ بِنْتُ شَيْبَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَغْتَسِلُ بِالصَّاعِ وَيَتَوَضَّأُ بِالْمُدِّ " (2)
26121 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، تُحِدُّ عَلَى مَيِّتٍ فَوْقَ ثَلَاثٍ إِلَّا عَلَى زَوْجٍ " (3)
26122 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، وَأَبُو عَامِرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ:
__________
(1) سقط أسم عبد الصمد من (م) .
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، وهو مكرر الحديث (24898) ، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا عبد الصمد: وهو ابن عبد الوارث العنبري.
(3) حديث صحيح. سليمان بن كثير - وهو العَبْدي البصري، وإن كان من رجال الشيخين - تكلَّموا في روايته عن الزُهري، فقد قال النسائي: لا بأس به إلا في الزهري، فإنه يُخطىء عليه، وقال ابن عديّ: لم أسمع احداً قال في روايته عن غير الزهري شيئاً، وله عن الزهري أحاديث صالحة، ولا بأسَ به. قلنا: وهذا منها، وقد تابعه سفيان بن عيينة في الرواية (24092) ، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنبري.
وأخرجه الدارمي (2283) ، والنَّسائى في "المجتبى" 16/98، وفي "الكبرى" (5720) ، من طريقين عن سليمان بن كثير، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (24092) بإسناد صحيح على شرط الشيخين.(43/222)
سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنْ صَلَاةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِاللَّيْلِ؟ فَقَالَتْ: " كَانَ يُصَلِّي ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُصَلِّي ثَمَانِ رَكَعَاتٍ، ثُمَّ يُوتِرُ، ثُمَّ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ قَامَ فَرَكَعَ، وَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ بَيْنَ النِّدَاءِ وَالْإِقَامَةِ مِنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ " (1)
26123 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، وَأَبُو عَامِرٍ الْمَعْنَى، قَالَا: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ مِنَ السَّنَةِ أَكْثَرَ مِنْ صِيَامِهِ مِنْ شَعْبَانَ، فَإِنَّهُ كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ "
وَكَانَ يَقُولُ: " خُذُوا مِنَ الْعَمَلِ مَا تُطِيقُونَ، فَإِنَّ اللهَ لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا "
وَإِنَّهُ كَانَ " أَحَبُّ الْأَعْمَالِ (2) إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا دَاوَمَ عَلَيْهَا (3) وَإِنْ قَلَّتْ (4) ، وَكَانَ (5) إِذَا صَلَّى صَلَاةً دَاوَمَ عَلَيْهَا " (6)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (25559) سنداً ومتناً، إلا إنه قرن هنا بأبي عامر: وهو العقدي عبدَ الصمد: وهو ابن عبد الوارث.
(2) في النسخ و (م) : العمل، والمثبت من هامش (ظ8) لموافقته نظم الكلام بعده.
(3) في (ق) و (هـ) و (م) عليه، والمثبت من (ظ7) و (ظ8) و (ظ2) وهامش (ق) و (هـ) .
(4) في (م) : وإن قل.
(5) في النسخ و (م) ما خلا (ظ8) كان.
(6) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (25558) سنداً ومتناً، إلا أنه قرن هنا بأبي عامر عبدَ الصمد بن عبد الوارث العنبري.(43/223)
26124 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " كُنَّا نُقَلِّدُ الشَّاءَ فَنُرْسِلُ بِهَا، وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَلَالٌ لَمْ يُحْرِمْ مِنْهُ " (1)
26125 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا يَزِيدُ يَعْنِي الرِّشْكَ، عَنْ مُعَاذَةَ، قَالَتْ: سَأَلَتْ امْرَأَةٌ عَائِشَةَ وَأَنَا شَاهِدَةٌ عَنْ وَصْلِ صِيَامِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ لَهَا: " أَتَعْمَلِينَ كَعَمَلِهِ، فَإِنَّهُ (2) قَدْ كَانَ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ، وَكَانَ (3) عَمَلُهُ نَافِلَةً لَهُ " (4)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث ابن سعيد العنبري، والحكم: هو ابن عتيبة، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي.
وأخرجه مسلم (1321) (368) ، والنَّسائى في "المجتبى" 5/174، وفي "الكبرى" (3771) ، والبيهقي في "السنن 5/233 "من طريق عبد الصمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائى في "المجتبى" 5/174، وفي "الكبرى" (3771) ، وأبو يعلى في "معجمه" (91) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/265، و"شرح مشكل الآثار" (5517) والطبراني في "الأوسط" (4295) من طريقين عن عبد الوارث بن سعيد العنبري، به.
وقد سلف برقم (24020) .
(2) في (ظ7) و (ظ8) : انه.
(3) في (ظ7) و (ظ8) : فكان.
(4) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الصمد: هو ابن=(43/224)
26126 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ الْحَسَنِ، قَالَ: عَبْدُ الصَّمَدِ، وَهِيَ جَدَّةُ أَبِي بَكْرٍ الْعَتَكِيِّ، (1) عَنْ مُعَاذَةَ، قَالَتْ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنِ الْحَائِضِ يُصِيبُ ثَوْبَهَا الدَّمُ؟ فَقَالَتْ: لَقَدْ كُنْتُ أَحِيضُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَ حِيَضٍ جَمِيعًا، لَا أَغْسِلُ
__________
=عبد الوارث بن سعيد، ويزيد الرشك: هو ابن أبي يزيد، ومعاذة: هي بنت عبد الله العدوية.
وأخرجه أبو يعلى (4580) عن جعفر بن مهران، عن عبد الوارث بن سعيد، وزاد: قالت عائشة: أما أنا فوالله ما صمت ليلاً قط، إن الله قال: (ثم أتموا الصيام إلى الليل) [البقرة187:] .
وسلف حديث عائشة قالت: نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن الوصال في الصيام، برقم (24586) .
وأورده الهيثمي في "المجمع" 8/265، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح، وفي الصحيح بعضه.
وفي الباب عن أبى أمامة قال: إذا وضعت الطهور مواضعه، قعدت مغفوراً لك، فإن قام يصلي، كان له فضيلة وأجراً، وإن قعد، قعد مغفوراً له، فقال له رجل: يا أبا أمامة أرأيت إن قام فصلى، تكون له نافلة؟ قال: لا، إنما النافلة للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كيف تكون له نافلة، وهو يسعى في الذنوب والخطايا، تكون له فضيلة وأجراً، وقد سلف برقم (22196) وانظر (24844) و (24945) .
قال السندي: قولها: فكان عمله نافلة له، أي: زائدة عن حاجة النجاة من النار لزيادة الدرجات في الجنة، ومراد عائشة دفع سؤالها بأنه لا يمكن المساواة معه، والله اعلم.
(1) كذا في النسخ و (م) ، وفي "تهذيب الكمال" وفروعه: العدوي، وهو الصواب.(43/225)
لِي ثَوْبًا. وَقَالَتْ: " لَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي وَعَلَيَّ ثَوْبٌ، عَلَيْهِ بَعْضُهُ وَعَلَيَّ بَعْضُهُ، وَأَنَا حَائِضٌ نَائِمَةٌ قَرِيبًا مِنْهُ " (1)
26127 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ يَعْنِي ابْنَ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ دَايَنَ النَّاسَ بِدَيْنٍ يَعْلَمُ اللهُ مِنْهُ أَنَّهُ حَرِيصٌ عَلَى أَدَائِهِ، كَانَ مَعَهُ مِنَ اللهِ عَوْنٌ وَحَافِظٌ " فَأَنَا (2) أَلْتَمِسُ ذَلِكَ الْعَوْنَ (3)
26128 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ نَهَارٍ بِنْتُ دِفَاعٍ (4) ، قَالَتْ: حَدَّثَتْنِي آمِنَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللهِ، أَنَّهَا شَهِدَتْ عَائِشَةَ، فَقَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَلْعَنُ الْقَاشِرَةَ وَالْمَقْشُورَةَ وَالْوَاشِمَةَ وَالْمُوتَشِمَةَ وَالْوَاصِلَةَ وَالْمُتَّصِلَةَ " (5)
__________
(1) بعضه صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أم الحسن جدة أبي بكر العدوي، فقد تفرد بالرواية عنها عبد الوارث بن سعيد والد عبد الصمد، ولم يؤثر توثيقها عن أحد. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه أبو داود (357) من طريق عبد الصمد، بهذا الإسناد.
وقولها: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصلي وعليَّ ثوب، سلف نحوه بإسنادٍ صحيح برقم (25686) .
(2) في (م) : وأنا.
(3) حديث حسن، وهو مكرر الحديث (24439) ، إلا أن شيخ أحمد هنا هو عبد الصمد: وهو ابن عبد الوارث العنبري.
(4) في (م) رفاع، وهو خطأ.
(5) صحيح دون قولها: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يلعن القاشرة والمقشورة. =(43/226)
26129 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ يَعْنِي ابْنَ مِغْوَلٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْأَسْوَدِ، عَنِ الطِّيبِ لِلْمُحْرِمِ فَقَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي (1) الْأَسْوَدُ،
__________
=وهذا إسناد ضعيف. آمنة بنت عبد الله ذكرها الحافظ في "التعجيل" ونسبها قيسية، ولم يذكر في الرواة عنها سوى اثنين، ولم يؤثر توثيقها عن أحد، فهي مجهولة، وقد ترجم لها في "تهذيب التهذيب" تمييزاً، وسماها أمية، وأم نهار بنت دفاع، جاء ذكرها في "التعجيل" و"التهذيب" في ترجمة آمنة، وذكرها أبو زرعة الدمشقي في "تاريخه 1/637-638، "ونقلها عنه ابن ناصر الدين الدمشقىِ في "توضيح المشتبه" 4/212، وهي وإن روى عنها جمع كما سيأتي في التخريج، إلا أنه لم يؤثر توثيقها عن أحد.
وأخرجه إسحاق (1410) من طريق أبي نعيم، والطبراني في "الدعاء" (2158) من طريق عاصم بن علي، وعلي بن عثمان اللاحقي، وأبي نصر التمار، عن أم نهار بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (2159) من طريق هشام بن سلمان المجاشعي، عن امرأته غفيلة أنها دخلت على عائشة، فذكره، وغفيلة لم نقف لها على ترجمة.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/169، وقال: رواه أحمد، وفيه من لم أعرفه من النساء.
وقولها: كان يلعن الواصلة والمتصلة، سلف برقم (24805) بإسناد صحيح.
وقولها: والواشمة والموتشمة، له شاهد من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب، وقد سلف بإسناد صحيح برقم (4724) .
قال السندي: قولها: يلعن القاشرة، هي التي تعالج وجهها أو وَجْه غيرها بالغُمْرة لِيَصْفُوَ لونُها.
قولها: والمقشورة، التي يُفعل بها ذلك.
(1) في (م) و (ظ7) : أبو. وهو خطأ.(43/227)
عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: " كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى وَبِيصِ الطِّيبِ فِي مَفْرِقِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ " (1)
26130 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي فَاطِمَةُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَتْ: حَدَّثَتْنِي أُمِّي، أَنَّهَا قَالَتْ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ وَأَرْسَلَهَا عَمُّهَا، فَقَالَ: إِنَّ أَحَدَ بَنِيكِ يُقْرِئُكِ السَّلَامَ، وَيَسْأَلُكِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، فَإِنَّ النَّاسَ قَدْ شَتَمُوهُ؟ فَقَالَتْ: لَعَنَ اللهُ مَنْ لَعَنَهُ، فَوَاللهِ لَقَدْ كَانَ قَاعِدًا عِنْدَ نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمُسْنِدٌ ظَهْرَهُ إِلَيَّ، وَإِنَّ جِبْرِيلَ لَيُوحِي إِلَيْهِ الْقُرْآنَ، وَإِنَّهُ لَيَقُولُ لَهُ: " اكْتُبْ يَا عُثَيْمُ " فَمَا كَانَ اللهُ لِيُنْزِلَهُ (2) تِلْكَ الْمَنْزِلَةَ إِلَّا كَرِيمًا عَلَى اللهِ وَرَسُولِهِ (3)
26131 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ أَبِي
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنبري.
وأخرجه مسلم (1190) (43) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/129، والخطيب في "تاريخ بغداد" 5/141، والذهبي في "سير أعلام النبلاء" 7/175، من طرق عن مالك بن مِغْوَل، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (25752) .
ومن وجه آخر برقم (24105) .
(2) في (ظ8) لينَزَل.
(3) إسناده ضعيف لجهالة فاطمة بنت عبد الرحمن وأمها، فقد ذكرهما الحسيني في "الإكمال"، وقال: مجهولة عن مثلها.
وسيرد برقم (26247) .(43/228)
إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " كَانَ أَكْثَرُ صَلَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسًا إِلَّا الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ، وَكَانَ أَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَيْهِ مَا دَاوَمَ عَلَيْهِ الْإِنْسَانُ، وَإِنْ كَانَ يَسِيرًا " (1)
26132 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا زَيْدٌ يَعْنِي ابْنَ مُرَّةَ أَبُو الْمُعَلَّى، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَائِشَةَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَلَّ مِنْ قَتْلِ الدَّوَابِّ وَالرَّجُلُ مُحْرِمٌ: أَنْ يَقْتُلَ الْحَيَّةَ، وَالْعَقْرَبَ، وَالْكَلْبَ الْعَقُورَ، وَالْغُرَابَ الْأَبْقَعَ، وَالْحُدَيَّا، وَالْفَأْرَةَ. وَلَدَغَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَقْرَبٌ، فَأَمَرَ بِقَتْلِهَا وَهُوَ مُحْرِمٌ " (2)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد سلف الكلام عليه في الرواية (24819) .
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/221-222، وفي "الكبرى" (1357) من طريق أبي عاصم، عن عمر بن أبي زائدة، بهذا الإسناد.
وقولها: وكان أكثر صلاة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جالساً إلا المكتوبة. سيأتي من حديث أم سلمة بإسناد صحيح 6/304، وانظر (24019) و (25361) .
وقولها: كان أحب الأعمال إليه ما داوم عليه الإنسان وإن كان يسيراً، سلف نحوه بإسناد صحيح برقم (24628) .
(2) حديث صحيح دون قولها: ولدَغ رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عقربٌ ... ، وهذا إسنادٌ فيه الحسن - وهو البصري - مدلس، وقد عنعن، ورجال الإسناد كلُّهم ثقات رجال الشيخين، غير زيد بن مرة - وهو ابنُ أبي ليلى أبو المعلَّى - فليست له روايةٌ في أيٍّ من الكتب الستة، وقد وثقه الطيالسي وابن معين، فيما نقل ابن أبي حاتم عنهما في "الجرح والتعديل" ونقل عن أبيه أنه قال: صالح الحديث. وذكره ابن حبان في "الثقات".=(43/229)
26133 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أُمِّ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: " يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ وَطَاعَتِكَ " فَقِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ - قَالَ عَفَّانُ: فَقَالَتْ لَهُ عَائِشَةُ: - إِنَّكَ تُكْثِرُ أَنْ تَقُولَ: " يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ وَطَاعَتِكَ ". قَالَ: " وَمَا يُؤْمِنِّي (1) ، وَإِنَّمَا قُلُوبُ الْعِبَادِ بَيْنَ أُصْبُعَيِ الرَّحْمَنِ، إِنَّهُ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُقَلِّبَ قَلْبَ عَبْدٍ قَلَّبَهُ " قَالَ عَفَّانُ: " بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (2)
__________
=قلنا: وفاتَ الحافظَ أن يذكرَه في رجال "التعجيل" ومن قبله الحسيني في "الإكمال" وهو على شرطهما. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنبري.
والصحيح من هذا الحديث سلف برقم (24052) و (25678) .
(1) في (ق) و (هـ) و (م) و (ظ2) يؤمنني، والمثبت من (ظ7) و (ظ8) وهامش (ق) و (ظ2) .
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد: وهو ابن جُدعان، وقد روى عن أم محمد امرأة أبيه، وهي أمية بنت عبد الله، ولم يرو عنها سواه، ولم يؤثر توثيقها عن غير ابن حبان كعادته في توثيق المجاهيل.
وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (224) و (233) ، وأبو يعلى (4669) ، والطبراني في "الدعاء" (1259) ، والآجرى في "الشريعة" ص 317 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.=(43/230)
26134 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكَ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: " أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْفَرَعِ مِنْ كُلِّ خَمْسِ شِيَاهٍ شَاةٌ، وَأَمَرَنَا أَنْ نَعُقَّ عَنِ الْجَارِيَةِ شَاةً، وَعَنِ الْغُلَامِ شَاتَيْنِ " (1)
26135 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللهَ لَيُرَبِّي لِأَحَدِكُمُ التَّمْرَةَ، وَاللُّقْمَةَ، كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ أَوْ فَصِيلَهُ حَتَّى يَكُونَ مِثْلَ
__________
=وأخرجه ابن أبي شيبة 10/210 و11/37 من طريق همام بن يحيى عن علي بن زيد، به.
وأخرجه إسحاق (1369) عن النضر بن شميل، عن المبارك بن فضالة، عن علي بن زيد، عمن سمع عائشة، به.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (1553) من طريق المعلى بن الفضل القشيري، عن المبارك بن فضالة، عن علي بن زيد بن جدعان، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة.
وقال: لم يرو هذا الحديث عن مبارك إلا معلى، تفرد به إبراهيم.
وقد سلف نحوه برقم (24604) ، وذكرنا هناك شاهده الذي يصح به.
(1) حديث العقيقة صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، سلف الكلام عليه في الرواية رقم (25429) .
وأخرجه إسحاق بن راهويه (1032) عن عبد الصمد، بهذا الإسناد.
قال السندي: قولها: عن الجارية شاة: مبتدأ وخبر، والجملة بيان لما تقدَّم.(43/231)
أُحُدٍ " (1)
26136 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا أَبُو حَصِينٍ، عَنْ
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد اختلف فيه على ثابت: وهو ابن أسلم البناني.
فرواه عبد الصمد - وهو ابن عبد الوارث - كما في هذه الرواية، عن حماد: وهو ابن سلمة، عنه، بهذا الإسناد. وخالفه سليمان بن حرب - فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 11/149- فرواه عن حماد، عن ثابت، عن القاسم مرسلاً. وقال الدارقطني: وقيل: عن ثابت البناني إنه سمعه من عباد بن منصور يحدِّث به عن القاسم. ثم قال: والصحيح عن ثابت، عن القاسم مرسلاً.
قلنا: قد رواه عن عباد وكيع وإسماعيل ابن عُلَيَّة - فيما سلف برقم (10088) - فقالا: عن عباد بن منصور عن القاسم بن محمد، عن أبي هريرة.
وأخرجه إسحاق (957) - ومن طريقه ابن حبان (3317) - عن عبد الصمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه البزار (931) (زوائد) ، والطبراني في "الأوسط" (4240) من طريق إسماعيل بن أبى أويس، عن أبيه، عن يحيى بن سعيد، عن عمرة، عن عائشة. فذكراه.
وقال البزار: لا نعلم رواه هكذا إلا أبو أويس. وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن يحيى بن سعيد إلا أبو أويس، تفرد به ابنه إسماعيل.
قلنا: وأبو أويس، وهو عبد الله بن عبد الله بن أويس، ضعيف يعتبر به.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 3/111، وقال: رواه الطبراني في "الأوسط" ورجاله رجال الصحيح، ولعائشة حديث يأتي بعد هذا. قلنا: أورده 3/112، وقال: رواه البزار ورجاله ثقات.
وله شاهد من حديث أبي هريرة، عند البخاري (1410) ، ومسلم (1014) ، وقد سلف (7634) و (8961) .(43/232)
أَبِي صَالِحٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيْهِ ثَوْبٌ بَعْضُهُ عَلَيَّ " (1)
26137 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ فَقُلْتُ: أَلَا تُحَدِّثِينِي عَنْ مَرَضِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَتْ: بَلَى، ثَقُلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " أَصَلَّى النَّاسُ؟ " فَقُلْنَا: لَا، هُمْ يَنْتَظِرُونَكَ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " ضَعُوا لِي مَاءً فِي الْمِخْضَبِ " فَفَعَلْنَا، فَاغْتَسَلَ، ثُمَّ ذَهَبَ لِيَنُوءَ فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَفَاقَ فَقَالَ: " أَصَلَّى النَّاسُ؟ " فَقُلْنَا: لَا، هُمْ يَنْتَظِرُونَكَ يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ: " ضَعُوا لِي مَاءً فِي الْمِخْضَبِ ". فَفَعَلْنَا: فَاغْتَسَلَ، فَذَهَبَ (2) لِيَنُوءَ، فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَفَاقَ، فَقَالَ: " أَصَلَّى النَّاسُ؟ " فَقُلْنَا: لَا، هُمْ يَنْتَظِرُونَكَ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَتْ: وَالنَّاسُ عُكُوفٌ فِي الْمَسْجِدِ يَنْتَظِرُونَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِصَلَاةِ الْعِشَاءِ، فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ رَجُلًا رَقِيقًا، فَقَالَ: يَا عُمَرُ صَلِّ بِالنَّاسِ. فَقَالَ: أَنْتَ أَحَقُّ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24413) إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا: هو عبد الصمد بن عبد الوارث العنبري.
وأخرجه الطبراني في "الاوسط" (9408) من طريق أحمد بن إبراهيم الدورقي، عن عبد الصمد، عن شعبة، عن زائدة، بهذا الإسناد.
(2) في (م) : ثم ذهب.(43/233)
بِذَلِكَ فَصَلَّى بِهِمْ أَبُو بَكْرٍ تِلْكَ الْأَيَّامَ، ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَدَ خِفَّةً، فَخَرَجَ بَيْنَ رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا الْعَبَّاسُ لِصَلَاةِ الظُّهْرِ، فَلَمَّا رَآهُ أَبُو بَكْرٍ ذَهَبَ لِيَتَأَخَّرَ، فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ أَنْ لَا تَتَأَخَّرَ، وَأَمَرَهُمَا، فَأَجْلَسَاهُ إِلَى جَنْبِهِ، فَجَعَلَ أَبُو بَكْرٍ يُصَلِّي قَائِمًا وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي قَاعِدًا، فَدَخَلْتُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فَقُلْتُ: أَلَا أَعْرِضُ عَلَيْكَ مَا حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ عَنْ مَرَضِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: هَاتِ. فَحَدَّثْتُهُ، فَمَا أَنْكَرَ مِنْهُ شَيْئًا، غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: أَسَمَّتْ لَكَ الرَّجُلَ الَّذِي كَانَ مَعَ الْعَبَّاسِ؟ قُلْتُ: لَا. قَالَ: هُوَ عَلِيٌّ (1)
26138 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، وَمُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَا: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. زائدة: هو ابن قدامة.
وأخرجه النسائى في "المجتبى" 2/101-102، وفي "الكبرى" (908) من طريق عبد الرحمن، بهذا الإسناد. قال المزي في "التحفة" 11/483: هذا أجود حديث في الباب.
وأخرجه بتمامه ومختصراً ابن سعد 2/218-219، وابن أبي شيبة 2/332- 333 و14/560- 561، وإسحاق (1091) و (1092) ، والبخاري (687) ، ومسلم (418) (90) ، والنسائي في "الكبرى" (7084) ، والدارمي (1257) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/450، وأبو عوانة 2/111-112، وابن المنذر في "الأوسط" (238) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/405-406، وفي "شرح مشكل الآثار" (4207) ، وابن حبان (2116) و (6602) ، والبيهقي في "السنن" 3/80- 818/151-152، وفي "معرفة السنن والآثار" (5696) ، وفي "الدلائل" 7/190-191 من طرق عن زائدة، به.
وقد سلف برقم (24061) .(43/234)
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ فَقُلْتُ لَهَا: أَلَا تُحَدِّثِينِي عَنْ مَرَضِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَتْ: بَلَى، ثَقُلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَقَالَ: فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ لَا تَأَخَّرَ. قَالَ مُعَاوِيَةُ: يَتَأَخَّرُ، وَقَالَ لَهُمَا: " أَجْلِسَانِي إِلَى جَنْبِهِ " فَأَجْلَسَاهُ إِلَى جَنْبِهِ، قَالَتْ: فَجَعَلَ أَبُو بَكْرٍ يُصَلِّي وَهُوَ قَائِمٌ بِصَلَاةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالنَّاسُ يُصَلُّونَ بِصَلَاةِ أَبِي بَكْرٍ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَاعِدٌ (1)
26139 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ يَعْنِي ابْنَ أَبِي الْفُرَاتِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ (2) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الطَّاعُونِ؟ فَأَخْبَرَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَّهُ كَانَ عَذَابًا يَبْعَثُهُ اللهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ، فَجَعَلَهُ (3) رَحْمَةً لِلْمُؤْمِنِينَ، فَلَيْسَ مِنْ رَجُلٍ يَقَعُ الطَّاعُونُ، فَيَمْكُثُ فِي بَيْتِهِ صَابِرًا مُحْتَسِبًا يَعْلَمُ أَنَّهُ لَا يُصِيبُهُ إِلَّا مَا كَتَبَ اللهُ لَهُ إِلَّا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ الشَّهِيدِ " (4)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر سابقه (26137) غير أن شيخي أحمد هنا: هما عبد الصمد بن عبد الوارث، ومعاوية بن عمرو المهلبي.
وأخرجه ابن سعد 2/218، وأبو عوانة 1/111-112 من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد.
(2) في (م) : عبد الله بن أبي بريدة، وكلمة "أبي" مقحمة.
(3) في (ظ7) و (ظ8) : وجعله.
(4) إسناده صحيح على شرط البخاري، وهو مكرر الحديث (24358) ، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا عبد الصمد: وهو ابن عبد الوارث العنبري.=(43/235)
26140 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى يَعْنِي ابْنَ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَغْتَسِلَ مِنْ جَنَابَةٍ تَوَضَّأَ لِلصَّلَاةِ، ثُمَّ صَبَّ عَلَى رَأْسِهِ ثَلَاثَ مِرَارٍ، يُخَلِّلُ بِأَصَابِعِهِ أُصُولَ الشَّعْرِ " (1)
26141 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَنْصَارِيُّ، أَنَّ عَمْرَةَ، أَخْبَرَتْهُ أَنَّ عَائِشَةَ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ حَدَّثَتْهَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " تُقْطَعُ الْيَدُ فِي رُبُعِ دِينَارٍ " (2)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، قتادة لم يسمع من عروة بن الزبير فيما نقل ابن أبي حاتم في "المراسيل" ص 172 عن الإمام أحمد، وكذلك قال البرديجي فيما نقله عنه الحافظ في "تهذيب التهذيب" وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه ابن شاهين في "الناسخ والمنسوخ" (46) من طريق هشام الدستوائي، عن قتادة، بهذا الإسناد، مختصراً.
وقد سلف مطولاً برقم (24257) بإسنادٍ صحيح.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الصمد: هو ابنُ عبد الوارث، وحَرْب: هو ابن شداد، ويحيى: هو ابنُ أبي كثير، ومحمد بن عبد الرحمن الأنصاري: هو ابن زُرارة، نسبه همام في الرواية (26116) ، ولم ينسبه حرب بن شداد في هذه الرواية، ولا حسين المعلم، كما في التخريج.
وأخرجه البخاري (6791) ، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار" 12/367 من طريق حسين المعلم، عن يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن عبد الرحمن الأنصاري، به.=(43/236)
26142 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ (1) عِمْرَانَ بْنِ حِطَّانَ، أَنَّ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهُ قَالَ: وَأَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حِطَّانَ، أَنَّ عَائِشَةَ، أَخْبَرَتْهُ " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يَدَعُ فِي بَيْتِهِ ثَوْبًا فِيهِ تَصْلِيبٌ إِلَّا نَقَضَهُ (2) " قَالَ: عَبْدُ الصَّمَدِ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ: وَقَدْ كَانَ خَالَطَ ثِيَابَنَا الْحَرِيرُ (3)
26143 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَرْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ، حَدَّثَهُ وَكَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ قَوْمِهِ خُصُومَةٌ فِي أَرْضٍ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهَا فَقَالَتْ: يَا أَبَا سَلَمَةَ
__________
=وسلف برقم (24078) .
(1) في (ظ7) و (ظ8) : حدثنا.
(2) في (م) و (ق) و (ظ2) : قضبه، والمثبت من (ظ7) و (ظ8) وهامش (ق) و (ظ2) .
(3) حديث صحيح وله إسنادان.
الأول: عبد الصمد، عن حرب: وهو ابن شداد، عن يحيى: وهو ابن أبي كثير الطائي، عن عمران بن حطان، عن عائشة.
والثاني: أبو عامر: وهو العقدي، عن هشام: وهو ابن أبي عبد الله الدستوائي، عن يحيى: وهو أبن أبي كثير الطائي، عن عمران بن حطان، عن عائشة.
وكلا الإسنادين صحيح، عمران بن حطان من رجال البخاري، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه الفاكهي في "أخبار مكة" (437) من طريق أبي عامر العقدي، بهذا الإسناد.
وقد سلف (24261) .(43/237)
اجْتَنِبِ الْأَرْضَ فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " مَنْ ظَلَمَ قِيدَ شِبْرٍ مِنَ الْأَرْضِ طُوِّقَهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ " (1)
26144 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنِي الرَّبِيعُ يَعْنِي ابْنَ حَبِيبٍ الْحَنَفِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الرَّقَاشِيَّ، يَقُولُ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنْ نَبِيذِ الْجَرِّ فَأَخْرَجَتْ إِلَيَّ جَرَّةً مِنْ وَرَاءِ الْحِجَابِ فَقَالَتْ: " إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَكْرَهُ مَا يُصْنَعُ فِي هَذِهِ " (2)
26145 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عُرْوَةَ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر الحديث (24504) إلا أنَّ شيخ عبد الصمد في هذا الإسناد هو حرب: وهو ابن شداد.
وأخرجه مسلم (1612) من طريق عبد الصمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الخرائطي في "مساوىء الاخلاق" (667) ، والطبراني في "الأوسط" (2505) ، والبيهقي في "السنن" 6/99 من طريق عبد الله بن رجاء، عن حرب بن شداد، به.
وسلف برقم (24353) .
(2) حديث صحيحِ، وهذا إسناد ضعيف لجهالة حال أبي سعيد الرقاشي: وهو قيس مولى حُضيْن بن منذر، ترجم له البخاري في "التاريخ الكبير" 7/151، وقال: قال أحمد ويقال ابن حصين بن عقبة، يعد في البصريين، وترجم له كذلك ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 7/106، ونقل عن ابن
معين قوله: لا أعرفه. قلنا: ولم يترجم له الحسيني في "الإكمال" ولا الحافظ في "التعجيل" وهو على شرطهما. وبقية رجاله ثقات. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنبري.
وقد سلف نحوه برقم (24024) .(43/238)
عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَبِّلُنِي وَهُوَ صَائِمٌ " (1)
26146 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَالْمُنْذِرِ بْنِ أَبِي الْمُنْذِرِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَظَرَ إِلَى الْقَمَرِ فَقَالَ: " يَا عَائِشَةُ اسْتَعِيذِي بِاللهِ مِنْ شَرِّ هَذَا فَإِنَّ هَذَا الْغَاسِقُ إِذَا وَقَبَ " (2)
26147 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَارِجَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، مِنْ وَلَدِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ أَبِي الرِّجَالِ، عَنْ أُمِّهِ، عَمْرَةَ عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يُمْنَعُ نَقْعُ مَاءٍ فِي بِئْرٍ " (3)
26148 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ زُهَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِيهِ،
__________
(1) هو مكرر الحديث (25613) غير شيخ أحمد، فهو هنا عبد الملك بن عمرو، وهو أبو عامر العقدي.
وقد سلف أيضاً برقم (24110) .
(2) إسناده حسن، وهو مكرر (25802) سنداً ومتناً.
(3) حديث صحيح. خارجة بن عبد الله - وهو ابنُ سليمان بن زيد بن ثابت - توبع، وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الملك: هو ابن عمرو أبو عامر العَقَدي، وأبو الرِّجال: هو محمد بن عبد الرحمن بن حارثة الأنصاري، وعَمْرة: هي بنت عبد الرحمن الأنصارية.
وقد اختلف فيه على أبي الرِّجال في وصله وإرساله، كما بيَّنا في الرواية. (24741)
وأخرجه ابن عبد البَرّ في "التمهيد" 13/125 من طريق عبد الله بن مسلمة القعنبي، عن خارجة بن عبد الله، به.
وسلف برقم (24811) ، وشرحُه برقم (24741) .(43/239)
عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَخْرُجُ إِلَى الْبَقِيعِ فَيَدْعُو لَهُمْ، فَسَأَلَتْهُ عَائِشَةُ عَنْ ذَلِكَ؟ فَقَالَ: " إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَدْعُوَ لَهُمْ " (1)
26149 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، (2) قَالَ (3) : سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَعَنَ اللهُ أَقْوَامًا (4) اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ " (5)
• 26150 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةٍ [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ] حَدَّثَنَا
__________
(1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم والد عبد الله لم يذكروا له سماعاً من عائشة.
وقد اختلف فيه على عبد الله فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 5/الورقة54، فقال: رواه إسماعيل بن أبي أويس، عن يحيى بن سعيد، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عمرة، عن عائشة.
ورواه أبو سعيد، عن ابن أبى أويس، عن أبيه، عن يحيى بن سعيد، وعبد الله بن أبي بكر، عن عمرة، عن عائشة.
ورواه زهير بن محمد - كما في هذه الرواية - عن عبد الله بن أبي بكر، عن أبيه، عن عائشة. وقال الدارقطني: ولا يثبت قوله: عن أبيه، والله أعلم.
وأخرجه إسحاق (1115) عن أبي عامر عبد الملك بن عمرو العقدي، بهذا الإسناد.
وقد سلف نحوه بإسناد حسن برقم (24612) ، وانظر (24425) .
(2) في (م) محمد بن أبي بكر. وهو خطأ.
(3) في (م) حدثنا.
(4) في (م) : قوماً.
(5) حديث صحيح، وهو مكرر من طريق محمد بن بكر (25129) سنداً ومتناً.(43/240)
الْقَوَارِيرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ عَائِشَةَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ التَّبَتُّلِ "
[قَالَ عَبْدُ اللهِ] : فَحَدَّثَنِيهِ أَبِي: فَقَالَ: لَمْ أَسْمَعْهُ مِنْ يَحْيَى (1)
26151 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ أَبِي صَغِيرَةَ، عَنْ أَبِي قَزَعَةَ، أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ، بَيْنَمَا هُوَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ إِذْ قَالَ: قَاتَلَ اللهُ ابْنَ الزُّبَيْرِ حَيْثُ يَكْذِبُ عَلَى أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، يَقُولُ: سَمِعْتُهَا وَهِيَ تَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَا عَائِشَةُ، لَوْلَا حِدْثَانُ قَوْمِكِ بِالْكُفْرِ لَنَقَبْتُ الْبَيْتَ " قَالَ أَبِي: قَالَ الْأَنْصَارِيُّ " لَنَقَضْتُ الْبَيْتَ حَتَّى أَزِيدَ فِيهِ مِنَ الْحِجْرِ فَإِنَّ قَوْمَكِ قَصَّرُوا عَنِ الْبِنَاءِ " فَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ: لَا تَقُلْ هَذَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَأَنَا سَمِعْتُ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ تُحَدِّثُ هَذَا فَقَالَ: لَوْ كُنْتُ سَمِعْتُ هَذَا قَبْلَ أَنْ أَهْدِمَهُ لَتَرَكْتُهُ عَلَى بِنَاءِ ابْنِ الزُّبَيْرِ (2)
__________
(1) حديث صحيح، وهو مكرر (252391) غير أن عبد الله بن أحمد قد سمعه كذلك من القواريري، عن يحيى بن سعيد القطان، عن أشعث، به. فزاد هذا الطريق في المسند، وقد صرح له أحمد أنه لم يسمعه من شيخه يحيى.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو قزعة: هو سويد بن حُجَيْر، والحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. حاتم بن أبي صغيرة هو أبو يونس القُشَيْري.
وأخرجه مسلم (13331) (4041) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" =(43/241)
26152 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْبُرْسَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ قَيْسٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، قَالَ: أَخْبَرَتْنِي عَائِشَةُ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَدْخُلْ عَلَيْهَا بَعْدَ صَلَاةِ الْعَصْرِ إِلَّا رَكَعَ عِنْدَهَا رَكْعَتَيْنِ " (1)
26153 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ عَيَّاشٍ، أَلَيْسَ ذُكِرَ " عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يُصْبِحُ وَهُوَ جُنُبٌ فَيَغْتَسِلُ وَيَصُومُ " فَقَالَ سُفْيَانُ، حَدَّثَنِيهِ حَمَّادٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ (2)
__________
=2/185، والبيهقي في "السنن" 5/89 من طريق عبد الله بن بكر، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولاً إسحاق (1693) ، ومسلم (1333) (403) ، وابن خزيمة (2741) و (3023) من طريق عبد الله بن عبيد الله بن عمير والوليد بن عطاء، عن الحارث، به.
وقد سلف برقم (24297) .
ورواية الأنصاري التي أشار إليها الإمام أحمد ستأتي برقم (26257) .
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير يحيى بن قيس: وهو الحِمْيَرِي، فقد روى له أبو داود والترمذي والنَّسائى، وهو ثقة. عطاء: هو ابن أبي رباح.
وقد سلف نحوه برقم (24235) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل حماد بن أبي سليمان، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير حسن بن عياش فمن رجال مسلم.
وقد سلف برقم (25569) .
وانظر (24062) .(43/242)
26154 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ لَا يَرَوْنَ إِلَّا أَنَّهُ الْحَجُّ، فَلَمَّا طَافَ بِالْبَيْتِ، وَأَمَرَ أَصْحَابَهُ فَطَافُوا، أَمَرَهُمْ فَحَلُّوا "، قَالَتْ: وَكُنْتُ قَدْ حِضْتُ، فَوَقَفْتُ الْمَوَاقِفَ كُلَّهَا إِلَّا الطَّوَافَ بِالْبَيْتِ، فَقُلْتُ: يَرْجِعُونَ بِعُمْرَةٍ وَحَجَّةٍ وَأَرْجِعُ بِحَجَّةٍ؟ قَالَتْ: " فَأَرْسَلَ مَعِي أَخِي، فَلَقِيتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُصْعِدًا مُدْلِجًا عَلَى أَهْلِ الْمَدِينَةِ، وَأَنَا مُدْلِجَةٌ عَلَى أَهْلِ مَكَّةَ " (1)
26155 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إسْرَائِيلُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " كُنْتُ أَفْتِلُ الْقَلَائِدَ لِهَدْيِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ يَمْكُثُ. قَالَتْ: وَكَانَ يُهْدِي الْغَنَمَ " (2)
26156 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وقد سلف بهذا الإسناد برقم (26965) .
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين.
وقولها: كنت أفتل قلائد هدي رسول الله ثم يمكث، سلف نحوه برقم (24603) ، ولفظه: كأني أنظر إلىَّ أفتل قلائد هدي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الغنم، ثم لا يمسك عن شيء.
وقولها: كان يهدي الغنم. سلف نحوه برقم (24136) ولفظه: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أهدى مرة غنماً.
وانظر (24020) .(43/243)
إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَنَامُ أَوَّلَ اللَّيْلِ وَيُحْيِي آخِرَهُ " (1)
26157 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَسَنٌ (2) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَتَوَضَّأُ بَعْدَ الْغُسْلِ " (3)
26158 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ رُزَيْقٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ حَتَّى يَكُونَ آخِرَ صَلَاتِهِ الْوَتْرُ " (4)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر الحديث (24342) ، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا هو يحيى بن آدم، وشيخه هناك هو وكيع.
وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" (1517) عن يحيى بن آدم، بهذا الإسناد.
(2) هو ابن صالح بن حيّ، وهو من رجال مسلم، وقد وهم الحافظ في تعيينه في "أطراف المسند" 9/22 بأنه ابن عياش، فإن حسن بن عياش يروي عن أبي إسحاق الشيباني لا السبيعي.
(3) حديث حسن بطرقه، وقد سلف الكلام عليه في الرواية (24389) .
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 1/137 و209، وفي "الكبرى" (249) ، وأبو نعيم في "الحلية" 7/335 من طريقين، عن الحسن بن صالح، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (24389) .
(4) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عمار بن رُزيق، فمن رجال مسلم، وهو ثقة.
وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده"، (1519) ومسلم (740) ، =(43/244)
26159 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ تِسْعَ رَكَعَاتٍ " (1)
26160 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا مُفَضَّلٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ،
__________
=والمروزي كما في "مختصر قيام الليل " ص 131 من طريق يحيى بن آدم، بهذا الإسناد.
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4710) .
وعن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11324) .
وعن جابر، سلف برقم (14207) .
وانظر (24188) .
(1) حديث صحيح، رجاله لقات رجال الشيخين. سفيان: هو الثوري، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي.
وأخرجه إسحاق بن راهويه (1497) ، والترمذي في "جامعه" (444) ، وفي "الشمائل" (269) ، والنسائي في "الكبرى" (1349) من طريق يحيى بن آدم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي في "جامعه" (443) ، وفي "الشمائل" (269) ، والنسائي في "الكبرى" (1350) و (1353) و (1412) ، وابن ماجه (1360) ، وأبو يعلى (4737) و (4791) و (4793) ، والطحاوي في (شرح معاني الآثار) 1/284، والإسماعيلي في "معجمه" (219) من طرق عن الأعمش، به. وقال الترمذي: حديث عائشة حديث حسن صحيح، غريبٌ من هذا الوجه.
وانظر (24019) و (24269) .(43/245)
عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: خَرَجْنَا نُرِيدُ الْحَجَّ، فَلَمْ أَطُفْ، فَقُلْتُ: يَرْجِعُونَ يَا رَسُولَ اللهِ بِعُمْرَةٍ وَحَجَّةٍ وَأَرْجِعُ بِحَجَّةٍ؟ قَالَتْ صَفِيَّةُ: مَا أُرَانِي إِلَّا حَابِسَتَكُمْ، قَالَ: " عَقْرَى حَلْقَى " قَالَ: " طُفْتِ يَوْمَ النَّحْرِ؟ " قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَتْ: فَأَمَرَهَا فَنَفَرَتْ (1)
26161 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا مُفَضَّلٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُنْذُ نَزَلَ (2) عَلَيْهِ: إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ يُصَلِّي صَلَاةً إِلَّا دَعَا، وَقَالَ: " سُبْحَانَكَ رَبِّي وَبِحَمْدِكَ، اللهُمَّ اغْفِرْ لِي " (3)
26162 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، مفضل - وهو ابن مهلهل السعدي - من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه إسحاق بن راهويه (1526) عن يحيى بن آدم، بهذا الإسناد.
وقد سلف مطولاً برقم (24906) .
(2) في (م) : نزلت.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، مُفَضَّل - وهو أبن مُهَلْهَل - من رجاله، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" (1443) ، ومسلم (484) (219) ، وأبو عوانة 2/186، والطبراني في "الدعاء" (604) من طريق يحيى ابن آدم، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (25928) .(43/246)
عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " رَأَيْتُ وَبِيصَ الطِّيبِ فِي مَفْرِقِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ " (1)
26163 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " كُنْتُ أُطَيِّبُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَطْيَبِ مَا أَجِدُ مِنَ الطِّيبِ، حَتَّى أَنِّي أَرَى وَبِيصَ الطِّيبِ فِي رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ قَبْلَ أَنْ يُحْرِمَ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر.
وأخرجه البخاري (1537-1538) ، والنَّسائى في "المجتبى" 5/139، وفي "الكبرى" (3674) ، وابن حزم في "المحلى" 7/86، والبيهقي في "السنن" 5/34، من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة (نشرة العمروي) ص 194، وابن راهويه (1509) ، والنسائي في "المجتبى" 5/139، وفي "الكبرى" (3675) و (3676) ، وابن خُزيمة (2585) ، وابنُ حبان (3767) ، من طريقين عن منصور، به.
وسلف برقم (26080) .
ومن وجه آخر برقم (24105) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (25752) ، غير شيخ أحمد.
وأخرجه ابن راهويه (1534) ، والبخاري (5923) ، والنسائي في "المجتبى" 5/140، وفي "الكبرى" (3681) ، من طريق يحيى بن آدم، بهذا الإسناد.
وسلف من وجه آخر برقم (24105) .(43/247)
26164 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، (1) عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ صَفِيَّةَ، حَاضَتْ قَبْلَ النَّفْرِ فَسَأَلَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " كُنْتِ طُفْتِ طَوَافَ يَوْمِ النَّحْرِ؟ " قَالَتْ: نَعَمْ. فَأَمَرَهَا أَنْ تَنْفِرَ، فَنَفَرَتْ (2)
26165 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ عَائِشَةَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يُسَارِعُ إِلَى شَيْءٍ مَا يُسَارِعُ إِلَى الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ " (3)
26166 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ خَصِيفٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ، مُنْذُ ثَلَاثِينَ سَنَةً عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " أَجْمَرْتُ شَعْرِي إِجْمَارًا شَدِيدًا، فَقَالَ لِي
__________
(1) تحرف اسم سفيان في "أطراف المسند" 9/20 إلى شيبان.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (4190) من طريق يحيى بن آدم، الأسناد.
وقد سلف مطولاً برقم (24906) .
(3) إسناده ضعيف، وهو مكرر الحديث (25327) ، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا هو يحيى بن آدم.
وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده (1641) "عن يحيى بن آدم، بهذا الإسناد.
ونحوه بإسناد صحيح برقم (24167) .(43/248)
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا عَائِشَةُ أَمَا عَلِمْتِ أَنَّ عَلَى كُلِّ شَعَرَةٍ جَنَابَةً " (1)
26167 - حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ الْمِقْدَامِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحٍ، عَنِ أَبِيهِ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنْ صَلَاةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَيْفَ كَانَ يُصَلِّي؟ قَالَتْ: " كَانَ يُصَلِّي الْهَجِيرَ، ثُمَّ يُصَلِّي بَعْدَهَا رَكْعَتَيْنِ " (2)
__________
(1) إسناده ضعيف، وهو مكرر (24797) ، إلا أن شيخ أحمد في هذا الإسناد هو يحيى بن آدم.
وأخرجه إسحاق ابن راهويه (1680) عن يحيى بن آدم، بهذا الإسناد.
قال السندى: قولها: أجمرتُ شعري، أي: جمعته وضفرته.
(2) حديثّ صحيح. المصعب بن المقدام - وإن كان مختلفاً فيه، حسن الحديث - قد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. إسرائيل: هو ابن يونس ابن أبي إسحاق السبيعي.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/301، مختصراً، وفي "شرح مشكل الآثار" (5283) من طريق عثمان بن عمر العبدي،عن إسرائيل، بهذا الإسناد، ولفظه في "شرح المشكل": قلت لعائشة: كيف كان يصنع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كأنه يعنى بعقب صلاته الظهر وبعقب صلاته العصر. قالت: كان يصلي الهجير، ثم يصلىِ بعدها ركعتين، ثم كان يصلي العصر، ثم يصلي بعدها ركعتين ...
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (2162) من طريق أبي عقيل، عن عبد الحميد بن عبد الرحمن الحِمَّاني، عن مسعر بن كِدام، عن المقدام، به، وقال: لم يرو هذا الحديث عن مسعر إلا عبد الحميد، تفرد به أبو عقيل.
وانظر (24019) و (25126) .
قال السندي: قولها يصلّي الهجير، أي: الظهر.(43/249)
26168 - حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ الْمِقْدَامِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنِ الْمِقْدَامِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَأَلَ عَائِشَةَ مَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْنَعُ قَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ؟ قَالَتْ: " كَانَ يُصَلِّي الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ، ثُمَّ يَخْرُجُ إِلَى الصَّلَاةِ، فَإِذَا دَخَلَ تَسَوَّكَ " (1)
26169 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا (2) سَعِيدٌ يَعْنِي ابْنَ أَبِي أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا صَلَّى رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ اضْطَجَعَ عَلَى شِقِّهِ الْأَيْمَنِ " (3)
26170 - حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُطَرِّفٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ،
__________
(1) حديث صحيح، وهو مكرر (24786) ، غير أن شيخ أحمد هنا هو مصعب بن المقدام.
وأخرجه إسحاق بن راهويه (1579) من طريق عُبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، بهذا الإسناد.
وقولها: فإذا دخل تسوك، سلف بإسنادٍ صحيح برقم (24144) .
(2) لفظ: "حدثنا" سقط من (م) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الله بن يزيد: هو أبو عبد الرحمن المقرئ، وسعيد بن أبي أيوب: هو المصري، وأبو الأسود: هو محمد بن عبد الرحمن بن نوفل يتيم عروة بن الزبير.
وأخرجه إسحاق بن راهويه (824) ، والبخاري (1160) ، وأبو عوانة 2/279 من طريق عبد الله بن يزيد، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقمْ (24057) .(43/250)
عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَبِيتُ جُنُبًا فَيَأْتِيهِ بِلَالٌ، فَيُؤْذِنُهُ بِالصَّلَاةِ، فَيَقُومُ فَيَغْتَسِلُ، فَأَنْظُرُ إِلَى تَحَادُرِ الْمَاءِ فِي شَعْرِهِ وَجِلْدِهِ، ثُمَّ يَخْرُجُ، فَأَسْمَعُ صَوْتَهُ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ، ثُمَّ يَظَلُّ صَائِمًا " (1)
26171 - حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ، حَدَّثَنَا مُطَرِّفٌ، وعَبيدة عَنْ عَامِرٍ، (2) عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَظَلُّ صَائِمًا مَا يُبَالِي، مَا قَبَّلَ مِنْ وَجْهِي حَتَّى يُفْطِرَ " (3)
__________
(ا) حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على الشعبي، وقد بينا ذلك في الرواية. (256751)
وأخرجه ابن حبان 34911) من طريق أبي سعيد الأشج، عن أسباط بن محمد، بهذا الإسناد.
(2) كذا في الأصول الخطية: وعَبيدة عن عامر. وعَبيدة هذا هو ابنُ حميد، شيخ الإمام أحمد، والظاهر أن هناك سقطاً قديماً في نسخ المسند، إذ حق العبارة أن تكون: وعَبيدة عن مطرف، عن عامر، وهو ما ورد في مصادر التخريج، كما سيرد.
(3) إسناده صحيح، وهو مكرر الرواية (246991) سوى شيخ أحمد، فقد رواه هنا عن أسباط، وهو ابن محمد، وعن عَبيدة وهو ابن حميد، كلاهما عن مطرف وهو ابن طريف الكوفي. ورجاله ثقات رجال الشيخين، غير أنه قد اختلف فيه على الشعبي كما بسطناه في الرواية المشار إليها.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (3079) ، وابن خزيمة (2001) ، والبيهقي في "السنن" 4/233، وأبو عمرو بن منده في "الفوائد" (29) ، من طريق عَبيدة ابن حميد، عن مُطَرِّف، عن الشعبي، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (24110) .(43/251)
26172 - حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " رَخَّصَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الرُّقْيَةِ مِنْ كُلِّ ذِي حُمَةٍ " (1)
26173 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا نُبَيْهٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ، تَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا تَحْتَ الْكَعْبِ مِنَ الْإِزَارِ فَفِي النَّارِ " (2)
26174 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَائِلٌ، قَالَ: سَمِعْتُ الْبَهِيَّ، يُحَدِّثُ أَنَّ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " مَا بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ فِي جَيْشٍ قَطُّ إِلَّا أَمَّرَهُ عَلَيْهِمْ، وَإِنْ (3) بَقِيَ بَعْدَهُ، اسْتَخْلَفَهُ " (4)
26175 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، قَالَ:
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24326) سنداً ومتناً.
(2) صحيح لغيره، وهو مكرر (24315) ، غير أن شيخ أحمد هنا: هو محمد بن عبيد الطنافسي.
وأخرجه إسحاق (1759) من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإسناد.
(3) في (ظ8) : ولو بقي، وضبب فوقها.
(4) إسناده حسن إن صح سماع البهي عن عائشة، وهو مكرر (25898) سنداً ومتناً.(43/252)
اعْتَلَجَ نَاسٌ فَأَصَابَ طُنُبُ الْفُسْطَاطِ عَيْنَ رَجُلٍ مِنْهُمْ فَضَحِكُوا فَقَالَتْ عَائِشَةُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَا مِنْ مُؤْمِنٍ تَشُوكُهُ شَوْكَةٌ، فَمَا فَوْقَهَا إِلَّا حَطَّ اللهُ عَنْهُ خَطِيئَةً، وَرَفَعَ لَهُ بِهَا دَرَجَةً " (1)
26176 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُطِيعٌ الْغَزَّالُ، عَنْ كُرْدُوسٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " لَقَدْ مَضَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِسَبِيلِهِ، وَمَا شَبِعَ أَهْلُهُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ طَعَامِ بُرٍّ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر الحديث (24156) ، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا هو محمد بن عبيد: وهو الطنافسي.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 3/373، وفي "الشُعب" (9826) ، وفي "الآداب" (907) من طريق حمد بن عُبيد، بهذا الإسناد. قال السندي: قوله: اعتلجَ ناس، أي: ازدحموا، مِن اعتلجتِ الأمواج: إذا
التطمت، واعتلج الهمُ فىِ صدره كذلك على المَثَلِ.
(2) حديث صحيح، كردوس اختلف في تعيينه، فقيل: هو كردوس بن العباس الثعلبي، ويقال: كردوس بن عمرو الغطفاني، ويقال كردوس بن هانىء الثعلبي الكوفي، ويقال: إنهم ثلاثة، ذهب إلى ذلك علي ابن المديني، وقال أبو حاتم: فيه نظر. وجعلهم ابن حبان في كتاب "الثقات" أربعة، فقال:
كردوس بن عمرو التغلبي، كردوس بن العباس الغطفاني، كردوس الكوفي عن ابن مسعود، كردوس شيخ يروي عن الأشعث بن قيس. قلنا: وعلى كلٍّ فقد توبع. وبقية رجاله ثقات. محمد بن عبيد: هو الطنافسي.
وأخرجه وكيع في "الزهد" (108) ، وابن سعد 8/403، وأبو نعيم في "الحلية" 8/378 من طريقين عن مطيع الغزال، بهذا الإسناد.
وقد سلف نحوه بإسنادٍ صحيح برقم (24151) . =(43/253)
26177 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ صَمْعَةَ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ، أَنَّهَا كَانَتْ " تَغْتَسِلُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي (1) إِنَاءٍ وَاحِدٍ " (2)
26178 - حَدَّثَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ هِلَالِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ (3) ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي لَمْ يَقُمْ (4) مِنْهُ: " لَعَنَ اللهُ الْيَهُودَ، وَالنَّصَارَى فَإِنَّهُمُ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ " قَالَ: وَقَالَتْ عَائِشَةُ لَوْلَا ذَلِكَ أَبْرَزَ قَبْرَهُ، وَلَكِنَّهُ خَشِيَ أَنْ يُتَّخَذَ مَسْجِدًا (5)
26179 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ،
__________
(1) في (ظ2) و (ق) : من.
(2) إسناده صحيح، أبان بن صمعة، ثقة، أخرج له مسلم متابعة، وهو وإن اختلط إلا أن ما رواه عنه البصريون مستقيم فيما ذكر ابن عدي. وروح بن عبادة منهم. وعكرمة: هو مولى ابن عباس احتج به البخاري، وروى له مسلم مقروناً، وهو ثقة.
وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" (1203) ، وأبو يعلى (4872) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/25 من طريقين عن أبان، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (24014) .
(3) في هامش (ق) و (ظ2) : ويقال: هلال بن حميد.
(4) في (ظ7) : في مرضه الذي مات فيه.
(5) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24895) ، غير أن شيخ أحمد هنا: هو محمد بن الفَضل ولقبه: عارم.(43/254)
عَنْ عَائِشَةَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ امْرَأَةَ أَبِي حُذَيْفَةَ فَأَرْضَعَتْ سَالِمًا خَمْسَ رَضَعَاتٍ، فَكَانَ يَدْخُلُ عَلَيْهَا بِتِلْكَ الرَّضَاعَةِ (1) " (2)
26180 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَمْرَةَ، أَنَّهَا سَمِعَتْ عَائِشَةَ، تَقُولُ: إِنَّمَا مَرَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى يَهُودِيَّةٍ
__________
(1) في (ظ8) : الرضعة.
(2) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. عثمان بن عمر: هو ابن فارس العبدي.
وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 8/249 من طريق عثمان بن عمر، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولاً عبد الرزاق في "مصنفه" (13886) ، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (6377) عن مالك، به. وفيه قصة.
وهو عند مالك في "الموطأ" 2/605-606 مطوَّلاً، وأخرجه من طريقه الشافعي في "المسند" 2/22-23 (ترتيب السندي) عن الزهري، عن عروة، أن أبا حذيفة ... فذكر الحديث مرسلاً، وفيه قصة.
وأخرجه النسائى في "المجتبى" 6/106- ببعض القصة- من طريق مالك ويونس، عن الزهري، 000 كذلك مرسلاً.
قال الدارقطني في "العلل" 5/الورقة 18 ا119 -في رواية مالك: والصحيح عن عائشة متصلاً.
وقال ابن عبد البر: هذا حديث يدخل في المسند - أي المتصل - للقاء عروة عائشة وسائر أزواجه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وللقاء سهلة بنت سهيل، وقد وصله الجماعة.
وقد سلف مطولاً برقم (25650) .
وانظر (24108) .(43/255)
يُبْكَى عَلَيْهَا، فَقَالَ: " إِنَّكُمْ لَتَبْكُونَ عَلَيْهَا وَإِنَّهَا، لَتُعَذَّبُ فِي قَبْرِهَا " (1)
26181 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ سَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي وَرِجْلِي فِي قِبْلَتِهِ فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَسْجُدَ غَمَزَنِي فَقَبَضْتُهَا فَإِذَا قَامَ بَسَطْتُهَا " (2)
26182 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي جَعْفَرُ بْنُ كَيْسَانَ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي مُعَاذَةُ، قَالَتْ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ، تَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَنَاءُ أُمَّتِي بِالطَّعْنِ،
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على مالك: فرواه عثمان بن عمر: وهو ابن فارس العبدي - كما في هذه الرواية - عن مالك، عن عبد الله بن أبي بكر: وهو ابن محمد بن عمرو بن حزم، عن عمرة، عن عائشة، به.
ورواه سفيان بن عيينة - كما سلف (24115) - وإسحاق بن عيسى ابن الطباع - كما سلف (24758) - كلاهما عن مالك، عن عبد الله بن أبي بكر، عن أبيه، عن عمرة، عن عائشة، فزاد في الإسناد أبا بكر بن محمد بن عمرو ابن حزم.
قال الدارقطني في "العلل" 5/الورقة 99: لشبه أن يكون عبد الله بن أبي بكر سمعه هو وأبوه من عمرة.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر الحديث (25148) ، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا هو عثمان بن عمر، وهو ابن فارس العبدي.(43/256)
وَالطَّاعُونِ " قَالَتْ: فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ هَذَا الطَّعْنُ قَدْ عَرَفْنَاهُ، فَمَا الطَّاعُونُ؟ قَالَ: " غُدَّةٌ كَغُدَّةِ الْإِبِلِ، الْمُقِيمُ فِيهَا كَالشَّهِيدِ، وَالْفَارُّ مِنْهَا كَالْفَارِّ مِنَ الزَّحْفِ " (1)
26183 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي جَعْفَرُ بْنُ كَيْسَانَ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي عَمْرَةُ الْعَدَوِيَّةُ، قَالَتْ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ، تَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْفَارُّ مِنَ الطَّاعُونِ، كَالْفَارِّ مِنَ الزَّحْفِ " (2)
26184 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: " إِنَّمَا نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الصَّلَاةِ أَنْ يُتَحَرَّى بِهَا طُلُوعُ الشَّمْسِ وَغُرُوبُهَا " (3)
26185 - حَدَّثَنَا أَزْهَرُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ، (4)
__________
(1) إسناده جيد، وهو مكرر الحديث (25118) ، إلا أن الإمام أحمد رواه هنا عن يحيى بن إسحاق ولم يقرن به أحداً.
(2) حديث جيد، وهو مكرر (24527) سنداً ومتناً.
وانظر ما قبله.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (24931) ، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا: هو يحيى بن إسحاق السِّيلحيني، وهو من رجال مسلم.
(4) في (م) : سعد بن هشام، عن أبيه، بزيادة: عن أبيه، وهو خطأ.(43/257)
عَنْ عَائِشَةَ، " أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَوْتَرَ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ " (1)
26186 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ شَجَّاحٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي وَرْقَاءُ بِنْتُ هُرَامٍ (2) الْهُنَائِيَّةُ، قَالَتْ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ، تَقُولُ: " رُبَّمَا رَأَيْتُ فِي ثَوْبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْجَنَابَةَ فَأَفْرُكُهُ " (3)
__________
(1) حديث صحيح، أزهر بن القاسم: وهو الراسبي وثَّقه أحمد والنسائي، وقال أبو حاتم: شيخ يكتب حديثه ولا يحتج به، وذكره ابن حبان
في "الثقات " وقال: كان يخطىء، قلنا: وقد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال
الشيخين.
وأخرجه مطولاً ومختصراً إسحاق (1317) ، ومسلم (746) (139) ، والنسائي في "المجتبى" 3/240، وفي "الكبرى" (1409) ، والدارمي (1475) ، وابن نصر في "مختصر قيام الليل" ص85، وابن خزيمة (1078) و (1127) و (1170) ، وابن حبان (2442) و (2552) ، وابن حزم في
"المحلى" 3/45، والبيهقي في "السنن 3/30 "من طريق معاذ بن هشام، عن هشام، بهذا الإسناد.
(2) في (ظ2) و (ق) و (م) : هذام، والمثبت من (ظ7) و (ظ8) .
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة ورقاء الهنائية، تفرد بالروإية عنها طلحة بن شجَّاح، وقد ذكرها الحافظ في "التعجيل"، فقال: ورقاء بنت هرم، كذا في نسخة من "المسند، "وفي أخرى اعتمدها الحسيني: بنت هرار. وقال في ترجمة طلحة الراوي عنها: بنت هرام بالميم (بل فيه:
بنت هراب بالباء، وبالميم جاءت في تذكرته) ، وقال ابن أبي حاتم في ترجمة طلحة كالأول، وأن ذلك رواية أبي سعيد مولى بني هاشم، وهي التي في "المسند". وقال في رواية أبي عامر العقدي [هرار] آخرها راء. ثم قال=(43/258)
26187 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا طَلْحَةُ (1) ، حَدَّثَتْنِي وَرْقَاءُ، أَنَّ عَائِشَةَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ " مَنْ كَانَ عَلَيْهِ دَيْنٌ هَمَّهُ قَضَاؤُهُ - أَوْ هَمَّ بِقَضَائِهِ - لَمْ يَزَلْ مَعَهُ مِنَ اللهِ حَارِسٌ " (2)
26188 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجْتَهِدُ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ، مَا لَا يَجْتَهِدُ فِي غَيْرِهِ " (3)
__________
= الحافظ: روى عنها طلحة بن شجّاج، لا أعرف حالها.
قلنا: وطلحة بن شجَّاج من رجال "التعجيل" كذلك، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ولم يذكر ابن أبي حاتم فيه جرحاً، وقيَّد الحافظُ أباه بفتح الشين المعجمة، وتشديد الجيم، وآخره حاء مهملة. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. أبو سعيد مولى بني هاشم: هو عبد الرحمن بن عبد الله.
وسلف بإسناد صحيح برقم (24158) .
وسلف كذلك برقم (24064) ، وذكرنا هناك أرقام مكرراته.
(1) قوله: حدثنا طلحة، سقط من (م) .
(2) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4289) ، والطبراني في "الأوسط" (3771) من طريق مسلم بن إبراهيم الأزدي، عن طلحة، بهذا الإسناد، وفيه قصة.
وسلف نحوه برقم (24439) ، وذكرنا هناك شواهده.
(3) إسناده صحيح، وهو مكرر (24528) ، إلا إن شيخ الإمام أحمد هنا هو أبو سعيد عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري.(43/259)
26189 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا مَرِضَ قَرَأَ عَلَى نَفْسِهِ بِالْمُعَوِّذَتَيْنِ وَيَنْفُثُ " قَالَتْ عَائِشَةُ فَلَمَّا ثَقُلَ جَعَلْتُ أَنْفُثُ عَلَيْهِ بِهِمَا، وَأَمْسَحُ بِيَمِينِهِ الْتِمَاسَ بَرَكَتِهَا (1)
26190 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ الْخَيَّاطُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ النَّهْشَلِيُّ، وَأَبُو الْمُنْذِرِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ (2) ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عَائِشَةَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُقَبِّلُ وَهُوَ صَائِمٌ " قَالَ أَبُو الْمُنْذِرِ: فِي رَمَضَانَ (3)
26191 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ (4) ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، سُئِلَ عَنْ رَجُلٍ أَوْصَى بِثَلَاثِ مَسَاكِنَ لَهُ، فَقَالَ الْقَاسِمُ: يُخْرَجُ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، حماد بن خالد - وهو الخياط - من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وهو مكرر (24728) .
(2) قوله: "أبو بكر" من (م) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، حمَّاد بن خالد الخياط، وأبو المنذر (وهو إسماعيل بن عمر الواسطي) ، وأبو بكر النَّهشلي، من رجاله، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
وهو مكرر الحديث (24989) سنداً ومتناً غير شيخي أحمد.
وسلف برقم (24110) ، وبرقم (24130) .
(4) قوله: بن خالد، من (ظ2) و (م) .(43/260)
ذَاكَ حَتَّى يُجْعَلَ فِي مَسْكَنٍ وَاحِدٍ، وَقَدْ سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ " (1)
26192 - حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا أَفْلَحُ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصْبِحُ وَهُوَ جُنُبٌ فَيَغْتَسِلُ، وَيَصُومُ يَوْمَهُ " (2)
26193 - حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، وَأَبُو الْمُنْذِرِ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، مَوْلَى عُرْوَةَ عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: مَنْ أَذَلَّ لِي وَلِيًّا، فَقَدْ اسْتَحَلَّ مُحَارَبَتِي، وَمَا (3) تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي (4) بِمِثْلِ أَدَاءِ الْفَرَائِضِ، وَمَا يَزَالُ الْعَبْدُ يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، إِنْ سَأَلَنِي أَعْطَيْتُهُ، وَإِنْ دَعَانِي أَجَبْتُهُ، مَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ وَفَاتِهِ، لِأَنَّهُ يَكْرَهُ الْمَوْتَ، وَأَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ " وَقَالَ أَبُو الْمُنْذِرِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُرْوَةُ، قَالَ:
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (25128) ، غير شيخ أحمد.
وسلف برقم (24450) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد سلف الكلام عليه في الرواية (25854) .
(3) في (ظ7) : ولا.
(4) في (ظ7) و (ظ8) عبدٌ.(43/261)
حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ، وَقَالَ: أَبُو الْمُنْذِرِ " آذَى لِي " (1)
__________
(1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الواحد مولى عروة، وهو ابنُ ميمون أبو حمزة، قال البخاري في "التاريخ الكبير" 6/58- ونقله عنه ابن عدي في "الكامل" 5/1939-: منكر الحديث، وذكر له ابنُ عدي هذا الحديث وضعفه، كذلك أبو عامر العقدي، ويعقوب بن سفيان، وأبو
أحمد الحاكم، وابنُ معين، والنَّسائى، والعُقيلي، وابنُ الجارود. وقال الدارقطني: متروك، صاحب مناكير، وذكره الحافظ في "اللسان"، ولم يذكره في "التعجيل"، ولا ذكره الحسيني في "الإكمال" وهو على شرطهما، وقد توبع كما سيرد، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. حمَّاد: هو ابنُ خالد الخياط
القرشي، وأبو المنذر: هو إسماعيل بن عمر الواسطي.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في "الأولياء" (45) ، والبيهقي في "الزهد" (698) و (699) من طريق أبي المنذر إسماعيل بن عمر، بهذا الإسناد، وزاد: "فإذا أحببتُه كنتُ عينَه التي يُبصر بها، وفؤادَه الذي يعقل به، ولسانَه الذي يتكلَّم به".
وأخرجه البزار (3627) و (3647) (زوائد) ، وأبو نعمِم مختصراً في "حلية الأولياء" 1/5 من طريق أبي عامر العَقَدي، والقُضاعي في "مسند الشهاب" (1457) من طريق طلحة بن يحيى، كلاهما عن عبد الواحد، به. وفيه الزيادة المذكورة آنفاً. قال البزار: تفرَّد به عبد الواحد.
قلنا: تابعه يعقوب بن مجاهد أبو حَزْرَةَ: فقد أخرجه الطبراني في "الأوسط" (9348) عن هارون بن كامل، حدثنا سعيد بن أبي مريم، حدثنا إبراهيم بن سويد، حدثني يعقوب بن مجاهد أبو حَزْرة، عن عروة بن الزبير، به. وقال: لم يرو هذا الحديث عن أبي حَرْزة إلا إبراهيم بن سويد، ولا رواه عن عروة إلا أبو حرزة وعبد الواحد (تحرَّف فيه إلى عبد الله) بن ميمون.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/269، ونسبه لأحمد والبزار والطبراني في "الأوسط"، وقال: فيه عبد الواحد بن قيس (وهذا وهم، إنما هو=(43/262)
26194 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: سُئِلْتُ مَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْمَلُ فِي بَيْتِهِ؟ قَالَتْ: " كَانَ بَشَرًا مِنَ الْبَشَرِ يَفْلِي ثَوْبَهُ، وَيَحْلُبُ شَاتَهُ، وَيَخْدُمُ نَفْسَهُ (1) " (2)
__________
=عبد الواحد بن ميمون كما سلف) وقد وثقه غير واحد، وضعفه غيرهم، وبقيهْ رجال أحمد رجال الصحيح، ورجال الطبراني في "الأوسط" رجال الصحيح غير شيخه هارون بن كامل.
وللحديث شاهد أخرجه البخاري في "الصحيح" (6502) من طريق خالد ابن مخلد، عن سليمان بن بلال، عن شريك بن عبد الله بن أبى نمر، عن عطاء، عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نحوه. وخالد بن مخلد قال أحمد فيه: له أحاديث مناكير، وقال ابن سعد: منكر الحديث، مفرط في التشيع، وقال ابن معين: ليس به بأس، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه، وقال أبو داود: صدوق لكنه يتشيع، وقال ابن عدي: لا بأس به. وأورد الذهبي هذا الحديث في ترجمته في "الميزان"، وقال: هذا حديث غريب جداً، ولولا هيبة الجامع الصحيح لعدُّوه من منكرات خالد بن مخلد، وذلك لغرابة لفظه، ولأنه مما ينفرد به شريك، وليس بالحافظ. ولم يُرو هذا المتن إلا بهذا الإسناد. فتعقبه الحافظ في "الفتح" 11/341، وقال: إطلاق أنه لم يرو هذا المتن إلا بهذا الإسناد مردود، ومع ذلك فشريك بن عبد الله بن أبي نمر شيخ شيخ خالد، فيه مقال أيضاً، وهو راوي حديث المعراج الذي زاد فيه ونقص وقدم وأخر، وتفرد فيه بأشياء لم يُتابع عليها لكن للحديث طرقٌ أخرى يدل مجموعها على أن له أصلاً.
ثم ذكر الحافظ حديث عائشة هذا، وذكر له شواهد أخرى، فانظرها إن شئت.
(1) في (ظ7) و (ظ8) : ويخدم في بيته نفسه.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على يحيى بن سعيد الأنصاري.
فرواه حمّاد بن خالد - كما في هذه الرواية - عن ليث بن سعد، عن=(43/263)
26195 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَخِيهِ، عُبَيْدِ اللهِ عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الرَّجُلِ يَجِدُ الْبَلَلَ (1) وَلَا يَذْكُرُ احْتِلَامًا قَالَ: " يَغْتَسِلُ "، وَعَنِ الرَّجُلِ يَرَى
__________
=معاوية بن صالح، عن يحيى بن سعيد، عن القاسم، عن عائشة.
وخالفه حجاج بن محمد المصيصي، فرواه - فيما أخرجه أبو يعلى (4873) - عن ليث بن سعد، عن معاوية بن صالح، عن يحيى بن سعيد، عن عمرة، عن عائشة. فذكر في الإسناد عمرة بدل القاسم.
وتابع الليثَ عبدُ الله بنُ وهب فيما أخرجه ابن حبان (5675) ، وأبو نعيم في "الحلية" 8/331، وعبدُ الله بن صالح فيما أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (541) ، والترمذي في "الشمايل" (335) ، والبيهقي في "الدلائل" 1/328، والبغوي في "شرح السنة" (3676) ، كلاهما عن معاوية بن صالح، عن يحيى بن سعيد، عن عمرة، عن عائشة، وهو الأشبه.
وأخرجه أبو يعلى (4847) من طريق ابن جريج، عن يحيى بن سعيد، عن مجاهد، عن عائشة، وابن جريج مدلس وقد عنعن.
وأخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبىِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" 62ص من طريق خُليد: وهو ابن دَعْلج، عن معروف الموصلي، عن مجاهد، عن عائشة. وخليد ضعيف، ومعروف الموصلي ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 8/322 ولم يذكر في الرواة عنه سوى اثنين، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان.
وذكر أبو نعيم في "الحلية" 8/331 أن يحيى بن أيوب رواه عن يحيى بن سعيد، عن حميد بن قيس، عن مجاهد، عن عائشة.
قلنا: ولم يسق أبو نعيم إسناده إلى يحيى.
وقد سلف نحوه بإسناد صحيح برقم (25341) ، وانظر (24226) و (24749) .
(1) في هامش كل من (ق) و (ظ2) : البلّ (نسخة) .(43/264)
أَنَّهُ قَدِ احْتَلَمَ، وَلَا يَرَى بَلَلًا، قَالَ: " لَا غُسْلَ عَلَيْهِ " فَقَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ: هَلْ عَلَى الْمَرْأَةِ تَرَى ذَلِكَ شَيْءٌ؟ قَالَ: " نَعَمْ، إِنَّمَا النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَالِ " (1)
__________
(1) حديث حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله، وهو ابن عمر العمري، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير حماد بن خالد، فمن رجال مسلم، وهو ثقة. عبيد الله: هو ابن عمر العمري، والقاسم: هو ابن محمد بن أبي بكر الصديق.
وأخرجه ابنُ أبى شيبة 1/78 - ومن طريقه ابن ماجه (612) - وابن راهويه (1706) ، وأبو داود (236) - ومن طريقه البيهقي في "السنن" 1/168، وابنُ عبد البر فى"التمهيد" 8/337-، والترمذي (113) ، وابن الجارود في "المنتقى" (89) و (90) ، وأبو يعلى (4694) من طريق حماد بن خالد، بهذا الإسناد. ولفظه عند ابن أبي شيبة: "إذا استيقظ أحدكم من نومه، فرأى بللاً ولم ير أنه احتلم، اغتسل، وإذا رأى إنه قد احتلم ولم ير بللاً فلا غسل عليه". قال الترمذي: عبد الله بن عمر ضعَّفه يحيى بن سعيد من قبل حفظه.
وله شاهد من حديث خولة بنت حكيم، سيرد 6/409، وفيه أنها سألت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن المرأة ترى في منامها ما يرى الرجل، فقال: "ليس عليها غسل حتى ينزل الماء، كما أن الرجل ليس عليه غسل حتى ينزل". وفي إسناده علي ابن زيد بن جدعان، وهو ضعيف.
وآخر من حديث أم سُلَيم، سيرد 6/377 وفيه أنها سألت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أرأيت إذا رأت المرأة أن زوجها يجامعها في المنام، أتغتسل؟ فقالت أم سلمة: تربت يداك يا أم سُليَم، فضحتِ النساء عند رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقالت أمُّ سُلَيم: إن الله لا يستحي من الحق، وإنا أن نَسْألَ النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عما أشكل علينا خير لنا من أن نكون منه على عمياء. فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأم سلمة: "بل أنت تربت يداك، نعم يا أم سُلَيم، عليها الغُسل إذا وجدتِ الماء" فقالت أم سلمة: يا رسول الله، =(43/265)
26196 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، وَصَالِحِ بْنِ أَبِي حَسَّانَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَبِّلُ وَهُوَ صَائِمٌ " (1)
__________
= وهل للمرأة ماء؟ فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "فأنَّى يشبهها ولدها؟ هن شقائق الرجال".
وإسناده منقطع، إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة لم يسمع من جدته أم سُلَيم، وذكره الهيثمي في "المجمع" 1/267-268، وقال: هو في الصحيح باختصار، وإسحاق لم يسمع من أم سليم. قلنا: أصل الحديث عند مسلم دون قول: "هن شقائق الرجال"، وقد رواه بهذه الزيادة موصولاً الدارمي (764) من رواية إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن عمه أنس بن مالك قال: دخَلَتْ على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمُّ سُليم وعنده أمُّ سَلَمة ... فذكر الحديث، وهذا إسناد متصل غير أن في طريقه محمد بن كثير- وهو الصنعاني الدمشقي - شيخ الدارمي، وهو وإن وثقه الحسن بن الربيع وابن سعد وابن معين، قد ضعفه أحمد والبخاري وأبو داود والنَّسائى وعلي ابن المديني والعقيلي والحاكم، وقال أبو حاتم: في حديثه بعض الإنكار، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: يخطىء ويغرب، وقال ابن عدي: له روايات عن معمر والأوزاعي خاصة لا يتابعه عليها أحد.
قلنا: لكن الحديث يتقوَّى بمجموع هذه الطرق.
وما يتعلق منه بالمرأة إذا احتلمت صحيح، سلف برقم (24610) .
قال الترمذي: قول غير واحد من أهل العلم من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والتابعين إذا استيقظ الرجل، فرأى بلَّة أنه يغتسل، وهو قول سفيان الثوري وأحمد، وقال بعض أهل العلم من التابعين: إنما يجب عليه الغسل إذا كانت البلَّة بلَّة نطفة، وهو قول الشافعي وإسحاق.
وإذا رأى احتلاماً، ولى ير بلَّةً، فلا غسل عليه عند عامة أهل العلم.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على ابن أبي ذئب، وهو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة. وسلف ذكر الاختلاف فيه في الرواية =(43/266)
26197 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَلَا (1) هَذِهِ الْآيَةَ {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ} [آل عمران: 7] فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَإِذَا رَأَيْتُمُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ، (2) فَأُولَئِكَ الَّذِينَ سَمَّى اللهُ - أَوْ فَهُمْ - فَاحْذَرُوهُمْ (3) " (4)
__________
= (25868) .
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (3059) من طريق ابن وَهْب، عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد. وتحرَّف ابن وهب في مطبوع النسائي إلى ابن وُهَيْب.
وسلف برقمي (24110) و (25600) .
(1) في (ظ8) قرأ.
(2) لفظة "منه " ليست في (ظ7) ولا (ظ8) .
(3) في (م) وهامش كل من (ق) و (ظ2) : فاحذرهم.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابنُ أبي مُليكة: هو عبد الله بن عُبيد الله.
وأخرجه الطيالسي (1433) ، والدارمي (145) ، والبخاري في "صحيحه" (4547) ، وفي "خلق أفعال العباد" ص 44، ومسلم (2665) ، وأبو داود (4598) ، والترمذي (2993) و (2994) ، والطبري في تفسير الآية المذكورة من آل عمران (6610) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2517) و (2518) ، وابن أبي حاتم في "التفسير" (103) ، وابن حبان (73) ، واللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة" (187) ، وأبو نعيم في "الحلية" =(43/267)
26198 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ (1) : أَنَّ الْحَارِثَ بْنَ هِشَامٍ سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ كَيْفَ يَأْتِيكَ الْوَحْيُ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَحْيَانًا يَأْتِينِي فِي مِثْلِ صَلْصَلَةِ الْجَرَسِ، وَهُوَ أَشَدُّهُ عَلَيَّ، فَيَفْصِمُ عَنِّي وَقَدْ وَعَيْتُ مَا قَالَ، وَأَحْيَانًا يَأْتِينِي، يَتَمَثَّلُ لِي الْمَلَكُ رَجُلًا، فَيُكَلِّمُنِي، فَأَعِي (2) مَا يَقُولُ " قَالَتْ عَائِشَةُ: وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَنْزِلُ عَلَيْهِ فِي الْيَوْمِ الشَّدِيدِ الْبَرْدِ فَيَفْصِمُ عَنْهُ وَإِنَّ جَبِينَهُ لَيَتَفَصَّدُ عَرَقًا (3)
__________
= 2/185، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/545، وفي "الأسماء والصفات" (958) ، والبغوي في "تفسيره" في تفسير الآية المذكورة من سورة آل عمران، وفي "شرح السنة" (106) من طرق عن يزيد بن إبراهيم التستري، به. وقرن الدارمي وابن أبى حاتم وأبو نعيم بيزيد حمادَ بنَ سلمة.
وسلفت رواية حماد برقم (24929) .
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وقال البغوي: هذا حديث متفق على صحته.
وسلف برقم (24214) من،طريق أيوب، عن ابن أبي مُلَيْكة، عن عائشة، لم يذكر فيه القاسم. وذكرنا هناك الاختلاف فيه على ابن أبي مُليكة.
(1) في (م) : عن عائشة، قالت.
(2) في (ظ8) : وأعي.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابنُ، مهدي، ومالك: هو ابن أنس.
وهو عند مالك في "الموطأ" 1/202-203، (رواية يحيى) ، ومن طريقه=(43/268)
26199 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَرِيرٌ يَعْنِي ابْنَ حَازِمٍ، عَنْ حَرْمَلَةَ الْمِصْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِمَاسَةَ (1) ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " اللهُمَّ مَنْ وَلِيَ مِنْ أُمَّتِي شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ، فَارْفُقْ بِهِ، وَمَنْ شَقَّ عَلَيْهِمْ، فَشُقَّ عَلَيْهِ " (2)
__________
=أخرجه ابن سعد في "الطبقات" 1/198، والبخاري في "صحيحه" (2) ، وفي "خلق أفعال العباد" ص 83 و84، والترمذي (3634) ، والنَّسائى في "المجتبى" 2/147-149، وفي "الكبرى" (1006) و (11128) ، وابن حبان (38) ، والطبراني في "الكبير" (3345) ، وابن منده في "الإيمان" (679) ، واللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة" (1410) ، وأبو نعيم في "دلائل النبوة" (171) ، والبيهقي في "السنن" 7/52-53، وفي "دلائل النبوة" 7/52، وفي "الأسماء والصفات" (437) ، والبغوي في "شرح السنة" (3737) ، وفي "تفسيره" للآية (5) من المزمّل، وابن الأثير في "أُسْد الغابة" (في ترجمة الحارث بن هشام) . قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وقال البغوي:
هذا حديث متفق على صحته.
وسلف برقم (25252) .
وانظر (24309) .
(1) في (م) : سماعه، وهو خطأ.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (24622) ، غير أن شيخ أحمد هنا: هو عبد الرحمن بن مهدي، وشيخه: هو جرير بن حازم.
وأخرجه مسلم (1828) ، والبيهقي في "السنن" 9/43 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولاً ابن زنجويه في "الأموال" (5) ، وأبو عوانة 4/413-414، والطبراني في "الأوسط" (9445) من طريقين عن جرير بن حازم، به.
وسيرد برقم (26212) .(43/269)
26200 - حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ صَالِحٍ مِنْ وَلَدِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَيْفَ يَأْتِيكَ الْوَحْيُ فَذَكَرَ نَحْوًا مِنْ حَدِيثِ مَالِكٍ (1)
26201 - حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَفْلَحُ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاقَعَ أَهْلَهُ، ثُمَّ أَصْبَحَ فَاغْتَسَلَ، وَصَلَّى وَصَامَ يَوْمَهُ ذَلِكَ " (2)
26202 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ يَعْنِي ابْنَ عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: " كَانَ أَكْثَرُ صَلَاةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ ثَقُلَ وَبَدَّنَ وَهُوَ جَالِسٌ " (3)
__________
(1) هو مكرر (25253) سنداً ومتناً.
(2) حديث صحيح، وهو مكرر (25854) ، إلا أن شيخ أحمد هو أبو القاسم بن أبي الزناد.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، الضحاك بن عثمان: وهو الحِزامي من رجاله، وقد أخرج له هذا الحديث، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 2/490 من طريق محمد بن إسماعيل، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (732) (117) من طريق زيد بن الحباب، عن الضحاك، وقد سلف برقم (24191) .(43/270)
26203 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ أَحَدَكُمْ يَأْتِيهِ الشَّيْطَانُ فَيَقُولُ: مَنْ خَلَقَكَ؟ فَيَقُولُ: اللهُ، فَيَقُولُ: فَمَنْ خَلَقَ اللهَ؟ فَإِذَا وَجَدَ ذَلِكَ أَحَدُكُمْ، فَلْيَقْرَأْ: آمَنْتُ بِاللهِ وَرُسُلِهِ، فَإِنَّ ذَلِكَ يُذْهِبُ عَنْهُ " (1)
__________
(1) صحيح من حديث أبي هريرة، وهذا إسناد اختلف فيه على هشام بن عروة، عن أبيه:
فرواه الضحاك: وهو ابن عثمان الحزامي - كما في هذه الرواية - وعبد الله ابن الأجلح - فيما أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (648) وأبو يعلى (4704) - وإسماعيل بن عيَّاش - فيما أخرجه ابن أبى عاصم في "السنة" (649) -، ومروان بن معاوية - فيما أخرجه ابن حبان (150) - وسمْيان الثوري - فيما أخرجه ابن السني (624) - وليث بن سالم فيما أخرجه ابن السني كذلك
(626) ، ستتهم عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة.
ورواه عبدة بن سليمان- فيما أخرجه هناد في "الزهد" (947) - ووكيع في "الزهد" (226) ، كلاهما عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: قال رسول الله ... مرسلاً.
ورواه عبد الرحمن بن مهدي وأبو داود وأبو كامل- كما في الرواية السالفة (8376) - وسفيان بن عيينة - فيما أخرجه الحميدي (1153) ، ومسلم (134) (212) ، وأبو داود (4721) - أربعتهم عن هشام، عن أبيه، عن أبي هريرة.
وسئل أبو زرعة الرازي- كما في "علل الرازي" 2/158-159- عن حديث عبد الله بن الأجلح والضحاك بن عثمان، فقال: هو خطأ، والصحيح حديث ابن عيينة عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.=(43/271)
26204 - حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا نُبَيْهٍ، يَقُولُ سَمِعْتُ عَائِشَةَ، تَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا تَحْتَ الْكَعْبَيْنِ مِنَ الْإِزَارِ فِي النَّارِ " (1)
26205 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ فَرْوَةَ بْنِ نَوْفَلٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ أَخْبِرِينِي بِبَعْضِ دُعَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: كَانَ يَقُولُ: " اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا عَمِلْتُ وَمِنْ شَرِّ مَا لَمْ أَعْمَلْ " (2)
__________
=وأخرجه البزار (50) (كشف الأستار) من طريق محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، بهذا الإسناد. وقال: وهذا رواه غير واحد عن هشام عن أبيه عن أبي هريرة، وغيرِ واحد عن عائشة.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 1/33، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى والبزار، ورجاله ثقات.
وأورده المنذري في "الترغيب" (2398) وقال: رواه أحمد بإسنادٍ جيد!
وأورده أيضاً الحافظ العراقي في "تخريج الإحياء" 3/36 وقال: أخرجه أحمد والبزار وأبو يعلى في مسانيدهم، ورجاله ثقات، وهو متفق عليه من حديث أبي هريرة.
وانظر (24752) .
وفي الباب في حديث أنس (11995) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
(1) صحيح لغيره، وهو مكرر (24315) سنداً ومتناً.
(2) حديث صحيح، وهو مكرر الحديث (25084) ، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا: هو حجاج بن محمد المِصِّيصي.(43/272)
26206 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ صَمْعَةَ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمِّي، قَالَتْ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ، تَقُولُ: " كَانَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْهَى عَنِ الْوَاشِمَةِ، وَالْوَاصِلَةِ، وَالْمُتَوَاصِلَةِ، وَالنَّامِصَةِ، وَالْمُتَنَمِّصَةِ " (1)
26207 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا يَضُرُّ امْرَأَةً نَزَلَتْ بَيْنَ بَيْتَيْنِ مِنَ الْأَنْصَارِ، أَوْ نَزَلَتْ بَيْنَ أَبَوَيْهَا " (2)
__________
(1) نهيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن الواصلة والمتواصلة صحيح، وعن الواشمة والنامصة صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، والدة أبان بن صمعة لم نقف لها ترجمة، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح، روح: هو ابن عبادة.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/147، وفي "الكبرى" (9383) و (9388) ، والطبراني في "الدعاء" (2160) من طريقين عن إبان بن صمعة، بهذا الإسناد.
ونهيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن الواصلة، سلف برقم (24805) بإسناد صحيح.
ونهيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن الواشمة والنامصة له شاهد من حديث ابن مسعود (4129) ، وإسناده صحيح.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه الدارقطني في "العلل" 5/الورقة 125، وأبو نعيم في "الحلية" 9/224 من طريق أحمد بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار) (2806) (زوائد) ، وابن حبان (7267) ، والحاكم 4/83، من طريق رَوْح بن عُبادة، به، مرفوعاً، وصححه الحاكم على شرط الشيخين، وسكت عنه الذهبي.=(43/273)
26208 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ مِرَارًا، أَنَّ عَائِشَةَ، أَخْبَرَتْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: " مَا أَصَابَ الْمُسْلِمَ مِنْ شَوْكَةٍ، فَمَا فَوْقَهَا فَهُوَ لَهُ كَفَّارَةٌ " (1)
26209 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَسْرُدُ سَرْدَكُمْ هَذَا،
__________
= ورواه يحيى بن معين - فيما ذكر ابنُ أبي حاتم في "العلل" 2/354- عن السَّكَن بن إسماعيل الأصم، عن هشام بنِ حسان، عن هشام بن عروة، عن يحيى بن سعيد (يعني ابنَ العاص) عن عائشة موقوفاً.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/10، وقال: رواه أحمد والبزار، ورجالهما رجال الصحيح.
وترجم ابن حبان لهذا الحديث: ذكر البيان بأن تحنّن الأنصار على المسلمين وأولادهم كتحنُّن الوالد على ولده.
قال السندي: قوله: "لن بيتين من الأنصار" كأن المراد مَنْ كان مثلهم من أهل الصلاح، ثم كأن المراد أن الأنصار للمؤمنين بمنزلة الآباء، أو المراد أن ذلك لا يضر في الستر المطلوب لها، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. روح: هو ابنُ عُبادة، وأبنُ جُرَيْج. هو عبد الملك بن عبد العزيز، وقد صرَّح بالتحديث هنا، فانتفت شبهةُ تدليسه.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2224) من طريق أبي عاصم الضَّحَّاك بن مَخْلد، عن ابن جُرَيْج، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (25676) عن يحيى القطان، عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة. لم يذكر فيه القاسم، فانظره.(43/274)
يَتَكَلَّمُ بِكَلَامٍ يٌبَيِّنُهُ (1) فَصْلًا (2) ، يَحْفَظُهُ مَنْ سَمِعَهُ " (3)
26210 - حَدَّثَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا كَانَتْ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ فَلَعَنَتْ بَعِيرًا لَهَا، فَأَمَرَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُرَدَّ، وَقَالَ: " لَا يَصْحَبُنِي شَيْءٌ مَلْعُونٌ " (4)
26211 - حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمٍ، مَوْلَى قُرَيْبَةَ عَنْ قُرَيْبَةَ بِنْتِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَائِشَةَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الْوِصَالِ " فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللهِ فَإِنَّكَ تُوَاصِلُ؟ قَالَ: " إِنِّي أَبِيتُ يُطْعِمُنِي رَبِّي وَيَسْقِينِي " (5)
__________
(1) في (م) بينه، وهو خطأ.
(2) في (ق) و (ظ2) و (م) : فصل، والمثبت من (ظ7) و (ظ8) وهامش (ق) و (ظ2) .
(3) إسناده حسن من أجل أسامة بن زيد: وهو الليثي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه ابنُ سعد 1/375 عن روح بن عبادة، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (25077) وانظر (24865) .
(4) مرفوعه صحيح لغيره، وهو مكرر (24434) سنداً ومتناً.
(5) حديث صحيح، وهو مكرر (26054) غير أنه زيد في نسب قريبة "عبد الرحمن "وهو خطأ، فهي قريبة بنت محمد بن أبي بكر، وعائشة عمتها كما سلف ثمة، وقد نبه على هذا الخطأ الحافظ في ترجمتها في=(43/275)
26212 - حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا (1) أَبِي، قَالَ:، سَمِعْتُ حَرْمَلَةَ الْمِصْرِيَّ، يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِمَاسَةَ الْمَهْرِيِّ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ، فَقَالَتْ: مَنْ أَنْتَ؟ فَقُلْتُ: أَنَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ، فَذَكَرَ قِصَّةً، فَقَالَتْ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " اللهُمَّ مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيئاً (2) فَرَفَقَ بِهِمْ، فَارْفُقْ بِهِ، وَمَنْ شَقَّ عَلَيْهِمْ فَاشْقُقْ عَلَيْهِ " (3)
26213 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَتَوَضَّأُ بَعْدَ الْغُسْلِ " (4)
__________
= "التعجيل".
وأخرجه إسحاق (1035) عن وهب، بهذا الإسناد.
وقد سلف نحوه برقم (24586) ، فانظره لزاماً.
(1) في (م) : حدثني.
(12 لفظ " شيئاً" من (ظ7) و (ظ8) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم وهو مكرر (26199) غير أن شيخ أحمد هنا: هو وهب بن جرير بن حازم.
وأخرجه النسائى في "الكبرى" (8873) ، والبيهقي في "السنن" 9/43 من طريق وهب بن جرير، بهذا الإسناد.
(4) حديث حسن بطرقه وشاهده، وهومكرر (24389) ، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا هو هاشم بن القاسم.=(43/276)
26214 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ سَالِمٍ سَبَلَانَ، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ عَائِشَةَ إِلَى مَكَّةَ، فَكَانَتْ تَخْرُجُ بِأَبِي يَحْيَى التَّيْمِيِّ يُصَلِّي لَهَا، فَأَدْرَكَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ فَأَسَاءَ الْوُضُوءَ فَقَالَتْ لَهُ عَائِشَةُ: يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ أَسْبِغِ الْوُضُوءَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ " (1)
26215 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قُلْتُ (2) : يَا رَسُولَ اللهِ أَرَأَيْتَ إِنْ وَافَقْتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ، مَا أَقُولُ فِيهَا؟ قَالَ: " قُولِي: اللهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ " (3)
__________
(1) حديث صحيح، وهو مكرر (24813) غير شيخ أحمد، فهو هنا هاشم - وهو ابن القاسم - وشيخه هناك حسين بن محمد المرُّوذي.
وأخرجه الخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 1/284 من طريق الإمام أحمد بهذا الإسناد.
وسلف برقم (24123) .
(12 لفظ "قلت" ليس في (م) .
(3) صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين إن كان ابن بريدة عبد الله، وإن كان سليمان كما هو مصرح في "السنن الكبرى" فهو من رجال مسلم أبو النضر: هو هاشم بن القاسم، والأشجعى: هو عبيد الله بن عبيد الرحمن.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10713) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (877) - والحاكم 1/530، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1478) من طريق=(43/277)
26216 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنِ الرَّجُلِ يُقَبِّلُ وَهُوَ صَائِمٌ، قَالَتْ: " قَدْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَبِّلُ وَهُوَ صَائِمٌ " (1)
26217 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُومُ " (2)
26218 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، - زَعَمَ أَنَّهُ سَمِعَهُ مِنْهَا - أَنَّهَا رَأَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو
__________
= أبي النضر، بهذا الإسناد. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.
وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (916) من طريق فرات بن محبوب، عن الأشجعي، به.
وانظر (25384) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هاشم: هو ابن القاسم، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النَّحْوي.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" والخطيب في "تاريخ بغداد" 11/382 من طريقين، عن شيبان، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (24110) وبرقم (24130) .
وانظر (25989) .
(2) صحيح لغيره، وهو مكرر (25242) سنداً ومتناً.(43/278)
رَافِعًا يَدَيْهِ يَقُولُ: " اللهُمَّ إِنِّي بَشَرٌ فَلَا تُعَاقِبْنِي، أَيُّمَا رَجُلٍ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ آذَيْتُهُ وَشَتَمْتُهُ، فَلَا تُعَاقِبْنِي فِيهِ " (1)
26219 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، أَنَّ سَعْدَ بْنَ هِشَامٍ، حَدَّثَهُ عَنْ عَائِشَةَ سَمِعَهُ مِنْهَا قَالَتْ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا فَاتَهُ الْقِيَامُ مِنَ اللَّيْلِ، غَلَبَتْهُ عَيْنَاهُ بِنَوْمٍ، أَوْ وَجَعٍ، صَلَّى ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً مِنَ النَّهَارِ " (2)
26220 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ يَعْنِي ابْنَ ثَابِتٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ دَاوُدَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " كُنْتُ أُطَيِّبُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّتِهِ (3) ، وَعُمْرَتِهِ بِأَطْيَبِ مَا أَجِدُ " (4)
__________
(1) حديث ضعيف بهذه السياقة، وهو من رواية سماك - وهو ابن حرب - عن عكرمة، وروايته عنه مضطربة، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
أبو عوانة: هو الوضَّاح بن عبد الله اليشكُري.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد " (610) و (613) ، وفي "رفع اليدين" (88) ، وأبو يعلى (4606) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (6001) من طرق عن أبي عوانة، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (25016) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24636) غير أن شيخ أحمد هنا: هو عفان بن مسلم الصَّفَّار.
(3) في النسخ الخطية: حجِّه، والمثبت من (م) .
(4) إسناده ضعيف بهذه السياقة، أيوب بن ثابت: ذكره صاحب "الإكمال" =(43/279)
26221 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ، عَنْ مَنْصُورٍ الْحَجَبِيِّ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمِّي، صَفِيَّةُ بِنْتُ شَيْبَةَ عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَّكِئُ فِي حِجْرِي وَأَنَا حَائِضٌ فَيَقْرَأُ الْقُرْآنَ " (1)
26222 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، وَسُرَيْجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي الصُّبْحَ فَيَنْصَرِفُ نِسَاءُ الْمُؤْمِنِينَ مُتَلَفِّعَاتٍ بِمُرُوطِهِنَّ مَا يُعْرَفْنَ مِنَ الْغَلَسِ أَوْ قَالَ: لَا يَعْرِفُ بَعْضُهُنَّ بَعْضًا " (2)
__________
= وقال: مجهول، وقال الحافظ في "التعجيل": أظنه المكي، وعلى هذا، ليس بمجهول، بل هو معروف. قلنا: وإن كان المكي المعروف فهو لين الحديث.
وأم داود مجهولة كذلك، فقد ذكرها الحافظ في "التعجيل". ولم يذكر في الرواة عنها سوى أيوب بن ثابت.
وقد سلف برقم (24111) بلفظ: طيبت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بيديَّ هاتين لحرمه حين أحرم، ولِحلِّه قبل أن يطوف.
وبرقم (24105) وفيه أنها طيبت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأطيب الطيب. وليس فيهما ذكر العمرة.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (25246) ، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا يونس: وهو ابن محمد المؤدِّب.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يونس: هو ابنُ محمد المؤدِّب، وسُرَيْج: هو أبنُ النُّعمان، وهو - وإن كان من رجال البخاري وحده - متابع، وفُليح هو ابن سليمان الخزاعي، وإن كان فيه كلام، انتقى البخاري له هذا الحديث، لأنه توبع فيه.=(43/280)
26223 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَمْسٌ فَوَاسِقُ يُقْتَلْنَ فِي الْحَرَمِ الْفَأْرَةُ، وَالْعَقْرَبُ، وَالْغُرَابُ، وَالْحُدَيَّا، وَالْكَلْبُ الْعَقُورُ " (1)
26224 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبَانُ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ وَهُوَ يُخَاصِمُ فِي دَارٍ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: يَا أَبَا سَلَمَةَ اجْتَنِبِ الْأَرْضَ فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ ظَلَمَ شِبْرًا مِنَ الْأَرْضِ طُوِّقَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ " (2)
• 26225 - حَدَّثَنَا هُدْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبَانُ الْعَطَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى،
__________
= وأخرجه البخاري (872) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/176 من طريقين، عن فُليح، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (24051) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يونس: هو ابن محمد المؤدِّب. وأخرجه البخاري (3314) ، ومسلم (1198) ، والترمذي (837) ، وابن حبان (5633) ، والبيهقي في "السنن" 6/319 من طرق عن يزيد بن زُريع، بهذا الإسناد.
وفي رواية ابن حبان والبيهقي: "الغراب الأبقع".
وسلف برقم (24052) .
(2) حديث صحيح، وهو مكرر الحديث (24353) سنداً ومتناً.
وانظر ما بعده.(43/281)
عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ (1)
26226 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ الْحَارِثِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " لَا تُقْبَلُ صَلَاةُ حَائِضٍ إِلَّا بِخِمَارٍ " (2)
26227 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، وَحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ (3) - قَالَ حَسَنٌ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: - بَيْنَمَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُضْطَجِعًا فِي بَيْتِي إِذْ احْتَفَزَ جَالِسًا وَهُوَ يَسْتَرْجِعُ، فَقُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، مَا شَأْنُكَ يَا رَسُولَ اللهِ تَسْتَرْجِعُ؟ قَالَ: " جَيْشٌ مِنْ أُمَّتِي يَجِيئُونَ مِنْ قِبَلِ الشَّامِ، يَؤُمُّونَ الْبَيْتَ لِرَجُلٍ يَمْنَعُهُ اللهُ مِنْهُمْ، حَتَّى إِذَا كَانُوا بِالْبَيْدَاءِ مِنْ ذِي الْحُلَيْفَةِ، خُسِفَ بِهِمْ، وَمَصَادِرُهُمْ شَتَّى " فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ يُخْسَفُ بِهِمْ جَمِيعًا، وَمَصَادِرُهُمْ شَتَّى؟ فَقَالَ: " إِنَّ مِنْهُمْ
__________
(1) حديث صحيح، وهو مكرر سابقه، إلا أنه من زيادات عبد الله بن أحمد على أبيه، وهُدْبة شيخه: هو ابنُ خالد القيسي البصري.
وأخرجه الذهبي في "سير أعلام النبلاء" 5/296 من طريق عبد الله المنيعي، عن هُدْبَة، عن أبان، عن يحيى، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، بهذا الإسناد. أدخل محمدَ بنَ إبراهيم بين يحيى وأبي سلمة.
(2) حديث صحيح، وهو مكرر (25833) من طريق يونس إسناداً ومتناً.
(3) في (م) : أن أم سلمة قالت.(43/282)
مَنْ جُبِرَ، إِنَّ مِنْهُمْ مَنْ جُبِرَ " ثَلَاثًا (1)
26228 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ (2)
__________
(1) إسناده ضعيف بهذه السياقة، لاضطراب حماد بن سلمة فيه: فرواه يونس بن محمد وحسن بن موسى - كما في هذه الرواية - وعبد الله ابن معاوية - كما عند أبي يعلى (6937) - ثلاثتهم عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
ورواه عفَان - كما سيأتي في الرواية 6/ 316- عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن الحسن، عن أمه، عن أم سلمة، به.
ورواه حسن بن موسى، كما فىِ الرواية (26228) ، وعبد الله بن معاوية - كما عند أبي يعلى (6938) - كلاهما عن حماد بن سلمة، عن أبي عمران الجوني، عن يوسف بن سعد، عن عائشة.
ورواه يونس بن محمد - كما في الرواية (26229) - عن حماد بن سلمة، عن أبي عمران الجوني، عن يوسف بن سعد، عن أبي سلمة، عن عائشهَ.
وسيأتي 6/316 من رواية عبد الوارث العنبري، عن علي بن زيد، عن الحسن، عن أمه، عن أم سلمة، به.
والسياقة الصحيحة لهذا الحديث سلفت برقم (24738) .
وسيأتي من حديث أم سلمة بالأرقام 6/289 و290 و318 و323.
ومن حديث حفصة برقم 6/286.
قال السندي: قولها: "إذ احتفز" أي: قلق، وقيل: استوى جالساً على وركيه كأنه ينهض.
قوله":ومصادرهم، "أي: منازلهُم، وسمي المنزل مصدراً لكونه مرجعاً للإنسان.
قوله: "من جبر" على بناء المفعول، أي: أكره.
(2) إسناده ضعيف لاضطراب حمَّاد بن سلمة فيه، كما بيَّنَّا في الرواية=(43/283)
26229 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ بِمِثْلِهِ (1)
26230 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَمِّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ عَائِشَةَ، زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " خَمْسٌ مِنَ الدَّوَابِّ كُلُّهُنَّ فَاسِقٌ يُقْتَلْنَ فِي الْحَرَمِ الْغُرَابُ، وَالْحَيَّةُ، وَالْعَقْرَبُ، وَالْكَلْبُ الْعَقُورُ، وَالْحِدَأَةُ "، (2) وَفِي كِتَابِ يَعْقُوبَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ مَكَانَ الْحَيَّةِ، الْفَأْرَةُ
26231 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ،
__________
=السابقة. حسن: هو ابن موسى، وأبو عمران الجوني: هو عبد الملك بن حبيب، ويوسف بن سعد: هو الجمحي، مولى عثمان بن مظعون، ويقال: مولى قدامة بن مظعون، ويقال: مولى محمد بن حاطب. روى عنه جمع، ووثقه ابن معين، وذكره ابن حبان في "الثقات"،. وقال الترمذي عقب الحديث (3360) : يوسف بن سعد رجل مجهول! وقد قيل: يوسف بن مازن. قلنا: قد فرَّق البخاري وابن أبي حاتم بين يوسف بن سعد ويوسف بن مازن، وعدهما واحداً الترمذي والمزي والحافظ، ولم يذكر ابن حبان سوى يوسف بن سعد.
(1) إسناده ضعيف لاضطراب حمَّاد بن سلمة فيه، كما بسطنا في الرواية (26217) .
(2) حديث صحيح، وهو مكرر الحديث (25311) سنداً ومتناً، وفيه مكان الحية: الفأرة، كما أشار إليه عقب الحديث.(43/284)
عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمُ النَّوْمَ وَهُوَ يُصَلِّي فَلْيَرْقُدْ حَتَّى يَذْهَبَ نَوْمُهُ، إِنَّ أَحَدَكُمْ عَسَى أَنْ يَذْهَبَ يَسْتَغْفِرُ اللهَ فَيَسُبُّ نَفْسَهُ " (1)
26232 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيَّ بَيْتِي فِي إِزَارٍ، وَرِدَاءٍ فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ وَبَسَطَ يَدَيِهِ (2) ثُمَّ قَالَ: " اللهُمَّ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ فَأَيُّ (3) عَبْدٍ مِنْ عِبَادِكَ شَتَمْتُ أَوْ آذَيْتُ فَلَا تُعَاقِبْنِي فِيهِ " (4)
26233 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ يَعْنِي ابْنَ الْهَادِ، عَنْ عَمْرٍو، عَنِ الْمُطَّلِبِ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَامِرٍ، بَعَثَ إِلَى عَائِشَةَ بِنَفَقَةٍ وَكِسْوَةٍ، فَقَالَتْ لِرَسُولِهِ: يَا بُنَيَّ، إِنِّي لَا أَقْبَلُ مِنْ أَحَدٍ شَيْئًا، فَلَمَّا خَرَجَ قَالَتْ: رُدُّوهُ عَلَيَّ فَرَدُّوهُ فَقَالَتْ: إِنِّي ذَكَرْتُ شَيْئًا قَالَهُ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير حماد بن سلمة فمن رجال مسلم. يونس: هو ابن محمد المؤدب.
وأخرجه الدارمي (1383) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3436) من طريق حجاج بن منهال، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (24287) .
(2) في (م) : يده.
(3) في (ق) : فأيما.
(4) ضعيف بهذه السياقة، وهو مكرر الحديث (25015) ، إلا أن شيخ الإمام أحمد في هذا الإسناد هو يونس: وهو ابن محمد المؤدِّب.(43/285)
لِي (1) رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " يَا عَائِشَةُ مَنْ أَعْطَاكِ عَطَاءً بِغَيْرِ مَسْأَلَةٍ، فَاقْبَلِيهِ، فَإِنَّمَا هُوَ رِزْقٌ عَرَضَهُ اللهُ لَكِ " (2)
26234 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ يَعْنِي ابْنَ الْهَادِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " إِنْ كَانَ لَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيُصَلِّي (3) وَإِنِّي لَمُعْتَرِضَةٌ بَيْنَ يَدَيْهِ اعْتِرَاضَ الْجِنَازَةِ، حَتَّى إِذَا أَرَادَ أَنْ يُوتِرَ، مَسَّنِي بِرِجْلِهِ، فَعَرَفْتُ أَنَّهُ يُوتِرُ، تَأَخَّرْتُ شَيْئًا مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ " (4)
__________
(1) لفظة "لي" ليست في (ظ7) ولا (ظ8) .
(2) صحيح لغيره، وهو مكرر (24480) ، سنداً ومتناً غير شيخ أحمد، فهو هنا يونس، وهو ابن محمد المؤدب.
(3) في (م) : إن كان لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصلي.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يونس: هو ابن محمد المؤدب، وليث: هو ابن سعد، ويزيد بن الهاد: هو يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد، والقاسم بن محمد: هو ابن أبي بكر الصديق.
وأخرجه النسائى في "المجتبى" 1/101-201 من طريق شعيب - وهو ابن الليث بن سعد - عن أبيه، بهذا الإسناد. دون قولها: فعرفت أنه يوتر تأخرت شيئاً بين يديه.
وأخرج البخاري (519) من طريق عبيد الله، عن القاسم بن محمد، عن عائشة رضي الله عنها قالت: بئسما عدلتمونا بالكلب والحمار، لقد رأيتُني ورسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصلي وأنا مضطجعة بينه وبين القبلة، فإذا أراد أن يسجد، غمز رجليَّ، فقبضتهما.
وسلف نحوه برقم (24169) .=(43/286)
26235 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَيَّانَ أَبُو خَالِدٍ، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا نِكَاحَ إِلَّا بِوَلِيٍّ، وَالسُّلْطَانُ وَلِيُّ، مَنْ لَا وَلِيَّ لَهُ " (1)
__________
=ومختصراً برقم (24143) .
وقد سلف في الرواية (24236) بلفظ: فإذا أراد أن يوتر أيقظني. وهي عند البخاري (512) بزيادة: فأوترتُ.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف حجَّاج، وهو ابنُ أَرْطاة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، سوى سليمان بن حيان أبي خالد - وهو الأحمر- فمن رجال مسلم، وروى له البخاري متابعة.
وأخرجه ابن أبي شيبة 4/130 من طريق أبي خالد الأحمر، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (1880) ، وأبو يعلى (2507) و (4692) ، والبيهقي في "السنن" 7/106 و107 من طريق عبد الله بن المبارك، وأبو يعلى (4906) ، وابن عبد البر في "الاستذكار" 1/336، وفي "التمهيد" 1/879 من طريق هشيم بن بشير، والدارقطني في "العلل" 5/ورقة 116 من طريق معمر وقيس، فرَّقهما، ثلاثتهم عن حجاج، به.
وقرن أبو كريب برواية حجاج، عن الزهري، روايةَ حجاج عن عكرمة، عن ابن عباس، وسلفت برقم (2260) .
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/331-332،وقال: في إسناده الحجاج، وهو ابن أرطاة، مدلسِّ، وقد رواه بالعنعنة، ولم يسمع من الزهري.
وسلف من طريق سليمان بن موسى، عن الزُّهري، به، برقم (24205) .(43/287)
26236 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَيَّانَ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِذَا أَجْنَبَ فَأَرَادَ أَنْ يَنَامَ تَوَضَّأَ " (1)
26237 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ، جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ البَهِي، وَغَيْرِهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللهُمَّ ارْفُقْ بِمَنْ رَفَقَ بِأُمَّتِي، وَشُقَّ عَلَى مَنْ يَشُقُّ (2) عَلَيْهَا " (3)
26238 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " دَخَلَ عَامَ الْفَتْحِ مِنْ ثَنِيَّةِ الْأَذْخِرِ " (4)
__________
(1) حديث صحيح، وهو مكرر الحديث (25879) ، إلا أن شيخ الإمام هنا هو سليمان بن حيان، وهو أبو خالد الأحمر، من رجال مسلم، وأخرج له البخاري متابعة، وهو جيد الحديث.
وسلف بإسناد صحيح برقم (24083) .
(2) في (ق) و (ظ2) و (م) : شَقَّ، والمثبت من (ظ7) و (ظ8) .
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد سلف الكلام عليه في الرواية (24337) ، فانظره لزاماً.
(4) إسناده ضعيف لضعف عُبيد الله بن أبي زياد - وهو القدَّاح - وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير محمد بن ربيعة - وهو الكلابي - فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد" وأصحاب السنن، وهو ثقة.=(43/288)
26239 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، وَحَسَنٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا مَهْدِيٌّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا سُئِلَتْ مَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْمَلُ فِي بَيْتِهِ قَالَتْ: " كَانَ يَخِيطُ ثَوْبَهُ، وَيَخْصِفُ نَعْلَهُ، قَالَتْ: وَكَانَ يَعْمَلُ مَا يَعْمَلُ الرِّجَالُ فِي بُيُوتِهِمْ " (1)
26240 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ وَهِيَ وَبِيئَةٌ ذُكِرَ أَنَّ الْحُمَّى صَرَعَتْهُمْ، فَمَرِضَ أَبُو بَكْرٍ وَكَانَ إِذَا أَخَذَتْهُ الْحُمَّى يَقُولُ:
__________
=وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (4286) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وانظر (24121) .
وقولها: ثنيَّة الأَذخر: كذا في هذه الرواية، وسماها البكرىِ في "معجم ما استعجم" 1/128، وياقوت في "معجم البلدان": أذاخر، على وزن أفاعل.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على هشام بن عروة، وقد بينا هذا الاختلاف في الرواية السالفة برقم (24749) .
وهو مكرر (24903) غير أن شيخي أحمد هنا هما يونس بن محمد المؤدب، وحسن بن موسى الأشيب.(43/289)
[البحر الرجز]
كُلُّ امْرِئٍ مُصَبَّحٌ فِي أَهْلِهِ ... وَالْمَوْتُ أَدْنَى مِنْ شِرَاكِ نَعْلِهِ
قَالَتْ: وَكَانَ بِلَالٌ إِذَا أَخَذَتْهُ الْحُمَّى يَقُولُ:
[البحر الطويل]
أَلَا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَبِيتَنَّ لَيْلَةً ... بِوَادٍ وَحَوْلِي إِذْخِرٌ وَجَلِيلُ
وَهَلْ أَرِدْنَ يَوْمًا مِيَاهَ مِجَنَّةٍ ... وَهَلْ يَبْدُوَنْ لِي شَامَةٌ وَطَفِيلُ
اللهُمَّ الْعَنْ عُتْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ، وَشَيْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ، وَأُمَيَّةَ بْنَ خَلَفٍ كَمَا أَخْرَجُونَا مِنْ مَكَّةَ، فَلَمَّا رَأَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا لَقُوا قَالَ: " اللهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الْمَدِينَةَ كَحُبِّنَا مَكَّةَ، أَوْ أَشَدَّ، اللهُمَّ صَحِّحْهَا وَبَارِكْ لَنَا فِي صَاعِهَا وَمُدِّهَا، وَانْقُلْ حُمَّاهَا إِلَى الْجُحْفَةِ " قَالَ: فَكَانَ الْمَوْلُودُ يُولَدُ بِالْجُحْفَةِ، فَمَا يَبْلُغُ الْحُلُمَ حَتَّى تَصْرَعَهُ الْحُمَّى (1)
26241 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَالِكٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يونس: هو ابن محمد المؤدب.
وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 2/568 من طريق مسدَّد، عن حمَّاد بن زيد، يهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي (223) - ومن طريقه ابنُ عبد البر في "التمهيد" 22/92 - عن سفيان بن عيينة، والبخاري (1889) ، والبيهقي في "الدلائل" 2/565-566 من طريق أبي أسامة، وابنُ عبد البر في "التمهيد" 22/191 من طريق سعيد بن عبد الرحمن الجمحي، ثلاثتُهم عن هشام، به، بألفاظ متقاربة،
وليس عندهم قصة المولود، وبعضهم زاد ذكر عامر بن فهيرة مع أبي بكر وبلال، وأنه قال:
وجدتُ طعمَ الموتِ قَبْلَ ذَوْقِهِ ... إن الجبانَ حَتْفُه من فَوْقِه
وسلف مختصراً برقم (24288) ، وانظر أرقام مكرراته هناك.
وانظر ما بعده.(43/290)
عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ، وُعِكَ أَبُو بَكْرٍ، وَبِلَالٌ. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ يَعْنِي (1) حَدِيثَ حَمَّادٍ إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يَذْكُرْ قِصَّةَ الْمَوْلُودِ (2)
26242 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، كُلُّ صَوَاحِبِي لَهَا كُنْيَةٌ غَيْرِي. قَالَ: " فَاكْتَنِي بِابْنِكِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ " فَكَانَتْ تُدْعَى بِأُمِّ عَبْدِ اللهِ حَتَّى مَاتَتْ (3)
26243 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرٍو يَعْنِي ابْنَ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ،
__________
(1) في (ظ7) و (ظ8) وهامش كل من (ق) و (ظ2) : معنى.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، إسحاق بن عيسى - وهو ابن الطباع - من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وهو عند مالك في "الموطأ" 2/890-89، ومن طريقه أخرجه البخاري (3926) و (5654) و (5677) ، وفي "الأدب المفرد" (525) ، والنسائي في "الكبرى" (7495) ، وابن حبان (3724) ، والبيهقي في "السنن" 3/382، والبغوي في "شرح السنة" (2013) .
قال البغوي: هذا حديث صحيح.
وقال ابن حبان عقب الحديث: العلة في دعاء النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بنقل الحمى إلى الجحفة أن الجحفة حينئذ كانت دار اليهود، ولم يكن بها مسلم، فمن أجله قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وانقل حُمَّاها إلى الجحفة ".
(3) هو مكرر (24756) غير أن شيخ أحمد هنا هو يونس بن محمد المؤدِّب.(43/291)
أَنَّ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كُنْتُ أُعَوِّذُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِدُعَاءٍ إِذَا مَرِضَ، كَانَ جِبْرِيلُ يُعَوِّذُهُ (1) بِهِ، وَيَدْعُو لَهُ بِهِ إِذَا مَرِضَ، قَالَتْ: فَذَهَبْتُ أُعَوِّذُهُ بِهِ: " أَذْهِبِ الْبَاسَ رَبَّ النَّاسِ، بِيَدِكَ الشِّفَاءُ، لَا شَافِيَ إِلَّا أَنْتَ، اشْفِ شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا ". قَالَتْ: فَذَهَبْتُ أَدْعُو لَهُ بِهِ فِي مَرَضِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ، فَقَالَ: " ارْفَعِي عَنِّي " قَالَ: " فَإِنَّمَا كَانَ يَنْفَعُنِي فِي الْمُدَّةِ " (2)
26244 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَمْسٌ فَوَاسِقُ يُقْتَلْنَ فِي الْحَرَمِ (3) ، الْعَقْرَبُ، وَالْفَأْرَةُ، وَالْحُدَيَّا، وَالْغُرَابُ، وَالْكَلْبُ الْعَقُورُ " (4)
__________
(1) في (م) : يعيذه.
(2) حديث صحيح دون قوله: "ارفعي عني، فإنما كان ينفعني في المُدة" فقد تفرد بها عمرو بن مالك: وهو النكري، وهو ممن لا يحتمل تفرده، فقد نقل ابن حجر عن ابن حبان قوله: يخطىء ويغرب، وقال في "التقريب": صدوق له أوهام. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يونس: هو ابن محمد ابن مسلم المؤدب البغدادي، وابو الجوزاء: هو أوس بن عبد الله الرَّبَعي.
وأخرجه ابن سعد 2/211، وإسحاق (1332) من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد.
وقد سلف بإسناد صحيح برقم (24182) دون هذه الزيادة (3) في (ظ7) :في الحل والحرام.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يونس: هو ابن محمد المؤدب.=(43/292)
26245 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادٍ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " مَا صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى سُهَيْلِ ابْنِ بَيْضَاءَ إِلَّا فِي الْمَسْجِدِ " (1)
26246 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ شَيْءٍ يُصِيبُ
__________
=وأخرجه مسلم (1198) (68) ، والنسائي في "المجتبى" 5/211، وفي "الكبرى" (3874) ، وأبو يعلى (4503) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/166 من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (24052) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على ابن المبارك - وهو عبد الله-:
فرواه إبراهيم بن أبي العَبَّاس - كما في هذه الرواية - وابو معمر القطيعي فيما أخرجه ابن حبان (3065) ، عنه، عن موسى بن عقبة، عن يحيى بن عباد، عن حمزة بن عبد الله بن الزبير، عن عائشة.
ورواه سويد بن نَصْر فيما أخرجه النسائي في "المجتبى" 4/68، وفي "الكبرى" (2095) ومن طريقه ابنُ عبد البر في "الاستذكار" 8/272، وعبدان فيما أخرجه البيهقي في "السنن" 4/51، كلاهما، عنه، عن موسى بن عقبة، عن عبد الواحد بن حمزة بن عبد الله بن الزبير، عن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن عائشة. وهو الصحيح، وانظر ما سلف برقم (25357) .
وقد سلف برقم (25014) .(43/293)
الْمُسْلِمَ حَتَّى الشَّوْكَةُ يُشَاكُهَا، إِلَّا قَصَّرَ (1) مِنْ ذُنُوبِهِ " (2)
26247 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْيَشْكُرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أُمِّي، تُحَدِّثُ أَنَّ أُمَّهَا، انْطَلَقَتْ إِلَى الْبَيْتِ حَاجَّةً وَالْبَيْتُ يَوْمَئِذٍ لَهُ بَابَانِ قَالَتْ: فَلَمَّا قَضَيْتُ طَوَافِي دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ قَالَتْ: قُلْتُ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ بَعْضَ بَنِيكِ بَعَثَ يُقْرِئُكِ السَّلَامَ، وَإِنَّ النَّاسَ قَدْ أَكْثَرُوا فِي عُثْمَانَ، فَمَا تَقُولِينَ فِيهِ؟ قَالَتْ: لَعَنَ اللهُ مَنْ لَعَنَهُ، لَعَنَ اللهُ مَنْ لَعَنَهُ (3) ، لَا أَحْسِبُهَا إِلَّا قَالَتْ: ثَلَاثَ مِرَارٍ، لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُسْنِدٌ فَخِذَهُ إِلَى عُثْمَانَ، وَإِنِّي لَأَمْسَحُ الْعَرَقَ عَنْ جَبِينِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنَّ الْوَحْيَ يَنْزِلُ عَلَيْهِ، وَلَقَدْ زَوَّجَهُ ابْنَتَيْهِ إِحْدَاهُمَا عَلَى إِثْرِ الْأُخْرَى، وَإِنَّهُ لَيَقُولُ: " اكْتُبْ عُثْمَانُ " قَالَتْ: مَا كَانَ اللهُ لِيُنْزِلَ عَبْدًا مِنْ نَبِيِّهِ بِتِلْكَ الْمَنْزِلَةِ إِلَّا عَبْدًا عَلَيْهِ كَرِيمًا (4)
__________
(1) في (ظ7) و (ظ8) وهامش كل من (ظ2) و (ق) و (هـ) : قصّ.
(2) حديث صحيح. فُلَيح - وهو ابنُ سليمان، وإن تكلم بعض الأئمة في حفظه - قد توبع، كما في الرواية (24114) ، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. يونس: هو ابن محمد المؤدب.
(3) قولها: لعن الله من لعنه، لم يكرر في (م) .
(4) إسناده ضعيف، عمر بن إبراهيم اليشكري ترجم له الحافظ في "التعجيل"، ونقل عن الحسيني قوله: لا يعرف، وقال: وأظنه العبدي، فإنه بصري من هذه الطبقة، ولم يذكر البخاري ومن تبعه إلا العبدي، ولا ذكره الخطيب في "المتفق"، ويونس الراوي عنه هو المؤدب، وهو مذكور في الرواة
عن العبدي، والعبدي في "التهذيب".قلنا: وقد اختلف الرواة في اسمه، =(43/294)
26248 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، (1) حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُعْتَكِفًا فِي الْمَسْجِدِ،
__________
=واختلف عليه فيه:
فرواه يونس - كما في هذه الرواية - عن عمر بن إبراهيم اليشكري، عن أمه تحدِّث عن أمها انطلقت إلى البيت حاجة ... فذكر الحديث. ووالدة إبراهيم لم نقف لها على ترجمة، أما جدته فقد سماها الرواة أم كلثوم بنت ثمامة فيما رواه محمد بن عقبة عند البخاري في "الأدب المفرد" (828) وعلي ابن المديني وبشر بن يوسف عند البخاري في "التاريخ الكبير" 1/26، فقالوا: حدثنا محمد بن إبراهيم اليشكري، قال: حدثتني جدتي أم كلثوم بنت ثمامة أنها قدمت حاجة ... فذكر نحو هذا الحديث فسموه، محمداً، وأم كلثوم مجهولة، لم يذكروا في الرواة عنها إلا محمد بن إبراهيم اليشكري، ولم يؤثر توثيقها عن أحد، ولم يذكر أمه في الإسناد.
ورواه أبو النعمان عارم كما عند البخاري في "التاريخ الكبير" 1/26، والطبراني في "الأوسط" (3770) ، فقال: حدثنا حماد بن إبراهيم اليشكري، حدثتني أم كلثوم بنت ثمامة، مثله. قلنا: فسماه حماداً، وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن أم كلثوم بنت ثمامة إلا حماد بن إبراهيم اليشكري.
وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 12/289 من طريق يزيد بن مغلس، عن جامع بن مطر الحَبَطي، عن أم كلثوم بنت ثمامة، عن عائشة، به، نحوه مختصراً. ويزيد بن مغلس لين الحديث.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 9/86-87 ونسبه لأحمد والطبراني وقال: وأم كلثوم لم أعرفها، وبقية رجال الطبراني ثقات. قلنا: قد أبهمها أحمد ولم يسمها.
وقد سلف برقم (26130) .
(1) سقط من (م) اسم يونس شيخ الإمام أحمد.(43/295)
فَيُخْرِجُ رَأْسَهُ، فَأَغْسِلُهُ بِالْخِطْمِيِّ وَأَنَا حَائِضٌ " (1)
26249 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أُمِّ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُهْدِيَتْ لَهُ قِلَادَةُ جَزْعٍ، فَقَالَ: " لَأَدْفَعَنَّهَا إِلَى أَحَبِّ أَهْلِي إِلَيَّ " فَقَالَتِ النِّسَاءُ: ذَهَبَتْ بِهَا ابْنَةُ أَبِي قُحَافَةَ، فَعَلَّقَهَا فِي عُنُقِ أُمَامَةَ بِنْتِ زَيْنَبَ بِنْتِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (2)
26250 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ شُمَيْسَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ بَعِيرًا لِصَفِيَّةَ اعْتَلَّ، وَعِنْدَ زَيْنَبَ فَضْلٌ مِنَ
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل حماد بن أبي سليمان الراوي عن إبراهيم بن يزيد النخعي، وقد توبع. وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير حماد شيخ يونس: وهو ابن سلمة، فمن رجال مسلم.
ويونس: هو ابن محمد المؤدب.
وأخرجها لنسائي في "الكبرى" (3386) ، والذهبي في "معجم الشيوخ" 2/214 من طريق إبراهيم بن الحجاج، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (5692) من طريق محمد بن أبان، عن حماد بن أبي سليمان، به.
وسيأتي مطولاً برقم (25563) من طريق منصور بن المعتمر، عن إبراهيم، به. وقد سلف برقم (25374) .
(2) إسناده ضعيف، وهو مكرر الحديث رقم (24704) غير شيخي أحمد.
فهما هنا يونس، وهو ابن محمد المؤدب، وعفّان، وهو ابن مسلم الصفار، وكلاهما ثقة من رجال الشيخين.(43/296)
الْإِبِلِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِزَيْنَبَ: " إِنَّ بَعِيرَ صَفِيَّةَ قَدْ اعْتَلَّ، فَلَوْ أَنَّكِ أَعْطَيْتِيهَا بَعِيرًا " قَالَتْ: أَنَا (1) أُعْطِي تِلْكَ الْيَهُودِيَّةَ. فَتَرَكَهَا، فَغَضِبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَهْرَيْنِ، أَوْ ثَلَاثًا، حَتَّى رَفَعَتْ سَرِيرَهَا، وَظَنَّتْ أَنَّهُ لَا يَرْضَى عَنْهَا، قَالَتْ: فَإِذَا أَنَا بِظِلِّهِ يَوْمًا بِنِصْفِ النَّهَارِ، فَدَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَعَادَتْ سَرِيرَهَا (2)
26251 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَاتُ: {تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي} [الأحزاب: 51] إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا أَرَى رَبَّكَ إِلَّا يُسَارِعُ فِي هَوَاكَ (3)
26252 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ وَعَنْ أَبِي سَلَمَةَ، (4) عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " سَابَقْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَبَقْتُهُ " (5)
__________
(1) في (ق) : أنى.
(2) إسناده ضعيف، وهو مكرر (25002) غير شيخ أحمد، فهو هنا يونس، وهو ابن محمد المؤدب.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (25026) غير أن شيخ أحمد هنا: هو يونس بن محمد المؤدب.
(4) في (ظ7) و (هـ) عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن أبي سلمة، وفي (م) عن هشام بن عروة، عن أبي سلمة، والمثبت من (ظ8) .
(5) حديث صحيح، وهذا إسناد سلف الكلام عليه في الرواية (24981) .=(43/297)
26253 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ بُدَيْلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ عَائِشَةَ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا قَرَأَ قَائِمًا، رَكَعَ قَائِمًا، وَإِذَا قَرَأَ قَاعِدًا، رَكَعَ قَاعِدًا " (1)
26254 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْرُجُ إِلَى صَلَاةِ الْفَجْرِ وَرَأْسُهُ يَقْطُرُ مِنْ جِمَاعٍ لَا احْتِلَامٍ " (2)
26255 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمِ بْنِ الْبَرِيدِ، فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: أَتَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ أَبِي حُبَيْشٍ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي اسْتُحِضْتُ؟ قَالَ: " دَعِي الصَّلَاةَ أَيَّامَ حَيْضِكِ،
__________
انظر (24118) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (25904) غير أن شيخ أحمد هنا: هو يونس بن محمد المؤدِّب.
2) إسناده حسن من أجل عاصم ابن بهدلة - وهو ابن أبي النجود - وبقية الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير حماد بن سلمة فمن رجال مسلم.
: هو ابن محمد المؤدب، وأبو صالح: هو ذكوان السمان.
أخرجه أبو يعلى (4708) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (546) ، "شرح معاني الاَثار" 2/105 من طريقين عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وزادا: ثم يصوم.
انظر (24062) .(43/298)
ثُمَّ اغْتَسِلِي وَتَوَضَّئِي عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ، وَإِنْ قَطَرَ عَلَى الْحَصِيرِ " (1)
26256 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يُونُسَ الْقُشَيْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو قَزَعَةَ، أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ، بَيْنَمَا هُوَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ، إِذْ قَالَ: قَاتَلَ اللهُ ابْنَ الزُّبَيْرِ كَيْفَ يَكْذِبُ عَلَى أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، وَيَزْعُمُ أَنَّهُ سَمِعَهَا وَهِيَ تَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَا عَائِشَةُ، لَوْلَا حِدْثَانُ قَوْمِكِ بِالْكُفْرِ نَقَضْتُ الْبَيْتَ حَتَّى أَزِيدَ فِيهِ مِنَ الْحِجْرِ، إِنَّ قَوْمَكِ قَصَّرُوا فِي الْبِنَاءِ " قَالَ: فَقَالَ لَهُ الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ اللهِ: لَا تَقُلْ هَذَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَأَنَا سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ هَذَا (2) : قَالَ: أَنْتَ سَمِعْتَهُ؟ قَالَ: أَنَا سَمِعْتُهُ. قَالَ: لَوْ سَمِعْتُ هَذَا قَبْلَ أَنْ أَنْقُضَهُ لَتَرَكْتُهُ عَلَى مَا بَنَى ابْنُ الزُّبَيْرِ (3)
26257 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ الصَّلَاةَ قَائِمًا وَقَاعِدًا، فَإِذَا صَلَّى قَائِمًا رَكَعَ قَائِمًا، وَإِذَا صَلَّى قَاعِدًا رَكَعَ
__________
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن هاشم فمن رجال مسلم، وهو مكرر (24145) سنداً ومتناً.
(2) لفظ "هذا" مثبت من (ظ7) و (ظ8) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (26151) ، غير أن شيخ أحمد هنا: هو محمد بن عبد الله الأنصاري.(43/299)
قَاعِدًا " (1)
26258 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُطِيعُ بْنُ مَيْمُونٍ الْعَنْبَرِيُّ، يُكْنَى أبَا سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي صَفِيَّةُ بِنْتُ عِصْمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَتْ: مَدَّتْ امْرَأَةٌ مِنْ وَرَاءِ السِّتْرِ (2) بِيَدِهَا كِتَابًا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَبَضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ، وَقَالَ: " مَا أَدْرِي أَيَدُ رَجُلٍ أَوْ يَدُ امْرَأَةٍ؟ " فَقَالَتْ: بَلْ امْرَأَةٌ، فَقَالَ: " لَوْ كُنْتِ امْرَأَةً غَيَّرْتِ أَظْفَارَكِ بِالْحِنَّاءِ " (3)
__________
(1) حديث صحيح، أبو هلال: وهو محمد بن سُلَيْم الراسبي - وإن كان ضعيفاً - قد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن شقيق فمن رجال مسلم.
وأخرجه إسحاق (1305) ، والطحاوي في "شرح معاني الاثار" 1/338من طريقين عن أبي هلال، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (24809) بإسناد صحيحٍ.
(2) في (ظ7) و (ظ8) : سترها.
(3) إسناده ضعيف لضعف مطيع بن ميمون العنبري، وقال ابن عدي: له حديثان غير محفوظين. قلنا: وعَدَّ هذا أحدهما، وصفية بنت عصمة انفرد بالرواية عنها مطيع بن ميمون، وجهلها الحافظان الذهبي وابن حجر.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 7/86-87، والمزي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة مطيع بن ميمون) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (4166) - ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (6419) -، والنسائي في "المجتبى" 8/142، وفي "الكبرى" (9364) ، والطبراني في "الأوسط" (3777) و (6702) ، وابن عدي 6/2454-2455 و2455، والبيهقي 7/86 من طرق عن مطيع بن ميمون، به.
وجاء في رواية الطبراني (6702) إن صفية هي أم مطيع بن ميمون.=(43/300)
26259 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيَّ " أَفْتِلُ قَلَائِدَ هَدْيِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْغَنَمِ، ثُمَّ لَا يُمْسِكُ عَنْ شَيْءٍ " (1)
__________
=وأخرجه أبو داود (4165) من طريق غبطة بنت عمرو المجاشعية، عن عمتها أم الحسن، عن جدتها، عن عائشة أن هنداً بنت عتبة قالت: يا نبي الله بايعني، قال: "لا أبايعك حتى تغيري كفيك، كأنهما كفا سبع". وإسناده ضعيف مسلسل بالمجاهيل: غبطة وعمتها أم الحسن وجدتها.
وانظر ما سلف برقم (24861) .
وفي الباب عن مسلم بن عبد الرحمن، عند البزار (2993) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (1054) ، وفي "الأوسط" (1118) .ولفظه: رأيت رسول الله يبايع النساء عام الفتح على الصفا، فجاءت امرأة كأن يدها يد رجل، فأبى أن يبايعها حتى غيرت يدها بصفرة.
قال ابن حبان في "الثقات" 3/382: ما أراه محفوظاً. قلنا: وفي إسناده عباد بن كثير الرملي، وهو ضعيف، وشميسة بنت نبهان لم نقع لها على ترجمة.
وعن السوداء، عند الطبراني في "الكبير" 24/ (771) ، وفي "الأوسط" (716) ولفظه: أتيت رسول الله لأبايعه، فقال":اذهبي فاختضبي، ثم تعالي حتى أبايعك. "وفي إسناده نائلة عن أم عاصم. ولم نقع لنائلة على ترجمة.
وعن ابن عباس، عند البزار (3013) . ولفظه نحو حديث السوداء. وفي إسناده عبد الله بن عبد الملك الفهري قال ابن حبان: لا يشبه حديثه الثقات، يروي العجائب، وقال العقيلي: منكر الحديث
أهـ. وفيه أيضاً ليث بن أبي سليم وهو ضعيف.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24603) غير أن=(43/301)
26260 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ أَزْوَاجَ النَّبِيِّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرَدْنَ أَنْ يُرْسِلْنَ عُثْمَانَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ يَسْأَلْنَهُ مِيرَاثَهُنَّ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ لَهُنَّ عَائِشَةُ: أَوَلَيْسَ قَدْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا نُورَثُ، مَا تَرَكْنا (1) فَهُوَ صَدَقَةٌ " (2)
26261 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنِي (3) مَالِكٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُدْنِي إِلَيَّ رَأْسَهُ،
__________
= شيخ أحمد هنا: هو الحسن بن موسى الأشيب.
(1) في (ق) و (م) : تَرَكْنَاهُ.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. إسحاق بن عيسى - وهو ابن الطباع - من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وهو عند مالك في "الموطأ" 2/993، ومن طريقه أخرجه ابنُ سعد 2/314، وابن راهويه (868) ، والبخاري (6730) ، ومسلم (1758) ، وأبو داود (2976) ، والنسائي في "الكبرى" (6311) ، وابن شبَّه في "تاريخ المدينة" 1/201، وحماد بن إسحاق في "تركة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"
ص 81، وأبو عوانة 4/143، وابن حبان (6611) ، والبيهقي في "السنن" 6/301، وابن عبد البر في "التمهيد" 8/156، والبغوي في "شرح السنة" (3839) .
وقد سلف برقم (25125) .
(3) في (ق) : حدثنا، وفي (م) : أخبرنا، والمثبت من (ظ7) و (ظ8) و (ظ2) .(43/302)
فَأُرَجِّلُهُ وَأَنَا حَائِضٌ، وَهُوَ مُعْتَكِفٌ، وَكَانَ لَا يَدْخُلُ الْبَيْتَ إِلَّا لِحَاجَةِ الْإِنْسَانِ " (1)
26262 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " مَا خُيِّرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَمْرَيْنِ إِلَّا أَخَذَ أَيْسَرَهُمَا مَا لَمْ يَكُنْ إِثْمًا، فَإِذَا كَانَ إِثْمًا كَانَ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنْهُ، وَمَا انْتَقَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِنَفْسِهِ إِلَّا أَنْ يَكُونَ تُنْتَهَكُ حُرْمَةُ اللهِ، فَيَنْتَقِمُ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ " (2)
26263 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا اشْتَكَى يَقْرَأُ عَلَى نَفْسِهِ بِالْمُعَوِّذَاتِ وَيَنْفُثُ، فَلَمَّا اشْتَدَّ وَجَعُهُ كُنْتُ أَقْرَأُ عَلَيْهِ، وَأَمْسَحُ عَنْهُ بِيَدِهِ رَجَاءَ بَرَكَتِهَا " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، إسحاق بن عيسى: وهو ابن الطباع من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وقد سلف برقم (24731) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، وإسحاق: وهو ابن عيسى ابن الطباع من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، وهو مكرر الحديث (24846) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، إسحاق بن عيسى - وهو ابن نجيح ابن الطباع - من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وهو مكرر (24728) .(43/303)
26264 - حَدَّثَنَا عُمَرُ (1) بْنُ أَيُّوبَ الْمَوْصِلِيُّ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَكَثِيرٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " كَانَ يَرَاهُ فِي مِرْطِ إِحْدَانَا، ثُمَّ يَفْرُكُهُ، يَعْنِي الْمَاءَ، وَمُرُوطُهُنَّ يَوْمَئِذٍ الصُّوفُ. تَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (2)
26265 - حَدَّثَنَا أَبُو قَطَنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " قَدْ (3) كُنْتُ أَفْرُكُ الْمَنِيَّ مِنْ ثَوْبِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ مَا أَغْسِلُ، قَالَ أَبُو قَطَنٍ: قَالَتْ مَرَّةً:، أَثَرَهُ
__________
(1) في (م) : عمرو، وهو خطأ.
(2) حديث ضعيف بهذا اللفظ، تفرد به جعفر، وهو ابن بُرْقان، وهو كثير الخطأ في روايته عن الزهري، وأحاديثُه عنه مضطربة، وهذا منها، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. كثير: هو ابنُ هشام الكلابي أبو سهل الرقي، قال العجلي: كان من أروى الناس بجعفر بن برقان.
وأخرجه ابن خزيمة (288) من طريق زيد بن أبي الزرقاء، عن جعفر بن بُرْقان، بهذا الإسناد، إلا أنه أورد هذا الإسناد مع أسانيد حديث فرك المني من ثوب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/49 من طريق مبشر بن إسماعيل، عن جعفر بن برقان، به، بلفظ: كنتُ أفرك المني من مرط رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكانت مُرْطُنا يومئذ الصوفَ.
قلنا: وسلف برقم (24064) ، وفيه أن عائشة هي التي كانت تفرك المني من ثوب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وليس فيه أو في غيره أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يفركه من مروط نسائه.
وقولها: يعني الماء: قال السندي، أي: الماء المعهود. المنيّ.
(3) كلمة "قد" ليست في (م) .(43/304)
وَقَالَتْ (1) مَرَّةً: مَكَانَهُ ". (2)
__________
(1) في (ظ7) و (ظ8) و (ظ2) : قال.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف عباد بن منصور- وهو الناجي - وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير أبي قَطَن - وهو عمرو ابن الهيثم بن قَطَن - فمن رجال مسلم.
وأخرجه الطيالسي (1420) - ومن طريقه ابن خزيمة (288) ، والبيهقي في "السنن" 2/417 عن عباد بن منصور، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/51 من طريق عيسى بن ميمون، عن القاسم بن محمد، به. وعيسى بن ميمون ضعيف.
وأخرجه أيضاً 1/51 من طريق عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه القاسم ابن محمد، عن عائشة قالت في المني إذا أصاب الثوب: إذا رأيته فاغسله، وإذا لم تره فانضحه.
وأخرجه الشافعي في "الأم" 1/55، وابن خزيمة (288) ، وأبو عوانة 1/204، والبيهقي في "السنن" 2/417، وفي "معرفة السنن والآثار" 3/381 من طريق عمرو بن أبي سلمة، عن الأوزاعي، عن يحيى بن سعيد - وهو الأنصاري - عن القاسم بن محمد، به. وعمرو بن أبي سلمة قال الحافظ في
"مقدمة الفتح " ص 431: وثقه ابنُ سعد ويونس، وأثنى عليه أحمد، وقال: إلا إنه روى زهير بن محمد أحاديث بواطيل، وضعفه ابن معين والساجي، وقال العقيلي: في حديثه وهم، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به.
ثم قال الحافظ: ليس له في صحيح البخاري سوى حديثين، فذكرهما، وقد توبع عليهما.
وأخرجه الطحاوي 1/49، والدارقطني 1/125 من طريق بشر بن بكر، عن الأوزاعي، عن يحيى بن سعيد، عن عمرة، عن عائشه، به. وبشر بن بكر قال مسلمة بن قاسم الأندلسي: يروي عن الأوزاعي أشياء انفرد بها. قلنا: وقد انفرد بذكر عمرة في هذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي أيضاً 1/49 من طريق الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، =(43/305)
26266 - حَدَّثَنَا أَبُو قَطَنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَائِشَةَ مِثْلَ مَعْنَاهُ (1)
26267 - حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كُنْتُ أَنَا وَحَفْصَةُ صَائِمَتَيْنِ، فَعُرِضَ لَنَا طَعَامٌ اشْتَهَيْنَاهُ، فَأَكَلْنَا مِنْهُ، فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَدَرَتْنِي إِلَيْهِ حَفْصَةُ، وَكَانَتْ بِنْتَ أَبِيهَا، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا كُنَّا صَائِمَتَيْنِ الْيَوْمَ، فَعُرِضَ لَنَا طَعَامٌ اشْتَهَيْنَاهُ، فَأَكَلْنَا مِنْهُ. فَقَالَ: " اقْضِيَا يَوْمًا آخَرَ " (2)
26268 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ حَسَنٍ، (3) عَنِ ابْنِ مَعْقِلٍ،
__________
= عن عطاء، عن عائشة.
وسلف نحوه بإسناد صحيح برقم (24064) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أبي قَطَن - واسمه عمرو بن الهيثم بن قَطَن - فمن رجال مسلم.
وسلف بهذا الإسناد سوى شيخ أحمد برقم (24939) .
(2) جعفر بن برقان ضعيف في الزُّهري خاصة، وهو مكرر (25094) ، وقد سلف الكلام عليه هناك، فانظره لزاماً.
وأخرجه إسحاق (658) ، والترمذي في "السنن" (735) ، وفي "العلل الكبير" 1/351، والنسائي في "الكبرى" (3291) ، والبيهقي 4/280، والبغوي في "شرح السنة" (1814) من طريق كثير بن هشام، بهذا الإسناد.
(3) في (ظ8) و (ظ2) : عبيد بن حنين، وفي (ق) : عبيد الله بن حسين، وفي (م) : عبيد بن حنين بن حسن، وفي "أطراف المسند" 9/86: عبيد بن جبير، والمثبت من (ظ7) و (هـ) وهامش كل من (ظ2) و (ق) ، وكتب عليها=(43/306)
عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهُ (1) كَانَ عَلَيْهَا رَقَبَةٌ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، فَجَاءَ سَبْيٌ مِنَ الْيَمَنِ مِنْ خَوْلَانَ، فَأَرَادَتْ أَنْ تَعْتِقَ مِنْهُمْ، فَنَهَانِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ جَاءَ سَبْيٌ مِنْ مُضَرَ مِنْ بَنِي الْعَنْبَرِ، " فَأَمَرَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تَعْتِقَ مِنْهُمْ " (2)
__________
=علامة الصحة في هامش (ظ2) ، وهو الموافق لما في مصادر التخريج.
(1) في (م) : أنها.
(2) حسن لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح غير ابن معقل، وجاء اسمه عند الحاكم في "المستدرك": عبد الله بن معقل، وذكر الحافظ في "أطراف المسند" أنه عبد الله بن معقل المحاربي، وهذا قد ذكره المزي في "التهذيب" تمييزاً، وذكره الذهبي في "الميزان"، وقال: محلُّه الصدق، وقال
الحافظ في "التقريب": مجهول. ولم يذكره البخاري ولا ابن أبي حاتم ولا ابن حبان في كتبهم. مسعر: هو ابن كِدَام، وقد اختلف عليه في وصله وإرساله، والمرسل منه أصح.
وأخرجه البزار في "مسنده" (2827) (زوائد) من طريق أبي أحمد الزبيري، به، وتحرَّف فيه عُبيد بن حسن إلى عُبيد بن حسين. قال البزار: رواه شعبة، عن عبيد بن حسن، عن ابن معقل قال: كان على عائشة محرَّر من ولد إسماعيل ... ولم يقل: عن عائشة. قلنا: يعني أنه رواه مرسلاً.
وروي عن مسعر مرسلاً كذلك:
فقد أخرجه ابن راهويه (1768) عن الفضل بن دكين، والحاكم في "المستدرك" 2/216 من طريق يزيد بن هارون، كلاهما عن مسعر. عن عبيد ابن الحسن، عن ابن معقل قال: كانت على عائشة رقبة - أو نسمة - من ولد إسماعيل ... قال الحاكم: تابعه شعبة عن عبيد بن الحسن، ثم أخرجه من طريق وهب بن جرير، عن شعبة، به. وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي!
وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/242، وقال: رواه أحمد، وفيه من لم=(43/307)
26269 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ إِيَاسٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْجَسْرِيِّ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ وَعِنْدَهَا حَفْصَةُ بِنْتُ عُمَرَ فَقَالَتْ لِي: إِنَّ هَذِهِ حَفْصَةُ زَوْجُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ أَقْبَلَتْ عَلَيْهَا، فَقَالَتْ: أَنْشُدُكِ اللهَ أَنْ تُصَدِّقِينِي بِكَذِبٍ قُلْتُهُ أَوْ تُكَذِّبِينِي بِصِدْقٍ قُلْتُهُ. تَعْلَمِينَ أَنِّي كُنْتُ أَنَا وَأَنْتِ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ لَكِ: أَتَرَيْنَهُ قَدْ قُبِضَ؟ قُلْتِ: لَا أَدْرِي. فَأَفَاقَ، فَقَالَ: " افْتَحُوا لَهُ الْبَابَ "، ثُمَّ أُغْمِيَ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ لَكِ: أَتَرَيْنَهُ قَدْ قُبِضَ؟ قُلْتِ: لَا أَدْرِي، ثُمَّ أَفَاقَ، فَقَالَ: " افْتَحُوا لَهُ الْبَابَ ". فَقُلْتُ لَكِ: أَبِي أَوْ أَبُوكِ؟ قُلْتِ: لَا أَدْرِي، فَفَتَحْنَا الْبَابَ، فَإِذَا عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ، فَلَمَّا أَنْ رَآهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " ادْنُهْ " فَأَكَبَّ عَلَيْهِ، فَسَارَّهُ بِشَيْءٍ لَا أَدْرِي أَنَا وَأَنْتِ مَا هُوَ، ثُمَّ رَفَعَ
__________
= أعرفهم، ثم ذكره فيه 10/46، وقال: رواه أحمد والبزار بنحوه، ورجال أحمد رجال الصحيح!
وله شاهد من حديث عبد الله بن مسعود عند البزار (2825) (زوائد) ، والطبراني في "الكبير" (10400) ، وفي إسناده علي بن عابس، وهو ضعيف.
قال البزار: لا نعلمه يروى عن عبد الله إلا من هذا الوجه، ولا نعلم رواه عن إسماعيل إلا علي بن عابس.
واَخر من حديث عبد الله بن عمر عند البزار (2826) (زوائد) وفي إسناده أحمد بن عبد الله بن أبي السفر (شيخ البزار) ، قال النسائى: ليس بالقوي، وقال أبو حاتم: شيخ. قلنا: ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان. لكن يُعتبر به في المتابعات والشواهد.(43/308)
رَأْسَهُ، فَقَالَ: " أَفَهِمْتَ مَا قُلْتُ لَكَ؟ " قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: " ادْنُهْ " فَأَكَبَّ عَلَيْهِ أُخْرَى مِثْلَهَا، فَسَارَّهُ بِشَيْءٍ لَا نَدْرِي (1) مَا هُوَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: " أَفَهِمْتَ مَا قُلْتُ لَكَ؟ " قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: " ادْنُهُ " فَأَكَبَّ (2) عَلَيْهِ إِكْبَابًا شَدِيدًا، فَسَارَّهُ بِشَيْءٍ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ: " أَفَهِمْتَ مَا قُلْتُ لَكَ؟ " قَالَ: نَعَمْ، سَمِعَتْهُ أُذُنَيَّ وَوَعَاهُ قَلْبِي، فَقَالَ لَهُ: " اخْرُجْ "، قَالَ: قَالَتْ حَفْصَةُ: اللهُمَّ نَعَمْ، أَوْ قَالَ: (3) اللهُمَّ صِدْقٌ (4)
__________
(1) في (ظ7) و (ظ8) وهامش (ق) و (ظ2) : لا أدري.
(2) في (ظ7) و (ظ8) : فانكبَّ.
(3) في (م) : قالت.
(4) إسناده ضعيف لضعف علي بن عاصم: وهو الواسطي، وقد اختُلف على سعيد بن إياس الجريري فيه:
فرواه علي بن عاصم - كما في هذه الرواية - عنه، عن أبى عبد الله الجسري، قال: دخلت على عائشة.
ورواه خالد بن عبد الله الواسطي - كما عند أحمد في "فضائل الصحابة" (835) - فقال: عن الجريري، عن أبي بكر العدوي، قال: سألت عائشة، فذكر الحديث.
قلنا: والجريري قد اختلط، ولم يتحرر لنا أسمع منه خالد الواسطي قبل الاختلاط أم بعده؟
وانظر (24253) .
قال السندي: قولها: أن تصدقيني بكذب، من التصديق، أي: كراهة أن تصدقيني، والمراد لا تصدقيني إن كذبت، ولا تكذبيني إن صدقت.(43/309)
26270 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُطَرِّفُ بْنُ طَرِيفٍ، (1) عَنْ عَامِرٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَظَلُّ صَائِمًا وَيُقَبِّلُ مَا شَاءَ مِنْ وَجْهِي حَتَّى يُفْطِرَ " (2)
26271 - حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ، قَالَ: سَأَلْتُ الزُّهْرِيَّ عَنِ الرَّجُلِ يُخَيِّرُ امْرَأَتَهُ فَتَخْتَارُهُ قَالَ حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: أَتَانِي نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " إِنِّي سَأَعْرِضُ عَلَيْكِ أَمْرًا، فَلَا عَلَيْكِ أَنْ لَا تَعْجَلِي حَتَّى تُشَاوِرِي أَبَوَيْكِ " فَقُلْتُ: وَمَا هَذَا الْأَمْرُ؟ قَالَتْ: فَتَلَا عَلَيَّ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 29] قَالَتْ: فَقُلْتُ: وَفِي أَيِّ ذَلِكَ تَأْمُرُنِي أَنْ أُشَاوِرَ أَبَوَيَّ؟ بَلْ أُرِيدُ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ، قَالَتْ: فَسُرَّ بِذَلِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَعْجَبَهُ، وَقَالَ: " سَأَعْرِضُ عَلَى صَوَاحِبِكِ مَا عَرَضْتُ عَلَيْكِ " فَكَانَ يَقُولُ لَهُنَّ كَمَا قَالَ لِعَائِشَةَ، ثُمَّ يَقُولُ: " قَدْ اخْتَارَتْ عَائِشَةُ
__________
(1) وقع فى (م) و (ظ7) و (ظ8) : مُطَرِّف بن أبي طريف، وهو خطأ، والمثبت من بقية النسخ، وهو الصواب، وأشير إليه في هامش (ظ8) .
(2) حديث صحيح، وهو مكرر الرواية (26171) سوى شيخ أحمد، فهو هنا علي بن عاصم، وهو ابن صهيب الواسطي التيمي، وهو متابع.
وسلف برقم (24110) .(43/310)
اللهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ " قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقَدْ خَيَّرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمْ نَرَ ذَلِكَ طَلَاقًا (1)
26272 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " رَأَيْتُ وَبِيصَ الطِّيبِ فِي مَفْرِقِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ " (2)
26273 - حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي (3) زِيَادٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " رَأَيْتُ وَبِيصَ الطِّيبِ فِي مَفْرِقِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ (4) " (5)
__________
(1) حديث صحيح، وهو مكرر (25517) سنداً ومتناً.
وسلف برقم (24487) ، ومختصراً برقم (24181) .
(2) إسناده حسن، وهو مكرر (24134) غير شيخ أحمد وهو علي بن عاصم.
وسلف من وجه آخر برقم (24105) .
وانظر ما بعده.
(3) سقطت لفظة: "أبي" من (م) .
(4) في (ظ7) و (ظ8) : بعد ثلاث وهو محرم، وانظر الحديث قبله.
(5) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد، وهو الهاشمي الكوفي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير شيخ أحمد علي - وهو ابن عاصم بن صهيب الواسطي - فمن رجال أصحاب السنن سوى النسائى، وقد قال الحافظ في "التقريب": صدوق يخطىء ويصرّ.
وسلف بإسناد صحيح برقم (24731) .
وانظر (24107) .
وانظر ما قبله.(43/311)
26274 - حَدَّثَنَا شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ الْقَاسِمِ، (1) عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " كَانَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ قَائِمًا، صَلَّى قَائِمًا، وَإِذَا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ قَاعِدًا صَلَّى قَاعِدًا " (2)
26275 - حَدَّثَنَا شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ سَعِيدٍ، أَخِي يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ كَسْرَ عَظْمِ الْمُؤْمِنِ مَيْتًا مِثْلُ كَسْرِ عَظْمِهِ حَيًّا (3) " (4)
26276 - حَدَّثَنَا مِسْكِينُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ سَعِيدٍ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: مَكْحُولٌ حَدَّثَنِي عَنْ عُرْوَةَ،
__________
(1) في (م) : عن أبي القاسم.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف ليث بن أبي سليم، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أن شجاع بن الوليد - وهو أبو بدر السكوني - أخرج له البخاري متابعه.
وأخرج إسحاق بن راهويه (958) ، والخطيب في "تاريخه" 11/67-68 من طريق جرير، عن ليث، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (24833) بإسنادٍ صحيح.
(3) في (ق) : مثل كسره حياً.
(4) هو مكرر (24308) ، غير شيخ أحمد، فقد رواه هناك عن ابن نمير، عن سعد بن سعيد الأنصاري.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1274) من طريق شجاع بن الوليد، بهذا الإسناد.(43/312)
عَنْ عَائِشَةَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُفِّنَ فِي ثَلَاثَةِ رِيَاطٍ يَمَانِيَةٍ " (1)
26277 - حَدَّثَنَا عُمَرُ أَبُو حَفْصٍ الْمُعَيْطِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: خَرَجْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ وَأَنَا جَارِيَةٌ لَمْ أَحْمِلِ اللَّحْمَ وَلَمْ أَبْدُنْ، فَقَالَ لِلنَّاسِ: " تَقَدَّمُوا " فَتَقَدَّمُوا، ثُمَّ قَالَ لِي: " تَعَالَيْ حَتَّى أُسَابِقَكِ " فَسَابَقْتُهُ فَسَبَقْتُهُ، فَسَكَتَ عَنِّي، حَتَّى إِذَا حَمَلْتُ اللَّحْمَ وَبَدُنْتُ وَنَسِيتُ، خَرَجْتُ مَعَهُ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ، فَقَالَ لِلنَّاسِ: " تَقَدَّمُوا " فَتَقَدَّمُوا، ثُمَّ قَالَ: " تَعَالَيْ حَتَّى أُسَابِقَكِ " فَسَابَقْتُهُ، فَسَبَقَنِي، فَجَعَلَ يَضْحَكُ، وَهُوَ يَقُولُ: " هَذِهِ بِتِلْكَ " (2)
__________
(1) حديث صحيح، مسكين بن بكير، فيه كلام من قبل حفظه، وقد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (297) و (3608) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1517) و (3607) من طريق العلاء ابن الحارث و (3609) من طريق شعيب بن أبي حمزة، كلاهما عن مكحول، به.
وقد سلف نحوه برقم (24122) بإسناد صحيح.
قال السندي: قولها: في ثلاثة رياط، الرَّيْطَة: كل مُلاءة ليست بلِفْقَين، وقيل: كل ثوب رقيق ليّن، والجمع رَيْط ورِياط.
(2) إسناده جيد، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عمر بن أبي حفص المُعيطي - وهو ابن حفص- فقد ذكره الحافظ في "التعجيل"، ونقل عن ابن=(43/313)
26278 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ سُفْيَانَ يَعْنِي ابْنَ حُسَيْنٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَانَ مُعْتَكِفًا فِي الْمَسْجِدِ لَا يَدْخُلُ الْبَيْتَ إِلَّا لِحَاجَةٍ. قَالَتْ: فَغَسَلْتُ رَأْسَهُ وَإِنَّ بَيْنِي وَبَيْنَهُ الْعَتَبَةَ " (1)
26279 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ يَعْنِي الْوَاسِطِيَّ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ (2) ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا عَائِشَةُ، إِنْ كُنْتِ أَلْمَمْتِ بِذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرِي اللهَ، فَإِنَّ التَّوْبَةَ مِنَ الذَّنْبِ: النَّدَمُ وَالِاسْتِغْفَارُ " (3)
__________
=أبي حاتم قوله: سألت أبي عنه، فقال: لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات".
قلنا: لم نقع عليه في مطبوع "الثقات"، والله أعلم.
وقد سلف مختصراً بَرقم (24118) .
(1) حديث صحيح، وهو مكرر الحديث (983-25) ، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا هو محمد بن يزيد - وهو الواسطي - وقد روى له أصحاب الكتب الستة سوى ابن ماجه، وهو ثقة.
(2) ضبب فوق لفظ: "عيينة" في (ظ8) وكتب في هامشها: حسين وعليه علامة الصحة. قلنا: بل الحديث حديث ابن عيينة كما سيأتي في التخريج.
(3) حديث صحيح دون قوله في حديث الإفك: "فإن التوبة من الذنب الندم والاستغفار" وهذا إسناد اختلف فيه على سفيان بن عيينة.
فرواه محمد بن يزيد الواسطي - كما في هذه الرواية - عن سفيان بن عيينة، =(43/314)
26280 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْلَى الثَّقَفِيَّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " مَا نَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ الْعِشَاءِ، وَلَا سَمِرَ (1) بَعْدَهَا " (2)
__________
= عن الزهري، عن عروة، عن عائشة.
ورواه الحميدي (284) ، وحامد بن يحيى البلخي- كما عند ابن حبان (624) - كلاهما عن سفيان، عن وائل بن داود، عن ابنه بكر بن وائل، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب - شك حامد فقال: عن عروة أو سعيد أو كلاهما - عن عائشة أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لها: "يا عائشة، إن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله، فإن العبد إذا ألم بذنب ثم تاب واستغفر الله عز وجل غفر الله له".
قلنا: وهو بهذا السياق صحيح، إلا أن سفيان لم يحفظه، فقد قال الحميدي: وربما قال سفيان: "إن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله فإن التوبة الندم والاستغفار". وأكثر ذلك يقول على الأول. قلنا: يعني على السياق الصحيح.
وقد سلف من طريق الزهري بإسناد صحيح برقم (25623) بلفظ: "إن كنت ألممت بذنب، فاستغفري الله، ثم توبي إليه، فإن العبد إذا اعترف بذنب، ثم تاب تاب الله عليه".
وانظر حديث عبد الله بن مسعود السالف برقم (3568) .
(1) في (م) : ولا سهر.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد فيه عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى الثقفي، ضعيف، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. أبو أحمد: هو محمد بن عبد الله بن الزُّبير الزُّبيري، والقاسمُ: هو ابن محمد بن أبي بكر الصديق.
وأخرجه أبو يعلى (4784) من طريق أبي أحمد الزبيري، بهذا الإسناد.=(43/315)
26281 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عَائِشَةَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُقَبِّلُ وَهُوَ صَائِمٌ " (1)
__________
=وأخرجه الطيالسي (1414) ، وابن ماجه (702) ، والبيهقي في "السنن" 1/451-452 من طريق عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي، به. قال البوصيري في "مصباح الزجاجة":هذا إسناد صحيح! رجاله ثقات.
وتحرف اسم عبد الله بن عبد الرحمن في مطبوع البيهقي إلى عبد الله بن عامر.
وأخرجه ابن حبان (5547) من طريق جعفر بن سليمان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، به. وهذا إسناد صحيح.
وأخرج عبد الرزاق (2137) عن ابن جريج، قال: حدثني من أصدِّق، عن عائشة أنها سمعت عروة يتحدث بعد العتمة، فقالت: ما هذا الحديث بعد العتمة؟ ما رأيتُ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ راقداً قطُّ قبلَها، ولا مُتَحدِّثاً بعدها، إما مُصلياً فيغنم، أو راقداً فيسلم.
وأخرجه بنحو رواية عبد الرزاق دون ذكر القصة - أبو يعلى (4878) ، والبيهقي 1/452 من طريق أبي حمزة عيسى بن سليم الرستني، عن عائشة، به. وهذا إسناد منقطع، أبو حمزة لم يدرك عائشة.
وأخرجه البزار (378) "زوائد" من طريق محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير، عن ابن أبي مُلَيكة، عن عروة، عن عائشة، به. محمد بن عبد الله بن عُبيد ضعيف.
وأصله في "الصحيح" من حديث أبي بَرْزة، قال: نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن النوم قبلها والحديث بعدَها يعني عشاء الآخرة، وسلف 4/423.
وسلف برقم (3686) حديث ابن مسعود، قال: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجْدِبُ (يعيب) لنا السَّمَر بعد العشاء. وذكرنا هناك أحاديث الباب.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. معاوية بن عمرو: هو ابن=(43/316)
26282 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: فُرِضَتِ الصَّلَاةُ رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ إِلَّا الْمَغْرِبَ فُرِضَتْ ثَلَاثًا لِأَنَّهَا وِتْرٌ، قَالَتْ: " وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سَافَرَ (1) صَلَّى الصَّلَاةَ الْأُولَى إِلَّا الْمَغْرِبَ، فَإِذَا أَقَامَ زَادَ مَعَ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ إِلَّا الْمَغْرِبَ، لِأَنَّهَا وَتْرٌ، وَالصُّبْحَ، لِأَنَّهُ يُطَوِّلُ فِيهَا الْقِرَاءَةَ " (2)
26283 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنِ النَّخَعِيِّ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَتْ يَدُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْيُمْنَى لِطُهُورِهِ وَلِطَعَامِهِ، وَكَانَتِ الْيُسْرَى لِخَلَائِهِ، وَمَا كَانَ مِنْ أَذًى (3)
__________
= المهلَّب الكوفي، أبو عَمرو البغدادي. وزائدة: هو ابن قُدامة.
وسلف برقم (24110) ، وبرقم (24989) .
(1) في (ظ8) و (ق) و (ظ2) وهامش (هـ) : إذا أراد أن يسافر.
(2) إسناده ضعيف، وهو مكرر (26101) ، غير أن شيخ أحمد هنا: هو عبد الوهَّاب بن عطاء الخفاف.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 3/145 من طريق عبد الوهاب، بهذا الإسناد.
(3) حديث حسن بطرقه وشاهده، وهذا إسناد ضعيف، فقد اختلف فيه على سعيد - وهو ابن أبي عروبة: فرواه عبد الوهاب - وهو ابن عطاء الخفاف - كما في هذه الرواية، عنه، عن أبي معشر- وهو زياد بن كليب -، عن إبراهيم - وهو النخعي -، عن الأسود- وهو النخعي -، عن عائشة.=(43/317)
26284 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَائِشَةَ نَحْوَهُ (1)
26285 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنِ النَّخَعِيِّ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " كَانَتْ يَدُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْيُسْرَى لِخَلَائِهِ، وَمَا كَانَ مِنْ أَذًى، وَكَانَتِ الْيُمْنَى لِوُضُوئِهِ وَلِمَطْعَمِهِ " (2)
__________
=ورواه ابن أبي عدي - وهو محمد - كما سيرد في الرواية التي بعدها - عنه، عن رجل، عن أبي معشر، عن إبراهيم النخعي، عن عائشة. فأدخل رجلاً بين سعيد وإبراهيم، وأسقط: الأسود. والنخعي لم يسمع من عائشة.
ورواه محمد بن جعفر- كما سيرد في الرواية (26285) - عنه، عن أبي معشر، عن إبراهيم، عن عائشة. وإبراهيم لم يسمع من عائشة كذلك.
ورواه أبو توبة، عن عيسى بن يونس - فيما أخرجه أبو داود (33) ، عنه، عن أبي معشر، عن النخعي، عن عائشة.
وخالفه نصر بن علي، فرواه عن عيسى بن يونس فيما أخرجه البغوي في "شرح السنة" (217) عنه، عن أبي معشر، عن النخعي، عن الأسود، عن عائشة. قال الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 69: وقول ابن أبي عدي أشبه بالصواب.
قلنا: في إسناد ابن أبي عدي راوٍ مبهم، والنخعي لم يسمع من عائشة.
وأخرجه أبو داود (34) من طريق عبد الوهاب، بهذا الإسناد.
(1) حديث حسن بطرقه وشاهده، وهذا إسناد سلف الكلام عليه في الرواية التي قبله.
(2) حديث حسن بطرقه وشاهده، وهو مكرر ما قبله.(43/318)
26286 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى (1) ، عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " رَكْعَتَا الْفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا جَمِيعًا " (2)
26287 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُعَاذَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَانَ يُصَلِّي الضُّحَى أَرْبَعًا وَيَزِيدُ مَا شَاءَ اللهُ " (3)
__________
(1) قوله: "بن أوفى" من (م) .
(2) إسناده صحيح، عبد الوهَّاب - وهو ابن عطاء الخَفَّاف، وإن كان فيه كلام - روى له مسلم، وهو ثقة في سعيد بن أبي عروبة، وكان أعلمَ الناس بحديثه، وهو متابع، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه الحاكم 1/306-307 من طريق عبد الوهَّاب بن عطاء، بهذا الإسناد، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
قلنا: عبد الوهَّاب الخفَّاف إنما هو من رجال مسلم فقط.
وسلف بإسناد صحيح على شرط الشيخين برقم (24241) .
(3) إسناده صحيح، سعيد بن أبي عروبة - وإن كان اختلط - إلا أن سماع عبد الوهاب: وهو ابن عطاء الخفاف، منه قبل اختلاطه، وكان عالماً به، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه البيهقي 3/47 من طريق عبد الوهاب بن عطاء، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (719) (79) ، وأبو عوانة 2/267،ْ والنسائي في "الكبرى" (479) من طريقين عن سعيد، به.
وقد سلف برقم (24638) .(43/319)
26288 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ مُعَاذَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَرَسُولُ اللهِ، مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ "، وَكَانَ فِي حَدِيثِهِ " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَبْدَأُ قَبْلَهَا " (1)
26289 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَبَاحٍ، أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ، فَقَالَ: إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَكِ عَنْ شَيْءٍ وَإِنِّي أَسْتَحْيِيكِ. فَقَالَتْ: " سَلْ مَا بَدَا لَكَ، فَإِنَّمَا أَنَا أُمُّكَ "، فَقُلْتُ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ مَا يُوجِبُ الْغُسْلَ؟ فَقَالَتْ: " إِذَا اخْتَلَفَ الْخِتَانَانِ وَجَبَتِ الْجَنَابَةُ "، فَكَانَ قَتَادَةُ يُتْبِعُ هَذَا الْحَدِيثَ أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَدْ " فَعَلْتُ أَنَا وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاغْتَسَلْنَا " فَلَا أَدْرِي أَشَيْءٌ فِي هَذَا الْحَدِيثِ أَمْ كَانَ قَتَادَةُ يَقُولُهُ (2)
__________
(1) إسناده صحيح، سعيد: وهو ابن أبي عروبة - وإن كان اختلط - قد سمع منه عبد الوهاب وهو ابن عطاء الخفاف قبل الاختلاط، وكان عالماً به، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وقد سلف برقم (24723) ، وانظر (24014) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد فيه انقطاع، عبد الله بن رباح، لم يسمع هذا الحديث من عائشة، بينهما عبد العزيز بن النعمان كما جاء مصرحاً به في الرواية (24914) و (25902) و (26025) ، وأشار إلى ذلك ابن معين في "تاريخه" 2/306، فقال: بينهما رجل، وهو عبد العزيز بن النعمان. قلنا: وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. عبد الوهاب: هو ابن عطاء الخفاف، وسعيد: هو ابن أبي عروبة، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي.=(43/320)
26290 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ (1) بُدَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُكْثِرُ الصَّلَاةَ قَائِمًا وَقَاعِدًا، فَإِذَا صَلَّى قَاعِدًا رَكَعَ قَاعِدًا وَإِذَا صَلَّى قَائِمًا رَكَعَ قَائِمًا " (2)
26291 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، وقَالَ مَرَّةً أُخْرَى الْخَفَّافُ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصِيبُ مِنَ الرُّءُوسِ وَهُوَ صَائِمٌ " وقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، يَعْنِي فِي حَدِيثِهِ عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَكَذَا قَالَ الْخَفَّافُ مَرَّةً أُخْرَى (3)
__________
=وأخرجه مختصراً ابن راهويه (1355) عن عبدة بن سليمان، عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد.
وانظر (24206) و (25281) .
(1) في (م) : بن، وهو خطأ.
(2) حديث صحيح، سعيد بن أبي عروبة - وإن كان اختلط - إلا أن سماع عبد الوهاب: وهو ابن عطاء الخفاف منه قبل اختلاطه، وكان عالماً به. وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.
وقد سلف برقم (24688) .
(3) حديث عائشة إسناده صحيح على شرط مسلم. عبد الوهَّاب - وهو ابن عطاء الخفَاف - وعبد الله بن شقيق، من رجاله، والخفَاف ثقة في سعيد - وهو ابن أبي عَروبة - فقد قال ابن سعد: لزم سعيد بنَ أبي عروبة، وعُرف بصحبته، وكتب كُتُبَه، وقال أحمد بن حنبل: كان من أعلم الناس بحديث سعيد بن أبي=(43/321)
26292 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ يَعْنِي ابْنَ أَبِي عَبْدِ اللهِ، عَنْ بُدَيْلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، أَنَّ امْرَأَةً، مِنْهُمْ يُقَالُ لَهَا: أُمُّ كُلْثُومٍ، حَدَّثَتْهُ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَأْكُلُ طَعَامًا فِي سِتَّةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ جَائِعٌ فَأَكَلَهُ بِلُقْمَتَيْنِ، فَقَالَ: " أَمَا إِنَّهُ لَوْ ذَكَرَ اسْمَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ كَفَاكُمْ (1) فَإِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ، فَلْيَذْكُرْ اسْمَ
__________
= عَروبة ... قلنا: وعبد الله بنُ شقيق كذلك ثقة، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أيوب: هو السختياني.
أما قول عبد الوهَّاب الخفَّاف مرة أخرى، وغندر في حديثه: عن ابن عباس، فوهم، فقد سُئل الدارقطني- كما في "العلل " هـ/ورقة 132- عن حديث عبد الله بن شقيق، عن عائشة هذا، فقال: يرويه سعيد الجريري وأيوب، عن عبد الله بن شقيق.
واختلف فيه: فرواه عبد الواحد بن زياد، عن الجريري، عن عبد الله بن شقيق، عن عائشة.
وقال سعيد بن أبي عروبة، عن أيوب، عن عبد الله بن شقيق، عن عائشة.
قاله أحمد بن حنبل، عن الخفاف، عن سعيد.
قال أحمد: وقال الخفاف مرة أخرى: عن ابن عباس. وكذلك قال غندر، عن سعيد، عن أيوب، عن ابن شقيق، عن ابن عباس. وهذا القول وهم، والصحيح عن عبد الله بن شقيق، عن عائشة، كما قال الجريري.
قلنا: وسلف الإسنادان اللذان قال فيهما محمد بن جعفر والخفاف: عن ابن عباس، في مسند ابن عباس بالأرقام (2241) و (3392) و (3392م) ، وفاتنا أن ننبه على علته هناك، فيستدرك من هنا.
وسلف برقمي (24110) و (24130) .
(1) في (م) : لكفاكم.(43/322)
اللهِ، فَإِنْ نَسِيَ اسْمَ (1) اللهِ فِي أَوَّلِهِ، فَلْيَقُلْ: بِسْمِ اللهِ أَوَّلَهُ (2) وَآخِرِهِ " (3)
26293 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، قَالَ: سُئِلَ سَعِيدٌ مَا يَقُولُ الرَّجُلُ فِي رُكُوعِهِ؟ فَأَخْبَرَنَا عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ: " سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ، رَبُّ الْمَلَائِكَةِ وَالرُّوحِ " (4)
26294 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ أَبِي قُرَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ يَعْنِي ابْنَ بِلَالٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ أُمِّهِ، فِي قِصَّةٍ ذَكَرَهَا فَقَالَتْ عَائِشَةُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ أَشَارَ بِحَدِيدَةٍ إِلَى أَحَدٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، يُرِيدُ قَتْلَهُ فَقَدْ وَجَبَ دَمُهُ " (5)
__________
(1) في (م) و (هـ) : بسم.
(2) في (م) : في أوله.
(3) حسن بشواهده، وهو مكرر (25733) ، غير أن شيخ أحمد هنا: هو عبد الوهاب بن عطاء الخفَّاف.
(4) حديث صحيح، سعيد بن أبي عروبة وإن كان اختلط، إلا أن سماع عبد الوهاب - وهو ابن عطاء الخفاف - منه قبل الاختلاط وكان عالماً به، وبقيهْ رجاله ثقات رجال الشيخين.
وقد سلف برقم (25606) .
(5) إسناده ضعيف. أم علقمة: وهي مرجانة - وإن روى عنها اثنان، وذكرها ابن حبان في "الثقات"، ووثقها العجلي - قد انفردت به، وهي ممن لا يحتمل تفردها. وعبيد بن أبي مرة من رجال "التعجيل"، وهو حسن الحديث وقد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1287) و (1288) ، والحاكم=(43/323)
26295 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " لَوْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَاتِمًا شَيْئًا، لَكَتَمَ هَذِهِ الْآيَةَ ": {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللهَ، وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللهُ مُبْدِيهِ} (1)
__________
=2/158،وابن حزم في "المحلى" 8/302 من طريقين عن سليمان بن بلال، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي!
والصحيح في هذا الباب ما رواه مسلم (2616) ، وقد سلف (7476) من حديث أبي هريرة بلفظ: "الملائكة تلعن أحدكم إذا أشار لأخيه بحديدة، وإن كان أخاه لأبيه وأمه".
وفي رواية أخرى عن أبي هريرة أخرجها البخاري (7072) ، ومسلم (2617) ، وسلف (8212) ولفظه عند مسلم: "لا يشير أحدكم إلى أخيه بالسلاح، فإنه لا يدري أحدكم لعل الشيطان ينزع في يده، فيقع في حفرة من النار".
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، وهو مكرر (26041) ، غير أن شيخ أحمد هنا هو عبد الوهَّاب، وهو ابن عطاء الخفَاف، وذكرنا الاختلاف فيه على داود بن أبي هند هناك.
قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" 8/523-524 بعدما ذكر أن الآية نزلت في شأن زينب بنت جحش وزيد بن حارثة مختصراً كما في حديث البخاري (4787) ، ثم ذكر حديثاً للبخاري في كتاب التوحيد (7420) أطول منه، وليس فيهما ما تقدم من انها وقعت في قلبه، وغير ذلك، قال: وقد
أخرج ابن أبي حاتم هذه القصة من طريق السدي فساقها سياقاً واضحاً حسناً، ولفظه: بلغنا أن هذه الآية نزلت في زينب بنت جحش، وكانت أمها أميمةُ بنتُ عبد المطلب عمة رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أراد أن يُزوجها زيد بن حارثة مولاه، فكرِهَتْ ذلك، ثم إنها رضِيَت بما صنَع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فزوَّجها إياه، ثم أعلم الله عز وجل نبيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعدُ أنها من أزواجه، فكان يستحي أن=(43/324)
[الأحزاب: 37]
26296 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْمَاهِرُ بِالْقُرْآنِ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ، وَالَّذِي يَقْرَؤُهُ وَيَتَتَعْتَعُ فِيهِ وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ، فَلَهُ أَجْرَانِ اثْنَانِ " (1)
__________
=يأمر بطلاقها، وكان لا يزالُ يكون بين زيد وزينب ما يكونُ من الناس، فأمره رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يُمسك زوجه، وأن يتقي الله، وكان يخشى الناسَ أن يَعيبوا عليه ويقولوا: تزوجَ امرأةَ ابنه، وكان قد تبنَّى زيداً. ثم قال ابن حجر: ووردت آثارٌ أخرى أخرجها ابن أبي حاتم والطبري ونقلها كثير من المفسرين لاينبغي التشاغلُ بها، والذي أوردته منها هو المعتمد. ثم قال: والحاصل
أن الذي كان يخفيه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو إخبارُ الله إياه أنها ستصيرُ زوجته، والذي كان يحمِلُه على إخفاءِ ذلك خشية قول الناس: تزوج امرأةَ ابنه، وأراد الله إبطال ما كان أهلُ الجاهلية عليه من أحكام التبنّي بأمرٍ لا أبلغَ في الإبطالِ منه، وهو تزوجُ امرأة الذي يُدعى ابناً، قال: ووقوعُ ذلك مِن إمام المسلمين، ليكون أدعى لقبولهم، قال: وإنما وقع الخبطُ في تأويل متعلق الخشية، والله
أعلم.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. عبد الوهَّاب - وهو ابن عطاء الخفَاف - من رجاله، وقد سمع من سعيد - وهو ابن أبي عَروبة - قبل الاختلاط. وقال أحمد: كان من أعلم الناس بحديث سعيد بن أبي عروبة.
قلنا: وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين. قتادة: هو ابن دِعَامة السَّدوسي، وقد صرَّح بسماعه من زُرارة بن أوفى في الرواية (24788) .
وسلف برقم (24667) .
وسلف من طريق هشام عن قتادة برقم (24211) .(43/325)
26297 - حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ رُفَيْعٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَأْتِي الْقِدْرَ فَيَأْخُذُ الذِّرَاعَ مِنْهَا، فَيَأْكُلُهَا، ثُمَّ يُصَلِّي وَلَا يَتَوَضَّأُ " (1)
26298 - حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْصُورٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: مَنْ أَصْبَحَ جُنُبًا فَلَا صَوْمَ لَهُ، فَأَرْسَلَ مَرْوَانُ، أَبَا بَكْرِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِلَى عَائِشَةَ يَسْأَلُهَا، فَقَالَ لَهَا: إِنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: مَنْ أَصْبَحَ جُنُبًا فَلَا صَوْمَ لَهُ؟ فَقَالَتْ عَائِشَةُ: قَدْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُجْنِبُ، ثُمَّ يُتِمُّ صَوْمَهُ. فَأَرْسَلَ إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، فَأَخْبَرَهُ أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: " إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُجْنِبُ ثُمَّ يُتِمُّ صَوْمَهُ " فَكَفَّ أَبُو هُرَيْرَةَ (2)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد فيه انقطاع، عكرمة لم يسمع هذا الحديث من عائشة، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير عَبيدة بن حميد الضبي، فقد أخرج له البخاري، وهو حسن الحديث.
وقد سلف برقم (25282) بإسنادٍ صحيح.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على منصور بن المعتمر:
فرواه عبيدة: وهو ابن حميد الكوفي - كما في هذه الرواية - وهو عند النسائي في "الكبرى" (2978) ، وزياد بن عبد الله البكائي - كما سيأتي (26372) - كلاهما عن منصور، عن مجاهد، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، به.
ورواه أبو حفص عمر بن عبد الرحمن الأبار - كما عند النسائي في=(43/326)
26299 - حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَ بَعْضُنَا: إِنَّ هَذَا أَخْبَرَنَا عَنْكِ أَنَّكِ قُلْتِ: " إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُبَاشِرُ وَهُوَ صَائِمٌ، قَالَتْ: أَجَلْ، وَلَكِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْلَكُكُمْ لِإِرْبِهِ " (1)
26300 - حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا نَرَى إِلَّا أَنَّهُ الْحَجُّ. قَالَتْ: فَلَمَّا قَدِمْنَا طَافُوا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِيَحِلَّ مَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ هَدْيٌ ". قَالَتْ: وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَهُ هَدْيٌ، قَالَتْ: وَكُنْتُ حَائِضًا فَلَمْ أَسْتَطِعْ أَنْ أَطُوفَ، فَلَمَّا كَانَتْ لَيْلَةُ
__________
"الكبرى" (2980) ، وأبو يعلى (4707) ، وشريك بن عبد الله النخعي - كما عند الطبراني في "الأوسط" (7862) كلاهما عن منصور، عن مجاهد، عن عائشة، به. لم يذكرا أبا بكر بن عبد الرحمن في الإسناد.
ورواه جرير بن عبد الحميد - كما عند إسحاق بن راهويه (1082) عن منصور، عن مجاهد، فقال: عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث أوغيره، عن عبد الرحمن بن الحارث، قال: كان أبو هريرة يقول.
وانظر (24062) و (25673) .
(1) هو مكرر الروايتين (24130) و (24652) ، غير شيخ أحمد، فهو هنا عَبيدة، وهو ابنُ حُميد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (3094) ، من طريق عَبيدة بن حُميد، بهذا الإسناد، وفيه قصة.
وسلف برقم (24110) .(43/327)
الْحَصْبَةِ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، يَرْجِعُ نِسَاؤُكَ بِحَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ، وَأَرْجِعُ (1) بِحَجَّةٍ؟ فَقَالَ لِي: " انْطَلِقِي مَعَ أَخِيكِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِلَى التَّنْعِيمِ، ثُمَّ مِيعَادُ مَا بَيْنِي وَبَيْنِكِ كَذَا وَكَذَا " قَالَتْ: فَلَقِيتُهُ بِلَيْلٍ وَهُوَ مُهْبِطٌ أَوْ مُصْعِدٌ، قَالَتْ: وَقَالَتْ بِنْتُ حُيَيٍّ: مَا أُرَانِي إِلَّا حَابِسَتَكُمْ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَقْرَى حَلْقَى، مَا أُرَانِي إِلَّا حَابِسَتَكُمْ أَلَيْسَ قَدْ طُفْتِ يَوْمَ النَّحْرِ؟ " قَالَتْ: بَلَى. فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَانْفِرِي " (2)
26301 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ وَمَعْنَاهُ (3)
26302 - حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْصُورٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَ: قَالَتْ قَدْ عَدَلْتُمُونَا بِالْكَلْبِ وَالْحِمَارِ لَقَدْ " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَوَسَّطُ السَّرِيرَ، فَيُصَلِّي وَأَنَا فِي لِحَافِي،
__________
(1) في (م) : وأنا أرجع.
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري، عبيد بن حميد - وهو الضبِّي - من رجاله. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
وقد سلف مطولاً برقم (24906) .
وانظر ما بعده.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسين: هو ابن محمد بن بَهْرام المرُّوذي، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النَّحْوي.
وانظر ما قبله.(43/328)
فَأَكْرَهُ أَنْ أَسْنَحَهُ، فَأَنْسَلُّ مِنْ تِلْقَاءِ رِجْلَيْهِ " (1)
26303 - حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْصُورٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى وَبِيصِ الطِّيبِ فِي رَأْسِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ " (2)
26304 - حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي (3) رَبَاحٍ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عَبيدة - وهو ابن حُميد الكوفي - فمن رجال البخاري.
وأخرجه البخاري (508) ، ومسلم (512) (271) ، والبيهقي في "السنن" 2/276 من طريق جرير بن عبد الحميد، وأبو عوانة 2/53 من طريق إبراهيم ابن طهمان، كلاهما عن منصور بن المعتمر، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (24153) .
قال السندي: قولها: فأكره أن أَسْنَحه، أي: أستقبله ببدني، من سَنَح: إذا عرض.
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عَبيدة - وهو ابن حُميد - فمن رجال البخاري. منصور: هو ابنُ المعتمر، إبراهيم: هو ابن يزيد النَّخَعي، والأسود: هو ابنُ يزيد النَّخَعي.
وأخرجه ابن الجارود فى "المنتقى" (415) ، من طريق عَبيدة، بهذا الإسناد.
وسلف برقمي (26080) و (26162) .
وانظر (24107) .
(3) لفظ: "أبي" ساقط من (م) .(43/329)
قَالَ: أَتَيْنَ نِسْوَةٌ مِنْ أَهْلِ حِمْصٍ عَائِشَةَ فَقَالَتْ لَهُنَّ عَائِشَةُ: لَعَلَّكُنَّ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي يَدْخُلْنَ الْحَمَّامَاتِ؟ فَقُلْنَ لَهَا: إِنَّا لَنَفْعَلَنْ (1) . فَقَالَتْ لَهُنَّ عَائِشَةُ: أَمَا إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " أَيُّمَا امْرَأَةٍ وَضَعَتْ ثِيَابَهَا فِي غَيْرِ بَيْتِ زَوْجِهَا، هَتَكَتْ (2) مَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللهِ " (3)
26305 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ (4) مُحَمَّدٍ، عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " لَقَدْ تُوُفِّيَ إِبْرَاهِيمُ ابْنُ رَسُولِ اللهِ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ شَهْرًا فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِ " (5)
__________
(1) في (م) و (ظ2) و (ق) : لنفعل، والمثبت من (ظ7) و (ظ8) .
(2) في (ظ2) و (ق) : فقد هتكت.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد الهاشمي، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.
وقد سلف برقمي (25407) و (25408) من طريق منصور بن المعتمر، عن سالم بن أبي الجعد، عن أبي المليح، عن عائشة، وهذا إسناد صحيح.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (4740) ، وأبو نعيم في "الحلية" 3/325 من طريقين عن يزيد بن أبي زياد، به، وقال أبو نعيم: هذا حديث غريب من حديث عطاء، عن عائشة. لا أعلم عنه راوياً غير يزيد بن أبىِ زياد.
وأورده ابن الجوزي في "العلل المتناهية" 1/342، وقال: لم يروه عن عطاء غير يزيد.
وقد سلف (24140) .
(4) لفظ: "بن" ليس في (م) .
(5) إسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق، وقد صرَّح بالتحديث هنا،=(43/330)
26306 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَي بْنُ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَمَّا أَرَادُوا غُسْلَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اخْتَلَفُوا فِيهِ، فَقَالُوا: وَاللهِ مَا نَدْرِي (1) كَيْفَ نَصْنَعُ؟ أَنُجَرِّدُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا نُجَرِّدُ مَوْتَانَا أَمْ نُغَسِّلُهُ وَعَلَيْهِ ثِيَابُهُ؟ قَالَتْ: فَلَمَّا اخْتَلَفُوا أَرْسَلَ اللهُ عَلَيْهِمُ السَّنَةَ، حَتَّى وَاللهِ مَا مِنَ الْقَوْمِ مِنْ رَجُلٍ إِلَّا ذَقْنُهُ فِي صَدْرِهِ نَائِمًا، قَالَتْ: ثُمَّ كَلَّمَهُمْ مِنْ نَاحِيَةِ الْبَيْتِ، لَا
__________
= فانتفت شبهة تدليسه، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزهري، وعبد الله بن أبي بكر بن محمد: هو ابن عمرو ابن حزم.
وأخرجه أبو داود (3187) من طريق يعقوب، بهذا الإسناد.
وقد جاء في حديث البراء بن عازب السالف برقم (18497) إنه صلى عليه، وذكرنا هناك شواهده، ولا يخلو واحدها من مقال، وقد رجح البيهقي في "السنن" 4/9 الصلاة عليه، ورجَّح السندي كما سيأتي عدم صلاته عليه، وانظر تعليقنا على حديث البراء المذكور، ففيه التوفيق بين الحديثين.
قال السندي: قوله: فلم يصلِّ عليه، قيل: ما صلى هو عليه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لاشتغاله بصلاة الكسوف يومئذ، وصلّى عليه غيره، وقيل: إنه لصغره وفضله جعل بمنزلة الشهيد، والله تعالى أعلم.
قلنا: سلف حديث المغيرة بن شعبة (18162) وفيه:"والطفل يُصلى عليه" وهو حديث صحيح، وقد علق السندي على قوله:"والطفل" فقال: هو بعمومه يشمل من استهلَّ، ومن لا، وبه أخذ أحمد وغيره، لكن الجمهور أخذوا بحديث جابر: "الطفل لا يُصلى عليه حتى يستهل" ترجيحاً للنهي على الحل
عند التعارض، أو تقييداً لطلاق لورودهما في محل واحد. والله تعالى أعلم.
(1) في (م) : ما نرى.(43/331)
يَدْرُونَ مَنْ هُوَ، فَقَالَ: " اغْسِلُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيْهِ ثِيَابُهُ ". قَالَتْ: فَثَارُوا إِلَيْهِ، " فَغَسَّلُوا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي قَمِيصِهِ يُفَاضُ عَلَيْهِ الْمَاءُ وَالسِّدْرُ، وَيُدَلِّكُهُ الرِّجَالُ بِالْقَمِيصِ "، وَكَانَتْ تَقُولُ: لَوْ اسْتَقْبَلْتُ مِنَ الْأَمْرِ مَا اسْتَدْبَرْتُ مَا غَسَّلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا نِسَاؤُهُ (1)
26307 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ،
__________
(1) إسناده حسن، محمد بن إسحاق قد صرح بالتحديث فانتفت شبهة تدليسه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري.
وأخرجه بتمامه ومختصراً إسحاق بن راهويه (914) ، وأبو داود (3141) ، وابن ماجه (1464) ، وابن الجارود (517) ، وابن حبان (6627) و (6628) ، والحاكم 3/59- 60، والبيهقي في "السنن" 3/387، وفي "السنن الصغير" (1025) ، وفي "الدلائل" 7/242 من طرق عن محمد بن
إسحاق، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم على شرط مسلم! ، وسكت عنه الذهبي.
ورواه ابن سعد 2/276-277- عن شيخه الواقدي، عن مصعب بن ثابت، عن عيسى بن معمر، عن عباد بن عبد الله، به. والواقدي متروك، وشيخه مصعب بن ثابت ضعيف كذلك.
وأخرج قول عائشة الشافعي في "مسنده" (570) "ترتيب السندي" من طريق عبد الله بن أبي بكر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة ... لكن في طريقه إبراهيم بن محمد: وهو ابن أبي يحيى الأسلمي، وهو متروك.
وانظر حديث ابن عباس السالف برقم (2357) .(43/332)
عَنْ عَائِشَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: كَانَ النَّاسُ يُصَلُّونَ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رَمَضَانَ بِاللَّيْلِ أَوْزَاعًا، يَكُونُ مَعَ الرَّجُلِ الشَّيْءُ (1) مِنَ الْقُرْآنِ، فَيَكُونُ مَعَهُ النَّفَرُ الْخَمْسَةُ أَوِ السِّتَّةُ أَوْ أَقَلُّ مِنْ ذَلِكَ أَوْ أَكْثَرُ، يُصَلُّونَ (2) بِصَلَاتِهِ، قَالَتْ: فَأَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةً مِنْ ذَلِكَ أَنْ أَنْصِبَ لَهُ حَصِيرًا عَلَى بَابِ حُجْرَتِي، فَفَعَلْتُ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ أَنْ صَلَّى الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ، قَالَتْ: فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ مَنْ فِي الْمَسْجِدِ، فَصَلَّى بِهِمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلًا طَوِيلًا، ثُمَّ انْصَرَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَدَخَلَ، وَتَرَكَ (3) الْحَصِيرَ عَلَى حَالِهِ، فَلَمَّا أَصْبَحَ النَّاسُ تَحَدَّثُوا بِصَلَاةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَنْ كَانَ مَعَهُ فِي الْمَسْجِدِ تِلْكَ اللَّيْلَةَ، قَالَتْ: وَأَمْسَى الْمَسْجِدُ رَاجًّا بِالنَّاسِ، فَصَلَّى بِهِمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ، ثُمَّ دَخَلَ بَيْتَهُ وَثَبَتَ النَّاسُ، قَالَتْ: فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا شَأْنُ النَّاسِ يَا عَائِشَةُ؟ " قَالَتْ: فَقُلْتُ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ سَمِعَ النَّاسُ بِصَلَاتِكَ الْبَارِحَةَ بِمَنْ كَانَ فِي الْمَسْجِدِ، فَحَشَدُوا لِذَلِكَ لِتُصَلِّيَ بِهِمْ، قَالَتْ: فَقَالَ: " اطْوِ عَنَّا حَصِيرَكِ يَا عَائِشَةُ " قَالَتْ: فَفَعَلْتُ. وَبَاتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْرَ غَافِلٍ، وَثَبَتَ النَّاسُ مَكَانَهُمْ حَتَّى خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الصُّبْحِ،
__________
(1) في (ق) و (ظ2) و (م) : شيء، والمثبت من (ظ7) و (ظ8) وهامش (ظ2) .
(2) في (م) : فيصلون.
(3) في هامش (ق) و (ظ2) : وتركت، نسخة.(43/333)
فَقَالَتْ: فَقَالَ: " أَيُّهَا النَّاسُ، أَمَا وَاللهِ مَا بِتُّ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ لَيْلَتِي هَذِهِ غَافِلًا، وَمَا خَفِيَ عَلَيَّ مَكَانُكُمْ، وَلَكِنِّي تَخَوَّفْتُ أَنْ يُفْتَرَضَ عَلَيْكُمْ فَاكْلَفُوا مِنَ الْأَعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ، فَإِنَّ اللهَ لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا " قَالَ: وَكَانَتْ عَائِشَةُ تَقُولُ: " إِنَّ أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللهِ أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ " (1)
26308 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: دَخَلَتْ عَلَيَّ خُوَيْلَةُ بِنْتُ حَكِيمِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الْأَوْقَصِ السُّلَمِيَّةُ وَكَانَتْ عِنْدَ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ قَالَتْ: فَرَأَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَذَاذَةَ هَيْئَتِهَا، فَقَالَ لِي: "
__________
(1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن إسحاق، وقد صرح بالتحديث، فانتفت شبهة تدليسه، وقد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري.
وأخرجه محمد بن نصر في "مختصر قيام الليل" ص 92-93 من طريق يعقوب، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (5277) من طريق محمد بن سلمة، عن ابن إسحاق، به. وقال: لم يرو هذا الحديث عن محمد بن إبراهيم التيمي إلا محمد بن إسحاق، تفرد به محمد بن سلمة الحراني.
قلنا: لم يتفرد به ابن إسحاق، فقد رواه أبو داود (1374) مختصراً من طريق محمد بن عمرو: وهو ابن وقاص الليثىِ، عن محمد بن إبراهيم، به.
ولم يسق لفظه كاملاً، بل أحال فيه على رواية عروة، وقد سلفت بإسنادٍ صحيح برقم (25362) .
وقوله: "اطو عنا حصيرك" سيأتي برقم (26111) .(43/334)
يَا عَائِشَةُ، مَا أَبَذَّ هَيْئَةَ خُوَيْلَةَ؟ " قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، امْرَأَةٌ لَا زَوْجَ لَهَا يَصُومُ النَّهَارَ، وَيَقُومُ اللَّيْلَ فَهِيَ كَمَنْ لَا زَوْجَ لَهَا، فَتَرَكَتْ نَفْسَهَا وَأَضَاعَتْهَا، قَالَتْ: فَبَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ فَجَاءَهُ، فَقَالَ: " يَا عُثْمَانُ، أَرَغْبَةً (1) عَنْ سُنَّتِي؟ " قَالَ: فَقَالَ: لَا وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ، وَلَكِنْ سُنَّتَكَ أَطْلُبُ، قَالَ: " فَإِنِّي أَنَامُ وَأُصَلِّي، وَأَصُومُ وَأُفْطِرُ، وَأَنْكِحُ النِّسَاءَ، فَاتَّقِ اللهَ يَا عُثْمَانُ، فَإِنَّ لِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِضَيْفِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، فَصُمْ وَأَفْطِرْ، وَصَلِّ وَنَمْ " (2)
26309 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: مَرَّتْ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحَوْلَاءُ بِنْتُ تُوَيْتٍ فَقِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهَا تُصَلِّي بِاللَّيْلِ صَلَاةً كَثِيرَةً، فَإِذَا غَلَبَهَا النَّوْمُ ارْتَبَطَتْ بِحَبْلٍ، فَتَعَلَّقَتْ بِهِ. قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَلْتُصَلِّ مَا قَوِيَتْ عَلَى الصَّلَاةِ فَإِذَا
__________
(1) في (ق) : أرغبت.
(2) إسناده حسن من أجل ابن إسحاق: وهو محمد، وقد صرح بالتحديث فانتفت شبهة تدليسه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري.
وأخرجه أبو داود (1369) ، والبزار (1457) (زوائد) من طريق يعقوب، بهذا الإسناد.
وقد سلف نحوه برقمي (24753) و (25893) .(43/335)
نَعَسَتْ فَلْتَنَمْ " (1)
26310 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِشَهْرٍ أَكْثَرَ صِيَامًا مِنْهُ لِشَعْبَانَ، فَكَانَ (2) يَصُومُهُ أَوْ عَامَّتَهُ " (3)
__________
(1) إسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق، فقد صرح بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري.
وقد سلف من طرف عن هشام بن عروة بإسناد صحيح بلفظ: "عليكم بما تطيقون، فوالله لا يمل الله عزَّ وجل حتى تملُّوا، إن أحب الدين إلى الله ما داوم عليه صاحبه". انظر (24245) .
وانظر حديث أنس بن مالك السالف برقم (11986) .
(2) في (م) : وكان.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن إسحاق، فقد صرح بالتحديث، فانتفت شبهة تدليسه، وقد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/200، وفي "الكبرى" (2663) من طريق يعقوب، بهذا الإسناد، وقد اختلف فيه على محمد بن إسحاق: فأخرجه النسائى في "المجتبى" 4/200- 201، وفي "الكبرى" (2664) من طريق محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن يحيى بن سعيد، عن أبي سلمة، به. قلنا: وفيه عنعنة ابن إسحاق.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/150، وابن خزيمة (2133) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/83 من طريق أسامة بن زيد الليثي،=(43/336)
26311 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الرِّجَالِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أُمِّهِ، عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: " سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ يُمْنَعَ نَقْعُ الْبِئْرِ " (1)
26312 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: ابْتَاعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَعْرَابِ جَزُورًا - أَوْ جَزَائِرَ - بِوَسْقٍ مِنْ تَمْرِ الذَّخِرَةِ، وَتَمْرُ الذَّخِرَةِ:
__________
=وأخرجه النسائى 4/150، وابن الجارود في "المنتقى" (400) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/82، والبيهقي في "السنن" 4/292 من طريق يزيد ابن الهاد، كلاهما عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، به.
وسيأتي نحوه من طريق سالم بن أبي الجعد 6/293-294، 300، ومن طريق محمد بن إبراهيم بن الحارث 6/311، كلاهما عن أبي سلمة، عن أم سلمة، به، فجعلاه من حديث أم سلمة.
وقال الحافظ المزي في "تحفة الاشراف" 13/40: ويحتمل أن يكون أبو سلمة قد روى هذا الحديث عن عائشة وأم سلمة عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وقد سلف برقم (24542) .
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير ابن إسحاق، وهو محمد، فقد روى له البخاري تعليقاً، ومسلم متابعة. يعقوب: هو ابن إبراهيم ابن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.
وقد اختُلف فيه على أبي الرجال في وصله وإرساله، كما بسطنا ذلك في الرواية (24741) .
وسلف من طريق يزيد بن هارون، عن ابن إسحاق، به، برقم (25087) ، وفسر يزيد بن هارون نقع الماء فقال: يعني فضل الماء.(43/337)
الْعَجْوَةُ، فَرَجَعَ بِهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بَيْتِهِ، فَالْتَمَسَ (1) لَهُ التَّمْرَ، فَلَمْ يَجِدْهُ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ: " يَا عَبْدَ اللهِ، إِنَّا قَدْ ابْتَعْنَا مِنْكَ جَزُورًا - أَوْ جَزَائِرَ - بِوَسْقٍ مِنْ تَمْرِ الذَّخْرَةِ، فَالْتَمَسْنَاهُ، فَلَمْ نَجِدْهُ " قَالَ: فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ: وَا غَدْرَاهُ. قَالَتْ: فَنَهَمَهُ النَّاسُ، وَقَالُوا: قَاتَلَكَ اللهُ، أَيَغْدِرُ (2) رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَتْ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " دَعُوهُ، فَإِنَّ لِصَاحِبِ الْحَقِّ مَقَالًا ". ثُمَّ عَادَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا عَبْدَ اللهِ إِنَّا ابْتَعْنَا مِنْكَ (3) جَزَائِرَكَ وَنَحْنُ نَظُنُّ أَنَّ عِنْدَنَا مَا سَمَّيْنَا لَكَ، فَالْتَمَسْنَاهُ، فَلَمْ نَجِدْهُ " فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ: وَاغَدْرَاهُ، فَنَهَمَهُ (4) النَّاسُ، وَقَالُوا: قَاتَلَكَ اللهُ أَيَغْدِرُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " دَعُوهُ، فَإِنَّ لِصَاحِبِ الْحَقِّ مَقَالًا " فَرَدَّدَ ذَلِكَ (5) رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّتَيْنِ، أَوْ ثَلَاثًا، فَلَمَّا رَآهُ لَا يَفْقَهُ عَنْهُ، قَالَ لِرَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ: " اذْهَبْ إِلَى خُوَيْلَةَ بِنْتِ حَكِيمِ بْنِ أُمَيَّةَ، فَقُلْ لَهَا: رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَكِ: إِنْ كَانَ عِنْدَكِ وَسْقٌ مِنْ تَمْرِ الذَّخِرَةِ، فَأَسْلِفِينَاهُ حَتَّى نُؤَدِّيَهُ إِلَيْكِ إِنْ شَاءَ اللهُ ". فَذَهَبَ إِلَيْهَا الرَّجُلُ، ثُمَّ رَجَعَ الرَّجُلُ، فَقَالَ: قَالَتْ: نَعَمْ، هُوَ عِنْدِي يَا رَسُولَ اللهِ، فَابْعَثْ مَنْ يَقْبِضُهُ، فَقَالَ
__________
(1) في (م) : والتمس.
(2) في (ظ7) و (ظ8) : أتغدر.
(13 لفظة":منك "ليست في (ظ7) ولا (ظ8) .
(4) في هامش كل من (ق) و (ظ2) : فتجهمه (نسخة) .
(5) في (ظ7) :ذلك عليه.(43/338)
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلرَّجُلِ: (1) " اذْهَبْ بِهِ، فَأَوْفِهِ الَّذِي لَهُ " قَالَ: فَذَهَبَ بِهِ، فَأَوْفَاهُ (2) الَّذِي لَهُ. قَالَتْ: فَمَرَّ الْأَعْرَابِيُّ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ جَالِسٌ فِي أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: جَزَاكَ اللهُ خَيْرًا، فَقَدْ أَوْفَيْتَ (3) وَأَطْيَبْتَ. قَالَتْ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أُولَئِكَ خِيَارُ عِبَادِ اللهِ عِنْدَ اللهِ (4) يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْمُوفُونَ الْمُطِيبُونَ " (5)
__________
(1) قوله: "للرجل"، ليس في (ظ7) ولا (ظ8) .
(2) في (ظ7) و (ظ8) وهامش كل من (ق) و (ظ2) : فوفَّاه.
(3) في (ظ7) و (ظ8) : وفّيتَ.
(4) قوله:"عند الله" ليس في (ظ7) ولا (ق) .
(5) إسناده حسن من أجل ابن إسحاق - وهو محمد -، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يعقوبُ: هو ابنُ إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن ابن عوف.
وأخرجه بتمامه ومختصراً عَبْد بن حُميد (1499) ، والبزار في "مسنده" (1310) (زوائد) ، والبيهقي في "الكبرى" 6/20، وفي "السنن الصغير" (2006) من طريق يحيى بن عُمير، والحاكم في "المستدرك" 2/32، وعنه البيهقي في "معرفة السنن والآثار" (11592) من طريق يحيى بن سلام، عن حماد بن سلمة، كلاهما عن هشام بن عروة، بهذا الإسناد.
قال البزار: لا نعلم أحداً رواه عن هشام إلا يحيى (يعني ابن عمير) .
قلنا: قد رواه ابن إسحاق وحمَّاد بن سلمة، كما سلف.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم! ولم يخرجاه.
فتعقبه الذهبي بقوله: يحيى (يعني ابن سلام) ضعيف، ولم يخرج له أحد.
وأخرجه البزار في "مسنده" (1309) (زوائد) من طريق ابن إسحاق أيضاً، =(43/339)
26313 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، وَسَعْدٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيُّ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: كَانَتْ فِي حِجْرِي جَارِيَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فَزَوَّجْتُهَا قَالَتْ: فَدَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ عُرْسِهَا، فَلَمْ يَسْمَعْ لَعِبًا، فَقَالَ: " يَا عَائِشَةُ إِنَّ هَذَا الْحَيَّ مِنَ الْأَنْصَارِ يُحِبُّونَ كَذَا وَكَذَا " (1)
__________
= عن محمد بن جعفر بن الزبير، عن عروة، به. وقال: "قد رواه بعضهم [عن هشام] ،عن عروة، عن عائشة، وهذا أحسن شيء عنه".
واورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/139- 140 وقال: "رواه أحمد والبزار وإسناد أحمد صحيح! ".
وفي باب حُسن التساهل والتسامح في البيع:
عن عثمان بن عفان، سلف برقم (410) .
وعن أبي هريرة، سلف برقمي (7579) و (8897) .
وعن جابر، سلف برقم (14658) .
وعن حذيفة، سلف برقم (17064) .
وعن طارق بن عبد الله المحاربي عند البيهقي في "السنن الكبرى" 6/21.
قال السندي: قولها: من تمر الذخرة، هكذا في النسخ بلا ياء، وفي "النهاية" من كتب الغريب: الذخيرة بالياء، والظاهر أنه الصواب، والله تعالى أعلم.
قولها: فتجهمه، وفي بعض النسخ: فنهمه، يقال: نهمه إذا زجره وصاح به، وتجهمه إذا لقيه بالغلظة والوجه الكريه.
(1) صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة إسحاق بن سهل بن أبي حَثْمة، فلم يُذكر في الرواة عنه سوى محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، ولم=(43/340)
26314 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدِ بْنِ قَيْسٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَرَادَ سَفَرًا أَقْرَعَ بَيْنَ نِسَائِهِ، فَأَيَّتُهُنَّ مَا خَرَجَ سَهْمُهَا خَرَجَ بِهَا " (1)
__________
يؤثر توثيقُه عن غيرِ ابن حبان، وذكره البخاري في "التاريخ الكبير"، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"، ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وأشار البخاري إلى حديثه هذا، ولم يذكره الحسيني ولا الحافط في كتابيهما، وهو على شرطهما، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير سعد - وهو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف أخو يعقوب - فقد روى له البخاري حديثاً واحداً مقروناً بأخيه يعقوب، وهو ثقة، وغير محمد بن إسحاق، فقد روى له مسلم متابعة وأصحاب السنن، وهو صدوق.
وأخرجه ابن حبان (5875) من طريق يعقوب، بهذا الإسناد.
وذكر البخاري في "التاريخ الكبير" 1/390 أنه قد تابع يعقوبَ حسينُ بن منصور، قال: حدثنا مبشر (يعني ابن عبد الله بن رَزِين) ، قال: حدثنا ابن إسحاق، عن محمد. وتابعه كذلك حفصٌ (يعني ابن عبد الله السلمي) ، حدثنا إبراهيم بن طهمان، عن ابن إسحاق.
وأخرج البخاري (5162) ، والحاكم 2/183- 184، والبيهقي في "السنن" 7/288، والبغوي في "شرح السنة" (2267) من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة انها زفَّت امرأةً إلى رجلٍ من الأنصار، فقال نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"يا عائشة، ما كان معكم لهو؟ إن الأنصار يعجبُهم اللَّهو".
وفي الباب عن جابر، سلف برقم (15209) .
(1) حديث صحيح، وهذا سند حسن من أجل ابن إسحاق، "وما" هنا إبهامية زائدة، وقد سلف مطولاً برقم (25623) بإسناد صحيح، وفيه: فأيتهن خرج سهمها خرج بها دون "ما".(43/341)
26315 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: أَتَتْ سَهْلَةُ بِنْتُ سُهَيْلٍ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ لَهُ: يَا نَبِيَّ اللهِ إِنَّ سَالِمًا كَانَ مِنَّا حَيْثُ قَدْ عَلِمْتَ، أَنَّا كُنَّا نَعُدُّهُ وَلَدًا، فَكَانَ يَدْخُلُ عَلَيَّ كَيْفَ شَاءَ لَا نَحْتَشِمُ مِنْهُ، فَلَمَّا أَنْزَلَ اللهُ فِيهِ وَفِي أَشْبَاهِهِ مَا أَنْزَلَ أَنْكَرْتُ وَجْهَ أَبِي حُذَيْفَةَ إِذَا رَآهُ يَدْخُلُ عَلَيَّ، قَالَ: " فَأَرْضِعِيهِ عَشْرَ رَضَعَاتٍ، ثُمَّ لِيَدْخُلْ عَلَيْكِ كَيْفَ شَاءَ، فَإِنَّمَا هُوَ ابْنُكِ " فَكَانَتْ عَائِشَةُ تَرَاهُ عَامًّا لِلْمُسْلِمِينَ، وَكَانَ مَنْ سِوَاهَا مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرَى أَنَّهَا كَانَتْ خَاصَّةً لِسَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ الَّذِي ذَكَرَتْ سَهْلَةُ مِنْ (1) شَأْنِهِ رُخْصَةً لَهُ (2)
26316 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: " لَقَدْ أُنْزِلَتْ آيَةُ الرَّجْمِ
__________
(1) في (ظ7) و (ظ8) : في.
(2) حديث صحيح دون قوله:"فأرضعيه عشر رضعات"، فقد انفرد فيه ابنُ إسحاق: وهو محمد عن الزهري، مخالفاً الرواة عنه. فقد رواه ابن جريج كما سلف برقم (25650) ، ومعمر كما في الرواية (25913) ، ومالك كما في الرواية (26179) ، وابن أخي الزهري كما في الرواية (26330) أربعتهم عن الزهري، عن عروة، عن عائشة.وفيه: "أرضعيه خمس رضعات"، وهو
الصحيح.(43/342)
وَرَضَعَاتُ الْكَبِيرِ عَشْرًا، فَكَانَتْ فِي وَرَقَةٍ تَحْتَ سَرِيرٍ فِي بَيْتِي، فَلَمَّا اشْتَكَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَشَاغَلْنَا بِأَمْرِهِ، وَدَخَلَتْ دُوَيْبَةٌ لَنَا فَأَكَلَتْهَا " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف لتفرد ابن إسحاق - وهو محمد - وفي متنه نكارة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وقد أخرجه ابن ماجه (1944) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي، عن محمد بن إسحاق، به.
وأخرجه بنحوه كذلك من طريق عبد الأعلى، عن ابن إسحاق، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة، به.
وأخرج مالك في "الموطأ" 2/608، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "المسند" 2/21 (ترتيب السندي) ، ومسلم (1452) (24) ، وأبو داود (2062) ، والترمذي (1150) ، والنسائي في "المجتبى" 6/100، والدارمىِ (2253) ، وابن حبان (4221) و (4222) عن عبد الله بن أبي بكر، عن عمرة، عن عائشة أنها قالت: كان فيما أنزل من القرآن: عشر رضعات معلومات يُحرَمن، ثم نسِخن:
بخمس رضعات معلومات، فتوفي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهنَّ فيما يقرأ من القرآن.
ووقع في مطبوع الترمذي: حدثنا مالك، عن معن، وهو قلبٌ، والصواب: حدثنا معن، عن مالك.
وأخرج سعيد بن منصور في "سننه" (976) ، ومسلم (1452) (25) ، وابن الجارود في "المنتقى" (688) ، والدارقطني في "السنن" 4/181 من طريق يحيى بن سعيد - وهو الأنصاري - عن عمرة، عن عائشة، قالت: نزل في القرآن: عشر رضعات، ثم نزل أيضاً: خمس رضعات.
وانظر تعليقنا على ابن حبان (4221) .
وعن نزول آية الرجم ونسخها تلاوة، انظر حديث عمر بن الخطاب السالف برقم (249) ، وحديث زيد بن ثابت السالف 5/183.
وانظر ما قبله.(43/343)
26317 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الزُّهْرِيُّ، وَهِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، كِلَاهُمَا حَدَّثَنِي عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَتْ بَرِيرَةُ عِنْدَ عَبْدٍ فَعُتِقَتْ " فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْرَهَا بِيَدِهَا " (1)
26318 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، وَحَدَّثَ ابْنُ شِهَابٍ، أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَخْبَرَهُ أَنَّ عَائِشَةَ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ قَالَتْ: " سُجِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ مَاتَ بِثَوْبٍ حِبَرَةٍ " (2)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل ابن إسحاق - وهو محمد - وقد صرح بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري.
وأخرجه البيهقي 7/221 من طريق يعقوب، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (2236) ، والبيهقي 7/225 من طريق محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن أبي جعفر، وعن أبان بن صالح، عن مجاهد، وعن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة بنحوه مطولاً.
وقد سلف برقم (24053) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري، وصالح: هو ابن كيسان.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 2/264، ومسلم (942) (48) ، والنسائي في "الكبرى" (7117) من طريق يعقوب، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (24581) .(43/344)
26319 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَا مِنْ نَبِيٍّ يَمْرَضُ إِلَّا خُيِّرَ بَيْنَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ". قَالَتْ: فَلَمَّا مَرِضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَرَضَ (1) الَّذِي قُبِضَ فِيهِ أَخَذَتْهُ بُحَّةٌ (2) ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: {مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ} [النساء: 69] قَالَتْ: فَعَلِمْتُ أَنَّهُ خُيِّرَ (3)
26320 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، وَسَعْدٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ، قَالَ: سَعْدٌ التَّيْمِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ، تَقُولُ قَالَتْ: أَرَادَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُقَبِّلَنِي، فَقُلْتُ: إِنِّي صَائِمَةٌ؟ فَقَالَ: " وَأَنَا صَائِمٌ " ثُمَّ قَبَّلَنِي (4)
26321 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ مَعْمَرٍ، قَالَ:
__________
(1) في (ظ8) : مرضه.
(2) في (ظ7) و (ظ8) : أخذته فيه بحة.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (25433) ، غير أن شيخ أحمد هنا: هو يعقوب بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، ويرويه عن أبيه إبراهيم.
(4) إسناده صحيح على شرط البخاري، وهو مكرر (25430) سنداً ومتناً، غير أن الإمام أحمد قرن هنا بيعقوب أخاه سعداً، وهو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.
وسلف برقم (24110) وبرقم (25022) .(43/345)
سَمِعْتُ عَائِشَةَ، تَقُولُ: أَهْوَى إِلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيُقَبِّلَنِي. قَالَتْ: فَقُلْتُ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي صَائِمَةٌ. قَالَتْ: فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَأَنَا صَائِمٌ " ثُمَّ قَبَّلَنِي (1)
26322 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ عَائِشَةَ، مِثْلَهُ (2)
26323 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ، يَقُولُ:
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل ابن إسحاق، وهو محمد، وقد صرح بالتحديث عن شعبة، وروايته عنه من رواية الأكابر عن الأصاغر، فيما قال ابن عدي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابنُ إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.
وأخرجه ابنُ عدي في "الكامل" 6/2121 من طريق يعقوب، بهذا الإسناد.
وقد سلف قبله من طريق يعقوب، عن أبيه، عن سعد بن إبراهيم، عن طلحة بن عبد الله، به. وهذا إسناد صحيح على شرط البخاري.
أما هذا الإسناد ففيه زيادة راويين بين إبراهيم بن سعد، وسعد بن إبراهيم هما: ابن إسحاق وشعبة.
وسلف من طريق سعد بن إبراهيم عن طلحة برقم (25022) ، وسلف كذلك برقم (24110) .
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري، وهو مكرر (25430) سنداً ومتناً.
حجاج: هو ابن محمد المصيصي.
وأخرجه الطيالسي (1523) عن شعبة، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (24110) ، وبرقم (25022) .(43/346)
قَالَتْ عَائِشَةُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي شَكْوَاهُ: " مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ لِلنَّاسِ ". قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ رَقِيقٌ، وَإِنَّهُ إِنْ قَامَ فِي مُصَلَّاكَ بَكَى، فَمُرْ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَلْيُصَلِّ بِهِمْ. قَالَتْ: فَقَالَ: " مَهْلًا، مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ لِلنَّاسِ ". قَالَتْ: فَعُدْتُ لَهُ: فَقَالَ: " مَهْلًا، مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ لِلنَّاسِ " قَالَتْ: فَعُدْتُ لَهُ، فَقَالَ: " مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ (1) إِنَّكُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ " (2)
26324 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُرْوَةَ، أَنَّ (3) عَائِشَةَ، قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حِجْرِي حِينَ نَزَلَ بِهِ الْمَوْتُ " (4)
26325 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " مَا أَلْفَاهُ (5) السَّحَرَ الْآخِرَ عِنْدِي إِلَّا نَائِمًا.
__________
(1) في (م) : فليصل للناس.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري.
وقد سلف برقم (25256) .
(3) في (ظ7) و (ق) : عن عائشة.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري.
وقد سلف برقم (24039) .
(5) في غير (ظ7) و (ظ8) : ألقاه بالقاف.(43/347)
تَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1)
26326 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ، فَذَكَرَ بَعْضَ حَدِيثِ الْحُدَيْبِيَةِ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ، فَأَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَتْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَمْتَحِنُ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ بِهَذِهِ الْآيَةِ يًقُوْلُ اللهِ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [الممتحنة: 12] قَالَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ: قَالَتْ عَائِشَةُ: فَمَنْ أَقَرَّ بِهَذَا الشَّرْطِ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ، قَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَدْ بَايَعْتُكِ كَلَامًا ". وَلَا
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعقوب: هو ابنُ إبراهيم بن سعد ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف. وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف.
وأخرجه الطيالسي (1482) ، والبخاري (1133) ، وأبو داود (1318) ، وأبو يعلى (4835) ، وابن حبان (2637) من طرقٍ عن إبراهيم بن سعد، به.
وانظر (25061) .
وقولها: ما ألفاه السَحَرُ، قال ابن الأثير: أي: ما أتى عليه السحرُ إلا وهو نائم، تعني بعدَ صلاةِ الليل.
قلنا: قد سلف قولها في الرواية (25115) بلفظ: ما كنت ألقى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وفي بعض النسخ: ما كنت ألُفي، بالفاء. وجاء عند ابن ماجه: أُلفِي أو أَلقى، والضمير المرفوع في كليهما يعود إلى عائشة رضي الله عنها.(43/348)
وَاللهِ مَا مَسَّتْ يَدُهُ يَدَ امْرَأَةٍ قَطُّ فِي الْمُبَايَعَةِ، مَا بَايَعَهُنَّ إِلَّا بِقَوْلِهِ: " قَدْ بَايَعْتُكِ عَلَى ذَلِكَ " (1)
26327 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، قَالَ: ابْنُ شِهَابٍ أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ عَائِشَةَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَسْتَعِيذُ فِي صَلَاتِهِ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ " (2)
__________
(1) حديث صحيح، ابن أخي ابن شهاب - وهو محمد بن عبد الله بن مسلم - حديثه جيد، وقد احتج به مسلم، وأخرج له البخاري متابعة وهذه منها. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري.
وأخرجه البخاري (4182) و (4891) من طريق يعقوب، بهذا الإسناد.
وقال: تابعه يونس ومعمر وعبد الرحمن بن إسحاق، عن الزهري.
وأخرجه البخاري (2713) و (5288) ، والبغوي في "شرح السنة" (2748) ، وفي "تفسيره" 7/77-78 من طريق عقيل، والبخاري (5288) ، ومسلم (1866) ، وابن ماجه (2875) ، والنَّسائى في "الكبرى" (8714)
و (9239) و (11586) ، وأبو عوانة 4/497 من طريق يونس بن يزيد، كلاهما عن الزهري، به.
وقد سلف برقم (24829) .
وقوله: فذكر بعض حديث الحديبية، سلف في الرواية (18928) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعقوب: هو ابنُ إبراهيم بن سعد ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، وصالح: هو ابن كَيْسان، وابن شهاب: هو الزُهري.
وأخرجه مسلم (587) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (7129) عن عبد العزيز بن عبد الله، عن إبراهيم بن=(43/349)
26328 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، قَالَ: ابْنُ شِهَابٍ أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ عَائِشَةَ، قَالَتْ: وَاللهِ لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُومُ عَلَى بَابِ حُجْرَتِي وَالْحَبَشَةُ يَلْعَبُونَ فِي الْمَسْجِدِ، " وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتُرُنِي بِرِدَائِهِ لِكَيْ أَنْظُرَ إِلَى لَعِبِهِمْ، ثُمَّ يَقُومُ مِنْ أَجْلِي حَتَّى أَكُونَ أَنَا الَّتِي أَنْصَرِفُ، فَاقْدُرُوا قَدْرَ الْجَارِيَةِ الْحَدِيثَةِ السِّنِّ، الْحَرِيصَةِ عَلَى اللهْوِ " (1)
__________
= سعد، به.
وأخرجه البخاري (833) ، فقال: وعن الزهري، قال: أخبرني عروة، أن عائشة.. به. قال الحافظ في "الفتح" 2/319: الظاهر أنه معطوف على الإسناد المذكور (يعني: قبله من طريق شعيب، عن الزهري) ، فكأنَّ الزّهري حدث به مطولاً ومختصراً، لكن لم أره في شيء من المسانيد والمستخرجات
من طريق شعيب عنه إلا مطولاً، ورأيته باللفظ المختصر المذكور سنداً ومتناً عند المصنف في كتاب الفتن من طريق صالح بن كيسان، عن الزهري- قلنا: يعني بالرقم المذكور آنفاً (7129) - وكذلك أخرجه مسلم من طريق صالح.
وسلف مطولاً برقم (24578) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف. وصالح: هو ابن كَيْسان.
وأخرجه البخاري (454) عن عبد العزيز بن عبد الله - وهو الأُويسي - عن إبراهيم بن سعد، به. وقال: زاد إبراهيم بن المنذر: حدثنا ابن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة، قالت: رأيتُ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والحبشةُ يلعبون بحرابهم.
قلنا: سلفت رواية يونس - وهو ابن يزيد الأيلي - برقم (26101) .
وسلف برقم (24296) ، ونقلنا هناك ما ذكره الحافظ في اللعب بالحِراب في المسجد.(43/350)
26329 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ (1) فَهُوَ رَدٌّ " (2)
26330 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَمِّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ (3) : أَتَتْ سَهْلَةُ بِنْتُ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو وَكَانَتْ تَحْتَ أَبِي حُذَيْفَةَ بْنِ عُتْبَةَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: إِنَّ سَالِمًا مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ يَدْخُلُ عَلَيْنَا وَإِنَّا فُضُلٌ وَإِنَّا كُنَّا نَرَاهُ وَلَدًا وَكَانَ أَبُو حُذَيْفَةَ تَبَنَّاهُ كَمَا تَبَنَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَيْدًا فَأَنْزَلَ اللهُ {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللهِ} [الأحزاب: 5] " فَأَمَرَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ ذَلِكَ أَنْ تُرْضِعَ سَالِمًا "، فَأَرْضَعَتْهُ خَمْسَ رَضَعَاتٍ وَكَانَ بِمَنْزِلَةِ وَلَدِهَا مِنَ الرَّضَاعَةِ، فَبِذَلِكَ كَانَتْ عَائِشَةُ تَأْمُرُ أَخَوَاتِهَا وَبَنَاتِ إخوتها (4) أَنْ يُرْضِعْنَ مَنْ أَحَبَّتْ عَائِشَةُ أَنْ يَرَاهَا وَيَدْخُلَ عَلَيْهَا، وَإِنْ كَانَ كَبِيرًا خَمْسَ رَضَعَاتٍ، ثُمَّ
__________
(1) في (ظ7) و (ظ8) و (هـ) : فيه.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعقوب: هو ابنُ إبراهيم بن سعد ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.
وهو مكرر (26033) غير شيخ أحمد.
(3) لفظ: "قالت" من (م) .
(4) في (ق) و (ظ2) و (م) : أَخَوَاتِهَا، والمثبت من (ظ7) و (ظ8) و (ظ2) .(43/351)
يَدْخُلُ عَلَيْهَا، وَأَبَتْ أُمُّ سَلَمَةَ وَسَائِرُ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُدْخِلْنَ عَلَيْهِنَّ بِتِلْكَ الرَّضَاعَةِ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ حَتَّى يَرْضَعَ فِي الْمَهْدِ، وَقُلْنَ لِعَائِشَةَ: وَاللهِ مَا نَدْرِي لَعَلَّهَا كَانَتْ رُخْصَةً مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِسَالِمٍ مِنْ دُونِ النَّاسِ (1)
26331 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، قَالَ: ابْنُ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَقُولُ: لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد جيد، ابن أخي الزهري: وهو محمد بن عبد الله بن مسلم مختلف فيه، وهو جيد الحديث، وقد توبع. وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزهري.
وأخرجه ابن الجارود في "المنتقى" (690) من طريق يعقوب، بهذا الإسناد.
وأخرجه بتمامه ومختصراً ابن راهويه (705) ، والبخاري (4000) و (5088) ، وأبو داود (2061) ، والنسائي في "المجتبى" 6/63- 64، والدارمي (2257) ، والبيهقي في "السنن" 7/459 - 460 و460، والحازمي في "الاعتبار" ص 186 من طرق عن الزهري، به.
وأخرجه مختصراً النسائى في "المجتبى" 6/64 من طريق يحيى بن سعيد - وهو الأنصاري- عن الزهري، عن عروة وابن عبد الله بن ربيعة، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (741) ، والحاكم 2/163-164 من طريق عبد الرحمن بن خالد بن مسافر، عن الزهري، عن عروة وعمرة بنت عبد الرحمن، به.
وقد سلف برقم (25650) بأخصر منه.
وأنظر (24108) .(43/352)
احْجُبْ نِسَاءَكَ. قَالَتْ: " فَلَمْ يَفْعَلْ "، قَالَتْ: وَكَانَ أَزْوَاجُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْرُجْنَ لَيْلًا إِلَى لَيْلٍ قِبَلَ الْمَنَاصِعِ، فَخَرَجَتْ سَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ، وَكَانَتْ امْرَأَةً طَوِيلَةً، فَرَآهَا عُمَرُ وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: قَدْ عَرَفْتُكِ يَا سَوْدَةُ. حِرْصًا عَلَى أَنْ يُنْزَلَ الْحِجَابُ، قَالَتْ: " فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ الْحِجَابَ " (1)
26332 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبُو أُوَيْسٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنْ (2) عَائِشَةَ، أَخْبَرَتْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لِلْوَزَغِ فُوَيْسِقٌ " قَالَتْ: وَلَمْ أَسْمَعْهُ أَمَرَ بِقَتْلِهِ (3)
26333 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَمِّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ عَائِشَةَ، تَقُولُ: دَخَلَتْ عَلَيَّ يَهُودِيَّةٌ فَقَالَتْ:
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (25866) ، غير أن شيخ أحمد هنا: هو يعقوب بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري. وشيخه: هو أبوه، وشيخهما: هو صالح بن كيسان.
وأخرجه البخاري (6240) ، ومسلم (2170) (18) من طريق يعقوب، بهذا الإسناد.
(2) في (م) : أن.
(3) حديث صحيح، أبو أويس - وهو عبد الله بن عبد الله بن أويس - وإن كان ضعيفاً - قد توبع. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد.
وسيرد برقم (26382) ، وقد سلف برقم (25215) .(43/353)
هَلْ (1) شَعَرْتُ أَنَّكُمْ تُفْتَنُونَ فِي الْقُبُورِ، قَالَتْ: فَسَمِعَ ذَلِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَارْتَاعَ، ثُمَّ قَالَ: " إِنَّمَا يُفْتَنُ الْيَهُودُ " فَقَالَتْ عَائِشَةُ: فَلَبِثْتُ بَعْدَ ذَلِكَ لَيَالِيَ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَلْ شَعَرْتِ أَنَّهُ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّكُمْ تُفْتَنُونَ فِي الْقُبُورِ " (2)
26334 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَمِّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ عَائِشَةَ، زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَتْهُ أَنَّهُ جَاءَهَا أَفْلَحُ أَخُو أَبِي الْقُعَيْسِ وَأَبُو الْقُعَيْسِ أَرْضَعَ عَائِشَةَ فَجَاءَهَا يَسْتَأْذِنُ عَلَيْهَا فَأَبَتْ أَنْ تَأْذَنَ لَهُ، حَتَّى ذَكَرَتْ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَفْلَحَ أَخَا أَبِي الْقُعَيْسِ، جَاءَ يَسْتَأْذِنُ عَلَيَّ، فَلَمْ آذَنْ لَهُ؟ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَمَا يَمْنَعُكِ أَنْ تَأْذَنِي لِعَمِّكِ؟ " قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَبَا قُعَيْسٍ لَيْسَ هُوَ أَرْضَعَنِي، إِنَّمَا أَرْضَعَتْنِي امْرَأَتُهُ؟ فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ائْذَنِي لَهُ حِينَ يَأْتِيكِ، فَإِنَّهُ عَمُّكِ " (3)
__________
(1) كلمة "هل" ليست في (م) .
(2) حديث صحيح. ابن أخي ابن شهاب - وهو محمد بن عبد الله بن مسلم - جيد الحديث، وقد توبع. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم ابن عبد الرحمن بن عوف.
وسلف من طريق شعيب، عن الزُّهري برقم (24582) .
وسلف برقم (24178) من طريق مسروق، عن عائشة.
(3) حديث صحيح. ابن أخي الزهري - وهو محمد بن عبد الله بن مسلم - جيد الحديث، وهو متابَع، وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو=(43/354)
26335 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَمِّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ عَائِشَةَ، زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَتْهُ أَنَّ بَرِيرَةَ دَخَلَتْ عَلَيْهَا تَسْتَعِينُهَا فِي كِتَابَتِهَا فَقَالَتْ لَهَا عَائِشَةُ وَنَفِسَتْ فِيهَا: أَرَأَيْتِ إِنْ عَدَّيْتُ لِأَهْلِكِ الَّذِي عَلَيْكِ عَدَّةً وَاحِدَةً، أَيَفْعَلُنَّ ذَلِكَ وَأُعْتِقُكِ فَتَكُونِي مَوْلَاتِي؟ فَذَهَبَتْ بَرِيرَةُ إِلَى أَهْلِهَا، فَعَرَضَتْ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ، فَقَالُوا: لَا، إِلَّا أَنْ يَكُونَ وَلَاؤُكَ لَنَا. قَالَتْ عَائِشَةُ: فَدَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اشْتَرِي، فَأَعْتِقِي، فَإِنَّ الْوَلَاءَ لِمَنْ أَعْتَقَ " ثُمَّ قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشِيَّةً، فَقَالَ: " مَا بَالُ رِجَالٍ يَشْتَرِطُونَ شُرُوطًا لَيْسَتْ فِي كِتَابِ اللهِ، أَلَا مَنْ اشْتَرَطَ شَرْطًا لَيْسَ فِي كِتَابِ اللهِ فَلَيْسَ لَهُ، وَإِنْ اشْتَرَطَ مِائَةَ مَرَّةٍ، شَرْطُ اللهِ أَحَقُّ وَأَوْثَقُ " (1)
26336 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَمِّهِ،
__________
= ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.
وأخرجه ابن نصر المروزي فى "السنة" (303) من طريق يعقوب، بهذا الإسناد.
وسلف بإسناد صحيح برقم (24054) .
(1) حديث صحيح، ابن أخي ابن شهاب - وهو محمد بن عبد الله بن مسلم - أخرج له البخاري متابعة ومسلم احتجاجاً، وهو جيد الحديث وقد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري.
وقد سلف برقمي (24053) و (24522) .(43/355)
قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: " إِنَّهَا كَانَتْ تُرَجِّلُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهِيَ طَامِثٌ، وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَاكِفٌ فِي الْمَسْجِدِ، فَيَتَّكِئُ إِلَى أُسْكُفَّةِ بَابِ عَائِشَةَ، فَتَغْسِلُ رَأْسَهُ، وَهِيَ فِي حُجْرَتِهَا " (1)
26337 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَمِّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ عَائِشَةَ، زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَتْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْتَمَ لَيْلَةً مِنَ اللَّيَالِي بِصَلَاةِ الْعِشَاءِ، وَهِيَ الَّتِي يَقُولُ النَّاسُ لَهَا صَلَاةُ الْعَتَمَةِ، قَالَتْ: فَلَمْ يَخْرُجْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى قَالَ عُمَرُ: الصَّلَاةَ، قَدْ نَامَ النِّسَاءُ وَالصِّبْيَانُ. فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لِأَهْلِ الْمَسْجِدِ حِينَ خَرَجَ عَلَيْهِمْ: " مَا يَنْتَظِرُهَا أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ غَيْرَكُمْ " وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يَفْشُوَ الْإِسْلَامُ فِي النَّاسِ (2)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد جيد من أجل أبن أخي الزهري، وهو محمد بن عبد الله بن مسلم، وقد سلف الكلام عليه في الرواية (6141) ، وقد توبع، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
ويعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزهري.
وانظر (24041) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد جيد من أجل ابن أخي الزهري: وهو محمد بن عبد الله بن مسلم وقد توبع، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزهري.
وأخرجه أبو عوانة 1/366 من طريق ابن أخي الزهري، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (24059) .(43/356)
26338 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: قَالَتْ: " كَانَ أَوَّلَ مَا افْتُرِضَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّلَاةُ (1) : رَكْعَتَانِ رَكْعَتَانِ، إِلَّا الْمَغْرِبَ، فَإِنَّهَا كَانَتْ ثَلَاثًا، ثُمَّ أَتَمَّ اللهُ الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ وَالْعِشَاءَ الْآخِرَةَ أَرْبَعًا فِي الْحَضَرِ، وَأَقَرَّ الصَّلَاةَ عَلَى فَرْضِهَا الْأَوَّلِ فِي السَّفَرِ " (2)
__________
(1) في (ظ7) و (ظ8) : من الصلاة.
(2) إسناده حسن من أجل ابن إسحاق، وهو محمد، وقد صرح بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/424 من طريق يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/146- ومن طريقه البخاري (350) ، ومسلم (685) ، وأبو داود (1198) ، والنَّسائى في "المجتبى" 1/225-226، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/422، وفي "شرح مشكل الآثار" (4261) و (4262) ، وابن حبان (2736) ، وأبو عوانة 2/6- عن صالح بن كيسان، به. ولفظه: فرضت الصلاة ركعتين ركعتين في الحضر والسفر، فأقرت
صلاة السفر، وزيد في صلاة الحضر.
وأخرجه أبو عوانة 2/26 من طريق سليمان بن بلال، والطبراني في "الأوسط" (7897) من طريق محمد بن عجلان، والباغندي في "مسند عمر بن عبد العزيز" (59) ، والبيهقي في "السنن" 3/143 من طريق ربيعة بن أبي عبد الرحمن، ثلاثتهم عن صالح بن كيسان، به، بنحو لفظ مالك.
ورواه الزهري، عن عروة كذلك:
فاخرجه الشافعي في "مسنده" 1/181 (ترتيب السندي) ، وإبن إبي شيبة 2/451، وإسحاق (573) ، والدارمي (1509) ، والبخاري (1090) ، ومسلم=(43/357)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= (685) (3) ، والنَّسائى في "المجتبى" 1/225، وفي "الكبرى" (317) ، وابن أبي عاصم في "الاوائل" (25) ، وابن خزيمة (303) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4263) ، والبيهقي في "السنن" 3/143، وفي "معرفة السنن" (6081) من طريق سفيان بن عيينة، ومسلم (685) (2) ، وأبو عوانة 2/25 من طريق يونس، وعبد الرزاق (4267) ، وأبو عوانة 2/26، والقاسم بن سلام
في "الناسخ (28) "من طريق ابن جريج، ثلاثتهم عن الزهري، عن عروة، به. بنحو لفظ مالك، وزادوا قول الزهري: فقلت لعروة: ما بال عائشة تتم؟ قال: تأولت ما تأوّل عثمان. وهذا لفظ البخاري.
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (1477) ، وإسحاق (574) ، وأبو عوانة 2/25، والبيهقي في "السنن" 1/362، وفي "الدلائل" 2/406-407 من طريق عبد الرزاق، والبخاري (3935) من طريق يزيد بن زريع، كلاهما عن معمر، عن الزهري، عن عروة، به، ولفظه: فرضت الصلاة على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمكة ركعتين ركعتين، فلما خرج إلى المدينة فرضت أربعاً وأقرت صلاة السفر ركعتين، قال الزهري: فقلت لعروة: ... :فذكره. ولفظ البخاري: فرضت الصلاة
ركعتين، ثم هاجر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ففرضت أربعاً، وتركت صلاة السفر على الأولى.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 1/225، وأبو عوانة 2/25، والبيهقي في "السنن 1/363، "وفي "الدلائل" 2/406 من طريق الأوزاعي، أنه سأل الزهري عن صلاة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمكة قبل الهجرة إلى المدينة، قال: أخبرني عروة، عن عائشة، قالت: فرض الله عز وجل الصلاة على رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أول ما فرضها ركعتين ركعتين، ثم أتمت في الحضر أربعاً، وأقرت صلاة السفر على الفريضة الأولى.
ورواه هشام بن عروة، عن أبيه:
فأخرجه ابن أبي شيبة 2/449، وإسحاق (575) من طريقين عن هشام بن عروه، عن أبيه، به. بنحو لفظ مالك.
وأخرجه الخطيب في "الكفاية "ص 343 من طريق جعفر بن ربيعة أن=(43/358)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= هشام بن عروة كتب إليه يذكر عن عائشة أن الصلاة ... ولم يذكر بين عائشة وهشام أباه عروة.
ورواه يحيى بن سعيد، عن عروة، واختلف عليه:
فرواه إسحاق (567) عن جرير، وأبو عوانة 2/25 من طريق ابن فضيل، وابن حبان (2737) من طريق عبيد الله بن عمرو، ثلاثتهم عن يحيى بن سعيد، عن عروة، به.
ورواه إسحاق (577) عن عبد الوهاب الثقفي، قال: سمعت يحيى بن سعيد، يقول: أخبرت عن عروة، عن عائشة، مثله.
وأخرجه الطبراني في "الصغير" (364) من طريق عثمان بن مقسم البري، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن يسار، عن عمر بن عبد العزيز، عن ابن الزبير، عن عائشة بنحو لفظ مالك. فزاد بين يحيى وبين عروة: سعيد بن يسار وعمر بن عبد العزيز.
وقال: ثم يُدخل أحد ممن روى هذا الحديث عن يحيى بن سعيد فيما بين يحيى وعروة - سعيد بن يسار وعمر بن عبد العزيز - إلا عثمان بن مقسم.
ورواه زهير بن معاوية عن يحيى بن سعيد، عن عروة نفسه. قلنا: وعثمان بن مقسم تركه يحيى القطان وابن المبارك، وقال أحمد: حديثه منكر. وقال الجوزجاني: كذاب، وقال النسائى والدارقطني: متروك. وقال الفلاس: صدوق، لكنه كثير الغلط، صاحب بدعة. وقال ابن معين: ليس بشيء، هو
من المعروفين بالكذب ووضع الحديث. وقال ابن عدي: عامة حديثه مما لا يتابع عليه إسناداً ومتناً، وهو ممن يغلط الكثير، ونسبه قوم إلى الصدق وضعفوه للغلط الكثير، ومع ضعفه يكتب حديثه.
وقد سلف برقم (25967) .
وفي الباب عن ابن عباس وأبي هريرة سلفا على التوالي برقم (2124) و (9200) .
وعن أنس عند مسلم (690) (11) .(43/359)
26339 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: أَتَتْ سَلْمَى مَوْلَاةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ امْرَأَةُ أَبِي رَافِعٍ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْتَأْذِنُهُ (1) عَلَى أَبِي رَافِعٍ قَدْ ضَرَبَهَا. قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي رَافِعٍ: " مَا لَكَ وَلَهَا يَا أَبَا رَافِعٍ؟ " قَالَ: تُؤْذِينِي يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بِمَ آذَيْتِيهِ يَا سَلْمَى؟ " قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا آذَيْتُهُ بِشَيْءٍ، وَلَكِنَّهُ أَحْدَثَ وَهُوَ يُصَلِّي، فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا رَافِعٍ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَمَرَ الْمُسْلِمِينَ إِذَا خَرَجَ مِنْ أَحَدِهِمُ الرِّيحُ أَنْ يَتَوَضَّأَ، فَقَامَ فَضَرَبَنِي (2) ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَضْحَكُ وَيَقُولُ: " يَا أَبَا رَافِعٍ إِنَّهَا لَمْ تَأْمُرْكَ إِلَّا بِخَيْرٍ " (3)
__________
(1) في (ظ7) و (ظ8) : تستأذيه.
(2) في (ظ7) و (ظ8) : يضربني.
(3) إسناده حسن من أجل ابن إسحاق - وهو محمد - وقد صرَّح بسماعه من هشام بن عروة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابنُ إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.
وأخرجه ابن الأثير في "أُسْد الغابة" (في ترجمة سلمى مولاة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) من طريق الإمام أحمد.
وأخرجه البزار (280) (زوائد) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (765) من طريق يعقوب بن إبراهيم، به. قال البزار: لا نعلم رواه إلا ابنُ إسحاق.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 1/243، وقال: رواه أحمد، والبزَّار، والطبراني في "الكبير"، ورجال أحمد رجالُ الصحيح، إلا أن فيه محمد بن إسحاق، وقد قال: حدثني هشام بن عروة، والله أعلم.=(43/360)
26340 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: وَذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، (1) أَنَّهُ قَالَ: " فَضْلُ الصَّلَاةِ بِالسِّوَاكِ، عَلَى الصَّلَاةِ بِغَيْرِ سِوَاكٍ، سَبْعِينَ ضِعْفًا " (2)
__________
=وفي الباب عن علي، سلف برقم (1164) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
(1) قوله: عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ليس في (ظ7) ولا (ظ8) .
(2) حديث ضعيف، وهذا إسناد منقطع، محمد بن إسحاق، لم يسمع هذا الحديث من الزهري، قال أحمد: كان ابن إسحاق يدلس إلا أن كتاب إبراهيم ابن سعد إذا كان سماع قال: حدثني، وإذا لم يكن قال: قال. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزهري.
وأخرجه الحاكم 1/145-146، والبيهقي في "السنن" 1/38 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي!
وأخرجه البزار (501) "زوائد"، وابن خزيمة (137) ، والحاكم 1/145-146، والبيهقي في "السنن" 1/38 من طريق يعقوب، به.
وأخرجه البزار (502) ، وأبو يعلى (4738) ، وابن عدي في "الكامل" 6/2395، والدارقطني في "العلل" 5/ص 24 من طريق معاوية بن يحيى الصدفي، عن الزهري، به. ومعاوية بن يحيى ضعيف جداً.
وأخرجه الحارث بن أبي أسامة (160) "بغية الباحث"، والبيهقي في "السنن" 1/38 من طريق الواقدي، عن عبد الله بن أبي يحيى الأسلمي، عن أبي الأسود، عن عروة، به، والواقدي متروك.
وأخرجه البيهقي 1/38 من طريق فرج بن فضالة، عن عروة بن رويم، عن عمرة، عن عائشة، به، وقال: هذا إسناد غير قوي. قلنا: فرج بن فضالة ضعيف.
قال الحافظ في "التلخيص الحبير" 1/68: قال ابن معين: هذا لا يصح له إسناد، وهو باطل.=(43/361)
26341 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: أَقْبَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ حَتَّى إِذَا كُنَّا بِتُرْبَانَ، بَلَدٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْمَدِينَةِ بَرِيدٌ وَأَمْيَالٌ وَهُوَ بَلَدٌ لَا مَاءَ بِهِ، وَذَلِكَ مِنَ (1) السَّحَرِ، انْسَلَّتْ قِلَادَةٌ لِي مِنْ عُنُقِي، فَوَقَعَتْ، فَحُبِسَ رَسُولُ اللهِ (2) صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِالْتِمَاسِهَا حَتَّى طَلَعَ الْفَجْرُ، وَلَيْسَ مَعَ الْقَوْمِ مَاءٌ، قَالَتْ: فَلَقِيتُ مِنْ أَبِي مَا اللهُ بِهِ عَلِيمٌ مِنَ التَّعْنِيفِ وَالتَّأْفِيفِ، وَقَالَ: فِي (3) كُلِّ سَفَرٍ لِلْمُسْلِمِينَ مِنْكِ عَنَاءٌ وَبَلَاءٌ؟ قَالَتْ: فَأَنْزَلَ اللهُ الرُّخْصَةَ بِالتَّيَمُّمِ، قَالَتْ: فَتَيَمَّمَ الْقَوْمُ وَصَلَّوْا. قَالَتْ: يَقُولُ أَبِي حِينَ جَاءَ مِنَ اللهِ مَا جَاءَ مِنَ الرُّخْصَةِ لِلْمُسْلِمِينَ: وَاللهِ، مَا عَلِمْتُ يَا بُنَيَّةُ، إِنَّكِ لَمُبَارَكَةٌ، مَاذَا جَعَلَ اللهُ لِلْمُسْلِمِينَ فِي حَبْسِكِ إِيَّاهُمْ مِنَ الْبَرَكَةِ وَالْيُسْرِ؟ (4)
__________
=والحث على السواك سلف من حديث أبي هريرة برقم (7339) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
(1) في (ظ7) و (ظ8) : في.
(2) في (ظ7) و (ظ8) : فحبس على رسول الله.
(3) في (ظ7) و (ظ8) : أفي.
(4) حديث صحيح، وهذا إسنادٌ حسن من أجل ابن إسحاق - وهو محمد - وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين، غير يحيى بن عبَّاد بن عبد الله بن الزبير، وهو ثقة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (159) من طريق سَلَمة بن الفضل وإبراهيم بن المختار، عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد. وقد سلف نحوه بإسناد صحيح برقم (24299) .
وقول أبي بكر الوارد في آخر الحديث ورد في رواية عبد الرزاق التي=(43/362)
26342 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ النَّخَعِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: سَأَلْتُهَا كَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللهِ يَصْنَعُ إِذَا هُوَ جُنُبٌ، (1) وَأَرَادَ أَنْ يَنَامَ قَبْلَ أَنْ يَغْتَسِلَ؟ قَالَتْ: " كَانَ يَتَوَضَّأُ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ، ثُمَّ يَنَامُ " (2)
26343 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُطَّلِبِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " سَدِّدُوا وَقَارِبُوا، وَاعْلَمُوا أَنْ لَنْ يُدْخِلَ أَحَدَكُمْ عَمَلُهُ الْجَنَّةَ، وَأَنَّ أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللهِ أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ " (3)
__________
= ذكرناها في تخريج تلك الرواية.
(1) في (م) : إذا كان هو جنب.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل ابن إسحاق، وهو محمد، وقد صرَّح بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه. وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه ابن راهويه في "مسنده" (1485) ، والدارمي (757) من طريقين، عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد.
وسلف بإسناد صحيح برقم (24083) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم. عبد العزيز بن المطَلب من رجاله، وأخرج له البخاري تعليقاً، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
يعقوب هو ابن إبراهيم بن سعد.
وأخرجه مسلم (2818) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وسلف من طريق وُهيب، عن موسى برقم (24494) .=(43/363)
26344 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَتْ عَائِشَةُ تَقُولُ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا نَذْكُرُ إِلَّا الْحَجَّ، فَلَمَّا قَدِمْنَا سَرِفَ طَمِثْتُ، فَدَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أَبْكِي، فَقَالَ: " مَا يُبْكِيكِ؟ " قُلْتُ: وَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أَخْرُجِ الْعَامَ. قَالَ: " لَعَلَّكِ نَفِسْتِ " - يَعْنِي: حِضْتِ - قَالَتْ: قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: " إِنَّ هَذَا شَيْءٌ كَتَبَهُ اللهُ عَلَى بَنَاتِ آدَمَ، فَافْعَلِي مَا يَفْعَلُ الْحَاجُّ غَيْرَ أَنْ لَا تَطُوفِي بِالْبَيْتِ حَتَّى تَطْهُرِي " فَلَمَّا قَدِمْنَا مَكَّةَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِهِ: " اجْعَلُوهَا عُمْرَةً فَحَلَّ النَّاسُ إِلَّا مَنْ كَانَ مَعَهُ هَدْيٌ، وَكَانَ الْهَدْيُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَذَوِي الْيَسَارَةِ، قَالَتْ: ثُمَّ رَاحُوا مُهِلِّينَ بِالْحَجِّ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ النَّحْرِ طَهُرْتُ، فَأَرْسَلَنِي رَسُولُ اللهِ فَأَفَضْتُ - يَعْنِي: طُفْتُ - قَالَتْ: فَأُتِينَا بِلَحْمِ بَقَرٍ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَبَحَ عَنْ نِسَائِهِ الْبَقَرَ، قَالَتْ: فَلَمَّا كَانَتْ لَيْلَةُ الْحَصْبَةِ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، يَرْجِعُ النَّاسُ بِحَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ وَأَرْجِعُ بِحَجَّةٍ، فَأَمَرَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي بَكْرٍ، فَأَرْدَفَنِي عَلَى جَمَلِهِ، قَالَتْ: فَإِنِّي لَأَذْكُرُ وَأَنَا جَارِيَةٌ حَدِيثَةُ السِّنِّ، أَنِّي أَنْعَسُ، فَتَضْرِبُ وَجْهِي مُؤَخِّرَةُ الرَّحْلِ، حَتَّى جَاءَ بِيَ إِلَى التَّنْعِيمِ (1) فَأَهْلَلْتُ بِعُمْرَةٍ جَزَاءً بِعُمْرَةِ (2)
__________
(1) في (ظ8) : جاءني إلى التنعيم، وفي (م) : جاءني التنعيم، والمثبت
من (ظ7) و (ظ2) و (ق) .
(2) في (م) و (ق) و (ظ2) لعمرة، والمثبت من (ظ7) و (ظ8) .(43/364)
النَّاسِ الَّتِي اعْتَمَرُوا (1)
26345 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: فَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْحَجِّ لِخَمْسِ لَيَالٍ بَقِينَ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ، وَلَا يَذْكُرُ النَّاسُ إِلَّا الْحَجَّ حَتَّى إِذَا كَانَ بِسَرِفَ وَقَدْ سَاقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَهُ الْهَدْيَ وَأَشْرَافٌ مِنَ النَّاسِ أَمَرَ النَّاسَ أَنْ يَحِلُّوا بِعُمْرَةٍ إِلَّا مَنْ سَاقَ الْهَدْيَ، وَحِضْتُ ذَلِكَ الْيَوْمَ، فَدَخَلَ عَلَيَّ وَأَنَا أَبْكِي، فَقَالَ: " مَا لَكِ يَا عَائِشَةُ لَعَلَّكِ نَفِسْتِ؟ " قَالَتْ: قُلْتُ: نَعَمْ، وَاللهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أَخْرُجْ مَعَكُمْ عَامِي هَذَا فِي هَذَا السَّفَرِ، قَالَ: " لَا تَفْعَلِي، لَا تَقُولِي ذَلِكَ، فَإِنَّكِ تَقْضِينَ كُلَّ مَا يَقْضِي الْحَاجُّ إِلَّا أَنَّكِ لَا تَطُوفِينَ بِالْبَيْتِ " قَالَتْ: فَمَضَيْتُ عَلَى حَجَّتِي (2) ، وَدَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ، فَحَلَّ كُلُّ مَنْ كَانَ لَا هَدْيَ مَعَهُ، وَحَلَّ نِسَاؤُهُ بِعُمْرَةٍ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ النَّحْرِ أُتِيتُ بِلَحْمِ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (305) ، ومسلم (1211) (120) ، والدارمي (1904) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/203، والبيهقي في "السنن" 3/5 من طريق عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة، بهذا الإسناد. ورواية البخاري مختصرة.
وقد سلف مختصراً برقم (24109) .
وانظر ما بعده.
(2) في (ظ7) و (ظ8) : حجي.(43/365)
بَقَرٍ كَثِيرٍ، فَطُرِحَ فِي بَيْتِي، فَقُلْتُ: مَا هَذَا؟ قَالُوا: ذَبَحَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ نِسَائِهِ الْبَقَرَ، حَتَّى إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ الْحَصْبَةِ بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ أَخِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، فَأَعْمَرَنِي مِنَ التَّنْعِيمِ، مَكَانَ عُمْرَتِي الَّتِي فَاتَتْنِي. وحَدَّثَنَا يَعْقُوبُ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ فِي الْحَجِّ: " وَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نِسَاءَهُ فَحَلَلْنَ بِعُمْرَةٍ وَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ أَنْ يَحِلَّ مَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ هَدْيٌ، وَأَمَرَ مَنْ كَانَ مَعَهُ هَدْيٌ مِنْ أَشْرَافِ النَّاسِ أَنْ يَثْبُتَ عَلَى حُرْمِهِ " (1)
26346 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، أَنَّ عَائِشَةَ، حَدَّثَتْهُ أَنَّهُ قَالَ، حِينَ قَالُوا: خَشِينَا أَنْ تَكُونَ بِهِ ذَاتُ الْجَنْبِ، " إِنَّهَا مِنَ الشَّيْطَانِ وَلَمْ يَكُنِ اللهُ لِيُسَلِّطَهُ عَلَيَّ "
قَالَ: ابْنُ إِسْحَاقَ، وَقَالَ: ابْنُ شِهَابٍ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَثِيرًا مَا أَسْمَعُهُ يَقُولُ: " إِنَّ اللهَ لَمْ يَقْبِضْ نَبِيًّا حَتَّى يُخَيِّرَهُ ". قَالَتْ: فَلَمَّا حُضِرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ آخِرُ كَلِمَةٍ سَمِعْتُهَا مِنْهُ وَهُوَ يَقُولُ: " بَلِ الرَّفِيقُ
__________
(1) حديث صحيح، وابن إسحاق: هو محمد قد صرح بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه، وقد توبع. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزهري.(43/366)
الْأَعْلَى مِنَ الْجَنَّةِ ". قَالَتْ: قُلْتُ: إِذًا وَاللهِ لَا يَخْتَارُنَا، وَعَرَفْتُ (1) أَنَّهُ الَّذِي كَانَ يَقُولُ لَنَا: " إِنَّ نَبِيًّا لَا يُقْبَضُ حَتَّى يُخَيَّرَهُ (2) " (3)
26347 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عُتْبَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: رَجَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ حِينَ دَخَلَ مِنَ الْمَسْجِدِ، فَاضْطَجَعَ فِي حِجْرِي، فَدَخَلَ عَلَيَّ رَجُلٌ مِنْ
__________
(1) في (م) : وقد عرفت.
(2) في (ق) و (م) و (ظ2) يخير، والمثبت من (ظ7) و (ظ8) .
(3) هذا الحديث له إسنادان:
الأول: يعقوب، عن أبيه، عن محمد بن إسحاق، قال: حدثني محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة بن الزبير، أن عائشة حدثته.
وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن إسحاق، وقد صرح بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.
ولا يعارضه حديث أبي يعلى (443) عن عائشة أنها قالت: مات رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من ذات الجنب، فإن في سنده ابن لهيعة وهو ضعيف.
والإسناد الثاني: يعقوب، عن أبيه، عن ابن إسحاق، قال: قال ابن شهاب: حدثني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن عائشة.
وهذا إسناد ضعيف، ابن إسحاق مدلس، ولم يصرح بالسماع.
وأخرجه أبو يعلى (4584) من طريق عبد الأعلى، عن محمد بن إسحاق، عن ابن شهاب، به.
وسيرد نحوه بإسناد صحيح برقم (24583) .
قال السندي: قوله: إنها من الشيطان، أي: إن الشيطان يرتضي بها بناء على أن يمنع المسلم عن القيام في الصلاة وغيره، والله تعالى أعلم.(43/367)
آلِ أَبِي بَكْرٍ، وَفِي يَدِهِ سِوَاكٌ أَخْضَرُ، قَالَتْ: فَنَظَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِ فِي يَدِهِ نَظَرًا عَرَفْتُ أَنَّهُ يُرِيدُهُ، قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، تُحِبُّ أَنْ أُعْطِيَكَ هَذَا السِّوَاكَ؟ قَالَ: " نَعَمْ ". قَالَتْ: فَأَخَذْتُهُ فَمَضَغْتُهُ لَهُ حَتَّى أَلَنْتُهُ وَأَعْطَيْتُهُ إِيَّاهُ. قَالَتْ: فَاسْتَنَّ بِهِ كَأَشَدِّ مَا رَأَيْتُهُ يَسْتَنُّ بِسِوَاكٍ فَبَلَّهُ، ثُمَّ وَضَعَهُ، وَوَجَدْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَثْقُلُ فِي حِجْرِي، قَالَتْ: فَذَهَبْتُ أَنْظُرُ فِي وَجْهِهِ فَإِذَا بَصَرُهُ قَدْ شَخَصَ، وَهُوَ يَقُولُ: " بَلِ الرَّفِيقُ الْأَعْلَى مِنَ الْجَنَّةِ ". فَقُلْتُ: خُيِّرْتَ فَاخْتَرْتَ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، قَالَتْ: وَقُبِضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1)
26348 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ عَبَّادٍ، قَالَ:
__________
(1) إسناده حسن من أجل ابن إسحاق - وهو محمد - وقد صرح بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير يعقوب بن عتبة - وهو الثقفي - فقد أخرج له أصحاب السنن سوى الترمذي، وهو ثقة. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن الزهري.
وأخرجه بتمامه ومختصراً إسحاق (764) و (1150) ، والنسائي في "الكبرى" (7102) ، وأبو يعلى (4585) من طرق عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد 2/233-234 عن محمد بن عمر الواقدي، عن جعفر ابن محمد، عن محمد بن عبد الرحمن بن نوفل، عن الزهري، به. قلنا: والواقدي متروك.
وقد سلف نحوه برقمي (24216) و (24583) بإسنادٍ صحيح.(43/368)
سَمِعْتُ عَائِشَةَ، تَقُولُ: " مَاتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ سَحْرِي، وَنَحْرِي وَفِي دَوْلَتِي، لَمْ أَظْلِمْ فِيهِ أَحَدًا، فَمِنْ سَفَهِي وَحَدَاثَةِ سِنِّي أَنَّ رَسُولَ اللهِ قُبِضَ وَهُوَ فِي حِجْرِي، ثُمَّ وَضَعْتُ رَأْسَهُ عَلَى وِسَادَةٍ، وَقُمْتُ أَلْتَدِمُ مَعَ النِّسَاءِ، وَأَضْرِبُ وَجْهِي " (1)
26349 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنِ امْرَأَتِهِ، فَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدِ بْنِ عِمَارَةَ، عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زُرَارَةَ،
__________
(1) إسناده حسن من أجل ابن إسحاق: وهو محمد، وقد صرح بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير أخرج له أصحاب السنن، وهو ثقة، يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.
وأخرجه أبو يعلى (4586) ، والبيهقي في "الدلائل" 7/213 من طريقين عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه مختصراً ابن سعد 2/261-262 و262 من طريق عيسى بن معمر، وأبي الأسود، كلاهما عن عباد بن عبد الله، عن عائشة، به. قلنا: لكن في طريقهما الواقدي، وهو متروك.
وأخرجه ابن سعد 2/262 من طريق زيد بن أبي عتاب، عن عروهَ، عن عائشة، به. قلنا: وفي طريقه الواقدي كذلك، وهو متروك.
وقد سلف نحوه برقم (24039) و (24216) .
قلنا: وقولها: وقمت ألتدم مع النساء وأضرب وجهي. فيه نكارة ولم نجده إلا في هذه السياقة، والسيدة عائشة زوجة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يخفى عليها حديث ابن مسعود مرفوعاً: ليس منا من ضرب الخدود، وشق الجيوب، ودعا بدعوى الجاهلية" وهو حديث صحيح سلف في مسند ابن مسعود برقم (3658) ، وقال السندي في تفسيره هناك: ليس منا، أي: ليس من أهل طريقتنا وسنتنا.(43/369)
عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ، قَالَتْ: " مَا عَلِمْنَا بِدَفْنِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى سَمِعْنَا صَوْتَ الْمَسَاحِي مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ لَيْلَةَ الْأَرْبِعَاءِ " قَالَ مَحَمَّدٌ: وَقَدْ حَدَّثَتْنِي فَاطِمَةُ بِهَذَا الْحَدِيثِ (1)
26350 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، أَنَّ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَمِيصَةٌ سَوْدَاءُ حِينَ اشْتَدَّ بِهِ وَجَعُهُ، قَالَتْ: فَهُوَ يَضَعُهَا مَرَّةً عَلَى وَجْهِهِ، وَمَرَّةً يَكْشِفُهَا عَنْهُ، وَيَقُولُ: " قَاتَلَ اللهُ قَوْمًا اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ " يُحَرِّمُ ذَلِكَ عَلَى أُمَّتِهِ (2)
__________
(1) حديث محتمل للتحسين، وقد سلف الكلام عليه في الرواية (24387) .
وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد 24/396 "من طريق أحمد بن محمد بن أيوب، عن إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد.
وأخرجه إسحاق (993) عن يحيى بن واضح، عن ابن إسحاق، عن عبد الله بن أبي بكر، به -
وأخرجه البيهقي في "الدلائل 7/256 "من طريق يونس، عن ابن إسحاق، عن فاطمة بنت محمد امرأة عبد الله بن أبي بكر، قال ابن إسحاق: وأدخلني عليها قال: حتى تسمعه منها، عن عمرة، به.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، ابن إسحاق: وهو محمد مدلس وقد عنعن، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
ومن طريق يعقوب بن إبراهيم أخرجه النسائي في "الكبرى" (7091) بهذا الإسناد.
وسيأتي (26353) من طريق إبراهيم بن سعد والد يعقوب عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله، عن عائشة. وعبد الله =(43/370)
26351 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَبَاحٌ، قَالَ: قُلْتُ لِمَعْمَرٍ " قُبِضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ جَالِسٌ. قَالَ: نَعَمْ " (1)
26352 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ آخِرُ مَا عَهِدَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ (2) قَالَ " لَا يُتْرَكُ بِجَزِيرَةِ الْعَرَبِ دِينَانِ " (3)
__________
=ابن عباس، لم يذكر ابن إسحاق في الإسناد، والظاهر أن لإبراهيم بن سعد فيه شيخين.
ورواه ابن نمير- فيما أخرجه ابن سعد 2/240 عن ابن إسحاق، عن صالح بن كيسان، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله مرسلاً.
ورواه معمر - كما سلف (24060) - عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن عبد الله بن عباس وعائشة. وهذا إسناد صحيح.
(1) خبر صحيح، رجاله ثقات. إبراهيم بن خالد: هو ابن عُبيد الصنعاني المؤذن، ورباح: هو ابن يزيد الصنعاني.
وقد صحَّ عن عائشة إنها سمعت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصغت إليه قبل أن يموت وهو مسند إليها ظهره يقول: "اللهم اغفر لي وارحمني، وإلحقني بالرفيق الأعلى" أخرجه البخاري (5674) ، وسلف برقم (25947) .
وانظر (24354) .
(2) لفظة "أن" ليست في (ظ7) ولا (ظ8) .
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل ابن إسحاق، وهو محمد، وقد صرح بالتحديث عن صالح بن كَيْسان، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابنُ إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.=(43/371)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=وأخرجه الطبري في "تاريخه" 3/214-215، والطبراني في "الأوسط" (1070) من طريق محمد بن سَلَمة، كلاهما، عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد.
واختُلف فيه على ابن إسحاق اختلافاً لا يضر:
فقد أخرجه ابن سعد 2/254 من طريق عبد الله بن نمير، عن محمد بن إسحاق، به، مرسلاً. وهذه الرواية المرسلة لا يُعل بها الرواية المتصلة، لأن الذين وصلوه أكثر وأوثق في ابن إسحاق.
وأخرجه ابن سعد 2/254 أيضاً عن محمد بن عمر، عن معمر، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة مرسلاً. ومحمد بن عمر- وهو الواقدي- متروك.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 5/325، وقال: رواه أحمد، والطبراني في "الأوسط، "ورجال أحمد رجال الصحيح، غير ابن إسحاق، وقد صرح بالسماع.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/982- ومن طريقه ابن سعد 4/252 - وعبد الرزاق (9987) و (19368) عن إسماعيل بن أبي حكيم، أنه سمع عمر ابن عبد العزيز يقول: كان آخِرُ ما تكلم به رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ0000
قال ابن عبد البَرّ في "التمهيد" 1/165 -166: هكذا جاء هذا الحديث عن مالك في الموطآت كلها مقطوعاً، وهو يتصل من وجوه حسان عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من حديث أبي هريرة وعائشة، ومن حديث عليِّ بن أبي طالب وأسامة.
وأخرجه مالك أيضاً 2/892 عن ابن شهاب أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "لا يجتمع دينان في جزيرة العرب" ...
وأخرجه عبد الرزاق (9984) و (19367) عن معمر، عن الزهري، عن ابن المسيب قال: "لا يجتمع دينان"....
وله شاهد من حديث عمر بن الخطاب عند مسلم (1767) أنه سمع=(43/372)
26353 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، قَالَ: ابْنُ شِهَابٍ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، (1) أَنَّ عَائِشَةَ، وَعَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ قَالَا: لَمَّا نُزِلَ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَفِقَ يُلْقِي خَمِيصَةً عَلَى وَجْهِهِ، فَإِذَا اغْتَمَّ كَشَفَهَا عَنْ وَجْهِهِ (2) قَالَ وَهُوَ كَذَلِكَ: " " لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ " " يُحَذِّرُهُمْ مِثْلَ مَا صَنَعُوا (3)
26354 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ،
__________
= رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول":لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب حتى لا أدع إلا مسلماً"سلف برقم. (201)
وآخر من حديث علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يا علي إن أنتَ وليتَ الأمر بعدي، فأخرِجْ أهلَ نجران من جزيرة العرب". سلف برقم (661) وإسناده ضعيف جداً.
وثالث من حديث أبي عبيدة قال: آخر ما تكلم به النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أخرجوا يهودَ أهل الحجاز، وأهلَ نجران من جزيرة العرب" ... سلف برقم (1691) وإسناده صحيح.
ورابع من حديث ابن عباس المطول عند البخاري (3168) ، وفيه: "اخرجوا المشركين من جزيرة العرب."
(1) لفظ: ابن عتبة، ليس في (م) .
(2) لفظ: عن وجهه، ليس في (م) .
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (4090) من طريق يعقوب، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (26350) .(43/373)
عَنْ عَائِشَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالنَّاسِ صَلَاةَ الْخَوْفِ بِذَاتِ الرِّقَاعِ، مِنْ نَخْلٍ، قَالَتْ: " فَصَدَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ صِدْعَيْنِ، فَصَفَّتْ طَائِفَةٌ وَرَاءَهُ، وَقَامَتْ طَائِفَةٌ وِجَاهَ (1) الْعَدُوِّ، قَالَتْ: فَكَبَّرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَبَّرَتِ الطَّائِفَةُ الَّذِينَ صَفُّوا خَلْفَهُ، ثُمَّ رَكَعَ وَرَكَعُوا، ثُمَّ سَجَدَ فَسَجَدُوا، ثُمَّ رَفَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأْسَهُ، فَرَفَعُوا مَعَهُ، ثُمَّ مَكَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسًا وَسَجَدُوا لِأَنْفُسِهِمُ السَّجْدَةَ الثَّانِيَةَ، ثُمَّ قَامُوا، فَنَكَصُوا عَلَى أَعْقَابِهِمْ يَمْشُونَ الْقَهْقَرَى حَتَّى قَامُوا مِنْ وَرَائِهِمْ، قَالَتْ: وَأَقْبَلَتِ (2) الطَّائِفَةُ الْأُخْرَى، فَصَفُّوا خَلْفَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكَبَّرُوا، ثُمَّ رَكَعُوا لِأَنْفُسِهِمْ، ثُمَّ سَجَدَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَجْدَتَهُ الثَّانِيَةَ، فَسَجَدُوا مَعَهُ، ثُمَّ قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رَكْعَتِهِ، وَسَجَدُوا هُمْ لِأَنْفُسِهِمُ السَّجْدَةَ الثَّانِيَةَ، ثُمَّ قَامَتِ الطَّائِفَتَانِ جَمِيعًا، فَصَفُّوا خَلْفَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَكَعَ بِهِمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَكَعُوا جَمِيعًا، ثُمَّ سَجَدَ، فَسَجَدُوا جَمِيعًا، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ وَرَفَعُوا مَعَهُ، كُلُّ ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرِيعًا جِدًّا لَا يَأْلُو أَنْ يُخَفِّفَ مَا اسْتَطَاعَ، ثُمَّ سَلَّمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَلَّمُوا، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ شَرَكَهُ النَّاسُ فِي الصَّلَاةِ كُلِّهَا " (3)
__________
(1) في (م) وهامش (ق) و (ظ2) و (هـ) تجاه، والمثبت من (ظ7) و (ظ8) وكلاهما بمعنى.
(2) في (ق) و (ظ2) و (هـ) و (م) : فأقبلت، والمثبت من (ظ7) و (ظ8) .
(3) إسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق، وقد صرحَ بالتحديث=(43/374)
26355 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: " كُنْتُ إِذَا فَرَقْتُ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأْسَهُ صَدَعْتُ فَرْقَةً عَنْ يَافُوخِهِ، وَأَرْسَلْتُ نَاصِيَتَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ (1) " (2)
26356 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، (3)
__________
=فانتفت هنا شبهة تدليسه، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزهري.
وأخرجه أبو داود (1242) ، وابن خزيمة (1363) ، وابن حبان (2873) ، والحاكم 1/336، والبيهقي في "السنن" 3/265 من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، وهو أتمُّ حديثٍ وأشفاه في صلاة الخوف. ووافقه الذهبي.
وفي الباب من حديث عبد الله بن مسعود، سلف (3561) وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
قال السندي: قولها: فصدع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الناس صدعين، أصل الصدع الشق والمراد ها هنا: قسمهم قسمين.
(1) في (م) : صدغيه.
(2) إسناده ضعيف، وهو مكرر (24594) غير أن شيخ أحمد هنا: هو يعقوب بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن الزهري.
وأخرجه أبو يعلى (4817) من طريق يعقوب، بهذا الإسناد.
(3) قوله عن أبيه، سقط من (ظ2) و (ق) و (م) ، والمثبت من (ظ8) وأطراف المسند.(43/375)
عَنْ عَائِشَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ صَلَّى صَلَاةً لَا يَقْرَأُ فِيهَا بِأُمِّ الْقُرْآنِ فَهِيَ خِدَاجٌ " (1)
26357 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزَّبِيرِ، قَالَ: حَدَّثَ عُرْوَةُ بْنُ الزَّبِيرِ، عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَهُوَ أَمِيرٌ عَلَى الْمَدِينَةِ عَنْ عَائِشَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي إِلَيْهَا وَهِيَ مُعْتَرِضَةٌ بَيْنَ يَدَيْهِ ". قَالَ: فَقَالَ أَبُو أُمَامَةَ بْنُ سَهْلٍ، وَكَانَ عِنْدَ عُمَرَ: فَلَعَلَّهَا يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ قَالَتْ: وَأَنَا إِلَى جَنْبِهِ، قَالَ: فَقَالَ عُرْوَةُ: أُخْبِرُكَ بِالْيَقِينِ، وَتَرُدُّ عَلَيَّ بِالظَّنِّ، بَلْ " مُعْتَرِضَةٌ بَيْنَ يَدَيْهِ اعْتِرَاضَ الْجِنَازَةِ " (2)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن إسحاق، وقد صرح بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير يحيى بن عبَّاد بن عبد الله بن الزبير، فقد روى له البخاري في "القراءة خلف الإمام" وأصحاب السنن، وهو ثقة. يعقوب: هو ابنُ إبراهيم بن سعد الزُهري.
وقد سلف برقم (25099) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل ابن إسحاق - وهو محمد - وقد صرَّح بالتحديث، ومحمد بن جعفر بن الزبير صحَّ سماعُه من عمِّه عروة ابن الزبير.
وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري.
وسلف بإسناد صحيح برقم (24088) .(43/376)
26358 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، كِلَاهُمَا حَدَّثَنِي عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ، ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً بِرَكْعَتَيْهِ بَعْدَ الْفَجْرِ قَبْلَ الصُّبْحِ إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً مِنَ اللَّيْلِ، سِتٌّ مِنْهُنَّ مَثْنَى مَثْنَى، وَيُوتِرُ بِخَمْسٍ لَا يَقْعُدُ فِيهِنَّ " (1)
26359 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، أَنَّ عَبَّادَ بْنَ (2) عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، حَدَّثَهُ أَنَّ عَائِشَةَ حَدَّثَتْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَا هُوَ جَالِسٌ فِي ظِلِّ فَارِعِ أُجُمِ حَسَّانَ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: احْتَرَقْتُ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " مَا شَأْنُكَ؟ " قَالَ: وَقَعْتُ عَلَى امْرَأَتِي وَأَنَا صَائِمٌ، قَالَتْ: وَذَاكَ فِي رَمَضَانَ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اجْلِسْ ". فَجَلَسَ فِي نَاحِيَةِ الْقَوْمِ، فَأَتَى رَجُلٌ بِحِمَارٍ عَلَيْهِ غِرَارَةٌ فِيهَا تَمْرٌ، قَالَ: هَذِهِ
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل ابن إسحاق - وهو محمد - فقد صرح بالتحديث فانتفت شبهة تدليسه، وقد أخرج له مسلم متابعة. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري.
وأخرجه أبو داود (1355) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/284 من طريقين عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (24239) و. (24537) وانظر (24057) .
(2) في (م) : عبد الله بن الزبير، وهو خطأ.(43/377)
صَدَقَتِي يَا رَسُولَ اللهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيْنَ الْمُحْتَرِقُ آنِفًا؟ " فَقَالَ: هَا هُوَ ذَا أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " خُذْ هَذَا فَتَصَدَّقْ بِهِ " قَالَ: وَأَيْنَ الصَّدَقَةُ يَا رَسُولَ اللهِ إِلَّا عَلَيَّ وَلِي، فَوَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا أَجِدُ أَنَا وَعِيَالِي شَيْئًا. قَالَ: " فَخُذْهَا " فَأَخَذَهَا (1)
26360 - حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ الْكَلَاعِيُّ، وَكَانَ ثِقَةً عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ الْمَكِّيِّ، قَالَ: حَجَجْتُ مَعَ عَدِيِّ بْنِ عَدِيٍّ الْكِنْدِيِّ فَبَعَثَنِي إِلَى صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ بْنِ عُثْمَانَ صَاحِبِ الْكَعْبَةِ أَسْأَلُهَا عَنْ أَشْيَاءَ، سَمِعَتْهَا مِنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَانَ فِيمَا حَدَّثَتْنِي أَنَّهَا سَمِعَتْ عَائِشَةَ تَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا طَلَاقَ وَلَا عِتَاقَ فِي إِغْلَاقٍ " (2)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل ابن إسحاق - وهو محمد - وقد صرح بالتحديث، فانتفت شبهة تدليسه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري.
وقد سلف برقم (25092) بإسنادٍ صحيح.
قال السندي: قولها: في ظل فارع أجم حسان، الفارع من كل شيء: المرتفع العالي.
(2) إسناده ضعيف لضعف محمد بن عبيد بن أبي صالح المكي، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح، غير محمد بن إسحاق، فقد استشهد به البخاري، وروى له مسلم متابعة، وهو حسن الحديث إذا صرح بالتحديث.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/171-172 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.=(43/378)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=وأخرجه أبو داود (2193) ، والبيهقي في "السنن" 10/61 من طريق يعقوب بن إبراهيم، عن أبيه إبراهيم بن سعد، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 5/49، وابن ماجه (2046) ، وأبو يعلى (4444) و (4570) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (655) ، والدارقطني في "السنن" 4/36، والحاكم 2/198، والبيهقي في "السنن" 7/355، وفي "السنن الصغير" (2688) ، وفي "معرفة السنن والآثار" (14809) من طرق عن ابن إسحاق، به.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم! فتعقبه الذهبي بقوله: كذا قال، ومحمد بن عبيد لم يحتجَّ به مسلم، وقال أبو حاتم: ضعيف. قلنا: محمد بن عبيد لم يرو له مسلم أصلاً، ولم يحتج بمحمد بن إسحاق، إنما روى له متابعة كما ذكرنا آنفاً.
ثم أخرجه الحاكم من طريق نُعيم بن حماد، عن أبي صفوان عبد الله بن سعيد الأموي، عن ثور بن يزيد، عن صفية، به. وهذا إسناد تابع فيه أبو صفوان الأموي محمد بنَ إسحاق على روايته عن ثور بن يزيد، لكنه أسقط من الإسناد محمد بن عبيد، وقال الذهبي أيضاً: نُعيم صاحب مناكير.
وأخرجه الدارقطني 4/36، والبيهقي في "السنن" 7/357 من طريق قزعة ابن سويد، عن زكريا بن إسحاق ومحمد بن عثمان، كلاهما عن صفية بنت شيبة، به. وقزعة بن سويد ضعيف.
وقد رُوي عن محمد بن عبيد بغير هذا الإسناد، كما أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/172 من طريق إسماعيل بن عياش، عن عطاف بن خالد، عن محمد بن عبيد، عن عطاء بن أبي رباح، عن عائشة، به. وتحرف في المطبوع محمد بن عبيد إلى محمد بن سعيد.
قلنا: إسماعيل بن عياش حمصيٌّ، وروايته عن غير أهل بلده ضعيفة، وهذه منها، لأن عطاف بن خالد مدنىُّ.
وقد سأل ابن أبي حاتم أباه عن هذا الحديث كما في "العلل" 2/430،=(43/379)
26361 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ رُومَانَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: أَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْقَتْلَى أَنْ يُطْرَحُوا فِي الْقَلِيبِ، فَطُرِحُوا فِيهِ، إِلَّا مَا كَانَ مِنْ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ، فَإِنَّهُ انْتَفَخَ فِي دِرْعِهِ فَمَلَأَهَا، فَذَهَبُوا لِيُحَرِّكُوهُ، (1) فَتَزَايَلَ، فَأَقَرُّوهُ وَأَلْقَوْا عَلَيْهِ مَا غَيَّبَهُ مِنَ التُّرَابِ وَالْحِجَارَةِ، فَلَمَّا أَلْقَاهُمْ فِي الْقَلِيبِ، وَقَفَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " يَا أَهْلَ الْقَلِيبِ، هَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَكُمْ (2) رَبُّكُمْ حَقًّا؟ فَإِنِّي قَدْ وَجَدْتُ مَا وَعَدَنِي رَبِّي حَقًّا " قَالَ: فَقَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَتُكَلِّمُ قَوْمًا مَوْتَى؟: فَقَالَ لَهُمْ (3) : " لَقَدْ عَلِمُوا أَنَّ (4) مَا وَعَدْتُهُمْ حَقٌّ " قَالَتْ عَائِشَةُ: وَالنَّاسُ يَقُولُونَ: " لَقَدْ سَمِعُوا مَا قُلْتَ لَهُمْ " وَإِنَّمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَقَدْ عَلِمُوا " (5)
__________
= فقال: حديث صفية أشبه.
قال السندي: قوله: في إغلاق، أي: في إكراه؛ لأن المكره مغلق عليه في أمره ومضيَّق عليه في تصرفه، كما يغلق الباب على أحد.
(1) في (م) و (ق) : يحركوه. والمثبت من (ظ2) و (ظ7) و (ظ8) .
(2) في (م) و (ق) و (ظ2) وعد. والمثبت من (ظ7) و (ظ8) .
(3) في (م) و (ظ2) و (ق) : قال: فقال.
(4) في (ظ7) و (ظ8) : بأن.
(5) إسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق، وقد صرّح بالتحديث، فانتفت شبهة تدليسه. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابنُ إبراهيم بن سعد الزُّهري.
وهو في "سيرة" ابن هشام 1/638-639 عن أبي إسحاق، بهذا الإسناد.=(43/380)
26362 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَبَّادٍ عَنْ عَائِشَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: لَمَّا بَعَثَ أَهْلُ مَكَّةَ فِي فِدَاءِ أَسْرَاهُمْ، بَعَثَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي فِدَاءِ أَبِي الْعَاصِ بْنِ الرَّبِيعِ بِمَالٍ، وَبَعَثَتْ فِيهِ بِقِلَادَةٍ لَهَا كَانَتْ لِخَدِيجَةَ، أَدْخَلَتْهَا بِهَا عَلَى أَبِي الْعَاصِ حِينَ بَنَى عَلَيْهَا. قَالَتْ: فَلَمَّا رَآهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَقَّ لَهَا رِقَّةً شَدِيدَةً، وَقَالَ: " إِنْ رَأَيْتُمْ أَنْ تُطْلِقُوا لَهَا أَسِيرَهَا، وَتَرُدُّوا عَلَيْهَا الَّذِي لَهَا، فَافْعَلُوا " فَقَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ، فَأَطْلَقُوهُ، وَرَدُّوا عَلَيْهَا الَّذِي لَهَا (1)
__________
=وأخرجه إسحاق بن راهويه (1148) ، وابن جرير الطبري في "تاريخه" 2/456، وابن حبان (7088) ، والحاكم 3/224، وابن الأثير في "أُسْد الغابة" 6/71-72 من طرق عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد. وعندهم - سوى الطبري - زيادة. قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي!
وقد سلف نحوه برقم (25372) .
وانظر حديث عمر بن الخطاب برقم (182) ، وحديث ابن عمر برقم (4864) ، وحديث أنس بن مالك برقم (12471) ، وحديث أبي طلحة الأنصاري برقم (16356) .
(1) إسناده حسن من أجل ابن إسحاق، وهو محمد، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير يحيى بن عبَّاد بن عبد الله بن الزبير، فقد روى له البخاري في "القراءة خلف الإمام"، وأصحاب السنن، وهو ثقة.
وهو في "سيرة" ابن هشام 1/653 عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (2692) ، وابن الجارود (1090) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (1050) من طريق محمد بن مسلمة، والطحاوي في "شرح=(43/381)
26363 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: لَمَّا أَتَى قَتْلُ جَعْفَرٍ، عَرَفْنَا فِي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحُزْنَ. قَالَتْ: فَدَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ النِّسَاءَ قَدْ غَلَبْنَنَا وَفَتَنَّنَا، قَالَ: " فَارْجِعْ إِلَيْهِنَّ فَأَسْكِتْهُنَّ ". قَالَ: فَذَهَبَ، ثُمَّ رَجَعَ، فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، قَالَ: يَقُولُ: وَرُبَّمَا ضَرَّ التَّكَلُّفُ أَهْلَهُ، قَالَ: " فَاذْهَبْ فَأَسْكِتْهُنَّ، فَإِنْ أَبْيَنَ، فَاحْثُ فِي أَفْوَاهِهِنَّ التُّرَابَ " قَالَتْ: قُلْتُ فِي نَفْسِي: أَبْعَدَكَ اللهُ، فَوَاللهِ مَا تَرَكْتَ نَفْسَكَ، وَمَا أَنْتَ بِمُطِيعٍ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ: عَرَفْتُ أَنَّهُ لَا يَقْدِرُ عَلَى أَنْ يَحْثُوَ فِي أَفْوَاهِهِنَّ التُّرَابَ (1)
__________
= مشكل الآثار" (4708) من طريق يحيى الشجري، والحاكم في "المستدرك" 3/23 و236 و324 و4/44-54، والبيهقي في "السنن" 6/322، وفي "دلائل النبوة" 3/154 من طريق يونس بن بُكير مطولاً، ثلاثتهم عن ابن إسحاق، به.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي! قلنا: لم يحتج مسلم بمحمد بن إسحاق، إنما أخرج له في المتابعات.
وأخرجه الواقدي في "مغازيه" 1/130-131 من طريق عيسى بن معمر، عن عباد بن عبد الله بن الزبير، به.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن إسحاق، وقد صرح بالتحديث فانتفت شبهة تدليسه، وبقيه رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزهري.=(43/382)
26364 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ قَالَتْ: لَمْ يَقْتُلْ مِنْ نِسَائِهِمْ إِلَّا امْرَأَةً وَاحِدَةً. قَالَتْ: وَاللهِ إِنَّهَا لَعِنْدِي تَحَدَّثُ مَعِي، تَضْحَكُ ظَهْرًا وَبَطْنًا، " وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْتُلُ رِجَالَهُمْ بِالسُّوقِ "، إِذْ هَتَفَ هَاتِفٌ بِاسْمِهَا: أَيْنَ فُلَانَةُ؟ قَالَتْ: أَنَا وَاللهِ، قَالَتْ: قُلْتُ: وَيْلَكِ، وَمَا لَكِ؟ قَالَتْ: أُقْتَلُ. قَالَتْ: قُلْتُ: وَلِمَ؟ قَالَتْ: حَدَثٌ (1) أَحْدَثْتُهُ. قَالَتْ: فَانْطُلِقَ بِهَا، فَضُرِبَتْ عُنُقُهَا وَكَانَتْ عَائِشَةُ تَقُولُ: وَاللهِ مَا أَنْسَى عَجَبِي مِنْ طِيبِ نَفْسِهَا، وَكَثْرَةِ ضَحِكِهَا وَقَدْ عَرَفَتْ أَنَّهَا تُقْتَلُ (2)
__________
=وأخرجه ابن سعد 4/40، وابن أبي شيبة 3/392، وابن راهويه (969) ، والحاكم 3/209 من طرق عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد.
وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي!
وسلف بنحوه بإسناد صحيح برقم (24313) .
قال السندي: قولها: فوالله ما تركت نفسك، أي: حيث أكثرت إلى أن أُمِرت بشيء لا تقدر عليه.
(1) في (ق) و (ظ2) و (م) : حدثاً.
(2) إسناده حسن من أجل ابن إسحاق - وهو محمد - وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن ابن عوف.
وهو في "السيرة النبوية" لابن هشام 2/242، من حديث أبن إسحاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (2671) ، والحاكم 3/35-36، والبيهقي في "السنن" =(43/383)
26365 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ قَالَتْ: لَمَّا قَسَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبَايَا بَنِي الْمُصْطَلِقِ وَقَعَتْ جُوَيْرِيَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ فِي السَّهْمِ لِثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ الشَّمَّاسِ - أَوْ لِابْنِ عَمٍّ لَهُ - وَكَاتَبَتْهُ (1) عَلَى نَفْسِهَا، وَكَانَتْ امْرَأَةً حُلْوَةً مُلَاحَةً لَا يَرَاهَا أَحَدٌ إِلَّا أَخَذَتْ بِنَفْسِهِ، فَأَتَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْتَعِينُهُ فِي كِتَابَتِهَا، قَالَتْ: فَوَاللهِ مَا هُوَ إِلَّا أَنْ رَأَيْتُهَا عَلَى بَابِ حُجْرَتِي فَكَرِهْتُهَا، وَعَرَفْتُ أَنَّهُ سَيَرَى مِنْهَا مَا رَأَيْتُ، فَدَخَلَتْ عَلَيْهِ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَنَا جُوَيْرِيَةُ بِنْتُ
__________
=9/82، وفي "معرفة السنن" (18018) من طريقين، عن ابن إسحاق، به.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه.
قلنا: لم يحتج مسلم بمحمد بن إسحاق، إنما أخرج له في المتابعات.
ونقل البيهقي عن الشافعي قوله: فحدثني أصحابنا أنها كانت دلت على محمود بن مسلمة رحىً، فقتلته، فقتلت بذلك.
ونقل أيضاً قوله: قد جاء الخبر أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قتل القرظية، ولم يصح خبر على أي معنى قتلها، وقد يحتمل أن تكون أسلمت، ثم ارتدت ولحقت بقومها، فقتلها لذلك، ويحتمل غيره.
قلنا؟ وانظر حديث عائشة في قصة بني قريظة السالف برقم (25097) .
قال السندي: قولها: لم يُقتل من نسائهم، أي: نساء بني قريظة حين قتلوا بعد الأحزاب.
قولها: ظهراً وبطناً، أي: تنقلب من كثرة الضحك ظهراً لبطن، وبطناً لظهر.
(1) في (ظ7) و (ظ8) : فكاتبته.(43/384)
الْحَارِثِ بْنِ أَبِي ضِرَارٍ سَيِّدِ قَوْمِهِ، وَقَدْ أَصَابَنِي مِنَ الْبَلَاءِ مَا لَمْ يَخْفَ عَلَيْكَ، فَوَقَعْتُ فِي السَّهْمِ لِثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ الشَّمَّاسِ - أَوْ لِابْنِ عَمٍّ لَهُ - فَكَاتَبْتُهُ عَلَى نَفْسِي، فَجِئْتُكَ أَسْتَعِينُكَ عَلَى كِتَابَتِي. قَالَ: " فَهَلْ لَكِ فِي خَيْرٍ مِنْ ذَلِكَ؟ ". قَالَتْ: وَمَا هُوَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " أَقْضِي كِتَابَتَكِ وَأَتَزَوَّجُكِ " قَالَتْ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " قَدْ فَعَلْتُ ". قَالَتْ: وَخَرَجَ الْخَبَرُ إِلَى النَّاسِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَزَوَّجَ جُوَيْرِيَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ، فَقَالَ النَّاسُ: أَصْهَارُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَرْسَلُوا مَا بِأَيْدِيهِمْ، قَالَتْ: فَلَقَدْ أَعْتَقَ بِتَزْوِيجِهِ إِيَّاهَا مِائَةَ أَهْلِ بَيْتٍ مِنْ بَنِي الْمُصْطَلِقِ، فَمَا أَعْلَمُ امْرَأَةً كَانَتْ أَعْظَمَ بَرَكَةً عَلَى قَوْمِهَا مِنْهَا (1)
__________
(1) إسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق، وقد صرح بالتحديث هنا فانتفت شبهة تدليسه. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزهري.
وهو عند ابن إسحاق في "السير والمغازي" ص263، ومن طريقه أخرجه ابن راهويه في "مسنده" (725) ، وأبو داود (3931) ،وابن الجارود فى "المنتقى" (705) ، وأبو يعلى في "مسنده" (4963) ،والطبرى فى "التاريخ" 2/610، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4748) ،وفى "شرح معانى الآثار 3/21،" وابن حبان في "صحيحه" (4054) و (4055) ، والطبرانى فى "الكبير" (159) /24،والحاكم في "المستدرك" 4/26، والبيهقى فى "السنن" 9/74-75، وابن الأثير في "أسد الغابة"،75-56/7 بهذا الإسناد.
وأورده ابن هشام في "سيرته" 2/294-295.
وأخرجه الواقدي في "المغازي"،1/411وابن سعد فى "طبقاته" 8/116، والحاكم 4/26-27 من طريق محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان،=(43/385)
26366 - حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، عَنْ أَفْلَتَ بْنِ خَلِيفَةَ، قَالَ أَبِي: سُفْيَانُ يَقُولُ: فُلَيْتٌ، (1) عَنْ جَسْرَةَ بِنْتِ دَجَاجَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: بَعَثَتْ صَفِيَّةُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِطَعَامٍ قَدْ صَنَعَتْهُ لَهُ وَهُوَ عِنْدِي، فَلَمَّا رَأَيْتُ الْجَارِيَةَ، أَخَذَتْنِي رِعْدَةٌ حَتَّى اسْتَقَلَّنِي (2) أَفْكَلُ، فَضَرَبْتُ الْقَصْعَةَ، فَرَمَيْتُ بِهَا. قَالَتْ: فَنَظَرَ إِلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَعَرَفْتُ الْغَضَبَ فِي وَجْهِهِ، فَقُلْتُ: أَعُوذُ بِرَسُولِ اللهِ أَنْ يَلْعَنَنِي الْيَوْمَ. قَالَتْ: قَالَ: " أَوْلَى ". قَالَتْ: قُلْتُ: وَمَا كَفَّارَتُهُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " طَعَامٌ كَطَعَامِهَا، وَإِنَاءٌ كَإِنَائِهَا " (3)
__________
= عن عائشة، به. وفي مطبوع الواقدي عن ثوبان بدلاً من محمد بن عبد الرحمن.
وانظر حديث أنس السالف برقم (11957) .
(1) وقع قوله:"قال أبي:سفيان يقول: "فليت" في (ظ7) و (ظ8) آخر الحديث.
(2) في (ق) و (ظ7) :استقبلني.
(3) إسناده حسن، وقد سلف مختصراً برقم. (25155) عبد الواحد: هو ابن زياد العبدي.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/321، وقال: رواه أبو داود وغيره باختصار. ورواه أحمد ورجاله ثقات.
قال السندي: قولها: حتى استقلني، أي: علتني.
أفكل، أي: رِعْدة.
قال: "أولى"،أي:الدعاءُ أولى بك.(43/386)
26367 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ (1) بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، وَأَبُو سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَا شَبِعَ آلُ مُحَمَّدٍ مُذْ قَدِمُوا الْمَدِينَةَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ تِبَاعًا مِنْ طَعَامٍ حَتَّى تُوُفِّيَ قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: ثَلَاثَ لَيَالٍ تِبَاعًا مِنْ خُبْزِ بُرٍّ حَتَّى تُوُفِّيَ (2)
26368 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يِسَافٍ، عَنْ فَرْوَةَ بْنِ نَوْفَلٍ، أَنَّهُ قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ قُلْتُ: أَخْبِرِينِي بِشَيْءٍ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو بِهِ لَعَلِّي أَدْعُو اللهَ بِهِ فَيَنْفَعَنِي اللهُ بِهِ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
(1) في (م) تحرف إلى محسن!
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سعيد: وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري، فقد روى له البخاري متابعة، وهو ثقة وقد توبع. حسين بن محمد: هو ابن بهرام المَرُّوذي. شيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي: نسبة إِلى نحوة بطن من الأزد.
وأخرجه ابن ماجه (3344) ، والبيهقي في "الدلائل" 1/339 من طريقين عن زائدة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (5416) و (6454) ، ومسلم (2970) (20) ، والنسائى في "الكبرى" (6637) ، وأبو يعلى (4539) ، والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند ابن عباس) (456) ، (وفي) مسند عمر (1004) ، و (1005) ، والطبراني في "الأوسط" (6351) ، والدارقطني في "العلل" 5/ورقه 61، البيهقي في "السنن" 7/47، وفي "الشعب" (1455) و (10420) من طرق عن منصور، به.
وسلف برقم (24151) .(43/387)
يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: " اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا عَمِلْتُ، وَمِنْ شَرِّ مَا لَمْ أَعْمَلْ " (1)
26369 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أُتِيَ بِالْمَرِيضِ قَالَ: " أَذْهِبِ الْبَاسَ رَبَّ النَّاسِ، وَاشْفِ أَنْتَ الشَّافِي، لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، هلال بن يساف وفروة بن نوفل من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.حسين: هو ابن محمد بن بَهرام المرُّوذي، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النحْوي، ومنصور: هو ابن المعتمر.
وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" (1600) ، ومسلم (2716) (65) ، وأبو داود (1550) ، والنسائي في "المجتبى" 8/281، وفي "الكبرى" (7966) ، وابن حبان (3031) ، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (289) من طريق جرير- وهو ابن عبد الحميد الضبي- عن منصور، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/56، وفي "الكبرى" (1230) عن إسحاق بن إبراهيم - وهو ابن راهويه - عن جرير، عن منصور، به. وزاد: كان يدعو به في صلاته.
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (1529) من طريق الفضيل بن عياض، عن منصور، به، بلفظ: "اللهم اغفر لي ما علمت وما لم أعلم".
وقد سلف برقم (24033) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24175) ، غير أن شيخ أحمد هنا: هو حسين بن محمد بن بهرام المروذي، وشيخه: هو شيبان ابن عبد الرحمن النحوي.(43/388)
26370 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ (1) ، عَنِ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا أَنْفَقَتِ الْمَرْأَةُ مِنْ طَعَامِ بَيْتِهَا غَيْرَ مُفْسِدَةٍ، كَانَ لَهَا أَجْرُهَا بِمَا أَنْفَقَتْ، وَلِزَوْجِهَا أَجْرُهُ بِمَا اكْتَسَبَ، وَلِلْخَازِنِ مِثْلُ ذَلِكَ، لَا يَنْقُصُ بَعْضُهُمْ (2) مِنْ أَجْرِ (3) بَعْضٍ شَيْئًا " (4)
26371 - حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الطُّفَيْلِ الْبَكَّائِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يِسَافٍ، عَنْ فَرْوَةَ بْنِ نَوْفَلٍ، قَالَ: قُلْتُ يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ حَدِّثِينِي بِشَيْءٍ، كَانَ يَدْعُو بِهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
(1) في (م) : عن شقيق، عن سلمة، وهو خطأ.
(2) في (م) : لا ينقص أجرهم.
(3) في هامش (هـ) : أجور (نسخة) .
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسين: هو ابن محمد المرُوذي، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي، ومنصور: هو ابن المعتمر، ومسروق: هو ابن الأجدع.
وأخرجه ابن راهويه (1646) ، والبخاري (1425) و (1439) و (1441) و (2065) ، ومسلم (1024) (80) ، وأبو داود (1685) ، والترمذي (672) ، والنَّسائى في "الكبرى" (9197) - وهو في "عشرة النساء" (315) - والبغوي في "الجعديات" (77) ، والإسماعيلي في "معجمه" 1/398، والسهمي في "تاريخ جرجان" ص 391، والبيهقي 4/192 من طرق عن منصور، به.
قرن البخاري (1439) ، والبغوي والإسماعيلي والسهمي بمنصور الأعمشَ.
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وسلف برقم (24171) .(43/389)
قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ أَنْ يَدْعُوَ: " اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا عَمِلْتُ وَمَنْ شَرِّ مَا لَمْ أَعْمَلْ " (1)
26372 - حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: مَنْ أَدْرَكَتْهُ الصَّلَاةُ جُنُبًا لَمْ يَصُمْ قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِعَائِشَةَ فَقَالَتْ: " إِنَّهُ لَا يَقُولُ شَيْئًا. قَدْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصْبِحُ فِينَا جُنُبًا، ثُمَّ يَقُومُ فَيَغْتَسِلُ، فَيَأْتِيهِ بِلَالٌ فَيُؤْذِنُهُ بِالصَّلَاةِ، فَيَخْرُجُ، فَيُصَلِّي بِالنَّاسِ وَالْمَاءُ يَنْحَدِرُ فِي جِلْدِهِ، ثُمَّ يَظَلُّ يَوْمَهُ ذَلِكَ صَائِمًا " (2)
26373 - حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ مَا كَانَ يَنْهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُنْتَبَذَ فِيهِ قَالَتْ: كَانَ " يَنْهَى عَنِ الدُّبَّاءِ وَالْمُزَفَّتِ " قَالَ: قُلْتُ: فَالسُّعْنُ؟ (3)
__________
(1) حديث صحيح، وهو مكرر الحديث (26368) ، إلا أن شيخ الإمام أحمد في هذا الإسناد هو زياد بن عبد الله البكّائي، وفي حديثه عن غير ابن إسحاق لينٌ، لكنه توبع.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على منصور بن المعتمر، وقد بينا ذلك في الرواية (26298) ، فانظرها لزاماً.
قال السندىِ: قولها: إنه لا يقول شيئاً، أي: إن قوله باطل لا عبرة به، فقائله لم يقل ما يعدُّ شيئاً.
(3) في (م) : فالسفن، وهو تحريف. والسُّعْن: قربة أو إداوة ينتبذ فيها وتعلق بوتد أو جذع نخلة. انظر"النهاية" (سعن) .(43/390)
قَالَتْ: إِنَّمَا أُحَدِّثُكَ مَا سَمِعْتُ، وَلَا أُحَدِّثُكَ بِمَا لَمْ أَسْمَعْ (1)
26374 - حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ كَيْفَ كَانَ عَمَلُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يَخُصُّ شَيْئًا مِنَ الْأَيَّامِ؟ قَالَتْ: لَا، " وَأَيُّكُمْ يُطِيقُ مَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْمَلُ " (2)
26375 - حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ (3) صُبَيْحٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: لَمَّا نَزَلَتِ الْآيَةُ الَّتِي فِي الْبَقَرَةِ فِي الْخَمْرِ، " قَرَأَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِدِ، ثُمَّ حَرَّمَ التِّجَارَةَ فِي الْخَمْرِ " (4)
__________
(1) مرفوعه صحيح، وهذا إسناد ضعيف، زياد بن عبد الله: وهو البكائي ضعيف في غير روايته عن أبي إسحاق، ثم إنه خالف الرواة عن منصور في سؤال إبراهيم بن يزيد النخعي للأسود، فجعله من سؤال الأسود لعائشة.
انظر ما سلف برقمي (24840) و (25669) .
(2) حديث صحيح، زياد بن عبد الله - وهو البكّائي - تابعه جرير بن عبد الحميد الضبي في الرواية (24162) وغيره كما في مكرراته المذكورة هناك.
(3) في (م) : عن، وهو خطأ.
(4) زياد بن عبد الله - وهو البكائي - في حديثه عن غير ابن إسحاق لين، وقد أخطأ في قوله: لما نزلت الآية التي في البقرة في الخمر، والصواب: في الرِّبا، كما سلفت في الروايات (24193) :و (25960) و (25532) . وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. منصور: هو ابن المعتمر، ومسروق: هو ابن الأجدع.(43/391)
26376 - حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الْوَلِيدِ، (1) قَالَ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ الْبَهِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَذْكُرُ اللهَ عَلَى كُلِّ أَحْيَانِهِ " (2)
26377 - حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُشَاكُ شَوْكَةً، فَمَا فَوْقَهَا، إِلَّا رَفَعَهُ اللهُ بِهَا دَرَجَةً، وَحَطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةً " (3)
26378 - حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ صَالِحِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ أَبُو الْحَارِثِ، قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي الْعَصْرَ وَالشَّمْسُ لَمْ
__________
(1) قوله: بن القاسم بن الوليد، ليس في (م) .
(2) حديث صحيح، الوليد بن القاسم بن الوليد - وهو الهَمْداني، وإن كان حسن الحديث - توبع. كما في الرواية (24410) ، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح.
وقد سلف برقم (24410) .
(3) حديث صحيح، الوليدُ بن القاسم بن الوليد مختلفٌ فيه، وقد توبع في الرواية (24157) وغيرها. وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السَّبيعي، ومنصور: هو ابن المعتمر.
وانظر (24114) .(43/392)
تَخْرُجْ مِنْ حُجْرَتِهَا "، وَكَانَ الْجِدَارُ بَسْطَةً وَأَشَارَ عَامِرٌ بِيَدِهِ (1)
26379 - حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " إِنْ كُنَّا لَنَذْبَحُ الشَّاةَ فَيَبْعَثُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَعْضَائِهَا إِلَى صَدَائِقِ خَدِيجَةَ " (2)
__________
(1) صحيح دون قولها: وكان الجدار بسطة. وهذا إسناد ضعيف جداً، عامر بنُ صالح بن عبد الله بن عروة بن الزبير بن العوام متروك الحديث، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وسلف بإسناد صحيح على شرط الشيخين برقم (25685) ولفظه: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصلي العصر والشمس واقعة في حجرتي.
وسلف أيضاً من طريق الزهري عن عروة، به، برقم (24095) .
والضمير في قوله: في حجرتها لعائشة، يدل عليه لفظ الرواية: (24095) والشمس طالعة في حجرتي. قال الحافظ في "الفتح" 2/25: وفيه نوع التفات.
قال السندي: قولها: وكان الجدار بسطة، كأن المراد بها غير طويلة، بل كانت قصيرة، كأنها مبسوطة على الأرض، والله تعالى أعلم.
وقال الحافظ في "الفتح" 2/26: وقد عرف بالاستفاضة والمشاهدة أن حُجَر أزواج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم تكن متسعة، ولا يكون ضوء الشمس باقياً في قعر الحجرة الصغيرة إلا والشمس قائمة مرتفعة، وإلا متى مالت جداً أرتفع ضوؤها عن قاع الحجرة، ولو كانت الجدر قصيرة. قال النووي: كانت الحجرة ضيقة العَرَصة قصيرة الجدار بحيث كان طول جدارها أقل من مسافة العَرَصة بشيء
يسير، فإذا صار ظل الجدار مثله كانت الشمس بعد في أواخر العَرَصة.
(2) حديث صحيح، عامر بن صالح - وهو الزبيري - وإن كان متروك الحديث - تابعه حماد بن أسامة، كما سلف في الرواية (24310) .
وسيرد بقطعتين أخريين منه برقمي (26381) و (26387) .(43/393)
26380 - حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ " (1)
26381 - حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَمَرَنِي رَبِّي أَنْ أُبَشِّرَ خَدِيجَةَ بِبَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ " (2)
26382 - حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْوَزَغُ فُوَيْسِقٌ " (3)
__________
(1) حديث صحيح، عامر بن صالح - وهو ابن عبد الله بن عروة بن الزبير القرشي الزبيري أبو الحارث المدني، وإن يكن متروك الحديث - توبع، فقد تابعه قتيبة بن سعيد في الرواية (24613) ، وعبد الرزاق (25952) وبقية.
رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
وسلف مطولا برقم (24233) .
(2) حديث صحيح، عامر بن صالح - وهو الزبيري، وإن يكن متروك الحديث - تابعه حماد بن إسامة كما سلف في الرواية (24310) .
وسلف بقطعة اخرى منه برقم (26379) .
(3) حديث صحيح، عامر بن صالح توبع. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. يونس بن يزيد: هو الأيلي.
وأخرجه البخاري (3306) ، ومسلم (2239) ، والنسائي في "المجتبى" 5/209، وفي "الكبرى" (3869) ، وابن ماجه (3230) ، وابن حبان (3963) =(43/394)
26383 - حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَنَامَ وَهُوَ جُنُبٌ، يَتَوَضَّأُ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ، وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَأْكُلَ، أَوْ يَشْرَبَ (1) ، غَسَلَ يَدَهُ، ثُمَّ أَكَلَ وَشَرِبَ " (2)
26384 - حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْمَرْأَةُ كَالضِّلَعِ، إِنْ أَقَمْتَهَا
__________
= (5636) من طريق عبد الله بن وهب، عن يونس، بهذا الإسناد. وزاد البخاري: وزعم سعد بن أبي وقاص أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمر بقتله. قال الحافظ في "الفتح" 6/354: قوله: وزعم سعد بن أبي وقاص. قائل ذلك يحتمل أن يكون عروة، فيكون متصلاً، فإنه سمع من سعد، ويحتمل أن تكون عائشة، فيكون من رواية القرين عن قرينه، ويحتمل أن يكون من قول الزهري، فيكون منقطعاً، وهذا الاحتمال الأخير أرجح. قلنا: وانظر تتمة كلامه ثمة.
قلنا: وحديث سعد بن أبي وقاص، سلف برقم (1523) من طريق معمر، عن الزهري، عن عامر بن سعد، عن أبيه، قال: امر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقتل الوزغ، وسماه فويسقاً.
وقد سلف برقم (24568) .
(1) في (ظ7) و (ظ8) و (هـ) : ويشرب.
(2) حديث صحيح، عامر بن صالح متابع، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
وسلف برقم (24872) .(43/395)
كَسَرْتَهَا، وَهِيَ يُسْتَمْتَعُ بِهَا عَلَى عِوَجٍ فِيهَا " (1)
26385 - حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ شَوْكَةٌ فَمَا فَوْقَهَا إِلَّا قَصَّ اللهُ بِهَا عَنْهُ خَطِيئَةً " (2)
26386 - حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ
__________
(1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد فيه عامر بن صالح، وهو ابن عبد الله بن عروة بن الزبير، قال الحافظ: متروك الحديث، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه البزار (1479) "زوائد"، والطبراني في "الأوسط" (972) من طريق عمرو بن أبي سلمة، عن زهير بن محمد، عن هشام بن عروة، بهذا الإسناد. وزهير بن محمد وهو التميمي؛ رواية أهل الشام عنه غير مستقيمة، وهذه منها، فعمرو بن أبي سلمة هو أبو حفص الدمشقي.
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/304: رواه أحمد والطبراني في "الأوسط"، والبزار، ورجال البزار رجال الصحيح.
وله شاهد من حديث أبي هريرة، عند مسلم (1468) ، وقد سلف برقم (9524) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
(2) حديث صحيح، عامر بن صالح - وهو الزبيرىِ، وإن تكلموا فيه - توبع، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه إسحاق بن راهويه (889) ، ومسلم (2572) (48) ، والنَّسائى في "الكبرى" (4786) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2223) من طريقين عن هشام بن عروة، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (24573) .
وانظر (24114) .(43/396)
أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ بِبُنْيَانِ الْمَسَاجِدِ فِي الدُّورِ، وَأَمَرَ بِهَا أَنْ تُنَظَّفَ وَتُطَيَّبَ " (1)
__________
(1) حديث صحيح وهذا إسناد ضعيف، عامر بن صالح - وهو ابن عبد الله الزبيري وإن كان متروكاً- قد توبع، وقد اختلف على هشام بن عروة في وصله وإرساله.
وأخرجه العقيلي 3/309، والبيهقي 2/439-440 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (594) ، وابن عدي 5/1738، والبغوي (499) من طريق عامر بن صالح، به.
وأخرجه أبو داود (455) ، وابن ماجه (759) ، وابو يعلى (4698) ، وابن حبان في "صحيحه" (1634) من طريق زائدة بن قدامة، وابن ماجه (758) ، وابن خزيمة (1294) من طريق مالك بن سُعير، كلاهما عن هشام بن عروة، به، وزائدة بن قدامة ثقة، ومالك بن سعير لا بأس به، وقد روياه متصلاً.
ورواه وكيع كما عند ابن أبي شيبة 2/363، والترمذي (595) - وقرن به عبدةَ بنَ سليمان- والعقيلي 3/309، وسفيانُ بنُ عيينة عند الترمذي أيضاً (596) ثلاثتهم عن هشام بن عروة، عن ابيه، أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمر ... مرسلاً، ولا يُعل المسند بالمرسل فإن الوصل من الثقة زيادة مقبولة، وفي الباب ما يشهدله.
ورواه قران بن تمام - عند العقيلي في "الضعفاء" 3/309- عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن الفرافصة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قال الدارقطني: لا يصح.
ورواه محمد بن إسحاق فيما سلف عند المصنف برقم (23146) عن عمر ابن عبد الله بن عروة، عن جده عروة بن الزبير، عمن حدثه من أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهذا إسناد حسن.
وله شاهد من حديث سمرة بن جندب، سلف برقم (20184) ، وإسناده ضعيف.
وفي باب اتخاذ المساجد في البيوت عن عتبان بن مالك أنه قال: يا رسول الله،=(43/397)
26387 - حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " مَا غِرْتُ عَلَى امْرَأَةٍ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا غِرْتُ عَلَى خَدِيجَةَ، وَذَلِكَ لِمَا (1) كُنْتُ أَسْمَعُ مِنْ ذِكْرِهِ إِيَّاهَا " (2)
26388 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، وَحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ أَبِي بَكْرٍ، أَنَّهَا أَخْبَرَتْهُ أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: فِي الْمَرْأَةِ تَرَى الشَّيْءَ مِنَ الدَّمِ يَرِيبُهَا بَعْدَ
__________
= إن السيول تحول بيني وبين مسجد قومي، فأحب أن تأتيني فتصلي في مكان في بيتي أتخذه مسجداً ... سلف برقم (16482) .
وانظر حديث أنس (12329) .
وفي باب تنظيف المساجد وتطييبها:
عن ابن عمر إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رأى نخامة في قبلة المسجد، فحكَها، وخلَّق مكانها، سلف برقم (4684) ، وإسناده قوي.
وعن جابر عند مسلم (3008) نحوه.
وعن أنس مرفوعاً: "النخاعة في المسجد خطيئة، وكفارتُها دفنُها"، سلف برقم (12062) ، وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
وانظر حديث ابي هريرة (8634) .
قال الترمذي: قال سفيان (يعني ابن عيينة) : قوله: ببناء المساجد في الدور: يعني القبائل. وقال البيهقي: المراد بالدور قبائلهم وعشائرهم، والله أعلم.
(1) في (م) : بما.
(2) حديث صحيح. عامر بن صالح - وهو الزبيري، وإن كان متروك الحديث - تابعه حماد بن أسامة كما سلف في الرواية (24310) .
وسلف بقطعتين أخريين منه برقمي: (26378) و (26381) .(43/398)
الطُّهْرِ؟ قَالَ (1) : " إِنَّمَا هُوَ عِرْقٌ أَوْ عُرُوقٌ (2) " (3)
26389 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، وَهَاشِمٌ، وَحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالُوا: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ، وَقَالَ هَاشِمٌ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، أَنَّ عَائِشَةَ، وَقَالَ هَاشِمٌ: عَنْ عَائِشَةَ، أَخْبَرَتْهُ " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي الرَّكْعَتَيْنِ بَيْنَ النِّدَاءِ وَالْإِقَامَةِ مِنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ " (4)
26390 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، وَحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنِ الْأَشْعَثِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ:
__________
(1) في (م) : قالت: وهو خطأ.
(2) في (م) : عرق، وهو خطأ.
(3) إسناده ضعيف، وقد سلف الكلام عليه في الرواية (24428) .
وأخرجه ابن ماجه (646) ، وابن الجارود في "المنتقى" (116) من طريق عبيد الله بن موسى، والبيهقي في "السنن" 1/337 من طريق محمد بن سابق، كلاهما عن شيبان بن عبد الرحمن النحوي، بهذا الإسناد. وفي مطبوع ابن ماجه: أم بكر، وهو خطأ.
وأخرجه البيهقي 1/377 من طريق معاوية بن سلام، عن يحيى بن أبي كثير، به.
وقد سلف (24428) .
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24517) سنداً ومتناً إلا أنه قرن هنا بهاشم، حسن بن موسى الأشيب، وحسين بن محمد: وهو ابن بهرام المروذي.
وأخرجه مطولاً أبو عوانة 2/328 من طريق حسن بن موسى، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولاً مسلم (738) من طريق حسين بن محمد، بهذا الإسناد.(43/399)
قُلْتُ لِعَائِشَةَ أَيُّ الْعَمَلِ كَانَ أَعْجَبَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: " كَانَ يُحِبُّ الدَّائِمَ " قَالَ: قُلْتُ: فَأَيُّ (1) حِينٍ كَانَ يُصَلِّي؟ قَالَتْ: " كَانَ إِذَا سَمِعَ الصَّارِخَ، قَامَ فَصَلَّى " (2)
26391 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْفُضَيْلُ يَعْنِي ابْنَ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا خُثَيْمُ بْنُ عِرَاكٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " إِنْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيُصْبِحُ جُنُبًا مِنْ جِمَاعٍ ثُمَّ يَغْتَسِلُ، ثُمَّ يُصْبِحُ صَائِمًا " (3)
__________
(1) في (م) : في أي.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24628) غير أن شيخي أحمد هنا: هما حسن بن موسى الأشيب وحسين بن محمد: وهو ابن بهرام المرُّوذي، وشيخهما: هو شيبان بن عبد الرحمن النحْوي.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف الفضل بن سليمان: وهو النميري، واختلف فيه على سليمان بن يسار، فرواه عنه خُثيَم بن عراك، واختلف عليه فيه:
فرواه الفضيل بن سليمان - كما في هذه الرواية - وأبو بكر الحنفيْ وهو عبد الكبير بن عبد المجيد كما عند النسائى في "الكبرى" (3009) كلاهما عن خُثيَم بن عراك، عن سليمان بن يسار، عن عائشة.
ورواه عاصمِ بن عبد العزيز ألاشجعي كما عند الطبراني في "الأوسط" (4076) عن خُثيم بن عراك، عن سليمان بن يسار، عنْ أم سلمة، وقرن مع خُثيَم محمد بن عمارة. فجعله من حديث أم سلمة.
ورواه محمد بن يوسف الكندي كما عند مسلم (1109) (80) والنَّسائى في "الكبرى" (3011) ، وأسامة بن زيد الليثي كما عند ابن أبي شيبة 3/80، والنسائي في "الكبرى" (3010) كلاهما عن سليمان بن يسار، عن أم سلمة.
وانظر (24062) .(43/400)
26392 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، أَخْبَرَهُ أَنَّ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ أَخْبَرَهُ أَنَّ عَائِشَةَ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ أَخْبَرَتْهُ " " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُقَبِّلُهَا وَهُوَ صَائِمٌ " (1) "
26393 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسن بن موسى: هو الأشيب، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف.
وأخرجه مسلم (1106) (69) ، وأبو بكر الباغندي في "مسند عمر بن عبد العزيز" ص 117-118، وابن حزم في "المحلى" 6/205، من طريق حسن بن موسى، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي (1723) ، والنسائي في "الكبرى" (3066) ، وأبن حبان (3539) من طريقين، عن شيبان، به.
وأخرجه مسلم (1106) (69) ، والنسائي في "الكبرى" (3067) ، وأبو بكر الباغندي في "مسند عمر بن عبد العزيز" ص 119-120 وص 120، والطبراني في "مسند الشاميين" (2828) من طريق معاوية بن سلام، عن يحيى بن أبي كثير، به.
وأخرجه أبو بكر الباغندي في "مسند عمر بن عبد العزيز" ص 118، وتمَّام في "فوائده" (562) (الروض البسام) من طريق يزيد بن عبد الله بن رُزَيق، عن الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن يحيى، به.
وصرَّح الوليد بالتحديث في جميع طبقات الإسناد. وذكرنا الاختلاف فيه على الأوزاعي في الرواية. (25613) .
وسلف برقم (24110) .(43/401)
الْحَسَنِ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ عَائِشَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَغْتَسِلُ بِالصَّاعِ مِنَ الْمَاءِ (1) ، وَيَتَوَضَّأُ بِالْمُدِّ " (2)
26394 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، قَالَ: سَمِعْتُ شَيْبَانَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الْكَلْبَ الْأَسْوَدَ الْبَهِيمَ (3) شَيْطَانٌ " (4)
__________
(1) لفظ "من الماء" ليس في (م) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد سلف الكلام عليه في الرواية (25836) .
وأخرجه النسائى في "المجتبى" 1/180 من طريق الحسن بن موسى الأشيب، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (9312) من طريق آدم، عن شيبان، وقد سلف بإسناد صحيح برقم (24896) .
(3) البهيم، ليست في (م) .
(4) صحيح لغيره، وهو مكرر (25243) غير أن شيخ أحمد هنا: هو حسن بن موسى الأشيب.
وقوله: "إن الكلب الأسود البهيم شيطان"، أي: أن ضرَره أشدُّ مِن غيره، فسُمي شيطاناً على المجاز، قال أبو جعفر الطبري: الشيطانُ في كلام العرب كُل متمرد من الجن والإنس والدواب وكل شيء، وكذلك قال ربنا جَلَ ثناؤه:
(وكذلك جَعَلْنا لِكُلِّ نبِى عدواً شياطين الإنسِ والجنِّ) فجعل مِن الإنس شياطين مثلَ الذي جعل من الجن، وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ورَكِبَ بِرْذَنْاً، فجعل يَتَبَخْترُ به، فجعل يضربُه فلا يزدادُ إلا تَبَخْتُراً، فنزل عنه=(43/402)
26395 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ (1) ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو هَاشِمٍ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " كُنْتُ أَفْرُكُ الْجَنَابَةَ مِنْ ثَوْبِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (2)
__________
=وقال: ما حملتُموني إلا على شيطان، ما نزلتُ عنه حتى أنكرْتُ نفسي، وإنما سُمي المتمرد مِن كل شيء شيطاناً لمفارقة أخلاقه وأفعاله أخلاقَ سائرِ جنسه وأفعالِه، وبُعدُه من الخير.
وقال ابن الأثير في "النهاية" في تفسير قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "إن الشمس تطلع بين قرني شيطان: "هذا تمثيل، أي: حينئذ يتحركُ الشيطانُ ويتسلَّط، وكذلك قوله: "الشيطانُ يجري من ابن آدمَ مجرى الدم: "إنما هو أن يتسلط عليه، فَيُوسوس له، لا أنه يدخل في جوفه.
وقال ابن الأثير في تفسير قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الراكب شيطان، والراكبان شيطانان،
والثلاثة ركب" أي: أن الانفراد والذهاب في الأرض على سبيل الوحدة من فعل الشيطان، او شيء يحمله عليه الشيطان.
وقال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 1/584 تعليقاً على قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "فإن أبى فليقاتله فإنما هو شيطان"، أي: فعله فعل الشيطان؛ لأنه أبى إلا التشويش على المصلي، وإطلاق الشيطان على المارد من الإنس سائغ شائع، وقد جاء في القرآن في قوله تعالى: (شياطين الإنس والجن) .
وقال ابن بَطَّال: وفي هذا الحديث جواز إطلاق لفظ الشيطان على مَن يَفتِن في الدين، وإن الحكم للمعاني دون الأسماء؛ لاستحالة ان يصير المارُّ شيطاناً بمجرد مُروره.
(1) في (ظ7) و (ظ8) حسين، وهو خطأ.
(2) إسناده صحيح، وهو مكرر الحديث (24378) إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا هو حسن: وهو ابن موسى الأشيب.=(43/403)
26396 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، (1) قَالَ: حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى وَبِيصِ الطِّيبِ فِي مَفْرِقِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ " (2)
26397 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " تَزَوَّجَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَوَفَّى خَدِيجَةَ، قَبْلَ مَخْرَجِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ بِسَنَتَيْنِ أَوْ ثَلَاثٍ، وَأَنَا بِنْتُ سَبْعِ سِنِينَ، فَلَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ جَاءَتْنِي نِسْوَةٌ وَأَنَا أَلْعَبُ فِي أُرْجُوحَةٍ، وَأَنَا مُجَمَّمَةٌ، فَذَهَبْنَ بِي، فَهَيَّأْنَنِي وَصَنَعْنَنِي، ثُمَّ أَتَيْنَ بِي رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَبَنَى بِي وَأَنَا بِنْتُ تِسْعِ سِنِينَ " (3)
__________
(1) في (م) : يعني ابن زيد.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسن: هو ابن موسى الأشيب، ومنصور: هو ابن المعتمر، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي.
وأخرجه مسلم (1190) (39) من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (26303) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم.
وأخرجه الطيالسي (1454) ، وابن سعد 8/59، وابو داود (4933) و (4935) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 3/268-269،=(43/404)
26398 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلَيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " سَابَقْتُ (1) النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَبَقْتُهُ " (2)
26399 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا فَرَغَ مِنَ الْأَحْزَابِ، " دَخَلَ الْمُغْتَسَلَ يَغْتَسِلُ، وَجَاءَ جِبْرِيلُ، فَرَأَيْتُهُ مِنْ خَلَلِ الْبَابِ قَدْ عَصَبَ رَأْسَهُ الْغُبَارُ "، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَوَضَعْتُمْ أَسْلِحَتَكُمْ؟ فَقَالَ: " مَا وَضَعْنَا أَسْلِحَتَنَا بَعْدُ، انْهَدْ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ " (3)
26400 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كُنْتُ أَرْقِي رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْعَيْنِ "
__________
= وابو يعلى (4600) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (41) ، والبيهقي في "الدلائل" 2/409 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وقد سلف نحوه برقم (24152) .
(1) في (م) سابقني.
(2) حديث صحيح، وهو مكرر (24981) غير أن شيخ أحمد هنا هو حسن بن موسى، وقد سلف الكلام عليه هناك.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (24994) غير شيخ أحمد فهو هنا حسن، وهو ابن موسى الأشيب.
وأخرجه عبد بن حميد (1488) عن الحسن بن موسى، بهذا الإسناد.(43/405)
امْسَحِ الْبَاسَ رَبَّ النَّاسِ، بِيَدِكَ الشِّفَاءُ، لَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا أَنْتَ " (1)
26401 - حَدَّثَنَا أَبُو نُوحٍ قُرَادٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَنْ بَعْضِ شُيُوخِهِمْ، أَنَّ زِيَادًا، مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَيَّاشِ (2) بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ حَدَّثَهُمْ عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَلَسَ بَيْنَ يَدَيْهِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ لِي مَمْلُوكِينَ يَكْذِبُونَنِي وَيَخُونُونَنِي وَيَعْصُونَنِي، وَأَضْرِبُهُمْ وَأَسُبُّهُمْ، (3) فَكَيْفَ أَنَا مِنْهُمْ؟ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يُحْسَبُ (4) مَا خَانُوكَ وَعَصَوْكَ وَيُكَذِّبُونَكَ (5) وَعِقَابُكَ إِيَّاهُمْ. فَإِنْ كَانَ عِقَابُكَ إِيَّاهُمْ دُونَ ذُنُوبِهِمْ (6) كَانَ فَضْلًا لَكَ عَلَيْهِمْ (7) ، وَإِنْ كَانَ عِقَابُكَ إِيَّاهُمْ بِقَدْرِ ذُنُوبِهِمْ كَانَ كَفَافًا، لَا لَكَ وَلَا عَلَيْكَ، وَإِنْ كَانَ عِقَابُكَ إِيَّاهُمْ فَوْقَ ذُنُوبِهِمْ، اقْتُصَّ لَهُمْ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (24995) غير أن شيخ أحمد هنا: هو حسن بن موسى الأشيب.
(2) في (م) : عباد، وهو خطأ.
(3) في (ظ7) و (ظ8) : وأشتمهم.
(4) في (ظ7) :تحسب، وفي (م) : بحسب.
(5) في (م) : ويكذبونك.
(6) في (م) : وعقابك إياهم إن كان دون ذنوبهم ... وليس فيها قوله: فإن كان عقابك إياهم.
(7) قوله: عليهم، ضُرب عليه في (ظ8) .(43/406)
مِنْكَ (1) الْفَضْلُ الَّذِي بَقِيَ قِبَلَكَ " فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَبْكِي بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَهْتِفُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا لَهُ؟ مَا (2) يَقْرَأُ كِتَابَ اللهِ: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ} [الأنبياء: 47] فَقَالَ الرَّجُلُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا أَجِدُ شَيْئًا خَيْرًا مِنْ فِرَاقِ هَؤُلَاءِ - يَعْنِي عَبِيدَهُ - إِنِّي أُشْهِدُكَ أَنَّهُمْ أَحْرَارٌ كُلُّهُمْ (3)
__________
(1) في (ظ7) و (ظ8) : مثل.
(2) فى (ظ8) :أما.
(3) حديث ضعيف، وله إسنادان: الإسناد الأول غير محفوظ، تفرد به أبو نوح قُراد - وهو عبد الرحمن بن غزوان - وهو وإن كان ثقة، له أفراد، وهذا منها. والإسناد الثاني ضعيف لإبهام بعض رواته، ولانقطاعه، كما سيرد. وقوله: بعض شيوخهم، الوارد في الإسناد الثاني: هو زياد بن عجلان، كما صُرحَ به في رواية الدارقطني الأتية، ولم نقف له على ترجمة، ولعله لذلك عبَّر
عنه بقوله: عن بعض شيوخهم، لإبهامه. وزيادٌ مولى عبد الله بن عياش: هو زياد بن أبي زياد ميسرة المخزومي المدني، من رجال مسلم والترمذي وابن ماجه، وهو ثقة.
وبالإسنادين معاً أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (8586) من طريق إبي نوح قراد، به.
وبالإسناد الأول أخرجه الترمذي (3165) ، والدارقطني في "غرائب مالك" - فيما نقله الحافظ في "تهذيب التهذيب" في ترجمة إبي نوح قراد عبد الرحمن ابن غزوان - من طريق إبي نوح قراد، به.
قال الترمذى: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث عبد الرحمن ابن غزوان، وقد روى ابنُ حنبل عن عبد الرحمن بن غزوان هذا الحديث.=(43/407)
26402 - حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، (1) عَنْ بُدَيْلٍ، عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْتَتِحُ الصَّلَاةَ بِالتَّكْبِيرِ، وَيَفْتَتِحُ الْقِرَاءَةَ بِالْحَمْدُ لِلَّهِ " (2)
__________
= قلنا: وقال أبو أحمد الحاكم - فيما حكاه عنه الحافظ في "التهذيب" -:
أخبرني أبو جفر محمد بن عبد الرحمن، قال: قرأت على أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين، سألت أحمد بن صالح عن حديث قراد، عن الليث، عن مالك ... وذكر الحديث، فقال أحمد: هذا باطل، مما وضع الناس، وليس كل الناس يضبط هذه ألاشياء، إنما روى هذا الليثُ، أظنه قال: عن زياد بن عجلان، منقطع.
وقال الدارقطني في "غرائب مالك" فيما حكاه عنه الحافظ أيضاً: حدثنا أبو بكر النيسابوري، حدثنا العباس بن محمد، حدثنا أبو نوح عبد الرحمن بن غزوان قراد، حدثنا الليث بن سعد، عن مالك ... وذكر الحديث، ثم قال الدارقطني: قال لنا أبو بكر: ليس هذا من حديث مالك، وأخطأ فيه قُراد،
والصواب عن الليث ما حدثنا به بحر بن نصر من كتابه، حدثنا ابنُ وهب، أخبرني الليث، عن زياد بن عجلان، عن زياد مولى ابن عياش، قال: أتى رجل، فجلس بين يدي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فذكره. قال الدارقطني: لم يروه عن مالك عن الزهري غيرُ قراد، وليس بمحفوظ.
وقد أورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/350-351، ونسبه لأحمد، وذكر أن رجاله رجال الصحيح، ولم يقف على علته.
(1) كذا في النسخ الخطية و (م) و"أطراف المسند" 9/29، وجاء عند الطحاوي- كما سلف في تخريج الرواية (25382) من طريق أسباط: سعيد بن أبي عروبة، فليحرر!
(2) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير بُديل بن ميسرة، فمن رجال مسلم.=(43/408)
26403 - حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُطَرِّفٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ السُّبَيْعِيِّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ: مَا الْكَوْثَرُ؟ قَالَتْ: " نَهَرٌ أُعْطِيَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بُطْنَانِ الْجَنَّةِ، قَالَ: قُلْتُ: وَمَا بُطْنَانُ الْجَنَّةِ؟ قَالَتْ: وَسَطُهَا، حَافَّتَاهُ دُرٌّ (1) مُجَوَّفٌ " (2)
__________
= وقد سلف مطولاً برقم (24030) بإسناد صحيح.
(1) وقع في (م) : درّة، وهو خطأ.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. مطرف: هو ابن طريف، وأبو إسحاق السبيعي: هو عمرو بن عبد الله بن عبيد، وأبو عبيدة بن عبد الله: هو ابن مسعود. قال الحافظ: مشهور بكنيته، والأشهر أنه لا اسم له غيرها، ويقال: اسمه عامر.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (11705) - وهو في "التفسير" (725) - من طريق أسباط بن محمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 13/144، والبخاري (4965) ، والطبري (في تفسير سورة الكوثر) من طرق عن أبي إسحاق السبيعي، به.
وأخرجه الطبري أيضاً من طريق يعقوب القُمِّي، عن حفص بن حميد - وهو القُمِّي، عن شمر بن عطية، عن شقيق أو مسروق قال: قلت لعائشة: يا أم المؤمنين، وما بطنان الجنة؟ قالت: وسط الجنة، حافتاه قصور اللؤلؤ والياقوت، ترابه المسك، وحصباؤه اللؤلؤ والياقوت.
وفي الباب عن ابن عمر سلف برقم (5355) ، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.(43/409)
هَذِهِ الْأَحَادِيثُ زِيَادَاتُ عَبْدِ اللهِ، (1) قَالَ: عَبْدُ اللهِ وَجَدْتُ هَذِهِ الْأَحَادِيثَ مِنْ هَاهُنَا إِلَى آخِرِهَا فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّ يَدِهِ. قَالَ: 26404 - حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ امْرَأَةً لَهُ قَطُّ وَلَا خَادِمًا، وَلَا ضَرَبَ بِيَدِهِ شَيْئًا قَطُّ إِلَّا أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللهِ "
قَالَتْ: " مَا نِيلَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْءٌ فَانْتَقَمَهُ، إِلَّا أَنْ تُنْتَهَكَ مَحَارِمُ اللهِ، فَيَنْتَقِمُ لِلَّهِ "
قَالَتْ: " مَا عُرِضَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْرَانِ، أَحَدُهُمَا أَيْسَرُ مِنَ الْآخَرِ، إِلَّا أَخَذَ الَّذِي هُوَ الْأَيْسَرُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ إِثْمًا، فَإِنْ كَانَ إِثْمًا كَانَ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنْهُ " (2)
° 26405 - وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ،
__________
(1) قوله: هذه الأحاديث زيادات عبد الله، من (م) .
(2) حديث صحيح، عامر بن صالح - وإن كان ضعيفاً، وسلف الكلام عليه في الرواية (15788) - قد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وقد سلف برقم (24034) .(43/410)
عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا أَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا " كَانَتْ هِيَ وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَغْتَسِلَانِ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ، كِلَاهُمَا يَغْتَرِفُ مِنْهُ " (1)
° 26406 - وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي حَدَّثَنِي عَامِرُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ خَبُثَتْ نَفْسِي، وَلَكِنْ لِيَقُلْ لَقِسَتْ نَفْسِي " (2)
° 26407 - وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا سَتَرَتْ عَلَى بَابِهَا دُرْنُوكًا فِيهِ خَيْلٌ أُولَاتُ (3) أَجْنِحَةٍ، " فَقَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ سَفَرٍ، فَأَمَرَهَا فَنَزَعَتْهُ " (4)
__________
(1) حديث صحيح، وهو مكرر (24991) غير أن شيخ أحمد هنا: هو عامر بن صالح، وهو ضعيف، سلف الكلام عليه في الرواية (15788) . وقد توبع.
قال السندي: قولها: كلاهما يغترف منه: أفرد ضمير يغترف مراعاة للفظ كلا، فإنه مفرد لفظاً.
(2) حديث صحيح، وهو مكرر (24244) ، غير أن شيخ الإمام أحمد هنا هو عامر بن صالح، وهو ابن عبد الله بن عروة بن الزبير وهو ضعيف.
(3) في (ظ7) و (ظ8) : ذات.
(4) حديث صحيح، عامر بن صالح تابعه وكيع في الرواية (25744) ، وابو معاوية في الرواية (25921) . وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
وقوله: "درنوكاً" قال الجواليقي في "المعرب" ص:152والدُّرنوك، وجمعه درانك، يقال: إن أصله غيرُ عربي، وقد استعملوه قديماً، وهو نحو الطنفَسَهْ والبساط.(43/411)
° 26408 - وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اعْتَكَفَ لَمْ يَخْرُجْ مِنَ الْمَسْجِدِ إِلَّا لِحَاجَةِ الْإِنْسَانِ " (1)
° 26409 - وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنِ أَبِيهِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهُ بَلَغَهَا أَنَّ ابْنَ عُمَرَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْمَيِّتُ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ "، فَقَالَتْ: يَرْحَمُ اللهُ عُمَرَ، وَابْنَ عُمَرَ، فَوَاللهِ مَا هُمَا بِكَاذِبَيْنِ وَلَا مُكَذَّبَيْنِ وَلَا مُتَزَيِّدَيْنِ، إِنَّمَا قَالَ ذَلِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رَجُلٍ مِنَ الْيَهُودِ، وَمَرَّ بِأَهْلِهِ وَهُمْ يَبْكُونَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: " إِنَّهُمْ لَيَبْكُونَ عَلَيْهِ وَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيُعَذِّبُهُ فِي قَبْرِهِ " (2)
° 26410 - وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَائِلُ بْنُ دَاوُدَ، عَنِ الْبَهِيِّ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " مَا بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ فِي
__________
(1) حديث صحيح، عامر بن صالح - وإن كان ضعيفاً - قد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وقد سلف برقم (24731) .
(2) حديث صحيح، وقد سلف نحوه برقم (288) ، وانظر (24115) .(43/412)
جَيْشٍ قَطُّ إِلَّا أَمَّرَهُ عَلَيْهِمْ، وَلَوْ بَقِيَ بَعْدَهُ لَاسْتَخْلَفَهُ " (1)
26411 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ كَثِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللهِ، وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، أَنْ تُحِدَّ فَوْقَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، إِلَّا عَلَى زَوْجِهَا " (2)
26412 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ (3) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنْ " النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُقَبِّلُ وَهُوَ صَائِمٌ " (4)
__________
(1) إسناده حسن إن صح سماع البهي من عائشة، وهو مكرر (25898) وشيخ أحمد هنا هو سعيد بن محمد الوراق - وإن كان ضعيفاً - قد توبع.
(2) حديث صحيح، وهو مكرر (26121) سنداً ومتناً.
(3) في (م) : عن أبي الزناد، عن الأعرج، وهو خطأ.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (25800) .
وسلف برقم (24110) .(43/413)
مسند الإمام أحمد بن حنبل
(164 - 241هـ)
حقق هذا الجزء وخرج أحاديثه وعلق عليه
شعيب الأرنؤوط - محمد نعيم العرقسوسي - إبراهيم الزيبق
محمد أنس الخن
الجزء الرابع والأربعون
مؤسسة الرسالة(44/1)
النسخ الخطية المعتمدة في تحقيق مسند النساء:
1- نسختا المكتبة الظاهرية ورمزهما (ظ2) و (ظ6) .
2- نسخة المكتبة القادرية ببغداد ورمزها (ق) .
3- النسخة الحسينية ورمزها (هـ) .
وضعنا رقم الجزء والصفحة من الطبعة الميمنية بحاشية هذه الطبعة، وأشرنا في الحواشي إلى أهمِّ فروقها، وما وقع فيها من سقط أو تحريف، ورمزنا إليها بـ (م) .
الرموز المستعملة في زيادات عبد الله، ووجاداته، وما رواه عن أبيه وعن شيخ أبيه أو غيره:
• دائرة صغيرة سوداء لزيادات عبد الله.
° دائرة صغيرة بيضاء لوجاداته.
* نجمة مدورة لما رواه عن أبيه وعن شيخ أبيه أو غيره.
عدد الأحاديث الصحيحة والحسنة لذاتها ولغيرها: 938 حديثاً.
عدد الأحاديث الضعيفة: 288 حديثاً.
عدد الأحاديث المتوقف في الحكم عليها: 9 أحاديث.(44/7)
مُسْنَدُ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1)
26413 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنِ فِرَاسٍ (2) ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: أَقْبَلَتْ فَاطِمَةُ تَمْشِي كَأَنَّ مِشْيَتَهَا مِشْيَةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " مَرْحَبًا بِابْنَتِي ". ثُمَّ أَجْلَسَهَا عَنْ يَمِينِهِ، أَوْ عَنْ شِمَالِهِ، ثُمَّ إِنَّهُ أَسَرَّ إِلَيْهَا حَدِيثًا، فَبَكَتْ، فَقُلْتُ لَهَا: اسْتَخَصَّكِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحَدِيثِهِ (3) ثُمَّ تَبْكِينَ ثُمَّ إِنَّهُ أَسَرَّ إِلَيْهَا
__________
(1) هي فاطمةُ بنت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سيِّدَة نساءِ العالَمين في زمانها، البَضْعةُ النَّبويَّة، كانت تُكْنَى أمَّ أبيها.
مولدُها قبل المَبعث بقليل، وتَزوَّجها الإمام عليُّ بنُ أبي طالب رضي الله عنه في ذي القَعْدة - أو قُبيله- من سنة اثنتين، بعد وقعة بدر، فولَدَتْ له الحسنَ والحسينَ، وأمَّ كلثوم زوجةَ عمرَ بنِ الخطاب، وزينبَ زوجةَ عبد الله ابن جعفر بن أبي طالب. وقد انقطع نسبُ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا من قِبَل فاطمة. وقد كان النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحبُّها ويُكرمُها، ويُسِرُّ إليها، ومناقبُها غزيرة. روى أحمد في مسنده (2668) بإسناد صحيح عن ابن عباس مرفوعاً: "أفضلُ نساءِ
أهلِ الجنَّةِ: خديجةُ بنتُ خُويلد، وفاطمةُ بنتُ محمد، وآسِيةُ بنتُ مُزاحم امرأة فرعون، ومريمُ ابنةُ عمران".
تُوفيت بعد النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بخمسة أشهر، أو نحوها، وعاشت أربعاً - أو خمساً - وعشرين سنة. انظر "سير أعلام النبلاء" 2/118.
(2) في (م) : الفراس.
(3) في (م) : حديثه.(44/9)
حَدِيثًا فَضَحِكَتْ، فَقُلْتُ: مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ فَرَحًا أَقْرَبَ مِنْ حُزْنٍ، فَسَأَلْتُهَا عَمَّا قَالَ، فَقَالَتْ: مَا كُنْتُ لِأُفْشِيَ سِرَّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى إِذَا قُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. سَأَلْتُهَا، فَقَالَتْ: إِنَّهُ أَسَرَّ إِلَيَّ، فَقَالَ: " إِنَّ جِبْرِيلَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، كَانَ يُعَارِضُنِي بِالْقُرْآنِ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً، وَإِنَّهُ عَارَضَنِي بِهِ الْعَامَ مَرَّتَيْنِ، وَلَا أُرَاهُ إِلَّا قَدْ حَضَرَ أَجَلِي، وَإِنَّكِ أَوَّلُ أَهْلِ بَيْتِي لُحُوقًا بِي، وَنِعْمَ السَّلَفُ أَنَا لَكِ " فَبَكَيْتُ لِذَلِكَ (1) ، ثُمَّ قَالَ: " أَلَا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ هَذِهِ الْأُمَّةِ، أَوْ نِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ،؟ " قَالَتْ: فَضَحِكْتُ لِذَلِكَ (2)
__________
(1) لفظ: "لذلك" ليس في (ظ6) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. فراس: هو ابن يحيى الخارفي، والشعبي: هو عامر بن شَراحيل، ومسروق: هو ابن الأجدع.
وأخرجه ابن سعد 2/247-248، والبخاري (3623) و (3624) ، وفي "الأدب المفرد" (1030) ، وأبو يعلى (6744) و (6745) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (145) و (5945) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (1032) ، والبيهقي في "الدلائل" 6/364، وابن الأثير في "أسد الغابة" 7/223 من طريق أبي نعيم، بهذا الإسناد.
قال ابن الأثير: قال أبو صالح: رواه البخاري في الصحيح عن أبي نعيم، وهذا من غريب الصحيح، فإن زكريا روى عن الشعبي أحاديث في "الصحيحين"، وهذا يرويه عن فراس، عن الشعبي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 14/129، ومسلم (2450) (99) ، والنسائي في "الكبرى" (8368) ، وابن ماجه (1621) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2943) من طريقين عن زكريا، به.=(44/10)
26414 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: لَمَّا مَرِضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا ابْنَتَهُ فَاطِمَةَ فَسَارَّهَا فَبَكَتْ ثُمَّ سَارَّهَا فَضَحِكَتْ، فَسَأَلْتُهَا عَنْ ذَلِكَ فَقَالَتْ: " أَمَّا حَيْثُ بَكَيْتُ فَإِنَّهُ أَخْبَرَنِي أَنَّهُ مَيِّتٌ فَبَكَيْتُ
__________
=وأخرجه الطيالسي (1373) ، والبخاري (6285) و (6286) ، ومسلم (2450) (98) ، والنسائي في "الكبرى" (7078) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2946) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (144) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (1033) ، وأبو نعيم في "الحلية" 2/39-40، والبيهقي في "الدلائل" 7/164-165، والبغوي في "شرح السنة" (3960) من طريق أبي
عوانة، عن فراس، به.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (947) و (971) ، وأبو داود (5217) ، والترمذي (3872) ، والنسائي في "الكبرى" (8369) ، وابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2944) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (1038) من طريق المنهال بن عمرو، عن عائشة بنت طلحة، عن عائشة، بنحوه. قال الترمذي: هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ من هذا الوجه، وقد رُوي هذا الحديث من غير وجه عن عائشة.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2945) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (146) ، والبيهقي في "الدلائل" 7/165-166، من طريق محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان، عن فاطمة بنت الحسين، عن عائشة بنحوه مطولاً. ومحمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان الملقب بالدِّيباج، ضعيفاً.
وأخرجه مطولاً الطبراني في "الكبير" 22/ (1030) من طريق جابر، عن أبي الطفيل، عن عائشة.
وانظر (24483) .(44/11)
ثُمَّ أَخْبَرَنِي أَنِّي أَوَّلُ أَهْلِهِ لُحُوقًا بِهِ فَضَحِكْتُ " (1)
26415 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ أُمِّهِ أُمِّ سُلَيْمَانَ، وَكِلَاهُمَا كَانَ ثِقَةً قَالَتْ: دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلْتُهَا عَنْ لُحُومِ الْأَضَاحِيِّ؟ فَقَالَتْ: قَدْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْهَى (2) عَنْهَا، ثُمَّ رَخَّصَ فِيهَا، قَدِمَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ مِنْ سَفَرٍ، فَأَتَتْهُ فَاطِمَةُ بِلَحْمٍ مِنْ ضَحَايَاهَا، فَقَالَ: أَوَلَمْ يَنْهَ عَنْهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَتْ: إِنَّهُ قَدْ رَخَّصَ فِيهَا. قَالَتْ: فَدَخَلَ عَلِيٌّ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَهُ، عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ لَهُ: " كُلْهَا مِنْ ذِي الْحِجَّةِ إِلَى ذِي الْحِجَّةِ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (26032) سنداً ومتناً.
(2) في (م) : نهى.
(3) إسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق، وقد صرَّح بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير سُليمان بن أبي سُليمان، وأمِّه، فمن رجال "التعجيل"، وذكره ابن شاهين في "الثقات"، وقد وثقهما أحمد، كما في هذا الإسناد، فلا يضرهما تجهيل الحسيني لهما في
"الإكمال".
وقد سلف برقم (25218) ، فانظر تخريجه ثمة.
قال السندي: قوله: "من ذي الحجة إلى ذي الحجة"، أي: تمام السنة، وهذا بناء على أنَّ ادَّخاره إلى السنة الثانية بعيد، بل غاية الادِّخار أن يكون إلى سنة، وإلا فليس المراد منع الزيادة على ذلك في الادخار، والله تعالى أعلم.(44/12)
26416 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ يَعْنِي ابْنَ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَسَنٍ، عَنْ أُمِّهِ، فَاطِمَةَ ابْنَةِ حُسَيْنٍ، عَنْ جَدَّتِهَا، فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ، صَلَّى عَلَى مُحَمَّدٍ وَسَلَّمَ، وَقَالَ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي، وَافْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ ". وَإِذَا خَرَجَ، صَلَّى عَلَى مُحَمَّدٍ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي، وَافْتَحْ لِي أَبْوَابَ فَضْلِكَ ". قَالَ إِسْمَاعِيلُ: فَلَقِيتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ حَسَنٍ فَسَأَلْتُهُ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ، فَقَالَ: كَانَ إِذَا دَخَلَ قَالَ: " رَبِّ افْتَحْ لِي بَابَ رَحْمَتِكَ "، وَإِذَا خَرَجَ قَالَ: " رَبِّ افْتَحْ لِي بَابَ فَضْلِكَ " (1)
__________
(1) صحيح لغيره، دون قوله: "اللهم اغفر لي ذنوبي"، فحسن، وهذا إسناد منقطع. فاطمة بنت حسين- وهو ابن علي بن أبي طالب- لم تدرك فاطمة الكبرى بنت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليث- وهو ابنُ أبي سُلَيم، وإن يكن ضعيفاً- قد توبع، وبقية رجاله ثقات. إسماعيل بن إبراهيم: هو المعروف بابن عُلَيَّة، وعبد الله بن حسن: هو ابن حسن بن علي بن أبي طالب.
وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة فاطمة بنت حسين) ، والحافظ ابن حجر في " نتائج الأفكار" 1/285 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/338 و10/405، والترمذي (314) ، وابن ماجه (771) ، وأبو يعلى (6822-6823) ، والدارقطني في "العلل" 5/الورقة 161، والطبري في "المنتخب من كتاب ذيل المذيل " 11/618-619، والبغوي في "شرح السنة" (481) من طريق إسماعيل بن إبراهيم، بهذا الإسناد. وقرن ابنُ أبي شيبة بابن عُلَيَّة أبا معاوية - وهو محمد بن خازم - وساق لفظ روايته،=(44/13)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=وسترد في الحديث بعده.
قال الترمذي: حديث فاطمة حديث حسن، وليس إسناده بمتصل، وفاطمة بنت الحسين لم تدرك فاطمة الكبرى، إنما عاشت فاطمة بعد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أشهراً.
قلنا: وحسَّنه الحافظ في " نتائح الأفكار" 1/284، وقال 1/286: عُمْرُ الحسين عند موت أمه رضي الله عنها دون ثمان سنين.
وأخرجه إسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (841) من طريق شريك، والطبري في "المنتخب من كتاب ذيل المذيل" 11/618، والطبراني في "الكبير" 22/ (1044) ، وفي "الدعاء" (424) من طريق عبد الوارث بن سعيد، والطبري في "المنتخب" 11/619، والدارقطني في "العلل" 5/ورقة 161 من طريق المطلب بن زياد، ثلاثتهم عن ليث بن أبي
سليم، به، واقتصر عبد الوارث بن سعيد على ما يقوله عند الدخول، وزاد المطلب بن زياد في دعاء الدخول والخروج البسملةَ، ولم يسق إسماعيل القاضي لفظه.
وأخرجه عبد الرزاق (1664) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (1043) ، وفي "الدعاء" (423) ، وإسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (83) ، والطبري في "المنتخب من كتاب ذيل المذيل" 11/619، والدارقطني في "العلل" 5/الورقة 160، والحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" 1/284 و1/287 من طريق قيس بن الربيع، وأخرجه ابن السني في "عمل اليوم
والليلة" (87) ، والطبراني في "الأوسط" (5671) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة فاطمة بنت حسين) ، والحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" 1/286- 287 من طريق إبراهيم بن يوسف، عن سُعَيْر بن الخِمْس.
وأخرجه الدارقطني في "العلل" 5/الورقة 160 من طريق رَوْح بن القاسم، و160-161 من طريق عيسى بن يزيد الأزرق، و161-162 من طريق مَنْدل،=(44/14)
26417 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ أُمِّهِ (1) فَاطِمَةَ بِنْتِ حُسَيْنٍ، عَنْ جَدَّتِهَا، فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ قَالَ: " بِسْمِ اللهِ، وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ،
__________
= و162 من طريق شَريك. وأخرجه الحافظ ابن حجر في " نتائج الأفكار" 1/287-288 من طريق عبد العزيز الدراوردي، سبعتهم عن عبد الله بن حسن، به.
وجاء في رواية سُعَيْر بن الخِمْس وعيسى بن الأزرق والدراوردي أنه حمد الله أيضاً، وزاد الدراوردي كذلك أنه قال: بسم الله. وجاء عنده: "سهِّل" بدل: "افتح".
واختلف فيه على ليث وشريك والمطلب بن زياد، وذَكَرَ الاختلاف عليهم الدارقطنيُّ في "العلل"، وقد مر هنا بعضه.
وأخرجه أبو يعلى (486) من طريق صالح بن موسى بن إسحاق بن طلحة، عن عبد الله بن حسن، عن أمه فاطمة بنت حسين، عن أبيها، عن علي أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان إذا دخل المسجد قال ... وذكر مثله. وصالح بن موسى هذا متروك، وقد شذَّ في روايته، فيما ذكر الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" 1/288.
وسيرد بعده، وبرقم (26419) .
وله شاهد من حديث أبي حُمَيْد وأبي أُسَيْد، قالا: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "إذا دخلَ أحُدكم المسجد فليقل: اللهم افتح لنا أبواب رحمتك، وإذا خرج فليقل: اللهم إني أسألك من فضلك"، وهو عند مسلم (713) ، وقد سلف برقم (16057) ، وذكرنا هناك أن في بعض طرقه ذِكرَ التسليم على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعند أبي داود: فليسلِّم، أو ليصلِّ على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ونقلنا هناك قول البيهقي: لفظ التسليم فيه محفوظ.
(1) لفظ: "أمه" ليس في (م) .(44/15)
اللهُمَّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي، وَافْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ ". وَإِذَا خَرَجَ قَالَ: " بِسْمِ اللهِ، وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ، اللهُمَّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي، وَافْتَحْ لِي أَبْوَابَ فَضْلِكَ " (1)
26418 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ (2) ، عَنْ فَاطِمَةَ، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَكَلَ عَرْقًا، فَجَاءَ بِلَالٌ بِالْأَذَانِ، فَقَامَ لِيُصَلِّيَ، فَأَخَذْتُ بِثَوْبِهِ، فَقُلْتُ: يَا أَبَهْ، أَلَا تَتَوَضَّأُ؟ فَقَالَ: " مِمَّ أَتَوَضَّأُ يَا بُنَيَّةُ؟ " فَقُلْتُ: مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ. فَقَالَ لِي: " أَوَلَيْسَ أَطْيَبُ طَعَامِكُمْ مَا مَسَّتْهُ (3) النَّارُ؟ " (4)
__________
(1) هو مكرر سابقه، وقد سلف الكلام عليه هناك. أبو معاوية: هو محمد ابن خازم.
وأخرجه المِزِّي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة فاطمة بنت الحسين) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/338 و10/405- وعنه ابن ماجه (771) - وأبو يعلى (6754) ، والدارقطني في "العلل" 5/161 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وقرن ابنُ أبي شيبة بأبي معاوية إسماعيلَ بنَ إبراهيم، وسلفت روايته بالحديث قبله، وسقط من "مسند" أبىِ يعلى اسم فاطمة بنت الحسين.
(2) قوله: بن الحسن، ليس في (ظ6) .
(3) في (ق) و"أطراف المسند" 9/352: مسَّت.
(4) إسناده ضعيف لانقطاعه، الحسن بن الحسن- وهو ابنُ عليِّ بن أبي طالب- لم يدرك جدَّتَه فاطمة، رضي الله عنهم. ومحمد بن إسحاق مدلّس وقد عنعن، واختلف عليه فيه:
فرواه حمَّاد بن سَلَمة، عنه، واختلف عليه فيه:=(44/16)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=فرواه الحسن بن موسى - كما في هذه الرواية - وداود بن المُحَبَّر - فيما أخرجه الحارث (96) "بغية الباحث" - وأبو ربيعة (وهو زيدُ بن عَوْف) وعبيدُالله ابن عائشة (وهو عُبيد الله بن محمد بن حفص القرشي) فيما أخرجه الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 155، ثلاثتُهم عن حمَّاد بن سلمة، عن محمد ابن إسحاق، بهذا الإسناد، وداود بن المُحَبَّر وأبو ربيعة متروكان.
ورواه ابن أبي بزة، واختلف عنه:
فرواه أبو محمد بن صاعد، عنه، عن العلاء بن عبد الجبار - فيما ذكر الدارقطني في "العلل"- عن حمَّاد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن أبيه، عن عبد الله بن الحسن، عن أمه فاطمة بنت الحسين، عن أبيها الحسين، عن أمه فاطمة رضي الله عنها.
ورواه محمدُ بنُ محمد الباغندي، عن ابن أبي بزة، بالإسناد السالف إلا أنه لم يذكر فيه الحسين بن علي. قلنا: وابنُ أبي بزة - وهو أحمد بن محمد بن عبد الله بن القاسم بن أبي بزة- ضعيف الحديث، فيما قاله أبو حاتم، وقال العقيلي: منكر الحديث.
ورواه إبراهيم بن الحجاج السامي- فيما أخرجه أبو يعلى (6740) - عن حماد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن أبيه، عن الحسن بن أبي الحسن، عن فاطمة، به.
فلنا: قوله: الحسن بن أبي الحسن، لعله وهم من إبراهيم بن الحجاج السامي، فقد قال الحافظ فيه: يهم قليلاً، والصواب في هذا الإسناد: الحسن ابن الحسن. ولم ينبه لهذا الوهم الهيثمي، فقد أوردهما في "المجمع" 1/253، وقال: والحسن بن أبي الحسن ولد بعد فاطمة، والحديث منقطع.
ورواه عمر بن حبيب القاضي - فيما أخرجه الدارقطني أيضاً - عن محمد بن إسحاق، عن أبيه، عن الحسن بن الحسن الهاشمي، عن أمه فاطمة بنت الحسين، عن جدتها فاطمة رضي الله عنها. وعمر بن حبيب ضعيف. =(44/17)
26419 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ يَعْنِي ابْنَ صَالِحٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ حُسَيْنٍ، عَنْ فَاطِمَةَ ابْنَةِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1) قَالَتْ: كَانَ إِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ، صَلَّى عَلَى مُحَمَّدٍ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي، وَافْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ ". وَإِذَا خَرَجَ، صَلَّى عَلَى مُحَمَّدٍ وَسَلَّمَ، وَقَالَ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي، وَافْتَحْ لِي أَبْوَابَ فَضْلِكَ " (2)
__________
= ورواه محمد بن فضيل- فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" (2742) - عن محمد بن إسحاق، عن أبيه، عن الحسن بن علي رضي الله عنه أنه دخل على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بيت فاطمة (كذا) فناولته كتف شاة ... وأورده الهيثمي في "المجمع" 1/252، وقال: فيه محمد بن إسحاق، وهو مدلس.
قلنا: قال الدارقطني في "العلل": والاختلاف فيه من قبل محمد بن إسحاق.
وقد صحَّ تركُ الوضوء مما مسَّتْه النار من أحاديث أخرى:
منها حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أكلَ كتفاً، ثم صلى ولم يتوضأ، وقد سلف برقم (1988) ، وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
وحديث ابن مسعود السالف برقم (3791) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب، ونزيد هنا:
حديث عثمان بن عفان السالف برقم (505) .
وحديث جابر بن عبد الله السالف برقمي (14262) و (14299) .
وحديث المغيرة بن شعبة السالف برقم (18238) .
قال السندي: قوله: عَرْقاً، بفتح فسكون، عظمٌ عليه بقية لحم.
(1) قوله: عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ليس في (ق) .
(2) هو مكرر (26416) ، غير أن الإمام أحمد رواه هنا عن أسود بن عامر، عن الحسن بن صالح، وهو ابن حيّ، ورواه هناك عن ابن عُلَيَّة، عن لَيْث بن أبي سُليم.=(44/18)
26420 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ رَاشِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ، قَالَ: دَخَلَتْ فَاطِمَةُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ فَقَالَتْ: " أَخْبَرَنِي رَسُولُ اللهِ أَنِّي أَوَّلُ أَهْلِهِ لُحُوقًا بِهِ " (1)
26421 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: قَالَ لَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، كَتَبَ إِلَيَّ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنْ (2) أَنْسَخَ، لَهُ (3) وَصِيَّةَ فَاطِمَةَ " فَكَانَ فِي وَصِيَّتِهَا السِّتْرُ الَّذِي يَزْعُمُ النَّاسُ أَنَّهَا أَحْدَثَتْهُ، وَأَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهَا، فَلَمَّا رَآهُ رَجَعَ " (4)
__________
=وأخرجه الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 161 من طريق عُبيد الله بن موسى، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (67) من طريق إسحاق بن منصور، كلاهما عن الحسن بن صالح، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (26416) .
(1) مرفوعه صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، جعفر بن عمرو بن أمية- وهو الضمري- لم يدرك فاطمة ولا أبا بكر. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همَّام الصنعاني. ومحمد بن راشد: هو الخزاعي المكحولي.
وقوله: أول أهله لحوقاً به. سلف برقم (24483) ، وإسناده صحيح.
(2) في (م) : أني.
(3) في (م) :إليه.
(4) أثر إسناده منقطع، محمد بن علي: هو محمد الباقر أبو جعفر، حفيد الحسين بن علي بن أبي طالب، ولد سنة 56 هـ، ومات سنة 114 هـ، وقيل: غير ذلك.=(44/19)
26422 - حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، حَدَّثَنَا زَمْعَةُ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: كَانَتْ فَاطِمَةُ تَنْقُزُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ وَتَقُولُ: "
[البحر الرجز]
بِأَبِي شَبَهُ النَّبِيِّ ... لَيْسَ شَبِيهًا بِعَلِيٍّ " (1)
__________
=قال السندي: قوله: الستر ... إلخ: لعله الذي يوضع على جنازة المرأة للتستر. والموافق لآخر الحديث أن المراد به ستر الجدار بشيء، والله تعالى أعلم.
قلنا: إن كان المراد به الذي يوضع على جنازة المرأة، فيقال: إن فاطمة أول من سُتِرَ نَعْشُها في الإسلام، وقد أخرج أبو نعيم في "الحلية" 2/43 من طريق قتيبة بن سعيد، عن محمد بن موسى المخزومي، عن عون بن محمد بن علي بن أبي طالب، عن أمه أم جعفر بنت محمد بن جعفر، وعن عمارة بن المهاجر، عن أم جعفر، أن فاطمة بنت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالت: لأسماء بنتِ عُمَيْس، إني قد استقبحت ما يُصنع بالنساء، أن يُطرح على المرأة الثوبُ، فيصفُها، فقالت أسماء: يا ابنةَ رسول الله ألا أُرِيك شيئاً رأيتُه بالحبشة؟ فدعت بجرائدَ رَطْبة، فَحَنتها، ثم طَرَحَتْ عليها ثوباً، فقالت فاطمة: ما أحسن هذا وأجمله لا تُعرف به المرأةُ من الرجل، فإذا متُّ أنا فاغسليني أنت وعلىٌّ، ولا يدخلْ عليَّ أحد. فلما تُوفّيت، غَسَّلها علي وأسماء رضي الله تعالى عنهم.
وأخرجه مختصراً البيهقي في "السنن" 3/396 من طريق قُتيبة بن سعيد، به.
ومن طريق عبد الله ابن نافع، عن محمد بن موسى، عن عون بن محمد، عن أمه، عن أسماء. وحسن إسنادَ البيهقي الحافظُ في "تلخيص الحبير" 2/143.
وإن كان المراد بالستر سترَ الجدار بشيء، كما يشير إليه آخر هذا الأثر، فقد سلفت قصته من حديث عبد الله بن عمر برقم (4727) وفيه أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أتى فاطمة، فوجد على بابها ستراً، فلم يدخل عليها ... إلى آخر الحديث، وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
(1) إسناده ضعيف لضعفْ زَمْعَة، وهو ابنُ صالح، وقد اختُلِفَ فيه على=(44/20)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= ابن أبي مُلَيْكة، وهو عبد الله بن عبيد الله:
فرواه عنه زَمْعَةُ، فجعله من قصة فاطمة رضي الله عنها، وهو خطأ.
ورواه عمر بن سعيد بن أبي حسين- فيما أخرجه البخاري (3542) و (3750) - عن ابن أبي مُليكة، فقال: عن عقبة بن الحارث قال: صلّى أبو بكر رضي الله عنه العصر، ثم خرج يمشي، فرأى الحسن يلعب مع الصبيان، فحمله على عاتقه وقال:
بأبي شبيهٌ بالنبي لا شبيهٌ بعلي
وعلي يضحك. قلنا: وهذا هو الصواب، وقد سلف في مسند أبي بكر برقم (40) .
وفي الباب في شبه الحسن بالنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن أبي جحيفة، عند البخاري (3543) ، وسلف برقم (18770) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب، ونزيد هنا:
حديث أبي هريرة السالف برقم (8508) .
وقد روى البخاري أيضاً (3748) من طريق ابن سيرين عن أنس أن الحسين هو أشبه الناس برسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد سلف الجمع بين الروايات في تخريج حديث أنس السالف برقم (12674) .
قوله: تُنقِّز- بالقاف- أي: ترقّص. قال في "القاموس": والتنقيز:
الترقيص. وجاء في "أطراف المسند" 9/353: تُنفِّز- بالفاء- وكلاهما بمعنى.(44/21)
حَدِيثُ حَفْصَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ بِنْتِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا (1)
26423 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: وَحَدَّثَتْنِي حَفْصَةُ، وَكَانَتْ سَاعَةٌ لَا يَدْخُلُ عَلَيْهِ فِيهَا أَحَدٌ، أَنَّهُ كَانَ " يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ حِينَ يَطْلُعُ الْفَجْرُ، تَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "، وَيُنَادِي الْمُنَادِي بِالصَّلَاةِ. قَالَ أَيُّوبُ: أُرَاهُ قَالَ: خَفِيفَتَيْنِ (2)
__________
(1) هي حفصة أم المؤمنين، بنتُ أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب، تزوَّجها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سنة ثلاث من الهجرة.
وكانت لما تأَّيمت من خُنيس بن حُذافة السهمي- وهو من المهاجرين- عرضها أبوها علي أبي بكر، فلم يجبه بشيء، وعرضها على عثمان، فقال: سأنظر في أمري، ثم لقيه فقال: قد بدا لي أن لا أتزوج يومي هذا فشكا حالَه إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال له: "يتزوَّجُ حفصةَ من هو خيرٌ من عثمان، ويتزوج عثمانُ من هي خير من حفصة". ثم خطبها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فزوَجه عمرُ، وزوَّج رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عثمانَ ابنتَه رُقية بعد وفاة أختها.
ولما زوجها عمر من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لقيه أبو بكر، فاعتذر، وقال: لا تَجِدْ علىَّ، فإن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان قد ذكر حفصة، فلم أكن لإفشي سره، ولو تركها، لتزوجتها.
توفيت حفصة سنة إحدى وأربعين. انظر "سير أعلام النبلاء" 2/227.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل بن إبراهيم: هو ابن عُلَيَّة، وأيوب: هو السختياني.
واخرجه مسلم (723) (87) ، والترمذي في "الشمائل" (278) ، وابن=(44/22)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الجارود في "المنتقى" (276) ، وابنُ خزيمة (1197) ، والبغوي في "شرح السنة" (867) من طريق إسماعيل ابن عُلَيَّة، بهذا الإسناد.
وضم إليه ابن الجارود وابن خزيمة والبغوي حديث ابن عمر في سنن الصلاة السالف برقم (4506) .
وأخرجه عبدُ الرزاق (4811) ، والبخاري (1181) ، والترمذي (433) ، وأبو عوانة 2/275، والطبراني في "الكبير" 23/ (317) و (318) و (375) ، والبيهقي في "السنن الصغير" (728) من طرق عن أيوب، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه عبد الرزاق (4769) ، والحميدى (288) ، وابن أبي شيبة 2/244، والبخاري (1173) ، ومسلم (723) (87) ، والنسائي في "المجتبى" 3/252 و254 و255، وابن ماجه (1145) ، والدارمي (1443) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3059) ، وأبو يعلى (7032) و (7054) ، وأبو عوانة 2/275، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/297، والطبراني في "الأوسط" (1291) و (5183) ، وفي "الكبير" 23/ (320) و (322) و (323) و (324) و (325) و (326) و (327) و (328) و (330) و (371) و (375) و (377) و (378) و (380) و (385) ، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (985) ، والسهمي في
"تاريخ جرجان" ص107، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/269، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار" (5284) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 6/207، و12/431، وابن عبد البر في "التمهيد" 15/310 من طرق، عن نافع، به.
وأخرجه مطولاً ومختصراً عبد الرزاق (4771) ، وعبد بن حميد (732) ، ومسلم (723) (89) ، والترمذي في "السنن" (434) ، وفي "الشمائل" (279) ، والنسائي في "المجتبى" 3/256، والدارمي (1445) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3057) و (3058) ، وابن خزيمة (1111) و (1198) ، وأبو عوانة 2/274، وابن حبان (2473) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (331)
و (332) و (365) و (386) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 5/151-152 من=(44/23)
26424 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ حَفْصَةَ، قَالَتْ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ مَا شَأْنُ النَّاسِ حَلُّوا وَلَمْ تَحِلَّ مِنْ عُمْرَتِكَ؟ قَالَ: " إِنِّي قَلَّدْتُ هَدْيِي، وَلَبَّدْتُ رَأْسِي، فَلَا أَحِلُّ حَتَّى أَحِلَّ مِنَ الْحَجِّ " (1)
__________
= طرق عن ابن عمر، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وسيرد بالأرقام: (26429) و (26430) و (26431) و (26433) و (26434) و (26438) .
وسلف في مسند ابن عمر برقم (4506) .
وفي الباب عن علي، سلف برقم (569) .
وعن أبي هريرة، سلف برقم (9253) .
وعن عائشة، سلف بالأرقام (24167) و (25315) و (25529) .
قال السندي: قوله: قال: وحدثتني حفصة، وكانت ساعةً، أي: وكانت ساعةُ الركعتين - أي: سنة الفجر - ساعةً.
لا يدخل عليه، أي: على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أراد بذلك الاعتذار عن عدم اطِّلاعه على الواقع حتى احتاج فيها إلى الرواية عن أخته حفصة.
وينادي المنادي: عطف على قوله: يطلع الفجر.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطان، وعُبيد الله: هو ابن عمر العمري، ونافع: هو مولى ابن عمر.
وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 15/304، وفي "الاستذكار" 13/84 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (1697) ، ومسلم (1229) (177) ، والنسائي في "المجتبى" 5/136، وفي "الكبرى" (3662) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4310) و (4311) ، والدارقطني في "العلل" 5/ورقة 163، والبيهقي في "السنن" 5/12-13، وابن عبد البر في "الاستذكار" 11/150 و13/83-84 من طريق يحيى القطان، به.=(44/24)
26425 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، وَعَفَّانُ، وَيُونُسُ، قَالُوا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، وَعُبَيْدِ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ رَأَى ابْنَ صَائِدٍ فِي سِكَّةٍ مِنْ سِكَكِ الْمَدِينَةِ، فَسَبَّهُ ابْنُ عُمَرَ، وَوَقَعَ فِيهِ فَانْتَفَخَ حَتَّى سَدَّ الطَّرِيقَ، فَضَرَبَهُ ابْنُ عُمَرَ بِعَصًا كَانَتْ مَعَهُ حَتَّى كَسَّرَهَا عَلَيْهِ، فَقَالَتْ لَهُ حَفْصَةُ: مَا شَأْنُكَ وَشَأْنُهُ؟ مَا يُولِعُكَ بِهِ؟ أَمَا سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّمَا يَخْرُجُ الدَّجَّالُ مِنْ غَضْبَةٍ يَغْضَبُهَا " قَالَ عَفَّانُ: " عِنْدَ غَضْبَةٍ يَغْضَبُهَا " وَقَالَ يُونُسُ فِي حَدِيثِهِ: مَا تَوَلُّعُكَ (1) بِهِ (2)
__________
=وأخرجه مسلم (1229) (178) ، وابن ماجه (3046) ، وأبو يعلى (7050) ، والطحاوي (4312) و (4313) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (311) و (374) ، وابن عبد البر في "الاستذكار" 13/83 من طرق عن عبيد الله، به.
ولفظه عندهم: "فلا أحلُّ حتى أنحر" وهو لفظ الرواية (26432) .
وأخرج الطبراني 23/ (390) من طريق أيوب بن موسى، عن نافع، عن صفية بنت أبي عبيد، عن بعض أزواج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قالت: قلت للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ما للناس حَلُّوا ولم تَحِلَّ؟ ... الحديث. قال ابن عبد البر في "الاستذكار" 13/84-85: لم يُقم إسنادَه أيوبُ بنُ موسى، والقولُ فيه قولُ مالك ومن تابعه. قلنا: رواية مالك سترد برقم (26432) .
وسيرد الحديث كذلك بالأرقام (26435) و (26436) و (26437) .
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (6068) ، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.
قال السندي: قولها: حَلُّوا، من الحِلّ، أي: في حجة الوداع، بفسخ الحج، وجعله عمرة.
(1) في (م) : توالعك.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. حمَّاد بن سلمة من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير سُريج - وهو ابن النعمان - فمن رجال=(44/25)
26426 - حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: لَقِيتُ ابْنَ صَائِدٍ مَرَّتَيْنِ، فَأَمَّا مَرَّةً فَلَقِيتُهُ وَمَعَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ، فَقُلْتُ لِبَعْضِهِمْ: نَشَدْتُكُمْ بِاللهِ إِنْ سَأَلْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ لَتَصْدُقُنِّي؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: قُلْتُ:
__________
=البخاري. عفَّان: هو ابن مُسْلم الصفَّار، ويونُس: هو ابن محمد المؤدّب، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، وعُبيد الله: هو ابن عمر العمري.
وأخرجه ابن حبان (6793) ، وأبو يعلى (7061) من طريق روح بن أسلم، عن حماد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (2932) (98) - ومن طريقه أبو عمرو الداني في "السنن الواردة في الفتن وغوائلها " (660) ، والبغوي في "شرح السنة" (4272) - من طريق هشام بن حسان، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/191-192 من طريق جرير بن حازم، كلاهما عن أيوب، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (336) و (373) من طريقين عن حفص ابن غياث، عن عبيد الله، به، بلفظ: "إنما خروجُ ابنِ صياد لغضبةٍ يغضبُها".
وأخرجه أبو يعلى (7040) من طريق سليمان بن أبي كريمة، عن الزهري، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، عن حفصة، قالت: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "الدجال لا يُخرجه إلا غضبةٌ يغضبها".
وأخرجه الطبراني 23/ (370) من طريق صالح بن كيسان، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر، عن حفصة، قالت: ... كنا نتحدَّث أن الدَّجَّال يخرجُ من غضبة يغضبها. قال الطبراني: ومعمر عن الزهري مثله.
وسيرد بالأرقام (26426) و (26427) و (26428) .
وانظر حديث ابن عمر السالف برقم (6360) .
وانظر أحاديث الباب عند ابن مسعود السالف برقم (3610) .
قال السندي: قولها: ما يُولعك به: من الإيلاع، أي: أيُّ شيءٍ جعلك حريصاً على الكلام فيه.(44/26)
أَتُحَدِّثُونَ (1) أَنَّهُ هُوَ؟ قَالُوا: لَا، قُلْتُ: كَذَبْتُمْ وَاللهِ، لَقَدْ حَدَّثَنِي بَعْضُكُمْ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ أَقَلُّكُمْ مَالًا وَوَلَدًا أَنَّهُ لَا يَمُوتُ حَتَّى يَكُونَ أَكْثَرَكُمْ مَالًا وَوَلَدًا، وَهُوَ الْيَوْمَ كَذَلِكَ، قَالَ: فَتَحَدَّثْنَا (2) ثُمَّ فَارَقْتُهُ، ثُمَّ لَقِيتُهُ مَرَّةً أُخْرَى وَقَدْ تَغَيَّرَتْ (3) عَيْنُهُ، فَقُلْتُ: مَتَى فَعَلَتْ عَيْنُكَ مَا أَرَى؟ قَالَ: لَا أَدْرِي. قُلْتُ: لَا (4) تَدْرِي وَهِيَ فِي رَأْسِكَ؟ فَقَالَ: مَا تُرِيدُ مِنِّي يَا ابْنَ عُمَرَ؟ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى أَنْ يَخْلُقَهُ مِنْ عَصَاكَ هَذِهِ خَلَقَهُ. وَنَخَرَ كَأَشَدِّ نَخِيرِ حِمَارٍ سَمِعْتُهُ قَطُّ، فَزَعَمَ بَعْضُ أَصْحَابِي أَنِّي ضَرَبْتُهُ بِعَصًا كَانَتْ مَعِي حَتَّى تَكَسَّرَتْ، وَأَمَّا أَنَا فَوَاللهِ مَا شَعَرْتُ. قَالَ: فَدَخَلَ عَلَى أُخْتِهِ حَفْصَةَ فَأَخْبَرَهَا، فَقَالَتْ: مَا تُرِيدُ مِنْهُ؟ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّهُ قَالَ، تَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، " إِنَّ أَوَّلَ مَا يَبْعَثُهُ اللهُ عَلَى النَّاسِ (5) غَضْبَةٍ (6) يَغْضَبُهَا " (7)
__________
(1) في (م) : أتحدثوني.
(2) في (م) : فحدثنا.
(3) في "صحيح مسلم": نفرت.
(4) في (م) : ما.
(5) في (م) و (ق) و (ظ2) و (هـ) : إن أول خروجه على الناس، والمثبت من (ظ6) وهوامش النسخ المذكورة.
(6) في (م) : من غضبة.
(7) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن عون: هو عبد الله البصري.
وأخرجه مسلم (2932) (99) ، من طريق حسين بن حسن بن يسار، عن ابن عون، بهذا الإسناد.=(44/27)
26427 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْخَفَّافُ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: لَقِيتُ ابْنَ صَائِدٍ مَرَّتَيْنِ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: فَدَخَلْتُ عَلَى حَفْصَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، فَأَخْبَرْتُهَا، قَالَتْ: مَا أَرَدْتَ إِلَيْهِ؟ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّ أَوَّلَ خُرُوجِهِ عَلَى النَّاسِ غَضْبَةٌ يَغْضَبُهَا؟ " (1)
26428 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْخَفَّافُ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: لَقِيتُ ابْنَ صَائِدٍ مَرَّتَيْنِ فَأَمَّا مَرَّةً فَلَقِيتُهُ وَمَعَهُ أَصْحَابُهُ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ قَالَ: وَنَخَرَ كَأَشَدِّ نَخِيرِ حِمَارٍ
__________
=وسلف برقم (26425) .
قال السندي: قوله: إن سألتكم عن شيء لتصدقنّي، بصيغة المفرد المخاطب من الصدق لا التصديق، أي: لِتتكلَّمْ معي بالصدق. خاطب واحداً منهم، فلذا أفرد، ولما سمعَ الجماعةُ بذلك، أجاب الكلُّ، فقالوا: نعم. ويَحتمل أن يكون صيغة جمع بالنون الثقيلة، ثم هو أيضاً خاطب الكلَّ.
اتَحَدَّثون، أي: أتتحدثون فيما بينكم، بحذف إحدى التاءين.
كذبتم، أي: كيف خفي عليكم ذلك، والحال أنه أمرٌ ظاهر لظهور علاماته جداً مع أنكم تتفطنون ببعض العلامات، أو بالسحر والكهانة لِما هو أخفى من ذلك، ككون هذا لا يموت إلا بعد كذا وكذا، والله تعالى أعلم.
(1) حديث صحيح. عبد الوهَّاب الخفَّاف - وهو ابن عطاء - وإن يكن صدوقاً حسن الحديث - متابعٌ، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. ابن عَوْن: هو عبد الله بن عَوْن أبو عون البصري.
وسلف بالحديثين قبله.
وسيكرر بالحديث بعده.(44/28)
سَمِعْتُهُ قَالَ: فَزَعَمَ بَعْضُ (1) أَصْحَابِي أَنِّي ضَرَبْتُهُ بِعَصًا كَانَتْ مَعِي حَتَّى انْكَسَرَتْ وَأَمَّا أَنَا فَلَمْ أَشْعُرْ بِذَلِكَ فَدَخَلْتُ عَلَى أُخْتِي حَفْصَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ فَأَخْبَرْتُهَا بِذَلِكَ فَقَالَتْ: وَمَا أَرَدْتَ إِلَيْهِ؟ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّ أَوَّلَ خُرُوجِهِ عَلَى (2) النَّاسِ غَضْبَةٌ يَغْضَبُهَا " (3)
26429 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ: مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ حَفْصَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَتْهُ " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا سَكَتَ الْمُؤَذِّنُ بِالصُّبْحِ، وَبَدَا الصُّبْحُ، صَلَّى رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ تُقَامَ الصَّلَاةُ " (4)
26430 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَطَّابِيُّ، فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَمِائَتَيْنِ
__________
(1) لفظ "بعض" من (ظ6) .
(2) في (م) : "لغضبة".
(3) صحيح، وهو مكرر سابقه.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "موطأ" مالك 1/127، ومن طريقه أخرجه البخاري (618) ، ومسلم (723) (87) ، والنسائي في "المجتبى" 3/255، وفي "الكبرى" (1454) ، والدارمي (1444) ، وأبو عوانة 2/274، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/296، والطبراني في "الكبير" 23/ (319) و (379) ، والبيهقي في "السنن" 2/481.
وسلف برقم (26423) .(44/29)
قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو (1) الرَّقِّيُّ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ يَعْنِي الْجَزَرِيَّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ حَفْصَةَ " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، وَحَرَّمَ الطَّعَامَ، وَكَانَ لَا يُؤَذِّنُ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ " (2)
26431 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَتْنِي حَفْصَةُ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ إِذَا بَدَا الْفَجْرُ " (3)
__________
(1) في (م) و (ظ2) و (ق) : عمر، وهو خطأ.
(2) حديث صحيح. عبد الجبَّار بن محمد الخطَّابي - وهو من رجال "التعجيل"، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات" - متابع، وبسطنا القول فيه في الحديث (7076) ، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه أبو يعلى (7062) من طريق عبد الجبَّار الخطَّابي، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى (7036) من طريق عبد الجبَّار بن عاصم، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/140، والطبراني في "الكبير" 23/ (321) من طريق علي بن معبد الرقي، وابن عبد البر في "التمهيد" 15/310 من طريق زكريا بن عدي الرقي، ثلاثتهم عن عبيد الله بن عمرو الرقي، به.
وسلف برقم (26423) ، دون ذكر تحريم الطعام.
قال السندي: قولها: وحرَّم الطعام؟ من التحريم، وهو عطف على "صلى"، أي: وبيَّن حرمة الطعام على الصائم، ويحتمل على بعد أنه من الحُرمة، وهو عطف على "أذَّن المؤذن"، أي: إذا أذَّن المؤذن وَحرُم الطعام على الصائم، صلى ركعتين. والله تعالى أعلم.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (26429) سنداً ومتناً.(44/30)
26432 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ حَفْصَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا لَكَ لَمْ تَحِلَّ مِنْ عُمْرَتِكَ؟ قَالَ: " إِنِّي لَبَّدْتُ رَأْسِي، وَقَلَّدْتُ هَدْيِي، فَلَا أَحِلُّ حَتَّى أَنْحَرَ " (1)
26433 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ نَافِعًا، يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ حَفْصَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ لَا يُصَلِّي إِلَّا رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. مالك: هو ابن أنس، ونافع: هو مولى ابن عمر.
وأخرجه أبو يعلى (7056) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وهو في "موطأ" مالك 1/394، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "مسنده" 1/375 (بترتيب السندي) ، وفي "السنن" (481) ، والبخاري (1566) و (1725) و (5916) ، ومسلم (1229) (176) ، وأبو داود (1806) ، والنسائي في "المجتبى" 5/172، وفي "الكبرى" (3762) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/144، وفي "شرح مشكل الآثار" (4314) ، وابن حبان (3925) ،
والبيهقي في "السنن" 5/12، وفي "معرفة السنن والآثار" 7/72، والبغوي في "شرح السنة" (1885) .
وسلف برقم (26424) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. زيد بن محمد - وهو ابن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب - من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.=(44/31)
26434 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعِيدٍ يَعْنِي الطَّالَقَانِيَّ (1) ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ سَلَّامٍ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى يَعْنِي ابْنَ أَبِي كَثِيرٍ، حَدَّثَنَا نَافِعٌ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ، أَخْبَرَهُ أَنَّ حَفْصَةَ أَخْبَرَتْهُ " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ، بَيْنَ النِّدَاءِ وَالْإِقَامَةِ، مِنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ " (2)
26435 - حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ يَعْنِي ابْنَ بُرْقَانَ، حَدَّثَنَا نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ،
__________
=وأخرجه مسلم (723) (88) ، والنسائي في "المجتبى" 1/283 و3/255، وفي "الكبرى" (1559) ، وأبو عوانة 2/275، وابن حبان (1587) ، والبيهقي في "السنن" 2/465 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (723) (88) من طريق النضر بن شميل، والطبراني في "الكبير" 23/ (385) من طريق محمد بن بكر البرساني، كلاهما عن شعبة، به.
ووقع في مطبوع الطبراني: زيد بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر، وهو خطأ.
وقد سلف برقم (26423) .
(1) في (ظ6) : يعني أبا أحمد الطالقاني.
(2) إسناده صحيح. هشام بن سعيد الطَّالْقاني، ثقة، وقد روى له أبو داود والنسائي والبخاري في "الأدب المفرد"، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (2849) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 14/213 من طريقين عن معاوية بن سلام، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/254 من طريق هشام الدَّسْتَوائي، عن يحيى بن أبي كثير، به.
وقد سلف برقم (26423) .(44/32)
أَنَّ حَفْصَةَ، أَخْبَرَتْهُ قَالَتْ: " أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أَحِلَّ فِي حَجَّتِهِ الَّتِي حَجَّ ". وَقَالَ كَثِيرُ بْنُ مُرَّةَ (1) : أَنَّ ابْنَ عُمَرَ أَخْبَرَهُ (2)
26436 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، حَدَّثَنَا شُعَيْبٌ يَعْنِي ابْنَ أَبِي حَمْزَةَ، قَالَ: قَالَ نَافِعٌ: كَانَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، يَقُولُ: أَخْبَرَتْنِي حَفْصَةُ زَوْجُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَمَرَ أَزْوَاجَهُ أَنْ يَحْلِلْنَ عَامَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ، فَقَالَتْ لَهُ فُلَانَةُ: فَمَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَحِلَّ؟ فَقَالَ: " إِنِّي لَبَّدْتُ رَأْسِي، وَقَلَّدْتُ هَدْيِي، فَلَسْتُ أَحِلُّ حَتَّى أَنْحَرَ هَدْيِي " (3)
__________
(1) تحرفت في (م) و (ق) و (ظ2) إلى: كثير بن مرة.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. كثير بن هشام، وجعفر بن برقان من رجاله، وروى لهما البخاري في "الأدب"، وهما ثقتان، وإنما ضعف جعفر بن برقان في حديثه عن الزهري، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه أبو يعلى (7063) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (382) من طريق كثير بن هشام، بهذا الإسناد. وسقط اسم كثير من مطبوع الطبراني.
وسلف نحوه برقم (26424) ، وسيرد برقم (26436) و (26437) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو اليمان: هو الحَكَم بن نافع البَهْراني.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 5/134 من طريق أبي اليمان، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (4398) ، ومسلم (1229) (179) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4315) و (4316) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (312) و (313) و (314) و (316) ، والبيهقي 5/13، وابن عبد البر في "التمهيد" 15/298 من طرق عن نافع، به.
وسلف برقم (26432) ، بلفظ: "مالك لم تَحِلَّ من عمرتك".(44/33)
26437 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ حَفْصَةَ ابْنَةِ عُمَرَ، قَالَتْ: لَمَّا أَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نِسَاءَهُ أَنْ يَحْلِلْنَ بِعُمْرَةٍ قُلْنَ فَمَا يَمْنَعُكَ يَا رَسُولَ اللهِ أَنْ تَحِلَّ مَعَنَا قَالَ: " إِنِّي قَدْ أَهْدَيْتُ وَلَبَّدْتُ، فَلَا أَحِلُّ حَتَّى أَنْحَرَ هَدْيِي " وَقَالَ يَعْقُوبُ فِي كِتَابِ الْحَجِّ: " أَنْحَرَ هَدِيَّتِي " (1)
26438 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَنِ الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْفَجْرِ قَبْلَ الصُّبْحِ نَافِعٌ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ حَفْصَةَ ابْنَةِ عُمَرَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ قَبْلَ الصُّبْحِ فِي بَيْتِي يُخَفِّفُهُمَا جِدًّا ". قَالَ نَافِعٌ: وَكَانَ عَبْدُ اللهِ يُخَفِّفُهُمَا كَذَلِكَ (2)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل ابن إسحاق - وهو محمد - وقد صرح بالتحديث هنا فانتفت شبهة تدليسه. يعقوب بن إبراهيم: هو ابن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/315 من طريق أحمد بن محمد بن أيوب، عن إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى (7052) من طريق جرير، عن ابن إسحاق، به، نحوه.
وانظر (26424) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه.
وأخرجه عبد بن حميد (1546) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (329) و (376) من طريقين عن ابن إسحاق، به، نحوه.
وسلف برقم (26423) .
قال السندي: قوله: عن الركعتين بعد الفجر، أي: بعد طلوعه.=(44/34)
26439 - حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ زَيْدٍ يَعْنِي ابْنَ جُبَيْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ، وَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَمَّا يَقْتُلُ الْمُحْرِمُ مِنَ الدَّوَابِّ فَقَالَ: حَدَّثَتْنِي إِحْدَى النِّسْوَةِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَقْتُلُ الْحُدَيَّا، وَالْغُرَابَ (1) ، وَالْكَلْبَ الْعَقُورَ، وَالْفَأْرَةَ، وَالْعَقْرَبَ " (2)
__________
= قبل الصبح؛ أي: قبل أداء صلاته.
(1) لفظ: والغراب، ليس في (ظ6) .
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري. سُرَيْج بن النعمان من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو عَوَانة: هو الوضَّاح بن عبد الله اليشكري.
وأخرجه البخاري (1827) ، ومسلم (1200) (75) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/165، وابن أبي حاتم في "العلل" 1/281 من طرق عن أبي عوانة، به. زاد مسلم: والحية، وقال في آخره: وفي الصلاة أيضاً.
قال أبو حاتم عند قوله: حدثتني إحدى نسوة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يعني أخته حفصة.
وأخرجه مسلم (1200) (74) من طريق زهير بن معاوية، عن زيد بن جُبير، به.
وأخرج البخاري (1828) ، ومسلم (1200) (73) ، والنسائي في "المجتبى" 5/210، والفاكهي في "أخبار مكة" (2285) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3056) ، وابن خزيمة (2665) ، والطحاوي 2/165، والطبراني في "الكبير" 23/ (333) و (366) ، والخظيب في "تاريخ بغداد"
4/292-293، والبيهقي في "السنن" 5/210 من طريق عبد الله بن وَهْب، عن يونس، عن الزُّهري، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن عبد الله بن عمر، قالت حفصة: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (خمسٌ من الدوابِّ لا حرجَ على من قَتَلَهنَّ ... ) .=(44/35)
26440 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أُمِّ مُبَشِّرٍ، عَنْ حَفْصَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ لَا
__________
=وقال أبو حاتم، كما في "العلل" 1/281: ابنُ عمر لم يسمع هذا الحديث من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إنما سمعه من أخته حفصة.
قلنا: أخرج مسلم الحديث (1199) (77) من طريق ابن جريج، عن نافع، عن ابن عمر، وفيه: سمعتُ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "خمسٌ ... " الحديث.
قال مسلم: لم يقل أحد منهم: عن نافع، عن ابن عمر: سمعت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا ابنُ جريج وحده، وقد تابع ابنَ جريج على ذلك ابنُ إسحاق. اهـ. ثم ساقه من طريق ابن إسحاق، وفيه تصريح ابن عمر بالسماع من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قال الحافظ في "الفتح" 4/36 الظاهر أن ابن عمر سمعه من أخته حفصة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وسمعه أيضاً من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يحدث به حين سُئل عنه.
وقال الحافظ أيضاً 4/35: خالف زيدٌ (يعني ابنَ جُبير) نافعاً وعبدَ الله بنَ دينار في إدخال الواسطة بين ابن عمر وبين النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ووافق سالماً، إلا أن زيدأ أبهمها [كما في هذه الرواية] وسالماً سماها. اهـ.
قال أبو حاتم الرازي في "العلل" 1/284-285: ولم يسمّ ابنُ عمر لزيد ابن جبير حفصةَ إذ كان غريباً منه، وسماها لسالم أن كانت عمة سالم.
وسيرد الحديث برقمي (26857) و (27134) .
ورواية نافع عن ابن عمر سلفت برقم (4461) ، وذكرنا أحاديث الباب هناك.
ورواية عبد الله بن دينار عن ابن عمر، سلفت برقم (5107) .
وسلف برقم (4543) من طريق سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر. دون ذكر حفصة كذلك.(44/36)
يَدْخُلَ النَّارَ، إِنْ شَاءَ اللهُ، أَحَدٌ شَهِدَ بَدْرًا، وَالْحُدَيْبِيَةَ " قَالَتْ: فَقُلْتُ أَلَيْسَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} [مريم: 71] ؟ قَالَتْ: فَسَمِعَتْهُ (1) يَقُولُ: {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا} [مريم: 72] (2)
__________
(1) في (م) و (ق) و (ظ2) : قال: فسمعَتْه.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد فيه الأعمش يدلِّس عن أبي سفيان، وقد عنعن، وأبو سفيان - وهو طلحة بن نافع- قال ابن عيينة: حديثُه عن جابر صحيفة، وقال شعبة: لم يسمع من جابر إلا أربعة أحاديث، وكذا قال ابن المديني في "العلل" - فيما ذكر الحافظ في مقدمة "الفتح" - وقد روى له
البخاري مقروناً. ثم إنه قد اختلف فيه على الأعمش، كما سيرد.
وأخرجه هنَّاد في "الرُّهد" (230) ، وابن ماجه (4281) ، والفاكهي في "أخبار مكة" (2874) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (860) ، وأبو يعلى (7044) ، والطبري في "التفسير" في تفسير قوله تعالى: (وإن منكم إلا واردها) [مريم: 71] ، والطبراني في "الكبير" 23/ (358) و (363) ، والبغوي في "شرح السنة" (3994) ، وفي "التفسير" في تفسير قوله تعالى: (وإن منكم إلا واردها) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وقد اختلف فيه على الأعمش:
فرواه عبد الله بن إدريس- كما سيرد برقم (27042) -، وزائدة بنحوه- كما سيرد برقم (27045) -، وأبو عوانة - كما سيرد في تخريجها -، وسفيان الثوري، وجرير بن عبد الحميد- فيما ذكر الدارقطني في "العلل" - عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، عن أم مبشر أنها سمعت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فجعلوه من مسند أم مبشر.
وسيأتي في مسندها بإسناد صحيح برقم (27362) .
ورواه أبو بكر بن عياش - كما سلف برقم (15262) عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فجعله من مسند جابر. وقد سلف=(44/37)
26441 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَبِي وَدَاعَةَ، عَنْ حَفْصَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهَا قَالَتْ: لَمْ أَرَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي (1) فِي سُبْحَتِهِ جَالِسًا (2) قَطُّ، حَتَّى إِذَا كَانَ (3) قَبْلَ مَوْتِهِ بِعَامٍ، أَوْ بِعَامَيْنِ، فَكَانَ " يُصَلِّي فِي سُبْحَتِهِ جَالِسًا، وَيَقْرَأُ السُّورَةَ فَيُرَتِّلُهَا (4) ، حَتَّى تَكُونَ (5) أَطْوَلَ مِنْ أَطْوَلَ مِنْهَا " (6)
__________
= في مسنده بإسناد صحيح برقم (14771) .
وأورده السيوطي في "الدر المنثور" 4/282، وزاد نسبته إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري وابن مردويه.
وانظر (14774) .
(1) قولها: يصلي، ليس في (ق) .
(2) في (ظ6) : قاعداً.
(3) في (ظ6) : حتى كان.
(4) في (ظ6) : فيرتل السورة، بدل: ويقرأ السورة فيرتلها.
(5) في (ظ6) : حتى تكون في قراءته.
(6) إسناده صحيح على شرط مسلم، المُطَّلب بن أبي وَداعة صحابي جليل روى له مسلم هذا الحديث، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، عبد الأعلى: هو ابن عبد الأعلى السَّامي.
وأخرجه مسلم (733) ، والدارمي (1385) ، وابن حبان (2530) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (340- 344) ، وفي "الأوسط " (368) ، وفي "مسند الشاميين" (68) من طرق عن الزهري، بهذا الإسناد.
وسيرد بالحديثين بعده.
وانظر حديث عائشة وقد سلف برقم (24191) ، وحديث أم سلمة وسيرد برقم (26599) .(44/38)
26442 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَبِي وَدَاعَةَ، عَنْ حَفْصَةَ، قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي فِي سُبْحَتِهِ جَالِسًا قَطُّ، حَتَّى كَانَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِعَامٍ، فَكَانَ " يُصَلِّي جَالِسًا، فَيَقْرَأُ السُّورَةَ فَيُرَتِّلُهَا، حَتَّى تَكُونَ أَطْوَلَ مِنْ أَطْوَلَ مِنْهَا " (1)
26443 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ شِهَابٍ، وَأَخْبَرَنِي عَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ، أَنَّ الْمُطَّلِبَ بْنَ أَبِي وَدَاعَةَ، أَخْبَرَهُ أَنَّ حَفْصَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَتْهُ قَالَتْ: " مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي جَالِسًا حَتَّى كَانَ قَبْلَ وَفَاتِهِ بِعَامٍ، أَوْ عَامَيْنِ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه.
وأخرجه أبو يعلى (7055) ، وابن خزيمة (1242) من طريق عبد الرحمن ابن مهدي، بهذا الإسناد.
وهو عند مالك في "الموطأ" 1/137، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "السنن" (26) ، ومسلم (733) (118) ، والترمذي في "السنن" (373) ، وفي "الشمائل" (276) ، والنسائي في "المجتبى" 3/223، وفى "الكبرى" (1376) ، والدارمي (1386) ، وابن خزيمة (1242) ، وأبو عوانة 2/219، وابن حبان (2508) و (2580) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (339) ، والبيهقي في "السنن" 2/490، وفي "معرفة السنن والآثار" (5390) .
وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه" (4089) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (733) ، وأبو عوانة 2/219، والطبراني في "الكبير" 23/ (338) .
وانظر ما قبله.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف على وهم في تسمية أحد رواته.=(44/39)
26444 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ (1) بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ صَفْوَانَ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ صَفْوَانَ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ حَفْصَةَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَيَؤُمَّنَّ هَذَا الْبَيْتَ جَيْشٌ يَغْزُونَهُ، حَتَّى إِذَا كَانُوا بِالْبَيْدَاءِ، خُسِفَ بِأَوْسَطِهِمْ، فَيُنَادِي أَوَّلُهُمْ وَآخِرُهُمْ، فَلَا يَنْجُو إِلَّا الشَّرِيدُ الَّذِي يُخْبِرُ عَنْهُمْ " فَقَالَ رَجُلٌ: كَذَا وَاللهِ، مَا كَذَبْتُ عَلَى حَفْصَةَ، وَلَا كَذَبَتْ حَفْصَةُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (2)
__________
= ابن جريج - وهو عبد الملك بن عبد العزيز- مدلّس، ولم يُصَرِّح بسماعه من الزُهري، ووهم في قوله: عن عطاء بن يزيد، وإنما هو السائب بن يزيد، كما سلف في الروايتين السابقتين. وسلف تخريجه فيهما.
(1) في (م) : محمد بن سفيان، وهو خطأ.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، أمية بن صفوان بن عبد الله بن صفوان، وجدُّه، من رجاله. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه الحميدي (286) ، والبخاري في "التاريخ الأوسط" 1/142-143، ومسلم (2883) (6) ، والنسائي في "المجتبى" 5/207، وفي "الكبرى" (3863) ، وابن ماجه (4063) ، والفاكهي في "أخبار مكة" (757) ، وأبو يعلى (7043) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (345) ، والحاكم 4/429، وأبو عمرو الداني في "الفتن" (592) من طريق سفيان بن عُيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه مسلم (2883) (7) من طريق زيد بن أبي أنيسة، عن عبد الملك العامري، عن يوسف بن ماهك، عن عبد الله بن صفوان، عن أم المؤمنين أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... ولم يسمِّ أم المؤمنين، ثم قال زيد: وحدثني عبد الملك العامري، عن عبد الرحمن بن سابط، عن الحارث بن أبي ربيعة، عن أم المؤمنين بمثل حديث يوسف بن ماهك، قلنا: وسيأتي برقم (26487)
من طريق عبد العزيز بن رفيع، عن عبيد الله بن القبطية، قال: دخل الحارث=(44/40)
26445 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ شُتَيْرِ بْنِ شَكَلٍ، عَنْ حَفْصَةَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَنَالُ مِنْ وَجْهِ بَعْضِ نِسَائِهِ وَهُوَ صَائِمٌ " (1)
__________
= ابن أبي ربيعة وعبد الله بن صفوان وأنا معهما على أم سلمة، فسألاها عن الجيش الذي يخسف به، ...
وقد رواه سالم بن أبي الجعد، واختلف عليه:
فأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (356) من طريق عمَّار الدهني، عن سالم بن أبي الجعد، عن عبد الله بن صفوان، عن حفصة، به.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 5/207، وفي "الكبرى" (3862) من طريق أبي خالد الدالاني عن عمرو بن مرة، عن سالم بن أبي الجعد، عن أخيه، عن ابن أبي ربيعة، عن حفصة، نحوه.
وسيرد برقم (26458) .
وسلف من حديث عائشة برقم (24738) .
وسيرد من حديث أم سلمة برقم (26487) .
ومن حديث صفية برقم (26858) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، شُتَير بن شَكَل من رجاله، وبقية رجاله رجال الشيخين. سفيان: هو ابن عُيينة، ومنصور: هو ابن المعتمر، وأبو الضُّحى: هو مُسلم بن صُبَيْح.
وأخرجه الحميدي (287) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (350) و (351) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1586) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (349) ، وابن أبي شيبة 3/60، ومسلم (1107) ، والنسائي في "الكبرى" (3083) ، وأبو يعلى (7051) ، وابن حبان (3542) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (351) و (393) من طريق جرير بن عبد الحميد، كلاهما عن منصور، به.=(44/41)
26446 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ شُتَيْرِ بْنِ شَكَلٍ، عَنْ حَفْصَةَ ابْنَةِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُقَبِّلُ وَهُوَ صَائِمٌ " (1)
26447 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ شُتَيْرِ بْنِ شَكَلٍ، عَنْ حَفْصَةَ، قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَبِّلُ وَهُوَ صَائِمٌ " (2)
__________
=وأخرجه النسائي في "الكبرى" (3080) من طريق إسرائيل، عن منصور، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن شُتَير، به. وذكر المزي في "تحفة الأشراف" 11/281 أن النسائي قال عقب الحديث: هذا خطأ، ليس فيه مسروق.
وسيرد برقم (26762) عن محمد بن جعفر، عن شعبة، عن منصور، عن أبي الضحى، عن شتير بن شكل، عن أم حبيبة. وصوابه: عن حفصة كما سيرد.
وسيأتي بالأحاديث الثلاثة بعده.
وسلفت أحاديث الباب في مسند عائشة برقم (24110) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه، غير أن شيخ أحمد هنا هو عفان بن مسلم الصفار، وشيخه هو أبو عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري.
وأخرجه مسلم (1107) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/91 من طريقين عن أبي عوانة، بهذا الإسناد.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه، غير أن شيخ أحمد هنا هو أبو معاوية، وهو محمد بن خازم الضرير، وشيخه هو الأعمش، وهو سليمان بن مهران.
وأخرجه مسلم (1107) (73) ، وابن ماجه (1685) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/90، والطبراني في "الكبير" 23/ (393) ، والبيهقي في "السنن " 4/23 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 4/1559 من طريق عبد الله بن بشير،=(44/42)
26448 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، وَالْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ شُتَيْرِ بْنِ شَكَلٍ، عَنْ حَفْصَةَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُقَبِّلُ وَهُوَ صَائِمٌ " (1)
26449 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ حَفْصَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهَا وَعِنْدَهَا امْرَأَةٌ، يُقَالُ لَهَا شَفَّاءُ، تَرْقِي مِنَ النَّمْلَةِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَلِّمِيهَا حَفْصَةَ " (2)
__________
= عن الأعمش، به. وتحرف اسم شتير في مطبوعه إلى: بشير.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه، غير أن شيخ أحمد هنا هو عبد الرحمن بنُ مهدي.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (3082) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (348) من طريق أبي حذيفة موسى بن مسعود، عن سفيان الثوري، عن منصور، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن شُتير، به. أدخل مسروقاً بين أبي الضحى وشُتير. وموسى بن مسعود ضعفه بُندار والترمذي، وذكر الإمام أحمد أنه شبه لا شيء، وذكر أبو حاتم وابن حبان أنه يُخطىء.
وأخرجه السهمي في "تاريخ جرجان" ص204 من طريق قيس بن الربيع، عن منصور والأعمش، عن أبي الضحى، عن شتير بن شكل، عن عائشة وحفصة، به. قلنا: وقيس بن الربيع ضعيف، ولم يتابع عليه فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 5/الورقة 139. وقال 5/164: والمحفوظ حديث حفصة.
وانظر الأحاديث الثلاثة قبله.
(2) رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو بكر بن سليمان- وهو ابنُ أبي=(44/43)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= حَثْمة العدويُّ - في سماعه من حفصة نظر، فقد جعله الحافظ في "التقريب" في الطبقة الثالثة، كالحسن وابنِ سيرين، ومثلُهم يُحتاج في روايته عن الصحابة إلى تصريح بالسماع، ثم إنه قد اختُلف في وصله وإرساله، وإرسالُه أصحُّ، كما سيرد.
فرواه الثوريُّ عن محمد بن المنكدر، عن أبي بكر، واختلف عليه:
فرواه وكيع - كما في هذه الرواية، وعند النسائي في "الكبرى" (7542) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (797) - وأبو عامر العَقَدي - كما في الرواية (26540) - ويحيى بنُ سعيد، وأبو حُذيفة، ومحمد بنُ كثير- فيما أخرجه الحاكم 4/414- خمستُهم عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. قال الحاكم:
صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي.
ورواه أبو نعيم، عن الثوري، واختلف عليه كذلك:
فرواه فُضَيل بن محمد المَلَطي - فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (797) - عن أبي نُعيم، عن الثوري، به. وفُضَيْل بن محمد ترجم له ابنُ أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 7/76، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.
ورواه ابنُ سعد 8/84 عن أبي نُعيم، عن سفيان الثوري، عن محمد بن المنكدر، عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حَثْمة، قال: دخلَ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على حفصة ... فذكره مرسلاً.
والمرسلُ أصح فيما قال الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 194- 195.
ورواه مرسلاً إسماعيل ابنُ عُلَيَّة- فيما أخرجه ابنُ أبي شيبة 8/37، والطبراني في "الكبير" 24/ (798) - عن محمد بنِ المُنْكدر، عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حَثْمة أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لجدَّته الشِّفاء بنت عبد الله: "علِّمي حفصةَ رُقْيَتَك".
وسيرد في الرواية (27095) من طريق صالح بن كَيْسان، عن أبي بكر بن سليمان، عن الشِّفاء بنت عبد الله مرفوعاً، وسيأتي ذكرُ الاختلاف فيه على صالح هناك.=(44/44)
26450 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ، عَنْ حَفْصَةَ، أَنَّ امْرَأَةً، مِنْ قُرَيْشٍ يُقَالُ لَهَا الشَّفَّاءُ كَانَتْ تَرْقِي مِنَ النَّمْلَةِ فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَلِّمِيهَا حَفْصَةَ " (1)
26451 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ وَهُوَ
__________
=وأخرجه عبد الرزاق (19768) عن مَعْمَر، عن الزُّهري، قال: بلغني أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لامرأة: "ألا تعلِّمين هذه رُقْيَةَ النملة - يريد حفصةَ زوجتَه - كما عَلَّمْتِها الكتابة؟ ".
وفي الباب من حديث أنس عند مسلم (2196) أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رخص في الرُّقْيَةِ من النملة. وقد سلف برقم (12173) .
قال السندي: قوله: يقالا لها الشِّفاء، بكسر الشين، وتخفيف الفاء، والمدّ: بنتُ عبد الله بنِ عبد شمس، وهي قُرشية عَدَويّة، من عاقلات النساء وفاضلاتهن، أسلمت قديماً، وكان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يزورها ويَقيلُ عندها.
من النَّمْلة، بفتح فسكون: قُروحٌ تخرج في الجنب، تُرقَى، فتبرأ بإذن الله علِّميها، أي: رُقْيَةَ النَّملة، قيل: ما أراد رقية النملة بمعنى القروح، بل أراد كلاماً كانت نساءُ العرب تسميه رُقْية النملة، وهو قولهنّ: العروسُ تنتعل، وتختضب، وتكتحل، وكلَّ شيء تفتعل غيرَ أنها لا تعصي الرجل، والمقصود
تعريض لحفصة بأنها عصت الزوج في إفشاء السر، ولو كانت تعلم النملة، لما عصت. وهذا مردود مخالف لصريح الروايات.
(1) هو مكرر سابقه، غير أن شيخ أحمد هنا هو عبدُ الملك بنُ عَمرو، وهو أبو عامر العَقَدي.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/327، والطبراني في "الكبير" 23/ (399) من طريق أبي عامر العَقَدي، بهذا الإسناد.(44/45)
الْجُمَحِيُّ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَنَّ بَعْضَ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَا أَعْلَمُهَا إِلَّا حَفْصَةَ سُئِلَتْ عَنْ قِرَاءَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: " إِنَّكُمْ لَا تُطِيقُونَهَا ". قَالَتْ (1) : {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [الفاتحة: 3] تَعْنِي التَّرْتِيلَ (2) (3)
__________
(1) قوله: قالت، ليس في (ظ6) .
(2) في (ظ2) و (ق) و (هـ) : الترسّل، وهما بمعنى.
(3) صحيح لغيره، وهذا سند رجاله ثقات رجال الشيخين. إلا أنه قد اختلف فيه على ابن أبي مُلَيْكة:
فرواه نافع بن عمر الجمحي - كما في هذه الرواية والرواية (26532) - عن ابن أبي مليكة، أن بعض أزواج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سئلت ... وقال نافع: لا أعلمها إلا حفصة.
ورواه ابنُ جُرَيْج عن ابن أبي مُلَيْكة، واختلف عليه كذلك:
فرواه يحيى بن سعيد الأموي، كما في الرواية (26583) ، وهمَّام، كما سيرد في الرواية (26742) ، كلاهما عن ابن جريج، عن عبد الله بن أبي مُلَيكة، عن أم سلمة أنها سُئلت عن قراءة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... ولم يُصرِّح ابنُ جُريج بالتحديث.
ورواه محمد بن بكر وعبد الرزاق - كما في الرواية (26547) والرواية (26625) - عن ابن جُريج، أخبرني عبد الله بن أبي مُلَيْكة - قال عبد الرزاق: قال عبد الله بن أبي مُلَيْكة- عن يعلى بن مَمْلَك، أنه سأل أم سلمة زوجَ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن صلاته بالليل ...
ورواه أبو عاصم - فيما أخرجه الفريابي في "الفضائل" (111) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (977) - عن ابن جريج، عن أبيه، عن ابن أبي مُلَيْكة، عن يعلى بن مَمْلَك، قال: سألت أم سلمة عن صلاة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فذكره في الصلاة فقط. قلنا: وعبد العزيز بن جُريج لين الحديث.
ورواه الليث بن سعد، واختُلف عليه كذلك:=(44/46)
26452 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ صَفِيَّةَ ابْنَةَ أَبِي عُبَيْدٍ، أَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا، سَمِعَتْ حَفْصَةَ ابْنَةَ عُمَرَ، زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، أَوْ بِاللهِ وَرَسُولِهِ، أَنْ تُحِدَّ عَلَى مَيِّتٍ (1) فَوْقَ ثَلَاثٍ، إِلَّا عَلَى زَوْجٍ " (2)
__________
=فرواه أبو صالح - فيما أخرجه الطبراني 23/ (646) - عن الليث بن سعد، عن ابن لهيعة، عن ابن أبي مُلَيْكة، عن يعلى بن مَمْلَك، عن أم سَلَمة أنها نعَتَتْ قراءةَ رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فإذا هي تنعتُ قراءةً مفسَّرةً حرفاً حرفاً. قلنا: وأبو صالح - وهو عبد الله بن صالح - ضعيف.
ورواه يحيى بن إسحاق - كما في الرواية (26526) و (26564) - عن الليث بن سعد، عن ابن أبي مليكة، عن يعلى بن مَمْلَك، قال: سألتُ أم سلمة عن صلايه وقراءتِهِ، قال الترمذي بإثرِ الحديث (2927) : وحديث الليث أصح. وذكر أن حديث ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن أم سلمة ليس إسناده بمتصل، لأن الليث بن سعد روى هذا الحديث عن ابن أبي مُلَيْكة، عن يعلى ابن مَمْلَك، عن أم سلمة. قلنا: وتبقى علته في جهالة يعلى بن مَمْلَك، ومع ذلك فقد صححه ابن خزيمة والحاكم والدارقطني، كما سيرد في الرواية (26583) ، والنووي في "المجموع" 3/333.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 2/108، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح.
وفي الباب عن أنس عند البخاري (5046) ولفظه: سئل أنس كيف كانت قراءة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فقال: كانت مداً، ثم قرأ: بسم الله الرحمن الرحيم، يمدُّ ببسم الله، ويمدُّ بالرحمن، ويمد بالرحيم.
(1) قوله: على ميت، ليس في (ظ2) ولا (ظ6) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. صفية بنت أبي عُبيد من رواته، وبقية رواته ثقات من رجال الشيخين. يحيى بن سعيد: هو الأنصاري، ونافع:=(44/47)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= هو مولى ابن عمر.
وأخرجه المزِّي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة صفيّة بنت أبي عبيد) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 5/280، والطبري في "التفسير" (5075) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (361) و (388) ، من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 5/280، ومسلم (1490) (64) ، والنسائي في "المجتبى" 6/189، و"الكبرى" (5696) ، وابن ماجه (2086) ، وأبو يعلى (7053) ، والطبري في "التفسير" (5074) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (361) و (388) ، وفي "الأوسط" (1617) ، والبيهقي في "السنن" 7/438 من طرق عن يحيى بن سعيد، به.
زاد مسلم والنسائي والطبري والبيهقي: "فإنها تُحِدُّ عليه أربعة أشهر وعشراً".
وأخرجه أبو يعلى (7035) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (360) ، من طريق عبد الله العمري، عن نافع، به.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (941) من طريق عمرو بن أبي سلمة، عن أبي مُعَيْد حفصِ بنِ غَيْلان، عن سليمان بن موسى، عن عطاء بن أبي رباح، عن صفيَّة بنت أبي عُبيد، عن أم سلمة أو حفصة، نحوه. وقال: لم يرو هذا الحديث عن أبي مُعَيد إلا عمرو.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (335) من طريق يحيى الحِمَّاني، عن معاوية بن حفص الحلبي، عن عُبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، عن حفصة، به. ويحمى الحِمَّاني ضعيف، وإنما رواه عبيد الله العمري، عن نافع، عن صفية بنت أبي عبيد، عن بعض أزواج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كما هو عند مسلم (1490) (64) ، وسنذكره في تخريج الحديث (26453) .
وسلف من حديث عائشة بالأرقام (24092) و (26121) و (26411) .=(44/48)
26453 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ (1) ، عَنْ صَفِيَّةَ ابْنَةَ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ بَعْضِ أَزَاوِجِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (2) قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، أَوْ (3) تُؤْمِنُ بِاللهِ وَرَسُولِهِ، أَنْ تُحِدَّ عَلَى مَيِّتٍ فَوْقَ ثَلَاثٍ، إِلَّا عَلَى زَوْجٍ فَإِنَّهَا تُحِدُّ عَلَيْهِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا " (4)
__________
=ومن حديث عائشة أو حفصة برقم (25513) ، وذكرنا فيه الاختلاف على نافع.
وانظر الأحاديث الأربعة بعده.
(1) سقط اسم "نافع" من (ظ6) .
(2) في (م) و (ظ 2) و (ق) : أن صفية ابنة أبي عبيد أخبرته أنها سمعت حفصة ابنة عمر زوج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. والمثبت من (ظ6) و"أطراف المسند"، وهو الموافق لرواية المزي، وهي من طريق الإمام أحمد.
(3) في (ظ6) ورواية المزي: وتؤمن، والمثبت من (م) و (ظ2) و (ق) .
(4) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه، واختُلف فيه على نافع، وبسطنا الاختلاف فيه عليه في الرواية (25513) . إسماعيل: هو ابنُ عُلَيَّة، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني.
وأخرجه المِزِّي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة صفية بنت أبي عبيد) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1490) (64) ، والنسائي في "المجتبى" 6/189، وفي "الكبرى" (5697) و (5698) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/76، والطبراني في "الكبير" 23/ (362) ، من طرق عن أيوب، به.
وعند النسائي والطحاوي (من رواية عبد الله بن بكر السهمي، عن سعيد ابن أبي عروبة) : عن • بعض أزواج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهي أم سلمة. قلنا: والسهمي=(44/49)
26454 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ، مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ (1) ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ عَائِشَةَ أَوْ حَفْصَةَ (2) أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللهِ، وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ تُحِدَّ عَلَى مَيِّتٍ فَوْقَ ثَلَاثٍ، إِلَّا عَلَى زَوْجٍ " (3)
__________
=سمع من سعيد بن أبي عروبة قبل الاختلاط.
وقال مسلم بإثر حديث زينب بنت أم سلمة عن أم حبيبة (1486) : وحدثته زينب عن أمها، وعن زينب زوج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أو عن امرأة من بعض أزواج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وأخرجه مسلم (1490) (64) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/76، من طريقين عن نافع، به.
وأخرجه الحارث فيما ذكر الحافظ في "النكت الظراف" 11/291 من طريق ابن إسحاق، عن نافع، عن صفية، عن عائشة وأم سلمة، به.
وسلف من حديث عائشة برقم (24092) ، ومن حديث حفصة برقم (26452)
(1) قوله: "عن نافع" سقط من (ظ6) .
(2) قوله: "أو حفصة" ليس في (ظ6) .
(3) إسناده على شرط مسلم كسابقه.
وهو عند مالك في "الموطأ" 2/598، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "المسند" 2/61، وفي "الأم" 5/213، وابن حبان (4302) ، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار" 11/221، والمِزِّي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة صفية بنت أبي عبيد) .
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (5102) من طريق سُرَيْج بن النعمان، عن فُلَيْح بن سليمان، عن نافع، به. لكن قال: عن عائشة وحفصة، بغير شكٍّ عنهما. قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن فُلَيْح إلا سُرَيج بن النُّعمان.=(44/50)
26455 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ صَفِيَّةَ ابْنَةَ أَبِي عُبَيْدٍ، حَدَّثَتْهُ عَنْ حَفْصَةَ، أَوْ عَائِشَةَ، أَوْ عَنْ كِلْتَيْهِمَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، أَوْ تُؤْمِنُ بِاللهِ وَرَسُولِهِ، أَنْ تُحِدَّ عَلَى مَيِّتٍ فَوْقَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، إِلَّا عَلَى زَوْجِهَا " (1)
26456 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ (2) صَفِيَّةَ ابْنَةِ أَبِي عُبَيْدٍ،
__________
=قلنا: قد سلف من حديث عائشة برقم (24092) .
ومن حديث حفصة برقم (26452) .
ومن حديث عائشة أو حفصة برقم (25513) وذكرنا الاختلاف فيه على نافع.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه.
وأخرجه مسلم (1490) (63) ، والبيهقي في "السنن" 7/438، والمِزِّي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة صفية بنت أبي عبيد) من طرق، عن الليث، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/76 من طريق عبد الله بن صالح، عن الليث، عن ابن الهاد، عن نافع، به، فزاد فيه ابنَ الهاد. وعبدُ الله ابنُ صالح - وهو كاتب الليث - ضعيف.
وأخرجه الطيالسي (1587) ، وأبو يعلى (7033) ، والطبراني في "الكبير"
23/ (359) و (389) من طرق، عن نافع، به.
وسلف من حديث عائشة برقم (24092) .
ومن حديث حفصة برقم (26452) .
وذكرنا الاختلاف فيه على نافع في الرواية (25513) .
(2) في (م) : أن.(44/51)
عَنْ حَفْصَةَ (1) ، أَوْ عَائِشَةَ أَوْ عَنْهُمَا كِلْتَيْهِمَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللهِ، وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ تُحِدَّ فَوْقَ ثَلَاثٍ (2) ، إِلَّا عَلَى زَوْجِهَا " (3)
__________
(1) في (م) : حدثته عن حفصة.
(2) في (ظ6) ونسخة في (ظ2) : ثلاثة أيام.
(3) إسناده على شرط مسلم كسابقه. عفَّان: هو ابن مُسلم الصفَّار، وعبد العزيز بن مسلم: هو القَسْمَلِىّ.
وأخرجه مسلم (1490) (63) ، والمِزِّي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة صفية بنت أبي عُبيد) من طريق شيبان بن فرُّوخ، عن عبد العزيز بنُ مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن راهويه (1039) ، عن صالح بن قُدامة، عن عبد الله بن دينار، به.
واختلف فيه على صالح بن قُدامة:
فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (1929) عن أحمد بن محمد بن نافع، عن أبي مصعب أحمد بن أبي بكر المدني، عن صالح بن قُدامة، عن عبد الله بن دينار، عن نافع، عن ابن عمر، عن صفية، به. وقال: لم يرو هذا الحديث عبد الله بن دينار إلا صالح بن قدامة.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (5888) ، وابن عدي في "الكامل" 5/1970 من طريق عبد السلام بن حفص (ويقال: ابن مصعب) عن عبد الله ابن دينار، عن ابن عمر، عن حفصة، به. قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن عبد الله بن دينار إلا عبد السلام بن مصعب، وقال ابن عديّ: ولا يقول عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، غير عبد السلام، وإنما يُروى هذا عن الله بن دينار، عن نافع بإسناد آخر.
قلنا: قد سلف من حديث عائشة برقم (24092) .
ومن حديث حفصة برقم (26452) .=(44/52)
26457 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمٍ (1) ، عَنْ حَفْصَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ لَمْ يُجْمِعِ الصِّيَامَ مَعَ الْفَجْرِ، فَلَا صِيَامَ لَهُ " (2)
__________
=وذكرنا الاختلاف فيه على نافع في الرواية (25513) .
(1) جاء في هامش (ق) : عن أبيه، وعليها علامة الصحة، وهي زيادة من الناسخ، إذ إنها لم ترد في باقي النسخ، إنما أُشيرَ في هوامشها إلى أن رواية "تحفة الأشراف": عن سالم، عن أبيه، عن ابن عمر، ولم يرد هذا الحديث في "أطراف المسند".
(2) إسناده ضعيف، فيه ابنُ لهيعة، وهو عبد الله، وقد سمع منه الحسن ابن موسى بعد احتراق كتبه، ثم إنه اختلف عليه كما سيرد، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الله بن أبي بكر: هو ابن محمد بن عمرو بن حزم، وسالم: هو ابنُ عبد الله بن عمر. وقد اختلف في وقفه ورفعه، ورفعُه غير
ثابت فيما قال البخاري في "التاريخ الأوسط" (المطبوع خطأً باسم "التاريخ الصغير") 1/134، ونقله عنه الترمذي في "العلل الكبير" 1/348. وكذلك صوَّب وقفه النسائي في "الكبرى" 2/117-118، والدارقطني في "العلل" 5/ الورقة 163.
وقد اختلف فيه على الزُّهري، فرواه عبد الله بنُ أبي بكر وغيرُه عنه، واختُلف عليهم:
فأما حديث عبد الله بن أبي بكر، فرواه ابن لهيعة، واختلف عليه كذلك: فرواه حسن بنُ موسى- كما في هذه الرواية - عن ابن لهيعة، عن عبد الله ابن أبي بكر، عن الزهري، عن سالم، عن حفصة مرفوعاً.
وخالف حسنَ بنَ موسى: عبدُ الله بنُ وهب - فيما أخرجه أبو داود (2454) ، وابن خزيمة (1933) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/54، والدارقطني 2/172، والبيهقي في "السنن" 4/202، وفي "معرفة السنن=(44/53)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= والآثار" 6/228-229، والخطيب في "تاريخه" 3/92 - وعبدُ الله بنُ يوسف - فيما أخرجه الطحاوي 2/54، والطبراني في "الكبير" 23/ (367) - كلاهما عن ابن لهيعة، عن عبد الله بن أبي بكر، عن الزهري، عن سالم بن عبد الله، عن ابن عمر، عن حفصة، مرفوعاً، فأدخلا بين سالم وحفصة ابن عمر.
ورواه يحيى بن أيوب عن عبد الله بن أبي بكر، واختلف عليه كذلك: فرواه سعيد بن أبي مريم - فيما أخرجه البخاري في "التاريخ الأوسط" 1/134، والترمذي في "جامعه" (730) ، وفي "العلل الكبير" 1/348، والبيهقي في "السنن" 1/221، وفي "الصغير" (1292) ، وفي "معرفة السنن والآثار" 6/229، والبغوي في "شرح السنة" (1744) ، وعبد الله بن وهب - فيما أخرجه أبو داود (2454) ، وابن خزيمة (1933) ، والطحاوي 2/54، والدارقطني 2/172، والبيهقي في "السنن" 4/202 و213، وفي "معرفة السنن والآثار" 6/229، والخطيب في "تاريخه" 3/92، والبغوي في "شرح السنة" (1744) ، وأشهب فيما أخرجه النسائي في "المجتبى" 4/196، وفي "الكبرى"
(2642) ، ثلاثتهم عن يحيى بن أيوب، عن عبد الله بن أبي بكر، عن الزهري، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه، عن حفصة مرفوعاً. قال الترمذي: حديث حفصة حديث لا نعرفه مرفوعاً إلا من هذا الوجه، وقد رُوي عن نافع، عن ابن عمر قوله، وهو أصحُّ، وهكذا أيضاً رُوي هذا الحديث عن الزُّهري موقوفاً، ولا نعلم أحداً رفعه إلا يحيى بن أيوب.
وقال البخاري- فيما نقله الترمذي في "العلل الكبير" 1/349-: عن سالم عن أبيه، عن حفصة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خطا، وهو حديث فيه اضطراب، والصحيح عن ابن عمر موقوف، ويحيى بن أيوب صدوق، وقال النسائي في "الكبرى": والصواب عندنا موقوف؛ لأن يحيى بن أيوب ليس بالقوي.
ورواه الليث بن سعد، عن يحيى بن أيوب، واختلف عليه كذلك:
فرواه شعيب بن الليث - فيما أخرجه النسائي في "المجتبى" 4/196، وفي "الكبرى" (2641) - وعبد الله بن صالح - فيما أخرجه الطحاوي في "شرح=(44/54)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= معاني الآثار" 2/54، وعبد الله بن الحكم - فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (337) -، وابن بكير- فيما أخرجه البيهقي في "السنن" 13/24- أربعتهم عن الليث، عن يحيى بن أيوب، عن عبد الله بن أبي بكر، عن الزهري، عن سالم بن عبد الله، عن ابن عمر، عن حفصة، مرفوعاً.
وخالفهم سعيد بن شرحبيل- فيما أخرجه الدارمي (1698) ، والنسائي في "المجتبى" 4/196، وفي "الكبرى" (2640) - فرواه عن ليث، عن يحيى بن أيوب، عن عبد الله بن أبي بكر، عن سالم، عن أبيه، عن حفصة، مرفوعاً.
ولم يذكر الزهري.
ورواه إسحاق بن حازم - فيما أخرجه ابن أبي شيبة 3/31-32، وابن ماجه (1700) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (368) ، وفي "الأوسط" (9090) ، والدارقطني في "السنن" 2/172- عن عبد الله بن أبي بكر، عن سالم، عن ابن عمر، عن حفصة، مرفوعاً، ولم يذكر الزهري كذلك.
ورواه ابن جريج - فيما أخرجه النسائي 4/197، وفي "الكبرى" (2643) ، وابن حزم في "المحلى" 6/162، والبيهقي في "السنن" 4/204، وفي "فضائل الاوقات" (134) - عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر، عن حفصة، مرفوعاً. قال النسائي: وحديث ابن جريج عن الزهري غير محفوظ.
ورواه عُقيل عن الزهري، واختلف عليه كذلك:
فرواه رشدين بن سعد - فيما أخرجه ابن عدي في "الكامل" 3/1010 و6/2077- عن عُقيل وقرة بن عبد الرحمن، عن الزهري، عن حمزة بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، عن حفصة، مرفوعاً..
وخالفه الليث بن سعد، فرواه موقوفاً- فيما أخرجه البخاري في "التاريخ الأوسط" 1/134- عن عُقيل، عن الزهري، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن عبد الله بن عمر وحفصة بنت عمر، قالا: من عزم الصيام، فأصبح متطوعاً، فلا يصلح أن يفطر حتى الليل.=(44/55)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=ورواه موقوفاً كذلك يونس بن يزيد - فيما أخرجه النسائي في "المجتبى" 4/197، وفي "الكبرى" (2645) - عن الزهري، عن حمزة بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، عن حفصة قولها.
ورواه موقوفاً أيضاً عبيد الله بن عمر العمري - فيما أخرجه النسائي في "المجتبى" 4/197، وفي "الكبرى" (2644) - عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، عن حفصة قولها.
ورواه معمر، عن الزهري، واختلف عليه كذلك:
فرواه إسحاق الدَّبَري عن عبد الرزاق- كما في "المصنف" (7786) - عن معمر، عن الزهري، عن سالم، عن حفصة، قالت: قال: "لا صوم لمن لم يُزمِع الصيامَ من الليل".
ورواه محمود ومحمد بن يحيى- فيما أخرجه البخاري في "التاريخ الأوسط" 1/133، وحسين بن مهدي- فيما أخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/55- ثلاثتُهم عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر، عن حفصة قولها.
وخالف عبدَ الرزاق: ابنُ المبارك - فيما أخرجه البخاري في "التاريخ الأوسط" 1/133، والنسائي في "المجتبى" 4/197، وفي "الكبرى" (2646) و (2647) - فرواه عن معمر، عن الزهري، عن حمزة، عن ابن عمر، عن حفصة قولها.
ورواه سفيان بن عيينة، عن الزهري، واختلف عليه:
فرواه موقوفاً ابنُ أبي شيبة 3/32، وعلي ابن المديني، وصدقة - فيما أخرجه البخاري في "التاريخ الأوسط" 1/132 و133-، وإسحاق بنُ إبراهيم وأحمد بنُ حرب - فيما أخرجه النسائي في "المجتبى" 4/197، وفي "الكبرى" (2648) و (2649) - خمستهم عن سفيان، عن الزهري، عن حمزة بن عبد الله ابن عمر، عن حفصة قولها. وقال سفيان - فيما نقله البخاري -: ولم أسمعه
- يعني الزهريَّ - ذكر عن حمزة غير هذا.=(44/56)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=وخالفهم ابن المبارك - فيما أخرجه البخاري في "التاريخ الأوسط" 1/133، والنسائي في "المجتبى" 4/197 -، ورَوْح بن عبادة - فيما أخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/55-، والحسن بن عرفة - فيما أخرجه الدارقطني 2/173 - ثلاثتهم عن سفيان، عن الزهري، عن حمزة، عن أبن عمر، عن حفصة قولها.
ورواه عبد الرحمن بن إسحاق، عن الزهري. واختلف عليه:
فرواه خالد بن عبد الله الواسطي - فيما أخرجه البخاري في "التاريخ الأوسط" 1/133- عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر، عن حفصة قولها.
وخالفه بشر بن المفضل - فيما أخرجه البخاري 1/133 - عن عبد الرحمن ابن إسحاق، عن الزهري، عن حمزة، عن ابن عمر، عن حفصة قولها.
ورواه صالح بن أبي الأخضر عن الزهري، واختلف عليه:
فرواه رَوْح بن عبادة - فيما أخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/55- عن صالح بن أبي الأخضر، عن الزهري، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن ابن عمر. ولم يذكر حفصة ولم يرفعه.
وأعاده روح عن صالح عن الزهري إلا أنه قال: عن السائب بن يزيد، عن المطلب بن أبي وداعة، عن حفصة قولها.
قلنا: وصالح بن أبي الأخضر ضعيف في الزهري.
ورواه مالك منقطعاً - كما في "الموطأ" 1/288- ومن طريقه النسائي في "المجتبى" 4/197-198، وفي "الكبرى" (2650) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/55- عن الزهري، عن عائشة وحفصة موقوفاً، والزهري لم يدرك عائشة ولا حفصة.
قال الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 163: ورفعُه غيرُ ثابت، قيل: أيُّ القولين أصح عن الزهري، قول من قال عنه عن سالم، أو من قال عنه عن حمزة؟ فقال: قول من قال عن حمزه أشبه.=(44/57)
26458 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الرَّازِيُّ، وَهُوَ خَتَنُ سَلَمَةَ الْأَبْرَشِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُوسَى (1) ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ صَفْوَانَ، عَنْ حَفْصَةَ ابْنَةِ عُمَرَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " يَأْتِي جَيْشٌ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ، يُرِيدُونَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، حَتَّى إِذَا كَانُوا بِالْبَيْدَاءِ، خُسِفَ بِهِمْ، فَرَجَعَ مَنْ كَانَ أَمَامَهُمْ لِيَنْظُرَ مَا
__________
=وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/288- ومن طريقه البخاري في "التاريخ الأوسط" 1/134، والنسائي في "المجتبى" 4/198، وفي "الكبرى" (2651) ، والبيهقي في "السنن" 6/227-228 - عن نافع، عن ابن عمر قوله.
وتابع مالكاً عبيدُ الله بن عمر العمري - فيما أخرجه النسائي في "المجتبى" 4/198، وفي "الكبرى" (2652) ، وموسى بن عقبة - فيما أخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/55- فروياه عن نافع، عن ابن عمر قوله.
وفي الباب عن عائشة عند الدارقطني في "السنن" 2/171-172، والبيهقي 4/213، وفي إسناده عبد الله بن عباد، وهو ضعيف.
وعن ميمونة بنت سعد عند الدارقطني 2/173، وفي إسناده الواقدي، وهو متروك.
قال السندي: قوله: "من لم يُجمع الصيام مع الفجر"، من الإجماع، أي:
لم ينو، والمراد: من لم يكن ناوياً مع طلوع الفجر، وليس المراد أنه يجب النية حينئذ، بل يكفي أنه نوى قبل ذلك، وبقي على النية حتى طلع الفجر وهوعلى نيته، ثم الترمذي قد رجَّح وقف الحديث، وعلى تقدير الرفع، فالإطلاق غيرُ مراد، فحملَه كثير على صيام الفرض لأنه المتبادر، وبعضهم
على غير المتعين شرعاً، كالقضاء والكفارة والنذر غير المعين، والله تعالى أعلم.
(1) تحرف في (ظ6) إلى: مؤنس.(44/58)
فَعَلَ الْقَوْمُ، فَيُصِيبَهُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَهُمْ ". فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَكَيْفَ بِمَنْ كَانَ مِنْهُمْ مُسْتَكْرَهًا؟ قَالَ: " يُصِيبُهُمْ كُلَّهُمْ ذَلِكَ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللهُ كُلَّ امْرِئٍ عَلَى نِيَّتِهِ " (1)
26459 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْأَشْجَعِيُّ الْكُوفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ الْمُلَائِيُّ، عَنِ الْحُرِّ بْنِ الصَّيَّاحِ، عَنْ هُنَيْدَةَ بْنِ خَالِدٍ الْخُزَاعِيِّ، عَنْ حَفْصَةَ، قَالَتْ: " أَرْبَعٌ لَمْ يَكُنْ يَدَعُهُنَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: صِيَامَ عَاشُورَاءَ، وَالْعَشْرَ، وَثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَالرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْغَدَاةِ " (2)
__________
(1) إسناده ضعيف لضعف سلمة - وهو ابن الفضل - الأبرش، ولعنعنة محمد بن إسحاق، ولجهالة عبد الرحمن بن موسى، فلم يرو عنه سوى عاصم ابن عمر بن قتادة، وقد ترجم له البخاري في "تاريخه" 5/354، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 5/288، ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، ولم يترجم له الحسيني في "الإكمال"، ولا الحافظ في "التعجيل"، وهو على شرطهما. إسحاق بن إبراهيم الرازي: روى عنه جمع، وقال الحسيني في "الإكمال": فيه نظر، فتعقَّبه الحافظ في "التعجيل" 1/288 بان أبا حاتم قال (كما في "الجرح والتعديل" 2/208) : سمعت يحيى بن معين أثنى عليه خيراً.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الأوسط" 1/143 من طريق وهب بن جرير، عن أبيه، عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد.
قلنا: وقد رواه علي بن مجاهد - فيما ذكر البخاري في "التاريخ الأوسط" 1/143- عن محمد بن إسحاق، عن عاصم بن عمر، عن عبد الرحمن بن موسى، عن عبد الله بن صفوان، عن صفية بنت أبي عبيد، عن أم سلمة مرفوعاً. وعلي بن مجاهد متروك.
وقد سلف بغير هذه السياقة برقم (26444) بإسناد صحيح، فانظره.
(2) حديث ضعيف، دون قوله: والركعتين قبل الغداة، فصحيح، وقد=(44/59)
26460 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمِ ابْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ سَوَاءٍ الْخُزَاعِيِّ، عَنْ حَفْصَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَصُومُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ: يَوْمَ الِاثْنَيْنِ، وَيَوْمَ الْخَمِيسِ، وَيَوْمَ الِاثْنَيْنِ مِنَ الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى " (1)
__________
= سلف الكلام عليه في الرواية (22334) ، وفي هذا الإسناد أبو إسحاق الأشجعي، وهو مجهول، فقد تفرَّد بالرواية عنه هاشم بنُ القاسم، ولم يُؤثر توثيقُه عن أحد.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/220، وفي "الكبرى" (2724) ، وأبو يعلى (7041) و (7048) و (7049) ، وابن حبان (6422) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (354) و (396) ، وفي "الأوسط" (7827) ، والخطيب في "تاريخه" 9/105 و246 و12/365، والمزي في "تهذيبه" (ترجمة أبي إسحاق) من طريق هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد.
وفي المحافظة على الركعتين قبل الغداة شاهد صحيح من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: لم يكن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على شيء من النوافل أشدَّ معاهدة من الركعتين قبل الصبح. وسيرد برقم (24167) .
قال السندي: قوله: والعشر، لعل المراد عشر ذي الحجة، والمراد صيام ما يجوز صيامه من العشر، وعلى هذا فما جاء أنه ما صام في العشر فالمراد جميع العشر، فليتأمل، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده ضعيف لجهالة حال سَوَاء الخُزاعي، فقد روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ثم إن هذا الإسناد منقطع بين عاصم - وهو ابن أبي النَّجود - وسَواء الخزاعي، بينهما المسيب بن رافع، أو معبد بن خالد، كما سيرد في التخريج. وعاصم بن أبي النَّجود تكلموا في حفظه، وقد اضطرب في هذا الإسناد:
فرواه رَوْح بن عبادة - كما سيرد في الرواية (26463) - وعفان بن مسلم=(44/60)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= كما سيرد مطولاً في الرواية (26464) - ومحمد بن الفضل - فيما أخرجه عبد ابن حميد (1544) - وموسى بن إسماعيل - فيما أخرجه أبو داود (2451) - والنضر بن شميل - فيما أخرجه النسائي في "المجتبى" 4/203، وفي "الكبرى" (2675) - وعبد الأعلى بن حماد- فيما أخرجه أبو يعلى (7047) - والحجاج ابن منهال- فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (352) - وعبد الواحد بن غياث- فيما أخرجه البيهقي في "السنن" 4/294-295، وفي "الشعب" (3850) - ثمانيتهم عن حماد، بهذا الإسناد.
وخالفهم أبو نصر التمار عبد الملك بن عبد العزيز- فيما أخرجه النسائي 03/24، وفي "الكبرى" (2674) - فرواه عن حماد بن سلمة، عن عاصم، عن سَواء الخزاعي، عن أم سلمة: قالت: كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فذكره. فجعله من حديث أم سلمة.
ورواه زائدة- كما سيرد (26461) - عن عاصم، عن المسيب، عن حفصة، فذكره مطولاً، ولم يذكر سَواء الخزاعى، وقال فيه: وكان يصوم الإثنين والخميس. والمسيب - وهو ابن رافع- لم يسمع من أحد من الصحابة إلا من البراء وأبي إياس عامر بن عبدة.
ورواه أبان بن يزيد - كما سيرد (26465) - عن عاصم، عن مَعْبَد بن خالد الجَدَلي، عن سَواء الخُزاعي، عن حفصة، به.
ورواه قيس بن الربيع - فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (353) - عن عاصم، عن المسيب بن رافع، عن سَواء الخزاعي، عن حفصة.
ورواه سفيان الثوري- فيما أخرجه النسائي في "الكبرى" (2673) و (2786) - عن عاصم، عن المسيب بن رافع، عن سَواء الخزاعي، عن عائشة، قالت: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصوم الاثنين والخميس. فجعله من حديث عائشة.
ورواه أبو أيوب الإفريقي - وهو عبد الله بن علي - فيما أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 9/8- عن عاصم، عن المسيب بن رافع ومعبد بن خالد، عن=(44/61)
26461 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ حَفْصَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ، وَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى تَحْتَ خَدِّهِ الْأَيْمَنِ، وَكَانَتْ يَمِينُهُ لِطَعَامِهِ وَطُهُورِهِ، وَصَلَاتِهِ وَثِيَابِهِ، وَكَانَتْ شِمَالُهُ لِمَا سِوَى ذَلِكَ، وَكَانَ يَصُومُ الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسَ " (1)
__________
= حارثة بن وهب، عن حفصة، به.
قال الدارقطني في "العلل" 5/الورقة 164: يُشبه أن يكون عاصم سمعه من المسيب ومن معبد جميعاً.
وانظر الحديث قبله.
وقد صح الترغيب بصيام ثلاثة أيام من كل شهر دون تقييد، من أحاديث عدد من الصحابة، أشرنا إليها في حديث عبد الله بن عمر السالف برقم (5643) .
(1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لاضطراب عاصم - وهو ابن أبي النَّجود - في إسناده، كما بيَّنَّا ذلك في الرواية السابقة. حُسين بن علي: هو الجُعْفيّ، وزائدة: هو ابن قُدامة الثقفيّ، والمسيّب: هو ابن رافع.
وأخرجه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" ص144 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد، إلا أنه لم يذكر صوم الاثنين والخميس.
وأخرجه بتمامه ومختصراً ابنُ أبي شيبة 1/152 و3/42 و9/76، وعَبْد ابنُ حُميد، كما في "المنتخب" (1545) ، والنسائي في "المجتبى" 4/203-204، وفي "الكبرى" (2676) و (2787) و (10600) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (764) -، وأبو يعلى (7037) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (347) ، وابن السُّنِّي في "عمل اليوم والليلة" (730) من طريق حُسين بن علي الجُعفيّ، به.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10599) - وهو في "عمل اليوم والليلة"=(44/62)
26462 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ سَوَاءٍ الْخُزَاعِيِّ، عَنْ حَفْصَةَ ابْنَةِ عُمَرَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ وَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى تَحْتَ خَدِّهِ، وَقَالَ: "
__________
= (763) -، وابن السني (731) من طريق سفيان الثوري عن عاصم، عن المسيِّب، عن سَواء الخُزاعي، عن حفصة، به. مختصراً بذكر صفة النوم.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 9/8، وأبو داود (32) ، وأبو يعلى (7042) و (7060) ، وهو في "معجم شيوخه" (222) ، وابن حبان (5227) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (346) ، والحاكم 4/109، والبيهقي في "السنن" 1/112-113 من طريق أبي أيوب عبد الله بن علي الإفريقي، عن عاصم، عن المسيِّب بن رافع، عن حارثة بن وهب، عن حفصة، به. مختصراً، بذكر
وصف ما يجعل ليمينه وشماله، غير أنه جاء عند البخاري مختصراً بذكر الصوم. وقرن بعضهم بالمسيِّب بن رافع معبدَ بنَ خالد. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه! فتعقَّبه الذهبي بقوله: في سنده مجهول.
قال الحافظ في "نتائج الأفكار" ص146: وفي تصحيحه نظر؛ لأن في أبي أيوب الإفريقي- واسمه عبد الله بن علي- مقالاً، مع الاضطراب من عاصم في سنده.
وسيأتي مطولاً ومختصراً بالأرقام (26462) و (26464) و (26465) .
وقولها: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا أخذ مضجعه، وضع يده اليمنى تحت خده الأيمن، يشهد له حديثُ حذيفة بن اليمان عند البخاري (6314) . وقد سلف برقم (23244) .
وفي باب قولها: كانت يمينه لطعامه وطهوره وصلاته وثيابه، وكانت شماله لما سوى ذلك: عن عائشة، سلف برقم (24627) ، وانظر (26283) .
وقولها: وكان يصوم الاثنين والخميس، يشهد له حديث عائشة، وقد سلف برقم (24508) ، وهو حديث صحيح.(44/63)
رَبِّ قِنِي عَذَابَكَ يَوْمَ تَبْعَثُ عِبَادَكَ " ثَلَاثًا (1)
26463 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ سَوَاءٍ الْخُزَاعِيِّ، عَنِ حَفْصَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يَصُومُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ (2) : الِاثْنَيْنِ، وَالْخَمِيسَ، وَالِاثْنَيْنِ مِنَ الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى " (3)
__________
(1) حديث صحيح لغيره، وهذأ إسناد ضعيف، كما بينا في الرواية (26460) .
وأخرجه ابن أبي شيبة 9/74-75 و10/250، والنسائي في "الكبرى" (10597) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (761) -، وأبو يعلى (7058) ، وابن السنّي في "عمل اليوم والليلة" (729) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى (7034) ، وابن السني (728) من طريق إبراهيم بن الحجاج، عن حماد بن سلمة، به.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10599) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (763) -، وابن السنيّ (731) من طريق سفيان الثوري، عن عاصم، عن المسيّب بن رافع، عن سَواء الخزاعي، به.
وسيرد بالرقمين (26464) و (26465) .
وقد سلف برقم (26461) .
ويشهد له حديث حذيفة السالف برقم (23244) . وإسناده صحيح.
وفي الباب أيضاً عن ابن مسعود سلف برقم (3742) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
(2) في (ظ6) : أيام من الشهر.
(3) إسناده ضعيف، وهو مكرر (26460) ، غير أن شيخ الإمام أحمد هنا=(44/64)
26464 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ، عَنْ سَوَاءٍ الْخُزَاعِيِّ، عَنْ حَفْصَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ، اضْطَجَعَ عَلَى يَدِهِ الْيُمْنَى، ثُمَّ قَالَ: " رَبِّ قِنِي عَذَابَكَ يَوْمَ تَبْعَثُ عِبَادَكَ " ثَلَاثَ مِرَارٍ، وَكَانَ يَجْعَلُ يَمِينَهُ لِأَكْلِهِ وَشُرْبِهِ، وَوُضُوئِهِ وَثِيَابِهِ، وَأَخْذِهِ وَعَطَائِهِ، وَكان (1) يَجْعَلُ شِمَالَهُ لِمَا سِوَى ذَلِكَ، وَكَانَ يَصُومُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ (2) مِنْ كُلِّ شَهْرٍ: الِاثْنَيْنِ، وَالْخَمِيسَ، وَالِاثْنَيْنِ مِنَ الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى (3) " (4)
26465 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا أَبَانُ يَعْنِي ابْنَ يَزِيدَ الْعَطَّارَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ سَوَاءٍ الْخُزَاعِيِّ،
__________
= هو رَوْح، وهو ابنُ عُبادة.
وأخرجه أبو يعلى (7059) من طريق رَوْح، بهذا الإسناد.
(1) لفظ: "كان" ليس في (م) .
(2) لفظ: "ثلاثة أيام" ليس في (ق) .
(3) في (ق) : الآخرة.
(4) صحيح لغيره دون قوله: وكان يصوم ثلاثةً من كل شهر: الاثنين والخميس والاثنين من الجمعة الأخرى. وهذا إسناد ضعيف، كما بيَّنّا في الرواية (26460) ، وهذا الحديث مطوَّل سابقه، غير أن شيخ أحمد هنا هو عفّان، وهو ابنُ مسلم الصفَّار.
وأخرجه البيهقي في "فضائل الأوقات" (298) من طريق عفان، بهذا الإسناد، مختصراً بصومه ثلاثة أيام من كل شهر.
وقولها: إذا أوى إلى فراشه، سلف برقم (26462) .
وقولها: وكان يجعل يمينه لأكله 0.. إلخ، سلف برقم (26461) .(44/65)
عَنْ حَفْصَةَ ابْنَةِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْقُدَ، وَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى تَحْتَ خَدِّهِ الْأَيْمَنِ، ثُمَّ قَالَ: " اللهُمَّ قِنِي عَذَابَكَ يَوْمَ تَبْعَثُ عِبَادَكَ ". ثَلَاثَ مِرَارٍ، وَكَانَتْ يَدُهُ الْيُمْنَى لِطَعَامِهِ وَشَرَابِهِ، وَكَانَتْ يَدُهُ الْيُسْرَى لِسَائِرِ حَاجَتِهِ (1)
26466 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمُدَنِيِّ (2) ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي حَفْصَةُ ابْنَةُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ قَدْ وَضَعَ ثَوْبَهُ بَيْنَ فَخِذَيْهِ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَاسْتَأْذَنَ، فَأَذِنَ لَهُ وَهُوَ عَلَى هَيْئَتِهِ، ثُمَّ عُمَرُ بِمِثْلِ هَذِهِ الْقِصَّةِ، ثُمَّ عَلِيٌّ، ثُمَّ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى هَيْئَتِهِ، ثُمَّ جَاءَ عُثْمَانُ، فَاسْتَأْذَنَ، فَأَذِنَ لَهُ، فَأَخَذَ ثَوْبَهُ (3) فَتَجَلَّلَهُ، فَتَحَدَّثُوا، ثُمَّ خَرَجُوا. قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، جَاءَ أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعَلِيٌّ وَسَائِرُ أَصْحَابِكَ، وَأَنْتَ عَلَى هَيْئَتِكَ، فَلَمَّا جَاءَ عُثْمَانُ، تَجَلَّلْتَ بِثَوْبِكَ فَقَالَ: " أَلَا
__________
(1) إسناده ضعيف كما بيَّنّا في الرواية (26460) . عبد الصمد: هو ابنُ عبد الوارث العنبري، ومعبد بن خالد: هو الجدَلي.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10598) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (762) -، والطبراني في "الكبير" 23/ (394) و (398) ، وابن السُّنِّي في "عمل اليوم والليلة" (732) من طريق عبد الصمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (5045) من طريق إسماعيل، عن أبان، به.
وانظر ما قبله.
(2) في نسخة في (ق) و (ظ2) و (هـ) : المزني.
(3) في (ظ6) : بثوبه.(44/66)
أَسْتَحْيِي مِمَّنْ تَسْتَحْيِي (1) مِنْهُ الْمَلَائِكَةُ " (2)
26467 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ يَعْنِي شَيْبَانَ، عَنْ أَبِي الْيَعْفُورِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي (3) سَعِيدٍ الْمُدَنِيِّ (4) ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ عُمَرَ، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ (5) رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ، فَوَضَعَ ثَوْبَهُ بَيْنَ فَخِذَيْهِ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ يَسْتَأْذِنُ، فَأَذِنَ لَهُ وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى هَيْئَتِهِ، ثُمَّ جَاءَ عُمَرُ يَسْتَأْذِنُ، فَأَذِنَ لَهُ
__________
(1) في (م) و (ق) : ألا أستحي ممن تستحي.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة حال عبد الله بن أبي سعيد المدني، فلم يرو عنه غير اثنين، فيما ذكر الحافظ في "التعجيل"، ولم يؤثر توثيقه عن أحد، لكن قال الحافظ: لم يأت بمتن منكر، فهو على قاعدة ثقات ابن حبان، لكن لم أرَ ذكره في النسخة التي عندي، والله أعلم. قلنا: وأبو
خالد: ذكره الحافظ في "التعجيل"، وقال: ذكر أبو أحمد الحاكم في "الكنى" أن اسمه يزيد، وقيل: عثمان. قلنا: ولم يُوثر توثيقُه عن أحد. وقد تابعه أبو يعفور، كما في الرواية التالية، وبقيةُ رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
رَوْح: هو ابنُ عُبادة.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 2/231 من طريق رَوْح، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد بنُ حُميد (1547) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" 5/104، والطبراني في "الكبير" 23/ (400) ، وفي "الأوسط" (8927) من طرق عن ابن جُريج، به.
ولمرفوعه شاهد من حديث عائشة عند مسلم (2401) ، وسلف برقم (24330) .
(3) سقطت لفظة: "أبي" من النسخ الخطية.
(4) في (م) و (ق) و (ظ2) : المزني.
(5) في (ظ6) : دخلت على.(44/67)
وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى هَيْئَتِهِ، وَجَاءَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَأَذِنَ لَهُمْ وَجَاءَ عَلِيٌّ يَسْتَأْذِنُ فَأَذِنَ لَهُ وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى هَيْئَتِهِ، ثُمَّ جَاءَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ فَاسْتَأْذَنَ، فَتَجَلَّلَ ثَوْبَهُ، ثُمَّ أَذِنَ لَهُ، فَتَحَدَّثُوا سَاعَةً ثُمَّ خَرَجُوا، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، دَخَلَ عَلَيْكَ أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعَلِيٌّ، وَنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِكَ وَأَنْتَ عَلَى هَيْئَتِكَ لَمْ تَحَرَّكْ (1) ، فَلَمَّا دَخَلَ عُثْمَانُ تَجَلَّلْتَ ثَوْبَكَ (2) فَقَالَ: " أَلَا أَسْتَحْيِي مِمَّنْ تَسْتَحْيِي (3) مِنْهُ الْمَلَائِكَةُ " (4)
__________
(1) في (م) : تتحرك.
(2) في (ق) : بثوبك.
(3) في (ق) و (م) : ألا أستحي ممن تستحي.
(4) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة حال عبد الله بن أبي سعيد، كما بينا في الرواية السالفة، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
هاشم: هو ابن القاسم، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي، وأبو يعفور؛ ذكر الحافظ في "التعجيل" في ترجمة عبد الله بن أبي سعيد أن أبا أحمد الحاكم قال: أبو يعفور الراوي عنه أُراه عبد الرحمن بنَ عُبيد، يعني أبا يعفور الأصغر.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 5/105، وأبو يعلى (7038) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (355) ، والبيهقي في "السنن" 2/231-232 من طرق عن شيبان، بهذا الإسناد. وتحرف اسم أبي يعفور في مطبوع "التاريخ الكبير" إلى أبي يعقوب. ورواية البخاري وأبي يعلى مختصرة.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 5/105 من طريق أبي حمزة، عن أبي يعفور، به. وتحرف اسم أبي يعفور كذلك إلى أبي يعقوب.
وذكرنا شاهده الذي يصح مرفوعه به في الرواية السالفة.(44/68)
26468 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ (1) ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا الْحُرُّ بْنُ الصَّيَّاحِ، عَنْ هُنَيْدَةَ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ امْرَأَتِهِ، عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ (2) تِسْعَ ذِي الْحِجَّةِ وَيَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، أَوَّلَ اثْنَيْنِ مِنَ الشَّهْرِ وَخَمِيسَيْنِ (3) " (4)
26469 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَأَبُو كَامِلٍ، وَعَفَّانُ، قَالُوا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: عَفَّانُ، فِي حَدِيثِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، عَنْ حَفْصَةَ، أَنَّ عُطَارِدَ بْنَ حَاجِبٍ، قَدِمَ مَعَهُ بِثَوْبِ (5) دِيبَاجٍ كَسَاهُ إِيَّاهُ كِسْرَى فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ لَوْ اشْتَرَيْتَهُ فَقَالَ: "
__________
(1) جاء في (م) قبل هذا الحديث العنوان التالي: حديث بعض أزواج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(2) في (ظ6) : يصوم يوم تسع.
(3) في (ظ2) و (ق) : من الشهر والخميس وخميسين.
(4) حديث ضعيف، وهو مكرر (22334) ، غير أن الإمام أحمد رواه هنا عن عفَّان وحده، وسيكرر برقم (27376) .
والصحيح في هذا الباب ما رواه مسلم (1160) (194) من طريق معاذة العدوية أنها سالت عائشة زوجَ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أكان رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصومُ من كلِّ شهر ثلاثةَ أيام؟ قالت: نعم. فقلت لها: من أيِّ أيام الشهر كان يصوم؟ قالت: لم يكن يبالي من أي أيام الشهر يصوم.
وقد سلف برقم (25127) .
(5) في (م) : ثوب.(44/69)
إِنَّمَا يَلْبَسُهُ مَنْ لَا خَلَاقَ لَهُ " (1)
26470 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ نَافِعِ بْنِ عُمَرَ، وَأَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أَبُو عَامِرٍ، قَالَ نَافِعٌ: أُرَاهَا حَفْصَةَ أَنَّهَا سُئِلَتْ عَنْ قِرَاءَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: إِنَّكُمْ لَا تَسْتَطِيعُونَهَا قَالَ: فَقِيلَ لَهَا أَخْبِرِينَا بِهَا قَالَ: فَقَرَأَتْ قِرَاءَةً تَرَسَّلَتْ فِيهَا قَالَ أَبُو عَامِرٍ:، قَالَ نَافِعٌ: فَحَكَى لَنَا ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الفاتحة: 2] . ثُمَّ قَطَّعَ {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [الفاتحة: 1] ثُمَّ قَطَّعَ {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} (2)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح، لكن الظاهر أن فيه انقطاعاً، فإنهم لم يذكروا لأبي مجلز- وهو لاَحقُ بنُ حُمَيد - سماعاً من حفصة، ولعله لم يدركها. أبو كامل: هو مظفَّر بن مُدْرك الخُراساني.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9616) من طريق عفَّانٍ، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (357) و (395) من طريقين، عن حمَّاد أبن سَلَمة، به.
وله شاهدٌ يصحُّ به من حديث ابن عمر، سلف برقم (4713) ، وذكرنا أحاديث الباب هناك.
(2) رجاله ثقات رجال الشيخين، وهو مكرر (26451) . عْير أن شيخي الإمام أحمد هنا، هما: وكيع، وهو ابن الجراح، وأبو عامر- وهو عبد الملك ابن عَمرو العَقَدي.
وأخرجه أبو عمرو الداني في "التحديد في الإتقان والتجويد" ص 75-76 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. ولم يذكر: حفصة.(44/70)
حَدِيثُ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1)
26471 - حَدَّثَنَا هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ سُبَيْعَةَ ابْنَةَ الْحَارِثِ وَضَعَتْ بَعْدَ وَفَاةِ زَوْجِهَا بِعِشْرِينَ (2) لَيْلَةً، أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ، وَأَرَادَتِ التَّزْوِيجَ، فَقَالَ لَهَا أَبُو السَّنَابِلِ: لَيْسَ لَكِ ذَلِكَ حَتَّى يَأْتِيَ عَلَيْكِ آخِرُ الْأَجَلَيْنِ، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " تَزَوَّجُ إِذَا شَاءَتْ " (3)
__________
(1) هي هند بنت أبي أمية بن المغيرة أم المؤمنين المخزومية، بنت عمّ خالد بن الوليد، وهي من المهاجرات الأُول، كانت قبل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند أخيه من الرضاعة أبي سلمة بن عبد الأسد المخزومي، فمات عنها، فتزوَّجها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وذلك سنة أربع من الهجرة، وكانت تعدُّ من فقهاء الصحابيات، وكانت آخر من مات من أمهات المؤمنين، ماتت سنة إحدى - أو اثنتين - وستين، ولها نحو من تسعين سنة. انظر "سير أعلام النبلاء" 2/201.
(2) في (ظ2) و (ق) : لعشرين.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، سليمان بن يسار لم يسمع هذا الحديث من أم سَلَمة، بينهما أبو سلمة بنُ عبد الرحمن، وقد شمعه أبو سلمة مرةً بواسطة كُريب مولى ابنِ عباس، كما سيأتي برقم (26675) ، ومرة دون واسطة، كما سيأتي (26658) و (26715) .
وقد ذكرنا أحاديث قصة سُبَيْعة في مسند ابن مسعود عند الرواية (4273) .
قال السندي: قولها: التزويج، أي: أن يزوجها وليها من أحد، أو أن تزوج هي نفسها من أحد.=(44/71)
26472 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: لَمَّا مَاتَ أَبُو سَلَمَةَ قُلْتُ: غَرِيبٌ وَمَاتَ بِأَرْضِ غُرْبَةٍ، فَأَفَضْتُ بُكَاءً، فَجَاءَتْ امْرَأَةٌ تُرِيدُ أَنْ تُسْعِدَنِي مِنَ الصَّعِيدِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تُرِيدِينَ أَنْ تُدْخِلِي (1) الشَّيْطَانَ بَيْتًا قَدْ أَخْرَجَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْهُ؟ " قَالَتْ: فَلَمْ أَبْكِ عَلَيْهِ (2) (3)
__________
= آخر الأجلين: يريد أنه قد جاءت آيتان متعارضتان، إحداهما تقتضي أن العدة في حقها أربعةُ أشهر وعشر، وهي قوله تعالى: (والذين يُتَوَفَّوْنَ منكم ويذرون أزواجاً يَتَرَبَّصْنَ بأنفسهن أربعةَ أشهرٍ وعشراً) [البقرة: 234] . والثانية تقتضي أن العدة في حقها وضعُ الحمل، وهي قوله تعالى: (وأُولات الأحمال أجلُهن أن يضعنَ حملهنَّ) [الطلاق: 4] ، ولم تدر العمل بأيّهما، فالوجه العملُ بالأحوط، وهو الأخذ بالأجل المتأخر، فإن تأخّر وضع الحمل عن أربعة أشهر وعشر، يؤخذ به، وإن تقدم يؤخذ بأربعة أشهر وعشر. نعم، قد يتساويان، فلا يبقى أبعد الأجلين، بل هما يجتمعان، لكن هذا القسم لقلته لم يُذكر.
قلنا: وجمهور العلماء من السلف وأئمة الفتوى في الأمصار: أن الحامل إذا مات عنها زوجها تَحِلُّ بوضع الحمل وتنقضي عدة الوفاة.
تَزَوَّجُ، أي: تتزوَّجُ.
(1) في (ق) : يدخل.
(2) لفظة: "عليه" ليست في (ظ6) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو نَجِيح - وهو يسار الثقفي والد عبد الله بن أبي نجيح - من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه الحميدي (291) ، وابن أبي شيبة 3/391، ومسلم (922) ، وأبو يعلى (6948) و (6955) ، وابن حبان (3144) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (601) ، والبيهقي في "السنن" 4/63 من طريق سفيان بن عُيينة، بهذا الإسناد.=(44/72)
26473 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ نَبْهَانَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، ذَكَرَتْ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا كَانَ لِإِحْدَاكُنَّ مُكَاتَبٌ، فَكَانَ عِنْدَهُ مَا يُؤَدِّي فَلْتُحْجَبْ مِنْهُ " (1)
__________
=قال السندي: قولها: فأفضت بكاءً، من أفاض الماء، أي: سيَّله، وبكاءً: منصوب على أنه مفعول.
تُسعدني: من الإسعاد، أي: توافقني في البكاء.
من الصعيد: متعلق بجاءت.
فقال: أي: لتلك المرأة، أو لأمّ سلمة.
(1) إسناده ضعيف. نَبْهان - وهو مولى أم سَلَمة ومكاتَبُها - لم يذكروا في الرواة عنه سوى الزُّهري ومحمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة، وقال الدارقطني في رواية محمد بن عبد الرحمن: غير محفوظ، وقال ابن حزم في "المحلى" 11/3: لا يوثق، وقال ابن عبد البر: مجهول، أي: حيث يتابع، وإلا فهو لين، وقد تفرد بهذا الحديث. وقال الإمام أحمد: نبهان روى حديثين عجيبين يعني هذا الحديث. وحديث أفعمياوان أنتما. قلنا: ومما يدل على ضعف هذا الحديث عمل السيدة عائشة رضي الله عنها بخلافه، فقد روى البيهقي في "سننه" 10/324 من طريق أبي معاوية الضرير، عن عمرو بن ميمون بن مهران، عن سليمان بن يسار، عن عائشة، قال: استأذنت عليها، فقالت: من هذا؟ فقلتُ: سليمان، قالت: كم بقي عليك من مكاتبتك؟ قال: قلت: عشر أواق، قال: ادْخُلْ، فإنك عبد ما بقي عليك درهم. وهذا إسناد.
صحيح. وقال الحافظ في "التقريب": مقبول.
وأخرجه المزِّي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة نبهان) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشافعي في "السنن" (600) ، والحميدي (289) ، وأبو داود (3928) ، والترمذي (1261) ، والنسائي في "الكبرى" (9228) ، وابنُ ماجه (2520) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (298) ، وفي "شرح معاني=(44/73)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=الآثار" 4/331، والطبراني في "الكبير" 23/ (955) ، والبيهقي في "السنن" 1/3270، وفي "السنن الصغير" (4443) و (4444) من طريق سفيان بن عُيينة، به. وجاء عند الشافعي والحميدي والطحاوي قول سفيان: وسمعتُه من الزُّهري، وثبَّتنيه معمر. وقال الترمذىِ: هذا حديث حسن صحيح!.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (5030) من طريق سليمان بن بلال ومحمد ابن أبي عتيق، و (5031) من طريق ابن إسحاق، و (5032) و (5033) و (9227) من طريق إبراهيم بن سعد، وابن طهمان في "مشيخته" (73) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (299) من طريق مالك، والطحاوي أيضاً (300) من طريق إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع، وابن حبان (4322) من
طريق يونس، سبعتُهم عن الزُّهري، به، مطولاً ومختصراً.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 10/328 من طريق ابن وَهْب، عن سمعان، عن الزُّهري، أنَّ أم سَلَمة زوجَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ باعت نبهانَ مُكاتَباً ... فذكره مطولاً.
وقال: هكذا رواه عبد الله بنُ زياد بن سمعان، وهو ضعيف، ورواية الثقات عن الزهري بخلافه.
ورواه سفيان الثوري، واختُلف عليه فيه:
فرواه مَخْلَد بن يزيدَ الحرَّاني- فيما أخرجه النسائي في "الكبرى" (5028) - عن سفيان الثوريّ، وقال: عن محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة، عن الزُّهري، قال: كان مكاتَبٌ لامِّ سَلَمة يقال له: نبهان، قالت أم سلمة: سمعت…
ورواه قَبيصة - فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (677) - عن سفيان الثوري، عن محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة عن مكاتَب لأمِّ سلمة يقال له نبهان، عن أم سلمة ... فأسقط الزُّهريّ.
ورواه مؤمَّل وحُسين بنُ حفص- فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 173- عن سفيان الثوري، عن محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة، عن الزُّهري، عن نبهان، عن أم سلمة.=(44/74)
26474 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُمَيْدٍ، سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِذَا دَخَلَتِ الْعَشْرُ، فَأَرَادَ رَجُلٌ (1) أَنْ يُضَحِّيَ، فَلَا يَمَسَّ مِنْ شَعْرِهِ، وَلَا مِنْ بَشَرِهِ " (2)
__________
=قال الدارقطني: وهو محفوط صحيح عن الزهري، وقولهما: عن الزُّهري أشبه بالصواب من قول قَبيصة.
وسيرد برقمي: (26629) و (26656) .
وانظر حديث عبد الله بن عمرو بن العاص السالف برقم (6666) .
قال السندي: قوله: "إذا كان لإحداكن ... إلخ"، الخطاب للنساء مطلقاً، قال الترمذي: هذا الحديث عند أهل العلم محمولٌ على التورُّع، لا أنه يَعتِقُ بمجرد القدرة على الأداء، فإنه لا يَعْتِقُ عندهم إلا بالأداء، وذكر البيهقي في "السنن" 10/327 عن الشافعي ما يدلُّ على أن الحديث لا يخلو عن ضعف بجهالة نبهان، وعلى تقدير ثبوت الحديث يحمل على خصوص الحكم المذكور بأزواج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بناءً على أن الخطاب بإحداكنّ معهن، وقال ابن سريج: قال ذلك ليحرك احتجابهن عنه على تعجيل الأداء، والمصير إلى الحرية، ولا يترك ذلك من أجل دخوله عليهن، فالمطلوب بيان المصلحة في حمله على الأداء، لا بيان الحكم. وقيل: معناه: فلتستعدّ للاحتجاب منه، إشارة إلى قرب زمانه وحصوله بمجرد الأداء، فالحديث دليل على انتفاء الاحتجاب من العبد، والله
تعالى أعلم.
(1) في (ظ6) : الرجل.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن بن حُميد: هو ابنُ عبد الرحمن بن عوف.
وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/160 (ترتيب النسائي) ، والحُميدي (293) ، ومسلم (1977) (39) و (40) ، والنسائي في "المجتبى" 7/212، وفي "الكبرى " (4454) ، وابن ماجه (3149) ، والدارمي (1948) ، وأبو عوانة=(44/75)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= 5/206، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5511) و (5512) والطبراني في "الكبير" 23/ (565) ، والبيهقي في "السنن" 9/266، وفي "معرفة السنن والآثار" (18888) و (18921) ، والبغوي في "شرح السنة" (1127) من طريق سفيان بن عُيينة، بهذا الإسناد.
وعند الحميدي وإحدى روايتي مسلم: قيل لسفيان بن عُيينة: فإن بعضهم لا يرفعُه، قال: لكني أرفعُه.
قلنا: قد رواه موقوفاً أنس بن عياض فيما أخرجه الطحاوي عقب الحديث (5512) عن عبد الرحمن بن حُميد، به.
وأخرجه أبو عوانة 5/207، وابن عدي في "الكامل" 6/2312 من طريق مسلم بن خالد، عن ابن جريج، عن الزُّهري، عن سعيد بن المسيب، به، مرفوعاً.
قال ابن عدي: وهذا من حديث الزهري، عن سعيد بن المسيب، لا أعرفه إلا من هذا الوجه.
قلنا: مسلم بن خالد - المعروف بالزنجي - وإن يكن كثير الأوهام - توبع.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/212، وفي "الكبرى" (4453) من طريق شَريك بن عبد الله النَّخَعي، عن عثمان بن حكيم بن عباد الأحلافي (نسبة إلى الأحلاف: بطن من كلب) ، عن سعيد بن المسيب، مقطوعاً. وشريك سيىءالحفظ.
وأخرجه الحاكم 4/221 من طريق الحارث بن عبد الرحمن، عن أبي سَلَمة، عن أم سَلَمة، موقوفاً، وقال: هذا شاهد صحيح لحديث مالك، وإن كان موقوفاً.
قلنا: وحديث مالك الذي أشار إليه الحاكم سيأتي برقم (26654) ، وسيأتي من طريقين آخرين برقمي (26571) و (26655) .
قال السندي: قوله: "فلا يمسَّ من شعره" أي: لا يقطع، ولفظ المساس=(44/76)
26475 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ سُوقَةَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، ذَكَرَ النَّبِيُّ (1) صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْجَيْشَ الَّذِي يُخْسَفُ بِهِمْ، فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: لَعَلَّ فِيهِمُ الْمُكْرَهَ، فَقَالَ: " إِنَّهُمْ يُبْعَثُونَ عَلَى نِيَّاتِهِمْ " (2)
__________
=عامٌّ، أُريد به الخصوص.
(1) في (م) : للنبي.
(2) حديث صحيح، وهذا إسنادٌ رجاله ثقات رجال الشيخين. ابن سُوقة: هو محمد، وقد اختلف عليه فيه:
فأخرجه الترمذي (2171) ، وابن ماجه (4065) ، والفاكهي في "أخبار مكة" (758) ، وأبو يعلى (6926) من طريق سفيان بن عُيينة، بهذا الإسناد.
قال الترمذي: هذا حديثٌ حسن غريبٌ من هذا الوجه، وقد رُوي هذا الحديث عن نافع بن جُبير، عن عائشة أيضاً، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وأخرجه بأتمَّ منه البخاري (2118) ، وابن حبان (6755) ، والصيداوي في "معجم شيوخه" ص190، وأبو نُعيم في "الحلية" 5/11، والبغوي في "شرح السنة" (4205) من طريق إسماعيل بن زكريا، عن محمد بن سُوقة، عن نافع ابن جُبير، قال: حدثتني عائشة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قال الحافظ في "الفتح" 4/340: ويحتمل أن يكون نافع بن جُبير سمعه منهما، فإن روايتَه عن عائشة أتمُّ من روايته عن أم سَلَمة.
وقد سلف من وجه آخر عن عائشة برقم (24738) .
قال السندي: قولها: المكره، أي: الذي خرج كَرْهاً، فهو لا يستحق العقوبة، فأشار إلى أن عذاب الدنيا يعمُّ، بسبب الصحبة، لقوله: (واتَّقوا فتنةً لا تُصيبنَّ الذين ظلموا منكم خاصَّة) [الأنفال: 25] نعم، يظهر التفاوت في الآخرة.(44/77)
26476 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمَّارٍ يَعْنِي الدُّهْنِيَّ، سَمِعَ أَبَا سَلَمَةَ، يُخْبِرُ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " قَوَائِمُ مِنْبَرِي رَوَاتِبُ (1) فِي الْجَنَّةِ " (2)
__________
(1) في (ظ6) : ثوابت.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عمار الدُّهْني - وهو ابن معاوية - فمن رجال مسلم.
وأخرجه الحُميدي (290) (مطولاً) ، والنسائي في "المجتبى" 2/35-36، وفي "الكبرى" (775) و (4287) عن قتيبة، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2872) عن عبد الغني بن أبي عقيل، ثلاثتهم (الحميدي وقتيبة وعبد الغني) عن سفيان بن عُيينة، بهذا الإسناد. وقال الحميدي: قال سفيان:
حدثنا عمار الدُّهْني ولم نجده عند غيره.
وأخرجه أبو نُعيم في "الحلية" 7/248 من طريق الفضل بن موسى، عن سفيان بن عيينة، عن مسعر، عن عمار الدُّهْني، به مطولاً، فزاد في الإسناد مسعراً.
ورواه سفيان بن عُيينة - كما في هذه الرواية - وسفيان الثوري - كما في الرواية (26506) والرواية (26505) - وشعبة - فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (520) ، والإسماعيلي في "معجمه" 2/665-666- ثلاثتهم عن عمَّار الدُّهْني، بهذا الإسناد والمتن.
ورواه زائدة بن قدامة - فيما أخرجه ابن أبي شيبة 11/480، وذكره البيهقي في "السنن" 5/248- عن عمَّار الدُّهْني، عن أبي سَلَمة، عن أبي هريرة، مرفوعاً بلفظ: "إن قوائم منبري ... ". وسقط اسم أبي هريرة من مطبوع ابن أبي شيبة.
وخالف عماراً عبد المجيد بنُ سهيل بن عبد الرحمن بن عوف - كما سلف في الرواية (7821) - ومحمد بنُ عمرو بن علقمة- كما سلف في الرواية=(44/78)
26477 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى، عَنْ سَعِيدٍ يَعْنِي الْمَقْبُرِيَّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَافِعٍ، وَهُوَ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ كَذَا قَالَ: سُفْيَانُ أَنَّهَا قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي امْرَأَةٌ أَشُدُّ ضَفْرَ رَأْسِي، قَالَ: " يُجْزِئُكِ أَنْ تَصُبِّي عَلَيْهِ الْمَاءَ (1) ثَلَاثًا " (2)
__________
= (9812) فروياه عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، مرفوعاً بلفظ: "منبري هذا على ترعة من ترع الجنة".
ورواه المسور بن رفاعة بن أبي مالك القرظي- كما سلف في الرواية (9154) - عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، مرفوعاً بلفظ: "إن منبري على حوضي، وإن ما بين منبري وبين بيتي روضة من رياض الجنة ... ".
وله شاهد من حديث سهل بن سعد عند أبي عوانة في الحج كما في "إتحاف المهرة" 6/115، والبيهقي 5/247 وسنده قوي.
وآخر عن أبي واقد الليثي عند الطبراني في "الكبير" (3296) ، وابن قانع في "معجمه" 1/172، والحاكم 3/532، وفي إسناده عبد الرحمن بن آمين، وهو ضعيف. وسكت عنه الحاكم والذهبي.
قال السندي: قوله: "رواتب في الجنة" الرتوب: الثبوت والدوام، والرواتب جمع راتبة، وهذا إما كنايةٌ عن ثبوت المنبر له في الجنة، أو بيان أن منبره الذي كان له في الدنيا يُنقل إلى الجنة، فيصير ثابتاً ثمة، أو أنه كان ثمة، ونقل إلى الدنيا، ولا يصحُّ هذا الوجه إلا بأن يُراد مادة المنبر وأصله في
الجملة، وهو إشارة إلى أنه في روضة من رياض الجنة، فقد جاء حديث: "ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة". ففي هذا الحديث دلالة على دخول الغاية في ذلك الحديث، فليتأمل.
(1) قوله: "الماء" ليس في (ظ6) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، عبد الله بن رافع مولى أم سلمة من رجاله، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو ابن عُيينة، وأيوب بن موسى: هو ابن عمرو بن سعيد بن العاص.=(44/79)
26478 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ:
__________
=وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/39-40 (بترتيب السندي) ، والحُميدي (294) ، وابنُ أبي شيبة 1/73، ومسلم (330) ، وأبو داود (251) ، والترمذي (105) ، والنسائي في "المجتبى" 1/131، وفي "الكبرى" (243) ، وابنُ ماجه (603) ، وابنُ الجارود في "المنتقى" (98) ، وأبو يعلى (6957) ، وابن خزيمة (246) ، وأبو عوانة 1/301، وابن حبان (1198) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (658) ، والدارقطني 1/114، والبيهقي في "معرفة الآثار" 1/479- 480، والبغوي في "شرح السنة" (251) من طريق سفيان بن عُيينة، بهذا الإسناد.
وزادوا في آخره: "ثم تُفيضين عليكِ الماء، فتطهرين". وسقط من مطبوع الحميدي اسم سفيان بن عيينة.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، والعمل على هذا عند أهل العلم، أن المرأةَ إذا اغتسلت من الجنابة، فلم تنقض شعرها أن ذلك يُجزئها بعد أن تُفيض الماء على رأسها.
وأخرجه مسلم (330) من طريق رَوْج بن القاسم، عن أيوب بن موسى، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/73، والدارمي (1157) ، وأبو داود (252) ، والبيهقي في "السنن" 1/181 من طريق أسامة بن زيد الليثي، عن سعيد المقبري، عن أم سلمة بمعناه، وزاد في آخره: "واغمزي قرونك عند كل حفنة". وأسقط عبد الله بن رافع. قال البيهقي: ورواية أيوب بن موسى
أصح من رواية أسامة بن زيد، وقد حفظ في إسناده ما لم يحفظ أسامة بن زيد.
قلنا: لكن المِزِّي قال في "التحفة" 13/5: روي عن المقبري، عن عبد الله ابن رافع، عن أم سلمة، وهو المحفوظ.
وسيأتي برقم (26677) .
وفي الباب عن عائشة سلف برقم (24160) ، وهو عند مسلم (331) .(44/80)
قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشَدَّ تَعْجِيلًا لِلظُّهْرِ مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ أَشَدُّ تَعْجِيلًا لِلْعَصْرِ مِنْهُ " (1)
26479 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، قَالَ: سُئِلَتْ عَائِشَةُ، وَأُمُّ سَلَمَةَ، أَيُّ الْعَمَلِ كَانَ أَعْجَبَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
(1) تعجيل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلاة الظهر صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف. ابنُ جُرَيْج- وهو عبد الملك بن عبد العزيز- مدلس، وقد عنعن. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. إسماعيلُ بن إبراهيم: هو المعروف بابن عُلَيَّة.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/323، والترمذي (162) عن علي بن حُجْر، و (163) عن بشر بن معاذ، وأبو يعلى (6992) عن أبي خيثمة، أربعتُهم عن إسماعيل بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
ورواه عليُّ بن حُجْر أيضاً- فيما رواه عنه الترمذي (161) - عن إسماعيل ابن إبراهيم، عن أيوب، عن ابن أبي مُلَيْكة، به. وقال: وقد روي هذا الحديث عن إسماعيل ابن عليَّة، عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن أم سلمة نحوه. وصحَّح الترمذي- كما في المطبوع- رواية ابن عُلَيَّة، عن ابن جريج.
وتعجيلُ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لصلاة الظهر سلف بإسناد صحيح في مسند أنس برقم (11970) ، وذكرنا تتمة شواهده في مسند خبّاب بن الأرتّ عند الرواية السالفة برقم (21052) .
قال السندي: قولها: أشدّ تعجيلاً، إشارة إلى تغيّر الحال، ولعل المرادَ في العصر أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يُؤَخِّرُها إلى وسط المثل الأول، أو آخره، وأنهم جعلوها في أول المثل الأول، وإلا فظاهرُ الأحاديثِ أنه لم يكن يُؤخرها إلى المثل الثاني، والله أعلم.(44/81)
قَالَتْ: " مَا دَامَ عَلَيْهِ وَإِنْ قَلَّ " (1)
26480 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ هُنَيْدَةَ الْخُزَاعِيِّ، عَنْ أُمِّهِ، قَالَتْ: دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ فَسَأَلْتُهَا عَنِ الصِّيَامِ، فَقَالَتْ: " كَانَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُنِي أَنْ أَصُومَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، أَوَّلُهَا: الِاثْنَيْنِ، وَالْجُمُعَةُ (2) ، وَالْخَمِيسُ " (3)
26481 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَأَبِي عَلَى عَائِشَةَ، وَأُمِّ سَلَمَةَ قَالَتَا: " إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
(1) حديث صحيح، وهو مكرر (24043) سنداً ومتناً.
(2) قوله: والجمعة، ليس في (ق) .
(3) حديث ضعيف، كما بيَّنّا في الرواية السالفة برقم (22334) .
وقد اختلف في هذا الإسناد على الحسن بن عبيد الله:
فأخرجه أبو داود (2452) ، والنسائي في "المجتبى" 4/221، وفي "الكبرى" (2727) ، وأبو يعلى (6889) و (6982) ، والطبري في "تهذيب الآثار"- مسند عمر- (1219) ، والبيهقي في "السنن" 4/295، وفي "الشُّعب" (3854) ، وفي "فضائل الأوقات" (299) من طريق محمد بن فضيل، بهذا
الإسناد.
وأخرجه بنحوه أبو يعلى (6898) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (397) و (1017) من طريق عبد الرحيم بن سليمان، عن الحسن بن عبيد الله، عن الحرّ بن الصَّيّاح، عن هُنَيْدَة بن خالد، عن امرأته، عن أم سلمة، به.
وسيكرر برقم (26640) .(44/82)
كَانَ يُصْبِحُ جُنُبًا (1) ثُمَّ يَصُومُ " (2)
26482 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: مَا نَسِيتُ قَوْلَهُ يَوْمَ الْخَنْدَقِ وَهُوَ يُعَاطِيهِمُ (3) اللَّبَنَ، وَقَدْ اغْبَرَّ شَعْرُ صَدْرِهِ، وَهُوَ يَقُولُ: " اللهُمَّ إِنَّ (4) الْخَيْرَ خَيْرُ الْآخِرَهْ فَاغْفِرْ لِلْأَنْصَارِ وَالْمُهَاجِرَهْ " قَالَ: فَرَأَى عَمَّارًا، فَقَالَ: " وَيْحَهُ ابْنُ سُمَيَّةَ تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ " قَالَ: فَذَكَرْتُهُ لِمُحَمَّدٍ يَعْنِي ابْنَ سِيرِينَ فَقَالَ: عَنْ أُمِّهِ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، أَمَا إِنَّهَا كَانَتْ (5) تُخَالِطُهَا، تَلِجُ عَلَيْهَا (6) (7)
__________
(1) في (م) : قالت: كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصبح وهو جنب.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر الحديث (24062) سنداً ومتناً.
(3) في نسخة في (ق) و (ظ2) و (هـ) : يعطيهم.
(4) في (ظ6) :إنما.
(5) في (ظ6) : قد كانت.
(6) قوله: أما إنها كانت تخالطها، تلجُ عليها: هو قول ابن سيرين، كما تدل عليه الرواية (26680) ، ورواية أبي يعلى (1645) ، والظاهر أن لفظ "قال" قبله سقط من النسخ، والله أعلم.
(7) إسناده صحيح على شرط مسلم. أم الحسن - وهو البصري - اسمها خَيْره قد روى لها مسلم، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. ابنُ أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم، وابن عَوْن: هو عبد الله.
وأخرجه بتمامه ومختصراً ابن سعد 3/252، وابنُ أبي شيبة 15/293، ومسلم (2916) (73) ، والنسائي في "الكبرى" (8275) ، وأبو يعلى (1645) و (6990) و (7025) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (855) ، والبيهقي في=(44/83)
26483 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَفِينَةَ، مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: كَانَ مِنْ آخِرِ وَصِيَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الصَّلَاةَ الصَّلَاةَ، وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ " حَتَّى جَعَلَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُلَجْلِجُهَا فِي صَدْرِهِ، وَمَا يَفِيصُ بِهَا لِسَانُهُ (1)
__________
= "الدلائل" 2/550 و6/420 من طرق عن ابن عَوْن، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن سعد 3/251-252 عن إسحاق بن يوسف الأزرق، وابن حبان (6736) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (858) من طريق شعبة، والطبراني في "الكبير" 23/ (853) ، والبيهقي في "الدلائل" 6/420 من طريق عثمان بن الهيثم، والطبراني أيضاً 23/ (853) من طريق هَوْذَة بن خليفة، ثلاثتهم عن عَوْف الأعرابي، عن الحسن، به. مختصراً بقصة عمار. وزاد ابن سعد: وقال عوف: ولا أحسبه إلا قال: "وقاتلُه في النار".
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (856) من طريق سهل السراج، عن الحسن، به. مختصراً في قتل عمار.
وسيأتي بالأرقام (26563) و (26650) و (26680) .
وفي باب قوله: اللهمَّ إن الخير خيرُ الآخرة ... " إلخ، عن أنس، سلف برقم (12722) وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
وفي باب قوله: "ويحه ابن سمية ... " عن عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف برقم (6449) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: أما إنها، أي: أم الحسن.
تخالطُها: أي: تخالط أم سلمة، تدخل على أم سلمة.
(1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه. قتادة لم يسمعه من سفينة، فيما قال النسائي في "الكبرى" عقب الرواية (7098) ، وسيأتي=(44/84)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= برقمي (26657) و (26727) من طريق همَّام، عن قتادة، عن أبي الخليل، عن سفينة، عن أم سلمة، وهو منقطع كذلك، لأن أبا الخليل لم يسمع من سفينة. وقد اختُلف فيه على قتادة كذلك، وبسطنا هذا الاختلاف في مسند أنس عند الرواية (12169) . ورجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير سفينة مولى أم سلمة، فمن رجال مسلم، وهو صحابيٌّ جليل، أعتَقَتْه أم سَلَمة، وشَرَطَتْ عليه أن يخدم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: لو لم تشترطي عليَّ ما فارقتُه. قلنا: وسعيد: هو ابنُ أبي عَرُوبة.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7098) من طريق يزيد بن زُرَيع، عن سعيد بن أبي عَرُوبة، عن قتادة، أنَّ سفينة مولى أم سلمة حدَّث عن أم سلمة، قالت: كان عامَّةُ وصيةِ رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند موته ... فذكره.
ورواه أبو عَوانة - وهو الوضَّاح بن عبد الله اليشكري - عن قتادة، فاختُلف عليه فيه:
فأخرجه أبو يعلى (6936) عن عبد الواحد بن غياث، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3203) من طريق أسد بن موسى، والبيهقي في "الدلائل" 7/205 من طريق محمد بن الفضل، ثلاثتهم عن أبي عَوانة، عن قتادة، به.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7097) عن قُتيبة بن سعيد، عن أبي عَوانة، عن قتادة، عن سَفِينة، قال: كان عامة ... فذكر الحديث، فجعله من حديث سَفِينة.
وأخرجه أيضاً (7099) من طريق شيبان، عن قتادة، قال: حُدِّثنا عن سَفِينة مولى أم سَلَمة أنه كان يقول ... فذكر الحديث، فجعله من حديث سَفِينة أيضاً.
قال أبو حاتم- فيما نقله ابنه في "العلل" 1/110-115-: والصحيحُ حديث همَّام، عن قتادة، عن صالح أبي الخليل، عن سَفِينة، عن أم سَلَمة.
وقال أبو زُرعة - فيما نقله ابنه أيضاً -: رواه سعيد بن أبي عَرُوبة، فقال: عن=(44/85)
26484 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَعْنِي ابْنَ مَهْدِيٍّ، عَنْ (1) مَالِكٍ عَنْ سُمَيٍّ، وَعَبْدِ رَبِّهِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ (2) عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ، وَأُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصْبِحُ جُنُبًا مِنْ جِمَاعٍ غَيْرِ احْتِلَامٍ، ثُمَّ يَصُومُ " وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ رَبِّهِ: فِي رَمَضَانَ (3)
26485 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ زَيْنَبَ ابْنَةِ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّهَا قَدِمَتْ وَهِيَ مَرِيضَةٌ فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
= قتادة، عن سفينة، عن أم سَلَمة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقال: وابنُ أبي عَرُوبة أحفظُ، وحديثُ همَّام أشبهُ، زاد همَّام رجلاً.
وسيأتي أيضًا برقم (26684) .
وله شاهد من حديث علي، وقد سلف برقم (585) ، وإسناده حسن.
وذكرنا هناك شواهدَه التي يصحُّ بها.
قال السندي: قوله: "الصلاةَ الصلاةَ" بالنصب، بتقدير: أقيموها، أو راعوها واحفظوها.
وما ملكت ... إلخ، يحتمل أن المراد به الزكاة، فإنها المقارِنة للصلاة في القرآن، أو مراعاة المماليك، فإن هذا العنوان هو الغالب فيهم.
يلجلجها: أي: يردِّدُها، ويكررها، من شدة الاهتمام بها.
وما يُفيص: من الإفاصة، بالصاد المهملة، أي: ما يقدر على الإفصاح بها.
(1) لفظة"عن" من (ظ6) .
(2) تحرفت في (م) إلى: عن.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر الحديث (24074) سنداً ومتناً.(44/86)
فَقَالَ: " طُوفِي مِنْ وَرَاءِ النَّاسِ وَأَنْتِ رَاكِبَةٌ " قَالَتْ: فَسَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عِنْدَ الْكَعْبَةِ يَقْرَأُ بِالطُّورِ (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو الأسود: هو محمد بن عبد الرحمن بن نوفل المعروف بيتيم عروة.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 5/223-224، وفي "الكبرى" (3943) و (11528) - وهو في "التفسير" (548) - وابنُ ماجه (2961) ، وابنُ الجارود في "المنتقى" (462) ، وأبو يعلى (6976) ، وابنُ خزيمة (2776) من طريق عبد الرحمن بن مَهْدي، بهذا الإسناد.
وهو عند مالك في "الموطأ" 1/370-371، وأخرجه من طريقه الشافعي في "السنن" (488) ، وعبدُ الرزاق في "مصنفه" (9021) ، والبخاري (464) و (1619) و (1626) و (1633) و (4853) ، ومسلم (1276) ، وأبو داود (1882) ، والنسائي في "المجتبى" 5/223، وفي "الكبرى" (3903) ، وابنُ ماجه (2961) ، وابن خزيمة (523) و (2776) ، وابنُ حبان (3830) و (3833) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (804) ، والبيهقي في "السنن" 5/78 و101، وفي "معرفة السنن والآثار " 7/261، والبغوي في "شرح السنة" (1911) .
وأخرجه ابن خزيمة (523) من طريق ابنِ لهِيعة، والطبراني 23/ (855) من طريق بُكير بن عبد الله بن الأشجّ، كلاهما عن أبي الأسود محمد بن عبد. الرحمن، به.
وأخرجه بنحوه البخاري (1626) من طريق أبي مروان يحيى بن أبي زكريا الغسَّاني، عن هشام بن عروة، عن أبيه عروة، عن أم سلمة، به.
وجاء في "التحفة" 13/52 زيادة اسم زينب بين عروة وأم سلمة، قال المِزَّي: وفي بعض النسخ: عن عروة، عن أم سلمة، ليس فيه زينب. وقال الحافظ في "الفتح" 3/486: قوله: عن عروة، عن أم سلمة، كذا للأكثر، ووقع للأصيلي: عن عروة، عن زينب بنت أبي سلمة، عن أم سلمة، وقوله:=(44/87)
26486 - حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوتِرُ بِسَبْعٍ وَبِخَمْسٍ لَا يَفْصِلُ بَيْنَهُنَّ بِسَلَامٍ وَلَا بِكَلَامٍ " (1)
__________
=عن زينب، زيادة في هذه الطريق، فقد أخرجه أبو علي بن السكن عن علي بن عبد الله بن مبشر، عن محمد بن حرب شيخ البخاري فيه، ليس فيه زينب.
وقال الدارقطني في "التتبع" [ص 246-247] في طريق يحيى بن أبي زكريا هذه: هذا منقطع، فقد رواه حفص بن غياث، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن زينب بنت أبي سَلَمة، عن أمِّها أم سلمة، ولم يسمعه عروة من أم سلمة. انتهى.
ثم ذكر الحافظ أن المحفوظ من طريق هشام: عن أبيه، عن أم سَلَمة، وسماعُ عروة من أم سلمة ممكن، فإنه أدرك من حياتها نيفاً وثلاثين سنة، وهو معها في بلد واحد.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 5/223، وفي "الكبرى" (3904) من طريق عَبْدَةَ بنِ سليمان، والطبراني في "الكبير" 23/ (571) من طريق أبي قَبيصةَ الفزاري، و (981) من طريق أسامة بن حفص، ثلاثتهم عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن أم سلمة، به. قال النسائي عقبه: عروة لم يسمعه من أم سَلمة! .
وسيكرر برقم (26714) سنداً ومتناً.
قال السندي: قولها: أنها قدمت، أي: مكة.
(1) إسناده ضعيف لانقطاعه. مِقْسَم - وهو أبو القاسم مولى ابن عباس - لم يسمع من أم سَلَمة، وقد اختُلف في إسناده، وقد سلف بيان ذلك في الرواية (25616) ، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. منصور: هو ابن المعتمر.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/239، وفي "الكبرى" (1403) ، وأبو يعلى (6963) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/291 من طريق جرير=(44/88)
26487 - حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ ابْنِ الْقِبْطِيَّةِ، قَالَ: دَخَلَ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ صَفْوَانَ وَأَنَا مَعَهُمَا عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ، فَسَأَلَاهَا (1) عَنِ الْجَيْشِ الَّذِي، يُخْسَفُ بِهِ، وَكَانَ ذَلِكَ فِي أَيَّامِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " يَعُوذُ عَائِذٌ بِالْحِجْرِ، فَيَبْعَثُ اللهُ جَيْشًا (2) ، فَإِذَا كَانُوا بِبَيْدَاءَ مِنَ الْأَرْضِ، خُسِفَ بِهِمْ " فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَكَيْفَ بِمَنْ أُخْرِجَ كَارِهًا؟ قَالَ: " يُخْسَفُ بِهِ مَعَهُمْ، وَلَكِنَّهُ يُبْعَثُ عَلَى نِيَّتِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِأَبِي جَعْفَرٍ فَقَالَ: هِيَ بَيْدَاءُ الْمَدِينَةِ (3)
__________
= ابن عبد الحميد، بهذا الإسناد.
وسيرد بالأرقام: (26641) و (26725) و (26848) .
(1) في (م) : فسألها.
(2) في (ظ6) : فيبعث إليه جيشٌ.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، عبيد الله بن القبطية من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. جرير: هو ابن عبد الحميد الضَّبِّي.
وأخرجه المِزِّي في "تهذيبه" (في ترجمة عُبيد الله بن القبطية) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 15/43-44، والبخاري في "الصغير" 1/142، ومسلم (2882) (4) ، وأبو داود (4289) ، والفاكهي في "أخبار مكة" (760) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (984) ، والحاكم 4/429 من طريق جرير ابن عبد الحميد، بهذا الإسناد.
وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه! ووافقه الذهبي! =(44/89)
26488 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أُمِّ وَلَدٍ لِإِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَتْ: كُنْتُ أَجُرُّ ذَيْلِي، فَأَمُرُّ بِالْمَكَانِ الْقَذِرِ، وَالْمَكَانِ الطَّيِّبِ، فَدَخَلْتُ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ فَسَأَلْتُهَا عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ " يُطَهِّرُهُ مَا بَعْدَهُ " (1)
__________
=قلنا: بل هو عند مسلم كما تقدم.
وأخرجه مسلم كذلك (2882) (5) من طريق أحمد بن يونس، عن زهير ابن معاوية، عن عبد العزيز بن رُفيع، به.
وأخرجه ابن حبان (6756) ، والطبراني 23/ (734) من طريق أبي الوليد الطيالسي، عن زهير بن معاوية، عن عبد العزيز بن رُفيع، عن ابن القبطية - لم يسمه - به. وسماه الطبراني في روايته مهاجر بن القبطية، وهو لقب عبيد الله ابن القبطية كما سنوضح ذلك في الروايتين (26702) و (26747) .
وأخرجه مختصرًا الطبراني في "الأوسط" (4176) ، وأبو عمرو الدَّاني في "الفتن وغوائلها" (345) و (593) من طريق إبراهيم بن المستمرّ، عن أشهل ابن حاتم، عن ابن عَوْن، عن عبد الملك بن عُمير، عن عُبيد الله بن القبطية، عن أم سَلَمة، به.
وسيأتي كذلك برقم (26689) .
وانظر (26227) و (26228) و (26229) و (26690) و (26691) .
وفي الباب عن عائشة، سلف برقم (24738) .
وعن حفصة، سلف برقم (26444) .
قال السندي: قوله: "بالحِجْر" بكسر الحاء المهملة، أي: يدخل فيه مستعيذاً به.
(1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإبهام أم ولد إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، فقد تفرَّد بالرواية عنها محمد بن إبراهيم - وهو ابن=(44/90)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=الحارث التيمي- وذكرها الذهبيُّ في "الميزان" في قسم المجهولات من النساء، وسماها حُميدة، وجوّز ذلك الحافظ ابن حجر في "التهذيب". وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير محمد بن عمارة - وهو ابن عمرو بن حزم الأنصاري - فقد روى له أصحاب السنن، وهو صدوق حسن الحديث.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/56، وابن الجارود (142) ، وأبو يعلى (6925) و (6981) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (846) من طريق عبد الله بن إدريس، بهذا الإسناد.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/24- ومن طريقه الشافعي في "المسند" 1/25 (بترتيب السندي) ، والدارمي (742) ، وأبو داود (383) ، وابن ماجه (531) ، والطبراني 23/ (845) ، والحاكم في "معرفة علوم الحديث" ص 69- 70، وأبو نُعيم في "الحلية" 6/338، والبيهقي في "السنن" 2/406، وابنُ عبد البَرّ في "التمهيد" 13/104، والبغوي في "شرح السنة" (293) ، وابن المنذر في
"الأوسط" (736) ، والمِزِّي في "تهذيبه" (في ترجمة محمد بن عمارة) من طريق أبي عاصم النبيل، كلاهما عن محمد بن عمارة، به. وجاء اسم محمد ابن عمارة عند البيهقي: محمد بن يحيى بن عمارة.
وأخرجه الترمذي (143) عن قتيبة، عن مالك، عن محمد بن عمارة، به.
قال الترمذي: وروى عبد الله بن المبارك هذا الحديث عن مالك بن أنس، عن محمد بن عمارة، عن محمد بن إبراهيم، عن أم ولد لهود لن عبد الرحمن ابن عوف، عن أم سلمة. ثم قال: وهو وهم، وليس لعبد الرحمن بن عوف ابنٌ يقال له: هو، وإنما هو عن أم ولد لإبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، عن أم سلمة، وهذا الصحيح.
وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 13/104 من طريق الحسين بن الوليد، عن مالك، عن محمد بن عمارة، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث، عن حميدة أنها سألت عائشة، فقالت: إني امرأة أطيل ... فذكره. وقال: هذا=(44/91)
26489 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيْهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ قَالَ: فَقَالَ يَا أُمَّهْ، قَدْ خِفْتُ أَنْ يُهْلِكَنِي كَثْرَةُ مَالِي، أَنَا أَكْثَرُ قُرَيْشٍ مَالًا، قَالَتْ: يَا بُنَيَّ، فَأَنْفِقْ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ مِنْ أَصْحَابِي مَنْ لَا (1) يَرَانِي بَعْدَ أَنْ أُفَارِقَهُ " فَخَرَجَ
__________
= خطأ وإنما هو لأمِّ سَلَمة لا لعائشة، وكذلك رواه الحفاظ في "الموطأ" وغير "الموطأ" عن مالك.
وسيأتي بنحوه برقم (26686) .
وله شاهد صحيح من حديث امرأةٍ من بني عبد الأشهل، عند أبي داود (384) ، وابن ماجه (533) ، وسيأتي برقم (27452) .
وآخر من حديث عائشة موقوفاً، عند ابن أبي شيبة 1/56. وإسناده ضعيف.
وثالث من حديث أبي هريرة عند ابن ماجه (532) ، والبيهقي في "السنن" 2/406. قال البيهقي: إسناده ليس بالقوي.
قال ابن المنذر في "الأوسط" 2/170: وقد اختلف أهل العلم في معناه، فكان أحمد يقول: ليس معناه إذا أصابه بول، ثم مرَّ بعدَه على الأرض، أنها تُطهّره، ولكنه يمرُّ بالمكان، فيقذره، فيمرُّ بمكان أطيب منه، فيطهّر هذا ذاك، وليس على أنه يصيبه شيء. وكان مالك يقول في قوله: "الأرض تطهر بعضها بعضاً" إنما هو أن يطأ الأرض القذرة، ثم يطأ الأرض اليابسة النظيفة، قال: يطهّر بعضها بعضاً، فأما النجاسة الرطبة مثل البول وغيره يصيب الثوب، أو بعض الجسد حتى يرطبه، فإن ذلك لا يجزيه، ولا يطهّره إلا الغسل، وهذا إجماع الأمة. وكان الشافعي يقول في قوله: "يطهّره ما بعده" إنما هو ما جُر على ما كان يابساً، لا يعلق بالثوب منه شيء، فأما إذا جُرَّ على رطب، فلا يطهر إلا بالغَسل، ولو ذهب ريحه ولونه وأثره.
(1) في (ظ6) : لن.(44/92)
فَلَقِيَ عُمَرَ (1) فَأَخْبَرَهُ، فَجَاءَ عُمَرُ فَدَخَلَ عَلَيْهَا، فَقَالَ لَهَا: بِاللهِ مِنْهُمْ أَنَا؟ فَقَالَتْ: لَا، وَلَنْ أُبْلِيَ أَحَدًا بَعْدَكَ (2)
26490 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعِنْدَهَا مُخَنَّثٌ، وَعِنْدَهَا أَخُوهَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ، وَالْمُخَنَّثُ يَقُولُ
__________
(1) في (ظ6) : عمر بن الخطاب.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، وقد اختُلف فيه على شقيق بن سلمة: فرواه الأعمش- كما في هذه الرواية، والرواية الآتية برقم (26621) و (26694) - عنه، عن أم سَلَمة، به. وخالفه عاصم ابنُ بَهْدَلَة - كما سيرد في الرواية (26549) و (26659) - فرواه عنه، عن مسروق، عن أم سَلَمة. أدخل بينهما مسروقاً، والأعمشُ أحفظُ من عاصم. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مِهْران، وشقيق: هو ابن سلمة أبو وائل.
وأخرجه ابن عبد البَرّ في "الاستيعاب" (في ترجمة عبد الرحمن بن عوف) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار (2496) (زوائد) ، وأبو يعلى (7003) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (724) و (941) ، وابن عبد البر في "الاستيعاب" في (ترجمة عبد الرحمن بن عوف) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن طهمان في "مشيخته" (143) عن الحسن بن عمارة، والطبراني 23/ (724) من طريق جرير، كلاهما عن الأعمش، به.
وانظر حديث أبي هريرة السالف برقم (7993) .
قال السندي: قولها: ولن أُبلِيَ أحداً بعدك، من الإبلاء، أي: لا أُخبر أحداً بعدك.(44/93)
لِعَبْدِ اللهِ: يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي أُمَيَّةَ، إِنْ فَتَحَ اللهُ عَلَيْكُمُ الطَّائِفَ غَدًا، فَعَلَيْكَ بِابْنَةِ غَيْلَانَ، فَإِنَّهَا تُقْبِلُ بِأَرْبَعٍ، وَتُدْبِرُ بِثَمَانٍ، قَالَ: فَسَمِعَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لِأُمِّ سَلَمَةَ: " لَا يَدْخُلَنَّ هَذَا عَلَيْكِ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير.
وأخرجه مسلم (2180) ، والنسائي في "الكبرى" (9249) - وهو في "عِشْرة النساء" (367) - وابنُ عبد البَرّ في "التمهيد" 22/270 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحُميدي (297) ، والبخاري (4324) و (5235) و (5887) ، ومسلم (2180) ، والنسائي في "الكبرى" (9245) ، - وهو في "عِشْرة النساء" (363) -، وأبو يعلى (6960) ، والبيهقي في "السنن" 8/223 و224، وفي "السنن الصغير" (3222) ، وفي "معرفة السنن" (16784) ، وفي "الشُعَب" (10802) ، وفى "دلائل النبوة" 5/160، وابن عبد البَر في "التمهيد"
22/270 و272 من طرق عن هشام بن عروة، به. وسمى بعضُهم المخنَّث هِيتاً.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/77 ومن طريقه النسائي في "الكبرى" (9250) ،- وهو في "عِشْرة النساء" (368) - والحارث في "بُغية الباحث" (888) - عن هشام بن عروة، عن أبيه، أن مخنَّثاً كان عند أم سلمة ... فذكره مرسلاً.
وأخرجه ابن عبد البَر في "التمهيد" 22/270 من طريق سعيد بن أبي مريم، عن مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن أم سَلَمة، أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فذكره، ولم يقل: عن زينب. ثم قال ابن عبد البر: روى هذا الحديث جمهور الرواة عن مالك مرسلاً، ورواه سعيد بن أبي مريم، عن مالك، عن هشام، عن أبيه، عن أم سلمة. والصواب عن مالك ما في "الموطأ"، ولم=(44/94)
26491 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّكُمْ تَخْتَصِمُونَ إِلَيَّ، وَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَنْ يَكُونَ أَلْحَنَ بِحُجَّتِهِ مِنْ بَعْضٍ، وَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ أَقْضِي لَهُ عَلَى نَحْوِ مَا أَسْمَعُ مِنْهُ، فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ مِنْ حَقِّ أَخِيهِ شَيْئًا، فَإِنَّمَا هُوَ نَارٌ فَلَا يَأْخُذْهُ " (1)
__________
= يسمعه عروة من أم سلمة، وإنما رواه عن زينب ابنتها عنها.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9248) - وهو في "عِشْرة النساء" (366) - والطبراني في "الكبير" (8297) من طريق حمَّاد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عمر بن أبي سلمة، أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دخل بيت أمِّ سلمة ... فذكره.
ورواه الزُّهري- كما سلف في الرواية (25185) - عن عروة، عن عائشة، مرفوعاً.
قال النسائي: حديثُ هشام أولى بالصواب، والزُّهريُّ أثبتُ في عروة من هشام، وهشام من الحفاظ، وحديث حمَّاد بن سلمة خطأ.
وسيأتي برقم (26699) .
وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (1982) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (1713) ، وابن الجارود في "المنتقي" (999) ، وأبو عوانة 4/3، والبيهقي في "السنن" 10/149 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (25670) .
قال السندي: قوله: "ألحن بحجته" أي: أقدر على بيان مقصوده، من لَحِنَ، بالكسر: إذا نطق بحجته.(44/95)
26492 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَهَا أَنْ تُوَافِيَ مَعَهُ صَلَاةَ الصُّبْحِ يَوْمَ النَّحْرِ بِمَكَّةَ " (1)
__________
(1) رجاله ثقات رجال الشيخين، وقد اختُلف في وصله وإرساله، وإرسالُه أصحُّ فيما قال الدارقطني في "العلل" 5/الورقة 177، ثم إن أبا معاوية اضطرب في متنه فيما قال الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 9/138-139، وأبو معاوية مضطرب الحديث في غير رواية الأعمش.
فأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3519) ، وفي "شرح معاني الآثار" 2/221 من طريق الأثرم، عن الإمام أحمد، عن أبي معاوية، بهذا الإسناد، ولفظه: أمرها أن تُوافيَه يوم النحر بمكة. ونقل عن الإمام أحمد قوله: لم يسنده غيره - يعني أبا معاوية - وهو خطأ. قال: وقال وكيع: عن
هشام، عن أبيه، مرسل: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمرها أن تُوافيَه صلاةَ الصبح يوم النحر
بمكة، أو نحو هذا. قال أبو عبد الله: وهذا أيضاً عجبٌ، والنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم النحر
ما يصنع بمكة؟! ينكر ذلك. قال أبو عبد الله: فجئتُ إلى يحيى بن سعيد، فسألتُه، فقال: عن هشام عن أبيه أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمرها أن توافيَ، ليس: توافيه، قال: وبين ذين فرق. قال: وقال لي يحيى: سل عبد الرحمن، فسألته، فقال: هكذا عن سفيان، عن هشام، عن أبيه: توافي. اهـ. قال الطحاوي: وهذا الكلام صحيح يجب به فساد هذا الحديث.
وأخرجه أبو يعلى في "مسنده" (7000) - وهو في "المقصد العلي" (598) - من طريق أبي خيثمة، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3517) و (3518) ، وفي "شرح المعاني" 2/219، من طريق محمد بن عمرو السوسي، وفي "شرح مشكل الآثار" (3518) ، وفي "شرح معاني الآثار" 2/219، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار" 7/312-313 من طريق أسد بن موسى، والطبراني في "الكبير" 23/ (799) من طريق عبد الله بن جعفر الرقي،=(44/96)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=والبيهقي في "السنن" 5/133 من طريق يحيى بن يحيى النيسابوري، وفي "معرفة السنن والآثار" 7/312 من طريق سعيد بن سليمان، وابن عبد البر في "الاستذكار" 13/63 من طريق أبي كريب محمد بن العلاء، كلهم عن أبي معاوية، به. إلا أنه اختَلفت ألفاظهم: فقال أبو خيثمة: توافي صلاة الصبح يوم النحر بمكة. وقال أسد بن موسى: توافي معه صلاة الصبح بمكة، وقال محمد ابن عمرو: توافي الضحى معه بمكة. وقال عبد الله بن جعفر: توافي معه يوم النحر بمكة. وقال يحيى بن يحيى: توافي صلاة الصبح يوم النحر بمكة. وقال سعيد بن سليمان: أن توافيه صلاة الصبح بمكة. وقال أبو كريب: توافي مكة صلاة الصبح يوم النحر.
وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/358 (بترتيب السندي) - ومن طريقه البيهقي في "السنن" 5/133، وفي "معرفة السنن والآثار" 7/312: أخبرنا الثقة - أو من أثق به من المشرقيين - عن هشام، به. قال البيهقي: وكأن الشافعي أخذه من أبي معاوية الضرير.
ورواه غير أبي معاوية عن هشام بغير هذا الإسناد، ومنهم من خالف في متنه:
فرواه سفيان الثوري- فيما أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3520) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (982) - عن هشام، عن أبيه، عن أمِّ سَلَمة، به. ولم يذكر زينب في الإسناد. وفيه: أمرها أن تصلي الفجر بمكة.
ورواه وكيع - كما عند ابن أبي شيبة (نشرة العمروي ص234) - عن هشام، عن أبيه، أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمر أمَّ سلمة أن توافيه صلاة الصبح بمنى. هكذا مرسلاً. وقوله: "بمنى" وهم.
ورواه حماد بن سلمة - كما عند الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3521) و (3522) ، وفي "شرح معاني الآثار" 2/218- عن هشام بن عروة، عن أبيه، أن يوم أم سلمة دار إلى يوم النحر، فأمرها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فرمت الجمرة، وصلَّت الفجر بمكة، هكذا مرسلاً.=(44/97)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=ورواه داود بن عبد الرحمن العطار وعبد العزيز بن محمد الدراوردي - فيما روى عنهما الشافعي في "مسنده" 1/357، ومن طريقه البيهقي 5/133، وفي "معرفة السنن والآثار" 7/311-312- عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: دار رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى أم سلمة يوم النحر، فأمرها أن تعجِّل الإفاضة من جمعٍ حتى تأتي مكة، فتصليَ بها الصبح، وكان يومها، فأحبَّ أن توافقه. هكذا
مرسلاً.
ورواه عبد العزيز الدراوردي (في رواية سعيد بن منصور عنه) . كما عند الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3523) ويعقوب بن عبد الرحمن - كما عنده أيضاً (3524) - كلاهما عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمر أمَّ سلمة أن تصليَ الصبح يوم النفر بمكة. وزاد الدراوردي: وكان يومها، فأحبَّ أن توافقه.
قال الدارقطني في "العلل" 5/177: والمرسل هو المحفوظ.
ورواه الضَّحَّاك بن عثمان - كما عند أبي داود (1942) ، والحاكم 1/469، والبيهقي في "السنن" 5/133، وابن عبد البر في "الاستذكار" 13/62-63- عن هشام، عن أبيه، عن عائشة أنها قالت: أرسل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأمِّ سلمة ليلة النحر، فرمت الجمرة قبل الفجر، ثم مضت، فأفاضت، وكان ذلك اليوم الذي يكون رسول الله عندها، قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين! ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي! قال الحافظ في "التقريب": الضحاك بن عثمان صدوق يهم.
وقد أورد الدارقطني في "العلل" 5/الورقة 123 رواية الضحاك هذه، وذكر أن أبا معاوية الضرير رواه عن هشام، عن أبيه، عن زينب، عن أمّ سَلَمة، وأنَّ أصحاب هشام من الحفاظ رووه عن هشام، عن أبيه، مرسلاً، وهو الصحيح.
وقال الحافظ في "التلخيص" 2/258: وقد أنكره أحمد بن حنبل، لأن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى الصبح يومئذ بمزدلفة، فكيف يأمرها أن توافي معه صلاة الصبح بمكة؟!
وانظر "زاد المعاد" 2/249.(44/98)
26493 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: جَاءَتْ أُمُّ حَبِيبَةَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ لَكَ فِي أُخْتِي؟ قَالَ: " فَأَصْنَعُ بِهَا مَاذَا؟ " قَالَتْ: تَزَوَّجُهَا، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَتُحِبِّينَ ذَلِكَ؟ " فَقَالَتْ: نَعَمْ، لَسْتُ لَكَ بِمُخْلِيَةٍ، وَأَحَقُّ مَنْ شَرِكَنِي فِي خَيْرٍ أُخْتِي، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهَا لَا تَحِلُّ لِي "، قَالَتْ: فَوَاللهِ لَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّكَ تَخْطُبُ دُرَّةَ ابْنَةَ أُمِّ سَلَمَةَ بِنْتَ أَبِي سَلَمَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ كَانَتْ تَحِلُّ لِي لَمَا تَزَوَّجْتُهَا، قَدْ أَرْضَعَتْنِي وَأَبَاهَا (1) ثُوَيْبَةُ مَوْلَاةُ بَنِي هَاشِمٍ، فَلَا تَعْرِضْنَ عَلَيَّ أَخَوَاتِكُنَّ وَلَا بَنَاتِكُنَّ " (2)
__________
(1) في (م) : وإياها، وهو خطأ.
(2) صحيح من حديث أمِّ حبيبة بنت أبي سفيان، كما في "الصحيحين".
وسيورده الإمام أحمد من حديثها في الروايتين التاليتين برقمي (26494) و (26495) من طريق ابن إسحاق والليث، عن هشام بن عروة، وبرقمي (26496) و (27422) من طريق الزُّهري، عن عروة.
قال الحافظ ابنُ حجر في "أطراف المسند" 9/440 بعد أن أورده من حديث أمِّ سَلَمة: هذا مما أخطأ فيه هشام بنُ عروة بالعراق، وحديث ابن إسحاق والليث عنه وهو بالمدينة هو الاصحُّ، والموافقُ لحديث الزُّهري. قلنا: ورجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه أبو يعلى (7001) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (2056) ، وابن الجارود في "المنتقى" (680) من طريق زهير بن معاوية، عن هشام، به.=(44/99)
26494 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ عُرْوَةَ (1) ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: هَلْ لَكَ فِي أُخْتِي؟ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (2)
26495 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ بِنْتِ أَبِي سُفْيَانَ، قَالَتْ: قُلْتُ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلَا تَزَوَّجُ أُخْتِي؟ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (3)
__________
=وسيأتي برقم (26632) .
قال السندي: قولها: لستُ لك بمخلية، أي: بمنفردة.
(1) في (م) : عن هشام بن عروة، عن أبيه.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. لَيْث: هو ابنُ سعد.
وأخرجه الشافعي في "مسنده" 2/20 (ترتيب السندي) ، وعبد الرزاق في "مصنَّفه" (13947) ، والحميدي (307) ، والبخاري (5106) ، ومسلم (1449) ، والنسائي في "المجتبى" 6/96، وابن حبان (4110) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (415) و (416) و (417) و (418) ، والبيهقي في "السنن" 7/75 و453، والبغوي في "شرح السنة" (2282) من طرق عن هشام بنِ عروة، بهذا
الإسناد. وسقط اسم عروة من مطبوع ابن حبان.
وأخرجه البخاري (5123) ، والنسائي في "المجتبى" 6/95، والطبراني 23/ (419) من طريق عراك بن مالك، عن زينب بنت أم سلمة، بنحوه مختصراً.
وسلف من حديث أم سلمة في الرواية السابقة، انظر ما ذكرتا فيه هناك.
(3) حديث صحيِح. محمد بن إسحاق صرَّح بالتحديث هنا، فانتفت شُبهةُ تدليسه، وقد تابعه ليْثُ بن سعد في الرواية (26494) . يعقوب: هو ابنُ=(44/100)
26496 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ زَيْنَبَ بِنْتَ أَبِي سَلَمَةَ، أَخْبَرَتْهُ أَنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ ابْنَةَ أَبِي سُفْيَانَ أَخْبَرَتْهَا أَنَّهَا قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ انْكِحْ أُخْتِي فَذَكَرَ الْحَدِيثَ [قَالَ: عَبْدُ اللهِ] بْنُ أَحْمَدَ وَوَافَقَهُ ابْنُ أَخِي الزُّهْرِيِّ، وَقَالَ عُقَيْلٌ: إِنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ قَالَتْ (1)
26497 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا حَضَرْتُمُ الْمَيِّتَ، أَوِ الْمَرِيضَ، فَقُولُوا خَيْرًا، فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ يُؤَمِّنُونَ عَلَى مَا
__________
=إبراهيم بن سعد الزُّهري.
وسلف برقم (26493) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو اليمان: هو الحَكَم بنُ نافع، وشُعيب: هو ابن أبي حَمْزة.
وأخرجه البخاري (5101) ، والنسائي في "المجتبى" 6/94، وفي "الكبرى" (5417) ، والطبراني في "الشاميين" (3114) ، والبيهقي في "السنن" 7/162 من طريق أبي اليمان الحَكَم بن نافع، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (5107) و (5372) ، ومسلم (1449) ، والبيهقي في "السنن" 7/162-163 من طريق عُقَيْل بن خالد، عن الزُّهري، به.
وأخرجه مسلم (1449) (16) ، وابن ماجه (1939) من طريق يزيد بن أبي حبيب، عن الزُّهري، به. وقد سمَّى أختها عزَّة.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 6/94-95، وفي "الكبرى" (5415) ، وابن حبان (4111) من طريق يونس، والطبراني في "الكبير" 23/ (414) من طريق معمر، كلاهما عن الزُّهري، به.
وسلف برقم (26493) .(44/101)
تَقُولُونَ " قَالَتْ: فَلَمَّا مَاتَ أَبُو سَلَمَةَ، أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَبَا سَلَمَةَ قَدْ مَاتَ، فَقَالَ: " قُولِي: اللهُمَّ اغْفِرْ لِي وَلَهُ، وَأَعْقِبْنِي مِنْهُ عُقْبَى حَسَنَةً " قَالَتْ: فَقُلْتُ، فَأَعْقَبَنِي اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مَنْ هُوَ خَيْرٌ لِي مِنْهُ، مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. شقيق: هو ابنُ سَلَمة أبو وائل.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/236، ومسلم (919) ، والترمذي (977) ، وابنُ ماجه (1447) ، والطبراني في "الدعاء" (1151) ، وابن عبد البَرّ في "التمهيد" 3/181-182 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
قال الترمذي: حديث أمِّ سَلَمة حديثٌ حسن صحيح، وقد كان يُستحبُّ أن يُلَقَّنَ المريضُ عند الموت: "لا إله إلاَّ الله". وقال بعض أهل العلم: إذا قال ذلك مرَّة، فما لم يتكلم بعد ذلك، فلا ينبغي أن يُلَقَن، ولا يُكثر عليه في هذا.
وأخرجه عبد بن حُميد في "المنتخب" (1537) ، وأبو يعلى (6964) ، والطبراني في "الدعاء" (1149) و (1150) ، وفي "الصغير" (631) ، والحاكم 4/16، والبيهقي في "السنن" 3/383-384، والبغوي في "شرح السنة" (1461) من طرق عن الأعمش، به. وسكت عنه الحاكم، لكن تعقَّبه الذهبي بقوله: صحيح على شرطهما، إن لم يكونا أخرجاه.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (723) من طريق شَريك، عن الأعمش، به. لكن قال في أوله: "إذا أُصِيبَ أحدُكم بمصيبة، فليقل: اللهم آجِرْني في مصيبتي وأَعْقِبْني خيراً بها". وشريك سيِّىء الحفظ، وقد خالف جميع الرواة عن الأعمش في متنه.
وأخرجه مختصراً الطبراني في "الكبير" أيضاً 23/ (725) من طريق واصل، عن شقيق، به.
وأخرجه الطبراني أيضاً في "الدعاء" (1152) من طريق عمرو بن أبي قيس الرازي، عن عاصم بن أبي النَّجود، عن أبي وائل شقيق بن سلمة، عن=(44/102)
26498 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّهَا " كَانَتْ هِيَ وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَغْتَسِلَانِ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ مِنَ الْجَنَابَةِ وَكَانَ يُقَبِّلُهَا وَهُوَ صَائِمٌ " (1)
__________
=مسروق، عن أمِّ سلمة، به. وعمرو بن أبي قيس قال فيه أبو داود: في حديثه خطأ. وقال الذهبي في "الميزان" والحافظ في "تقريبه": صدوق له أوهام.
قلنا: وزيادة مسروق في الإسناد من أوهامه.
وسيأتي برقم (26608) ، ومختصراً برقم (26739) .
وانظر (26543) و (2663) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، إسماعيل بن إبراهيم: هو ابن عُلَيَّة.
وأخرجه مطولاً ومختصراً ابنُ أبي شيبة 1/35 و3/60، وابنُ ماجه (380) ، وأبو يعلى (6991) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (8071) و (914) من طريق إسماعيل ابن عُلَيّة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/90، والطبراني في "الكبير" 23/ (808) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 5/123 من طريقين عن يحيى بن أبي كثير، به. مختصراً في الاغتسال.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (3068) ، وأبو عوانة 1/285، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/25، والطبراني في "الكبير" 23/ (810) من طرق عن يحيى بن أبي كثير، به. مختصراً في قبلة الصائم.
وسيأتي مطولاً بالأرقام: (265661) و (26567) و (26703) من طريق يحيى بن أبي كثير، به.
وسيكور برقم (26646) سنداً ومتناً.
وقوله: كانت هي ورسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يغتسلانِ من إناءٍ واحد من الجنابة: سيأتي برقم (26712) من طريق عمار بن أبي معاوية البجلي، عن أبي سلمة،=(44/103)
26499 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ رَافِعٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا حَضَرَ الْعَشَاءُ وَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ فَابْدَءُوا بِالْعَشَاءِ " (1)
26500 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ فَرُّوخَ،
__________
=عن أم سلمة، به، دون ذكر زينب في الإسناد، وسلفت أحاديث الباب في مسند عائشة برقم (24014) .
وقولها: وكان يقبّلها وهو صائم سيأتي برقمي: (26707) و (26708) من طريق أبي بكر بن المنكدر، عن أبي سلمة، به، وبرقمي: (26500) و (26719) من طريق عبد الله بن فرّوخ، عن أمّ سلمة، به. وقد سلفت أحاديث الباب في مسند عائشة برقم (24110) .
(1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن إسحاق، وقد صرّح بالتحديث، فانتفت شبهة تدليسه، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير عبد الله بن رافع - وهو مولى أمِّ سَلَمة - فمن رجال مسلم.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/420، وأبو يعلى (6993) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (660) من طريق إسماعيل ابن عُلَيَّة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1985) ، والطبراني 23/ (660) من طريقين عن محمد بن إسحاق، به.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 2/46، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى، والطبراني في "الكبير"، ورجاله ثقات سمع بعضهم من بعض.
وسيأتي برقمي: (26589) و (26676) .
وله شاهد من حديث ابن عمر سلف بإسناد صحيح برقم (4709) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.(44/104)
أَنَّ امْرَأَةً سَأَلَتْ أُمَّ سَلَمَةَ فَقَالَتْ: إِنَّ زَوْجِي يُقَبِّلُنِي وَهُوَ صَائِمٌ وَأَنَا صَائِمَةٌ، فَمَا تَرَيْنَ؟ فَقَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَبِّلُنِي وَهُوَ صَائِمٌ وَأَنَا صَائِمَةٌ " (1)
26501 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّهَا، أَنَّ امْرَأَةً تُوُفِّيَ زَوْجُهَا فَاشْتَكَتْ عَيْنَهَا فَذَكَرُوهَا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَذَكَرُوا الْكُحْلَ، قَالُوا: نَخَافُ (2) عَلَى عَيْنِهَا؟ قَالَ: " قَدْ كَانَتْ إِحْدَاكُنَّ تَمْكُثُ فِي بَيْتِهَا فِي شَرِّ أَحْلَاسِهَا، أَوْ فِي أَحْلَاسِهَا فِي شَرِّ (3) بَيْتِهَا حَوْلًا، فَإِذَا مَرَّ بِهَا كَلْبٌ رَمَتْ بِبَعْرَةٍ.
__________
(1) إسناده حسن، طلحة بن يحيى: هو ابن طلحة بن عبيد الله التيمي مختلف فيه، وهو حسنُ الحديث، وعبد الله بن فزُوخ: هو التيمي مولى آل طلحة، لم يذكروا في الرواة عنه سوى اثنين، وذكره ابن حبان وابن خلفون في "ثقاتهما"، وقال ابن عبد البر في "التمهيد" 5/122: تابعي، لي به بأس، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 5/121، والمزي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة عبد الله بن فرُوخ) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (3074) و (3075) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/90، والطبراني في "الكبير" 23/ (653) من طرق، عن طلحة ابن يحيى، به.
وسيأتي برقم (26719) .
وانظر (26498) .
(2) في (ظ6) و (ق) : تخاف.
(3) في (م) : ستر، وهو خطأ.(44/105)
أَفَلَا أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا؟ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (5706) ، وابن الجارود في "المنتقى" (768) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1596) ، والبخاري (5338) ، ومسلم (1488) ، والنسائي في "المجتبى" 6/188، وفي "الكبرى" (5694) ، والبغوي في "الجعديات" (1571) و (1572) مختصراً، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1141) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (813) ، والبيهقي في "السنن" 7/439، وابن عبد البر في "الاستذكار" 18/227 من طرق عن شعبة، به. وسقط اسم أمّ سلمة من مطبوع "الاستذكار".
وأخرجه مطولاً وبنحوه مالك في "الموطأ" 52/97-598- ومن طريقه الشافعي في "المسند" 2/61-62 (ترتيب السندي) ، وعبد الرزاق في "المصنف" (12130) ، والبخاري (5336) ، ومسلم (1488) و (1489) ، وأبو داود (2299) ، والترمذي (1197) ، والنسائي في "المجتبى" 6/201- 202، وفي "الكبرى" (5727) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1143) ، وفي
"شرح معاني الآثار" 3/75-76، والبغوي في "الجعديات" (1574) ، وابن حبان (4304) ، والطبراني 23/ (812) ، والبيهقي في "السنن" 7/437، والبغوي في "شرح السنة" (2389) - عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم، عن حُميد بن نافع، به.
وقال مالك في آخره: قال حُميد بن نافع: فقلت لزينب: وما ترمي بالبعرة على رأس الحَوْل؟ فقالت زينب: كانت المرأة إذا توفِّي عنها زوجُها دخلت حِفْشاً ولبست شرَّ ثيابها، ولم تصحنَ طيباً، ولا شيئاً، حتى تمرَّ بها سنة، ثم تُؤتى بدابةٍ - حمار أو شاةٍ أو طير- فتفتضُّ به، فقلَّما تفتضُّ بشيءٍ إلا مات، ثم تخرج، فتعطى بعرة فترمي بها، ثم تراجع بعد ما شاءت من طيب أو غيره.
قال مالك: والحِفْش: البيت الرديء، وتفتضُّ: تمسح به جلدها كالنُّشْرة.
وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (2133) ، والنسائي في "المجتبى"=(44/106)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= 6/205، وفي "الكبرى" (5732) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1147) و (1148) ، وفي "شرح معاني الآثار" 3/75، والطبراني في "الكبير" 23/ (816) من طريق أيوب بن موسى، عن حُميد بن نافع، بنحوه.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1142) من طريق الفريابي، عن سفيان، عن أيوب بن موسى، عن حُميد بن نافع، عن زينب ابنة أم سلمة أن ابنة النحَّام توفي عنها زوجُها، فأتت أمها النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقالت: إن ابنتي ... فذكره.
وأخرجه الحميدي (304) ، والنسائي في "المجتبى" 6/205، وفي "الكبرى" (5733) من طريق سفيان بن عيينة، وأخرجه النسائي في "المجتبى" 6/205-206، وفي "الكبرى" (5734) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (815) من طريق زهير بن معاوية، والطبراني 23/ (805) من طريق حماد بن زيد، ثلاثتهم عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن حُميد بن نافع، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 5/280، ومسلم (1488/1486) ، وابن ماجه (2084) ، والبغوي في "الجعديات" (1573) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (427) و (817) من طريق يزيد بن هارون، والنسائي في "المجتبى" 6/188-189، وفي "الكبرى" (5695) ، وأبو يعلى (6961) و (7123) ،
والبغوي في "الجعديات" (1573) من طريق جرير بن عبد الحميد. والنسائي في "المجتبى" 6/206، وفي "الكبرى" (5735) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1146) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (426) من طريق حماد بن زيد، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1144) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (425) من طريق حماد بن سلمة، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1145) ، وفي "شرح معاني الآثار" 3/75 من طريق عبيد الله بن عمرو، خمستُهم عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن حُميد بن نافع، عن زينب بنت أم سلمة، عن أم سلمة وأم حبيبة، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (983) من طريق جعفر بن محمد، عن=(44/107)
26502 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ زَيْنَبَ ابْنَةِ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكَلَ كَتِفًا، فَجَاءَهُ بِلَالٌ، فَخَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ وَلَمْ يَمَسَّ مَاءً " (1)
__________
=أبيه، عن أم سلمة، به.
وسيأتي برقم (26652) .
وفي الباب عن عائشة: سلف برقم (24092) بلفظ: "لا يحلُّ لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر تُحِدُّ على ميت فوق ثلاث إلا على زوج" وقد ذكرنا هناك أحاديث الباب.
قال السندي: قولها: فاشتكت عينها، المشهور نصب العين على المفعولية، والفاعل ضمير للمرأة، وجوز بعضهم الرفع على الفاعلية أيضاً على أن اشتكى لازم بمعنى مرض.
وذكروا الكحل، أي: هل يجوز لها استعماله، أم لا؟
تمكث، أي: في الجاهلية.
في شرّ أحلاسها، أي: أقبح ثيابها.
فإذا مرَّ بها كلب: كذا كانت عادتهم عند الفراغ من العِدَّة.
أفلا أربعةَ أشهر، بالنصب، أي: أفلا تمكث في الإسلام هذا القدر بلا كُحل.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، جعفر بن محمد - وهو ابن على بن الحسين بن علي بن أبي طالب المعروف بجعفر الصادق - من رجاله. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 1/107، وفي "الكبرى" (187) ، وابن خزيمة (44) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (823) من طريق حفص بن غياث، و (988) من طريق محمد بن جعفر بن محمد وعبد الله بن ميمون، وابن عدي في "الكامل" 3/1298 من طريق السّرّي بن عبد الله، أربعتهم عن جعفر بن=(44/108)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=محمد، به.
ورواه حاتم بن إسماعيل، عن جعفر بن محمد، واختلف عليه فيه:
فرواه محمد بن الصَّبَّاح - فيما أخرجه ابن ماجه (491) - وأبو بكر بن أبي شيبة - فيما أخرجه الطبراني 23/ (824) - كلاهما عن حاتم بن إسماعيل، عن جعفربن محمد، به.
ورواه أبو بكر بن أبي شيبة- كما في "مصنفه" 1/48 - عن حاتم بن إسماعيل، عن جعفر، عن أبيه، عن علي بن حسين - أو حسين بن علي - عن زينب بنت أمِّ سلمة، قالت: أُتي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بكتف ... قال الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 176: ووهم في قوله: عن الحسين. قلنا: وسقط اسم أمِّ سلمة من إسناد ابن أبي شيبة، إذ هو عند الدارقطني.
ورواه يعقوب بن حميد بن كاسب - فيما أخرجه السهميُّ في "تاريخ جرجان" ص367- عن حاتم بن إسماعيل ومحمد بن جعفر بن محمد وعبد الله ابن ميمون، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، قال محمد بن جعفر وعبد الله بن ميمون: عن علي بن الحسين، قالوا جميعاً: عن زينب بنت أمِّ سلمة، عن أمِّ سَلَمة، أن النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ...
وقال السهمي: قال لنا ابن عدي: إنما يُستغرب من رواية محمد بن جعفر، عن أبيه، وحاتم بنُ إسماعيل ثقة، وعبد الله بنُ ميمون مولى جعفر بن محمد ضعيف. قلنا: ولم يذكر حاتم بن إسماعيل عليَّ بنَ الحسين في الإسناد.
قال الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 176: الصحيح قول من قال: عن علي ابن الحسين عن زينب.
وسيرد بالارقام (26612) و (26622) و (26696) و (26710) و (26741) .
وفي الباب عن ابن مسعود سلف برقم (3791) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب، ونزيد عليها حديث عثمان، سلف برقم (441) ، وحديث أبي هريرة (9049) ، وحديث ميمونة، وأمِّ حكيم، وأمِّ عامر، وضُباعة بنت الزبير، سترد (على التوالي) بالأرقام (26813) و (27091) و (27099) و (27354) .(44/109)
26503 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ هِشَامٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ زَيْنَبَ ابْنَةِ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: قَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ اللهَ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ، هَلْ عَلَى الْمَرْأَةِ مِنْ (1) غُسْلٍ إِذَا احْتَلَمَتْ؟ قَالَ: " نَعَمْ، إِذَا رَأَتِ الْمَاءَ " فَضَحِكَتْ أُمُّ سَلَمَةَ. قَالَتْ: أَتَحْتَلِمُ الْمَرْأَةُ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَبِمَ يُشْبِهُ الْوَلَدُ؟ " (2)
__________
(1) لفظة "من" ليست في (ظ6) ولا (ق) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشام: هو ابن عُروة.
وأخرجه البخاري (3328) و (6091) ، والنسائي في "المجتبى" 1/114، وفي "الكبرى" (201) و (5887) ، وأبو عوانة 1/291-292 من طريق يحيى ابن سعيد القطّان، بهذا الإسناد.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/51- ومن طريقه أخرجه الشافعي في "المسند" 1/40 (ترتيب السندي) ، والبخاري (282) و (6121) ، وابن خُزيمة (235) ، وابن حبان (1165) و (1167) ، والبيهقي في "السنن" 1/167، وفي "السنن الصغير" (135) ، وفي "معرفة السنن والآثار" (1402) ، والبغوي في "شرح السنة" (244) - عن هشام، به.
وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (1094) ، والحُميدي (298) ، والبخاري (130) ، ومسلم (313) ، والترمذي (122) ، وابن خُزيمة (235) ، وأبو عَوانة 1/291 و292، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2661) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (794) و (795) ، وفي "الصغير" (225) ، والبغوي في "شرح السنة" (245) من طرق عن هشام بن عروة، به. قال الترمذي: هذا حديث حسنٌ صحيح.
ورواه مرسلاً سفيان الثوري - كما عند عبد الرزاق (1095) - عن هشام بن عروة، عن أبيه، أن امرأةّ سألتِ النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.=(44/110)
26504 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا تَزَوَّجَهَا أَقَامَ عِنْدَهَا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ وَقَالَ: " إِنَّهُ لَيْسَ بِكِ عَلَى أَهْلِكِ هَوَانٌ، وَإِنْ شِئْتِ، سَبَّعْتُ لَكِ وَإِنْ سَبَّعْتُ لَكِ، سَبَّعْتُ لِنِسَائِي " (1)
__________
=وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (802) من طريق أبي الزِّناد، عن عروة، به. بطرفه الأول.
وسيأتي برقم (26613) ، ومختصراً برقم (26579) ، وبنحوه برقم (26631) .
وانظر حديث عائشة السالف برقم (24610) .
وحديث أمِّ سُلَيم الآتي برقم (27114) .
قال السندي: قوله: "فبم يشبه الولد"، أي: بأمه وأقاربها، أي أنه لأجل الماء، فإذا علم أن لها ماءً، عُلم أنها تحتلم، إذ ليس الاحتلام إلا خروج ذلك الماء، وهو مما لا يستبعد بعد وجوده.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم وقد أخرجه في "صحيحه"، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أن البخاريَّ والدارقطني أعلاّه بالإرسال، كما سيرد.
سفيان: هو الثوري، ومحمد ابن أبي بكر: هو ابن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري، وعبد الملك بن أبي بكر: هو ابن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 7/95، والبيهقي 7/301، وابن عبد البر في "التمهيد" 17/245 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد 8/94، والبخاري في "التاريخ الكبير" 1/47، ومسلم (1460) ، وأبو داود (2122) ، والنسائي في "الكبرى" (8925) - وهو في "عشرة النساء" (39) - وابن ماجه (1917) ، والدارمي (2210) ، وأبو يعلى (6996) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/29، والطبراني في "الكبير" 23/ (592) ، والدارقطني في "العلل" 5/ورقة 170، والبيهقي في "السنن"=(44/111)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=1/307، وفي "معرفة السنن والآثار" 10/283 من طريق يحيى بن سعيد، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وثم يتابَع سفيان على قوله: أقام عندها ثلاثاً فيما ذكر البخاري في "تاريخه الكبير" 1/48. ووقع في مطبوعي النسائي: محمد بن المنكدر، بدل: محمد بن أبي بكر، وهو خطأ صوّبناه من "التحفة" 13/38.
واختلف فيه على سفيان الثوري:
فأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (10646) - ومن طريقه الطبراني 23/ (591) - عن سفيان الثوري، عن محمد بن أبي بكر، عن عبد الملك بن أبي بكر بن الحارث، عن أبيه، قال: مكث النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند أمِّ سَلَمة ثلاثاً ... فذكره مرسلاً.
وعلّقه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/47، فقال: قال وكيع عن سفيان الثوري، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عبد الملك بن أبي بكر، قال: لما تزوَّج رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمِّ سَلَمة ... مثله (ولم يذكر أبا بكر بن عبد الرحمن ولا أمِّ سَلَمة في الإسناد) .
وأخرجه ابن أبي شيبة 4/277 عن يعلى بن عُبيد، عن محمد بن أبي بكر، به.
ورواه عبد الله بن أبي بكر، عن عبد الملك بن أبي بكر، واختلف عليه:
فأخرجه مالك كما في "الموطأ" 2/529- ومن طريقه الشافعي في "مسنده" 2/26 (بترتيب السندي) ، وفي "الأم" 5/99، والبخاري في "التاريخ الكبير" 1/47، ومسلم (1460) (42) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/28 و29، والبيهقي في "السنن" 7/300، وفي "معرفة السنن والآثار"
1/2830، والبغوي في "شرح السنة" (2327) عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم، عن عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، عن أبيه أنَّ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين تزوَّج أمَّ سَلَمة ... فذكره مرسلاً. وقوله: "عن أبيه" سقط من مطبوع "صحيح مسلم"، واستدركناه من "التحفة" 13/38، ووقع في=(44/112)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= مطبوع "مسند الشافعي": عن عبد الملك بن أبي بكر، عن عبد الرحمن بدل: ابن عبد الرحمن، وجاء على الصواب في "الأم" له.
قلنا: وقد صحَّح البخاري في "تاريخه" طريق مالك المرسل، ورجحه الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 170. وقال ابن عبد البر في "التمهيد" 17/ (243) : هذا حديث ظاهره الانقطاع، وهو متصل مسند صحيح، قد سمعه أبو بكر من أم سلمة!
وأخرجه الدارقطني في "السنن" 3/284 من طريق محمد بن عمر- وهو الواقدي - عن مالك، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أمِّ سَلَمة، أنَّ رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فذكره. قلنا: قد انفرد الواقدي بوصل طريق مالك هذه، وهو متروك، والصواب إرساله كما سلف.
وأخرجه الدارقطني في "السنن" 3/283 من طريق محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عبد الملك بن أبي بكر، قال: تزوَّج رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمَّ سلمة في شوال، وجمعها في شوال، وقال ... فذكره. قلنا: وهذا إسناد فيه عنعنة محمد بن إسحاق.
وأخرجه عبد الرزاق (10645) عن سفيان بن عيينة، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عبد الملك بن أبي بكر بن الحارث بن هشام، عن أبيه، قال: لما تزوَّج النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمَّ سلمة 000 فذكره مرسلاً.
وأخرجه سعيد بن منصور (776) ، والطحاوي في "شرح معاني الأثار" 3/28 عن يونس بن عبد الأعلى، كلاهما (سعيد ويونس) عن سفيان بن عيينة، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عبد الملك بن أبي بكر، قال: لما دخلت أمُّ سَلَمة ... فذكره مرسلاً.
ورواه عبد الرحمن بن حميد، عن عبد الملك بن أبي بكر، واختلف عليه فرواه عبد العزيز بن محمد- فيما أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/47-48- عن عبد الرحمن بن حميد، عن عبد الملك بن أبي بكر، عن أبي=(44/113)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= بكر أن أمَّ سَلَمة حين تزوَّجها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أخذت بثوبه، فقال: "إنْ شئتِ زدتُ
وحاسبتُك"، ثم قال: "للبكر سبعٌ وللثيِّب ثلاث" ورواه أبو ضمرة كذلك - وهو أنس بن عياض- فيما أخرجه مسلم (1460) (42) - وسليمان بن بلال - فيما أخرجه مسلم (1460) (42) ، والبيهقي 7/300-301- كلاهما، عن عبد الرحمن بن حميد، عن عبد الملك بن أبي بكر، عن أبي بكر بن
عبد الرحمن أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين تزوَّج أمَّ سلمة، فدخل عليها، فأراد أن يخرج أخذت بثوبه، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إن شئتِ زدتُك وحاسبتُك به، للبكر سبع وللثيّب ثلاث) .
ورواه الفُضيل بن سليمان- فيما أخرجه الدارقطني في "السنن" 3/283- عن عبد الرحمن بن حميد، عن عبد الملك بن أبىِ بكر، عن أمِّ سَلَمة أنها قالت لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فذكر مثله. والفُضيل بن سليمان ضعيف.
ورواه عبد الواحد بن أيمن، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، واختلف عليه فيه: فرواه حفص بن غياث- فيما أخرجه مسلم (1460) (43) ، والبيهقي في "السنن" 7/301- عن عبد الواحد بن أيمن، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، عن أمِّ سَلَمة، ذكر أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تزوَّجها، وذكر أشياء هذا فيه: قال: "إن شئتِ أن أُسبِّعَ لكِ وأُسبِّعَ لنسائي، وإن سبَّعتُ لكِ، سبَّعتُ لنسائي".
ورواه يعقوب بن حُميد بن كاسب، عن مروان بن معاوية الفزاري - فيما أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3082) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (499) - عن عبد الواحد بن أيمن، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، قال: قالت أمُّ سَلَمة: لما خطبني ... فذكره مطوَّلاً. وابنُ كاسب
ضعيف.
ورواه يحيى بن معين عن مروان بن معاوية - فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (587) - عن عبد الواحد بن أيمن، عن أبي بكر بن عبد الرحمن ابن الحارث بن هشام، عن أمِّ سَلَمة أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لها حين دخل عليها:=(44/114)
26505 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتُ بْنُ عُمَارَةَ (1) ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي رَيْطَةُ، عَنْ كَبْشَةَ ابْنَةِ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَتْ: سَأَلْتُ أُمَّ سَلَمَةَ قُلْتُ: أَخْبِرِينِي (2) مَا نَهَى عَنْهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَهْلَهُ؟ قَالَتْ: " نَهَانَا أَنْ نَعْجُمَ النَّوَى طَبْخًا، وَأَنْ نَخْلِطَ الزَّبِيبَ وَالتَّمْرَ " (3)
__________
= "إنَّ بكِ وبأهلكِ عليَّ كرامة، وإني إن أُسبَّعْ لكِ، أُسبِّعْ لنسائي".
ورواه محمد بن عبد الله الأسدي - فيما أخرجه ابن سعد 8/91- وأبو نعيم - فيما أخرجه ابن سعد 8/91، والبخاري في "التاريخ الكبير" 1/48- كلاهما عن عبد الواحد بن أيمن، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث أنَّ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "يا أمَّ سَلَمة، إنْ شئتِ سبَّعتُ ... ".
قال الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 170: وحديث عبد الواحد بن أيمن صحيح - يعني عن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن أم سلمة- وحديث الثوري عن محمد بن أبي بكر صحيح. قلنا: لكنه رجَّح حديث مالك المرسل كما سلف.
وأخرجه الدارقطني في "السنن" 3/284 من طريق محمد بن عمر الواقدي، عن ابن أبي ذئب، عن عبد العزيز بن عيَّاش، عن أبي بكر بن حزم، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، عن أمِّ سلمة ... والواقدي متروك.
وسيرد مطوَّلاً بالأرقام: (26529) و (26619) و (26620) و (26623) و (26669) و (26670) و (26721) و (26722) .
قال السندي: قوله: "سبعت لنسائي" فإنه بالطمع في الزيادة عن الحق يسقط الحق الذي هو ثلاثة أيام.
(1) في (م) : عمرة، وهو خطأ.
(2) في (م) : قلت لأمِ سلمة: أخبريني.
(3) قولها: "أنْ نَخْلِط الزَّبيبَ والتمرَ" صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة رَيْطة- وهي بنتُ حُرَيث، فقد تفرَّد بالرواية عنها ثابتُ بن عُمارة، ولجهالة كبشة بنت أبي مريم، فقد تفرَّد بالرواية عنها رَيْطة، ولم يُؤْثر=(44/115)
26506 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمَّارٌ الدُّهْنِيُّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " قَوَائِمُ الْمِنْبَرِ رَوَاتِبُ (1)
__________
= توثيقُهما عن أحد، وجهَّلهما الحافظ في "التقريب". وبقيةُ رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير ثابت بن عمارة، فقد روى له أصحابُ السنن سوى ابن ماجه، وهو صدوق.
وأخرجه المِزِّي في "تهذيب الكمال" في ترجمة رَيْطة بنت حُريث، من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (3706) ، والبيهقي في "السنن" 8/307 من طريق يحيى ابن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى (6984) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (879) - ومن طريقه المزي في "تهذيبه" (ترجم ريطة) - من طريق عثمان بن عمر، عن ثابت، به.
وأخرجه مختصراً الطبراني في "الكبير" 23/ (880) من طريق خالد بن الحارث وأبي عاصم، عن رَيْطة، به. ولم يذكر عجم النوى.
ولقولها: "وأن نَخْلِطَ الزبيبَ والتمر" شواهد ذكرناها في مسند أبي سعيد الخدري عند الرواية (10991) وإسناده صحيح، ونزيد عليها حديث عائشة، وسلف برقم (26057) .
قال السندي: قولها: أن نَعْجُم النوى، ضبط بضم الجيم، من عَجَمه: إذا لاكه في الفم، أي: نهانا أن نبالغ في نضجه حتى يتفتَّت وتفسد قوتُه التي يصلح معها للغنم، وقيل: إن التمر إذا طُبخ لتُؤخذ حلاوتُه، فلا يُطبخ بحيث يبلغ الطبخ النَّوى، لأنه يفسد طعم الحلاوة، أو لأنه يذهب قوته، فلا يصلح
علفاً للدواجن.
وأن نخلط، أي: خوفاً من سرعة لحوق الإسكار به.
(1) في (ظ6) : ثوابت.(44/116)
فِي الْجَنَّةِ " (1)
* 26507 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبِي نَصْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُسَاوِرٌ الْحِمْيَرِيُّ، عَنْ أُمِّهِ، قَالَتْ: سَمِعْتُ أُمَّ سَلَمَةَ، تَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لِعَلِيٍّ: " لَا يُبْغِضُكَ مُؤْمِنٌ وَلَا يُحِبُّكَ مُنَافِقٌ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عمَّار الدُّهْني، فمن رجال مسلم، وهو مكرر (26476) ، غير أن شيخ الإمام أحمد هنا هو يحيى بن سعيد القطان، وشيخه هو سفيان الثوري.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (4287) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وسقط أسم سفيان الثوري من المطبوع، وهو مثبت في "التحفة" 13/41.
وأخرجه عبد الرزاق (5242) - ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 23/ (519) ، والبيهقي في "الدلائل" 2/564- وابن سعد 1/253، والبيهقي في "السنن" 5/248 من طريق قَبيصة بن عقبة، والبيهقي 5/248 من طريق محمد بن كثير، ثلاثتهم عن الثوري، به.
وسيرد برقم (26714) .
(2) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، لجهالة مُساور الحميري وأمِّه، إذ لم يرو عن مساور سوى أبي نصر عبد الله بن عبد الرحمن، وهو الضَّبِّي، وبقية رجاله ثقات.
وأخرجه المِزِّي في "تهذيبه" (في ترجمة أبي نصر عبد الله بن عبد الرحمن) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/77، والترمذي (3717) ، وأبو يعلى (6904) =(44/117)
26508 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ يَعْنِي ابْنَ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ أُمَّ سَلَمَةَ، تَذْكُرُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي بَيْتِهَا، فَأَتَتْهُ فَاطِمَةُ بِبُرْمَةٍ، فِيهَا خَزِيرَةٌ، فَدَخَلَتْ بِهَا عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهَا: " ادْعِي زَوْجَكِ وَابْنَيْكِ " قَالَتْ: فَجَاءَ عَلِيٌّ، وَالْحُسَيْنُ، وَالْحَسَنُ، فَدَخَلُوا عَلَيْهِ، فَجَلَسُوا يَأْكُلُونَ مِنْ تِلْكَ الْخَزِيرَةِ، وَهُوَ عَلَى مَنَامَةٍ لَهُ عَلَى دُكَّانٍ تَحْتَهُ كِسَاءٌ خَيْبَرِيٌّ (1) . قَالَتْ: وَأَنَا أُصَلِّي فِي الْحُجْرَةِ، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ هَذِهِ الْآيَةَ: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب: 33] قَالَتْ: فَأَخَذَ فَضْلَ
__________
=و (6931) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (885) و (886) - ومن طريقه المزي (ترجمة عبد الله بن عبد الرحمن) - من طرق عن محمد بن فضيل، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (901) من طريق فطر بن خليفة عن أبي الطفيل، قال: سمعتُ أمَّ سلمة تقول: أشهدُ أني سمعتُ رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "من أحبَّ عليّاً، فقد أحبَّني، ومن أحبَّني، فقد أحبَّ اللهَ، ومن أبغض عليّاً، قد أبغضني، ومن أبغضني فقد أبغض الله ".
وأورده الهيثمي في "المجمع" 9/132، وقال: رواه الطبراني، وإسناده حسن.
ويشهد له حديث علي أنه قال: عهد إليَّ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه لا يُبغضني إلا منافق، ولا يحبُّني إلا مؤمن. وهو عند مسلم (72) ، وقد سلف برقم (642) ، وانظر تعليقنا عليه هناك.
وانظر (26748) .
(1) في (م) : كساء له خيبري.(44/118)
الْكِسَاءِ، فَغَشَّاهُمْ بِهِ، ثُمَّ أَخْرَجَ يَدَهُ، فَأَلْوَى (1) بِهَا إِلَى السَّمَاءِ، ثُمَّ قَالَ: " اللهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي وَخَاصَّتِي (2) ، فَأَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ، وَطَهِّرْهُمْ تَطْهِيرًا، اللهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي وَخَاصَّتِي (2) ، فَأَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ، وَطَهِّرْهُمْ تَطْهِيرًا " (3) قَالَتْ: فَأَدْخَلْتُ رَأْسِي الْبَيْتَ، فَقُلْتُ: وَأَنَا مَعَكُمْ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " إِنَّكِ إِلَى خَيْرٍ، إِنَّكِ إِلَى خَيْرٍ " قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ، وَحَدَّثَنِي أَبُو لَيْلَى، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، مِثْلَ حَدِيثِ عَطَاءٍ، سَوَاءً قَالَ: عَبْدُ الْمَلِكِ، وَحَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ أَبِي عَوْفٍ أَبُو (4) الْجَحَّافِ، عَنْ شَهْرِ ابْنِ (5) حَوْشَبٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ بِمِثْلِهِ سَوَاءً (6)
__________
(1) في (ق) : فأومى، وفي هامشها: فألوى (نسخة) ، ولم يرد لفظ "بها" (ظ2) ولا (ق) .
(2) في (ظ2) و (ق) ونسخة السندي: وحامَّتي، وكلاهما بمعنى، وسيرد هذا اللفظ في الرواية (26597) .
(3) قوله: "اللهم هؤلاء أهل بيتي ... " إلى قوله: "وطهرهم تطهيراً" لم يكررفي (ظ6) .
(4) لفظ: "أبو" سقط من (م) .
(5) قوله: "شهر بن" سقط من (م) .
(6) حديث صحيح وله أسانيد ثلاثة:
أولها: عبد الله بن نُمير، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء بن أبي رباح، قال: حدثني من سمع أمَّ سلمة. وهذا إسناد ضعيف لإبهام الراوي عن أمِّ سلمة.
وثانيها: عبد الله بن نُمير، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن أبي ليلى،=(44/119)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= عن أم سلمة. وهذا إسناد صحيح، أبو ليلى: هو الكندي، مختلفٌ في اسمه، وهو ثقة.
وثالثها: عبد الله بن نُمير، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن أبي الجَحَّاف داود بن أبي عوف، عن شهر بن حوشب، عن أمِّ سلمة. وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب. وبقية رجاله ثقات، غير داود بن أبي عوف، فهو صدوق.
وهو - بالأسانيد الثلاثة - عند الإمام أحمد في "فضائل الصحابة" (994) و (995) و (996) .
وأخرجه مختصراً الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (766) ، والطبراني في "الكبير" (2668) من طريق جعفر بن زياد الأحمر، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء، عن أم سلمة، به. وزاد فيه قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أنتِ من أزواج النبي عليه السلام". دون ذكر الواسطة بين عطاء وأمِّ سلمة. وجعفرُ بنُ زياد الأحمر صدوق يتشيع.
وأخرجه الطحاوي (767) ، والطبراني في "الأوسط" (2281) ، وفي "الصغير" (177) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/108 من طريقين عن داود أبي الجَحَّاف، به.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (766) ، والطبراني في "الكبير" (2665) و23/ (773) و (783) من طرق عن شهر بن حَوْشب، به.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/196-197، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (762) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (750) من طريق عثمان بن محمد، عن جرير، عن الأعمش، عن جعفر بن عبد الرحمن البَجَلي، عن حكيم بن سعد، عن أمِّ سَلَمة، به، مختصراً. وجعفرُ بنُ عبد الرحمن البَجَلي: روى عنه الأعمش، وترجم له البخاريُّ في (التاريخ الكبير) 2/196، وابن أبي
حاتم في "الجرح والتعديل" 2/483، ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابنُ حبان في "الثقات" 6/134، وقال: شيخ كان بواسط.=(44/120)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه الطبري في "تفسيره" 8/22 عن ابن حميد، عن عبد الله بن عبد القدوس، عن الأعمش، عن حكيم بن سعد، عن أمّ سَلَمة، نحوه. وابنُ حميد - وهو محمد الرازي - ضعيف، وعبد الله بن عبد القدوس صدوق يخطىء، وقد رُمي بالرفض.
وأخرجه أبو يعلى (6888) ، والطبري في "تفسيره" 7/22، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (768) ، والطبراني في "الكبير" (2662) من طريق فُضيل ابن مرزوق، عن عطيَّة العوفي، عن أبي سعيد الخدري، عن أمِّ سَلَمة بنحوه.
وعطيَّة العوفي ضعيف، وفُضيل بن مرزوق صدوق يهم، ورُمي بالتشيع.
وأخرجه الطبراني أيضاً 6/22 من طريق مندل، عن الأعمش، عن عطيّة، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نزلت ... ، ومندل وعطية كلاهما ضعيف.
وأخرجه الطبري أيضاً 7/22، والطبراني في "الأوسط" (7610) من طريق سعيد بن زربي، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، عن أمِّ سَلَمة، وسعيدُ ابن زربي؛ قال البخاري: عنده عجائب.
وأخرجه الطبري أيضاً 7/22-8، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (763) ، والطبراني في "الكبير" (2663) ، من طريق يعقوب بن موسى الزَّمعي، عن هاشم بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص، عن عبد الله بن وَهْب بن زَمْعة، عن أمِّ سَلَمة، نحوه. وانقلب اسم عبد الله بن وهب في مطبوع الطبراني إلى: وهب بن عبد الله. ويعقوبُ بن موسى الزَّمعي ضعيف.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (765) و (772) من طريق عمَّار الدُّهني، عن عمرة بنت أفعى، عن أمِّ سلمة نحوه. وعمرة مجهولة، لم يرو عنها سوى عمَّار الدُّهني، وذكرها ابن حبان في "الثقات" 5/288، لكن قال: عمرة بنت شافع.
وأخرجه الحاكم 2/416 و3/146، والبيهقي في "السنن" 2/150، والبغوي في "تفسيره" 5/259 من طريق عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار،=(44/121)
26509 - حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زَيْنَبَ ابْنَةِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ: " هَلْ لِي مِنْ (1) أَجْرٍ فِي بَنِي أَبِي سَلَمَةَ أَنْ أُنْفِقَ عَلَيْهِمْ، وَلَسْتُ بِتَارِكَتِهِمْ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا (2) ، إِنَّمَا هُمْ بَنِيَّ؟ قَالَ: " نَعَمْ، لَكَ
__________
=عن شريك بن أبي نمر، عن عطاء بن يسار، عن أمِّ سَلَمة أنها قالت: في بيتي نزلت هذه الآية ... فذكر نحوه. قال الحاكم: هذا حديثٌ صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه. قلنا: لكن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، ضعيف يعتبر به، وقد احتج به البخاري، وانتُقد لأجل ذلك. انظر مقدمة "الفتح" ص 417.
وسيرد بالأرقام: (26540) و (26550) و (26597) و (26600) و (26746) .
وفي الباب عن واثلة بن الأسقع، سلف برقم (16988) ، وهو حديث صحيح.
وعن عمر بن أبي سَلَمة عند الترمذي (3205) و (3787) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (771) ، والطبري في "تفسيره" 22/8. قال الترمذي: هذا حديث غريب من حديث عطاء، عن عمر بن أبي سلمة.
قال السندي: قولها: خزيرة، هي كالعصيدة، إلا أنها تطبخ بلحم يقطع صغاراً.
على مَنامة له، قيل: المراد بها القَطِيفَة.
"إنكِ إلى خير": ظاهره عدمُ دخولها فيهم، وظاهر القرآن الدخول، فيحتمل أن المراد بكونها إلى خير أنها داخلة البتة، كما هو ظاهر سوق القرآن، فليتأَّمل.
(1) لفظة: "من" ليست في (ق) .
(2) لفظة: "هكذا" وقعت في (ظ6) مرة واحدة، وفي (ق) و (ظ2) مرتين.(44/122)
فِيهِمْ (1) أَجْرٌ مَا أَنْفَقْتِ عَلَيْهِمْ " (2)
26510 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهَا اسْتَفْتَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي امْرَأَةٍ تُهَرَاقُ الدَّمَ، فَقَالَ: " تَنْتَظِرُ قَدْرَ اللَّيَالِي وَالْأَيَّامِ الَّتِي كَانَتْ تَحِيضُهُنَّ وَقَدْرَهُنَّ مِنَ الشَّهْرِ، فَتَدَعُ الصَّلَاةَ، ثُمَّ لِتَغْتَسِلْ، وَلْتَسْتَثْفِرْ ثُمَّ تُصَلِّي " (3)
__________
(1) قوله: "فيهم" ليس في (ظ6) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو أسامة: هو حمَّادُ بنُ أسامة.
وأخرجه مسلم (1001) ، والبيهقي في "السنن" 7/478 من طريق أبي أسامة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (1467) و (5369) ، وأبو يعلى (7008) ، وابن حبان (4246) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (796) من طرق عن هشام بن عروة، به.
وأخرجه بمعناه ابن ماجه (1835) من طريق حفص بن غياث، عن هشام ابن عروة، به، بلفظ: أمرنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالصدقة، فقالت زينبُ امرأةُ عبد الله: أَيُجْزِيني من الصدقة أن أتصدقَ على زوجي، وهو فقير، وبني أخ لي أيتام، وأنا أنفق عليهم هكذا وهكذا، وعلى كل حال؟! قال: قال: "نعم".
قال: وكانت صَنَاعَ اليدين.
وسيأتي (26642) .
وسيكرر بإسناده ومتنه برقم (26671) .
وفي الباب: عن امرأة عبد الله بن مسعود، وقد سلف برقمي (16082) و (16085) .
(3) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، لكن اختلف فيه على=(44/123)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=نافع كما سيرد:
فرواه عُبيد الله بن عمر، عن نافع، واخُتلف عليه فيه: فرواه ابن نُمير- كما في هذه الرواية، وكما عند ابن أبي شيبة 1/126، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2722) ، والطبراني في "الكبير"
23/ (917) - وأبو أسامة- كما عند ابن أبي شيبة 1/126، والنسائي في "المجتبى" 10/182، وابن ماجه (623) ، والدارقطني في "السنن" 1/217، والطبراني في "الكبير" 23/ (917) - ومعتمر بن سليمان- كما عند الطبراني 23/ (917) - وعبدة بن سليمان - كما عند الطبراني أيضاً 23/ (578) - أربعتُهم عن عُبيد الله بن عمر، عن نافع، بهذا الإسناد.
وخالفهم أنس بنُ عياض، فرواه - كما عند أبي داود (276) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 1/333، وابن عبد البر في "التمهيد" 16/59- عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن سليمان بن يسار، عن رجل من الأنصار، أن امرأة من الأنصار كانت تُهراق الدماء، فاستفتت لها أم سلمة ... فذكر الحديث. أدخلَ رجلاً بين سليمان بن يسار وأمِّ سَلَمة.
ورواه موسى بن عقبة عن نافع، واختلف عليه كذلك:
فرواه ابن أبي حازم - كما عند الطبراني في "الكبير" 23/ (920) - عن موسى بن عقبة، عن نافع، به نحوه.
وخالفه إبراهيم بن طهمان، فرواه - كما عند الطبراني 23/ (649) ، والبيهقي في "السنن" 1/334- عن موسى بن عقبة، عن نافع، عن سليمان بن يسار، عن مرجانة، عن أم سلمة، به. أدخل مرجانة بين سليمان بن يسار وأمّ سَلَمة.
ورواه صخر بن جُويرية - كما عند أبي داود (277) ، وابن الجارود في "المنتقى" (113) ، والدارقطني 1/217، والبيهقي في "السنن" 1/333 - وجويريةُ بنُ أسماء - كما عند أبي يعلى (6894) ، والبيهقي 1/333 - ويحيى ابنُ سعيد - كما عند الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2725) - وإسماعيل بنُ إبراهيم بن عقبة - كما عند البيهقي 1/333- أربعتهم عن نافع، عن سليمان=(44/124)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= ابن يسار، عن رجل، عن أمِّ سَلَمة، به.
ورواه ليث بن سعد، واختلف عليه كذلك:
فرواه أحمد بن عبد الله بن يونس - كما عند الدارمي (780) - وقتيبة بنُ سعيد ويزيد بنُ عبد الله بن موهب - كما عند أبي داود (275) ، وابنِ المنذر في "الأوسط" (812) ، وابنِ عبد البر في "التمهيد" 16/60- ويحيى بنُ بُكير - كما عند البيهقي 1/333- أربعتُهم عن ليث، عن نافع، بالإسناد السابق، أي: بإدخال الرجل بين سليمان بن يسار وأمِّ سلمة.
وخالفهم عبد الله بنُ صالح، فرواه- كما عند الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2726) - عن ليث، عن الزُّهري، عن سليمان بن يسار، أن رجلاً من الأنصار أخبره عن أمِّ سَلَمة، فذكره، إلا أنه جعله من حديث الزُّهري بدلاً من حديث نافع. وعبدُ الله بنُ صالح كثيرُ الغلط.
وسيرد برقم (26716) من طريق مالك عن نافع، عن سليمان بن يسار، عن أمِّ سلمة، وبرقم (26740) من طريق أيوب، عن سليمان بن يسار، عن أم سلمة.
قال ابنُ عبد البر في "التمهيد" 16/56 عقب رواية مالك هكذا - رواه مالك، عن نافع، عن سليمان، عن أمّ سلمة، وكذلك رواه أيوب السختياني، عن سليمان بن يسار، كما رواه مالك عن نافع سواء، ورواه الليث بن سعد وصخر بن جويرية وعبيد النّه بن عمر على اختلاف عنهم، عن نافع، عن
سليمان بن يسار، أن رجلاً أخبره عن أمِّ سلمة، فأدخلوا بين سليمان بن يسار وبين أمِّ سلمة رجلاً. اهـ. قلنا: لكن البيهقي 1/333 أعلَّ حديث مالك بالانقطاع، فقال: إلا أن سليمان بن يسار لم يسمعه من أمِّ سلمة. وتعقبه ابن التركماني بقوله: وذكر صاحب "الكمال" أن سليمان سمع من أمِّ سلمة،
فيحتمل أنه سمع هذا الحديث منها ومن رجل عنها.
وسيرد من وجه آخر عن أم سلمة برقم (26593) .
وله شاهد من حديث عائشة، سلف برقم (25622) ، وإسناده صحيح.(44/125)
26511 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ (1) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: قُلْتُ: فَكَيْفَ بِالنِّسَاءِ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " تُرْخِينَ شِبْرًا " قُلْتُ: إِذَنْ يَنْكَشِفَ عَنْهُنَّ؟ قَالَ: " فَذِرَاعٌ لَا يَزِدْنَ عَلَيْهِ " (2)
__________
(1) في (ظ2) و (ق) و (م) : عبد الله، وهو خطأ، والمثبت من (ظ6) و"أطراف المسند" 9/396.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد اختُلف فيه على نافع:
فقد رواه عُبيد الله بن عُمر العمري، عن نافع، واختلف عليه فيه:
فرواه ابن نمير- كما في هذه الرواية، وعند أبي يعلى (6890) - ومحمد ابنُ عُبيد - كما سيأتي في الرواية (26681) - ومعتمر بنُ سليمان- كما عند ابن أبي شيبة 8/408، والنسائي في "المجتبى" 8/209، وفي "الكبرى" (9742) ، وابنِ ماجه (3580) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (916) - وعيسى بنُ يونس - كما عند أبي داود (4118) - وعبد الرحيم بنُ سليمان الرازي- كما عند النسائي في "الكبرى" (9744) - وأبو أسامة- كما عند الطبراني 23/ (916) - ستتُهم عن عُبيد الله، بهذا الإسناد.
ورواه يحيى القطان - كما سلف برقم (5173) - وخالد بن الحارث - كما عند النسائي في "الكبرى" (9744) - كلاهما عن عُبيد الله، عن نافع، عن سليمان بن يسار، أن أمَّ سلمة ذكرت ذيول النساء ... قال النسائي: مرسل.
ورواه ابن لَهِيعة عن محمد بن عجلان - كما عند ابن عبد البر في "التمهيد" 24/147- عن نافع، عن ابن عمر، أن أمَّ سَلَمة، به. ثم قال ابن عبد البر: وهذا الإسناد عندي خطأ.
ورواه أيوب عن نافع، واختلف عليه فيه:
فرواه مَعْمَر فيما روى عنه عبد الرزاق (19984) - ومن طريقه الترمذي (1731) ، والنسائي في "المجتبى" 8/209، وفي "الكبرى" (9735) - ورواه=(44/126)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= أيضاً حماد بنُ زيد - كما عند أبي نعيم في "أخبار أصبهان" 1/130، والبيهقي في "السنن" 2/233- كلاهما عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "من جرَّ ثوبه من الخيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة". فقالت أمُّ سلمة: فكيف يصنعُ النساء يا رسول الله بذيولهنَّ؟ ... فذكر الحديث. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
ورواه إسماعيل ابنُ عُلَيَّة - كما سلف بالرواية (4489) - عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، فذكر حديث ابن عمر، ثم قال: قال نافع: فأُنبئتُ أنَّ أمَّ سلمة قالت: فكيف بنا؟ ... فذكر الحديث.
ورواه عبد الله العمري عن نافع، واختلف عليه فيه:
فرواه ابن طهمان (47) عن عبد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... ورواه وكيع - كما سلف برقم (4773) - عن عبد الله العمري، عن نافع،
عن ابن عمر، أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رخَّص للنساء ... فذكره، ولم يذكر أمَّ سَلَمة
في الإسناد.
ورواه الليث عن محمد بن عبد الرحمن بن غَنَج - كما عند النسائي في "الكبرى" (9745) - عن نافع، أن أم سلمة ذكرت ذيول النساء ... مرسلاً.
ورواه حنظلة بن أبي سفيان، عن نافع واختلف عليه فيه:
فرواه حماد بن مسعدة- كما عند النسائي في "الكبرى" (9738) - عن حنظلة بن أبي سفيان، قال: سمعت نافعاً قال: حدثتنا أمُّ سلمة أنها لما ذكر في النساء ما ذكر قالت: يا رسول الله، أرأيتَ النساء؟ قال: "شبراً" قالت: لا يكفيهنَّ، قال: " فذراع".
ورواه الوليد بن مسلم - كما عند النسائي في "الكبرى" (9739) - عن حنظلة بن أبي سفيان، سمعتُ نافعاً يحدِّث قال: حدثني بعض نسوتنا عن أمِّ سلمة، قالت: لما ذكر رسولُ الله من الإسبال ما ذكر، قلت: يا رسول الله، أرأيتَ النساء، كيفَ بهنَّ؟ قال: "يُرخين ذراعاً".=(44/127)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=ورواه الأوزاعي، واختلف عنه فيه:
فرواه الوليد بنُ مسلم - كما عند النسائي في "الكبرى" (9736) - عن الأوزاعي، عن نافع، عن أمِّ سَلَمة، قالت: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "تُرخي المرأةُ من ذيلها شبراً" قلتُ: إذاً تنكشف؟ قال: "ذراعاً لا تزيد عليه".
ورواه الوليد بنُ مزيد - كما عند النسائي في "المجتبى" 8/209، وفي "الكبرى" (9737) - عن الأوزاعيّ، عن يحيى بن أبي كثير، عن نافع، عن أمِّ سلمة، به. أدخلَ يحيى بنَ أبي كثير بين الأوزاعيِّ ونافع.
ورواه محمد بن إسحاق- كما سيأتي برقمي (26532) و (26636) - وأبو بكر بن نافع - كما عند مالك في "الموطأ" 2/915، ومن طريقه أبو داود (4117) ، وابنُ حبان (5451) ، والبيهقي في "الآداب" (617) ، وفىِ "الشعب" (6143) ، والبغوي في "شرح السنة" (3082) - وأيوب بنُ موسى- كما عند النسائي في "المجتبى" 8/209، وفي "الكبرى" (9740) ، وأبو يعلى (6891) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (1007) و (1008) - ثلاثتهم عن نافع، عن صفيَّة بنت أبي عُبيد، عن أمِّ سَلَمة، به.
قال ابن عبد البرّ في "التمهيد" 24/148 بعد أن أخرجه من طريق محمد بن إسحاق: وهذا هو الصواب عندنا في هذا الإسناد، كما قال مالك، والله أعلم.
وسيأتي بالأرقام: (26532) و (26636) و (26681) .
قلنا: وحديث ابن عمر في النهي عن جَرِّ الثوب هو في "صحيح مسلم" برقم (2085) ، لكن دون زيادة حديث أمِّ سلمة في ذيول النساء.
قال الحافظ في "الفتح" 10/259: وكأنَّ مسلماً أعرضَ عن هذه الزيادة للاختلاف فيها على نافع ... وذكر الحافظ بعضاً من هذه الاختلافات، ثم قال: ومع ذلك، فله شاهدٌ من حديث ابن عمر، أخرجه أبو داود من رواية أبي الصِّدِّيق الناجي، عن ابن عمر.
قلنا: وهو في "المسند" كذلك، وقد سلف برقم (4683) ، وقد ذكرنا هناك بقية شواهده.(44/128)
26512 - حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ يَعْنِي ابْنَ عُرْوَةَ، عَنْ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الطُّفَيْلِ، عَنْ رُمَيْثَةَ أُمِّ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَتِيقٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: كَلَّمَنِي صَوَاحِبِي أَنْ أُكَلِّمَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَأْمُرَ النَّاسَ، فَيُهْدُونَ لَهُ حَيْثُ كَانَ، فَإِنَّهُمْ يَتَحَرَّوْنَ بِهَدِيَّتِهِ (1) يَوْمَ عَائِشَةَ، وَإِنَّا نُحِبُّ الْخَيْرَ كَمَا تُحِبُّهُ عَائِشَةُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ صَوَاحِبِي كَلَّمْنَنِي أَنْ أُكَلِّمَكَ لِتَأْمُرَ النَّاسَ أَنْ يُهْدُوا لَكَ حَيْثُ كُنْتَ، فَإِنَّ النَّاسَ يَتَحَرَّوْنَ بِهَدَايَاهُمْ (2) يَوْمَ عَائِشَةَ، وَإِنَّا نُحِبُّ الْخَيْرَ كَمَا تُحِبُّهُ (3) عَائِشَةُ. قَالَتْ: فَسَكَتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يُرَاجِعْنِي، فَجَاءَنِي صَوَاحِبِي، فَأَخْبَرْتُهُنَّ أَنَّهُ لَمْ يُكَلِّمْنِي، فَقُلْنَ: لَا تَدَعِيهِ، وَمَا هَذَا حِينَ تَدَعِينَهُ (4) . قَالَتْ: ثُمَّ دَارَ، فَكَلَّمْتُهُ، فَقُلْتُ: إِنَّ صَوَاحِبِي قَدْ أَمَرْنَنِي أَنْ أُكَلِّمَكَ تَأْمُرُ النَّاسَ، فَلْيُهْدُوا لَكَ حَيْثُ كُنْتَ، فَقَالَتْ لَهُ مِثْلَ تِلْكَ الْمَقَالَةِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، كُلُّ ذَلِكَ يَسْكُتُ عَنْهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ: " يَا أُمَّ سَلَمَةَ لَا تُؤْذِينِي فِي عَائِشَةَ، فَإِنَّهُ وَاللهِ مَا نَزَلَ الْوَحْيُ عَلَيَّ (5) وَأَنَا فِي بَيْتِ امْرَأَةٍ مِنْ نِسَائِي غَيْرَ عَائِشَةَ "
__________
(1) في (ظ2) و (ق) : بهداياه.
(2) في (ظ6) : هداياهم.
(3) في (م) : تحب.
(4) في (ظ6) و (ق) وهامش (ظ2) : تدعين.
(5) في (م) : ما نزل علي الوحي.(44/129)
فَقُلْتُ (1) : أَعُوذُ بِاللهِ أَنْ أَسُوءَكَ فِي عَائِشَةَ (2)
__________
(1) في (ظ2) و (ق) و (م) : فقالت، والمثبت من (ظ6) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسنادٌ محتمل للتحسين، رُمَيْثة أمُّ عبد الله بن محمد بن أبي عتيق إنما انفرد عنها أخوها عوف بن الحارث، وذكرها ابن حبان في "الثقات". وعوف بن الحارث بن الطفيل، هو رضيع عائشةَ أمِّ المؤمنين وابنُ اخيها لأمها، وقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات". وروى له البخاري، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو أسامة: هو حمَّاد ابنُ أسامة.
وأخرجه المزِّي في "تهذيبه" (ترجمة رُميثة بنت الحارث) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن حبان (7109) من طريق أبي كريب، عن أبي أسامة، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (976) من طريق أبي بكر بن أبي شيبة، عن أبي أسامة، عن هشام بن عروة، عن عوف بن الحارث، عن أم سلمة، فذكره مختصراً، دون ذكر رُميثة.
وقد اختُلف فيه على هشام:
فرواه أبو أسامة - كما في هذه الرواية - وحماد بن سَلَمة - كما في الرواية (26513) - وعَبْدة بن سليمان - فيما أخرجه النسائي في "المجتبى" 7/68-69، وفي "الكبرى" (8898) - وعليُّ بن مُسْهِر- فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (850) - أربعتهم، عن هشام، عن عوف بن الحارث بن الطفيل، عن رُميثة، عن أم سلمه، به، مطولاً ومختصراً، وفي رواية عبدة: فإنه لم ينزل عليَّ الوحيُ وأنا في لحاف امرأة منكنَّ إلا في لحاف عائشة.
ورواه حماد بن زيد - فيما أخرجه البخاري (2580) ، والنسائي (8897) - وسليمان بنُ بلال - فيما أخرجه البخاري كذلك (2581) - وعبدة بن سليمان - فيما أخرجه النسائي في "الكبرى" (8891) - ثلاثتهم عن هشام بن عروة، فقال: عن أبيه، عن عائشة، به، مختصراً ومطولاً.=(44/130)
26513 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أُخْتِهِ رُمَيْثَةَ ابْنَةِ الْحَارِثِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ نِسَاءَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْنَ لَهَا إِنَّ النَّاسَ يَتَحَرَّوْنَ بِهَدَايَاهُمْ فَذَكَرَ مَعْنَاهُ
(1)
26514 - حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ يَعْنِي ابْنَ عُمَيْرٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ سَاهِمُ الْوَجْهِ. قَالَتْ: فَحَسِبْتُ أَنَّ ذَلِكَ مِنْ وَجَعٍ، فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ، مَا لَكَ سَاهِمُ الْوَجْهِ؟ قَالَ: " مِنْ أَجْلِ الدَّنَانِيرِ السَّبْعَةِ الَّتِي أَتَتْنَا أَمْسِ، أَمْسَيْنَا وَهِيَ فِي خُصْمِ الْفِرَاشِ " (2)
__________
=وصحح النسائي الطريقين، وقال الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 122: ويشبه أن يكون القولان محفوظَين عن هشام، والله أعلم. قلنا: وبنحوه قال الحافظ في "الفتح" 5/208.
وسيرد برقم (26513) .
(1) حديث صحيح، وهو مكرر ما قبله، إلا أن شيخ أحمد هنا: هو عفَّان، وهو ابنُ مسلم الصفّار، وشيخه فيه حماد بن سَلَمة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (975) من طريق عفان، بهذا الإسناد.
ولم يذكر فيه: رميثة.
وأخرجه أبو يعلى (7024) من طريق الحسن بن موسى، والحاكم 4/9 من طريق يزيد بن هارون، كلاهما عن حماد بن سلمة، به. قال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي!
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، أبو الوليد: هو هشام بنُ عبد الملك الطيالسي، وأبو عوانة: هو الوضَّاح بن عبد الله اليشكري.=(44/131)
26515 - حَدَّثَنَا يَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ الْعَصْرِ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ، مَا هَذِهِ الصَّلَاةُ، مَا كُنْتَ تُصَلِّيهَا؟ قَالَ: " قَدِمَ وَفْدُ بَنِي تَمِيمٍ، فَحَبَسُونِي عَنْ رَكْعَتَيْنِ كُنْتُ أَرْكَعُهُمَا بَعْدَ الظُّهْرِ " (1)
__________
=وأخرجه ابن حبان (5160) من طريق أبي الوليد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (752) من طريق رقبة بن مصقلة، عن عبد الملك بن عمير، به.
وسيأتي برقم (26672) .
قال السندي: قولها: وهو ساهم الوجه، أي: متغيّر الوجه، يقال: سَهَمَ لونُه: تغير عن حاله لعارض.
وهو في خُصْم الفراش، بضم فسكون، أي: جانبه وطرفه.
(1) حديث صحيح على وهمٍ في تسمية الوفد الذين حبسوا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن صلاة الركعتين بعد الظهر. قال الحافظ في "الفتح" 3/106: وقوله: "من بني تميم" وهمٌ، وإنما هم من عبد القيس. قلنا: ورجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير محمد بن عمرو- وهو ابن علقمة الليثي- فقد روى له البخاري مقروناً، ومسلم في المتابعات، وهو حسن الحديث.
وقد اختلف في هذا الإسناد على أبي سلمة:
فرواه محمد بن عمرو- كما في هذه الرواية، وفيما أخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (1531) ، وابنُ خزيمة (1277) - عن أبي سلمة، بهذا الإسناد.
وتابعه يحيى بنُ أبي كثير- كما سيأتي في الروايتين (26598) و (26645) - وعبد الله بنُ أبي لبيد- كما عند الشافعي في "المسند" 1/56 (بترتيب السندي) ، وعبد الرزاق في "مصنفه" (3971) ، والحميدي (295) ، والطحاوي=(44/132)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= في "شرح معاني الآثار" 1/302، والطبراني في "الكبير" 23/ (540) ، والبيهقي في "معرفة السنن" 3/426، والبغوي في "شرح السنة" (781) - كلاهما عن أبي سلمة، به. ورواية يحيى ليس فيها تسمية القوم. ورواية عبد الله ابن أبي لبيد فيها قصة، وفيها: "قدم وفد بني تميم" أو "قدمت الصدقة" على الشكّ.
وخالفهم محمد بن أبي حرملة - كما عند مسلم (835) ، والنسائي في "المجتبى" 1/281، وفي "الكبرى" (1556) ، وابن خزيمة (1278) ، وابن حبان (1577) ، والبيهقي في "السنن" 2/457، والبغوي في "شرح السنة" (783) - فرواه عن أبي سلمة، أنه سأل عائشة عن السجدتين اللتين كان رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصليهما بعد العصر؟ فقالت: كان يصليهما قبل العصر، ثم إنه شُغل
عنهما، أو نسيَهما، فصلاَّهما بعد العصر، ثم أثبتهما، وكان إذا صلَّى صلاة أثبتها.
قلنا: ورواه مطولاً بُكير بن الأشج- فيما أخرجه البخاري (1233) و (4370) ، ومسلم (834) ، وأبو داود (1273) ، والدارمي (1436) ، وأبو عوانة 1/384، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/302-303، وابن حبان (1576) ، والبيهقي في "السنن" 2/262 و457، وفي "السنن الصغير" (931) ، وفي "معرفة السنن" 2/427- عن كُريب مولى ابن عباس أنهم أرسلوه إلى عائشة، فسألها عن ذلك، فقالت: سل أمَّ سلمة، وفيه: أتاني ناسٌ من عبد القيس، فشغلوني عن الركعتين اللتين بعد الظهر، فهما هاتان.
قال الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 175: وحديث بكير بن الأشج أثبتُ هذه الأحاديث وأصحُّها، والله أعلم.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 1/282، وفي "الكبرى" (1558) من طريق عِمران بن حُدَيْر، قال: سألتُ لاحقاً - وهو أبو مِجْلَز- عن الركعتين قبل غروب الشمس، فقال: كان عبدُ الله بن الزبير يصلِّيهما، فأرسل إليه معاوية: ما هاتان الركعتان عند غروب الشمس، فاضطَّر الحديثَ إلى أمِّ سلمة، فقالت=(44/133)
26516 - حَدَّثَنَا قُرَّانُ بْنُ تَمَّامٍ أَبُو تَمَّامٍ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْمَخْزُومِيِّ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: يَا بُنَيَّ أَلَا أُحَدِّثُكَ بِمَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قُلْتُ بَلَى يَا أُمَّهْ، قَالَتْ: سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ أَنْفَقَ عَلَى ابْنَتَيْنِ، أَوْ أُخْتَيْنِ، أَوْ ذَوَاتَيْ قَرَابَةٍ، يَحْتَسِبُ النَّفَقَةَ عَلَيْهِمَا، حَتَّى يُغْنِيَهُمَا اللهُ مِنْ فَضْلِهِ (1) عَزَّ وَجَلَّ، أَوْ يَكْفِيَهُمَا، كَانَتَا لَهُ
__________
= أمُّ سَلَمة: إن رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يصلي ركعتَين قبل العصر، فشُغل عنهما،
فركعهما حين غابت الشمس، فلم أره يصلِّيهما قبلُ ولا بعدُ.
وأخرجه النسائي (350) ، وأبو يعلى (6946) من طريق عبد الله بن شدَّاد، عن أمِّ سَلَمة، قالت: صلَّى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد العصر في بيتي ركعتين، فقلت: ما هاتان؟ قال: كنت أصلِّيهما قبل العصر.
وسيرد برقم (26560) من طريق أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، عن أمِّ سلمة. وبرقم (26586) و (26651) من طريق يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث، عن أمِّ سلمة. وبرقم (26678) من طريق ذكوان مولى عائشة. وبرقم (26614) من طريق عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، كلاهما عن أمِّ سَلَمة.
وقد سلف برقم (25506) من طريق حنظلة السدوسي، عن عبد الله بن الحارث، عن عائشة، عن أم سلمة.
وسيرد برقم (26832) و (26839) من طريق حنظلة، عن عبد الله بن الحارث، عن ميمونة.
وانظر حديثي عائشة: (24545) و (25546) .
(1) في (ظ6) : حتى يغنيهما من فضل الله.(44/134)
سِتْرًا مِنَ النَّارِ " (1)
26517 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ وَرَمَضَانَ " (2)
__________
(1) إسناده ضعيف لضعف محمد بن أبي حُميد، وهو الأنصاري المدني، وبقية رجاله ثقات.
وأخرجه الحُسين المروزي في زوائده على "البرِّ والصلة" لابن المبارك (196) عن محمد بن أبي عديّ، والطبرانيُّ في "الكبير" 23/ (938) من طريق عبد العزيز الدراوردي، كلاهما عن محمد بن أبي حُميد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحُسين المَرْوَزي أيضاً (195) عن محمد بن أبي عديّ، عن محمد بن أبي حُميد، عن محمد بن كعب القرظي، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ليس فيه: أو ذواتي قرابة.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 8/157، وقال: رواه أحمد والطبراني وفيه محمد بن أبي حميد المدني، وهو ضعيف.
وقد سلف نحوه من حديث أبي سعيد الخدري برقم (11384) ، وهو حديث صحيح لغيره، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
وانظر (26509) .
(2) حديث صحيح. والد وكيع - وهو الجرّاح بن المَليح الرُّؤاسي - مختلف فيه، وهو حسن الحديث، وقد توبع، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. منصور: هو ابن المعتمر.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (529) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه الطيالسي (1603) ، وابنُ أبي شيبة 3/22-23، وعبد بن حُميد في "المنتخب" (1538) ، والدارمي (1739) ، والنسائي في "المجتبى" 4/200، وفي "الكبرى" (2661) ، وابنُ ماجه (1648) ، والعُقيلي في "الضعفاء" 2/231، والطبراني في "الكبير" 23/ (527) و (530) ، والبيهقي في=(44/135)
26518 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَارُونُ النَّحْوِيُّ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَهَا (1) (إِنَّهُ عَمِلَ غَيْرَ صَالِحٍ) [هود: 46] (2) .
__________
= "السنن" 4/210 من طرق عن منصور بن المعتمر، به. وسقط من مطبوع الطيالسي اسم أبي سلمة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (528) من طريق قيس بن الربيع، عن منصور، عن سالم، عن أبي سلمة، عن أم سلمة وعائشة، به، مطولاً.
وقيس بن الربيع ضعيف، وذكر الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 168 أن المحفوظ: عن أم سلمة وحدها.
وسيأتي بنحوه برقمي (26562) و (26653) .
وفي الباب عن عائشة، وسلف برقم (24116) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
(1) في (ظ6) :أقرأها.
(2) حديث محتمل للتحسين بشاهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف شَهْر بن حَوْشب، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
ثم إنه اختُلف فيه، فقد رواه ثابت البناني عن شَهْر بنِ حَوْشَب، واختُلف عليه فيه:
فرواه هارون بن موسى النَّحوي- كما في هذه الرواية، والرواية (26732) ، وهو عند حفص الدوري في "قراءات النبي" (63) ، والترمذي (2932) ، وأبي يعلى (7020) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (776) - وسعيد ابن أبي عروبة عند حفص (63) ، ومحمد بنُ ثابت البناني- فيما أخرجه الطيالسي (1594) ، وأبو نُعيم في "الحلية" 8/301- وعبد العزيز بن المُختار - فيما أخرجه أبو داود (3983) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (775) - وعبد الله ابنُ حفص- فيما أخرجه الترمذي (2931) - وموسى بنُ خلف، وداود بنُ أبي=(44/136)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= هند، وعثمان بنُ مطر- فيما أخرجه الطبراني 23/ (774) و (777) و (778) (على الترتيب) ثمانيتهم عن ثابت البناني، به.
ورواه حماد بن سلمة- كما سيرد بالأرقام: (27569) و (27595) و (27596) و (27606) - عن ثابت البناني، عن شَهْر بن حَوْشب فقال: عن أسماء بنت يزيد.
ورواه زيد العمي- فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (784) - عن شهر، عن أمِّ سلمة. وزيد ضعيف.
قال الترمذي: هذا حديث قد رواه غير واحد عن ثابت البناني نحو هذا، ومو حديث ثابت البناني، وروي هذا الحديث أيضاً عن شهر بن حوشب، عن أسماء بنت يزيد. وسمعتُ عبد بنَ حُميد يقول: أسماء بنت يزيد هي أمُّ سلمة الأنصارية. وكلا الحديثين عندي واحد، وقد روى شهر بنُ حوشب غيرَ حديث عن أمِّ سلمة الأنصارية، وهي أسماء بنت يزيد، وقد روى عن عائشة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نحو هذا. قلنا: وبنحوه قال ابن كثير في "تفسيره".
لكن ابن جرير الطبري في "تفسيره" (الآية 46 من سورة هود) أعلَّ هذا الحديث، فقال: غير صحيح السند، وذلك حديث روي عن شهر بن حوشب، فمرة يقول: عن أمِّ سلمة، ومرة يقول: عن أسماء بنت يزيد، ولا نعلم: أبنت يزيد [يريد] ؟ ولا نعلم لشهر سماعاً يصحُّ عن أمِّ سلمة.
قلنا: وفي كلام الترمذي بيان يدفع ما استشكله ابن جرير، وسماع شهر من أمِّ سلمة الأنصارية- وهي أسماء بنت يزيد- صحيح، إذ هي مولاته، وسماعُه من أمِّ سلمة أم المؤمنين كذلك غير بعيد، فإن شهراً عاش ثمانين عاماً، ومات سنة 100هـ. وقد نصَّ البخاري في "التاريخ الكبير" 4/259 إنه سمع من أمّ سلمة، لكن لم ينسبها، فيحتمل أن تكون أمّ سلمة أسماء بنت يزيد، أو أمّ سلمة أم المؤمنين. قال الحافظ في "النكت الظراف" 13/11: جزم جماعة من الأئمة بأن أمّ سلمة التي روى عنها شهر هي أسماء بنت يزيد الأنصارية، لكن وقع في بعض حديثه وصفها بأمّ المؤمنين، فإن ثبت، تعيَّنت أنها زوجُ=(44/137)
26519 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ بَهْرَامَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: " يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ
__________
= النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قلنا: وممن أعلَّ هذا الحديث أيضاً صالح بن محمد البغدادي جَزَرة
فيما نقله المزّي في "تهذيبه" (في ترجمة شهر) ، وقال: روى أحاديث يتفرَّد بها لم يشركه فيها أحد مثل حديث ثابت البناني عن شهر بن حوشب، عن أمّ سلمة أنَّ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قرأ: (إنه عَمِلَ غيرَ صالح) ... وتابعه الذهبي في "الميزان" 2/285، و"السير" 4/377-378، فاستنكر هذا الحديث، وقال في "السير": وما ذاك بالمنكر جدّاً.
وله شاهد من حديث عائشة أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/286-287، والفراء في "معاني القرآن" 2/17-18، وحفص الدوري في "قراءات النبي" (62) ، والحاكم 2/241 من طريق محمد بن جحادة، عن أبيه، عن عائشة أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يقرأ: (إنه عَمِل غير صالح) . وجحادة لم يرو عنه غير ابنه.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (4312) من طريق بشر بن خالد، عن عطية بن الحارث، عن حميد الأزرق، عن مسروق، عن عائشة.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 7/155، وقال: رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه حميد الأزرق، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
قلنا: ونقل الطبري في "تفسيره" أنه روي عن جماعة من السلف أنهم قرؤوا: (إنه عَمِلَ غيرَ صالح) على وجه الخبر عن الفعل الماضي و"غير" منصوبة، وممن روي عنه أنه قرأ ذلك ابن عباس.
قلنا: وهي قراءة الكسائي ويعقوب.
قال السندي: قوله: قرأها، بالتشديد على أن الضمير لأمّ سَلَمة، أو بالتخفيف على أن الضمير للآية.
إنه عَمِل: بلفظ الفعل.(44/138)
ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ " (1)
26520 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْحَجُّ جِهَادُ كُلِّ ضَعِيفٍ " (2)
__________
(1) حديث صحيح بشواهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف شَهْر بن حَوْشب، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير عبد الحميد بن بَهْرام صاحب شهر، فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد"، والترمذي، وابن ماجه، وهو ثقة.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" (6650) عن أبي كُريب، عن وكيع، بهذا الإسناد. ثم أعاده (6651) بنفس الإسناد، إلا أنه جعله من حديث أسماء: وهي بنت يزيد بن السكن الأنصارية، وتكنى أم سلمة كذلك.
وسيأتي مطولاً برقمي (26576) و (26679) .
وله شاهد من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف برقم (6569) ، وذكرنا هناك بقية شواهده.
(2) إسناده ضعيف لانقطاعه. أبو جعفر محمد بن علي - وهو الباقر- لم يسمع من أمِّ سلمة، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير القاسم بن الفضل - وهو الحُدَّاني- فمن رجال مسلم، وهو ثقة.
وأخرجه ابن أبي شيبة ص 77 (نشرة العمروي) ، وعنه ابن ماجه (2902) عن وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1599) ، والفاكهي في "أخبار مكة" (794) ، وأبو يعلى (6916) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (647) ، والقُضاعي في "مسند الشهاب" (80) من طرق عن القاسم بن الفضل، به.
وسيأتي بالرقمين: (26585) و (26674) .=(44/139)
26521 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ مَوْلًى لِأُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: فِي دُبُرِ الْفَجْرِ: " اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا، وَعَمَلًا مُتَقَبَّلًا، وَرِزْقًا طَيِّبًا " (1)
__________
=وقد سلفت أحاديث الباب في مسند أبي هريرة عند الرواية (9459) .
قال السندي: قوله: كل ضعيف، كالمرأة.
(1) إسناده ضعيف لإبهام مولى أمِّ سلمة، وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين. ثم إنه قد اختلف فيه على سفيان، وهو الثوري: فرواه وكيع - كما في هذه الرواية، والرواية (26700) ، وعند النسائي في "الكبرى" (9930) وهو في "عمل اليوم والليلة" (102) - عن سفيان، عن موسى بن أبي عائشة، بهذا الإسناد.
ورواه عبد الرحمن، وهو ابن مهدي- كما في الرواية (26700) - وأبو نعيم- فيما أخرجه الطبراني في "الدعاء" (669) - كلاهما عن سفيان، عن موسى بن أبي عائشة، عمن سمع أمِّ سلمة، عن أمِّ سَلَمة، به.
ورواه عبد الرزاق (3191) - ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 23/ (685) - عن سفيان الثوري، عن موسى بن أبي عائشة، عن رجل سمع أمِّ سلمة - وعند الطبراني: عن مولى لأم سلمة- عن أمّ سلمة، به، وفي رواية الطبراني: "صالحاً" بدل: " متقبلاً ".
ورواه أحمد بن إدريس المخرمي عن شاذان، وهو أسود بن عامر- فيما أخرجه الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 170، وفي "الأفراد" فيما نقله الحافظ في "النكت الظراف" 13/46، ومن طريقه الخظيب في "تاريخه" 4/39- عن سفيان الثوري، عن موسى بن أبي عائشة، عن عبد الله بن شداد، عن أمِّ سلمة، به. وزاد: يكررها ثلاث مرار. وقال الدارقطني: لم يقل فيه: عن عبد الله بن شدَّاد، غير المخرمي عن شاذان. وأحمد بنُ إدريس روى عنه جمع، وترجم له الخطيب في "تاريخه" ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً. قال=(44/140)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الحافظ في "تهذيبه" (في ترجمة موسى بن أبي عائشة، عن مولى لأم سلمة) :
وهذا المولى اسمه عبد الله بن شداد، سماه الدارقطني في "الأفراد" في روايته لهذا الحديث من طريق شاذان الأسود بن عامر عن سفيان، فإن كان عبد الله ابن شداد غير الليثي، فلا إشكال، وإن كان هو الليثي، فيبعد أن يقال فيه مولى، فلعل ذلك من الاختلاف في الإسناد، فالموضع موضع احتمال ...
وقال الحافظ أيضاً في "نتائج الأفكار" 2/314: هي رواية شاذة.
ورواه إسماعيل بن عمرو- فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (689) - عن سفيان، عن منصور، عن موسى بن أبي عائشة، عن سفينة مولى أمّ سلمة، عن أمّ سلمة، به. وهذا إسناد فيه إسماعيل بن عمرو- وهو البجلي- ضعفه أبو حاتم والدارقطني وابن عدي، وقال: حدَّث بأحاديث لا يُتابع عليها، وذكره ابن حبان في "الثقات".
ورواه عامر بن إبراهيم، عن النعمان بن عبد السلام - فيما أخرجه الطبراني في "الصغير" (735) ، ومن طريقه أبو نعيم في "أخبار أصفهان" 2/39- عن سفيان، عن منصور، عن الشعبي، عن أمِّ سلمة، به. وقال: لم يروه عن سفيان إلا النعمان، تفرَّد به عامر.
والصواب عن سفيان، عن موسى بن أبي عائشة، عن مولى لأم سلمة، عن أم سلمة، فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 170، وقال: وكذلك يرويه عُمر بن سعيد بن مسروق، ورقبة بن مصقلة، عن موسى بن أبي عائشة.
قلنا: وأخرجه الحميدي (299) ، وابنُ عبد البر في "جامع بيان العلم" ص 215 من طريق عُمر بن سعيد الثوري، والطبراني في "الكبير" 23/ (687) ، وفي "الدعاء" (672) ، وابن عبد البر أيضا ًص 215 من طريق أبي عوانة، والطبراني أيضاً 24/ (688) من طريق مسعر، ثلاثتهم عن موسى بن أبي عائشة، به.
قال الحافظ في "نتائج الأفكار" 2/315: وقد أخرجه الدارقطني في "الأفراد" من رواية عُمر بن سعيد - وهو أخو سفيان الثوري - عن موسى بن=(44/141)
26522 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبٍ يَعْنِي ابْنَ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ وَهْبٍ مَوْلَى أَبِي أَحْمَدَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهَا وَهِيَ (1) تَخْتَمِرُ فَقَالَ: " لَيَّةً لَا لَيَّتَيْنِ " (2)
__________
=أبي عائشة، فقال: عن بعض أهل أمِّ سلمة. فكأنَّه أطلقَ الأهل على الموالي.
قلنا: وسيرد من طريق شعبة عن موسى بن أبي عائشة، عن مولى لأم سلمة، عن أم سلمة بالأرقام: (26602) و (26701) و (26731) .
وله شاهد من حديث أبي الدرداء عند الطبراني في "الدعاء" (670) ، وإسناده ضعيف، فيه أبو عمر الصيني. قال الحافظ في "نتائج الأفكار" 2/315: لا يُعرف اسمُه ولا حالُه، وقيل: اسمه نشيط- بفتح النون وكسر المعجمة- ويقال له: الصيني- بصاد مهملة مكسورة ونون- نسبة إلى الصين الإقليم المشهور، وقد روى عنه جماعة، فهو مستور.
قلنا: وقد حسّنه لشاهده الحافظ، كما في "نتائج الأفكار" 2/313.
(1) في (م) : ولم.
(2) إسناده ضعيف لجهالة وهب مولى أبي أحمد، فقد تفرَّد بالرواية عنه حبيب بنُ أبي ثابت، وجهَّله ابنُ القطان والحافظان الذهبىُّ وابنُ حجر، وذكره ابن حبان في "ثقاته" على عادته في توثيق المجاهيل. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه أبو داود (4115) ، وأبو يعلى (6971) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1612) ، وعبد الرزاق (5050) ، وأبو داود (4115) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (705) ، والحاكم 4/194-195 من طرق عن سفيان الثوري، به.
وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي!
وسيأتي برقمي: (26538) و (26617) .=(44/142)
26523 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي فِي حُجْرَةِ أُمِّ سَلَمَةَ، فَمَرَّ بَيْنَ يَدَيْهِ عَبْدُ اللهِ أَوْ عُمَرُ (1) ، فَقَالَ: بِيَدِهِ هَكَذَا، قَالَ: فَرَجَعَ، قَالَ: فَمَرَّتْ ابْنَةُ أُمِّ سَلَمَةَ، فَقَالَ بِيَدِهِ هَكَذَا، قَالَ: فَمَضَتْ فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " هُنَّ أَغْلَبُ " (2)
26524 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ (3) ، عَنْ عَائِشَةَ، أَوْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَ وَكِيعٌ، شَكَّ هُوَ يَعْنِي عَبْدَ اللهِ بْنَ سَعِيدٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِإِحْدَاهُمَا (4) : " لَقَدْ دَخَلَ عَلَيَّ الْبَيْتَ
__________
=قال السندي: قوله: فقال: "لَيَّة"، أي: اطوي طيّة واحدة لا ليتين خوفاً من التشبه بعمائم الرجال والله أعلم.
(1) يعني ابن أبي سلمة.
(2) إسناده ضعيف لجهالة والدة محمد بن قيس، فقد تفرَّد بالرواية عنها ابنُها، ولم يؤثر توثيقها عن أحد، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح، غير أسامة بن زيد - وهو الليثي - فقد روى له مسلم في الشواهد، وهو حسن الحديث.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/283، وابن ماجه (948) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (851) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وتحرف قوله: "عن أمه" في بعض نسخ ابن ماجه إلى: "عن أبيه". قال البوصيري في "الزوائد": وكلاهما لا يعرف.
قال السندي: قوله: "هن أغلب" أي: النساء، فلذلك ما قبلت البنت الإشارة وقبلها الابن.
(3) قوله: عن أبيه، ليس في (ظ6) .
(4) في (ظ6) و (م) : لأحدهما.(44/143)
مَلَكٌ لَمْ يَدْخُلْ عَلَيَّ قَبْلَهَا، فَقَالَ لِي: إِنَّ ابْنَكَ هَذَا حُسَيْنٌ مَقْتُولٌ، وَإِنْ شِئْتَ أَرَيْتُكَ مِنْ تُرْبَةِ الْأَرْضِ الَّتِي يُقْتَلُ بِهَا " قَالَ: " فَأَخْرَجَ تُرْبَةً حَمْرَاءَ " (1)
__________
(1) حديث حسن بطرقه وشاهده، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، سعيد - وهو ابن أبي هند- لم يذكروا له سماعاً من عائشة، ولا من أمِّ سَلَمة، وهو لم يسمع من أبي هريرة وأبي موسى، وعائشة وأمُّ سلمة أقدمُ وفاةً منهما.
وقد جاء مصرحاً بأنه سعيد بن أبي هند عند عبد بن حميد، وكذلك عند الذهبي في "تاريخ الإسلام" 3/11، وقد وهم الحافظ ابن حجر في تعيينه في "أطراف المسند" 9/393 حين سماه سعيد بن أبي سعيد المقبري، والله أعلم.
وهو عند أحمد في "الفضائل" (1357) ، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد بن حميد (1533) عن عبد الرزاق، عن عبد الله بن سعيد، عن أبيه، قال: قالت أمُّ سلمة، فذكر نحوه، فجعله عن أمِّ سلمةَ وحدَها دون شك.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (2815) من طريق الفضل بن موسى، عن عبد الله بن سعيد، عن أبيه، عن عائشة وحدَها.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 9/187، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح.
وأخرجه ابن طهمان في "مشيخته" (3) عن عبَّاد بن إسحاق، وابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (429) ، والطبرانيُّ في "الكبير" (2821) ، والحاكمُ 4/398، والبيهقيُّ في "الدلائل" 6/468 من طريق موسى بن يعقوب الزَّمْعي، كلاهما عن هاشم بن هاشم بن عتبة، عن عبد الله بن وهب- وهو ابن زَمْعَة الأسدي الزَّمْعي عن أمِّ سَلَمة نحوه. قال الحاكم: صحيحٌ على شرط الشيخين ولم يخرجاه! ووافقه الذهبي! قلنا: موسى بن يعقوب الزَّمْعي- وإن كان ضعيفاً- توبع بعبّاد بن إسحاق.
وأخرجه ابن أبي شيبه 15/97-98، وابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"=(44/144)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= (428) ، والطبراني في "الكبير" (2820) و23/ (754) من طريق موسى الجهني، عن صالح بن أربد، قال: قالت أمُّ سلمة 0 فذكر نحوه. فال البخاري في "التاريخ الكبير" 4/273: صالح بن أربد النخعي روى عنه موسى الجهني: منقطع.
وأخرجه الطبراني أيضاً (2817) من طريق عمرو بن ثابت، عن الأعمش، عن أبي وائل شقيق بن سلمة، عن أمِّ سلمة نحوه.
وعمرو بن ثابت، وهو النكري، ضعيف، كان يتشيع.
وأخرجه الطبراني أيضاً (2819) و23/ (637) من طريق يحيى الحماني، عن سليمان بن بلال، عن كثير بن زيد، عن المطلب بن عبد الله بن حنطب، عن أم سلمة نحوه. والحماني ضعيف، والمطلب لم يسمع من أحد من الصحابة.
وأخرجه الطبراني أيضاً (2814) من طريق ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة بن الزبير، عن عائشة، مطولاً.
وأخرجه الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 84 من طريق شعبة، عن عمارة بن غزيّة الأنصاري، عن أبيه، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن عائشة، فذكر نحوه.
وأخرجه الدارقطني أيضاً 5/84 من طريق سفيان، عن عمارة الأنصاري، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث، عن عائشة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نحوه، ولم يقل: عن أبيه. وهو الصحيح فيما قال.
وأخرجه البيهقي في "الدلائل" 6/470 من طريق يحيى بن أيوب، عن عمارة بن غزيّة، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، قال: كان لعائشة ... فذكر نحوه. وقال: هكذا رواه يحيى بن أيوب عن عمارة بن غزيّة مرسلاً، ورواه إبراهيم بن أبي يحيى، عن عمارة، موصولاً، فقال: عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن عائشة.
قلنا: ويحيى بن أيوب- وهو المصري- فيه ضعف.
وفي الباب: عن أنس بن مالك، سلف برقم (13539) ، وإسناده ضعيف، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.(44/145)
26525 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: حِضْتُ وَأَنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ثَوْبِهِ قَالَتْ: فَانْسَلَلْتُ، فَقَالَ: " أَنُفِسْتِ؟ " قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَجَدْتُ مَا تَجِدُ النِّسَاءُ، قَالَ: " ذَاكَ مَا كُتِبَ عَلَى بَنَاتِ آدَمَ " قَالَتْ: فَانْطَلَقْتُ، فَأَصْلَحْتُ مِنْ شَأْنِي، فَاسْتَثْفَرْتُ بِثَوْبٍ، ثُمَّ جِئْتُ، فَدَخَلْتُ مَعَهُ فِي لِحَافِهِ (1)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على أبي سلمة: فرواه محمد بن عمرو- وهو ابن علقمة بن وقاص الليثي- كما في هذه الرواية، وهو عند الدارمي (1044) ، وابن ماجه (637) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 3/164-165 عن أبي سلمة، عن أمِّ سلمة.
ورواه يحيى بن أبي كثير الطائي- كما في الرواية (26566) - فقال: عن أبي سلمة، عن زينب بنت أمِّ سلمة، عن أم سلمة، فزاد في الإسناد زينبَ بين أبي سلمة وأمِّ سلمة، وهو الصواب، فيما ذكر ابن عبد البر في "التمهيد" 3/165، فقال: القولُ عندهم قولُ يحيى بن أبي كثير، وهو أثبتُ من محمد
ابن عمرو في أبي سلمة.
وسيأتي مطولاً بالأرقام: (26566) و (26567) و (26703) ، وبنحوه برقم (26743) .
وانظر حديث عائشة السالف برقم (24364) .
قال السندي: قوله: "أنفست" المشهور استعمال نَفِسَ، كَعَلِمَ، على بناء الفاعل في الحيض، ونُفس على بناء المفعول في الولادة، وحُكي جوازُ كلًّ من الوجهين في كلا الموضعين أيضاً.
واستثفرتُ، أي: شددتُ مخرج الدم.(44/146)
26526 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ مَمْلَكٍ، قَالَ: سَأَلْتُ (1) أُمَّ سَلَمَةَ عَنْ صَلَاةِ، رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِاللَّيْلِ وَقِرَاءَتِهِ، فَقَالَتْ: مَا لَكُمْ وَلِصَلَاتِهِ وَلِقِرَاءَتِهِ؟ " كَانَ يُصَلِّي قَدْرَ مَا يَنَامُ، وَيَنَامُ قَدْرَ مَا يُصَلِّي، وَإِذَا هِيَ تَنْعَتُ قِرَاءَةً (2) مُفَسَّرَةً حَرْفًا حَرْفًا " (3)
__________
(1) في (ظ6) و (ق) : سئلت.
(2) في (ظ6) : تنعت قراءته قراءة.
(3) إسناده ضعيف لجهالة يعلى بن مَمْلَك، فقد تفرَّد بالرواية عنه عبدُ الله ابنُ أبي مليكة، ولم يُؤثر توثيقُه عن غير ابن حبان، وقال النسائي عقب الرواية (8057) : ليس بذلك المشهور. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير يحيى ابن إسحاق السيلحيني، فمن رجال مسلم.
وأخرجه بتمامه ومختصراً ابنُ المبارك في "الزُّهد" (116) ، وأبو عُبيد القاسم بن سلاَّم في "فضائل القرآن" ص 74، والبخاري في "خلق أفعال العباد" ص 33، وأبو داود (1466) ، والترمذي في "سننه" (2923) ، وفي "الشمائل" (307) ، والنسائي في "المجتبى" 2/181 و3/214، وفي "الكبرى" (1095) و (1375) و (8057) ، والفريابي في "فضائل القرآن" (110) ، وابن خُزيمة (1158) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/201، وفي "شرح مشكل الآثار" (5408) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" ص 182، والحاكم 1/310، وأبو الفضل الرازي في "فضائل القرآن" (20) ، والبيهقي في "السنن" 3/13، وفي "الشعب" (2156) ، والبغوي في "شرح السنة" (1216) من طرق عن ليث بن سعد، بهذا الإسناد.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب، لا نعرفه إلا من حديث لَيْثَ بن سعد، عن ابن أبي مُلَيْكة، عن يعلى بن مَمْلَك، عن أمِّ سَلَمة. وقد روى ابنُ جُريج هذا الحديث عن ابن أبي مُلَيْكة، عن أمِّ سَلَمة، أن=(44/147)
26527 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ جَامِعِ بْنِ أَبِي (1) رَاشِدٍ، عَنْ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي امْرَأَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ هِيَ حَيَّةٌ الْيَوْمَ إِنْ شِئْتَ أَدْخَلْتُكَ عَلَيْهَا، قُلْتُ: لَا، حَدِّثْنِي، قَالَتْ: دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ فَدَخَلَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَأَنَّهُ غَضْبَانُ، فَاسْتَتَرَتُ (2) بِكُمِّ دِرْعِي (3) ، فَتَكَلَّمَ بِكَلَامٍ لَمْ أَفْهَمْهُ فَقُلْتُ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ كَأَنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ وَهُوَ غَضْبَانُ؟ فَقَالَتْ: نَعَمْ. أَوَمَا سَمِعْتَ مَا قَالَ؟ قُلْتُ: وَمَا قَالَ؟ قَالَتْ: قَالَ: " إِنَّ السُّوءَ (4) إِذَا فَشَا فِي الْأَرْضِ فَلَمْ يُتَنَاهَ (5) عَنْهُ، أَرْسَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بَأْسَهُ عَلَى أَهْلِ الْأَرْضِ ". قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَفِيهِمُ الصَّالِحُونَ؟ قَالَتْ: قَالَ: " نَعَمْ، وَفِيهِمُ الصَّالِحُونَ، يُصِيبُهُمْ مَا أَصَابَ النَّاسَ، ثُمَّ يَقْبِضُهُمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى مَغْفِرَتِهِ وَرِضْوَانِهِ، أَوْ إِلَى رِضْوَانِهِ وَمَغْفِرَتِهِ، " (6)
__________
= النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يُقَطِّعُ قراءتَه، وحديثُ الليثِ أصحُّ. قلنا: فاتَه أن يُعِلَّه بجهالة
يعلى بنِ مَمْلَك، وقد سلف الكلام عليه مُفَصَّلاً في الرواية السالفة برقم (26451) فانظره.
وروايةُ ابنِ جُرَيْج هذه ستأتي برقم (26583) .
(1) لفظة "أبي" سقطت من (م) .
(2) في (م) : فاستترت منه.
(3) في (ظ2) و (ق) : ذراعي.
(4) في (م) : الشر.
(5) في (ظ6) : يتناهوا.
(6) إسناده ضعيف لضعف شريك بن عبد الله - وهو النخعي - ولاضطرابه=(44/148)
26528 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ ضَبَّةَ بْنِ مُحْصِنٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهُ سَتَكُونُ أُمَرَاءُ تَعْرِفُونَ وَتُنْكِرُونَ (1) ، فَمَنْ أَنْكَرَ، فَقَدْ بَرِئَ، وَمَنْ كَرِهَ، فَقَدْ سَلِمَ، وَلَكِنْ مَنْ رَضِيَ وَتَابَعَ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفَلَا نُقَاتِلُهُمْ؟ قَالَ: " لَا، مَا صَلَّوْا لَكُمُ الْخَمْسَ " (2)
__________
= فيه كما بيَّنَّا ذلك في الرواية (24133) . منذر الثوري: هو ابن يعلى.
وسيأتي نحوه برقم (26596) .
وسيكرر برقم (27351) سنداً ومتناً.
(1) في (ظ6) : سيكون أمراء يعرفون وينكرون.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. ضُبَّةُ بنُ مِحْصَن من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. هشام بن حسان: هو القُرْدُوسي.
وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 4/234 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 15/71، والترمذي (2265) ، وأبو يعلى (6980) ، وأبو عوانة 4/471 من طريق يزيد بن هارون، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه مسلم (1854) (64) ، وعقب (1858) (64) ، وأبو داود (4760) ، وأبو عوانة 4/471 و473، والطبراني في "الكبير" 23/ (761) و (762) ، والبيهقي في "السنن" 3/367 و8/158، وفي "معرفة السنن والآثار" (16525) ، والبغوي في "شرح السنة" (2459) من طرق عن هشام بن حسان، به.
وسيأتي بالأرقام: (26577) و (26606) و (26607) و (26728) .
وفي الباب عن ابن مسعود، وقد سلف برقم (4363) .=(44/149)
26529 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ بِمِنَى (1) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ أُمَّ سَلَمَةَ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أَوْلِيَائِي، تَعْنِي شَاهِد (2) ، فَقَالَ: " إِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أَوْلِيَائِكِ شَاهِدٌ وَلَا غَائِبٌ يَكْرَهُ ذَلِكَ " فَقَالَتْ: يَا عُمَرُ زَوِّجِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَتَزَوَّجَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَا إِنِّي لَا أَنْقُصُكِ مِمَّا أَعْطَيْتُ أَخَوَاتِكِ رَحْيَيْنِ، وَجَرَّةً، وَمِرْفَقَةً مِنْ أَدَمٍ، حَشْوُهَا لِيفٌ " فَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
=وآخر من حديث ابن عمر، وقد سلف برقم (5702) ، وذكرنا عندهما أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: "تعرفون وتنكرون" المشهور أنهما بلفظ الخطاب، فالمعنى أنكم تعرفون بعض أفعالهم بأنها حسنة، وتنكرون بعضاً لأنها قبيحة.
"فمن أنكر": باللسان عليهم تلك الأفعال القبيحة، فقد برىء عما عليه من العهدة في النهي عن المنكر، ومن لم ينكر باللسان إلا أنه كره بالقلب، فهو سالم من الهلاك أيضاً، "ولكن من رضي" بأعمالهم القبيحة، ووافقهم على ذلك، هو الهالك، أو المشارك معهم في السوء.
وجوّز أن قوله: "يعرفون وينكرون": بلفظ الغيبة، والضمير للأئمة، والمعنى أنهم يعرفون الحق وينكرونه، فمعنى برىء، أي: من الحق.
وقوله: "ومن كره" أي: ثقل عليه العمل بالحق لكنه ماأنكر.
وقوله: "ولكن من رضي" أي: ولكن صاحب الخير، وهو من رضي بالحق، وتابع في العمل. والله أعلم.
(1) قوله: بمنى، ليس في (م) .
(2) في (م) : شَاهِدًا.(44/150)
يَأْتِيهَا لِيَدْخُلَ بِهَا، فَإِذَا رَأَتْهُ أَخَذَتْ زَيْنَبَ ابْنَتَهَا، فَجَعَلَتْهَا فِي حِجْرِهَا، فَيَنْصَرِفُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَعَلِمَ بِذَلِكَ (1) عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ وَكَانَ أَخَاهَا مِنَ الرَّضَاعَةِ فَأَتَاهَا فَقَالَ: أَيْنَ هَذِهِ الْمَشْقُوحَةُ الْمَقْبُوحَةُ الَّتِي قَدْ آذَيْتِ بِهَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَأَخَذَهَا، فَذَهَبَ بِهَا، فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَدَخَلَ عَلَيْهَا، فَجَعَلَ يَضْرِبُ بِبَصَرِهِ فِي نَوَاحِي الْبَيْتِ، فَقَالَ مَا فَعَلَتْ زَنَابُ؟ فَقَالَتْ: جَاءَ عَمَّارٌ، فَأَخَذَهَا، فَذَهَبَ بِهَا، فَدَخَلَ بِهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ لَهَا: " إِنْ شِئْتِ سَبَّعْتُ لَكِ (2) ، وَإِنْ سَبَّعْتُ لَكِ سَبَّعْتُ لِنِسَائِي " (3)
__________
(1) في (ظ2) و (ق) و (م) : ذلك، والمثبت من (ظ6) .
(2) في (ظ2) و (م) : "إن شئتِ سبَّعتُ لك سبَّعتُ"، وفي (ق) : إن شئتِ سبَّعتُ لك سبعة". والمثبت من (ظ6) .
(3) قوله: "إن شئتِ سبَّعْتُ لكِ، وإنْ سبَّعتُ لك سبَّعْتُ لنسائي" صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة ابن عمر بن أبي سلمة، فقد انفرد بالرواية عنه ثابت البُناني، ولم يوثقه غير ابن حبان، وقال أبو حاتم: لا أعرفه، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، وقال الحافظ في "التقريب": قيل اسمه محمد، وهو مقبول. قلنا: وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. يزيد: هو ابن هارون.
وأخرجه مطولاً ومختصراً الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/29، وابن حبان (2949) ، والحاكم 2/178-179- ومن طريقه البيهقي في "السنن" 7/131- من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي. وجاء في مطبوع الحاكم: حدثني عمر بن أبي سلمة عن أمه أمِّ سَلَمة! وهو خطأ. صوبناه من البيهقي.
وأخرجه أبو يعلى (6907) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/29، وابن حبان (2949) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (506) و (507) من طرق عن حماد بن سلمة، به.=(44/151)
26530 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَمْعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، وَعَنْ أُمِّهِ زَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ (1) عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، يُحَدِّثَانِهِ ذَلِكَ جَمِيعًا عَنْهَا قَالَتْ: كَانَتْ لَيْلَتِي الَّتِي يَصِيرُ إِلَيَّ فِيهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَسَاءَ يَوْمِ النَّحْرِ قَالَتْ: فَصَارَ إِلَيَّ. قَالَتْ: فَدَخَلَ عَلَيَّ وَهْبُ بْنُ زَمْعَةَ، وَمَعَهُ رَجُلٌ مِنْ آلِ أَبِي أُمَيَّةَ مُتَقَمِّصَيْنِ. قَالَتْ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِوَهْبٍ: " هَلْ أَفَضْتَ بَعْدُ أَبَا (2) عَبْدِ اللهِ؟ " قَالَ: لَا وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " انْزِعْ عَنْكَ الْقَمِيصَ " قَالَ: فَنَزَعَهُ مِنْ رَأْسِهِ، وَنَزَعَ صَاحِبُهُ قَمِيصَهُ (3) مِنْ رَأْسِهِ، ثُمَّ قَالُوا: وَلِمَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " إِنَّ هَذَا يَوْمٌ رُخِّصَ لَكُمْ إِذَا أَنْتُمْ رَمَيْتُمُ الْجَمْرَةَ أَنْ تَحِلُّوا، يَعْنِي مِنْ كُلِّ
__________
=وسيرد بالأرقام: (26669) و (26670) و (26697) .
وانظر (26619) و (26721) .
وقوله: "إن شئت سبعت لك ... "، سلف بإسناد صحيح برقم (26504) .
قال السندي: قوله: "وجرَّة" بفتح جيم وتشديد راء، واحد الجِرار، وهي الإناء المعروف.
أخذت زينب: كأنه كانت تفعل ذلك لئلا يتوهم أنها كانت طالبة للزواج.
المشقوحة، أي: المكسورة أو المُبعَدة.
(1) في (ظ6) : أم سلمة.
(2) في (ظ6) : يا.
(3) في (ظ6) : عن قميصه.(44/152)
مَا حُرِمْتُمْ مِنْهُ (1) إِلَّا مِنَ (2) النِّسَاءِ، فَإِذَا (3) أَمْسَيْتُمْ قَبْلَ أَنْ تَطُوفُوا بِهَذَا الْبَيْتِ، عُدْتُمْ (4) حُرُمًا، كَهَيْئَتِكُمْ قَبْلَ أَنْ تَرْمُوا الْجَمْرَةَ حَتَّى تَطُوفُوا بِهِ " (5)
__________
(1) قوله: منه، ليس في (ق) .
(2) قوله: من، ليس في (ظ6) .
(3) في (م) : إذا أنتم.
(4) في (ظ6) : صرتم، وهي نسخة في (ظ2) و (ق) .
(5) إسناده ضعيف، أبو عُبيدة بن عبد الله بن زَمْعة لم يذكره أحدٌ بجرح ولا تعديل، وقد روى عنه جمع، وأخرج له مسلم حديث إرضاع سالم متابعة، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. وقد اضطرب فيه: فرواه محمد بن إسحاق - كما في هذه الرواية - عنه، فقال: عن أبيه، وعن زينبَ بنتِ أمِّ سَلَمة، عن أمِّ سلمة.
ورواه محمد بن إسحاق- كما في الرواية (26531) - عنه، فقال: حدثتني أمُّ قيس ابنةُ مِحْصن، عن عُكاشة بن مِحْصن، عن النجي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
نعم، تابعه ابنُ لهيعة كما سيأتي في تخريج الرواية (26531) ، إلا أن ابنَ لهيعة سيِّىءُ الحفظ، وقد اضطرب فيه كذلك.
ثم إن هذا الحديث مُعارَض بالأحاديث الصحيحة كما سيأتي.
وأخرجه أبو داود (1999) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد، وقد قرن به يحيى بن معين.
وأخرجه ابن خزيمة (2958) ، والحاكم 1/489-490، والبيهقي في "السنن"5/137 من طريقين عن محمد بن أبي عديٍّ، به.
وأخرجه البيهقي 5/136 من طريق يونس بنُ بكير، عن محمد بن إسحاق، به. وقال: لا أعلمُ أحداً من الفقهاء يقول بذلك.
وسيرد بالأرقام: (26531) و (26587) و (26588) .
وفي الباب عن عائشة، سلف برقم (25103) بلفظ: "إذا رميتم وحلقتم،=(44/153)
26531 - قَالَ: مُحَمَّدٌ، قَالَ: أَبُو عُبَيْدَةَ، وَحَدَّثَتْنِي أُمُّ قَيْسٍ ابْنَةُ مِحْصَنٍ، وَكَانَتْ جَارَةً لَهُمْ، قَالَتْ: خَرَجَ مِنْ عِنْدِي عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ فِي نَفَرٍ مِنْ بَنِي أَسَدٍ مُتَقَمِّصِينَ عَشِيَّةَ يَوْمِ النَّحْرِ، ثُمَّ رَجَعُوا إِلَيَّ عِشَاءً، قُمُصُهُمْ (1) عَلَى أَيْدِيهِمْ، يَحْمِلُونَهَا. قَالَتْ: فَقُلْتُ: أَيْ عُكَّاشَةُ، مَا لَكُمْ خَرَجْتُمْ مُتَقَمِّصِينَ، ثُمَّ رَجَعْتُمْ وَقُمُصُكُمْ عَلَى أَيْدِيكُمْ تَحْمِلُونَهَا؟ فَقَالَ: خَيْرًا يَا أمُّ قَيْسٍ (2) كَانَ هَذَا يَوْمًا (3) قَدْ رُخِّصَ لَنَا فِيهِ إِذَا نَحْنُ رَمَيْنَا الْجَمْرَةَ حَلَلْنَا مِنْ كُلِّ مَا حُرِمْنَا مِنْهُ إِلَّا مَا كَانَ مِنَ النِّسَاءِ حَتَّى نَطُوفَ بِالْبَيْتِ فَإِذَا أَمْسَيْنَا وَلَمْ نَطُفْ بِهِ صِرْنَا حُرُمًا كَهَيْئَتِنَا قَبْلَ أَنْ نَرْمِيَ الْجَمْرَةَ حَتَّى نَطُوفَ بِهِ فَأَمْسَيْنَا (4) وَلَمْ نَطُفْ، فَجَعَلْنَا قُمُصَنَا كَمَا تَرَيْنَ (5)
__________
= فقد حل لكم الطِّيبُ والثيابُ وكلُّ شيءٍ إلا النساء"، وهو صحيح دون قوله:
"وحلقتم" وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: "رخص لكم إذا أنتم رميتم الجمرة" أي: أن الحِلَّ بعد الرمي رخصةٌ بشرط أن يطوفَ يومَ النحر، فإن طاف وإلاّ يصير مُحرماً، ولعلَّ من لا يقول به يحمله على التغليظ والتشديد في تأخير الطواف من يوم النحر وتأكيده من إتيانه في يوم النحر، وظاهر الحديث يأبى مثل هذا الحمل جداً، والله أعلم.
(1) في (ظ6) : وقمصهم، وهي نسخة في (ظ2) و (ق) .
(2) في (ظ2) و (ق) و (م) : أخبرتنا أم قيس، والمثبت من (ظ6) .
(3) في (ظ6) : يوم.
(4) قوله: فأمسينا، ليس في (م) .
(5) إسناده ضعيف، وقد سلف الكلام عليه في الرواية قبلها (26530) .=(44/154)
26532 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ذُيُولُ النِّسَاءِ شِبْرٌ " قُلْتُ: إِذَنْ تَبْدُوَ أَقْدَامُهُنَّ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " فَذِرَاعٌ لَا تَزِدْنَ (1) عَلَيْهِ " (2)
__________
=وأخرجه مطولاً الحاكم 1/489-490، والبيهقي في "السنن" 5/137 من طريق يحيى بن معين، عن محمد بن أبي عديّ، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ (40) من طريق يزيد بن زريع، عن ابن إسحاق، به.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 3/260، وقال: رواه أحمد والطبراني، ورجال أحمد ثقات.
ورواه ابنُ لهيعة، وقد اضطرب فيه: فأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/228 من طريق عبد الله بن يوسف، عن ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة، عن أمِّ قيس بنت محصن، وآخر في منى يوم الأضحى، فنزعا ثيابهما وتركا الطيب، فقلت: ما لكما؟ فقالا: إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لنا: "من لم يُفِضْ إلى البيت من عشيته هذه فليدع الثياب والطيب".
وأخرجه الطحاوي أيضاً 2/227-228 من طريق ابن أبي مريم، عن ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة، عن جدامة بنت وهب أخت عكاشة بن وهب أن عكاشة بن وهب صاحب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأخاً له آخر جاءاها حين غابت الشمس ... فذكر نحوه. وابن لهيعة سيِّىءُ الحفظ.
وانظر ما قبله.
(1) في (ظ6) : فذراعاً لا يزدن.
(2) حديث صحيح، محمد بن إسحاق، وإن كان مدلساًَ، وقد عنعن، قد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير صفية بنت أبي عبيد، فقد روى=(44/155)
26533 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى يَعْنِي ابْنَ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ، قَالَ: أَرْسَلَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ أَسْأَلُهَا هَلْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَبِّلُ وَهُوَ صَائِمٌ؟ فَإِنْ قَالَتْ: لَا، فَقُلْ لَهَا: إِنَّ عَائِشَةَ تُخْبِرُ النَّاسَ " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُقَبِّلُ وَهُوَ صَائِمٌ؟ " قَالَ: فَسَأَلَهَا أَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَبِّلُ وَهُوَ صَائِمٌ؟ قَالَتْ: لَا، قُلْتُ:
__________
= لها البخاري تعليقاً، واحتجَّ بها مسلم.
وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 24/148 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. وقال: وهذا هو الصوابُ عندنا في هذا الإسناد، كما قال مالك، والله أعلم.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 2/233، وابن عبد البر في "التمهيد" 24/148 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي (2644) ، والنسائي في "الكبرى" (9741) من طريقين عن محمد بن إسحاق، به. قال الدارمي: الناس يقولون: عن نافع، عن سليمان بن يسار.
قلنا: قد سلف من طريق نافع عن سليمان بن يسار برقم (26511) وبيَّنَّا ثمَّة الاختلاف فيه على نافع.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/915- ومن طريقه أبو داود (4117) ، وابنُ حبان (5451) ، والبيهقي في "الآداب " (617) ، وفي "الشعُّب" (6143) ، والبغوي في "شرح السنة" (3082) - من طريق أبي بكر بن نافع، والنسائي في "المجتبى" 8/209، وفي "الكبرى" (9740) ، وأبو يعلى (6891) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (1007) و (1008) من طريق أيوب بن موسى، كلاهما عن نافع، بهذا الإسناد.
وسيأتي (26636) .(44/156)
إِنَّ عَائِشَةَ تُخْبِرُ النَّاسَ " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُقَبِّلُ وَهُوَ صَائِمٌ؟ " قَالَتْ: لَعَلَّهُ إِيَّاهَا كَانَ لَا يَتَمَالَكُ عَنْهَا (1) حُبًّا، أَمَّا إِيَّايَ، فَلَا (2)
26534 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ: حَدَّثَنِي أَبُو قَيْسٍ مَوْلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: بَعَثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (3)
__________
(1) في (ق) : عليها.
(2) إسناده ضعيف، فقد تفرَّد به موسى بنُ عُلَيّ- وهو ابن رَباح اللَّخْمي- وهو ليس بحجة إذا انفرد، فيما قاله ابنُ عبد البر في "التمهيد" 5/125، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (3072) و (3073) من طريق سفيان بن حبيب، والطبراني في "الكبير" 23/ (389) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 5/124 من طريق عبد الله بن صالح، كلاهما عن موسى بن عُلَيٍّ، بهذا الإسناد.
قال ابن عبد البَرّ: وهذا حديث متصل، ولكنه ليس يجيء إلا بهذا الإسناد، وليس بالقوي، وهو منكر على أصل ما ذكرنا عن أم سلمة. ثم قال: والأحاديث المذكورة عن أبي سلمة معارضة له، وهي أحسن مجيئاً، واظهر تواتراً، وأثبت نقلاً منه.
وسيرد بالرقمين: (26534) و (26692) .
قلنا: والرواية الصحيحة لحديث أمِّ سلمة سلفت برقم (26498) ، وسترد برقمي (26707) و (26708) ، وهي من رواية أبي سلمة عن زينب بنت أم سلمة، عن أم سلمة.
وأما حديث عائشة، فقد سلف برقم (24110) .
(3) حديث ضعيف، وهو مكرَّر سابقه، إلا أن شيخ أحمد هنا هو عبد الله ابنُ يزيد المقرىء.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/93 من طريق عبد الله بن يزيد، بهذا الإسناد.(44/157)
26535 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ يَعْنِي شَيْبَانَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ فَأَخْرَجَتْ إِلَيْنَا مِنْ " شَعْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِذَا هُوَ مَخْضُوبٌ أَحْمَرُ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ " (1)
26536 - حَدَّثَنَا سَيَّارٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ يَعْنِي ابْنَ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ حَبِيبٍ، خَتَنُ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي شَيْخٌ، مِنَ أَهْلِ (2) الْمَدِينَةِ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَصْلِحِي لَنَا الْمَجْلِسَ، فَإِنَّهُ يَنْزِلُ مَلَكٌ إِلَى الْأَرْضِ، لَمْ يَنْزِلْ (3) إِلَيْهَا قَطُّ " (4)
__________
(1) إسناده صحيحٌ على شرط الشيخين. أبو معاوية شيبان: هو ابنُ عبد الرحمن النَّحْوي، وعثمان بن عبد الله: هو ابن مَوْهَب.
وأخرجه ابنُ سعد 1/437، والبخاري (5896) و (5898) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (765) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 1/235-236 و236 من طرق عن عثمان بن عبد الله بن مَوْهَب، بهذا الإسناد. وروايات ابن سعد والبخاري لس فيها قوله: "بالحِناَّء والكَتَم". ورواية البخاري (5896) مطولة.
وسيأتي بالأرقام (26539) و (26713) و (26737) .
وفي الباب عن عبد الله بن زيد بن عبد ربه صاحب الأَذان، وقد سلف برقم (16474) .
وعن أبي رمثة، سلف برقم (17497) .
وانظر حديث أنس بن مالك، السالف برقم (12054) .
(2) لفظة "أهل" ليست في (م) .
(3) في (ظ6) : يهبط.
(4) إسناده ضعيف لإبهام الشيخ من المدينة الذي روى عن أمِّ سَلَمة.
وسيَّارٌ - وهو ابنُ حاتم أبو سَلَمة العنزي- روى له أصحابُ السنن سوى أبي=(44/158)
26537 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ نَبْهَانَ، حَدَّثَهُ أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ حَدَّثَتْهُ قَالَتْ: كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَيْمُونَةُ، فَأَقْبَلَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ حَتَّى دَخَلَ عَلَيْهِ، وَذَلِكَ بَعْدَ أَنْ أَمَرَنَا بِالْحِجَابِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " احْتَجِبَا مِنْهُ " فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَيْسَ أَعْمَى، لَا يُبْصِرُنَا وَلَا يَعْرِفُنَا؟ قَالَ: " أَفَعَمْيَاوَانِ أَنْتُمَا، أَلَسْتُمَا (1) تُبْصِرَانِهِ؟ " (2)
__________
=داود، وقد ضعَّفه ابنُ المديني والعُقَيْلي والقواريري، وقال الحاكم والأزدي: عنده مناكير، ووثقه ابن معين، وابن حبان، والمغيرة بن حبيب من رجال "التعجيل" روى عنه جمع، وقال فيه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/325: كان صدوقاً عدلاً، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يُغرب، وقال الأزدي: منكر الحديث. جعفر بن سُليمان: هو الضُّبَعي.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/174 وقال: رواه أحمد وفيه تابعي لم يسمَّ، وبقية رجاله ثقات.
(1) في (م) : لستما.
(2) إسناده ضعيف لجهالة حال نبهان - وهو مولى أمِّ سلمة - كما سلف بيانه عند الرواية (26473) ، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. ثم إن متن الحديث معارض بأحاديث صحيحة كما سيأتي.
وأخرجه الخطيب في "تاريخه" 3/17 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (4112) ، والترمذي (2778) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (289) ، وأبو يعلى (6922) ، وابن حبان (5575) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (678) ، والبيهقي في "السنن" 7/91-92، والخطيب في "تاريخه" 3/17 من طرق عن عبد الله بن المبارك، به. قال الترمذي: هذا=(44/159)
26538 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ وَهْبٍ، مَوْلَى أَبِي أَحْمَدَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهَا وَهِيَ تَخْتَمِرُ فَقَالَ: "
__________
= حديث حسن صحيح!
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9241) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (288) من طريق ابن وهب، عن يونس بن يزيد، به.
وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/416، والنسائي في "الكبرى" (9242) ، والخطيب في "تاريخه" 3/18، والبيهقي في "السنن" 7/91، وفي "الآداب" (747) من طريق سعيد بن أبي مريم، عن نافع بن يزيد، عن عُقيل، عن الزهري، به.
وأخرجه ابن سعد 8/175-176- ومن طريقه الخطيب في "تاريخه" 3/17- عن محمد بن عمر الواقدي، عن معمر ومحمد بن عبد الله، عن الزُّهري، به. والواقدي متروك. وقد أنكر أحمد على الواقدي هذا الحديث، فيما ذكر العقيلي في "الضعفاء" 4/107، والخطيب في "تاريخه" 3/16،
ونقلا عنه قوله: والحديث حديث يونس لم يروه غيره. قلنا: بل إنَّ عُقيلاً تابع يونس عن الزُّهري في هذا الحديث، كما سلف، وانظر ما ذكره العقيلي والخظيب على رواية الواقدي هذه.
وقد اختلف قول الحافظ في هذا الحديث، فقال في "الفتح" 1/550:
هوحديث مختلف في صحته، وقال في موضع آخر 9/337: إسناده قوي، وأكثر ما علل به انفراد الزُّهري بالرواية عن نبهان وليس بعلة قادحة، فإن من يعرفه الزُّهري ويصفه بأنه مكاتب أم سلمة، ولم يجرحه أحد، لا ترد روا يته!
قلنا: والحديث معارض بأحاديث صحاح منها حديث عائشة السالف برقم (24541) ، وحديث فاطمة بنت قيس الآتي برقم (27327) . وقد بينا وجه المعارضة فيما علقناه في "صحيح" ابن حبان و"شرح مشكل الآثار".(44/160)
لَيَّةً لَا لَيَّتَيْنِ " (1)
26539 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَوْهَبٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ " فَأَخْرَجَتْ إِلَيْنَا شَعْرًا مِنْ شَعْرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَخْضُوبًا بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ " (2)
26540 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ أَبِي الْمُعَدِّلِ عَطِيَّةَ الطُّفَاوِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ، حَدَّثَتْهُ قَالَتْ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِي يَوْمًا إِذْ قَالَتِ الْخَادِمُ: إِنَّ عَلِيًّا وَفَاطِمَةَ بِالسُّدَّةِ، قَالَتْ: فَقَالَ لِي: " قُومِي فَتَنَحَّيْ لِي عَنْ أَهْلِ بَيْتِي " قَالَتْ: فَقُمْتُ فَتَنَحَّيْتُ فِي (3) الْبَيْتِ قَرِيبًا، فَدَخَلَ عَلِيٌّ وَفَاطِمَةُ وَمَعَهُمَا الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ وَهُمَا صَبِيَّانِ صَغِيرَانِ، فَأَخَذَ الصَّبِيَّيْنِ، فَوَضَعَهُمَا فِي
__________
(1) إسناده ضعيف، وهو مكرر (26522) ، إلا أن الإمام أحمد رواه هنا عن عبد الرحمن بن مهدي وحده.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن سعد 1/437، والبخاري (5897) ، وابن ماجه (3623) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (764) ، والبيهقي في "الدلائل" 1/236 من طرق عن سلاَّم بنِ أبي مُطِيع، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (26535) .
وسيأتي برقم (26637) .
وسيكرر بإسناده ومتنه برقم (26613) .
(3) في (ظ2) و (ق) : من.(44/161)
حِجْرِهِ، فَقَبَّلَهُمَا. قَالَ: وَاعْتَنَقَ عَلِيًّا بِإِحْدَى يَدَيْهِ، وَفَاطِمَةَ بِالْيَدِ الْأُخْرَى، فَقَبَّلَ فَاطِمَةَ وَقَبَّلَ عَلِيًّا، فَأَغْدَفَ عَلَيْهِمْ خَمِيصَةً سَوْدَاءَ، فَقَالَ: " اللهُمَّ إِلَيْكَ، لَا إِلَى النَّارِ، أَنَا وَأَهْلُ بَيْتِي " قَالَتْ: فَقُلْتُ: وَأَنَا يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَقَالَ: " وَأَنْتِ " (1)
26541 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
__________
(1) إسناده ضعيف، أبو المُعَذَّل عطية الطفاوي، وأبوه من رجال "التعجيل"، فأما أبو المُعَذَّل فقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "ثقاته" لكن ضعَّفه السَّاجي والأزدي، وذكره ابن الجوزي في "ضعفائه" 2/179. وأما أبوه، فلم يُسمَّ، وهو مجهول، ولم يَرو عنه سوى ابنه عطية. وبقية رجاله لقات رجال الشيخين. عَوْف: هو ابنُ أبي جميلة الأعرابي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/73، والدولابي في "الكنى" 2/121، والطبراني في "الكبير" (2667) و23/ (759) و (939) من طرق عن عَوْف، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (26600) .
وقد سلف نحوه بغير هذا السياق بإسناد صحيح برقم (26508) ، فانظره لزاماً.
قال السندي: قوله: إذ قالت الخادم، أي: الجارية، فلذلك أنَّث الفعل، والخادم يطلق على العبد والجارية.
بالسُّدَّة: بضم سين وتشديد دال: هو الظُّلَّة على الباب لتقي من المطر، وقيل: الباب نفسه، وقيل: الساحة بين يديه. كذا في "المجمع"، وفي "المصباح": هي الفناء لبيت الشعر وما أشبهه، وقيل: السُّدَّة كالصفَّة أو كالسَّقيفة فوق باب الدار، ومنهم من أنكر هذا، وقال: الذين تكلموا بالسدة لم يكونوا أصحاب أبنية ولا مَدَر.
فأغدف: بالغن المعجمة والدال المهملة والفاء، أي: أرسل وأسبل.(44/162)
ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ هِنْدِ بِنْتِ الْحَارِثِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سَلَّمَ قَامَ النِّسَاءُ حِينَ يَقْضِي تَسْلِيمَهُ، وَيَمْكُثُ (1) فِي مَكَانِهِ يَسِيرًا قَبْلَ أَنْ يَقُومَ " (2)
__________
(1) في (ظ6) : ومكث.
(2) إسناده صحيح، أبو كامل - وهو مُظَفَّر بن مُدْرِك - روى له أبو داود في كتاب "التفرّد" والنسائي، وهو ثقة، وهند بنت الحارث: وهي الفِراسية، وإن انفرد بالرواية عنها ابن شهاب الزُّهري، فإنما هي من صواحبات أمّ سلمة، وقد أخرج لها البخاري في "صحيحه" هذا الحديث، ووثقها الحافظ في "التقريب"، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه الشافعي في "المسند" 1/99-100 (بترتيب السندي) ، وفي " السنن" (76) ، وفي "الأم " 1/110، والطيالسي (1604) ، والبخاري (837) و (849) و (870) ، وابن ماجه (932) ، وأبو يعلى (7010) ، وابن خزيمة (1719) ، وأبو نعيم في "الحلية" 9/14، والبيهقي في "السنن" 2/182، وفي "معرفة السنن والآثار" 3/104، والبغوي في "شرح السنة" (708) من طرق عن إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد.
وعلّقه البخاري بصيغة الجزم برقم (850) فقال: وقال ابن أبي مريم: أخبرنا نافع بن يزيد، قال: أخبرتي جعفر بن ربيعة أن ابن شهاب كتب إليه قال: حدثتني هند بنت الحارث الفِراسية، عن أمّ سَلَمة زوج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وكانت من صواحباتها - قالت: كان يسلِّم، فينصرف النساء، يدخلن بيوتَهن من قبل ان ينصرف رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقال ابن وهب: عن يونس، عن ابن شهاب، أخبرتني هند الفِراسية. وقال عثمان بن عمر: أخبرنا يونس، عن الزهري،
حدثتني هند الفِراسية. وقال الزبيدي: أخبرني الزُّهري، أن هند بنت الحارث القرشية أخبرته - وكانت تحت معبد بن المقداد وهو حليف بني زُهرة - وكانت تدخل على أزواج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقال شعيب: عن الزهري، حدثتني هند القرشية.
وقال ابن أبي عتيق: عن الزهري، عن هند الفراسية. وقال الليث: حدثني=(44/163)
26542 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ غَيْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا رِشْدِينُ، حَدَّثَنِي عَمْرٌو، عَنْ أَبِي السَّمْحِ، عَنِ السَّائِبِ، مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " خَيْرُ مَسَاجِدِ
__________
=يحيى بن سعيد، حدثه عن ابن شهاب، عن امرأة من قريش حدثته عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قال الحافظ في "الفتح" 2/336: قوله: وقال ابن أبي مريم، رويناه موصولاً في "الزُهريات" لمحمد بن يحيى الذُّهلي، قال: حدثنا سعيد بن أبي مر يم، فذكره.
وقال أيضاً: قوله: وقال ابن وهب ... إلخ، وصله النسائي عن محمد ابن سلمة عنه بالإسناد المذكور، ولفظه: إن النساء إذا سلمن، قُمْن، وثبتَ رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومن صلَّى من الرجال ما شاء الله، فإذا قام رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قام الرِّجال.
قلنا: وحديث ابن وهب سنذكره عند تخريج الرواية (26688) .
وقال الحافظ أيضاً: قوله: وقال عثمان بن عمر، سيأتي موصولاً بعد أربعة أبواب من طريقه [برقم (866) ] .
قلنا: وسيأتي في "المسند" برقم (26688) .
وقال أيضاً: وقوله: وقال الزبيدي، وصله الطبراني في "مسند الشاميين" [برقم (1788) ] من طريق عبد الله بن سالم، عنه بتمامه.
وقال: وقوله: وقال شعيب - وهو ابن أبي حمزة - وابن أبي عتيق - وهو محمد بن عبد الله - وروايتهما موصولة في "الزهريات" أيضاً، ومراد البخاري بيان الاختلاف في نسب هند ... الخ.
ثم قال: وقوله فيه: عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، غير موصول، لأنها تابعية كما تقدم، وكأن التقصير فيه من يحيى بن سعيد، وهو الأنصاري.
وانظر "تغليق التعليق" 2/238-239 وسيأتي نحوه برقمي (26644) و (26688) .(44/164)
النِّسَاءِ قَعْرُ بُيُوتِهِنَّ " (1)
26543 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ يَعْنِي الْفَزَارِيَّ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَبِي سَلَمَةَ وَقَدْ شَقَّ بَصَرُهُ، فَأَغْمَضَهُ، ثُمَّ قَالَ: " إِنَّ الرُّوحَ إِذَا قُبِضَ تَبِعَهُ الْبَصَرُ " فَضَجَّ (2) نَاسٌ مِنْ أَهْلِهِ، فَقَالَ: " لَا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ إِلَّا بِخَيْرٍ، فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ يُؤَمِّنُونَ عَلَى مَا تَقُولُونَ " ثُمَّ قَالَ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لِأَبِي سَلَمَةَ، وَارْفَعْ دَرَجَتَهُ فِي الْمَهْدِيِّينَ، وَاخْلُفْهُ فِي عَقِبِهِ فِي الْغَابِرِينَ، وَاغْفِرْ لَنَا وَلَهُ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ، اللهُمَّ افْسَحْ فِي قَبْرِهِ وَنَوِّرْ لَهُ فِيهِ " (3)
__________
(1) حديث حسن بشواهده، رِشْدين - وهو ابن سعد، وإن كان ضعيفاً- قد توبع، والسَّائب مولى أم سلمة، ترجم له الحافظ في "التعجيل" ولم يُذكر في الرواة عنه سوى أبي السمح درَّاج، ولم يؤثر توثيقة عن غير ابن حبان، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح، غير أبي السمح درَّاج بنِ سمعان، وهو صدوق.
وأخرجه ابن خزيمة (1683) ، والحاكم 1/209، والبيهقي في "السنن" 3/131 من طريق ابن وَهْب، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1252) من طريق موسى بن أعين، كلاهما عن عمرو بن الحارث، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (26570) .
وله شاهد من حديث ابنِ عمر، سلف برقم (5468) ولفظه: "لا تمنعوا إماءَ الله مساجدَ الله، وبيوتُهنَّ خيرٌ لهنَّ"، وذكرنا هناك تتمة شواهده، فانظرها لزاماً.
(2) في (ظ6) : فصيَّح.
(3) إسناده صحيح على شرظ الشيخين. أبو إسحاق الفَزاري: هو إبراهيم=(44/165)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= ابن محمد بن الحارث، وخالد الحذَّاء: هو ابن مِهْران، وأبو قِلابة: هو عبد الله بن زيد الجَرْمي.
وأخرجه مسلم (920) (7) ، وابن ماجه (1454) ، وأبو يعلى (7030) ، وابن حبان (7041) ، والطبراني في "الدعاء" (1154) ، وفي "مسند الشاميين" (2143) ، والدارقطني في "العلل" 5/ورقة 167، والبيهقي في "السنن" 3/384-385، والبغوي في "شرح السنة" (1468) من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (3118) ، والنسائىِ في "الكبرى" (8285) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (712) من طرق عن أبي إسحاق الفَزاري، به.
وأخرجه مسلم (920) (8) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (713) ، وفي "الدعاء" (1155) ، وفي "مسند الشاميين" (2144) ، والدارقطني 5/ورقة 167 من طريق عبيد الله بن الحسن، والطبراني في "الكبير" 23/ (714) ، وفي "الشاميين" (2145) ، والدارقطني 5/ورقة 167 من طريق مخلد بن هلال، كلاهما عن خالد الحذَّاء، به.
ورواه سفيان الثوري- فيما أخرجه ابن سعد 3/241 من طريقه- فقال:
عن خالد الحذاء، عن أبى قِلابة، عن قَبيصة بن ذُؤيب أنَ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أغمض أبا سلمة حين مات. لم يذكر أبا سلمة في الإسناد.
ورواه أيوب- فيما أخرجه ابن سعد أيضاً 3/242 من طريقه- عن أبي قلابة، قال: أتى النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبا سلمة ... فذكره مرسلاً. لم يذكر قَبيصة ولا أمَّ سَلَمة في الإسناد.
ورواه الزُّهري، واختلف عليه فيه:
فأخرجه مرسلاً ابن سعد 3/241، والبغوي في "شرح السنة" (1467) من طرق عن الزُّهري، عن قَبيصة بن ذُؤيب أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أغمض أبا سلمة حين مات.
وأخرجه ابن سعد كذلك 3/241 من طريق ابن أبي ذئب عن الزُّهري،=(44/166)
26544 - حَدَّثَنَا أَبُو قَطَنٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ يَعْنِي ابْنَ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: " مَا قُبِضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى كَانَ أَكْثَرَ صَلَاتِهِ جَالِسًا " (1)
26545 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ هِنْدِ بِنْتِ الْحَارِثِ، قَالَ الزُّهْرِيُّ وَكَانَ لِهِنْدٍ أَزْرَارٌ فِي كُمِّهَا، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: اسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ وَهُوَ يَقُولُ: " لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، مَا فُتِحَ اللَّيْلَةَ مِنَ الْخَزَائِنِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، مَا أُنْزِلَ اللَّيْلَةَ مِنَ الْفِتْنَةِ، مَنْ يُوقِظُ صَوَاحِبَ الْحُجَرِ، يَا
__________
= عمَّن سمع قَبيصة بنَ ذُؤَيب يحدِّثُ أنَّ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أغمضَ أبا سَلَمة حين مات.
وانظر (26497) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد خالف فيه يونس بن أبي إسحاق الرواة عن أبيه، وهو ممن سمع منه بعد الاختلاط.
فقد رواه أحمد - كما في هذه الرواية - والنسائي في "المجتبى" 3/222، وفي "الكبرى" (1358) من طريق يونس، عن أبي إسحاق، عن الأسود، عن أم سلمة.
ورواه سفيان الثوري، كما في الروايات: (26599) و (26709) و (26718) ، وإسرائيل كما في الرواية (26605) ، وشعبة كما في الروايتين (26709) و (26730) ، وأبو الأحوص كما في الرواية (26726) ، أربعتهم عن أبي إسحاق، فقالوا: عن أبي سلمة، عن أمِّ سلمة.
وسيأتي مطولاً برقم (26599) .
وفي الباب عن عائشة، سلف برقم (25361) .(44/167)
رُبَّ كَاسِيَاتٍ فِي الدُّنْيَا عَارِيَاتٍ فِي الْآخِرَةِ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير هند بنت الحارث، فلم يرو لها سوى البخاري.
وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 23/447-448، وفي "الاستذكار" 26/183 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه" (20748) ، وأخرجه من طريقه الطبراني في "الكبير" 23/ (836) ، والبمِهقي في "الشُّعب" (10489) ، والمزِّي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة هند بنت الحارث) .
وأخرجه البخاري (1126) و (5844) ، والترمذي (2196) ، وأبو يعلى (6988) من طرق عن معمر، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه البخاري (3599) و (6218) و (7069) ، والطبراني في "الأوسط" (9200) ، وفي "مسند الشاميين" (3225) ، والبغوي في "شرح السنة" (921) من طرق عن الزُّهري، به.
ورواه سفيان بن عيينة، واختلف عليه فيه: فرواه صدقة - كما عند البخاري (115) - عن ابن عيينة، عن محصر، عن الزهري، عن هند بنت الحارث، عن أم سلمة. وكذلك رواه سفيان (عند
البخاري) عن عمرو بن دينار ويحى بن سعيد الأنصاري، عن الزهري، به.
وتابع صدقةَ يعقوبُ بنُ كاسب كما عند الطبراني في "الكبير" 23/ (833) .
ورواه الحميدي كما في "مسنده" (292) ، وابنُ أبي عمر العدني كما عند ابن حبان (691) كلاهما عن سفيان بن عيينة، عن معمر، عن الزهري، عن هند، عن أم سلمة، به.
ورواه ابن أبي عُمر العَدَني- كما عند الطبراني في "الكبير" 23/ (835) - عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن الزهري، عن هند بنت الحارث، عن أم سلمة، به.
ورواه الحميدي، كما في "مسنده" (292) - ومن طريقه الحاكم 4/508-509، وابن عبد البر في "التمهيد" 23/448- وابنُ أبي عمر العدني،=(44/168)
26546 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا أَفْلَحُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ رَافِعٍ، قَالَ: كَانَتْ أُمُّ سَلَمَةَ تُحَدِّثُ أَنَّهَا سَمِعَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ وَهِيَ تَمْتَشِطُ: " أَيُّهَا النَّاسُ ". فَقَالَتْ لِمَاشِطَتِهَا: لُفِّي (1) رَأْسِي، قَالَتْ: فَقَالَتْ: فَدَيْتُكِ إِنَّمَا يَقُولُ: " أَيُّهَا النَّاسُ ". قُلْتُ: وَيْحَكِ، أَوَلَسْنَا مِنَ النَّاسِ؟ فَلَفَّتْ رَأْسَهَا، وَقَامَتْ فِي حُجْرَتِهَا، فَسَمِعَتْهُ يَقُولُ: " أَيُّهَا النَّاسُ، بَيْنَمَا أَنَا عَلَى الْحَوْضِ، جِيءَ بِكُمْ زُمَرًا، فَتَفَرَّقَتْ بِكُمُ الطُّرُقُ، فَنَادَيْتُكُمْ: أَلَا (2) هَلُمُّوا إِلَى (3) الطَّرِيقِ،
__________
= كما عند ابن حبان (691) ، كلاهما عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار ويحى بن سعيد، عن الزهري، عن أم سلمة. ولم يذكرا هنداً في الإسناد. قال الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 179: والحديث حديث هند.
ورواه عبد الله بن نمير- فيما أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 23/447- عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن الزهري، عن امرأة من قريش أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خرج ذات ليلة ... فذكره.
ورواه مالك كما في "الموطأ" 2/913 عن يحيى بن سعيد، عن الزهري، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلاً. لم يذكر هنداً ولا أم سلمة.
وقوله: عاريةٍ: بتخفيف الياء، وهي مجرورة على النعت، قال السهيلي: إنه الأحسن عند سيبويه، لأن "رب" عنده حرف جر يلزم صدرَ الكلام، ويجوزُ الرفعُ على إضمار مبتدأ، والجملة في موضع النعت، أي: هي عارية، والفعل الذي تتعلق به "رب" محذوف.
(1) في (ظ6) و (ق) و (ظ2) : كفي، والمثبت من (م) و (هـ) .
(2) قوله: ألا، ليس في (ظ6) .
(3) في (ق) : على.(44/169)
فَنَادَانِي مُنَادٍ مِنْ بَعْدِي، فَقَالَ: إِنَّهُمْ قَدْ بَدَّلُوا بَعْدَكَ، فَقُلْتُ: أَلَا سُحْقًا، أَلَا سُحْقًا " (1)
26547 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَخْبَرَنِي يَعْلَى بْنُ مَمْلَكٍ، أَنَّهُ سَأَلَ أُمَّ سَلَمَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَلَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِاللَّيْلِ (2) . قَالَتْ: " كَانَ يُصَلِّي الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ، ثُمَّ يُسَبِّحُ، ثُمَّ يُصَلِّي بَعْدَهَا مَا شَاءَ اللهُ مِنَ اللَّيْلِ، ثُمَّ يَنْصَرِفُ، فَيَرْقُدُ مِثْلَ مَا صَلَّى، ثُمَّ يَسْتَيْقِظُ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، أفلح بن سعيد، وعبد الله بن رافع من رجاله، وباقي رجال الإسناد رجال الشيخين.
وأخرجه مسلم (2295) (29) من طريق أبي عامر العقدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (11460) - وهو في "التفسير" (480) - من طريق عبد الله بن المبارك، والبيهفي في "البعث والنشور" (156) من طريق بشر بن عمر، كلاهما عن أفلح بن سعيد، به. ورواية البيهقي مختصرة.
وأخرجه ابن أبي شيبة 11/439 و15/31، ومسلم (2295) ، والطبراني في " الكبير" 23/ (661) و (996) و (997) ، وفي "الأوسط" (8709) ، والآجري في "الشريعة" ص356 من طرق عن عبد الله بن رافع، به.
وفي الباب عن أبي هريرة، وسلف برقم (7993) ، وعن أبي سعيد الخدري، وسلف برقم (11220) ، وعن أبي بكرة، سلف برقم (20494) ، وعن حذيفة، سلف برقم (23290) .
قال السندي: قوله: وهي تمتشط، على بناء الفاعل، يقال: امتشطت المرأة، ومشطتها الماشطة.
زمراً: بضم زاي وفتح ميم، أي: جماعات.
(2) قوله: بالليل، ليس في (ظ2) ولا (ق) .(44/170)
مِنْ نَوْمَتِهِ تِلْكَ (1) ، فَيُصَلِّي مِثْلَ مَا نَامَ، وَصَلَاتُهُ الْآخِرَةُ تَكُونُ إِلَى الصُّبْحِ " (2)
26548 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ الْمِصْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ أَسْلَمَ، أَنَّهُ قَالَ: حَجَجْتُ مَعَ مَوَالِيَّ، فَدَخَلْتُ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ (3) : أَعْتَمِرُ قَبْلَ أَنْ أَحُجَّ؟ قَالَتْ: إِنْ شِئْتَ فَاعْتَمِرْ (4) قَبْلَ أَنْ تَحُجَّ، وَإِنْ شِئْتَ فَبَعْدَ (5) أَنْ تَحُجَّ. قَالَ: فَقُلْتُ: إِنَّهُمْ يَقُولُونَ:
__________
(1) في (ق) : نومه ذلك.
(2) إسناده ضعيف لجهالة يعلى بن مَمْلَك، فقد تفرَّد بالرواية عنه عبدُ الله ابن عُبيد الله بن أبي مُلَيْكة، ولم يُؤثر توثيقُه عن غير ابن حبان، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. محمد بن بكر: هو البُرْساني، وابنُ جُرَيْج: هو عبدُالملك بن عبد العزيز.
وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه" (4709) ، وأخرجه من طريقه الطبراني في "الكبير" 23/ (645) .
وأخرجه ابن حِبَّان (2639) من طريق محمد بن بكر البُرْساني، به.
وأخرجه الفريابي في "فضائل القرآن" (111) ، والطبراني في "الكبير" 13/ (977) من طريق أبي عاصم، عن ابن جُرَيْج، عن أبيه، عن ابن أبي مليكة، به، ولم يذكر فيه صفة القراءة.
وسيكرر من رواية عبد الرزاق وحده برقم (26625) .
وقد سلف نحوه برقم (26526) .
(3) قوله: فقلت، ليس في (م) .
(4) في النسخ عدا (ظ6) : اعتمر، والمثبت من (ظ6) .
(5) في (م) بعد، والمثبت من النسخ الخطية.(44/171)
مَنْ كَانَ صَرُورَةً، فَلَا يَصْلُحُ أَنْ يَعْتَمِرَ قَبْلَ أَنْ يَحُجَّ؟ قَالَ: فَسَأَلْتُ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ، فَقُلْنَ مِثْلَ مَا قَالَتْ، فَرَجَعْتُ إِلَيْهَا، فَأَخْبَرْتُهَا بِقَوْلِهِنَّ، قَالَ: فَقَالَتْ: نَعَمْ وَأَشْفِيكَ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " أَهِلُّوا يَا آلَ مُحَمَّدٍ بِعُمْرَةٍ فِي حَجٍّ " (1)
26549 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مِنْ أَصْحَابِي مَنْ لَا أَرَاهُ وَلَا يَرَانِي بَعْدَ أَنْ أَمُوتَ أَبَدًا " قَالَ: فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ، قَالَ: فَأَتَاهَا يَشْتَدُّ، أَوْ يُسْرِعُ (2) ، شَكَّ شَاذَانُ، قَالَ: لَهَا (3) : أَنْشُدُكِ بِاللهِ،
__________
(1) إسناده صحيح، أبو عمران أسلم - وهو ابن يزيد التُّجيبي المصري - قد روى له أصحاب السنن سوى ابن ماجه، وهو ثقة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، حجَّاج: هو ابن محمد المِصِّيصي.
وأخرجه الحارث في "مسنده" (364) و (365) (زوائد) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (792) ، والبيهقي في "السنن" 4/355 من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد.
وسيأتي دون ذكر القصة برقم (26693) .
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4822) ، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب، ونزيد عليها حديث الهرماس، سلف برقم (15971) ، وحديث سراقة، سلف برقم (17582) .
قال السندي: قوله: من كان صرورة، اي: ما حجَّ قبل.
(2) في (ظ6) : مسرعاً.
(3) في (م) : قال: فقال لها، ولفظة "لها" ليست في (ظ6) .(44/172)
أَنَا مِنْهُمْ؟ قَالَتْ: لَا، وَلَنْ أُبَرِّئَ بَعْدَكَ أَحَدًا أَبَدًا (1) (2)
26550 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ يَعْنِي ابْنَ بَهْرَامَ، قَالَ: حَدَّثَنِي شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أُمَّ سَلَمَةَ، زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ جَاءَ نَعْيُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ لَعَنَتْ أَهْلَ الْعِرَاقِ فَقَالَتْ: قَتَلُوهُ قَتَلَهُمُ اللهُ: غَرُّوهُ وَذَلُّوهُ (3) ، لَعَنَهُمُ اللهُ، فَإِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَتْهُ فَاطِمَةُ
__________
(1) في (م) : ولن أبرىء أحداً بعدك أبدً.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد خالف فيه عاصم - وهو ابن بهدلة سليمانَ الأعمش، فأدخل مسروقاً بين أبي وائل شقيق بن سَلَمة وبين أمِّ سَلَمة، والأعمش أحفظُ منه، كما بينا في الرواية السالفة برقم (26489) . شريك - وهو ابن عبد الله النخعي، وإن كان سيِّىء الحفظ- توبع، كما سيرد. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. أسود: هو ابن عامر، ومسروق: هو ابن الأجدع.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (719) من طريق أبي نُعيم، عن شريك، بهذا الإسناد.
وأخرجه أيضاً 23/ (720) من طريق عمرو بن أبي قيس، و (721) من طريق إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، كلاهما عن عاصم ابن بَهْدَلة، به.
وسيأتي برقم (26659) .
قال السندي: قولها: لن أبرىء، من التبرئة، ومعنى بعدك، أي: بعد سؤالك، يريد أن مثلك إذا كان في شكٍّ من أمره حتى جئت تسألني فمن الذي يستحقُّ يبرؤ وينزه عن السوء ويشهد له بالخير، فإنه لو كان أحد كذلك لكنت أنت وأمثالُك أحقَّ بذلك، وهذا أظهر مما سبق في الحديث [26489] : ولن
أبلي، وفسره في النهاية بقوله: ولن أخبر، والله تعالى أعلم.
(3) في (ظ6) و (هـ) : ودلوه، وجاء في هامش (ظ2) ما نصه: إن كانت=(44/173)
غَدِيَّةً بِبُرْمَةٍ، قَدْ صَنَعَتْ لَهُ فِيهَا عَصِيدَةً تَحْمِلُهُا (1) فِي طَبَقٍ لَهَا، حَتَّى وَضَعَتْهَا بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ لَهَا: " أَيْنَ ابْنُ عَمِّكِ؟ " قَالَتْ: هُوَ فِي الْبَيْتِ. قَالَ: " فَاذْهَبِي، فَادْعِيهِ، وَائْتِنِي بِابْنَيْهِ ". قَالَتْ: فَجَاءَتْ تَقُودُ ابْنَيْهَا، كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بِيَدٍ، وَعَلِيٌّ يَمْشِي فِي أَثَرِهِمَا، حَتَّى دَخَلُوا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَجْلَسَهُمَا فِي حِجْرِهِ، وَجَلَسَ عَلِيٌّ عَنْ يَمِينِهِ، وَجَلَسَتْ فَاطِمَةُ عَنْ يَسَارِهِ، قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: فَاجْتَبَذَ مِنْ تَحْتِي كِسَاءً خَيْبَرِيًّا كَانَ بِسَاطًا لَنَا عَلَى الْمَنَامَةِ فِي الْمَدِينَةِ، فَلَفَّهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ جَمِيعًا، فَأَخَذَ بِشِمَالِهِ طَرَفَيِ الْكِسَاءِ، وَأَلْوَى بِيَدِهِ الْيُمْنَى إِلَى رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ: " اللهُمَّ أَهْلِي، أَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ، وَطَهِّرْهُمْ تَطْهِيرًا، اللهُمَّ أَهْلِي أَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهِّرْهُمْ تَطْهِيرًا اللهُمَّ أَهْلُ بَيْتِي أَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهِّرْهُمْ تَطْهِيرًا " قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَسْتُ مِنْ أَهْلِكَ؟ قَالَ: " بَلَى، فَادْخُلِي فِي الْكِسَاءِ (2) " قَالَتْ: فَدَخَلْتُ فِي الْكِسَاءِ بَعْدَمَا قَضَى دُعَاءَهُ لِابْنِ عَمِّهِ عَلِيٍّ وَابْنَيْهِ، وَابْنَتِهِ فَاطِمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ (3)
__________
= الرواية: ودلوه، فمعناه أرسلوه، والله أعلم.
(1) في (م) : تحمله.
(1) في (م) : أهل بيتي.
(2) قوله: "في الكساء" ليس في (ظ2) ولا (ق) .
(3) إسناده ضعيف لضعف شهر بن حوشب، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عبد الحميد بن بَهْرام - وهو صاحب شهر بن حوشب - فقد روى=(44/174)
26551 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ، حَدَّثَنِي شَهْرٌ، قَالَ: سَمِعْتُ أُمَّ سَلَمَةَ، تُحَدِّثُ زَعَمَتْ أَنَّ فَاطِمَةَ، جَاءَتْ إِلَى نَبِيِّ اللهِ تَشْتَكِي إِلَيْهِ الْخِدْمَةَ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَاللهِ لَقَدْ مَجِلَتْ يَدَايَ (1) مِنَ الرَّحَى، أَطْحَنُ مَرَّةً، وَأَعْجِنُ مَرَّةً، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنْ يَرْزُقْكِ اللهُ شَيْئًا يَأْتِكِ، وَسَأَدُلُّكِ عَلَى خَيْرٍ مِنْ ذَلِكَ: إِذَا لَزِمْتِ مَضْجَعَكِ، فَسَبِّحِي اللهَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَكَبِّرِي ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَاحْمَدِي أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ، فَذَلِكَ مِائَةٌ، فَهُوَ خَيْرٌ لَكِ مِنَ الْخَادِمِ، وَإِذَا صَلَّيْتِ صَلَاةَ الصُّبْحِ، فَقُولِي: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، يُحْيِي وَيُمِيتُ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. عَشْرَ مَرَّاتٍ بَعْدَ صَلَاةِ الصُّبْحِ، وَعَشْرَ مَرَّاتٍ بَعْدَ صَلَاةِ الْمَغْرِبِ، فَإِنَّ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ تُكْتَبُ (2) عَشْرَ حَسَنَاتٍ، وَتَحُطُّ (3) عَشْرَ سَيِّئَاتٍ، وَكُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ كَعِتْقِ
__________
= له البخاري في "الأدب المفرد" والترمذيُّ وابنُ ماجه، وهو ثقة، لكنهم عابوا عليه كثرة روايته عن شهر بن حوشب. أبو النَّضْر: هو هاشم بن القاسم.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (770) ، والطبري في "تفسيره" 22/7، والطبراني في "الكبير" (2666) ، و23/ (785) و (786) ، من طرق عن عبد الحميد بن بَهْرام، بهذا الإسناد.
وقد سلف نحوه بإسناد صحيح برقم (26508) ، فانظره لزاماً.
(1) في (م) : يديّ!
(2) في (ظ6) : يكتب.
(3) في (ظ6) : ويحط، وكذلك هي في نسخة السندي، وفي (ظ2) و (ق) : وتحط عنه.(44/175)
رَقَبَةٍ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَلَا يَحِلُّ لِذَنْبٍ كُسِبَ ذَلِكَ الْيَوْمَ أَنْ يُدْرِكَهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ الشِّرْكُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَهُوَ حَرَسُكِ، مَا بَيْنَ أَنْ تَقُولِيهِ غُدْوَةً إِلَى أَنْ تَقُولِيهِ عَشِيَّةً، مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ، وَمِنْ كُلِّ سُوءٍ " (1)
26552 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مَوْلَى آلِ (2) طَلْحَةَ عَنْ كُرَيْبٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُجْنِبُ ثُمَّ يَنَامُ، ثُمَّ
__________
(1) طلب فاطمة رضي الله عنها الخادم، وما دلَّها عليه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الذكر إذا لزمت مضجعها. صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه، وقد اضطرب فيه شهر بن حوشب كما بسطنا ذلك في حديث عبد الرحمن بن غَنْم السالف برقم (17990) .
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (787) من طريق أبي الوليد، عن عبد الحميد بن بَهْرام، بهذا الإسناد.
وقوله: "إذا لزمتِ مضجعك، فسبِّحي الله ... " إلى قوله: "خيرٌ لكِ من الخادم" له شاهد صحيح من حديث علي رضي الله عنه، سلف برقم (740) ، وذكرنا أحاديث الباب في حديث عبد الرحمن بن غنم، المذكور آنفاً.
قال السندي: قوله: مجلت يداي، يقال: مجلت يدُه، بفتح الجيم وكسرها، أي: تَنَفَّطَتْ من العمل.
إنْ يرزقْك، أي: إن قَدَّرَ لك شيئاً من خادم وغيره، فذاك لا بدّ أن يجيئك، ولا يفوتك، فاصبري، ولا تسألي.
تكتب: يحتمل بناء الفاعل والمفعول، والأول أنسب بقوله: يحطّ، فإنه على بناء الفاعل.
كُسِبَ: على بناءالمفعول، ومعنى أن يدركه هو: أن لا يغفر له ويبقى عليه.
(2) في (ق) : أبي.(44/176)
يَنْتَبِهُ، ثُمَّ يَنَامُ " (1)
26553 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ، حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ مُوسَى الْمَرَئَيُّ (2) ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَرْكَعُ رَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْوِتْرِ، وَهُوَ جَالِسٌ " (3)
__________
(1) إسناده ضعيف لضعف شَريك: وهو ابنُ عبد الله الثخَعي، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة، فمن رجال مسلم. كُريب: هو مولى ابن عباس.
وسلف برقم (24799) عن أسود، عن شريك، عن محمد بن عبد الرحمن، عن كُريب، عن عائشة.
(2) في (م) : المرائي، وهو خطأ.
(3) صحيح من حديث عائشة، وهذا إسناد ضعيف. ميمون بن موسى المَرَئيُّ: مدلِّس، وقد عنعن، ثم إنه اختلف فيه على الحسن، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أمِّ الحسن - واسمها خيرة - فقد روى لها مسلم وأصحابُ السنن، وهي حسنة الحديث.
فرواه حمَّادُ بنُ مَسْعدة - كما في هذه الرواية، وعند البخاري في "التاريخ الكبير" 3/422، وفي "الأوسط" 2/114، والترمذي (471) ، وابن ماجه (1195) ، والعقيلي في "الضعفاء" 4/186، والطبراني في "الكبير" 23/ (859) ، وابن عدي في "الكامل" 6/2410، والدارقطني في "السنن" 2/36، وابن جُميع الصيداوي في "معجم شيوخه" ص165، وأبي نُعيم في "أخبار أصبهان" 1/254
و2/336، والبيهقي في "السنن" 3/32-33- عن ميمون بن موسى، بهذا الإسناد.
قال الترمذي: وقد روي نحو هذا عن أبي أمامة وعائشة وغير واحد عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقال العقيلي: لا يتابعِ على رفعه، وغيرُه يرويه عن أمِّ سلمة من فعلها.
قلنا: نعم، تابع ميمون بنَ موسى زكريا بنُ حكيم عند البخاري في=(44/177)
26554 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أُمِّ الْحَسَنِ، أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ، حَدَّثَتْهُمْ " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَبَّرَ لِفَاطِمَةَ شِبْرًا مِنْ نِطَاقِهَا " (1)
__________
= "التاريخ الكبير" 3/422، والطبراني في "الكبير" 23/ (860) ، وفي "الأوسط" (7090) . إلا أن زكريا بن حكيم ضعفه الأئمة، وقال ابن حبان: يروي عن الأثبات ما لا يشبه أحاديثهم، حتى يسبق إلى القلب أنه المتعمد.
ورواه هشام بن حسان القُردوسي من حديث عائشة - فيما سلف برقم (25986) ، وعند البخاري في "التاريخ الكبير" 3/422- فقال: عن الحسن، عن سعد بن هشام، عن عائشة. قال البخاري: وهذا أصح. وقال الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 77: وقول من قال: سعد بن هشام أشبه بالصواب، وقول ميمون المرئي غير مرفوع.
(1) إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد بن جُدعان، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح إلا أن أم الحسن البصري - وهي خيِّرة روى عنها جمع، وذكرها ابن حبان في "ثقاته"، وروى لها مسلم، وأصحاب السنن - حسنة الحديث، وهي مولاة أم سلمة.
وقد اختلف في إسناده على حماد بن سلمة:
فأخرجه الترمذي (1732) من طريق عفان، بهذا الإسناد. وقال: وروى بعضهم عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن الحسن، عن أمه، عن أم سلمة.
وقوله: (عن أمه) تحرف في بعض النسخ إلى: (عن أبيه) ، والتصويب من "تحفة الاشراف" 13/49.
وأخرجه أبو يعلى (6892) عن إبراهيم بن الحجاج السامي، عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن الحسن، عن أم سلمة، به.
قال الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 178: والصحيح عن حماد، عن علي ابن زيد، عن أم الحسن، عن أم سلمة.=(44/178)
26555 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ نَاعِمٍ، مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُبْنَى عَلَى الْقَبْرِ، أَوْ يُجَصَّصَ (1) " (2)
__________
=وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (871) ، وفي "الأوسط" (2072) من طريق أبي ربيعة فهد بن عوف، عن حماد بن سلمة، عن يونس بن عبيد وحميد، عن الحسن، عن أمه، عن أم سلمة، به. وفهد بن عوف قال ابن المديني: كذاب، وتركه مسلم والفلاس، وقال أبو زرعة: اتهم بسرقة حديثين.
ورواه حجاج بن منهال - فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 178- عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن الحسن، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلاً، فال الدارقطني: والمرسل أشبه.
وله شاهد لا يفرح يه من حديث أنس عند الطبراني في "الأوسط" (5932) ، وفي إسناده ضرار بن صرد قال فيه البخاري وغيره: متروك، واتهمه ابن معين بالكذب.
وانظر الحديث (26511) .
قال السندي: قولها: شبر لفاطمة، من شَبَر الثوبَ، كضرب ونصر.
قلنا: وقال المباركفوري في "تحفة الأحوذي" 5/408: شَبّرَ، من التشبير ... ونقل عن "القاموس" ما نصه: النطاق، ككتاب: شقة تلبسه المرأة، تشدُّ وسطَها، فترسلُ الأعلى على الأسفل إلى الأرض، والأسفل ينجرُّ على الأرض، ليس لها حُجْزَة ولا نَيْفَقٌ ولا ساقان، ثم قال: والمعنى أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدَّرَ لفاطمة رضي الله عنها أن تُرخيَ قَدْرَ شِبْر من نِطاقها، قال النووي: أجمعوا علي جواز الجر للنساء.
(1) في (ظ2) وهامش كل من (ظ2) و (هـ) يُقصَّص، وهما بمعنى، أي: بناؤها بالقَصَّة، وهي الجِصّ، كذا في "النهاية".
(2) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد اختُلف فيه على ابن لهيعة: فرواه حسن بن موسى- كما في هذه الرواية - عن ابن لهيعة، عن يزيد بن=(44/179)
26556 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ (1) نَاعِمٍ، مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ يُجَصَّصَ (2) قَبْرٌ، أَنْ يُبْنَى عَلَيْهِ، أَوْ يُجْلَسَ عَلَيْهِ " قَالَ أَبِي: لَيْسَ فِيهِ أُمُّ سَلَمَةَ (3)
26557 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، عَنْ أُمِّ حَكِيمٍ السُّلَمِيَّةِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَحْرَمَ مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، غَفَرَ اللهُ لَهُ (4) مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ " (5)
__________
= أبي حبيب، عن ناعم مولى أمّ سلمة، عن أمّ سلمة.
ورواه عبد الله بن المبارك - كما في الرواية الآتية برقم (26556) - عنه، عن يزيد بن أبي حبيب، عن ناعم مولى أم سلمة مرسلاً، لم يذكر فيه أمَّ سلمة، وفيه زيادة: أو يُجلس عليه. وهو الصواب من رواية ابن لهيعة، لأن ابن المبارك سمع منه قديماً، قبل احتراق كتبه.
وله شاهد من حديث جابر بن عبد الله، وقد سلف بإسناد صحيح برقم (14148) ، وهو عند مسلم (970) (94) .
(1) في (ظ6) : حدثني.
(2) في (ظ6) : يقصَّص، وهما بمعنى، كما ذكرنا في الحديث قبله.
(3) حديث صحيح لغيره، وانظر ما قبله.
(4) في (ق) : غُفر له.
(5) إسناده ضعيف لجهالة حال أم حكيم - وهي حُكيمة بنت أمية بن الأخنس، فلم يذكر في الرواة عنها سوى اثنين، ولم يؤثر توثيقها عن غير ابن حبان. وابنُ لهيعة - وهو عبد الله - ضعيف سيّىء الحفظ، ثم إن فيه اضطراباً سنبينه في الرواية التالية برقم (26558) . وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.=(44/180)
26558 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ سُحَيْمٍ، مَوْلَى آلِ جُبَيْرٍ (1) عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي سُفْيَانَ الْأَخْنَسِيِّ، عَنْ أُمِّهِ أُمِّ حَكِيمٍ ابْنَةِ أُمَيَّةَ بْنِ الْأَخْنَسِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ أَهَلَّ مِنَ الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى بِعُمْرَةٍ، أَوْ بِحَجَّةٍ، غُفِرَ لَهُ (2) مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ " قَالَ: فَرَكِبَتْ أُمُّ حَكِيمٍ عِنْدَ ذَلِكَ الْحَدِيثِ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ حَتَّى أَهَلَّتْ مِنْهُ بِعُمْرَةٍ (3)
__________
=وله شاهد لا يفرح به من حديث ابن عمر عند الطبراني في "الأوسط" (9232) ، ففي إسناده غالب بن عبيد الله العقيلي، وهو متروك.
(1) كذا في النسخ الخطية و (م) : مولى آل جبير، والذي في مصادر ترجمته: مولى آل حنين.
(2) في (م) (ظ2) و (ق) : غفر الله له.
(3) إسناده ضعيف لجهالة أم حكيم ابنة أمية بن الأخنس، واسمها حكيمة، إذ لم يُذكر في الرواة عنها سوى اثنين، وذكرها ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ: مقبولة. ويحمى بن أبي سفيان، قال أبو حاتم: ليس بالمشهور، وقال الحافظ: مستور. وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح غير ابن إسحاق - وهو محمد - فقد روى له مسلما متابعة، وقد صرَّح بالتحديث.
ثم إنه قد اضطرب في إسناده ومتنه اضطراباً شديداً:
فرواه يعقوب بن إبراهيم، عن أبيه- كما في هذه الرواية، وعند أبي يعلى (7009) ، وابن حبان (3701) - عن ابن إسحاق، به.
وكذلك رواه سَلَمةُ بن الفضل - فيما أخرجه الدارقطني 2/284 - عن أبن إسحاق، بهذا الإسناد.
ورواه أحمد بن خالد- فيما أخرجه ابن ماجه (3002) - عن ابن إسحاق، عن يحيى بن أبي سفيان، عن أمِّه أم حكيم ابنة أمية، عن أم سلمة، لم يذكر=(44/181)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= سليمان بن سُحيم.
ورواه عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي عن ابن إسحاق واختلف عليه:
فرواه محمد بن يحيى القطعي- فيما أخرجه الطبراني 23/ (1006) ومن طريقه الضياء المقدسي في "فضائل بيت المقدس" (58) - عن عبد الأعلى، عن ابن إسحاق، عن سليمان بن سُحيم، عن يحيى بن أبي سفيان، عن أم حكيم، به. ولفظه: "من أهلّ بعمرة من بيت المقدس غفر له".
ورواة ابن أبي شيبة في "المصنف" ص81 (نشرة العمروي) - ومن طريقه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/161، وابن ماجه (3001) ، وأبو يعلى (6900) - عن عبد الأعلى، عن ابن إسحاق، عن سليمان بن سحيم، عن أم حكيم، به. لم يذكر يحيى بن أبي سفيان. قال البخاري: ولا يتابع في هذا الحديث لما وقَّت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذا الحليفة والجحفة، واختار أن أهلَّ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من ذي الحليفة.
ورواه القواريري- فيما أخرجه البخاري 1/161- عن عبد الأعلى، عن ابن إسحاق، عن سليمان، عن يحيى بن فلان، عن أم جعفر بنت أبي أمية، عن أم سلمة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ....
ورواه الدراوردي- فيما أخرجه البخاري 1/161، والطبراني 23/ (849) ، وفي "الأوسط" (6511) - عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن يحيى بن سفيان، عن جدته حكيمة، عن أم سلمة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ....
ورواه ابن أبي فديك- فيما أخرجه البخاري 1/161، وأبو داود (1741) ، وأبو يعلى (6927) ، والدارقطني 2/283، والبيهقي 5/30، والمقدسي (59) - عن عبد الله بن عبد الرحمن بن يحنس، عن يحيى بن أبي سفيان الأخنسي، عن جدته حكيمة، عن أمِّ سَلَمة زوجِ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بلفظ....
ورواه أبو يعلى محمد بن أبي الصلت- فيما أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/161 - عن ابن أبي فديك، عن محمد بن عبد الرحمن بن يحنس، عن أبي سفيان الأخنسي، عن جدته حكيمة بنت أمية، عن أم سلمة=(44/182)
26559 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لِأَزْوَاجِهِ: " إِنَّ الَّذِي يَحْنُو عَلَيْكُنَّ بَعْدِي لَهُوَ (1) الصَّادِقُ الْبَارُّ، اللهُمَّ اسْقِ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ مِنْ سَلْسَبِيلِ الْجَنَّةِ " (2)
__________
=سمعت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.... قال الحافظ في "التلخيص" 2/230: والذي وقع في رواية أبي داود وغيره: عبد الله بن عبد الرحمن، لا محمد بن عبد الرحمن، وكأن الذي في رواية البخاري أصح.
ورواه الواقدي - فيما أخرجه الدارقظني 2/283 - عن عبد الله بن عبد الرحمن بن يحنس، عن يحيى بن عبد الله بن أبي سفيان الأخنسي، عن أمه، عن أم سلمة، بلفظ: "من أحرم من بيت المقدس بحج أو عمرة، كان من ذنوبه كيوم ولدته أمه".
وذكر ابن القيم في "زاد المعاد" 3/267 أنه حديث لا يثبت، وأنه قد اضطرب في إسناده ومتنه اضطراباً شديداً. وقال المنذري في "مختصر سنن أبي داود" 2/285: اختلف الرواة في متنه وإسناده اختلافاً كثيراً.
(1) في (ق) : هو.
(2) حديث حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف. ابنُ إسحاق - وهو محمد - مدلِّس وقد عنعن، ومحمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن الحصين - وهو من رجال "التعجيل" - لم يذكروا في الرواة عنه سوى محمد بن إسحاق، وقال فيه: كان صوَّاماً قوَّاماً، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وعوف بن الحارث:
هو ابن الطفيل الأزدي رضيع عائشة، أو ابن أخيها لأمها، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وأخرج له البخاري.
وأخرجه الحاكم 3/311 من طريق يونس، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد 3/132، وابن أبي عاصم في "السنة" (1412) ،=(44/183)
26560 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدَ اللهِ ابْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَوْهَبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي يَعْنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَوْهَبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، قَالَ: أَجْمَعَ أَبِي عَلَى الْعُمْرَةِ، فَلَمَّا حَضَرَ خُرُوجُهُ، قَالَ: أَيْ بُنَيَّ لَوْ دَخَلْنَا عَلَى الْأَمِيرِ، فَوَدَّعْنَاهُ، قُلْتُ: مَا شِئْتَ. قَالَ: فَدَخَلْنَا عَلَى مَرْوَانَ، وَعِنْدَهُ نَفَرٌ، فِيهِمْ عَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ، فَذَكَرُوا الرَّكْعَتَيْنِ الَّتِي يُصَلِّيهِمَا ابْنُ الزُّبَيْرِ بَعْدَ الْعَصْرِ، فَقَالَ لَهُ مَرْوَانُ: مِمَّنْ (1) أَخَذْتَهُمَا يَا ابْنَ الزُّبَيْرِ؟ قَالَ: أَخْبَرَنِي بِهِمَا أَبُو هُرَيْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ. فَأَرْسَلَ مَرْوَانُ إِلَى عَائِشَةَ: مَا رَكْعَتَانِ يَذْكُرُهُمَا ابْنُ الزُّبَيْرِ
__________
= والطبراني في "الكبير" 23/ (636) ، والحاكم 3/311 من طرق عن إبراهيم بن سعد، به.
قال الحاكم: قد صح الحديث عن عائشة وأم سلمة، ووافقه الذهبي.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1413) ، والطبراني 23/ (896) من طريق سليمان بن عبيد الله الأنصاري، عن محمد بن سلمة، عن ابن إسحاق، عن محمد بن عبد الرحمن، عن عوف بن مالك الأشجعي، عن أمّ سلمة، به.
وسليمان بن عبيد الله ضعيف.
وسيأتي برقم (26580) .
وله شاهد من حديث عائشة بإسناد حسن، سلف برقم (24485) .
وقولها: اللهم اسقِ عبد الرحمن بن عوف من سلسبيل الجنة مُدرج من كلام أمِّ سلمة، وقد سلف أن عائشة قالت نحوه، كما صرّح بذلك في رواية الترمذي (3749) ولا يستبعد أن تقوله أم سلمة كذلك، لأنه وصلَ أزواجَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمالٍ بِيعَ بأربعين ألفاً.
(1) في (ق) : عمن.(44/184)
أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ أَخْبَرَهُ عَنْكِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّيهِمَا بَعْدَ الْعَصْرِ؟ فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ: أَخْبَرَتْنِي أُمُّ سَلَمَةَ. فَأَرْسَلَ إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ: مَا رَكْعَتَانِ زَعَمَتْ عَائِشَةُ أَنَّكِ أَخْبَرْتِهَا (1) أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّيهِمَا بَعْدَ الْعَصْرِ؟ فَقَالَتْ: يَغْفِرُ اللهُ لِعَائِشَةَ، لَقَدْ وَضَعَتْ أَمْرِي عَلَى غَيْرِ مَوْضِعِهِ، صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الظُّهْرَ، وَقَدْ أُتِيَ بِمَالٍ، فَقَعَدَ يَقْسِمُهُ حَتَّى أَتَاهُ الْمُؤَذِّنُ بِالْعَصْرِ، فَصَلَّى الْعَصْرَ، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَيَّ، وَكَانَ يَوْمِي، فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ، فَقُلْتُ: مَا هَاتَانِ الرَّكْعَتَانِ يَا رَسُولَ اللهِ، أُمِرْتَ بِهِمَا؟ قَالَ: " لَا، وَلَكِنَّهُمَا رَكْعَتَانِ كُنْتُ أَرْكَعُهُمَا بَعْدَ الظُّهْرِ، فَشَغَلَنِي قَسْمُ هَذَا الْمَالِ حَتَّى جَاءَنِي الْمُؤَذِّنُ بِالْعَصْرِ، فَكَرِهْتُ أَنْ أَدَعَهُمَا " فَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: اللهُ أَكْبَرُ، أَلَيْسَ قَدْ صَلَّاهُمَا مَرَّةً وَاحِدَةً؟ وَاللهِ لَا أَدَعُهُمَا أَبَدًا، وَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: مَا رَأَيْتُهُ صَلَّاهُمَا (2) قَبْلَهَا وَلَا بَعْدَهَا (3)
__________
(1) في (م) و (ق) و (ظ6) : أَخْبَرْتِيهَا، والمثبت من (ظ2) .
(2) في (ق) : صلاها.
(3) صلاة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ركعتين بعد العصر صحيح، وهذا إسناد ضعيف على
قلب فيه، فأبو أحمد الزُّبيري إنما يروي عن عبيد الله بن عبد الرحمن بن مَوْهب، عن عمه عبيد الله بن عبد الله بن مَوْهب. كما في مصادر الرجال، وهذا القلب قديم، وقد بيَض له الحافظ في "أطراف المسند" 9/423. وعُبيد الله بن عبد الرحمن ابن عبد الله بن موهب ضعيف، وعمُّه عُبيد الله بن عبد الله مجهول، جهله الشافعي وأحمد وابنُ القطان، وذكره ابن حبان في "ثقاته" على عادته في توثيق المجاهيل.
وانظر (26515) .(44/185)
26561 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ يَعْنِي زُهَيْرَ بْنَ مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ أَبِي سَهْلٍ، مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ عَنْ مُسَّةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: " كَانَتِ النُّفَسَاءُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَقْعُدُ بَعْدَ نِفَاسِهَا أَرْبَعِينَ يَوْمًا "، أَوْ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً شَكَّ أَبُو خَيْثَمَةَ وَكُنَّا نَطْلِي عَلَى وُجُوهِنَا (1) الْوَرْسَ مِنَ الْكَلَفِ (2)
__________
(1) في (ظ6) : وجهها.
(2) حسن لغيره، وهذا إسنادٌ ضعيف فيه مُسَّة - وهي الأزدية، وتُكنى أمَّ بُسَّة - روى عنها أبو سهل، وهو كثير بن زياد البُرْساني، وقال الدارقطني: لا تقوم بها حُجَّة. وقال ابن القطَّان في "الوهم والإيهام" 3/329: لا تعرف حالُها ولا عينُها، ولا تُعرف في غير هذا الحديث. وقال الحافظ في
"التلخيص" 1/171: مجهولة الحال. وقال في "التقريب": مقبولة. قلنا: لكن صاحب "عون المعبود" 1/123 نقل عن صاحب "البدر المنير" قوله: "لا نُسلِّمُ جهالةَ عينها، وجهالةُ حالها مرتفعة، فإنه روى عنها جماعة: كثيرُ بن زياد، والحَكَم بنُ عُتيبة، وزيد بنُ علي بن الحسين، ورواه محمد بن عبيد الله
العرزمي، عن الحسن، عن مُسَّة أيضاً، فهؤلاء رَوَوْا عنها، وقد أثنى على حديثها البخاري، وصحَّح الحاكم إسناده، فأقلُّ أحواله أن يكون حسناً. قلنا:
والحديثُ لا يعرف إلا من حديث أبي سهل كثير بن زياد فيما قال الترمذي في "سننه" (139) ، ونقله كذلك عن البخاري.
قلنا: وحديث الحكم بن عتيبة عن مُسَّة، جاء عند الدارقطني 1/223 من رواية محمد بن عُبيد الله العَرْزمي، وهو متروك، وأما رواية زيد بن علي بن الحسين، فلم نقف عليها، ويتقوى هذا الحديث بالشواهد كما سيرد. وبقية رجال الإسناد ثقات، غير أن ابن حبان ذكر كثير بن زياد في "الثقات"، ثم
غفل، فذكره في "المجروحين" 2/224-225، فقال: يروي عن الحسن وأهل العراق الأشياء المقلوبة، استحق مجانبة ما انفرد من الروايات، وهو=(44/186)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الذي روى عن مُسَّة، عن أم سلمة، قلنا: وقد قال الحافظ في "التلخيص " 1/171: وأغربَ ابن حبان فضعَّفه بكثير بن زياد، فلم يصب.
وأخرجه أبو داود (955) ، والدارمي (955) ، وابنُ المنذر في "الأوسط" (831) ، وابن حبان في "المجروحين" 2/224-225، والطبراني في "الكبير" 23/ (878) ، والحاكم 1/175، وأبو نعيم في "أخبار أصفهان" 2/93، والبيهقي في "السنن" 1/341، والبغوي في "شرح السنة" (322) من طرق عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (312) ، والحاكم 1/175، والبيهقي 1/341 من طريق يونس بن نافع، عن أبي سهل كثير بن زياد، به، وفيه: كانت المرأة من نساء النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تقعدُ في النفاس أربعين ليلة لا يأمرها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقضاءِ صلاة النِّفاس.
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولا أعرف في معناه غير هذا.
ووافقه الذهبي. قلنا: ويونس بن نافع يخطىء.
قال ابن القطان في "الوهم والإيهام" 3/329: إن أزواج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما منهن من كانت نُفَساء أيام كونها معه إلا خديجة، وزوجيَّتها كانت قبل الهجرة، فإذن لا معنى لقولها: قد كانت المرأة من نساء النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تقعد أربعين يوماً، إلا أن تريد بنسائه غير أزواجه من بنات وقريبات وسُرِّيته ماريَّة.
وسيرد بالأرقام: (26584) و (26592) و (26638) .
وفي الباب: عن أنس عند ابن ماجه (649) ، والدارقطني 1/220 بلفظ:
وقَّت للنفساء أربعين يوماً إلا أن ترى الطُّهر قبل ذلك. وفي إسناده سلام الطويل، وهو ضعيف الحديث.
وعن عثمان بن أبي العاص عند الدارقطني 1/220، والحاكم 1/176 بلفظ: وقَّت للنساء في نِفاسهن أربعين يوماً، وقال الحاكم. فإن سَلِمَ هذا الإسناد من أبي بلال، فإنه مرسل صحيح، فإن الحسن لم يسمع من عثمان بن أبي العاص. وقال الدارقطني: أبو بلال الأشعري ضعيف.
وعن عبد الله بن عمرو عند الدارقطني 1/221، والحاكم 1/176، وفي=(44/187)
26562 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: " مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَامَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ، إِلَّا أَنَّهُ كَانَ يَصِلُ شَعْبَانَ بِرَمَضَانَ " (1)
__________
=إسناده عمرو بن الحصين، وابن علاثة، وهما ضعيفان متروكان.
وعن عائشة عند الدارقطني 1/220 مثله. وفي إسناده أبو بلال الأشعري، وهو ضعيف، وعطاء بن عجلان، وهو متروك، فيما قال الدارقطني.
وعن أبي هريرة عند ابن عدي فىِ "الكامل" 5/1861 وفيه العلاء بن كثير، وهو ضعيف.
وعن جابر عند الطبراني في "الأوسط" (465) ، وفي إسناده عُبيد بن جناد، وهو ضعيف.
قلنا: وهذه الأحاديث كلها معلولة، لكن بمجموعها يحسَّن الحديث، مع ما ذكروا من أن العمل عليه عند أهل العلم، والله أعلم.
قال السندي: قولها: الوَرْس، بفتح فسكون، نبت معروف يزرع باليمن.
من الكَلَف: بفتحتين، شيء أسود يعلو الوجه.
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر.
وأخرجه الترمذي في "جامعه" (736) ، وفي "الشمائل" (294) ، والنسائي في "المجتبى" 4/150، وفي "الكبرى" (2485) ، وأبو يعلى (6970) ، والبيهقي في "السنن" 2/210، والبغوي في "شرح السنة" (1720) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/82 من طريق أبي حذيفة، عن سفيان، به.
قال الترمذي في "السنن": حديث أمِّ سلمة حديثٌ حسن، وقد روي هذا الحديث أيضاً عن أبي سلمة، عن عائشة أنها قالت: ما رأيتُ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في=(44/188)
26563 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، وَأَيُّوبَ (1) ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: حَدَّثَتْنَا أُمُّنَا، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعَمَّارٍ: " تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ " (2)
__________
= شهر أكثر صياماً منه في شعبان، كان يصومه إلا قليلاً، بل كان يصومه كله.
وقال في "الشمائل": هذا إسناد صحيح، وهكذا قال: عن أبي سلمة، عن أمِّ سلمة، وروى هذا الحديث غيرُ واحد عن أبي سلمة، عن عائشة رضي الله عنها، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ويحتمل أن يكون أبي سلمة بن عبد الرحمن قد روى هذا الحديث عن عائشة وأمِّ سلمة جميعا، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قلنا: وحديث أبي سلمة عن عائشة، سلف برقم (24116) .
وسلف نحوه برقم (26517) .
(1) في (ظ2) و (ق) و (هـ) و (م) : أو أيوب، والمثبت من (ظ6) و"أطراف المسند" 9/433.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. خالد الحذاء: هو ابن مِهْران، وأيوب: هو السَّخْتِياني.
وهو عند أبي داود الطيالسي، كما في "مسنده" (1598) ، ومن طريقه أخرجه ابنُ سعد 3/252، والبيهقي في "السنن" 8/189، وفي "الدلائل" 2/549. لكن رواية البيهقي ليس فيها ذكر أيوب.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (852) من طريق عمرو بن مرزوق، عن شعبة، عن أيوب، به، دون ذكر خالد الحذَّاء.
ورواه محمد بن بشار عن الطيالسي- فيما أخرجه ابنُ حِبَّان (7077) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (857) - عن شعبة، عن يونس بن عبيد، عن الحسن، به.
وسلف مطولاً برقم (26482) ، وذكرنا تخريجه عند مسلم.(44/189)
26564 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ مَمْلَكٍ، قَالَ: سَأَلْتُ (1) أُمَّ سَلَمَةَ عَنْ صَلَاةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِاللَّيْلِ وَقِرَاءَتِهِ قَالَتْ: مَا لَكُمْ وَلِصَلَاتِهِ وَلِقِرَاءَتِهِ؟ قَدْ كَانَ " يُصَلِّي قَدْرَ مَا يَنَامُ، وَيَنَامُ قَدْرَ مَا يُصَلِّي وَإِذَا هِيَ تَنْعَتُ قِرَاءَتَهُ، فَإِذَا قِرَاءَةٌ مُفَسَّرَةٌ حَرْفًا حَرْفًا " (2)
* 26565 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ:] وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ أُمِّ مُوسَى، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: وَالَّذِي أَحْلِفُ بِهِ، إِنْ كَانَ عَلِيٌّ لَأَقْرَبَ النَّاسِ عَهْدًا بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَتْ: عُدْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَدَاةً بَعْدَ غَدَاةٍ يَقُولُ: " جَاءَ عَلِيٌّ؟ " مِرَارًا، قَالَتْ: وَأَظُنُّهُ كَانَ بَعَثَهُ فِي حَاجَةٍ. قَالَتْ: فَجَاءَ بَعْدُ فَظَنَنْتُ أَنَّ لَهُ إِلَيْهِ حَاجَةً، فَخَرَجْنَا مِنَ الْبَيْتِ، فَقَعَدْنَا عِنْدَ الْبَابِ، فَكُنْتُ مِنْ أَدْنَاهُمْ إِلَى الْبَابِ، فَأَكَبَّ عَلَيْهِ عَلِيٌّ، فَجَعَلَ يُسَارُّهُ وَيُنَاجِيهِ، ثُمَّ قُبِضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ يَوْمِهِ ذَلِكَ، فَكَانَ أَقْرَبَ النَّاسِ بِهِ عَهْدًا (3)
__________
(1) في (ظ6) و (ق) : سئلت.
(2) إسناده ضعيف، وهو مكر (26526) سنداً ومتناً.
(3) إسناده ضعيف، أمُّ موسى: وهي سُرِّيَّةُ عليِّ بن أبي طالب، تفرَّد بالرواية عنها مُغيرة: وهو ابن مِقْسَم الضَّبِّي، وذكرها العجلي في "ثقاته"، وقال الدارقطني حديثُها مستقيم يخرّج حديثها اعتباراً.=(44/190)
26566 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: سَمِعْنَا مِنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ زَيْنَبَ بِنْتَ أُمِّ سَلَمَةَ، حَدَّثَتْهُ قَالَتْ (1) : حَدَّثَتْنِي أُمِّي، قَالَتْ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْخَمِيلَةِ فَحِضْتُ، فَانْسَلَلْتُ مِنَ الْخَمِيلَةِ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنُفِسْتِ؟ " فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَلَبِسْتُ ثِيَابَ حَيْضَتِي، فَدَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَهُ فِي الْخَمِيلَةِ
قَالَتْ: " وَكُنْتُ أَغْتَسِلُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ (2) إِنَاءٍ وَاحِدٍ "
قَالَتْ: " وَكَانَ يُقَبِّلُ وَهُوَ صَائِمٌ " (3)
__________
=قلنا: يعني يُقبل حديثُها إذا توبعت، ولا يُحتمل تفرُّدها، وقد تفرَّدت بهذه الرواية، وهذا ما أشار إليه كذلك الحافظ في "التقريب" في قوله: مقبولة.
وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. جرير: هو ابنُ عبد الحميد.
وهو عند ابنِ أبي شيبة 12/56-57، وأخرجه من طريقه أبو يعلى (6934) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (887) .
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7108) و (8540) ، وأبو يعلى (6968) ، والطبراني 23/ (887) من طرق عن جرير، به.
(1) في (م) : قال.
(2) في (ظ6) : في.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. همَّام: هو ابن يحيى العَوْذىِ.
وأخرجه - بقسمه الأخير- ابن عبد البر في "التمهيد" 5/122 من طريق الإمام أحمد.
وأخرجه بتمامه ومختصراً البخاري (322) ، ومسلم (296) و (234) ، وأبو عوانة 1/310 و310- 311، والبغوي في "شرح السنة" (316) من طرق عن يحيى بن أبي كثير، به.=(44/191)
26567 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ، بِنَحْوِهِ فِي هَذَا الْإِسْنَادِ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ مِنَ الْجَنَابَةِ (1)
26568 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الَّذِي يَشْرَبُ فِي إِنَاءٍ مِنْ فِضَّةٍ (2) ، إِنَّمَا يُجَرْجِرُ فِي بَطْنِهِ نَارَ جَهَنَّمَ " (3)
__________
=وخالف معمرٌ في هذا الإسناد:
فأخرجه عبد الرزاق (1235) عن معمر، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أمِّ سَلَمة، به، مختصراً في قصة الحيض.
وسيأتي بتمامه برقمي (26567) و (26703) .
وقصة حيضها سلفت برقم (26525) .
وقولها في الغسل والقبلة، سلف برقم (26498) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، أَبان - وهو ابن يزيد العطار- من رجاله، وروى له البخاري تعليقاً، وبقية رجاله رجال الشيخين.
وانظر سابقه.
(2) في (ظ6) : من إناء فضة.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أيوب: هو ابن أبي تَميمة السّختياني، ونافع: هو مولى عبد الله بن عمر، وزيد بن عبد الله: هو ابن عمر، وعبد الله بن عبد الرحمن: هو ابن أبي بكر الصديق.
وأخرجه البغوي في "الجعديات" (3056) من طريق يزيد بن زُريع، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (2065) ، والنسائي في "الكبرى" (368) ، والبغوي في "الجعديات" (3057) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1415) من طريق إسماعيل ابن عُلَيَّة، والنسائي في "الكبرى"- كما في "تحفة الأشراف" 13/20-=(44/192)
26569 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ الْأَشْيَبُ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا دَرَّاجٌ (1) ، عَنِ السَّائِبِ، مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ،
__________
= من طريق عاصم بن هلال، كلاهما عن أيوب، بهذا الإسناد.
وخالفهما معمر، فرواه - كما عند عبد الرزاق في "مصنفه" (19926) - عن أيوب، عن نافع، عن الجراح مولى أمِّ حَبيبة، عن أمِّ سَلَمة، به.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/924-925- ومن طريقه البخاري (5634) ، ومسلم (2065) (1) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1414) ، والبغوي في "الجعديات" (3060) ، وابن حبان (5342) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (927) ، وتمَّام في "فوائده" (1007) (الروض البسام) ، والبيهقي في"السنن" 1/27، وقي "الشُّعب" (6381) ، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (3030) - عن نافع، به.
وأخرجه الطيالسي (1601) ، والدارمي (2129) ، ومسلم (2065) ، وابن ماجه (3413) ، وأبو يعلى (6882) ، والبغوي في "الجعديات" (3053) و (3061) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (927) و (928) من طرق عن نافع، به.
ورواه إسماعيل بن أمية - فيما أخرجه النسائي في "الكبرى" (6874) ، والطبراني 23/ (927) من طريقه- عن نافع، عن عبد الله بن عبد الرحمن، به.
لم يذكر زيد بنَ عبد الله في الإسناد.
وأخرجه مسلم (2065) (2) ، وأبو يعلى (6939) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (995) من طريق عثمان بن مرَّة، عن عبد الله بن عبد الرحمن، به. زاد مسلم: في إناء من ذهب.
وسيأتي بالأرقام: (26582) و (26595) و (26611) .
وسلف برقم (24662) من طريق نافع، عن امرأة ابن عمر، عن عائشة مرفوعاً، وذكرنا أن الصواب: عن نافع، عن زيد بن عبد أدئه، عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن أم سلمة، مرفوعاً، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
(1) في (م) : دارج، وهو خطأ.(44/193)
أَنَّ نِسْوَةً دَخَلْنَ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ (1) ، مِنْ أَهْلِ حِمْصٍ فَسَأَلَتْهُنَّ: مِمَّنْ أَنْتُنَّ؟ فَقُلْنَ: مِنْ أَهْلِ حِمْصٍ، فَقَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " أَيُّمَا امْرَأَةٍ نَزَعَتْ ثِيَابَهَا فِي غَيْرِ بَيْتِهَا، خَرَقَ اللهُ عَنْهَا سِتْرًا (2) " (3)
26570 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا دَرَّاجٌ (4) ، عَنِ السَّائِبِ، مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَدَّثَ، (5)
__________
(1) قوله: أن نسوة دخلن على أم سلمة، سقط من (ظ2) و (ق) .
(2) في (ظ6) : ستره.
(3) حديث حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لَهِيعة، وهو عبد الله، ولجهالة السائب مولى أمِّ سلمة، فقد ترجم له الحافظ في "التعجيل"، ولم يذكر في الرواة عنه سوى درَّاج أبي السمح، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان. ودرَّاج: هو ابن سمعان أبو السمح، حسن الحديث في غير روايته عن أبي الهيثم. حسن الأشيب: هو ابنُ موسى.
وأخرجه أبو يعلى (7031) من طريق الحسن بن موسى الأشيب، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (962) من طريق ابن أبي مريم، عن لَهِيعة، به.
وأخرجه أيضاً 23/ (710) ، والحاكم 4/289 من طريق عمرو بن الحارث، عن درَّاج أبي السمح، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/277، وقال: روأه أحمد، والطبراني "الكبير"، وأبو يعلى، وفيه ابنُ لهيعة، وهو ضعيف.
وله شاهد من حديث عائشة، سلف برقم (24140) ، وذكرنا هناك تتمة شواهده.
(4) في (م) : دارج، وهو خطأ.
(5) في (ظ6) : يحدثه.(44/194)
عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " خَيْرُ صَلَاةِ النِّسَاءِ فِي قَعْرِ بُيُوتِهِنَّ " (1)
26571 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُسْلِمٍ الْجُنْدُعِيِّ، أَنَّهُ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ الْمُسَيِّبِ، أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ، زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَتْهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ، قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ - عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ أَبِي، وقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو يَعْنِي ابْنَ عَلْقَمَةَ: عَنْ عُمَرَ (2) بْنِ مُسْلِمِ بْنِ عَمَّارِ (3) بْنِ أُكَيْمَةَ، أَنَّهُ قَالَ: إِنْ كَانَ قَالَهُ. كَذَا قَالَ أَبِي فِي الْحَدِيثِ،: " مَنْ أَرَادَ أَنْ يُضَحِّيَ فَلَا يُقَلِّمْ أَظْفَارَهُ (4) ، وَلَا يَحْلِقْ شَيْئًا مِنْ شَعْرِهِ فِي الْعَشْرِ الْأُوَلِ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ " (5)
__________
(1) حديث حسن بشواهده، ابنُ لَهيعة - وهو عبد الله، وإن كان ضعيفاً - توبع، وقد سلف الكلام على بقية رجال الإسناد في الرواية رقم (26542) .
وأخرجه أبو يعلى (7025) من طريق حسن بن موسى، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (709) من طريق كامل بن طلحة، عن ابن لهيعة، به.
وسلف برقم (26542) .
(2) في (ظ6) : عمرو. قلنا: ويقال له كذلك.
(3) ويقال له أيضاً: عُمارة، وعمرو، وعامر. انظر ترجمته في "تهذيب الكمال".
(4) في (م) : أظفاراً.
(5) حديث صحيح. ابن لهيعهَ - وإن كان ضعيفاً سيىء الحفظ - توبع، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه مسلم (1977) (42) ، والنسائي في "المجتبى" 7/212، وفي=(44/195)
26572 - حَدَّثَنَا طَلْقُ بْنُ غَنَّامِ بْنِ طَلْقٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُثْمَانَ (1) الْوَرَّاقُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ، فَدَخَلَ عَلَيْهَا ابْنُ أَخٍ لَهَا، فَصَلَّى فِي بَيْتِهَا رَكْعَتَيْنِ، فَلَمَّا سَجَدَ، نَفَخَ التُّرَابَ، فَقَالَتْ لَهُ أُمُّ سَلَمَةَ: ابْنَ أَخِي، لَا تَنْفُخْ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لِغُلَامٍ لَهُ يُقَالُ لَهُ يَسَارٌ وَنَفَخَ: " تَرِّبْ وَجْهَكَ لِلَّهِ " (2)
__________
= "الكبرى" (4452) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5510) ، وفي "شرح معاني الآثار" 4/181، وأبو عوانة 5/205-206 و206، وابن حبان (5897) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (563) من طريق خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، بهذا الإسناد.
قلنا: ورواية محمد بن عمرو التي أشار إليها الإمام أحمد هنا سترد برقم وقد سلف برقم (26474) .
(1) كذا في (م) والنسخ الخطية: سعيد بن عثمان، والذي في "أطراف المسند" 9/428، و"تحفة الأشراف" 13/43: عن سعيد أبي عثمان الوراق.
(2) إسناده ضعيف، سعيد بن عثمان، روى عنه طَلْق بنُ غَنَّام، ولم نقف له على ترجمة، وأبو صالح اختلف في تعيينه، وسيأتي الكلام عليه مفصَّلاً في الرواية (26744) ، وبقية رجاله ثقات.
وأخرجه ابن عبد البر في "الاستذكار" 6/186 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
قال المباركفوري في "تحفته" 2/385: قولها: نفخَ، أي: في الأرض ليزول عنها التراب، فيسجد.
"تَرِّبْ وَجْهَك": من التتريب، أي: أَوْصِلْه إلى التراب، وضَعْه عليه، ولا=(44/196)
26573 - حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ جُبَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَافِعٍ، مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: " أَكْثَرُ مَا عَلِمْتُ أُتِيَ بِهِ (1) نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْمَالِ لِخَرِيطَةٍ (2) فِيهَا ثَمَانِ مِائَةِ دِرْهَمٍ " (3)
26574 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ (4) بْنُ عَمْرٍو، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَوْفٍ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ
__________
= تبعده عن موضع وجهك بالنفخ، فإنه أقرب إلى التواضع، فإن إلصاق التراب بالوجه الذي هو أفضل الأعضاء، غاية التواضع.
(1) لفظة "به" ليست في (ظ6) .
(2) في النسخ ما خلا (ظ6) : بخريطة.
(3) إسناده حسن، موسى بن جُبير روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ووثقه الذهبي في "الكاشف"، وقال ابن حجر في "التقريب":
صدوق، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير عبد الله بن رافع مولى أمِّ سَلَمة، فمن رجال مسلم، أبو سلمة الخُزاعي: هو منصور بن سَلَمة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (666) ، ومطولاً 23/ (1000) من طريقين عن بكر بن مُضر، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولاً أيضاً 23/ (999) من طريق عمرو بن الحارث، عن موسى ابن جبير، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/240، وقال: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح، غير موسى بن جبير، وهو ثقة.
وأورده مطولاً 10/324-325، وقال: رواه الطبراني بأسانيد، وبعضها جيد.
(4) في (ظ2) و (ق) و (م) : عبد الله، وهو خطأ، والمثبت من (ظ6) و"أطراف المسند" 9/412.(44/197)
حُسَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنَا أُمُّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِي، فَجَاءَ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَمْ (1) صَدَقَةُ كَذَا وَكَذَا؟ قَالَ: كَذَا وَكَذَا. قَالَ: فَإِنَّ فُلَانًا تَعَدَّى عَلَيَّ. قَالَ: فَنَظَرُوهُ (2) ، فَوَجَدُوهُ قَدْ تَعَدَّى بِصَاعٍ (3) ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَكَيْفَ بِكُمْ إِذَا سَعَى مَنْ يَتَعَدَّى عَلَيْكُمْ أَشَدَّ مِنْ هَذَا التَّعَدِّي؟ " (4)
__________
(1) في (م) : ما.
(2) في (ظ6) : فنظروا.
(3) في (م) : تعدَّى عليه بصاع.
(4) القاسم بن عوف الشيباني ضعيف يعتبر به في المتابعات والشواهد فقد تركه شعبة ولم يُحدِّث عنه، وقال أبو حاتم: مضطرب الحديث، ومحلُّه عندي الصدق، وقال ابن عديّ: هو ممن يُكتب حديثُه. قلنا: يعني للاعتبار، وذكره أبن حبان في "الثقات"، وله عند مسلم حديث صلاة الأوابين. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عُبيد الله بنُ عَمرو: هو الرَّقي، وعلىُّ بن حسين: هو ابن علي بن أبي طالب زين العابدين.
وأخرجه مطولاً ابن خزيمة (2336) ، وابن حبان (3193) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (632) ، وفي "الأوسط"- كما في "مجمع البحرين" 3/29- والحاكم في "المستدرك" 1/404، والبيهقي في "السنن" 4/137 من طرق عن عُبيد الله بن عَمرو، بهذا الإسناد. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووأفقه الذهبي! وتحرَّف في مطبوع ابن خزيمة "عبيد الله" إلى "عبد الله"، وتحرف عند الحاكم "زيد" إلى "يزيد".
قال السندي: قوله: إن فلاناً تعدَّى عليَّ، يريد أن العامل أخذ منه أكثر مما يجب عليه.(44/198)
26575 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ يَعْنِي ابْنَ زِيَادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَ عَفَّانُ، فِي حَدِيثِهِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شَيْبَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أُمَّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا لَنَا لَا نُذْكَرُ فِي الْقُرْآنِ كَمَا يُذْكَرُ الرِّجَالُ؟ قَالَتْ: فَلَمْ يَرُعْنِي مِنْهُ يَوْمًا إِلَّا وَنِدَاؤُهُ عَلَى الْمِنْبَرِ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ ". قَالَتْ: وَأَنَا أُسَرِّحُ رَأْسِي، فَلَفَفْتُ شَعْرِي، ثُمَّ دَنَوْتُ مِنَ الْبَابِ، فَجَعَلْتُ سَمْعِي عِنْدَ الْجَرِيدِ (1) ، فَسَمِعْتُهُ (2) يَقُولُ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} [الأحزاب: 35] " هَذِهِ الْآيَةَ. قَالَ عَفَّانُ: {أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} (3) [الأحزاب: 35]
__________
(1) في (م) : الجرير.
(2) في (ظ6) : فسمعت.
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح شيبة: وهو ابنُ عثمان القرشي، فقد روى له النسائي، وهو ثقة، وقد توبع، فقد رواه عثمان بن حكيم عن عبد الرحمن بن شيبة وعبد الله بن رافع:
فرواه يونس بن محمد - كما في هذه الرواية، والرواية الآتية برقم (26604) - ومحمد بن المنهال - كما عند الطبراني في "الكبير" 23/ (665) - كلاهما عن عبد الواحد بن زياد، عن عثمان بن حكيم، عن عبد الله بن رافع عن أم سلمة، به.
ورواه عفان - كما في هذه الرواية، وكما سيرد برقم (26603) ، وكما عند الطبراني 23/ (650) - وأبو هشام المغيرة بن سلمة - كما عند النسائي في "الكبرى" (11405) ، وهو في "التفسير" (425) ، والطبري في "تفسيره"=(44/199)
26576 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنِي شَهْرٌ (1) ، قَالَ: سَمِعْتُ أُمَّ سَلَمَةَ، تُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُكْثِرُ فِي دُعَائِهِ أَنْ يَقُولَ: " اللهُمَّ مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ، ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ ". قَالَتْ:
__________
=22/10- كلاهما عن عبد الواحد بن زياد، عن عثمان بن حكيم، عن عبد الرحمن بن شيبة، عن أمِّ سَلَمة، به.
ورواه شريك بن عبد الله النخعي- كما عند النسائي في "الكبرى" (11404) ، وهو في "التفسير" (424) - عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة ابن عبد الرحمن، عن أمِّ سلمة، به. وشريك ضعيف سيِّىء الحفظ.
ورواه أبو معاوية محمد بن خازم عن محمد بن عمرو واختلف عنه:
فرواه يحيى الحماني- كما عند الطبراني 23/ (454) - عن أبي معاوية، عن محمد بن عمرو، بمثل إسناد شريك المتقدم. ويحيى الحمّاني ضعيف أيضاً.
ورواه أبو كريب محمد بن العلاء - كما عند الطبري في "تفسيره" 22/10 - عن أبي معاوية، عن محمد بن عمرو، عن أبي سَلَمة، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، عن أمِّ سلمة، به.
وأخرجه الطبري 22/10، والحاكم 2/416 من طريق مجاهد، عن أم سلمة، به. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي!
قلنا: لم يذكروا لمجاهد سماعاً من أم سلمة.
وسيرد برقمي: (26603) و (26604) .
وفي الباب عن ابن عباس عند الطبري 22/10، وفي إسناده قابوس بن أبي ظبيان، وفيه لين.
وآخر من حديث أمِّ عمارة الأنصارية عند الترمذي (3211) ، وقال: هذا حديث حسن غريب.
قال السندي: قولها: ما لنا لا نُذْكَرُ على بناء المفعول.
(1) في (م) : شهر بن حوشب.(44/200)
قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَوَ إِنَّ الْقُلُوبَ لَتَتَقَلَّبُ؟ قَالَ: " نَعَمْ، مَا مِنْ خَلْقِ اللهِ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ بَشَرٍ إِلَّا أَنَّ (1) قَلْبَهُ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللهِ، فَإِنْ شَاءَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ أَقَامَهُ، وَإِنْ شَاءَ أَزَاغَهُ (2) ، فَنَسْأَلُ اللهَ رَبَّنَا أَنْ لَا يُزِيغَ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا، وَنَسْأَلُهُ أَنْ يَهَبَ لَنَا مِنْ لَدُنْهُ رَحْمَةً، إِنَّهُ هُوَ الْوَهَّابُ "
قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَا تُعَلِّمُنِي دَعْوَةً أَدْعُو بِهَا لِنَفْسِي؟ قَالَ: " بَلَى (3) ، قُولِي: اللهُمَّ رَبَّ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ (4) ، اغْفِرْ لِي ذَنْبِي، وَأَذْهِبْ غَيْظَ قَلْبِي، وَأَجِرْنِي مِنْ مُضِلَّاتِ الْفِتَنِ مَا أَحْيَيْتَنَا " (5)
__________
(1) لفظة: "أنَّ" (ليست في (ظ6) .
(2) في (م) : وإن شاء الله أزاغه.
(3) في (م) : بل.
(4) في (م) : رب محمد النبي.
(5) بعضه صحيح بشواهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر، وهو ابن حَوْشب، وبقية رجاله رجال الشيخين، غير عبد الحميد - وهو ابن بَهْرام - فقد روى له البخاريُّ في "الأدب المفرد"، والترمذيُّ، وابن ماجه، وهو ثقة.
هاشم: هو ابن القاسم أبو النَّضْر.
وأخرجه عَبْدُ بنُ حُميد في "المنتخب" (1534) ، والطبري في "تفسيره" (6652) و (6658) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (785) ، وفي "الدعاء" (1258) من طرق عن عبد الحميد بن بَهْرام، بهذا الإسناد.
وأخرجه مختصراً الآجري في "الشريعة" ص 316 من طريق مقاتل بن حيان، عن شَهْر بن حَوْشب، به.
وسلف مختصراً برقم (26519) .
ويشهد له إلى قوله: "وإن شاء أزاغه" حديثُ عبد الله بن عمرو بن العاص السالف برقم (6569) ، وذكرنا هناك بقية شواهده.(44/201)
26577 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، وَعَفَّانُ، وَبَهْزٌ، قَالُوا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ (1) ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ ضَبَّةَ بْنِ مُحْصِنٍ، قَالَ عَفَّانُ، وَبَهْزٌ: الْعَنَزِيِّ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّهَا سَتَكُونُ أُمَرَاءُ، تَعْرِفُونَ وَتُنْكِرُونَ (2) ، فَمَنْ أَنْكَرَ، سَلِمَ (3) ، وَمَنْ كَرِهَ، بَرِئَ، وَلَكِنْ مَنْ رَضِيَ وَتَابَعَ ". فَقَالُوا (4) : أَلَا نَقَاتِلُهُمْ (5) ؟ فَقَالَ: " لَا، مَا صَلَّوْا " وَقَالَ بَهْزٌ: فَمَنْ عَرَفَ، بَرِئَ. وَقَالَ بَهْزٌ: أَلَا نَقْتُلُهُمْ. وَقَالَ بَهْزٌ، فِي حَدِيثِهِ: قَالَ: أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، وَقَالَ عَفَّانُ، وَبَهْزٌ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّهَا سَتَكُونُ " (6)
__________
(1) في (م) : حماد، وهو خطأ.
(2) في (ظ6) : يعرفون وينكرون.
(3) في (ظ6) : فقد سلم.
(4) في (ظ6) و (ظ2) و (م) : فقال، والمثبت من (ق) .
(5) في (ظ6) و (ظ2) و (م) : نقتلهم، والمثجت من (ق) .
(6) إسناده صحيح على شرط مسلم، ضبَّة بن محصن من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنبري، وعفان: هو ابن مسلم الصفَّار، وبهز: هو ابن أسد العمِّي، وهمام: هو ابن يحيى العَوْذي، وقتادة: هو ابن دِعامة السَّدوسي، والحسن: هو البصري.
وأخرجه الطيالسي (1595) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" 4/342، ومسلم (1854) ، وأبن أبي عاصم في "السنة" (1083) ، وأبو عوانة 4/472 و473، والطبراني في "الكبير" 23/ (760) ، والآجري في "الشريعة" ص38 من طرقٍ عن همام، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1854) ، وأبو داود (4761) ، وأبو عوانة 4/472، والبيهقي في "السنن" 8/158، وفي "شعب الإيمان" (7502) من طريق هشام=(44/202)
26578 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ بَعْضِ، وَلَدِ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي عَلَى الْخُمْرَةِ " (1)
__________
= الدستوائي، عن قتادة، به.
وسلف برقم (26528) .
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الراوي عن أمِّ سَلَمة، ثم إن أبا قِلابة - وهو عبد الله بن زيد الجَرْميّ - اضطرب فيه:
فرواه خالد - وهو ابنُ مِهْران الحذَّاء - عنه، واختلف عليه:
فرواه عفَّان - كما في هذه الرواية، وعند أبي يعلى (7018) - عن وُهيب - وهو ابن خالد - عن خالد الحذَّاء، عن أبي قِلابة، عن بعض ولد أمِّ سَلَمة، عن أمِّ سَلَمة.
ورواه العباس بن الوليد - فيما أخرجه أبو يعلى (6884) - وعبدُ الأعلى بن حمَّاد، وإبراهيم بنُ الحجَّاج - فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (821) - ثلاثتهم عن وُهَيْب، عن خالد، عن أبي قِلابة، عن زينبَ بنتِ أمِّ سلمة، عن أمِّ سلمة، به.
وسقط اسم أم سلمة من مطبوع الطبراني.
ورواه عبد الأعلى- فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 177- عن خالد، عن أبي قلابة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وخالف خالداً أيوبُ السَّخْتِياني- كما سيرد في الرواية (27117) ، والرواية (27119) - فرواه عن أبي قِلابة، عن أنس بن مالك، عن أمِّ سُلَيم، مرفوعاً.
قاله عنه عفان، عن وهيب. وذكرنا الخلاف على أيوب هناك.
ورواه عاصم الأحول عن أبي قلابة، واختلف عليه كذلك:
فرواه إسماعيل بن زكريا، وابنُ عُلَيَّة، وابنُ فُضَيْل- فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 177- عن عاصم، عن أبي قِلابة، وقال: عن أمِّ كلثوم بنت أمِّ سلمة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.=(44/203)
26579 - حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ الْمُهَلَّبِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّهَا أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ سَأَلَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ اللهَ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ، هَلْ عَلَى الْمَرْأَةِ غُسْلٌ إِذَا احْتَلَمَتْ؟ قَالَ: " نَعَمْ، إِذَا رَأَتِ الْمَاءَ " (1)
26580 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنْ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَزْوَاجِهِ: " إِنَّ الَّذِي يَحْنُو عَلَيْكُنَّ (2) مِنْ بَعْدِي لَهُوَ الصَّادِقُ الْبَارُّ ". اللهُمَّ اسْقِ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ مِنْ سَلْسَبِيلِ الْجَنَّةِ (3)
__________
=وخالفهم شريك - فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (822) - فرواه عن عاصم، عن أبي قِلابة، عن زينب، عن أمِّ سَلَمة، قالت: كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصلي على الحصير.
ورواه المثنى بن سعيد- فيما ذكر الدارقطني أيضاً 5/ورقة 178- عن أبي قلابة، عن أنس، عن أم سليم.
وله شاهد من حديث ابن عباس السالف برقم (2426) ، وذنا هناك بقية شواهده. وبعضها إسناده صحيح.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وسلف برقم (26503) .
(2) في (ظ6) وهامش (ظ2) : عليكم، وضبب فوقها في (ظ6) .
(3) حديث حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرَّر (26559) ، إلا أن شيخ أحمد هنا: هو معاوية بن عمرو.(44/204)
26581 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي (1) بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي بُدَيْلٌ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " الْمُتَوَفَّى عَنْهَا زَوْجُهَا لَا تَلْبَسُ الْمُعَصْفَرَ (2) مِنَ الثِّيَابِ، وَلَا الْمُمَشَّقَةَ، وَلَا الْحُلِيَّ، وَلَا تَخْتَضِبُ، وَلَا تَكْتَحِلُ " (3)
__________
(1) لفظة "أبي"سقط من (م) .
(2) في (ظ2) و (م) : المعصفرة.
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير بُدَيْل بن مَيْسَرة، فمن رجال مسلم.
وأخرجه أبو داود (2304) ، والنسائي في "المجتبى" 6/203- 204، وفي "الكبرى" (5729) ، وابن الجارود في "المنتقى" (767) ، وأبو يعلى (7012) ، وابن حبان (4306) ، والبيهقي في "السنن" 7/440، وفي "السنن الصغير" (2819) ، وفي "معرفة السنن" 11/223 من طرق عن يحيى بن أبي بُكير، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (7728) من طريق عيسى بن أبي حرب، عن يحيى بن أبي بكير، عن إبراهيم بن طهمان، عن بديل بن ميسرة، عن الحسن بن مسلم، عن صفية بنت شيبة، عن أم عثمان، عن أم سلمة، به. زاد أم عثمان في الإسناد. وعيسى بن أبي حرب لم نقف له على ترجمة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (838) من طريق سفيان الثوري، عن معمر، عن بُديل، عن الحسن بن مسلم، عن صفية بنت شيبة، عن أم سلمة، به.
ورواه عبد الرزاق في "مصنفه" (12114) - ومن طريقه البيهقي في "السنن" 7/440- عن معمر، عن بديل، عن الحسن بن مسلم، عن صفية، عن أم سلمة، موقوفاً.
وفي الباب عن أم عطية، سلف برقم (20794) ، وهو عند البخاري (5342) ، ومسلم 2/1128.(44/205)
26582 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ يَعْنِي السَّرَّاجَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ شَرِبَ فِي إِنَاءٍ مِنْ فِضَّةٍ، فَإِنَّمَا يُجَرْجِرُ فِي بَطْنِهِ نَارَ جَهَنَّمَ " (1)
26583 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّهَا سُئِلَتْ عَنْ قِرَاءَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: " كَانَ يُقَطِّعُ قِرَاءَتَهُ آيَةً آيَةً: {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [الفاتحة: 1] {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الفاتحة: 2] {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [الفاتحة: 1] {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عبد الرحمن السَّرَّاج - وهو ابن عبد الله - فمن رجال مسلم. يونس: هو ابن محمد المؤدِّب، وأيوب: هو السختياني.
وأخرجه البغوي في "الجعديات" (3054) و (3055) من طريق عارم وأبي النضر، عن حمَّاد بن زيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (2065) من طريق جرير بن حازم، عن عبد الرحمن السراج، عن نافع، به.
وسلف برقم (26568) .
وسيرد برقم (26595) .
(2) صحيح لغيره، وهذا سند رجاله ثقات رجال الشيخين، وقد سلف الكلام عليه مفصلاً في الرواية السالفة برقم (26451) .
وأخرجه ابن عبد البَرّ في "الاستذكار" (4789) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.=(44/206)
26584 - حَدَّثَنَا شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ أَبِي سَهْلٍ، عَنْ مُسَّةَ الْأَزْدِيَّةِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ: " كَانَتْ النُّفَسَاءُ تَجْلِسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، وَكُنَّا نَطْلِي وُجُوهَنَا بِالْوَرْسِ مِنَ الْكَلَفِ " (1)
__________
=وأخرجه القاسم بن سلاَّم في "فضائل القرآن" ص74، وأبو داود (4001) ، والترمذي في "سننه" (2927) ، وفي "الشمائل" (309) ، وأبو يعلى (7022) ، وابن المنذر في "الأوسط" (1344) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5406) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (603) ، والدارقطني في "السنن" 1/312-313، والحاكم 2/231-232، وأبو الفضل الرازي في "فضائل القرآن" (18) و (19) ، والبيهقي في "السنن" 2/44، والخطيب في "تاريخه" 9/367، من طريق يحيى بن سعيد الأموي، به.
قال الدارقطني: إسناده صحيح، وكلهم ثقات!
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي!
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/520-521 و10/524، وأبو يعلى (6920) ، وابنُ أبي داود في "المصاحف" ص94، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/199، وفي "شرح مشكل الآثار" (5405) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (937) ، وابن عبد البَرّ في "الاستذكار" (4788) من طريق حفص بن غياث، وابنُ خزيمة (493) ، وابن المنذر (1345) ، والدارقطني 1/307،
والسهمي في "تاريخ جرجان" ص104-105، والبيهقي في "السنن" 2/44، وفي "السنن الصغير" (385) من طريق عمر بن هارون، كلاهما عن ابن جريج، به. وفي رواية عمر بن هارون زيادة مع اختلاف في بعض الألفاظ.
وعمر بن هارون ضعيف.
(1) حسن لغيره، وهو مكرر (26561) ، غير أن شيخ أحمد هنا: هو شجاع بن الوليد.=(44/207)
26585 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْحَجُّ جِهَادُ كُلِّ ضَعِيفٍ " (1)
__________
=وأخرجه المِزِّي في "تهذيب الكمال" (ترجمة مُسَّة) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (139) ، وابن ماجه (648) ، وأبو يعلى (7023) ، والدارقطني 1/221-222، والبيهقي في "السنن" 1/341 من طريق شجاع بن الوليد، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث أبي سهل، عن مُسَّةَ الأزدية، عن أم سلمة. واسم أبي سهل: كثير بن زياد. قال محمد بنُ إسماعيل: علي بن عبد الاعلى ثقة وأبو سهل ثقة، ولم يعرِف محمدٌ هذا الحديث إلا من حديث أبي سهل. قال الإمامُ البغوي في "شرح السنة" 2/137: أما أكثر النفاس، فأربعون يوماً عند أكثر أهل العلم، قالوا: تدعُ الصلاة أربعين يوماً إلا أن ترى الطهر قبل ذلك، فإن عليهما أن تغتسل وتُصلي، فإن زاد على الأربعين فلا تدعُ الصلاة رُوي هذا عن عمر، وابن عباس وأنس، وبه قال سفيان الثوري وابن المبارك وأحمد وإسحاق وأصحاب الرأي، وحكاه أبو عيسى الترمذي عن الشافعي.
وقال قتادة والأوزاعي: تقعد كامرأة من نسائها من غير تحديد.
وقال الحسن: أكثره خمسون يوماً.
وذهب جماعةٌ إلى أن أكثرها ستون يوماً وهو قول عطاء بن أبي رباح والشعبي، وبه قال الشافعي. وفي "المدونة" 1/53: قال ابن القاسم: كان مالك يقول في النفساء: أقصى ما يمسكها الدم ستون يوماً ثم رجع عن ذلك آخر ما لقيناه، فقال: أرى أن يسأل عن ذلك النساء وأهل المعرفة.
(1) إسناده ضعيف، وهو مكرر (26520) ، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا هو محمد بن يزيد الواسطي، وقد روى له أصحاب السنن سوى ابن ماجه، وهو ثقة.=(44/208)
26586 - حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّكْعَتَيْنِ، بَعْدَ الْعَصْرِ؟ فَقَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَعَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ عَلَى مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، لَقَدْ ذَكَرْتَ رَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعَصْرِ، وَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ أُنَاسًا يُصَلُّونَهَا (1) ، وَلَمْ نَرَ (2) رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّاهُمَا، وَلَا أَمَرَ بِهِمَا. قَالَ: فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: ذَاكَ مَا يُفْتِي (3) النَّاسُ بِهِ ابْنُ الزُّبَيْرِ. قَالَ: فَجَاءَ ابْنُ الزُّبَيْرِ. فَقَالَ: مَا رَكْعَتَانِ تُفْتِي (4) بِهِمَا النَّاسُ؟ فَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: فَأَرْسَلَ إِلَى عَائِشَةَ رَجُلَيْنِ أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَقْرَأُ عَلَيْكِ السَّلَامَ، وَيَقُولُ: مَا رَكْعَتَانِ (5) زَعَمَ ابْنُ الزُّبَيْرِ أَنَّكِ أَمَرْتِيهِ بِهِمَا بَعْدَ الْعَصْرِ؟ قَالَ: فَقَالَتْ عَائِشَةُ: ذَاكَ مَا أَخْبَرَتْهُ (6) أُمُّ سَلَمَةَ، قَالَ: فَدَخَلْنَا عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ، فَأَخْبَرْنَاهَا مَا قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقَالَتْ: يَرْحَمُهَا اللهُ، أَوَلَمْ أُخْبِرْهَا " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ نَهَى
__________
= وأخرجه أبو يعلى (7029) من طريق محمد بن يزيد الواسطي، بهذا الإسناد.
(1) في (ظ6) : يصلونهما.
(2) في (ظ6) : يُرَ.
(3) في (م) : يقضي.
(4) في (م) : قضى.
(5) في (ظ6) : ركعتين.
(6) في (ف) : أخبرتنيه.(44/209)
عَنْهُمَا (1) " (2)
26587 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَمْعَةَ، عَنْ أُمِّهِ زَيْنَبَ (3) ابْنَةِ أَبِي سَلَمَةَ، وَعَنْ أَبِيهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَمْعَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ: كَانَتْ لَيْلَتِي الَّتِي يَصِيرُ إِلَيَّ فِيهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ مَعْنَى حَدِيثِ ابْنِ أَبِي عَدِيٍّ، قَالَ
__________
(1) في (ظ6) : عنها.
(2) صلاة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ركعتين بعد العصر صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عَبِيدَة - وهو ابن حُميد الضَّبِّي- فقد روى له البخاري، وهو ثقة. عبد الله بن الحَارث: هو ابن نَوْفَل بن الحارث، وقد اختلف عليه:
فأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (655) من طريق عَبيدة بن حُميد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبن أبي شيبة 2/351-352، وابن ماجه (1159) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (929) من طريق عبد الله بن إدريس، عن يزيد بن أبي زياد، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (502) من طريق عبد الرحمن بن أبي سفيان، عن عبد الله بن الحارث، عن عائشة، عن أمِّ سَلَمة، به، مختصراً.
وسلف برقم (25506) من طريق حنظلة، عن عبد الله بن الحارث، عن عائشة، ولم يذكر أمَّ سلمة في الإسناد، فانظره.
وسيأتي برقم (26651) من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة، عن يزيد أبن أبي زياد، قال: سألت عبد الله بن الحارث عن الركعتين.
وانظر المتن الصحيح لهذا الحديث عند الرواية (26515) .
(3) في النسخ الخطية و (م) : عن زينب، وهو خطأ، والتصويب من الرواية السالفة برقم (26530) و"أطراف المسند" 9/404.(44/210)
أَبُو عُبَيْدَةَ: " أَوَلَا يَشُدُّ لَكَ هَذَا مِنَ (1) الْأَثَرِ إِفَاضَةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ يَوْمِهِ ذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيَ؟ " (2)
26588 - حَدَّثَنَا (3) يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ، عَنْ خَالِدٍ، مَوْلَى الزُّبَيْرِ بْنِ نَوْفَلٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي زَيْنَبُ ابْنَةُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّهَا أُمِّ سَلَمَةَ، هَذَا الْحَدِيثَ (4)
26589 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ رَافِعٍ، مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (5) : سَمِعْتُهَا تَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ، وَحَضَرَ الْعَشَاءُ، فَابْدَءُوا بِالْعَشَاءِ " (6)
__________
(1) لفظة"من" ليست في (م) .
(2) إسناده ضعيف، وهو مكرر (26530) ، غير أن شيخ أحمد هنا هو يعقوب، وهو: ابنُ إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن الزهري، وشيخه هو أبوه: إبراهيم بن سعد.
وانظر ما بعده.
(3) لم يرد هذا الحديث في (ظ2) و (ق) .
(4) إسناده ضعيف لجهالة خالد مولى الزُّبير بن نوفل - وهو من رجال "التعجيل" - فلم يذكروا في الرواة عنه سوى يزيد بن رُومان، ولم يؤثر توثيقه عن أحد، وقال الحسيني في "الإكمال": لا يُدرى من هو. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير محمد بن إسحاق، فقد روى له مسلم متابعة، وهو حسن الحديث.
(5) في (ظ6) : مولى أم سلمة زوج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عن أم سلمة، قال.
(6) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن=(44/211)
26590 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: فَزَعَمَ ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: أَتَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضُبَاعَةَ بِنْتَ الزُّبَيْرِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَهِيَ شَاكِيَةٌ، فَقَالَ: " أَلَا تَخْرُجِينَ مَعَنَا فِي سَفَرِنَا هَذَا؟ " وَهُوَ يُرِيدُ حَجَّةَ الْوَدَاعِ. قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي شَاكِيَةٌ، وَأَخْشَى أَنْ تَحْبِسَنِي شَكْوَايَ. قَالَ: " فَأَهِلِّي بِالْحَجِّ، وَقُولِي: اللهُمَّ مَحِلِّي حَيْثُ تَحْبِسُنِي (1) " (2)
__________
= إسحاق، وقد صرَّح بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزهري.
وقد سلف برقم (26499) ، وذكرنا هناك شاهده الذي يصح به.
(1) في (ظ6) : حبستني.
(2) حديث صحيح لغيره، وهذا إسنادٌ فيه ابنُ إسحاق - وهو محمد - مدلِّسٌ، وقد عنعن، ثم إنه اختُلف عليه فيه:
فرواه إبراهيم بنُ سعد والد يعقوب - كما في هذه الرواية - عنه، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو، عن أبي سَلَمة، عن أمِّ سَلَمة.
ورواه عبد الرحمن بنُ بشير- كما عند الطبراني في "الكبير" 23/ (504) و (893) - عن ابن إسحاق، فقال: حدثني أبو بكر بن محمد، عن عمر بن أبي سلمة، عن أم سلمة، به. وعبد الرحمن بن بير منكر الحديث فيما قال أبو حاتم.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (894) عن محمد بن علي بن شعيب السمسار، عن خالد بن خِداش، عن عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن عبد ربه بن سعيد، عن عبد الله بن كعب الحميري، عن عمر ابن أبي سلمة، عن أمِّ سَلَمة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نحوه. ومحمد بن علي بن شعيب ترجم له الخطيب البغدادي 3/66 ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.
وله شاهد من حديث عائشة، سلف بإسناد صحيح برقم (25308) ،=(44/212)
26591 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: " رَبَّنَا اغْفِرْ وَارْحَمْ (1) ، وَاهْدِنِي لِلطَّرِيقِ الْأَقْوَمِ " (2)
26592 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْأَحْوَلُ يَعْنِي عَلِيَّ بْنَ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ أَبِي سَهْلٍ، عَنْ مُسَّةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: " كَانَتْ النُّفَسَاءُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَقْعُدُ بَعْدَ نِفَاسِهَا أَرْبَعِينَ يَوْمًا، أَوْ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، وَكُنَّا نَطْلِي عَلَى (3) وُجُوهِنَا الْوَرْسَ مِنَ الْكَلَفِ " (4)
__________
=وله شاهد من حديث عائشة، سلف بإسناد صحيح برقم (25308) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
(1) في (م) : ربنا اغفر لي وارحمني.
(2) إسناده ضعيف لضعف عليِّ بن زيد - وهو ابن جُدعان - ولانقطاعه، فإن الحسن - وهو البصري - لم يسمع من أمِّ سَلَمة فيما قال عليُّ ابنُ المديني، ونقله عنه العلائي في "جامع التحصيل" ص195. وبقية رجاله رجال الصحيح.
وأخرجه عَبْد بن حُميد في "المنتخب" (1539) عن الحسن بن موسى، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى (6893) عن إبراهيم بن الحجّاج، عن حمَّاد بن سَلَمة، به.
وسيأتي برقم (26685) .
(3) قوله: على، ليس في (ق) .
(4) حسن لغيره، وهو مكرر (26561) ، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا: هو حسن بن موسى الأشيب.(44/213)
26593 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ عُمَرَ، عَنْ سَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: جَاءَتْ فَاطِمَةُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: إِنِّي أُسْتَحَاضُ، فَقَالَ: " لَيْسَ ذَلِكَ بِالْحَيْضِ، إِنَّمَا هُوَ عِرْقٌ، لِتَقْعُدْ أَيَّامَ أَقْرَائِهَا، ثُمَّ لِتَغْتَسِلْ، ثُمَّ لِتَسْتَثْفِرْ بِثَوْبٍ، وَلْتُصَلِّ (1) " (2)
26594 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ، قَالَا: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ، أَخِي أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصْبِحُ جُنُبًا، ثُمَّ يُصْبِحُ صَائِمًا " (3)
__________
(1) في (ق) : ثم لتصل.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله بن عمر- وهو العُمَري - وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين، غير سُرَيج - وهو ابن النُّعمان - فمن رجال البخاري.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (559) من طريق سُريج، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 1/335 من طريق إسحاق بن محمد الفَرْوي، عن عبد الله بن عمر العُمري، به.
وسلف برقم (26510) ، وذرنا هناك شاهده الذي يصحُّ به.
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير عامر بن أبي أمية أخي أمِّ سلمة (وله صحبة) فروى له النسائي. رَوْح: هو ابن عُبادة، وعبد الوهَّاب: هو ابن عطاء الخفَّاف، وروايتهما عن سعيد - وهو ابن أبي عَرُوبة - قبل اختلاطه.
واختًلِفَ في إسناده على سعيد بن أبي عَرُوبة:=(44/214)
26595 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ يَعْنِي ابْنَ حَازِمٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، وَهِيَ خَالَتُهُ، أَنَّهَا سَمِعَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ شَرِبَ فِي إِنَاءٍ مِنْ (1) فِضَّةٍ، فَإِنَّمَا يُجَرْجِرُ فِي بَطْنِهِ نَارَ
__________
=فرواه رَوْحُ بنُ عُبادة وعبد الوهَّاب بن عطاء الخفَّاف - كما في هذه الرواية، وفيما أخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/105 - ويزيد بن زُرَيع - فيما أخرجه النسائي في "الكبرى" (3026) - ثلاثتهم عن سعيد بن أبي عَروبة، بهذا الإسناد.
وخالفهم محمد بن جعفر، فرواه - كما سيرد في الرواية (26649) - عن سعيد بن أبي عَروبة، به. إلا أنه لم يذكر أم سلمة في الإسناد. ومحمد بن جعفر سمع من سعيد بن أبي عروبة بعد اختلاطه.
ورواه شعبة- كما سيرد برقمي: (26609) و (26648) - وهمَّام بن يحيى العَوْذِي - كما سيرد في الرواية (26745) - وأَبان بن يزيد - فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (668) - وهشام الدَّسْتَوائي- فيما أخرجه الطبراني أيضاً 23/ (900) - أربعتهم عن قتادة، عن سعيد، عن عامر بن أبي أمية، عن أمِّ سلمة، به.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (8450) من طريق عمرو بن مرة، عن سعيد بن المسيب، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (1003) من طريق عبد الله بن رافع، عن أمِّ سلمة، به.
وسيرد برقم (26610) من طريق أسامة بن زيد، عن سليمان بن يسار، عن أمّ سَلَمة.
وسلف برقم (24062) من حديث عائشة وأمِّ سلمة.
(1) لفظة "من" ليست في (ظ6) .(44/215)
جَهَنَّمَ " (1)
26596 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَلَفٌ يَعْنِي ابْنَ خَلِيفَةَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِذَا ظَهَرَتِ الْمَعَاصِي فِي أُمَّتِي، عَمَّهُمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ ". فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَمَا فِيهِمْ يَوْمَئِذٍ أُنَاسٌ صَالِحُونَ؟ قَالَ: " بَلَى ". قَالَتْ: فَكَيْفَ يَصْنَعُ أُولَئِكَ؟ قَالَ: " يُصِيبُهُمْ مَا أَصَابَ النَّاسَ، ثُمَّ يَصِيرُونَ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنَ اللهِ وَرِضْوَانٍ " (2)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، لكن اختلف فيه على جرير بن حازم:
فرواه حُسين بن محمد بن بَهْرام المرُّوذي - كما في رواية أحمد هذه، وهي عند البغوي في "الجعديات"- عن جرير بن حازم، عن نافع.
ورواه شيبان بن فرُّوخ- فيما أخرجه مسلم (2065) ، وأبو يعلى (6913) و (6914) - عن جرير بن حازم، عن عبد الرحمن بن عبد الله السراج، عن نافع، بهذا الإسناد. فزاد في الإسناد عبد الرحمن السراج، وهو الصحيح، وقد أوضحت ذلك رواية أبي يعلى، فانظرها.
وسلف برقم (26568) .
(2) إسناده ضعيف لضعف لَيْث: وهو ابن أبي سُلَيم، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير خَلَف بن خليفة، فقد روى له مسلم، وهو صدوق.
حُسين: هو ابن محمد بن بَهْرام المرُّوذي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (747) من طريقين عن خلف بن خليفة، بهذا الإسناد.=(44/216)
26597 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَلَّلَ عَلَى عَلِيٍّ وَحَسَنٍ وَحُسَيْنٍ وَفَاطِمَةَ كِسَاءً، ثُمَّ قَالَ: " اللهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي وَحَامَّتِي (1) ، اللهُمَّ أَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ، وَطَهِّرْهُمْ تَطْهِيرًا ". فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ فَقُلْتُ (2) : يَا رَسُولَ اللهِ، أَنَا مِنْهُمْ؟ قَالَ: " إِنَّكِ إِلَى خَيْرٍ " (3)
26598 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ،
__________
=وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/268، وقال: رواه أحمد بإسنادين، رجال أحدهما رجال الصحيح!
وسلف نحوه برقم (26527) .
(1) في (م) : وخاصتي.
(2) قوله: فقلت، ليس في (م) .
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف شَهْر بن حَوْشب، وبقية رجاله رجال الشيخين. زُبَيْد: هو ابنُ الحارث اليامي.
وأخرجه الترمذي (3871) ، وأبو يعلى (7021) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (770) من طريق أبي أحمد الزُّبيري، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: هذا حديثٌ حسن، وهو أحسنُ شيء رُوي في الباب.
وأخرجه الطبري في "التفسير" 22/6، والطبراني في "الكبير" 23/ (768) و (769) و (771) من طرق عن زُبيد، به.
وسلف مطولاً برقم (26508) بإسناد صحيح.
قوله: "حامَّتي": قال ابن الأثير في "النهاية": حامَّة الإنسان: خاصَّتُه ومن يقرب منه، وهو الحميم أيضاً.(44/217)
عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي بَعْدَ الظُّهْرِ رَكْعَتَيْنِ (1) ، وَإِنَّهُ جَاءَهُ وَفْدٌ فَشَغَلُوهُ، فَلَمْ يُصَلِّهِمَا، فَصَلَّاهُمَا بَعْدَ الْعَصْرِ " (2)
26599 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: وَالَّذِي تَوَفَّى نَفْسَهُ تَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مَا تُوُفِّيَ حَتَّى كَانَتْ (3) أَكْثَرُ صَلَاتِهِ قَاعِدًا إِلَّا الْمَكْتُوبَةَ، وَكَانَ أَعْجَبُ الْعَمَلِ إِلَيْهِ الَّذِي يَدُومُ عَلَيْهِ الْعَبْدُ، وَإِنْ كَانَ يَسِيرًا " (4)
__________
(1) في (م) : يصلي ركعتين بعد الظهر.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أَبان - وهو ابن يزيد العطار- فمن رجال مسلم، وقد اختلف في هذا الإسناد على أبي سلمة كما بيَّنَّا ذلك عند الرواية (26515) . يونس: هو ابن محمد المؤدِّب.
وأخرجه الطيالسي (1597) عن حَرْب بن شداد، عن يحيى بن أبي كثير، بهذا الإسناد.
(3) في (ظ6) : كان.
(4) إسناده صحيح، وقد اختلف فيه على أبي إسحاق، كما بينا ذلك في الروايتين (24819) و (26544) .
وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه" (4091) ، وأخرجه من طريقه الطبراني في "الكبير" 23/ (513) .
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/222 من طريق يزيد، عن سفيان، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (515) ، وفي "الصغير" (926) من طريق رُحَيْل بن معاوية، عن أبي إسحاق، به.=(44/218)
26600 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ أَبِي الْمُعَدِّلِ عَطِيَّةَ الطُّفَاوِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِي، إِذْ قَالَتِ الْخَادِمُ: إِنَّ عَلِيًّا وَفَاطِمَةَ بِالسُّدَّةِ. قَالَ: " قُومِي عَنْ أَهْلِ بَيْتِي ". قَالَتْ: فَقُمْتُ، فَتَنَحَّيْتُ فِي نَاحِيَةِ الْبَيْتِ قَرِيبًا، فَدَخَلَ عَلِيٌّ وَفَاطِمَةُ وَمَعَهُمُ (1) الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ، صَبِيَّانِ صَغِيرَانِ، فَأَخَذَ الصَّبِيَّيْنِ فَقَبَّلَهُمَا، وَوَضَعَهُمَا فِي حِجْرِهِ، وَاعْتَنَقَ عَلِيًّا وَفَاطِمَةَ، ثُمَّ أَغْدَفَ عَلَيْهِمَا (2) بِبُرْدَةٍ لَهُ، وَقَالَ: " اللهُمَّ إِلَيْكَ لَا إِلَى النَّارِ، أَنَا وَأَهْلُ بَيْتِي " قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَأَنَا؟ فَقَالَ: " وَأَنْتِ " (3)
26601 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ
__________
=وقولها: "وكان أعجب العمل إليه الذي يدوم عليه العبد وإن كان يسيراً:
أخرجه الحارث (239) (زوائد) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (514) من طريق شريك، عن أبي إسحاق، به.
وسيأتي بالأرقام: (26605) و (26709) و (26718) و (26726) و (26730) .
وقولها: ما تُوفِّي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى كانت أكثر صلاته قاعداً إلا المكتوبة، سلف برقم (26544) .
وفي باب قولها: وكان أعجب العمل الذي يدوم عليه العبد وإن كان يسيراً، عن عائشة، سلف برقم (24628) .
(1) في (ظ2) و (ق) : ومعهما.
(2) في (ظ6) : عليهم.
(3) إسناده ضعيف، وهو مكرّر (26540) ، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا هو عبد الوهَّاب بن عطاء الخفَّاف.(44/219)
خُثَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى حَفْصَةَ ابْنَةِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَقُلْتُ: إِنِّي سَائِلُكِ عَنْ أَمْرٍ، وَأَنَا أَسْتَحْيِي أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْهُ، فَقَالَتْ: لَا تَسْتَحِي يَا ابْنَ أَخِي، قَالَ: عَنْ إِتْيَانِ النِّسَاءِ فِي أَدْبَارِهِنَّ؟ قَالَتْ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ سَلَمَةَ، أَنَّ الْأَنْصَارَ كَانُوا لَا يُجِبُّونَ (1) النِّسَاءَ، وَكَانَتِ الْيَهُودُ تَقُولُ: إِنَّهُ مَنْ جَبَّى امْرَأَتَهُ (2) ، كَانَ وَلَدُهُ أَحْوَلَ، فَلَمَّا قَدِمَ الْمُهَاجِرُونَ الْمَدِينَةَ، نَكَحُوا فِي نِسَاءِ الْأَنْصَارِ، فَجَبُّوهُنَّ، فَأَبَتْ امْرَأَةٌ أَنْ تُطِيعَ زَوْجَهَا (3) ، فَقَالَتْ لِزَوْجِهَا: لَنْ تَفْعَلَ ذَلِكَ حَتَّى آتِيَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَدَخَلَتْ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ، فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لَهَا، فَقَالَتْ: اجْلِسِي حَتَّى يَأْتِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا جَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَحْيَتِ الْأَنْصَارِيَّةُ أَنْ تَسْأَلَهُ، فَخَرَجَتْ، فَحَدَّثَتْ أُمُّ سَلَمَةَ، رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " ادْعِي الْأَنْصَارِيَّةَ "، فَدُعِيَتْ، فَتَلَا عَلَيْهَا هَذِهِ الْآيَةَ: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} [البقرة: 223] صِمَامًا وَاحِدًا (4)
__________
(1) في (م) : لا يحبون، وهو خطأ.
(2) في (ظ6) : امرأة.
(3) في (ظ6) : لزوجها.
(4) إسناده حسن من أجل عبد الله بن عثمان بن خُثيم، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. وُهَيب: هو ابن خالد الباهليّ.
وأخرجه الدارمي (1119) ، والطبري في "التفسير" الاَية (223) من سورة البقرة، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (6129) ، وفي "شرح معاني الآثار" 3/42-43 من طرقما عن وُهيب بن خالد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبري أيضاً من طريق عبد الرحيم بن سليمان، والبيهقي في=(44/220)
26602 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ مَوْلًى لِأُمِّ (1) سَلَمَةَ، يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَمِعَ أُمَّ سَلَمَةَ، تَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ إِذَا صَلَّى الصُّبْحَ حِينَ يُسَلَّمَ (2) : " اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا، وَرِزْقًا طَيِّبًا (3) ، وَعَمَلًا مُتَقَبَّلًا " (4)
__________
= "السنن" 7/195 من طريق رَوْح بن القاسم، كلاهما عن عبد الله بن عبد الرحمن بن خُثيم، به.
وسيأتي بالأرقام: (26643) و (26698) و (26706) .
وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2414) .
وعن جابر عند البخاري (4528) ، ومسلم (1435) .
قال السندي: قوله: لا يُجَبُّون، بالجيم والباء المشدّدة، من التجبية، على وزن: يُصَلُّون، والمراد بها هنا أن تُوطأ المرأة منكبة على وجهها، كهيئتها حين تسجد.
صِماماً واحداً، أي: مسلكاً واحداً هو الفرج، فالحاصل أن الآية ليست لتحليل الإتيان في الدبر، وإنما لتحليل الإتيان في القبل من الدبر، وقد ثبت عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غير ما حديث النهي عن إتيان الرجل زوجته في دبرها ولعن فاعل ذلك.
(1) في (م) : لأبي.
(2) في (ظ2) و (ق) و (م) : سلَّم، والمثبت من (ظ6) .
(3) في (م) : واسعاً.
(4) إسناده ضعيف لإبهام مولى أم سلمة، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. رَوْح: هو ابنُ عُبادة.
وأخرجه الطيالسي (1605) ، وابن أبي شيبة 10/234، وعَبْد بن حُميد في "المنتخب" (1535) ، وابن ماجه (925) ، وأبو يعلى (6950) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (686) ، وفي "الدعاء" (671) ، وابن السُّنِّي في "عمل اليوم=(44/221)
26603 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا (1) عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شَيْبَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أُمَّ سَلَمَةَ، زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تَقُولُ: قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا لَنَا لَا نُذْكَرُ فِي الْقُرْآنِ كَمَا يُذْكَرُ الرِّجَالُ؟ قَالَتْ: فَلَمْ يَرُعْنِي مِنْهُ يَوْمَئِذٍ (2) إِلَّا وَنِدَاؤُهُ عَلَى الْمِنْبَرِ، قَالَتْ: وَأَنَا أُسَرِّحُ شَعْرِي، فَلَفَفْتُ شَعْرِي، ثُمَّ خَرَجْتُ إِلَى حُجْرَةٍ مِنْ حُجَرِ بَيْتِي (3) ، فَجَعَلْتُ سَمْعِي عِنْدَ الْجَرِيدِ، فَإِذَا هُوَ يَقُولُ عِنْدَ الْمِنْبَرِ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ (4) ، إِنَّ اللهَ يَقُولُ فِي كِتَابِهِ: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} [الأحزاب: 35] ، إِلَى آخِرِ الْآيَةِ، {أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} (5) [الأحزاب: 35] "
26604 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَافِعٍ،
__________
=والليلة" (54) و (110) ، والبيهقي في "الدعوات" (99) ، والحافظ في "نتائج الأفكار" 2/312 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وسقط اسم أمِّ سَلَمة من مطبوع الطيالسي، واستدركناه من "نتائج الأفكار"
وقد سلف برقم (26521) .
(1) قوله: حدتنا، من (ظ6) و (ق) .
(2) في (ظ6) : ذات يوم.
(3) قولها: من حجر، ليس في (ظ6) ، وفي (ظ2) و (ق) : حجرتي حجرة بيتي.
(4) في (ظ6) : عند المنبر، قال: أيها الناس.
(5) إسناده صحيح، وقد سلف برقم (26575) .
وانظر ما بعده.(44/222)
عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: قُلْتُ: فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1)
26605 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ: وَالَّذِي (2) تَوَفَّى نَفْسَهُ " مَا مَاتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى كَانَتْ أَكْثَرُ صَلَاتِهِ قَاعِدًا إِلَّا الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ، وَكَانَ أَحَبُّ الْعَمَلِ إِلَيْهِ الَّذِي يَدُومُ عَلَيْهِ الْعَبْدُ، وَإِنْ كَانَ يَسِيرًا " (3)
26606 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، عَنْ ضَبَّةَ بْنِ مُحْصِنٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " سَيَكُونُ (4) أُمَرَاءُ تَعْرِفُونَ وَتُنْكِرُونَ (5) ، فَمَنْ أَنْكَرَ فَقَدْ بَرِئَ، وَمَنْ كَرِهَ، فَقَدْ سَلِمَ، وَلَكِنْ مَنْ رَغِبَ (6) وَتَابَعَ ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ أَلَا نُقَاتِلُهُمْ؟
__________
(1) إسناده صحيح، وقد سلف برقم (26575) .
وانظر ما قبله.
(2) في (م) : قالت: قلت والذي.
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. حسين بن محمد: هو ابن بَهْرام المرُّوذي، وإسرئيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السَّبِيعي، وروايته عن جدّه في غاية الإتقان للزومه إياه.
وقد سلف برقم (26599) .
(4) في (ظ2) و (ق) : ستكون.
(5) في (ظ6) : يعرفون وينكرون.
(6) في (ظ6) : رضي.(44/223)
قَالَ: " لَا، مَا صَلَّوْا الصَّلَاةَ " (1)
26607 - حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ الْحَدَّادُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ الْحَسَنِ، عَنْ ضَبَّةَ بْنِ مُحْصِنٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِثْلَهُ (2)
26608 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ الْأَعْمَشِ، قَالَ: حَدَّثَنِي شَقِيقٌ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " إِذَا حَضَرْتُمُ الْمَرِيضَ، أَوِ الْمَيِّتَ، فَقُولُوا خَيْرًا، فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تُؤَمِّنُ (3) عَلَى مَا تَقُولُونَ ". قَالَتْ: فَلَمَّا مَاتَ أَبُو سَلَمَةَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ أَقُولُ؟ قَالَ: " قُولِي: اللهُمَّ اغْفِرْ لَنَا وَلَهُ، وَأَعْقِبْنِي (4) مِنْهُ عُقْبَى حَسَنَةً " وَقَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: " صَالِحَةً " قَالَتْ: " فَأَعْقَبَنِي اللهُ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (26528) ، إلا أن شيخ أحمد هنا: هو يحيى بن سعيد القطان.
وأخرجه الآجري في "الشريعة" ص38 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وانظر ما بعده.
(2) إسناده صحيح، وهو مكرر (26577) ، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا أبو عبيدة الحدّاد: واسمه عبد الواحد بن واصل السَّدوسي، وهو من رجال البخاري.
وانظر ما قبله.
(3) في (ظ6) : يؤمّنون.
(4) في (ق) : وأعقبنا.(44/224)
عَزَّ وَجَلَّ مِنْهُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1)
26609 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عَامِرٍ، أَخِي أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصْبِحُ جُنُبًا، فَيَغْتَسِلُ وَيَصُومُ " قَالَ: " فَرَدَّ أَبُو هُرَيْرَةَ، فُتْيَاهُ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرّر الحديث (26497) ، إلا أن شيخي الإمام أحمد هنا هما يحيى بن سعيد القطَّان وعبد الله بن نُمير.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/4- 5، وفي "الكبرى" (10908) - وهوفي "عمل اليوم والليلة" (1069) - من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عامر أخي أمِّ سلمة (وله صحبة) فقد روى له النسائي.
وأخرجه أبو يعلى (6999) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/105، وفي "شرح مشكل الآثار" (547) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/105 من طريق رَوْح بن عُبادة، وابنُ حبان (3500) من طريق ابنِ المبارك، والطبرانيُّ في "الكبير" 23/ (669) من طريق عمرو بن مرزوق، و (672) من طريق يزيد بن زُريع، و (670) ، وفي "الأوسط" (8450) من طريق عبد الملك بن إبراهيم الجُدِّي، خمستهم عن شعبه، بهذا الإسناد.
وخالفهم الطيالسي، فرواه في "مسنده" (1606) عن شعبة، إلا أنه لم لذكر أمَّ سلمة في الإسناد.
وسيأتي برقم (26648) .
وقد سلف برقم (26594) .(44/225)
26610 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، وَوَكِيعٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أُمَّ سَلَمَةَ، تَقُولُ: قَالَ وَكِيعٌ، فِي حَدِيثِهِ: قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ يَسَارٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمَسُّ أَهْلَهُ مِنَ اللَّيْلِ، فَيُصْبِحُ جُنُبًا مِنْ غَيْرِ احْتِلَامٍ، فَيَغْتَسِلُ، وَيَصُومُ " (1)
__________
(1) حديث صحيح، أسامة بن زيد- وهو الليثي، وإن كان مختلفاً فيه
حسن الحديث - قد توبع. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (3011) ، والخطيب في "تاريخه" 9/439 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/80، والطبراني في "الكبير" 23/ (581) عن عثمان ابن أبي شيبة، كلاهما عن وكيع، به.
وأخرجه الطبراني أيضاً 23/ (582) من طريق سفيان الثوري، والذهبي في "معجم الشيوخ" 1/373 من طريق عيسى بن يونس، كلاهما عن أسامة بن زيد، به.
وأخرجه مسلم (1109) ، والنسائي في "المجتبى" 1/108، وفي "الكبرى" (189) و (3010) و (4688) من طريق محمد بن يوسف الكندي، عن سليمان ابن يسار، به. دون قولها: "يمسُّ أهلَه من الليل".
وقد سلف برقم (26391) من طريق خثيم بن عراك، عن سليمان بن يسار، عن عائشة.
وبرقم (24074) من طريق أبي بكر بن عبد الرحمن، عن عائشة، وأم سلمة، أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يصبح جنباً من جماع غير احتلام، ثم يصوم.
وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
وبرقم (26594) من طريق سعيد بن المسيب، عن عامر بن أبي أمية، عن أمِّ سلمة.(44/226)
26611 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الَّذِي يَشْرَبُ فِي آنِيَةِ الْفِضَّةِ، إِنَّمَا يُجَرْجِرُ فِي بَطْنِهِ نَارَ جَهَنَّمَ " (1)
26612 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ (2) ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوْنٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ الثَّقَفِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَدَّادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يُحَدِّثُ مَرْوَانَ، قَالَ: تَوَضَّئُوا مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ، قَالَ: فَأَرْسَلَ مَرْوَانُ إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ، فَسَأَلَهَا، فَقَالَتْ: " نَهَسَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدِي كَتِفًا، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ، وَلَمْ يَمَسَّ مَاءً "
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عُبيد الله: هو ابن عمر العمري.
وأخرجه مسلم (2065) ، والنسائي في "الكبرى" (6872) ، وأبو يعلى (6998) ، والبغوي في "الجعديات" (3058) ، وابن حبان (5341) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 16/102 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/209-210 عن أبي أسامة، و8/209، ومسلم (2065) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (926) من طريق عليِّ بن مُسهر، ومسلم (2065) من طريق محمد بن بشر، ثلاثتهم عن عُبيد الله بن عمر، به. وفي رواية ابن مسهر: "إن الذي يأكل أو يشرب في آنية الفضة والذهب ... ".
وأخرجه النسائي في "الكبرى"- كما في "تحفة الأشراف" 13/20- من طريق خالد بن الحارث، عن عُبيد الله، به. إلا أنه قال: عن بعض أزواج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولم يسم أمَّ سلمة.
وسلف برقم (26568) .
(2) جاء في "أطراف المسند" 9/405: "عن سفيان، وهو ابن عيينة، عن أبي عون محمد بن عبيد الله الثقفي، نحوه" دون ذكر وكيع في الإسناد، وهو خطأ.(44/227)
[قَالَ عَبْدُ اللهِ] : وقَالَ أَبِي: " لَمْ يَسْمَعْ سُفْيَانُ مِنْ أَبِي عَوْنٍ إِلَّا هَذَا الْحَدِيثَ " (1)
26613 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زَيْنَبَ ابْنَةِ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: جَاءَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلَتْهُ عَنِ الْمَرْأَةِ تَرَى فِي مَنَامِهَا مَا يَرَى الرَّجُلُ؟ فَقَالَ: " إِذَا رَأَتِ الْمَاءَ فَلْتَغْتَسِلْ ". قَالَتْ: قُلْتُ: فَضَحْتِ النِّسَاءَ، وَهَلْ تَحْتَلِمُ الْمَرْأَةُ؟
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، والرجل الذي أرسله مروان إلى أم سلمة هو عبد الله بن شداد بن الهاد نفسه، كما جاء مصرَّحاً به في رواية عبد الرحمن بن مهدي الآتية برقم (26710) ، وعن عبد الرزاق كما سيأتي في التخريج.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/48، وأبو يعلى (7005) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (644) - ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 23/ (628) ، وأبو نعيم في "الحلية" 7/102- وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/65 من طريق مؤمَّل بن إسماعيل، كلاهما عن سفيان الثوري، به. قال أبو نعيم: مشهور من حديث الثوري.
وجاء عند عبد الرزاق: قال: قال أبو هريرة. ولم يذكر الطبراني قصة مروان مع أبي هريرة.
وأخرجه مختصراً الطبراني أيضاً 23/ (629) من طريق مسعر وهو ابن كدام - عن أبي عَوْن، به.
وسيأتي بالأرقام: (26710) و (26696) و (26741) .
وسلف برقم (26502) .(44/228)
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَرِبَتْ يَمِينُكِ، فَبِمَ يُشْبِهُهَا وَلَدُهَا إِذًا " (1)
26614 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ يَحْيَى، سَمِعْتُهُ (2) مِنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: " شُغِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الظُّهْرِ، فَصَلَّاهُمَا بَعْدَ الْعَصْرِ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/80، ومسلم (313) ، وابن ماجه (600) ، وابن الجارود في "المنتقى" (88) ، وأبو يعلى (7004) ، وابن خزيمة (235) ، والبيهقي في "السنن" 1/168 من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى (6895) ، وأبو عوانة 1/291 من طريق عبد الله بن نمير، به.
وسلف برقم (26503) .
(2) في (ظ6) وهامش (ظ2) : سمعه.
(3) حديث صحيح، طلحة بن يحيى - وهو ابن طلحة بن عبيد الله القرشي - مختلف فيه، وهو حسن الحديث، وقد اختلف عليه، كما سيأتي، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/353، والنسائي في "المجتبى" 1/282، وفي "الكبرى" (1558) ، وابن حبان (1574) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (978) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (584) من طريق عبد الواحد بن زياد، عن طلحة بن يحيى، به.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/301 من طريق عبيد الله بن موسى العبسي، عن طلحة بن يحيى، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن معاوية أرسلَ إلى أمِّ سلمة يسألُها عن الركعتين ... فذكره.=(44/229)
26615 -......................... (1)
26616 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ، قَالَ: " بِسْمِ اللهِ، تَوَكَّلْتُ عَلَى اللهِ، اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ نَزِلَّ أَوْ نَضِلَّ، أَوْ نَظْلِمَ (2) أَوْ نُظْلَمَ، أَوْ نَجْهَلَ أَوْ يُجْهَلَ عَلَيْنَا " (3)
__________
=ورواه ابن نمير- كما سيأتي في الرواية (26633) - عن طلحة بن يحيى، قال: زعم لي عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن معاوية أرسل إلى عائشة يسألها: هل صلَّى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد العصر شيئاً؟ قالت: أمَّا عندي فلا، ولكنَّ أمَّ سَلَمة أخبرتني أنه فعل ذلك.
وخالف عبد الله بن داود الرواة عن طلحة بن يحيى، فرواه - كما عند ابن خزيمة (1276) - عن طلحة بن يحيى، عن عُبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن عائشة، عن أم سلمة، به. (أدخل عائشة بين عبيد الله بن عبد الله بن عتبة وبين أم سلمة) .
وسلف برقم (26515) وهو حديث صحيح.
(1) وقع في (م) في هذا الموضع حديث مكرر سنداً ومتناً للحديث الآتي برقم (26617) ، ولم يرد في النسخ الخطية.
(2) قوله: أو نُظلم، ليس في (ظ6) .
(3) إسناده ضعيف لانقطاعه. الشعبي - وهو عامر بن شَراحيل - لم يسمع من أم سلمة، فيما قال عليُّ ابن المديني، ونقله عنه الحافظ في "نتائج الأفكار" 1/159. قلنا: ورجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. منصور: هو ابن المعتمر. ثم إنه اختُلف فيه على الشعبي كما سيرد.
وأخرجه الحافظ في "نتائج الأفكار" 1/158 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/211، والترمذي (3427) ، والنسائي في=(44/230)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= "الكبرى" (9915) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (87) - وابنُ السُّنِّي في "عمل اليوم والليلة" (176) من طريق وكيع، به. قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (1536) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (727) ، وفي "الدعاء" (411) من طريق أبي نعيم، عن سفيان الثوري، به.
وأخرجه الحميدي (303) ، والطبراني في "الدعاء" (413) ، وأبو نُعيم في "الحلية" 8/125، والحافظ في "نتائج الأفكار" 1/162 من طريق الفضيل بنِ عياض. وابنُ أبي شيبة 10/211، وابنُ ماجه (3884) ، والطبراني 23/ (732) من طريق عَبِيدة بن حُميد. والنسائيُّ في "المجتبى" 8/268، وفي "الكبرى" (7921) و (7922) ، والبيهقيُّ في "السنن" 5/251 من طريق جرير بن
عبد الحميد. والنسائي في "الكبرى" (7922) ، والطبراني في "الدعاء" (414) ، وابنُ حجر في "نتائج الأفكار" 1/161 من طريق القاسم بن معن. والطبراني في "الكبير" 23/ (728) ، وفي "الدعاء" (415) ، والخطي في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 1/472 من طريق إدريس الأودي. والطبراني في "الكبير" 23/ (731) ، وفي "الدعاء" (416) ، وأبو نعيم في "الحلية" 7/264- 265، وابنُ حجر في "نتائج الأفكار" 1/161 من طريق مِسْعر بن كِدَام 0 والخطيب في "تاريخه" 11/141 من طريق أبي الاحوص سلاَّم بن سُليم. ستتُهم عن منصور بن المعتمر، به. وفي رواية فُضَيل بن عِياض: ما خرجَ رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من بيتي صباحاً إلا رفع بصره إلى السماء.
ورواه زُبيد اليامي عن الشعبي، واختلف عليه:
فرواه أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي - فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (729) ، وفي "الدعاء" (417) ، وابن حجر في "نتائج الأفكار" 1/162- عن سفيان الثوري، عن زبيد اليامي، عن الشعبي، عن أم سلمة، به. إلا أنه لم يذكر: إذا خرج من بيته، واقتصر على الدعاء. وأبو حذيفة=(44/231)
26617 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ وَهْبٍ، مَوْلَى أَبِي أَحْمَدَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهَا وَهِيَ تَخْتَمِرُ، فَقَالَ: " لَيَّةً، لَا لَيَّتَيْنِ " (1)
__________
=سيِّىءُالحفظ.
ورواه عبد الرحمن بن مهدي - فيما أخرجه النسائي في "الكبرى" (9916) ، وهو في "عمل اليوم والليلة" (88) - عن سفيان الثور، عن زبيد اليامي، عن الشعبي، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلاً.
وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (418) من طريق الحكم بن عتيبة، عن مجاهد، عن الشعبي، عن أم سلمة، به.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 5/251 من طريق عطاء، عن الشعبي، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (11) ، وفي "الدعاء" (419) من طريق أبي بكر الهذلي، عن الشعبي، عن عبد الله بن شداد، عن ميمونة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وأبو بكر الهذلي ضعيف.
وأخرجه الطبراني أيضاً في "الدعاء" (420) من طريق مجالد، عن الشعبي، عن مسروق، عن عائشة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ومجالد بن سعيد ضعيف.
قال الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 171: والمحفوط حديث منصور ومن تابعه.
قال الحافظ في "نتائج الأفكار" 1/160 عن هذا الحديث: فما له علَّةٌ سوى الانقطاع، فلعلَّ من صححه سهَّل الأمر فيه لكونه من الفضائل، ولا يقال: اكتفى بالمعاصرة، لأن محل ذلك أن لا يحصل الجزم بانتفاء التقاء المتعاصرين، إذا كان النافي واسع الإطلاع، مثل ابن المديني.
وسيرد برقمي: (26704) و (26729) .
(1) إسناده ضعيف، وهو مكرر (26522) ، إلا أن الإمام أحمد رواه هنا عن وكيع وحده.(44/232)
26618 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّكُمْ تَحْتَكِمُونَ إِلَيَّ، وَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، وَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَنْ يَكُونَ أَلْحَنَ بِحُجَّتِهِ مِنْ بَعْضٍ، وَإِنَّمَا (1) أَقْضِي بَيْنَكُمْ عَلَى نَحْوِ مَا أَسْمَعُ، فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ مِنْ حَقِّ (2) أَخِيهِ شَيْئًا، فَلَا يَأْخُذْهُ، فَإِنَّمَا أَقْطَعُ لَهُ قِطْعَةً مِنَ النَّارِ يَأْتِي بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (3)
26619 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي إِيَّايَ (4) حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، أَنَّ عَبْدَ الْحَمِيدِ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي عَمْرٍو، وَالْقَاسِمَ، أَخْبَرَاهُ أَنَّهُمَا، سَمِعَا أَبَا بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، يُخْبِرُ أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ، زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَتْهُ أَنَّها لَمَّا قَدِمَتِ الْمَدِينَةَ أَخْبَرَتْهُمْ أَنَّهَا ابْنَةُ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، فَكَذَّبُوهَا، وَيَقُولُونَ: مَا أَكْذَبَ الْغَرَائِبَ، حَتَّى أَنْشَأَ نَاسٌ مِنْهُمْ إِلَى الْحَجِّ، فَقَالُوا: مَا تَكْتُبِينَ إِلَى أَهْلِكِ؟ فَكَتَبَتْ مَعَهُمْ، فَرَجَعُوا إِلَى الْمَدِينَةِ يُصَدِّقُونَهَا،
__________
(1) في (ق) : وأنا.
(2) في (ق) : فمن قضيت له بحق من حق.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (25770) ، غير أن شيخ أحمد هنا: هو وكيع بن الجراح الرؤاسي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 7/233، ومسلم (1713) ، والنسائي في "المجتبى" 8/247، وفي "الكبرى" (5985) ، وابن ماجه (2317) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (906) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
(4) قوله: "إياي" ليس في (م) .(44/233)
فَازْدَادَتْ عَلَيْهِمْ كَرَامَةً. قَالَتْ: فَلَمَّا وَضَعْتُ زَيْنَبَ، جَاءَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَخَطَبَنِي (1) ، فَقُلْتُ: مَا مِثْلِي نُكِحَ، أَمَّا أَنَا، فَلَا وَلَدَ فِيَّ (2) ، وَأَنَا غَيُورٌ، وَذَاتُ عِيَالٍ، فَقَالَ: " أَنَا أَكْبَرُ مِنْكِ، وَأَمَّا الْغَيْرَةُ، فَيُذْهِبُهَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَمَّا الْعِيَالُ، فَإِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ ". فَتَزَوَّجَهَا، فَجَعَلَ يَأْتِيهَا فَيَقُولُ: " أَيْنَ زُنَابُ؟ " حَتَّى جَاءَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ يَوْمًا، فَاخْتَلَجَهَا، وَقَالَ: هَذِهِ تَمْنَعُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَتْ تُرْضِعُهَا، فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " أَيْنَ زُنَابُ؟ " فَقَالَتْ قَرِيبَةُ ابْنَةِ أَبِي أُمَيَّةَ وَوَافَقَهَا عِنْدَهَا: أَخَذَهَا عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي آتِيكُمُ اللَّيْلَةَ ". قَالَتْ: فَقُمْتُ، فَأَخْرَجْتُ حَبَّاتٍ مِنْ شَعِيرٍ كَانَتْ فِي جَرٍّ، وَأَخْرَجْتُ شَحْمًا فَعَصَدْتُهُ (3) لَهُ. قَالَتْ: فَبَاتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ أَصْبَحَ، فَقَالَ حِينَ أَصْبَحَ: " إِنَّ لَكِ (4) عَلَى أَهْلِكِ كَرَامَةً، فَإِنْ شِئْتِ سَبَّعْتُ لَكِ، وَإِنْ (5) أُسَبِّعْ لَكِ، أُسَبِّعْ لِنِسَائِي " (6)
__________
(1) في (ظ6) : يخطبني.
(2) في (ظ2) و (ق) : لي.
(3) في (ظ6) : فعصدت.
(4) في (ظ6) : بك.
(5) في (ظ2) و (ق) و (م) : فإن، والمثبت من (ظ6) .
(6) بعضه صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عبد الحميد بن عبد الله بن أبي عمرو، والقاسم - وهو ابن محمد بن عبد الرحمن بن هشام المخزومي- فقد تفرَّد بالرواية عنهما حبيب بن أبي ثابت، ولم يوثقهما غير ابن حبان. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. أبو بكر بن عبد الرحمن: هو ابن الحارث ابن هشام المخزومي.=(44/234)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 17/243 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه" (10644) ، ومن طريقه أخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/29، والطبراني في "الكبير" 23/ (585) .
واختلف على ابن جُريج فيه:
فأخرجه الشافعي في "مسنده" 2/26-27 (بترتيب السندي) عن عبد المجيد - وهو ابن عبد العزيز بن أبي روّاد - والبخاري في "التاريخ الكبير" 1/47 من طريق هشام بن يوسف الصنعاني، والنسائي في "الكبرى" (8926) - وهو في "عشرة النساء" (40) - من طريق حجاج بن محمد، ثلاثتهم عن ابن جريج، به.
وأخرجه معضلاً ومختصراً الشافعي 2/26 عن ابن أبي روّاد، عن ابن جريج، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، به. لم يذكر حبيب بن أبي ثابت ولا شيخيه.
وأخرجه الطبراني 23/ (586) من طريق سفيان بن عيينة، عن ابن جريج، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، به. لم يذكر شيخي وأخرجه ابن سعد مختصراً 8/90 من طريق أبي حيان التيمي، عن حبيب ابن أبي ثابت، قال: قالت أم سلمة: لما انقضت ... لم يذكر شيخي حبيب ولا أبا بكر بن عبد الرحمن.
وسيأتي فيما بعده من طريق رَوْح، وبرقم (26623) مختصراً عن يحيى بن سعيد الأموي، كلاهما عن ابن جريج بمثل إسناد عبد الرزاق.
وانظر (26529) و (26635) و (26721) و (26722) .
وقوله: "وأما الغيرة فيذهبها الله"، هو عند مسلم برقم (918) (3) .
وقوله: "إن شئتِ سبَّعتُ لك، وإن أُسبِّعْ لكِ أُسبِّعْ لنسائي" سلف بإسناد صحيح برقم (26504) .=(44/235)
26620 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي حَبِيبُ ابْنُ (1) أَبِي ثَابِتٍ، أَنَّ عَبْدَ الْحَمِيدِ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي عَمْرٍو، وَالْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ (2) ، أَخْبَرَاهُ أَنَّهُمَا سَمِعَا أَبَا بَكْرِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ،
__________
=قال السندي: قولها: أخبرتهم، أي: أهل المدينة.
فكذبوها: من التكذيب، أي: استبعاداً من أن تهاجر امرأة من أولئك العظماء، ولا يمنعوها من الهجرة.
ما أكذب الغرائب، أي: إن النساء الغريبات شأنُهن الكذبُ ونسبةُ نفسها إلى العظماء، افتخاراً بهم، لأنها لا تعرف لكونها امرأة غريبة، فيروج منها الكذب، بخلاف الرجال، لأنهم عادة يعرفون وإن كانوا غرباء، فلا يروج منهم الكذب في النسب.
حتى أنشأ ناسٌ منهم، أي: السَفر والتوقف إلى هذه المدة بناءً على أنها ما أثبتت ذلك بشهادة من كان من المهاجرين، ثم لعدم الحاجة إلى ذلك، وإلا فقد كان ذلك ممكناً.
فلما وضعت: على صيغة المتكلم، أي: بعد موتِ أبي سلمة.
مامثلي، أي: في كبر السن.
نكح: حتى أنكح أنا، موافقة لذلك.
فلا ولد فيّ، اي: فما بقي في بطني ولد يرغب أحد إليّ لأجله.
أين زُناب، أي: فيجدها عندها فينصرف.
فاختلَجها، أي: أخذها وسلَبها منها.
فقالت قريبة: ضُبط بالتصغير، وهي أخت أمِّ سلمة، أي: إن أم سلمة سكتت وأجابه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أختها.
ووأفقها، أي: وجد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُريبةَ عندها.
أخذها، أي: زينب، وهذا مقول القول.
(1) تحرف في (ظ2) و (ق) إلى: ثنا، اختصار حدثنا.
(2) قوله: بن عبد الرحمن بن الحارث، ليس في (م) .(44/236)
أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ، زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَتْهُ. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: قَالَتْ: فَوَضَعْتُ ثِفَالِي، وَأَخْرَجْتُ (1) حَبَّاتٍ مِنَ الشَّعِيرِ (2)
26621 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: دَخَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ، فَقَالَتْ لَهُ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " إِنَّ مِنْ أَصْحَابِي مَنْ لَا يَرَانِي بَعْدَ أَنْ يُفَارِقَنِي " قَالَ: فَأَتَى عُمَرَ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، قَالَ: فَأَتَاهَا عُمَرُ، فَقَالَ: أُذَكِّرُكِ اللهَ، أَمِنْهُمْ أَنَا؟ قَالَتْ: " اللهُمَّ لَا، وَلَنْ أُبْلِيَ (3) أَحَدًا بَعْدَكَ " (4)
26622 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَابْنُ بَكْرٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ،
__________
(1) في (م) : فأخرجت.
(2) هو مكرر سابقه، إلا أن شيخ أحمد في هذا الإسناد هو رَوْح، وهو ابنُ عُبادة.
وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 17/243-244 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد 8/93-94، وابن حبان (4065) ، والبيهقي في "السنن"7/301، وفي "الدلائل" 3/463-464 من طريق رَوْح بن عبادة، به.
قال السندي: قولها: ثفالي: جلدة تبسط لحبّ الرَّحَى ليقع عليها الدقيق.
(3) في نسخة في (ظ2) و (ق) : أبرىء.
(4) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، وهو مكرر (26489) ، غير أن شيخ أحمد هنا: هو عبد الرزَّاق بنُ همَّام الصنعاني، وشيخه سفيان: وهو الثوري.(44/237)
وَرَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، أَنَّ عَطَاءَ بْنَ يَسَارٍ، أَخْبَرَهُ أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ، زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَتْهُ، أَنَّهَا " قَرَّبَتْ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَنْبًا مَشْوِيًّا، فَأَكَلَ مِنْهُ، ثُمَّ قَامَ (1) إِلَى الصَّلَاةِ، وَلَمْ يَتَوَضَّأْ " (2)
__________
(1) في (ق) : خرج.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد صرَّح ابن جريج بالتحديث فانتفت شبهة تدليسه. ابنُ بكر: هو محمد البُرْسَاني، ومحمد بن يوسف: هو الكندي.
وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه" (638) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (626) ، والبيهقي في "السنن" 1/154.
وأخرجه الترمذي في "سننه" (1829) ، وفي "الشمائل" (165) ، والنسائي في "الكبرى" (4690) ، وابنُ المنذر في "الأوسط" (127) ، والبغوي في "شرح السنة" (2846) من طريق حجَّاج بن محمد، عن ابن جُريج، به. قال الترمذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيح غريب من هذا الوجه.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 1/108 (مطولاً) ، وفي "الكبرى" (4689) من طريق خالد بن الحارث، وأبو يعلى (6985) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/65، والبيهقي في "السنن" 1/154 من طريق عثمان بن عمر، كلاهما عن ابن جُريج، عن محمد بن يوسف، عن سليمان بن يسار، عن أم سلمة، به.
ورواه مالك - كما سلف برقم (1988) - عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن ابن عباس مرفوعاً.
قلنا: وحديث مالك أورده ابن عبد البَرّ في "التمهيد" 3/329، ثم أورد حديثَ أم سلمة من طريق عطاء بن يسار، ثم قال: وليس هذا باختلاف على عطاء بن يسار، في الإسناد، وهما حديثان صحيحان.
وسلف نحوه برقم (26502) .(44/238)
26623 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، وَالْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهَا: " إِنْ شِئْتِ سَبَّعْتُ لَكِ، وَإِنْ أُسَبِّعْ لَكِ، أُسَبِّعْ لِنِسَائِي " (1)
26624 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَابْنُ بَكْرٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، وَعَائِشَةَ (2) " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُدْرِكُهُ (3) الْفَجْرُ وَهُوَ جُنُبٌ مِنْ أَهْلِهِ، ثُمَّ يَغْتَسِلُ، فَيَصُومُ " قَالَ ابْنُ بَكْرٍ: زَوْجَتَيِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (4)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، وقد سلف مطولاً برقم (26619) ، إلا أن شيخ أحمد هنا يحيى بن سعيد الأموي.
وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 17/243-244 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وسلف بإسناد صحيح برقم (26504) .
(2) في (ظ6) : وعائشة زوج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(3) في (ق) : يدرك.
(4) إسناده صحيح على شرط البخاري، عبد الرحمن والد أبي بكر من رجاله، وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين. ابنُ بكر: هو محمد البُرْساني، وقد صرَّح ابنُ جُرَيج بسماعه من الزُّهري، فانتفت شبهة تدليسه، وأبو بكر بن عبد الرحمن سمع الحديث مع والده من عائشة وأمِّ سلمة، كما جاء مصرحاً بذلك في الرواية (24062) .=(44/239)
26625 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: أَخْبَرَنِي يَعْلَى بْنُ مَمْلَكٍ، أَنَّهُ سَأَلَ أُمَّ سَلَمَةَ، زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَلَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِاللَّيْلِ. قَالَتْ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ، ثُمَّ يُسَبِّحُ، ثُمَّ يُصَلِّي بَعْدَهَا مَا شَاءَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ اللَّيْلِ، ثُمَّ يَنْصَرِفُ، فَيَرْقُدُ مِثْلَ مَا يُصَلِّي، ثُمَّ يَسْتَيْقِظُ مِنْ نَوْمَتِهِ تِلْكَ، فَيُصَلِّي مِثْلَ مَا نَامَ، وَصَلَاتُهُ تِلْكَ الْآخِرَةُ تَكُونُ إِلَى الصُّبْحِ " (1)
26626 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ زَيْنَبَ ابْنَةِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: سَمِعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَجَبَةَ خَصْمٍ عِنْدَ
__________
=وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه" (7397) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (593) .
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (2951) من طريق حجاج - وهو ابن محمد المِصِّيصي- عن ابن جريج، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (543) ، وفي "شرح معاني الآثار" 2/104 من طريق أبي عاصم الضحاك بن مَخْلد، عن ابن جريج، عن الزهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن عائشة وأمِّ سلمة، به. لم يذكر عبد الرحمن في الإسناد.
وسلف برقم (24062) .
وسيرد برقم (26664) .
(1) إسناده ضعيف، وهو مكرر (26547) ، إلا أن الإمام أحمد رواه هنا عن عبد الرزاق وحده.(44/240)
بَابِ أُمِّ سَلَمَةَ، فَخَرَجَ (1) إِلَيْهِمْ، فَقَالَ: " إِنَّكُمْ تَخْتَصِمُونَ، وَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، وَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَنْ يَكُونَ أَعْلَمَ بِحُجَّتِهِ مِنْ بَعْضٍ، فَأَقْضِيَ لَهُ بِمَا أَسْمَعُ مِنْهُ، فَأَظُنُّهُ صَادِقًا، فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ بِشَيْءٍ مِنْ حَقِّ أَخِيهِ، فَإِنَّهَا قِطْعَةٌ مِنَ النَّارِ، فَلْيَأْخُذْهَا، أَوْلِيَدَعْهَا " (2)
26627 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ زَيْنَبَ ابْنَةَ أَبِي سَلَمَةَ، أَخْبَرَتْهُ أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَخْبَرَتْهَا عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ سَمِعَ خُصُومَةً بِبَابِ حُجْرَتِهِ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ، فَقَالَ: " إِنَّمَا أَنَا
__________
(1) في (م) : قالت: فخرج.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (902) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1713) (6) ، والنسائي في "الكبرى" (5984) ، وأبو عوانة 4/5، والطبراني في "الأوسط" (1876) من طريق عبد الرزاق، به.
وأخرجه البخاري (7185) ، ومسلم (1713) (5) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/154، والطبراني في "الكبير" 23/ (903) ، وفي "الشاميين" (3116) ، والبيهقي في "السنن" 10/143 من طرق عن الزهري، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (848) من طريق ابن لهيعة، عن يونس، عن الزهري، عن عمرة بنت عبد الرحمن، عن أم سلمة، به. وابن لهيعة سيىء الحفظ.
وسلف برقم (25670) .
وانظر ما بعده.(44/241)
بَشَرٌ " فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (1)
26628 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ امْرَأَةً أَهْدَتْ لَهَا رِجْلَ شَاةٍ تُصُدِّقَ (2) عَلَيْهَا بِهَا " فَأَمَرَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تَقْبَلَهَا " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزهري، وصالح: هو ابن كيسان.
وأخرجه مسلم (1713) (6) ، والدارقطني 4/239، والبيهقي في "السنن" 10/149-150 من طريق يعقوب، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (2458) و (7181) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/154 من طريق عبد العزيز بن عبد الله الأويسي، عن إبراهيم بن سعد، به.
وانظر ما قبله.
(2) في (ظ2) و (ق) : تصدقت.
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين.
وهو عند عبد الرزاق في "تفسيره" 2/279. ومن طريقه الطبراني أخرجه في "الكبير" 23/ (539) .
وأورده الهيثمي في "المجمع" 3/91، وقال: رواه أحمد، ورجال أحمد رجال الصحيح.
وأورده أيضاً 4/147، وقال: رواه الطبراني في "الكبير"، ورجاله رجال الصحيح.
قال السندي: قولها: أن امرأة أهدت لها، أي: لأم سلمة.
رِجْل شاة: بكسر فسكون العضو المعروف.
فأمرها ... إلخ، لائها هدية في حقِّ أم سلمة، على أنه يحل لها الصدقة أيضاً، إذ ليست هي هاشمية.(44/242)
26629 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنِي نَبْهَانُ، مُكَاتَبُ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَ: إِنِّي لَأَقُودُ بِهَا بِالْبَيْدَاءِ، أَوْ قَالَ: بِالْأَبْوَاءِ، فَقَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِذَا كَانَ عِنْدَ الْمُكَاتَبِ مَا يُؤَدِّي، فَاحْتَجِبِي (1) مِنْهُ " (2)
26630 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَدْرَكَهُ الصُّبْحُ جُنُبًا، فَلَا صَوْمَ لَهُ " قَالَ: فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَأَبِي، فَدَخَلْنَا عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ، وَعَائِشَةَ: فَسَأَلْنَاهُمَا عَنْ ذَلِكَ، فَأَخْبَرَتَانَا " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصْبِحُ جُنُبًا مِنْ غَيْرِ حُلُمٍ (3) ، ثُمَّ يَصُومُ " فَلَقِينَا أَبَا هُرَيْرَةَ، فَحَدَّثَهُ أَبِي، فَتَلَوَّنَ وَجْهُ أَبِي هُرَيْرَةَ، ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا حَدَّثَنِي الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ، وَهُنَّ أَعْلَمُ (4)
__________
(1) في (ظ6) : فاحتجبن.
(2) إسناده ضعيف، وقد سلف الكلا عليه في الرواية (26473) .
وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه" (15729) ، وأخرجه من طريقه الطبراني في "الكبير" 23/ (676) ، والحاكم 2/219، والبيهقي 10/327. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي!
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (5029) من طريق عبد الأعلى، عن معمر، به.
وسلف برقم (26473) .
(3) في (ق) : احتلام.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد اختلف في إسناده على=(44/243)
26631 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَحَدَّثَنِي حَجَّاجٌ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَافِعٍ، مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ، قَالَ حَجَّاجٌ: امْرَأَةَ أَبِي طَلْحَةَ، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، الْمَرْأَةُ تَرَى زَوْجَهَا فِي الْمَنَامِ يَقَعُ عَلَيْهَا، أَعَلَيْهَا غُسْلٌ؟ قَالَ: " نَعَمْ، إِذَا رَأَتْ بَلَلًا " فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: أَوَتَفْعَلُ ذَلِكَ؟ فَقَالَ: " تَرِبَتْ يَمِينُكِ، أَنَّى يَأْتِي شَبَهُ الْخُؤُولَةِ إِلَّا مِنْ ذَلِكِ؟ (1) أَيُّ النُّطْفَتَيْنِ سَبَقَتْ إِلَى الرَّحِمِ، غَلَبَتْ عَلَى الشَّبَهِ " وَقَالَ حَجَّاجٌ، فِي حَدِيثِهِ: تَرِبَ جَبِينُكِ (2)
__________
= الزُّهري، كما بيَّنَا ذلك في الرواية السالفة برقم (24062) .
وهو عند عبد الرزاق في "المصنف" (7396) . ومن طريقه أخرجه إسحاق بنُ راهويه (1084) ، وابنُ حبان (3499) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (594) .
وأخرجه تمَّام في "فوائده" (561) (الروض البسام) من طريق برد - وهو ابنُ سنان - عن الزهري، به.
(1) في (ظ6) : أيأتي شبه الخؤولة والعمومة إلا من ذلك.
(2) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن رافع، فمن رجال مسلم، وقد اختُلف فيه على ابنِ أبي ذئب، كما سيرد، وابنُ أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث بن أبي ذئب القرشي العامري، والمَقْبُري: هو سعيدُ بنُ أبي سعيد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مُشْكِل الآثار" (2662) من طريق ابن وَهْب، والطبراني في "الكبير" 23/ (998) من طريق محمد بن فُلَيْح، و (659) من طريق أبي عاصم، ثلاثتُهمِ عن ابن أبي ذئب، به، ولفظُه عند الطبراني (659) :
عن أمِّ سَلَمة، قالت: قاَلتْ أُمُّ سُلَيْم: يا رسولَ الله، المرأةُ تحتلمُ؟ قال: "إذا نزلَ الماء الأصفر، فلتغتسلْ".
ورواه إسحاق بن محمد المسيَّبي وشبابةُ بن سوَّار- فيما ذكر الدارقطني في=(44/244)
26632 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زَيْنَبَ ابْنَةِ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ لَكَ فِي أُخْتِي ابْنَةِ أَبِي سُفْيَانَ؟ قَالَ: " فَأَفْعَلُ مَاذَا؟ " قَالَتْ: تَنْكِحُهَا، قَالَ: " وَذَاكَ أَحَبُّ إِلَيْكِ؟ " قَالَتْ: نَعَمْ، لَسْتُ لَكَ بِمُخْلِيَةٍ، وَأَحَبُّ مَنْ شَرِكَنِي فِي الْخَيْرِ أُخْتِي، قَالَ: " إِنَّهَا لَا تَحِلُّ لِي ". قُلْتُ: فَإِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّكَ تَخْطُبُ دُرَّةَ ابْنَةَ أَبِي سَلَمَةَ. قَالَ: " ابْنَةُ أُمِّ سَلَمَةَ؟ " قَالَتْ: نَعَمْ. قَالَ: " فَوَاللهِ لَوْ لَمْ تَكُنْ رَبِيبَتِي فِي حِجْرِي لَمَا حَلَّتْ لِي، إِنَّهَا ابْنَةُ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ، أَرْضَعَتْنِي وَأَبَاهَا ثُوَيْبَةُ، فَلَا تَعْرِضْنَ عَلَيَّ بَنَاتِكُنَّ، وَلَا أَخَوَاتِكُنَّ " (1)
__________
="العلل" 5/ورقة 169- عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المَقْبُري، عن عبد الله ابن رافع، مُرْسلاً عن أمِّ سُليم.
ورواه مسعر وعمر بن طلحة - فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 169 و8/143 (مطبوع) - عن المقبري، عن أبي هريرة. وقال: ولا يصح عن أبي هريرة.
والصواب ما روي عن سعيد المقبري، عن عبد الله بن رافع، عن أمِّ سلمة فيما قال الدارقطني في "العلل" 8/143.
وقد سلف نحوه برقم (26503) .
وانظر حديث أمِّ سُلَيم الآتي برقم (27114) .
قال السندي: قولها: أو تفعل ذلك، على بناء الفاعل، وهذا اللفظ في معنى: أو يجري لها ذلك؟
(1) صحيح من حديث أمِّ حبيبة بنت أبي سفيان، وهو مكرر (26493) ، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا: هو عبد الله بن نمير.
وأخرجه ابن أبي شيبة 4/288-289، ومن طريقه ابن ماجه عقب الحديث=(44/245)
26633 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: زَعَمَ لِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، أَنَّ مُعَاوِيَةَ أَرْسَلَ إِلَى عَائِشَةَ، يَسْأَلُهَا: هَلْ صَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ الْعَصْرِ شَيْئًا؟ قَالَتْ: أَمَّا عِنْدِي فَلَا، وَلَكِنَّ أُمَّ سَلَمَةَ أَخْبَرَتْنِي أَنَّهُ فَعَلَ ذَلِكَ، فَأَرْسِلْ إِلَيْهَا فَاسْأَلْهَا، فَأَرْسَلَ إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ، فَقَالَتْ: نَعَمْ، دَخَلَ عَلَيَّ بَعْدَ الْعَصْرِ، فَصَلَّى سَجْدَتَيْنِ، قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ، أُنْزِلَ عَلَيْكَ فِي هَاتَيْنِ السَّجْدَتَيْنِ؟ قَالَ: " لَا، وَلَكِنْ صَلَّيْتُ الظُّهْرَ، فَشُغِلْتُ، فَاسْتَدْرَكْتُهَا بَعْدَ الْعَصْرِ " (1)
26634 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ الْحَكَمِ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أُمَّ سَلَمَةَ، تَقُولُ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ كُلِّ مُسْكِرٍ وَمُفْتِرٍ " (2)
__________
= (1939) ، والطْبراني في "الكبير" 23/ (904) عن ابن نُمير، لهذا الإسناد. وقد سقط اسم أم سلمة من إسناد ابن ماجه، واغترَّ به محقق مصنف ابن أبي شيبة، فحذفه، من الإسناد مع أنه مثبت في نسختين عنده - كما ذكر في تعليقه -، متابعةً منه لما ورد في "السنن". والظاهر أنه سقط قديم فيه، إذ لم يرد كذلك في "تحفة الأشراف".
قال السندي: قولها: وأَحَبُّ مق شَرِكني، بفتح وكسر، يقال: شركه في المال، كعلم.
(1) حديث صحيح، وهو مكرر (26614) . ابن نمير: هو عبد الله. وانظر (26515) .
(2) حديث صحيح لغيره دون قوله: "ومُفْتِر"، وهذا إتمتناد ضعيف لضعف=(44/246)
26635 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنِ ابْنِ (1) سَفِينَةَ، مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَا مِنْ عَبْدٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ، فَيَقُولُ: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، اللهُمَّ أْجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي، وَأخْلِفْ لِي (2) خَيْرًا مِنْهَا، إِلَّا أَجَرَهُ اللهُ فِي مُصِيبَتِهِ، وَخَلَفَ لَهُ خَيْرًا مِنْهَا " قَالَتْ: " فَلَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو سَلَمَةَ، قُلْتُ: مَنْ خَيْرٌ مِنْ أَبِي سَلَمَةَ صَاحِبِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " قَالَتْ: " ثُمَّ عَزَمَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لِي، فَقُلْتُهَا، اللهُمَّ أْجُرْنِي
__________
= شهْر بن حَوْشب، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير الحسن بن عمرو - وهو الفُقَيمي- فمن رجال البخاري.
وهو عند أحمد في "الأشربة" (4) .
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/103، والطبراني في "الكبير" 23/ (781) من طريق ابن نُمير، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (3686) ، والبيهقي في "السنن" 8/296 من طريق ابن شهاب عبد ربه بن نافع، عن الحسن بن عمرو، به.
وقولها: نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن كل مسكر:
له شاهد من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب، سلف برقم (4644) .
وآخر من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف برقم (6478) ، وذكرنا بقية شواهده في ذينك الموضعين.
قال السندي: قولها: ومُفْتِر، اسم فاعل من أفتر، وهو ما يحدث به الفتور في الأعضاء والانكسار.
(1) في (م) : أبي، وهو خطأ.
(2) في (م) : وأخلفني.(44/247)
فِي مُصِيبَتِي، وَأخْلِفْ لِي خَيْرًا مِنْهَا "، قَالَتْ: " فَتَزَوَّجْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1)
26636 - حَدَّثَنَا يَعْلَي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَيَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ صَفِيَّةَ ابْنَةِ أَبِي عُبَيْدٍ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. سعد بن سعيد: هو أخو يحيى بن سعيد الأنصاري، قال الترمذي: تكلَّموا فيه من قِبَل حفظه، قلنا: قد انتقى له مسلم هذا الحديث، وقد تُوبع كما سيرد. عُمر بن كثير: هو ابن أفلح المكْي، وابنُ سفينة سمَّاه ابن منده عمرَ بنَ سفينة.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (9696) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (918) (5) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (958) ، والبيهقي في "الشعب" (9697) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 3/183 من طريق ابن نمير، به.
وأخرجه مسلم (918) (3) و (4) ، والطبراني 23/ (957) ، وابن عبد البر 3/182-183، والبغوي في "شرح السنة" (1462) و (1463) ، وفي "التفسير" - الآية (156) من سورة البقرة - من طرق عن سعد بن سعيد، به. ورواية مسلم (918) (3) ، والبغوي (1463) مطولة.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/236، وابن سعد 8/89 من طريق ربيعة ابن أبي عبد الرحمن، والطبراني في "الكبير" 23/ (550) من طريق أبي سلمة، كلاهما عن أمِّ سَلَمة، به.
وسلف برقم (16343) .
وسيأتي مطولاً برقمي: (26669) و (26997) .
وانظر (26497) .
قال السندي: قولها: ثم عزم الله لي، أي: أراد الله لي أن أقول.(44/248)
عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذُيُولِ النِّسَاءِ؟ فَقَالَ: " شِبْرًا (1) ". فَقُلْتُ: إِذَنْ تَخْرُجَ أَقْدَامُهُنَّ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " فَذِرَاعٌ، لَا تَزِدْنَ عَلَيْهِ " (2)
26637 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْجَزَّارِ، قَالَ: دَخَلَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ، فَقَالُوا: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، حَدِّثِينَا عَنْ سِرِّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَتْ: كَانَ سِرُّهُ وَعَلَانِيَتُهُ سَوَاءً، ثُمَّ نَدِمْتُ، فَقُلْتُ: أَفْشَيْتُ سِرَّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَتْ: فَلَمَّا دَخَلَ أَخْبَرَتْهُ، فَقَالَ: " أَحْسَنْتِ " (3)
__________
(1) في (ظ6) ونسخة في (ظ2) : شبر.
(2) حديث صحيح، وهو مكرر الحديث (26532) ، إلا أن الإمام أحمد رواه هنا عن يزيد بن هارون مقروناً بيعلى بن عبيد.
وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 24/148 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (840) من طريق يعلى بن عبيد، به.
(3) إسناده جيد إن صح سماع يحيى بن الجزار من الصحابة الذين أبهمهم.
وأخرجه هنَّاد في "الزهد" (883) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (740) ، من طريق محمد بن عُبيد، بهذا الإسناد. وقرن هنّاَد بمحمد بن عبيد أبا معاوية.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/741 من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، به، وقال: عن يحيى بن الجزار، عن أمِّ سلمة.
وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/284، وقال: رواه أحمد والطبراني وقال: عن يحيى، عن أم سلمة، ورجالهما رجال الصحيح.(44/249)
26638 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ مُظَفَّرُ بْنُ مُدْرِكٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ أَبِي سَهْلٍ، مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، عَنْ مُسَّةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: " كَانَتْ النُّفَسَاءُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تَقْعُدُ بَعْدَ نِفَاسِهَا أَرْبَعِينَ يَوْمًا، أَوْ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، " قَالَتْ: " وَكُنَّا نَطْلِي عَلَى وُجُوهِنَا الْوَرْسَ مِنَ الْكَلَفِ " (1)
26639 - حَدَّثَنَا مَعْمَرُ (2) بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّقِّيُّ، حَدَّثَنَا خُصَيْفٌ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهَا سَأَلَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الذَّهَبِ تُرْبَطُ (3) بِهِ، أَوْ يُرْبَطُ بِهِ، الْمِسْكُ، قَالَ: " اجْعَلِيهِ فِضَّةً وَصَفِّرِيهِ (4) بِشَيْءٍ مِنْ زَعْفَرَانٍ " (5)
26640 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا هُنَيْدَةُ الْخُزَاعِيُّ، عَنْ أُمِّهِ، قَالَتْ: دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ، فَسَأَلْتُهَا عَنِ الصِّيَامِ، فَقَالَتْ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُنِي أَنْ أَصُومَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، أَوَّلُهَا: الِاثْنَيْنِ،
__________
(1) حسن لغيره، وهو مكرر (26561) ، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا:
هو أبو كامل مظفَّر بنُ مُدْرِك.
(2) في (ظ2) و (ق) و (م) : معتمر، وهو خطأ، والمثبت من (ظ6) .
(3) في (ظ2) و (ق) و (م) : يربط، والمثبت من (ظ6) .
(4) في (ظ6) : اجعلنه فضة وصَفِّرْنَه.
(5) إسناده ضعيف لضعف خُصيْف، وهو ابن عبد الرحمن الجزري، وسلف برقم (24048) ، وسيكرر سنداً ومتناً برقم (26734) .(44/250)
وَالْجُمُعَةُ، وَالْخَمِيسُ " (1)
26641 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوتِرُ بِخَمْسٍ، أَوْ سَبْعٍ، لَا يَفْصِلُ بَيْنَهُنَّ بِكَلَامٍ، وَلَا تَسْلِيمٍ " (2)
26642 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زَيْنَبَ ابْنَةِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ بَنِي أَبِي سَلَمَةَ فِي حِجْرِي، وَلَيْسَ لَهُمْ شَيْءٌ إِلَّا مَا أَنْفَقْتُ عَلَيْهِمْ، وَلَسْتُ بِتَارِكَتِهِمْ كَذَا وَلَا كَذَا، أَفَلِي أَجْرٌ إِنْ أَنْفَقْتُ عَلَيْهِمْ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنْفِقِي عَلَيْهِمْ، فَإِنَّ لَكِ أَجْرَ مَا أَنْفَقْتِ عَلَيْهِمْ " (3)
__________
(1) حديث ضعيف، وهو مكرر (26480) سنداً ومتناً.
(2) إسناده ضعيف لانقطاعه، وسلف اللام عليه برقم (26486) .
وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه" (4668) ، وأخرجه من طريقه الطبراني في "الكبير" 23/ (617) .
وأخرجه ابق أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3083) ، والنسائي في "الكبرى" (433) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (895) من طريق مَخْلد بن يزيد، والخطيب في "تاريخه" 5/137-138 من طريق مؤمَّل بن إسماعيل، كلاهما عن سفيان الثوري، عن منصور، عن الحَكَم، عن مِقْسم، عن ابن عباس، عن أمِّ سَلَمة، به.
وسيرد برقم (26725) .
(3) إسناده صحيح محلى شرط الشيخين.=(44/251)
26643 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ ابْنِ سَابِطٍ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ [قَالَ عَبْدُ اللهِ:] قَالَ أَبِي: وَفِي مَوْضِعٍ آخَرَ: مَعْمَرٌ، عَنْ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ امْرَأَةً سَأَلَتْهَا عَنِ الرَّجُلِ يَأْتِي امْرَأَتَهُ مُجَبِّيَةً (1) ، فَسَأَلَتْ أُمُّ سَلَمَةَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} [البقرة: 223] صِمَامًا وَاحِدًا " (2)
__________
=وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (911) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه" (19628) ، وأخرجه من طريقه مسلم (1001) ، والبغوي في "شرح السنة" (1679) . وسقط اسم أم سلمة من مطبوع عبد الرزاق.
وأخرجه مسلم (1001) من طريق عليِّ بن مُسْهر، عن مَعْمر، به.
وسلف برقم (26509) .
قال السندي: قولها: أفلي أجر إن أنفقت عليهم، يحتمل أن تكون إن بكسر الهمزة شرطية، ويحتمل أن تكون بفتحها حرف مصدري، والتقدير لأن أنفقت.
(1) في (ظ6) وهامش كل من (ظ2) و (ق) : مُتَجَبِّيَة، وكذلك هي في نسخة السندي.
(2) للحديث إسنادان:
أولهما: عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن خُثَيْم - وهو عبد الله بن عثمان - عن ابن سابط، عن حفصة بنت عبد الرحمن، عن أم سلمة. وهو عند عبد الرزاق في "التفسير" 1/90، وهذا إسناد حسن من أجل ابن خُثَيْم.
وثانيهما: عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن خُثَيْم، عن صفيَّة بنت شيبة،=(44/252)
26644 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنِ هِنْدِ بِنْتِ الْحَارِثِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سَلَّمَ، مَكَثَ قَلِيلًا "، وَكَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ ذَلِكَ كَيْمَا يَنْفُذُ النِّسَاءُ قَبْلَ الرِّجَالِ (1)
26645 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ،
__________
= عن أمِّ سلمة، فقال: عن صفية بدل حفصة، وهو عند الطبراني في "الكبير" 23/ (837) ، والبيهقي في "الشعب" (5377) . وهذا إسناد خالف فيه معمرٌ الرواةَ عن ابن خُثَيم، فقد رواه وُهيب بن خالد كما سلف في الرواية (26601) ، وسفيان الثوري، كما في الروايتين: (26698) و (26706) ، وعبد الرحيم بن سليمان ورَوْح بن القاسم، كما سلف في تخريج الرواية (26601) ، أربعتهم عن ابن خُثيْم، عن ابن سابِط، عن حفصة، عن أمِّ سلمة، به. وقد تابعهم معمر كذلك كما في الإسناد السالف.
قال السندي: قولها: متجبّية، من التجبِّي، بالجيم، فالباء الموحدة، فالياء، حالٌ من المرأة، أي: كائنة على هيئة السجود.
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، هند بنت الحارث روى لها البخاري هذا الحديث، وقد سلف الكلام عليها في الرواية (26541) ، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وقوله:"وكانوا يرون أن ذلك كما ينفذ النساء قبل الرجال": هو من كلام الزهري كما جاء مصرَّحاً به عند البخاري: (837) و (849) و (870) .
وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه" (2181) و (3227) ، وأخرجه من طريقه أبو داود (1040) ، والبيهقي في "السنن" 2/183، والمِزِّي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة هند بنت الحارث) .
وسلف نحوه برقم (26541) .(44/253)
عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: " لَمْ أَرَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى بَعْدَ الْعَصْرِ قَطُّ إِلَّا مَرَّةً وَاحِدَةً (1) ، جَاءَهُ نَاسٌ بَعْدَ الظُّهْرِ، فَشَغَلُوهُ فِي شَيْءٍ، فَلَمْ يُصَلِّ بَعْدَ الظُّهْرِ شَيْئًا حَتَّى صَلَّى الْعَصْرَ ". قَالَتْ: " فَلَمَّا صَلَّى الْعَصْرَ دَخَلَ بَيْتِي، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ " (2)
26646 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ الدَّسْتَوَائِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ زَيْنَبَ ابْنَةِ أُمِّ (3) سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ " أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُقَبِّلُهَا وَهُوَ صَائِمٌ، وَكَانَا يَغْتَسِلَانِ فِي (4) إِنَاءٍ وَاحِدٍ " (5)
26647 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشَدَّ تَعْجِيلًا لِلظُّهْرِ مِنْكُمْ،
__________
(1) قولها: "واحدة" ليس في (ظ6) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسنادٌ رجاله ثقات رجال الشيخين، وقد اختُلف فيه على أبي سلمة، كما بيَّنَّا ذلك عند الرواية (26515) .
وهو عند عبد الرزاق في "مصنَّفه" (3970) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (534) ، والبيهقي في "السنن" 2/457.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 1/281-282، وفي "الكبرى" (1557) من طريق معتمر بن سليمان، عن معمر، به.
(3) في (ظ6) : أبي.
(4) في (ق) : من.
(5) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مرر (26498) سنداً ومتناً.(44/254)
وَأَنْتُمْ أَشَدُّ تَعْجِيلًا لِلْعَصْرِ مِنْهُ " (1)
26648 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عَامِرٍ، أَخِي أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصْبِحُ جُنُبًا مِنْ غَيْرِ احْتِلَامٍ (2) ، ثُمَّ يَصُومُ يَوْمَهُ " قَالَ: " فَتَرَكَ أَبُو هُرَيْرَةَ، فُتْيَاهُ " (3)
26649 - حَدَّثَنَا ابْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ، أَخِي أُمِّ سَلَمَةَ، وَلَمْ يَذْكُرْ أُمَّ سَلَمَةَ، مِثْلَهُ (4)
26650 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ خَالِدًا، يُحَدِّثُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعَمَّارٍ: " تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ " (5)
__________
(1) إسناده ضعيف، وهو مكرر (26478) سنداً ومتناً.
(2) قوله: من غير احتلام، ليس في (ظ6) .
(3) إسناده صحيح، وهو مكرر (26609) ، غير أن شيخي أحمد هنا هما:
محمد بن جعفر، وحجاج بن محمد المصِّيصي.
وقد سلف برقم (26594) .
وانظر ما بعده.
(4) حديث صحيح، وهذا إسناد خالف فيه محمد بنُ جعفر الرواة عن سعيد بن أبي عروبة، كما فصَّلنا ذلك في الرواية (26594) ، فانظره لزاماً.
وانظر ما قبله.
(5) إسناده صحيح على شرط مسلم. خالد: هو ابن مهران الحذَّاء،=(44/255)
26651 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ الْحَارِثِ، عَنِ الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعَصْرِ، فَقَالَ: كُنَّا عِنْدَ مُعَاوِيَةَ، فَحَدَّثَ ابْنَ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّيهِمَا، فَأَرْسَلَ مُعَاوِيَةُ إِلَى عَائِشَةَ وَأَنَا فِيهِمْ، فَسَأَلْنَاهَا، فَقَالَتْ: لَمْ أَسْمَعْهُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَكِنْ حَدَّثَتْنِي (1) أُمُّ سَلَمَةَ. فَسَأَلْتُهَا، فَحَدَّثَتْ أُمُّ سَلَمَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى الظُّهْرَ، ثُمَّ أُتِيَ بِشَيْءٍ، فَجَعَلَ يَقْسِمُهُ حَتَّى حَضَرَتْ صَلَاةُ الْعَصْرِ، فَقَامَ فَصَلَّى الْعَصْرَ، ثُمَّ صَلَّى بَعْدَهَا رَكْعَتَيْنِ، فَلَمَّا صَلَّاهَا، قَالَ: " هَاتَانِ الرَّكْعَتَانِ كُنْتُ أُصَلِّيهِمَا بَعْدَ الظُّهْرِ ". فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: وَلَقَدْ حَدَّثْتُهَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْهُمَا قَالَ: فَأَتَيْتُ مُعَاوِيَةَ،
__________
= وسعيد بن أبي الحسن: هو البصري أخو الحسن.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (874) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (2916) (72) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (2916) ، والبيهقىِ في "السنن" 8/189 من طريق إسحاق ابن منصور، والبيهقي في "الدلائل" 2/549 من طريق عبد الملك بن محمد الرقاشي. وفي "السنن" 8/189، والبغوي في "شرح السنة" (3952) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، ثلاثتهم عن شعبة، به. وقرن إسحاق بن منصور بسعيد بن أبي الحسن أخاه الحسن.
وسلف برقم (26563) .
وانظر (26482) .
(1) في (ظ6) : حدثتنيه.(44/256)
فَأَخْبَرْتُهُ بِذَلِكَ (1) ، فَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: أَلَيْسَ قَدْ صَلَّاهُمَا، لَا أَزَالُ أُصَلِّيهِمَا، فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ: إِنَّكَ لَمُخَالِفٌ، لَا تَزَالُ تُحِبُّ الْخِلَافَ مَا بَقِيتَ (2)
26652 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ نَافِعٍ، قَالَ: سَمِعْتُ زَيْنَبَ ابْنَةَ أَبِي سَلَمَةَ (3) ، تُحَدِّثُ عَنْ أُمِّهَا، أَنَّ امْرَأَةً تُوُفِّيَ زَوْجُهَا، فَخَافُوا عَلَى عَيْنِهَا، فَأَتَوْا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَاسْتَأْذَنُوهُ، فِي الْكُحْلِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَدْ (4) كَانَتْ إِحْدَاكُنَّ تَكُونُ فِي بَيْتِهَا فِي أَحْلَاسِهَا، أَوْ فِي شَرِّ أَحْلَاسِهَا فِي بَيْتِهَا، حَوْلًا، فَإِذَا مَرَّ كَلْبٌ رَمَتْ بِبَعْرَةٍ، فَخَرَجَتْ، فَلَا أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا " (5)
26653 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ تَوْبَةَ (6) الْعَنْبَرِيِّ،
__________
(1) في (ق) : أخبرق عنهما بذلك.
(2) صلاة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ركعتين بعد العصر صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وقد سلف برقم (26586) .
وانظر (26515) .
(3) في (ظ6) : بنت أم سلمة.
(4) في (ق) : لو.
(5) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (1488) (60) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (26501) .
(6) في (ق) و (م) : ثوبة، وهو خطأ.(44/257)
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ (1) ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ " لَمْ يَكُنْ يَصُومُ مِنَ السَّنَةِ شَهْرًا تَامًّا يُعْلَمُ إِلَّا شَعْبَانَ، يَصِلُ بِهِ رَمَضَانَ " (2)
26654 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ عُمَرَ، أَوْ عَمْرِو بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْحَرَ فِي هِلَالِ ذِي الْحِجَّةِ، فَلَا يَأْخُذْ مِنْ شَعْرِهِ وَأَظْفَارِهِ " (3)
__________
(1) في (ظ6) : محمد بن إبراهيم التيمي.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. محمد بن إبراهيم: هو التَّيْمي.
وأخرجه أبو داود (2336) ، والبيهقي في "السنن" 4/210 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/200، وفي "الكبرى" (2662) من طريق محمد بن جعفر، به.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/150، وفي "الكبرى" (2486) من طريق النَّضْر بن شميل، عن شعبه، به.
وسلف برقم (26310) من طريق محمد بن إبراهيم التيمي، عن أبي سلمة، عن عائشة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قلنا: وقد سلف في الرواية (26562) قول الترمذي: ويحتمل أن يكون أبو سلمة قد روى هذا الحديث عن عائشة وأمِّ سلمة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وقد سلف نحوه برقم (26517) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم. عُمر أو عَمرو- بنُ مسلم من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه أبو عوانة 5/204 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.=(44/258)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=وأخرجه مسلم (1977) (41) ، والترمذي (1523) من طريق محمد بن جعفر، به.
قال الترمذي: هذا حديثٌ حسن صحيح، والصحيح هو عَمرو بنُ مسلم، قد روى عنه محمد بنُ عَمرو بن علقمة، وغيرُ واحد.
وأخرجه مسلم (1977) (41) ، وابن ماجه (3150) ، والنسائي في "المجتبى" 7/211، وفي "الكبرى" (4451) ، وأبو يعلى (6911) ، وأبو عوانة 5/203-204 و204، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/181، وفي "شرح مشكل الآثار" (5506) و (5507) ، وابن حبان (5916) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (564) ، والدارقطني 4/278، والحاكم 4/220، والبيهقي في "السنن" 9/266، وفي "السنن الصغير" (1816) ، وفي "معرفة السنن" (18922) ، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 2/320 من طرق عن شعبة، به، وعند مسلم، والبيهقي في "السنن الصغير": عُمر بن مسلم، وعند الباقين: عَمرو بن مسلم، وقد سَمَّاه المزي في "تهذيب الكمال": عَمرو ابن مسلم، وذكر أنه يقال له: عُمر بن مسلم. ووقع في مطبوعي النسائي: عن أبي مسلم، وهو خطأ، صوابه: عن ابن مسلم.
وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي!
قلنا: بل هو عند مسلم كما تقدم.
قال ابن حبان: وهمَ مالك حيث قال: عَمرو بن مسلم، وإنما هو عُمر بن مسلم بن عمار بن أُكيمة، وأخوه عَمرو بن مسلم لم يدركه مالك، وهو تابعي، روى عنه الزهري.
قلنا: بل هما واحد، وقد جزم بذلك الخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" وردَّ الحافظ ابنُ حجر في "تهذيبه" قولَ ابن حبان هذا، وقال: لم يوافقه أحدٌ علمتُه على ذلك.
وتابع شعبةَ على هذا الإسناد القعنبيُّ وعبد الله بن يوسف، فروياه - فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (562) - عن مالك، عن عمرو بن مسلم،=(44/259)
26655 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ أُكَيْمَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: سَمِعْتُ أُمَّ سَلَمَةَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1)
__________
=عن سعيد، به.
وخالفهم ابنُ وهب وعثمان بن فارس، فروياه - فيما أخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/182، وفي "شرح مشكل الآثار" (5508) و (5509) - عن مالك، عن عُمر بن مسلم، عن سعيد بن المسيب، عن أمِّ سَلَمة، موقوفاً.
وسلف برقم (26474) .
وانظر ما بعده.
(1) حديث صحيح. إسماعيل بن محمد: هو ابن جَبَلة البغدادي، ثقة من رجال "التعجيل"، ومحمد بن عَمرو: هو ابنُ عَلْقَمة بنِ وقَّاص الليثي، مختلف فيه، وهو حسن الحديث، وقد توبع.
وأخرجه مسلم (1977) (42) ، وأبو داود (2791) ، وأبو عوانة 5/205، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5513) ، وابن حبان (5917) ، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 2/321 من طريقين عن معاذ بن معاذ العنبري، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1977) (42) أيضاً، وأبو يعلى (6910) ، وابن حبان (5918) ، وأبو عوانة 5/205، والبيهقي في "السنن" 9/266 من طرق عن محمد بن عمرو، به.
وأخرجه الطبرانى فى "الكبير" 23/ (557) من طريق سهل بن عثمان، عن جُنادة، عن محمد بن عمرو، عن أبي سَلَمة، عن أمِّ سلمة، به. وجُنادة: - وهو ابنُ سَلْم - ضعيف.
وانظر ما قبله.(44/260)
26656 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ نَبْهَانَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِذَا وَجَدَ الْمُكَاتَبُ مَا يُؤَدِّي، فَاحْتَجِبْنَ (1) مِنْهُ " (2)
26657 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي الْخَلِيلِ، عَنْ سَفِينَةَ، مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ حُضِرَ، جَعَلَ يَقُولُ: " الصَّلَاةَ الصَّلَاةَ، وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ". فَجَعَلَ يَتَكَلَّمُ بِهَا، وَمَا يَكَادُ يَفِيضُ بِهَا لِسَانُهُ (3)
26658 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَحَجَّاجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ:
__________
(1) في (ظ2) و (ق) : فاحتجبي.
(2) إسناده ضعيف. وقد سلف الكلام عليه في الرواية (26473) .
(3) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، أبو الخليل - وهو صالح بن أبي مريم - لم يسمع من سَفِينة، وقد أشرنا إلى ذلك في الرواية السالفة برقم (26483) ، ورجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير سفينةَ مولى أمِّ سَلَمة، فمن رجال مسلم. بَهْز: هو ابنُ أَسَد العَمِّيّ، وهمَّام: هو ابنُ يحيى العَوْذي.
وأخرجه عَبْد بن حُمَيد في "المنتخب" (1542) ، وابن سعد 2/253-254، والنسائي في "الكبرى" (7100) ، وابنُ ماجه (1625) ، وأبو يعلى (6979) ، والبغوي في "شرح السنة" (2415) من طريق يزيد بن هارون، عن همَّام، بهذا الإسناد.
وذكرنا شواهده التي يصحُّ بها في الرواية (26483) ، وسيأتي برقم (26727) .(44/261)
سَمِعْتُ عَبْدَ رَبِّ (1) بْنِ سَعِيدٍ - قَالَ حَجَّاجٌ: وَعَبْدُ رَبِّهِ بْنُ سَعِيدٍ (2) ، أَخَا يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: اخْتَلَفَ أَبُو هُرَيْرَةَ، وَابْنُ عَبَّاسٍ فِي الْمُتَوَفَّى عَنْهَا زَوْجُهَا إِذَا وَضَعَتْ حَمْلَهَا، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: " تُزَوَّجُ " وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " أَبْعَدَ الْأَجَلَيْنِ " قَالَ: فَبَعَثُوا إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ، فَقَالَتْ: تُوُفِّيَ زَوْجُ سُبَيْعَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ، فَوَلَدَتْ بَعْدَ وَفَاتِهِ بِخَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً (3) . قَالَ (4) : فَخَطَبَهَا رَجُلَانِ، قَالَ: فَحَطَّتْ بِنَفْسِهَا إِلَى أَحَدِهِمَا، فَلَمَّا خَشُوا أَنْ تَفْتَاتَ بِنَفْسِهَا إِلَى أَحَدِهِمَا، قَالُوا (5) : إِنَّكِ لَمْ تَحِلِّي، فَانْطَلَقَتْ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " قَدْ حَلَلْتِ (6) ، فَانْكِحِي مَنْ شِئْتِ " (7)
__________
(1) في (م) : عبد ربه.
(2) قوله: قال حجاج: وعبد ربه بن سعيد، ليس في (م) .
(3) في (ظ6) : خمس عشرة نصف شهر.
(4) قوله: قال، ليس في (م) .
(5) في (ظ6) : أن تفتات نفسها قالوا.
(6) في (ظ6) : أحللت.
(7) إسناده صحيح على شرط الشيخين، والرجل الذي بعثوه هو كُريب مولى ابن عباس، كما جاء مصرحاً به في الرواية (26675) ، إلا أن أبا سلمة سمعه من أمِّ سلمة دون واسطة، كما جاء مصرحاً به في الرواية (26711) ، وكأنهم بعثوا كُريباً إلى أمِّ سلمة مرة، وبعثوا أبا سلمة إليها اخرى، كما يُستفاد من سياق رواية الطيالسي الآتية في التخريج. حجِّاج: هو ابنُ محمد المِصِّيصي.
وأخرجه الطيالسي (1593) - ومن طريقه النسائي في "المجتبى" 6/191- عن شعبة، عن عبد ربه، قال: سمعت أبا سلمة بن عبد الرحمن، قال:=(44/262)
26659 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: دَخَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ، فَقَالَتْ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ مِنْ أَصْحَابِي لَمَنْ لَا يَرَانِي بَعْدَ أَنْ أَمُوتَ أَبَدًا " قَالَ: فَخَرَجَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ مِنْ عِنْدِهَا مَذْعُورًا حَتَّى دَخَلَ عَلَى عُمَرَ، فَقَالَ لَهُ: اسْمَعْ مَا تَقُولُ أُمُّكَ، فَقَامَ عُمَرُ حَتَّى أَتَاهَا، فَدَخَلَ عَلَيْهَا، فَسَأَلَهَا، ثُمَّ قَالَ: أَنْشُدُكِ بِاللهِ، أَمِنْهُمْ أَنَا؟ فَقَالَتْ: " لَا، وَلَنْ أُبَرِّئَ بَعْدَكَ أَحَدًا " (1)
26660 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّهُ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَمْعَةَ، أَنَّ أُمَّهُ زَيْنَبَ ابْنَةَ أَبِي سَلَمَةَ، أَخْبَرَتْهُ
__________
= سمعتُ أبا هريرة وابن عباس اختلفا في المرأة إذا توفِّيَ عنها زوجُها وهي حامل، فقال ابن عباس: آخر الاخلين، وقال أبو هريرة: إذا وضعت ما في بطنها فقد حلَّت. فبعثاني إلى أم سلمة، فأتيتُها، فسألتُها ... فذكره، فالرجلُ الذي بعثوه هو أبو سلمة نفسه.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (546) من طريق ابن أبي عديّ، عن شعبة، عن عبد رِّبه بن سعيد، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أمِّ سَلَمة، وسلف نحوه برقم (26471) .
قال السندي: قوله: فحَطَّتْ بنفسها، بحاء وطاء مهملتين وتشديد الطاء، أي: مالت.
(1) حديث صحيح، وهو مكرر (26549) ، إلا أن شيخ أحمد هنا هو حجاج بن محمد المصيصي. وانظر (26489) .(44/263)
أَنَّ أُمَّهَا أُمَّ سَلَمَةَ، زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَتْ تَقُولُ: أَبَى سَائِرُ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُدْخِلْنَ عَلَيْهِنَّ أَحَدًا بِتِلْكَ الرَّضَاعَةِ، وَقُلْنَ لِعَائِشَةَ: " وَاللهِ مَا نُرَى هَذَا إِلَّا رُخْصَةً أَرْخَصَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِسَالِمٍ خَاصَّةً، فَمَا هُوَ بِدَاخِلٍ عَلَيْنَا أَحَدٌ بِهَذِهِ الرَّضَاعَةِ، وَلَا رَائِينَا " (1)
26661 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ أَبَا عِيَاضٍ، حَدَّثَ أَنَّ مَرْوَانَ بَعَثَ إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا مَوْلَاهَا، فَقَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصْبِحُ جُنُبًا، فَيَصُومُ، وَلَا يُفْطِرُ "، قَالَ: فَرَجَعَ إِلَيْهِ فَأَخْبَرَهُ، فَبَعَثَ (2) إِلَى عَائِشَةَ، فَبَعَثَ إِلَيْهَا (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، أبو عُبيدة بن عبد الله بن زَمْعة روى له مسلم هذا الحديث. وبقية رجاله رجال الشيخين. حجَّاج: هو ابنُ محمد المِصِّيصي، ولَيْث: هو ابن سعد، وعُقيل: هو ابن خالد الآَيْلي.
وأخرجه مسلم (1454) ، والنسائي في "المجتبى" 6/106، وفي "الكبرى" (5478) ، والبيهقي في "السنن" 7/460، وفي "السنن الصغير" (2869) ، وفي "معرفة السنن" (15479) ، من طريقين عن الليث، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (1947) من طريق ابن لَهيعة، عن عُقيل، ويزيد بن أبي حبيب، عن الزُّهري، عن أبي عُبيدة بن عبد الله بن زَمْعة، عن أمه زينب بنت أبي سلمة، أنها أخبرته أن أزواج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فذكر نحوه، ولم يذكر أم سلمة في الإسناد.
وانظر (25415) .
قال السندي: قولها: بتلك الرَّضاعة، أي: برضاعة الكبير، كما كانت في سالم.
(2) في (م) : قال: فبعث، وفي (ظ6) : فبعثه.
(3) قوله: فبعث إليها، ليس في (ظ2) ولا (ق) .(44/264)
مَوْلَاهَا، أَوْ غُلَامَهَا، ذَكْوَانَ، فَقَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصْبِحُ جُنُبًا مِنْ جِمَاعٍ غَيْرِ حُلُمٍ، فَيَصُومُ وَلَا يُفْطِرُ " فَقَالَ لَهُ (1) : ائْتِ أَبَا هُرَيْرَةَ فَأَخْبِرْهُ، فَانْطَلَقَ إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، فَأَخْبَرَهُ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ وَعَنْ عَائِشَةَ، فَقَالَ: " هُمَا أَعْلَمُ " (2)
26662 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ، عَنْ أَبِي عِيَاضٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، أَنَّ مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ بَعَثَهُ إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ، وَعَائِشَةَ، قَالَ: فَلَقِيتُ غُلَامَهَا نَافِعًا، فَأَرْسَلْتُهُ إِلَيْهَا، فَسَأَلَهَا. قَالَ: فَرَجَعَ إِلَيَّ، فَأَخْبَرَنِي أَنَّهَا قَالَتْ: " إِنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصْبِحُ جُنُبًا، مِنْ جِمَاعٍ غَيْرِ احْتِلَامٍ، ثُمَّ يُصْبِحُ صَائِمًا " قَالَ: فَأَتَيْتُ مَرْوَانَ، فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ لَتَأْتِيَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، فَلَتُخْبِرَنَّهُ بِهِ، فَأَتَيْتُهُ فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: " هُنَّ أَعْلَمُ " (3)
26663 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ، عَنْ أَبِي عِيَاضٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، أَنَّ مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ بَعَثَهُ إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ، وَعَائِشَةَ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ،
__________
(1) في (ظ6) : ولا يفطر، قال: فرجع إليه فأخبره فقال له.
(2) مرفوعه صحيح، وهذا إسناد ضعيف، وقد سلف الكلام عليه عند الرواية (26082) .
وانظر الحديثين بعده.
(3) مرفوعه صحيح، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر (26082) ، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا هو محمد بن جعفر.(44/265)
إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: ثُمَّ لَقِيَ غُلَامَ عَائِشَةَ ذَكْوَانَ أَبَا عَمْرٍو، وَقَالَ: لَقِيتُ نَافِعًا غُلَامَ أُمِّ سَلَمَةَ (1)
26664 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، وَعَائِشَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ " كَانَ يُدْرِكُهُ الْفَجْرُ وَهُوَ جُنُبٌ مِنْ أَهْلِهِ، ثُمَّ يَغْتَسِلُ وَيَصُومُ " (2)
26665 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَالِحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَخْبَرَتْهُ " (3) أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصْبِحُ جُنُبًا فِي رَمَضَانَ مِنْ أَهْلِهِ، ثُمَّ يَغْتَسِلُ، وَيَصُومُ " (4)
__________
(1) مرفوعه صحيح، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر (26082) سنداً ومتناً.
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري، وهو مكرر الحديث (26624) ، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا هو رَوْح، وهو ابنُ عُبادة.
(3) قوله: أخبرته، ليس في (ظ6) .
(4) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف صالح - وهو ابن أبي الأخضر- وقد اختُلف عليه فيه:
فرواه رَوْح - كما في هذه الرواية - عنه، عن ابن شهاب، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن عائشة.
ثم رواه رَوْح عنه كذلك كما في الرواية (26667) ، فقال: عن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أمِّ سلمة.
ورواه النَّضْر بن شُميل - كما عند إسحاق بن راهويه (664) - عنه، عن الزُّهري، عن عروة، عن عائشة، به.
وقد سلف نحوه برقم (24062) و (26624) .(44/266)
26666 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: " مَنْ أَصْبَحَ جُنُبًا مِنْ غَيْرِ احْتِلَامٍ (1) ، فَلَا يَصُومُ " فَانْطَلَقَ أَبُو بَكْرٍ وَأَبُوهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ حَتَّى دَخَلَا عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ، وَعَائِشَةَ، فَكِلْتَاهُمَا قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصْبِحُ جُنُبًا مِنْ غَيْرِ احْتِلَامٍ، ثُمَّ يَصُومُ " فَانْطَلَقَ أَبُو بَكْرٍ وَأَبُوهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، فَأَتَيَا مَرْوَانَ، فَحَدَّثَاهُ، ثُمَّ قَالَ: عَزَمْتُ عَلَيْكُمَا لَمَا انْطَلَقْتُمَا إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، فَحَدَّثْتُمَاهُ، فَانْطَلَقَا إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، فَأَخْبَرَاهُ. قَالَ: هُمَا قَالَتَاهُ لَكُمَا؟ فَقَالَا: نَعَمْ، قَالَ: هُمَا أَعْلَمُ، إِنَّمَا أَنَبَأَنِيهِ الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ (2)
26667 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا صَالِحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَخْبَرَتْهُ " (3) أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصْبِحُ جُنُبًا، ثُمَّ يَصُومُ يَوْمَهُ " (4)
__________
(1) قوله: من غير احتلام، ليس في (ظ6) .
(2) إسناده صحيح، وهو مكرر (25673) سنداً ومتناً.
(3) قوله: أخبرته، ليس في (ظ6) .
(4) حديث صحيح، وقد سلف الكلام على هذا الإسناد في الرواية السَّالفة برقم (26665) .(44/267)
26668 - حَدَّثَنَا (1) يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: " مَنْ أَصْبَحَ جُنُبًا فَلَا يَصُومُ " فَانْطَلَقَ أَبُو بَكْرٍ وَأَبُوهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ حَتَّى دَخَلَا عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ، وَعَائِشَةَ، فَكِلْتَاهُمَا قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصْبِحُ جُنُبًا مِنْ غَيْرِ احْتِلَامٍ، ثُمَّ يَصُومُ "، فَانْطَلَقَ أَبُو بَكْرٍ، وَأَبُوهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، فَأَتَيَا مَرْوَانَ، فَحَدَّثَاهُ، ثُمَّ قَالَ: عَزَمْتُ عَلَيْكُمَا لَمَا انْطَلَقْتُمَا إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، فَحَدَّثْتُمَاهُ، فَانْطَلَقَا إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ فَأَخْبَرَاهُ، قَالَ: هُمَا قَالَتَاهُ لَكُمَا؟ فَقَالَا: نَعَمْ، قَالَ: هُمَا أَعْلَمُ، إِنَّمَا أَنَبَأَنِيهِ الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ (2)
26669 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، بِمِنًى، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: قَالَ أَبُو سَلَمَةَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا أَصَابَ (3) أَحَدَكُمْ مُصِيبَةٌ، فَلْيَقُلْ: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، عِنْدَكَ أَحْتَسِبُ (4) مُصِيبَتِي فَأْجُرْنِي (5) فِيهَا، وَأَبْدِلْنِي
__________
(1) لم يرد هذا الحديث في (ظ6) ، وجاء في هامش كل من (ظ2) و (ق) : مكرر.
(2) إسناده صحيح، وهو مكرر (25673) و (26666) سنداً ومتناً.
(3) في (ظ6) : أصابت.
(4) في (م) : احتسبت.
(5) في (ظ6) : وأجرني.(44/268)
مَا هُوَ (1) خَيْرٌ مِنْهَا ". فَلَمَّا احْتُضِرَ أَبُو سَلَمَةَ، قَالَ: اللهُمَّ اخْلُفْنِي فِي أَهْلِي بِخَيْرٍ، فَلَمَّا قُبِضَ، قُلْتُ: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، اللهُمَّ عِنْدَكَ أَحْتَسِبُ مُصِيبَتِي، فَأْجُرْنِي فِيهَا. قَالَتْ: وَأَرَدْتُ أَنْ أَقُولَ: وَأَبْدِلْنِي خَيْرًا مِنْهَا، فَقُلْتُ: وَمَنْ خَيْرٌ مِنْ أَبِي سَلَمَةَ، فَمَا زِلْتُ حَتَّى قُلْتُهَا، فَلَمَّا انْقَضَتْ عِدَّتُهَا خَطَبَهَا أَبُو بَكْرٍ فَرَدَّتْهُ، ثُمَّ خَطَبَهَا عُمَرُ فَرَدَّتْهُ، فَبَعَثَ إِلَيْهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: مَرْحَبًا بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَبِرَسُولِهِ، أَخْبِرْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنِّي امْرَأَةٌ غَيْرَى، وَأَنِّي مُصْبِيَةٌ، وَأَنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أَوْلِيَائِي شَاهِدًا، فَبَعَثَ إِلَيْهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَّا قَوْلُكِ: إِنِّي مُصْبِيَةٌ، فَإِنَّ اللهَ سَيَكْفِيكِ صِبْيَانَكِ، وَأَمَّا قَوْلُكِ: إِنِّي غَيْرَى، فَسَأَدْعُو اللهَ أَنْ يُذْهِبَ غَيْرَتَكِ، وَأَمَّا الْأَوْلِيَاءُ، فَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْهُمْ شَاهِدٌ وَلَا غَائِبٌ إِلَّا سَيَرْضَانِي ". قُلْتُ: يَا عُمَرُ، قُمْ فَزَوِّجْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَا إِنِّي لَا أَنْقُصُكِ شَيْئًا مِمَّا أَعْطَيْتُ أُخْتَكِ فُلَانَةَ رَحَيَيْنِ وَجَرَّتَيْنِ، وَوِسَادَةً مِنْ أَدَمٍ، حَشْوُهَا لِيفٌ ". قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْتِيهَا، فَإِذَا جَاءَ أَخَذَتْ زَيْنَبَ، فَوَضَعَتْهَا فِي حِجْرِهَا لِتُرْضِعَهَا، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيِيًّا كَرِيمًا، يَسْتَحْيِي، فَيَرْجِعُ (2) ، فَفَعَلَ ذَلِكَ مِرَارًا، فَفَطِنَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ لِمَا تَصْنَعُ، فَأَقْبَلَ ذَاتَ يَوْمٍ وَجَاءَ عَمَّارٌ، وَكَانَ أَخَاهَا لِأُمِّهَا، فَدَخَلَ عَلَيْهَا،
__________
(1) في (ظ6) : وأبدلني منها ما هو.
(2) في (م) : فرجع.(44/269)
فَانْتَشَطَهَا مِنْ حِجْرِهَا، وَقَالَ: دَعِي هَذِهِ الْمَقْبُوحَةَ الْمَشْقُوحَةَ الَّتِي آذَيْتِ بِهَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: وَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَخَلَ، فَجَعَلَ يُقَلِّبُ بَصَرَهُ فِي الْبَيْتِ وَيَقُولُ: " أَيْنَ زَنَابُ؟ مَا فَعَلَتْ زَنَابُ؟ " قَالَتْ: جَاءَ عَمَّارٌ، فَذَهَبَ بِهَا، قَالَ: فَبَنَى بِأَهْلِهِ، ثُمَّ قَالَ: " إِنْ شِئْتِ أَنْ أُسَبِّعَ لَكِ، سَبَّعْتُ لِلنِّسَاءِ " (1)
26670 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ ثَابِتٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، وَقَالَ: سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ: ابْنُ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، مُرْسَلٌ (2)
__________
(1) بعضه صحيح، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرّر الرواية (16343) المختصرة، غير أن شيخ أحمد هنا هو عفان، وهو ابن مسلم الصَّفَّار.
وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 17/244 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد، ولم يسق لفظه بتمامه.
وأخرجه ابن سعد 8/89-90 عن عفان، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (26697) .
وقوله: "إذا أصاب أحدكم ... " إلى قوله: "فأَبْدِلْني خيراً منها" سلف بإسناد صحيح برقم (26635) .
وقوله: "فأدعو الله أن يُذهب غيرتك" هو عند مسلم (918) (3) .
وقوله: "إن شئْتِ أن أُسبِّع لكِ سبَّعتُ للنساء"، سلف بإسناد صحيح برقم (26504) .
وقصة زواج أم سلمة أخرج مسلم نحوها برقم (918) (من حديث أمِّ سَلَمة) .
قال السندي: قولها: وأني مُصْبِيةٌ، اسم فاعل من أصبت المرأة: إذا صارت ذات صبيان.
(2) هو مكرر ما قبله، وله إسنادان:=(44/270)
26671 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زَيْنَبَ ابْنَةِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ لِي مِنْ أَجْرٍ فِي بَنِي أَبِي سَلَمَةَ أَنْ أُنْفِقَ عَلَيْهِمْ؟ وَلَسْتُ بِتَارِكَتِهِمْ هَكَذَا وَهَكَذَا، إِنَّمَا هُمْ بَنِيَّ؟ قَالَ: " نَعَمْ، لَكِ فِيهِمْ (1) أَجْرٌ مَا أَنْفَقْتِ عَلَيْهِمْ " (2)
__________
=الأول: عفَّان، عن جعفر بن سليمان - وهو الضُّبَعي - عن ثابت - وهو ابن أَسْلَم البُناني - قال: حدثني عمر بن أبي سلمة، عن أم سلمة.. وقد أخطأ فيه جحفر بن سليمان الضُّبَعي فيما ذكر ابن عبد البر في "التمهيد" 17/245 فقال: قول جعفر بن سليمان في هذا الحديث: عن ثابت، حدثني عمر بن أبي سلمة، خطأ، وإنما هو لثابت، عن ابن عمر بن أبي سلمة، كما قال حماد بن سلمة، وسليمان بن المغيرة.
والثاني: عفان، عن سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن ابن عمر بن أبي سلمة، أن أبا سلمة، وهذا إسناد منقطع، وعبَّر عنه بالمرسل.
وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 17/245 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وبالإسناد الأول أخرجه عبد الرزاق (6701) - ومن طريقه الطبراني في "الدعاء" (1230) - عن جعفر بن سليمان، عن ثابت، عن عمر بن أبي سلمة، عن أمه أم سلمة، عن زوجها أبي سلمة، أنه سمع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فذكره مختصراً.
وبالإسناد الثاني أخرجه أبو يعلى (6908) عن هدبة بن خالد، عن سليمان ابن المغيرة، عن ثابت، قال: حدثني ابن أمِّ سلمة أن أبا سلمة جاء إلى أمِّ سلمة، فقال: لقد سمعت ... فذكره بطوله.
(1) قوله: "فيهم" ليس في (ظ6) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر الحديث (26509) سنداً ومتناً.(44/271)
26672 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي رِبْعِيُّ بْنُ حِرَاشٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ (1) رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ سَاهِمُ الْوَجْهِ، قَالَتْ: فَحَسِبْتُ ذَلِكَ مِنْ وَجَعٍ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَاكَ سَاهِمَ الْوَجْهِ، أَفَمِنْ وَجَعٍ؟ فَقَالَ: " لَا، وَلَكِنَّ الدَّنَانِيرَ السَّبْعَةَ الَّتِي أُتِينَا بِهَا أَمْسِ، أَمْسَيْنَا وَلَمْ نُنْفِقْهَا، نَسِيتُهَا فِي خُصْمِ الْفِرَاشِ " (2)
26673 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ، عَنْ امْرَأَةٍ، مِنْهُمْ أَنَّهَا سَأَلَتْ أُمَّ سَلَمَةَ، عَنِ النَّبِيذِ، فَقَالَتْ: كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ "
__________
(1) في (ظ6) : دخلت على.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. زائدة: هو ابنُ قدامة الثقفي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 13/238 عن حُسين بن علي الجُعفي، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة أيضاً 13/238 عن أبي أسامة، وأبو يعلى (7017) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (751) من طريق معاوية بن عمرو، كلاهما عن زائدة، به.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/38، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى، ورجالُهما رجالُ الصحيح.
وسلف برقم (26514) .(44/272)
نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْمُزَفَّتِ، وَالدُّبَّاءِ، (1) وَالْحَنْتَمِ " (2)
26674 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ وَاصِلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْحَجُّ جِهَادُ كُلِّ ضَعِيفٍ " (3)
26675 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ يَسَارٍ، أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ اجْتَمَعَ هُوَ وَابْنُ عَبَّاسٍ عِنْدَ أَبِي هُرَيْرَةَ، فَبَعَثُوا كُرَيْبًا مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ، يَسْأَلُهَا، فَذَكَرَتْ أُمُّ سَلَمَةَ، أَنَّ سُبَيْعَةَ الْأَسْلَمِيَّةَ تُوُفِّيَ عَنْهَا زَوْجُهَا، فَنُفِسَتْ بَعْدَهُ بِلَيَالٍ، فَذَكَرَتْ سُبَيْعَةُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " فَأَمَرَهَا
__________
(1) في (م) : وعن الدُّبَّاء.
(2) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإبهام المرأة التي روت عن أمِّ سلمة. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير عمار الدُّهني - وهو ابن معاوية - فمن رجال مسلم. أبو أحمد: هو محمد بن عبد الله الزُّبيري، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السَّبيعي.
وقولها: "كلُّ مُسكر حرام" له شواهد كثيرة، ذكرناها في مسند ابن عمر عند الرواية (4644) ، وفي مسند ابن عمرو عند الرواية (6478) .
وقولها: نهى عن المُزَفَّت والدُّبَّاء والحَنتُم، له شواهد كثيرة، ذكرتاها في مسند ابن عمر عند الرواية (4465) .
وانظر (26634) .
(3) إسناده ضعيف، وهو مكرر (26520) ، إلا أن شيخي الإمام أحمد هنا هما: عبد الواحد بن واصل: وهو السَّدوسي، ويزيد بن هارون.(44/273)
أَنْ تَتَزَوَّجَ (1) " (2)
__________
(1) في (ظ6) : تَزَوَّج.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو الأنصاري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 4/296-297، ومسلم (1485) ، والدارمي (2279) ، وابنُ الجارود في "المنتقى" (762) ، وأبو يعلى (6978) ، والبيهقي في "السنن" 7/429 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد، مطولاً.
وأخرجه مسلم (1485) (57) ، والنسائي في "المجتبى" 6/193، والدارمي (2280) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (574) من طريقين عن يحيى ابن سعيد، به.
وأخرجه مسلم (1485) ، والترمذي (1194) ، والنسائي 6/192-193 من طريق ليث بن سعد، عن يحى بن سعيد، به. إلا أن ليثاً قال في حديثه: فأرسلوا إلى أمِّ سلمة، ولم يُسَمِّ كُريباً. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه النسائي 6/193، والطبراني في "الكبير" 23/ (574) من طريق يحيى بن آدم، عن سفيان الثوري، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن كُريب، عن أمِّ سلمة، به.
وأخرجه الطبراني 23/ (556) من طريق يزيد بن أبي حكيم، عن سفيان الثوري، عن محمد بن عمرو، عن أبي سَلَمة، عن أمِّ سَلَمة، به، دون القصة ولم يذكر كُريباً في الإسناد.
وأخرجه بنحوه مطوَّلاً ومختصراً عبد الرزاق (11723) ، والبخاري (4909) ، والنسائي في "المجتبى" 6/192، وفي "الكبرى" (11606) - وهو في "التفسير" (626) - وابن حبان (4295) ، والطبراني 23/ (536) من طريق يحيى بن أبي كثير، عن أبي سَلَمة، به. إلا أن عبد الرزاق لم يذكر كُريباً.
وأخرجه البخاري (5318) ، والنسائي في "الكبرى" 6/193-194، والبيهقي في "السنن" 7/429 من طريق عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، عن أبي سلمة، عن زينب بنت أبي سَلَمة، عن أمها أم سلمة، فذكر نحوه.=(44/274)
26676 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَافِعٍ، مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ قَالَ:
__________
=وأخرجه عبد الرزاق (11725) - ومن طريقه النسائي 6/194- عن ابن جريج، قال: أخبرني داود بن أبي عاصم، أن أبا سلمة أخبره، قال: بينما أنا وأبو هريرة عند ابن عباس، إذ جاءته امرأة، فقالت: توفي زوجي، وهي حامل، فذكرت أنها وضعت لأدنى من أربعة أشهر من يوم مات عنها، فقال ابن عباس: أنتِ لآخر الأجلين. فقال أبو سلمة: فقلت: إن عندي علماً، فقال ابن عباس: علي بالمرأة، فقال أبو سلمة: أخبرني رجل من اصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن سُبَيْعةَ الأسلمية جاءت النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقالت: توفّي عنها زوجها، فوضعت، فأخبرته بأدنى من أربعة أشهر من يوم مات، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يا سبيعة اربعي بنفسك، قال أبو هريرة: وأنا إشهد على ذلك. فقال ابن عباس للمرأة: اسمعي ماتسمعين.
قلنا: وسيرد برقم (27438) من طريق ابن إسحاق، قال: حدثني محمد بن إبراهيم التيمي، عن أبي سلمة، قال: دخلتُ على سبيعة بنت أبي برزة الأسلمية، فسألتُها عن أمرها، فقالت ... فذكر نحوه.
قال الحافظ في "الفتح" 9/471: وهذا الاختلاف على أبي سلمة لا يقدح في صحة الخبر، فإن لأبي سلمة اعتناءً بالقصة من حين تنازع هو وابن عباس فيها، فكأنه لما بلغه الخبر من كُريب عن أمِّ سلمة لم يقتنع بذلك حتى دخل عليها، ثم دخل على سبيعة صاحبة القصة نفسها، ثم تحمَّلها عن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهذا الرجل يحتمل أن يكون هو المِسْور بن مَخْرمة، كما يأتي في الطريقة الثالثة [ (5320) ] ، ويحتمل أن يكون أبا هريرة، فإنَّ في آخر الحديث عند النسائي: فقال أبو هريرة: أشهدُ على ذلك.
فيحتمل أن يكون أبو سلمة أبهمه أولاً لما قال: أخبرني رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وقد سلف برقم (26471) و (26658) .
وسيرد برقم (26715) .(44/275)
حَدَّثَتْنَا أُمُّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ، وَحَضَرَ الْعَشَاءُ، فَابْدَءُوا بِالْعَشَاءِ " (1)
26677 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي امْرَأَةٌ أَشُدُّ ضَفْرَ رَأْسِي، أَفَأَنْقُضُهُ عِنْدَ الْغُسْلِ مِنَ الْجَنَابَةِ؟ فَقَالَ: " إِنَّمَا يَكْفِيكِ ثَلَاثُ حَفَنَاتٍ (2) تَصُبِّينَهَا عَلَى رَأْسِكِ " (3)
26678 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ الْأَزْرَقِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ ذَكْوَانَ،
__________
(1) حديث صحيح لغيره، وهو مكرر (26499) ، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا هو يزيد بن هارون. وقد صرَّح ابن إسحاق هناك بالتحديث، فانتفت شبهة تدليسه.
وذكرنا في الرواية (26499) شاهده الذي يصح به.
(2) في (ظ6) : حثيات.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، عبد الله بن رافع - وهو المخزومي - من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أيوب بن موسى: هو ابن عمرو ابن سعيد بن العاص.
وأخرجه مسلم (330) ، وأبو عوانة 1/300- 301 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (1046) - ومن طريقه مسلم (330) ، وأبو عوانة 1/301، والطبراني في "الكبير" 23/ (657) ، والبيهقي في "السنن" 1/181- عن سفيان الثوري، به. وعنده: للجنابة والحيضة.
وسلف برقم (26477) .(44/276)
عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعَصْرَ، ثُمَّ دَخَلَ بَيْتِي، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، صَلَّيْتَ صَلَاةً لَمْ تَكُنْ تُصَلِّيهَا، فَقَالَ: " قَدِمَ عَلَيَّ مَالٌ، فَشَغَلَنِي عَنِ الرَّكْعَتَيْنِ (1) كُنْتُ أَرْكَعُهُمَا بَعْدَ الظُّهْرِ، فَصَلَّيْتُهُمَا الْآنَ ". فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفَنَقْضِيهِمَا إِذَا فَاتَتْنَا (2) ، قَالَ: " لَا " (3)
__________
(1) في (ظ6) : ركعتين.
(2) في (م) : فاتتا، وهي نسخة السندي.
(3) صلاة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ركعتين بعد العصر صحيح، وهذا إسنادٌ رجاله ثقات رجال الصحيح، غير أنه اختلف فيه كما سيرد. ذكوان: هو مولى عائشة.
فرواه يزيد بن هارون - كما في هذه الرواية، وعند أبي يعلى (7028) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/306، وابن حبان (2653) - وهدبةُ بنُ خالد - فيما أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3084) - وحجّاجُ بن منهال - فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (501) - ثلاثتُهم عن حمَّاد بن سَلَمة، بهذا الإسناد، إلا أن هُدْبة وحجاجاً لم يذكرا قولها: أفنقضيهما؟ قال: "لا".
وخالفهم أبو الوليد الطيالسي - فيما أخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/302- وعبد الملك بنُ إبراهيم الجُدِّي - فيما أخرجه البيهقي في "السنن" 2/457- كلاهما عن حماد بن سلمة، عن الأزرق بن قيس، عن ذكوان مولى عائشة، عن عائشة، عن أمِّ سلمة، به. ليس فيه: أفنقضيهما؟
قال: "لا". وزاد في الإسناد: عائشة.
قلنا: وقوله: أفنقضيهما، قال: لا. زيادة ضعيفة تفرَّد بها يزيد بن هارون من بين الرواة عن حمَّاد بن سلمة.
ورواه محمد بن إسحاق - فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 175 - عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن ذكوان مولى عائشة، عن عائشة، لم يذكر أمَّ سلمة.=(44/277)
26679 - حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو كَعْبٍ، صَاحِبُ الْحَرِيرِ، قَالَ: حَدَّثَنِي شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ، قَالَ: قُلْتُ لِأُمِّ سَلَمَةَ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، مَا كَانَ أَكْثَرَ دُعَاءِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَانَ عِنْدَكِ؟ قَالَتْ كَانَ أَكْثَرُ دُعَائِهِ: " يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ، ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ " قَالَتْ: فَقُلْتُ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا أَكْثَرَ دُعَاءَكَ: يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ، ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ؟ قَالَ: " يَا أُمَّ سَلَمَةَ، إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ آدَمِيٍّ (1) ، إِلَّا وَقَلْبُهُ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مَا شَاءَ أَقَامَ، وَمَا شَاءَ أَزَاغَ ". قَالَ عَبْدُ اللهِ: سَأَلْتُ أَبِي: عَنْ أَبِي كَعْبٍ؟ فَقَالَ: " ثِقَةٌ، وَاسْمُهُ عَبْدُ رَبِّهِ
__________
=وخالفه الوليد بن كثير- فيما أخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/302- فرواه عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن عبد الرحمن بن أبي سفيان، أن معاويهّ أرسل إلى عائشة رضي الله عنها يسألها عن السجدتين، فقالت: ليس عندي صلاّهما، ولكنَّ أمَّ سَلَمة رضي الله عنها حدَّثتني أنه
صلاّهما عندها ... فذكر نحوه.
وقد سلف نحوه برقم (26515) ، وفيه أنه حُبس عن الركعتين بعد الظهر ... ، وهو حديث صحيح.
وانظر (24945) .
قال السندي: قولها: أفنقضيهما إذا فاتتا، يحتمل أن مرادَها السؤال عن وجوب القضاء، فلذلك قال: "لا" وحينئذ فيمكن أن يكون القضاء مندوباً، ويحتمل أن مرادها القضاء مطلقاً، فالجواب يُفيد أن الرواتب لا تقضى، لا وجوباً ولا ندباً، تمييزاً بينها وبين الفرائض، ويخرج من ذلك سنة الفجر إذا
فاتت مع الفرض، فقد جاء قضاؤها تبعاً للفوض، والله أعلم.
(1) في (م) : ما من آدمي.(44/278)
ابْنُ عُبَيْدٍ " (1)
26680 - حَدَّثَنَا مُعَاذٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ الْحَسَنِ (2) ، عَنْ أُمِّهِ (3) ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: مَا نَسِيتُهُ (4) يَوْمَ الْخَنْدَقِ وَقَدِ اغْبَرَّ صَدْرُهُ وَهُوَ يُعَاطِيهِمُ اللَّبَنَ، وَيَقُولُ: " اللهُمَّ إِنَّ الْخَيْرَ خَيْرُ الْآخِرَهْ فَاغْفِرْ لِلْأَنْصَارِ وَالْمُهَاجِرَهْ " قَالَ: فَأَقْبَلَ عَمَّارٌ، فَلَمَّا رَآهُ قَالَ: " وَيْحَكَ (5) ابْنَ سُمَيَّةَ،
__________
(1) حديث صحيح بشواهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف شَهْربن حَوْشب، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أبي كعب صاحب الحرير- وهو عبد ربه بن عبيد الأزدي - فقد روى له الترمذي، وهو ثقة.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" 10/209-210 و11/37، وفي "الإيمان" (56) ، والترمذي (3522) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (223) و (232) ، وأبو يعلى (6986) من طريق معاذ بن معاذ، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1608) ، وأبو يعلى (6920) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (772) ، وفي "الدعاء" (1257) من طرق عن أبي كعب صاحب الحرير، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (865) ، والآجري في "الشريعة" ص316 من طريق الحسن، عن أمه، عن أمِّ سَلَمة، به.
وسلف مختصراً برقم (26519) .
وله شاهد من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف برقم (6569) ، وذكرنا هناك بقية شواهده.
(2) في (م) : الحسين، وهو خطأ.
(3) قوله: "عن أمه" ليس في (ظ6) .
(4) في (ق) : نسيت.
(5) في (ظ6) : ويلك، وفي (ظ2) و (ق) : ويحك يا ابن سمية.(44/279)
تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ " قَالَ: فَحَدَّثْتُهُ مُحَمَّدًا، فَقَالَ: " عَنْ أُمِّهِ؟ أَمَا إِنَّهَا قَدْ كَانَتْ تَلِجُ عَلَى أَمِّ الْمُؤْمِنِينَ " (1)
26681 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ بِالنِّسَاءِ؟ قَالَ: " يُرْخِينَ (2) شِبْرًا ". قُلْتُ: إِذَنْ يَنْكَشِفَ عَنْهُنَّ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " فَذِرَاعٌ لَا يَزِدْنَ عَلَيْهِ " (3)
26682 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَطَاءٌ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ: جَعَلَتْ شَعَائِرَ مِنْ ذَهَبٍ فِي رَقَبَتِهَا، فَدَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَعْرَضَ عَنْهَا، فَقُلْتُ: أَلَا تَنْظُرُ إِلَى زِينَتِهَا؟ فَقَالَ: " عَنْ زِينَتِكِ أُعْرِضُ ". قَالَ: زَعَمُوا أَنَّهُ قَالَ: " مَا ضَرَّ إِحْدَاكُنَّ لَوْ جَعَلَتْ خُرْصًا مِنْ وَرِقٍ، ثُمَّ جَعَلَتْهُ بِزَعْفَرَانٍ " (4)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (26482) ، إلا أن شيخ أحمد هنا هو معاذ، وهو ابنُ معاذ العنبري.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (854) من طريق معاذ بن معاذ، بهذا الإسناد.
(2) في (ظ2) و (ق) : ترخين.
(3) حديث صحيح، وهو مكرّر الحديث (26511) ، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا هو محمد بنُ عُبيد الطنافسي.
وأخرجه البيهقي في "الشعب" (6142) من طريق محمد بن عُبيد، بهذا الإسناد.
(4) إسناده ضعيف لانقطاعه، عطاء - وهو ابن أبي رباح - لم يسمع من=(44/280)
26683 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ (1) ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ صَيْفِيٍّ، أَنَّ عِكْرِمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَخْبَرَهُ أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ، أَخْبَرْتُهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَلَفَ أَنْ لَا يَدْخُلَ عَلَى بَعْضِ أَهْلِهِ شَهْرًا، فَلَمَّا مَضَى تِسْعَةٌ وَعِشْرُونَ يَوْمًا، غَدَا عَلَيْهِمْ، أَوْ رَاحَ، فَقِيلَ لَهُ: حَلَفْتَ يَا نَبِيَّ اللهِ لَا (2) تَدْخُلُ عَلَيْهِمْ شَهْرًا؟ فَقَالَ: " إِنَّ الشَّهْرَ تِسْعَةٌ وَعِشْرُونَ يَوْمًا " (3)
__________
= أمِّ سلمة، فيما قال عليُّ ابن المديني، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
رَوْح: هو ابن عُبادة، وابن جريح: هو عبد الملك بن عبد العزيز.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (614) من طريق خُصَيْف، عن عبد الكريم، عن عكرمة، عن أمِّ سَلَمة بلفظ: إنما نهى رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن الذهب، قلنا: يا رسول الله، المَسَك يُضَبَّبُ بالذهب؟ قال: "لا، إلا أن يكون بفضة، ثم الطخيه بزعفران". وإسناده ضعيف لضعف خُصيف، ولم يتحرر لنا سماع عكرمة من أمِّ سلمة.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/148 وقال: رواه أحمد والطبراني، وسياقه أحسن، وقال فيه: فقطعتها، فأقبل علي بوجهه، ورجال أحمد رجال الصحيح.
وسلف برقم (24048) .
وانظر (26735) .
(1) كذا في النسخ الخطية و (م) ، ووقع في "أطراف المسند": "حجاج" بدل: "روح"، وكلاهما من شيوخ أحمد، وقد رُوي الحديثُ من طريقهما معاً، كما في مصادر التخريح، فهل رواه أحمد عنهما أيضاً، كما تُشير إليه نسخة الحافظ أم وهمَ الحافظ في ذكر حجّاج بدل رَوْح؟!
(2) في (ظ6) : أن لا.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عكرمة بن عبد الرحمن: هو ابن=(44/281)
26684 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: حَدَّثَ سَفِينَةُ، مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ عَامَّةُ وَصِيَّةِ نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ مَوْتِهِ: " الصَّلَاةَ الصَّلَاةَ، وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ". حَتَّى جَعَلَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُلَجْلِجُهَا فِي صَدْرِهِ، وَمَا يَفِيضُ بِهَا لِسَانُهُ (1)
26685 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ الْحَسَنِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: " رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ،
__________
= الحارث بن هشام المخزومي.
وأخرجه مسلم (1085) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/123، والطبراني في "الكبير" 23/ (683) ، والمِزِّي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة عكرمة بن عبد الرحمن) من طريق رَوْح، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1085) ، والنسائي في "الكبرى" (9158) - وهو في "عشرة النساء" (276) - والطبراني في "الكبير" (684) من طريق حجاج، به.
وأخرجه البخاري (1910) و (5202) ، ومسلم (1085) ، وابن ماجه (2061) ، وأبو يعلى (6987) ، والطبراني في "الكبير" (682) من طريق أبي عاصم، عن ابن جريج، به.
وفي الباب عن عائشة، وقد سلف برقم (24050) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
(1) حديث صحيح لغيره، وهو مكرر الحديث (26483) ، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا هو رَوْحُ بنُ عُبادة.(44/282)
وَاهْدِنِي السَّبِيلَ الْأَقْوَمَ " (1)
26686 - حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ وَلَدٍ لِابْنِ (2) عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَتْ: كُنْتُ امْرَأَةً لِي ذَيْلٌ طَوِيلٌ، وَكُنْتُ آتِي الْمَسْجِدَ، وَكُنْتُ أَسْحَبُهُ، فَسَأَلْتُ أُمَّ سَلَمَةَ، قُلْتُ: إِنِّي امْرَأَةٌ ذَيْلِي (3) طَوِيلٌ، وَإِنِّي آتِي الْمَسْجِدَ، وَإِنِّي أَسْحَبُهُ عَلَى الْمَكَانِ الْقَذِرِ، ثُمَّ أَسْحَبُهُ عَلَى الْمَكَانِ الطَّيِّبِ، فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا مَرَّتْ عَلَى الْمَكَانِ الْقَذِرِ، ثُمَّ مَرَّتْ عَلَى الْمَكَانِ الطَّيِّبِ، فَإِنَّ (4) ذَلِكَ طَهُورٌ " (5)
26687 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا زَمْعَةُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ شِهَابٍ، يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ وَهْبِ بْنِ زَمْعَةَ،
__________
(1) إسناده ضعيف، وهو مكرر (26591) ، إلا أن شيخ أحمد هنا هو رَوْح وهو ابن عُبادة.
(2) لفظة "لابن"سقطت من (ظ6) .
(3) في (ظ2) و (ق) : لي ذيل.
(4) في (ظ6) : "فهو طهور"، بدل: "فإن ذلك طهور".
(5) حديث صحيح لغيره، وهو مكرر (26488) ، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا: هو صفوان بن عيسى.
قال السندي: قوله: "فإن ذلك طهور"، أي: في النجس الجامد الذي يوجد غالباً في الطرق والأسواق، والمراد أنه إذا اتصل بالثوب شيء من مكان، فالمرور في مكان آخر يسقط عنه، والله تعالى أعلم.(44/283)
عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ خَرَجَ تَاجِرًا إِلَى بُصْرَى، وَمَعَهُ نُعَيْمَانُ وَسُوَيْبِطُ بْنُ حَرْمَلَةَ، وَكِلَاهُمَا بَدْرِيٌّ، وَكَانَ سُوَيْبِطٌ عَلَى الزَّادِ، فَجَاءَهُ نُعَيْمَانُ، فَقَالَ: أَطْعِمْنِي، فَقَالَ: لَا، حَتَّى يَأْتِيَ أَبُو بَكْرٍ، وَكَانَ نُعَيْمَانُ رَجُلًا مِضْحَاكًا مَزَّاحًا، فَقَالَ: لَأَغِيظَنَّكَ، فَذَهَبَ إِلَى نَاسٍ (1) جَلَبُوا ظَهْرًا، فَقَالَ: ابْتَاعُوا مِنِّي غُلَامًا عَرَبِيًّا فَارِهًا، وَهُوَ ذُو لِسَانٍ، وَلَعَلَّهُ يَقُولُ: أَنَا حُرٌّ، فَإِنْ كُنْتُمْ تَارِكِيهِ لِذَلِكَ، فَدَعُونِي، لَا تُفْسِدُوا عَلَيَّ غُلَامِي، فَقَالُوا: بَلْ نَبْتَاعُهُ مِنْكَ بِعَشْرِ قَلَائِصَ. فَأَقْبَلَ بِهَا يَسُوقُهَا، وَأَقْبَلَ بِالْقَوْمِ حَتَّى عَقَلَهَا، ثُمَّ قَالَ لِلْقَوْمِ: دُونَكُمْ هُوَ هَذَا، فَجَاءَ الْقَوْمُ، فَقَالُوا: قَدْ اشْتَرَيْنَاكَ. قَالَ سُوَيْبِطٌ: هُوَ كَاذِبٌ، أَنَا رَجُلٌ حُرٌّ، فَقَالُوا: قَدْ أَخْبَرَنَا خَبَرَكَ، وَطَرَحُوا الْحَبْلَ فِي رَقَبَتِهِ، فَذَهَبُوا بِهِ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَأُخْبِرَ، فَذَهَبَ هُوَ وَأَصْحَابٌ لَهُ، فَرَدُّوا الْقَلَائِصَ وَأَخْذُوهُ " فَضَحِكَ مِنْهَا (2) النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ حَوْلًا " (3)
__________
(1) في (م) :أناس.
(2) في (ظ6) : منه.
(3) إسناده ضعيف لضعف زَمْعَة بنِ صالح. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عبد الله بن وَهْب، فقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ووثَّقه الحافظ في "التقريب" وقد روى له الترمذي وابن ماجه والنسائي في "الخصائص".
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1620) ، والمزي في "تهذيبه" (في ترجمة عبد الله بن وهب بن زمعة) من طريق رَوْح بن عبادة، بهذا الإسناد.
ورواه وكيع، واختُلف عليه في تسمية عبد الله بن وهب:=(44/284)
26688 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي هِنْدُ ابْنَةُ الْحَارِثِ الْقُرَشِيَّةُ، أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ، زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَتْهَا " أَنَّ النِّسَاءَ فِي (1) عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُنَّ (2) إِذَا سَلَّمَ مِنَ الصَّلَاةِ الْمَكْتُوبَةِ قُمْنَ، وَثَبَتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَثَبَتَ مَنْ صَلَّى مِنَ الرِّجَالِ مَا شَاءَ اللهُ، فَإِذَا قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَامَ الرِّجَالُ " (3)
__________
= فأخرجه الطيالسي (1600) ، وابن ماجه (3719) عن علي بن محمد الطنافسي، عن وكيع، كلاهما عن زَمْعة بن صالح، به.
وأخرجه ابن ماجه (3719) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ " 1/365-366، والطبراني في "الكبير" 23/699 من طريق ابن أبي شيبة، والطبراني كذلك من طريق سهل بن عثمان، كلاهما عن وكِيع، عن زَمْعة بن صالح، عن الزُّهري، قال: عن وهب بن عبد بن زَمْعة، عن أمِّ سلمة، به.
وذكر المِزِّي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة وهب بن عبد بن زمعة) أن المحفوظ هو عبد الله بن وهب بن زمعة.
قال السندي: قوله: نُعيمان وسُويبط، مضبوطان بالتصغير.
مِضحاكاً، أي: كثير الضحك.
مزاحاً: كعلاَّم، أي: كثير المزاح.
لأغيظنكَ: من الإغاظة، بنون التأكيد الثقيلة.
بعشر قلائص، أي: بعشر نوق.
حولاً، أي: عاماً، والظاهر أن الصحابة هم الذين يذكرون هذا الكلام فيما
بينهم، ويضحكون منه، فهذا حدّ لضحكهم فقط.
(1) في (ظ6) : على.
(2) قولها: كنَّ، ليس في (م) .
(3) إسناده صحيح على شرط البخاري، هند بنت الحارث روى لها البخاري=(44/285)
26689 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، وَحَرَمِيٌّ، الْمَعْنَى، قَالَا: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْخَلِيلِ، عَنْ صَاحِبٍ، لَهُ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَكُونُ اخْتِلَافٌ عِنْدَ مَوْتِ خَلِيفَةٍ، فَيَخْرُجُ رَجُلٌ مِنَ الْمَدِينَةِ هَارِبًا (1) إِلَى مَكَّةَ، فَيَأْتِيهِ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، فَيُخْرِجُونَهُ وَهُوَ كَارِهٌ، فَيُبَايِعُونَهُ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ، فَيُبْعَثُ إِلَيْهِمْ جَيْشٌ مِنَ الشَّامِ، فَيُخْسَفُ بِهِمْ بِالْبَيْدَاءِ، فَإِذَا رَأَى النَّاسُ ذَلِكَ، أَتَتْهُ أَبْدَالُ الشَّامِ وَعَصَائِبُ الْعِرَاقِ، فَيُبَايِعُونَهُ (2) ، ثُمَّ يَنْشَأُ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ أَخْوَالُهُ كَلْبٌ، فَيَبْعَثُ إِلَيْهِ الْمَكِّيُّ بَعْثًا، فَيَظْهَرُونَ عَلَيْهِمْ، وَذَلِكَ بَعْثُ كَلْبٍ، وَالْخَيْبَةُ لِمَنْ لَمْ يَشْهَدْ غَنِيمَةَ كَلْبٍ، فَيَقْسِمُ الْمَالَ، وَيُعْمِلُ فِي النَّاسِ سُنَّةَ (3) نَبِيِّهِمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَيُلْقِي الْإِسْلَامُ بِجِرَانِهِ إِلَى الْأَرْضِ، يَمْكُثُ تِسْعَ
__________
= هذا الحديث، وقد سلف الكلام عليها في الرواية (26541) ، وبقية رجاله رجال الشيخين. يونس: هو ابن يزيد الأَيْلي.
وأخرجه البخاري (866) ، وأبو يعلى (6983) ، وابن خُزيمة (1718) ، وابن حبان (2234) من طريق عثمان بن عمر، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/67، وفي "الكبرى" (1256) ، وابن حبان (2233) ، وابن حزم في "المحلى" 4/261، والحافظ في "تغليق التعليق" 2/338-339 من طريق ابن وهب، وأبو يعلى (6909) من طريق حرملة، كلاهما عن يونس، به.
وسلف نحوه برقم (26541) .
(1) في (م) : هارب.
(2) في (ظ6) : فيتبعونه.
(3) في (ظ6) : بسنة.(44/286)
سِنِينَ " قَالَ حَرَمِيٌّ: " أَوْ سَبْعَ " (1)
__________
(1) حديث ضعيف لإبهام صاحب أبي خليل، ولاضطراب قتادة فيه: فقد رواه عبد الصمد بن عبد الوارث وحَرَميُّ بنُ عُمارة - كما في هذه الرواية - ومعاذ بن هشام - فيما أخرجه أبو داود (4286) - ثلاثتهم عن هشام الدستوائي، عن قتادة، عن أبي الخليل صالح بن أبي مريم، عن صاحب له، عن أمِّ سلمه. وتابعه همَّام فيما أخرجه أبو داود (4287) .
ورواه وهب بن جرير- فيما أخرجه أبو يعلى (6940) ، ومن طريقه ابن حبان (6757) - عن هشام، عن قتادة، عن صالح أبي الخليل، عن صاحب له - وربما قال صالح عن مجاهد- عن أمّ سلمة، وعند ابن حبان: عن مجاهد، دون شك.
ورواه أبو العوام عمران بن داور- فيما أخرجه ابن أبي شيبة 15/45-46، وأبو داود (4288) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (930) ، والحاكم 4/431 - عن قتادة، عن أبي الخليل، عن عبد الله بن الحارث، عن أم سلمة، به.
وسكت عنه الحاكم، وقال الذهبي: أبو العوَّام عمران ضعَّفه غير واحد، وكان خارجياً.
ورواه معمر عن قتادة، واختلف عليه كذلك:
فأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (931) عن حفص بن عمر بن الصباح الرقّي، وفي "الأوسط" (1175) من طريق عبد الله بن جعفر، كلاهما عن عبيد الله بن عمرو، عن معمر، عن قتادة، عن مجاهد، عن أمّ سلمة، بنحوه.
وزاد في "الأوسط": قال عبيد الله بن عمرو: فحدَّثْنا به ليثاً، قال: حدثني به مجاهد. وقال: لم يرو هذا الحديث عن معمر إلا عبيد الله.
وأخرجه أبو عمرو الداني في "الفتن" (595) من طريق علي بن معبد، عن عُبيد الله بن عمرو، عن معمر، عن قتادة، عن مجاهد، عن الخليل - أو أبي الخليل - عن أمِّ سلمة، به. وأخرجه عبد الرزاق (20769) عن معمر، عن قتادة، يرفعه إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فذكره منقطعاً.
قلنا: ومع ذلك قال ابن القيّم في "المنار المنيف" 1/145: والحديث=(44/287)
26690 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ الْحَسَنِ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَيْقَظَ مِنْ مَنَامِهِ وَهُوَ يَسْتَرْجِعُ. قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا شَأْنُكَ؟ قَالَ: " طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُخْسَفُ بِهِمْ. ثُمَّ يُبْعَثُونَ (1) إِلَى رَجُلٍ، فَيَأْتِي مَكَّةَ، فَيَمْنَعُهُ اللهُ مِنْهُمْ، وَيُخْسَفُ بِهِمْ، مَصْرَعُهُمْ وَاحِدٌ، وَمَصَادِرُهُمْ شَتَّى " قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ يَكُونُ مَصْرَعُهُمْ وَاحِدًا، وَمَصَادِرُهُمْ شَتَّى؟ قَالَ: " إِنَّ مِنْهُمْ مَنْ يُكْرَهُ، فَيَجِيءُ مُكْرَهًا " (2)
__________
= حسن، ومثله مما يجوز أن يقال فيه: صحيح!
وانظر (26487) .
قال السندي: قوله: ويُلقي الإسلام، من الإلقاء.
بِجِرانه: بكسر الجيم، قيل: هي هيئة الإبل عند الراحة، فهذا كناية عن استراحة أهل الاسلام.
(1) قال السندي: كلمة "ثم" لتأخير الإخبار، أو للتراخي في الرتبة بناءً على أن رتبة التفصيل بعد رتبة الإجمال.
قلنا: ولم ترد كلمة "ثم" عند أبي يعلى، ووقع عند الطبراني: فيبعثون، وروايتهما من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث.
(2) إسناده ضعيف لضعف عليّ بن زيد: وهو ابن جُدعان، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير أم الحسن: وهي خيِّرة، فقد روى لها مسلم، وروى عنها جمعٌ، وذكرها ابن حبان في "الثقات". عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنبري.
وأخرجه أبو يعلى (7007) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (861) من طريق عبد الصمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني 23/ (861) من طريق إبراهيم بن الحسن العلاف، عن=(44/288)
26691 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ الْحَسَنِ، عَنْ أُمِّهِ (1) ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (2)
26692 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ، مَوْلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: قُلْتُ لِأُمِّ سَلَمَةَ: أَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَبِّلُ وَهُوَ صَائِمٌ؟ قَالَتْ: لَا. قُلْتُ: فَإِنَّ عَائِشَةَ، تُخْبِرُ النَّاسَ " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُقَبِّلُ وَهُوَ صَائِمٌ؟ " قَالَتْ: قُلْتُ: لَعَلَّهُ أَنَّهُ (3) كَانَ لَا يَتَمَالَكُ عَنْهَا حُبًّا، أَمَّا أَنَا فَلَا (4)
26693 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، وَابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَا
__________
= عبد الوارث، به.
وانظر الحديث (26227) .
وانظر ما بعده.
(1) قوله: عن أمه، ليس في (ظ6) ولا "أطراف المسند".
(2) إسناده ضعيف لضعف عليِّ بن زيد، وهو ابن جَدعان، ولاضطراب حماد بن سلمة فيه، كما بيَّنَّا ذلك عند الرواية (26227) .
وانظر ما قبله.
(3) في (م) : قالت: قلت: لعله أن.
(4) حديث ضعيف بهذه السياقة، وهو مكرر (26503) ، إلا أن شيخ أحمد هنا هو عبد الملك بن عمرو أبو عامر العَقَدي.
وأخرجه المِزِّي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة أبي قيس مولى عمرو بن العاص) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.(44/289)
سَمِعْنَا يَزِيدَ بْنَ أَبِي (1) حَبِيبٍ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي أَبُو عِمْرَانَ، قَالَ: قَالَتْ لِي أُمُّ سَلَمَةَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " يَا آلَ مُحَمَّدٍ، مَنْ حَجَّ مِنْكُمْ، فَلْيُهِلَّ فِي حَجِّهِ (2) " أَوْ " فِي حَجَّتِهِ " شَكَّ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ (3) (4)
26694 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، قَالَ:
__________
(1) قوله: أبي، سقط من (م) .
(2) كذا في النسخ الخطية و (م) : "فليهل في حجة" وفيه سقط ربما كان قديماً، وفي رواية أبي يعلى - وعنه ابن حبان - وهي من طريق عبد الله بن يزيد: "فليهلَّ بعمرة في حجة" وعليها مدار الحديث، وقد ترجم له ابن حبان بباب التمتع، وسلف نحوه برقم (26548) .
(3) في (ظ6) : أبو عبد الله.
(4) إسناده صحيح على سقط في متنه كما ذكرنا. ابنُ لهيعة - وهو عبد الله، وإن كان سيِّىءَ الحفظ- توبع، وأبو عمران سلف الكلام عليه في الرواية (26548) ، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. حيوة بن شُريح: هو المصري.
وأخرجه أبو يعلى (7011) ، وعنه ابن حبان (3920) من طريق عبد الله بن يزيد المقرىء، بهذا الإسناد. ووقع في رواية ابن حبان: (وعن آخر) بدلاً من ابن لهيعة.
وأخرجه ابن حبان (3922) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (791) من طريق عبد الله بن يزيد، عن حيوة وحده، به.
وأخرجه الطبراني 23/ (790) من طريق ابن المبارك، عن حيوة، به.
وسلف مطولاً برقم (26548) .
قال السندي: قوله: "فليهل"، أي: يرفع الصوت بالتلبية.(44/290)
دَخَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ، فَقَالَ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، إِنِّي أَخْشَى أَنْ أَكُونَ قَدْ هَلَكْتُ، إِنِّي مِنْ أَكْثَرِ قُرَيْشٍ مَالًا، بِعْتُ أَرْضًا لِي بِأَرْبَعِينَ أَلْفَ دِينَارٍ، فَقَالَتْ: أَنْفِقْ يَا بُنَيَّ، (1) فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ مِنْ أَصْحَابِي مَنْ لَا (2) يَرَانِي بَعْدَ أَنْ أُفَارِقَهُ " فَأَتَيْتُ عُمَرَ فَأَخْبَرْتُهُ، فَأَتَاهَا، فَقَالَ: بِاللهِ أَنَا مِنْهُمْ؟ قَالَتْ: " اللهُمَّ لَا، وَلَنْ أُبَرِّئَ أَحَدًا بَعْدَكَ " (3)
26695 - حَدَّثَنَا أَبُو تُمَيْلَةَ يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْمُؤْمِنِ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: " لَمْ يَكُنْ ثَوْبٌ أَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ (4) قَمِيصٍ " (5)
__________
(1) في (ظ6) : يا بني أنفق.
(2) في (ظ6) : لن، وهي نسخة في هامش كل من (ظ2) و (ق) .
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، وهو مكرر (26489) ، غير أن شيخ الإمام أحمد هنا هو محمد بن عبيد، وهو الطنافسي.
(4) لفظة "من" ليست في (ظ6) .
(5) إسناده ضعيف، والدة عبد الله بن بُرَيْدة لم نقف لها على ترجمة (!)
وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عبد المؤمن بن خالد - وهو الحنفي- فقد أخرج له أصحاب السنن، خلا ابنِ ماجه، وهو ثقة، إلا أنه تفرَّد به، واختلف عليه فيه:
فرواه أبو تُميلة عنه، عن عبد الله بن بُريدة، عن أمه، عن أمِّ سلمة، ورواه غيره عنه، عن عبد الله بن بُريدة، عن أم سلمة. والأول هو الصحيح فيما قال البخاري، ونقله عنه الترمذي في "جامعه"، و"العلل الكبير" 2/737.
وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" (ترجمة عبد المؤمن بن خالد) من=(44/291)
26696 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَدَّادٍ، قَالَ: قَالَ مَرْوَانُ: كَيْفَ نَسْأَلُ أَحَدًا وَفِينَا أَزْوَاجُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَتْ: فَبَعَثَ إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ، فَأَخْبَرَتْهُ " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ، فَنَشَلَتْ (1) لَهُ كَتِفًا مِنْ قِدْرٍ، فَأَكَلَهَا، ثُمَّ خَرَجَ
__________
=طريق عبد الله بن أحمد، عن الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 2/239 من طريق محمد بن إبراهيم العبدي، عن الإمام أحمد، بهذا الإسناد إلا أنه لم يقل: عن أمه.
وأخرجه أبو داود (4026) ، والترمذي في "جامعه" (1763) ، وفي "الشمائل" (55) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (1018) ، وفي "الأوسط" (1092) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" ص100، والحاكم 4/192، والبيهقي في "الشعب" (6241) ، وفي "الآداب" (605) ، والبغوي في "شرح السنة" (3069) من طرق عن أبي تُميلة، به. وتحرَّف في مطبوع أبي داود:
عن أمه، إلى: عن أبيه، والتصويب من "التحفة" 13/14. وكذا جاء في مطبوع "أخلاق النبي". وجاء في مطبوع الحاكم: عن أبيه، عن أمه!
وقال الحاكم: صحيح الإسناد وثم يخرجاه. ووافقه الذهبي.
وأخرجه الترمذي في "جامعه" (1762) ، وفي "الشمائل" (53) ، وفي "العلل الكبير" 2/736 عن محمد بن حميد الرازي، عن أبي تميلة، عن عبد المؤمن بن خالد، عن عبد الله بن بريدة، عن أم سلمة، به، ولم يقل: عن أمه. قال الترمذي في "جامعه": هذا حديث حسن غريب، إنما نعرفه من
حديث عبد المؤمن بن خالد، تفرَّد به، وهو مروزي. وقال في "العلل": سألت محمداً عن هذا الحديث، فقال: الصحيح عن عبد الله بن بُريدة، عن أمه، عن أم سلمة. قلنا: ومحمد بن حميد الرازي ضعيف.
(1) في (ق) : فانتشلت.(44/292)
فَصَلَّى " (1)
26697 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، بِمِنًى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَصَابَتْهُ مُصِيبَةٌ، فَلْيَقُلْ: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، اللهُمَّ عِنْدَكَ أَحْتَسِبُ مُصِيبَتِي، فَأْجُرْنِي فِيهَا وَأَبْدِلْنِي بِهَا (2) خَيْرًا مِنْهَا ". فَلَمَّا مَاتَ أَبُو سَلَمَةَ قُلْتُهَا، فَجَعَلْتُ كُلَّمَا بَلَغْتُ: وَأَبْدِلْنِي بِهَا خَيْرًا مِنْهَا، قُلْتُ فِي نَفْسِي: وَمَنْ خَيْرٌ مِنْ أَبِي سَلَمَةَ، ثُمَّ قُلْتُهَا: فَلَمَّا انْقَضَتْ عِدَّتُهَا، بَعَثَ إِلَيْهَا أَبُو بَكْرٍ يَخْطُبُهَا، فَلَمْ تَزَوَّجْهُ، فَبَعَثَ إِلَيْهَا (3) رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَخْطُبُهَا عَلَيْهِ، فَقَالَتْ: أَخْبِرْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنِّي امْرَأَةٌ غَيْرَى، وَأَنِّي امْرَأَةٌ مُصْبِيَةٌ، وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أَوْلِيَائِي شَاهِدًا. فَأَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ لَهُ ذَلِكَ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، والرجل الذي بعثه مروانُ إلى أمِّ سَلَمة هو عبد الله بن شدَّاد، كما جاء مصرَّحاً به في الرواية (26710) .
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 5/115، والنسائي في "الكبرى" (6656) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/64-65، والطبراني في "الكبير" 23/ (630) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (26741) .
وانظر (26502) .
(2) قوله: بها، ليس في (ظ6) .
(3) في (ظ6) : ثم بعث إليها عمر يخطبها، فلم تزوجه، فبعث إليها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.(44/293)
فَقَالَ: " ارْجِعْ إِلَيْهَا، فَقُلْ لَهَا: أَمَّا قَوْلُكِ: إِنِّي امْرَأَةٌ غَيْرَى، فَسَأَدْعُو (1) اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، فَيُذْهِبُ غَيْرَتَكِ، وَأَمَّا قَوْلُكِ: إِنِّي امْرَأَةٌ مُصْبِيَةٌ، فَسَتُكْفَيْنَ صِبْيَانَكِ، وَأَمَّا قَوْلُكِ: إِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أَوْلِيَائِكِ شَاهِدًا، فَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أَوْلِيَائِكِ شَاهِدٌ وَلَا غَائِبٌ يَكْرَهُ ذَلِكَ " (2)
__________
(1) في (م) : فأدعو.
(2) بعضه صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة ابن عمر بن أبي سلمة ...
وقد اختُلف فيه على حمَّاد بنِ سَلَمة:
فرواه يزيد بن هارون - كما في هذه الرواية، وعند النسائي في "الكبرى" (10910) - عن حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن ابن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، عن أم سلمة، قالت: قال رسول الله ... فذكره.
ورواه رَوْحُ بنُ عُبادة - كما سلف مختصراً في الرواية (16343) - وعفَّان ابن مسلم - كما سلف في الرواية (26669) - كلاهما عن حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن ابن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، عن أم سلمة، قالت: قال أبو سلمة: قال رسول الله ...
ورواه عَمرو بن عاصم - فيما أخرجه الترمذي (3511) - وآدم بن إياس - فيما أخرجه النسائي في "الكبرى" (10909) ، وهو في "عمل اليوم والليلة" (1070) - ومحمد بنُ كثير العَبْدي- فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (497) - ثلاثتهم عن حماد بن سَلَمة، عن ثابت البناني، عن عمر بن أبي سلمة، عن أُمِّه أمِّ سلمة، عن أبي سلمة، ولم يذكرا في الإسناد ابن عمر بن أبي سلمة، به.
ورواه عبد الملك بن قدامة عن أبيه - فيما أخرجه ابن سعد 8/87-88، وابن ماجه (1598) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (308) ، والطبراني=(44/294)
26698 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَابِطٍ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: لَمَّا قَدِمَ الْمُهَاجِرُونَ الْمَدِينَةَ عَلَى الْأَنْصَارِ تَزَوَّجُوا مِنْ نِسَائِهِمْ، وَكَانَ الْمُهَاجِرُونَ يُجَبُّونَ، وَكَانَتِ الْأَنْصَارُ لَا تُجَبِّي، فَأَرَادَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ امْرَأَتَهُ عَلَى ذَلِكَ، فَأَبَتْ عَلَيْهِ حَتَّى تَسْأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ: فَأَتَتْهُ، فَاسْتَحْيَتْ أَنْ تَسْأَلَهُ، فَسَأَلَتْهُ أُمُّ سَلَمَةَ، فَنَزَلَتْ: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا
__________
= في "الدعاء" (1229) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 3/185، وأبو نعيم في "الحلية" 2/3- عن عمر بن أبي سلمة، عن أمه أمِّ سلمة، أن أبا سلمة حدَّثهم نحوه. وعبد الملك ضعيف.
ورواه جعفر بن سليمان - كما سيرد في الرواية (26670) - عن ثابت، عن عمر بن أبي سلمة، قال الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 170: وقول حمَّاد بن سلمة أشبهها بالصواب.
قال الحافظ - فيما نقله ابن علاَّن في "الفتوحات الربانية" 4/122-: يمكن الجمع بأن تكون أمُّ سلمة سمعته من أبي سلمة عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم لما مات أبو سلمة وأمرها النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن تقوله لما سألته تذكَّرت ما كان أبو سلمة حدَّثها به، فكانت تحدِّث له على الوجهين.
قلنا: وأخرجه أبو داود (3119) ، والنسائي في "الكبرى" (10911) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (1072) - والطبراني في "الكبير" (506) و (507) ، وابن السُّنِّي في "عمل اليوم والليلة" (580) ، والبيهقي في "السنن" 7/131 من طرق عن حمَّاد بنِ سَلَمة، به، مختصراً في قوله: "مَنْ أصابَتْه مصيبةٌ ... ".
وسيرد برقم (26635) بإسناد صحيح.
والصحيح منه أشرنا إليه في الرواية (26669) ، وانظر (26529) .(44/295)
حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} [البقرة: 223] وَقَالَ: " لَا، إِلَّا فِي صِمَامٍ وَاحِدٍ " وقَالَ وَكِيعٌ: " ابْنُ سَابِطٍ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ " (1)
26699 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّهَا، قَالَتْ: قَالَ مُخَنَّثٌ لَأَخِيهَا عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ: إِنْ فَتَحَ اللهُ عَلَيْكُمُ الطَّائِفَ غَدًا، دَلَلْتُكَ عَلَى بِنْتِ غَيْلَانَ، فَإِنَّهَا تُقْبِلُ بِأَرْبَعٍ، وَتُدْبِرُ بِثَمَانٍ، فَسَمِعَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " أَخْرِجُوا هَؤُلَاءِ مِنْ بُيُوتِكُمْ، فَلَا يَدْخُلُوا عَلَيْكُمْ " (2)
26700 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ مَوْلًى لِأُمِّ سَلَمَةَ،
__________
(1) إسناده حسن من أجل عبد الله بن عثمان بن خُثيم، وبقية رجاله رجال الصحيح. سفيان: هو الثوري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 4/230- 231، والطبري في "التفسير"- الآية (223) من سورة البقرة- والبيهقي في "السنن" 7/195 من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (26706) .
وسلف برقم (26601) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 9/63، ومن طريقه مسلم (2180) ، وأبو داود (4929) ، وابنُ ماجه (1902) و (2614) ، والبيهقي في "الآداب" (742) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (2180) من طريق ابن نُمير، به.
وسلف برقم (26490) .(44/296)
عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، فِي حَدِيثِهِ: عَمَّنْ، سَمِعَ أُمَّ سَلَمَةَ، تُحَدِّثُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ فِي دُبُرِ الْفَجْرِ إِذَا صَلَّى: " اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا، وَعَمَلًا مُتَقَبَّلًا، وَرِزْقًا طَيِّبًا " (1)
26701 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ مَوْلًى لِأُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ إِذَا صَلَّى الصُّبْحَ حِينَ يُسَلِّمُ، فَذَكَرَهُ (2)
26702 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي يُونُسَ الْبَاهِلِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُهَاجِرًا الْمَكِّيَّ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَغْزُو جَيْشٌ البَيْتَ حَتَّى إِذَا كَانُوا بِبَيْدَاءَ مِنَ الْأَرْضِ، خُسِفَ بِهِمْ " قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ الْمُكْرَهَ مِنْهُمْ؟ قَالَ: " يُبْعَثُ عَلَى نِيَّتِهِ " (3)
__________
(1) إسناده ضعيف، وهو مكرَّر الحديث (26521) ، لكن الإمام أحمد رواه هنا أيضاً عن عبد الرحمن بن مهدي، ووقع في روايته: عمن سمع أمَّ سلمة، بدلاً من قوله: عن مولى لأمِّ سَلَمة.
وانظر ما بعده.
(2) إسناده ضعيف كسابقه.
وأخرجه أبو يعلى (6930) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وسيكرر برقم (26731) سنداً ومتناً.
وسلف برقم (26602) .
(3) إسناده صحيح، مهاجر المكي - وهو ابن القبطية - ذكره الحافظ في "التعجيل"، وقال: [روى] عن أمِّ سلمة، وعنه عبد العزيز بن رُفيع، ومسعر،=(44/297)
26703 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، وَعَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَا: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أُمِّ (1) سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: بَيْنَا أَنَا مُضْطَجِعَةٌ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْخَمِيلَةِ إِذْ حِضْتُ فَانْسَلَلْتُ، فَأَخَذْتُ ثِيَابَ حَيْضَتِي، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنُفِسْتِ؟ " قُلْتُ: نَعَمْ، فَدَعَانِي فَاضْطَجَعْتُ
__________
= وأبو يونس الباهلي، وغيرُهم، وثَّقه أبو زرعة وغيره، وفال ابن حبان: أحسبه أخا عبيد الله بن القبطية. قلنا: يعني الوارد في إسناد الرواية (26487) ، وقد فرَّق بينهما البخاري وابن أبي حاتم والحافظ، لكن جزم الخطيب البغدادي في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 2/256، والدارقطني فيما نقله عنه الحافظ في "التهذيب" في ترجمة عُبيد الله بن القبطية، أن المهاجر لقب عبيد الله. قلنا:
وهذا ما يميل إليه القلب، كما يُفهم من سياق رواية الطيالسي الآتية، ورواية الطبراني 23/ (734) ، وإن كان المهاجر أخا عُبيد الله، فقد وثَّقه أبو زرعة كما تقدم، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. أبو يونُس الباهلي: هو حاتم ابن أبي صغيرة.
وأخرجه الخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 2/256 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (736) و (985) من طريق وكيع، به.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الصغير" 1/143، والفاكهي في "أخبار مكة" (759) من طريق يزيد بن زُريع، والبخاري في "التاريخ الكبير" 5/396-397، وأبو يعلى (6995) ، والخطيب 2/256 من طريق يحيى القطان، والطبراني 23/ (735) من طريق عبد العزيز بن المختار، ثلاثتهم عن
أبي يونس الباهلي القشيري، به.
وأخرجه الطيالسي (1611) عن عمران القطان، عن أبي يونس، عن عُبيد الله بن القبطية، عن أمِّ سَلَمة، به.
(1) في (ظ6) : أبي.(44/298)
مَعَهُ فِي الْخَمِيلَةِ
" وَكَانَتْ هِيَ وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَغْتَسِلَانِ مِنَ الْإِنَاءِ الْوَاحِدِ (1) مِنَ الْجَنَابَةِ "
" وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَبِّلُهَا وَهُوَ صَائِمٌ "
• قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: حَدَّثَنَاهُ هُدْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ الْعَطَّارُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، بِإِسْنَادِ هَذَا الْحَدِيثِ، وَمَعْنَاهُ (2)
26704 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ قَالَ: " بِاسْمِكَ رَبِّي (3) ، إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَزِلَّ أَوْ أَضِلَّ، أَوْ أَظْلِمَ أَوْ
__________
(1) في (ق) : من إناء واحد.
(2) إسناداه صحيحان، فأما الإسناد الأول، فهو صحيح على شرط الشيخين، وأما الإسناد الثاني، فهو صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي عبد الرحمن - وهو عبد الله بن أحمد، فمن رجال النسائي، وهو ثقة، وهذه الطريق من زوائده. هشام: هو ابنُ أبي عبد الله الدَّسْتَوائي. وهدبة: هو ابن خالد البصري.
وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 5/122 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. مختصراً في القبلة.
وأخر جه - بتمامه ومختصراً - البخاري (298) و (323) و (1929) ، ومسلم (296) و (324) ، والنسائي في "المجتبى" 1/149-150 و188، وفي "الكبرى" (275) و (277) ، والدارمي (1045) ، وأبو عوانة 1/295 و310، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/90، وابن حبان (1363) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (912) ، والبيهقي في "السنن" 1/189 و4/234 من طرف عن هشام، به.
وسلف برقمي: (26566) و (26567) .
(3) في (ظ6) و (ظ2) : باسم ربي، وفي (ق) : باسم الله ربي.(44/299)
أُظْلَمَ، أَوْ أَجْهَلَ أَوْ يُجْهَلَ عَلَيَّ " (1)
26705 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " قَوَائِمُ الْمِنْبَرِ رَوَاتِبُ فِي الْجَنَّةِ " (2)
__________
(1) إسناده ضعيف، وهو مكرر (26616) ، إلا أن شيخ أحمد هنا هو عبد الرحمن بن مهدي.
وأخرجه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" 1/157 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/285، وفي "الكبرى" (7923) ، والحاكم 1/519، والبيهقي في "الدعوات" (62) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، به. قال الحاكم: هذا صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وربما توهم متوهم أن الشعبي لم يسمع من أم سلمة، وليس كذلك، فإنه دخل على
عائشة وأم سلمة جميعاً، ثم أكثر الرواية عنهما جميعاً. ووافقه الذهبي!
قلنا: وقد تعقبه الحافظ في "نتائج الأفكار" 1/159 بقوله: وقد خالف [يعني الحاكم] ذلك في "علوم الحديث" له [ص111] فقال: لم يسمع الشعبي من عائشة. ثم قال: وقال علي ابن المديني في كتاب "العلل": لم يسمع الشعبي من أم سلمة. وقال أيضاً 1/160: ولا يقال: اكتفى بالمعاصرة، لأن محل ذلك أن لا يحصل الجزم بانتفاء التقاء المتعاصرين إذا كان النافي واسع الاطلاع مثل ابن المديني. والله أعلم.
(2) هو مكرر (26506) ، غير أن شيخ أحمد هنا هو عبد الرحمن بن مهدي.
وأخرجه أبو يعلى (6974) ، وابنُ حِبَّان (3749) من طريق عبد الرحمن ابن مَهْدي، بهذا الإسناد.(44/300)
26706 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ ابْنِ سَابِطٍ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} [البقرة: 223] قَالَ (1) : " صِمَامًا وَاحِدًا " (2)
26707 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ لَيْثِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي بُكَيْرٌ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: " قَبَّلَ (3) رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ صَائِمٌ " (4)
__________
(1) في (ظ6) : قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(2) إسناده حسن، وهو مكرر (26698) ، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا هو عبد الرحمن، وهو ابن مهدي.
وأخرجه الترمذي (2979) ، وأبو يعلى (6972) ، والطبر في "التفسير" - الآية (223) من سورة البقرة- من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن.
وسلف برقم (26601) .
(3) في (ظ6) : قبلني.
(4) حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على بُكير: وهو ابن عبد الله ابن الأشج.
فأخرجه النسائي في "الكبرى" (3070) عن عيسى بن حماد، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/90 من طريق شُعيب بن الليث، والطبراني في "الكبير" 23/806 من طريق عاصم بن عليّ، ثلاثتهم عن ليث بن سعد، عن=(44/301)
26708 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي بُكَيْرٌ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ، بِإِسْنَادِهِ (1)
26709 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: " مَا مَاتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى كَانَ أَكْثَرَ صَلَاتِهِ قَاعِدًا إِلَّا الْمَكْتُوبَةَ، وَكَانَ أَحَبُّ الْعَمَلِ إِلَيْهِ، مَا دَاوَمَ عَلَيْهِ الْعَبْدُ (2) ، وَإِنْ كَانَ يَسِيرًا " (3)
__________
= بكير، بهذا الإسناد.
ورواه جعفر بنُ ربيعة - فيما روى النسائي في "الكبرى" (3069) - عن بُكير ابن عبد الله بن الأشج، عن أبي سلمة، به. لم يذكر أبا بكر بن المنكدر في الإسناد.
ورواه قُتيبة بنُ سعيد - فيما روى عنه النسائي في "الكبرى" (3071) - عن ليث، عن عمران بن أبي أنس، عن أبي سَلَمة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مرسلاً.
وسلف برقم (26498) بإسناد صحيح.
وانظر ما بعده.
(1) حديث صحيح، وهو مكرّر ما قبله، غير أن شيخ الإمام أحمد في هذا الإسناد هو يونس، وهو ابن محمد المؤدِّب.
(2) في (م) : ما داوم العبد عليه.
(3) إسناداه صحيحان، رجالُهما يقات رجال الشيخين. ورواية شعبة وسفيان الثوري عن أبي إسحاق قبل اختلاطه.
وقولها: ما ماتَ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ! حتى كان أكثر صلاته قاعداً إلا المكتوبة:
أخرجه أبو يعلى (6973) ، وابن حبان (2507) ، وأبو نعيم في "الحلية" 9/32 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى (6933) من طريق محمد بن جعفر، به.=(44/302)
26710 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَوْنٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ شَدَّادٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: الْوُضُوءُ مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ، أَوْ ذَكَرَ ذَلِكَ، لِمَرْوَانَ: فَقَالَ: مَا أَدْرِي مَنْ نَسْأَلُ، كَيْفَ وَفِينَا أَزْوَاجُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَبَعَثَنِي إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ، فَحَدَّثَتْنِي " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ، فَتَنَاوَلَ عَرْقًا، فَانْتَهَسَ (1) عَظْمًا، ثُمَّ صَلَّى، وَلَمْ يَتَوَضَّأْ " (2)
26711 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُمْهَانَ، عَنْ سَفِينَةَ، مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَ: " أَعْتَقَتْنِي أُمُّ سَلَمَةَ، وَاشْتَرَطَتْ عَلَيَّ أَنْ أَخْدُمَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا عَاشَ " (3)
__________
=وأخرجه الطيالسي (1609) ، والنسائي في "المجتبى" 3/222، وفي "الكبرى" (1359) من طريقين عن شعبة، به.
وقولها: وكان أحب العمل إليه ما داوم عليه العبد وإن كان يسيراً، سلف برقم (26599) .
(1) في (ظ6) : أو انتهس.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عَوْن: هو محمد بن عُبيد الله الثقفي، وعبد الله بن شداد: هو ابنُ الهاد، وعبد الرحمن: هو ابن مهدي.
وسلف برقم (26612) .
وانظر (26502) .
(3) إسناده حسن، سعيد بن جُمْهان مختلفٌ فيه، وهو حسن الحديث=(44/303)
26712 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي مُعَاوِيَةَ الْبَجَلِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّهَا " كَانَتْ تَغْتَسِلُ وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْجَنَابَةِ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ " (1)
__________
=فقد وثَّقه أحمدُ، وابنُ معين، وأبو داود، ويعقوبُ بنُ سفيان، وقال النسائي:
ليس به بأس. وذكره ابن حبان في "الثقات"، وحسن حديثه الترمذي، وقال ابنُ عديّ: روى عن سفينة أحاديثَ لا يرويها غيرُه، وأرجو أنه لا بأس به.
وقال أبو حاتم: يُكتب حديثه، ولا يُحتجُّ به. وقال الساجي: لا يُتابع على حديثه، وقال الذهبي في "الكاشف": صدوق وسط. وقال الحافظ في "تقريبه": صدوقٌ له أفراد. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير حمَّاد بن سلمة، فمن رجال مسلم.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (4996) من طريق عبد الرحمن، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" عقب (4996) ، وابن ماجه (2526) ، وابن الجارود في "المنتقى" (976) ، والبيهقي في "السنن" 10/291، من طرق عن حمَّاد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه ابن أبي شيبة 7/273، وأبو داود (3932) ، والنسائي في "الكبرى" (4995) ، والطبراني في "الكبير" (6447) ، والحاكم 2/213- 214، من طريقين عن سعيد بن جُمْهان، به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
وقد سلف في مسند الأنصار برقم (21927) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد خالف فيه عمَّار بنُ أبي معاوية البجلي - وهو عمار بن معاوية الدهني - يحيى بنَ أبي كثير، في روايته عن أبي سلمة، فقد رواه عن أبي سلمة، عن أمِّ سلمة، دون ذكر زينب بنت أبي سلمة في الإسناد، وقد رواه يحيى - كما سلف برقم (26498) - عن أبي سلمة، عن زينب، عن أمِّ سَلَمة، وهو الصواب.(44/304)
26713 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَوْهَبٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ، " فَأَخْرَجَتْ إِلَيْنَا شَعْرًا مِنْ شَعْرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَخْضُوبًا بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ " (1)
26714 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ: أَنَّهَا قَدِمَتْ وَهِيَ مَرِيضَةٌ، فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " طُوفِي مِنْ وَرَاءِ النَّاسِ وَأَنْتِ رَاكِبَةٌ ". قَالَتْ: فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عِنْدَ الْكَعْبَةِ يَقْرَأُ بِالطُّورِ قَالَ عَبْدُ اللهِ: قَالَ أَبِي: وَقَرَأْتُهُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: قَالَتْ: فَطُفْتُ وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَئِذٍ يُصَلِّي إِلَى جَنْبِ (2) الْبَيْتِ وَهُوَ يَقْرَأُ بِالطُّورِ وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ (3)
26715 - قُرَّأتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ قَيْسٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّهُ قَالَ: سُئِلَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ وَأَبُو هُرَيْرَةَ عَنِ الْمُتَوَفَّى عَنْهَا زَوْجُهَا، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " آخِرَ الْأَجَلَيْنِ " وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: " إِذَا وَلَدَتْ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (26539) سنداً ومتناً.
(2) في (م) : يصلي بجنب.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (26485) سنداً ومتناً.(44/305)
فَقَدْ حَلَّتْ "، فَدَخَلَ أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلَهَا عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَتْ: وَلَدَتْ سُبَيْعَةُ الْأَسْلَمِيَّةُ بَعْدَ وَفَاةِ (1) زَوْجِهَا بِنِصْفِ شَهْرٍ، فَخَطَبَهَا رَجُلَانِ، أَحَدُهُمَا شَابٌّ وَالْآخَرُ كَهْلٌ، فَحَطَّتْ إِلَى الشَّابِّ، فَقَالَ الْكَهْلُ: لَمْ تَحِلَّ، وَكَانَ أَهْلُهَا غُيَّبًا، وَرَجَا إِذَا جَاءَ أَهْلُهَا أَنْ يُؤْثِرُوهُ، فَجَاءَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " قَدْ حَلَلْتِ، فَانْكِحِي مَنْ شِئْتِ " (2)
__________
(1) كلمة "وفاة" ليست في (ظ6) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو عند مالك في "الموطأ" 2/589، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "المسند" 2/52 (بترتيب السندي) ، وفي "الأم" 5/224، وعبدُ الرزاق في "مصنَّفه" (11726) مختصراً، والنسائي في "المجتبى" 6/191-192، وابنُ حِبَّان (4297) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (547) ، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار" 11/204.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/590- ومن طريقه الشافعي في "المسند" 2/52، وفي "الأم" 5/224، وعبدُ الرزاق (11724) ، والنسائي 6/193، وابن حبان (4296) ، والطبراني 23/ (573) ، والبيهقي في "المعرفة" 11/204- عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن سليمان بن يسار، أن عبد الله
ابن عباس وأبا سلمة بن عبد الرحمن بن عوف اختلفا في المرأة تُنْفَسُ بعد وفاة زوجها بليالٍ، فقال أبو سلمة: إذا وضعت ما في بطنها فقد حلّت، وقال ابن عباس: آخِرَ الأجلين، فجاء أبو هريرة، فقال: أنا مع ابن أخي - يعني أبا سلمة - فبعثوا كُريباً مولى عبد الله بن عباس إلى أم سلمة زوج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يسألها عن ذلك، فجاءهم، فاخبرهم أنها قالت: وَلَدَتْ سُبيعة الأسلمية بعد وفاة زوجها بليال، فذكرت ذلك لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: "قد حللتِ، فانكحي من
شئت". =(44/306)
26716 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ امْرَأَةً كَانَتْ تُهَرَاقُ الدَّمَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَاسْتَفْتَتْ لَهَا أُمُّ سَلَمَةَ زَوْجُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1) فَقَالَ: " لِتَنْظُرْ عِدَّةَ اللَّيَالِي وَالْأَيَّامِ الَّتِي كَانَتْ تَحِيضُهُنَّ مِنَ الشَّهْرِ قَبْلَ أَنْ يُصِيبَهَا الَّذِي أَصَابَهَا، فَلْتَتْرُكِ الصَّلَاةَ قَدْرَ ذَلِكَ مِنَ الشَّهْرِ، فَإِذَا بَلَغَتْ ذَلِكَ، فَلْتَغْتَسِلْ، ثُمَّ تَسْتَثْفِرْ (2) بِثَوْبٍ، ثُمَّ تُصَلِّي " (3)
26717 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَافِعٍ،
__________
=قال ابنُ عبد البَرّ في "الاستذكار" 18/173 بعد أن أورد روايتي مالك:
وحديثُ عبد ربِّه أولى بالصواب، والله أعلم.
(1) قوله: النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، من (ظ6) .
(2) في (ظ6) و (ق) ونسخة في (ظ2) : لتستثفر.
(3) حديث صحيح، وهو مكرر (26510) ، غير أن شيخ أحمد هنا هو عبد الرحمن بن مَهْدي، وشيخُه هو مالك، وقد اختُلف فيه على نافع، كما بيَّنَّا في الرواية المذكورة.
وهو عند مالك في "الموطأ" 1/62، وأخرجه من طريقه الشافعي في "الأم" 1/52، وفي "المسند" 1/46 (بترتيب السندي) ، وفي "السنن" (136) ، وعبد الرزاق في "مصنفه" (1182) ، وأبو داود (274) ، والنسائي في "المجتبى" 1/119 -120 و182، وفي "الكبرى" (214) ، وابن المنذر في
"الأوسط" (809) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2720) و (2721) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (583) و (918) ، والبيهقي في "السنن" 1/332، والبغوي في "شرح السنة" (325) .(44/307)
عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: جَاءَ رَجُلَانِ مِنَ الْأَنْصَارِ يَخْتَصِمَانِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَوَارِيثَ بَيْنَهُمَا قَدْ دُرِسَتْ، لَيْسَ بَيْنَهُمَا بَيِّنَةٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّكُمْ تَخْتَصِمُونَ إِلَيَّ، وَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، وَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَلْحَنُ بِحُجَّتِهِ، أَوْ قَدْ قَالَ: لِحُجَّتِهِ، مِنْ بَعْضٍ، فَإِنِّمَا (1) أَقْضِي بَيْنَكُمْ عَلَى نَحْوِ مَا (2) أَسْمَعُ، فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ مِنْ حَقِّ أَخِيهِ شَيْئًا، فَلَا يَأْخُذْهُ، فَإِنَّمَا أَقْطَعُ لَهُ قِطْعَةً مِنَ النَّارِ يَأْتِي بِهَا إِسْطَامًا فِي عُنُقِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ". فَبَكَى الرَّجُلَانِ، وَقَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا: حَقِّي لِأَخِي، قَالَ (3) : فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَا إِذْ قُلْتُمَا، فَاذْهَبَا فَاقْتَسِمَا، ثُمَّ تَوَخَّيَا الْحَقَّ، ثُمَّ اسْتَهِمَا، ثُمَّ لِيَحْلِلْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمَا صَاحِبَهُ " (4)
__________
(1) في (ظ6) : وإنما، وفي (م) : فإني.
(2) في (ظ2) و (ق) : مما.
(3) قوله: قال: ليس في (م) .
(4) قوله: "إنكم تختصمون إليَّ ... " إلى قوله: "فإنما أقطع له قطعة من النار" صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل أسامة بن زيد، وهو الليثي؛ روى له مسلم في الشواهد، وهو حسن الحديث. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير عبد الله بن رافع مولى أمِّ سَلَمة، فمن رجال مسلم.
وأخرجه ابن أبي شيبة 7/233-234، وابن الجارود في "المنتقى" (1000) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/154، وفي "شرح مشكل الآثار" (760) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (663) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (3584) و (3585) ، وأبو يعلى (6897) و (7027) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/155، وفي "شرح مشكل الآثار" (755) =(44/308)
26718 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: " كَانَ أَحَبُّ الْعَمَلِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا دَامَ (1) عَلَيْهِ، وَإِنْ قَلَّ " (2)
26719 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ (3) ، حَدَّثَنَا طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ فَرُّوخَ،
__________
=و (756) و (757) و (758) و (759) ، والدارقطني 4/238 و239، والحاكم 4/95، والبيهقي في "السنن" 6/66 و10/260، والبغوي في "شرح السنة" (2508) من طرق عن أسامة بن زيد، به. وتحرف في مطبوع الحاكم اسم عبد الله بن رافع إلى عبيد الله بن أبي رافع.
وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي!
وقوله: "إنكم تختصمون إليَّ ... " إلى قوله: "إنما أقطع له قطعة من النار" سلف بإسناد صحيح برقم (25670) .
قال السندي: قوله: "يأتي بها إسطاماً" في "النهاية": السِّطام والإسطام حديدة تُحرَّك بها النار وتُسْعَر، أي: أقطعُ له ما يُسْعِرُ به النارَ على نفسه، وُيشعلها، أو أقطعُ له ناراً مُسْعَرة، وتقديره: ذات إسطام. قال الأزهري: لا أدري أهي عربية أم عجمية عُرِّبت.
(1) في (ق) ونسخة في (ظ2) : داوم.
(2) إسناده صحيح.
وهو عند وكيع في "الزهد" (238) ، وأخرجه من طريقه أبو يعلى (6969) ، وتمَّام الرازي في "فوائده" (1668) (الروض البسام) ، والبيهقي في "الشُّعَب" (3880) .
وسلف مطولاً برقم (26599) .
(3) قوله: حدثنا وكيع، سقط من (م) .(44/309)
عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَبِّلُنِي وَهُوَ صَائِمٌ، وَأَنَا صَائِمَةٌ " (1)
26720 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، مَوْلَى الصَّهْبَاءِ (2) ، عَنْ شَهْرِ يَعْنِي (3) ابْنَ حَوْشَبٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ} [الممتحنة: 12] قَالَ: " النَّوْحُ " (4)
__________
(1) إسناده حسن، وهو مكور (26500) ، إلا أن شيخ أحمد هنا وكيع بن الجراح.
وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 5/121 -122 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/60- ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 23/ (654) - عن وكيع، به.
(2) في (ظ6) : مولى أم الصهباء.
(3) قوله: يعني، ليس في (م) .
(4) إسناده ضعيف لضع شَهْر بنِ حَوْشب، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير يزيد بن عبد الله مولى الصَّهباء - وهو المشيباني - فقد روى له التمرذي وابن ماجه، وهو ثقة.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/389، وابن ماجه (1579) ، والطبري في "التفسير" 28/80، والطبراني في "الكبير" 23/ (782) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/123 -124 وقال: رواه أحمد، وفيه شَهْر بنُ حَوْشب، وثقه جماعة، وفيه ضمعف، وبقية رجاله ثقات.
قلنا: وهو ليس على شرط الهيثمى، فلا داعى لإيراده فى الزوائد، فقد أخرجه ابن ماجه.=(44/310)
26721 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي الصُّفَيْرَاءَ (1) ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ ابْنُ بِنْتِ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ لَمَّا تُوُفِّيَ عَنْهَا، وَانْقَضَتْ عِدَّتُهَا، خَطَبَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ فِيَّ ثَلَاثَ خِصَالٍ: أَنَا امْرَأَةٌ كَبِيرَةٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَا أَكْبَرُ مِنْكِ ". قَالَتْ: وَأَنَا امْرَأَةٌ غَيُورٌ. قَالَ: " أَدْعُو اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، فَيُذْهِبُ عَنْكِ غَيْرَتَكِ ". قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَأَنَا امْرَأَةٌ مُصْبِيَةٌ. قَالَ: " هُمْ إِلَى اللهِ وَإِلَى رَسُولِهِ ". قَالَ: فَتَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: فَأَتَاهَا، فَوَجَدَهَا تُرْضِعُ، فَانْصَرَفَ، ثُمَّ أَتَاهَا، فَوَجَدَهَا تُرْضِعُ، فَانْصَرَفَ. قَالَ: فَبَلَغَ ذَلِكَ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ، فَأَتَاهَا، فَقَالَ: حُلْتِ بَيْنَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَيْنَ حَاجَتِهِ، هَلُمَّ الصَّبِيَّةَ، قَالَ: فَأَخَذَهَا، فَاسْتَرْضَعَ
__________
=وأخرجه مطولاً الترمذي (3307) ، والطبراني 24/ (458) من طريق أبي نعيم، عن يزيد بن عبد الله الشيباني، قال: سمعت شهر بن حوشب، قال: حدثتنا أم سلمة الأنصارية، قالت: قالت امرأة من النسوة: ما هذا المعروف الذي لا ينبغي لنا أن نعصيك فيه؟ قال: لا تَنُحْنَ.00، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. قال عبد بن حميد: أم سلمة الأنصارية:
هي أسماء بنت يزيد بن السكن. قلنا: وهذا ما ذهب إليه المِزِّي في "التحفة" 11/265-266 وفي الباب عن أمِّ عطية، سلف برقم (20796) بإسناد صحيح، ولفظه:
قالت: لما نزلت هذه الآية: (يُبايِعْنَكَ على أنْ لا يُشْرِكْنَ باللهِ شَيْئأ) إلى قوله:
(ولا يَعْصينَكَ في مَعْرُوف) . قالت: كان منه النياحة.
وانظر الروايات: (20791) و (20797) و (20798) .
(1) في (م) : الصحغير، وهو خطأ.(44/311)
لَهَا، فَأَتَاهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " أَيْنَ زُنَابُ؟ "، يَعْنِي زَيْنَبَ، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَخَذَهَا عَمَّارٌ. فَدَخَلَ بِهَا، وَقَالَ: " إِنَّ بِكِ عَلَى أَهْلِكِ كَرَامَةً ". قَالَ: فَأَقَامَ عِنْدَهَا إِلَى الْعِشَاءِ (1) ، ثُمَّ قَالَ: " إِنْ شِئْتِ سَبَّعْتُ لَكِ، وَإِنْ سَبَّعْتُ لَكِ، سَبَّعْتُ لِسَائِرِ نِسَائِي، وَإِنْ شِئْتِ، قَسَمْتُ لَكِ " قَالَتْ: لَا، بَلْ اقْسِمْ لِي (2)
26722 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي الصُّفَيْرَاءَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ ابْنُ بِنْتِ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ لَمَّا تُوُفِّيَ عَنْهَا، وَانْقَضَتْ عِدَّتُهَا، خَطَبَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ فِيَّ ثَلَاثَ خِصَالٍ: أَنَا امْرَأَةٌ كَبِيرَةٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَا أَكْبَرُ مِنْكِ ". قَالَتْ: وَأَنَا امْرَأَةٌ غَيُورٌ. قَالَ: " أَدْعُو اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، فَيُذْهِبُ
__________
(1) في (م) : العشي.
(2) بعضه صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عبد العزيز ابن بنت أمِّ سلمة - وهو ابن سلمة - وهو من رجال "التعجيل"، وقد تفرَّد بالرواية عنه إسماعيلُ بن عبد الملك بن أبي الصُّفَيراء، وقد جهَّله أبو حاتم وابنُ حبان، ولضعفِ إسماعيلَ بنِ عبد الملك بن أبي الصفيراء، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وقوله: "أدعو اللهَ عَزَّ وجلَّ أن يُذْهِبَ عنك غَيْرَتَكِ" هو عند مسلم (918) (3) .
وقوله: "إن شئتِ سبَّعتُ لكِ، وإن سبَّعتُ لكِ سبَّعتُ لسائر نسائي" سلف برقم (26504) وإسناده صحيح.
وانظر (26529) و (26635) .
وانظر ما بعده.(44/312)
غَيْرَتَكِ ". قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَإِنِّي امْرَأَةٌ مُصْبِيَةٌ. قَالَ: " هُمْ إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ ". قَالَ: فَتَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: فَأَتَاهَا، فَوَجَدَهَا تُرْضِعُ، فَانْصَرَفَ، ثُمَّ أَتَاهَا، فَوَجَدَهَا تُرْضِعُ، فَانْصَرَفَ. قَالَ: فَبَلَغَ ذَلِكَ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ، فَأَتَاهَا، فَقَالَ: حُلْتِ بَيْنَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَيْنَ حَاجَتِهِ، هَلُمَّ الصَّبِيَّةَ، قَالَ: فَأَخَذَهَا، فَاسْتَرْضَعَ لَهَا، فَأَتَاهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " أَيْنَ زُنَابُ؟ "، يَعْنِي زَيْنَبَ، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَخَذَهَا عَمَّارٌ. فَدَخَلَ بِهَا، وَقَالَ: " إِنَّ بِكِ عَلَى أَهْلِكِ كَرَامَةً ". قَالَ: فَأَقَامَ عِنْدَهَا إِلَى الْعَشِيِّ، ثُمَّ قَالَ: " إِنْ شِئْتِ سَبَّعْتُ لَكِ، وَإِنْ سَبَّعْتُ لَكِ، سَبَّعْتُ لِسَائِرِ نِسَائِي، وَإِنْ شِئْتِ، قَسَمْتُ لَكِ " قَالَتْ: لَا، بَلْ اقْسِمْ لِي (1)
26723 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ ابْنِ ابْنَةِ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّهُ بَلَغَهَا أَنَّ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (2) قَالَ: " مَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يُصَابُ بِمُصِيبَةٍ، فَيَقُولُ: إِنَّا لِلَّهِ، وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، اللهُمَّ أْجُرْنِي (3) فِي مُصِيبَتِي، وَاخْلُفْ عَلَيَّ بِخَيْرٍ مِنْهَا (4) ، إِلَّا فُعِلَ بِهِ ذَلِكَ ". قَالَتْ: فَقُلْتُ هَذَا، فَأَجَرَنِي اللهُ فِي مُصِيبَتِي (5) ، فَمَنْ
__________
(1) هو مكرر ما قبله.
(2) في (م) : رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(3) في (م) : آجرني.
(4) قوله: منها، ليس في (ظ6) .
(5) في (ظ6) : فأجرني في مصيبتي.(44/313)
يَخْلُفُ عَلَيَّ مَكَانَ أَبِي سَلَمَةَ؟ فَلَمَّا انْقَضَتْ عِدَّتُهَا، خَطَبَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1)
26724 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَجَّاجِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَحْلَاءَ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي سَلَمَةَ: إِنَّ ظِئْرَكَ سُلَيْمًا لَا يَتَوَضَّأُ مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ. قَالَ: فَضَرَبَ صَدْرَ (2) سُلَيْمٍ. وَقَالَ: أَشْهَدُ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْهَا كَانَتْ تَشْهَدُ أَنَّ (3) رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " كَانَ يَتَوَضَّأُ مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ " (4)
26725 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ،
__________
(1) صحيح، وهذا إسناد ضعيف سلف الكلام عليه عند الحديث (26721) ، وسلف بإسناد صحيح على شرط مسلم برقم (26635) .
(2) في (ظ6) : على صدر.
(3) في (م) : على.
(4) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، عبد العزيز بن محمد - وهو الدراوردي - مختلف فيه، وهو حسن الحديث، ومحمد بن طحلاء: قال أبو حاتم: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق وبقية رجال الإسناد ثفات رجال الشيخين، غير أحمد بن الحجاج - وهو البَكْري الذُّهْلي- فمن رجال البخاري. أبو سَلَمة: هو ابن عبد الرحمن ابن عوف.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (924) من طريق يعقوب بن حميد، عن عبد العزيز بن محمد، بهذا الإسناد.
وله شاهد - من حديث أبي هريرة، سلف برقم (7605) بإسناد صحيح، وذكرنا هناك أحاديث الباب، وهذا الحديث من الأحاديث المنسوخة، كما بينا ذلك في الرواية ثمة، فانظرها.(44/314)
عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُوتِرُ بِسَبْعٍ، أَوْ خَمْسٍ، لَا يَفْصِلُ بَيْنَهُنَّ بِكَلَامٍ وَلَا تَسْلِيمٍ " (1)
26726 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَتْ: " وَالَّذِي ذَهَبَ بِنَفْسِهِ، مَا مَاتَ حَتَّى كَانَ أَكْثَرُ صَلَاتِهِ وَهُوَ جَالِسٌ، وَكَانَ أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَيْهِ الْعَمَلُ الصَّالِحُ الَّذِي يَدُومُ عَلَيْهِ الْعَبْدُ، وَإِنْ كَانَ يَسِيرًا " (2)
26727 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي الْخَلِيلِ، عَنْ سَفِينَةَ، مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ وَهُوَ فِي الْمَوْتِ: " الصَّلَاةَ الصَّلَاةَ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ". فَجَعَلَ يَتَكَلَّمُ بِهَا، وَمَا يَفِيصُ (3)
__________
(1) إسناده ضعيف، وهو مكرر الحديث (26641) ، إلا أن شيخ أحمد هنا هو يحيى بن آدم.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (432) من طريىَ يحيى بن آدم، بهذا الإسناد.
(2) حديث صحيح. أبو الأحوص: هو سلاّم بن سُليم الحنفي - وإن لم يَتبيَّن لنا أمره، أسمع قبل اختلاط أبي إسحاق أم بعده - قد توبع. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/48- ومن طريقه ابن ماجه (1223) و (4237) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (516) - عن أبي الأحوص، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (26599) .
(3) حديث صحيح لغيره، وهو مكرر الحديث (26657) ، إلا أن شيخ=(44/315)
26728 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ الْحَسَنِ، عَنْ ضَبَّةَ بْنِ (1) مُحْصِنٍ الْعَنْزِيَّ (2) ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " سَيَكُونُ أُمَرَاءُ، يَعْرِفُونَ وَيُنْكِرُونَ (3) ، فَمَنْ عَرَفَ بَرِئَ (4) ، وَمَنْ أَنْكَرَ سَلِمَ، وَلَكِنْ مَنْ رَضِيَ وَتَابَعَ ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفَلَا نَقَتُلُ (5) فُجَّارَهُمْ؟ قَالَ: " لَا، مَا صَلَّوْا " (6)
26729 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ قَالَ: " بِسْمِ اللهِ، قَالَ شُعْبَةُ: أَكْبَرُ عِلْمِي أَنَّهُ قَدْ قَالَهَا. قَالَ: وَقَدْ ذَكَرَهُ سُفْيَانُ عَنْهُ، وَلَيْسَ فِي بَقِيَّتِهِ شَكٌّ، اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَضِلَّ
__________
= الإمام أحمد هنا: هو عفَّان، وهو ابنُ مسلم الصَّفَّار.
وأخرجه ابنُ سعد 2/253-254، والطبراني في "الكبير" 23/ (897) ، والبيهقي في "الدَّلائل" 7/205 من طريق عفَّان، بهذا الإسناد.
(1) تحرف في (ظ2) و (ق) و (م) إلى: بنت.
(2) قوله: العنزي، ليس في (م) .
(3) في (ظ2) و (ق) : تعرفون وتنكرون.
(4) في (ق) : فقد برىء.
(5) في (م) : نقاتل.
(6) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (26577) ، إلا أن الإمام أحمد رواه هنا عن عفَّان وحده.(44/316)
أَوْ أَزِلَّ أَوْ أَظْلِمَ أَوْ أُظْلَمَ (1) ، أَوْ أَجْهَلَ أَوْ يُجْهَلَ عَلَيَّ " (2)
26730 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَلَمَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: " مَا مَاتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى كَانَ (3) أَكْثَرَ صَلَاتِهِ قَاعِدًا (4) غَيْرَ الْفَرِيضَةِ، وَكَانَ أَحَبُّ الْعَمَلِ إِلَيْهِ أَدْوَمَهُ،
__________
(1) قوله: "أو أُظلم" من (ظ6) .
(2) إسناده ضعيف لانقطاعه، الشعبي - وهو عامر بن شَراحيل - لم يسمع من أمِّ سَلَمة، كما أسلفنا في الرواية (26616) ، ورجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. منصور: هو ابن المعتمر.
وأخرجه الطيالسي (1607) ، وأبو داود (5094) ، والنسائي في "الكبرى" (9914) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (86) - والطبراني في "الكبير" 23/ (726) ، وفي "الدعاء" (412) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1469) ، والبيهقي في "الدعوات" (402) ، والحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" 1/155 و156 و160 من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9913) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (85) - والطبراني في "الكبير" 23/ (730) من طريق مؤمَّل بن إسماعيل، عن شعبة، عن عاصم، عن الشعبي، به. وفي رواية الطبراني: عن عاصم ومنصور.
قال النسائي: هذا خطأ: عاصم، عن الشعبي، والصواب: شعبة، عن منصور. ومؤمَّل بن إسماعيل كثير الخطأ.
قلنا: وقد سلفت رواية سفيان الثوري، عن منصور، به، برقم (26616) ، وفيها قوله: "بسم الله" دون شك.
(3) في (ظ6) : كانت.
(4) في (ق) : جالساً.(44/317)
وَإِنْ قَلَّ " (1)
26731 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ مَوْلًى لِأُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ إِذَا صَلَّى الصُّبْحَ حِينَ يُسَلِّمُ: " اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا، وَرِزْقًا طَيِّبًا، وَعَمَلًا مُتَقَبَّلًا " (2)
26732 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هَارُونُ النَّحْوِيُّ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَنَّهُ قَرَأَ: (إِنَّهُ عَمِلَ غَيْرَ صَالِحٍ) (3) [هود: 46]
26733 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: " كَانَ يُفْرَشُ لِي حِيَالَ مُصَلَّى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكَانَ يُصَلِّي وَأَنَا حِيَالُهُ " (4)
__________
(1) إسناده صحيح، وهو مكرر الحديث (26709) بأحد إسناديه، إلا أن الإمام أحمد رواه هنا عن محمد بن جعفر وحده.
وسلف برقم (26599) .
(2) إسناده ضعيف، وهو مكرر (26701) سنداً ومتناً.
(3) إسناده ضعيف، وهو مكرر (26518) سنداً ومتناً.
(4) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. وُهَيب: هو ابن خالد الباهمي، وخالد: هوابن مِهْران الحذاء، وأبو قِلابة: هو عبد الله بن زيد الجَرْمي. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/462 من طريق عفَّان، بهذا الإسناد.=(44/318)
26734 - حَدَّثَنَا مَعْمَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّقِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا خُصَيْفٌ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهَا سَأَلَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الذَّهَبِ يُرْبَطُ بِهِ الْمِسْكُ، أَوْ تُرْبَطُ، قَالَ: " اجْعَلِيهِ فِضَّةً، وَصَفِّرِيهِ بِشَيْءٍ مِنْ زَعْفَرَانٍ " (1)
26735 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: لَبِسْتُ قِلَادَةً فِيهَا شَعَرَاتٌ (2) مِنْ ذَهَبٍ، قَالَتْ: فَرَآهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَعْرَضَ عَنِّي، فَقَالَ: " مَا يُؤَمِّنُكِ أَنْ يُقَلِّدَكِ اللهُ مَكَانَهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَعَرَاتٍ (3) مِنْ نَارٍ ". قَالَتْ: فَنَزَعْتُهَا (4)
__________
=وأخرجه أبو يعلى (6975) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن وهيب ابن خالد، به.
وأخرجه أبو داود (4148) ، وابن ماجه (957) ، وأبو يعلى (6941) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (819) و (820) من طرق عن خالد الحذَّاء، به.
ورواية الجميع سوى أبي يعلى مختصرة.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/62 وقال: رواه أبو داود وابن ماجه دون قولها: "فكان يصلي وأنا حياله". ثم قال: رواه أحمد وأبو يعلى، ورجاله رجال الصحيح.
(1) إسناده ضعيف، وهو مكرر (26639) سنداً ومتناً.
(2) في (ظ6) : شعيرات.
(3) في (ظ6) ونسخة في (ظ2) : شعيرات.
(4) إسناده فيه ضعفٌ وانقطاع، لَيْث - وهو ابن أبي سُلَيم - ضعيف،=(44/319)
26736 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ (1) ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: " يَا رَسُولَ اللهِ، يَغْزُو الرِّجَالُ، وَلَا نَغْزُو، وَلَنَا نِصْفُ الْمِيرَاثِ؟ فَأَنْزَلَ اللهُ: {وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ} (2) [النساء: 32] "
__________
= وعطاء - وهو ابن أبي رباح - لم يسمع من أمِّ سلمة، فيما قال عليُّ ابن المَديني.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (610) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه كذلك 23/ (967) من طريق أبي حمزة، عن أبي صالح، عن أمِّ سلمة، به. وأبو حمزة - وهو ميمون الأعور- ضعيف، وأبو صالح - وهو مولى طلحة - مجهول.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/148، وقال: رواه أحمد والطبراني، وفيه ليث بن أبي سُليم، وهو مدلّس! وهو ثقة، وبقية رجاله رجال الصحيح!
وانظر ما قبله، وانظر (26682) .
(1) في (م) : حدثنا.
(2) إسناده ضعيف، فيه انقطاعٌ بين مجاهد وأمِّ سلمة، كما هو ظاهر الإسناد، وقد نصَّ على ذلك الترمذي، كما سيأتي. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو ابن عُيينة، وابن أبي نَجيح: هو عبد الله.
وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" 1/156، وسعيد بن منصور في "تفسيره" (624) ، والطبري في "تفسيره" (9241) ، وأبو يعلى (6959) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (609) من طريق سفيانَ بن عُيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (3022) عن ابن أبي عمر، عن سقيان، عن ابن أبي نَجِيح، عن مجاهد، عن أمِّ سلمة أنها قالت ... وقال: هذا حديث مرسل، ورواه بعضهم عن ابن أبي نَجيح، عن مجاهد، مرسل، أن أمَّ سلمة قالت=(44/320)
26737 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَوْهَبٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " فَأَرَتْنِي شَعْرًا مِنْ شَعْرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَخْضُوبًا بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ " (1)
26738 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْجَزَّارِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوتِرُ بِثَلَاثَ عَشْرَةَ، فَلَمَّا كَبِرَ وَضَعُفَ، أَوْتَرَ بِسَبْعٍ " (2)
__________
= كذا وكذا ...
وأ. خرجه الطبري (9236) و (9237) من طريق مؤمّل ومعاوية بن هشام، والحاكم 2/305-306 من طريق قَبيصَة بن عُقبة، ثلاثتُهم عن سفيان الثوري، عن عبد الله بن أبي نَجِيح، به. قالَ الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين، إن كان سمع مجاهد من أمِّ سلمة، ووافقه الذهبي.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (26539) ، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا عفَّان، وهو ابنُ مُسلم الصفَّار.
وأخرجه ابن سعد 1/437 عن عفَّان، بهذا الإسناد.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على الأعمش، كما سلف بيانه في الرواية (24042) فانظره. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/293 - ومن طريقه الحاكم 1/306 - والترمذي (457) - ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (962) - والنسائي في "المجتبى" 3/237 و243، وفي "الكبرى" (429) و (1347) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (741) من طرق عن أبي معاوية، بهذا الإسناد. قال الترمذي:
حديث حسن، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه.(44/321)
26739 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا حَضَرْتُمُ الْمَيِّتَ، أَوِ الْمَرِيضَ، فَقُولُوا خَيْرًا، فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ يُؤَمِّنُونَ عَلَى مَا تَقُولُونَ " (1)
26740 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ فَاطِمَةَ اسْتُحِيضَتْ، وَكَانَتْ تَغْتَسِلُ فِي مِرْكَنٍ لَهَا، فَتَخْرُجُ وَهِيَ عَالِيَةُ الصُّفْرَةِ وَالْكُدْرَةِ، فَاسْتَفْتَتْ لَهَا أُمُّ سَلَمَةَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " تَنْتَظِرُ أَيَّامَ قُرْئِهَا، أَوْ أَيَّامَ حَيْضِهَا، فَتَدَعُ فِيهِ الصَّلَاةَ، وَتَغْتَسِلُ فِيمَا سِوَى ذَلِكَ، وَتَسْتَثْفِرُ بِثَوْبٍ، وَتُصَلِّي " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري.
وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه" (6066) ، وأخرجه من طريقه الطبراني في "الكبير" 23/ (722) ، وفي "الدعاء" (1148) .
وأخرجه مطولاً أبو داود (3115) ، وابن حبان (3005) من طريق محمد ابن كثير، عن سفيان الثوري، به.
وسملف مطولاً برقم (26497) .
(2) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، لكن اختلف فيه على أيوب - وهو السَّخْتِياني - كما سيرد. عفَّان: هو ابنُ مُسلم الصَّفَّار، ووُهيب: هو ابنُ خالد بن عجلان الباهِليّ.
وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 16/58 من طريق الإمام. أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 1/334 من طريق عفَّان، به.=(44/322)
26741 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو عَوْنٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ، يُحَدِّثُ، قَالَ: قَالَ مَرْوَانُ: كَيْفَ نَسْأَلُ أَحَدًا عَنْ شَيْءٍ وَفِينَا أَزْوَاجُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَأَرْسَلَ إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ، فَسَأَلَهَا، فَقَالَتْ: " دَخَلَ (1) عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَشَلْتُ لَهُ كَتِفًا مِنْ قِدْرٍ، فَأَكَلَ مِنْهَا (2) ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ " (3)
__________
=وأخرجه أبو داود (278) عن موسى بن إسماعيل، والطبراني في "الكبير" 23/ (575) من طريق معلَّى بن أسد، كلاهما عن وهيب، به. وتحرف معلى ابن أسد في مطبوع الطبراني إلى معلَّى بن راشد، ووُهيب إلى وهب.
وأخرجه الحميدي (302) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2723) ، والطبراني 23/ (919) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 16/57 من طريق سفيان، عن أيوب، به. إلا أنه أقحم في مطبوع الطحاوي اسم نافع بين أيوب وبين سليمان!
وأخرج ابن أبي شيبة 1/126 عن إسماعيل ابن عُلَيَّه، عن أيوب، عن سليمان بن يسار، أن فاطمة بنت أبي حُبيش استحيضت، فسألت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أو سئل لها، فأمرها ... فذكره.
وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 16/56 من طريق حمَّاد بن زيد، عن أيوب، عن سليمان بن يسار، أن فاطمة بنت أبي حُبيش استحيضت، فأمرت أمَّ سلمة أن تسال لها ... فذكره.
وسلف برقم (26510) فانظره.
(1) في (ظ6) : خرج رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(2) في (ظ6) : فأكلها.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (26696) ، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا هو عفَّان، وهو ابن مسلم الصفَّار.(44/323)
26742 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ " أَنَّ قِرَاءَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَتْ، فَوَصَفَ (1) {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [الفاتحة: 1] حَرْفًا حَرْفًا، قِرَاءَةً بَطِيئَةً " قَطَّعَ عَفَّانُ، قِرَاءَتَهُ (2)
26743 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ يَعْنِي الْحَذَّاءَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّهَا كَانَتْ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي لِحَافٍ، فَأَصَابَهَا الْحَيْضُ، فَقَالَ: " قُومِي، فَائْتَزِرِي، ثُمَّ عُودِي " (3)
26744 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو
__________
(1) في (م) : فوصفت.
(2) رجاله ثقات رجال الشيخين. وقد سلف الكلام عليه في الرواية (26451) . عفَّان: هو ابنُ مُسلم الصفَّار، وهمَّام: هو ابنُ يحيى العَوْذي.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 2/53 من طريق عفان، بهذا الإسناد.
وأخرجه أيضاً 2/44 من طريق عبد الله بن رجاء، عن همَّام، به.
وانظر (26583) .
(3) إسناده ضعيف لانقطاعه، عكرمة - وهو مولى ابن عباس - لم يسمع من أمِّ سلمة، وقد اختلف عليه فيه، فيما ذكر الدارقطني في "علله" 5/ورقة 172، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. خالد الحذاء: هو ابن مِهْران.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (615) ، والبيهقي في "السنن" 1/311 من طريق يزيد بن زُريع، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه عبد الرزاق (1236) عن ابن جريج، عن عكرمة، به.
وقد سلف نحوه بإسناد صحيح برقم (26566) ، وانظر (26525) .(44/324)
حَمْزَةَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ، رَأَتْ نَسِيبًا لَهَا يَنْفُخُ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَسْجُدَ، فَقَالَتْ: لَا تَنْفُخْ، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِغُلَامٍ لَنَا (1) يُقَالُ لَهُ: رَبَاحٌ: " تَرِّبْ وَجْهَكَ (2) يَا رَبَاحُ " (3)
__________
(1) في (ظ6) : لها.
(2) في (ظ6) : وجهك لله.
(3) إسناده لضعف لضعف أبي حمزة وهو ميمون الأعور. وقد اختُلف في تعيين أبي صالح الراوي عنه، فقال داود بن أبي هند - كما سيرد في التخريج -: هو مولى آل طلحة بن عُبيد الله. وفي "التهذيب" وفروعه: أبو صالح مولى طلحة بن عُبيد الله، ويقال: مولى أمِّ سلمة واسمه زاذان. قلنا:
وقد سمَّاه زاذانَ المغيرةُ بنُ مسلم السَّرَّاج، كما عند الطبراني في "الكبير" 23/ (942) ، وقال ابن القطَّان في "الوهم والإيهام" 3/255: إنما هو ذكوان مولى أم سلمة، وقد بيَّن ذلك ابن الجارود في كتاب "الكنى"، ذكر أبا صالح ذكوان السمان، ثم ذكر بعده أبا صالح ذكوان مولى أمِّ سلمة، عن أم سلمة، روى عنه ميمون أبو حمزة. فإذا الأمر فيه هكذا، فأبو صالح هذا مجهول الحال، ولا أعلم له غير هذا. قلنا: وجزم الذهبي في "الميزان" أنه ذكوان مولى أم سلمة، وذكره ابن حبان في "الثقات".
وأخرجه ابن عبد البر في "الاستذكار" 6/186 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن المنذر في "الأوسط" (1589) من طريق حجاج بن أرطاة، عن حمَّاد بن سلمة، به.
وأخرجه أبو يعلى (6954) من طريق كامل بن طلحة الجحدري، عن حماد بن سلمة، عن عاصم - وهو ابن بهدلة - عن أبي صالح، به. فذكر عاصماً بدل أبي حمزة.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/265، والترمذي (381) و (382) ، والدولابي=(44/325)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= في "الكنى" 1/158، والطبرني في "الكبير" 23/ (742) و (743) و (744) و (745) ، والحاكم 1/271، والبيهقي في "السنن" 2/252 من طرق عن أبي حمزة، به.
قال الترمذي: وحديث أم سلمة إسناده ليس بذاك، وميمون أبو حمزة قد ضعفه بعض أهل العلم.
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي!
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (942) من طريق المغيرة بن مسلم السراج، عن ميمون بن أبي حمزة، عن زاذان، عن أم سلمة، به. إلا أنه جاء في المطبوع: أبو ميمون بدل: أبي حمزة.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (548) من طريق عنبسة بن الأزهر، عن سلمة بن كهيل، عن كريب، عن أم سلمة، قالت: مرَّ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بغلام لهم يقال له رباح وهو يصلي، فنفخ في سجوده، فقال له: "يا رباح، لا تنفخ، إن من نفخ فقد تكلم". وعنبسة قال أبو حاتم: لا بأس به، يكتب حديثه، ولايحتج به، وقال أبو داود: لا بأس به، وقال ابن حبان في "الثقات":
يخطىء، قلنا: وفي سماع عنبسة من سلمة نظر، فقد ذكر الحافظ عنبسة في الطبقة العاشرة، ومثله لا يثبت لقاؤه لأصحاب الطبقة الرابعة مثل سلمة بن كُهيل.
وأخرجه ابن حبان (1913) ، والطبرني في "الشاميين" (1903) من طريق محمد بن حرب، عن الزبيدي، عن عدي بن عبد الرحمن، عن داود بن أبي هند، وقال: عن أبي صالح مولى آل طلحة بن عُبيد الله، قال: كنتُ عند أمِّ سلمة ... وذكر نحوه. والزبيدي هذا هو محمد بن الوليد على الأرجح، فقد ساق الطبراني الحديث في مروياته، غير أن أبا حاتم قال: هو سعيد بن عبد الجبار الزبيدي، فيما نقله عنه ابنه في "الجرح والتعديل" 7/3، وسعيد هذا ضعيف، ولعل أبا حاتم وهم في ذلك.
وقد سلف برقم (26572) .=(44/326)
26745 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدٍ يَعْنِي ابْنَ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ، عَنْ أُخْتِهِ أُمِّ سَلَمَةَ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصْبِحُ جُنُبًا، فَيَصُومُ (1) ، وَلَا يُفْطِرُ " (2)
26746 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِفَاطِمَةَ: " ائْتِينِي بِزَوْجِكِ وَابْنَيْكِ ". فَجَاءَتْ بِهِمْ، فَأَلْقَى عَلَيْهِمْ كِسَاءً فَدَكِيًّا، قَالَ: ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِمْ، ثُمَّ قَالَ: " اللهُمَّ إِنَّ هَؤُلَاءِ آلُ مُحَمَّدٍ، فَاجْعَلْ صَلَوَاتِكَ وَبَرَكَاتِكَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، إِنَّكَ حَمِيدٌ
__________
=وانظر حديث عبد الله بن عمرو بن العاص السالف برقم (6483) في صلاة الكسوف، وفيه: "وجعل ينفخ في الأرض ويبكي وهو ساجد". وقد علّقه البخاري في "صحيحه" 3/83 بصيغة التمريض، وذكر الحافظ في "التغليق" 2/447، وفي "الفتح" 3/84 أن البخاري إنما علَّقه بصيغة التمريض لأن عطاء ابن السائب مختلف في الاحتجاج به، وقد اختلط في آخر عمره.
وانظر "الأوسط" لابن المنذر3/245-248 ففيه بسط الكلام في حكم النفخ في الصلاة.
(1) في (ظ6) : يصوم.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عامر بن أبي أمية (وله صحبة) فقد روى له النسائي. همَّام: هو ابنُ يحيى العَوْذي.
وأخرجه أبو يعلى (1545) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/105، والطبراني في "الكبير" 23/ (671) من طرق عن همَّام، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (26594) .(44/327)
مَجِيدٌ ". قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: فَرَفَعْتُ الْكِسَاءَ لِأَدْخُلَ مَعَهُمْ، فَجَذَبَهُ مِنْ يَدِي، وَقَالَ: " إِنَّكِ عَلَى خَيْرٍ " (1)
26747 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ أَبِي صَغِيرَةَ، عَنْ الْمُهَاجِرِ ابْنِ الْقِبْطِيَّة، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " لَيُخْسَفَنَّ بِقَوْمٍ يَغْزُونَ هَذَا الْبَيْتَ بِبَيْدَاءَ مِنَ الْأَرْضِ ". فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَإِنْ كَانَ فِيهِمُ الْكَارِهُ؟ قَالَ: " يُبْعَثُ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ عَلَى نِيَّتِهِ " (2)
26748 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي
__________
(1) حديث صحيح وهذا إسناد ضعيف لضعف عليِّ بنِ زيد - وهو ابن جُدْعان - وشَهْرِ بنِ حَوشب، وبقية رجاله رجال الشيخين، غير حمَّاد بن سَلَمة، فمن رجال مسلم. عفَّان: هو ابنُ مسلم الصفَّار.
وأخرجه أبو يعلى (7026) من طريق عفَّان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشل الآثار" (769) ، والطبرني في "الكبير" (2664) و23/ (779) من طريقين عن حمَّاد بن سلمة، به.
وأخرجه أبو يعلى (6912) ، والطبرني (2665) و23/ (780) ، وابن عديّ في "الكامل" 5/1917 من طريق عقبة بن عبد الله الرفاعي، عن شَهْر بن حَوْشب، به. وعقبةُ بنُ عبد الله ضعيف.
وقد سلف بنحوه بإسناد صحيح برقم (26508) فانظره لزاماً.
(2) إسناده صحيح، وقد سلف الكلام عليه برقم (26702) ، عبد الله بن بكر: هو ابنُ حَبيب الباهليّ.
وسلف كذلك برقم (26487) .(44/328)
إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي (1) عَبْدِ اللهِ الْجَدَلِيِّ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ، فَقَالَتْ لِي: أَيُسَبُّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيكُمْ؟ قُلْتُ: مَعَاذَ اللهِ، أَوْ سُبْحَانَ اللهِ، أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ سَبَّ عَلِيًّا، فَقَدْ سَبَّنِي " (2)
__________
(1) قوله: أبي، سقط من (م) .
(2) إسناده صحيح، أبو إسحاق السَّبيعي - وإن اختلط - فإن رواية إسرائيل عنه في غاية الإتقان للزومه إياه. ورجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير أبي عبد الله الجَدَلي - واسمه عبد بن عبد، وقيل: عبد الرحمن بن عبد - فقد روى له أبو داود والترمذي والنسائي في "فضائل الصحابة"، وهو ثقة. إسرائيل: هو ابنُ يونُس بن أبي إسحاق السَّبيعي.
وأخرجه الحاكم 3/121 من طريق يحيى بن أبي بُكير، بهذا الإسناد.
وقال: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 12/76-77، والطبرني في "الكبير" 23/ (737) من طريق فطر بن خليفة، عن أبي إسحاق، عن أبي عبد الله الجَدَلي قال:
قالت لي أمُّ سَلَمة: يا أبا عبد الله، أَيُسَبُّ رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيكم، ثم لا تغيّرون؟
قلت: ومن يَسُبُّ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قالت: يُسَبُّ عليّ ومَن يحبُّه، وقد كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحبُّه. وفطر بن خليفة ثقة، لكن لا يعرف سماعه من أبي إسحاق أقبل اختلاطه أم بعده؟
وأخرجه الحاكم 1/121 من طريق بُكير بن عثمان البجلي، عن أبي إسحاق، به. وفيه قصة، وزاد في آخره: "ومن سبَّني فقد سحبَّ الله تعالى".
وبكير بن عثمان مجهول، تفرَّد بالرواية عنه جندل بن والق.
وأخرجه أبو يعلى (7013) ، والطبرني في "الكبير" 23/ (738) ، وفي "الصغير" (822) من طريق السُّدِّي، عن أبي عبد الله الجَدَلي، به، بمثل رواية فطر بن خليفة السالفة. والسُّدِّي: هو إسماعيل بن عبد الرحمن، حسن الحديث.=(44/329)
26749 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ مُبَارَكٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ وَهُوَ أَبُو شُجَاعٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ هُرْمُزَ الْأَعْرَجَ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي نَاعِمٌ، مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ، سُئِلَتْ: أَتَغْتَسِلُ الْمَرْأَةُ مَعَ الرَّجُلِ؟ فَقَالَتْ: نَعَمْ، إِذَا كَانَتْ كَيِّسَةً " رَأَيْتُنِي وَرَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَغْتَسِلُ مِنْ مِرْكَنٍ وَاحِدٍ، نُفِيضُ عَلَى أَيْدِينَا حَتَّى نُنْقِيَهَا، ثُمَّ نُفِيضُ عَلَيْنَا الْمَاءَ " (1)
26750 - حَدَّثَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ مُبَارَكٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ كُرَيْبٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أُمَّ سَلَمَةَ، تَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ يَوْمَ السَّبْتِ وَيَوْمَ الْأَحَدِ أَكْثَرَ مِمَّا (2) يَصُومُ مِنَ الْأَيَّامِ، وَيَقُولُ: " إِنَّهُمَا
__________
=وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (346) من طريق يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن أخي زيد بن أرقم، قال: دخلتُ على أمِّ سَلَمة ... فذكر الحديث مثل سابقه. وهذا إسناد مسلسل بالضعفاء والمجاهيل.
وفي الباب عن عمرو بن شاس، سلف مطولاً برقم (15960) وفيه: "من آذى علياً فقد آذاني ". وبمثل هذا اللفظ عن سعد بن أبي وقاص عند البزار (6562) "زوائد"، وأبي يعلى (770) .
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، غير علي بن إسحاق:
وهو السلمي، فقد روى له الترمذي، وهو ثقة.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 1/129-130، وفي "الكبرى" (239) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/25 من طريقين عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد.
وانظر (26498) .
(2) في (ظ6) : ما.(44/330)
يَوْمَا (1) عِيدِ الْمُشْرِكِينَ، فَأَنَا (2) أُحِبُّ أَنْ أُخَالِفَهُمْ " (3)
__________
(1) قوله: يوما، ليس في (م) .
(2) في (ظ6) : فإني.
(3) إسناده حسن، عبد الله بن محمد بن عمر بن علي: هو ابن أبي طالب، وثقه الدارقطني وابن خلفون، وقال علي ابن المديني: هو وسظ، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ووالده محمد بن عمر، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عتَّاب بن زياد: وهو الخراساني، فقد روى له ابنُ ماجه، وهو ثقة، وقد صحَّح هذا الحديث ابن خزيمه وابنُ حبان، كما سيأتي في التخريج.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (27761) ، وابن حبان (3646) من طريق حِبَّان ابن موسى، وابنُ خزيمة (2167) ، ابنُ حبان (3616) من طريق سَلَمة بن سليمان.
والطبرانيُّ في "الكبير" 23/ (616) من طريق نُعيم بن حماد. و23/ (964) من طريق معاذ بن أسد. والحاكمُ 1/436، والبيهقي في "السنن" 4/303 من طريق عبد الله بن عثمان عبدان، خمستُهم عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد، وفيه قصة.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (2775) ، والطبراني في "الأوسط" (3869) ، وابنُ شاهين في "ناسخ الحديث ومنسوخه" (399) من طريق بقيَّة بن الوليد، عن عبد الله بن المبارك، به. وقرن، النسائي وابن شاهين بأمِّ سَلَمة عائشة.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/198، وقال: رواه الطبراني في "الكبير" ورجاله ثقات، وصححه ابن حبان.
قلنا: فاته أن ينسبه إلى أحمد.
وفي الباب عن عائشة، وهو عند الترمذي (746) بلفظ: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصوم من الشهر السبتَ والاحدَ والاثنين، ومن الشهر الآخر الثلاثاء والأربعاء والخميس. وقال: هذا حديث حسن، وروى عبد الرحمن بن مهدي هذا الحديث عن سفيان، ولم يرفعه.
وانظر حديث عبد الله بن بُسر السالف برقم (17686) ، فقد ذكرنا هناك الأحاديث الواردة في مشروعية صيام يوم السبت. =(44/331)
حَدِيثُ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ (1) رَضِيَ اللهُ عَنْهَا (2)
26751 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، وَحَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ صَالِحٍ، مَوْلَى التَّوْأَمَةِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِنِسَائِهِ عَامَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ: " هَذِهِ، ثُمَّ ظُهُورَ الْحُصْرِ "، قَالَ: فَكُنَّ كُلُّهُنَّ يَحْجُجْنَ إِلَّا زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ، وَسَوْدَةَ بِنْتَ زَمْعَةَ، وَكَانَتَا تَقُولَانِ: وَاللهِ لَا تُحَرِّكُنَا دَابَّةٌ بَعْدَ أَنْ سَمِعْنَا ذَلِكَ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، فِي حَدِيثِهِ: قَالَتَا: وَاللهِ لَا تُحَرِّكُنَا دَابَّةٌ بَعْدَ قَوْلِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَذِهِ، ثُمَّ ظُهُورَ الْحُصْرِ ". وَقَالَ يَزِيدُ: بَعْدَ إِذْ (3) سَمِعْنَا ذَلِكَ مِنْ
__________
(1) في (م) زيادة: زوج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(2) قال السندي: زينب بنت جحش، أمُّ المؤمنين رضي الله عنها، هي أَسَدِيَّةٌ، تزوَّجها النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سنة ثلاث، وقيل: سنة خمس، ونزلت بسببها آيةُ الحجاب، وفيها نزلت: (فَلَمَّا قضى زيدٌ منها وَطَراً زَوَّجْنَاكَها) [الأحزاب: 37] ، وَصَفَتْها عائشة بالوَرَع، وكانت تَفْخَرُ على نساء النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأنَّها بنتُ عمِّته، وبأنَّ اللهَ زوَّجها له، وهنَّ زَوَّجَهُنَّ أولياؤهن، وجاء أنها كانت صالحةً صوَّامةً قَوَّامَةً، وكانتِ امرأةً صَناع اليد، فكانت تدبُغُ وتخرز، وتتصدَّق به في سبيل الله، وهذا مصداق حديث: "أسرعُكن لَحاقاً بي أطولُكن يداً" [مسلم (2452) ] ، فكنَّ يتطاولن أيَّتُهن أطولُ يداً، فظهر بعد موت زينبَ أنها هي، فإنها كانت تعملُ بيدها، وتتصدَّق، فَعَرَفْنَ أنه أراد بطول اليد الصدقة، ماتت في خلافة عمر رضي الله تعالى عنهما. وانظر (24899) .
(3) في (م) : أن.(44/332)
رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1)
26752 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (2) يَعْنِي ابْنَ عُمَرَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، أَنَّهَا كَانَتْ تُرَجِّلُ (3) رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَتْ (4) مَرَّةً: " كُنْتُ أُرَجِّلُ رَأْسَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي مِخْضَبٍ مِنْ صُفْرٍ " (5)
__________
(1) إسناده حسن، وهو مكرر (9765) دون زيادة قول زينب بنت جحش وسودة. وشيوخ أحمد هنا هم: حجاج: وهو ابن محمد المِصِّيصي، ويزيد بن هارون وإسحاق بن سليمان.
وأخرجه الحارث (358) (زو ائد) عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى (7158) من طريق إسحاق بن سليمان، به.
وأخرجه ابن سعد 8/207-208، والطبراني في "الكبير" 24/ (89) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 7/126 من طرق عن ابن أبي ذئب، به.
قال السندي: قوله: "هذه " أي: حَجَّتُكُنَّ هذه أو: هذه حَجَّتُكُنَّ.
"ثم ظهورُ الحُصُر" أي: ثم الاولى لكُنَّ لزوم البيت، والحُصُر بضمتين، وتسكَّن الصاد تخفيفاً: جمع ححير يُبسط في البيوت، ولعل المراد به تطييب أنفسهن بترك الحج بعد أن لم يتيسر، أو جواز الترك لهنَّ على المعنى الذي ذكرنا، لا النهي عن الحح، والله اعلم.
(2) جاء في (ظ2) و (ق) و (م) : عُبيد الله، مصغراً، وصوابه: عبد الله، مكبّر، كما هو فى (ظ6) و (هـ) ونسختين من "أطراف المسند" فيما أشار إليه المحقق، وكذلك هو عند الرازي في "العلل" 1/59.
(3) في (ظ6) : ترجِّلُ رأس.
(4) في (ظ6) و (ظ2) : وقال.
(5) إسناده ضعيف، لضعف عبد الله بن عمر العمري، وبقية رجاله ثقات=(44/333)
26753 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الدَّرَاوَرْدِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ (1) بْنُ عُمَرَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَتَوَضَّأُ فِي مِخْضَبٍ مِنْ صُفْرٍ " (2)
__________
=غير إبراهيم بن محمد - وهو ابن عبد الله بن جحش - فقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ: صدوق.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3094) عن المغيرة بن عبد الرحمن، وأبو يعلى (7157) عن عُبيد الله بن عبد المجيد الحنفي، كلاهما عن عبد الله العمري، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الشاميين" (2083) من طريق معاوية بن صالح أن عبد الله بن عمر بن حفص حديه عن محمد بن عبد الله بن جحش، عن أبيه، عن زينب بنت جحش.
وانظر الحديث بعده.
(1) في (ظ6) : عبد الله.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، الدَّرَاورديُّ - وهو عبد العزيز بنُ محمد - يغلط في أحاديث عبد الله بن عمر العمري، فيجعلها عن عُبيد الله بن عمر. قال الإمام أحمد: ربما قلبَ حديث عبد الله بن عمر، يرويها عن عُبيد الله بن عمر. وقال النسائي: حديثه عن عُبيد الله منكر. ثم إنه اضطرب فيه:
فرواه علي بن بَحْر - كما في هذه الرواية - عنه، عن عُبيد الله بن عمر، عن محمد بن إبراهيم، عن زينب بنت جحش ... ، فقلب اسم إبراهيم بن محمد إلى: محمد بن إبراهيم، ولم يقل: عن أبيه، قلنا: ذكر البخاري في "التاريخ الكبير" 1/320 أن إبراهيم بن محمد رأى زينب بنت جحش. وقال ابن حبان في "الثقات" 6/5: وقد قيل: إنه رأى زينب بنت جحش، وليس يصحُّ ذلك عندي.=(44/334)
26754 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ نَافِعٍ، أَنَّ زَيْنَبَ بِنْتَ أَبِي سَلَمَةَ، أَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا دَخَلَتْ عَلَى زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ: " لَا يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ
__________
=ورواه سعيد بن منصور- فيما أخرجه ابن المنذر في "الأوسط" - عنه، عن عبيد الله بن عمر، عن إبراهيم بن محمد، عن أبيه، عن زينب بنت جحش.
وذكر: عن أبيه.
ورواه يعقوب بن حميد بن كاسب - فيما أخرجه ابن ماجه (472) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3093) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (139) و (144) - عنه، عن عبيد الله بن، عمر، عن إبراهيم بن محمد، عن أبيه، عن زينب بنت جحش، أنه كان لها مِخْضبٌ من صفْر، قالت: كنت أَرَجِّل رأسَ رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيه. ولم يذكر الوضوء. ويعقوبُ بن حميد بن كاسب صاحبُ أوهام.
ورواه إسماعيل بن أبي أويس - فيما أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/320- عنه عن عُبيد الله بن عمر، عن إبراهيم بن محمد بن جحش، أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فذكره مرسلاً
ورواه محمد بن عمر وابن أبي مذعور- فيما أخرجه الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 215- عنه، عن عبيد الله بن عمر، عن إبراهيم بن عبد الله بن جحش، عن زينب لنت جحش. قالت: كان رسول الله ... وقال الدارقطني:
لا أعلم رواه عن عبيد الله غير الدراوردي. وقال أيضاً: وهو شديد الاضطراب.
وانظر الحديث قبله.
ووضوء النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بآنية الصُّفر له شاهد من حديث عبد الله بن زيد، عند البخاري (197) .
وآخر من حديث عائشة، سلف برقم (25179) وهو حديث صحيح.(44/335)
تُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ تُحِدَّ عَلَى مَيِّتٍ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ إِلَّا عَلَى زَوْجٍ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو عند عبد الرزَّاق في "مصنفه" (12130) ، وأخرجه من طريقه الطبراني في "الكبير" 23/ (812) و24/ (140) .
وهو عند مالك في "الموطأ" 2/597، وأخرجه من طريقه الشافعي في "الأم" 5/230- 231، وفي "المسند" 2/61- 62 (بترتيب السندي) ، والبخاري (1282) و (5335) ، ومسلم (1487) ، وأبو داود (2299) ، والترمذي (1196) ، والنسائي في "المجتبى" 6/201-202، وفي "الكبرى" (5727) ، وأبو يعلى (7156) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/76، وابن حبان (4304) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (812) و (24/ (140) ، والبيهقي في "السنن" 7/437، والبغوي في "شرح السنة" (2389) .
وسلفت أحاديث الباب في مسند عائشة برقم (24092) .(44/336)
حَدِيثُ جُوَيْرِيَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي ضِرَارٍ (1) (2)
26755 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْهَجَرِيِّ، عَنْ جُوَيْرِيَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى جُوَيْرِيَةَ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ وَهِيَ صَائِمَةٌ، فَقَالَ لَهَا: " أَصُمْتِ أَمْسِ؟ " قَالَتْ: لَا، قَالَ: " تَصُومِينَ غَدًا؟ " قَالَتْ: لَا، قَالَ: " فَأَفْطِرِي " (3)
__________
(1) في (م) زيادة: زوج النبي، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(2) قال السندي: جويرية بنت الحارث، أم المؤمنين، زوج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، هي خزاعية، ثم من بني المصطلق، كانت في سبي بني المصطلق، فوقعت في سهم ثابت بن قيس بن شماس، فكاتبته على نفسها، وكانت امرأة حُلوة، لا يراها أحد إلا أخذت بنفسه، فأتت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تستعينه في كتابتها، فكرهَتها عائشة، خوفاً من ميل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى زواجها، فقالت: أعنيِّ يا رسول الله على كتابتي، فقال: "أوخيرٌ من ذلك؟ أؤدي عنك كتابتك وأتزوُّجُك " فقالت: نعم، ففعل ذلك، فبلغ الناس أنه قد تزوَّجَها، فقالوا: أصهار رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأرسلوا ما كان في أيديهم من سبى بني المصطلق، فلقد اعتق الله بها مئة أهل
بيت من بني المصطلق، قالت عائشة: فما رأيتُ أعظمَ بركةً منها على قومها، ماتت في زمن مروان.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو أيوب الهجري، كذا نُسب في هذه الرواية، وجاء غير منسوب في الروايتين: (26756) و (27422) ، ونسب العتكي في الرواية (27425) ، وهو الصواب، وهو من رجال "التهذيب"، وكذلك هو عند ابن أبي شيبة والطحاوي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/44-45، وعَبْد بن حُميد (1557) ، والبخاري (1986) ، والنسائي في "الكبرى " (2754) ، وأبو يعلى (7064) ، والطحاوي=(44/337)
26756 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ جُوَيْرِيَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهَا يَوْمَ جُمُعَةٍ (1) وَهِيَ صَائِمَةٌ، فَقَالَ: " أَصُمْتِ أَمْسِ؟ " قَالَتْ (2) : لَا. قَالَ: " أَتُرِيدِينَ أَنْ تَصُومِي غَدًا؟ " قَالَتْ: لَا. قَالَ: " فَأَفْطِرِي " (3)
__________
= في "شرح معاني الآثار" 2/78، والبيهقي 4/302، والبغوي في "شرح السنة" (1805) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
قال البخاري عقب روايته: وقال حماد بن الجعد، سمع قتادة، حدثني أبو أيوب، أن جويرية حدثته، فأمرها، فأفطرت.
قلنا: قد وصله الحافظ في "تغليق التعليق" 3/202-203، وقال في "الفتح" 4/234: حماد بن الجعد فيه لين.
وأخرجه الطحاوي 2/78 من طريق حمَّاد بنِ سَلَمة، عن قتادة، به.
وسيرد بالأرقام: (26756) و (27422) و (27425) .
وقد سلف برقم (6771) من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، من طريق سعيد بن أبي عَروبة، عن قتادة، عن سعيد بن المسيّب، عنه، وذكرنا هناك أن الراجح حديث جويرية، فيما ذكره الحافظ في "الفتح" فانظره. وقد ذكرنا هناك أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: "فأفطري" يدل على أن إفراد يوم الجمعة بالصوم مكروه لِما فيه من توهُّم التخصيص لِشَرَفه، والجمهور على هذا.
(1) قوله: يوم جمعة، ليس في (م) .
(2) في (م) : فقالت.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. بَهْز: هو أبن أسد العَمِّي، وهمّام: هو ابن يحيى العَوْذي.
وأخرجه أبو داود (2422) ، وأبو يعلى (7065) و (7066) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/78 من طرق عن همَّام، بهذا الإسناد.
وانظر ما قبله.(44/338)
26757 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ خَالَتِهِ أُمِّ عُثْمَانَ، عَنْ الطُّفَيْلِ ابْنِ أَخِي جُوَيْرِيَةَ (1) ، عَنْ جُوَيْرِيَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ لَبِسَ ثَوْبَ حَرِيرٍ، أَلْبَسَهُ اللهُ ثَوْبًا (2) مِنَ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (3)
__________
(1) قوله: عن الطفيل ابن أخي جويرية، سقط من النسخ الخطية و (م) ، واستدرك من "أطراف المسند" 8/398، ومكرر الحديث الآتي برقم (27423) .
(2) في النسخ الخطية: ألبسه الله يوماً أو ثوباً (؟) والمثبت من (م) ، وانظر لفظ مكرره.
(3) إسناده مسلسل بالضعفاء والمجاهيل على نسق. شريك - وهو ابن عبد الله النخعي - وجابر- وهو ابن يزيد الجعفي- كلاهما ضعيف، وأم عثمان والطُّفيل أبن أخي جويرية ترجم لهما الحسيني في "الإكمال"، والحافظ في "التعجيل"، وكلاهما مجهول، تفرَّد بالرواية عن كلٍّ منهما الذي قبله، ولم يؤثر توثيقهما عن أحد. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. حجَّاج: هو ابن محمد المِصِّيصي.
وأخرجه عبد بنُ حُميد في "المنتخب" (1558) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (170) و (171) من طرق عن شريك، بهذا الإسناد.
وسقط في الموضع الأول من مطبوع الطبراني اسم جويرية، وتحرف في الموضع الثاني قوله: "عن خالته أم عثمان" إلى: "عن خاله أبي عثمان".
وسيأتي برقم (27423) .
وله شاهدٌ لا يُفرح به من حديث حذيفة، وهو عند البزار (3001) "زوائد"، وقد ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/141، وقال: رواه البزار عن شيخه رجاء بن الجارود، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
قلنا: والثابت في هذا الباب أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "من لبس احرير في الدنيا=(44/339)
26758 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ (1) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مَوْلَى أَبِي (2) طَلْحَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ كُرَيْبًا، مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ جُوَيْرِيَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ، قَالَتْ: أَتَى عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غُدْوَةً وَأَنَا أُسَبِّحُ، ثُمَّ انْطَلَقَ لِحَاجَتِهِ، ثُمَّ رَجَعَ قَرِيبًا مِنْ نِصْفِ النَّهَارِ، فَقَالَ: " مَا زِلْتِ قَاعِدَةً؟ " قُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ: " أَلَا أُعَلِّمُكِ كَلِمَاتٍ لَوْ عُدِلْنَ (3) بِهِنَّ، عَدَلَتْهُنَّ (4) ، أَوْ لَوْ وُزِنَّ بِهِنَّ وَزَنَتْهُنَّ (5) ، يَعْنِي بِجَمِيعِ مَا سَبَّحَتْ،: سُبْحَانَ اللهِ عَدَدَ خَلْقِهِ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، سُبْحَانَ اللهِ زِنَةَ عَرْشِهِ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، سُبْحَانَ اللهِ رِضَا نَفْسِهِ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، سُبْحَانَ اللهِ مِدَادَ كَلِمَاتِهِ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ " (6)
__________
= لم يلبسه في الآخرة"، وقد سلف في مسند أبي سعيد الخدري (11179) ، وذكرتا هناك شواهده.
قال السندي: قوله: "من لبس ثوب حرير" أي: من الذكور.
(1) أقحم في (م) قول: حدثنا حجاج، بين روح وشعبة.
(2) في (ظ6) و (ظ2) : آل.
(3) في (ق) : عدل.
(4) في (ظ6) : عدلهن.
(5) في (ظ6) : وزنهن.
(6) إسناده صحيح على شرط مسلم. محمد بنُ عبد الرحمن مولى أبي طلحة - وهو ابنُ عُبيد القرشي - من رجاله، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. رَوْح: هو ابنُ عُبادة.
وأخرجه أبو يعلى (7068) ، وابن حبان (828) من طريق رَوْح بن عُبادة، بهذا الإسناد.=(44/340)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=وأخرجه ابن أبي شيبة 10/282-283، ومسلم (2726) ، والنسائي في "الكبرى" (9993) ، وهو في "عمل اليوم والليلة" (165) ، وابن ماجه (3808) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3106) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (161) ، وفي "الدعاء" (1741) ، والبيهقي في "الأسماء
والصفات" ص285 من طريق مسعر، عن محمد بن عبد الرحمن، به.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (647) ، ومسلم (2726) (79) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3108) ، والدارمي في "الردّ على الجهمية" ص77، وابن خزيمة (753) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (162) و (163) ، وفي "الدعاء" (1742) ، والبغوي في "شرح السنة" (1267) من طريق سفيان بن عيينة، عن محمد بن عبد الرحمن، به. إلا أنه قال فيه: "لقد قلتُ بعدكِ أربع كلمات، ثلاث مرات، لو وُزِنَتْ بما قُلتِ منذ اليوم، لَوَزَنْتهنَّ:
سبحان الله وبحمده، عَدَدَ خلقِه، ورِضا نفسه، وزِنَةَ عَرْشِه، ومِدَادَ كلماتِه".
وسيأتي برقم (27421) .
وسلف من حديث ابن عباس برقم (2334) .
قال السندي: قوله: "عَدَلَتْهُنَّ" على بناء الفاعل، أيمما: غَلَبَتْ تلك الكلمة على ما قلتِ من التسبيحات.(44/341)
حَدِيثُ أُمِّ حَبِيبَةَ بِنْتِ أَبِي سُفْيَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا (1) (2)
26759 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وَجَدَ رِيحَ طِيبٍ بِذِي الْحُلَيْفَةِ، فَقَالَ: مِمَّنْ هَذِهِ الرِّيحُ؟ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: مِنِّي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ: مِنْكَ لِعَمْرِي، فَقَالَ: طَيَّبَتْنِي أُمُّ حَبِيبَةَ، وَزَعَمَتْ أَنَّهَا " طَيَّبَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ إِحْرَامِهِ "، فَقَالَ: اذْهَبْ فَأَقْسِمْ عَلَيْهَا لَمَا
__________
(1) قال السندي: أمُّ حَبِيبَةَ زوجُ النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، هي بنتُ أبي سفيان، أختُ معاوية رضي الله تعالى عنهما، أسمُها رَمْلَة، وقيل: هند، والأول أصحُّ، وهي من المشتهرات بالكنية، هاجرت بزوجها عُبيد الله بن جحش إلى الحبشة، فتَنصَّر، وارتدَّ عن الإسلام، ففارقَها، فأرسل صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى النجاشيِّ في تزويجها، فزوَّجَها النبىَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأصْدَقَها عنه أربعَ مئة دينار. وجاء أنه حين بلغ أبا سفيان أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَكَحَ ابنتَه قال: هو الفحلُ لا يُقْدَعُ أنفُه، وجاء أن أبا سفيان قدم المدينة قبلَ إسلامِه، فدخل على أمِّ حَبِيبة، وأراد أن يجلس على فراش رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَنعَتْه من ذلك، فقال: يا بنية أَرَغِبْتِ بهذا الفراش عني، أم رَغِبْتِ بي عنه؟ قالت: بل هو فراشُ رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأنت امرؤٌ نجس مشرك، فقال:
لقد أصابك بعدي شرٌّ. وجاء أنها أرسلَتْ إلى عائشةَ عند موتها، فقالت: قد كان بيننا ما يكون بين الضرائر، فتحلَّليني، فاستغفرت عائشة لنفسها ولها، فقالت لها: سَرَرْتِني سَرَّك الله، وأرسلت إلى أمِّ سلمة بمثل ذلك، وماتت بالمدينة سنة أربع وأربعين، وقيل غير ذلك.
(2) في (م) : واسمها رملة.(44/342)
غَسَلَتْهُ، فَرَجَعَ إِلَيْهَا، فَغَسَلَتْهُ (1)
26760 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ حُدَيْجٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: قُلْتُ لِأُمِّ حَبِيبَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي فِي الثَّوْبِ الَّذِي يَنَامُ مَعَكِ فِيهِ؟ قَالَتْ: " نَعَمْ، مَا لَمْ يَرَ فِيهِ أَذًى " (2)
__________
(1) إسناده ضعيف لانقطاعه، سليمان بن يسار لم يسمع من عمر. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح، غير أبي كامل - وهو مُظَفَّر بنُ مُدرِك - فقد روى له أبو داود في "التفرُّد" والنسائي، وهو ثقة.
وأخرجه بنحوه البزار (1099) (زوائد) من طريق إبراهيم بن يزيد الخوزي، عن محمد بن عباد بن جعفر، عن ابن عمر، عن عمر، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/218 وقال: رواه أحمد والبزار، وزاد بعد الأمر بغسله: فإني سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "الحاج الشَّعِث التَّفِل". ورجال أحمد رجال الصحيح، إلا أن سليمان بن يسار لم يسمع من عمر، وإسناد البزار متصل، إلا أن فيه إبراهيم بن يزيد الخوزي، وهو متروك.
(2) حديث صحيح، ابن إسحاق - وإن كان مدلساً وقد عنعن - قد توبع، وبقية رجال الإسناد ثقات. محمد بن سَلَمة: هو الحرّاني، وسُويد بن قيس: هو التُّجِيبي المصري، ومعاوية بن حُدَيْج: هو الكندي من صغار الصحابة.
وأخرجه ابن خزيمة (776) من طريق عبد الأعلى، عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي (1375) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3074) ، وابن خزيمة (776) ، وابن المنذر في "الأوسط" (721) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/50، والطبراني في "الكبير" 23/ (406) و (408) ،=(44/343)
26761 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ (1) بْنُ حَبِيبٍ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ الثَّقَفِيَّ، حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أُمَّ حَبِيبَةَ، زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَقُولُ: " رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي، وَعَلَيَّ وَعَلَيْهِ ثَوْبٌ وَاحِدٌ، فِيهِ كَانَ مَا كَانَ " (2)
__________
= والبيهقي في "السنن" 2/410 من طرق عن يزيد بن أبي حبيب، به.
وسيرد برقم (27404) من طريق الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، به.
وفي الباب عن جابر بن سمرة، سلف برقم (20825) .
قال السندي: قولها: ما لم يَرَ فيه أذىً، ظاهره أن المنيَّ نَجَسٌ يمنع من الصلاة في ثوب كان فيه.
(1) تحرف في (ظ2) و (ق) و (م) إلى: حمزة.
(2) ضعيف بهذه السياقة، فقد تفرَّد به معاويةُ بن صالح، وله أوهام، ومحمد بنُ أبي سفيان الثقفي، وهو ممن لا يُحتمل تفرُّده، فقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات". ضَمْرة بن حبيب: هو الزُّبيدي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/482- ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 23/491- عن زيد بن الحُباب، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الشاميين" (2018) من طريق عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح، به.
ورواه عطاء الخراساني واختلف عليه:
فرواه عثمان بن عطاء الخراساني- فيما أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3075) و (3076) ، وابن عَدِيّ في "الكامل" 5/1998- عنه أنه سمع مطرف بن مطاع الغفاري، أنه سمع معاوية بن أبي سفيان يقول....
فذكر نحوه، وعثمان بن عطاء ضعيف.
ورواه إسماعيل بن عياش - فيما أخرجه ابن أبي شيبة 1/311- عن عطاء الخراساني، عن معاوية بن أبي سفيان، قال.... فذكره وإسماعيل مخلّط=(44/344)
26762 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ شُتَيْرِ بْنِ شَكَلٍ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُقَبِّلُ وَهُوَ صَائِمٌ " (1)
__________
=في روايته عن غير أهل بلده.
ورواه عبد الجبار بن عمر- فيما أخرجه الطبراني 23/ (407) - عن عطاء الخراساني، عن يحيى بن أبي المطاع، عن معاوية بن أبي سفيان، قال:
دخلت على أم حبيبة بنت أبي سفيان، فقالت: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصلي في
ثوب ملتحفاً به. وعبد الجبار ضعيف.
ورواه الأوزاعي واختلف عليه كذلك:
فرواه مبشر بن إسماعيل الحلبي، والحارث بن عطية، ومحمد بن كثير - فيما أخرجه أبو يعلى (7373) - عنه، عن يعيش بن الوليد، عن معاوية.
ويعيش بن الوليد لم يسمع من معاوية.
وخالفهم ابن حميد - فيما أخرجه الخطيب في "تاريخه" 4/53- فرواه عَنه، عن يعيش بن الوليد، عن رجاء بن حيوة، قال: دخل معاوية بن أبي سفيان على أخته أم حبيبه فإذا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصلي في ثوب واحد ورأسه ينطف الماء، قال: ألا أراه يصلي هكذا؟ قالت: نعم، وهو الثوب الذي كان فيه ما كان.
وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/49، وقال: رواه أحمد ورجاله ثقات.
وسيرد برقم (27402) .
وسلف بلفظ صحيح في الرواية (26760) .
(1) حديث صحيح على خطأ في إسناده، قال النسائي: لا نعلم أحداً تابع شعبة على قوله: أمِّ حبيبة، والصواب شُتَيْر بن شَكَل، عن حفصة. قلنا: وقد سلفت رواية حفصة برقم (26445) .
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (3084) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (492) =(44/345)
26763 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ رُكَانَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي الْجَرَّاحِ، مَوْلَى أُمِّ حَبِيبَةَ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ، أَنَّهَا حَدَّثَتْهُ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ، كَمَا يَتَوَضَّئُونَ " (1)
26764 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ، قَالَ:
__________
= من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وقد سلف من حديث عائشة برقم (24110) ، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.
(1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، أبو الجرَّاح مولى أمِّ حَبيبة، لم يذكروا في الرواة عنه سوى اثنين، ولم يُؤْثر توثيقُه عن غير ابن حبان.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 9/19، وأبو يعلى (7127) و (7143) من طرق عن يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي فىِ "مجمع الزوائد" 2/97 وقال: رواه أحمد وأبو يعلى، ورجاله ثقات.
وسيأتي برقم (27415) .
وله شاهد من حديث أبي هريرة، وقد سلف برقم (7339) وذكرنا هناك بقية شواهده.
قال السندي: قوله: "كما يتوضَّؤون" أي: فيستاكون عند كل صلاة، كما يتوضؤون عندها، وعُلم من هذه الزيادة أن الأمر بالسواك عند كل صلاة هو أن يأمرهم بأن يجعلوا السواك مثل الوضوء.(44/346)
لَمَّا نَزَلَ بِعَنْبَسَةَ (1) بْنَ أَبِي سُفْيَانَ، الْمَوْتُ اشْتَدَّ جَزَعُهُ، فَقِيلَ لَهُ: مَا هَذَا الْجَزَعُ؟ قَالَ: أَمَا إِنِّي سَمِعْتُ أُمَّ حَبِيبَةَ، يَعْنِي أُخْتَهُ، تَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ صَلَّى أَرْبَعًا قَبْلَ الظُّهْرِ، وَأَرْبَعًا بَعْدَهَا، حَرَّمَ اللهُ لَحْمَهُ عَلَى النَّارِ ". فَمَا تَرَكْتُهُنَّ مُنْذُ سَمِعْتُهُنَّ (2) (3)
__________
(1) في الأصول: بعتبة، وهو خطأ، والممبت من "أطراف المسند".
(2) في (ظ6) : سمعتها.
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. رَوْح: هو ابنُ عُبادة، والأوزاعي: هو عبد الرحمن بن عمرو.
وأخرجه البيهقي 2/473 من طريقي محمد بن إسحاق ومحمد بن عبيد الله المنادي، عن رَوْح، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/264-265، وفي "الكبرى" (1480) من طريق موسى بن أَعْين، والطبراني في "الأوسط" (2768) من طريق يزيد بن يوسف، كلاهما عن الأوزاعي، به.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/36، والترمذي (428) ، والنسائي 3/265، والطبراني في "الكبير" 23/ (453) ، وفي "مسند الشاميين" (1524) ، والبغوي في "شرح السنة" (889) من طريق القاسم بن عبد الرحمن، والطبراني في "الكبير" 23/ (446) ، وفي "مسند الشاميين" (65) من طريق إبراهيم بن أبي عبلة، كلاهما عن عَنْبَسَة بن أبي سفيان، به. قال الترمذي: هذا حديث
حسن صحيح غريب.
وخالفهم عبد بن حميد - كما في "منتخبه" (1553) - فرواه عن روح، به، بلفظ: "من صلى في يوم ثنتي عشرة ركعة حرّم الله لحمه على النار".
وسيأتي برقمي: (26772) و (27403) .
قال السندي: قوله: اشتدَّ جزعه، فيصيح وينقلب ظهراً لبطن كما يفيده =(44/347)
26765 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي (1) بَكْرٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ نَافِعٍ، أَنَّ زَيْنَبَ بِنْتَ أَبِي سَلَمَةَ، أَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا دَخَلَتْ عَلَى أُمِّ حَبِيبَةَ بِنْتِ أَبِي سُفْيَانَ، فَقَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ تُحِدَّ عَلَى مَيِّتٍ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ، إِلَّا عَلَى زَوْجٍ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا " قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: قَالَ أَبِي: " حُمَيْدُ بْنُ نَافِعٍ أَبُو أَفْلَحَ وَهُوَ حُمَيْدٌ صَفِيرَا " (2)
__________
=تقييد رواية النسائي. وآخِرُ الحديث يفيد أنه كان يفعل ذلك فرحاً بالموت اعتماداً على صدق الوعد، ويحتمل أنه تردد في القبول، ففعل ذلك.
فما تركتُهن: قال النووي: فيه أنه يحسن من العالم وممن يقتدي به أن يقول مثل ذلك، ولا يريد به تزكية نفسه، بل يريد حثّ السامعين على التخلّق بخلقه في ذلك، وتحريضهم على المحافظة عليه، وتنشيطهم لفعله.
(1) لفظة "أبي" سقطت من (ق) و (م) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه" (12130) ، وأخرجه من طريقه الطبراني في "الكبير" 23/ (420) .
وهو عند مالك في "الموطأ" 2/596-597، وأخرجه من طريقه الشافعي في "مسنده" 2/61 (بترتيب السندي) ، والبخاري (1281) و (5334) ، ومسلم (1486) (58) ، وأبو داود (2299) ، والترمذي (1195) ، والنسائي في "المجتبى" 6/201، وفي "الكبرى" (5727) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/75-76، وابن حبان (4304) ، والبيهقي في "السنن" 7/437، والبغوي في "شرح السنة" (2389) .
وأخرجه البخاري (5345) ، والطبراني 23/ (421) من طريق سفيان الثوري، عن عبد الله بن أبي بكر، به.=(44/348)
26766 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ نَافِعٍ، قَالَ: سَمِعْتُ زَيْنَبَ بِنْتَ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: تُوُفِّيَ حَمِيمٌ لِأُمِّ حَبِيبَةَ، فَدَعَتْ بِصُفْرَةٍ، فَمَسَحَتْ بِذِرَاعَيْهَا وَقَالَتْ: إِنَّمَا أَصْنَعُ هَذَا لِشَيْءٍ سَمِعْتُ (1) رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ حَجَّاجٌ: لِأَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَا يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ مُسْلِمَةٍ تُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ تُحِدَّ فَوْقَ ثَلَاثٍ إِلَّا عَلَى زَوْجِهَا أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا " وَحَدَّثَتْهُ زَيْنَبُ، عَنْ أُمِّهَا، وَعَنْ (2) زَيْنَبَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ عَنِ امْرَأَةٍ، مِنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (3)
__________
=وأخرجه الحميدي (306) ، وسعيد بنُ منصور في "سننه" (2136) ، والبخاري (1280) ، ومسلم (1486) (62) [2/1126] ، والنسائي في "الكبرى" (5721) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/75، والطبراني في "الكبير" 23/ (422) و (423) ، والبيهقي في "السنن" 7/437 من طريق أيوب ابن موسى، عن حُميد بن نافع، به.
وسيأتي برقمي: (26766) و (27398) .
وسلفت أحاديث الباب في مسند عائشة برقم (24092) .
(1) في (ق) : سمعته من.
(2) في النسخ الخطية (غير ق) و"أطراف المسند" و (م) : عن، وهو خطأ، والمثبت من "صحيح مسلم".
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجَّاج: هو ابن محمد المِصِّيصي.
وأخرجه مسلم (1486) (59) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (5339) ، والنسائي في "المجتبى" 6/188، وفي "الكبرى" (5693) ، والدارمي (2284) ، والبيهقي في "السنن" 7/437-438=(44/349)
26767 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ " كَانَ إِذَا سَمِعَ الْمُؤَذِّنَ يُؤَذِّنُ، قَالَ كَمَا يَقُولُ، حَتَّى يَسْكُتَ " (1)
__________
= من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه مسلم (1488) من طريق معاذ العنبري، عن شعبة، به، إلا أنه قال: أم سلمة وأخرى من أزواج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وانظر ما قبله.
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وأبو المَلِيح بنُ أسامة لم يروه عن أمِّ حبيبة، بينهما عبد الله بن عتبة بن أبي سفيان، فقد رواه جمع من الرواة - كما سيأتي - عن شعبة، عن أبي بشر، بإثبات عبد الله بن عتبة بن أبي سفيان بين أبي المليح وبين أم حبيبة. وعبد الله بن عُتبة بن أبي سفيان هذا مجهول، لم يذكروا في الرواة عنه سوى أبي المليح، ولم يؤثر توثيقه عن أحد، وقال الذهبي في "الميزان": لا يكاد يُعرف. ورجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
أبو بشر: هو جعفر بن إياس بن أبي وحشيّة.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9865) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (37) - وأبو يعلى (7141) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى (7142) ، وابن خزيمة (413) من طريقي عبد الرحمن ابن مهدي وبهز بن أسد، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/143، والطبراني في "الكبير" 23/ (428) ، وفي "الدعاء" (440) ، والحاكم 1/204 من طريق أبي الوليد الطيالسي، والطبراني في "الدعاء" (440) من طريق عمرو ابن مرزوق، والحاكم 1/204 من طريق وهب بن جرير، وآدم بن أبي إياس،
ستتهم عن شعبة، عن أبي بشر، عن أبي المليح، عن عبد الله بن عتبة بن أبي سفيان، عن أم حبيبة، به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين! وسكت عنه الذهبي.=(44/350)
26768 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، أَنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ، حَدَّثَتْ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ صَلَّى فِي يَوْمٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً، بَنَى اللهُ لَهُ، أَوْ بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ (1) " (2)
__________
=وأخرجه ابن أبي شيبة 1/227 عن شبابة، عن شعبة، عن أبي بشر، عن أمّ حبيبة، به، معضلاً، لم يذكر أبا المليح ولا عبد الله بن عتبة.
وأخرجه ابن أبي شيبة كذلك، والنسائي في "الكبرى" (9863) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (35) - وأبو يعلى (7146) ، وابن المنذر في "الأوسط" (1189) من طريق أبي عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري، عن أبي بِشْر، عن أبي المَلِيح، عن عبد الله بن عتبة، عن أمِّ حبيبة، به.
وسيأتي برقم (27394) عن هُشيم، عن أبي بشر، عن أبي المليح، عن عبد الله بن عتبة، عن أم حبيبة، به.
وأخرج عبد الرزاق في "مصنفه" (1851) - ومن طريقه الطبراني 23/ (485) - عن ابن التيمي، عن الصلت، عن علقمة، عن أمه، عن أم حبيبة أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان في بيتها، فسمع المؤذن، فقال كما يقول، فلما قال: حي على الصلاة، نهض رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى الصلاة. وإسناده ضعيف.
وله شاهد من حديث عبد الله بن عمرو بلفظ: "إذا سمعتم مؤذناً فقولوا مثل ما يقول"، سلف برقم (6568) وذكرنا تتمة شواهده ثمة.
(1) في (ظ6) : بنى الله له بيتاً في الجنة.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لاضطرابه كما سيأتي، قال البخاري في "التاريخ الكبير" 7/37 بعد أن أخرجه: وهذا مرسل. قلنا: يريد البخاري أن أبا صالج لم يسمعه من أمِّ حَبِيبة، فالحديث حديث عنبسة كما سيرد، ورجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير عاصم بن بَهْدَلة، فهو مختلفٌ
فيه حسنُ الحديث، وقد اضطربَ فيه. بهز: هو ابنُ أَسَد العمِّي. وأبو صالح:=(44/351)
26769 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ عَنْبَسَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ،
__________
=هو ذكوان السمّان.
ورواه حماد بن زيد - كما في هذه الرواية، وعند البخاري في "التاريخ الكبير" 7/37، والنسائي في "المجتبى" 3/264، وفي "الكبرى" (1477) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (480) - عن عاصم بن بَهْدَلَة، عن أبي صالح، عن أمِّ حَبِيبة، مرفوعاً.
ورواه حمَّاد بن سلمة، عن عاصم بن بَهْدلة، واختُلف عليه فيه:
فرواه سويد بن عمرو- كما عند النسائي في "المجتبى" 3/264 - وابن جُريج - كما عند أبي يعلى (7138) - وحجَّاج بن منهال - كما عند العقيلي في "الضعفاء" 1/52-53- وأبو نصر اليماني- كما عند الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 187- أربعتهم عن حمَّاد بنِ سلمة، عن عاصم ابن بَهْدَلة، به، مرفوعاً.
وخالفهم النضر بن شميل، فرواه عن حماد بن سلمة - كما عند النسائي 3/264 - عن عاصم، عن أبي صالح، عن أم حبيبة، موقوفاً.
ورواه رَوْحُ بن القاسم - كما عند الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 187- عن عاصم، به، مرفوعاً.
ورواه عمر بنُ زياد - كما عند ابن عدي في "الكامل" 5/1708-1709، والدارقطني في "العلل" 5/ورقة 187، وتمَّام في "فوائده" (375) (الروض البسام) - عن عاصم، عن زرّ بن حُبيش، عن أمِّ حبيبة، مرفوعاً.
ورواه زائدة بن قدامة - كما عند الدارقطني - عن عاصم، عن المسيب بن رافع، عن أم حبيبة، موقوفاً.
وأخرجه الدولابي في "الكنى والأسماء" 2/161 من طريق عبد الله بن أبي سفيان، والطبراني 23/ (486) من طريق الحسن، كلاهما عن أم حبيبة، مرفوعاً.
وسيرد بالأرقام: (26769) و (26774) و (26781) و (27395) و (27411) .
وبرقمي: (26775) و (26781) بإسناد صحيح.(44/352)
عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ بِنْتِ أَبِي سُفْيَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ صَلَّى فِي يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ سَجْدَةً سِوَى الْمَكْتُوبَةِ، بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ " (1)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لاضطرابه، كما سيأتي بيانُه، ورجالُه ثقاتٌ رجالُ الشيخين، غير عَنْبَسَةَ بنِ أبي سفيان، فمن رجال مسلم، وقد روى عنه جمع، ولم يُؤْثر توثيقُه عن غير ابن حبان.
واختلف في إسناده على إسماعيل بن أبي خالد:
فرواه يزيد بن هارون- كما في هذة الرواية، وعند ابن أبي شيبة 2/203، والنسائي في "المجتبى" 3/263، وفي "الكبرى" (1474) ، وابن ماجه (1141) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (436) و (455) ، والدارقطني في "العلل" 5/ورقة 187- عن إسماعيل بن أبي خالد، به، مرفوعاً.
ورواه يعلى بنُ عُبيد عن إسماعيل بن أبي خالد، واختلف عنه في رفعه ووقفه:
فرواه عثمان بنُ أبي شيبة عنه - كما عند الطبراني في "الكبير" 23/ (436) - مرفوعاً.
ورواه أحمد بن سليمان عنه - كما عند النسائي في "المجتبى" 3/263، وفي "الكبرى" (1475) - موقوفاً.
ورواه أبو معاوية الضرير- كما عند ابن أبي شيبة 2/203-204- عن إسماعيل بن أبي خالد، به، موقوفاً.
ورواه ابن المبارك - كما عند النسائي 3/263 - عن إسماعيل، عن المسيب ابن رافع، عن أم حبيبة، موقوفاً. لم يذكر عنبسة في الإسناد.
ورواه حُصين بن عبد الرحمن، عن المسيب بن رافع، واختلف عليه فيه:
فرواه خالد بن عبد الله- كما عند النسائي في "المجتبى" 3/263-264، وفي "الكبرى" (1476) - عن حُصين بن عبد الرحمن، عن المسيب بن رافع، عن أبي صالح ذكوان، عن عنبسة، عن أم حبيبة، موقوفاً.
ورواه سويد بن عبد العزيز- كما عند الطبراني 23/ (454) - عن حصين،=(44/353)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=عن المسيب، عن أبي صالح، عن عنبسة، عن أم حبيبة، مرفوعاً.
ورواه أبو إسحاق السَّبِيعي عن المسيب بن رافع، واختلف عليه فيه:
فرواه إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق - كما عند عبد بن حميد (1552) - وسفيان الثوري - كما عند الترمذي (415) ، والطبراني 23/ (435) ، والبغوي في "شرح السنة" (866) - ومسعر بن كدام - كما عند الخطيب في "تاريخه" 5/81 - ثلاثتهم عن أبي إسحاق السبيعي، عن المسيب بن رافع، عن عنبسة، عن أم حبيبة، مرفوعاً. زاد إسرائيل والثوري في آخره: "أربعاً قبل الظهر،
وركعتين بعدها، وركعتين بعد المغرب، وركعتين بعد العشاء، وركعتين قبل صلاة الفجر". قال الترمذي: وحديث عنبسة عن أم حبيبة في هذا الباب حسن صحيح. قلنا: لأن رواية إسرائيل عن جده أبي إسحاق في غاية الإتقان للزومه إياه، ورواية الثوري عن أبي إسحاق قبل الاختلاط.
ورواه زهير بن معاوية عن أبي إسحاق واضطرب فيه، فرواه مرة مرفوعاً كما عند البخاري في "التاريخ الكبير" 7/37، ومرة موقوفاً كما عند النسائي في "المجتبى" 3/263، وفي "الكبرى" (1473) ، وزهير بن معاوية سمع من أبي إسحاق بعد الاختلاط.
ورواه فُليح بن سليمان، فخالف في لفظ الزيادة التي في متنه، فرواه - كما عند النسائي في "المجتبى" 3/262-263، وفي "الكبرى" (1479) ، وابن خزيمة (1189) ، والدارقطني في "العلل" 5/ورقة 187، والبيهقي 2/187- عن سهيل بن أبي صالح، عن أبي إسحاق السبيعي بإسناد سابقه، إلا أنه قال في الزيادة: "وركعتين قبل العصر" بدلاً من "ركعتين بعد العشاء". قال النسائي: فُليح بن سليمان ليس بالقوي.
ورواه محمد بن عجلان، فخالف في إسناده، فرواه عن أبي إسحاق السَّبيعي- كما عند النسائي في "المجتبى" 3/262، وفي "الكبرى" (1472) ، وابن خزيمة (1188) ، وابن حبان (2452) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (432) و (433) ، وفي "الأوسط" (1941) ، وأبي الشيخ في "طبقات=(44/354)
26770 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعَيْبٌ، قَالَ: قَالَ نَافِعٌ: أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ أَبَا الْجَرَّاحِ (1) ، مَوْلَى أُمِّ حَبِيبَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَدَّثَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ، أَنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ، أَخْبَرَتْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِنَّ الْعِيرَ الَّتِي فِيهَا الْجَرَسُ (2) لَا تَصْحَبُهَا الْمَلَائِكَةُ " (3)
__________
= المحدثين" (807) ، والحاكم 1/311، والبيهقي 2/473- عن عمرو بن أوس، عن عنبسة، عن أمِّ حبيبة، مرفوعاً، بمثل زيادة فليح بن سليمان المذكورة آنفاً. ووقع في رواية أبي الشيخ: عن أم حبيبة أو أم سلمة، على الشك. قال الحاكم: صحيح على شرط مشلم، ووافقه الذهبي!
وأخرجه عبد الرزاق (4855) ، والطبواني في "الكبير" 23/ (437) و (438) ، وفي "الأوسط" (918) و (7666) من طرق عن عنبسة، به.
وانظر ما قبله.
(1) الأصحُّ أنّ اسمه أبو الجرَّاح، كما ترجم له البخاري في "التاريخ الكبير" 9/19، وابنُ أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 9/352، وابن حبان في "الثقات" 5/561، والحافظان في "تهذيبيهما". قال البخاري: وأبو الجراح أكثر وأصحُّ. وقال ابن حبان: ومن قال: الجراح، فقد وهم.
(2) في (ظ6) : جرس.
(3) حديث صحيح لغيره، وهذا إسنادٌ ضعيف لجهالة حال الجرَّاح مولى أمِّ حبيبة (والأصح أنه أبو الجراح كما ذكرنا قبل) فلم يذكروا في الرواة عنه سوى اثنين، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. أبو اليمان: هو الحَكَم بنُ نافع، وشُعيب: هو ابنُ أبي حمزة، ونافع: هو مولى ابن عمر.
وقد اختُلف في إسناده:
فرواه نافع مولى ابن عمر، واختلف عليه فيه:
فرواه شُعيب بن أبي حمزة - كما في هذه الرواية - وعُبيد الله بن عمر=(44/355)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= العمري - كما سيرد برقمي (26777) و (27401) - ومالك - كما سيرد برقم (26780) - وليث بنُ سعد - كما سيرد برقم (27409) - وجُويرية بن أسماء - فيما أخرجه أبو يعلى (7133) - وهمّام بن يحيى - فيما أخرجه أبو يعلى كذلك (7136) - ويحيى بن سعيد الأنصاري - فيما أخرجه ابن حبان (4700) - وإسماعيل بنُ إبراهيم بن عقبة - فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (474) - وعبدُ الرحمن ابن ثابت بن ثوبان - فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (477) - وفي "مسند الشاميين" (107) - تسعتهم عن نافع مولى ابن عمر، بهذا الإسناد. وفي
رواية عبيد الله ومالك ويحيى بن سعيد الأنصاري وابن ثوبان: أبو الجراح.
وخالفهم أيوب السختياني- فيما أخرجه عبد الرزاق (19698) ، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 23/ (472) - وموسى بن عقبة - فيما أخرجه الطبراني في "الأوسط" (7040) - فروياه عن نافع، عن الجراح مولى أم حبيبة، به. لم يذكرا سالماً في الإسناد.
قلنا: مالك وعبيد الله أثبتُ في نافع من أيوب وموسى بن عقبة.
ورواه عبد الله بن سليمان الطويل - فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (478) - عن نافع، عن سالم، عن أمِّ حبيبة، به. لم يذكر أبا الجراح في الإسناد. عبد الله بن سليمان الطويل صدوقٌ، لكنه يخطىء.
واختُلف على سالم بن عبد الله:
فرواه عراك بن سالم- فيما ذكر البخاري في "التاريخ الكبير" 9/19، وفيما أخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (479) ، والبيهقي في "السنن" 5/254- وبكير بن عبد الله بن الأشج- فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 193- كلاهما عن سالم بن عبد الله، بمثل رواية نافع على الجادة.
ورواه يزيد بن عبد الله بن الهاد - كما في الروا ية التالية - عن سالم بن عبد الله، عن أبي الجراح مولى أم سلمة، عن أم سلمة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وهو وهمٌ، فإن أبا الجراح مولى أم حبيبة، وليس مولى أم سلمة، وقد رواه عن مولاته أم حبيبة، لا عن أم سلمة.=(44/356)
26771 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: سَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ يَعْنِي أَبَاهُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ الْهَادِ، أَنَّ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، حَدَّثَهُ أَنَّ أَبَا الْجَرَّاحِ، مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ، أَخْبَرَهُ أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ، زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَتْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَصْحَبُ الْمَلَائِكَةُ قَوْمًا فِيهِمْ جَرَسٌ " (1)
__________
=ورواه الزُّهري - فيما أخرجه النسائي في "الكبرى" (8813) ، وأبو يعلى في "مسنده" (6945) ، وفي "معجم شيوخه" (83) ، والخرائطي في "مساوىء الأخلاق" (859) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (963) ، و (898) و (899) ، وفي "مسند الشاميين" (1785) ، وتفَام في "فوائده" (862) (الروض البسام) ، والخطيب في "تاريخه" 10/110-111- عن سالم بن عبد الله، عن سفينة
مولى أم سلمة، عن أم سلمة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ورواه أبو بكر بن موسى- كما سلف برقم (4811) - عن سالم بن عبد الله، عن أبيه، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قال الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 193: وقولُ نافع أشبهُها بالصواب.
وسيرد بالأرقام: (26771) و (26777) و (26780) و (27397) و (27400) و (27401) .
وله شاهد من حديث أبي هريرة - وهو عند مسلم (2113) (103) - سلف برقم (7566) ، وذكرنا بقية شواهده في مسند ابن عمر عند الرواية (4811) .
(1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسنادٌ ضعيفٌ، وقد بسطنا القولَ فيه في الرواية السابقة. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزُّهري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/229، والطبراني في "الكبير" 23/ (961) من طريق ثابت مولى أمِّ سلمة. والنسائي في "المجتبى" 8/180، وفي "الكبرى" (9556) من طريق سليمان بن بابَيْه. والطبراني في "الكبير" 23/ (1001) و (1002) من طريق عبد الله بن رافع. وأبو نُعيم في "أخبار أصبهان" 2/235 من طريق عبد الله بن بابي. أربعتُهم عن أمِّ سَلَمة، به.=(44/357)
26772 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنِي مَكْحُولٌ، أَنَّ مَوْلًى لِعَنْبَسَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، حَدَّثَهُ أَنَّ عَنْبَسَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ، أَخْبَرَهُ عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ بِنْتِ أَبِي سُفْيَانَ، أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ صَلَّى أَرْبَعًا قَبْلَ الظُّهْرِ، وَأَرْبَعًا بَعْدَ الظُّهْرِ، حَرَّمَهُ اللهُ عَلَى النَّارِ " (1)
__________
=وانظر ما قبله.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة، ولإبهام مولى عَنْبَسَةَ بن أبي سفيان. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح غير سليمان ابن موسى - وهو الأشدق - فقد روى له مسلم في "المقدمة" وأصحاب السنن، وهو ثقة. مكحول: هو الشامي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (457) من طريق سعيد بن أبي مريم، عن ابن لهيعة، به.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/265، وفي "الكبرى" (1481) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (452) و (456) ، وفي "مسند الشاميين" (327) و (3634) من طريق مروان بن محمد الطاطري، عن سعيد بن عبد العزيز التنوخي، عن سليمان بن موسى، عن مكحول، عن عنبسة بن أبي سفيان، عن أم حبيبة مرفوعاً وموقوفاً. قال مروان بن محمد: وكان سعيد بن عبد العزيز إذا قرىء عليه: عن أمِّ حبيبة عن النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أقرَّ بذلك ولم ينكره، وإذا حدّث به هو، لم يرفعه. قال النسائي: مكحول لم يسمع من عنبسة.
قلنا: وكذلك قال البخاري فيما نقله عنه الترمذي في "العلل الكبير" 1/160.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/265-266، وفي "الكبرى" (1482) ، وابن خزيمة (1190) من طريق أبي عاصم الضَّحَّاك بن مَخْلَد، عن سعيد بن عبد العزيز، عن سليمان بن موسى، عن محمد بن أبي سفيان، عن أمِّ حَبِيبَةَ، به. قال الحافظ في "التهذيب" (في ترجمة محمد بن أبي سفْيان) : وقال مروان=(44/358)
26773 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبَانُ يَعْنِي ابْنَ يَزِيدَ الْعَطَّارَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى أُمِّ حَبِيبَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَقَتْهُ قَدَحًا مِنْ سَوِيقٍ، فَدَعَا بِمَاءٍ، فَمَضْمَضَ (1) ، فَقَالَتْ لَهُ: يَا ابْنَ أَخِي، أَلَا تَتَوَضَّأُ، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " تَوَضَّئُوا مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ، أَوْ غَيَّرَتْ " (2)
__________
= ابن محمد: عن سعيد، عن سليمان، عن مكحول، عن عنبسة، عن أخته، وهو الصواب، وهكذا قال غير واحد عن مكحول. قلنا: سلف أن النسائي والبخاري لم يثبتا سماع مكحول من عنبسة.
وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (3631) من طريق ليث بن أبي سُليم، عن مكحول، عن يزيد بن أبي سفيان، عن أم حبيبة، به. وليث ضعيف.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/36، وأبو داود (1269) ، وابن خزيمة (1191) و (1192) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (441) و (442) و (458) ، وفي "الأوسط " (3107) و (3186) ، وفي "مسند الشاميين " (1263) و (3633) ، والحاكم 1/312، وتمام في "فوائده" (379) "الروض البسام"، والبيهقي 2/472، والذهبي في "معجم شيوخه" 2/126-127 من طريق
النعمان بن المنذر، والطبراني 23/ (443) من طريق عبد الرحمن بن يزيد، كلاهما عن مكحول، عن عنبسة، به. ليس فيه مولى عنبسة.
وسلف برقم (26764) بإسناد صحيح.
(1) في (ظ2) و (ق) : فتمضمض.
(2) مرفوعه صحيح لغيره، وهذا إسنادٌ محتمل للتحسين، أبو سفيان بن سعيد بن المغيرة، وإن تفرَّد بالرواية عنه أبو سلمة بنُ عبد الرحمن بن عوف، ولم يُؤثر توثيقُه عن غير ابن حبَّان، فهو ابنُ أخت أمِّ حبيبة. وبقيةُ رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. يونُس: هو ابنُ محمَّد المؤدِّب.=(44/359)
26774 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ غَيْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُفَضَّلُ يَعْنِي ابْنَ فَضَالَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَطَاءٍ، أَنَّهُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَنْبَسَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أُمَّ حَبِيبَةَ، أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ تَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ صَلَّى ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً فِي لَيْلِهِ وَنَهَارِهِ غَيْرَ الْمَكْتُوبَةِ، بَنَى اللهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ " (1)
__________
=وأخرجه أبو داود (195) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (470) من طريق مسلم بن إبراهيم، عن أبان بن يزيد، بهذا الإسناد.
وسيأتي بالأرقام: (26778) و (26779) و (26782) و (26783) و (26784) و (26785) و (27399) و (27406) .
ويشهد للمرفوع منه حديث أبي هريرة، وقد سلف برقم (7605) بإسناد صحيح، وذكرنا عنده أحاديث الباب وأحاديث النسخ.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، عطاء - وهو ابن أبي رباح - لم يسمعه من عنبسة، ثم إنه اختلف عليه فيه كما سيرد، ورجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. خالد بن يزيد: هو المصري.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (440) من طريقين عن مفضَّل بن فَضالة، بهذا الإسناد.
وأخرجه كذلك 23/ (460) من طريق أبي الأسود، عن ابن لَهيعة، عن خالد بن يزيد، به.
وأخرجه كذلك 23/ (439) من طريق قُتيبة بن سعيد، عن ابن لَهيعة، عن عطاء، به. وابن لهيعة سيىء الحفظ.
واختلف في إسناده على عطاء:
فرواه زيد بنُ حِبَّان - كما عند النسائي في "المجتبى" 3/261-262، وفي "الكبرى" (1469) ، والطبراني 23/ (461) - عن ابن جريج، عن عطاء، به.=(44/360)
26775 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَوْسٍ، عَنْ عَنْبَسَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ،
__________
= ورواه عبد الرزاق (5521) ، وحجَّاج بنُ محمد - كما عند النسائي في "المجتبى" 3/261، وفي "الكبرى" (1468) - كلاهما عن ابن جُريج قال:
قلتُ لعطاء: بلغني أنك تركعُ قبل الجمعة اثنتي عشرة ركعة، ما بلغك في ذلك؟ قال: أُخبرت أن أم حبيبة حدّثت عنبسة بن أبي سفيان أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فذكره.
ورواه زيد بن الحُباب، عن محمد بن سعيد الطائفي - كما عند النسائي في "المجتبى" 3/262، وفي "الكبرى" (488) و (1470) - عن عطاء، عن يعلى ابن أمية، عن عنبسة، به. أدخل يعلى بن أمية بين عطاء وبين عنبسة.
ورواه عبد الله بن رجاء، عن محمد بن سعيد الطائفي - كما عند الطبراني 23/ (448) - عن عطاء، عن صفوان بن يعلى بن أمية، عن عنبسة، به. أدخل صفوان بن يعلى بن أمية بين عطاء وبين عنبسة.
وقد ذكر المِزِّي في "تهذيبه" في شيوخ عطاء كلاًّ من يعلى بن أمية وصفوان بن يعلى بن أمية، وقال عند الأول: إن كان محفوظاً، ثم قال:
والصحيح أن بينهما صفوان بن يعلى بن أمية.
ورواه معقل بن عبيد الله الجزري- كما عند النسائي 3/261- عن عطاء، قال: أُخبِرتُ أنَّ أمَّ حَبِيبة ... فذكره مرفوعاً، ولم يذكر عنبسة في الإسناد.
ورواه أبو يونس القشيري - كما عند النسائي في "المجتبى" 3/262، وفي "الكبرى" (1471) - عن عطاء، عن شهر بن حوشب، عن أمِّ حبيبة، موقوفاً.
ورواه المغيرة بن زياد - كما عند النسائي في "المجتبى" 3/260-261 و261، وفي "الكبرى" (1467) - عن عطاء، عن عائشة، مرفوعاً.
قال النسائي: هذا خطأ، ولعله أراد عنبسة بن أبي سفيان فصحَّفه.
وسلف برقم (26768) ، وسيرد بإسناد صحيح برقمي: (26775) و (26781) .(44/361)
عَنْ أُخْتِهِ أُمِّ حَبِيبَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهَا سَمِعَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يُصَلِّي لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ كُلَّ يَوْمٍ (1) ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً تَطَوُّعًا غَيْرَ فَرِيضَةٍ إِلَّا بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ (2) فِي الْجَنَّةِ، أَوْ بَنَى الله عَزَّ وَجَلَّ لَهُ بِهِنَّ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ " فَقَالَتْ أُمُّ حَبِيبَةَ: " فَمَا بَرِحْتُ أُصَلِّيهِنَّ بَعْدُ " وقَالَ عَمْرٌو: " مَا بَرِحْتُ أُصَلِّيهِنَّ بَعْدُ " وقَالَ النُّعْمَانُ: " مِثْلَ ذَلِكَ " (3)
__________
(1) في (م) : في كل يوم.
(2) في (ظ2) و (ق) : بني له بهن بيت.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، النعمان بن سالم وعنبسة بن أبي سفيان من رجاله، وبقيةُ رجالِه ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه مسلم (728) (103) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1591) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" 7/37، والنسائي في "الكبرى" (487) ، والدارمي (1438) ، وبحشل في "تاريخ واسط" ص113، وأبو عوانة 2/261، وابن حبان (2451) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (431) ، والبيهقي 2/472، والخطيب في "تاريخه" 5/294 من طرق، عن شعبة، به.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/37، وأبو يعلى (7135) ، والطبراني 23/ (434) من طريق سالم بن منفَذ، عن عمرو بن أوس، به.
وأخرجه البخاري 3/142 و7/36 من طريق شَهْر بنِ حَوْشَب، عن عمرو ابن أوس، عن أمِّ حبيبة، به. لم يذكر عنبسة في الإسناد.
وأخرجه أيضاً 3/142 من طريق شهر بن حوشب، عن عنبسة، عن أم حبيبة، به. لم يذكر عمرو بن أوس في الإسناد. وشهر بن حوشب ضعيف.
وسلف برقم (26768) .(44/362)
26776 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، عَنِ ابْنِ شَوَّالٍ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى أُمِّ حَبِيبَةَ، فَأَخْبَرَتْهُ " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدِمَهَا مِنْ جَمْعٍ بِلَيْلٍ " (1)
26777 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِي الْجَرَّاحِ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَصْحَبُ الْمَلَائِكَةُ رُفْقَةً فِيهَا جَرَسٌ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. ابنُ شَوَّال - وهو سالم مولى أمِّ حبيبة - من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عطاء. هو ابنُ أبي رباح.
وأخرجه مسلم (1292) ، والنسائي في "المجتبى" 5/261-262، وفي "الكبرى" (4040) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد 8/100، ومسلم (1292) ، والدارمي (1885) ، والفاكهي في "أخبار مكة" (2812) ، والبيهقي في "السنن" 5/124 من طرق عن ابن جُريج، به.
وسيأتي برقمي: (27396) و (27405) .
وفي الباب عن ابن عمر، وقد سلف برقم (4892) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
(2) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة حالِ أبي الجرَّاح مولى أمِّ حبيبة. وبقيةُ رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. عُبيد الله: هو ابن عُمر العمري، ونافع: هو مولى ابن عمر، وسالم: هو ابن عبد الله بن عمر بن الخطاب.
واختُلف فيه على عُبيد الله العمري:=(44/363)
26778 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي (1) عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ أَخْنَسَ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَتْ خَالَتَهُ. قَالَ: سَقَتْنِي سَوِيقًا، ثُمَّ قَالَتْ: لَا تَخْرُجْ حَتَّى تَتَوَضَّأَ (2) ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " تَوَضَّئُوا مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ " (3)
__________
=فرواه يحيى بن سعيد القطان - كما في هذه الرواية، وكما سيرد برقمي (27400) و (27401) ، وفيما أخرجه أبو داود (2554) ، والخرائطي في "مساوىء الأخلاق" (854) ، وابنُ حبان (4705) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (457) ، والدارقطني في "العلل" 5/ورقة 183- ومحمد بنُ بشر العبدي - فيما أخرجه ابن أبي شيبة 12/228، والطبراني في "الكبير" 23/ (476) و (487) - وعبدة بنُ سليمان - فيما أخرجه الطبراني 23/ (476) - وإبراهيم بنُ طَهْمان - فيما ذكره الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 183- أربعتُهم عن عُبيد الله العمري، بهذا الإسناد.
وخالفهم عُبيدة بن حميد الضبي، فرواه - كما سيرد برقم (27397) - عن عبيد الله، عن نافع، عن أبي الجرَّاح، به. ليس فيه سالم بن عبد الله.
وسيكرر برقم (27400) سنداً ومتناً.
وقد سلف برقم (26770) .
(1) في (م) : حدثنا.
(2) في (ظ6) : توضّأ.
(3) مرفوعه صحيح لغيره، وهذا إسنادٌ فيه أبو سفيان، وقد سلف الكلام عليه في الرواية (26773) .
ثم إن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة وهم فيه، فقال: عن ابن شهاب، عن عُبيد الله بن عبد الله، عن أبي سفيان، عن أمِّ حبيبة. وقد رواه ابنُ أبي ذئب - كما في الرواية (26779) - ومعمر- كما في الرواية (26783) -=(44/364)
26779 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ سَعِيدٍ (1) ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " تَوَضَّئُوا مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ " (2)
__________
= وشعيب بن أبي حمزة - كما في الرواية (26784) - ومحمد بن إسحاق - كما في الرواية (26785) - ومن تابعهم - كما في تخريح الرواية (26779) - فقالوا: عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي سفيان، عن أم حبيبة. وهو الصواب كما نبَّه على ذلك الدارقطني في "العلل" 5/الورقة 188.
وقد سلف برقم (26773) .
(1) في (ق) : بن سعيد بن أخنس.
(2) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد محتمل للتحسين، أبو سفيان بن سعيد سلف الكلام عليه في الرواية (26773) ، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الملك بن عمرو: هو أبو عامر العَقَدي، وابن أبي ذئب: هو محمد بنُ عبد الرحمن بن المغيرة.
وأخرجه أبو يعلى (7145) من طريق عبد الملك بن عمرو، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (666) ، وابن أبي شيبة 1/50-51 و51، والنسائي في "المجتبى" 1/107، وفي "الكبرى" (186) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/63، والطبراني في "الكبير" 23/ (463) و (464) و (465) و (466) و (469) و (488) من طرق عن الزُّهري، به، وفيه قصة.
وأخرجه الطيالسي (1592) عن زمعة، عن الزُّهري، عن أبي سلمة، عن رجل، عن أمِّ حبيبة، به.
وقد سلف برقم (26773) .
وانظر ما قبله.(44/365)
26780 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي جَرَّاحٍ، مَوْلَى أُمِّ حَبِيبَةَ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الْعِيرَ الَّتِي فِيهَا جَرَسٌ (1) لَا تَصْحَبُهَا الْمَلَائِكَةُ " (2)
26781 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، وَابْنُ جَعْفَرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَالِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ أَوْسٍ، يُحَدِّثُ عَنْ عَنْبَسَةَ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ تَوَضَّأَ، فَأَسْبَغَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ صَلَّى لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ كُلَّ يَوْمٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً، إِلَّا بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ " قَالَتْ أُمُّ حَبِيبَةَ: " فَمَا زِلْتُ أُصَلِّيهِنَّ بَعْدُ " وقَالَ عَنْبَسَةُ: " فَمَا زِلْتُ أُصَلِّيهِنَّ بَعْدُ " وقَالَ عَمْرُو بْنُ أَوْسٍ: " فَمَا زِلْتُ أُصَلِّيهِنَّ " (3) قَالَ النُّعْمَانُ: " وَأَنَا لَا أَكَادُ أَدَعُهُنَّ " قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: عَنْ عَنْبَسَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ (4) ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهَا سَمِعَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "
__________
(1) في (ظ2) و (ق) : الجرس.
(2) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة حالِ أبي الجرَّاح مولى أمِّ حَبِيبة. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه الدارمي (2675) ، والنسائي في "الكبرى" (8811) من طرق عن مالك، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (26770) .
(3) في (ظ6) : أصليهن بعد.
(4) في (ظ6) .: عن أخته أم حبيبة.(44/366)
مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يُصَلِّي لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ كُلَّ يَوْمٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً تَطَوُّعًا غَيْرَ فَرِيضَةٍ " فَذَكَرَ نَحْوَهُ (1)
26782 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيٌّ يَعْنِي ابْنَ مُبَارَكٍ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ سَعِيدٍ بْنِ الْأَخْنَسِ (2) ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ حَبِيبَةَ، فَدَعَتْ لِي بِسَوِيقٍ، فَشَرِبْتُهُ، فَقَالَتْ: أَلَا تَتَوَضَّأُ؟ (3) فَقُلْتُ: إِنِّي لَمْ أُحْدِثْ، قَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " تَوَضَّئُوا مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ " (4)
26783 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه مسلم (728) (103) من طريق بهز، بهذا الإسناد.
وسلف من طريق محمد بن جعفر برقم (26775) .
وانظر (26768) .
(2) المثبت من (ظ6) وهو الصواب، وفي بقية النسخ الخطية و (م) : سفيان بن أبى سعيد الأخنس.
(3) في (ظ6) : توضّأ.
(4) مرفوعه صحيح لغيره، وهذا إسناد محتمل للتحسين، أبو سفيان بن سعيد سلف الكلام عليه في الرواية (26773) ، وبقية رجال الإسناد لقات رجال الشيخين. عبد الملك بن عمرو: هو أبو عامر العَقَدي، وعليُّ بن المبارك: هو الهُنَائي، ويحيى: هو ابنُ أبي كثير، وأبو سلمة: هو ابنُ عبد الرحمن بن عوف.
وقد سلف برقم (26773) .
وانظر الأحاديث الثلاثة بعده.(44/367)
أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ الْأَخْنَسِ، أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى أُمِّ حَبِيبَةَ، فَسَقَتْهُ سَوِيقًا، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي، فَقَالَتْ لَهُ: تَوَضَّأْ يَا ابْنَ أَخِي (1) ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " تَوَضَّئُوا مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ " (2)
26784 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعَيْبٌ، قَالَ: قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَأَخْبَرَنِي (3) أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْأَخْنَسِ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهِيَ خَالَةُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ سَعِيدٍ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (4)
__________
(1) في (ظ2) و (ق) ة يا ابن أختي.
(2) مرفوعه صحيح لغيره، وهذا إسناد محتمل للتحسين، أبو سفيان بن المغيرة بن الأخنس سلف الكلام عليه في الرواية (26773) ، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه" (665) ، وأخرجه من طريقه الطبراني في "الكبير" 23/ (462) .
وقد سلف برقم (26773) .
وانظر ما قبله وما بعده.
(3) في (م) : أخبرني.
(4) مرفوعه صحيح لغيره، وهذا إسنادٌ محتملٌ للتحسين كسابقه.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (467) من طريق أبي اليمان الحَكَم بن نافع، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (26773) .
وانظر ما قبله وما بعده.(44/368)
26785 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: وَحَدَّثَنَا ابْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْأَخْنَسِ بْنِ شَرِيقٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ حَبِيبَةَ، وَكَانَتْ خَالَتَهُ، فَسَقَتْنِي شَرْبَةً (1) مِنْ سَوِيقٍ، فَلَمَّا قُمْتُ، قَالَتْ لِي: أَيْ بُنَيَّ، لَا تُصَلِّيَنَّ حَتَّى تَوَضَّأَ " (2) فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَمَرَنَا بِالْوُضُوءِ (3) مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ مِنَ الطَّعَامِ " (4)
__________
(1) في (ظ6) : شريبة، وهي نسخة في (ظ2) و (ق) .
(2) في (م) : تتوضأ.
(3) في (م) : أن نتوضّأ.
(4) مرفوعه صحيح لغيره، وهذا إسنادٌ محتمل للتحسين كسابقه. يعقوب ابن إبراهيم بن سعد الزُّهري.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (468) من طريق يعقوب بن إبراهيم، الإسناد.
وقد سلف برقم (26773) .
وانظر ما قبله.(44/369)
حَدِيثُ خَنْسَاءَ بِنْتِ خِذَامٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1)
• 26786 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، وَإِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَالِكٌ، قَالَ عَبْدُ اللهِ: وحَدَّثَنَا مُصْعَبٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَمُجَمِّعٍ، ابْنَيْ يَزِيدَ ابْنِ جَارِيَةَ، عَنْ خَنْسَاءَ بِنْتِ خِذَامٍ " أَنَّ أَبَاهَا زَوَّجَهَا وَهِيَ كَارِهَةٌ، وَكَانَتْ ثَيِّبًا، فَرَدَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نِكَاحَهُ " (2)
__________
(1) قال السندي: خنساءُ بنتُ خِدَام، بالخاء المعجمة المكسورة والدال المهملة، ومنهم من ضبطها بالإعجام، أنصارية أوسيّة من بني عمرو بن عوف، زوج أبي لُبابة، صحابية معروفة.
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري، عبد الرحمن ومُجَمَّع ابنا يزيد بن جارية من رجاله، وكذلك صحابيَّة الحديث روى لها البخاري دون مسلم.
وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين، غير إسحاق بن عيسى - وهو ابن الطباع - فمن رجال مسلم، وقد توبع، وكذلك رواه عبد الله بنُ أحمد في (زوائده) عن مصعب، وهو ابن عبد الله الزبيري، وعبد الله من رجال النسائي، ومصعب روى له النسائي وابنُ ماجه، وقد تُوبعا. عبد الرحمن بنُ القاسم: هو ابن محمد بن أبي بكر.
وهو عند مالك في "الموطأ" 2/535، وأخرجه من طريقه الشافعي في "المسند" 2/12 (بترتيب السندي) ، وابن سعد 8/456، والبخاري (5138) و (6945) ، وأبو داود (2101) ، والنسائي في "المجتبى" 6/86، وفي "الكبرى" (5380) و (5383) ، والدارمي (2192) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3392) ، وابن الجارود في "المنتقى" (710) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (640) ، والبيهقي في "السنن" 7/119، وفي "السنن الصغير" =(44/370)
26787 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ يَحْيَى يَعْنِي ابْنَ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، وَمُجَمِّعٍ، شَيْخَيْنِ مِنَ الْأَنْصَارِ أَنَّ خَنْسَاءَ " أَنْكَحَهَا أَبُوهَا، وَكَرِهَتْ ذَلِكَ، فَرَدَّهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1)
__________
(2399) ، والبغوىِ في "شرح السنة" (2256) .
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (5382) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (641) من طريق سفيان الثوري، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن عبد الله ابن يزيد بن وديعة، عن خنساء، به.
قال الحافظ في "الفتح" 9/195: وهي رواية شاذَّة ...
وسيأتي بالأحاديث الخمسة بعده.
وقد سلف من حديث ابن عباس برقم (3440) فانظره.
قال السندي: قوله: وكانت ثيِّباً، قيل: وجاء في بعض الروايات أنها كانت يومئذٍ بكراً، وبالجملة؛ فالحديث يحتمل أن لا يكون الردُّ لكونها ثيّباً، كما هو المتبادر إلى الذِّهن من هذه الرواية، بل لكونها بالغة.
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري. عبد الرحمن ومجمِّع ابنا يزيد بن جارية من رجاله، وصحابيَّة الحديث روى لها البخاري دون مسلم، وبقية رجاله رجال الشيخين، يحيى بن بتمعيد: هو الأنصاري، والقاسم: هو ابن محمد بن أبي بكر الصديق.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3393) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (642) من طريق يعقوب بن حميد، عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (6969) عن علي ابن المديني، عن سفيان بن عُيينة، عن يحيى بن سعيد، عن القاسم، أن امرأة من ولد جعفر تخوَّفت أن يزوِّجها وليُّها وهي كارهة، فأرسلت إلى شيخين من الأنصار - عبد الرحمن ومجمع ابني جارية - قالا: فلا تخشين، فإن خنساء بنت خذام أنكحها أبوها وهي=(44/371)
26788 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ (1) الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُجَمِّعِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ (2) : زَوَّجَ خِدَامٌ ابْنَتَهُ وَهِيَ كَارِهَةٌ، فَأَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَبِي زَوَّجَنِي وَأَنَا كَارِهَةٌ. قَالَ: " فَرَدَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نِكَاحَ أَبِيهَا " (3)
26789 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ يَزِيدَ الْأَنْصَارِيَّ، وَمُجَمِّعَ بْنَ يَزِيدَ الْأَنْصَارِيَّ، أَخْبَرَاهُ أَنَّ رَجُلًا مِنْهُمْ يُدْعَى خِذَامًا أَنْكَحَ ابْنَةً لَهُ، فَكَرِهَتْ نِكَاحَ أَبِيهَا " فَأَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لَهُ، فَرَدَّ عَنْهَا نِكَاحَ أَبِيهَا "،
__________
= كارهة، فردَّ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذلك. قال سفيان: وأما عبد الرحمن، فسمعتُه يقول عن
أبيه: إن خنساء ...
قال الحافظ في "الفتح" 12/341: قوله: "قال سفيان: وأما عبد الرحمن" يعني ابن القاسم بن محمد بن أبي بكر، وقوله: "فسمعته يقول عن أبيه: إن خنساء" يعني أنه أرسله، فلم يذكر فيه عبد الرحمن بنَ يزيد، ولا أخاه.
قلنا: قد سلف متصلاً من طريق مالك عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه برقم (26786) .
(1) في (م) : قال، حدثنا عن.
(2) في (م) : عن أم مجمع، قال.
(3) إسناده صحيح على شرط البخاري، وهو مكرَّر سابقه، إلا أن شيخ أحمد فيه هو أبو معاوية، وهو محمد بن خازم الضرير، وقد رواه القاسم بن محمد عن مجمِّع وحده، ولم يذكر أخاه عبد الرحمن.(44/372)
فَتَزَوَّجَتْ أَبَا لُبَابَةَ بْنَ عَبْدِ الْمُنْذِرِ فَذَكَرَ يَحْيَى، أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّهَا كَانَتْ ثَيِّبًا " (1)
26790 - قَرَأْتُ عَلَى يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَجَّاجُ بْنُ السَّائِبِ بْنِ أَبِي لُبَابَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ الْأَنْصَارِيُّ، أَنَّ جَدَّتَهُ أُمَّ السَّائِبِ خُنَاسَ بِنْتِ خِذَامِ بْنِ خَالِدٍ كَانَتْ عِنْدَ رَجُلٍ قَبْلَ أَبِي لُبَابَةَ، تَأَيَّمَتْ (2) مِنْهُ، فَزَوَّجَهَا أَبُوهَا خِذَامُ بْنُ خَالِدٍ، رَجُلًا مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ، فَأَبَتْ إِلَّا أَنْ تَحُطَّ إِلَى أَبِي لُبَابَةَ، وَأَبَى أَبُوهَا إِلَّا أَنْ يُلْزِمَهَا الْعَوْفِيَّ حَتَّى ارْتَفَعَ أَمْرُهُمَا (3) إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هِيَ أَوْلَى بِأَمْرِهَا "فَأَلْحِقْهَا بِهَوَاهَا. قَالَ: فَانْتُزِعَتْ مِنَ الْعَوْفِيِّ، وَتَزَوَّجَتْ أَبَا لُبَابَةَ، فَوَلَدَتْ لَهُ أَبَا السَّائِبِ بْنَ أَبِي لُبَابَةَ (4)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، وهو مكرَّر (26786) ، إلا أن شيخ أحمد فيه هو يزيد بن هارون.
وأخرجه ابن أبي شيبة 4/134، والبخاري (5139) ، وابن ماجه (1873) ، والدارمي (2191) ، والبيهقي في "السنن" 7/119 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
(2) في (ظ6) ونسخة في (ظ2) : فأمت، وقد شددت الميم في (ظ6) .
قلنا: لعلها: فآمت. قال ابن الأثير: يقال: تأيَّمت المرأة وآمت إذا أقامت لا تتزوج.
(3) في (م) : أمرها.
(4) إسناده ضعيف بهذه السياقة. حَجَاجُ بن السايب بن أبي لبابة، من=(44/373)
* 26791 -[قَالَ عَبْدُ اللهِ:] قَرَأْتُ عَلَى أَبَي، يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ إِسْحَاقَ، عَنْ الْحَجَّاجِ بْنِ السَّائِبِ بْنِ أَبِي لُبَابَةَ، قَالَ: كَانَتْ خُنَاسُ بِنْتُ خِذَامٍ عِنْدَ رَجُلٍ، تَأَيَّمَتْ (1) مِنْهُ، فَزَوَّجَهَا أَبُوهَا رَجُلًا مِنْ بَنِي عَوْفٍ، وَحَطَّتْ (2) هِيَ إِلَى أَبِي لُبَابَةَ، فَأَبَى أَبُوهَا إِلَّا أَنْ يُلْزِمَهَا الْعَوْفِيَّ، وَأَبَتْ هِيَ، حَتَّى ارْتَفَعَ شَأْنُهُمَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " هِيَ أَوْلَى بِأَمْرِهَا " فَأَلْحِقْهَا بِهَوَاهَا، فَتَزَوَّجَتْ أَبَا لُبَابَةَ فَوَلَدَتْ لَهُ أَبَا السَّائِبِ (3)
__________
= رجال "التعجيل"، وقد تفرَّد بالرواية عنه ابنُ إسحاق - وهو محمد - ولم يُؤثر توثيقُه عن غير ابن حِبَّان، وابنُ إسحاق مدلِّس، وقد عنعن، واختُلف عليه فيه:
فرواه إبراهيم بن سعد الزُّهري - كما في هذه الرواية - ويزيد بنُ هارون - كما في الرواية التالية - ومحمد بنُ سَلَمة - كما عند البخاري في "التاريخ الكبير" 3/376- ثلاثتهم عن محمد بن إسحاق، عن حجَّاج بن السائب بن أبي لُبابة، أن جدَّتَه خُناس ...
وخالفهم عبد الرحيم بت سليمان، فرواه - كما عند الطبراني في "الكبير" 24/ (643) ، والدارقطني 3/231، والبيهقي في "السنن" 7/119، وابنُ عبد البر في "التمهيد" 19/320- عن محمد بن إسحاق، عن حجَّاج بن السائب بن أبي لُبابة، عن أبيه، عن جدَّته خنساء. فزاد في الإسناد: عن أبيه.
وقد سلف بغير هذه السياقة بإسناد صحيح برقم (26786) .
(1) في (ق) : فأيَّمت، وفي (ظ6) : فأمت، وشُدِّدت الميم. قلنا: لعلها: فآمت كسابقتها.
(2) في (ق) : وخطبت.
(3) إسناده ضعيف، وقد سلف الكلام عليه في الروايه التي قبله.(44/374)
حَدِيثُ أُخْتِ مَسْعُودِ ابْنِ الْعَجْمَاءِ
26792 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ (1) ، عَنْ يَزِيدَ يَعْنِي ابْنَ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ رُكَانَةَ، أَنَّ خَالَتَهُ أُخْتَ مَسْعُودِ ابْنِ الْعَجْمَاءِ، حَدَّثَتْهُ أَنَّ أَبَاهَا قَالَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَخْزُومِيَّةِ الَّتِي سَرَقَتْ قَطِيفَةً: نَفْدِيهَا بِأَرْبَعِينَ أُوقِيَّةً، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَأَنْ تَطَّهَّرَ خَيْرٌ لَهَا ". فَأَمَرَ بِهَا فَقُطِعَتْ يَدُهَا، وَهِيَ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ، أَوْ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْأَسَدِ (2)
__________
(1) أقحم بعد هذا في (م) والنسخ الخطية: "عن يحيى بن سعيد" وهو خطأ، وقد سلف الحديث برقم (23479) بإسقاط هذه الزيادة على الصواب.
(2) إسناده ضعيف. وهو مكرر (23479) سنداً ومتناً.(44/375)
حَدِيثُ رُمَيْثَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا (1)
26793 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ الْمَاجِشُونِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ جَدَّتِهِ رُمَيْثَةَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: وَلَوْ أَشَاءُ أَنْ أُقَبِّلَ الْخَاتَمَ الَّذِي بَيْنَ كَتِفَيْهِ مِنْ قُرْبِي مِنْهُ، لَفَعَلْتُ يَقُولُ: " اهْتَزَّ لَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى " يُرِيدُ سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ يَوْمَ تُوُفِّيَ (2)
__________
(1) قال السندي: رُمَيْثَة، بالتصغير، آخِرُها مثلَّثة، هي بنت عمرو، صحابية، لها حديث في موت سعد بن معاذ، وآخر في صلاة الضحى روته عن عائشة.
(2) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل يعقوب بن أبي سلمة الماجشون والد يوسف، فقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وروى له مسلم، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير إبراهيم بن أبي العباس، فقد روى له
النسائي، وهو ثقة.
وأخرجه ابن سعد 3/435، والترمذي في "الشمائل" (18) ، وابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3394) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (703) ، وفي "الأوسط" (5928) ، والمِزِّي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة رُمَيْثة) من طرق عن يوسف بن يعقوب الماجشون، بهذا الإسناد.
وله شاهد من حديث أبي سعيد الخدري، وقد سلف بإسناد صحيح برقم (11184) ، وذكرنا بقية شواهده هناك.
وانظر ما بعده.=(44/376)
26794 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ الْمَاجِشُونِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ الظَّفَرِيِّ، عَنْ جَدَّتِهِ رُمَيْثَةَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ (1)
__________
=قال السندي: قولها: ولو أشاء أن أُقَبِّلَ، تريد تحقيق سَماعِها منه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على
الوجه الأتمّ الأكمل، ولا يلزمُ من هذا أنه لو فعلت ذلك، لَمكَّنها النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من ذلك، وقد عُلم من حاله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه ما كان يُبايعُ الأجنبياتِ باليد، بل كان يبايعهنّ بالكلام.
(1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، وهو مكرر سابقه، إلا أن شيخ الإمام أحمد في هذا الإسناد هو سليمان بنُ داود الهاشميّ.
وهو عند أحمد في "فضائل الصحابة" (1505) .(44/377)
حَدِيثُ مَيْمُونَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ الْهِلَالِيَّةِ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1)
26795 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ مَيْمُونَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِشَاةٍ لِمَوْلَاةٍ لِمَيْمُونَةَ مَيِّتَةٍ، فَقَالَ: " أَلَا أَخَذُوا إِهَابَهَا، فَدَبَغُوهُ، فَانْتَفَعُوا بِهِ؟ " فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهَا مَيْتَةٌ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّمَا حُرِّمَ أَكْلُهَا " قَالَ سُفْيَانُ: هَذِهِ الْكَلِمَةُ لَمْ أَسْمَعْهَا إِلَّا مِنَ الزُّهْرِيِّ: " حُرِّمَ أَكْلُهَا " قَالَ عَبْدُ اللهِ: قَالَ أَبِي: قَالَ سُفْيَانُ: مَرَّتَيْنِ عَنْ مَيْمُونَةَ (2)
__________
(1) قال السندي: ميمونة بنت الحارث الهلاليّة، زوج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تزوجها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في ذي القعدة سنةَ سبع لما اعتمر عُمرة القضية، قيل: إنها التي وهبت نفسها للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فنزلت فيها الآية، وقيل: الواهبة غيرها، وقيل بتعدد الواهبة، وهو الأقرب، وجاء أنه تزوجها بسرف، وبنى بها في قبة لها، وماتت بسرف، ودُفتت بموضع قبتها، وكانت وفاتها سنة إحدى وخمسين، وقيل غير ذلك، والله أعلم.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه الحميدي (315) ، وابنُ أبي شيبة 8/379، ومسلم (363) ، وأبو داود (4120) ، والنسائي في "المجتبى" 7/171، وفي "الكبرى" (4560) ، وابن ماجه (3610) ، وأبو يعلى (7079) و (7100) ، وأبو عوانة 1/209، وابن حبان (1285) و (1289) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (1036) و (1037) و24/ (29) ، والبيهقي في "السنن" 1/16 من طريق سفيان عُيينة، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (2369) من طرق عن الزُّهري، عن عُبيد الله بن عبد الله،=(44/378)
26796 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ مَيْمُونَةَ، أَنَّ فَأْرَةً وَقَعَتْ فِي سَمْنٍ، فَمَاتَتْ، فَسُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " خُذُوهَا وَمَا حَوْلَهَا، فَأَلْقُوهُ، وَكُلُوهُ " (1)
__________
= عن ابن عباس، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ليس فيه ميمونة.
قال الحافظ في "الفتح" 9/658: والراجح عند الحفَّاظ في حديث الزُّهري ليس فيه ميمونة.
وسيرد برقم (26852) دون قوله: "إنما حرِّم أكلها"، وبنحوه برقم (26833) .
وفي الباب عن عائشة، سلف برقم (24447) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: "إنما حُرِّم أكلُها" أي: لا الانتفاع بجلدها بعد الدَّبْغ، فلا يَرِدُ أنه كما حُرِّم أكلُها حُرِّم بيعها، فكيف يصح الحصر.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (279) ، والحميدي (312) ، وابن أبي شيبة 8/280، والبخاري (5538) ، وأبو داود (3841) ، والترمذي (1798) ، والنسائي في "المجتبى" 7/178، وفي "الكبرى" (4584) ، والدارمي (738) و (2083) و (2084) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3099) ، وابن الجارود في "المنتقى" (872) ، وأبو يعلى (7040) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5356) و (5359) ، وابن حبان (1392) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (1043) و (1044) و24/ (25) ، والبيهقي في "السنن" 9/353، وفي "السنن الصغير" (3930) ، وفي "معرفة السنن" (19358) و (19359) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
قال الحميدي: قيل لسفيان بن عيينة: إنَّ معمراً يُحدِّثُه عن الزُّهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة؟ قال: ما سمعت الزهري يقول إلا عن عبيد الله، عن ابن عباس، عن ميمونهَ، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولقد سمعتُه منه مراراً.=(44/379)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=قلنا: طريق معمر سلف برقم (7177) ، وتكلمنا عليه هناك.
وأخرجه البخاري (5539) من طريق يونس، عن الزُّهري: "عن الدابة تموت في الزيت والسمن، وهو جامد أو غير جامد، الفأرة أو غيرها، قال: بلغَنا أنَّ رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمرَ بفأرة ماتت في سمن، فأمر بما قرب منها، فطُرح، ثم أُكل"، عن حديث عُبيد الله بن عبد الله.
قال الحافظ في "الفتح" 9/669: يعني بسنده، لكن لم يظهر لنا هل فيه ميمونة أو لا؟
وأخرجه أبو نُعيم في "الحلية" 3/390، والبيهقي في "السنن" 9/354 من طريق عبد الجبار بن عمر، عن الزُّهري، عن سالم، عن ابن عمر، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعبد الجبار بنُ عمر ضعيف، وانظر "العلل" لابن أبي حاتم 2/12.
وسيأتىِ برقمي: (26803) و (26847) .
قال السندي: قوله: وقعت في سمن، أي: وكان جامداً، كما سيجيء، فلذا صحَّ الجواب بقوله: "خُذوها وما حولها" وإلا فقد جاء أنَّ حكم المائع خلافُ ذلك.
وقال ابن عبد البر في "التمهيد" 9/40: أجمع العلماء أن الفأرة ومثلها من الحيوان تموت في سمن جامد، أو ما كان مثله من الجامدات يُطرح وما حولها من ذلك الجامد، ويؤكل سائره إذا استيقن أنه لم تصل الميتة إليه، وكذلك أجمعوا أن السمن وما كان مثله إذا كان مائعاً ذائباً، فماتت فيه فأرة أو وقعت فيه ميتة أو حية فماتت يتنجس بذلك فليلاً كان أو كثيراً، هذا قول جمهور الفقهاء وجماعة العلماء. قال الحافظ في "الفتح" 9/669: واستدل بحديث ميمونة لإحدى الروايتين عن أحمد أن المائع إذا حلت فيه النجاسةُ لا ينجس إلا بالتغير، وهو اختيارُ البخاري وقولُ ابن نافع من المالكية وحُكي عن مالك، وقد أخرج أحمد عن إسماعيل ابن علية، عن عمارة بن أبي حفصة، عن عكرمة: أن ابن عباس سئل عن فأرة ماتت في سمن، قال: تؤخذ الفأرة وما=(44/380)
26797 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ جَابِرٍ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ مَيْمُونَةَ، قَالَتْ: " كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ " (1)
__________
= حولها، فقلتُ إن أثرها كان في السمن كُلِّه، قال: إنما كان وهي حية وإنما ماتت حيثُ وُجِدَت. ورجالُه رجال الصحيح.
وأخرجه أحمد من وجه آخر وقال فيه عن جر فيه زيت وقع فيه جرذ، وفيه: "أليس جال في الجرِّ كُلِّه؟ قال: إنما جالَ وفيه الروُح، ثم استقر حيث مات، وفرق الجمهور بين المائع والجامد.
قلنا: وقول الحافظ أخرجهما أحمد يوهم أن الأثرين في "المسند"، وليس كذلك. وإنما هما من رواية صالح بن أحمد عنه، أوردهما ابنُ الجوزي في كتاب "التحقيق" 2/574.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد اختُلف فيه على سفيان بن عيينة:
فرواه أصحاب سفيان بن عيينة - كما في هذه الرواية، وما سيأتي في التخريج - عنه، عن عمرو بن دينار، عن أبي الشَّعثاء جابرِ بنِ زيد، عن ابن عباس، عن ميمونة.
وخالفهم أبو نُعيم الفضلُ بنُ دُكَيْن، فرواه - فيما أخرجه البخاري في "صحيحه" (253) - عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن جابر بن زيد، عن ابن عباس أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وميمونة كانا يغتسلان من إناء واحد، ثم قال البخاري: كان ابنُ عيينة يقول أخيراً: عن ابن عباس، عن ميمونة، والصحيح ما روى أبو نُعيم.
قال الحافظ في "الفتح" 1/366: وإنما رجَّح البخاري رواية أبي نعيم جرياً على قاعدة المحدثين، لأن من جملة المرجِّحات عندهم قدم السماع، لأنه مظنة قوة حفظ الشيخ، ولروايةِ الآخرين جهةٌ أُخرى من وجوه الترجيح، وهي كونُهم أكثر عدداً وملازمةً لسفيان.=(44/381)
26798 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ مَيْمُونَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ، قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اغْتَسَلَ مِنَ الْجَنَابَةِ، يَبْدَأُ، فَيَغْسِلُ يَدَيْهِ، ثُمَّ يُفْرِغُ بِيَمِينِهِ عَلَى شِمَالِهِ، فَيَغْسِلُ فَرْجَهُ، ثُمَّ يَضْرِبُ بِيَدِهِ (1) عَلَى الْأَرْضِ، فَيَمْسَحُهَا، ثُمَّ يَغْسِلُهَا، ثُمَّ يَتَوَضَّأُ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ، ثُمَّ يُفْرِغُ عَلَى رَأْسِهِ وَعَلَى سَائِرِ جَسَدِهِ، ثُمَّ يَتَنَحَّى، فَيَغْسِلُ رِجْلَيْهِ " (2)
__________
=قلنا: وقد خرَّج مسلم وغيره رواية الجماعة عن سفيان:
فقد أخرجه الشافعي في "مسنده" 1/39 (ترتيب السندي) ، وعبد الرزاق (1032) ، والحميدي (309) ، وأبو عبيد في "الطهور" (151) ، وابن أبي شيبة 1/35، ومسلم (322) ، والترمذي (62) ، والنسائي في "المجتبى" 1/129، وفي "الكبرى" (238) ، وابن ماجه (377) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/698، وأبو يعلى (7080) ، وأبو عَوانة 1/284، والطبراني في
"الكبير" 23/ (1031) و (1032) و24/ (33) من طرق عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وفي الباب عن عائشة، وقد سلف برقم (24014) ، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.
(1) في (م) : يده.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، كُرَيْب: هو مولى ابن عباس.
وأخرجه مسلم (317) (37) ، والنسائي في "المجتبى" 1/204، وابن خزيمة (241) ، وأبو عوانة 1/299، والبيهقي في "السنن" 1/173 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه - بألفاظ متقاربة يزيد بعضهم على بعض- عبد الرزاق (998) و (1043) ، والحميدي (316) ، والبخاري (249) و (257) و (259) و (260) =(44/382)
* 26799 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، قَالَ عَبْدُ اللهِ: وحَدَّثَنِي أَبُو الرَّبِيعِ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ مَيْمُونَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِثْلَهُ (1)
__________
= و (265) و (274) و (276) و (281) ، ومسلم (317) ، وأبو داود (245) ، والنسائي في "المجتبى" 1/137 و204 و208، وفي "الكبرى" (251) ، وابن الجارود في "المنتقى" (97) و (100) ، وابن خزيمة (241) ، وأبو عوانة 1/300، وابن حبان (1190) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (1023) و (1025) و (1026) ، والدارقطني 1/114، والبيهقي في "السنن" 1/173 و174 و176-177 و197 و197-198، وفي "معرفة السنن" (1430) و (1433) ،
والبغوي في "شرح السنة" (248) ، من طرق عن الأعمش، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (1024) من طريق عيسى بن يونس، عن سالم، به.
وأخرجه عبد بن حميد (1550) ، والدارمي (712) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (1027) ، من طريق سَلَمة بن كُهيل عن كُريب، به.
وسيرد بالأرقام: (26799) و (26843) و (26856) .
وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2800) ، وانظر أحاديث الباب هناك.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين من طريق أحمد، رجاله ثقات رجال الشيخين.
ورواه عبد الله بن أحمد، عن أبي الربيع - وهو سليمان بن داود العتكي - عن وكيع، به. وأبو الربيع ثقة من رجال الشيخين كذلك، وعبد الله بن أحمد، من رجال النسائي، وهو ثقة.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/62-63 و69، ومسلم (317) (37) ، والترمذي (103) ، وابن ماجه (467) و (573) ، وأبو يعلى (7101) ، وابن خزيمة (241) ، وأبو عوانة 1/299، والطبراني في "الكبير" 24/ (35) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.=(44/383)
26800 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ (1) بْنِ السَّبَّاقِ، عَنِ عَبْدِ اللهِ (2) بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ مَيْمُونَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ: أَصْبَحَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَاثِرًا، فَقِيلَ لَهُ: مَا لَكَ يَا رَسُولَ اللهِ أَصْبَحْتَ خَاثِرًا؟ قَالَ: " وَعَدَنِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنْ يَلْقَانِي، فَلَمْ يَلْقَنِي، وَمَا أَخْلَفَنِي ". فَلَمْ يَأْتِهِ تِلْكَ اللَّيْلَةَ، وَلَا الثَّانِيَةَ، وَلَا الثَّالِثَةَ، ثُمَّ اتَّهَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَرْوَ كَلْبٍ كَانَ تَحْتَ نَضَدِنَا، فَأَمَرَ بِهِ، فَأُخْرِجَ، ثُمَّ أَخَذَ مَاءً، فَرَشَّ مَكَانَهُ، فَجَاءَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ: " وَعَدْتَنِي فَلَمْ أَرَكَ؟ " قَالَ: إِنَّا لَا نَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ وَلَا صُورَةٌ. قَالَ (3) : فَأَمَرَ يَوْمَئِذٍ بِقَتْلِ الْكِلَابِ. قَالَ: حَتَّى كَانَ يُسْتَأْذَنُ فِي كَلْبِ الْحَائِطِ الصَّغِيرِ، فَيَأْمُرُ بِهِ أَنْ يُقْتَلَ (4)
__________
=وقد سلف برقم (26798) .
(1) في (ظ6) و (ظ2) و (م) : عبيد الله، وهو خطأ.
(2) قوله: عبد الله، ليس في (م) .
(3) قوله: قال، من (ظ6) .
(4) حديث صحيح، محمد بن أبي حفصة - وإن كان ضعيفاً - قد توبع، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. رَوْح: هو ابنُ عُبادة.
وأخرجه أبو يعلى (7093) من طريق محمد بن دينار الطَّاحي، عن محمد ابن أبي حفصة، بهذا الإسناد. إلا أنه قال: عُبيد الله بن عبد الله، بدلاً من عُبيد ابن السَّبَّاق.
وأخرجه مسلم (2105) ، وأبو داود (4157) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/283، وابن حبان (5649) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (1047) ، و24/ (31) ، والبيهقي في "السنن" 1/242 و243، والحازمي في "الاعتبار"=(44/384)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=ص234من طريق يونس بن يزيد، والنسائي في "المجتبى" 7/186، وفي "الكبرى" (4794) ، والبيهقي في "السنن" 2/429 من طريق شعيب بن أبي حمزة، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3102) ، وأبو يعلى (7112) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (883) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (1048) و24/ (32) من طريق سليمان بن كثير، ثلاثتهم عن الزهري، به.
وأخرجه ابن خزيمة (299) ، والبيهقي في "السنن" 1/243 من طريق عُقيل، والطبراني في "الكبير" 23/ (1046) ، وفي "الأوسط" (3511) ، وفي "الصغير" (394) من طريق عُمارة بن أبي حفصة، كلاهما عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس، به.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/184، وفي "الكبرى" (4787) من طريق محمد بن الوليد الزبيدي، عن الزهري، عن ابن السباق، عن ميمونة، به. لم يذكر ابن عباس في الإسناد.
وأخرجه الحازمي في "الاعتبار" ص234 من طريق معمر، عن الزهري، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قال الحازمي: هكذا روى معمر هذا الحديث مرسلاً، ولم يضبط إسناده عن الزهري.
وقوله: "إنا لا ندخل بيتاً فيه كلب ولا صورة" تقدمت أحاديث الباب في مسند علي عند الرواية (632) .
وقوله: "فأمر يومئذ بقتل الكلاب" تقدمت أحاديث الباب في مسند ابن عمر عند الرواية (4744) .
قال السندي: قولها: خاثراً، أي: ثقيل النفس غير نشيط.
"أن يلقاني" أي: الليلة إن لم يكن ثمة مانع، فلا خلف في وعده، فلذلك قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (وما أخلفني) أي: بل كان وعده مقيداً بأن لا يكون ثمة مانع، فقد حصل مانع لا ندري ما هو.
تحت نَضَدِنا، بفتحتين: سرير يُجمع عليه الثياب، وُيجعل بعضها فوق بعض.(44/385)
26801 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ مَيْمُونَةَ (1) " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ بِفَضْلِ غُسْلِهَا مِنَ الْجَنَابَةِ " (2)
26802 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ مَيْمُونَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ: أَجْنَبْتُ أَنَا وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَاغْتَسَلْتُ مِنْ جَفْنَةٍ، فَفَضَلَتْ فَضْلَةٌ، فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيَغْتَسِلَ مِنْهَا، فَقُلْتُ: إِنِّي قَدْ اغْتَسَلْتُ مِنْهَا، فَقَالَ: " إِنَّ الْمَاءَ لَيْسَ عَلَيْهِ جَنَابَةٌ " أَوْ: " لَا (3) يُنَجِّسُهُ شَيْءٌ " فَاغْتَسَلَ مِنْهُ (4)
__________
(1) في (ظ2) و (ق) : ميمونة زوج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف شَريك: وهو ابنُ عبد الله النَّخَعي، وسِمَاك - وهو ابن حرب - روايتُه عن عكرمة مضطربة.
وهو عند الطيالسي في "مسنده" (1625) ، وأخرجه من طريقه ابنُ ماجه (372) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (34) ، والدارقطني 1/53.
وقد سلف بإسناد صحيح من حديث ابن عباس برقم (3465) .
وانظر (26797) و (26802) .
(3) في (ظ6) : ولا.
(4) حديتث صحيح، اغتسالُ النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بفضل ميمونة، سلف بإسناد صحيح من حديث ابن عباس برقم (3465) . وقوله: "إن الماء لا ينجسه شيء" صحيح بطرقه وشواهده. وقد سلف من حديث أبي سعيد الخدري برقم (11119) . وهذا إسناد ضعيف لضعف شريك: وهو ابن عبد الله النَّخَعي، وسِماك - وَهو ابن حرب - روايته عن عكرمة مضطربة.=(44/386)
26803 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ مَيْمُونَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهَا اسْتَفْتَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي فَأْرَةٍ سَقَطَتْ فِي سَمْنٍ لَهُمْ جَامِدٍ، فَقَالَ: " أَلْقُوهَا وَمَا حَوْلَهَا، وَكُلُوا سَمْنَكُمْ " (1)
26804 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ مَيْمُونَةَ " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى وَعَلَيْهِ مِرْطٌ لِبَعْضِ نِسَائِهِ،
__________
= وأخرجه أبو عبيد في "الطهور" (149) و (150) ، وأبو يعلى (7098) ، والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند ابن عباس) (1032) و (1034) و (1035) ، والبغوي في "الجعديات" (2353) ، والطبرانىِ في "الكبير" 23/ (1030) و24/ (36) ، والدارقطني 1/52، وابن شاهين في "ناسخ
الحديث" (58) ، والبغوي في "شرح السنة" (259) من طرق عن شريك، بهذا الإسناد.
(1) حديث صحيح، محمد بن مصعب - وهو القَرْقَساني - مقارِبُ الحديث في الأوزاعي، وقد تُوبع. وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/287، وقال: هو في الصحيح وغيره، خلا أنها هي السائلة. رواه أحمد عن محمد بن مصعب القَرْقساني، وثَّقه أحمد وروى عنه، وضعفه يحيى بنُ معين وجماعة.
قلنا: قد رواه مالك عن الزهري، كما سيأتي في الرواية (26847) ، ووقع في بعض الروايات: عن مالك أن ميمونة هي السائلة بمثل رواية محمد بن مصعب، وبهذا جزم الحافظ في "الفتح" 1/343، فقال: والسائلُ عن ذلك هي ميمونة.
وقد سلف برقم (26796) .(44/387)
وَعَلَيْهَا بَعْضُهُ " قَالَ سُفْيَانُ: أُرَاهُ قَالَ: حَائِضٍ (1)
26805 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ مَيْمُونَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ، قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي عَلَى الْخُمْرَةِ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. الشيباني: هو أبو إسحاق سليمان ابن أبي سليمان.
وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/64 (بترتيب السندي) وفي "السنن" (139) ، والحميدي (313) ، وأبو داود (369) ، وابن ماجه (653) ، وابن الجارود في "المنتقى" (133) ، وأبو يعلى (7095) ، وابن خزيمة (768) ، وأبو عوانة 2/53، وابن حبان (2329) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (9) و (52) ، والبيهقي في "السنن" 2/409، وفي "معرفة السنن والآثار" (4316) ، والبغوي في "شرح السنة" (318) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وانظر (26806) .
وفي الباب عن عائشة، سلف برقم (24044) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هُشيم: هو ابن بشير السُّلمي.
وأخرجه أبو يعلى (7090) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (6) ، والبغوي في "شرح السنة" (528) و (529) من طريق هشيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد 1/469، وابن أبي شيبة 1/398، وابن ماجه (1028) ، وابن خزيمة (1007) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (4) و (5) و (7) و (53) من طرق عن أبي إسحاق الشيباني، به.
وأخرجه الحميدي (311) عن سفيان بن عيينة، عن الشيباني، عن عبد الله ابن شداد، أو يزيد بن الأصمّ - سفيان الذي يشك - عن ميمونة، به.=(44/388)
26806 - حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عِيسَى الرَّاسِبِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ الشَّيْبَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ، قَالَ: سَمِعْتُ خَالَتِي مَيْمُونَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ، زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهَا " كَانَتْ تَكُونُ حَائِضًا وَهِيَ مُفْتَرِشَةٌ بِحِذَاءِ مَسْجِدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُصَلِّي عَلَى خُمْرَتِهِ (1) ، إِذَا سَجَدَ أَصَابَنِي طَرَفُ ثَوْبِهِ " (2)
26807 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ الشَّيْبَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ شَدَّادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مَيْمُونَةَ، زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَقُولُ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
=وسيأتي برقم (26849) ، ومطولاً برقمي: (26806) و (26808) .
وسيكرر برقم (26851) سنداً ومتناً.
وقد ذكرنا أحاديث الباب في مسند ابن عمر عند الرواية (5660) .
(1) في (ظ2) و (ق) : خمرة.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير بكر بن عيسى الراسبي، فقد روى له النسائي، وهو ثقة. أبو عَوانة: هو الوضَّاح بن عبد الله اليشكري.
وأخرجه البخاري (333) من طريق يحيى بن حماد، عن أبي عَوانة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/286، والبخاري (379) و (517) ، ومسلم (513) ، وأبو داود (656) ، وابن ماجه (958) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (1) و (2) و (10) و (51) و (54) ، والبيهقي في "السنن" 3/107 من طرق عن الشيباني، به.
وسيأتي في الحديثين بعده.
وانظر (26804) .(44/389)
يَقُومُ فَيُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ وَأَنَا نَائِمَةٌ إِلَى جَنْبِهِ، فَإِذَا سَجَدَ، أَصَابَنِي ثِيَابُهُ وَأَنَا حَائِضٌ " (1)
26808 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ، عَنْ مَيْمُونَةَ، قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي عَلَى الْخُمْرَةِ، فَيَسْجُدُ، فَيُصِيبُنِي ثَوْبُهُ وَأَنَا إِلَى جَنْبِهِ وَأَنَا حَائِضٌ " (2)
26809 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ الْأَصَمِّ، [قَالَ عَبْدُ اللهِ:] قَالَ أَبِي: " وَقُرِئَ عَلَى سُفْيَانَ اسْمُهُ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ ابْنِ أَخِي يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ " عَنْ عَمِّهِ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الواحد: هو ابن زياد العبدي.
وأخرجه البخاري (518) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (2) من طريقين عن عبد الواحد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عوانة 2/53 من طريق إبراهيم بن الزبرقان، عن الشيباني، به.
وانظر ما قبله.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد خالف فيه محمدُ بنُ فُضَيْل الرواةَ عن الشيباني:
فرواه هنا عنه، فقال: عن يزيد بن الأصمّ، عن ميمونة.
ورواه سفيان بن عيينة- كما في الرواية (26804) - وهشيم بن بشير- كما في الرواية (26805) - وشعبة - كما في الرواية (26849) - وأبو عوانة - كما في الرواية (26806) - وعبد الواحد بن زياد العبدي - كما في الرواية (26807) - خمستهم عن الشيباني، عن عبد الله بن شداد، عن ميمونة.(44/390)