. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الأستار) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (518) ، والبيهقي في "الدلائل" 6/498 من طريق نافع بن يزيد، عن أبي صخر، به.
قال البزار: لا نعلمه يروى إلا بهذا الإسناد.
وروي مرسلاً عند البيهقي في "الدلائل" 6/498 من طريق أبي ثابت -وهو محمد بن عبد الله المدني- عن ابن وهب، عن عبد الجبار بن عمر، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فذكره. وهذا على إرساله فيه عبد الجبار بن عمر، وهو ضعيف جداً صاحب مناكير.
وعنده أيضاً مرسلاً من طريق مصعب بن عبد الله بن مصعب بن ثابت، عن أبيه، عن موسى بن عقبة قال: بلغني أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال ... فذكره. وهذا ضعيف أيضاً، وعبد الله بن مصعب الزبيري والد مصعب ضعفه ابن معين.
والكاهنان قال أبو ثابت -السالف ذِكرُه- وغيره: هما قريظة والنَّضير. وهما قَبِيلا اليهود بالمدينة، والعرب تُسمِّي كل من يتعاطى عِلماً دقيقاً: كاهناً، ومنهم من كان يُسمِّي المنجِّم والطبيب كاهناً. قاله ابن الأثير في "النهاية".
وهذا الرجل المراد في هذا الخبر-إن كان ثابتاً-: هو محمد بن كعب القُرَظي فيما قيل.(39/309)
حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي حَدْرَدٍ (1)
23881 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ ابْنِ (2) إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ قُسَيْطٍ، عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي حَدْرَدٍ، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي حَدْرَدٍ قَالَ: " بَعَثَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى إِضَمَ، فَخَرَجْتُ فِي نَفَرٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فِيهِمْ أَبُو قَتَادَةَ الْحَارِثُ بْنُ رِبْعِيٍّ، وَمُحَلَّمُ بْنُ جَثَّامَةَ بْنِ قَيْسٍ "، فَخَرَجْنَا حَتَّى إِذَا كُنَّا بِبَطْنِ إِضَمَ مَرَّ بِنَا عَامِرٌ الْأَشْجَعِيُّ عَلَى قَعُودٍ، لَهُ مَعَهُ (3) مُتَيِّعٌ وَوَطْبٌ مِنْ لَبَنٍ، فَلَمَّا مَرَّ بِنَا، سَلَّمَ عَلَيْنَا، فَأَمْسَكْنَا عَنْهُ، وَحَمَلَ عَلَيْهِ مُحَلَّمُ بْنُ جَثَّامَةَ، فَقَتَلَهُ بِشَيْءٍ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ، وَأَخَذَ بَعِيرَهُ وَمُتَيِّعَهُ، فَلَمَّا قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَخْبَرْنَاهُ الْخَبَرَ، نَزَلَ فِينَا الْقُرْآنُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا} [النساء: 94] (4)
__________
(1) سلفت ترجمته مع حديث له في مسند المكيين 24/241.
(2) لفظة "ابن" سقطت من (م) و (ظ2) و (ق) .
(3) لفظة "معه" سقطت من (م) .
(4) إسناده محتمل للتحسين، القعقاع بن عبد الله بن أبي حدرد روى عنه يحيى ابن سعيد الأنصاري ويزيد بن عبد الله بن قسيط، وذكره ابن حبان في "الثقات"=(39/310)
23882 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَبِي عَوْنٍ، عَنْ جَدَّتِهِ،
__________
= 5/323، واختُلف في صحبته، والراجح أنه لا صحبة له كما في "الإصابة" 5/554-555، والصحبة لأبيه وجدِّه، وله ترجمة في "التعجيل" (888) .
يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري.
والخبر في "سيرة ابن هشام" 4/275 عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد. ومن طريق ابن إسحاق أخرجه ابن أبي شيبة 14/547، وابن الجارود (777) ، والطبري في "تفسيره" 5/222-223، والبيهقي في "دلائل النبوة" 4/305 و306. وبعضهم يذكر بإثره الخبر السالف برقم (23879) .
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 4/282 عن محمد بن عمر، عن عبد الله بن يزيد بن قسيط، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي، عن أبيه. ومحمد بن عمر-وهو الواقدي- متروك الحديث.
وفي الباب عن ابن عباس قال: لقي ناسٌ من المسلمين رجلاً في غُنيمةٍ له، فقال: السلام عليكم، فأخذوه فقتلوه وأخذوا تلك الغُنيَمة، فنزلت: (ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السَّلام لستَ مؤمناً) ، أخرجه البخاري (4591) ، ومسلم (3025) ، وسلف نحوه في "المسند" برقم (2023) .
إضم: اسم موضع شمال المدينة من أرض جُهَينة، يقع خلف جبل أُحد وهو مجتمع أودية المدينة، ومنه تنحدر سيول هذه الأودية إلى وادي الحمض حتى تصب في البحر الأحمر بين أم لُجٍّ والوجه. انظر "الأماكن" للحازمي 1/77 بتحقيق الأستاذ حمد الجاسر.
قال السندي: "قَعُود" بفتح القاف: ما أمكن أن يُركَب عليه من البعير.
"مُتيِّع" بتشديد الياء: تصغير متاع.
و"وَطْب" بفتح فسكون: سِقاءُ اللبن يُتَّخذ من جلدٍ.(39/311)
عَنِ ابْنِ أَبِي حَدْرَدٍ الْأَسْلَمِيِّ (1) ، أَنَّهُ ذَكَرَ: أَنَّهُ تَزَوَّجَ امْرَأَةً، فَأَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَعِينُهُ فِي صَدَاقِهَا، فَقَالَ: " كَمْ أَصْدَقْتَ؟ " قَالَ: قُلْتُ: مِائَتَيْ دِرْهَمٍ، قَالَ: " لَوْ كُنْتُمْ تَغْرِفُونَ الدَّرَاهِمَ مِنْ وَادِيكُمْ هَذَا مَا زِدْتُمْ، مَا عِنْدِي مَا أُعْطِيكُمْ " قَالَ: فَمَكَثْتُ ثُمَّ دَعَانِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَعَثَنِي فِي سَرِيَّةٍ بَعَثَهَا نَحْوَ نَجْدٍ، فَقَالَ: " اخْرُجْ فِي هَذِهِ السَّرِيَّةِ لَعَلَّكَ أَنْ تُصِيبَ شَيْئًا فَأُنَفِّلَكَهُ " قَالَ: فَخَرَجْنَا حَتَّى جِئْنَا الْحَاضِرَ مُمْسِينَ، قَالَ: فَلَمَّا ذَهَبَتْ فَحْمَةُ الْعِشَاءِ، بَعَثَنَا أَمِيرُنَا رَجُلَيْنِ رَجُلَيْنِ، قَالَ: فَأَحَطْنَا بِالْعَسْكَرِ، وَقَالَ: إِذَا كَبَّرْتُ وَحَمَلْتُ، فَكَبِّرُوا وَاحْمِلُوا، وَقَالَ: حِينَ بَعَثَنَا رَجُلَيْنِ رَجُلَيْنِ: لَا تَفْتَرِقَا، وَلَأَسْأَلَنَّ وَاحِدًا مِنْكُمَا عَنْ خَبَرِ صَاحِبِهِ فَلَا أَجِدُهُ عِنْدَهُ، وَلَا تُمْعِنُوا فِي الطَّلَبِ، قَالَ: فَلَمَّا أَرَدْنَا أَنْ نَحْمِلَ سَمِعْتُ رَجُلًا مِنَ الْحَاضِرِ صَرَخَ: يَا خَضْرَةُ، فَتَفَاءَلْتُ بِأَنَّا سَنُصِيبُ مِنْهُمْ خَضْرَةً، قَالَ: فَلَمَّا أَعْتَمْنَا، كَبَّرَ أَمِيرُنَا وَحَمَلَ، وَكَبَّرْنَا وَحَمَلْنَا، قَالَ: فَمَرَّ بِي رَجُلٌ فِي يَدِهِ السَّيْفُ فَاتَّبَعْتُهُ، فَقَالَ لِي صَاحِبِي: إِنَّ أَمِيرَنَا قَدْ عَهِدَ إِلَيْنَا أَنْ لَا نُمْعِنَ فِي الطَّلَبِ فَارْجِعْ، فَلَمَّا رَأَيْتُ إِلَّا أَنْ أَتَّبِعَهُ، قَالَ: وَاللهِ لَتَرْجِعَنَّ أَوْ لَأَرْجِعَنَّ إِلَيْهِ، وَلَأُخْبِرَنَّهُ أَنَّكَ أَبَيْتَ، قَالَ: فَقُلْتُ: وَاللهِ لَأَتَّبِعَنَّهُ، قَالَ:
__________
(1) تحرف في (م) والنسخ الخطية إلى: السلمي، والتصويب من "جامع المسانيد" و"غاية المقصد" ورقة 231.(39/312)
فَاتَّبَعْتُهُ حَتَّى إِذَا دَنَوْتُ مِنْهُ، رَمَيْتُهُ بِسَهْمٍ عَلَى جُرَيْدَاءِ مَتْنِهِ فَوَقَعَ، فَقَالَ: ادْنُ يَا مُسْلِمُ إِلَى الْجَنَّةِ، فَلَمَّا رَآنِي لَا أَدْنُو إِلَيْهِ وَرَمَيْتُهُ بِسَهْمٍ آخَرَ، فَأَثْخَنْتُهُ رَمَانِي بِالسَّيْفِ فَأَخْطَأَنِي، وَأَخَذْتُ السَّيْفَ فَقَتَلْتُهُ بِهِ، وَاحْتَزَزْتُ بِهِ رَأْسَهُ، وَشَدَدْنَا فَأَخَذْنَا نَعَمًا كَثِيرَةً وَغَنَمًا، قَالَ: ثُمَّ انْصَرَفْنَا، قَالَ: فَأَصْبَحْتُ فَإِذَا بَعِيرِي مَقْطُورٌ بِهِ بَعِيرٌ عَلَيْهِ امْرَأَةٌ جَمِيلَةٌ شَابَّةٌ، قَالَ: فَجَعَلَتْ تَلْتَفِتُ خَلْفَهَا فَتُكَبِّرُ، فَقُلْتُ لَهَا: إِلَى أَيْنَ تَلْتَفِتِينَ؟ قَالَتْ: إِلَى رَجُلٍ وَاللهِ إِنْ كَانَ حَيًّا خَالَطَكُمْ، قَالَ: قُلْتُ، وَظَنَنْتُ أَنَّهُ صَاحِبِي الَّذِي قَتَلْتُ،: قَدْ وَاللهِ قَتَلْتُهُ، وَهَذَا سَيْفُهُ، وَهُوَ مُعَلَّقٌ بِقَتَبِ الْبَعِيرِ الَّذِي أَنَا عَلَيْهِ، قَالَ: وَغِمْدُ السَّيْفِ لَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ مُعَلَّقٌ بِقَتَبِ بَعِيرِهَا، فَلَمَّا قُلْتُ ذَلِكَ لَهَا، قَالَتْ: فَدُونَكَ هَذَا الْغِمْدَ فَشِمْهُ فِيهِ إِنْ كُنْتَ صَادِقًا، قَالَ: فَأَخَذْتُهُ فَشِمْتُهُ فِيهِ فَطَبَقَهُ، قَالَ: فَلَمَّا رَأَتْ ذَلِكَ بَكَتْ، قَالَ: فَقَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَعْطَانِي مِنْ ذَلِكَ النَّعَمِ الَّذِي قَدِمْنَا بِهِ (1)
__________
(1) إسناده ضعيف لإبهام جَدَّةِ عبد الواحد بن أبي عون، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح غير عبد الواحد بن أبي عون فمن رجال ابن ماجه، وأخرج له البخاري تعليقاً. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، وعبد الله بن جعفر: هو المَخْرَمي.
وقد روى يحيى بن سعيد الأنصاري عن محمد بن إبراهيم التيمي: أن أبا حدرد الأسلمي أتى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يستعينه في مهر امرأةٍ فقال: "كم أَمهَرْتَها؟ " قال: مئتي درهم. فقال. "لو كنتم تغرفون من بُطْحان ما زدتُم". سلف برقم (15706) =(39/313)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= من طريق سفيان الثوري، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي حدرد، وجماعة من أصحاب يحيى بن سعيد رووه عنه على صورة الإرسال، وهو الصواب فيما يغلب على ظننا، فإن محمد بن إبراهيم التيمي كان يرسل عن غير واحدٍ من الصحابة. وأما ما جاء في رواية عبد الرزاق عن سفيان برقم (15707) من وقوع صيغة التحديث بين محمد بن إبراهيم وأبي حدرد، فنظنه وهماً من عبد الرزاق، فإنه لم يذكره غيره، والله تعالى أعلم.
ويشهد لهذه القطعة حديث أبي هريرة عند مسلم (1424) (75) بلفظ: "على أربع أواقٍ! كأنما تنحتون الفضة من عُرْض هذا الجبل".
قال السندي: "فأنفِّلكه" من التنفيل، أي: أُعطيكه.
"فَحْمة العشاء" بالفتح، أي: سواده الذي يظهر أولاً.
"ولا تُمعِنُوا" من الإمعان: وهو المبالغة في الطلب.
"خضرة" أي: مالاً، فإنه الحُلْو الخَضِر كما في الحديث، أو دماً وقتلاً، فإن الدم لسواده يمكن أن يوصف بالإخضار.
"فلما رأيت إلا أن أتبعه" أي: رأيت أن لا مصلحة إلا في اتباعه.
"على جُريداء مَتْنه" الجريداء بالمد: تصغير الجَرداء، والمتن: الظَّهر، والمراد: على وسطه، وهو موضع القفا المتجرِّد عن اللحم، والله تعالى أعلم.
"فتُكبر" أي: تستثقل عدم حضور زوجها لأجلها.
"خالَطكم" أي: قاتلكم.
"فشِمْه" من الشَيم: وهو الإغماد ويجيءُ بمعنى السَّل أيضاً، فهو من الأضداد.(39/314)
حَدِيثُ بِلَالٍ (1)
23883 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، قَالَ: قَالَ بِلَالٌ: " يَا رَسُولَ اللهِ لَا تَسْبِقْنِي بِآمِينَ " (2)
__________
(1) هو بلال بن رباح الحَبَشي القرشي بالولاءِ التَّيمي، أبو عبد الله أو أبو عبد الرحمن، اشتراه أبو بكر الصِّدّيق رضي الله عنه من المشركين حين عذَّبوه على الإسلام فأعتقه، فلزم النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأَذَّن له، وشَهِدَ معه جميع المشاهد. آخى النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينه وبين أبي عبيدة بن الجرَّاح، ثم خرج بلال بعد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مجاهداً إلى أن مات بالشام وكان خازناً للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان قديم الإسلام والهجرة، وكان أولاً عند أُميَّة بن خلف، فجاء أنه كان يُخرجه إذا حميت الظهيرة فيطرحه على ظهره في بطحاء مكة ثم يأمر بالصخرة العظيمة على صدره ثم يقول: لا تزال على ذلك حتى تموت أو تكفر بمحمد، فيقول وهو في ذلك: أَحدٌ أحدٌ. فمرَّ به أبو بكر فاشتراه منه بعبدٍ له أَسود جَلْد، فصار بلال سبباً لقتل أُمية يوم بدرٍ ... وكان عمر يقول
فيه: إنه سيِّدُنا وعَتيق سيدنا. وفضائله مشهورة، توفي بالشام زمن عمر وهو ابن ثلاث وستين، قيل: مات سنة ثمان عشرة في طاعون عَمَواس، وقيل: سنة عشرين. انظر "تاريخ دمشق" 3/ورقة 444-469، و"السير" 1/347-360، و"الإصابة" 1/326-327.
(2) مرسل صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، وقد رجَّح إرساله غير واحد من أهل العلم كأبي حاتم الرازي والدارقطني وغيرهما. عاصم: هو ابن سليمان الأحول، أبو عثمان. هو عبد الرحمن بن ملٍّ النهدي، وهو من مخضرمي التابعين.
وأخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" 2/23 و56 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد. ووقع فيه مكان قول بلال: "يا رسول الله": قال رسول الله.
فجعله من قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لبلال، وهو خطأ.=(39/315)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه عبد الرزاق (2636) ، وابن أبي شيبة 2/425، وأبو داود (937) ، والبزار في "مسنده" (1375) ، وابن خزيمة (573) ، والشاشي في "المسند" (976) ، والطبراني في "الكبير" (1124) و (1125) ، وفي "الأوسط" (7239) ، والبيهقي 2/23 و56، والخطيب في "تاريخ بغداد" 2/276 و277، والبغوي في "شرح السنة" (591) من طرق عن عاصم، به.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 1/245 من طريق سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي: أن بلالاً قال للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... وهو الذي رجَّحه أبو حاتم في "العلل" 1/116 والدارقطني وغيرهما. لكن قال ابن التركماني في "الجوهر النقي" 2/23: أبو عثمان أسلم على عهد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وسمع جمعاً كثيراً من أصحابه عليه السلام كعمر بن الخطاب وغيره، فإذا روى عن بلال بلفظ (عن) أو (قال) فهو محمول على الاتصال على ما هو المشهور عندهم.
وأخرجه الخطيب في "تاريخه" 2/276 عن أبي عمر بن مهدي، عن محمد ابن مخلد، عن محمد بن حسان، عن ابن مهدي، عن سفيان، عن عطاء، عن أبي عثمان، عن بلال: أنه قال للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ..
قال الخطيب: هكذا رواه أبو عمر بن مهدي لنا من أصل كتابه. ثم ساق الخطيب الحديث على صورة الإرسال كما تقدم، وقال بإثره: هذا هو الصواب وحديث أبي عمر بن مهدي خطأ.
قال البيهقي: وروي بإسناد ضعيف عن عاصم، عن أبي عثمان، عن سلمان، قال: قال بلال، وليس بشيء، إنما رواية الجماعة الثقات عن عاصم دون ذكر سلمان.
قلنا: وأخرجه الطبراني في "الكبير" (6136) من طريق سليمان التيمي، عن أبي عثمان، عن سلمان: أن بلالاً قال للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا تسبقني بآمين. ورجاله ثقات إلا أن فيه شيخ الطبراني محمد بن العباس الأخرم، كان قد اختلط قبل موته بسنة فيما قاله أبو نعيم الحافظ كما في "لسان الميزان" 5/216.=(39/316)
23884 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، عَنْ بِلَالٍ، قَالَ: " مَسَحَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْخُفَّيْنِ وَالْخِمَارِ " (1)
__________
= وسيأتي الحديث برقم (23920) .
وفي فضيلة التأمين مع الإمام انظر حديث أبي هريرة السالف برقم (7244) .
قال الإمام البغوي في "شرح السنة" 3/63: قيل في تأويله: إن بلالاً كان يقيم في موضع أذانه من وراء الصفوف، فربما سبقه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ببعض القراءة، فاستمهله بلال قَدْر ما يلحق القراءة والتأمين، فينال فضيلة التأمين معه.
وروي أن أبا هريرة كان ينادي الإمام: لا تَفُتني بآمين (علَّقه البخاري بين يدي الحديث 780) .
وتأول بعضُهم على أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يكبِّر عند قوله: قد قامت الصلاة، فربما سبقه
ببعض القراءة.
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مِهْران، والحكم: هو ابن عتيبة.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/177 و14/162، ومسلم (275) ، والنسائي في "المجتبى" 1/75، والبزار في "مسنده" (1358) ، وابن خزيمة (180) ، وأبو عوانة (715) و (716) ، والشاشي (951) و (952) و (954) و (955) ، والطبراني (1060) و (1061) ، والبيهقي 1/61 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد - وعند بعضهم: مسح على الموقين والخمار. والمُوق: هو الخفُّ، أو هو خفٌّ غليظ يُلبس فوق الخف.
وأخرجه مسلم (275) ، والترمذي (101) ، وابن ماجه (561) ، وأبو عوانة (714) و (716) و (717) ، والشاشي (953) ، والطبراني (1061) ، والبيهقي 1/271 من طرق عن الأعمش، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/184، والطبراني (1062) من طريق ليث بن أبي سليم، عن الحكم، به.=(39/317)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه الطبراني (1063) من طريق يزيد بن أبي زياد، عن ابن أبي ليلى، بنحوه. وفيه: الخفين والجوربين. ويزيد بن أبي زياد -وهو الهاشمي مولاهم- ضعيف.
وأخرجه البزار (1379) ، والشاشي (969) ، والطبراني في "الكبير" (1111) من طريق أبي جندل، والطبراني (1095) ، وأبو نعيم في "الحلية" 4/178 من طريق سويد بن غفلة، والطبراني (1096) من طريق شريح بن هانىء، ثلاثتهم عن بلال.
وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/40، والنسائي 1/81-82، وابن خزيمة (185) ، وابن حبان (1323) ، والطبراني (1065) ، والحاكم 1/151 من طريق عطاء بن يسار، عن أسامة بن زيد قال: دخل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبلال الأسواف ...
فذكر سؤاله بلالاً عن وضوء النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وفيه ذكر بلال المسح على الخفين دون
الخمار. وقد تحرفت لفظة "الأسواف" في المصادر جميعها إلى: الأسواق، بالقاف، والأسواف: حائط بالمدينة كما قال ابن خزيمة.
وأخرجه الشاشي (967) من طريق عطاء بن يسار، عن أسامة، عن بلال وعبد الله بن رواحة، به في سياق قصة.
وأخرجه أيضاً (968) من طريق عطاء أن ابن رواحة وأسامة بن زيد سألا بلالاً ... فذكره في سياق قصة.
وسيأتي برقم (23904) عن ابن نمير عن الأعمش.
وسيأتي برقم (23898) و (23916) من طريق سفيان الثوري، عن الأعمش، لكن لم يذكر فيه كعب بن عجرة.
ورواه زائدة بن قدامة عن الأعمش فيما سيأتي برقم (23915) فجعل مكان كعبٍ البراءَ.
ورواه زيد بن أبي أنيسة فيما سيأتي برقم (23911) ، وشعبة فيما سيأتي برقم (23898) و (23918) ، كلاهما عن الحكم، عن ابن أبي ليلى، عن بلال، وابن أبي ليلى لم يدرك بلالاً.=(39/318)
23885 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ عُمَرَ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَنَّ مُعَاوِيَةَ، حَجَّ فَأَرْسَلَ إِلَى شَيْبَةَ بْنِ عُثْمَانَ أَنْ افْتَحْ بَابَ الْكَعْبَةِ، فَقَالَ: عَلَيَّ بِعَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: فَجَاءَ ابْنُ عُمَرَ فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ: هَلْ بَلَغَكَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى فِي الْكَعْبَةِ؟ فَقَالَ: نَعَمْ دَخَلَ رَسُولُ اللهِ الْكَعْبَةَ، فَتَأَخَّرَ خُرُوجُهُ فَوَجَدْتُ شَيْئًا فَذَهَبْتُ، ثُمَّ جِئْتُ سَرِيعًا، فَوَجَدْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَارِجًا، فَسَأَلْتُ بِلَالَ بْنَ رَبَاحٍ هَلْ صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْكَعْبَةِ؟ قَالَ: " نَعَمْ رَكَعَ رَكْعَتَيْنِ بَيْنَ السَّارِيَتَيْنِ " (1)
__________
= وسيأتي برقم (23892) و (23893) و (23896) و (23908) من طريق نعيم ابن خمَّار، وبرقم (23891) و (23903) من طريق أبي عبد الرحمن أو أبي عبد الله، وبرقم (23917) من طريق أبي إدريس، ثلاثتهم عن بلال.
ويشهد له حديث المغيرة بن شعبة السالف برقم (18134) و (18234) .
وحديث سلمان السالف برقم (23717) .
وفي باب المسح على الخفين فقط أحاديث أخرى، انظرها عند حديث المغيرة ابن شعبة في الموضع الأول.
الخِمار: هو العمامة، وسمِّيت العمامة خماراً لأنها تخمِّر الرأس، أي: تغطيه.
(1) إسناده صحيح. يحيى بن سعيد: هو القطان، وابن أبي مليكة: هو عبد الله ابن عبيد الله بن عبد الله بن أبي مليكة التَّيْمي.
وأخرجه النسائي 5/217 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشاشي في "مسنده" (943) من طريق الفضل بن دكين، عن السائب ابن عمر، به - مختصراً لم يذكر فيه قصة.=(39/319)
23886 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قُلْتُ لِبِلَالٍ كَيْفَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرُدُّ عَلَيْهِمْ حِينَ كَانُوا يُسَلِّمُونَ عَلَيْهِ (1) فِي الصَّلَاةِ؟ قَالَ: " كَانَ يُشِيرُ بِيَدِهِ " (2)
__________
= وأخرجه عبد الرزاق (4065) عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، بنحوه.
وسيأتي برقم (23899) عن وكيع ومحمد بن بكر، عن السائب بن عمر.
وبرقم (23897) من طريق عثمان بن سعد، عن ابن أبي مليكة نحوه.
وانظر (23894) و (23900) و (23905) و (23906) و (23907) و (23909) و (23919) و (23921) و (23922) و (23923) .
وسلف في مسند ابن عمر برقم (4464) من طريق نافع عن ابن عمر.
وفي الباب عن عثمان بن طلحة، سلف برقم (15387) .
قال السندي: قوله "فوجدت شيئاً" أي: عارضاً كالبول ونحوه.
(1) لفظة "عليه" سقطت من (م) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد لأجل هشام بن سعد، فهو ليس بذاك القوي.
وأخرجه الترمذي (368) من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 1/245، وأبو داود (927) ، والبزار في "المسند" (1353) ، وابن الجارود (215) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/454، وفي "شرح مشكل الآثار" (5711) ، والشاشي (947) ، والطبراني (1027) ، والبيهقي 2/259 و259-260 من طرق عن هشام بن سعد، به.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/454، وفي "شرح مشكل الآثار" (5709) ، والبيهقي 2/259 من طريق عبد الله بن وهب، عن هشام بن سعد، عن نافع، عن ابن عمر: قلت لبلال أو لصهيب.=(39/320)
23887 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، عَنْ بِلَالٍ، قَالَ: " لَمْ يَكُنْ يَنْهَى عَنِ الصَّلَاةِ، إِلَّا عِنْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، فَإِنَّهَا تَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنَيِ الشَّيْطَانِ " (1)
__________
= وأخرجه البزار (1355) من طريق روح بن القاسم، عن زيد بن أسلم، عن ابن عمر، عن بلال.
قلنا: وسلف من حديث ابن عمر أنه سأل صهيباً برقم (4568) عن سفيان بن عيينة، عن زيد بن أسلم.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/453-454، وفي "شرح مشكل الآثار" (5710) من طريق عبد الله بن نافع، عن هشام بن سعد، عن نافع، عن ابن عمر، ليس فيه عن بلال.
قلنا: والاختلاف في تعيين الصحابي الذي حدّث ابن عمر لا يضرُّ لاحتمال أن يكون سمع ذلك منهما جميعاً، والله تعالى أعلم.
قال السندي: قوله: "يردُّ عليهم" أي: على أهل قُباءٍ -كما جاء في بعض الروايات- حين كان يذهب إلى قباء فيجيء أهله يسلِّمون عليه وهو في الصلاة.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. قيس بن مسلم: هو الجَدَلي.
وأخرجه الطيالسي (1117) ، والشاشي (977) ، والطبراني (1070) من طريقين، عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/354 من طريق سفيان الثوري، عن قيس بن مسلم، به. إلا أنه ذكر فيه غروب الشمس مكان طلوعها.
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4612) ، وفيه النهي عن تحرِّي الشمس عند طلوع الشمس وعند غروبها. وانظر أحاديث الباب هناك.
قال السندي: قوله: "لم يكن يُنهى.. " على بناء المفعول، وكأنه ما بلغه النهي عن الصلاة في غير وقت الطلوع، وإلا فقد صحَّ ذلك.(39/321)
23888 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَلَاءِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ شَهْرِ (1) بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ بِلَالٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُومُ " (2)
23889 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، وَأَبُو أَحْمَدَ، قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَعْقِلٍ الْمُزَنِيِّ، عَنْ بِلَالٍ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُوذِنُهُ بِالصَّلَاةِ - قَالَ أَبُو أَحْمَدَ: وَهُوَ يُرِيدُ الصِّيَامَ - " فَدَعَا بِقَدَحٍ فَشَرِبَ وَسَقَانِي، ثُمَّ خَرَجَ
__________
(1) تحرف في (م) والنسخ الخطية إلى: سلمة، والتصويب من "جامع المسانيد" و"أطراف المسند" ومن مصادر التخريج.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب، وهو لم يدرك بلالاً. محمد بن يزيد شيخ المصنف: هو الكَلاَعي الواسطي، وأبو العلاء: هو أيوب بن أبي مسكين.
وأخرجه الشاشي في "مسنده" (981) من طريق يزيد بن هارون ومحمد بن يزيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/50، والشاشي (980) ، والطبراني في "الكبير" (1122) من طريق يزيد بن هارون، به.
وأخرجه البزار (1008- كشف الأستار) من طريق إسحاق بن يوسف، عن أبي العلاء أيوب بن أبي مسكين، به. وقال فيه: وشهر لم يلق بلالاً، مات بلال في خلافة عمر.
وفي الباب عن أبي هريرة (8768) ، وانظر بقية شواهده والكلام عليه هناك.(39/322)
إِلَى الْمَسْجِدِ لِلصَّلَاةِ، فَقَامَ يُصَلِّي بِغَيْرِ وُضُوءٍ يُرِيدُ الصَّوْمَ " (1)
23890 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ الصُّنَابِحِيِّ، عَنْ بِلَالٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ " (2)
__________
(1) رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أن عبد الله بن معقل المزني لا يُعرف له سماع من بلال. أبو أحمد: هو الزبيري محمد بن عبد الله بن الزبير، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق، وأبو إسحاق جدُّه: هو عمرو بن عبد الله بن عبيد السبيعي.
وأخرجه الشاشي (479) ، والطبراني (1082) من طريق أبي أحمد الزبيري، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشاشي (972) و (973) ، والطبراني (1083) من طريق يونس بن أبي إسحاق، عن أبي إسحاق، به.
وأخرجه الشاشي (975) من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن معاوية بن قرة: أن بلالاً ... وهو مرسل.
وسيرد برقمي (23895) و (23901) .
قال السندي: قوله "أُوذِنُه" من الإيذان بمعنى الإخبار، ولعله كان قُبيل الفجر بقليل، فحين خرج طلع الفجر فصلَّى أولَ ما طلع.
"بغير وضوء" أي: من غير أن يتخلَّل بين الشرب والصلاة وضوءٌ، بل كان متوضئاً قبلُ، وظاهر الحديث أنه شرب بعد طلوع الفجر، لكن حملُه على ما قلنا، فيحمل عليه دفعاً للإشكال، والله تعالى أعلم بحقيقة الحال.
(2) إسناده ضعيف لسوء حفظ عبد الله بن لهيعة، وقد خولف فيه كما سيأتي.
أبو الخير: هو مرثد بن عبد الله اليَزَني، والصُّنابحي. هو عبد الرحمن بن عُسَيلةَ.
وأخرجه البزار في "مسنده" (1376) ، والشاشي (971) من طريق موسى بن داود، بهذا الإسناد.=(39/323)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= قال البزار: لا نعلم روى الصنابحي عن بلال إلا هذا الحديث، ولا نعلم له طريقاً إلا هذا الطريق.
وأخرجه الطحاوي 3/92 من طريق عبد الله بن يوسف، والطبراني (1102) من طريق يحيى بن كثير الناجي، كلاهما عن ابن لهيعة، به.
وخالف ابن لهيعة في إسناده ومتنه محمدُ بنُ إسحاق، فقد أخرجه ابن أبي شيبة 2/513 و3/75 من طريق محمد بن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير مرثد بن عبد الله، عن الصنابحي قال: سألت بلالاً عن ليلة القدر فقال: ليلة ثلاث وعشرين. فرواه موقوفاً وعيَّن الليلة بثلاث وعشرين. ومحمد بن إسحاق صدوق حسن الحديث إلا أنه لم يصرح بسماعه من يزيد.
وخالفهما في متنه عمرو بن الحارث عند البخاري في "صحيحه" (4470) فرواه عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن الصنابحي، قال في قصة وسُئِل عن ليلة القدر: أخبرني بلال مؤذِّن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه في السبع في العشر الأواخر. ولم يعيِّن أية ليلة هي في هذه السبع.
قلنا: وقد جاء تعيينها بليلة أربع وعشرين في حديث أبي سعيد الخدري مرفوعاً عند الطيالسي (2167) ، وقد تفرد به حماد بن سلمة، عن سعيد بن إياس الجريري.
وعلَّق البخاري بإثر الحديث (2022) عن خالد الحذَّاء، عن عكرمة، عن ابن عباس قال. التمسوا في أربعٍ وعشرين - يعني ليلة القدر.
وقد اختلف في ليلة القدر اختلافاً كثيراً حتى بلغت أقوالهم في ذلك إلى أربعبن قولاً كما قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 4/262، وانظر تفصيل المسألة عنده.
وانظر حديث أبي هريرة السالف برقم (7905) ، وحديث أبي سعيد الخدري السالف برقم (11076) ، وحديث أنس السالف برقم (13452) ، وحديث أُبي بن كعب السالف برقم (21190) .(39/324)
23891 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ، يَسْأَلُ بِلَالًا كَيْفَ مَسَحَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْخُفَّيْنِ؟ قَالَ: " تَبَرَّزَ ثُمَّ دَعَا بِمِطْهَرَةٍ - أَيْ: إِدَاوَةٍ -، فَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ، ثُمَّ مَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ وَعَلَى خِمَارِ الْعِمَامَةِ، قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ:، ثُمَّ دَعَا بِمِطْهَرَةٍ بِالْإِدَاوَةِ " (1)
23892 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعِيدٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مَكْحُولًا، يُحَدِّثُ عَنْ نُعَيْمِ بْنِ خِمَارٍ، عَنْ بِلَالٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " امْسَحُوا عَلَى الْخُفَّيْنِ وَالْخِمَارِ " (2)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي عبد الرحمن وأبي عبد الله. وهو مولى بني تيم. وانظر الكلام على أبي عبد الرحمن فيما سيأتي.
وهو عند عبد الرزاق في "المصنف" (734) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني (1099) ، ووقع عندهما: "أبو عبد الرحمن بن عبد الله أنه سمع عبد الرحمن بن عوف"، وهو خطأ.
ورواه شعبة عن أبي بكر بن حفص فيما سيأتي برقم (23903) فقال فيه: عن أبي عبد الله عن أبي عبد الرحمن قال: كنت قاعداً مع عبد الرحمن بن عوف.
وانظر ما سلف برقم (23884) .
(2) حديث صحيح من فعله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا من قوله، وهذا إسناد قوي، وقد صرَّح مكحول فيما سيأتي برقم (23896) بأن نعيماً أخبره، ونعيمم بن خمَّار -ويقال: همَّار، وهو أصح- صحابي من غَطَفان نزل الشام. هشام بن سعيد: هو=(39/325)
23893 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ، حَدَّثَنَا مَكْحُولٌ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ خِمَارٍ، عَنْ بِلَالٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " امْسَحُوا عَلَى الْخُفَّيْنِ وَالْخِمَارِ " (1)
__________
= الطَّالقاني، ومحمد بن راشد: هو المكحولي الدمشقي، ومكحول: هو الشامي.
وأخرجه الطبراني (1069) من طريق الأوزاعي، عن مكحول، به. وجعله من فعله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وأخرجه كذلك البزار في "مسنده" (1380) ، والطبراني (1105) و (1109) من طريق أبي وهب العلاء بن الحارث، والطبراني (1106) من طريق عبيد الله بن عبيد الكلاعي، والشاشي (970) من طريق المغيرة بن زياد، ثلاثتهم عن مكحول، عن الحارث بن معاوية وأبي جندل بن سهيل، عن بلال.
وأخرجه الطبراني (1103) و (1104) من طريق ابن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول، عن الحارث بن معاوية وسهيل بن أبي جندل، عن بلال فقلب اسم أبي جندل، وأبو جندل بن سهيل هذا غير الصحابي المعروف صاحب القصة المشهورة في صلح الحديبية، انظر "الأسامي والكنى" لأبي أحمد الحاكم 3/176، و"الإصابة" 7/76-77.
وأخرجه الطبراني أيضاً (1107) من طريق إسحاق بن عبد الله، عن مكحول، عن الحارث بن معاوية، عن بلال.
وأخرجه الطبراني (1110) من طريق النعمان بن المنذر، عن مكحول: أن بلالاً ... فذكر نحوه. لم يذكر المسح على الخمار.
وسيأتي من طرق عن محمد بن راشد بالأرقام (23893) و (23896) و (23908) .
وانظر ما سلف برقم (23884) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي من أجل محمد بن راشد المكحولي. وانظر ما قبله.
أبو سعيد مولى بني هاشم: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري.(39/326)
23894 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ الْكَعْبَةَ وَعُثْمَانُ بْنُ طَلْحَةَ وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ وَبِلَالٌ قَدْ غَلَقَهَا، فَلَمَّا خَرَجَ سَأَلْتُ بِلَالًا: مَاذَا صَنَعَ النَّبِيُّ؟ قَالَ: " تَرَكَ عَمُودَيْنِ عَنْ يَمِينِهِ، وَعَمُودًا عَنْ يَسَارِهِ، وَثَلَاثَةَ أَعْمِدَةٍ خَلْفَهُ، ثُمَّ صَلَّى وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ ثَلَاثَةُ أَذْرُعٍ " (1)
23895 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنِ أبِي (2) إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَعْقِلٍ، عَنْ بِلَالٍ، قَالَ: " أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُوذِنُهُ بِالصَّلَاةِ وَهُوَ يُرِيدُ الصِّيَامَ، فَشَرِبَ، ثُمَّ نَاوَلَنِي وَخَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ " (3)
23896 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ، أَخْبَرَنِي مَكْحُولٌ، أَنَّ نُعَيْمَ بْنَ خِمَارٍ، أَخْبَرَهُ أَنَّ بِلَالًا، أَخْبَرَهُ (4) أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " امْسَحُوا عَلَى الْخُفَّيْنِ وَالْخِمَارِ " (5)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وقد سلف في مسند ابن عمر برقم (5927) سنداً ومتناً.
(2) تحرفت في (م) وبعض النسخ إلى: ابن.
(3) رجاله ثقات رجال الشيخين. وانظر (23889) .
(4) قوله: "أن بلالاً أخبره" سقط من (م) .
(5) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (737) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني (1068) .
وانظر (23892) .(39/327)
23897 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، حَدَّثَنِي ابْنُ عُمَرَ، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْفَتْحِ، قَضَوْا طَوَافَهُمْ بِالْبَيْتِ، وَبِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، ثُمَّ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ الْبَيْتَ، فَغَفَلَ عَنْهُ ابْنُ عُمَرَ فَلَمَّا أُنْبِئَ بِدُخُولِهِ أَقْبَلَ يَرْكَبُ أَعْنَاقَ الرِّجَالِ، فَدَخَلَ يَقْتَدِي بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَيْفَ يُصَلِّي؟ فَتَلَقَّاهُ عِنْدَ الْبَابِ خَارِجًا فَسَأَلَ بِلَالًا الْمُؤَذِّنَ كَيْفَ صَنَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ دَخَلَ الْكَعْبَةَ؟ قَالَ: " صَلَّى رَكْعَتَيْنِ حِيَالَ وَجْهِهِ، ثُمَّ دَعَا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ سَاعَةً، ثُمَّ خَرَجَ " (1)
23898 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى، وَعَبْدَ الرَّزَّاقِ، أَنْبَأَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ (2) ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ بِلَالٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مَسَحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ وَالْخِمَارِ " (3)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف عثمان بن سعد: وهو الكاتب. روح: هو ابن عبادة.
وأخرجه الطبراني (1036) من طريقين عن عثمان بن سعد، بهذا الإسناد مختصراً.
وانظر (23885) .
(2) قوله: "عن الأعمش"، سقط من (م) .
(3) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أن فيه انقطاعاً، عبد الرحمن بن أبي ليلى لم يدرك بلالاً، لكن روي عنه موصولاً بذِكْر كعب بن عُجْرة بينها كما سلف برقم (23884) .=(39/328)
23899 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا السَّائِبُ بْنُ عُمَرَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا السَّائِبُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: سَأَلْتُ بِلَالَ بْنَ رَبَاحٍ: أَيْنَ صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ دَخَلَ الْكَعْبَةَ؟ قَالَ: " بَيْنَ السَّارِيَتَيْنِ " وَقَالَ ابْنُ بَكْرٍ " سَجْدَتَيْنِ " (1)
23900 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ،
__________
= سفيان: هو ابن سعيد الثوري.
وأخرجه النسائي 1/76 من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار (1370) من طريق محمد بن جعفر، به.
وأخرجه الشاشي (956) و (962) ، والطبراني (1088) ، والخطيب في "تاريخه" 11/137 من طرق عن شعبة، به.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (736) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني (1086) .
وأخرجه الشاشي (960) من طريق شريك النخعي، عن الأعمش، به.
وأخرجه الطيالسي (1116) ، وعبد الرزاق (735) ، والحميدي (150) ، والبزار (1368) ، والشاشي (957) و (958) ، والطبراني (1087) و (1089) و (1090) من طرق عن الحكم بن عتيبة، به.
وأخرجه الشاشي (959) ، والطبراني (1091) من طريقين عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، به، مختصراً.
وسيأتي برقم (23918) عن عفان، عن شعبة.
وسيأتي مكرراً عن عبد الرزاق برقم (23916) .
(1) إسناده صحيح.
وأخرجه البزار في "مسنده" (1346) ، والطبراني (1037) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (23885) عن يحيى بن سعيد عن السائب بن عمر.(39/329)
عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: سَأَلْتُ بِلَالًا: أَيْنَ صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ دَخَلَ الْكَعْبَةَ؟ قَالَ: " كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِدَارِ ثَلَاثَةُ أَذْرُعٍ " (1)
23901 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، عَنْ شَدَّادٍ، مَوْلَى عِيَاضِ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ بِلَالٍ: " أَنَّهُ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُؤْذِنُهُ بِالصَّلَاةِ فَوَجَدَهُ يَتَسَحَّرُ فِي مَسْجِدِ بَيْتِهِ " (2)
23902 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي الْوَرْدِ بْنِ ثُمَامَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مِرْدَاسٍ، قَالَ: أَتَيْتُ الشَّامَ أَتْيَةً فَإِذَا رَجُلٌ غَلِيظُ الشَّفَتَيْنِ، أَوْ قَالَ: ضَخْمُ الشَّفَتَيْنِ، وَالْأَنْفِ، إِذَا بَيْنَ يَدَيْهِ سِلَاحٌ، فَسَأَلُوهُ وَهُوَ يَقُولُ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، خُذُوا مِنْ هَذَا السِّلَاحِ وَاسْتَصْلِحُوهُ، وَجَاهِدُوا بِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ " قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: بِلَالٌ (3)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل هشام ابن سعد، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه ابن خزيمة (3011) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن خزيمة، وأبو عوانة، كلاهما كما في "إتحاف المهرة" 2/646 من طريقين عن هشام بن سعد، به.
وانظر (23894) .
(2) إسناده ضعيف لجهالة شدَّاد مولى عياض، ثم هو منقطع، فإنه لم يدرك بلالاً.
وانظر ما سلف برقم (23889) .
(3) إسناده ضعيف لجهالة عمرو بن مِرداس وأبي الورد بن ثمامة. إسماعيل: هو ابن عليَّة، والجُريري: هو سعيد بن إياس.=(39/330)
23903 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَفْصٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: كُنْتُ قَاعِدًا مَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، فَمَرَّ بِلَالٌ، فَسَأَلَهُ عَنِ الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ، فَقَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْضِي حَاجَتَهُ، فَآتِيهِ بِالْمَاءِ، فَيَتَوَضَّأُ، وَيَمْسَحُ عَلَى الْعِمَامَةِ، وَعَلَى الْخُفَّيْنِ " (1)
__________
= وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 13/ورقة 604 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي عبد الله -وهو مولى لبني تَيْم بن مُرَّة- وأما أبو عبد الرحمن فقد قيل: إنه مسلم بن يسار، حكى ذلك الدارقطني في "العلل" 7/177 عن عبد الملك بن أبجر حيث رواه عن أبي بكر بن حفص متابعاً لشعبة، قال الدارقطني: وليس عندي كما قال. يعني في تسميته، وقد قيل: إنه أبو عبد الرحمن السلمي -واسمه عبد الله بن حبيب- كما وقع في
رواية عيسى بن أحمد العسقلاني، عن شبابة، عن شعبة عند الشاشي (965) ، وعيسى بن أحمد -مع كونه ثقة- له أحاديث يتفرد بها، وأما ابن عبد البر فقد قال في أبي عبد الرحمن وأبي عبد الله: كلاهما مجهول لا يُعرف. نقله عنه ابن حجر في "تهذيبه". قلنا: وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. أبو بكر بن حفص: هو عبد الله بن حفص بن عمر بن سعد بن أبي وقاص.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/481، وأبو داود (153) ، والشاشي (963) و (964) ، و (965) و (966) ، والطبراني (1100) و (1101) ، والحاكم 1/170، والبيهقي 1/288-289، والمزي في ترجمة أبي عبد الله من "التهذيب" 34/32 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح، فإن أبا عبد الله مولى بني تيم معروف بالصحة والقبول!
وسلف برقم (23891) من طريق ابن جريج عن أبي بكر بن حفص عن أبي=(39/331)
23904 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ (1) ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، عَنْ بِلَالٍ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْسَحُ عَلَى الْخُفَّيْنِ وَالْخِمَارِ " (2)
23905 - حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ شُجَاعٍ (3) ، حَدَّثَنِي خُصَيْفٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ سَأَلَ بِلَالًا، فَأَخْبَرَهُ " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَكَعَ رَكْعَتَيْنِ جَعَلَ الْأُسْطُوَانَةَ عَنْ يَمِينِهِ، وَتَقَدَّمَ قَلِيلًا وَجَعَلَ الْمَقَامَ خَلْفَ ظَهْرِهِ " (4)
__________
= عبد الرحمن عن أبي عبد الله، فقلبه ابن جريج، صرَّح بذلك غير واحد من الحفَّاظ فيما قاله الحافظ ابن حجر في "التهذيب".
وانظر ما سلف برقم (23884) ،
(1) تحرف في (م) و (ظ2) و (ق) إلى: عتبة.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله، والأعمش: اسمه سليمان بن مِهران.
وأخرجه النسائي 1/75، والبزار (1358) ، وابن خزيمة (180) ، وأبو عوانة (716) ، والشاشي (949) و (951) ، والطبراني (1061) ، والبيهقي 1/271 من طريق ابن نمير، بهذا الإسناد.
وانظر (23884) .
(3) تحرف في (م) والنسخ الخطية إلى: مروان بن الحكم، والتصويب من "جامع المسانيد، و"أطراف المسند".
(4) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، مروان بن شجاع وخصيف -وهو ابن عبد الرحمن الجَزَري- صدوقان.
وأخرجه بنحوه الطبراني (1030) و (1031) من طريقين عن خصيف، بهذا الإسناد.=(39/332)
23906 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، وَابْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ عَنْ بِلَالٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى فِيهِ رَكْعَتَيْنِ " (1)
23907 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا سَيْفُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا، قَالَ: أُتِيَ ابْنُ عُمَرَ وَهُوَ فِي مَنْزِلِهِ فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ دَخَلَ الْكَعْبَةَ قَالَ: فَأَقْبَلْتُ، قَالَ: فَأَجِدُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ خَرَجَ وَأَجِدُ بِلَالًا قَائِمًا بَيْنَ الْبَابَيْنِ، فَقُلْتُ: يَا بِلَالُ، هَلْ صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْكَعْبَةِ؟ قَالَ: " نَعَمْ رَكَعَ رَكْعَتَيْنِ بَيْنَ هَاتَيْنِ السَّارِيَتَيْنِ، وَأَشَارَ لَهُ إِلَى السَّارِيَتَيْنِ اللَّتَيْنِ عَلَى يَسَارِكِ إِذَا دَخَلْتَ، قَالَ: ثُمَّ
__________
= وأخرجه البزار (1348) و (1349) من طريقين ضعيفين عن مجاهد، بنحوه، وقرن بمجاهدٍ في الموضع الثاني سالماً.
وسيأتي بأطول مما هنا برقم (23907) من طريق سيف بن سليمان عن مجاهد.
وانظر ما سلف برقم (23885) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن بكر: هو محمد بن بكر البُرساني، وابن جريج: اسمه عبد الملك بن عبد العزيز.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (9063) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني (1032) .
وسيأتي بنحوه برقم (23919) من طريق حماد بن زيد عن عمرو بن دينار.
وانظر ما سلف برقم (23885) .(39/333)
خَرَجَ فَصَلَّى فِي وَجْهِ الْكَعْبَةِ رَكْعَتَيْنِ " (1)
23908 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ خِمَارٍ، عَنْ بِلَالٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " امْسَحُوا عَلَى الْخُفَّيْنِ وَالْخِمَارِ " (2)
23909 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، عَنْ سَعِيدٍ، يَعْنِي أَبَاهُ، قَالَ: اعْتَمَرَ مُعَاوِيَةُ فَدَخَلَ الْبَيْتَ، فَأَرْسَلَ إِلَى ابْنِ عُمَرَ وَجَلَسَ يَنْتَظِرُهُ حَتَّى جَاءَهُ، فَقَالَ: أَيْنَ صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ دَخَلَ الْبَيْتَ؟ قَالَ: مَا كُنْتُ مَعَهُ، وَلَكِنِّي دَخَلْتُ بَعْدَ أَنْ أَرَادَ الْخُرُوجَ، فَلَقِيتُ بِلَالًا فَسَأَلْتُهُ: أَيْنَ صَلَّى؟ فَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ " صَلَّى بَيْنَ الْأُسْطُوَانَتَيْنِ " فَقَامَ مُعَاوِيَةُ فَصَلَّى بَيْنَهُمَا (3)
23910 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْعَلَاءِ، حَدَّثَنِي أَبُو
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله.
وأخرجه البخاري (397) و (1167) ، والنسائي 5/217-218، وابن خزيمة (3016) ، والبيهقي 2/328 من طرق عن سيف بن سليمان، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (23905) مختصراً من طريق خصيف عن مجاهد.
وانظر ما سلف برقم (23885) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، وانظر (23892) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وانظر ما سلف برقم (23885) .(39/334)
زِيَادَةَ (1) عُبَيْدُ اللهِ بْنُ زِيَادَةَ الْكِنْدِيُّ، عَنْ بِلَالٍ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ: أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُؤْذِنُهُ بِصَلَاةِ الْغَدَاةِ، فَشَغَلَتْ عَائِشَةُ بِلَالًا بِأَمْرٍ سَأَلَتْهُ عَنْهُ حَتَّى فَضَحَهُ الصُّبْحُ، وَأَصْبَحَ جِدًّا، قَالَ: فَقَامَ بِلَالٌ فَآذَنَهُ بِالصَّلَاةِ، وَتَابَعَ بَيْنَ أَذَانِهِ، فَلَمْ يَخْرُجْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا خَرَجَ فَصَلَّى بِالنَّاسِ، أَخْبَرَهُ أَنَّ عَائِشَةَ شَغَلَتْهُ بِأَمْرٍ سَأَلَتْهُ عَنْهُ حَتَّى أَصْبَحَ جِدًّا، ثُمَّ إِنَّهُ أَبْطَأَ عَلَيْهِ بِالْخُرُوجِ فَقَالَ: " إِنِّي رَكَعْتُ رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ " قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّكَ قَدْ أَصْبَحْتَ جِدًّا قَالَ: " لَوْ أَصْبَحْتُ أَكْثَرَ مِمَّا أَصْبَحْتُ، لَرَكَعْتُهُمَا (2) وَأَحْسَنْتُهُمَا وَأَجْمَلْتُهُمَا " (3)
__________
(1) في (م) في الموضعين: زياد، بلا هاء. وهو أحد وجهين قيلا في اسمه، وهو بالهاء أصحُّ.
(2) في (م) : فركعتهما.
(3) رجاله ثقات إلا أنه منقطع بين عبيد الله بن زيادة وبلال بن رباح، وما وقع في هذه الرواية من التصريح بالسماع بينهما فهو وهم من أبي المغيرة عبد القدوس ابن الحجاج أو أنه كان يضطرب فيه، فقد رواه عنه أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة عند الطبراني في "الشاميين" (791) ، ومحمد بن عوف عند الدولابي في "الكنى والأسماء" 1/181، فلم يذكرا فيه التصريح بالسماع كما رواه الوليد بن مسلم عن عبد الله بن العلاء عند ابن عساكر في "تاريخه" 10/لوحة 652 فلم يذكر فيه التصريح بالسماع كذلك، وقد نصَّ الحافظ ابن حجر في "التقريب" على أن رواية عبيد الله ابن زيادة عن بلال مرسلة، وقال في "تهذيبه": الظاهر أن روايته عن بلال مرسلة، فإن ابن أبي حاتم روى عن أبيه أنه لم يدرك أبا الدرداء، وقال: هو مرسل.
قلنا: ذكر أبو زرعة الدمشقي وابن سميع عبيدَ الله بن زيادة في الطبقة الثانية من تابعي أهل الشام، وأهل هذه الطبقة لا يحتمل سماعهم من مثل بلالٍ رضي الله=(39/335)
23911 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَطَّابِيُّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ بِلَالٍ، قَالَ: وَرَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَمْسَحُ عَلَى الْخُفَّيْنِ وَالْخِمَارِ " (1)
23912 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ، وَأَبُو أَحْمَدَ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو (2) إِسْرَائِيلَ، قَالَ: أَبُو أَحْمَدَ فِي حَدِيثِهِ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ بِلَالٍ، قَالَ: " أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ لَا أُثَوِّبَ فِي شَيْءٍ مِنَ
__________
= عنه، فقد توفي في خلافة عمر سنة سبع عشرة، وقيل: ثمان عشرة، وقيل: سنة عشرين.
وأخرجه أبو داود (1257) ، والبيهقي 2/471، والمزي في ترجمة عبيد الله بن زيادة من "تهذيب الكمال" 19/46، وابن عساكر من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار في "مسنده" (1381) ، وابن عساكر في "تاريخه" 10/لوحة 652 من طريق إبراهيم بن هانىء، عن أبي المغيرة، به.
وفي باب الإسفار بالفجر عن رافع بن خديج، سلف برقم (15819) .
وفي باب تأكيد ركعتي الفجر عن عائشة، وسيأتي حديثها برقم (24167) .
قوله: "ركعتي الفجر" أي: السُّنَّة، وفيه أن السُّنة لا تترك بزيادة الإسفار، والله تعالى أعلم، قاله السندي.
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات إلا أنه منقطع، وانظر (23898) . عبيد الله: هو ابن عمرو بن أبي الوليد الرقيِّ.
(2) تحرفت في (م) و (ظ2) و (ق) إلى: ابن.(39/336)
الصَّلَاةِ إِلَّا فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ "، وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا أَذَّنْتَ فَلَا تُثَوِّبْ ... " (1)
__________
(1) حسن بمجموع طرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف، أبو إسرائيل -وهو المُلائي إسماعيل بن خليفة- فيه ضعف لكن يعتبر به في المتابعات والشواهد، وقد اضطرب في هذا الحديث كما في "الضعفاء" للعقيلي 1/75، فقد شكَّ فيه هل سمعه من الحكم بن عتيبة أو من الحسن بن عمارة، والحسن ضعيف عند أهل الحديث، ثم إن الإسناد منقطع بين عبد الرحمن بن أبي ليلى وبلال، فهو لم
يدركه. أبو أحمد: هو الزبيري محمد بن عبد الله.
وأخرجه الترمذي (198) ، وابن ماجه (715) ، والعقيلي في "الضعفاء" 1/75، والطبراني (1093) ، والمزي في "تهذيب الكمال" 3/81-82 من طريق أبي أحمد الزبيري، بهذا الإسناد - ولفظه عندهم: أمرني أن أثوّبَ في الفجر، ونهاني أن أُثوِّب في العشاء. قال الترمذي: حديث بلال لا نعرفه إلا من حديث أبي إسرائيل الملائي، وأبو إسرائيل لم يسمع هذا الحديث من الحكم بن عتيبة،
إنما رواه عن الحسن بن عمارة، عن الحكم بن عتيبة..
وأخرجه البزار في "مسنده" (1373) من طريق إسماعيل بن أبان، عن أبي إسرائيل، بنحوه. ولفظه: أمرني أن أثوب في الفجر، ولا أُثوِّب في المغرب.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 2/701-702 من طريق حجاج، والعقيلي 1/75 من طريق أبي الوليد، كلاهما عن أبي إسرائيل، عن الحكم، أو عن الحسن ابن عمارة، عن الحكم، عن ابن أبي ليلى، به.
جاء عند العقيلي في أحد طريقيه: عن ابن أبي ليلى: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لبلال..
وأخرجه عبد الرزاق (1824) ، ومن طريقه الطبراني (1092) ، وأخرجه ابن عدي 2/702 من طريق أبي يوسف، كلاهما (عبد الرزاق وأبو يوسف) عن الحسن ابن عمارة عن الحكم، به. ولفظه: أمرني أن أُثوِّب في الفجر، ونهاني أن أُثوب في العشاء.=(39/337)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه ابن عدي 2/702 من طريق عبد الله بن بَزِيغ، عن الحسن بن عمارة، عن الحكم بن عتيبة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن علي قال: أمرني النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فذكر نحوه. لم يسق لفظه. وعبد الله بن بزيغ والحسن بن عمارة ضعيفان.
وأخرجه عبد الرزاق (1823) عن معمر، عن صاحب له، عن الحكم بن عتيبة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمر بلالاً ... فذكره.
وأخرجه البزار (1372) ، والدارقطني 1/243 من طريق أبي سعد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن بلال. ولفظه: أمرني أن أُثوب في الفجر ونهاني أن أثوب في العشاء. وأبو سعد: هو سعيد بن المَرزُبان البقال، وهو ضعيف.
وأخرج ابن أبي شيبة 1/208، وابن ماجه (716) ، والبيهقي 1/422-423 من طرق عن الزهري، عن سعيد بن المسيب أن بلالاً أتى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يؤذنه بصلاة الفجر، فقيل: هو نائم، فقال: الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم، فأقرت في تأذين الفجر، فثبت الأمر على ذلك ورجاله ثقات إلا أنه مرسل، ومراسيل سعيد أصحُّ المراسيل.
ومثلَه أخرج البيهقي 1/422 من طريق يونس بن يزيد، عن الزهري، عن حفص بن عمر بن سعد المؤذن، عن أهله: أن بلالاً ... وحفص بن عمر لم يرو عنه سوى الزهري، وذكره ابن حبان في "الثقات".
وسلف برقم (15376) من حديث أبي محذورة، أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال له: "إذا أذنت بالأول من الصبح، فقل: الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم ... ".
وأخرج ابن أبي شيبة 1/208، والبيهقي 1/423 من طريق أبي أسامة، عن عبد الله بن عون، عن محمد بن سيرين، عن أنس قال: من السنة إذا قال المؤذن في أذان الفجر: حي على الفلاح، قال: الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم. وإسناده صحيح كما قال البيهقي. وتحرف أنسٌ في مطبوع ابن أبي شيبة إلى ليس، فصار: ليس من السنة!
قال السندي: قوله: "أن لا أُثوِّب" من التثويب، وهو الرجوع إلى الدعاء إلى الصلاة بقوله: الصلاة خيرٌ من النوم.(39/338)
23913 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي زَيْدٍ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ بِلَالٍ، قَالَ: " أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ لَا أُثَوِّبَ إِلَّا فِي الْفَجْرِ " (1)
23914 - حَدَّثَنَا أَبُو قَطَنٍ، قَالَ: ذَكَرَ رَجُلٌ، لِشُعْبَةَ: الْحَكَمُ، عَنْ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ بِلَالٍ: " فَأَمَرَنِي أَنْ أُثَوِّبَ فِي الْفَجْرِ وَنَهَانِي عَنِ الْعِشَاءِ " فَقَالَ شُعْبَةُ: " وَاللهِ مَا ذَكَرَ ابْنَ أَبِي لَيْلَى، وَلَا ذَكَرَ إِلَّا إِسْنَادًا ضَعِيفًا، قَالَ: أَظُنُّ شُعْبَةَ قَالَ: كُنْتُ أُرَاهُ رَوَاهُ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُسْلِمٍ " (2)
23915 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، وَيَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ (3) ، قَالَا: حَدَّثَنَا
__________
(1) حسن بمجموع طرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن عاصم، ولانقطاعه.
وأخرجه البيهقي 1/424 من طريق علي بن عاصم، بهذا الإسناد.
وانظر ما قبله.
(2) لعلَّه يريد عمران بن مسلم الجُعْفي، فقد أخرج ابن أبي شيبة في "مصنفه" 1/208 عن وكيع، عن سفيان الثوري، عن عمران بن مسلم، عن سويد بن غَفَلة: أنه أرسل إلى مؤذنه: إذا بلغت "حي على الفلاح" فقل: الصلاة خيرٌ من النوم، فإنه أذان بلالٍ. لكن عمران هذا ثقة، وسويد بن غفلة تابعي مخضرم.
وقد أخرج البيهقي 1/424 من طريق عبد الوهاب بن عطاء، عن شعبة، عن الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: أُمِرَ بلال أن يثوِّب في صلاة الصبح ولا يثوب في غيرها.
وانظر ما قبله
(3) تحرَّف أول الإسناد في (م) و (ظ2) و (ق) إلى: حدثنا معاوية عن عمرو ويحيى بن أبي كثير، والتصويب من (ظ5) .(39/339)
زَائِدَةُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْبَرَاءِ، عَنْ بِلَالٍ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْسَحُ عَلَى الْخُفَّيْنِ " (1)
23916 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ بِلَالٍ، قَالَ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْسَحُ عَلَى الْخُفَّيْنِ وَعَلَى الْخِمَارِ " (2)
23917 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ (3) ، حَدَّثَنَا
__________
(1) إسناده صحيح، وقد اختلف على الأعمش في ذِكْر الواسطه فيه بين ابن أبي ليلى وبلال كما سبق بيانه عند الرواية (23884) .
وأخرجه الطبراني (1023) من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشاشي (950) من طريق يحيى بن أبي بكير، به. إلا أنه جاء فيه: كعب، بدل البراء!
وأخرجه البزار (1359) ، والنسائي 1/75-76، وابن خزيمة (183) من طريقين عن زائدة، به.
جاء في أصل ابن خزيمة: البراء عن بلال، فغيرها محققْه إلى: كعب عن بلال، ظناً منه أنه الصواب معتمداً على رواية مسلم، فأخطأَ، وقد جاء على الصواب في "إتحاف المهرة" 2/644.
وأخرجه البزار (1360) من طريق عمار بن رزيق، والنسائي 1/75-76 من طريق حفص بن غياث، كلاهما عن الأعمش، به.
(2) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، إلا أنه منقطع بين ابن أبي ليلى وبلال. وقد سلف من هذا الطريق برقم (23898) .
(3) في (م) : يعني ابن أبي سلمة، وهو خطأ.(39/340)
أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ، عَنْ بِلَالٍ، قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْسَحُ عَلَى الْمُوقَيْنِ وَالْخِمَارِ " (1)
__________
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح إلا أن رواية أبي إدريس -وهو الخولاني عائذ الله بن عبد الله- عن بلال قيل: إنها مرسَلَة، ذكر ذلك العلائي في "جامع التحصيل". أيوب: هو ابن أبي تميمة السَّختِياني، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجَرْمي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/188 عن عفان، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار (1377) ، وابن خزيمة (189) ، والطبراني (1112) من طرق عن حماد بن سلمة، به.
وأخرجه عبد الرزاق (732) ، ومن طريقه الطبراني (1113) عن معمر، عن أيوب، عن أبي قلابة، قال: مسح بِلال ... فذكره. لم يذكر أبا إدريس في الإسناد.
وأخرجه الطبراني (1114) من طريق يحيى بن أبي إسحاق، عن أبي قلابة، عن بلال، لم يذكر أبا إدريس.
وأخرجه البزار (1378) ، والطبراني (1116) ، والبيهقي 1/62 من طريق حميد الطويل، عن أبي رجاء مولى أبي قلابة، عن أبي قلابة، عن أبي إدريس، به. انفرد البيهقي في حديثه: مسح على الخُفَّين وناصيته والعمامة. فزاد فيه الناصية، وهي غير محفوظة في حديث بلال، وفي إسناده عنده الفضل بن محمد -وهو الخراساني الشعراني- قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 7/69:
تكلموا فيه، ووثقه الحاكم كما في "السير" للذهبي 3/318، ورماه الحسين القباني بالكذب، فبالغ، قاله الذهبي، وذِكرُ الناصية جاء في حديث المغيرة بن شعبة فيما سلف برقم (18234) ، وهو في "صحيح مسلم" (274) .
وأخرجه الطبراني (1118) من طريق مطر الوراق، عن أبي قلابة الجرمي، عن أبي الأشعث الصنعاني، عن بلال. فذكر أبا الأشعث مكان أبي إدريس، ومطر الوراق كثير الخطأ.=(39/341)
23918 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَنْبَأَنِي الْحَكَمُ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى، عَنْ بِلَالٍ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْسَحُ عَلَى الْخُفَّيْنِ وَالْخِمَارِ " (1)
23919 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ، حَدَّثَ عَنْ بِلَالٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى فِي الْبَيْتِ " 10 قَالَ: وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ: " لَمْ يُصَلِّ فِيهِ وَلَكِنَّهُ كَبَّرَ فِي نَوَاحِيهِ " (2)
__________
= وأخرجه الطبراني (1115) من طريق زهير بن معاوية، عن حميد الطويل، عن أبي رجاء، عن عمه أبي إدريس: أنه كان قاعداً بدمشق في يوم بارد يتوضأ فمرَّ به بلال ... وفي هذا الإسناد إشكالان، الأول: قوله فيه: "عن عمه أبي إدريس" وأبو رجاء هذا -واسمه سلمان- مولىً لأبي قلابة، وليس بينه وبين أبي إدريس قرابة. والثاني: ذِكره فيه لُقيَّ أبي إدريس بلالاً، وأبو إدريس ولد عام حنين، فسنُّه لا يحتمل مثل هذه القصة التي ذكرها، فلذلك فإن بعض رواته أخطأ فيه، والله تعالى أعلم.
وأخرجه الطبراني (1117) من طريق معتمر، عن حميد، عن أبي المتوكل الناجي، عن أبي إدريس، عن بلال. قال الدارقطني في "العلل" 7/182: ليس بمحفوظ.
وانظر ما سلف برقم (23884) .
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أنه منقطع.
وقد سلف برقم (23898) من طريق شعبة.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن خزيمة (3008) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/390،=(39/342)
23920 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، - قَالَ شُعْبَةُ: كَتَبَ إليَّ (1) -، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، قَالَ: قَالَ بِلَالٌ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَسْبِقْنِي بِآمِينَ " (2)
23921 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: صَعِدَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْبَيْتَ وَبِلَالٌ خَلْفَهُ، قَالَ: وَكُنْتُ شَابًّا فَصَعِدْتُ فَاسْتَقْبَلَنِي بِلَالٌ، فَقُلْتُ لَهُ: مَا صَنَعَ رَسُولُ اللهِ هَاهُنَا؟ قَالَ: " فَأَشَارَ بِيَدِهِ أَيْ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ " (3)
__________
= والشاشي (944) ، والطبراني (1033) و (1034) من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد. ولم يذكروا فيه قول ابن عباس.
وانظر (23906) ، وما سلف برقم (23885) .
وقد سلف حديث ابن عباس في مسنده برقم (2126) ، وللجمع بين القولين انظر "فتح الباري" 3/468-469، وما سلف عند حديث أسامة بن زيد برقم (21813) .
(1) تحرف في (م) إلى: أبي.
(2) مرسل صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، وقد سلف الكلام عليه برقم (23883) .
وأخرجه الحاكم في "المستدرك" 1/219 من طريق روح بن عبادة وآدم بن أبي إياس، عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي في "السنن الكبير" 2/56 من طريق روح وآدم، عن شعبة، عن عاصم، عن أبي عثمان، عن بلال: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "لا تسبقني بآمين" فجعله من كلام النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والعكس هو الصحيح.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، ابن أبي روَّاد -وهو عبد العزيز- صدوق لا بأس به، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.=(39/343)
23922 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْفَتْحِ وَهُوَ عَلَى نَاقَةٍ لِأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، فَأَنَاخَ، يَعْنِي بِالْكَعْبَةِ، ثُمَّ دَعَا عُثْمَانَ بْنَ طَلْحَةَ بِالْمِفْتَاحِ، فَذَهَبَ يَأْتِيهِ بِهِ، فَأَبَتْ أُمُّهُ أَنْ تُعْطِيَهُ، فَقَالَ: لَتُعْطِيَنَّهُ أَوْ يَخْرُجُ بِالسَّيْفِ مِنْ صُلْبِي، فَدَفَعَتْهُ إِلَيْهِ، فَفَتَحَ الْبَابَ فَدَخَلَ وَمَعَهُ بِلَالٌ وَعُثْمَانُ وَأُسَامَةُ فَأَجَافُوا الْبَابَ عَلَيْهِمْ مَلِيًّا، قَالَ ابْنُ عُمَرَ: وَكُنْتُ رَجُلًا شَابًّا قَوِيًّا فَبَادَرْتُ النَّاسَ فَبَدَرْتُهُمْ، فَوَجَدْتُ بِلَالًا قَائِمًا عَلَى الْبَابِ، فَقُلْتُ: أَيْنَ صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: " بَيْنَ الْعَمُودَيْنِ الْمُقَدَّمَيْنِ "، وَنَسِيتُ أَنْ أَسْأَلَهُ كَمْ صَلَّى؟ (1)
__________
= وأخرجه عمر بن شعبة فى "أخبار مكة" كما في "الفتح" 1/500 من طريق عبد العزيز بن أبي رواد، بهذا الإسناد.
وانظر (23894) و (23900) ، والروايتين التاليتين، وانظر ما سلف برقم (23885) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السَّختياني.
وأخرجه الحميدي (149) و (692) ، ومسلم (1329) (390) ، وابن خزيمة (3010) ، وأبو عوانة كما في "الإتحاف" 2/646، وابن حبان (2220) ، والطبراني (1040) ميت طريق سفيان، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (9064) ، والدارمي (1866) ، والبخاري (468) ، ومسلم (1329) (389) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (267) ، وأبو عوانة، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/390، والطبراني (1038) ، والدارقطني في "العلل" 7/192-193 و193-194 ميت طرق عن أيوب، به.=(39/344)
23923 - حَدَّثَنَا يَحْيِى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، حَدَّثَني نَافِعٍ، عَنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ: أن رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَل الْبَيْتَ هُوَ وبِلَالٌ وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ وَعُثْمَانُ بْنُ طَلْحَةَ، فَأَمَرَ بِلَالًا فَأَجَافَ عَلَيْهِمُ الْبَابَ، فَمَكَثُوا سَاعَةً ثُمَّ خَرَجَ، فَلَمَّا فَتَحَ كُنْتُ أَوَّلَ مَْ دَخَلَ، فَسَأَلْتُ بلِاَلًا: أَيْنَ صَلَّى رَسُولُ اللهِ؟ قَالَ: " بَيْنَ الْعَمُودَيْنِ
__________
= جاء عند عبد الرزاق ذِكر الفضل بن العباس، وذِكرُه شاذٌّ كما قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 3/468.
وانظر ما قبله وما بعده.
قلنا: قول ابن عمر: "ونسيت أن أسأله: كم صلى؟ " كذا وقع في رواية نافع عنه، ووقع في رواية ابن أبي مليكة عنه السالفة برقم (23885) ، ورواية مجاهد عنه السالفة برقم (23907) : أن بلالاً أخبره بأن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ركع ركعتين. وأجاب الحافظ ابن حجر على هذا الإشكال في "الفتح" 1/500 فقال: الجواب عن ذلك أن يقال: يحتمل أن ابن عمر اعتمد في قوله: "ركعتين" على القدر المتحقق له، وذلك أن بلالاً أثبت له أنه صلَّى، ولم يُنقَل أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تنفَّل في النهار بأقلَّ من ركعتين، فكانت الركعتان متحقَّقاً وقوعُهما عُرف بالاستقراء من عادته، فعلى هذا فقوله: "ركعتين" من كلام ابن عمر لا من كلام بلالٍ. وقد وجدتُ ما يؤيد هذا ويستفاد منه جمع آخر بين الحديثين، وهو ما أخرجه عمر بن شبَّه في "كتاب مكة" (وهو عند الإمام أحمد أيضاً وقد سلف برقم: 23921) من طريق عبد العزيز بن أبي روَّاد عن نافع عن ابن عمر في هذا الحديث: "فاستقبلني بلال فقلت: ما صنع رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ها هنا؟ فأشار بيده؛ أي: صلَّى ركعتين، بالسبَّابة والوُسطى" فعلى هذا فيُحمل قوله: "نسيت أن أسأله: كم صلى؟ " على أنه لم يسأله لفظاً ولم يُجِبْه لفظاً، وإنما استفاد منه صلاة الركعتين بإشارته لا بنُطْقه. وانظر تتمة كلامه فيه.(39/345)
الْمُقَدَّمَيْنِ ". وَنَسِيتُ أَنْ أَسْأَلَهُ كَمْ صَلَّى؟ (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (5176) سنداً ومتناً.
وسلف برقم (4891) عن عبد الرزاق عن عبيد الله بن عمر العمري، به.
تنبيه: لم يرد هذا الحديث في (م) و (ظ2) و (ق) في هذا الموضع، واستدركناه من (ظ5) .
قوله: "فأجاف عليهم البابَ" أي: ردَّ عليهم باب الكعبة.(39/346)
حَدِيثُ صُهَيْبٍ
23924 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ صُهَيْبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَجِبْتُ مِنْ قَضَاءِ اللهِ لِلْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَ الْمُؤْمِنِ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ فَشَكَرَ، كَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ فَصَبَرَ، كَانَ خَيْرًا لَهُ " (1)
23925 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَنْبَأَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ صُهَيْبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، نُودُوا: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ، إِنَّ لَكُمْ عِنْدَ اللهِ مَوْعِدًا لَمْ تَرَوْهُ، فَقَالُوا: وَمَا هُوَ أَلَمْ يُبَيِّضْ وُجُوهَنَا، وَيُزَحْزِحْنَا عَنِ النَّارِ، وَيُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ؟، قَالَ: فَيُكْشَفُ الْحِجَابُ، قَالَ: فَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِ، فَوَاللهِ مَا أَعْطَاهُمُ اللهُ شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنْهُ "، ثُمَّ قَرَأَ: {لِلَّذِينَ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وقد سلف في الجزء الحادي والثلاثين برقم (18934) عن بهز بن أسد وحجاج بن محمد عن سليمان بن المغيرة..
وسيأتي برقم (23930) من طريق حماد بن سلمة عن ثابت.(39/347)
أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: 26] وَقَالَ مَرَّةً: " إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ " (1)
23926 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ زُهَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ صُهَيْبٍ، أَنَّ صُهَيْبًا، كَانَ يُكَنَّى أَبَا يَحْيَى وَيَقُولُ: إِنَّهُ مِنَ الْعَرَبِ، وَيُطْعِمُ الطَّعَامَ الْكَثِيرَ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: يَا صُهَيْبُ، مَا لَكَ تُكَنَّى أَبَا يَحْيَى وَلَيْسَ لَكَ وَلَدٌ؟ وَتَقُولُ: إِنَّكَ مِنَ الْعَرَبِ، وَتُطْعِمُ الطَّعَامَ الْكَثِيرَ، وَذَلِكَ سَرَفٌ فِي الْمَالِ؟ فَقَالَ صُهَيْبٌ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَنَّانِي أَبَا يَحْيَى، وَأَمَّا قَوْلُكَ فِي النَّسَبِ، فَأَنَا رَجُلٌ مِنَ النَّمِرِ بْنِ قَاسِطٍ مِنْ أَهْلِ الْمَوْصِلِ، وَلَكِنِّي سُبِيتُ غُلَامًا صَغِيرًا قَدْ عَقِلْتُ (2) أَهْلِي وَقَوْمِي، وَأَمَّا قَوْلُكَ فِي الطَّعَامِ، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: " خِيَارُكُمْ مَنْ أَطْعَمَ الطَّعَامَ وَرَدَّ السَّلَامَ " فَذَلِكَ الَّذِي يَحْمِلُنِي عَلَى أَنْ أُطْعِمَ الطَّعَامَ (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو مكرر (18935) سنداً ومتناً.
(2) تصحفت في (م) إلى: غفلت
(3) إسناده ضعيف، وقد سلف الكلام عليه عند الحديث السابق برقم (18942) . زهير: هو ابن محمد التميمي.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 1/153 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 3/226-227 عن أبي عامر العَقَدي وأبي حذيفة موسى بن مسعود، كلاهما عن زهير بن محمد، به.=(39/348)
23927 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ صُهَيْبٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا صَلَّى هَمَسَ شَيْئًا لَا أَفْهَمُهُ وَلَا يُخْبِرُنَا بِهِ، قَالَ: " أَفَطِنْتُمْ لِي؟ " قُلْنَا: نَعَمْ. قَالَ: " إِنِّي ذَكَرْتُ نَبِيًّا مِنَ الْأَنْبِيَاءِ أُعْطِيَ جُنُودًا مِنْ قَوْمِهِ، فَقَالَ: مَنْ يُكَافِئُ هَؤُلَاءِ، أَوْ مَنْ يَقُومُ لِهَؤُلَاءِ؟ أَوْ غَيْرَهَا مِنَ الْكَلَامِ، فَأُوحِيَ إِلَيْهِ: أَنْ اخْتَرْ لِقَوْمِكَ إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِمَّا أَنْ نُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ، أَوِ الْجُوعَ، أَوِ الْمَوْتَ، فَاسْتَشَارَ قَوْمَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالُوا: أَنْتَ نَبِيُّ اللهِ، نَكِلُّ ذَلِكَ إِلَيْكَ، خِرْ لَنَا، فَقَامَ إِلَى الصَّلَاةِ، وَكَانُوا إِذَا فَزِعُوا، فَزِعُوا إِلَى الصَّلَاةِ، فَصَلَّى مَا شَاءَ اللهُ "، قَالَ: " ثُمَّ قَالَ: أَيْ رَبِّ، أَمَّا عَدُوٌّ مِنْ غَيْرِهِمْ فَلَا، أَوِ الْجُوعُ فَلَا، وَلَكِنِ الْمَوْتُ فَسُلِّطَ عَلَيْهِمُ الْمَوْتُ، فَمَاتَ مِنْهُمْ سَبْعُونَ أَلْفًا، فَهَمْسِي الَّذِي تَرَوْنَ أَنِّي أَقُولُ: اللهُمَّ بِكَ أُقَاتِلُ، وَبِكَ أُصَاوِلُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ " (1)
__________
= وأخرجه مختصراً بقصة التكنِّي ابنُ ماجه (3738) من طريق يحيى بن أبي بكير، والبزار في "مسنده" (2094) من طريق أبي عامر العقدي، كلاهما عن زهير ابن محمد، به.
وسيأتي مختصراً برقم (23929) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. ثابت: هو ابن أسلَم البُناني.
وأخرجه ابن حبان (1975) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (18937) عن عفان عن سليمان بن المغيرة، وبرقم (18933) و (18938) و (18940) من طريق حماد بن سلمة عن ثابت.(39/349)
23928 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ صُهَيْبٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: " إِذَا لَقِيَ الْعَدُوَّ اللهُمَّ بِكَ أَحُولُ، وَبِكَ أَصُولُ، وَبِكَ أُقَاتِلُ " (1)
23929 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: فَقَالَ لِعُمَرَ: أَمَّا قَوْلُكَ اكْتَنَيْتَ وَلَيْسَ لَكَ وَلَدٌ، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَنَّانِي أَبَا يَحْيَى، فَأَمَّا قَوْلُكَ فِيكَ سَرَفٌ فِي الطَّعَامِ، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " خَيْرُكُمْ مَنْ أَطْعَمَ الطَّعَامَ، أَوِ الَّذِينَ يُطْعِمُونَ الطَّعَامَ " (2)
23930 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ صُهَيْبٍ، قَالَ: بَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَاعِدٌ مَعَ أَصْحَابِهِ إِذْ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. روح: هو ابن عُبادة، وحماد: هو ابن سلمة.
وانظر ما قبله.
(2) إسناده ضعيف كما سلف عند الرواية (18942) .
وأخرجه ابن سعد 3/226-227، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/340، والطبراني في "الكبير" (7310) ، وأبو نعيم في "الحلية" 1/153 من طرق عن عبيد الله بن عمرو الرقي، بهذا الإسناد.
وانظر (23926) .(39/350)
ضَحِكَ فَقَالَ: " أَلَا تَسْأَلُونِي مِمَّ أَضْحَكُ؟ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمِمَّ تَضْحَكُ؟ قَالَ: " عَجِبْتُ لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، إِنْ أَصَابَهُ مَا يُحِبُّ، حَمِدَ اللهَ وَكَانَ لَهُ خَيْرٌ، وَإِنْ أَصَابَهُ مَا يَكْرَهُ فَصَبَرَ، كَانَ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ كُلُّ أَحَدٍ أَمْرُهُ كُلُّهُ لَهُ خَيْرٌ إِلَّا الْمُؤْمِنُ " (1) وَحَدَّثَنَاهُ عَفَّانُ، أَيْضًا، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، هَذَا اللَّفْظَ بِعَيْنِهِ وَأُرَاهُ وَهِمَ هَذَا لَفْظُ حَمَّادٍ، وَقَدْ حَدَّثَنَا بِهِ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، نَحْوًا مِنْ لَفْظِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُلَيْمَانَ، وَذَلِكَ مِنْ كِتَابِهِ قِرَاءَةً عَلَيْنَا
23931 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ صُهَيْبٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " كَانَ مَلِكٌ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، وَكَانَ لَهُ سَاحِرٌ فَلَمَّا كَبِرَ السَّاحِرُ قَالَ لِلْمَلِكِ: إِنِّي قَدْ كَبِرَتْ سِنِّي، وَحَضَرَ أَجَلِي فَادْفَعْ إِلَيَّ غُلَامًا فَلَأُعَلِّمُهُ السِّحْرَ، فَدَفَعَ إِلَيْهِ غُلَامًا، فَكَانَ يُعَلِّمُهُ السِّحْرَ، وَكَانَ بَيْنَ السَّاحِرِ وَبَيْنَ الْمَلِكِ رَاهِبٌ، فَأَتَى الْغُلَامُ عَلَى الرَّاهِبِ، فَسَمِعَ مِنْ كَلَامِهِ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد ابن سلمة، فمن رجال مسلم.
وأخرجه الدارمي (2777) عن أبي حاتم البصري، وابن قانع في "معجمه" 2/18، والطبراني في "الكبير" (7316) من طريق أبي الوليد الطيالسي، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد، وقرن الطيالسي بحمادٍ سليمانَ بنَ المغيرة.
وقد سلف من طريق سليمان برقم (23924) .(39/351)
فَأَعْجَبَهُ نَحْوُهُ وَكَلَامُهُ، فَكَانَ إِذَا أَتَى السَّاحِرَ ضَرَبَهُ وَقَالَ: مَا حَبَسَكَ؟ وَإِذَا أَتَى أَهْلَهُ ضَرَبُوهُ وَقَالُوا: مَا حَبَسَكَ؟ فَشَكَا ذَلِكَ إِلَى الرَّاهِبِ فَقَالَ: إِذَا أَرَادَ السَّاحِرُ أَنْ يَضْرِبَكَ فَقُلْ: حَبَسَنِي أَهْلِي، وَإِذَا أَرَادَ أَهْلُكَ أَنْ يَضْرِبُوكَ فَقُلْ: حَبَسَنِي السَّاحِرُ، قَالَ: فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ أَتَى ذَاتَ يَوْمٍ عَلَى دَابَّةٍ فَظِيعَةٍ عَظِيمَةٍ، وَقَدْ حَبَسَتِ النَّاسَ، فَلَا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَجُوزُوا، فَقَالَ: الْيَوْمَ أَعْلَمُ أَمْرُ الرَّاهِبِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ أَمْ أَمْرُ السَّاحِرِ؟ فَأَخَذَ حَجَرًا فَقَالَ: اللهُمَّ إِنْ كَانَ أَمْرُ الرَّاهِبِ أَحَبَّ إِلَيْكَ وَأَرْضَى لَكَ مِنَ أَمِرِ السَّاحِرِ، فَاقْتُلْ هَذِهِ الدَّابَّةَ حَتَّى يَجُوزَ النَّاسُ، وَرَمَاهَا فَقَتَلَهَا، وَمَضَى النَّاسُ، فَأَخْبَرَ الرَّاهِبَ بِذَلِكَ، فَقَالَ: أَيْ بُنَيَّ، أَنْتَ أَفْضَلُ مِنِّي، وَإِنَّكَ سَتُبْتَلَى، فَإِنْ ابْتُلِيتَ، فَلَا تَدُلَّ عَلَيَّ، فَكَانَ الْغُلَامُ يُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَسَائِرَ الْأَدْوَاءِ وَيَشْفِيهِمْ، وَكَانَ جَلِيسٌ لِلْمَلِكِ فَعَمِيَ، فَسَمِعَ بِهِ، فَأَتَاهُ بِهَدَايَا كَثِيرَةٍ فَقَالَ: اشْفِنِي وَلَكَ مَا هَاهُنَا أَجْمَعُ، فَقَالَ: مَا أَشْفِي أَنَا أَحَدًا، إِنَّمَا يَشْفِي اللهُ، فَإِنْ أَنْتَ آمَنْتَ بِهِ، دَعَوْتُ اللهَ فَشَفَاكَ، فَآمَنَ فَدَعَا اللهَ لَهُ فَشَفَاهُ، ثُمَّ أَتَى الْمَلِكَ، فَجَلَسَ مِنْهُ نَحْوَ مَا كَانَ يَجْلِسُ، فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ: يَا فُلَانُ، مَنْ رَدَّ عَلَيْكَ بَصَرَكَ؟ فَقَالَ: رَبِّي، قَالَ: أَنَا؟ قَالَ: لَا، وَلَكِنْ رَبِّي وَرَبُّكَ اللهُ، قَالَ: أَوَلَكَ رَبٌّ غَيْرِي؟ قَالَ: نَعَمْ. فَلَمْ يَزَلْ يُعَذِّبُهُ حَتَّى دَلَّهُ عَلَى الْغُلَامِ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ فَقَالَ: أَيْ بُنَيَّ قَدْ بَلَغَ مِنْ سِحْرِكَ أَنْ تُبْرِئَ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ(39/352)
وَهَذِهِ الْأَدْوَاءَ؟ قَالَ: مَا أَشْفِي أَنَا أَحَدًا، مَا يَشْفِي غَيْرُ اللهِ، قَالَ: أَنَا؟ قَالَ: لَا. قَالَ: أَوَلَكَ رَبٌّ غَيْرِي؟ قَالَ: نَعَمْ، رَبِّي وَرَبُّكَ اللهُ، فَأَخَذَهُ أَيْضًا بِالْعَذَابِ، فَلَمْ يَزَلْ بِهِ حَتَّى دَلَّ عَلَى الرَّاهِبِ، فَأُتِيَ بِالرَّاهِبِ، فَقَالَ: ارْجِعْ عَنْ دِينِكِ، فَأَبَى، فَوَضَعَ الْمِنْشَارَ فِي مَفْرِقِ رَأْسِهِ حَتَّى وَقَعَ شِقَّاهُ، وَقَالَ لِلْأَعْمَى: ارْجِعْ عَنْ دِينِكَ فَأَبَى فَوَضَعَ الْمِنْشَارَ فِي مَفْرِقِ رَأْسِهِ حَتَّى وَقَعَ شِقَّاهُ فِي الْأَرْضِ، وَقَالَ لِلْغُلَامِ: ارْجِعْ عَنْ دِينِكَ، فَأَبَى، فَبَعَثَ بِهِ مَعَ نَفَرٍ إِلَى جَبَلِ كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ: إِذَا بَلَغْتُمْ ذُرْوَتَهُ فَإِنْ رَجَعَ عَنْ دِينِهِ، وَإِلَّا فَدَهْدِهُوهُ مِنْ فَوْقِهِ، فَذَهَبُوا بِهِ، فَلَمَّا عَلَوْا بِهِ الْجَبَلَ قَالَ: اللهُمَّ اكْفِنِيهِمْ بِمَا شِئْتَ، فَرَجَفَ بِهِمُ الْجَبَلُ فَتَدَهْدَهُوا أَجْمَعُونَ، وَجَاءَ الْغُلَامُ يَتَلَمَّسُ حَتَّى دَخَلَ عَلَى الْمَلِكِ، فَقَالَ: مَا فَعَلَ أَصْحَابُكَ؟ فَقَالَ: كَفَانِيهِمُ اللهُ، فَبَعَثَ بِهِ مَعَ نَفَرٍ فِي قُرْقُورٍ، فَقَالَ: إِذَا لَجَجْتُمْ بِهِ الْبَحْرَ، فَإِنْ رَجَعَ عَنْ دِينِهِ، وَإِلَّا فَغَرِّقُوهُ فَلَجَّجُوا بِهِ الْبَحْرَ، فَقَالَ الْغُلَامُ: اللهُمَّ اكْفِنِيهِمْ بِمَا شِئْتَ، فَغَرِقُوا أَجْمَعُونَ، وَجَاءَ الْغُلَامُ يَتَلَمَّسُ حَتَّى دَخَلَ عَلَى الْمَلِكِ، فَقَالَ: مَا فَعَلَ أَصْحَابُكَ؟ قَالَ: كَفَانِيهِمُ اللهُ، ثُمَّ قَالَ لِلْمَلِكِ: إِنَّكَ لَسْتَ بِقَاتِلِي حَتَّى تَفْعَلَ مَا آمُرُكَ بِهِ، فَإِنْ أَنْتَ فَعَلْتَ مَا آمُرُكَ بِهِ قَتَلْتَنِي، وَإِلَّا فَإِنَّكَ لَا تَسْتَطِيعُ قَتْلِي، قَالَ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: تَجْمَعُ النَّاسَ فِي صَعِيدٍ، ثُمَّ تَصْلُبُنِي عَلَى جِذْعٍ فَتَأْخُذُ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِي، ثُمَّ قُلْ: بِسْمِ اللهِ رَبِّ الْغُلَامِ، فَإِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ قَتَلْتَنِي، فَفَعَلَ وَوَضَعَ(39/353)
السَّهْمَ فِي كَبِدِ قَوْسِهِ ثُمَّ رَمَى فَقَالَ: بِسْمِ اللهِ رَبِّ الْغُلَامِ، فَوَضَعَ السَّهْمَ فِي صُدْغِهِ فَوَضَعَ الْغُلَامُ يَدَهُ عَلَى مَوْضِعِ السَّهْمِ وَمَاتَ فَقَالَ النَّاسُ: آمَنَّا بِرَبِّ الْغُلَامِ، فَقِيلَ لِلْمَلِكِ: أَرَأَيْتَ مَا كُنْتَ تَحْذَرُ؟ فَقَدْ وَاللهِ نَزَلَ بِكَ، قَدْ آمَنَ النَّاسُ كُلُّهُمْ، فَأَمَرَ بِأَفْوَاهِ السِّكَكِ فَخُدِّدَتْ فِيهَا الْأُخْدُودُ وَأُضْرِمَتْ فِيهَا النِّيرَانُ، وَقَالَ: مَنْ رَجَعَ عَنْ دِينِهِ فَدَعُوهُ، وَإِلَّا فَأَقْحِمُوهُ فِيهَا، قَالَ: فَكَانُوا يَتَعَادَوْنَ فِيهَا وَيَتَدَافَعُونَ، فَجَاءَتْ امْرَأَةٌ بِابْنٍ لَهَا تُرْضِعُهُ، فَكَأَنَّهَا تَقَاعَسَتْ أَنْ تَقَعَ فِي النَّارِ، فَقَالَ الصَّبِيُّ: يَا أُمَّهْ، اصْبِرِي، فَإِنَّكِ عَلَى الْحَقِّ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد ابن سلمة، فمن رجال مسلم. ثابت: هو ابن أسلم البُناني.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (11661) ، والبزار في "مسنده" (2090) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (3005) ، والطبري في "تفسيره" 30/133-134، وأبو عوانة كما في "إتحاف المهرة" 6/315، وابن حبان (873) ، والطبراني (7320) من طرق عن حماد بن سلمة، به.
وأخرجه عبد الرزاق (9751) ، والترمذي (3340) ، والبزار (2091) ، والطبراني (7319) من طريق معمر، وأبو عوانة كما في "إتحاف المهرة" 6/315 من طريق سليمان بن المغيرة، كلاهما عن ثابت، به.
قلنا: وسياق حديث معمر ليس فيه صراحةً أن سياق هذه القصة من كلام النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كما قال الحافظ ابن كثير في "تفسيره" 8/389، وقال: قال شيخنا الحافظ أبو الحجاج المِزِّي: فيحتمل ان يكون من كلام صهيب الرومي، فإنه كان عنده علم من أخبار النصارى، والله أعلم.=(39/354)
حَدِيثُ امْرَأَةِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ
23932 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أُمِّهِ، وَكَانَتْ قَدْ صَلَّتِ الْقِبْلَتَيْنِ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْهَى أَنْ يُنْتَبَذَ التَّمْرُ وَالزَّبِيبُ جَمِيعًا وَقَالَ: " انْتَبِذْ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهَا وَحْدَهُ " (1)
__________
= وقال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 8/698: صرّح برفع القصة بطولها حماد ابن سلمة، عن ثابت، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن صهيب، ومن طريقه أخرجه مسلم والنسائي وأحمد، ووقفها معمر، عن ثابت، ومن طريقه أخرجه الترمذي.
قال السندي: "الأكْمَه" هو المخلوق أعمىً.
"ذُِروته" بالضم والكسر: أعلاه.
"فدَهدِهوه" أي: أسقِطوه.
"في قُرقُور" بضم القافين: السفينة الصغيرة.
"في صعيد" أي: في أرض بارزة.
"في كبد قوسه" أي: في مقبضها عند الرمي.
"بأفواه السكك" السِّكك: الطُّرق، وأفو اهها: أبوابها.
"الأُخدود" هو الشَّق العظيم في الأرض، وجمعه: الأخاديد.
"فأقْحِموه" من الإقحام، أي: أَدخِلوه.
"تقاعَسَت" أي: توقَّفَت ولزمت موضعها وكرهت الدخول في النار.
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، وقد صرّح ابن إسحاق بالسماع عند الحميدي.=(39/355)
23933 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا رَبَاحٌ (1) ، عَنْ (2) مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أُمِّهِ، أَنَّ أُمَّ مُبَشِّرٍ دَخَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَجَعِهِ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ، فَقَالَتْ: بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللهِ، مَا تَتَّهِمُ بِنَفْسِكَ؟ فَإِنِّي لَا أَتَّهِمُ إِلَّا الطَّعَامَ الَّذِي أَكَلَ مَعَكَ بِخَيْبَرَ، وَكَانَ ابْنُهَا مَاتَ قَبْلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " وَأَنَا لَا أَتَّهِمُ غَيْرَهُ، هَذَا أَوَانُ قَطْعِ أَبْهَرِي " (3)
__________
= وأخرجه الحميدي (356) ، وابن سعد 8/406، والطبراني في "الكبير" 25/ (353) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 5/162 من طرق عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي 8/307 من طريق عبد الرحمن بن سلمان -وهو المصري- عن عقيل بن خالد، عن معبد بن كعب بن مالك، عن أخيه عبد الله بن كعب بن مالك، عن امرأة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وسنده حسن من أجل عبد الرحمن بن سلمان، وسند ابن إسحاق أعلى وأقوى.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (9750) .
وعن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (10991) ، وانظر بقية أحاديث الباب هناك.
(1) تحرف في (م) و (ظ2) و (ق) إلى: روح.
(2) في (م) : حدثنا.
(3) رجاله ثقات، وقد اختلف فيه على الزهري كما سيأتي. إبراهيم بن خالد: هو الصنعاني المؤذن، ورباح: هو ابن زيد الصنعاني.
وأخرجه أبو داود (4514) عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. إلا أنه قال فيه: عن أمه أم مبشر، ولا يصح هذا، فإن أم مبشر لم تكن زوجاً لعبد الله بن كعب ولا لكعب بن مالك.=(39/356)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وجاء عقبه: قال أبو سعيد ابن الأعرابي: كذا قال: "عن أمه"، والصواب: عن أبيه، عن أم مبشر: دخلتُ على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وأخرجه الحاكم 3/219 عن القطيعي راوي "المسند"، عن عبد الله بن أحمد، عن أبيه، به - غير أنه قال فيه: عن أبيه، عن أم مبشر، فجعله من حديث أم مبشر، وهكذا أورده الحافظ ابن حجر في "الفتح" 8/131 عن الحاكم.
وقال الحاكم: هذا صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
وأخرجه عبد الرزاق (19815) عن معمر، عن الزهري، عن ابن لكعب بن مالك، أن أم مبشر قالت للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فذكره.
وأخرجه أبو داود (4513) من طريق عبد الرزّاق، عن معمر، عن الزهري، عن ابن لكعب بن مالك، عن أبيه: أن أم مبشر ...
وروى البخاري (4428) معلقاً عن يونس الأَيلي، عن الزهري، قال عروة: قالت عائشة رضي الله عنها: كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول في مرضه الذي مات فيه: "يا عائشة، ما أزال أجدُ ألم الطعام الذي أكلتُ بخيبر، فهذا أوان وجدت انقطاع أبْهَري من ذلك السُّم".
قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 7/131: وصله البزار والحاكم (3/58) والإسماعيلي من طريق عنبسة بن خالد، عن يونس، بهذا الإسناد. وقال البزار: تفرد به عنبسة، عن يونس؛ أي: بوصله، وإلا فقد رواه موسى بن عقبة في "المغازي" عن الزهري لكنه أرسله، وله شاهدان مرسلان أيضاً، أخرجهما إبراهيم الحربي في "غرائب الحديث" له، أحدهما من طريق يزيد بن رومان، والآخر من
رواية أبي جعفر الباقر ... ثم ذكر حديث أم مبشِّر هذا، ثم قال: وروى ابن سعد (في "الطبقات" 2/202-203) عن شيخه الواقدي بأسانيد متعددة في قصة الشاة التي سُمَّت له بخيبر فقال في آخر ذلك: وعاش بعد ذلك ثلاث سنين حتى كان وجعه الذي قُبض فيه، وجعل يقول: "ما زلتُ أجدُ ألم الأكلة التي أكلتها بخيبر عِداداً، حتى كان هذا أوانَ انقطاع أَبهَري".=(39/357)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= قلنا: ولأحاديث قصة الشاة المسمومة انظر حديث أبي هريرة السالف برقم (9827) .
قولها: "ما تتهم بنفسك؟ " أي: ما تظنُّ الذي نزل بك من المرض.
وقولها: "فإني لا أتهم" أي. في شأن ابني.
والأبهَر: من أوردة القلب، وهما أبهران، قال في "المعجم الوسيط" 1/73: الوريدان اللذان يحملان الدم من جميع أوردة الجسم إلى الأُذَين الأيمن من القلب.
تنبيه: إلى هنا انتهى مسند الأنصار في رواية ابن المُذهِب للمسند، فقد جاء في نسخة (ظ5) بعد هذا: "آخر مسند الأنصار"، وما سيأتي بعد هذا من مسند فضالة بن عُبيد وعوف بن مالك الأشجعي فهو في جزء مفرَدٍ لم يسمعه ابن المذهب من القَطِيعي راوي "المسند" عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال ابن عساكر في كتابه "ترتيب أسماء الصحابة الذين أخرج حديثَهم أحمد بن حنبل في المسند" (396) : عوف بن مالك الأشجعي، في جزء فيه فضالة بن عبيد، ولم يقع إلينا مسموعاً.
وقال الحافظ ابن حجر في "أطراف المسند" 5/158 في مسند عوف بن مالك: وهو فوت لابن المُذهِب على القَطِيعي لم يسمعه منه، وقد رواه عن القطيعي أبو القاسم عبدُ الملك بن محمد بن بشران، وحدَّث به عنه أبو الحسن علي ابن العلاَّف، وهذا العلاَّف قد أجاز لأبي القاسم ابن عساكر ولأبي موسى المديني وطائفةٍ، فيمكن إيصاله بالإجازة من طريق بعضهم، وكذلك مسند فَضالة ابن عُبيد الأنصاري.(39/358)
مُسْنَدُ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ الْأَنْصَارِيِّ (1)
23934 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ (2) ، عَنْ ثُمَامَةَ، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ إِلَى أَرْضِ الرُّومِ، وَكَانَ عَامِلًا لِمُعَاوِيَةَ عَلَى الدَّرْبِ، فَأُصِيبَ ابْنُ عَمٍّ لَنَا فَصَلَّى عَلَيْهِ فَضَالَةُ، وَقَامَ عَلَى حُفْرَتِهِ حَتَّى وَارَاهُ، فَلَمَّا سَوَّيْنَا عَلَيْهِ حُفْرَتَهُ قَالَ: أَخِفُّوا عَنْهُ فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ " يَأْمُرُنَا بِتَسْوِيَةِ الْقُبُورِ " (3)
__________
(1) قال السندي: هو أنصاريٌّ أوسي، أبو محمد، أسلم قديماً ولم يشهد بدراً وشهد أُحداً فما بعدها، وشهد فتح مصر والشام قبلها ثم سكن الشام، وولِيَ الغزوَ، وولاَّه معاوية قضاء دمشق بعد أبي الدرداء، قيل: وكان ذلك بمشُورةٍ من أبي الدرداء. وكان ممن بايع تحت الشجرة.
مات في خلافة معاوية، وكان معاويةُ حمل سريره، وكان معاويةُ استخلفه على دمشق في سفرةٍ سافرها. مات بدمشق لأن معاوية جعله قاضياً عليها وبَنىَ له بها داراً، ووفاته سنة ثلاث وخمسين، وقيل غير ذلك.
(2) في (م) والنسخ الخطية: حدثنا محمد بن يحيى بن إسحاق، وهو خطأ.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن إسحاق صدوق، وقد صرَّح بسماعه فيما سيأتي برقم (23936) ، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. محمد ابن عبيد. هو ابن أبي أُمية الطنافسي، وثمامة: هو ابن شْفَي.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنَّفه" 3/336-337 و341، والطبراني 18/ (809) ، والبيهقي 3/411 من طرق عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد -=(39/359)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= زاد الطبراني في إسناده بين ابن إسحاق وثمامة يزيدَ بنَ أبي حبيب، وشيخه فيه أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة، وهو لا بأس به، لكن خالفه أبو زرعة الدمشقي الحافظ عند البيهقي فأسقطه، وهو الصواب، على أنه قد روي عن يزيد بن أبي حبيب، عن ثمامة، رواه عنه ابن لهيعة فيما سيأتي برقم (23959) .
وأخرجه مسلم (968) (92) ، وأبو داود (3219) ، والنسائي 4/88، والطبراني 18/ (811) من طريق عمرو بن الحارث، عن ثمامة بن شُفَي، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ (812) من طريق أبي إبراهيم السبئي، عن أبي علي الهمداني، عن فضالة بن عبيد قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "سَوُّوا القبور على وجه الأرض إذا دفنتُم". وأبو إبراهيم مجهول، وأبو علي الهمداني: هو ثمامة ابن شفي نفسه.
وفي الباب عن علي بن أبي طالب، سلف برقم (741) .
الدَّرْب: يقال لكل مَدخلٍ إلى بلاد الروم، وقد جاء تعيينه في رواية عمرو بن الحارث عند مسلم وأبي داود بجزيرة رُودِس، وكانت هي وعامة الجزر في البحر الأبيض المتوسط بأيدي المسلمين، وهي الآن إحدى جزر الأَرخبيل اليوناني، وقد سلف الكلام عليها عند الحديث رقم (15462) .
قوله: "أخِفُّوا عنه" أي: خفِّفوا عن قبره التراب ولا ترفعوه.
وقوله: وكان يأمرنا بتسوية القبور، ليس المراد أن يدرس القبر بحيث يُسوَّى بالأرض، ولا يبقى له أثر، وإنما المراد أن لا يُزادَ على ما استُخرِج من الحفرة من التراب، فقد روى ابن حبان في "صحيحه" (6635) من حديث جابر بن عبد الله: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُلحِد ونُصِب عليه اللَّبِنُ نصْباً، ورفع قبره من الأرض نحواً من شبر.
وهو حديث حسن.
وروى أبو داود في "المراسيل" (421) عن صالح بن أبي الأخضر قال: رأيت قبر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شبراً أو نحواً من شبر.=(39/360)
23935 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي مَرْزُوقٍ، عَنْ فَضَالَةَ الْأَنْصَارِيِّ، سَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ عَلَيْهِمْ فِي يَوْمٍ كَانَ يَصُومُهُ، فَدَعَا بِإِنَاءٍ فِيهِ مَاءٌ فَشَرِبَ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ هَذَا الْيَوْمَ كُنْتَ تَصُومُهُ قَالَ: " أَجَلْ، وَلَكِنْ قِئْتُ " (1)
__________
= وروى أيضاً (422) عن إبراهيم النخعي قال: جُعل قبر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَبَثاً ولم يسوَّ
تسويةً.
وقوله: "نَبَثاً" مأخوذ من نبث التراب يَنْبُثه: إذا استخرجه من الحفرة، أي: أن التراب الزائد من حفرة القبر أثبت فوقه مُسَنَّما ولم يُسَوَّ.
وروى البخاري في "صحيحه" بإثر الحديث (1390) من طريق أبي بكر بن عياش، أن سفيان التمَّار-وهو من كبار أتباع التابعين وقد لحق عصر الصحابة- حدثه: أنه رأى قبر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُسنَّماً.
ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" 3/334 عنه، ولفظه: دخلت البيت الذي فيه قبر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فرأيت قبر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقبر أبي بكر وعمر مُسنَّمةً.
وروى أبو داود في "مراسيله" (423) بإسناد صحيح عن الشعبي قال: رأيت قبور الشهداء مسنَّمةً، يعني جُثاً. وقوله: "يعني جُثاً" جمع جُثوة، وهو الشيء المجموع، يعني أتربةً مجموعة.
(1) حديث صحيح، محمد بن إسحاق وإن كان مدلِّساً وقد عنعن هنا، لكنه صرَّح بالتحديث فيما سيأتي برقم (23963) ، وقد توبع، والإسناد هنا منقطع بين أبي مرزوق وفضالة بن عبيد، والواسطة بينهما هو حنشٌ الصنعاني كما سيأتي، وهو ثقة. أبو مرزوق: هو التُّجيبي المصري، واسمه حبيب بن الشهيد على الأشهر.=(39/361)
23936 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي ثُمَامَةُ بْنُ شُفَيٍّ الْهَمْدَانِيُّ، قَالَ: غَزَوْنَا أَرْضَ الرُّومِ وَعَلَى ذَلِكَ الْجَيْشِ فَضَالَةُ بْنُ عُبَيْدٍ الْأَنْصَارِيُّ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ فَقَالَ فَضَالَةُ: خَفِّفُوا، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَأْمُرُ بِتَسْوِيَةِ الْقُبُورِ " (1)
__________
= وأخرجه ابن ماجه (1675) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (818) من طريق أبي بكر بن أبي شيبة، عن محمد ويعلى ابني عبيد، بهذا الإسناد. وقد وقع عند ابن ماجه فقط التصريح بسماع أبي مرزوق من فضالة، وهو وهمٌ.
قال البوصيري في "زوائد ابن ماجه" ورقة 110: هذا إسناد ضعيف، أبو مرزوق التُّجيبي لا يُعرف اسمه، لم يسمع من فضالة بن عبيد، بينهما حنش، ومحمد بن إسحاق مدلِّس وقد عنعنه.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1678) ، وفي "شرح معاني الآثار" 2/97، والطبراني 18/ (817) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 4/ورقة 164 من طريق حماد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، به - ووقع في المطبوع من "شرح المعاني" زيادة حنش الصنعاني بين أبي مرزوق وفضالة، ولم تقع هذه الزيادة في "شرح المشكل"، مع أن الحديث فيهما من الطريق ذاته!
وسيأتي بالأرقام (23948) و (23963) و (23966) ، وذُكر فيها كلها حنشٌ الصنعاني.
وانظر حديث أبي الدرداء السالف برقم (21701) والكلام عليه.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري.
وانظر (23934) .(39/362)
23937 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو هَانِئٍ حُمَيْدُ بْنُ هَانِئٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ الْجَنْبِيِّ، حَدَّثَنَا أَنَّهُ سَمِعَ فَضَالَةَ بْنَ عُبَيْدٍ صَاحِبَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: سَمِعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا يَدْعُو فِي الصَّلَاةِ، وَلَمْ يَذْكُرِ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، وَلَمْ يُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَجِلَ هَذَا " ثُمَّ دَعَاهُ فَقَالَ لَهُ وَلِغَيْرِهِ: " إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلْيَبْدَأْ بِتَحْمِيدِ رَبِّهِ وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ، ثُمَّ لِيُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ، ثُمَّ لِيَدْعُ بَعْدُ بِمَا شَاءَ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير عمرو بن مالك الجَنْبي، فقد روى له أصحاب السنن والبخاري في "الأدب المفرد"، وهو ثقة. أبو عبد الرحمن المقرىء: اسمه عبد الله بن يزيد، وحيوة: هو ابن شريح.
وأخرجه أبو داود (1481) عن الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (3477) ، والبزار في "مسنده" (3748) ، وإسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي" (106) ، وابن خزيمة (710) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2242) ، وابن حبان (1960) ، والطبراني في الكبير" 18/ (791) و (793) ، والحاكم 1/230 و268، والبيهقي 2/147-148 من طرق عن أبي عبد الرحمن المقرىء، به. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح، وصحَّحه الحاكم ووافقه الذهبي.
وأخرجه النسائي 3/44، وابن خزيمة (709) ، والطبراني 18/ (795) من طريق عبد الله بن وهب، عن أبي هانىء، به.
وأخرجه بنحوه الترمذي (3476) ، والطبراني 18/ (792) و (794) من طريق رِشْدين بن سعد، عن أبي هانىء، به. ورشدين ضعيف.
قال السندي: قوله: "عَجِل هذا" أي: في الدعاء حيث أَتى به قبل الحمد والصلاة، وحقُّه أن يكون بعدهما.(39/363)
23938 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو هَانِئٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ، حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ فَضَالَةَ بْنَ عُبَيْدٍ، يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا صَلَّى بِالنَّاسِ خَرَّ رِجَالٌ مِنْ قَامَتِهِمْ فِي الصَّلَاةِ لِمَا بِهِمْ مِنَ الْخَصَاصَةِ وَهُمْ مِنْ أَصْحَابِ الصُّفَّةِ حَتَّى يَقُولَ الْأَعْرَابُ: إِنَّ هَؤُلَاءِ مَجَانِينُ، فَإِذَا قَضَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّلَاةَ انْصَرَفَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ لَهُمْ: " لَوْ تَعْلَمُونَ مَا لَكُمْ عِنْدَ اللهِ لَأَحْبَبْتُمْ لَوْ أَنَّكُمْ تَزْدَادُونَ حَاجَةً وَفَاقَةً " قَالَ فَضَالَةُ وَأَنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ (1)
23939 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، وَابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا أَبُو هَانِئِ بْنُ هَانِئٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ، قَالَ: أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقِلَادَةٍ فِيهَا ذَهَبٌ
__________
(1) إسناده صحيح.
وأخرجه الترمذي (2368) ، والبزار في "مسنده" (3750) ، وابن حبان (724) ، والطبراني 18/ (798) ، وأبو نعيم في "الحلية" 2/17، والبيهقي في "شعب الإيمان" (10316) و (10441) من طريق أبي عبد الرحمن المقرىء، بهذا الإسناد. وصححه الترمذي.
وأخرجه البزار (3751) ، والطبراني 18/ (799) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (10440) من طريق عبد الله بن وهب، والطبراني 18/ (800) من طريق عبد الله بن لهيعة، كلاهما عن أبي هانىء، به.
وفي الباب عن العرباض بن سارية، سلف برقم (17161) .
قال السندي: قوله: "من الخصاصة" أي: الحاجَة والجُوع.
"فقال لهم": أي: تسليةً وتصبيراً.(39/364)
وَخَرَزٌ تُبَاعُ وَهِيَ مِنَ الْغَنَائِمِ فَأَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالذَّهَبِ الَّذِي فِي الْقِلَادَةِ فَنُزِعَ وَحْدَهُ، ثُمَّ قَالَ: " الذَّهَبُ بِالذَّهَبِ وَزْنًا بِوَزْنٍ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم من جهة حيوة: وهو ابن شريح المصري، وأما قرينُه عبد الله بن لهيعة فسيِّىء الحفظ. أبو عبد الرحمن: هو عبد الله بن يزيد المقرىء المكي، وأبو هانىء بن هانىء: اسمه حُميد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/74، وفي "شرح مشكل الآثار" (6099) عن بكر بن إدريس، عن أبي عبد الرحمن المقرىء، بهذا الإسناد - ولم يذكر فيه ابن لهيعة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ (807) عن هارون بن مَلُّول المصري، عن أبي عبد الرحمن المقرىء، به - لكن قال فيه: عمرو بن مالك، بدل عُليِّ بن رباح، وهو وهمٌ، ولم يذكر فيه أيضاً ابن لهيعة.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/73 من طريق أسد بن موسى، عن ابن لهيعة وحده، به.
وأخرجه مسلم (1591) (89) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2113) ، وابن الجارود (654) ، والطحاوي في "شرح المعاني" 4/73، وفي "شرح المشكل" (3215) و (6098) ، والطبراني 18/ (803) ، والدارقطني 3/3، والبيهقي في "السنن الكبرى" 5/292، وفي "معرفة السنن والآثار" (11115) من طريق ابن وهب، عن أبي هانىء، به.
وأخرجه بنحوه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2114) ، والطبراني 18/ (814) من طريق قَبَاث بن رَزِين، عن عُلي بن رباح، به. وفيه: "لا تبيعوا كذا" ونهاهم عن ذلك، وقال: "الجَوهر على حِدَة، والذهب على حِدَة".
وانظر ما سيأتي برقم (23962) و (23968) .
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11007) و (11062) ، وانظر بقية أحاديث الباب في الموضع الأول.=(39/365)
23940 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو هَانِئٍ، عَنْ أَبِي عَلِيٍّ الْجَنْبِيِّ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدِ (1) ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يُسَلِّمُ الرَّاكِبُ عَلَى الْمَاشِي وَالْقَلِيلُ عَلَى الْكَثِيرِ " (2)
23941 - حَدَّثَنَا [إِبْرَهِيمُ بْنُ] إِسْحَاقَ (3) ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ حَيْوَةَ بْنِ شُرَيْحٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو هَانِئٍ الْخَوْلَانِيُّ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ مَالِكٍ الْجَنْبِيَّ، أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ فَضَالَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ مَاتَ عَلَى مَرْتَبَةٍ مِنْ هَذِهِ الْمَرَاتِبِ بُعِثَ عَلَيْهَا " قَالَ حَيْوَةُ يَقُولُ: " رِبَاطٌ حَجٌّ أَوْ نَحْوُ ذَلِكَ " (4)
__________
= قال السندي: قوله: "فنزُع" أي: جُرِّد من الخَرَز، وهذا يقتضي أن الخلط بجنسٍ آخر لا يدفع الربا. اهـ. وانظر "شرح السنة" للبغوي 8/66-67، و"شرح مسلم" للنووي 11/17-19.
(1) في (م) و (ظ2) : فضالة بن عبيد الله، وهو خطأ.
(2) إسناده صحيح. أبو علي الجَنْبي: هو عمرو بن مالك.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (998) ، والدارمي (2637) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (804) من طريق أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد، بهذا الإسناد -زاد البخاري والدارمي: "والماشي على القاعد".
وسيأتي برقم (23941م) و (23942) و (23949) .
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (8162) ، وهو في "الصحيح".
وعن عبد الرحمن بن شِبْل، سدف برقم (15666/4) ، وسنده صحيح.
(3) انظر التعليق على إسناد الرواية (23950) .
(4) إسناده صحيح. وسيأتي مكرراً برقم (23950) .=(39/366)
وَحَدَّثَنَاهُ الطَّالَقَانِيُّ، فِي هَذَا الْإِسْنَادِ عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، قَالَ: " يُسَلِّمُ الْفَارِسُ عَلَى الْمَاشِي، وَالْمَاشِي عَلَى الْقَائِمِ، وَالْقَلِيلُ عَلَى الْكَثِيرِ " (1)
__________
= وهو في كتاب "الجهاد" لابن المبارك برقم (173) ، ومن طريق ابن المبارك أخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص278 عن أسد بن موسى، والحاكم 2/144 من طريق عبدان، كلاهما عنه.
وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (2303) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (252) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (785) من طريق عبد الله بن وهب، عن أبي هانىء الخولاني، به.
وسيأتي برقم (23945) عن أبي عبد الرحمن المقرىء، عن حيوة وابن لهيعة.
وانظر (23951) .
وفي الباب عن سلمان الفارسي عند مسلم (1913) مرفوعاً: "رباط يومٍ وليلةٍ خير من صيام شهر وقيامِه، وإن مات جَرَى عليه عملُه الذي كان يعمله، وأُجرِيَ عليه رزقه، وأمِنَ الفتَّان"، وقد سلف برقم (23727) .
ونحوه عن أبي هريرة، سلف برقم (9244) .
قال السندي: قوله: "على مرتبةٍ" أي: عملٍ.
"رباطٌ، حجٌّ" هما مذكوران بطريق التعدادِ، ولا إضافة بينهما.
(1) إسناده صحيح. الطالقاني: هو إبراهيم بن إسحاق.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (999) ، والترمذي (2705) من طريقين عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (996) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (338) ، وابن حبان (497) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (805) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (217) من طريق ابن وهب، عن أبي هانىء، به.
وبعضهم يختصره.=(39/367)
23942 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو هَانِئٍ، أَنَّ أَبَا عَلِيٍّ عَمْرَو بْنَ مَالِكٍ الْجَنْبِيَّ مِثْلَهُ (1)
23943 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو هَانِئٍ، أَنَّ أَبَا عَلِيٍّ عَمْرَو بْنَ مَالِكٍ الْجَنْبِيَّ، حَدَّثَهُ فَضَالَةُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " ثَلَاثَةٌ لَا تَسْأَلْ عَنْهُمْ: رَجُلٌ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ، وَعَصَى إِمَامَهُ، وَمَاتَ عَاصِيًا، وَأَمَةٌ أَوْ عَبْدٌ أَبَقَ فَمَاتَ، وَامْرَأَةٌ غَابَ عَنْهَا زَوْجُهَا، قَدْ كَفَاهَا مُؤْنَةَ الدُّنْيَا فَتَبَرَّجَتْ بَعْدَهُ، فَلَا تَسْأَلْ عَنْهُمْ، وَثَلَاثَةٌ لَا تَسْأَلْ عَنْهُمْ: رَجُلٌ نَازَعَ اللهَ رِدَاءَهُ، فَإِنَّ رِدَاءَهُ الْكِبْرِيَاءُ وَإِزَارَهُ الْعِزَّةُ، وَرَجُلٌ شَكَّ فِي أَمْرِ اللهِ وَالْقَنُوطُ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ " (2)
__________
= وانظر (23940) .
(1) إسناده صحيح. وهو مكرر (23940) .
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير عمرو بن مالك الجنبي، فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد" وأصحاب السنن. أبو عبد الرحمن: هو عبد الله بن يزيد المكي المقرىء، وحيوة: هو ابن شريح التُّجيبي المصري، وأبو هانىء: هو حميد بن هانىء الخَوْلاني المصري.
وأخرجه البزار في "مسنده" (3749) ، وابن حبان (4559) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (788) و (789) ، والحاكم 1/119 من طريق أبي عبد الرحمن، بهذا الإسناد.
أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (590) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (89) و (900) و (1060) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (790) من طريق عبد الله=(39/368)
23944 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو هَانِئٍ، أَنَّ أَبَا عَلِيٍّ، أَخْبَرَهُ أَنَّهُ، سَمِعَ فَضَالَةَ بْنَ عُبَيْدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " طُوبَى لِمَنْ هُدِيَ إِلَى الْإِسْلَامِ، وَكَانَ عَيْشُهُ كَفَافًا وَقَنَعَ " (1)
__________
= ابن وهب، عن أبي هانىء، به - واقتصر ابن أبي عاصم على أوله، وهو مفارقة الجماعة.
وفي باب مفارقة الجماعة ونزع الطاعة انظر حديث ابن عمر السالف برقم (5386) ، وشواهده هناك.
وفي باب إباق العبد انظر حديث جرير بن عبد الله السالف برقم (19155) .
وفي باب منازعة الله عز وجل الكبرياء والعزة انظر حديث أبي هريرة السالف برقم (7382) .
قال السندي: قوله: "لا تُسأَل عنهم" أي: فإنك لا تستطيع أن تعرف ما هم عليه من سوء الحال وقُبح المآل، وهذا كناية عن غاية شناعة حالهم.
"الجماعة" أي: جماعة المسلمين بعد اتفاقهم على إمام.
"أَبَق": (أي: هرب) من مولاه إلى بلاد الكَفَرةِ.
"القَنوط": أي: ذو القُنوط. (والقُنوط: هو اليأس) .
(1) إسناده صحيح.
وهو في "الزهد" للمصنف ص8-9.
وأخرجه الترمذي (2349) ، وابن حبان (705) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (786) ، والحاكم 1/34-35 من طريق أبي عبد الرحمن المقرىء، به. قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (553) ، ومن طريقه أخرجه النسائي في الرقائق كما في "تحفة الأشراف" 8/261، والقضاعي في "مسند الشهاب" (616) .=(39/369)
23945 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، وَابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَا: أَنْبَأَنَا أَبُو هَانِئٍ، أَنَّ أَبَا عَلِيٍّ الْجَنْبِيَّ، حَدَّثَهُ أَنَّهُ، سَمِعَ فَضَالَةَ بْنَ عُبَيْدٍ، يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ مَاتَ عَلَى مَرْتَبَةٍ مِنْ هَذِهِ الْمَرَاتِبِ، بُعِثَ عَلَيْهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (1)
* 23946 - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقَدَّمِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ حَجَّاجًا، يَذْكُرُ عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَيْرِيزٍ، قَالَ: قُلْتُ لِفَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ: أَرَأَيْتَ تَعْلِيقَ يَدِ السَّارِقِ فِي الْعُنُقِ، أَمِنَ السُّنَّةِ؟ قَالَ: " نَعَمْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِسَارِقٍ فَأَمَرَ بِهِ، فَقُطِعَتْ يَدُهُ، ثُمَّ أَمَرَ بِهَا فَعُلِّقَتْ فِي عُنُقِهِ "
__________
= وأخرجه أبو عوانة في الرقاق كما في "إتحاف المهرة" 12/662، والطبراني 18/ (778) ، والحاكم 4/122، والقضاعي (617) من طريق عبد الله بن وهب، عن أبي هانىء، به.
وله شاهد من حديث عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6572) .
(1) إسناده صحيح من جهة حيوة -وهو ابن شريح المصري- ومتابعُه ابن لهيعة سيىء الحفظ.
وأخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص278، وابن قتيبة في "غريب الحديث" 1/524-525، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (302) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (253) ، والطبراني 18/ (784) ، والخطيب البغدادي في "الفقيه والمتفقه" 1/29-30 من طريق أبي عبد الرحمن، بهذا الإسناد - ولم يذكر فيه ابن عبد الحكم وابنُ قتيبة وابنُ أبي عاصم والخطيبُ ابنَ لهيعة.
وقد سلف برقم (23941) من طريق ابن المبارك عن حيوة.(39/370)
قَالَ حَجَّاجٌ: " وَكَانَ فَضَالَةُ مِمَّنْ بَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ " قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: " قُلْتُ لِيَحْيَى بْنِ مَعِينٍ سَمِعْتَ مِنْ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ الْمُقَدَّمِيِّ شَيْئًا، قَالَ: أَيُّ شَيْءٍ كَانَ عِنْدَهُ؟، قُلْتُ: حَدِيثُ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ فِي تَعْلِيقِ الْيَدِ فَقَالَ: لَا. حَدَّثَنَا بِهِ عَفَّانُ عَنْهُ " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف، حجاج -وهو ابن أرطاة- ليس بذاك القوي، وهو مدلِّس وقد عنعنه، وبه أعلَّ الحديث النسائي في "سننه" والزيلعيُّ في "نصب الراية" 3/370، وقال أبو بكر ابن العربي في "عارضة الأحوذي": لم يثبت.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ (769) ، وفي "مسند الشاميين" (2175) ، ومن طريقه المزي في ترجمة ابن محيريز من "تهذيب الكمال" 17/397-398 عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وعند الطبراني: عبد الله بن محيريز، قال المزي: وهو وهمٌ.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/134، وأبو داود (4411) ، والترمذي (1447) والنسائي 8/92، وابن ماجه (2587) ، والطبراني 18/ (769) ، وفي "مسند الشاميين" (2175) ، والدارقطني 3/208، وأبو نعيم في "الحلية 5/148، والبيهقي 8/275، والمزي 17/397-398 من طرق عن عمر بن علي المقدمي، به. وقال الترمذي: حسن غريب!! قال ابن العربي في "عارضة الأحوذي بشرح
الترمذي" 6/227: لو ثبت لكان حسناً صحيحاً، لكنه لم يثبت.
وأخرجه الطبراني في الكبير" 18/ (769) ، وفي "مسند الشاميين" (2175) و (3556) ، ومن طريقه المزي 17/397-398 عن علي بن عبد العزيز، عن عفان، عن عمر بن علي المقدَّمي، به.
وأخرجه النسائي 8/92، والبيهقي 8/275 من طريق عبد الله بن المبارك، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/322 من طريق مسلم بن إبراهيم، كلاهما عن أبي بكر بن علي المقدَّمي أخي عمر بن علي، عن حجاج بن أرطاة، به.(39/371)
23947 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ (1) الطَّالَقَانِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَلَّهُ أَشَدُّ أَذَنًا إِلَى الرَّجُلِ حَسَنِ الصَّوْتِ بِالْقُرْآنِ، مِنْ صَاحِبِ الْقَيْنَةِ إِلَى قَيْنَتِهِ " (2)
23948 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَنْبَأَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي مَرْزُوقٍ، عَنْ حَنَشٍ،
__________
(1) انقلب اسم الطالقاني في (م) و (ظ2) و (ق) إلى: إسحاق بن إبراهيم، والتصويب من "جامع المسانيد".
(2) إسناده ضعيف لانقطاعه، فإن إسماعيل بن عبيد الله -وهو ابن أبي المهاجر- لم يدرك فضالةَ بن عبيد، وبينهما في هذا الحديث ميسرة مولى فضالة كما سيأتي برقم (23956) ، وهو مجهول.
وأخرجه الحاكم 1/570-571 من طريق دُحيم عبد الرحمن بن إبراهيم، عن الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد. وغفل الحاكم عن علَّة الانقطاع فصححه على شرط الشيخين، فتعقَّبه الذهبي في ملخَّصه فقال: بل هو منقطع.
وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" ص161-162، والآجري في "أخلاق أهل القرآن" (80) ، والحاكم 1/570-571، والبيهقي 10/230، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 17/ورقة 462 من طرق عن الأوزاعي، به.
وأورده البخاري في "التاريخ الكبير" 7/124 من طريق ثور -وهو ابن يزيد الكلاعي- عن إسماعيل بن عبيد الله، به.
قلنا: ويغني عن هذا الحديث ما روي عن أبي هريرة عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "ما أَذِنَ الله لشيءٍ ما أَذِنَ لنبيٍّ يتغنَّى بالقرآن"، وهو في "الصحيحين"، وقد سلف برقم (7670) ، أي: ما استمع لشيءٍ مسموع كاستماعه لنبي يحسِّن صوته بالقرآن، والأذَن: الاستماع.(39/372)
عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصْبَحَ صَائِمًا، فَدَعَا بِشَرَابٍ، فَقَالَ لَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَمْ تُصْبِحْ صَائِمًا؟ قَالَ: " بَلَى، وَلَكِنْ قِئْتُ " (1)
23949 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو هَانِئٍ، عَنْ أَبِي عَلِيٍّ،
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، عبد الله بن لهيعة سيىء الحفظ، لكنه توبع، وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1679) ، وفي "شرح معاني الآثار" 2/96-97، والطبراني 18/ (779) ، والبيهقي 4/220 من طرق عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد - وقرن البيهقي بابن لهيعة المفضل بن فضالة: وهو القِتْباني المصري، وهو ثقة من رجال الشيخين، وانفرد الطحاوي في "شرح المشكل" فأسقط من إسناده حنشاً.
وأخرجه الدارقطني 2/182، والبيهقي 4/220 من طريق عثمان بن صالح، عن المفضل بن فضالة وابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، به - إلا أن الدارقطني لم يسمِّ ابن لهيعة، فقال: عن المفضل بن فضالة وآخر، قال الحافظ ابن حجر في "إتحاف المهرة" 12/656: الآخَر هو ابن لهيعة.
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 4/ورقة 164 من طريق زكريا بن يحيى كاتب العمري، عن المفضل بن فضالة، عن يزيد بن أبي حبيب، به.
وسيأتي برقم (23966) عن يحيى بن غيلان، عن المفضل بن فضالة، حدثني عبد الله بن عياش، عن يزيد بن أبي حبيب، فزاد في الإسناد عبد الله بن عياش.
وأخرجه الطبراني 18/ (819) ، وابن عساكر 4/ورقة 164 من طريق عَميرة بن أبي ناجية، عن يزيد بن أبي حبيب، به. وسنده صحيح.
وانظر (23935) .(39/373)
عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يُسَلِّمُ الرَّاكِبُ عَلَى الْمَاشِي، وَالْمَاشِي عَلَى الْقَاعِدِ، وَالْقَلِيلُ عَلَى الْكَثِيرِ " (1)
23950 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ (2) ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ حَيْوَةَ بْنِ شُرَيْحٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو هَانِئٍ الْخَوْلَانِيُّ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ مَالِكٍ الْجَنْبِيَّ، أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ فَضَالَةَ بْنَ عُبَيْدٍ، يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ مَاتَ عَلَى مَرْتَبَةٍ مِنْ هَذِهِ الْمَرَاتِبِ بُعِثَ عَلَيْهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ " قَالَ حَيْوَةُ: يَقُولُ: " رِبَاطٌ أَوْ حَجٌّ أَوْ نَحْوُ ذَلِكَ " (3)
23951 - وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " كُلُّ مَيِّتٍ يُخْتَمُ عَلَى عَمَلِهِ إِلَّا الَّذِي مَاتَ مُرَابِطًا فِي سَبِيلِ اللهِ، فَإِنَّهُ يَنْمُو عَمَلُهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَيَأْمَنُ فِتْنَةَ الْقَبْرِ " (4)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، ابن لهيعة سيىء الحفظ لكنه قد توبع، وباقي رجاله ثقات. أبو هانىء: اسمه حميد بن هانىء، وأبو علي: اسمه عمرو بن مالك الجَنْبي.
وانظر (23940) .
(2) انقلب هذا الاسم في (م) و (ظ2) و (ق) إلى: إسحاق بن إبراهيم، وهو خطأ صوَّبناه من "أطراف المسند" 5/184، ومما يؤيد أن الصواب إبراهيم بن إسحاق نسبة المصنِّف له بالطَّالْقاني في الرواية (23941م) .
(3) إسناده صحيح. وهو مكرر (23941) .
(4) إسناده صحيح.
وهو في "الجهاد" لابن المبارك (174) ، ومن طريق ابن المبارك أخرجه الترمذي (1621) ، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (317) ، وابن حبان (4624) ،=(39/374)
قَالَ: وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " الْمُجَاهِدُ مَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ لِلَّهِ " أَوْ قَالَ: " فِي اللهِ " (1)
23952 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي الصَّعْبَةِ، عَنْ حَنَشٍ،
__________
= والطبراني في "الكبير" 18/ (802) ، والحاكم 2/144. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (2414) ، وأبو داود (2500) ، والبزار في "مسنده" (3753) ، وأبو عوانة (7463) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2316) ، والطبراني 18/ (803) ، والحاكم 2/79، والبيهقي في "شعب الإيمان" (4287) ، وفي "إثبات عذاب القبر" (143) ، وابن عساكر في "الأربعون في الحث على الجهاد" ص85-86 من طريق عبد الله بن وهب، عن أبي هانىء، به.
وسيأتي برقم (23954) .
وفي الباب عن عقبة بن عامر، سلف برقم (17359) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
قال السندي: قوله: "يختم على عمله" المراد به العمل المنقطع بموته، فلا يُشكِل بالعمل الجاري كالوقف ونحوه، أي: يتمُّ عمله المنقطع فلا ينمو بعد موته إلا المرابط، فإنه ينمو عمله المنقطع أيضاً.
(1) إسناده صحيح كسابقه.
وهو في "الجهاد" لابن المبارك (175) بإثر الحديث السابق، وأخرجه من طريقه مجموعاً إليه: الترمذي (1621) ، وابن حبان (6424) ، والحاكم 2/144.
وسيأتي منفرداً برقم (23965) عن علي بن إسحاق، عن ابن المبارك، وانظر تمام تخريجه هناك.
وسيأتي ضمن حديث برقم (23958) من طريق ليث بن سعد عن أبي هانىء الخولاني.(39/375)
عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ شَابَ شَيْبَةً فِي سَبِيلِ اللهِ، كَانَتْ نُورًا لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "، فَقَالَ رَجُلٌ عِنْدَ ذَلِكَ: فَإِنَّ رِجَالًا يَنْتِفُونَ الشَّيْبَ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ شَاءَ فَلْيَنْتِفْ نُورَهُ " (1)
23953 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا رِشْدِينُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ سَعِيدٍ التُّجِيبِيُّ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " الْعَبْدُ آمِنٌ مِنْ عَذَابِ اللهِ، مَا اسْتَغْفَرَ اللهَ " (2)
__________
(1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، عبد الله بن لهيعة سيىء الحفظ، لكنه قد تُوبع. وهو صحيح لغيره.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ (783) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (6388) من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار في "مسنده" (3755) من طريق أبي الأسود النضر بن عبد الجبار، وابن عدي في "الكامل" 4/1470 من طريق محمد بن معاوية، كلاهما عن ابن لهيعة، به - لكن سقط من إسناد ابن عدي حنشٌ الصنعاني.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد" (168) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (782) ، وفي "الأوسط" (5489) ، والبيهقي في "الشعب" (6388) من طريق يحيى بن أيوب، عن يزيد بن أبي حبيب، به. وسنده حسن.
وفي الباب من حديث عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6672) .
وانظر بقية أحاديث الباب هناك.
(2) حسن بمجموع طريقيه وشاهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف رِشْدين -وهو ابن سعد- ولإبهام الراوي عن فضالة.=(39/376)
23954 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا رِشْدِينُ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ هَانِئٍ الْخَوْلَانِيُّ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ مَالِكٍ، حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ فَضَالَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " كُلُّ مَيِّتٍ يُخْتَمُ عَلَى عَمَلِهِ إِلَّا الْمُرَابِطَ فِي سَبِيلِ اللهِ، يَجْرِي عَلَيْهِ أَجْرُهُ حَتَّى يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَيُوقَى فِتْنَةَ الْقَبْرِ " (1)
23955 - حَدَّثَنَا عِصَامُ بْنُ خَالِدٍ الْحَضْرَمِيُّ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ، أَنَّ فَضَالَةَ بْنَ عُبَيْدٍ الْأَنْصَارِيَّ كَانَ يَقُولُ: غَزَوْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزْوَةَ تَبُوكَ، فَجَهَدَ بِالظَّهْرِ جَهْدًا شَدِيدًا، فَشَكَوْا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا
__________
= وأخرجه الدولابي في "الكنى والأسماء" 1/87، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 15/لوحة 855 من طريق يعقوب بن محمد بن فضالة بن عبيد، عن أبيه، عن جدّه. ويعقوب وأبوه معروفا النسب، مجهولا الحال.
وفي الباب عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أنزل الله عليَّ أَمانين لأُمَّتي: (وَمَا كَانَ الله لِيُعَذِّبَهُمْ وأَنتَ فيهم وَمَا كَانَ الله مُعَذّبَهُمْ وهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) [الأنفال:33] إذا مضيتُ تركتُ فيهم الاستغفار إلى يوم القيامة"، أخرجه الترمذي (3082) ، وإسناده ضعيف، وضعَّفه الترمذي.
وأخرج الإمام أحمد (13493) وغيره من حديث أنس بن مالك مرفوعاً: "والذي نفسي بيده، لو خَطِئتُم حتى تملأَ خطاياكم ما بين السماء والأرض ثم استغفرتم الله، لغَفَر لكم". وسنده حسن في المتابعات والشواهد.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف رِشدين: وهو ابن سعد المصري. ابن هانىء الخولاني: اسمه حميد، وكنيته أبو هانىء.
وقد سلف برقم (23951) من طريق حيوة بن شريح عن أبي هانىء الخولاني.(39/377)
بِظَهْرِهِمْ مِنَ الْجَهْدِ، فَتَحَيَّنَ بِهِمْ مَضِيقًا فَسَارَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِ، فَقَالَ: " مُرُّوا بِسْمِ اللهِ " فَمَرَّ النَّاسُ عَلَيْهِ بِظَهْرِهِمْ، فَجَعَلَ يَنْفُخُ بِظَهْرِهِمْ: " اللهُمَّ احْمِلْ عَلَيْهَا فِي سَبِيلِكَ، إِنَّكَ تَحْمِلُ عَلَى الْقَوِيِّ وَالضَّعِيفِ، وَعَلَى الرَّطْبِ وَالْيَابِسِ، فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ " قَالَ: فَمَا بَلَغْنَا الْمَدِينَةَ حَتَّى جَعَلَتْ تُنَازِعُنَا أَزِمَّتَهَا قَالَ فَضَالَةُ: " هَذِهِ دَعْوَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْقَوِيِّ وَالضَّعِيفِ، فَمَا بَالُ الرَّطْبِ وَالْيَابِسِ، فَلَمَّا قَدِمْنَا الشَّامَ غَزَوْنَا غَزْوَةَ قُبْرُسَ فِي الْبَحْرِ، فَلَمَّا رَأَيْتُ السُّفُنَ فِي الْبَحْرِ وَمَا يَدْخُلُ فِيهَا، عَرَفْتُ دَعْوَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1)
23956 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي الْمُهَاجِرِ، عَنْ مَيْسَرَةَ، مَوْلَى فَضَالَةَ،
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، عصام بن خالد صدوق لا بأس به، ومن فوقه ثقات. صفوان بن عمرو: هو ابن هَرِم السَّكسكي.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2110) ، وابن حبان (4681) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (971) من طريق الوليد بن مسلم، عن صفوان بن عمرو، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار في "مسنده" (3758) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (771) ، وفي "مسند الشاميين" (931) من طريق يحيى بن عبد الله البابلتي، عن صفوان بن عمرو، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن فضالة. فخالف يحيى بن عبد الله في إسناده، وهو ضعيف.
قال السندي: قوله "فجهد" على بناء المفعول "جَهداً" بفتح الجيم، أي: تعب.(39/378)
عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَلَّهُ أَشَدُّ أَذَنًا لِلرَّجُلِ الْحَسَنِ الصَّوْتِ بِالْقُرْآنِ، مِنْ صَاحِبِ الْقَيْنَةِ إِلَى قَيْنَتِهِ " (1)
23957 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ يَعْنِي ابْنَ أَبِي مَرْيَمَ، عَنِ الْأَشْيَاخِ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: عَلَّمَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رُقْيَةً، وَأَمَرَنِي أَنْ أَرْقِيَ بِهَا مَنْ بَدَا لِي، قَالَ لِي: " قُلْ: رَبَّنَا اللهُ الَّذِي فِي السَّمَوَاتِ، تَقَدَّسَ اسْمُكَ، أَمْرُكَ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، اللهُمَّ كَمَا أَمْرُكَ فِي السَّمَاءِ فَاجْعَلْ رَحْمَتَكَ عَلَيْنَا فِي الْأَرْضِ، اللهُمَّ رَبَّ الطَّيِّبِينَ اغْفِرْ لَنَا حَوْبَنَا وَذُنُوبَنَا وَخَطَايَانَا، وَنَزِّلْ رَحْمَةً مِنْ رَحْمَتِكَ، وَشِفَاءً مِنْ شِفَائِكَ، عَلَى مَا بِفُلَانٍ مِنْ شَكْوَى، فَيَبْرَأُ " قَالَ: " وَقُلْ ذَلِكَ ثَلَاثًا، ثُمَّ تَعَوَّذْ بِالْمُعَوِّذَتَيْنِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ " (2)
__________
(1) إسناده ضعيف لجهالة مَيْسرة مولى فضالة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ (772) من طريق علي بن بحر، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/124، وابن ماجه (1340) ، ومحمد ابن نصر المروزي في "قيام الليل" (148) ، وابن حبان (754) ، والطبراني 18/ (772) ، والبيهقي 10/230، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 17/لوحة 462 من طرق عن الوليد بن مسلم، به.
وانظر (23947) .
(2) إسناده ضعيف لضعف أبي بكر بن عبد الله بن أبي مريم، ولإبهام الأشياخ الذين روى عنهم.
وأخرجه الحاكم 4/218-219 من طريق سعيد بن أبي مريم، عن الليث بن=(39/379)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= سعد، عن زيادة بن محمد الأنصاري، عن محمد بن كعب القرظي، عن فضالة بن عبيد، أنه قال: جاء رجلان من أهل العراق يلتمسون الشفاء لأب لهما حبس بوله، فدلهما القوم على فضالة، فجاء الرجلان ومعهما فضالة.. فقال فضالة: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.. فذكره. ليس فيه ذكر المعوذات. وصحح الحاكم إسناده! مع أن فيه زيادة بن محمد الأنصاري، قال البخاري والنسائي وأبو حاتم: منكر الحديث، وقال ابن حبان في "المجروحين": منكر الحديث جدّاً، يروي المناكير عن
المشاهير فاستحق التَّرك، وقال ابن عدي في "الكامل": لا أعلم له إلا حديثين أو ثلاثة، ومقدار ما له لا يتابع عليه.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (1038) من طريق سعيد بن أبي مريم، وابن حبان في "المجروحين" 1/308، وابن عدي 3/1054 من طريق يزيد بن موهب، كلاهما عن الليث، به. إلا أنه جاء فيه: فدلهما القوم على أبي الدرداء فجاء الرجلان ومعهما فضالة، فذكروا له، فقال أبو الدرداء: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فجعله من حديث أبي الدرداء.
وأخرجه الحاكم 1/343-344 من طريق يحيى بن بكير، عن الليث، عن زيادة بن محمد الأنصاري، عن محمد بن كعب القرظي، عن فضالة بن عبيد: أن رجلين أقبلا يلتمسان الشفاء من البول، فانطلق بهما إلى أبي الدرداء، فذكرا وجع أُنثييهما، فقال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فذكر نحوه.
قال الحاكم: قد احتج الشيخان بجميع رواة هذا الحديث غير زيادة بن محمد، وهو شيخ من أهل مصر قليل الحديث، وتعقبه الذهبي بقوله: قلت: قال البخاري وغيره: منكر الحديث.
وأخرجه أبو داود (3892) ، وابن عدي 3/1054، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (647) و (648) ، والمزي في "تهذيب الكمال" 9/535 من طرق عن الليث، عن زيادة بن محمد، عن محمد بن كعب، عن فضالة بن عبيد، عن أبي الدرداء، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.=(39/380)
23958 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: أَنْبَأَنَا لَيْثٌ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو هَانِئٍ الْخَوْلَانِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ الْجَنْبِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي فَضَالَةُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ: " أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِالْمُؤْمِنِ؟ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ، وَالْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ النَّاسُ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالْمُجَاهِدُ مَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ فِي طَاعَةِ اللهِ، وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ الْخَطَايَا وَالذَّنُوبَ " (1)
__________
= وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (1037) ، وابن عدي في "الكامل" 3/1054 من طريق ابن وهب، قال النسائي: أخبرني الليث وذكر آخر قبله، وقال ابن عدي: عن الليث وابن لهيعة، عن زيادة بن محمد، عن محمد بن كعب القرظي، عن أبي الدرداء، أنه أتاه رجل فذكر له أن أباه احتبس بوله فأصابته حصاة البول، فعلمه رقية سمعها من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فذكره. لم يذكر فضالة بنَ عبيد.
وله شاهد من حديث رجل عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند النسائي في "عمل اليوم والليلة" (1035) و (1036) ، لكن اختلف في إسناده، فقد أخرجه في الموضع الأول (1035) من طريق سفيان الثوري، عن منصور بن المعتمر عن طلق بن حبيب العَنزَى، عن أبيه: أنه كان به الأُسْر فانطلق إلى المدينة والشام يطلب من يداويه فلقي رجلاً ... فذكره.
وأخرجه في الموضع الثاني (1036) من طريق شعبة، عن يونس بن خباب، عن طلق بن حبيب، عن رجل من أهل الشام، عن أبيه: أن رجلاً أتى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان به الأُسْر ... فذكره. ورجَّح هذه الرواية عَبْدان في "الصحابة" فيما نقله عنه الحافظ ابن حجر في "الإصابة" 2/26 و202، ويونس بن خباب متكلَّم فيه، وحبيب العنزي في الطريق الأول والد طَلْق مجهول الحال.
الحُوب، بضم الحاء: الإثم.
(1) إسناده صحيح. علي بن إسحاق: هو المروزي، وعبد الله: هو ابن المبارك، وليث: هو ابن سعد، وأبو هانىء الخولاني: اسمه حميد بن هانىء.=(39/381)
23959 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، أَنَّ أَبَا عَلِيٍّ الْهَمْدَانِيَّ، أَخْبَرَهُ أَنَّهُ رَأَى فَضَالَةَ بْنَ عُبَيْدٍ أَمَرَ بِقُبُورِ الْمُسْلِمِينَ فَسُوِّيَتْ بِأَرْضِ الرُّومِ وَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " سَوُّوا قُبُورَكُمْ بِالْأَرْضِ " (1)
23960 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَنْبَأَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ رَجُلٍ،
__________
= وهو في "الزهد" لابن المبارك (826) ، ومن طريق ابن المبارك أخرجه ابن حبان (4862) ، والبغوي في "شرح السنة" (14) .
أخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص277، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/341-342، والطبراني في "الكبير" 18/ (796) ، والحاكم 1/10-11، والبيهقي في "شعب الإيمان" (11123) من طريق عبد الله بن صالح، عن الليث، به.
وأخرجه مختصراً ومطولاً ابن ماجه (3934) ، والبزار في "مسنده" (3752) ، وابن منده في "الإيمان" (315) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (131) من طريق ابن وهب، عن أبي هانىء، به.
وفي الباب عن أنس، سلف برقم (12561) .
وسيأتي برقم (23967) من طريق رشدين بن سعد، عن أبي هانىء.
وقوله: "المجاهد من جاهد نفسه ... " سلف برقم (23951م) .
(1) صحيح، وهذا إسناد ضعيف، عبد الله بن لهيعة سيىء الحفظ، وباقي رجال الإسناد ثقات. أبو عليّ الهَمداني: هو ثمامة بن شُفَي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ (810) ، وفي "الأوسط" (3188) من طريق شعيب بن يحيى، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد.
وانظر (23934) .(39/382)
عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ: " أَنَّهُمْ كَانُوا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةٍ قَالَ: وَفِينَا مَمْلُوكِينَ فَلَمْ (1) يَقْسِمُ لَهُمْ " (2)
23961 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: أَنْبَأَنَا سُفْيَانُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، أَخُو سُلَيْمَانَ بْنِ كَثِيرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ، " أَنَّهُمْ كَانُوا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزَاةٍ قَالَ: وَفِينَا مَمْلُوكِينَ فَلَمْ (1) يَقْسِمْ لَهُمْ " (3)
23962 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، وَيُونُسُ، قَالَا: حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ هَاشِمٌ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ أَبُو شُجَاعٍ، وَقَالَ يُونُسُ: عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَزِيدِ (4) أَبِي شُجَاعٍ الْحِمْيَرِيِّ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ، قَالَ يُونُسُ: الْمَعَافِرِيِّ، عَنْ حَنَشٍ الصَّنْعَانِيِّ،
__________
(1) في (م) و (ظ2) و (ق) : وفينا مملوكين، وهو خطأ، وفي (م) و (ظ2) : فلا.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإبهام راويه عن فضالة، وابن أبي ليلى -وهو محمد بن عبد الرحمن- سيىء الحفظ. سفيان: هو الثوري.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (9450) ، لكن سقط من إسناده في المطبوع الراوي المبهم.
وفي الباب عن ابن عباس عند مسلم (1812) في حديث طويل، وقد سلف برقم (2235) .
وعن عمير مولى آبي اللحم، وقد سلف برقم (21940) ، وسنده صحيح.
وفي الحديثين أن العبد لا يُسهَم له، وإنما يعطى من الغنيمة دون السهم.
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.
(4) في (م) و (ظ2) و (ق) : سعيد بن سويد، والمثبت من "جامع المسانيد" لابن كثير، ومن مصادر ترجمته.(39/383)
عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: اشْتَرَيْتُ قِلَادَةً يَوْمَ فَتْحِ خَيْبَرَ بِاثْنَيْ عَشَرَ دِينَارًا فِيهَا ذَهَبٌ وَخَرَزٌ فَفَصَّلْتُهَا، فَوَجَدْتُ فِيهَا أَكْثَرَ مِنَ اثْنَيْ عَشَرَ دِينَارًا، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " لَا تُبَاعُ حَتَّى تُفَصَّلَ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. هاشم: هو ابن القاسم، ويونس: هو ابن محمد المؤدِّب.
وأخرجه مسلم (1591) (90) ، وأبو داود (3352) ، والترمذي (1255) ، والنسائي 7/279، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (6094) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/323، والطبراني في "الكبير" 18/ (774) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" 5/293، وابن الأثير في "أسد الغابة" 4/363 من طرق عن ليث ابن سعد، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/72، وفي "شرح مشكل الآثار" (6093) من طريق أسد بن موسى، عن الليث، به. وسقط حنشٌ من هذا الطريق، وأشار إليه الطحاوي نفسه.
وأخرجه النسائي 7/279، والطحاوي في "شرح المعاني" 4/71، وفي "شرح المشكل" (6095) من طريق هشيم، عن ليث، عن خالد بن أبي عمران، به. لم يذكر بينهما أبا شجاع.
وأخرجه الطيالسي (1011) ، وابن أبي شيبة 6/54-55 و14/258، ومسلم (1591) (90) ، وأبو داود (3351) ، والترمذي (1255) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2111) ، والطحاوي في "شرح المعاني" 4/72، وفي "شرح المشكل" (6096) ، والطبراني 18/ (775) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" 5/293، وفي "السنن الصغير" (1883) ، وفي "معرفة السنن والآثار" (11110) والمزي في ترجمة سعيد بن يزيد من "التهذيب" 11/119-120 من طريق عبد الله
ابن المبارك، عن سعيد بن يزيد، به.=(39/384)
23963 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي مَرْزُوقٍ، مَوْلَى تُجِيبَ، عَنْ حَنَشٍ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ نَافِذٍ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي يَوْمٍ كَانَ يَصُومُهُ قَالَ: " فَدَعَا بِمَاءٍ فَشَرِبَ " فَقُلْنَا لَهُ: وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنْ كَانَ هَذَا الْيَوْمُ كُنْتَ تَصُومُهُ قَالَ: " أَجَلْ، وَلَكِنِّي قِئْتُ " (1)
23964 - حَدَّثَنَا يَعْمَرُ بْنُ بِشْرٍ (2) ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، أَنْبَأَنَا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو هَانِئٍ الْخَوْلَانِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ الْجَنْبِيِّ،
__________
= وأخرجه بنحوه البزار في "مسنده" (3756) ، والطحاوي في "شرح المعاني" 4/74 من طريق ابن لهيعة، عن خالد بن أبي عمران، به.
وأخرجه مسلم (1591) (92) ، وابن أبي عاصم (2112) ، والطحاوي في "شرح المعاني" 4/74، وفي "شرح المشكل" (3214) و (6097) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (776) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" 5/292-293 من طريق عامر ابن يحيى المعافري، عن حنش، به.
وسيأتي نحوه برقم (23968) من طريق الجُلاح أبي كثير عن حنش.
وانظر ما سلف برقم (23939) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل ابن إسحاق، وباقي رجاله ثقات. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزهري، وحنش: هو ابن عبد الله الصنعاني.
وانظر (23935) و (23948) .
(2) تحرف في (م) و (ظ2) و (ق) إلى: بشير، والتصويب من "جامع المسانيد" و"أطراف المسند" ومصادر ترجمته، وهو من رجال "تعجيل المنفعة".(39/385)
أَنَّ فَضَالَةَ بْنَ عُبَيْدٍ، وَعُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ حَدَّثَاهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ، وَفَرَغَ اللهُ مِنْ قَضَاءِ الْخَلْقِ، فَيَبْقَى رَجُلَانِ فَيُؤْمَرُ بِهِمَا إِلَى النَّارِ، فَيَلْتَفِتُ أَحَدُهُمَا، فَيَقُولُ الْجَبَّارُ تَبَارَكَ اسْمُهُ: رُدُّوهُ فَيَرُدُّوهُ فَيُقَالُ لَهُ: لِمَ الْتَفَتَّ يَعْنِي فَيَقُولُ: قَدْ كُنْتُ أَرْجُو أَنْ تُدْخِلَنِي الْجَنَّةَ قَالَ: فَيُؤْمَرُ بِهِ إِلَى الْجَنَّةِ قَالَ، فَيَقُولُ: لَقَدْ أَعْطَانِي رَبِّي حَتَّى لَوْ أَنِّي أَطْعَمْتُ أَهْلَ الْجَنَّةِ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي شَيْئًا " قَالَا: وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا ذَكَرَهُ يُرَى السُّرُورُ فِي وَجْهِهِ (1)
23965 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَنْبَأَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو هَانِئٍ الْخَوْلَانِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ عَمْرَو بْنَ مَالِكٍ الْجَنْبِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ فَضَالَةَ بْنَ عُبَيْدٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " الْمُجَاهِدُ مَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ فِي سَبِيلِ اللهِ " (2)
__________
(1) إسناده ضعيف لضعف رشدين بن سعد. عبد الله: هو ابن المبارك، وأبو هانىء الخولاني: هو حميد بن هانىء.
وهو مكرر (22793) سنداً ومتناً.
(2) إسناده صحيح. علي بن إسحاق: هو المروزي.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد" (14) عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن علي ابن إسحاق، بهذا الإسناد.
وهو عند ابن المبارك في "الزهد - زوائد نعيم" (141) ، ومن طريقه أخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص278، والنسائي في "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" 8/262، والطبراني في "الكبير" 18/ (797) ، والسهمي في "تاريخ=(39/386)
23966 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ غَيْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُفَضَّلُ بْنُ فَضَالَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِي مَرْزُوقٍ، عَنْ حَنَشٍ الصَّنْعَانِيِّ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَنَّهُ كَانَ صَائِمًا فَقَاءَ فَأَفْطَرَ " (1)
23967 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ حُمَيْدٍ أَبِي هَانِئٍ الْخَوْلَانِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ: " أَلَا أُخْبِرُكُمْ مَنِ الْمُسْلِمُ؟ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالْمُؤْمِنُ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ، وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ الْخَطَايَا وَالذَّنُوبَ، وَالْمُجَاهِدُ مَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ فِي طَاعَةِ اللهِ " (2)
__________
= جرجان" ص201، والقضاعي في "مسند الشهاب" (184) ، والبيهقي في "الزهد" (370) .
وسلف الحديث برقم (23951م) .
(1) حديث صحيح، وهذا سند حسن في المتابعات والشواهد من أجل عبد الله ابن عياش، ففيه ضعف لكنه يعتبر به، وباقي رجاله ثقات.
وقد روي الحديث بنحوه عن المفضل بن فضالة كما سلف عند الحديث (23948) لكن بإسقاط عبد الله بن عياش من إسناده.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف رِشدين بن سعد، لكنه متابع، وباقي رجاله ثقات.
وقد سلف برقم (23958) من طريق ليث بن سعد عن أبي هانىء الخولاني.(39/387)
23968 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ (1) بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنِ الْجُلَاحِ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَنَشٌ الصَّنْعَانِيُّ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ خَيْبَرَ نُبَايِعُ (2) الْيَهُودَ الْأُوقِيَّةَ الذَّهَبَ بِالدِّينَارَيْنِ وَالثَّلَاثَةِ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَبِيعُوا الذَّهَبَ بِالذَّهَبِ إِلَّا وَزْنًا بِوَزْنٍ " (3)
23969 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَحَلَ إِلَى فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ وَهُوَ بِمِصْرَ فَقَدِمَ عَلَيْهِ وَهُوَ يَمُدُّ نَاقَةً لَهُ فَقَالَ: إِنِّي لَمْ آتِكَ زَائِرًا إِنَّمَا أَتَيْتُكَ لِحَدِيثٍ بَلَغَنِي عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجَوْتُ أَنْ يَكُونَ عِنْدَكَ مِنْهُ عِلْمٌ فَرَآهُ شَعِثًا فَقَالَ: مَا لِي أَرَاكَ شَعِثًا وَأَنْتَ
__________
(1) تحرف في (م) إلى. عَبد الله.
(2) تحرفت في (م) و (ظ2) و (ق) إلى: فبايع، والتصحيح من "أطراف المسند" 5/181، ومصادر التخريج.
(3) إسناده قوي على شرط مسلم.
وأخرجه مسلم (1591) (91) ، وأبو داود (3353) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" 5/293 من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار في "مسنده" (3757) من طريق عبد الله بن صالح كاتب الليث، عن الليث بن سعد، به.
وانظر (23962) .(39/388)
أَمِيرُ الْبَلَدِ؟ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ " يَنْهَانَا عَنْ كَثِيرٍ مِنَ الْإِرْفَاهِ " (1) وَرَآهُ حَافِيًا، فَقَالَ: مَا لِي أَرَاكَ حَافِيًا؟ قَالَ: " إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَنَا أَنْ نَحْتَفِيَ أَحْيَانًا " (2)
__________
(1) تحرف في (م) و (ظ2) و (ق) إلى: الأرفة، والتصويب من "جامع المسانيد" و"أطراف المسند" 5/182.
(2) إسناده صحيح إن كان عبد الله بن بريدة سمعه من أحد صحابيَّيه، وإلا فهو مرسَل، والجريري -وهو سعيد بن إياس- كان قد اختلط، ورواية يزيد بن هارون عنه بعد الاختلاط، لكن تابعه إسماعيل ابن عليَّة وحماد بن سلمة عن سعيد، وروايتهما عنه قبل الاختلاط.
وأخرجه أبو داود (4160) ، ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان" (6468) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي في "الشعب" (6469) ، وفي "الآداب" (698) من طريق حماد بن سلمة، عن الجريري، به.
وأخرجه مختصراً النسائي 8/185 عن يعقوب بن إبراهيم، عن إسماعيل ابن عليَّة، عن الجريري، عن عبد الله بن بريدة: أن رجلاً من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقال له: عُبيد، قال: إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان ينهى عن كثيرٍ من الإرفاه. سُئِل ابن بريدة عن الإرفاه، قال: منه الترجُّل.
كذا قال فيه: عبيد عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال المزي في "تحفة الأشراف" 7/226: وهو وهمٌ، والصواب: فضالة بن عبيد.
قال البيهقي في "الشعب" بإثر الحديث (6469) : رواه في الاحتفاء زهير بن حرب عن ابن علية عن الجريري عن عبد الله بن بريدة: أن رجلاً سمع من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حديثاً، وقد سمعه معه رجلٌ يقال له: عبيد، فأتاه فقال: إن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يأمرنا بالاحتفاء.
وأخرج نحوه النسائي 8/132 من طريق خالد بن الحارث، عن كهمس بن=(39/389)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الحسن، عن عبد الله بن شقيق قال: كان رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عاملاً بمِصر، فأتاه رجل من أصحابه فإذا هو شَعِثُ الرأس مُشعانٌّ (أي: ثائر الرأس) ، قال: ما لي أراك مشعانّاً وأنت أمير؟! قال: كان نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ينهانا عن الإرفاه، قلنا: وما الإرفاه؟ قال: الترجُّل كلَّ يومٍ.
وفي الباب عن عبد الله بن مغفل: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى عن الترجُّل إلا غِبّاً. وقد سلف برقم (16793) ، ورجاله ثقات.
وعن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: نهانا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يمتشط أحدنا كل يوم. وقد سلف برقم (17012) ، وإسناده صحيح.
قوله. "وهو يمدُّ ناقة له" أي: يسقيها المَديد، وهو ماء يُخلَط به دقيق أو سمسم أو شعير، ثم يسقاه البعير. وقيل: المديد: العلف. "اللسان" (مدَّ) .(39/390)
حَدِيثُ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ الْأَنْصَارِيِّ (1)
23970 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا النَّهَّاسُ بْنُ قَهْمٍ أَبُو الْخَطَّابِ، عَنْ شَدَّادٍ أَبِي عَمَّارٍ الشَّامِيِّ، قَالَ: قَالَ عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ: يَا طَاعُونُ خُذْنِي إِلَيْكَ قَالَ: فَقَالُوا: أَلَيْسَ قَدْ سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَا عَمَّرَ الْمُسْلِمُ كَانَ خَيْرًا لَهُ؟ " قَالَ: بَلَى وَلَكِنِّي أَخَافُ سِتًّا إِمَارَةَ السُّفَهَاءِ، وَبَيْعَ الْحُكْمِ، وَكَثْرَةَ الشُّرَطِ، وَقَطِيعَةَ الرَّحِمِ، وَنَشْءً يَنْشَئُونَ يَتَّخِذُونَ الْقُرْآنَ مَزَامِيرَ، وَسَفْكَ الدَّمِ " (2)
__________
(1) قال السندي: عوف بن مالك، أشجعيٌّ، مختلف في كنيته، قيل: أبو عبد الرحمن، وقيل: أبو محمد، وقيل: غير ذلك، قيل: أسلم عام خيبر ونزل حمص، وقيل: شهد الفتح وكانت معه راية أشجع، وسكن دمشق. وقال ابن سعد: آخى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينه وبين أبي الدرداء. قيل: مات سنة ثلاث وسبعين في خلافة عبد الملك.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف النَّهاس بن قَهْم، ولانقطاعه فإن شدَّاداً أبا عمار لم يسمع من عوف بن مالك.
وأخرجه ابن أبي شيبة 15/244، والطبراني في "الكبير" 18/ (104) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني 18/ (105) من طريق النضر بن شميل، عن النهاس بن قهم، عن شداد، عن عوف بن مالك، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "أخاف عليكم ستاً ... " فذكره مرفوعاً.
وسيأتي برقم (23973) .=(39/391)
23971 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَنْبَأَنَا سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ يُوسُفَ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: اسْتَأْذَنْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: أَدْخُلُ كُلِّي أَوْ بَعْضِي؟ قَالَ: " ادْخُلْ كُلُّكَ " فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ وُضُوءًا مَكِيثًا، فَقَالَ لِي: " يَا عَوْفُ بْنَ مَالِكٍ، سِتًّا قَبْلَ السَّاعَةِ: مَوْتُ نَبِيِّكُمْ خُذْ إِحْدَى، ثُمَّ فَتْحُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، ثُمَّ مَوْتٌ يَأْخُذُكُمْ تُقْعَصُونَ فِيهِ كَمَا تُقْعَصُ الْغَنَمُ، ثُمَّ تَظْهَرُ الْفِتَنُ، وَيَكْثُرُ الْمَالُ حَتَّى يُعْطَى الرَّجُلُ الْوَاحِدُ مِائَةَ دِينَارٍ فَيَسْخَطَهَا، ثُمَّ يَأْتِيكُمْ بَنُو الْأَصْفَرِ تَحْتَ ثَمَانِينَ غَايَةً تَحْتَ كُلِّ غَايَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا " (1)
__________
= ويشهد لقوله: "ما عُمِّر المسلم كان خيراً له" حديث أبي هريرة السالف برقم (7212) ، وحديث عبد الله بن بسر السالف برقم (17680) ، وحديث أبي بكرة السالف برقم (20415) .
ويشهد لبقيته حديث عَبْس الغفاري مرفوعاً، وقد سلف برقم (16040) .
وحديث الحكم بن عمرو الغفاري عند الطبراني في "الكبير" (3162) ، والحاكم 3/443.
وانظر شرح الحديث عند حديث عبس الغفاري.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة هشام بن يوسف -وهو السُّلمي الحِمصي- فلم يرو عنه غير اثنين، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقد توبع كما سيأتي، ثم إن رواية هشام بن يوسف عن عوف بن مالك مرسلة، قاله المزي في "تهذيب الكمال" 30/269. سفيان بن حسين: هو الواسطي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 15/104، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1289) ، وبحشل في "تاريخ واسط" ص52 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وقال ابن أبي شيبة في روايته: "وفتح مدينة الكفر" بدل قوله: "ثم تظهر الفتن"، ولم يسق ابن أبي عاصم لفظه بتمامه.=(39/392)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه البخاري (3176) ، وأبو داود (5000) ، وابن ماجه (4042) و (4095) ، وابن أبي عاصم (1288) ، وابن حبان (6675) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (70) ، وابن منده في "الإيمان" (998) ، والحاكم 4/419، وأبو نعيم في "الحلية" 5/128، والبيهقي في "السنن" 9/223، وفي "دلائل النبوة" 6/320-321 و383، والبغوي في "شرح السنة" (4248) من طريق أبي إدريس الخولاني، وابن أبي عاصم (1286) ، والطبراني في الكبير 18/ (122) من طريق
عبد الله ابن الدَّيلمي، وابن أبي عاصم (1291) ، والطبراني 18/ (119) من طريق ضمرة بن حبيب، وابن أبي عاصم (1293) ، والطبراني 18/ (148) من طريق علي العقيلي، والحاكم 4/422 من طريق الشعبي، و4/551-552 من طريق إسحاق بن عبد الله، ستَّتُهم عن عوف بن مالك الأشجعي ... بهذا الحديث.
ورواية بعضهم مختصرة، ولفظُ بعضهم على نحو لفظ المصنِّف ولم يسُق عليٌّ العقيلي لفظَ الحديث بتمامه.
وسيأتي الحديث برقم (23979) من طريق عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد ابن الخطاب، وبرقم (23985) من طريق جُبير بن نُفير، وبرقم (23996) من طريق محمد بن أبي محمد، ثلاثتهم عن عوف بن مالك الأشجعي.
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف برقم (6623) .
وعن معاذ بن جبل، سلف برقم (21992) .
ولقصة بني الأصفر انظر حديث ذي مِخْبَر السالف برقم (16826) .
وأخرج أبو داود (5001) عن صفوان بن معاوية، عن الوليد بن مسلم، عن عثمان ابن أبي العاتكة قال: إنما قال: "أَدْخُل كُلِّي؟ " من صِغَر القبَّة. قلنا: يعني القبة التي ضُرِبت له في غزوة تبوك كما جاء في بعض مصادر الحديث.
قال السندي: قوله: "ستّاً" أي: عُدَّ ستاً.
"تقعصون" على بناء المفعول، يقال: قعصتُه وأقعصتُه، أي: قتلته قتلاً سريعاً.
اهـ.=(39/393)
23972 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْأَشَجِّ، قَالَ: دَخَلَ عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ هُوَ وَذُو الْكَلَاعِ مَسْجِدَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَقَالَ لَهُ عَوْفٌ: عِنْدَكَ ابْنُ عَمِّكَ (1) فَقَالَ ذُو الْكَلَاعِ: أَمَا إِنَّهُ مِنْ خَيْرِ أَوْ مِنْ أَصْلَحِ النَّاسِ فَقَالَ عَوْفٌ أَشْهَدُ لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا يَقُصُّ إِلَّا أَمِيرٌ، أَوْ مَأْمُورٌ، أَوْ مُتَكَلِّفٌ " (2)
__________
= وقوله: "يتوضأ وضوءاً مَكيثاً" أي: بطيئاً متأنِّياً.
بنوالأصفر: هم الروم.
والغاية: الراية.
(1) تحرف في (م) و (ظ2) و (ق) إلى: عنك أم عمك، والمثبت من "جامع المسانيد" لابن كثير، وابن عمِّ ذي الكلاع هو كعب كما جاء في بعض مصادر التخريج: وهو ابن مانع الحِمْيري، المشهور بكعب الأحبار، ومعنى قول عوف هذا: "عندك ابن عمِّك" أي: خذه وأسكته، والله أعلم، فعند، قال في "لسان العرب": قد يُغرى بها فيقال: عندك زيداً، أي: خذه ... وقال سيبويه: وقالوا: عندَكَ، تحذره شيئاً بين يديه أو تأمره أن يتقدم، وهو من أسماء الفعل لا يتعدَّى.
(2) صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد سقط منه أكثر من راوٍ على التوالي بين بكير بن عبد الله بن الأشج وعوف بن مالك، وجاء ذكرهم في الرواية الآتية برقم (23994) من طريق عمرو بن الحارث المصري -وهو ثقة من رجال الشيخين- عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن يعقوب بن عبد الله بن الأشج وابن أبي حفصة، عن عبد الله بن يزيد -وقيل: زيد- قاصِّ مَسْلمة في القسطنطينية، عن عوف بن مالك، وقد تابع الضحاكَ بن عثمان -وهو ابن عبد الله ابن خالد الأسدي- في روايته عن بكير مرسلاً محمدُ بن عَجْلان عند ابن وهب في "جامعه" (574) ، والضحاك وابن عجلان قويان، فلعل بكيراً قد روى هذا الحديث على الهيئتين مرسلاً ومتصلاً، وعلى أي حال فالرواية المتصلة فيها عبد الله بن زيد=(39/394)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= قاصُّ مسلمة، وهو مجهول الحال، ولكنه متابع، فقد تابعه ذو الكلاع الحميريُّ فيما سيأتي برقم (23974) و (24001) ، وكثير بن مرة فيما سيأتي برقم (24005) ، وإسناد الروايتين متصل حسنٌ.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (4074) من طريق زيرك أبي العباس، عن عبد الرحمن بن مغراء، عن الضحاك بن عثمان، عن بُكير بن عبد الله بن الأشج، عن بسر بن سعيد وسليمان بن يسار، عن عوف بن مالك.. وذكر الحديث. قلنا: تفرد بروايته من طريق بسر بن سعيد وسليمان بن يسار زيرك أبو العباس وهو مجهول.
وأخرجه ابن وهب في "الجامع" (574) عن سفيان بن عيينة، عن محمد بن عجلان، عن بكير بن الأشج، مرسلاً كرواية المصنِّف. لكنه قال فيه: "أو مختال" بدل قوله: "أو متكلِّف".
وأخرجه موصولاً البخاري في "التاريخ الكبير" 8/329، والطبراني في "الكبير" 18/ (112) ، وفي "مسند الشاميين" (1194) من طريق يزيد بن خُمَير الحِمْصي، والطبراني في "الكبير" (140) من طريق الأزرق بن قيس، كلاهما عن عوف بن مالك.. فذكر الحديث، وإسناد البخاري جيد، وأسانيد الطبراني فيها ضعف، وقال يزيد بن خُمير في روايته: "أو مختال" بدل قوله: "أو متكلِّف"، وزاد عند البخاري قوله: "أو مُراءٍ".
وأخرجه موصولاً أبو داود (3665) من طريق عباد بن عباد الخوّاص -وهو ثقة إلا عند المخالفة- عن يحيى بن أبي عمرو السَّيباني، عن عمرو بن عبد الله السَّيباني، عن عوف بن مالك. لكن خالف فيه عبادَ بن عبادٍ إبراهيم بن أبي عبلة -وهو ثقة من رجال الشيخين- عند ابن قانع في "معجم الصحابة" 2/305، والطبراني في "الكبير" 18/ (121) ، وفي "الشاميين" (61) و (855) ، فأسقط
إبراهيم من إسناده عَمرَو بن عبد الله السَّيباني، ورواية إبراهيم أصح من رواية عباد فيترجح لدينا -والله أعلم- أن الحديث من طريق يحيى بن أبي عمرو السَّيباني=(39/395)
23973 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ: أَنْبَأَنَا النَّهَّاسُ، عَنْ شَدَّادٍ أَبِي عَمَّارٍ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ، قَالَ: يَا طَاعُونُ خُذْنِي إِلَيْكَ قَالُوا: لِمَ تَقُولُ هَذَا؟ أَلَيْسَ سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَا يَزِيدُهُ طُولُ الْعُمُرِ إِلَّا خَيْرًا "؟ قَالَ: بَلَى فَذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ وَكِيعٍ (1)
23974 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ أَزْهَرَ يَعْنِي ابْنَ سَعِيدٍ، عَنْ ذِي الْكَلَاعِ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: " الْقُصَّاصُ ثَلَاثَةٌ: أَمِيرٌ، أَوْ مَأْمُورٌ، أَوْ مُخْتَالٌ " (2)
__________
= مرسلٌ، فإنه لم يسمع من الصحابة كما قال الحافظ ابن حجر في ترجمته من "تقريب التهذيب". وجاء عندهم قوله: أو"مختال" بدل "أو متكلِّف".
وسيأتي من طريق ذي الكلاع برقم (23974) و (24001) ، ومن طريق عبد الله بن زيد -وقيل يزيد- قاصِّ مسلمة برقم (23992) و (23994) ، ومن طريق كثير بن مُرَّة برقم (24005) ، ثلاثتهم عن عوف بن مالك الأشجعي.
وانظر ما سلف برقم (18050) .
وفي الباب عن عبد الرحمن بن عوف عند إسحاق بن راهويه في "مسنده" كما في "المطالب العالية" (3517) ، لكن في إسناده رجل مبهم.
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف برقم (6661) ، وإسناده حسن، وانظر تتمة شواهده هناك.
قال السندي: القصُّ: التحدُّث بالقَصَص، ويستعمل في الوعظ.
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف. وانظر (23970) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل أزهر بن سعيد -وهو الحَرَازي-=(39/396)
23975 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي جُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ، عَنْ عَوْفٍ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى عَلَى مَيِّتٍ فَفَهِمْتُ مِنْ صَلَاتِهِ عَلَيْهِ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ وَعَافِهِ وَاعْفُ عَنْهُ، وَأَكْرِمْ نُزُلَهُ، وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُ، وَاغْسِلْهُ بِالْمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ، وَنَقِّهِ مِنَ الْخَطَايَا كَمَا نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الْأَبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ، وَأَبْدِلْهُ دَارًا خَيْرًا مِنْ دَارِهِ، وَأَهْلًا خَيْرًا مِنْ أَهْلِهِ، وَزَوْجًا خَيْرًا مِنْ زَوْجِهِ وَأَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ، وَنَجِّهِ مِنَ النَّارِ، وَقِهِ عَذَابَ الْقَبْرِ " (1)
__________
= فهو صدوق حسن الحديث، وبقية رجال الإسناد ثقات. ذو الكَلاَع: اسمه السَّمَيْفَع، ويقال: سَمَيْفَع بن ناكور، وقيل: اسمه أيْفَع، كنيته أبو شرحبيل، أسلم في حياة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان سيِّد قومه، والصحيحُ أنه لم يَرَ النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقد قُبِض وهو في بعض الطريق إليه. ومعاوية بن صالح: هو ابن حُدير الحضرمي الحِمْصي.
وأخرجه ابن وهب في "الجامع" (565) ، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 6/لوحة 141، وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" تعليقاً 3/266 من طريق معن بن عيسى القزاز، والطبراني في "المعجم الكبير" 18/ (114) من طريق إسحاق بن راهويه، ثلاثتهم (ابن وهب ومعن وابن راهويه) عن معاوية بن صالح، بهذا الإسناد.
وانظر ما سلف برقم (23972) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. معاوية: هو ابن صالح.
وأخرجه مسلم (963) (85) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/291 و10/409، ومسلم (963) (85) ، والنسائي 1/51 و4/73، وابن الجارود (538) ، وابن حبان (3075) ، والطبراني في=(39/397)
23976 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ (1) ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي عَرِيبٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ الْعَصَا وَفِي الْمَسْجِدِ أَقْنَاءٌ مُعَلَّقَةٌ، فِيهَا قِنْوٌ فِيهِ حَشَفٌ، فَغَمَزَ الْقِنْوَ بِالْعَصَا الَّتِي فِي يَدِهِ قَالَ: " لَوْ شَاءَ رَبُّ هَذِهِ الصَّدَقَةِ، تَصَدَّقَ بِأَطْيَبَ مِنْهَا، إِنَّ رَبَّ هَذِهِ الصَّدَقَةِ لَيَأْكُلُ الْحَشَفَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "، قَالَ: ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا، فَقَالَ: " أَمَا وَاللهِ يَا أَهْلَ الْمَدِينَةِ، لَتَدَعُنَّهَا أَرْبَعِينَ عَامًا لِلْعَوَافِي " قَالَ: فَقُلْتُ: اللهُ أَعْلَمُ. قَالَ: " يَعْنِي الطَّيْرَ وَالسِّبَاعَ " قَالَ: وَكُنَّا نَقُولُ: إِنَّ هَذَا لَلَّذِي تُسَمِّيهِ الْعَجَمُ، هِيَ الْكَرَاكِيُّ (2)
__________
= "الكبير" 18/ (78) ، والبيهقي 4/40، والبغوي في "شرح السنة" (1495) من طرق عن معاوية بن صالح، به - وهو عند بعضهم مختصر.
وأخرجه الطيالسي (999) ، وابن ماجه (1500) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (108) من طريقين ضعيفين عن حبيب بن عبيد، عن عوف بن مالك، به - وأسقط من الإسناد جبير بن نفير.
وسيأتي الحديث برقم (24000) عن عبد الرحمن بن مهدي عن معاوية بن صالح عن عبد الرحمن بن جبير عن أبيهِ جبير بن نفير.
وانظر حديث أبي هريرة السالف برقم (8809) ، وحديث واثلة بن الأسقع السالف برقم (16018) .
النُّزل، بضم الزاي وإسكانها: ما يقدَّم للضيف أول ما ينزل.
(1) قوله: "حدثنا أبو بكر الحنفي" سقط من (م) و (ظ2) و (ق) ، واستُدرك من "جامع المسانيد" لابن كثير و"أطراف المسند" لابن حجر.
(2) إسناده حسن، صالح بن أبي عَرِيب روى عنه جمع وذكره ابن حبان في=(39/398)
23977 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْمَلِيحِ الْهُذَلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي زِيَادُ بْنُ أَبِي الْمَلِيحِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ،
__________
= "الثقات" وباقي رجال الإسناد ثقات. أبو بكر الحنفي: اسمه عبد الكبير بن عبد المجيد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/202 من طريق أبي بكر الحنفي، بهذا الإسناد.
وأخرجه عمر بن شبة في "تاريخ المدينة" 1/281، والبزار في "مسنده" (2759) و (2763) ، والطحاوي 4/201-202، وابن حبان (6774) ، والطبراني 18/ (99) ، والحاكم 2/285 و4/425-426 من طريقين عن عبد الحميد بن جعفر، به - وهو عند بعضهم مختصر. وصحح الحاكم إسناده، ووافقه الذهبي.
وأخرجه عمر بن شبة 1/281-282 من طريق يحيى بن أبي كثير، قال: ذكر لي عن عوف بن مالك ... فذكره مختصراً.
وسيأتي الحديث برقم (23998) .
وفي باب تعليق القنو في المسجد عن البراء بن عازب عند الترمذي (2987) ، وابن ماجه (1822) .
وفي باب كراهية التصدق برذائل الأموال عن سهل بن حنيف عند ابن خزيمة (2313) ، والطحاوي 4/201، والحاكم 2/284.
وفي باب هجر المدينة عن أبي هريرة، سلف برقم (7193) .
قال السندي: قوله: "أقناء" جمع قِنو -بكسر فسكون-: العِذق بما فيه من الرُّطَب.
"حَشَفٌ" بفتحتين: هو اليابس الفاسد من التمر.
قلنا: والكَرَاكي: جمع كُرْكي: وهو طائر معروف، كبير أغبر اللون، طويل العنق والرجلين، أبتر الذنب، قليل اللحم، يأوي إلى الماء أحياناً. "المعجم الوسيط" 2/784.(39/399)
عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ: أَنَّهُ كَانَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، فَسَارَ بِهِمْ يَوْمَهُمْ أَجْمَعَ، لَا يَحُلُّ لَهُمْ عُقْدَةً، وَلَيْلَتَهُ جَمْعَاءَ لَا يَحُلُّ عُقْدَةً، إِلَّا لِصَلَاةٍ، حَتَّى نَزَلُوا أَوْسَطَ اللَّيْلِ، قَالَ: فَرَقَبَ رَجُلٌ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ وَضَعَ رَحْلَهُ، قَالَ: فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهِ فَنَظَرْتُ، فَلَمْ أَرَ أَحَدًا إِلَّا نَائِمًا، وَلَا بَعِيرًا إِلَّا وَاضِعًا جِرَانَهُ نَائِمًا، قَالَ: فَتَطَاوَلْتُ فَنَظَرْتُ حَيْثُ وَضَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَحْلَهُ فَلَمْ أَرَهُ فِي مَكَانِهِ، فَخَرَجْتُ أَتَخَطَّى الرِّحَالَ حَتَّى خَرَجْتُ إِلَى النَّاسِ، ثُمَّ مَضَيْتُ عَلَى وَجْهِي فِي سَوَادِ اللَّيْلِ، فَسَمِعْتُ جَرَسًا فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهِ، فَإِذَا أَنَا بِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ وَالْأَشْعَرِيِّ، فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهِمَا، فَقُلْتُ: أَيْنَ رَسُولُ اللهِ؟ فَإِذَا هَزِيزٌ كَهَزِيزِ الرَّحَا فَقُلْتُ: كَأَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ هَذَا الصَّوْتِ، قَالَا: اقْعُدْ اسْكُتْ فَمَضَى قَلِيلًا فَأَقْبَلَ حَتَّى انْتَهَى إِلَيْنَا، فَقُمْنَا إِلَيْهِ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، فَزِعْنَا إِذْ لَمْ نَرَكَ، وَاتَّبَعْنَا أَثَرَكَ، فَقَالَ: " إِنَّهُ أَتَانِي آتٍ مِنْ رَبِّي فَخَيَّرَنِي بَيْنَ أَنْ يَدْخُلَ نِصْفُ أُمَّتِي الْجَنَّةَ، وَبَيْنَ الشَّفَاعَةِ، فَاخْتَرْتُ الشَّفَاعَةَ " فَقُلْنَا: نُذَكِّرُكَ اللهَ وَالصُّحْبَةَ إِلَّا جَعَلْتَنَا مِنْ أَهْلِ شَفَاعَتِكَ قَالَ: " أَنْتُمْ مِنْهُمْ "، ثُمَّ مَضَيْنَا، فَيَجِيءُ الرَّجُلُ وَالرَّجُلَانِ، فَيُخْبِرُهُمْ بِالَّذِي أَخْبَرَنَا بِهِ فَيُذَكِّرُونَهُ اللهَ وَالصُّحْبَةَ إِلَّا جَعَلَهُمْ مِنْ أَهْلِ شَفَاعَتِهِ فَيَقُولُ: " فَإِنَّكُمْ مِنْهُمْ " حَتَّى انْتَهَى النَّاسُ، فَأَضَبُّوا عَلَيْهِ وَقَالُوا: اجْعَلْنَا مِنْهُمْ. قَالَ: " فَإِنِّي أُشْهِدُكُمْ أَنَّهَا لِمَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِي لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا " (1)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، محمد بن أبي المليح قال محمد بن=(39/400)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= المثنى: ما سمعت يحيى ولا عبد الرحمن يحدثان عنه بشيء؛ يريد يحيى القطان وعبد الرحمن بن مهدي، وأما أخوه زياد، فقد قال أبو حاتم: ليس بالقوي.
عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، وأبو المليح: مختلف في اسمه، وهو ابن أسامة بن عمير الهذلي، وأبو بردة: هو ابن أبي موسى الأشعري.
وأخرجه البخاري في "تاريخه الكبير" 1/184، وابن خزيمة في "التوحيد" 2/644 و648، والطبراني في "الكبير" 18/ (135) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، بهذا الإسناد - واقتصر البخاري على قوله: "الشفاعة لمن مات من أمتي لا يشرك بالله شيئاً".
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (819) ، وابن خزيمة 2/645-646، وابن حبان (7207) ، والطبراني 18/ (133) ، والحاكم 1/67 من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن عوف بن مالك، ومن طريق خالد، عن حميد بن هلال، عن أبي بردة بن أبي موسى، عن عوف بن مالك - بالإسناد الأول إلى قصة سؤاله عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وباقي الحديث بالإسناد الثاني، ورجالهما ثقات.
ووقع في إسناد ابن خزيمة وابن حبان في "الإحسان" والحاكم: "عن أبي بردة عن أبي موسى"، لكن في "موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان" (2592) : "عن أبي بردة بن أبي موسى عن عوف" وهو المحفوظ.
ورواه أبو بكر بن عياش، عن عاصم بن أبي النجود، عن أبي بردة، عن أبي المليح، عن معاذ وأبي موسى، وقد سلف برقم (22025) .
ورواه حماد بن سلمة عن عاصم، عن أبي بردة، عن أبي موسى وقد سلف برقم (19618) .
قلنا: وهذا الخلاف لا يضر، فإن أبا بردة وأبا المليح كلاهما ثقة، وهما من الطبقة نفسها أيضاً.
ورواه قتادة عن أبي المليح عن عوف، وسيأتي بالأرقام (24002) و (24003) و (24009) ، وسماع أبي المليح من عوف محتمل جداً.=(39/401)
23978 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَعَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ مُبَارَكٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ لَقِيطٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ هِدْمٍ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ، قَالَ: غَزَوْنَا وَعَلَيْنَا عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ، فَأَصَابَتْنَا مَخْمَصَةٌ، فَمَرُّوا عَلَى قَوْمٍ قَدْ نَحَرُوا جَزُورًا،
__________
= وأخرجه بنحوه البخاري في "تاريخه الكبير" 8/42، وابن ماجه (4317) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (820) ، وابن خزيمة 2/638-639، والطبراني 18/ (126) ، والآجري في "الشريعة" ص343، والحاكم 1/14-15 و66 من طريق عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن سليم بن عامر، قال: سمعت عوف بن مالك - وبعضهم يختصره، وسنده صحيح، ووقع فيه: معاذ بن جبل وأبو عبيدة ابن الجراح، مكان معاذ وأبي موسى، والمحفوظ الثاني.
وأخرجه البخاري في "تاريخه" 8/41-42، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/337، وابن أبي عاصم (829) ، والطبراني 18/ (106) من طريق جابر بن غانم، وابن خزيمة 2/640 من طريق حجاج بن رشدين، عن معاوية بن صالح، كلاهما عن سليم بن عامر، عن معدي كرب بن عبد كُلال، عن عوف بن مالك، والإسنادان إلى سُليم فيهما ضعف، ومعدي كرب هذا لا يعرف.
وأخرجه الطبراني 18/ (107) من طريق أبي راشد الحبراني، عن ابن عبد كلال، عن عوف. وفي إسناده فرج بن فضالة وهو ضعيف.
وانظر حديث أبي أيوب السالف برقم (23505) .
قوله: "رَقَبَ رجلٌ رسولَ الله ... " أي: راقبه كأنه يحرسه.
"واضعاً جِرانه" جران البعير، بالكسر: مقدَّم عنقه من مَذْبحه إلى مَنحَره.
وقال السندي: "جرساً" أي: صوتاً مثل صوت الجرس.
"هزيز" أي: صوت.
"فأضبُّوا": ازدحموا.(39/402)
فَقُلْتُ: أُعَالِجُهَا لَكُمْ عَلَى أَنْ تُطْعِمُونِي مِنْهَا شَيْئًا، وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: فَتُطْعِمُونِي مِنْهَا؟، فَعَالَجْتُهَا، ثُمَّ أَخَذْتُ الَّذِي أَعْطَوْنِي، فَأَتَيْتُ بِهِ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَأَبَى أَنْ يَأْكُلَهُ ثُمَّ أَتَيْتُ بِهِ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ، فَقَالَ مِثْلَ مَا قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَأَبَى أَنْ يَأْكُلَهُ، ثُمَّ إِنِّي بُعِثْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ ذَلكَ فِي فَتْحٍ (1) فَقَالَ: " أَنْتَ صَاحِبُ الْجَزُورِ؟ " فَقُلْتُ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ لَمْ يَزِدْنِي عَلَى ذَلِكَ (2)
__________
(1) في (م) و (ظ2) و (ق) : في فتح مكة، والمثبت من "جامع المسانيد" و"أطراف المسند" 5/166-167، وهو الصواب، وفي "الدلائل" للبيهقي: في فتحٍ لنا.
(2) إسناده جيد. ابن المبارك: هو عبد الله.
وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/338، ومن طريقه البيهقي في "الدلائل" 4/405 عن عبد الله بن عثمان، والبيهقي في "الدلائل" أيضاً 6/308 من طريق حسين بن حسن، كلاهما عن ابن المبارك، بهذا الإسناد.
وسقط من رواية يعقوب عوف بن مالك، فصار الحديث عن مالك بن هدم، لكن استدرك ذلك البيهقي فقال في كتابه: أظنه عن عوف بن مالك، وفات هذا الحافظ ابن حجر فأورد مالكاً في "الإصابة" 5/757-758 وعدَّه صحابياً، وأورد له هذا الحديث من طريق يعقوب بن سفيان في "تاريخه"!
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/283، والبيهقي في "الدلائل" 6/308 من طريق يحيى بن أيوب، ويعقوب بن سفيان 2/338، ومن طريقه البيهقي 4/405 من طريق ابن لهيعة، كلاهما عن يزيد بن أبي حبيب، عن ربيعة، عن مالك بن هِدْم، عن عوف به. ولم يسق البخاري لفظه بتمامه.
وأخرجه الطبراني 18/ (131) من طريق حبان بن موسى وسويد بن نصر، عن=(39/403)
23979 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، قَالَ: أَنْبَأَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو الرُّقِّيُّ (1) ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِتَبُوكَ مِنْ آخِرِ السَّحَرِ (2) وَهُوَ فِي فُسْطَاطٍ، أَوْ قَالَ: قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ، قَالَ: فَسَأَلْتُ، ثُمَّ اسْتَأْذَنْتُ فَقُلْتُ: أَدْخُلُ؟ فَقَالَ: " ادْخُلْ " قُلْتُ: كُلِّي؟ قَالَ: " كُلُّكَ " قَالَ: فَدَخَلْتُ وَإِذَا هُوَ يَتَوَضَّأُ وُضُوءًا مَكِيثًا (3)
__________
= ابن المبارك، عن سعيد بن أبي أيوب ومن طريق يحيى بن أيوب، كلاهما عن يزيد ابن أبي حبيب، عن ربيعة بن هدير، عن عوف بن مالك، فقال فيه: ربيعة بن هدير، وهو آخر غير ربيعة بن لقيط، وأسقط منه مالكَ بن هِدْم!
وأخرجه ابن إسحاق كما في "سيرة ابن هشام" 4/274، ومن طريقه البيهقي في "الدلائل" 4/404 قال: أخبرني يزيد بن أبي حبيب أنه حُدِّث عن عوف بن مالك ... فذكر نحوه.
قال البيهقي عقب إخراجه هذا الطريق: قصَّر بإسناده محمد بن إسحاق.
قوله: "غزونا وعلينا عمرو بن العاص" أي: غزوة ذات السلاسل.
"مخمصة": مجاعة.
وقوله: "فقال مثل ما قال عمر ... " قد جاء عند يعقوب بن سفيان بيان قوله، فقد قال له عمر عندما أخبره من أين هو: أسمعك قد تعجَّلتَ أجْرَك. عنى بذلك -والله أعلم- أن عوفاً لم يصبر على هذه المخمصة ويكتب له أجرها عند الله، بل سارع وصنع ما صنع، فكأنه قد تعجَّل أجره في الدنيا، لكن جاء عوف إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يبشره بالفتح والظَّفَر لم ينكر عليه ذلك.
(1) تحرف في (م) و (ظ2) و (ق) إلى: الزرقى.
(2) تحرف في (م) إلى: السحور.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد جيد، رجاله ثقات رجال الشيخين غير=(39/404)
23980 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سَوَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ الْكِنْدِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ عَاصِمَ بْنَ حُمَيْدٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَوْفَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: قُمْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَدَأَ فَاسْتَاكَ، ثُمَّ تَوَضَّأَ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي وَقُمْتُ مَعَهُ، فَبَدَأَ فَاسْتَفْتَحَ الْبَقَرَةَ لَا يَمُرُّ بِآيَةِ رَحْمَةٍ إِلَّا وَقَفَ فَسَأَلَ، وَلَا يَمُرُّ بِآيَةِ عَذَابٍ إِلَّا وَقَفَ يَتَعَوَّذُ، ثُمَّ رَكَعَ فَمَكَثَ رَاكِعًا بِقَدْرِ قِيَامِهِ، يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ: " سُبْحَانَ ذِي الْجَبَرُوتِ وَالْمَلَكُوتِ، وَالْكِبْرِيَاءِ وَالْعَظَمَةِ " ثُمَّ قَرَأَ آلَ عِمْرَانَ، ثُمَّ سُورَةً، فَفَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ (1)
__________
= إسحاق بن راشد الجزري وهو -وإن كان من رجال البخاري- فيه كلام ينزله عن رتبة الصحيح، وهو متابع.
وأخرجه أبو عمرو الداني في "السنن الواردة في الفتن" (525) من طريق علي ابن مَعْبد بن شداد الرَّقيِّ، عن عُبيد الله بن عمرو، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1287) ، والطبراني في "الكبير" 18/98 من طريق عمرو بن عثمان الكلابي، والحاكم 3/546-547 من طريق العلاء بن هلال الرَّقي، كلاهما عن عبيد الله بن عمرو، عن إسحاق بن راشد، عن الزهري، عن عبد الحميد، به. فزادا الزهريَّ في الإسناد، وهما ضعيفان، وقد خالفا من هو أوثق منهما: زكريا بن عدي وعلي بن معبد الرَّقيَّ، فلا يُعتد بمخالفتهما؛ فسَماعُ إسحاق من عبد الحميد محتمل، وساق عمرُو بن عثمان عند الطبراني والعلاءُ بن هلال لفظه كالرواية السالفة برقم (23971) .
(1) إسناده قوي. ليث: هو ابن سعد، ومعاوية: هو ابن صالح.
وأخرجه النسائي 2/223 من طريق الحسن بن سوار، بهذا الإسناد.
وأخرجه مختصراً النسائي 2/191 من طريق آدم بن أبي إياس، عن الليث، به.=(39/405)
23981 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي رُزَيْقٌ، مَوْلَى بَنِي فَزَارَةَ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ قَرَظَةَ، وَكَانَ ابْنَ عَمِّ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَوْفَ بْنَ مَالِكٍ، يَقولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " خِيَارُ أَئِمَّتِكُمْ مَنْ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ، وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ، وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ، وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ " قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفَلَا نُنَابِذُهُمْ عِنْدَ ذَلِكَ؟ قَالَ: " لَا مَا أَقَامُوا لَكُمُ الصَّلَاةَ، أَلَا وَمَنْ وُلِّيَ عَلَيْهِ أَمِيرٌ وَالٍ، فَرَآهُ يَأْتِي شَيْئًا مِنْ مَعْصِيَةِ اللهِ، فَلْيُنْكِرْ مَا يَأْتِي مِنْ مَعْصِيَةِ اللهِ، وَلَا يَنْزِعَنَّ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ " (1)
__________
= وأخرجه أبو داود (873) ، والترمذي في "الشمائل" (306) ، والبزار (2750) و (2751) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (113) ، وفي "الشاميين" (2009) ، والبيهقي في "السنن" 2/310، وفي "الأسماء والصفات" (276) ، والبغوي في "شرح السنة" (912) من طرق عن معاوية بن صالح، به.
وانظر حديث حذيفة السالف برقم (23261) و (23300) .
وحديث عائشة الآتي برقم (24609) .
(1) إسناده جيد، رجاله رجال الصحيح، ومسلم بن قَرَظَةَ -وإن خرَّج له مسلم- لم يرو عنه غير ثلاثة، ولم يوثقه غير ابن حبان، وقال فيه البزار: مشهور، فهو صدوق. عبد الله: هو ابن المبارك، ورُزَيق -ويقال: بتقديم الزاي- مولى بني فَزَارة: هو ابن حيّان الدمشقي.
وهو في "مسند" ابن المبارك (243) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ (117) .
وأخرجه الدارمي (2797) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" تعليقاً 7/271،=(39/406)
23982 - حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، قَالَ: أَنْبَأَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنِي بَحِيرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ فِي أَصْحَابِهِ فَقَالَ: " الْفَقْرَ تَخَافُونَ، أَوِ الْعَوَزَ، أَوَ تُهِمُّكُمُ الدُّنْيَا؟ فَإِنَّ اللهَ
__________
= ومسلم (1855) (66) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (1071) و (1072) ، والبزار في "مسنده" (2752) ، وأبو عوانة (7182) و (7183) و (7184) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (117) ، وفي "الشاميين" (586) و (587) ، والآجري في "الشريعة" ص41، والبيهقي 8/158، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 6/ لوحة 252 من طرق عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عوانة (7183) ، وابن عساكر 6/ لوحة 252 من طريق بشر بن بكر البجلي، وأبو عوانة (7185) من طريق الأوزاعي، كلاهما عن ابن جابر -هكذا دون تقييد- به.
وأخرجه مسلم (1855) (65) ، وأبو عوانة (7186) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (116) ، وفي "الشاميين" (637) ، والمزي في ترجمة رزيق مولى بني فَزَارة من "تهذيب الكمال" 9/182-183 من طريق الأوزاعي، عن يزيد بن يزيد بن جابر، عن رزيق، به.
وسيأتي الحديثُ من طريق ربيعة بن يزيد، عن مسلم بن قَرَظة برقم (23999) .
وفي الباب عن عقبة بن عامر عند الطبراني في "الكبير" 17/ (808) لكن فيه بكر بن يونس بن بُكير، وهو ضعيف.
وعن أنس بن مالك عند أبي نعيم في "تاريخ أصبهان" 2/216.
وللنهي عن قتال الأئمة ما أقاموا الصلاة، انظر حديث أبي سعيد الخدري السالف برقم (11224) ، وحديث أم سلمة الآتي (26606) ، وهو في "صحيح مسلم" (1854) .(39/407)
فَاتِحٌ لَكُمْ أَرْضَ فَارِسَ وَالرُّومِ، وَتُصَبُّ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا صَبًّا، حَتَّى لَا يُزِيغُكُمْ بَعْدِي إِنْ أَزَاغَكُمْ إِلَّا هِيَ " (1)
23983 - حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ، قَالَا: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي بَحِيرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ سَيْفٍ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَضَى بَيْنَ رَجُلَيْنِ، فَقَالَ الْمَقْضِيُّ عَلَيْهِ لَمَّا أَدْبَرَ: حَسْبِيَ اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رُدُّوا عَلَيَّ الرَّجُلَ " فَقَالَ: " مَا قُلْتَ؟ ": قَالَ: قُلْتُ: حَسْبِيَ اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ يَلُومُ عَلَى الْعَجْزِ، وَلَكِنْ عَلَيْكَ بِالْكَيْسِ، فَإِذَا غَلَبَكَ أَمْرٌ
__________
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف من أجل بقية بن الوليد، وباقي رجال الإسناد ثقات. حيوة: هو ابن شريح بن يزيد الحضرمي الحمصي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ (93) ، وفي "الشاميين" (1150) من طريق حيوة بن شريح، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار في "مسنده" (2758) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (93) ، وفي "الشاميين" (1150) من طرق عن بقية، به. ولم يذكر البزار جُبيرَ بن نُفير فى الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الشاميين" (2527) من طريق عبد الرحمن بن عائذ، عن جبير بن نفير، به.
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11865) .
وعن عمرو بن عوف، سلف برقم (17234) .
وعن عقبة بن عامر، سلف برقم (17433) .
قال السندي: "أو العَوَز" بفتحتين: العَدَم وسوء الحال.(39/408)
فَقُلْ: حَسْبِيَ اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ " (1)
23984 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ قَالَ: حَدَّثَنَا صَفْوَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: انْطَلَقَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا وَأَنَا مَعَهُ حَتَّى دَخَلْنَا كَنِيسَةَ الْيَهُودِ بِالْمَدِينَةِ، يَوْمَ عِيدٍ لَهُمْ، فَكَرِهُوا دُخُولَنَا عَلَيْهِمْ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا مَعْشَرَ الْيَهُودِ أَرُونِي اثْنَيْ (2) عَشَرَ
__________
(1) إسناه ضعيف لضعف بقية بن الوليد، وجهالة سيفٍ، فقد تفرد بالرواية عنه خالد بن معدان، وقال النسائي: لا أعرفه، وكذا قال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، وتساهل العجلي وابن حبان فوثقاه.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ (97) و (139) ، وفي "الشاميين" (1182) من طريق حيوة بن شريح، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (3627) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (626) ، والبزار في "مسنده" (2749) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (97) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (349) ، والبيهقي في "السنن" 10/181، وفي "الشعب" (1213) من طرق عن بقية بن الوليد، به.
قال السندي: قوله: "حسبي الله ونعم الوكيل" أشار به إلى أن المدَّعي أخذ ماله باطلاً.
"يلوم على العجز" أي: لا يرضى العجز، والمراد به ضد الكَيْس -بفتح فسكون- وهو التيقُّظ في الأمور والاهتداء إلى التدبير، والمصلحة بالنظر إلى الأسباب، واستعمال الفكر في العاقبة، يعني كان ينبغي لك أن تتيقظ في معاملتك، فإذا غلبك الخصمُ قلت: حسبي الله، وأما ذِكر "حسبي الله" بلا تيقُّظ
كما فعلت، فهو من الضعف فلا ينبغي، والله تعالى أعلم.
(2) قوله: "أروني اثني" تحرف في (م) و (ظ2) و (ق) إلى: انبانا اثنا، والتصويب من "جامع المسانيد" و"مجمع الزوائد" 7/105 ومصادر التخريج.(39/409)
رَجُلًا يَشْهَدُونَ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، يُحْبِطِ اللهُ عَنْ كُلِّ يَهُودِيٍّ تَحْتَ أَدِيمِ السَّمَاءِ الْغَضَبَ، الَّذِي غَضِبَ عَلَيْهِ " قَالَ: فَأَسْكَتُوا مَا أَجَابَهُ (1) مِنْهُمْ أَحَدٌ، ثُمَّ رَدَّ عَلَيْهِمْ فَلَمْ يُجِبْهُ أَحَدٌ، ثُمَّ ثَلَّثَ فَلَمْ يُجِبْهُ أَحَدٌ، فَقَالَ: " أَبَيْتُمْ فَوَاللهِ إِنِّي لَأَنَا الْحَاشِرُ، وَأَنَا الْعَاقِبُ، وَأَنَا النَّبِيُّ الْمُصْطَفَى، آمَنْتُمْ أَوْ كَذَّبْتُمْ ". ثُمَّ انْصَرَفَ وَأَنَا مَعَهُ حَتَّى إِذَا كِدْنَا أَنْ نَخْرُجَ نَادَى رَجُلٌ مِنْ خَلْفِنَا: كَمَا أَنْتَ يَا مُحَمَّدُ. قَالَ: فَأَقْبَلَ. فَقَالَ ذَلِكَ الرَّجُلُ: أَيَّ رَجُلٍ تَعْلَمُونَي فِيكُمْ يَا مَعْشَرَ الْيَهُودِ؟ قَالُوا: وَاللهِ مَا نَعْلَمُ أَنَّهُ كَانَ فِينَا رَجُلٌ أَعْلَمُ بِكِتَابِ اللهِ مِنْكَ، وَلَا أَفْقَهُ مِنْكَ، وَلَا مِنْ أَبِيكَ قَبْلَكَ، وَلَا مِنْ جَدِّكَ قَبْلَ أَبِيكَ. قَالَ: فَإِنِّي أَشْهَدُ لَهُ بِاللهِ أَنَّهُ نَبِيُّ اللهِ، الَّذِي تَجِدُونَهُ فِي التَّوْرَاةِ، قَالُوا: كَذَبْتَ، ثُمَّ رَدُّوا عَلَيْهِ قَوْلَهُ، وَقَالُوا فِيهِ شَرًّا، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَذَبْتُمْ لَنْ يُقْبَلَ قَوْلُكُمْ، أَمَّا آنِفًا فَتُثْنُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْخَيْرِ مَا أَثْنَيْتُمْ، وَلَمَّا آمَنَ أَكْذَبْتُمُوهُ، وَقُلْتُمْ فِيهِ مَا قُلْتُمْ، فَلَنْ يُقْبَلَ قَوْلُكُمْ ". قَالَ: فَخَرَجْنَا وَنَحْنُ ثَلَاثَةٌ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَا وَعَبْدُ اللهِ بْنُ سَلَامٍ، وَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِ: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [الأحقاف: 10] (2)
__________
(1) تحرف في (م) و (ظ2) و (ق) إلى. ما جاء به، والتصويب من "جامع الأسانيد" وغيره.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو المغيرة: هو عبد القُدُّوس بن=(39/410)
23985 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ قَالَ: حَدَّثَنَا صَفْوَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ: " عَوْفٌ؟ ": فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ: " ادْخُلْ " قَالَ: قُلْتُ: كُلِّي أَوْ بَعْضِي؟ قَالَ: " بَلْ كُلُّكَ " قَالَ: " اعْدُدْ يَا عَوْفُ، سِتًّا بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ، أَوَّلُهُنَّ مَوْتِي " قَالَ: فَاسْتَبْكَيْتُ حَتَّى جَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُسْكِتُنِي، قَالَ: قُلْتُ: إِحْدَى، " وَالثَّانِيَةُ: فَتْحُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ " قُلْتُ: اثْنَيْنِ، " وَالثَّالِثَةُ: مُوتَانٌ يَكُونُ فِي أُمَّتِي يَأْخُذُهُمْ مِثْلَ قُعَاصِ الْغَنَمِ قَالَ: ثَلَاثًا، وَالرَّابِعَةُ فِتْنَةٌ تَكُونُ فِي أُمَّتِي، وَعَظَّمَهَا، قُلْ: أَرْبَعًا، وَالْخَامِسَةُ: يَفِيضُ الْمَالُ فِيكُمْ حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيُعْطَى الْمِائَةَ دِينَارٍ فَيَتَسَخَّطُهَا، قُلْ: خَمْسًا، وَالسَّادِسَةُ: هُدْنَةٌ تَكُونُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ بَنِي الْأَصْفَرِ، فَيَسِيرُونَ إِلَيْكُمْ عَلَى ثَمَانِينَ غَايَةً " قُلْتُ: وَمَا الْغَايَةُ؟ قَالَ: " الرَّايَةُ، تَحْتَ كُلِّ رَايَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا، فُسْطَاطُ الْمُسْلِمِينَ
__________
= الحجاج الخولاني، وصفوان: هو ابن عمرو السَّكسكي.
وأخرجه الطبري في "التفسير" 26/11-12، وابن حبان (7162) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (83) ، وفي "الشاميين" (948) ، والحاكم 3/415-416 من طريق أبي المغيرة، بهذا الإسناد.
وقصة إسلام عبد الله بن سلام سلفت برقم (12057) في سياق قصة أخرى، وهي أصحُّ.
وفي باب قوله: "أنا الحاشر ... " عن جبير بن مطعم، سلف برقم (16734) ، وذكرنا أحاديث الباب هناك.(39/411)
يَوْمَئِذٍ فِي أَرْضٍ يُقَالُ لَهَا: الْغُوطَةُ فِي مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا: دِمَشْقُ " (1)
23986 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ قَالَ: حَدَّثَنَا صَفْوَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا جَاءَ فَيْءٌ قَسَمَهُ مِنْ يَوْمِهِ، فَأَعْطَى الْآهِلَ حَظَّيْنِ، وَأَعْطَى الْعَزَبَ حَظًّا وَاحِدًا. فَدُعِينَا وَكُنْتُ أُدْعَى قَبْلَ عَمَّارِ (2) بْنِ يَاسِرٍ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن الحجاج الخولاني، وصفوان: هو ابن عمرو السَّكْسكي.
وأخرجه البزار في "مسنده" (2742) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 1/ ورقة 105 من طريق أبي المغيرة الخولاني، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1292) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (72) ، وفي "الشاميين" (934) ، وابن منده في "الإيمان" (1000) ، وأبو عمرو الداني في "السنن الواردة في الفتن" (427) و (523) ، وابن عساكر 1/ورقة 105 من طرق عن صفوان بن عمرو، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 18/71، وابن منده (999) من طريق خالد بن معدان، عن جبير بن نفير، به.
وانظر ما سلف برقم (23971) .
ولقوله: "فساط المسلمين يومئذ.. إلخ" انظر ما سلف برقم (17470) .
قال السندي: "مَوَتان" بفتحتين: الموت، وبضم فسكون: موت الماشية.
(2) في (م) : ثم دعا بعمار.=(39/412)
فَدُعِيتُ، فَأَعْطَانِي حَظَّيْنِ، وَكَانَ لِي أَهْلٌ، ثُمَّ دَعَا بَعْدُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ فَأُعْطِيَ حَظًّا وَاحِدًا، فَبَقِيَتْ قِطْعَةُ سِلْسِلَةٍ مِنْ ذَهَبٍ، فَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْفَعُهَا بِطَرَفِ عَصَاهُ، ثُمَّ رَفَعَهَا وَهُوَ يَقُولُ: " كَيْفَ أَنْتُمْ يَوْمَ يَكْثُرُ لَكُمْ مِنْ هَذَا؟ " (1)
23987 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ قَالَ: حَدَّثَنَا صَفْوَانُ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ جُبَيْرٍ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ قَالَ: غَزَوْنَا غَزْوَةً إِلَى طَرَفِ الشَّامِ، فَأُمِّرَ عَلَيْنَا خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: فَانْضَمَّ إِلَيْنَا رَجُلٌ مِنْ أَمْدَادِ حِمْيَرَ، فَأَوَى إِلَى رَحْلِنَا لَيْسَ مَعَهُ شَيْءٌ إِلَّا سَيْفٌ، لَيْسَ مَعَهُ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه أبو داود (2953) ، وابن الجارود (1112) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (81) ، وفي "الشاميين" (947) ، والبيهقي 6/346 من طريق أبي المغيرة، بهذا الإسناد - وبعضهم يزيد فيه على بعضٍ.
وأخرجه أبو عبيد في "الأموال" (599) ، وابن زنجويه في "الأموال" (879) ، والبزار في "مسنده" (2748) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (80) ، وفي "الشاميين" (946) ، والحاكم 2/140-141، والبيهقي 6/346 من طريقين عن صفوان بن عمرو، به، مختصراً.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، فقد أخرج بهذا الإسناد بعينه أربعة أحاديث، ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ (82) من طريق معاوية بن صالح، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، بنحوه.
وسيأتي برقم (24004) .(39/413)
سِلَاحٌ غَيْرَهُ، فَنَحَرَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ جَزُورًا، فَلَمْ يَزَلْ يَحْتَالُ حَتَّى أَخَذَ مِنْ جِلْدِهِ كَهَيْئَةِ الْمِجَنِّ حَتَّى بَسَطَهُ عَلَى الْأَرْضِ، ثُمَّ وَقَدَ عَلَيْهِ، حَتَّى جَفَّ، فَجَعَلَ لَهُ مُمْسِكًا كَهَيْئَةِ التُّرْسِ، فَقُضِيَ أَنْ لَقِينَا عَدُوَّنَا فِيهِمْ أَخْلَاطٌ مِنَ الرُّومِ وَالْعَرَبِ مِنْ قُضَاعَةَ، فَقَاتَلُونَا قِتَالًا شَدِيدًا، وَفِي الْقَوْمِ رَجُلٌ مِنَ الرُّومِ عَلَى فَرَسٍ لَهُ أَشْقَرَ وَسَرْجٍ مُذَهَّبٍ، وَمِنْطَقَةٍ مُلَطَّخَةٍ ذَهَبًا، وَسَيْفٌ مِثْلُ ذَلِكَ، فَجَعَلَ يَحْمِلُ عَلَى الْقَوْمِ، وَيُغْرِي بِهِمْ، فَلَمْ يَزَلْ ذَلِكَ الْمَدَدِيُّ يَحْتَالُ لِذَلِكَ الرُّومِيِّ حَتَّى مَرَّ بِهِ فَاسْتَقْفَاهُ، فَضَرَبَ عُرْقُوبَ فَرَسِهِ بِالسَّيْفِ فَوَقَعَ، ثُمَّ أَتْبَعَهُ ضَرْبًا بِالسَّيْفِ حَتَّى قَتَلَهُ، فَلَمَّا فَتَحَ اللهُ الْفَتْحَ، أَقْبَلَ يَسْأَلُ لِلسَّلَبِ، وَقَدْ شَهِدَ لَهُ النَّاسُ بِأَنَّهُ قَاتِلُهُ، فَأَعْطَاهُ خَالِدٌ بَعْضَ سَلَبِهِ، وَأَمْسَكَ سَائِرَهُ، فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى رَحْلِ عَوْفٍ ذَكَرَهُ، فَقَالَ لَهُ عَوْفٌ: ارْجِعْ إِلَيْهِ فَلْيُعْطِكَ مَا بَقِيَ، فَرَجَعَ إِلَيْهِ، فَأَبَى عَلَيْهِ، فَمَشَى عَوْفٌ حَتَّى أَتَى خَالِدًا، فَقَالَ: أَمَا تَعْلَمُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَضَى بِالسَّلَبِ لِلْقَاتِلِ؟ قَالَ: بَلَى، قَالَ: فَمَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَدْفَعَ إِلَيْهِ سَلَبَ قَتِيلِهِ؟ قَالَ خَالِدٌ: اسْتَكْثَرْتُهُ لَهُ، قَالَ عَوْفٌ: لَئِنْ رَأَيْتُ وَجْهَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَأَذْكُرَنَّ ذَلِكَ لَهُ، فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ بَعَثَهُ عَوْفٌ، فَاسْتَعْدَى إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَدَعَا خَالِدًا وَعَوْفٌ قَاعِدٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا يَمْنَعُكَ يَا خَالِدُ أَنْ تَدْفَعَ إِلَى هَذَا سَلَبَ قَتِيلِهِ؟ " قَالَ: اسْتَكْثَرْتُهُ لَهُ يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ: " ادْفَعْهُ إِلَيْهِ ". قَالَ: فَمَرَّ بِعَوْفٍ، فَجَرَّ عَوْفٌ بِرِدَائِهِ، فَقَالَ:(39/414)
أَنْجَزْتُ (1) لَكَ مَا ذَكَرْتُ لَكَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَمِعَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتُغْضِبَ، فَقَالَ: " لَا تُعْطِهِ يَا خَالِدُ، هَلْ أَنْتُمْ تَارِكُو (2) أُمَرَائِي؟ إِنَّمَا مَثَلُكُمْ وَمَثَلُهُمْ كَمَثَلِ رَجُلٍ اشْتَرَى إِبِلًا، وَغَنَمًا فَرَعَاهَا، ثُمَّ تَحَيَّنَ (3) سَقْيَهَا فَأَوْرَدَهَا حَوْضًا، فَشَرَعَتْ فِيهِ، فَشَرِبَتْ صَفْوَةَ الْمَاءِ، وَتَرَكَتْ كَدَرَهُ، فَصَفْوُهُ أَمْرُهُمْ لَكُمْ وَكَدَرُهُ عَلَيْهِمْ " (4)
__________
(1) في (م) و (ظ2) . ليجزي.
(2) في (م) و (ظ2) : تاركي، وهو خطأ. قال النووي في "شرح مسلم" 12/64 قوله: "هل أنتم تاركو لي أمرائي" هكذا هو في بعض النسخ -يعني نسخ الصحيح-: "تاركو" بغير نون، وفي بعضها: "تاركون" بالنون، وهذا هو الأصل، والأول صحيح أيضاً، وهي لغة معروفة، وقد جاءت بها أحاديث كثيرة، منها قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابُّوا".
(3) في (م) و (ظ2) : "فدعاها ثم تخير" وهو تحريف.
(4) إسناه صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه البزار في "مسنده" (2746) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (84) و (87) ، وفي "الشاميين" (949) ، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (223) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/336-337 من طريق أبي المغيرة، بهذا الإسناد - وهو عند بعضهم مختصر.
زاد الطبراني 18/ (84) في أوله: إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يخمِّس السلب، وسيرد
بعده، وسلفت هذه الزيادة أيضاً برقم (16822) .
وأخرجه سعيد بن منصور (2697) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (84) من طريق إسماعيل بن عياش، والبزار (2745) من طريق بقية بن الوليد، كلاهما عن صفوان ابن عمرو، به، ورواية بقية مختصرة.=(39/415)
23988 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ قَالَ: حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ، وَخَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَمْ يُخَمِّسْ السَّلَبَ " (1)
__________
= وأخرجه مختصراً مسلم (1753) (43) ، وأبو عوانة (6649) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (89) من طريق معاوية بن صالح، عن عبد الرحمن بن جبير، به.
وسيرد برقم (23997) .
وفي باب تنفيل سَلَب القتيل للقاتل عن عبد الرحمن بن عوف، سلف برقم (1673) .
وعن سلمة بن الأكوع، سلف برقم (16492) .
وعن أبي قتادة، سلف برقم (22518) .
المِنطَقة، قال: الفيومي في "المصباح": اسم لما يسمِّيه الناس الحِيَاصة. وفي "القاموس" للفيروزآبادي: الحياصة، والأصل الحِوَاصة: سَيرٌ يُشدُّ به حزام السَّرج.
وقوله: "ويُغري بهم" أي: يحرِّض أصحابه عليهم.
والسَّلَب: ما يؤخذ من القتيل من سلاحه وفرسه وغيره.
قال النووي: وهذا الحديث يُستَشكل من حيث إن القاتل قد استحق السَّلَب، فكيف منعه إيَّاه؟ ويجاب عنه بوجهين:
أحدهما: لعله أعطاه بعد ذلك للقاتل، وإنما آخَّره تعزيراً له ولعوف بن مالك لكونهما أطلقَا ألسنتهما في خالد رضي الله عنه، وانتهكا حرمة الوالي ومن ولَّاه.
الوجه الثاني: لعله أستطاب قلب صاحبه فتركه صاحبه باختياره وجعله للمسلمين، وكان المقصود بذلك استطابة قلب خالد رضي الله عنه للمصلحة في إكرام الوُلاة.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو مكرر (16822) .(39/416)
23989 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سَوَّارٍ أَبُو الْعَلَاءِ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَابِرٍ، عَنْ عَوْفِ (1) بْنِ مَالِكٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَنْ يَجْمَعَ اللهُ عَلَى هَذِهِ الْأُمَّةِ سَيْفَيْنِ، سَيْفًا مِنْهَا، وَسَيْفًا مِنْ عَدُوِّهَا " (2)
23990 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَرٍ الْحِمْصِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي عَبْلَةَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُرَشِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا جُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ ذَاتَ يَوْمٍ، فَنَظَرَ فِي السَّمَاءِ، ثُمَّ قَالَ: " هَذَا أَوَانُ الْعِلْمِ أَنْ يُرْفَعَ "، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ زِيَادُ بْنُ لَبِيدٍ: أَيُرْفَعُ الْعِلْمُ يَا رَسُولَ اللهِ وَفِينَا كِتَابُ اللهِ، وَقَدْ عَلَّمْنَاهُ أَبْنَاءَنَا وَنِسَاءَنَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنْ كُنْتُ لَأَظُنُّكَ مِنْ أَفْقَهِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ "، ثُمَّ
__________
(1) قوله: "عن عوف" سقط من (م) و (ظ2) و (ق) .
(2) إسناده حسن إن كان إسماعيل بن عياش حفظه، فقد تفرد به فلم يتابعه عليه أحد.
وأخرجه أبو داود (4301) من طريق الحسن بن سوار، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود أيضاً عن عبد الوهاب بن نجدة، عن إسماعيل بن عياش، به.
قال المناوي في "فيض القدير" 5/302: يعني أن السيفين لا يجتمعان فيؤديان إلى استئصالهم، ولكن إذا جعلوا بأسهم بينهم سلَّط عليهم العدو وكفَّ بأسهم عن أنفسهم، وقيل: معناه: محاربتهم إما معهم أو مع الكفار.(39/417)
ذَكَرَ ضَلَالَةَ أَهْلِ الْكِتَابَيْنِ، وَعِنْدَهُمَا مَا عِنْدَهُمَا مِنْ كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَلَقِيَ جُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ شَدَّادَ بْنَ أَوْسٍ بِالْمُصَلَّى، فَحَدَّثَهُ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ فَقَالَ: صَدَقَ عَوْفٌ، ثُمَّ قَالَ: " وَهَلْ تَدْرِي مَا رَفْعُ الْعِلْمِ؟ " قَالَ: قُلْتُ: لَا أَدْرِي. قَالَ: " ذَهَابُ أَوْعِيَتِهِ ". قَالَ: " وَهَلْ تَدْرِي أَيُّ الْعِلْمِ أَوَّلُ أَنْ يُرْفَعَ؟ " قَالَ: قُلْتُ: لَا أَدْرِي. قَالَ: " الْخُشُوعُ، حَتَّى لَا تَكَادُ تَرَى خَاشِعًا " (1)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، محمد بن حمير صدوق لا بأس به، وهو من رجال البخاري، وقد توبع، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح غير علي بن بحر، فقد روى له البخاري تعليقاً وأبو داود والترمذي، وهو ثقه.
وأخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد" (339) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (302) ، والطبراني في "الشاميين" (56) ، وأبو نعيم في "الحلية" 5/138 و247، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" 1/152 من طرق عن محمد بن حمير، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد" (337) و (338) ، والنسائي في "الكبرى" (5909) ، والبزار في "مسنده" (2741) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (301) ، وابن حبان (4572) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (75) ، وفي "الشاميين" (55) ، والحاكم 1/98-99، والخطيب البغدادي في "اقتضاء العلم العمل" (89) ، والبيهقي في "المدخل" (853) من طريق الليث بن سعد،
والطحاوي في "شرح المشكل" (303) من طريق يحيى بن أيوب، كلاهما عن إبراهيم بن أبي عبلة، به.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح.=(39/418)
23991 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي النَّهَّاسُ بْنُ قَهْمٍ، عَنْ أَبِي عَمَّارٍ شَدَّادٍ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كُنَّ لَهُ ثَلَاثُ (1) بَنَاتٍ أَوْ ثَلَاثُ أَخَوَاتٍ، أَوْ بِنْتَانِ أَوْ أُخْتَانِ، اتَّقَى اللهَ فِيهِنَّ، وَأَحْسَنَ إِلَيْهِنَّ حَتَّى يَبِنَّ أَوْ يَمُتْنَ، كُنَّ لَهُ حِجَابًا مِنَ النَّارِ " (2)
__________
= وخالف عبد الله بن صالح كاتب الليث، فرواه عن معاوية بن صالح، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن أبي الدرداء ... وذكر في آخره: إن جبيراً لقي عبادة بن الصامت فأخبره بما سمع من أبي الدرداء. أخرجه الترمذي (2653) ، والطحاوي (304) ، والحاكم 1/99، والبيهقي في "المدخل" (854) .
وهذا من أوهام عبد الله بن صالح فقد كان سيىء الحفظ.
وسلف الحديث عن زياد بن لبيد نفسه برقم (17473) من طريق سالم بن أبي الجعد عنه، وهو منقطع.
(1) لفظة "ثلاث" من "جامع المسانيد" و"أطراف المسند".
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناده ضعيف، علي بن عاصم والنهاس بن قَهم ضعيفان، لكن الأول منهما متابعٌ، وأبو عمار شداد -وهو ابن عبد الله- لم يسمع من عوف.
وأخرجه الطبراني 18/ (102) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (8679) من طريق عثمان بن عمر، والبيهقي (1681) من طريق يزيد بن زريع، كلاهما عن النهاس بن قهم، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (24007) عن محمد بن بكر عن النهاس.
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11384) ، وذكرنا أحاديث الباب هناك.=(39/419)
23992 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا بُكَيْرُ بْنُ الْأَشَجِّ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ يَزِيدَ قَاصَّ مَسْلَمَةَ حَدَّثَهُ، أَنَّ عَوْفَ بْنَ مَالِكٍ حَدَّثَهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا يَقُصُّ إِلَّا أَمِيرٌ أَوْ مَأْمُورٌ أَوْ مُخْتَالٌ " (1)
__________
= ويشهد له حديث ابن عباس السالف برقم (2104) ، وسنده ضعيف.
وحديث أبي سعيد الخدري السالف برقم (11384) ، وسنده ضعيف.
وحديث أنس السالف برقم (12498) ، وسنده صحيح.
وحديث أم سلمة الآتي برقم (26516) ، وسنده ضعيف.
وفي الباب أحاديث أخرى صحيحة دون ذِكْر الأخوات، انظرها عند حديث أبي سعيد الخدري.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة حال عبد الله بن يزيد -وقيل: زيد- قاص مسلمة، فقد روى عنه ثلاثةٌ، ولم يُؤثَر توثيقه عن أحدٍ، وليس الأمر كما ذهب إليه ابن عساكر حيث ذكره في "تاريخ دمشق" 9/ورقة 326-327 وعدَّه وخالدَ بنَ زيد الأزرق واحداً فقد فرق بينهما البخاري، وتبعه ابن أبي حاتم والمزي، وهو الصواب فيما يغلب على ظننا -والله تعالى أعلم- ثم إن في إسناد
الحديث عبد الله ابن لهيعة وهو سيىء الحفظ، وقد اضطرب فيه كما سيأتي.
يعقوب بن عبد الله: هو ابن الأشج أخو بكير.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ (145) ، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 9/ لوحة 326 عن يحيى بن عثمان بن صالح، عن أبي الأسود النضر بن عبد الجبار، عن ابن لهيعة، عن بكير بن عبد الله بن الأشج ويزيد بن خُصَيفة أنهما حدثاه عن عبد الله بن زيد، عن عوف ... الحديث.
وسيأتي برقم (23994) من طريق عمرو بن الحارث المصري، عن بكير بن الأشج، عن أخيه يعقوب بن عبد الله وابن أبي حفصة، عن عبد الله بن يزيد، عن عوف.=(39/420)
23993 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ لَقِيطٍ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سِتَّةِ نَفَرٍ أَوْ سَبْعَةٍ أَوْ ثَمَانِيَةٍ، فَقَالَ لَنَا: " بَايِعُونِي " فَقُلْنَا: يَا نَبِيَّ اللهِ قَدْ بَايَعْنَاكَ، قَالَ: " بَايِعُونِي " فَبَايَعْنَاهُ فَأَخَذَ عَلَيْنَا بِمَا أَخَذَ عَلَى النَّاسِ، ثُمَّ أَتْبَعَ ذَلِكَ كَلِمَةً خَفِيَّةً، فَقَالَ: " لَا تَسْأَلُوا النَّاسَ شَيْئًا " (1)
__________
= وانظر ما سلف برقم (23972) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد، ابن لهيعة -وإن كان سيىء الحفظ- قد مشَّى بعض أهل العلم حديثه من رواية قتيبة عنه، ولم ينفرد بهذا الحديث، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير ربيعة بن لقيط، فهو من رجال "تعجيل المنفعة" (316) ، وهو حسن الحديث.
وأخرجه الطبراني 18/ (130) من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن زنجويه في "الأموال" (2065) ، ومسلم (1043) ، وأبو داود (1642) ، وابن ماجه (2867) ، والبزار في "مسنده" (2764) ، والنسائي 1/229، والطبراني في "الكبير" 18/ (67) ، وفي "الشاميين" (335) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (3519) من طريق سعيد بن عبد العزيز التنوخي، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي مسلم الخولاني، قال: حدثني الحبيب الأمين عوف بن مالك، فذكره بأطول مما هنا.
وأخرجه ابن حبان (3385) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (68) ، وفي "الشاميين" (1929) من طريق معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني، عن عوف بن مالك - فأسقط من إسناده أبا مسلم، ورواية سعيد ابن عبد العزيز أصحُّ، على أن أبا إدريس أدرك عوفاً وسمع منه.=(39/421)
23994 - حَدَّثَنَا هَارُونُ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ يَعْقُوبَ، أَخَاهُ وَابْنَ أَبِي حَفْصَةَ (1) حَدَّثَاهُ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ يَزِيدَ قَاصَّ مَسْلَمَةَ بِالْقُسْطَنْطِينِيَّةِ حَدَّثَهُمَا، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا يَقُصُّ عَلَى النَّاسِ إِلَّا أَمِيرٌ، أَوْ مَأْمُورٌ أَوْ مُخْتَالٌ " (2)
23995 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ: أَنْبَأَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ بُسْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ بِالْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ: ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ لِلْمُسَافِرِ وَلَيَالِيهِنَّ،
__________
= وفي الباب عن أبي ذر، سلف برقم (21509) .
وعن ثوبان، سلف برقم (22366) .
(1) في (م) و (ظ2) و (ق) و"أطراف المسند" 5/159: خصيفة، وفي "جامع المسانيد" و"تهذيب التهذيب" في ترجمة عبد الله بن زيد الأزرق: ابن أبي حفصة، وهو كذلك في "تاريخ البخاري"، وقد ذكر المزي في ترجمة خالد بن زيد 8/75 أن عمرو بن الحارث قال في حديثه: ابن أبي حفصة، وأن ابن لهيعة قال: يزيد بن خصيفة، وقد سلف تخريج حديث ابن لهيعة عند الرواية (23992) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة حال عبد الله بن زيد قاصِّ مَسْلمة. هارون: هو ابن معروف المروزي، وابن وهب: هو عبد الله بن وهب المصري، وعمرو بن الحارث: هو ابن يعقوب المصري.
وأورده البخاري في "التاريخ الكبير" 5/93 عن أبي صالح، عن بكر بن مُضر، عن عمرو بن الحارث، بهذا الإسناد.
وانظر ما سلف برقم (23972) .(39/422)
وَلِلْمُقِيمِ يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ " (1)
23996 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ: أَنْبَأَنَا يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مُحَمَّدٍ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي خِدْرٍ لَهُ، فَقُلْتُ: أَدْخُلُ؟ فَقَالَ: " ادْخُلْ " قُلْتُ: أَكُلِّي؟ قَالَ: " كُلُّكَ " فَلَمَّا جَلَسْتُ قَالَ: " أَمْسِكْ سِتًّا تَكُونُ قَبْلَ السَّاعَةِ، أَوَّلُهُنَّ وَفَاةُ نَبِيِّكُمْ ". قَالَ: فَبَكَيْتُ، قَالَ هُشَيْمٌ: وَلَا أَدْرِي بِأَيِّهَا بَدَأَ؟، " ثُمَّ فَتْحُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، وَفِتْنَةٌ تَدْخُلُ بَيْتَ كُلِّ شَعَرٍ وَمَدَرٍ، وَأَنْ يَفِيضَ الْمَالُ فِيكُمْ حَتَّى يُعْطَى الرَّجُلُ مِائَةَ دِينَارٍ فَيَتَسَخَّطَهَا، وَمُوتَانٌ يَكُونُ فِي النَّاسِ كَقُعَاصِ الْغَنَمِ " قَالَ: " وَهُدْنَةٌ تَكُونُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ بَنِي الْأَصْفَرِ، فَيَغْدِرُونَ بِكُمْ فَيَسِيرُونَ إِلَيْكُمْ فِي ثَمَانِينَ
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، داود بن عمرو -وهو الأودي الدمشقي- صدوق حسن الحديث من رجال أبي داود، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. أبو إدريس الخولاني: اسمه عائذ الله بن عبد الله.
أخرجه ابن أبي شيبة 1/175-176 و14/546، والبزار في "مسنده" (2757) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/82 و83، والطبراني في "الكبير" 18/ (69) ، وفي "الأوسط" (1167) ، والدارقطني 1/197، والبيهقي 1/275 من طريق هشيم بن بشير، بهذا الإسناد.
وقال البيهقي: قال أبو عيسى الترمذي: سألت محمداً -يعني البخاري- عن هذا الحديث، فقال: هو حديث حسن.
وفي الباب عن خزيمة بن ثابت، سلف برقم (21851) . وانظر تتمة شواهده هناك.(39/423)
غَايَةً، وَقَالَ يَعْلَى (1) : فِي سِتِّينَ غَايَةً، تَحْتَ كُلِّ غَايَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا " (2)
23997 - حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ مَنْ خَرَجَ مَعَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فِي غَزْوَةِ مُؤْتَةَ، وَرَافَقَنِي مَدَدِيٌّ مِنَ الْيَمَنِ، لَيْسَ مَعَهُ غَيْرُ سَيْفِهِ، فَنَحَرَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ جَزُورًا، فَسَأَلَهُ الْمَدَدِيُّ طَائِفَةً مِنْ جِلْدِهِ، فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ، فَاتَّخَذَهُ كَهَيْئَةِ الدَّرَقِ، وَمَضَيْنَا، فَلَقِينَا جُمُوعَ الرُّومِ، وَفِيهِمْ رَجُلٌ عَلَى فَرَسٍ لَهُ أَشْقَرَ عَلَيْهِ سَرْجٌ مُذَهَّبٌ، وَسِلَاحٌ مُذَهَّبٌ، فَجَعَلَ الرُّومِيُّ يُغْرِي بِالْمُسْلِمِينَ، وَقَعَدَ لَهُ الْمَدَدِيُّ خَلْفَ صَخْرَةٍ، فَمَرَّ بِهِ الرُّومِيُّ فَعَرْقَبَ فَرَسَهُ، فَخَرَّ وَعَلَاهُ فَقَتَلَهُ، وَحَازَ فَرَسَهُ
__________
(1) في "جامع المسانيد": وقال غير يعلى. بزيادة كلمة "غير"، وحذفها فيما نرى أصوب، فإن المصنف أراد -والله أعلم- أن يعلى كان يقول في هذا الحديث: "في ستين غاية" وأثبته هو على الصواب كما في طرقه الأخرى.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة محمد بن أبي محمد الراوي عن عوف بن مالك، فلم يرو عنه غير يعلى بن عطاء، وذكره ابن حبان في "ثقاته"، وقد توبع.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1290) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (150) من طريق هُشيم بن بشير، بهذا الإسناد. ولم يسق ابن أبي عاصم لفظه. وانظر ما سلف (23971) .
وقوله: "يكونُ في الناسِ مُوتانٌ" بوزن بُطْلانٍ: هو المَوْتُ الكثيرُ الوقوعِ.(39/424)
وَسِلَاحَهُ، فَلَمَّا فَتَحَ اللهُ لِلْمُسْلِمِينَ، بَعَثَ إِلَيْهِ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، فَأَخَذَ مِنْهُ السَّلَبَ، قَالَ عَوْفٌ: فَأَتَيْتُهُ، فَقُلْتُ: يَا خَالِدُ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَضَى بِالسَّلَبِ لِلْقَاتِلِ. قَالَ: بَلَى، وَلَكِنِّي اسْتَكْثَرْتُهُ، قُلْتُ: لَتَرُدَّنَّهُ إِلَيْهِ أَوْ لَأُعَرِّفَنَّكَهَا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبَى أَنْ يَرُدَّ عَلَيْهِ. قَالَ عَوْفٌ: فَاجْتَمَعَا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَصَصْتُ عَلَيْهِ قِصَّةَ الْمَدَدِيِّ، وَمَا فَعَلَهُ خَالِدٌ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا خَالِدُ، مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟ " قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، اسْتَكْثَرْتُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا خَالِدُ، رُدَّ عَلَيْهِ مَا أَخَذْتَ مِنْهُ ". قَالَ عَوْفٌ: فَقُلْتُ: دُونَكَ يَا خَالِدُ، أَلَمْ أَفِ لَكَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَمَا ذَاكَ؟ "، فَأَخْبَرْتُهُ، فَغَضِبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: " يَا خَالِدُ، لَا تَرُدَّهُ عَلَيْهِ، هَلْ أَنْتُمْ تَارِكُو لِيَّ أُمَرَائِي لَكُمْ صَفْوَةُ أَمْرِهِمْ، وَعَلَيْهِمْ كَدَرُهُ؟ " قَالَ الْوَلِيدُ: سَأَلْتُ ثَوْرًا عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَحَدَّثَنِي عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ نَحْوَهُ (1)
__________
(1) إسناداه صحيحان. ثور: هو ابن يزيد الكَلاعي الحمصي.
وأخرجه أبو داود (2719) ، وأبو عوانة (6654) ، والبيهقي 6/310، والبغوي في "شرح السنة" (2725) من طريق الإمام أحمد بالسند الأول.
وأخرجه أبو داود (2720) ، وأبو عوانة (6655) ، والبيهقي 6/310 من طريق الإمام أحمد، بالإسناد الثاني.
وأخرجه ابن زنجويه في "الأموال" (1149) ، ومسلم (1753) (44) ، وأبو عوانة (6650) و (6652) و (6653) و (6656) ، والطحاوي في "شرح معاني=(39/425)
23998 - حَدَّثَنَا يَحْيَي بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ يَعْنِي ابْنَ (1) جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي صَالِحُ بْنُ أَبِي عَرِيبٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ دَخَلَ، وَنَحْنُ فِي الْمَسْجِدِ وَبِيَدِهِ عَصًا، وَقَدْ عَلَّقَ رَجُلٌ أَقْنَاءَ حَشَفٍ، فَطُعِنَ (2) بِالْعَصَا فِي ذَلِكَ الْقِنْوِ، ثُمَّ قَالَ: " لَوْ شَاءَ رَبُّ هَذِهِ الصَّدَقَةِ تَصَدَّقَ بِأَطْيَبَ مِنْ هَذَا، إِنَّ رَبَّ هَذِهِ الصَّدَقَةِ يَأْكُلُ الْحَشَفَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (3)
__________
= الآثار" 3/231، والطبراني 18/ (85) ،والبيهقي 6/310 من طريق الوليد ابن مسلم، عن صفوان بن عمرو، به، مختصراً.
وأخرجه أبو عوانة (6651) و (6653) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/231، والطبراني 18/ (92) ، والبيهقي 6/310 من طريق الوليد بن مسلم، عن ثور، به - وبعضهم يختصره.
وأخرجه الطبراني 18/ (85) من طريق الوليد بن مسلم، عن ثور بن يزيد، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، به.
وسلف برقم (23987) .
(1) تحرفت في (م) إلى: أبا.
(2) تحرف في (م) و (ظ2) و (ق) إلى: فطس، والتصويب من "جامع المسانيد" ومصادر التخريج.
(3) إسناده حسن. يحيى بن سعيد: هو القطّان.
وأخرجه أبو داود (1608) ، والنسائي 5/43-44، وابن ماجه (1821) ، وابن خزيمة (2467) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 6/85-86 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.=(39/426)
23999 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ قَالَ: أَنْبَأَنَا فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ قَرَظَةَ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " خِيَارُكُمْ وَخِيَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ، وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ، وَشِرَارُكُمْ وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ، وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفَلَا نُقَاتِلُهُمْ؟ قَالَ: " لَا، مَا صَلَّوْا لَكُمُ الْخَمْسَ، أَلَا وَمَنْ عَلَيْهِ وَالٍ، فَرَآهُ يَأْتِي شَيْئًا مِنْ مَعَاصِي اللهِ، فَلْيَكْرَهْ مَا أَتَى، وَلَا تَنْزِعُوا يَدًا مِنْ طَاعَتِهِ " (1)
24000 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مَيِّتٍ،
__________
= وسلف بأطول مما هنا برقم (23976) .
(1) حديث جيد، وهذا إسناد ضعيف لضعف فَرَج بن فَضَالة -وهو التَّنوُخي الشامي- لكنه متابع كما سلف في الرواية (23981) ، وكما سيأتي. يزيد: هو ابن هارون.
وأخرجه أبو عوانة (7188) من طريق سعيد بن سليمان، عن فرج بن فضالة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/270-271، وأبو عوانة (7187) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (115) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 16/لوحة 482 من طريق عبد الله بن صالح كاتب الليث، وابن حبان (4589) من طريق عبد الله بن وهب، والخطيب في "تاريخ بغداد" 7/318 من طريق الليث بن سعد، ثلاثتهم عن معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد، به. ورواية بعضهم مختصرة.(39/427)
قَالَ: فَفَهِمْتُ مِنْ صَلَاتِهِ عَلَيْهِ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، وَارْحَمْهُ، وَاغْسِلْهُ بِالْمَاءِ، وَالثَّلْجِ، وَنَقِّهِ مِنَ الْخَطَايَا، كَمَا نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الْأَبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ " (1)
24001 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَزْهَرَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ ذِي كَلَاعٍ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْقُصَّاصُ ثَلَاثَةٌ: أَمِيرٌ، أَوْ مَأْمُورٌ، أَوْ مُخْتَالٌ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. معاوية: هو ابن صالح.
وأخرجه مسلم (963) (85) ، والترمذي (1025) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. قال محمد -يعني ابن إسماعيل البخاري-: أصح شيء في هذا الباب هذا الحديث.
وأخرجه مسلم (963) (85) ، وابن الجارود (539) ، وابن حبان (3075) من طريق ابن وهب، والطبراني في "الكبير" 18/ (79) ، والبيهقي 4/40 من طريق عبد الله بن صالح، كلاهما عن معاوية بن صالح، به.
وأخرجه مسلم (963) (86) ، والنسائي في "المجتبى" 4/73، وفي "عمل اليوم والليلة" (1087) ، والطبراني 18/ (76) و (77) ، والبيهقي 4/40 من طريق أبي حمزة بن سليم، عن عبد الرحمن بن جبير، به.
وانظر (23975) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل أزهر بن سعيد.
عبد الرحمن: هو ابن مهدي، ومعاوية: هو ابن صالح بن حُدَير، وذو الكلاع: هو السَّمَيْفع بن ناكور، وسلف الحديث عنه برقم (23974) .
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ (114) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 6/ لوحة 141 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.(39/428)
24002 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي مَلِيحٍ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ قَالَ: عَرَّسَ بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَافْتَرَشَ كُلُّ رَجُلٍ مِنَّا ذِرَاعَ رَاحِلَتِهِ، قَالَ: فَانْتَهَيْتُ إِلَى بَعْضِ الْإِبِلِ، فَإِذَا نَاقَةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ قُدَّامَهَا أَحَدٌ قَالَ: فَانْطَلَقْتُ أَطْلُبُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِذَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ قَيْسٍ قَائِمَانِ، قُلْتُ: أَيْنَ رَسُولُ اللهِ؟ قَالَا: مَا نَدْرِي غَيْرَ أَنَّا سَمِعْنَا صَوْتًا بِأَعْلَى الْوَادِي، فَإِذَا مِثْلُ هَزِيزِ الرَّحْلِ قَالَ: امْكُثُوا يَسِيرًا، ثُمَّ جَاءَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " إِنَّهُ أَتَانِي اللَّيْلَةَ آتٍ مِنْ رَبِّي، فَخَيَّرَنِي بَيْنَ أَنْ يَدْخُلَ نِصْفُ أُمَّتِي الْجَنَّةَ، وَبَيْنَ الشَّفَاعَةِ، فَاخْتَرْتُ الشَّفَاعَةَ " فَقُلْنَا: نَنْشُدُكَ اللهَ، وَالصُّحْبَةَ لَمَا جَعَلْتَنَا مِنْ أَهْلِ شَفَاعَتِكَ قَالَ: " فَإِنَّكُمْ مِنْ أَهْلِ شَفَاعَتِي " قَالَ: فَأَقْبَلْنَا مَعَانِيقَ إِلَى النَّاسِ، فَإِذَا هُمْ قَدْ فَزِعُوا، وَفَقَدُوا نَبِيَّهُمْ، وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهُ أَتَانِي اللَّيْلَةَ مِنْ رَبِّي آتٍ، فَخَيَّرَنِي بَيْنَ أَنْ يَدْخُلَ نِصْفُ أُمَّتِي الْجَنَّةَ وَبَيْنَ الشَّفَاعَةِ، وَإِنِّي اخْتَرْتُ الشَّفَاعَةَ ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، نَنْشُدُكَ اللهَ وَالصُّحْبَةَ لَمَا جَعَلْتَنَا مِنْ أَهْلِ شَفَاعَتِكَ قَالَ: فَلَمَّا أَضَبُّوا عَلَيْهِ قَالَ: " فَأَنَا أُشْهِدُكُمْ أَنَّ شَفَاعَتِي لِمَنْ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا مِنْ أُمَّتِي " (1)
__________
(1) إسناه صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. بهز: هو ابن أسد العَمِّي،
وأبو عوانة: هو وضَّاح بن عبد الله اليشكُري، وأبو المليح: هو ابن أسامة بن عمير
الهذلي.=(39/429)
24003 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ الْهُذَلِيِّ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ، فَأَنَاخَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَخْنَا مَعَهُ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: " وَبَيْنَ أَنْ يَدْخُلَ نِصْفُ أُمَّتِي الْجَنَّةَ " (1)
__________
= وأخرجه ابن أبي شيبة 11/486، والترمذي بإثر الحديث (2441) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (818) ، وابن حبان (211) و (6463) و (6470) ، والطبراني 18/ (134) من طرق عن أبي عوانة، بهذا الإسناد. وهو عند بعضهم مختصر.
وأخرجه الطيالسي (998) عن همام، والبخاري في "تاريخه" 1/185 من طريق أبان بن يزيد العطار، وابن خزيمة في "التوحيد" 2/641 و643، والحاكم 1/67 من طريق هشام الدستوائي، ثلاثتهم عن قتادة، به. وصححه الحاكم على شرط الشيخين.
وأخرجه عبد الرزاق (20865) ، ومن طريقه الطبراني 18/ (136) عن معمر، والطبراني 18/ (137) من طريق هشام الدستوائي، كلاهما عن قتادة، عن أبي قلابة، عن عوف بن مالك، وقرن معمر في حديثه بقتادة عاصماً الأحول.
وانظر ما سلف برقم (23977) .
(1) إسناده صحيح كسابقه.
سعيد: هو ابن أبي عروبة.
وأخرجه هنَّاَد في "الزهد" (181) ، والترمذي (2441) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 2/641-642 و642 و643، والآجري في "الشريعة" ص342، وابن منده في الإيمان (925) ، والحاكم 1/67، وابن الأثير في "أسد الغابة" 4/312-313 من طرق عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد.
وانظر ما قبله.(39/430)
24004 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَتَاهُ الْفَيْءُ قَسَمَهُ مِنْ يَوْمِهِ، فَأَعْطَى الْآهِلَ حَظَّيْنِ، وَأَعْطَى الْعَزَبَ حَظًّا " (1)
24005 - حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ قَالَ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ قَالَ: حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ أَبِي عَرِيبٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: دَخَلَ عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ مَسْجِدَ حِمْصَ قَالَ: وَإِذَا النَّاسُ عَلَى رَجُلٍ، فَقَالَ: مَا هَذِهِ الْجَمَاعَةُ؟ قَالُوا: كَعْبٌ يَقُصُّ، قَالَ: يَا وَيْحَهُ، أَلَا سَمِعَ قَوْلَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَا يَقُصُّ إِلَّا أَمِيرٌ أَوْ مَأْمُورٌ أَوْ مُخْتَالٌ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.
أخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (2356) ، وابن أبي شيبة 12/348، وأبو داود (2953) ، وابن حبان (4816) من طرق عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد.
وسلف بأطول مما هنا برقم (23986) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسنٌ من أجل صالح بن أبي عَرِيب، فهو صدوق حسن الحديث. أبو عاصم: هو الضحاك بن مَخْلَد النبيل، وعبد الحميد: هو ابن جعفر.
وأخرجه عمر بن شبة في "تاريخ المدينة" 1/8، والبزار في "مسنده" (2762) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (100) من طريق أبي عاصم النبيل، بهذا الإسناد.
وانظر ما سلف برقم (23972) .(39/431)
24006 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ قَالَ: أَنْبَأَنَا النَّهَّاسُ (1) ، عَنْ شَدَّادٍ أَبِي عَمَّارٍ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَا وَامْرَأَةٌ سَفْعَاءُ الْخَدَّيْنِ كَهَاتَيْنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " وَجَمَعَ بَيْنَ أُصْبُعَيْهِ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى " امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ آمَتْ مِنْ زَوْجِهَا، حَبَسَتْ نَفْسَهَا عَلَى أَيْتَامِهَا حَتَّى بَانُوا أَوْ مَاتُوا " (2)
24007 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ قَالَ: أَنْبَأَنَا النَّهَّاسُ، عَنْ شَدَّادٍ أَبِي عَمَّارٍ،
__________
(1) زاد في (م) : عن عمرو، وهو خطأ.
(2) حسن لغيره إن شاء الله، وهذا إسناد ضعيف لضعف النَّهَّاس -وهو ابن قَهْم- ولانقطاعه بين شداد أبي عمار وعوف بن مالك.
وأخرجه أبو داود (5149) ، وابن أبي الدنيا في "العيال" (86) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (103) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (8680) و (8682) من طريقين عن النهاس بن قهم، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (20591) عن معمر، عن قتادة، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فذكره. وهو مرسلٌ رجاله ثقات.
وسيأتي برقم (24008) .
وفي الباب عن أبي هريرة عند أبي يعلى (6651) ، وسنده حسن في المتابعات والشواهد.
وانظر في كفالة اليتيم حديث أبي هريرة السالف برقم (8881) .
قال السندي: قوله: "سفعاء الخدّين" أي: متغيرة لونها بسبب خدمة الأيتام.
اهـ.
وقوله: "آمت من زوجها" أي: فَقَدت زوجها.(39/432)
عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَكُونُ لَهُ ثَلَاثُ بَنَاتٍ، فَأَنْفَقَ عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَبِنَّ أَوْ يَمُتْنَ، إِلَّا كُنَّ لَهُ حِجَابًا مِنَ النَّارِ " فَقَالَتْ امْرَأَةٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَوْ اثْنَتَانِ؟ قَالَ: " أَوْ اثْنَتَانِ " (1)
24008 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ النَّهَّاسِ، عَنْ شَدَّادٍ أَبِي عَمَّارٍ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ: " أَنَا وَامْرَأَةٌ سَفْعَاءُ فِي الْجَنَّةِ، كَهَاتَيْنِ، امْرَأَةٌ آمَتْ مِنْ زَوْجِهَا، فَحَبَسَتْ نَفْسَهَا عَلَى يَتَامَاهَا، حَتَّى بَانُوا، أَوْ مَاتُوا " (2)
24003 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ (3) فِي تَفْسِيرِ شَيْبَانَ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا صَاحِبٌ لَنَا أَظُنُّهُ أَبَا الْمَلِيحِ الْهُذَلِيَّ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ فَذَكَرَهُ وَقَالَ: " بَيْنَ أَنْ يَدْخُلَ نِصْفُ أُمَّتِي الْجَنَّةَ " (4)
آخر حديث عوف بن مالك الأنصاري
وهو تمام مسند الأنصار رضي الله عنهم
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف النَّهاس -وهو ابن قَهم- ولانقطاعه.
وقد سلف برقم (23991) .
(2) حسن لغيره إن شاء الله، وهذا إسناد ضعيف. وقد سلف برقم (24006) .
(3) تحرف "حسين" في (م) و (ظ2) و (ق) إلى: حيس.
(4) إسناده صحيح. حسين: هو ابن محمد بن بَهْرام المرُّوذي، وقد روى عن شيبان تفسيرَه، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي، وهو الراوي عن قتادة. وانظر (24002) .(39/433)
[الْمُلْحَقُ الْمُسْتَدْرَكُ مِنْ مُسْنَدِ الْأَنْصَارِ بَقِيَّةُ] (1) [خَامِسَ عَشَرَ الْأَنْصَارِ]
بَقِيَّةُ حَدِيثِ الْأَرْقَمِ بْنِ أَبِي الْأَرْقَمِ (2)
24009 /1 - حَدَّثَنَا عِصَامُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا الْعَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ الْأَرْقَمِ، عَنْ جَدِّهِ الْأَرْقَمِ: أَنَّهُ جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: " أَيْنَ تُرِيدُ؟ " قَالَ: أَرَدْتُ يَا رَسُولَ اللهِ هَاهُنَا - وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى حَيْثُ بَيْتُ الْمَقْدِسِ - قَالَ: " مَا يُخْرِجُكَ إِلَيْهِ، أَتِجَارَةٌ؟ " قَالَ: قُلْتُ: لَا، وَلَكِنْ أَرَدْتُ الصَّلَاةَ فِيهِ. قَالَ: " فَالصَّلَاةُ هَاهُنَا " وَأَوْمَأَ إِلَى مَكَّةَ بِيَدِهِ " خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ " وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى الشَّامِ. (3)
__________
(1) قد سقط جملة أحاديث من الجزء الخامس عشر والسادس عشر من ترتيب ابن المذهِب للمسند، من الطبعة الميمنية والنسخ الخطية التي اعتمدناها في التحقيق، وتعدادها اثنان وتسعون حسب ترقيمنا، وقد استُدرِكت هذه الأحاديث من "جامع المسانيد" للحافظ ابن كثير، ومن "أطراف المسند" و"إتحاف المهرة" كلاهما للحافظ ابن حجر، ومن "غاية المقصد في زوائد المسند" للحافظ الهيثمي،
ومن "ترتيب أسماء الصحابة الذين أخرج حديثهم أحمد بن حنبل في المسند" للحافظ ابن عساكر، والله وليُّ التوفيق.
(2) سلفت ترجمته في "المسند" في أول مسند المكيين 24/182، وله فيه حديث واحد برقم (15447) .
(3) إسناده ضعيف لجهالة يحيى بن عمران -وهو ابن عثمان بن الأرقم=(39/434)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= المخزومي-، وجهالة عَمِّه عبد الله بن عثمان بن الأرقم، ولاضطراب عطاف بن خالد -وهو ابن عبد الله بن العاص المخزومي- في إسناده ومتنه كما سيأتي بيانه.
فقد رواه عصام بن خالد، عنه كما في رواية المصنف هنا، ومن طريقه الضياء المقدسي في "المختارة" (1300) ، فقال: عن يحيى بن عمران، عن عبد الله بن عثمان بن الأرقم، عن جدِّه الأرقم.
ورواه علي بن عياش، عنه كما في رواية المصنف التالية، ومن طريقه الضياء المقدسي في "المختارة" (1301) ، فقال: عن يحيى بن عمران وعبد الله بن عثمان ابن الأرقم -قرنهما-، عن جده الأرقم.
ورواه أسد بن موسى عند الحاكم 3/504، وسعيد بن كثير بن عُفير عند الطبراني في "الكبير" (907) ، ومن طريقه أبو نعيم في "فضائل الصحابة" (1006) ، والضياء المقدسي في "المختارة" (13002) ، كلاهما (أسد بن موسى وسعيد بن كثير) عن عطاف بن خالد، فقال: عن عثمان بن عبد الله بن الأرقم، عن جده الأرقم. كذا قال في هذه الرواية: "عن عثمان بن عبد الله بن الأرقم" قَلَبَ اسمَه.
ورواه أبو صالح عبد الله بن صالح، عنه عند ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (688) ، ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" 3/576، فقال: عن عبد الله بن عثمان بن الأرقم، عن أبيه عثمان بن الأرقم، قال: جئت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُسَلِّم عليه ... الحديث. كذا قال في هذه الرواية، جعل عثمان بن الأرقم هو صحابي الحديث.
ورواه أبو اليمان الحكم بن نافع، عنه عند ابن منده في "الصحابة" كما في "الإصابة" 5/263، فقال: عن عبد الله بن عثمان بن الأرقم، عن أبيه، عن جده.
ورواه النضر بن عبد الجبار أبو الأسود، عنه عند الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (607) ، فقال: عن عبد الله بن عثمان بن الأرقم، أنه قال: جئت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... الحديث. كذا قال في هذه الرواية، جعل عبدَ الله بن عثمان هو صحابي=(39/435)
. . / 2 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا الْعَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عِمْرَانَ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ الْأَرْقمِ، عَنْ جَدِّهِ الْأَرْقَمِ: أَنَّهُ جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1)
__________
= الحديث، وقال فيه: "صلاة هاهنا -يريد المدينة-" مكان قوله: "فالصلاة هاهنا -وأومأ إلى مكة بيده-" جعل الفضيلة لمسجد المدينة لا للمسجد الحرام.
وخالف عطافَ بن خالد أبو مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري، كما عند ابن قانع في "معجم الصحابة" 1/47، وأبي نعيم في "معرفة الصحابة" (1007) ، ومحمد بن أبي بكر المُقَدَّمي كما أشار إلى روايته أبو نعيم بإثر الحديث (1007) ، فقالا: عن يحيى بن عمران بن عثمان بن الأرقم، عن عَمِّه عبد الله بن عثمان وعن أهل بيته، عن جده عثمان بن الأرقم، عن الأرقم، فذكراه. إلا أنهما قالا في روايتهما: فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام" ووقع في إسناده في مطبوع ابن قانع: "عن عمه عبد الله ابن عثمان، عن أهل بيته".
قلناة ويغلب على ظننا أن روايتي أبي مصعب الزهري ومحمد بن أبي بكر المقدمي هما الصواب في حديث الأرقم بن أبي الأرقم، ويشهد لهما حديث أبي سعيد الخدري السالف برقم (11734) قال: وَدَّعَ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رجلاً، فقال له: "أين تريد؟ " قال: أريد بيت المقدس. فقال له النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الصلاة في هذا المسجد أفضل -يعني- من ألف صلاة في غيره إلا المسجد الحرام". وإسناده صحيح على شرط مسلم، وأحلنا على شواهده هناك.
(1) إسناده ضعيف تكلمنا عليه في الرواية السابقة.
وأخرجه الضياء المقدسي في "المختارة" (1301) من طريق عبد الله بن أحمد ابن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.(39/436)
حَدِيثُ جَبَلَةَ بْنِ حَارِثَةَ الْكَلْبِيِّ (1)
. . . / 3 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا شَرِيكُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقََ، عَنْ جَبَلَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا لَمْ يَغْزُ، أَعْطَى سِلَاحَهُ عَلِيًّا أَوْ أُسَامَةَ " (2)
__________
(1) قال في "الإصابة" هو جبلة بن حارثة بن شراحيل أخو زيد بن حارثة وعم أسامة بن زيد، وهو أكبر سناً من زيد.
(2) إسناده ضعيف، علته الانقطاع بين أبي إسحاق السبيعي وبين جبلة بن حارثة. شريك -وهو ابن عبد الله النخعي- وإن كان سيىء الحفظ. قد توبع، أسود: هو ابن عامر.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/74-75، والطبراني في "الكبير" (2194) و"الأوسط" (1990) من طرق عن شريك، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحاكم 3/218 من طريق إبراهيم بن يوسف بن إسحاق، عن أبيه، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/222 من طريق حُدَيْج بن معاوية، كلاهما عن أبي إسحاق، به. لفظ رواية الحاكم: لم يعط سلاحه إلا علياً أو زيداً، ولفظ رواية حديج: دفع سلاحه إلى زيد. ولم يذكر علياً. وقال الحاكم: صحيح على شرط البخاري، ولم يخرجاه!!
وأخرجه المصنِّف في "فضائل الصحابة" (965) عن يحيى بن آدم، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق مرسلاً.(39/437)
حَدِيثُ جُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ الْأَزْدِيِّ
. . . / 4 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْيَزَنِيِّ، عَنْ حُذَيْفَةَ الْأَزْدِيِّ، عَنْ جُنَادَةَ الْأَزْدِيِّ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ، فِي سَبْعَةٍ مِنَ الْأَزْدِ، أَنَا ثَامِنُهُمْ، وَهُوَ يَتَغَدَّى، فَقَالَ: " هَلُمُّوا إِلَى الْغَدَاءِ ". قَالَ: فَقُلْنَا: يَا رَسُول الله، إِنَّا صِيَام. قَالَ: " أَصُمْتُم أَمْس؟ " قَالَ: قُلْنَا: لَا. قَالَ: " فَتَصُومُونَ غَدًا "؟ قَالَ: قُلْنَا: لَا. قَالَ: " فَأَفْطِرُوا ". قَالَ: فَأَكَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ فَلَمَّا خَرَجَ وَجَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ، دَعَا بِإِنَاءٍ مِنْ مَاءٍ، فَشَرِبَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ، وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ، يُرِيَهُمْ أَنَّهُ لَا يَصُومُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ (1)
__________
(1) إسناده ضعيف، حذيفة الأزدي -ويقال: البارقي- تفرد بالرواية عنه مرثد ابن عبد الله اليزني، وقال الذهبي: مجهول. ومحمد بن إسحاق -وإن كان مدلساً وقد عنعنه- قد توبع، وجنادة الأزدي مختلف في صحبته.
وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة حذيفة البارقي الأزدي 5/115 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (2173) من طريق يزيد بن هارون، به.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 7/502، وابن أبي شيبة 3/44، والبخاري في "تاريخه الكبير" 2/233-234، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2297) ، والنسائي في "الكبرى" (2774) ، والطبراني في "الكبير" (2173) و (2174) ، والحاكم 3/608 من طرق عن محمد بن إسحاق، به، وصححه=(39/438)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الحاكم على شرط مسلم! ورواية البخاري مختصرة بقوله: دخلت على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
تاسع تسعة. ورواية النسائي ليس فيها مرثد بن عبد الله ووهمها المزي في "التحفة" 2/438.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (2773) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/155، والطبراني (2175) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 4/ ورقة 29 من طريق الليث بن سعد، وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص306، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/79، والطبراني (2176) من طريق عبد الله بن لهيعة كلاهما عن يزيد بن أبي حبيب، به. وصح النهي عن إفراد الجمعة بالصوم، عن غير واحد من الصحابة سلف ذكرهم عند حديث ابن عباس برقم (2615) .(39/439)
حَدِيثُ الْحَارِثِ بْنِ جَبَلَةَ، أَوْ جَبَلَةَ بْنِ الْحَارِثِ (1)
. . . / 5 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ فَرْوَةَ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ جَبَلَةَ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، عَلِّمْنِي شَيْئًا أَقُولُهُ عِنْدَ مَنَامِي. قَالَ: " إِذَا أَخَذْتَ مَضْجَعَكَ مِنَ اللَّيْلِ، فَأَقْرَأْ: قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ، فَإِنَّهَا بَرَاءَةٌ مِنَ الشِّرْكِ ". (2)
. . . / 6 - وَحَدَّثَنَاهُ أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، قَالَ: جَبَلَة وَلَم يَشُك. (3)
__________
(1) كذا وقع تسميته: الحارث بن جبلة في "المسند" في الحديث الآتي من طريق حجاج بن محمد المِصِّيصي، عن شريك بن عبد الله النَّخَعي، وسَمَّاه علي ابن المديني، عن إبراهيم بن أبي الوزير، عن شريك: "جبلة بن الحارث الكَلْبي" وكلاهما خطأ، والصواب في اسمه، وهو الذي رواه العامة عن شريك كما ذكرناه عند الرواية السالفة برقم (23807) : جبلة بن حارثة الكَلْبي وهو أخو زيد بن
حارثةَ. قلنا كذا رواه شريك، عن أبي إسحاقَ السَّبيعي، ولم يحفظه، والأصح أنه من رواية أبي إسحاق السَّبيعي، عن فروة بن نوفل الأشجعي، عن أبيه كما سلف في "المسند" برقم (23807) .
(2) حديث حسن على اختلاف في إسناده على أبي إسحاق -وهو عمرو بن عبد الله السَّبيعي- كما بيناه عند الرواية (23807) ، وفيه هنا شريك -وهو ابن عبد الله النخعي-، وهو سيىء الحفظ. حجاج: هو ابن محمد المصِّيصي.
وسيأتي من طريق شريك بن عبد الله النخعي في الحديثين التاليين.
(3) حديث حسن كسابقه. أسود: هو ابن عامر الشامي الملقب شاذان.(39/440)
. . /7 - وَقَالَ عَلِيٌّ يَعْنِي ابْن الْمَدِينِي: جَبَلَة بْن الْحَارِث الْكَلْبِي. قَالَ عَلِيٌّ: سَمِعْتُه مِن ابْن أَبِي الْوَزِير. [قَالَ عَبْد الله بْن أَحْمَد] : حَدَّثَنَاه أَبِي: عَن عَلِي قَبْل أَن يُمْتَحَن بِالْقُرْآن (1)
__________
(1) حديث حسن كسابقه. ابن أبي الوزير: هو إبراهيم بن عمر بن مُطَرِّف الهاشمي، أبو إسحاق.(39/441)
مُسْنَد خَارِجَة بْن حُذَافَة الْعَدَوِي (1)
. . . / 8 - حَدَّثَنَا يَزِيد بْن هَارُون، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، عَن يَزِيد بْن أَبِي حَبِيب، عَن عَبْد الله بْن رَاشِد الزَّوْفِي، عَن عَبْد الله بْن أَبِي مُرَّة الزَّوْفِي، عَن خَارِجَة بْن حُذَافَة الْعَدَوِي، قَالَ: خَرَج عَلَيْنَا رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَات غَدَاة، فَقَالَ: " لَقَد أَمَدَّكُم الله بِصَلَاة هِي خَيْر لَكُم مِن حُمْر النَّعَم " قُلْنَا: وَمَا هِي يَا رَسُول الله؟ قَالَ: " الْوِتْر، فِيمَا بَيْن
__________
(1) هو خارجة بن حذافة بن غانم بن عامر القرشي العَدَوي، من مسلمة الفتح، وقيل: إنه أسلم قديماً، كان أحدَ فرسان قريش، ويقال: إنه كان يُعَدُّ بألف فارس، كتب عمرو بن العاص إلى عمر بن الخطاب يستمِدُّه بثلاثة آلاف فارس، فأَمَدَّه بخارجة بن حذافة هذا، والزبير بن العَوَّام، والمِقْداد بن الأسْود.
شهد خارجة فتح مصر، وكان على شُرطَتها في إمرة عمرو بن العاص في خلافة معاوية بن أبي سفيان، وقيل: كان قاضياً بها، ولم يزل بمصر حتى قتله أحد الخوارج الثلاثة الذين انتدبوا لقتل عليٍّ ومعاوية وعمرو سنة أربعين، وكان يومَ وافى الخارجىُّ ليضربَ عمرو بن العاص، لم يخرج عمرو يومئذ للصلاة، وأمر خارجة أن يُصلِّيَ بالناس، فتقدم الخارجيُّ فقتل خارجة وهو يظنُّه عمراً، فلما أُخِذَ وأدْخِلَ على عمرو بن العاص، قال: من قتلتُ؟ قالوا: والله ما قتلت عمراً، وإنما ضربتَ خارجة. فقال: أردت عمراً، وأراد الله خارجة. فذهبت مثلاً، وقبر خارجة ابن حذافة معروف بمصر عند أهلها. انظر "أسد الغابة" 2/83، و"الإصابة" 2/222، "والطبقات الكبرى" لابن سعد 7/496.(39/442)
صَلَاة الْعِشَاء إِلَى طُلُوع الْفَجْر " (1)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، عبد الله بن راشد أبو الضحاك الزَّوْفي وعبد الله بن أبي مُرَّة -ويقال: ابن مُرَّة- الزَّوفي في عداد المجهولين، وقال البخاري في "التاريخ الكبير" 3/203: لا يعرف لإسناده سماع بعضهم من بعض.
ومحمد بن إسحاق -وهو ابن يسار المدني- وإن كان مدلساً وقد عنعنه، إلا أنه صرح بالتحديث في الرواية الآتية برقم (11) .
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 4/188-189، وابن أبي شيبة 2/296-297، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (816) ، ومحمد بن نصر المروزي في "الوتر - مختصره" (3) ، والطبراني في "الكبير" (4137) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. ووقع في إسناد مطبوع ابن أبي شيبة: عبد الله بن
راشد الرزقي وهو تصحيف، وسقط من إسناده: عبد الله بن أبي مرة، وترجم ابن أبي عاصم لصحابي الحديث: خارجة بن حذافة السَّهْمي، وهو خطأ لم يتابعه عليه أحد، والصواب أنه عَدَوي كما ذكرنا في ترجمته، وتصحف "الزوفي" في إسناده من المطبوع إلى: "الروقي".
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (4137) من طريق أحمد بن خالد الوهبي، عن محمد بن إسحاق، به.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/430، والبيهقي 2/477-478 من طريق ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، به. ووقع في مطبوع "شرح معاني الآثار": عبد الله بن مرة، عن عبد الله بن أبي راشد، وهو تحريف، ووقع في مطبوع "سنن البيهقي": عبد الله بن شداد بدل عبد الله بن راشد وهو تحريف أيضاً.
وأخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص260 من طريق خالد بن يزيد، عن أبي الضحاك عبد الله بن راشد، عن عبد الله بن أبي مرة، به. ووقع في مطبوعه: عن خالد بن يزيد، عن أبي الضحاك عبد الله بن أبي مرة، وهو خطأ، والصواب: عن أبي الضحاك، عن عبد الله بن أبي مرة. وأبو الضحاك هي كنية عبد الله بن راشد راويه عن عبد الله بن أبي مرة.=(39/443)
. . / 9 - حَدَّثَنَا هَاشِم، حَدَّثَنَا لَيْث، عَن يَزِيد بْن أَبِي حَبِيب، عَن عَبْد الله بْن رَاشِد الزَّوْفِي، عَن عَبْد الله بْن أَبِي مُرَّة الزَّوْفِي، عَن خَارِجَة بْن حُذَافَة، قَالَ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ قَدْ أَمَدَّكُمْ بِصَلَاةٍ هِيَ خَيْرٌ لَكُمْ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ، جَعَلَهَا اللهُ لَكُمْ فِيمَا بَيْنَ صَلَاةِ الْعِشَاءِ إِلَى أَنْ يَطْلُعَ الْفَجْرُ " (1)
. . . / 10 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ الْمِصْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مُرَّةَ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِهِ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ حُذَافَةَ الْقُرَشِيِّ، ثُمَّ أَحَدُ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ،
__________
= وانظر الحديثين التاليين.
وفي الباب عن عبد الله بن عمر، سلف برقم (6693) ، وانظر تتمة شواهده هناك، وبعض هذه الشواهد إسناده صحيح.
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه. هاشم: هو أبو النَّضْر بن القاسم البغدادي، وليث: هو ابن سعد الفَهْمي المصري.
وأخرجه الدارمي (1576) ، والبخاري في "تاريخه الكبير" 3/203 وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص259-260، وأبو داود (1418) ، وابن ماجه (1168) ، والترمذي (452) ، والنسائي في "الكنى" كما في "نصب الراية" 2/109، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/430، والطبراني في "الكبير" (4136) ، والدارقطني 2/30، والحاكم 1/306، والبيهقي 2/477-478، والبغوي (975) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 2/84، والمزي في ترجمة خارجة ابن حذافة من "تهذيب الكمال" 8/8 من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد.
وانظر ما قبله.(39/444)
قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى صَلَاةِ الصُّبْحِ، فَقَالَ: " لَقَدْ أَمَدَّكُمُ اللهُ اللَّيْلَةَ بِصَلَاةٍ هِيَ خَيْرٌ لَكُمْ مِنْ حُمْرِْ النَّعَمِ "، قَالَ: فَقُلْتُ: مَا هِي يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " الْوِتْرُ فِيمَا بَيْنَ صَلَاةِ الْعِشَاءِ إِلَى طُلُوعِ الْفَجْرِ " (1)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف سلف الكلام عليه في الرواية رقم (9) . يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزُّهري.(39/445)
بَقِيَّةُ حَدِيثِ خَالِدِ بْنِ عَدِيٍّ الْجُهَنِيِّ
. . . / 11 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، حَدَّثَنِي أَبُو الْأَسْوَدِ، أَنَّ بُكَيْرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْأَشَجِّ أَخْبَرَهُ، أَنَّ بُسْرَ بْنَ سَعِيدٍ أَخْبَرَهُ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ جَاءَهُ مِنْ أَخِيهِ مَعْرُوفٌ، مِنْ غَيْرِ إِشْرَافٍ وَلَا مَسْأَلَةٍ، فَلْيَقْبَلْهُ وَلَا يَرُدَّهُ، فَإِنَّمَا هُوَ رِزْقٌ سَاقَهُ اللهُ إِلَيْهِ " (1)
__________
(1) حديث صحيح، وسلف برقم (17936) لكن عن أبي عبد الرحمن عبد الله ابن يزيد المقرىء، عن سعيد بن أبي أيوب، عن أبي الأسود، به. وهي رواية العامة عن أبي عبد الرحمن المقرىء.(39/446)
مُسْنَدُ سَعْدِ بْنِ الْمُنْذِرِ الْأَنْصَارِيِّ
. . . / 12 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا حَبَّانُ بْنُ وَاسِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ الْمُنْذِرِ الْأَنْصَارِيِّ، أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ أَقْرَأُ الْقُرْآنَ فِي ثَلَاثٍ؟ قَالَ: " نَعَمْ ". وَكَانَ يَقْرَؤُهُ حَتَّى تُوُفِّيَّ (1)
__________
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، عبد الله بن لهيعة سيىء الحفظ، وقد اضطرب في تعيين صحابي الحديث. وقال البخاري في "تاريخه" 4/50 بعدما أورد هذا الحديث: لا يصح. حسن: هو ابن موسى الأشيب، وحبان بن واسع: هو ابن حبان بن منقذ الأنصاري.
وأخرجه عبد الله بن المبارك في "الزهد" (1274) ، وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" ص179، والطبراني في "الكبير" (5481) من طريق يحيى بن عبد الله بن بكير، والفريابي في "فضائل القرآن" (128) عن قتيبة بن سعيد، ثلاثتهم (ابن المبارك ويحيى وقتيبة) عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد، ولم يُذكر في إسناد الطبراني واسع بن حبان والد حبان.
وأخرجه أبو عبيد ص177، ويعقوب الفسوي في "تاريخه" 1/98-99، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2008) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (877) من طرق عن ابن لهيعة، عن حبان بن واسع الأنصاري، عن أبيه، عن قيس بن أبي صعصعة أنه قال: يا رسول الله في كم أقرأ القرآن؟ قال في: "خمس عشرة" قال: إني أجدني أقوى من ذلك. قال: "في جمعة" قال: إني أجدني أقوى من ذلك، فمكث كذلك يقرؤه زماناً حتى كبر، وكان يعصب على عينيه، ثم رجع فكان يقرؤه في خمس عشرة، قال: يا ليتني قبلت رخصة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الأولى، وهذا الحديث ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 7/100 في ترجمة قيس بن صعصعة.
وقال ابن السكن فيما نقله الحافظ في "الإصابة" تفرد به ابن لهيعة.
وفي باب قراءة القرآن في ثلاثة أيام عن ابن عمرو، سلف برقم (6535) .(39/447)
بَقِيَّةُ حَدِيثِ سَعِيدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ
. . . / 13 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: حَضَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنْ وَجَدْتُ عَلَى بَطْنِ امْرَأَتِي رَجُلًا أَضْرِبُه بِسَيْفِي؟ قَالَ: " أَيُّ بَيِّنَةٍ أَبْيَنُ مِنَ السَّيْفِ؟ " قَالَ: ثُمَّ رَجَعَ عَنْ قَوْلِهِ، فَقَالَ: " كِتَابُ اللهِ وَالشُّهَدَاءُ " قَالَ سَعْدٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ بَيِّنَةٍ أَبْيَنُ مِنَ السَّيْفِ؟ قَالَ: " كِتَابُ اللهِ وَالشُّهَدَاءُ. أَيَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ، هَذَا سَيِّدُكُمْ اسْتَفَزَّتْهُ الْغَيْرَةُ، حَتَّى خَالَفَ كِتَابَ اللهِ "، قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ سَعْدًا غَيُورٌ، وَمَا طَلَّقَ امْرَأَةً قَطُّ قَدْرَ أَحَدٍ مِنَّا أَنْ يَتَزَوَّجَهَا لِغَيْرَتِهِ. قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سَعْدٌ غَيُورٌ، وَأَنَا أَغْيَرُ مِنْهُ، وَاللهُ أَغْيَرُ مِنِّي " قَالَ رَجُلٌ: عَلَى أَيِّ شَيْءٍ يَغَارُ اللهُ؟ قَالَ: " عَلَى رَجُلٍ مُجَاهِدٍ فِي سَبِيلِ اللهِ يُخَالِفُ إِلَى أَهْلِهِ " (1)
__________
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي معشر -وهو نجيح بن عبد الرحمن السندي المدني- ولجهالة عبد الوهاب. ولم ينسبه المصنِّف في روايته، ووقع في رواية إسحاق بن راهويه كما في "إتحاف الخيرة" (4509) : عبد الوهاب بن عمرو بن شرحبيل بن سعيد، فإن كان ما وقع فيه صحيحاً فقد ذكر البخاري في "تاريخه الكبير" 6/100، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 6/70، وابن حبان في "ثقاته" 7/132 ترجمة لعبد الوهاب بن عمرو -وعند ابن=(39/448)
. . / 14 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، قَالَ: كَانَ بَيْنَ أَبْيَاتِنَا رُوَيْجِلٌ ضَعِيفٌ سَقِيمٌ مُخْدَجٌ، فَلَمْ يَرْعَ الْحَيُّ إِلَّا وَهُوَ عَلَى أَمَةٍ مِنْ إِمَائِهِمْ يَخْبُثُ بِهَا، قَالَ فَذَكَرَ ذَلِكَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ ذَلِكَ الرُّوَيْجِلُ مُسْلِمًا. فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اضْرِبُوهُ
__________
= أبي حاتم: عُمر- ابن شرحبيل، وجهله أبو حاتم وكذا الذهبي في "الميزان"، وذهب الحافظ ابن حجر في "اللسان" 4/89 إلى أن عمرو بن شرحبيل هذا من أولاد سعد بن عبادة، فقال: وشرحبيل هو ابن سعيد بن سعد بن عبادة.
وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (4509) من طريق النضر بن شميل، عن أبي معشر، عن عبد الوهاب بن عمرو بن شرحبيل بن سعيد بن سعد، عن أبيه، عن جده، عن سعد بن عبادة. فجعله من مسند سعد بن عبادة، وقال البوصيري عقبه: فيه انقطاع فيما أظن، وأبو معشر ضعيف.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (5394) من طريق يحيى بن صالح الوُحَاظي، عن أبي معشر، عن عبد الرحمن بن عمرو بن شرحبيل بن سعيد بن سعد بن عبادة، عن أبيه، عن جده، قال: قال سعد بن عبادة: حضرت رسول الله وجاءه رجل فقال: يا رسول الله وجدت على بطن امرأتي ... فذكره. فجعله أيضاً من مسند سعد. قلنا: هكذا وقع في الطبراني: عبد الرحمن بن عمرو بن شرحبيل،
وقد ذكر المزي في "التهذيب" أن لعمرو بن شرحبيل ولدين يرويان عنه عبد الرحمن وسعيد.
وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2131) .
وعن المغيرة بن شعبة، سلف برقم (18168) .
قوله: "يخالف إلى أهله" أي: يُبتغى في أهله السوء.(39/449)
حَدَّهُ " فَقَالَوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُ أَضْعَفُ مِنْ ذَاكَ، وَلَوْ ضَرَبْنَاهُ مَِائَةً قَتَلْنَاهُ فَقَالَ: " خُذُوا لَهُ عِثْكَالًا فِيهِ مِائَةَ شِمْرَاخٍ، ثُمَّ اضْرِبُوهُ بِهِ ضَرْبَةً وَاحِدَةً " قَالَ: فَفَعَلُوا (1)
__________
(1) حديث صحيح كما سلف بيانه برقم (21935) .
وأخرجه أبو عبيد في "غريب الحديث" 1/291، وأحمد بن منيع في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة المهرة" (4753) ، والطبراني في "الكبير" (5521) ، وابن عبد البر في "الاستيعاب" 2/16، والبغوي في "شرح السنة" (2591) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 2/ لوحة 804، والمزي في ترجمة سعيد بن سعد بن عبادة من "تهذيب الكمال" 10/462-463 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.(39/450)
حَدِيثُ شَرِيقٍ (1)
. . . / 15 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ أَبِي الْحُسَامِ، حَدَّثَنِي مَوْلًى لِآلِ عُمَرَ (2) ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ،
__________
(1) كذا وقع في "المسند" كما في "ترتيب أسماء الصحابة" لابن عساكر ص39، و"أطراف المسند" 1/572، و"إتحاف المهرة" 2/449، وليست له رواية، وإنما له ذكر في حديث، الترجمة، وقال ابن الأثير في "أسد الغابة" 2/521 في ترجمة شريق: ترجم له عبد الله بن أحمد بن حنبل في مسند الأنصار، ولم يتابعه أحد.
قلنا: بل تابعه على ذكره في الصحابة البغوي كما في "الإصابة" 3/342.
(2) قوله: حدثنا سعيد بن سلمة بن أبي الحُسام، حدثني مولى لآل عمر، كذا وقع في "المسند" كما جاء في "جامع المسانيد" 2/15، و"أطراف المسند" 1/572، و"إتحاف المهرة" 2/449، وأخرجه كذلك من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه أبو القاسم البغوي في "الصحابة" كما في "الإصابة" 3/342، وابن الأثير في "أسد الغابة" 2/521-522، وهو خطأ نظنه من أحد رواة "المسند"
والصواب: حدثنا سعيد بن سلمة بن أبي الحسام مولى لآل عمر، بحذف كلمة "حدثني"، إلا أن تكون هذه الكلمة محرفة عن كلمة: "مدني"، فقد سلفت له رواية في "المسند" برقم (567) وفيها: حدثنا أبو سعيد، حدثنا سعيد بن سلمة ابن أبي الحسام -مدني مولى لآل عمر-، وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (3550) ، والحاكم في "المستدرك" 2/250 من طريق عبد الله بن رجاء، قال: حدثني سعيد بن سلمة بن أبي الحسام، حدثنا صالح بن كيسان. لم يذكر واسطة بين سعيد بن سلمة وبين صالح بن كيسان، وسعيد بن سلمة معروف بالرواية عن صالح بن كيسان، والذي يؤيد ذلك ويقويه أيضاً أن سعيد بن سلمة بن أبي الحسام=(39/451)
عَنْ عِيسَى بْنِ مَسْعُودِ بْنِ الْحَكَمِ الزُّرَقِيِّ، عَنْ جَدَّتِهِ حَبِيبَةَ بِنْتِ شَرِيقٍ: أَنَّهَا كَانَتْ مَعَ أَبِيهَا، فَإِذَا بُدَيْلُ بْنُ وَرْقَاءَ عَلَى الْعَضْبَاءِ رَاحِلَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْحَلُهَا، فَنَادَى: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مَنْ كَانَ صَائِمًا، فَلْيُفْطِرْ، فَإِنَّهَا أَيَّامُ أَكَلٍ وَشُرْبٍ " (1)
__________
= ذكروا في ترجمته في كتب الرجال أنه مدني مولى لآل عمر بن الخطاب، فهو منسوب قرشياً عدوياً بالولاء، والله أعلم.
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، عيسى بن مسعود بن الحكم الزُّرَقي روى عنه ثلاثة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وسعيد بن سلمة بن أبي الحسام مولى آلِ عمر صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجاله الصحيح غير صحابية الحديث حبيبة بنت شريق الأنصارية أو الهذلية، فقد أخرج لها النسائي، وانفرد ابن حبان، فذكرها في ثقات التابعين، أبو سعيد مولى بني هاشم: هو
عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري.
وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة" كما في "الإصابة" لابن حجر 3/342، وابن الأثير في "أسد الغابة" 2/521 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (3550) ، والحاكم 2/250 من طريق عبد الله ابن رجاء، عن سعيد بن سلمة بن أبي الحسام، عن صالح بن كيسان، به. إلا أنهما قالا. عن حبيبة بنت شريق: أنها كانت مع أمها ابنة العجماء.
وأخرجه كذلك ابن منده في "الصحابة" كما في "الإصابة" 7/578 من طريق سعيد بن سلمة، عن صالح بن كيسان، به. وفيه أيضاً: أن حبيبة بنت شريق كانت مع أمها ابنة العجماء.
وسلف الحديث برقم (708) من طريق عبد الله بن أبي سلمة، عن مسعود بن الحكم الزرقي، عن أمه، وبرقم (992) من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري، عن=(39/452)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= يوسف بن مسعود بن الحكم الزوقي، عن جدَّته. لكن فيهما أن الذي بعثه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ينادي في الناس هو علي بن أبي طالب.
وأخرج ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2339) و (3471) ، والبغوي في "الصحابة" كما في "الإصابة" لابن حجر 1/276، والطبراني في "المعجم الكبير" 25/ (423) ، وابن منده في "الصحابة" كما في "الإصابة" 8/185، وابن الأثير في "أسد الغابة" 7/312 من طرق عن ابن جريج، عن محمد بن يحيى بن حَبَّان، عن أم الحارث بنت عياش بن أبي ربيعة: أنها رأت بُديل بن
وَرْقَاء يطوف على جمل أوْرَق على أهل المنازل بمنى يقول: إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
ينهاكم أن تصوموا هذه الأيام، فإنها أيام أكل وشرب. قلنا: وهذا سند رجاله ثقات غير أن ابن جريج صرح بعدم سماعه من محمد بن يحيى بن حَبَّان عند البغوي، فقال: بلغني عن محمد بن يحيى بن حَبَّان. كما ذكره الحافظ في "الإصابة" 1/276.
وروى أبو علي ابن السَّكَن كما في "الإصابة" 1/276، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1217) من طريق مفضل بن صالح، عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمر بديل بن ورقاء، فنادى في أيام التشريق: لا تصوموا هذه الأيام، فإنها أيام أكل وشرب. وفيه المفضل بن صالح الأسدي النَّخَّاس، وهو ضعيف الحديث.
وأخرج ابن سعد في "الطبقات" 4/294 عن عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن جابر، عن محمد بن علي، عن بديل بن ورقاء، قال: أمرني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ..
فذكره. قلنا: لا يصح رفعه من هذا الوجه فإن فيه جابر بن يزيد الجُعْفي، وهو ضعيف، والصحيح إرساله، فقد أخرجه ابن أبي شيبة 4/20 عن حاتم بن إسماعيل، عن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، عن أبيه محمد بن علي: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعث بُديل بن وَرْقَاء الخُزاعي ... ، فذكره.
ورجاله ثقاث.=(39/453)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وسلف الحديث برقم (567) من طريق عبد الله بن أبي سلمة، عن عمرو بن سُليم الزُّرقي، عن أمه. لكن فيه أن الذي نادى في الناس هو علي بن أبي طالب.
وقد جاء النهي عن صيام أيام التشريق عن جمع من الصحابة، انظر أحاديثهم عند حديث ابن عمر السالف برقم (4970) .
وقوله: يَرْحلُها، أي: يعلوها ويركبها.(39/454)
بَقِيَّةُ حَدِيثِ طَلَّقِ بْنِ عَلِيٍّ الْحَنَفِيِّ (1)
. . . / 16 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ الْحَنَفِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بَدْرٍ، عَنْ طَلَّقِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَا وِتْرَانِ فِي لَيْلَةٍ " (2)
. . . / 17 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ بْنُ عُتْبَةَ، عَنْ قَيْس بْن طَلْقٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَمْنَعِ الْمَرْأَةُ زَوْجَهَا - وَقَالَ يَزِيدُ مَرَّةً: حَاجَتَهُ - وَإِنْ كَانَ عَلَى ظَهْرِ قَتَبٍ " (3)
__________
(1) سلفت ترجمته في مسند المكيين 26/211.
(2) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف محمد بن جابر الحَنَفي -وهو ابن سَيار اليمامي-، ولانقطاعه بين عبد الله بن بدر -وهو ابن عَميرة الحَنَفي السُّحيمي- وبين طلق بن علي، فهو إنما يروي عنه بواسطة ابنه قيس بن طلق كما ذكرنا عند الرواية (16283) ، وقد سلف هذا الحديث من روايته، عن قيس بن طلق، عن أبيه برقم (16296) ، وفيه قصة، وإسناده حسن، وانظر تمام تخريجه هناك.
محمد بن يزيد: هو الكلاعي الواسطي.
وسلف أيضاً برقم (16289) عن موسى بن داود الضبي، عن محمد بن جابر، به. غير أنه قال في إسناده: عن طلق بن علي، عن أبيه بزيادة: عن أبيه في الإسناد، وهو خطأ كما بيناه هناك.
وسيأتي من طريق أيوب بن عتبة، عن قيس بن طلق، عن أبيه. برقم (19) و (21) .
وقوله: "لا وترانِ في ليلة"، كذا جاء في الأصول بالألف، وحقها أن تكون بالياء، ويمكن توجيهها بأنه على لغة بني الحارث، قال أبو زيد: سمعت من العرب من يقلب كل ياءٍ ينفتح ما قبلها ألفاً، يجعلون المثنى كالمقصور، فيثبتون ألفاً في جميع أحواله ويقدِّرون إعرابه بالحركات.
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف أيوب بن عتبة اليَمَامي القاضي،=(39/455)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= لكنه قد توبع. يزيد: هو ابن هارون السُّلمي الواسطي.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 1//345 من طريق سعيد بن سليمان، عن أيوب بن عتبة، بهذا الإسناد. وقد ذكرنا تتمة تخريجه من هذا الوجه عند الرواية السالفة برقم (16288) .
وسيأتي عن أبى النضر هاشم بن القاسم، عن أيوب بن عتبة برقم (20) .
وسلف من طريق محمد بن جابر بن سَيَّار الحنفي، عن قيس بن طلق، به مرفوعاً بلفظ: "إذا أراد أحدُكم من امرأتِه حاجةً، فليَأْتِها ولو كانت على تَنُّور".
ومحمد بن جابر ضعيف الحديث.
قلنا: لكن رواه ملازم بن عمرو، عن جدِّه عبد الله بن بدر، عن قيس بن طلق، به مرفوعاً بلفظ: "إذا الرجلُ دعا زوجته لحاجته، فلتَأْتِه وإن كانت على التَّنّوُر" وإسناده حسن، وقد ذكرنا تخريجه من هذا الطريق عند الرواية السالفة برقم (16288) .
ويشهد له حديث عبد الله بن أبي أَوْفى السالف برقم (19403) ، وفيه: "ولا تؤدي المرأة حقَّ الله عليها كُلَّه حتى تؤدِّي حقَّ زوجِها عليها كلَّه، حتى لو سألها نفسَها وهي على ظهر قَتَب لأَعطَتْهُ إياه" وهو حديث جيد على اضطراب في إسناده.
وفي الباب عن ابن عمر عند الطيالسي (1951) ، وابن أبي شيبة في "مصنفه" 4/303-304، وفي "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (4302) ، ومسدد في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (4301) ، وعبد بن حميد (813) ، والبيهقي 7/292، وابن عبد البر في "التمهيد" 1/231، وفيه: أن امراة أتت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقالت: ما حقُّ الزوج على امرأته؟ فقال: "لا تمنعه نفسها وإن كانت على ظهرِ قَتَبٍ". وفيه ليث بن أبي سُليم، وهو سيىء الحفظ.
وعن ابن عباس عند مسدد في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (4306) و (4308) ، والبزار (1464 - كشف الأستار) ، وأبي يعلى (2455) ، وفيه: "أن امرأة من خَثْعَم أتت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقالت: يا رسول الله، إني امرأة أيِّمٌ، فأخبرني ما=(39/456)
. . / 18 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ بْنُ عُتْبَةَ عَنْ قَيْس بْن طَلْقٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الصَّلَاةِ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ، وَعَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَوْبَانِ، فَطَارَقَ بَيْنَهُمَا فَتَوَشَّحَ بِهِ، ثُمَّ صَلَّى فِيهِ، فَلَمَّا سَلَّمَ قَالَ: " أَكُلُّكُمْ يَجِدُ ثَوْبَيْنِ؟ " (1)
__________
= حقُّ الزوج على زوجته، فقال: "إن حقَّ الزوج على زوجته إن سَأَلَها نفسها وهي على ظهر بعيرٍ أن لا تَمْنعَه" وهو ضعيف، في بعض طرقه ليث بن أبي سُليم، وهو ضعيف، وفي بعضها الآخر حسين بن قيس الواسطي الملقب بحَنَش، وهو متروك الحديث.
وقوله: "على ظهر قتب": القتب: هو الرَّحْل الصغير على قَدْر سنام البعير، والجمع أقتاب.
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف أيوب بن عتبة اليَمَامي القاضي، وقد توبع.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 1/345 من طريق عاصم بن علي، عن أيوب بن عتبة، بهذا الإسناد. وهو بمثل رواية أبي النضر هاشم بن القاسم الآتية برقم (22) وقد ذكرنا تمام تخريجه من هذا الطريق عند الرواية السالفة برقم (16285) .
وسيأتي الحديث عن أبي النضر هاشم بن القاسم، عن أيوب بن عتبة برقم (22) .
وسلف من طريق ملازم بن عمر، عن جده عبد الله بن بدر برقم (16285) ، ومن طريق عيسى بن خثيم برقم (16287) ، كلاهما عن قيس بن طلق، وإسنادهما حسن. وقد ذكرنا تتمة تخريح الحديث وشواهده وشرحه عند الرواية رقم (16285) .
وسلف أيضاً من طريق محمد بن جابر، عن عبد الله بن بدر، عن طلق بن علي، عن أبيه برقم (16289) وذُكِرَ معه حديث آخر، ومحمد بن جابر بن سَيَّار=(39/457)
. . / 19 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ بْنُ عُتْبَةَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ طَلْقٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَا وِتْرَانِ فِي لَيْلَةٍ " (1)
. . . / 20 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ عُتْبَةَ، حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ طَلْقٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَمْنَعِ امْرَأَةٌ زَوْجَهَا، وَلَو كَانَ عَلَى ظَهْرِ قَتَبٍ " (2)
__________
= الحنفي ضعيف الحديث، وقد انفرد بزيادة "عن أبيه" في الإسناد، وهو خطأ كما بيناه هناك.
وسيأتي من طريق عيسى بن خثيم، عن قيس بن طلق (30) .
وقوله: "فتوشح به": أي تغطَّى به، ثم أخرج طرفَه الذي أَلْقاه على عاتِقه الأَيسر من تحت يده اليمنى، ثم عَقَدَ طرفيه على صدره.
(1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف أيوب بن عتبة -وهو اليَمَامي القاضي-، لكنه قد توبع. يزيد: هو ابن هارون السُّلمي الواسطي.
وقد سلف الحديث من طريق عبد الله بن بَدْر وسِرَاج بن عقبة، كلاهما عن قيس بن طلق برقم (16296) ، وفيه قصة، وإسناده حسن. وانظر تمام تخريجه هناك.
وانظر ما سلف برقم (16) .
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف من أجل أيوب بن عتبة اليَمَامي القاضي، لكنه قد توبع. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم الليثي البغدادي.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 5/552 عن أبي النضر هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد.
وانظر (17) .(39/458)
. . / 21 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ عُتْبَةَ، حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ طَلْقٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا وِتْرَانِ فِي لَيْلَةٍ " (1)
. . . / 22 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، حَدَّثَنِي قَيْسُ بْنُ طَلْقٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ الظُّهْرِ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، يُصَلِّي أَحَدُنَا فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ؟ قَالَ: فَسَكَتَ، حَتَّى إِذَا حَضَرَ الْعَصْرُ، حَلَّ إِزَارَهُ فَطَارَقَ بَيْنَ مِلْحَفَتِهِ وَإِزَارِهِ، ثُمَّ تَوَشَّحَ بِهِمَا عَلَى مَنْكِبَيْهِ، فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاةَ - صَلَاةَ الْعَصْرِ - وَانْصَرَفَ، قَالَ: " أَيْنَ؟ " يَعْنِي أَيْنَ هَذَا السَّائِلُ عَنِ الصَّلَاةِ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ؟ فَقَالَ رَجُلٌ: أَنَا يَا نَبِيَّ اللهِ. فَقَالَ: " أَوَكُلُّ النَّاسِ يَجِدُ ثَوْبَيْنِ؟ " (2)
__________
(1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف أيوب بن عتبة اليَمَامي القاضي، لكنه قد توبع.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 5/552 عن أبي النضر هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد.
وانظر الحديث السالف برقم (19) .
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف من أجل أيوب -وهو ابن عتبة اليَمامي القاضي-، وقد توبع.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 5/552-553 عن أبي النضر هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد.
وانظر (18) .(39/459)
. . / 23 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، حَدَّثَنِي قَيْسُ بْنُ طَلْقٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي: أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ يَا نَبِيَّ اللهِ، أَيَتَوَضَّأُ أَحَدُنَا إِذَا مَسَّ ذَكَرَهُ؟ قَالَ: " هَلْ هُوَ إِلَّا بَضْعَةٌ مِنْكَ - أَوْ مِنْ جَسَدِكَ -؟ " (1)
__________
(1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف أيوب -وهو ابن عتبة اليَمَامي القاضي-، لكنه قد توبع. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم الليثي البغدادي.
وأخرجه ابن سعد 5/552 عن أبي النضر هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد.
وسلف الحديث عن حماد بن خالد الخياط، عن أيوب بن عتبة برقم (16286) ، وقد خرجناه من هذا الوجه هناك. ونزيد في تخريجه هنا: ما أخرجه الطبراني في "الكبير" (8249) ، وتمام الرازي في "فوائده" (197) و (198) ، والحازمي في "الاعتبار" ص39-40 و40 من طرق عن أيوب بن عتبة، به.
وأخرج الطبراني في "الكبير" (8252) ، ومن طربقه الحازمي في "الاعتبار" ص46 من طريق حماد بن محمد، عن أيوب بن عتبة، عن قيس بن طلق، عن أبيه، أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "من مَسَّ ذكره فليتوضأ". قلنا: وهذا منكر مخالف لما رواه عامة الرواة عن أيوب بن عتبة، وكذا لما رواه غير أيوب عن قيس بن طلق، وحماد بن محمد هذا -وهو الفزاري كما نسبه العقيلي في "الضعفاء" 1/313، وابن ماكولا في "الإكمال" 7/214، وهو الصواب، ونسبه الطبراني حَنَفيّاً- ضَعَّفَه صالح بن محمد جَزَرة الحافظ، وذكره العقيلي والذهبي في "الضعفاء".
وسلف الحديث من طريق محمد بن جابر بن سَيَّار الحنفى، عن قيس بن طلق برقم (16292) و (16295) .
وانظر تمام تخريج الحديث والكلام عليه عند الرواية السالفة برقم (16286) .
قلنا: وقد صحح حديث طلق هذا ابن حبان (1119) وعمرو بن علي الفلاس، وابن المديني، والطحاوي والطبراني وابن حزم وغيرهم.(39/460)
. . / 24 - حَدَّثَنَا أَبُو زَكَرِيَّا السَّيْلَحِينِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ طَلْقٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَ الْفَجْرُ بِالْأَبْيَضِ الْمُعْتَرِضِ، وَلَكِنَّهُ الْأَحْمَرُ " (1)
. . . / 25 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا مُلَازِمٌ، حَدَّثَنِي هَوْذَةُ بْنُ قَيْسِ بْنِ طَلْقٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: كَانَ رَسُولًُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُسَلِّمُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ، حَتَّى يُرَى بَيَاضُ خَدِّهِ الْأَيْمَنِ، وَبَيَاضُ خَدِّهِ الْأَيْسَرِ " (2)
__________
(1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف محمد بن جابر -وهو ابن سَيَّار الحَنَفي-، وقد توبع. أبو زكريا السَّيْلَحيني: هو يحيى ابن إسحاق.
وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (8236) عن بشر بن موسى الأسدي، عن أبي زكريا يحيى بن إسحاق السَّيْلحيني، بهذا الإسناد
وسلف الحديث برقم (16291) عن موسى بن داود الضَّبِّي، عن محمد بن جابر، عن عبد الله بن النُّعمان، عن قيس بن طلق، بهذا الإسناد بزيادة عبد الله بن النعمان في إسناده بين محمد بن جابر وبين قيس بن طلق، وهو الصواب. وانظر تمام تخريجه وشواهده والكلام عليه هناك.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، هَوْذَة بن قيس بن طلق روى عنه ثلاثة، وأورده البخاري في "تاريخه"، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"، ولم يأثرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقيس بن طلق مختلف فيه، وهو حسن الحديث كما بينا عند الرواية السالفة برقم (16285) ، وباقي رجاله ثقات. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد العنبري، وملازم: هو ابن عمرو ابن عبد الله بن بدر الحنفي اليمامي.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/358 عن أبي مَعْمَر عبد الله بن عمرو=(39/461)
. . / 26 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا مُلَازِمُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَدْرٍ، وَسِراجُ بْنُ عُقْبَةَ، أَنَّ عَمَّهُ قَيْسُ بْنُ طَلْقٍ حَدَّثَهُ، أَنَّ أَبَاهُ طَلَّقُ بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَهُ: أَنَّهُ انْطَلَقَ وَفْدٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أَتَوْهُ، فَأَخْبَرُوهُ أَنَّ بِأَرْضِهِمْ بَيْعَةً، وَاسْتَوْهَبُوهُ مِنْ طَهُورِهِ فَضْلِهً، فَدَعَا بِمَاءٍ فَتَوَضَّأ وَتَمَضْمَضَ، ثُمَّ صَبَّهُ فِي إِدَاوَةٍ، وَقَالَ: " اذْهَبُوا بِهَذَا الْمَاءِ، فَإِذَا قَدِمْتُمْ بَلَدَكُمْ، فَاكْسِرُوا بِيعَتَكُمْ وَانْضَحُوا مَكَانَهَا مِنْ هَذَا الْمَاءِ، وَاتَّخِذُوهَا مَسْجِدًا " قَالَ: قُلْنَا: يَا نَبِيَّ اللهِ، إِنَّا نَخْرُجُ فِي زَمَانٍ كَثِيرِ السَّمُومِ وَالْحَرِّ، وَالْمَاءُ يُنَشَّفُ قَالَ: " فَمُدُّوهُ مِنَ الْمَاءِ، فَإِنَّهُ يَبْقَى مِنْهُ شَدِيدٌ كَثِيرٌ رَطْبٌ " قَالَ: فَخَرَجْنَا حَتَّى بَلَغْنَا بَلَدَنَا، فَكَسَرْنَا بِيعَتَنَا، وَنَضَحْنَا مَكَانَهَا بِذَلِكَ الْمَاءِ، وَاتَّخَذْنَاهَا مَسْجِدًا (1)
__________
= المِنْقَري، وابن حبان في "الثقات" 7/590 من طريق محمد بن أبي السَّري، والطبراني في "الكبير" (8246) من طريق محمد بن أبي يعقوب الكِرْماني، ثلاثتهم عن ملازم بن عمرو، بهذا الإسناد.
وسيأتي الحديث عن علي ابن المديني، عن ملازم بن عمرو برقم (28) .
وفي الباب عن عديِّ بن عَمِيرة الكِنْدي، سلف برقم (17726) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
(1) إسناده حسن، وسِرَاج بن عُقبة بن طلق بن علي الحَنَفي تفرد بالرواية عنه ملازم بن عمرو الحَنَفي، وقال ابن معين: لا بأس به، ثقة، وذكره ابن حبان وابن خلفون في "الثقات"، ونقل ابن خلفون عن العجلي كما في "تعجيل المنفعة" أنه قال: يَمَامي ثقة. وهو متابع، وقيس بن طلق مختلف فيه، وهو حسن الحديث كما بيَّنا عند الرواية رقم (16285) ، وباقي رجاله ثقات.=(39/462)
. . / 27 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا مُلَازِمٌ، حَدَّثَنَا سِرَاجُ بْنُ عُقْبَةَ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ عُقْبَةَ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ بَدْرٍ، أَنَّ قَيْسَ بْنَ طَلْقٍ حَدَّثَهُمْ، أَنَّ أَبَاهُ طَلَّقَ بْنَ عَلِيٍّ قَالَ: بَنَيْتُ الْمَسْجِدَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ يَقُولُ: " قَرَّبِ الْيَمَامِيَّ مِنَ الطِّينِ، فَإِنَّهُ أَحْسَنُكُمْ لَهُ مَسًّا وَأَشَدُّكُمْ مَنْكِبًا " (1)
__________
= وسلف نحوه من طريق محمد بن جابر بن سيَّار الحنفي، عن عبد الله بن بدر، عن طلق بن علي برقم (16293) ، وذكرنا تخريجه من طريق ملازم بن عمرو، عن عبد الله بن بدر، عن قيس بن طلق، عن أبيه هناك. ونزيد في تخريجه هنا: ما أخرجه ابن سعد في "الطبقات" 5/552، وابن أبي شيبة 2/80، وأبو نعيم في "دلائل النبوة" (47) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 3/92 من طرق عن ملازم بن عمرو، بهذا الإسناد. وبعضهم يزيد فيه على بعض، ولم يذكروا في إسنادهم جميعاً: سراج بن عقبة.
وقوله: بأرضهم بيعة: البِيعَةُ: هي معبد النصارى، والجمع: بِيَعٌ.
وقوله: إداوَة: هي المِطْهرة، وهي إناء صغير يُحْمَل فيه الماء، والجمع: أَداوَى.
وقوله: السَّمُوم: هي الرِّيح الحارَّة تَهُبُّ غالباً بالنهار.
(1) إسناده حسن، عبد الله بن عقبة لم نعثر له على ترجمة، وهو متابع، وباقي رجاله ثقات غير سراج بن عقبة -وهو ابن طلق بن علي الحنفي- وقيس بن طلق، وهما حسنا الحديث. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد العَنْبري، وملازم: هو ابن عمرو الحَنَفي.
وأخرجه مسدد في "مسنده" كما في "إتحاف المهرة" (1350) ، ومن طريقه ابن حبان (1122) ، والطبراني في "الكبير" (8242) ، وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 2/542 من طريق محمد بن أبي بكر المُقدَّمي كلاهما (مسدد ومحمد بن أبي بكر) عن ملازم بن عمرو، عن عبد الله بن بدر وحده، بهذا الإسناد.=(39/463)
. . / 28 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ قَبْلَ أَنْ يُمْتَحَنَ، حَدَّثَنَا مُلَازِمُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنِي هَوْذَةُ بْنُ قَيْسِ بْنِ طَلْقٍ، عَنْ أَبِيهِ قَيْسِ بْنِ طَلْقٍ، عَنْ جَدِّهِ طَلَّقِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: كُنَّا إِذَا صَلَّيْنَا مَعَ نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَيْنَا بَيَاضَ خَدِّهِ الْأَيْمَنِ، وَبَيَاضَ خَدِّهِ الْأَيْسَرِ " (1)
°. . . / 29 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّ يَدِهِ: حَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا، قَالَ: حَدَّثَنِي مُلَازِمٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَدْرٍ، عَنْ قَيْسِِ بْنِ طَلْقٍ، عَنْ أَبِيهِ طَلَّقِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: لَدَغَتْنِي عَقْرَبٌ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَقَانِي وَمَسَحَهَا " (2)
__________
= وأخرجه أبو يعلى في "مسنده الكبير" كما في "إتحاف المهرة" (1351) ، والطبراني في "الكبير" (8239) ، والدارقطني 1/148-149، والبيهقي في "السنن" 1/135، والحازمي في "الاعتبار" ص45 من طريق محمد بن جابر، عن قيس بن طلق، به.
وسيأتي الحديث من طريق أيوب بن عتبة، عن قيس بن طلق برقم (31) .
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن سلف الكلام عليه في الرواية رقم (25) . علي بن عبد الله: هو ابن المديني.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/269 من طريق علي ابن المديني، بهذا الإسناد.
وسلف الحديث عن عبد الصمد بن عبد الوارث، عن ملازم بن عمرو برقم (25) .
(2) إسناده حسن، وهو مكرر (16298) ، وشيخ أحمد الذي أبهمه هنا، سَمَّاه هناك عليَّ بن عبد الله، وهو ابن المديني.
وقد ذكرنا تخريجه هناك، ونزيد عليه هنا:=(39/464)
. . / 30 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ خُثَيْمٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ طَلْقٍ الْحَنَفِيِّ. أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ: أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُصَلِّي أَحَدُنَا فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍِ؟ فَسَكَتَ عَنْهُ، فَلَمَّا نُودِيَ بِالصَّلَاةِ، قَالَ: طَارَقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ ثَوْبَيْنِ، فَصَلَّى فِيهِمَا (1)
. . . / 31 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: جِئْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ يَبْنُونَ الْمَسْجِدَ، قَالَ: فَكَأَنَّهُ لَمْ يُعْجِبْهُ عَمَلُهُمْ، قَالَ: فَأَخَذْتُ الْمِسْحَاةَ، فَخَلَطْتُ
__________
= ما أخرجه مسدد في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (5389) عن ملازم بن عمرو، عن عبد الله بن بدر وعبد الحميد بن عبد الحميد، عن طلق بن علي. لم يذكر فيه قيس بن طلق.
وما أخرجه مسدد أيضاً كما في "إتحاف الخيرة" (5388) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/40، والحازمي في "الاعتبار" ص45 من طريق محمد بن جابر، عن عبد الله بن بدر، عن طلق بن علي. ليس فيه قيس بن طلق أيضاً.
وما أخرجه الطبراني في "الشاميين" (2052) من طريق عصام بن يحيى، عن قيس بن طلق، به.
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن سلف الكلام عليه في الرواية (16287) . حسن بن موسى: هو الأشْيب البغدادي، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن التميمي النَّحْوي.
وسلف الحديث من طريق أبان بن يزيد العطَّار، عن يحيى بن أبي كثير برقم (16287) .
وانظر الحديث رقم (18) .(39/465)
بِهَا الطِّينَ، فَكَأَنَّهُ أَعْجَبَهُ أَخْذِي الْمِسْحَاة وَعَمَلِي، فَقَالَ: " دَعُوا الْحَنَفِيَّ وَالطِّينَ، فَإِنَّهُ أَضْبًَطُكُمْ لِلطِّينِ " (1)
. . . / 32 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا مُلَازِمُ بْنُ عَمْرٍو السُّحَيْمِيُّ، حَدَّثَنَا سِرَاجُ بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ عَمَّتِهِ خَلْدَةَ بِنْتِ طَلْقٍ، قَالَتْ: حَدَّثَنِي أَبِي طَلْقٌ: أَنَّهُ كَانَ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسًا، فَجَاءَ صُحَارُ عَبْدِ الْقَيْسِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا تَرَى فِي شَرَابٍ نَصْنَعُهُ بِأَرْضِنَا، مِنْ ثِمَارِنَا؟ فَأَعْرَضَ عَنْهُ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى سَأَلَهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، حَتَّى قَامَ فَصَلَّى، فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهَ، قَالَ النَّبِيًُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنِ السَّائِلُ عَنِ الْمُسْكِرِ؟ لَا تَشْرَبْهُ، وَلَا تُسْقِهِ أَخَاكَ الْمُسْلِمَ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ - أَوْ فَوَالَّذِي يَحْلِفُ بِهِ - لَا يَشْرَبُهُ رَجُلٌ ابْتِغَاءَ لَذَّةٍ سُكْرِهِ، فَيَسْقِيهِ اللهُ الْخَمْرَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (2)
__________
(1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف أيوب بن عتبة اليَمامي، لكنه قد توبع. يونس بن محمد: هو المُؤدِّب البغدادي.
وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 2/41، والطبراني في "الكبير" (8254) من طريق علي بن عاصم، والطبراني (8254) من طريق سعيد بن سليمان، كلاهما عن أيوب بن عتبة، بهذا الإسناد.
وسلف الحديث من طريق سراج بن عقبة وعبد الله بن بدر، عن قيس بن طلق برقم (27) .
وقوله: المِسْحاة، بكسر الميم: هي المِجْرَفة، وهي من حديد، والجمع: المَسَاحي.
(2) المرفوع منه صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، خلدة -ويقال: خالدة، أو جعدة- بنت طلق بن علي اليَمامية تفرد بالرواية عنها ملازم بن عمرو، وذكرها ابن=(39/466)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= حبان وابن خلفون في "الثقات"، ووثقها العجلي، ونقل ابن حجر في "تعجيل المنفعة" عن ابن خلفون أنه قال: وثقها ابن صالح. وسراج بن عقبة سلف الكلام عليه في الرواية (26) ، وهو حسن الحديث، وبقية رجاله ثقات. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد العَنْبري.
وهو في "الأشربة" للمصنف (32) .
وأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (5121) ، وفي "مصنفه" 8/102-103، والبخاري في "التاريخ الكبير" 4/205، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/53، والطبراني في "الكبير" (8259) من طرق عن ملازم بن عمرو، بهذا الإسناد. ووقع عند البخاري "خالدة" بدل "خلدة" ووقع اسم الصحابي عند ابن قانع: "طليق". ورواية البخاري مختصرة بالمرفوع منه فقط.
وأخرج ابن أبي شيبة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (5122) ، وفي "مصنفه" 8/507، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (8256) عن ملازم بن عمرو، عن عجيبة بن عبد الحميد، عن عمه قيس بن طلق، عن أبيه طلق بن علي، قال: جلسنا عند رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فجاء وفد عبد القيس، فقال: "ما لكم قد اصفَرَّت ألوانُكم وعَظُمَت بطونُكم، وظَهَرَتْ عروقُكم؟ " قالوا: أتاك سيدُنا، فسألك عن شرابٍ كان لنا موافقاً، فنهيتَه عنه، وكنا بأرضٍ وبيئةٍ وَخِمَةٍ. قال: "فاشْرَبُوا ما بدا لكم". قال ابن أبي شيبة في "مسنده" بإثر الحديث: يعني ما حلَّ. وفيه عجيبة ابن عبد الحميد بن عقبة بن طلق بن علي الحنفي تفرد بالرواية عنه ملازم بن عمرو، ووثقه ابن معين والعجلي، وقال ابن حبان في "الثقات" في باب العين من ثقات أتباع التابعين: عجيبة بنت عبد الحميد بن عقبة. كذا بالتأنيث، وهو مما انفرد به ابن حبان، والأئمة على خلافه، وقال الذهبي: لا يكاد يعرف. وقال ابن حزم في "المحلى" 7/483: مجهول لا يدرى من هو، والله أعلم.
وفي باب الحرمان من الخمر في الآخرة لمن شربها في الدنيا عن ابن عمر سلف برقم (4690) ، وهو في "الصحيحين" وانظر شاهده هناك.(39/467)
حَدِيثًُ عَلِيِّ بْن طَلْقٍ الْيَمَامِيِّ
. . . / 33 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ سَلَّامٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ حِطَّانَ، عَنْ عَلِيِّ بْن طَلْقٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِذَا فَسَا أَحَدُكُم، فَلْيَتَوَضَّأْ، وَلَا تَأْتُوا النِّسَاءَ فِي أَسْتَاهِهِنَّ، فَإِنَّ اللهَ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ " (1)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، مسلم بن سَلَّام -وهو أبو عبد الملك الحنفي- تفرد بالرواية عنه عيسى بن حِطَّان الرقَّاشي، وذكره ابن حبان في "الثقات" ووثقه العجلي، وقال ابن القطان في "بيان الوهم والإيهام" 5/191: مجهول الحال. وعيسى بن حِطَّان الرَّقاشي روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال البخاري فيما نقله عنه الترمذي في "العلل الكبير" 1/146: رجل مجهول.
وقال ابن عبد البر في "الاستيعاب" في ترجمة عمرو بن ميمون الأودي 2/536: ليس ممن يحتح به، وقد انقلب إسناده على معمر -وهو ابن راشد الأزدي- فقال: عن عاصم بن سليمان، عن مسلم بن سلام، عن عيسى بن حطان، والصواب الذي رواه عامة أهل العلم: عن عاصم، عن عيسى بن حطَّان، عن مسلم بن سلَّام. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (529) و (20950) ، وأخرجه من طريقه البيهقي في "شعب الإيمان" (5375) ، ووقع في الموضع الأول من "مصنف عبد الرزاق": قيس بن طلق بدل علي بن طلق ونظنه من خطأ الناسخ.
وأخرجه مطولاً ومختصراً ابن أبي شيبة 4/251، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1679) من طريق حفص بن غياث، والدارمي (1141) و (1142) من طريق عبد الواحد بن زياد، وابن قانع 2/260، والطحاوي في "شرح معاني=(39/468)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الآثار" 3/45 من طريق إسماعيل بن زكريا، وأبو داود (205) و (1005) ، والنسائي في "الكبرى" (9026) ، والطحاوى 3/54، وابن حبان في "الصلاة" كما في "إتحاف المهرة" 11/713، وفي "صحيحه" (2237) ، وفي "الثقات" 3/262-263، والدارقطني 1/153، والبيهقي في "السنن" 2/255، والبغوي في "شرح السنة" (257) من طريق جرير بن عبد الحميد أربعتهم عن عاصم بن سليمان الأحول، به. وفي لفظ حديث جرير بن عبد الحميد: "إذا فسا أحدكم في الصلاة فلينصرف، فليتوضأ، وليعد صلاته"، وفي لفظ حديث عبد الواحد بن زياد: "إذا أحدث أحدكم في الصلاة فلينصرف، وليتوضأ، ثم يصلي". وتحرف قوله: عيسى ابن حطان عن مسلم بن سلام، في إسناده في مطبوع ابن أبي شيبة إلى: "عيسى ابن سلام".
وسيأتي الحديث عن أبي معاوية محمد بن خازم برقم (34) ، ومن طريق شعبة ابن الحجاج برقم (35) ، ومن طريق سفيان الثوري برقم (36) ، ثلاثتهم عن عاصم بن سليمان الأحول.
وسلف في مسند علي بن أبي طالب برقم (655) عن وكيع بن الجراح عن عبد الملك بن مسلم الحنفي، عن أبيه، عن علي. وذكرنا هناك أن إدراجه في مسند علي بن أبي طالب خطأ. وانظر تخريجه من هذا الطريق هناك، ونزيد في تخريجه هنا:
ما أخرج الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" 10/399 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، به.
وما أخرجه النسائي في "الكبرى" (9023) عن هنَّاد بن السَّري، عن وكيع، به.
وما أخرجه الخطيب 10/398-399 من طريق شبابة بن سوار عن عبد الملك ابن مسلم، عن عيسى بن حطان، عن مسلم بن سلام، عن علي بن طلق. وقال الخطيب عقب إخراجه له من طريق وكيع بن الجراح: هكذا روى الحديث وكيع ابن الجراح، عن عبد الملك بن مسلم، عن أبيه، ولم يسمعه عبد الملك من أبيه، وإنما رواه عن عيسى بن حطان، عن أبيه مسلم بن سلام كما سقناه عن شبابة،=(39/469)
. . / 34 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ عِيسَى بْنِ حِطَّانَ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ سَلَّامٍ، عَنْ عَلِيِّ بْن طَلْقٍ، قَالَ: أَتَى أَعْرَابِيٌّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا نَكُونُ بِأَرْضِ الْفَلَاةِ، وَيَكُونُ مِنْ أَحَدِنَا الرُّوَيْحَةُ، وَيَكُونُ فِي الْمَاءِ قِلَّةٌ. قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا فَسَا أَحَدُكُمْ، فَلْيَتَوَضَّأْ، وَلَا تَأْتُوا النِّسَاءَ فِي أَدْبَارِهِنَّ، فَإِنَّ اللهَ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ ". (1)
__________
= عنه، وقد وافق شبابةَ عبيد الله بن موسى وأبو نعيم وأبو قتيبة سلم بن قتيبة وأحمد ابن خالد الوهبي وعلي بن نصر الجهضمي، فرووه كلهم عن عبد الملك، عن عيسى بن حطان، عن مسلم بن سلام.
والقطعة الأخيرة من الحديث وهي قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ولا تأتوا النساء في أستاههن، فإن الله لا يستحيي من الحق" ذكرنا شواهدها عند الرواية السالفة برقم (655) وذهلنا هناك عن ذكر شواهد القطعة الأولى منه، وهي قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إذا فسا أحدكم، فليتوضأ، فنستدركها هنا: فعن أبي هريرة أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "إذا وجد أحدكم في صلاته حركة في دُبُره، فأَشْكَلَ عليه، أحدَثَ أم لم يُحدِثْ، فلا ينصرف حتى يَسْمَعَ صوتاً، أو يَجِدَ رِيحاً" سلف برقم (9355) وهو في "صحيح مسلم" وذكرنا أحاديث الباب عند حديثه السالف برقم (8369) .
وقوله: "أَسْتاهِهن" الاسْتُ: العَجُز، ويراد به حَلْقةُ الدُّبُر، والأصل سَتَهٌ بالتحريك، ولهذا يجمع على أَسْتاه، مثل سَبَب، وأَسْباب، وقد يقال فيها: سَهٌ بالهاء، وسَتٌ بالتاء. "المصباح المنير" ص266.
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضَّرير.
وأخرجه المزي في ترجمة علي بن طلق الحنفي من "تهذيب الكمال" 20/495 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.=(39/470)
. . / 35 -حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، سَمِعْتُ عِيسَى بْنَ حِطَّانَ، يُحَدِّثُ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ سَلَّامٍ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1)
__________
= وأخرجه الترمذي في "السنن" (1164) ، وفي "العلل الكبير" 1/146، والنسائي في "الكبرى" (9025) و (9026) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/45، وابن حبان (4199) و (4201) من طرق عن أبي معاوية محمد بن خازم، به. وبعضهم يختصره.
وانظر ما قبله.
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه. محمد بن جعفر: هو الهذلي البصري المعروف بغُندر، وشعبة: هو ابن الحجاج العتكي الواسطي.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 3/93 من طريق سليمان بن أحمد الطبراني، عن عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد. إلا أنه قال: عن طلقِ بن يزيد أو يزيد بن طلق، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وهو مختصر بالنهي عن إتيان النساء في أسْتاهِهنَّ.
وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 2/44 و3/231 من طريق معاذ بن معاذ العنبري، عن شعبة بن الحجاج، به إلّا أنه قال أيضاً: عن طلق بن يزيد، أو يزيد بن طلق.
وأورده ابن كثير في "تفسيره" 1/387، فقال: قال الإمام أحمد: حدثنا غندر ومعاذ بن معاذ، حدثنا شعبة، عن عاصم الأحول، عن عيسى بن حطان، عن مسلم بن سلام، عن طلق بن يزيد -أو يزيد بن طلق-، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "إن الله لا يستحيي من الحق، لا تأتوا النساء في أسْتَاهِهنَّ" وقال ابن كثير عقبه: وكذا رواه غير واحد عن شعبة.
وقال ابن حجر في "الإصابة" 3/539: ذكره أحمد، وابن أبي خيثمة، وابن قانع، والبغوي، وابن شاهين، كلهم من طريق شعبة عن عاصم الأحول، عن عيسى بن حطان، عن مسلم بن سلام، عن طلق بن يزيد أو يزيد بن طلق، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "إن الله لا يستحيي من الحق، لا تأتوا النساء في أستاههن".
قلنا: وطريق محمد بن جعفر غندر، عن شعبة التي فيها: "طلق بن يزيد أو يزيد بن طلق، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" لم تقع لنا في النسخ الخطية التي بين أيدينا من=(39/471)
. . / 36 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ حِطَّانَ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ سَلَّامٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ طَلْقٍ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تُؤْتِى النِّسَاءُ فِي أَدْبَارِهِنَّ، فَإِنَّ اللهَ لَا يَسْتَحِي مِنَ الْحَقِّ " (1)
__________
= "مسند الإمام أحمد" ولا في "أطراف المسند" و"إتحاف المهرة" لابن حجر، ولا كذلك طريق معاذ بن معاذ، عن شعبة، وقد جعل ابن كثير في "جامع المسانيد" 6/552 ترجمة لطلق بن يزيد أو يزيد بن طلق وأورد فيها الحديث من طريق الإمام أحمد، عن محمد بن جعفر، لكن نقلاً عن ابن الأثير، والله أعلم.
وانظر (33) .
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه. عبد الرزاق: هو ابن هَمَّام الصنعاني، وسفيان: هو ابن سعيد الثوري، وعاصم: هو ابن سليمان الأحول.
وانظر (33) .(39/472)
مُسْنَدُ عُمَارَةَ بْنِ حَزْمٍ الْأَنْصَارِيِّ (1)
. . . / 37 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُطَّلِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنْ جَدِّهِ أَنَّهُ قَالَ: كِتَابٌ وَجَدْتُهُ فِي كُتُبِ سَعِيدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ: أَنَّ عُمَارَةَ بْنَ حَزْمٍ شَهِدَ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَضَى بِالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ "
قَالَ زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ: سَأَلْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّاهِدِ: هَلْ يَجُوزُ فِي الطَّلَاقِ وَالْعَتَاقِ؟ فَقَالَ: " لَا، إِنَّمَا هَذَا فِي الشِّرَاءِ وَالْبَيْعِ وَأَشْبَاهِهِ (2) " (3)
__________
(1) هو عُمارة بن حَزْم بن زيد بن لَوْذَان الأنصاري الخَزْرجي ثم من بني النجار، اتفق جميع أهل المغازي أنه كان من السبعين الذين بايعوا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليلة العقبة، وذكره أكثرهم فيمن شهد بَدْراً، وقال ابن سعد: شهد المشاهِدَ كُلَّها.
واستشهد في قتال أهل الرِّدَّة باليمامةِ في خلافة أبي بكر الصِّدِّيق سنة اثنتي عشرة، وهو أخو عمرو بن حزم. انظر "الإصابة" 4/579، و"أسد الغابة" 4/137، و"الطبقات الكبرى" 3/486.
(2) قوله: "قال زيد بن الحباب ... إلخ" لم يرد في "جامع المسانيد" 9/315 ولا في "أطراف المسند" 5/13 ولا في "إتحاف المهرة" 11/746، وأثبتناه من "غاية المقصد" ورقة 158 و"مجمع الزوائد" 4/202 و"إتحاف الخيرة" للبوصيري 7/202.
(3) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لاضطرابه كما بينَّاه في الرواية السالفة برقم (22460) . وقد اختلف فيه هنا على عبد العزيز بن المطلب -وهو=(39/473)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= ابن عبد الله بن حَنْطَب المخزومي- كما سيأتي بيانه، وهو حسن الحديث، وشرحبيل بن سعيد بن سعد بن عبادة جَدُّ سعيد بن عمرو روى عنه ثلاثة وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجال الإسناد ثقات. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزُّهري.
ورواه يعقوب بن محمد ومعن بن عيسى القزاز وعبد الله بن محمد الزبيري عند أبي عوانة (6024) ، وعبد الله بن محمد الزبيري عند الخطيب في "تلخيص المتشابه" 2/711 عن عبد العزيز بن المطلب، فقال: عن سعيد بن عمرو بن شرحبيل، عن سعيد بن سعد بن عبادة، قال: وجدت في كتب سعد بن عبادة، فذكره.
ورواه إسماعيل بن أبي أُوَيس، عن عبد العزيز بن المطلب عند ابن قانع في "معجم الصحابة" 2/249، فقال: عن سعيد بن عمرو بن سعد بن عبادة، عن أبيه، عن جدِّه، فذكره.
ورواه معن بن عيسى القزاز، عنه عند ابن عبد البر في "التمهيد" 2/147، فقال: عن عبد الله بن عمر بن عبد العزيز، عن شرحبيل بن سعيد بن سعد بن عبادة، قال: كتاب وجدته في كتب سعد بن عبادة، فذكره.
وقال الشافعي 2/178، ومن طريقه البيهقي 10/171: وذكر عبد العزيز بن المطلب، عن سعيد بن عمرو، عن أبيه، قال: وجدنا في كتب سعد بن عبادة: يشهد سعد بن عبادة أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمر عمرو بن حزم أن يقضي باليمين والشاهد.
وقد سلف الحديث في مسند سعد بن عبادة برقم (22460) من طريق سليمان ابن بلال، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن إسماعيل بن عمرو بن قيس بن سعد ابن عبادة، عن أبيه: أنهم وجدوا في كتب -أو كتاب- سعد بن عبادة: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قضى بالشاهد واليمين، وقد أحلنا على شواهده هناك، وتكلمنا على فقهه عند حديث جابر بن عبد الله السالف برقم (14278) .(39/474)
. . / 38 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ سَوَادَةَ، عَن زِيَادِ بْنِ نُعَيْمٍ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ حَزْمٍ، قَالَ: رَآنِي رَسُولًُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسًا عَلَى قَبْرٍ. وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ زِيَادُ بْنُ نُعَيْمٍ، أَنَّ ابْنَ حَزْمٍ - إِمَّا عَمْرٌو، وَإِمَّا عُمَارَةُ - قَالَ: رَآنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا مُتَّكِئٌ عَلَى قَبْرٍ، فَقَالَ: " انْزِلْ مِنَ الْقَبْرِ لَا تُؤْذِي صَاحِبَ الْقَبْرِ، وَلَا يُؤْذِيكَ " (1)
__________
(1) حديث صحيح دون قوله: "ولا يؤذيك" فقد تفرَّد بها ابن لهيعة -وهو عبد الله- وهو سيىء الحفظ، وباقي رجال الإسناد ثقات، والشك في تعيين صحابي الحديث هل هو عمرو أو عمارة بن حزم؟ إنما هو من ابن لهيعة، فقد رواه عمرو بن الحارث عن بكر بن سوادة كما في الرواية التالية، فقال فيه: عن عمرو بن حزم. ولم يشك، وهو الصواب، وأما عمارة بن حزم، فإن رواية زياد
بن نعيم عنه مرسلة، فهو لم يدركه. حسن: هو ابن موسى الأشيب، وبكر بن سوادة: هو ابن ثُمامة الجُذامي المصري، وزياد بن نعيم: هو زياد بن ربيعة بن نعيم الحضرمي المصري، وقد يُنسب إلى جدِّه.
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 12/ورقة 578 من طريق أحمد بن منيع، عن الحسن بن موسى الأشيب، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحاكم 3/590 من طريق أسد بن موسى، عن عبد الله بن لهيعة، به وقال فيه: عن عمارة بن حزم. ولم يشك.
وسيأتي الحديث في مسند عمرو بن حزم بالأرقام (39) و (40) و (43) .
وفي الباب عن أبي هريره، سلف في مسنده برقم (8108) وقد ذكرنا تتمة شواهده هناك.(39/475)
مُسْنَدُ عَمْرِو بْنٍِ حَزْمٍ الْأَنْصَارِيِّ (1)
. . . / 39 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ بَكْرِ بْنِ سُوَدَاةَ الْجُذَامِيِّ، عَنْ زِيَادِ بْنِ نُعَيْمٍ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، قَالَ: رَآنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَّكَأً عَلَى قَبْرٍ، فَقَالَ: " لَا تُؤْذِ صَاحِبَ هَذَا الْقَبْرِ - أَوْ لَا تُؤْذِهِ - " (2)
__________
(1) هو عمرو بن حزم بن زيد بن لَوْذان الخزرجي الأنصاري، أبو الضحاك -ويقال: أبو محمد-، شهد الخندق وما بعدها، بعثه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى أهل نَجْران -وهم بنو الحارث بن كعب- وهو ابن سبع عشرة سنة، واستعمله عليهم، بعد أن بعث إليهم خالد بن الوليد فأسلموا، وكئب له كتاباً فيه الفرائض، والسُّنن والدِّيات وغير ذلك، وهو أخو عُمارة ومَعْمَر ابني حزم، توفي بالمدينة بعد الخمسين في قول عامة أهل العلم، وقيل: إنه توفي في خلافة عمر بن الخطاب، وهو وهم،
والله أعلم. انظر "الإصابة" 4/621، و"أسد الغابة" 4/214، و"تهذيب الكمال" 21/585-587.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير زياد بن نعيم الحضرمي، فقد أخرج له أبو داود والترمذي وابن ماجه وهو ثقة، وغير صحابيه فقد روى له أبو داود في "المراسيل"، والنسائي وابن ماجه. علي بن عبد الله: هو ابن المديني، وابن وهب: هو عبد الله القرشي المصري، وعمرو بن الحارث: هو ابن يعقوب الأنصاري المصري.
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 13/ورقة 422 من طريق أبي بكر الباغَنْدِي، عن علي بن عبد الله المديني، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 2/201 من طريق أحمد بن عيسى، وابن الأثير في "أسد الغابة" 4/215 من طريق يعقوب بن حميد، كلاهما عن عبد الله بن وهب، به. ولم يسق ابن قانع لفظه.
وانظر ما قبله.(39/476)
. . / 40 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ بَكْرِ بْنِ سَوَادَةَ، عَنْ زِيَادِ بْنِ نُعَيْمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، قَالَ: رَآنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قَبْرٍ، فَقَالَ: " انْزِلْ، لَا تُؤْذِ صَاحِبَ هَذَا الْقَبْرِ "، قَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ زِيَادُ بْنُ نُعَيْمٍ، أَنَّ ابْنَ حَزْمٍ - إِمَّا عَمْرٌو، وَإِمَّا عُمَارَةُ - قَالَ: رَآنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قَبْرٍ. . . (1)
. . . / 41 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ عَمْرو بْنِ حَزْمٍ قَالَ: عُرِضَتْ - أَو قَالَ: عَرَضْتُ - رُقَيَّةَ النَّهْشَةِ مِنَ الْحَيَّةِ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَمَرَ بِهَا (2)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف سلف الكلام عليه في الرواية رقم (38) . يحيى بن إسحاق: هو أبو زكريا السَّيْلحيني. وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 2/200-201 من طريق يحيى بن
إسحاق، بهذا الإسناد. وقال فيه: عن عمرو بن حزم. ولم يشك.
وانظر (38) .
(2) حديث صحيح رجاله ثقات، وأبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم لم يدرك جدَّه فيما قاله المزي في "تهذيب الكمال" 33/137، وفي "تحفة الأشراف" 8/149، لكن ذكر ابن سعد في "الطبقات" ص127 عن شيخه محمد بن عمر الواقدي: أنه توفي سنة عشرين ومئة وهو ابن أربع وثمانين سنة، وتبعه ابن حبان في "الثقات" 5/562، فإن كان ما ذكره محفوظاً، فمولده على هذا سنة ست وثلاثين، ويكون قد أدرك من حياة جدِّه عمرو بن حزم أربع عشرة سنة على أقل تقدير، فإن عمرو بن حزم توفي بعد سنة خمسين في قول عامة أهل العلم، والله=(39/477)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= أعلم. عفان: هو ابن مسلم الصَّفَّار، وعبد الواحد: هو ابن زياد العبدي، وعثمان ابن حكيم، هو ابن عَبَّاد بن حُنيف الأنصاري.
وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في "مسنده" كما في "مصباح الزجاجة" ورقة 220، وعنه ابن ماجه (3519) ، وأخرجه أبو يعلى (7176) عن أبي خيثمة زهير ابن حرب، كلاهما (ابن أبي شيبة وأبو خيثمة) عن عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وسقط من إسناد مطبوع أبي يعلى: "عمرو بن حزم".
وأخرجه البخاري في "التاريخ الأوسط" ص44-45 من طريق محمد بن مسلم الزهري، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لعمارة بن حزم: "اعْرِضْ عليَّ رُقْيَتك" فلم ير بها بأساً، فَهم يَرقُون بها إلى اليوم. وإسناده فيه لين، لكن يعتبر به، وقوله فيه: عمارة بن حزم، وهمٌ، والصواب: عمرو بن حزم.
وأخرج الطبراني في "الأوسط" (9147) عن سهل بن أبي حَثْمةَ: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خرج، وخرج معه عبد الرحمن بن سَهْل، فلما كان بالحَرَّة، نَهَشَتْ عبد الرحمن بن سهل حيَّةٌ، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ادعوا لي عمرو بن حزم" فدُعِيَ، فَعَرَضَ رُقْيتَه على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: "لا بأس بها، ارْقِهِ" قال: فوضع ابنُ حزم يَدَه عليه، فقال: يا رسول الله هو يموت -أو قد مات- فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ارْقِهِ، وإن كان قد يموت -أو قد مات-" فرقاه، فصَحَّ عبد الرحمن وانطلق. وإسناده محتمل للتحسين في المتابعات والشواهد.
وسلف عند المصنِّف برقم (14382) من طريق أبي سفيان عن جابر، قال: نهى رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن الرُّقَى -قال ابن نُمير في حديثه: فأتاه خالي يَرْقي من العَقْرب- قال: فجاء آلُ عمرو بن حزم إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقالوا: يا رسول الله، إنه قد كانت عندنا رُقيةٌ نَرْقي بها من العَقْرب، وإنك نهيت عن الرُّقَى. قال: فعرضوها عليه، فقال: "ما أرَى بأساً، من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليَنْفَعهُ". وهو في "صحيح مسلم".=(39/478)
. . / 42 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لَمَّا قُتِلَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ، دَخَلَ عَمْرُو بْنُ حَزْمٍ عَلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، فَقَالَ: قُتِلَ عَمَّارُ، وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ " (1)
. . . / 43 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرٍو يَعْنِي ابْنَ الْحَارِثِ (2) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ، أَنَّ النَّضْرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ أَخْبَرَهُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولََ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا تَقْعُدُوا عَلَى الْقُبُورِ " (3)
__________
= وسلف أيضاً من طريق أبي الزبير، أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: أرْخصَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في رُقْية الحُمة لبني عمرٍو. وهو في "صحيح مسلم".
(1) إسناده صحيح، وهو مكرر (17778) غير أن روايته هناك مطولة، وفيها قصة دخول عمرو بن العاص على معاوية بن أبي سفيان وإخباره بذلك.
(2) قوله: "عن عمرو -يعني بن الحارث-" لم يرد في "جامع المسانيد" 9/559-560، ولا في "أطراف المسند" 5/131، ولا في "إتحاف المهرة" 12/465، وأثبتناه من "تهذيب الكمال" 29/388-389، فقد أخرج الحافظ المزي هذا الحديث من طريق "المسند".
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة النَّضْر بن عبد الله -ويقال: عبد الله بن النَّضْر- السَّلَمي، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. معاوية بن عمرو: هو ابن المُهلَّب الأَزْدي البغدادي، وعمرو بن الحارث: هو ابن يعقوب الأزدي المصري، وأبو بكر بن حزم: هو أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم.=(39/479)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه المزي في ترجمة النضر بن عبد الله السّلمي من "تهذيب الكمال" 29/388-389 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 13/ورقة 422 من طريق حرملة بن يحيى وأحمد بن عيسى، عن عبد الله بن وهب، به.
وأخرجه النسائي 4/95 من طريق خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، به.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/515 من طريق ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، به. بلفظ: رآني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على قبر، فقال: "انزل عن القبر، لا تؤذي صاحب القبر، ولا يؤذيك". قلنا: وهذا اللفظ غير محفوظ من هذا الوجه، وابن لهيعة سيىء الحفظ، وقد سلف بهذا اللفظ من طريق زياد بن نعيم الحضرمي، عن ابن حزم -إما عمارة أو عمرو- برقم (38) .(39/480)
بَقِيَّةُ حَدِيثِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ الْأَنْصَارِيِّ
. . . / 44 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ أَبُو سُفْيَانَ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِِ كَعْبٍ، عَنْ كَعْبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَسَمَةُ الْمُؤْمِنِ تَعْلَقُ فِي شَجَرِ الْجَنَّةِ، حَتَّى يُرْجِعَهَا اللهُ إِلَى جَسَدِهِ " (1)
__________
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب لم يسمع هذا الحديث من جَدِّه كما وقع التصريح بذلك في الرواية السالفة برقم (15777) ، وهو لم ينفرد به، بل رواه الزهري أيضاً عن عَمِّه عبد الرحمن بن كعب، عن أبيه كعب بن مالك كما سلف في الرواية (15776) .
معمر: هو ابن راشد الأزْدي، والزُّهري: اسمه محمد بن مسلم بن شهاب. وقد ذكرنا تخريجه عند الرواية (15776) ، ونزيد في تخريجه هنا:
أنه أخرجه ابن حبان (4657) من طريق الليث بن سعد، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن أبيه، فذكره.(39/481)
حَدِيثُ مَالِكِ بْنِ عُمَيْرٍ الْأَسَدِيِّ
. . . / 45 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، قَالَ: سَمِعْتٌُ أَبَا صَفْوَانٍ مَالِكَ بْنَ عُمَيْرٍ الْأَسَدِيَّ - قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ: عَمِيرَةَ - يَقُولُ: " قَدِمْتُ مَكَّةَ قَبْلَ أَنْ يُهَاجِرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَاشْتَرَى مِنِّي رَجُلٌ سَرَاوِيلَ، فَأَرْجَحَ لِي (1)
__________
(1) حديث حسن من أجل سماك بن حرب، فهو حسن الحديث، وقد اختلف عليه في تعيين صحابيّ الحديث هل هو قيس بن سُوَيد، أم أبو صفوان مالك بن عَمِيرَة؟ كما سلف بيانه في الرواية رقم (19098) . شعبة: هو ابن الحجَّاج العَتَكي الواسطي، ومحمد بن جعفر المذكور: هو شيخ المصنِّف المعروف بغُنْدَر.
وقد سلف الحديث عن حجاج بن محمد المصِّيصي، عن شعبة بن الحجاج برقم (19099) . وذكرنا تخريجه من هذا الطريق هناك، ونزيد في تخريجه هنا: أنه أخرجه البغوي في "الصحابة" كما في "الإصابة" 5/741 من طريق شبابة بن سَوَّار، عن شعبة، بهذا الإسناد.
وقوله. رِجْل سَراوِيلَ: قال ابن الأثير في "النهاية" 2/204: هذا كما يقال: اشترى زَوْجَ خُفٍّ وزوجَ نَعْلٍ، وإنما هي زَوجان، يريد: رِجْلَي سراويل، لأنَّ السراويل من لِباس الرِّجْلَين، وبعضهم يُسَمَّى السَّراويل رِجْلاً.(39/482)
بَقِيَّةُ حَدِيثِ نَوْفَلِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الدِّيلِيِّ
. . . / 46 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ الْمِصْرِيُّ، عَنْ عِرَاكَ بْنِ مَالِكٍ الْغِفَارِيِّ، سَمِعْتُ نَوْفَلَ بْنَ مُعَاوِيَةَ الدِّيلِيَّ - وَهُوَ جَالِسٌ مَعَ ابْنِ عُمَرَ بِسُوقِ الْمَدِينَةِ - يَقُولُ (1) : صَلَاةٌ مَنْ فَاتَتْهُ، فَكَأَنَّمَا وُتِرَ أَهْلُهُ وَمَالُهُ وَتْرَ أَهْلَهُ وَمَالَُ. قَالَ: فَقَالَ عَبْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ عُمَرَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هِي الْعَصْرُ " (2)
__________
(1) زاد في "جامع المسانيد" 12/241-242 هنا قوله: "سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول" فجعله مرفوعاً، ولم يرد في "إتحاف المهرة" 13/607-608، وقد أخرجه النسائي 1/238-239 من طريق يعقوب بن إبراهيم، به. فذكره موقوفاً، ولم يرفعه.
(2) حديث صحيح مرفوعاً، وقد اختلف على عراك بن مالك في سماعه هذا الحديث من نوفل بن معاوية كما سيأتي بيانه، وسماعه منه محتمل، ورجال هذا الإسناد ثقات رجال الشيخين غير محمد بن إسحاق بن يسار، فهو حسن الحديث، وقد روي الحديث من وجه آخر يصح به. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزُّهري.
وأخرجه النسائي 1/238-239 من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه مرفوعاً ابن أبي شيبة في "مصنفه" 1/342 عن شبابة بن سوَّار، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (952) من طريق شبابة بن سوار ويزيد بن هارون، والنسائي 1/238 من طريق عيسى بن حماد، ثلاثتهم عن الليث بن=(39/483)
. . / 47 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، (ح) وَهَاشِمٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ نَوْفَلِ بْنِ مُعَاوِيَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولََ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ فَاتَتْهُ الصَّلَاةُ، فَكَأَنَّمَا وُتِرَ أَهْلُهُ وَمَالُهُ ". قَالَ هَاشِمٌ فِي حَدِيثِهِ: فَقُلْتُ (1) لِأَبِي بَكْرٍ: مَا هَذِهِ؟ قَالَ: الْعَصْرُ. وَقَالَ يَزِيدُ فِي حَدِيثِهِ: فَقُلْتُ (1) : مَا هَذِهِ الصَّلَاةُ؟ قَالَ: لَا أَدْرِي
__________
= سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، به. قال شبابة بن سوار ويزيد بن هارون في روايتهما: "عن عراك بن مالك، عن نوفل بن معاوية" وقال عيسى بن حماد في روايته: "عن عراك بن مالك أنه بلغه أن نوفل بن معاوية قال". والحديث عند ابن أبي شيبة مختصر بلفظ "هي صلاة العصر".
وأخرجه النسائي 1/237-238، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/155 من طريق جعفر بن ربيعة، عن عراك بن مالك، به. وقال النسائي في روايته: "عن عراك بن مالك، أن نوفل بن معاوية حدَّثه" وقال ابن قانع في روايته: "عن عراك ابن مالك، عن نوفل بن معاوية" ولم يسق ابن قانع لفظه.
وأخرجه البيهقي في "معرفة السنن والآثار" 2/281 من طريق يحيى بن بكير، عن الليث بن سعد، عن ابن أبي ذئب، عن عراك أنه بلغه أن نوفل بن معاوية بن عروة، قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "هي العصر".
وانظر الحديثين التاليين، وما سلف برقم (23642) .
وأما حديث ابن عمر فسلف عنه من طرق أخرى، انظر (4545) .
(1) القائل: هو ابن شهاب الزهري.(39/484)
قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَأَمَّا هَذَا الْحَدِيثُ الَّذِي حَدَّثَنَاهُ [أَبُو بَكْرٍ، فَحَدَّثَنَاهُ] سَالِمٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ فَاتَتْهُ صَلَاةُ الْعَصْرِ، فَكَأَنَّمَا وُتِرَ أَهْلُهُ وَمَالُهُ " (1)
. . . / 48 - حَدَّثَنَا فَزَارَةُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ ابْنِ مُطِيعِ بْنِ الْأَسْوَدِ،
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد سلف الكلام عليه في الرواية (23642) .
هاشم: هو ابن القاسم أبو النَّضْر البغدادي الليثي، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة القرشي، والزهري: هو محمد بن مسلم بن شهاب، وأبو بكر بن عبد الرحمن: هو ابن الحارث بن هشام المخزومي.
وقد ذكرنا تخريجه عند الرواية السالفة رقم (23642) ونزيد في تخريجه هنا: ما أخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 45/372 من طريق أسد بن موسى، عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد.
وما أخرجه عبد الرزاق (2220) ، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 19/ (1042) عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي سَبْرَة، عن محمد بن عبد الرحمن، عن نوفل بن معاوية، عن أبيه، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لأن يُوتَرَ أحدكم أهلَه وماله خيرٌ له من أن يَفُوتَه وقتُ صلاة العصر". محمد بن عبد الرحمن راويه عن نوفل: هو أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث فيما يغلب على ظننا، فقد حُكي في اسمه محمد كما في مصار ترجمته، وقوله في إسناده: "عن أبيه" وهْمٌ من ابن أبي سَبْرَة، وهو واهي الحديث.
وانظر ما قبله.
وأما حديث الزهري، عن سالم، عن أبيه عبد الله بن عمر، فقد سلف في مسنده برقم (4545) .(39/485)
عَنْ نَوْفَلِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الدِّيلِيِّ، مِثْلَ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي الْفِتَنِ (1) ، إِلَّا أَنَّ أَبَا بَكْرٍ يَزِيدُ: " مِنَ الصَّلَاةِ صَلَاةٌ، مَنْ فَاتَتْهُ، فَكَأَنَّمَا وُتِرَ أَهْلُهُ وَمَالُهُ " (2)
__________
(1) وقع في "جامع المسانيد" 12/242: "مثل حديث سالم، عن عبد الله عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في صلاة العصر" وهو خطأ، نظنه بسبب انتقال نظر الناسخ من الحديث الذي قبله، والصواب ما أثبتناه من مصادر تخريج الحديث، وقد وقع في بعضها ذكر حديث نوفل بن معاوية في الفتن بلفظه كما سيأتي في تخريجه، وحديث أبي هريرة سلف في مسنده برقم (7796) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف من أجل فزارة بن عمر، فقد تفرد بالرواية عنه الإمام أحمد، وقال أبو زرعة: لا أعرفه. وقال الحسيني: فيه نظر.
وقد وهم في هذا الحديث، فأسقط الواسطة بين إبراهيم بن سعد وبين ابن شهاب الزهري، وهي صالح بن كيسان، وأثبتها عبد العزيز الأويسي ويعقوب بن إبراهيم كما سيأتي، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الرحمن بن مطيع بن الأسود، فلم يرو عنه غير أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، وروى له البخاري ومسلم هذا الحديث الواحد متابعة، وهو مختلف في صحبته.
وأخرجه البخاري (3602) عن عبد العزيز بن عبد الله الأوَيسي، ومسلم (2886) (11) ، وأبو عوانة في الفتن كما في "إتحاف المهرة" 13/607 من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد، كلاهما عن إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان، وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (955) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/154-155، والمزي في "تهذيب الكمال" 17/408 من طريق
عبد الرحمن بن إسحاق، كلاهما (صالح وعبد الرحمن) عن الزُّهري، بهذا الإسناد.
ووقع في رواية ابن قانع: عن نوفل بن معاوية، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "ستكون فِتنٌ كرِياحِ الصَّيف، القاعد فيها خيرٌ من القائم، والقائمُ فيها خيرٌ من الماشي" =(39/486)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "من الصلوات صلاةٌ من فاتته -يعني- كأنما وُتِرَ أهلَه ومالَه، هي صلاة العصر".
ولفظ رواية المزي: عن نوفل بن معاوية، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مثل حديث الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ستكون فِتَنٌ كرياح الصَّيف، القاعدُ فيها خيرٌ من القائم، والقائم فيها خيرٌ من الماشي، من أشْرفَ لها استَشْرفَتْهُ" زاد فيه: "ومن الصلوات صلاة من فاتَتْهُ فكأنما وُتِرَ أهلَه ومالَه".
وانظر ما سلف برقم (46) .(39/487)
بَقِيَّةُ حَدِيثِ نَوْفَلٍ الْأَشْجَعِيِّ
. . . / 49 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ فَرْوَةَ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ: " هَلْ لَكَ فِي رَبِيبَةٍ لَنَا فَتَكْفُلُهَا " قَالَ: أُرَاهَا زَيْنَبُ. ثُمَّ جَاءَ فَسَأَلَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْهَا، فَقَالَ: " مَا فَعَلْتِ الْجَارِيَةُ؟ " قَالَ: تَرَكْتُهَا عِنْدَ أُمِّهَا. قَالَ: " فَمَجِيءُ مَا جَاءَ بِكَ؟ " قَالَ: جِئْتُ لِتُعَلِّمَنِي شَيْئًا أَقُولُهُ عِنْدَ مَنَامِي. فَقَالَ: اقْرَأْ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ثُمََّ نَمْ عَلَى خَاتِمَتِهَا، فَإِنَّهَا بَرَاءَةٌ مِنَ الشِّرْكِ " (1)
. . . / 50 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ فَرْوَةَ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنْ أَبِيهِ، وَكَانَ ظِئْرًا لِأُم سَلَمَةَ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " مَجِيءُ مَا جِئْتَ؟ " قَالَ: جِئْتُ لِتُعَلِّمَنِي شَيْئًا أَقُولُهُ عِنْدَ مَنَامِي. قَالَ: " اقْرَأْ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} عِنْدَ مَنَامِكَ، فَإِنَّهَا بَرَاءَةٌ مِنَ الشِّرْكِ " (2)
__________
(1) حديث حسن على اختلاف في إسناده على أبي إسحاق -وهو عمرو بن عبد الله السَّبيعي- كما بيَّناه عند الرواية السالفة برقم (23807) .
هاشم بن القاسم: هو أبو النَّضْر الليثي البغدادي، وزهير: هو ابن معاوية الجعفي.
(2) حديث حسن كسابقه. أبو أحمد: هو محمد بن عبد الله بن الزُّبير الأسدي الزُّبيري، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السَّبيعي.(39/488)
. . / 51 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ فَرْوَةَ بْنِ نَوْفَلٍ الْأَشْجَعِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِرَجُلٍِ: " اقْرَأْ عِنْدَ مَنَامِكَ، فَإِنَّهَا بَرَاءَةٌ مِنَ الشِّرْكِ: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} (1)
. . . / 52 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ فَرْوَةَ الْأَشْجَعِيِّ يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ لِرَجُلٍ: " اقْرَأْ عِنْدَ مَنَامِكَ: قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ، فَإِنَّهَا بَرَاءَةٌ مِنَ الشِّرْكِ " (2)
. . . / 53 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ فَرْوَةَ بْنِ نَوْفَلٍ الْأَشْجَعِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللهٍِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِرَجُلٍ: " اقْرَأْ عِنْدَ مَنَامِكَ: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} ، فَإِنَّهَا بَرَاءَةٌ مِنَ الشِّرْكِ " (3)
__________
(1) حديث حسن. سفيان: هو ابن سعيد الثوري.
(2) حديث حسن. عبد الرزاق: هو ابن هَمَّام الصنعاني.
(3) حديث حسن.(39/489)
مُسْنَدُ الْوَزَّاعِ بْنِ الزُّرَّاعِ الْعَبْدِيِّ
. . . / 54 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا مَطَرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، سَمِعْتُ هِنْدَ بِنْتَ الْوَزَّاعِ. أَنَّهَا سَمِعْتُ اْلوَزَّاعَ يَقُولُ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْأَشَجَّ الْمُنْذِرَ بْنَ عَامِرٍ، أَوْ عَامِرَ (1) بْنَ الْمُنْذِرِ، وَمَعَهُمْ رَجُلٌ مُصَابٌ، فَانْتَهُوا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا رَأَوْا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَثَبُوا مِنْ رَوَاحِلَهُمْ، فَأَتَوْا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَبَّلُوا يَدَهُ، ثُمَّ نَزَلَ الشَّجَّ، فَعَقَلَ رَاحِلَتَهُ، وَأَخْرَجَ عَيْبَتَهُ فَفَتَحَهَا، فَأَخْرَجَ ثَوْبَيْنِ أَبْيَضَيْنِ مِنْ ثِيَابِهِ فَلَبِسَهُمَا، ثُمَّ أَتَى رَوَاحِلَهُمْ فَعَقْلَهَا، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا أَشَجُّ، إِنَّ فِيكَ خَصْلَتَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللهُ وَرَسُولُهُ: الْحِلْمَ وَالْأَنَاةَ " فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَنَا تَخَلَّقْتُهُمَا، أَوْ جَبَلَنِي اللهُ عَلَيْهِمَا؟ قَالَ: " بَلِ اللهُ جَبَلَكَ عَلَيْهِمَا ". قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَبَلَنِي عَلَى خُلُقَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللهُ وَرَسُولُهُ. فَقَالَ الْوَزَّاعُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ مَعِي خَالًا لِي مُصَابًا، فَادْعُ اللهَ لَهُ. فَقَالَ: " أَيْنَ هُوَ؟ ائْتِنِي بِهِ " قَالَ: فَصَنَعْتُ مِثْلَ مَا صَنَعَ الْأَشَجُّ، أَلْبَسْتُهُ ثَوْبَيْهِ، فَأَتَيْتُهُ، فَأَخَذَ مِنْ رِدَائِهِ فَرَفَعَهَا حَتَّى رَأَيْنَا
__________
(1) هكذا وقع في الموضعين في رواية الإمام أحمد كما في "جامع المسانيد" و"البداية والنهاية" 5/43 كلاهما لابن كثير: عامر، وفي مصادر ترجمته: عائذ.(39/490)
بَيَاضَ إِبْطِهِ، ثُمَّ ضَرَبَ بِظَهْرِهِ، فَقَالَ: " اخْرُجْ عَدُوَّ اللهِ " فَوَلَّى وَجْهَهُ وَهُوَ يَنْظُرُ نَظَرَ رَجُلٍ صَحِيحٍ (1)
__________
(1) إسناده ضعيف لجهالة هند بنت الوازع، وتكنى بأُم أبان، فلم يرو عنها غير مطر بن عبد الرحمن، ومطر هذا ليس بذاك الثقة المشهور، قال أبو حاتم: محلُّه الصدق، وذكره ابن حبان في "ثقاته" وقال: يروي المقاطيع. وقد اختلف عليه في إسناد هذا الحديث فقيل: عن أم أبان، عن أبيها، وقيل: عنها عن جدِّها الزارع.
وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 1/241 من طريق أحمد بن عبد الملك ابن واقد، عن مطر بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولاً ومختصراً البخاري في "الأدب المفرد" (975) ، وفي "خلق أفعال العباد" (203) ، وفي "التاريخ الكبير" 3/447، والطبراني في "الكبير" (5314) ، والخطيب في "الأسماء المبهمة" ص443-445 من طريق موسى بن إسماعيل، وأخرجه أبو داود (5225) ، والطبراني في "الكبير" (5313) ، وفي "الأوسط" (420) ، والبيهقي في "السنن" 7/102، وفي "دلائل النبوة" 5/327-328، والمزي في ترجمة الزارع من "التهذيب" 9/266-267 من طريق محمد بن عيسى ابن الطبَّاع، وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1684) ، والبزار (2746- كشف الأستار) ، والطبراني بإثر (5313) من طريق أبي داود الطيالسي، وأبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة" كما في "الإصابة" 6/129-130 من طريق يحيى بن حماد، أربعتهم عن مطر بن عبد الرحمن، عن
أم أبان بنت الوزاع، عن جدِّها الزارع، وبعضهم يرويه على صورة الإرسال: أم أبان أن جدَّها الزارع خرج وافداً إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.. إلخ.
وانظر لقصة الأشج ما سلف برقم (17828) .
وللشطر الثاني انظر ما سلف من حديث يعلى بن مرة برقم (17548) .(39/491)
مُسْنَدُ أَبِي أُمَامَةَ الْحَارِثِيِّ (1)
. . . / 55 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَخِيهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ أَحَدِ بَنِي حَارِثَةَ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا يَقْتَطِعُ رَجُلٌ حَقَّ رَجُلٍ مُسْلِمٍ بِيَمِينِهِ، إِلَّا حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ، وَأَوْجَبَ لَهُ النَّارَ ". فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَإِنْ كَانَ شَيْئًا يَسِيرًا؟ قَالَ: " وَإِنْ كَانَ سِوَاكًا مِنْ أَرَاكٍ (2) " (3)
. . . / 56 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ يَعْنِي ابْنَ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ كَعْبٍ السُّلَمِيِّ، عَنْ أَخِيهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ اقْتَطَعَ حَقَّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ بِيَمِينِهِ، فَقَدْ أَوْجَبَ اللهُ لَهُ بِهَا النَّارَ، وَحَرَّمَ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ " فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: وَإِنْ كَانَ شَيْئًا يَسِيرًا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " وَإِنْ
__________
(1) سلف ذكر ترجمته في مسند أبي أمامة صُدَيِّ بن عَجلانَ الباهِليِّ 37/132.
(2) متن هذا الحديث أثبتناه من "تهذيب الكمالِ" 33/50، فإن الحافظ المزي قد أخرجه من طريق "المسند".
(3) حديث صحيح، وهو مكرر (22240) ، لكن لم يسق هناك لفظه.
وانظر الحديثين التاليين.(39/492)
قَضِيبًا مِنْ أَرَاكٍ " (1)
. . . / 57 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنِي مَالِكٌ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَخِيهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَعْبِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ اقْتَطَعَ حَقَّ مُسْلِمٍ بِيَمِينِهِ، حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ، وَأَوْجَبَ لَهُ النَّارَ " قَالَ وَا: وَإِنْ كَانَ شَيْئًا يَسِيرًا؟ قَالَ: " وَإِنْ كَانَ قَضِيبًا مِنْ أَرَاكٍ " يَقُولُهَا ثَلَاثًا (2)
. . . / 58 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ زُهَيْرٍ يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدٍ، عَنْ صَالِحٍ يَعْنِي ابْنَ كَيْسَانَ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي أُمَامَةَ أَخْبَرَهُ، أَنَّ أَبَا أُمَامَةَ أَخْبَرَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْبَذَاذَةُ مِنَ الْإِيمَانِ، الْبَذَاذَةُ مِنَ الْإِيمَانِ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح، وهو مكرر (22239) .
وانظر ما قبله.
(2) إسناه صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير العلاء -وهو ابن عبد الرحمن الحُرَقي- وإسحاق بن عيسى: وهو ابن الطَّبَّاع البغدادي، فهما من رجال مسلم. مالك: هو ابن أنس الأَصْبحي الإمام.
وهو في "الموطأ" 2/727، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "السنن المأثورة" (545) ، وأبو يعلى في "مسنده الكبير" كما في "إتحاف الخيرة" (6629) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (448) و (5929) ، والطبراني في "الكبير" (797) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (943) ، والبيهقي 10/179، والبغوي في "شرح السنة" (2507) ، وفي "معالم التنزيل" 1/319. وسقط من إسناد أبي يعلى في "إتحاف الخيرة": "عبد الله بن كعب".
وانظر الحديث السالف برقم (55) .
(3) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الصحيح غير عبد الله بن أبي أمامة فقد=(39/493)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= روى له أبو داود وابن ماجه، وهو صدوق حسن الحديث، وقد صرَّح بسماعه من أبيه عند المصنِّف وغيره، وقد اختلف عليه في هذا الحديث بما لا يقدح.
وهو في "الزهد" للمصنِّف ص7، ومن طريقه أخرجه الحاكم 1/9، والبيهقي في "الشعب" (8136) لكن وقع عند الأخيرين: صالح بن أبي صالح بدل صالح ابن كيسان، وهو خطأ. وقال أحمد عقب روايته في "الزهد": البذاذة: التواضع في اللباس. ونقل البيهقي عن عبد الرحمن بن مهدي بأنها التواضع.
وأخرجه البيهقي (6173) من طريق محمد بن إبراهيم، عن أحمد بن حنبل، به. وجاء عنده على الصواب: صالح بن كيسان.
وأخرجه القضاعي في "مسند الشهاب" (157) ، والبيهقي في "الآداب" (240) ، وفي "الشعب" (8136) من طريق عبد الرحمن بن محمد بن منصور، عن عبد الرحمن بن مهدي، به. ووقع في رواية البيهقي في "الآداب": صالح بن أبي صالح، وهو خطأ أيضاً.
وأخرجه الطبراني (790) ، وأبو أحمد الحاكم في "الكنى" 2/13، والمزي في ترجمة أبي أمامة من "التهذيب" 33/51 من طريق سعيد بن سلمة بن أبي الحسام، عن صالح بن كيسان، به.
وأخرجه ابن ماجه (4118) من طريق أيوب بن سويد، وأبو أحمد الحاكم 2/12-13 من طريق عبد الله بن المبارك، كلاهما عن أسامة بن زيد، عن عبد الله ابن أبي أمامة، عن أبيه. وفُسِّر في رواية ابن ماجه بأنه التقشف.
وأخرجه الطحاوي في "شرح المشكل" (1531) و (3036) ، والطبراني (791) ، وأبو أحمد الحاكم 2/14-15، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1361) من طريق عبد الله بن حمران، عن عبد الحميد بن جعفر، عن عبد الله بن ثعلبة، قال: قال لي عبد الرحمن بن كعب بن مالك: سمعت أباك يحدِّث عن النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ..
فذكره. وعبد الله بن ثعلبة: هو عبد الله بن أبي أُمامة بن ثعلبة نسب إلى جدِّه.=(39/494)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= قلنا: وعبد الحميد بن جعفر، وإن كان صدوقاً حسن الحديث عند الجمهور إلا أن النسائي قال. ليس بالقوي، وقال ابن حبان: ربما أخطأ. فإن كان عبد الرحمن بن كعب محفوظاً في هذا الإسناد فيكون من المزيد في متصل الأسانيد، لأن عبد الله بن أبي أمامة قد صرَّح بسماعه من أبيه كما في رواية "المسند" وغيرها.
وأخرجه الطبراني (789) من طريق عبد العزيز بن عبيد الله، عن عبد الله بن عُبيد الله بن حكيم، عن أبي المنيب بن أبي أمامة -وهو عبد الله-، عن عبد الله بن كعب، عن أبي أمامة، به. قلنا: عبد العزيز ضعيف، وعبد الله بن عبيد الله لم نقف على حاله.
وأخرجه البخاري في "الكنى" 9/3، وابن أبي الدنيا في "التواضع" (129) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2002) ، والطبراني (788) من طرق عن عبد الله بن منيب بن عبد الله بن أبي أمامة، عن أبيه منيب، عن محمود بن لبيد، عن أبي أمامة، به. قلنا: ومنيب بن عبد الله مجهول الحال.
ورواه محمد بن إسحاق واختلف عليه في إسناده:
فأخرجه أبو داود (4161) ، والبيهقي في "الشعب" (6470) ، وفي "الآداب" (241) من طريق محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن أبي أمامة، عن عبد الله بن كعب بن مالك، عن أبي أمامة، به. قلنا: ابن إسحاق مدلِّس وقد عنعنه.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في "التواضع والخمول" (128) ، والبيهقي في "الشعب" (8135) من طريق عباد بن العوام، عن محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن أبي أمامة، عن عبد الله بن كعب، عن أبيه. كذا قال: عن أبيه، قال البيهقي عقبه: يحتمل أن يكون المراد بقوله: "عن أبيه" أبا عبد الله بن أبي أمامة والله أعلم. قلنا: وابن إسحاق عنعنه أيضاً.
وأخرجه أبو يعلى الموصلي في "مسنده الكبير" كما في "إتحاف الخيرة" (250) ، عن إبراهيم بن الحجاج، عن حجاج، عن ابن إسحاق، عن أبي أمامة بن=(39/495)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= سهل بن حنيف، عن عبد الله بن كعب الباهلي أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فذكره. وقال
البوصيري عقبه: إسناده ضعيف لتدليس محمد بن إسحاق.
وأخرجه الحميدي (357) ، وابن أبي عمر العدني في "الإيمان" (46) عن سفيان بن عيينة، عن ابن إسحاق، عن معبد بن كعب -عند العدني: محمد بن كعب-، عن عمه أو أمه -عند العدني: عن أبيه أو عمه- أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ...
فذكره. وابن إسحاق عنعنه أيضاً.
قوله: "البذاذة" قال الخطابي: هي سوء الهيئة والتجوز في الثياب ونحوها، قال الحَليمي كما في "شعب الإيمان" 5/228: وإنما هو والله أعلم أنه لا تبعده البذاذة عن الطاعات، فلا يمتنع إذا ساءت حاله عن الجمعة والجماعات، ولا عن مجالس العلم لأجل رثاثة كسوته وسوء هيئة لباسه، ولكنه يصبر على ما هو فيه، ويحمد الله عليه، ولا يستشعر منه خجلاً ولا حياءً، فذلك إن شاء الله هو الإيمان دون الرثاثة بعينها، والله أعلم.(39/496)
بَقِيَّةُ حَدِيثِ أَبِي جُهَيْمِ بْنِ الْحَارِثِ الْأَنْصَارِيِّ
. . . / 59 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ. أَنَّ زَيْدَ بْنَ خَالِدٍ أَرْسَلَ إِلَى أَبِي جُهَيْمٍ - قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: بَعَثَنِي زَيْدُ بْنُ خَالِدٍ إِلَى أَبِي جُهَيْمِ الْأَنْصَارِيِّ: مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي الرَّجُلِ يَمُرُّ بَيْنَ يَدَيِ الرَّجُلِ وَهُوَ يُصَلِّي؟ قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: " لَوْ يَعْلَمُ أَحَدُكُمْ مَا لَهُ فِي أَنْ يَمُرَّ بَيْنَ يَدَيِ الرَّجُلِ وَهُوَ يُصَلِّي، كَانَ لِأَنْ يَقِفَ أَرْبَعِينَ - لَا أَدْرِي: عَامًا، أَوْ يَوْمًا، أَوْ شَهْرًا - خَيْرًا لَهُ مِنْ ذَلِكَ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجرَّاح الرُّؤاسي، وعبد الرحمن: هو ابن مهدي العَنْبري، وسفيان: هو ابن سعيد الثوري، وسالم أبو النضر: هو ابن أبي أميَّة مولى عمر بن عُبيد الله التَّيمي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/282، ومن طريقه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2077) ، وأخرجه مسلم (507) عن عبد الله بن هاشم بن حَيَّان العَبْدي، وابن ماجه (945) عن علي بن محمد، ثلاثتهم (ابن أبي شيبة وعبد الله ابن هاشم وعلي بن محمد) عن وكيع بن الجراح وحده، بهذا الإسناد.
وقال ابن أبي شيبة وحده في روايته عن وكيع: "عن بسر بن سعيد، عن عبد الله بن جهيم" سَمَّى أبا جهيم الأنصاري: عبد الله بن جهيم. ولفظ الحديث عنده: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "لو يعلم أحدكم في الممرِّ بين يدي أخيه وهو يصلي من الإثم، لوقف أربعين".
وأخرجه ابن عبد البرِّ في "التمهيد" 21/147 من طريق عبد الرحمن بن مهدي وحده، به.=(39/497)
. . / 60 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: أَرْسَلَنِي زَيْدُ بْنُ خَالِدٍ إِلَى أَبِي جُهَيْمٍ الْأَنْصَارِيِّ أَسْأَلُهُ: مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِيمَنْ يَمُرُّ بَيْنَ يَدَيِ الْمُصَلِّي؟ قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: " لِأَنْ يَقُومَ فِي مَقَامِهِ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمُرَّ بَيْنَ يَدَيِ الْمُصَلِّي " فَلَا أَدْرِي قَالَ: أَرْبَعِينَ سَنَةً، أَوْ أَرْبَعِينَ شَهْرًا، أَوْ أَرْبَعِينَ يَوْمًا (1)
__________
= وأخرجه أبو عوانة (1393) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 21/147 من طريق قبيصة بن عقبة، وأبو عوانة (1395) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (86) من طريق أبي عامر العَقَدي، كلاهما عن سفيان الثوري، به. ووقع في حديث أبي عامر العقدي: "عن بسر بن سعيد، عن أبي جهيم الأنصاري" لم يقل: "أرسلني زيد بن خالد إلى أبي جهيم الأنصاري".
وأخرجه ابن خزيمة (813) عن علي بن خَشْرَم، عن سفيان بن عيينة، عن سالم أبي النَّضْر، به. ورواه ابن عيينة مرة أخرى، فجعل أبا جُهيم هو المرسِل لبسر بن سعيد إلى زيد بن خالد، وقد سلف عند المصنِّف في مسند خالد بن زيد برقم (17051) ، وانظر تعليقنا عليه هناك.
وقد سلف الحديث عن عبد الرحمن بن مهدي برقم (17540) ، وسيأتي عن عبد الرزاق بن همام في الرواية التالية، كلاهما عن مالك بن أنس، عن سالم أبي النضر.
وقوله: "كان لأن يقف أربعين - لا أدري: عاماً، أو يوماً، أو شهراً! خيراً له من ذلك" الشك فيه من سالم أبي النضر كما جاء التصريح به في الرواية السالفة برقم (17540) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن هَمَّام الصنعاني، ومالك: هو ابن أنس الأصبحي الإمام.=(39/498)
. . / 61 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ هُرْمُزَ الْأَعْرَجُ، عَنْ عُمَيْرٍ مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ - وَكَانَ عُمَيْرٌ مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ ثِقَةً فِيمَا بَلَغَنِي -، عَنْ أَبِي جُهَيْمِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْبَصْمَةِ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِبَعْضِ حَاجَتِهِ نَحْوَ بِئْرِ جَمَلٍ، ثُمَّ أَقْبَلَ، فَلَقِيَهُ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى وَضَع يَدَهُ عَلَى الْجِدَارِ، ثُمَّ مَسَحَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: "
__________
= وهو في "مصنف عبد الرزاق" برقم (2322) وقرن بمالك بن أنس سفيانَ بن سعيد الثَّوري.
وأخرجه أبو عوانة (1392) ، والطبراني في "الكبير" (5235) عن إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري، عن عبد الرزاق، به. إلا أن الطبراني قال: في روايته: "أرسلني أبو جهيم الأنصاري إلى زيد بن خالد الجهني" فقلبه، جعل أبا جهيم الأنصاري هو المرسِل وزيدَ بن خالد هو المرسل إليه، وهو وهم منه رحمه الله.
وسلف الحديث عن عبد الرحمن بن مهدي، عن مالك برقم (17540) ، وسلف تخريجه من هذا الطريق هناك، ونزيد في تخريجه هنا:
ما أخرجه ابن الجوزي في "الحدائق" 2/117 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن مهدي، به.
وما أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2078) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 6/59، والمزي في "تهذيب الكمال" 33/210 من طرق عن مالك ابن أنس، به.
وانظر ما قبله.
وقوله: فلا أدري قال: أربعين سنة ... إلخ. الشك فيه من سالم أبي النضر كما جاء مصرَّحاً به في الرواية رقم (17540) .(39/499)
وَعَلَيْكَ السَّلَامُ " (1)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن إسحاق -هو ابن يسار المدني- فهو صدوق حسن الحديث، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخن. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزُّهري، وعمير مولى عبد الله بن عباس: هو ابن عبد الله الهِلالي.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/86، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/130، وأبو أحمد الحاكم في "الأسامي والكنى" 3/187، والدارقطني 1/176 و176-177 من طريق يعقوب بن إبراهيم الزُّهري، بهذا الإسناد. ووقع عند ابن قانع والدارقطني: عمير مولى عبيد الله بن عباس. قلنا: وعمير هو مولى أم الفضل لُبابة بنت الحارث الهلالية زوج العباس بن عبد المطلب، قال الحافظ في "الفتح" 1/442: وإذا كان مولى أم الفضل فهو مولى أولادها.
وأخرجه أبو أحمد الحاكم 3/187 عن أبي القاسم بن منيع، عن أبي خيثمة زهير بن حرب، عن يعقوب بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن إسحاق، عن عمير مولى عبد الله بن عباس، به. وقال أبو أحمد الحاكم بإثره: هكذا أخبرناه ابن منيع، عن أبي خيثمة، ولم يذكر الأعرج في الإسناد، فلا أدري سقط ذكره عليه، أو على أبي خيثمة؟ والصواب من حديث محمد بن إسحاق بن يسار ما أخبرنا ...
وساق الحديث من طريق أخرى عن إبراهيم بن يعقوب، عن أبيه، عن محمد بن إسحاق، وفيه ذكرُ عبد الرحمن بن هرمز. وقد خرَّجنا هذا الطريق آنفاً.
وسلف الحديث من طريق ابن لهيعة، عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج برقم (17541) ، وقد ذكرنا تخريجه من هذا الوجه هناك، ونزيد هنا:
ما أخرجه أبو عبيد في "الطهور" (61) عن حسان بن عبد الله المصري، عن ابن لهيعة، به. إلا أنه قال: عن عبد الرحمن الأعرج قال: سمعت عمير بن عبد الله يحدث، عن عبد الله بن يسار مولى ميمونة زوج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عن أبي الجهيم الأنصاري، فذكره. قلنا: وهذا من سوء حفظ ابن لهيعة، والصواب: عن عبد الرحمن الأعرج، عن عمير مولى ابن عباس، قال: أقبلت أنا وعبد الله بن=(39/500)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= يسار مولى ميمونة زوج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى دخلنا على أبي الجهيم بن الحارث بن
الصِّمَّة الأنصاري، فقال أبو جهيم ... وهكذا رواه حسن بن موسى الأشيب، عن ابن لهيعة نفسه كما سلف في الرواية رقم (17541) .
وما أخرجه ابن الجارود في "المنتقى" (127) ، وأبو عوانة (888) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/85-86، وابن حبان (805) ، وأبو أحمد الحاكم 3/186، والمزي في ترجمة عمير من "تهذيب الكمال" 22/382-383 من طريق جعفر بن ربيعة، عن عبد الرحمن بن هرمز، به.(39/501)
بَقِيَّةُ حَدِيثِ أَبِي رِفَاعَةَ الْعَدَوِيِّ
. . . / 62 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ أَبِي رِفَاعَةَ الْعَدَوِيِّ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَخْطُبُ، فَقُلْتُ: " رَجُلٌ غَرِيبٌ جَاءَ يَسْأَلُ عَنْ دِينِهِ، لَا يَدْرِي مَا دِينُهُ. قَالَ: فَأَقْبَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَتَرَكَ خُطْبَتَهُ، ثُمَّ أُتِي بِكُرْسِيٍّ خَلِبٍ قَوَائِمُهُ حَدِيدٌ، فَقَعَدَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيَّ يُعَلِّمُنِي مِمَّا عِلَّمَهُ اللهُ، ثُمَّ أَتَى خُطْبَتَهُ، فَأَتَمَّ آخِرَهَا ". (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مخرَّج في "صحيحه" (876) ، وهذا الإسناد عند علي ابن المديني منقطع، فقد قال: حميد عندي لم يلق أبا رفاعة. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن المغيرة وصحابيِّه أبي رفاعة. أبو عبد الرحمن المقرىء: هو عبد الله بن يزيد المكي.
وأخرجه ابن خزيمة (1457) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1281) من طريق أبي النضر هاشم بن القاسم وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1164) ، وابن خزيمة (1800) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/112-113، والحاكم 1/286، والبمِهقي 1/218 من طريق أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرىء وحده، به.
وانظر ما بعده.
وسلف الحديث عن بهز عن سليمان بن المغيرة برقم (20753) ، وسلف تخريجه هناك. ونزيد عليه هنا:
أخرجه أبو نعيم في "المعرفة" بإثر الحديث (1281) ، وابن الأثير في "أسد=(39/502)
قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ حُمَيْدٌ: قَالَ: أُرَاهُ رَأَى خَشَبًا أَسْوَدَ حَسِبَهُ حَدِيدًا.
. . . / 63 -حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، قَالَ: قَالَ أَبُو رِفَاعَةَ - رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَدِيٍّ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَخْطُبٌ. . . فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1)
__________
= الغابة" 6/111، والمزي في ترجمة أبي رفاعة العدوي من "تهذيب الكمال" 33/314 من طريق شيبان بن فروخ، عن سليمان بن المغيرة، به. وقرن أبو نعيم بشيبان عاصمَ بنَ علي.
قوله: "بكرسيٍّ خُلْبٍ" قال ابن الأثير في "النهاية" 2/58: الخُلْب: اللِّيف، واحدته خُلْبة.
(1) إسناده صحيح كسابقه.(39/503)
بَقِيَّةُ حَدِيثِ أَبِي زُهَيْرٍ الثَّقَفِيِّ
. . . / 64 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ صَفْوَانَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ بِالنَّبَاوَةِ - أَوْ بِالْبَنَاوَةِ - مِنَ الطَّائِفِ: " يُوشِكُ أَنْ تَعَلَمُوا أَهْلَ الْجَنَّةِِ مِنْ أَهْلْ النَّارِ " أَوْ " خِيَارُكُمْ مِنْ شِرَارُكُمْ " وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا قَالَ: " أَهْلَ الْجَنَّةِ مِنْ أَهْلِ النَّارْ ". فَقَالَ قَائِلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ: بِمَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " بِالثَّنَاءِ الْحَسَنِ، وَالثَّنَاءِ السَّيِّئِ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ بَعْضِكُمْ عَلَى بَعْضٍ " (1)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد محتمل للتحسين، سلف الكلام عليه برقم (15439) .
وسلف الحديث عن عبد الملك بن عمرو وسريح بن النعمان عن نافع بن عمر برقم (15439) ، وانظر تخريجه من طريق يزيد بن هارون هناك.
قوله: "بالنباوة" لهذا الذي ذكره أبو عُبيد البكري وياقوت بتقديم النون على الباء: موضع بالطائف، ولم يذكرا "البناوة" بتقديم الباء على النون.(39/504)
حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ عَمِّهِ
. . . / 65 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدْ اللهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ عَمِّهِ: أَنَّ كَعْبَ بْنَ الْأَشْرَفِ كَانَ يَهْجُو النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ أَنْ يَبْعَثَ إِلَيْهِ خَمْسَةَ نَفَرٍ، فَأَتَوْهُ وَهُوَ فِي مَجْلِسِ قَوْمِهِ فِي الْعَوَالِي، فَلَمَّا رَآهُمْ ذُعِرَ مِنْهُمْ وَقَالَ: مَا جَاءَ بِكُمْ؟ قَالُوا: جِئْنَا إِلَيْكَ لِحَاجَةٍ. قَالَ: فَلْيَدْنُ إِلَيًّ بَعْضُكُمْ فَلْيُحَدِّثْنِي بِحَاجَتِهِ. فَدَنَا مِنْهُ بَعْضُهُمْ، فَقَالُوا: جِئْنَاكَ لِنَبِيعَكَ أَدْرُعًا لَنَا. قَالَ: وَاللهِ إِنْ فَعَلْتُمْ، لَقَدْ جُهِدْتُمْ مُنْذُ نَزَلَ هَذَا الرَّجُلُ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ - أَوْ قَالَ: بِكُمْ - فَوَاعَدُوهُ أَنْ يَأْتُوهُ بَعْدَ هَدْأَةٍ مِنَ اللَّيْلِ، قَالَ فَجَاءُوهُ، فَقَامَ إِلَيْهِمْ، فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ: مَا جَاءَكَ هَؤُلَاءِ فِي هَذِهِ السَّاعَةِ لِشَيْءٍ مِمَّا تُحِبُّ. قَالَ: إِنَّهُمْ قَدْ حَدَّثُونِي بِحَاجَتِهِمْ. فَلَمَّا دَنَا مِنْهُمْ، اعْتَنَقَهُ أَبُو عَبْسٍ، وَعَلَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ بِالسَّيْفِ، وَطَعَنَهُ فِي خَاصِرَتِهِ، فَقَتَلُوهُ، فَلَمَّا أَصْبَحْتِ الْيَهُودُ، غَدَوْا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَوا: قُتِلَ سَيِّدُنَا غِيلَةً. فَذَكَرَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا كَانَ يَهْجُوهُ فِي أَشْعَارِهِ، وَمَا كَانَ يُؤْذِيهِ، ثُمَّ دَعَاهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَنْ يَكْتُبَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ كِتَابًا. قَالَ: فَكَانَ ذَلِكَ الْكِتَابُ مَعَ عَلِيٍّ (1)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا الإسناد رجاله ثقات غير عمّ عبد الله بن كعب فلم نتبيَّنه، ونقل الحافظ ابن حجر في "الإصابة" 5/611 في ترجمة كعب سنداً من=(39/505)
. . / 66 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ: قَالَ الزُّهْرِيُّ: فَأَخْبَرَنِي ابْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ عَمِّهِ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ بَعَثَ إِلَى ابْنِ أَبِي الْحُقَيْقِ بِخَيْبَرَ، نَهَى عَن قَتْلِ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ ". (1)
__________
= طريق يزيد بن هارون، عن إسماعيل من ولد كعب بن مالك، قال: لم يكن لمالك ولدٌ غير الشاعر المشهور. وهذا الإسناد قد اختلف فيه على معمر ثم على الزهري كما يأتي.
وأخرجه عبد الرزاق (9388) عن معمر، عن الزهري، عن ابن كعب بن مالك، فذكره ليس فيه عن عمه، ولم يسمِّ ابن كعب.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" (8317) عن الحسن بن يحيى، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، فذكره مرفوعاً دون ذكر واسطة.
وأخرجه كرواية الطبري ابنُ سعد في "الطبقات" 2/33 عن محمد بن حميد العبدي، عن معمر، به.
وأخرجه أبو داود (3000) ، ومن طريقه البيهقي في "الدلائل" 3/198 عن محمد بن يحيى بن فارس، عن الحكم بن نافع، عن شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب، عن أبيه.
وأخرجه البيهقي 3/196-198 من طريق عبد الكريم بن الهيثم، عن الحكم، عن شعيب، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب، فذكره مطولاً.
وأخرجه الطبراني 19/ (154) من طريق حيوة بن شريح، عن عقيل بن خالد، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب، فذكره.
وأخرجه أيضاً 19/ (155) من طريق ابن لهيعة، عن عقيل، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب، فذكره.
ويشهد له حديث جابر عند البخاري (4037) ، ومسلم (1801) .
(1) صحيح لغيره، وإسناده إسناد سابقه، وقد اختلف فيه على الزهري أيضاً.=(39/506)
. . / 67 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ كَعْبٍ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ (1)
__________
= وأخرجه عبد الرزاق بإثر الحديث (9385) عن معمر، عن الزهري، عن ابن كعب بن مالك، فذكره. لم يذكر فيه: عن عمه.
وأخرجه كذلك ابن أبي شيبة 14/470-471 من طريق محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن عبد الله بن كعب بن مالك. لم يذكر فيه أيضاً: عن عمه.
وأخرجه الطبراني 19/ (150) من طريق عبد الرزاق، عن ابن جريج، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب، عن أبيه، عن عمه، عن كعب، فجعله من حديث كعب بن مالك.
وأخرجه الطبراني 19/ (145) من طريق يونس بن يزيد، وبرقم (146) من طريق مالك، كلاهما عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب، عن أبيه.
وأخرجه أيضاً 19/ (147) من طريق ابن أبي عدي، وبرقم (148) من طريق روح بن عُبادة، كلاهما عن محمد بن أبي حفصة، عن الزهري، عن عبد الله بن كعب -زاد روح: أو عبيد الله بن كعب- عن كعب.
وانظر ما بعده.
ويشهد له حديث ابن عمر السالف برقم (4739) ، وانظر شواهده هناك.
(1) صحيح لغيره، وهذا الإسناد قد اختلف فيه على الزهري كما بيناه في الحديث السابق.
وأخرجه الشافعي في "مسنده" 2/118، والحميدي (874) ، وسعيد بن منصور (2627) ، وابن أبي شيبة 12/381-382، والبيهقي 9/78، والحازمي في "الاعتبار" ص213 و214 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وسُمَّي ابن كعب في رواية ابن أبي شيبة عبد الرحمن.(39/507)
[سادس عشر الأنصار]
مُسْنَدُ التَّلِبِّ بْنِ ثَعْلَبَةَ الْعَنْبَرِيِّ
. . . / 68 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ خَالِدٍ يَعْنِي الْحَذَّاءَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ الْعَنْبَرِيِّ، عَنِ ابْنِ التَّلِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّ رَجُلًا أَعْتَقَ نَصِيبًا لَهُ مِنْ مَمْلُوكٍ، فَلَمْ يُضَمِّنْهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. (1) كَذَا قَالَ غُنْدَرٌ: ابْنِ الثَّلِبِّ، وَإِنَّمَا هُوَ: ابْن التَّلِبِّ، وَكَانَ شُعْبَةُ فِي لِسَانِهِ شَيْءٌ - يَعْنِي لُثْغَةً - وَلَعَلَّ غُنْدَرًا لَمْ يَفْهَمْ عَنْهُ
__________
(1) إسناده ضعيف لجهالة حال ابن التلب -واسمه مِلْقام، ويقال: هلقام-، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح غير صحابيه فقد روى له أبو داود والنسائي. أبو بشر العنبري: هو الوليد بن مسلم بن شهاب البصري.
وأخرجه المزي في ترجمة التلب بن ثعلبة من "تهذيبه" 4/319-320 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (3948) ، والبيهقي 10/284 من طريق أحمد بن حنبل، به.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1206) ، والنسائي في "الكبرى" (4969) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/112، والطبراني في "الكبير" (1300) ، وأبو أحمد العسكري في "تصحيفات المحدثين" 1/98، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1295) ، والخطيب في "الموضح" 2/434 من طريق محمد بن جعفر، به.
قلنا: فإن احتج بهذا الحديث محتجٌّ فعليه أن يَحمِلَ قوله: "فلم يضمِّنه" على المعتِق المعسِر، فإن كان له مال ضَمِنَ حِصصَ شركائه في العبد على ما في حديث ابن عمر السالف برقم (4451) ، وحديث أبي هريرة السالف أيضاً برقم (7468) ، وانظر "فتح الباري" 5/159.(39/508)
بَقِيَّةُ حَدِيثِ ابْنِ وَدِيعَةَ الْأَنْصَارِيِّ
. . . / 69 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ وَدِيعَةَ: أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِضَبٍّ، فَقَالَ: " أُمَّةٌ مُسِخَتْ، وَاللهُ أَعْلَمُ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه، فقد روى له أصحاب السنن غير الترمذي.
وسلف الحديث عن محمد بن جعفر وعفان بن مسلم، عن شعبة، برقم (17932) .(39/509)
بَقِيَّةُ حَدِيثِ الْجَارُودِ الْعَبْدِيِّ
. . . / 70 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ الْجَذْمِيِّ، عَنِ الْجَارُودِ، قَالَ: قُلْتُ - أَوْ قَالَ رَجُلٌ -: يَا رَسُولًَ اللهِ، اللُّقَطَةُ نَجِدُهَا؟ قَالَ: " انْشُدْهَا، وَلَا تَكْتُمْ، وَلَا تُغِيِّبْ، فَإِنْ وَجَدْتَ رَبِّهَا، فَادْفَعْهَا إِلَيْهِ، وَإِلَّا فَمَالُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ " (1)
__________
(1) حديث حسن، أبو مسلم الجَذَمي روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ووثقه العجلي، والذهبي في "الكاشف"، وقال ابن حجر في "التقريب": مقبول، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير صحابيه، فقد روى له الترمذي والنسائي، ويزيد بن هارون سماعه من الجُرَيري -وهو سعيد بن إياس أبو مسعود- بعد الاختلاط، لكن تابعه إسماعيل ابن عُليَّة وغيره كما في
الرواية السالفة برقم (20754) والتعليق عليها، غير أنهم قالوا: عن أبي العلاء -وهو يزيد بن عبد الله بن الشِّخِّير- عن أخيه مُطَرِّف بن عبد الله بن الشِّخِّير، عن أبي مسلم الجَذَمي، عن الجارود. زادوا مُطَرِّفاً فيه.
وذكرنا تخريجه من هذا الطريق هناك، ونزيد عليه هنا:
ما أخرجه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (4019) ، عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
والجَذَمي: بفتحتين - وضبطه بعضهم بتسكين الذال نسبة إلى جذيمة: بطن من عبد القيس.(39/510)
. . / 71 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ (1) ، عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ، عَنِ الْجَارُودِ بْنِ الْمُعَلَّى، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " ضَالَّةُ الْمُسْلِمِ حَرْقُ النَّارِ " (2)
__________
(1) وقع في "أطراف المسند" 2/180، و"إتحاف المهرة" 4/6: "حدثنا شعبة، عن أبان، عن قتادة" بزيادة أبان في الإسناد بين شعبة وقتادة، والصواب إسقاطه من الإسناد كما في "جامع المسانيد" 2/587، و"غاية المقصد" ورقة 154.
(2) إسناده حسن من أجل أبي مسلم الجَذَمي، وقد سلف الكلام عليه في الرواية السالفة، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير صحابيه، فقد روى له الترمذي والنسائي، غير أن شعبة بن الحجاج خالف فيه سائر من رواه عن قتادة -وهو ابن دِعامةَ السَّدُوسي- كما في الروايتين السالفتين برقم (20757) و (20759) وتخريجهما، فلم يذكر في إسناده أبا العلاء يزيد بن عبد الله بن الشِّخِّير
بين قتادة وأبي مسلم الجَذَمي، ولم يتابعه على إسقاطه من الإسناد غيرُ سعيد بن أبي عَرُوبة عند الطبراني في "معجمه الكبير" (2117) ، والله أعلم.(39/511)
بَقِيَّةُ حَدِيثِ الضَّحَّاكِ بْنِ قَيْسٍ
. . . / 72 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ (1) : أَنَّ الضَّحَّاكَ بْنَ قَيْسٍ كَتَبَ إِلَى قَيْسِ بْنِ الْهَيْثَمِ حِينَ مَاتَ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ: سَلَامٌ عَلَيْكَ، أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، وَفِتَنًا كَقِطَعِ الدُّخَانِ، يَمُوتُ فِيهَا قَلْبُ الرَّجُلِ كَمَا يَمُوتُ بَدَنُهُ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا، وَيُمْسِي كَافِرًا، وَيُمْسِي مُؤْمِنًا، يُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ فِيهَا أَقْوَامٌ خَلَاقَهُمْ وَدِينَهُمْ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا قَلِيلٍ ". وَإِنَّ يَزِيدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ قَدْ مَاتَ، وَأَنْتُمْ إِخْوَتُنَا وَأَشِقَّاؤُنَا، فَلَا تَسْبِقُونَا بِشَيْءٍ حَتَّى نَخْتَارُ لِأَنْفُسِنَا (2)
__________
(1) وقع في "غاية المقصد" و"جامع المسانيد" مكان قوله: "عن الحسن": عن أنس، وهو خطأ، والتصويب من "أطراف المسند" 2/605، ومما سلف برقم (15753) .
(2) مرفوعه صحيح لغيره دون قوله: "وفتناً كقطع الدخان يموت فيها قلب الرجل كما يموت بدنه"، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد: وهو ابن جُدْعان.
وقد سلف برقم (15753) عن عفان عن حماد بن سلمة.(39/512)
مُسْنَدُ عَلْقَمَةَ بْنِ رِمْثَةَ الْبَلَوِيٍِّ (1)
. . . / 73 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ قَيْسٍ الْبَلَوِيِّ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ رِمْثَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصٍ إِلَى الْبَحْرَيْنِ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَرِيَّةٍ وَخَرَجْنَا مَعَهُ، فَنَعَسَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ: " يَرْحَمُ اللهُ عمرًا " قَالَ: فَتَذَاكَرْنَا كُلَّ مَنِ اسْمُهُ عَمْرٌو، قَالَ: فَنَعَسَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " يَرْحَمُ اللهُ عَمْرًا " قَالَ: ثُمَّ نَعَسَ الثَّالِثَةَ، فَاسْتَيْقَظَ، فَقَالَ: " يَرْحَمُ اللهُ عَمْرًا " فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، مَنْ عَمْرٌو هَذَا؟ قَالَ: " عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ " قُلْنَا: وَمَا شَأْنُهُ؟ قَالَ: " كُنْتُ إِذَا نَدَبْتُ النَّاسَ إِلَى الصَّدَقَةِ، جَاءَ فَأَجْزَلَ مِنْهَا، فَأَقُولُ: يَا عَمْرُو، أَنَّى لَكَ هَذَا؟ قَالَ: مِنْ عِنْدِ اللهِ. وَصَدَقَ عَمْرٌو، إِنَّ لَهُ عِنْدَ اللهِ خَيْرًا كَثِيرًا ". قَالَ زُهَيْرُ بْنُ قَيْسٍ: لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْت لَأًَلْزِمَنَّ هَذَا الَّذِي قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ لَهُ عِنْدَ اللهِ خَيْرًا كَثِيرًا " حَتَّى أَمُوتَ (2)
__________
(1) علقمة بن رمثة البلوي، عداده في أهل مصر، وكان ممن بايع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تحت الشجرة، ثم شهد فتح مصر.
(2) رجاله ثقات غير زهير بن قيس البلوي، فقد تفرد بالرواية عنه سويد بن قيس التجيبي، وجهله الحسيني، فاستدرك عليه الحافظ ابن حجر في "التعجيل"=(39/513)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= بأنه معروف وذكر عن ابن يونس في "تاريخ مصر" أنه شهد فتح مصر -وكان فتحها سنة 20- وأنه كان عاملاً على أيلة، وقُتِلَ سنة 76 بِبَرْقة. وقال البخاري في "تاريخه" 7/40: لا يعرف لزهير سماع من علقمة، كذا قال، مع أن زهيراً كبير وسماعه من علقمة غير مستنكر، خاصة وأنه شهد فتح مصر، ولأنه صرَّح عقب الحديث بلزومه لعمرو بن العاص أيضاً.
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 13/لوحة 505 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، عن يحيى بن إسحاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 7/499، والبخاري في "تاريخه الكبير" 7/40 تعليقاً، وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص302، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/512، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (797) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (1) ، والحاكم 3/455، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 6/ لوحة 456-457 و457 و11/ لوحة 796 من طرق عن الليث، به.
وبعضهم يختصره، ووقع سقط في المطبوع من "فتوح مصر".
ووقع عندهم عقبه -إلا في رواية ابن عبد الحكم وابن أبي عاصم فلم يذكراها-: قال زهير: فلما كانت الفتنة قلت: أتبع هذا الذي الذي قال فيه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلم أفارقه. وأما ما وقع في رواية أحمد من قول زهير: قبض رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهمٌ من يحيى بن إسحاق.
وأخرجه ابن عساكر 11/ لوحة 796-797 من طريق ابن وهب، عن الليث ابن سعد، به. وقال عقبه: قال علقمة: فلما كانت الفتنة قلت: أتبع هذا الذي قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فجعله ابن وهب من كلام علقمة لا زهير.
وأخرجه الطبراني 18/ (2) ، والحاكم 3/455، وابن عساكر 6/456-457 و11/796 من طريق ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، به.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 2/819، ومن طريقه ابن عساكر 13/504-505 من طريق حبيب بن أبي حبيب كاتب مالك، عن شبل، عن أبي الزبير، عن جابر مرفوعاً نحوه، وحبيب متهم بالكذب.(39/514)
بَقِيَّةُ حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ شَيْبَانَ الْحَنَفِيِّ
. . . / 74 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ بْنُ عُتْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَدْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ (1) بْنُ عَلِيِّ بْنِ شَيْبَانَ السُّحَيْمِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي: أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا يَنْظُرُ اللهُ إِلَى صَلَاةِ عَبْدٍ لَا يُقِيمُ صُلْبَهُ بَيْنَ رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ " (2)
__________
(1) وقع في "جامع المسانيد" و"أطراف المسند" 4/383 و"إتحاف المهرة" 11/295: "عبد الله بن علي" وقد سلف الحديث عن أبي النضر هاشم بن القاسم، عن أيوب بن عتبة، وسيأتي أيضاً من طريق عمر بن جابر الحنفي، عن عبد الله بن بدر برقم (76) ، وفيهما: "عبد الرحمن بن علي"، وهو الصواب الموافق في كتب الرجال.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف أيوب بن عتبة -وهو اليَمَامي أبو يحيى القاضي- لكنه قد توبع، وقد اختلف فيه على عبد الله بن بدر -وهو ابن عَميرةَ الحنفي اليَمَامي- كما سيأتي بيانه، وباقي رجال الإسناد ثقات.
وسلف الحديث عن أبي النضر هاشم بن القاسم، عن أيوب بن عتبة برقم (16284) ، وأخرجه ابن الجوزي في "الحدائق" 2/111-112 من طريق عبد الله ابن أحمد، عن أبيه، عن أبي النضر، به.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 5/551 عن أبي النضر هاشم بن القاسم، به.
قلنا: هكذا رواه أيوب بن عتبة، عن عبد الله بن بدر، فقال: عن عبد الرحمن ابن علي بن شيبان، عن أبيه علي بن شيبان، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وتابعه عمر بن جابر، عن عبد الله بن بدر كما سيأتي عند المصنِّف برقم=(39/515)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= (76) ، وسنذكر تخريجه من هذا الطريق هناك. وعمر بن جابر الحنفي اليمامي روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات".
وتابعهما ملازم بن عمرو بن عبد الله بن بدر الحنفي، عن جدِّه كما سلف عند المصنِّف برقم (16297) ، فقال أيضاً: عن عبد الرحمن بن علي بن شيبان، عن أبيه. ولفظه: أن عليّ بن شيجان خرج وافداً إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: صَلَّينا خلف النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمحَ بُمؤخِر عينه إلى رجل لا يُقيمُ صُلْبَه في الركوع والسُّجود، فلما انصرف رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "يا معشر المسلمين، إنه لا صلاة لمن لا يُقيمُ صُلْبَه في الرُّكوع والسُّجود". وملازم بن عمرو ثقة، وهذا الإسناد صحيح، وذكرنا تخريجه من هذا الوجه هناك، ونزيد هنا:
ما أخرجه مسدد في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (2035) ، وابن أبي شيبة في "مسنده" كما في "مصباح الزجاجة" ورقة 65، وفي "مصنّفه" 1/287، وابن الأثير في "أسد الغابة" 4/90-91 من طرق عن ملازم بن عمرو، به. وزاد ابن أبي شيبة ومسدد في روايتهما حديثاً آخر، هو الحديث التالي، ورواه عكرمة ابن عمار، عن عبد الله بن زيد -أو بدر، شك عكرمة- كما سلف عند المصنِّف برقم (16283) ، فقال: عن طلق بن علي الحنفي، كذا قال، جعله من حديث طلق بن علي الحنفي، وعكرمة بن عمار فيه كلام، ثم إن رواية عبد الله بن بدر عن طلق بن علي منقطعة كما رجحنا هناك.
ورواه عكرمة بن عمار مرة أخرى، عن عبد الله بن بدر عند الطبراني في "الكبير" (8261) ، فقال: عن عبد الرحمن بن علي بن شيبان عن طلق بن علي مرفوعاً، لكن في إسناده من لم نقف له على ترجمة.
ورواه عامرُ بن يِساف، عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد الله بن بدر كما سلف عند المصنف برقم (10799) ، فقال: عن أبي هريرة مرفوعاً. وعامر بن يساف فيه ضعف، ثم إن رواية عبد الله بن بدر عن أبي هريرة منقطعة، فهو لا يروي عنه إلا بواسطة كما قال الحافظ ابن حجر في "التعجيل"، وقد ذهلنا عن هذه العلة هناك، فحسَّنا الحديث، فيستدرك من هنا.=(39/516)
. . / 75 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا مُلَازِمُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَدْرِ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَلِيٍّ حَدَّثَهُ، أَنَّ أَبَاهُ عَلِيَّ بْنَ شَيْبَانَ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ قَالَ: صَلَّيْتًُ خَلْفَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَانْصَرَفَ، فَرَأَى رَجُلًا يُصَلِّي فَرْدًا خَلْفَ الصَّفِّ، فَوَقَفَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى انْصَرَفَ الرَّجُلُ مِنْ صَلَاتِهِ، فَقَالَ لَهُ: " اسْتَقْبَلْ صَلَاتَكَ، فَلَا صَلَاةَ لِفَرْدٍ خَلْفَ الصَّفِّ " (1)
. . . / 76 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الشَّقَرِي، حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ جَابِرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بَدْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ اللهَ لَا يَنْظُرُ
__________
= وفي الباب عن أبي مسعود البَدْري، سلف برقم (17073) ، ولفظه: "لا تُجزىءُ صلاةُ الرجل -أو أحدٍ - لا يُقيمُ ظهرَه في الرُّكوع والسُّجود"، وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
(1) إسناده صحيح، وهو مكرر (16297) وقُرن هناك بعبد الصمد بن عبد الوارث سريجُ بن النعمان.
وقد سلف تخريجه من هذا الطريق هناك، ونزيد هنا:
ما أخرجه مسدد في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (2035) ، وابن أبي شيبة في "مسنده" كما في "مصباح الزجاجة" ورقة 65، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/340، وابن عساكر 15/ورقة 196 من طرق عن ملازم بن عمرو، بهذا الإسناد. وزاد مسدد وابن أبي شيبة في روايتهما حديثاً آخر، هو الحديث السابق، ورواية ابن قانع مختصرة، وقال في إسناده: "عن عبد الرحمن بن علي، عن أبيه، عن شيبان" زاد فيه: "عن شيبان"، وهو خطأ.
وانظر "المغني" 3/49-56 لابن قدامة المقدسي.(39/517)
إِلَى رَجُلٍ لَا يُقِيمُ صُلْبَهُ فِي رُكُوعِهِ وَفِي سُجُودِهِ " (1)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، عمر بن جابر -وهو الحنفي اليمامي- روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وأبو عبد الله الشَّقَريُّ -واسمه سلمة بن تَمَّام- صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات، وقد اختلف فيه على عبد الله بن بدر كما سلف بيانه في الرواية رقم (74) ، واختلف فيه هنا على عبد الوارث بن سعيد العنبري والد عبد الصمد:
فرواه عبد الصمد بن عبد الوارث كما في رواية المصنِّف هنا، وعند البغوي في "معجم الصحابة" كما في "الإصابة" 5/241، وأبي يعلى في "مسنده الكبير" كما في "إتحاف الخيرة" (1926) ، عن أبيه عبد الوارث بن سعيد، بهذا الإسناد، فقال فيه: "عن عبد الرحمن بن علي بن شيبان، عن أبيه" جعله من حديث علي بن شيبان، وجعل الصحبة له.
وتابع عبدَ الصَّمد على ذلك مسددٌ في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (1925) عن عبد الوارث بن سعيد، به. فقال فيه أيضاً: "عن عبد الرحمن بن علي ابن شيبان، عن أبيه".
ورواه جماعة عن عبد الوارث بن سعيد عند الحسن بن سفيان في "مسنده"، والبغوي في "معجم الصحابة"، وابن منده في "معرفة الصحابة" كما في "الإصابة" 4/338 و5/240، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/147، فقال: عن أبي عبد الله الشقري، عن عمر بن جابر، عن عبد الله بن بدر، عن عبد الرحمن بن علي ابن شيبان: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول ... فجعله من حديث عبد الرحمن بن علي، وجعل الصحبة له.
قلنا: والصواب هو الأول، فالحديث معروف لعلي بن شيبان لا لابنه عبد الرحمن كما سلف في الرواية (74) والتعليق عليها، وبهذا جزم البخاري في "التاريخ الكبير" حيث ترجم لعبد الرحمن بن علي في التابعين، وذكره ابن حبان في ثقات التابعين، وقال العجلي: تابعي ثقة.
وأخرجه ابن حبان في "الثقات" 5/147 من طريق ابن أبي السَّري العسقلاني، عن معتمر بن سليمان، عن كهمس بن الحسن، عن عمر بن جابر رفعه إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.(39/518)
بَقِيَّةُ حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ تَغْلِبَ
. . . / 77 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ تَغْلِبَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْطَى ناسًا، وَمَنَع نَاسًا، فَبَلَغَهُ أَنَّهُمْ عَتَبُوا، فَخَطَبَ النَّاسَ، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَقَالَ: " إِنِّي أَعْطَيْتُ نَاسًا، وَتَرَكْتُ نَاسًا، فَعَتَبُوا عَلِيَّ، وَإِنِّي لَأُعْطِي الْعَطَاءَ الرَّجُلًَ، وَغَيْرُهُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهُ، وَإِنَّمَا أُعْطِيهِمْ لِمَا فِي قُلُوبِهِمْ مِنَ الْهَلَعِ وَالْجَزَعِ، وَأَمْنَعُ قَوْمًا لِمَا جَعَلَ اللهُ فِي قُلُوبِهِمْ مِنَ الْغِنَى وَالْخَيْرِ، مِنْهُمْ عَمْرُو بْنُ تَغْلِبَ ". قَالَ عَمْرٌو: فَمَا يَسُرُّنِي بِكَلِمَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُمْرُ النَّعَم (1)
. . . / 78 - حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، سَمِعْتُ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ تَغْلِبَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ، أَنْ يَفِيضَ الْمَالُ وَيَكْثُرَ، وَيَظْهَرَ الْقَلَمُ، وَتَفْشُوَ التِّجَارَةُ ". قَالَ: قَالَ عَمْرٌو: فَإِنْ كَانَ الرَّجُلُ لِيَبِيعُ الْبَيْعَ فَيَقُولُ: حَتَّى
__________
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري. يزيد: هو ابن هارون.
وقد سلف برقم (20672) عن عفان، و (20673) عن وهب بن جرير، كلاهما عن جرير بن حازم.(39/519)
أَسْتَأْمِرُ تَاجِرَ بَنِي فُلَانٍ، وَيَلْتَمِسُ فِي الْحَيِّ الْعَظِيمِ الْكَاتِبَ، وَلَا يُوجَدْ (1)
__________
(1) إسناده صحيح. يونس: هو ابن عُبيد البصري.
وأخرجه الحاكم 2/7 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وصححه، ووافقه الذهبي.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1664) ، والنسائي 7/244، والحاكم 2/7 من طريق وهب بن جرير، به. وقع في رواية ابن أبي عاصم: "ويظهر العلم أو القلم" على الشك، وفي رواية الحاكم مكان قوله: "ويظهر القلم": ويكثر الجهل وتظهر الفتن.
وأخرجه بنحوه الطيالسي (1171) ، ومن طريقه ابن الأثير في "أُسد الغابة" 4/201 عن المبارك بن فضالة، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/211 من طريق أشعث، كلاهما عن الحسن البصري، به. وقال أشعث في روايته: "لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم وتفشو التجارة".
ويشهد لإفاضة المال حديث أبي هريرة السالف برقم (8135) .
ولبقيته حديث ابن مسعود السالف برقم (3870) .
قوله: "ويظهر القَلَم" قال ابن عبد البر فيما نقله القرطبي في "التذكرة" ص723: أراد طهور الكتاب وكثرة الكتَّاب.(39/520)
بَقِيَّةُ حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ الْجُهَنِيِّ
. . . / 79 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سَبْرَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنُ مُرَّةَ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " مَنْ كَانَ هَاهُنَا مِنْ مَعْدٍ فَلْيَقُمْ " قَالَ: فَأَخَذْت ُثَوْبِي لَأَقُومَ، فَقَالَ: " اقْعُدْ " ثُمَّ قَالَ: " مِن كَانَ هَاهُنَا مِنْ مَعْدٍ فَلْيَقُمْ " قَالَ: فَأَخَذْتُ ثَوْبِي لَأَقُومَ، فَقَالَ: " اقْعُد " فَقَالَ الثَّالِثَةَ، فَقُلْتُ: مِمَّنْ نَحْنُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " مِنْ حِمْيَرَ " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف، عبد الله بن لهيعة سيىء الحفظ، وقد اضطرب في إسناده. أخرجه أبو يعلى (1567) من طريق الحسن بن موسى، بهذا الإسناد.
وأخرج البزار (221- كشف الأستار) من طريق سعيد بن شرحبيل، عن ابن لهيعة، عن الربيع بن سبرة، عن عمرو بن مرة قال: قلت: يا رسول الله، ممن نحن؟ قال: "من اليد الطليقة والكلمة الهنيئة: اليمن وحمير".
وأخرج ابن قانع 2/197 من طريق جرير بن حازم وآخر معه، عن ابن لهيعة، عن أبي عُشَّانة، عن عمرو بن مرة قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أنتم من قضاعة بن مالك بن حمير".
وروي الحديث عن ابن لهيعة عن معروف بن سويد، عن أبي عشانة، عن عقبة ابن عامر الجهني فذكر القصة عن نفسه، أخرجه ابن سعد في "الطبقات" 4/343-344، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1724) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (839) و (840) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 11/ورقة 698 و698-699.=(39/521)
. . / 80 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ سَبْرَةَ، سَمِعْتُ عَمْرٍَو بْنَ مُرَّةَ الْجُهَنِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ كَانَ هَاهُنَا مِنْ مَعْدٍ فَلْيَقُمْ " فَقُمْتُ، فَقَالَ: " اقْعُدْ " فَصَنَعَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، كُلَّ ذَلِكَ أَقُومُ، فَيَقُولُ: " اقْعُدْ " فَلَمَّا كَانَتِ الثَّالِثَةُ قُلْتُ: مِمَّنْ نَحْنُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " أَنْتُمْ مَعْشَرَ قُضَاعَةَ مِنْ حِمْيَرَ ". قَالَ عَمْرٌو: فَكَتَمَتُ هَذَا الْحَدِيثَ مُنْذُ عِشْرِينَ سَنَةً (1)
. . . / 81 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ (2) ابْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، شَهِدْتُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّكَ رَسُولُ اللهِ، وَصَلَّيْتُ الْخَمْسَ، وَأَدَّيْتُ زَكَاةَ مَالِي، وَصُمْتُ شَهْرَ
__________
= ورواه سليمان بن داود الشاذكوني، عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن أبيه، عن الربيع بن سَبْرة بن معبد الجهني، عن أبيه قال: حضرت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوماً يقول: "من كان هاهنا من مَعَدٍّ فليقم" فقام عمرو بن مرة الجهني ... وذكره.
وسليمان الشاذكوني متروك.
(1) إسناد ضعيف كسابقه.
وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 2/197 بأخصر مما هنا من طريق قتيبة ابن سعيد، بهذا الإسناد.
(2) تحرَّف في "أطراف المسند" 5/154 و"جامع المسانيد" إلى: عبد الله، مكبَّراً، والمثبت من "غاية المقصد" ورقة 238.(39/522)
رَمَضَانَ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ مَاتَ عَلَى هَذَا، كَانَ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، هَكَذَا - وَنَصَبَ إِصْبَعَيْهِ - مَا لَمْ يُعَقَّ وَالِدَيْهِ " (1)
__________
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات غير عبد الله بن لهيعة، وهو -وإن كان سيىء الحفظ- قد توبع. يحيى بن إسحاق: هو السيلحيني، وعبيد الله بن أبي جعفر: هو المصري مولى بني كنانة، وعيسى بن طلحة: هو ابن عبيد الله التيمي.
وأخرجه ابن قانع 2/197 من طريق محمد بن أبي الخصيب، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 6/308، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/333، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2558) ، والبزار (25 - كشف الأستار) ، وابن خزيمة (2212) ، وابن حبان (3438) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 13/ ورقة 604-605 من طريق أبي اليمان الحكم بن نافع، عن شعيب بن أبي حمزة، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين، عن عيسى بن طلحة، به. وإسناده صحيح.
وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/147، وقال: رواه أحمد والطبراني بإسنادين، ورجال أحد إسنادي الطبراني رجال الصحيح.
تنبيه: قال محقق "كتاب الآحاد والمثاني" الدكتور باسم الجوابرة: جاء في "التاريخ الكبير": قال أبو اليمان أخو شعيب عن عبد الله ... إلخ وأظنها خطأ مطبعي. قلنا: الذي في المطبوع منه: قال أبو اليمان أخ شعيب، ولفظة (أخ) هي اختصار لكلمة أخبرنا، ففهم الدكتور أنها تعني أخاه، وعليه قال: خطأ مطبعي! ثم لم ينصب كلمة "مطبعي" وحقها أن تكون منصوبة!
وفي الباب عن ابن عمرو وأبي هريرة، سلف حديثاهما على التوالي برقمي (6586) و (9466) ، وانظر الشواهد عندهما.
ونزيد عليها: حديث طلحة بن عبيد الله، وسلف برقم (1390) .(39/523)
. . / 82 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيٍّ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ أَنَّهُ قَالَ لِمُعَاوِيَةَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَا مِنْ وَالٍ يُغْلَقُ بَابَهُ عَنْ ذِي الْخَلَّةِ وَالْحَاجَةِ وَالْمَسْكَنَةِ، إِلَّا أَغْلَقَ اللهُ أَبْوَابَ السَّمَاءِ دُونَ خَلَّتِهِ وَحَاجَتِهِ وَمَسْكَنَتِهِ " (1)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي الحسن: وهو الجزري.
يزيد: هو ابن هارون، وعلي البناني: هو ابن الحكم البصري.
وسلف الحديث برقم (18033) عن إسماعيل ابن عليَّة، عن علي بن الحكم البناني، وانظر تخريجه والكلام عليه هناك.(39/524)
بَقِيَّةُ حَدِيثِ عُمَيْرٍ مَوْلَى آبِي اللَّحْمِ
. . . / 83 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ الْمُهَاجِرِ بْنِ قُنْفُذٍ، عَنْ عُمَيْرٍ مَوْلَى آبِي اللَّحْمِ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ أَحْجَارِ الزَّيْتِ يَسْتَسْقِي، رَافِعًا بَطْنَ كَفَّيْهِ " (1)
. . . / 84 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ الْمُهَاجِرِ بْنِ قُنْفُذٍ، عَنْ عُمَيْرٍ مَوْلَى آبِي اللَّحْمِ، قَالَ: كُنْتُ أَرْعَى بِذَاتِ الْجَيْشِ، فَأَصَابَتْنِي خَصَاصَةٌ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِبَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَدَلُّونِي عَلَى حَائِطٍ لِبَعْضِ الْأَنْصَارِ، فَقَطَعْتُ مِنْهُ أَقْنَاءَ، فَأَخَذُونِي فَذَهَبُوا بِي إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخْبَرْتُهُ بِحَاجَتِي، فَأَعْطَانِي قِنْوًا وَاحِدًا، وَرَدَّ سَائِرَهُ إِلَى أَهْلِهِ " (2)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، ابن لهيعة -وهو عبد الله- سيىء الحفظ، لكنه لم ينفرد به، فقد سلف برقم (21944) بسندٍ صحيح عن عميرٍ.
وأخرجه الطبراني 17/ (126) ، والحاكم 3/623 من طريق أسد بن موسى، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد.
(2) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، ابن لهيعةَ -وهو عبد الله القاضي المصري- سيىء الحفظ، وباقي رجاله ثقات، لكن جاء الحديث بنحوه من وجه آخر يقوّيه كما سلف برقم (21942) .=(39/525)
. . / 85 - حَدَّثَنَا صَفْوَانُ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ عُمَيْرٍ مَوْلَى آبِي اللَّحْمِ، قَالَ: أَمَرَنِي مَوْلَايَ أَنْ أُقَدِّدَ لَهُ لَحْمًا، قَالَ فَجَاءَ مِسْكِينٌ فَأَطْعَمَتْهُ مِنْهُ، قَالَ: فَعَلِمَ بِي فَضَرَبَنِي، قَالَ: فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: " لِمَ ضَرَبْتَهُ؟ " قَالَ: أَطْعَمَ طَعَامِي مِنْ غَيْرِ أَنْ آمُرَهُ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْأَجْرُ بَيْنَكُمَا " (1)
__________
= وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (130) من طريق أسد بن موسى وعثمان ابن صالح، كلاهما عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. صفوان: هو ابن عيسى الزهري.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2674) ، وأبو عوانة في الزكاة كما في "إتحاف المهرة" 12/531، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/228، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1100) من طريق صفوان بن عيسى، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1025) (83) ، والنسائي 5/63-64، وأبو عوانة، والطبراني في "الكبير" 17/ (125) ، والحاكم 3/623، والبيهقي 4/194، والمزي في ترجمة عمير مولى آبي اللحم من "التهذيب" 22/394 من طريق حاتم بن إسماعيل، عن يزيد بن أبي عبيد، به.
وأخرجه بنحوه ابن أبي شيبة 3/164، ومسلم (1025) (82) ، وابن ماجه (2297) ، وابن أبي عاصم (2673) ، وابن حبان (3360) ، وأبو نعيم (1100) ، والبيهقي 4/194 من طريق محمد بن زيد بن المهاجر، عن عمير مولى آبي اللحم.(39/526)
بَقِيَّةُ حَدِيثِ فَرْوَةَ بْنِ مُسَيْكٍ الْغُطَيْفِيِّ
*. . . / 86 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ - وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْهُ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، أَخْبَرَنَا مُجَالِدٌ، أَخْبَرَنِي عَامِرٌ، عَنْ فَرْوَةَ بْنِ مُسَيْكٍ الْمُرَادِيِّ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَكَرِهْتَ يَوْمَكُمْ وَيَوْمَ هَمْدَانَ؟ " قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ، فَنَاءَ الْأَهْلِ وَالْعَشِيرَةِ. قَالَ: " أَمَا إِنَّهُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى مِنْكُمْ " (1)
. . . / 87 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَابِسٍ،
__________
(1) إسناده ضعيف لضعف مجالد -وهو ابن سعيد الهمداني- وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه، فقد روى له أبو داود والترمذي. عبد الله بن محمد: هو ابن أبي شيبة، وأبو أسامة: هو حماد بن أسامة، وعامر: هو ابن شراحيل الشعبي.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2468) ، والطبراني 18/ (837) من طريق ابن أبي شيبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبري في "التاريخ" 3/136، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/337، والطبراني 18/ (837) من طرق عن أبي أسامة حماد بن أسامة، به.
وعندهم: لمن بقي منكم. وأشار الهيثمي في "مجمع الزوائد" 9/380 إلى أن رواية أحمد: لمن اتقى.
قوله: "يوم همدان" كان قبيل الإسلام بين مُراد وهمدان وقعة أصابت فيها همدان من مراد ما أرادوا، حتى أثخنوهم في يوم كان يقال له: يوم الرَّدم. قاله ابن إسحاق كما في "سيرة ابن هشام" 4/228.(39/527)
عَنْ فَرْوَةَ بْنِ مُسَيْكٍ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَمِعْتُ رَجُلًا يَقُولُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرْضُ سَبَأٍ أَوِ امْرَأَةٌ؟ قَالَ: " لَيْسَ بِأَرْضٍ وَلَا امْرَأَةٍ، وَلَكِنَّهُ رَجُلٌ وَلَدَ عَشْرَةً مِنَ الْعَرَبِ، تَشَاءَمَ مِنْهُمْ أَرْبَعَةٌ، وَتَيَمَّنَ سِتَّةٌ، فَأَمَّا الَّذِينَ تَشَاءَمُوا: فَعَكٌ، وَلَخْمٌ، وَغَسَّانُ، وَعَامِلَةُ، وَأَمَّا الَّذِينَ تَيَمَّنُوا: فَالْأَزْدُ، وَكِنْدَةَ، وَمَذْحِجٌ، وَحِمْيَرُ، وَالْأَشْعَرِيُّونَ، وَأنْمَارٌ " قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا أَنْمَارٌ؟ قَالَ: " الَّذِينَ مِنْهُمْ خَثْعَمٌ وَبَجِيلَةُ " (1)
. . . / 88 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا أَبُو جَنَابٍ يَحْيَى بْنُ أَبِي حَيَّةَ الْكَلْبِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ هَانِئِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ فَرْوَةَ بْن ِمُسَيْكٍ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أُقَاتِلُ بِمُقْبِلِ قَوْمِي مُدْبِرَهُمْ؟ قَالَ: " نَعَمْ، فَقَاتَل بمقبل مدبرهم " فَلَمَّا وُلِّيت دَعَانِي، فَقَالَ: " لَا تُقَاتِلْهُم
__________
(1) إسناده حسن، عبد الله بن عابس -وهو أبو سبرة النخعي- روى عنه ثلاثة وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجاله موثوقون. حسين: هو ابن محمد بن بهرام، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي.
وسيأتي من طريق أبي سبرة برقمي (89) و (90) ، ومن طريق يحيى بن هانىء برقم (88) كلاهما عن فروة.
وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2898) .
قوله: "عَكّ" لم يَردْ إلا في هذه الرواية، وهو خطأ، والذي في الروايات الاَتية: جُذام، وكذلك هي في حديث ابن عباس، وهو الصواب، فإن عَكّاً من الأزد: وهو ابن عُدثان -أو عدنان- بن عبد الله بن الأزد، وؤلاء قد تيامنوا.(39/528)
حَتَّى تَدْعُوهُم إِلَى الْإِسْلَامِ " قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ سَبَأ، أَوَادٍ هُوَ؟ أَجَبَلٍ هُوَ؟ قَالَ: " لَا، بَلْ هُوَ رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ، وُلِدَ لَهُ عَشْرَةٌ، فَتَيَامَنَ سِتَّةٌ، وَتَشَاءَمَ أَرْبَعَةٌ: تَيَامَنَ الْأَزْدُ، وَالْأَشْعَرِيُّونَ، وَحِمْيَرُ، وَكِنْدَةُ، وَمَذْحِجٌ، وَأنْمَارُ، الَّذِينَ يُقَالُ: مِنْهُمْ بَجَلِيَّةُ وَخَثْعَمٌ، وَتَشَاءَمَ لَخْمٌ، وَجُذَامُ، وَعَامِلَةُ، وَغَسَّانُ " (1)
•. . . /89 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ الْحَكَمِ النَّخَعِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو سَبْرَةَ النَّخَعِيُّ، عَنْ فَرْوَةَ بْنِ مُسَيْكٍ الْغُطَيْفِيِّ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ، يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَا أُقَاتِلُ مَنْ أَدْبَرَ مِنْ قَوْمِي بِمَنْ أَقْبَلَ مِنْهُمْ؟ قَالَ: " بَلَى " ثُمَّ بَدَا لِي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَا بَلْ أَهْلَ سَبَأٍ، فَهُمْ أَعَزُّ وَأَشَدُّ قُوَّةً. قَالَ: فَأَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَذِنَ لِي
__________
(1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف من أجل أبي جناب الكلبي.
وأخرجه عبد بن حميد - كما في "تفسير ابن كثير" 6/492 عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 22/76، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/336، والطبراني في "الكبير" 18/ (834) ، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 1/202 من طريقين عن أبي جناب الكلبي، بهذا الإسناد.
وخالف أبا جناب أسباطُ بن نصر فأخرجه الطبري 22/77 من طريق يحيى بن هانىء، عن أبيه -أو عمه، شك أسباط- عن فروة. قلنا: وأسباط فيه ضعف.
وانظر ما قبله.(39/529)
فِي قِتَالِهِمْ، فَلَمَّا خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِهِ أَنْزَلَ اللهُ فِي سَبَأٍ مَا أَنْزَلَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا فَعَل الْغُطَيْفِيُّ؟ " فَأَرْسَلَ إِلَى مَنْزِلِي، فَوَجَدَنِي قَدْ سِرْتُ فَرَدَدْتُ، فَلَمَّا أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَدْتُهُ قَاعِدًا وَمَعَهُ أَصْحَابُهُ، قَالَ: فَقَالَ: " بَلْ ادْعُ الْقَوْمَ، فَمَنْ أَجَابَ فَاقْبَلْ مِنْهُ، وَمَنْ لَمْ يَجِبْ، فَلَا تَعْجَلْ عَلَيْهِ، حَتَّى تُحْدِثَ إِلَيَّ " قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: يَا رَسُولَ اللهِ أَخْبِرْنَا عَنْ سَبَأٍ أَرْضٌ هِيَ أَوْ امْرَأَةٌ؟ قَالَ: " لَيْسَتْ بِأَرْضٍ وَلَا امْرَأَةٍ، وَلَكِنَّهُ رَجُلٌ وَلَدَ عَشْرَةً مِنَ الْعَرَبِ، فَتَيَامَنَ مِنْهُمْ سِتَّةٌ، وَتَشَاءَمَ مِنْهُمْ أَرْبَعَةٌ، فَأَمَّا الَّذِينَ تَشَاءَمُوا: فَلَخْمٌ، وَجُذَامُ، وَغَسَّانُ، وَعَامِلَةُ، وَأَمَّا الَّذِينَ تَيَامَنُوا: فالْأُزْدُ، وَكِنْدَةُ، وَحِمْيَرُ، وَالْأَشْعَرِيُّونَ، وَأنْمَارٌ، وَمَذْحِجٌ " فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا أَنْمَارٌ؟ قَالَ: " الَّذِينَ مِنْهُمْ خَثْعَمٌ وَبَجِيلَةُ " (1)
•. . . /90 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله ِبْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةََ، حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ الْحَكَمِ، حَدَّثَنَا أَبُو سَبْرَةَ النَّخَعِيُّ،
__________
(1) إسناده حسن. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة.
وأخرجه المزي في ترجمة فروة بن مُسيك من "التهذيب" 23/175-177 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد 1/45، وأبو داود (3988) ، والترمذي (3222) ، وأبو يعلى (6852) ، والطبري في "تفسيره" 22/76-77، والطحاوي في "شرح المشكل" (3379) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (836) ، والمزي 23/175-177 من طرق عن أبي أسامة، به. وبعضهم يختصره.
وانظر (87) .(39/530)
عَنْ فَرْوَةَ بْنِ مُسَيْكٍ الْغُطَيْفِيُّ ثُمَّ الْمُرَادِيُّ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. . . فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (1)
__________
(1) إسناده حسن. عبد الله بن محمد: هو ابن أبي شيبة.
وهو في "مصنَّف" ابن أبي شيبة 12/362-363، ومن طريقه أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1699) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (836) .
ورواية ابن أبي شيبة مختصرة.
وانظر (87) .(39/531)
حَدِيثُ يَزِيدَ بْنِ رُكَانَةَ (1) الْقُرَشِيِّ
. . . /91 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ سَعِيدٍ الْهَاشِمِيُّ، عَنْ عَبْدِِ اللهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ بْنِ رُكَانَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: أَنَّهُ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ الْبَتَّةَ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " مَا أَرَدْتَ بِذَلِكَ؟ " قَالَ: وَاحِدَةً. قَالَ: " آللَّهِ؟ " قَالَ: آللَّهِ. قَالَ: " هُوَ مَا أَرَدْتُ ". (2)
__________
(1) كذا وقع في "المسند": "يزيد بن ركانة" كما جاء في "ترتيب أسماء الصحابة" ص110 لابن عساكر، و"أطراف المسند" 5/459 و"إتحاف المهرة" 13/709 لابن حجر، و"جامع المسانيد" لابن كثير، والصواب: "ركانة بن عبد يزيد" كما قال الحافظ ابن عساكر، فإن الضمير في قوله: "عن جده" في إسناد الحديث التالي يعود على عليٍّ والد عبد الله، لا على عبد الله كما قال الحافظ ابن حجر.
وركانة بن عبد يزيد: هو ابن هاشم بن المُطَّلِب بن عبد مناف القرشي المُطَّلِبي، كان من مُسْلِمة الفتح، ويروى أنه صارع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرتين أو ثلاثاً فصرعه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وذلك قبل إسلامه، وقيل: إن ذلك كان سبب إسلامه، له عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أحاديث، نزل المدينة ومات بها في أول خلافة معاوية بن أبي سفيان سنة إحدى وأربعين أو اثنتين وأربعين، وقيل: مات في خلافة عثمان بن عفان. انظر "تهذيب الكمال" 9/221-224، و"الإصابة" 2/498، و"أسد الغابة" 2/236.
(2) حديث محتمل للتحسين، وهذا إسناد ضعيف لضعف الزُّبير بن سعيد الهاشمي، وعبدُ الله بن علي بن يزيد بن ركانة تفرد بالرواية عنه الزبير بن سعيد الهاشمي، ولم يوثقه غير ابن حبان، فهو في عداد المجهولين، وقال العقيلي: لا يتابع على حديثه، مضطرب الإسناد. وقال ابن حجر في "التقريب": لَيِّن الحديث، وعلي بن يزيد بن ركانة مجهول الحال، وقال البخاري في "التاريخ=(39/532)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الكبير" 6/301: لم يصح حديثه. قلنا: لكن جاء الحديث من وجه آخر محتمل للتحسين بلفظ "البتة" كما سيأتي في تخريجه. يزيد: هو ابن هارون السُّلمي الواسطي.
وأخرجه الطيالسي (1188) ، وابن أبي شيبة 5/65، والدارمي (2272) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" 5/148، وأبو داود (2208) ، وابن ماجه (2051) ، والترمذي في "الجامع" (1177) ، وفي "العلل الكبير" 1/460-461، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (443) ، وأبو يعلى (1537) و (1538) ، والعقيلي في "الضعفاء" 2/282، وابن حبان (4274) ، والطبراني في "الكبير" (4612) ، وابن عدي في "الكامل" 3/1080، والدارقطني 4/34، والبيهقي 7/342، والخطيب في "تاريخ بغداد" 8/464، وابن الأثير في "أسد الغابة" 2/236، والمزي في ترجمة عبد الله بن علي بن يزيد بن ركانة من "تهذيب الكمال" 15/323 من طرق عن جرير بن حازم، بهذا الإسناد. ولم يسق البخاري لفظه بتمامه.
وأخرجه الحاكم 2/199 من طريق عبد الله بن موسى، عن جرير بن حازم، عن الزبير بن سعيد، عن عبد الله بن علي بن يزيد بن ركانة، عن جده ركانة بن عبد يزيد. لم يذكر فيه عن أبيه.
وسيأتي الحديث عن إسحاق بن عيسى، عن جرير بن حازم في الذي بعده.
وأخرجه الدارقطني 4/34 من طريق حِبَّان بن موسى، عن عبد الله بن المبارك، عن الزبير بن سعيد، عن عبد الله بن علي بن يزيد بن ركانة، قال: كان جدي ركانة ابن عبد يزيد طلق امرأته البتة، فذكره.
وخالف حِبَّانَ إسحاقُ بن أبي إسرائيل عند الدارقطني 4/35، ويحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني عند الطبراني في "الكبير" (4613) ، فقالا: عن عبد الله بن المبارك، عن الزبير بن سعيد، عن عبد الله بن علي بن السائب، عن جده ركانة بن عبد يزيد: أنه طلق امرأته البتة ... الحديث.=(39/533)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه الشافعي في "مسنده" 2/37 و38، ومن طريقه أخرجه أبو داود (2206) و (2207) ، والعقيلي في "الضعفاء" 2/282، والدارقطني 4/33، وابن منده في "معرفة الصحابة" كما في "الإصابة" 7/718، والحاكم 2/199-200، والبيهقي 7/342، والبغوي (2353) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 7/156 عن عمه محمد بن علي بن شافع، عن عبد الله بن علي بن السائب، عن نافع بن عُجَير ابن عبد يزيد، أن ركانة بن عبد يزيد طلق امرأته سُهَيمةَ المُزَنيّه البتة، ثم أتى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: يا رسول الله إني طلقت امرأتي سهيمة البتة ... الحديث، وزاد: فطلقها الثانية في زمن عمر، والثالثة في زمن عثمان. وسقط من إسناده في مطبوع الحاكم: "عبد الله بن علي بن السائب".
قلنا: وهذا إسناد محتمل للتحسين. وقال الدارقطني: قال أبو داود: وهذا حديث صحيح. وقال الحاكم: قد صح الحديث بهذه الرواية، فإن الإمام الشافعي قد أتقنه وحفظه عن أهل بيته، والسائب بن عبد يزيد أبو الشافع بن السائب، وهو أخو ركانة بن عبد يزيد، ومحمد بن علي بن شافع عم الشافعي شيخ قريش في عصره.
وقال ابن كثير في "إرشاد الفقيه" 2/197، فهو حديث حسن إن شاء الله.
وأخرجه الطيالسي (1188) ، ومن طريقه البيهقي 7/342 قال: سمعت شيخاً بمكة، فقال: حدثنا عبد الله بن علي، عن نافع بن عجير، عن ركانة.
وقد رُوي الحديث من طريق عكرمة مولى ابن عباس، عن ابن عباس كما سلف في "المسند" برقم (2387) ، قال: طلَّق رُكانة بن عبد يزيد أخو بني المُطَّلِب امرأته ثلاثاً في مجلس واحد، فحَزِنَ عليها حزناً شديداً، قال: فسأله رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "كيف طَلَّقْتها؟ " قال" طَلَّقْتُها ثلاثاً. قال: فقال: "في مَجلِسٍ واحد؟ " قال: نعم. قال: "فإنما تلك واحدةٌ، فارْجِعْها إن شِئْتَ". قال: فَرَجَعَها، فكان ابنُ عباس يَرى أنَّما الطلاقُ عندَ كُلِّ طُهْرٍ. وإسناده ضعيف، كما هو مبين في "المسند" ولفظ الثلاث فيه خطأ من أحد رواته. قال أبو داود بإثر حديث يزيد بن ركانة=(39/534)
. . /92 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، عَنْ جَرِيرٍ، بِهِ (1)
__________
= (2208) : وهذا أصح من حديث ابن جريج: أن ركانة طلق امرأته ثلاثاً، لأنهم أهل بيته وهم أعلم به ...
وقال الحافظ في "الفتح" 9/363: إن أبا داود رجح أن ركانة إنما طلق امرأته البتة كما أخرجه هو من طريق آل بيت ركانة، وهو تعليل قوي لجواز أن يكون بعض رواته حمل البتة على الثلاث، فقال: طَلَّقَها ثلاثاً، فبهذه النكتة يقف الاستدلال بحديث ابن عباس.
(1) إسناده ضعيف كسابقه. إسحاق بن عيسى: هو ابن نَجِيح البغدادي، أبو يعقوب ابن الطبَّاع.(39/535)
استدراك (*)
__________
(*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: نقلتُ هذا الاستدراك بنصه إلى موضعه المناسب فانظره في هذه النسخة الإلكترونية عقب حديث 17699(39/587)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . (*)
__________
(*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: كان هنا - في المطبوع - تتمة الاستدراك الذي نقلته إلى موضعه المناسب فانظره في هذه النسخة الإلكترونية عقب حديث 17699(39/588)
استدراكان في ج (35) (*)
__________
(*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: قد تم استدراكهما في مواضعهما، من هذه النسخة الإلكترونية فانظر هذا الجزء 35 ص 167، ص 279(39/589)
مسند الإمام أحمد بن حنبل
(164 - 241هـ)
حقق هذا الجزء وخرج أحاديثه وعلق عليه
شعيب الأرنؤوط - محمد نعيم العرقسوسي - إبراهيم الزيبق - محمد رضوان العرقسوسي
الجزء الأربعون
مؤسسة الرسالة(40/1)
النسخ الخطية المعتمدة في تحقيق مسند السيدة عائشة:
1- نسخ المكتبة الظاهرية، ورموزها (ظ 2) و (ظ 7) و (ظ 8) .
2- نسخة المكتبة القادرية ببغداد، ورمزها (ق) .
3- قد وضعنا رقم الجزء والصفحة من الطبعة الميمنية في هامش هذه الطبعة، وأشرنا في الحواشي إلى أهم فروقها وما وقع فيها من سقط أو تحريف، ورمزنا إليها ب (م) .
الرموز المستعملة في زيادات عبد الله، ووجاداته، وما رواه عن أبيه وعن شيخ أبيه أو غيره هي:
• دائرة صغيرة سوداء لزيادات عبد الله.
° دائرة صغيرة بيضاء لوجاداته.
* نجمة مدورة لما رواه عن أبيه وعن شيخ أبيه أو غيره.
عدد الأحاديث الصحيحة والحسنة لذاتها ولغيرها في مسند عائشة. 2151 حديثاً.
عدد الأحاديث التي توقفنا في الحكم عليها 21 حديثاً.
عدد الأحاديث الضعيفة: 227 حديثاً.(40/7)
مسند النساء
مُسْنَدُ الصِّدِّيقَةِ عَائِشَةَ بِنْتِ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا (1)
24010 - حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " نَهَى عَنْ قَتْلِ جُنَّانِ (2)
__________
(1) هي بنت الإمام الصديق الأكبر، خليفة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبي بكر عبد الله ابن أبي قحافة، عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مره بن كعب بن لؤي، القرشية التيمية المكية النبوية، أم المؤمنين، زوجة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أفقه نساء الأُمة على الإطلاق.
وأمها هي أمُ رومان بنت عامر بن عويمر بن عبد شمس بن عتاب بن أذينة الكنانية.
هاجر بها أبواها، وتزوجها نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبل مهاجَرِه بَعدَ وفاة الصِّدِّيقة خديجة بنت خُويلد، وذلك قبل الهجرة ببضعة عشر شهراً - وقيل: بعامين- ودخل بها في شوال سنة اثنتين، منصرفه عليه الصلاةُ والسلامُ مِن غزوة بدر، وهي ابنةُ تسع. ومكثت عنده تسع سنين، فروت عنه علماً كبيراً طيباً مباركاً فيه.
وكانت امرأةً بيضاءَ، ومن ثم يُقال لها: الحُمَيْراء، ولم يتزوج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بكراً غيرها، ولا أحب امرأة حبها غير أن خديجة أفضلُ منها، وحبه عليه
الصلاة والسلام لعائشة كان أمراً مستفيضاً، ألا تراهم كيف كانوا يتحركون بهداياهم يومها تقرباً إلى مرضاته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
توفيت رضي الله عنها سنة سبع وخمسين، وقيل: سنة ثمان وخمسين ولها ثلاث وستون سنة وأشهر.
وفضائلها كثيرة ... انظر ترجمتها في "سير أعلام النبلاء" 2/135-201.
(2) في النسخ خلا (ظ 8) : حيات، وفي هامش كل من (ظ 2) و (ق) و (هـ) : =(40/9)
الْبُيُوتِ، إِلَّا الْأَبْتَرَ، وذو (1) الطُّفْيَتَيْنِ، فَإِنَّهُمَا (2) يَخْتَطِفَانِ (3) "، أَوْ قَالَ: " يَطْمِسَانِ الْأَبْصَارَ، وَيَطْرَحَانِ الْحَبَلَ (4) مِنْ بُطُونِ النِّسَاءِ، وَمَنْ تَرَكَهُمَا فَلَيْسَ مِنَّا " (5)
__________
= جنان، وعليها علامة الصحة. وقد ذكر ابن الأثير أن الجِنَّان في هذا الحديث: هي الحيات، التي تكون في البيوت، واحدها جانّ، وهو الدقيق الخفيف.
(1) كذا في (ظ 8) و (ظ 2) و (ق) و (هـ) ، ونسخة السندي، وضبب فوقها في (ظ 8) ، وجاء في هامشها: ذا، وقال السندي: قوله: إلا الأبتر، بالرفع، يدل عليه قوله: "وذو الطفيتين" وهو مرفوع على أنه بدل من الحيات، وذلك أن الحيات في محل رفع على أنه نائب الفاعل للمصدر المضاف إليه، وهو مصدر مبني للمفعول، وكأنه قيل: نهي أن تقتل الحيات القصيرة الذنب.
(2) في (ظ 8) : وإنهما.
(3) في (ظ 8) : يخطفان.
(4) في هامش (ظ 2) و (ق) : الحَمْل.
(5) إسناده صحيح على شرط مسلم، عباد بن عباد -وهو أبو معاوية المهلبي- من رجال مسلم، وقد أخرج له البخاري متابعة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 9/226-227 من طريق الإمام أحمد بهذا الإسناد.
وأخرجه إسحاق بن راهوية في "مسنده" (881) -ومن طريقه مسلم (2232) - عن أبي معاوية، والبخاري (3308) من طريق أبي أسامة، وابن أبي شيبة 5/404، ومسلم (2232) ، وابن ماجه (3534) من طريق عبدة بن سليمان، ثلاثتهم عن هشام، به، إلا أن أبا أسامة وعبدة لم يذكرا قتلَ الأبتر.
وسيردُ بالأرقام: (24219) (24255) (24535) (25025) (25142) (25241) (25938) .
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4557) ، وسلف شرحه ثمة. =(40/10)
24011 - حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " كَانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ يَوْمًا يَصُومُهُ قُرَيْشٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُهُ، فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ صَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ، فَلَمَّا نَزَلَتْ فَرِيضَةُ شَهْرِ رَمَضَانَ، كَانَ رَمَضَانُ هُوَ الَّذِي يَصُومُهُ، وَتَرَكَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَمَنْ شَاءَ صَامَهُ، وَمَنْ شَاءَ أَفْطَرَهُ " (1)
__________
وعن أبي لبابة، سلف برقم (15546) و (15547) و (15748) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه، وأخرجه الطبري في "تهذيب الاثار" (628) من طريق عباد بن عباد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/299 -ومن طريقه الشافعي في "مسنده" (699) (ترتيب السندي) ، وفي "اختلاف الحديث" ص102، وفي "السنن" (335) ، والبخاري (2002) ، وأبو داود (2442) ، والبيهقي في "السنن" 4/288، وفي "معرفة السنن والاثار" 6/354، والبغوي في "شرح السنة" (1702) -وعبد الرزاق (7844) و (7845) ، والحميدي (200) ، وابن أبي شيبة 3/55، وإسحاق بن راهوية في "مسنده" (647) (648) ، ومسلم (1125) (113) (114) ، والترمذي في "جامعه" (753) وفي "الشمائل" (302) ، والدارمي (1763) ، والطبري في "تهذيب الاثار" (627) (628) (629) (630) (631) (632) ، وابن شاهين في "الناسخ" (368) و (369) ، والبغوي في "شرح السنة" بإثر الحديث (1702) ، والحازمي في "الاعتبار" ص133 من طرق عن هشام بن عروة، به. وقد قرن الحميديُ بهشامٍ الزهريَّ.
قال الترمذي: والعمل عند أهل العلم على حديث عائشة وهو حديث صحيح، لا يرون صيام يوم عاشوراء واجباً، إلا مَنْ رَغِبَ في صيامه لما ذُكر فيه من الفضل. =(40/11)
24012 - حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ لَهَا: " إِنِّي أَعْرِفُ غَضَبَكِ إِذَا غَضِبْتِ، وَرِضَاكِ إِذَا رَضِيتِ " قَالَتْ: وَكَيْفَ تَعْرِفُ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " إِذَا غَضِبْتِ قُلْتِ: يَا مُحَمَّدُ، وَإِذَا رَضِيتِ قُلْتِ: يَا رَسُولَ اللهِ " (1)
__________
= وأخرجه البخاري (1893) ومسلم (1125) (116) ، والنسائي في "الكبرى" (2837) و (11016) ، والطحاوي فى "شرح المعاني" 2/74، والطبري في "تهذيب الاثار" (633) ، وأبو الشيخ في "الطبقات" (700) من طريق عراك بن مالك، عن عروة، به.
قال السندي: قوله: وأمر بصيامه: الظاهر أن المرادَ أمر إيجاب.
وترك يوم عاشوراء، أي: ترك أن يصومه وجوباً ويأمر بصومه.
(1) حديث غير محفوظ بهذه السياقة، خالف فيه عباد بن عباد الرواة عن هشام بن عروة، فقد رواه أبو أسامة حماد بن أسامة كما في الرواية (24318) -ومن طريقه أخرجه الشيخان- ووكيع كما في رواية (25779) ومن تابعهما كما سيأتي في التخريج عن هشام عن أبيه عن عائشة، بلفظ: قال لي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إني لأعلم إذا كنت عني راضية، وإذا كنت عليَّ غضبى" قالت: فقلت: من أين تعلم ذاك؟ قال: "إذا كنت عني راضية فإنك تقولين: لا ورب محمد، وإذا كنت عليّ غضبى تقولين: لا وربِّ إبراهيم" قلت: أجَلْ، والله ما أهجرُ إلا اسمك.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 9/227 من طريق الإمام أحمد، عن عباد بهذا الإسناد.
وأورده الذهبي في "السير" 2/169، وقال: هذا حديث غريب، والمحفوظ ما أخرجا في الصحيحين لأبي أسامة عن هشام.(40/12)
24013 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَمَّا نَزَلَ عُذْرِي مِنَ السَّمَاءِ جَاءَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَنِي بِذَلِكَ، فَقُلْتُ: " بِحَمْدِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ لَا بِحَمْدِكَ " (1) (2)
24014 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عن أبيه (3) عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ مِنَ الْجَنَابَةِ " (4)
__________
(1) في (م) : نحمد الله عز وجل لا نحمدك.
(2) حديث صحيح دون قوله: جاءني النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخبرني بذلك، وهذا إسناد ضعيف لضعف عمر بن أبي سلمة: وهو ابن عبد الرحمن بن عوف، وقد خالف فيه ثقات الحفاظ كما سيأتي في الرواية (25623) وفيها أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جاءه الوحي في براءة عائشة، وهو عندها، فقد قالت: ووالله ما رام رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مجلسه ولا خرج من أهل البيت أحد حتى أنزل الله عز وجل على نبيه.
قلنا: وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. هشيم: هو ابن بشير.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (155) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وسيرد مطولاً ومختصراً برقم (24317) و (24720) و (25623) و (25624) و (25625) .
(3) قوله: عن أبيه. سقط من (م) .
(4) حديث صحيح، عمر بن أبي سلمة -وإن كان ضعيفاً- قد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه مسلم (321) (43) من طريق بكير بن عبد الله بن الأشج، وابن المنذر في "الأوسط" (645) من طريق يحيى بن أبي كثير، والطبراني في =(40/13)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= "الأوسط" (1289) من طريق محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة، ثلاثتهم عن أبي سلمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (321) (44) وابن حبان (1202) ، والبيهقي في "السنن" 1/195 من طريق حفصة بنت عبد الرحمن، وابن خزيمة (238) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/25 من طريق منصور بن عبد الرحمن الحجبي، عن أمه صفية بنت شيبة، كلتاهما (حفصة وصفية) عن عائشة، به.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (2959) ، وابن عدي في "الكامل" 2/560 من طريق جعفر بن الزبير الشامي، عن القاسم، عن أبي أمامة، عن عائشة، به. قال الطبراني: لا نعلم أبا أمامة روى عن عائشة غير هذا، ولا يروى إلا من هذا الوجه. قال ابن عدي في جعفر بن الزبير: عامة أحاديثه مما لا يتابع عليه، والضعف على حديثه بيّن.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" أيضاً (6083) من طريق محمد بن كثير، عن ليث، عن مجاهد، عن عائشة. وليث -وهو ابن سليم- ضعيف.
وأخرجه الطبراني أيضاً (7665) من طريق الحسن بن أبي جعفر الجُفري، عن أبي الزبير، عن أبي الطفيل -وهو عامر بن واثلة- عن عائشة. والحسن ضعيف.
وأخرجه الطبراني في "الصغير" (1103) ، وابن عدي 3/1184 من طريق سالم بن نوح، عن عمر بن عامر، عن قتادة، عن سعيد، عن عائشة. وقال الطبراني: لم يروه عن عمر بن عامر إلا سالم بن نوح. وقال ابن عدي: وعنده غرائب وإفرادات، وأحاديثه محتملة متقاربة.
وأخرجه ابن عدي 2/612 من طريق الحارث بن شبل، عن أم النعمان الكندية، عن عائشة، وقال: غير محفوظ. قلنا: الحارث بن شبل ضعيف.
وأخرجه الإسماعيلي في "معجم شيوخه" 1/328 من طريق هشيم، عن عمر بن ذر بن عبد الله، عن أبيه، عن عائشة. وذر لم يدرك عائشة.
وسيرد بالأرقام (24089) و (24160) و (24349) و (24599) و (24719) و (24723) و (24866) و (24915) و (24953) و (24978) و (24991) =(40/14)
24015 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، (1) عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " إِنَّمَا أَذِنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِسَوْدَةَ بِنْتِ زَمْعَةَ فِي الْإِفَاضَةِ قَبْلَ الصُّبْحِ مِنْ جَمْعٍ، لِأَنَّهَا كَانَتْ امْرَأَةً ثَبِطَةً " (2) (3)
__________
= و (25235) و (25277) و (25353) و (25369) و (25380) و (25381) و (25387) و (25389) و (25394) و (25405) و (25583) و (25593) و (25608) و (25609) و (25634) و (25764) (25925) و (25941) و (25981) (26177) و (26288) و (26405) .
وفي الباب عن أم سلمة، سيرد 6/291.
وعن ميمونة، سيرد 6/329.
(1) قوله: "عن أبيه" سقط من النسخ الخطية و (م) خلا (ظ 8) ، وإثباته هو الصواب، فالحديث حديثه كما سيرد في مكرراته والتخريج، وانظر "أطراف المسند" 9/211.
(2) في هامش (ظ 2) و (ظ 8) و (هـ) : ثبطة، أي: ثقيلة، وأشير إليها في (ظ 2) و (ق) أنها نسخة.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشيم: هو ابن بشير، ومنصور: هو ابن زاذان.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 5/262، وفي "الكبرى" (4032) من طريق هشيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه إسحاق بن راهوية في "مسنده" (971) ، ومسلم (1290) (294) ، النسائي في "الكبرى" (4034) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3041) و (3043) ، وابن خزيمة (2869) ، وابن حبان (3861) و (3866) من طريقين، عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه، به. وزاد مسلم وابن خزيمة: وكانت عائشة لا تفيض إلا مع الإمام.
وأخرجه إسحاق بن راهوية (981) ، والبخاري (1681) ، ومسلم (1290) =(40/15)
24016 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " صَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حُجْرَتِي، وَالنَّاسُ يَأْتَمُّونَ بِهِ مِنْ وَرَاءِ الْحُجْرَةِ، يُصَلُّونَ بِصَلَاتِهِ " (1)
__________
= (293) ، والدارمي (1886) ، والبيهقي في "السنن" 5/124 من طريق أفلح بن حميد، عن القاسم، به. وزاد: وأقمنا حتى أصبحنا نحن، ثم دفعتنا بدفعه، فلأن أكون استأذنت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كما استأذنت سودة أحب إلي من مفروح به. وهذا لفظ البخاري.
وسير د بالأرقام (24635) و (24673) و (25017) و (25314) (25788) .
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4892) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: ثبطة، أي: ثقيلة.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشيم: هو ابن بشير، ويحيى بن سعيد: هو الأنصاري، وعمرة: هي بنت عبد الرحمن الأنصارية.
وأخرجه ابن شبة في "تاريخ المدينة" 1/302-303 من طريق هشيم، بهذا الاسناد.
وأخرجه بنحوه البخاري (729) من طريق عبدة، عن يحيى بن سعيد الأنصاري بهذا الإسناد، مطولاً بذكر قصة قيام الليل.
وسيرد مطولاً بالأرقام (24124) و (24322) و (26038) و (26307) .
وفي الباب عن زيد بن ثابت عند البخاري (731) ، ومسلم (781) ، وسلف برقم (21582) .
قال السندي: قوله: في حجرتي: المشهور أنه اتخذ حجرة من حصير في المسجد، فكان يصلي فيها.
وقال الحافظ في "الفتح" 2/214: ظاهره أن المراد حجرة بيته.. ويحتمل أن المراد الحجرة التي كان احتجزها في المسجد بالحصير. =(40/16)
24017 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي حُرَّةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ يُصَلِّي، افْتَتَحَ صَلَاتَهُ بِرَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ " (1)
__________
= قلنا: وقد جاء مصرحاً بأنها حصيرة في الرواية الآتية برقم (24124) ، وفي حديث زيد بن ثابت السالف برقم (21582) ، وجاء في رواية البخاري (729) وصف لجدار الحجرة بأنه قصير، مما يدل على أنها حجرة بيته، وقد ترجم له: إذا كان بين الإمام وبِين القوم حائط أو سترة.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، أبو حَرَّة: -وهو واصل بن عبد الرحمن البصري- تكلموا في روايته عن الحسن، وقد ذكر الإمام أحمد أنه لم يقل في أحاديثه عن الحسن: "سمعت" إلا في ثلاثة منها. قلنا: وهذا أحدها، فقد صرح بسماعه من الحسن في الرواية الآتية برقم (25677) ، وهذا الحديث مما انتقاه له مسلم، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، هيثم: هو ابن بشير. وسَعْد بن هشام: هو ابن عامر الأنصاري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/272، وإسحاق بن راهوية في "مسنده" (1237) ، ومسلم (767) (197) ، والمروزي في "قيام الليل" ص55 (المختصر) ، وأبو عوانة 2/304، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/280، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (645) ، والبيهقي فى "السنن" 3/5-6، وابن عبد البر في "التمهيد" 17/290 من طريق هشيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عوانة 2/304 من طريق أبي زيد الهروي وهو سعيد بن الربيع، عن أبي حرة، به. وقد تحرف في المطبوع منه أبو زيد إلى أبي زائد!
وسيرد برقم (25677) .
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7176) ، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.(40/17)
24018 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُغِيرَةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَخَّصَ لِأَهْلِ بَيْتٍ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي الرُّقْيَةِ، مِنْ كُلِّ ذِي حُمَةٍ " (1)
24019 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنْ صَلَاةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ التَّطَوُّعِ، فَقَالَتْ: " كَانَ يُصَلِّي قَبْلَ الظُّهْرِ أَرْبَعًا فِي بَيْتِي، ثُمَّ يَخْرُجُ فَيُصَلِّي بِالنَّاسِ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى بَيْتِي فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، وَكَانَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ الْمَغْرِبَ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى بَيْتِهِ فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، وَكَانَ يُصَلِّي بِهِمُ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشيم: هو ابن بشير، ومغيرة: هو ابن مقسم. وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي خال إبراهيم.
وأخرجه مسلم (2193) (53) من طريق هشيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1395) عن أبي عوانة، وابن ماجه (3517) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/326، وابن حبان (6101) ، وأبو الشيخ في "تاريخ أصبهان" 1/312، وفي "طبقات المحدثين بأصبهان" (949) من طريق أبي الأحوص، كلاهما عن مغيرة، به. بلفظ: رخص رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالرقية من الحية والعقرب.
وسيرد بالأرقام: (24326) و (25571) و (25739) و (26172) .
وفى الباب عن أنس، سلف برقم (12173) وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: من كل ذي حُمة، بضم ففتح ميم مخففة، وقد تشدَّد: السُّم.(40/18)
الْعِشَاءَ، ثُمَّ يَدْخُلُ بَيْتِي فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، وَكَانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ تِسْعَ رَكَعَاتٍ فِيهِنَّ الْوَتْرُ، وَكَانَ يُصَلِّي لَيْلًا طَوِيلًا قَائِمًا، وَلَيْلًا طَوِيلًا جَالِسًا، فَإِذَا قَرَأَ وَهُوَ قَائِمٌ رَكَعَ وَسَجَدَ وَهُوَ قَائِمٌ، وَإِذَا قَرَأَ وَهُوَ قَاعِدٌ رَكَعَ وَسَجَدَ وَهُوَ قَاعِدٌ، وَكَانَ إِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ يَخْرُجُ فَيُصَلِّي بِالنَّاسِ صَلَاةَ الْفَجْرِ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، عبد الله بن شقيق، وهو العقيلي، من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. هشيم: هو ابن بشير، وخالد: هو ابن مهران الحذاء.
وأخرجه أبو داود (1251) -ومن طريقه البيهقي في "السنن" 2/471-472 عن الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه بتمامه ومختصراً مسلم (730) (105) ، والترمذي في "جامعه" (375) ، وفي "الشمائل" (275) ، وابن ماجه (1164) ، وابن خزيمة (1167) و (1199) و (1245) من طريق هشيم، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه بتمامه ومختصراً إسحاق بن راهوية (1299) عن عبد الوهَّاب الثقفي، وأبو داود (1251) ، والنسائي في "الكبرى" (336) ، وأبو يعلى (4845) ، وابن حبان (2475) ، والبيهقي في "السنن" 2/471-472 من طريق يزيد بن زريع، والترمذي في "جامعه" (436) وفي "الشمائل" (280) من طريق بشر بن المُفَضَّل، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/338، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 2/185 من طريق سفيان، وابن حبان (2474) من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، و (2510) من طريق وهيب بن خالد، ستتهم عن خالد الحذاء، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وسيرد برقم (25819) و (26022) .
وقوله: كان يصلي قبل الظهر أربعاً ... ، سيرد برقم (26022) ، وانظر (24164) و (24340) و (25147) و (26167) =(40/19)
24020 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، حَدَّثَنَا (1) إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " كُنْتُ أَفْتِلُ قَلَائِدَ هَدْيِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدَيَّ " قَالَ مَسْرُوقٌ: " فَسَمِعْتُ تَصْفِيقَهَا بِيَدَيْهَا مِنْ وَرَاءِ الْحِجَابِ، وَهِيَ تُحَدِّثُ بِذَلِكَ، ثُمَّ يُقِيمُ (2) فِينَا حَلَالًا " (3)
__________
= وفي الباب عن عبد الله بن السائب، سلف برقم (15396) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
وفي باب صلاته الركعتين بعد الظهر، وبعد المغرب وبعد العشاء عن ابن عمر، سلف برقم (4506) .
وعن أم حبيبة عند الترمذي (415) ، وسيرد 6/326.
وسترد صور مختلفة لصلاته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الوتر بالأرقام (24042) و (24057) و (24073) و (24237) و (24269) و (24357) و (24689) و (24921) و (25159) و (25286) و (25319) و (25559) و (25858) و (25889) و (26122) و (26159) .
وقولها: كان يصلي ليلا طويلاً قائماً ... سيرد بالأرقام (24669) و (24688) و (24809) و (24822) و (25329) و (25330) و (25688) و (25819) و (25904) و (25907) و (25912) و (25992) و (26039) و (26253) و (26257) و (26274) و (26290) . وانظر (24191) و (24258) و (24715) و (24833) و (24945) و (24961) و (25360) و (25361) و (25448) و (25449) و (25502) و (25689) و (25819) و (25826) و (25940) و (26002) و (26114) و (26202) .
(1) في (ظ 8) : عن، وهي نسخة في هامش (ظ 2) و (ق) و (هـ) .
(2) في (م) تقيم، وهو خطأ.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشيم: هو ابن بشير، والشعبي: هو عامر بن شراحيل، ومسروق: هو ابن الأجدع. =(40/20)
24021 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " كَانَ الرُّكْبَانُ يَمُرُّونَ بِنَا، وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ
__________
= وأخرجه مسلم (1321) (370) من طريق هشيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولاً إسحاق بن راهوية في "مسنده" (1434) ، والبخاري (5566) ، والدارمي (1935) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/265، وفي "شرح مشكل الآثار" (5514) و (5515) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 17/227 من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد، به.
وأخرجه الدولاري في "الكنى والأسماء" 1/186 من طريق أبي سعيد عامر ابن مسعود الزرقي عن عائشة، قالت: كنت أفتل قلائد هدي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم ما يُحرمُ من شيء.
وسيرد بالأرقام (24068) و (24787) و (24956) و (25574) و (25577) و (25736) .
ومن طريق الأسود عن عائشة بالأرقام (24136) و (24155) و (24603) و (24710) و (24711) و (25383) و (25411) و (25565) و (25581) و (25582) و (25737) و (25776) و (25832) و (25872) و (25991) و (26124) و (26259) .
ومن طريق عروة عن عائشة بالأرقام (24084) ، و (25516) و (25580) و (25642) و (25776) و (25873) و (25887) .
ومن طريق عمرة عن عائشة بالرقم (25465) .
ومن طريقي عروة وعمرة عن عائشة بالرقم (24524) .
ومن طريق القاسم عن عائشة بالأرقام (24492) و (24557) و (25976) و (25500) و (25818) و (26009) .
وسلف ما يعارضه من حديثه جابر (14129) ، وإسناده ضعيف، وقد سلف الكلام عليه هناك، فانظره.(40/21)
اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُحْرِمَاتٌ، فَإِذَا حَاذَوْا بِنَا، أَسْدَلَتْ (1) إِحْدَانَا جِلْبَابَهَا مِنْ رَأْسِهَا عَلَى وَجْهِهَا، فَإِذَا جَاوَزُونَا (2) كَشَفْنَاهُ " (3)
__________
(1) في (ق) : سدلت.
(2) في (ظ 2) و (ق) و (هـ) و (م) : جاوزنا، والمثبت من (ظ 8) وهامش (هـ) .
(3) إسناده ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد، وهو القرشي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، ورواية مجاهد بن جبر عن عائشة في "الصحيحين"، وقد أنكر يحيى بن سعيد القطان سماعه منها فيما ذكر ابن معين.
وأخرجه أبو داود (1833) ، والبيهقي في "السنن" 5/48 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن خزيمة (2691) ، وأبن عدي في "الكامل" 7/ (2597) من طريق هشيم، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة (الجزء الذي نشره العمروي ص307) ، وابن ماجه (2935) ، والدارقطني في "السنن" 2/295 من طريق محمد بن فضيل، وإسحاق بن راهوية في "مسنده" (1189) ، وابن الجارود في "المنتقى" (418) ، وابن خزيمة (2691) عن طريق جريج بن عبد الحميد، وابن ماجه (2935) ، وابن خزيمة (2691) من طريق عبد الله بن إدريس، والدارقطني في "السنن" 2/294 من طريق علي بن عاصم الواسطي، أربعتهم عن يزيد بن أبي زياد، به.
وخالفهم سفيان بن عيينه فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (608) و (934) ، والدارقطني 2/295، فرواه عن يزيد بن أبي زياد عن مجاهد، فقال: قالت أم سلمة، فذكره.
وأخرج البيهقي في "السنن" 5/47 من طريق أبي عمرو بن مطر، عن يحيى بن محمد. وهو ابن البختري الحنائي، عن عبيد الله بن معاذ، عن أبيه، عن شعبة، عن يزيد الرِّشْك، عن معاذة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: المحرمة تلبس من الثياب ما شاءت إلا ثوباً مَسه وَرْد أو زعفران، ولا تتبرقع ولا تَلَثم، وتسدل الثوب على وجهها إن شاءت. وهذا إسناد صحيح. =(40/22)
24022 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي سُجُودِ الْقُرْآنِ: " سَجَدَ وَجْهِي لِمَنْ خَلَقَهُ، وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ بِحَوْلِهِ وَقُوَّتِهِ " (1)
__________
= وله شاهد من حديث أسماء بنت أبي بكر، رواه مالك في "الموطأ" 1/328 عن هشام بن عروة، عن فاطمة بنت المنذر أنها قالت: كنا نخمِّر وجوهنا ونحن محرمات، ونحن مع أسماء بنت أبي بكر الصديق. وإسناده صحيح.
وقد أخرجه بنحوه ابن خزيمة (2690) ، والحاكم 1/454.
قال الخطابي في "معالم السنن" 2/179: قد ثبت عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه نهى المحرمة عن النقاب، فأما سدل الثوب على وجهها من رأسها فقد رخص فيه غيرُ واحدٍ من الفقهاء، ومنعوها أن تلف الثوب أو الخمار على وجهها أو تشد النقاب أو تتلثم أو تتبرقع. ومن قال بأن للمرأة أن تسدل الثوب على وجهها من فوق رأسها عطاء ومالك وسفيان الثوري وأحمد بن حنبل وإسحاق وهو قول محمد بن الحسن، وقد علق الشافعي القول فيه.
قلنا: وقد سلف النهي عن انتقاب المحرمة من حديث ابن عمر برقم (6003) .
قال السندي: قولها: يمرُّون بنا، أي: بالنِّساء.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، خالد: -وهو ابن مهران الحذاء- لم يسمع أبا العالية -وهو رفيع بن مهران- بينهما رجلٌ مبهم كما سيأتي في الرواية (25821) ، وهو الصواب فيما قال الدارقطني في "العلل" 5/الورقة 96، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/20 عن هشيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه إسحاق بن راهوية (1679) ، والترمذي (580) و (3425) ، والنسائي في "المجتبى" 2/222، وفي "الكبرى" (714) ، والحاكم 1/220، والبيهقي 2/325، والبغوي في "شرح السنة" (770) من طريق عبد الوهاب =(40/23)
24023 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُغِيرَةُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِذَا اسْتَرَاثَ الْخَبَرَ، تَمَثَّلَ فِيهِ بِبَيْتِ طَرَفَةَ:
[البحر الطويل]
وَيَأْتِيكَ بِالْأَخْبَارِ مَنْ لَمْ تُزَوِّدِ " (1)
__________
= الثقفي، وأبو الشيخ في "طبقات المحدِّثين بأصبهان" (671) ، والحاكم 1/220 من طريق وهيب بن خالد، والدارقطني في "السنن" 1/406 من طريق سفيان بن حبيب، ثلاثتهم عن خالد الحذاء، به، زاد الحاكم فيه: فتبارك الله أحسن الخالقين.
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وقال الحاكم: هذاحديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه! ووافقه الذهبي!
وله شاهد من حديث علي بن أبي طالب المطول السَّالف برقم (729) وإسناده صحيح، ولفظه: "اللهم لك سجدت، وبك آمنت، ولك أسلمت، سجد وجهي للذي خلقه فصوَّره فأحسن صوره، فشقَّ سمعه وبصره، فتبارك الله أحسن الخالقين".
(1) حديث حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، الشعبي -وهو عامر بن شراحيل- لم يسمع من عائشة فيما قاله ابن معين وأبو حاتم، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. هشيم: هو ابن بشير، والمغيرة: هو ابن مِقْسم الضبِّي.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10833) -وهو في "عمل اليوم والليلة" (995) - من طريق هشيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/712، والنسائي في "الكبرى" (10834) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (996) - من طريق إبراهيم بن المهاجر، عن الشعبي، =(40/24)
24024 - حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ إِسْحَاقَ يَعْنِي ابْنَ سُوَيْدٍ، عَنْ مُعَاذَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، " عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ النَّقِيرِ، وَالْمُقَيَّرِ، وَالدُّبَّاءِ، وَالْحَنْتَمِ " (1)
__________
وأورده الهيثمي في "المجمع" 8/128، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح.
وسيكرر برقم (25134) سنداًً ومتناًً.
وسيرد بنحوه برقم (25071) و (25231) و (25862) من طريق شريك بن عبد الله النخعي، عن المقدام بن شريح، عن أبيه، عن عائشة.
وفي الباب: عن ابن عباس عند البخاري في "الأدب المفرد" (793) ، ولفظه: إنها كلمة نبي: ويأتيك بالأخبار من لم تزوِّد. وفي إسناده ليث بن أبي سليم، وهو ضعيف.
قولها: إذا استراث الخبر، أي: استبطأه.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. إسحاق بن سويد، وهو العدوي من رجاله، وروى له البخاري مقروناً بغيره، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
معتمر: هو ابن سليمان، ومُعاذة: هي بنت عبد الله العدوية.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/307، وأبو عوانة 5/308 من طريق المعتمر، بهذا الإسناد.
وأخرجه إسحاق بن راهوية في "مسنده" (853) ، ومسلم (1995) ، وأبو عوانة 5/308 من طريق عبد الوهَّاب بن عبد المجيد الثقفي، عن إسحاق بن سويد، به.
وأخرجه بنحوه إسحاق بن راهوية (1107) ، والبخاري في "تاريخه" 5/92، والنسائي في "المجتبى" 8/297 و306 و307 والطبراني في "الأوسط" (4741) من طرق عن عائشة، به. =(40/25)
24025 - حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ قَالَ: سَمِعْتُ خَالِدًا، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّ الضُّحَى، إِلَّا أَنْ يَقْدَمَ مِنْ سَفَرٍ، فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ " (1)
__________
= وأخرجه مطولاً إسحاق بن راهوية (868) من طريق أمية بنت عبد الله، عن عائشة، به. وأمية بنت عبد الله لا تعرف.
وسيأتي بالأرقام: (24201) و (24507) و (24649) و (24656) و (24671) و (24676) و (24814) و (24840) و (24922) و (24930) و (25000) و (25011) و (25058) و (25390) و (25397) و (25669) و (25978) و (26072) و (26073) و (26074) و (26144) و (26373) .
وانظر (24198) و (24741) و (26057) .
وقد سلف من حديث ابن عمر برقم (4465) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب، وذكرنا كذلك من ذهب إلى نسخه، انظر (25000) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، عبد الله بن شقيق - وهو العُقَيْلي- من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. معتبر: هو ابن سليمان، وخالد: هو ابن مهران الحَذَّاء.
وأخرجه ابن خزيمة (1230) من طريق معتمر، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (481) من طريق ابن المبارك، عن خالد، به، ولم يقل: فيصلى ركعتين.
وأخرجه الطيالسي (1554) عن الصلت بن دينار، عن عبد الله بن شقيق، به، ولم يقل: فيصلي ركعتين.
وسيرد بالأرقام (25385) و (25691) و (25829) .
وفي الباب عزت أنس، سلف برقم (12353) ، وانظر حديث ابن عمر (4758) .
قال السندي: قولها: ما رأيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصلي الضحى: هذا لا يدل =(40/26)
24026 - حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تُحَرِّمُ الْمَصَّةُ وَالْمَصَّتَانِ " (1)
__________
= على أنه ما كان يصلي، وإنما يدل على أنه ما كان يصلي عندها، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين.
معتمر: هو ابن سليمان التيمي، وأيوب: هو السختياني، وابن أبي مُلَيْكة: هو عبد الله بن عبيد الله، وابن الزبير: هو عبد الله.
وأخرجه مسلم (1450) ، والترمذي (1150) من طريق معتمر، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث عائشة حديث حسن صحيح، والعمل على هذا عند بعض أهل العلم من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وغيرهم.
وأخرجه إسحاق بن راهوية (546) ، وابن نصر المروزي في "السنة" (312) ، والدارقطني في "السنن" 4/171-172، والبيهقي في "السنن" 7/455 من طريق عبد الوهاب الثقفي، عن أبوب، به.
ورواه شعبة - كما عند النسائي في "الكبرى" (5450) عن أيوب، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة مرفوعاً، لم يذكر فيه: ابن الزبير.
ورواه عبد الرزاق (13922) عن معمر، عن أيوب أن ابن الزبير كان يقول: لا تحرِّم المصة ولا المصتان. يروي ابن الزبير ذلك عن عائشة. قلنا: لم يذكر فيه: ابن أبي مليكة.
وأخرجه عبد بن حميد (520) عن سليمان بن حرب، عن حماد بن زيد، عن ابن أبي مليكة، عن عبد الله بن الزبير، قال: قال رسول الله عليه، فذكره.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (5460) من طريق ابن إسحاق قال: حدثني هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن الزبير، عن الحجاج ابن الحجاج الأسلمي، عن أبي هريرة، به مرفوعاً، فجعله من حديث أبي هريرة. =(40/27)
24027 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، حَدَّثَنَا بُرْدٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي فِي الْبَيْتِ وَالْبَابُ عَلَيْهِ مُغْلَقٌ، فَجِئْتُ، فَمَشَى حَتَّى فَتَحَ لِي، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى مَقَامِهِ، وَوَصَفَتْ أَنَّ الْبَابَ فِي الْقِبْلَةِ " (1)
__________
= وأخرجه النسائي في "الكبرى" (5461) من طريق ابن إسحاق، عن إبراهيم ابن عقبة، قال: كان عروة يحدث عن حجاج بن حجاج، عن أبي هريرة، مرفوعاً فذكر نحوه. فجعله كذلك من حديث أبي هريرة.
قال الدارقطني في "العلل" 5/الورقة 111: المحفوظ عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن ابن الزبير، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ0 وعن الزهري، عن عروة، عن عائشة وابن الزبير، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وقال الترمذي: والصحيح عند أهل الحديث حديث ابن أبي مليكة، عن عبد الله بن الزبير، عن عائشة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وسيرد برقم (24644) و (25812) و (26099) .
وقد سلف من حديث عبد الله بن الزبير بإسنادٍ صحيح برقم (16110) ، فانظره.
وانظر (24632) .
قال السندي: قوله: "لا تحرم المصة ... " إلخ، أي: الرضاع القليل، وقد علم أن القليل من الرضاع كان محرماً أولاً، ثم نسخ، فيحتمل أن يكون هذا كان حينئذٍ، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده حسن، بُرد -وهو ابن سنان الشامي- تفرد به، وهو مختلف فيه، وثقه ابن معين والنسائي وابن خراش ويزيد بن زريع، وقال أبو زرعة: لا بأس به، واختلف قول أبي حاتم فيه، فقال مرة: ليس بالمتين، وقال مرة: كان صدوقاً قدرياً، وضعفه ابنُ المديني، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه أبو داود (922) - ومن طريقه البيهقي في "معرفة السنن والآثار" =(40/28)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= (4210) - من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (922) ، والترمذي (601) ، والدارقطني في "السنن" 2/80، والبيهقي في "السنن" 2/265، وفي "معرفة السنن والآثار" (4210) ، والبغوي في "شرح السنة" (747) من طريق بشر بن المفضل، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.
وأخرجه الطيالسي (1468) عن عبد الوارث، وإسحاق بن راهوية (1147) - ومن طريقه النسائي في "المجتبى" 3/11، وفي "الكبرى" (523) و (1129) - عن حكيم بن وردان، وأبو يعلى (4406) - ومن طريقه ابن حبان (2355) - من طريق ثابت بن يزيد الأحوص، والدارقطني في "السنن" 2/80 من طريق حماد بن سلمة، أربعتهم عن برد، به. وفي رواية حاتم وثابت: يصلىِ تطوعًا، وعندهم عدا الطيالسي فمشى عن يمينه أو عن شماله ففتح.
وأخرجه الدارقطني في "السنن" 2/80، وفي "العلل" 5/الورقة 27 عن أبي القاسم البغوي عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، عن محمد بن حميد الرازي، عن حكَّام بن سَلْم، عن عنبسة بن عبد الواحد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصلي، فإذا استفتح إنسان الباب فتح له ما كان في قبلته أو عن يمينه أو عن يساره، ولا يستدير القبلة.
قلنا: ومحمد بن حميد الرَّازي ضعيف.
وسيرد برقم (25503) و (25972) .
وفي باب العمل في الصلاة من حديث عائشة عند البخاري (1212) ضمن حديث الخسوف.
وعن ابن عباس، سلف (2164) .
وعن أبي هريرة، سلف (7178) .
وعن أبي برزة الأسلمي، سلف برقم (19770) .
وعن سهل بن سَعْد، سلف برقم (22807) . =(40/29)
24028 - حَدَّثَنَا (1) بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكَ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى حَفْصَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَأَخْبَرَتْنَا، أَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهَا، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " عَنِ الْغُلَامِ شَاتَانِ مُكَافَأَتَانِ، (2) وَعَنِ الْجَارِيَةِ شَاةٌ " (3)
__________
= قال السندي: قولها: فمشى، أي: في أثناء الصلاة، وعُلم منه أن مثل هذا فعل قليل لا ينافي الصلاة.
(1) في (هـ) و (م) : أخبرنا.
(2) في (ظ 2) و (ق) : مكافئتان، قال السندي: أي مساويتان في السن.. وهو بكسر الفاء من كافأه إذا ساواه، قال الخطابي: والمحدثون يفتحون الفاء، وأراه أولى.
(3) حديث صحيح لغيره، وهذا أسناد حسن من أجل عبد الله بن عثمان، وهو ابن أثيم القاري، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 9/301 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (1513) ، وابن حبان (5310) من طريق بشر بن المفضل، به. قال الترمذي: حديث عائشة حديث حسن صحيح، وحفصة هي بنت عبد الرحمن بن أبي بكر.
وأخرجه إلحاقا بن راهوية (1290) ، وأبو يعلى (4648) من طريقين، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، به.
وأخرجه عبد الرزاق (7956) عن ابن جريج قال: أخبرنا يوسف بن مالك، قال: دخلت أنا وابن مليكة على حفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر، وولدت للمنذر بن الزبير غلاماً، فقلت: هلا عققت جزوراً على ابنك؟
فقالت: معاذ الله، كانت عمتي عائشة تقول: على الغلام شاتان وعلى الجارية شاة. =(40/30)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1042) ، وابن عدي في "الكامل" 5/1962، والبيهقي 1/301 من طريق عبد الجبار بن ورد المكي قال: سمعت ابن أبي مليكة يقول: نُفِس لعبد الرحمن بن أبي بكر غلام، فقيل لعائشة: يا أم المؤمنين، عُقِّي عن جزوراً، فقالت: معاذ الله، ولكن ما قال رسول الله: "شاتان مكافأتان".
وأخرجه عبد الرزاق (7955) - ومن طريقه ابن راهوية (1291) - عن ابن جريج، قال: أخبرني عبيد الله بن أبي يزيد، عن بعض أهله أنه سمع عائشة تقول: "ألا على الغلام شاتان، وعلى الجارية شاة، ولا يضركم أذكر أم أنثى" تأثر ذلك عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تقول: سمعته يقول.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/239، وإسحاق بن راهوية (1033) من طريقين عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطايا، عن عائشة، به.
وسيرد بالأرقام (25250) و (26134) .
وله شاهد من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف برقم (6713) و (6737) وذكرنا في الموضع الثاني أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: "عن الغلام"، أي: يجزىء في عقيقته شاتان مكافئتان، بالهمزة، أي متساويتان في السن، بمعنى أن لا ينزل سنهما عن سن أدنى ما يجزىء في الأضحية، وقيل: مساويتان أو متقاربتان، وهو بكسر الفاء، من كافأه إذا ساواه. قال الخطابي: والمحدثون يفتحون الفاء، وأراه
أَوْلى، لأنه يريد شاتين قد سُوِّي بينهما، أو مساوي بينهما، وأما بالكسر فمعناه متساويتان، فيحتاج إلى شيء أخر يساويانه، وأما لو قيل: متكافئتان لكان الكسر أَوْلى، وقال الزمخشري: لا فرق بين الفتح والكسر، لأن كلَّ واحدة إذا كافأت فهي مكافئة ومكافأة، أو يكون معناه: معادلتان لما يجب في الأضحية من الأسنان، ويحتمل من الفتح أن يراد مذبوحتان، من كافأ الرجل بين بعيرين، إذا نحر هذا ثم هذا معاً من غير تفريق، كأنه يريد شاتين =(40/31)
24029 - حَدَّثَنَا مَرْحُومُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ بَابَنُوسَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ دَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ وَفَاتِهِ، فَوَضَعَ فَمَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَضَعَ يَدَيْهِ (1) عَلَى صُدْغَيْهِ، وَقَالَ: " وَانَبِيَّاهْ، واخَلِيلَاهْ، وَاصَفِيَّاهْ " (2)
24030 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ يَعْنِي الْأَزْرَقَ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ إِسْحَاقُ: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ الْمُكْتَبِ، عَنْ بُدَيْلٍ، عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْتَتِحُ الصَّلَاةَ بِالتَّكْبِيرِ، وَالْقِرَاءَةِ بِ {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الفاتحة: 2] ، وَكَانَ إِذَا رَكَعَ لَمْ يَرْفَعْ رَأْسَهُ، وَقَالَ يَحْيَى: يُشْخِصُ رَأْسَهُ، وَلَمْ يُصَوِّبْهُ، وَلَكِنْ بَيْنَ ذَلِكَ، وَكَانَ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ، لَمْ يَسْجُدْ حَتَّى يَسْتَوِيَ قَائِمًا،
__________
= يذبحهما معاً.
(1) في (ق) يده.
(2) إسناده حسن من أجل يزيد بن بابنوس، فإنه لم يرو عنه سوي أبي عمران الجوني، وقال الدارقطني: لا بأس به، وقال ابن عدي: أحاديثه مشاهير، وذكره ابن حبان في الثقات، وقد ثَبَّتَ البخاري في "تاريخه" سماعه من عائشة. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو عمران الجوني: هو عبد الملك بن حبيب الأزدي.
وأخرجه الترمذي في "الشمائل" (373) من طريق مرحوم بن عبد العزيز بهذا الإسناد.
وسيرد مطولاً برقم (25841) .
وانظر (2026) و (24278) و (24863) .(40/32)
وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ السُّجُودِ لَمْ يَسْجُدْ حَتَّى يَسْتَوِيَ جَالِسًا "، قَالَتْ: " وَكَانَ يَقُولُ فِي كُلِّ رَكْعَتَيْنِ التَّحِيَّةَ، وَكَانَ يَنْهَى عَنْ عَقِبِ الشَّيْطَانِ، وَكَانَ يَفْتَرِشُ (1) رِجْلَهُ الْيُسْرَى، وَيَنْصِبُ رِجْلَهُ الْيُمْنَى "، " وَكَانَ يَنْهَى أَنْ يَفْتَرِشَ أَحَدُنَا ذِرَاعَيْهِ كَالْكَلْبِ "، " وَكَانَ يَخْتِمُ الصَّلَاةَ بِالتَّسْلِيمِ " قَالَ يَحْيَى: " وَكَانَ يَكْرَهُ أَنْ يَفْتَرِشَ ذِرَاعَيْهِ افْتِرَاشَ السَّبُعِ " (2)
__________
(1) في (ظ 8) ، وهامش (ظ 2) و (هـ) : يفرش، قلنا: وهو الموافق لرواية مسلم.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، بديل -وهو ابن ميسرة العُقيلي- من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. إسحاق الأزرق: هو ابن يوسف، وحسين المُكْتِب: هو ابن ذكوان المعلِّم، وأبو الجوزاء: هو أوس بن عبد الله الرَبَعي.
وأخرجه مطولاً ومختصراً عبد الرزاق في "مصنفه" (2540) و (2602) و (2873) و (3014) و (3050) ، وابن أبي شيبة 1/229 و252 و284 و285 و289، وإسحاق بن راهوية في "مسنده" (1331) ، ومسلم (498) ، وأبو داود (783) ، وابن ماجه (812) و (869) و (893) ، وأبو يعلى (4667) ، وابن خزيمة (699) ، وأبو عوانة 2/94 و96 و164 و189، وابن حبان (1768) ، والبيهقي في "السنن" 2/15 و85 و113 و172 من طرق عن حسين، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1547) ، والطبراني في "الأوسط" (7613) من طريق عبد الرحمن بن بديل بن ميسرة، عن أبيه، به.
وخالفهم حماد بن زيد.
فأخرجه البيهقي مختصراً 2/15 من طريق حماد بن زيد، عن بديل، عن عبد الله بن شقيق، عن عائشة، به. =(40/33)
24031 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ، عَنْ بُدَيْلٍ، عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ مِثْلَهُ، وَقَالَ: يُشْخِصُ رَأْسَهُ، وَقَالَ: افْتِرَاشَ السَّبُعِ (1)
24032 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، وَيَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْصُورٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَمَّتِهِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّ (2) أَطْيَبَ مَا أَكَلَ الرَّجُلُ مِنْ كَسْبِهِ، وَإِنَّ وَلَدَهُ مِنْ كَسْبِهِ " (3)
__________
= قال الدارقطني في "العلل" 5/الورقة 97. والقول قول من قال: عن أبي الجوزاء.
وسيأتي مطولاً ومختصراً بالأرقام (24031) و (24791) و (25382) و (26402) ، وسيأتي من طريق يحيى بن سعيد القطان وحده برقم (25617) .
وانظر أحاديث الباب في مسند عبد الرحمن بن أبزي عند الرواية (15371) .
قال السندي: قولها: والقراءة بـ {الحمد لله رب العالمين} : من يرى الإخفاء بالتسمية يقول: المراد بالقراءة الجهر بالقراءة، ومن يرى الجهر بها يقول: قول: {الحمد لله رب العالمين} كناية عن الفاتحة.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر سابقه إلا أن شيخ الإمام أحمد في هذا الإسناد هو محمد بن جعفر.
(2) لفظ "إن" ليس في (ظ 8) ، وهو في هامش (هـ) نسخة.
(3) حديث حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عمَّة عمارة بن عمير التيمي فلم يترجم لها المزي ولا الحافظ في "التهذيب" وفروعه، وهي على =(40/34)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= على شرطهما، ولم يؤثر توثيقها عن أحد، ولم تعرف إلا برواية عمارة بن عمير عنها، وقد أخطأ الحكم بن عُتيبة في روايته الآتية برقم (24951) فقال: عن أمه، وقد اختلف في هذا الحديث على إبراهيم بن يزيد النخعي:
فرواه منصور بن المعتمر-كما في هذه الرواية- والرواية الآتية برقم (25957) و (25611) - عنه، عن عمارة بن عمير التيمي، عن عمته، عن عائشة مرفوعاً.
وحفظ منصور إسناده فعما ذكر الدارقطني في "العلل" 5/الورقة 59.
ورواه الأعمش، واختلف عليه فيه:
فرواه سفيان بن عيينه - كما في الرواية (24135) (25654) - عن الأعمش، عن إبراهيم، عن عمارة، عن عمته، عن عائشة مرفوعاً، مثل حديث منصور.
وخالفه أبو معاوية محمد بن خازم الضرير ويعلى بن عبيد كما في الرواية (24148) ، فروياه عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة.
وقال البيهقي في "السنن" 7/480: وهو بهذا الإسناد غير محفوظ.
ورواه عنه شريك واختلف عليه فيه:
فرواه إسحاق بن يوسف الأزرق - كما في الرواية (25845) - عن شريك، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود.
ورواه إسحاق بن يوسف الأزرق - كما في الرواية (25846) - عن شريك، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن عمارة، عن عمته، عن عائشة، به، مرفوعاً.
ورواه يحيى بن زكريا بن أبي زائدة - كما في الرواية (25296) - وشعبة كما في الرواية (25400) ، كلاهما عن الأعمش، عن عمارة، عن عمته، عن عائشة، مرفوعاً، لم يذكر إبراهيم في الإسناد. =(40/35)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= ورواه الحكم بن عتيبة - كما في الرواية (25951) و (25669) عن عمارة ابن عمير، فقال: عن أمه، عن عائشة.
قال الدارقطني في "العلل" 5/الورقة 60: والصحيح حديث منصور، عن إبراهيم، عن عمارة، عن عمته، عن عائشة.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/240-241، وفي "الكبرى" (6043) ، والدارقطني في "العلل" 5/الورقة 60، والبيهقي في "معرفة السنن" (15590) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارقطني في "العلل" 5/الورقة 60 من طريق إسحاق بن يوسف الأزرق، به.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/407، وأبو داود (3528) ، والدارمي (2537) ، والدارقطني في "العلل" 5/الورقة 60، والحاكم 2/46، والبيهقي في "السنن" 7/479-480 من طرق عن سفيان الثوري، به.
وأخرجه إسحاق بن راهوية (1508) و (1657) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" 1/406 و407-408، وابن حبان (4259) من طرق عن منصور بن المعتمر، به.
وأخرجه الدارقطني 5/الورقة 60، وابن حزم في "المحلى" 8/102 من طريق مسدَّد، عن يحيى بن سعيد، عن سفيان الثوري، عن إبراهيم بن عبد الأعلى، عن سويد بن غفلة، عن عائشة، به مرفوعاً.
وسيأتي برقم (24136) و (24148) و (24951) و (24957) و (25296) و (25400) و (25611) و (25654) و (25669) و (25845) و (25846) .
وله شاهد من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، قد سلف برقم (6678) ، وإسناده حسن.
قال السندي: قوله: "وإن ولده من كسبه"، أي: فله أن يأكل من مال ولده، فإنه من كَسْبِ الولد، فهو من كسب الوالد بواسطة، وظاهر الحديث جواز الأكل من مال الولد مطلقاً، إلا أنهم حملوه على الجواز عند الحاجة.(40/36)
24033 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حُصَيْنٌ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يِسَافٍ، عَنْ فَرْوَةَ بْنِ نَوْفَلٍ قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنْ دُعَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: " كَانَ يَقُولُ: اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا عَمِلَتْهُ نَفْسِي " (1)
24034 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطُّفَاوِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَادِمًا لَهُ قَطُّ، وَلَا امْرَأَةً لَهُ قَطُّ، وَلَا ضَرَبَ بِيَدِهِ، إِلَّا أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَمَا نِيلَ مِنْهُ شَيْءٌ (2) فَانْتَقَمَهُ مِنْ صَاحِبِهِ، إِلَّا أَنْ تُنْتَهَكَ مَحَارِمُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَيَنْتَقِمُ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَمَا عُرِضَ عَلَيْهِ أَمْرَانِ أَحَدُهُمَا أَيْسَرُ مِنَ الْآخَرِ، إِلَّا أَخَذَ بِأَيْسَرِهِمَا، إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَأْثَمًا، فَإِنْ كَانَ مَأْثَمًا كَانَ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنْهُ " (3)
__________
(1) حديث صحيح، حُصَيْن -وهو ابنُ عبد الرحمن السلمي، وإن كان اختلط، وسماع محمد بن فضيل منه بعد اختلاطه- قد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.
وسيأتي بالأرقام (24684) و (25084) و (25784) و (26205) و (26368) و (26371) .
(2) في النسخ الخطية: شيئاً والمثبت من (م) ، وهو الموافق لرواية مسلم.
قال السندي: "شيئاً" من قبيل إقامة الجار والمجرور مقام نائب الفاعل مع وجود المفعول به، وهذا ممّا جوَزه البعض، وعليه قراءة {لِيُجْزَى قوماً بما كانوا يكسبون} [الجاثية: 14] على بناء المفعول ونصب "قوماً"، والله تعالى أعلم.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عبد الرحمن =(40/37)
24035 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ يَعْنِي ابْنَ عُلَيَّةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَخَذَ أَهْلَهُ الْوَعْكُ، أَمَرَ بِالْحَسَاءِ، فَصُنِعَ، ثُمَّ أَمَرَهُمْ، فَحَسَوْا مِنْهُ، ثُمَّ يَقُولُ: " إِنَّهُ، يَعْنِي:، لَيَرْتُو فُؤَادَ الْحَزِينِ، وَيَسْرُو عَنْ فُؤَادِ السَّقِيمِ، كَمَا تَسْرُو إِحْدَاكُنَّ الْوَسَخَ بِالْمَاءِ عَنْ وَجْهِهَا " (1)
__________
= الطفاوي، وهو مختلف فيه، فقد وثّقه ابن المديني والذهبي. وقال أبو حاتم: صدوق، إلا أنه يهم أحياناً، وقال ابن معين وابن عدي: لا بأس به، وقال أبو زرعة: منكر الحديث. وله في البخاري ثلاثة أحاديث، وقد توبع. وبقية رجال الإسناد يقال رجال الشيخين.
وأخرجه مطولاً ومختصراً ابن أبي شيبة 9/60، وابن راهوية في مسنده (810) ، ومسلم (2327) (78) و (2328) ، والترمذي في "الشمائل" (341) ، والنسائي في "الكبرى" (9165) ، والدارمي (2218) ، والطبراني في "الأوسط" (7647) ، والبيهقي في "السنن" 7/45 من طرق عن هشام بن عروة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (2939) مختصراً جداً، من طريق عطاء، عن عائشة، به.
وسيأتي مطولاً ومختصراً بالأرقام (24546) و (24830) و (24846) و (24985) و (25288) و (25289) و (25489) و (2557) و (25579) و (25715) و (25756) و (25871) و (25923) و (25956) و (26262) و (26404) .
قال السندي قولها: خادماً له، أي: فضلاً عن خادم غيره.
(1) إسناده ضعيف لجهالة والدة محمد بن السَّائب، فقد انفرد بالرواية عنها ابنها محمد، ولم يؤثر توثيقها عن أحد، وبقية رجاله ثقات. =(40/38)
24036 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ مُعَاذَةَ قَالَتْ: سَأَلَتْ امْرَأَةٌ عَائِشَةَ: أَتَقْضِي الْحَائِضُ الصَّلَاةَ؟ فَقَالَتْ: " أَحَرُورِيَّةٌ أَنْتِ، قَدْ كُنَّا نَحِيضُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَا نَقْضِي، وَلَا نُؤْمَرُ بِقَضَاءٍ " (1)
__________
= وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 9/228، والمزي في "تهذيب الكمال" (وفي ترجمة محمد بن السائب) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (2039) ، والنسائي في "الكبرى" (7573) ، وابن ماجه (3445) من طريق إسماعيل ابن عُلَيَّة، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وقد رواه ابن المبارك عن يونس، عن الزهري، عن عروة، عن
عائشة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. حدثنا بذلك الحسين بن محمد، حدثنا به أبو إسحاق الطالباني، عن ابن المبارك.
قلنا: وطريق الزهري الذي أشار إليه الترمذي سيأتي برقم (24512) بإسنادٍ صحيح، بحافظ: "إن الفلبينة مَجَمَّةٌ لفؤاد المريض تذهب بعض الحزن".
وسيأتي برقم (24500) و (25066) و (25192) و (26050) . وانظر (25219) .
قال السندي: قولها: الوعك: الحمى، وقيل: ألمها، أو ما ينال المحموم عقيب الحمى من الضَّعْف والألم.
الحساء، بالفتح ممدود: طبيخ يتخذ من دقيق وماء ودهن، وقد يحلى، ويكون رقيقا يُحسى.
"ليرتو"، ويدعو، أي. يُقَوِّي ويشدُّ.
"ويسرو"، ويدعو أيضاً، أي: يكشف عنه الألم ويزيله.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 1/191-192، وابن الجارود في "المنتقى" (101) من طريق إسماعيل ابن عُلَيَّة، بهذا الإسناد. =(40/39)
24037 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ قَالَ: أَخْرَجَتْ إِلَيْنَا عَائِشَةُ كِسَاءً مُلَبَّدًا، وَإِزَارًا غَلِيظًا، فَقَالَتْ: " قُبِضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذَيْنِ " (1)
__________
= وأخرجه إسحاق بن راهوية في "مسنده" (1384) ، ومسلم (335) (67) ، وأبو داود (262) ، والترمذي (130) ، والدارمي (980) ، وابن خزيمة (1001) ، وأبو عوانة 1/324، والبيهقي في "معرفة الآثار" (2158) من طرق عن أيوب، به.
وأخرجه أبو عوانة 1/324 من طريق أبي داود الحفري، عن سفيان، وهو الثوري، وابن عدي في "الكامل" 7/2735 من طريق يزيد بن إبراهيم التستري، كلاهما عن أيوب، عن معاذة، به. لم يذكرا أبا قلابة في الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (1279) عن الثوري، عن إبراهيم، عن عائشة، به. إبراهيم -وهو النخعي- لم يسمع من عائشة.
وسيأتي بالأرقام (24633) و (24660) و (24886) و (24887) و (25109) و (25520) و (25951) .
قال السندي: قولها: أحرورية أنتِ، بفتح حاء وضم راء، أي: خارجية، وهم طائفةٌ من الخوارج نسبوا إلى حروراء، -بالمد والقصر- وهو موضعٌ قريب من الكوفة، وكان عندهم تشدّد في أمر الحيض، شبَّهَتْها بهم في تشدُّدِهم في أمرهم، وكَثْرَةِ مسائلهم وتعنُّتهم بها، وقيل: أرادَتْ أنها خرجت عن السُّنَّة كما خرجوا عنها.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن عُلَيَّة، وأيوب: هو السختياني، وأبو بردة: هو ابن أبي موسى الأشعري.
وأخرجه البخاري (5818) ، ومسلم (2080) (35) ، والترمذي (1733) من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد، قال الترمذي: حديث عائشة حديث حسن صحيح. =(40/40)
24038 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ، رَضِيعًا كَانَ لِعَائِشَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَمُوتُ أَحَدٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَيُصَلِّي عَلَيْهِ أُمَّةٌ مِنَ النَّاسِ يَبْلُغُونَ أَنْ يَكُونُوا مِائَةً فَيَشْفَعُوا لَهُ، إِلَّا شُفِّعُوا فِيهِ " (1)
__________
= وأخرجه ابنُ حبان (6624) عن محمد بن أحمد بن أبي عون الرياني، عن علي بن حجر، عن إسماعيل بن إبراهيم، عن أيوب، عن أبي الخليل، عن أبي بردة، أخرجت إلينا عائشة ... فذكره. وقوله عن أبي الخليل -وهو صالح بن أبي مريم -وهم، والصحيح عن أيوب عن حميد بن هلال. فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 5/الورقة 96.
وأخرجه عبد الرزاق (20624) ، وإسحاق (1364) ، والبخاري (3108) ، ومسلم (2080) (35) ، والبيهقي في "الدلائل" 7/276 من طرق عن أيوب، به.
وأخرجه أبو داود (4036) من طريق حماد -وهو ابن سلمه- عن حميد ابن هلال، به.
وسيرد برقم (24997) .
قال السندي: قوله: ملبداً، بفتح باء مشددة، أي: مرقعاً.
غليظاً: ألزق بعضه ببعض، وفيه بيان ما كان عليه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الزيادة في الدُنيا.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، عبد الله بن يزيد رضيع عائشة من رجاله، وقد أخرج له هذا الحديث، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، إسماعيل: هو ابن عُلَيَّة، وأيوب: هو السَّختياني، وأبو صلابة: اسمه عبد الله بن زيد الجَرْمي.
وأخرجه الترمذي (1029) ، والنسائي في "المجتبى" 4/76، وفي =(40/41)
24039 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ قَالَ: ذَكَرُوا عِنْدَ عَائِشَةَ، أَنَّ عَلِيًّا كَانَ وَصِيًّا، فَقَالَتْ: مَتَى أَوْصَى
__________
= "الكبري" (2119) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (266) من طريق إسماعيل ابن عُلَيَّة، بهذا الإسناد.
قال الترمذي: حديث عائشة حديث حسن صحيح، وقد أوقفه بعضهم ولم يرفعه. قلنا: وقال الدارقطني في "العلل" 5/الورقة 91: ورفعه صحيح.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/321، وإسحاق بن راهوية في "مسنده" (1329) ، وأبو يعلى (4398) و (4874) ، والطحاوي (264) و (265) ، وابن حبان (3081) ، والمزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة عبد الله بن يزيد رضيع عائشة - من طريق عن أيوب، به.
وأخرجه مسلم (947) ، والنسائي في "المجتبى" 4/75 وفي "الكبرى" (118) من طريق سلاَّم بن أبي مطيع، عن أيوب، به. وقال سلام في آخره: فحدثتُ به شعيب بن الحبحاب، فقال: حدثني به أنس بن مالك عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قلنا. وقد سلف من هذه الطريق في مسند أنس برقم (13804) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
وأخرجه الطحاوي (267) من طريق حماد بن سلمة، عن أيوب، عن أبي صلابة، عن عبد الله بن يزيد الخطمي، عن عائشة، به.
قال الطحاوي بإثره: هكذا يقول حماد في إسناد هذا الحديث، والنَّاس يخالفونه في ذلك، ويقولون: عبد الله بن يزيد رضيع عائشة، وهو أشبه بالصواب في ذلك، والله أعلم.
وسيأتي بالأرقام (24127) و (24657) و (25950) .
قال السندي: قوله: "فيشفعوا"، بالتخفيف.
وقوله: "إلا شُفِّعوا"، بالتشديد، أي: قبلت شفاعتهم.(40/42)
إِلَيْهِ؟ " فَقَدْ كُنْتُ مُسْنِدَتَهُ إِلَى صَدْرِي، أَوْ قَالَتْ: فِي حِجْرِي، فَدَعَا بِالطَّسْتِ، فَلَقَدِ انْخَنَثَ فِي حِجْرِي، وَمَا شَعَرْتُ أَنَّهُ مَاتَ، فَمَتَى أَوْصَى إِلَيْهِ (1) ؟ "
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، إسماعيل: هو ابن عُلية، وابن عون: هو عبد الله، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي.
وأخرجه البخاري (2741) ، ومسلم (1636) ، وابن ماجه (1626) من طريق إسماعيل بهذا الإسناد.
وأخرجه بتمامه ومختصراً ابنُ سعد 2/260-261 عن معاذ بن معاذ العنبري، ومحمد بن عبد الله الأنصاري و2/261 من طريق وهيب، والنسائي في "الكبرى" (6452) من طريق حماد بن زيد، أربعتهم عن ابن عون، به.
وأخرجه البخاري (4459) عن عبد الله بن محمد، وهو المسندي، عن أزهر، وهو ابن سعد، عن ابن عوف، به.
ورواه عمرو بن علي، وهو الفلاس -كما عند النسائي في "المجتبى" 1/32 و6/240-241، وفي "الكبرى" (6451) -وعباس بن محمد الدوري- كما عند البيهقي في "الدلائل" 7/226- كلاهما عن أزهر بن سعد، عن ابن عون، به إلا أنهما زادا: فدعا بطست ليبول فيها.
وأخرجه الترمذي في "الشمائل" (368) عن حميد بن مسعدة البصري، عن سليم بن أخضر، عن ابن عون، به، إلا أنه زاد فيه: فدعا بطستٍ ليبول فيه، ثم بال فمات.
قلنا: قوله: ثم بال فمات لم يتابعه عليه أحد، وهو مخالف لما سيأتي (24216) -وهو عند البخاري (4451) - وفيه: فدخل عبد الرحمن بن أبي بكر ومعه سواك رطب، فنظر إليه، فظننت أنَّ له فيه حاجةً. قالت: فأخذته فمضغته، ونفضته وطيبته، ثم دفعته إليه، فاستن كأحسن ما رأيته مستناً قط. =(40/43)
24040 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي عَطِيَّةَ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: إِنِّي لَأَعْلَمُ كَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُلَبِّي؟ قَالَ: ثُمَّ سَمِعْتُهَا تُلَبِّي تَقُولُ: " لَبَّيْكَ اللهُمَّ لَبَّيْكَ،
__________
= ثم ذهب يرفعه إلي، فسقط من يده، فأخذت أدعو الله عز وجل بدعاء كان يدعو له به جبريل عليه السلام، وكان هو يدعو به إذا مرض، فلم يدع به في مرضه ذلك، فرفع بصره إلى السماء، وقال: "الرفيق الأعلى، الرفيق الأعلى" يعني وفاضت نفسه، فالحمد لله الذي جمع بين ريقي وريقه في آخر يوم من أيام الدنيا.
وأخرج الطيالسي (1392) عن محمد بن خادم، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يوص.
وقولها: فقد كنت مسندته إلى صدري، سيرد بالأرقام (24216) و (24354) و (24454) و (24482) و (24905) و (25947) و (26324) و (26347) و (26348) .
وفي باب نفي وصيته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأحد:
عن علي، وقد سلف (921) .
وعن عبد الله بن أبي أوفى، سلف (19123) .
قال السندي: قولها: مسندته، أي: ضامَّتُه.
انخنث، بنونين بينهما خاء معجمة، وبعد الثانية ثاء مثلية، أي: انكسر، وانثنى لاسترخاء أعضائه عند الموت، ولا يخفى أن هذا لا يمنع الوصية قبل ذلك، ولا يقتضي أنه مات فجأة، بحيث لا يمكن منه الوصية ولا تتصور، كيف وقد عُلِم أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِمَ بقرب أجله قبل المرض، ثم مرض أياماً، نَعَمْ، وقد يقال: هو يوصي إلى عليّ بماذا؟ إن كان الكتاب والسنة، فالوصية بهما لا تختص بعلي، بل تعم المسلمين كلهم، وإن كان المال، فما ترك مالاً حتى يحتاج إلى وصية إليه، والله تعالى أعلم.(40/44)
لَبَّيْكَ (1) لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ " (2)
24041 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْتَكِفُ، فَيُخْرِجُ إِلَيَّ رَأْسَهُ مِنَ الْمَسْجِدِ، فَأَغْسِلُهُ وَأَنَا حَائِضٌ " (3)
__________
(1) لفظ "لبيك" هذا ليس في (م) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عطية: هو الوادعي الهَمْداني.
وأخرجه مختصراً الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/124 من طريق أبي الأحوص، عن الأعمش، بهذا الإسناد.
وسيأتي بالأرقام (24690) و (25480) و (25918) و (25935) و (26061) و (26062) .
وفي الباب عن عبد الله بن مسعود، سلف برقم (3897) ، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، تميم بن سلمة من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" (3055) من طريق محمد بن فضيل، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (297) (8) ، والنسائي في "المجتبى" 1/148، وفي "الكبرى" (3384) ، والبيهقي في "السنن" 1/308، من طريقين عن عروة، به.
وأخرجه الشافعي في "السنن" (358) ، وإسحاق بن راهوية في "مسنده" (1725) ، وابن عدي في "الكامل" 3/894 و4/1453، والبيهقي في "معرفة الآثار" (9086) ، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 2/211 =(40/45)
24042 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنِ (1) الْأَعْمَشِ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الجَزَّارِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوتِرُ بِتِسْعٍ، فَلَمَّا أَسَنَّ وثَقُلَ أَوْتَرَ بِسَبْعٍ " (2)
__________
= من طرق عن عائشة.
وسيأتي برقم (25927) ، وبنحوه مطولاً ومختصراً بالأرقام (24238) و (24280) و (24521) و (24564) و (24683) و (24731) و (25374) و (25563) و (25682) و (25735) و (25927) و (25948) و (25973) و (25984) و (26102) و (26248) و (26261) و (26278) و (26336) و (26408) .
(1) في (ظ8) و (ق) وهامش (هـ) : قال: حدثنا.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على الأعمش:
فرواه محمد بن فضيل- كما في هذه الرواية، ومن طريقه أخرجه ابن أبي شيبة 2/293، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/284- وأبو الأحوص كما عند النسائي في "الكبرى" (1351) ، وزائدة كما عند النسائي في "المجتبى" 3/238، وفي "الكبرى" (1348) ، وأبو عوانة كما عند ابن نصر في "قيام الليل" ص25، وسفيان الثوري- كما في الرواية (25889) - خمستهم عن الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن يحيى بن الجزار، عن عائشة، به.
وخالفهم أبو معاوية -فرواه- كما سيرد 6/322 - عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن يحيى بن الجزار، عن أم سلمة، فجعله من حديث أم سلمة.
قال الدارقطني في "العلل" 5/86: وقول ابن فضيل أشبه بالصواب.
قلنا: وروى أبو بكر النهشلي - كما سلف (2714) - عن حبيب بن أبي ثابت، عن يحيى بن الجزار، عن ابن عباس، بلفظ: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصلي =(40/46)
24043 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ قَالَ: سُئِلَتْ عَائِشَةُ، وَأُمُّ سَلَمَةَ: أَيُّ الْعَمَلِ كَانَ أَعْجَبَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَتَا: " مَا دَامَ، وَإِنْ قَلَّ " (1)
__________
= من الليل ثماني ركعات، ويوتر بثلاث، ويصلي الركعتين، فلما كبر صار إلى تسع: ست وثلاث.
فخالف أبو بكر النهشلي في إسناده ومتنه، وفيه ضعف.
وقد سلف برقم (24269) بإسنادٍ صحيح.
(1) حديث صحيح، أبو صالح: وهو ذكوان السمان، وإن كان قد أدرك عائشة وأم سلمة إلا أنه لم يذكر ما يفيد السماع منهما، وقد ثبت من حديث عائشة بإسناد صحيح من طريق هشام بن عروة عن أبيه، وسيأتي برقم (24189) ، وسيأتي من حديث أم سلمة 6/304.
وأخرجه الترمذي في "جامعه" (2856) ، وفي "الشمائل" (305) ، وأبو يعلى (4573) من طريق محمد بن فضيل، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، وقد روي عن هشام بن عروة، عن أبيه عن عائشة قالت: كان أحب العمل إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما ديم عليه.
وسيكرر 6/289 سنداًً ومتناًً.
وسيرد بالأرقام (24628) و (25143) و (25671) و (26131) و (26390) .
وانظر (24124) و (25431) .
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (8600) .
وعن أم سلمة، سيرد 6/304.
وعن ميمونة، سيرد 6/334-335.
قال السندي: قولهما: ما دام، أي: ما اعتاده صاحبه، ولا يتركه، وهو وإن قَلَّ خير من كثير لا يداوم عليه صاحبه.(40/47)
24044 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عُمَرٍو، (1) عَنِ الْعَيْزَارِ بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُومُ وَيُصَلِّي، وَعَلَيْهِ طَرَفُ اللِّحَافِ، وَعَلَى عَائِشَةَ طَرَفُهُ، ثُمَّ يُصَلِّي " (2)
24045 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّها قَالَتْ: " انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ، فَصَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَطَالَ الْقِيَامَ، ثُمَّ رَكَعَ، فَأَطَالَ الرُّكُوعَ، ثُمَّ رَفَعَ قَبْلَ أَنْ يَسْجُدَ،
__________
(1) في النسخ الخطية و (م) ما خلا (ظ8) عمر، والمثبت من (ظ8) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لاضطرابه، فقد اضطرب فيه يونس بن عمرو، وهو ابن أبي إسحاق السبيعي، فرواه محمد بن فضيل - كما في هذه الرواية، وهو عند إسحاق بن راهوية (1609) - عنه، عن العيزار بن حريث، عن عائشة، فجعله من حديث عائشة.
ورواه وكيع - كما سلف برقم (23404) - عنه، عن العيزار بن حريث، عن حذيفة بن اليمان، به، فجعله من حديث حذيفة.
ورواه أبو نعيم - كما سلف برقم (23396) - عنه، عن الوليد بن العيزار، عن حذيفة، به.
وسيأتي نحوه بإسنادٍ صحيح برقم (25686) بلفظ: كان رسول الله يصلي من الليل وأنا إلى جانبه، وأنا حائض، عليَّ مرط، وعليه بعضه.
وسيأتي نحوه بالأرقام (24382) و (24413) و (24675) ، و (24979) و (5064 2) و (25132) و (25628) و (25842) و (26118) و (26126) و (26136) .
وانظر (24370) و (24698) و (25822) .
وفي الباب عن ميمونة، سيرد 6/331.
قال السندي: قولهُا: ثم يصلي، أي: ثم يمضي على صلاته، أو المراد بقولها: يصلي أولاً: يريد الصَّلاة.(40/48)
فَأَطَالَ الْقِيَامَ، وَهُوَ (1) دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ، فَأَطَالَ دُونَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ سَجَدَ، ثُمَّ قَامَ الثَّانِيَةَ، ثُمَّ فَعَلَ مِثْلَ مَا فَعَلَ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى، غَيْرَ أَنَّ أَوَّلَ قِيَامِهِ أَطْوَلُ مِنْ آخِرِهِ، وَأَوَّلَ رُكُوعِهِ أَطْوَلُ مِنْ آخِرِهِ، فَقَضَى صَلَاتَهُ، وَقَدْ تَجَلَّتِ الشَّمْسُ " (2)
__________
(1) في (ظ8) : ودون.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن فضيل: هو ابن غزوان الضبي، وهشام: هو ابن عروة بن الزبير.
وأخرجه مطولاً ومختصراً مالك 1/186، ومن طريقه الشافعي في "مسنده" 1/166 (بترتيب السندي) ، وفي "السنن" (47) ، وفي "الأم" 1/243، والدارمي (1529) ، والبخاري (1044) و (5221) ، ومسلم (901) (1) ، وأبو داود (1191) ، والنسائي في "المجتبى" 3/132-133، وفىِ "الكبرى"
(1859) و (7754) ، وأبو عوانة 2/373-374، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/327، وابن حبان (2845) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" 3/338، وفي "معرفة السنن" 5/131، والبغوي في "شرح السنة" (1142) . وأخرجه ابن أبي شيبة 2/467، وإسحاق بن راهوية (595) ، والبخاري (6631) ، والنسائي في "المجتبى" 3/152، وفي "الكبرى" (1887) ، وابن الجارود في
"المنتقى" (250) ، والبيهقي في "السنن" 3/322 من طريق عبدة بن سليمان.
وأخرجه إسحاق بن راهوية (596) ، ومسلم (901) (2) ، والبيهقي 3/322 من طريق أبي معاوية. وأخرجه الحميدي (180) ، والشافعي في "السنن" (52) ، وابن خزيمة (1391) و (1378) ، والبيهقي في "معرفة السنن" 5/131 من طريق سفيان بن عيينة. وأخرجه أبو داود (1187) ، والحاكم 1/333-334، والبيهقي في "السنن" 3/335 من طريق محمد بن إسحاق.
وأخرجه ابن خزيمة (1395) من طريق محمد بن بشر العبدي، وأبو عوانة 2/374، وابن حبّان (2846) من طريق عبد الله بن المبارك، والحاكم 1/332 من طريق الليث بن سعد، و1/334 من طريق زائدة، تسعتهم عن هشام =(40/49)
24046 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُبَاشِرُ نِسَاءَهُ فَوْقَ الْإِزَارِ، وَهُنَّ حُيَّضٌ " (1)
__________
= ابن عروة، به. وجمع محمد بن إسحاق إلى روايته عن هشام عن أبيه، روايته عن عبد الله بن سلمة، عن سليمان بن يسار، عن عروة. ولفظها: كسفت الشمس على عهد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فخرخ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فصلى بالناس، فحزرتُ قراءته، فرأيت أنه قرأ سورة البقرة، ثم سجد سجدتين، ثم قام، فأطال القراءة، فحزرت قراءته، فرأيت أنه قرأ سورة آل عمران. قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي. وقال البيهقي: وفي ذلك دليل على أنه (يعني أبا داود) قصد بهذا الحديث وصف القراءة، دون وصف عدد الركوع والقيام.
وقال الحاكم في كلٍّ من رواية الليث ورواية زائدة: صحيح على شرط الشيخين. ووافقه الذهبي.
وسيرد مطولاً من طريق هشام عن أبيه كذلك برقمي (25312) و (25352) .
ومن طرق عن الزهري، عن عروة بالأرقام: (24365) و (24473) و (24571) و (25351) .
ومن طرق أخرى عن عائشة بالأرقام: (24268) و (24472) و (24670) و (25248) .
وفي باب صلاة الكسوف عن النعمان بن بشير سلف برقم (18351) .
وذكرنا هناك الروايات الواردة في عدد ركعاتها.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. الشيباني: هو أبو إسحاق سليمان ابن أبي سليمان.(40/50)
24047 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ (1) ، عَنْ خُصَيْفٍ، وَمَرْوَانَ بْنِ شُجَاعٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي خُصَيْفٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، وَقَالَ: مَرْوَانُ سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ: قَالَتْ: لَمَّا نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ لُبْسِ الذَّهَبِ، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَا نَرْبِطُ الْمَسَكَ بِشَيْءٍ مِنْ ذَهَبٍ؟ قَالَ: " أَفَلَا تَرْبِطُونَهُ بِالْفِضَّةِ، ثُمَّ تَلْطَخُونَهُ بِزَعْفَرَانَ، فَيَكُونَ مِثْلَ
__________
= وأخرجه ابن أبي شيبة 4/254، وابن راهوية في "مسنده" (1492) ، والبخاري (302) ، ومسلم (293) (2) ، وأبو داود (273) ، وابن ماجه (635) ، والطبري في "تفسيره" (4265) ، وأبو عوانة 1/309، والحاكم 1/172، والبيهقي في "السنن" 1/310-311، وابن عبد البر في "التمهيد" 3/167-168 من طرق عن أبي إسحاق الشيباني، بهذا الإسناد. ووهم الحاكم في استدراكه.
وأخرجه ابن ماجه (635) من طريقين، عن عبد الرحمن بن الأسود، به.
وأخرجه بنحوه البخاري في "التاريخ الكبير" 8/353، والدارمي (1061) ،
وأبو يعلى (4939) ، وابن حبان (1368) ، والطبراني في "الأوسط" (6871)
و (6881) ، والبيهقي في "السنن" 1/312 و313-314 و7/191 من طرق عن عائشة، به.
وسيأتي نحوه مطولا ومختصراً بالأرقام (24280) و (24436) و (24606) و (24824) و (24923) و (25021) و (25104) و (25275) و (25410) و (25416) و (25493) و (25542) و (25563) و (25684) و (25714) و (25750) و (25980) .
وانظر الحديث رقم (24173) .
وسيرد من حديث ميمونة 6/335.
(1) في (م) : محمد بن سلمه بن الأسود، وهو خطأ.(40/51)
الذَّهَبِ " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف، خُصَيْف - وهو ابن عبد الرحمن الجزري- سيئ الحفظ، قال الإمام أحمد: ليس بحجة ولا قوي في الحديث، وقال: شديد الاضطراب في المسند. وقال أبو حاتم: صالح يخلط، وتكلم في سوء حفظه.
قلنا: وقد اضطرب في إسناد هذا الحديث، فرواه كما في هذه الرواية عن مجاهد عن عائشة، ورواه كما في الرواية التالية عن عطاء، عن أم سلمة.
وبقية رجال الإسناد ثقات غير أن مروان بن شجاع فيه كلام ينزل حديثه إلى مرتبة الحسن، محمد بن سلمة: هو الحراني.
وأخرجه إسحاق بن راهوية (1194) ، وأبو يعلى (6952) من طريق محمد ابن سلمة بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه الطبراني في "الكبير" 23/ (614) من طريق قيس - لم ينسبه- عن خصيف، به.
ورواه الزهري، واختلف عنه:
فرواه عنه عمرو بن الحارث، واختلف عنه:
فرواه بكر بن مضر - فيما أخرجه النسائي في "المجتبى" 8/159، والبزار (3007) "زوائد"، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4803) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 8/459 - عن عمرو بن الحارث، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، بلفظ أنّ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رأى عليها مسكتين من ذهب، فقال: "أخبرك بأحسن من هذا، لو نزعت هذين، وجعلتِ مسكتين من وَرِق، ثم صفرتيهما بزعفران كانتا حسنتين" قال النسائي بإثره: هذا غير محفوظ.
ورواه ابن وهب - فيما أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4804) ، عن عمرو بن الحارث، عن الزهري، فذكر مثله، ولم يذكر فيه عروة ولا عائشة.
ورواه أبو حريز - فيما أخرجه الطحاوي (4805) - عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: قلت للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لو كان لي سواران من ذهب، فقال =(40/52)
24048 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ خُصَيْفٍ، وَحَدَّثَنَا مَرْوَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا خُصَيْفٌ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ أُمِّ سَلَمَةَ، مِثْلَ ذَلِكَ (1)
24049 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ دَخَلَ عَلَيْهَا وَعِنْدَهَا جَارِيَتَانِ تَضْرِبَانِ
__________
= رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لو لطخت على سواريك من زعفران، كان شبيهاً بالذهب".
وأبو حريز قال أبو حاتم: منكر الحديث، مصري لا يسمى.
ورواه معمر - فيما أخرجه الطحاوي (4806) - عن الزهري، عن عروة أو عن عمرة عن عائشة - كذا قال- قالت: رأى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في يدي عائشة قلبين ملونين بذهب، فقال: "ألقيهما عنك، واجعلي قلبين من فضة، وصفريهما بزعفران".
فهذه أربع روايات عن الزهري: رواية بكر بن مضر، وهي غير محفوظة، فيما قال النسائي، ورواية أبي حريز، وهو منكر الحديث، فيما قال أبو حاتم، بقيت رواية معمر عن الزهري، وهي - وإن كانت متصلة- معلولة برواية ابن وهب، وهي عن الزهري منقطعة. لم يذكر فيها عروة ولا عائشة كما أسلفنا.
وسيأتي مطولاً برقم (25911) .
وفي الباب عن أبي هريرة سلف برقم (9677) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
و"المَسَك" بالتحريك: الذَّبْل (وهي قرون الأوعال) والأَسْوِرَة، والخَلاخيلُ من القرون والعاج، الواحدة: مَسَكة. انظر "النهاية" لابن الأثير و"القاموس المحيط".
(1) إسناده ضعيف كما بيَّناه في الرواية السابقة. عطاء: هو ابن رباح.
وأخرجه إسحاق بن راهوية في "مسنده" (1195) ، وأبو يعلى (6953) من طريق محمد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وانظر مسند أم سلمة 6/310 و322.(40/53)
بِدُفَّيْنِ، فَانْتَهَرَهُمَا أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " دَعْهُنَّ، فَإِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. معمر: هو ابن راشد، وابن شهاب: هو الزهري، وعروة: هو ابن الزبير.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/195، وفي "الكبرى" (1795) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (19735) - ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 23/ (285) - عن معمر، بنحوه مطولاً، وقرن بالزهري هشام بن عروة، وذكر أنهما تغنيان في أيام مني، وسيرد ذلك برقم (24541) ، وجاء عنده بلفظ: "فإنها أيام عيد وذكر الله" زاد لفظ: "ذكر الله" ولم ترد هذه الزيادة عند الطبراني.
وأخرجه ابن حبان (5869) من طريق إسحاق بن راشد، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة أن أبا بكر دخل عليها في أيام التشريق وعندها جاريتان تغنيان وتضربان بالدف، فسبَّهما، وخرق دفيهما، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "دعهما فإنها أيام عيد". وزيادة: "وخرق دفيهما" لم ترد إلا من هذه الطريق، ولعلها من أوهام إسحاق بن راشد، فقد قال الحافظ: في حديثه عن الزهري بعض الوهم.
وأخرجه عبد الرزاق (19736) عن معمر، عن أيوب، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة، به.
وسيكرر سنداًً ومتناًً برقم (24952) .
وسيرد من طريق الأوزاعي عن الزهري مطولاً بذكر قصة لعب الحبشة في المسجد برقم (24541) ويرد تتمة تخريجه هناك.
وسيرد من طريق هشام بن عروة، عن أبيه برقمي: (24682) و (29028) .
وفي باب الضرب بالدف عن الرُّبَيِّع بنت معاذ بن عفراء سيرد 6/360. =(40/54)
24050 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: أَقْسَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ لَا يَدْخُلَ عَلَى نِسَائِهِ شَهْرًا قَالَتْ: فَلَبِثَ (1) تِسْعًا وَعِشْرِينَ قَالَتْ: فَكُنْتُ أَوَّلَ مَنْ بَدَأَ بِهِ فَقُلْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَلَيْسَ كُنْتَ أَقْسَمْتَ شَهْرًا، فَعَدَدْتُ (2) الْأَيَّامَ تِسْعًا وَعِشْرِينَ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ " (3)
__________
= وعن أنس عن ابن ماجه (1899) .
وعن محمد بن حاطب الجمحي سلف برقم (15451) .
وانظر ما سلف برقم (16626) .
قال السندي: قولها: بدُفَّين، بضم الدال وفتحها.
فانتهرهما، أي: زجرهما.
(1) في (ق) : فلبثتُ.
(2) المثبت من (ق) و (ظ2) : وهو الموافق لمصادر التخرج، وفي بقية النسخ: فعدَّت.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الأعلي: هو ابن عبد الأعلى السامي، ومعمر: هو ابن راشد.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/136-137 و"الكبرى" (2441) من طريق عبد الأعلى، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1083) (22) من طريق عبد الرزاق، عن معمر، به.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الاثار" 3/124 من طريق هشام بن عروة، بنحوه.
وقد أخرج البخاري (5191) من حديث عمر في باب موعظة الرجل ابنته لحال زوجها ما وقع للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع أزواجه وجاء في آخره: فقالت =(40/55)
24051 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " كُنَّ النِّسَاءُ يُصَلِّينَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ يَخْرُجْنَ مُتَلَفِّعَاتٍ بِمُرُوطِهِنَّ، لَا يُعْرَفْنَ " (1)
__________
= له عائشة: يا رسول الله، إنك كنت قد أقسمت ألا تدخل علينا شهراً ...
قال الحافظ في "الفتح" 9/290: ظاهر هذا السياق يوهم أنه من تتمة حديث عمر، فيكون عمر قد حضر ذلك من عائشة، وهو محتمل عندي، لكن يقوى أن يكون هذا من تعاليق الزهري في هذه الطريق، فإن هذا القدر عنده عن عروة عن عائشة أخرجه مسلم -كما ذكرنا آنفا- من رواية معمر عنه أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أقسم أنه لا يدخل على نسائه شهراً. قال الزهري: فأخبرني عن عروة عن عائشة قالت ... فذكره.
وسيرد بالأرقام (24743) و (26066) و (26067) ، ومطولاً بذكر قصة التخيير برقم (25291) .
وفي باب أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أقسم لا يدخل على نسائه شهراً، عن عمر سلف برقم (222) .
وعن أنس سلف برقم (13071) .
وعن جابر سلف برقم (14585) .
وعن أم سلمة سيرد 6/315.
وفي الباب في عدة الشهر عن ابن عمر، سلف برقم (4488) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: "الشهر تسع وعشرون"، أي: هذا الشهر تسع وعشرون، والظاهر أن الحلف كان غرة الشهر، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الأعلى: هو ابن عبد الأعلى السامي. =(40/56)
24052 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَمْسٌ فَوَاسِقُ يُقْتَلْنَ فِي الْحَرَمِ: الْعَقْرَبُ، وَالْفَأْرَةُ، وَالْحُدَيَّا، وَالْكَلْبُ الْعَقُورُ، وَالْغُرَابُ " (1)
__________
= وأخرجه الطيالسي (1459) ، وابن أبي شيبة 1/320، والبخاري (372) و (578) ، والدارمي (1216) ، وأبو يعلى (4415) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار 1/176، وابن حبان (1499) و (1500) ، والطبراني في "الأوسط" (8773) ، وفي "الشاميين" (2881) و (3096) ، والبيهقي في "السنن" 1/454 من طرق عن الزهري، بهذا الإسناد وزاد بعضهم: من الغلس وسترد هذه الزيادة في الرواية (24096) .
وسيأتي بالأرقام (24096) و (25454) و (26110) و (26222) .
وفي باب التغليس في صلاة الفجر:
عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11249) .
وعن جابر سلف برقم (14969) .
قال السندي: قولها: كن النساء: من قبيل: أكلوني البراغيث.
لا يعرفن: جاء أنهن لا يعرفن من الغلس، لا من التلفع، فالحديث دليل لمن يرى الغلس لا الإسفار.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، كسابقه. عبد الأعلى: هو ابن عبد الأعلى السامي.
وأخرجه البخاري (1829) ، ومسلم (1198) (71) ، والنسائي في "المجتبى" 5/209-210 و210، وفي "الكبرى" (3870) و (3871) ، والطبراني في "الأوسط" (606) و (5476) ، والبيهقي في "السنن" 5/209، والخطيب في "تاريخه" 8/271-272 من طرق عن الزهري، =(40/57)
24053 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ بَرِيرَةَ أَتَتْهَا تَسْتَعِينُهَا، وَكَانَتْ مُكَاتَبَةً، فَقَالَتْ لَهَا عَائِشَةُ: أَيَبِيعُكِ أَهْلُكِ؟ فَأَتَتْ أَهْلَهَا، فَذَكَرَتْ ذَلِكَ (1) لَهُمْ، فَقَالُوا: لَا إِلَّا أَنْ تَشْتَرِطَ (2) لَنَا وَلَاءَهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اشْتَرِيهَا فَأَعْتِقِيهَا، فَإِنَّمَا الْوَلَاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ " (3)
__________
= بهذا الإسناد.
وجاء في رواية الطبراني (606) : "الحية" بدل "الغراب".
وسيأتي بالأرقام (24569) و (24661) و (24911) و (25310) و (25311) و (25678) و (25679) و (25753) و (25946) و (26012) و (26132) و (26223) و (26230) و (26244) .
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4461) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب، ونزيد عليها حديث حفصة، سيرد 6/285.
قال السندي: قوله: "خمس فواسق": بالإضافة أو التوصيف، "والحُديَّا" بالتصغير: طائر معروف.
(1) في (ظ 8) وهامش (هـ) : ذاك.
(2) في (ظ 8) وهامش (هـ) : تشرط.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الأعلى: هو ابن عبد الأعلى السَّامي، ومعمر: هو ابن راشد.
وأخرجه مختصراً النسائي في "الكبرى" (6403) من طريق عبد الأعلى، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (16161) عن معمر، به.
وأخرجه مختصراً البخاري (2155) ، والنسائي في "الكبرى" (6404) من طريق شعيب، عن الزهري، به.
وأخرجه بنحوه ابن سعد 8/256-257، وإسحاق بن راهوية (1297) ، =(40/58)
24054 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ أَفْلَحَ أَخَا أَبِي قُعَيْسٍ، اسْتَأْذَنَ عَلَى عَائِشَةَ، فَأَبَتْ أَنْ تَأْذَنَ لَهُ، فَلَمَّا أَنْ جَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَفْلَحَ أَخَا أَبِي قُعَيْسٍ اسْتَأْذَنَ عَلَيَّ، فَأَبَيْتُ أَنْ آذَنَ لَهُ، فَقَالَ: " ائْذَنِي لَهُ " قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّمَا أَرْضَعَتْنِي الْمَرْأَةُ، وَلَمْ يُرْضِعْنِي الرَّجُلُ؟ قَالَ: " ائْذَنِي لَهُ، فَإِنَّهُ عَمُّكِ تَرِبَتْ يَمِينُكِ " (1)
__________
= والبخاري (2565) و (2726) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4404) ، والطبراني في "الأوسط" (3775) ، والبيهقي في "السنن" 10/339 من طريق أيمن المكي، عن عائشة، به.
وأخرجه بنحوه ابن سعد 8/257 من طريق أبي حرة، عن الحسن، عن عائشة، به.
وقد سلف برقم (5929) من حديث ابن عمر عن عائشة، فانظره.
وسيرد بالأرقام: (24150) و (24187) و (24422) و (24722) و (24839) و (24896) و (25031) و (25284) و (25366) و (25367) و (25393) و (25426) و (25452) و (25468) و (25533) و (25564) و (25585) و (25786) و (26335) .
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4817) مختصراً وذكرنا أحاديث الباب هناك، ومطولاً برقم (4855) .
قال السندي: قوله: اشتريها، أي: مع ذلك الشرط، فإنه لا أثر له، وهذا الشرط وإن كان مفسداً ويتضمن الخداع إلا أنه جوّز ليبين للناس بطلانه، وأنه لا خير له في انتقال الولاء، والحاصل أنه خص هذا البيع بهذا الشرط، وللشَّارع ذلك، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الأعلى: هو ابن عبد الأعلى =(40/59)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= القرشي، ومعمر: هو ابن راشد، والزهري: هو محمد بن مسلم بن شهاب.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (13937) - ومن طريقه مسلم (1445) (6) ، وابن نصر المروزي في "السنة" (302) - عن معمر، بهذا الإسناد. وزاد: وكان أبو القعيس زوج المرأة التي أرضعت عائشة.
وأخرجه البخاري (4796) ، والبيهقي في "السنن" 7/452 من طريق شعيب بن أبي حمزة، والبخاري كذلك (6156) ، والبيهقي 7/452، وابن عبد البر في "التمهيد" 8/239 من طريق عقيل بن خالد، ومسلم (1445) (5) ، والبيهقي 7/452 من طريق يونس بن يزيد الأيلي، ثلاثتهم عن الزهري، به.
وجاء عندهم في آخره: قال عروة: فلذلك كانت عائشة تقول: حرِّموا من الرضاعة ما تحرِّمون من النسب. وهذا ظاهره الوقف، وقد أخرجه مسلم من طريق يزيد بن أبي حبيب، عن عراك بن مالك، عن عروة، مرفوعاً كما سيرد.
وأخرجه أبو حنيفة كما في "مسنده" (285) ، وابن أبي شيبة 4/289-290، والبخاري (2644) ، ومسلم (1445) (9) و (10) ، والنسائي في "المجتبى" 6/99 و104، وفي "الكبرى" (5444) و (5473) ، وابن ماجه (1937) ، وابن نصر المروزي في "السنة" (306) ، وأبو القاسم البغوي فى "الجعديات" (160) ، والبيهقي في "السنن" 7/452، وابن عبد البر في "التمهيد" 8/241-242 من طريق عراك بن مالك. وأخرجه النسائي في "المجتبى" 6/103، وفي "الكبرى" (5471) من طريق وهب بن كيسان، كلاهما عن عروة، بنحوه، وجاء عند مسلم (1445) (9) من طريق عراك بن مالك عن عروة: فقال لها صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا تحتجبي منه، فإنه يحرم من الرضاعة ما يحرم من النسب".
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (5437) من طريق شعيب بن أبي حمزة قال: سألت الزهري: ماذا يحرم من الرضاعة؟ فقال: أخبرني عروة أن عائشة كانت تقولت: حرِّموا من الرضاعة من تحرمون من النسب.
وأخرج عبد الرزاق (13954) قال: أخبرنا ابن جريج، قال: أخبرني مسلم ابن أبي مريم، عن عروة بن الزبير، عن عائشة أنها كانت تقول: يحرم من =(40/60)
24055 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ امْرَأَةً دَخَلَتْ عَلَيْهَا وَمَعَهَا ابْنَتَانِ لَهَا، فَأَعْطَيْتُهَا تَمْرَةً فَشَقَّتْهَا (1) بَيْنَهُمَا، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " مَنِ ابْتُلِيَ بِشَيْءٍ مِنْ هَذِهِ الْبَنَاتِ، فَأَحْسَنَ إِلَيْهِنَّ، كُنَّ لَهُ سِتْرًا مِنَ النَّارِ " (2)
__________
= الرضاعة ما يحرم من الولادة. وجاء مرفوعاً من طرق أخرى عن عروة كما ذكرنا آنفاً، وفي الرواية (24170) .
وسيرد بالأرقام: (24085) و (24085) و (24170) و (24242) و (24376) و (24431) و (24711) و (25443) و (25453) و (25620) و (25651) و (25823) و (26334) .
وانظر (24632) .
وفي الباب عن ابن عباس سلف برقم (2490) .
قال السندي: قولها: أخا أبي قُعَيْس، بالتصغير، أبو عائشة من الرضاع.
المرأة، أي: زوجة أبي قعيس، فهي أمي.
الرجل، أي: أبو قعيس، حتى يكون أبي فيكون أخوه عمِّي.
(1) في (م) : فأعطيتها تمرة فشققتها.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، لكن رواه الزهري أيضاً - كما في الرواية الآتية برقم (25332) - عن عبد الله بن أبي بكر، عن عروة، بإثبات عبد الله بن أبي بكر بينه وبين عروة، وهو أشبه، كما سيرد الكلام عليه هناك.
وأخرجه الترمذي (1913) من طريق عبد المجيد بن عبد العزيز -وهو ابن أبي رواد- عن معمر، بهذا الإسناد. وقال: هذا حديث حسن.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (19693) عن معمر، بهذا الإسناد. ومن =(40/61)
24056 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، " أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَتْرُكُ الْعَمَلَ وَهُوَ يُحِبُّ أَنْ يَعْمَلَهُ، كَرَاهِيَةَ أَنْ يَسْتَنَّ النَّاسُ بِهِ، فَيُفْرَضَ عَلَيْهِمْ، وَكَانَ (1) يُحِبُّ مَا خُفِّفَ عَلَيْهِمْ مِنَ الْفَرَائِضِ " (2)
24057 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي بَعْدَ الْعِشَاءِ إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، فَإِذَا أَصْبَحَ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ، ثُمَّ اضْطَجَعَ عَلَى شِقِّهِ الْأَيْمَنِ، حَتَّى يَأْتِيَهُ الْمُؤَذِّنُ، فَيُؤْذِنَهُ
__________
= طريقه أخرجه إسحاق بن راهوية (1695) ، وعبد بن حميد في "المنتخب" (1473) ، والقضائي في "مسند الشهاب" (522) .
وأخرجه إسحاق بن راهوية (1696) من طريق صالح بن أبي الأخضر، وابن حبان (2939) من طريق يونس بن يزيد الأيلي، والطبراني في "الأوسط" (6996) من طريق الزبيدي، وهو محمد بن الوليد، ثلاثتهم عن الزهري، به.
ولتمام تخريجه انظر الرواية (25332) .
وسيأتي كذلك بالأرقام (24572) و (24611) و (26060) .
(1) في (م) : فكان.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الأعلى: هو ابن عبد الأعلى السامي، ومعمر: هو ابن راشد، والزهري: هو محمد بن مسلم ابن شهاب.
وسيرد مطولاً بالأرقام (24559) و (25350) و (25363) و (25451) فانظر تخريجه ثمة.
وانظر (25362) .
قال السندي: قوله: أن يستن، من الامتناًن، أي: يقتدي.(40/62)
بِالصَّلَاةِ " (1)
24058 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: دَخَلَتْ امْرَأَةُ رِفَاعَةَ الْقُرَظِيِّ وَأَنَا وَأَبُو بَكْرٍ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: " إِنَّ رِفَاعَةَ طَلَّقَنِي الْبَتَّةَ، وَإِنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الزَّبِيرِ تَزَوَّجَنِي، وَإِنَّمَا عِنْدَهُ مِثْلُ الْهُدْبَةِ، (2) وَأَخَذَتْ هُدْبَةً مِنْ جِلْبَابِهَا، وَخَالِدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بِالْبَابِ، لَمْ يُؤْذَنْ لَهُ فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ، أَلَا تَنْهَى هَذِهِ عَمَّا تَجْهَرُ بِهِ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَا زَادَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى التَّبَسُّمِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَأَنَّكِ تُرِيدِينَ أَنْ تَرْجِعِي إِلَى رِفَاعَةَ، لَا حَتَّى تَذُوقِي عُسَيْلَتَهُ، وَيَذُوقَ عُسَيْلَتَكِ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الأعلى: هو ابن عبد الأعلى السَّامي، ومَعْمَر: هو ابن راشد، والزهري: هو محمد بن مسلم ابن شهاب.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 3/44 من طريق عبد الأعلى، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (6310) من طريق هشام بن يوسف، عن معمر، به.
وأخرجه تمام في "فوائده" (407) من طريق قرة بن عبد الرحمن بن حيويل المعافري، عن الزهري، به مختصراً في ركعتي الفجر واضطجاعه على شقه الأيمن.
وسيرد بالأرقام (24461) و (24537) و (24550) و (24577) و (24860) و (25105) و (25345) و (25486) و (25805) و (26106) .
وانظر (24019) و (24461) .
قال السندي: قولها: فيؤذنه، من الإيذان، أي: يخبره.
(2) في (م) : هدبتي.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الأعلى: هو ابن عبد الأعلى، =(40/63)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= ومعمر: هو ابن راشد، والزهري: هو محمد بن مسلم ابن شهاب.
وأخرجه عبد الرزاق (11131) ، والبخاري (6084) ، والنسائي في "المجتبى" 6/146-147، وفي "الكبرى" (5602) من طريق معمر، بهذا الإسناد. وسيرد من طريق عبد الرزاق برقم (25892) .
وأخرجه الطيالسي (1437) و (1473) ، وعبد الرزاق (11131) ، وابن راهوية (715) و (717) ، والبخاري (5260) و (5792) ، ومسلم (1433) ، والنسائي في "المجتبى" 6/146، وفي "الكبرى" (5601) ، والطبري في "التفسير" تفسير الآية (230) من سورة البقرة، والطبراني في "الأوسط" (8635) ، وفي "مسند الشاميين" (3086) ، والبيهقي في "السنن" 7/374 من طرق عن الزهري، به.
وأخرجه البخاري (5825) من طريق أيوب، عن عكرمة، عن عائشة بنحوه أطول منه.
وسيرد بالأرقام: (24098) و (24149) و (24331) و (24651) و (25603) و (25605) و (25892) و (25920) .
وفي الباب عن ابن عمر سلف برقم (4776) وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
قال السندي: قولها: ابن الزَّبير، بفتح الزاي.
قولها: مثل الهُدبة، بضم فسكون: طرف الثوب، والتشبيه في اللين، أو في الصغر.
قوله: عما تجهر به: من الكلام الفاحش.
قوله: "لا" أي: ليس لك سبيل إلى الرجوع.
قوله: "عُسَيْلَته": تصدير العسل، كنى به عن لذة الجماع، وليس المراد بالضمير عبد الرحمن بخصوصه، بل زوج آخر هو أو غيره، والمعنى: لا سبيل إلى الرجوع إلا أن يجامعك زوج آخر، والجماع إلى الآن ما تحقق بمقتضى ما قلت: إنما عنده مثل الهدبة، فلا وجه للرجوع.(40/64)
24059 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: أَعْتَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْعِشَاءِ، حَتَّى نَادَاهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: قَدْ نَامَ النِّسَاءُ وَالصِّبْيَانُ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " فَقَالَ: " إِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ يُصَلِّي هَذِهِ الصَّلَاةَ غَيْرَكُمْ، وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يُصَلِّي يَوْمَئِذٍ غَيْرَ أَهْلِ الْمَدِينَةِ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الأعلى: هو ابن عبد الأعلى السَّامي.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (389) ، والدارمي (1213) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، بهذا الإسناد.
وعلقه البخاري عقب الرواية (862) فقال: وقال عياش: حدثنا عبد الأعلى، فذكره.
قال الحافظ في "تعليق التعليق" 2/344: ووقع في بعض الروايات: "وقال لي عياش"، وبهذا جزم أبو نعيم في "المستخرج". وقد رواه الذهلي في "الزهريات"، قال: حدثنا عياش بن الوليد -هو الرقَّام- به. وانظر "الفتح" 2/346.
وأخرجه إسحاق بن راهوية في "مسنده" (826) عن معمر، عن الزهري، وقال: أَعتم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فذكر نحوه.
ثم قال: ورواه رباح، عن معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة.
قلنا: وسيأتي من رواية رباح -ونحو ابن زيد الصنعاني- عن معمر برقم (25630) .
وأخرجه البخاري (569) و (682) و (864) ، ومسلم (638) ، والنسائي في "المجتبى" 1/267، وفي "الكبرى" (1516) ، والطحاوي في "شرح معاني =(40/65)
24060 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، وَعَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهُمَا قَالَا: لَمَّا نَزَلَ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَفِقَ يُلْقِي خَمِيصَتَهُ (1) عَلَى وَجْهِهِ، فَإِذَا اغْتَمَّ رَفَعْنَاهَا عَنْهُ، وَهُوَ يَقُولُ: " لَعَنَ اللهُ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ " تَقُولُ عَائِشَةُ: " يُحَذِّرُ مِثْلَ الَّذِي صَنَعُوا " (2)
__________
= الآثار" 1/157، وابن حبان (1535) ، والطبراني في "الشاميين" (76) و (3095) . والبيهقي في "السنن" 1/374، والبغوي في "شرح السنة" (375) من طرق عن الزهري، به.
وزاد مسلم وابن حبان: قال الزهري: وذُكر لي أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "وما كان لكم أن تنزروا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على الصلاة" وذلك حين صاح عمر بن الخطاب قلنا: و"تنزروا": أي تلحوا عليه فيها. ولفظ ابن حبان: "تبدروا"، من البدور وهو الإسراع.
وزاد غيرهما: وكان يصلون العتمة فيما بين أن يغيب الشفق إلى ثلث الليل الأول.
وسيأتي بالأرقام: (25630) و (25807) و (25808) و (26337) .
وانظر (25172) .
وفي الباب: عن ابن عباس، سلف برقم (1926) .
وعن ابن مسعود، سلف برقم (3760) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
قال السندي: قولها: أعتم، بالتخفيف، أيْ أخّر.
"غيركم"، أي: فكنتم أحِقَّاء بالانتظار لها شكراً لذلك، فإنَّ الانتظار للصَّلاة كالصلاة.
(1) في (ظ 8) خميصة.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (1884) سنداًً ومتناًً. =(40/66)
24061 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَرِضَ (1) رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِ مَيْمُونَةَ، فَاسْتَأْذَنَ نِسَاءَهُ أَنْ يُمَرَّضَ فِي بَيْتِي، فَأَذِنَّ لَهُ، فَخَرَجَ رَسُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُعْتَمِدًا عَلَى الْعَبَّاسِ، وَعَلَى رَجُلٍ آخَرَ، وَرِجْلَاهُ تَخُطَّانِ فِي
__________
= وأخرجه ابنُ سَعْد في "الطبقات" 2/258، والبخاري (3453) و (3454) ، والنسائي في "المجتبى" 2/40-41، وفي "الكبرى" (7089) ، من طريقين عن معمر، بهذا الإسناد. وقرن البخاري بمعمر يونس.
وأخرجه البخاري (435) و (436) و (3453) و (3454) و (4442) و (5815) و (5816) ، ومسلم (531) ، والنسائي في "المجتبى" 2/40-41، وفي "الكبرى" (7089) ، والدارمي في "السنن" (1403) ، وأبو عوانة في "مسنده" 1/399، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4746) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (3131) ، والبيهقي في "السنن" 4/80، وفي "دلائل النبوة" 7/203، والبغوي في "شرح السنة" (3825) ، من طرق عن ابن شهاب، به.
وأخرج ابن سعد في "طبقاته" 2/241 من طريق عوف، عن الحسن، قال: ائتمروا أن يدفنوه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المسجد، فقالت عائشة: إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان واضعاً رأسه في حَجْري إذ قال: "قاتل الله أقواماً أخذوا قبور أنبيائهم مساجد".
واجتمع رأيهم أن يدفنوه حيث قبض في بيت عائشة.
وسيرد بالأرقام (24513) و (24895) و (25129) و (25916) و (26149) و (26178) و (26350) و (26353) .
وفي الباب عن أبي هريرة سلف برقم (7826) وذكرنا أحاديث الباب هناك.
قال السندي: قوله: لما نزل، على بناء المفعول، أو نزلت به حالة الاحتضار.
(1) في (م) : لما مرض.(40/67)
الْأَرْضِ، وَقَالَ عُبَيْدُ اللهِ: فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَتَدْرِي مَنْ ذَلِكَ الرَّجُلُ؟ هُوَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَلَكِنَّ عَائِشَةَ لَا تَطِيبُ له (1) نَفْسًا، قَالَ الزُّهْرِيُّ: فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَهُوَ فِي بَيْتِ مَيْمُونَةَ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ زَمْعَةَ: " " مُرِ النَّاسَ فَلْيُصَلُّوا " "، فَلَقِيَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَقَالَ: يَا عُمَرُ، صَلِّ بِالنَّاسِ، فَصَلَّى بِهِمْ، فَسَمِعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَوْتَهُ فَعَرَفَهُ، وَكَانَ جَهِيرَ الصَّوْتِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " " أَلَيْسَ هَذَا صَوْتَ عُمَرَ؟ " " قَالُوا: بَلَى، قَالَ: " " يَأْبَى اللهُ جَلَّ وَعَزَّ ذَلِكَ وَالْمُؤْمِنُونَ، مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ " " " قَالَ (2) عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَائِشَةَ إِنَّهُ لَمَّا دَخَلَ بَيْتَ عَائِشَةَ قَالَ: " مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلَّ بِالنَّاسِ (2) " قَالَتْ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ رَقِيقٌ لَا يَمْلِكُ دَمْعَهُ، وَإِنَّهُ إِذَا قَرَأَ الْقُرْآنَ بَكَى، قَالَتْ (3) : " " وَمَا قُلْتِ ذَلِكَ إِلَّا كَرَاهِيَةَ، أَنْ يَتَشَاءَمَ (4) النَّاسُ بِأَبِي بَكْرٍ أَنْ يَكُونَ أَوَّلَ مَنْ قَامَ مَقَامَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " " فَقَالَ: " " مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ " " فَرَاجَعَتْهُ، فَقَالَ: " " مُرُوا أَبَا
__________
(1) في (م) : لَهَا.
(2-2) مابينهما سقط من (م) .
(3) في (م) . قال. وهو خطأ.
(4) في (ظ 2) و (ق) و (م) يتأثم، وهو خطأ، وفي (ظ 8) و (هـ) : يتاشم، وفي هامشهما: صوابه يتشاءم. قال السندي: الظاهر أنه مقلوب أن يتشاءم.
قلنا: يتشاءم هو الموافق لرواية مسلم (418) (94) .(40/68)
بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ، إِنَّكُنَّ (1) صَوَاحِبُ يُوسُفَ " " (2)
__________
(1) في (م) : إنكم، وهو خطأ.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، دون قول الزهري: فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو في بيت ميمونة لعبد الله بن زمعة: "مر الناس فليصلوا" فلقي عمر ابن الخطاب، فقال: يا عمر، صَلِّ بالناس، فصلى بهم، فسمع رسول
الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صوته، فعرفه، وكان جهير الصوت فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أليس هذا صوت عمر؟ " قالوا: بلى، قال: "يأبى الله عز وجل ذلك والمؤمنون، مروا أبا بكرفليصل بالناس". فهو ضعيف لانقطاعه، ومحمد بن إسحاق وإن وصله في الرواية السالفة (18906) ، قد تفرد بالوصل، ولم يثبت تصريحه بالسماع من وجه صحيح، كما بينا هناك، فانظره لزاماً.
وقول الزهري هذا أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (9754) [5/432] عن معمر، به.
وأخرجه مختصراً دون قول الزهري المنقطع البخاري (665) و (2588) من طريق هشام بن يوسف، عن معمر، بهذا الإسناد.
وأخرجه مختصراً ومطولاً ابن طهمان في "مشيخته" (5) ، وابن سعد 2/219، والبخاري (198) و (4442) ، ومسلم (418) (92) ، وأبو عوانة 2/113 والحاكم 3/56، والبيهقي في "الدلائل" 7/173-174، وفي "السنن" 1/31، والبغوي في "شرح السنة" (3825) من طرق عن الزهري، به. دون قول الزهري المنقطع كذلك. إلا أن الحاكم قرن بعبيد الله: عروة والقاسم بن محمد، وأبا بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، وسكت عنه الذهبي.
وأخرجه مختصراً ابن سعد 2/233 من طريق عفيف بن عمرو السلمي، عن عبيد الله بن عبد الله، به.
وأخرجه مختصراً ابن سعد 2/219، والبخاري في "التاريخ الكبير" 4/24 =(40/69)
24062 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَأَبِي عَلَى عَائِشَةَ، وَأُمِّ سَلَمَةَ فَقَالَتَا: " إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصْبِحُ جُنُبًا، ثُمَّ يَصُومُ " (1)
__________
= و5/289، والدارمي (82) ، والطبراني في "الأوسط" (6325) من طريق القاسم بن محمد، عن عائشة، به.
وسيرد بالأرقام (24103) و (24647) و (24858) و (25256) و (25258) و (25663) و (25761) و (25876) و (25914) و (25917) و (25943) و (26113) و (26137) و (26138) و (26323) .
وفي الباب عن أبي موسى الأشعري، سلف برقم (19700) ، وذكرنا أحاديث الباب ثمة.
قال السنديْ قولها: أن يُمَرَّض، على بناء المفعول، من التمريض، أي: في أن يخدم في المرض، يريد استرضاءَهن بترك القَسْم في أيام المرض، ولا يلزم منه وجوب القسم عليه.
فأَذِنّ: بتشديد النون: من الإذن لجَمْعِ الإناث.
تخطان. من كثرة الضعف.
لا تطيب له، أي: لعلي، على اشتهار فَضْله وخيره، وذلك لما جرى بينهما.
"صواحب يوسف": في كثرة المراجعة والإلحاح، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، عبد الأعلى: هو ابن عبد الأعلى السامي.
وقد اختلف في إسناده على الزهري:
وأخرجه النّسائي في "الكبرى" (2957) (2958) من طريق عبد الأعلى، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولاً عبد الرزاق في "مصنفه" (7396) ، ومن طريقه إسحاق بن =(40/70)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= راهوية (1084) ، وابن حبان (3499) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (594) عن معمر، به.
وسيرد من طريق عبد الرزاق برقم 6/308
وأخرجه الطبراني 23/ (595) و (598) ، وتمام في "فوائده" (561) ، من طريق بُرْد، وهو ابن سنان، عن الزهري، به، بمثل حديث عبد الرزاق.
ورواه الليث بن سَعْد، عن الزهري، واختلف عليه فيه:
فأخرجه الترمذي (779) ، والنسائي في "الكبرى" (2955) و (2956) عن عتيبة بن سعيد، والنسائي (2953) و (2954) من طريق مروان -لم ينسبه- وابن حبان (3487) و (3496) من طريق يزيد بن موهب، ثلاثتهم عن ليث، عن الزهري، به.
وأخرجه ابنُ أبي شَيبَة 3/81 عن شَبَابة بن سوار، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/105، وابن حبان (3498) من طريق أبي الوليد الطيالسي، كلاهما عن ليث، عن الزهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، عن أبيه، عن عائشة، وأم سلمة، به.
وأخرجه مطولاً ومختصراً البخاري (1926) ، والنسائي في "الكبرى" (2949) (2950) ، والطبراني في "الشاميين" (3136) من طريق شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أم سلمة وعائشة، به.
وأخرجه البخاري (1930) ، ومسلم (1109) (76) ، والنسائي في "الكبرى" (2962) ، والبيهقي في "السنن" 4/214 من طريق يونس، وهو ابن يزيد الأيلي، عن الزهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن وعروة بن الزبير، عن عائشة، به. لم يذكر أم سلمة.
وأخرجه النَّسائي في "الكبرى" (2961) من طريق الأوزاعي، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، به.
وأخرجه كذلك (2959) (2960) من طريق إسماعيل بن أمية، عن =(40/71)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الزهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن عائشة وحفصة، به.
ورواه صالح بن أبي الأخضر عن الزهري، واختلف عليه فيه:
فرواه روح -وهو ابن عبادة- عن صالح كما سيعني في الرواية الآتية 6/313 عن الزهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن عائشة، به. ثم أعاده الإمام أحمد بعده عن روح بالإسناد نفسه، إلا أنه قال: عن أُمِّ سلمة.
وأخرجه إسحاق بن راهوية (664) عن النضر -وهو ابن شُمَيْل- عن صالح، عن الزُّهْري، عن عروة، عن عائشة، به.
ورواه ابن جريج عن الزهري، واختلف عليه فيه:
فرواه عبد الرزاق وابن بكر -وهو البرساني- كما في الرواية الآتية 6/308، وروح -وهو ابن عبادة- كما في الرواية الآتية 6/313 ثلاثتهم، عن ابن جريج، عن الزهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أم سلمة وعائشة، به.
ورواه أبو عاصم للضحاك بن مخلد كما أخرج الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/104، وفي "شرح مشكل الآثار" (543) عن ابن جريج، عن الزهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن أم سلمة وعائشة.
وسيرد من حديث أم سلمة 6/304.
وسيأتي مطولاً ومختصراً بالأرقام (24074) و (24104) و (24385) و (24429) و (24681) و (24701) و (24705) و (24806) و (24816) و (25368) و (25494) و (25501) و (25509) و (25569) و (25673) و (25674) و (25675) و (25811) و (25853) و (25854) و (25922) و (25931) و (26082) و (26083) و (26153) و (26170) و (26192) و (26201) و (26254) و (26298) و (26372) و (26391) و6/289 و290 و308 و312.(40/72)
24063 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ: " سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ، رَبُّ الْمَلَائِكَةِ وَالرُّوحِ " (1)
__________
= قال السندي: قولهما: ثم يصوم، أي: يمضي على صومه، أو ثم ينوي الصوم لكونه نفل، ويجوز فيه النية من النهار، أو لكون الفرض يجوز فيه ذلك أيضاً، ثم الحديث يدل على أن صوم من أصبح جنباً صحيح، وبهذا أخذ الأئمة، وتركوا حديث أبي هريرة الدالّ على خلافه.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، عمرو بن الهيثم من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. هشام. هو ابن أبي عبد الله الاستوائي، ومطرف: هو ابن عبد الله بن الشخير.
وأخرجه مسلم (487) (224) ، وأبو داود (872) ، وأبو عوانة 2/167، والبيهقي في "الدعوات" (75) ، والبغوي في "شرح السنة" (625) من طرق عن هشام، بهذا الإسناد. وقد قرن أبو عوانة بهشام هماماً وسعيد بن أبي عروبة.
وأخرجه البغوي في "شرح السنة" (625) من طريق سلام بن أبي مطيع عن قتادة، به.
وسيرد بالأرقام (24630) و (24843) و (25146) و (25434) و (25164) و (25606) و (25638) و (26070) و (26071) و (26293) .
وقوله: سبوح قدوس: بضم السين والقاف وبفتحهما، والضم أفصح قال الإمام ثعلب: كل اسم فعُّول فهو مفتوح الأول إلا السُّبُّوح والقُدُّوس فإن الضم فيها أكثر، والمراد بالسُّبُّوح والقُدُّوس: المُسَبَّح المُقَدِّس، فكأنه قال. مُسبَّح مُقدَّس، والسبوح المبرأ من النقائص والشريكِ وكلِّ ما لا يليق بالإلهية،
والقُدُوس: المطهر مِن كل ما لا يليق بالخالق.
وانظر (24163) .(40/73)
24064 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنِ النَّخَعِيِّ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " كُنْتُ أَفْرُكُهُ مِنْ ثَوْبِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِذَا رَأَيْتَهُ فَاغْسِلْهُ، وَإِلَّا فَرُشَّهُ " (1)
__________
(1) حديث صحيح، محمد بنُ أبي عديّ -وهو محمد بن إبراهيم بن أبي عديّ، نُسب هنا إلى جدِّه، وإن روى عن سعيد (وهو ابن أبي عروبه) بعد الاختلاط - تابعه عَبْدَةُ بنُ سليمان الكِلابيّ، كما سيرد، وقد سمع من سعيد قبل الاختلاط بدهر، فيما قاله ابن معين، وسعيد كذلك، تابعه خالد الحذَّاء، كما سيأتي في التخريج، ورجال الإسناد ثقات، رجال الشيخين، غير أبي معشر -واسمه زياد بن كليب- فمن رجال مسلم، النخعيّ: هو إبراهيم بن يزيد، والأسود: هو ابن يزيد النخعي.
وأخرجه أبو يعلى (4854) ، وابن خزيمة (288) ، من طريق ابن أبي عديّ، بهذا الإسناد.
وأخرجه إسحاق بن راهوية في "مسنده" (1486) ، ومسلم (288) (107) -ولم يسق لفظه-، وابن خزيمة (288) ، من طريق عبدة بن سليمان، عن سعيد بن أبي عروبة، به.
وأخرجه مسلم (288) (105) ، وابن خزيمة (288) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/50، وابن حبان (1379) ، والبيهقي في "السنن" 2/416، من طريق خالد الحذَّاء، عن أبي معشر، عن إبراهيم، عن الأسود، وعلقمة: أنَّ رجلاً نزل بعائشة أمِّ المؤمنين، فأصبح يغسل ثوبه، فقالت عائشة: إنما يُجزِئك إنْ رأيتَه أن تغسلَ مكانَه، فإنْ لم تَرَ، نَضَحْتَ حولهَ، ولقد رَأَيْتُني أَفْركه من ثوب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرْكاً، فيُصلِّي فيه.
وأخرجه بنحوه ابن خزيمة (288) و (289) ، والطحاوي في "شرح معانىِ الآثار" 1/51، والطبراني في "الأوسط" (5779) ، وابن الغطريف (10) ، =(40/74)
24065 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ دَاوُدَ، وَرِبْعِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ فِي آخِرِ أَمْرِهِ مِنْ قَوْلِ: " سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ أَسْتَغْفِرُ اللهَ، وَأَتُوبُ إِلَيْهِ " قَالَتْ: فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ، مَا لِي أَرَاكَ تُكْثِرُ مِنْ قَوْلِ: سُبْحَانَ اللهِ،
__________
= وابن منده في "الفوائد" (13) من طرق عن عائشة، به.
وقولها: فإذا رأيتَه فاغْسِلْه، والاّ فَرُشَّه، قالته عائشة رضي الله عنها للأسود ابن يزيد، كما جاء مصرَّحاً به في الرواية (24702) .
وانظر "فتح الباري" 1/333.
وسيأتي بنحوه مطولاً ومختصراً بالأرقام: (24158) ، (24207) و (24378) و (24659) و (24702) و (24936) و (24939) و (24940) و (25008) و (25034) و (25035) و (25098) و (25293) و (25612) و (25614) و (25778) و (25985) و (26024) و (26059) و (26186) و (26264) و (26265) و (26266) و (26395) .
وجاء في بعض هذه الأحاديث أن عائشة رضي الله عنها كانت تغسلُ المنى من ثوبِ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهي بالأرقام: (24207) و (25098) و (25293) و (25985) . وفي باقيها أنها كانت تفرُكه من ثوب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وسنذكر الجمع بين روايات الغسل وروايات الفرك في الرواية (25098) .
قال السندي: قولها: أفْرُكه، من فركه، كنصر: إذا حكَّه بيده ليزول، والضمير للمنيّ.
فإذا رأيتَه، بالخطاب، أيْ: رطباً.
فرشَه، أي: موضعَه بعد الفرك، ويحتمل أن يكون معنى فاغسِلْه، أي: أزِلهْ بالماء، أو بالفرك، وقولها: فرشَّه مبني على أن التطهير من النجاسة المشكورة يكون بالرشّ، كما هو مذهب مالك.(40/75)
وَبِحَمْدِهِ أَسْتَغْفِرُ اللهَ، وَأَتُوبُ إِلَيْهِ؟ قَالَ: " إِنَّ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ كَانَ أَخْبَرَنِي أَنِّي سَأَرَى عَلَامَةً فِي أُمَّتِي، وَأَمَرَنِي إِذَا رَأَيْتُهَا أَنْ أُسَبِّحَ بِحَمْدِهِ وَأَسْتَغْفِرَهُ، إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا، فَقَدْ رَأَيْتُهَا ": {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللهِ أَفْوَاجًا فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} (1) [النصر: 2]
24066 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَمْرَةَ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير داود -وهو ابنُ أبي هند- فمن رجال مسلم. ورِبْعيّ بنُ إبراهيم: هو أخو إسماعيلَ ابنِ عُلَيَّة، وهو -وإن لم يروِ له الشيخان- متابَع. الشعبي: هو عامر ابنُ شَراحيل، ومسروق: هو ابنُ الأجدع.
وأخرجه مسلم (484) (225) ، والطبري في "التفسير" 30/332-333 و333 و334، وابن حبان (6411) ، والبيهقي في "الشعب" (2529) ، والبغوي في تفسير سورة النصر من طرق عن داود بن أبي هند، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عوانة 2/187من طريق عبد الوهَّاب بن عطاء، عن داود، عن الشعبي، أحسبُه عن مسروق -شكَّ داود- به.
وأخرجه بنحوه ابنُ أبي شيبة 10/258، وإسحاق بن راهوية في "مسنده" (1442) ، ومسلم (484) (218) ، والطبري في "التفسير" 30/334، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (145) من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، عن مسلم أبي الضحى، عن مسروق، به. وسقط اسم مسلم من مطبوع ابن أبي شيبة.
وسيكرر برقم (25508) ، وسيأتي بنحوه بالأرقام: (24163) و (24223) و (24685) و (25567) و (25928) و (26161) .
وفي الباب عن ابن مسعود سلف برقم (3683) .(40/76)
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " لَمَّا نَزَلَ عُذْرِي، قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَذَكَرَ ذَلِكَ، وَتَلَا الْقُرْآنَ، فَلَمَّا نَزَلَ أَمَرَ بِرَجُلَيْنِ وَامْرَأَةٍ، فَضُرِبُوا حَدَّهُمْ " (1)
__________
(1) حديث حسن، محمد بن إسحاق -وإن كان مدلساً وقد عنعن- إلا أنه قد صرح بالتحديث عند البيهقي في "الدلائل" 4/74، فانتفت شبهة تدليسه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. ابن أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم بن أبي عدي، وعبد الله بن أبي بكر: هو ابن محمد بن عمرو بن حزم. وعمرة: هي بنت عبد الرحمن.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (263) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (4474) ، والترمذي (3181) ، وابن ماجه (2567) من طريق ابن أبي عدي، بهذا الإسناد. وتحرف اسم عمرة في مطبوع الترمذي إلى عروة، والتصحيح من "التحفة" 2/409.
وأخرجه البيهقي في "الدلائل" 4/74 من طريق يونس بن بكير، عن محمد ابن إسحاق، قال: حدثنا عبد الله بن أبي بكر، به.
وأخرجه أبو داود (4475) عن النفيلي، عن محمد بن إسحاق، بهذا الحديث إلا أنه لم يذكر عائشة، قال: فأمر برجلين وامرأة ممن تكلم بالفاحشة، حسان بن ثابت ومسطح بن أثاثه. قال النفيسي: ويقولون: المرأة حمنة بنت جحش.
وأخرجه عبد الرزاق (9749) عن ابن أبي يحيى، وهو محمد الأسلمي، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عمرة، عن عائشة، به.
وسترد قصة الإفك في الرواية (25623) ، فانظرها.
قال السندي: قولها: فضربوا، على بناء المفعول، ونصب حدهم على أنه مفعول مطلق، فإن الحدَّ نوع من الضرب.(40/77)
24067 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي نَافِعٌ، وَكَانَتْ امْرَأَتُهُ أُمَّ وَلَدٍ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ حَدَّثَتْهُ، " أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ ابْتَاعَ جَارِيَةً بِطَرِيقِ مَكَّةَ، فَأَعْتَقَهَا، وَأَمَرَهَا أَنْ تَحُجَّ مَعَهُ، فَابْتَغَى لَهَا نَعْلَيْنِ، فَلَمْ يَجِدْهُمَا، فَقَطَعَ لَهَا خُفَّيْنِ أَسْفَلَ مِنَ الْكَعْبَيْنِ "، قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِابْنِ شِهَابٍ فَقَالَ: حَدَّثَنِي سَالِمٌ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ كَانَ يَصْنَعُ ذَلِكَ، ثُمَّ حَدَّثَتْهُ صَفِيَّةُ بِنْتُ أَبِي عُبَيْدٍ، أَنَّ عَائِشَةَ حَدَّثَتْهَا " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُرَخِّصُ لِلنِّسَاءِ فِي الْخُفَّيْنِ " فَتَرَكَ ذَلِكَ (1)
24068 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَبْعَثُ بِالْبُدْنِ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى مَكَّةَ، وَأَفْتِلُ قَلَائِدَ الْبُدْنِ بِيَدَيَّ، ثُمَّ يَأْتِي مَا يَأْتِي الْحَلَالُ، قَبْلَ أَنْ تَبْلُغَ الْبُدْنُ مَكَّةَ " (2)
__________
(1) إسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح سوى امرأة نافع، وقد توبعت. ابن أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم، وصفية بنت أبي عبيد: هي امرأة ابن عمر.
وسلف مختصراً في مسند عبد الله بن عمر برقم (4836) ، وخرجناه هناك.
ونزيد هنا أنه أخرجه ابن خزيمة (2686) من طريق عبد الأعلى، عن ابن إسحاق، به.
قال السندي: قولها: ابتاع: اشترى.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، داود -وهو ابن أبي هند- من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، ابن أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم بن أبي عدي. =(40/78)
24069 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: أَنَا أَوَّلُ النَّاسِ سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} قَالَتْ: فَقُلْتُ: أَيْنَ النَّاسُ يَوْمَئِذٍ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " عَلَى الصِّرَاطِ " (1)
__________
= وأخرجه مسلم (1321) (370) ، وأبو يعلى (4658) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/265 من طريقين عن داود بن أبي هند، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (24020) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. داود -وهو ابن أبي هند- من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. ابن أبي عديّ: هو محمد بن إبراهيم بن أبي عديّ، والشعبي: هو عامر بن شراحيل، ومسروق: هو ابن الأجدع.
وأخرجه الحميدي (274) ، والترمذي (3121) من طريق سفيان، ومسلم (2791) ، وابن ماجه (4279) ، والبغوي في تفسير الآية المذكورة من سورة إبراهيم من طريق علي بن مسهر، والدارمي (2809) ، والطبري في تفسير الآية المذكورة من طريق خالد بن عبد الله، والطبري كذلك من طريق عبد الرحيم بن سليمان وإسماعيل بن زكريا، وابن حبان (331) من طريق حفص بن غياث، و (7380) من طريق عبيدة بن حميد، والحاكم 2/352 من طريق محبوب بن الحسن، ثمانيتهم عن داود بن أبي هند، بهذا الإسناد. قالوا الترمذي: هذا حديث حسنٌ صحيح، ورُوي من غير هذا الوجه عن عائشة، وقال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
قلنا: بل أخرجه مسلم كما تقدم. =(40/79)
24070 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُوتِرُ مِنْهَا بِوَاحِدَةٍ، فَإِذَا فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ اضْطَجَعَ عَلَى شِقِّهِ الْأَيْمَنِ " (1)
__________
= وقد اختلف فيه على داود بن أبي هند:
فرواه وهيب كما في الرواية (25923) ، وإسماعيل ابن علية كما في الرواية (25828) وغيرهما كما سيرد في التخريج، عن داود، عن الشعبي، عن عائشة. وهذا إسناد منقطع.
قال الدارقطني: والقول قول من قال: عن مسروق. قلنا: يعني متصلاً.
وسيرد أيضاً من طريق الحسن، عن عائشة برقم (24697) .
أين، أي: حين التبديل.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. الزهري: هو محمد بن مسلم ابن شهاب.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/234 و243 من طريق عبد الرحمن بن مهدي بهذا الإسناد.
وهو عند مالك في "الموطأ" 1/120 ومن طريقه أخرجه مطولاً ومختصراً الشافعي في "مسنده" 1/191، وفي "الأم" 1/140، ومسلم (736) (121) ، وأبو داود (1335) ، والترمذي في "جامعه" (440) (441) ، وفي "الشمائل" (268) ، والنسائي في "الكبرى" (1418) ، وابن نصر المروزي في "قيام الليل" ص 51 و121، وابن الجارود في "المنتقى" (279) ، وأبو عوانة 2/326، والطحاوي في شرح معاني الآثار" 1/283، وابن حبان (2427) ، والبيهقي =(40/80)
24071 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ (1) مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، " أَنَّ أَصْحَابَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِينَ أَهَلُّوا بِالْعُمْرَةِ، طَافُوا بِالْبَيْتِ وَبِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، ثُمَّ طَافُوا بَعْدَ أَنْ رَجَعُوا مِنْ مِنًى لِحَجِّهِمْ، وَالَّذِينَ قَرَنُوا، طَافُوا طَوَافًا وَاحِدًا " (2)
24072 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ سَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ،
__________
= في "السنن" 3/23 و44 وفي "السنن الصغير" (767) وفي "معرفة السنن والاثار" (5443) ، والبغوي في "شرح السنة" (900) . وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه مختصراً أبو يعلى (4752) من طريق المغيرة بن زياد، عن عطاء، عن عائشة، به. وقد أعل هذا الحديث الحافظ في "الفتح" 3/44 فقال: وأما ما رواه مسلم من طريق مالك عن الزهري، عن عروة، عن عائشة أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اضطجع بعد الوتر، فقد خالفه الزهري عن عروة، فذكروا الاضطجاع بعد الفجر، وهو المحفوظ.
قلنا: انظر (24057) .
(1) وقع في (م) : حدثنا عبد الرحمن بن مالك، وهو تحريف.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه النسائي مختصراً في "السنن الكبرى" (3912) و (4173) من طريق عبد الرحمن، بهذا الإسناد.
وأخرجه أيضاً بتمامه ومختصراً (4172) و (4174) و (4175) وابن الجارود في "المنتقى" (458) من طرق عن مالك، به.
وسيرد بهذا الإسناد مطولاً برقم (25441) ، فانظر تمام تخريجه هناك.
قال السندي: قولها: طافوا بالبيت، أي: لركن العمرة.
طافوا طوافاً واحداً، أي: للركن، وإلا فقد جاء أنهم طافوا القدوم أولاً.(40/81)
عَنْ عَائِشَةَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ، فَإِذَا فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ اضْطَجَعَ، فَإِنْ كُنْتُ يَقْظَى، (1) تَحَدَّثَ مَعِي، وَإِنْ كُنْتُ نَائِمَةً نَامَ حَتَّى يَأْتِيَهُ الْمُؤَذِّنُ " (2)
__________
(1) في (ق) و (م) وهامش (هـ) و (ظ2) : يقظانة.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسالم أبو النضر: هو ابن أبي أميّة، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن.
وأخرجه إسحاق بن راهويه (1054) ، وأبو داود (1262) ، والترمذي (418) ، والدارمي (1446) ، وأبو عوانة 2/277، والبيهقي في "السنن" 3/45-46، والخطيب في "تاريخه" 12/68 من طرق عن مالك، بهذا الإسناد، قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه عبد الرزاق (4718) ، والحميدي (175) ، وابن أبي شيبة 2/249، والبخاري (1161) و (1168) ، ومسلم (743) (133) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/697، وابن خزيمة (112) ، وأبو عوانة 2/277، 278، والبيهقي 3/45 من طريق سفيان بن عيينه، عن سالم، به.
وأخرجه الحميدي (176) ، وإسحاق بن راهوية (1053) ، ومسلم (743) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/697، وأبو عوانة 2/277 و278، والبيهقي في "السنن" 3/46، وفي "معرفة السنن والآثار" (5577) من طريق سفيان بن عيينه، عن زياد بن سعد الخراساني، عن ابن أبي عتاب، عن أبي سلمة، به.
وأخرجه أبو داود (1263) عن مسدد، عن سفيان بن عيينه، عن زياد بن سَعْد، عمن حدثه ابن أبي عتَّاب أو غيره، عن أبي سلمة، به.
وأخرجه الحميدي (177) ، وعبد الرزاق (4718) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/697 من طريق سفيان بن عيينه، عن محمد بن عمرو بن علقمة، عن أبي سلمة، به. =(40/82)
24073 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ، عَنْ صَلَاةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رَمَضَانَ، فَقَالَتْ: " مَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَزِيدُ فِي رَمَضَانَ وَلَا غَيْرِهِ عَلَى إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُصَلِّي أَرْبَعًا، فَلَا تَسْأَلْ عَنْ حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي أَرْبَعًا، فَلَا تَسْأَلْ عَنْ حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي ثَلَاثًا "
قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، تَنَامُ قَبْلَ أَنْ تُوتِرَ؟ قَالَ: " يَا عَائِشَةُ، إِنَّهُ أَوْ إِنِّي تَنَامُ عَيْنَايَ (1) ، وَلَا يَنَامُ قَلْبِي " (2)
__________
= قال الحميدي: وكان سفيان يشك في حديث أبي النضر يضطرب فيه، وربما شك في حديث زياد، ويتحول: يختلط عليّ، ثم قال لنا غير مرة: حديث أبي النضر كذا، وحديث زياد كذا، وحديث محمد بن عمرو بن علقمة كذا على ما ذكرت كل ذلك.
وسيرد بالأرقام: (24073) و (24262) و (24446) و (24517) و (24732) و (24968) و (25072) و (25490) و (25559) و (25857) و (26122) و (26389) .
(1) في هامش (ظ2) و (ق) و (هـ) : عيني.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسعيد بن أبي سعيد: هو المقبري، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 10/384 من طريق عبد الرحمن، بهذا الإسناد.
وهو عند مالك في "الموطأ" 1/120، ومن طريقه أخرجه عبد الرزاق (4711) ، وإسحاق بن راهويه (1130) ، والبخاري (1147) و (2013) و (3569) ، ومسلم (738) (125) ، وأبو داود (1341) ، والترمذي في =(40/83)
24074 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ سُمَيٍّ، وَعَبْدِ رَبِّهِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ، وَأُمِّ سَلَمَةَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصْبِحُ جُنُبًا مِنْ جِمَاعٍ غَيْرَ احْتِلَامٍ، ثُمَّ يَصُومُ " وَقَالَتْ فِي حَدِيثِ عَبْدِ رَبِّهِ: فِي رَمَضَانَ (1)
__________
= "جامعه" (439) ، وفي "الشمائل" (267) ، وابن خزيمة (1166) ، وأبو عوانة 2/327، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/282، وفي "شرح مشكل الآثار" (3431) ، وابن حبان (2430) ، وأبو نعيم في "الحلية" 10/384، والبيهقي في "السنن" 1/122 و2/495-496 و3/6 و7/62، وفي "معرفة السنن والآثار" (5379) ، وفي "الدلائل" 1/371-372، والبغوي في "شرح السنة" (899) ، قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وسيرد بالأرقام (24446) و (24732) .
وفي باب قوله: "تنام عيناي ولا ينام قلبي" عن ابن عباس، سلف برقم (1911) .
قال السعدي. قولها: على إحدى عشرة ركعة، يدل على أنه كان يصلي التراويح في رمضان.
قولها: عن حسنهن وطولهن، كناية عن بلوغها الغاية حتى كأنَّ عبارة المجيب عاجزة عن إحاطتهما، وجمع الأربع إما لكونه يجمعها في السلام، أو لمقارنتها في الطول والحسن، والمتبادر أن الوتر ثلاث بسلام واحد.
قولها: قبل أن توتر، أي: وهو ينقض الوضوء، أو وهو يؤدي إلى فوات الوتر أحياناً، وعلى الثاني يشكل الحديث بحديث ليلة التعريف الذي فيه أنه فاتته صلاة الفجر، فلذلك قيل: إن هذا بيان الغالب وذاك نادر، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، =(40/84)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وسُميّ: هو مولى أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث.
وأخرجه أبو داود (2388) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن مالك، عن عبد ربه بن سعيد وحده، بهذا الإسناد.
وهو عند مالك في "الموطأ" 1/289-290، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "السنن" (304) ، ومسلم (1109) (78) ، وأبو داود (2388) ، والنَّسائي في "الكبرى" (2974) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/105، وابن حبان (3489) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (588) و (589) ، والبيهقي في "السنن" 4/214، وفي "معرفة الآثار" (8634) ، والبغوي في "شرح السنة" (1751) ، والحازمي في "الاعتبار" ص135 عن عبد ربه بن سعيد، به.
وسقط من مطبوع الطبراني (589) اسم أبي بكر.
وهو عند مالك كذلك في "الموطأ" 1/290 و291 مطولاً ومختصراً، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "المسند" 1/259-260 (ترتيب السندي) ، وفي "اختلاف الحديث" و141، وفي "السنن" (302) (303) ، والبخاري (1925) (1926) و (1931) (1932) ، والنسائي في "الكبرى" (2937) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (535) ، وفي "شرح معاني الآثار" 2/102 -103 و105، والبيهقي في "السنن" 4/214، وفي "معرفة الآثار" (8630) ، والحازمي في "الاعتبار" ص135 عن سمي، به.
وأخرجه مسلم (1109) (77) ، والنسائي في "الكبرى" (2976) ، والبيهقي في "السنن" 4/214 من طريق عمرو بن الحارث، عن عبد ربه، عن عبد الله ابن كعب الحميري، أن أبا بكر حدثه، أن مروان أرسله إلى أمِّ سلمة، يسأل عن الرجل يصبح جنباً، أيصوم؟ فقالت: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصبح جنباً من جماع لا من حلمٍ، ثم لا يُفطر ولا يقضي.
وأخرجه ابنُ ماجه (1704) ، والطبراني في "الأوسط" (7649) من طريق نافع مولى ابن عمر، عن أُمَ سلمة، به. =(40/85)
24075 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ نَذَرَ أَنْ يُطِيعَ اللهَ جَلَّ وَعَزَّ، فَلْيُطِعْهُ، وَمَنْ نَذَرَ أَنْ يَعْصِيَ اللهَ جَلَّ وَعَزَّ، فَلَا يَعْصِهِ " (1)
__________
= ورواه أبو سلمة بن عبد الرحمن، واختلف عليه فيه:
فأخرجه النسائي في "الكبرى" (3002) من طريق عبد الله بن عبد الرحمن، عن أبي سلمة، عن عائشة، به.
وأخرجه أيضاً (3003) (3004) من طريق يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عين عائشة وأم سلمة، به.
وأخرجه أيضا (3005) (3006) من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أم سلمة، به. مطولاً فيه قصة لأبي هريرة.
وأخرجه أيضا (3007) (3008) من طريق محمد بن عمرو، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب بن أبي بلتعة، عن أم سلمة، بمثل سابقه.
وقد سلف برقم (24062) .
(1) إسناده صحيح علي شرط البخاري، طلحة بن عبد الملك، وهو الأيلي من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وهو عند مالك في "الموطأ" 2/476، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "مسنده" 2/74- 75 (ترتيب السندي) ، وابن راهوية في "مسنده" (944) ، والبخاري في "صحيحه" (6696) و (6700) ، وفي "التاريخ الكبير" 2/4-3، وأبو داود (3289) ، والترمذي (1526) ، والنسائي في "المجتبى" 7/17، وفي "الكبرى" (4748) و (8749) ، والدارمي (2338) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 3/5، وابن خزيمة (2241) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4146) و (4165) ، وفي "شرح معاني الاثار" 3/133، وابن حبان (4387) و (4389) ، والدارقطني في "العلل" 5/ورقة 56، وأبو نعيم في =(40/86)
24076 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمِنَّا مَنْ أَهَلَّ بِالْحَجِّ، وَمِنَّا مَنْ أَهَلَّ بِالْعُمْرَةِ، وَمِنَّا مَنْ أَهَلَّ بِالْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ، " وَأَهَلَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْحَجِّ "، فَأَمَّا مَنْ أَهَلَّ بِالْعُمْرَةِ، فَأَحَلُّوا حِينَ طَافُوا بِالْبَيْتِ، وَبِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَأَمَّا مَنْ أَهَلَّ بِالْحَجِّ أَوْ بِالْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ، فَلَمْ يُحِلُّوا إِلَى يَوْمِ النَّحْرِ (1)
__________
= و"الحلية" 6/346، وابن حزم في "المحلى" 7/9، والبيهقي في "السنن" 9/231 و10/68 و74-75، وفي "الشعب" (4349) ، وفي "المعرفة" (19632) ، وابن عبد البر في "الاستذكار" (20933) ، وفي "التمهيد" 6/90 و92 و93 و93-94، والبغوي في "شرح السنة" (2440) .
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (6365) من طريق محمد بن عبد الله الفزاري، عن القاسم، به.
وسيأتي بالأرقام (24141) و (25877) و (25878) ، ومختصراً برقم (25738) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو الأسود: هو محمد بن عبد الرحمن بن نوفل؛ يتيم عروة.
وهو عند مالك في "الموطأ" 1/335، ومن طريقه أخرجه البخاري (1562) و (4408) ، ومسلم (1211) (118) ، وأبو داود (1779) ، و (1780) ، والنسائي في "المجتبى" 5/145، وفي "الكبرى" (3696) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/140، والبيهقي في "السنن" 5/2
و109، وفي "السنن الصغير" (1509) ، وفي "معرفة الآثار والسنن" (9370) ، والبغوي في "شرح السنة" (1874) .
وأخرجه الحميدي (205) من طريق أنس بن عياش، عن أبي الأسود، به. =(40/87)
24077 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَفْرَدَ الْحَجَّ " (1) (2)
__________
= وأخرجه مسلم (1211) (124) ، والبيهقي في "السنن" 5/2 من طريق القاسم بن محمد، عن عائشة قالت: منّا مَنْ أهلَّ بالحج مفرداً، ومنّا من قرن، ومنا مَنْ تمتع.
وسيأتي بنحوه برقم (25096) ومختصراً برقم (24093) .
وسيأتي بنحوه مختصراً من طريق مالك برقم (24727) و (26063) و (26064) .
(1) في (م) : بالحج.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 5/145، وفي "الكبرى" (3695) ، والبيهقي في "السنن" 3/5 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وهو عند مالك في "الموطأ" 1/335، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "المسند" 1/376 (ترتيب السندي) ، ومسلم (1211) (122) ، وأبو داود (1777) ، والترمذي (820) ، وابن ماجه (2964) ، والدارمي (1812) ، وأبو يعلى (4361) و (4543) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/139، والصيداوي في "معجم الشيوخ" ص107، وتمّام في "فوائده" (608) ، والبيهقي في "السنن" 5/3، وفي "معرفة الآثار" (9313) و (9324) ، والخطيب في "تاريخه" 1/375-376، وابن عبد البر في "التمهيد" 19/259، والبغوي في "شرح السنة" (1873) .
وأخرجه الصيداوي ص200، وابن عبد البر 19/259، والذهبي في "السير" 15/249 من طريقين عن عبد الرحمن بن القاسم، به.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (8481) من طريق عروة، عن عائشة، به. =(40/88)
24078 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُهُ مِنَ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقْطَعُ فِي رُبُعِ الدِّينَارِ فَصَاعِدًا " (1)
__________
= وسيأتي بالأرقام (24727) و (24729) و (24760) و (24763) و (25722) و (26063) و (26064) ، وبنحوه برقم (24615) .
قلنا: وقد ثبت عن عائشة أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اعتمر مع حجته، فقد روى أبو داود (1992) من حديث أبي إسحاق، عن مجاهد، قال: سئل ابن عمر: كم اعتمر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فقال: مرتين، فقالت عائشة: لقد علم ابن عمر أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد اعتمر ثلاثاً سوى التي قرنها بحجة الوداع، وقال الحافظ في "الفتح" 3/429: إنّ كل من روى عنه الإفراد حُمِلَ على ما أهل به في أول الحال، وكل من روى عنه التمتع أراد ما أمر به أصحابه، وكل من روى عنه القِران أراد ما استقر عليه أمره، ويترجح من روى القِران بأمور:
منها أن معه زيادة علم على من روى الإفراد وغيره، وبأن من نوى الإفراد والتمتع اختُلف عليه في ذلك: فأشهر من روى عنه الإفراد عائشة، وقد ثبت عنها أنه اعتمر مع حجته كما تقدم، وابنُ عمر، وقد ثبت عنه أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بدأ بالعمرة ثم أهلَّ بالحج كما سيأتي في أبواب الهدي، وثبت أنه جمع بين حج وعمرة، ثم حدث أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فعل ذلك، وسيأتي أيضاً، وجابرٌ، وقد تقدم قوله: إنه اعتمر مع حجته أيضاً.
وروى القِرانَ عنه جماعةٌ من الصحابة لم يُختلف عليهم فيه، وبأنه لم يقع في شيء من الروايات النقل عنه من لفظه أنه قال: أفردت ولا تمتعت، بل صح عنه أنه قال: "قرنت"، وصح عنه أنه قال: "لولا أن معي الهدي لأحللت". اهـ.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عُيينة، وعَمرة: هي بنت عبد الرحمن الأنصارية.
وأخرجه أبو داود (4383) عن الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشافعي في "الأم" 6/133، وفي "مسنده" 2/83 (بترتيب السندي) ، والحميدي (279) ، وإسحاق بن راهوية (740) و (983) ، ومسلم =(40/89)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= (1684) ، والترمذي (1445) ، والنسائي في "المجتبى" 8/78-79، وفي "الكبرى" (7408) ، وابن نصر المَرْوزي في "السنَّة" (319) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/163 و166 و167، وابن حبان (4459) ، والبيهقي في "السنن الكبري" 8/254، وفي "معرفة السنن والآثار" 12/356، والبغوي في "شرح السنة" (2595) من طريق سفيان بن عيينه، بهذا الإسناد. وجاء عند الشافعي والحميدي وإسحاق بن راهوية (740) وابن نصر المروزي والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/166-167، والبيهقي بلفظ: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "تُقطع اليد في ربع دينار"، وقد علَّل الطحاوي الحديث بالاختلاف في روايتيه بين الفعلي منه والقولي، فردَّ عليه الحافظ في "الفتح" 12/102-103، وقال ما خلاصته: لا معارضة بين روايتيه، فتكون عائشة أخبرت بالفعل والقول معاً.
قال الترمذي: حديث عائشة حديث حسن صحيح، وقد رُوي هذا الحديث من غير وجه عن عمرة، عن عائشة مرفوعاً، ورواه بعضُهم عن عمرة، عن عائشة موقوفاً. قلنا: سيأتي قريباً ذكرُ مَنْ وقفه.
وقال البغوي: هذا حديث متفق على صحته.
وأخرجه الطيالسي (1582) عن زمعة، وأحمد كما سيرد (24079) من طريق يونس، و (25359) من طريق معمر، وابنُ أبي شيبة 6/468-469، والبخاري (6789) ، ومسلم (1684) ، وابن ماجه (2585) ، والدارمي (2300) ، وأبو يعلى (4411) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/167، والبيهقي في "السنن الكبرى" 8/254، وفي "ومعرفة السنن والآثار" 12/364-365 و365، وابن عبد البر في "الاستذكار" 24/157 من طريق إبراهيم بن سعد (وقرن به ابن أبي شيبة - ومن أخرجه من طريقه- والبيهقيُ في إحدى روايتيه سليمانَ بنَ كثير) . وأخرجه الخطيب البغدادي في "التاريخ" 8/398 من طريق ابن أخي الزهري، ستتهم عن الزهري، به، مرفوعاً من قوله عليه الصلاة والسلام.
وذكر البخاري بإثر الحديث أنه تابع إبراهيمَ بنَ سعد عبدُ الرحمن بنُ =(40/90)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= خالد، وابنُ أخي الزهري ومعمر، عن الزهري. قال الحافظ في قول البخاري: تابعه، أي: في الاقتصار على عَمرة.
ومتابعةُ معمر وصلها أحمد، كما سيرد برقم (24079) ، ومتابعة عبد الرحمن بن خالد -وهو ابن مسافر- وصلها الذهلي في "الزهريات" عن عبد الله بن صالح، عن الليث، عنه، فيما ذكر الحافظ في "الفتح" 12/101.
ورواه أربعةٌ عن عمرة عن عائشة موقوفاً.
فأخرجه الحميدي (280) ، والنسائي في "المجتبى" 8/79، وفي "الكبرى" (7413) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/165، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار" 12/370-371، وابن عبد البر في "الاستذكار" 24/158 من طريق سفيان بن عيينة قال: حدثناه أربعة عن عمرة، عن عائشة، لم يرفعوه: عبدُ الله بنُ أبي بكر، ورُزَيْق بن حُكَيْم الأَيْلي، ويحيى بن سعيد، وعبد ربه بن سعيد. قلنا: لم يرد عند النسائي ذكر عبد الله بن أبي بكر. قال ابن عيينة: والزهري أحفظُهم كلِّهم، إلا أن في حديث يحيى ما دلَّ على الرفع (يعني قول عائشة) . ما نسيت ولا طال علي: "القطع في ربع دينار فصاعداً".
قلنا: قال الحافظ في "الفتح" 12/102: وهو وإن لم يكن رفعُه صريحاً، لكنه في معنى المرفوع.
وأخرجه ابن حبان (4465) عن الحسين بن أحمد بن بسطام، عن إبراهيم ابن سعيد الجوهري، عن سفيان بن عيينة قال: سمعتُ من أربعة: يحيى بن سعيد، ورُزيق، وسعد بن سعيد، والزُّهري، عن عمرة، عن عائشة، مرفوعاً من رواية الزهري، وموقوفاً من رواية الثلاثة الباقين.
وذكر الدارقطنيّ في "العلل" 5/لوحة 99 أن الحسين بن أحمد بن بسطام وهم في قوله: سعد بن سعيد، وأنه إنما أراد أن يقول: عبد ربه بن سعيد.
قلنا: وقد اختُلف فيه على يحيي بن سعيد:
فأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/79، وفي "الكبرى" (7409) ، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار" 12/371-372 ممن طريق سعيد بن أبي عروبة، =(40/91)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه النسائي كذلك في "المجتبى" 8/79، وفي "الكبرى" (7410) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/164 من طريق أبان، كلاهما عن يحيى ابن سعيد الأنصاري، عن عمرة، به، مرفوعاً. قال النسائي: حديث أبان وسعيد خطأ. قلنا: يعني أنهما أخطآ في رفعه، وقد رواه أربعة حفاظ عن يحيى بن سعيد موقوفاً: فأخرجه مالك 2/832، ومن طريقه النسائي في "المجتبى" 8/79، وفي "الكبرى" (7414) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/165، وابن حبان (4462) ، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار" 12/371. وأخرجه النسائي أيضاً 8/80، وفي "الكبرى" (7412) من طريق عبد الله بن إدريس، و8/79 و (7411) من طريق عبد الله بن المبارك، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/165 من طريق أنس بن عياض، أربعتهم عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن عمرة، عن عائشة، موقوفاً. قال النسائي: هذا هو الصواب من حديث يحيى.
قلنا: قد قال الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 99: وأما الخلاف فيه على يحيى ابن سعيد، فإن أيوب السختياني بيَّنَ في روايته عن يحيى أن ذلك من يحيى، وأنه رفعه مرة، ثم ترك رَفْعَه، فهو عنه على الوجهين صواب.
واختلف فيه على الزهري:
فأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/77، وفي "الكبرى" (7401) ، والطبراني في "الأوسط" (1705) من طريق حفص بن حسان، و (1027) من طريق الأوزاعي، و (4521) من طريق حميد الأعرج، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار" 12/374 من طريق قتادة، أربعتهم عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، به مرفوعاً.
قال الدارقطني في "العلل" - فيما نقله عنه الحافظ في "الفتح" 12/100: اقتصر إبراهيم بن سعد وسائرُ من رواه عن ابن شهاب على عمرة، ورواه يونس عنه، فزاد مع عَمرة عُروة. قلناه سترد رواية يونس برقم (24079) .
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/80، وفي "الكبرى" (7418) من طريق =(40/92)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= عبد الرحمن بن أبي الرجال محمد بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن عمرة، عن عائشة، مرفوعاً بلفظ: "تقطع يد السارق في ثمن المِجَنّ" وثمنُ المِجنّ ربع دينار. ووقع فيه: عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي الرجال، وهو خطأ، فأبو الرجال هو محمد بن عبد الرحمن، وقد جاء على الصواب في "تحفة الأشراف" 12/416.
وأخرجه مسلم (1684) (3) ، والنسائي في "المجتبى" 8/81، وفي "الكبرى" (7423) و (7425) ، وابن نصر المروزي في "السنَّة" (323) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/164، وابنُ حبان (4464) ، والدارقطني في "السنن" 3/189، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار" 12/366 من طريق مَخْرمة بن باكير بن عبد الله بن الأشج، عن أبيه، عن سليمان بن يسار، عن عمرة، به، مرفوعاً.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/81، وفي "الكبرى" (7422) ، والدارقطني في "السنن" 3/189، والبيهقي في "السنن الكبرى" 8/256 من طريق يزيد بن أبي حبيب، عن بكير بن عبد الله بن الأشجّ، عن سليمان بن يسار، عن عمرة أنها سمعت عائشة تقول: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا تُقطع يد السارق فيما دون ثمن المِجنّ". قيل لعائشة: ما ثمنُ المجني؟ قالت: ربع دينار. وقد جمع الدارقطني رواية يزيد بن أبي حبيب إلى رواية مخرمة.
وأخرج البيهقي في "السنن الكبرى" 8/326 من طريق ابن لهيعة، عن أبي النضر، عن عمرة، بنحو رواية سليمان بن يسار المذكورة آنفاً.
وأخرجه مالك 2/832-833 وفيه قصة- ومن طريقه الشافعي في "المسند" 2/84-85 (بترتيب السندي) ، والنسائي في "المجتبى" 8/80، وفي "الكبرى" (8417) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/166- عن عبد الله ابن أبي بكر بن محمد. وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (18964) عن سفيان الثوري، كلاهما عن عمرة، عن عائشة موقوفاً. ووقع في مطبوع النسائي عبد الله بن محمد بن أبي بكر، وهو خطأ. =(40/93)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرج ابن نصر المروزي (325) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/166، والطبراني في "الأوسط" (8705) من طريق يحيى بن أيوب، عن جعفر بن ربيعة، عن الأسود بن العلاء بن جارية وأبي سلمة بن عبد الرحمن وعبد الملك بن المغيرة وكثير بن خنيس أنهم تنازعوا في القطع، فدخلوا على عَمرة يسألونها، فقالت: قالت عائشة: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا قطعَ إلا في ربع دينار". وأخرجه البخاري كذلك في "التاريخ الكبير" 7/209-210 غير أنه وقع فيه: دخلوا على عائشة. لم يذكر عمرة. قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن الأسود بن العلاء وأبي سلامة وعبد الملك بن المغيرة وكثير بن خنيس إلا جعفر بن ربيعة، تفرد به يحيى بن أيوب.
قلنا: لم يذكر المروزي في روايته سوى الأسود بن العلاء بن جارية، وجاء اسمه عند الطحاوي: العلاء بن الأسود وأشار إلى ورود الاسمين في الرواية البخاري في "التاريخ الكبير" 7/209، وثم يذكر الطحاوي عبد الملك بن المغيرة.
ووقع في مطبوع "الأوسط": عن أبي سلمة، وهو خطأ، وتحرف فيه اسم خنيس إلى حسين.
وأخرج السلمي في "تاريخ جرجان" ص256 من طريق الفرات أبي السائب، عن ميمون بن مهران، عن عروة، عن عائشة قالت: نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يقطع السارق في أقلَّ من ربع دينار.
ونقل عن ابن عدي قوله: هذا حديث غريب من رواية ميمون، عن عروة، ليس له إلا هذا الطريق.
وأخرج النسائي في "المجتبى" 8/81، وفي "الكبرى" (7424) (7425) ، والدارقطني في "السنن" 3/190 من طريق مخرمة بن باكير، عن أبيه، قال: سمعت عثمان بنَ أبي الوليد مولى الأخنسيين يقول: سمعتُ عروةَ بنَ الزبير يقول: كانتْ عائشة تحدِّثُ عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "لا تُقطع اليدُ إلا في المِجنِّ أو ثمنه". قال: وزعم أن عروة قال: وثمنُ المِجنّ أربعةُ دراهمَ. =(40/94)
24079 - حَدَّثَنَا عَتَّابٌ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: قَالَتْ عَمْرَةُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، " تُقْطَعُ يَدُ السَّارِقِ فِي رُبُعِ دِينَارٍ فَصَاعِدًا " (1)
__________
= قال: وسمعتُ سليمان بن يسار يقول: لا تقطع اليد إلا في ربع دينار، فما فوقَه.
وأخرج البخاري (6792) و (6793) و (6794) ، ومسلم (1685) ، والنسائي في "المجتبى" 8/82، وفي "الكبري" (7427) من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: لم تكن تُقطعُ يد السارق في أدنى من حَجَفَة أو تُرْس، كلُّ واحد منهما ذو ثمن.
وذكر الحافظ في "الفتح" 12/103-104 أن الإسماعيلي أخرجه من وجه آخر، وفيه زيادة قصة في السند، ولفظه عن هشام، عن عروة أن رجلاً سرق قدحان فأُتيَ به عمرَ بنَ عبد العزيز، فقال هشام بن عروة: قال أبي: إن اليد لا تقطع في الشيء التافه، ثم قال: حدثني عائشة ...
وقد رواد وكيع مرسلاً فيما أخرجه ابن أبي شيبه في "مصنفه" عنه، ولفظه: عن هشام بن عروة، عن أبيه قال: كان السارق في عهد النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُقطع في ثمن المجنّ، وكان المجنُّ يومئذٍ له ثمن، ولم يكن يُقطع فى الشيء التافه.
وسيرد بالأرقام (24078) و (24515) و (24725) و (25304) و (26116) و (26141) .
وفي الباب عن عبد الله بن عمر، سلف برقم (4503) .
وعن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6687) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
(1) إسناده صحيح. رجاله ثقات رجال الشيخين غير عتّاب -وهو ابن زياد الخراساني- فمن رجال ابن ماجه، وهو ثقة.
وأخرجه النسائي في "المجتبي" 8/78، وفي "الكبرى" (7403) من طريق حِبَّان بن موسى، عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (6790) ، ومسلم (1684) (2) ، وأبو داود (4384) ، =(40/95)
24080 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، " دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَسَمِعْتُ فِيهَا قِرَاءَةً، قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: حَارِثَةُ بْنُ النُّعْمَانِ كَذَاكُمُ الْبِرُّ، كَذَاكُمُ الْبِرُّ "، وَقَالَ مَرَّةً عَنْ عَائِشَةَ: إِنْ شَاءَ اللهُ (1)
__________
= والنسائي في "المجتبى" 8/78، وفي "الكبرى" (7404) ، وابن نصر المروزي في "السنَّة" (321) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/164، وابنُ حبان (4455) و (4460) ، والبيهقي في "السنن" 8/254، وفي "معرفة السنن والآثار" 12/358-361 من طريق ابن وَهْب، عن يونس، عن الزهري، عن عُروة وعَمرة، عن عائشة، به.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/77-78، وفي "الكبرى" (7402) من طريق القاسم بن مبرور، عن يونس، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة مرفوعاً، بلفظ: "لا تُقطع اليدُ إلا في ثمنِ المجن: ثلث دينار، أو نصفِ دينار فصاعداً". قال الحافظ في "الفتح" 12/104: هي رواية شاذة.
وقد سلف برقم (24078) .
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، وقد قال الحافظ في "الإصابة" في ترجمة حارثة بن النعمان: إسناده صحيح. وقوله: وقال مرة: عن عائشة إن شاء الله. القائل هو سفيان بن عيينة.
وأخرجه من طريق سفيان بن عيينه موصولاً عبد الله بن وهب في "جامعه" 1/22، والحميدي (285) ، وإسحاق بن راهوية (1004) ، وأبو يعلى (4425) ، وابن حبان (7014) ، والحاكم 3/208، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (2265) ، والبغوي في "شرح السنة" (3418) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 1/429. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
وأخرجه من طريق ابن عيينه مرسلاً الحسين المروزي في زوائده على ابن المبارك في "البر والصلة" (40) . =(40/96)
24081 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدِ اسْتَتَرْتُ بِقِرَامٍ فِيهِ تَمَاثِيلُ، فَلَمَّا رَآهُ تَلَوَّنَ وَجْهُهُ، وَقَالَ مَرَّةً: تَغَيَّرَ وَجْهُهُ، وَهَتَكَهُ بِيَدِهِ، وَقَالَ: " أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ
__________
وأخرجه البخاري وفي "خلق أفعال العباد" ص105 من طريق محمد بن أبي عتيق، عن الزهري، به، موصولاً.
وأرسله عن الزهري يونس بن يزيد ومعمر:
فأخرجه ابن وهب 1/20 عن يونس بن يزيد، عن الزهري، عن عمرة أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فذكره.
وأخرجه كذلك ابن المبارك في "البر والصلة" (39) عن معمر، عن الزهري، عن عمرة أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وسيرد من طريق معمر أيضاً عن الزهري موصولاً برقمي (25162) و (25337) ، وفيه: وكان أبر الناس بأمه.
وللزهري طريق آخر فيه:
فقد أخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد" ص105، والنسائي في "الكبرى" (8234) ، والطبراني في "الأوسط" (4602) من طريق سليمان بن بلال، عن موسى بن عقبة ومحمد بن عبد الله بن أبي عتيق، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة.
قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن موسى بن عقبة وابن أبي عتيق إلا سليمان بن بلال، تفرد به ابن أبي أويس.
قلنا: بل رواه عن سليمان كذلك ابنه أيوب بن سليمان بن بلال، كما عند النسائي.
وفي باب مناقب حارثة، سلف 5/433.
قال السندي: قوله: "كذاكمُ البر"، أي: وكان بارّاً بأمِّه.(40/97)
الْقِيَامَةِ الَّذِينَ يُضَاهُونَ بِخَلْقِ اللهِ جَلَّ وَعَزَّ، أَوْ يُشَبِّهُونَ " قَالَ سُفْيَانُ: سَوَاءٌ (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابنُ عُيينة، والقاسم ابن محمد: هو ابنُ أبي بكر الصَدِّيق.
وأخرجه الحميدي (251) ، ومسلم (2107) (91) ، والنسائي في "المجتبى" 8/214، وفي "الكبرى" (9778) ، وأبو يعلى (4524) ، والبيهقي في "السنن" 7/267، وفي "الآداب" (650) من طريق سفيان بن عُيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي (251) ، وإسحاق بن راهوية في "مسنده" (918) و (919) . والبخاري (5954) ، ومسلم (2107) (92) ، والنسائي في "المجتبى" 8/214، وفي "الكبرى" (9779) و (9780) ، وأبو يعلى (4723) ، والبغوي في "شرح السنة" (3215) من طريق سفيان بن عيينه، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه القاسم، به، وزاد في آخره: قالت عائشة: فقطعناه، فجعلنا منه وسادةً، أو وسادتين.
وأخرجه البخاري (6109) ، ومسلم (9107) (91) ، وأبو يعلى (4409) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (8) ، والطبراني في "الأوسط" (9166) ، وفي "الشاميين" (114) ، والبيهقي في "السنن" 7/267 من طرق عن الزهري، به.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/16، وفي "الكبرى" (9790) من طريق سماك، عن القاسم، به. دون ذكر القصة.
وسيأتي بالأرقام (24536) و (24556) و (24563) و (25631) و (25839) .
وبنحوه مطولاً ومختصراً (24218) و (24267) و (24718) و (24812) و (24848) و (24849) و (25392) و (25744) و (25789) و (25921) و (26103) و (26407) .
وانظر (24253) و (24417) و (26090) . =(40/98)
24082 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " كُلُّ شَرَابٍ أَسْكَرَ فَهُوَ حَرَامٌ " (1)
__________
= وقد سلفت أحاديث الباب في مسند ابن مسعود عند الرواية (3558) .
قال السندي: قولها: بِقِرام، بكسر قاف: ستر رقيق وراء الستر الغليظ.
تماثيل: صور ذوي الأرواح.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، وأبو سَلَمة: هو ابنُ عبد الرحمن بنِ عوف.
وهو عند الإمام أحمد في "الأشربة" (1) .
وأخرجه الطيالسي (1478) ، والشافعي في "مسنده" 2/92 "بترتيب السندي"، وفي "السنن" (552!، والحميدي (281) ، وابن أبي شيبة 7/100-101، وابن راهوية (808) و (1066) ، والبخاري (242) ، ومسلم (2001) (69) ، والنسائي في "المجتبى" 8/297-298، وفي "الكبرى" (5101) ، وابن ماجه (3386) ، وابن الجارود في "المنتقى" (855) ، وأبو يعلى (4523) وأبو عوانة 5/261، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/216، وفي "شرح مشكل الآثار" (4971) ، وابن حبان (5397) والبيهقي في "السنن" 1/8-9 و8/293، وفي "معرفة السنن والآثار" 13/14، والبغوي في "شرح السنة" (3009) من طرق عن سفيان بن عيينه، بهذا الإسناد.
زاد الحميدي وأبو عوانة: فقيل لسفيان: فإن مالكاً وغيرَه يذكرون البِتعْ، فقال: ما قال لنا ابنُ شِهاب البِتعْ، ما قال لنا ابنُ شهاب إلا كما قلتُ.
وأخرجه مسلم (2001) (69) ، وأبو عوانة 5/262-263 من طريق صالح بن كيسان، وأبو عوانة 5/261 من طريق عقَيْل- وهو ابنُ خالد بن عَقِيل الأَيليّ -كلاهما عن الزهري، به- وفي حديث عقيل أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئل عن البتع. وليس في حديث صالح. =(40/99)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وذكر الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 73-74 أن الحفاظ رَوَوْه عن ابن عيينة، عن الزُّهري، عن أبي سلمة، عن عائشة. ثم قال: ورُوي عن سعيد بن إبراهيم الجوهري، عن ابن عيينه، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، ولا يصحّ. قلنا: يعني ذكر عروة بدل أبي سلمة.
ورواه كذلك محمد بن عبد الرحيم الهروي -فيما أخرجه الدارقطني في "السنن" 4/256- عن سعيد بن منصور، عن ابن عُيينة، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ما أسْكَرَ الفَرْقُ منه، فالحُسْوَةُ منه حرام" قال الدارقطني في "العلل": وذلك وَهْم من راويه على سعيد بن منصور، ووهم أيضاً في متنه، فقال: "ما أسكر الفَرْقُ منه فالحُسْوَةُ منه حرام" وهذا لا يصحُ عن الزهري.
ورواه كذلك محمد بنُ عمر الواقدي- فيما أخرجه الدارقطني في "السنن" 4/255- عن ابن أخي الزهري (وهو محمد بن عبد الله بن مسلم) وعبدِ الرحمن بن عبد العزيز، سمعا الزهري، عن عروة، عن عائشة، قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ما أسكر الفَرْقُ منه فالحُسْوَهُّ منه حرام". قال الدارقطني: وهذا أيضاً لا يصح عن الزهري، والمحفوظ عن الزهري ما رواه عنه يحيى بن سعيد ومن تابعه. قلنا: يعني بلفظ: "كلُّ شرابٍ أسكرَ فهو حرام".
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/320 من طريق أَبان بن صمْعَة، عن أمه، عن عائشة، أنها سُئلَتْ عن الأشّربة، فقالت: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ينهى عن كل مُسكر.
وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" 1/53 من طريق إبراهيم بن زياد القرشي و2/263 من طريق عبد الله بن سنان الزُّهري، كلاهما عن هشام بن عروة، عن عروة، عن عائشة، ولفظ رواية إبراهيم: سئل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن البِتعْ، فقال: "كل شرابٍ أسْكَرَ، فهو حرام". ولفظ رواية عبد الله بن سنان: "قليلُ ما أسكر كثيرُه حرام، وكثيرُ ما أسكر قليلُه حرام". قال العقيلي في إبراهيم بن زياد: شيخ يحدث عن الزهري وعن هشام بن عروة، فيَحمل حديثَ الزُّهري عن =(40/100)
24083 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، أَخْبَرَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَنَامَ وَهُوَ جُنُبٌ، تَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ " (1)
__________
= هشام بن عروة، وحديثَ هشام بن عروة عن الزهري، ويأتي أيضاً مع هذا عنهما بما لا يُحفظ، وهذا رواه الناسُ عن الزُّهري، عن أبي سلمة، عن عائشة.
وأخرجه الدارقطني 4/255 من طريق سَلَمة بن الفضل، عن أبي جعفر الرازي، عن أيوب، عن ابن أبي مُليكة، عن عائشة قالت: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ما أسْكَرَ الفَرْقُ، فالأُوقِية منه حرام".
واختُلف فيه على أبي جعفر الرازي:
فأخرجه الدارقطني 4/255 من طريق خلف بن الوليد، عنه، عن ليث، عن ابن أبي مُليكة، عن عائشة قالت: ما أسكَرَ الفَرْقُ فالحُسْوَةُ منه حرام. موقوف.
وأخرجه الدارقطني كذلك من طريق محمد بن طلحة، عن حميد، عن أنس، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ما أسكر الفَرْقُ فالجُرْعَةُ منه حرام". قال الدارقطني في "العلل": ليس بمحفوظ عن عائشة.
وسيرد من طريق الزُّهري كذلك بالأرقام (24652) و (25572) و (25891) .
ومن طريق القاسم بن محمد، عن عائشة بالأرقام (24423) و (24432) و (24992) .
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4644) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/60، وإسحاق بن راهوية في "مسنده" (1040) ، وأبو داود (222) ، والنسائي في "الكبرى" (9043) ، وهو في "عِشْره النساء" (157) ، وأبو يعلى (4522) ، وابن خزيمة (213) ، وأبو عوانة 1/277، والبيهقي في "معرفة الآثار" (1520) ، والخطيب في "تاريخه" 9/368، =(40/101)
24084 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، " كُنْتُ أَفْتِلُ قَلَائِدَ هَدْيِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدَيَّ، ثُمَّ لَا يَجْتَنِبُ شَيْئًا مِمَّا يَجْتَنِبُ الْمُحْرِمُ " (1)
__________
= وابن عبد البر في "التمهيد" 17/37 من طرق عن سفيان بن عيينه، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (305) (21) ، والنسائي في "المجتبى" 1/139، وفي "الكبرى" (9044) ، وهو في "عِشْرة النساء" (158) ، وابن ماجه (584) ، وأبو عوانة 1/277-278، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/126، وابن حبان (1217) ، والبيهقىِ في "السنن" 1/200، والبغوي في "شرح السنة" (265) من طريق ليث بن سعد، وأبو عوانة 1/277-278 من طريق ابن أخي الزهري، كلاهما عن الزهري، به.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9042) ، وهو في "عِشْرة النساء" (156) من طريق علي بن عياش، عن سفيان بن عيينه، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، به. قال المزي في "تحفة الأشراف" 12/40: قال النسائي: حديث علي بن عياش خطأ.
وسيأتي بالأرقام (24555) و (24608) و (24716) و (24882) و (24902) و (24949) و (24969) و (25584) و (25597) و (25646) و (25667) و (25814) و (25879) و (26003) و (26236) و (26342) .
ومطولاً بالأرقام (24713) و (24872) و (24873) و (24874) و (25104) و (25980) و (26383) .
وانظر (25598) .
وقد ذكرنا أحاديث الباب في مسند عبد الله بن عمر عند الرواية (4662) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مطولاً ومختصراً الحميدي (208) ، وإسحاق بن راهوية (692) ، ومسلم (1321) (360) ، والنسائي في "المجتبى" 5/175. وابن الجارود في =(40/102)
24085 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، جَاءَ عَمِّي بَعْدَمَا ضُرِبَ الْحِجَابُ، فَأَبَيْتُ أَنْ آذَنَ لَهُ، فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: " ائْذَنِي لَهُ فَإِنَّهُ عَمُّكِ "، قُلْتُ: إِنَّمَا أَرْضَعَتْنِي الْمَرْأَةُ، وَلَمْ يُرْضِعْنِي الرَّجُلُ؟ قَالَ: " تَرِبَتْ يَمِينُكِ، ائْذَنِي لَهُ فَإِنَّمَا هُوَ عَمُّكِ " (1)
24086 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ،
__________
= "المنتقى" (423) ، وابن خزيمة (2573) من طريق سفيان بن عيينه بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولاً ومختصراً الطيالسي (1441) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/266، وفي "شرح مشكل الآثار" (5523) ، وابن حبان (4012) ، والذهبي في "سير أعلام النبلاء" 7/149 من طرق عن الزهري، به.
وقد سلف برقم (24020) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عُيينة. والزُهري: هو محمد بن مسلم ابن شهاب.
وأخرجه الشافعي في "المسند" 2/24 (بترتيب السندي) ، والحميدي (229) ، وابن أبي شيبة 4/288، ومسلم (1445) (4) ، وابن ماجه (1948) ، والبيهقي في "معرفة السنن" 11/246، وابن عبد البر في "الاستذكار" 18/246، وفي "التمهيد" 8/240 من طريق سفيان، بهذا الإسناد.
وسيرد من رواية سفيان بن عيينه، عن هشام بن عروة والزهري، عن عروة، بر قم (24102) .
وسلف برقم (24054) .
وعمها: هو أفلح أخو أبي القُعَيْس كما ورد في الرواية (24054) ، وكذا عند مسلم في رواية، وفي الرواية المذكورة له اَنفاً: أفلح بن أبي قُعَيْس. وانظر "الفتح" 9/150.(40/103)
عَنْ عَائِشَةَ، اخْتَصَمَ عَبْدُ بْنُ زَمْعَةَ وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ابْنِ أَمَةِ زَمْعَةَ، قَالَ: عَبْدٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَخِي ابْنُ أَمَةِ أَبِي، وُلِدَ عَلَى فِرَاشِ أَبِي (1) ، وَقَالَ سَعْدٌ: أَوْصَانِي أَخِي إِذَا قَدِمْتَ مَكَّةَ فَانْظُرْ ابْنَ أَمَةِ زَمْعَةَ فَاقْبِضْهُ، فَإِنَّهُ ابْنِي، فَرَأَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَبَهًا بَيِّنًا بِعُتْبَةَ قَالَ: " هُوَ لَكَ يَا عَبْدُ، الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ، وَاحْتَجِبِي مِنْهُ يَا سَوْدَةُ " (2)
__________
(1) في (م) وهامش (هـ) : على فراشه.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الشافعي في "مسنده" 2/30 (ترتيب السندي) ، وفي "السنن المأثورة" (500) ، والحميدي (238) ، وسعيد بن منصور (2130) ، واسحاق ابن راهوية في "مسنده" (726) ، والبخاري (2421) ، ومسلم (1457) ، وأبو داود (2273) ، والنسائي في "المجتبى" 6/180، وفي "الكبرى" (5681) ، وابن ماجه (2004) ، وأبو يعلى (4419) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4245) ، والدارقطني في "السنن" 3/313-314 و4/241، والبيهقي في "السنن" 6/86 و7/412، وفي "معرفة الآثار" (15090) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 8/180 من طريق سفيان بن عيينه، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه البخاري (2533) ، والدارمي (2277) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4248) ، والدارقطني 4/242، والبيهقي في "السنن" 6/86 من طريق شعيب، وهو ابن أبي حمزة، عن الزهري، به.
وأخرجه بنحوه ابنُ المبارك في "مسنده" (233) ، والدارقطني 4/242 من طرق عن الزهري، به.
وسيأتي بهذا الإسناد مختصراً برقم (24094) .
وسيأتي بالأرقام (24975) و (25644) و (25894) و (26001) و (26093) . =(40/104)
24087 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى فِي خَمِيصَةٍ لَهَا أَعْلَامٌ، فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ، قَالَ: " شَغَلَنِي أَعْلَامُهَا اذْهَبُوا بِهَا إِلَى أَبِي جَهْمٍ (1) ، وَائْتُونِي بِأَنْبِجَانِيَّةٍ (2) " (3)
__________
= وانظر حديث ابن الزبير السالف برقم (16127) .
وفي باب قوله: الولد للفراش، عن عبد الله بن عمرو بن العاص سلف برقم (6681) وذكرنا هناك أحاديث الباب، وانظر كذلك حديث أبي هريرة السالف برقم (7262) .
قال السندي: قولها: بعُتْبة، أي: بأخي سعد، واسمه عتبة.
"للفراش"، أي: لصاحب الفراش، أي: لمن تكون الأم فراشاً له.
"يا سودة": مع كونه أخا لك حكماً- لأن الشبه بعتبة يورث الشَّك في حقيقة الأخوة- فراعي ذلك احتياطاً في شأن الاحتجاب.
(1) في (ظ8) و (هـ) ، وهامش كل من (ظ2) و (ق) : أبي جهيم: قلنا: هو موافق لرواية الكشميهني لصحيح البخاري، قال الحافظ في "الفتح" 2/235: إلى أبي جَهْم: هو الصحيح.
(2) في (م) بأنبجانيته.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الحميدي (172) ، وإسحاق بن راهوية في "مسنده" (621) ، والبخاري (752) ، ومسلم (556) (61) ، وأبو داود (914) و (4053) ، والنسائي في "المجتبى" 2/72، وفي "الكبرى" (847) ، وابن ماجه (3550) ، وابن خزيمة (928) ، وأبو عوانة 2/64، وابن عبد البر في "التمهيد" 20/109 من طريق سفيان بن عيينه، بهذا الإسناد.
وأخرجه إسحاق بن راهوية (874) ، والبخاري (373) و (5817) ، ومسلم (556) (62) ، وأبو داود (4052) ، وأبو يعلى (4414) ، وأبو عوانة 2/65، وابن حبان (2337) ، والبيهقي في "السنن" 2/423، وفي "معرفة الآثار" =(40/105)
24088 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي صَلَاتَهُ مِنَ اللَّيْلِ، وَأَنَا مُعْتَرِضَةٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ، كَاعْتِرَاضِ الْجِنَازَةِ " (1)
__________
= 3/393، والبغوي في "شرح السنة" (523) و (738) من طرق عن الزهري، به.
وسيأتي برقم (25635) ، وبنحوه بالأرقام (24190) و (25445) و (25734) .
ونقل الحافظ في "الفتح" 1/483 عن ابن بطال قوله: إنما طلب منه ثوباً غيرها ليعلمه أنه لم يردَّ عليه هديته استخفافاً به.
قال السندي: قولها: خميصة: هي ثوب خز أو صوف مُعْلم، وقيل: إذا كان أسود.
أعلام: جمع عَلَم، بفتحتين، وعلم الثوب: رقمه الذي في طرفه.
"شغلني أعلامها": قلبه الشريف لغاية طهارته من الأغيار ظهر فيه أدنى أثر للغير، كالثوب الذي في غاية البياض، صلوات الله وسلامه عليه.
"إلى أبي جهم": فإنه الذي أرسله، وحين خاف من ذلك انكسار خاطره، قال: ائتوني بأنبجانية حتى لا ينكسر خاطره، وهي بفتح همزة وموحدة، أو كسرهما بينهما نون ساكنة، وبياء خفيفة أو مشددة: كساء غليظ لا علم له.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة.
وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/69 (بترتيب السندي) ، وفي "سننه" (122) ، والحميدي (171) ، وإسحاق بن راهوية في "مسنده" (600) ، ومسلم (512) (267) ، وابن ماجه (956) ، وابن خزيمة (822) ، وأبو عوانة 2/51-52، والبيهقي في "السنن" 2/275، وفي "السنن الصغير" (908) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 21/168، والبغوي في "شرح السنة" (546) من طريق سفيان بن عيينه، بهذا الإسناد.
وأخرجه إسحاق بن راهوية (601) ، والبخاري (383) و (515) ، والدارمي =(40/106)
24089 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، " كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ، وَكَانَ يَغْتَسِلُ مِنَ الْقَدَحِ وَهُوَ الْفَرَقُ " (1)
__________
= (1413) ، والطبراني في "الشاميين" (1751) من طرق عن الزهري، به.
وأخرجه البخاري (384) من طريق عِراك -وهو ابن مالك الغفاري- عن عروة، أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يصلي وعائشة معترضةٌ بينه وبين القبلة على الفراش الذي ينامان عليه. قال الحافظ في "الفتح" 1/492: وصورة سياقه بهذا الإرسالُ، لأنه محمول على أنه سمع ذلك من عائشة، بدليل الرواية التي قبلها، والنكتة في إيراده أن فيه تقييدَ الفِراش بكونه الذي ينامان عليه.
وسيرد مطولاً ومختصراً بالأرقام: (24139) و (24153) و (24169) و (24236) و (24274) و (24359) و (24562) و (24629) و (24642) و (24664) و (24937) و (24947) و (25007) و (25024) و (25130) و (25148) و (25184) و (25207) و (25222) و (25412) و (25432) و (25489) و (25599) و (25637) و (25647) و (25696) و (25697) و (25884) و (25929) و (25930) و (25942) و (26181) و (26234) و (26302) و (26357) .
وانظر (24546) .
وفي الباب عن علي سلف برقم (772) .
قال الحافظ: وفيه أن الصلاة إلى النائم لا تكره، وقد وردت أحاديث ضعيفة في النهي عن ذلك، وهي محمولة -إن ثبتت- على ما إذا حصل شغلُ الفكر به.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، سفيان: هو ابن عيينه، والزهري: =(40/107)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= هو محمد بن مسلم بن عبيد الله ابن شهاب.
وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/38 (ترتيب السندي) ، والحميدي (159) ، وابن أبي شيبة 1/35 و65، وابن راهوية في "مسنده" (557) ومسلم (319) (41) ، وابن ماجه (376) ، وابن الجارود (57) ، وأبو يعلى (4546) ، وأبو عوانة 1/294-295، والبيهقي في "السنن" 1/187، وفي "معرفة السنن والأَثار" (1472) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 8/100 من
طريق سفيان بن عيينه، بهذا الإسناد. وزاد بعضهم قول سفيان: والفرَق ثلاثة آصع.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/44-45- ومن طريقه مسلم (319) (40) ، وأبو داود (238) ، وابن حبان (1201) ، والبيهقي في "السنن" 1/194- والطيالسي (1438) ، والبخاري (250) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/48-49، والبيهقي 1/193، والبغوي في "شرح السنة" (255) من طريق ابن أبي ذئب، وإسحاق بن راهوية (558) من طريق صالح بن أبي الأخضر، ومسلم (319) (41) ، وابن ماجه (376) ، والنسائي في "المجتبى" 1/57 و127 و179، وفي "الكبرى" (73) و (231) ، وأبو عوانة 1/295، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/24 و2/49، وابن حبان (1108) ، والبيهقي 1/193، وابن عبد البر في "التمهيد" 8/101 من طريق الليث بن سعد، والدارمي (749) من طريق الأوزاعي، والدارمي أيضاً (750) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/48، وتمام في "فوائده" (212) (الروض البسام) من طريق جعفر بن بُرْقان، والطبراني في "الأوسط" (1200) من طريق إسحاق ابن راشد، سمعتهم، عن الزهري، به.
وخالف إبراهيم بن سَعْد الرواة عن الزهري فيما أخرجه إسحاق ابن راهوية (959) و (1705) ، وأبو يعلى (4412) ، والطبراني في "الأوسط" (2412) ، وابن عدي في "الكامل" 1/247، والبيهقي في "السنن" 1/194، وابن عبد البر في "التمهيد" 8/101، عنه، عن الزهري، فقال: عن القاسم بن =(40/108)
24090 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، اسْتَأْذَنَ رَهْطٌ مِنَ الْيَهُودِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: السَّامُ عَلَيْكَ، (1) فَقَالَتْ عَائِشَةُ: بَلِ السَّامُ عَلَيْكُمْ، وَاللَّعْنَةُ، قَالَ: " يَا عَائِشَةُ إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الْأَمْرِ كُلِّهِ "، قَالَتْ: أَلَمْ تَسْمَعْ مَا قَالُوا؟ قَالَ: " فَقَدْ قُلْتُ: وَعَلَيْكُمْ " (2)
__________
= محمد، عن عائشة، به. وذكر أبو زرعة الرازي - كما في "العلل" 1/61- والدارقطني في "العلل" 5/الورقة 26 أن القول قول من قال عروة. وقال الحافظ في "الفتح" 1/363: ويحتمل أن يكون للزهري شيخان، فإن الحديث محفوظ عن عروة والقاسم من طرق أخرى.
وأخرجه البخاري (263) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/24، والبيهقي في "السنن" 1/187 من طريق أبي بكر بن حفص، عن عروة، به.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (3489) ، وأبو نعيم في "الحلية" 8/260 من طريق موسى بن أيوب، عن أبي إسحاق الفزاري عن الأعمش عن شقيق ابن سلمة، عن عروة، به. قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن الأعمش عن شقيق، عن عروة، إلا أبو إسحاق الفزاري، تفرد به موسى بن أيوب.
وقال أبو نعيم: غريب تفرد به الفزاري عن الأعمش.
وقد سلف برقم (24014) .
وانظر (24897) .
(1) في هامش (هـ) و (ظ2) : عليكم.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الحميدي (248) ، والبخاري (6927) ، ومسلم (2165) (10) ، والترمذي (2701) ، والنسائي في "الكبرى" (10213) و (11572) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (381) ، وفي "التفسير" (592) - وأبو يعلى (4421) ، =(40/109)
24091 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الْأَمْرِ كُلِّهِ " (1)
__________
والقضائي في "مسند الشهاب" (1065) ، والبيهقي في "الشعب" (8099) من طريق سفيان بن عيينه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابنُ طهمان في "مشيخته" (111) ، والبخاري في "صحيحه" (6024) و (6256) ، وفي "الأدب المفرد" (462) ، ومسلم (2165) (100) ، والنسائي في "الكبرى" (10214) و (10216) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (382) و (384) - من طرق عن الزهري، به.
وأخرجه بنحوه البخاري (2935) و (6030) و (6401) من طريق ابن أبي مُلَيْكة، عن عائشة، به.
وأخرجه مسلم (2593) (77) ، وابن حبان (554) ، والبيهقي في "الشعب" (8414) ، والبغوي في "شرح السنة" (3492) من طريق عمرة، عن عائشة، أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على ما سواه".
وسيكرر بنفس الإسناد في الحديث الذي يليه، لكنه اقتصر على المرفوع منه.
وسيأتي بتمامه برقم (25633) ، وبالمرفوع منه برقم (24553) .
وانظر الأحاديث (24090) (24307) و (24851) و (25029) و (25924) .
وفي قصة سلام اليهود والرد عليهم، سلف من حديث ابن عمر برقم (4563) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
قال السندي: قولها: واللعنة: زادتها في مقابلة الرحمة في الرَّدِّ على من سلم، لبيان أن المحرِّف في السلام بهذا الوجه يستحق اللعنة، كما أن المسلم يستحق الرحمة.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وانظر ما قبله.(40/110)
24092 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ تُحِدُّ (1) عَلَى مَيِّتٍ فَوْقَ ثَلَاثٍ، إِلَّا عَلَى زَوْجٍ " (2)
__________
(1) في (ق) : أن تحدَّ.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عُيينة.
وأخرجه الحميدي (277) ، وابن أبي شيبة 5/279، وابن راهوية (735) ، ومسلم (1491) ، والنسائي في "المجتبى" 6/198، وفي "الكبرى" (5719) ، وابن ماجه (2085) ، وابن الجارود في "المنتقى" (764) ، وأبو يعلى (4424) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/75، وابن حبان (4303) ، والبيهقي في "السنن" 7/438، من طريق سفيان بن عيينه، بهذا الإسناد.
زاد الحميدي: فقيل لسفيان: فإنها تُحدُّ عليه أربعةَ أشهر وعشراً؟ فقال سفيان: لم يقل لنا هذا الزهريُّ في حديثه، إنما قاله لنا أيوبُ بنُ موسى في حديثه.
قلنا: ومع ذلك فقد جاءت هذه الزيادة عند الطحاوي من طريق الزهري!
وحديث أيوب بن موسى إنما هو من حديث أم حبيبة، وقد أخرجه البخاري (1280) ، وسيرد في مسندها 6/325 و326 و426.
وأخرجه ابن حبان (4301) من طريق يزيد بن زريع، عن معمر، عن الزهري به، وزاد: "فإنها تحد عليه أربعةَ أشهر وعشراً". وقد سلف أن هذه في حديث الزهري، والظاهر أنها من أوهام معمر، فإن له أوهاماً فى ما حدث به بالبصرة، ويزيد بنُ زريع بصري.
وأخرجه عبد الرزاق (12132) عن معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة موقوفاً.
وسيرد برقمي (26121) و (26413) . =(40/111)
24093 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ (1) : " أَهَلَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْحَجِّ، وَأَهَلَّ نَاسٌ (2) بِالْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ، وَأَهَلَّ نَاسٌ بِالْعُمْرَةِ " (3)
__________
= ومن حديث عائشة أو حفصة، أو كلتيهما بالأرقام (25513) و6/286 و287.
ومن حديث حفصة 6/286.
ومن حديث بعض أزواج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ 6/286.
وفي الباب عن زينب بنت جحش سيرد 6/324.
وعن أم حبيبة سيرد 6/325 و326 و426.
وعن أم عطية سيرد 6/408.
وعن أم سلمة سيرد 6/291-292، وفيه: "أفلا أربعة أشهر وعشراً".
قال السندي: قوله: تُحدُّ، من الإحداد، وهو ترك الزينة لأجل الميت.
(1) في (م) عن عائشة قالت.
(2) في (هـ) وهامش (ظ2) و (ق) : الناس.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الحميدي (203) ، ومسلم (1211) (114) ، وابن الجارود في "المنتقى" (421) ، وابن خزيمة (2605) ، والبيهقي في "السنن" 5/3، وفي "معرفة الآثار" (9326) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 8/22 من طريق سفيان ابن عيينه، بهذا الإسناد.
ولفظ مسلم وغيره: خرجنا مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: "من أراد منكم أن يُهل بحجٍّ وعمرة فليفعل، ومن أراد أن يهلَّ بحجِّ فليُهل، ومن أراد أن يُهلَّ بعمرة فليُهلَّ". ثم ذكر الحديث، وقال في آخره: وكنت فيمن أهل بعمرة.
وقد سلف مطولاً برقم (24076) . =(40/112)
24094 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ " (1)
24095 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، " عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي الْعَصْرَ وَالشَّمْسُ طَالِعَةٌ فِي حُجْرَتِي، لَمْ يَظْهَرِ الْفَيْءُ بَعْدُ " (2)
__________
= وانظر (24071) و (24077) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 4/415 عن سفيان بن عيينه، بهذا الإسناد.
وقد سلف مطولاً بهذا الإسناد برقم (24086) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
سفيان: هو ابن عُيينة.
وأخرجه الحميدي (170) ، وابن أبي شيبة 1/326، وابن راهوية (578) ، والبخاري (546) ، ومسلم (611) ، وابن ماجه (683) ، وأبو يعلى (4420) ، وابن خزيمة (332) ، وأبو عوانة 1/350-351، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/193 من طريق سفيان بن عُيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/3، ومن طريقه أخرجه إسحاق بن راهوية (877) ، والدارمي (1186) ، والبخاري (522) ، ومسلم (611) (168) ، وأبو داود (407) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/192، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار" 2/279-280. وأخرجه ابن راهوية (632) من طريق صالح بن أبي الأخضر. وأخرجه البخاري (545) ، والترمذي (159) ، والنسائي في "المجتبى" 1/252، وفى "الكبرى" (1494) ، وأبو عوانة 1/351 من طريق الليث. وأخرجه مسلم (611) (169) ، وابن حبان (1521) من طريق يونس، وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (3094) ، والبيهقي في =(40/113)
24096 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، " أَنَّ نِسَاءً مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ كُنَّ يُصَلِّينَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصُّبْحَ، مُتَلَفِّعَاتٍ بِمُرُوطِهِنَّ، ثُمَّ يَرْجِعْنَ إِلَى أَهْلِهِنَّ وَمَا يَعْرِفُهُنَّ أَحَدٌ مِنَ الْغَلَسِ " (1)
__________
"السنن الكبرى" 1/441 من طريق شعيب بن أبي حمزة، خمستهم، عن الزهري، به.
قال الترمذي: حديث عائشة حديث حسن صحيح.
وجاء في رواية مالك -ومن أخرجه من طريقه- وصالح بن أبي الأخضر وشعيب: كان يصلي العصر والشمس في حجرتها قبل أن تظهر.
قال الحافظ في "الفتح" 2/25 في معنى قوله: "قبل أن تظهر": أي: ترتفع ... ومحصِّلُه أن المراد بظهور الشمس خروجُها من الحجرة، وبظهور الفيء انبساطُه في الحجرة، وليس بين الروايتين اختلاف، لأن انبساط الفيء لا يكون إلا بعد خروج الشمس.
وسيرد برقمي (24554) و (25636) .
وسيرد من طريق هشام عن عروة برقمي (25685) و (26378) .
وفي الباب عن أنس، سلف برقمي (12331) و (12644) .
قال السندي: قولها: ثم يظهر الفيء بعد، أي: ثم يطلع على الجُدُر، قال النووي: وهو حين يصير ظلُّ كلِّ شيءٍ مِثْلَه، وكانت الحجرة ضيقة العرصة، قصيرة الجدار، بحيث يكون ظل جدارها أقل من مساحة العرصة بشيء يسير، فإذا صار ظل الجدار مثله، دخل وقت العصر، وتكون الشمس بعد في أواخر العرصة، ولم يرتفع الفيء في الجدار الشرقي، وبالله التوفيق.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة.
وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/51، والحميدي (174) ، وابن أبي شيبة 1/320، ومسلم (645) (230) ، والنسائي في "المجتبى" =(40/114)
24097 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، سَمِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِرَاءَةَ أَبِي مُوسَى، فَقَالَ: " لَقَدْ أُوتِيَ هَذَا مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ " (1)
__________
= 1/271، وفي "الكبرى" (1527) ، وابن ماجه (669) ، وأبو يعلى (4416) ، وابن خزيمة (350) ، وابن المنذر في "الأوسط" (1064) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/176، والبيهقي في "السنن" 1/454، وفي "معرفة السنن والآثار" (2758) من طريق سفيان بن عيينه، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (24051) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على الزهري:
فقال سفيان -وهو ابن عيينه- كما في هذه الرواية، ومعمر كما في الرواية (25343) : عن الزهري، عن عروة، عن عائشة.
وقال محمد بن أبي حفصة كما في الرواية السالفة برقم (8820) ، وعمرو ابن الحارث فيما أخرجه النسائي في "المجتبى" 2/180، وابن حبان (7196) وغيرهما مما ذكرناه في تخرج الرواية (8820) ، وإسحاق بن راشد فيما أخرجه الطبراني في "الأوسط" (2700) ثلاثتهم قالوا: عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة.
وقال يونس بن يزيد فيما أخرجه الدارمي (3492) : عن الزهري، عن أبي سلمة مرسلاً.
وقال الليث فيما ذكر الحافظ في "الفتح" 9/93: عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب مرسلاً.
وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (4177) ، والحميدي (282) ، وابن أبي شيبة 10/463 و12/122، والدارمي (1489) ، والنسائي في "المجتبى" 2/180-181، وفي "الكبرى" (1093) ، وابن نصر المروزي في "قيام الليل" =(40/115)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= (المختصر ص 58 - 59) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1158) من طريق سفيان بن عيينه، بهذا الإسناد.
وأحرجه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" 2/344 و4/107 عن سفيان ابن عيينه، عن الزهري، عن عروة أو عمرة -على الشك- عن عائشة، به.
وأخرجه ابن حبان (7195) من طريق سريج بن يونس، عن سفيان بن عيينه، عن الزهري، عن عمرة، عن عائشة، به.
قال الحميدي: وكان سفيان ربّما شكَّ فيه، فقال: عن عمرة أو عروة، لاتذكر فيه الخبر، ثم ثبت على عروة، وذكر الخبر فيه غير مرة، وترك الشكّ.
وأخرجه ابن سعد 2/344 من طريق أبي سلمة، عن عائشة، به.
وسيأتي برقم (25343) .
وفي الباب عن بريدة عند مسلم برقم (793) (235) ، وسلف 5/349.
وعن أبي هريرة سلف برقم (8646) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
ونزيد هنا: عن البراء عند أبي يعلى (1670) .
وأخرج ابن أبي داود فيما ذكر الحافظ في "الفتح" 9/93، وأبو نعيم في "الحلية" 1/258 من طريق أبي عثمان النهدي قال: دخلتُ دار أبي موسى الأشعري، فما سمعتُ صوت صَنْجٍ ولا بَرْبَط ولا ناي أحسنَ من صوته. ولفظه عند أبي نعيم: صلى بنا أبو موسى الأشعري رضي الله تعالى عنه صلاة الصبح، فما سمعت صوت ... إلخ، قال الحافظ: سنده صحيح. قال الخطابي: قوله: "آل داود"، يريد داود نفسه، لأنه لم يُنقل أن أحداً من أولاد داود ولا من أقاربه كان أُعطي من حُسن الصوت ما أُعطي.
وقال الحافظ: قد تقدم في باب من ثم يتغن بالقرآن [9/68] ما نُقل عن السلف في صفة صوت داود. والمرادُ بالمزمار الصوت الحسن، وأصلُه الآلة، أطلق اسمه على الصوت للمشابهة.(40/116)
24098 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، جَاءَتْ امْرَأَةُ رِفَاعَةَ الْقُرَظِيِّ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: " إِنِّي كُنْتُ عِنْدَ رِفَاعَةَ فَطَلَّقَنِي فَبَتَّ طَلَاقِي، فَتَزَوَّجْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الزَّبِيرِ، وَإِنَّمَا مَعَهُ مِثْلُ هُدْبَةِ الثَّوْبِ، فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ: " تُرِيدِينَ أَنْ تَرْجِعِي إِلَى رِفَاعَةَ، لَا حَتَّى تَذُوقِي عُسَيْلَتَهُ، وَيَذُوقَ عُسَيْلَتَكِ " وَأَبُو بَكْرٍ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَخَالِدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ عَلَى الْبَابِ يَنْتَظِرُ أَنْ يُؤْذَنَ لَهُ، فَسَمِعَ كَلَامَهُمَا، (1) فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ، أَلَا تَسْمَعُ هَذِهِ مَا تَجْهَرُ بِهِ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ وَقَالَ مَرَّةً: مَا تَرَى هَذِهِ تَرْفُثُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (2)
__________
(1) في (م) : كلامها.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عطية، والزُهري: هو محمد بن مسلم ابن شهاب.
وأخرجه الشافعي في "المسند" 2/34-35 (بترتيب السندي) ، والحميدي (226) ، وسعيد بن منصور في "السنن" (1985) ، وابن أبي شيبة 4/274، وابن راهوية (714) ، والبخاري (2639) ، ومسلم (1433) (111) ، والترمذي (1118) ، والنسائي في "المجتبى" 6/93 و148، وفي "الكبرى" (5534) و (5604) ، وابن ماجه (1932) ، الدارمي (2267) ، وابن الجارود في "المنتقى" (683) ، وأبو يعلى (4423) ، والطبري في تفسير الآية (230) من سورة البقرة، وتمام الرازي في "فوائده" (805) (الروض البسام) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" 7/333 و373-374، وفي "السنن الصغير" (2715) و (2716) ، وفي "معرفة السنن والآثار" 11/101، وابن عبد البر في "التمهيد" 13/223، والبغوي في "شرح السنة" (2361) ، وفي تفسير الآية (230) من =(40/117)
24099 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا (1) الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، دَخَلَ مُجَزِّزٌ الْمُدْلِجِيُّ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَأَى أُسَامَةَ وَزَيْدًا عَلَيْهِمَا قَطِيفَةٌ، وَقَدْ غَطَّيَا رُءُوسَهُمَا، وَبَدَتْ أَقْدَامُهُمَا، فَقَالَ: " إِنَّ هَذِهِ الْأَقْدَامَ بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ "، وَقَالَ مَرَّةً: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَسْرُورًا (2)
__________
= سورة البقرة، وأبن الأخير في "أسد الغابة" (في ترجمة عبد الرحمن بن الزَّبِير) من طريق سفيان بن عيينه، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وقال البغوي: هذا حديث متفق على صحته. وقال ابن عبد البر: هذا أصحُّ حديث يُروى في هذا الباب وهيبته من جهة الإسناد.
وسلف برقم (24058) .
(1) في (م) : عن.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينه، والزُهري: هو محمد بن مسلم ابن شهاب.
وأخرجه عبد الرزاق (13834) ، والحميدي (239) ، وابن سعد في "الطبقات" 4/63، وابن راهويه (728) ، والبخاري (6771) ، ومسلم (1459) (39) ، وأبو داود (2267) ، والترمذي بإثر (2129) ، والنسائي في "المجتبى" 6/184، وفي "الكبرى" (5688) و (6035) ، وابن ماجه (2349) ، وأبو يعلى (4422) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/160، وفي "شرح مشكل الآثار" (4780) ، وابن حبان (7057) ، والدارقطني في "السنن" 4/340، والبيهقي في "السنن الكبرى" 10/262، وفي "معرفة السنن والآثار" 14/365 و366، والبغوي في "شرح السنة" (2381) من طريق سفيان بن عُيينة، بهذا الإسناد، بلفظ: دخل عليَّ رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذات يوم وهو مسرور (عند أكثرهم) ، =(40/118)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وهو اللفظ الذي ذكره الإمام أحمد بإثر الحديث. وجاء عقبه عند ابن سعد: قال سفيان: وحدثونا عن الزهري أنه قال: تَبرُق أساريرُ وجههِ. وقد جاء لفظ: "أسارير وجهه" في رواية أبي داود والبيهقي في "السنن" المذكورتين آنفاً من طريق ابن عيينه، قال بإثرها أبو داود: "أساريرُ وجهه" هو تدليس من ابن عيينه، لم يسمعه من الزهري، إنما سمع الأسارير من غير الزهري، والأسارير في حديث الليث وغيره، وسمعت أحمد بن صالح يقول: وكان أسامةُ أسودَ شديدَ السواد مثل القار، وكان زيدٌ أبيضَ مثل القطن. قلنا: رواية الليث سترد برقم (24526) .
وكذا قال عبد الرزاق عقب رواية ابن عيينة: لم يذكر بريق أسارير وجهه.
وقال الترمذي: هذا حديثٌ حسن صحيح، وقد احتجَّ بعضُ أهل العلم بهذا الحديث في إقامة أمر القافة. وقال البغوي: هذا حديث متفق على صحته.
وأخرجه البخاري (3731) ، ومسلم (1459) ، وابن حبان (4103) ، والدارقطني 4/340، والبيهقي في "السنن الكبرى" 10/262 و262-263 من طريقي إبراهيم بن سعد ويونس بن يزيد، عن الزهري، به.
وسيرد بالأرقام (24526) و (25895) و (25896) .
ومُجَزِّز: بضم الميم، وفتح الجيم، وتشديد الزاي المكسورة، بعدها زاي، على وزن مُحَدِّث، وقد نقل الحافظ في "فتح الباري" 12/57 عن مصعب الزبيري والواقعي قولهما: إنه سُمي مُجَزِّزاً، لأنه كان إذا أَخَذَ أَسيراً في الجاهلية، جَزَّ ناصيته، وأطلقه. قال الحافظ: وهذا يدفع فتح الزاي من اسمه.
قلناه قد نسب الزَّبيدي في "تاج العروس" إلى ابن عيينه أنه ضبطه كمعظم، وهو وهم منه.
وانظر تفصيل الأقوال فيه في "توضيح المشتبه" 8/76-77.
قال السندي: قوله: إن هذه الأقدامَ بعضُها من بعض، أي: بينهما نسب.
مسروراً، أي: بذلك القول، لما قيل: إن الناس كانوا يشكّون في نسب أسامة بن زيد، ففرح بهذا، إما لأن قول القائف يُثبت النسب شرعاً، أو لأنه =(40/119)
24100 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، " كَانَ أَحَبُّ الشَّرَابِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحُلْوَ الْبَارِدَ " (1)
__________
= حجة على الشاكين لاعتقادهم صحةَ ذلك.
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، إلا أنه قد اختُلف فيه على معمر في وصله وإرساله، فوصله سفيان بن عينية عن معمر وأرسله عبد الرزاق وابن المبارك، وتابع معمراً على إرساله يونسُ بن يزيد الأيَلي وصوَّب إرساله غير واحد من الأئمة.
وأخرجه الحميدي (257) والترمذي في "جامعه" (1895) ، وفي "الشمائل" (206) ، والنسائي في "الكبرى" (6844) ، وأبو يعلى (4516) ، وأبو الشيخ
في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" ص227 و228، والحاكم 4/137، والبيهقي في "الشعب" (5928) ، وفي "معرفة الآثار" (14448) و (14449) ، والبغوي في "شرح السنة" (3026) من طريق سفيان بن عيينه، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم على شرط الشيخين ووافقه الذهبي!
وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (19583) - ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (5927) - وأخرجه الترمذي (1896) من طريق عبد الله بن المبارك، كلاهما عن معمر، عن الزهري، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلاً.
قال الترمذي: الصحيح ما رُوي عن الزهري، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلاً، قلنا: وقد نبّه على ذلك أيضاً الدارقطني في "العلل" 5/الورقة 28، وأبو زرعة فيما نقله عنه ابن أبي حاتم في "العلل" 2/36.
وقد تابع معمراً في إرساله يونس بن يزيد الأيلي فيما أخرجه ابنُ أبي شيبة 8/224، والترمذي (1896) عن الزهري، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلاً.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/225 عن وكيع، عن سفيان الثوري، عن ابن جريجِ، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلاً كذلك.
نعَمْ، قد روي موصولاً من طريق هشام بن عروة، عن أبيه فيما أخرجه ابن عدي في "الكامل" 4/1501، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" ص 228، =(40/120)
24101 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ حَاضَتْ صَفِيَّةُ بَعْدَمَا أَفَاضَتْ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " أَحَابِسَتُنَا هِيَ "؟ " قُلْتُ: حَاضَتْ بَعْدَمَا أَفَاضَتْ قَالَ: " فَلْتَنْفِرْ إِذًا " أَوْ قَالَ: " فَلَا إِذًا " (1)
24102 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، وَالزُّهْرِيُّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: جَاءَنِي أَفْلَحُ بْنُ أَبِي الْقُعَيْسِ يَسْتَأْذِنُ عَلَيَّ
__________
= والحاكم 4/137، إلا أن في سنده عندهم عبد الله بن محمد بن يحيى بن عروة وهو متروك.
وسيكرر برقم (24129) سنداًً ومتناًً.
وفي الباب ما يشهد له عن ابنِ عَبَّاس، وقد سلف برقم (3129) بإسنادٍ ضعيف. وقولنا هناك عن حديث عائشة هذا: إسناده صحيح حكمنا عليه بموجب ظاهر الإسناد وثم نتفطن إلى علته، فيستدرك من هنا.
وقد يبت عنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه كان يحب الحلوى والعسل كما سيأتي برقم (24316) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/367 (ترتيب السندي) ، وفي "الأم" 2/154، والحميدي (201) ، وابن أبي شيبة - (الجزء الذي نشره العمروي) ص149، وإسحاق بن راهوية (685) ، والنسائي في "الكبرى" (4186) ، وابن ماجه (3072) ، وابن الجارود في "المنتقى" (496) ، وابن خزيمة (3002) ، والبيهقي في "السنن" 5/162، وفي "السنن الصغير" (1747) من طريق سفيان ابن عيينه، بهذا الإسناد.
وسيأتي بالأرقام (24113) و (24525) و (24558) و (24674) و (25309) و (25313) و (25428) و (25518) و (25603) و (25662) و (25721) و (25777) و (25875) و (25944) و (26164) .(40/121)
بَعْدَمَا ضُرِبَ الْحِجَابُ، وَالَّذِي أُرْضِعَتْ عَائِشَةُ مِنْ لَبَنِهِ، هُوَ أَخُوهُ، فَجَاءَ يَسْتَأْذِنُ عَلَيَّ، فَأَبَيْتُ أَنْ آذَنَ لَهُ، فَدَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " ائْذَنِي لَهُ، فَإِنَّمَا هُوَ عَمُّكِ " قُلْتُ: إِنَّمَا أَرْضَعَتْنِي الْمَرْأَةُ، وَلَمْ يُرْضِعْنِي الرَّجُلُ، قَالَ: " تَرِبَتْ يَمِينُكِ، هُوَ عَمُّكِ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة.
وهشام: هو ابن عروة بن الزبير، والزُهري: هو محمد بن مسلم ابن شهاب.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 6/103، وفي "الكبرى" (5468) ، وابن الجارود في "المنتقى" (692) ، والدارقطني في "السنن" 4/177-178، وابن حزم في "المحلَّى" 10/5 من طريق سفيان بن عيينه، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي (230) ، وابن ماجه- كما في "تحفة الأشراف" 12/151 - وابن عبد البر في "التمهيد" 8/240 من طريق ابن عيينه، عن هشام، عن عروة، به.
وأخرجه مالك 2/601- 602- ومن طريقه البخاري (5239) ، وابن حبان (4109) ، والبغوي في "شرح السنة" (2280) - وأخرجه عبد الرزاق (13938) عن معمر، و (13940) عن ابن جريج، و (13941) وأبو داود (2057) من طريق الثوري، وأخرجه إسحاق بن راهوية (700) عن عيسى بن يونس، وكذلك (701) ، ومسلم (1445) (7) من طريق أبي معاوية، ومسلم كذلك، والترمذي (1148) ، وابن ماجه (1949) من طريق ابن نمير، ومسلم أيضاً وأبو يعلى (4501) من طريق حماد بن زيد، والدارمي (2248) ، والبيهقي في "السنن" 7/452 من طريق جعفر بن عون، وابن حبان (4219) و (4220) من طريق حماد بن سلمة، وابن عبد البر في "التمهيد" 8/239 من طريق أنس بن عياش، كلهم عن هشام بن عروة، به. =(40/122)
24103 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَ: سُفْيَانُ سَمِعْتُ مِنْهُ حَدِيثًا طَوِيلًا لَيْسَ أَحْفَظُ (1) مِنْ أَوَّلِهِ إِلَّا قَلِيلًا، دَخَلْنَا عَلَى عَائِشَةَ فَقُلْنَا: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، أَخْبِرِينَا عَنْ مَرَضِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ: " " اشْتَكَى، فَجَعَلَ يَنْفُثُ، فَجَعَلْنَا نُشَبِّهُ نَفْثَهُ نَفْثَ آكِلِ الزَّبِيبِ، وَكَانَ يَدُورُ عَلَى نِسَائِهِ، فَلَمَّا اشْتَكَى شَكْوَاهُ، اسْتَأْذَنَهُنَّ أَنَّ يَكُونَ فِي بَيْتِ
__________
= زاد مالك -ومن طريقه البخاري-: قالت عائشة: وذلك بعدما ضُرِبَ الحجاب، وقالت عائشة: يحرُم من الرضاعة ما يحرم من الولادة. وجاء قول عائشة هذا في رواية جعفر بن عون وأنس بن عياض أيضاً. ووقع قولُ عائشة في رواية ابن حبان (4109) -وهي من طريق مالك- مرفوعاً.
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وقال البغوي: هذا حديث متفق على صحته.
وسلف من طريق ابن عيينه عن الزُّهري برقم (24085) ، وسيرد من طريق هشام كذلك برقم (25620) .
وقولها: أفلح بن أبي القعيس: قال الحافظ في "الفتح" 9/150: والمحفوظ: أفلح أخو أبي القعيس. ويحتمل أن يكون اسم أبيه قُعيسأ أو اسم جده، فنسب إليه، فتكون كنيته أبي القعيس وافقت اسم أيه أو اسم جده، ويؤيده ما وقع في الأدب من طريق عقيل عن الزهري بلفظ: "فإن أخا بني القعيس"، وكذا وقع عند النسائي من طريق وهب بن كيسان عن عروة، وقد مضى في تفسير الأحزاب من طريق شعيب عزت ابن شهاب بلفظ: "إن أفلح أخا أبي القعيس"، وكذا لمسلم من طريق يونس ومعمر عن الزهري، وهو المحفوظ عن أصحاب الزهري.
(1) في (م) : أحفظه.(40/123)
عَائِشَةَ، وَيَدُرْنَ عَلَيْهِ، فَأَذِنَّ لَهُ، فَدَخَلَ عَلَي (1) رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ رَجُلَيْنِ مُتَّكِئٌ (2) عَلَيْهِمَا، أَحَدُهُمَا عَبَّاسٌ، وَرِجْلَاهُ تَخُطَّانِ فِي الْأَرْضِ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " أَفَمَا أَخْبَرَتْكَ مَنِ الْآخَرُ (3) ؟ " قَالَ: لَا، قَالَ:" هُوَ عَلِيٌّ " (4)
24104 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُدْرِكُهُ الصُّبْحُ وَهُوَ جُنُبٌ، فَيَغْتَسِلُ وَيَصُومُ " (5)
__________
(1) لفظ: علي، سقط من (ق) و (م) .
(2) في (ظ2) و (ق) : مُتَّكِئًا.
(3) في (ظ8) و (ظ2) و (ق) وهامش (هـ) : بالآخر.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة.
وأخرجه بتمامه ومختصراً الحميدي (233) ، والنسائي في "الكبرى" (7088) و (8935) ، وابن ماجه (1618) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/726، وأبو عوانة 2/113 من طريق سفيان، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (24061) .
قال السندي: قولها: آكل الزبيب: حين يرمي بالبذر بفِيْه.
(5) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الحميدي (199) ، والشافعي في "مسنده" 1/259 (ترتيب السندي) ، وفي "السنن" (300) ، وفي "اختلاف الحديث" ص142، وابن الجارود في "المنتقى" (392) ، وأبو يعلى (4551) و (4637) ، وابن خزيمة (2009) و (2010) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/104، والبيهقي في "معرفة الآثار" (8633) من طريق سفيان بن عيينه، بهذا الإسناد.
وسقط من مطبوع "مسند الشافعي" اسم أبي بكر بن عبد الرحمن. =(40/124)
24105 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُرْوَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ، يَقُولُ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ، بِأَيِّ شَيْءٍ طَيَّبْتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَتْ: " بِأَطْيَبِ الطِّيبِ " (1)
__________
= وقد سلف برقم (24074) .
وانظر (24062) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة.
وأخرجه الشافعي في "المسند" 1/297، وفي "الأم" 2/129، والحميدي (213) ، وابن أبي شيبة (نشرة العمروي) ص194، ومسلم (1189) (36) ، والنسائي في "المجتبى" 5/137-138، و"الكبرى" (3669) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/130، والدارقطني في "العلل" 5/غرفة 124، وابن حزم في "المحلى" 7/86، والبيهقي في "السنن" 5/34، وفي "معرفة السنن والآثار" 7/110، وابن عبد البر في "التمهيد" 19/299، من طريق سفيان بن عيينه، بهذا الإسناد. ولفظه عند مسلم: سألتُ عائشة: بأيَ شيءِ طيبتِ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند حُرْمه؟ قالت: بأطيب الطِّيب. ولفظ النسائي: عند حُرْمه وحِلِّه.
وسيرد من رواية هشام عن أخيه عثمان بن عروة برقمي (24989) و (25287) ، ومن رواية هشام عن أبيه برقم (25725) .
وأخرجه الشافعي في "المسند" 1/279، و"الأم" 2/129، والحميدي (211) ، ومسلم (1189) (31) ، والنسائي في "المجتبى" 5/137، و"الكبرى" (3667) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/722، والبيهقي في "السنن" 5/34، وفي "معرفة السنن والآثار" (7/110) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 19/298-299، من طريق سفيان، عن الزهري، عن عروة، به، بلفظ: طيبتُ رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِحُرْمه حين أحرم، ولِحلِّه قبل أن يطوف البيت.
لفظ مسلم.
وذكر الدارقطنيُّ في العلل 5/ورقة 124 أن يونس والزبيدي وإسحاق بن راشد روَوْه عن الزهري عن عروة عن عائشة مثل لفظ ابن عيينة. =(40/125)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وخالفهم ضَمرة بن ربيعة، فرواه عن الأوزاعي - فيما أخرجه النسائي في "المجتبى" 5/137، و"الكبرى" (3668) ، وأبو يعلى (4391) ، عن الزهري، عن عروة، بلفظ: طَيَّبْتُ رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لإحلاله، وطيبته لإحرامه طيباً لا يشبه طيبكم هذا. تعني: ليس له بقاء.
قال الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 124: تفرد بهذه الألفاظ ضمرة، وليست بمحفوظة.
وذكر الحافظ في "الفتح" 3/399 أن تأويل الراوي بقوله: ليس له بقاء مردود. وانظر تتمة كلامه.
وأخرجه الدارقطني في "السنن" 2/274 من طريق عمرو بن شعيب سمعتُ عروة عن عائشة قالت: طيبتُ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين قضى حقه قبل أن يُفيض.
وأخرجه مسلم (1189) (38) ، والبيهقي في "السنن" 5/136 من طريق أبي الرجال، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/130 و228، وابن عبد البر في "التمهيد" 19/298 من طريق أبي بكر بن حزم، كلاهما عن عمرة، عن عائشة، بنحوه.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/130، والدارقطني في "السنن" 2/232، والبيهقي في "السنن" 5/35، وابن عبد البر في "التمهيد" 19/301 من طريق أبي زيد عبد الرحمن بن أبي الغمر، عن يعقوب بن عبد الرحمن الزهري، عن موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر، عن عائشة قالت: كنتُ أُطَيِّبُ رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالغالية الجيدة عند إحرامه.
قال أبو حاتم، كما في "علل" ابنه 1/284: هذا حديث منكر.
وقال ابن عبد البر: وهذا الحديث بهذا اللفظ وهذا الإسناد لم يروه إلا أبو زيد بن أبي الغمر، وقد أنكروه عليه.
قلنا: ومع ذلك فقد اعتدَّ به الحافظ في "الفتح" 3/399 في ردّ تفسير بعض الرواة رواية ضمرة المذكورة آنفاً بقوله: يعني لا بقاءَ له.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (8610) من طريق ابن لهيعة، عن الأعرج، =(40/126)
24106 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُنْكَدِرِ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ عَائِشَةَ، أَخْبَرَتْهُ، أَنَّ رَجُلًا اسْتَأْذَنَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " ائْذَنُوا لَهُ فَبِئْسَ ابْنُ الْعَشِيرَةِ، أَوْ بِئْسَ أَخُو الْعَشِيرَةِ، "، وَقَالَ مَرَّةً: " رَجُلٌ "، (1) فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ، أَلَانَ لَهُ الْقَوْلَ، فَلَمَّا خَرَجَ، قَالَتْ عَائِشَةُ: قُلْتَ لَهُ الَّذِي قُلْتَ، ثُمَّ أَلَنْتَ لَهُ الْقَوْلَ فَقَالَ: " أَيْ عَائِشَةُ، شَرُّ النَّاسِ مَنْزِلَةً عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، مَنْ وَدَعَهُ النَّاسُ، أَوْ تَرَكَهُ النَّاسُ، اتِّقَاءَ فُحْشِهِ " (2)
__________
= عن أبي سلمة، عن عائشة، ولفظه: طَيَّبْت رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبل أن يُفِيض.
وسيرد برقمي (24988) و (25287) .
وسيرد من طرق أخرى بالارقام: (24107) و (24111) و (24134) و (24672) و (24750) و (24761) و (24781) و (24782) و (24934) و (24966) و (24983) و (25402) و (25421) و (25427) و (25476) و (25522) و (25523) و (25524) و (25525) و (25526) و (25527) و (25528) و (25586) و (25602) و (25641) و (25723) و (25724) و (25725) و (25752) و (25775) و (25789) و (25817) و (25874) و (25933) و (25991) و (26006) و (26017) و (78026) و (26079) و (26080) و (26081) و (26129) و (26162) و (26163) و (26220) و (26272) و (26273) و (26303) و (26396) .
وانظر (24502) و (25103) .
وفي الباب: عن ابن عباس سلف برقم (2090) .
وعن أم حبيبة سيرد 6/325.
(1) يعني: بئس رجل العشيرة. كما في صحيح مسلم.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينه، =(40/127)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وابن المنكدر: هو محمد. وهو في "جزء" سفيان بن عيينه (2) .
وأخرجه الطيالسي (1455) ، والحميدي (249) ، وابن راهوية (832) ، والبخاري في "صحيحه" (6054) و (6131) ، وفي "الأدب المفرد" (1311) ،
ومسلم (2591) (73) ، وأبو داود (4791) ، والترمذي في "السنن" (1996) ، وفي "الشمائل" (344) ، وابن أبي الدنيا في "الصمت" (218) ، وابن حبان (4538) ، والحاكم في "معرفة علوم الحديث" ص163، والبيهقي في "السنن" 10/245، وفي "الآداب " (203) ، وفي "شعب الإيمان" (8101) ، والخطيب في "الكفاية" ص83، والبغوي في "شرح السنة" (3563) من طريق سفيان بن عيينه، بهذا الإسناد. فال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وقال البغوي: هذا حديث متفق على صحته.
وأخرجه عبد الرزاق (20144) - ومن طريقه ابن راهوية (833) ، وعبد ابن حميد (1511) ، ومسلم (2591) (73) - عن معمر، وأخرجه البخاري (6032) ، وابن حبان في "المجروحين" 1/17-18 من طريق رَوْح بن القاسم.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (7614) من طريق أبي عامر الخراز، ثلاثتهم عن محمد بن المنكدر، به. زاد ابنُ راهوية قولَ معمر: وبلغني أن الرجل كان عيينة بن حصن.
وهو عند مالك في "الموطأ" 2/903-904 من بلاغاته عن عائشة. ووصله أبو نعيم في "الحلية" 6/335 من طريق عبد الله بن محمد بن ربيعة، عنه، عن محمد بن المنكدر، به. وقال: صحيحٌ متفق عليه من حديث عروة، عن عائشة، غريبٌ من حديث مالك، عن محمد. تفرَّد به عنه عبد الله بن محمد.
وأخرجه بتمامه ومختصراً النسائي في "الكبرى" (10067) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (238) - وأبو يعلى (4823) و (4832) ، وابن حبان (5696) ، وابن السُّنِّي في "عمل اليوم والليلة" (328) ، والقضائي في "مسند الشهاب" (1123) من طريق عبد الرحمن بن أرملة، عن عبد الله بن نيار، عن عروة، به. =(40/128)
24107 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى وَبِيصِ الْمِسْكِ فِي رَأْسِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ " (1)
__________
وتحرف اسم إلى "عبد الله بن نيار"، في مطبوع ابن حبان وابن السني إلي "عبد الله بن دينار" وفى مطبوع مسند الشهاب ابن إلى حبان "عبد وابن السني الرحمن بن دينار".
وأخرج البخاري في "الأدب المفرد" (755) ، وأبو داود (4792) ، وابن أبي الدنيا في "الصمت" (340) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 14/214 من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن عائشة قالت: استأذنَ رجلٌ على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: "بئس أخو العشيرة". فلما دخل انبسط إليه، فقلتُ له، فقال: "إن اللهَ لا يُحب الفاحش المتوحش" هذا لفظ البخاري.
وسيرد بالأرقام (24505) و (24798) و (25254) و (25406) .
قال السندي: قوله: "من وَدَعَهُ" أي. تركوا التعرُّض له خوفاً من شرِّه.
وهذا منهم، فلذلك تركتُ التعرُّض له، أو المراد. فما واجهته بالقول الخشن خوفا من أن أكون كذلك.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. الحسن بن عُبيد الله -وهو النَّخَعي- من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. إسحاق بن يوسف: هو الأزرق، وسفيان: هو الثوري، وإبراهيم: هو ابن يزيد النَّخَعي، والأسود: هو ابن يزيد النَّخعي.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 5/138-139، وفي "الكبرى" (3673) من طريق إسحاق الأزرق، بهذا الإسناد، بلفظ: وبيص الطيب، بدل: وبيص المسك، مع أن الدارقطني ذكر في "العلل" 5/ورقة 130 أن الحسن بن عُبيد الله تفرد عن إبراهيم بلفظ: وبين المسك.
وأخرجه ابن راهوية (1511) ، ومسلم (1190) (45) ، والنسائي في =(40/129)
24108 - حَدَّثَنَا (1) سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ، جَاءَتْ سَهْلَةُ بِنْتُ سُهَيْلٍ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِنِّي أَرَى فِي وَجْهِ أَبِي حُذَيْفَةَ مِنْ (2) دُخُولِ سَالِمٍ عَلَيَّ، فَقَالَ: " أَرْضِعِيهِ " فَقَالَتْ: كَيْفَ أُرْضِعُهُ وَهُوَ رَجُلٌ كَبِيرٌ؟ فَضَحِكَ رَسُولُ
__________
= "المجتبى" 5/138، وفي "الكبرى" (3673) ، وابن حبان (1376) و (3769) ، والبيهقي في "السنن" 5/34، وفي "السنن الصغير" (1507) ، وفي "معرفة السنن والآثار" 7/117، من طرق عن سفيان الثوري، به. وجاء عند النسائي من طريق أحمد بن نصر عن عبد الله بن الوليد العدني عن سفيان: وبيص طيب المسك.
قال إسحاق: الوبيص هو البريق.
وأخرجه مسلم (1190) (45) ، وأبو داود (1746) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 19/300 و301، من طريقين عن الحسن بن عبيد الله، به.
وسيرد برقم (25523) من حديث منصور، عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه، عن عائشة قالت: طَيَّبْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِطيبٍ فيه مسكٌ عند إحرامه.
وسيكرر برقم (26081) .
وسيرد من طرق عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة بالأرقام (24134) و (24781) و (24934) و (24966) و (25402) و (25427) و (25522) (25527) و (25586) و (25775) و (25874) و (25933) و (26080) و (26162) و (26163) و (26303) و (26396) .
وعلى طريقين عن الأسود عن عائشة بالأرقام (24782) و (25752) و (25991) و (26129) و (26163) .
وسلف من طريق عثمان بن عروة عن أبيه عن عائشة برقم (24105) .
(1) في النسخ و (م) ما عدا (ظ8) و (ق) : عن.
(2) في (م) : شيئا من: بزيادة "شيئاً" وهي مقحمة.(40/130)
اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَلَسْتُ أَعْلَمُ أَنَّهُ رَجُلٌ كَبِيرٌ ". ثُمَّ جَاءَتْ فَقَالَتْ: " مَا رَأَيْتُ فِي وَجْهِ أَبِي حُذَيْفَةَ شَيْئًا أَكْرَهُهُ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الحميدي (278) ، ومسلم (1453) (26) ، والنسائي في "المجتبى" 6/104-105، وابن ماجه (1943) ، والطبراني في "الكبير" (6376) ، والبيهقي في "السنن" 7/459 من طريق سفيان بن عيينه، بهذا الإسناد. وزاد مسلم وغيره. وكان قد شهد بدراً.
وخالف حماد بن سلمة فرواه -كما سيأتي 6/356- عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن سهلة امرأة أبي حذيفة أنها قالت.... فذكره من حديث سهلة. وأسقط عائشة من الإسناد. قلنا: وحديث سفيان هو الصواب.
وانظر تصريح القاسم بسماعه هذا الحديث من عائشة في الرواية (25649) .
وأخرجه بنحوه النسائي في "المجتبى" 6/105، وابن حبان (4213) ، والطبراني في "الكبير" (6375) و24/ (739) ، وفي "الأوسط" (8810) من طريق سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد الأنصاري وربيعة بن عبد الرحمن، كلاهما عن القاسم، به. وقال ربيعة في آخره: فكان رخصة لسالم.
وأخرجه بنحوه الحاكم 3/226 من طريق يزيد بن هارون، و4/61 من طريق الليث بن سعد، كلاهما عن يحيى بن سعيد -وهو الأنصاري- أنه سمع عروة بنت عبد الرحمن تحدث أن امرأة أبي حذيفة، فذكره هكذا مرسلاً.
ثم أخرجه من طريق علي بن مسهر، عن يحيى بن سعيد، عن عمرة، عن عائشة، أن امرأة أبي حذيفة، فذكر الحديث متصلاً.
ثم قال عقب الروايتين: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي، لكن من طريق علي بن مسهر وحده.
وسيأتي بنحوه مطولاً ومختصراً بالأرقام (25415) و (25649) و (25650) و (25913) و (26115) و (26179) و (26315) و (26330) . =(40/131)
24109 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهَا وَحَاضَتْ بِسَرِفٍ قَبْلَ أَنْ تَدْخُلَ مَكَّةَ، قَالَ لَهَا: " اقْضِي مَا يَقْضِي الْحَاجُّ غَيْرَ أَنْ لَا تَطُوفِي بِالْبَيْتِ "
قَالَتْ: فَلَمَّا كُنَّا بِمِنًى أُتِيتُ بِلَحْمِ بَقَرٍ، قُلْتُ (1) : مَا هَذَا؟ قَالُوا: " ضَحَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَزْوَاجِهِ بِالْبَقَرِ " (2)
__________
= قال السندي: قوله: "أرضعيه": بهذا أخذت عائشة في قولها: إن رضاع الكبير محرم، والمشهور أن هذا مخصوص، والله تعالى أعلم.
(1) في (ق) : فقلت.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الشافعي في "السنن" (459) ، والحميدي (206) ، وابن أبي شيبة (في نظرة العمروي) ص324، وإسحاق بن راهوية (917) ، والبخاري (294) و (5548) و (5559) ، ومسلم (1211) و (119) ، والنسائى في "المجتبى" 1/153-154 و5/165، وفي "الكبرى" (3721) ، وابن ماجه (2963) ، وابن الجارود في "المنتقى" (466) ، وأبو يعلى (4719) ، وابن خزيمة (2905) و (2936) ، وأبن حبان (3834) ، والبيهقي في "السنن" 1/308 و5/86، وفي "معرفة السنن" (9206) ، والبغوي في "شرح السنة" (1913) من طريق سفيان بن عيينه، بهذا الإسناد، وزاد الجميع في أَوَّله سوى ابن أبي شيبة وابن خزيمة: خرجنا لا نريد إلا الحج. وسترد هذه الزيادة في الرواية (24112) .
وأخرجه بنحوه الإمام مالك في "الموطأ" 1/411- بروايهّ يحيى الليثي- و (1325) -برواية أبي مصعب الزهري- ومن طريقه الشافعي في "السنن" (462) ، والبخاري (1650) ، والدارمي (1846) ، وابن حبان (3835) ، والبيهقي في "السنن" 5/86، والبغوي (1914) عن عبد الرحمن بن القاسم، به. =(40/132)
24110 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ: أَسَمِعْتَ أَبَاكَ يُحَدِّثُ، عَنْ عَائِشَةَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُقَبِّلُهَا وَهُوَ صَائِمٌ "، فَسَكَتَ عَنِّي هُنَيَّةً (1) ثُمَّ قَالَ: نَعَمْ (2)
__________
= وجاء في رواية يحيى الليثي بلفظ: "غير أن لا تطوفي بالبيت ولا بين الصفا والمروة" أي بزيادة: "بين الصفا والمروة". وذكر ابن عبد البر في "التمهيد" 19/261-262 أن ذلك وهم من يحيى، وهو غير محفوظ في حديث عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وأخرجه مختصراً جدا النسائي في "الكبرى" (4129) من طريق عمار -وهو الدُّهني- عن عبد الرحمن بن القاسم، به.
قال السخديمما: قوله: بسَرِف، بفتح فكسر: موضوع بقرب مكة.
قوله: "غير أن لا تطوفي": كلمة "لا" زائدة، لأن الطواف هو المستثنى من جملة ما يقضي الحاج أصالة، ويحتمل أن يكون الاستثناء مما يفهم من الكلام، أي: فلا فرق بينك وبين الحاج غير أن تطوفي، فكلمة "لا" على معناها، ثم السعي أيضاً يتأخر، لكن تبعاً للطواف، والله تعالى أعلم.
(1) في (ظ 8) : هنيهة.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة.
وأخرجه الشافعي في "السنن" (305) و (414) ، والحميدي (197) ، ومسلم (1106) (63) ، والنسائي في "الكبرى" (3052) و (9130) ، والدارمي (634) ، وأبو يعلى (4696) و (4714) وابن خزيمة (2000) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/91، والبيهقي فى "السنن" 4/233، وفي "معرفة السنن والآثار" 6/279، من طريق سفيان بن عيينه، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه عبد الرزاق في "المصنف" (7431) ، والطبراني في "الأوسط" (8233) من طريق وهيب بن خالد، كلاهما عن عبد الله بن عمر =(40/133)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= العمري، عن عبد الرحمن بن القاسم، به. وسقط اسم عبد الرحمن بن القاسم من مطبوع الطبراني.
وأخرجه الترمذي (728) من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي ميسرة، عن عائشة، بنحوه وقال: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه الشافعي في "السنن" (307) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/92، والرازي في "العلل" 1/257، وابن حبان (3541) ، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار" 6/278، من طريق يحيى بن حسان، عن الليث بن سعد، عن يحيى بن سعيد. عن عمرة، عن عائشة، به.
قال أبو حاتم وأبو زرعة كما في علل ابن أبي حاتم 1/234: هذا خطأ، إنما هو الليث، عن يحيى بن سعيد أنه بلغه عن عائشة أن النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يُقبِّلها وهو صائم، وهو الصحيح.
وأخرجه الطيالسي (1578) عن السكن بن المغيرة، عن سارية (صاحبة عائشة) ، عن عائشة، به.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/324 من طريق رزين، عن سلمى بنت سعد، عن عائشة، بنحوه.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (93) من طريق عبَّاد بن عبد الله بن الزبير، عن سعيد بن المسيب، عن عائشة، به.
وأخرجه السلمي في "تاريخ جرجان" ص204 من طريق قيس بن الربيع، عن منصور والأعمش، عن أبي الضحى، عن شتَيْر بن شَكَل عن عائشة وحفصة، به. قال الدارقطني: لم يُتابَع (يعني قيساً) عليه.
وسيرد برقم (24174) .
وسيرد من طريق علقمة بالأرقام (24130) و (25414) و (25653) و (26299) .
ومن طريق علقمة وشريح برقم (24950) . =(40/134)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= ومن طريق علقمة والأسود برقم (24154) .
ومن طريق الأسود برقمي (24965) و (25932) .
ومن طريق الأسود ومسروق برقم (25815) .
ومن طريق مسروق بالأرقام (24699) و (25230) و (26171) و (26270) .
ومن طريق أبي سلمة بالأرقام (25867) و (25868) و (25953) و (26196) .
ومن طريق عروة بالأرقام (25600) و (25613) و (25732) و (26045) و (26145) و (26392) .
ومن طريق عبد الله البهيّ برقم (25848) .
ومن طريق عمرو بن ميمون بالأرقام (24989) و (25206) و (25847) و (25848) و (26190) و (26216) و (26281) .
ومن طريق عائشة بنت طلحة برقم (24314) .
ومن طريق عكرمة برقم (25950) .
ومن طريق بكر برقم (24668) .
ومن طريق طلحة بن عبد الله بن عثمان بالأرقام (25022) و (25290) و (25430) و (25456) و (26320) و (26321) و (26322) .
ومن طريق عبد الله بن شقيق برقم (26291) .
ومن طريق علي بن حسين برقمي (25800) (26414) .
ومن طريق محمد بن الأشعث بالأرقام (25291) و (25292) و (25782) و (25783) .
ومن طريق مصدع برقمي (24916) و (25966) .
ومن طريق معادة برقمي (24666) و (26056) .
وسيرد من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة، عن منصور، عن أبي الضحى، عن شُتَيْر بن شَكَل عن أم حبيبة 6/325، أخرجه النسائي فى =(40/135)
24111 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا (1) عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، سَمِعَ أَبَاهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ: " طَيَّبْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدَيَّ هَاتَيْنِ لِحُرْمِهِ حِينَ أَحْرَمَ، وَلِحِلِّهِ قَبْلَ أَنْ يَطُوفَ " (2)
__________
= "الكبرى" (3084) وقال: الصواب: شُتَيْر عن حفصة.
وسيرد من طريق منصور والأعمش، عن مسلم أبي الضحى، عن شُتَيْر بن شَكَل، عن حفصة 6/286.
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو بن العاص سلف برقم (6739) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب. ونزيد هنا حديث أم سلمة، سيرد 6/291، وانظر 6/296.
ونقل الحافظ في "الفتح" 4/153 عن النووي قوله: القُبلة في الصوم ليست محرمة على مَنْ لم تحرك شهوته، لكن الأولى له تركها، وأما من حرمت شهوته، فهي حرام فى حقه على الأصح، وقيل: مكروهة، وروى ابن وهب عن مالك إباحتها في النفل دون الفرض. قال النووي: ولا خلاف أنها لا تبطل الصوم إلا إن أنزل بها.
(1) في (ق) و (م) : عن.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينه، وعبد الرحمن بن القاسم: هو ابن محمد بن أبي بكر الصديق.
وأخرجه الشافعي في "المسند" 1/297 (بترتيب السندي) ، و"الأم" 2/129 والحميدي (210) ، وابن أبي شيبه (نشرة العمروي) ص194، والبخاري في "صحيحه" (1754) ، وفي "التاريخ الكبير" 5/340، و"الصغير" 1/253، وابن ماجه (2926) ، وابن الجارود في "المنتقى" (414) ، وأبو يعلى (4712) ، وابن خزيمة (2581) و (2582) و (2933) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/130 و228، والبيهقي في "السنن" 5/34، و"السنن الصغير" =(40/136)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= (1504) ، وفي "معرفة السنن والآثار" (9467) ، وابنُ عبد البر في "التمهيد" 19/298، من طريق سفيان بن عيينه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن طهمان في "مشيخته" (160) عن الحجاج بن الحجاج الباهلي، وابن راهويه (933) و (982) ، والنسائي في "الكبرى" (4159) من طريق الأوزاعي، والنسائي كذلك (4157) وابن ماجه (2926) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/285، وفي "الحلية" 7/326 من طريق الليث، والطبراني في "مسند الشاميين" (707) من طريق أيوب بن موسى، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (902) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/143 من طريق عبد الله بن عثمان، والدارقطني في "السنن" 2/274 من طريق عبد الكريم الجزري، وأبو نعيم أيضاً في "أخبار أصبهان" 2/327 من طريق نافع ابن عبد الرحمن بن أبي نعيم، وفي "الحلية" 7/246 من طريق مسعر، ثمانيتهم عن عبد الرحمن بن القاسم، به. وسقط اسم عبد الرحمن بن القاسم من مطبوع "طبقات المحدثين".
زاد ابن راهوية برقم (982) : قال القاسم: ولم يكن طيبهم كطيبكم هذا، إنما كان طيبهم الغالية والذريرة، قد تذهب في ساعة من النهار، وأما طيبهم اليوم الخاثر، يُحلِّق أحدهم رأسه، ثم يوجد الريح منهم.
قال أبو نعيم في "الحلية": مشهور من حديث عبد الرحمن بن القاسم.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (4162) ، وابن عدي في "الكامل" 5/1687، من طريق عبد الوهاب الثقفي، عن أيوب السختياني، عن عبد الرحمن بن القاسم، به. واختلف على أيوب السختياني فيه: فرواه إسماعيل ابن علية كما سيرد برقم (25817) عن أيوب، عن القاسم، نفسه، عن عائشة.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (4165) ، من طريق أبي ضمرة أنس بن عياش، عن عُبيد الله بن عمر، من عبد الرحمن بن القاسم، به. =(40/137)
24112 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ، " خَرَجْنَا لَا نَرَى إِلَّا الْحَجَّ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1)
__________
= واختلف على عبيد الله بن عمر فيه:
فرواه يحيى القطان كما سيرد برقم (25602) عن عُبيد الله بن عمر، قال: سمعت القاسم، عن عائشة.
وأخرجه الطيالسي (1418) ، والنسائي في "الكبرى" (4160) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/130 و228، والطبراني في "مسند الشاميين" (1317) ، والدارقطني في "السنن" 2/274، والخطيب في "تاريخ بغداد" 11/185-186 وابن عبد البر في "التمهيد" 19/298 من طرق عن القاسم، به.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (9319) من طريق أبي خالد الأحمر، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن القاسم، به. وجمع إليه حديث الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة، ولفظُه: كأنّي أنظرُ إلى وبيصِ الطِّيب في مَفْرِق رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو يُلبِّي، وقال: لم يرو هذا الحديث عن يحيى بن سعيد إلا أبو خالد الأحمر.
قلنا: سيرد من طريق الأعمش عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة برقم (24781) ، ومن طريق يحيى بن سعيد الأنصاري، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه برقم (26017) .
وسلف من وجه آخر برقم (24105) .
قال السندي: قولها: لِحُرْمه، بضم فسكون: الإحرام.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة (نشرة العمروي) ص315-316، والنسائي في "الكبرى" (3907) من طريق سفيان بن عيينه، بهذا الإسناد.
وانظر تمام تخريجه عند الرواية (24109) .(40/138)
24113 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، (1) : حَاضَتْ صَفِيَّةُ، فَذَكَرْتُ (2) ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " أَحَابِسَتُنَا هِيَ؟ " قُلْتُ: إِنَّهَا قَدْ أَفَاضَتْ قَبْلَ ذَلِكَ، قَالَ: " فَلَا " (3)
24114 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُشَاكُ بِشَوْكَةٍ،
__________
(1) في (م) : عن عائشة أنها قالت.
(2) في (ظ8) . فذكر.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/367 (ترتيب السندي) ، وفي "الأم" 2/154، والحميدي (202) ، وابن أبي شيبة (نشرة العمروي) ص149، ومسلم (1211) (383) 2/964، والبيهقي في "السنن" 5/162 من طريق سفيان بن عيينه، بهذا الإسناد.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/412، ومن طريقه ابن طهمان في "مشيخته" (171) ، والشافعي في "مسنده" 1/367، وفي "الأم" 2/154، والبخاري (1757) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/234، وابن حبان (3902) ، والبيهقي 5/162، والبغوي في "شرح السنة" (1974) عن عبد الرحمن بن القاسم، به.
وأخرجه مسلم (1211) (383) ، والترمذي (943) ، والنسائي في "الكبرى" (4193) و (4195) ، وأبن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3044) من طريقين عن عبد الرحمن بن القاسم، به.
وسيأتي بالأرقام (24674) و (25313) و (25603) من طريق عبيد الله، عن القاسم، به.
وقد سلف برقم (24101) .(40/139)
فَمَا فَوْقَهَا، إِلَّا حَطَّتْ مِنْ خَطِيئَتِهِ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينه، والقاسم والد عبد الرحمن هو ابن محمد بن أبي بكر الصديق.
وأخرجه بنحوه مسلم (2572) (51) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2227) ، والبيهقي في "الشعب" (9828) من طرق عن عائشة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (2481) ، والبيهقي في "الشُّعَب" (9860) من طريق عمران بن يزيد، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن سالم، عن عائشة مرفوعاً بلفظ: "ما ضربَ على مؤمن عِرْقٌ قطُّ، إلا حطَّ الله عنه به خطيئة، وكتبَ له حسنة، ورفعَ له درجة". قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن عائشة إلا بهذا الإسناد، تفرَّد به عمران. قلنا: قال الحافظ في "الفتح" 9/105: سنده جيد.
وسيرد بالأرقام (24156) و (24157) و (24264) و (24573) و (24828) و (24884) و (25264) و (25338) و (25403) و (25429) و (25676) و (25804) و (26104) و (26175) و (26208) و (26246) و (26377) و (26385) .
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري سلف برقم (11007) . وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.
وسيأتي من طريق إبراهيم عن الأسود، عن عائشة بالأرقام (24156) و (24157) و (25403) و (26175) و (26377) بلفظ: "إلا رفعه الله عز وجل بها درجة، وحطَّ عنه بها خطيئة". وكذلك لفظه من طريق أبي وائل عن عائشة برقم (25429) .
قاله الحافظ في "الفتح" 9/105: وهذا يقتضي حصول الأمرين معاً: حصولَ الثواب، ورفعَ العقاب.
قلنا: وذكر الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" عقب الحديث (2227) أن الأمراض قد تنزل بمن لا ذنب له ولا خطيئة من الأنبياء صلوات الله عليهم =(40/140)
24115 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، سَمِعَ (1) ابْنَ عُمَرَ، حِينَ مَاتَ رَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ (2) : إِنَّ بُكَاءَ الْحَيِّ عَلَى الْمَيِّتِ عَذَابٌ لِلْمَيِّتِ، فَأَتَيْتُ عَمْرَةَ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهَا، فَقَالَتْ: قَالَتْ (3) عَائِشَةُ: إِنَّمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيَهُودِيَّةٍ: " " إِنَّكُمْ لَتَبْكُونَ عَلَيْهَا، وَإِنَّهَا لَتُعَذَّبُ، وَقَرَأَتْ: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} (4) [الأنعام: 164]
24116 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَبِيدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ،
__________
= وممن سواهم، فتكون أجوراً لهم، وقد تنزل بمن له خطايا وذنوبٌ، فتكون حصة لذنوبهم ولخطاياهم عنهم.
(1) في (هـ) : أنه سمع.
(2) في هامش (هـ) : يقول.
(3) لفظ "قالت" ليس في (م) .
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الحميدي (221) ، وابن حبان (3137) ، والبيهقي في "السنن" 4/72 من طريق سفيان بن عيينه، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه ابن راهوية (1205) من طريق عكرمة، عن عائشة، به.
وسيأتي بنحوه بالأرقام (24302) و (24495) و (24637) و (24758) و (25079) و (25754) و (26180) و (26411) .
وقد ذكرنا أحاديث الباب في مسند ابن عمر، عند الرواية (4865) ، وانظر تعليمنا على الحديث ثمة.
قال السندي: قولها: ليهودية، أي: في شأنها؟ وقد صح هذا الحديث الذي رواه ابن عمر، ولا منافاة بينه وبين حديث عائشة، وأما الحصر فلا دليل عليه، والجمع بين هذا الحديث والآية ممكن بحمل الحديث على ما إذا رضي بكاءهم في الحياة، أو أوصى بذلك، وبالجملة فلا وجه لإنكار هذا الحديث.(40/141)
قُلْتُ لِعَائِشَةَ: أَيْ أُمَّهْ، أَخْبِرِينِي عَنْ صَلَاةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ: " كَانَتْ (1) صَلَاتُهُ فِي رَمَضَانَ، وَغَيْرِهِ سَوَاءً، ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً، فِيهَا (2) رَكْعَتَا (3) الْفَجْرِ " قُلْتُ: فَأَخْبِرِينِي عَنْ صِيَامِهِ، قَالَتْ: " كَانَ يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ: قَدْ صَامَ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ: قَدْ أَفْطَرَ، وَمَا رَأَيْتُهُ صَامَ شَهْرًا، أَكْثَرَ مِنْ صِيَامِهِ فِي شَعْبَانَ، كَانَ يَصُومُهُ إِلَّا قَلِيلًا " (4)
__________
(1) في (هـ) و (ظ 2) و (ق) : كان.
(2) في (ظ 8) : منها، وهو الموافق لرواية مسلم.
(3) في (هـ) : ركعتي، وصححت في هامشها إلى: ركعتا، وفي (ظ 8) تحتمل القراءتين، قال السندي في توجيه، ركعتي: لعله بتقدير صلاة ركعتي الفجر.
(4) إسناده صحيح على شرط مسلم، ابن أبي لبيد: وهو عبد الله من رجاله، وقد روى له البخاري متابعة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
سفيان: هو ابن عيينة، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن.
وأخرجه بتمامه الحميدي (173) ، وأبو يعلى (4860) من طريق سفيان، بهذا الإسناد.
وصلاته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في رمضان أخرجه ابن أبي شيبة 2/491، ومسلم (738) (127) ، والبيهقي في "السنن" 3/6، وفي "معرفة السنن والآثار" (5378) ، وفي "فضائل الأوقات" (18) من طريق سفيان، بهذا الإسناد.
وصيامه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أخرجه الشافعي في "السنن" (321) ، وابن أبي شيبة 3/103، ومسلم (1156) (176) ، والنسائي في "المجتبى" 4/151، وابن ماجه (1710) ، وأبو يعلى (4633) ، والبيهقي في "السنن" 4/292، وفي "معرفة السنن والآثار" (9028) ، وفي "الشعب" (3817) من طريق سفيان، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (2909) ، والطبراني في "الأوسط" (8228) من طريق علي بن ثابت، عن نوح بن أبي بلال، عن زيد بن أبي العتاب، عن =(40/142)
24117 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ،
__________
= أبي سلمة، عن عائشة، به. قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن زيد بن أبي العتاب: إلا نوح بن أبي بلال، تفرد به علي بن ثابت.
وأخرجه أبو يعلى (4788) من طريق أبي النضر، عن أبي سلمة، به مختصراً في سؤاله عن الصلاة.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (139) من طريق جعفر بن ربيعة، عن الأسود بن العلاء، عن أبي سلمة، به مختصراً في صوم شعبان.
وأخرجه ابن خزيمة (2135) من طريق ابن أبي الزناد، والخطيب في "تاريخه" 11/314-315 من طريق إسماعيل بن قيس بن سعد بن زيد بن ثابت، كلاهما عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، به مختصراً في الصوم، وزاد الخطيب: فقال: "يا عائشة، إنه يكتب فيه لملك الموت أن يقبض، فأنا أحب ألا ينسخ اسمي إلا وأنا صائم". قلنا: قال البخاري والدارقطني في إسماعيل بن قيس: منكر الحديث، وقال ابن عدي: وعامة ما يرويه منكر.
وسيرد بالأرقام (24542) و (24757) و (24967) و (25101) و (25195) و (25318) و (25558) و (25964) و (26053) و (26123) و (26310) .
وقولها: "كانت صلاته في رمضان وغيره سواء" سيرد بنحوه (25447) ، وانظر (24388) و (25548) و (25907) .
وفي باب قولها: "كان يصوم حتى نقول لا يفطر ... " عن ابن عباس، سلف (2046) .
وعن أنس، سلف برقم (13403) .
وفي باب كثرة صيامة صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في شعبان: عن أسامة بن زيد، سلف 5/201.
وعن أم سلمة، سيرد 6/293-294.
قال السندي: قوله: أي أمّه، نداء لها باسم الأم لكونها أم المؤمنين، والهاء للسكت.(40/143)
عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ هِنْدَاً قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ رَجُلٌ شَحِيحٌ، وَلَيْسَ لِي إِلَّا مَا يَدْخُلُ بَيْتِي قَالَ: " خُذِي مَا يَكْفِيكِ وَوَلَدَكِ بِالْمَعْرُوفِ " (1)
24118 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: سَابَقَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَبَقْتُهُ، فَلَبِثْنَا حَتَّى إِذَا رَهِقَنِي اللَّحْمُ سَابَقَنِي فَسَبَقَنِي، فَقَالَ: " هَذِهِ بِتِيكِ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الشَّافعي في "الأم" 5/89، وفي "المسند" 2/64 (ترتيب السندي) ، والحميدي في "مسنده" (242) ، وابن حبان (4255) ، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار" (15508) و (19807) من طريق سفيان بن عيينه، وهذا الإسناد.
وأخرجه الشافعي في "الأم" 5/89-90، وفي "المسند" 2/64، وعبد الرزاق (16613) ، وإسحاق بن راهوية (733) ، والبخاري (2211) و (5370) و (7180) ، ومسلم (1714) ، وأبو داود (3532) ، والدارمي (2259) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1833) و (1834) و (1835) ، وابن حبان (4256) ، والدارقطني في "السنن" 4/234-235، وأبو نعمهم في "الحلية" 7/138، والبيهقي في "السنن" 7/466 و477 و10/141 و269-275 و270، وفي "معرفة الآثار" (15509) و (20773) وفي "السنن الصغير" (2892) و (4152) ، والبغوي في "شرح السنة" (2149) من طرق عن هشام، به.
وسيأتي بالأرقام (24231) و (25713) و (25888) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الشافعي في "السنن" (276) ، والحميدي (261) ، والنسائي في "الكبرى" (8942) - وهو في "عشرة النساء" (56) - وابن ماجه (1979) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1880) ، وابن حبان (4691) ، والطبراني =(40/144)
24119 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: أَخْبَرَتْنِي عَائِشَةُ، أَنَّهَا كَانَتْ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ وَهِيَ جَارِيَةٌ، فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: " تَقَدَّمُوا "، فَتَقَدَّمُوا ثُمَّ قَالَ لَهَا: " تَعَالَيْ أُسَابِقْكِ " فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1)
__________
= في "الكبير" 23/ (125) ، والبيهقي في "معرفة الآثار" (19451) من طريق سفيان بن عيينه، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه الطيالسي (1462) ، وإسحاق بن راهويه (806) من طريقين عن هشام، به.
وسيأتي مطولاً ومختصراً بالأرقام (24119) و (24981) و (25488) و (26252) و (26277) و (26398) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. معاوية: هو ابن عمرو بن المهلَّب الكوفي، وأبو إسحاق: هو إبراهيم بن محمد بن الحارث الفزاري.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 10/17-18 من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8945) من طريق سعيد بن المغيرة الصياد، عن أبي إسحاق الفزاري، به.
وأخرجه أبو داود (2578) ، والبيهقي في "السنن" 10/18 من طريق أبي صالح محبوب بن موسى الأنطاكي، عن أبي إسحاق الفزاري، عن هشام بن عروة، عن أبيه، وعن أبي سلمة، به.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8944) من طريق محمد بن كثير، عن أبي إسحاق الفزاري، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة، به.
ورواه أبو أسامة حماد بن أسامة عن هشام، واختلف عليه فيه: =(40/145)
24120 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، تَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا وُضِعَ الْعَشَاءُ، وَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَابْدَءُوا بِالْعَشَاءِ " (1)
24121 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ مَكَّةَ مِنْ أَعْلَى مَكَّةَ، (2)
__________
= فأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (124) من طريق عثمان بن أبي شيبة، عن أبي أسامة، عن هشام بن عروة، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/508-509، والنسائي في "الكبرى" (8943) عن محمد بن المثنى، كلاهما عن أبي أسامة، عن هشام، عن رجل، عن أبي سلمة، به.
وانظر ما قبله.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الحميدي (182) ، وابن ماجه (935) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1982) ، والبيهقي في "معرفة الآثار" (5652) من طريق سفيان ابن عيينه، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1445) ، وإسحاق بن راهوية (592) و (593) و (594) ، والبخاري (5465) ، ومسلم (558) ، والدارمي (1280) ، وأبو يعلى (4431) ، وابن المنذر في "الأوسط" (1640) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1981) و (1983) و (1984) ، والطبراني في "الأوسط" (7043) ، وأبو نعيم في "الحلية" 8/212 من طرق عن هشام، به.
وانظر (24166) .
وقد سلفت أحاديث الباب في مسند ابن عمر في الرواية (4709) .
(2) في (ظ 8) : دخل من أعلى مكة.(40/146)
وَخَرَجَ مِنْ أَسْفَلِهَا " (1)
24122 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، " كُفِّنَ (2) رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ سُحُولِيَّةٍ بِيضٍ "، وَقَالَ لِي (3) أَبُو بَكْرٍ: فِي أَيِّ شَيْءٍ كُفِّنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة.
وأخرجه البخاري (1577) ، ومسلم (1258) (224) ، وأبو داود (1869) ، والترمذي (853) ، والنسائي في "الكبرى" (4241) ، والفاكهي في "أخبار مكة" (2461) ، وابن خزيمة (959) ، والبيهقي في "السنن" 5/71، وفي "معرفة الآثار" 7/198، والبغوي في "شرح السنة" (1896) ، والذهبي في "سير أعلام النبلاء" 2/193-194، و8/491 من طريق سفيان بن عيينه، بهذا الإسناد.
وسيرد نحوه برقم (24311) و (25656) .
وانظر (26238) .
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4625) .
ونقل الحافظ في "الفتح" 3/438 عن عياض والقرطبي وغيرهما أن الأكثر على أن أعلى مكة كَدَاء، بالفتح والمد، وأسفلها كُدَى بالضم والقصر، ثم قال: واختلف في المعنى الذي لأجله خالف صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين طريقيه، فقيل: ليتبرك به كلُّ من في طريقه، فذكر شيئاً مما تقدم في العيد وقد استوعبت ما قيل فيه هناك، وبعضه لا يتأتى اعتباره هنا والله أعلم. وقيل: الحرية في ذلك المناسبةُ بجهة العلوّ عند الدخول لما فيه من تعظيم المكان وعكسه الإشارة إلى فراقه، وقيل: لأن إبراهيم لما دخل مكة دخل منها، وقيل: لأنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خرج منها مختفياً في الهجرة، فأراد أن يدخلها ظاهراً عالياً، وقيل: لأن من جاء من تلك الجهة كان مستقبلاً للبيت ... إلى آخر ما قال. فانظره إن شئت.
(2) في (م) : أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كفن في.
(3) لفظ "لي" ساقط من (م) .(40/147)
قُلْتُ: فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ قَالَ: " كَفِّنُونِي فِي ثَوْبَيَّ هَذَيْنِ، وَاشْتَرُوا ثَوْبًا آخَرَ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة.
وأخرجه البخاري (1271) ، ومسلم (941) (46) ، والحاكم 3/65، والبيهقي في "السنن" 3/400 من طريق سفيان، بهذا الإسناد، وزادوا: إلا الحاكم: "ليس فيها قميص ولا عِمامة". قلنا: وقد وهم الحاكم في استدراكه.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/223- ومن طريقه الشافعي في "مسنده" 1/207-208 (ترتيب السندي) ، وفي "الأم" 1/235، وابن سعد 2/282 وابن أبي شيبة 3/258، والبخاري (1273) ، والنسائي في "المجتبى" 4/35، وفي "الكبرى" (2026) ، وابن حبان (3037) ، والطبراني في "الأوسط" (8369) ، والبيهقي في "السنن" 3/399، وقي "الدلائل" 7/246، وفي "السنن الصغير" (1039) ، وفي "معرفة السنن والآثار" (7369) ، والبغوي في "شرح السنة" (1476) - والطيالسي (1453) عن شعبة وزائدة بن قدامة، وعبد الرزاق (6172) ، والبخاري (1271) ، والدارقطني في "العلل" 5/الورقة 47، وابن عبد البر في "التمهيد" 22/141 من طريق الثوري، وعبد بن حميد (1507) عن النضر بن شميل، والبخاري (1264) من طريق عبد الله، ومسلم (941) (45) ، والبيهقي 3/400، وفي "المعرفة" (7371) من طريق أبي معاوية، ومسلم (941) (46) ، والنسائي في "المجتبى" 4/35-36، وفي "الكبرى" (2025) ، والبيهقي في "السنن" 3/400، وفي "معرفة السنن والآثار" (7371) وفي "الدلائل" 7/247 من طريق حفص، ومسلم (941) (46) ، والبيهقي 3/400 من طريق عبدة، وابن الجارود (521) من طريق عيسى، والطبرانىِ في "الأوسط" (8369) من طريق عمرو بن الحارث والليث، و (8500) من طريق روح بن القاسم كلهم عن هشام، به. وزاد بعضهم: ليس فيها قميص ولا عمامة. قلنا: وهذه الزيادة سترد في الرواية (25323) . وزاد ابن أبي شيبة والنسائي 4/35-36: فقلنا: إنهم يزعمون أنه كان كفِّن مني بُرْدِ =(40/148)
24123 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، تَوَضَّأَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ عِنْدَ عَائِشَةَ، فَقَالَتْ: يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ أَسْبِغِ الْوُضُوءَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " وَيْلٌ لِلْعَرَاقِيبِ مِنَ النَّارِ " (1)
__________
= حبَرَة؟ فقالت: قد جاؤوا ببُرْدِ حِبَرَة ولم يكفِّنوه فيه. وهذا لفظ ابن أبي شيبة.
وأخرجه مسلم (941) (46) ، وأبو يعلى (4828) ، وابن حبان (6632) ، والبيهقي 3/399 من طريق عبد العزيز بن محمد، عن هشام، به. إلا أنهم زادوا سوي مسلم: ولحد له ونُصب اللبِن علبة نصباً. تفرد بها عبد العزيز فيما قال الدارقطني في "العلل" 5/الورقة 47. وانظر الرواية (25041) .
وسيرد بالأرقام (24625) و (24869) و (25323) و (25601) و (25680) و (25795) و (25949) و (26276) . وانظر (24186) و (25005) .
قال السندي: قوله: سحولية، بفتجع السين وضمها، فبالفتح نسبة إلى السحول، وهو القصار، لأنه يسحلها، أي: يغسلها، أو إلى سحول اسم قرية باليمن، وبالضم جمع سحال، وهو الثوب الأبيض النقي من قطن، وقيل: اسم القرية بالضم أيضاً.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عجلان -وهو محمد- استشهد به البخاري في "الصحيح"، وروى له مسلم في المتابعات، وأصحاب السنن. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو ابن عيينه، وأبو سلمة.
هو ابن عبد الرحمن بن عوف.
وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/33 (بترتيب السندي) ، وعبد الرزاق (69) ، والحميدي (161) ، والترمذي في "العلل الكبير" 1/118، وأبو يعلى (4426) ، والطبري في "التفسير" (11509) ، وابن حبان (1059) ، والبيهقي =(40/149)
24124 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ (1) : " كَانَتْ لَنَا حَصِيرَةٌ نَبْسُطُهَا بِالنَّهَارِ، ونَتَحَجَّرُهَا بِاللَّيْلِ، خَفِيَ عَلَيَّ شَيْءٌ لَمْ أَفْهَمْهُ مِنْ سُفْيَانَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " الْمُسْلِمُونَ (2) يُصَلُّونَ بِصَلَاتِهِ "، فَقَالَ: " اكْلَفُوا مِنَ الْعَمَلِ مَا
__________
= في "معرفة السنن والآثار" 1/286 من طريق سفيان بن عيينه، بهذا الإسناد.
وجاء عند بعضهم بلفظ: "للأعقاب" بدل: "العراقيب"، وقرن الطبريُّ بسفيان ابنِ عيينة يحيى بنَ سعيد القطان، وسيرد من طريقه برقم (25589) ، وسقط اسم محمد بن عجلان من مطبوع "مسند" الشافعي، وسقط اسم أبي سلمة عند عبد الرزاق قال البخاري فيما نقله عنه الترمذي في "العلل": حديث أبي سلمة عن عائشة حديثٌ حسن.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/26، وابن ماجه (452) ، وابن المنذر في "الأوسط" (403) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/38 من طرق عن محمد بن عجلان به.
وأخرجه ابن ماجه (451) ، والطبراني في "الأوسط" (4161) من طريق عبد المؤمن بن علي، عن عبد السلام بن حرب، عن هشام بن عروة، عن أبي، عن عائشة عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: "ويلٌ للأعقاب من النار". قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن هشام بن عروة إلا عبد السلام، تفرّد به عبد المؤمن.
وسيرد بالأرقام: (24516) - وفي تخريجه أنه أخرجه مسلم من طريق
سالم مولى شداد عن عائشة- و (24543) و (24678) و (24813) و (25589) و (26214) .
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو بن العاص سلف برقم (6809) وإسناده صحيح، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
(1) في (م) عن عائشة قالت:
(2) في (م) و (هـ) قال: "المسلمون". بزيادة لفظ قال، ولا وجه له.(40/150)
تُطِيقُونَ، فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا، وَكَانَ إِذَا صَلَّى صَلَاةً أَثْبَتَهَا، وَكَانَ أَحَبُّ الْعَمَلِ إِلَيْهِ أَدْوَمَهُ " (1)
__________
(1) حديث صحيح، ابن عجلان -وهو محمد- وإن كان حديثه لا يرقى إلى درجة الصحة، إلا أنه قد توبع، وأخرج له مسلم في المتابعات، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو ابن عيينه، وسعيد: هو ابن أبي سعيد المقبري، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن.
وأخرجه الحميدي (183) عن سفيان، بهذا الإسناد. وفي روايته عن سفيان بيان لما خفي على الإمام أحمد، وهو: "فصلى فيه، فسعى له ناس يصلون بصلاته، قال: ففطن فيهم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فترك ذلك، وقال: "إني حسبت أن ينزل فيهم أمر لا يطيقونه" ثم قال: "اكلفوا ... " فذكر الحديث.
وأخرجه مختصراً ومطولاً أبو داود (1368) ، والنسائي في "المجتبى" 2/68-69 من طريق الليث، عن ابن عجلان، به. زاد النسائي: ثم ترك مصلاه ذلك، فما عاد له حتى قبضه الله عز وجل.
وأخرجه إسحاق بن راهوية (1045) ، والبخاري (5861) ، ومسلم (782) (215) ، وابن ماجه (942) ، وابن حبان (2571) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" ص164، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/298، والبيهقي في "معرفة السنن" (5436) و (5437) ، والخطيب في "تاريخه" 3/244 من طريق عبيد الله بن عمر، والبخاري (730) من طريق ابن أبي ذئب، كلاهما عن سعيد ابن أبي سعيد المقبري، به.
وأخرجه القضائي في "مسند الشهاب" (1304) من طريق عبد الله بن عمر العمري، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة.
قال الدارقطني في "العلل" 5/الورقة 71: وحديث أبي سلمة عن عائشة هو الصواب. قلنا: وعبد الله بن عمر العمري ضعيف.
وقد سلف برقم (24016) . =(40/151)
24125 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ أَخِي عَمْرَةَ يَعْنِي هَذَا مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ (1) : " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُخَفِّفُ (2) الرَّكْعَتَيْنِ حَتَّى أَقُولَ: قَرَأَ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ، أَمْ لَا (3) ؟ "
__________
= وسيرد بالأرقام (24269) و (24540) و (25317) و (25963) و (26076) .
وانظر (24043) و (24245) و (24967) و (25362) .
وفي باب قوله "اكتفوا من الأعمال ما تطيقون ... " عن أبي هريرة، سلف برقم (7162) .
قال السندي: قولها: ونتحجرها، أي: تتخذها حجرة.
"اكلفوا"، كاسمعوا، أي: تحملوا.
"لا يمل": لا يقطع التوجه إلى العبد بالإحسان والإنعام.
(1) في (م) : عن عائشة قالت.
(2) في النسخ الخطية و (م) ما عدا (ق) يخف، والمثبت من (ق) ، وهو الموافق لرواية "الصحيحين"، وكذلك جاء عند ابن عبد البر في "التمهيد" 24/39، وقد ساقه من طريق الحميدي عن سفيان. قال السندي: أي سنة الفجر.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان هو ابن عيينه، ويحيي: هو ابن سعيد الأنصاري، ومحمد بن عبد الرحمن: هو ابن أسعد بن زرارة، وقد جاء مصرحاً به في الرواية (24225) ، وعمرة: هي بنت عبد الرحمن الأنصارية.
وأخرجه الحميدي (180) - ومن طريقه ابن عبد البر في "التمهيد" 24/39- عن سفيان، بهذا الإسناد.
وأخرجه إسحاق بن راهوية (990) - ومن طريقه النسائي في "المجتبى" 2/156- وابن خزيمة (1113) من طريق جريج، والبخاري (1171) ، وأبو داود (1255) ، والبغوي في "شرح السنة" (882) من طريق زهير بن معاوية، =(40/152)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= والشافعي في "السنن" (69) ، ومسلم (724) (92) ، وابن خزيمة (1113) ، وابن حبان (2466) ، والبيهقي في "السنن" 3/43-44 وفي "معرفة السنن" (5568) من طريق عبد الوهاب الثقفي، وابن راهويه (991) ، وابن خزيمة (1113) من طريق أبي خالد الأحمر، وأبو عوانة 2/275-276 والبيهقي 3/43-44 من طريق جعفر بن عون، خمستهم عن يحيى، به، وسقط في مطبوع ابن راهوية اسم عمرة من الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/297، والطبراني في "مسند الشاميين" (2079) من طريق عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح، عن يحيى بن سعيد، أن محمد بن عبد الرحمن، حدثه عن أمه عمرة، عن عائشة، به. وعبد الله بن صالح ضعيف، جعل عمرة أمَّ محمد بن عبد الرحمن بن أسعد، وإنما هي عمته، وهي أم محمد بن عبد الرحمن بن حارثه الأنصاري أبي الرجال.
وأخرجه عبد الرزاق (4792) عن ابن جريج وعن ابن عيينه، عن يحيى بن سعيد، عمن سمع عمرة يحدَّث عن عائشة. وقد سقط حرف العطف بين ابن جريج وأبن عيينة من المطبوع.
وأخرجه عبد الرزاق (4793) عن معمر بن راشد، وأبو يعلى (4624) من طريق شريك بن عبد الله النخعي، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/297 من طريق عبد الحميد بن جعفر وعلي بن مُسهر، وتمام في "فوائده" (377) من طريق جعفر بن محمدين أبي كثير، خمستهم، عن يحيى بن سعيد، عن عمرة، عن عائشة، به. لم يذكروا محمد بن عبد الرحمن في الإسناد.
وأخرجه مرسلاً مالك في "الموطأ" 1/127 عن يحيى بن سعيد، أن عائشة فذكره.
وسيرد بالأرقام (24225) و (24687) و (25315) و (25396) و (25529) و (26983) .
وانظر (25824) . =(40/153)
24126 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ أَخِي عَمْرَةَ، وَلَا أَدْرِي هَذَا أَوْ غَيْرَهُ، عَنْ عَمْرَةَ قَالَتْ: اشْتَكَتْ عَائِشَةُ فَطَالَ شَكْوَاهَا، فَقَدِمَ إِنْسَانٌ الْمَدِينَةَ يَتَطَبَّبُ، فَذَهَبَ بَنُو أَخِيهَا يَسْأَلُونَهُ، عَنْ وَجَعِهَا، فَقَالَ: وَاللهِ إِنَّكُمْ تَنْعَتُونَ نَعْتَ امْرَأَةٍ مَطْبُوبَةٍ، قَالَ: هَذِهِ امْرَأَةٌ مَسْحُورَةٌ سَحَرَتْهَا جَارِيَةٌ لَهَا (1) ، قَالَتْ: نَعَمْ أَرَدْتُ أَنْ تَمُوتِي فَأُعْتَقَ، قَالَ: وَكَانَتْ مُدَبَّرَةً، قَالَتْ: " بِيعُوهَا فِي أَشَدِّ الْعَرَبِ مَلَكَةً، وَاجْعَلُوا ثَمَنَهَا فِي مِثْلِهَا " (2)
__________
(1) في هامش (هـ) : فأرسلت إليها، فجاءت بها. نسخة.
(2) هذا الأثر صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين على شكٍّ في اسم أحد رواته، فقد اختلف فيه على سفيان بن عيينة.
فرواه أحمد -كما في هذه الرواية- عنه، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، فقال: عن ابن أخي عمرة، ولا أدري هذا أو غيره- عن عمرة، به.
ورواه عبد الرزاق (18750) عن سفيان بن عيينه، عن يحيى بن سعيد، عن أبي الرجال: وهو محمد بن عبد الرحمن بن حارثة ابن عمرة، عن عمرة، به. وهو الصواب.
ورواه كذلك عبد الوهَّاب الثقفي -كما عند البيهقي في "السنن" 8/137- عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن ابن عمرة محمد بن عبد الرحمن بن حارثة: وهو أبو الرجال، عن عمرة، عن عائشة، به.
وأخرجه مالك في "الموطأ" (2782) (رواية أبي مصعب الزهري) ومن طريقه الشافعي في "مسنده" 2/67 (ترتيب السندي) ، وعبد الرزاق (18749) ، وابن حزم في "المحلى" 11/395، والبغوي في "شرح السنة" (3261) عن أبي الرجال محمد بن عبد الرحمن، عن أمه عمرة، عن عائشة، به. =(40/154)
24127 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ، رَضِيعِ عَائِشَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ مَيِّتٍ يُصَلِّي عَلَيْهِ أُمَّةٌ مِنَ النَّاسِ، يَبْلُغُونَ أَنْ يَكُونُوا مِائَةً، فَيَشْفَعُوا فِيهِ إِلَّا شُفِّعُوا فِيهِ " (1)
24128 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ الْجَدَلِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَائِشَةَ، " أُهْدِيَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَشِيقَةُ ظَبْيٍ، وَهُوَ مُحْرِمٌ فَرَدَّهَا " (2)
__________
وقد صحح إسناده الحافظ في "التلخيص" 4/41.
قال السعدي: قولها: يتطبب، من الطب.
أو له: مطبوبه، أي: مسحورة.
قولها: قالت نعم، أي: قالت الجارية لعائشة نعم قد سحرتك.
قولها: فأعتق، على بناء الفاعل من العتق، أو بناء المفعول من الإعتاق.
قولها: قالت: أي: عائشة.
قولها: بيعوها، فيه جواز بيع المدبّر.
قولها: في أشد العرب مَلَكة، أي: أسوؤهم معاملة بالمماليك، أي: ليكون جزاء السيئة بمثلها.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر الحديث (24038) ، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا هو سفيان بن عُيينة.
وأخرجه الحميدي (222) عن سفيان، بهذا الإسناد.
(2) حديث صحيح إن ثبت سماع الحسن بن محمد بن علي من عائشة.
وعبد الكريم -وهو أبو أمية ابن أبي المخارق، فيما ذكر عبد الرزاق (8325) ، وإن كان ضعيفاً -تابعه سفيان الثوري كما في الرواية (25882) =(40/155)
قَالَ سُفْيَانُ: " الْوَشِيقَةُ: مَا طُبِخَ وَقُدِّدَ "
24129 - حَدَّثَنَا (1) سُفْيَانُ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ (2) : " كَانَ أَحَبُّ الشَّرَابِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحُلْوَ الْبَارِدَ " (3)
24130 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ،
__________
= وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو ابن عيينه، والحسن ابن محمد بن علي: هو ابن أبي طالب، المعروف أبوة بابن الحنفية.
وأخرجه أبو يعلى في "مسنده" (4616) و (4617) و (4827) ، وهو في "المقصد العلي" (564) و (565) و (566) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/168 من طريق سفيان بن عيينه، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" 83251) عن معمر، وأبو يعلي (4617) في "مسنده"، وفي "المقصد العلي" (565) من طريق ابن جريج، كلاهما عن عبد الكريم، به.
وسيأتي برقم (25882) .
وقد ذكر الصعب بن جثَّامة كما في حديثه (16423) أنه أهدى إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو بالأبواء أو بودان حماراً وحشياً، فردَّه عليه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قال:
فلما رأى ما في وجهي قال: "إنّا لم نردّه عليك إلا أنَّا حُرُم". وهو عند البخاري برقم (1825) ، ومسلم (1153) (50) .
قال السندي: قولوها: وشِيقَةُ طًبْيٍ: لعل الظبيَ قد صِيد للحرُم. والله تعالى أعلم.
(1) كتب في (ظ 8) فوق هذا الحديث: معاد.
(2) في (م) : عن عائشة قالت.
(3) حديثها ضعيف، وهو مكرر (24100) سنداًً ومتناً.(40/156)
خَرَجَ عَلْقَمَةُ وَأَصْحَابُهُ حُجَّاجًا، فَذَكَرَ بَعْضُهُمُ الصَّائِمَ يُقَبِّلُ وَيُبَاشِرُ، فَقَالَ (1) رَجُلٌ مِنْهُمْ، قَدْ قَامَ سَنَتَيْنِ وَصَامَهُمَا: هَمَمْتُ أَنْ آخُذَ قَوْسِي فَأَضْرِبَكَ بِهَا، قَالَ: فَكُفُّوا حَتَّى تَأْتُوا (2) عَائِشَةَ، فَدَخَلُوا عَلَى عَائِشَةَ، فَسَأَلُوهَا عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَبِّلُ وَيُبَاشِرُ، وَكَانَ أَمْلَكَكُمْ لِإِرْبِهِ ". قَالُوا: يَا أَبَا شِبْلٍ سَلْهَا، قَالَ: لَا أَرْفُثُ عِنْدَهَا الْيَوْمَ، فَسَأَلُوهَا، فَقَالَتْ: " كَانَ يُقَبِّلُ وَيُبَاشِرُ وَهُوَ صَائِمٌ " (3)
__________
(1) في (م) : فقام.
(2) في النسخ: تأتون، والمثبت هو الوجه.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين، سيفيان: هو ابن عيينه، ومنصور: هو ابن المعتمر، وإبراهيم: هو النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي.
وأخرجه الشافعي في "السنن" (312) ، وعبد الرزاق (7441) ، والحميدي (196) ، ومسلم (1106) (66) ، والنسائي في "الكبرى" (3085) و (3095) ، وابن الجارود في "المنتقى" (391) ، والبيهقي في "السنن" 4/233، وفي "معرفة السنن والآثار" 6/280، وابن عبد البر في "التمهيد" 24/265 و266، من طريق سفيان بن عيينه، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "الكبري" (3100) ، والدارقطني في "السنن" 2/181، من طريق الأعمش، عن إبراهيم، به مختصراً.
وقد اختلف فيه على إبراهيم النخعي:
فرواه منصور بن المعتمر - كما في هذه الرواية، والروايات (25414) و (25653) و (26299) - عن إبراهيم، عن القصة، عن عائشة.
ورواه الحكم -كما في الرواية (24950) - عن إبراهيم، عن علقمة وشُريح ابن أَرطاة، عن عائشة. =(40/157)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= ورواه الأعمش -كما في الرواية (24154) - عن إبراهيم، عن علقمة والأسود.
ورواه حماد -كما في الرواية (24965) - والأعمش- كما في الرواية (25932) - عن إبراهيم، عن الأسود.
ورواه عبد الله بن عون -كما في الرواية (25815) - عن إبراهيم، عن الأسود ومسروق. قال الحافظ في "الفتح" 4/150: عُرف منها أن الحديث كان عند إبراهيم عن علقمة والأسود ومسروق جميعاً، فلعلَّه كان يحدِّثُ به تارة عن هذا، وتارة عن هذا، وتارة يجمع، وتارة يُفرِّق. وقال الدارقطني بعد ذكر الاختلاف فيه على إبراهيم: كلها صحاح.
وقال الحافظ في "الفتح" 4/149 وقد ترجم النسائي في "سننه" الاختلاف على إبراهيم، والاختلافَ على الحكم، وعلى الأعمش، وعلى منصور، وعلى عبد الله بن عون، كلُّهم عن إبراهيم.
قلنا: أما الاختلاف فيه على منصور:
فهو أنَّ إسرائيل رواه عنه -كما عند النسائي في "الكبرى" (3093) - عن إبراهيم، عن علقمة قال: خرج نفرٌ من النخع فيهم رجل يدعى شُريحاً، فحدَّث أن عائشة قالت: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يباشر وهو صائم، فقال رجل: لقد هَمَمْتُ أن أضرب رأسك بالقوس.
ورواه عَبِيدة عنه- كما عند النسائي برقم (3094) - فجعل شُريحاً هو المنكِرَ، وأبهم الذي حدَّث بذلك عن عائشة.
ورواه ابنُ عيينة عنه -كما في هذه الرواية- فأبهمهما معاً.
ورواه شعبة عنه -كما سيرد في الرواية (25414) - عن إبراهيم، عن علقمة، به مختصراً.
ورواه الثوري -كما عند النسائي في "الكبرى" (3097) - عن منصور، فجعله من حديث إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة.
ورواه شعبة -كما عند الإسماعيلي في "معجم الشيوخ" 1/337-338- =(40/158)
24131 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ عُبَيْدِ بْنِ نِسْطَاسٍ يَعْنِي أَبَا يَعْفُورٍ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، " تَذْكُرُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ أَحْيَا اللَّيْلَ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ، وَشَدَّ الْمِئْزَرَ " قَالَ سُفْيَانُ: " وَوَاحِدَةٌ (1) مِنْ آخِرِ وَجَدَّ " (2)
__________
= عن حماد منصور، عن إبراهيم، قال: دخل علقمة وشُريحُ بنُ أرطال على عائشة ...
ورواه جريج بن عبد الحميد -كما عند ابن راهويه (1636) - عن منصور،
عن إبراهيم قال: روى رجل من النخع عن عائشة أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان ...
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 2/719 من طريق الحسن بن أبي جعفر، عن، أيوب، عن عطاء، عن علقمة، به، مختصراً.
وأخرجه ابن راهوية (1215) عن عبد الأعلى، عن عباد بن منصور، عن عطاء، عن عائشة قالت: كنت أُباشِرُ رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو صائم. وعبَّاد بن منصور ضعيف.
وسلف مختصراً برقم (24110) .
قال السندي: قولها: أملككم لأَرَبِهِ، أكثرُ المحدثين يرويه بفتحتين ورواه بعضهم بكسر فسكون، أي: لحاجته.
(1) في (م) واحدة، وقد ضبب عليها في (ظ8) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن عبيد أبو يعفور: هو عبد الرحمن، ومسلم: هو ابن صُبَيح أبو الضحى، ومسروق: هو ابن الأجدع.
وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (7704) ، والحميدي (187) ، وإسحاق ابن راهوية (1440) ، والبخاري (2024) ، ومسلم (1174) ، وأبو داود (1376) ، والنسائي في "المجتبى" 3/217-218، وفي "الكبرى" (1334) =(40/159)
24132 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ صَبِيًّا لِلْأَنْصَارِ لَمْ يَبْلُغِ السِّنَّ عُصْفُورٌ مِنْ عَصَافِيرِ الْجَنَّةِ؟ قَالَ: " أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ يَا عَائِشَةُ، خَلَقَ اللهُ الْجَنَّةَ، وَخَلَقَ لَهَا أَهْلًا، وَخَلَقَ النَّارَ، وَخَلَقَ لَهَا أَهْلًا، وَهُمْ فِي أَصْلَابِ آبَائِهِمْ " (1)
__________
= و (3391) ، وابن ماجه (1768) ، وابن نصر المروزي في "مختصر قيام الليل" ص107، وابن خزيمة (2214) ، والبيهقي في "السنن" 4/313، وفى "السنن الصغير" (1398) ، والبغوي في "شرح السنة" (1829) من طريق سفيان بن عيينه، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (7573) من طريق نهشل، وهو ابن سعيد ابن وردان، عن الضحاك، وهو ابن مزاحم، عن مسروق، به. بلفظ: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا دخل العشر الأواخر شد المئزر واجتنب النساء. ونهشل بن سعيد متروك.
وأخرجه عبد الرزاق (7702) عن سفيان الثوري، عن بعض أصحابه، عن عائشة قالت: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا دخلت العشر الأواخر من رمضان أيقظ أهله وشدَّ المئزر. يقود سفيان: لا يقرب النساء.
وأخرجه ابن خزيمة (2216) من طريق المطلب بن عبد الله، عن عائشة قالت: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا دخل رمضان شدَّ مئزره، ثم لم يأت فراشه حتي ينسلخ. والمطلب بن عبد الله لم يدرك عائشة.
وانظر (24377) و (24390) و (24528) و (24913) و (25136) و (26188) .
وفي الباب عن علي، سلف برقم (1103) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، طلحة بن يحيى، وهو ابن طلحة =(40/160)
24133 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ جَامِعِ بْنِ أَبِي رَاشِدٍ، عَنْ مُنْذِرٍ، عَنْ حَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ امْرَأَتِهِ، عَنْ عَائِشَةَ، تَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا ظَهَرَ السُّوءُ فِي الْأَرْضِ أَنْزَلَ اللهُ بِأَهْلِ الْأَرْضِ بَأْسَهُ " قَالَتْ: وَفِيهِمْ أَهْلُ طَاعَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؟ قَالَ: " نَعَمْ، ثُمَّ يَصِيرُونَ إِلَى رَحْمَةِ اللهِ تَعَالَى " (1)
__________
= ابن عبيد الله القرشي، مختلف فيه حسن الحديث، وقد انتقى له مسلم هذا الحديث، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه الحميدي (265) ، والنسائي في "المجتبى" 4/57، وفي "الكبرى" (2074) ، والطحاوي في "شرح معاني الاثار" 1/507-508 من طريق سفيان ابن عيينه، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (20095) ، وإسحاق بن راهوية (1017) ، ومسلم (2662) ، وأبو داود (4713) ، وابن حبان (6173) ، واللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة" (1072) ، والبيهقي في "معرفة الآثار" (7414) ، والخطيب في "تاريخه" 11/110-111 من طرق عن طلحة ابن يحيى، به.
وأخرجه الطيالسي (1574) من طريق يحيى بن إسحاق، وابن راهوية (1016) ، ومسلم (2662) ، وابن حبان (138) من طريق فضيل بن عمرو، كلاهما عن عائشة بنت طلحة، به. وليس في رواية فضيل قوله: "في أصلاب آبائهم".
وسيأتي برقم (25742) .
قال السندي: قوله: "أو غير ذلك ... " إلخ، أي: لا يحسن الجزم في حق، أحد، ولو صغيراً.
(1) إسناده ضعيف لإبهام المرأة التي روى عنها الحسن بن محمد، وهو ابن علي المعروف أبوه بابن الحنفية، ولاضطرابه.
فرواه سفيان بن عُيينة -كما في هذه الرواية- عن جامع بن أبي راشد، =(40/161)
24134 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: " رَأَيْتُ وَبِيصَ الطِّيبِ "، وَقُرِئَ عَلَى سُفْيَانَ سَمِعْتُ عَطَاءَ بْنَ السَّائِبِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ " فِي مَفْرِقِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ ثَلَاثٍ " (1)
__________
= عن منذر، وهو ابن يعلى الثوري، عن حسن بن محمد، عن امرأته، عن عائشة.
ورواه سفيان بن عيينه كذلك -فيما أخرجه الحميدي (264) ، وابن أبي شيبة 15/42-43- عن جامع بن أبي راشد، عن منذر، عن حسين بن محمد، عن امرأةٍ، عن عائشة.
ورواه سفيان بن عيينه كذلك -فيما أخرجه إسحاق (1108) ، والبيهقي في "الشعب" (7599) /م عن جامع بن أبي راشد، عن منذر الثوري، عن الحسن ابن محمد، عن عائشة، لم يذكر المرأة في الإسناد.
ورواه يزيد بن هارون -كما سيرد 6/294 و418- عن شريك، عن جامع ابن أبي راشد، عن منذر الثوري، عن الحسن بن محمد، قال: حدثتني امرأة من الأنصار هي حَيَّةٌ اليوم، عن أم سلمة.
ورواه سفيان الثوري -فيما أخرجه الحاكم 4/523 - عن جامع بن أبي راشد، عن منذر الثوري، عن الحسن بن محمد بن علي، عن مولاة لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن عائشة أو بعض أزواج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فذكر نحوه.
ورواه سالم بن طلحة -فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (891) عن جامع بن أبي راشد، عن أم مبشر، عن أم سلمة.
وانظر (24738) .
وقد سلف من حديث ابن عمر بإسنادٍ صحيح برقم (4985) بلفظ: "إذا أراد الله تعالى بقوم عذاباً، أصاب العذابُ من كان فيهم، ثم بعثوا على أعمالهم".
(1) إسناده حسن من أجل عطاء بن السائب، وقد روى سفيان -وهو ابن عيينة- عنه قبل الاختلاط، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. =(40/162)
24135 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ عَمَّةٍ لَهُ،
__________
= وأخرجه الشافعي في "المسند" 1/296 (بترتيب السندي) ، وفي "الأم" 2/129، والحميدي (215) ، والنسائي في "المجتبى" 5/140، وفي "الكبرى" (3682) ، وابن حزم في "المحلى" 7/86، والبيهقي في "السنن" 5/35، وفي "السنن الصغير" (1508) ، وفي "معرفة السنن والآثار" (9470) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 5/82، وابن عبد البر في "التمهيد" 19/302، والبغوي في "شرح السنة" (1864) ، والحازمي في "الاعتبار" ص147، من طريق سفيان بن عيينه، بهذا الإسناد. وقرن البيهقي بسفيان سعيدَ بنَ زيد.
وقال الحازمي: هذا حديث صحيح ثابت متفق عليه، وله طرق في الصحاح.
وأخرجه ابن أبي شيبة (نشرة العمروي) ص194، وابن عبد البر في "التمهيد" 19/302 من طريق محمد بن فضيل، وإسحاق بن راهوية (1510) من طريق جريج ولم يسق لفظه، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/129 من طريق حماد بن سلمة، ولم يسق لفظه، والطبراني في "الأوسط" (5029) من طريق المفضل بن صدقة، وابن عدي في "الكامل" 7/2553 من طريق ورقاء بن عمر، والبيهقي في "السنن الكبرى" 5/35، وفي "السنن الصغير" (1508) من طريق سعيد بن زيد، ستتهم عن عطاء بن السائب، به. وقرن الطحاوي بعطاء حمادَ بنَ أبي سليمان، ولم يسق لفظه، وسيرد من طريقه برقم (24934) .
وقوله: بعد ثلاث، سيرد في الرواية (24934) -وهي من طريق حماد بن سلمة، عن حماد بن أبي سليمان- بلفظ: بعد أيام.
وسيكرر برقم (26272) ، وسلف بإسناد صحيح دون قوله: "بعد ثلاث" برقم (24107) .
وانظر (24105) .(40/163)
عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ أَوْلَادَكُمْ مِنْ أَطْيَبِ كَسْبِكُمْ، فَكُلُوا مِنْ كَسْبِ أَوْلَادِكُمْ " (1)
24136 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، " أَهْدَى مَرَّةً غَنَمًا " (2)
__________
(1) حديث حسن لغيره، وهذا إسناد سلف الكلام عليه في الرواية السالفة برقم (24032) .
وأخرجه الحميدي (246) ، والنسائي في "المجتبى" 7/241، وفي "الكبرى" (6044) من طريق سفيان بن عيينه، بهذا الإسناد.
وسيكرر (25654) سنداً ومتناًً.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينه، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي.
وأخرجه الحميدي (217) ، وابن الجارود في "المنتقى" (426) من طريق سفيان بن عيينه، بهذا الإسناد. إلا أن ابن جارود زاد فيه: "مقلَّدة".
وستأتي هذه الزيادة في الرواية رقم (24155) .
وأخرجه مطولاً ومختصراً البخاري (1701) و (1702) ، والنسائي في "المجتبى" 5/173 و173-174، وفي "الكبرى" (3767) ، والدارمي (1911) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/634، وتمام الرازي في "فوائده" (الروض البسام) (604) و (605) ، والذهبي في "سير أعلام النبلاء" 18/516-517 من طرق عن الأعمش، به.
وقد سلف (14891) من طريق عبثر بن القاسم، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر. قال الدارقطني في "العلل" 5/الورقة 129: والمحفوظ حديث الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة.
وسيرد برقم (24155) ، وقد سلف برقم (24020) .(40/164)
24137 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا عَمْرٌو، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " مَا مَاتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أُحِلَّ لَهُ النِّسَاءُ " (1)
__________
(1) حديث ضعيف، وهو وإن كان رجالهُ يقاتل رجال الشيخين قد اختُلِف فيه على عطاء وهو ابن أبي رباح كما سنذكر. سفيان: هو ابن عيينه، وعمرو: هو ابن دينار.
وأخرجه ابن سعد 8/194، والحميدي (233) ، وابن أبي شيبة 4/269-270، وإسحاق بن راهوية (1184) ، والترمذي (3216) ،- وقال: حسن صحيح- والنسائي في "المجتبى" 6/56، وفي "الكبرى" (5311) ، والطبري في "التفسير" 22/32، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (521) ، والبيهقي في "السنن" 7/54، وفي "معرفة الآثار" 10/10 من طريق سفيان بن عيينهْ، بهذا الإسناد. وقرن ابن سعد داود بن عبد الرحمن بسفيان.
وأخرجه ابن سعد 8/194 ممن طريق الثوري، عن عطاء، به.
واختلف فيه على عطاء بن أبي رباح:
فقد رواه سفيان بن عيينه -كما في هو الرواية- عن عمرو بن دينار، عن عطاء، عن عائشة.
ورواه وهيب بن خالد الباهلي -كمال في الرواية الآتية برقم (25467) - عن ابن جريج، عن عطاء، عن عبيد بن عمير، عن عائشة، به. فزاد عبيد بن عمير -وهو ابن قتادة الليثي- في الإسناد، لكن رواه عبد الرزاق عن ابن جريج كما سيأتي (25652) ، قال: وزعم عطاء أن عائشة قالت، فذكر الحديث، وذكر في عقبه قول ابن جريج لعطاء: عمن تأثر هذا؟ قال: لا أدري، حسبت أني سمعت عبيد بن عمير يقول ذلك.
ورواه الطبري في "تفسيره" 22/33، والطحاوي في "شرح المشكل" (523) ، من طريق الضحاك بن مخلد، عن ابن جريج، به. وجاء في آخره: قال: وقال أبو الزبير: سمعت رجلاً يخبر به عطاءً.
وقال أبو بكر بن العربي في "أحكام القرآن" 3/1571 بعد أن نقل عن جماعة من العلماء أنهم جعلوا هذا الحديث سنة ناسخة لقوله تعالى: (لا يحلم =(40/165)
24138 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أُتِيَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَارِقٍ (1) فَأَمَرَ بِهِ فَقُطِعَ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا كُنَّا نَرَى أَنْ يَبْلُغَ مِنْهُ هَذَا، قَالَ: " لَوْ كَانَتْ فَاطِمَةُ لَقَطَعْتُهَا " ثُمَّ قَالَ سُفْيَانُ: " لَا أَدْرِي كَيْفَ هُوَ (2) ؟ "
__________
= لك النِّساءُ من بعد) [الأحزاب: 52] : هو حديث واه ومتعلَّق ضعيف.
وسيأتي برقم (25467) و (25652) .
(1) في (م) و (ق) : أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتي بسارق.
(2) حديث صحيح. رجاله ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة.
وقد اختُلف فيه على ابن عيينه سنداًً ومتناًً:
فرواه البخاري (3733) عن علي ابن المديني، عن ابن عيينه، قال: ذهبتُ أسأل الزُّهريَّ عن حديث المخزومية فصاح عليَّ، فقلت لسفيان: فلَمْ تحتمله عن أحد؟ قال: وجدتُهُ في كتابٍ كان كَتَبَه أيوبُ بن موسى، عن الزهري ...
وقال فيه: إنها سرقت.
وهكذا قال محمد بن منصور عن ابن عيينة: إنها سرقت. أخرجه النسائي في "الكبرى" (7382) ، وفي " المجتبى" 8/72.
وعن رزق الله بن موسى عند النسائي في "المجتبى" 8/72، وفي "الكبرى"
(7383) عن سفيان كذلك، لكن قال: أُتِيَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بسارق، فقطعه، فذكره
مختصراً.
وكذا أخرجه أحمد -كما في هذه الرواية- عن سفيان، لكن في آخره: قال سفيان: لا أدري ما هو.
وأخرجه إسحاق بن راهوية (860) - ومن طريقه النسائي في "المجتبى" 8/72، وفي "الكبرى" (8381) - عن سفيان، عن الزهري، بلفظ: كانت مخزوميةٌ تستعيرُ المتاع وتجحدُه ... الحديث، وقال في آخره: قيل لسفيان: من ذكره؟ قال: أيوب بن موسى. فذكره بسنده المذكور هنا. =(40/166)
24139 - حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ (1) : " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي وَأَنَا بَيْنَ يَدَيْهِ " (2)
24140 - حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ،
__________
= وأخرج الطيالسي (1448) ، وابن أبي شيبة 9/466، والنسائي في "المجتبى" 8/72-73، وفي "الكبرى" (7384) من طريق يحيى بن زكريا ابن أبي زائدة، عن ابن عيينه، عن الزُّهري، بغير واسطة، وقال فيه: سَرَقَتْ.
قال الحافظ في "الفتح" 12/90: قال شيخنا في "شرح الترمذي": وابنُ عيينة لم يسمعه من الزهري، ولا ممن سمعه من الزهري، وإنما وجده في كتاب أيوب بن موسى، ولم يصرح بسماعه من أيوب بن موسى، ولهذا قال في رواية أحمد: لا أدري كيف هو.
قلنا: وسيرد برقم (25297) من طريق معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، بلفظ: كانت امرأةٌ مخزومية تستعير المتاع وتجحده. وسنذكر هناك من تابع معمراً في قوله: تستعيرُ المتاعَ وتَجحدُه، ومن رواه عن الزهري بلفظ: سرقت.
(1) في (م) : عن عائشة قالت.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. الأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو الضحى: هو مسلم بن صبيح، ومسروق: هو ابن الأجدع.
وأخرجه مطولاً البخاري (514) ، ومسلم (512) (270) ، وابن خزيمة (825) ، والبيهقي 2/276، والبغوي في "شرح السنة" (547) من طريق حفص بن غياث، بهذا الإسناد.
وسيرد مطولاً برقمي (25929) و (25930) .
وسلف برقم (24088) .(40/167)
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " أَيُّمَا امْرَأَةٍ نَزَعَتْ ثِيَابَهَا فِي غَيْرِ بَيْتِ زَوْجِهَا، هَتَكَتْ سِتْرَ مَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ رَبِّهَا " (1)
__________
(1) حديث حسن وهذا إسناد فيه انقطاع، سالم بن أبي الجعد لم يسمع من عائشة، بينهما أبو المليح: وهو ابن أسامة الهذلي، كما سيأتي في التخريج، وهو ثقة من رجال الشيخين، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وقد اختُلف فيه على الأعمش: فرواه حفص بن غياث -كما في هذه الرواية- عن الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، عن عائشة.
وخالفه يعلى بن عبيد -فيما أخرجه الدارمي (2651) - فرواه عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن سالم بن أبي الجعد، عن عائشة.
وأخرجه إسحاق (1605) ، وأبو داود (4010) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن منصور بن المعتمر، عن سالم، عن عائشة.
ورواه شعبةُ -كما سيرد في الرواية (25407) ، وسفيان الثوري- كما سيرد في الرواية (25408) - كلاهما فرواه عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد، عن أبي المليح، عن عائشة بزيادة أبي المليح بين سالم وعائشة.
قال الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 95: وقول شعبة والثوري عن منصور أشبه بالصواب.
قلنا: وتابعهما إسرائيل -فيما أخرجه الدارمي (2652) -وورقاء- فيما أخرجه الخطيب في "تاريخه" 3/58 -فروياه كذلك عن منصور، عن سالم، عن أبي المليح، عن عائشة.
وأخرجه أبو يعلى (4390) من طريق سعيد بن أبي هلال، عن محمد ابن عبد الله، عن أبي مسلم الخولاني، عن عائشة. ومحمد بن عبد الله لم نعرفه.
وأخرجه أبو يعلى كذلك (4680) من طريق إسحاق بن سليمان الرازي، عن معاوية بن يحيى الصدفي، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، به. قال =(40/168)
24141 - حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، وَأَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، (1) عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ نَذَرَ أَنْ يُطِيعَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ فَلْيُطِعْهُ، وَمَنْ نَذَرَ أَنْ يَعْصِيَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ فَلَا يَعْصِهِ " (2)
__________
= البخاري في معاوية: روى عنه إسحاق بن سليمان أحاديث مناكير كأنها من حفظه.
وله شاهد من حديث أم الدرداء سيأتي 6/362 وسنده حسن وقواه المنذري في "الترغيب والترهيب".
وآخر من حديث أم سلمة، سيرد 6/301، وفي سنده ضعف.
قال المناوي: والظاهر أن نزعَ الثيابِ عبارةٌ عن تكشفها للأجنبي، لِينالَ منها الجماعَ أو مقدماته، بخلافِ ما لو نزعت ثيابَها بينَ نساء مع المحافظةِ على ستر العورةِ إذ لا وجه لدخولها في هذا الوعيد.
(1) يعني: مالك بن أنس شيخ ثانٍ لابن إدريس.
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري، طلحة بن عبد الملك -وهو الأيلي- من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، ابن إدريس: هو عبد الله، والقاسم: هو ابن محمد بن أبي بكر الصديق.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/17، وفي "الكبرى" (4750) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1515) و (2145) و (4166) ، وفي "شرح معاني الآثار" 3/133 من طريق عبد الله بن إدريس، عن عبيد الله بن عمر، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابنُ عبد البر في "التمهيد" 6/90 من طريق ابن إدريس، عن مالك، به. =(40/169)
24142 - حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: سَمِعْتُ هِشَامًا، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أُرِيتُكِ فِي الْمَنَامِ مَرَّتَيْنِ، وَرَجُلٌ يَحْمِلُكِ فِي سَرَقَةٍ (1) مِنْ حَرِيرٍ، فَيَقُولُ: هَذِهِ امْرَأَتُكَ، فَأَقُولُ: إِنْ يَكُ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ يُمْضِهِ " (2)
__________
= وأخرجه ايضاَ 6/90-91 من طريق عمر بن علي المقدَمي، عن عُبيد الله ابن عمر ومالك، به.
وأخرجه ابن ماجه (2126) ، وابن الجارود في "المنتقى" (934) من طريقين عن عبيد الله بن عمر، به.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1514) و (2144) من طريق حفص بن غياث، عن عبيد الله بن عمر، عن القاسم، به، لم يذكر طلحة في الإسناد.
وقد سلف برقم (24075) .
(1) في (ق) : على سرقة.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، ابن إدريس: هو عبد الله.
وهو عند الإمام أحمد في "فضائل الصحابة" (1638) .
وأخرجه مسلم (2438) من طريق ابن إدريس، بهذا الإسناد.
وأخرجه إسحاق بن راهوية في "مسنده" (703) ، وابن سعد 8/64، والبخاري (5125) و (7012) ، ومسلم (2438) ، وأبو يعلى (4498) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (41) و (42) و (43) ، والبيهقي في "السنن" 2/410 و7/85، والخطيب في "تاريخه" 5/428. من طرق عن هشام بن عروة، به، نحوه. ولفظه من طريق حماد بن زيد عن هشام: يجيء بك الملك. قال الحافظ في الجمع بين رواية "رجل" هذه ورواية "ملك" فكأن الملك تمثل له حينئذ رجلاً. =(40/170)
24143 - حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " إِنَّ نُزُولَ الْأَبْطَحِ لَيْسَ بِسُنَّةٍ، إِنَّمَا نَزَلَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَنَّهُ كَانَ أَسْمَحَ (1) لِخُرُوجِهِ " (2)
__________
= وطريق: يونس عن هشام في مطبوع البيهقي في الموضع الأول تحرف إلى يونس بن هشام.
وأخرجه إسحاق بن راهوية (1237) ، والترمذي (3880) ، وابن حبان (7094) ، والإسماعيلي في "معجمه" (344) من طريق ابن أبي مليكة -وهو عبد الله بن عبيد الله بن عبد الله بن أبي مليكة المدني- عن عائشة قالت: جاء بي جبريل عليه السلام إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في خِرْقة حرير، فقال: "هذه زوجتُك في الدنيا والاخرة".
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.
وسيأتي برقمي (24971) و (25285) .
قال السندي: قوله: "في سَرَقة حرير"، بفتحتين، أي قطعة حرير.
(1) في (م) : أسمج، وهو تصحيف شنيع، وفي هامش (هـ) : أسهل.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه إسحاق بن راهوية (676) ، وابن ماجه (3067) من طريق عبدة ابن سليمان، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن راهوية (674) ، والبخاري (1765) ، ومسلم (1311) (339) ، والترمذي (923) ، والنسائي في "الكبرى" (4207) ، وابن ماجه (3067) ، والفاكهي في "أخبار مكة" (2389) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/121، والبيهقي في "السنن" 5/161، وفي "معرفة الآثار" 7/346 من طرق عن هشام، به.
وأخرجه ابنُ حبان (3896) من طريق سريج بن يونس، عن سفيان الثورىِ، عن هشام، به. وزاد في أوله: إن أسماء وعائشة كانتا لا تحصِّبان. =(40/171)
24144 - حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا رَأَى الْمَطَرَ، قَالَ: " اللهُمَّ صَيِّبًا نَافِعًا "
قَالَ: وَسَأَلْتُ عَائِشَةَ بِأَيِّ شَيْءٍ كَانَ يَبْدَأُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ بَيْتَهُ، قَالَتْ: " بِالسِّوَاكِ " (1)
__________
= وسيأتي بالأرقام (25575) و (25720) و (25885) ، و (25926) .
قال السندي: قولها: أسمح، أي: أسهل.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، المقدام بن شريح -وهو ابن هانىء الحارثي- ووالده من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبدة: هو ابن سليمان، ومِسْعر: هو ابن كدام.
وقولها: كان إذا رأى المطر، قال: "اللهم صيباً نافعاً":
أخرجه الحميدي (270) ، وإسحاق (1580) ، والنسائي في "المجتبى" 3/164، وفي "الكبرى" (1828) ، وابن حبان (994) ، والبيهقي في "السنن" 3/362 من طريقين عن مسعر، بهذا الإسناد.
وسيرد بالأرقام (24589) و (24590) و (24877) و (24973) و (25065) و (25336) و (25570) و (25864) .
وقولها: بأي شيء كان يبدأ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا دخل بيته ...
أخرجه إسحاق (1578) ، ومسلم (253) ، وأبو داود (51) ، والنسائي في "المجتبى" 1/13، وفي "الكبرى" (7) ، وابن خزيمة (134) ، وأبو عوانة 1/192، والبيهقي في "السنن" 1/34 من طرق عن مسعر، بهذا الإسناد.
وسيرد بالأرقام (24795) و (25487) و (25553) و (25592) .
وانظر (26037) .
قال السندي: قوله: صيَّباً، بتقدير: أجعله صيباً، أي: مطراً نافعاً والصيِّب: النَّازل.(40/172)
24145 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ عُرْوَةَ (1) ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: أَتَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ أَبِي حُبَيْشٍ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: إِنِّي اسْتَحَضْتُ فَقَالَ: " دَعِي الصَّلَاةَ أَيَّامَ حَيْضِكِ، ثُمَّ اغْتَسِلِي، وَتَوَضَّئِي عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ، وَإِنْ قَطَرَ عَلَى الْحَصِيرِ " (2)
__________
(1) في (ق) : عروة بن الزبير.
(2) حديث صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن هاشم، فمن رجال مسلم، وحبيب -وهو ابن أبي ثابت، وإن لم يسمعه من عُروة- قد يتبعه عليه هشام بن عروة، كما عند البخاري (228) عن أبيه عروة، عن عائشة، قالت: جاءت فاطمة ابنة أبي حبيش إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقالت: يا رسول الله: إني امرأة أُستحاض فلا أطهر، أفأدع الصلاة؟ فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا، إنما ذلك عرق، وليس بحيض، فإذا أقبلت حيضتُك، فدعي الصلاة، وإذا أدبرت، فاغسلي عنك الدم ثم صلي" وقال أبي (وهو عروة بن الزبير) "ثم توضئي لكل صلاة حتى يجيء ذلك الوقت"، وسيأتي في الرواية رقم (25622) .
وقوله في آخر الحديث: "وإن قطر على الحصير" يشهد له حديث عائشة عن البخاري (309) و (310) قالت: اعتكفت مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ امرأةٌ مستحاضة من أزواجه، فكانت ترى الحمرة والصفرة، فربما وضعنا الطست تحتها وهي تصلي.
قال الإمام الزيلعي في "نصب الراية" 1/200: وأعلم أن أبا داود لم ينسب عروة في هذا الحديث، كما نسبه ابن ماجه، وأصحابُ الأطراف لم يذكروه في ترجمة عروة بن الزبير، وإنما ذكروه في ترجمة عروة المزني معتمدين في ذلك على قول علي بن المديني: إن حبيب بن أبي ثابت لم يسمع من عروة بن الزبير، ورواه أحمد وإسحاق بن راهوية وابن أبي شيبة، والبزار في مسانيدهم، ولم ينسبوا عروة، ولكن ابن راهوية والبزار أخرجاه في ترجمة عروة بن الزبير =(40/173)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= عن عائشة، وفي لفظٍ لابن أبي شيبة بهذا الإسناد أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "تصلي المستحاضة وإن قطر الدم على الحصير". انتهي.
قلنا. قد أخرجه ابن ماجه (624) عن علي بن محمد وأبي بكر بن أبي شيبة قالا: حدثنا وكيع عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عروة بن الزبير، عن عائشة. فنسب عروة.
وأخرجه الدارقطني 1/212 من طريق محيد بن حرب النسائي، عن محمد ابن ربيعة، عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عروة بن الزبير، عن عائشة.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/102 وفي "شرح مشكل الآثار" (2731) من طريق يحيى بن عيسى، والدارقطني في "السنن" 1/211 و213 من طريق قرة بن عيسى وعبد الله بن عمير وسعيد بن محمد الوراق، وأبو يعلى (4799) من طريق عبد الله بن داود وعثام بن علي
وعبيد الله بن موسى، وستأتي في "المسند" عن وكيع برقم (25059) كلهم عن الأعمش، عن حبيب ابن أبي ثابت، عن عروة -غير منسوب-، عن عائشة مرفوعاً.
وأخرجه الدارقطني 1/211 من طريق علي بن هاشم، بهذا الإسناد. ثم قال بإثره: تابعه وكيعٌ والحربيُّ وقرةُ بن عيسى ومحيدُ بن ربيعة وسعيدُ بن محمد الوراق وابنُ عمير عن الأعمش، فرفعوه. ووقفه حفص بن غياث وأبو أسامة وأسباط بن محيد وهم إثبات.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 1/345-346 من طريق عباس الثوري، عن يزيد بن هارون، عن أبي العلاء أيوب بن أبي مسكين، عن الحجاج بن أرطأة، عن أم كلثوم، عن عائشة عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال في المستحاضة: "تدع الصَّلاة أيام أقرائها، ثم تغتسل مرة، ثم تتوضأ إلى مثل أيام أقرائها، فإن رأت صفرة انتضحت وتوضأت وصلَّت".
وأخرجه أبو داود (299) -ومن طريقه البيهقىِ 1/3466- عن أحمد بن =(40/174)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= سنان، عن يزيد بن هارون، عن أيوب بن أبي مسكين، عن الحجاج: يعني ابن أرطأة، عن أم كلثوم، عن عائشة موقوفاً.
وأخرجه أبو داود (300) ، والبيهقي 1/346 عن أحمد بن سنان، عن يزيد ابن هارون، عن أبي العلاء أيوب بن أبي مسكين، عن ابن شبرمة، عن امرأة مسروق، عن عائشة، مرفوعاً.
وأخرجه الدارقطني 1/210-211، والبيهقي 1/346 من طريق عمار بن مطر، عن أبي يوسف يعقوب بن إبراهيم، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، عن قمير امرأة مسروق، عن عائشة أن فاطمة بنت أبي حبيش أتت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقالت: يا رسولَ الله إني امرأة اُستحاض. فقال لها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إنما ذاك عرق، فانظري أيام أقرائك، فإذا جاوزت فاغتسلي واستنقي، ثم توضئي لكل صلاة".
وقال الدارقطني: تفرد به عمار بن مطر، وهو ضعيف، عن أبي يوسف، والذي عند الناس عن إسماعيل بهذا الإسناد موقوفاً: المستحاضة تدع الصلاة أيام أقرائها، ثم تغتسل وتتوضأ لكل صلاة.
قلنا: ورواية إسماعيل هذه أخرجها الدارمي (792) عن جعفر بن عون، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، عن قمير، عن عائشة موقوفاً.
وأخرجه الدارمي كذلك (790) من طريق معتمر، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن مجالد، عن قمير، عن عائشة موقوفاً.
وأخرجه الدارمي (799) و (814) ، والبيهقي 1/346-347 من طريق الشعبي عن قمير امرأة مسروق، عن عائشة موقوفاً.
قال الدارقطني في "العلل" 5/الورقة 107: والموقوف عن قمير عن عائشة أصح. قلنا: وأشار إلى صحة حديث قمير أبو داود عقب الرواية (300) .
وأخرجه مرفوعاً الدارقطني في "السنن" 1/216 و217، والبيهقي 1/354 =(40/175)
24146 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " اشْتَرَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ يَهُودِيٍّ طَعَامًا نَسِيئَةً، فَأَعْطَاهُ دِرْعًا لَهُ رَهْنًا " (1)
__________
= و354-355 من طريق عثمان بن سعد الكاتب، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة بنحوه مطولاً، وعثمان بن سَعْد ضعيف.
وسيأتي برقم (25059) و (25681) ، وسيكرر (26256) سنداً ومتناً.
وسيأتي من حديث فاطمة بنت أبي حبيش 6/420 و463-464، وانظر (24428) و (24523) و (24879) و (26005) .
وفي الباب عن أم سلمة، سيرد 6/320 و322 و323، وإسناده صحيح.
قال السندي: قولها: اسْتُحِضْتُ، على بناء المفعول.
قوله: "وإن قطر" أي: الدم.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي.
وأخرجه ابن راهوية (1502) ، والبخاري (2096) ، ومسلم (1603) (124) ، والنسائي في "المجتبى" 7/303، وفي "الكبرى" (6246) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (14094) ، وابن أبي شيبة 6/16، وابن راهوية (1501) و (1503) و (1504) ، والبخاري (2068) و (2200) و (2251) و (2252) و (2386) و (2509) و (2513) ، ومسلم (1603) ، والنسائي في "المجتبى" 7/288، وفي "الكبرى" (6202) ، وابن ماجه (2436) ، وابن الجارود في "المنتقى" (664) ، وابن حبان (5938) ، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 1/317، والبيهقي في "السنن الكبرى" 6/19 و36، وفي "السنن الصغير" 2/288، والبغوي في "شرح السنة" (2130) من طرق عن =(40/176)
24147 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَيَعْلَى، قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَائِمًا فِي الْعَشْرِ قَطُّ " (1)
__________
= الأعمش، به.
قال البغوي: هذا حديث متفق على صحته.
وسيرد بالأرقام (25274) و (25934) و (25998) .
وفي الباب عن أنس بن مالك سلف برقم (11993) ، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.
قال الحافظ في "الفتح" 5/141: وفي الحديث (يعني حديث أنس وهو بمعنى حديث عائشة) جوازُ معاملة الكفار فيما لم يتحقق تحريم عين المتعامل فيه، ... وفيه جوازُ بيع السلاح ورهنُه وإجارته وغيرُ ذلك من الكافر ما لم يكن حربيّاً.
ثم قال الحافظ: قال العلماء: الحكمةُ في عدوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن معاملة مياسير الصحابة إلى معاملة اليهود، إما لبيان الجواز، أو لأنهم لم يكن عندهم إذ ذاك طعام فاضل، أو خشي أنهم لا يأخذون منه ثمناً أو عوضاً، فلم يُرد التضييق عليهم، فإنه لا يبعد أن يكون فيهم إذ ذاك من يقدر على ذلك وأكْثَر منه، فلعله لم يُطلعهم على ذلك، وإنما أطلع عليه من لم يكن موسراً به. ممن نقل ذلك. والله أعلم.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، ويعلى: هو ابن عبيد الطنافسي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/41، وإسحاق بن راهوية (1505) ، ومسلم (1176) ، والترمذي (756) ، والنسائي في "الكبرى" (2872) ، وابن حبان (3608) ، والبيهقي في "السنن" 4/285، والبغوي في "شرح السنة" (1793) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.(40/177)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وقال الترمذي: هكذا رواه غير واحد عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة. قلنا: ثم ذكر أن هذه الرواية أصحُّ وأوصلُ إسناداً. يعني من الرواية المرسلة الآتي ذكرها قريباً.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 4/285 من طريق يعلى، به.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (2874) من طريق حفص بن غياث، وابن خزيمة (2103) من طريق أبي خالد الأحمر، كلاهما عن الأعمش، به.
وأخرجه ابن ماجه (1729) من طريق أبي الأحوص، عن منصور، عن إبراهيم، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/41، وإسحاق بن راهوية (1506) من طريق جريج، عن منصور، عن إبراهيم، أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... هكذا مرسلاً.
قال الترمذي: وروى الثوري وغيره هذا الحديث عن منصور، عن إبراهيم، أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يُرَ صائماً في العشر. وروى أبو الأحوص، عن منصور، عن إبراهيم، عن عائشة. ولم يذكر فيه عن الأسود. وقد اختلفوا على منصور في هذا الحديث، ورواية الأعمش أصحُّ وأوصل إسناداً.
ثم قال: وسمعت محمد بن أبان يقول: سمعت وكيعاً يقول: الأعمش أحفظ لإسناد إبراهيم من منصور.
قلنا: وقد ذكر مثل كلام الترمذي أبو حاتم وأبو زرعة فيما نقله عنهما ابن أبي حاتم في "العلل" 2/265. وقاله الدارقطني أيضاً في "العلل" 5/ورقة 129-130.
وسيأتي (24926) و (25566) .
قال النووي في "شرح صحيح مسلم": قال العلماء: هذا الحديث مما يُوهم كراهة صوم العشر، والمراد بالعشر هنا: الأيام التسعة من أوَّل ذي الحجة. قالوا: وهذا مما يتأول، فليس في صوم هذه التسعة كراهة، بل هي =(40/178)
24148 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَيَعْلَى، قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ أَطْيَبَ مَا أَكَلَ الرَّجُلُ مِنْ كَسْبِهِ، وَوَلَدُهُ مِنْ كَسْبِهِ " (1)
__________
= مستحبة استحباباً شديداً، لا سيما التاسع منها، وهو يوم عرفة.
قلنا. وترجم ابن حبان له بقوله: ذكر الإباحة للمرء ترك صوم العشر من ذي الحجة، وإن أمن الضَعْفَ لذلك.
وقد سلف في مسند ابن عمرو برقم (6505) الحث على العمل الصالح في أيام العشر من ذي الحجة، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
(1) حديث حسن لغيره، وهذا إسناد اختلف فيه على إبراهيم وهو ابن يزيد النخعي، وقد سلف الكلام عليه في الرواية (24032) .
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 7/157 و14/196، وإسحاق بن راهوية في "مسنده" (1507) ، وأبن ماجه (2137) ، وابن حبان (4261) ، والرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (232) ، وابن حزم في "المحلّى" 8/102، والبيهقي في "السنن" 7/480 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وقال البيهقي: وهو بهذا الإسناد غير محفوظ.
وأخرجه إسحاق بن راهوية (1507) والبيهقي في "معرفة السنن" (15993) والبغوي في "شرح السنة" (2398) من طريق يعلى بن عبيد، به.
وأخرجه ابن راهوية (1561) ، والنسائي في "المجتبى" 7/241، وفي "الكبرى" (6045) و (6046) ، والطبراني في "الأوسط" (4483) من طرق عن الأعمش، به.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 8/480 من طريق إبراهيم الصائغ، عن حماد ابن أبي سليمان، عن إبراهيم، به.
وأخرجه البيهقي كذلك في "السنن" 7/480 من طريق عبد الله بن المبارك، عن سفيان الثوري، عن حماد، عن إبراهيم، به. قال سفيان: وهذا =(40/179)
24149 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ أَبِي: وَلَمْ يَرْفَعْهُ يَعْلَى، عَنْ رَجُلٍ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ، فَتَزَوَّجَتْ زَوْجًا غَيْرَهُ، فَدَخَلَ بِهَا، ثُمَّ طَلَّقَهَا قَبْلَ أَنْ يُوَاقِعَهَا، أَتَحِلُّ لِزَوْجِهَا الْأَوَّلِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَحِلُّ لِلْأَوَّلِ حَتَّى يَذُوقَ الْآخَرُ عُسَيْلَتَهَا، وَتَذُوقَ عُسَيْلَتَهُ " (1)
24150 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ زَوْجُ بَرِيرَةَ حُرًّا، فَلَمَّا أُعْتِقَتْ، وَقَالَ مَرَّةً: عَتَقَتْ، خَيَّرَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَاخْتَارَتْ نَفْسَهَا، قَالَتْ: وَأَرَادَ أَهْلُهَا أَنْ يَبِيعُوهَا، وَيَشْتَرِطُوا الْوَلَاءَ، قَالَتْ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ
__________
= وهمٌ من حماد، قال عبد الله: سألت أصحاب سفيان عن هذا الحديث، فلم يحفظوا. قال عبد الله: وهذا من حديثه عن عمارة بن عمير ليس فيه الأسود.
قلنا: وقد سلفت رواية سفيان برقم (24032) .
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، لكن اختلف في رفعه ووقفه. فلم يرفعه يعلى كما ذكر الإمام أحمد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 4/274، وابن راهوية (1538) ، وأبو داود (2309) ، والنسائي في "المجتبى" 6/146، وفي "الكبرى" (5600) ، والطبري في تفسير الآية (230) من سورة البقرة، وابن حبان (4122) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 13/230- 231 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (24058) .
قال السندي: قوله: فدخل بها، أي: خلى بها، وليس المراد جامعها حتى ينافي ما بعده.(40/180)
لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " اشْتَرِيهَا (1) فَأَعْتِقِيهَا، فَالْوَلَاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ " (2)
__________
(1) في (ق) : قال: فاشتريها.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقولها: "كان زوج بريرة حراً" هو مدرج من كلام الأسود كما سنبين ذلك. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي.
وأخرجه مختصراً وبتمامه سيعيد بن منصور في "سننه" (1260) ، وإسحاق ابن راهوية (1539) ، والترمذي (1155) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/82 و4/43، وفي "شرح مشكل الآثار" (4374) و (4400) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وقال الترمذي: حديث عائشة حديث حسن صحيح.
وأخرجه سعيد بن منصور (1259) ، وابن أبي شيبة 4/211 و385 و396، وابن ماجه (2074) ، وأبو يعلى (4520) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4401) من طرق عن الأعمش، به.
وأخرجه ابن سَعْد 8/260-261، وابن أبي شيبة 4/395 من طريق أبي معشر، عن إبراهيم، عن الأسود أن عائشة قالت: كان زوج بريرة يوم خيرت حراً. أبو معشر: وهو زياد بن كليب قد خالف من هو أوثق منه، وفيه كلام من قبل حفظه. وقد اختلف عليه فيه، انظر "علل" الدارقطني 5/الورقة 131.
قلنا: وقوله: وكان زوج بريرة حراً. قال الحافظ في "الفتح" 9/411 مدرج من قول الأسود، أدرج في أول الخبر وهو نادر، فإن الأكثر أن يكون في آخره، ودونه أن يقع في وسطه، وعلى تقدير أن يكون موصولاً فترجح رواية من قال: كان عبداً، بالكثرة.
قلنا: وقد بسط ذلك الحافظ 9/410-411، فانظره لزاماً.
وسيجيء من قول الأسود برقم (25366) و (25533) . وقد بين ذلك البخاري في روايته (6754) ، وقال: وقول الأسود منقطع، وقولُ ابنِ عَبَّاس: =(40/181)
24151 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا " شَبِعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ تِبَاعًا مِنْ خُبْزِ بُرٍّ، حَتَّى مَضَى لِسَبِيلِهِ " (1)
__________
رأيته عبداً. أصح.
قلنا: سلف حديث ابن عباس برقم (2542) .
وقد سلف برقم (24053) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 13/249، وهنّاد في "الزهد" (726) ، ومسلم (2970) (21) ، والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند عمر) (1003) ، والبيهقي في "السنن" 7/47، وفي "الشعب" (5637) و (5638) ، وفي "الآداب" (561) ، وفي "الدلائل" 1/340 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو الشيخ في "طبقات المحدثين" (158) مطولاً من طريق روح بن مسافر، عن حماد، عن إبراهيم، به. وروح بن مسافر ضعيف.
وأخرجه وكيع في "الزهد" (109) من طريق مسعر، عن حماد، عن إبراهيم، عن عائشة، به. لم يذكر الأسود في الإسناد.
وأخرجه مسلم (2970) (24) من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، به.
وأخرجه وكيع (110) ، والبخاري (6455) ، ومسلم (2971) (25) من طريق هلال بن حميد، عن عروة، عن عائشة، به. بنحوه، ولفظه عند مسلم: ما شبع آل محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يومين من خبز بُرٍّ، إلا وأحدهما تمر.
وأخرجه مسلم (2974) ، والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند ابن عباس) (477) ، و (مسند عمر) (1012) من طريق يزيد بن عبد الله بن قسيط، عن عروة، عن عائشة، قالت: لقد مات رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وما شبع من خبز وزيت في يوم واحد مرتين. =(40/182)
24152 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " تَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهِيَ بِنْتُ تِسْعِ سِنِينَ، وَمَاتَ عَنْهَا وَهِيَ بِنْتُ ثَمَانِ عَشْرَةَ " (1)
24153 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، بَلَغَهَا أَنَّ نَاسًا يَقُولُونَ: إِنَّ الصَّلَاةَ يَقْطَعُهَا الْكَلْبُ
__________
= وأخرجه مطولاً ومختصراً وبألفاظ مختلفة -ابن سعد 1/400-401 و401، وأحيد في "الزهد" ص205، والترمذي في "سننه" (2356) ، وفي "الشمائل" (150) ، وأبو يعلى (3538) ، والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند ابن عباس) (462) و (مسند عمر) (1008) ، والطبراني في "الأوسط" (5109) و (6026) ، والبيهقي في "الشعب" (10421) من طريق مجالد، وهو ابن سعيد الهَمْدَاني، عن الشعبي، عن مسروق، عن عائشة، به. ومجاهد بن سعيد ضعيف.
وسيأتي بتمامه ومطولاً بالأرقام (24665) و (24965) و (25224) و (25540) و (25751) و (26176) و (26367) .
وفي الباب عن ابن عباس، وقد سلف برقم (2303) ، وعن أبي هريرة، وقد سلف برقم (9611) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن سعد 8/60، وابن أبي شيبة 13/46، وإسحاق بن راهوية (1537) ، ومسلم (1422) (72) ، والنسائي في "المجتبى" 6/82، وفي "الكبرى" (5368) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (51) و (59) ، والبيهقي في "السنن" 7/114 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد 8/62 من طريق إسرائيل، عن الأعمش، به.
وسيأتي بنحوه برقمي (24867) و (26397) .(40/183)
وَالْحِمَارُ وَالْمَرْأَةُ، قَالَتْ: أَلَا أَرَاهُمْ قَدْ عَدَلُونَا بِالْكِلَابِ وَالْحُمُرِ، " رُبَّمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي بِاللَّيْلِ، وَأَنَا عَلَى السَّرِيرِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ، فَتَكُونُ لِي الْحَاجَةُ، فَأَنْسَلُّ مِنْ قِبَلِ رِجْلِ السَّرِيرِ، كَرَاهِيَةَ أَنْ أَسْتَقْبِلَهُ بِوَجْهِي " (1)
24154 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، وَالْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَبِّلُ وَهُوَ صَائِمٌ، وَيُبَاشِرُ وَهُوَ صَائِمٌ، وَلَكِنَّهُ كَانَ أَمْلَكَكُمْ لِإِرْبِهِ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مِهْران، وإبراهيم: هو ابن يزيد النَّخَعي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي.
وأخرجه ابن خزيمة (826) ، والبيهقي في "السنن" 2/276 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وسيرد بالأرقام (24937) و (25007) و (25412) و (26302) .
وسلف مختصرا برقم (24088) .
وقد بسطنا القول في مسألة ما يقطع الصلاة عند حديث أبي هريرة السالف برقم (7983) .
قال السندي: قولها: قد عَدَلوُنا، أي: معشر النساء.
فَاَنْسَلُّ، أي: أذهبُ بالتدرّج والتأني.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مِهْران، وإبراهيم: هو النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس، والأسود: هو ابن يزيد بن قيس النخعي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/59 و63، وابن راهوية (1495) ، ومسلم =(40/184)
24155 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " أَهْدَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّةً غَنَمًا إِلَى الْبَيْتِ فَقَلَّدَهَا " (1)
__________
= (1106) (65) ، وأبو داود (2382) ، والترمذي (729) ، والنسائي في "الكبرى" (3101) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 24/266، والبغوي في "شرح السنة" (1748) و (1749) ، من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيح. وقال البغوي: هذا حديث متفقٌ على صحته.
وقد اختلفوا فيه على الأعمش:
فرواه ابن نمير، كما سيرد في الرواية (25932) ، وشعبة كما عند النسائي في "الكبرى" (3099) ، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة.
ورواه شريك كما عند النسائي في "الكبرى" (3100) ، ويحيي بن سعيد الأموي كما عند الدارقطني في "السنن" 2/181 عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عائشة.
ورواه يحيى بن أبي زائدة، كما عند مسلم (1106) (65) ، والنسائي في "الكبرى" (3081) ، عن الأعمش، عن أبي الضحى مسلم بن صبيح، عن مسروق، عن عائشة.
ورواه سفيان، كما عند النسائي (3082) ، عن الأعمش ومنصور، عن أبي الضحى، عن شُتَير بن شَكَل، عن حفصة. وسيرد 6/286.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (3086) من طريق المغيرة، عن إبراهيم، به، مختصراً.
وقد سلف من طريق منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عائشة برقم (24130) ، وذكرنا الاختلاف فيه على إبراهيم النخعي هناك.
وسلف برقم (24110) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (24136) غير أن =(40/185)
24156 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ شَوْكَةٌ فَمَا فَوْقَهَا، إِلَّا رَفَعَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهَا دَرَجَةً، وحَطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةً " (1)
__________
= شيخ أحمد هنا هو أبو معاوية محمد بن خازم الضرير.
وأخرجه إسحاق بن راهوية (1499) ، والحميدي (217) ، ومسلم (1321) (366) (367) ، والنسائي في "المجتبى" 5/173، وفي "الكبرى" (3768) ، وابن ماجه (3096) ، والبيهقي في "السنن" 5/232، وفي "السنن الصغير" (1784) ، والبغوي في "شرح السنة" (1892) وابن عبد البر في "التمهيد" 17/229 من طريق أبي معاوية الضرير، بهذا الإسناد، إلا أن ابن عبد البر قرن بالأعمش منصوراً.
قال السندي: قولها: فقلدها، من التقليد، فيدل الحديث على جواز تقليد الغنم.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/229، وإسحاق بن راهوية (1549) ، ومسلم (2572) (47) ، والترمذي (965) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2226) ، والبيهقي في "السنن" 3/374 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (702) من طريق روح بن مسافر، عن حماد بن أبي سليمان، عن إبراهيم، به. بلفظ: "ما من مسلم يُشاكُ شوكةً إلا كتبَ اللهُ له بها عشرَ حسناتٍ، وكفَّر عنه عشر سيئات، ورفع له بها عشر درجات". وروح بن مسافر ضعيف.
وسيأتي من طريق إبراهيم، به، بالأرقام: (24155) و (25403) و (26175) و (26377) . =(40/186)
24157 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَا مِنْ مُؤْمِنٍ يُشَاكُ شَوْكَةً (1) فَمَا فَوْقَهَا، إِلَّا كُتِبَ (2) لَهُ بِهَا دَرَجَةٌ، وَكُفِّرَ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةٌ " (3)
24158 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ هَمَّامٍ قَالَ: نَزَلَ بِعَائِشَةَ ضَيْفٌ، فَأَمَرَتْ لَهُ بِمِلْحَفَةٍ لَهَا صَفْرَاءَ، فَنَامَ فِيهَا، فَاحْتَلَمَ، فَاسْتَحَى (4) أَنْ يُرْسِلَ بِهَا، وَفِيهَا أَثَرُ الِاحْتِلَامِ، قَالَ: فَغَمَسَهَا فِي الْمَاءِ، ثُمَّ أَرْسَلَ بِهَا، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: " لِمَ أَفْسَدَ عَلَيْنَا ثَوْبَنَا، إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيهِ أَنْ يَفْرُكَهُ بِأَصَابِعِهِ، لَرُبَّمَا فَرَكْتُهُ مِنْ ثَوْبِ
__________
= وسلف برقم (24114) . وليس فيه رفع الدرجة، وانظر ما ذكرناه في ذلك هناك.
(1) في (م) : بشوكة.
(2) في (ظ8) و (ظ2) : كتبت.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسين: هو ابن محمد بن بَهْرام المرُّوذي، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي، ومنصور: هو ابن المعتمر.
وأخرجه الطيالسي (1380) ، وإسحاق بن راهوية (1548) ، ومسلم (2572) (46) ، والنسائي في "الكبرى" (7488) ، والبيهقي في "الشُّعَب" من طرق عن منصور، بهذا الإسناد. وزاد الجميع -سوى النسائي- في أوله قصة.
وانظر ما قبله.
(4) في (ظ8) : فاستحيا.(40/187)
رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَصَابِعِي " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مِهْران، وإبراهيم: هو ابنُ يزيد النَّخَعي، وهَمام: هو ابن الحارث. وأخرجه ابنُ أبي شيبة 1/84، والترمذي (116) ، وابن ماجه (537) و (538) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
ثم قال: وهكذا رُوي عن منصور، عن إبراهيم، عن هَمام بن الحارث، عن عائشة مثل رواية الأعمش. وروى أبو معشر هذا الحديث عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة، وحديث الأعمش أصحُّ.
قلنا: ورواية أبي معشر أخرجها مسلم في "صحيحه" (288) ، كما ذكرنا في تخريج الرواية (24064) .
وأخرجه مطولاً ومختصراً ابن ماجه (527) ، وابن خزيمة (288) ، وأبو عوانة 1/205-206، وابن المنذر في "الأوسط" (725) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/48 من طرق عن الأعمش، به.
وأخرجه مسلم (288) (106) ، والطحاوي 1/48 من طريق حفص بن غياث، عن إبراهيم، عن هَمَّام والأسود، به، بلفظة كنت أَفْرُكُهُ من ثوب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وأخرجه مسلم (290) ، وابن خزيمة (288) ، والبيهقي في "السنن" 2/417 من طريق عبد الله بن شهاب الخولاني، قال: كنت نازلاً على عائشة، فاحتلمت في ثوبيَّ، فغمستهما في الماء، فرأتني جارية لعائشة، فأخبرتها، فبعثَتْ إليَّ عائشةُ، فقالت: ما حَملكَ على ما صنعت بثوبيك؟ قال: قلت: رأيتُ ما يرى النائم في منامه، قالت: هل رأيتَ فيهما شيئاً؟ قلت: لا، قالت: فلو رأيت شيئاً غسلتَه. لقد رأيتُني وإني لأحكُّة من ثوبِ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يابساً بظفري. وسياسي مختصراً برقم (25612) .
وسلف مختصراً برقم (24064) من طريق الأسود بن يزيد، عن عائشة.(40/188)
24159 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، وَعَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، يُحَدِّثَانِ ذَاكَ، عَنْ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، لَا أَحْفَظُ حَدِيثَ هَذَا مِنْ حَدِيثِ هَذَا، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ اللهِ، يَصْدُرُ النَّاسُ بِنُسُكَيْنِ، وَأَصْدُرُ بِنُسُكٍ وَاحِدٍ، قَالَ: " انْتَظِرِي، فَإِذَا طَهُرْتِ، فَاخْرُجِي إِلَى التَّنْعِيمِ، فَأَهِلِّي مِنْهُ، ثُمَّ الْقَيْنَا "، وَقَالَ مَرَّةً: " ثُمَّ وَافِينَا بِجَبَلِ كَذَا وَكَذَا " قَالَ: أَظُنُّهُ قَالَ: " كَذَا، وَلَكِنَّهَا عَلَى قَدْرِ نَصَبِكِ، أَوْ قَدْرِ نَفَقَتِكِ "، أَوْ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1)
__________
(1) إسنادات صحيحان على شرط الشيخين. ابن عون: اسمه عبد الله.
وأخرجه ابن أبي شيبة (الجزء الذي نشره العمروي) ص126، ومسلم (1211) (126) ، والنسائي في "الكبرى" (4233) ، وابن خزيمة (3027) من طريق إسماعيل ابن عُليَّة، بالإسنادين معاً.
وأخرجه البخاري (1787) من طريق يزيد بن زُرَيع، عن ابن عون، بالإسنادين معاً.
وأخرجه إسحاق بن راهوية (926) ، ومسلم (1211) (127) ، والنسائي في "الكبرى" (4233) ، وابن خزيمة (3027) من طرق عن ابن عون، عن القاسم وإبراهيم، عن عائشة، به. لم يذكروا الأسود في رواية إبراهيم.
وأخرجه الدارقطني في "السنن" 2/286 من طريق هشيم، عن ابن عون، عن القاسم، به مختصراً. وتحرف في مطبوعة اسم ابن عون إلى ابن عوف.
وانظر (25307) و (25441) .
قالت السندي: قولها: يصدر الناس، أي: يرجعون إلى بيوتهم.
قولها: بتسكين، أي: بالحج والعمرة. =(40/189)
24160 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: بَلَغَ عَائِشَةَ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو يَأْمُرُ النِّسَاءَ إِذَا اغْتَسَلْنَ أَنْ يَنْقُضْنَ رُءُوسَهُنَّ، فَقَالَتْ: يَا عَجَبًا لِابْنِ عَمْرٍو، وَهُوَ يَأْمُرُ النِّسَاءَ إِذَا اغْتَسَلْنَ أَنْ يَنْقُضْنَ رُءُوسَهُنَّ، أَفَلَا يَأْمُرُهُنَّ أَنْ يَحْلِقْنَ، " لَقَدْ كُنْتُ أَنَا وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَغْتَسِلُ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ، فَمَا أَزِيدُ عَلَى أَنْ أُفْرِغَ عَلَى رَأْسِي، ثَلَاثَ إِفْرَاغَاتٍ " (1)
__________
قوله: "ولكنها" أي: العمرة.
قوله: "نصبك" بفتحتين، أي تعبك، أي: أجرها بقدر المشقَّة والمال.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، أبو الزبير -وهو محمد بن مسلم بن تدرس المكي- من رجاله، وقد أخرج له البخاري مقروناً، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. إسماعيل: هو ابن عُلَيَّة، وأيوب: هو السختياني، وعبيد بن عمير: هو الليثي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/73، ومسلم (331) ، وابن ماجه (604) ، وابن خزيمة (247) ، والبيهقي في "السنن" 1/181 من طريق إسماعيل بهذا الإسناد.
وأخرجه إسحاق بن راهوية في "مسنده" (1182) و (1773) ، وابن خزيمة (247) ، وأبو عوانة 1/315، والدارقطني في "السنن" 1/52 من طرق عن أيوب، به.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 1/203، وأبو عوانة 1/315، والطبراني في "الأوسط" (5333) ، والبيهقي في "السنن" 1/196 من طرق عن أبي الزبير، به.
وقد سلف برقم (24014) .(40/190)
24161 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُجْنِبُ ثُمَّ يَنَامُ، وَلَا يَمَسُّ مَاءً حَتَّى يَقُومَ بَعْدَ ذَلِكَ، فَيَغْتَسِلَ " (1)
24162 - حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ:
__________
(1) رجاله ثقات رجال الشيخين، أبو بكر بنُ عَياش من رجال البخاري، وهو ثقة. وقد أنكر الحفاظ قولَ إلي إسحاق السَّبيعي: ولا يمسُّ ماءً، وسنبسط القول فيه في الرواية (24706)
وأخرجه ابن راهوية في "مسنده" (1518) ، والترمذي (118) ، والنسائي في "الكبرى": (9052) -وهو في "عِشرَة النساء" (166) - من طريق أبي بكر بن عياش، بهذا الإسناد. ورواية إسحاق بن راهويه مطوّلة.
قال الترمذي: وهذا قولُ سعيد بن المسيب وغيره. وقد روى غيرُ واحد عن الأسود، عن عائشة عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه كان يتوضأ قبل أن ينام. وهذا أصحُّ من حديث أبي إسحاق عن الأسود. وقد رَوى عن أبى إسحاق هذا الحديث شعبةُ والثوري وغير واحد، ويرون أن هذا غلطٌ من أبى إسحاق.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9053) - وهو في "عِشْرة النساء" (167) - من طريق مُطَرف، عن أبي إسحاق، به، بلفظ: كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقضي حاجته، ثم ينام، ثم يُفيض عليه الماء.
وسيأتي مطولاً ومختصراً بالأرقام (24706) و (24708) و (24755) و (24778) و (25135) و (25791) .
قال السندي: قولها: ولا يمس ماءً: كنايةٌ عن عدم الاغتسال، فلا ينافي الوضوء، أو هو كنايةٌ عن عدم الاغتسال والوضوء، فيقال: إنه ترك الوضوء أحياناً لبيان الجواز، وأهلُ الحديث على أن هذا خطأٌ من أبى إسحاق، وهو غير لازم لما ذكرنا، والله تعالى أعلم.(40/191)
سَأَلْتُ عَائِشَةَ، كَيْفَ كَانَتْ صَلَاةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَتْ: " وَأَيُّكُمْ يَسْتَطِيعُ مَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَطِيعُ، كَانَ عَمَلُهُ دِيمَةً " (1)
24163 - حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ فِي
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. جرير: هو ابن عبد الحميد الضبي، ومنصور: هو ابن المعتمر، وإبراهيم: هو ابن يزيد النَّخَعي، وعلقمة: هو ابنُ قَيْس النَّخَعي.
وأخرجه ابن راهوية (1565) ، والبخاري (6466) ، ومسلم (783) (217) ، وأبو داود (1370) ، والنسائي في "الكبرى" (كما في "تحفة الأشراف" 12/245) ، وابن خزيمة (1281) ، وابن حبان (322) و (3647) من طريق جريج، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1398) عن سليمان بن معاذ الضَّبي، عن منصور، به.
وفيه قال علقمة: سألتُ عائشة: هل كان رسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُفضل ليلةَ الجمعة" أو يومَ الجمعة؟ فقالت: كان عملُه ديمة ...
وسيرد بالأرقام (24282) و (25413) و (25562) و (26374) .
وسيرد بأطولَ منه من طريق أبي سليم، عن عائشة برقمي: (24941) و (26343) .
وسلف نحوه من طريق أبي صالح، عن عائشة وأم سلمة برقم (24043) ، وذكرنا فيه أحاديث الباب.
قال السندي: قولها: دِيْمة، بكسر فسكون: هي المطر الدائم بلا برق ورعد، شبّه به عملُه في دوامه مع الاقتصاد.(40/192)
رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ: " سُبْحَانَكَ اللهُمَّ رَبَّنَا، وَبِحَمْدِكَ اللهُمَّ اغْفِرْ لِي "، يَتَأَوَّلُ الْقُرْآنَ (1)
24164 - حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ قَابُوسَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَرْسَلَ أَبِي امْرَأَةً، إِلَى عَائِشَةَ يَسْأَلُهَا، أَيُّ الصَّلَاةِ كَانَتْ أَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُوَاظِبَ عَلَيْهَا؟ قَالَتْ: " كَانَ يُصَلِّي قَبْلَ الظُّهْرِ أَرْبَعًا يُطِيلُ فِيهِنَّ الْقِيَامَ، وَيُحْسِنُ فِيهِنَّ الرُّكُوعَ، وَالسُّجُودَ، فَأَمَّا مَا لَمْ يَكُنْ يَدَعُ صَحِيحًا، وَلَا مَرِيضًا، وَلَا غَائِبًا،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. جرير: هو ابن عبد الحميد الضَّبيِّ، ومنصور: هو ابن المعتمر، وأبو الضُّحى: هو مُسلم بن صُبَيْح، ومسروق: هو النص الأجدع.
وأخرجه إسحاق بن راهوية في "مسنده" (1441) ، والبخاري (4968) ، ومسلم (784) (217) ، وأبو داود (877) ، وابن ماجه (889) ، وابن نصر المروزي في "قيام الليل" ص89، والطبري في "تفسيره" 30/334، وابن خزيمة (605) ، والبيهقي في "السنن" 2/109، وفي "الدعوات الكبير" (76) ، والبغوي في "تفسيره" في تفسير سورة النصر، وفي "شرح السنة" (1618) من طريق جرير بن عبد الحميد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن حبان (1930) ، والطبراني في "الدعاء" (602) و (603) من طرق عن منصور، به.
وأخرجه ابن حبان (1929) من طريق موسى بن بحر، عن جرير بن عبد الحميد، عن منصور، عن أبي إسحاق، عن مسروق، به. وموسى بن بحر روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات".
وسيأتي برقم (24223) و (24685) و (25567) .
وسلف مطولاً برقم (24065) .(40/193)
وَلَا شَاهِدًا فَرَكْعَتَيْنِ (1) قَبْلَ الْفَجْرِ " (2)
24165 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ، " قَبَّلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ وَهُوَ مَيِّتٌ، حَتَّى رَأَيْتُ الدُّمُوعَ تَسِيلُ عَلَى وَجْهِهِ " (3)
__________
(1) كذا في النسخ الخطية و (م) عدا (هـ) ، وقد وجهه السندي بقوله: أي فإنه يصلي ركعتين، وفي (هـ) فركعتان: وهو الأشبه.
(2) إسناده ضعيف لجهالة المرأة التي أرسلها والد قابوس، وقد سمَّاها الطَّيالسي في روايته أم جعفر، وقابوس: وهو ابن أبي ظبيان حصين بن جندب الجنسي، فيه لين، وقال ابن حِبَّان في "المجروحين" 2/215-216: كان رديء الحفظ، ينفرد عن أبيه بما لا أصل له، ربما رفع المراسيل وأسند الموقوف، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين: جرير: هو ابن عبد الحميد الضبي.
وأخرجه مختصراً ابن أبي شيبة 2/200، ومن طريقه ابنُ ماجه (1156) عن جرير، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1575) عن قيس بن الربيع، عن قابوس، عن أبيه، عن أم جعفر، عن عائشة، به.
ويأتي برقمي (24340) و (25147) بإسنادين صحيحين بلفظ: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يدع أربعاً قبل الظهر وركعتين قبل الفجر.
وفي الباب في صلاة أربع ركعات قبل الظهر، عن عبد الله بن السائب، وقد سلف برقم (15396) وذكرنا هناك أحاديث الباب.
وانظر (24019) و (24167) .
(3) إسناده ضعيف لضعف عاصم بن عبيد الله، وهو ابنُ عاصم بن عمر بن الخطاب، وقد اضطرب فيه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان. وسفيان: هو الثوري.(40/194)
24166 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ أَبِي حَزْرَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا يُصَلَّى بِحَضْرَةِ الطَّعَامِ، وَلَا وَهُوَ يُدَافِعُهُ الْأَخْبَثَانِ " (1)
__________
= وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (6775) ، وابن سَعْد 3/396، وإسحاق ابن راهوية (921) ، وعبد بن حميد في "المنتخب" (1526) ، وأبو داود (3163) ، وابن عدي في "الكامل" 5/1867، والحاكم 1/361 و3/190 من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم في الموضع الثاني.
وقال في الموضع الأول: هذا حديث متداول بين الأئمة، إلا أن الشيخين لم يحتجا بعاصم بن عبيد الله. ووافقه الذهبي!
وأخرجه الطيالسي (1415) ، ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" 1/105 -107 عن قيم، وأخرجه ابن أبي شيبة 3/385 عن سفيان -هو ابن عيينه- كلاهما عن عاصم بن عبيد الله، به.
وأخرجه البزار (809) (زوائد) من طريق العمري، عن عاصم بن عبيد الله، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن أبيه قال: رأيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبّل عثمان بن مظعون. قلنا: وقد أخطأ الشيخ الألباني رحمه الله في كتاب الجنائز ص21، فظن أن هذه الرواية تشهد لحديث عائشة اعتماداً على قول الهيثمي في "المجمع" 3/20: رواه البزار وإسناده حسن. مع أن عاصم بن عبيد الله في سنده أيضاً.
وأخرجه الذهبي في "السير" 5/481 من طريق محمد بن عبد الله بن عبيد ابن عمير، عن يحيى بن سعيد، ونحو الأنصاري، عن القاسم، به. ثم قال: الذهبي: محمد بن عبد الله هذا المعروف بالمحرم ضعّفوه.
وسيأتي برقم (25712) ، وسيكرر برقم (24286) سنداًً ومتناًً.
والثابت في هذا الباب أن أبا بكر رضي الله عنه قبّل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو ميت.
وسيأتي برقم (24278) .
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي حزرة، وهو =(40/195)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= يعقوب بن مجاهد القاص فمن رجال مسلم، وهو ثقة.
وقد اختلف في تعيين عبد الله بن محمد، فقد رواه أحمد هنا غير منسوب وكذلك أبو يعلى (4804) .
وأخرجه أبو داود (89) عن أحمد بن حنبل وقرن معه مسدداً ومحمد بن عيسى، ثلاثتهم عن يحيى بن سعيد، وهو القطان، عن أبي حزرة، عن عبد الله ابن محمد -قال ابن عيسى: ابن أبي بكر، ثم اتفقوا- أخو القاسم بن محمد، عن عائشة.
وكذلك رواه البغوي في "شرح السنة" (802) من رواية اللؤلؤي، عن أبي داود، عن أحمد بن حنبل، عن يحيى بن سعيد، عن أبي حزرة، عن عبد الله ابن محمد أخو القاسم بن محمد: كنا عند عائشة.
وقد وهم المزي في تعيينه في رواية أبي داود بأنه عبد الله بن محمد أبو عتيق، فزاد: أبو عتيق، وتعقبه الحافظ في "النكت الظروف" 11/464 بأن هذه اللفظة ليست في أصول أبي داود، فانظره لزاماً.
وتابعهم بجدار ويعقوب ين إبراهيم ويحي بن حكيم وأحمد بن عبدة -كما عند ابن خزيمة (933) - أربعتهم عن يحيى بن سعيد القطان، عن أبي حزرة، عن عبد الله بن محمد- وهو ابن أبي بكر الصديق، عن عائشة.
ورواه إسماعيل بن جعفر-كما سيأتي (24449) - وأخرجه مسلم من طريقه (560) (67) عن أبي حزرة، عن عبد الله ابن أبي عتيق، عن عائشة.
وكذلك رواه حاتم بن إسماعيل -كما عند مسلم (560) (67) والبيهقي 3/73- عن أبي حزرة، عن ابن أبي عتيق، به.
وأخرجه أبو عوانة 2/16، والبيهقي في "السنن" 3/71 من طريق سليمان ابن بلال، وابن المنذر في "الأوسط" (1639) ، والبيهقي 3/71 من طريق محمد بن جعفر، كلاهما عن أبي حزرة، عن عبد الله بن محمد ابن أبي عتيق، عن عائشة، به.
قال المزي في "تهذيب الكمال" 16/51: ابن أبي عتيق هو المحفوظ، وهو =(40/196)
24167 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي عَطَاءٌ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى شَيْءٍ مِنَ النَّوَافِلِ أَشَدَّ مُعَاهَدَةً مِنَ الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الصُّبْحِ " (1)
__________
= عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/423، وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1999) من طريق أبي كريب محمد بن العلاء، وابن حبان (2074) من طريق الحسن بن سهل الجعفري، ثلاثتهم عن الحسين بن علي الجعفي، عن أبي حزرة، عن القاسم بن محمد، عن عائشة، به.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1998) ، وابن حبان (2073) من طريق يحيى بن أيوب، عن أبي حزرة، عن القاسم بن محمد وعبد الله بن محمد، عن عائشة.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 3/71، وفي "المعرفة" 4/124 من طريق الدراوردي، عن محمد بن أبي عتيق، عن أبيه، عن عائشة.
وأخرجه الحاكم 1/168 من طريق يحيى عن أبي حزرة، عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن القاسم بن محمد، عن عائشة، به.
قال الدارقطني في "العلل" 5/90: الصحيح من ذلك ما رواه يحيى القطان، عن أبي حزرة، عن ابن أبي عتيق، قال: دخلت أنا والقاسم عند عائشة، فذكره.
وسيكرر (24270) سنداً ومتناًً.
وقد سلفت أحاديث الباب في رواية أبي هريرة (9697) .
قال السندي: قوله: "لا يصلي" على بناء المفعول أو الفاعل، والضمير للمصلي، وعلى التقديرين فضمير وهو يدافعه للمصلي، والأخبثان البول والغائط.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابنُ سعيد القطان، =(40/197)
24168 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ بِلَالًا يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ، فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُؤَذِّنَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ " قَالَتْ: " فَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا كَانَ قَدْرَ مَا يَنْزِلُ هَذَا وَيَرْقَى هَذَا " (1)
__________
= وعطاء: هو ابنُ أبي رباح.
وأخرجه البخاري (1169) ، ومسلم (724) (94) ، وأبو داود (1245) ، والنسائي في "الكبرى" (456) ، وابن خزيمة (1109) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/299، وابن حبان (2456) ، والبيهقي في "السنن" 2/470، وابن عبد البَرّ في "التمهيد" 24/44 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/240-241، ومسلم (724) (95) ، وأبو يعلى (4423) ، وابن خزيمة (1108) ، وابن حبان (2457) ، والبيهقي في "السنن" 2/470، وابن عبد البَرّ 24/44 من طريق حفص بن غياث، والبغوي في "شرح السنة" (880) من طريق الوليد بن مسلم، كلاهما عن ابن جريج، به.
وسيأتي برقم (25364) .
وسيكرر بإسناده ومتنه برقم (24275) .
وانظر (24241) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن خزيمة (403) و (1932) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/138 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه إسحاق بن راهوية (934) و (935) ، والبخاري (622-623) وبنحوه (1918-1919) ، ومسلم (1092) (38) ، والنسائي في "المجتبى" 2/10، وفي "الكبرى" (1603) ، وابن خزيمة (1932) ، والبيهقي في "السنن" 1/381-382 و4/218 من طرق عن عبيد الله، به. =(40/198)
24169 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ يُحَدِّثُ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: بِئْسَمَا عَدَلْتُمُونَا بِالْكَلْبِ وَالْحِمَارِ، قَدْ " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي وَأَنَا مُعْتَرِضَةٌ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَسْجُدَ غَمَزَ، يَعْنِي رِجْلِي، فَضَمَمْتُهَا (1) إِلَيَّ، ثُمَّ يَسْجُدُ " (2)
__________
= وأخرجه عبد الرزاق (7611) عن عبيد الله، عن القاسم، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلاً.
وأخرجه أيضاً (7612) عن الثوري، عن عبد الله، عن القاسم، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مرسلاً
وسيأتي بغير هذه السياق مطولاً برقم (25521) .
وسيكرر برقم (24273) سنداًً ومتناًً.
وفي الباب عن عبد الله بن مسعود، وقد سلف برقم (3654) ، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب. وانظر حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب السَّالف برقم (4551) .
(1) في الحديث الآتي برقم: (24274) وهو مكرر لهذا الحديث: غمز -يعني رجليَّ- فقبضتهما.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، يحيى: هو ابن سعيد القطان، وعُبيد الله: هو ابنُ عمر العمري.
وأخرجه البخاري (519) ، وأبو داود (712) ، والنسائي في "المجتبى" 1/102، وفي "الكبرى" (157) ، وابن حبان (2343) ، وابن عبد البَرّ في "التمهيد" 21/167 و169 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (744) (135) من طريق ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن القاسم بن محمد، عن عائشة أنَّ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يصلي صلاتَه بالليل وهي مُعترضةٌ بين يديه، فإذا بَقِيَ الوتر، أيقظها، فأوتَرَتْ. =
وسلف مختصراً برقم (24088) .(40/199)
24170 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَحْرُمُ مِنَ الرَّضَاعِ مَا يَحْرُمُ مِنَ الْوِلَادَةِ " قَالَ (1) : وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ (2)
__________
= وسيأتي بنحوه برقم (26234) .
وسيكرر بإسناده ومتنه برقم (24274) .
وانظر (24153) .
(1) القائل هو مالك.
(2) إسناداه صحيحان على شرط الشيخين. يحيى: هو ابنُ سعيد القطان، وعبد الله بنُ دينار: هو القرشي، مولى عبد الله بن عمر بن الخطاب، ومالك: هو ابن أنس، وعبد الله بن أبي بكر: هو ابنُ محمد بن عمرو بن حزم، وعَمرة: هي بنتُ عبد الرحمن.
وبالإسناد الأول: أخرجه الدارمي (2249) ، والترمذي (1147) ، والنسائي في "المجتبى" 6/98-99، وفي "الكبرى" (5436/3) من طريق يحيى، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، والعملُ على هذا عند أهل العلم من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وغيرهم لا نعلم بينهم في ذلك اختلافاً.
وهو بالإسناد الأول عند مالك في "الموطأ" 2/607، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "مسنده" 2/19-20 (بترتيب السندي) ، وأبو داود (2055) ، والترمذي (1147) ، وابن حبان (4223) ، والبيهقي في "السنن" 6/275 و7/158-159، وفي "معرفة السنن" 11/246، والخطيب في "تاريخه" 6/333، وابن عبد البر في "التمهيد" 17/122، والبغوي في "شرح السنة" (2279) .
وبالإسناد الآخر: أخرجه الدارمي (2250) ، والنسائي في "المجتبى" =(40/200)
24171 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا أَنْفَقَتْ " وَقَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: " إِذَا أَطْعَمَتِ الْمَرْأَةُ مِنْ بَيْتِ زَوْجِهَا " وَقَالَ أَبُو مُعَاوِيةَ: " إِذَا أَنْفَقَتِ الْمَرْأَةُ مِنْ بَيْتِ زَوْجِهَا غَيْرَ مُفْسِدَةٍ، كَانَ لَهَا أَجْرُهَا، وَلَهُ مِثْلُ ذَلِكَ بِمَا كَسَبَ، وَلَهَا بِمَا أَنْفَقَتْ، وَلِلْخَازِنِ مِثْلُ ذَلِكَ " قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ: " مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ " (1)
__________
=6/99، وفي "الكبرى" (5435) من طريق يحيى، عن مالك، عن عبد الله بن أبي بكر، به.
وسيرد طريق مالك بالإسناد الآخر برقم (25453) ونذكر تتمة تخريجه هناك.
وسيكرر سنداًً ومتناًً بالإسناد الأول برقم (24242) .
وانظر (24054) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، وابن نمير: هو عبد الله، والأعمش: هو سليمان بن مِهْران، وشقيق: هو ابن سَلَمة، ومسروق: هو ابن الأجدع.
وأخرجه مسلم (1024) (81) ، وابن ماجه (2294) من طريق أبي معاوية، وابن نمير، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 6/582، وابن راهوية (1418) ، ومسلم (1024) (81) ، والنسائي في "الكبرى" (9109) -وهو في "عِشْرة النساء" (316) - من طريق أبي معاوية، به. وقرن ابن أبي شيبة بأبي معاوية ابنَ أبي زائدة.
وأخرجه البيهقي 4/192 من طريق ابن نمير، به. =(40/201)
24172 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ زَكَرِيَّا قَالَ: حَدَّثَنِي عَامِرٌ قَالَ: حَدَّثَنِي شُرَيْحُ بْنُ هَانِئٍ قَالَ:
__________
= وأخرجه ابن راهوية (1728) ، والحميدي (276) ، والبخاري (1437) و (1439) و (1440) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (77) ، والإسماعيلي في "المعجم" 1/398، والسهمي في "تاريخ جرجان" ص391، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (1692) و (1693) من طرق عن الأعمش، به.
وقرن البخاري (1439) ، وأبو القاسم البغوي، والإسماعيلي، والسهمي بالأعمش منصوراً، وسيرد من طريقه برقم (26370) .
قال البغوي: هذا حديث متفق على صحته.
وأخرجه موقوفاً النسائي (9199) - وهو في "عِشْرة النساء" (317) - عن يوسف بن سعيد، عن حجاج، عن ابن جريج، أخبرني أبو الزبير، عن حبيب ابن أبي ثابت، عن مسروق، عن عائشة، قالت: ما تصدقت المرأة من عرض بيتها فالأجر بينهما شطران.
وأخرجه أبو يعلى (4359) ، وابن حبان (3358) ، والطبراني في "الأوسط" (2760) من طريق جرير، والدارقطني في "العلل" 5/ورقة 69 من طريق إبراهيم بن خالد، عن سفيان الثوري، كلاهما عن الأعمش، عن مسلم بن صُبيح أبي الضحى، عن مسروق، به. قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن الأعمش، عن أبي الضحى إلا جرير. قلنا: ورواه الثوري كذلك كما عند الدارقطني.
وقال الدارقطني عقبه: كذا قال: عن مسلم. قلنا: يعني أن الجادّة فيه: عن شقيق بن سلمة.
وسيرد بالأرقام (24177) و (24680) و (26370) .
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (8188) .
وعن أبي موسى، سلف برقم (19512) .(40/202)
حَدَّثَتْنِى عَائِشَةُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ أَحَبَّ اللهُ لِقَاءَهُ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللهِ كَرِهَ اللهُ لِقَاءَهُ، وَالْمَوْتُ قَبْلَ لِقَاءِ اللهِ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. شُريح بن هانىء من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطان، وزكريا: هو ابن أبي زائدة، وقد صرَّح بالتحديث عن عامر، وهو ابن شَراحيل الشعبي.
وأخرجه البغوي في "شرح السنة" (1450) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي (225) ، وابن راهوية (1571) ، ومسلم (2684) (16) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 3/79، والبغوي (1450) من طرق عن زكريا بن أبي زائدة، به.
وأخرجه ابن راهوية (1320) ، ومسلم (2684) (15) ، والترمذي (1067) ، والنسائي في "المجتبى" 4/10، وفي "الكبرى" (1964) ، وابن ماجه (4264) ، وابن حبان (3010) من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن زيارة بن أبي أوفى، عن سعد بن هشام، عن عائشة، به، وزاد: فقلت: يا نبي الله، أكراهيةُ الموتِ؟ فكلنا يكره الموت، فقال: "ليس كذلك، ولكن المؤمن إذا بُشِّر برحمة الله ورضوانه وجنَّتِه، أحب لقاء الله، فأحب الله لقاءه، وإنَّ الكافر إذا بُشِّرَ بعذاب الله وسَخَطه، كرهَ لقاءَ الله وكره اللهُ لقاءه".
وعلَّقه البخاري بإثر حديث عبادة بن الصامت (6507) -وهو من أحاديث الباب- بصيغة الجزم عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد، ولم يذكر لفظه، اكتفاءً بلفظ حديث عبادة.
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وسيكرر سنداًً ومتناًً برقم (24284) .
وسيرد برقمي: (25728) و (25989) . =(40/203)
24173 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ جَابِرِ بْنِ صُبْحٍ قَالَ: سَمِعْتُ خِلَاسًا قَالَ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ قَالَتْ: " كُنْتُ أَبِيتُ أَنَا وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الشِّعَارِ الْوَاحِدِ، وَأَنَا طَامِثٌ حَائِضٌ "، قَالَتْ: " فَإِنْ أَصَابَهُ مِنِّي شَيْءٌ غَسَلَهُ، لَمْ يَعْدُ مَكَانَهُ، وَصَلَّى فِيهِ وَإِنْ أَصَابَهٌ مٍنْهُ شَيْءٌ لَمْ يَعُدَّ ذَلِكَ (1) " (2)
__________
= وسيرد من طريق الحسن، عن عائشة برقم (25831) .
وكان شُريح بنُ هانىء قد سمعه أولاً من أبي هريرة كما جاء في الرواية (8556) ، ثم جاء عائشةَ، فسألها، فقالت: قد قاله رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قال السندي: قوله: "والموتُ قَبْلَ لقاءِ الله"، أي: لا بد من الموت أولاً حتى يحصل لقاءُ الله تعالى عقبه.
وقد ذكرنا أحاديث الباب في مسند أبي هريرة برقم (8133) .
(1) قوله: وإن أصابه منه شيء، لم يَعْدُ ذلك سقط من (م) ، والمثبت من (ظ 2) و (ق) و (هـ) ، إذ إن خرماً في نسخة (ظ 8) في هذا الموضع.
(2) إسناده صحيح، جابر بن صُبْح: هو الرَّاسبي، روى له أصحاب السنن ما خلا ابن ماجه، وهو ثقة، وخلاس، وهو ابن عمرو الهجري من رجال مسلم، وروى له البخاري مقروناً بغيره، وهو ثقة كذلك. يحيى بن سعيد: هو القطان.
وأخرجه الدارمي (1013) ، وأبو داود (269) و (2166) ، والنسائي في "المجتبى" 1/150-151 و188-189 و2/73، وفي "الكبرى" (276) و (849) ، وأبو يعلى (4802) ، والدولابي في "الكني" 1/4، والبيهقي في "السنن" 1/313 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (25514) ، وانظر (25416) .
قال السندي: قوله: فإن أصابه، أي: الثوب.
فولها: منه، أي: من الدم. =(40/204)
24174 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ يُحَدِّثُ، عَنْ عَائِشَةَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُقَبِّلُ، أَوْ يُقَبِّلُنِي، وَهُوَ صَائِمٌ، وَأَيُّكُمْ كَانَ أَمْلَكَ لِإِرْبِهِ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1)
24175 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُعَوِّذُ بَعْضَ أَهْلِهِ، يَمْسَحُهُ بِيَمِينِهِ، (2) فَيَقُولُ: " أَذْهِبِ الْبَاسَ رَبَّ النَّاسِ، وَاشْفِ إِنَّكَ أَنْتَ الشَّافِي، لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا " قَالَ: فَذَكَرْتُهُ لِمَنْصُورٍ، فَحَدَّثَنِي عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مَسْرُوقٍ،
__________
= قولها: لم يعد ذلك، أي: لم يجاوز مكان الدم.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري، والقاسم: هو ابن محمد بن أبي بكر الصديق.
وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/79، والبيهقي في "السنن" 4/233، وفي "السنن الصغير" (1339) ، وابن عبد البَر في "التمهيد" 24/264، وفي "الاستذكار" 10/60، من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن راهوية (937) ، ومسلم (1106) (64) ، وابن ماجه (1684) ، والبغوي في "الجعديات" (2602) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/91، وابن حبان (3543) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 24/264، من طرق، عن عبيد الله بن عمر العمري، به.
وسلف برقم (24109) .
(2) في (ظ 2) : بيده.(40/205)
عَنْ عَائِشَةَ نَحْوَهُ (1)
24176 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " مَا تَرَكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دِينَارًا، وَلَا دِرْهَمًا،
__________
(1) إسناداه صحيحان على شرط الشيخين، ولسفيان الثوري فيه شيخان، فرواه عن سليمان -وهو الأعمش- عن مسروق، عن عائشة. ورواه عن منصور ابن المعتمر، عن إبراهيم، عن مسروق، عن عائشة. مسلم: هو ابن صبيح أبو الضحى. وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، ومسروق: هو ابن الأجدع.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 10/313، والبخاري (5743) و (5750) ، ومسلم (2191) ، والنسائي في "الكبرى" (10848) -وهو في "عمل اليوم والليلة" (1010) - من طريق يحيى بن سعيد، بهذين الإسنادين.
وأخرجه عبد الرزاق (19783) عن معمر، والنسائي في "الكبرى" (10855) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (1016) - من طريق عبد الواحد بن زياد، كلاهما، عن الأعمش، به.
وأخرجه النسَّائي أيضا (10851) -وهو في "عمل اليوم والليلة" (1013) - من طريق ورقاء، عن منصور، عن إبراهيم، به.
وسيرد بالأرقام (24182) و (24234) و (24774) و (24776) و (24838) و (24891) و (24935) و (24946) و (24959) و (24995) و (25001) و (25740) و (26243) و (26369) و (26400) .
وفي الباب عن عبد الله بن مسعود، سلف برقم (3615) ، وقد ذكرنا أحاديث الباب ثمة.
وقد أورده الحافظ في "أطراف المسند" 9/33، من طريق ابن نمير، عن الأعمش، عن مسلم، عن مسروق، عن عائشة. ولم نجده فيما بين أيدينا من نسخ المسند.(40/206)
وَلَا شَاةً، وَلَا بَعِيرًا، وَلَا أَوْصَى بِشَيْءٍ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، وابن نمير: هو عبد الله، والأعمش: هو سليمان بن مِهْران، وشَقيق: هو ابن سَلَمة، ومسروق: هو ابن الأجدعَ.
وهو في "الزهد" لأحمد ص9 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" 2/260، وابن أبي شيبة 11/206-207، ومسلم (1635) (18) ، وابن ماجه (2695) من طريق أبي معاوية وابن نمير، به. وتحرف "شقيق" في مطبوع ابن أبي شيبة إلى سفيان.
وأخرجه ابن راهوية (1420) ، وهَنَّاد في "الزهد" (732) ، وأبو داود (2863) ، والنسائي في "المجتبى" 6/240، وفي "الكبرى" (6448) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" ص281، وابن عبد البَر في "الاستذكار" 23/8-9، وفي "التمهيد" 14/294، والبغوي في "شرح السنة" (3837) من طريق أبي معاوية، به. قال البغوي: هذا حديث صحيح. قلنا: وسقط اسم شقيق من مطبوع "الزهد" لهناد.
وأخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" 6/266، وفي "دلائل النبوة" 7/273، وفي "شُعَب الإيمان" (10437) من طريق ابن نمير، به.
وأخرجه ابن راهوية (1419) ، ومسلم (1635) (18) ، وأبو الشيخ ص281 من طريق جرير، ومسلم كذلك من طريق عيسى بن يونس، والنسائي في "المجتبى" 6/240، وفي "الكبرى" (6448) من طريق مفضل، والنسائي كذلك 6/240، وفي "الكبرى" (6449) ، والطبراني في "الأوسط" (1747) من طريق داود بن نُصَيْر الطائي، والطبراني كذلك في "الأوسط" (3888) من طريق جعفر بن الحارث، خمستهم عن الأعمش، به.
واختُلف فيه على الأعمش:
فرواه حسن بن عيَّاش فيما أخرجه النسائي في "المجتبى" 6/240، وفي "الكبرى" (6450) ، وأبو الشيخ ص281-282، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" =(40/207)
24177 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا أَنْفَقَتِ الْمَرْأَةُ مِنْ طَعَامِ زَوْجِهَا " فَذَكَرَ مَعْنَاهُ، وَقَالَ: " لَا يَنْقُصُ وَاحِدٌ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ شَيْئًا " (1)
__________
= 1/100 و136 عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة.
ورواه سعد بن الصمت فيما أخرجه أبو الشيخ ص281 عن الأعمش، عن مسلم بن صبيح، عن مسروق، عن عائشة.
ورواه روح بن مسافر، فيما أخرجه أبو الشيخ كذلك ص282 عن الأعمش، عن أبي صالح، عن عائشة.
قال النسائي: الصواب حديث أبي معاويهَ ومفضل وداود، وحديث ابن عياش لا نعلم أحداً تابعه على قوله: عن إبراهيم عن الأسود.
وأخرجه البغوي في "شرح السنة" (3836) من طريق أبي حُذيفة النَّهدي، عن سفيان الثوري، عن الأعمش، به. وأبو حذيفة النهدي سيّىء الحفظ، وقد رواه إسحاق بن يوسف وعبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري كما في الروايتين (25519) و (25538) ، فقالا: عن عاصم، عن زرّ، عن عائشة.
وسيرد من طريق زر، عن عائشة بالأرقام (25053) و (25519) و (25538) .
وفي الباب عن عمرو بن المُصطلق قال: ما ترك رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا سلاحَه، وبغلةً بيضاءَ، وأرضاً جعلها صدقة. سلف في "مسند الكوفيين" برقم (18458) .
وانظر حديث عائشة السالف برقم (24146) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همَّام، =(40/208)
24178 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: دَخَلَتْ عَلَيْهَا (1) يَهُودِيَّةٌ اسْتَوْهَبَتْهَا طِيبًا، فَوَهَبَتْ لَهَا عَائِشَةُ، فَقَالَتْ: أَجَارَكِ اللهُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، قَالَتْ: فَوَقَعَ فِي نَفْسِي مِنْ ذَلِكَ، حَتَّى جَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ لِلْقَبْرِ عَذَابًا؟ قَالَ: " نَعَمْ، إِنَّهُمْ لَيُعَذَّبُونَ فِي قُبُورِهِمْ عَذَابًا تَسْمَعُهُ الْبَهَائِمُ " (2)
__________
= وسفيان: هو الثوري.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (7275) و (16619) .
وسلف بتمامه برقم (24171) .
(1) في (ظ 2) و (ق) : علينا.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم، والأعمش: هو سليمان بن مِهْران، وشَقيق: هو ابن سَلَمة أبو وائل، ومسروق: هو ابن الأَجْدع.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/373، وابن راهوية (1418) ، وهناد في "الزهد" (348) ، والنسائي في "المجتبى" 4/105، وفي "الكبرى" (2193) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن راهوية (1415) ، والبخاري (6366) ، ومسلم (586) (125) ، والنسائي في "المجتبى" 4/105، وفي "الكبرى" (2194) ، والآجري في "الشريعة" ص359-360، واللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة" (2135) ، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (174) من طريق جريج، عن منصور، عن أبي وائل شقيق، عن مسروق، عن عائشة قالت: دخلت عليَّ عجوزان من عُجُز يهود المدينة ... فذكر نحوه، وفي آخره: فما رأيتُه بعدُ في صلاة إلا تعوَّذ من عذاب القبر.(40/209)
24179 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَابْنُ نُمَيْرٍ الْمَعْنَى، قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: دَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلَانِ، فَأَغْلَظَ لَهُمَا وَسَبَّهُمَا. قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَمَنْ أَصَابَ مِنْكَ خَيْرًا، مَا أَصَابَ هَذَانِ مِنْكَ خَيْرًا؟ قَالَتْ (1) : فَقَالَ: " أَوَمَا عَلِمْتِ مَا عَاهَدْتُ عَلَيْهِ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ؟ " قَالَ: قُلْتُ: " اللهُمَّ أَيُّمَا مُؤْمِنٍ سَبَبْتُهُ، أَوْ جَلَدْتُهُ، أَوْ لَعَنْتُهُ فَاجْعَلْهَا لَهُ مَغْفِرَةً، وَعَافِيَةً، وَكَذَا وَكَذَا " (2)
__________
= وسيرد هذا الحرف في رواية أبي الشعثاء عن مسروق برقم (25520) .
وأخرجه ابن راهوية (1647) من طريق عاصم بن بهدلة، عن أبي وائل أن يهودية كانت عند عائشة تحدثها، حتى أتت على عذاب القبر.
وسلف مع ذكر قصة الكسوف برقم (24268) .
وسيرد بالأرقام: (24520) و (24582) و (25419) و (25706) و (26008) و (26105) و (26333) ، ومطولاً برقم (25089) .
وانظر (24301) .
وفي الباب عن أبي أيوب مرفوعاً بلفظ: "يهودُ تُعَذَّب في قبورها" عند البخاري (1375) ، وسلف 5/417.
وانظر ما نقلناه في الرواية (24582) .
قال السعدي: قوله: "تسمعه" أي: تسمع أثرَه، وهو صوت المعذَّب.
(1) في النسخ الخطية: قال. والمثبت من (م) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، وابن نمير: اسمه عبد الله، والأعمش: اسمه سليمان بن مِهْران، ومسلم: هو ابن صُبيح أبو الضُّحى، ومعروف: هو ابن الأجدع. =(40/210)
24180 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: رَخَّصَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَمْرٍ، فَتَنَزَّهَ عَنْهُ نَاسٌ مِنَ النَّاسِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَغَضِبَ حَتَّى بَانَ الْغَضَبُ فِي وَجْهِهِ، ثُمَّ قَالَ: " مَا بَالُ قَوْمٍ يَرْغَبُونَ عَمَّا رُخِّصَ لِي فِيهِ، فَوَاللهِ لَأَنَا أَعْلَمُهُمْ بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَشَدُّهُمْ لَهُ خَشْيَةً " (1)
24181 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ،
__________
= وأخرجه ابن أبي شيبة 10/340، ومسلم (2600) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/206، والبيهقي في "السنن" 7/61 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه إسحاق بن راهوية (1461) ، ومسلم (2600) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (6003) من طريقين عن الأعمش، به.
وفي الباب عن أبي هريرة سلف برقم (7311) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
وانظر (24259) و (24764) و (25016) .
قال السندي: قولها: لمَنْ أصاب منك، بفتح اللام و"من": شرطية، أي: أيُّ عبد أصاب خيراً فهما محرومان من الخير.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه إسحاق بن راهويه (1460) ، ومسلم (2356) (128) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابنُ راهوية (1458) و (1459) ، والبخاري في "صحيحه" (6101) و (7301) ، وفي "الأدب المفرد" (436) ، ومسلم (2356) ، وأبو يعلى (4910) ، وتمّام في "فوائده" (61) من طرق عن الأعمش، به.
وسيأتي برقم (25482) .
وانظر (24319) و (24385) .(40/211)
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " خَيَّرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَاخْتَرْنَاهُ، فَلَمْ يَعْدُدْهَا عَلَيْنَا شَيْئًا " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مِهْران، ومسلم: هو ابن صُبَيْح أبو الضحى، ومسروق: هو ابن الأجدع.
وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة 5/61، وإسحاق بن راهوية (1452) ، ومسلم (1477) (28) ، والنسائي في "المجتبى" 6/161، و"الكبرى" (5638) ، وابن ماجه (2052) ، من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (5262) ، ومسلم (1477) (28) ، وأبو داود (2203) ، وأبو يعلى (4372) ، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (138) ، وأبو نعيم "أخبار أصبهان" 2/164، والبيهقي في "السنن" 7/345، وابن عبد البر في "الاستذكار" 17/164، والبغوي في "شرح السنة" (2355) ، من طرق عن الأعمش، به.
وأخرجه مسلم (1477) (28) ، وأبو يعلى (4371) ، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (139) ، والبيهقي في "السنن الكبير" 7/345، من طريق الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة، به.
وأخرجه الشافعي في "الأم" 5/125، من طريق معمر، وابن سعد في "الطبقات" 8/191، من طريق محمد بن عبد الله، كلاهما عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، به. وسيرد مطولاً من حديث الزهري برقمي (25517) و (26271) .
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (11984) عن معمر، عن الزهري، عن عائشة، به. وهذا منقطع، لم يذكر فيه عروة.
وأخرجه ابن ساعد في "الطبقات" 8/191، وأبو نعيم في "الحلية" 10/219 من طريق القاسم، والطبراني في "الأوسط" (371) من طريق =(40/212)
24182 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَابْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَوِّذُ بِهَذِهِ الْكَلِمَاتِ: " أَذْهِبِ الْبَاسَ رَبَّ النَّاسِ، اشْفِ وَأَنْتَ الشَّافِي، لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا "
قَالَتْ: فَلَمَّا ثَقُلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، أَخَذْتُ بِيَدِهِ، فَجَعَلْتُ أَمْسَحُهُ بِهَا وَأَقُولُهَا، قَالَتْ: فَنَزَعَ يَدَهُ مِنِّي، ثُمَّ قَالَ: " رَبِّ اغْفِرْ لِي، وَأَلْحِقْنِي بِالرَّفِيقِ " قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ: قَالَتْ: فَكَانَ هَذَا آخِرَ مَا سَمِعْتُ مِنْ كَلَامِهِ، قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا عَادَ مَرِيضًا مَسَحَهُ بِيَدِهِ، وَقَالَ: " أَذْهِبْ (1) " (2)
__________
= سعيد بن جبير، و (7100) من طريق أبي العالية، ثلاثتهم عن عائشة، به.
وسيرد من طريق إبراهيم عن عائشة مرسلاً برقم (25376) .
وسيرد مطولاً ومختصراً بالأرقام (24208) و (24247) و (24487) و (24653) و (24721) و (25193) و (25299) و (25301) و (25376) و (25401) و (25517) و (25666) و (25703) و (25770) و (26023) و (26036) و (26108) و (26271) .
(1) في (ظ 8) "أذهب الباس".
(2) إسنادات صحيحان على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، وابن جعفر: هو محمد، والأعمش: هو سليمان بن مهران، ومسلم: هو ابن صبيح أبو الضُّحى.
وأخرجه ابن سعد 2/210، وابن أبي شيبة 8/45-46 و10/259 =(40/213)
24183 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: سَرَقَهَا سَارِقٌ، فَدَعَتْ عَلَيْهِ فَقَالَ: لَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تُسَبِّخِي عَنْهُ " (1)
__________
= و312، ومسلم (2191) ، وابن ماجه (1619) من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (2191) من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة، به.
وأخرجه الطيالسي (1404) - ومن طريقه البيهقي في "السنن" 3/381، وفي "الشعب" (9201) ، وفي "الآداب" (337) - ومسلم (2191) من طريقين عن شعبة، به.
وأخرجه ابن سعد 2/212، وإسحاق (1457) ، ومسلم (2191) و (2191) (46) ، وأبو يعلى (4459) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (551) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (153) من طرق عن الأعمش، به وقد سلف برقم (24175) .
قال السندي: قولها: فنزع يده مني، ثم قال: "رب اغفر لي" بَيَّن على أن هذا المرض مرض الموت، فلا يطلب فيه الشفاء، وإنما يطلب فيه المغفرة، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده ضعيف، حبيب -وهو ابن أبي ثابت- حديثه عن عطاء -وهو ابن أبي رباح- ليس بمحفوظ فيما نقله العقيلي عن يحيى القطان، وقال أيضاً في "الضعفاء" 1/263: له عن عطاء أحاديث لا يتابع عليها، وذكر منها هذا الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مِهْران، وقد تابعه سفيان الثوري كما سيرد برقم (25051) .
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/348، وابن راهوية (1222) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. =(40/214)
24184 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَاوِلِينِي الْخُمْرَةَ مِنَ الْمَسْجِدِ " قَالَتْ: قُلْتُ: إِنِّي حَائِضٌ؟ قَالَ: " إِنَّ حَيْضَتَكِ لَيْسَتْ فِي يَدِكِ " (1)
__________
= وأخرجه أبو داود (1497) من طريق حفص بن غياث، عن الأعمش، به.
قال أبو داود: "لا تُسَبِّخِي" أي: لا تُخَفِّفي.
وسيرد بالأرقام (25051) و (25052) و (25798) .
قال أبو أحمد العسكري في "تصحيفات المحدثين" 1/60: هو مثل قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "من دعا على مَنْ ظلَمه فقد انتصر".
قلنا: هو من حديث عائشة، أخرجه ابن أبي شيبة 10/347-348، والترمذي (3552) ، وأبو يعلى (4454) و (4631) ، وابن عدي في "الكامل" 6/2407، فيه ميمون أبو حمزة الأعور، وهو ضعيف. قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث أبي حمزة، وقد تكلم بعض أهل العلم في أبي حمزة، وهو ميمون الأعور.
قال السندي: قولهم "لا تُسَبِّخي عنه" بتشديد الباء الموحدة بعدها خاء معجمة، أي: لا تُخَفِّفي عنه إثمَ السرقة والعقوبة بدعاية عليه، وفي رواية: دعيه، وكأنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رآها في الغضب، فأشار إلى أنه مقتضى الغضب تتميمُ العقوبة له، أو الدعاءُ عليه يخفِّفُ العقوبةَ عنه، فاللائق بذلك تركُ الدعاء، ومرادُه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن تترك الدعاء لا أن يتم له العقوبة، ويحتمل أن المراد: لا تخفِّفي عنه خوفاً من أن يخف أجرك، فكأن أجر المظلوم بقدرِ وِزْرِ الظالم. والله تعالى أعلم.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، ثابت بن عبيد، وهو الأنصاري =(40/215)
24185 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، (1) حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، وَيَحْيَى الْمَعْنَى، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ ذَكْوَانَ أَبِي عَمْرٍو مَوْلَى عَائِشَةَ، عَنْ عَائِشَةَ
__________
= الكوفي من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 2/360، وإسحاق بن راهوية (916) ، ومسلم (298) (11) ، وأبو داود (261) ، والنسائي في "المجتبى" 1/146-147، وفي "الكبرى" (266) ، والبيهقي في "السنن" 1/186، وابن عبد البر في "التمهيد" 3/170-171 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سَعْد 1/469، وإسحاق بن راهوية (915) ، والترمذي (134) ، والنَّسائي في "المجتبى" 1/146، وفي "الكبرى" (266) ، وأبو عوانة 1/313-314 و314، وابن عبد البر في "التمهيد" 3/171من طرق عن الأعمش، به.
قال الترمذي: حديث عائشة حديث حسن صحيح، وهو قول عامة أهل العِلْم، لا نعلم بينهم اختلافاً في ذلك.
وأخرجه مسلم (298) (12) ، وأبو يعلى (4488) و (4666) ، والطبراني في "الكبير" (1316) من طرق عن ثابت بن عبيد، به.
وأخرجه أبو حنيفة (72) ، وأبو عوانة 1/314، والطبراني في "الأوسط" (3724) من طرق عن عائشة، به.
وسيأتي بالأرقام (24695) و (24747) و (24794) و (24802) و (24807) و (24832) و (25404) و (25460) و (25461) و (25796) و (26084) .
وسيكرر برقم (25919) سنداًً ومتناًً.
وانظر (25163) و (25459) و (25749) و (26111) .
وقد سلفت أحاديث الباب في مسند ابن عمر في الرواية (5382) .
(1) في (ظ 2) و (ق) و (م) : معاذ، والمثبت من (ظ8) ، و"أطراف المسند" 9/38. وظاهرٌ أن الأحاديث التي يذكرها الإمام أحمد هنا أنما هي من مرويات شيخه أبي معاوية، كما يتبين من الأحاديث السابقة واللاحقة.(40/216)
قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اسْتَأْمِرُوا النِّسَاءَ فِي أَبْضَاعِهِنَّ " قَالَ: قِيلَ: فَإِنَّ الْبِكْرَ تَسْتَحْيِي (1) أَنْ تَكَلَّمَ؟ قَالَ: " سُكُاتُهَا (2) إِذْنُهَا " (3)
__________
(1) في (ظ 8) و (ظ 2) : تستحيي.
(2) في (م) : سكوتها.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن حازم الضرير، ويحيى: هو ابن سعيد القطان، وابن جريج: هو عبد الملك ابن عبد العزيز، وقد صرَّح بسماعه من ابن أبي مليكة، وهو عبد الله بنُ عُبيد الله.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 6/85-86، وفي "الكبرى" (5376) ، وابن الجارود في "المنتقى" (708) ، وأبو يعلى (4803) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. ولفظه عند أبي يعلىْ "استأمروا النساء في أبضاعهن، فإن البكر تستحي، فتسكت، فهو إذنها" وفي إسناده موسى بن
محمد بن حيان، قال الذهبي: ضعفه أبو زرعة. اهـ. وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: ربما خالف. قلنا: وقد خالف هنا، فجعل قول عائشة: فإن البكر تستحي، مرفوعاً.
وأخرجه أبو يعلى (4890) من طريق أبي معاوية، به. وتحرف أبو معاوية في المطبوع إلى: معاذ.
وأخرجه ابن أبي شيبة 4/136، وابن راهوية (1746) ، والبخاري (6946) و (6971) ، ومسلم (1420) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/367، وابن حبان (4080) و (4081) ، وتمّام الرازي في "فوائده" (767) (الروض البسام) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" 7/119 و122-123 و123، والبغوي في "شرح السنة" (2255) من طرق عن ابن جريج، به، بألفاظ متقاربة.
ولفظه عند البخاري (6946) : قلت: يا رسول الله: يُستأمرُ النساء في أوضاعهن؟ قال: "نعم.." إلى آخر الحديث. =(40/217)
24186 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: لَمَّا ثَقُلَ أَبُو بَكْرٍ قَالَ: أَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟ قُلْنَا: يَوْمُ الِاثْنَيْنِ، قَالَ: " فَأَيُّ يَوْمٍ قُبِضَ فِيهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَتْ (1) : قُلْنَا: قُبِضَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ "، قَالَ: " فَإِنِّي أَرْجُو مَا بَيْنِي وَبَيْنَ اللَّيْلِ "، قَالَتْ: وَكَانَ عَلَيْهِ ثَوْبٌ بِهِ رَدْعٌ مِنْ مِشْقٍ، فَقَالَ: " إِذَا أَنَا مِتُّ فَاغْسِلُوا ثَوْبِي هَذَا، وَضُمُّوا إِلَيْهِ ثَوْبَيْنِ جَدِيدَيْنِ، فَكَفِّنُونِي فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ " فَقُلْنَا: أَفَلَا نَجْعَلُهَا جُدُدًا كُلَّهَا؟ قَالَ: فَقَالَ: " لَا إِنَّمَا هُوَ لِلْمُهْلَةِ "، قَالَتْ: فَمَاتَ لَيْلَةَ الثُّلَاثَاءِ (2)
__________
= ولفظه عند تمّام بنحو لفظ حديث أبي يعلى المذكور آنفاً، وفي إسناده ضعف كذلك.
وأخرجه البخاري (5137) ، وابن حبان (4082) من طريق ليث بن سعد، عن ابن مليكة، به. مختصراً.
وسيرد برقمي (25324) و (25672) .
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7527) وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
(1) في (ق) و (م) : قال.
(2) في (م) : فيه.
(3) في (ظ 8) : فضموا.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم.
وأخرجه إسحاق (829) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
أخرجه مطولاً ومختصراً ابن أبي شيبة 3/258 و346، وعبد الرزاق (6176) ، وابن سَعْد 2/682، وإسحاق (830) ، وعبد بن حميد في =(40/218)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= "المنتخب" (1495) ، والبخاري (1387) ، وأبو يعلى (4451) ، وابن حبان (6615) ، والطبراني في "الكبير" (40) ، والحاكم 3/65، والبيهقي في "السنن" 3/399، وفي "الدلائل" 7/233 من طرق عن هشام، به.
وأخرجه مختصراً عبد الرزاق (6178) ، وابن سعد 3/206 من طريق معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، بلفظ: أوصى أن يكفن بثوبين عليه يلبسهما.
وأخرجه ابن سعد 3/205-206 من طريق شعبة، عن محمد بن عبد الرحمن، عن عمرة، عن عائشة، قالت: قال أبو بكر: اغسلوا ثوبي هذا، وكفنوني فيه، فإنَّ الحي أفقر إلى الجديد من الميت.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/59، من طريق ابن أبي مليكة، عن عائشة، وعنده: فاغسلوا ثوبي هذين، واشتروا لي ثوباً.
وأخرجه مطولاً إسحاق (828) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (980) ، وابن حبان (3036) من طريق مجاهد بن وردان، عن عروة، عن عائشة، به. وذكروا فيه: كفنوني في ثوبي هذين، واشتروا لي ثوباً.
وأخرجه مرسلا ابنُ سعد 3/206 عن مسلم بن إبراهيم، عن القاسم بن الفضل، عن عبد الرحمن بن القاسم أَنَّ أبا بكر الصديق كُفِّن في ثوبين غسيلين سحوليين من ثياب اليمن. وقال أبو بكر: الحي أولى بالجديد، إنما الكفن للمُهلة.
وسيرد (25005) ، وانظر (24790) .
وانظر (24122) .
قال السندي: قوله: فإني أرجو، أي: الموت طلباً للموافقة له صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في يوم الوفاة.
قوله: ما بيني، أي: في الوقت الذي بين هذه الساعة وبين الليل، والمراد ما بين هذه الساعة والليل. =(40/219)
24187 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ فِي بَرِيرَةَ ثَلَاثُ قَضِيَّاتٍ، أَرَادَ أَهْلُهَا أَنْ يَبِيعُوهَا وَيَشْتَرِطُوا الْوَلَاءَ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " اشْتَرِيهَا فَأَعْتِقِيهَا فَإِنَّمَا الْوَلَاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ، قَالَتْ: وَعَتَقَتْ، فَخَيَّرَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَاخْتَارَتْ نَفْسَهَا، قَالَتْ: وَكَانَ النَّاسُ يَتَصَدَّقُونَ عَلَيْهَا، فَتُهْدِي لَنَا، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " هُوَ عَلَيْهَا صَدَقَةٌ، وَهُوَ لَكُمْ هَدِيَّةٌ، فَكُلُوهُ " (1)
__________
= قوله: ردع بفتح فسكون، وإهمال عين، وجاء الإعجام، أي: آثر ولطخ لم يعم كله.
قوله: مشي، بكسر فسكون: المَغْرة. قلنا: وهو صبغ أحمر.
قوله: للمهلة، بضم ميم وكسرها، هي القيح والصديد الذي يذوب ويسيل من الجسد.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، وعبد الرحمن بن القاسم: هو ابن محمد بن أبي بكر.
وأخرجه مختصراً وبتمامه إسحاق (968) ، ومسلم (1075) (172) و (1504) (10) ، والنسائي في "المجتبى" 6/162-163، وفي "الكبرى" (5641) ، وابن حبان (4269) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه مختصراً الدارمي (2290) و (2291) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/82، وفي "شرح مشكل الآثار" 11/188 و189 من طرق عن هشام، به.
وقد سلف برقم (24053) .
وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2542) .(40/220)
24188 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، وَابْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " مِنْ كُلِّ اللَّيْلِ قَدْ أَوْتَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَانْتَهَى وِتْرُهُ إِلَى السَّحَرِ " (1)
__________
(1) إسناداه صحيحان على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/286، وابن راهوية في "مسنده" (1448) ، ومسلم (745) (136) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (996) ، وأبو داود (1435) ، وأبو عوانة 2/307، وتمّام الرازي في "فوائده" (388) (الروض البسام) من طرق، عن الأعمش، به.
وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/195 "بترتيب السندي"، والحميدي (188) ، ومسلم (745) (136) و (138) ، وابن الجارود في "المنتقى" (268) ، وأبو عوانة 2/307، والمروزي في "مختصر قيام الليل" ص120، والبيهقي في "السنن" 3/34-35 و35 من طريقين عن أبي الضُحى مسلم بن صُبيح، به.
وسيأتي بالأرقام (24759) و (25974) و (25693) و (25694) و (25695) .
وسيكرر بإسناده الثاني ومتنه برغم (25691) .
وفي الباب عن علي، سلف برقم (580) .
وانظر (24202) .
قال السندي: قولها: فانتهى وِتْرُه إلى السَّحَر، أي: كان آخر العمر يوتر في السحر.(40/221)
24189 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَتْ امْرَأَةٌ تَدْخُلُ عَلَيْهَا تَذْكُرُ مِنْ اجْتِهَادِهَا قَالَ: فَذَكَرُوا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " إِنَّ أَحَبَّ الدِّينِ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مَا دُووِمَ عَلَيْهِ، وَإِنْ قَلَّ " (1)
24190 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير.
وأخرجه إسحاق بن راهوية (626) عن أبي معاوية، بهذا الإسناد. وقد نسب المرأة إلى بني أسد.
وأخرجه مطولاً ومختصراً إسحاق بن راهوية (625) ، والترمذي في "جامعه" عقب الرواية (2856) ، وفي "الشمائل" (304) ، والبغوي في "شرح السنة" (933) من طريق عبدة بن سليمان الكلابي، ومسلم (785) (221) ، وابن خزيمة (1282) من طريق أبي أسامة، وأبو يعلى (4651) من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد، وأبو عوانة 2/298، والبيهقي 3/17 من طريق أبي ضمرة أنس بن عياش، وأبو نعيم في "الحلية" 2/65-66 من طريق حماد بن سلمة، خمستهم عن هشام، به. قاله الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وسيرد بالأرقام (24245) و (25439) و (25632) و (25772) و (25945) و (26095) و (26097) و (26309) .
وقوله: "إن أحب الدين إلى الله.."، سلف برقم (24124) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
قالت السندي: قوله: "إن أحب الدين" أي: العبادة والعمل، قاله كراهةً لإفراطها في الأمر، فإنه قد يؤدي إلى التَّرك.(40/222)
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ (1) لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَمِيصَةٌ، فَأَعْطَاهَا أَبَا جَهْمَةَ، (2) وَأَخَذَ أَنْبِجَانِيَّةً لَهُ، فَقَالُوا: (3) يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ الْخَمِيصَةَ هِيَ خَيْرٌ مِنَ الْأَنْبِجَانِيَّةِ، قَالَ: فَقَالَ: " إِنِّي كُنْتُ أَنْظُرُ إِلَى عَلَمِهَا فِي الصَّلَاةِ " (4)
__________
(1) في هامش (هـ) و (ظ2) و (ق) : كانت.
(2) في (ظ8) : أبا جهم، وهي نسخة.
(3) في (ظ8) : قالوا.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير.
وأخرجه إسحاق بن راهوية في "مسنده" (623) عن أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه أبو داود (915) ، وابن خزيمة (929) من طريقين عن هشام بن عروة، به. وفي رواية أبي داود: (كردي) بدلاً من (أنبجانية) .
وهو ثوب منسوب إلى الأكراد لكونه يعمل في بلادهم، أو لغير ذلك.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/98 برواية يحيى الليثي، و (485) برواية أبي مصعب الزهري، عن هشام بن عروة، عن أبيه، أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لبس خميصة ... فذكر نحوه هكذا مرسلاً.
ووصله أبو عوانة 2/65 من طريق معن، عن مالك، عن هشام بن عروة، به.
قلنا: لكن قال ابن عبد البر عقب رواية الليثي: هذا مرسلٌ عند جميع الرواة، عن مالك.
وعلَّقه البخاري بصيغة الجزم عقب الحديث (373) من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة.
وسيأتي برقم (25734) من طريق وكيع، عن هشام بن عروة.
وقد سلف نحوه برقم (24087) .(40/223)
24191 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، (1) عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا بَدَّنَ وَثَقُلَ يَقْرَأُ مَا شَاءَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ وَهُوَ جَالِسٌ، فَإِذَا غَبَرَ مِنَ السُّورَةِ ثَلَاثُونَ (2) أَوْ أَرْبَعُونَ آيَةً، قَامَ فَقَرَأَهَا، ثُمَّ سَجَدَ " (3)
__________
(1) في النسخ الخطية و (م) ما عدا (ظ8) : حدثنا هشام، حدثنا عروة، عن أبيه، وهو خطأ، والمثبت من (ظ8) و"أطراف المسند".
(2) في (ظ8) : ثلاثون آية.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير.
وأخرجه إسحاق بن راهوية (615) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/338 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (4096) ، والحميدي (192) ، وابن أبي شيبة 1/388-389، وإسحاق بن راهوية (612) و (613) و (614) ، ومسلم (731) (111) ، وأبو داود (953) ، والنسائي في "المجتبى" 3/220، وفي "الكبرى" (1356) ، وابن ماجه (1227) ، وأبو يعلى (4722) و (4877) ، وابن خزيمة (1240) و (1243) ، وأبو عوانة 2/217 و218، وابن حبان (2509) من طرق عن هشام، به.
وسيرد بالأرقام (24258) و (24961) و (25360) و (25448) و (25449) و (25502) و (25689) و (25826) و (25940) و (26002) و (26202) .
قال السندي: قولها: لما بدَّن، بالتشديد، أي: كبر سنّه، أو بالتخفيف بضم الدال من البدانة، وهي كثرة اللحم، قيل: روي بالوجهين، واختار العلماءالتشديد، إذ السمن لم يكن من عادته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وردّ بأنه قد جاء في صفته أنه بادن، وجاء أنه لما أسن أخذ اللحم، وبالجملة فهما وجهالة جائزان، والله أعلم.(40/224)
24192 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُؤْتَى بِالصِّبْيَانَ فَيَدْعُو لَهُمْ، وَإِنَّهُ أُتِيَ بِصَبِيٍّ، فَبَالَ عَلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صُبُّوا عَلَيْهِ الْمَاءَ صَبًّا " (1)
__________
(1) حديثٌ صحيحٌ من فعله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أن أبا معاوية -وهو محمد بن خازم الضرير- قد انفرد، فجعل الحديث من قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأبو معاوية قد يهم في حديث غير الأعمش، وقال أبو داود: قلت لأحمد: كيف حديث أبي معاوية عن هشام بن عروة؟ قال: فيها أحاديث مضطربة، يرفع منها أحاديث إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وأخرجه ابن راهوية (587) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/93 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/14، ومن طريقه أخرجه البخاري (222) ، والنسائي في "المجتبى" 1/157، وفي "الكبرى" (292) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/93، والبيهقي في "السنن" 2/414.
وأخرجه ابن راهوية (585) -وعنه مسلم (286) (102) - عن عيسى بن يونس، وابن راهوية (586) أيضاً، ومسلم (286) (102) من طريق جرير، والبخاري (6355) من طريق عبد الله بن المبارك، ومسلم (286) (101) ، والبيهقي 2/414 من طريق عبد الله بن نمير. والحميدي (164) ، وابن الجارود (140) من طريق ابن عيينة. وأبو يعلى (4623) من طريق شريك، وأبو عوانة 1/204 من طريق مُحاضر، ومن طريق وهيب، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/92 من طريق زائدة، و1/93 من طريق عبدة، وابن حبان (1372) من طريق سفيان الثوري. جميعهم عن هشام بن عروة، به، بلفظ: فدعا بماء فأتبعه إياه، ولم يغسله. وقوله: لم يغسله لم يرد في رواية ابن عيينة. ولفظه عند مسلم من طريق جرير: فدعا بماء، فصبه عليه، وعند أبي عوانة من طريق وهيب: فدعا بماء فصبَّه على البول يُتْبِعُه إياه. وعند =(40/225)
24193 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " لَمَّا نَزَلَتِ الْآيَاتُ مِنْ آخِرِ الْبَقَرَةِ فِي الرِّبَا، خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَحَرَّمَ (1) التِّجَارَةَ فِي الْخَمْرِ " (2)
__________
= الطحاوي من طريق زبيدة: فدعا بماء فنَضَحه، ولم يغسله.
وسيرد بالأرقام (24256) و (25768) و (25771) .
وفي الباب عن أم قيس بنت محصن عند البخاري (223) ، ومسلم (287) ، وسيرد 6/355، ولفظه (عند البخاري) : أنها أتت بابن لها صغير لم يأكل الطعام إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأجلسه رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حِجْره، فبال على ثوبه، فدعا بماء، فنضحه، ولم يغسله.
وانظر حديث علي بن أبي طالب السالف برقم (563) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: وإنه أُتيَ بصبي، أي: ذَكَر لم يأكل الطعام بعد.
قوله: صبُّوا، أي: بلا غسل، والله تعالى أعلم.
(1) في (م) : وحرَّم.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مِهْران، ومسلم: هو ابن صُبيح أبو الضحى، ومسروق: هو ابن الأجدع.
وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (قسم التفسير) (451) ، وابن أبي شيبة 6/445، وابن راهوية (1445) ، ومسلم (1580) (70) ، وأبو داود (3491) ، وابن مزاجه (3382) ، وابن حبان (4943) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي (2569) ، والبخاري (459) و (4540) ، وابن الجارود في "المنتقى" (576) ، وأبو يعلى (4467) ، وتمَّام الرازي في "فوائده" (673) (الروض البسام) ، والبيهقي 6/11 من طرق عن الأعمش، به. =(40/226)
24194 - حَدَّثَنَا ابْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، سَمِعْتُ أَبَا الضُّحَى مَعْنَاهُ يَعْنِي لَمَّا نَزَلَتِ الْآيَاتُ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ (1)
__________
= ولفظه عند أبي يعلى: لما نزلت سورة البقرة نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن الخمر والربا، وفي إسناده إبراهيم بن الحجاج، وهو ثقة يهم قليلاً، وقد وهم في لفظ هذه الرواية كما هو ظاهر.
وسيرد بالأرقام: (24194) و (24692) و (24960) و (25532) و (25576) و (26375) .
وفي باب تحريم التجارة بالخمر عن ابن عباس، وابن عمرو، وعبد الرحمن ابن غَنْم، سلفت أحاديثهم على التوالي بالأرقام: (2041) و (6997) و (17995) .
والمراد بالاَيات من سورة البقرة قوله تعالى: {الذينَ يأكلون الرِّبا لا يقومونَ إلاَ كما يقومُ الذي يَتَخَبَّطُهُ الشيطانُ من المَس} ، إلى قوله: {فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوالِكُمْ لان تَظْلِمُونَ ولا تُظلَمُونَ} البقرة: 275-279] .
قال الحافظ في "الفتح" 1/554: قال القاضي عياض: كان تحريم الخمر قبل نزول آية الربا بمدة طويلة، فيحتمل أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخبرَ بتحريمها مرةً بعد أُخرى تأكيداً. ثم قال الحافظ: ويحتمل أن يكون تحريمُ التجارة فيها تأخَرَ عن وقت تحريم عينها. والله أعلم.
قال السندي: قولها: فحرم التجارة في الخمر، لمناسبة الرِّبا، وبين أن التجارة في الخمر كالربا في الحُرمة، وقيل: بل كانت مع آيات الربا آيةُ تحريم التجارة في الخمر أيضاً، فلذلك حُرِّم، إلا أنها نُسخت تلاوة وبقيت حكماً.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان: هو الأعمش، وأبو الفصحى: هو مسلم بن صُبَيح.
وأخرجه البخاري (4541) ، والنسائي في "الكبرى" (11055) -وهو في =(40/227)
24195 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَسِعَ سَمْعُهُ الْأَصْوَاتَ، لَقَدْ جَاءَتِ الْمُجَادِلَةُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُكَلِّمُهُ وَأَنَا فِي نَاحِيَةِ الْبَيْتِ، مَا أَسْمَعُ مَا تَقُولُ: فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: " {قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا "} [المجادلة: 1] " إِلَى آخِرِ الْآيَةِ (1)
__________
- "التفسير" (75) - من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1402) ، وابن راهوية (1446) ، والبخاري (2226) ، وأبو داود (3490) ، والنسائي في "الكبرى" (11055) - وهو في "التفسير" (75) - والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/99، والبيهقي 6/11 من طرق عن شعبة، به. وقرن الطحاوي بالأعمش منصوراً، وسيرد من طريقه بالأرقام (24490) و (25532) و (25576) و (26375) .
وسيذكره الإمام أحمد بتمامه برقم (24692) .
وسلف بالحديث قبله.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، تميم بن سلمة من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه ابن ماجه (188) ، والطبري في "التفسير" 28/5، وأبو الشيخ في "العظمة" (191) ، واللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة" (689) ، والبيهقي في "السنن" 7/382، وفي "السنن الصغير" 3/138، وفي "معرفة السنن والآثار" 11/115، وفي "الأسماء والصفات" (385) ، وفي "الاعتقاد والهداية" ص51 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد، وعلقه البخاري بصيغة الجزم عن الأعمش، به، قبل الحديث (7386) .
وأخرجه إسحاق بن راهوية (731) ، والنسائي في "المجتبى" 6/168، =(40/228)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وفي "الكبرى" (5654) و (11570) -وهو في "التفسير" (590) - والطبري في "تفسيره" 28/6، والمجري في "الشريعة" ص291 من طريق جريج بن عبد الحميد، وعبد بن حميد في "المنتخب" (1514) من طريق الفُضيل بن عياش، وابن ماجه (2063) ، وأبو يعلى (4780) ، والطبري 28/5-6، والإسماعيلي في "معجمه" 1/451-452، والحاكم 2/481، والبيهقي في "السنن" 7/382 من طريق أبي عبيدة بن معن المسعودي، وابن أبي عاصم في "السنة" (625) ، والطبري 5/28، والآجري ص291 من طريق يحيى بن عيسى الرملي، أربعتهم عن الأعمش، به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، وأقره الذهبي. قلنا: ولفظ رواية جريج: فكان يخفى عليَّ كلامُها. ولفظ الثلاثة
الاَخرين: أسمعُ بعض كلامها ويخفى على بعض، فقال الحافظ في "الفتح"
13/374 في معنى رواية أحمد: ما أسمع ما تقول: ومرادها بهذا النفي مجموعُ القول.
قلنا: وهذه المجادِلة هي خولةُ بنتُ ثعلبة، كما نسبها أبو عبيدة المسعودي، وسمَّى زوجَها أوسَ بنَ الصامت، وزاد في روايته ذكرَ الكلام الذي سمعته عائشة منها، وهو قولها: يا رسول الله، أَكَلَ شبابي، ونَثَرْتُ له بطني، حتى إذا كَبِرَ سِنِّي، وانقطع ولدي، ظاهَر مني، اللهم إني أشكو إليك.
قال الحافظ في "الفتح" 13/374: وهذا أصحُّ ما ورد في قصة المجادلة وتسميتها.
ورواها حماد بن سلمه واختُلف عليه فيه:
فأخرجه أبو داود (2220) ، والحاكم 2/481، والبيهقي في "السنن" 7/382 من طريق محمد بن الفضل، والطبري في "تفسيره" 28/6 من طريق أسد بن موسى، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار" 11/115 من طريق سليمان بن حرب، ثلاثتهم عن حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، أن جميلة كانت تحت أوس بن الصامت، وكان رجلاً به لمم، =(40/229)
24196 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: جَاءَ حَمْزَةُ الْأَسْلَمِيُّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي رَجُلٌ أَسْرُدُ الصَّوْمَ، أَفَأَصُومُ فِي السَّفَرِ؟ قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنْ شِئْتَ فَصُمْ، وَإِنْ شِئْتَ فَأَفْطِرْ " (1)
__________
= فكان إذا اشتد لممه ظاهر من امرأته، فانزل الله تعالى فيه كفارة الظهار.
وأخرج أبو داود (2219) عن موسى بن إسماعيل -وهو التبوذكي- عن حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة، أن جميلة.... فذكره هكذا مرسلاً.
وفي الباب عن خولة بنت ثعلبة سيرد 6/410-411.
وانظر حديث سلمة بن صخر 5/436.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير.
وأخرجه ابن راهوية (668) ، ومسلم (1121) (105) ، وابن الجارود في "المنتقى" (397) من طريق أبي معاوية بهذا الإسناد. وقرن ابن الجارود بأبي معاوية عبدَ الله بنَ إدريس.
ورواه مالك في "الموطأ" (794) برواية أبي مصعب الزهري، ومن طريق مالك أخرجه الشافعي في "مسنده" 1/267 (بترتيب السندي) ، وفي "السنن" (318) ، والبخاري (1943) ، والنسائي في "المجتبى" 4/187، وفي "الكبرى" (2614) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/69، والطبراني في "الكبير" (2963) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" 4/243، وفي "معرفة السنن والآثار" 6/295، والبغوي في "شرح السنة" (1760) ، وقال: هذا حديث متفق على صحته.
وأخرجه الشافعي في "السنن" (313) ، والحميدي (199) (مكرر) ، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار" 6/296 من طريق سيفيان بن عيينه، وابنُ أبي شيبة 3/16، ومسلم (1121) (106) ، وابن ماجه (1662) من طريق ابن =(40/230)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= نمير، وابن راهوية (665) ، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (203) من طريق جرير، وابن راهوية كذلك من طريق عيسى بن يونس، وابن راهوية (667) ، والترمذي (711) ، والنسائي في "المجتبى" 4/188، وفي "الكبرى" (2616) ، والطبري في "التفسير" (2889) من طريق عبدة بن سليمان، والدارمي (1707) ، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 2/54 من طريق سفيان الثوري، ومسلم (1121) (103) من طريق ليث، ومسلم (1121) (104) ، وأبو داود (2402) ، والنسائي في "المجتبى" 4/207، وفي "الكبرى" (2692) ، وأبو يعلى (4502) ، والطبراني في "الكبير" (2969) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" 4/243 من طريق حماد بن زيد، ومسلم (1121) (106) ، والطبري في "التفسير" (2889) من طريق عبد الرحيم بن سليمان، والنسائي في "المجتبى" 4/187، وفي "الكبرى" (2615) ، وأبو يعلى (4919) ، والطبري في "تهذيب الآثار" (163) (مسند ابن عباس) ، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 2/67 من طريق ابن عجلان، وأبو يعلى (4654) من طريق عمر بن علي، والطبري في "تهذيب الآثار" (162) (مسند ابن عباس) من طريق عبد الرحمن بن عثمان، وابن خزيمة (2028) ، وابن حبان (3560) ، والطبراني في "الكبير" (2974) من طريق شعبة، والطبراني في "الكبير" (2966) من طريق زائدة، و (2967) من طريق أبي أويس و (2968) من طريق مسلمة بن قعنب، و (2970) من طريق قيس بن الربيع، و (2971) من طريق حجاج بن أرطأة، و (2973) وفي "الأوسط" (4775) ، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (204) من طريق أيوب، والطبراني في "الكبير" (2976) من طريق يحيى بن عبد الله بن سالم، كلهم رَوَوْه عن هشام بن عروة، بهذا الإسناد من حديث عائشة، أن حمزة بن عمرو الأسلمي سأل ... قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الاحاد والمثاني" (2373) ، والطبراني في "الكبير" (2962) من طريق أبي بكر بن أبي شيبة، والنسائي في "المجتبى" =(40/231)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= 4/187، وفي "الكبرى" (2613) عن علي بن الحسن اللاني، كلاهما عن عبد الرحيم بن سليمان، وأخرجه الطبراني أيضاً في "الكبير" (2961) من طريق عبد العزيز بن محمد، والدارقطني في "العلل" من طريق يحيى بن عبد الله بن سالم، فيما ذكر الحافظ فى "الفتح" 4/179، ثلاثتهم عن هشام بن عروة، به، لكن جاء فيه: عن عائشة، عن حمزة.
قال الحافظ في "الفتح" 4/179-180: المحفوظ أنه من مسند عائشة، ويحتمل أن يكون هؤلاء لم يقصدوا بقولهم: عن حمزة، الروايةَ عنه، وإنما أرادوا الإخبار عن حكايته، فالتقدير: عن عائشة، عن قصة حمزة أنه سأل.
لكن قد صحَّ مجيءُ الحديث من رواية حمزة: فأخرجه مسلم (1121) (107) من طريق أبي الأسود، عن عروة، عن أبي مراوح، عن حمزة ... وقال الحافظ: وهو محمول على أنَّ لعروةَ فيه طريقين: سمعه من عائشة، وسمعه من أبي مراوح عن حمزة. قلنا: ومما يؤيد قول الحافظ أن بعض من رَوَوْه من حديث حمزة، وترجم لهم الطبراني في "الكبير" بقوله: عائشة، عن حمزة، جاءت رواياتهم عند مسلم والطبري وغيرهما من حديث عائشة أن حمزة، كما سلف في التخريج.
بل ورد التصريح في إسناد هذه الرواية والرواية (25665) أن عائشة تروي قصة حمزة، وقد جاء فيهما عن عائشة، قالت: جاء حمزة بن عمرو إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... وكذلك في إسناد الرواية (25730) ، وفيه عن عائشة، قالت: إن حمزة الأسلمي سأل ...
وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/295 برواية يحيى بن يحيى، والنسائي في "المجتبى" 4/187 وفي "الكبرى" (2612) (2617) من طريق محمد بن بشر، والطبري في "التفسير" (2890) ، وفي "تهذيب الآثار" (مسند ابن عباس) (165) ، والطبراني في "الكبير" (2977) من طريق عبد الله بن إدريس، و (2965) من طريق ابن جريج، وابن عبد البر في "التمهيد" 22/146 من طريق أبي مَعْشر المدني، خمستهم عن هشام بن عروة، عن أبيه أن حمزة =(40/232)
24197 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ مَادَّةً، وَإِنَّ مَوَادَّ قُرَيْشٍ مَوَالِيهِمْ " (1)
__________
= ابن عمرو الأسلمي سأل رسول الله ...
قال ابن عبد البَر: هكذا قال يحيى: عن مالك، عن هشام، عن أبيه، أن حمزة، وقال سائر أصحاب مالك: عن هشام، عن أبيه، عن عائشة، أن حمزة ابن عمرو الأسلمي قال: يا رسول الله ... والحديث محفوظ عن هشام، عن أبيه، عن عائشة. كذلك رواه جماعةٌ عن هشام ... فسَرَدَهم، ثم قال: كما
رواه جمهور أصحاب مالك، عن مالك، عن هشام، عن أبيه عن عائشة.
وسيرد بالأرقام (25607) و (25665) و (25730) .
وسلف من حديث حمزة بن عمرو الأسلمي في مسند المكيين برقم (16037) وذكرنا بقية الاختلاف فيه هناك.
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري قال: كنا نغزو مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فمنَّا الصائم ومنا المفطر ... سلف برقم (11083) وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
قال السندي: قولهُ: "إن شئتَ فصُم ... " إلخ، أي: كل من الصوم والإفطار جائز في السفر، وعليه الجمهور.
(1) إسناده ضعيف لضعف حجاج، وهو ابن أرطاة، وبقية رجال الإسناد يقال رجال الشيخين. قتادة: هو ابن دعامة السدوسي.
وأخرجه يحيى بن معين في "تاريخه" (915) ، والطبراني في "الأوسط" (8430) من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد.
وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن قتادة إلا الحجاج بن أرطأة.
وسيأتي برقم (26020) .
قال السندي: قوله: مادة، هي من يعينهم في حرب أو غيره ويكثر جيوشهم، ويتقوون به على غيرهم.(40/233)
24198 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ تُبَالَةَ بِنْتِ يَزِيدَ الْعَبْشَمِيَّةِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " كُنَّا نَنْبِذُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سِقَاءٍ، فَنَأْخُذُ (1) قَبْضَةً مِنْ زَبِيبٍ، أَوْ قَبْضَةً مِنْ تَمْرٍ فَنَطْرَحُهَا فِي السِّقَاءِ، ثُمَّ نَصُبُّ عَلَيْهَا الْمَاءَ لَيْلًا، فَيَشْرَبُهُ نَهَارًا أَوْ نَهَارًا فَيَشْرَبُهُ لَيْلًا " (2)
__________
(1) في (ظ) و (ق) : فآخذ.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة تَبالة- ويقال: بنانة- بنت يزيد العبشمية، فقد انفرد بالرِّواية عنها عاصمُ بنُ سليمان الأحول، ولم يؤثر توثيقها عن أحد. وجَهَّلها الحافظان الذهبي وابن حجر، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير.
وأخرجه ابنُ ماجه (3398) ، عن عثمان بن أبي شيبة، وأبو يعلى (4401) عن سرية بن يونس، كلاهما عن أبي معاوية، بهذا الإسناد، وفي رواية ابن ماجه: بنانة بدلاً من تَبالة.
وأخرجه ابنُ ماجه أيضاً (3398) من طريق عبد الواحد بن زياد، عن عاصم الأحول، به.
وأخرجه مسلم (2005) (85) ، وأبو داود (3711) ، والترمذي في "سننه" 1871) ، وفي "العلل" 2/791، وأبو يعلى (4396) ، وأبو عوانة 5/308، ابن حبان (5385) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص209، والبيهقي في السنن" 1/12 و8/299، والبغوي في "شرح السنة" (3021) و (3024) من طريق يونس بن عبيد، عن الحسن، عن أمه- واسمها خيِّرة- عن عائشة قالت:
كنا ننبذ لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في سقاءٍ يوكي أعلاه، وله عزلاء، ننبذه غُدوة، فيشربه
عِشاءً، وننبذه عشاءً، فيشربه غُدوةً.
ورواه مسعرٌ واختلف عليه فيه:
فأخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص210 من طريق شريك، عن مسعر، عن يزيد- ابن صهيب- الفقير، عن عبد الله "الخطمي، عن=(40/234)
24199 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْقُرَشِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَمَّا ثَقُلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ: " ائْتِنِي بِكَتِفٍ أَوْ لَوْحٍ حَتَّى أَكْتُبَ لِأَبِي بَكْرٍ كِتَابًا لَا يُخْتَلَفُ عَلَيْهِ، فَلَمَّا ذَهَبَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ لِيَقُومَ قَالَ: "
__________
= عائشة، قالت: كنت أخرج في نبيذ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ القبضة من الزبيب، يلتقط حموضته.
وأخرجه أبو داود (3707) من طريق عبد الله بن داود، عن مِسْعر، عن موسى بن عبد الله، عن امرأة من بني أسد، عن عائشة، أَنَّ رسول الله عظيم كان يُنبذ له زبيبٌ، فيلقى فيه تمرٌ، أو تمرٌ فيلقى فيه الزبيب.
قال الدارقطني في "العلل" 5/109، وهو الصواب.
وأخرجه أبو داود أيضاً (3708) من طريق عتاب بن عبد العزيز الحِمَّاني، عن صفية بت عطية، قالت: دخلت مع نسوة على عائشة، فسألناها عن التمر والزبيب، فقالت: كنت اتخذ قبضةً من تمرٍ وقبضةً من زبيب، فألقيه في إناء، فامرسه، ثم أسقيه النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وأخرجه إسحاق بن راهوية في "مسنده" (1268) من طريق جابر- وهو الجعفي-، عن أبي النضرة، أنَّ امرأةً سألت عائشة: كيف كنتم تنبذون لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فقالت: كنا نرمي له تمرات من الليل، فيشربه في الغد.
وأخرج النسائي في "المجتبى" 8/320 من طريق قديمة العامري، أن جَسْرة بنت دجاجة العامرية حدثته قالت: سمعت عائشة سألها أناسٌ كلهم يسأل عن النبيذ يقول: ننبذ التمر غدوة ونشربه عشياً، وننبذه عشيا ونشربه غدواً؟ قالت: لا أُحِلُّ مسكراً، وإن كان خبزاً وإن كان ماءً. قالتها ثلاث
مرات.
وفي الباب عن ابن عباس عند مسلم (2004) ، وقد سلف برقم (1963) .(40/235)
أَبَى اللهُ وَالْمُؤْمِنُونَ أَنْ يُخْتَلَفَ عَلَيْكَ يَا أَبَا بَكْرٍ " (1)
24200 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ حُوسِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عُذِّبَ ". قَالَتْ: فَقُلْتُ: أَلَيْسَ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا} [الانشقاق: 8] قَالَ: " لَيْسَ ذَلِكَ بِالْحِسَابِ، وَلَكِنَّ ذَلِكَ الْعَرْضُ مَنْ نُوقِشَ الْحِسَابَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، عُذِّبَ (2)
__________
(1) إسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن أبي بكر، وهو ابن عبيد الله بن أبي مليكة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن حازم الضرير، وابن أبي مليكة: هو عبد الله بن عبيد الله، وهو عم عبد الرحمن.
وأخرجه ابن سعد 3/180، وابن ماجه (1627) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وتابع عبد الرحمن بن أبي بكر عبدُ العزيز بنُ رفع إلا أن في طريقه محمد ابن أبان الجُعْفي، وهو ضعيف، وقد اختلف عليه فيه:
فرواه الطيالسي (1508) - ومن طريقه ابن سعد 3/180- عن محمد بن أبان الجعفي، عن عبد العزيز بن رفيع، عن ابن أبي مليكة، به.
ورواه عفان- فيما أخرجه ابن سعد 3/180- عن محمد بن أبان عن عبد العزيز بن رفيع، عن ابن أبي مليكة، قال: قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلاً.
وسيرد بنحوه بإسنادٍ صحيح برقم (25113) ، وانظر (24751) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابنُ عُلَية، وأيوب: هو السَخْتِياني.(40/236)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
وأخرجه ابن أبي شيبة 13/248، ومسلم (2876) (79) ، والنسائي في "الكبرى" (11659) - وهو في "التفسير" (679) - والطبري في "تفسيره" 30/116، وابن حبان (7369) و (7371) من طريق إسماعيل ابن عُلية، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (1318) ، وإسحاق بن راهوية (1250) ، والبخاري (4939) ، ومسلم (2876) ، والترمذي عقب الحديث (3337) ، واللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة" (2192) ، والقضائي في "مسند الشهاب" (338) ، والبيهقي في "الشعب" (269) من طرق عن أيوب، به.
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (1319) ، وإسحاق بن راهوية (1249) و (1259) ، والمروزي في زوائده على "الزهد" لابن المبارك (369) ، والبخاري (4939) و (6536) ، ومسلم (2876) (80) ، وأبو داود (3093) ، والترمذي (2426) و (3337) ، والطبري 30/116، وابن حبان (7370) ، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين" (96) و (130) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/318 -319 و2/347-348، والبيهقي في "الاعتقاد والهداية" ص139 من طرق عن ابن أبي مُليكة، به.
قال البخاري بإثر الرواية (6536) وهي من طريق عثمان بن الأسود عن ابن أبي مُليكة: وتابعه ابنُ جريج ومحمد بن سليم وأيوبُ وصالح بن رستم، عن ابن أبي مُليكة، عن عائشة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ".
قال الحافظ في "الفتح" 11/401: متابعة ابن جريج ومحمد بن سليم وصلهما أبو عوانه في "صحيحه".
قلنا: ومتابعة صالح بن رستم، وهو أبو عامر الخزاز، وصلها ابن راهوية (1249) ، وأبو داود (3093) ، وغيرهما.
وأخرجه الحاكم بغير هذا السياق 4/580 من طريق الحَرِيش بن خِرِّيت، عن ابن أبي مُليكة، به، وسكت عنه، فتعقَّبه الذهبي، فقال: الحَرِيش بن=(40/237)
24201 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ يَعْنِي ابْنَ سُوَيْدٍ، عَنْ مُعَاذَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الدُّبَّاءِ، وَالْحَنْتَمِ، وَالنَّقِيرِ، وَالْمُزَفَّتِ " (1)
__________
= خِريت قال البخاري: في حديثه نظر.
وأخرجه البخاري (4939) و (6537) ، ومسلم (2876) (80) ، والطبري في "التفسير" 30/116، واللالكائي في "أصول اعتقاد أهل السنة" (2190) (2191) من طريق أبي يونس حاتم بن أبي صغيرة، عن ابن أبي مليكة، عن القاسم بن محمد، عن عائشة، به.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (8590) من طريق حجاج بن أرطأة، عن ابن أبي مليكة، عن عبد الله بن الزبير، عن عائشة، به، وحجاج بن أرطأة ضعيف.
وسياسي بالأرقام (24215) و (24605) و (24769) و (24772) و (25958) و (25515) و (25707) .
وفي الباب عن أنس عند الترمذي (3338) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر الحديث (24024) ، إلا أن شيخ الإمام أحمد في هذا الإسناد هو إسماعيل وهو ابن عُلية.
وأخرجه الشافعي في "السنن المأثورة" (562) ، ومسلم (1995) (38) ، والبيهقي في "معرفة الآثار" (17410) من طريق إسماعيل ابن عُليَّة، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/307 عن زياد بن أيوب، عن إسماعيل ابن عُليًّة، به. بلفظ: نهى عن الدباء بذاته. ثم أخرجه النسائي عقبه من طريق المعتمر بن سليمان، عن إسحاق بن سويد، بهذا الإسناد، ثم قال: قال إسحاق- أي ابن سويد-: وذكرَتْ هنيدة عن عائشة مثل حديث معاذة وسمَّت
الجرار. قلت لهُنيدة: أنت سمعتيها سمت الجرار؟ قالت: نعم.=(40/238)
24202 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ: أَخْبَرَنَا بُرْدُ بْنُ سِنَانٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ، عَنْ غُضَيْفِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ: أَرَأَيْتِ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَغْتَسِلُ مِنَ الْجَنَابَةِ فِي أَوَّلِ اللَّيْلِ، أَمْ (1) فِي آخِرِهِ؟ قَالَتْ: " رُبَّمَا اغْتَسَلَ فِي أَوَّلِ اللَّيْلِ، وَرُبَّمَا اغْتَسَلَ فِي آخِرِهِ "، قُلْتُ: اللهُ أَكْبَرُ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ فِي الْأَمْرِ سَعَةً
قُلْتُ: أَرَأَيْتِ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ (2) يُوتِرُ فِي أَوَّلِ اللَّيْلِ، أَوْ فِي آخِرِهِ؟ قَالَتْ: " رُبَّمَا أَوْتَرَ فِي أَوَّلِ اللَّيْلِ، وَرُبَّمَا أَوْتَرَ فِي آخِرِهِ "، قُلْتُ: اللهُ أَكْبَرُ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ فِي الْأَمْرِ سَعَةً
قُلْتُ: أَرَأَيْتِ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَجْهَرُ بِالْقُرْآنِ، أَوْ يُخْفِتُ (3) بِهِ؟ قَالَتْ: " رُبَّمَا جَهَرَ بِهِ، وَرُبَّمَا خَفَتَ (4) "، قُلْتُ: اللهُ أَكْبَرُ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ فِي الْأَمْرِ سَعَةً " (5)
__________
قلنا: وأخرجه إسحاق بن راهوية في "مسنده" (854) عن عبد الوهَّاب الثقفي، عن إسحاق بن سويد، عن هُنيدة، عن عائشة، به.
وأخرجه النسائي 8/307 عن سويد، قال: أنبأنا عبد الله، عن طَوْد بن عبد الملك القيسي- بصريّ- قال: حدثني أبي، عن هنيدي بنت شريك بن أبان قالت: لقيت عائشة رضي الله عنها بالخُرَيبة، فسألتها عن العكر، فنهتني عنه وقالت: انبذي عشيةً، واشربيه غُدوةً، وأوصي عليه، ونهتني عن الدباء والنقير والملفت والحنتم.
(1) في (م) : أو.
(2) في (ظ8) : أكان.
(3) في (م) و (ظ 2) و (ق) : يخافت.
(4) في (م) : خافت.
(5) إسناده صحيح، غضيف بن الحارث مختلف في صحبته، وأثبت=(40/239)
24203 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ،
__________
= صحبته أبو حاتم وأبو زرعة، وذكره في التابعين ابن سعد والعِجْلي والدارقطني ووثقوه، وذكره ابن حبان في "الثقات" في التابعين، وذكره أيضاً في الصحابة.
وقال الحافظ في "التقريب": مختلف في صحبته، ومنهم من فرق بين غضيف ابن الحارث، فأثبت صحبته، وغطيف بن الحارث، فقال: إنه تابعي، وهو أشبه. قلنا: وباقي رجال الإسناد ثقات. بُعْد بنُ سِنَان: هو أبو العلاء الدمشقي، نزيل البصرة.
وأن له أبو داود (226) ، والبيهقي في "السنن" مختصراً 1/199 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مختصراً ابن أبي شيبة 1/62، وابن ماجه (1354) من طريق إسماعيل ابن علية، به.
وأخرجه مطولاً ومختصراً أبو داود (226) ، والنسائي في "المجتبى" 1/125- 126، وابن حبان (2447) و (2582) ، والطبراني في "الأوسط" (2500) ، وفي "الشاميين" (391) و (392) و (393) و (2239) ، والحاكم 1/153، والبيهقي 1/199 من طرق عن بُرْد بن سِنان، به
وأخرجه الطبراني في "الشاميين" (750) من طريق عتبة بن أبي حكيم، عن عُبادة بن نسي، به.
وأخرجه أيضا في "الشاميين" (1890) من طريق عبد الرحمن بن أبي عون، عن مضيف بن الحارث، به.
وسيأتي مطولاً ومختصراً بالأرقام (24453) و (25070) و (25160) و (25203) و (25331) و (25344) .
وانظر (24188) .
قال السندي: قوله: يجهر بالقرآن: في الليل.(40/240)
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " السِّوَاكُ مَطْهَرَةٌ لِلْفَمِ، مَرْضَاةٌ لِلرَّبِّ " (1)
__________
(1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن إسحاق، وقد صرح بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. إسماعيل: هو ابن عُليًّة، وعبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر: هو المعروف بابن أبي عتيق، وروايته عن عائشة في "الصحيحين".
وعلقه البخاري في "صحيحه" قبل الحديث (1934) بصيغة الجزم، فقال: وقالت عائشة عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فذكره.
وأخرجه أبو يعلى (4598) من طريق إسماعيل ابن عُلَيَّة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن المنذر في "الأوسط" (338) ، وأبو نعيم في "الحلية" 7/159 من طريق شعبة، والبغوي في "شرح السنة" (200) من طريق أحمد بن خالد، كلاهما عن محمد بن إسحاق، به.
وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/30) ترتيب السندي) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 1/34، وفي "السنن الصغير" (77) ، وفي "معرفة الآثار" (582) ، وأخرجه الحميدي (162) ، كلاهما عن سفيان بن عيينه، عن محمد بن إسحاق، به.
وخالفهما محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني، فرواه- كما عند البيهقي فى "السنن" 1/34- عن سفيان بن عيينه، عن مسعر، عن محمد بن إسحاق، به، فزاد في الإسناد مسعرا بين سفيان ومحمد بن إسحاق. قال الحافظ في "تلخيص الكبير" 1/60: والذي في مسند ابن أبي عمر ليس فيه مسعر،
فيحتمل أن يكون عنده على الوجهين.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (278) من طريق محمد بن عبد الله بن محمد، عن أبيه عبد الله بن محمد، به.
ورواه حماد بن سلمة- فيما سلف برقم (7) - عن ابن أبي عتيق، عن أبيه، عن أبي بكر الصديق، فجعله من حديث أبي بكر، قال الدارقطني في "العلل"=(40/241)
24204 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ مِنْ أَكْمَلِ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا، أَحْسَنَهُمْ خُلُقًا، وَأَلْطَفَهُمْ بِأَهْلِهِ " (1)
__________
= 1/277: عن ابن أبي عتيق، عن أبيه، عن عائشة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو
الصواب، قلنا: يعني أنه من حديث عائشة.
وأخرجه ابن خزيمة (135) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/105، والبيهقي في "السنن" 1/34 من طريق عبيد بن عمير، عن عائشة، به.
وسيأتي بالأرقام (24332) و (25133) و (26014) ، وسيأتي برقم (24925) من طريق يزيد بن زريع، عن عبد الرحمن بن أبي عتيق، عن أبيه، عن عائشة. وهذا إسناد حسن كذلك.
قال السندي: قوله: "مطهرة"، بفتح ميم أو كسرها: هو كلُّ آلة يتطهر بها، والسواك كذلك لأنه ينظف الفم.
و"مرضاة"، بفتح ميم وسكون راء، أي: سبب لرضاه تعالى.
(1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، أبو قرابة- وهو عبد الله بن زيد الجرمي- لم يدرك عائشة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
إسماعيل: هو ابن عُلَية.
وأخرجه الترمذي (2612) من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد، وقال كما في "يحفظ الأشراف" 11/440: حديث حسن، ولا نعرف لأبي قلابة سماعاً من عائشة.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9154) من طريق حفص بن غياث، عن خالد الحَذَّاء، به.
وسيأتي برقم (24677) .
وانظر (24355) و (24595) و (25013) و (25537) .
وله شاهد من حديث أبي هريرة، سلف برقم (7402) ، وذكرتا تتمة=(40/242)
24205 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا نُكِحَتِ الْمَرْأَةُ بِغَيْرِ أَمْرِ مَوْلَاهَا، فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ، فَنكَاحُهَا بَاطِلٌ، فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ، فَإِنْ أَصَابَهَا، فَلَهَا مَهْرُهَا بِمَا أَصَابَ مِنْهَا، فَإِنْ اشْتَجَرُوا فَالسُّلْطَانُ وَلِيُّ مَنْ لَا وَلِيَّ لَهُ " قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: فَلَقِيتُ الزُّهْرِيَّ فَسَأَلْتُهُ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ، فَلَمْ يَعْرِفْهُ، قَالَ: " وَكَانَ سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى، وَكَانَ فَأَثْنَى عَلَيْهِ "، قَالَ عَبْدُ اللهِ: قَالَ أَبِي " السُّلْطَانُ الْقَاضِي، لِأَنَّ إِلَيْهِ أَمْرَ الْفُرُوجِ وَالْأَحْكَامِ " (1)
__________
= شواهده هناك.
قال السندي: "أحسنهم خُلُقاً" بضمتين، أي: معاملة مع أهله.
(1) حديث صحيح، وصححه ابن معين وأبو عوانة وابن خزيمة وابن حبان والحاكم والبيهقي، كما سيرد، وما حكاه إسماعيلُ- وهو ابنُ عُلَيَّة- عن ابن جريج أنه سأل الزاهري عن هذا الحديث فلم يعرفه، لم يذكره عن ابن جريج غيرُ ابنِ عُلَيّة، وقد ضعَّف ابن معين روايته عن ابن جريج، فقد قال الترمذي عقب الحديث: وذُكر عن يحيى بن معين أنه قال: لم يذكر هذا الحرف عن ابن جريج إلا إسماعيلُ بنُ إبراهيم. قال يحيى بن معين: وسماعُ إسماعيل بن إبراهيم عن ابن جريج ليس بذاك، إنما صحَّح كتبه على كتب عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رَوَّاد ما سمع من ابن جريج. وضعف يحيى رواية إسماعيل عن ابن جريج. وقال الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 112: لم يُتابَع ابنُ عُلية
على هذا، وقد تكلم يحيى بن معين في سماع ابن عُلية من ابن جريج، وذكر أنه عرض سماعه منه على عبد المجيد. وسليمانُ بنُ موسى من الثقات=(40/243)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الحفاظ، وابنُ خريج ممن يُعتمد عليه إذا قال: أخبرني، وسمعت، كذلك قال أحمد بن حنبل، وقد قيل في هذا الحديث ما يدل على سماعه منه، قال عبد الرزاق وأبو عاصم وغيرهما عن ابن جريج: أخبرني سليمان بن موسى.
قلنا: ونقل البيهقي في "السنن" 7/105 عن أبي حاتم الرازي قوله: سمعتُ أحمد بن حنبل يقول- وذُكر عنده ما حكاه ابنُ علية-: إنَّ ابن جريج له كتب مدونة، وليس هذا في كتبه. يعني حكاية ابن علية عن ابن جريج. ثم نقل البيهقي عن جعفر الطيالسي قوله: سمعتُ يحيى بن معين يوهن رواية ابن عُلية عن ابن جريج أنه أنكر معرفة حديث سليمان بن موسى ... ثم قال: وضعف يحيى بنُ معين روايةَ إسماعيل عن ابن جريج جداً. ونقل البيهقي أيضاً عن عثمان بن سعيد الدارمي انه قال ليحيى بن معين: فما حالُ سليمان بن موسى في الزهري؟ فقال: ثقة، وروى بإسناده إلى بقية قال: حدثنا شعيب بن أبي حمزة، قال: قال لي الزهري: إن مكحولاً يأتينا وسليمان بن موسى، وايم الله، إن سليمان بن موسى لأحفظ الرجلين.
قلنا: وردُّ ابن التركماني أنَّ ابنَ عُلية لم ينفرد بما حكاه عن ابن جريج، بل تابعه عليه بشر بن المفضل من رواية الشاذَكوني عنه عن ابن جريج، ردَّه ابنُ عدي نفسُه، فقال بعد إيراد رواية بشر هذه 3/1115: وهذه القصة معروفةٌ بابن عُلَية، أن ابن جريج سأل الزهري، فلم يعرفه. قلنا: يعني أنها ليست معروفة من رواية بشر بن المفضل، وروايتُه هذه لا يُفرح بها؟ لأنها من طريق الشاذَكوني- وهو سليمان بن داود- فقد ذكره الذهبي في "الميزان"، وقال: قال البخاري: فيه نظر، وكذَبه ابن معين في حديث ذُكر له عنده، وقال عبدان الأهوازي: كانت كتبه قد ذهبت، فكان يحدِّث من حفظه، وقال أبو حاتم: متروك الحديث، وقال النسائي ليس بثقة، وقال صالح بن محمد الحافظ: ما رأيت أحفظ من الشاذكوني، وكان يكذب في الحديث. ثم قال الذهبي: وساق له ابن عدي أحاديث خولف فيها، وقال: ما أشبه أمره بما قال عبدان: يحدث=(40/244)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= حفظاً فيغلط.
وقال الحافظ في "التلخيص" 3/157: وأعل ابنُ حبان وابن عدي وابن عبد البر والحاكم وغيرهم الحكاية عن ابن جريج، وأجابوا عنها على تقدير الصحة بأنه لا يلزم من نسيان الزُّهري له أن يكون سليمان بن موسى وهم فيه، وقد تكلم عليه أيضاً الدارقطني في جزء مَنْ حدَّث ونسي، والخطيبُ بعده.
قلنا: وقد رواه عن ابن جريج جمع لم يذكر أحد منهم ما رواه ابنُ علية عن ابن جريج، لكن اختُلف عليه في متنه:
فرواه هَمَّام كما عند الطيالسي 14631) . وسفيانُ بنُ عيينة وعبدُ الله بنُ رجاء المزني كما عند الحميديِّ (228) ، والترمذجمما (1102) ، وابنِ عبد البر في "التمهيد" 19/86. ومسلمُ بنُ خالد وعبدُ المجيد بن أبي رَوَّاد وسعيدُ بن سالم كما عند الشافعيِّ في "مسنده" 2/11) بترتيب السندي (، والبيهقي في "معرفة السنن" 10/29، والبغويَ في "شرح السنة" (2262) . وابنُ المبارك كما عند
سعيد بنِ منصور في "السنن" (528) . وإسماعيلُ بنُ زكريا عنده كذلك (529) ومعاذُ بنُ معاذ عند ابنِ أبي شيبة 4/128، وابنِ ماجه (1879) . وأبو عاصم الضَّحَّاكُ بن مَخْلَد كما عند الدارميِّ (2184) ، والدأرقطنيِّ في "العلل" 5/ورقة 14 ا-115، والحاكمِ في "المستدرك " 2/168، والبيهقي في "السنن" 7/138. وسفيانُ الثوري عند أبي داود (2083) ، وابنِ عبد البر في "التمهيد" 19/85، والدارقطنيِّ في "العلل" 5/ورقة 113. ويسعى بنُ سعيد الأنصاري كما عند الخسائيِّ في "الكبرى" (5394) ، والطحاويِّ في "شرح معاني الآثار" 3/7، وابنِ حِئان (4074) ، والدارقطني في "العلل" 5/ورقة 113، وأبي نعيم في "الحلية" 6/88. ومحمدُ بنُ عبد الله الأنصاري كما عند أبي يعلى
(4750) . وابنُ وَهْب كما عند الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/7، والدارقطنيِّ في "العلل" 5/ورقة 115، والبيهتهيِّ في "السنن الكبرى" 7/105، وفي "السنن الصغير" 3/16. ومؤمَّل بن إسماعيل كما عند الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 114-113 و114. وحجاج بن محمد عند الدارقطنيِّ كذلك =(40/245)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= 5/ورقة114، والحاكمِ في "المستدرك" 2/168، والبيهقيّ في "السنن" 7/105. وعبدُ الوهَّاب بنُ عطاء كما عند الدارقطنيِّ 5/ورقة 115. ويحي بنُ أيوب كما عند الحاكمِ 2/168. وعبيدُ الله بنُ موسى كما عند البيهقي في "السنن" 7/113. جميعُهم- وهم تسعةَ عَشَرَ راوياً- عن ابن جريج، بهذا
الإسناد.
وصححه ابنُ معين- فيما حكاه البيهقي عنه في "السنن" 7/107- وصححه كذلك الحاكم والبيهقي، وقال الترمذي: حديث حسن، وصححه أبو عوانة وابن خزيمة فيما حكاه الحافظ في "الفتح" 9/191.
قال الحاكم: فقد صحَّ وثبت بروايات الأيمة الطيبات سماعُ الرواة بعضهم من بعض، فلا تُعلَّلُ هذه الروايات بحديث ابنِ عُلَيّة وسؤالِه ابنَ جريج عنه، وقولِهِ: إني سألت الزهري عنه، فلم يعرفه، فقد ينسى الثقةُ الحافظ الحديثَ بعد أن حدث به. وأقره الذهبي.
ورواه حفص بن غياثه كما عند ابن حبان (4075) . ويحي بن سعيد الأموي كما عند البيهقي في "السنن الكبرى" 7/125، و"السنن الصغير" 3/20، كلاهما عن ابن جريج، به. فزادوا: "وشاهِدَيْ عَدْل". وجاء عندهما بلفظ: "لا نكاجَ إلا بِوَلي". زاد حفص بن غياث: "وما كان من نتاج على
غير ذلك، فهو باطل ... ".
ورواه عيسى بن يونس، عن ابن جريج، وأختُلف عنه:
فرواه سليمانُ بن عمر بن خالد كما عند الدارقطني في "السنن" 3/225-226، والبيهقي في "السنن الكبرى" 7/125. ومحمد بن أحمد الحجاج الرَّقي كما عند ابن حزم في "المحلى" 9/465، والبيهقي في "السنن" 7/124-125، كلاهما عن عيسى بن يونس، عن ابن جريج، به، بزيادة: "وشاهِدَيْ عَدل"- ولفظه من طريق سليمان بن عمر بن خالد: "لا نِكاح إلا بوليّ"- وتابعهما عبد الرحمن بن يونس، عن عيسى بن يونس فيما ذكر الدارقطني في "السنن" 3/226.(40/246)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
وخالفهم ابنُ راهوية (698) ، وعليّ بن خَشْرم كما عند الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 113، فروياه عن عيسى بن يونس، عن ابن جريج، وثم يذكرا الشاهِدَيْن.
ولم ينفرد به ابنُ جريج، فقد نقل الحافظ في "التلخيص" 3/157 أن أبا القاسم بن عنده ذكر أن معمرا وعُبيد الله بنَ زَحْر تابعا ابنَ جريج على روايته إياه عن سليمان بن موسى.
ولم ينفرد به سليمان بنُ موسى كذلك، فقد تابعه جعفر بنُ ربيعة، كما سيرد برقم (24372) ، لكن في طريقه ابنُ لهيعة. وحجاج بنُ أَرْطاة كما سلف برقم (2261) ، وسيرد برقم (26235) . وعبيد الله بنُ أبي جعفر كما عند الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/7 وفي طريقه ابن لهيعة أيضاً. ومحمد ابنُ إسحاق وقُرَّةُ بنُ عبد الرحمن بن حَيْوِيل، وإبراهيم بنُ أبي عَبْلة، كما عند الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 116، ويزيد بنُ أبي حبيب، وأيوب بنُ موسى، وابنُ عُيينة، وإبراهيم بنُ سعد، فيما ذكر ابن عدي في "الكامل" 3/1116، وقال: وكل هؤلاء طرقُهم طرق غريبة، إلا حديث حجاج بنِ أَرْطاة، فإنه مشهور، رواه عنه جماعة. قلنا: لكن يشد بعضُها بعضاً، ويصحُّ الحديث بمجموعها.
وقد رواه هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، فيما أخرجه الترمذي في "العلل الكبير" 1/430، وأبو يعلى (4682) ، والدارقطني في "العلل" 5/ورقة 177، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/30 من طريق زمعة بن صالح، وأبو يعلى (4749) من طريق مَنْدل، والطبراني في "الأوسط" (6923) ، والدارقطني في "العلل" 5/ورقة 117 من طريق جعفر بن بُرْقان، وابنُ عديد في "الكامل"
2/770 من طريق الحُسين بن علوان، والدارقطني في "السنن" 3/277 وفي "العلل" 5/ورقة 117 من طريق يزيد بن سنان، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/239 من طريق أبي مالك الجنبي، ستتهم عن هشام بن عروة، به. وزاد بعضهم: وشاهِدَيْ عدل، وأسانيدُهم ضعيفة.(40/247)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
ورواه عن هشام بن عروة أيضاً الحجاج بن أرطأة فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 112، وقال: واختُلف عنه:
فرواه عمر بن حفص بن غياث، عن أبيه، عن حجاج، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة.
وتابعه هشام بن يونس عن أبي مالك الجَنْبي، عن حجاج، عن هشام، عن أبيه، والصحيح: عن حجاج، عن الزّهري، عن عروة، عن عائشة. قلنا: وسيرد برقم (26235) .
قال الدارقطني: ورواه سهل بن عثمان وإبراهيم بن يوسف الصيرفىِ، عن أبي مالك الجَنْبي، ولم يذكروا فيه حجَّاجاً.
ورواه عن هشام ابنُ جريج فيما ذكر الدارقطني في "العلل" أيضاً، وقال: تفرَّد به مُطَرِّف بن مازن عنه، ووهم فيه، والصحيح: عن ابن جريج، عن سليمان بن موسى، عن الزاهري.
وضعف ابن معين طريق هشام بن عروة فيما حكاه البيهقي في "السنن الكبرى" 7/107.
وأخرجه الطبع أني في "الأوسط" (6348) ، والدارقطني في "العلل" 5/ورقة 117 من طريق أبي الوليد خالد بن يزيد العدوي، عن أبي الغُصْن ثابت بنِ قيس، والدارقطني 5/ورقة 116 من طريقين) فرّقهما (عن أبي حازم، كلاهما عن عروة، به. قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن أبي الغُصن إلا خالد بن يزيد.
وسيرد بالأرقام (24372) و (25326) و (26235) .
وله شاهد صحيح من حديث أبي موسى الأشعري، سلف برقم (19518) .
وآخر من حديث ابن عباس، سلف برقم (2260) ، وذكرتا هناك بقية أحاديث الباب.
ونزيد من أحاديث الباب هنا: حديث عائشة عند البخاري برقم (5127) ، وقد ذَكَرَتْ فيه أنَّ النكاح كان في الجاهلية كان على أربعة أنحاء، وذكرتْ أنَّ=(40/248)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الأول منها أو نتاج الناس اليوم، يخطب الرجلُ إلى الرجلِ وليَّتَه أو ابنَته، فيصدُقها، ثم ينكحها، وبعد أن ذكرت الأنحاء الثالثة الأخرى قالت: فلما بُعث محمدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالحق هَدَمَ نتاج الجاهلية كلَّه إلا نكاج الناس اليوم.
قال الحافظ في "الفتح" في شرح الحديث: قوله: إلا نكاح الناس اليوم، أي: الذي بدأت بذكره، وهو أن يخطُب الرجل إلى الرجل، فيزوِّجَه، احتُج بهذا على اشتراط الولي ... ثم قال الحافظ: وقد صَحَّ عن عائشة أنها أنكحت رجلاً من بني أخيها، فضربت بينهم بسِتْر، ثم تكلَّمت، حتى إذا لم يبق إلا العقد أمرت رجلاً، فأنكح، ثم قالت: ليس إلى النساء نكاح. أخرجه عبد الرزاق.
قلنا: وقد ترجم البخاري لحديث عائشة هذا والأحاديث الأخرى التي أوردها في الباب بقوله: باب من قال: "لا نكاح إلا بولي".
وأورد فيه بعد حديث عائشة حديث ابن عمر الذي فيه أن عمر حين تأيَّمت بنتُه حفصةُ لقي عثمان، فقال له: إن شئتَ أنكحتُك حفصة، ثم لقي أبا بكر، فقال له مثل ذلك. وسلف من حديث عمر برقم (74) ، ومن حديث ابن عمر برقم (4807) .
وأورد بعده حديث مَعْقِل بن يسار، وهو الذي نزل فيه قوله تعالى: {أفلا تعضُلوهنَّ} [البقرة: 232] وفيه أنه قد زوَّج أخته بعد أن عَضَلها.
وقال الحافظ في "الفتح": ذهب الجمهورُ إلى اشتراط الولي في النكاح، وقالوا: لا تُزوِّجُ المرأةُ نفسَها أصلاً، واحتجوا بالأحاديث المذكورة، ومن أقواها هذا السببُ المذكور في نزول الآية الكريمة، وهي أصرحُ دليل على اعتبار الوليّ، وإلا لمَا كان لِعَضْلهِ معنيً، ولأنها لو كان لها أن تُزَوِّجَ نفسَها لم تفتح إلى أخيها.... وذكر ابنُ المنذر أنه لا يُعرف عن أحد من الصحابة خلافُ ذلك، ثم ذكر قول أبي حنيفة وغيره في ذلك، فراجعه.
ويشهدُ لقوله: "السلطانُ وليُّ من لا وليَّ له" أيضاً حديثُ سهل بن سعد=(40/249)
24206 - أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا قَعَدَ بَيْنَ الشُّعَبِ الْأَرْبَعِ، ثُمَّ أَلْزَقَ الْخِتَانَ بِالْخِتَانِ فَقَدْ وَجَبَ الْغُسْلُ " (1)
__________
= عند البخاري (5135) ، وفيه أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لرجلٍ خطب امرأة عنده: "زَوَّجناكها
بما معك من القرآن"، وقد ترجم البخاري للحديث بقوله: باب السلطانُ ولي.
قال السِّندىِ: قوله؟ "فإن اشتجروا"، أي: اختلفوا، بأن رضيت المرأة دون الأولياء أو رضي البعضُ دون البعض.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد، وهو ابن جُدْعان، وقد رفعه عن سعيد، والصواب عنه موقوفاً كما سيأتي في التخريج، وقد اختلف في رفعه ووقفه، ووقفه صحيح كذلك، وهو في حكم المرفوع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه الشافعي في "المسند" 1/38) بترتيب السندي (، وفي "اختلاف الحديث" ص62، وابن أبي شيبة 1/85، وإسحاق بن راهوية (1100) ، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار" 1/463-464 من طريق إسماعيل ابن علَيَّة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشافعي في "المسند" 1/38، وفي "اختلاف الحديث" ص62، وفي "الأم" 1/31، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/55، والبيهقي في "المعرفة" 1/463، وابن عبد البر في "التمهيد" 23/100- 101، والبغوي في "شرح السنة" (243) من طرق عن علي بن زيد، به.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/45-46، ومن طريقه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/57، والبيهقي في "معرفة الآثار" 1/467، والحازمي في "الاعتبار" ص30- 31، وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (936) ، ومن طريقه ابن المنذر في "الأوسط" (576) عن معمر، كلاهما عن الزهري، عن سعيد=(40/250)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= ابن المسيب، أن عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعائشة رضي الله عنهم كانوا يقولون: إذا مس الختان الختان، فقد وجب الغسل.
وأخرجه مالك 1/46، ومن طريقه الشافعي في "المسند" 1/37-38، وفي "اختلاف الحديث" ص60، والبيهقي في "المعرفة" 1/462-463، وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (954) عن ابن جريج، كلاهما عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن سعيد بن المسيب، عن عائشة موقوفا، وفيه قصة مع أبي
موسى الأشعري.
وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 23/100 من طريق أبي قرة، عن مالك، عن يحيى الأنصاري، عن سعيد بن المسيب، مرفوعاً قال ابن عبد البر: هذا خطأ، والصواب ما في "الموطأ". يعني موقوفاً.
وأخرجه مسلم (349) ، وابن خزيمة (227) ، وأبو عوانة 1/288-289، وابن المنذر في "الأوسط" (587) ، وابن حبان (1183) ، والطبراني في "الأوسط" (7115) ، وابن حزم في "المحلى" 2/2، والبيهقي في "السنن" 1/163 - 164، وفي "معرفة السنن والآثار" 1/465-466، والحازمي في
"الاعتبار" ص30 من طريق أبي موسى الأشعري، عن عامة، به مرفوعاً، وفيه قصة.
وأخرجه عبد الرزاق (945) ، وابن أبي شيبة 1/85، وابن راهوية (1219) ، وابن المنذر (585) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 03/23 ا-104 من طريق عطاء بن أبي رباح، والطحاوي في "شعرت معاني الآثار" 1/60 من طريق ميمون بن مهران، كلاهما عن عادة موقوفاً، بلفظ: "إذا التقى الختانان، فقد وجب الغسل".
وأخرجه الخطيب في "تاريخه" 12/286 من طريق عروة، عن عائشة مرفوعاً.
ورواه مسروق عن عائشة، واختلف عليه فيه:
فأخرجه ابن أبي شيبة 1/86 من طريق داود، عن مسروق، عن عائشة،=(40/251)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= موقوفا.
وأخرجه عبد الرزاق (938) ، ومن طريقه ابن المنذر (579) من طريق الشعبي، عن مسروق، عن عائشة، مرفوعاً.
ورواه أبو سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة، واختلف عليه فيه:
فأخرجه مالك في "الموطأ" 1/46، ومن طريقه عبد الرزاق (941) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/60، والبيهقي في "السنن" 1/166 عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله، ومن طريقه أورده البخاري في "التاريخ الكبير" 6/182، ومن طريق محمد بن عمرو، كلاهما عن أبي سلمة، عن عائشة موقوفاً.
وأخرجه ابنُ راهوية (1044) من طريق أبي واقد الليثي، وأورده البخاري في "تاريخه" 6/182 من طريق حفص بن حجار، وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/374 من طريق عثمان بن عطاء، ثلاثتهم عن أبي سلمة، عن عائشة، مرفوعاً ورواه معمر بن أبي حبيبة، واختلف عليه فيه:
فأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/59 من طريق الليث، عن معمر بن أبي حبيبة، عن عبيد الله بن عدي بن الخيار، عن عائشة موقوفا، وفيه قصة.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 1/87-88، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/58-59، وفي "شرح مشكل الآثار" (3965) من طريق محمد بن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن معمر بن أبي حبيبة، عن عبيد بن رفاعة بن رافع الأنصاري، عن أبيه، عن عائشة موقوفاً، وفيه قصة.
وقد سلف 5/115.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/58 من طريق ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن معمر بن أبي حبيبة، عن عبيد بن رفاعة، عن عائشة، موقوفاً، وفيه قصة. =(40/252)
24207 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَائِشَةَ، " أَنَّهَا غَسَلَتْ مَنِيًّا أَصَابَ ثَوْبَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1)
24208 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ صُبَيْحٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ،
__________
= وسيأتي بتمامه وبنحوه بالأرقام (24391) و (24458) و (24459) و (24655) و (24792) و (24815) و (24914) و (25037) و (25281) و (25902) و (26025) و (26289) .
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو بن العاص، وقد سلف برقم (6670) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب، ونزيد عليها هنا: حديث معاذ سلف 5/234.
قال السندي: قوله: "بين الشعب الأربع"، بضم الشين المعجمة وفتح العين المهملة: والمراد: شعب المرأة، أي: نواحيها، قيل: يداها ورجلاها، وقيل: نواصي الفرج الأربع، وإلحاق الختان بالختان كناية عن غيبوبة الحشفة.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسليمان بن يسار صرح بسماعه من عائشة في الرواية (25098) .
وأخرجه إسحاق بن راهوية (1134) ، والترمذي (117) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/50 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
ولفظه عند ابن راهوية أنّ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو الذجَما كان يغسله. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وسيأتي بالأرقام (25098) و (25293) و (25984) .
وانظر (24064) .(40/253)
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " خَيَّرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَاخْتَرْنَاهُ، فلم (1) يَعْدُدْهَا عَلَيْنَا شَيْئًا " (2)
24209 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ " ضِجَاعُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي يَنَامُ عَلَيْهِ بِاللَّيْلِ مِنْ أَدَمٍ مَحْشُوًّا لِيفًا " (3)
__________
(1) في (م) : وَلَمْ.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24181) سنداًً ومتناً.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابنُ المبارك في "الزهد" (1000) ، وإسحاق بن راهوية (845) ، ومسلم (2082) ، وأبو داود (4146) ، وأبو يعلى (4404) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص156 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 13/218-219، وإسحاق بن راهوية (844) ، وهناك في "الزهد" (741) ، وعبد بن حميد في "المنتخب" (1506) ، والبخاري (6456) ، ومسلم (82؟ 2) ، وأبو داود (4147) ، والترمذي في "سننه" (1761) ، وفي "الشمائل" (322) ، وابن ماجه (4151) ، وأبو يعلى (4958) ، وأبو عوانة 5/468 و468-469 و469، وابن حبان (6361) ، وابن عدي في
"الكامل" 6/2067، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص156، والبيهقي في "الشعب" (1459) و (6291) ، وفي "الدلائل" 1/344، والبغوي في "شرح السنة" (3122) و (3123) من طرق عن هشام، به.
وسيأتي بالأرقام (24293) و (24451) و (25729) و (25773) ، ومطولاً برقم (24768) .
وفي الباب عن أنس بن مالك، وقد سلف برقم (12417) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.(40/254)
24210 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَرَأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} " فَإِذَا رَأَيْتُمُ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِيهِ، فَهُمُ الَّذِينَ (1) عَنَى الله عَزَّ وَجَلَّ، فَاحْذَرُوهُمْ " (2)
__________
قال السندي: قولها: ضياع: كالفراش، لفظاً ومعنى.
أدم، بفتحتين، جمع أديم: بمعنى الجلد المدبوغ.
ليفاً، بكسر اللام: قطر النخل.
(1) في (ظ2) و (ق) : الذي.
(2) حديث صحيح، رجالهُ ثقات رجال الشيخين- إسماعيل: هو ابنُ عُلَيَّة، وأيوب: هو ابنُ أبي تميمة السَّخْتياني. وعبد الله بن أبي مُليكة: هو عبد الله بن عُبيد الله بن أبي مليكة.
وأخرجه ابن ماجه (47) ، والطبري في تفسير الاَية المذكورة من آل عمران (6605) من طريق إسماعيل ابن علَيَّة، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" 1/116، وابن راهوية (1235) و (1236) ، وابن ماجه (47) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (6) ، والطبري (6606) و (6607) و (6608) و (6609) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2516) ، وابن حبان (76) ، والاَجري في "الشريعة" ص26 و27 و72 و332، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/546 من طرق عن أيوب بن أبي تميمة =(40/255)
24211 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ،
__________
= السَّخْتياني، به.
وتوبع أيوب:
فأخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (492)) التفسير (من طريق حماد بن يحيى الأبَحّ، والترمذي (2993) ، والصبر أني في "الأوسط" (3368) من طريق أبي عامر الخزاز صالح بن رستم، والطبري (6612) و (6614) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2515) من طريق نافع بن غمر الجُمحي. والطبري كذلك (6613) من طريق روح بن القاسم. والطبراني في "الأوسط" كذلك
(4952) من طريق عليِّ بن زيد بن جُدْعان، خمستهم عن ابن أبي مُلَيْكة، به.
قال الترمذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيح. قلنا: وإسناد الطبري (6612) ، والطحاوي (2515) وقع فيه تصريحُ ابنِ أبي مُلَيْكة بسماعه من عائشة، لكن في طريقه الوليد بنُ مسلم، وهو كثيرُ التدليس والتسوية، ومعلمه ينبغي أن يُصرح بالسماع في جميع طبقات الإسناد، وقد عنعن، فلا يعتدُّ به.
وقد اختُلف فيه على ابنِ أبي مُلَيكة:
فرواه يزيدُ بنُ إبراهيم كما سيرد برقم (26197) ، وحمادُ بنُ سلمة، كما سيرد برقمي (24929) و (25004) ، عن عبد الله بن أبي مُلَيكة، عن القاسم بن محمد، عن عائشة، بزيادة القاسم بن محمد بين ابنِ أبي مُليكة وعائشة.
قال الحافظ في "الفتح" 8/210: قد سمع ابنُ أبي مُلَيكة من عائشة كثيراً وكثيراً أيضاً ما يُدخِلُ بينها وبينه واسطة، وقد اختُلف عليه في هذا الحديث.
قلنا: وسيرد بالأرقام (24929) و (25004) و (26197) ، وانظر حديث أبي أمامة 5/262.
قال السندي: قوله: يجادلون فيه، أي: يدفعون بعضه ببعض.(40/256)
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَهُوَ مَاهِرٌ بِهِ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ، وَالَّذِي يَقْرَؤُهُ وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ لَهُ (1) أَجْرَانِ " (2)
__________
(1) في (م) : فله.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن عُلَية، وهشام: هو ابنُ أبي عبد الله الدَسْتَوائي، وقتادة: هو ابنُ دِعامة السدوسي، وقد صرَّح بسماعه من زُرارة بن أوفى في الرواية (24788) . وسعد بن هشام: هو ابن عامر الأنصاري.
وأخرجه الطيالسي (1499) ، والدارمي (3368) ، وأبو داود (1454) ، والترمذي (2904) ، والنسائي في "السنن الكبرى" (8047) ، وابن الضريس في "فضائل القرآن" (29) ، وأبو نعيم في. "الحلية" 2/260، والبغوي في "شرح السنة" (1174) من طرق عن هشام الاستوائي، بهذا الإسناد. وقرن الطيالسي - ومن طريقه الترمذي وأبو نعيم- بهشامٍ شعبةَ، وقرن الدارمي وأبو داود به
همَّاماً. ووقع عند الدارمي: زُرارة بن أبي أوفى، وهو خطأ. قال الترمذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيح، وقال البغوي: هذا حديث متفقٌ على صحته.
وسيرد من طريق شعبة برقم (24788) ، ومن طريق همَّام برقم (24634) .
وأخرجه مسلم (798) (244) ، والنسائي في "الكبرى" (8045) ، وابن الضريح في "فضائل القرآن" (35) ، والفريابي في "فضائل القرآن" (3) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" 2/395 من طريق أبي عَوانة، عن قتادة، به.
وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (4194) و (6016) عن معمر، عن قتادة، عن زيارة بن أوفى، عن عائشة، به. قال المزي في "التهذيب": والمحفوظ أن بينهما سعد بن هشام.
وسيرد بالارقام (24634) و (24677) و (24788) و (25365) و (25592) و (26028) و (26296) .=(40/257)
24212 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي عَطِيَّةَ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا ومَسْرُوقٌ، عَلَى عَائِشَةَ فَقُلْنَا لَهَا: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، رَجُلَانِ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَحَدُهُمَا يُعَجِّلُ الْإِفْطَارَ، وَيُعَجِّلُ الصَّلَاةَ، وَالْآخَرُ يُؤَخِّرُ الْإِفْطَارَ، وَيُؤَخِّرُ الصَّلَاةَ؟ قَالَ: فَقَالَتْ: أَيُّهُمَا يُعَجِّلُ الْإِفْطَارَ، وَيُعَجِّلُ الصَّلَاةَ؟ قَالَ: قُلْنَا: عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ: قَالَتْ: " كَذَاكَ كَانَ يَصْنَعُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "، وَالْآخَرُ أَبُو مُوسَى (1)
__________
= وأنظر (19549) .
قال السندي: قوله: "ماهرٌ به"، أي: حاذِق بقراءته.
"مع السَّفَرَة": هم الملائكة، جمع سافر، وهو الكاتب لأنه يبين الشيء، ولعل المراد بهم الملائكة الذين قال تعالى فيهم: {بأيدي سفرة كرام بررة} [عبس. 15-16] . والمعية في التقرب إلى الله تعالى، وقيل: المراد أنه يكون في الآخرة رفيقاً لهم في منازلهم، أو هو عامل بعملهم.
"أجران": قيل: يضاعف له في الأجر على الماهر لأن الأجر بقدر التعب، وقيل: بل المضاعفة للماهر لا تحصى، فإن الحسنة قد تضاعفت إلى سبع مئة وأكثر، والأجر شيء مقدر، وهنا له أجران من تلك المضاعفة.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وعمارة: هو ابن عُمير التيمي، وأبو عطية مختلف في اسمه، وهو الواقعي الهَمْداني.
وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" (ترجمة أبي عطية) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه إسحاق (1480) ، ومسلم (1099) (49) ، وأبو داود (2354) ،=(40/258)
24213 - حَدَّثَنَا ابْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ خَيْثَمَةَ: وَقَالَ: يُعَجِّلُ الْإِفْطَارَ وَيُؤَخِّرُ السَّحُورَ، (1)
__________
= والترمذي (702) ، والنسمائي في "المجتبى" 4/144-145، وفي "الكبرى" (2471) ، والبيهقي في "السنن" 4/237، والبدوي في "شرح السنة" (1731) من طريق أبي معاوية، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وأبو عطية اسمه: مالك بن أبي عامر الهمداني، ويقال: ابن عامر الهمداني، وابن عامر أصح.
وأخرجه مسلم (1099) (50) من طريق ابن أبي زائدة، والنسائي في "المجتبى" 4/144، وفي "الكبرى" (2470) ، من طريق زبيدة، كلاهما عن الأعمش، به.
وسيرد بالأرقام (24213) و (24214) و (25399) .
وفي باب استحباب تعجيل الفطر وتأخير السحور عن أبي هريرة، سلف برقم (9810) ، وذكرنا أحاديث الباب هناك.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد اختُلف فيه على سليمان، وهو ابن مِهْران الأعمش. فرواه عنه شعبة كما في هذه الرواية، وسفيان الثوري كما عند النسائي في "المجتبى" 4/144، وفي "الكبرى" (2469) كلاهما عن الأعمش، عن خيثمة، عن أبي عطية، به. بلفظ: يعجل الإفطار ويؤخر السحور.
ورواه أبو معاوية كما سلف في الرواية (24212) ، وزائدة كما عند النسائي في "الكبرى" (2470) ، وابن أبي زائدة كما عند مسلم (1099) (50) ، وسفيان الثوري في رواية مُؤَمَل عنه كما سيأتي (24214) أربعتهم عن الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن أبي عطية، به، بلفظ: يعجل الإفطار،
ويعجل الصلاة. وقال الدارقطني: والقول قول من قال: عن الأعمش، عن عمارة، عن أبي عطية، به.
وأخرجه الطيالسي (1512) - ومن طريقه البيهقي في "السنن" 4/237- والنسائي في "المجتبى" 4/143-144، وفي "الكبرى" (2468) من طريق خالد بن الحارث، كلاهما (الطيالسي وخالد) عن شعبة، بهذا الإسناد.
وسيأتي مطولاً برقم (25399) .(40/259)
24214 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي عَطِيَّةَ قَالَ: قُلْنَا لِعَائِشَةَ: رَجُلَانِ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَدُهُمَا يُعَجِّلُ الْمَغْرِبَ، وَيُعَجِّلُ الْإِفْطَارَ، وَالْآخَرُ يُؤَخِّرُ الْمَغْرِبَ، وَيُؤَخِّرُ الْإِفْطَارَ، فَذَكَرَهُ (1)
24215 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي بَعْضِ صَلَاتِهِ: " اللهُمَّ حَاسِبْنِي حِسَابًا يَسِيرًا " فَلَمَّا انْصَرَفَ، قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ، مَا الْحِسَابُ الْيَسِيرُ؟ قَالَ: " أَنْ يَنْظُرَ فِي كِتَابِهِ فَيَتَجَاوَزَ عَنْهُ، إِنَّهُ مَنْ نُوقِشَ الْحِسَابَ يَوْمَئِذٍ يَا عَائِشَةُ هَلَكَ، وَكُلُّ مَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ، يُكَفِّرُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ عَنْهُ، حَتَّى الشَّوْكَةُ تَشُوكُهُ " (2)
__________
= وفي باب فضل تأخير السحور من حديث زيد بن ثابت عند مسلم (1097) (47) ، وقد سلف نحوه (21671) .
(1) حديث صحيح، مؤمل- وهو ابن إسماعيل، أمان كان ضعيفاً- ثقة في سفيان، وهو الثوري.
وقد سلف من طريق أبي معاوية، عن الأعمش بهذا الإسناد برقم (24212) ، وانظر ما قبله.
(2) حديث صحيح دون قوله: سمعتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول في صلاته: "اللَّهمَّ حاسِبْني حسابا يسيراً" فهذه الزيادة تفرَّد بها محمد بن اسحاق وقد قال الذهبي في "الميزان": وما تفرد به فيه نكارة. قلنا: وقد اختُلف عليه فيه، كما سيرد، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير عبد الواحد بن حمزة بن=(40/260)
24216 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: مَاتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِي، وَيَوْمِي، وَبَيْنَ سَحْرِي ونَحْرِي، فَدَخَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ وَمَعَهُ سِوَاكٌ رَطْبٌ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ، فَظَنَنْتُ أَنَّ لَهُ فِيهِ حَاجَةً، قَالَتْ: فَأَخَذْتُهُ فَمَضَغْتُهُ، ونَفَضْتُهُ وَطَيَّبْتُهُ، ثُمَّ دَفَعْتُهُ إِلَيْهِ، فَاسْتَنَّ كَأَحْسَنِ مَا رَأَيْتُهُ
__________
= عبد الله بن الزبير، فمن رجال مسلم.
وأخرجه الحاكم 1/57 و255، والبيهقي في "الشعب" (270) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم! ولم يخرجاه بهذا اللفظ، إنما اتفقا على حديث ابن أبي مُلَيْكة عن عائشة، أن رسول الله جمع قال: "مَنْ نُوقش الحساب عُذِّب". ووافقه الذهبي!
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 30/115، وابن خزيمة (7372) (849) من طريق إسماعيل ابنِ علية، به.
وأخرجه الطبري 30/115، وابن حبان (7372) ، والحاكم 4/249- 250 و579-580 من طرق عن محمد بن إسحاق، به.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (3662) من طريق محمد بن سلمة، وهو الحراني، عن محمد بن إسحاق، عن يحيى بن عروة بن الزبير، عن أبيه، عن عائشة، به.
وقال: لم يرو هذا الحديث عن يحيى بن عروة إلا محمد بن إسحاق، تفرد به محمد بنُ سلمة.
وسياتي برقم (25515) من طريق آخر عن عبد الواحد بن حمزة دون زيادة ابن إسحاق هذه.
وقوله: "وكل ما بُصيبُ المؤمنَ ... " سلف نحوه بإسناد صحيح برقم (24114) . وانظر (24515) .(40/261)
مُسْتَنًّا قَطُّ، ثُمَّ ذَهَبَ يَرْفَعُهُ (1) إِلَيَّ، فَسَقَطَ مِنْ يَدِهِ، فَأَخَذْتُ أَدْعُو اللهَ عَزَّ وَجَلَّ بِدُعَاءٍ، كَانَ يَدْعُو لَهُ بِهِ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَكَانَ هُوَ يَدْعُو بِهِ إِذَا مَرِضَ، فَلَمْ يَدْعُ بِهِ فِي مَرَضِهِ ذَلِكَ، (2) فَرَفَعَ بَصَرَهُ إِلَى السَّمَاءِ، وَقَالَ: " الرَّفِيقُ الْأَعْلَى، الرَّفِيقُ الْأَعْلَى (3) "، يَعْنِي وَفَاضَتْ نَفْسُهُ، فَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَمَعَ بَيْنَ رِيقِي وَرِيقِهِ فِي آخِرِ يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ (4) الدُّنْيَا " (5)
__________
(1) في (ظ2) و (هـ) و (ق) : يدفعه.
(2) في (ظ8) : ذاك.
(3) في (ظ2) و (هـ) : الرفيق الأعلى، لم تتكرر مرتين.
(4) لفظ أيام، ليس في (ظ8) وهو في هامش (هـ) .
(5) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن عُلَيَّه، وأيوب: هو السختياني، وابن أبي مليكة: هو عبد الله بن عبيد الله.
وأخرجه الحاكم 4/7 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. وقال: صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه بتمامه ومختصراً ابن سَعْد 2/261، وإسحاق (1254) ، والبخاري (4451) ، وابن حبان (6616) ، وابن عدي في "الكامل" 3/1283، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصفهان" (1050) ، والبيهقي في "الدلائل" 7/206، والخطيب في "موضح أوهام الجمع" 2/138 و139 من طرق عن
أيوب، به.
وأخرجه بتمامه ومختصراً ابن طهمان في "مشيخته" (40) ، والبخاري (3100) ، وأبو يعلى (4604) ، وابن حبان (6616) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (82) ، والحاكم 4/6-7، واللالكائي في "أصول الاعتقاد" (2753) من طرق عن ابن أبي مليكة، به.
وأخرجه مطولاً البخاري (4449) و (6510) ، والطبراني في "الكبير"=(40/262)
24217 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَكَعَ رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ، اضْطَجَعَ عَلَى شِقِّهِ الْأَيْمَنِ " (1)
__________
= 23/ (78) ، والبيهقي في "الدلائل" 7/206-207، والبغوي في "شرح السنة" (3826) من طريق عيسى بن يونس، عن عمر بن سعيد، عن ابن أبي مليكة، عن أبي عمرو ذكوان مولى عائشة، أن عائشة، كانت تقول ... فذكره، وزاد: وبين يديه ركوة أو علبة- يشك عمر- فيها ماء، فجعل يدخل يديه في الماء، فيمسح بهما وجهه، يقول: "لا إله إلا الله، إن للموتِ سكرات".
وأخرجه البخاري (4438) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (79) من طريق القاسم بن محمد، عن عائشة، به.
وأخرجه مختصراً ابن سعد 2/234 من طريق علقمة بن أبي علقمة، عن أُمّه، عن عائشة، به.
وسيرد بالأرقام (25640) و (26346) .
وقد سلف برقم (24039) .
قال السندي: قولها: ويومي، أي: إنه ترك القسم في تلك الأيام ولزم بيت عائشة، إلا أنه لو قسم لكان ذلك اليوم يوم عائشة رضي الله تعالى عنها.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. عبد الرحمن بن إسحاق، وهو المدني مختلف فيه، حسن الحديث، قال ابن معين: وكان إسماعيل ابن علية يرضاه.
قلنا: وقد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 2/247- ومن طريقه ابن ماجه (1198) - عن إسماعيل، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (24057) .
وسيرد بالأرقام (24904) و (25009) و (26169) .(40/263)
24218 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ عَزْرَةَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ لَنَا سِتْرٌ فِيهِ تِمْثَالُ طَائِرٍ، فَكَانَ الدَّاخِلُ إِذَا دَخَلَ اسْتَقْبَلَهُ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا عَائِشَةُ، حَوِّلِي هَذَا، فَإِنِّي كُلَّمَا دَخَلْتُ فَرَأَيْتُهُ، ذَكَرْتُ الدُّنْيَا "، وَكَانَتْ لنا (1) قَطِيفَةٌ كُنَّا نَقُولُ: عَلَمُهَا مِنْ حَرِيرٍ، فَكُنَّا نَلْبَسُهَا (2)
__________
(1) المثبت من (ظ8) ومن الرواية (24267) ، ووضع في بقية النسخ: لَهُ، وهو خطأ.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. داود بن أبي هند وعَزْرَة- وهو ابن عبد الرحمن الخزاعي- من رجاله، وأخرج البخاري للأول منهما تعليقاً، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، إسماعيل: هو ابنُ عُلَية، وحُميد بن عبد الرحمن: هو الحِمْيَري.
وأخرجه مسلم (2107) (88) من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطوَّلاً ومختصرا إسحاق بن راهوية (1321) ، ومسلم (2107) (89) ، والترمذي (2468) ، والنسائي في "المجتبى" 8/213، وفي "الكبرى" (9775) ، وأبو يعلى (4468) ، وابن حبان (672) من طرق عن داود بن أبي هند، به.
وأخرجه مختصراً النسائي في "الكبرى" (9774) من طريق سفيان، عن داود بن أبي هند، عن عَزْرة، عن عائشة، به. لم يذكر سعد بن هشام.
والصحيح إثباته كما ذكر الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 77.
وسيرد برقمي: (24043) و (26077) .
وسلف بنحوه مطولا برقم (24081) .
وانظر (24417) .
قال النووي في "شرح صحيح مسلم" 14/87: هذا محمولٌ على أنه كان =(40/264)
24219 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ قَالَ: أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنْ سَائِبَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قَتْلِ الْحَيَّاتِ (1) ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ: الَّتِي تَكُونُ فِي الْبُيُوتِ، وَأَمَرَنَا (2) بِقَتْلِ الْأَبْتَرِ وذو (3) الطُّفْيَتَيْنِ قَالَ: " إِنَّهُمَا يَلْتَمِسَانِ الْبَصَرَ، وَيُسْقِطَانِ مَا فِي بُطُونِ النِّسَاءِ، وَمَنْ (4) تَرَكَهُمَا فَلَيْسَ مِنِّي " (5)
__________
= قبل تحريم اتخاذ ما فيه صورة، فلهذا كان رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يدخل ويراه، ولا يُنكره.
قلنا: سيرد أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هتك السِّتْرَ الذي فيه صورٌ في الرواية (25744) .
وسيرد ذكر تحريم هذه الصور في الرواية (26090) .
(1) في (ظ 8) الجِنان. قلنا: وهو ما أثبتناه عن هذه النسخة في الرواية السالفة برقم (24010) .
(2) في (م) : أمرنا.
(3) كذا في النسخ، وقد سلف توجيهه في التعليق على الحديث (24010) .
(4) في (ظ8) و (هـ) : فمن.
(5) حديث صحيح، سائبة، وهي مولاة الفاكه بن المغيرة، تفرد بالرواية عنها نافع مولى ابن عمر، وذكرها الذهبي في "الميزان" في المجهولات من النساء، لكنه قال: وما علمت في النساء من اتهمت ولا من تركوها، وذكر الحافظ في "التهذيب": أن ابن حبان ذكرها في "الثقات" وثم نجد ذلك في
مطبوعة، وقد توبعت، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، ومحمد بن عبيد: هو الطنافسي، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري.
وأخرجه إسحاق بن راهوية (1774) عن محمد بن عبيد، بهذا الإسناد.(40/265)
24220 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ بِنْتُ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَأْتِيهَا وَهُوَ صَائِمٌ فَيَقُولُ: " أَصْبَحَ عِنْدَكُمْ شَيْءٌ تُطْعِمُونِيهِ " فَتَقُولُ: لَا، مَا أَصْبَحَ عِنْدَنَا شَيْءٌ كَذَاكَ، فَيَقُولُ: " إِنِّي صَائِمٌ ". ثُمَّ جَاءَهَا بَعْدَ ذَلِكَ، فَقَالَتْ: أُهْدِيَتْ لَنَا هَدِيَّةٌ فَخَبَأْنَاهَا لَكَ، قَالَ: " مَا هِيَ؟ " قَالَتْ: " حَيْسٌ " قَالَ: " قَدْ أَصْبَحْتُ صَائِمًا " فَأَكَلَ (1)
__________
= وأخرجه ابنُ عبد البر في "التمهيد" 16/132، وفي "الاستذكار" 27/254 من طريق ابن نمير، عن عبيد الله بن عمر، به.
وأخرجه الطيالسي (1542) عن عبد الله بن نافع، عن نافع، به، ووقع في المطبوع: السائب بدل سائبة، وهو تحريف.
وأخرجه مرسلاً مالك في "الموطأ" 2/976 عن نافع، عن سائبة مولاة معايشة أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى ... فذكره مختصراً.
قال ابنُ عبد البر في "التمهيد" 16/131: وأكثر أصحاب نافع وحفاظهم يروونه عن نافع، عن سائبة، عن عائشة مسنداًً متصلاً.
وقد سلف برقم (24010) بإسناد صحيح.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، طلحة بن يحيى- وهو ابن طلحة بن عبيد الله التيمي- مختلف فيه، حسن الحديث، وهذا مما انتقاه له مسلم، وبقية رجال الإسناد يقال رجال الشيخين.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/194-195، وفي "الكبرى" (2635) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه إسحاق بن راهوية (1023) عن عيسى بن يونس، ومسلم (1154) (169) ، والبيهقي في "السنن" 4/203 و274-275 من طريق عبد الواحد بن زياد، وأبو يعلى (4563) من طريق أبي معاوية، وأبو يعلى=(40/266)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= كذلك (4596) ، وابن حبان (3630) من طريق إسماعيل بن زكريا، وابن خزيمة (2143) من طريق محمد بن سعيد، وابن خزيمة كذلك (2141) ، وابن حبان (3629) ، والدارقطني 2/175، وتمّام في "فوائده" (559) و (560) من طريق شعبة، والبيهقي في "السنن الصغير" (1293) و (1294) من طريق يعلى ابن عبيد، سبعتهم عن طلحة بن يحيى، به. قلنا: وقد أخرجه النسائي
(2322) و (2323) من طريقين، عن طلحة بن يحيى بن طلحة، عن مجاهد عن عائشة وزاد في آخره: ثم قال: إنما مثل صوم المتطوع مثل الرجل يُخرجُ مِن ماله الصدقة، فإن شاء أمضاها وإن شاء حبسها، وهذه الزيادة ليست من كلام النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإنما هي مدرجة من كلام مجاهد، بيَّن ذلك الإمام مسلم في "صحيحه"، فقد أخرج الحديث برقم (1154) من طريق عبد الواحد بن زياد حدثنا طلحة ابن يحيى بن عبيد الله، حدثتني عائشةُ بنتُ طلحة، عن عائشة أم المؤمنين، قالت قال لي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذات يوم يا عائشة: "هل عندكم شيءٌ؟ " قالت: فقلت: يا رسول الله ما عندنا شيء، قال: "فإني صائم"، فخرج رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأهُديت لنا هدية، أو جاءنا زور، قالت: فلما رجع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قلت: يا رسول الله أهديت لنا هدية أو جاءنا زور، وقد خبأت لك شيئاً، قال: "ما هو؟ " قلتُ: حيس، قال: "هاتيه"، فجئت به، فأكل، ثم قال: "قد كنت أصبحت صائماً" قال طلحة: فحدثتُ مجاهداً بهذا الحديث، فقال: ذاك بمنزلة
الرجل يخرج الصدقة من ماله، فإن شاء أمضاها، وإن شاء أمسكها.
ولم يتفطن الشيخ ناصر الدين الألبانىِ رحمه الله لهذا الإدراج في "آداب الزفاف" ص159، فذكر رواية النسائي الموهمة رفع هذه الزيادة وصحح إسنادها، وأغفل رواية مسلم التي تبين بوضوح إدراجها، وأنها ليست من كلام النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/266، ومن طريقه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/109، والبيهقي في "السنن" 4/275، والبغوي في "شرح السنة" (1812) ، وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (7739) ، والحميدي=(40/267)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= (190) و (191) ، وأخرجه الدارقطني 2/177، والبيهقي 4/275 من طريق محمد بن عمرو بن العباس الباهلي، أربعتهم عن سفيان بن عيينه، عن طلحة ابن يحيى، به. ورواية الجميع سوى الحميدى بطرفه الثاني، وزاد الشافعي في إحدى روايتي البيهقي، وعبد الرزاق، ومحمد بن عمرو الباهلي، زادوا في آخره: "وأصوم يوماً مكانه".
قال البيهقي 4/275: وكان أبو الحسن الدارقطني رحمه الله يحمل في هذا اللفظ على محمد بن عمرو بن العباس الباهلي، ويزعم أنه لم يروه بهذا اللفظ غيره ولم يتابع عليه، وليس كذلك، فقد حدث به ابن عيينة في آخر عمره، وهو عند أهل العلم بالحديث غير محفوظ ثم قال البيهقي: قال المزني: سمعت الشافعي يقوله: سمعت سفيان عامة مجالسه لا يذكر فيه: "سأصوم يوما مكانه". ثم عرضته عليه قبل أن يموت بسنة، فأجاب فيه: "سأصوم يومان مكانه". ثم قال البيهقي: ورواية عامة دهره لا يذكر فيه هذا اللفظ مع رواية الجماعة عن طلحة بن يحيى لا يذكره منهم أحد، منهم سفيان الثوري، وشعبة بن الحجاج، وعبد الواحد بن زياد، ووكيع بن الجراح، ويحيى بن سعيد القطان، ويعلى بن عبيد، وغيرهم، تدلُّ على خطا هذه اللفظة، والله أعلم.
ورواه سفيان الثوري عن طلحة بن يحيى، واختلف عليه فيه:
فأخرجه أبو داود (2455) ، والبيهقي في "السنن" 4/203 من طريق محمد ابن كثير العادي، والترمذي (734) ، والبغوي في "شرح السنة" (1745) من طريق بشر بن السري، والنسائي في "المجتبى" 4/194، وفي "الكبرى" (2633) من طريق القاسم بن يزيد، والدارقطني 2/176-177 من طريق يحيى بن أبي الحجاج المنقري، والبيهقي 4/203 من طريق روح بن عبادة، خمستهم عن سفيان الثوري، عن طلحة بن يحيى، به.
وخالفهم أبو بكر الحنفي، فيما أخرجه النسائي في "المجتبى" 4/194 وفي "الكبرى" (2624) من طريقه عن سفيان الثوري، عن طلحة بن يحيى، عن=(40/268)
24221 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمَّارٍ وَكَانَ ثِقَةً وَيُقَالُ لَهُ: ابْنُ عَمَّارِ بْنِ أَبِي زَيْنَبَ مَدِينِيٌّ قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ، (1)
__________
= مجاهد، عن عائشة، به.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/193-194، وفي "الكبرى" (2631) من طريق أبي الأحوص، وفي "المجتبى" 4/194، وفي "الكبرى" (2632) من طريق شريك، كلاهما عن طلحة بن يحيى، عن مجاهد، عن عائشة، به. وزاد في آخره: إنما مثل صوم التطوع مثل الرجل يخرج من ماله الصدقة، فإن شاء أمضاها وإن شاء حبسها. وهذه الزيادة مدرجة كما سلف بيانها.
ورواه القاسم بن معن، عن طلحة بن يحيى، واختلف عليه فيه:
فأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/195، وفي "الكبرى" (2637) من طريق علي بن صهبان الجهضمي، عن القاسم بن معن، عن طلحة بن يحيى، عن مجاهد وعائشة بنت طلحة، به.
وأخرجه في "المجتبى" 4/195، وفي "الكبرى" (2638) من طريق المعافى بن سليمان، عن القاسم بن معن، عن طلحة بن يحيى، عن مجاهد وأم كلثوم، أن رسول الله عيد قال:.... فذكره مرسلاً.
ورواه سمك بن حرب، واختلف عليه فيه:
فأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (7792) عن إسرائيل، عن سماك، عن عائشة بنت طلحة، به.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/195-196، وفي "الكبرى" (2639) من طريق أحمد بن خالد، عن إسرائيل، عن سماك، عن رجل، عن عائشة بنت طلحة، به.
وأخرجه الدارقطني 1/175-176، والبيهقي في "السنن" 4/203 و275 من طريق سليمان بن معاذ الضبي، عن سماك، عن عكرمة، عن عائشة، به.
وسيأتي برقم (25731) .
قال السندي: قولها: كذاك، أي: كفاك.
(1) لفظ "ابن محمد" ليس في (ظ8) .(40/269)
عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، " فُضِّلَتِ صَلَاةُ (1) الْجَمَاعَةِ عَلَى صَلَاةِ الْفَذِّ خَمْسًا وَعِشْرِينَ " (2)
24222 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ: " يَا عَائِشَةُ، مَا فَعَلَتِ الذَّهَبُ "، فَجَاءَتْ مَا بَيْنَ الْخَمْسَةِ إِلَى السَّبْعَةِ، أَوِ الثَّمَانِيَةِ (3) ، أَوِ تِسْعَةِ (4) ، فَجَعَلَ يُقَلِّبُهَا بِيَدِهِ " وَيَقُولُ: " مَا ظَنُّ مُحَمَّدٍ بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ لَوْ لَقِيَهُ، وَهَذِهِ عِنْدَهُ أَنْفِقِيهَا " (5)
__________
(1) في (ظ2) و (هـ) و (م) فضلت الجماعة، والمثبت من (ظ 8) و (ق) وهامش (هـ) .
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عبد الرحمن بن عمار، فقد روى له أبو داود في "المراسيل"، والنسائي، وهو ثقة.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 2/103، وفي "الكبرى" (913) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وقد سلفت أحاديث الباب في مسند عبد الله بن مسعود في الرواية (3564) .
فال السندي: قوله: "الجماعة" أي: الصلاة مع الجماعة.
قوله: "الفذ" أي: المنفرد.
(3) في هامش (هـ) و (ظ 8) أو ثمانية.
(4) في (م) : أو التسعة.
(5) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو، وهو ابن علقمة الليثي، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه الحميدي (283) عن سفيان بن عيينه، وابن سعد 2/238 عن =(40/270)
24223 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْصُورٌ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ فِي رُكُوعِهِ: " سُبْحَانَكَ اللهُمَّ رَبَّنَا، وَبِحَمْدِكَ رَبِّ اغْفِرْ لِي "، يَتَأَوَّلُ الْقُرْآنَ (1)
__________
= عبد الوهَّاب بن عطاء الخَفّاف، وابن أبي شيبة 3/238، عن علي بن مُسْهِر، والطبري في "تهذيب الآثار" ومسند ابن عباس ((438) من طريق مسعود بن واصل، وابن حبان (3212) من طريق يزيد بن زُرَيع، والبغوي في "شرح السنة" (1656) من طريق إسماعيل بن جعفر، ستتهم عن محمد بن عمرو، بهذا الإسناد.
ورواه عبدة بن سليمان، عن محمد بن عمرو، واختلف عليه فيه:
فأخرجه هناك في "الزهد" (622) عن عبدة، عن محمد بن عمرو، به.
وأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" (432) عن أبي كريب، عن عبدة، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وأخرجه ابن سعد- بألفاظ مختلفة- 2/237-239 من طرق عن عائشة، به.
وسيأتي برقم (25492) ، وبنحوه برقمي (24590) و (24733) .
وانظر حديث ما ترك صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ديناراً ولا درهماً، وقد سلف برقم (24176) .
وفي الباب عن أم سلمة، سيرد 6/293.
قال السندي: قوله: "ما ظن محمد ... " إلخ، أي: حسن الظن به تعالى يقتضي أن لا يحبس الإنسان للغد، أو لما بعد الموت، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، يحيى: هو ابنُ سعيد القطان، وسفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابنُ المعتمر، وأبو الضحى: اسمه مسلم ابن صُبَيْح، ومسروق: هو ابن الأجدع.(40/271)
24224 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَخْلَدُ بْنُ خُفَافِ بْنِ إِيمَاءَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (1) : " الْخَرَاجُ بِالضَّمَانِ " (2)
__________
= وأخرجه البخاري (817) ، والبيهقي في "السنن" 2/86 من طريق يحيى، بهذا الإسناد. وزاد: وسجوده.
وأخرجه بنحوه عبد الرزاق في "مصنفه" (2878) ، والنسائي في "المجتبى" 2/219، وفي "الكبرى" (709) ، وأبو عوانة 2/186، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/234، والطبراني في "الدعاء" (600) من طرق عن سفيان، به. وزاد الجميع سوى الطحاوي: وسجوده.
وسلف برقم (24163) .
(1) لفظ "قال" ليس في (ظ8) .
(2) حديث حسن وهذا إسناد ضعيف، مخلد بن خفاف قال الذهبي في "الميزان" وثقه ابن وضاح، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الترمذي عن حديثه هذا بعد أن أخرجه: هذا حديث حسن صحيح، وقال أبو حاتم: لم يرو عنه غير ابن أبي ذئب، وليس هذا إشادات تقوم به الحجة غير أني أقول به لأنه أصلح من آراء الرجال، وقال البخاري: فيه نظر.
قلنا: قد تابع مخلدَ بن خفاف عمرُ بنُ علي المقدَّمي، ومسلمُ بنُ خالد الزنجي، وخالدُ بن مهران، كما سيأتي، فالحديث حسن بهذه المتابعات، ولا سيما أن أهل العلم تلقوا هذا الحديث بالقبول، وعملوا به. وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه ابن الجارود في "المنتقى" (627) ، والحاكم في "المستدرك" 2/15، وابن عبد البر في "التمهيد" 18/206 و207 من طريق يحيي بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1464) ، والشافعي في "مسنده" 2/143-144 وعبد الرزاق في "مصنفه" (14777) ، وإسحاق بن راهوية (750) و (775) =(40/272)
24225 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ، عَنْ عُمْرَةَ، (1)
__________
= و (776) ، وحميد بن زنجويه في "الأموال" (280) ، وأبو داود (3508) و (3509) ، والترمذي (1285) ، والنسائي في "المجتبى" 7/254- 255، وأبو يعلى (4575) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2830) و (2831) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/21، والعقيلي في "الضعفاء" 4/231، وابن حبان (4928) ، وأين عدي في "الكامل" 6/2436، والدارقطني 3/53، والحاكم 2/15، وتمَّام في "فوائده" (691) و (692) ، والبيهقي في "السنن" 5/321، وفي "معرفة السنن والآثار" (11349) و (11359) ، والبغوي في "شرح السنة" (2119) من طرقه عن ابن أبي ذئب، به.
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، والعمل على هذا عند أهل العلم. وكذلك حسّنه البغوي.
وأخرج ابن عدي في "الكامل" 6/2437 من طريق يزيد بن عياض، عن مخلد بن خفاف، به.
والحديث سيأتي بالأرقام (25276) و (25745) و (25999) وسيأتي برقمي (24514) و (24847) من طريق مسلم بن خالد الزنجي، عن هشام بن عروة، عن أبيه، به.
وأخرجه الخطيب في "تاريخه" 8/297-298 من طريق إبراهيم بن عبد الله العروي، حدثنا أبو الهيثم خالد بن مهران البلخي، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، وهذا سند حسن.
قال السندي: قوله "الخراج بالضمان"، الخراج بالفتح: أريد به ما يخرج ويحصل من غلة العين المشتراة: عبداً كان أو غيره، وذلك أن يشتريه فيستغله زماناً، ثم يعثر منه على عيب كان فيه عند البائع، فله رَد العين المبيعة وأَخْذُ العمل، ويكون للمشتري ما استغله لأن المبيع لو تلف في يده لكان في ضمانه، ولم يكن له على البائع شيء.
(1) في (م) : عن عروة، وهو خطأ.(40/273)
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ لَا يُصَلِّي إِلَّا رَكْعَتَيْنِ " فَأَقُولُ: قَرَأَ فِيهِمَا بِفَاتِحَةِ (1) الْكِتَابِ (2)
24226 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ: مَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْنَعُ فِي أَهْلِهِ؟ قَالَتْ: " كَانَ فِي مِهْنَةِ أَهْلِهِ، فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ " (3)
__________
(1) في (ظ8) : فاتحة.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القَطَّان، وعمرة: هي بنت عبد الرحمن الأنصارية.
وأخرجه الطيالسي (1581) ، ومسلم (724) (93) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/297، وأبو عوانة 2/275 و276 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وسيرد برقم (24687) و (25396) .
وقد سلف برقم (24125) .
قال السندي: قولها: فأقول: قرأ فيهما، بتقدير حرف الاستفهام، وليس المقصود الشك في قراءة الفاتحة.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، والحكم: هو ابن عتيبة، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي.
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (979) ، والطيالسي (1383) ، وابن سعد 1/365- 366 و366، وإسحاق (1550) ، والبخاري (676) - ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (3678) - و (5363) و (6039) ، وفي "الأدب المفرد" (538) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ص20، والبيهقي في "السنن"=(40/274)
24227 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا عَامِرٌ قَالَ: أَتَى مَسْرُوقٌ عَائِشَةَ فَقَالَ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، هَلْ رَأَى مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَبَّهُ؟ قَالَتْ: " سُبْحَانَ اللهِ لَقَدْ قَفَّ شَعْرِي لِمَا قُلْتَ، أَيْنَ أَنْتَ مِنْ ثَلَاثٍ، مَنْ حَدَّثَكَهُنَّ فَقَدْ كَذَبَ؟ مَنْ حَدَّثَكَ أَنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَبَّهُ، فَقَدْ كَذَبَ "، ثُمَّ قَرَأَتْ: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ} [الأنعام: 103] ، {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ} [الشورى: 51] " وَمَنْ أَخْبَرَكَ بِمَا (1) فِي غَدٍ فَقَدْ كَذَبَ "، ثُمَّ قَرَأَتْ: {إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ} [لقمان: 34] هَذِهِ الْآيَةَ، " وَمَنْ أَخْبَرَكَ أَنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَتَمَ فَقَدْ كَذَبَ "، ثُمَّ قَرَأَتْ: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ} [المائدة: 67] " وَلَكِنَّهُ رَأَى جِبْرِيلَ فِي صُورَتِهِ مَرَّتَيْنِ (2) "
__________
= 2/215، وفي "الدلائل" 1/327، وفي "الآداب" (836) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو الشيخ ص62 من طريق بريد بن عبد الله بن أبي بردة، عن أبي بردة، عن عائشة مختصراً.
وسيرد بالأرقام (24749) و (24903) و (25948) و (25341) و (25710) و (26048) و (26194) و (26239) .
قال السندي: قولها: في مهنة أهله، بفتح ميم وسكون هاء: الخدمة، وجوَّزَ بعضهم كسر الميم، وأنكره الآخرون، والله تعالى أعلم.
(1) في (ظ8) : ما.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابنُ سعيد القطان،=(40/275)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وإسماعيل: هو ابنُ أبي خالد، وعامر: هو ابن شَراحيل الشعبي، ومسروق: هو ابن الأجدع.
وأخرجه بتمامه ومختصراً البخاري (4612) و (4855) و (7380) و (7531) ، ومسلم (177) و (289) ، وأبو يعلى (4901) و (4902) . والطبري في تفسير الآية (67) من سورة المائدة، وفي تفسير الآية (103) من سورة الأنعام، وأبو عوانة 1/154-155، وابن عنده في "الإيمان" (767) و (768) ، والبغوي في تفسير الآية (13) من سورة النجم، من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد، به.
وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" 2/252، والترمذي (3278) ، وابن خزيمة في "التوحيد" ص229 من طريق مُجالد بن سعيد، وابن راهوية (1426) ، والبخاري (3235) ، ومسلم (177) (290) ، وأبو عَوانة 1/155، وابن منده (769) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 2/367-368، وفي "الأسماء والصفات" (921) من طريق أبي أسامة، عن زكريا بن أبي زائدة، عن ابن الأَشْوع سعيد بنِ عمرو، والبخاري في "خلق أفعال العباد" ص77 من طريق أبي مَعْشر مختصراً والطبري في تفسير الآية (13) من سورة النجم من طريق محمد بن يزيد، كلُّهم عن عامر الشعبي، به.
ولفظ رواية ابن الأكوع: قلت لعائشة: فأين قولهُ: {ثم دنا فتَدَلى، فكان قابَ قوسَيْنِ أو أدنى} [النجم: 8-9] قالت: ذاك جبريل كان يأتيه في صورة الرجُل، وإنه أتاه هذه المرة في صورته التي هي صورته، فَسَدَّ الأُفق.
وأخرجه مطولاً ومختصراً النسائي في "الكبرى" (11147) - وهو في "التفسير" (167) - وابن خزيمة في "التوحيد" ص225 من طريق إبراهيم، والطبري في تفسير الآية (67) من سورة المائدة من طريق محمد بن الجهم، كلاهما عن مسروق، به.
وأخرجه مختصرا البخاري (3234) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات"=(40/276)
24228 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الْحُمَّى، أَوْ شِدَّةَ الْحُمَّى مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ، فَأَبْرِدُوهَا بِالْمَاءِ " (1)
__________
= (922) ، وفي "دلائل النبوة" 2/370 من طريق محمد بن عبد الله الأنصاري، عن ابن عَوْن، عن القاسم، وأبو عوانة 1/155 من طريق بَيَان، عن قَيْس، كلاهما عن عائشة، به.
وسيرد مختصراً بالأرقام (24885) و (25993) و (26040) و (26041) قال السندي: قولها: سبحان الله، قالته تعجباً من مثل هذا الجهل.
فولها: قَفَّ، بتشديد الفاء، أي: قام شعري من الفَزَع.
قوله تعالى: {لا تُدْرِكُه الأبصار} هو كأنها حملت الايةَ على معنى: لا تراه أبصارُ أهلِ الدُنيا. وقد سبق البحث في هذا المعنى في مسند ابن عباس عند الحديث (1956) و (2580) .
قولهما: كَتَم، أي: من الوحي شيئاً.
قوله تعالى: {يا أيها الرسول بلغِّ ... } أي: فكيف يكتمُ مع أنه يؤدي إلى ترك الامتثال لأمره تعالى، ولا يُتوقع مثلُ ذلك من مثله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (5725) ، والقضائي في "مسند الشهاب" (60) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه إسحاق بن راهوية (883) و (884) ، وعبد بن حميد في "المنتخب" (1498) ، والبخاري (3263) ، ومسلم (2210) ، والترمذي (2074) ، والنسائي في "الكبرى" (7607) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2691) ، والقضائي (61) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 22/293 و294، من طرق عن هشام بن عروة، به.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/945- برواية الليثي- عن هشام بن عروة،=(40/277)
24229 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا (1) هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الْحُمَّى، مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ، فَأَبْرِدُوهَا بِالْمَاءِ " (2)
24230 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، (3) عَنْ هِشَامٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " كَانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ يَوْمًا تَصُومُهُ قُرَيْشٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُهُ، فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ صَامَهُ،
__________
= عن أبيه، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مرسلاً.
قال ابن عبد البر في "الاستذكار" 27/46: قد أسند حديث هشام بن عروة، عن أبيه، من أصحاب مالك: ابنُ وهب ومعن بنُ عيسى، روياه عن مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة.
قلنا: وقد أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 22/293 من طريق ابن وهب، عن مالك مسنداًً بالإسناد المذكور.
وسيأتي برقم (24229) و (24598) .
وفي الباب: عن ابن عباس، وقد سلف برقم (2649) ، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.
(1) في (م) : عن.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر سابقه، غير أن شيخ الإمام أحمد في هذا الإسناد هو عبد الله بن نمير.
وأخرجه مسلم (2210) (81) ، وابن ماجه (3471) ، والخطيب في "موضح الأوهام" 2/236، وابن عبد البر في "التمهيد" 22/294 من طريق عبد الله بن نصير، بهذا الإسناد.
(3) في (م) : حدثنا ابن نمير، حدثنا يحيى، بإقحام ابن نمير في الإسناد، وهو خطأ.(40/278)
وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ، فَلَمَّا نَزَلَ صَوْمُ رَمَضَانَ، كَانَ رَمَضَانُ هُوَ الْفَرِيضَةَ، وَتَرَكَ عَاشُورَاءَ، فَكَانَ مَنْ شَاءَ صَامَهُ، وَمَنْ شَاءَ لَمْ يَصُمْهُ " (1)
24231 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، وَوَكِيعٌ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: يَحْيَى قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ هِنْدَ بِنْتَ عُتْبَةَ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ رَجُلٌ شَحِيحٌ، وَإِنَّهُ لَا يُعْطِينِي وَوَلَدِي مَا يَكْفِينَا، إِلَّا مَا أَخَذْتُ مِنْ مَالِهِ، وَهُوَ لَا يَعْلَمُ قَالَ: " خُذِي مَا يَكْفِيكِ وَوَلَدَكِ بِالْمَعْرُوفِ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر الرواية (24011) غير أن شيخ أحمد هنا: هو يحيى بن سعيد القطان.
وأخرجه البخاري (3831) و (4504) ، والنسائي في "الكبرى" (2838) و (11015) ، وابن خزيمة (2080) من طريق يحيى بن سعيد القطان بهذا الإسناد.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الدارقطني في "السنن" 4/234 و235 من طريقي يحيى ووكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (5364) ، والنسائي في "الكبرى" (9191) ، وابن الجارود في "المنتقى" (1025) ، وأبو يعلى (4636) ، والبغوي في "شرح السنة" (2397) من طريق يحيى، به.
وأخرجه ابنُ سَعْد 8/237، وابن أبي شيبة 6/584، وابن راهوية (732) ، ومسلم (1714) ، والنسائي في "المجتبى" 8/246-247، وفي "الكبرى" (5982) ، وابن ماجه (2293) ، والبيهقي في "السنن" 10/270 من طريق وكيع، به.=(40/279)
24232 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا هِشَامٌ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " كَانَ يَأْتِي عَلَى آلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الشَّهْرُ، مَا يُوقِدُونَ فِيهِ نَارًا، لَيْسَ إِلَّا التَّمْرُ وَالْمَاءُ، إِلَّا أَنْ نُؤْتَى بِاللَّحْمِ " (1)
24233 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا هِشَامٌ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْتَكِفُ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ، وَيَقُولُ: " الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ "، يَعْنِي لَيْلَةَ الْقَدْرِ (2)
__________
= وسيكرر من طريق يحيى وحده برقم (25713) .
وقد سلف برقم (24117) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البيهقي في "الشعب" (1456) من طريق الإمام أحمد، الأسناد.
وأخرجه البخاري (6458) من طريق يحيى، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (20625) ، وعبد بن حميد في "المنتخب" (1491) ، وإسحاق بن راهوية (851) و (890) و (891) ، وهنَّاد في "الزهد" (730) ، ومسلم (2972) (26) ، والترمذي (2471) ، وابن ماجه (4144) ، وابن حبان (6361) ، والبغوي في "شرح السنة" (4074) من طرق عن هشام، به.
وسيأتي بنحوه مطولاً ومختصراً بالأرقام (24420) و (24561) و (24631) و (24768) و (25491) و (25825) و (26004) و (26077) .
وفي الباب عن أبي هريرة، وقد سلف برقم (7962) . وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابنُ سعيد القطَّان،=(40/280)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
وهشامُ: هو ابن عُروة.
وأخرجه البخاري (2019) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد مختصراً بذكر لفظ طرفه فحسب، وهو: "التمسوا ... ".
وأخرجه بتمامه ابن راهوية (670) ، والبخاري (2020) ، والترمذي (792) وابن نَضر المَرْوَزِيّ كما في "مختصر قيام الليل" ص109 من طريق عَبْدَة بن سُليمان، عن هشام بن عروة، به. قال الترمذي: حديثٌ حسنٌ صحيح.
وقولها: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كما يعتكفُ في العَشْر الأواخِر: أخرجه ابن راهوية
(654) ، ومسلم (1172) (4) ، والبيهقي في "السنن" 4/314 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد، وجمع مسلم إلى أبي معاوية حَفْص بن غياث، وابنَ نمير.
وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اِلتمِسُوها في العَشْر الأواخر" أخرجه ابن راهوية (655) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/91، وفي "شرح مُشْكل الآثار" (5479) من طريق أبي معاوية، وابن عدي في "الكامل" 4/1517 من طريق عبد الله بن محمد بن زاذان المديني، كلاهما عن هشام، به.
وأخرجه مالك في "الموطأ"- ا/319 برواية يحيى الليثي، عن زياد بن عبد الرحمن، وص240 برواية القَعْنبي، و1/340 برواية أبي مصعب الزُّهري، وص131 برواية محمد بن الحسن- عن هشام بن عروة، عن أبيه، أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "تَحَرَّوْا ليلةَ القَدْرِ في العَشرِ الأَوَاخِرِ من رمضان". ذكره مُرسلاً.
قال ابنُ عبد البَر في "التمهيد" 22/294: لم يُختلف عن مالك- فيما علمت- في إرسال هذا الحديث.
وسيرد قسمه الأول بالأرقام (24613) و (25355) و (25358) و (25952) و (26380) .
وسيرد قسمه الثاني بالأرقام (24292) و (24445) و (25690) .
وسيرد أنه أراد أن يعتكف، ثم بدا له أن يخرج، برقمي (24544) =(40/281)
24234 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَرْقِي يَقُولُ: " امْسَحِ الْبَاسَ رَبَّ النَّاسِ، بِيَدِكَ الشِّفَاءُ، لَا يَكْشِفُ الْكَرْبَ إِلَّا أَنْتَ " (1)
24235 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ: قَالَتْ لِي عَائِشَةُ: يَا ابْنَ أُخْتِي " مَا تَرَكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
= و (25897) .
وفي باب أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يعتكف في العَشْر الأواخِر من رمضان عن ابن عمر
سلف برقم (6172) ، وذكرنا هناك بقيةَ أحاديث الباب.
وفي باب قوله: "اِلتمِسُوها في العَشْرِ الأَواخر" عن أنس سلف برقم (13452) ، وذكرنا هناك بقيةَ أحاديث الباب.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وهشام: هو ابن عروة.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7551) من طريق يحيى، بهذا الإسناد.
وفيه: "لا كاشف له إلا أنت".
وأخرجه إسحاق (797) و (798) و (1744) ، وعبد بن حميد في "المنتخب" (1497) ، والبخاري (5744) ، ومسلم (2191) (49) ، والنسائي في "الكبرى" (10859) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (1020) - والخطيب في "تاريخه" 14/230 من طرق عن هشام، به، وفيه: "لا كاشف له إلا أنت".
وأخرجه إسحاق (799) ومن طريقه النسائي في "الكبرى" (7552) و (10858) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (1019) - عن أبي معاوية، عن هشام، به إلا أنه قال: "امسح البأس رب الناس لا شفاء إلا شفاؤك، اشفِ شفاء لا يغادرسَقَماً".
وقد سلف برقم (24175) .(40/282)
السَّجْدَتَيْنِ بَعْدَ الْعَصْرِ عِنْدِي قَطُّ " (1)
24236 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ كَانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ، وَأَنَا مُعْتَرِضَةٌ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ عَلَى الْفِرَاشِ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يُوتِرَ أَيْقَظَنِي " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وهشام: هو ابن عروة بن الزبير.
وأخرجه البخاري (591) ، والنسائي في "الكبرى" (1553) ، وفي "المجتبى" 1/280- 281 من طريق يحيى بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي (194) ، وابن أبي شيبة 2/351، وعبد بن حميد (1505) ، وإسحاق بن راهوية (611) ، والنسائي في "الكبرى" (367) ، ومسلم (835) (299) ، والدارمي (1435) ، وأبو عوانة 2/264، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/301، وابن حِبان (1573) ، والبيهقي
في "السنن" 2/458، والبغوي في "شرح السنة" (782) من طرق عن هشام، به.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/301 من طريق ابن أبي الرجال، عن أبيه، عن عمرها، عن عائشة نحوه.
وسيرد بالأرقام (24645) و (24783) و (24823) و (25027) و (25262) و (25359) و (25437) و (25506) و (26044) و (26152) .
وفي الباب عن أبي موسى، سلف (19753) ، وذكرنا أحاديث الباب هناك. وانظر (24545) .
قال السندي: قولها: ما ترك رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السجدتين، أي: الركعتين، وعُدَّ هذا من خصائصه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان،=(40/283)
24237 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا هِشَامٌ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " سُحِرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ، أَنَّهُ قَدْ صَنَعَ شَيْئًا، وَلَمْ يَصْنَعْهُ " (1)
__________
= وهشام: هو ابن عروة بن الزبير.
وأخرجه البخاري (512) و (997) ، والنسائي في "المجتبى" 2/67، وفي "الكبرى" (835) ، وابن خُزيمة (824) ، والبغوي في "شرح السنة" (971) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. بزيادة: فأوترتُ.
وأخرجه إسحاق بن راهوية في "مسنده" (602) و (603) و (604) ، وأبو داود (711) ، وأبو يعلى (4490) و (4820) ، وابن خُزيمة (823) و (824) ، وأبو عَوانة 2/52، وابن حِبَّان (2341) و (2344) و (2345) و (2347) ، والطبراني في "الأوسط" (9459) من طرق عن هشام، به.
وسيأتي بالأرقام (25599) و (25696) و (25942) .
وسلف برقم (24088) .
قال السندي: قولها: أيقظني، أي: لأوتر.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، يحيى: هو ابن سعيد القطان.
وأخرجه البخاري (3175) ، والطبري في "تفسيره" (1692) من طريق يحيى بهذا الإسناد.
وسيرد مطولاً بالأرقام (24300) و (24347) و (24348) و (24650) .
فانظر تخريجه هناك.
قال السندي: قولها: سحر، على بناء المفعول.
قولها: أنه صنع، أي: أنه قادر على أن يصنع.
قولها: ولم يصنعه، أي: ولم يقدر عليه، أي كان يجد من نفسه قدرة على الشيء فإذا أراد أن يفعل حال أَثَرُ السحْرِ بينه وبين الفعل، فلم يقدر عليه، وهذا هو المراد في الحديث عند المحققين، وليس المراد أنه كان يخيل إليه الأباطيل.(40/284)
24238 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُجَاوِرُ فِي الْمَسْجِدِ، فَيُصْغِي إِلَيَّ رَأْسَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأُرَجِّلُهُ، وَأَنَا حَائِضٌ " (1)
24239 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (2028) وأبو يعلى (4632) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/60. ومن طريقه الشافعي في "السنن" (140) ، والبخاري (295) و (5925) ، والترمذي في "الشمائل" (31) ، والنسائي في "المجتبى" 1/148، وفي "الكبرى" (270) و (3385) ، والدارمي (1059) ، وأبو عوانة 1/312، وابن المنذر في "الأوسط" (785) ، وابن حبان (1359) ، والطبراني في "الأوسط" (1567) و (2087) ، والبيهقي في "السنن" 1/186، وفي "السنن الصغير" (188) ، وفي "معرفة الآثار" (9084) ، والخطيب في "تاريخه" 2/254، وابن عبد البر في "التمهيد" 22/136-137 عن هشام بن عروة، به. ولفظه: كنت أُرَجِّلُ رأس رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنا حائض.
وأخرجه مطولاً ومختصراً الدافعي في "السنن" (141) و (142) و (357) ، والحميدي (184) ، وإسحاق بن راهوية في "مسنده" (656) و (892) و (2469) ، ومسلم (297) (9) ، وأبو داود (2469) ، وأبو عوانة 1/312 -313، وابن عدي في "الكامل" 4/1409، والبيهقي في "معرفة الآثار" (9084) من طرق عن هشام بن عروة، به.
وسيأتي بالأرقام (24683) و (25683) و (25735) .
وقد سلف نحوه برقم (24041) .
قال السندي: قولها: يجاور، أي: يعتكف.
قولهات فأرجله، من الترجيل، أي: أصلح شعره بالمشط.(40/285)
عَنْ عَائِشَةَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُوتِرُ بِخَمْسٍ، لَا يَجْلِسُ إِلَّا فِي الْخَامِسَةِ، فَيُسَلِّمُ " (1)
24240 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، ذَبَحُوا شَاةً، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا بَقِيَ إِلَّا كَتِفُهَا؟ قَالَ: " كُلُّهَا قَدْ بَقِيَ إِلَّا كَتِفَهَا " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين كسابقه.
وأخرجه ابن خزيمة (1076) و (1077) من طريق يحيى، بهذا الإسناد.
وأخرجه بتمامه ومختصراً الطيالسي (1449) ، والشافعي في "مسنده" 1/194 (بترتيب السندي) ، وفي "الأم" 1/140- 141، والحميدي (1/195) ، وإسحاق بن راهوية (616) ، ومسلم (737) (123) ، وأبو داود (1338) ، والنسائي في "المجتبى" 3/240، وفي "الكبرى" (1407) و (1420) ، وابن ماجه (1359) ، والدارمي (1581) ، وابن نصر في "مختصر قيام الليل" ص124-125، وأبو يعلى (4526) و (4657) ، وأبو عوانة 2/325، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/284، وابن حبان (2437) و (2438) و (2439) ، والطبراني في "الأوسط" (2062) وتمام الرازي في
"فواحدة" (394) (الروض البسام) ، وابن حزم في "المحلى" 3/42-43، والبيهقي في "السنن" 3/27 و28، وفي "الصغير" (774) ، وفي "معرفة السنن والآثار" (5480) من طرق عن هشام، به.
وأخرجه مختصراً الطبراني في "الأوسط" (7710) ، والخطيب في "تاريخه" 1/388 من طريق عمرو بن مصعب بن الزبير، عن عروة، به.
وسيرد بالأرقام (24357) و (24291) و (25286) و (25329) و (25447) و (25705) و (25781) و (25858) و (25936) و (25358) .
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد=(40/286)
24241 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ التَّيْمِيِّ، وَابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الْفَجْرِ، قَالَ: " هُمَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا جَمِيعًا " (1)
__________
= القطان، وسفيان: هو الثوري، وأبو إسحاق: هو السبيعي، وأبو ميسرة: هو عمرو بن شُرَحبيل.
وأخرجه الترمذي (2470) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وقال: هذا حديث صحيح.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/230، والبيهقي في "الشعب" (3357) من طريقين عن أبى إسحاق، به.
وأخرجه بنحوه ابنُ أبى شيبة 3/112 من طريق مسروق، عن عائشة، به.
قال السندي: قولها: ما بقي إلا كتفها، أي: تَصَدَّقُوا بكلِّها إلا كَتِفَهَا، فما بقي إلا كَتِفُها، فأجاب: أَن ما تصَدَّقْتُم به قد بقي، وما تركتم لنفسكم فهو الذي ما بقي، كما هو الموافق لقوله تعالى: {ما عندكم يَنْفَدُ وما عند الله باق} . [النحل: 96] .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وقد روى عن ابن أبي عروبة- وهو سعيد- قبل الاختلاط، والتَّيْمي: هو سليمان بن طَرْخان، وزُرارة: هو ابنُ أوفى العامريّ.
وأخرجه الحاكم 1/306-307 من طريق الإمام أحمد، عن يحيى القطان، عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد، وقال: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (458) ، وابن خزيمة (1107) ، وابن حبان (2458) من طريق يحيى القطان، بالإسنادين جميعاً.
وأخرجه مسلم (725) (97) ، والبيهقي في "السنن" 2/470 من طريقين عن سليمان التيمي، به.(40/287)
24242 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَحْرُمُ مِنَ الرَّضَاعِ مَا
__________
= وأخرجه مسلم- كما في "تحفة الأشراف" 11/407- والنسائي في "المجتبى" 3/252، وفي "الكبرى" (1452) ، وابن خزيمة (1107) ، وأبو عوانة 2/273، والحاكم 1/306-307 من طرق عن سعيد بن أبي عُروبة، به.
وأخرجه مسلم (725) (96) ، والترمذي (416) ، وأبو يعلى (4766) ، وأبو عوانة 2/274، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/300، والبيهقي في "السنن" 2/470، وفي "السنن الصغيرة (743) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 24/45، والبغوي في "شرح السنة" (881) من طريق أبي عوانه الوضَّاج بن عبد الله اليَشْكري، عن قتادة، به. قال الترمذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيح.
وأخرجه الطيالسي (1498) عن أبي عَوانة، عن قتادة، به. بلفظ: "ركعتا الصبح لهما أحب إلي من حمر النعم".
وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (4778) عن عثمان بن عمر، عن سعيد ابن أبي عَروبة، عن زُرارة بن أوفى، عن عائشة، به. وهذا منقطع. بين سعيدِ وزُرارةَ قتادةُ. ثم إن المحفوظ أن بين زُرارة وعائشة سَعْدَ بنَ هشام فيما قال الحافظ المِزِّي في ترجمة زُرارة في "تهذيب الكمال".
وأخرجه عبد الرزاق أيضاً (4786) عن معمر، عن قتادة، عن زيارة، عن عائشة، به. والمحفوظ أن بين زُرارة وعائشة سَعْدَ بنَ هشام، كما تقدم.
وسيأتي برقمي: (25165) و (26286) .
وانظر: (24167) و (25327) .(40/288)
يَحْرُمُ مِنَ الْوِلَادَةِ " وعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ (1)
24243 - حَدَّثَنَا يَحْيَى (2) ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ (3)
24244 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا هُشَامٌ، أَخْبَرَنِي (4) أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ خَبُثَتْ نَفْسِي، وَلَكِنْ لِيَقُلْ لَقِسَتْ " (5)
__________
(1) هو مكرر (24170) سنداًً ومتناً.
(2) لم يرد هذا الحديث في (م) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابنُ سعيد القطان.
وسلف في تخريج الرواية (24054) ، وسيرد مطولاً بذكر القصة برقم (25620) .
وانظر ما قبله.
(4) في (م) : حدثني.
(5) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الحُميدي (262) ، وابن أبي شيبة 9/67، وإسحاق بن راهوية (800) و (801) ، والبخاري في "صحيحه" (6179) ، وفي "الأدب المفرد" (809) ، ومسلم (2250) ، وأبو داود (4979) ، والنسائي في "الكبرى" (10888) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (1049) - والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (342) و (343) ، وابن حبان (5724) ، والطبراني في "الأوسط" (2633) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/58 و217، والبيهقي في "شعب الإيمان" (5210) و (5211) ، والبغوي في "شرح السنة" (3390) من طرق عن هشام بن عروة، بهذا الإسناد.(40/289)
24245 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا هِشَامٌ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، دَخَلَ عَلَيْهَا وَعِنْدَهَا فُلَانَةُ لِامْرَأَةٍ، فَذَكَرَتْ مِنْ صَلَاتِهَا، فَقَالَ: " مَهْ، عَلَيْكُمْ بِمَا تُطِيقُونَ، فَوَاللهِ لَا (1) يَمَلُّ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ حَتَّى تَمَلُّوا (2) ، إِنَّ أَحَبَّ الدِّينِ إِلَى اللهِ مَا دَاوَمَ عَلَيْهِ صَاحِبُهُ " (3)
__________
= وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10889) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (1050) - من طريق سفيان بن حسين، وأخرجه ابن أبي الدنيا في "الصمت" (361) ، والطبراني في "الأوسط" (2334) من طريق النعمان بن راشد، كلاهما عن الزهري، عن عروة، به. والنعمان بن راشد ضعيف، وسفيان بن حسين، وهو الواسطي ضعيف في روايته عن الزهري.
وسيأتي بالأرقام (24375) و (25748) و (25939) و (26406) .
وفي الباب عن سهل بن حنيف عند البخاري (6180) ، والنسائي في "الكبرى" (10890) .
قال السندي: قوله: "خبثت" بضم الباء.
قوله: "لقست" بكسر القاف، قيل: معناهما واحد، وإنما كره لفظَ الخُبْث.
(1) في (ظ8) : لن.
(2) في (ظ8) و (هـ) وهامش (ظ2) و (ق) : تملون.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24189) غير أن شيخ أحمد هنا: هو يحيى بن سعيد القطان.
وأخرجه بتمامه ومختصراً البخاري (43) ، ومسلم (785) (221) ، والنسائي في "المجتبى" 3/218 و8/123، وأبو عوانة 2/298، والبيهقي 3/17 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.(40/290)
24246 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا هِشَامٌ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا وُضِعَ الْعَشَاءُ، وَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَابْدَءُوا بِالْعَشَاءِ " (1)
24247 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدٍ يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ "، فَذَكَرُوا ذَلِكَ لِعَائِشَةَ فَقَالَتْ: يَرْحَمُ اللهُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، إِنَّمَا قَالَ: " الشَّهْرُ يَكُونُ تِسْعًا وَعِشْرِينَ " (2)
__________
= وانظر (24124) و (25431) .
قال السندي: قوله: ما، أي: اسكتي، من المدح بالإفراط في الصَّلاة.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر الحديث (24120) ، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا هو يحيى، وهو ابن سعيد القطان. ورواه هناك عن سفيان بن عينية.
وأخرجه البخاري (671) من طريق يحيى، بهذا الإسناد.
وقد عقوقه كذلك عقب الرواية (5465) بصيغة الجزم، فقال: قال وهيب ويحي بن سعيد، عن هشام. قال الحافظ في "الفتح" 9/585 وأما رواية وهيب فوصلها الإسماعيلي.
وسيكرر بهذا الإسناد برقم (25621) ، إلا أن الإمام أحمد رواه فيه أيضاً عن وكيع.
قال السندي: قوله: "العشاء"، بفتح العين في المحلين: بمعنى طعام آخر النهار.
(2) هو مكرر الحديث (5182) سنداًً ومتناًً الوارد في مسند ابن عمر، فانظره.=(40/291)
24248 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُوسَى الْجُهَنِيِّ قَالَ: جَاءُوا بِعُسٍّ فِي رَمَضَانَ، فَحَزَرْتُهُ ثَمَانِيَةَ أَوْ تِسْعَةَ أَوْ عَشْرَةَ أَرْطَالٍ، فَقَالَ مُجَاهِدٌ، حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَغْتَسِلُ بِمِثْلِ هَذَا " (1)
__________
= ومكرر (26067) متناًً وانظر (24050) .
قال السندي: قولها: إنما قال: "الشهر يكون ... " إلخ، تريد أن كلامه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان منبئاً بالجزئية، لا كما قال ابن عمر، مما يتبادر منه الذهن إلى الكلية، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده صحيح. رجاله ثقات رجال الشيخين، غير موسى الجهني - وهو ابن عبد الله، فمن رجال مسلم. وقد صرح مجاهد بسماعه من عائشة، وفي ذلك ردٌّ على من ينفي سماعه منها.
وأخرجه أبو عبيد في "الأموال" (1579) ، وابن المنذر في "الأوسط" (642) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عبيد (1580) عن شريك، والنسائي في "المجتبى" 1/127، وفي "الكبرى" (230) من طريق يحيي بن زكريا، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/48 من طريق يعلى بن عبيد، ثلاثتهم عن موسى الجهني، به. وفيه ثمانية أرطال من غير شك.
وأخرجه أبو عبيد (1573) من طريق أبي الزبير، عن مجاهد، به، بلفظ: كنت أغتسل أنا ورسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الجنابة بصاع من ماء جميعاً، وفي إسناده ابن لهيعة، وهو ضعيف.
وأخرج مسلم (321) (44) ، وابن حبان (1202) من طريق حفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر، أن عائشة أخبرتها أنها كانت تغتسل هي والنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في إناءٍ واحد يسع ثلاثة أمداد، أو قريباً من ذلك.
وانظر (24896) .(40/292)
24249 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " دَفَّتْ دَافَّةٌ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ حَضْرَةَ الْأَضْحَى، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُلُوا وَادَّخِرُوا لِثَلَاثٍ "، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، كَانَ النَّاسُ يَنْتَفِعُونَ مِنْ أَضَاحِيِّهِمْ، يَجْمِلُونَ مِنْهَا الْوَدَكَ، وَيَتَّخِذُونَ مِنْهَا الْأَسْقِيَةَ، قَالَ: " وَمَا ذَاكَ؟ " قَالُوا: الَّذِي نَهَيْتَ عَنْهُ مِنْ إِمْسَاكِ لُحُومِ الْأَضَاحِيِّ، قَالَ: " إِنَّمَا نَهَيْتُ عَنْهُ لِلدَّافَّةِ، الَّتِي دَفَّتْ، فَكُلُوا وَتَصَدَّقُوا وَادَّخِرُوا " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الله بن أبي بكر: هو ابن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/235 من طريق يحيى، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (2812) ، وأبو عوانة 5/234-235 و235، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/188، والحازمي في "الاعتبار" ص155 من طرق عن مالك، به.
وهو عند مالك في "الموطأ" 2/484-485، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "المسند" 1/162، ومسلم (1971) ، وابن حبان (5927) ، والبيهقي في "السنن" 5/240 و9/293، وفي "معرفة الآثار" (19075) و (19076) عن عبد الله بن أبيِ بكر، عن عبد الله بن واقد، قال: نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن أكل لحوم الضحايا بعد ثلاث. قال أبو بكر: فذكرت: ذلك لعمرة فقالت: صدق، سمعت عائشة تقول: دف. فذكر الحديث.
وأخرجه بنحوه الدارمي (1959) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 17/209 من طريق ابن إسحاق، عن عبد الله بن أبي بكر، به.
وأخرجه البخاري (5570) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/188=(40/293)
24250 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ: أَخْبَرَتْنِي عَائِشَةُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهِ النَّاسُ فِي مَرَضِهِ يَعُودُونَهُ، فَصَلَّى بِهِمْ جَالِسًا، فَجَعَلُوا يُصَلُّونَ قِيَامًا، فَأَشَارَ إِلَيْهِمْ أَنْ اجْلِسُوا، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ: " إِنَّمَا جُعِلَ الْإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ، فَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وَإِذَا رَفَعَ فَارْفَعُوا، وَإِذَا (1) صَلَّى جَالِسًا، فَصَلُّوا جُلُوسًا " (2)
__________
=-189، والبيهقي في "السنن" 9/293، وابن عبد البر في "التمهيد" 17/210 من طريق يحيى بن سعيد، وهو الأنصاري، عن عمرة بنت عبد الرحمن، عن عائشة قالت: الضحية كنا نملِّح منه، فنقدم به إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالمدينة، فقال: "لا تأكلوا إلا ثلاثة أيام" وليست بعزيمة، ولكن أراد أن نطعم منه، والله أعلم.
وانظر (24707) .
وقد ذكرنا أحاديث الباب في النهي عن ادخار لحوم الأضاحي فوق ثلاث في مسند ابن عمر عند الرواية (4558) ، وذكرنا هناك أحاديث النسخ كذلك، وقد شرحناه ثمة، فأغنى عن إعادته هنا.
(1) في (ظ8) : وإن.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابنُ سعيد القطان.
وأخرجه البخاري (5658) ، والنسائي في "الكبرى" (7514) ، وابن خُزيمة (1614) ، وأبو عَوانة 2/107-108 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. قال البخاري بإثر الحديث: قال الحميدي: هذا منسوخ، لأن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آخِرُ ما صلَّى، صلَّى قاعداً، والناسُ خلفَه قيام.
وجاء عند النسائي وابن خزيمة وأبي عوانة: "وإذا صلى قائماً فصلوا قياماً".
وأخرجه ابنُ سعد 2/214، وابن أبي شيبة 2/325، وإسحاق بن راهويه=(40/294)
24251 - حَدَّثَنَا يَحْيَى قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ: أَخْبَرَتْنِي عَائِشَةُ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ أُمِّي افْتُلِتَتْ (1) نَفْسُهَا، وَأَظُنُّهَا لَوْ تَكَلَّمَتْ تَصَدَّقَتْ، فَهَلْ لَهَا أَجْرٌ إِنْ أَتَصَدَّقْ عَنْهَا؟ " قَالَ: " نَعَمْ " (2)
__________
= (572) ، ومسلم (412) (82) ، وابن ماجه (1237) ، وأبو يعلى (4807) ، وأبو عوانة 2/107 (مختصراً) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/404، وفي "شرح مشكل الآثار" (5635) من طرق، عن هشام بن عروة، به، نحوه.
زاد ابن سعد: "واصْنَعُوا مثلَ ما يصنَعُ الإمام".
وسيكرر سنداً ومتناًً برقم (25618) .
وسيرد بالأرقام (24303) و (24396) و (25149) .
وفي باب قوله: "إنما جُعِلَ الإمامُ لِيُؤتَمَّ به ... " عن أبي هريرة، سلف برقم (7144) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب، ونزيد هنا:
وعن أبي موسى الأشعري، سلف برقم (19595) .
قال السندي: قوله: قال: "إنما جُعل الإمامُ ... " إلخ، سوقُ الحديث يدل على أن الجلوس إذا صلى الإمام جالساً من جملة الاقتداء بالإمام، ولا شكَّ أن الاقتداء بالإمام حكمٌ باقٍ غيرُ منسوخ، فالظاهر أن الجلوس حكم باق، ولذلك أخذ به أحمد، والقولُ بأنه منسوخ كما عليه الجمهور بعيد لا يكاد يتم له دليل.
(1) في (م) : افتلت، وهو خطأ.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (1004) ، [3/1254] ، من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/760، ومن طريقه الشافعي في "السنن" (514) ، والبخاري (2760) ، والنسائي في "المجتبى" 6/250، وأبو يعلى=(40/295)
24252 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامٍ قَالَ: أَبِي، وَوَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ الْمَعْنَى قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ، وَأُمَّ سَلَمَةَ ذَكَرَتَا كَنِيسَةً رَأَيْنَهَا بِالْحَبَشَةِ، فِيهَا تَصَاوِيرُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ أُولَئِكَ إِذَا كَانَ فِيهِمُ الرَّجُلُ الصَّالِحُ فَمَاتَ، بَنَوْا عَلَى قَبْرِهِ مَسْجِدًا، وَصَوَّرُوا فِيهِ تِلْكَ الصُّوَرَ، أُولَئِكَ شِرَارُ الْخَلْقِ عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " قَالَ أَحْمَدُ: قَالَ وَكِيعٌ: إِنَّهُمْ تَذَاكَرُوا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَرَضِهِ، فَذَكَرَتْ أُمُّ سَلَمَةَ وَأُمُّ حَبِيبَةَ كَنِيسَةً رَأَيْنَهَا فِي أَرْضِ
__________
= (4434) ، وابن حبان (3353) ، والبيهقي في "السنن" 6/277-278، وفي "معرفة السنن والآثار" 9/196، والبغوي في "شرح السنة" (1690) عن هشام ابن عروة، به.
وأخرجه الحميدي (243) ، وإسحاق بن راهوية (751) و (752) ، والبخاري (1388) ، ومسلم (1004) و (1004) 3/1254، وأبو داود (2881) ، وابن ماجه (2717) ، وابن خزيمة (2499) من طرق عن هشام بن عروة، به.
وزاد مسلم في روايةٍ وابنُ ماجه: ولم توصِ.
وفىِ الباب عن ابن عباس، وقد سلف برقم (3080) .
قال السندي: قوله: افتلتت نفسها، هو على بناء المفعول، افتعل من الفلتة، بمعنى الفجأة، ويروى بنصب النفس، بمعنى: احتلتها الله نفسها، يعدَّى إلى مفعولين، كاختلسه الشيء، واستلبه إياه، فبني الفعل للمفعول، فصار الأول مضمراً، هو ضمير يرجع إلى الأم، وبقي الثاني منصوبان، وبرفعها متعدياً إلى واحد ناب عن الفاعل، أي: أخذت نفسها فَلْتة.
قوله: أن أتصدَّق، كلمة أن بفتح الهمزة: حرف مصدري، أي: بأن أتصدق، أو بكسر الهمزة: حرف شرط.(40/296)
الْحَبَشَةِ (1)
24253 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسٌ، عَنْ أَبِي سَهْلَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ادْعُوا لِي بَعضَ أَصْحَابِي "، قُلْتُ: أَبُو بَكْرٍ؟ قَالَ: " لَا ". قُلْتُ: عُمَرُ؟ قَالَ: " لَا ". قُلْتُ: ابْنُ عَمِّكَ عَلِيٌّ؟ قَالَ: " لَا ". قَالَتْ: قُلْتُ: عُثْمَانُ؟ قَالَ: " نَعَمْ "، فَلَمَّا جَاءَ، قَالَ: " تَنَحَّيْ ". فَجَعَلَ يُسَارُّهُ، وَلَوْنُ عُثْمَانَ يَتَغَيَّرُ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الدَّارِ وَحُصِرَ فِيهَا، قُلْنَا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَلَا تُقَاتِلُ؟ قَالَ: " لَا، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَهِدَ إِلَيَّ عَهْدًا، وَإِنِّي صَابِرٌ نَفْسِي عَلَيْهِ (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى هو ابنُ سعيد القطان، وهشام: هو ابنُ عروة.
وأخرجه البخاري (427) و (3873) ، ومسلم (528) (16) ، والنسائي في "المجتبى" 2/41 من طريق يحيى، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (528) (17) من طريق وكيع، به.
وأخرجه البخاري (434) و (1341) ، ومسلم (528) (18) ، وأبو عوانة 1/400- 401 و1/401، وابن حبان (3181) ، والبيهقي في "السنن" 4/80، والبغوي في "شرح السنة" (509) من طرق عن هشام، به.
وانظر (24081) و (26090) .
قال السندي: قوله: تصاوير: أي صور ذوي الأرواح.
(2) حديث صحيح. أبو سهلة وهو مولى عثمان بن عفان، ورقة العجلي، والحافظ في "التقريب" وذكره ابن حبان في "الثقات"، وصحح حديثه الترمذي والحاكم وابن حبان وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.(40/297)
24254 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا قَيْسٌ قَالَ:
__________
= وهو عند أحمد في "فضائل الصحابة" (804) .
وأخرجه عمر بن شبة في "تاريخ المدينة" 3/1070، وأبو يعلى (4805) عن موسى بن محمد بن حبان، والحاكم 3/99، والبيهقي في "الدلائل" 6/391 من طريق عبد الرحمن بن منصور الحارثي، ثلاثتهم عن يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
وأخرجه الترمذي (3711) عن سفيان بن وكيع، عن أبيه، ويحمل بن سعيد القطان، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن أبي سهلة، قال: قال عثمان يوم الدار: إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قد عهد إليَّ عهدا فأنا صابر عليه. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، لا نعرفه إلا من حديث إسماعيل بن أبي خالد.
وأخرجه الحميدي (268) عن سفيان بن عيينه، وإسحاق بن راهوية (1776) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (1176) من طريق أبي معاوية محمد ابن حازم، كلاهما عن إسماعيل بن أبي خالد، به.
وقال سفيان: وحدثوني عن ابن أبي خالد، عن قيس، عن أبي سهلة، فقالت عائشة في هذا الحديث: فلم أحفظ من قوله إلا أن قال: "وإن سألوك أن تنخلع من قميص قمَّصك الله عز وجل، فلا تفعل".
وأخرجه ابن سعد 3/66-67، وابن أبي شيبة 12/44-45، وابن أبي عاصم في "السنة" (1175) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن أبي سهلة مولى عثمان، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في مرضه: "وددت أن عندي بعض أصحابي". فقالت عائشة فذكر الحديث.
وسيأتي برقم (25797) عن وكِيع، عن إسماعيل، عن قيس بن أبي حازم، عن عائشة، وانظر (24566) .(40/298)
لَمَّا أَقْبَلَتْ عَائِشَةُ بَلَغَتْ مِيَاهَ بَنِي عَامِرٍ لَيْلًا نَبَحَتِ الْكِلَابُ، قَالَتْ: أَيُّ مَاءٍ هَذَا؟ قَالُوا: مَاءُ الْحَوْأَبِ قَالَتْ: مَا أَظُنُّنِي إِلَّا أَنِّي رَاجِعَةٌ فَقَالَ بَعْضُ مَنْ كَانَ مَعَهَا: بَلْ تَقْدَمِينَ فَيَرَاكِ الْمُسْلِمُونَ، فَيُصْلِحُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ذَاتَ بَيْنِهِمْ، قَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَنَا ذَاتَ يَوْمٍ: " كَيْفَ بِإِحْدَاكُنَّ تَنْبَحُ عَلَيْهَا كِلَابُ الْحَوْأَبِ؟ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وإسماعيل: هو ابن أبي خالد، وقيس: هو ابن أبي حازم. وقد نقل المِزِّي في "تهذيب الكمال" في ترجمة قيسِ بنِ أبي حازم عن ابن المديني قولَه: قال لي يحيى بنُ سعيد (يعني القطان) : قيسُ بن أبي حازم منكر
الحديث، ثم ذكر له يحيى أحاديث مناكير، منها حديث كلاب الحَوْأَب. قال الحافظ في "تهذيبه": مراد القطان بالمنكر: الفرد المطلق. وقال في "الفتح" 13/55: سنده على شرط الصحيح.
وأخرجه ابن أبي شيبة 15/259-260، وإسحاق بن إبراهيم الحربي في "غريب الحديث" 2/403، والبزار في "مسنده" (3275) (زوائد) ، وأبو يعلى (4868) ، وابن حبان (6732) ، وابن عدي في "الكامل" 4/1627، والحاكم في "المستدرك" 3/120، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/410- 411 من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد، بهذا الإسناد. وسكت عنه الحاكم والذهبي.
وجاء عند ابن أبي شيبة أنَّ طلحة والزبير هما اللذان قالا لها: بل تَقْدَمين ... وسيرد في الرواية (24654) أن الذي كلمها في ذلك هو الزبير.
وذكره الهيثمي في "المجمع" 7/234، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى والبزار، ورجال أحمد رجالُ الصحيح.(40/299)
24255 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ (1) هِشَامٌ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَأْمُرُ بِقَتْلِ ذِي الطُّفْيَتَيْنِ " يَقُولُ: " إِنَّهُ يُصِيبُ الْحَبَلَ، وَيَلْتَمِسُ الْبَصَرَ " (2)
24256 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، وَوَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِصَبِيٍّ لِيُحَنِّكَهُ، فَأَجْلَسَهُ فِي حَجْرِهِ، فَبَالَ عَلَيْهِ، فَدَعَا بِمَاءٍ، فَأَتْبَعَهُ إِيَّاهُ " قَالَ وَكِيعٌ: فَأُتْبِعَهُ إِيَّاهُ، وَلَمْ يَغْسِلْهُ (3)
__________
= وله شاهد من حديث ابن عباس عند البزار برقم (3273) و (3274) ، قال الهيثمي 7/234: ورجاله ثقات.
وانظر حديث عمار (18331) .
قال السندي: قوله: لما أقبلت، أي: إلى البصرة.
الحَوْأَب: بفتح مهملة، وسكون واو، فهمزة مفتوحة، فموحدة: هو ماء من البصرة على طريق مكة.
(1) في (م) : يحيى ووكيع حدثنا.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24010) غير أن شيخي أحمد هنا: هما يحيى بن سعيد القطان، ووكيع بن الجراح. هشام: هو ابن عروة.
وأخرجه البخاري (3309) من طريق يحيى، بهذا الإسناد، إلا أنه قال: بقتل الأبتر بدل: ذي الطفْيتين.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان ووكيع: هو ابن الجرَّاح الرؤاسي.
وأخرجه البخاري (5468) و (6002) ، وأبو عوانة 1/201-202 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.(40/300)
24257 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، وَوَكِيعٌ، عَنْ هِشَامٍ الْمَعْنَى، قَالَ يَحْيَى (1) : أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ: أَخْبَرَتْنِي عَائِشَةُ، عَنْ غُسْلِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْجَنَابَةِ، قَالَتْ: " كَانَ يَبْدَأُ بِيَدَيْهِ فَيَغْسِلُهُمَا، قَالَ وَكِيعٌ: يَغْسِلُ كَفَّيْهِ ثَلَاثًا، ثُمَّ يَتَوَضَّأُ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ (2) ، ثُمَّ يُخَلِّلُ أُصُولَ شَعَرِ رَأْسِهِ، حَتَّى إِذَا ظَنَّ أَنَّهُ قَدِ اسْتَبْرَأَ الْبَشَرَةَ، اغْتَرَفَ ثَلَاثَ غَرَفَاتٍ فَصَبَّهُنَّ عَلَى رَأْسِهِ، ثُمَّ أَفَاضَ عَلَى سَائِرِ جَسَدِهِ "، قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: " غَرَفَ بِيَدَيْهِ مِلْءَ كَفَّيْهِ ثَلَاثًا " (3)
__________
= وأخرجه ابن أبى شيبة 1/120، وابن راهوية (585) ، وابن ماجه (523) ، وأبو عوانة 1/202 من طريق وكل، به.
وسيكرر برقم (25768) .
وسلف برقم (24192) .
(1) قوله: قال يحيى، ليس في (ق) ، وهو في (هـ) نسخة.
(2) في (ظ8) و (هـ) : ثم يتوضأ للصلاة، وفي هامش (هـ) وضوءه، نسخه.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 1/135، وابن الجارود في "المنتقى" (99) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/63 و64، وإسحاق بن راهوية (560) ، ومسلم (316) (36) ، والبيهقي في "السنن" 1/172 من طريق وكل، به.
وأخرجه مسلم (316) ، والدارقطني 1/113 من طريق ابن نمير، وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/44، ومن طريقه الشافعي في "المسند"=(40/301)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= 1/39، وفي "الأم" 1/34، والبخاري (248) ، والنسائي في "المجتبى" 1/134، وفي "الكبرى" (246) ، وابن المنذر في "الأوسط" (665) ، وابن حبان (1196) ، والبيهقي في "السنن" 1/175، وفي "معرفة السنن" (1425) ، والبغوي في "شرح السنة" (246) ، عن هشام، به.
وأخرجه الشافعي في "المسند" 1/39، وفي "الأم" 1/35، وعبد الرزاق في "مصنفه" (997) و (998) ، والحميدي (163) ، وابن راهوية (561) ، والبخاري (262) و (272) ، ومسلم (316) ، وأبو داود (242) ، والترمذي (104) ، والنسائي في "المجتبى" 1/135 و205، والدارمي (748) ، وأبو يعلى (4430) ، وابن خزيمة (242) ، وأبو عوانة 1/298 و298-299، وابن المنذر في "الأوسط" (622) و (667) ، والطبراني في "الأوسط" (9307) ، والبيهقي في "السنن" 1/172 و173 و173-174 و175 و176، وفي "معرفة الآثار" (1427) ، وفي "السنن الصغير" (139) و (410) من طرق عن هشام بن عروة، به، منهم من رواه مختصراً ومنهم من زاد بعد غسل اليدين: ثم يفرغ بيمينه على شماله فيغسل فرجه.
وأخرجه ابن راهوية (562) ، ومسلم (316) (35) ، والبيهقي في "السنن" 1/173-174 من طريق أبي معاوية، عن هشام، به. بالزيادة التي ذكرناها آنفاً، وزاد أيضاً في آخره: ثم غسل رجليه.
قال البيهقي: وقوله في آخر الحديث: "ثم غسل رجليه" غريب صحيح، حفظه أبو معاوية دون غيره من أصحاب هشام من الثقات، وذلك للتنظيف إن شاء الله.
وسيأتي مطولاً ومختصراً بالأرقام: (24411) و (24430) و (24648) و (24700) و (24841) و (25107) و (25108) و (25201) و (25283) و (25370) و (25379) و (25409) و (25552) و (25860) و (26995) و (26140) .
وفي الباب عن ابن عباس، وقد سلف برقم (2800) ، وذكرنا هناك=(40/302)
24258 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ (1) صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ فِي شَيْءٍ مِنْ صَلَاةِ اللَّيْلِ جَالِسًا، حَتَّى إِذَا كَبِرَ قَرَأَ جَالِسًا، حَتَّى إِذَا بَقِيَ عَلَيْهِ مِنَ السُّورَةِ ثَلَاثُونَ أَوْ أَرْبَعُونَ آيَةً، قَامَ فَقَرَأَهُنَّ ثُمَّ رَكَعَ " (2)
24259 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ أَبِى ذِئْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ ذَكْوَانَ، مَوْلَى عَائِشَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَسِيرٍ، فَلَهَوْتُ عَنْهُ، فَذَهَبَ، فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " مَا فَعَلَ الْأَسِيرُ؟ " قَالَتْ: لَهَوْتُ عَنْهُ مَعَ النِّسْوَةِ فَخَرَجَ، فَقَالَ: " مَا لَكِ قَطَعَ اللهُ يَدَكِ، أَوْ يَدَيْكِ "، فَخَرَجَ، فَآذَنَ بِهِ النَّاسَ، فَطَلَبُوهُ، فَجَاءُوا بِهِ، فَدَخَلَ عَلَيَّ وَأَنَا أُقَلِّبُ يَدَيَّ فَقَالَ: " مَا لَكِ، أَجُنِنْتِ؟ " قُلْتُ: دَعَوْتَ عَلَيَّ، فَأَنَا أُقَلِّبُ يَدَيَّ، أَنْظُرُ أَيُّهُمَا يُقْطَعَانِ، فَحَمِدَ اللهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَرَفَعَ يَدَيْهِ مَدًّا، وَقَالَ: " اللهُمَّ إِنِّي بَشَرٌ، أَغْضَبُ كَمَا يَغْضَبُ
__________
= أحاديث الباب.
قال السندي: قولها: قد استبرأ البشرة، أي: أوصل البلل إلى جميعه.
(1) في (ق) . رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24191) غير أن شيخ أحمد هنا: هو يحيى بن سعيد القطان.
وأخرجه البخاري (1148) ، ومسلم (731) (111) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/339، وأبو عوانة 2/218 من طريق يحيى، بهذا الإسناد.(40/303)
الْبَشَرُ، فَأَيُّمَا مُؤْمِنٍ، أَوْ مُؤْمِنَةٍ، دَعَوْتُ عَلَيْهِ، فَاجْعَلْهُ لَهُ زَكَاةً وَطُهُورًا " (1)
24260 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ يَحْيَى، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا زَالَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ يُوصِينِي بِالْجَارِ، حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ "، قَالَ يَحْيَى: " أُرَاهُ سَمَّى لِي أَبَا بَكْرِ بْنَ مُحَمَّدٍ وَلَكِنْ نَسِيتُ اسْمَهُ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث بن أبي ذئب.
وأخرجه إسحاق بن راهوية (1125) ، والبيهقي في "السنن" 9/89 من طريقين، عن ابن أبي ذئب.
وقد سلف برقم (12431) من طريق حسين بن واقد المروزي، عن ثابت البناقي، عن أنس بن مالك، أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دفع إلى حفصة رجلاً.. فذكر الحديث. وحسين بن واقد، قال ابن حبان: ربما أخطا في الروايات، قلنا: وقد اختلف عليه في تسمية من أُودع عندها الأسير، فقيل: حفصة، وقيل: عند إنسان لم يُسمِّه، والصواب عائشة، كما في هذه الرواية.
وانظر (24179) .
قال السندي: قوله: فقال: مالكِ، الخطاب لعائشة.
قوله: فآذن- بالمد- أي: أعلمَ.
قولها: أُقَلِّبُ، من التقليب.
قوله: أَجُنِنْت، على بناء المفعول من الجنون، والخطابُ لعائشة.
أو لها: أيُّهما، أي: أنفع.
قولوا: يُقطعان، أي: والحال أنهما يقطعان.
قولها: مدًّا، أي: رفعاً بالغاً الغاية.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، ويحيى بن سعيد القطان، وإنه=(40/304)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= كان نسي اسم شيخ يحيى بن سعيد الأنصاري، فقال: عن رجل، ثم قال: أراه سمَّى لي أبا بكر بن محمد، فقد جزم أنه أبو بكر كل من رواه عن يحيى بن سعيد الأنصاري كما سيأتي في التخريج، ورواه كذلك يزيد بن هارون، عنه، كما سيأتي (26072) . وأبو بكر هو محمد بن عمرو بن حزم.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/545، والبخاري في "الأدب المفرد" (106) ، ومسلم (2624) ، وأبو داود (5151) ، والترمذي (1942) ، وابن ماجه (3673) ، والحسين المروزي في زوائده على "البر والصلة" لابن المبارك (268) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2787) و (2788) ، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص36، والطبراني في "مكارم الأخلاق" (206) ، والبيهقي في "السنن" 6/275، وفي "الشعب" (8554) و (9527) من طرق عن يحيى بن سعيد الأنصاري، بهذا الإسناد.
ورواه مالك بن أنس، واختلف عليه فيه:
فأخرجه البخاري في "صحيحه" (6014) ، وفي "الأدب المفرد" (101) ، والبيهقي في "السنن" 6/275، وفي "الشعب" (3432) من طريق إسماعيل بن أبي أوين، ومسلم (2624) عن عتيبة بن سعيد، كلاهما عن مالك بن أنس، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، به.
وأخرجه الطبراني في "مكارم الأخلاق" (205) من طريق يحيى بن بكير، عن مالك، عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن عمرة، وأخرجه الطحاوىِ في "شرح مشكل الآثار" (2785) من طريق عبد الله بن وهب، عن مالك، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن عمرة، به. لم يذكر أبا بكر بن محمد في الإسناد.
وأخرجه أيضاً (2786) من طريق إبراهيم بن طهمان، عن يحيى، عن عمرة، به. لم يذكر أبا بكر بن محمد في الإسناد كذلك.(40/305)
24261 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامٍ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حِطَّانَ، أَنَّ عَائِشَةَ حَدَّثَتْهُ، قَالَتْ: " لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَعُ فِي بَيْتِهِ ثَوْبًا فِيهِ تَصْلِيبٌ، إِلَّا نَقَضَهُ " (1)
__________
= وأخرجه الإسماعيلي في "معجمه" (273) من طريق أبي خالد الأحمر، عن يحيى بن سعيد، عن أيوب- ثم ينسبه- عن ابن عمرو بن حزم، عن عمرة، به.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق" (321) ، والطحاوي في "شرح مسجل الآثار" (2789) و (2790) ، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص36، والطبراني في "مكارم الأخلاق" (207) من طرق عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، به.
وأخرجه مسلم (2624) ، والطبراني في "الأوسط" (651) ، وفي "مكارم الأخلاق" (204) ، والبيهقي في "الشعب" (9528) من طريق عروة بن الزبير، عن عائشة، به.
وسيأتي برقم (26013) ، ومن طريق مجاهد عن عائشة بالأرقام (24600) و (24942) و (25539) .
وقد سلف من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب برقم (5577) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
قال السعدي: قوله: سيورثه، من التوريث، والمراد سيورثه من الجار، ولم يرد سيورثه مني، كيف والوارث لا يرث منه، فكيف الجار؟
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، عمران بن حطان من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وعبد الصمد: هو ابن عبد الوارث شيخ أحمد، قد رواه كذلك عن هشام: وهو ابن أبي عبد الله الدستوائي متابعاً في ذلك يحيى: وهو ابن سعيد القطان، ويحيى الراوي عن عمران بن حطان: هو يحيى بن أبي كثير الطائي.(40/306)
24262 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي الرَّكْعَتَيْنِ بَيْنَ النِّدَاءِ، وَصَلَاةِ الصُّبْحِ " (1)
__________
= وأخرجه البخاري (5952) عن معاذ بن فضالة، والنسائي في "الكبرى" (9791) من طريق خالد بن الحارث، وإسحاق بن راهوية (1690) وأبو يعلى (4641) من طريق معاذ بن هشام، ثلاثتهم عن هشام، عن يحيى، بهذا الإسناد. وسقط من إسناد إسحاق اسم هشام.
وأخرجه أبو داود (4151) من طريق أبان بن يزيد العطار، عن يحيى، به.
وسيكرر برقمي (25996) و (26142) ، وسيرد بالأرقام (25091) و (25810) و (25881) .
وانظر (24218) .
قال السندي: قولها: فيه تصليب، أي: صورة تصدير النصارى.
قولها: نقضه، أي: التصليب.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وهشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي، ويحكى: هو ابن أبي كثير، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن.
وأخرجه مسلم (724) (91) ، وأبو عوانة 2/276 من طريقين عن هشام، بهذا الإسناد.
وأخرجه إسحاق بن راهوية (1145) ، والنسائي في "المجتبى" 3/256، وأبو يعلى (4786) ، وأبو عوانة 2/276 من طريق الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، به.
وسيرد بالأرقام (24517) و (24968) و (25072) و (25490) و (25857) و (26122) و (26389) ، ومطولاً برقم (25559) .(40/307)
24263 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ أَبِي (1) عَائِشَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَائِشَةَ، لَدَدْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَرَضِهِ، فَأَشَارَ: " أَنْ لَا تَلُدُّونِي " قُلْنَا (2) : كَرَاهِيَةُ الْمَرِيضِ لِلدَّوَاءِ، (3) فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ: " أَلَمْ أَنْهَكُمْ أَنْ لَا تَلُدُّونِي؟ (4) " قَالَ: " لَا يَبْقَى مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا لُدَّ غَيْرُ الْعَبَّاسِ، فَإِنَّهُ لَمْ يَشْهَدْكُنَّ " (5)
__________
(1) لفظ: أبي، سقط من (م) .
(2) في (م) : قلت.
(3) في النسخ الخطية و (م) غير (ظ8) الدواء، والمثبت من (ظ 8) .
(4) في (م) و (ق) : "أن لا تلدوني" بزيادة حرف النفي، وهو خطأ.
(5) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه البخاري (4458) و (5712) و (6886) و (6897) ، ومسلم (2213) ، والنسائي في "الكبرى" (7085) و (7586) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1933) ، وابن حبان (6589) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وسيرد مطولاً برقم (24870) .
وفي الباب: عن ابن عباس سلف (1784) .
وعن أسماء بنت خميس، سيرد 6/439.
قال السندي: قولها: لددنا، اللدود بالفتح: دواء يسقى المريض في أحد جانبي الفم.
قوله: كراهية، بالنصب، أي: قال ذلك لأجل كراهية المريض، أو بالرفع أي: قوله ذلك كراهية، أي: ليس هو نهي تحريم، بل هو نهيٌ للكراهية.
قوله: لا يبقى أحد: فعله عقوبةً لهم، لأنهم أدوه بغير إذنه، وقيل: قصاصاً لفعلهم.(40/308)
24264 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا أَصَابَ الْمُسْلِمَ مِنْ شَيْءٍ كَانَ لَهُ أَجْرًا وَكَفَّارَةً " (1)
24265 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ حَاتِمٍ يَعْنِي ابْنَ أَبِي صَغِيرَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَنَّ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَهُ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّكُمْ تُحْشَرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، حُفَاةً، عُرَاةً، غُرْلًا " قَالَتْ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ اللهِ، الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ؟ قَالَ: " يَا عَائِشَةُ، إِنَّ الْأَمْرَ أَشَدُّ مِنْ أَنْ يُهِمَّهُمْ ذَلِكَ " (2)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل حمزة بن عبد الله بن الزبير؛ ذكره الحافظ في "التعجيل"، وقال: روي عن أبيه وعائشة، وروى عنه جعفر بن عبد الله بن الحكم، وثقه ابن حبان، وقال ابن سعد: ولاه أبوه البصرة، ثم عزله. قلنا: وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح.
عبد الحميد بن جعفر: هو ابن عبد الله بن الحكم بن رافع الأنصاري.
وسيأتي برقم (26104) .
وقد سلف نحوه بإسناد صحيح برقم (24156) . وانظر (24114) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان.
وأخرجه مسلم (2859) (56) ، والنسائي في "المجتبى" 4/114 -115، وفي "الكبرى" (2211) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (6527) ، والنسائي في "الكبرى" (11304) - وهو في "التفسير" (324) - من طريق خالد بن الحارث. ومسلم (2859) (56) ، وابن=(40/309)
24266 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ أَبِي صَغِيرَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَذَكَرَ مِثْلَهُ (1)
24267 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ عَزْرَةَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سَعْد (2) بْنِ هِشَامٍ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: كَانَ لَنَا سِتْرٌ فِيهِ تِمْثَالُ طَيْرٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " حَوِّلِيهِ، فَإِنِّي إِذَا رَأَيْتُهُ ذَكَرْتُ الدُّنْيَا "، وَكَانَتْ لَنَا قَطِيفَةٌ نَلْبَسُهَا، نَقُولُ (3) : عَلَمُهَا حَرِيرٌ (4)
__________
= ماجه (4276) ، والبغوي بنحوه في تفسير الآية (47) من سورة الكهف، من طريق أبي خالد الأحمر سليمان بن حيَّان، كلاهما عن حاتِم بن أبي صَغِيرة، وسيرد في الحديث بعده، ومن طريق عودة، عن عائشة برقم (24588) .
وفي باب قولها "إنكم تحشرون يومَ القيامة حفاةً عودة غُرْلاً" عن ابن عباس سلف برقم (1913) ، وعن عبد الله بن أنيس سلف برقم (16042) .
قال السندي: فوله: غُرْلاً، بضم معجمة وسكون مهملة، أي: غير مختونين.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو مكرر سابقه غير شيخ أحمد، فهو هنا روح، وهو ابنُ عبادة.
(2) في (م) : سَعِيدِ، وهو خطأ.
(3) في (م) و (ظ2) : يقول، وهو خطأ، وانظر (24218) .
(4) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر الحديث (24218) ، إلا أن شيخ أحمد هنا هو ابنُ أبي عديّ، وهو إبراهيمُ بن محمد.
وأخرجه مسلم (2107) (89) من طريق ابن أبي عدي، بهذا الإسناد.
وسيكرر بإسناده ومتنه برقم (26043) .(40/310)
24268 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَتْنِي عَمْرَةُ قَالَتْ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ: جَاءَتْنِي يَهُودِيَّةٌ تَسْأَلُنِي، فَقَالَتْ: أَعَاذَكِ اللهُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، فَلَمَّا جَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَنُعَذَّبُ فِي الْقُبُورِ؟ قَالَ: " عَائِذٌ (1) بِاللهِ "، فَرَكِبَ مَرْكَبًا، فَخَسَفَتِ الشَّمْسُ، فَخَرَجْتُ، فَكُنْتُ بَيْنَ الْحُجَرِ مَعَ النِّسْوَةِ، فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَرْكَبِهِ، فَأَتَى مُصَلَّاهُ، فَصَلَّى النَّاسُ وَرَاءَهُ، فَقَامَ، فَأَطَالَ الْقِيَامَ، ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَالَ الرُّكُوعَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَأَطَالَ الْقِيَامَ، ثُمَّ رَكَعَ، فَأَطَالَ الرُّكُوعَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَأَطَالَ الْقِيَامَ، ثُمَّ سَجَدَ، فَأَطَالَ السُّجُودَ، ثُمَّ قَامَ أَيْسَرَ مِنْ قِيَامِهِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ أَيْسَرَ مِنْ رُكُوعِهِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ قَامَ أَيْسَرَ مِنْ قِيَامِهِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ أَيْسَرَ مِنْ رُكُوعِهِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ سَجَدَ أَيْسَرَ مِنْ سُجُودِهِ الْأَوَّلِ، فَكَانَتْ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، وَأَرْبَعَ سَجَدَاتٍ، فَتَجَلَّتِ الشَّمْسُ فَقَالَ: " إِنَّكُمْ تُفْتَنُونَ فِي الْقُبُورِ كَفِتْنَةِ الدَّجَّالِ "، قَالَتْ: فَسَمِعْتُهُ بَعْدُ يَسْتَعِيذُ بِاللهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ (2)
__________
(1) في (هـ) وأكثر مصادر التخريج: عائذاً، قال الحافظ في "الفتح" 2/538: ورُوي بالرفع، أي: أنا عائذ، وكأنَّ ذلك كان قبل أن يطالع النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على عذاب القبر.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى- شيخ أحمد-: هو ابنُ سعيد القطان، ويحيى بن سعيد شيخه: هو الأنصاري، وعَمْرة: هي بنت عبد الرحمن الأنصارية.
وأخرجه النَّسائي في "المجتبى" 3/134-135، وفي "الكبرى" (1861) =(40/311)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه مطولاً ومختصراً مالك في "الموطأ" 1/187-188، ومن طريقه الشافعي في "الأم" 1/243، وفي "المسند" 1/166 مختصراً "بترتيب السندي"، وفي "السنن" (49) ، والدارمي (1530) ، والبخاري (1049 -1050) و (1055-1056) ، وأبو عوانة 2/377-378، والطحاوي في
"شرح معاني الآثار" 1/327، وفي "شرح مُشْكل الآثار" (5195) و (5196) ، والبيهقي في "السنن" 3/323، وفي "إثبات عذاب القبر" (177) ، وفي "معرفة السنن" (7052) ، والبغوي في "شرح السنة" (1141) . وأخرجه الشافعي في "السنن" (51) ، ومسلم (907) ، وعبد الرزاق (4924) ، والحميدي (179) ، والنَّسائي في "المجتبى" 3/135، وفي "الكبرى" (502) و (1862) ، وابن
خُزيمة (1378) و (1390) ، وأبو عوانة 2/376، وابن حزم في "المحلى" 5/102-103، والبيهقي في "معرفة السنن" (7053) من طريق سفيان بن عُيينة، وأخرجه عبد الرزاق (4923) ، والبخاري (1064) من طريق سفيان الثوري. وأخرجه الدارمي (1527) من طريق حمَّاد بن زيد، وأخرجه مسلم (903) ، وأبو عوانة 2/375-376، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (178)
من طريق سليمان بن بلال، ومسلم (903) أيضاً، وأبو عوانة 2/376-377 من طريق عبد الوهَّاب بن عبد المجيد الثقفي، وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/133-134 و151، وفي "الكبرى" (1860) و (1886) ، وابن حبان (2840) من طريق عمرو بن الحارث. سبعتُهم عن يحيى بن سعيد الأنصاري، به.
قال البغوي: هذا حديثٌ متَّفَقٌ على صحَّته.
ووقع عند النسائي في روايته عن عبدة بن عبد الرحيم، عن ابن عيينه- ومن طريقه ابن حزم-: صلَّى في كسوفٍ في صُفَّة زمزم. قال ابن كثير- فيما نقله عنه السيوطي والسندي-: تفرَّد النسائي عن عَبْدة بقوله: في صُفَّة زمزم، وهو وهم بلا شك، فإنَّ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يُصَل الكسوف إلا مَرَّة واحدة=(40/312)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= بالمدينة في المسجد، هذا هو الذي ذكره الشافعي وأحمد والبخاري والبيهقي وابنُ عبد البر، وأما الحديثُ بهذه الزيادة؛ فيُخْشى أن يكون الوهم من عبدة، فإنه مَرْوَزي، نزل دمشق، ثم صار إلى مصر، فاحتمل أن النسائي سمعه منه بمصر، فدخل عليه الوهم لأنه لم يكن معه كتاب، وقد أخرجه البخاري ومسلم والنسائي أيضاً بطريق آخر من غير هذه الزيادة. انتهى.
وانظر "المحلَّى" لابن حزم 5/102-103.
وقال ابن حجر في "التلخيص الكبير" 2/90: وهذه الزيادة شاذة، والله أعلم.
وجاء عند عبد الرزاق في روايته عن ابن عُيينة: أنعَذَّب في قبورنا؟ قال: "كَذَبَتْ يهودُ ... ".
وأخرج منه حديث عذاب القبر بنحوه ومختصراً النسائي 4/105 و8/274 -275 من طريق سفيان بن عيينه، وابن خزيمة (851) من طريق أبي خالد، وتمَّام في "فوائده" (517) من طريق شعبة، ثلاثتهم عن يحيى بن سعيد الأنصاري، به.
وقد سلف في الرواية (24178) أنه رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يُنكر على اليهودية قولَها، بل قال: "نعم، إنهم لَيُعَذَّبُون في قبورهم ... "، وقد جَمَعتْ بينهما الرواية (24520) .
وانظر كذلك الرواية (24582) .
وأخرجه أبو يعلى (4841) من طريق ابن لَهيعَة، عن أبي النضر، عن عَمْرة، عن عائشة. وهذا إسناد ضعيف.
وقد نقل الشيخُ أحمد شاكر رحمه الله عن محمود باشا الفلكي في كتابه "نتائج الأفهام في تقويم العرب قبل الإسلام" والذي ترجمه أحمد زكي باشا التحديدَ الدقيق للكسوف الذي وقع في زمن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، في اليوم الذي مات فيه ابنه إبراهيمُ عليه السلام، وأنه كان يومَ الاثنين 29 شوال سنة 10هـ، الموافق ليوم 27 كانون الثاني سنة 632 ميلادية في الساعة الثامنة والنصف=(40/313)
24269 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ، أَنَّهُ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ، ثُمَّ ارْتَحَلَ إِلَى الْمَدِينَةِ لِيَبِيعَ عَقَارًا لَهُ بِهَا، وَيَجْعَلَهُ فِي السِّلَاحِ وَالْكُرَاعِ، ثُمَّ يُجَاهِدَ الرُّومَ حَتَّى يَمُوتَ، فَلَقِيَ رَهْطًا مِنْ قَوْمِهِ، فَحَدَّثُوهُ أَنَّ رَهْطًا مِنْ قَوْمِهِ سِتَّةً أَرَادُوا ذَلِكَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " أَلَيْسَ لَكُمْ فِيَّ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ؟ " فَنَهَاهُمْ عَنْ ذَلِكَ، فَأَشْهَدَهُمْ عَلَى رَجْعَتِهَا، ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْنَا، فَأَخْبَرَنَا أَنَّهُ أَتَى ابْنَ عَبَّاسٍ، فَسَأَلَهُ عَنِ الْوَتْرِ؟ فَقَالَ: أَلَا أُنَبِّئُكَ بِأَعْلَمِ أَهْلِ الْأَرْضِ، بِوَتْرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: ائْتِ عَائِشَةَ فَاسْأَلْهَا؟ ثُمَّ ارْجِعْ إِلَيَّ، فَأَخْبِرْنِي بِرَدِّهَا عَلَيْكَ، قَالَ: فَأَتَيْتُ عَلَى حَكِيمِ بْنِ أَفْلَحَ فَاسْتَلْحَقْتُهُ إِلَيْهَا، فَقَالَ: مَا أَنَا بِقَارِبِهَا، إِنِّي نَهَيْتُهَا أَنْ تَقُولَ فِي هَاتَيْنِ الشِّيعَتَيْنِ شَيْئًا، فَأَبَتْ فِيهِمَا، إِلَّا مُضِيًّا، فَأَقْسَمْتُ عَلَيْهِ، فَجَاءَ مَعِي، فَدَخَلْنَا عَلَيْهَا، فَقَالَتْ: حَكِيمٌ؟ وَعَرَفَتْهُ، قَالَ: نَعَمْ، أَوْ بَلَى، قَالَتْ: مَنْ هَذَا مَعَكَ؟ قَالَ سَعْدُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَتْ: مَنْ هِشَامٌ؟ قَالَ ابْنُ عَامِرٍ:
__________
= صباحاً.
وسلف من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة برقم (24045) . وانظر (24178) .
قال السندي: قوله: "عائذٌ بالله"، أي: قال: نعم، وهو عائذٌ بالله من عذاب القبر، أو قال: لا، وهو عائذ بالله أن يكون الأمرُ كذلك، فيُحمل ذلك أنه قال ذلك قبلَ أن يُوحَى به إليه.
أربع رَكَعات، أي: أربع رُكوعات.(40/314)
قَالَ: فَتَرَحَّمَتْ عَلَيْهِ، وَقَالَتْ: نِعْمَ الْمَرْءُ كَانَ عَامِرٌ، قُلْتُ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، أَنْبِئِينِي عَنْ خُلُقِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ: أَلَسْتَ تَقْرَأُ الْقُرْآنَ؟ قُلْتُ: بَلَى، قَالَتْ: " فَإِنَّ خُلُقَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ الْقُرْآنَ " فَهَمَمْتُ أَنْ أَقُومَ
ثُمَّ بَدَا لِي قِيَامُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قُلْتُ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، أَنْبِئِينِي عَنْ قِيَامِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَتْ: أَلَسْتَ تَقْرَأُ هَذِهِ السُّورَةَ يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ؟ (1) قُلْتُ: بَلَى، قَالَتْ: " فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ افْتَرَضَ قِيَامَ اللَّيْلِ فِي أَوَّلِ هَذِهِ السُّورَةِ، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ حَوْلًا حَتَّى انْتَفَخَتْ أَقْدَامُهُمْ، وَأَمْسَكَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ خَاتِمَتَهَا فِي السَّمَاءِ اثْنَيْ عَشَرَ شَهْرًا، ثُمَّ أَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ التَّخْفِيفَ فِي آخِرِ هَذِهِ السُّورَةِ، فَصَارَ قِيَامُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَطَوُّعًا مِنْ بَعْدِ فَرِيضَتِهِ "، فَهَمَمْتُ أَنْ أَقُومَ
ثُمَّ بَدَا لِي وَتْرُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قُلْتُ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، أَنْبِئِينِي عَنْ وَتْرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَتْ: " كُنَّا نُعِدُّ لَهُ سِوَاكَهُ وَطَهُورَهُ، فَيَبْعَثُهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لِمَا شَاءَ أَنْ يَبْعَثَهُ مِنَ اللَّيْلِ فَيَتَسَوَّكُ، ثُمَّ يَتَوَضَّأُ، ثُمَّ يُصَلِّي ثَمَانِي رَكَعَاتٍ، لَا يَجْلِسُ فِيهِنَّ إِلَّا عِنْدَ الثَّامِنَةِ، فَيَجْلِسُ وَيَذْكُرُ رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَيَدْعُو، وَيَسْتَغْفِرُ، ثُمَّ يَنْهَضُ وَلَا يُسَلِّمُ، ثُمَّ يُصَلِّي التَّاسِعَةَ، فَيَقْعُدُ، فَيَحْمَدُ رَبَّهُ وَيَذْكُرُهُ وَيَدْعُو، ثُمَّ يُسَلِّمُ تَسْلِيمًا يُسْمِعُنَا، ثُمَّ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ بَعْدَمَا يُسَلِّمُ "، فَتِلْكَ إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً يَا بُنَيَّ. " فَلَمَّا أَسَنَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأُخِذَ اللَّحْمُ
__________
(1) في (ق) : {يا أيها المزمل قم الليل} .(40/315)
أَوْتَرَ بِسَبْعٍ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ بَعْدَمَا يُسَلِّمُ "، فَتِلْكَ تِسْعٌ يَا بُنَيَّ. " وَكَانَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا صَلَّى صَلَاةً أَحَبَّ أَنْ يُدَاوِمَ عَلَيْهَا، وَكَانَ إِذَا شَغَلَهُ عَنْ قِيَامِ اللَّيْلِ، نَوْمٌ أَوْ وَجَعٌ أَوْ مَرَضٌ صَلَّى مِنَ النَّهَارِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً، وَلَا أَعْلَمُ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ الْقُرْآنَ كُلَّهُ فِي لَيْلَةٍ، وَلَا قَامَ لَيْلَةً حَتَّى أَصْبَحَ، وَلَا صَامَ شَهْرًا كَامِلًا غَيْرَ رَمَضَانَ "، فَأَتَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ فَحَدَّثْتُهُ بِحَدِيثِهَا، فَقَالَ: صَدَقْتَ، أَمَا لَوْ كُنْتُ أَدْخُلُ عَلَيْهَا، لَأَتَيْتُهَا حَتَّى تُشَافِهَنِي مُشَافَهَةً (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، ويحيى- وهو ابن سعيد القطان- سمع من سعيد بن أبي عروبة قبل الاختلاط.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 3/29 - 30 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه بتمامه ومختصراً أبو داود (1343) ، والنسائي في "المجتبى" 3/60 و199- 200، وفي، الكبرى" (1294) ، وابن خزيمة (1078) و (1127) و (1170) و (1177) من طريق يحيى بن سعيد، به. ولم يذكر أبو داود والنسائي: ثم يصلي التاسعة. وقال النسائي: كذا وقع في كتابي، ولا
أدري ممن الخطأ في موضع وتره عليه السلام.
وأخرجه ابن حبان (2441) عن ابن خزيمة، عن محمد بن بشار، عن يحيى بن سعيد، به. بلفظ: ثم يصلي سبع ركعات ولا يجلس فيهن إلا عند السادسة، فيجلس، ويذكر الله ويدعو.
قلنا: رواية ابن خزيمة (1078) : فلما أسن وأخذ اللحم أوتر بسبع، وصلى ركعتين وهو جالس بعدما يسلم، فتلك تسع ركعات يا بني.
وانظر (24658) .(40/316)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه مطولاً ومختصراً ابنُ سعد في "الطبقات" 1/364، وابن أبي شيبة 2/295، وإسحاق بن راهوية (1310) ، والبخاري في "خلق أفعال العباد" ص73، ومسلم (746) (139) ، وأبو داود (1344) و (1345) ، وابن ماجه (1191) و (1348) ، وابن نصر في "قيام الليل" ص6-7 و52-53 و126، والنسائي في "المجتبى" 3/218 و234-235 و241-242، وفي "الكبرى"
(425) و (1335) و (1400) و (1408) و (1414) ، وابن خزيمة (1127) و (1078) و (1170) ، وأبو عوانة 2/323-325، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/280، والطبراني في "الأوسط" (6657) ، وفي "الصغير" (990) ، وفي "مسند الشاميين" (917) ، والدارقطني 2/32، والحاكم 1/304، وابن حزم في "المحلى" 3/47، والبيهقي في "السنن" 1/39، و3/29-30 و31 و499- 500، وفي "الدلائل" 1/308، وفي "معرفة السنن" (5492) و (5493) و (5496) ، والخطيب في "تاريخه" 14/284، والبغوي في "شرح السنة" (963) من طرق عن سعيد، به. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه! ووافقه الذهبي!
قلنا: بل أخرجه مسلم كما رأيت.
وأخرجه مختصراً الطيالسي (1497) و (1500) ، والنسائي 3/240، والحاكم 2/504 من طريقين، عن قتادة.
وسيرد بالأرقام (24601) و (24636) و (24658) و (24775) و (24777) و (24810) و (24943) و (25223) و (25239) و (25302) و (25346) و (25347) و (25813) و (25900) و (25901) و (26986) و (26987) و (26988) و (26150) و (26185) و (25219) .
وانظر (24042) و (24043) و (24057) و (24800) .
قال السندي: قوله: ائت عائشة، أي: هي أعلم أهل الأرض بالوتر، فإن الوتر كان في البيت، فكان أعلم الناس بها أزواجه، وهي أعلم الأزواج.(40/317)
24270 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ أَبِي حَزْرَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا يُصَلَّى بِحَضْرَةِ الطَّعَامِ، وَلَا وَهُوَ يُدَافِعُهُ الْأَخْبَثَانِ " (1)
24271 - حَدَّثَنَا يَحْيَى (2) ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَطَاءٌ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى شَيْءٍ مِنَ
__________
= قوله: بردّها عليك، أي: بجوابها عن سؤالك.
قوله: بقاربها، من القرب.
قوله: الشيعتين، أي: الفرقتين، فرقة علي وفرقة معاوية رضي الله عنهما.
قولها: حكيم، أي: أنتَ حكيم.
قوله: وعرفته، أي: عرفت عائشةُ حكيماً.
قولها: كان القرآن، أي: كان مدلول القرآن، وهو قوله تعالى: {وإنك لعلى خلق عظيم} [القلم: 4] أو المراد أنه كان واقفا عند حدود الله المذكورة في القرآن، مجتهداً في العمل به، غاية الاجتهاد.
قولها: نُعِدّ، من الإعداد.
قولها: لما شاء، بكسر اللام بلا تشديد، أي: للوقت الذي يشاء، وهذه اللام بمعنى في، أي في الوقت الذي يشاء، ويمكن أن يفتح اللام ويشدد، أي: حين يشاء.
قوله: ثم يصلي ثماني ركعات، لعل هذه الهيئة في الوتر كانت أحياناً، وإلا فقد جاءت هيئات أُخَر في الوتر أيضاً.
(1) حديث صحيح، وهو مكرر (24166) سنداًت ومتناًً.
(2) قوله: "حدثنا يحيى" من (ظ8) وسقط من باقي النسخ.(40/318)
النَّوَافِلِ، أَشَدَّ مُعَاهَدَةً مِنْهُ عَلَى الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الصُّبْحِ " (1)
24272 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ قَالَ: حَدَّثَنِى عَبْدُ اللهِ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " تَزَوَّجَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي شَوَّالٍ، وَأُدْخِلْتُ عَلَيْهِ فِي شَوَّالٍ، فَأَيُّ نِسَائِهِ كَانَ أَحْظَى عِنْدَهُ مِنِّي؟ فَكَانَتْ تَسْتَحِبُّ أَنْ تُدْخِلَ نِسَاءَهَا فِي شَوَّالٍ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر الحديث (24167) سنداًً ومتناًً.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الترمذي (1093) ، والنسائي في "المجتبى" (5353) ، وابن ماجه (1990) ، والطبري في "تاريخه" 2/399 من طريق يحيي بن سعيد، بهذا الإسناد.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (10459) ، وعبد بن حميد في "المنتخب" (1508) ، وابن سعد 8/60، وإسحاق بن راهوية (724) ، ومسلم (1423) ، والدارمي (2211) ، وابن حبان (4058) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (68) ، والبيهقي في "السنن" 7/290 من طرق عن سفيان الثوري، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (69) ، وفي "الأوسط" (6955) ، وابن عدي في "الكامل" 5/1881 من طريقين عن عروة، به.
وسيأتي برقم (25716) .
قال السندي: قولها: كان أحظى، أي: أوفر نصيباً وحظاً، مرادها بذلك الرد على من يرى أنه لا ينبغي النكاح بين العيدين، والله تعالى أعلم.(40/319)
24273 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ بِلَالًا يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ فَكُلُوا، وَاشْرَبُوا حَتَّى يُؤَذِّنَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ " قَالَ: " وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا كَانَ قَدْرَ مَا يَنْزِلُ هَذَا وَيَرْقَى هَذَا " (1)
24274 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاسِمُ، (2) يُحَدِّثُ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: بِئْسَمَا عَدَلْتُمُونَا بِالْكَلْبِ وَالْحِمَارِ، " قَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي وَأَنَا مُعْتَرِضَةٌ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَسْجُدَ غَمَزَ، يَعْنِي رِجْلَيَّ، فَقَبَضْتُهُمَا (3) إِلَيَّ، ثُمَّ سَجَدَ " (4)
24275 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ قَالَ:
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24168) سنداًً ومتناً.
والقائل: ولا أعلمه إلا كان قدر ما ينزل هذا ويرقى هذا، هو من كلام السيدة عائشة كما سلف برقم (24168) ، وهنا أيمكن أن يؤول بان القاسم قال ذلك في روايته عن عائشة. وقد ذكر ذلك الحافظ في "الفتح" 2/105.
قال السندي: قوله: إن بلالاً يؤذن بليل، هل هو بيان وتقرير لأذان بلال بالليل أو هو بيان أنه يخطئ في ذلك، فلا اعتماد على أذانه؟ وجهان. والثاني هو مقتضى ما سبق من الأحاديث في "المسند" في مواضع، والله تعالى أعلم.
(2) في (م) : أبا القاسم، وهو خطأ.
(3) في هامش كل من (هـ) و (ظ2) و (ق) : فضممتُهما.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر الحديث (24169) سنداًً ومتناًً.(40/320)
قُلْتُ لِعَائِشَةَ: أَيْ أُمَّتَاهُ، كَيْفَ كَانَتْ صَلَاةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ؟ قَالَتْ: " تِسْعًا قَائِمًا، وَثِنْتَيْنِ جَالِسًا، وَثِنْتَيْنِ بَعْدَ (1) النِّدَاءَيْنِ " (2)
24276 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُجَالِدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَامِرٌ، عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ: هَلْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ شَيْئًا إِذَا دَخَلَ الْبَيْتَ؟ قَالَتْ: كَانَ إِذَا دَخَلَ الْبَيْتَ تَمَثَّلَ: " لَوْ كَانَ لِابْنِ آدَمَ وَادِيَانِ مِنْ مَالٍ، لَابْتَغَى وَادِيًا ثَالِثًا، وَلَا يَمْلَأُ فَمَهُ إِلَّا التُّرَابُ، وَمَا جَعَلْنَا الْمَالَ إِلَّا لِإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَيَتُوبُ اللهُ عَلَى مَنْ تَابَ " (3)
__________
(1) في (ظ8) وهامش (ظ2) و (هـ) و (ق) بين، هـ المثبت من (هـ) و (ظ2) و (ق) و (م) ، ونسخة السندي، وهو الموافق للرواية (25489) ، وسيأتي تفسيرها هناك.
(2) إسناده حسن، محمد بن عمرو- وهو ابن علقمة بن وقاص الليثي مختلف فيه حسن الحديث، وقد أخرج له الشيخان، أما البخاري فمقروناً، وأما مسلم فمتابعة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان.
وسيرد برقم (25489) .
قال السندي: قولها: بعد النداءين، أي: نداء بلال وابن أُمِّ مكتوم.
(3) قوله: "لو كان لابن آدم واديان.." إلى آخر الحديث صحيح، دون قوله: "وما جعلنا المال إلا لإقام الصلاة وإيتاء الزكاة" وهذا إسناد ضعيف لضعف مُجالد، وهو ابن سعيد، وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين. يحيى: هو=(40/321)
24277 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ،
__________
= ابنُ سعيد القطَّان، وعامر: هو ابن شَراحيل الشعبي، ومسروق: هو ابن الأجدع.
وأخرجه البيهقي في "شُعَب الإيمان" (10280) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار في "مسنده" (3640) (زوائد) من طريق أبي أسامة، و (3641) من طريق محمد بن فضيل، وأبو يعلى (4460) من طريق هشيم ثلاثتهم عن مُجالد بن سعيد، به.
وفي رواية أبي أسامة: هل كان يقول شيئاً عند منامه، وليس فيه قوله: "وما جعلنا المال إلا لإقام الصلاة ... " وزاد: وكنَّا نرى هذا فيما نُسخ، وكذا زاد هشيم. قال الجزار: لا نعلمه يُروى عن عائشة إلا بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/243-244، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى- إلا أنه قال في آخره: إنما جُعل المال ليقضى به الصلاة وتُؤتى به الزكاة، قالت: فكنا نرى أنه مما نسخ من القرآن- والبزار، وفيه مجالد بن سعيد، وقد اختلط، ولكن يحيى القطان لا يروي عنه ما حدث به في
اختلاطه. والله أعلم.
قلنا: كان يحيى بن سعيد القطان يضعف مجالداً قال ابن معين: كان يحيى يقول: لو أردتُ أن يرفع لي مجالد حديثه كله رفعه! قلت: ولِمَ يرفع حديثَه؟ قال: للضعف، وذكر المري أقوالاً أخرى في تضعيف الأئمة له.
وللحديث شاهد من حديث ابن عباس مرفوعاً بلفظ: "لو أن لابن آدم وادياً مالاً، لأحبَّ أن له إليه مثلَه، ولا يملأ نفسَ ابنِ آدم إلا التراب، والله يتوبُ على من تاب" سلف برقم (3501) وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
وآخر من حديث زيد بن أرقم مرفوعاً بلفظ: "لو كان لابن آدم واديان من ذهب وفضة، لابتغى إليهما آخر، ولا يملأ بطنَ ابنِ آدم إلا التراب، ويتوبُ الله على من تاب". سلف برقم (19280) وإسناده صحيح.(40/322)
عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَبْغَضُ الرِّجَالِ الْأَلَدُّ الْخَصِمُ " (1)
24278 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَائِشَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، " أَنَّ أَبَا بَكْرٍ قَبَّلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مَيِّتٌ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، يحيى: هو ابن سعيد القطان، وابنُ جُريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز، وقد صرَّح بالتحديث عند البخاري وغيره، وابن أبي مُليكة: هو عبد الله بن عُبيد الله.
وأخرجه البخاري (7188) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وعنده: "أبغضُ الرِّجالِ إلى الله الأَلدُّ الخَصِم".
وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" 1/81، والحميدي (273) ، وابن راهويه (1243) ، والبخاري (2457) و (4523) ، ومسلم (2668) ، والترمذي (2976) ، والنسائي في "المجتبى" 8/247-248، وفي "الكبرى" (5987) ، وابن حبان (5697) ، واللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة" (209) ، والبيهقي في "السنن" 10/108، وفي "الأسماء والصفات" (1051) ،
وفي "شُعب الإيمان" (8429) و (8430) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 5/274، والبغوي في "شرح السنة" (2499) ، من طرق عن ابن جريج، به.
وعندهم: "أبغضُ الرجالِ إلى الله الأَلدُّ الخصم" قال البغوي: هذا حديث متفق على صحته.
قال السندي: قوله: الأَلدُّ، أي: شديدُ الخُصومة.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (2026) سنداًً ومتناًً.
وقد سلف تخريجه هناك، ونزيد عليه:=(40/323)
24279 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءً يَقُولُ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ قَالَ: كُنْتُ أَنَا وابْنُ عُمَرَ، مُسْتَنِدَيْنِ إِلَى حُجْرَةِ عَائِشَةَ، إِنَّا لَنَسْمَعُهَا تَسْتَنُّ قُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ اعْتَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رَجَبٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ: يَا أُمَّتَاهُ، مَا تَسْمَعِينَ مَا يَقُولُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ قَالَتْ: مَا يَقُولُ؟ قُلْتُ: يَقُولُ: " اعْتَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رَجَبٍ "، قَالَتْ: يَغْفِرُ اللهُ لِأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ نَسِيَ، " مَا اعْتَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رَجَبٍ " قَالَ: وَابْنُ عُمَرَ يَسْمَعُ، فَمَا قَالَ لَا، وَلَا نَعَمْ، سَكَتَ (1)
24280 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ
__________
= وأخرجه الترمذي في "الشمائل" (372) ، والنسائي في "الكبرى" (7111) و (7112) عن طريق يحيى، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/11، وفي "الكبرى" (7110) من طريق يونس، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة، بلفظ: قال بين عيني النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو ميت.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، يحيى: هو ابنُ سعيد القطان، وابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز، وعطاء: هو ابن أبي رباح.
وأخرجه ابن راهوية (893) ، ومسلم (1255) (219) عن طريق محمد بن بكر البُرْسَاني، والنَّسائي في "الكبرى" (4222) عن طريق شعيب بن إسحاق، كلاهما عن ابن جريج، به.
وسيرد برقم (25238) .
وسلف في مسند ابن عمر برقم (5416) ، وانظر (5383) .(40/324)
إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " كَانَ يَأْمُرُنِي فَأَتَّزِرُ وَأَنَا حَائِضٌ، ثُمَّ يُبَاشِرُنِي، وَكُنْتُ أَغْسِلُ رَأْسَهُ وَهُوَ مُعْتَكِفٌ وَأَنَا حَائِضٌ " (1)
24281 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ زَكَرِيَّا، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقْرَأُ عَلَيْكِ السَّلَامَ " قَالَتْ: وَعَلَيْهِ وَرَحْمَةُ اللهِ (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وسيأتي (25021) ، و (25410) و (25563) و (25750) ، وقد سلف (24046) و (26248) .
قال السندي: قولها: فآتزر، بمد الهمزة وتخفيف التاء، هو الصحيح عند أهل الحديث وأما القصر وتشديد التاء فخطأ عندهم لأنه مهموز، والهمزة لا تقلب تاء في الافتعال، والله تعالى أعلم.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. زكريا: هو ابن أبي زائدة صرَّح بالتحديث في الرواية (24815) ، فانتفت شبهة تدليسه عن عامر: وهو ابن شراحيل الشعبي.
وهو عند الإمام أحمد في "فضائل الصحابة" (1634) بهذا الإسناد.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 8/613 و12/132-133، وإسحاق بن راهويه (1071) ، ومسلم (2447) ، وأبو داود (5232) ، والترمذي (2693) و (3882) ، وابن ماجه (3696) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3012) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (92) من طرق عن زكريا بن أبي زائدة، وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (94) من طريق يحيى الحِمّاني، عن شريك بن مطيع الغزال، عن الشعبي، عن مسروق، عن عائشة قالت: استأذن=(40/325)
24282 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْصُورٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ: أَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخُصُّ شَيْئًا مِنَ الْأَيَّامِ؟ قَالَتْ: " لَا، كَانَ عَمَلُهُ دِيمَةً، وَأَيُّكُمْ يُطِيقُ مَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُطِيقُ " (1)
__________
= جبريل على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: من هذه عندك؟ قال: "عائشة" قال: فاقرئها السلام. قال: "بَخٍ بَخٍ يا عائشة، هذا جبريل يقرئك السلام". يحيى الحِمَّاني ضعيف، وشيخه شريك بن مطيع الغزال لم نقف له على ترجمة.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/69، وفي "الكبرى" (8383) و (8900) ، وهو في "عشرة النساء" (14) ، وأبو يعلى (4781) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (97) من طريق صالح بن ربيعة بن الهُدير، عن عائشة قالت: أُوحي إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنا معه، فقمت فأجفت الباب بيني وبينه، فلما رفِّه عنه، قال لي: "يا عائشة، إن جبريل يقرئك السلام ". وصالح بن ربيعة بن الهُدير
مجهول.
وأخرجه الطبراني 23/ (93) من طريق محمد بن عبد الله، عن عائشة، أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لها: "جبريل يقرئك السلام" قالت: قلت: فلربي السلام، ومنه السلام، وعلى جبريل السلام. محمد بن عبد الله لم نعرفه.
والحديث سيأتي بالأرقام (24815) و (25746) و (25880) ، ومطولاً برقمي (24462) و (25131) ، وبنحوه بالأرقام (24574) و (24857) و (25154) و (25173) و (25186) .
قال السندي: قوله: وعليه ورحمة الله، أي: وعليه السلام ورحمة الله، فالمعطوف عليه مضمر.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابنُ سعيد القطَّان، وسفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر، وإبراهيم: هو ابن يزيد=(40/326)
24283 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَابْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: عَنْ إِنْسَانٍ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ لِلْقَبْرِ ضَغْطَةً، وَلَوْ كَانَ أَحَدٌ نَاجِيًا مِنْهَا نَجَا مِنْهَا (1) سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ " (2)
__________
= النَّخَعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي.
وأخرجه البخاري (1987) ، والبيهقي 4/299 من طريق يحيى، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (24162) .
(1) لفظ "منها" ليس في (ظ2) و (ق) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد أختلف فيه على شعبة:
فرواه يحيى بن سعيد القطان- كما في هذه الرواية- ووهب بن جرير- فيما أخرجه إسحاق بن راهويه (1114) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (273) كلاهما عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن نافع، عن عائشة.
ورواه محمد بن جعفر- كما في هذه الرواية كذلك، والرواية الآتية (24663) عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن نافعة، عن إنسان، عن عائشة.
ومحمد بن جعفر من أوثق الناس بشعبة، إلا أنه أبهم الراوي عن عائشة، وقد جاء مصرحاً به فيما رواه كلّ من:
آدم بن أبي إياس- فيما أخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" (897) (مسند عمر بن الخطاب) ، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (106) - وعلي بن الجعد - كما في "الجعديات" (1566) - وعبد الرحمن بن زياد ويحيى بن أبي بكير - فيما أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (274) و (275) - وأبو عائشة - فيما أخرجه البيهقي في "إثبات عذاب القبر" (107) - وعبد الملك بن الصباح- فيما أخرجه ابن حبان (3112) - وعلي بن عاصم- فيما أخرجه الحارث بن أبي أسامة- سبعتهم عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن نافع=(40/327)
24284 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ زَكَرِيَّا قَالَ: حَدَّثَنِي عَامِرٌ قَالَ: حَدَّثَنِي شُرَيْحُ بْنُ هَانِىءٍ قَالَ: حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ أَحَبَّ اللهُ لِقَاءَهُ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللهِ كَرِهَ اللهُ لِقَاءَهُ، وَالْمَوْتُ قَبْلَ لِقَاءِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (1)
__________
= عن امرأة ابن عمر صفية، عن عائشة، به، وهو الصواب فيما قال الدارقطني في "العلل" 5/الورقة 108.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (276) ، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (108) من طريق وسفيان الثوري، عن سعد بن إبراهيم، عن نافع، عن ابن عمر.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (4624) ، والبيهقي (110) من طريق ابن لهيعة، عن عقيل، عن سعد، عن عائشة بنت سعد، عن عائشة. فذكره مطولاً وقال: لم يرو هذا الحديث عن عائشة بنت سعد إلا سعد بن إبراهيم، ولا رواه عن سعد إلا عقيل انفرد به ابن لهيعة.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/46، وقال: رواه أحمد، عن نافع عن عائشة. وعن نافع، عن إنسان، عن عائشة. وكلا الطريقين رجالهما رجال الصحيح.
وسيكرر (24663) .
وفي الباب عن ابن عمر عند النسائي 4/100- 101.
وعن جابر بن عبد الله، سلف (14873) .
وعن حذيفة، سلف برقم (23457) .
قال السعدي: قوله: "ضغطة"، أي: زحمة وضيقاً وشدة.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (24172) سنداًً ومتناًً.(40/328)
24285 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " قَدْ كَانَ فِي الْأُمَمِ مُحَدَّثُونَ، فَإِنْ يَكُنْ مِنْ أُمَّتِي فَعُمَرُ " (1)
__________
(1) حديث صحيح، ابنُ عجلان- وهو محمد، وإن يكن حسنَ الحديث- توبع كما سيرد، نباتية رجاله ثقات رجال الشيخين. يحيى: هو ابنُ سعيد القطَّان، وأبو سَلَمة: هو ابنُ عبد الرحمن بن عوف.
وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/457، والدارقطني في "العلل" 5/ورقة 75 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي (253) ، وابن راهويه (1058) و (1059) ، ومسلم (2398) ، والترمذي (3693) ، والنسائي في "الكبرى" (8119) ، ويعقوب بن سفيان 1/461، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1648) (1649) ، وابن حبان (6894) ، والقطيعي في زياداته على "فضائل الصحابة" لأحمد (516) (517) ، والحاكم في "المستدرك" 3/86، وابن الأثير في "أسد الغابة" (في ترجمة عمر بن الخطاب رضي الله عنه) من طرق عن محمد بن عجلان، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديثٌ صحيح. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد على شرط مسلم ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
وأخرجه مسلم (2398) من طريق عبد الله بن وهب، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1652) ، والحاكم في "معرفة علوم الحديث" ص220 من طريق ابن الهاد، كلاهما عن إبراهيم بن سعد، عن أبيه سعد بن إبراهيم، به.
وكذا رواه الحَكَم بن أسْلَم، عن إبراهيم بن سَعْد، فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 75.
واختُلف فيه على إبراهيم بن سعد:=(40/329)
24286 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ (1) : " قَبَّلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ، وَهُوَ مَيِّتٌ حَتَّى رَأَيْتُ الدُّمُوعَ تَسِيلُ عَلَى وَجْهِهِ " (2)
__________
= فرواه فَزَارة بن عمر كما سلف في الرواية (8468) ، عن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن أبي سَلَمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، وتابع فزارةَ غيرُ واحد، كما ذكرنا في تخريجه هناك.
واختُلف فيه كذلك على عبد الله بن وَهْب:
فرواه أحمد بنُ عَمرو بن السرْح- كما ذكرنا عند مسلم (2398) - عن عبد الله بن وَهْب، عن إبراهيم بن سعد، عن أبيه سعد بن إبراهيم، عن أبي سَلَمة، عن عائشة، به.
ورواه أحمد بنُ عبد الرحمن بن وهب- كما عند الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1650) - عن عمه عبد الله بن وهب، عن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.
ونقل الحافظ في "الفتح" 7/50 عن أبي مسعود قوله: وهو مشهور عن ابن عجلان فكأنَّ أبا سلمة سمعه من عائشة ومن أبي هريرة جميعاً.
قلناه وقد ذكر الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 75 رواية زكريا بن أبي زائدة، عن سعد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. وسَرَدَ الاختلاف فيه على زكريا، ثم قال: وقد أخرج مسلم القولين جميعاً، عن عائشة وأبي هريرة.
قلنا: إنما أخرج مسلمٌ حديثَ عائشة، كما سلف، وأما حديث أبي هريرة فإنما أخرجه البخاري (3469) و (3689) ، وسلف برقم (8468) .
قال السِّندي: قوله: مُحَدَّثون، بفتح دال مشددة، أي: الذين أُلهم إليهم.
(1) في (م) : عن عائشة قالت.
(2) إسناده ضعيف، وهو مكرر (24165) سنداًً ومتناًً.(40/330)
24287 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا نَعَسَ أَحَدُكُمْ فَلْيَرْقُدْ، حَتَّى يَذْهَبَ عَنْهُ النَّوْمُ، فَإِنَّهُ إِذَا صَلَّى وَهُوَ يَنْعَسُ لَعَلَّهُ يَذْهَبُ يَسْتَغْفِرُ، فَيَسُبُّ نَفْسَهُ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نمير: اسمه عبد الله.
وأخرجه مسلم (786) ، وابن ماجه (1370) ، وأبو عوانة 2/297 من طريق ابن نمير، بهذا الإسناد.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/118، ومن طريقه البخاري (212) ، ومسلم (786) ، وأبو داود (1310) ، وأبو عوانة 2/297، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3435) ، وابن حبان (2583) ، والبيهقي في "السنن" 3/16، وفي "معرفة السنن والآثار" (5429) ، والبغوي في "شرح السنة" عقب الحديث (1940) عن هشام، به.
وأخرجه الحميدي (185) ، وإسحاق بن راهويه (617) و (618) ، ومسلم (786) ، والترمذي (355) ، والنسائي في "المجتبى" 1/99- 100، وفي "الكبرى" (154) ، وابن ماجه (1370) ، والمروزي في "قيام الليل" ص81، وابن خزيمة (907) ، وأبو عوانة 2/296- 297 و297، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3437) و (3438) ، وابن حبان (2584) ، والطبراني في
"الأوسط" (8134) ، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين" (315) ، والبيهقي في "السنن" 3/16، وفي "معرفة السنن والآثار" (5430) ، والبغوي في "شرح السنة" (940) من طرق عن هشام، به.
وسيأتي بالأرقام (25661) و (25699) و (26231) .
وفي الباب عن أنس، وقد سلف برقم (11971) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: فيسب نفسه، أي: يدعو عليها.(40/331)
24288 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ وَهِيَ أَوْبَأُ أَرْضِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَاشْتَكَى أَبُو بَكْرٍ، قَالَتْ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الْمَدِينَةَ كَحُبِّنَا مَكَّةَ، أَوْ أَشَدَّ وَصَحِّحْهَا، وَبَارِكْ لَنَا فِي مُدِّهَا، وَصَاعِهَا، وَانْقُلْ حُمَّاهَا، فَاجْعَلْهَا فِي الْجُحْفَةِ " (1)
24289 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَمَرَهُمْ بِمَا يُطِيقُونَ مِنَ الْعَمَلِ " يَقُولُونَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا لَسْنَا كَهَيْئَتِكَ، إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ غَفَرَ لَكَ، مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ، وَمَا تَأَخَّرَ، قَالَتْ: " فَيَغْضَبُ حَتَّى
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله، وهشام: هو ابنُ عروة بن الزبير.
وأخرجه مسلم (376) من طريق ابن نمير، بهذا الإسناد. وفرن بابن نمير أبا أسامة.
وأخرجه البخاري (6372) ، ومسلم (1376) ، والطبراني في "الأوسط" (1325) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 2/568-569، من طرق عن هشام، به.
وأخرجه النَّسائي في "الكبرى" (4271) من طريق صالح بن كَيْسان، عن ابن شهاب، عن عروة، به، مختصراً.
وسيرد مطولا بالأرقام: (24532) و (26240) و (26241) .
وسيرد كذلك من طريق عبد الله بن عروة، عن أبيه برقمي: (24360) (25856) .
وسيرد من طريق عبد الرحمن بن الحارث، عن عائشة برقم (26030) .
وفي الباب عن عبد الله بن عمر، سلف برقم (5849) .(40/332)
يُعْرَفَ الْغَضَبُ فِي وَجْهِهِ " (1)
24290 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: خَرَجَتْ سَوْدَةُ لِحَاجَتِهَا لَيْلًا بَعْدَ مَا ضُرِبَ عَلَيْهِنَّ الْحِجَابُ، قَالَتْ: وَكَانَتْ امْرَأَةً تَفْرَعُ النِّسَاءَ جَسِيمَةً، فَوَافَقَهَا عُمَرُ، فَأَبْصَرَهَا فَنَادَاهَا: يَا سَوْدَةُ، إِنَّكِ وَاللهِ مَا تَخْفَيْنَ عَلَيْنَا إِذَا خَرَجْتِ، فَانْظُرِي كَيْفَ تَخْرُجِينَ، أَوْ كَيْفَ تَصْنَعِينَ؟ فَانْكَفَتْ، (2) فَرَجَعَتْ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنَّهُ لَيَتَعَشَّى، فَأَخْبَرَتْهُ بِمَا قَالَ لَهَا عُمَرُ، وَإِنَّ فِي يَدِهِ لَعَرْقًا، فَأُوحِيَ إِلَيْهِ، ثُمَّ رُفِعَ عَنْهُ، وَإِنَّ الْعَرْقَ لَفِي يَدِهِ، فَقَالَ: " لَقَدْ أُذِنَ، لَكُنَّ أَنْ تَخْرُجْنَ لِحَاجَتِكُنَّ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وسيأتي مطولاً برقم (24318) .
وانظر (24912) .
وفي باب القصد في العبادة من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، وقد سلف برقم (6477) .
قال السندي: قوله: بما يطيقون بأن يأمرهم بقدر عمله وينهاهم عن الزيادة عليه، وبهذا ظهر ارتباط قولها يقولون ... إلخ بهذا.
قولهم: لسنا كهيئتك، أي: فينبهغي لنا أن نزيد عليك في الأعمال ولا نقصر على قدر عملك.
(2) في (هـ) : فانكفأت، والمثبت من باقي النسخ، قال السندي. فانكفأت، بتخفيف الفاء بعدها همزة: أي مالت. أو بتشديدها بلا همزة: أي انحبست.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله.=(40/333)
24291 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْرَابِيٌّ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَتُقَبِّلُ الصِّبْيَانَ؟ فَوَاللهِ مَا نُقَبِّلُهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا أَمْلِكُ أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ نَزَعَ مِنْ قَلْبِكَ الرَّحْمَةَ " (1)
__________
= وأخرجه مسلم (2170) ، والطبري في "تفسيره " 22/40 من طريق ابن نمير، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (147) و (4795) و (5237) ، ومسلم (2170) ، وابن خزيمة (54) ، والبيهقي في "السنن" 7/88 من طرق عن هشام، به.
وسيرد برقم (25866) و (26331) .
وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (4362) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
قال السندي: قولها: تفرع النساء، من فرع كمنع: إذا علا.
قولها: فناداها، طلباً لمنعهن من الخروج، فجاء الوحي بخلاف ما أراد، وقد جاء أنه فعل مثل هذا قبل نزول الحجاب أيضا طلباً للحجاب، فنزل الحجاب على وَفْق ما أراد.
قولها: لعرقاً، بفتح فسكون، أي: عظماً عليه بقية لحم.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله، وهشام: هو ابن عروة.
وأخرجه مسلم (2317) من طريق ابن نمير، بهذا الإسناد.
وأخرجه هناد في "الزُّهد" (1336) ، والبخاري في "صحيحه" (5998) ، وفي "الأدب المفرد" (90) و (98) ، ومسلم (2317) ، وابن ماجه (3665) ، والحارث في "مسنده" (901) (بُغية الباحث) وابن حِبَّان (5595) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" 7/100، وفي "شعب الإيمان" (11013) ، وفي "الاَداب" (15) ، وفي "الأربعون الصغرى" (101) ، والبغوي في "شرح السنة" (3447) ،=(40/334)
24292 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَحَرَّوْا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ " (1)
24293 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " كَانَ ضِجَاعُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَدَمٍ حَشْوُهُ مِنْ لِيفٍ " (2)
__________
= من طرق عن هشام، به. قال البغوي: هذا حديثه متفقٌ على صحته.
وأخرجه وكيع في "الزهد" (501) عن هشام بن عروة، عن أبيه مرسلاً.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7121) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
وسيرد برقم (24408) .
قال السِّندي: قوله "إنه اللهُ": بكسر الهمزة، ورفع الجلالة على تقدير الفعل، مثل قوله تعالى: {وإنْ أَحَدٌ مِنَ المشركين اسْتَجَارَكَ} [التوبة: 6] ، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/75، ومسلم (1169) ، و (1172) (4) من طريق ابن نمير، بهذا الإسناد.
وقرن مسلم في الرواية (1169) بابن نمير وكيع بن الجراح، وسترد رواية وكيع مقروناً بابن نمير برقم (25690) .
وسلف بأطول منه برقم (24233) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24209) ، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا هو عبد الله بن نمير.
وأخرجه ابن سعد 1/464، ومسلم (2082) ، وابن ماجه (4151) من طريق ابن نمير، بهذا الإسناد.(40/335)
24294 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " أُصِيبَ سَعْدٌ يَوْمَ الْخَنْدَقِ، رَمَاهُ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ يُقَالُ لَهُ: حِبَّانُ بْنُ الْعَرِقَةِ فِي الْأَكْحَلِ، فَضَرَبَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْمَةً فِي الْمَسْجِدِ لِيَعُودَهُ مِنْ قَرِيبٍ " (1)
24295 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ هِشَامٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْخَنْدَقِ، وَوَضَعَ السِّلَاحَ وَاغْتَسَلَ، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَعَلَى رَأْسِهِ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله، وهشام: هو ابن عروة بن الزبير.
وأخرجه مطولاً ومختصراً ابن سعد في الطبقات 3/425-426 والبخاري (463) و (4122) ، ومسلم (1769) ، وأبو داود (3101) ، والنسائي في "المجتبى" 2/45، وفي "الكبرى" (789) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5006) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" 9/97، وفي "دلائل النبوة" 4/26، والبغوي في "شرح السنة" (3796) من طريق ابن نمير، بهذا الإسناد. قال
البغوي: هذا حديث متفق على صحته.
وأخرجه الطحاوي (5007) ، وابن حِبَّان (7027) من طريق يحيى بن أبي زائدة، وأبو يعلى (4477) ، وابن خزيمة (1333) ، والطبراني في "الكبير" (5325) من طريق حمَّاد بن سلمة، كلاهما عن هشام، به.
وسيرد بأطول مما هنا من طريق ابن نمير أيضاً بالحديث بعده.
ومن طريق حمَّاد بن سلمة، عن هشام بشطر آخر من القصة برقمي (24994) و (26399) .
ومطولاً من طريق علقمة بن وقاص عن عائشة برقم (25097) .
وانظر حديث أبي سعيد الخدري وجابر السالفين برقمي (11168) و (14773) .(40/336)
الْغُبَارُ، قَالَ: قَدْ وَضَعْتَ السِّلَاحَ، فَوَاللهِ مَا وَضَعْتُهَا، اخْرُجْ إِلَيْهِمْ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَأَيْنَ؟ " قَالَ: هَاهُنَا، فَأَشَارَ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِمْ قَالَ هِشَامٌ: فَأَخْبَرَنِي أَبِي أَنَّهُمْ نَزَلُوا عَلَى حُكْمِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَدَّ الْحُكْمَ فِيهِمْ إِلَى سَعْدٍ، قَالَ: فَإِنِّي أَحْكُمُ أَنْ تُقَتَّلَ الْمُقَاتِلَةُ، وَتُسْبَى النِّسَاءُ وَالذُّرِّيَّةُ، وَتُقَسَّمَ أَمْوَالُهُمْ، قَالَ هِشَامٌ: قَالَ أَبِي: فَأُخْبِرْتُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَقَدْ حَكَمْتَ فِيهِمْ بِحُكْمِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين غير أنَّ قولَ عروة في آخر الحديث: أُخبرت أنَّ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "لقد حكَمْتَ فيهم بحكم الله عز وجل" صحيح لغيره.
وقوله في سياق الحديث: قال هشام: موصولٌ بالإسناد المذكور أوله.
وقول هشام: فأخبرني أبي أنهم ... محمول على الاتصال، وورد متصلاً عند البخاري ومسلم. ابن نمير. هو عبد الله، وهشام: هو ابنُ عروة.
وأخرجه بتمامه ابنُ سعد في "الطبقات" 3/425-426، ومسلم (1769) (65) و (66) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 4/26، من طريق ابن نمير، بهذا الإسناد.
وأخرجه دون قوله: "لقد حكمتَ فيهم بحكم الله" مطوَّلاً ومختصراً ابن أبي شيبة 14/422، والبخاري (4117) و (4122) ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (3796) من طريق ابن نمير، به.
وأخرجه مطوَّلاً ومختصرات كذلك ابنُ أبي شيبة 14/424 و425-426، والبخاري (2813) من طريق عَبْدة بن سليمان، عن هشام، به. دون قوله "لقد حكمتَ فيهم بحكم الله" عند البخاري.(40/337)
24296 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، " أَنَّ الْحَبَشَةَ كَانُوا يَلْعَبُونَ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي يَوْمِ عِيدٍ، قَالَتْ: فَاطَّلَعْتُ مِنْ فَوْقِ عَاتِقِهِ، فَطَأْطَأَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْكِبَيْهِ، فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهِمْ مِنْ فَوْقِ عَاتِقِهِ حَتَّى شَبِعْتُ، ثُمَّ انْصَرَفْتُ " (1)
__________
= وهذا الحديث مع سابقه حديث واحد.
وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لقد حَكَمْتَ فيهم بحكم الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عز وجل" له شاهدٌ من حديث أبي سعيد الخدري عند البخاري (4121) ، وسلف برقم (11168) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله، وهشام: هو ابن عروة بن الزبير.
وأخرجه بتمامه ومختصراً الحميدي (254) ، ومسلم (892) (20) ، والنسائي في "المجتبى" 3/195، وفي "الكبرى" (1798) و (8954) من طرق عن هشام بن عروة، به.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8957) من طريق يزيد بن رومان، عن عروة، بنحوه مطولاً، وفيه قالت عائشة: فقال لي (يعني النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) : "أمَّا شبعتِ؟ " فجعلتُ أقولُ: لا، لأَنظرَ منزلتي عنده، إذْ طَلعَ عمرُ، فَارْفَض الناسُ عنها، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إني لأَنظر إلى شياطين الجنِّ والإنس قد فَزُوا من عمر". قالت: فرجعت.
وأخرجه مختصراً الطبراني في "والأوسط" (4213) من طريق يحيى بن سعيد الأموي، عن محمد بن إسحاق، عن يحيى بن عروة بن الزبير، عن عروة، عن عائشة قالت: لعبَ طائفةٌ من السودان بين يَدَي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فكنتُ أنظرُ بين مَنْكبَيْه ورأسِه.
قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن يحيى بن عروة إلا محمدُ بنُ إسحاق، ولا عن محمد بن إسحاق إلا يحيى بن سعيد الأموي.(40/338)
24297 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، وَأَبُو أُسَامَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ الْمَعْنَى، عَنْ أَبِيهِ،
__________
= وأخرجه بنحوه مطولاً ومختصراً الحميدي (254) من طريق يعقوب بن زيد التيمي،- ولم يدرك عائشة- والنسائي في "الكبرى" (8951) و (8955) ، وأبو يعلى (4830) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (292) من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن، والنسائي في "الكبرى" (8958) من طريق عكرمة، ثلاثتهم عن عائشة، به. وفي رواية أبي سلمة عنها: فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "حَسْبُكِ"، فقلت: يا رسول الله، لا تعجل، فقام لي، ثم قال: "حَسْبُكِ"، فقلت: لا تعجل يا رسول الله. قالت: وما بي حب النظر إليهم، ولكني أحببت أن يبلغَ النساءَ مقامُه لي، ومكاني منه. وزاد الحميدي: وقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "العبوا بني أرفده، تعلم اليهود والنصارى أن في ديننا فسحة". قلنا: يعقوب بن زيد التيمي لم يدرك عائشة. وسيرد نحو هذه الزيادة من طريق ابن
أبي الزناد، عن أبيه، عن عروة، برقم (24855) .
وسيرد بالأرقام: (24533) و (24552) و (24854) و (25333) و (25534) و (25960) و (26051) و (26101) و (26328) .
وسيرد مطولاً بذكر قصة غناء الجاريتين عندها برقم (24541) .
وفي باب لعب الحبشة في المسجد عن أبي هريرة، سلف برقم (8080) .
وانظر حديثي أنس: (12540) و (12649) .
وسيرد في الروايتين: (25333) و (26101) أنهم كانوا يلعبون بالحِراب.
قال: الحافظ في "الفتح" 1/549: واللعب بالحراب ليس لعباً مجرداً، بل فيه تدريبُ الشجعان على مواقع الحروب والاستعداد للعدوّ، وقال المهلَّب: المسجد موضوع لأمر جماعة المسلمين، فما كان من الأعمال يجمع منفعة الدين وأهله، جاز فيه. وفي الحديث جواز النظر إلى اللهو المباح، وفيه حُسْنُ
خُلُقِه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع أهله، وكَرَمُ معاشرته، وفضلُ عائشة، وعظيمُ محلها عنده.(40/339)
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْلَا حَدَاثَةُ عَهْدِ قَوْمِكِ بِالْكُفْرِ لَنَقَضْتُ الْكَعْبَةَ، ثُمَّ جَعَلْتُهَا عَلَى أُسِّ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَإِنَّ قُرَيْشًا يَوْمَ بَنَتْهَا اسْتَقْصَرَتْ، وَلَجَعَلْتُ لَهَا خَلْفًا " قَالَ أَبُو أُسَامَةَ: " خِلْفًا " (1)
24298 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " كُنْتُ أَلْعَبُ بِالْبَنَاتِ، وَيَجِيءُ صَوَاحِبِي
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (1333) من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (1585) ، وابن خزيمة (2742) من طريق حماد بن أسامة أبي أسامة، بهذا الإسناد.
وأخرجه إسحاق (671) - ومن طريقه النسائي في "المجتبى" 5/15، وفي "الكبرى" (3885) - ومسلم (1333) ، والدارمي (1868) ، وابن خزيمة (2742) و (3019) من طرق عن هشام، به.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (6247) من طريق عمرو بن الحارث، عن قتادة، عن عروة، به، وقال: لم يرو هذا الحديث عن قتادة إلا عمرو بن الحارث.
وسيرد بالأرقام (24384) و (24616) و (24709) و (24827) و (25048) و (25438) و (25440) و (25463) و (25466) و (26029) و (26100) و (26151) و (26256) .
قوله: "ولجعلت لها خلفاً" قال ابن الأثير في "النهاية" 2/68: الخَلْف: الظهر، كأنه أراد أن يجعل لها بابين، والجهة التي تقابل الباب من البيت ظهره، فإذا كان لها بابان فقد صار لها ظهران، ويروى بكسر الخاء، أي: زيادتين كالثديين، والأول أوجه.(40/340)
فَيَلْعَبْنَ مَعِي، فَإِذَا رَأَيْنَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَقَمَّعْنَ (1) مِنْهُ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُدْخِلُهُنَّ عَلَيَّ، فَيَلْعَبْنَ مَعِي " (2)
24299 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ،
__________
(1) في (م) تعمقن، وهو خطأ، قال السندي: تقمعن منه من التقميع، بمعنى التغيب، أي: تغيبن منه، والمشهور انقمعن كذا قيل.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله.
وأخرجه ابن سعد 8/66، وابن حبان (5866) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (279) من طريق ابن نمير، بهذا الإسناد.
وأخرجه بتمامه ومختصراً الشافعي في "مسنده" 2/29 (ترتيب السندي) ، والحميدي (260) ، وابن سعد 8/58-59 و61 و65، وإسحاق بن راهويه (783) و (784) ، والبخاري في "صحيحه" (6130) ، وفي "الأدب المفرد" (368) و (1299) ، ومسلم (2440) ، وأبو داود (4931) ، والنسائي في "المجتبى" 6/131، وفي "الكبرى" (5569) و (8946) و (8947) و (8948) - وهو في "عشرة النساء" (60) و (61) و (62) - وابن ماجه (1982) ، وابن حبان (5865) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (276) و (277) و (278) ، والبيهقي في "السنن" 10/219، وفي "معرفة السنن والآثار" (13559) ، والبغوي في "شرح السنة" (2257) و (2337) من طريق عن هشام، به.
وأخرجه مختصراً ومطولاً ابنُ سَعْد 8/62، والنسائي في "الكبرى" (8949) - وهو في "عشرة النساء" (63) - والطبراني في "الكبير" 23/280 من طريق يزيد بن رومان، وابن حبان (5864) من طريق أبي النضر، كلاهما عن عروة، به.
وأخرجه بنحوه أبو داود (4932) ، والنسائي في "الكبرى" (8950) - وهو في "عشرة النساء" (64) - والبيتي في "السنن" 10/219 من طريق محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن عائشة.
وسيرد بالأرقام (25334) و (25961) و (25968) .(40/341)
عَنْ عَائِشَةَ، " أَنَّهَا اسْتَعَارَتْ مِنْ أَسْمَاءَ قِلَادَةً، فَهَلَكَتْ، فَبَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رِجَالًا فِي طَلَبِهَا، فَوَجَدُوهَا، فَأَدْرَكَتْهُمُ الصَّلَاةُ، وَلَيْسَ مَعَهُمْ مَاءٌ، فَصَلَّوْا بِغَيْرِ وُضُوءٍ، فَشَكَوْا ذَلِكَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ التَّيَمُّمَ " فَقَالَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ لِعَائِشَةَ: جَزَاكِ اللهُ خَيْرًا، فَوَاللهِ مَا نَزَلَ بِكِ أَمْرٌ تَكْرَهِينَهُ، إِلَّا جَعَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَكِ وَلِلْمُسْلِمِينَ فِيهِ خَيْرًا (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله.
وأخرجه البخاري (336) ، والطبري في تفسير الآية (43) من سورة النساء من طريق ابن نمير، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي (165) ، وابن راهويه (582) و (583) ، وعَبْد بن حُميد (1504) ، والدارمي (746) ، والبخاري (3773) و (4583) و (5164) و (5882) ، ومسلم (367) (109) ، وأبو داود (317) ، والنسائي في "المجتبى" 1/172، وفي "الكبرى" (312) ، وابن ماجه (568) ، وابن خزيمة (261) ، وأبو عوانة 1/303، وابن حبان (1709) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (131) ، والبيهقي في "السنن" 1/214، وابن عبد البر في "التمهيد" 19/267 و268، والبغوي في تفسير الآية (43) من سورة النساء، من طرق عن هشام بن عروة، به.
وأخرجه عبد الرزاق (879) - ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 23/ (130) - عن معمر، عن هشام بن عروة، عن أبيه أو غيره، قال: سقط عِقْدٌ لعائشة ... ذكره مرسلاً. وجاء في آخره: قال معمر: وقال هشام عن أبيه، وقاله أيوب أيضاً، قال: فلما نزل التيمم سُرَّ بذلك أبو بكر، وقال: ما علمتكِ لمباركة، ما نزل بكِ أمرٌ تكرهينه، إلا جعلَ اللهُ تبارك وتعالى للمسلمين فيه خيراً. قلنا: وقولُ أبي بكر هذا سيرد في الرواية الآتية برقم (26341) .
وسيرد مطوَّلاً من طريق القاسم وعبَّاد بن عبد الله بن الزبير، عن عائشة=(40/342)
24300 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: سَحَرَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَهُودِيٌّ مِنْ يَهُودِ بَنِي زُرَيْقٍ يُقَالُ لَهُ: لَبِيدُ بْنُ الْأَعْصَمِ حَتَّى كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنْ يَفْعَلَ الشَّيْءَ وَمَا يَفْعَلُهُ، قَالَتْ: حَتَّى إِذَا كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ أَوْ ذَاتَ لَيْلَةٍ دَعَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ دَعَا، ثُمَّ قَالَ: " يَا عَائِشَةُ شَعَرْتُ أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَفْتَانِي فِيمَا اسْتَفْتَيْتُهُ فِيهِ، جَاءَنِي رَجُلَانِ، فَجَلَسَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَأْسِي، وَالْآخَرُ عِنْدَ رِجْلَيَّ، فَقَالَ الَّذِي عِنْدَ رَأْسِي لِلَّذِي عِنْدَ رِجْلَيَّ، أَوِ الَّذِي عِنْدَ رِجْلَيَّ لِلَّذِي عِنْدَ رَأْسِي،: مَا وَجَعُ الرَّجُلِ؟ قَالَ: مَطْبُوبٌ، قَالَ: مَنْ طَبَّهُ؟ قَالَ: لَبِيدُ بْنُ الْأَعْصَمِ، قَالَ: فِي أَيِّ شَيْءٍ؟ قَالَ: فِي مُشْطٍ وَمُشَاطَةٍ، وَجُفِّ طَلْعَةِ ذَكَرٍ، قَالَ: وَأَيْنَ هُوَ؟ قَالَ: فِي بِئْرِ أَرْوَانَ (1) " قَالَتْ: فَأَتَاهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نَاسٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ: " يَا عَائِشَةُ لَكَأَنَّ (2) مَاءَهَا نُقَاعَةُ الْحِنَّاءِ، وَلَكَأَنَّ
__________
= برقمي: (25455) و (26341) .
وانظر حديث عمار بنِ ياسر السالف برقم (18322) .
قال السندي: قوله: فهلكت، أي: ضاعت.
قوله: فوجدوها: المشهور أنها وُجدت بعد أن رجعوا، فلعل المراد أنهم وجدوها آخِر الأمر.
(1) في (هـ) ذروان. قلنا: وهو الموافق للرواية (24348) وكلاهما صحيح، قال الحافظ في "الفتح" 10/229-230: الأصل بئر ذي أروان، ثم لكثرة الاستعمال سهلت الهمزة فصارت ذروان.
(2) في (م) : كان.(40/343)
نَخْلَهَا رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ " قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَهَلَّا أَحْرَقْتَهُ (1) ؟ قَالَ: " لَا، أَمَّا أَنَا فَقَدْ عَافَانِي اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَكَرِهْتُ أَنْ أُثِيرَ عَلَى النَّاسِ مِنْهُ شَرًّا "، قَالَتْ: فَأَمَرَ بِهَا فَدُفِنَتْ (2)
__________
(1) في هامش (ق) و (ظ2) و (هـ) أخرجته، نسخة، قلنا: وعليها شرح السندي، فقال: أي أظهرت السَّاحر بين الناس.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخيِن.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/30، ومسلم (2189) (43) ، وابن ماجه (3545) ، والطبري في "تفسيره" (1693) ، وابن حبان (6583) من طريق ابن نمير، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي (259) - ومن طريقه البخاري (5765) و (6063) - وإسحاق بن راهوية (737) ، والبخاري (3268) و (5763) و (6391) ، والنسائي في "الكبرى" (7615) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5934) ، وابن حبان (6584) ، والطبراني في "الأوسط" (5922) ، والبيهقي في "السنن" 8/135، وفي "الدلائل" 6/247، والبغوي في "شرح السنة" (3260) من طرق عن هشام، به. قال الحميدي في آخر الحديث: قال سفيان: وكان عبد الملك بن جريج حدثناه أولاً قبل أن نلقى هشاماً، فقال: حدثني بعض آل عروة، فلما قدم هشام حدثناه.
وعلَّقه البخاري في الرواية (3268) بقوله: وقال الليث: كتب إليَّ هشام أنه سمعه ووعاه عن عائشة. ووصله الحافظ في "التغليق" 3/512 من طريق أبي بكر بن أبي داود، عن عيسى بن حماد زغبة، عن الليث، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة فذكره.
وأخرجه عبد الرزاق (19764) ، والطبري (1694) من طريق ابن المسيب وعروة بن الزبير، مرسلاً.
وفي الباب عن زيد بن أرقم، سلف 4/367.
قال السندي: قوله: مطبوب، أي: مسحور.(40/344)
24301 - حَدَّثَنَا ابنُ نُمَيْرٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَدْعُو بِهَؤُلَاءِ الدَّعَوَاتِ: " اللهُمَّ فَإِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ النَّارِ وَعَذَابِ النَّارِ، وَفِتْنَةِ الْقَبْرِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ، وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْغِنَى، وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْفَقْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ، اللهُمَّ اغْسِلْ خَطَايَايَ بِمَاءِ الثَّلْجِ، وَالْبَرَدِ، وَنَقِّ قَلْبِي مِنَ الْخَطَايَا، كَمَا نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الْأَبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ، وَبَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ، كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ،
__________
= قوله: في مشط ومشاطة، المشط بضم ميم، وتسكين شين وبضمهما، وبكسر ميم مع سكون شين: معروف، والمشاطة بضم ميم: شعر ساقط عند التسريح.
قوله: وجف طَلعة ذكر، بضم جيم وتشديد فاء: وهو الغشاء الذي على طلع النخل، ويطلق النخل على الذكر والأنثى، ولذا قيده بالذكر.
قوله: نقاعة الحِنّاء، بضم نون، وخفة قاف أو تشديدها: ماء لونه أحمر كلون الماء الذي يُنقع فيه الحناء.
قوله: على الناس. قال الإمام النووي في "شرح مسلم" 14/78: خشي من إخراجه وإشاعته ضرراً على المسلمين من تذكير السِّحر أو تعلمه، وهو من باب ترك مصلحة لخوف مفسدة.
قلنا: والسحر الذي أُصيب به صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو من قبيل الأمراض التي تعرضُ للبدن دون أن تؤثِّرَ على شيءِ من العقل، ولا يعدو أن يكون نوعاً من أنواع العقد عن النساء وهو الذي يسمونه (رباطاً) فكان صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يخيَّلُ إليه أن عنده قدرة على إتيان إحدى نسائه، فإذا ما هم بحاجة، عجز عن ذلك، وهذا غير مخل بمقام النبوة، فقوله: حتى كان يخيل إليه أن يفعل الشيء وما يفعله. من العام المخصوص، ففي رواية ابن عيينه عند البخاري (5765) : وحتى كان يرى أنه
يأتي النساء ولا يأتيهن.(40/345)
اللهُمَّ فَإِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ، وَالْهَرَمِ، وَالْمَأْثَمِ، وَالْمَغْرَمِ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابنُ نمير: هو عبدُ الله، وهشام: هو ابن عُروة بن الزبير.
وأخرجه بتمامه ومختصراً ابن أبي شيبة 10/188 و189-190، ومسلم (589) كتاب الذكر والدعاء ص2078، وابن ماجه (3838) من طريق ابن نمير، بهذا الإسناد.
وأخرجه بتمامه ومختصراً كذلك عبدُ الرزاق (19631) ، وابن راهويه (789) و (791) و (792) ، وعَبْد بن حُميد (1492) ، والبخاري (6368) و (6376) و (6377) ، وتسلم (589) ص2078، وأبو داود (1543) ، والترمذي (3495) ، والنسائي في "المجتبى" 1/51 و176 و8/262 و266 وفي "الكبرى" (59) و (7902) و (7912) ، وأبو يعلى (4474) ، والطبراني في "الدعاء" (1345) و (1346) ، والحاكم في "المستدرك" 1/541، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (219) و (305) ، وفي "إثبات عذاب القبر" (180) من طرق عن هشام، به.
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وقال الحاكم: هذا صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه بهذه السياقة! ووافقه الذهبي! قلنا: بل أخرجاه بهذه السياقة، لكن بتقديم وتأخير بعض فقراته.
وأخرجه عبد الرزاق (3088) مختصراً عن مَعْمَر بن راشد، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن عائشة.
وسيرد بالأرقام (24578) و (24579) و (25648) و (25727) و (26075) و (26327) .
وانظر (25419) .
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: سمعتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "اللَّهمَّ إني أعوذُ بك من الكَسَلِ والهَرَم، والمَغْرَمِ والمأثم، وأعوذُ بِكَ من فتنة المسيح الدجال، وأعوذُ بك من عذابِ القبر، وأعوذُ بكَ من عذاب النار".
وسلف برقم (6734) .(40/346)
24302 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قِيلَ لَهَا: إِنَّ ابْنَ عُمَرَ يَرْفَعُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِنَّ الْمَيِّتَ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ الْحَيِّ "، قَالَتْ: وَهِلَ أَبُو
__________
= وعن أبي هريرة سمع رسوله الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقوله: "إذا فَرَغَ أحدُكم من التشهُّد الآخرِ، فليتعوَّذْ بالله من أربع: من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شر المسيح الدجال". وسلف برقم (7327) .
وعنه أن رسوله الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يقول: "اللهم إني أعوذ بك من الفقر والعلة ... " وسلف برقم (8053) .
وعن أنس بنحوه، سلف برقم (12113) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب، ونزيد:
عن عبد الله بن أبي أوفى أن رسوله الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يدعو، فيقول: "اللهم طهِّرني بالثلج والبَرَدِ والماء البارد، اللهم طهِّر قلبي من الخطايا كما طهّرت الثوب الأبيض من الدنس، وباعِدْ بين ذنوبي كما باعَدْتَ بين المشرق والمغرب ... " وسلف برقم (19118) و (19402) .
قال الحافظ في "الفتح" 2/319: وقد استُشكل دعاؤه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بما ذُكر مع أنه معصوم، مغفورٌ له ما تقدم وما تأخر، وأجيب بأجوبة أحدها: أنه قصد التعليم لأمته. ثانيها: أن المراد السؤال منه لأمته، فيكون المعنى هنا: أعوذ بك لأمتي. ثالثها: سلوك طريق التواضع، وإظهار العبودية، وإلزام خوف الله وإعظامه والافتقار إليه، وامتثال أمره في الرغبة إليه، ولا يمتنع تكرار الطلب مع تحقق الإجابة، لأن ذلك يُحَصِّلُ الحسنات: ويَرْفَعُ الدرجات، وفيه تحريض لأمته على ملازمة ذلك، لأنه إذا كان مع تحقق المغفرة لا يترك التضرع، فمن لم يتحقق ذلك أحدكما بالملازمة. وأما الاستعاذة من فتنة الدجالة مع تحقُّقه أنه لا يدركه، فلا إشكالا فيه على الوجهين الأولَين، وقيل على الثالث: يحتمل أن يكون ذلك قبل تحقق عدم إدراكه، ويدل عليه قوله في الحديث الآخر عند مسلم: "إنْ يخرج وأنا فيكم فأنا حجِيْجه". الحديث. والله أعلم.(40/347)
عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنَّمَا قَالَ: " إِنَّ أَهْلَ الْمَيِّتِ يَبْكُونَ عَلَيْهِ، وَإِنَّهُ لَيُعَذَّبُ بِجُرْمِهِ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (3978) ، ومسلم (932) (26) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، عن هشام، بهذا الإسناد، وزاد مسلم في آخره: وذاك مثل قوله: إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قام على القليب يومَ بدر، وفيه قتلى بدر من المشركين، فقال لهم ما قال: "إنهم ليسمعون ما أقول" وقد وَهَلَ، إنما قال: "إنهم ليعلمون أنَّ ما كنت أقول لهم حقٌّ"، ثم قرأت: {إنك لا تُسْمِعُ الموتى} [النمل: 80] {وما أنتَ بِمُسْمِعِ من في القبور} [فاطر: 22] يقول: حين تبوَّءُوا مقاعدهم من النار.
وقد أخرج البخاري جزءاً من هذه الزيادة برقم (1371) من طريق سفيان، وهو ابن عيينه، عن هشام، به.
وأخرجه مسلم (931) ، وأبو يعلى (4499) ، والبيهقي في "السنن" 4/72 من طريق حماد بن زيد، عن هشام بن عروة، عن أبيه قال: ذُكر عند عائشة قول ابن عمر: الميت يعذَّب ببكاء أهله عليه، فقالت: رحم الله أبا عبد الرحمن، سمع شيئاً فلم يحفظه، إنما مرت على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جنازة يهودي، وهم يبكون عليه، فقال: وأنتم تبكون، وإنه ليعذَّب".
وأخرجه بنحوه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/294 من طريق ابن أبي الزناد، عن هشام، به. وفيه: إن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرَّ على قبر يهودي. وابن أبي الزناد- وهو عبد الرحمن- ضعيف.
وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (6679) عن معمر، عن الزهري، عن عائشة قالت: يرحم الله عمر وابن عمر، سمعا شيئاً لم يحفظاه، إنما مر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بهالك يبكي عليه أهله، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إن أهله يبكون عليه، وإنه ليعذب" والزهري لم يسمع من عائشة.
وأخرجه بنحو سابقه ابن طهمان في "مشيخته" (197) عن محمد بن=(40/348)
24303 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى فِي مَرَضِهِ وَهُوَ جَالِسٌ، فَصَلَّى وَخَلْفَهُ قَوْمٌ قِيَامًا، فَأَشَارَ إِلَيْهِمْ أَنْ اجْلِسُوا، فَلَمَّا قَضَى (1) صَلَاتَهُ قَالَ: " إِنَّمَا الْإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ، فَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وَإِذَا رَفَعَ فَارْفَعُوا، وَإِذَا صَلَّى جَالِسًا، فَصَلُّوا جُلُوسًا " (2)
24304 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ غَالِبٍ قَالَ: انْتَهَيْتُ إِلَى عَائِشَةَ أَنَا وَعَمَّارٌ وَالْأَشْتَرُ، فَقَالَ عَمَّارٌ: السَّلَامُ عَلَيْكِ يَا أُمَّتَاهُ، فَقَالَتْ: السَّلَامُ عَلَى مَنْ اتَّبَعَ الْهُدَى، حَتَّى أَعَادَهَا عَلَيْهَا مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، ثُمَّ قَالَ: أَمَا وَاللهِ إِنَّكِ لَأُمِّي وَإِنْ كَرِهْتِ، قَالَتْ: مَنْ هَذَا مَعَكَ؟ قَالَ: هَذَا الْأَشْتَرُ، قَالَتْ: أَنْتَ الَّذِي أَرَدْتَ أَنْ تَقْتُلَ ابْنَ أُخْتِي؟ قَالَ: نَعَمْ، قَدْ أَرَدْتُ ذَلِكَ وَأَرَادَهُ، قَالَتْ: أَمَا لَوْ فَعَلْتَ مَا أَفْلَحْتَ، أَمَّا أَنْتَ يَا عَمَّارُ،
__________
= إسحاق، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، به.
وسيأتي بالأرقام (24495) و (24636) و (25754) .
وقد سلف نحوه برقم (24115) .
(1) في (ظ8) : صلى.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله. وهشام: هو ابن عُروة.
وأخرجه مسلم (412) (83) ، وأبو عوانة 2/107، والبيهقي في "معرفة السنن" 3/5، من طريق ابن نمير، بهذا الإسناد. ولم يسق مسلم لفظه.
وسلف برقم (24250) .(40/349)
فَقَدْ سَمِعْتَ أَوْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مَنْ زَنَى بَعْدَمَا أُحْصِنَ، أَوْ كَفَرَ بَعْدَمَا أَسْلَمَ، أَوْ قَتَلَ نَفْسًا فَقُتِلَ بِهَا " (1)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد فيه عَمرو بن غالب تفرّد بالرواية عنه أبوإسحاق- وهو السَّبيعي- ونقل الحافظ في "التهذيب" عن أبي عَمرو الصدفي أن النسائي وثقه، وصحح له الترمذي حديثاً في فضائل عائشة. وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير يونس بن أبي إسحاق، فمن رجال
مسلم، وروى له البخاري في جزء القراءة، وهو صدوق. ابن نمير: هو عبد الله، وأبو إسحاق: هو عَمرو بن عبد الله السَّبيعي، واختُلف عليه فيه كما سيرد.
وأخرجه الطيالسي (1543) ، وابن أبي شيبة 9/414، وأبو يعلى (4676) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1809) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة عمرو بن غالب) من طريق أبي الأحوص سلاَّم بن سليم، عن أبي إسحاق، بنحوه.
ووقفه زهير عن أبي إسحاق:
فأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/91، وفي "الكبرى" (3481) من طريق زهير عن أبي إسحاق، عن عَمرو بن غالب قال: قالت عائشة: يا عمار، أما إنك تعلم أنه لا يحل دمُ امرىءٍ مسلم ... موقوفاً.
وأخرجه أبو داود (4353) ، والنسائي في "المجتبى" 7/101-102 و8/23، وفي "الكبرى" (3511) و (6945) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1800) و (1801) ، والطبراني في "الأوسط" (3772) ، والدارقطني في "السنن" 3/81، والحاكم في "المستدرك" 4/367، وأبو نُعيم في "الحلية" 9/15، والبيهقي في "السنن" 8/283 من طريق إبراهيم بن طَهْمَان، عن عبد العزيز بن رُفيع، عن عُبيد بن عُمير، عن عائشة أنّ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "لا يحل دمُ امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث خصال: زانٍ مُحصَن يُرجم، أو رجل=(40/350)
24305 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ يَعْنِي ابْنَ مِغْوَلٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ هَانِىءٍ قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنْ صَلَاةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ (1) : " لَمْ تَكُنْ صَلَاةٌ أَحْرَى أَنْ يُؤَخِّرَهَا إِذَا كَانَ عَلَى حَدِيثٍ مِنْ صَلَاةِ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ، وَمَا صَلَّاهَا قَطُّ، فَدَخَلَ عَلَيَّ إِلَّا صَلَّى بَعْدَهَا أَرْبَعًا، أَوْ سِتًّا، وَمَا رَأَيْتُهُ يَتَّقِي الْأَرْضَ (2) بِشَيْءٍ قَطُّ، إِلَّا أَنِّي أَذْكُرُ أَنَّ يَوْمَ
__________
قتل رجلاً متعمداً، فيُقتل، أو رجل يخرج من الإسلام يحاربُ الله ورسولهم، فيقتل، أو يصلب، أو يُنفَى من الأرض".
قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن عُبيد بن عُمير إلا عبد العزيز بن رُفيع، تفرَّد به إبراهيم بن طَهْمان.
قلنا: وإبراهيم بن طَهْمان؛ قال الحافظ في "التقريب": ثقة يغرب.
وقال الحاكم: صحيح الإسناد على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. قلنا: وتحرَّف عُبيد بن عُمير في مطبوعة إلى عبيد الله بن عمر.
وسيرد من طريق سفيان الثوري، عن أبي إسحاق السَّبيعي برقمي: (25477) و (25794) .
ومن طريق سفيان وإسرائيل برقم (25700) .
وسيرد من طريق إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة برقم (25475) مجموعاً إلى طريق مسروق عن ابن مسعود. وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
وحديث ابن مسعود سلف برقم (3621) ، وذكرنا أحاديث الباب هناك.
قال السندي: قوله: السلام على من اتبع الهدى، فيه تعريض له بأنه ممن اتَّبع الهوى، فلا يستحق الردَّ.
(1) في (م) : قال. وهو خطأ.
(2) في (ق) و (ظ2) و (م) : على الأرض، بزيادة على، وهي مقحمة على النص.(40/351)
مَطَرٍ أَلْقَيْنَا تَحْتَهُ بَتًّا، فَكَأَنِّي (1) أَنْظُرُ إِلَى خَرْقٍ فِيهِ يَنْبُعُ مِنْهُ الْمَاءُ " (2)
__________
(1) في (هـ) و (ق) و (ظ 2) : كأني.
(2) إسناده ضعيف لجهالة مقاتل بن بشير، وهو التجلي، فقد انفرد بالرواية عنه مالك بن مغول، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف. وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (1272) ، وأبو داود (1303) ، والنسائي في "الكبرى" (391) ، والبيهقي في "السنن" 2/477 من طرق عن مالك بن مغول، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 2/436 من طريق عمرو بن مرزوق، عن مالك بن مغول، عن مقاتل بن بشير، عن أبيه، عن شريح بن هانئ، به. فزاد في الإسناد، عن أبيه، وعمرو بن مرزوق وإن كان ثقة إلا أن له أوهاماً، وهذه منها.
وأخرجه عبد الرزاق مختصراً في "المصنف" (1555) عن ابن عُيينة، عن مالك بن مِغْول، عمن سمع ابن شريح بن هانئ يحدث عن عائشة، به.
قلنا: هكذا في نسخة عبد الرزاق، والظاهر أن الناسخ زاد لفظ "ابن" قبل شريح، مما جعل محققَه يتوهم أن شريحاً سقط من الإسناد، لأن الحديث حديثه، فزاد: عن أبيه بين حاصرتين، والإسناد على الصواب هو: عن ابن عيينه، عن مالك بن مِغْول، عمن سمع شريح بن هانئ يحدث عن عائشة،
فيكون ابن عيينه قد أبهم، اسم مقاتل بن يشير من الإسناد، ويتفق بذلك مع باقي الأسانيد، والله أعلم.
وفي تأخير صلاة العشاء سلف برقم (24059) .
وفي صلاته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على الخمرة، سيأتي (25163) .
وفي صلاته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد العشاء، أربعاً سلف من حديث ابن عباس (3169) .
قال السندي: قولها: أن يؤخرها، من التأخير والضمير للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.=(40/352)
24306 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ فَذَكَرَ مِثْلَهُ، قَالَ: بَتًّا يَعْنِي النِّطَعَ فَصَلَّى (1) عَلَيْهِ، فَلَقَدْ رَأَيْتُ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (2)
24307 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحٍ الْحَارِثِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ: هَلْ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَبْدُو؟ قَالَتْ: نَعَمْ، كَانَ يَبْدُو إِلَى هَذِهِ التِّلَاعِ، فَأَرَادَ الْبَدَاوَةَ مَرَّةً، فَأَرْسَلَ إِلَى نَعَمٍ مِنْ إِبِلِ الصَّدَقَةِ، فَأَعْطَانِي مِنْهَا نَاقَةً مُحَرَّمَةً، (3) ثُمَّ قَالَ (4) : " يَا عَائِشَةُ عَلَيْكِ بِتَقْوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَالرِّفْقِ، فَإِنَّ الرِّفْقَ لَمْ يَكُ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا زَانَهُ، وَلَمْ يُنْزَعْ مِنْ شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا شَانَهُ " (5)
__________
= قولها: على حديث. أي مشتغلاً بكلام.
قولها: يتقي الأرض، إي: يحترز عن الجلوس عليها بلا واسطة.
قولها: بتاً، بتشديد التاء، كساء غليظ مربع.
(1) في (ظ8) : وصلى.
(2) إسناده ضعيف، وهو مكرر سابقه إلا أن شيخ أحمد هنا هو عثمان بن عمر، وهو ابن فارس العبدي.
(3) في (م) محزمة- بالزاي- وهو خطأ.
(4) في (م) : قال لي.
(5) حديث صحيح، شريك- هو ابن عبد الله النخعي- وإن كان سيئ الحفظ- قد توبع. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه مطولاً ابنُ أبي شيبة 8/510- 511 و2/335، وإسحاق بن راهوية (1584) و (1585) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (580) ، وأبو داود (2478) و (4808) ، وأبن حبان (550) من طرق عن شريك، بهذا الإسناد.=(40/353)
24308 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: أَخْبَرَتْنِي عَمْرَةُ قَالَتْ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ كَسْرَ عَظْمِ الْمُؤْمِنِ مَيْتًا، مِثْلُ كَسْرِهِ حَيًّا " (1)
__________
= وأخرجه بنحوه البزار في "الزوائد" (1966) من طريق رقبة بن مصقلة، عن المقدام بن شريح، به.
وسيأتي بالأرقام (24808) وفيه: أنه أعطاها بعيراً آدماً صعباً، و (24938) و (25386) و (25709) و (25863) .
وانظر (24095) .
قالت السندي: قوله: يبدو، أي: يخرج إلى البادية.
قولها: التلاع، بكسر التاء، أي: مسايل الماء من علو إلى سفل.
قوله: البداوة، بفتح الباء وكسرها، أي: الخروج إلى البادية.
وقال الخطابي في "معالم السنن" 2/234: والناقة المحرَّمة: هي التي لم تُركب، ولم تذلَّل، فهي غير وطيئة، ويقال: أعرابيٌّ محرَّم: إذا كان جلفاً، لم يخالط أهل الحَضَر.
(1) رجاله ثقات رجال الشيخين، غير سعد بن سعيد، وهو أخو يحيى بن سعيد الأنصاري، فمن رجال مسلم، وثقه ابنُ سعد، وقال ابن عديّ: له أحاديث صالحة تقرب من الاستقامة، لا أرى بحديثه بأساً بمقدار ما يرويه، قلنا: لكن ضعفه أحمد، والنسائي وابن معين في رواية، وقال الترمذي: تكلم
بعض أهل العلم من قبل حفظه، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: وكان يخطئ. قلنا: وقد روى الحديث مرفوعاً، وخالف مالكاً في رفعه، ولا يشدُّ من رفعه والحالة هذه أن يتابعه في رفعه بعض من فيه كلام، كما سيرد.
وأخرجه إسحاق بن راهوية (1006) من طريق ابن المبارك، وأبو داود (3207) ، وابن ماجه (1616) ، وابن عدي 3/1189، وابن حزم 11/40 من طريق عبد العزيز الدراوردي، وابن الجارود (551) من طريق محاضر بن=(40/354)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= المورع، والدارقطني في "السنن" 3/188 من طريق أبي بكر بن محمد، وقرن به ابن جريج وداودَ بن قيس، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/186 من طريق علي بن صالح المكي، وابن عبد البر في "التمهيد" 13/143 من طريق أبي أسامة، ثمانيتهم عن سعد بن سعيد، بهذا الإسناد- قال ابن عدي: هذا مدارُه على سعد بن سعيد، عن عمرة، عن عائشة.
قلنا: يعني وهو سيئ الحفظ. كما تقدم، وقد رفعه وتابعه في رفعه:
محمد بنُ عمارة، كما عند الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1273) ، وتمّام في "فوائده" (507) ، وقد روى عنه جمع، ووثقه ابن معين، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: صالح، وليس بذاك القوي.
وسعيد بن عبد الرحمن الجَحْشي عند عبد الرزاق (6258) ، ولم يذكر المزي في الرواة عنه سوى معمر بن راشد، وقالوا النسائي: ليس فيه بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات".
وحارثة بن محمد ابن أبي الرجال، وهو ضعيف كما عند عبد الرزاق (6257) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1276) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 13/119-120، أخرجوه من طريق سفيان الثوري، عن حارثة، عن عمرة، به.
ولسفيان الثوري فيه طريق آخر، لكنه يرجع إلى سعد بن سعيد، فقد أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1275) ، والدارقطني في "العلل" 5/ورقة 100 من طريق سفيان، عن سعد بن سعيد، به مرفوعاً.
ثم إنه قد اختلف فيه على سفيان الثوري:
فقد رواه أبو أحمد الزبيري، كما عند ابن حبان (3167) ، والدارقطني في "العلل" 5/ورقة 100، والبيهقي في "السنن" 4/58، عن سفيان، عن يحيى ابن سعيد، عن عمرة، به.
ورواه عبد الرزاق، كما عند الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 100، وأبو إسحاق الفزاري كما عند أبي نعيم في "الحلية" 7/95، من طريق أبي صالح=(40/355)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
الفراء، عنه، كلاهما (عبد الرزاق وأبو إسحاق الفزاري) عن سفيان، عن أبي الرجال، عن عمرة، به. قال أبو نعيم: غريب من حديث الثوري، تفرّد به الفرَّاء عن الفزاري.
ورواه قبيصة -كما عند الدارقطني في "العلل"- عن سفيان، عن حارثة، عمن حدثه عن عائشة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ورواه علي بن مجاهد- كما عند الخطيب في "تاريخ بغداد" 12/106- عن محمد بن إسحاق، عن أبي الرجال، عن أمه، عن عائشة، مرفوعاً وعلي ابن مجاهد قال فيه ابن معين: كان يضع الحديث، وكان يضع للكلام إسناداً، وقال يحيى بن الضريس: كذاب، وقال أيضاً لم يسمع من ابن إسحاق، وقال الحافظ في "التقريب": متروك.
واختلف على سعد بن سعيد فيه:
فقد رواه يعلى بن عبيد- فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 100 - عن يحيى بن سعيد، عن أخيه سعد بن سعيد، عن عمرة قالت: كان يقال ... لم يذكر عائشة ولا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قال الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 100: الصحيح عن سعد بن سعيد، وعن حارثة- وليس بالقوي- عن عمرة، عن عائشة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وعن يحيى ابن سعيد موقوفاً، ويقال: إن يحيى بن سعيد أخذه عن أخيه سعد بن سعيد، بيَّن ذلك يعلى بن عبيد في روايته.
وأخرجه الدارقطني في "السنن" 3/188-189، وابن عبد البر في "التمهيد" 13/144 من طريق أبي حذيفة، عن زهير بن محمد، عن إسماعيل بن أبي حكيم، عن القاسم بن محمد، عن عائشة، به مرفوعاً. وأبو حذيفة -وهو موسى بن مسعود النهدي البصري- سيّىء الحفظ، ولعله هو الذي رفضه، لأن الصحيح عن القاسم بن محمد وقفه على عائشة، فيما ذكر البخاري في "التاريخ الكبير" 1/150.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/238 أنه بلغه أن عائشة زوج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ(40/356)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= كانت تقول: كَسْرُ عَظْمِ المسلم مَيتاً، ككسره وهو حي. تعني في الإثم.
وذكر ابن عبد البر في "التمهيد" 13/143 أن أكثر رواة الموطأ يقولون فيه كذلك (يعني بلاغاً) ، وبعضهم يرويه عن مالك، عن أبي الرجال. عن عمرة، عن عائشة موقوفاَّ.
وذكر البخاري في "التاريخ الكبير" 1/150 أن عروة قد وقفه على عائشة أيضاً، وبالجملة فقد ذكر أن الذين وقفوه أكثر من الذين رفعوه، فقال: وغير مرفوع أكثر.
قلنا: ومع ذلك فقد حسَّنه ابنُ القطان، فيما ذكر الحافظ في "التلخيص الحبير"3/54.
وقال النووي في "المجموع" 5/267: رواه أبو داود بإسناد صحيح إلا رجلاً واحداً، وهو سعد بن سعيد الأنصاري أخو يحيى بن سعيد الأنصاري، فضعَّفه أحمد، ووثَّقه الأكثرون! وروى له مسلم في "صحيحه"، وهو كاف في الاحتجاج به! ولم يضعفه أبو داود.
قلنا: لكن لا يضر وقفه، فهو مما لا يُدرك بالرأي، وقد أخذ به عامَّة الفقهاء، وذكروا أن عظم الميت- وإن كان لا حياةَ فيه- له حرمة، وكاسرُه في انتهاك حرمته ككاسر عظم الحي في انتهاك حرمته، فيما ذكر الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"، لكن لا يجب فيه قصاص ولا دية. وقد ورد في بعض الروايات ما يبين ذلك، ففيها زيادة من بعض الرواة هي: يعني في الإثم.
وقال النووي: وجه الدلالة من هذا الحديث أن كسر العظم وشق الجوف في الحياة لا يجوز لاستخراج جوهرة وغيرها، فكذا بعد الموت.
وقد ترجم أبو داود للحديث بقوله: باب في الحفَّار يجد العظم هل يتنكب ذلك المكان. وترجم له ابن ماجه بقوله: باب في النهي عن كسر عظام الميت. وترجم له ابن حبان بقوله: ذكر الأخبار عما يستحب للمرء من تحفّظ أذى الموتى، ولا سيما في أجسادهم.
وسيرد بالأرقام (24686) و (24739) و (25356) و (25645) و (26275) .=(40/357)
24309 - حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " إِنْ كَانَ لَيَنْزِلُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْغَدَاةِ الْبَارِدَةِ، ثُمَّ تَفِيضُ جَبْهَتُهُ عَرَقًا " (1)
24310 - حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ،
__________
= وفي الباب عن أم سلمة عند ابن ماجه (1617) ، وفي إسناده عبد الله بن زياد، مجهول.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة، وهشام: هو ابنُ عروة.
وأخرجه مسلم (2333) (86) و (87) من طريق أبي أسامة حمَّاد بن أسامة، بهذا الإسناد.
وسيكرر برقم (25657) .
وسيرد من طريق عبد الرحمن بن أبي الزِّناد، ومحمد بن بشر ومعمر ومالك عن هشام بن عروة على التوالي بالأرقام: (24868) و (25252) و (25303) و (26198) .
ومن طريق عامر بن صالح، عن هشام، عن عروة، عن عائشة، عن الحارث بن هشام برقمي: (25253) و (26200) .
وفي باب شدة نزولِ الوحي عليه، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عن عمر سلف برقم (223) ، وفيه أنه كان يسمعُ عند وجهِ رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَوِيّ كدوي النحل عندما ينزل عليه الوحي.
وعن ابن عمرو سلف برقم (7071) .
وعن عُبادةَ بن الصَّامت سلف بالأرقام (22766) و (22778) و (22798) ،
ولفظُه: كان إذا نَزَلَ عليه الوحيُ، كَرَبَ له وتَرَبَّد وجهُه ...
قال السندي: قولهما: ليًنزِلُ، أي: الوحي.
قولها: تَفيض: تَسيلُ من ثِقَلِ القول، قال تعالى: {إنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً} [المزمل: 5] .(40/358)
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " مَا غِرْتُ عَلَى امْرَأَةٍ مَا غِرْتُ عَلَى خَدِيجَةَ، وَلَقَدْ هَلَكَتْ قَبْلَ أَنْ يَتَزَوَّجَنِي بِثَلَاثِ سِنِينَ، لِمَا كُنْتُ أَسْمَعُهُ يَذْكُرُهَا، وَلَقَدْ أَمَرَهُ رَبُّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُبَشِّرَهَا بِبَيْتٍ مِنْ قَصَبٍ فِي الْجَنَّةِ، وَإِنْ كَانَ لَيَذْبَحُ الشَّاةَ، ثُمَّ يُهْدِي فِي خُلَّتِهَا مِنْهَا " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة.
وهو في "فضائل الصحابة" لأحمد (1589) .
وأخرجه البخاري (6004) و (7484) ، ومسلم (2435) (74) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن راهويه (720) و (854) ، والبخاري (3816) و (3817) و (3818) و (5229) ، ومسلم (2434) و (2435) ، والتر مذي (2017) و (3875) و (3876) ، والنسائي في "الكبرى" (8361) و (8362) و (8363) و (8913) ، وابن ماجه (1997) ، وابن حبان (7006) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (15) و (16) و (17) و (19) ، والحاكم في "المستدرك" 3/186، والبيهقي في "السنن" 7/307، وابن عبد البر في "الاستيعاب" (في ترجمة خديجة) ، والبغوي في "شرح السنة" (3956) ، وابن الأثير في "أُسد الغابة" (في ترجمة خديجة) من طرق عن هشام بن عروة، به.
قال الترمذي عقب (2017) و (3875) : هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ صحيح.
وقال البغوي: هذا حديث متفق على صحته.
قلنا: ولفظ رواية الترمذي (3876) ، والنسائي (8362) ، والحاكم، وإحدى روايتي ابن الأثير من طريق الفضل بن موسى: ما حَسَدْتُ أحداً ما حَسَدْتُ خديجة ... قال الترمذي: هذا حديثٌ حسن، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. قلنا: والفضل بن موسى ثقة ثبت، لكن ربما أَغرب، فيما ذكر الحافظ في "التقريب".
وأخرجه مختصراً مسلم (2435) (76) عن عبد بن حميد، والحاكم 3/186 من طريق أحمد بن حنبل، كلاهما عن عبد الرزاق، عن معمر، عن=(40/359)
24311 - حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، " دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْفَتْحِ (1) مِنْ كَدَاءٍ، مِنْ أَعَلَى مَكَّةَ، وَدَخَلَ فِي الْعُمْرَةِ مِنْ كُدًى " (2)
__________
= الزهري، عن عروة، عن عائشة، قالت: ما غِرْتُ للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على امرأة من
نسائه ما غِرْت على خديجة، لكثرة ذكره إياها، وما رأيتُها قطّ. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه!
وسيكرر برقم (25658) .
وسيرد من طريق عامر بن صالح عن هشام مفرقاً بالأرقام (26379) و (26381) و (26387) .
وانظر (24864) و (25171) .
وفي باب قولها: أمره ربُّه أن يُبَشِّرها ببيت من قَصَب: عن أبي هريرة سلف برقم (7156) ، وذكرنا تتمة أحاديث الباب هناك.
قال السندي: قولها: من قَصَب، بفتحتين، أي: دُرٍّ مجوف.
قولها: يُهدي، من الإهداء.
في خُلَّتها، بضم، فتشديد، أي: في أهل محبتها.
منها، آي: لأجلها، أو من الشاة.
(1) في (ظ 8) : عام الفتح.
(2) إسناده صحيح ادعى شرط الشيخين. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة.
وأحرجه البخاري (4291) ، ومسلم (1258) (225) ، وأبو داود (1868) ، وأبو يعلى (4959) ، وابن خزيمة (960) ، والبيهقي في "السنن" 5/71 من طرق عن أبي أسامة حمَّاد بن أسامة، بهذا الإسناد، وليس في رواية "الصحيحين" وابن خزيمة: ودخل في العمرة من كُدىً.
وزاد مسلم وابن خزيمة والبيهقي: وقال هشام: كان أبي يدخل منهما كليهما، وكان أبي أكثرَ ما يدخل من كَدَاء.
وأخرجه البخاري (1578) عن محمود بن غَيْلان، عن أبي أسامة، به،=(40/360)
24312 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ،
__________
= بلفظ: إن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دخلَ عامَ الفتح من كَدَاء، وخرج من كبدء من أعلى
مكة.
قال الحافظ في "الفتح" 3/437: كذا رواه أبو أسامة، فقلبه، والصوابُ ما رواه عمرو وحاتم عن هشام: دخل من كَدَاء، من أعلى مكة. ثم ظهر أنَّ الوهم فيه ممن دونَ أبي أسامة، فقد رواه أحمد عن أبي أسامة على الصواب.
وأخرجه البخاري (1579) من طريق عمرو- وهو ابن الحارث المصري- و (4290) من طريق حفص بن ميسرة، كلاهما عن هشام، به. ليس فيهما: ودخل في العمرة من كُدىً. وزاد عمرو: قال هشام: وكان عروة يدخل على كلتيهما: من كَدَاءَ وكُدىً، وأكثرُ ما يدخل من كَدَاء، وكانت أقربهما إلى منزله.
وأخرجه البخاري أيضاً (1580) من طريق حاتم- وهو ابن إسماعيل- و (1581) من طريق وهيب- وهو ابن خالد- كلاهما عن هشام، عن أبيه قال: دخل النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فذكراه بمثل رواية عمرو السابقة، ولم يذكرا في إسناده عائشة.
قال الحافظ في "الفتح" 3/438: اختُلف على هشام بن عروة في وصل الحديث وإرساله، وأوردَ البخاري الوجهين مشيراً إلى أن رواية الإرسال لا تقدح في رواية الوصل، لأن الذي وصله حافظٌ، وهو ابن عُيينة، وقد تابعه ثقتان، ولعلَّه إنما أورد الطريقين المرسلين ليستظهر بهما على وهم أبي أسامة الذي أشرت إليه أولاً.
قلنا: رواية ابن عيينه التي أشار إليها الحافظ سلفت برقم (24121) .
وسيكرر هذا الحديث بإسناده ومتنه برقم (25656) .
قال السندي: قوله: من كَدَاء: بفتحتين، ممدود.
من كُدىً: بضم ففتحت، مقصور.
قال ابن المواز: كداء التي دخل منها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هي العقبة الصغرى التي بأعلى مكة وهي التي تهبط منها إلى الأبطح، والمقبرة منها على يسارك، وكدى التي خرج منها هي العقبة الوسطى التي بأسفل مكة.(40/361)
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: فَزِعْتُ ذَاتَ لَيْلَةٍ، وَفَقَدْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَدَدْتُ يَدِي، فَوَقَعَتْ عَلَى قَدَمَيْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُمَا مُنْتَصِبَانِ وَهُوَ سَاجِدٌ، وَهُوَ يَقُولُ: " أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَأَعُوذُ بِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ، لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ " (1)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على عبيد الله: وهو ابن عمر العمري، فرواه ابن نمير- كما في هذه الرواية- عنه، عن محمد بن يحيى، عن عبد الرحمن الأعرج، عن عائشة.
ورواه حماد بن أسامة- كما سيأتي (25655) - وعبدة بن سليمان- كما سيأتي في تخريج الرواية المذكورة- كلاهما عن عبيد الله بن عمر العمري، عن محمد بن يحيى، عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة، عن عائشة، به.
فزادا في الإسناد أبا هريرة، وهو الصواب. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
ابن نمير: هو عبد الله.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (3690) من طريق جنادة بن سَلْم، عن عبيد الله بن عمر، عن موسى بن عقبة، عن نافع بن جبير، عن عائشة. وجنادة بن سلم ضعيف، قال أبو حاتم: عمد إلى أحاديث موسى بن عقبة فحدث بها عن عبيد الله بن عمر.
وأخرجه ابن خزيمة (654) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (111) ، وفي "شرح معاني الآثار" 1/34، وابن حبان (1933) ، والطبراني في "الأوسط" (199) ، والحاكم 1/288، والبيهقي في "السنن" 2/116، وابن عبد البر في "التمهيد" 23/348-349 من طريق عروة بن الزبير، عن
عائشة، به، وفيه زيادة، لفظُها عند ابن حبان: فلما انصرف قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يا عائشة، أحَرَّ بك شيطانك"؟ فقلت: مالي من شيطان. فقال: "ما من آدمي إلا له شيطان" فقلت: وأنت يا رسول الله؟ قال: "وأنا، ولكني دعوت الله عليه=(40/362)
24313 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَمَّا جَاءَ نَعْيُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَزَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ وَعَبْدِ اللهِ بْنِ رَوَاحَةَ جَلَسَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْرَفُ فِي وَجْهِهِ الْحُزْنُ، قَالَتْ عَائِشَةُ: وَأَنَا أَطَّلِعُ مِنْ شَقِّ الْبَابِ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ نِسَاءَ جَعْفَرٍ، فَذَكَرَ مِنْ بُكَائِهِنَّ، فَأَمَرَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَنْهَاهُنَّ، فَذَهَبَ الرَّجُلُ، ثُمَّ جَاءَ، فَقَالَ: قَدْ نَهَيْتُهُنَّ، وَإِنَّهُنَّ لَمْ يُطِعْنَهُ حَتَّى كَانَ فِي الثَّالِثَةِ، فَزَعَمْتُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " احْثُوا (1) فِي أَفْوَاهِهِنَّ (2) التُّرَابَ " فَقَالَتْ عَائِشَةُ: قُلْتُ: أَرْغَمَ اللهُ بِأَنْفِكَ، وَاللهِ مَا أَنْتَ بِفَاعِلٍ مَا قَالَ لَكَ،
__________
= فأسلم". وكحي زيادة صحيحة، سيأتي نحوها برقم (24845) .
وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/214، ومن طريقه الترمذي (3493) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/234، والبغوي في "شرح السنة" (1366) ، وأخرجه الترمذي كذلك عقب الرواية (3493) من طريق الليث، وأخرجه النسائي في "المجتبى" 2/222، من طريق جرير، ثلاثتهم عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن محمد بن إبراهيم التيمي. عن عائشة. ومحمد بن إبراهيم لم يسمع من عائشة.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/234 من طريق الفرج بن فضالة.
عن يحيى بن سعيد، عن عمرة، عن عائشة، به. والفرج به فضالة وضعيف.
وقد ثبت أن رسولنا الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يدعو بهذا الدعاء في آخر وتره، كما سلف من حديث علي برقم (751) .
(1) كذا في النسخ الخطية، وجاء في هامشه (ظ8) : صوابه: احثُ. قلنا: وهو الموافق لمصادر الحديث.
(2) في (ظ2) و (ق) و (م) . "وجوههنَ".(40/363)
وَلَا تَرَكْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1)
24314 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ بِنْتُ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُبَاشِرُ وَهُوَ صَائِمٌ، ثُمَّ يَجْعَلُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا ثَوْبًا، يَعْنِي الْفَرْجَ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابنُ نمير: هو عبد الله، ويحيى: هو ابنُ سعيد الأنصاري، وعمرة: هي بنت عبد الرحمن الأنصارية.
وأخرجه مسلم (935) ، وابن حبان (3155) من طريق ابن نمير، بهذا الإسناد، ولفظ الفقرة الأخيرة منه عند مسلم: قالت عائشة: فقلت: أرغم اللهُ أنفك والله ما تفعلُ ما أمرك رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وما تركت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من العناء.
وأخرجه البخاري (1299) و (1305) و (4263) ، ومسلم (935) ، وأبو داود (3122) ، والنسائي في "المجتبى" 4/14-15، وفي "الكبرى" (1974) ، وابن حبان (3147) ، والبيهقي في "السنن" 4/59 من طرق عن يحيى بن سعيد، به.
وسيأتي نحوه برقم (26363) .
قال السندي: قولها: نَعْي جعفر، بفتح فسكون، وجاء بفتح فكسر فتشديد، على وزن فعال، بمعنى خبر الموت.
قولها: من شَقِّ الباب، بفتح فتشديد، أي: الموضع المشقوق منه، وهو الموضع الذي يُنظر منه.
قال الحافظ في "الفتح" 13/168: قولها: أرغم الله أنفك: بالراء والمعجمة، أي: ألصقه بالرغام بفتح الراء والمعجمة، وهو التراب، إهانة وإذلالاً، ودعت عليه من جنس ما أمر أن يفعله بالنسوة، لفهمها من قرائن الحال أنه أحرجَ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بكثرة تَردُّدِه إليه في ذلك.
(2) حديث صحيح. طلحة بن يحيى- وهو ابنُ طلحة بن عبيد الله، وإن=(40/364)
24315 - حَدَّثَنَا يَعْلَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا نُبَيْهٍ قَالَ:
__________
= كان فيه كلام يحطُّه عن رتبة الصحيح- متابع كما في الرواية (24130) ، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. ابنُ نمير: هو عبد الله، وعائشة بنتُ طلحة: هي بنت طلحة بن عبيد الله، وهي عمة طلحة بن يحيى، وعائشة خالتُها.
وأخرج مالك في "الموطأ" 1/292 عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله، أن عائشة بنت طلحة أخبرت أنها كانت عند عائشة زوج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فدخل عليها زوجها هنالك، وهو عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، وهو صائم، فقالت له عائشة: ما يمنعك أن تدنو من أهلك فتقبِّلَها وتلاعبها؟ فقال: أقبِّلها وأنا صائم؟ قالت: نعم. وإسناده صحيح.
قال ابن عبد البر في "التمهيد" 24/266: وفتوى عائشة بجواز القبلة للصائم دليلٌ على أن ذلك مباح لكل من أمن على نفسه إفساد صومه.
وذكر الحافظ في "الفتح" 4/150 أن فتوى عائشة هذه تدل على أنها لا ترى تحريمها، ولا كونها من الخصائص.
قال اللكنوي في "التعليق الممجد" 2/190: ولا يعارض هذا ما للنسائي عن الأسود: قلت لعائشة: أيُباشر الصائم؟ قالت: لا. قلت: أليس كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُباشر وهو صائم؟ قالت: كان أملَككم لأَرَبه، لأن جوابها للأسود بالمنع محمولٌ على مَنْ تحرَّكت شهوته، لأن فيه تعريضاً لإفساد العبادة كما أشعر به قولها: وكان أملَككم لأَرَبه. فحاصلُ ما أشارت إليه إباحةُ القبلة، والمباشرةِ بغير جماع لمن ملك أَرَبه، دون مَنْ لا يملكه، أو يُحمل النهي على التنزيه، فقد رواه أبو يوسف القاضي بلفظ: سُئلت عائشة عن المباشرة للصائم، فكَرِهَتْها. فلا يُنافي الإباحة المستفادة من حديث الباب.
وسلف برقمي: (24110) مختصرأَ و (24130) مطولاً.(40/365)
سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا تَحْتَ الْكَعْبِ مِنَ الْإِزَارِ فِي النَّارِ " (1)
24316 - حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحِبُّ الْحَلْوَى، وَيُحِبُّ الْعَسَلَ، وَكَانَ (2) إِذَا صَلَّى الْعَصْرَ دَارَ عَلَى نِسَائِهِ فَيَدْنُو مِنْهُنَّ، فَدَخَلَ عَلَى حَفْصَةَ، فَاحْتَبَسَ عِنْدَهَا أَكْثَرَ مِمَّا كَانَ يَحْتَبِسُ، فَسَأَلْتُ عَنْ ذَلِكَ؟، فَقِيلَ لِي: أَهْدَتْ لَهَا امْرَأَةٌ مِنْ قَوْمِهَا عُكَّةَ عَسَلٍ، فَسَقَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُ، فَقُلْتُ: أَمَا وَاللهِ لَنَحْتَالَنَّ لَهُ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِسَوْدَةَ، وَقُلْتُ: إِذَا دَخَلَ عَلَيْكِ، فَإِنَّهُ سَيَدْنُو مِنْكِ،
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي نبيه: وهو أخو محمد ابن إبراهيم التيمي. ترجم له الحافظ في "التعجيل"، ولم يذكر في الرواة عنه سوى محمد بن إسحاق، ولم يؤثر توفيقه عن غير ابن حبان.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/391، وإسحاق بن راهوية (1759) من طريق يعلى بن عبيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "تاريخه" 9/77 (الكنى) من طريق عبدة، عن ابن إسحاق، به.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 5/123 وقال: رواه أحمد، ورجاله ثقات، وقد صرج ابن إسحاق بالسماع.
وله شاهد من حديث أبي هريرة، سلف برقم (9319) بإسناد صحيح، وذكرنا أحاديث الباب في الرواية (7467) .
وسيرد برقمي: (26173) و (26204) .
قال السندي: قوله: "في النار"، أي: موضعه في النار.
(2) في (ظ 8) وهامش (هـ) : فكان.(40/366)
فَقُولِي لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَكَلْتَ مَغَافِرَ؟ فَإِنَّهُ سَيَقُولُ لَكِ: لَا، فَقُولِي لَهُ: مَا هَذِهِ الرِّيحُ؟، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَشْتَدُّ عَلَيْهِ أَنْ يُوجَدَ مِنْهُ رِيحٌ، فَإِنَّهُ سَيَقُولُ لَكِ: سَقَتْنِي حَفْصَةُ شَرْبَةَ عَسَلٍ، فَقُولِي لَهُ: جَرَسَتْ نَحْلُهُ الْعُرْفُطَ، وَسَأَقُولُ لَهُ: ذَلِكَ، وَقُولِي (1) لَهُ: أَنْتِ يَا صَفِيَّةُ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَى سَوْدَةَ، قَالَتْ سَوْدَةُ: وَالَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَقَدْ كِدْتُ أَنْ أُبَادِئَهُ (2) بِالَّذِي قُلْتِ لِي، وَإِنَّهُ لَعَلَى الْبَابِ فَرَقًا مِنْكِ، فَلَمَّا دَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَكَلْتَ مَغَافِرَ؟ قَالَ: " لَا "، قُلْتُ: فَمَا هَذِهِ الرِّيحُ؟ قَالَ: " سَقَتْنِي حَفْصَةُ شَرْبَةَ عَسَلٍ "، قَالَتْ (3) : جَرَسَتْ نَحْلُهُ الْعُرْفُطَ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيَّ، قُلْتُ لَهُ: مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ دَخَلَ عَلَى صَفِيَّةَ فَقَالَتْ لَهُ: مِثْلَ ذَلِكَ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَى حَفْصَةَ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَا أَسْقِيكَ مِنْهُ؟ قَالَ: " لَا حَاجَةَ لِي بِهِ "، قَالَتْ: تَقُولُ سَوْدَةُ: سُبْحَانَ اللهِ، وَاللهِ لَقَدْ حَرَمْنَاهُ قُلْتُ (4) لَهَا: اسْكُتِي (5)
__________
(1) في (م) : فقولي.
(2) في (ظ8) : أناديه.
(3) في (م) وهامش (هـ) : قلت.
(4) في (ق) : فقلت.
(5) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة القرشي.
وأخرجه بتمامه ومختصراً ابن أبي شيبة 8/224، وإسحاق بن راهوية (831) ، وعمد بن حميد في "المنتخب" (1489) ، والبخاري (5431) =(40/367)
24317 - حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَمَّا ذُكِرَ مِنْ شَأْنِي الَّذِي ذُكِرَ، وَمَا عَلِمْتُ بِهِ، قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيَّ خَطِيبًا، وَمَا عَلِمْتُ بِهِ، فَتَشَهَّدَ، فَحَمِدَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ قَالَ: " أَمَّا بَعْدُ،
__________
= و (5599) و (5614) و (5682) و (6972) ، ومسلم (1474) (21) ، وأبو داود (3715) ، والترمذي في "جامعه" (1831) ، وفي "الشمائل" (164) ، والنسائي في "الكبرى" (7562) ، وابن ماجه (3323) ، وأبو يعلى (4741) و (4896) و (4957) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" ص203، والبيهقي في "الشعب" (5929) ، والخطيب في "تاريخه" 7/432، والبغوي في "شرح السنة" (2865) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، بهذا الإسناد.
وأخرجه بتمامه ومختصراً البخاري (5216) و (5268) ، ومسلم (1474) ، والدارمي (2075) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" ص203، وتمّام في "فوائده" (977) ، والبيهقي في "السنن" 7/354، والبغوي في "شرح السنة" (2866) من طرق عن هشام، به.
وانظر (24100) ، (25852) .
قال السندي: قولها: لنحتالن له: حتىَ لا يقعد عندها أكثر مما يجلس عند غيرها.
قولها: مغافر، جمع مغفور بالضم، وهو صَمْغٌ حلوٌ له رائحة كريهة.
قولها: جرست، أي: أكلت.
قولها: العرفط، بضم عين مهملة وسكون راء وضم فاء: شجر له صمغ كريه الرائحة، فإذا أكلته النحلة حصل في عسلها من ريحه.
قولها: فرقاً، بفتحتين، أي: خوفاً منك يا عائشة.
قولها: حرمناه، بالتخفيف، أي: جعلناه محروماً من العسل، وهو يحبه.(40/368)
أَشِيرُوا عَلَيَّ فِي نَاسٍ (1) أَبَنُوا أَهْلِي، وَايْمُ اللهِ مَا عَلِمْتُ عَلَى أَهْلِي سُوءًا قَطُّ، وَأَبَنُوهُمْ بِمَنْ، وَاللهِ مَا عَلِمْتُ عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ قَطُّ، وَلَا دَخَلَ بَيْتِي قَطُّ، إِلَّا وَأَنَا حَاضِرٌ، وَلَا غِبْتُ فِي سَفَرٍ إِلَّا غَابَ مَعِي؟ " فَقَامَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ فَقَالَ: نَرَى يَا رَسُولَ اللهِ، أَنْ تَضْرِبَ أَعْنَاقَهُمْ، فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ بلْخَزْرَج، (2) وَكَانَتْ أُمُّ حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ مِنْ رَهْطِ ذَلِكَ الرَّجُلِ، فَقَالَ: كَذَبْتَ، أَمَا وَاللهِ لَوْ (3) كَانُوا مِنَ الْأَوْسِ مَا أَحْبَبْتَ أَنْ تَضْرِبَ أَعْنَاقَهُمْ، حَتَّى كَادُوا أَنْ يَكُونَ بَيْنَ الْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ فِي الْمَسْجِدِ شَرٌّ، وَمَا عَلِمْتُ بِهِ، فَلَمَّا كَانَ مَسَاءُ ذَلِكَ الْيَوْمِ، خَرَجْتُ لِبَعْضِ حَاجَتِي، وَمَعِي أُمُّ مِسْطَحٍ، فَعَثَرَتْ، فَقَالَتْ: تَعِسَ مِسْطَحٌ، فَقُلْتُ: عَلَامَ تَسُبِّينَ ابْنَكِ؟ فَسَكَتَتْ، ثُمَّ عَثَرَتِ (4) الثَّانِيَةَ، فَقَالَتْ: تَعِسَ مِسْطَحٌ، فَقُلْتُ: عَلَامَ تَسُبِّينَ ابْنَكِ؟ ثُمَّ عَثَرَتِ الثَّالِثَةَ، فَقَالَتْ: تَعِسَ مِسْطَحٌ، فَانْتَهَرْتُهَا، فَقُلْتُ: عَلَامَ تَسُبِّينَ ابْنَكِ؟ فَقَالَتْ: وَاللهِ مَا أَسُبُّهُ إِلَّا فِيكِ، فَقُلْتُ: فِي أَيِّ شَأْنِي؟ فَذَكَرَتْ (5) لِي الْحَدِيثَ،
__________
(1) في (ظ2) و (ق) و (هـ) : أناس.
(2) المثبت من (ظ8) و (هـ) و (ظ2) : وهو الموافق لما فى البخاري وجاء في بقية النسخ: مِنَ الْخَزْرَجِ.
(3) في هامش (هـ) : أن لو، نسخة.
(4) في (م) . فعثرت.
(5) في رواية فنقرت لي الحديث: وهي بنون وقاف ثقيلة، أي شرحته، ولبعضهم بموحدة وقاف خفيفة، أي: أعلمتنيه.
انظر "الفتح" 8/466.(40/369)
فَقُلْتُ: وَقَدْ كَانَ هَذَا؟ قَالَتْ: نَعَمْ وَاللهِ، فَرَجَعْتُ إِلَى بَيْتِي، لَكَأَنَّ (1) الَّذِي خَرَجْتُ لَهُ لَمْ أَخْرُجْ لَهُ، لَا أَجِدُ مِنْهُ قَلِيلًا، وَلَا كَثِيرًا، وَوَعَكْتُ، فَقُلْتُ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَرْسِلْنِي إِلَى بَيْتِ أَبِي، فَأَرْسَلَ مَعِي الْغُلَامَ، فَدَخَلْتُ الدَّارَ، فَإِذَا أَنَا بِأُمِّ رُومَانَ فَقَالَتْ: مَا جَاءَ بِكِ يَا بُنَيَّةُ؟ فَأَخْبَرْتُهَا، فَقَالَتْ: خَفِّضِي عَلَيْكِ الشَّأْنَ، فَإِنَّهُ وَاللهِ لَقَلَّمَا كَانَتْ امْرَأَةٌ جَمِيلَةٌ تَكُونُ عِنْدَ رَجُلٍ يُحِبُّهَا وَلَهَا ضَرَائِرُ إِلَّا حَسَدْنَهَا وَقُلْنَ: فِيهَا قُلْتُ، وَقَدْ عَلِمَ بِهِ أَبِي؟ قَالَتْ: نَعَمْ، قُلْتُ: وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَتْ: وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَاسْتَعْبَرْتُ، فَبَكَيْتُ، فَسَمِعَ أَبُو بَكْرٍ صَوْتِي وَهُوَ فَوْقَ الْبَيْتِ يَقْرَأُ، فَنَزَلَ، فَقَالَ لِأُمِّي: مَا شَأْنُهَا؟ قَالَتْ: بَلَغَهَا الَّذِي ذُكِرَ مِنْ أَمْرِهَا، فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ، فَقَالَ: أَقْسَمْتُ عَلَيْكِ يَا بُنَيَّةُ (2) ، إِلَّا رَجَعْتِ إِلَى بَيْتِكِ، فَرَجَعْتُ، وَأَصْبَحَ أَبَوَايَ عِنْدِي، فَلَمْ يَزَالَا عِنْدِي، حَتَّى دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ الْعَصْرِ، وَقَدِ اكْتَنَفَنِي أَبَوَايَ عَنْ يَمِينِي، وَعَنْ شِمَالِي، فَتَشَهَّدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ قَالَ: " أَمَّا بَعْدُ يَا عَائِشَةُ، إِنْ كُنْتِ قَارَفْتِ سُوءً أَوْ ظَلَمْتِ، تُوبِي إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ " وَقَدْ جَاءَتْ امْرَأَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فَهِيَ جَالِسَةٌ بِالْبَابِ، فَقُلْتُ: أَلَا تَسْتَحِي (3)
__________
(1) في (م) : فكأن.
(2) في (م) : يا ابنته.
(3) في (ظ8) : ألا تستحيي.(40/370)
مِنْ هَذِهِ الْمَرْأَةِ أَنْ تَقُولَ شَيْئًا؟ فَقُلْتُ لِأَبِي: أَجِبْهُ، فَقَالَ: أَقُولُ مَاذَا؟ فَقُلْتُ لِأُمِّي: أَجِيبِيهِ، فَقَالَتْ: أَقُولُ مَاذَا؟ فَلَمَّا لَمْ يُجِيبَاهُ تَشَهَّدْتُ، فَحَمِدْتُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَثْنَيْتُ عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ قُلْتُ: أَمَّا بَعْدُ، فَوَاللهِ لَئِنْ قُلْتُ لَكُمْ إِنِّي لَمْ أَفْعَلْ، وَاللهُ جَلَّ جَلَالُهُ يَشْهَدُ إِنِّي لَصَادِقَةٌ، مَا ذَاكَ بِنَافِعِي عِنْدَكُمْ، لَقَدْ تَكَلَّمْتُمْ بِهِ، وَأُشْرِبَتْهُ قُلُوبُكُمْ، وَلَئِنْ قُلْتُ لَكُمْ: إِنِّي قَدْ فَعَلْتُ، وَاللهُ عَزَّ وَجَلَّ يَعْلَمُ أَنِّي لَمْ أَفْعَلْ، لَتَقُولُنَّ: قَدْ بَاءَتْ بِهِ عَلَى نَفْسِهَا، فَإِنِّي وَاللهِ مَا أَجِدُ لِي وَلَكُمْ مَثَلًا، إِلَّا أَبَا يُوسُفَ، وَمَا أَحْفَظُ اسْمَهُ {صَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} ، فَأُنْزِلَ (1) عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاعَتَئِذٍ فَرُفِعَ عَنْهُ، وَإِنِّي لَأَسْتَبِينُ السُّرُورَ فِي وَجْهِهِ، وَهُوَ يَمْسَحُ جَبِينَهُ، وَهُوَ يَقُولُ: " أَبْشِرِي يَا عَائِشَةُ، فَقَدْ أَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بَرَاءَتَكِ "، فَكُنْتُ أَشَدَّ مَا كُنْتُ غَضَبًا، فَقَالَ لِي أَبَوَايَ: قُومِي إِلَيْهِ، قُلْتُ: وَاللهِ لَا أَقُومُ إِلَيْهِ، وَلَا أَحْمَدُهُ، وَلَا أَحْمَدُكُمَا، لَقَدْ سَمِعْتُمُوهُ فَمَا أَنْكَرْتُمُوهُ، وَلَا غَيَّرْتُمُوهُ، وَلَكِنْ أَحْمَدُ اللهَ الَّذِي أَنْزَلَ بَرَاءَتِي، وَلَقَدْ جَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْتِي، فَسَأَلَ الْجَارِيَةَ عَنِّي، فَقَالَتْ: لَا وَاللهِ، مَا أَعْلَمُ عَلَيْهَا عَيْبًا (2) ، إِلَّا أَنَّهَا كَانَتْ تَنَامُ حَتَّى تَدْخُلَ الشَّاةُ، فَتَأْكُلَ خَمِيرَتَهَا، أَوْ عَجِينَتَهَا، شَكَّ هِشَامٌ، فَانْتَهَرَهَا بَعْضُ أَصْحَابِهِ، وَقَالَ: اصْدُقِي رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى أَسْقَطُوا لَهَا
__________
(1) في (ظ8) : ونزل.
(2) في (ظ8) : عتباً.(40/371)
بِهِ، (1) قَالَ عُرْوَةُ: فَعِيبَ ذَلِكَ عَلَى مَنْ قَالَهُ، فَقَالَتْ: لَا وَاللهِ، مَا أَعْلَمُ عَلَيْهَا إِلَّا مَا يَعْلَمُ الصَّائِغُ عَلَى تِبْرِ الذَّهَبِ الْأَحْمَرِ. وَبَلَغَ ذَلِكَ الرَّجُلَ الَّذِي قِيلَ لَهُ، (2) فَقَالَ: سُبْحَانَ اللهِ، وَاللهِ مَا كَشَفْتُ كَنَفَ أُنْثَى قَطُّ، فَقُتِلَ شَهِيدًا فِي سَبِيلِ اللهِ. قَالَتْ عَائِشَةُ: فَأَمَّا زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ فَعَصَمَهَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِدِينِهَا، فَلَمْ تَقُلْ إِلَّا خَيْرًا، وَأَمَّا أُخْتُهَا حَمْنَةُ فَهَلَكَتْ فِيمَنْ هَلَكَ، وَكَانَ الَّذِينَ تَكَلَّمُوا فِيهِ: الْمُنَافِقُ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُبَيٍّ، كَانَ يَسْتَوْشِيهِ وَيَجْمَعُهُ، وَهُوَ الَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ، ومِسْطَحٌ، وَحَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ فَحَلَفَ أَبُو بَكْرٍ، أَنْ لَا يَنْفَعَ مِسْطَحًا بِنَافِعَةٍ أَبَدًا، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ} يَعْنِي: أَبَا بَكْرٍ {أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ} [النور: 22] يَعْنِي: مِسْطَحًا {أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [النور: 22] فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: بَلَى " وَاللهِ إِنَّا لَنُحِبُّ أَنْ تَغْفِرَ لَنَا "، وَعَادَ أَبُو بَكْرٍ لمِسْطَحٍ بِمَا كَانَ يَصْنَعُ بِهِ (3)
__________
(1) قال الحافظ في "الفتح" 8/469، يقال: أسقط الرجل في القول: إذا أتى بكلام ساقط، والمراد: حتى صرحوا لها بالأمر، فلهذا تعجبت.
(2) في (ظ8) الذي قيل فيه، وفي (هـ) : الذي قيل له فيه.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين، رجاله ثقات رجال الشيخين أبو أسامة: هو حمّاد بن أسامة الكوفي، وهشام: هو ابن عروة بن الزبير.
وقد علّقه البخاري (4757) بصيغة الجزم عن أبي أسامة، ووصله من طريقه مسلم (2770) (58) ، والترمذي (3180) ، والطبري في "تفسيره" 18/89 و93-94، والطبراني في "الكبير" 23/ (150) ، والحافظ في "تعليق التعليق" 4/266-268، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من=(40/372)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= حديث هشام بن عروة، ورواه يونس بن يزيد ومعمر وغير واحد عن الزهري عن عروة بن الزبير وسعيد بن المسيب وعلقمة بن وقاص الليثي وعبيد الله بن عبد الله عن عائشة أطول من حديث هشام بن عروة وأتم.
قلنا: سيرد حديث الزهري في الرواية رقم (25623) .
وأخرجه مطولاً ومختصراً البخاري (7370) من طريق يحيى بن أبي زكريا الغساني، وأبو داود (5219) ، وأبو يعلى (4931) والطبراني في "الكبير" 23/ (149) ، والبيهقي في "السنن" 7/101 من طريق حماد ابن سلمة، والطبراني 23/ (151) من طريق أبي أويس، ثلاثتهم عن هشام، به.
وأخرجه البخاري بإثر الحديث (2661) ، وأبو يعلى (4929) ، والطبراني 23/ (136) من طريق فليح بن سليمان، عن هشام، عن عروة، عن عائشة وعبد الله بن الزبير.
وسيرد (25623) و (23624) و (25625) و (26279) و (26314) .
قال السندي: قولها: فيَّ، أي: في شأني.
قوله: أبنوا، بتقديم الموحدة المخففة على النون، وجُوِّز تشديد الموحدة
أيضاً، أي: اتهموا.
قوله: بمن، يريد صفوان.
قوله: ولا دخل بيتي، بيان لانتفاء أسباب التهمة.
قوله: من بَلْخَزْرج، أي: من بني الخزرج، وهذا اختصار مشهور.
قوله: أن لو كانوا، أي: أهل الإفك.
قولها: تعس، بفتح العين أو كسرها، أي: هلك.
قولها: ولكأن الذي خرجت ... إلخ، أي نسيت كل شيء من غاية ما حصل بي من الهم حتى لا أعرف لماذا خرجت، وليس المراد أنها رجعت بلا قضاء الحاجة فقد جاء أنها قضت حاجتها، ثم رجعت.
قولها: وعكت، على بناء المفعول، أي: صرت محمومة.(40/373)
24318 - حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي لَأَعْلَمُ إِذَا كُنْتِ عَنِّي رَاضِيَةً، وَإِذَا كُنْتِ عَلَيَّ غَضْبَى " قَالَتْ: فَقُلْتُ: مِنْ أَيْنَ تَعْلَمُ ذَاكَ؟ قَالَ: " إِذَا كُنْتِ عَنِّي رَاضِيَةً فَإِنَّكِ تَقُولِينَ: لَا
__________
= قولها: خفضي، من التخفيض، أي: لا تجعليه أمرا عظيماً عالياً.
قوله: قارفت، بتقديم القاف على الفاء، أي: اكتسبت.
قوله: أو ظلمت، أي: نفسك.
قولها: وأشربته، على بناء المفعول ونائب الفاعل هو قوله قلوبكم والضمير الأصوب للإفك.
قولها: قد باءت، بهمزة بعد الألف، أي: اعترفت وأقرت.
قولها: إلا أنها كانت تنام، أي: إنها كانت غافلة كل الغفلة، ولا يخفى أن هذه المعصية قلما تجيء من الغافلة بهذه الصفة، ففي هذا الكلام تأكيد لنزاهتها.
قوله: اصدقي، من صدقه كنصر: إذا تكلم معه بالصدق.
أو له: لها، أي: للجارية.
قوله: به، أي بسبب الانتهار، أو بسبب حديث الإفك، والمراد أنهم سبوها بسبب ذلك.
قوله: فعيب ... إلخ، لا عيب عليه فإنه أراد تقرير صدقها في نفس النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والله تعالى أعلم.
قولها: ما يعلم ... إلخ، مبالغة في نفي العيب على حد قوله:
ولا عَيْبَ فيهِمْ غَيرَ أنَّ سُيُوفَهم ... بِهنَّ فُلُول مِنْ قِراعِ الكَتَائِبِ
قوله: قيل له، أي: فيه وهو صفوان.
قوله: كنف بفتحتين، أي: ثوباً.
قولها: يستوشيه، أي: يطلب اشتهاره.(40/374)
وَرَبِّ مُحَمَّدٍ، وَإِذَا كُنْتِ عَلَيَّ غَضْبَى تَقُولِينَ: لَا وَرَبِّ إِبْرَاهِيمَ "، قُلْتُ: أَجَلْ وَاللهِ مَا أَهْجُرُ إِلَّا اسْمَكَ (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة.
وأخرجه البخاري (5228) ، ومسلم (2439) ، وأبو يعلى (4894) والطبراني في "الكبير" 23/ (122) ، والبيهقي في "السنن" 10/27، والخطيب في "تاريخه" 3/61، والبغوي في "شرح السنة" (2338) من طريق أبي أسامة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد 8/79، والطبراني في "الكبير" 23/ (119) من طريق أبي الزناد، والبخاري في "صحيحه" (6078) ، وفي "الأدب المفرد" (403) ، ومسلم (2439) من طريق عبدة بن سليمان، والنسائي في "الكبرى" (9156) ، وأبو يعلى (4893) ، وابن حبان (7112) ، والطبراني 23/ (121) من طريق علي بن مسفر، وابن حبان (4331) من طريق سليمان بن بلال، أربعتهم عن
هشام، به.
وسيرد برقم (25779) .
وانظر (24012) .
قال السندي: قولها: "ما أهجر إلا اسمك" أي: وإلا فحبك على الدوام عندي.
وقال الحافظ في "فتح الباري" 9/326: قال الطيبي: هذا الحصر لطيف جداً، لأنها أخبرت أنها إذا كانت في حال الغضب الذي يسلب العاقل اختياره لا تتغير عن المحبة المستقرة، فهو كما قيل:
إني لأمنحكِ الصدودَ وإنني ... قسما إليكِ مع الصدودِ لأميلُ
ثم قال ابن حجر: وفي اختيار عائشة ذكر إبراهيم، عليه الصلاة والسلام، دون غيره من الأنبياء دلالة على مزيد فطنتها، لأن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أولى الناس به، كما نص عليه القرآن، فلما لم يكن لها بد من هجر الاسم الشريف=(40/375)
24319 - حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا (1) هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُهُمْ بِمَا يُطِيقُونَ فَيَقُولُونَ: إِنَّا لَسْنَا كَهَيْئَتِكَ، قَدْ غَفَرَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَكَ، مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ، وَمَا تَأَخَّرَ، فَيَغْضَبُ حَتَّى يُرَى ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ قَالَ: ثُمَّ يَقُولُ: " وَاللهِ إِنِّي لَأَعْلَمُكُمْ بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَتْقَاكُمْ لَهُ قَلْبًا " (2)
24320 - حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " كَانَ يَوْمُ بُعَاثٍ يَوْمًا قَدَّمَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لِرَسُولِهِ (3) صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ، وَقَدْ افْتَرَقَ مَلَؤُهُمْ، وَقُتِلَتْ سَرَوَاتُهُمْ، وَرَفَقُوا (4) لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَلِرَسُولِهِ فِي (5) دُخُولِهِمْ فِي الْإِسْلَامِ " (6)
__________
= أبدلته بمن هو منه بسبيل، حتى لا تخرج عن دائرة التعلق في الجملة.
(1) في (ق) : حدثنا.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة.
وأخرجه البخاري (20) من طريق عبدة- وهو ابن سليمان الكلابي-، عن هشام بهذا الإسناد.
وسلف مختصراً برقم (24289) .
وبمميأتي بنحوه برقم (24180) و (24385) .
(3) في (ظ8) وهامش (هـ) . لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(4) في هامش (ق) و (ظ2) : أي لانوا.
(5) لفظ (في) ليس في (ظ2) و (ق) .
(6) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو أسامة: هو حماد بن=(40/376)
24321 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " لَمَّا نَزَلَتْ بَرَاءَتِي، قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَدَعَا بِهِمْ (1) وَحَدَّهُمْ " (2)
24322 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، وَيَزِيدُ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ،
__________
= أسامة.
وأخرجه البيهقي في "الدلائل" 2/421 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (3777) و (3846) و (3930) من طريق أبي أسامة حماد ابن أسامة، به.
قالت السندي: قولها: قدمه الله تعالى، من التقديم، فإن إجماع الرؤساء على الغريب لا يوجد عادة، وغير الرؤساء يتبعون الرؤساء، ويوم بعام (موضع عند بني قريظة على ميلين من المدينة كانت به وقعة بينَ الأوس والخزرج قبلَ الهجرة بخمس سنين، وكان النصر فيها للأوس) قُتِلَ الرؤساء، فَسَهُلَ اجتماعُهم عليه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قولها: وقد افترق، أي: فاحتاجوا إلى ما يجمعهم.
قولها: سرواتهم، أي: رؤساؤهم، أي: فاحتاجوا إلى رئيس لهم.
قولها: ورفقوا، من الرفق، وهو لين الجانب، والفعل منه كضرب ونصر.
(1) في (ظ2) و (ق) و (م) : فدعاهم، والمثبت من (ظ8) و (هـ) .
(2) حديث حسن، وهو مكرر (24066) سنداًً ومتناًً.
قال السندي: قولها: فدعا بهم، أي: بأهل الإفك.
قولها: وحدَّهم، أي: أجرى عليهم الحد.(40/377)
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَتْ (1) لَنَا حَصِيرَةٌ نَبْسُطُهَا بِالنَّهَارِ، وَنَتَحَجَّرُهَا عَلَيْنَا بِاللَّيْلِ، فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةً، فَسَمِعَ أَهْلُ الْمَسْجِدِ صَلَاتَهُ، فَأَصْبَحُوا، فَذَكَرُوا ذَلِكَ لِلنَّاسِ، فَكَثُرَ النَّاسُ اللَّيْلَةَ الثَّانِيَةَ، فَاطَّلَعَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " اكْلَفُوا مِنَ الْأَعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ، فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا "
وَقَالَتْ عَائِشَةُ: " كَانَ أَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَدْوَمَهَا، وَإِنْ قَلَّ "
" وَكَانَ إِذَا صَلَّى صَلَاةً أَثْبَتَهَا " وَقَالَ يَزِيدُ: حَصِيرَةٌ نَبْسُطُهَا (2) بِالنَّهَارِ، وَنَحْتَجِرُهَا بِاللَّيْلِ (3)
24323 - حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ:
__________
(1) في (ظ8) و (هـ) و (ق) : كان.
(2) في (ق) و (ظ2) وهامش (هـ) : نبتسطها، وجاء في هامش (ق) و (ظ2) : نبسطها.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد- وهو ابن عمرو ابن علقمة الليثي- وقد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله، ويزيد: هو ابن هارون.
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (1115) ، واسحاق بن راهوية (1080) من طريقين عن محمد بن عمرو، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (24016) .
قال السندي: قولها: ونتحجرها، أي: نتخذها حجرة.
"اكلفوا"، كاسمعوا، أي: تحملوا.
"ما تطيقون"، أي: تطيقون المداومة عليه، وإلا فغير المطاق لا يتأتى، فلا حاجة إلى النهي عنه.(40/378)
قَالَتْ عَائِشَةُ: أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدَيَّ فَأَرَانِي الْقَمَرَ حِينَ طَلَعَ، فَقَالَ: " تَعَوَّذِي بِاللهِ مِنْ شَرِّ هَذَا الْغَاسِقِ إِذَا وَقَبَ " (1)
__________
(1) حديث حسن من أجل الحارث وهو ابن عبد الرحمن القرشي، خال ابن أبي ذئب، فقد تفرد بالرواية عنه ابن أبي ذئب، وقال النَّسائي: ليس به بأس، وقال ابن سعد: كان قليل الحديث، وقال: ابن معين: هو مشهور، وقال أحمد: لا أرى به بأساً، وانفرد علي ابن المديني بتجهيله، ولم يتابعه
على ذلك أحد.
وأخرجه الطيالسي (1486) - ومن طريقه البيهقي في "الدعوات" (314) - والحربي في "غريب الحديث" 2/517، وإسحاق بن راهوية (1072) ، وأبو يعلى (4440) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1771) و (1772) ، والحاكم 2/540 من طرق عن ابن أبي ذئب، به. وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.
وقد اختلف في هذا الإسناد على أبي داود الحفري، وهو عمر بن سَعْد.
فرواه الإمام أحمد- كما في هذه الرواية- عنه، عن ابن أبي ذئب، عن الحارث، به.
ورواه محمود بن غيلان- كما عند النسائي في "الكبرى" (10138) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (306) - ومن طريقه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (648) - عنه، عن سفيان، وهو الثوري، عن ابن أبي ذئب، عن الحارث، به. فزاد في الإسناد سفيان، وهو الأشبه.
ومن طريق سفيان الثوري أخرجه الطبري في "تفسيره" 30/352، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1774) عن ابن أبي ذئب، عن الحارث، به.
وسيرد (25711) و (25802) و (26967) و (26000) .
قال السندي: قوله: "من شر هذا الغاسق"، أي: المظلم.
"إذا وقع"، أي: غاب، وإنما سُمِّي غاسقاً، لأنه إذا أخذ في الطلوع والغروب يظلم لونه لما تعرض دونه من الأبخرة المتصاعدة من الأرض عند=(40/379)
24324 - حَدَّثَنَا يَعْلَى، حَدَّثَنَا قُدَامَةُ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللهِ الْعَامِرِيَّ، عَنْ جَسْرَةَ قَالَتْ: حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ قَالَتْ: دَخَلَتْ عَلَيَّ امْرَأَةٌ مِنَ الْيَهُودِ فَقَالَتْ: إِنَّ عَذَابَ الْقَبْرِ مِنَ الْبَوْلِ، فَقُلْتُ: كَذَبْتِ، فَقَالَتْ: بَلَى، إِنَّا لَنَقْرِضُ مِنْهُ الثَّوْبَ وَالْجِلْدَ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الصَّلَاةِ، وَقَدْ ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُنَا، فَقَالَ: " مَا هَذِهِ؟ " فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا قَالَتْ: فَقَالَ: " صَدَقَتْ "، قَالَتْ: فَمَا صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ يَوْمِئِذٍ إِلَّا قَالَ فِي دُبُرِ الصَّلَاةِ: " اللهُمَّ رَبَّ جِبْرِيلَ، وَمِيكَائِيلَ، وَإِسْرَافِيلَ، أَعِذْنِي مِنْ حَرِّ النَّارِ، وَعَذَابِ الْقَبْرِ " (1)
__________
الأفق، وهو إذا غاب انتشر الفسقة للسرقة، وللفجور بالنساء، والله تعالى أعلم وانظر "شرح مشكل الآثار" 5/31 للطحاوي.
(1) إسناده ضعيف بهذه السياقة. جسرة- وهي بنت دجاجة- لم يوثقها سوى العجلي، وابن حبان، وقال البخاري في "التاريخ الكبير" 2/67: عندها عجائب. لقدامة بن عبد الله العامري- ويُكنى أبا رَوْح- روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات". وحكى الحافظ عن ابن أبي خيثمة أن سفيان الثوري كان يسميه فُليتاً، وتابعه على ذلك ابن ماكولا، والدارقطني قبله، لكنه فرَّق بين فليت العامري هذا، وفُليت بن خليفة الذي يُكنى أبا حسان. وقد ورد في إسناد النسائي وهو الآتي من طريق سفيان ما يشير إلى أنهما راوٍ واحدٌ له كنيتان: أبو روح وأبو حسان. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يعلى: هو ابن عُبيد.
وأخرجه بتمامه ومختصراً ابن أبي شيبة 1/122، والنسائي في "المجتبى" 3/72، وفي "الكبرى" (1268) و (9966) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (138) - والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (181) ، وفي "الدعوات الكبير"=(40/380)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= (109) من طريق يعلى بن عبيد، بهذا الإسناد. وتحرف اسم جَسْرَة في مطبوع "إثبات عذاب القبر" إلى عمرة.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/278، وفي "الكبرى" (7960) ، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (182) ، وفي "الدعوات الكبير" (306) من طريق إبراهيم بن طهمان، عن سفيان الثوري، عن أبي حسان فليت العامري، عن أسرة، به، دون قوله: في دبر الصلاة.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (3870) - وهو في "مجمع البحرين" (4667) - من طريق إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي روح فليت، عن جسرة، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/110، وقال: رواه النسائي غِير قولها: في دبر كل صلاه، رواه الطبراني في "الأوسط" عن شيخه علي بن سعيد الرازي، وفيه كلام لا يضر، وبقية رجاله ثقات!
وأخرج أبو يعلى (4779) عن سفيان بن وكيع، عن أبيه، عن عبد الله بن أبي حُميد، عن أبي مليح، عن عبد الله بن رباح الأنصاري، عن عائشة قالت: كان رسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصلي الركعتين قبل طلوع الفجر، ثم يقول في مصلاه: "اللهمَّ ربَّ جبريل وميكائيل، ورب إسرافيل، ورب محمد، أعوذُ بك من النار". ثم يخرج إلى صلاته. وإسناده ضعيف جداً. سفيان بن وكيع ضعيف، وعبد الله بن أبي حميد متروك الحديث.
وقد صحَّ عذابُ القبر من حديث عائشة عند البخاري (6366) ، ومسلم (903) قالت: دخلت علي عجوزان من عُجُز يهود المدينة، فقالتا: إن أهل القبور يُعذَّبون في قبورهم، فكذَّبتُهما، ولم أنعم أن أصدقهما، فخرجتا، ودخل عليَّ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقلت له: يا رسول الله، إن عجوزين ... وذكرت له، فقال: "صدقتا، إنهم يعذَّبون عذاباً تسمعه البهائم كلها" فما رأيتُه بعدُ في صلاة إلا تعوَّذ من عذاب القبر. وسلف بنحوه مختصراً برقم (24178) . وانظر (24115) و (24578) .(40/381)
24325 - حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ قَائِدِ السَّائِبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ السَّائِبِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ فَحَدَّثَتْنَا، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " صَلَاةُ الْقَاعِدِ عَلَى النِّصْفِ مِنْ صَلَاةِ الْقَائِمِ " (1)
__________
= وثبت أن من عذاب القبر ما يكون من البول، من حديث ابن عباس السالف برقم (1980) .
(1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف. إبراهيم بن مهاجر- وهو البَجَلي- ليس بذاك القوي، وأسباط- وهو ابن محمد الكوفي- قال ابن معين في رواية الثوري عنه: لا بأس به، وكان يخطئ عن سفيان. وقائد السائب لم نقع له على ترجمة. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
واختلف فيه على الثوري:
فقد سلف برقم (15501) عن عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري، عن إبراهيم بن مهاجر، عن مجاهد، عن قائد الشايب، عن السائب، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فأدخل مجاهداً بين إبراهيم بن مهاجر وقائد السائب، وجعله من حديث السائب.
واختلف فيه على إبراهيم بن مهاجر:
فسيأتي برقم (24327) عن أبي نعيم، عن إسرائيل، عن إبراهيم بن مهاجر، عن مجاهد، عن عائشة.
وسيأتي برقم (25903) عن أبي كامل، عن زهير، عن إبراهيم بن مهاجر، عن مجاهد أن السائب سأل عائشة، فذكر الحديث.
ورواه شريك عن إبراهيم بن مهاجر، واختلف عليه فيه:
فسيأتي برقم (24426) عن إبراهيم بن أبي العباس، عن شريك، عن إبراهيم بن مهاجر، عن مجاهد، عن السائب، عن عائشة.
وسيأتي برقم (25849) عن إسحاق بن يوسف، عن شريك، عن=(40/382)
24326 - حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ، عَنْ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " رَخَّصَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الرُّقْيَةِ مِنْ كُلِّ ذِي حُمَةٍ " (1)
__________
= إبراهيم بن مهاجر، عن مجاهد، عن مولى عبد الله بن السائب، عن عائشة.
وسيأتي برقم (25850) عن حجاج، عن شريك، عن إبراهيم بن مهاجر، عن مجاهد، عن مولاة السائب، عن عائشة.
وسيأتي برقم (25851) عن أسود بن عامر، عن شريك، عن إبراهيم بن مهاجر وليث، بمثل سابقه.
وللحديث شاهد صحيح من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف برقم (6512) ، وذكرنا هتأك أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: صلاة القاعد، أي: النافلة، أو ما يعمُّ النافلة والفرض، ولا ينافيه أنَّ مَن قعدَ لعذر وكان يعتاد القيام قبل ذلك، يتمُّ له الأجر، فإن المقصود ههنا بيان الفرق بين الصلاتين في نفس الأمر، وهذا يظهر أثره فيمن قعد لعذر ولم يكن يصلي قبل ذلك، فإنه لا يتم له الأجر والله تعالى
أعلم.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أسباط: هو ابن محمد بن عبد الرحمن القرشي والشيباني: هو أبو إسحاق سليمان بن أبي سليمان، وعبد الرحمن بن الأسود: هو ابن يزيد النخعي.
وأخرجه إسحاق بن راهوية في "مسنده" (1004) أو عن أسباط- بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/34، والبخاري (5741) ، ومسلم (2193) (52) ، وأبو يعلى (4909) و (4938) ، والبيهقي في "السنن" 9/347 من طرق عن الشيباني، به.(40/383)
24327 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ إبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صَلَاةُ الْجَالِسِ عَلَى النِّصْفِ مِنْ صَلَاةِ الْقَائِمِ " (1)
24328 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " إِنْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيُؤْتَى بِالْإِنَاءِ فَأَشْرَبُ مِنْهُ، وَأَنَا حَائِضٌ، ثُمَّ يَأْخُذُهُ فَيَضَعُ فَاهُ عَلَى مَوْضِعِ فِيَّ، وَإِنْ كُنْتُ لَآخُذُ الْعَرْقَ فَآكُلُ مِنْهُ، ثُمَّ يَأْخُذُهُ فَيَضَعُ فَاهُ عَلَى مَوْضِعِ فِيَّ " (2)
__________
= وقد سلف برقم (24018) .
قال السندي: قولها: ذي حُمَةٍ، بضم ففتح بلا تشديد: ذي سُمّ.
(1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف إبراهيم بن مهاجر، وقد اختلف عليه كما بسطنا ذلك عند الرواية (24325) ، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. أبو نُعيد: هو الفضل بن بكين، وإسرائيل: هو ابنُ يونس بن أبي إسحاق السَّبيعي، ومجاهد: هو ابن جبر.
وأخرجه ابن راهوية (1190) ، والطبراني في "الصغير" (1165) ، والخطيب في "تاريخه" 14/226 من طريق أبي نُعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (1365) من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، به.
وسلف برقم (24325) ، وذكرنا هناك شاهده الذي يصح به.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، المقدام بن شريح- وهو ابن هانئ=(40/384)
24329 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ زَيْنَبَ السَّهْمِيَّةِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَوَضَّأُ، ثُمَّ يُقَبِّلُ، وَيُصَلِّي (1) ، وَلَا يَتَوَضَّأُ " (2)
__________
= وأبوه من رجال مسلم، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. محمد بن عبيد: هو الطنافسي، ومسعر: هو ابن كدام.
وأخرجه إسحاق (1574) و (1575) ، وابن خزيمة (110) ، وأبو عوانة 1/311، وابن حبان (1360) و (1361) من طرق عن مسعر، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولاً ومختصرات النسائي في "المجتبى" 1/148-149 و149 و190 وفي "الكبرى" (272) و (273) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2304) ، والبيهقي في "السنن" 1/311-312 من طرق عن المقدام بن شريح، به.
وأخرجه أبو يعلى (4771) من طريق يونس، عن مسعر، عن المقدام بن شريح بن هانئ، عن عائشة. دون ذكر والد المقدام في الإسناد.
وسيرد بالأرقام (24350) و (24954) و (25594) و (25765) و (25792) و (25793) .
وفي الباب، عن أنس، سلف برقم (12354) .
قال السندي: قولها: لآخذ العرق، بفتح فسكون، هو عَظْمٌ عليه بقية لحم.
(1) في هامش (هـ) و (ظ 2) : ثم يصلي، نسخة.
(2) حديث صحيح، وهذا سند حسن في المتابعات، الحجاج- وهو ابن أرطاة مدلس وقد عنعن، وزينب السهمية. هي زينب بنت محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص السهمي، والراوي عنها عمرو بن شعيب هو ابن أختها، وروى عنها أيضاً أخوها، وقد ذكرها ابن حبان في الثقات.
وقد نص الإمام الذهبي على أنه لا يوجد في النساء متروكة ولا من اتهمت ولا سيما في المتابعات.(40/385)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وقد اختلف فيه على حجاج بن أرطاة:
فرواه محمد بن فضيات- كما في هذه الرواية، وهو عند ابن ماجه (503) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (ترجمة زينب) - وعبادُ بنُ العوام- فيما أخرجه الدارقطني 1/142- وعبدُ الواحد بنُ زياد- فيما أخرجه البيهقي في "الخلافيات" (446) - ثلاثتهم عن حجاج بن أرطأة، عن عمرو بن شعيب، عن زينب السهمية، عن عائشة.
ورواه حفص بن غياث- فيما أخرجه الطبري في "تفسيره" (9630) - عن حجاج، عن عمرو بن شعيب، عن زينب السهمية، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلاً، لم تذكر عائشة في الإسناد.
ورواه الأوزاعي عن عمرو بن شعيب، واختلف عليه فيه:
فرواه هشام بن عبد الحميد- فيما أخرجه الدارقطني 1/142- عن الأوزاعي، عن عمرو بن شعيب، عن زينب، عن عائشة.
ورواه عبد الرزاق- كما في "المصنف" (509) - عن الأوزاعي عن عمرو ابن شعيب، عن امرأة سماها، عن عائشة.
ورواه العازمي- فيما أخرجه البيهقي في "الخلافيات" (445) - عن عمرو بن شعيب، فقال: عن أبيه، عن جده، والعرزمي: وهو محمد بن عبيد الله ضعيف.
وسيرد برقم (25766) من طريق وكيع، عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عروة بن الزبير، عن عائشة أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبَّلَ بعض نسائه، ثم خرج إلى الصلاة ولم يتوضأ. قال عروة: قلت لها: من هي إلا أنت، قال: فضحكت. وإسناده صحيح، وسنفصل القول فيه هناك.
وفي الباب عن أم سلمة عند الطبري في "تفسيره" (9633) ، والطبراني في "الأوسط" (3817) ، وفي إسناده يزيد بن سنان، وهو أبو فروة الرهاوي، ضعيف.
وعن أبي مسعود الأنصاري عند الطبراني في "الأوسط" (7223) ، وفي=(40/386)
24330 - حَدَّثَنَا مَرْوَانُ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبَدُ اللهِ (1) بْنُ سَيَّارٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ بِنْتَ طَلْحَةَ، تَذْكُرُ عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ جَالِسًا كَاشِفًا عَنْ فَخِذِهِ، فَاسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ، فَأَذِنَ لَهُ، وَهُوَ عَلَى حَالِهِ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُمَرُ، فَأَذِنَ لَهُ، وَهُوَ عَلَى حَالِهِ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُثْمَانُ، فَأَرْخَى عَلَيْهِ ثِيَابَهُ، فَلَمَّا قَامُوا، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، اسْتَأْذَنَ عَلَيْكَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ فَأَذِنْتَ لَهُمَا، وَأَنْتَ عَلَى حَالِكَ، فَلَمَّا اسْتَأْذَنَ عُثْمَانُ أَرْخَيْتَ عَلَيْكَ ثِيَابَكَ، فَقَالَ: " يَا عَائِشَةُ أَلَا أَسْتَحْيِي مِنْ رَجُلٍ، وَاللهِ إِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَسْتَحِي (2) مِنْهُ " (3)
__________
= إسناده ليث بن أبي سُلَيم، وهو ضعيف.
(1) وقع في النسخ الخطية و (م) : عُبيد الله، مصغراً، ومثله في "تعجيل المنفعة"، وقد صُحح في هامش (ظ 8) إلى عبد الله، وكذلك سماه البخاري في "التاريخ الكبير" 5/110، وابن أبي حاتم في "والجرح والتعديل" 5/76 حبان في "الثقات"، وهو ما أثبتناه.
(2) في (ظ8) و (ظ2) وهامش (هـ) : تستحيي، وفي هامش (ظ2) : لتستحيي، وفي هامش (ق) : لتستحي- قال النووي: قال أهل اللغة: يقال: استحيا يستحيي بياءين، واستحى يستحي بياء واحدة، لغتان، الأولى أصح وأشهر، وبها جاء القرآن.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة حالة عبد الله بن سيار، فقد روى عنه اثنان، ولم يؤثر توثيقة عن غير ابن حبان، وبقية رجال ثقات رجال الشيخين. مروان: أخو ابن معاوية الفزاري.(40/387)
24331 - حَدَّثَنَا مَرْوَانُ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الْمَلِكِ الْمَكِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْعُسَيْلَةُ هِيَ الْجِمَاعُ " (1)
__________
= وأخرجه إسحاق بن راهوية (1018) عن مروان بن معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (603) ، ومسلم (2401) ، وأبو يعلى (4815) ، وابن حبان (6907) ، والبيهقي في "السنن" 2/230، والبغوي في "شرح السنة" (3899) من طرق عن عائشة، به. وقوله: كاشفاً عن فخذيه؛ جاء عند مسلم: أو ساقيه. على الشك.
وسيأتي نحوه برقمي (25216) و (25339) .
وسلف نحوه من حديث عائشة وعثمان برقم (514) .
وفي الأب عن حفصة: سيرد 6/288.
(1) إسناده ضعيف. أبو عبد الملك المكي: ذكره الحسيني في "الإكمال"، والحافظ في "التعجيل"، ولم يذكرا في الرواة عنه سوى مروان بن معاوية، ومروان بن معاوية هذا- وإن وثقوه- قال أبو حاتم: تكثر روايته عن الشيوخ المجهولين، وقال ابن نمير: كان يلتقط الشيوخ من السكك، وقال العجمي: ما
حدث عن المجهولين ففيه ما فيه، وليس بشيء، وقال ابن معين: كان يغيّر الأسماء يعمِّي على الناس، وقال أبو داود: مروان بن معاوية يقلب الأسماء، يقول: حدثني إبراهيم بن حصن يعني أبا إسحاق الفزاري، وقال الذهبي في "الميزان": يرويهما عمَّن دبَّ ودرج، فيُستأنى في شيوخه، وقال الحافظ في "التقريب": كان يدلس أسماء الشيوخ.
قلنا: وقد قال البخاري في "التاريخ الكبير" 3/492 في ترجمة سعيد ابن عبد الرحمن أبي شيبة الزبيدي: روى مروان عن سعيد، هو ابن أبي راشد، عن ابن أبي مليكة وعطاء. وقال مروان مرة: عن أبي عبد الملك المكي.(40/388)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= قلنا: فقد سمى مروان شيخه هنا سعيد بن أبي راشد، وظاهر صنيع البخاري في إيراده في هذه الترجمة أنه جوز أن يكون هو سعبد بن عبد الرحمن الزبيدي أبا شيبة، وتابعه العقيلي في "الضعفاء" 2/110، لكن ابن عدي جزم أن سعيد بن أبي راشد رجل آخر، فقالوا في ترجمته في "الكامل" 7/1225: روى عنه الفزاري، يحدث عن عطاء وابن أبي مليكة وغيرهما، مما لا يتابع عليه. ثم روى له هذا الحديث كما سيرد، ثم قال: ولا أعلم يروي عنه غير مروان الفزاري، يعني أنه مجهول، وظاهر صنيع ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 3/9- 20 أنه سماه سعيد بن راشد السماك، وقالوا: سألت أبي عنه، قال: ضعيف الحديث منكر الحديث. ولم يجزم ابن حبان بواحد
منهما، فقالوا في ترجمة سعيد بن أبي راشد: يروي عن عطاء، عن أبي هريرة في المسح على الخفين، روى عنه مروان بن معاوية الفزاري، إن لم يكن سعيداً السماك، فإن كان هو فهو ضعيف. قال المعلمي في تعليقه على الجرح والتعديل: اختلفوا فيه على أربعة أقوال سردتها في التعليق على تاريخ البخاري، أقواها قولها ابن عدي: إنه رجل مجهول، ليس هو سعيد بن راشد صاحب هذه الترجمة (يعني السماك) ، ولا سعيد بن عبد الرحمن أبا شيبة الزبيدي، كما جوزه البخاري، ولا الراوي عن ابن أبي مليكة غير الراوي عن عطاء كما يراه ابن حبان.
قلنا: يعني أن سعيداً الراوي عن ابن أبي مليكة هو الراوي عن عطاء ايضاً، لا اثنان كما فرق بينهما ابن حبان.
قلنا: وأبو عبد الملك المكي هذا، وقع في "الميزان" و"اللسان" اسماً لا كنية، ففيهما: عبد الملك، مكي، له عن ابن أبي مليكة، ضعفه الأيدي، قلنا: وكذلك وقع في إسناد هذا الحديث الذي أورده الزيلعي في "نصب الراية" 3/238، مع أنه ساقه من طريق الإمام أحمد، ثم قال: والمكي مجهول.
قلنا: وعلى ضعف إسناده بجهالة المكي هذا، قد اختلف في وقفه ورفعه وإرساله:
فأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 9/226 من طريق الإمام أحمد، بهذا=(40/389)
24332 - حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْكِلَابِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " السِّوَاكُ مَطْهَرَةٌ لِلْفَمِ، مَرْضَاةٌ لِلرَّبِّ عَزَّ وَجَلَّ " قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ " عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: يُقَالُ لَهُ: أَبُو عَتِيقٍ " (1)
24333 - حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَمْرَةَ،
__________
= الإسناد. وتحرف أبو عبد الملك في المطبوع لغه إلى أبي عبد الله.
وأخرجه أبو يعلى (4881) عن مجاهد بن موسى، والدارقطني في "السنن" 3/252 من طريق أحمد بن عبد الله بن ميسرة، كلاهما عن مروان بن معاوية، به، موقوفان، ولفظه عن عائشة أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عنى بالعُسَيْلة النكاح.
وأخرج ابن عدي في "الكامل" 3/1225-1226 من طريق معاوية، بهذا الإسناد إلى عائشة، فذكرت حديث الرجل الذي يطلق زوجته ثلاثاً، وأنه لا تحل له حتى يتزوجَها آخر يذوق عُسيلتها، ثم قال: فذكر عن ابن أبي مليكة أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سئل عن العسيلة، فقال: "هو الجماع". وهذا مرسل.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/341، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى، وفيه أبو عبد الملك المكي، ولم أعرفه بغير هذا الحديث، وبقية رجاله رجال الصحيح.
وانظر ما سلف برقم (24058) .
قال السندي: قوله: العُسيلة، المذكورة في حديث المطلقة ثلاثاً.
(1) حديث صحيح لغيره، وهو مكرر (24203) ، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا هو عبدة بن سليمان الكلابي، وحسب ثقة من رجال الشيخين.
وعبد الله بن محمد- وهو ابن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق- إنما يقال له: ابن أبي عتيق، كما هو مذكور في التهذيب وفروعه، لا أبو عتيق كما ذكر عبد الله بن أحمد.(40/390)
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " مَا عَلِمْنَا بِدَفْنِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى سَمِعْنَا (1) صَوْتَ الْمَسَاحِي مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ، لَيْلَةَ الْأَرْبِعَاءِ "، قَالَ مُحَمَّدٌ: " وَالْمَسَاحِي: الْمُرُورُ " (2)
24334 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا كَهْمَسٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ: عَنْ صَوْمِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ: " مَا عَلِمْتُهُ صَامَ شَهْرًا، حَتَّى يُفْطِرَ مِنْهُ، وَلَا أَفْطَرَهُ حَتَّى يَصُومَ مِنْهُ، حَتَّى مَضَى لِسَبِيلِهِ " (3)
24335 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ،
__________
(1) في (م) : سمعت.
(2) حديث محتمل للتحسين، وسيرد الكف، م عليه في الرواية (24790) .
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/347، وابن عبد البر في "التمهيد" 24/397 من طريق عبدة بن سليمان، بهذا الإسناد.
وسيرد برقم (26049) و (26349) .
والمساحي: جمع مسحاة، وهي مجرفة من حديد، يقال لها: المر، كذلك.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، عبد الله بن شقيق:- وهو العقيلي- من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح، وكهمسْ هو ابن الحسن.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/101، وإسحاق بن راهوية (1306) عن وكيع، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (24116) وذكرنا هناك أحاديث الباب.
وسيرد بالأرقام (25385) و (25829) و (25907) و (26087) .
وسيكرر برقم (25083) سنداًً ومتناًً.(40/391)
عَنْ عَائِشَةَ (1) : سَمِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا يَقْرَأُ آيَةً، فَقَالَ: " رَحِمَهُ اللهُ، لَقَدْ أَذْكَرَنِي آيَةً كُنْتُ نُسِّيتُهَا " (2)
24336 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي مُزَرِّدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الرَّحِمُ، مَنْ وَصَلَهَا وَصَلَهُ اللهُ، وَمَنْ قَطَعَهَا قَطَعَهُ اللهُ " (3)
__________
(1) في (م) : عن عائشة قالت.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح.
وأخرجه ابن راهوية (629) و (630) ، والبخاري (2665) و (5037) و (5038) و (5042) و (6335) ، ومسلم (788) ، وأبو داود (1331) و (3970) ، والنسائي في "الكبرى" (806) ، وأبو يعلى (4492) ، وابن حبان (107) ، والبيهقي في "السنن" 3/12، وفي "شعب الإيمان" (2605) من طرق عن هشام، به.
وعلق البخاري عقب الرواية (2655) قوله: وزاد عباد بن عبد الله، عن عائشة: تهجد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في بيتي، فسمع صوت عباد يصلي في المسجد، فقالت: "يا عائشة، أصوت عبادٍ هذا؟ " قلت: نعم، قالت: "اللَّهمَّ ارحم عبادا".
قلنا: وقد وصله أبو يعلى (4388) من طريق ابن إسحاق، عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، عن عائشة. وابن إسحاق مدلس وقد عنعن. وعباد الذي سمع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صوتَه هو عبادُ بنُ بشر.
وأخرجه عبد الرزاق (5975) عن معمر، عن هشام، عن أبيه، قالت: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يرحم الله فلانا ... ".
وسيكرر برقم (25069) سنداًً ومتناًً، وانظر حديث عبد الله بن مسعود السالف برقم (3602) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.(40/392)
24337 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ الْبَهِيِّ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللهُمَّ مَنْ رَفَقَ بِأُمَّتِي فَارْفُقْ بِهِ، وَمَنْ شَقَّ عَلَيْهِمْ فَشُقَّ عَلَيْهِ " (1)
__________
= وأخرجه البيهقي في "الشعب" (7953) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. ولفظه: "إن الرحم معلقة بالعرش، تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله".
وهو عند وكيع في "الزهد" (404) ، ومن طريقه أخرجه ابنُ أبي شيبة 8/536، وهنَّاد في "الزُّهد" (1003) ، ومسلم (2555) ، وأبو يعلى (4446) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (787) ، بمثل لفظ البيهقي السالف.
وأخرجه البخاري في "صحيحه" (5989) ، وفي "الأدب المفرد" (55) ، وأبو يعلى (4599) ، والطبراني في "الأوسط" (3176) ، والحاكم 4/158-159، والبيهقي في "السنن" 7/26، وفي "الأسماء والصفات" (787) من طرق عن معاويةَ بنِ أبي مُزَرِّد، به. وقالوا "الرَّحِمُ شِجْنَةٌ".
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7931) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على جعفر بن برقان:
فرواه أحمد- كما في هذه الرواية- عن وكيع، عن جعفر بن برقان، عن عبد الله البهي، عن عائشة.
وهو عند وكيع في "الزهد" (462) عن جعفر بن برقان، عن عبد الله المزني، عن عائشة.
ورواه محمد بن ربيعة- كما في الرواية (26237) - عن جعفر بن برقان، قال: عن عبد الله المديني وغيره.
وتابع محمدَ بنَ ربيعة أبو نعيم، كما عند إسحاق بن راهوية (1119) .(40/393)
24338 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ إِذَا سَلَّمَ: " اللهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ، وَمِنْكَ السَّلَامُ، تَبَارَكْتَ يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ " (1)
__________
= ورواه عبد الله بن المبارك- كما في "مسنده" (288) -- ومن طريقه الطبراني في "الأوسط" (6911) - وعثمان بن سعيد المكي- فيما أخرجه القضاعي في "مسند الشهاب" (383) - كلاهما عن جعفر بن برقان، قال: عن عبد الله بن دينار، عن عائشة.
ورواه عبد الرحمن بن محمد المحاربي- كما عند إسحاق (1767) - عن جعفر بن برقان، قال: عن ثابت بن حزن، عن عائشة، به.
وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1108) و (1429) و (2195) من طريقين عن يونس بن ميسرة بن حَلْبَس، عن عائشة، به. ويونس بن ميسرة لم يذكروا له سماعاً من عائشة.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (362) من طريق ابن لهيعة، عن عمرو بن الحارث، عن أبي علي الهمداني- وهو ثُمامة بن شُفَي- عن عائشة، به.
وقال: لم يرو هذا الحديث عن عمرو بن الحارث إلا ابن لهيعة.
وسيرد بإسناد صحيح بالأرقام (24622) و (26199) و (26212) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وكيع: هو ابن الجراح، وسفيان: هو الثوري، وعاصم بن سليمان: هو الأحول، وعبد الله بن الحارث: هو أبو الوليد البصري.
وأخرجه أبو عوانة 2/241-242 من طريق الفريابي، عن سفيان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1558) ، وابن أبي شيبة 1/302 و304، وإسحاق (1357) ، ومسلم (592) ، وأبو داود (1512) ، والترمذي (298) و (299) ،=(40/394)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= والنسائي في "المجتبى" 3/69، وفي "الكبرى" (1261) و (7717) و (9924) و (9925) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (96) و (97) - وابن ماجه (924) ، وأبو عوانة 2/241، وأبن حبان (2000) ، والطبراني في "الدعاء" (644) ، والبغوي في "شرح السنة" (713) من طرق عن عاصم، به، وقال الترمذي: حديث عائشة حديث حسن صحيح.
وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (645) ، وفي "الأوسط" (4597) ، من طريق إسماعيل بن عياش، عن عتبة بن حميد- وهو البصري- عن خالد الحذاء، عن عاصم الأحوص، عن عبد الله بن الحارث، به. وقال في "الأوسط" لم يرو هذا الحديث عن خالد الحذاء إلا عتبة بن حميد، تفرد به إسماعيل بن عياش.
قلنا: إسماعيل بن عياش ضعيف في روايته عن غير أهل بلده، وهذه منها، وعتبة بن حميد ضعيف كذلك، إلا أنه تابعه علي بن عاصم الواسطي وغيره، كما سيرد في الرواية (25508) .
وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (647) ، وفي "الأوسط" (3327) عن طريق عبد الله بن معاوية- وهو الجمحي- عن وهيب بن خالد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، وقال. لم يرو هذا الحديث عن هشام إلا وهيب، وعن وهيب إلا عبد الله بن معاوية.
وأخرجه ابن خزيمة (736) من طريق أبي معاوية، وابن حبان (2002) من طريق إسماعيل بن زكريا، والطبراني في "الدعاء" (648) من طريق عبد العزيز ابن المختار، والمزي في "تهذيب الكمالي" (ترجمة عوسجة) من طريق إسرائيل، أربعتهم عن عاصم بن سليمان الأحول، عن عوسجة بن الرَّمَّاح، عن عبد الله بن أبي الهذيل، عن عبد الله بن مسعود، مرفوعاً.
وأخرجه الطيالسي (373) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (99) من طريق شعبة، عن عاصم، عن عوسجة بن الرماح، عن عبد الله بن أبي الهذيل، عن ابن مسعود موقوفاً.=(40/395)
24339 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ النَّاسُ عُمَّالَ أَنْفُسِهِمْ، فَكَانُوا يَرُوحُونَ كَهَيْئَتِهِمْ، فَقِيلَ لَهُمْ: " لَوْ اغْتَسَلْتُمْ " (1)
__________
= قال المزي في "تهذيب الكمال" في (ترجمة عوسجة) : وكلاهما محفوظ عنه. قلنا: يعني عن عاصم عن عبد الله بن الحارث، وعن عاصم عن عوسجة.
ورواه سفيان بن عيينه عن عاصم الأحول، واختلف عليه فيه:
فرواه عبد الرزاق- كما في "المصنف" (3197) - ومن طريقه الطبراني في "الدعاء" (646) - عن ابن عيينة، عن عاصم الأحول، عن عبد الرحمن بن عوسجة، عن عبد الرحمن بن الرماح، عن عائشة، به.
ورواه أحيد بن حرب- كما عند النسائي في "الكبرى" (9922) ، عن سفيان بن عيينة، عن عاصم، عن رجل يقال له عبد الرحمن بن الرماح، عن عبد الرحمن بن عوسجة أحدهما عن الأخر، عن عائشة، به.
وقال المزي في "تهذيب الكمال" (ترجمة عوسجة) : والوهم في ذلك من ابن عيينة، ولعله مما رواه بعد الاختلاط، فإنه لم يتابعه عليه أحد، ولا يعرف في رواة الحديث من اسمه عبد الرحمن بن الرماح لا في هذا الحديث ولا في غيره، والله أعلم. وقد ذكر نحو ذلك النسائي في "الكبرى" عقب الرواية (9925) .
وفي الباب عن ثوبان عند مسلم، سيرد 5/275.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وسفيان: هو الثوري، ويحيى بن سعيد: هو الأنصاري، وعمرة: هي بنت عبد الرحمن.
وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/327 من طريق أبي هانئ إسماعيل بن خليفة، وابن عبد البر في "التمهيد" 10/84 من طريق الفضل بن دكين، كلاهما عن سفيان، بهذا الإسناد.(40/396)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/135 (بترتيب السندي) ، وعبد الرزاق (5315) ، والحميدي (178) عن سفيان بن عيينة، وابن أبي شيبة 2/95 عن هشيم، وابن راهوية (989) عن عيسى بن يونس، والبخاري (903) من طريق ابن المبارك، ومسلم (847) من طريق الليث بن سعد، وأبو داود (352) ، وابن حبان (1236) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 10/83-84 من طريق حماد
ابن زيد، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/117 من طريق أنس بن عياض وعبيد الله، والبيهقي في "السنن" 3/189 من طريق جعفر بن عون، جميعهم عن يحيى بن سعيد الأنصاري، به. وعندهم: بهيئتهم. ولفظه عند مسلم: كان الناسُ أهلَ عمل، ولم يكن لهم كفاة، فكانوا يكون لهم تَفَل، فقيل لهم: لو اغتسلتم يوم الجمعة.
وذكر الدارقطني في "العلل" 5 ورقة 102 أنه اختلف فيه على يحيى بن سعيد الأنصاري في إسناده وفي متنه:
فرواه الإمام أبو حنيفة -كما في "مسنده" (137) - عن يحيى بن سعيد، عن عمرة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: كانوا يروحون إلى الجمعة، وقد عَرِقُوا وتَلَطخوا بالطين، فقيل لهم: من راح إلى الجمعة فليغتسل.
قال الدارقطني: وخالفهم يحيى بن سعيد- يعني الأموي- فيه وعناده وزاد عليهم في متنه، لم يأت بذلك غيره، فقال: عن يحيى بن سعيد، عن عروة، عن عائشة: كان الناس عمالَ أنفسهم، فكالت ثيابُهم التبُّان، فيروحون كهيئتهم، فقالت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لو اغتسلتُم، وما على أحدكم أن يتَّخذَ ليوم الجمعة ثوبَيْن سوى ثوبي مهنتِه". قال الدارقطني: ولم يتابع على هذا، والصواب ما قاله الثوري ومن تابعه.
قلنا: حديث يحيى بن سعيد الأموي هذا قد أخرجه ابنُ عبد البر في "التمهيد" 24/34-35 غير أنه جاء فيه: عن عمرة، فإن صحَّ ما في المطبوع، فليست فيه مخالفة في الإسناد.(40/397)
24340 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ (1) قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
__________
= وأخرجه البخاري (2071) ، والنسائي في "الكبرى" (1682) من طريق أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نوفل، وابن خزيمة (1753) من طريق قريش ابن أنس، عن هشام بن عروة، كلاهما عن عروة، عن عائشة، بنحوه.
وأخرج البخاري (902) ، ومسلم (847) ، وأبو داود (1055) ، وابن خزيمة (1754) ، وابن حبان (1237) ، والبيهقي 3/189-190 من طريق عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن عبيد الله بن أبي جعفر، عن محمد بن جعفر بن الزبير، عن عروة، عن عائشة قالت: كان الناس يختارون يوم الجمعة من منازلهم والعوالي، فيأتون في الغبار، يصيبهم الغُبارُ والعرق، فيخرج منهم العرق، فأتى رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إنسانٌ منهم وهو عندي، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لو أنكم تَطَهَّرْتُم ليومكم هذا"- وهذا لفظ البخاري.
وأخرج النسائي في "المجتبى" 3/93-94، وفي "الكبرى" (1683) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (772) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 10/84 و85 من طريق عبد الله بن العلاء، عن القاسم بن محمد أنهم ذكروا غُسل يوم الجمعة عند عائشة، فقالت ... ، نحوه.
وفي الأب عن ابن عباس سلف برقم (2419) .
وفي باب الغُسل يوم الجمعة عن ابن عمر مرفوعاً بلفظ: "إذا جاء أحدُكم إلى الجمعة، فليغتسل". سلف برقم (4466) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
قال السندي. قولها: عمال أنفسهم، كحُكَّام، أي: كانوا يخدمون أنفسهم.
قولها: يروحون: إلى صلاة الجماعة.
قولها: كهيئتهم، أي: على هيئتهم، بلا لبس ثياب جُدُد، ولا اغتسال، فكان يؤدِّي ذلك إلى رائحة تؤذي.
قوله: لو اغتسلتُم، أي: لكان أحسن، والمراد ليتكم اغتسلتم.
(1) قول: حدثنا وكيع، سقط من (م) .(40/398)
سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَدَعُ أَرْبَعًا قَبْلَ الظُّهْرِ، وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ عَلَى كَلِّ حَالٍ (1) " (2)
24341 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ رَجُلٍ تَكُونُ لَهُ سَاعَةٌ مِنَ اللَّيْلٍ، يَقُومُهَا فَيَنَامُ عَنْهَا، إِلَّا كُتِبَ لَهُ أَجْرُ صَلَاتِهِ،
__________
(1) في النسخ و (م) غير (ظ8) على حال، والمثبت من (ظ8) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 10/29 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (1182) ، وأبو داود (1253) ، والنسائي في "الكبرى" (333) ، والبيهقي في "السنن" 2/472، والخطيب في "تاريخه" 11/322، والبغوي في "شرح السنة" (871) من طرق عن شعبة، به. دون قوله: على كل حال.
ورواه عثمان بن عمر- كما عند النسائي في "المجتبى" 3/251- عن شعبة، عن إبراهيم بن محمد، عن أبيه، عن مسروق، عن عائشة. فزاد مسروقاً في الإسناد بين محمد بن المنتشر وبين عائشة. قال النسائي: خالفه عامة أصحاب شعبة ممن روى هذا الحديث فلم يذكروا مسروقاً، ثم قال: هذا هو الصواب عندنا، وحديث عثمان بن عمر خطأ، والله تعالى أعلم..
قال الحافظ في "الفتح" 3/59: لكن أخرجه الدارمي [1439] عن عثمان ابن عمر بهذا الإسناد فلم يذكر فيه مسروقاً، فإما أن يكون سقط عليه أو على من بعده، أو يكون الوهم في زيادته ممن دون عثمان بن عمر.
وسيأتي برقم (25147) .(40/399)
وَكَانَ نَوْمُهُ عَلَيْهِ صَدَقَةً، تُصُدِّقَ بِهِ عَلَيْهِ " (1)
__________
(1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، أبو جعفر الرازي سيىء الحفظ، واضطرب فيه، وسعيد بن جبير لم يسمع من عائشة، بينهما رجل مبهم، وقد اختلف فيه على محمد بن المنكدر كما سيرد.
واضطرب فيه أبو جعفر الرازي:
وأخرجه إسحاق (1640) عن وكيع بهذا الإسناد.
فرواه وكيع- كما في هذه الرواية- ويحيى بن أبي بكير- كما عند النسائي في "المجتبى" 3/258 كلاهما عن أبي جعفر الرازي، عن محمد بن المنكدر، عن سعيد بن جبير، عن عائشة. قال النسائي: أبو جعفر الرازي ليس بالقوي في الحديث.
ورواه محيد بن سليمان بن أبي داود- كما عند النسائي في "المجتبى" 3/258، وفي "الكبرى" (1458) ، وأبن عبد البر في "التمهيد" 12/261 -262 -عن أبي جعفر الرازي، عن محمد بن المنكدر، عن سعيد بن جبير، عن الأسود بن يزيد، عن عائشة. فزاد في الإسناد الأسود بن يزيد، وأبو جعفر الرازي سييء الحفظ، كما تقدم.
ورواه أبو أويس- كما في الرواية (24441) - وورقاء بن عمر اليشكري- كما عند الطيالسي (1527) - كلاهما عن محيد بن المنكدر، عن سعيد بن جبير، عن عائشة.
ورواه مالك- كما في الرواية الآتية (25464) - عن محيد بن المنكدر، عن سعيد بن جبير، عن رجل، عن عائشة، وهو الصحيح، فيما قاله الدارقطني في "العلل" 5/الورقة 80. قلناه ويبقى الإسناد ضعيفاً لإبهام الرجل الراوي عن عائشة.
وسير د (24441) و (25464) .
وله شاهد جيد من حديث أبي الدرداء عند النسائي في "المجتبى" 3/258، وابن ماجه (1344) ، وابن خزيمة (1173) ، وابن حبان (2588) ، والحاكم 1/311، والبيهقي 3/15 وقد اختلف في رفعه ووقفه، قال=(40/400)
24342 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، وَأَبِي، عَنْ أَبِي (1) إِسْحَاقَ، عَنْ الْأَسْوَدِ قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ، عَنْ صَلَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِاللَّيْلِ فَقَالَتْ: " يَنَامُ (2) أَوَّلَهُ، وَيَقُومُ آخِرَهُ " (3)
24343 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ أَبْغَضَ الرِّجَالِ إِلَى اللهِ الْأَلَدُّ الْخَصِمُ " (4)
__________
= الدارقطني: المحفوظ وقفه، نقله عنه ابن رجب في "جامع العلوم" 2/319 قلنا: ولا يضر وقفه، فإنه في معنى المرفوع، لأنه لا يقال مِنْ قِبَلِ الرأي.
(1) سقطت لفظة "أبي" من (م) .
(2) في (ظ8) و (هـ) : كان ينام.
(3) ! اشاده صحيح على شرط الشيخين. والد وكيع، وهو الجراح بن مليح الرؤاسي- وإن كان حسن الحديث- متابع. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السَّبيعي.
وأخرجه ابن ماجه (1365) ، وابن حبان (2589) من طريق عبيد الله بن موبسى، عن إسرائيل، بهذا الإسناد.
وسيرد برقمي: (24779) و (26156) ، وسيكرر بهذا الاسناد مطولاً برقم (25791) ، لكن دون ذكر والد وكيع.
وانظر الحديث (24706) .
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين، ووهو مكرر الرواية (24277) غير شيخ أحمد، فهو هنا وكيع، وهو ابن الجراح.
وأخرجه ابن راهوية (1242) ، ومسلم (2668) ، والنسائي في "المجتبى" 8/247-248، وفي "الكبرى" (5986) و (11036) - وهو في "التفسير"=(40/401)
24344 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ الْخَطْمِيِّ، عَنْ مَوْلىً لِعَائِشَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " مَا نَظَرْتُ إِلَى فَرْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَطُّ، أَوْ مَا رَأَيْتُ فَرْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَطُّ " (1)
__________
= (56) - والخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (64) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وسيكرر برقم (25704) .
(1) إسناده ضعيف لإبهام الراوي عن عائشة، وقد اختلف فيه: أهو مولى لعائشة، أو مولاة لعائشة، كما جاء في بعض طرقه، ومن ثم لا تميل النفس إلى ما قاله الحافظ في "الأطراف" 9/295: لعله أبو عمرو ذكران. وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه ابن سعد 1/383-384، والترمذي في "الشمائل" (352) ، وابن ماجه (662) و (1922) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/106 من طريق وكيع، به، إلا أن فيه: عن مولاة لعائشة.
وأخرجه ابن سعد 1/383- 384 عن الفضل بن دكين، عن سفيان الثوري، به.
وأخرجه إسحاق (1038) عن الفضل بن بكين، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1383) من طريق مؤمل بن إسماعيل، كلاهما عن سفيان الثوري، به، إلا أن فيه: عن مولاة لعائشة.
وأخرج الطبراني في "الصغير" (138) ، وابن عدي في "الكامل" 2/479، وأبو نعيم في "الحلية" 8/247 من طريق بركة بن محمد الحلبي، عن يوسف ابن أسباط، حدثني سفيان الثوري، عن محمد بن جحادة، عن قتادة، عن أنس بن مالك، عن عائشة، قالت: ما رأيت عورة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قط. وقال الطبراني: لم يروه عن الثوري إلا يوسف بن أسباط، تفرد به بركة=(40/402)
24345 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مِسْعَرٍ، وَسُفْيَانَ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ عَائِشَةَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَهَا أَنْ تَسْتَرْقِيَ مِنَ الْعَيْنِ " (1)
24346 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعُمَيْسِ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ،
__________
= ابن محمد.
وأورده الدارقطني في "العلل" 5/الورقة 24، وقال: وهذا- يعني بركة بن محمد الحلبي- يضع الحديث على الثوري وعلى غيره، ولا يصح هذا لا عن الثوري ولا عن محمد بن جحادة ولا عن قتادة.
وسيرد برقم (25568) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. مِسْعَر. هو ابن كدام، ومعبد بن خالد: هو الجدلي القيسي.
وأخرجه ابن مزاجه (3152) عن طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه إسحاق بن راهويه (1588) ، ومسلم (2195) (55) من طريقين، عن مسعر، به.
وأخرجه ابن راهويه (1589) ، والبخاري (5738) ، ومسلم (2195) (56) ، والنسائي في "الكبرى" (7536) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2903) ، وفي "شرح معاني الآثار" 4/327، والحاكم 4/412، والبيهقي في "السنن" 9/347 من طرق عن سفيان الثوري، به. ورواية البخاري: أمرني النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -أو أمر- أن يسترقى من العين.
وسيكرر برقم (25068) ، سنداًً ومتناً.
وانظر (24442) و (25272) .
وفي الباب عن أنس بن مالك، وقد سلف برقم (12173) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب، ونزيد عليها: حديث أسماء بنت عُميس، وسيرد 6/438، وحديثه أم سلمة عند البخاري (25739) ، ومسلم (2197) .(40/403)
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " قُبِضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يَسْتَخْلِفْ أَحَدًا، وَلَوْ كَانَ مُسْتَخْلِفًا (1) أَحَدًا لَاسْتَخْلَفَ أَبَا بَكْرٍ أَوْ عُمَرَ " (2)
__________
(1) في (ظ8) : يستخلف.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو العُمَيس: اسمه عتبة بن عبد الله المسعودي، وابنُ أبي مُلَيْكة: اسمه عبد الله بن عُبيد الله.
وهو عند الإمام أحمد في "فضائل الصحابة" (203) بهذا الإسناد.
وأخرجه الخلاَّل في "السنَّة" (330) عن محمد بن إسماعيل، والطبراني في "الأوسط" (7053) من طريق سهل بن عثمان، والحاكم 3/78 من طريق يحيى بن يحيى- وهو النيسابوري- ثلاثتهم عن وكيع، به.
قال الحاكم: صحيح شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.
وخالفَهم إسحاق بنُ راهوية، فرواه برقم (1253) - وعنه النسائي في "الكبرى" (8118) - عن وكيع به، غير أنه رفع القسم الثاني من الحديث، ففيه أنَّ عائشة قالت: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لو كنتُ مستخلفاً لاستخلفتُ أبا بكر، أو عمر".
قلنا: قد تفرَّد إسحاق بن راهويه برفعه، ولم يتابعه عليه أحد، فلعله اشتبه عليه، فقد كان يحدِّث الناسخ من حفظه.
وأخرجه ابن سعد 3/181، وأحمد في "فضائل الصحابة" (204) ، ومسلم (2385) ، والنسائي في "الكبرى" (8202) ، والدولابي في "الكني" 2/39 من طريق جعفر بن عون، عن أبي العُمَيْس، عن ابن أبي مُليكة: سمعتُ عائشة وسئلت: مَن كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مستخلفاً لو استخلفه؟ قالت: أبو بكر. فقيل لها: ثم من؟ قالت: عمر. قيل لها: ثم من بعد عمر؟ قالت: أبو عُبيدة بن
الجراح. ثم انتهت إلى هذا.
قال السندي: قولها: لم يستخلف أحداً، أي: لم يعيّن أحداً بالتصريح بأنه خليفة لي بعدي، وهذا لا يخالف أنه فعل ما يدل على ذلك كتقديم أبي بكر=(40/404)
24347 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ رَبَاحٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَبِثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِتَّةَ أَشْهُرٍ يَرَى أَنَّهُ يَأْتِي وَلَا يَأْتِي، فَأَتَاهُ مَلَكَانِ، فَجَلَسَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَأْسِهِ، وَالْآخَرُ عِنْدَ رِجْلَيْهِ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِلْآخَرِ: مَا بَالُهُ؟ قَالَ: مَطْبُوبٌ قَالَ: مَنْ طَبَّهُ؟ قَالَ: لَبِيدُ بْنُ الْأَعْصَمِ، قَالَ: فِيمَ؟ قَالَ: فِي مُشْطٍ وَمُشَاطَةٍ (1) فِي جُفِّ طَلْعَةِ، ذَكَرٍ فِي بِئْرِ ذَرْوَانَ تَحْتَ رَعُوفَةٍ، فَاسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ نَوْمِهِ فَقَالَ: " أَيْ عَائِشَةُ أَلَمْ تَرَيْ (2) أَنَّ اللهَ أَفْتَانِي فِيمَ اسْتَفْتَيْتُهُ "، فَأَتَى الْبِئْرَ، فَأَمَرَ بِهِ، فَأُخْرِجَ، فَقَالَ: " هَذِهِ الْبِئْرُ الَّتِي أُرِيتُهَا، وَاللهِ كَأَنَّ مَاءَهَا نُقَاعَةُ الْحِنَّاءِ، وَكَأَنَّ رُءُوسَ نَخْلِهَا رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ ". فَقَالَتْ عَائِشَةُ: لَوْ أَنَّكَ كَأَنَّهَا تَعْنِي أَنْ يَنْتَشِرَ، قَالَ: " أَمَا وَاللهِ قَدْ عَافَانِي اللهُ (3) ، وَأَنَا أَكْرَهُ أَنْ أُثِيرَ عَلَى النَّاسِ مِنْهُ شَرًّا " (4)
__________
= رضي الله عنه والإمامة.
(1) في (هـ) وهامش (ظ 2) و (ق) : ومشاقة بالقاف. قلنا: وهو الموافق
لرواية البخاري (3268) . قال الحافظ في "الفتح" 10/232: قيل المشاقة هي
المشاطة بعينها، والقاف تبدل من الطاء لقرب المخرج، والله أعلم.
(2) في (م) . ترين.
(3) في (ظ8) : أما الآن قد عافاني....
(4) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير إبراهيم بن خالد - وهو الصنعاني- وشيخه رباح- وهو ابن زيد الصنعاني- فمن رجال أبي داود والنسائي،: كلاهما ثقة.(40/405)
24348 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: سُحِرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أَنَّهُ لَيُخَيَّلُ لَهُ أَنَّهُ يَفْعَلُ الشَّيْءَ وَمَا يَفْعَلُهُ، حَتَّى إِذَا كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ وَهُوَ عِنْدَهَا دَعَا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، وَدَعَاهُ، ثُمَّ قَالَ: " أَشَعَرْتِ أَنَّ اللهَ أَفْتَانِي فِيمَا اسْتَفْتَيْتُهُ فِيهِ " قُلْتُ: وَمَا ذَاكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " جَاءَنِي رَجُلَانِ فَجَلَسَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَأْسِي، وَالْآخَرُ عِنْدَ رِجْلَيَّ ثُمَّ قَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: مَا وَجَعُ الرَّجُلِ؟ قَالَ: مَطْبُوبٌ، قَالَ: مَنْ طَبَّهُ؟ قَالَ: لَبِيدُ بْنُ الْأَعْصَمِ الْيَهُودِيُّ، قَالَ: فِيمَا ذَا؟ قَالَ: فِي مُشْطٍ وَمُشَاطَةٍ، وَجُفِّ طَلْعَةِ ذَكَرٍ، قَالَ: فَأَيْنَ هُوَ؟ قَالَ: فِي بِئْرِ ذَرْوَانَ " (1) ، فَذَهَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْبِئْرِ، فَنَظَرَ إِلَيْهَا وَعَلَيْهَا نَخْلٌ،
__________
وقد سلف برقم (24237) .
قالت السندي: قولها: أنه يأتي، أي: يقدر على إتيان النساء.
قوله: تحت رعوفة، ضبط بفتح راء، وهي صخرة تترك في أسفل البئر،
إذا أرادوا تنقية البحر جلس المنقي عليها.
قوله: أن تتنشر، أي: أن تظهر للناس فاعله، وقيل: هو من النشرة وهو
العلاج الذي يُعالج به من كان يظن أن به مساً من الجن، لأنه ينشر به ما
خامره من الداء. اهـ. والظاهر أن هذا المعنى غير ظاهر في هذا المقام،
والظاهر أن هذا اللفظ وقع من بعض الرواة ظناَ، وليس هو من قولها عائشة،
والله تعالى أعلم.
(1) في (ظ2) و (ق) و (هـ) . بئر ذي أروان. قلنا: وهو الموافق لرواية البخاري، وكلاهما صحيح. وانظر ما علقناه في الرواية (24300) ، ص (341) ت (1) .(40/406)
ثُمَّ رَجَعَ إِلَى عَائِشَةَ " فَقَالَ: " وَاللهِ لَكَأَنَّ مَاءَهَا نُقَاعَةُ الْحِنَّاءِ، وَلَكَأَنَّ نَخْلَهَا رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ ". قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَأَحْرِقْهُ، قَالَ: " لَا، أَمَّا أَنَا فَقَدْ عَافَانِي اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَخَشِيتُ أَنْ أُثَوِّرَ عَلَى النَّاسِ مِنْهُ شَرًّا " (1)
24349 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ مِنَ الْجَنَابَةِ " (2)
24350 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْطِينِي الْعَرْقَ فَأَتَعَرَّقُهُ، ثُمَّ يَأْخُذُهُ فَيَضَعُ فَاهُ عَلَى مَوْضِعِ فِيَّ وَيُعْطِينِي الْإِنَاءَ فَأَشْرَبُ، (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24300) غير أن شيخ أحمد هناك هو حماد بن أسامة أبو أسامة.
وأخرجه البخاري (5766) ، ومسلم (2189) (44) ، وأبو يعلى (4882) حمن طريق حماد بن أسامة، بهذا الإسناد. وعند البخاري: أفأخرجتَه؟ بدل فأحْرقْه، وأحال مسلم في روايته على رواية ابن نمير السالفة برقم (24300) إلا أنه في: فَأَخرِجْه، ولم يقل. أفلا أحرقته.
قلنا: هو عند أحمد من رواية بن نمير: فهلا أحرقته- شال النووي- فيما نقله عنه الحافظ في "الفتح" 10/235: كلا، الروايتين صحيح، كأنها طلبت أن يخرجه ثم يحرقه. وانظر تعقيب الحافظ عليه.
(2) حديث صحيح، وهو مكرر (24014) سنداًً وديناً.
(3) في (ظ8) و (ق) : فيشرب منه.(40/407)
ثُمَّ يَأْخُذُهُ فَيَضَعُ فَاهُ عَلَى مَوْضِعِ فِيَّ " (1)
24351 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّمَا جُعِلَ الطَّوَافُ بِالْبَيْتِ، وَبِالصَّفَا وَالمَرْوَةِ، وَرَمْيُ الْجِمَارِ لِإِقَامَةِ، ذِكْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (24328) غير أن شيخ أحمد هنا: هو سفيان بن عيينة.
وأخرجه مختصراً الحميدي (166) ، والنسائي في "المجتبى" 1/149 و199- 191، وفي "الكبرى" (274) من طريق سفيان، بهذا الإسناد.
قال السندي: قولها: يُعطيني العرق، أي: في حالة الحيض لبيان طهارة الحائض.
(2) إسناده ضعيف، وقد روي مرفوعاً وموقوفاً، والصحيح وقفُه، كما سيرد. عُبيد الله بنُ أبي زياد- وهو القداح- ذكره البخاري في "الضعفاء الصغير" (214) ، واختلفت أقوال الأئمة فيه، فقال يحيى القطان: كان وسطاً لم يكن بذاك، وقال أحمد في رواية: ليس به بأس، وقال في أخرى: صالح.
وقال ابن معين مرةً: ضعيف، وقال في رواية ثانية عنه: ليس به بأس، وقال في رواية ثالثة: يقع. وقال النسائي في رواية: ليس به بأس، وفي أخرى: ليس بالقوي، وفي ثالثة: ليس بثقة. وقال أبو داود: أحاديثُه مناكير. وقال أبو حاتم: ليس بالقوي ولا المتين، هو صالح، يكتب حديثه. وقال الحاكم: ليس بالقوي عندهم. وقال ابن عديّ: قد حدَّث عن الثقات، ولم أر في حديثه شيئاً منكراً. وقال العجلي: ثقة. وقال ابن حبان في "المجروحين": كان ممن ينفرد عن القاسم بما لا يتابع عليه، وكان رديء الحفظ، كثير الوهم، لم يكن بالإتقان بالحال التي يقبل ما انفرد به، ولا يجوز الاحتجاج بأخباره إلا بما=(40/408)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وافق الثقات. قلنا: وهذا الحديث مما انفرد به عن القاسم مرفوعاً، ووقفه غيره كما سيرد. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. أبو نُعيم: هو الفضل بن دكين، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه الدارمي (1854) ، والبيئهقي في "السنن" 5/145 من طريق أبي نعيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي (1854) ، والفاكهي في "أخبار مكة" (409) و (1421) ، والإسماعيلي في "معجمه" 1/429، والبيهقي في "الشعب" (4081) من طرق عن سفيان الثوري، به.
وأخرجه الخطيب في "تاريخه" 11/331-332، والذهبي في "السير" 17/446 من طريق علي بن عبد الحميد الغضائري، عن الحسن بن الحسين المروزي، عن بشر بن السري، عن سفيان الثوري، عن عبيد الله بن عمر، عن القاسم، به. قال الخطيب: وهو حديث غريب، رواه الغضائري هكذا على
الخطأ، وصوابه عن الثوري، عن عبيد الله بن أبي زياد، عن القاسم.
وأخرجه الدارمي (1853) ، وأبو داود (1888) ، والترمذي (902) ، والفاكهي (1422) ، وابن الجارود في "المنتقى" (457) ، وابن خزيمة (2738) و (2882) و (2970) ، وابن عدي في "الكامل" 4/1635، والبيهقي في "السنن" 5/145 من طرق عن عبيد الله بن أبي زياد، به.
قال الترمذي: هذا حديثنا حسن صحيح!
وأخرجه ابن أبي شيبة 4/32 عن سفيان بن عيينه، عن عبيد الله بن أبي زياد، عن القاسم، عن عائشة موقوفاً.
وأخرجه عبد الرزاق (8961) ، والفاكهي (332) من طريق ابن جريج، والفاكهي (1423) من طريق حبيب المعلم، كلامه، عن عطاء بن أبي رباح، عن عائشة موقوفاً. وهذا إسناد حسن من أجل حبيب المعلم، وابنُ جريج - وإن لم يصرح بالسماع متابع.
وسيرد برقمي (24468) و (25080) .(40/409)
24352 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا هَارُونُ، عَنْ بُدَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، " أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ {فَرُوحٌ وَرَيْحَانٌ} [الواقعة: 89] بِرَفْعِ الرَّاءِ " (1)
__________
وفي الباب عن رجل أدرك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "إنما الطوافُ صلاةٌ، فإذا طفتُم فأقِلُّوا الكلام". وقد سلف برقم (15423) وهو حديث صحيح.
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير بُدَيْل بن ميسرة، وعبد الله بن شقيق- وهو العقيلي- فمن رجال مسلم. يونس بن محمد: هو أبو محمد المؤدب، وهارون: هو ابن موسى الأعور النحوي البصري صاحب القراءات. قال أبو حاتم السجستاني- فيما نقله ابنُ الجزري في "غاية النهاية" 2/348-: كان أول من سمع بالبصرة وجوه القراءات وألفَّها وتتبع الشاذَّ منها، فبحث عن إسنادها هارون بن موسى الأعور، وكان من القراء.
وأخرجه الطيالسي (1557) - ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" 3/63- وأخرجه أبو داود (3991) ، وتمَّام في "فوائده" (1390) من طريق مسلم بن إبراهيم، والترمذي (2938) ، والنسائي في "الكبرى" (11566) - وهو في "تفسيره" (586) - وأبو يعلى (4644) من طريق جعفر بن سليمان الضبعي، وأبو يعلى أيضاً (4515) من طريق يزيد بن زريع، والحاكم في "المستدرك" 2/236 من طريق محمد بن الفضل، وتمَّام في "فوائده" أيضاً (1391) من طريق أبي الوليد الطيالسي، وأبو نعيم في "الحلية" 8/302 من طريق بشر بن السري وعباد بن العوام، ثمانيتهم عن هارون النحوي، بهذا الإسناد، قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث هارون الأعور.
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين! ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي قلنا: بديل بن ميسرة وعبد الله بن شقيق لم يخرج لهما البخاري في "الصحيح"، وروى لابن شقيق في "الأدب المفرد". وقال أبو نعيم 8/302:=(40/410)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= مشهور من حديث هارون، به.
ورواه أبو بكر القطيعي في زوائده على "المسند"- كما ذكرنا في تعليقنا على الحديث رقم (2989) في مسد ابن عباس 5/130- عن محمد بن يونس - وهو الكديمي، عن عبد الله بن أبي بكر العتكي، عن هارون النحوي، به.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 8/223، والطبراني في "الصغير" (617) ، وتمام في "فوائده" (1389) من طريق أبي عبد الرحمن عبد الله بن أبي بكر العتكي، عن شعبة، عن هارون، به. ثم قال: قال أبو عبد الرحمن العتكي: ثم لقيت هارون المعلم، فسألته عن هذا الحديث، فحدثنيه كما
حدثني به شعبة.
وقال الطبراني لم يروه عن شعبة إلا عبد الله بن أبي بكر.
وقال الحافظ في "أطراف المسند" 9/72 بعد إيراده هذا الحديث: وقال عبد الله: حدثنا محمد بن بشر، حدثنا عبد الله بن أبي بكر (وتحرف فيه إلى أبي كثير) العتكي، حدثنا هارون، به، نحوه، وقع هذا في مسد ابن عباس في الأصل. قلنا: الذي مرَّ في الموضع المشار إليه في التعليق على الحديث رقم
(2989) في مسد ابن عباس ما ذكرناه آنفاً من زيادات ابن القطيعي، رواه عن محمد بن يونس الكديمي، عن عبد الله بن أبي بكر العتكي، ليس فيه عبد الله ولا محمد بن بشر.
وأخرجه الحاكم 2/250 من طريق حماد- وهو ابن زيد- عن ببديل، به.
ووقع في المطبوع حماد بن بديل، وهو خطأ. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. قلنا: ولم يرد هذا الحديث في تلخيص الذهبي.
وسيرد برقم (25785) .
وقولهم (فروح) قال الطبري: اختلف القراء في قراءةِ ذلك، فقرأته عامة قرّاء الأمصار (فَرَوح) بفتح الراء بمعنى: فله يرد ... وقرأ ذلك الحسن البصري (فروح) بضم الراء بمعنى أن روحه تخرج في ريحانة.
وقال ابن الجوزي في "زاد المسير" 8/156-157 بتحقيقنا: الجمهور=(40/411)
24353 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ وَهُوَ يُخَاصِمُ فِي أَرْضٍ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: يَا أَبَا سَلَمَةَ، اجْتَنِبِ الْأَرْضَ، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ ظَلَمَ قِيدَ شِبْرٍ مِنَ الْأَرْضِ، طُوِّقَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ " (1)
__________
= يفتحون الراء، وفي معناها: الفرح أو الراحة، أو المغفرة، أو الجنة، أو روح من الغَمِّ الذي كانوا فيه، أو روح في القبر، أي: طيب نسيم. وقرأ أبو بكر الصديق وأبو رزين والحسن وعكرمة وابن يعمر، وقتادة ورويس عن يعقوب وابن أبي جريج عن الكسائي (فَرُوح) برفع الراء، وفي معنى هذه القراءة قولان أحدهما: أن معناها فرحمة، والثاني: فحياة وبقاء، قال الزجاج: معناه فحياة دائمة لا موت معها.
وفي الباب عن ابن عمر عند الطبراني في "الأوسط" (4431) وفي "الصغير" (608) أخرجه فيهما من طريق هارون بن سفيان المستملي، عن داود بن سليمان القارئ أبي سليمان الكُرَيْزي، عن حماد بن سلمة، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر قال: قرأت على النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سورة الواقعة، فلما بلغتُ: {فروح وريحان} قال لي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "فرُوح وريحان يا ابن عمر". هذا لفظ الطبراني في "الأوسط"، ولفظه في "الصغير": عن ابن عمر أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قرأ: {فرُوح وريحان} . قال الطبراني: لم يروه عن أيوب إلا حماد بن سلمة، ولا رواه عن
حماد إلا داود بن سليمان الكُرَيزي، تفرَّد به هارون بن سفيان. قلنا- وداود بن سليمان الكُريزي ذكره ابن حبان في "الثقات" 8/235. وقال: يُغرب ويخالف.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 5/156، وقال: رواه الطبراني في "الصغير" و"الأوسط"، ورجاله ثقات!
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد منقطع. يحيى- وهو ابنُ أبي كثير الطائي- لم يسمع هذا الحديث من أبي سَلَمة، إنما سمعه من محمد بن إبراهيم التيمي عنه، كما سيأتي في التخريج، وفي الرواية (24504) . قال=(40/412)
24354 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ يَعْنِي ابْنَ الْهَادِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ (1)
__________
= الحافظ في "الفتح" 5/105: وفي هذا الإسناد ما يُشعر بقلة تدليس يحيى بن أبي كثير، لأنه سمع الكثير من أبي سلمة، وحدث عنه هنا بواسطة محمد بن إبراهيم. قلنا: ورجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. يونُس: هو ابنُ محمد المؤدب، وأَبَان: هو ابنُ يزيد العطَّار.
وأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" (مسند علي) (291) من طريق يونس ابن محمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (6146) من طريق محمد بن المثنى، عن يحيى بن أبي كثير، به.
وأخرجه مسلم (1612) من طريق حبان بن هلال، والبيهقي في "السنن" 6/98- 99 من طريق سهل بن بكَّار، كلاهما عن أبان ين يزيد العطَّار، عن يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سَلَمة، به. وهذا إسناد متصل صحيح.
وأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" (270) من طريق أبي إسحاق مولى بني هاشم، عن أبي سَلَمة، وعليِّ بن الحسين الأكبر، به.
وأخرجه الخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (668) ، والدارقطني في "العلل" 5/ورقة 44، والذهبي في "معجم الشيوخ" 2/162 من طريق مروان بن معاوية الفزاري، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، به.
قال الدارقطني: وخالفه أصحاب هشام، رَووه عن هشام، عن أبيه، عن سعيد بن زيد، وهو الصواب.
قلنا. حديث سعيد بن زيد سلف برقم (1633) .
وحديث عائشة هذا سيأتي بالأرقام (24504) و (26143) و (26225) .
وسيكرر بإسناده ومتنه برقم (26224) .
وفي الباب عن عبد الله بن مسعود، سلف برقم (3767) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب، ونزيد عليها حديث وائل بن حجر، سلف برقم (18863) .
(1) لفظ عن أبيه ليس في (ظ2) و (ق) و (هـ) و (م) ، والمثبت من (ظ8) =(40/413)
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " مَاتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنَّهُ لَبَيْنَ حَاقِنَتِي وَذَاقِنَتِي، فَلَا أَكْرَهُ شِدَّةَ الْمَوْتِ لِأَحَدٍ أَبَدًا، بَعْدَ مَا رَأَيْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1)
24355 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، وَأَبُو النَّضْرِ، قَالَا: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أُسَامَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنِ الْمُطَّلِبِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ الْمُؤْمِنَ يُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَاتِ قَائِمِ اللَّيْلِ، صَائِمِ النَّهَارِ " (2)
__________
= وأطراف المسند 9/212.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يونس: هو ابن محمد المؤدب، ويزيد بن الهاد: أو يزيد بن عبد الله بن الهاد.
وأخرجه البخاري (4446) ، والنسائي في "المجتبى" 4/6-7، وفي
"الكبرى" (1956) و (7106) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (83) ، والبيهقي في
"الشعب" (10211) ، والبغوي في "شرح السنة" (1466) و (3827) من طرق
عن الليث، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (24039) .
(2) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، المطلب- وهو ابن عبد الله بن حنطب- لم يدرك عائشة، وعمرو بن أبي عمرو مولى المطلب حديثه حسن فيما ذكر الذهبي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يونس: هو ابن محمد المؤدب البغدادي، وأبو النضر: هو هاشم بن القاسم، والليل: هو ابن سعد.
وأخرجه الحاكم 1/60 من طريق أبي النضر، بهذا الإسناد. وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين! ووافقه الذهبي!
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4427) ، والبيهقي في "الشعب" (7988) ، والخطيب في "الموضح" 2/317- 318، والبغوي في=(40/414)
24356 - حَدَّثَنَا يُونُسُ قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ مُوسَى بْنِ سَرْجِسَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَمُوتُ وَعِنْدَهُ قَدَحٌ فِيهِ مَاءٌ، فَيُدْخِلُ يَدَهُ فِي الْقَدَحِ، ثُمَّ يَمْسَحُ وَجْهَهُ بِالْمَاءِ ثُمَّ يَقُولُ: " اللهُمَّ أَعِنِّي عَلَى سَكَرَاتِ الْمَوْتِ " (1)
__________
- "شرح السنة" (3500) من طرق عن الليث، به.
وأخرجه ابن حبان (480) ، وتمّام في "فوائده" (1071) من طريقين، عن عمرو بن أبي عمرو، به.
وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" 4/464، وابن عدي في "الكامل" 3/1076 من طريق عمان بن عدي الحمصي، عن زهير بن محمد، عن يحيى ابن سعيد، عن القاسم بن محمد، عن عائشة مرفوعاً، ولفظه عن ابن عدي: "إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة الساهر بالليل الصائم بالنهار". ويمان بن
عدي الحمصي ضعّفه أحمد والدارقطني وقال البخاري: في حديثه نظر، وقالت أبو حاتم: صدوق.
وسيأتي برقمي (25013) و (25537) .
وانظر (24204) ، وسيكرر من طريق هشام بن القاسم برقم (24595) .
وله شاهد من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف برقم (6648) .
وذكرنا هناك تتمة شواهده.
(1) إسناده ضعيف لجهالة حال موسى بن سرجس، فإنه لم يرو عنه سوى يزيد، وهو ابن عبد الله بن أسامة بن الهاد، ولم يؤثر توثيقه عن أحد. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يونس: هو ابن محمد المؤدب، وليث: هو ابن سعد.
وأخرجه ابن سعد 2/258، والخطيب في "تاريخه" 7/208 من طريق يونس، بهذا الإسناد.=(40/415)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه ابن أبي شيبة 10/258-259- ومن طريقه ابن ماجه (1623) عن يونس، عن ليث، عن يزيد- ونسبه ابن ماجه فقال: ابن أبي حبيب-، عن موسى به.
قال الحافظ في "النكت الظراف" 12/286-287: هذا حال يخالف جميع أصحاب الليث، فإنهم قالوا عن: عن يزيد ابن الهاد ... ، وذكر أن أحمد أخرجه عن يونس بن محمد- كما في هذه الرواية- ومنصور بن سلمة- كما سيرد (24416) - وهاشم بن القاسم كما سيرد (25176) ثلاثتهم عن الليث، عن يزيد ابن الهاد، وقال: فوقع الاختلاف فيه على يونس، لا من يونس، فاحتمل أن يكون من ابن ماجه، فلعله كان في أصله عن أبي بكر به غير منسوب، فنسبه من قبل نفسه لكون الليث مصرياً ويزيد بن أبي حبيب كذلك، ثم راجعت مسند ابن أبي شيبة، فوجدت الأمر كما ظننت، فأخرجه في مسند عائشة: حدثنا يونس بن محمد، حدثنا الليث، حدثنا يزيد، عن موسى بن سرجس فذكره. ويزيد هذا هو ابن الهاد لا ابن أبي حبيب.
وأخرجه الترمذي في "جامعه" (978) ، وفي "الشمائل" (369) ، والحاكم 2/465، والمزي في "تهذيبه" (ترجمة موسي بن سرجس) من طريق قتيبة بن سعيد، والنسائي في "الكبرى" (7101) و (10932) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (1093) - من طريق ابن وهب، وأبو يعلى (4510) و (4688) من طريق رشدين بن سعد، والحاكم 3/56-57 من طريق شعيب بن الليث وعبد الله بن عبد الحكم، خمستهم، عن الليث، به.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد! ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي!
وقال الترمذي: هذا حديث غريب.
وقد صح من طريق عمر بن سعيد، عن ابن أبي مليكة، عن أبي عمرو ذكوان مولى عائشة، عنها مطولاً في ذكر وفاة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند البخاري (4449) وفيه: وبين يديه ركوة، أو علبة- يشك عمر- فيها ماء، فجعل يدخل يديه في الماء، فيمسح بهما وجهه، يقول: "لا إله إليّ الله، إن للموت سكرات".=(40/416)
24357 - حَدَّثَنَا يُونُسُ قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُوتِرُ بِخَمْسِ سَجَدَاتٍ، لَا يَجْلِسُ بَيْنَهُنَّ حَتَّى يَجْلِسَ فِي الْخَامِسَةِ، ثُمَّ يُسَلِّمَ " (1)
24358 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ يَعْنِي ابْنَ أَبِي الْفُرَاتِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ، عَنْ عَائِشَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهَا أَخْبَرَتْهُ، أَنَّهَا سَأَلَتْ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الطَّاعُونِ، فَأَخْبَرَهَا نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَّهُ كَانَ عَذَابًا يَبْعَثُهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ، فَجَعَلَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ رَحْمَةً لِلْمُؤْمِنِينَ، فَلَيْسَ مِنْ عَبْدٍ يَقَعُ الطَّاعُونُ، (2) فَيَمْكُثُ فِي بَلَدِهِ صَابِرًا مُحْتَسِبًا، يَعْلَمُ أَنَّهُ لَمْ يُصِبْهُ إِلَّا مَا كَتَبَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ، إِلَّا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ الشَّهِيدِ " (3)
__________
= وسلف طرفه الأول في تخريج الرواية (24216) .
وسيرد بالأرقام (24416) و (24481) و (25176) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24239) غير أن شيخ أحمد هنا: هو يونس بن محمد المؤدب، وشيخه: هو الليث بن سَعْد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/284 من طريق يحيى، عن الليث، بهذا الإسناد.
قال السندي: قوله: يوتر بخمس سجدات، أي: خمس ركعات.
(2) في (م) وهامش (هـ) و (ظ2) فيه، وقد ضرب عليه في (ظ8) قلنا: وهو الموافق لرواية البخاري.
(3) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير داود بن أبي الفرات فمن رجال البخاري.(40/417)
24359 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ يَعْنِي ابْنَ أَبِي الْفُرَاتِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْمُونٍ الصَّائِغِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى وَهِيَ مُعْتَرِضَةٌ (1) بَيْنَ يَدَيْهِ، وَقَالَ: " أَلَيْسَ هُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ، وَأَخَوَاتِكُمْ، وَعَمَّاتِكُمْ " (2)
__________
= وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7527) من طريق يونس بن محمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه إسحاق بن راهويه (1353) و (1761) ، والبخاري (3474) و (5734) و (6619) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 19/206، والبغوي في "شرح السنة" (1442) من طرق عن داود بن أبي الفرات، به.
وسيأتي برقمي (25212) و (26139) .
وانظر (24527) و (25118) .
وفي الباب: عن جد عكرمة بن خالد المخزومي، وقد سلف برقم (15435) ، وعن شرحبيل بن حسنة، وقد سلف برقم (17753) ، وقد ذكرنا عندهما أحاديث الباب، ونزيد عليها حديث خزيمة بن ثابت سيرد 5/213.
(1) في (ظ8) وها من (هـ) : مستعرضة.
(2) صلاته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهي معترضةٌ بين يديه صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل إبراهيم بن ميمون الصائغ- وهو المروزي- فقد اختُلف فيه، فوثَّقه ابنُ مَعين والنسائي في رواية، وقال في أخرى وأبو زرعة: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال البخاري: ما أقرب حديثَه، وقال أبو حاتم: يكتب حديثُه ولا يحتجُّ به. وقال الحافظ في "التقريب": صدوق. قلنا: وقد توبع في
الفعلي منه. وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير داود بن أبي الفرات، فمن رجال البخاري. يونس: هو ابن محمد المؤدب، وعطاء: هو ابن أبي رباح.
وأخرجه الطيالسي- دون القولي منه- (1452) من طريق إياس بن دغفل،=(40/418)
24360 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ يَعْنِي ابْنَ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، (1) عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ اشْتَكَى أَصْحَابُهُ، وَاشْتَكَى أَبُو بَكْرٍ، وَعَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ، مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ، وَبِلَالٌ، فَاسْتَأْذَنَتْ عَائِشَةُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي عِيَادَتِهِمْ، فَأَذِنَ لَهَا، فَقَالَتْ لِأَبِي بَكْرٍ: كَيْفَ تَجِدُكَ؟ فَقَالَ:
[البحر الرجز]
كُلُّ امْرِئٍ مُصَبَّحٌ فِي أَهْلِهِ ... وَالْمَوْتُ أَدْنَى مِنْ شِرَاكِ نَعْلِهِ،
وَسَأَلَتْ عَامِرًا، فَقَالَ:
[البحر الرجز]
إِنِّي وَجَدْتُ الْمَوْتَ قَبْلَ ذَوْقِهِ ... إِنَّ الْجَبَانَ حَتْفُهُ مِنْ فَوْقِهِ،
وَسَأَلَتْ بِلَالًا، فَقَالَ:
__________
= عن عطاء بن أبي رباح، بهذا الإسناد. وإياس بن مغفل ثقة، وقد تابع إبراهيمَ ابنَ ميمون الصائغ.
وأخرجه إسحاق بن راهوية في "مسنده" (636) من طريق حجاج- وهو ابن أرطاة- عن عطاء، به، بلفظ: كان يصلي وعائشةُ بحذاه. قلنا: وحجاج بن أرطاة- وإن يكن ضعيفاً- متابع، كما سيرد في تخريج الرواية (25222) .
وسيرد برقم (25207) .
وسلف الفعلي منه بنحوه برقم (24088) ، وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
قال السندي: قوله: أليس هنَّ، أي: النساء، فكيف يقطعن الصلاة عليكم بمرورهن؟
(1) قوله: عن عروة، سقط من (ق) .(40/419)
[البحر الطويل]
يَا (1) لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَبِيتَنَّ لَيْلَةً ... بِفَجٍّ (2) وَحَوْلِي إِذْخِرٌ وَجَلِيلُ، (3)
فَأَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَتْهُ بِقَوْلِهِمْ، فَنَظَرَ إِلَى السَّمَاءِ، وَقَالَ: اللهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الْمَدِينَةَ، كَمَا حَبَّبْتَ إِلَيْنَا مَكَّةَ وَأَشَدَّ، اللهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي صَاعِهَا، وَفِي مُدِّهَا (4) ، وَانْقُلْ وَبَاءَهَا إِلَى مَهْيَعَةَ " وَهِيَ الْجُحْفَةُ كَمَا زَعَمُوا (5)
__________
(1) كذا في النسخ الخطية: يا. وفيه ثلم، حيث حذفت الفاء من فعولن.
وفي مصادر الحديث، والرواية التي ستكرر برقم (25856) : ألا بدل "يا"، وهو الجادة.
(2) في (م) : بفجّ، وهو خطأ، وفخ: وادٍ بمكة.
(3) الجليل: هو نبت الثّمام، وهو- كما في "المعجم الوسيط"- عُشب يسمو إلى مئة وخمسين سنتمتراً، فروعه مزدحمة متجمعة، والنَّورةُ سنبلةٌ مدلاَّة. يقولون: هو منك على طرف الثُّمام، أي: قريب سهلُ التناول.
(4) في (ق) و (هـ) : ومدِّها.
(5) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي بكر بن إسحاق بن يسار، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يونس: هو ابن محمد المؤدب، وليث: هو ابن سعد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (4272) و (7519) ، وابن حبان (5600) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 2/566-567، والمزي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة أبي بكر بن إسحاق بن يسار) من طرق عن ليث، بهذا الإسناد.
وسيكرر برقم (25856) .
وله طريق أخرى ستأتي برقم (26089) .
وسيرد بأسانيد صحيحة بالأرقام (24532) و (26240) و (26241) .
وسلف مختصرات برقم (24288) .
قال السندي: الجبان حتفه، أي: موته، أي إنه لا يباشر أسباب الموت=(40/420)
24361 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عَمَّارِ (1) بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ مُسْلِمٍ حَدَّثَهُ، أَنَّ عُرْوَةَ حَدَّثَهُ، أَنَّ عَمْرَةَ بِنْتَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَدَّثَتْهُ، أَنَّ عَائِشَةَ حَدَّثَتْهَا، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا زَنَتِ الْأَمَةُ فَاجْلِدُوهَا، وَإِنْ زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا، وَإِنْ زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا، ثُمَّ بِيعُوهَا وَلَوْ بِضَفِيرٍ " وَالضَّفِيرُ الْحَبْلُ (2)
__________
= حتى يجيئه الموت من بين يديه، وإنما يجيئه الموت بالغلبة والقهر من السماء.
بفخ: موضع عند مكة.
(1) في (ظ8) و (ظ2) و (ق) و (م) : عمارة، وهو خطأ، صوابه عمار، كما جاء في هامش (ظ8) و"أطراف المسند" و"تهذيب الكمال"، وفروعه.
(2) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عمار بن أبي فروة، فقد انفرد بالرواية عنه يزيد بن أبي حبيب، وقال البخاري: لا يتابع في حديثه، وذكره العقيلي وابن الجارود في "الضعفاء". ثم إنه خالف فيه الرواة عن الزهري.
فقد رواه مالك- كما سلف برقم (17057) - عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن زيد بن خالد الجهني وأبي هريرة.
ورواه ابن أخي الزهري- كما سلف برقم (19017) - والزبيدي- كما سلف برقم (19018) - كلاهما عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن شِبْل بن خليد المزني عن عبد الله بن مالك الأوسي.
وانظر تعليقنا على الرواية السالفة برقم (17042) .
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7264) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/433، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/136 من طريق شعيب بن الليث، وابن ماجه (2566) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة =(40/421)
24362 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُكَبِّرُ فِي الْعِيدَيْنِ سَبْعًا، وَخَمْسًا قَبْلَ الْقِرَاءَةِ " (1)
__________
= والتاريخ" 1/433 من طريق محمد بن رمح، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/433، والطبراني في "الأوسط" (8787) ، والمزي في "تهذيب الكمال" 20/21 من طريق عبد الله بن صالح، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/433، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/168 من طريق يحيي بن بكير، أربعتهم عن ليث بن سعد، بهذا الإسناد.
وخالفهم عيسى بن حماد زغبة، فرواه- كما عند النسائي في "الكبري" (7265) ، وابن عدي في "الكامل" 5/1729، والمزي في "تهذيب الكمال" 21/203 - عن الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عمار بن أبي فروة، عن الزهري، عن عروة وعمرة، عن عائشة، به. فقرن عمرة مع عروة.
وخالفهم كذلك شبابة -كما عند ابن أبي شيبة 14/159- فرواة عن الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عمار بن أبي فروة- في المطبوع: عمارة - عن عروة، عن عائشة. لم يذكر الزهري في الإسناد.
قال الدارقطني في "العلل" 5/الورقة 103، والمحفوظ ما قاله ابن بكير ومن تابعة.
وقد سلف من حديث أبي هريرة بإسناد صحيح كذلك برقم (7295) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: "ثم بيعوها"، أي: مع بيان العيب.
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لَهيعة ولاضطرابه فيه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سعيد مولى بني هاشم- وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري- فإنما روى له البخاري متابعة،=(40/422)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأصحاب السنن سوى الترمذي، ورواية أبي داود له هي في "فضائل الأنصار"، وهو ثقة. عُقَيْل: هو ابنُ خالد الأَيلي، وابنُ شهاب: هو الزهري.
واضطربَ فيه ابنُ لَهيعة:
فرواه عنه أبو سعيد مولى بني هاشم، كما في هذه الرواية، وعبد الله بن وَهْب كما عند ابن ماجه (1280) ، وأسد بن موسى، كما عند الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/344، وقُتيبة بن سعيد، كما عند أبي داود (1149) ، ومن طريقه البيهقي في "معرفة السنن والآثار" 5/71، وعمرو بن خالد، كما عند الدارقطني في "السنن" 2/46، والحاكم في "المستدرك" 1/298، والبيهقي في "السنن" 3/286-287، خمستُهم رَوَوْه عن ابن لَهيعة، فقال: عن عُقيل. زاد ابن وهب: سوى تكبيرتي الركوع، وزاد عمرو بن خالد: قبل القراءة.
ورواه عنه عبد الله بن وَهْب مرة أخرى، كما عند أبي داود (1150) ، وابن ماجه (1285) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/343-344، والدارقطني في "السنن" 2/47، والبيهقي في "السنن" 3/287، ويحيى بنُ إسحاق- وهو السَّيْلَحِيني- كما في الرواية الآتية برقم (24409) ، وأسدُ بنُ موسى كذلك، عند الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/344، وإسحاقُ بنُ عيسى، كما عند الدارقطني في "السنن" 2/46، والحاكم في "المستدرك" 1/298، أربعتُهم رَوَوْه عن ابنِ لَهيعة، فقال: عن خالد بن يزيد، وقرن ابنُ ماجه به عُقيلاً المذكور اَنفاَّ. ورواه عنه عبد الله بنُ يوسف، كما عند الطبراني في "الأوسط" (3139) ، والدارقطني في "السنن" 2/46، فقال: عن يزيد بن أبي حبيب ويونس. قال الطبراني: لم يروِ هذا الحديث عن الزُّهري إلا يونسُ ويزيدُ بن أبي حبيب وخالد بن يزيد، تفرَّد به ابنُ لهيعة. قلنا: قد رواه ابن لهيعة كذلك عن عقيل بن خالد، عن الزُّهري، كما هو ظاهر في هذه الرواية.
ورواه عنه سعيد بن كثير بن عفير، كما عند الطحاوي في "شرح معاني=(40/423)