سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَثَلُ الَّذِي يَلْعَبُ بِالنَّرْدِ ثُمَّ يَقُومُ فَيُصَلِّي مَثَلُ الَّذِي يَتَوَضَّأُ بِالْقَيْحِ وَدَمِ الْخِنْزِيرِ ثُمَّ يَقُومُ فَيُصَلِّي " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف، موسى بن عبد الرحمن الخطمي مجهول، واختلف عليه في إسناده كما سيأتي. الجُعيد: هو الجعد بن عبد الرحمن بن أوس، ومحمد بن كعب: هو القُرَظي.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/291-292، وأبو يعلى (1104) و (1150) ، والبيهقي في "السنن" 10/215، وفي "الشعب" (6500) من طريق مكي بن إبراهيم، بهذا الإسناد. وانفرد أبو يعلى فسمَّى عبد الرحمن في روايتيه: عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري، وعليه وضعه في مسند أبي سعيد الخدري.
وأخرجه الطبراني 22/ (748) ، ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" 6/198 من طريق حاتم بن إسماعيل، عن جعيد بن عبد الرحمن، عن موسى بن عبد الرحمن الخطمي أنه سمع محمد بن كعب القرظي وهو يسأل أباه عبد الرحمن: أخبرني ما سمعت أباك يحدث عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في شأن الميسر، فقال عبد الرحمن: سمعت أبي يقول: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "من لعب بالميسر، ثم قام يصلي ... " فذكره. فجعله من حديث أبي عبد الرحمن الخطمي، وعليه بوَّب.
وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/290 من طريق حاتم بن سليمان، عن موسى بن عبد الرحمن أنه سمع محمد بن كعب القرظي يسأل أباه عن الميسر، فقال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "من لعب بالميسر ... " فذكره.
فجعله من حديث عبد الرحمن الخطمي! قلنا: وحاتم بن سليمان لم نقف له على ترجمة.
وفي باب ذم اللعب بالنرد حديث بريدة الأسلمي، سلف برقم (22979) .
وحديث أبي موسى الأشعري، سلف برقم (19501) . وانظر تتمة شواهده عنده.(38/216)
23139 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ جُرَيٍّ النَّهْدِيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَقَدَ فِي يَدِهِ، أَوْ فِي يَدِ السُّلَمِيِّ فَقَالَ: " سُبْحَانَ اللهِ نِصْفُ الْمِيزَانِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ يَمْلَأُ الْمِيزَانَ، وَاللهُ أَكْبَرُ يَمْلَأُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، وَالطُّهُورُ نِصْفُ الْإِيمَانِ (1) ، وَالصَّوْمُ نِصْفُ الصَّبْرِ " (2)
23140 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَوْسٍ، عَنْ رَجُلٍ حَدَّثَهُ مُؤَذِّنُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: نَادَى مُنَادِي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي يَوْمٍ مَطِيرٍ: " صَلُّوا فِي الرِّحَالِ " (3)
23141 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ يَحْيَى بْنِ عُمَارَةَ بْنِ أَبِي حَسَنٍ، حَدَّثَتْنِي مَرْيَمُ ابْنَةُ إِيَاسِ بْنِ الْبُكَيْرِ، صَاحِبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهَا فَقَالَ: " أَعِنْدَكِ ذَرِيرَةٌ؟ "، قَالَتْ: نَعَمْ، فَدَعَا بِهَا فَوَضَعَهَا عَلَى بَثْرَةٍ بَيْنَ أَصَابِعِ رِجْلِهِ، ثُمَّ قَالَ: " اللهُمَّ مُطْفِئَ الْكَبِيرِ، وَمُكَبِّرَ الصَّغِيرِ،
__________
(1) في (م) و (ظ 2) و (ق) : الميزان، والمثبت من (ظ 5) .
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات غير جري بن كليب النهدي، وسلف الكلام عليه وعلى الحديث فيما سلف برقم (18287) .
وانظر (23073) .
(3) حديث صحيح، وسلف الكلام عليه عند مكرره برقم (17527) .(38/217)
أَطْفِئْهَا عَنِّي "، فَطُفِئَتْ (1)
23142 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ صَاحِبُ الزِّيَادِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّ رَجُلًا دَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَتَسَحَّرُ، فَقَالَ: " إِنَّ السَّحُورَ بَرَكَةٌ أَعْطَاكُمُوهَا اللهُ فَلَا تَدَعُوهَا " (2)
23143 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ أَبِي سُلَيْمَانَ،
__________
(1) إسناده إلى مريم بنت إياس صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين، وأما مريم فقد تفرد بالرواية عنها عمرو بن يحيى المازني، ومع ذلك فقد صحَّح حديثها هذا الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" كما في "الفتوحات الربانية" لابن علان 4/49، وقال بعد أن خرجه من طريق أحمد وغيره: فإن رواته من أحمد إلى منتهاه من رواة "الصحيحين" إلا مريم بنت إياس بن البكير صاحب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد اختُلف في صحبتها، وأبوها وأعمامها من كبار الصحابة ولأخيها محمد رؤية.
وأخرجه المزي في ترجمة مريم بنت إياس من "التهذيب" 35/305 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (1031) ، والحاكم 4/207 من طريق الحجاج بن محمد المصيصي، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (635) من طريق أبي عاصم، كلاهما عن ابن جريج، به. ووقع في رواية الحاكم: أظنها زينب يعني زوج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وصححه، ووقع عند ابن السني: "مريم بنت أبي كثير" وهو وهمٌ نبَّه عليه الحافظ.
قوله: "ذريرة" هي فتات قصب الطِّيب، يُجلَب من الهند.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه.
وسلف برقم (23113) عن محمد بن جعفر، عن شعبة.(38/218)
عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: اسْتَشْهَدَ عَلِيٌّ النَّاسَ فَقَالَ: أَنْشُدُ اللهَ رَجُلًا سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " اللهُمَّ مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ، اللهُمَّ وَالِ مَنْ وَالَاهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ "، قَالَ: فَقَامَ سِتَّةَ عَشَرَ رَجُلًا فَشَهِدُوا (1)
23144 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ يَعْنِي ابْنَ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَجُلَيْنِ (2) مِنْ بَنِي بَكْرٍ قَالَا: " خَطَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ بِمِنًى عَلَى رَاحِلَتِهِ "، وَنَحْنُ عِنْدَ يَدَيْهَا ـ قَالَ إِبْرَاهِيمُ: وَلَا أَحْسِبُهُ إِلَّا قَالَ ـ
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، أبو إسرائيل -وهو إسماعيل بن خليفة الملائي- ليس بذاك القوي، وأبو سلمان -وهو يزيد بن عبد الله مؤذن الحجاج- جهله الدارقطني. الحكم: هو ابن عُتيبة الكندي الكوفي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (4996) من طريق يحيى الحماني، والمزي في ترجمة أبي سلمان المؤذن من "تهذيب الكمال" 33/368 من طريق عبيد الله بن موسى، كلاهما عن أبي إسرائيل الملائي، بهذا الإسناد. لكن وقع في رواية الطبراني: اثنا عشر بدرياً، بدلاً من: ستة عشر رجلاً.
وأخرجه الطبراني (4985) من طريق إسماعيل بن عمرو البجلي، عن أبي إسرائيل، عن الحكم، عن أبي سليمان زيد بن وهب، عن زيد بن أرقم. كذا سمَّاه زيدَ بنَ وهب، وزاد فيه: قال زيد بن أرقم: فكنت فيمن كَتَم؛ فذهب بصري. قلنا: وإسماعيل بن عمرو البجلي ضعيف.
وانظر ما سلف من حديث زيد بن أرقم في مسنده برقم (19279) .
وفي الباب عن البراء بن عازب، سلف برقم (18479) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
(2) المثبت من (ظ 5) ، وفي (م) وبقية النسخ: عن رجل من بني بكر.(38/219)
عِنْدَ الْجَمْرَةِ (1)
23145 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ زَكَرِيَّا بْنَ سَلَّامٍ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَجُلٍ قَالَ: انْتَهَيْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ: " أَيُّهَا النَّاسُ، عَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ، وَإِيَّاكُمْ وَالْفُرْقَةَ، أَيُّهَا النَّاسُ، عَلَيْكُمْ
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح خلا صحابييه. يحيى: هو ابن سعيد القطان، إبراهيم بن نافع: هو المخزومي المكي، وابن أبي نجيح: هو عبد الله بن يسار المكي.
وأخرجه أبو داود (1952) ، ومن طريقه البيهقي 5/151 عن محمد بن العلاء، عن عبد الله بن المبارك، عن إبراهيم بن نافع، عن عبد الله بن أبي نجيح، عن أبيه، عن رجلين من بني بكر، قالا: رأينا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يخطب بين أوسط أيام التشريق، ونحن عند راحلته، وهي خطبة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ التي خطب بمنى.
وفي الباب عن سرَّاء بنت نبهان عند أبي داود (1953) ، وابن خزيمة (2973) ، والبيهقي 5/151 ولفظه: خطبنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم الرؤوس، فقال: "أي يوم هذا؟ " قلنا: الله ورسوله أعلم. قال: "أليس أوسط أيام التشريق؟ " -وزاد ابن خزيمة بعد هذا- قلنا: بلى. قال: "فإن دماءكم وأعراضكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا في بلدكم هذا، فليبلغ أدناكم أقصاكم، اللهم هل بلغت اللهم هل بلغت اللهم هل بلغت؟! ". وإسناده ضعيف فيه ربيعة بن
عبد الرحمن الغنوي مجهول.
قال العلامة ابن القيم في "زاد المعاد" 2/288: خطب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الناس بمنى خطبتين: خطبة يوم النحر، والخطبة الثانية في أوسط أيام التشريق، فقيل: هو ثاني يوم النحر، وهو أوسطها، أي: خيارها، واحتج من قال ذلك بحديث سرَّاء بنت نبهان ... فذكره. ويوم الرؤوس: هو ثاني يوم النحر بالاتفاق. قلنا: وسميَ بذلك لأنهم كانوا يأكلون فيه رؤوس الأضاحي. قاله الزمخشري.(38/220)
بِالْجَمَاعَةِ، وَإِيَّاكُمْ وَالْفُرْقَةَ "، ثَلَاثَ مِرَارٍ، قَالَهَا إِسْحَاقُ (1)
23146 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ (2) ، حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ جَدِّهِ عُرْوَةَ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُنَا أَنْ نَصْنَعَ الْمَسَاجِدَ فِي دُورِنَا، وَأَنْ نُصْلِحَ صَنْعَتَهَا وَنُطَهِّرَهَا " (3)
23147 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَلَامِ بْنِ عَمْرٍو الْيَشْكُرِيِّ،
__________
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة سلام والد زكريا.
ويشهد له حديث عمر عند الترمذي (2165) ، والنسائي في "الكبرى" (9225) . وإسناده حسن في الشواهد.
وفي باب لزوم جماعة المسلمين عامة عن عدة من الصحابة، انظر أحاديثهم عند حديث أبي الدرداء السالف برقم (21710) .
(2) تحرف ابن إسحاق إلى: أبي إسحاق، وشيخه عُمر إلى: عَمرو في (م) و (ظ 2) و (ق) ، والمثبت من (ظ 5) ، وأطراف المسند 8/308.
(3) إسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق وعمر بن عبد الله بن عروة، فقد روى عن الأخير جمعٌ وذكره ابن حبان في "ثقاته" وأخرج له الشيخان في "صحيحيهما" حديثاً واحداً متابعةً، وباقي رجال الإسناد. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.
وسيأتي في "المسند" برقم (26386) من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة. لكن اختلف في وصله وإرساله.
وانظر حديث سمرة بن جندب السالف برقم (20184) .
قوله: "نصلح صنعتها" قال السندي: بالإحكام وصرف المال الحلال، لا بالتزيين.(38/221)
عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِخْوَانُكُمْ فَأَصْلِحُوا إِلَيْهِمْ وَاسْتَعِينُوهُمْ عَلَى مَا غَلَبَكُمْ، وَأَعِينُوهُمْ عَلَى مَا غَلَبَهُمْ " (1)
23148 - حَدَّثَنَا (2) مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَلَّامِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " إِخْوَانُكُمْ أَحْسِنُوا إِلَيْهِمْ - أَوْ فَأَصْلِحُوا إِلَيْهِمْ - وَاسْتَعِينُوهُمْ عَلَى مَا غَلَبَكُمْ، وَأَعِينُوهُمْ عَلَى مَا غَلَبَهُمْ " (3)
23149 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ حَسَّانَ بْنَ بِلَالٍ يُحَدِّثُ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَسْلَمَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُمْ كَانُوا " يُصَلُّونَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَغْرِبَ، ثُمَّ يَرْجِعُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ، يَرْتَمُونَ يُبْصِرُونَ وَقْعَ سِهَامِهِمْ " (4)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة سلام بن عمرو اليشكري.
وانظر (20581) والحديث التالي لحديثنا.
قوله: "إخوانكم" أي: المماليك إخوانكم.
(2) هذا الحديث سقط من (م) وأثبتناه من الأصول الخطية.
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه. وهو مكرر الحديث السالف برقم (20581) . وانظر ما قبله.
(4) صحيح لغيره، وهذا إسناد قد خالف فيه شعبة غيره، فقال: عن أبي بشر، حسان بن بلال، ورواه هشيم بن بشير فيما سلف برقم (16415) ، وأبو عوانة سلف برقم (16416) عن أبي بشر، عن علي بن بلال، وهو الأشبه فيما قاله =(38/222)
23150 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يِسَافٍ، عَنْ زَاذَانَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْأَنْصَارِ، قَالَ ـ قَالَ شُعْبَةُ أَوْ قَالَ: رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ ـ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَلَاةٍ وَهُوَ يَقُولُ: " رَبِّ اغْفِرْ لِي ـ قَالَ شُعْبَةُ: أَوْ قَالَ: اللهُمَّ اغْفِرْ لِي ـ وَتُبْ عَلَيَّ، إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الْغَفُورُ "، مِائَةَ مَرَّةٍ (1)
__________
= البخاري في "التاريخ الكبير" 6/263، وعلي بن بلال مجهول الحال، وأما حسان ابن بلال فهو ثقة، روى له أصحاب السنن غير أبي داود. أبو بشر: هو جعفر بن إياس أبي وحشية.
وأخرجه المزي في ترجمة حسان بن بلال من "التهذيب" 6/15-16 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 1/259 من طريق محمد بن جعفر، به.
وفي الباب عن أبي طريف، سلف برقم (15437) . وانظر تتمة الشواهد عنده.
قال السندي: قوله: "يرتمون" افتعال من الرمي.
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير صحابيه. حصين: هو ابن عبد الرحمن السلمي.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (104) من طريق خالد بن الحارث، عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (2019) ، وفي "مصنفه" 10/234-235 و13/462 من طريق محمد بن فضيل وعبد الله بن إدريس، والنسائي (103) من طريق ابن فضيل، و (105) من طريق عباد بن العوام، و (106) من طريق عبد العزيز بن مسلم، أربعتهم عن حصين بن عبد الرحمن، به. وجاء في رواية ابن فضيل وابن إدريس: دبر الصلاة، وفي رواية عباد: صلى الضحى فلما جلس، فذكره، ونحوها رواية عبد العزيز. =(38/223)
23151 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْأَشْعَثِ بْنِ سُلَيْمٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا فِي إِمْرَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا فِي سُوقِ عُكَاظٍ يَقُولُ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، قُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ تُفْلِحُوا "، وَرَجُلٌ يَتْبَعُهُ يَقُولُ: إِنَّ هَذَا يُرِيدُ أَنْ يَصُدَّكُمْ عَنْ آلِهَتِكُمْ، فَإِذَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو جَهْلٍ (1)
23152 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ الثَّقَفِيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ ثَقِيفٍ أَعْوَرَ يُقَالُ لَهُ: مَعْرُوفٌ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ خَيْرًا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْوَلِيمَةُ حَقٌّ، وَالْيَوْمُ الثَّانِي مَعْرُوفٌ، وَالْيَوْمُ الثَّالِثُ سُمْعَةٌ وَرِيَاءٌ " (2)
__________
= وخالفهم جميعاً خالد بن عبد الله الطحان فيما أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (619) ، والنسائي (107) ، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (387) من طريقه فقال: عن حصين، عن هلال، عن زاذان، عن عائشة قالت: صلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الضحى ثم قال ... فذكره. قال النسائي عقبه: حديث شعبة وعبد العزيز ابن مسلم وعباد بن العوام أولى عندنا بالصواب من حديث خالد.
وفي باب استغفاره صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عموماً، سلف من حديث ابن عمر برقم (4726) ، وذُكِرت شواهده هناك.
(1) إسناده صحيح. وسلف مطولاً برقم (16603) .
(2) إسناده ضعيف لجهالة عبد الله بن عثمان الثقفي.
وسلف برقم (20324) و (20325) من طريق همام بن يحيى العوذي.
قوله: "يقال له معروف" أي: أنه أثني عليه بالمعروف، وسمي الصحابي في الروايتين المذكورتين زهير بن عثمان.(38/224)
23153 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ (1) أَبِي الزَّعْرَاءِ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " كَانَتْ تُعْرَفُ قِرَاءَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الظُّهْرِ بِتَحْرِيكِ لِحْيَتِهِ " (2)
23154 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ أَبِي عَلَى صِهْرٍ لَنَا مِنَ الْأَنْصَارِ فَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ، فَقَالَ: يَا جَارِيَةُ ائْتِنِي بِوَضُوءٍ لَعَلِّي أُصَلِّي، فَأَسْتَرِيحَ، فَرَآنَا أَنْكَرْنَا ذَاكَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " قُمْ يَا بِلَالُ، فَأَرِحْنَا بِالصَّلَاةِ " (3)
__________
(1) تحرف في (م) و (ظ 2) و (ق) إلى: بن.
(2) إسناده صحيح. سفيان: هو الثوري، وأبو الزَّعراء: هو عمرو بن عمرو ابن مالك الجشمي، وأبو الأحوص: هو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/362 عن وكيع، عن سفيان، بهذا الإسناد.
وفي الباب عن خباب بن الأرت، سلف برقم (21056) .
(3) رجاله ثقات، لكن اختلف فيه على سالم بن أبي الجعد.
وأخرجه الدارقطني في "العلل" 4/121-122 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (4986) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 6/383 من طريق محمد بن كثير، والخطيب في "تاريخ بغداد" 10/443-444 من طريق عبد الله بن رجاء الغداني، كلاهما عن إسرائيل، به.
وأخرجه الطحاوي في "شرح المشكل" (5549) عن يزيد بن سنان، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري، عن عثمان بن المغيرة، به. =(38/225)
23155 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " اتْرُكُوا الْحَبَشَةَ مَا تَرَكُوكُمْ، فَإِنَّهُ لَا يَسْتَخْرِجُ كَنْزَ الْكَعْبَةِ إِلَّا ذُو السُّوَيْقَتَيْنِ مِنَ الْحَبَشَةِ " (1)
__________
= وأخرجه الدارقطني في "العلل" 4/121، ومن طريقه الخطيب في "تاريخه" 10/443 من طريق أحمد بن سنان، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري، عن عثمان بن المغيرة، عن سالم بن أبي الجعد، عن محمد ابن الحنفية عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلاً لم يذكر صهره من الأنصار. وقال الخطيب: وهو المحفوظ عن الثوري.
وأخرجه مسدد في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (1310) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2396) ، والطبراني في "الكبير" (6215) ، والخطيب في "تاريخه" 10/444 من طريق أبي حمزة الثمالي ثابت بن أبي صفية، عن سالم بن أبي الجعد، به. ووقع عند مسدد والطبراني فيه قصة.
وأخرجه الدارقطني: في "العلل" 4/121، والخطيب في "تاريخه" 10/443 من طريق أبي خالد القرشي -عن سفيان الثوري، عن عثمان بن المغيرة، عن سالم ابن أبي الجعد، عن ابن الحنفية، عن علي ...
قال الدارقطني: لم يسنده عن علي غير أبي خالد القرشي. ومثله قال الخطيب. قلنا: وأبو خالد القرشي -وهو عبد العزيز بن أبان- متروك.
وأخرجه الدارقطني في "العلل" 4/122، والخطيب في "تاريخه" 10/444 من طريق الحسين بن علوان، عن أبي حمزة الثمالي، عن سالم بن أبي الجعد، عن محمد ابن الحنفية، عن بلال. وإسناده تالف جداً.
وانظر (23088) .
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن في الشواهد من أجل موسى بن جبير، =(38/226)
23156 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يِسَافٍ، عَنْ ذَكْوَانَ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ قَالَ: عَادَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا بِهِ جُرْحٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ادْعُوا لَهُ طَبِيبَ بَنِي فُلَانٍ "، قَالَ: فَدَعَوْهُ فَجَاءَ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَيُغْنِي الدَّوَاءُ شَيْئًا؟ فَقَالَ: " سُبْحَانَ اللهِ، وَهَلْ أَنْزَلَ اللهُ مِنْ دَاءٍ فِي الْأَرْضِ، إِلَّا جَعَلَ لَهُ شِفَاءً " (1)
__________
= فقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطىء ويخالف. أما الذهبي، فقال في "الكاشف": ثقة!
وأخرجه أبو داود (4309) ، والحاكم 4/453، والبيهقي 9/176 من طريق أبي عامر العقدي، عن زهير بن محمد، عن موسى بن جبير، عن أبي أمامة بن سهل، عن عبد الله بن عمرو. مسمًّى.
وقد سلف حديث عبد الله بن عمرو في مسنده برقم (7053) من طريق مجاهد عنه، ولفظه: "يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة، ويسلبها حليتها، ويجردها من كسوتها، ولكأني أنظر إليه أُصَيلعَ أُفَيدِع، يضرب عليها بِمِسْحَاتِه ومِعوله".
وفي باب قصة الحبشة عن أبي سُكينة رجل من المحرَّرين، عن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند أبي داود (4302) ، والنسائي ضمن حديث 6/43-44، والبيهقي 9/176. ولفظه: "دعوا الحبشة ما ودعوكم، واتركوا الترك ما تركوكم".
وإسناده حسن. وعن عمرو بن عوف المزني عند ابن عدي في "الكامل" 6/2082، وإسناده ضعيف.
ولقصة ذي السويقتين انظر حديث أبي هريرة السالف برقمي (8094) و (9405) .
قوله: "اتركوا الحبشة" أي: لا تتعرضوا لهم مدة تركهم لكم لما يُخاف من شرهم.
(1) إسناده صحيح. سفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر، وذكوان: هو أبو صالح السمان. =(38/227)
23157 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ ذِي مِخْمَرٍ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " سَتُصَالِحُكُمُ الرُّومُ صُلْحًا آمِنًا، ثُمَّ تَغْزُونَ وَهُمْ عَدُوًّا فَتُنْصَرُونَ، وَتَسْلَمُونَ وَتَغْنَمُونَ، ثُمَّ تَنْصَرِفُونَ حَتَّى تَنْزِلُوا بِمَرْجٍ ذِي تُلُولٍ، فَيَرْفَعُ رَجُلٌ مِنَ النَّصْرَانِيَّةِ صَلِيبًا، فَيَقُولُ: غَلَبَ الصَّلِيبُ، فَيَغْضَبُ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَيَقُومُ إِلَيْهِ فَيَدُقُّهُ، فَعِنْدَ ذَلِكَ تَغْدِرُ الرُّومُ، وَيَجْمَعُونَ لِلْمَلْحَمَةِ " (1)
23158 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ (2)
__________
= وأخرجه ابن أبي شيبة 8/1 عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن هلال، قال: جرح رجل على عهد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فذكره مرسلاً.
وفي الباب عن عبد الله بن مسعود، سلف برقم (3578) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
قوله: "إلا جعل له شفاء" أي: دواءً يكون سبباً للشفاء. قاله السندي.
(1) إسناده صحيح. وهو مكرر (16825) .
قال السندي: قوله: "تغزون وهم" أي: أنتم وهم.
"بمرج" بسكون الراء، أي: بمرعى.
"تلول" بضمتين وخفة لام، جمع تل: بفتح فشدة: كل ما اجتمع على الأرض من تراب.
"غلب الصليب" أي: غلب دين النصارى، يقوله افتخاراً، أو لإبطال الصلح وإيقاع المسلمين في الغيظ.
(2) في (م) والنسخ الخطية: بن أبي سليمان، بزيادة "أبي" وهو خطأ كما بيناه عند الرواية (16643) .(38/228)
سُلَيْمَانَ مَدِينِيٌّ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ خُبَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمِّهِ قَالَ: كُنَّا فِي مَجْلِسٍ فَطَلَعَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى رَأْسِهِ أَثَرُ مَاءٍ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، نَرَاكَ طَيِّبَ النَّفْسِ قَالَ: " أَجَلْ "، قَالَ: ثُمَّ خَاضَ الْقَوْمُ فِي ذِكْرِ الْغِنَى، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا بَأْسَ بِالْغِنَى لِمَنْ اتَّقَى اللهَ، وَالصِّحَّةُ لِمَنْ اتَّقَى اللهَ خَيْرٌ مِنَ الْغِنَى، وَطِيبُ النَّفْسِ مِنَ النِّعَمِ (1) " (2)
23159 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ: رَأَيْتُ رَجُلًا بِالْمَدِينَةِ وَقَدْ طَافَ النَّاسُ بِهِ وَهُوَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَإِذَا رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فَسَمِعْتُهُ وَهُوَ يَقُولُ: " إِنَّ مِنْ بَعْدِكُمُ الْكَذَّابَ الْمُضِلَّ، وَإِنَّ رَأْسَهُ مِنْ بَعْدِهِ حُبُكٌ حُبُكٌ حُبُكٌ ـ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ـ وَإِنَّهُ سَيَقُولُ: أَنَا رَبُّكُمْ، فَمَنْ قَالَ: لَسْتَ رَبَّنَا، لَكِنَّ رَبَّنَا اللهُ عَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا، وَإِلَيْهِ أَنَبْنَا، نَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شَرِّكَ لَمْ يَكُنْ لَهُ عَلَيْهِ سُلْطَانٌ " (3)
__________
(1) في "أطراف المسند" 8/289: النعيم.
(2) إسناده حسن. وهو مكرر (16643) .
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه، وهذا المحفوظ عن أيوب -وهو السختياني- أن صحابيه غير مسمى، وتابع حماد بن زيد على ذلك إسماعيلُ ابن علية كما في الرواية الآتية برقم (23487) ، وخالف حماداً وإسماعيل معمرٌ، فقد سمَّى صحابيه هشامَ بن عامر كما في الرواية السالفة برقم (16260) ، وأبو قلابة لم يسمع من هشام بن عامر، وهنا قد صرح بسماعه من صحابي هذا الحديث، فالقول قول حماد وإسماعيل، والله أعلم.(38/229)
23160 - حَدَّثَنَا أَبُو قَطَنٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنْ جُرَيٍّ النَّهْدِيِّ قَالَ: لَقِيتُ شَيْخًا مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ بِالْكُنَاسَةِ فَحَدَّثَنِي، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَدَّ خَمْسًا فِي يَدِهِ، أَوْ فِي يَدِي، قَالَ: " التَّسْبِيحُ نِصْفُ الْمِيزَانِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ يَمْلَؤُهُ، وَالتَّكْبِيرُ يَمْلَأُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، وَالصَّوْمُ نِصْفُ الصَّبْرِ، وَالطُّهُورُ نِصْفُ الْإِيمَانِ " (1)
23161 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ الْأَحْنَفِ قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا أَطُوفُ بِالْبَيْتِ إِذْ لَقِيَنِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ فَقَالَ: أَلَا أُبَشِّرُكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: أَتَذْكُرُ إِذْ بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى قَوْمِكَ بَنِي سَعْدٍ أَدْعُوهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ؟ قَالَ: فَقُلْتُ: أَنْتَ وَاللهِ مَا قَالَ إِلَّا خَيْرًا، وَلَا أَسْمَعُ إِلَّا حُسْنًا، فَإِنِّي رَجَعْتُ فَأَخْبَرْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَقَالَتِكَ، قَالَ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لِلْأَحْنَفِ "، قَالَ: فَمَا أَنَا بشَيْءٍ أَرْجَى مِنِّي لهَا (2)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات غير جري بن كليب النهدي، فقد تكلمنا عليه فيما سلف برقم (18287) . أبو قطن: هو عمرو بن الهيثم بن قطن، ويونس: هو ابن أبي إسحاق السبيعي.
وانظر (23073) .
قوله: "بالكُناسة" بالضم: محلة بالكوفة. قاله ياقوت.
(2) إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد، وهو ابن جدعان. الحسن: هو البصري.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/50، وفي "الأوسط" 1/185، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/230، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1225) ، والطبراني في "الكبير" (7285) ، والحاكم 3/614، وابن =(38/230)
23162 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنِي أَبُو جَعْفَرٍ الْخَطْمِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ السَّائِبِ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنَا قُرَيْظَةَ أَنَّهُمْ " عُرِضُوا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَمَنَ قُرَيْظَةَ، فَمَنْ كَانَ نَبَتَتْ عَانَتُهُ قُتِلَ، وَمَنْ لَا تُرِكَ " (1)
23163 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَمٍّ لَهُ، أَنَّهُ أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: قُلْ لِي قَوْلًا يَنْفَعُنِي وَأَقْلِلْ لَعَلِّي أَعِيهِ، قَالَ: " لَا تَغْضَبْ "، فَعَادَ لَهُ مِرَارًا، كُلُّ ذَلِكَ يُرْجِعُ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنْ لَا تَغْضَبْ " (2)
__________
= الأثير في "أسد الغابة" 1/68-69 من طريق حجاج بن المنهال، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. ونسب الصحابي عندهم جميعاً ليثيّاً لا سُلمياً.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 7/93-94 عن سليمان بن حرب، عن حماد بن زيد، عن علي بن زيد، به. قلنا: كذا وقع عنده: حماد بن زيد، وسليمان بن حرب يروي عن الحمَّادين.
قال السندي: قوله: "فقلتَ أنت" خطاب للأحنف.
"والله ما قال إلا خيراً" أي: النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والجملة مقول للأحنف.
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف سلف الكلام عليه عند الرواية (19002) .
بهز: هو ابن أسد العمي، وحماد: هو ابن سلمة، وأبو جعفر الخطمي: هو عمير بن يزيد بن عمير الأنصاري.
(2) إسناده صحيح. أبو كامل: هو مظفر بن مدرك، وزهير: هو ابن معاوية أبو خيثمة الجُعفي.
وأخرجه البيهقي في "الشعب" (8280م) من طريق أبي النضر هاشم بن القاسم، عن زهير أبي خيثمة، بهذا الإسناد =(38/231)
23164 - حَدَّثَنَا أَبُو قَطَنٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنِي وَالِدِي، قَالَ: غَدَوْتُ لِحَاجَةٍ فَإِذَا أَنَا بِجَمَاعَةٍ فِي السُّوقِ، فَمِلْتُ إِلَيْهِمْ فَإِذَا رَجُلٌ يُحَدِّثُهُمْ وَصْفَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَوَصْفَ صِفَتِهِ، قَالَ: فَعَرَضْتُ لَهُ عَلَى قَارِعَةِ الطَّرِيقِ بَيْنَ عَرَفَاتٍ وَمِنًى، فَرُفِعَ لِي فِي رَكْبٍ فَعَرَفْتُهُ بِالصِّفَةِ، قَالَ: فَهَتَفَ بِي رَجُلٌ: أَيُّهَا الرَّاكِبُ خَلِّ عَنْ وُجُوهِ الرِّكَابِ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ذَرُوا الرَّاكِبَ فَأَرِبٌ مَا لَهُ "، قَالَ: فَجِئْتُ حَتَّى أَخَذْتُ بِزِمَامِ النَّاقَةِ، أَوْ خِطَامِهَا، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، حَدِّثْنِي ـ أَوْ خَبِّرْنِي ـ بِعَمَلٍ يُقَرِّبُنِي مِنَ الْجَنَّةِ، وَيُبَاعِدُنِي مِنَ النَّارِ، قَالَ: " أَوَذَلِكَ أَعْمَلَكَ، أَوْ أَنْصَبَكَ؟ "، قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: " فَاعْقِلْ إِذًا ـ أَوْ افْهَمْ ـ تَعْبُدُ اللهَ لَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ، وَتَحُجُّ الْبَيْتَ، وَتَأْتِي إِلَى النَّاسِ مَا تُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْكَ، وَتَكْرَهُ لِلنَّاسِ مَا تَكْرَهُ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْكَ، خَلِّ زِمَامَ النَّاقَةِ، أَوْ خِطَامَهَا "، قَالَ أَبُو قَطَنٍ: فَقُلْتُ لَهُ: سَمِعْتَهُ مِنْهُ أَوْ سَمِعْتَهُ مِنَ الْمُغِيرَةِ؟ قَالَ: نَعَمْ (1)
23165 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عِمْرَانَ قَالَ: قُلْتُ لِجُنْدُبٍ إِنِّي بَايَعْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ عَلَى أَنْ أُقَاتِلَ أَهْلَ الشَّامِ، قَالَ: فَلَعَلَّكَ تُرِيدُ أَنْ تَقُولَ: أَفْتَانِي
__________
= وانظر (15964) .
(1) إسناده ضعيف سلف الكلام عليه برقم (15883) و (15884) .
وانظر ما سلف برقم (16705) .(38/232)
جُنْدُبٌ، وَأَفْتَانِي جُنْدَبٌ قَالَ: قُلْتُ مَا أُرِيدُ ذَاكَ إِلَّا لِنَفْسِي، قَالَ: افْتَدِ بِمَالِكَ، قُلْتُ: إِنَّهُ لَا يُقْبَلُ مِنِّي، قَالَ: إِنِّي قَدْ كُنْتُ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غُلَامًا حَزَوَّرًا، وَإِنَّ فُلَانًا أَخْبَرَنِي أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَجِيءُ الْمَقْتُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُتَعَلِّقًا بِالْقَاتِلِ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ سَلْهُ فِيمَ قَتَلَنِي، فَيَقُولُ: فِي مُلْكِ فُلَانٍ "، فَاتَّقِ (1) لَا تَكُونُ ذَلِكَ الرَّجُلَ (2)
23166 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ الْمَخْزُومِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، أَوْ عَمِّهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ: " إِذَا وَقَعَ الطَّاعُونُ بِأَرْضٍ وَلَسْتُمْ بِهَا فَلَا تَهْجُمُوا عَلَيْهَا، وَإِذَا وَقَعَ بِهَا وَأَنْتُمْ بِهَا فَلَا تَخْرُجُوا مِنْهَا " (3)
__________
(1) [[قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: سقط هنا الهامش في المطبوع]]
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد ابن سلمة، فمن رجال مسلم. بهز: هو ابن أسد العمي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (1677) من طريقين عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وانظر (16600) .
قوله: "حزوراً" قال السندي: بفتحات وتشديد الواو، أو بفتح فسكون بلا تشديد، أي: قريباً إلى البلوغ.
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف سلف الكلام عليه عند الرواية (15435) .
أبو كامل: هو المظفر بن مدرك الخراساني.(38/233)
23167 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ أَوْسٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّ رَجُلًا مِنْ ثَقِيفٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ مُؤَذِّنَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي يَوْمٍ مَطِيرٍ يَقُولُ: " حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، صَلُّوا فِي رِحَالِكُمْ " (1)
23168 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ حَدَّثَهُ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ أَضْجَعَ أُضْحِيَّتَهُ لِيَذْبَحَهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلِرَّجُلِ: " أَعِنِّي عَلَى ضَحِيَّتِي "، فَأَعَانَهُ (2)
23169 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي يُوسُفُ بْنُ
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. ابن جريج: هو عبد الملك ابن عبد العزيز.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (1925) .
وقد سلف برقم (15433) .
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه. هاشم: هو ابن القاسم الليثي، والليث: هو ابن سعد، وأبو الخير: هو مرثد بن عبد الله اليزني المصري.
وأخرجه أحمد بن منيع في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (6492) عن أبي النضر هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولاً الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (6493) عن يونس بن محمد، عن الليث، به. وأورد فيه قصة.
وانظر "فتح الباري" 10/19.(38/234)
الْحَكَمِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ (1) ، أَنَّ حَفْصَ بْنَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَعَمْرَو بْنَ حَيَّةَ (2) أَخْبَرَاهُ، عَنْ عُمَرَ (3) بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ (4) رِجَالٍ مِنَ الْأَنْصَارِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْفَتْحِ وَالنَّبِيُّ فِي مَجْلِسٍ قَرِيبٍ مِنَ الْمَقَامِ، فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، إِنِّي نَذَرْتُ لَئِنْ فَتَحَ اللهُ لِلنَّبِيِّ وَالْمُؤْمِنِينَ مَكَّةَ لَأُصَلِّيَنَّ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ، وَإِنِّي وَجَدْتُ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الشَّامِ هَاهُنَا فِي قُرَيْشٍ مُقْبِلًا مَعِي وَمُدْبِرًا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَاهُنَا فَصَلِّ "، فَقَالَ الرَّجُلُ قَوْلَهُ هَذَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، كُلُّ ذَلِكَ يَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَاهُنَا فَصَلِّ "، ثُمَّ قَالَ (5) الرَّابِعَةَ مَقَالَتَهُ هَذِهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اذْهَبْ فَصَلِّ فِيهِ، فَوَالَّذِي بَعَثَ مُحَمَّدًا بِالْحَقِّ، لَوْ صَلَّيْتَ هَاهُنَا لَقَضَى عَنْكَ ذَلِكَ كُلَّ صَلَاةٍ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ "، (6)
__________
(1) تحرف في (م) إلى: سنان.
(2) في (م) و (ظ 2) و (ق) : حنة، والمثبت من (ظ 5) و"التهذيب"، وكلاهما جائز.
(3) تحرف في (م) إلى: عمرو.
(4) المثبت من "المصنف" لعبد الرزاق و"أطراف المسند" 8/313-314 ومن "التهذيب"، وجاء في (م) والنسخ الخطية: وعن.
(5) في الأصول: قالها، والمثبت من "المصنف" و (م) .
(6) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة يوسف بن الحكم ومن فوقه. ابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز.
وأخرجه المزي في ترجمة حفص بن عمر بن عبد الرحمن من "تهذيب الكمال" 7/31 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. =(38/235)
23170 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي يُوسُفُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، أَنَّ حَفْصَ بْنَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَعَمْرَو بْنَ حَيَّةَ أَخْبَرَاهُ، عَنْ عُمَرَ (1) بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَهُ، وَقَالَ: هَاهُنَا فِي قُرَيْشٍ خَفِيرٌ لِي مُقْبِلًا وَمُدْبِرًا، فَقَالَ: " هَاهُنَا فَصَلِّ "، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (2)
23171 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَوْصِنِي؟ قَالَ: " لَا تَغْضَبْ "، قَالَ: قَالَ الرَّجُلُ: فَفَكَّرْتُ
__________
= وهو في "مصنف" عبد الرزاق (15890) .
وأخرجه أبو داود (3306) من طريق أبي عاصم النبيل وروح بن عبادة، عن جريج، به. وقال: رواه الأنصاري، عن ابن جريج، فقال: جعفر بن عمر، قال: أخبراه عن عبد الرحمن بن عوف وعن رجال من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وانظر الحديث التالي.
وفي الباب عن جابر بن عبد الله، سلف بسند قوي برقم (14919) .
(1) تحرف في (م) إلى: عمرو.
(2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه. محمد بن بكر: هو البرساني.
وأخرجه المزي في ترجمة حفص بن عمر بن عبد الرحمن من "تهذيب الكمال" 7/32 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
قوله: "الخفير" هو من يكون الإنسان في أمانه. قاله السندي.(38/236)
حِينَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا قَالَ، فَإِذَا الْغَضَبُ يَجْمَعُ الشَّرَّ كُلَّهُ (1)
23172 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُ النَّاسَ يُعْرَضُونَ عَلَيَّ وَعَلَيْهِمْ قُمُصٌ، مِنْهَا مَا يَبْلُغُ الثَّدْيَ، وَمِنْهَا مَا يَبْلُغُ أَسْفَلَ مِنْ ذَلِكَ، فَعُرِضَ عَلَيَّ عُمَرُ وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ يَجُرُّهُ "، قَالُوا: فَمَا أَوَّلْتَ ذَاكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " الدِّينُ " (2)
23173 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ،
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه. حميد بن عبد الرحمن: هو ابن عوف الزهري.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (20286) ، ومن طريقه أخرجه البيهقي في "السنن" 10/105.
وسيأتي برقم (23468) عن سفيان بن عيينة، عن الزهري.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/905 عن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن.
أن رجلاً أتى إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فذكره مرسلاً.
وفي الباب عن ابن عَمرو، سلف برقم (6635) ، وذُكِرت شواهده هناك.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، وصحابيه: هو أبو سعيد الخدري كما جاء مصرحاً به من طريق صالح بن كيسان وغيره عن الزهري في الرواية السالفة برقم (11814) .
والحديث في "مصنف" عبد الرزاق (20385) ، ومن طريقه أخرجه الترمذي (2285) .
وأخرجه عبد الله بن أحمد في زياداته على "فضائل الصحابة" لأبيه (366) عن محمد بن عباد المكي، عبد الله بن معاذ، عن معمر، بهذا الإسناد.(38/237)
عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: " اللهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَعَلَى أَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَعَلَى أَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ "، قَالَ ابْنُ طَاوُسٍ: وَكَانَ أَبِي يَقُولُ مِثْلَ ذَلِكَ (1)
23174 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو الْقُرَشِيِّ، حَدَّثَنِي مَنْ شَهِدَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَمَرَ بِرَجْمِ رَجُلٍ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، فَلَمَّا أَصَابَتْهُ الْحِجَارَةُ فَرَّ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " فَهَلَّا تَرَكْتُمُوهُ " (2)
23175 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ الصَّنْعَانِيُّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، حَدَّثَنِي فَنَّجُ قَالَ: كُنْتُ أَعْمَلُ فِي الدَّيْنَبَاذِ وَأُعَالِجُ فِيهِ، فَقَدِمَ يَعْلَى بْنُ أُمَيَّةَ
__________
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه فإنه مبهم، إلا أن يكون أبا حميد الساعدي، وعندها فإن الإسناد منقطع؛ فقد روى مالك الحديث عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبيه، عن عمرو بن سُليم الزُّرَقي أنه قال: أخبرني أبو حميد الساعدي ... فذكره نحوه. وستأتي رواية مالك برقم (23600) .
وأما رواية عبد الرزاق هذه فهي في "مصنفه" (3103) ، ومن طريقه أخرجها الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2239) .
وفي الباب عن أبي سعيد، سلف برقم (11433) ، وذُكِرت شواهده هناك.
(2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر (16585) .(38/238)
أَمِيرًا عَلَى الْيَمَنِ، وَجَاءَ مَعَهُ رِجَالٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَنِي رَجُلٌ مِمَّنْ قَدِمَ مَعَهُ، وَأَنَا فِي الزَّرْعِ أَصْرِفُ الْمَاءَ فِي الزَّرْعِ، وَمَعَهُ فِي كُمِّهِ جَوْزٌ، فَجَلَسَ عَلَى سَاقِيَةٍ مِنَ الْمَاءِ، وَهُوَ يَكْسِرُ مِنْ ذَلِكَ الْجَوْزِ وَيَأْكُلُهُ، ثُمَّ أَشَارَ إِلَى فَنَّجَ فَقَالَ: يَا فَارِسِيُّ هَلُمَّ، فَدَنَوْتُ مِنْهُ، فَقَالَ الرَّجُلُ لِفَنَّجَ: أَتَضْمَنُ لِي وَأَغْرِسُ مِنْ هَذَا الْجَوْزِ عَلَى هَذَا الْمَاءِ، فَقَالَ لَهُ فَنَّجُ: مَا يَنْفَعُنِي ذَلِكَ، قَالَ: فَقَالَ الرَّجُلُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ بِأُذُنَيَّ هَاتَيْنِ: " مَنْ نَصَبَ شَجَرَةً فَصَبَرَ عَلَى حِفْظِهَا، وَالْقِيَامِ عَلَيْهَا حَتَّى تُثْمِرَ، كَانَ لَهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ يُصَابُ مِنْ ثَمَرِهَا صَدَقَةٌ عِنْدَ اللهِ "، فَقَالَ لَهُ فَنَّجُ: أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ فَقَالَ فَنَّجُ: فَأَنَا أَضْمَنُهَا قَالَ: فَمِنْهَا جَوْزُ الدَّيْنَبَاذِ (1)
23176 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي يَزِيدَ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ طَارِقِ بْنِ عَلْقَمَةَ أَخْبَرَهُ، عَنْ عَمِّهِ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا جَاءَ مَكَانًا مِنْ دَارِ يَعْلَى نَسِبَهُ عُبَيْدُ اللهِ، اسْتَقْبَلَ الْبَيْتَ فَدَعَا ". قَالَ رَوْحٌ: عَنْ أَبِيهِ وقَالَ ابْنُ بَكْرٍ، عَنْ أُمْهِ (2)
23177 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ حُمَيْدٍ الْأَعْرَجِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُعَاذٍ،
__________
(1) إسناده ضعيف، وهو مكرر (16586) .
(2) إسناده ضعيف، وهو مكرر (16587) .(38/239)
عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: خَطَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ بِمِنًى، وَنَزَّلَهُمْ مَنَازِلَهُمْ وَقَالَ: " لِيَنْزِلِ الْمُهَاجِرُونَ هَاهُنَا "، أَشَارَ إِلَى مَيْمَنَةِ الْقِبْلَةِ، " وَالْأَنْصَارُ هَاهُنَا "، وَأَشَارَ إِلَى مَيْسَرَةِ الْقِبْلَةِ، " ثُمَّ لِيَنْزِلِ النَّاسُ حَوْلَهُمْ "، قَالَ: وَعَلَّمَهُمْ مَنَاسِكَهُمْ، فَفُتِحَتْ أَسْمَاعُ أَهْلِ مِنًى حَتَّى سَمِعُوهُ، وَهُمْ فِي مَنَازِلِهِمْ، قَالَ: فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: " ارْمُوا الْجَمْرَةَ بِمِثْلِ حَصَى الْخَذْفِ "، (1)
23178 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُعَاذٍ التَّيْمِيِّ قَالَ: وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (2)
23179 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يِسَافٍ (3) ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " سَيَكُونُ قَوْمٌ لَهُمْ عَهْدٌ، فَمَنْ قَتَلَ رَجُلًا مِنْهُمْ لَمْ يَرَحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ، وَإِنَّ رِيحَهَا لَتُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ سَبْعِينَ عَامًا " (4)
23180 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ صَيْفِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ،
__________
(1) ضعيف، دون قوله: "ارموا الجمرة بمثل حصى الخذف" فهو صحيح لغيره كما سلف بيانه في مكرره (16588) .
(2) ضعيف كسابقه، وهو مكرر (16589) .
(3) تحرف في (م) إلى: يسار.
(4) إسناده صحيح، وهو مكرر (16590) .(38/240)
عَنْ جَدِّهِ قَالَ: إِنَّ صُهَيْبًا قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَيْنَ يَدَيْهِ تَمْرٌ وَخُبْزٌ، قَالَ: " ادْنُ فَكُلْ "، فَأَخَذَ يَأْكُلُ مِنَ التَّمْرِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ بِعَيْنِكَ رَمَدًا "، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّمَا آكُلُ مِنَ النَّاحِيَةِ الْأُخْرَى؟ قَالَ: فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1)
23181 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، أَخْبَرَنِي سُفْيَانُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحَضْرَمِيِّ يَقُولُ: أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ مِنْ أُمَّتِي قَوْمًا يُعْطَوْنَ مِثْلَ أُجُورِ أَوَّلِهِمْ يُنْكِرُونَ الْمُنْكَرَ " (2)
__________
(1) إسناده محتمل للتحسين، وهو مكرر (16591) .
(2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عبد الرحمن بن الحضرمي، فقد تفرد بالرواية عنه عطاء بن السائب، وسماه يعقوب بن سفيان في روايته عبد الرحمن بن العلاء الحضرمي، وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/100.
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 1/ورقة 129 من طريق خالد الطحان، عن عطاء بن السائب، به.
وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/535، ومن طريقه البيهقي في "الدلائل" 6/513 عن حجاج بن منهال، عن حماد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، به.
وخالف حجاجاً موسى بنُ إسماعيل، فرواه عند البخاري في "التاريخ الكبير" 5/276 عن حماد بن سلمة، عن عطاء، عن عبد الرحمن بن العلاء الحضرمي: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فجعله صحابياً، ولا يصح.
وفي الباب بمعناه عن أبي ثعلبة الخُشَني عند أبي داود (4341) ، وابن ماجه (4014) ، والترمذي (3058) وحسَّنه، وصححه ابن حبان (385) .
وسلف الحديث مكرراً برقم (16592) ، وفي العمل عليه هناك قصور يُستدرَك من هنا.(38/241)
23182 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ (1) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِأَصْحَابِهِ: " إِنَّ مِنْكُمْ رِجَالًا لَا أُعْطِيهِمْ شَيْئًا، أَكِلُهُمْ إِلَى إِيمَانِهِمْ مِنْهُمْ "، فُرَاتُ بْنُ حَيَّانَ قَالَ: مِنْ بَنِي عِجْلٍ (2)
23183 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ، حَدَّثَنَا أَبُو زُمَيْلٍ سِمَاكٌ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي هِلَالٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لِغَنِيٍّ، وَلَا لِذِي مِرَّةٍ سَوِيٍّ " (3)
23184 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ يَعْنِي ابْنَ أَبِي أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي بَكْرُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ هُبَيْرَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ رَجُلٌ خَدَمَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَمَانِ سِنِينَ، أَوْ تِسْعَ سِنِينَ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قُرِّبَ لَهُ طَعَامٌ يَقُولُ: " بِسْمِ اللهِ "، فَإِذَا فَرَغَ مِنْ طَعَامِهِ قَالَ: " الْلَّهُمَّ أَطْعَمْتَ وَأَسْقَيْتَ، وَأَغْنَيْتَ وَأَقْنَيْتَ، وَهَدَيْتَ وَاجْتَبَيْتَ، فَلَكَ الْحَمْدُ عَلَى مَا أَعْطَيْتَ " (4)
23185 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ،
__________
(1) تحرف في (م) إلى: سعيد.
(2) صحيح، هو مكرر (16593) .
(3) إسناده صحيح، وهو مكرر (16594) .
(4) إسناده صحيح، وهو مكرر (16595) .(38/242)
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ مُنِيبٍ (1) ، عَنْ عَمِّهِ قَالَ: بَلَغَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ يُحَدِّثُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ سَتَرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ فِي الدُّنْيَا سَتَرَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "، فَرَحَلَ إِلَيْهِ وَهُوَ بِمِصْرَ فَسَأَلَهُ عَنِ الْحَدِيثِ، قَالَ: نَعَمْ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ سَتَرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ فِي الدُّنْيَا، سَتَرَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "، قَالَ: فَقَالَ: وَأَنَا قَدْ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (2)
23186 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ (3) بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، أَنَّ جُنَادَةَ بْنَ أَبِي أُمَيَّةَ حَدَّثَهُ، أَنَّ رِجَالًا (4) مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّ الْهِجْرَةَ قَدْ انْقَطَعَتْ، فَاخْتَلَفُوا فِي ذَلِكَ، قَالَ: فَانْطَلَقْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أُنَاسًا يَقُولُونَ: إِنَّ الْهِجْرَةَ قَدْ انْقَطَعَتْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الْهِجْرَةَ لَا تَنْقَطِعُ مَا كَانَ الْجِهَادُ " (5)
__________
(1) تحرف في (م) و (ظ 2) إلى: هبيب.
(2) مرفوعه صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر (16596) .
ولم يرد في إسناده هناك قوله: عن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والصواب إثباته.
(3) تحرف في (م) إلى: زيد.
(4) في (م) والأصول: رجلاً، والمثبت من مكرره السالف برقم (16597) .
(5) حديثه صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أن صورته هنا صورة =(38/243)
23187 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَسُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ إِنْسَانٍ مِنَ الْأَنْصَارِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّ الْقَسَامَةَ كَانَتْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ قَسَامَةُ الدَّمِ، " فَأَقَرَّهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مَا كَانَتْ عَلَيْهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَقَضَى بِهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أُنَاسٍ مِنَ الْأَنْصَارِ مِنْ بَنِي حَارِثَةَ فِي دَمٍ ادَّعَوْهُ عَلَى الْيَهُودِ " (1)
23188 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ عُبَيْدَ بْنَ الْقَعْقَاعِ يُحَدِّثُ رَجُلًا مِنْ بَنِي حَنْظَلَةَ قَالَ:
__________
= الإرسال، رواه هكذا حجاج بن محمد عن الليث هنا، وفيما سلف برقم (16597) ، وتابعه عمرو بن الحارث عن يزيد بن أبي حبيب عند ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 306، وخالف شعيبُ بن الليث عند ابن عبد الحكم والطحاوي في "شرح المشكل" (2630) ، وقرن به ابنُ عبد الحكم عبدَ الله بن صالح، فروياه عن الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، أن جنادة بن أبي أمية حدَّثه، أن رجلاً حدَّثه: أن رجالاً من أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... إلخ، وتابعه عبد الله بن لهيعة عن يزيد بن حبيب به، أخرجه من طريقه ابن عبد الحكم.
وجنادة بن أبي أُمية مختلف في صحبته، فعلى قول من يقول بأنه تابعي، فقد خرَّج له أصحاب الكتب الستة، وعلى قول من يقول بأنه صحابي، فقد خرَّج له النسائيُّ وحده في "سننه الكبرى" برقم (2773) و (2774) في الرُّخصة في صيام يوم السبت، وما سلف عند مكرره (16597) من أن هذا الأخير لم يُخرِّج له أحدٌ في الكتب الستة، فذهول يُستدرك من هنا.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (16598) .(38/244)
رَمَقَ رَجُلٌ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُصَلِّي فَجَعَلَ يَقُولُ فِي صَلَاتِهِ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي، وَوَسِّعْ لِي فِي ذَاتِي، وَبَارِكْ لِي فِيمَا رَزَقْتَنِي " (1)
23189 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ قَالَ: قُلْتُ لِجُنْدُبٍ إِنِّي قَدْ بَايَعْتُ هَؤُلَاءِ ـ يَعْنِي ابْنَ الزُّبَيْرِ ـ وَإِنَّهُمْ يُرِيدُونَ أَنْ أَخْرُجَ مَعَهُمْ إِلَى الشَّامِ، فَقَالَ: أَمْسِكْ عَلَيْكَ، فَقُلْتُ: إِنَّهُمْ يَأْبَوْنَ، فَقَالَ: افْتَدِ بِمَالِكَ، قَالَ: قُلْتُ: إِنَّهُمْ يَأْبَوْنَ إِلَّا أَنْ أَضْرِبَ مَعَهُمْ بِالسَّيْفِ فَقَالَ جُنْدُبٌ: حَدَّثَنِي فُلَانٌ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَجِيءُ الْمَقْتُولُ بِقَاتِلِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ سَلْ هَذَا فِيمَ قَتَلَنِي ـ قَالَ شُعْبَةُ: وَأَحْسِبُهُ قَالَ ـ فَيَقُولُ: عَلَامَ قَتَلْتَهُ؟ قَالَ: فَيَقُولُ: قَتَلْتُهُ عَلَى مُلْكِ فُلَانٍ "، قَالَ: فَقَالَ جُنْدُبٌ: فَاتَّقِهَا (2)
23190 - حَدَّثَنَا أَبُو نُوحٍ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْكُبُ عَلَى رَأْسِهِ الْمَاءَ بِالسُّقْيَا، إِمَّا مِنَ الْحَرِّ، وَإِمَّا مِنَ الْعَطَشِ، وَهُوَ
__________
(1) مرفوعه حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر (16599) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (16600) .(38/245)
صَائِمٌ، ثُمَّ لَمْ يَزَلْ صَائِمًا حَتَّى أَتَى كَدِيدًا، ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ فَأَفْطَرَ، وَأَفْطَرَ النَّاسُ وَهُوَ عَامُ الْفَتْحِ " (1)
23191 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَامَ فِي سَفَرِهِ عَامَ الْفَتْحِ، وَأَمَرَ أَصْحَابَهُ بِالْإِفْطَارِ وَقَالَ: " إِنَّكُمْ تَلْقَوْنَ عَدُوَّكُمْ فَتَقَوَّوْا "، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ النَّاسَ قَدْ صَامُوا لِصِيَامِكَ، فَلَمَّا أَتَى الْكَدِيدَ أَفْطَرَ، قَالَ الَّذِي حَدَّثَنِي: فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَصُبُّ الْمَاءَ عَلَى رَأْسِهِ مِنَ الْحَرِّ وَهُوَ صَائِمٌ (2)
23192 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ أَشْعَثَ قَالَ: وَحَدَّثَنِي شَيْخٌ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ كِنَانَةَ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسُوقِ ذِي الْمَجَازِ، يَتَخَلَّلُهَا يَقُولُ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، قُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ تُفْلِحُوا "، قَالَ: وَأَبُو جَهْلٍ يَحْثِي عَلَيْهِ التُّرَابَ، وَيَقُولُ: أَيُّهَا النَّاسُ، لَا يَغُرَّنَّكُمْ هَذَا عَنْ دِينِكُمْ، فَإِنَّمَا يُرِيدُ لِتَتْرُكُوا آلِهَتَكُمْ، وَلِتَتْرُكُوا اللَّاتَ وَالْعُزَّى، قَالَ: وَمَا يَلْتَفِتُ إِلَيْهِ
__________
(1) إسناده صحيح، وهو مكرر (16601) .
وانظر ما بعده.
(2) إسناده صحيح، وهو مكرر (16602) .
وانظر ما قبله.(38/246)
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قُلْنَا: انْعَتْ لَنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " بَيْنَ بُرْدَيْنِ أَحْمَرَيْنِ، مَرْبُوعٌ كَثِيرُ اللَّحْمِ، حَسَنُ الْوَجْهِ، شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعْرِ، أَبْيَضُ شَدِيدُ الْبَيَاضِ سَابِغُ الشَّعْرِ " (1)
23193 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: لَا يَمُوتُ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ حَتَّى يُسْتَخْلَفَ، قُلْنَا: مِنْ أَيْنَ تَعْلَمُ ذَلِكَ؟ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ فِي الْمَنَامِ كَأَنَّ ثَلَاثَةً مِنْ أَصْحَابِي وُزِنُوا، فَوُزِنَ أَبُو بَكْرٍ فَوَزَنَ، ثُمَّ وُزِنَ عُمَرُ فَوَزَنَ، ثُمَّ وُزِنَ عُثْمَانُ فَنَقَصَ صَاحِبُنَا (2) ، وَهُوَ صَالِحٌ " (3)
23194 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ مُهَاجِرٍ أَبِي الْحَسَنِ، عَنْ شَيْخٍ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ فَمَرَّ بِرَجُلٍ يَقْرَأُ: قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ، فَقَالَ: " أَمَّا هَذَا، فَقَدْ بَرِئَ مِنَ الشِّرْكِ "، قَالَ: وَإِذَا آخَرُ يَقْرَأُ: قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " بِهَا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ " (4)
__________
(1) إسناده صحيح، وهو مكرر (16603) . [[سندا ومتنا]]
(2) لفظة "صاحبنا" سقطت من (م) .
(3) إسناده صحيح، وهو مكرر (16604) .
(4) حديث صحيح، وهو مكرر (16605) .(38/247)
23195 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَعْيَنَ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ فُلَانِ ابْنِ جَارِيَةَ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ أَخَاكُمُ النَّجَاشِيَّ قَدْ مَاتَ فَصَلُّوا عَلَيْهِ " (1)
23196 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنِ ابْنَةِ كُرْدُمَةَ، عَنْ أَبِيهَا، أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنِّي نَذَرْتُ أَنْ أَنْحَرَ ثَلَاثَةً مِنْ إِبِلِي، قَالَ: " إِنْ كَانَ عَلَى جَمْعٍ مِنْ جَمْعِ الْجَاهِلِيَّةِ، أَوْ عَلَى عِيدٍ مِنْ أَعْيَادِ (2) الْجَاهِلِيَّةِ، أَوْ عَلَى وَثَنٍ فَلَا، وَإِنْ كَانَ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ فَاقْضِ نَذْرَكَ "، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ عَلَى أُمِّ هَذِهِ الْجَارِيَةِ مَشْيًا أَفَتَمْشِي (3) عَنْهَا؟ قَالَ: " نَعَمْ " (4)
23197 - حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ التَّنُوخِيِّ، حَدَّثَنَا مَوْلًى لِيَزِيدَ بْنِ نِمْرَانَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ نِمْرَانَ قَالَ: لَقِيتُ رَجُلًا مُقْعَدًا بِتَبُوكَ فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ: مَرَرْتُ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَتَانٍ، أَوْ حِمَارٍ فَقَالَ: " قَطَعَ عَلَيْنَا صَلَاتَنَا قَطَعَ اللهُ أَثَرَهُ "، فَأُقْعِدَ (5)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر (16606) .
(2) في (م) والأصول: عيد، والمثبت من مكرره (16607) .
(3) كذا هنا، وفي مكرره السالف (16607) : أفأمشي!
(4) إسناده ضعيف، وهو مكرر (16607) .
(5) إسناده ضعيف، وهو مكرر (16608) .(38/248)
23198 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ يَعْنِي شَيْبَانَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي الْأَنْصَارِيُّ صَاحِبُ بُدْنِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا بَعَثَهُ قَالَ: رَجَعْتُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا تَأْمُرُنِي بِمَا عَطِبَ مِنْهَا؟ قَالَ: " انْحَرْهَا، ثُمَّ اصْبُغْ نَعْلَهَا فِي دَمِهَا، ثُمَّ ضَعْهَا عَلَى صَفْحَتِهَا، أَوْ عَلَى جَنْبِهَا، وَلَا تَأْكُلْ مِنْهَا أَنْتَ وَلَا أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ رِفْقَتِكَ " (1)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر (16609) .(38/249)
حَدِيثُ ابْنَةِ أَبِي الْحَكَمِ الْغِفَارِيِّ
23199 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ سُحَيْمٍ، عَنْ أُمِّهِ ابْنَةِ أَبِي الْحَكَمِ الْغِفَارِيِّ (1) قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ الرَّجُلَ لَيَدْنُو مِنَ الْجَنَّةِ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلَّا قِيدُ ذِرَاعٍ فَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ فَيَتَبَاعَدُ مِنْهَا أَبْعَدَ مِنْ صَنْعَاءَ " (2)
__________
(1) في (ظ 5) : الغفارية، وكلاهما صحيح.
(2) إسناده ضعيف، وهو مكرر (16610) .(38/250)
حَدِيثُ امْرَأَةٍ
23200 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُعَاذٍ الْأَشْهَلِيِّ، عَنْ جَدَّتِهِ أَنَّها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا نِسَاءَ الْمُؤْمِنَاتِ، لَا تَحْقِرَنَّ إِحْدَاكُنَّ لِجَارَتِهَا وَلَوْ كُرَاعُ شَاةٍ مُحْرَقٌ " (1)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر (16611) .
وقوله: كُراعاً. قال في "الصحاح": الكُراع في الغنم والبقر بمنزلة الوظيف في الفرس والبعير، وهو مستدق الساق يذكر ويؤنث، والجمع: أكْرُع ثم أكارع.
وقال الباجي في "المنتقى" 7/245: وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ولو كراع شاة محرقاً" والكراع مؤنثة عند سيبويه، وكان حكمه على هذا أن تكون محرقة، إلا أن الرواية هكذا وردت في الموطآت وغيرها، وقال ابن الأنباري: بعض العرب يُذَكِّرُها، فيحتمل أن يكون هذا على تلك اللغة.(38/251)
حَدِيثُ رَجُلٍ
23201 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي حَسَنُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنْ رَجُلٍ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّمَا الطَّوَافُ صَلَاةٌ، فَإِذَا طُفْتُمْ فَأَقِلُّوا الْكَلَامَ "، وَلَمْ يَرْفَعْهُ ابْنُ بَكْرٍ (1)
23202 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الْأَشْعَثِ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي يَرْبُوعَ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَمِعْتُهُ وَهُوَ يُكَلِّمُ النَّاسَ يَقُولُ: " يَدُ الْمُعْطِي الْعُلْيَا أُمَّكَ وَأَبَاكَ، وَأُخْتَكَ وَأَخَاكَ، ثُمَّ أَدْنَاكَ فَأَدْنَاكَ "، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَؤُلَاءِ بَنُو ثَعْلَبَةَ بْنِ يَرْبُوعَ الَّذِينَ أَصَابُوا فُلَانًا قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَا لَا تَجْنِي نَفْسٌ عَلَى أُخْرَى " (2)
23203 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ الْأَزْرَقِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمُرَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَوَّلُ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ صَلَاتُهُ، فَإِنْ كَانَ أَتَمَّهَا كُتِبَتْ لَهُ تَامَّةً، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ أَتَمَّهَا قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: انْظُرُوا هَلْ تَجِدُونَ لِعَبْدِي
__________
(1) حديث صحيح، وهو مكرر (15423) .
(2) إسناده صحيح، وهو مكرر (16613) .(38/252)
مِنْ تَطَوُّعٍ فَتُكَمِّلُوا بِهَا فَرِيضَتَهُ، ثُمَّ الزَّكَاةُ كَذَلِكَ، ثُمَّ تُؤْخَذُ الْأَعْمَالُ عَلَى حَسَبِ ذَلِكَ " (1)
23204 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا أُرَاهُمُ اللَّيْلَةَ إِلَّا سَيُبَيِّتُونَكُمْ، فَإِنْ فَعَلُوا فَشِعَارُكُمْ: حم لَا يُنْصَرُونَ " (2)
23205 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ (3) فُصَيْلٍ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي تَمِيمَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ، أَنَّهُ أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ أَوْ قَالَ: شَهِدْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَتَاهُ رَجُلٌ ـ فَقَالَ أَنْتَ رَسُولُ اللهِ؟ ـ أَوْ قَالَ: أَنْتَ مُحَمَّدٌ ـ؟ فَقَالَ: " نَعَمْ "، قَالَ: فَإِلَامَ تَدْعُو؟ قَالَ: " أَدْعُو إِلَى اللهِ وَحْدَهُ، مَنْ إِذَا كَانَ بِكَ ضُرٌّ فَدَعَوْتَهُ كَشَفَهُ عَنْكَ، وَمَنْ إِذَا أَصَابَكَ عَامُ سَنَةٍ فَدَعَوْتَهُ أَنْبَتَ لَكَ، وَمَنْ إِذَا كُنْتَ فِي أَرْضٍ قَفْرٍ فَأَضْلَلْتَ فَدَعَوْتَهُ رَدَّ عَلَيْكَ "، قَالَ: فَأَسْلَمَ الرَّجُلُ، ثُمَّ قَالَ: أَوْصِنِي يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَقَالَ لَهُ: " لَا تَسُبَّنَّ شَيْئًا " ـ أَوْ قَالَ أَحَدًا: شَكَّ الْحَكَمُ ـ قَالَ: فَمَا سَبَبْتُ شَيْئًا بَعِيرًا، وَلَا شَاةً مُنْذُ
__________
(1) إسناده صحيح، وهو مكرر (16614) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر (16615) .
(3) تحرف في (م) إلى: عن فصيل.(38/253)
أَوْصَانِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، " وَلَا تَزْهَدْ فِي الْمَعْرُوفِ، وَلَوْ بِبَسْطِ وَجْهِكَ إِلَى أَخِيكَ وَأَنْتَ تُكَلِّمُهُ، وَأَفْرِغْ مِنْ دَلْوِكَ فِي إِنَاءِ الْمُسْتَسْقِي، وَاتَّزِرْ إِلَى نِصْفِ السَّاقِ، فَإِنْ أَبَيْتَ فَإِلَى الْكَعْبَيْنِ، وَإِيَّاكَ وَإِسْبَالَ الْإِزَارِ فَإِنَّهَا مِنَ الْمَخِيلَةِ، وَاللهُ لَا يُحِبُّ الْمَخِيلَةَ " (1)
23206 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ مُهَاجِرٍ الصَّائِغِ، عَنْ رَجُلٍ ـ لَمْ يُسَمِّهِ ـ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ سَمِعَ رَجُلًا ـ يَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ يَقْرَأُ: قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ فَقَالَ: " أَمَّا هَذَا فَقَدْ بَرِئَ مِنَ الشِّرْكِ "، وَسَمِعَ آخَرَ وَهُوَ يَقْرَأُ: قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ فَقَالَ: " أَمَّا هَذَا فَقَدْ غُفِرَ لَهُ " (2)
23207 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: كَوَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَعْدًا أَوْ أَسْعَدَ بْنَ زُرَارَةَ فِي حَلْقِهِ مِنَ الذُّبْحَةِ وَقَالَ: " لَا أَدَعُ فِي نَفْسِي حَرَجًا مِنْ سَعْدٍ، أَوْ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ " (3)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ليِّن، وهو مكرر (16616) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر (16617) .
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل عمرو بن شعيب وأبيه. وهو مكرر الحديث السالف برقم (16618) ، وقد وقع في التعليق عليه هناك وهمانِ، الأول: الذهاب إلى ترجيح إسقاط قوله في الإسناد: "عن أبيه" بحجة أنه لم يرد =(38/254)
23208 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ رِجَالًا يَتَحَدَّثُونَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " إِذَا أُعْتِقَتِ الْأَمَةُ فَهِيَ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَطَأْهَا، إِنْ شَاءَتْ فَارَقَتْهُ، وَإِنْ وَطِئَهَا، فَلَا خِيَارَ لَهَا وَلَا تَسْتَطِيعُ فِرَاقَهُ " (1)
23209 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ قَالُ: سَمِعْتُ رِجَالًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَحَدَّثُونَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا أُعْتِقَتْ الْأَمَةُ وَهِيَ تَحْتَ الْعَبْدِ فَأَمْرُهَا بِيَدِهَا، فَإِنْ هِيَ أَقَرَّتْ حَتَّى يَطَأَهَا فَهِيَ امْرَأَتُهُ لَا تَسْتَطِيعُ فِرَاقَهُ " (2)
__________
= في نسخة (ظ 12) و"طبقات ابن سعد"، وهو هنا كما ترى ثابت في جميع النسخ وكذلك في "أطراف المسند" لابن حجر 8/284.
الوهم الثاني: وبناءً على الوهم الأول فقد ضُعِّفَ لانقطاعه، وضُعِّفَ أيضاً بعنعنة أبي الزبير! وأبو الزبير إنما تكلم بعض أهل العلم في سماعه من بعض الصحابة، فلا يعمم ذلك في غيرهم، والله تعالى أعلم.
(1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر (16619) .
وانظر ما بعده.
(2) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر (16620) .
وانظر ما قبله.(38/255)
حَدِيثُ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
23210 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ يَزِيدَ يَعْنِي ابْنَ جَابِرٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ اللَّجْلَاجِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَائِشٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ عَلَيْهِمْ ذَاتَ غَدَاةٍ وَهُوَ طَيِّبُ النَّفْسِ، مُسْفِرُ الْوَجْهِ، أَوْ مُشْرِقُ الْوَجْهِ، فَقُلْنَا: يَا نَبِيَّ اللهِ، إِنَّا نَرَاكَ طَيِّبَ النَّفْسِ، مُسْفِرَ الْوَجْهِ، أَوْ مُشْرِقَ الْوَجْهِ فَقَالَ: " وَمَا يَمْنَعُنِي وَأَتَانِي رَبِّي اللَّيْلَةَ فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، قُلْتُ: لَبَّيْكَ رَبِّي وَسَعْدَيْكَ، فَقَالَ: فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلَأُ الْأَعْلَى؟ قُلْتُ: لَا أَدْرِي أَيْ رَبِّ ـ قَالَ ذَلِكَ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا ـ قَالَ: فَوَضَعَ كَفَّهُ (1) بَيْنَ كَتِفَيَّ فَوَجَدْتُ بَرْدَهَا بَيْنَ ثَدْيَيَّ، حَتَّى تَجَلَّى لِي مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ، ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ: {وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ} ، الْآيَةَ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلَأُ الْأَعْلَى؟ قَالَ: قُلْتُ: فِي الْكَفَّارَاتِ، قَالَ: وَمَا الْكَفَّارَاتُ؟ قُلْتُ: الْمَشْيُ عَلَى الْأَقْدَامِ إِلَى الْجَمَاعَاتِ (2) ، وَالْجُلُوسُ فِي الْمَسَاجِدِ
__________
(1) في نسخة في هامش (ظ 5) ، وفي مكرره السالف برقم (16621) : كفيه.
(2) هكذا في (م) والنسخ الخطية، وسلف في مكرره بلفظ: الجمعات، والجماعات أشهر وأصح.(38/256)
خِلَافَ الصَّلَوَاتِ، وَإِبْلَاغُ الْوُضُوءِ فِي الْمَكَارِهِ، قَالَ: مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ عَاشَ بِخَيْرٍ، وَمَاتَ بِخَيْرٍ، وَكَانَ مِنْ خَطِيئَتِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ، وَمِنَ الدَّرَجَاتِ طَيِّبُ الْكَلَامِ، وَبَذْلُ السَّلَامِ، وَإِطْعَامُ الطَّعَامِ، وَالصَّلَاةُ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ، وَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِذَا صَلَّيْتَ فَقُلْ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الطَّيِّبَاتِ، وَتَرْكَ الْمُنْكَرَاتِ، وَحُبَّ الْمَسَاكِينِ، وَأَنْ تَتُوبَ عَلَيَّ، وَإِذَا أَرَدْتَ فِتْنَةً فِي النَّاسِ، فَتَوَفَّنِي غَيْرَ مَفْتُونٍ " (1)
23211 - حَدَّثَنَا الزُّبَيْرِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرٍ، حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَمَرَ بِرَجْمِ رَجُلٍ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، فَلَمَّا وَجَدَ مَسَّ الْحِجَارَةِ خَرَجَ فَهَرَبَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَهَلَّا تَرَكْتُمُوهُ " (2)
23212 - حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ رَجُلٍ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ مَتَى جُعِلْتَ نَبِيًّا؟ قَالَ: " وَآدَمُ بَيْنَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ " (3)
__________
(1) إسناده ضعيف لاضطرابه، وهو مكرر (16621) .
(2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر (16622) .
(3) إسناده صحيح، وهو مكرر (16623) .(38/257)
حَدِيثُ شَيْخٍ مِنْ بَنِي سَلِيطٍ
23213 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، أَنَّ شَيْخًا مِنْ بَنِي سَلِيطٍ أَخْبَرَهُ: قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُكَلِّمُهُ فِي سَبْيٍ (1) أُصِيبَ لَنَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَإِذَا هُوَ قَاعِدٌ وَعَلَيْهِ حَلْقَةٌ قَدْ أَطَافَتْ بِهِ، وَهُوَ يُحَدِّثُ الْقَوْمَ عَلَيْهِ إِزَارُ قِطْرٍ (2) لَهُ غَلِيظٌ فَأَوَّلُ شَيْءٍ سَمِعْتُهُ يَقُولُ وَهُوَ يُشِيرُ بِإِصْبَعَيْهِ: " الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ، التَّقْوَى هَاهُنَا، التَّقْوَى هَاهُنَا "، يَقُولُ: أَيْ فِي الْقَلْبِ (3)
23214 - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا يَعْنِي ابْنَ أَبِي زَائِدَةَ، حَدَّثَنِي سَعْدُ بْنُ طَارِقٍ، عَنْ بِلَالِ بْنِ يَحْيَى، عَنِ عِمْرَانَ (4) بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَعْرَابِيٌّ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَا أَخَافُ عَلَى قُرَيْشٍ إِلَّا أَنْفُسَهَا "، قُلْتُ: مَا لَهُمْ؟ قَالَ: " أَشِحَّةٌ بَجِرَةٌ (5) ، وَإِنْ
__________
(1) المثبت من نسخة بهامش (ظ 5) ، ومن مكرره السالف (16624) ، وفي (م) و (ظ 5) و (ظ 2) و (ق) : في شيء.
(2) المثبت من (ظ 5) ومن مكرره، وفي (م) وبقية النسخ: قطن.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، وهو مكرر (16624) .
(4) تحرف في (م) إلى: ابن عمران، بزيادة ابن.
(5) تحرف في (م) إلى: نحرة، والبجرة: عظيم البطن.(38/258)
طَالَ بِكَ عُمْرٌ لَتَنْظُرَنَّ إِلَيْهِمْ يَفْتِنُونَ النَّاسَ حَتَّى تَرَى النَّاسَ بَيْنَهُمْ كَالْغَنَمِ بَيْنَ الْحَوْضَيْنِ إِلَى هَذَا مَرَّةً وَإِلَى هَذَا مَرَّةً " (1)
23215 - حَدَّثَنَا الزُبَيْرِيُّ (2) ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَيْرٍ، أَوْ عُمَيْرَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي زَوْجُ ابْنَةِ أَبِي لَهَبٍ، قَالَ: دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ تَزَوَّجْتُ ابْنَةَ أَبِي لَهَبٍ فَقَالَ " هَلْ مِنْ لَهْوٍ " (3)
23216 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا عَلِيٌّ (4) ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، حَدَّثَنَا حَيَّةُ التَّمِيمِيُّ، أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا شَيْءَ فِي الْهَامِ، وَالْعَيْنُ حَقٌّ، وَأَصْدَقُ الطِّيَرِ الْفَأْلُ " (5)
23217 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبَانُ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: بَيْنَمَا رَجُلٌ يُصَلِّي وَهُوَ مُسْبِلٌ إِزَارَهُ إِذْ قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اذْهَبْ فَتَوَضَّأْ "، قَالَ: فَذَهَبَ
__________
(1) إسناده ضعيف، وهو مكرر (16625) .
(2) قوله: "حدثنا الزبيري" سقط من (م) و (ظ 2) و (ق) ، وأثبتناه على الصواب من (ظ 5) ، ومن مكرره.
(3) إسناده ضعيف، وهو مكرر (16626) ، ولقصة اللهو غير ما شاهد ذكرناه هناك.
(4) تحرف في (م) إلى: عدي.
(5) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر (16627) .(38/259)
فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اذْهَبْ فَتَوَضَّأْ "، قَالَ: فَذَهَبَ فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ جَاءَ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا لَكَ أَمَرْتَهُ أَنْ يَتَوَضَّأَ؟ ثُمَّ سَكَتَّ عَنْهُ قَالَ: " إِنَّهُ كَانَ يُصَلِّي وَهُوَ مُسْبِلٌ إِزَارَهُ، وَإِنَّ اللهَ لَا يَقْبَلُ صَلَاةَ عَبْدٍ مُسْبِلٍ إِزَارَهُ " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف، وهو مكرر (16628) .(38/260)
حَدِيثُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْأَحْوَصِ عَنْ أُمِّهِ
23218 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، لَا يَقْتُلْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا إِذَا رَمَيْتُمُ الْجَمْرَةَ، فَارْمُوهَا بِمِثْلِ حَصَى الْخَذْفِ "، وَقُرِئَ عَلَيْهِ (1) إِسْنَادُهُ يَزِيدُ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْأَحْوَصِ، عَنْ أُمِّهِ يَعْنِي عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (2)
23219 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا لَيْثٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ أُمِّ جُنْدُبٍ الْأَزْدِيَّةِ، أَنَّها سَمِعَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيْثُ أَفَاضَ قَالَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، عَلَيْكُمْ بِالسَّكِينَةِ وَالْوَقَارِ، وَعَلَيْكُمْ بِمِثْلِ حَصَى الْخَذْفِ " (3)
__________
(1) يعني: على سفيان بن عيينة شيخ الإمام أحمد.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف يزيد -وهو ابن أبي زياد القرشي الهاشمي- ولجهالة حال سليمان بن عمرو بن الأحوص. وأمه هي أم جندب الأزدية، جزم به الترمذي بإثر الحديث (897) ، وابن حجر في "الإصابة" 8/182.
وأخرجه الحميدي (358) ، والبيهقي 5/128، والبغوي (1948) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وسيتكرر برقم (27112) .
وسلف مطولاً برقم (16087) .
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الصحابية أم جندب الأزدية، فقد روى لها أبو داود وابن ماجه.
هشيم: هو ابن بشير، وليث: هو ابن سعد. وعبد الله بن شداد: هو ابن الهاد. =(38/261)
23220 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ أُمِّ عُثْمَانَ ابْنَةِ سُفْيَانَ، وَهِيَ أُمُّ بَنِي شَيْبَةَ الْأَكَابِرِ ـ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: وَقَدْ بَايَعَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا شَيْبَةَ فَفَتَحَ، فَلَمَّا دَخَلَ الْبَيْتَ وَرَجَعَ وَفَرَغَ وَرَجَعَ شَيْبَةَ، إِذَا رَسُولُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنْ أَجِبْ، فَأَتَاهُ فَقَالَ: " إِنِّي رَأَيْتُ فِي الْبَيْتِ قَرْنًا فَغَيِّبْهُ "، قَالَ مَنْصُورٌ: فَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسَافِعٍ، عَنْ أُمِّي، عَنْ أُمِّ عُثْمَانَ ابْنَةِ سُفْيَانَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ فِي الْحَدِيثِ: " فَإِنَّهُ لَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ فِي الْبَيْتِ شَيْءٌ يُلْهِي الْمُصَلِّينَ " (1)
__________
= وسيتكرر برقم (27111) .
وقد سلف بغير هذه السياقة برقم (16087) .
ويشهد له حديث الفضل بن عباس عند مسلم (1282) ، وسلف برقم (1794) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف سلف الكلام عليه في مكرره (16636) .
وانظر ما بعده فإسناده صحيح.(38/262)
حَدِيثُ امْرَأَةٍ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ
23221 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنِي مَنْصُورٌ، عَنْ خَالِهِ مُسَافِعٍ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ أُمِّ مَنْصُورٍ قَالَتْ: أَخْبَرَتْنِي امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ وَلَّدَتْ عَامَّةَ أَهْلِ دَارِنَا: أَرْسَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى عُثْمَانَ بْنِ طَلْحَةَ ـ وَقَالَ مَرَّةً: إِنَّهَا سَأَلَتْ عُثْمَانَ: لِمَ دَعَاكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ ـ قَالَ: " إِنِّي كُنْتُ رَأَيْتُ قَرْنَيِ الْكَبْشِ حِيْنَ (1) دَخَلْتُ الْبَيْتَ فَنَسِيتُ أَنْ آمُرَكَ أَنْ تُخَمِّرَهُمَا فَخَمِّرْهُمَا، فَإِنَّهُ لَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ فِي الْبَيْتِ شَيْءٌ يَشْغَلُ الْمُصَلِّيَ "، قَالَ سُفْيَانُ: لَمْ يَزَلْ قَرْنَا الْكَبْشِ فِي الْبَيْتِ حَتَّى احْتَرَقَ الْبَيْتُ، فَاحْتَرَقَا (2)
__________
(1) المثبت من (ظ 5) ومن مكرره، وفي (م) وبقية النسخ: حيث.
(2) إسناده صحيح، وهو مكرر (16637) .
وانظر ما قبله.(38/263)
حَدِيثُ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
23222 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنْ صَفِيَّةَ، عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ أَرْبَعِينَ يَوْمًا " (1)
23223 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رُئِيَ بِالْعَرْجِ وَهُوَ يَصُبُّ عَلَى رَأْسِهِ الْمَاءَ وَهُوَ صَائِمٌ مِنَ الْحَرِّ أَوِ الْعَطَشِ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (16638) .
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه.
وسيتكرر برقم (23467) و (23649) .
وسلف مطولاً برقم (15903) .(38/264)
حَدِيثُ امْرَأَةٍ
23224 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ يَعْنِي ابْنَ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ ذَكْوَانَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ امْرَأَةٍ مِنْهُمْ قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا آكُلُ بِشِمَالِي، وَكُنْتُ امْرَأَةً عَسْرَاءَ، فَضَرَبَ يَدِي، فَسَقَطَتِ اللُّقْمَةُ، فَقَالَ: " لَا تَأْكُلِي بِشِمَالِكِ، وَقَدْ جَعَلَ اللهُ لَكِ يَمِينًا ـ أَوْ قَالَ ـ وَقَدْ أَطْلَقَ اللهُ يَمِينَكِ "، قَالَتْ: فَتَحَوَّلَتْ شِمَالِي يَمِينًا (1) فَمَا أَكَلْتُ بِهَا بَعْدُ (2)
__________
(1) في (م) : يميني.
(2) عبد الله بن محمد لم نعرفه، وهو مكرر الحديث (16639) .
ونستدرك عليه هنا: أنه أخرجه مسدد في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (4835) عن يزيد بن هارون، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3403) ، ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" 7/433 من طريق محمد بن إبراهيم بن أبي عدي، كلاهما عن حسين بن ذكوان المعلم، بهذا الإسناد. وصوب ابن أبي عاصم أن إسحاق بن عبد الله هذا هو ابن أبي فروة، لا ابن أبي طلحة، ووقع اسم عبد الله ابن محمد عنده في المطبوع: محمد بن عبد الله الأنصاري، وهو خطأ، وتصويبه من رواية ابن الأثير من طريقه، فقال: عن عبد الله بن محمد بن عبد الله الأنصاري.
قلنا: وعبد الله بن محمد الأنصاري ليس من هذه الطبقة.(38/265)
حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ خُزَاعَةَ
23225 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ مَوْلًى لَهُمْ (1) ، مُزَاحِمِ بْنِ أَبِي مُزَاحِمٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ أَسِيدٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ خُزَاعَةَ يُقَالُ لَهُ: مِحْرَشٌ أَوْ مُخَرِّشٌ ـ لَمْ يَكُنْ سُفْيَانُ يَقِفُ عَلَى اسْمِهِ، وَرُبَّمَا قَالَ: مِخْرَشٌ وَلَمْ أَسْمَعْهُ أَنَا ـ " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ مِنَ الْجِعْرَانَةِ لَيْلًا فَاعْتَمَرَ، ثُمَّ رَجَعَ فَأَصْبَحَ بِهَا كَبَائِتٍ، فَنَظَرْتُ إِلَى ظَهْرِهِ كَأَنَّهَا سَبِيكَةُ فِضَّةٍ " (2)
__________
(1) أقحم في (م) هنا: عن.
(2) إسناده حسن، وهو مكرر (15512) .(38/266)
حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ ثَقِيفٍ عَنْ أَبِيهِ
23226 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ ثَقِيفٍ، عَنْ أَبِيهِ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَالَ وَنَضَحَ فَرْجَهُ " (1)
__________
(1) ضعيف لاضطرابه، وهو مكرر (16641) .(38/267)
حَدِيثُ أَبِي جَبِيرَةَ (1) بْنِ الضَّحَّاكِ عَنْ عُمُومَةٍ لَهُ
23227 - حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غَيَّاثٍ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَبِي جَبِيرَةَ بْنِ الضَّحَّاكِ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ عُمُومَةٍ لَهُ، قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنَّا إِلَّا لَهُ لَقَبٌ أَوْ لَقَبَانِ، قَالَ: فَكَانَ إِذَا دَعَا رَجُلًا بِلَقَبِهِ، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ هَذَا يَكْرَهُ هَذَا، قَالَ: " فَنَزَلَتْ {وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ} [الحجرات: 11] (2)
23228 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ (3) سُلَيْمَانَ، شَيْخٌ صَالِحٌ حَسَنُ الْهَيْئَةِ مَدَنِيٌّ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ خُبَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ (4) ، عَنْ عَمِّهِ قَالَ: كُنَّا فِي مَجْلِسٍ فَطَلَعَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى رَأْسِهِ أَثَرُ مَاءٍ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، نَرَاكَ طَيِّبَ النَّفْسِ، قَالَ: " أَجَلْ "، قَالَ: ثُمَّ خَاضَ الْقَوْمُ فِي ذِكْرِ الْغِنَى، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا بَأْسَ بِالْغِنَى لِمَنْ اتَّقَى، وَالصِّحَّةُ لِمَنْ اتَّقَى خَيْرٌ مِنَ الْغِنَى، وَطِيبُ النَّفْسِ مِنَ النِّعَمِ " (5)
__________
(1) وقع في (م) والنسخ الخطية: الضحاك بن الضحاك، بتكرار الضحاك، وهو خطأ، وأثبتناه على الصواب من مكرره، ومن "أطراف المسند" 8/336.
(2) إسناده صحيح إن شاء الله، وهو مكرر (16642) .
(3) تحرف في (م) و (ظ 2) و (ق) إلى: بن أبي سليمان.
(4) تحرف في (م) و (ظ 2) و (ق) إلى: أمية!
(5) إسناده حسن، وسلف مكرراً برقم (16643) و (23158) .(38/268)
23229 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا عَبَّادٌ يَعْنِي ابْنَ رَاشِدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي سَلِيطٍ، أَنَّهُ مَرَّ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ قَاعِدٌ عَلَى بَابِ مَسْجِدِهِ مُحْتَبٍ وَعَلَيْهِ ثَوْبٌ لَهُ قِطْرٌ (1) لَيْسَ عَلَيْهِ ثَوْبٌ غَيْرُهُ، وَهُوَ يَقُولُ: " الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ "، ثُمَّ أَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى صَدْرِهِ يَقُولُ: " التَّقْوَى هَاهُنَا، التَّقْوَى هَاهُنَا " (2)
23230 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا الرُّكَيْنُ بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ عُمَيْلَةَ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْخَيْلُ ثَلَاثَةٌ: فَرَسٌ يَرْبُطُهُ الرَّجُلُ فِي سَبِيلِ اللهِ تَعَالَى، فَثَمَنُهُ أَجْرٌ، وَرُكُوبُهُ أَجْرٌ، وَعَارِيَتُهُ أَجْرٌ، وَعَلَفُهُ أَجْرٌ، وَفَرَسٌ يُغَالِقُ عَلَيْهِ (3) الرَّجُلُ وَيُرَاهِنُ، فَثَمَنُهُ وِزْرٌ، وَعَلَفُهُ وِزْرٌ، وَرُكُوبُهُ وِزْرٌ، وَفَرَسٌ لِلْبِطْنَةِ، فَعَسَى أَنْ يَكُونَ سَدَّادًا مِنَ الْفَقْرِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى " (4)
__________
(1) في (م) و (ظ 2) و (ق) : قطن.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، وهو مكرر (16644) .
(3) في (م) : عليها.
(4) إسناده صحيح، وسلف مكرراً برقم (3757) و (16645) ، ولم يسق متنه في الأول، وساقه في الثاني.(38/269)
حَدِيثُ يَحْيَى بْنِ حُصَيْنِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ جَدَّتِهِ
23231 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنَاهُ يَحْيَى بْنُ حُصَيْنِ بْنِ عُرْوَةَ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي جَدَّتِي قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَوْ اسْتُعْمِلَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ يَقُودُكُمْ بِكِتَابِ اللهِ فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا " (1)
23232 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ حُصَيْنٍ، عَنْ جَدَّتِهِ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ: " يَرْحَمُ اللهُ الْمُحَلِّقِينَ، يَرْحَمُ اللهُ الْمُحَلِّقِينَ، يَرْحَمُ اللهُ الْمُحَلِّقِينَ "، قَالُوا فِي الثَّالِثَةِ: وَالْمُقَصِّرِينَ؟ قَالَ: " وَالْمُقَصِّرِينَ " (2)
23233 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَيَّانَ الْأَسَدِيِّ، عَنِ ابْنِ (3) بِجَادٍ، عَنْ جَدَّتِهِ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رُدُّوا السَّائِلَ وَلَوْ بِظِلْفِ شَاةٍ مُحْتَرِقٍ، أَوْ مُحْرَقٍ " (4)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (16646) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (16647) .
(3) لفظة "ابن" سقطت من (م) ، وتصحف في مكرره السالف برقم (16648) "بِجاد" إلى: "نجاد"، فليصحح.
(4) إسناده حسن، وابن بجاد صوابه: ابن بُجيد كما سلف بيانه عند مكرره السالف برقم (16648) .(38/270)
حَدِيثُ يَحْيَى بْنِ حُصَيْنٍ عَنْ أُمِّهِ
23234 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ أُمِّهِ قَالَتْ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ يَقُولُ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، اتَّقُوا اللهَ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَإِنْ أُمِّرَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ مُجَدَّعٌ مَا أَقَامَ فِيكُمْ كِتَابَ اللهِ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح، وهو مكرر (16649) .(38/271)
حَدِيثُ امْرَأَةٍ
23235 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ ضَمْرَةَ (1) بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ جَدَّتِهِ، عَنِ امْرَأَةٍ مِنْ نِسَائِهِمْ ـ قَالَ: وَقَدْ كَانَتْ صَلَّتِ الْقِبْلَتَيْنِ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ قَالَتْ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لِي: " اخْتَضِبِي، تَتْرُكُ إِحْدَاكُنَّ الْخِضَابَ حَتَّى تَكُونَ يَدُهَا كَيَدِ الرَّجُلِ "، قَالَتْ: فَمَا تَرَكَتِ الْخِضَابَ حَتَّى لَقِيَتِ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، وَإِنْ كَانَتْ لَتَخْتَضِبُ وَإِنَّهَا لَابْنَةُ ثَمَانِينَ (2)
23236 - حَدَّثَنَا هَيْثَمٌ يَعْنِي ابْنَ خَارِجَةَ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنِ ابْنِ حَرْمَلَةَ، عَنْ أَبِي ثِفِالٍ الْمُرِّيِّ (3) أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَبَاحَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُوَيْطِبٍ يَقُولُ: حَدَّثَتْنِي جَدَّتِي، أَنَّها سَمِعَتْ أَبَاهَا يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَا وُضُوءَ لَهُ، وَلَا وُضُوءَ لِمَنْ لَمْ يَذْكُرْ اسْمَ اللهِ عَلَيْهِ، وَلَا يُؤْمِنُ بِاللهِ مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِي، وَلَا يُؤْمِنُ بِي مَنْ لَا يُحِبُّ الْأَنْصَارَ " (4)
__________
(1) المثبت من (ق) ونسخة في (ظ 5) ، ومن مكرره، وفي بقية الأصول: ضميرة!
(2) إسناده ضعيف، وهو مكرر (16650) .
(3) تحرفت ثفال في (م) إلى: ثغال، وتحرفت المرِّي في (م) و (ظ 2) و (ق) إلى: المزني.
(4) إسناده ضعيف، وهو مكرر (16651) .(38/272)
23237 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ خُثَيْمٍ أَبُو مَعْمَرٍ الْهِلَالِيُّ، حَدَّثَتْنِي جَدَّتِي رِبْعِيَّةُ ابْنَةُ عِيَاضٍ الْكِلَابِيَّةُ، قَالَتْ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: " كُلُوا الرُّمَّانَ بِشَحْمِهِ فَإِنَّهُ دِبَاغُ الْمَعِدَةِ " (1)
* 23238 - حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ صَبَّاحٍ، عَنْ (2) أَشْرَسَ قَالَ: سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَنِ الْمَدِّ، وَالْجَزْرِ، فَقَالَ: " إِنَّ مَلَكًا مُوَكَّلٌ بِقَامُوسِ الْبَحْرِ، فَإِذَا وَضَعَ رِجْلَهُ فَاضَتْ، وَإِذَا رَفَعَهَا غَاضَتْ "، (3)
__________
(1) هذا أثر عن علي بن أبي طالب، وإسناده محتمل للتحسين من أجل ربعيَّة بنت عياض الكلابية، وقد سلفت ترجمتها عند الحديث (15950) .
وأخرجه الدِّينوري في "المجالسة" (634) ، والبيهقي في "الشعب" (5958) من طريق سعيد بن خثيم، به.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 3/1098 من طريق سليمان بن عمرو بن عبد الله بن وهب، عن يزيد بن يزيد بن جابر، عن مكحول، عن عطية بن بسر -أو بسر ابن عطية- عن علي، به. وفيه زيادة. وسليمان بن عمرو، قال ابن عدي: اجتمعوا على أنه يضع الحديث.
(2) وقع في (م) و (ظ 2) و (ق) : بن، وهو كذلك في نسخة الحسيني كما في "الإكمال"، وجاء في نسخة (ظ 5) ، و"أطراف المسند" 3/40، و"التاريخ الكبير" للبخاري 4/330: عن أشرس، وصوَّبه الحافظ في "تعجيل المنفعة" وقال: "عن" تصحف إلى "بن"، وصباح غير منسوب.
(3) إسناده ضعيف، صبَّاح مجهول، وأشرس -وهو ابن الحسن، وقيل: ابن أبي الحسن المازني- ذكره البخاري في "الكبير" وابن أبي حاتم ولم يورِدا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وقال ابن عدي: له أقل من عشرة أحاديث، وأرجو أنه لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات". =(38/273)
وقَالَ [عَبْدُ اللهِ بْنِ أَحْمَدَ] : حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ دِينَارٍ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ صَبَّاحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَشْرَسَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، مِثْلَهُ (1)
23239 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ يَعْنِي ابْنَ عُيَيْنَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، " أَنَّ مَرْيَمَ فَقَدَتْ عِيسَى عَلَيْهِمَا السَّلَامُ فَدَارَتْ تَطْلُبُهُ، فَلَقِيَتْ حَائِكًا فَلَمْ يُرْشِدْهَا، فَدَعَتْ عَلَيْهِ، فَلَا تَزَالُ تَرَاهُ تَائِهًا، فَلَقِيَتْ خَيَّاطًا فَأَرْشَدَهَا، فَدَعَتْ لَهُ "، فَهُمْ يُؤْنَسُ إِلَيْهِمْ، أَيْ يُجْلَسُ إِلَيْهِمْ (2)
__________
= وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/42، وأبو الشيخ في "العظمة" 928) من طريق معتمر بن سليمان، بهذا الإسناد.
وانظر ما بعده.
قوله: "بقاموس البحر" أي: وسطه ومعظمه.
(1) إسناده ضعيف لجهالة صالح بن صباح وأبيه.
(2) هذا أثر مقطوع، وليس في السُّنة ما يشهد له، ولعلَّ موسى بن أبي عيسى -وهو ثقة- أخذه عن بعض أهل الكتاب، والله تعالى أعلم.(38/274)
حَدِيثُ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ (1) عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
23240 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ يَعْنِي الْأَعْمَشَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنِ الْمُسْتَوْرِدِ، عَنْ صِلَةَ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَانَ يَقُولُ فِي
__________
(1) هو حذيفة بن اليمان، واسم اليمان: حِسل، وقيل: حُسَيل بن جابر بن سيد بن عمرو بن مالك، أبو عبد الله العبسي، حليف بني عبد الأشهل، صاحب رِّ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. والمراد بالسرِّ: هو ما أعلمه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أحوال المنافقين.
هد مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُحداً هو وأبوه، وقتَلَ المسلمون أباه يومئذ خطأ، وكانا يريدان شهودَ بدر، فاستحلفهما المشركون أن لا يشهداها مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فحلفا لهم، ثم سألا النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: "نفي لهم بعهدهم، ونستعينُ الله عليهم".
له في "الصحيحين" اثنا عشر حديثاً، وفي البخاري ثمانية، وفي مسلم سبعة عشر حديثاً، وآخى النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينَه وبين عمَّار بن ياسر.
وَلِيَ حذيفةُ إمْرةَ المدائن لعمر، فبقي عليها إلى بعدِ مَقْتلِ عثمان، وتوفي بعد عثمانَ بأربعين ليلة.
أخرج البخاري (6604) ، ومسلم (2891) (23) عنه قال: قام فينا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَقاماً، ما تركَ شيئاً يكون في مقامه ذلك إلى قيام الساعة إلا حدَّث به، حَفِظَه مَن حَفِظَه، ونَسِيَه مَن نسيه، قد علمه أصحابي هؤلاء، وإنه ليكون منه الشيءُ قد نسيتُه فأَراه فأذكره، كما يذكر الرجلُ وجهَ الرجل إذا غابَ عنه، ثم إذا رآه عرفه.
وأخرج مسلم (2891) (24) عنه قال: لقد حدثني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بما يكون حتى تقومَ الساعةُ غير أني لم أسأله ما يُخرِج أهل المدينة منها.
مات رضي الله عنه في المدائن سنة ست وثلاثين في أول خلافة علي رضي الله عنه. انظر "تهذيب الكمال" و"سير أعلام النبلاء".(38/275)
رُكُوعِهِ: " سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ "، وَفِي سُجُودِهِ: " سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى "، قَالَ: وَمَا مَرَّ بِآيَةِ رَحْمَةٍ إِلَّا وَقَفَ عِنْدَهَا فَسَأَلَ، وَلَا آيَةِ عَذَابٍ إِلَّا تَعَوَّذَ مِنْهَا (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير المستورد -وهو ابن الأحنف الكوفي- فمن رجال مسلم. صلة: هو ابن زُفر العبسي.
وأخرجه ابن ماجه (2604) و (2605) ، وابن خزيمة (543) وبإثر الحديث (603) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (415) ، والدارمي (1306) ، وأبو داود (871) ، والترمذي (262) و (263) ، والنسائي 2/176-177، وابن خزيمة (543) و (603) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/235، وفي "شرح مشكل الآثار" (713) و (714) ، وابن حبان في "كتاب الصَّلاة" كما في "إتحاف المهرة" 4/227، والبيهقي 2/310، والبغوي (622) من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه مطولاً ومختصراً مسلم (772) ، والنسائي 2/177 و224، وابن خزيمة (684) ، وأبو عوانة (1819) ، وابن حبان (2609) ، والبيهقي 2/85-86 من طرق عن سليمان بن مهران الأعمش، به. ورواية بعضهم مطولة بنحو الرواية الآتية برقم (23261) .
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/248، وابن خزيمة (604) و (668) ، والدارقطني 1/341 من طريق محمد بن أبي ليلى، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/235 من طريق مجالد بن سعيد، كلاهما عن الشعبي، عن صلة بن زفر، عن حذيفة.
وأخرجه ابن ماجه (888) ، ومن طريقه المزي في ترجمة أبي الأزهر من "التهذيب" 33/26 من طريق ابن لهيعة، عن عبيد الله بن أبي جعفر، عن أبي الأزهر، عن حذيفة. وابن لهيعة ضعيف، وأبو الأزهر -وهو المصري- مجهول.
وسيأتي من طريق صلة عن حذيفة بالأرقام (23261) و (23311) و (23344) و (23367) . =(38/276)
23241 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: الْأَعْمَشُ أَخْبَرَنَا، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى سُبَاطَةَ قَوْمٍ فَبَالَ وَهُوَ قَائِمٌ، ثُمَّ دَعَا (1) بِمَاءٍ فَأَتَيْتُهُ، فَتَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ " (2)
__________
= وسيأتي من طريق عبد الملك بن عمير عن ابن عم لحذيفة عن حذيفة برقمي (23300) و (23363) ، وقال مرة أخرى (23411) : عن ابن أخي حذيفة، عن حذيفة.
وسيأتي من طريق رجل من عبس عن حذيفة برقم (23375) .
وسيأتي مرسلاً من طريق طلحة بن يزيد عن حذيفة برقم (23399) ، وفي بعض هذه الطرق ما ليس في الآخر.
وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (3514) .
وعن عوف بن مالك، سيأتي برقم (23980) .
(1) في (م) و (ظ 5) و (ظ 2) : دعاني، والمثبت من "جامع المسانيد" و"أطراف المسند".
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو وائل: هو شقيق بن سلمة.
وأخرجه ابن ماجه (305) من طريق هشيم بن بشير، بهذا الإسناد. وروايته دون قوله: "ثم دعا بماء ... " إلخ.
وأخرجه تاماً ومختصراً الطيالسي (406) ، وعبد الرزاق (751) ، وابن أبي شيبة 1/123، والدارمي (668) ، والبخاري (224) ، ومسلم (273) (73) ، وأبو داود (23) ، وابن ماجه (305) و (544) ، والترمذي (13) ، والبزار في "مسنده" (2863) و (2865) ، والنسائي 1/19 و25، وابن الجارود (36) ، وابن خزيمة (61) ، وأبو عوانة (499) و (501) و (502) و (503) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/267، وابن حبان (1424) و (1425) و (1427) و (1428) وأبو نعيم في "الحلية" 4 /111، والبيهقي في "السنن" 1/100، والخطيب في "تاريخه" 5/11-12، والبغوي (193) من طرق عن الأعمش، به.
وأخرجه البزار (2890) و (2892) من طريق عاصم بن بهدلة، والخطيب 11/311 من طريق سيار أبي الحكم، كلاهما عن أبي وائل، به. =(38/277)
23242 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ يَشُوصُ فَاهُ بِالسِّوَاكِ " (1)
__________
= وأخرجه الخطيب 8/180 من طريق الأعمش، عن أبي ظبيان الجنبي، عن حذيفة.
وسيأتي بالأرقام (23246) و (23248) و (23414) و (23422) .
وسيأتي من طريق نهيك بن عبد الله السلولي عن حذيفة برقم (23345) .
وروي من طريق عاصم بن بهدلة وحماد بن أبي سليمان، عن أبي وائل، عن المغيرة بن شعبة، كما سلف برقم (18150) . وصحَّح الترمذي والدارقطني حديث أبي وائل عن حذيفة.
قوله: "سُباطة" بضم السين: موضع رمي الكناسة والتراب.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. منصور: هو ابن المعتمر، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي.
وأخرجه الحميدي (441) ، وابن خزيمة (136) ، وأبو عوانة (482) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/169 من طريق زائدة بن قدامة، والبخاري (245) ، ومسلم (255) ، والبزار في "مسنده" (2861) ، والنسائي 1/8، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار" (584) من طريق جرير بن عبد الحميد، كلاهما عن منصور، به.
وأخرجه البزار (2860) ، والنسائي 3/212 من طريق أبي سنان، عن أبي حصين عثمان بن عاصم الأسدي، عن شقيق، عن حذيفة قال: كنا نؤمر بالسواك إذا قمنا من الليل.
وأخرجه النسائي 3/212 من طريق إسرائيل، عن أبي حصين، عن شقيق قال: كنا نؤمر إذا قمنا من الليل أن نشوص أفواهنا بالسواك. لم يذكر فيه حذيفة. =(38/278)
23243 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ نُذَيْرٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَضَلَةِ سَاقِي ـ أَوْ سَاقِهِ ـ قَالَ: " هَذَا مَوْضِعُ الْإِزَارِ، فَإِنْ أَبَيْتَ فَأَسْفَلُ، فَإِنْ أَبَيْتَ فَلَا حَقَّ لِلْإِزَارِ فِيمَا دُونَ الْكَعْبَيْنِ " (1)
__________
= وسيأتي بالأرقام (23313) و (23366) و (23415) و (23458) و (23461) .
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (5979) .
وعن عائشة، سيأتي (24900) .
قوله: "يشوص" أي: يدلك.
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد قوي من أجل مسلم بن نذير -ويقال: ابن يزيد الكوفي- وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي.
وأخرجه الحميدي (445) ، وابن ماجه بإثر الحديث (3572) من طريق سفيان ابن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/390-391، وابن ماجه (3572) ، والترمذي في "السنن" (1783) ، وفي "الشمائل" (115) ، والنسائي في "المجتبى" 8/206، وفي "الكبرى" (9687) و (9688) و (9689) و (9690) ، والبزار في "مسنده" (2973) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2652) ، والطبراني في "الأوسط" (1800) و (2100) ، وفي "الصغير" (270) ، والبغوي في "شرح السنة" (3078) من طرق عن أبي إسحاق، به.
وخالفهم زيد بن أبي أنيسة، فأخرجه ابن حبان (5448) من طريقه عن أبي إسحاق، عن الأغر أبي مسلم، عن حذيفة. وهذا غير محفوظ، فزيد وإن كان ثقة له أفراد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9686) من طريق شعيب بن صفوان، عن أبي إسحاق، عن صلة بن زفر، عن حذيفة. قال النسائي عقبه: هذا خطأ. قلنا: وهو كما قال، فشعيب بن صفوان ضعيف. =(38/279)
23244 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: كَانَ ـ يَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ وَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى تَحْتَ خَدِّهِ وَقَالَ: " رَبِّ قِنِي عَذَابَكَ يَوْمَ تَبْعَثُ ـ أَوْ تَجْمَعُ ـ عِبَادَكَ " (1)
23245 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " اقْتَدُوا بِاللَّذَيْنِ مِنْ بَعْدِي:
__________
= وأخرجه النسائي أيضاً (9685) من طريق يونس، عن أبيه أبي إسحاق السبيعي، عن البراء بن عازب، جعله من حديثه. قال النسائي: هذا خطأ.
وسيأتي (23356) و (23378) و (23402) .
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7857) .
وعن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11010) .
وعن أنس، سلف برقم (12424) .
وفي باب النهي عموماً عن إسبال الإزار انظر حديث ابن عمر (4489) وحديث أبي هريرة (7467) وانظر شواهده عندهما.
قوله: "فأسفل" أي: فالموضع أسفل منه. قاله السندي.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، وعبد الملك: هو ابن عمير اللخمي الكوفي، وربعي: هو ابن حِراش.
وأخرجه الحميدي (444) ، والترمذي (3398) ، والبزار في "مسنده" (2825) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وانظر الحديث الآتي برقم (23286) .
وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (3742) وانظر شواهده هناك.(38/280)
أَبِي (1) بَكْرٍ، وَعُمَرَ " (2)
__________
(1) المثبت من (ظ 5) ، وفي (م) وبقية النسخ: أبو.
(2) حديث حسن بطرقه وشواهده، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، لكنه منقطع، بين عبد الملك بن عمير وربعي بن حراش: مولى لربعي كما سيأتي في رواية الثوري عن عبد الملك (23276) ، وهو ما رجحه أبو حاتم -كما في "العلل" 2/381- ثم عبد الملك قد توبع كما في الرواية الآتية برقم (23386) .
زائدة: هو ابن قدامة.
وأخرجه الحميدي (449) ، وابن سعد 2/334، والترمذي (3662) ، والبزار في "مسنده" (2827) ، وأبو حاتم -كما في "العلل" لابنه 2/379-، والطحاوي في "شرح المشكل" (1226) و (1227) و (1228) ، والبغوي (3894) و (3895) من طرق عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وحسَّنه الترمذي.
وأخرجه الحاكم 3/75 من طريق الحميدي، عن سفيان، عن عبد الملك، عن هلال مولى ربعي، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة. قال: وهذا خطأ في حديث الحميدي، فقد رواه الحميدي نفسه في "مسنده"، ومن طريقه أبو حاتم الرازي، والطحاوي (1227) ، والبغوي (3895) . لم يذكر أحد منهم هلالاً.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (3828) من طريق أبي موسى إسحاق بن موسى الأنصاري، والحاكم 3/75 من طريق إسحاق بن عيسى بن الطباع، كلاهما عن سفيان بن عيينة، عن مسعر بن كدام، عن عبد الملك، عن ربعي، عن حذيفة.
وأخرجه الحاكم 3/75 من طريق حفص بن عمر الأيلي ووكيع وعبد الحميد بن عبد الرحمن الحماني -فرَّقهم- عن مسعر، عن عبد الملك، عن ربعي، عن حذيفة.
وقرن في رواية الحماني بمسعر سفيان الثوري، قلنا: المحفوظ في رواية سفيان الثوري زيادة مولى ربعي بين عبد الملك وربعي كما سيأتي في الرواية (23276) .
وأخرجه الخطيب 12/20 من طريق وكيع، عن مسعر، عن عبد الملك، عن مولى لربعي بن حراش، عن ربعي، عن حذيفة. خالف رواية الحاكم عن وكيع بزيادة مولى ربعي في الإسناد. =(38/281)
23246 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، حَدَّثَنَا شَقِيقٌ، عَنْ حُذَيْفَةَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى سُبَاطَةَ قَوْمٍ فَبَالَ قَائِمًا، فَذَهَبْتُ أَتَبَاعَدُ عَنْهُ فَقَدَّمَنِي "، حَتَّى قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ (1) : وَسَقَطَتْ عَلَى أَبِي كَلِمَةٌ (2)
__________
= وفي الباب عن ابن مسعود عند الترمذي (3807) ، والطبراني في "الكبير" (8426) ، والحاكم 3/75، وابن عساكر في ترجمة أبي بكر الصديق ص 322 من طريقين عنه. أحدهما ضعيف جداً، والآخر فيه من لا يعرف.
وعن أبي الدرداء عند الطبراني في "الكبير" كما في "المجمع" 9/53، وفي "الشاميين" (913) ، وعند ابن عساكر ص 323. قال الهيثمي في "المجمع": وفيه من لم أعرفهم.
وعن ابن عمر عند ابن عساكر ص 322 و323، وإسناده ضعيف.
وعن أنس سيأتي في تخريج الرواية (23386) .
وأخرج مسلم (681) ضمن حديث طويل من حديث أبي قتادة مرفوعاً: "إن يطيعوا أبا بكر وعمر يرشدوا"، وسلف في "المسند" برقم (22546) .
وانظر حديث العرباض السالف برقم (17142) ، وفيه: "عليكم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين".
قوله: "اقتدوا باللذين من بعدي" قال السندي: فيه بيان قوة اجتهادهما وإصابتهما الحق غالباً، وفيه إخبار عن خلافتهما إذ لا بعدية في الوجود إلا أن يقال: يمكن البعدية في البقاء، وعلى الوجهين سواءً حُمِلَ على البعدية في الخلافة أو البقاء ففيه معجزة له صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حيث أَخبر عن شيء قبل وجوده، فوُجِدَ كما أخبر، والله تعالى أعلم. قلنا: وحمله على البعدية في البقاء أقوى.
(1) هو عبد الله بن أحمد بن حنبل.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، وشقيق: هو ابن سلمة أبو وائل. =(38/282)
23247 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَتَّاتٌ " (1)
__________
= وأخرجه الحميدي (442) ، وأبو عوانة (500) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/267 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. والكلمة التي سقطت من الامام أحمد هي: حتى كنت عند عَقِبه، فلما فرغ توضَّأَ ومسح على خُفَّيه. كما عند الحميدي.
وانظر (23241) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وهمام: هو ابن الحارث بن قيس النخعي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 9/91، ومسلم (105) (170) ، وأبو داود (4871) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 2/844، وابن منده في "الإيمان" (610) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (105) (170) ، وأبو عوانة (86) ، وابن منده (609) و (610) ، والبيهقي في "السنن" 8/166، وفي "الشعب" (11102) ، والبغوي (3570) من طرق عن الأعمش، به.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (4204) ، وفي "الصغير" (561) من طريق إبراهيم بن مهاجر، عن إبراهيم بن يزيد النخعي، به.
وسيأتي من طريق همام بن الحارث بالأرقام (23305) و (23310) و (23331) و (23368) و (23420) و (23434) .
وسيأتي من طريق أبي وائل شقيق بن سلمة، عن حذيفة بالأرقام (23325) و (23359) و (23387) و (23450) .
وفي باب تعذيب من مَشَى بالنميمة، عن ابن عباس، سلف برقم (1980) ، وهو في "الصحيحين". =(38/283)
23248 - حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: بَلَغَهُ أَنَّ أَبَا مُوسَى كَانَ يَبُولُ فِي قَارُورَةٍ وَيَقُولُ: إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَ (1) إِذَا أَصَابَ أَحَدَهُمُ الْبَوْلُ قَرَضَ مَكَانَهُ، قَالَ حُذَيْفَةُ: وَدِدْتُ أَنَّ صَاحِبَكُمْ لَا يُشَدِّدُ هَذَا التَّشْدِيدَ، لَقَدْ رَأَيْتُنِي نَتَمَاشَى مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَانْتَهَيْنَا إِلَى سُبَاطَةٍ، فَقَامَ يَبُولُ كَمَا يَبُولُ أَحَدُكُمْ، فَذَهَبْتُ أَتَنَحَّى عَنْهُ فَقَالَ: " ادْنُهْ "، فَدَنَوْتُ مِنْهُ حَتَّى كُنْتُ عِنْدَ عَقِبِهِ (2)
23249 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ خُثَيْمَةَ، عَنْ أَبِي
__________
= قوله: "قتات" يعني نمَّام.
(1) في (م) : كانوا.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. جرير: هو ابن عبد الحميد، ومنصور: هو ابن المعتمر، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة.
وأخرجه البخاري (225) ، ومسلم (273) (74) ، وابن خزيمة (52) ، وابن حبان (1429) ، والبيهقي 1/100 من طريق جرير بن عبد الحميد، بهذا الإسناد.
وبعضهم يختصره.
وأخرجه الطحاوي 4/267، وأبو نعيم 4/111 من طريق سفيان الثوري، عن منصور، به. وانظر (23241) .
وحديث أبي موسى سلف مرفوعاً في مسنده برقم (19537) ، وسنده ضعيف، لكن ثبت مرفوعاً من حديث عبد الرحمن بن حسنة، سلف في مسنده برقم (17758) .
قال السندي: قوله: "كان يبول في القارورة" احترازاً عن رجوع شيء من البول عليه. "قرض" أي: قطع محله من الثوب.(38/284)
حُذَيْفَةَ، قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: اسْمُهُ سَلَمَةُ بْنُ الْهَيْثَمِ بْنِ صُهَيْبٍ (1) مِنْ أَصْحَابِ ابْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: كُنَّا إِذَا حَضَرْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى طَعَامٍ لَمْ نَضَعْ أَيْدِيَنَا حَتَّى يَبْدَأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَضَعَ يَدَهُ، وَإِنَّا حَضَرْنَا مَعَهُ طَعَامًا فَجَاءَتْ جَارِيَةٌ كَأَنَّمَا تُدْفَعُ، فَذَهَبَتْ تَضَعُ يَدَهَا فِي الطَّعَامِ، فَأَخَذَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهَا، وَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ كَأَنَّمَا يُدْفَعُ، فَذَهَبَ يَضَعُ يَدَهُ فِي الطَّعَامِ، فَأَخَذَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الشَّيْطَانَ يَسْتَحِلُّ الطَّعَامَ إِذَا لَمْ يُذْكَرْ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ، وَإِنَّهُ جَاءَ بِهَذِهِ الْجَارِيَةِ لِيَسْتَحِلَّ بِهَا فَأَخَذْتُ بِيَدِهَا، وَجَاءَ بِهَذَا الْأَعْرَابِيِّ لِيَسْتَحِلَّ بِهِ فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّ يَدَهُ فِي يَدِي مَعَ يَدِهِمَا " (2) ، يَعْنِي: الشَّيْطَانَ
__________
(1) كذا سماه عبد الله بن أحمد، والمذكور في كتب التراجم أنه سلمة بن صُهيب أو صُهبة أو صُهبان.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي حذيفة سلمة بن صُهيب، فمن رجال مسلم. خيثمة: هو ابن عبد الرحمن بن أبي سبرة الجعفي.
وأخرجه المزي في ترجمة سلمة بن صهيب من "التهذيب" 11/292 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (2017) (102) ، وأبو داود (3766) ، وأبو عوانة (8236) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (1078) ، والبيهقي في "الشعب" (5830) من طريق أبي معاوية، به.
وأخرجه مسلم (2017) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (273) ، وأبو =(38/285)
23250 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الدَّجَّالُ أَعْوَرُ الْعَيْنِ الْيُسْرَى، جُفَالُ الشَّعْرِ، مَعَهُ جَنَّةٌ وَنَارٌ، فَنَارُهُ جَنَّةٌ وَجَنَّتُهُ نَارٌ " (1)
__________
= عوانة (8237) و (8239) ، والطحاوي (1079) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (458) من طرق عن الأعمش، به. وزادوا: ثم سمَّى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأكل. وستأتي هذه الزيادة بمعناها عند المصنف برقم (23373) .
وخالف جمهورَ أصحاب الأعمش معمرٌ، فأخرجه من طريقه عبد الرزاق (19563) ، والبزار في "مسنده" (2814) ، والطحاوي (1077) ، والبيهقي (5831) ، عن الأعمش، عن زيد بن وهب، عن حذيفة. قال الطحاوي عقبه: وأهل العلم جميعاً بالحديث يقولون: إن معمراً غلط في إسناد هذا الحديث، عن الأعمش.
وفي باب التسمية على الطعام، عن جابر بن عبد الله، سلف برقم (14729) وانظر تتمة شواهده هناك.
قوله: "كأنما تدفع" قال السندي: على بناء المفعول، أي: تجري بحيث كأنها مدفوعة.
"يستحلّ" أي: يتمكن من أكله، والجمهورُ على أن أكل الشيطان حقيقة إذ العقل لا يُحيله فإنه جسمٌ يتغذى.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (2934) (104) ، وابن ماجه (4071) ، والبزار في "مسنده" (2866) ، وابن منده في "الإيمان" (1038) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار (2867) من طريق يحيى بن سعيد الأموي، عن الأعمش، به.
وسيأتي مكرراً برقم (23365) .
وسيأتي من طريق ربعي بن حراش عن حذيفة بالأرقام (23279) و (23338) و (23353) و (23383) و (23439) . وقُرِن في الروايتين (23353) و (23383) بحذيفة أبو مسعود البدري عقبة بن عمرو. =(38/286)
23251 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: " فُضِّلَتْ هَذِهِ الْأُمَّةُ عَلَى سَائِرِ الْأُمَمِ بِثَلَاثٍ: جُعِلَتْ لَهَا الْأَرْضُ طَهُورًا وَمَسْجِدًا، وَجُعِلَتْ صُفُوفُهَا عَلَى صُفُوفِ الْمَلَائِكَةِ "، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ذَا: " وَأُعْطِيتُ هَذِهِ الْآيَاتِ مِنْ آخِرِ الْبَقَرَةِ مِنْ كَنْزٍ تَحْتَ الْعَرْشِ، لَمْ يُعْطَهَا نَبِيٌّ قَبْلِي "، قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ: كُلُّهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1)
__________
= وانظر ما سيأتي ضمن الحديثين (23425) و (23429) .
وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري (3338) ، ومسلم (2936) .
ولشطره الأول انظر حديث ابن عمر السالف برقم (4804) ، وحديث أنس (12003) ، وانظر الشواهد عندهما.
ولشطره الثاني انظر حديث جابر السالف برقم (14954) .
قوله: "جفال الشعر": بضم الجيم، أي: كثيره، وقيل: شعث الشعر.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي مالك الأشجعي -واسمه سعد بن طارق- فمن رجال مسلم.
وأخرجه ابن خزيمة (263) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (418) ، وابن أبي شيبة 1/157 و2/401 و11/435، ومسلم (522) ، والبزار في "مسنده" (2836) و (2845) ، والنسائي في "الكبرى" (8022) ، وابن خزيمة (264) ، وأبو عوانة (874) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1024) و (4490) ، وابن حبان (1697) و (6400) ، والآجري في "الشريعة" ص 498 و498-499، والدارقطني 1/175-176 و176، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (1444) و (1445) ، والبيهقي في "السنن" 1/213 و223 و230، وفي "الدلائل" 5/474-475 من طرق عن أبي مالك الأشجعي، =(38/287)
23252 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمَعْرُوفُ كُلُّهُ صَدَقَةٌ " (1)
__________
= بهذا الإسناد. ورواية ابن أبي شيبة في الموضعين الأولين، والبزار في الموضع الأول والبيهقي في "السنن" 1/230 مقتصرة على القسم الأول من الحديث، ولم يذكر مسلم في إحدى طرقه وأبو عوانة والدارقطني والبيهقي 1/213 القسم الأخير منه، إلا أنه في رواية مسلم والبيهقي قال في آخره: وذكر خصلة أخرى.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (3025) ، و"الأوسط" (4157) من طريق سعيد ابن أبي بردة، وفي "الأوسط" (7489) من طريق نعيم بن أبي هند، كلاهما عن ربعي بن حراش، به. ورواية سعيد مختصرة بالقسم الثالث فقط، وزاد نعيم في آخره: "وأيدت بالرعب من مسيرة شهر، ثم قرأ الآيات من آخر البقرة: (للَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ ... ) حتى ختم السورة".
ويشهد للقسم الأول منه حديث ابن عباس السالف برقم (2742) ، وذُكرت عنده أحاديث الباب.
وللقسم الثالث منه حديث عقبة بن عامر السالف برقم (17324) ، وذُكرت تتمة شواهده هناك.
وفي باب قوله: "جعلت صفوفها على صفوف الملائكة" عن جابر بن سمرة، سلف برقم (20964) ، ولفظه: "ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها؟ " قال: قالوا: يا رسول الله، وكيف تصف الملائكة عند ربها؟ قال: "يتمون الصفوف الأولى، ويتراصون في الصف".
قوله: "يقول ذا" هو اسم إشارة، والإشارة إلى ما سبق. وقوله: "وأُعطِيت" عطف على "ذا" أي: يقول ما تقدم، ويقول: أُعطيت. قاله السندي.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي مالك -وهو سعد بن طارق- الأشجعي، فمن رجال مسلم. =(38/288)
23253 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ، وَعَنْ (1) حُذَيْفَةَ، قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَانَ رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ يَعْمَلُ بِالْمَعَاصِي، فَلَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ قَالَ لِأَهْلِهِ: إِذَا أَنَا مُتُّ فَأَحْرِقُونِي، ثُمَّ اطْحَنُونِي، ثُمَّ ذَرُّونِي فِي الْبَحْرِ فِي يَوْمِ رِيحٍ عَاصِفٍ، قَالَ: فَلَمَّا مَاتَ فَعَلُوا، قَالَ: فَجَمَعَهُ اللهُ فِي يَدِهِ، فَقَالَ لَهُ: مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟ قَالَ: خَوْفُكَ قَالَ: فَإِنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَكَ " (2)
__________
= وأخرجه ابن أبي شيبة 8/548، ومسلم (1005) ، وابن أبي الدنيا في "قضاء الحوائج" (7) ، والدولابي في "الكنى" 2/104، وابن حبان (3378) ، والبيهقي 4/188، والخطيب في "تاريخه" 1/291، واللالكائي في "أصول الاعتقاد" (942) من طرق أبي مالك الأشجعي، بهذا الإسناد. وسقط من "مصنف" ابن أبي شيبة المطبوع "عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"، فليستدرك، فقد رواه مسلم عنه على الجادة.
وسيأتي بالأرقام (23370) و (23379) و (23441) .
وفي الباب عن جابر، سلف برقم (14709) .
وعن عبد الله بن يزيد الخطمي، سلف برقم (18741) .
(1) المثبت من (م) والنسخ الخطية، وهو الموافق لمصادر التخريج، ووقع في "جامع المسانيد" و"أطراف المسند" 2/266: عن أبي مسعود عن حذيفة، بحذف واو العطف، وهو خطأ.
(2) إسناد صحيح على شرط مسلم كسابقه. أبو مسعود: هو عقبة بن عمرو البدري الأنصاري صاحب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (647) و (648) من طريق يزيد بن هارون، و17/ (647) من طريق علي بن مسهر، كلاهما عن أبي مالك، بهذا الإسناد =(38/289)
23254 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ أَمْرِ النُّبُوَّةِ الْأُولَى إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ " (1)
__________
= وأخرجه البخاري (6480) ، والنسائي 4/113، وأبو نعيم في "الحلية" 8/124 من طريق منصور بن المعتمر، عن ربعي، عن حذيفة وحده، به.
قلنا: وسلف الحديث في مسند أبي مسعود البدري برقم (17064) عن يزيد ابن هارون، عن أبي مالك، عن ربعي عنهما، وقفه حذيفة ورفعه أبو مسعود.
وسيأتي برقم (23353) و (23463) .
وفي الباب عن عبد الله بن مسعود، سلف برقم (3785) . وانظر تتمة الشواهد هناك.
قوله: "ثم ذروني" من التذرية، أي: فرقوني. قاله السندي.
(1) إسناده صحيح على خلاف في صحابيه، فقد رواه منصور بن المعتمر فيما سلف برقم (17090) عن ربعي بن حراش عن أبي مسعود الأنصاري. قال الإمام ابن رجب في "شرح الأربعين النووية" 1/496: أكثرُ الحفاظ حكموا بأنَّ القول قول من قال: عن أبي مسعود، منهم البخاري وأبو زرعة الرازي والدارقطني وغيرهم، ويدل على صحة ذلك أنه قد روي من وجه آخر عن أبي مسعود من رواية مسروق عنه. أما الحافظ ابن حجر فقال في "فتح الباري" 6/523: ليس
ببعيد أن يكون ربعي سمعه من أبي مسعود وحذيفة. قلنا: والاختلاف في صحابيِّ الحديث لا يقدح في صحته.
وأخرج حديث حذيفة البزار في "مسنده" (2835) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي حاتم في "العلل" 2/338 عن أبي زرعة، عن عبد العزيز الأويسي، عن إبراهيم بن سعد، عن الثوري، عن منصور، عن ربعي، عن حذيفة. قال أبو زرعة: الصحيح عن ربعي، عن أبي مسعود، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. =(38/290)
23255 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثَيْنِ قَدْ رَأَيْتُ أَحَدَهُمَا، وَأَنَا أَنْتَظِرُ الْآخَرَ، حَدَّثَنَا: " أَنَّ الْأَمَانَةَ نَزَلَتْ فِي جَذْرِ قُلُوبِ الرِّجَالِ، ثُمَّ نَزَلَ الْقُرْآنُ، فَعَلِمُوا مِنَ الْقُرْآنِ، وَعَلِمُوا مِنَ السُّنَّةِ "، ثُمَّ حَدَّثَنَا عَنْ رَفْعِ الْأَمَانَةِ فَقَالَ: " يَنَامُ الرَّجُلُ النَّوْمَةَ فَتُقْبَضُ الْأَمَانَةُ مِنْ قَلْبِهِ فَيَظَلُّ أَثَرُهَا مِثْلَ أَثَرِ الْوَكْتِ، ثُمَّ يَنَامُ نَوْمَةً (1) فَتُقْبَضُ الْأَمَانَةُ مِنْ قَلْبِهِ، فَيَظَلُّ أَثَرُهَا مِثْلَ أَثَرِ الْمَجْلِ كَجَمْرٍ دَحْرَجْتَهُ عَلَى رِجْلِكَ تَرَاهُ مُنْتَبِرًا وَلَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ "، قَالَ: ثُمَّ أَخَذَ حَصًى فَدَحْرَجَهُ عَلَى رِجْلِهِ، قَالَ: " فَيُصْبِحُ النَّاسُ يَتَبَايَعُونَ لَا يَكَادُ أَحَدٌ يُؤَدِّي الْأَمَانَةَ، حَتَّى يُقَالَ: إِنَّ فِي بَنِي فُلَانٍ رَجُلًا أَمِينًا، حَتَّى يُقَالَ لِلرَّجُلِ: مَا أَجْلَدَهُ وَأَظْرَفَهُ وَأَعْقَلَهُ وَمَا فِي قَلْبِهِ حَبَّةٌ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ،
__________
= وسيأتي برقم (23441) عن يزيد بن هارون، عن أبي مالك الاشجعي بزيادة في متنه.
وانظر في شرحه "جامع العلوم والحكم" 1/496-505.
قوله: "إذا لم تستحي" قال السندي: بإثبات الياء المكسورة، فقد كان في الأصل بيائين، فسقطت الثانية بالجزم، وبقيت الأولى مكسورة، والمعنى: إن الحياء هو المانع من الشرور والقبائح.
"فاصنع" أمر بمعنى الخبر وقيل: المراد أن من أراد أن يفعل شيئاً، فلينظر هل هو مما يُستحيَى منه أم لا؟ فإن وجده مما لا يُستحيَى منه فليفعل.
(1) قوله: "ثم ينام نومة" سقط من (م) .(38/291)
وَلَقَدْ أَتَى عَلَيَّ زَمَانٌ، وَمَا أُبَالِي أَيَّكُمْ بَايَعْتُ، لَئِنْ كَانَ مُسْلِمًا لَيَرُدَّنَّهُ عَلَيَّ دِينُهُ، وَلَئِنْ كَانَ نَصْرَانِيًّا أَوْ يَهُودِيًّا لَيَرُدَّنَّهُ عَلَيَّ سَاعِيهِ، فَأَمَّا الْيَوْمَ فَمَا كُنْتُ لِأُبَايِعَ مِنْكُمْ إِلَّا فُلَانًا، وَفُلَانًا " (1) ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران الكاهلي، وزيد بن وهب: هو الجهني الكوفي.
وأخرجه مسلم (143) ، والترمذي (2179) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (424) ، وعبد الرزاق (20193) ، والحميدي (446) ، والبخاري (6497) و (7086) و (7276) ، ومسلم (143) ، وأبو عوانة (141) و (142) ، وابن حبان (6762) ، وأبو نعيم في "الحلية" 1/271 و8/258-259، والبيهقي في "السنن" 10/122، وفي "الشعب" (5271) من طُرُق عن الأعمش، به. ورواية البخاري (6276) مختصرة.
وسيأتي بالأرقام (23256) و (23257) و (23431) .
قوله: "إن الأمانة" قال السندي: قيل: المراد بها التكاليف والعهد المأخوذ المذكور في قوله تعالى: (إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ..) الآية [الأحزاب: 72] وهي عين الإيمان، بدليل آخر الحديث: "وما في قلبه حبة خردل من إيمان" والأقرب حملها على ظاهرها بدليل قوله: "ويصبح الناس يتبايعون ولا يكاد أحد يؤدي الأمانة" وأما وضع الأمانة موضعها فهو لتفخيم شأنها لحديث: "لا دين لمن لا أمانة له".
"في جذر" بفتح جيم أو كسرها وسكون ذال معجمة: الأصل. ولعلَّ المراد الجِبلَّة والخِلقة، وقيل: الوسط، والمراد بالرجال الناس مطلقاً، ونزول الأمانة في قلوبهم أنها جُبلَت مستعدةً لها، ثم لما استحكمت تلك الصِّفة بالقرآن والسنَّة صارت كأنهم عُلِّموها منهما.
"الوكت" بفتح فسكون: الأثر في الشيء كالنقطة في غير لونه، والمعنى: ثم =(38/292)
23256 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثَيْنِ، رَأَيْتُ أَحَدَهُمَا، وَأَنَا أَنْتَظِرُ الْآخَرَ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ، (1)
23257 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ وَهْبٍ يُحَدِّثُ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحَدِيثَيْنِ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (2)
__________
= تُرفَع الأمانة عن القلوب عقوبةً على الذنوب حتى إذا استيقظوا لم يجدوا قلوبهم على ما كانت عليه ويبقى أثر تلك الأمانة مثل الوكت فيها.
"المجل" بفتح فسكون أو بفتحتين: هو الأثر في الكف، أو نتوء في الجلد فيه ماء جرَّاء العمل بفأس أو نحوها، يحسب الناس أن في جوفه شيئاً وليس فيه شيء، وهذا أشد من الأول.
"منتبراً": مرتفعاً.
"يتبايعون": أُريد به البيع والشراء.
"ولقد أتى عليَّ" من كلام حذيفة.
"ساعيه" أي: وليه الذي يقوم بأمور الناس، ويستخرج حقوق الناس بعضهم من بعض.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (143) ، وابن ماجه (4053) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وانظر ما قبله.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وسيأتي مكرراً برقم (23431) ، وانظر الحديثين قبله.(38/293)
23258 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ قَالَ: دَخَلَ حُذَيْفَةُ الْمَسْجِدَ فَإِذَا رَجُلٌ يُصَلِّي مِمَّا يَلِي أَبْوَابَ كِنْدَةَ فَجَعَلَ لَا يُتِمُّ الرُّكُوعَ وَلَا السُّجُودَ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ لَهُ حُذَيْفَةُ: " مُنْذُ كَمْ هَذِهِ صَلَاتُكَ؟ "، قَالَ: مُنْذُ أَرْبَعِينَ سَنَةً، قَالَ: فَقَالَ لَهُ حُذَيْفَةُ: " مَا صَلَّيْتَ مُنْذُ أَرْبَعِينَ (1) سَنَةً وَلَوْ مُتَّ وَهَذِهِ صَلَاتُكَ لَمُتَّ عَلَى غَيْرِ الْفِطْرَةِ الَّتِي فُطِرَ عَلَيْهَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "، قَالَ: ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِ يُعَلِّمُهُ، فَقَالَ: " إِنَّ الرَّجُلَ لَيُخِفُّ (2) فِي صَلَاتِهِ، وَإِنَّهُ لَيُتِمُّ الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ " (3)
__________
(1) في (ظ 5) و (ظ 2) : أربعون، وكلاهما جائز.
(2) في (م) : ليخفف.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران.
وأخرجه عبد الرزاق (3732) و (3733) ، والبخاري (791) ، والبزار في "مسنده" (2819) ، وابن حبان (1894) ، والبيهقي 2/386، والبغوي (616) من طرق عن سليمان الأعمش، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار (2817) ، والنسائي في "المجتبى" 3/58-59، وفي "الكبرى" (608) و (1235) من طريق طلحة بن مصرف، عن زيد بن وهب، به.
وسيأتي من طريق أبي وائل عن حذيفة برقم (23360) .
وفي الباب عن أبي مسعود الأنصاري، سلف برقم (17073) .
وعن علي بن شيبان، سلف برقم (16297) .
وعن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11532) ، وذُكِرت هناك شواهد أخرى لأحاديث الباب. =(38/294)
23259 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَحْصُوا لِي كَمْ يَلْفِظُ الْإِسْلَامَ؟ "، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَتَخَافُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ مَا بَيْنَ السِّتِّ مِائَةِ إِلَى السَّبْعِ مِائَةِ؟ قَالَ: فَقَالَ: " إِنَّكُمْ لَا تَدْرُونَ، لَعَلَّكُمْ أَنْ تُبْتَلَوْا "، قَالَ: فَابْتُلِينَا حَتَّى جَعَلَ الرَّجُلُ مِنَّا لَا يُصَلِّي إِلَّا سِرًّا (1)
23260 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، أَوْ عَنْ غَيْرِهِ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّهَا سَتَكُونُ أُمَرَاءُ يَكْذِبُونَ
__________
= قوله: "ما صليت" قال السندي: ظاهره أنه يرى بطلان الصلاة بلا طمأنينة.
"ليخف" يريد أنه إن كان مستعجلاً، فليكن التخفيف في القيام والقراءة لا في الركوع والسجود بحيث يؤدي إلى ترك تمامهما.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. شقيق: هو ابن سلمة الأسدي أبو وائل الكوفي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 15/69، ومسلم (149) ، وابن ماجه (4029) ، والبزار في "مسنده" (2868) ، والنسائي في "الكبرى" (8875) ، وأبو عوانة (299) ، وابن حبان (6273) ، وابن منده في "الإيمان" (453) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (3060) ، وابن منده (452) ، والبيهقي 6/363-364، والبغوي (2744) من طريق سفيان الثوري، والبخاري بإثر الحديث (3060) ، وأبو عوانة (300) من طريق أبي حمزة، والبزار (2869) من طريق سليمان بن قَرْم، ثلاثتهم عن سليمان الأعمش، به.
قوله: "كم يلفظ الإسلام" أي: كم عدد من يتلفظ بالإسلام.(38/295)
وَيَظْلِمُونَ، فَمَنْ صَدَّقَهُمْ بِكَذِبِهِمْ، وَأَعَانَهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ، فَلَيْسَ مِنَّي، وَلَسْتُ مِنْهُ (1) ، وَلَا يَرِدُ عَلَيَّ الْحَوْضَ، وَمَنْ لَمْ يُصَدِّقْهُمْ بِكَذِبِهِمْ، وَلَمْ يُعِنْهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ فَهُوَ مِنِّي، وَأَنَا مِنْهُ، وَسَيَرِدُ عَلَيَّ الْحَوْضَ " (2)
23261 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ مُسْتَوْرِدِ بْنِ أَحْنَفَ، عَنْ صِلَةَ بْنِ زُفَرَ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ قَالَ: فَافْتَتَحَ الْبَقَرَةَ فَقَرَأَ حَتَّى بَلَغَ رَأْسَ الْمِائَةِ، فَقُلْتُ يَرْكَعُ ثُمَّ مَضَى حَتَّى
__________
(1) في (م) : فليس منا ولست منهم.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، والشك فيه لا يضر فقد جاء من طريق أخرى عن يونس -وهو ابن عبيد بن دينار البصري- دون شك. إسماعيل: هو ابن إبراهيم بن مقسم المعروف بابن علية.
وأخرجه البزار في "مسنده" (2834) من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد. وقال فيه: عن ربعي أو غيره، فجعل الشك في ربعي لا حميد!
وأخرجه البزار (2833) ، والطبراني في "الأوسط" (8486) من طريق سهل بن أسلم العدوي، عن يونس بن عبيد، به. قال البزار: ولم يشك فيه سهل بن أسلم.
وأخرجه البزار (2831) و (2832) ، والطبراني في "الكبير" (3020) من طريق مبارك بن فضالة، عن خالد بن أبي الصلت، عن عبد الملك بن عمير، عن ربعي ابن حراش، به. ومبارك مدلِّس وقد عنعنه، وشيخه خالد بن أبي الصلت ضعفه بعضهم وجهله بعضهم، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان.
وفي الباب عن ابن عمر سلف برقم (5702) ، وذُكِرت شواهده هناك.(38/296)
بَلَغَ الْمِائَتَيْنِ، فَقُلْتُ يَرْكَعُ ثُمَّ مَضَى حَتَّى خَتَمَهَا، قَالَ: فَقُلْتُ يَرْكَعُ (1) قَالَ: ثُمَّ افْتَتَحَ سُورَةَ النِّسَاءِ فَقَرَأَهَا، قَالَ: ثُمَّ رَكَعَ، قَالَ: فَقَالَ فِي رُكُوعِهِ: " سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ "، قَالَ: وَكَانَ رُكُوعُهُ بِمَنْزِلَةِ قِيَامِهِ، ثُمَّ سَجَدَ فَكَانَ سُجُودُهُ مِثْلَ رُكُوعِهِ، وَقَالَ فِي سُجُودِهِ: " سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى " قَالَ: وَكَانَ إِذَا مَرَّ بِآيَةِ رَحْمَةٍ سَأَلَ، وَإِذَا مَرَّ بِآيَةٍ فِيهَا عَذَابٌ تَعَوَّذَ، وَإِذَا مَرَّ بِآيَةٍ فِيهَا تَنْزِيهٌ لِلَّهِ سَبَّحَ (2)
23262 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ بِلَالٍ، عَنْ شُتَيْرِ
__________
(1) زاد هنا في (م) : "قال: ثم افتتح سورة آل عمران حتى ختمها، قلت: يركع" وهذه الزيادة لم ترد في شيء من نسخنا الخطية ولا في "جامع المسانيد" لابن كثير، ولم يذكرها ابن خُزيمة في روايته المطولة من طريق أبي معاوية، وهذا الحرف ذكره ابن نمير في روايته عن الأعمش كما سيأتي عند المصنف برقم (23367) لكن جعل قراءة سورة آل عمران بإثر قراءة سورة النساء.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير مستورد ابن أحنف، فمن رجال مسلم. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/248، ومسلم (772) ، وابن ماجه (1351) ، والنسائي 2/190، وابن خزيمة (542) و (603) و (660) و (669) ، وابن حبان في "صحيحه" (1897) ، وفي "كتاب الصلاة" كما في "إتحاف المهرة" 4/227، والبيهقي 2/309 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. ورواية بعضهم مختصرة.
وانظر (23240) .
وانظر حديث البراء بن عازب السالف برقم (18469) ولفظه: كانت صلاة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا صلى فركع، وإذا رفع رأسه من الركوع، وإذا سجد، وإذا رفع رأسه من السجود بين السجدتين قريباً من السواء. وانظر شواهده هناك.(38/297)
بْنِ شَكَلٍ، وعَنْ صِلَةَ بْنِ زُفَرَ، وَعَنْ سُلَيْكِ بْنِ مِسْحَلٍ الْغِطْفَانِيِّ قَالُوا: خَرَجَ عَلَيْنَا حُذَيْفَةُ وَنَحْنُ نَتَحَدَّثُ فَقَالَ: " إِنَّكُمْ لَتَكَلَّمُونَ كَلَامًا إِنْ كُنَّا لَنَعُدُّهُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النِّفَاقَ " (1)
23263 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ فِي الَّذِي يَقْعُدُ فِي وَسْطِ الْحَلْقَةِ قَالَ: " مَلْعُونٌ عَلَى لِسَانِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ لِسَانِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (2)
__________
(1) أثر حسن، وهذا إسناد ضعيف، ليث -وهو ابن أبي سليم- ضعيف.
إسماعيل بن إبراهيم: هو المعروف بابن عُليَّة، وبلال: هو ابن يحيى العبسي الكوفي.
وسيأتي بنحوه ضمن الحديث (23322) من طريق سعد بن أوس، عن بلال ابن يحيى العبسي عن حذيفة، وبرقم (23278) و (23312) من طريق أبي الرُّقاد العبسي، عن حذيفة.
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (10995) .
وعن أنس، سلف برقم (12604) .
وعن عبادة بن قُرْط، سلف برقم (15859) بلفظ: إنكم تعملون أعمالاً هي أدق في أعينكم من الشَّعر، إنْ كُنَّا لنعدُّها على عهد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الموبقات.
(2) إسناده ضعيف، أبو مجلز -وهو لاحق بن حُميد- لم يُدرك حذيفة، قاله شعبة كما في الرواية الآتية برقم (23376) ، وقال ابن معين: لم يسمع منه.
وأخرجه الطيالسي (435) ، والترمذي (2753) ، والحاكم 4/281، والبيهقي 3/234، والخطيب في "تاريخ بغداد" 12/9-10، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1183) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (436) ، وأبو داود (4826) ، والبزار (2957) ، والبيهقي 3/234 و534، والخطيب 12/9-10، وابن الجوزي (1183) من طرق عن قتادة، به. =(38/298)
23264 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مِسْعَرٍ، حَدَّثَنِي وَاصِلٌ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقِيَهُ فِي بَعْضِ طُرُقِ الْمَدِينَةِ، فَأَهْوَى إِلَيْهِ، قَالَ: قُلْتُ إِنِّي جُنُبٌ، قَالَ: " إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَا يَنْجُسُ " (1)
23265 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، عنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَقُولُوا مَا شَاءَ اللهُ، وَشَاءَ
__________
= وسيأتي برقم (23376) و (23406) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. مسعر: هو ابن كدام، وواصل: هو ابن حيان الأحدب، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي.
وأخرجه أبو داود (230) ، وابن ماجه (535) ، والنسائي 1/145، وأبو عوانة (775) و (777) و (778) ، وابن حبان (1369) ، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 2/73 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (23417) .
وأخرجه النسائي 1/145، وابن حبان (1258) و (1370) من طريق سليمان ابن أبي سليمان الشيباني، عن أبي بردة، عن حذيفة، وفيه قصة.
وسيأتي برقم (23416) من طريق ابن سيرين مرسلاً.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7211) .
قوله: "فأهوى إليه" أي: ميَّل يده إليه.
"لا ينجس" أي: لا يصير بالحدث نجساً لا يحلُّ مسُّ جلده، وإنما الحدث أمر حكمي تعبدي. قاله السندي.(38/299)
فُلَانٌ، قُولُوا مَا شَاءَ اللهُ، ثُمَّ شَاءَ فُلَانٌ " (1)
23266 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ يَعْنِي ابْنَ صُهَيْبٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي الْمُخْتَارِ، عَنْ بِلَالٍ الْعَبْسِيِّ قَالَ: قَالَ حُذَيْفَةُ: " مَا أَخْبِيَةٌ بَعْدَ أَخْبِيَةٍ، كَانَتْ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِبَدْرٍ يُدْفَعُ عَنْهُمْ مَا يُدْفَعُ عَنْ أَهْلِ هَذِهِ الْأَخْبِيَةِ، وَلَا يُرِيدُ بِهِمْ قَوْمٌ سُوءً إِلَّا أَتَاهُمْ مَا يَشْغَلُهُمْ عَنْهُ " (2)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات لكنه منقطع، عبد الله بن يسار -وهو الجهني- قال ابن معين: لا أعلمه لقي حذيفة. وقد اختلف فيه عليه أيضاً، فرواه منصور عنه هكذا، ورواه معبد بن خالد الجدلي عنه، عن قتيلة بنت صيفي كما سيأتي في مسندها برقم (27093) ، وسيأتي من وجه آخر عن حذيفة برقم (23339) ، وقد اختلف فيه أيضاً. منصور: هو ابن المعتمر.
وأخرجه الطيالسي (430) ، وأبو داود (4980) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (985) ، والدينوري في "المجالسة" (1988) ، والبيهقي في "السنن" 3/216، وفي "الأسماء والصفات" ص 144، وفي "الاعتقاد" ص 156-157 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (23347) و (23381) من طريق عبد الله بن يسار، عن حذيفة.
قوله: "لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان" أي: مما يوهم التسوية. قاله السندي.
قلنا: ويقاس على هذا كل لفظ يُوهم التسوية بين الخالق وبين المخلوق، مثل قول العامة وأشباههم: توكلنا على الله وعليك، وما لي غير الله وغيرك، وباسم الله والشعب، مما ينبغي تجنبه، والانتهاء عنه والتوبة منه أدباً مع الله سبحانه.
(2) أثر صحيح، وهذا إسناد ضعيف، موسى بن أبي المختار مجهول، تفرد بالرواية عنه يوسف بن صهيب، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقد توبع، وفي سماع بلال العبسي من حذيفة كلام يأتي تفصيله عند الرواية (23322) ، وسيأتي من وجه آخر صحيح كما في تخريجه.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 6/6-7، والبزار في "مسنده" (2944) من =(38/300)
23267 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي الْجَهْمِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الْخَوْفِ بِذِي قَرَدٍ، أَرْضٍ مِنْ أَرْضِ بَنِي سُلَيْمٍ، فَصَفَّ النَّاسُ خَلْفَهُ صَفَّيْنِ صَفًّا يُوَازِي الْعَدُوَّ، وَصَفًّا خَلْفَهُ، فَصَلَّى بِالصَّفِّ الَّذِي يَلِيهِ رَكْعَةً، ثُمَّ نَكَصَ هَؤُلَاءِ إِلَى مَصَافِّ هَؤُلَاءِ، وَهَؤُلَاءِ إِلَى مَصَافِّ هَؤُلَاءِ، فَصَلَّى بِهِمْ رَكْعَةً أُخْرَى "، (1)
__________
= طريق محمد بن عبيد الطنافسي بهذا الإسناد. قال البزار عقبه: يعني الكوفة.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (3052) من طريق الزبرقان، عن موسى بن أبي المختار، به. وفيه: يعني الكوفة.
وسيأتي برقم (23322) من طريق سعد بن أوس عن بلال العبسي.
وأخرجه ابن سعد 6/6، وابن أبي شيبة 12/188 عن وكيع، عن مسعر، عن الركين بن الربيع الفزاري، عن أبيه، عن حذيفة. وفيه: يعني الكوفة، وإسناده صحيح.
وأخرجه ابن سعد 6/6 عن أبي معاوية وابن نمير، وابن أبي شيبة 12/186 عن أبي معاوية وحده، كلاهما عن الأعمش، عن عمرو بن مرة المرادي، عن سالم بن أبي الجعد، عن حذيفة. وفيه: أخبية بالكوفة. وسالم لا تعرف له رواية عن حذيفة، وهو كثير الإرسال.
وأخرجه ابن سعد 6/6 عن عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن سماك، عن مغيث البكري، عن حذيفة. وفيه: يعني الكوفة.
وأخرجه ابن سعد 6/6 من طريق سلمة بن كهيل، عن سلمان، مثله. وإسناده منقطع أو معضل بين سلمة وسلمان وهو الفارسي.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي بكر ابن أبي الجهم، فمن رجال مسلم. =(38/301)
23268 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ أَبِي الشَّعْثَاءِ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ زَهْدَمٍ الْحَنْظَلِيِّ قَالَ: كُنَّا مَعَ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بِطَبَرِسْتَانَ فَقَالَ: أَيُّكُمْ صَلَّى مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الْخَوْفِ؟ قَالَ: فَقَالَ حُذَيْفَةُ: أَنَا، فَقَالَ سُفْيَانُ: فَوَصَفَ مِثْلَ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ (1)
__________
= وسلف الحديث مكرراً في مسند ابن عباس برقم (2063) ، وفي مسند زيد بن ثابت برقم (21592) .
قوله: "بذي قرد" بفتحتين موضع على ليلتين من المدينة. قاله السندي.
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ثعلبة بن زهدم، فقد روى له أبو داود والنسائي، وقد اختلف في صحبته، فجزم بها ابن حبان وابن السكن وابن منده وأبو نعيم الأصبهاني وابن عبد البر، وذكره البخاري في "التاريخ" 2/174 وقال: قال الثوري: له صحبة، ولا يصح. وذكره مسلم في الطبقة الأولى من التابعين، وقال الترمذي: أدرك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعامة روايته عن الصحابة، وقال العجلي: تابعي ثقة.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/461-462، والنسائي 3/167-168 من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (4249) ، وأبو داود (1246) ، والبزار في "مسنده" (2968) ، والنسائي 3/168، وابن خزيمة (1343) ، والطبري في "تفسيره" 5/247، والطحاوي 1/310، وابن حبان (1452) و (2425) ، والحاكم 1/335، والبيهقي 3/261 من طرق عن سفيان الثوري، به.
وسيأتي برقم (23389) .
وسيأتي برقم (23352) من طريق مُخْمِل بن دماث، وبرقم (23433) من طريق رجل، وبرقم (23454) من طريق سليم بن عبدٍ السلولي، ثلاثتهم عن حذيفة. =(38/302)
23269 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ لُبْسِ الْحَرِيرِ، وَالدِّيبَاجِ، وَآنِيَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ "، وَقَالَ: " هُوَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا، وَلَنَا فِي الْآخِرَةِ " (1)
__________
= وحديث ابن عباس هو الحديث السابق، وحديث زيد بن ثابت سلف في مسنده برقم (21593) .
وفي الباب عن جابر، سلف برقم (14180) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. الحكم: هو ابن عتيبة الكوفي.
وأخرجه مسلم (2067) ، وابن ماجه (3590) من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (429) ، والبخاري (5632) و (5831) ، ومسلم (2067) ، وأبو داود (3723) ، وأبو عوانة (8481) و (8482) و (8483) و (8484) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/245-246 و246، وفي "شرح المشكل" (1418) ، والبيهقي في "الشعب" (6088) و (6378) من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه البزار في "مسنده" (2953) من طريق داود بن يزيد، وأبو عوانة (8480) من طريق زيد بن أبي أنيسة، كلاهما عن الحكم، به.
وأخرجه الحميدي (440) ، ومسلم (2067) ، والبزار في "مسنده" (2809) ، وأبو عوانة (8486) ، وابن حبان (5339) ، والبيهقي 1/27، والخطيب في "تاريخه" 10/3 من طريق عبد الله بن عُكَيم، والبزار (2876) و (2877) و (2878) و (2902) ، وابن حبان (5343) ، وأبو نعيم في "الحلية" 5/58 والخطيب 11/421-422 من طريق أبي وائل، والبزار (2789) من طريق عبد الله ابن عمر، ثلاثتهم عن حذيفة.
وأخرجه عبد الرزاق (19928) عن معمر، عن قتادة أن حذيفة استسقى ... فذكره مرسلاً. =(38/303)
23270 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ سُلَيْمٍ الْعَبْسِيِّ، عَنْ بِلَالِ بْنِ يَحْيَى الْعَبْسِيِّ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ النَّعْيِ " (1)
__________
= وسيأتي بالأرقام (23314) و (23357) و (23364) و (23374) و (23401) و (23437) و (23464) .
وفي باب النهي عن لبس الحرير والشرب في آنية الذهب والفضة عن أبي سعيد الخدري سلف برقم (11179) ، وعن معاوية بن أبي سفيان سلف برقم (16833) . وانظر الشواهد عندهما.
قوله: "لهم" أي: للكفرة لا بمعنى الحل لهم، بل بمعنى أنهم ينتفعون به عادة دون المؤمنين. قاله السندي.
(1) إسناده ضعيف، فإن بلال بن يحيى العبسي لم يسمع من حذيفة فيما قاله ابن معين، وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 2/396: وجدته يقول: بلغني عن حذيفة. وقال أبو الحسن القطان: روى عن حذيفة أحاديث معنعنة ليس في شيء منها ذكر سماع. أما الترمذي فقد حسن له هذا الحديث من روايته عن حذيفة، وحبيب بن سليم العبسي روى عنه جمع، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/274-275 عن وكيع، بهذا الإسناد.
وسيأتي الحديث بذكر قصة فيه برقم (23455) ، ويأتي تخريجه هناك.
وفي الباب عن عبد الله بن مسعود مرفوعاً عند الترمذي (984) ، وموقوفاً عند ابن أبي شيبة 3/275، والترمذي (985) ، والطبراني (9978) ، ورجح الترمذي والدارقطني في "العلل" 5/165 الموقوف على المرفوع.
قلنا: ومدار إسناد المرفوع والموقوف على أبي حمزة ميمون الأعور، وهو ضعيف.
وعن ابن عباس عند الطبراني (11111) وإسناده واهٍ. =(38/304)
23271 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ قَالَ: " بِاسْمِكَ اللهُمَّ أَمُوتُ وَأَحْيَا "، وَإِذَا اسْتَيْقَظَ قَالَ: " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَحْيَانَا بَعْدَمَا أَمَاتَنَا، وَإِلَيْهِ النُّشُورُ " (1)
__________
= قلنا: وقد صحَّ عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنَّه نعى النجاشي إلى أصحابه كما في حديث أبي
هريرة عند البخاري (1245) وغيره. قال الحافظ في "الفتح" 3/116-117: إن النعي ليس ممنوعاً كله وإنما نهي عما كان أهل الجاهلية يصنعونه فكانوا يرسلون من يعلن بخبر موت الميت على أبواب الدور والأسواق.
وقال ابن العربي: يؤخذ من مجموع الأحاديث ثلاث حالات: الأولى: إعلام الأهل والأصحاب وأهل الصلاح، فهذا سنة. الثانية: دعوة الحفل للمفاخرة، فهذه تكره. الثالثة: الإعلام بنوع آخر كالنياحة ونحو ذلك، فهذا يحرم.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن سعيد الثوري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 9/71 و10/247، ومن طريقه أبو داود (5049) ، وأخرجه ابن ماجه (3880) عن علي بن محمد، كلاهما عن وكيع، بهذا الإسناد.
واقتصر علي بن محمد على شطره الثاني.
وأخرجه تاماً ومختصراً الدارمي (2686) ، والبخاري في "صحيحه" (6312) و (6324) ، وفي "الأدب المفرد" (1205) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (747) و (856) من طرق عن سفيان الثوري، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/247، والبخاري (6314) و (7394) ، والترمذي (3417) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" ص 167، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 3، وفي "شعب الإيمان" (4708) ، والبغوي (1311) و (1312) من طرق عن عبد الملك بن عمير، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/247 عن جرير، عن منصور أو عبد الملك بن عمير، عن ربعي، به. وقال: الشك من جرير في عبد الملك أو منصور. =(38/305)
23272 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ صِلَةَ بْنِ زُفَرَ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: جَاءَ السَّيِّدُ وَالْعَاقِبُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَا: يَا رَسُولَ اللهِ، ابْعَثْ مَعَنَا أَمِينَكَ ـ وَقَالَ وَكِيعٌ مَرَّةً: أَمِينًا ـ قَالَ: " سَأَبْعَثُ مَعَكُمْ أَمِينًا حَقَّ أَمِينٍ "، قَالَ: فَتَشَرَّفَ لَهَا النَّاسُ، فَبَعَثَ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ (1)
__________
= وسيأتي الحديث بالأرقام (23286) و (23369) و (23391) و (23459) .
وسلف برقم (21366) من طريق منصور بن المعتمر، عن ربعي، عن خرشة ابن الحر، عن أبي ذر.
وفي الباب عن البراء بن عازب، سلف برقم (18603) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح، وسفيان: هو الثوري، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي.
وهو في "فضائل الصحابة" للمصنف (1276) .
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 3/412، وابن أبي شيبة 12/136، وابن ماجه (135) ، والترمذي (3796) ، وأبو بكر الخلال في "السنة" (347) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (2420) ، والنسائي في "الكبرى" (8197) ، وأبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 4/269 من طريق أبي داود الحفري، وأبو عوانة من طريق محمد بن يوسف الفريابي، كلاهما عن سفيان الثوري، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/136 و14/551، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2510) ، وابن حبان (7000) من طريق زكريا بن أبي زائدة، والبخاري (4380) من طريق إسرائيل بن يونس، كلاهما عن أبي إسحاق السبيعي، به. وذكر في رواية إسرائيل قصة العاقب والسيد.
وسيأتي مكرراً برقم (23407) . =(38/306)
23273 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ لَمْ يَكْذِبْنِي، يَعْنِي: حُذَيْفَةَ قَالَ: " لَقِيَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جِبْرِيلُ وَهُوَ عِنْدَ أَحْجَارِ الْمِرَاءِ فَقَالَ: إِنَّ أُمَّتَكَ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، فَمَنْ قَرَأَ مِنْهُمْ عَلَى حَرْفٍ فَلْيَقْرَأْ كَمَا عَلِمَ، وَلَا يَرْجِعْ عَنْهُ "، قَالَ أَبِي: وَقَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: " إِنَّ مِنْ أُمَّتِكَ الضَّعِيفَ، فَمَنْ قَرَأَ عَلَى حَرْفٍ فَلَا يَتَحَوَّلْ مِنْهُ إِلَى غَيْرِهِ رَغْبَةً عَنْهُ " (1)
23274 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: " قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَقَامًا فَمَا تَرَكَ شَيْئًا يَكُونُ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ إِلَّا ذَكَرَهُ فِي مَقَامِهِ ذَلِكَ، حَفِظَهُ مَنْ حَفِظَهُ وَنَسِيَهُ مَنْ نَسِيَهُ "، قَالَ حُذَيْفَةُ: فَإِنِّي لَأَرَى أَشْيَاءَ قَدْ كُنْتُ
__________
= وسيأتي من طريق شعبة عن أبي إسحاق برقم (23377) و (23397) .
وسلف الحديث مطولاً عن أسود وخلف بن الوليد، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن صلة بن زفر، عن عبد الله بن مسعود برقم (3930) ، والمحفوظ حديث حذيفة، وانظر شرحه وأحاديث الباب هناك.
(1) إسناده ضعيف، إبراهيم بن مهاجر ليس بذاك القوي، ولم يتابع عليه بهذا اللفظ.
وسيأتي عن عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان برقم (23410) .
وسيأتي بسياق آخر من طريق زر بن حبيش، عن حذيفة بالأرقام (23326) و (23398) و (23447) ، وإسناده حسن على اختلاف في صحابيِّه.(38/307)
نُسِّيتُهَا فَأَعْرِفُهَا كَمَا يَعْرِفُ الرَّجُلُ وَجْهَ الرَّجُلِ، قَدْ كَانَ غَائِبًا عَنْهُ يَرَاهُ فَيَعْرِفُهُ، وَقَالَ وَكِيعٌ مَرَّةً: فَرَآهُ فَعَرَفَهُ (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (2891) (23) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (6604) ، وأبو عوانة في الفتن كما في "إتحاف المهرة" 4/256، والبيهقي في "الدلائل" 6/312-313، والبغوي (4215) من طرق عن سفيان الثوري، به.
وأخرجه مسلم (2891) (23) ، وأبو داود (4240) ، والبزار في "مسنده" (2883) ، وأبو عوانة في الفتن، وابن حبان (6636) ، والحاكم 4/487، والبيهقي 6/313 من طرق عن الأعمش، به.
وأخرجه البزار (2862) عن يوسف بن موسى، عن جرير بن عبد الحميد، عن منصور بن المعتمر، عن أبي وائل، به. فجعله يوسف بن موسى -وهو الرازي- من حديث جرير عن منصور، بدل الأعمش. وهو صدوق.
وسيأتي من طريق أبي وائل عن حذيفة برقم (23309) و (23405) .
ومن طريق عبد الله بن يزيد الخطمي برقم (23281) .
وأخرجه الحاكم 4/472 من طريق معاوية بن عمرو، عن زائدة، ومن طريق أبي الوليد الطيالسي، عن أبي عوانة اليشكري، كلاهما عن عاصم بن بهدلة، عن زر ابن حبيش، عن حذيفة.
وأخرجه ابن حبان (6637) ، والطبراني في "الأوسط" (5636) من طريق أبي إدريس الخولاني، عن حذيفة.
وانظر حديث أبي إدريس الخولاني، عن حذيفة فيما سيأتي برقم (23291) .
وأخرجه أبو داود (4243) من طريق ابن قبيصة، عن أبيه قبيصة بن ذؤيب، عن حذيفة بن اليمان قال: والله ما أدري أنسي أصحابي أم تناسوا؟ والله ما ترك رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من قائد فتنة إلى أن تنقضي الدنيا يبلغ من معه ثلاث مئة فصاعداً إلا =(38/308)
23275 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ شَيْخٍ يُقَالُ لَهُ: هِلَالٌ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى مَسْحِ الْحَصَى، فَقَالَ: " وَاحِدَةً، أَوْ دَعْ " (1)
23276 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ مَوْلًى لِرِبْعِيٍّ، عَنْ رِبْعِيٍّ،
__________
= قد سماه لنا باسمه واسم أبيه واسم قبيلته. قلنا: وإسناده ضعيف لإبهام ابن قبيصة.
وفي الباب عن المغيرة بن شعبة، سلف برقم (18224) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
(1) حديث صحيح لكن من حديث أبي ذرٍّ الغِفاري، فقد اختلف على محمد ابن عبد الرحمن بن أبي ليلى فيه، وهو سيئ الحفظ، فرواه سفيان الثوري وغيره كما سلف برقم (21446) عن ابن أبي ليلى، عن أخيه عيسى، عن أبيه عبد الرحمن، عن أبي ذر، وهو المحفوظ فقد توبع ابن أبي ليلى في حديث أبي ذر وهلال مجهول، وزعم الحافظ في "تعجيل المنفعة" أنه مولى ربعي بن حراش،
وهلال مولى ربعي هذا لم يحدِّث عنه سوى عبد الملك بن عمير فيما قاله الذهبي في "الميزان" ثم هو يروي عن حذيفة بواسطة مولاه ربعي كما في الرواية التالية، والله تعالى أعلم.
وأما حديث حذيفة، فأخرجه ابن أبي شيبة 1/411 عن وكيع، بهذا الإسناد.
وسيأتي مكرراً برقم (23418) .
وفي الباب عن جابر، سلف برقم (14204) .
وعن معيقيب، سلف برقم (15509) .
قال السندي: قوله: "واحدة" بالنصب، أي: امسح مرَّةً واحدة. وقوله: "أو دع" يمكن أن تكون "أو" هنا بمعنى "بل" تنبيهاً على أنه الأوْلَى، والله تعالى أعلم.(38/309)
عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جُلُوسًا فَقَالَ: " إِنِّي لَا أَدْرِي مَا قَدْرُ بَقَائِي فِيكُمْ، فَاقْتَدُوا بِاللَّذَيْنِ مِنْ بَعْدِي ـ وَأَشَارَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ ـ وَتَمَسَّكُوا بِعَهْدِ عَمَّارٍ، وَمَا حَدَّثَكُمْ ابْنُ مَسْعُودٍ فَصَدِّقُوهُ " (1)
__________
(1) حديث حسن بطرقه وشواهده دون قوله: "تمسكوا بعهد عمار" وهذا إسناد ضعيف، مولى ربعي -وهو هلال كما جاء مسمَّى في بعض الروايات وفي كتب التراجم- مجهول، فقد تفرد بالرواية عنه عبد الملك بن عمير، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، لكنه قد توبع في الرواية الآتية برقم (23386) ، وباقي رجال الإسناد ثقات.
وهو في "فضائل الصحابة" للمصنف (478) ، وسيتكرر برقم (23419) .
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 2/334، وابن أبي شيبة 12/11
و14/569، وابن ماجه (97) ، والترمذي بإثر الحديث (3799) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (1148) ، والبزار في "مسنده" (2829) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وسقط من مطبوع "الطبقات" "ربعي" وسقط حديث الترمذي من بعض الطبعات! فليستدرك.
وأخرجه ابن سعد 2/334، ويعقوب بن سفيان في "تاريخه" 1/480 من طريق أبي عاصم النبيل وقبيصة بن عقبة، وابن ماجه (97) من طريق مؤمل بن إسماعيل، وأبو حاتم -كما في "العلل" لابنه 2/381- عن محمد بن كثير، والطحاوي في "شرح المشكل" (1224) من طريق محمد الفريابي، خمستهم عن سفيان الثوري، به.
وخالفهم جميعاً أبو حذيفة موسى بن مسعود عند الطحاوي في "شرح المشكل" (1225) ، فرواه عن سفيان الثوري، عن عبد الملك، عن ربعي، عن حذيفة، لم يذكر في إسناده مولى ربعي. قلنا: ورواية أبي حذيفة عن الثوري فيها كلام عند أهل العلم، فضلاً عن مخالفته لأصحاب الثوري في هذا الحديث. =(38/310)
23277 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعُمَيْسِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنٍ لِحُذَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا دَعَا لِرَجُلٍ أَصَابَتْهُ، وَأَصَابَتْ وَلَدَهُ، وَوَلَدَ وَلَدِهِ " (1)
__________
= وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1149) عن يعقوب بن حميد، والفسوي 2/480، والبزار (2828) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (1232) من طريق عبد العزيز بن عبد الله الأويسي، والطحاوي (1230) ، والطبراني في "الأوسط" (5499) من طريق مصعب الزبيري ثلاثتهم عن إبراهيم بن سعد، عن الثوري، عن عبد الملك، عن هلال مولى ربعي، عن ربعي، به. فسمى مولى ربعي هلالاً.
ورواه مرَّةً الأويسي عند الطحاوي (1231) عن إبراهيم بن سعد، عن الثوري، عن منصور بن المعتمر، عن هلال مولى ربعي، به. فجعل بدل عبد الملك بن عمير منصوراً، وهو خطأ، والصواب رواية الجماعة عن إبراهيم.
وسلف الحديث برقم (23245) مختصراً بقصة الاقتداء بأبي بكر وعمر.
وأخرج البزار (2679 - كشف الأستار) ، والطبراني في "الأوسط" (6875) من طريق عمرو بن أبي قيس، عن منصور بن المعتمر، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن ابن مسعود مرفوعاً: "رضيتُ لأمتي ما رضي لها ابن أُمِّ عبد - وزاد البزار: وكرهت لأمتي ما كره لها ابن أُمِّ عبد". وفي إسناده ضعف.
وأخرجه الحاكم 3/317-318 من طريق زائدة، عن منصور، عن زيد بن وهب، عن ابن مسعود. ورجاله ثقات.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (8458) من طريق زائدة، والحاكم 3/318 من طريق الثوري وإسرائيل -فرقهما-، ثلاثتهم عن منصور، عن القاسم بن عبد الرحمن: حُدثت أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فذكره. ورجاله ثقات.
قوله: "تمسكوا بعهد عمار" أي: ما يوصيكم به ويأمركم.
(1) إسناده ضعيف، أبو بكر بن عمرو بن عتبة -وهو الثقفي- مجهول الحال، =(38/311)
23278 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا رَزِينُ بْنُ حَبِيبٍ الْجُهَنِيُّ، عَنْ أَبِي الرُّقَادِ الْعَبْسِيِّ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: " إِنْ كَانَ الرَّجُلُ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَصِيرُ بِهَا مُنَافِقًا، وَإِنِّي لَأَسْمَعُهَا مِنْ أَحَدِكُمُ الْيَوْمَ فِي الْمَجْلِسِ عَشْرَ مَرَّاتٍ " (1)
23279 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ سَعْدُ بْنُ طَارِقٍ، حَدَّثَنَا رِبْعِيُّ بْنُ حِرَاشٍ،
__________
= ولم يذكره ابن حجر في "تعجيل المنفعة" وهو من شرطه، وابن حذيفة سماه الحافظ في "التعجيل" أبا عُبيدة، قلنا: وأبو عُبيدة روى عنه جمع، ووثقه العجلي وابن حبان. أبو العميس: هو عتبة بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود الهُذلي.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" 10/396، وفي "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" للبوصيري 9/145 عن وكيع، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (23394) .
قال السندي: "إذا دعا لرجل" أي: بخير.
"أصابته" أي: الدعوة.
(1) أثر حسن، وهذا إسناد ضعيف، أبو الرقاد العبسي ترجم له البخاري في "الكنى" وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" والحسيني في "الإكمال"، وفات الحافظ في "التعجيل" أن يترجم له، ولم يذكروا فيه جرحاً ولا تعديلاً، ولم يذكروا في الرواة عنه غير رَزين بن حبيب، فهو مجهول. وتحرف رزين في مطبوع "الكنى" للبخاري إلى: زر بن حبيش.
وسيأتي برقم (23312) .
وانظر ما سلف برقم (23262) .(38/312)
عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا مَعَ الدَّجَّالِ مِنَ الدِّجَّالِ، مَعَهُ نَهْرَانِ يَجْرِيَانِ: أَحَدُهُمَا رَأْيَ الْعَيْنِ مَاءٌ أَبْيَضُ، وَالْآخَرُ رَأْيَ الْعَيْنِ نَارٌ تَأَجَّجُ، فَإِنْ أَدْرَكَنَّ وَاحِدًا (1) مِنْكُمْ فَلْيَأْتِ النَّهَرَ الَّذِي يَرَاهُ نَارًا فَلْيُغْمِضْ ثُمَّ لِيُطَأْطِئْ رَأْسَهُ، فَلْيَشْرَبْ فَإِنَّهُ مَاءٌ بَارِدٌ، وَإِنَّ الدَّجَّالَ مَمْسُوحُ الْعَيْنِ الْيُسْرَى، عَلَيْهَا ظَفَرَةٌ غَلِيظَةٌ، مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ، يَقْرَؤُهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ كَاتِبٌ وَغَيْرُ كَاتِبٍ " (2)
__________
(1) في (ظ 5) و (ظ 2) : واحد، والمثبت من (م) و (ق) ومن مكرره رقم (23439) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي مالك الأشجعي، فمن رجال مسلم.
وأخرجه ابن أبي شيبة 15/133، ومسلم (2934) (105) ، وأبو عوانة في الفتن كما في "إتحاف المهرة" 4/252، وابن منده في "الإيمان" (1032) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وسيتكرر برقم (23439) .
وأخرجه مطولاً ابن منده في "الإيمان" (1033) ، والحاكم 4/490-491 من طريق خلف بن خليفة، عن أبي مالك، به.
وزِيدَ في مطبوع "المستدرك" بين أبي مالك وربعي أبو حازم الأشجعي! ولم يُذكر أبو حازم في إسناده الذي في "إتحاف المهرة" 4/252-253، وهو الصواب.
وأخرج قوله: "مكتوب بين عينيه كافر" ضمن حديث آخر البزار (2807) و (2808) ، وابن حبان (6807) من طريق سليمان بن ميسرة، عن طارق بن شهاب، عن حذيفة.
وانظر ما سلف برقم (23250) . =(38/313)
23280 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا أَبُو مَالِكٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، أَنَّهُ قَدِمَ مِنْ عِنْدِ عُمَرَ قَالَ: لَمَّا جَلَسْنَا إِلَيْهِ أَمْسِ سَأَلَ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّكُمْ سَمِعَ قَوْلَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْفِتَنِ؟ فَقَالُوا: نَحْنُ سَمِعْنَاهُ، قَالَ: لَعَلَّكُمْ تَعْنُونَ فِتْنَةَ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ؟ قَالُوا: أَجَلْ، قَالَ: لَسْتُ عَنْ تِلْكَ أَسْأَلُ، تِلْكَ يُكَفِّرُهَا الصَّلَاةُ، وَالصِّيَامُ، وَالصَّدَقَةُ، وَلَكِنْ أَيُّكُمْ سَمِعَ قَوْلَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْفِتَنِ الَّتِي تَمُوجُ مَوْجَ الْبَحْرِ؟ قَالَ: فَأَسْكَتَ (1) الْقَوْمُ، وَظَنَنْتُ أَنَّهُ إِيَّايَ يُرِيدُ، قُلْتُ: أَنَا، قَالَ لِي: أَنْتَ لِلَّهِ أَبُوكَ قَالَ: قُلْتُ: " تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ عَرْضَ الْحَصِيرِ، فَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَتْ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ، وَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَتْ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ، حَتَّى يَصِيرَ الْقَلْبُ عَلَى قَلْبَيْنِ أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا، لَا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ، وَالْآخَرِ أَسْوَدَ مُرْبَدٍّ كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا ـ وَأَمَالَ كَفَّهُ ـ لَا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا، وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا، إِلَّا مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ " (2)
__________
= قوله: "ظفرة" بفتحتين: جِلدة تنبت على العين.
(1) المثبت من (ظ 5) ونسخة السندي، وفي (م) والنسخ المتأخرة: فأمسك.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه.
وسيتكرر بهذا الإسناد بأطول مما هنا برقم (23440) . ويأتي تخريجه هناك.
وسيأتي بنحوه من طريق شقيق بن سلمة عن حذيفة برقم (23412) .
قال السندي: قوله: "فأسكت القوم" بفتح الهمزة من الإسكات بمعنى السكوت، وإنما سكتوا، لأنهم لم يكونوا يحفظون هذا النوع من الفتنة. =(38/314)
23281 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ حُذَيْفَةَ أَنَّهُ قَالَ: " أَخْبَرَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ "، فَمَا مِنْهُ شَيْءٌ إِلَّا قَدْ سَأَلْتُهُ، إِلَّا أَنِّي لَمْ أَسْأَلْهُ مَا يُخْرِجُ أَهْلَ الْمَدِينَةِ مِنَ الْمَدِينَةِ (1)
__________
= "عرض الحصير" أي: توضع عليها وتبسط كما يبسط الحصير. وقيل: المراد بالحصير المحصور الذي أحاط به القوم، أي: تحيط بالقلوب كما يحاط الحصير.
وقال الخطابي: أي: تظهر على القلوب فتنة بعد فتنة كما يُنسج الحصير عوداً عوداً، شبه عرضها عليه بعرض قضبان الحصير على صانعها واحداً بعد واحد.
"يصير القلب" أي: جنس القلب.
"على قلبين" أي: نوعين وقسمين.
"مثل الصفا" بالقصر: الحجر الصافي الأملس الذي لا يتغير لشدته وملاسته بطول الزمان.
"مربدّ" من اربدّ كاحمرَّ أي: صار كالرماد.
"مجخياً" بميم مضمومة فجيم مفتوحة فخاء معجمة مكسورة: هو المائل فلا يثبت فيه الماء.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عدي بن ثابت: هوالأنصاري الكوفي، وعبد الله بن يزيد: هو الأنصاري الخطمي صحابي صغير.
وأخرجه مسلم (2891) (24) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (433) ، ومن طريقه أبو عوانة في الفتن كما في "إتحاف المهرة" 4/256، وأخرجه مسلم (2891) (24) ، والبزار في "مسنده" (2795) ، والبيهقي في "الدلائل" 6/312 من طريق وهب بن جرير، كلاهما (الطيالسي ووهب) عن شعبة، به. =(38/315)
23282 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، وَأَبُو النَّضْرِ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ هُوَ ابْنُ هِلَالٍ، قَالَ: أَبُو النَّضْرِ فِي حَدِيثِهِ، حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ يَعْنِي ابْنَ هِلَالٍ، حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَاصِمٍ اللَّيْثِيُّ، قَالَ: أَتَيْتُ الْيَشْكُرِيَّ فِي رَهْطٍ مِنْ بَنِي لَيْثٍ، قَالَ: فَقَالَ: مَنِ الْقَوْمُ؟ قَالَ: قُلْنَا: بَنُو لَيْثٍ، قَالَ: فَسَأَلْنَاهُ وَسَأَلَنَا، ثُمَّ قُلْنَا: أَتَيْنَاكَ نَسْأَلُكَ عَنْ حَدِيثِ حُذَيْفَةَ، قَالَ: أَقْبَلْنَا مَعَ أَبِي مُوسَى قَافِلِينَ، وَغَلَتِ الدَّوَابُّ بِالْكُوفَةِ، فَاسْتَأْذَنْتُ أَنَا وَصَاحِبٌ لِي أَبَا مُوسَى فَأَذِنَ لَنَا، فَقَدِمْنَا الْكُوفَةَ بَاكِرًا مِنَ النَّهَارِ، فَقُلْتُ لِصَاحِبِي: إِنِّي دَاخِلٌ الْمَسْجِدَ فَإِذَا قَامَتِ السُّوقُ خَرَجْتُ إِلَيْكَ، قَالَ: فَدَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَإِذَا فِيهِ حَلْقَةٌ كَأَنَّمَا قُطِعَتْ رُءُوسُهُمْ يَسْتَمِعُونَ إِلَى حَدِيثِ رَجُلٍ، قَالَ: فَقُمْتُ عَلَيْهِمْ، قَالَ: فَجَاءَ رَجُلٌ فَقَامَ إِلَى جَنْبِي، قَالَ: قُلْتُ مَنْ هَذَا؟ قَالَ: أَبَصْرِيٌّ أَنْتَ، قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: قَدْ عَرَفْتُ لَوْ كُنْتَ كُوفِيًّا لَمْ تَسْأَلْ عَنْ هَذَا، هَذَا حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ، قَالَ: فَدَنَوْتُ مِنْهُ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْخَيْرِ، وَأَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ، وَعَرَفْتُ أَنَّ الْخَيْرَ لَنْ يَسْبِقَنِي، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَبَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ شَرٌّ؟ قَالَ: " يَا
__________
= وانظر ما سلف برقم (23274) .
وانظر حديث أبي هريرة السالف برقم (7193) .(38/316)
حُذَيْفَةُ، تَعَلَّمْ كِتَابَ اللهِ، وَاتَّبِعْ مَا فِيهِ "، ـ ثَلَاثَ مِرَارٍ ـ (1 قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَبَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ شَرٌّ؟ قَالَ: " فِتْنَةٌ وَشَرٌّ " قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَبَعْدَ هَذَا الشَّرِّ خَيْرٌ؟ قَالَ: يَا حُذَيْفَةَ، تَعَلَّمْ كِتَابَ اللهِ وَاتَّبِعْ مَا فِيهِ " ثَلَاثَ مِرَارٍ، 1) قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَبَعْدَ هَذَا الشَّرِّ خَيْرٌ؟ قَالَ: " هُدْنَةٌ عَلَى دَخَنٍ، وَجَمَاعَةٌ عَلَى أَقْذَاءٍ "، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، الْهُدْنَةُ عَلَى دَخَنٍ، مَا هِيَ؟ قَالَ: " لَا تَرْجِعُ قُلُوبُ أَقْوَامٍ عَلَى الَّذِي كَانَتْ عَلَيْهِ "، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَبَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ شَرٌّ؟ (2 قَالَ: يَا حُذَيْفَةَ، تَعَلَّمْ كِتَابَ اللهِ وَاتَّبِعْ مَا فِيهِ " ثَلَاثَ مِرَارٍ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَبَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ شَرٌّ؟ 2) قَالَ: " فِتْنَةٌ عَمْيَاءُ صَمَّاءُ، عَلَيْهَا دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ النَّارِ، وَأَنْتَ أَنْ تَمُوتَ يَا حُذَيْفَةُ، وَأَنْتَ عَاضٌّ عَلَى جِذْلٍ، خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ تَتَّبِعَ أَحَدًا مِنْهُمْ " (3)
__________
(1-1) ما بين القوسين سقط من (م) و (ظ 2) و (ق) ، وأثبتناه من نسخة (ظ 5) .
(2-2) سقط من (م) ، وأثبتناه من (ظ 5) و (ظ 2) .
(3) حديث حسن، اليشكري -وهو سبيع بن خالد، ويقال: خالد بن سبيع، ويقال: خالد بن خالد البصري- روى عنه جمع ووثقه العجلي وابن حبان، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. بهز: هو ابن أسد العمي، وأبو النضر: هو هاشم بن القاسم.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8032) من طريق بهز بن أسد وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (442) ، وابن أبي شيبة 15/9 و17، وأبو داود (4246) ، وابن حبان (5963) من طرق عن سليمان بن المغيرة، به. ورواية ابن أبي شيبة =(38/317)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= 15/17 مختصرة، وسقط اليشكري من مطبوع ابن أبي شيبة 15/9.
وسيأتي بالأرقام (23425) و (23427) و (23428) و (23429) و (23430) و (23449) . ونسب سبيع بن خالد في بعض الروايات ضبعياً.
وسيأتي برقم (23426) عن محمد بن جعفر، عن شعبة قال: حدثني أبو بشر في إسناد له عن حذيفة رفعه.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (7339) من طريق روح بن عبادة، عن أبي عامر صالح بن رستم الخزاز، عن حميد بن هلال، عن نصر بن عاصم، عن عبد الرحمن بن قُرط، عن حذيفة. قلنا: وعبد الرحمن بن قرط مجهول.
وأخرجه مطولاً ومختصراً ابن ماجه (3981) ، والبزار في "مسنده" (2961) ، والنسائي في "الكبرى" (8033) ، والحاكم 1/121 و4/232 من طريق سعيد بن عامر، عن أبي عامر الخزاز، عن حميد بن هلال، عن عبد الرحمن بن قرط، عن حذيفة. دون ذكر نصر بن عاصم. ووقع في رواية البزار: عن حذيفة أو عن رجل عن حذيفة.
وأخرجه مختصراً البزار (2799) من طريق أبي الطفيل، والبزار (2811) ، والطبراني في "الأوسط" (3555) من طريق زيد بن وهب، كلاهما عن حذيفة.
وإسناداهما حسنانِ.
وأخرج البخاري (3606) و (7084) ، ومسلم (1847) (51) ، وابن ماجه (3979) من طريق بسر بن عُبيد الله، عن أبي إدريس الخولاني أنه سمع حذيفة يقول: كان الناس يسألون رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله، إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير.
فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: "نعم"، قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: "نعم، وفيه دَخَنٌ". قلت: وما دَخنُهُ؟ قال: "قوم يهدون بغير هَدْيي تعرف منهم وتُنكِر". قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: "نعم، دُعاةٌ إلى أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها". قلت: يا رسول الله، صِفْهُم لنا؟ فقال: "هم =(38/318)
23283 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا كَثِيرٌ أَبُو النَّضْرِ، عَنْ رِبْعِىِّ بْنِ حِرَاشٍ قَالَ:
__________
= مِن جِلدَتنا، ويتكلمون بألسِنَتِنا". قلت: فما تأمُرني إن أدركني ذلك؟ قال: "تلزم جماعة المسلمين وإمامهم". قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: "فاعتزل تلك الفرق كُلَّها ولو أن تَعَضَّ بأصل شجرةٍ حتى يُدْرِكَكَ الموت وأنت على ذلك".
وانظر ما سيأتي برقم (23328) .
وقوله: كان الناس يسألون رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن الخير وأسأله عن الشر، هذه العبارة ذكرها حذيفة في غير ما حديث، لكنها جاءت منفردة برقم (23390) من طريق أبي البختري، عن حذيفة قال: كان أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يسألونه عن الخير وكنت أسأله عن الشر، قيل: لم فعلت ذلك؟ قال: مَن اتقى الشرَّ وقع في الخير.
وسيأتي تخريجها هناك.
قال السندي: قوله: "كأنما قطعت رؤوسهم" أي: لا يحركون رؤوسهم.
"تعلم كتاب الله" أي: في أيام ذلك الشرّ خذ بالكتاب تهتدِ.
"هدنة" بضم فسكون: الصلح.
"على دخن" بفتحتين: الدخان، أي: صلح في الظاهر مع خيانة قلوب وخداعها في الباطن.
و"جماعة" أي: اجتماع في الظاهر.
"على أقذاء" على فساد في الباطن، شبَّهَ الفساد بالأقذاء جمع قذى، وهو ما يقع في الشراب من غبار ووسخ.
"لا ترجع قلوب أقوام" وإن اصطلحوا.
"عمياء صماء" أي: لا مخلصَ منها، ولا سبيل إلى تناهيها.
"بجذل" بكسر الجيم أو فتحها وسكون الذال المعجمة، أي: بأصل الشجرة، أي: اخرُجْ منهم إلى البوادي.(38/319)
انْطَلَقْتُ إِلَى حُذَيْفَةَ بِالْمَدَائِنِ لَيَالِيَ سَارَ النَّاسُ إِلَى عُثْمَانَ، فَقَالَ: يَا رِبْعِيُّ، مَا فَعَلَ قَوْمُكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: عَنْ أَيِّ بَالِهِمْ تَسْأَلُ؟ قَالَ: مَنْ خَرَجَ مِنْهُمْ إِلَى هَذَا الرَّجُلِ، فَسَمَّيْتُ رِجَالًا فِيمَنْ خَرَجَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ وَاسْتَذَلَّ الْإِمَارَةَ لَقِيَ اللهَ وَلَا وَجْهَ لَهُ عِنْدَهُ "، (1)
23284 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، حَدَّثَنَا رِبْعِيُّ بْنُ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، أَنَّهُ أَتَاهُ بِالْمَدَائِنِ، فَذَكَرَهُ (2)
__________
(1) إسناده حسن، كثير أبو النضر -وهو ابن أبي كثير الكوفي- روى عنه جمع، وقال أبو حاتم: مستقيم الحديث، ووثقه ابن حبان، وضعفه ابن معين، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه القضاعي في "مسند الشهاب" (449) ، والحاكم 1/119 و3/104 من طريق إسحاق بن سليمان، بهذا الإسناد.
وأخرج ابن أبي شيبة 15/21 و23، والبخاري في "التاريخ الكبير" 4/54، والدُّولابي في "الكنى" 1/166، وأبو نعيم في "الحلية" 1/280 من طرق عن أبي إسحاق السبيعي، عن سعد بن حذيفة، عن أبيه حذيفة قال: "من فارق الجماعة شبراً فارق الإسلام". ووقع عند الدولابي مرفوعاً، وإسناده ضعيف. وسعد بن حذيفة روى عنه ثلاثةٌ وذكره ابن حبان في "الثقات".
وسيأتي مرفوعاً بالأرقام (23284) و (23288) و (23452) .
وفي باب ذم مفارقة الجماعة، عن ابن عمر سلف برقم (5386) وانظر تتمة الشواهد عنده.
(2) إسناده حسن من أجل كثير بن أبي كثير.
محمد بن بكر: هو البرساني.
وسيأتي مكرراً برقم (23452) ، وانظر الحديث السابق.(38/320)
23285 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ قَالَ: أَتَيْتُ عَلَى حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ وَهُوَ يُحَدِّثُ عَنْ لَيْلَةِ أُسْرِيَ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ: " فَانْطَلَقْتُ ـ أَوْ انْطَلَقْنَا (1) ـ حَتَّى أَتَيْنَا عَلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ "، فَلَمْ يَدْخُلَاهُ، قَالَ: قُلْتُ: بَلْ دَخَلَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَتَئِذٍ وَصَلَّى فِيهِ، قَالَ: مَا اسْمُكَ يَا أَصْلَعُ؟ فَإِنِّي أَعْرِفُ وَجْهَكَ، وَلَا أَدْرِي مَا اسْمُكَ قَالَ: قُلْتُ: أَنَا زِرُّ بْنُ حُبَيْشٍ، قَالَ: فَمَا عِلْمُكَ بِأَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى فِيهِ لَيْلَتَئِذٍ؟ قَالَ: قُلْتُ: الْقُرْآنُ يُخْبِرُنِي بِذَلِكَ، قَالَ: مَنْ تَكَلَّمَ بِالْقُرْآنِ فَلَجَ، اقْرَأْ، قَالَ: فَقَرَأْتُ: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} [الإسراء: 1] ، قَالَ: فَلَمْ أَجِدْهُ صَلَّى فِيهِ، قَالَ: يَا أَصْلَعُ، هَلْ تَجِدُ صَلَّى فِيهِ؟ قَالَ: قُلْتُ: لَا، قَالَ: وَاللهِ مَا صَلَّى فِيهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَتَئِذٍ، لَوْ صَلَّى فِيهِ لَكُتِبَ عَلَيْكُمْ صَلَاةٌ فِيهِ، كَمَا كُتِبَ عَلَيْكُمْ صَلَاةٌ فِي الْبَيْتِ الْعَتِيقِ، وَاللهِ مَا زَايَلَا الْبُرَاقَ حَتَّى فُتِحَتْ لَهُمَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ، فَرَأَيَا الْجَنَّةَ وَالنَّارَ، وَوَعْدَ الْآخِرَةِ أَجْمَعَ، ثُمَّ عَادَا عَوْدَهُمَا عَلَى بَدْئِهِمَا، قَالَ: ثُمَّ ضَحِكَ حَتَّى رَأَيْتُ نَوَاجِذَهُ، قَالَ: وَيُحَدِّثُونَ أَنَّهُ رَبَطَهُ (2) أَلِيَفِرَّ مِنْهُ؟، وَإِنَّمَا سَخَّرَهُ لَهُ عَالِمُ
__________
(1) في (م) والأصول: انطلقنا فلقينا، بزيادة "فلقينا" ولا وجه لها هنا. وأورد هذا الحديث الحافظ ابن كثير في "تفسيره" 5/19-20 عن "المسند" من هذا الطريق فلم يذكرها.
(2) في (م) : لربطه ليفر، والمثبت من الأصول.(38/321)
الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، قَالَ: قُلْتُ: أَبَا عَبْدِ اللهِ، أَيُّ دَابَّةٍ الْبُرَاقُ؟ قَالَ: دَابَّةٌ أَبْيَضُ طَوِيلٌ هَكَذَا خَطْوُهُ مَدُّ الْبَصَرِ (1)
__________
(1) إسناده حسن من أجل عاصم -وهو ابن بهدلة- وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي.
وأخرجه مختصراً البزار في "مسنده" (2915) من طريق أبي أحمد محمد بن عبد الله بن الزبير الزبيري، عن شيبان بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد.
وأخرجه تاماً ومختصراً الحميدي (448) ، والترمذي (3147) من طريق مسعر ابن كدام، وابن حبان (45) من طريق حماد بن زيدٍ، والحاكم 2/359 من طريق أبي بكر بن عياش، ثلاثتهم عن عاصم، به.
وسيأتي مختصراً برقم (23320) من طريق سفيان، وبرقم (23332) و (23333) و (23343) من طريق حماد بن سلمة، كلاهما عن عاصم بن بهدلة.
وفي الباب عن أنس بن مالك عند مسلم وسلف برقم (12505) وفيه: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما جاء بيت المقدس ربط الدابة بالحلقة التي يربط فيها الأنبياء، ثم صلَّى فيه ركعتين.
وعن أبي هريرة عند مسلم (172) أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى بالأنبياء.
قال الإمام الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 12/544: وكان ما رويناه عن ابن مسعود، وأنس، وأبي هريرة عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من إثباتِ صلاة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
هناك أولى من نفي حذيفة أن يكون صلَّى هناك، لأن إثبات الأشياء أولى من نفيها، ولأن الذي قاله حذيفة: إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لو كان صلى هناك، لوجب على أمته أن يأتوا ذلك المكان، ويصلوا فيه كما فعل صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فإن ذلك مما لا حجة لحذيفة فيه، إذ كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد كان يأتي مواضع، ويصلي فيها، لم يكتب علينا إتيانها، ولا الصلواتُ فيها.
وبنحوه قال الإمام البيهقي في "دلائل النبوة" 2/365. =(38/322)
23286 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رِبْعِىِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَمِنًا أَنْ يَقُولَ: إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ مِنَ اللَّيْلِ وَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى تَحْتَ خَدِّهِ الْأَيْمَنِ (1) ثُمَّ يَقُولُ: " اللهُمَّ بِاسْمِكَ أَحْيَا، وَبِاسْمِكَ أَمُوتُ "، فَإِذَا اسْتَيْقَظَ مِنَ اللَّيْلِ قَالَ: " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَحْيَانِي بَعْدَمَا أَمَاتَنِي وَإِلَيْهِ النُّشُورُ " (2)
23287 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَضْلُ الدَّارِ الْقَرِيبَةِ مِنَ الْمَسْجِدِ عَلَى الدَّارِ الشَّاسِعَةِ كَفَضْلِ الْغَازِي عَلَى الْقَاعِدِ " (3)
__________
= قال السندي: قوله: "فلم يدخلاه" هذا من كلام حذيفة أي: هو صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وجبريل.
"فلج" أي: غلب بالحجة.
"ووعد الآخرة" أي: موعود الآخرة.
"أنه ربطه" أي: البراق.
"أليفر منه؟! " بكسر اللام ونصب المضارع، أي: أكان، لك الربط لخوف أن يفرَّ منه.
(1) في (م) وبقية النسخ: اليمنى، والجادة ما أثبتنا.
(2) حديث صحيح، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي- وإن كان سيئ الحفظ توبع كما في الرواية السالفة برقم (23271) . أبو النضر: هو هاشم بن القاسم.
ولقصة وضع يده صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تحت خده انظر (23244) .
قوله: "قَمِناً" أي: جديراً.
(3) إسناده ضعيف جداً، أبو عبد الملك -وهو علي بن يزيد الألهاني- واهي =(38/323)
23288 - حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ أَبِي كَثِيرٍ التَّمِيمِيُّ (1) ، حَدَّثَنَا رِبْعِيُّ بْنُ حِرَاشٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا كَثِيرٌ، عَنْ رِبْعِيٍّ، أَنَّهُ أَتَى حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ بِالْمَدَائِنِ يَزُورُهُ وَيَزُورُ أُخْتَهُ، قَالَ: فَقَالَ حُذَيْفَةُ: مَا فَعَلَ قَوْمُكَ يَا رِبْعِيُّ؟ أَخَرَجَ مِنْهُمْ أَحَدٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَسَمَّى نَفَرًا، وَذَلِكَ فِي زَمَنِ خُرُوجِ النَّاسِ إِلَى عُثْمَانَ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ خَرَجَ مِنَ الْجَمَاعَةِ وَاسْتَذَلَّ الْإِمَارَةَ لَقِيَ اللهَ وَلَا وَجْهَ لَهُ عِنْدَهُ " (2)
__________
= الحديث، ثم هو لم يسمع من حذيفة كما جاء التصريح بذلك في الرواية الآتية برقم (23385) ، وابن لهيعة -وإن كان سيئ الحفظ- قد توبع. موسى بن داود: هو الضبي، وبكر بن عمرو: هو المعافري المصري.
قوله: "الشاسعة" أي: البعيدة.
وهذا الحديث مخالف لما صحَّ عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حديث جابر السالف برقم (14566) عندما أراد بنو سَلِمَة أن ينتقلوا قرب المسجد، فقال لهم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يا
بني سَلِمَة ديارَكم تكتب آثاركم" والمعنى: الزموا دياركم من أجل أن تكتب خطاكم إلى المسجد فيزداد بذلك أجركم.
ومخالف لحديث أبي موسى الأشعري عند البخاري (651) ، ومسلم (662) : "إن أعظم الناس أجراً في الصلاة أبعدهم إليها ممشىً فأبعدهم".
(1) كذا في (م) والنسخ الخطية، ونسبه الحسيني في "الإكمال" تيمياً، وكذا صنع المزي في "التهذيب".
(2) إسناده حسن من أجل كثير بن أبي كثير، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو عاصم: هو الضحاك بن مخلد.
وأخرجه الحاكم 1/119 من طريق أبي عاصم وحده، بهذا الإسناد. وقال صحيح. =(38/324)
23289 - حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ حُذَيْفَةَ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمْسَكَ الْقَوْمُ، ثُمَّ إِنَّ رَجُلًا أَعْطَاهُ فَأَعْطَى الْقَوْمُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ سَنَّ خَيْرًا فَاسْتُنَّ بِهِ كَانَ لَهُ أَجْرُهُ وَمِنْ أُجُورِ مَنْ يَتَّبِعُهُ غَيْرَ مُنْتَقِصٍ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَمَنْ سَنَّ شَرًّا فَاسْتُنَّ بِهِ كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهُ وَمِنْ أَوْزَارِ مَنْ يَتَّبِعُهُ غَيْرَ مُنْتَقِصٍ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْئًا " (1)
__________
= وانظر (23283) .
قوله: "ويزور أخته": أخته هي زوجة حذيفة كما في رواية الحاكم.
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل أبي عبيدة بن حذيفة، فقد روى عنه جمع، ووثقه العجلي وابن حبان، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. محمد: هو ابن سيرين.
وأخرجه البزار في "مسنده" (2963) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (251) و (1542) من طريق وهب بن جرير، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار (2964) من طريق علي بن عاصم، والحاكم 2/516-517 من طريق عبد الله بن المبارك كلاهما عن هشام بن حسان، به.
وأخرجه البزار (2964) ، والطبراني في "الأوسط" (3705) من طريق علي بن عاصم، عن خالد الحذاء، عن محمد بن سيرين، به. قلنا: وعلي بن عاصم ضعيف.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (9160) .
وعن جرير بن عبد الله، سلف برقم (19156) .
قوله: "فأمسك القوم" أي: ما أعطوا السائل.
"غير منتقص" اسم فاعل حال من الذي سنَّ، والمراد أن ما أعطي من أجور الأتباع لا ينقص من أجور الأتباع شيئاً.(38/325)
23290 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا حُصَيْنٌ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ الْحَوْضَ أَقْوَامٌ فَيُخْتَلَجُونَ دُونِي فَأَقُولُ: رَبِّ أُصَيْحَابِي، رَبِّ أُصَيْحَابِي (1) ، فَيُقَالُ لِي: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ " (2)
__________
(1) المثبت من (ظ 5) ، وفي (م) وبقية النسخ: أصحابي.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين لكن حصين -وهو ابن عبد الرحمن السلمي- تغير حفظه بأخرة وقد اختلف عليه في تسمية صحابي هذا الحديث، فروي عنه عن أبي وائل عن حذيفة كما هو هنا، وروي عنه عن أبي وائل عن ابن مسعود، وهو المحفوظ. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد، وعبد العزيز بن مسلم: هو القسملي.
وأخرجه من حديث حذيفة ابن أبي شيبة 11/441 و15/31، ومسلم (2297) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (761) ، وأبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 4/257، والطبراني في "الأوسط" (7167) من طرق عن حصين، بهذا الإسناد. ورواية ابن أبي عاصم مختصرة.
وسيأتي من طريق حصين عن أبي وائل عن حذيفة برقم (23337) و (23393) .
وأخرجه الشاشي (521) من طريق شجاع بن مخلد، عن حصين ومغيرة والأعمش، عن أبي وائل، عن ابن مسعود. فجعله عن ابن مسعود.
قلنا: وطريق الأعمش سلفت في مسند ابن مسعود برقم (3639) ، وطريق المغيرة بن مقسم سلفت في مسنده أيضاً برقم (4180) ، وستأتي قريباً برقم (23337) .
وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2096) .
وعن أبي بكرة سلف برقم (20421) ، وانظر بعض شواهده هناك. =(38/326)
23291 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ يَعْنِي ابْنَ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: قَالَ أَبُو إِدْرِيسَ عَائِذُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْخَوْلَانِيُّ، سَمِعْتُ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ يَقُولُ: وَاللهِ إِنِّي لَأَعْلَمُ النَّاسِ بِكُلِّ فِتْنَةٍ هِيَ كَائِنَةٌ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَ السَّاعَةِ، وَمَا ذَلِكَ أَنْ يَكُونَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَنِي مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا أَسَرَّهُ إِلَيَّ لَمْ يَكُنْ حَدَّثَ بِهِ غَيْرِي، وَلَكِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ وَهُوَ يُحَدِّثُ مَجْلِسًا أَنَا فِيهِ، سُئِلَ عَنِ الْفِتَنِ وَهُوَ يَعُدُّ: " الْفِتَنَ فِيهِنَّ ثَلَاثٌ لَا يَذَرْنَ شَيْئًا مِنْهُنَّ كَرِيَاحِ الصَّيْفِ، مِنْهَا صِغَارٌ، وَمِنْهَا كِبَارٌ "، قَالَ حُذَيْفَةُ: فَذَهَبَ أُولَئِكَ الرَّهْطُ كُلُّهُمْ غَيْرِي، (1)
__________
= قال السندي: قوله: "فيختلجون دوني" على بناء المفعول، أي: يسلبون قدَّامي.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.
وأخرجه أبو عوانة في الفتن كما في "إتحاف المهرة" (4185) ، والحاكم 4/471 من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد. وقال الأخير: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه. قلنا: بل أخرجه مسلم.
وأخرجه مسلم (2891) ، والبيهقي في "الدلائل" 6/405 من طريق يونس بن يزيد، وابن حبان (6637) من طريق عبد الرحمن بن إسحاق، كلاهما عن الزهري، به.
وسيأتي برقم (23292) و (23460) .
ولقصة تحديث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أصحابَه بما هو كائنٌ إلى يوم القيامة انظر ما سلف برقم (23274) .(38/327)
23292 - حَدَّثَنَا فَزَارَةُ بْنُ عُمَرَ (1) ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ (2)
* 23293 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ ـ وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ هَارُونَ ـ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ شُعَيْبٍ، حَدَّثَهُ أَنَّ مَوْلَى شُرَحْبِيلَ ابْنِ حَسَنَةَ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ الْجُهَنِيَّ، وَحُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ يَقُولَانِ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " حِلٌّ (3) مَا رَدَّتْ عَلَيْكَ قَوْسُكَ " (4)
23294 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ أَنَّهُ حَدَّثَهُ، أَنَّ مَوْلَى شُرَحْبِيلَ ابْنِ حَسَنَةَ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ الْجُهَنِيَّ، وَحُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ يَقُولَانِ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُلْ مَا رَدَّتْ عَلَيْكَ قَوْسُكَ " (5)
__________
(1) المثبت من (ظ 5) ، وفي (م) والنسخ المتأخرة: عَمرو.
(2) حديث صحيح. فزارة بن عُمر -وإن لم يروِ عنه غير أحمد- قد توبع في الرواية السابقة، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين.
(3) المثبت من (ظ 5) ونسخة في هامش (ظ 2) ومن نسخة السندي، وفي (م) وبقية النسخ: كُلْ.
(4) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإبهام مولى شرحبيل بن حسنة، وسلف مكرراً في مسند عقبة بن عامر برقم (17429) .
قوله: "حِلٌّ" بكسر فتشديد لام، أي: حلال.
(5) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وسلف مكرراً في مسند عقبة أيضاً برقم (17430) .(38/328)
23295 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ قَالَ: قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ غَالِبٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: " سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1)
23296 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ غَالِبٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: " سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (2)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا سند محتمل للتحسين، عبد الله بن غالب -وليس بالحداني- روى عنه اثنان ووثقه العجلي وابن حبان، وباقي رجال الإسناد ثقات من رجال الشيخين وهذا الحديث وإن كان موقوفاً هنا عن حذيفة قد صح مرفوعاً عن غيره من الصحابة. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 11/449-450 عن يحيى بن آدم، عن إسرائيل، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسدد في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (8549) ، والحارث بن أبي أُسامة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (8550) و (8551) من طريق سلام أبي الأحوص، عن أبي إسحاق، به.
وأخرجه مرفوعاً ضمن حديث الطبراني في "الأوسط" (1062) ، والحاكم 4/573، وأبو نعيم في "الحلية" 4/349 من طريق ليث بن أبي سليم، عن أبي إسحاق، عن صلة، عن حذيفة. وليث ضعيف.
وسيأتي من طريق عبد الله بن غالب بالأرقام (23296) و (23297) و (23298) .
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري سلف برقم (10987) . وانظر تتمة شواهده هناك.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي- سيئ الحفظ، لكنه قد توبع. حجاج: هو ابن محمد المصيصي.
وانظر ما قبله.(38/329)
23297 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ غَالِبٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: " سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1)
23298 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ غَالِبٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: " سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (2)
23299 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ، وَخَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَا: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا يَعْنِي ابْنَ أَبِي (3) زَائِدَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الدُّؤَلِيِّ قَالَ: قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ أَخُو حُذَيْفَةَ، قَالَ حُذَيْفَةُ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ صَلَّى " (4)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.
وانظر ما قبله.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد محتمل للتحسين. أبو أحمد الزبيري: هو محمد بن عبد الله بن الزبير.
وانظر (23295) .
(3) لفظة "أبي" سقطت من (م) و (ظ 2) و (ق) .
(4) إسناده ضعيف، محمد بن عبد الله، ويقال: محمد بن عُبيد أبو قدامة تفرد بالرواية عنه عكرمة بن عمار اليمامي، ولم يوثقه أحد، فهو مجهول، وعبد العزيز أخو حذيفة رجَّح الذهبي في "التجريد"، والحافظ في "الإصابة" 5/942 أنه ابن أخيه، كما وقع في رواية أبي داود وغيره، ونقل ذلك أيضاً عن أبي نعيم، قلنا: وعبد العزيز روى عنه اثنان من المجهولين، وقال الذهبي: لا يعرف، ومع ذلك وثقه العجلي وابن حبان! وقد اختلف في إسناده على عكرمة بن عمار كما سيأتي. =(38/330)
23300 - حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ عَمٍّ لِحُذَيْفَةَ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قُمْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَقَرَأَ السَّبْعَ الطِّوَالَ فِي سَبْعِ رَكَعَاتٍ، وَكَانَ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ قَالَ: " سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ "، ثُمَّ قَالَ: " الْحَمْدُ لِلَّهِ ذِي الْمَلَكُوتِ وَالْجَبَرُوتِ، وَالْكِبْرِيَاءِ وَالْعَظَمَةِ "، وَكَانَ رُكُوعُهُ مِثْلَ قِيَامِهِ،
__________
= أخرجه أبو داود (1319) ، والطبري في "تفسيره" 1/260، والخطيب البغدادي في "تاريخه" 6/274 من طرق عن يحيى بن زكريا، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبري 1/260 من طريق وهب بن جرير، عن عكرمة، به.
وأخرجه أبو عوانة (6842) ، والبيهقي في "الدلائل" 3/451-452 من طريق أبي حذيفة موسى بن مسعود، عن عكرمة بن عمار، عن محمد بن عبيد أبي قدامة، عن عبد العزيز ابن أخي حذيفة، قال: ذكر حذيفة مشاهدهم مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فذكر قصة طويلة، هذا الحديث في أثنائها.
وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 2/189 من طريق سُريج بن يونس، عن يحيى بن زكريا، عن عكرمة، عن محمد بن عبد الله، عن عبد العزيز أخي حذيفة عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يذكر فيه حذيفة.
وأخرجه كذلك ابن قانع 2/189 من طريق ابن جريج، عن عكرمة، عن محمد بن عُبيد بن أبي قدامة، عن عبد العزيز بن اليمان، قال: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا حزبه ... فذكره.
وفي حديث صهيب فيما حكاه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن نبي من الأنبياء السابقين: فقام إلى الصلاة، وكانوا إذا فزعوا، فزعوا إلى الصلاة. سلف في مسنده بسند صحيح برقم (18937) .
قوله: "حزبه" بموحدة في آخره، أي: نزل به أمر شديد.(38/331)
وَسُجُودُهُ مِثْلَ رُكُوعِهِ، فَانْصَرَفَ وَقَدْ كَادَتْ تَنْكَسِرُ رِجْلَايَ (1)
23301 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ الْهَاشِمِيُّ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ يَعْنِي ابْنَ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرٌو يَعْنِي ابْنَ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَشْهَلِيِّ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ، وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ، أَوْ لَيُوشِكَنَّ اللهُ أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَابًا مِنْ عِنْدِهِ، ثُمَّ لَتَدْعُنَّهُ فَلَا يَسْتَجِيبُ لَكُمْ " (2)
__________
(1) إسناده ضعيف لجهالة ابن عم حذيفة، وسلف بغير هذه السياقة بسند صحيح من طريق صلة بن زفر عن حذيفة برقم (23240) . حماد: هو ابن سلمة.
وسيأتي برقم (23363) عن بهز عن حماد بن سلمة.
وسيأتي برقم (23411) من طريق زائدة عن عبد الملك بن عمير عن ابن أخي حذيفة، عن حذيفة.
وسيأتي نحوه عن عوف بن مالك برقم (23979) لكن فيه أنه كان يقول في ركوعه لا في قيامه: "سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة".
(2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، عبد الله بن عبد الرحمن الأشهلي تفرد بالرواية عنه عَمرو بن أبي عمرو -وهو مولى المطلب- ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقال ابن معين: لا أعرفه. وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 10/93 من طريق أبي الربيع، والترمذي بإثر (2169) ، والبغوي (4154) من طريق علي بن حجر، كلاهما عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإسناد. وحسَّنه الترمذي.
وأخرجه الترمذي (2169) ، والبيهقي في "الشعب" (7558) ، والمزي في "تهذيب الكمال" 15/234 من طريق عبد العزيز بن محمد، عن عمرو بن أبي عمرو، به.
وسيأتي برقم (23327) .
وسيأتي ضمن الحديث (23312) من طريق أبي الرُّقاد عن حذيفة موقوفاً. =(38/332)
23302 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنِي عَمْرٌو، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَشْهَلِيِّ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَقْتُلُوا إِمَامَكُمْ، وَتَجْتَلِدُوا بِأَسْيَافِكُمْ، وَيَرِثُ دُنْيَاكُمْ (1) شِرَارُكُمْ " (2)
23303 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا عَمْرٌو، عَنْ
__________
= وفي الباب عن عائشة سيأتي برقم (25255) . وصححه ابن حبان، وفي سنده ضعف.
وعن أبي هريرة عند البزار (3307 - كشف الأستار) ، والخطيب في "تاريخه" 13/92 من طريقين يتقوى إحدهما بالآخر.
(1) المثبت من هامش (ظ 5) ، و"جامع المسانيد"، و"أطراف المسند" 2/264، ومن مصادر التخريج، وفي (ظ 5) : ديناركم، وفي (م) و (ظ 2) و (ق) : دياركم.
(2) إسناده ضعيف كسابقه.
وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 6/392 من طريق أبي الربيع سليمان بن داود الزهراني، والبغوي في "شرح السنة" بإثر (4154) من طريق علي بن حُجر، كلاهما عن إسماعيل بن جعفر الأنصاري، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (4043) ، والترمذي (2170) ، والمزي في ترجمة عبد الله ابن عبد الرحمن الأشهلي من "تهذيب الكمال" 15/234 من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن عمرو بن أبي عمرو، به.
وأخرجه الطيالسي (439) ، ومن طريقه البيهقي 6/391 عن إسماعيل بن جعفر، عن عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب، عن المطلب، عن حذيفة، فجعله عن المطلب بدل عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري عن حذيفة. وقال البيهقي: هكذا قال أبو داود. يعني أنه جعله عن المطلب بدل عبد الله بن عبد الرحمن.(38/333)
عَبْدُ اللهِ (1) بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَشْهَلِيُّ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَكُونَ أَسْعَدَ النَّاسِ بِالدُّنْيَا لُكَعُ بْنُ لُكَعٍ " (2)
23304 - حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: ذُكِرَ الدَّجَّالُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " لَأَنَا لَفِتْنَةُ بَعْضِكُمْ أَخْوَفُ عِنْدِي مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ، وَلَنْ يَنْجُوَ أَحَدٌ مِمَّا قَبْلَهَا إِلَّا نَجَا مِنْهَا، وَمَا صُنِعَتْ فِتْنَةٌ مُنْذُ كَانَتِ الدُّنْيَا صَغِيرَةٌ وَلَا كَبِيرَةٌ، إِلَّا [تَتَّضِعُ] لِفِتْنَةِ الدَّجَّالِ " (3)
__________
(1) تحرف في (م) : إلى عُبيد الله.
(2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.
وأخرجه الترمذي (2209) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/392، والبغوي (4154) ، والمزي في ترجمة عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري من "تهذيب الكمال" 5/235 من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإسناد. وجمع البيهقي في روايته بين هذا الحديث وبين الحديث السابق.
وأخرجه الترمذي (2209) من طريق عبد العزيز بن محمد، عن عمرو بن أبي عمرو، به.
وفي الباب عن أبي هريرة سلف برقم (8320م) وذكرت شواهده هناك.
قوله: "لكع بن لكع" قال السندي: هو كزفر غير منصرف بالعدل والوصف.
قيل: أراد به من لا يعرف له أصل ولا يحمد له خلق، وهو لغةً: العبد ثم يستعمل في اللئيم والصغير ونحو ذلك، ومعنى أسعد الناس: أحظاهم وأطيبهم عيشاً.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو وائل: هو شقيق بن سلمة. =(38/334)
23305 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ أَبُو سَعِيدٍ الْأَحْوَلُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ مُنْذُ نَحْوِ سِتِّينَ سَنَةٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: مَرَّ رَجُلٌ عَلَى حُذَيْفَةَ فَقِيلَ: إِنَّ هَذَا يَرْفَعُ الْحَدِيثَ إِلَى الْأُمَرَاءِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ـ أَوْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ: " لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَتَّاتٌ " (1)
23306 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَذْكُرُ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ السَّاعَةِ فَقَالَ: " عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ، وَلَكِنْ أُخْبِرُكُمْ بِمَشَارِيطِهَا وَمَا يَكُونُ بَيْنَ يَدَيْهَا، إِنَّ بَيْنَ يَدَيْهَا فِتْنَةً وَهَرْجًا "، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، الْفِتْنَةُ قَدْ عَرَفْنَاهَا فَالْهَرْجُ مَا هُوَ؟ قَالَ بِلِسَانِ الْحَبَشَةِ: " الْقَتْلُ، وَيُلْقَى بَيْنَ النَّاسِ التَّنَاكُرُ فَلَا يَكَادُ أَحَدٌ أَنْ يَعْرِفَ أَحَدًا " (2)
__________
= وأخرجه البزار في "مسنده" (2807) و (2808) ، وابن حبان (6807) من طريق أبي بكر بن عياش، والطبراني في "الكبير" (3018) من طريق حفص بن غياث، كلاهما عن الأعمش، عن سليمان بن ميسرة، عن طارق بن شهاب، عن حذيفة. وزاد البزار في موضعه الأول وابن حبان: "لا يضر مسلماً، مكتوبٌ بين عينيه كافر مهجاة: ك ف ر". ورواية البزار الثانية والطبراني مختصرة.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إبراهيم: هو ابن يزيد النخعي.
وانظر (23247) .
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح لكن إياد بن لقيط لم يدرك حذيفة. =(38/335)
23307 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا فِي جِنَازَةِ حُذَيْفَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ صَاحِبَ هَذَا السَّرِيرِ يَقُولُ: مَا بِي بَأْسٌ مَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَلَئِنْ اقْتَتَلْتُمْ لَأَدْخُلَنَّ بَيْتِيَ، فَلَئِنْ دُخِلَ عَلَيَّ لَأَقُولَنَّ: هَا، بُؤْ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ " (1)
__________
= ويشهد له حديث أبي موسى الأشعري عند الطبراني كما في "مجمع الزوائد" 7/324، وقال الهيثمي: رواه الطبراني وفيه من لم يُسمَّ.
وقوله: "علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو" هي اقتباس من الآية 187 من سورة الأعراف.
وفي باب الهرج الذي بين يدي الساعة عن عبد الله بن مسعود سلف برقم (3695) و (4183) . وإسناده صحيح.
وعن أبي هريرة سلف برقم (7186) . وانظر شواهده عندهما.
(1) إسناده ضعيف لإبهام الراوي عن حذيفة، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. منصور: هو ابن المعتمر، وربعي: هو ابن حراش.
وأخرجه ابن أبي شيبة 15/21 عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (417) عن شعبة، عن منصور، عن ربعي، عن حذيفة.
ولم يذكر واسطة بين ربعي وحذيفة.
وسيأتي الحديث برقم (23335) .
وفي باب الأمر باعتزال الفتنة وكسر السلاح عن جمع من الصحابة ذكرت أحاديثهم عند حديث محمد بن مسلمة السالف برقم (17979) .
قوله: "ما بي بأس" أي: في التحديث.
"ما سمعت" ما دمت أذكر المسموع. قاله السندي.(38/336)
23308 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: أَتَيْنَا حُذَيْفَةَ فَقُلْنَا: دُلَّنَا عَلَى أَقْرَبِ النَّاسِ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَدْيًا وَسَمْتًا وَدَلًّا (1) نَأْخُذْ عَنْهُ وَنَسْمَعْ مِنْهُ؟ فَقَالَ: " كَانَ مِنْ أَقْرَبِ النَّاسِ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَدْيًا وَسَمْتًا وَدَلًّا ابْنُ أُمِّ عَبْدٍ "، حَتَّى يَتَوَارَى عَنِّي فِي بَيْتِهِ، وَلَقَدْ عَلِمَ الْمَحْفُوظُونَ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّ ابْنَ أُمِّ عَبْدٍ مِنْ أَقْرَبِهِمْ إِلَى اللهِ زُلْفَةً (2)
__________
(1) تحرف في (م) إلى: ولاء.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. لكن الجملة الأخيرة، وهي قوله: ولقد علم المحفوظون ... إلخ لم يسمعها أبو إسحاق -وهو السبيعي- من عبد الرحمن بن يزيد -وهو ابن قيس النخعي- كما بين ذلك شعبة في روايته الآتية برقم (23350) ، وصحت من طريق شقيق عن حذيفة برقم (23342) .
وأخرجه تاماً ومختصراً يعقوب بن سفيان في " المعرفة والتاريخ " 2/543-544، والترمذي (3807) ، والطبراني في "الكبير" (8489) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 3/388 من طرق عن إسرائيل، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (8488) من طريق شريك بن عبد الله النخعي، وفي "الأوسط" (2359) من طريق سفيان الثوري، كلاهما عن أبي إسحاق، به.
ورواية "الأوسط" مختصرة.
وأخرجه البزار (2812) ، والطبراني في "الكبير" (8491) من طريق إسماعيل ابن أبي خالد، والطبراني (8490) من طريق الأعمش، كلاهما عن زيد بن وهب، عن حذيفة. مختصراً.
وسيأتي (23350) و (23408) و (23413) .
وسيأتي من طريق شقيق بن سلمة برقم (23341) و (23342) ، ومن طريق أبي عمرو الشيباني برقم (23351) ، كلاهما عن حذيفة. =(38/337)
23309 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: " قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَقَامًا مَا تَرَكَ فِيهِ شَيْئًا يَكُونُ قَبْلَ السَّاعَةِ إِلَّا قَدْ ذَكَرَهُ، حَفِظَهُ مَنْ حَفِظَهُ وَنَسِيَهُ مَنْ نَسِيَهُ "، إِنِّي لَأَرَى الشَّيْءَ فَأَذْكُرُهُ كَمَا يَعْرِفُ الرَّجُلُ وَجْهَ الرَّجُلِ غَابَ عَنْهُ ثُمَّ رَآهُ فَعَرَفَهُ (1)
23310 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ يَرْفَعُ إِلَى عُثْمَانَ الْأَحَادِيثَ مِنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ حُذَيْفَةُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَتَّاتٌ "، يَعْنِي: نَمَّامًا (2)
__________
= قوله: "هدياً وسمتاً ودلاً" قال السندي: الهدي بفتح فسكون، وكذا السمت، وأما الدلُّ فبفتح وتشديد لام، قال البيضاوي: قريب من الهدي، والمراد به السكينة والوقار، وبالسمت: القصد في الأمور، وبالهدي: حسن السيرة وسلوك الطريقة المرضية.
"ابن أم عبد" هو عبد الله بن مسعود، وأم عبد كنية أمه.
"زلفة" كقُربة لفظاً ومعنىً.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي.
وانظر (23274) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر، وابراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وهمام: هو ابن الحارث النخعي. =(38/338)
23311 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ صِلَةَ بْنِ زُفَرَ، عَنْ حُذَيْفَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا مَرَّ بِآيَةِ خَوْفٍ تَعَوَّذَ، وَإِذَا مَرَّ بِآيَةِ رَحْمَةٍ سَأَلَ، قَالَ: وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَكَعَ قَالَ: " سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ "، وَإِذَا سَجَدَ قَالَ: " سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى " (1)
23312 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا رَزِينٌ الْجُهَنِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو الرُّقَادِ، قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ مَوْلَايَ وَأَنَا غُلَامٌ فَدُفِعْتُ إِلَى حُذَيْفَةَ وَهُوَ يَقُولُ: " إِنْ كَانَ الرَّجُلُ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
= وأخرجه أبو عوانة بإثر الحديث (87) من طريق أبي داود الحفري وقبيصة بن عقبة، وابن أبي الدنيا في "الصمت" (271) من طريق عبد الله بن المبارك، ثلاثتهم عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (421) ، ومسلم (105) (169) ، والبزار في "مسنده" (2954) ، والنسائي في "الكبرى" (11614) ، وأبو عوانة (87) ، وابن حبان (5765) ، وابن منده في "الإيمان" (612) و (613) و (614) ، وأبو نعيم في "الحلية" 4/178-179 من طرق عن منصور بن المعتمر، به.
وانظر (23247) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات لكنه منقطع، بين سعد بن عُبَيدة وصلة بن زفر: المستورد بن الأحنف كما في الرواية (23240) وغيرها.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (2875) عن الثوري، عن الأعمش، عن صلة، عن حذيفة. ليس فيه سعد ولا المستورد! واقتصر فيه على التسبيح في الركوع والسجود.(38/339)
فَيَصِيرُ مُنَافِقًا "، وَإِنِّي لَأَسْمَعُهَا مِنْ أَحَدِكُمْ فِي الْمَقْعَدِ الْوَاحِدِ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ، وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَلَتَحَاضُّنَّ عَلَى الْخَيْرِ، أَوْ لَيُسْحِتَنَّكُمُ اللهُ جَمِيعًا بِعَذَابٍ، أَوْ لَيُؤَمِّرَنَّ عَلَيْكُمْ شِرَارَكُمْ، ثُمَّ يَدْعُو خِيَارُكُمْ، فَلَا يُسْتَجَابُ لَكُمْ (1)
23313 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ شَقِيقٍ قَالَ: سَمِعْتُ حُذَيْفَةَ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَامَ لِلتَّهَجُّدِ يَشُوصُ فَاهُ بِالسِّوَاكِ " (2)
__________
(1) أثر حسن، وهذا إسناد ضعيف، سلف الكلام عليه عند الرواية (23278) .
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 1/279 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 15/44-45 عن ابن نمير، به.
وأخرج شطره الثاني ابن عدي في "الكامل" 5/1796، وأبو نعيم 1/279 من طريق الأعمش، عن ميمون بن مهران، عن عبد الله بن سيدان، عن حذيفة.
ولشطره الأول انظر (23278) .
وشطره الثاني سلف مرفوعاً من طريق عبد الله بن عبد الرحمن الأشهلي برقم (23301) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. معاوية بن عمرو: هو ابن المهلب الأزدي، وزائدة: هو ابن قدامة، وحصين: هو ابن عبد الرحمن السلمي، وشقيق: هو ابن سلمة أبو وائل الأسدي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/168، والبخاري (1136) ، ومسلم (255) (46) ، =(38/340)
23314 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي غَنِيَّةَ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا تَشْرَبُوا فِي الذَّهَبِ وَلَا فِي الْفِضَّةِ، وَلَا تَلْبَسُوا الْحَرِيرَ وَالدِّيبَاجَ، فَإِنَّهَا لَهُمْ فِي الدُّنْيَا، وَهِيَ لَكُمْ فِي الْآخِرَةِ " (1)
23315 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ ثَابِتِ ابْنِ وَدِيعَةَ، أَنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي فَزَارَةَ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِضِبَابٍ قَدِ احْتَرَشَهَا قَالَ: فَجَعَلَ يُقَلِّبُ ضَبًّا مِنْهَا بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: " أُمَّةٌ مُسِخَتْ ـ قَالَ: وَأَكْبَرُ عِلْمِي أَنَّهُ قَالَ ـ مَا أَدْرِي مَا فَعَلَتْ "، قَالَ: " وَمَا أَدْرِي لَعَلَّ هَذَا مِنْهَا "، وقَالَ شُعْبَةُ (2) ، وقَالَ حُصَيْنٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ
__________
= والبزار في "مسنده" (2894) وابن خزيمة (136) و (1149) ، وأبو عوانة (484) ، والبيهقي 1/38 من طرق عن حصين، بهذا الإسناد.
وانظر (23242) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يحيى ابن عبد الملك -وهو ابن حُميد بن أبي غنية الخزاعي- فمن رجال مسلم، وروى له البخاري مقروناً. الحكم: هو ابن عُتيبة الكوفي.
وانظر (23269) .
(2) وقع في (م) والنسخ الخطية: وقال شعبة: وسمعته، بزيادة كلمة "وسمعته" وهو خطأ أثبتناه على الصواب من مكرره السالف برقم (17930) .(38/341)
قَالَ: وَذَكَرَ شَيْئًا نَحْوًا مِنْ هَذَا قَالَ: " فَلَمْ يَأْمُرْ بِهِ وَلَمْ يَنْهَ أَحَدًا " (1)
23316 - حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ: انْطَلَقْتُ أَنَا وَعَمْرُو بْنُ صُلَيْعٍ حَتَّى أَتَيْنَا حُذَيْفَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ هَذَا الْحَيَّ مِنْ مُضَرَ لَا تَدَعُ لِلَّهِ فِي الْأَرْضِ عَبْدًا صَالِحًا إِلَّا افْتَتَنَتْهُ (2) وَأَهْلَكَتْهُ، حَتَّى يُدْرِكَهَا اللهُ بِجُنُودٍ مِنْ عِنْدِهِ (3) فَيُذِلَّهَا حَتَّى لَا تَمْنَعَ ذَنَبَ تَلْعَةٍ " (4)
__________
(1) إسناداه صحيحان.
وأخرجه البزار في "مسنده" (2813) من طريق عبيد الله بن موسى، عن شعبة، عن حصين بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد.
وسلف مكرراً (17930) سنداً ومتناً، فانظره.
قوله: "احترشها" أي: صادها.
(2) في (م) و (ظ 2) و (ق) : أفتنته، والمثبت من (ظ 5) .
(3) المثبت من (ظ 5) ومن "مسند الطيالسي"، وفي (م) و (ظ 2) و (ق) : عِباده.
(4) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي داود -وهو سليمان بن داود الطيالسي- فمن رجال مسلم. هشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي.
وهو في "مسند" الطيالسي (420) .
وأخرجه البزار في "مسنده" (2797) من طريق معاذ بن هشام، والحاكم 4/469-470 من طريق موسى بن إسماعيل، كلاهما عن هشام الدستوائي، بهذا =(38/342)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الإسناد. وزادا فيه قصة لأبي الطفيل وعمرو بن صُليع مع حذيفة، وصححه الحاكم على شرط الشيخين.
وأخرجه البزار (2798) من طريق حبيب بن أبي ثابت، عن أبي الطفيل، به.
وأخرج ابن أبي شيبة 15/11 من طريق الوليد بن عبد الله بن جُميع، عن أبي الطفيل قال: جاء رجل من محارب يقال له: عمرو بن صُليع إلى حذيفة، فقال له: يا أبا عبد الله، حدثنا ما رأيت وشهدت؟ فقال حذيفة: يا عمرو بن صُليع، أرأيت محارب أم مضر؟ قال: نعم. قال: فإن مضر لا تزال تقتل كل مؤمن وتفتنه أو يضربهم الله والملائكة والمؤمنون حتى لا يمنعوا بطن تلعة، أرأيت محارب أم قيس عيلان؟ قال: نعم، فإذا رأيت عيلان قد نزلت بالشام فخذ حذرك. وإسناده حسن.
وأخرج ابن أبي شيبة 15/111، والبزار (2858) من طريق منصور بن المعتمر، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة قال: ادنوا يا معشر مضر فوالله لا تزالون بكل مؤمن تفتنونه وتقتلونه حتى يضربكم الله وملائكته والمؤمنون حتى لا تمنعوا بطن تلعة، قالوا: فلِمَ تدنينا ونحن كذلك؟ قال: إن منكم سيد ولد آدم وإن منكم سوابق كسوابق الخيل. وإسناده صحيح.
وسيأتي الحديث برقم (23349) من طريق عمرو بن حنظلة، وبرقم (23435) من طريق هزيل بن شرحبيل، كلاهما عن حذيفة.
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11821) .
قال السندي: قوله: "إن هذا الحي من مضر" يريد قريش.
"فيذلها" من الإذلال.
"حتى لا تمنع" أي: قريش.
"ذنب" بفتحتين والإضافة إلى تلعة. والتلعة: مسيل الماء من علو إلى أسفل، وقيل: من الأضداد يقع على ما انحدر من الأرض وأشرف منها، وأذناب المسايل: أسافل الأودية، وهذا غاية لإذلالهم ووصفٌ لهم بالذلِّ والضعف وقلة المنعة، كأنه قال: حتى لا يملكوا أسفل وادٍ فضلاً عن البلاد والحكم بين العباد.(38/343)
23317 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " بَيْنَ حَوْضِي كَمَا بَيْنَ أَيْلَةَ وَمُضَرَ آنِيَتُهُ أَكْثَرُ، أَوْ قَالَ: مِثْلُ ـ عَدَدِ نُجُومِ السَّمَاءِ، مَاؤُهُ أَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، وَأَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، وَأَبْرَدُ مِنَ الثَّلْجِ، وَأَطْيَبُ رِيحًا (1) مِنَ الْمِسْكِ، مَنْ شَرِبَ مِنْهُ لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهُ "، (2)
__________
(1) لفظة "ريحاً" زدناها من (ظ 5) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم -وهو ابن بهدلة-، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد، وحماد: هو ابن سلمة، وزر: هو ابن حبيش.
وأخرجه البزار في "مسنده" (2911) عن عبد الصمد بن عبد الوارث، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (725) من طريق هدبة بن خالد، عن حماد بن سلمة، به موقوفاً.
وأخرجه أيضاً ابن أبي عاصم (724) من طريق زائدة بن قدامة، عن عاصم بن بهدلة، به موقوفاً. وفيه. ما بين أيلة إلى صنعاء.
وأخرجه مرفوعاً مسلم (248) ، وابن ماجه (4302) ، وابن حبان (7241) من طريق ربعي بن حِراش، عن حذيفة، به. وعندهم جميعاً من أيلة إلى عدن، وليس في رواية مسلم صفة الحوض ومائِه ولا عدد آنيته، وفي روايتهم جميعاً زيادة: "إني لأذود عنه الرجال كما يذود الرجلُ الإبلَ الغريبة عن حوضه" قالوا: أتعرفنا؟ قال: "نعم تردون عليَّ غُرّاً محجَّلين من آثار الوضوء ليست لأحدٍ غيركم".
وسيأتي موقوفاً بالأرقام (23318) و (23346) و (23451) .
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (5355) .
وعن جابر، سلف برقم (14719) ، وانظر تتمة الشواهد عندهما.(38/344)
23318 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: مَا بَيْنَ طَرَفَيْ حَوْضِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كأَيْلَةَ وَمِصْرَ (1) ، فَذَكَرَهُ، وَكَذَا قَالَ يُونُسُ كَمَا قَالَ عَفَّانُ (2)
23319 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ قَيْسٍ قَالَ: قُلْتُ لِعَمَّارٍ أَرَأَيْتُمْ صَنِيعَكُمْ هَذَا الَّذِي صَنَعْتُمْ فِيمَا كَانَ مِنْ أَمْرِ عَلِيٍّ رَأْيًا رَأَيْتُمُوهُ، أَمْ شَيْئًا عَهِدَ إِلَيْكُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: لَمْ يَعْهَدْ إِلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا لَمْ يَعْهَدْهُ إِلَى النَّاسِ كَافَّةً، وَلَكِنَّ حُذَيْفَةَ أَخْبَرَنِي، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " فِي أَصْحَابِي اثْنَا عَشَرَ مُنَافِقًا، مِنْهُمْ ثَمَانِيَةٌ لَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ " (3)
__________
(1) في (م) و (ظ 2) و (ق) : مضر بالضاد المعجمة، وهكذا كانت في (ظ 5) ، ثم كشطت نقطة الضاد منها، وستأتي رواية عفان برقم (23346) وضبطت هناك في (ظ 5) ضبطاً مجوداً "مِصْر" بكسر الميم وتسكين الصاد.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم -وهو ابن بهدلة-، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. والحديث وإن كان هنا موقوفاً سلف مرفوعاً في الرواية السابقة.
وسيأتي تاماً عن عفان بن مسلم برقم (23346) .
وانظر ما قبله.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي نضرة -وهو المنذر بن مالك العبدي- فمن رجال مسلم. قيس: هو ابن عُبَاد.
وأخرجه مسلم (2779) (9) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" =(38/345)
23320 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: " لَمْ يُصَلِّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ، وَلَوْ صَلَّى فِيهِ لَكُتِبَ عَلَيْكُمْ صَلَاةُ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1)
23321 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَأَبُو نُعَيْمٍ قَالَا: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ يَعْنِي ابْنَ جُمَيْعٍ، قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ [وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ] (2) ، حَدَّثَنَا أَبُو الطُّفَيْلِ، قَالَ:
__________
= (1270) ، وأبو عوانة في المنافقين كما في "إتحاف المهرة" 4/260-261، والبيهقي في "السنن" 8/198، وفي "الدلائل" 5/261 من طريق أسود بن عامر، بهذا الإسناد. زاد مسلم وابن أبي عاصم والبيهقي في "السنن" عقبه: منهم أربعة تكفيهم الدُّبيلة، وأربعة لم أحفظ ما قال شعبة فيهم.
وسلف الحديث في مسند عمار عن محمد بن جعفر وحجاج عن شعبة، بهذا الإسناد برقم (18885) .
قلنا: وأما استشهاد عمار بن ياسر بما سمعه من حذيفة في قصة المنافقين، فإنه يريد بذلك -والله أعلم- أنه ينأى بنفسه عن النفاق، وكأنه سمع من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الحديث المشهور "من كنت مولاه فعلي مولاه" سلف برقم (18479) ، فلذلك كان من أشد الموالين له.
(1) إسناده حسن من أجل عاصم -وهو ابن بهدلة-، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. إسماعيل بن عمر: هو الواسطي، وسفيان: هو الثوري، وزر: هو ابن حبيش.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (11280) ، والطبري في "تفسيره" 15/15 من طريق يحيى بن سعيد، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وانظر (23285) .
(2) في (م) مكان ما في الحاصرتين: مثل جميع، وفي النسخ الخطية جميع، =(38/346)
كَانَ بَيْنَ حُذَيْفَةَ وَبَيْنَ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْعَقَبَةِ مَا يَكُونُ بَيْنَ النَّاسِ، فَقَالَ: أَنْشُدُكَ اللهَ، كَمْ كَانَ أَصْحَابُ الْعَقَبَةِ؟ فَقَالَ لَهُ الْقَوْمُ: أَخْبِرْهُ إِذْ سَأَلَكَ، قَالَ: إِنْ كُنَّا نُخْبَرُ أَنَّهُمْ أَرْبَعَةَ عَشَرَ ـ وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: فَقَالَ الرَّجُلُ: كُنَّا نُخْبَرُ أَنَّهُمْ أَرْبَعَةَ عَشَرَ ـ قَالَ: فَإِنْ كُنْتَ مِنْهُمْ ـ وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: فِيهِمْ ـ فَقَدْ كَانَ الْقَوْمُ خَمْسَةَ عَشَرَ، وَأَشْهَدُ بِاللهِ أَنَّ اثْنَيْ عَشَرَ مِنْهُمْ حَرْبٌ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ ـ قَالَ أَبُو أَحْمَدَ: الْأَشْهَادُ ـ وَعَذَرْنَا (1) ثَلَاثَةً، قَالُوا: مَا سَمِعْنَا مُنَادِيَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَا عَلِمْنَا مَا أَرَادَ الْقَوْمُ ـ قَالَ: أَبُو أَحْمَدَ فِي حَدِيثِهِ: وَقَدْ كَانَ فِي حَرَّةٍ فَمَشَى ـ فَقَالَ لِلنَّاسِ: " إِنَّ الْمَاءَ قَلِيلٌ فَلَا يَسْبِقْنِي إِلَيْهِ أَحَدٌ "، فَوَجَدَ قَوْمًا قَدْ سَبَقُوهُ، فَلَعَنَهُمْ يَوْمَئِذٍ (2)
__________
= دون كلمة "مثل"، وما أثبتناه هو الصواب إن شاء الله، والمقصود أن أبا نعيم حدَّث بالعنعنة، ومحمد بن عبد الله بصيغة التحديث.
(1) في (م) : وعدنا، وفي (ظ 2) و (ق) : وعددنا، وفي هامش (ظ 2) و (ق) : وعدَّ، وفي هامش (ظ 5) و"جامع المسانيد": عدَّد، والمثبت من (ظ 5) ، وفي "صحيح مسلم": وعَذَرَ.
(2) إسناده قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الوليد بن عبد الله بن جميع، فهو صدوق حسن الحديث من رجال مسلم. أبو نعيم: هو الفضل بن دكين، وأبو الطفيل: هو عامر بن واثلة الليثي.
وأخرجه مسلم (2779) (11) من طريق أبي أحمد محمد بن عبد الله بن الزبير وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه دون المرفوع منه ابن أبي شيبة 14/599-600 عن أبي نعيم الفضل ابن دكين وحده، به. =(38/347)
23322 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، حَدَّثَنَا سَعْدُ (1) بْنُ أَوْسٍ، عَنْ بِلَالٍ الْعَبْسِيِّ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: " مَا أَخْبِيَةٌ بَعْدَ أَخْبِيَةٍ كَانَتْ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (2) يُدْفَعُ عَنْهَا مِنَ الْمَكْرُوهِ، أَكْثَرَ مِنْ أَخْبِيَةٍ وُضِعَتْ فِي هَذِهِ الْبُقْعَةِ "
وَقَالَ: " إِنَّكُمُ الْيَوْمَ مَعْشَرَ الْعَرَبِ (3) لَتَأْتُونَ أُمُورًا إِنَّهَا لَفِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النِّفَاقُ عَلَى وَجْهِهِ " (4)
__________
= وأخرجه مختصراً بالمرفوع منه البزار في "مسنده" (2803) من طريق محمد بن فضيل، عن الوليد بن جميع، به.
وسيأتي الحديث برقم (23395) من طريق أبي نعيم، و (23409) من طريق وكيع، كلاهما عن الوليد بن جميع.
وسيأتي في مسند أبي الطفيل برقم (23792) .
قوله: "من أهل العقبة" قال النووي: هذه العقبة ليست العقبة المشهورة بمنى، التي كانت بها بيعة الأنصار رضي الله عنهم، وإنما هذه عقبة على طريق تبوك، اجتمع المنافقون فيها للغدر برسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في غزوة تبوك، فعصمه الله تعالى منهم.
"ما يكون بين الناس" قال السندي: من الخصام.
"نخبر" على بناء المفعول.
(1) المثبت من (ظ 5) وكتب الرجال، وتحرف في (م) والنسخ المتأخرة إلى: شعبة بن أوس.
(2) في (م) والأصول الخطية: أكثر يدفع عنها، بزيادة "أكثر"، ولم ترد هذه اللفظة في "أطراف المسند" 2/261 لذلك حذفناها.
(3) في (ظ 5) ونسخة في هامشي (ظ 2) و (ق) : العُريب.
(4) أثر صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات غير بلال العبسي -وهو ابن يحيى =(38/348)
23323 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ (1) ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَخْرُجُ قَوْمٌ مِنَ النَّارِ بَعْدَ مَا مَحَشَتْهُمُ النَّارُ، يُقَالُ لَهُمْ: الْجَهَنَّمِيُّونَ " (2)
__________
= الكوفي- فصدوق حسن الحديث، ولم يُثبت ابن معين سماعه من حذيفة، وقال أبو الحسن القطان: هو ثقة روى عن حذيفة أحاديث معنعنة ليس في شيء منها ذكرُ سماعٍ. أما الترمذي فقد حسن له حديثاً من روايته عن حذيفة، وسلف شطره الثاني برقم (23262) بذكر واسطةٍ بينهما من طريق ليث بن أبي سليم عن بلال عن ثلاثة عن حذيفة، لكنَّ ليثاً ضعيف. وسلف شطره الثاني أيضاً برقم (23278) من طريق أبي الرُّقاد عن حذيفة.
وسلف شطره الأول برقم (23266) من طريق موسى بن أبي المختار، عن بلال، عن حذيفة.
(1) قوله: "عن حماد بن سلمة" سقط من (م) والأصول الخطية، واستدركناه من "أطراف المسند" 2/266 و"جامع المسانيد".
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل حماد بن أبي سليمان، لكنه قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (835) عن هدبة، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أيضاً (836) من طريق هشام الدستوائي، عن حماد بن أبي سليمان، به.
وأخرجه الطيالسي (419) عن أبي عوانة، عن أبي مالك الأشجعي، عن ربعي، عن حذيفة يرفعه أحياناً، وأحياناً لا يرفعه.
وسيأتي برقم (23423) و (23424) من طريق شعبة عن حماد بن أبي سليمان. وقال شعبة في الرواية الأولى: رفعه مرَّةً إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والرواية الثانية مرسلة. =(38/349)
23324 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عُثْمَانَ الْبَتِّيِّ، عَنْ نُعَيْمٍ ـ قَالَ عَفَّانُ فِي حَدِيثِهِ ـ ابْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: أَسْنَدْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى صَدْرِي فَقَالَ: " مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ـ قَالَ حَسَنٌ: ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ ـ خُتِمَ لَهُ بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ صَامَ يَوْمًا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ خُتِمَ لَهُ بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ خُتِمَ لَهُ بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ " (1)
__________
= وفي الباب عن جابر بن عبد الله، سلف برقم (14491) . وذكرنا شواهده عند الرواية (14312) .
قوله: "محشتهم" أي: أحرقتهم.
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات إلا أنه منقطع بين نعيم بن أبي هند وحذيفة. حسن: هو ابن موسى الأشيب، وعفان: هو ابن مسلم، وعثمان البتي: هو ابن مسلم البصري.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (8222) من طريق عفان بن مسلم وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي في "الأسماء والصفات" ص 303 من طريق حسن بن موسى وحده، به.
وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/218-219 من طريق هشام بن القاسم، عن نعيم بن أبي هند، به.
وأخرجه بنحوه مختصراً الطبراني في "الشاميين" (2449) ، وأبو نعيم في "الحلية" 5/208 من طريق عطاء الخراساني، عن نعيم بن أبي هند، عن أبي مسهر -وعند أبي نعيم أبو سهل-، عن حذيفة. وأبو مسهر أو أبو سهل لم نَتبيَّنْه. =(38/350)
23325 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا مَهْدِيٌّ، عَنْ وَاصِلٍ الْأَحْدَبِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ (1) ، قال: بلغ حُذَيْفَةَ عنَّ رجل [أَنّهَ] يَنُمُّ الْحَدِيثَ، َقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ نَمَّامٌ " (2)
__________
= وأخرجه البزار في "مسنده" (2854) ، والبيهقي ص 303-304 من طريق الحسن بن أبي جعفر الجفري، عن محمد بن جُحادة، عن نعيم بن أبي هند، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "يا حذيفة من ختم له بشهادة أن لا إله إلا الله صادقاً، دخل الجنة، يا حذيفة من ختم له بصوم يبتغي به وجه الله دخل الجنة، يا حذيفة من ختم له عند الموت بإطعام مسكين يبتغي به وجه الله، دخل الجنة" واقتصر البزار على قصة الصوم، فزاد الحسن بن أبي جعفر في الإسناد: ربعي بن حراش. قال البزار: تفرد به الحسن بن أبي جعفر، قلنا: هو ضعيف بمرة.
وفي الباب عن علي عند الخطيب في "الموضح" 1/80 وإسناده ضعيف.
وفي باب إذا ختم للعبد بلا إله إلا الله دخل الجنة عن أبي هريرة، سلف برقم (9466) . وانظر تتمة شواهده هناك.
وفي باب إذا ختم للعبد بعمل أهل الجنة دخل الجنة عن عبد الله بن مسعود، سلف برقم (3624) . وانظر تتمة شواهده هناك، وعن أنس، سلف برقم (12214) .
(1) قوله: "عن أبي وائل" أثبتناه من (ظ 5) و"أطراف المسند" 2/264، وسقط من (م) والنسخ المتأخرة.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هاشم: هو ابن القاسم أبو النضر، ومهدي: هو ابن ميمون الأزدي، وواصل الأحدب: هو ابن حيان الأسدي، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة.
وأخرجه مسلم (105) (168) ، والبزار في "مسنده" (2898) ، وابن أبي الدنيا في "الصمت" (251) ، وفي "الغيبة" (115) ، وابن حبان في "روضة العقلاء" ص 176، وابن منده في "الإيمان" (615) ، والبيهقي في "الشعب" (11101) من طرق عن مهدي بن ميمون، بهذا الإسناد. =(38/351)
23326 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " أُنْزِلَ الْقُرْآنُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ " (1)
23327 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَحَدِ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ، عَنْ حُذَيْفَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ، أَوْ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْكُمْ قَوْمًا، ثُمَّ
__________
= وأخرجه ابن أبي شيبة 9/91 عن علي بن مسهر، عن سليمان الشيباني، عن واصل، عن شقيق أبي وائل، عن حذيفة، قال: كنا نتحدث: لا يدخل الجنة قتات.
وأخرجه الدولابي في "الكنى" 1/97 من طريق إبراهيم أبي إسماعيل، والخطيب في "تاريخه" 6/263 من طريق الأعمش، كلاهما عن أبي وائل، به.
وانظر ما سلف (23247) .
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، لكن اختلف فيه على عاصم بن بهدلة في تسمية صحابي الحديث، فقد روي عنه أيضاً عن زر بن حبيش عن أُبي بن كعب، وقد سلف برقم (21204) و (21205) . حماد: هو ابن سلمة، وزر: هو ابن حُبيش.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (3018) عن عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وسيأتي الحديث بأطول مما هنا عن عفان برقم (23398) ، وعن عبد الصمد برقم (23447) ويأتي تتمة تخريجه عند رواية عفان.
وسلف الحديث في مسند أُبي بن كعب برقم (21205) عن أبي سعيد مولى بني هاشم، عن حماد بن سلمة، عن عاصم، عن زر بن حبيش، عن حذيفة.
وانظر ما سلف برقم (23273) .
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7989) ، وذكرنا شواهده هناك.(38/352)
تَدْعُونَهُ فَلَا يُسْتَجَابُ لَكُمْ " (1)
23328 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ، حَدَّثَنَا السَّفْرُ بْنُ نُسَيْرٍ الْأَزْدِيُّ، وَغَيْرُهُ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا كُنَّا فِي شَرٍّ فَذَهَبَ اللهُ بِذَلِكَ الشَّرِّ، وَجَاءَ بِالْخَيْرِ عَلَى يَدَيْكَ، فَهَلْ بَعْدَ الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ قَالَ: " نَعَمْ "، قَالَ: مَا هُوَ؟ قَالَ: " فِتَنٌ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ يَتْبَعُ بَعْضُهَا بَعْضًا، تَأْتِيكُمْ مُشْتَبِهَةً كَوُجُوهِ الْبَقَرِ لَا تَدْرُونَ أَيًّا مِنْ أَيٍّ " (2)
23329 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مَيْسَرَةَ بْنِ حَبِيبٍ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: سَأَلَتْنِي أُمِّي: مُنْذُ مَتَى عَهْدُكَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: فَقُلْتُ لَهَا: مُنْذُ كَذَا وَكَذَا، قَالَ: فَنَالَتْ مِنِّي وَسَبَّتْنِي، قَالَ: فَقُلْتُ لَهَا: دَعِينِي، فَإِنِّي آتِي النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأُصَلِّي مَعَهُ الْمَغْرِبَ، ثُمَّ لَا أَدَعُهُ حَتَّى يَسْتَغْفِرَ لِي وَلَكِ، قَالَ: فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّيْتُ مَعَهُ الْمَغْرِبَ، فَصَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [إِلَى] الْعِشَاءِ، ثُمَّ
__________
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، سلف الكلام عليه برقم (23301) .
(2) إسناده ضعيف لضعف السَّفْر بن نسير الأزدي، ثم هو لم يدرك حذيفة.
أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن الحجاج الخولاني، وصفوان: هو ابن عمرو بن هرم السكسكي.
وانظر ما سلف برقم (23282) .(38/353)
انْفَتَلَ فَتَبِعْتُهُ، فَعَرَضَ لَهُ عَارِضٌ فَنَاجَاهُ، ثُمَّ ذَهَبَ فَاتَّبَعْتُهُ فَسَمِعَ صَوْتِي فَقَالَ: " مَنْ هَذَا؟ "، فَقُلْتُ: حُذَيْفَةُ، قَالَ: " مَا لَكَ؟ "، فَحَدَّثْتُهُ بِالْأَمْرِ، فَقَالَ: " غَفَرَ اللهُ لَكَ وَلِأُمِّكَ "، ثُمَّ قَالَ: " أَمَا رَأَيْتَ الْعَارِضَ الَّذِي عَرَضَ لِي قُبَيْلُ؟ "، قَالَ: قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: " فَهُوَ مَلَكٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ لَمْ يَهْبِطِ الْأَرْضَ قَطُّ قَبْلَ هَذِهِ اللَّيْلَةِ، اسْتَأْذَنَ رَبَّهُ أَنْ يُسَلِّمَ عَلَيَّ، وَيُبَشِّرَنِي أَنَّ الْحَسَنَ، وَالْحُسَيْنَ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَأَنَّ فَاطِمَةَ سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح. إسرائيل: هو ابن يونس السبيعي.
وأخرجه تاماً ومختصراً النسائي في "الكبرى" (381) و (8298) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 6/372-373 من طريق حسين ابن محمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولاً ومختصراً ابن أبي شيبة 2/198 و12/96، والترمذي (3781) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2966) ، وابن نصر في "قيام الليل" (267) ، والنسائي في "الكبرى" (8365) ، وابن حبان (6960) و (7126) ، والطبراني في "الكبير" (2607) ، والقطيعي في زياداته على "فضائل الصحابة" لأحمد (1406) ، والحاكم 3/151 و381، والبيهقي في "الدلائل" 7/78 من طرق عن إسرائيل، به.
وأخرجه مختصراً بقصة فضل فاطمة الحاكم 3/151 من طريق أبي مريم عبد الغفار بن قاسم الأنصاري، عن المنهال بن عَمرو، به.
وأخرجه مقطعاً الطبراني في "الكبير" (2606) و22/ (1005) من طريق عدي ابن ثابت، والطبراني في "الكبير" (2608) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 10/230-231 من طريق عاصم بن أبي النجود، كلاهما عن زر بن حبيش، به.
ووقع في رواية عاصم: جبريل، بدل ملك لم ينزل!
وسيأتي الحديث بأخصر مما هنا من طريق زر بن حبيش عن حذيفة برقم (23436) ، ومن طريق الشعبي عن حذيفة برقم (23330) . =(38/354)
23330 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنِ ابْنِ أَبِي السَّفَرِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّيْتُ مَعَهُ الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ، وَالْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ، ثُمَّ تَبِعْتُهُ وَهُوَ يُرِيدُ يَدْخُلُ بَعْضَ حُجَرِهِ، فَقَامَ وَأَنَا خَلْفَهُ كَأَنَّهُ يُكَلِّمُ أَحَدًا، قَالَ: ثُمَّ قَالَ: " مَنْ هَذَا؟ "، قُلْتُ: حُذَيْفَةُ، قَالَ: " أَتَدْرِي مَنْ كَانَ مَعِي؟ "، قُلْتُ: لَا، قَالَ: " فَإِنَّ جِبْرِيلَ جَاءَ يُبَشِّرُنِي أَنَّ الْحَسَنَ، وَالْحُسَيْنَ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ "، قَالَ: فَقَالَ حُذَيْفَةُ: فَاسْتَغْفِرْ لِي وَلِأُمِّي، قَالَ: " غَفَرَ اللهُ لَكَ يَا حُذَيْفَةُ وَلِأُمِّكَ " (1)
__________
= وأخرج الطبراني في "الكبير" (2609) ، وفي "الأوسط" (6282) من طريق قيس ابن أبي حازم، عن حذيفة قال: بت عند رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فرأيت عنده شخصاً فقال لي: "يا حذيفة، هل رأيت؟ " قلت: نعم يا رسول الله، قال: "هذا ملك لم يهبط إلي منذ بُعِثت، أتاني الليلة فبشرني أن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة".
وفي باب قوله: "الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة" عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (10999) ، وذُكِرت شواهده هناك.
وفي باب قوله: "فاطمة سيدة نساء أهل الجنة" عن ابن عباس، سلف برقم (2668) .
وعن فاطمة، سيأتي برقم (26413) .
وعن أبي هريرة عند الطبراني في "الكبير" 22/ (1006) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين لكن الشعبي -وهو عامر بن شراحيل- لا يعرف له سماع من حذيفة وإن أدركه صغيراً. ابن أبي السَّفَر: هو عبد الله.
وسلف الحديث بسند صحيح في الرواية السابقة وليس فيها أن الملك هو جبريل، بل ملك لم ينزل إلى الأرض.(38/355)
23331 - حَدَّثَنَا أَبُو قَطَنٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: مَرَّ رَجُلٌ، قَالُوا: هَذَا مُبَلِّغُ (1) الْأُمَرَاءِ قَالَ حُذَيْفَةُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا يَدْخُلُ قَتَّاتٌ الْجَنَّةَ " (2)
23332 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أُتِيتُ بِالْبُرَاقِ وَهُوَ دَابَّةٌ أَبْيَضُ طَوِيلٌ يَضَعُ حَافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهِ، فَلَمْ نُزَايِلْ ظَهْرَهُ أَنَا وَجِبْرِيلُ حَتَّى أَتَيْتُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ فَفُتِحَتْ لَنَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَرَأَيْتُ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ "، قَالَ حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ: وَلَمْ يُصَلِّ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ؟ قَالَ زِرٌّ: فَقُلْتُ لَهُ: بَلَى قَدْ صَلَّى، قَالَ حُذَيْفَةُ: مَا اسْمُكَ يَا أَصْلَعُ؟ فَإِنِّي أَعْرِفُ وَجْهَكَ وَلَا أَدْرِي مَا اسْمُكَ (3) ؟ فَقُلْتُ: أَنَا زِرُّ بْنُ
__________
(1) في (ظ 5) : يُبلِّغ.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي قطن -وهو عمرو بن الهيثم بن قطن- فمن رجال مسلم. الحكم: هو ابن عتيبة، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (3021) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وانظر (23247) .
(3) في (م) و (ظ 2) و (ق) : ولا أعرف اسمك.(38/356)
حُبَيْشٍ، قَالَ: وَمَا يُدْرِيكَ أَنَّهُ قَدْ صَلَّى؟ قَالَ: فَقُلْتُ: يَقُولُ اللهُ: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الإسراء: 1] ، فَقَالَ: فَهَلْ تَجِدُهُ صَلَّى؟ لَوْ صَلَّى لَصَلَّيْتُمْ فِيهِ كَمَا تُصَلُّونَ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، قَالَ زِرٌّ: وَرَبَطَ الدَّابَّةَ بِالْحَلَقَةِ الَّتِي يَرْبِطُ بِهَا الْأَنْبِيَاءُ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ: أَوَكَانَ يَخَافُ أَنْ تَذْهَبَ مِنْهُ وَقَدْ آتَاهُ اللهُ بِهَا؟ (1) ،
23333 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ، حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أُتِيتُ بِالْبُرَاقِ "، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ، قَالَ حَسَنٌ فِي حَدِيثِهِ ـ يَعْنِي هَذَا الْحَدِيثَ ـ وَرَأَيَا الْجَنَّةَ وَالنَّارَ، وَقَالَ عَفَّانُ: وَفُتِحَتْ لَهُمَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَرَأَى الْجَنَّةَ وَالنَّارَ (2)
__________
(1) إسناده حسن من أجل عاصم بن بهدلة، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. يونس: هو ابن محمد المؤدب.
وأخرجه الطيالسي (411) ، ومن طريقه البيهقي في "دلائل النبوة" 2/364، والطحاوي في "شرح المشكل" (5014) من طريق الحجاج بن منهال، كلاهما (الطيالسي وحجاج) عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وانظر (23285) .
(2) إسناده حسن من أجل عاصم بن بهدلة، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. ورواية عفان -وهو ابن مسلم- سيسوقها المصنِّف برقم (23343) ، ويأتي تخريجها هناك. =(38/357)
23334 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ قَالَ: قَالَ فَتًى مِنَّا مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ لِحُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ، رَأَيْتُمْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَحِبْتُمُوهُ؟ قَالَ: نَعَمْ يَا ابْنَ أَخِي، قَالَ: فَكَيْفَ كُنْتُمْ تَصْنَعُونَ؟ قَالَ: وَاللهِ لَقَدْ كُنَّا نَجْهَدُ، قَالَ: وَاللهِ لَوْ أَدْرَكْنَاهُ مَا تَرَكْنَاهُ يَمْشِي عَلَى الْأَرْضِ، وَلَجَعَلْنَاهُ عَلَى أَعْنَاقِنَا، قَالَ: فَقَالَ حُذَيْفَةُ: يَا ابْنَ أَخِي، وَاللهِ لَقَدْ رَأَيْتُنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْخَنْدَقِ، وَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ اللَّيْلِ هَوِيًّا، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيْنَا فَقَالَ: " مَنْ رَجُلٌ يَقُومُ فَيَنْظُرَ لَنَا مَا فَعَلَ الْقَوْمُ يَشْرُطُ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ يَرْجِعُ أَدْخَلَهُ اللهُ الْجَنَّةَ "، فَمَا قَامَ رَجُلٌ، ثُمَّ صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَوِيًّا مِنَ اللَّيْلِ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيْنَا فَقَالَ: " مَنْ رَجُلٌ يَقُومُ فَيَنْظُرَ لَنَا مَا فَعَلَ الْقَوْمُ، ثُمَّ يَرْجِعُ يَشْرِطُ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرَّجْعَةَ، أَسْأَلُ اللهَ أَنْ يَكُونَ رَفِيقِي فِي الْجَنَّةِ "، فَمَا قَامَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ مَعَ شِدَّةِ الْخَوْفِ، وَشِدَّةِ الْجُوعِ، وَشِدَّةِ الْبَرْدِ، فَلَمَّا لَمْ يَقُمْ أَحَدٌ دَعَانِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمْ يَكُنْ لِي بُدٌّ مِنَ الْقِيَامِ حِينَ دَعَانِي، فَقَالَ: " يَا حُذَيْفَةُ، فَاذْهَبْ فَادْخُلْ فِي الْقَوْمِ فَانْظُرْ مَا يَفْعَلُونَ، وَلَا تُحْدِثَنَّ شَيْئًا حَتَّى تَأْتِيَنَا "، قَالَ: فَذَهَبْتُ فَدَخَلْتُ فِي الْقَوْمِ، وَالرِّيحُ وَجُنُودُ اللهِ تَفْعَلُ مَا تَفْعَلُ لَا تَقِرُّ لَهُمْ قِدْرًا، وَلَا نَارًا وَلَا بِنَاءً، فَقَامَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ
__________
= وانظر (23285) .(38/358)
حَرْبٍ فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، لِيَنْظُرْ امْرُؤٌ مَنْ جَلِيسُهُ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ: فَأَخَذْتُ بِيَدِ الرَّجُلِ الَّذِي إِلَى جَنْبِي، فَقُلْتُ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ، ثُمَّ قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، إِنَّكُمْ وَاللهِ مَا أَصْبَحْتُمْ بِدَارِ مُقَامٍ لَقَدْ هَلَكَ الْكُرَاعُ، وَأَخْلَفَتْنَا بَنُو قُرَيْظَةَ، وَبَلَغَنَا عَنْهُمُ (1) الَّذِي نَكْرَهُ، وَلَقِينَا مِنْ هَذِهِ الرِّيحِ مَا تَرَوْنَ، وَاللهِ مَا تَطْمَئِنُّ لَنَا قِدْرٌ، وَلَا تَقُومُ لَنَا نَارٌ، وَلَا يَسْتَمْسِكُ لَنَا بِنَاءٌ، فَارْتَحِلُوا فَإِنِّي مُرْتَحِلٌ، ثُمَّ قَامَ إِلَى جَمَلِهِ وَهُوَ مَعْقُولٌ فَجَلَسَ عَلَيْهِ، ثُمَّ ضَرَبَهُ فَوَثَبَ عَلَى ثَلَاثٍ، فَمَا أَطْلَقَ عِقَالَهُ إِلَّا وَهُوَ قَائِمٌ، وَلَوْلَا عَهْدُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تُحْدِثْ شَيْئًا حَتَّى تَأْتِيَنِي، ثُمَّ شِئْتُ لَقَتَلْتُهُ بِسَهْمٍ، قَالَ حُذَيْفَةُ: ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي مِرْطٍ لِبَعْضِ نِسَائِهِ مُرَحَّلٍ، فَلَمَّا رَآنِي أَدْخَلَنِي إِلَى رَحْلِهِ، وَطَرَحَ عَلَيَّ طَرَفَ الْمِرْطِ، ثُمَّ رَكَعَ وَسَجَدَ وَإِنَّهُ لَفِيهِ، فَلَمَّا سَلَّمَ أَخْبَرْتُهُ الْخَبَرَ، وَسَمِعَتْ غَطَفَانُ بِمَا فَعَلَتْ قُرَيْشٌ، فَانْشَمَرُوا إِلَى بِلَادِهِمْ (2)
__________
(1) في (م) و (ظ 2) و (ق) : منهم، والمثبت من (ظ 5) و"السيرة" لابن هشام.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن لولا إرساله، فإن محمد بن كعب القرظي لم يدرك حذيفة، وقد روي هذا الحديث من طرق أخرى تقويه. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، ويزيد بن زياد: هو المدني مولى عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي.
وهو في "السيرة" لابن هشام 3/242-244 عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد. =(38/359)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه بنحوه أخصر مما هنا مسلم (1788) ، وأبو عوانة (6839) و (6840) و (6841) ، وابن حبان (7125) ، وأبو نعيم في "الحلية" 1/354، وفي "الدلائل" (432) ، والبيهقي في "السنن" 9/148-149، وفي "الدلائل" 3/449-450 من طريق إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن حذيفة.
وأخرجه البزار (1809 - كشف الاستار) ، والحاكم 3/31، والبيهقي في "الدلائل" 3/450-451 من طريق موسى بن أبي المختار، عن بلال بن يحيى العبسي، عن حذيفة.
وأخرجه مطولاً أبو عوانة (6842) ، والبيهقي في "الدلائل" 3/451-452 من طريق محمد بن عبيد الحنفي، عن عبد العزيز ابن أخي حذيفة، عن حذيفة، وأخرجه بنحوه البيهقي في "الدلائل" 3/454-455 من طريق هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، أن رجلاً قال لحذيفة. وبعضهم يختصره، وعند بعضهم ما ليس عند الآخر.
قال السندي: قوله: "هوياً من الليل" بفتح الهاء أو ضمها، وكسر الواو وتشديد الياء، قيل: قطعة من الليل، وقيل: الزمان الطويل.
"ولا تحدثنَّ" من الإحداث، أي: لا تفعلن شيئاً.
"والريح وجنود الله تفعل ما تفعل" إشارة إلى قوله تعالى: (فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا) [الأحزاب: 9] .
"فأخذت بيد الرجل الذي إلى جنبي" أي: قبل أن ينظر أحدٌ إليَّ فينكرني، وفيه إيهام بأنه منهم.
"بدار مقام" بضم الميم، أي: بدار تصلح للإقامة.
"مرحّل" بتشديد الحاء المهملة المفتوحة، أي: نُقِشَ فيه تصاوير الرِّحال. قال ابن الأثير: وتجمع على المراحل.
"فانشمروا" أي: أسرعوا.(38/360)
23335 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ قَالَ: كُنْتُ فِي جِنَازَةِ حُذَيْفَةَ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: سَمِعْتُ هَذَا يَقُولُ ـ يَعْنِي حُذَيْفَةَ ـ يَقُولُ: مَا بِي بَأْسٌ فِيمَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَلَئِنْ اقْتَتَلْتُمْ (1) لَأَنْظُرَنَّ أَقْصَى بَيْتٍ مٍنْ دَارِي فَلَأَدْخُلَنَّهُ، فَلَئِنْ دُخِلَ عَلَيَّ لَأَقُولَنَّ: هَا، بُؤْ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ، أَوْ بِذَنْبِي وَذَنْبِكَ " (2)
23336 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ هُبَيْرَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا تَمِيمٍ الْجَيْشَانِيَّ يَقُولُ: أَخْبَرَنِي سَعِيدٌ، أَنَّهُ سَمِعَ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ يَقُولُ: غَابَ عَنَّا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا، فَلَمْ يَخْرُجْ حَتَّى ظَنَنَّا أَنْ لَنْ يَخْرُجَ، فَلَمَّا خَرَجَ سَجَدَ سَجْدَةً فَظَنَنَّا أَنَّ نَفْسَهُ قَدْ قُبِضَتْ فِيهَا، فَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ قَالَ: " إِنَّ رَبِّي اسْتَشَارَنِي فِي أُمَّتِي مَاذَا أَفْعَلُ بِهِمْ، فَقُلْتُ: مَا شِئْتَ أَيْ رَبِّ، هُمْ خَلْقُكَ وَعِبَادُكَ، فَاسْتَشَارَنِي الثَّانِيَةَ، فَقُلْتُ لَهُ كَذَلِكَ، فَقَالَ: لَا أُحْزِنُكَ فِي أُمَّتِكَ يَا مُحَمَّدُ، وَبَشَّرَنِي أَنَّ أَوَّلَ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي مَعِي (3) سَبْعُونَ أَلْفًا مَعَ كُلِّ أَلْفٍ سَبْعُونَ أَلْفًا، لَيْسَ عَلَيْهِمْ حِسَابٌ، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَيَّ فَقَالَ: ادْعُ
__________
(1) في (م) وحدها اقتتلت!
(2) إسناده ضعيف لإبهام الراوي عن حذيفة. حسين بن محمد: هو ابن بهرام، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي.
وانظر (23307) .
(3) لفظة "معي" سقطت من (م) .(38/361)
تُجَبْ، وَسَلْ تُعْطَ، فَقُلْتُ لِرَسُولِهِ: أَوَمُعْطِيَّ رَبِّي سُؤْلِي، فَقَالَ: مَا أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ إِلَّا لِيُعْطِيَكَ، وَلَقَدْ أَعْطَانِي رَبِّي، وَلَا فَخْرَ وَغَفَرَ لِي مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِي وَمَا تَأَخَّرَ، وَأَنَا أَمْشِي حَيًّا صَحِيحًا، وَأَعْطَانِي أَنْ لَا تَجُوعَ أُمَّتِي، وَلَا تُغْلَبَ، وَأَعْطَانِي الْكَوْثَرَ فَهُوَ نَهْرٌ مِنَ الْجَنَّةِ يَسِيلُ فِي حَوْضِي، وَأَعْطَانِي الْعِزَّ وَالنَّصْرَ، وَالرُّعْبَ يَسْعَى بَيْنَ يَدَيْ أُمَّتِي شَهْرًا (1) ، وَأَعْطَانِي أَنِّي أَوَّلُ الْأَنْبِيَاءِ أَدْخُلُ الْجَنَّةَ، وَطَيَّبَ لِي وَلِأُمَّتِي الْغَنِيمَةَ، وَأَحَلَّ لَنَا كَثِيرًا مِمَّا شَدَّدَ عَلَى مَنْ قَبْلَنَا، وَلَمْ يَجْعَلْ عَلَيْنَا مِنْ حَرَجٍ " (2)
__________
(1) ضرب في نسخة (ظ 5) على قوله: "أمتي شهراً".
(2) إسناده ضعيف، عبد الله بن لهيعة ضعيف، وسعيد الراوي عن حذيفة لم نتبينه. ابن هبيرة: هو عبد الله بن هُبيرة بن أسعد الحضرمي المصري، وأبو تميم الجيشاني: هو عبد الله بن مالك بن أبي الأسحم الرعيني المصري.
وفي باب قوله: "يدخل الجنة سبعون ألفاً" انظر حديث ابن عباس السالف برقم (3806) ، وحديث أبي هريرة السالف برقم (8016) ، وذُكِرت شواهده عندهما.
ولقوله: "وغفر لي ما تقدم من ذنبي وما تأخر" انظر حديث المغيرة بن شعبة السالف برقم (18198) ، وذُكِرت شواهده هناك.
ولقوله: "وأعطاني أن لا تجوع أُمتي ولا تغلب" انظر حديث انس السالف برقم (12486) ، وذُكِرت شواهده هناك.
ولقوله: "وأعطاني الكوثر" انظر حديث أنس السالف برقم (12008) .
ولقوله: "وأعطاني النصر والرعب يسعى بين يدي أمتي شهراً، وطيب لي ولأمتي الغنيمة" انظر حديث ابن عباس السالف برقم (2742) ، وذُكِرت شواهده هناك.
ولقوله: "وأعطاني أني أول الأنبياء أدخل الجنة" انظر حديث أنس السالف برقم (12397) و (12469) . =(38/362)
23337 - حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَحُصَيْنٌ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ، أَنْظُرُكُمْ لَيُرْفَعُ لِي رِجَالٌ مِنْكُمْ حَتَّى إِذَا عَرَفْتُهُمْ اخْتُلِجُوا دُونِي فَأَقُولُ: رَبِّ أَصْحَابِي أَصْحَابِي، فَيُقَالُ: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ " (1)
23338 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا مَعَ الدَّجَّالِ مِنْهُ، إِنَّ مَعَهُ نَارًا تُحْرِقُ ـ وَقَالَ حُسَيْنٌ مَرَّةً: تَحْرُقُ ـ وَنَهْرَ مَاءٍ بَارِدٍ، فَمَنْ أَدْرَكَهُ مِنْكُمْ فَلَا يَهْلَكَنَّ بِهِ، لِيُغْمِضْ (2) عَيْنَيْهِ وَلْيَقَعْ فِي الَّتِي يَرَاهَا نَارًا، فَإِنَّهَا نَهْرُ مَاءٍ بَارِدٍ (3)
__________
= قوله: "أن لا تجوع أمتي" قال السندي: أي: لا يهلكوا بقحط عامّ.
"ولا تغلب" أي: لا يغلبهم العدو فيستأصلهم.
(1) هذا الحديث له إسنادان: الأول: إسناده صحيح، وسلف في مسند ابن مسعود من طريق المغيرة بن مقسم برقم (4180) .
والإسناد الثاني رجاله ثقات رجال الصحيح، لكن حصين -وهو ابن عبد الرحمن السلمي- جعله من حديث حذيفة، والمحفوظ أنه من حديث ابن مسعود كما سلف بيانه عند الرواية (23290) .
قوله: "أنظركم" أي: أنتظركم. قاله السندي.
(2) المثبت من (ظ 5) ، وفي (م) و (ظ 2) و (ق) : ليغمضنَّ.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. شيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي، ومنصور: هو ابن المعتمر. =(38/363)
23339 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ يَعْنِي ابْنَ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: أَتَى رَجُلٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ أَنِّي لَقِيتُ بَعْضَ أَهْلِ الْكِتَابِ، فَقَالَ: نِعْمَ الْقَوْمُ أَنْتُمْ، لَوْلَا أَنَّكُمْ تَقُولُونَ مَا شَاءَ اللهُ وَشَاءَ مُحَمَّدٌ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَدْ كُنْتُ أَكْرَهُهَا مِنْكُمْ، فَقُولُوا: مَا شَاءَ اللهُ ثُمَّ شَاءَ مُحَمَّدٌ " (1)
__________
= وأخرجه الطحاوي في "شرح المشكل" (5691) ، والطبراني في "الأوسط" (2524) ، وابن منده في "الإيمان" (1037) من طريق عبد الله بن رجاء، وابن منده (1037) من طريق عبيد الله بن موسى، كلاهما عن شيبان بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 15/134 من طريق زائدة بن قدامة، والبزار في "مسنده" (2859) من طريق المفضل بن مهلهل، كلاهما عن منصور، به.
وخالفهم جرير بن عبد الحميد، فأخرجه أبو داود (4315) من طريقه عن منصور، عن ربعي، عن حذيفة قوله. وقال في آخره: قال أبو مسعود البدري: هكذا سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول.
وانظر ما سلف برقم (23250) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات، لكن قد اختلف فيه على عبد الملك -وهو ابن عمير-، فرواه سفيان بن عيينة عنه هكذا، ورواه معمر عنه عن جابر بن سمرة، ورواه جمعٌ غفيرٌ عنه عن ربعي، عن الطفيل بن سَخْبرة أخي عائشة كما سلف مفصلاً برقم (20694) ، وهو المحفوظ الذي رجحه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/363-364، والبزار في "مسنده" 7/253.
وأخرجه البخاري في "تاريخه الكبير" 4/364، وابن ماجه (2118) ، والبزار في "مسنده" (2830) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (984) ، والبيهقي في =(38/364)
23340 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: كَانَ فِي لِسَانِي ذَرَبٌ عَلَى أَهْلِي لَمْ أَعْدُهُ إِلَى غَيْرِهِ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَيْنَ أَنْتَ مِنَ الِاسْتِغْفَارِ يَا حُذَيْفَةُ، إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللهَ كُلَّ يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ، وَأَتُوبُ إِلَيْهِ "
قَالَ: فَذَكَرْتُهُ لِأَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى فَحَدَّثَنِي، عَنْ أَبِي مُوسَى، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللهَ كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ مِائَةَ مَرَّةٍ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ " (1)
__________
= "الأسماء والصفات" ص 143، والحازمي في "الاعتبار" ص 243 و243-244 من طرق عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
(1) صحيح لغيره دون قصة ذرابة اللسان، وله إسنادان: الأول إلى حذيفة، وهو ضعيف، فيه أبو المغيرة اختلف في اسمه، فقيل: عُبيد بن المغيرة، وقيل: عُبيد بن عمرو، وقيل: عبيد الله بن أبي المغيرة، وقيل: المغيرة بن أبي عبيد، وقيل: الوليد، وقيل: أبو الوليد، ولم يروِ عنه غير أبي إسحاق السبيعي، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، فهو مجهول. والإسناد الثاني إلى أبي موسى الأشعري وقد خولف أبو أحمد محمد بن عبد الله الزبيري فيه، فرواه غير واحد عن إسرائيل
مرسلاً لم يذكروا فيه أبا موسى، وهو الذي ذكره أبو حاتم كما في "العلل" 2/187، وقد سلف حديث أبي موسى في "مسنده" برقم (19672) وبيَّنا هناك أن المحفوظ فيه عن أبي بردة حديث الأغر المزني، والله أعلم.
وأخرجه البزار في "مسنده" (2970) من طريق أبي أحمد الزبيري، بهذين الإسنادين.
وأخرجه الدارمي (2723) عن محمد بن يوسف، والطبراني في "الدعاء" (1812) من طريق عبد الله بن رجاء، والبيهقي في "الشعب" (6788) من طريق =(38/365)
23341 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ قَالَ: قَالَ حُذَيْفَةُ: " إِنَّ أَشْبَهَ النَّاسِ هَدْيًا وَدَلًّا وَسَمْتًا بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ، مِنْ حِينِ يَخْرُجُ إِلَى أَنْ يَرْجِعَ لَا أَدْرِي
__________
= عبيد الله بن موسى، كلهم عن إسرائيل بن يونس، به. وعند الدارمي والبيهقي في الإسناد الثاني. قال أبو إسحاق: فذكرت ذلك لأبي بردة وأبي بكر ابني أبي موسى، فقالا: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إني لأستغفر الله ... إلخ" ليس فيه ذكر أبي موسى. ولم يذكر الطبراني الإسناد الثاني.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/297 و13/462، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (450) ، والطبراني في "الدعاء" (1813) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (362) ، وأبو نعيم في "الحلية" 1/267 من طريق أبي الأحوص سلام بن سليم، وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (453) والطبراني في "الدعاء" (1815) من طريق أبي خالد الدّالاني، وأخرجه ابن ماجه (3817) مِن طريق أبي بكر بن عياش، وأخرجه هنَّاد في "الزهد" (916) ، والطبراني في "الدعاء" (1816) و (1817) من طريق الأعمش، وفي "الدعاء" (1818) وفي "الصغير" (302) من طريق مالك بن مغول، والطبراني في "الدعاء" (1819) ، وابن عدي في "الكامل" 6/2257، وأبو نعيم في "الحلية" 1/276 من طريق عمرو بن قيس الملائي، ستتهم عن أبي إسحاق السبيعي بالإسناد الأول. وفي رواية أبي بكر بن عياش: سبعين مرة، بدل مئة مرة.
وسيأتي برقم (23362) من طريق شعبة، وبرقم (23371) و (23421) من طريق سفيان الثوري، كلاهما عن أبي إسحاق الهمداني.
وله شاهد من حديث أنس بن مالك عند حسين المروزي في زوائده على كتاب "الزهد" لابن المبارك (1137) ، وابن عدي في "الكامل" 6/2084، وإسناده ضعيف بمرة.
قوله: "ذَرَب" بفتحتين: أراد سلاطة لسانه وفساد منطقه. قاله السندي.(38/366)
مَا يَصْنَعُ فِي بَيْتِهِ " (1)
23342 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ (2) ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ قَالَ: كُنْتُ قَاعِدًا مَعَ حُذَيْفَةَ فَأَقْبَلَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ: " إِنَّ أَشْبَهَ النَّاسِ هَدْيًا وَدَلًّا بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ حِينِ يَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ، حَتَّى يَرْجِعَ فَلَا أَدْرِي مَا يَصْنَعُ فِي أَهْلِهِ لَعَبْدُ اللهِ (3) بْنِ مَسْعُودٍ "، وَاللهِ لَقَدْ عَلِمَ الْمَحْفُوظُونَ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ عَبْدَ اللهِ مِنْ أَقْرَبِهِمْ عِنْدَ اللهِ وَسِيلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ (4)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. شقيق: هو ابن سلمة الأسدي.
وهو في "فضائل الصحابة" للمصنِّف برقم (1543) .
وأخرجه ابن سعد 3/154 عن محمد بن عبيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه تاماً ومختصراً البخاري (6097) ، والبزار في "مسنده" (2875) ، والحاكم 3/315، والبغوي (3945) من طرق عن الأعمش، به.
وأخرجه تاماً ومختصراً البزار (2903) ، والطبراني في "الكبير" (8484) و (8485) و (8486) من طرق عن شقيق، به.
وانظر ما سلف برقم (23308) .
قوله: "من حين يخرج" أي: من بيته، يريد أن ظاهر أحواله محمود، ولا يدري باطنها. قاله السندي.
(2) قوله: "حدثنا معاوية" أثبتناه من (ظ 5) ، و"أطراف المسند" 2/243، وسقط من النسخ المتأخرة.
(3) في (م) و (ظ 2) و (ق) : كعبد الله.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. معاوية: هو ابن عَمرو بن المهلب الأزدي، وزائدة: هو ابن قدامة، وشقيق: هو ابن سلمة الأسدي. =(38/367)
23343 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ (1) حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِالْبُرَاقِ، وَهُوَ دَابَّةٌ أَبْيَضُ طَوِيلٌ، يَضَعُ حَافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهِ "، قَالَ: " فَلَمْ يُزَايِلْ ظَهْرَهُ هُوَ وَجِبْرِيلُ حَتَّى أَتَيَا بَيْتَ الْمَقْدِسِ، وَفُتِحَتْ لَهُمَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَرَأَيَا الْجَنَّةَ وَالنَّارَ "، قَالَ: وَقَالَ حُذَيْفَةُ: وَلَمْ يُصَلِّ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ، قَالَ زِرٌّ: فَقُلْتُ: بَلَى قَدْ صَلَّى، قَالَ حُذَيْفَةُ: مَا اسْمُكَ يَا أَصْلَعُ؟ فَإِنِّي أَعْرِفُ وَجْهَكَ وَلَا أَدْرِي مَا اسْمُكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: أَنَا زِرُّ بْنُ حُبَيْشٍ، قَالَ: وَمَا يُدْرِيكَ؟ وَهَلْ تَجِدُهُ صَلَّى؟ قَالَ: قُلْتُ: لِقَوْلِ اللهِ: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ} [الإسراء: 1] ، الْآيَةَ، قَالَ: وَهَلْ تَجِدُهُ صَلَّى؟ لَوْ صَلَّى فِيهِ صَلَّيْنَا فِيهِ كَمَا نُصَلِّي فِي الْمَسْجِدِ
__________
= وأخرجه الطبراني في "الكبير" (8480) من طريق معاوية بن عَمرو، بهذا الإسناد.
وأخرجه مختصراً المصنِّف في "فضائل الصحابة" (1545) ، وابن أبي شيبة 12/115، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/545، والطبراني (8481) ، وأبو نعيم في "الحلية" 1/126 من طرق عن الأعمش، به.
وأخرجه مختصراً يعقوب بن سفيان 2/544، والطبراني (8482) ، وأبو نعيم 1/126 من طرق عن أبي وائل، به.
وانظر ما سلف برقم (23308) .
(1) قوله: "حدثنا عفان" أثبتناه من (ظ 5) ، وسقط من (م) والأصول المتأخرة.(38/368)
الْحَرَامِ، وَقِيلَ لِحُذَيْفَةَ: رَبَطَ الدَّابَّةَ بِالْحَلَقَةِ الَّتِي يَرْبِطُ (1) بِهَا الْأَنْبِيَاءُ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ: أَوَ كَانَ يَخَافُ أَنْ تَذْهَبَ، وَقَدْ آتَاهُ اللهُ بِهَا؟ (2)
23344 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَأَلْتُ سُلَيْمَانَ فَحَدَّثَنِي، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنِ الْمُسْتَوْرِدِ، عَنْ صِلَةَ بْنِ زُفَرَ، عَنْ حُذَيْفَةَ، أَنَّهُ صَلَّى مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَانَ يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ: " سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ "، وَفِي سُجُودِهِ: " سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى "، وَمَا مَرَّ بِآيَةِ رَحْمَةٍ إِلَّا وَقَفَ فَسَأَلَ، وَلَا بِآيَةِ عَذَابٍ إِلَّا تَعَوَّذَ (3)
23345 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ يَعْنِي ابْنَ أَبِي (4) إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ نَهِيكِ بْنِ (5) عَبْدِ اللهِ السَّلُولِيِّ،
__________
(1) في (م) و (ظ 2) و (ق) : ربط.
(2) إسناده حسن من أجل عاصم بن بهدلة، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" 11/460-461 و14/306-307 عن عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. والرواية الأولى مختصرة.
وانظر (23285) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير المستورد -وهو ابن الأحنف- فمن رجال مسلم. سليمان: هو الأعمش. وانظر (23240) .
(4) لفظة "أبي" أثبتناها من (ظ 5) ، وسقطت من (م) والأصول المتأخرة.
(5) تحرف في (م) إلى: عن عبد الله.(38/369)
حَدَّثَنَا حُذَيْفَةُ قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى سُبَاطَةَ قَوْمٍ فَبَالَ قَائِمًا " (1)
23346 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ أَنَّهُ قَالَ: " مَا بَيْنَ طَرَفَيْ حَوْضِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا بَيْنَ أَيْلَةَ وَمِصْرَ (2) ، آنِيَتُهُ أَكْثَرُ أَوْ مِثْلُ عَدَدِ نُجُومِ السَّمَاءِ، مَاؤُهُ أَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، وَأَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، وَأَبْرَدُ مِنَ الثَّلْجِ، وَأَطْيَبُ رِيحًا مِنَ الْمِسْكِ، مَنْ شَرِبَ مِنْهُ لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهُ أَبَدًا " (3)
23347 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَقُولُوا مَا شَاءَ اللهُ وَشَاءَ فُلَانٌ، وَلَكِنْ قُولُوا: مَا شَاءَ اللهُ ثُمَّ شَاءَ فُلَانٌ " (4)
__________
(1) حديث صحيح رجاله رجال الصحيح غير نهيك بن عبد الله السلولي، فقد روى عنه أبو إسحاق -وهو السَّبيعي- وذكره ابن حبان في "الثقات"، لكن قد تابعه شقيق بن سلمة أبو وائل فيما سلف برقم (23241) .
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 8/122 عن أبي نعيم الفضل بن دكين، عن يونس بن أبي إسحاق، بهذا الإسناد.
(2) في (م) و (ظ 2) و (ق) : مضر، بالضاد المعجمة، والمثبت من (ظ 5) ، وهي فيها بكسر الميم وإهمال الصاد مجوَّدة.
(3) صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم: وهو ابن بهدلة.
وهو مكرر (23318) .
(4) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات على خلاف في إسناده كما سلف بيانه عند الرواية (23265) . =(38/370)
23348 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ الطَّائِيِّ، عَنْ أَبِي ثَوْرٍ، قَالَ: بَعَثَ عُثْمَانُ يَوْمَ الْجَرَعَةِ بِسَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: فَخَرَجُوا إِلَيْهِ فَرَدُّوهُ، قَالَ: فَكُنْتُ قَاعِدًا مَعَ أَبِي مَسْعُودٍ، وَحُذَيْفَةَ فَقَالَ أَبُو مَسْعُودٍ: مَا كُنْتُ أَرَى أَنْ يَرْجِعَ لَمْ يُهْرِقْ فِيهِ دَمًا (1) ، قَالَ: فَقَالَ حُذَيْفَةُ: " وَلَكِنْ قَدْ عَلِمْتُ لَتَرْجِعَنَّ عَلَى عُقْبَيْهَا لَمْ يُهْرِقْ فِيهَا مَحْجَمَةَ دَمٍ، وَمَا عَلِمْتُ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا إِلَّا شَيْئًا عَلِمْتُهُ وَمُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيٌّ (2) ، حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيُصْبِحُ مُؤْمِنًا، ثُمَّ يُمْسِي مَا مَعَهُ مِنْهُ شَيْءٌ، وَيُمْسِي مُؤْمِنًا، وَيُصْبِحُ مَا مَعَهُ مِنْهُ شَيْءٌ، يُقَاتِلُ فِئَتَهُ الْيَوْمَ، وَيَقْتُلُهُ اللهُ غَدًا، يَنْكُسُ قَلْبُهُ تَعْلُوهُ اسْتُهُ "، قَالَ: فَقُلْتُ: أَسْفَلُهُ؟ قَالَ: " اسْتُهُ " (3)
__________
= وأخرجه الطحاوي في "شرح المشكل" (236) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
(1) في (ظ 5) : دماء.
(2) زاد هنا في (ظ 5) : أو ما علمتُ من ذلك شيئاً إلا ومحمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حيّ.
(3) إسناده محتمل للتحسين، أبو ثور -وهو الأزدي الحداني الكوفي- روى عنه اثنان، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقال أبو داود: كوفي جليل، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عمرو بن مرة: هو ابن عبد الله الجملي المرادي، وأبو البختري: هو سعيد بن فيروز.
وأخرجه الطيالسي (432) ، وأخرجه الحاكم 4/546 من طريق عفان بن مسلم ومسلم ابن إبراهيم، ثلاثتهم (الطيالسي وعفان ومسلم) عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (703) و (704) ، والحاكم 4/437-438 =(38/371)
23349 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَرْوَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حَنْظَلَةَ قَالَ: قَالَ حُذَيْفَةُ: " وَاللهِ لَا تَدَعُ مُضَرُ عَبْدًا لِلَّهِ مُؤْمِنًا إِلَّا فَتَنُوهُ أَوْ قَتَلُوهُ، أَوْ يَضْرِبُهُمُ اللهُ وَالْمَلَائِكَةُ وَالْمُؤْمِنُونَ، حَتَّى لَا يَمْنَعُوا ذَنَبَ (1) تَلْعَةٍ "، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: أَتَقُولُ هَذَا يَا أَبَا (2) عَبْدِ اللهِ وَأَنْتَ رَجُلٌ مِنْ مُضَرَ؟ قَالَ: لَا أَقُولُ إِلَّا مَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (3)
__________
= من طريق الأعمش، عن عمرو بن مرة، به. وزاد في روايتي الطبراني: فقال أبو مسعود: هكذا حدثنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن الفتنة، ووقع في رواية الحاكم قلب في المتن!
وأخرجه الطبراني 17/ (705) من طريق هارون بن سعد، عن عمرو بن مرة، عن أبي ثور، فذكره دون قوله: "إنَّ الرجل ليصبح مؤمناً.. إلخ" وقال عقبه: ولم يذكر هارون بن سعد في الإسناد: أبا البختري.
وسيأتي بنحوه من طريق محمد بن سيرين، عن جندب بن عبد الله البجلي، عن حذيفة برقم (23388) .
قال السندي: قوله: "بعث عثمان يوم الجرعة" بفتح جيم وراء، أو سكونها: موضع بالكوفة، كان به فتنة زمن عثمان رضي الله عنه، نزل فيه أهل الكوفة لقتال سعيد بن العاص لما بعثه عثمان أميراً عليها.
"فخرجوا" أي: أهل الكوفة.
"فلترجعن" أي: الفتنة.
"ما معه منه": أي: من الإيمان.
"ينكس" ضبط بتشديد الكاف، أي: يجعله مقلوباً معكوساً.
(1) تصحَّف في (م) إلى: ذئب.
(2) لفظة "أبا" سقطت من (م) و (ظ 2) .
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح غير عمرو بن =(38/372)
23350 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَبُو إِسْحَاقَ أَخْبَرَنِي، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: قُلْنَا لِحُذَيْفَةَ: أَخْبِرْنَا بِرَجُلٍ قَرِيبِ السَّمْتِ وَالْهَدْيِ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى نَأْخُذَ عَنْهُ، قَالَ: " مَا أَعْلَمُ أَحَدًا أَقْرَبَ سَمْتًا وَهَدْيًا وَدَلًّا بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى يُوَارِيَهُ جِدَارُ بَيْتِهِ مِنْ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ "، وَلَمْ نَسْمَعْ هَذَا مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ: لَقَدْ عَلِمَ الْمَحْفُوظُونَ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ ابْنَ أُمِّ عَبْدٍ مِنْ أَقْرَبِهِمْ إِلَى اللهِ وَسِيلَةً، (1)
__________
= حنظلة، فقد تفرد بالرواية عنه عبد الرحمن بن ثروان، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، لكنه قد توبع كما سيأتي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 15/111، ومن طريقه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (989) ، والطبراني في "الأوسط" (6579) عن عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد. ووقع في مطبوع "المصنَّف" عبد الله بن ثروان بدل عبد الرحمن بن ثروان.
وأخرجه الحاكم 4/470 من طريق أبي عوانة، عن الأعمش، به. وصححه على شرط الشيخين، فوهم! فعمرو بن حنظلة لم يخرج له أصحاب الكتب الستة.
وسيأتي برقم (23435) من طريق أبي قيس عبد الرحمن بن ثروان، عن هُزيل ابن شرحبيل عن حذيفة. وعبد الرحمن بن ثروان سمعه من عمرو بن حنظلة وهُزيل لأن حذيفة تكلم بهذا الحديث في دار عمرو بن حنظلة فسمعه الاثنان من حذيفة كما سيأتي في الرواية المذكورة.
وسلف الحديث أيضاً بسند صحيح من طريق أبي الطفيل عن حذيفة برقم (23316) .
قوله: "أو يضربهم الله" بالنصب على أن "أو" بمعنى "إلى". قاله السندي.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، وعبد الرحمن بن يزيد: هو ابن قيس النخعي. =(38/373)
23351 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ وَلِيدِ بْنِ الْعَيْزَارِ، عَنْ أَبِي (1) عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ حُذَيْفَةَ بِهَذَا كُلِّهِ (2)
23352 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا أَبُو رَوْقٍ عَطِيَّةُ بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا مُخْمِلُ بْنُ دِمَاثٍ، قَالَ: غَزَوْتُ مَعَ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: فَسَأَلَ النَّاسَ: مَنْ شَهِدَ مِنْكُمْ صَلَاةَ الْخَوْفِ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: فَقَالَ حُذَيْفَةُ: أَنَا، " صَلَّى بِطَائِفَةٍ مِنَ الْقَوْمِ رَكْعَةً، وَطَائِفَةٌ مُوَاجِهَةَ الْعَدُوِّ، ثُمَّ ذَهَبَ هَؤُلَاءِ فَقَامُوا مَقَامَ أَصْحَابِهِمْ مُوَاجِهُو الْعَدُوِّ، وَجَاءَتِ الطَّائِفَةُ الْأُخْرَى فَصَلَّى بِهِمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَكْعَةً، ثُمَّ سَلَّمَ فَكَانَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَكْعَتَانِ، وَلِكُلِّ طَائِفَةٍ رَكْعَةٌ " (3)
__________
= وأخرجه المصنف في "فضائل الصحابة" (1544) ، والطيالسي (426) ، وابن سعد 3/154، والبخاري (3762) ، ويعقوب بن سفيان في "تاريخه" 2/540 و540-541، وابن حبان (7063) ، والطبراني في "الكبير" (8487) ، وأبو نعيم في "الحلية" 1/127 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وقوله: قد علم المحفوظون ... إلخ صح من حديث شقيق بن سلمة عن حذيفة في الرواية السالفة برقم (23342) ، وسيأتي في الرواية التالية.
وانظر (23308) .
(1) تحرف في (م) و (ظ 2) و (ق) إلى: ابن عمرو، والمثبت من (ظ 5) و"أطراف المسند" 2/243.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عمرو الشيباني: هو سعد بن إياس الكوفي.
وانظر ما قبله.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف مُخْمِل بن دماث تفرد بالرواية عنه =(38/374)
23353 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ قَالَ: قَالَ عُقْبَةُ بْنُ عَمْرٍو لِحُذَيْفَةَ: أَلَا تُحَدِّثُنَا مَا سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: " إِنَّ مَعَ الدَّجَّالِ إِذَا خَرَجَ مَاءً وَنَارًا، الَّذِي يَرَى النَّاسُ أَنَّهَا نَارٌ فَمَاءٌ بَارِدٌ، وَأَمَّا الَّذِي يَرَى النَّاسُ أَنَّهُ مَاءٌ فَنَارٌ تُحْرِقُ، فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَلْيَقَعْ فِي الَّذِي يَرَى أَنَّهَا نَارٌ فَإِنَّهَا مَاءٌ عَذْبٌ بَارِدٌ "
قَالَ حُذَيْفَةُ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: " إِنَّ رَجُلًا مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ أَتَاهُ مَلَكٌ لِيَقْبِضَ نَفْسَهُ، فَقَالَ لَهُ: هَلْ عَمِلْتَ مِنْ خَيْرٍ؟ فَقَالَ: مَا أَعْلَمُ، قِيلَ لَهُ: انْظُرْ، قَالَ: مَا أَعْلَمُ شَيْئًا غَيْرَ أَنِّي كُنْتُ أُبَايِعُ النَّاسَ وَأُجَازِفُهُمْ (1) ، فَأُنْظِرُ الْمُوسِرَ (2) وَأَتَجَاوَزُ عَنِ الْمُعْسِرِ، فَأَدْخَلَهُ اللهُ الْجَنَّةَ "
__________
= عطية بن الحارث، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، فهو مجهول.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/310 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وتحرف فيه مخمل بن دماث إلى محمد بن دهاث!
وانظر ما سلف (23268) .
(1) كذا في (م) والنسخ الخطية، ووقع عند البخاري: وأجازيهم، قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 6/496-497: أي: أقاضيهم، والمجازاة: المقاضاة، أي: آخذ منهم وأعطي، ووقع في رواية الإسماعيلي: وأجازفهم بالجيم والزاي والفاء، وفي أخرى بالمهملة والراء، وكلاهما تصحيف لا يظهر، والله أعلم! كذا قال، مع أن الجِزاف: هو البيع والشراء بلا وزن ولا كيل، وهو يرجع إلى المساهلة.
(2) في (م) والنسخ الخطية: المعسر، والمثبت من "جامع المسانيد"، ومن "صحيح البخاري".(38/375)
قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: " إِنَّ رَجُلًا حَضَرَهُ الْمَوْتُ، فَلَمَّا أَيِسَ مِنَ الْحَيَاةِ أَوْصَى أَهْلَهُ: إِذَا أَنَا مُتُّ فَاجْمَعُوا لِي حَطَبًا كَثِيرًا جَزْلًا، ثُمَّ أَوْقِدُوا فِيهِ نَارًا، حَتَّى إِذَا أَكَلَتْ لَحْمِي وَخَلَصَ إِلَى عَظْمِي فَامْتَحَشَتْ، فَخُذُوهَا فَاذْرُوهَا فِي الْيَمِّ، فَفَعَلُوا، فَجَمَعَهُ اللهُ إِلَيْهِ وَقَالَ لَهُ: لِمَ فَعَلْتَ ذَلِكَ، قَالَ: مِنْ خَشْيَتِكَ قَالَ: فَغَفَرَ اللهُ لَهُ "، قَالَ عُقْبَةُ بْنُ عَمْرٍو: وَأَنَا سَمِعْتُهُ يَقُولُ ذَلِكَ وَكَانَ نَبَّاشًا (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم، وأبو عوانة: هو الوضاح اليشكري، وربعي: هو ابن حراش.
وأخرج الحديث الأول البخاري (3450) ، والبزار في "مسنده" (2820) والطبراني في "الكبير" 17/ (642) ، وابن منده في "الإيمان" (1035) ، والبيهقي في "الشعب" (7160) من طرق عن أبي عوانة الوضاح اليشكري، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (2934) (107) ، وأبو عوانة الإسفراييني في الفتن كما في "إتحاف المهرة" 4/252، والطبراني 17/ (643) و (644) ، والبغوي (4259) من طرق عن عبد الملك بن عمير، به.
وأخرجه مسلم (2934) (108) ، وأبو داود (4315) ، وأبو عوانة الإسفراييني، والطبراني 17/ (646) ، وابن حبان (6799) ، وابن منده (1034) من طرق عن ربعي بن حراش، به.
وانظر ما سلف برقم (23250) .
وأخرج الحديث الثاني البخاري (3451) ، والبزار (2821) ، والطبراني 17/ (642) ، والبيهقي في "الشعب" (7160) من طرق عن أبي عوانة الوضاح اليشكري، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي (2546) ، والبخاري (2077) ، ومسلم (1560) (26) =(38/376)
* 23354 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ جُمَيعٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الطُّفَيْلِ، حَدَّثَنَا حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ قَالَ: مَا مَنَعَنِي أَنْ أَشْهَدَ بَدْرًا إِلَّا أَنِّي خَرَجْتُ أَنَا وَأَبِي حُسِيلٍ فَأَخَذَنَا كُفَّارُ قُرَيْشٍ فَقَالُوا: إِنَّكُمْ
__________
= و (29) ، والطحاوي (5534) و (5535) ، والطبراني 17/ (649) و (650) ، والبيهقي في "السنن" 5/356، وفي "الشعب" (11247) من طرق عن ربعي، عن حذيفة وحده غير مسلم في الرواية (29) ، والطحاوي في الرواية (5532) .
وانظر لزاماً "فتح الباري" 4/307-308 للوقوف على الاختلاف في ألفاظه.
وسيأتي برقم (23384) و (23463) .
وسلف هذا الحديث في مسند أبي مسعود البدري الأنصاري برقم (17064) عن يزيد بن هارون، عن أبي مالك، عن ربعي، عن حذيفة موقوفاً وعن أبي مسعود مرفوعاً.
وفي باب فضل منظر المعسر حديث أبي هريرة، سلف برقم (7579) و (8711) .
وحديث أبي اليسر، سلف برقم (15520) .
وأخرج الحديث الثالث البخاري (3452) و (3479) وبإثر (3479) ، والبزار في "مسنده" (2822) ، والطبراني 17/ (642) ، والبيهقي في "الشعب" (7160) من طرق عن أبي عوانة الوضاح اليشكري، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن حبان (651) من طريق شعبة، عن عبد الملك بن عمير، به. لم يذكر عقبة بن عمرو.
وانظر (23253) .(38/377)
تُرِيدُونَ مُحَمَّدًا؟ قُلْنَا: مَا نُرِيدُهُ (1) مَا نُرِيدُ إِلَّا الْمَدِينَةَ، فَأَخَذُوا مِنَّا عَهْدَ اللهِ وَمِيثَاقَهُ لَنَنْصَرِفَنَّ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَلَا نُقَاتِلُ مَعَهُ، فَأَتَيْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْنَاهُ الْخَبَرَ فَقَالَ: " انْصَرِفَا نَفِي لَهُمْ بِعَهْدِهِمْ وَنَسْتَعِينُ اللهَ عَلَيْهِمْ " (2)
23355 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ فَرَافِصَةَ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ، أَتَى (3) النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: بَيْنَمَا أَنَا أُصَلِّي إِذْ سَمِعْتُ مُتَكَلِّمًا يَقُولُ: اللهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ كُلُّهُ، وَلَكَ الْمُلْكُ كُلُّهُ، بِيَدِكَ الْخَيْرُ كُلُّهُ، إِلَيْكَ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ، عَلَانِيَتُهُ وَسِرُّهُ،
__________
(1) قوله: "ما نريد" سقط من (م) و (ظ 2) و (ق) ، وأثبتناه من (ظ 5) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الوليد بن عبد الله بن جميع، فمن رجال مسلم، وهو صدوق حسن الحديث. أبو أُسامة: هو حماد بن أسامة، وأبو الطفيل: هو عامر بن واثلة.
وهو في "مصنف" ابن أبي شيبة 12/299 و14/381، ومن طريقه أخرجه مسلم (1787) ، وأبو عوانة (6838) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/97 عن أبي أسامة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار (2801) ، وأبو عوانة (6836) و (6837) ، والطحاوي 3/97، والطبراني في "الكبير" (3009) ، وفي "الأوسط" (8431) ، والحاكم 3/201-202 من طرق عن الوليد بن جميع، به.
وسيأتي من طريق أبي إسحاق السبيعي، عن بعض أصحابه، عن حذيفة برقم (23372) .
(3) في (م) أنه أتى.(38/378)
فَأَهْلٌ أَنْ تُحْمَدَ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، اللهُمَّ اغْفِرْ لِي جَمِيعَ مَا مَضَى مِنْ ذُنُوبِي (1) ، وَاعْصِمْنِي فِيمَا بَقِيَ مِنْ عُمْرِي، وَارْزُقْنِي عَمَلًا زَاكِيًا تَرْضَى بِهِ عَنِّي، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ذَاكَ مَلَكٌ أَتَاكَ يُعَلِّمُكَ تَحْمِيدَ رَبِّكَ " (2)
23356 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ مُسْلِمَ بْنَ نُذَيْرٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَضَلَةِ سَاقِي ـ أَوْ بِعَضَلَةِ سَاقِهِ ـ قَالَ: فَقَالَ: " الْإِزَارُ هَاهُنَا، فَإِنْ أَبَيْتَ فَهَاهُنَا (3) ، فَإِنْ أَبَيْتَ فَهَاهُنَا، فَإِنْ أَبَيْتَ فَلَا حَقَّ لِلْإِزَارِ فِي الْكَعْبَيْنِ، أَوْ لَا حَقَّ لِلْكَعْبَيْنِ فِي الْإِزَارِ " (4)
__________
(1) المثبت من (ظ 5) ومن "مجمع الزوائد" 10/96، وفي (م) والنسخ المتأخرة: ذنبي.
(2) إسناده ضعيف لإبهام الراوي عن حذيفة. عفان: هو ابن مسلم، وهمام: هو ابن يحيى العوذي.
والحديث عزاه السيوطي في "الحبائك" (732) لمحمد بن نصر في "كتاب الصلاة" وذكر له شاهداً من حديث أبي هريرة بنحوه، وعزاه أيضاً لمحمد بن نصر.
(3) جملة: "فإن أبيت فهاهنا" الثانية سقطت من (م) و (ق) ، وأثبتناها من (ظ 5) و (ظ 2) .
(4) صحيح لغيره، وهذا إسناد قوي من أجل مسلم بن نذير، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي.
وأخرجه الطيالسي (425) عن شعبة، بهذا الإسناد. وتحرف فيه: مسلم بن نذير إلى مسلم بن قريش.
وانظر (23243) .(38/379)
23357 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ، قَالَ: سَمِعْتُ ابنَ أَبِي لَيْلَى، أَنَّ حُذَيْفَةَ، كَانَ بِالْمَدَائِنِ فَجَاءَهُ دِهْقَانُ بِقَدَحٍ مِنْ فِضَّةٍ، فَأَخَذَهُ فَرَمَاهُ بِهِ وَقَالَ: إِنِّي لَمْ أَفْعَلْ هَذَا إِلَّا أَنِّي قَدْ نَهَيْتُهُ فَلَمْ يَنْتَهِ، وَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ يَعْنِي ـ نَهَانِي عَنِ الشُّرْبِ فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَالْحَرِيرِ وَالدِّيبَاجِ، وَقَالَ: " هِيَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَكُمْ فِي الْآخِرَةِ " (1)
23358 - حَدَّثَنَا عَلَيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا مُعَاذٌ يَعْنِي ابْنَ هِشَامٍ، قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّ يَدِهِ وَلَمْ أَسْمَعْهُ مِنْهُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " فِي أُمَّتِي كَذَّابُونَ وَدَجَّالُونَ سَبْعَةٌ وَعِشْرُونَ: مِنْهُمْ أَرْبَعُ نِسْوَةٍ، وَإِنِّي خَاتَمُ النَّبِيِّينَ لَا نَبِيَّ بَعْدِي " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم، والحكم: هو ابن عتيبة الكوفي، وابن أبي ليلى: هو عبد الرحمن.
وانظر (23269) .
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. علي بن عبد الله: هو ابن المديني، ومعاذ بن هشام: هو الدستوائي، وأبو معشر: هو زياد بن كليب الحنظلي، وهمام: هو ابن الحارث بن قيس النخعي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (3026) عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة، عن علي بن عبد الله بن المديني، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح المشكل" (2953) ، والطبراني في "الكبير" =(38/380)
23359 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا مَهْدِيٌّ، حَدَّثَنَا وَاصِلٌ الْأَحْدَبُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، أَنَّهُ بَلَغَهُ عَنْ رَجُلٍ يَنُمُّ الْحَدِيثَ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ نَمَّامٌ " (1)
23360 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا مَهْدِيٌّ، حَدَّثَنَا وَاصِلٌ الْأَحْدَبُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، أَنَّهُ رَأَى رَجُلًا لَا يُتِمُّ رُكُوعًا وَلَا سُجُودًا، فَلَمَّا انْصَرَفَ مِنْ صَلَاتِهِ دَعَاهُ حُذَيْفَةُ فَقَالَ لَهُ: " مُنْذُ كَمْ صَلَّيْتَ هَذِهِ الصَّلَاةَ؟ "، قَالَ: قَدْ صَلَّيْتُهَا مُنْذُ كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ حُذَيْفَةُ: " مَا صَلَّيْتَ ـ أَوْ قَالَ: مَا صَلَّيْتَ لِلَّهِ صَلَاةً "، شَكَّ مَهْدِيٌّ ـ وَأَحْسِبُهُ
__________
= (3026) ، وفي "الأوسط" (5446) من طريق إبراهيم بن محمد بن عرعرة، عن معاذ بن هشام، به. وقُلِبَ إبراهيم بن محمد بن عرعرة عند الطحاوي إلى محمد ابن إبراهيم. وكان قد حُكِم على إسناده في "شرح المشكل" بأنه ضعيف بناءً على أن أبا معشر: هو نجيح السندي، وهو خطأ، فليصحح.
وأخرجه البزار (2888) من طريق إسرائيل، عن عاصم بن بهدلة، عن شقيق ابن سلمة، عن حذيفة. ولفظه: "إنَّ بينَ يدي السَّاعة كذَّابين".
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7228) ، وانظر شواهده هناك.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم، ومهدي: هو ابن ميمون الأزدي، وواصل الأحدب: هو ابن حيان الأسدي، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة.
وانظر ما سلف برقم (23247) .(38/381)
قَالَ: " وَلَوْ مُتَّ مُتَّ عَلَى غَيْرِ سُنَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1)
23361 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ قَالَ: تَسَحَّرْتُ ثُمَّ انْطَلَقْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَمَرَرْتُ بِمَنْزِلِ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ، فَأَمَرَ بِلَقْحَةٍ فَحُلِبَتْ، وَبِقِدْرٍ فَسُخِّنَتْ، ثُمَّ قَالَ: " ادْنُ فَكُلْ "، فَقُلْتُ: إِنِّي أُرِيدُ الصَّوْمَ، فَقَالَ: " وَأَنَا أُرِيدُ الصَّوْمَ "، فَأَكَلْنَا وَشَرِبْنَا، ثُمَّ أَتَيْنَا الْمَسْجِدَ، فَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، ثُمَّ قَالَ حُذَيْفَةُ: " هَكَذَا فَعَلَ بِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "، قُلْتُ: أَبَعْدَ الصُّبْحِ؟ قَالَ: " نَعَمْ، هُوَ الصُّبْحُ غَيْرَ أَنْ لَمْ تَطْلُعِ الشَّمْسُ "، قَالَ: وَبَيْنَ بَيْتِ حُذَيْفَةَ، وَبَيْنَ الْمَسْجِدِ كَمَا بَيْنَ مَسْجِدِ ثَابِتٍ وَبُسْتَانِ حَوْطٍ، وَقَدْ قَالَ حَمَّادٌ أَيْضًا، وَقَالَ حُذَيْفَةُ: " هَكَذَا صَنَعْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَصَنَعَ بِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين كسابقه.
وأخرجه البخاري (389) و (808) ، والبزار في "مسنده" (2899) ، والبيهقي 2/117-118 من طرق عن مهدي بن ميمون، بهذا الإسناد.
وانظر ما سلف برقم (23258) .
(2) رجاله ثقات غير عاصم بن بهدلة، فهو صدوق حسن الحديث، لكنه قد خولف في رفع الحديث، فقد رواه من هو أوثق منه فوقفه، وقال النسائي كما في "تحفة الأشراف" 3/32: لا نعلم أحداً رفعه غير عاصم.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/52، وفي "شرح المشكل" (5505) من طريق روح بن عبادة، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (1695) ، والبزار (2910) ، والطبري في "تفسيره" 2/175 من طرق عن عاصم بن بهدلة، به. وعندهم الحديث مختصر إلا في رواية عند الطبري.
وسيأتي من طريق عاصم بن بهدلة بالأرقام (23392) و (23400) و (23442) . =(38/382)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وقد خولف عاصم بن بهدلة في رفعه، فأخرجه النسائي 4/142 عن بندار، عن غندر، عن شعبة، عن عدي بن ثابت، عن زر بن حبيش قال: تسحرتُ مع حذيفة ثم خرجنا إلى الصلاة، فلما أتينا المسجد صلَّينا ركعتين، وأُقيمت الصلاة وليس بينهما إلا هُنيهة. فذكره موقوفاً وإسناده صحيح على شرط الشيخين. قال النسائي: لا نعلم أحداً رفعه غير عاصم، فإن كان رفعه صحيحاً فمعناه: أنه قرب النهار كقوله تعالى: (فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ) الآية [البقرة: 234] معناه: إذا قاربن البلوغ، وكقول القائل: بلغنا المنزل، إذا قاربه.
وأخرجه موقوفاً أيضاً 4/142-143 عن عمرو بن علي، عن محمد بن فُضيل، عن أبي يعفور عبد الرحمن بن عبيد بن نسطاس، عن إبراهيم النخعي، عن صلة بن زفر، قال: تسحرت مع حذيفة ثم خرجنا إلى المسجد، فصلَّينا ركعتي الفجر، ثم أُقيمت الصلاة فصلَّينا. وإسناده صحيح على شرط الشيخين أيضاً.
وأخرج ابن أبي شيبة 3/10 عن الفضل بن دكين، عن الوليد بن عبد الله بن جميع، عن أبي الطفيل أنه تسحر في أهله في الجبانة ثم جاء إلى حذيفة، وهو في دار الحارث بن أبي ربيعة فوجده فحلب له ناقة، فناوله فقال: إني أريد الصوم.
فقال: وأنا أُريد الصوم. فشرب حذيفة وأخذ بيده فدفع إلى المسجد حين أقيمت الصلاة. وإسناده قوي.
ورواه عبد الرزاق (7606) من طريق عامر بن شقيق، عن شقيق بن سلمة أنه انطلق هو وزر إلى حذيفة. فذكر نحوه.
وأخرج الطبري 2/173 من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم بن يزيد بن شريك التيمي، عن أبيه، قال: خرجت مع حذيفة إلى المدائن في رمضان، فلما طلع الفجر، قال: هل منكم من أحد آكل أو شارب؟ قلنا: أما رجل يريد أن يصوم فلا. قال: لكني! قال: ثم سرنا حتى أستبطأنا الصلاة، قال: هل منكم أحد يريد أن يتسحر؟ قلنا: أما من يريد الصوم فلا. قال: لكني. ثم نزل فتسحر ثم صلَّى.
قلنا: وانظر لزاماً كلام الإمام أبي بكر الرازي في "أحكام القرآن" عن حديث حذيفة هذا، والإمام الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/54. وقال الإمام النووي في "شرح المهذب" 6/305: وهذا الذي ذكرناه من الدخول في الصوم بطلوع =(38/383)
23362 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ الْوَلِيدَ أَبَا الْمُغِيرَةِ، أَوِ الْمُغِيرَةَ أَبَا الْوَلِيدِ يُحَدِّثُ، أَنَّ حُذَيْفَةَ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي ذَرِبُ اللِّسَانِ، وَإِنَّ عَامَّةَ ذَلِكَ عَلَى أَهْلِي، فَقَالَ: " أَيْنَ أَنْتَ مِنَ الِاسْتِغْفَارِ؟ "، فَقَالَ: " إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ ـ أَوْ فِي الْيَوْمِ ـ مِائَةَ مَرَّةٍ (1)
23363 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ عَمٍّ لِحُذَيْفَةَ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قُمْتُ إِلَى جَنْبِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَقَرَأَ السَّبْعَ الطِّوَلَ فِي سَبْعِ رَكَعَاتٍ، قَالَ: فَكَانَ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ قَالَ: " سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ "، ثُمَّ قَالَ: " الْحَمْدُ لِلَّهِ
__________
= الفجر، وتحريم الطعام والشراب والجماع به، هو مذهبنا ومذهب أبي حنيفة ومالك وأحمد وجماهير العلماء من الصحابة والتابعين فمن بعدهم. قال ابن المنذر: وبه قال عمر بن الخطاب وابن عباس وعلماء الأمصار، قال: وبه نقول.
(1) قوله: "إني لأستغفر الله ... إلخ" صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف سلف الكلام عليه برقم (23340) .
وأخرجه البزار في "مسنده" (2971) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (449) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (427) ، والحاكم 1/510، والبيهقي في "الشعب" (644) من طرق عن شعبة، به. وتحرَّف في مطبوع الطيالسي كلمة "ذرب" إلى كذب!
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (448) من طريق سعيد بن عامر، عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن مسلم بن نُذير، عن حذيفة. وهذا وهم من سعيد ابن عامر، وهو على ثقته ذكر البخاريُّ كما في "علل الترمذي الكبير" 1/388 وأبو حاتم الرازي أن له أغلاطاً.(38/384)
ذِي الْمَلَكُوتِ وَالْجَبَرُوتِ، وَالْكِبْرِيَاءِ وَالْعَظَمَةِ "، وَكَانَ رُكُوعُهُ نَحْوًا مِنْ قِيَامِهِ، وَسُجُودُهُ نَحْوًا مِنْ رُكُوعِهِ، فَقَضَى صَلَاتَهُ وَقَدْ كَادَتْ رِجْلَايَ تَنْكَسِرَانِ (1)
23364 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ حُذَيْفَةَ إِلَى بَعْضِ هَذَا السَّوَادِ فَاسْتَسْقَى، فَأَتَاهُ دِهْقَانٌ بِإِنَاءٍ مِنْ فِضَّةٍ، قَالَ: فَرَمَاهُ بِهِ فِي وَجْهِهِ، قَالَ: قُلْنَا اسْكُتُوا اسْكُتُوا، وَإِنَّا إِنْ سَأَلْنَاهُ لَمْ يُحَدِّثْنَا، قَالَ فَسَكَتْنَا، قَالَ: فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ قَالَ: أَتَدْرُونَ لِمَ رَمَيْتُ بِهِ فِي وَجْهِهِ؟ قَالَ: قُلْنَا: لَا، قَالَ: إِنِّي كُنْتُ نَهَيْتُهُ، قَالَ: فَذَكَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَشْرَبُوا فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ ـ قَالَ مُعَاذٌ: لَا تَشْرَبُوا فِي الذَّهَبِ ـ وَلَا فِي الْفِضَّةِ، وَلَا تَلْبَسُوا الْحَرِيرَ وَلَا الدِّيبَاجَ، فَإِنَّهَا (2) لَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَكُمْ فِي الْآخِرَةِ " (3)
__________
(1) إسناده ضعيف لجهالة ابن عم حذيفة.
وانظر (23300) .
(2) في (م) : فإنهما.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. معاذ: هو ابن معاذ العنبري، وابن عون: هو عبد الله، ومجاهد: هو ابن جبر المكي.
وأخرجه البخاري (5633) ، ومسلم (2067) ، والبزار في "مسنده" (2950) من طريق محمد بن أبي عدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي (2130) ، والنسائي في "الكبرى" (6870) ، وأبو عوانة =(38/385)
23365 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الدَّجَّالُ أَعْوَرُ الْعَيْنِ الْيُسْرَى، جُفَالُ الشَّعَرِ، مَعَهُ جَنَّةٌ وَنَارٌ، فَنَارُهُ جَنَّةٌ، وَجَنَّتُهُ نَارٌ " (1)
23366 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ يَشُوصُ فَاهُ "، قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: قُلْتُ لِلْأَعْمَشِ: بِالسِّوَاكِ؟ قَالَ: نَعَمْ (2)
__________
= (8448) و (8449) و (8450) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/246، وفي "شرح المشكل" (1419) ، والخطيب البغدادي في "تاريخه" 10/200 من طرق عن ابن عون، به.
وأخرجه الحميدي بإثر الحديث (440) ، والبخاري (5426) و (5837) ، ومسلم (2067) ، وابن ماجه (3414) ، والبزار (2949) و (2951) ، والنسائي في "المجتبى" 8/198-199، وفي "الكبرى" (6631) ، وابن الجارود (865) ، وأبو عوانة (8446) و (8447) و (8452) و (8485) و (8487) ، وابن قانع 1/191، وابن حبان (5339) ، والدارقطني 4/293، والبيهقي في "السنن" 1/27 و28، وفي "الشعب" (6380) ، والبغوي (3031) من طرق عن مجاهد، به.
وانظر (23269) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، وشقيق: هو ابن سلمة أبو وائل الأسدي. وهو مكرر (23250) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، وابن نمير: هو عبد الله، وشقيق: هو ابن سلمة أبو وائل الأسدي.
وأخرجه مسلم (255) ، وابن ماجه (286) من طريق أبي معاوية وابن نمير، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/168، والبغوي (202) من طريق أبي معاوية وحده، به. =(38/386)
23367 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ الْمُسْتَوْرِدِ بْنِ الْأَحْنَفِ، عَنْ صِلَةَ (1) بْنِ زُفَرَ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةً فَافْتَتَحَ الْبَقَرَةَ، فَقُلْتُ يَرْكَعُ عِنْدَ الْمِائَةِ، قَالَ: ثُمَّ مَضَى، فَقُلْتُ: يُصَلِّي بِهَا فِي رَكْعَةٍ، فَمَضَى فَقُلْتُ: يَرْكَعُ بِهَا، ثُمَّ افْتَتَحَ النِّسَاءَ فَقَرَأَهَا، ثُمَّ افْتَتَحَ آلَ عِمْرَانَ فَقَرَأَهَا، يَقْرَأُ مُسْتَرْسِلًا، إِذَا مَرَّ بِآيَةٍ فِيهَا تَسْبِيحٌ سَبَّحَ، وَإِذَا مَرَّ بِسُؤَالٍ سَأَلَ، وَإِذَا مَرَّ بِتَعَوُّذٍ تَعَوَّذَ، ثُمَّ رَكَعَ فَجَعَلَ يَقُولُ: " سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ "، فَكَانَ رُكُوعُهُ نَحْوًا مِنْ قِيَامِهِ، ثُمَّ قَالَ: " سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ "، ثُمَّ قَامَ طَوِيلًا قَرِيبًا مِمَّا رَكَعَ، ثُمَّ سَجَدَ فَقَالَ: " سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى "، فَكَانَ سُجُودُهُ قَرِيبًا مِنْ قِيَامِهِ (2)
23368 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ:
__________
= وانظر (23242) .
(1) تحرف في (م) إلى: سلمة.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير المستورد، فمن رجال مسلم. ابن نمير: هو عبد الله.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/248، ومسلم (772) ، والنسائي 3/225-226، وأبو عوانة (1801) و (1818) و (1890) ، وابن حبان (1897) ، والبيهقي 2/309 من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد. ورواية بعضهم مختصرة.
وانظر (23240) .(38/387)
كُنَّا عِنْدَ حُذَيْفَةَ فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ فُلَانًا يَرْفَعُ إِلَى عُثْمَانَ الْأَحَادِيثَ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَتَّاتٌ " (1)
23369 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ قَالَ: " اللهُمَّ بِاسْمِكَ أَمُوتُ وَبِاسْمِكَ أَحْيَا "، وَإِذَا اسْتَيْقَظَ قَالَ: " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَحْيَانَا بَعْدَمَا أَمَاتَنَا وَإِلَيْهِ النُّشُورُ " (2)
23370 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ، وَابْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وأبو نعيم: هو الفضل بن دُكين، وسفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي.
وأخرجه البخاري في "صحيحه" (6056) ، وفي "الأدب المفرد" (322) ، وأبو عوانة بإثر الحديث (87) ، وابن منده في "الإيمان" (611) ، والبيهقي 10/247 من طريق أبي نعيم وحده، بهذا الإسناد.
وانظر (23247) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو ابن سعيد الثوري.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (857) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" ص 167 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. واقتصر النسائي على الشطر الثاني منه.
وانظر (23271) .(38/388)
عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قَالَ نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ " (1)
23371 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عُبَيْدِ أَبِي (2) الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: كُنْتُ رَجُلًا ذَرِبَ اللِّسَانِ عَلَى أَهْلِي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، قَدْ خَشِيتُ أَنْ يُدْخِلَنِي لِسَانِي النَّارَ قَالَ: " فَأَيْنَ أَنْتَ مِنَ الِاسْتِغْفَارِ؟ إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللهَ فِي الْيَوْمِ مِائَةً مَرَّةٍ (3) "،
__________
(1) إسناداه صحيحان على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي مالك -وهو سعد بن طارق الأشجعي- فمن رجال مسلم. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري. وابن جعفر: هو محمد، المعروف بغندر.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (233) ، وأبو داود (4947) ، وأبو الشيخ في "الأمثال" (35) من طريق محمد بن كثير، ويعقوب الفسوي في "تاريخه" 3/107-108 عن قبيصة بن عقبة، كلاهما عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 7/194 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، عن محمد بن جعفر، به. وسيتكرر عن محمد بن جعفر برقم (23379) .
وأخرجه أيضاً 7/194 من طريق بشر بن المفضل، عن شعبة، به.
وأخرجه أيضاً 7/194 من طريق روح بن عبادة، عن شعبة، عن نعيم بن أبي هند، عن ربعي، به. ذكر نُعيماً بدل أبي مالك. وفي إسناده من لم نعرفه.
وانظر (23252) .
(2) المثبت من (ظ 5) ، وفي (م) و (ظ 2) و (ق) : ابن المغيرة، وكلا القولين ذُكرا في اسمه كما بينَّاه عند الرواية السالفة برقم (23340) .
(3) لفظة "مرة" سقطت من (م) .(38/389)
قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: فَذَكَرْتُهُ لِأَبِي بُرْدَةَ فَقَالَ: " وَأَتُوبُ إِلَيْهِ " (1)
23372 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا، عَنْ حُذَيْفَةَ، أَنَّ الْمُشْرِكِينَ أَخَذُوهُ وَأَبَاهُ، فَأَخَذُوا عَلَيْهِمْ (2) أَنْ لَا يُقَاتِلُوهُمْ يَوْمَ بَدْرٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فُوا لَهُمْ وَنَسْتَعِينُ اللهَ عَلَيْهِمْ " (3)
__________
(1) صحيح لغيره دون قصة ذرابة اللسان، وهذا إسناد ضعيف سلف الكلام عليه برقم (23340) . عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي.
وأخرجه الحاكم 1/511 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار في "مسنده" (2972) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (451) ، وابن حبان (926) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، به.
وأخرجه النسائي (452) ، والطبراني في "الدعاء" (1814) ، والحاكم 1/511 و2/457، والبيهقي في "الشعب" (643) من طرق عن سفيان الثوري، به.
ورواية الطبراني مختصرة.
(2) في (ظ 5) : عليه.
(3) حديث صحيح. وهذا إسناد ضعيف لإبهام الراوي عن حذيفة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (3001) ، والحاكم 3/379 من طريق الأعمش، عن أبي إسحاق، عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص قال: أخذ حذيفة وأباه المشركون قبل بدر.. فذكره بنحوه.
وأخرجه الطبراني (3002) من طريق يوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق، عن أبي إسحاق، عن عامر بن سعد: إنه أقبل حذيفة وأبوه يوم بدر ... فذكره بنحوه.
وهذان الطريقان صورتهما صورة الإرسال. =(38/390)
23373 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ خَيْثَمَةَ، عَنْ أَبِي (1) حُذَيْفَةَ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأُتِيَ بِطَعَامٍ، فَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ كَأَنَّمَا يُطْرَدُ، فَذَهَبَ يَتَنَاوَلُ، فَأَخَذَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ، وَجَاءَتْ جَارِيَةٌ كَأَنَّهَا تُطْرَدُ فَأَهْوَتْ، فَأَخَذَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الشَّيْطَانَ لَمَّا أَعْيَيْتُمُوهُ جَاءَ بِالْأَعْرَابِيِّ وَالْجَارِيَةِ يَسْتَحِلُّ الطَّعَامَ إِذَا (2) لَمْ يُذْكَرْ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ، بِسْمِ اللهِ كُلُوا " (3)
23374 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى يُحَدِّثُ، أَنَّ حُذَيْفَةَ اسْتَسْقَى، فَأَتَاهُ إِنْسَانٌ بِإِنَاءٍ مِنْ فِضَّةٍ فَرَمَاهُ بِهِ،
__________
= وسلف بنحوه بسند قوي من طريق أبي الطفيل عن حذيفة برقم (23354) .
(1) المثبت من (ظ 5) ، وفي (م) والنسخ المتأخرة: ابن.
(2) كذا في الأصول الخطية "إذا" وهي واقعة هنا موقع "إذ"، قال في "المغني" 1/95: وتجيءُ "إذا" للماضي، وذلك كقوله تعالى: (وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا) ، (وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا) ، وقوله:
ونَدْمانٍ يَزِيدُ الكأسَ طيباً ... سقَيتُ إذا تَغَوَّرتِ النجومُ
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي حذيفة -واسمه سلمة بن صهيب- فمن رجال مسلم. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري، وخيثمة: هو ابن عبد الرحمن بن أبي سبرة الجعفي.
وأخرجه مسلم (2017) ، وأبو عوانة (8238) ، والحاكم 4/108 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وانظر (23249) .(38/391)
وَقَالَ: إِنِّي كُنْتُ قَدْ نَهَيْتُهُ فَأَبَى أَنْ يَنْتَهِيَ، " إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَانَا أَنْ نَشْرَبَ فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَعَنْ لُبْسِ الْحَرِيرِ وَالدِّيبَاجِ "، وَقَالَ: " هُوَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَكُمْ فِي الْآخِرَةِ " (1)
23375 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي (2) عَبْسٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، أَنَّهُ صَلَّى مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ اللَّيْلِ، فَلَمَّا دَخَلَ فِي الصَّلَاةِ قَالَ: " اللهُ أَكْبَرُ ذُو الْمَلَكُوتِ وَالْجَبَرُوتِ، وَالْكِبْرِيَاءِ وَالْعَظَمَةِ "، قَالَ: ثُمَّ قَرَأَ الْبَقَرَةَ، ثُمَّ رَكَعَ وَكَانَ رُكُوعُهُ نَحْوًا مِنْ قِيَامِهِ، وَكَانَ يَقُولُ: " سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ "، " سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ (3) " ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَكَانَ قِيَامُهُ نَحْوًا مِنْ رُكُوعِهِ، وَكَانَ يَقُولُ: " لِرَبِّيَ الْحَمْدُ لِرَبِّيَ الْحَمْدُ "، ثُمَّ سَجَدَ، فَكَانَ سُجُودُهُ نَحْوًا مِنْ قِيَامِهِ، وَكَانَ يَقُولُ: " سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى، سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى "، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَكَانَ مَا بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ نَحْوًا مِنَ السُّجُودِ، وَكَانَ يَقُولُ: " رَبِّ اغْفِرْ لِي، رَبِّ اغْفِرْ لِي "، قَالَ: حَتَّى قَرَأَ الْبَقَرَةَ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. الحكم: هو ابن عتيبة الكوفي، وابن أبي ليلى: هو عبد الرحمن.
وأخرجه مسلم (2067) ، والترمذي (1878) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وانظر (23269) .
(2) لفظة "بني" سقطت من (م) .
(3) قوله: "سبحان ربي العظيم" جاء في (م) مرة واحدة.(38/392)
وَآلَ عِمْرَانَ، وَالنِّسَاءَ، وَالْمَائِدَةَ، وَالْأَنْعَامَ، شُعْبَةُ الَّذِي يَشُكُّ فِي الْمَائِدَةِ وَالْأَنْعَامِ (1)
23376 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ، حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ لَاحِقِ بْنِ حُمَيْدٍ ـ وَقَالَ حَجَّاجٌ: سَمِعْتُ أَبَا مِجْلَزٍ ـ قَالَ: قَعَدَ رَجُلٌ فِي وَسْطِ حَلْقَةٍ، قَالَ: فَقَالَ حُذَيْفَةُ: مَلْعُونٌ مَنْ قَعَدَ فِي وَسْطِ الْحَلْقَةِ عَلَى لِسَانِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ: " لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ قَعَدَ فِي وَسْطِ الْحَلْقَةِ "،
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد فيه أبو حمزة الأنصاري واسمه طلحة بن يزيد، لم يرو عنه غير عمرو بن مرة، ولم يوثقه غيرُ ابن حبان كما بيناه عند الحديث (19268) ، والرجل المبهم هو صلة بن زفر، وقد سلف الحديث من طريقه بسند صحيح برقم (23261) لكنه بغير هذا السياق.
وأخرجه الترمذي في "الشمائل" (270) ، والبزار في "مسنده" (2934) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (874) ، والنسائي في "المجتبى" 2/199-200 و231، وفي "الكبرى" (1379) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (89) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (712) ، والطبراني في "الدعاء" (523) ، والبيهقي 2/121-122، والبغوي (910) ، والمزي في ترجمة طلحة بن يزيد الأنصاري من "التهذيب" 13/448 من طرق عن شعبة، به. قال النسائي في "الكبرى" عقبه: وهذا الرجل (يعني العبسي) يشبه أن يكون صلة بن زفر.
وله شاهد من حديث عوف بن مالك بسند قوي سيأتي برقم (23980) .
وأخرجه ابن ماجه (897) من طريق حفص بن غياث، عن الأعمش، عن سعد ابن عبيدة، عن المستورد بن الأحنف، عن صلة، عن حذيفة. مختصراً بلفظ: "أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يقول بين السجدتين: ربِّ اغفر لي ربِّ اغفر لي" وهذا إسناد صحيح.
وفي باب ما يقول بين السجدتين عن ابن عباس سلف برقم (2895) .(38/393)
قَالَ حَجَّاجٌ: قَالَ شُعْبَةُ: لَمْ يُدْرِكْ أَبُو مِجْلَزٍ، حُذَيْفَةَ (1)
23377 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ يُحَدِّثُ، عَنْ صِلَةَ بْنِ زُفَرَ، عَنْ حُذَيْفَةَ أَنَّهُ قَالَ: جَاءَ أَهْلُ نَجْرَانَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: ابْعَثُوا إِلَيْنَا رَجُلًا أَمِينًا، فَقَالَ: " لَأَبْعَثَنَّ إِلَيْكُمْ رَجُلًا أَمِينًا حَقَّ أَمِينٍ، حَقَّ أَمِينٍ "، قَالَ: فَاسْتَشْرَفَ لَهَا النَّاسُ، قَالَ: فَبَعَثَ أَبَا عُبَيْدةَ بْنَ الْجَرَّاحِ (2)
23378 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ
__________
(1) إسناده ضعيف، أبو مجلز لاحق بن حميد لم يسمع من حذيفة كما قال شعبة بإثره.
وانظر (23263) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي.
وأخرجه البخاري (4381) ، ومسلم (2420) ، وابن ماجه (135) ، والبزار في "مسنده" (2925) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (412) ، وابن سعد في "الطبقات" 3/412، والبخاري (3745) و (7254) ، والنسائي في "الكبرى" (8198) ، وأبو عوانة في "المناقب" كما في "إتحاف المهرة" 4/269، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2509) ، وابن حبان (6999) ، وأبو نعيم في "الحلية" 7/175-176 و176، والبيهقي 10/86، والبغوي (3929) من طرق عن شعبة، به.
وسيأتي الحديث عن عفان عن شعبة برقم (23397) .
وانظر (23272) .(38/394)
مُسْلِمِ بْنِ نُذَيْرٍ (1) ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: أَخَذَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَضَلَةِ سَاقِي ـ أَوْ بِعَضَلَةِ سَاقِهِ ـ فَقَالَ: " حَقُّ الْإِزَارِ هَا هُنَا، فَإِنْ أَبَيْتَ فَهَا هُنَا، فَإِنْ أَبَيْتَ فَلَا حَقَّ لِلْإِزَارِ فِي الْكَعْبَيْنِ، أَوْ لَا حَقَّ لِلْكَعْبَيْنِ فِي الْإِزَارِ " (2)
23379 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مَالِكٍ يَعْنِي الْأَشْجَعِيَّ يُحَدِّثُ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ " (3)
23380 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ امْرَأَتِهِ، عَنْ أُخْتِ حُذَيْفَةَ قَالَتْ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ، أَمَا لَكُنَّ فِي الْفِضَّةِ مَا تَحَلَّيْنَ؟ أَمَا إِنَّهُ مَا مِنْكُنَّ مِنَ امْرَأَةٍ تَلْبَسُ ذَهَبًا تُظْهِرُهُ إِلَّا عُذِّبَتْ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (4)
__________
(1) تحرف في (م) و (ظ 2) و (ق) إلى مسلم بن يسار، وفي (ظ 5) رُمِّجت "يسار" ثم كُتب "نذير" ثم رُمِّجت، والمثبت من "أطراف المسند" 2/237-238 و"جامع المسانيد" ومن "مسند البزار". وسلف برقم (23356) عن عفان، عن شعبة عن أبي إسحاق عن مسلم بن نذير، على الصواب.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد قوي من أجل مسلم بن نذير، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه البزار في "مسنده" (2974) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وانظر (23243) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (23370) .
(4) إسناده ضعيف لجهالة امرأة ربعي بن حِراش، وبقية رجال الإسناد ثقات =(38/395)
23381 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَحَجَّاجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَقُولُوا مَا شَاءَ اللهُ وَشَاءَ فُلَانٌ، وَلَكِنْ قُولُوا مَا شَاءَ اللهُ ثُمَّ شَاءَ فُلَانٌ "، (1)
23382 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ الطُّفَيْلِ أَخِي عَائِشَةَ لِأُمِّهَا، أَنَّ يَهُودِيًّا رَأَى فِي مَنَامِهِ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (2)
__________
= رجال الشيخين، غير صحابيَّة الحديث اُختِ حُذَيفة -واسمُها فاطمة بنتُ اليَمان، وقيل: خولة- فقد روى لها أبو داود والنسائي. منصور: هو ابن المعتمر.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3286) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (620) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي (2645) ، وأبو داود (4237) ، والنسائي في "المجتبى" 8/156-157 و157، وفي "الكبرى" (9437) و (9438) ، والطبراني 24/ (618) و (621) و (622) و (623) و (624) و (625) ، وابن الأثير في "أُسد الغابة" 7/413 من طرق عن منصور، به. وسقط من رواية الطبراني (624) المطبوعة "عن منصور" فليستدرك من هنا.
وسيرد مكرراً برقم (27012) ، ومن طريق سفيان الثوري عن منصور بالأرقام (27011) و (27013) و (27078) .
وفي الباب عن أسماء بنت يزيد، سيرد (27577) ، وإسناده ضعيف.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات، لكنه منقطع، عبد الله بن يسار -وهو الجهني- لم يلق حذيفة فيما قاله ابن معين، وقد اختلف فيه عليه أيضاً كما سلف بيانه عند الرواية (23265) .
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه، فمن رجال ابن =(38/396)
23383 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ (1) ، عَنْ حُذَيْفَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي الدَّجَّالِ: " إِنَّ مَعَهُ مَاءً وَنَارًا، فَنَارُهُ مَاءٌ بَارِدٌ، وَمَاؤُهُ نَارٌ، فَلَا تَهْلِكُوا "، قَالَ أَبُو مَسْعُودٍ: وَأَنَا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (2)
23384 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، " أَنَّ رَجُلًا مَاتَ فَدَخَلَ الْجَنَّةَ
__________
= ماجه. وهذا هو المحفوظ في إسناد هذا الحديث كما نقلناه عن أهل العلم عند الرواية السالفة برقم (23339) ، وسلف حديث الطُّفيل هذا مطولاً برقم (20694) ، فانظر تمام تخريجه والكلام عليه هناك.
(1) أقحم في (م) و (ظ 2) و (ق) : عن الطفيل، بين ربعي وحذيفة ولم يَرِد في (ظ 5) و"جامع المسانيد" و"أطراف المسند" 2/265، ولا عند من أخرج الحديث من طريق محمد بن جعفر.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (2934) (106) ، والبزار في "مسنده" (2823) ، وابن منده في "الإيمان" (1036) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (7130) ، ومسلم (2934) (106) ، وأبو عوانة في الفتن كما في "إتحاف المهرة" 4/252، وابن منده (1036) ، وأبو عمرو الداني في "الفتن" (652) من طرق عن شعبة، به. ولم يذكر أبو عمرو الداني أبا مسعود البدري في إسناده.
وانظر ما سلف برقم (23250) .(38/397)
فَقِيلَ لَهُ: مَا كُنْتَ تَعْمَلُ، قَالَ: فَإِمَّا ذَكَرَ وَإِمَّا ذُكِّرَ، فَقَالَ: إِنِّي كُنْتُ أُبَايِعُ النَّاسَ فَكُنْتُ أُنْظِرُ الْمُعْسِرَ، وَأَتَجَوَّزُ فِي السِّكَّةِ ـ أَوْ فِي النَّقْدِ ـ فَغُفِرَ لَهُ "، فَقَالَ أَبُو مَسْعُودٍ: وَأَنَا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1)
23385 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، حَدَّثَنِي بَكْرُ بْنُ عَمْرٍو، أَنَّ أَبَا عَبْدِ الْمَلِكِ عَلِيَّ بْنَ يَزِيدَ الدِّمَشْقِيَّ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ بَلَغَهُ عَنْ حُذَيْفَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّ فَضْلَ الدَّارِ الْقَرِيبَةِ ـ يَعْنِي مِنَ الْمَسْجِدِ ـ عَلَى الدَّارِ الْبَعِيدَةِ كَفَضْلِ الْغَازِي عَلَى الْقَاعِدِ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (1560) (28) ، والبزار في "مسنده" (2824) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (5536) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (2391) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (641) ، والبيهقي في "السنن" 5/356 من طريق مسلم بن إبراهيم، وابن ماجه (2420) ، والطحاوي (5537) من طريق أبي عامر العقدي، كلاهما عن شعبة، به.
وانظر ما سلف برقم (23353) .
وقد سلف في مسند أبي مسعود البدري مقروناً مع حذيفة برقم (17064) عن يزيد بن هارون، عن أبي مالك، عن ربعي عنهما.
(2) إسناده ضعيف جداً من أجل علي بن يزيد، وهو الألهاني. عبد الله بن يزيد: هو المكي المقرئ، وحيوة: هو ابن شريح بن صفوان التُّجِيبي، وبكر بن عمرو: هو المعافري.
وأخرجه محمد بن أبي عمر العدني في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (1504) للبوصيري، عن عبد الله بن يزيد المقرئ، بهذا الإسناد. =(38/398)
23386 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا سَالِمٌ الْمُرَادِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ هَرِمٍ الْأَزْدِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ، ورِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنِّي لَسْتُ أَدْرِي مَا قَدْرُ بَقَائِي فِيكُمْ، فَاقْتَدُوا بِاللَّذَيْنِ مِنْ بَعْدِي ـ يُشِيرُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ ـ وَاهْدُوا هَدْيَ عَمَّارٍ وَعَهْدَ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ " (1)
__________
= وانظر (23287) .
(1) حديث حسن بطرقه وشواهده، وهذا إسناد لين من أجل سالم المرادي -وهو سالم بن عبد الواحد، ويقال: ابن العلاء، أبو العلاء الأنعمي- فقد اختلف فيه فوثقه الطحاوي في "شرح المشكل" والعجلي وابن حبان، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه. وضعفه ابن معين والنسائي في "ضعفائه" (229) ، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي عبد الله المدائني متابع ربعيٍّ، فلم يرو عنه غير عمرو بن هرم، وذكره ابن حبان في "الثقات" 7/667-668.
وهو في "فضائل الصحابة" للمصنف (479) .
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 2/334 عن محمد بن عبيد، به.
وأخرجه ابن سعد 2/334، وابن أبي شيبة 14/569، والترمذي (3663) ، وابن حبان (6902) من طريق وكيع، والبخاري في "الكنى" 9/50، وأبو حاتم كما في "الجرح والتعديل" 9/402 من طريق يعلى بن عبيد، وعبد الله بن أحمد في زوائد "فضائل الصحابة" (198) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (1233) من طريق إسماعيل بن زكريا الخُلقاني، ثلاثتهم عن سالم أبي العلاء المرادي، به.
وبعضهم يختصره، ولم يقرن الترمذي والطحاوي بربعي أبا عبد الله، وعكسُه عند أبي حاتم الرازي.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 2/666 من طريق مسلم بن صالح، عن حماد ابن دليل، عن عمر بن نافع، عن عمرو بن هرم، قال: دخلت أنا وجابر بن زيد على أنس بن مالك فقال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فذكره. قلنا: ومسلم بن صالح لم نقف له على ترجمة. =(38/399)
23387 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ مَهْدِيٍّ، عَنْ وَاصِلٍ الْأَحْدَبِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: قِيلَ لِحُذَيْفَةَ: إِنَّ رَجُلًا يَنُمُّ الْحَدِيثَ، قَالَ حُذَيْفَةُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ نَمَّامٌ " (1)
23388 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: قَالَ جُنْدُبٌ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْجَرَعَةِ وَثَمَّ رَجُلٌ قَالَ: فَقُلْتُ: وَاللهِ لَيُهْرَاقَنَّ الْيَوْمَ دِمَاءٌ؟ قَالَ: فَقَالَ الرَّجُلُ: " كَلَّا وَاللهِ "، قَالَ: (2) قُلْتَ: بَلَى وَاللهِ، قَالَ: " كَلَّا وَاللهِ، قَالَ: قُلْتَ: بَلَى وَاللهِ، قَالَ: " كَلَّا وَاللهِ، إِنَّهُ لَحَدِيثُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَنِيهِ "، قَالَ: قُلْتُ: وَاللهِ إِنِّي لَأُرَاكَ جَلِيسَ سَوْءٍ مُنْذُ الْيَوْمِ، تَسْمَعُنِي أَحْلِفُ وَقَدْ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تَنْهَانِي؟ قَالَ: ثُمَّ قُلْتُ: مَالِي وَلِلْغَضَبِ، قَالَ: فَتَرَكْتُ الْغَضَبَ، وَأَقْبَلْتُ أَسْأَلُهُ، قَالَ: وَإِذَا الرَّجُلُ حُذَيْفَةُ (3)
__________
= ورواه مرة أخرى من طريق مسلم بن صالح، به. لكن أسقط منه عمر بن نافع.
قوله: "واهدوا هديَ عمَّار" قال ابن الأثير: أي: سِيروا بسيرته، وتهيؤوا بهيئتِه، يقال: هَدَى هَدْيَ فلانٍ، إذا سار بسيرتِه.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد ابن خالد -وهو الخياط- فمن رجال مسلم. مهدي: هو ابن ميمون الأزدي، وواصل الأحدب: هو ابن حيان الأسدي، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة.
وانظر ما سلف برقم (23247) .
(2) في (م) و (ظ) و (ق) بعد هذا: هلا قلت: بلى! قال: كلا والله إنه لحديث ... إلخ، والمثبت من (ظ 5) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن أبي عدي: هو ابن =(38/400)
23389 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْأَشْعَثِ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ زَهْدَمٍ الْيَرْبُوعِيِّ قَالَ: كُنَّا مَعَ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بِطَبَرِسْتَانَ فَقَالَ: أَيُّكُمْ يَحْفَظُ صَلَاةَ الْخَوْفِ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ حُذَيْفَةُ: " أَنَا (1) فَقُمْنَا صَفًّا خَلْفَهُ، وَصَفًّا مُوَازِيَ الْعَدُوِّ، فَصَلَّى بِالَّذِينَ يَلُونَهُ رَكْعَةً، ثُمَّ ذَهَبُوا إِلَى مَصَافِّ أُولَئِكَ، وَجَاءَ أُولَئِكَ فَصَلَّى بِهِمْ رَكْعَةً، ثُمَّ سَلَّمَ عَلَيْهِمْ " (2)
23390 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ قَالَ: قَالَ حُذَيْفَةُ: " كَانَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُونَهُ عَنِ الْخَيْرِ وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ "، قِيلَ: لِمَ فَعَلْتَ ذَلِكَ؟ قَالَ: " مَنْ اتَّقَى الشَّرَّ وَقَعَ فِي الْخَيْرِ " (3)
__________
= إبراهيم، وابن عون: هو عبد الله بن عون، ومحمد: هو ابن سيرين، وجندب: هو ابن عبد الله البجلي الصحابي.
وأخرجه مسلم (2893) من طريق معاذ بن معاذ، والحاكم 4/472-473 من طريق خالد بن الحارث، كلاهما عن عبد الله بن عون، بهذا الإسناد.
وانظر ما سلف برقم (23348) .
(1) المثبت من (ظ 5) ، وفي (م) وبقية النسخ: أمَّنا.
(2) إسناده صحيح سلف الكلام عليه برقم (23268) .
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 5/248 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
(3) صحيح، وهذا إسناد منقطع، فإن رواية أبي البختري -وهو سعيد بن فيروز- عن حذيفة مرسلة، لكنه قد توبع. =(38/401)
23391 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَيَّانَ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ قَالَ: " اللهُمَّ بِاسْمِكَ أَحْيَا وَأَمُوتُ "، وَإِذَا قَامَ قَالَ: " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَحْيَانَا بَعْدَمَا أَمَاتَنَا وَإِلَيْهِ النُّشُورُ " (1)
23392 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، (2)
__________
= وأخرج القسم الأول منه البزار (2794) من طريق جندب بن عبد الله البجلي، و (2939) من طريق قيس بن أبي حازم، كلاهما عن حذيفة.
وأخرجه البخاري (3607) من طريق قيس بن أبي حازم لكن بلفظ: تعلَّم أصحابي الخيرَ وتعلَّمتُ الشرَّ.
وهذه العبارة ذكرها حذيفة في غير ما حديث في الفتن منها: ما سلف برقم (23282) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد قد اختلف فيه على سليمان بن حيان أبي خالد الأحمر كما سيأتي وهو صدوق لا بأس به لكن في حفظه شيء. سفيان: هو الثوري.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (749) و (859) عن محمد بن آدم، عن سليمان بن حيان، عن سفيان، عن منصور بن المعتمر، عن ربعي بن حراش، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي أيضاً (748) و (858) عن زكريا بن يحيى، عن قتيبة بن سعيد، عن سليمان بن حيان، عن سفيان، عن عبد الملك بن عمير، عن الشعبي، عن ربعي، به.
قلنا: وهذان الإسنادان غير محفوظين، ولعل الوهم فيهما من سليمان بن حيان أبي خالد الأحمر، فإن في حفظه شيئاً، والمحفوظ فيه ما رواه المصنف فهو الموافق لرواية الجماعة عن سفيان كما سلف عند الرواية رقم (23271) .
(2) تحرف في (م) إلى: نصر.(38/402)
عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: " كَانَ بِلَالٌ يَأْتِي النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَتَسَحَّرُ "، وَإِنِّي لَأُبْصِرُ مَوَاقِعَ نَبْلِي، قُلْتُ: أَبَعْدَ الصُّبْحِ؟ قَالَ: بَعْدَ الصُّبْحِ إِلَّا أَنَّهَا لَمْ تَطْلُعِ الشَّمْسُ (1)
23393 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ يَعْنِي ابْنَ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا حُصَيْنٌ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ الْحَوْضَ أَقْوَامٌ، فَإِذَا رَأَيْتُهُمْ اخْتُلِجُوا دُونِي، فَأَقُولُ: أَيْ رَبِّ أَصْحَابِي أَصْحَابِي، فَيُقَالُ: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ " (2)
23394 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ ابْنِ حُذَيْفَةَ ـ قَالَ مِسْعَرٌ: وَقَدْ ذَكَرَهُ مَرَّةً عَنْ حُذَيْفَةَ ـ " أَنَّ صَلَاةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَتُدْرِكُ الرَّجُلَ وَوَلَدَهُ وَوَلَدَ وَلَدِهِ " (3)
__________
(1) رجاله ثقات رجال الشيخين غير عاصم -وهو ابن أبي النَّجود- فهو صدوق حسن الحديث، لكنه قد خولف كما سلف بيانه عند الرواية رقم (23361) ، وغير مؤمل -وهو ابن إسماعيل- فهو سيئ الحفظ، لكنه قد توبع كما سيأتي في الرواية رقم (23400) .
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 2/175 من طريق مؤمل، بهذا الإسناد.
(2) حديث صحيح لكن من حديث ابن مسعود كما سلف بيانه عند الرواية (23290) ، وهذا إسناد ضعيف من أجل مؤمل، وهو ابن إسماعيل.
وانظر (23290) .
(3) إسناده ضعيف، سلف الكلام عليه برقم (23277) . أبو نعيم: هو الفضل ابن دكين، ومسعر: وهو ابن كِدام. =(38/403)
23395 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ يَعْنِي ابْنَ جُمَيْعٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الطُّفَيْلِ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ غَزْوَةِ تَبُوكَ، قَالَ: فَبَلَغَهُ أَنَّ فِي الْمَاءِ قِلَّةً الَّذِي يَرِدُهُ، فَأَمَرَ مُنَادِيًا فَنَادَى فِي النَّاسِ: " أَنْ لَا يَسْبِقَنِي إِلَى الْمَاءِ أَحَدٌ "، فَأَتَى الْمَاءَ وَقَدْ سَبَقَهُ قَوْمٌ فَلَعَنَهُمْ (1)
23396 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنْ الْوَلِيدِ بْنِ الْعَيْزَارِ قَالَ: قَالَ حُذَيْفَةُ: بِتُّ بِآلِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةً، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يُصَلِّي وَعَلَيْهِ طَرَفُ اللِّحَافِ، وَعَلَى عَائِشَةَ طَرَفُهُ، وَهِيَ حَائِضٌ لَا تُصَلِّي " (2)
__________
= وأخرجه أحمد بن منيع في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (8730) عن أبي أحمد الزبيري، عن مسعر، عن أبي بكر بن عمرو، عن ابن لحذيفة ... فذكره.
فقلت لمسعر: عن حذيفة؟ قال: الله أعلم.
(1) إسناده قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الوليد بن عبد الله بن جميع، فمن رجال مسلم، وهو صدوق حسن الحديث. أبو نعيم: هو الفضل بن دكين، وأبو الطفيل: هو عامر بن واثلة.
وانظر (23321) .
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لاضطرابه، فقد اضطرب فيه يونس -وهو ابن عمرو بن عبد الله السبيعي- فرواه أبو نعيم الفضل بن دكين -كما في هذه الرواية- عن الوليد بن العيزار، عن حذيفة.
ورواه وكيع -كما سيأتي برقم (23404) - عنه، عن العيزار بن حريث، عن حذيفة. =(38/404)
23397 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَبُو إِسْحَاقَ أَخْبَرَنَا قَالَ: سَمِعْتُ صِلَةَ بْنَ زُفَرَ، عَنْ حُذَيْفَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِأَهْلِ نَجْرَانَ: " لَأَبْعَثَنَّ إِلَيْكُمْ رَجُلًا أَمِينًا حَقَّ أَمِينٍ "، قَالَهَا أَكْثَرَ مِنْ مَرَّتَيْنِ، فَاسْتَشْرَفَ لَهَا النَّاسُ، فَبَعَثَ أَبَا عُبَيْدَةَ (1)
23398 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَقِيتُ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ عِنْدَ أَحْجَارِ الْمِرَاءِ فَقَالَ: يَا جِبْرِيلُ، إِنِّي أُرْسِلْتُ إِلَى أُمَّةٍ أُمِّيَّةٍ الرَّجُلُ وَالْمَرْأَةُ، وَالْغُلَامُ وَالْجَارِيَةُ، وَالشَّيْخُ الْعَاسِي (2) الَّذِي لَمْ يَقْرَأْ
__________
= ورواه محمد بن فُضيل، عنه، عن العيزار بن حريث، عن عائشة أم المؤمنين كما سيأتي في مسندها برقم (24044) ، فجعله من حديث عائشة.
وفي الباب عن عائشة، سيأتي بسند صحيح برقم (25686) بلفظ: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصلِّي من الليل وأنا إلى جانبه، وأنا حائض، عليَّ مرطٌ، وعليه بعضه.
وعن ميمونة، سيرد برقم (26806) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم. وأبو إسحاق: هو السبيعي.
وأخرجه ابن سعد 3/412، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" 7/175-176 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وانظر (23272) .
(2) في (م) : الفاني.(38/405)
كِتَابًا قَطُّ، قَالَ: إِنَّ الْقُرْآنَ نَزَلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ " (1)
23399 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا، حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَزِيدَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ، فَقَامَ يُصَلِّي، فَلَمَّا كَبَّرَ قَالَ: " اللهُ أَكْبَرُ ذُو الْمَلَكُوتِ (2) وَالْجَبَرُوتِ، وَالْكِبْرِيَاءِ وَالْعَظَمَةِ "، ثُمَّ قَرَأَ الْبَقَرَةَ، ثُمَّ النِّسَاءَ، ثُمَّ آلَ عِمْرَانَ، لَا يَمُرُّ بِآيَةِ تَخْوِيفٍ (3) إِلَّا وَقَفَ عِنْدَهَا، ثُمَّ رَكَعَ يَقُولُ: " سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ "، مِثْلَ مَا كَانَ قَائِمًا، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: " سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ "، مِثْلَ مَا كَانَ قَائِمًا، ثُمَّ سَجَدَ يَقُولُ: " سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى "، مِثْلَ مَا كَانَ قَائِمًا، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: " رَبِّ اغْفِرْ لِي "، مِثْلَ مَا كَانَ قَائِمًا، ثُمَّ سَجَدَ يَقُولُ: " سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى "، مِثْلَ مَا كَانَ قَائِمًا، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَامَ،
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن على خلاف فيه على عاصم بن بهدلة كما بينَّاه عند الرواية (23326) .
وأخرجه البزار في "مسنده" (2908) عن هدبة بن خالد، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3098) من طريق منصور بن سُقير، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عُبيدة في "فضائل القرآن" ص 338 من طريق شيبان بن عبد الرحمن النحوي، عن عاصم بن بهدلة، به.
قوله: "العاسِي" من عَسَا، أي: كَبِرَ وأسنَّ.
(2) في (ظ 5) : ذو الملك.
(3) في (ظ 5) : بآيةٍ تخويفاً.(38/406)
فَمَا صَلَّى إِلَّا رَكْعَتَيْنِ حَتَّى جَاءَ بِلَالٌ فَآذَنَهُ بِالصَّلَاةِ (1)
23400 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ (2) قَالَ: قُلْتُ لِحُذَيْفَةَ: أَيُّ سَاعَةٍ تَسَحَّرْتُمْ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: " هُوَ النَّهَارُ إِلَّا أَنَّ الشَّمْسَ لَمْ تَطْلُعْ " (3)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، طلحة بن يزيد الأنصاري لم يرو عنه غير عمرو بن مرة، ولم يوثقه غير ابن حبان، وهو لم يسمع هذا الحديث من حذيفة كما قال النسائي، بينهما رجلٌ عبسيٌّ، فقد رواه شعبة -وهو أوثق وأحفظ من العلاء بن المسيب- عن عمرو بن مرة، عن أبي حمزة طلحة بن يزيد، عن رجل عبسيٍّ، عن حذيفة كما سلف برقم (23375) ، والرجل العبسي هو صلة بن زفر كما بيناه هناك.
وأخرجه تاماً ومختصراً ابن أبي شيبة 1/231، والدارمي (1324) ، وابن ماجه (897) ، والنسائي في "المجتبى" 2/177 و3/226، وفي "الكبرى" (1378) ، والبزار في "مسنده" (2935) ، وابن خزيمة (684) ، والطبراني في "الأوسط" (5685) ، وفي "الدعاء" (524) ، والحاكم 1/321 من طرق عن العلاء بن المسيب، بهذا الإسناد. قال النسائي عقبه: هذا الحديث عندي مرسل وطلحة بن يزيد لا أعلمه سمع من حذيفة شيئاً، وغير العلاء بن المسيب قال في هذا الحديث: عن طلحة عن رجل، عن حذيفة. وبنحوه قال البزار.
ورواه بنحوه وبأخصر مما هنا مسلم في "صحيحه" (772) من طرق عن الأعمش، عن سعد بن عبيدة، عن المستورد بن الأحنف، عن صلة بن زفر، عن حذيفة وانظر ما سلف برقم (23240) .
وفي الباب عن عوف بن مالك سيأتي برقم (23980) .
(2) قوله: "عن زر" سقط من (م) .
(3) رجاله ثقات رجال الشيخين غير عاصم -وهو ابن بهدلة- فهو صدوق حسن الحديث، لكنه قد خولف كما سلف بيانه عند الرواية السالفة برقم (23361) . سفيان: هو الثوري.
وأخرجه النسائي 4/142 من طريق وكيع، بهذا الإسناد.(38/407)
23401 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: اسْتَسْقَى حُذَيْفَةُ مِنْ دِهْقَانٍ أَوْ عِلْجٍ، فَأَتَاهُ بِإِنَاءٍ فِضَّةٍ فَحَذَفَهُ بِهِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى الْقَوْمِ فَاعْتَذَرَ (1) وَقَالَ: إِنِّي إِنَّمَا فَعَلْتُ بِهِ هَذَا (2) لِأَنِّي كُنْتُ نَهَيْتُهُ قَبْلَ هَذِهِ الْمَرَّةِ، " إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَانَا عَنْ لُبْسِ الدِّيبَاجِ وَالْحَرِيرِ، وَآنِيَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ "، وَقَالَ: " هُوَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا، وَهُوَ لَنَا فِي الْآخِرَةِ " (3)
23402 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ نُذَيْرٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَضَلَةِ سَاقِي فَقَالَ: " هَذَا مَوْضِعُ الْإِزَارِ، فَإِنْ أَبَيْتَ فَأَسْفَلُ مِنْ ذَلِكَ، فَإِنْ أَبَيْتَ فَلَا حَقَّ لِلْإِزَارِ فِي الْكَعْبَيْنِ " (4)
__________
(1) في (م) : اعتذر اعتذاراً، وفي (ظ 5) و (ظ 2) : اعتذرَ اعتذرَ، والصواب ما أثبتناه إن شاء الله.
(2) في (م) : فعلتُ ذلك به عمداً.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. الحكم: هو ابن عتيبة الكوفي.
وانظر (23269) .
(4) صحيح لغيره، وهذا إسناد قوي من أجل مسلم بن نذير، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو الثوري، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي.
وأخرجه ابن حبان (5445) و (5449) من طريق محمد بن كثير، والمزي في ترجمة مسلم بن نذير من "تهذيب الكمال" 27/547 من طريق أبي نُعيم، كلاهما عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وانظر (23243) .(38/408)
23403 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ (1) ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ لِأَبِي مَسْعُودٍ، أَوْ قَالَ أَبُو مَسْعُودٍ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ ـ يَعْنِي حُذَيْفَةَ ـ مَا سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِيَّ زَعَمُوا؟ قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: " بِئْسَ مَطِيَّةُ الرَّجُلِ " (2)
__________
(1) قوله: "حدثنا وكيع" سقط من (م) .
(2) إسناده ضعيف، أبو عبد الله: هو حذيفة بن اليمان كما جاء مصرحاً به في الإسناد، وكما صرح بذلك أبو داود عقب روايته لهذا الحديث، وأبو قلابة -وهو عبد الله بن زيد الجرمي- لم يدرك أبا مسعود البدري، وسلف الحديث من روايته عن أبي مسعود البدري في مسنده برقم (17075) ، وأما روايته عن حذيفة، فقد جزم الحافظ ابن حجر في "التهذيب" بأنها مرسلة، وقال الذهبي في "السِّير" 4/468: روى عن حذيفة ولم يلحقه، قلنا: مات حذيفة سنة 36 هـ، وأبو قلابة
سنة 104 أو 107 فيكون بين وفاتيهما 68 أو 71 سنة، وقد روى هذا الحديث عن الأوزاعيِّ وكيعٌ والضحاك لم يذكرا سماعاً لأبي قلابة من حذيفة، ورواه الوليد بن مسلم كما سيأتي في التخريج، فذكر فيه سماعاً بينهما، وهو وهمٌ وأخرجه ابن أبي شيبة 8/636-637، ومن طريقه أبو داود (4972) عن وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (762) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1334) من طريق أبي عاصم الضحاك، عن الأوزاعي، به.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2798) ، والحسن بن سفيان في "مسنده" كما في "النكت الظراف" 3/45-46، والطحاوي في "شرح المشكل" (185) ، والقضاعي (1335) من طريق الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن يحيى، عن أبي قلابة، حدثني أبو عبد الله، به. فذكره بصيغة التحديث، ولم يذكر =(38/409)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= معه أبا مسعود البدري. ولأجل رواية الوليد هذه التي فيها التصريح بالسماع ذهب الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف" إلى أنَّ تفسير "أبي عبد الله" في هذا الحديث بأنه حذيفة فيه نظر، لأن أبا قلابة لم يدرك حذيفة!
قال القضاعي عقب الحديث: أظن أبا عبد الله المذكور في هذا الحديث هو حذيفة بن اليمان، لأنه كان مع أبي مسعود بالكوفة، وكانوا يتجالسون ويسأل بعضهم بعضاً، وكنية حذيفة أبو عبد الله
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (763) ، والخرائطي في "مساوىء الأخلاق" (679) من طريق يحيى بن عبد العزيز، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي قلابة، عن عمه أبي المهلب، أن عبد الله بن عامر قال: يا أبا مسعود ما سمعتَ رسول الله يقول في "زعموا"؟ قال: سمعته يقول ... فذكره. ويحيى بن عبد العزيز -وهو الأُرْدُنِّي الشامي، وقيل: اليَمَامي- وإن روى عنه جمع، وقال أبو حاتم: ما بحديثه بأس. وذكره ابن حبان في "الثقات" إلا أنه قد خالف الأوزاعي، فذكر واسطة بين أبي قلابة وبين صحابيِّ الحديث، وهو أبو المُهلَّب الجَرْمي عمُّ أبي قِلابة، والأوزاعي إمام حافظ لا تُقدَّمُ رواية من هو مثل يحيى بن عبد العزيز على روايته، والله أعلم.
تنبيه: طريق يحيى بن عبد العزيز لم تخرج في الموضع السالف (17075) .
قال الخطابي في "معالم السنن" 4/130: أصل هذا أن الرجل إذا أراد الظعن في حاجة والمسير إلى بلد، ركب مطيته، وسار حتى يبلغ حاجته، فشبه النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما يقدمه الرجل أمام كلامه، ويتوصل به إلى حاجته من قولهم: "زعموا" بالمطية التي يتوصل بها إلى الموضع الذي يؤمه ويقصده.
وإنما يقال: "زعموا" في حديث لا سند له، ولا ثبت فيه، وإنما هو شيء يُحكى على الألسن على سبيل البلاغ، فذم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الحديث ما كان هذا سبيله، وأمر بالتثبت فيه، والتوثيق لما يحكيه من ذلك، فلا يرويه حتى يكون معزوّاً ومروياً عن ثقة.(38/410)
23404 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ الْعَيْزَارِ بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: بِتُّ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَامَ " فَصَلَّى فِي ثَوْبٍ طَرَفُهُ عَلَيْهِ وَطَرَفُهُ عَلَى أَهْلِهِ " (1)
23405 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: " قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَقَامًا، فَأَخْبَرَنَا بِمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، حَفِظَهُ مَنْ حَفِظَهُ، وَنَسِيَهُ مَنْ نَسِيَهُ " (2)
23406 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، أَنَّ رَجُلًا جَلَسَ وَسْطَ حَلْقَةِ قَوْمٍ فَقَالَ حُذَيْفَةُ: " لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ أَوْ قَالَ مَلْعُونٌ عَلَى لِسَانِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ الَّذِي يَجْلِسُ وَسْطَ الْحَلْقَةِ " (3)
23407 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ صِلَةَ بْنِ زُفَرَ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: جَاءَ الْعَاقِبُ وَالسَّيِّدُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَا:
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لاضطرابه، سلف الكلام عليه برقم (23396) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي.
وانظر (23274) .
(3) إسناده ضعيف، أبو مجلز -وهو لاحق بن حميد- لم يسمع من حذيفة. وانظر (23263) .(38/411)
أَرْسِلْ مَعَنَا رَجُلًا أَمِينًا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سَأُرْسِلُ مَعَكُمَا (1) رَجُلًا أَمِينًا أَمِينًا أَمِينًا " (2) ، قَالَ: فَجَثَا لَهَا أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الرُّكَبِ، قَالَ: فَبَعَثَ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ (3)
23408 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: قُلْنَا لِحُذَيْفَةَ: أَخْبِرْنَا عَنْ أَقْرَبِ النَّاسِ سَمْتًا بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَأْخُذْ عَنْهُ وَنَسْمَعْ مِنْهُ، فَقَالَ: " كَانَ أَشْبَهُ النَّاسِ سَمْتًا وَدَلًّا وَهَدْيًا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْنَ أُمِّ عَبْدٍ " (4)
23409 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ وَلِيدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جُمَيْعٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ حُذَيْفَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي سَفَرٍ فَبَلَغَهُ عَنِ الْمَاءِ قِلَّةٌ، فَقَالَ: " لَا يَسْبِقْنِي إِلَى الْمَاءِ أَحَدٌ " (5)
__________
(1) في (م) و (ظ 5) : معكم.
(2) في (ظ 5) : أمين أمين أمين.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (23272) .
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي.
وهو في "فضائل الصحابة" للمصنف برقم (1541) .
وانظر (23308) .
(5) إسناده قوي على شرط مسلم. أبو الطفيل: هو عامر بن واثلة الليثي. وانظر (23321) .(38/412)
23410 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ لَمْ يَكْذِبْنِي ـ قَالَ: وَكَانَ إِذَا قَالَ حَدَّثَنِي مَنْ لَمْ يَكْذِبْنِي رَأَيْنَا أَنَّهُ يَعْنِي حُذَيْفَةَ ـ قَالَ: " لَقِيَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جِبْرِيلُ بِأَحْجَارِ المِرَاءِ فَقَالَ: إِنَّ مِنْ أُمَّتِكَ الضَّعِيفَ، فَمَنْ قَرَأَ عَلَى حَرْفٍ فَلَا يَتَحَوَّلْ مِنْهُ إِلَى غَيْرِهِ رَغْبَةً عَنْهُ " (1)
23411 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَخِي حُذَيْفَةَ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ لِأُصَلِّيَ بِصَلَاتِهِ، فَافْتَتَحَ فَقَرَأَ قِرَاءَةً لَيْسَتْ بِالْخَفِيضَةِ (2) وَلَا بِالرَّفِيعَةِ، قِرَاءَةً حَسَنَةً يُرَتِّلُ فِيهَا يُسْمِعُنَا، قَالَ: ثُمَّ رَكَعَ نَحْوًا مِنْ قِيَامِهِ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ نَحْوًا مِنْ رُكُوعِهِ، فَقَالَ: " سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ "، ثُمَّ قَالَ: " الْحَمْدُ لِلَّهِ ذِي الْجَبَرُوتِ وَالْمَلَكُوتِ، وَالْكِبْرِيَاءِ وَالْعَظَمَةِ "، حَتَّى فَرَغَ مِنَ الطَّوْلِ، وَعَلَيْهِ سَوَادٌ مِنَ اللَّيْلِ، قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: هُوَ تَطَوُّعُ اللَّيْلِ (3)
__________
(1) إسناده ضعيف سلف الكلام عليه برقم (23273) .
(2) في (م) : بالخفية.
(3) إسناده ضعيف لجهالة ابن أخي حذيفة.
وسلف برقم (23300) و (23363) من طريقين عن حماد بن سلمة، عن عبد الملك بن عمير، عن ابن عم حذيفة، عن حذيفة.(38/413)
23412 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ الْأَعْمَشِ، حَدَّثَنِي شَقِيقٌ، قَالَ: سَمِعْتُ حُذَيْفَةَ، وَوَكِيعٌ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، وَقَالَ: سَمِعْتُ حُذَيْفَةَ قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ عُمَرَ فَقَالَ: أَيُّكُمْ يَحْفَظُ قَوْلَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْفِتْنَةِ؟ قُلْتُ: أَنَا، كَمَا قَالَهُ، قَالَ: إِنَّكَ لَجَرِيءٌ عَلَيْهَا ـ أَوْ عَلَيْهِ ـ، قُلْتُ: " فَتْنَةُ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ، وَوَلَدِهِ وَجَارِهِ، يُكَفِّرُهَا الصَّلَاةُ وَالصَّدَقَةُ، وَالْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ "، قَالَ: لَيْسَ هَذَا أُرِيدُ، وَلَكِنِ الْفِتْنَةُ الَّتِي تَمُوجُ كَمَوْجِ الْبَحْرِ، قُلْتُ: لَيْسَ عَلَيْكَ مِنْهَا بَأْسٌ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ بَيْنَكَ وَبَيْنَهَا بَابًا مُغْلَقًا، قَالَ: أَيُكْسَرُ أَوْ يُفْتَحُ؟ قُلْتُ: بَلْ يُكْسَرُ، قَالَ: إِذًا لَا يُغْلَقُ أَبَدًا، قُلْنَا: أَكَانَ عُمَرُ يَعْلَمُ مَنِ الْبَابُ؟ قَالَ: نَعَمْ، كَمَا يَعْلَمُ أَنَّ دُونَ غَدٍ لَيْلَةً ـ قَالَ وَكِيعٌ فِي حَدِيثِهِ قَالَ: فَقَالَ مَسْرُوقٌ لِحُذَيْفَةَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ، كَانَ عُمَرُ يَعْلَمُ مَا حَدَّثْتُهُ بِهِ؟ قُلْنَا: أَكَانَ عُمَرُ يَعْلَمُ مَنِ الْبَابُ؟ قَالَ: نَعَمْ، كَمَا يَعْلَمُ أَنَّ دُونَ غَدٍ لَيْلَةً ـ إِنِّي حَدَّثْتُهُ حَدِيثًا لَيْسَ بِالْأَغَالِيطِ، فَهِبْنَا حُذَيْفَةَ أَنْ نَسْأَلَهُ مَنِ الْبَابُ، فَأَمَرْنَا مَسْرُوقًا فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: الْبَابُ عُمَرُ (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. شقيق: هو ابن سلمة أبو وائل الأسدي. =(38/414)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه البخاري (525) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم ص 2218 من طريق وكيع، به.
وأخرجه الطيالسي (408) ، والحميدي (447) ، وابن أبي شيبة 15/15، والبخاري (1435) و (3586) و (7096) ، ومسلم ص 2218، وابن ماجه (3955) ، والترمذي (2258) ، والبزار في "مسنده" (2874) ، والنسائي في "الكبرى" (327) ، والطبراني في "الأوسط" (4832) ، والبيهقي في "الدلائل" 6/386 من طرق عن الأعمش، به.
وأخرجه الطيالسي (408) ، والترمذي (2258) ، والبزار في "مسنده" (2892) و (2893) ، والطبراني في "الأوسط" (4832) من طريق عاصم بن بهدلة، والحميدي (447) ، والبخاري (1895) ، ومسلم ص 2218 من طريق جامع بن أبي راشد، والترمذي (2258) من طريق حماد بن أبي سليمان، ثلاثتهم عن أبي وائل شقيق ابن سلمة، به.
وأخرجه البزار (2913) من طريق عاصم بن بهدلة، عن زر بن حبيش، عن حذيفة، به.
وأخرجه بنحوه عبد الرزاق (20752) من طريق قتادة وسليمان التيمي، عن حذيفة. قلنا: قتادة وسليمان التيمي لم يدركا حذيفة.
وسيأتي بنحوه برقم (23440) من طريق ربعي بن حراش، عن حذيفة، به.
قال السندي: قوله: "إنك لجريء عليها" أي: قوي على حفظ المقالة. "أو عليه" أي: على الحفظ.
"فتنة الرجل في أهله" أي: ارتكابه الأمور غير اللائقة لأجل الأهل وغيره، يغفر له بالحسنات على قاعدة: إن الحسنات يذهبن السيئات.
"ليس بالأغاليط" أي: ومثله قلما يجهله مثل عمر.(38/415)
23413 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: قُلْنَا لِحُذَيْفَةَ: أَخْبِرْنَا بِرَجُلٍ قَرِيبِ الْهَدْيِ وَالسَّمْتِ وَالدَّلِّ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَأْخُذَ عَنْهُ، قَالَ: " مَا أَعْلَمُ أَحَدًا أَقْرَبَ سَمْتًا وَهَدْيًا وَدَلًّا بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى يُوَارِيَهُ جِدَارُ بَيْتِهِ مِنْ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ " (1)
23414 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، حَدَّثَنِي شَقِيقٌ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: " كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي طَرِيقٍ فَتَنَحَّى، فَأَتَى سُبَاطَةَ قَوْمٍ فَتَبَاعَدْتُ (2) ، فَأَدْنَانِي حَتَّى صِرْتُ قَرِيبًا مِنْ عَقِبَيْهِ فَبَالَ قَائِمًا، وَدَعَا بِمَاءٍ فَتَوَضَّأَ، وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ " (3)
23415 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، وَحُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: وَالْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ ـ وَقَالَ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "فضائل الصحابة" للمصنف برقم (1544) .
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8265) من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد.
وانظر (23308) .
(2) في (م) : فتباعدت منه.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. شقيق: هو ابن سلمة أبو وائل.
وأخرجه البزار في "مسنده" (2864) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وانظر (23241) .(38/416)
وَكِيعٌ: لِلتَّهَجُّدِ ـ يَشُوصُ فَاهُ بِالسِّوَاكِ " (1)
23416 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَقِيَهُ حُذَيْفَةُ فَحَادَ عَنْهُ فَاغْتَسَلَ، ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ: " مَا لَكَ؟ "، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، كُنْتُ جُنُبًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الْمُسْلِمَ لَا يَنْجُسُ " (2)
__________
(1) إسناد صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر، وحصين: هو ابن عبد الرحمن السلمي، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي. وقوله: "قال عبد الرحمن: والأعمش عن أبي وائل" يعني أن عبد الرحمن عطف في روايته الأعمش على منصور وحصين.
وأخرجه مسلم (255) (47) ، والنسائي 3/212، وابن خزيمة (136) ، والبيهقي 1/38 من طريق عبد الرحمن وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (286) ، وابن خزيمة (136) ، وابن حبان (1072) من طريق وكيع وحده، به.
وأخرجه البخاري (889) ، وأبو داود (55) ، وابن حبان (1075) من طريق محمد بن كثير، وأبو عوانة (485) من طريق أبي نعيم، كلاهما عن سفيان الثوري، به. ليس فيه الأعمش. وانظر (23242) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات لكنه مرسل، محمد بن سيرين لم يسمع من حذيفة. يزيد بن إبراهيم: هو التُّستري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/173 عن إسماعيل ابن عُليَّة، عن أيوب، عن ابن سيرين قال: نُبئتُ أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رأى حذيفة، فراغ، فقال: "ألم أَرَك؟ " فقال: بلى يا رسول الله، ولكني كنت جنباً! فقال: "إن المؤمن لا ينجس". وتحرف قوله: "ألم أرك؟ " في المطبوع إلى: "ألم آمرك؟ ".
وانظر الحديث التالي، وما سلف برقم (23264) .(38/417)
23417 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ وَاصِلٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَعَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1) نَحْوَهُ، أَنَّهُ لَقِيَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَادَ عَنْهُ فَاغْتَسَلَ، ثُمَّ جَاءَ قَالَ: " الْمُسْلِمُ لَا يَنْجُسُ " (2)
23418 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ شَيْخٍ يُقَالُ لَهُ: هِلَالٌ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: وَسَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى عَنْ مَسْحِ الْحَصَى، فَقَالَ: " وَاحِدَةً أَوْ دَعْ " (3)
23419 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ مَوْلًى لِرِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " إِنِّي لَسْتُ
__________
(1) من قوله: "وعن حماد" إلى هنا سقط من (م) .
(2) هذا الحديث له إسنادان، الأول: صحيح على شرط الشيخين، والإسناد الثاني: ويرويه مسعر -وهو ابن كدام-، عن حماد -وهو ابن أبي سليمان-، عن إبراهيم -وهو ابن يزيد النخعي- فمعضل أو مرسل. واصل: هو ابن حيان الأحدب، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/173، ومسلم (372) (116) ، وابن ماجه (535) ، والبيهقي 1/189-190 من طريق وكيع، بالإسناد الأول.
وانظر ما قبله.
(3) حديث صحيح لكن من حديث أبي ذر الغفاري، وهذا إسناد ضعيف سلف الكلام عليه عند مكرره برقم (23275) .(38/418)
أَدْرِي مَا قَدْرُ بَقَائِي فِيكُمْ، فَاقْتَدُوا بِاللَّذَيْنِ مِنْ بَعْدِي ـ وَأَشَارَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ ـ قَالَ: وَمَا حَدَّثَكُمْ ابْنُ مَسْعُودٍ فَصَدِّقُوهُ " (1)
23420 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَتَّاتٌ " (2)
23421 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عُبَيْدِ أَبِي (3) الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: كَانَ فِي لِسَانِي ذَرَبٌ عَلَى أَهْلِي، وَكَانَ ذَلِكَ لَا يَعْدُوهُمْ إِلَى غَيْرِهِمْ، فَشَكَوْتُ ذَلِكَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " فَأَيْنَ أَنْتَ مِنَ الِاسْتِغْفَارِ يَا حُذَيْفَةُ، إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللهَ فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ " (4)
__________
(1) حديث حسن بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف سلف الكلام عليه عند مكرره برقم (23276) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وهمام: هو ابن الحارث النخعي.
وأخرجه مسلم (105) (170) ، وابن أبي الدنيا في "الصمت" (252) ، وأبو عوانة (86) ، وابن منده في "الإيمان" (610) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وانظر (23247) .
(3) في (م) : ابن المغيرة، وكلاهما قيل في اسمه.
(4) قوله: "إني لأستغفر الله في اليوم مئة مرة" صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف سلف الكلام عليه برقم (23340) .(38/419)
23422 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ يُحَدِّثُ، أَنَّ أَبَا مُوسَى كَانَ يُشَدِّدُ فِي الْبَوْلِ، قَالَ: كَانَ بَنُو إِسْرَائِيلَ إِذَا أَصَابَ أَحَدَهُمُ الْبَوْلُ يُتْبِعُهُ بِالْمِقْرَاضَيْنِ، قَالَ حُذَيْفَةُ: وَدِدْتُ أَنَّهُ لَا يُشَدِّدُ، " لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى ـ أَوْ قَالَ: مَشَى إِلَى ـ سُبَاطَةِ قَوْمٍ فَبَالَ وَهُوَ قَائِمٌ " (1)
23423 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَحَجَّاجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ ـ قَالَ شُعْبَةُ: رَفَعَهُ مَرَّةً إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ قَالَ: " يُخْرِجُ اللهُ قَوْمًا مُنْتِنِينَ قَدْ مَحَشَتْهُمُ النَّارُ بِشَفَاعَةِ الشَّافِعِينَ، فَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ فَيُسَمَّوْنَ الْجَهَنَّمِيُّونَ "، قَالَ حَجَّاجٌ: الْجَهَنَّمِيِّينَ، (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. منصور: هو ابن المعتمر، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة.
وأخرجه مختصراً ابن أبي شيبة 1/122، والنسائي 1/25 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (407) ، والبخاري (226) و (2471) ، والنسائي 1/25، وأبو عوانة (498) ، وأبو نعيم في "الحلية" 8/316، والخطيب في "تاريخه" 11/311 من طرق عن شعبة، به. وبعضهم يختصره.
وانظر (23241) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل حماد -وهو ابن أبي سليمان- وقد توبع.
وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" 2/664 من طريق محمد بن جعفر وحده، بهذا الإسناد. وقال شعبة: رفعه إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرة. =(38/420)
23424 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حَمَّادٍ قَالَ: سَمِعْتُ رِبْعِيَّ بْنَ حِرَاشٍ يُحَدِّثُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَهُ (1)
23425 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ قَالَ: سَمِعْتُ صَخْرًا يُحَدِّثُ، عَنْ سُبَيْعٍ قَالَ: أَرْسَلُونِي مِنْ مَاهٍ (2) إِلَى الْكُوفَةِ أَشْتَرِي الدَّوَابَّ، فَأَتَيْنَا الْكُنَاسَةَ فَإِذَا رَجُلٌ عَلَيْهِ جَمْعٌ، قَالَ: فَأَمَّا صَاحِبِي فَانْطَلَقَ إِلَى الدَّوَابِّ وَأَمَّا أَنَا فَأَتَيْتُهُ، فَإِذَا هُوَ حُذَيْفَةُ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُونَهُ عَنِ الْخَيْرِ وَأَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ شَرٌّ كَمَا كَانَ قَبْلَهُ شَرٌّ؟ قَالَ: " نَعَمْ "، قُلْتُ: فَمَا الْعِصْمَةُ مِنْهُ؟ قَالَ: " السَّيْفُ " ـ أَحْسَبُ أَبُو التَّيَّاحِ يَقُولُ: السَّيْفُ، أَحْسَبُ ـ قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ:
__________
= وأخرجه ابن خزيمة 2/666، والآجري في "الشريعة" ص 346 من طريق أبي داود الطيالسي، عن شعبة، به. وقال شعبة: كان أحياناً يرفعه إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأحياناً لا يرفعه.
وانظر (23323) .
(1) حديث صحيح، وهذا الإسناد وإن كان مرسلاً جاء في الرواية السابقة موصولاً. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم.
(2) تحرف في (م) إلى: ماء. والمراد بماهَ هنا -والله أعلم- مدينة الدِّينوَر، فقد كان يقال لها: ماه الكوفة، وكان مالها يُحمل في أُعطِيات أهل الكوفة، والماه: قصبة البلد، ويقال: اسم القمر بالفارسية ماه، فنسب إليه عدة ممالك للفُرس. انظر "معجم البلدان" لياقوت 5/48-49، و"بلدان الخلافة الشرقية" ص 224.(38/421)
" ثُمَّ تَكُونُ هُدْنَةٌ عَلَى دَخَنٍ "، قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: " ثُمَّ تَكُونُ دُعَاةُ الضَّلَالَةِ، فَإِنْ رَأَيْتَ يَوْمَئِذٍ خَلِيفَةَ اللهِ فِي الْأَرْضِ فَالْزَمْهُ، وَإِنْ نَهَكَ جِسْمَكَ وَأَخَذَ مَالَكَ، فَإِنْ لَمْ تَرَهُ فَاهْرَبْ فِي الْأَرْضِ، وَلَوْ أَنْ تَمُوتَ وَأَنْتَ عَاضٌّ بِجِذْلِ شَجَرَةٍ "، قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: " ثُمَّ يَخْرُجُ الدَّجَّالُ "، قَالَ: قُلْتُ: فَبِمَ يَجِيءُ بِهِ مَعَهُ؟ قَالَ: " بِنَهَرٍ ـ أَوْ قَالَ: مَاءٍ ـ وَنَارٍ، فَمَنْ دَخَلَ نَهْرَهُ حُطَّ أَجْرُهُ، وَوَجَبَ وِزْرُهُ، وَمَنْ دَخَلَ نَارَهُ وَجَبَ أَجْرُهُ وَحُطَّ وِزْرُهُ "، قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: " لَوْ أَنْتَجْتَ فَرَسًا لَمْ تَرْكَبْ، فَلُوَّهَا حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ "، (1)
__________
(1) حديث حسن دون قوله: "لو أنتجت فرساً لم تركب فلوها حتى تقوم الساعة"، وهذا إسناد ضعيف لجهالة صخر -وهو ابن بدر العجلي- وقد توبع كما في الروايتين (23282) و (23429) .
وأخرجه الطيالسي (443) ، وابن أبي شيبة 15/8 من طريق حماد بن نجيح، عن أبي التياح، بهذا الإسناد.
وقصة الدجال سلفت بسند صحيح برقم (23250) .
وقوله في هذا الحديث: "لو أنتجت فرساً ... " إلخ، وكذا في الحديث الآتي برقم (23429) مخالف لحديث أبي هريرة السالف برقم (9270) ، وحديث عائشة الآتي برقم (24467) من أن السيد المسيح عليه السلام يمكث في الأرض أربعين سنة بعد قتله للمسيح الدجال.
قوله: "بالكناسة" قال السندي: اسم موضع بالكوفة.
"نهك جسمك" على بناء الفاعل، والضمير للخليفة، أي بالغ في عقوبته.
"أنتجت" على بناء الفاعل، من الإنتاج بمعنى التوليد، والمراد الفرس الأنثى، والمفعول الثاني مقدر، أي: ولداً.(38/422)
23426 - قَالَ شُعْبَةُ: وَحَدَّثَنِي أَبُو بِشْرٍ فِي إِسْنَادٍ لَهُ، عَنْ حُذَيْفَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا هُدْنَةٌ عَلَى دَخَنٍ؟ قَالَ: " قُلُوبٌ لَا تَعُودُ عَلَى مَا كَانَتْ "، (1)
23427 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا أَبُو التَّيَّاحِ، حَدَّثَنِي صَخْرُ بْنُ بَدْرٍ الْعِجْلِيُّ، عَنْ سُبَيْعِ بْنِ خَالِدٍ الضُّبَعِيِّ، فَذَكَرَ مِثْلَ مَعْنَاهُ، وَقَالَ: " وَحُطَّ أَجْرُهُ وَحُطَّ وِزْرُهُ " (2) ، قَالَ: " وَإِنْ نَهَكَ ظَهْرَكَ وَأَخَذَ مَالَكَ "، (3)
23428 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنْ صَخْرٍ، عَنْ سُبَيْعِ بْنِ خَالِدٍ الضُّبَعِيِّ، فَذَكَرَهُ، وَقَالَ: " وَإِنْ نَهَكَ ظَهْرَكَ وَأَكَلَ مَالَكَ "، وَقَالَ: " وَحُطَّ أَجْرُهُ، وَحُطَّ وِزْرُهُ " (4)
__________
(1) لم يُبيِّن شعبة إسناده، وهو قطعة من الحديث السالف برقم (23282) .
(2) كذا في النسخ الخطية، ولم نتبيَّن وجهه.
(3) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف سلف الكلام عليه برقم (23425) ، عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد، وأبو التياح: هو يزيد بن حميد الضُّبَعي.
وأخرجه أبو داود (4247) عن مسدد، وأبو عوانة (7168) من طريق مسلم بن إبراهيم، كلاهما عن عبد الوراث بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (443) عن حماد بن زيد أو عبد الوارث -على الشك- عن أبي التياح، به.
(4) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف كسابقه. يونس: هو ابن محمد المؤدب، وحماد: هو ابن سلمة.
وانظر ما قبله.(38/423)
23429 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ نَصْرِ بْنِ عَاصِمٍ اللَّيْثِيِّ، عَنْ خَالِدِ بْنِ خَالِدٍ الْيَشْكُرِيِّ قَالَ: خَرَجْتُ زَمَانَ فُتِحَتْ تُسْتَرُ حَتَّى قَدِمْتُ الْكُوفَةَ، فَدَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَإِذَا أَنَا بِحَلْقَةٍ فِيهَا رَجُلٌ صَدَعٌ مِنَ الرِّجَالِ، حَسَنُ الثَّغْرِ، يُعْرَفُ فِيهِ أَنَّهُ مِنْ رِجَالِ أَهْلِ الْحِجَازِ، قَالَ: فَقُلْتُ: مَنِ الرَّجُلُ؟ فَقَالَ الْقَوْمُ: أَوَ مَا تَعْرِفُهُ؟ فَقُلْتُ: لَا، فَقَالُوا: هَذَا حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ صَاحِبُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَقَعَدْتُ وَحَدَّثَ الْقَوْمَ، فَقَالَ: إِنَّ النَّاسَ كَانُوا يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْخَيْرِ، وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ، فَأَنْكَرَ ذَلِكَ الْقَوْمُ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُمْ: إِنِّي سَأُخْبِرُكُمْ بِمَا أَنْكَرْتُمْ مِنْ ذَلِكَ، جَاءَ الْإِسْلَامُ حِينَ جَاءَ، فَجَاءَ أَمْرٌ لَيْسَ كَأَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ، وَكُنْتُ قَدْ أُعْطِيتُ فِي الْقُرْآنِ فَهْمًا، فَكَانَ رِجَالٌ يَجِيئُونَ فَيَسْأَلُونَ عَنِ الْخَيْرِ، فَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيَكُونُ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ شَرٌّ كَمَا كَانَ قَبْلَهُ شَرٌّ؟ فَقَالَ: " نَعَمْ "، قَالَ: قُلْتُ: فَمَا الْعِصْمَةُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " السَّيْفُ "، قَالَ: قُلْتُ: وَهَلْ بَعْدَ هَذَا السَّيْفِ بَقِيَّةٌ؟ قَالَ: " نَعَمْ، تَكُونَ إِمَارَةٌ عَلَى أَقْذَاءٍ وَهُدْنَةٌ عَلَى دَخَنٍ "، قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: " ثُمَّ تَنْشَأُ دُعَاةُ الضَّلَالَةِ، فَإِنْ كَانَ لِلَّهِ يَوْمَئِذٍ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةٌ جَلَدَ ظَهْرَكَ، وَأَخَذَ مَالَكَ فَالْزَمْهُ، وَإِلَّا فَمُتْ وَأَنْتَ عَاضٌّ عَلَى جِذْلِ شَجَرَةٍ "، قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: " يَخْرُجُ الدَّجَّالُ بَعْدَ ذَلِكَ مَعَهُ نَهَرٌ وَنَارٌ، مَنْ وَقَعَ فِي نَارِهِ وَجَبَ أَجْرُهُ وَحُطَّ وِزْرُهُ، وَمَنْ وَقَعَ فِي نَهَرِهِ وَجَبَ وِزْرُهُ وَحُطَّ أَجْرُهُ "، قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ(38/424)
مَاذَا؟ قَالَ: " ثُمَّ يُنْتَجُ الْمُهْرُ، فَلَا يُرْكَبُ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ " (1) ، الصَّدْعُ مِنَ الرِّجَالِ (2) : الضَّرْبُ (3) ، وَقَوْلُهُ: فَمَا الْعِصْمَةُ مِنْهُ؟ قَالَ: السَّيْفُ، كَانَ قَتَادَةُ يَضَعُهُ عَلَى الرِّدَّةِ الَّتِي كَانَتْ فِي زَمَنِ أَبِي بَكْرٍ، وَقَوْلُهُ: إِمَارَةٌ عَلَى أَقْذَاءٍ يَقُولُ: عَلَى قَذًى (4) وَهُدْنَةٍ، يَقُولُ: صُلْحٌ، وَقَوْلُهُ: عَلَى دَخَنٍ، يَقُولُ: عَلَى ضَغَائِنَ، قِيلَ لِعَبْدِ الرَّزَّاقِ: مِمَّنِ التَّفْسِيرُ؟ قَالَ: مِنْ قَتَادَةَ زَعَمَ.
23430 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ نَصْرِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ سُبَيْعِ بْنِ خَالِدٍ قَالَ:
__________
(1) حديث حسن دون قوله: "ثم ينتج المهر فلا يُركب حتى تقوم الساعة" وسلف الكلام على هذا الحرف عند الرواية (23425) ، وسلف الكلام على إسناده برقم (23282) .
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (20711) ، ومن طريقه أخرجه أبو داود (4245) ، والبغوي (4219) .
وأخرجه الطيالسي (443) عن هشام الدستوائي، عن قتادة، عن سبيع بن خالد اليشكري، عن حذيفة. ليس فيه نصر بن عاصم.
(2) تحرف في (م) إلى: الدجال.
(3) يعني الخفيف اللَّحم.
(4) قوله: "يقول على قذى" من (ظ 5) ، وليس في (م) و (ظ 2) و (ق) ، ولا في "مصنف" عبد الرزاق.(38/425)
قَدِمْتُ الْكُوفَةَ زَمَنَ فُتِحَتْ تُسْتَرُ، فَذَكَرَ مِثْلَ مَعْنَى حَدِيثِ مَعْمَرٍ وَقَالَ: " حُطَّ وِزْرُهُ " (1)
23431 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ وَهْبٍ يُحَدِّثُ، عَنْ حُذَيْفَةَ، حَدَّثَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحَدِيثَيْنِ قَدْ رَأَيْتُ أَحَدَهُمَا وَأَنَا أَنْتَظِرُ الْآخَرَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (2)
23432 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا (3) بَكَّارٌ، حَدَّثَنِي خَلَّادُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا الطُّفَيْلِ يُحَدِّثُ، أَنَّهُ سَمِعَ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ يَقُولُ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَلَا تَسْأَلُونِي؟ فَإِنَّ النَّاسَ كَانُوا يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْخَيْرِ، وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ، إِنَّ اللهَ بَعَثَ نَبِيَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَعَا النَّاسَ مِنَ الْكُفْرِ إِلَى الْإِيمَانِ، وَمِنَ الضَّلَالَةِ إِلَى الْهُدَى، فَاسْتَجَابَ لَهُ مَنْ اسْتَجَابَ، فَحَيِيَ مِنَ الْحَقِّ مَا كَانَ مَيْتًا، وَمَاتَ مِنَ الْبَاطِلِ مَا كَانَ حَيًّا، ثُمَّ ذَهَبَتِ النُّبُوَّةُ فَكَانَتِ الْخِلَافَةُ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ " (4)
__________
(1) حديث حسن سلف الكلام عليه برقم (23282) .
وأخرجه أبو داود (4244) ، والبزار في "مسنده" (2959) و (2960) من طرق عن أبي عوانة، بهذا الإسناد.
وانظر ما قبله.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (23257) .
(3) أقحم في (م) هنا: "أبو".
(4) إسناده صحيح. بكار: هو ابن عبد الله بن وهب الصنعاني، وخلاد بن عبد الرحمن: هو الصنعاني، وأبو الطفيل: هو عامر بن واثلة. =(38/426)
23433 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مَنْ كَانَ مَعَ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ فِي غَزْوَةٍ يُقَالُ لَهَا: غَزْوَةُ الْخَشَبِ (1) وَمَعَهُ حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ، فَقَالَ سَعِيدٌ: أَيُّكُمْ شَهِدَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الْخَوْفِ؟ فَقَالَ حُذَيْفَةُ: أَنَا، قَالَ: فَأَمَرَهُمْ حُذَيْفَةُ فَلَبِسُوا السِّلَاحَ، ثُمَّ قَالَ: " إِنْ هَاجَكُمْ هَيْجٌ، فَقَدْ حَلَّ لَكُمُ الْقِتَالُ "، قَالَ: " فَصَلَّى بِإِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ رَكْعَةً، وَالطَّائِفَةُ الْأُخْرَى مُوَاجِهَةَ الْعَدُوِّ، ثُمَّ انْصَرَفَ هَؤُلَاءِ فَقَامُوا مَقَامَ أُولَئِكَ، وَجَاءَ أُولَئِكَ فَصَلَّى بِهِمْ رَكْعَةً أُخْرَى، ثُمَّ سَلَّمَ عَلَيْهِمْ " (2)
__________
= وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 1/274-275 من طريق إسحاق بن إبراهيم، عن عبد الرزاق، بهذا الإسناد.
وزاد: ثم يكون ملكاً عضوضاً، فمن الناس من ينكر بقلبه ويده ولسانه، والحقَّ استكملَ، ومنهم من ينكر بقلبه ولسانه كافّاً يده وشُعبةً من الحقِّ ترك، ومنهم من ينكر بقلبه كافاً يده ولسانه، وشُعبتين من الحقِّ ترك، ومنهم من لا ينكر بقلبه ولسانه، فذلك ميّت الأحياء.
(1) كذا وقع في هذا الحديث، وهو كذلك في "مصنف" عبد الرزاق، إلا أنه قال: ذات الخشب. وذو خُشُب، بضمتين: موضع بالمدينة، وذو خَشَب، بفتحات: باليمن، وكلاهما غير مراد هنا، فإن هذه الغزوة المذكورة كانت في طبرستان كما في الرواية السالفة برقم (23268) ، وفي مدينة فيها يقال لها: طَمِيسة، وفيها صلَّى سعيدُ بن العاص صلاة الخوف كما في "تاريخ الطبري" 4/269.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات غير الرجل المبهم، لكن له =(38/427)
23434 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: كُنَّا مَعَ حُذَيْفَةَ فَمَرَّ رَجُلٌ فَقَالُوا: إِنَّ هَذَا يُبَلِّغُ الْأُمَرَاءَ الْأَحَادِيثَ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَتَّاتٌ " (1)
23435 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَبَّاسِ الشَّبَامِيُّ (2) ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ ـ قَالَ عَبْدُ الْجَبَّارِ: أُرَاهُ عَنْ هُزَيْلٍ ـ قَالَ: قَامَ حُذَيْفَةُ خَطِيبًا فِي دَارِ عَامِرِ (3) بْنِ حَنْظَلَةَ فِيهَا التَّمِيمِيُّ،
__________
= طريق صحيحة سلفت برقم (23268) وسيأتي الحديث برقم (23454) من طريق إسرائيل بن يونس السبيعي، عن جده أبي إسحاق السبيعي، عن سليم بن عبد السلولي عن حذيفة لكن متنه مختلف، وسليم مجهول.
والحديث في "مصنف" عبد الرزاق (4248) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. منصور: هو ابن المعتمر، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي.
وأخرجه الحميدي (443) ، والترمذي (2026) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 2/846، وأبوعوانة (87) ، وابن منده في "الإيمان" بإثر الحديث (614) ، وتمام في "فوائده" (1131) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (876) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 11/237، والبغوي في "شرح السنة" (3569) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وانظر (23247) .
(2) تحرفت في (م) إلى: الشامي.
(3) كذا وقع هنا في النسخ الخطية، وسلف الحديث برقم (23349) من طريقه عن حذيفة باسم: عمرو بن حنظلة، وهو الصواب، فكلُّ من ترجمه سماه عَمراً. =(38/428)
وَالْمُضَرِيُّ فَقَالَ: " لَيَأْتِيَنَّ عَلَى مُضَرَ يَوْمٌ لَا يَدَعُونَ لِلَّهِ عَبْدًا يَعْبُدُهُ إِلَّا قَتَلُوهُ، أَوْ لَيُضْرَبَنَّ ضَرْبًا لَا يَمْنَعُونَ ذَنَبَ تَلْعَةٍ، أَوْ أَسْفَلَ تَلْعَةٍ "، فَقِيلَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ، تَقُولُ هَذَا لِقَوْمِكَ، أَوْ لِقَوْمٍ أَنْتَ ـ يَعْنِي مِنْهُمْ؟ قَالَ: لَا أَقُولُ ـ يَعْنِي ـ إِلَّا مَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ (1)
23436 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، أَخْبَرَنِي مَيْسَرَةُ بْنُ حَبِيبٍ، عَنْ الْمِنْهَالِ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَتْ لِي أُمِّي: مَتَى عَهْدُكَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: فَقُلْتُ: مَا لِي بِهِ عَهْدٌ مُنْذُ كَذَا وَكَذَا، قَالَ: فَهَمَّتْ بِي، فَقُلْتُ: يَا أُمَّهْ، دَعِينِي حَتَّى أَذْهَبَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَا أَدَعُهُ حَتَّى يَسْتَغْفِرَ لِي وَيَسْتَغْفِرَ لَكِ، قَالَ: " فَجِئْتُهُ فَصَلَّيْتُ مَعَهُ الْمَغْرِبَ، فَلَمَّا قَضَى
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عبد الجبار بن العباس الشِّبامي، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو أحمد: هو محمد بن عبد الله بن الزبير، وأبو قيس: هو عبد الرحمن بن ثروان الأودي، وهُزيل: هو ابن شرحبيل الأودي.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 6/324 من طريق عبد الله بن نمير، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (991) من طريق جرير بن حازم، كلاهما عن الأعمش، عن أبي قيس عبد الرحمن بن ثروان، عن هُزيل بن شرحبيل، عن حذيفة.
وسلف عن الأعمش، عن أبي قيس عبد الرحمن بن ثروان، عن عمرو بن حنظلة، عن حذيفة برقم (23349) .
وانظر ما سلف برقم (23316) .(38/429)
الصَّلَاةَ قَامَ يُصَلِّي، فَلَمْ يَزَلْ يُصَلِّي حَتَّى صَلَّى الْعِشَاءَ ثُمَّ خَرَجَ " (1)
23437 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَشْرَبَ فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَأَنْ نَأْكُلَ فِيهَا، وَأَنْ نَلْبَسَ الْحَرِيرَ وَالدِّيبَاجَ "، وَقَالَ: " هِيَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَكُمْ فِي الْآخِرَةِ " (2)
23438 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَابِسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ شَرَطَ
__________
(1) إسناده صحيح. إسرائيل: هو ابن يونس السبيعي، والمنهال: هو ابن عمرو الأسدي مولاهم.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/96، والنسائي في "الكبرى" (380) و (381) و (8365) ، وابن خزيمة (1194) ، وابن حبان (6960) ، والحاكم 1/312-313، والبيهقي في "دلائل النبوة" 7/78 من طريق زيد بن الحباب، بهذا الإسناد. وبعضهم يرويه مطولاً بنحو الرواية السالفة برقم (23329) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد العزيز بن عبد الصمد: هو العمي، ومنصور: هو ابن المعتمر، ومجاهد: هو ابن جبر المكي.
وأخرجه مسلم (2067) ، والنسائي في "الكبرى" (6871) من طريق جرير بن عبد الحميد، وأبو عوانة (8451) من طريق إبراهيم بن طهمان، كلاهما عن منصور ابن المعتمر، بهذا الإسناد.
وانظر (23269) .(38/430)
لِأَخِيهِ شَرْطًا لَا يُرِيدُ أَنْ يَفِيَ لَهُ بِهِ فَهُوَ كَالْمُدْلِي جَارَهُ إِلَى غَيْرِ مَنَعَةٍ " (1)
23439 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا أَبُو مَالِكٍ سَعِدُ بْنُ طَارِقٍ الْأَشْجَعِيُّ، حَدَّثَنِي رِبْعِيُّ بْنُ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا مَعَ الدَّجَّالِ مِنَ الدَّجَّالِ، مَعَهُ نَهَرَانِ يَجْرِيَانِ: أَحَدُهُمَا رَأْيَ الْعَيْنِ مَاءٌ أَبْيَضُ، وَالْآخَرُ رَأْيَ الْعَيْنِ نَارٌ تَأَجَّجُ، فَإِمَّا أَدْرَكَنَّ أَحَدًا مِنْكُمْ فَلْيَأْتِ النَّهَرَ الَّذِي يَرَاهُ نَارًا، وَلْيُغْمِضْ ثُمَّ لِيُطَأْطِئْ رَأْسَهُ فَلْيَشْرَبْ، فَإِنَّهُ مَاءٌ بَارِدٌ، وَإِنَّ الدَّجَّالَ مَمْسُوحُ الْعَيْنِ الْيُسْرَى، عَلَيْهَا ظَفَرَةٌ غَلِيظَةٌ، وَفِيهِ مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ: كَافِرٌ، يَقْرَؤُهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ كَاتِبٍ وَغَيْرُ كَاتِبٍ " (2)
__________
(1) إسناده ضعيف، حجاج -وهو ابن أرطاة- مدلس وقد عنعنه، وقد تفرد بهذا الحديث، وليس بذاك القوي، وباقي رجال الإسناد ثقات. يزيد: هو ابن هارون، وعبد الرحمن بن عابس: هو ابن ربيعة النخعي.
وأخرجه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (3798) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 7/96-97 من طريق أبي خالد الأحمر عن الحجاج بن أرطاة، به. وذكرا فيه قصة جرت مع حذيفة في شرائه ناقة.
قوله: "كالمدلي جاره ... " من الإدلاء أو التدلية بمعنى الإرسال والتَّرك، أي كالذي يخذل جاره ويتركه بلا ناصر ولا معين. قاله السندي.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو مكرر رقم (23279) .(38/431)
23440 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَالِكٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، أَنَّهُ قَدِمَ مِنْ عِنْدِ عُمَرَ، قَالَ: لَمَّا جَلَسْنَا إِلَيْهِ أَمْسُ (1) سَأَلَ أَصْحَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّكُمْ سَمِعَ قَوْلَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْفِتَنِ؟ قَالُوا: نَحْنُ سَمِعْنَاهُ، قَالَ: لَعَلَّكُمْ تَعْنُونَ فِتْنَةَ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ، قَالُوا: أَجَلْ، قَالَ: لَسْتُ عَنْ تِلْكَ أَسْأَلُ، تِلْكَ تُكَفِّرُهَا الصَّلَاةُ وَالصَّوْمُ وَالصَّدَقَةُ، وَلَكِنْ أَيُّكُمْ سَمِعَ قَوْلَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْفِتَنِ الَّتِي تَمُوجُ مَوْجَ الْبَحْرِ؟ قَالَ: فَأَسْكَتَ الْقَوْمُ، فَظَنَنْتُ أَنَّهُ إِيَّايَ يُرِيدُ، قَالَ: قُلْتُ: أَنَا (2) ، قَالَ: أَنْتَ لِلَّهِ أَبُوكَ قَالَ: قُلْتُ: " تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ عَرْضَ الْحَصِيرِ، فَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَتْ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ، وَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبُهَا (3) نُكِتَتْ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ، حَتَّى تَصِيرَ الْقُلُوبُ عَلَى قَلْبَيْنِ: أَبْيَضُ مِثْلُ الصَّفَا لَا يَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ، وَالْآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَدٌّ كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا ـ وَأَمَالَ كَفَّهُ ـ لَا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا، وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا إِلَّا مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ "، وَحَدَّثْتُهُ: أَنَّ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا بَابًا مُغْلَقًا يُوشِكُ أَنْ يُكْسَرَ كَسْرًا، قَالَ عُمَرُ: كَسْرًا لَا أَبَا لَكَ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فَلَوْ أَنَّهُ فُتِحَ كَانَ لَعَلَّهُ أَنْ يُعَادَ فَيُغْلَقَ، قَالَ: قُلْتُ: لَا بَلْ كَسْرًا، قَالَ: وَحَدَّثْتُهُ: أَنَّ
__________
(1) في (م) : إليه يسأل.
(2) المثبت من (ظ 5) ، وفي (م) وبقية النسخ: أنا ذاك.
(3) تحرفت في (م) إلى: أبشر بها.(38/432)
ذَلِكَ الْبَابَ رَجُلٌ يُقْتَلُ أَوْ يَمُوتُ، حَدِيثًا لَيْسَ بِالْأَغَالِيطِ (1)
23441 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَالِكٍ، حَدَّثَنِي رِبْعِيُّ بْنُ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمَعْرُوفُ كُلُّهُ صَدَقَةٌ، وَإِنَّ آخِرَ مَا تَعَلَّقَ بِهِ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فَافْعَلْ مَا شِئْتَ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه.
وسلف عن يزيد بن هارون بأخصر مما هنا برقم (23280) .
وأخرجه أبو عوانة (143) ، وأبو نعيم في "الحلية" 1/270-271 و4/270 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (144) ، والبزار في "مسنده" (2844) ، وأبي عوانة (144) ، والبغوي في " شرح السنة" (4218) من طرق عن أبي مالك سعد بن طارق الأشجعي، به.
وأخرجه مسلم (144) ، وأبو عوانة (145) من طريق نعيم بن أبي هند، عن ربعي بن حِراش، به.
وأخرجه بنحوه مختصراً الحاكم 4/468 من طريق نُبيط بن شَرِيط، وابن أبي شيبة 15/88، وأبو نعيم في "الحلية" 1/272-273 من طريق أبي عمار الهمداني، كلاهما عن حذيفة، به موقوفاً.
وانظر ما سلف برقم (23412) .
(2) إسناده صحيح على خلاف في صحابيه في شطره الثاني وسلف الكلام عليه برقم (23254) ، وشطره الأول سلف برقم (23252) .
وأخرجه تاماً ومقطعاً أبو نعيم في "الحلية" 4/369 و371، والبيهقي في "الآداب" (108) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 12/135-136 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.(38/433)
23442 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ قَالَ: قُلْتُ: ـ يَعْنِي لِحُذَيْفَةَ ـ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ، تَسَحَّرْتَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: " نَعَمْ "، قُلْتُ: أَكَانَ الرَّجُلُ يُبْصِرُ مَوَاقِعَ نَبْلِهِ؟ قَالَ: " نَعَمْ، هُوَ النَّهَارُ إِلَّا أَنَّ الشَّمْسَ لَمْ تَطْلُعْ " (1)
23443 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي سِكَّةٍ مِنْ سِكَكِ الْمَدِينَةِ: " أَنَا مُحَمَّدٌ، وَأَنَا أَحْمَدُ، وَالْحَاشِرُ، وَالْمُقَفَّى، وَنَبِيُّ الرَّحْمَةِ " (2)
__________
(1) رجاله ثقات رجال الشيخين غير عاصم بن أبي النجود، فهو صدوق حسن الحديث، لكنه قد خولف فيه كما سلف بيانه عند الرواية رقم (23361) ، وغير شريك بن عبد الله -وهو النخعي- فهو سيئ الحفظ، لكنه قد توبع.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم بن بهدلة، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. روح: هو ابن عبادة، وعفان: هو ابن مسلم.
وأخرجه ابن عساكر في السيرة النبوية من "تاريخ دمشق" ص 20 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن حبان (6315) من طريق روح بن عبادة وحده، به.
وأخرجه الترمذي في "الشمائل" بإثر الحديث (360) ، والدولابي في "الكنى" 1/3، وابن عساكر ص 20 من طرق عن حماد بن سلمة، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" 11/457، وفي "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (8483) ، والبزار في "مسنده" (2912) من طريق إسرائيل بن يونس، عن عاصم، به. =(38/434)
23444 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ الْحَسَنِ، عَنْ جُنْدُبٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَنْبَغِي لِمُسْلِمٍ أَنْ يُذِلَّ نَفْسَهُ "، قِيلَ: وَكَيْفَ يُذِلُّ نَفْسَهُ؟ قَالَ: " يَتَعَرَّضُ مِنَ الْبَلَاءِ لِمَا لَا يُطِيقُ " (1)
__________
= وسيأتي برقم (23445) من طريق أبي بكر بن عياش، عن عاصم، عن أبي وائل شقيق بن سلمة، عن حذيفة.
وفي الباب عن جبير بن مطعم عند الشيخين، وسلف برقم (16734) .
وعن أبي موسى، سلف برقم (19525) .
(1) إسناده ضعيف من أجل علي بن زيد بن جدعان، وهو مع ضعفه قد خولف، فرواه غيره عن الحسن مرسلاً كما سيأتي، والحسن -وهو البصري- مدلس وقد عنعنه، وأشار أبو حاتم كما في "العلل" 2/306 إلى أن عمرو بن عاصم زاد في الإسناد جندباً، وأسنده عن أبي سلمة التبوذكي عن حماد بن سلمة ليس فيه جندب.
وأخرجه ابن ماجه (4016) ، والترمذي (2254) ، والبزار في "مسنده" (2790) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (866) و (867) ، والبيهقي في "الشعب" (10824) ، والبغوي (3601) من طريق عمرو بن عاصم، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن غريب.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 6/2307 من طريق محمد بن عبد السلام، عن هدبة، وابن عدي 6/2307، وأبو الشيخ في "الأمثال" (151) من طريق عمر ابن موسى الحادي، كلاهما عن حماد بن سلمة، به. وأشار الحافظ ابن عدي إلى أن محمد بن عبد السلام وعمر بن موسى قد سرقا هذا الحديث، وقال: إنما يُعرف هذا الحديث بعمرو بن عاصم.
وأخرجه مرسلاً أبو يعلى ضمن حديث (1411) من طريق المعلى بن زياد، والبيهقي في "الشعب" (10821) من طريق يونس، كلاهما عن الحسن، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.. فذكره. =(38/435)
23445 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: قَالَ حُذَيْفَةُ: بَيْنَمَا أَنَا أَمْشِي فِي طَرِيقِ الْمَدِينَةِ، قَالَ: إِذَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْشِي فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: " أَنَا مُحَمَّدٌ، وَأَحْمَدُ (1) ، وَنَبِيُّ الرَّحْمَةِ، وَنَبِيُّ التَّوْبَةِ، وَالْحَاشِرُ، وَالْمُقَفِّي، وَنَبِيُّ الْمَلَاحِمِ " (2)
__________
= وأخرجه كذلك عبد الرزاق (20721) من طريق معمر، عن الحسن وقتادة أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فذكره مرسلاً.
وأخرجه البزار (3323 - كشف الأستار) ، وعنه أبو الشيخ في "الأمثال" (152) ، وأخرجه الطبراني في "الكبير" (13507) وفي "الأوسط" (5353) ، وهو في "مجمع البحرين" (4403) ، من طريق زكريا بن يحيى الضرير، عن شبابة بن سوار، عن ورقاء بن عمر، عن عبد الكريم، عن مجاهد، عن ابن عمر مرفوعاً.
وجاء في المطبوع من "كشف الأستار": العلاء بن عبد الكريم وهو تحريف صوابه: ورقاء عن عبد الكريم، وتحرف عند الطبراني في "الكبير": عبد الكريم إلى: ابن أبي نجيح، والتصويب من "الأوسط" و"مجمع البحرين".
وزكريا بن يحيى الضرير ترجمه الخطيب في "تاريخ بغداد" 8/457، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً وذكر أنه روى عنه جمعٌ، وعبد الكريم في هذه الطبقة اثنان: ابن مالك الجزري وهو ثقة، وابن أبي المخارق وهو ضعيف، وكلاهما يروي عن مجاهد بن جَبْر، ولم يذكروا ورقاء بن عمر عن أيهما يروي، فالله أعلم، وبقية رجاله ثقات. وقال الحافظ العراقي في "تخريج أحاديث الإحياء"
1/152: إسناده جيد.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (7894) من طريق الجارود بن يزيد، عن إسرائيل بن يونس، عن أبي إسحاق السبيعي، عن عاصم بن ضمرة، عن علي مرفوعاً. وقال عقبه: تفرد به الجارود. قلنا: الجارود بن يزيد متروك متهم.
(1) في (م) : وأنا أحمد.
(2) صحيح لغيره، وهذا الإسناد قد اختلف فيه على أبي بكر بن عياش، فرواه =(38/436)
23446 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، حَدَّثَنِي الْمُغِيرَةُ بْنُ حَذْفٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشْرَكَ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ الْبَقَرَةَ عَنْ سَبْعَةٍ " (1)
__________
= بعضهم عنه، عن عاصم بن بهدلة، عن أبي وائل شقيق بن سلمة، عن حذيفة كما هنا، ورواه بعضهم عنه، عن عاصم، عن زر بن حبيش عن حذيفة، وهو الصواب، فقد رواه كذلك على الجادة عن عاصم: حماد بن سلمة وإسرائيل بن يونس كما سلف عند الرواية (23443) .
وأخرجه ابن عساكر في السيرة النبوية من "تاريخ دمشق" ص 21 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار في "مسنده" (2887) من طريق أسود بن عامر، به.
وأخرجه الترمذي في "الشمائل" (360) ، وابن الأعرابي في "المعجم" (303) ، والبغوي في "شرح السنة" (3631) ، وابن عساكر ص 21 من طريق محمد بن طريف، عن أبي بكر بن عياش، به.
وأخرجه الآجري في "الشريعة" ص 462 من طريق سليمان بن داود الشاذكوني وأحمد بن عمر الوكيعي -فرقهما- عن أبي بكر بن عياش، عن عاصم، عن زر ابن حبيش، عن حذيفة. فجعلاه على الجادة من طريق زر بن حبيش عن حذيفة بدل أبي وائل عن حذيفة، والمعول في ذلك على طريق الوكيعي فإسنادها إلى أبي بكر صحيح، وأما الشاذكوني فمتهم.
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد محتمل للتحسين، المغيرة بن حذف روى عنه جمع، وقال ابن معين: مشهور. وذكره ابن خلفون في "الثقات" وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. إسرائيل: هو ابن يونس السبيعي.
وأخرجه الطيالسي (431) عن إسرائيل، بهذا الإسناد. لكن قال فيه: عن حذيفة أو علي. قال يونس بن حبيب راوية الطيالسي: وغير أبي داود يقول: عن حذيفة بغير شك.
وسيأتي برقم (23453) . =(38/437)
23447 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ، أَنَّ جِبْرِيلَ لَقِيَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ حِجَارَةِ الْمِرَاءِ فَقَالَ: " يَا جِبْرِيلُ، إِنِّي أُرْسِلْتُ إِلَى أُمَّةٍ أُمِّيَّةٍ: إِلَى الشَّيْخِ وَالْعَجُوزِ، وَالْغُلَامِ وَالْجَارِيَةِ، وَالشَّيْخِ الَّذِي لَمْ يَقْرَأْ كِتَابًا قَطُّ، فَقَالَ: إِنَّ الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ " (1)
23448 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللهِ الْجَابِرُ، قَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ عِيسَى مَوْلًى لِحُذَيْفَةَ بِالْمَدَائِنِ عَلَى جَنَازَةٍ فَكَبَّرَ خَمْسًا، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيْنَا فَقَالَ: مَا وَهِمْتُ وَلَا نَسِيتُ، وَلَكِنْ كَبَّرْتُ كَمَا كَبَّرَ مَوْلَايَ وَوَلِيُّ نِعْمَتِي حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ، صَلَّى عَلَى جَنَازَةٍ وَكَبَّرَ خَمْسًا، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيْنَا فَقَالَ: " مَا نَسِيتُ وَلَا وَهِمْتُ، وَلَكِنْ كَبَّرْتُ كَمَا كَبَّرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى عَلَى جَنَازَةٍ فَكَبَّرَ خَمْسًا " (2)
__________
= وفي الباب عن جابر، سلف برقم (14127) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن على خلاف فيه على عاصم بن بهدلة كما بيناه عند الرواية (23326) .
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، يحيى بن عبد الله -وهو ابن الحارث الجابر التيمي- مختلف فيه، ولم يتابع على حديثه هذا، وعيسى مولى حذيفة -وهو البزاز- ضعفه الدارقطني، ولم يرو عنه غير يحيى بن عبد الله، وذكره ابن حبان في "ثقاته". عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد، وعبد العزيز بن مسلم: هو القسملي. =(38/438)
23449 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ الْيَشْكُرِيِّ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ شَرٌّ كَمَا كَانَ قَبْلَهُ شَرٌّ؟ قَالَ: " يَا حُذَيْفَةُ، اقْرَأْ كِتَابَ اللهِ وَاعْمَلْ بِمَا فِيهِ "، فَأَعْرَضَ عَنِّي، فَأَعَدْتُ عَلَيْهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وَعَلِمْتُ أَنَّهُ إِنْ كَانَ خَيْرًا اتَّبَعْتُهُ وَإِنْ كَانَ شَرًّا اجْتَنَبْتُهُ، فَقُلْتُ: هَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ قَالَ: " نَعَمْ، فِتْنَةٌ عَمْيَاءُ (1) صَمَّاءُ، وَدُعَاةُ ضَلَالَةٍ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ، مَنْ أَجَابَهُمْ قَذَفُوهُ فِيهَا " (2)
23450 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، عَنْ مَهْدِيٍّ، عَنْ وَاصِلٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ،
__________
= وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 11/142 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/494 من طريق عيسى بن إبراهيم، عن عبد العزيز بن مسلم، به.
وأخرجه الدارقطني 2/73 من طريق أبي غسان مالك بن إسماعيل، عن جعفر ابن زياد الأحمر، عن يحيى بن عبد الله بن الحارث التيمي، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/303 عن وكيع، عن جعفر بن زياد الأحمر، عن يحيى بن عبد الله بن الحارث التيمي، عن مولى لحذيفة، عن حذيفة، فذكره مقتصراً على فعل حذيفة.
ويشهد له حديث زيد بن أرقم السالف برقم (19272) . وإسناده صحيح.
(1) في (م) فقط: عمياء عمَّاء.
(2) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف من أجل علي بن زيد -وهو ابن جدعان- وقد توبع في الرواية السالفة برقم (23282) .(38/439)
عَنْ حُذَيْفَةَ، أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ رَجُلًا يَنُمُّ الْحَدِيثَ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ نَمَّامٌ " (1)
23451 - حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ عَاصِمًا، عَنْ زِرٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: " إِنَّ حَوْضَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَرَابُهُ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، وَأَبْرَدُ مِنَ الثَّلْجِ، وَأَطْيَبُ رِيحًا مِنَ الْمِسْكِ، وَإِنَّ آنِيَتَهُ عَدَدُ نُجُومِ السَّمَاءِ " (2)
23452 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، حَدَّثَنَا رِبْعِيُّ بْنُ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ أَنَّهُ أَتَاهُ بِالْمَدَائِنِ، فَقَالَ لَهُ حُذَيْفَةُ: مَا فَعَلَ قَوْمُكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: عَنْ أَيِّ بَالِهِمْ تَسْأَلُ؟ قَالَ: مَنْ خَرَجَ مِنْهُمْ إِلَى هَذَا الرَّجُلِ ـ يَعْنِي عُثْمَانَ ـ قَالَ: قُلْتُ: فُلَانٌ وَفُلَانٌ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، ومهدي: هو ابن ميمون الأزدي، وواصل: هو ابن حيان الأحدب الأسدي، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة.
وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" 2/548 من طريق عبد الصمد، بهذا الإسناد.
وانظر ما سلف برقم (23247) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم -وهو ابن بهدلة-، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، والحديث وإن كان هنا موقوفاً سلف مرفوعاً برقم (23317) .(38/440)
وَفُلَانٌ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ خَرَجَ مِنَ الْجَمَاعَةِ وَاسْتَذَلَّ الْإِمَارَةَ لَقِيَ اللهَ وَلَا وَجْهَ لَهُ عِنْدَهُ " (1)
23453 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا (2) إِسْرَائِيلُ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ، عَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ حَذْفٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: " شَرَّكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّتِهِ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ فِي الْبَقَرَةِ عَنْ سَبْعَةٍ " (3)
23454 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَبْدٍ السَّلُولِيِّ قَالَ: كُنَّا مَعَ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بِطَبَرِسْتَانَ وَمَعَهُ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: أَيُّكُمْ صَلَّى مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الْخَوْفِ؟ فَقَالَ حُذَيْفَةُ: " أَنَا، فَأْمُرْ أَصْحَابَكَ يَقُومُونَ طَائِفَتَيْنِ، طَائِفَةٌ خَلْفَكَ، وَطَائِفَةٌ بِإِزَاءِ الْعَدُوِّ، فَتُكَبِّرُ وَيُكَبِّرُونَ جَمِيعًا، ثُمَّ تَرْكَعُ فَيَرْكَعُونَ جَمِيعًا، ثُمَّ تَرْفَعُ فَيَرْفَعُونَ جَمِيعًا، ثُمَّ تَسْجُدُ وَيَسْجُدُ مَعَكَ الطَّائِفَةُ الَّتِي تَلِيكَ، وَالطَّائِفَةُ الَّتِي بِإِزَاءِ الْعَدُوِّ قِيَامٌ بِإِزَاءِ الْعَدُوِّ، فَإِذَا رَفَعْتَ رَأْسَكَ مِنَ السُّجُودِ سَجَدُوا (4) ، ثُمَّ يَتَأَخَّرُ
__________
(1) إسناده حسن، وهو مكرر (23284) .
وانظر (23283) .
(2) أقحم هنا في (م) و (ظ 5) و (ظ 2) : أبو، وجاء على الصواب في "أطراف المسند" 2/249 وفي الرواية السالفة برقم (23446) .
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد محتمل للتحسين كما سلف بيانه برقم (23446) .
(4) المثبت من (ظ 5) ، وفي (ظ 2) : يسجدوا، وفي (م) و (ق) : يسجدون.(38/441)
هَؤُلَاءِ وَيَتَقَدَّمُ الْآخَرُونَ، فَقَامُوا فِي مَصَافِّهِمْ، فَتَرْكَعُ فَيَرْكَعُونَ جَمِيعًا، ثُمَّ تَرْفَعُ فَيَرْفَعُونَ جَمِيعًا (1) ثُمَّ تَسْجُدُ فَتَسْجُدُ الطَّائِفَةُ الَّتِي تَلِيكَ، وَالطَّائِفَةُ الْأُخْرَى قَائِمَةٌ بِإِزَاءِ الْعَدُوِّ، فَإِذَا رَفَعْتَ رَأْسَكَ مِنَ السُّجُودِ سَجَدُوا، ثُمَّ سَلَّمْتَ وَسَلَّمَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، وَتَأْمُرُ أَصْحَابَكَ إِنْ هَاجَهُمْ هَيْجٌ مِنَ الْعَدُوِّ، فَقَدْ حَلَّ لَهُمُ الْقِتَالُ وَالْكَلَامُ " (2)
23455 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ سُلَيْمٍ الْعَبْسِيُّ، عَنْ بِلَالٍ الْعَبْسِيِّ،
__________
(1) قوله: "ثم ترفع فيرفعون جميعاً" أثبتناه من (ظ 5) ، وسقط من (م) وبقية الأصول.
(2) إسناده ضعيف، سليم بن عبد السلولي تفرد بالرواية عنه أبو إسحاق السبيعي، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان والعجلي، وسلف الحديث من طريق أخرى صحيحة عن حذيفة بغير هذا السياق برقم (23268) . إسرائيل: هو ابن يونس السبيعي، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي.
وأخرجه ابن خزيمة (1365) ، والبيهقي 3/252 من طريق عبد الله بن رجاء، عن إسرائيل، بهذا الإسناد.
وأخرجه مختصراً جداً الطيالسي (428) ، وابن أبي شيبة 2/465، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/311 من طريق شريك بن عبد الله، وابن أبي شيبة 2/465 من طريق سفيان الثوري، كلاهما عن أبي إسحاق، عن سليم، عن حذيفة موقوفاً.
وانظر (23433) .
تنبيه: هذه الصورة لصلاة الخوف قد جاء نحوها من حديث جابر عند مسلم (840) وسلف في مسنده برقم (14436) .(38/442)
عَنْ حُذَيْفَةَ، أَنَّهُ كَانَ إِذَا مَاتَ لَهُ مَيِّتٌ قَالَ: لَا تُؤْذِنُوا بِهِ أَحَدًا، إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَكُونَ نَعْيًا، " إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْهَى عَنِ النَّعْيِ " (1)
23456 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عُمَرَ مَوْلَى غُفْرَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ مَجُوسًا، وَمَجُوسُ هَذِهِ الْأُمَّةِ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا قَدَرَ، فَمَنْ مَرِضَ مِنْهُمْ فَلَا تَعُودُوهُ، وَمَنْ مَاتَ مِنْهُمْ فَلَا تَشْهَدُوهُ، وَهُمْ شِيعَةُ الدَّجَّالِ، حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يُلْحِقَهُمْ بِهِ " (2)
__________
(1) إسناده ضعيف لانقطاعه، بلال العبسي لم يسمع من حذيفة.
وأخرجه المزي في ترجمة حبيب بن سليم العبسي من "تهذيب الكمال" 5/376-377 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (1476) ، والترمذي (986) ، والبيهقي 4/74 من طرق عن حبيب بن سليم، به. وقال الترمذي: حديث حسن. وحسَّنه كذلك الحافظ في "الفتح" 3/117!
وانظر (23270) .
(2) إسناده ضعيف، عمر مولى غفرة -وهو ابن عبد الله المدني- ضعيف وقد اضطرب في إسناده، وفيه رجل مبهم. أبو نعيم: هو الفضل بن دكين، وسفيان: هو الثوري، وعمر بن محمد: هو ابن زيد العمري المدني.
وأخرجه أبو داود (4692) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (329) ، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (1155) من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وسقط من سند مطبوع "السنة": عمر بن محمد. =(38/443)
23457 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جِنَازَةٍ، فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَى الْقَبْرِ قَعَدَ عَلَى شَفَتِهِ، فَجَعَلَ يُرَدِّدُ (1) بَصَرَهُ فِيهِ ثُمَّ قَالَ: " يُضْغَطُ الْمُؤْمِنُ فِيهِ ضَغْطَةً تَزُولُ مِنْهَا حَمَائِلُهُ، وَيُمْلَأُ عَلَى الْكَافِرِ نَارًا "، ثُمَّ قَالَ: " أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِشَرِّ عِبَادِ اللهِ؟ الْفَظُّ الْمُسْتَكْبِرُ، أَلَا
__________
= وأخرجه عبد الله بن أحمد في "السنة" (959) عن أبيه، عن مؤمل بن إسماعيل، عن عمر بن محمد، به.
وأخرجه الطيالسي (434) عن أبي عتبة، عن عمر مولى غفرة، به.
وأخرجه البزار في "مسنده" (2937) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (238) من طريق أبي معشر، عن عمر مولى غفرة، عن عطاء بن يسار، عن حذيفة. وقال البزار عقبه: وهذا الكلام قد روي عن حذيفة من غير هذا الوجه، ولا نعلم أحداً وصله وسمَّى الرجل الذي بين عمر بن عبد الله مولى غفرة وبين حذيفة إلا أبو معشر، وإنما يرويه غير أبي معشر عن عمر، عن رجل، عن حذيفة.
قلنا: وأبو معشر -وهو نجيح بن عبد الرحمن السندي- ضعيف.
وسلف برقم (5584) عن أنس بن عياض، عن عمر بن عبد الله مولى غفرة عن عبد الله بن عمر. وانظر الكلام عليه هناك.
قال السندي: قوله: "ومجوس هذه الأمة الذين يقولون: لا قدر" أي هم كالمجوس، ووجهه أنهم يقولون بتعدد الخالق وكذلك من ينفي القدر، ويقولون: العبد خالق لأفعاله.
(1) المثبت من هامش (ظ 5) و"أطراف المسند" 2/256 و"جامع المسانيد"، وفي (م) وبقية النسخ: يرد.(38/444)
أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ عِبَادِ اللهِ؟ الضَّعِيفُ الْمُسْتَضْعَفُ ذُو الطِّمْرَيْنِ، لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لَأَبَرَّ اللهُ قَسَمَهُ " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف لضعف محمد بن جابر -وهو ابن سيار الحنفي- ولانقطاعه، فإن أبا البختري -وهو سعيد بن فيروز- لم يدرك حذيفة.
وأخرج شطره الأول ابن الجوزي في "الموضوعات" 3/231 من طريق عبد الله ابن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وقال: هذا حديث لا يصح، قال يحيى: محمد بن جابر ليس بشيء، وقال أحمد: لا يُحدَّث عنه إلا من هو شر منه.
وأخرج البيهقي الشطر نفسه في "إثبات عذاب القبر" (115) من طريق موسى ابن داود، به.
وأخرجه كذلك تمامٌ في "فوائده" (518) من طريق لُوين محمد بن سليمان الأسدي، عن محمد بن جابر، به.
قال الحافظ في "القول المسدد" ص 35: وأبو البختري اسمه سعيد بن فيروز لم يدرك حذيفة، ولكن مجرد هذا لا يدل على أن المتن موضوع، فإن له شواهد كثيرة لا يتسع الحال لاستيعابها.
وفي باب ضمة القبر انظر حديث جابر السالف برقم (14873) .
وحديث عائشة الآتي برقم (24283) وانظر تتمة الشواهد عندهما.
ولشطره الثاني انظر حديث حارثة بن وهب السالف برقم (18728) وذكرنا شواهده عند حديث ابن عمرو السالف برقم (6580) .
قال السندي: قوله: "يضغط المؤمن" على بناء المفعول، أي: يضغط فيه المؤمن، مِن ضغطه: إذا عصره وضيق عليه.
"حمائله": عروقه، ويحتمل أن المراد موضع حمائل السيف، أي: عواتقه وصدره وأضلاعه.
"ذو الطمرين" الطِّمر بكسر فسكون: الثوب الخلق، إشارة إلى فقره.(38/445)
23458 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ حُصَيْنٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ يُحَدِّثُ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَامَ إِلَى التَّهَجُّدِ يَشُوصُ فَاهُ بِالسِّوَاكِ " (1)
23459 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ قَالَ: " اللهُمَّ بِاسْمِكَ (2) أَمُوتُ وَأَحْيَا "، وَإِذَا اسْتَيْقَظَ قَالَ: " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَحْيَانَا بَعْدَمَا أَمَاتَنَا وَإِلَيْهِ النُّشُورُ " (3)
23460 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ: وَأَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ: كَانَ أَبُو إِدْرِيسَ عَائِذُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْخَوْلَانِيُّ يَقُولُ: سَمِعْتُ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ يَقُولُ: وَاللهِ إِنِّي لَأَعْلَمُ النَّاسِ (4)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حصين: هو ابن عبد الرحمن.
السلمي، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي.
وأخرجه الطيالسي (409) ، والدارمي (685) ، والنسائي 3/212، وابن خزيمة (136) ، وأبو عوانة (484) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وانظر (23242) .
(2) في (م) وحدها: باسمك اللهم، والمثبت من الأصول الخطية.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري.
وأخرجه الترمذي في "الشمائل" (253) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد.
وانظر (23271) .
(4) في (م) : لأعلم بكل فتنة وهي كائنة.(38/446)
بِكُلِّ فِتْنَةٍ هِيَ كَائِنَةٌ فِيمَا بَيْنَي وَبَيْنَ السَّاعَةِ، وَمَا بِي أَنْ يَكُونَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسَرَّ إِلَيَّ فِي ذَلِكَ شَيْئًا لَمْ يُحَدِّثْ غَيْرِي بِهِ، وَلَكِنِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ وَهُوَ يُحَدِّثُ مَجْلِسًا أَنَا فِيهِمْ عَنِ الْفِتَنِ، قَالَ وَهُوَ يَعُدُّهَا: " مِنْهُنَّ ثَلَاثٌ لَا يَكَدْنَ يَذَرْنَ شَيْئًا، وَمِنْهُنَّ فِتَنٌ كَرِيَاحِ الصَّيْفِ، مِنْهَا صِغَارٌ وَمِنْهَا كِبَارٌ "، قَالَ حُذَيْفَةُ: فَذَهَبَ أُولَئِكَ الرَّهْطُ كُلُّهُمْ غَيْرِي (1)
23461 - حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنِي مَنْصُورٌ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ يَشُوصُ فَاهُ بِالسِّوَاكِ " (2)
23462 - حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ سَلَّامٍ، حَدَّثَنَا الْأَجْلَحُ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ قَالَ: سَمِعْتُ حُذَيْفَةَ يَقُولُ: ضَرَبَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْثَالًا وَاحِدًا (3) وَثَلَاثَةً، وَخَمْسَةً وَسَبْعَةً، وَتِسْعَةً وَأَحَدَ عَشَرَ، قَالَ: فَضَرَبَ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو اليمان: هو الحكم بن نافع الحمصي، وشعيب: هو ابن أبي حمزة الحمصي.
وانظر (23291) .
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبيدة بن حميد -وهو ابن صهيب الكوفي- فمن رجال البخاري. منصور: هو ابن المعتمر، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي.
وانظر (23242) .
(3) في (م) والأصول الخطية: واحد، والمثبت من "أطراف المسند" 2/250، و"جامع المسانيد".(38/447)
لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهَا مَثَلًا وَتَرَكَ سَائِرَهَا، قَالَ: " إِنَّ قَوْمًا كَانُوا أَهْلَ ضَعْفٍ وَمَسْكَنَةٍ قَاتَلَهُمْ أَهْلُ تَجَبُّرٍ وَعِدَاءٍ (1) ، فَأَظْهَرَ اللهُ أَهْلَ الضَّعْفِ عَلَيْهِمْ، فَعَمَدُوا إِلَى عَدُوِّهِمْ فَاسْتَعْمَلُوهُمْ وَسَلَّطُوهُمْ، فَأَسْخَطُوا اللهَ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ " (2)
23463 - حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ سَلَّامٍ، حَدَّثَنَا الْأَجْلَحُ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ وَإِلَى أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ أَحَدُهُمَا لِلْآخَرِ: حَدِّثْ مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: لَا، بَلْ حَدِّثْ أَنْتَ، فَحَدَّثَ أَحَدُهُمَا (3) وَصَدَّقَهُ الْآخَرُ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " يُؤْتَى بِرَجُلٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُ
__________
(1) في (م) و (ظ 2) و (ق) : وعدد، وكذا في (ظ 5) لكن كتب فوقها: عداء، ومثله في "مجمع الزوائد" 5/232، وهي كذلك عند ابن أبي شيبة.
(2) إسناده ضعيف، مصعب بن سلام ضعيف يعتبر به، وقد توبع، والأجلح -وهو ابن عبد الله الكِندي- ضعيف، وقيس بن أبي مسلم في عداد المجهولين لم يرو عنه غير الأجلح بن عبد الله وموسى بن قيس الحضرمي، ومع ذلك قد ذكره ابن حبان في "الثقات".
وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" 15/39، وفي "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" للبوصيري (578) عن حماد بن أُسامة، عن الأجلح، بهذا الإسناد.
قوله: "فاستعملوهم" قال السندي: أي: اتخذوهم عبيداً.
"وسلطوهم" أي: على أعدائهم، وهذا مثلٌ لقوم ضعاف أنعم الله عليهم، فاتخذوا نعمة الله سُلَّماً إلى معاصيهِ والتجبُّرِ والتكبُّرِِ.
(3) زاد هنا في (م) و (ظ 2) : صاحبه.(38/448)
اللهُ: انْظُرُوا فِي عَمَلِهِ، فَيَقُولُ: رَبِّ، مَا كُنْتُ أَعْمَلُ خَيْرًا غَيْرَ أَنَّهُ كَانَ لِي مَالٌ، وَكُنْتُ أُخَالِطُ النَّاسَ، فَمَنْ كَانَ مُوسِرًا يَسَّرْتُ عَلَيْهِ، وَمَنْ كَانَ مُعْسِرًا أَنْظَرْتُهُ إِلَى مَيْسَرَةٍ، قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَنَا أَحَقُّ مَنْ يُيَسِّرُ (1) ، فَغَفَرَ لَهُ "، فَقَالَ: صَدَقْتَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ هَذَا
ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " يُؤْتَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِرَجُلٍ قَدْ قَالَ لِأَهْلِهِ: إِذَا أَنَا مُتُّ فَأَحْرِقُونِي ثُمَّ اطْحَنُونِي، ثُمَّ اسْتَقْبِلُوا بِي رِيحًا عَاصِفًا فَاذْرُونِي، فَيَجْمَعُهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُ لَهُ: لِمَ فَعَلْتَ؟ قَالَ: مِنْ خَشْيَتِكَ، قَالَ: فَيَغْفِرُ لَهُ "، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُهُ (2)
__________
(1) في (م) و (ق) : يسَّر.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات، مصعب بن سلاّم، والأجلح -وهو ابن عبد الله الكِندي- يعتبر بهما، وقد توبعا، وباقي رجال الإسناد ثقات من رجال الصحيح.
وأخرج الحديث الأول البزار في "مسنده" (2850) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (645) من طرق عن الأجلح، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1560) (27) ، والبزار (2853) من طريقين عن نعيم بن أبي هند، به.
وأخرجه الطحاوي في "شرح المشكل" (5532) من طريق أبي بكر بن عياش، عن الأجلح، عن ربعي، به. لم يذكر في إسناده نعيماً.
وانظر (23353) .
وأخرج الحديث الثاني البزار (2851) و (2852) ، والطحاوي في "شرح =(38/449)
23464 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: كُنْتُ مَعَ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ بِالْمَدَائِنِ، فَاسْتَسْقَى فَأَتَاهُ دِهْقَانٌ بِإِنَاءٍ فَرَمَاهُ بِهِ مَا يَأْلُو أَنْ يُصِيبَ بِهِ وَجْهَهُ، ثُمَّ قَالَ: لَوْلَا أَنِّي تَقَدَّمْتُ إِلَيْهِ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ، لَمْ أَفْعَلْ بِهِ هَذَا، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَانَا أَنْ نَشْرَبَ (1) فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَأَنْ نَلْبَسَ الْحَرِيرَ وَالدِّيبَاجَ، قَالَ: " هُوَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا، وَلَكُمْ (2) فِي الْآخِرَةِ " (3)
آخرُ حديث حُذيفة
__________
= المشكل" (5533) ، والطبراني 17/ (645) من طرق عن الأجلح، بهذا الإسناد.
وانظر (23253) .
(1) في (ظ 2) و (ق) : نهى أن يُشرب.
(2) في (م) : لنا.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن عاصم ويزيد بن أبي زياد الهاشمي، وقد توبعا.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/210، ومسلم (2067) ، والبزار في "مسنده" (2952) ، والنسائي 8/198-199، وابن الجارود (865) ، وأبو عوانة (8485) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/246، وابن حبان (5339) من طرق عن يزيد بن أبي زياد، بهذا الإسناد.
وانظر (23269) .(38/450)
حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
23465 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبِي سَمِعْتُهُ وَحْدِي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جِنَازَةِ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ وَأَنَا غُلَامٌ مَعَ أَبِي، فَجَلَسَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى حُفَيْرَةِ الْقَبْرِ، فَجَعَلَ يُوصِي الْحَافِرَ وَيَقُولُ: " أَوْسِعْ مِنْ قِبَلِ الرَّأْسِ، وَأَوْسِعْ مِنْ قِبَلِ الرِّجْلَيْنِ، لَرُبَّ (1) عَذْقٍ لَهُ فِي الْجَنَّةِ " (2)
__________
(1) في (ظ 5) ونسخة على هامش (ظ 2) : رُبَّ.
(2) إسناده قوي.
وقد سلف برقم (22509) من طريق زائدة بن قدامة، عن عاصم بن كليب بأطول مما هنا.(38/451)
حَدِيثُ رَجُلٍ
23466 - حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّالَانِيُّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ الْأَوْدِيِّ (1) ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا اجْتَمَعَ الدَّاعِيَانِ فَأَجِبْ أَقْرَبَهُمَا بَابًا، فَإِنَّ أَقْرَبَهُمَا بَابًا أَقْرَبُهُمَا جِوَارًا، فَإِذَا سَبَقَ أَحَدُهُمَا فَأَجِبِ الَّذِي سَبَقَ " (2)
__________
(1) تحرف في (م) و (ظ 2) إلى: الأزدي.
(2) إسناده حسن، يزيد بن عبد الرحمن الدالاني -وهو أبو خالد- صدوق حسن الحديث، وباقي رجال الإسناد ثقات. أبو العلاء الأودي: هو داود بن عبد الله، وحميد بن عبد الرحمن: هو الأودي.
وأخرجه أبو داود (3756) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2798) ، والبيهقي 7/275 من طريق عبد السلام بن حرب، بهذا الإسناد.
وله شاهد من حديث عائشة، لكن قد اضطرب فيه: فقد أخرجه الطحاوي (2799) من طريق جعفر بن سليمان، عن أبي عمران الجوني، عن يزيد بن بابنوس، عن عائشة، وقال: مثله. أي: مثل حديث حميد ابن عبد الرحمن عن الرجل الصحابي، ولم يسق لفظه.
ومن طريق جعفر بن سليمان هذه أخرج الحاكم 4/167 حديث عائشة رضي الله عنها قالت: قلت: يا رسول الله، إن لي جارين بأيهما أبدأ؟ قال: "بأقربهما منكِ باباً".
قال الحاكم عَقِبَه: هكذا يرويه جعفر بن سليمان، عن أبي عمران الجَوْني، والصحيح رواية شعبة عن أبي عمران الجوني، عن طلحة بن عبد الله رجل من بني تيم الله، عن عائشة رضي الله عنها، فذكره، وقال فيه: فإلى أيِّهما أُهدي.
قلنا: وحديث طلحة بن عبد الله عن عائشة أخرجه البخاري (2259) ، وسيرد برقم (25423) .(38/452)
حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
23467 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رُئِيَ بِالْعَرْجِ وَهُوَ يَصُبُّ عَلَى رَأْسِهِ مَاءً وَهُوَ صَائِمٌ مِنَ الْحَرِّ أَوْ مِنَ الْعَطَشِ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح. وهو مكرر (23223) .(38/453)
حَدِيثُ رَجُلٍ
23468 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَخْبِرْنِي بِكَلِمَاتٍ أَعِيشُ بِهِنَّ وَلَا تُكْثِرْ عَلَيَّ فَأَنْسَى؟ قَالَ: " اجْتَنِبِ الْغَضَبَ "، ثُمَّ أَعَادَ عَلَيْهِ فَقَالَ: " اجْتَنِبِ الْغَضَبَ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح. سفيان: هو ابن عيينة، والزهري: هو محمد بن مسلم بن شهاب.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" 8/535 عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (23171) من طريق معمر عن الزهري بنحوه.(38/454)
حَدِيثُ الْحَكَمِ بْنِ سُفْيَانَ أَوْ سُفْيَانَ بْنِ الْحَكَمِ
23469 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، وَزَائِدَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ الْحَكَمِ بْنِ سُفْيَانَ أَوْ سُفْيَانَ بْنِ الْحَكَم، قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فِي حَدِيثِهِ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَالَ وَتَوَضَّأَ، وَنَضَحَ فَرْجَهُ بِالْمَاءِ " وَقَالَ يَحْيَى فِي حَدِيثِهِ: " إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَالَ وَنَضَحَ فَرْجَهُ " (1)
23470 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ ثَقِيفَ وَهُوَ الْحَكَمُ بْنُ سُفْيَانَ أَوْ سُفْيَانُ بْنُ الْحَكَمِ، قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَالَ ثُمَّ نَضَحَ فَرْجَهُ "، (2)
23471 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، قَالَ: سَأَلْتُ أَهْلَ الْحَكَمِ بْنِ سُفْيَانَ فَذَكَرُوا أَنَّهُ لَمْ يُدْرِكِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: وَرَوَاهُ شُعْبَةُ، وَوُهَيْبٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ غَيْرُهُمَا: عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ سُفْيَانَ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَذَكَرَهُ (3)
__________
(1) ضعيف لاضطرابه. وهو مكرر (17620) .
وقد سلف تخريجه مفصلاً برقم (15384) .
(2) ضعيف لاضطرابه كسابقه.
(3) وهو مكرر ما سلف برقم (17621) .(38/455)
23472 - وَقَالَ عَبْدُ اللهِ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّ يَدِهِ: حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ الْحَكَمِ بْنِ سُفْيَانَ أَوْ سُفْيَانَ بْنِ الْحَكَمِ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَالَ ثُمَّ نَضَحَ فَرْجَهُ " (1)
23473 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ ثَقِيفَ وَهُوَ الْحَكَمُ بْنُ سُفْيَانَ أَوْ سُفْيَانُ بْنُ الْحَكَمِ قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَالَ ثُمَّ نَضَحَ فَرْجَهُ " (2)
__________
(1) ضعيف لاضطرابه. وهو مكرر (15386) .
(2) ضعيف. وهو مكرر (17620) .(38/456)
حَدِيثُ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ
23474 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَيَحْيَى بْنُ جَعْدَةَ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ مِنْ أَصْحَابِ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ذَكَرُوا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَوْلَاةً لِبَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَقَالَ: إِنَّهَا تَقُومُ اللَّيْلَ وَتَصُومُ النَّهَارَ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَكِنِّي أَنَا أَنَامُ وَأُصَلِّي، وَأَصُومُ وَأُفْطِرُ، فَمَنْ اقْتَدَى بِي فَهُوَ مِنِّي، وَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي، إِنَّ لِكُلِّ عَمَلٍ شِرَّةً ثُمَّ فَتْرَةً، فَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى بِدْعَةٍ فَقَدْ ضَلَّ، وَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى سُنَّةٍ فَقَدْ اهْتَدَى " (1)
__________
(1) إسناده صحيح. يحيى بن سعيد: هو القطّان، وجرير: هو ابن عبد الحميد، ومنصور: هو ابن المعتمر.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1239) من طريق علي بن معبد، عن جرير بن عبد الحميد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي أيضاً (1240) من طريق عبيد بن حميد النحوي، عن منصور، به.
وأخرجه الطحاوي (1238) ، والطبراني في "الكبير" (2186) من طريق يحيى ابن سعيد، عن سفيان، عن منصور، عن مجاهد، عن جعدة بن هبيرة قال: ذكر للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مولاة لبني عبد المطلب، فذكره. وجاء عند الطبراني: مولى لبني عبد المطلب. وهو مرسل، جعدة بن هبيرة مختلف في صحبته.
وأخرجه مختصراً البزار (724 - كشف الأستار) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1241) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1027) من طريق مسلم بن =(38/457)
23475 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَلَمَةَ الْخُزَاعِيِّ، عَنْ عَمِّهِ قَالَ: غَدَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَبِيحَةَ عَاشُورَاءَ وَقَدْ تَغَدَّيْنَا فَقَالَ: " أَصُمْتُمْ هَذَا الْيَوْمَ؟ "، قَالَ: قُلْنَا: قَدْ تَغَدَّيْنَا، قَالَ: " فَأَتِمُّوا بَقِيَّةَ يَوْمِكُمْ " (1)
__________
= كيسان الاعور، عن مجاهد، عن ابن عباس. وجاء عند البزار والقضاعي بلفظ: كانت مولاة للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تصوم النهار وتقوم الليل ... ومسلم الأعور متفق على ضعفه.
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، وقد سلف من طريق حصين، عن مجاهد، عنه برقم (6477) . وانظر شرحه هناك.
وقوله: "إن لكل عمل شرة ... " له شاهد من حديث أبي هريرة عند الترمذي (2453) ، وابن حبان (349) .
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عبد الرحمن بن سلمة الخزاعي. روح: هو ابن عبادة.
وأخرجه الطحاوي في "شرح المشكل" (2272) عن علي بن شيبة، عن روح ابن عبادة، عن شعبة، عن قتادة، به. كذا وقع فيه "شعبة" بدل "سعيد"، ويغلب على الظن أنه تحريف.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (2851) من طريق بشر بن المفضل، و (2852) من طريق محمد بن بكر البُرساني، كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة، به.
وأخرجه أبو داود (2447) ، والبيهقي 4/221 من طريق يزيد بن زريع، عن سعيد -وعند البيهقي: شعبة- عن قتادة، به. ويغلب على الظن أن "سعيد" عند أبي داود محرَّفة عن "شعبة"، فإن روايته عنده برواية شعبة أشبه، والله تعالى أعلم.
وأخرجه النسائي (2850) من طريق محمد بن جعفر، والطحاوي (2273) من طريق عبد الرحمن بن زياد الرصاصي، كلاهما عن شعبة، عن قتادة، به. =(38/458)
23476 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ حَسْنَاءَ بِنْتِ مُعَاوِيَةَ مِنْ بَنِي صُرَيْمٍ قَالَتْ: حَدَّثَنَا عَمِّي، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَنْ فِي الْجَنَّةِ؟ قَالَ: " النَّبِيُّ فِي الْجَنَّةِ، وَالشَّهِيدُ فِي الْجَنَّةِ، وَالْمَوْلُودُ وَالْوَلِيدَةُ (1) " (2)
__________
= وسلف من طريق شعبة برقم (20329) و (23117) .
(1) هكذا في نسخنا الخطية، وفي نسخة السندي: "والوئيد" وهو الموافق للرواية السالفة برقم (20583) .
(2) إسناده ضعيف لجهالة حسناء بنت معاوية. روح: هو ابن عبادة، وعوف: هو ابن أبي جميلة الأعرابي.
وسلف برقم (20583) عن محمد بن جعفر، عن عوف.(38/459)
حَدِيثُ ذِي مِخْمَرٍ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
23477 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ ذِي مِخْمَرٍ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " سَيُصَالِحُكُمُ الرُّومُ صُلْحًا آمِنًا، ثُمَّ تَغْزُونَ وَهُمْ عَدُوًّا (1) فَتُنْصَرُونَ، وَتَسْلَمُونَ وَتَغْنَمُونَ، ثُمَّ تَنْصَرِفُونَ حَتَّى تَنْزِلُوا بِمَرْجٍ ذِي تُلُولٍ، فَيَرْفَعُ رَجُلٌ مِنَ النَّصْرَانِيَّةِ صَلِيبًا فَيَقُولُ: غَلَبَ الصَّلِيبُ، فَيَغْضَبُ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَيَقُومُ إِلَيْهِ فَيَدُقُّهُ فَعِنْدَ ذَلِكَ يَغْدُرُ الرُّومُ، وَيَجْتَمِعُونَ لِلْمَلْحَمَةِ "، وَقَالَ رَوْحٌ مَرَّةً: " وَتَسْلَمُونَ وَتَغْنَمُونَ، وَتُقِيمُونَ ثُمَّ تَنْصَرِفُونَ (2)
23478 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا مُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنِي الشَّعْبِيُّ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ قُلْتُ: الْجَزُورُ وَالْبَقَرَةُ تُجْزِئُ عَنْ سَبْعَةٍ؟ قَالَ: يَا شَعْبِيُّ وَلَهَا سَبْعَةُ أَنْفُسٍ؟ قَالَ: قُلْتُ: إِنَّ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ يَزْعُمُونَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَنَّ الْجَزُورَ وَالْبَقَرَةَ عَنْ سَبْعَةٍ "، قَالَ: فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ لِرَجُلٍ: أَكَذَاكَ يَا فُلَانُ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: مَا
__________
(1) تحرف في (م) إلى: ثم تغزوهم غزواً.
(2) إسناده صحيح. وهو مكرر (16825) و (23157) سنداً ومتناً.(38/460)
شَعَرْتَ بِهَذَا (1)
__________
(1) إسناده ضعيف لضعف مجالد بن سعيد، لكن سلف بهذا الإسناد برقم (14593) ، إلا أن الشعبي قال فيه: حدثني جابر بن عبد الله: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سنَّ الجزورَ والبقرة عن سبعةٍ. وهو عن جابرٍ صحيح، روي عنه من غير هذا الطريق.(38/461)
حَدِيثُ أُخْتِ مَسْعُودِ ابْنِ الْعَجْمَاءِ عَنْ أَبِيهَا
23479 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ يَعْنِي ابْنَ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ رُكَانَةَ، أَنَّ خَالَتَهُ أُخْتَ مَسْعُودِ ابْنِ الْعَجْمَاءِ حَدَّثَتْهُ، أَنَّ أَبَاهَا، قَالَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَخْزُومِيَّةِ الَّتِي سَرَقَتْ قَطِيفَةً نَفْدِيهَا ـ يَعْنِي بِأَرْبَعِينَ أُوقِيَّةً ـ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَأَنْ تُطَهَّرَ خَيْرٌ لَهَا "، فَأَمَرَ بِهَا فَقُطِعَتْ يَدُهَا وَهِيَ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْأَسَدِ (1)
__________
(1) إسناده ضعيف، ابن إسحاق مدلِّس وقد عنعن، وقول الحافظ في "الفتح": إن في رواية الحاكم تصريحاً بالتحديث، وهم منه رحمه الله، ثم إن جَعْلَ هذا الحديث عن مسعود ابن العجماء -وهو مسعود بن الأسود، والعجماء أمُّه- خطأ، فإن مسعوداً قد استُشهد في مؤتة كما ذكر ابن إسحاق نفسه في مغازيه، وقصة المخزومية إنما كانت في فتح مكة، ولم يتنبه الحافظ ابن حجر إلى
هذا فحسَّن إسناده في "الإصابة" 6/94 وفي "الفتح" 12/89. يونس: هو ابن محمد المؤدِّب، وليث: هو ابن سعد.
وسيأتي مكرراً برقم (26792) .
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (791) من طريق كامل بن طلحة الجحدري، عن ليث بن سعد، بهذا الإسناد -وفيه "أن خالته بنت مسعود ابن العجماء حدثته" وليست أخت مسعود، وهو الصواب، وكذلك وقع في "كتاب السرقة" لأبي الشيخ -كما في "الفتح" 12/89- من طريق يزيد بن أبي حبيب.
وأخرجه ابن أبي شيبة 9/466-467، وابن ماجه (2548) ، والطبراني في =(38/462)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= "الكبير" 20/ (792) و (793) ، والحاكم 4/379-380، والبيهقي في "السنن" 8/281، وفي "معرفة السنن والآثار" (17261) من طريقين عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة، عن أمه عائشة بنت مسعود بن الأسود، عن أبيها مسعود -وذكر فيه قصة شفاعة- أسامة بن زيد لها عند النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وردِّ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لهذه الشفاعة من أجل أنها في حدٍّ من حدود الله.
وسيكرر سنداً ومتناً برقم (26792) ، إلا أنه نسبها هناك إلى بني عبد الأشهل أو بني عبد الأسد، على الشك.
وقصة المرأة المخزومية قد رواها غير واحد من الصحابة، انظر حديث عبد الله ابن عمرو السالف برقم (6657) ، وأصحها وأتمها حديث عائشة برواياته.
وفي باب أن العقوبة في الدنيا تطهر من الذنوب، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وسلف برقم (775) ، وذكرنا أحاديث الباب هناك.(38/463)
حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ بَنِي غِفَارٍ
23480 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَمْرٍو الْمَعَافِرِيُّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي غِفَارٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ لَمْ يَحْلِقْ عَانَتَهُ، وَيُقَلِّمْ أَظْفَارَهُ، وَيَجُزَّ شَارِبَهُ فَلَيْسَ مِنَّا " (1)
__________
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف من أجل عبد الله بن لَهيعة. حسن: هو ابن موسى الأشيب.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/167، وقال: رواه أحمد، وفيه ابن لهيعة، وحديثه حسن، وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات.
وقوله: "من لم يجزَّ شاربه فليس منَّا" له شاهد من حديث زيد بن أرقم، سلف برقم (19263) ، وإسناده صحيح.
وسلف من حديث ابن عمر برقم (5988) مرفوعاً: "من الفِطرةَ حَلْق العانة، وتقليم الأظفار، وقصُّ الشارب"، وهو في "الصحيح"، وانظر أحاديث الباب عنده.(38/464)
حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
23481 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ الْعَدَنِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَعَلَّكُمْ تَقْرَءُونَ وَالْإِمَامُ يَقْرَأُ "، قَالَهَا ثَلَاثًا، قَالُوا: إِنَّا لَنَفْعَلُ ذَاكَ، قَالَ: " فَلَا تَفْعَلُوا إِلَّا أَنْ يَقْرَأَ أَحَدُكُمْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح. سفيان: هو الثوري، وخالد الحذاء: هو ابن مهران، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجَرْمي.
وسلف برقم (18070) عن عبد الرزاق عن سفيان الثوري.(38/465)
حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
23482 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: حَدَّثَنَا مَنْ كَانَ يُقْرِئُنَا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُمْ كَانُوا " يَقْتَرِئُونَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشْرَ آيَاتٍ "، فَلَا يَأْخُذُونَ فِي الْعَشْرِ الْأُخْرَى حَتَّى يَعْلَمُوا مَا فِي هَذِهِ مِنَ الْعِلْمِ وَالْعَمَلِ، قَالُوا: فَعَلِمْنَا الْعِلْمَ وَالْعَمَلَ (1)
__________
(1) إسناده حسن من أجل عطاء: وهو ابن السائب. أبو عبد الرحمن: هو السُّلَمي، واسمه عبد الله بن حبيب، من كبار التابعين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/460-461 عن محمد بن فضيل، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد 6/172 من طريق حماد بن زيد، والطبري في "تفسيره" 1/36 من طريق جرير بن عبد الحميد، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1451) من طريق سفيان، و (1452) من طريق همام بن يحيى، أربعتهم عن عطاء بن السائب، به.
وأورده الدارقطني في "العلل" 3/60 من طريق صالح بن عبد الله الترمذي، عن يحيى بن كثير أبي النضر، عن عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرحمن قال: حدثني الذين كانوا يقرئونا عثمان بن عفان، وعبد الله بن مسعود، وأبي بن كعب.
قال الدارقطني عقبه: فسمى هؤلاء الثلاثة ولم يسمهم سواه، والأول أشبه.
وأخرجه الطحاوي (1450) ، والحاكم 1/557، وعنه البيهقي 3/119-120 من طريق عبد الله بن صالح، عن شريك، عن عطاء بن السائب، عن أبي عبد =(38/466)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الرحمن السلمي، عن ابن مسعود قال: كنا نتعلَّمُ من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عشر آيات ... فذكره. وعبد الله بن صالح وشريك النخعي سيِّئا الحفظ.
وأخرجه الطبري 1/35 من طريق الحسين بن واقد، عن الأعمش، عن شقيق ابن سلمة، عن ابن مسعود قال: كان الرجلُ منا إذا تعلَّم عشرَ آياتٍ لم يجاوزهن حتى يعرف معانيَهُن والعمل بهن. وسنده صحيح، وهذا موقوف على ابن مسعود ولكنه مرفوع معنى، لأن ابن مسعود إنما تعلم القرآن من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فهو يحكي ما كان في ذلك العهد النبوي المنير.(38/467)
حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ تَغْلِبَ
23483 - حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ حَرْبِ بْنِ هِلَالٍ الثَّقَفِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَّيَّةَ رَجُلٍ مِنْ تَغْلِبَ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَيْسَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ عُشُورٌ إِنَّمَا الْعُشُورُ عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف لاضطرابه. وقد سلف تفصيل ذلك برقم (15895) . وهو بهذا الإسناد مكرر الحديث السالف برقم (15897) .(38/468)
حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
23484 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ (1) قَالَ: كُنْتُ أَقُولُ فِي أَوْلَادِ الْمُشْرِكِينَ هُمْ مِنْهُمْ، فَحَدَّثَنِي رَجُلٌ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَقِيتُهُ فَحَدَّثَنِي، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ، وَهُوَ خَلَقَهُمْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ، وَبِمَا كَانُوا عَامِلِينَ " (2)
__________
(1) تصحف في (م) إلى: ابن عياش.
(2) إسناده صحيح.
وقد سلف برقم (20697) عن عفان، عن حماد بن سلمة، عن عمار بن أبي عمار.
وقد بيَّنا هناك أن الصحيح الذي ذهب إليه المحققون وارتضاه جمعٌ مِن المفسرين والمتكلمين هو أنهم من أهل الجنة.(38/469)
حَدِيثُ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ
23485 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنِي حَجَّاجٌ الصَّوَّافُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنِ الْحَضْرَمِيِّ بْنِ لَاحِقٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمُ الْقَمْلَةَ فِي ثَوْبِهِ فَلْيَصُرَّهَا وَلَا يُلْقِهَا فِي الْمَسْجِدِ " (1)
__________
(1) رجاله ثقات، إلا أن الحضرمي بن لاحق لا يروي إلا عن التابعين، ولم يثبت له لقاء أحد من الصحابة، فإن كان الرجل الأنصاري صحابياً، فهو منقطع، وإلا فهو مرسلٌ.
أخرجه ابن أبي شيبة 2/368، والبيهقي 2/294 من طريق علي بن مبارك، وأبو داود في "المراسيل" (16) ، والبيهقي 2/294 من طريق هشام الدستوائي، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2780) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 6/380 من طريق أبي إسماعيل القناد، ثلاثتهم عن يحيى بن أبي كثير، بهذا الإسناد.
قال علي بن مبارك في حديثه: "إذا وجد أحدكم القملة في المسجد..".
وقال هشام في حديثه: "إذا وجد أحدكم القملة وهو يصلي فلا يلقها، ولكن ليَصُرَّها حتى يصلي".
ونسب أبو إسماعيل القناد الرجل من الأنصار إلى بني خطمة.
قال البيهقي: وهذا مرسل حسن في مثل هذا.
وأخرجه عبد الرزاق (1744) من طريق يحيى بن أبي كثير، بلاغاً عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وفيه: "فلا يقتلها في المسجد".
وفي الباب عن شيخ من قريش سيأتي برقم (23558) .
وانظر حديث أبي أمامة السالف برقم (22272) .(38/470)
حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
23486 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: سَمِعْنَاهُ مِنَ الْأَعْمَشِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ مَعَ كُلِّ صَلَاةٍ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح. يحيى بن سعيد: هو القطَّان، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وعبد الله بن يسار: هو الجهني الكوفي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/170 عن عَبيدة بن حميد، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/43 من طريق أبي عوانة، كلاهما عن سليمان الأعمش، بهذا الإسناد.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7339) . وانظر تتمة شواهده هناك.(38/471)
حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
23487 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ مِنْ بَعْدِكُمْ ـ أَوْ إِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ ـ الْكَذَّابَ الْمُضِلَّ، وَإِنَّ رَأْسَهُ مِنْ وَرَائِهِ حُبُكٌ حُبُكٌ، وَإِنَّهُ سَيَقُولُ: أَنَا رَبُّكُمْ، فَمَنْ قَالَ: كَذَبْتَ لَسْتَ رَبَّنَا، وَلَكِنَّ اللهَ رَبُّنَا، وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا، وَإِلَيْهِ أَنَبْنَا، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْكَ، فَلَا سَبِيلَ لَهُ عَلَيْهِ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه، إسماعيل: هو ابن عُلية، وأيوب: هو السَّختياني، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجرمي.
وانظر (23159) .(38/472)
حَدِيثُ شَيْخٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
23488 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى شَيْخٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَسْجِدِ الْكُوفَةِ فَحَدَّثَنِي، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ أَوْ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، تُوبُوا إِلَى اللهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ، فَإِنِّي أَتُوبُ إِلَى اللهِ وَأَسْتَغْفِرُهُ كُلَّ يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ "، فَقُلْتُ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْتَغْفِرُكَ، [اللهُمَّ إِنِّي أَتُوبُ إِلَيْكَ] ثْنَتَانِ قَالَ: هُوَ مَا أَقُولُ لَكَ (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه -وهو الأغرُّ بن يسار المزني، كما جاء مسمّىً في روايات أخرى- فقد خرَّج له مسلم في "صحيحه"، وأما البخاري فقد خرَّج له في كتابه "الأدب المفرد".
إسماعيل: هو ابن إبراهيم المعروف بابن عُليَّة، ويونس: هو ابن عبيد بن دينار العبدي، وأبو بردة. هو ابن أبي موسى الأشعري.
وهو مكرر ما سلف برقم (18293) .(38/473)
حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
23489 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ خُطْبَةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَسَطِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ فَقَالَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ، أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ (1) ، وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلَا أَحْمَرَ (2) عَلَى أَسْوَدَ، وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ، إِلَّا بِالتَّقْوَى أَبَلَّغْتُ "، قَالُوا: بَلَّغَ رَسُولُ اللهِ، ثُمَّ قَالَ: " أَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟ "، قَالُوا: يَوْمٌ حَرَامٌ، ثُمَّ قَالَ: " أَيُّ شَهْرٍ هَذَا؟ "، قَالُوا: شَهْرٌ حَرَامٌ، قَالَ: ثُمَّ قَالَ: " أَيُّ بَلَدٍ هَذَا؟ "، قَالُوا بَلَدٌ حَرَامٌ، قَالَ: " فَإِنَّ اللهَ قَدْ حَرَّمَ بَيْنَكُمْ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ " ـ قَالَ: وَلَا أَدْرِي قَالَ: أَوْ أَعْرَاضَكُمْ، أَمْ لَا ـ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا أَبَلَّغْتُ "، قَالُوا: بَلَّغَ رَسُولُ اللهِ، قَالَ: " لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ " (3)
__________
(1) في (م) و (ظ 2) و (ق) : أعجمي.
(2) في (م) و (ق) : ولا لأحمر.
(3) إسناده صحيح: إسماعيل: هو ابن عُليَّة، وسعيد الجريري: هو ابن إياس، وأبو نضرة: هو المنذر بن مالك بن قطعة العبدي.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 3/100 من طريق أبي قلابة القيسي، عن الجريري، عن أبي نضرة، عن جابر قال: خطبنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسط أيام التشريق ... فذكره مختصراً. =(38/474)
حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
23490 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ قَالَ: كَانَ مَرْثَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ لَا يَجِيءُ إِلَى الْمَسْجِدِ إِلَّا وَمَعَهُ شَيْءٌ يَتَصَدَّقُ بِهِ، قَالَ: فَجَاءَ ذَاتَ يَوْمٍ إِلَى الْمَسْجِدِ وَمَعَهُ بَصَلٌ، فَقُلْتُ لَهُ: أَبَا الْخَيْرِ، مَا تُرِيدُ إِلَى هَذَا يُنْتِنُ عَلَيْكَ ثَوْبَكَ قَالَ: يَا ابْنَ أَخِي، إِنَّهُ وَاللهِ مَا كَانَ فِي مَنْزِلِي شَيْءٌ أَتَصَدَّقُ بِهِ غَيْرُهُ إِنَّهُ حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " ظِلُّ الْمُؤْمِنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَدَقَتُهُ " (1)
__________
= وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11762) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
وفي باب قوله: "إن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على عجمي ... إلا بالتقوى" عن أبي هريرة، سلف برقم (8736) .
وعن عقبة بن عامر، سلف برقم (17313) .
وعن أبي ذرٍّ، سلف برقم (21407) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن إسحاق.
وقد سلف برقم (18043) عن يزيد بن هارون عن ابن إسحاق دون القصة.(38/475)
حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
23491 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ عَرْفَجَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1) أَنَّهُ ذَكَرَ رَمَضَانَ فَقَالَ: " تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ النَّارِ، وَتُصَفَّدُ فِيهِ الشَّيَاطِينُ، وَيُنَادِي فِيهِ مُنَادٍ كُلَّ لَيْلَةٍ: يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ هَلُمَّ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، حَتَّى يَنْقَضِيَ رَمَضَانُ " (2)
23492 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي صَخْرٍ الْعُقَيْلِيِّ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنَ الْأَعْرَابِ، قَالَ: جَلَبْتُ جَلُوبَةً إِلَى الْمَدِينَةِ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا فَرَغْتُ مِنْ بَيْعَتِي قُلْتُ: لَأَلْقَيَنَّ هَذَا الرَّجُلَ فَلَأَسْمَعَنَّ مِنْهُ، قَالَ: فَتَلَقَّانِي بَيْنَ أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ يَمْشُونَ، فَتَبِعْتُهُمْ فِي أَقْفَائِهِمْ حَتَّى أَتَوْا عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْيَهُودِ نَاشِرًا التَّوْرَاةَ يَقْرَؤُهَا، يُعَزِّي بِهَا نَفْسَهُ عَلَى ابْنٍ لَهُ فِي الْمَوْتِ، كَأَحْسَنِ الْفِتْيَانِ وَأَجْمَلِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنْشُدُكَ بِالَّذِي أَنْزَلَ التَّوْرَاةَ، هَلْ تَجِدُ فِي كِتَابِكَ ذَا صِفَتِي وَمَخْرَجِي؟ "، فَقَالَ بِرَأْسِهِ
__________
(1) قوله: "عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" سقط من (م) و (ظ 2) و (ق) ، وأثبتناه من (ظ 5) .
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن.
وقد سلف الحديث برقم (18794) و (18795) من طريقين عن عطاء بن السائب، به.(38/476)
هَكَذَا، أَيْ: لَا، فَقَالَ ابْنُهُ: إِي (1) وَالَّذِي أَنْزَلَ التَّوْرَاةَ إِنَّا لَنَجِدُ فِي كِتَابِنَا صِفَتَكَ وَمَخْرَجَكَ، وَأَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّكَ رَسُولُ اللهِ، فَقَالَ: " أَقِيمُوا الْيَهُودَ عَنْ أَخِيكُمْ "، ثُمَّ وَلِيَ كَفَنَهُ وَجَنَنَهُ وَالصَّلَاةَ عَلَيْهِ (2) (3)
__________
(1) تحرفت في (م) إلى: إني.
(2) في (م) و (ق) : ثم ولي كفنه وحنَّطه وصلى عليه، والجَنن: الدفن والسَّتر.
(3) إسناده ضعيف لجهالة أبي صخر العُقيلي، فإنه لم يرو عنه من طريق صحيح غير سعيد بن إياس الجُريري، ومع ذلك ذكره ابن حبان في "ثقاته" 3/457، وقد اختلف في صحبته كما في "تعجيل المنفعة" (1311) من أجل أنه روي عنه بإسقاط الأعرابي. ولا يصحُّ.
فقد أخرجه -فيما ذكره الحافظ ابن حجر في "التعجيل"- الحسن بن سفيان في "مسنده"، وابن خزيمة، وأبو أحمد الحاكم في "الكنى" من طريق سالم بن نوح عن الجريري، عن عبد الله بن شقيق، عن أبي صخر العقيلي، وربما قال عبد الله ابن قدامة، قال: قدمت المدينة على عهد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بجارية أبيعها ... الحديث.
وسالم بن نوح ليس بذاك القوي وله أوهام، وهذا من أوهامه، حيث أدخل فيه بين الجريري وأبي صخر عبدَ الله بنَ شقيق. وجعل أبا صخر صحابياً، وهو بذلك خالف من هو أوثق منه، وهو إسماعيل ابن عُليَّة الثقة الثبت.
وأخرجه ابن سعد 1/185 من طريق الصلت بن دينار، عن عبد الله بن شقيق، عن أبي صخر العقيلي قال: خرجت إلى المدينة فتلقاني رسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فذكره، إلا أن فيه: يقرؤها على ابن أخٍ له. والصلت بن دينار متروك الحديث.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/234، وقال: رواه أحمد، وأبو صخر لم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح.
وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (3951) ، وإسناده ضعيف.
وعن أنس عند البيهقي في "الدلائل" 6/272، وإسناده ضعيف أيضاً.
وانظر حديث أنس السالف برقم (13977) .(38/477)
حَدِيثُ رَجُلٍ
23493 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ أَوْسٍ ـ وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ مَرَّةً: يَعْقُوبُ بْنُ أَوْسٍ ـ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: خَطَبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَمَنَ الْفَتْحِ ـ وَقَالَ مَرَّةً: يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ ـ فَقَالَ: " لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ، صَدَقَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ، أَلَا إِنَّ كُلَّ مَأْثُرَةٍ تُعَدُّ وَتُدَّعَى، وَدَمٍ وَمَالٍ تَحْتَ قَدَمَيَّ هَاتَيْنِ إِلَّا سِدَانَةَ الْبَيْتِ، أَوْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ، أَلَا وَإِنَّ قَتِيلَ خَطَإِ الْعَمْدِ ـ قَالَ خَالِدٌ: أَوْ قَالَ: قَتِيلُ الْخَطَإِ شِبْهِ الْعَمْدِ ـ قَتِيلُ السَّوْطِ وَالْعَصَا مِائَةٌ مِنَ الْإِبِلِ، مِنْهَا أَرْبَعُونَ فِي بُطُونِهَا أَوْلَادُهَا (1)
__________
(1) إسناده صحيح، وقد سلف برقم (15388) عن هشيم، عن خالد الحذاء.(38/478)
حَدِيثُ رَجُلٍ
23494 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ الْمُحَرِّرِ بْنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أُصِيبَ بِشَيْءٍ فِي جَسَدِهِ فَتَرَكَهُ لِلَّهِ كَانَ كَفَّارَةً لَهُ " (1)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف مجالدٍ. وهو ابن سعيد.
عامر: هو ابن شراحيل الشَّعبي.
وهذا الحديث تفرد به الإمام أحمد.
تنبيه: هكذا هو في نسخنا الخطية مرفوع إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لكن كلُّ من أورده عن الإمام أحمد أورده موقوفاً، منهم المنذري في "الترغيب والترهيب" 3/306، والهيثمي في "المجمع" 6/302، وابن كثير في "تفسيره" 3/117.
وفي الباب عن عبادة بن الصامت، سلف برقم (22701) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
وقوله: "من أصيب بشيء في جسده فتركه لله" قال المناوي: فلم يأخذ عليه دية ولا أرشاً، كان كفارة له، أي: من الصغائر.(38/479)
حَدِيثُ رَجُلٍ
23495 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي إِبْرَاهِيمَ الْأَنْصَارِيِّ، أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ (1) أَوْ أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي الصَّلَاةِ عَلَى الْمَيِّتِ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لِحَيِّنَا وَمَيِّتِنَا، وَشَاهِدِنَا وَغَائِبِنَا، وَذَكَرِنَا وَأُنْثَانَا، وَصَغِيرِنَا وَكَبِيرِنَا " (2)
__________
(1) في (م) والنسخ الخطية: "عن أبي إبراهيم الأنصاري أنه أتاه فحدثه" والمثبت من نسخة على هامش (ظ 5) ، وهو الصواب الموافق لما سلف (17543) وما بعده.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، أبو إبراهيم وأبوه لا يعرفان. هشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي.
وقد سلف برقم (17544) عن عبد الصمد بن عبد الوارث، عن هشام.(38/480)
حَدِيثُ رَجُلٍ
23496 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو غِفَارٍ، حَدَّثَنِي عَلْقَمَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيُّ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ قَوْمِي، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ ـ ثَلَاثَ مِرَارٍ ـ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُحْسِنْ إِلَى جَارِهِ - ثَلَاثَ مِرَارٍ (1) - مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَسْكُتْ " (2)
__________
(1) قوله: "ثلاث مرار" ليس في (م) .
(2) إسناده صحيح. أبو غِفار: اسمه المثنَّى بن سعد الطائي. وقد سلف برقم (20285) من طريق قتادة عن علقمة بن عبد الله المزني.(38/481)
حَدِيثُ رَجُلٍ
23497 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ مُرَّةَ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى نَاقَةٍ حَمْرَاءَ مُخَضْرَمَةٍ فَقَالَ: " أَتَدْرُونَ أَيُّ يَوْمٍ يَوْمَكُمْ هَذَا؟ "، قَالَ: قُلْنَا يَوْمُ النَّحْرِ، قَالَ: " صَدَقْتُمْ يَوْمُ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ، أَتَدْرُونَ أَيُّ شَهْرٍ شَهْرُكُمْ هَذَا؟ "، قُلْنَا: ذُو الْحِجَّةِ، قَالَ: " صَدَقْتُمْ شَهْرُ اللهِ الْأَصَمُّ، أَتَدْرُونَ أَيُّ بَلَدٍ بَلَدُكُمْ هَذَا؟ "، قَالَ: قُلْنَا: الْمَشْعَرُ الْحَرَامُ، قَالَ: " صَدَقْتُمْ "، قَالَ: " فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا ـ أَوْ قَالَ: كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، وَشَهْرِكُمْ هَذَا، وَبَلَدِكُمْ هَذَا ـ أَلَا وَإِنِّي فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ أَنْظُرُكُمْ، وَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ الْأُمَمَ، فَلَا تُسَوِّدُوا وَجْهِي، أَلَا وَقَدْ رَأَيْتُمُونِي وَسَمِعْتُمْ مِنِّي وَسَتُسْأَلُونَ عَنِّي، فَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ، أَلَا وَإِنِّي مُسْتَنْقِذٌ رِجَالًا أَوْ نَاسًا (1) ، وَمُسْتَنْقَذٌ مِنِّي آخَرُونَ، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ أَصْحَابِي فَيُقَالُ: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ " (2)
__________
(1) تحرفت في (م) إلى: أو إناثاً.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه المبهم، وجهالة الصحابي لا تضر، وقد سُمِّي في طريق ضعيف عبد الله بن مسعود كما سيأتي. =(38/482)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= يحيى: هو ابن سعيد القطان، ومُرَّة: هو ابن شراحيل الهمداني المعروف بمُرَّة الطَّيِّب.
وأخرجه مسدَّد في "مسنده" كما في "مصباح الزجاجة" ورقة 191، والنسائي في "الكبرى" (4099) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد - ورواية النسائي مختصرة.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (42) من طريق وهب بن جرير ويعقوب بن إسحاق الحضرمي، عن شعبة، به.
وسلف أوله برقم (15886) عن وكيع، عن شعبة.
وأخرجه ابن ماجه (3057) عن إسماعيل بن توبة، عن زافر بن سليمان، عن أبي سنان، عن عمرو بن مرَّة، عن مرَّة، عن عبد الله بن مسعود ... فذكره مختصراً.
وفي الباب مفرَّقاً عن ابن عباس، سلف برقم (2036) .
وعن ابن مسعود، سلف برقم (3639) .
وعن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6478) .
وعن أبي هريرة، سلف برقم (7991) و (9292) .
وعن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11220) و (11762) .(38/483)
حَدِيثُ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ (1)
23498 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: عِظْنِي وَأَوْجِزْ، فَقَالَ: " إِذَا قُمْتَ فِي صَلَاتِكَ فَصَلِّ صَلَاةَ مُوَدِّعٍ، وَلَا تَكَلَّمْ بِكَلَامٍ تَعْتَذِرُ مِنْهُ غَدًا، وَاجْمَعِ الْإِيَاسَ مِمَّا فِي يَدَيِ النَّاسِ " (2)
__________
(1) قال السندي: هو خالد بن زيد أبو أيوب، أنصاري خزرجي نجَّاري، معروف باسمه وكنيته، من السابقين، شَهِدَ العقبة وبدراً وما بعدها، ونزل عليه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما قَدِمَ المدينة، فأقام عنده حتى بَنىَ بيوته ومسجده، وآخى بينه وبين مصعب بن عمير، وشَهِدَ الفتوح وداوَمَ الغزوات، واستخلفه عليٌّ على المدينةِ لمَّا خرج إلى العراق، ثم لَحِقَ به وشهد معه قتال الخوارج.
لَزِمَ أبو أيوب الجهادَ بعد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى أن توفِّي في غزاة القسطنطينية: سنة خمسين، وقيل: إحدى، وقيل: اثنين وخمسين، وهو الأكثر، في خلافة معاوية، وأميرهم يومئذٍ يزيد بن معاوية، ودُفن في أصل حِصْن القسطنطينية.
(2) إسناده ضعيف لضعف علي بن عاصم وجهالة عثمان بن جبير، ومع جهالته فقد اضطرب في إسناده.
وأخرجه أبو الشيخ في "الأمثال" (226) ، وأبو نعيم في "الحلية" 1/362 من طريق عاصم بن علي بن عاصم، عن أبيه، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن عثمان بن جبير، عن جده، عن أبي أيوب.
تحرف عثمان بن جبير في مطبوع "الأمثال" إلى: عثمان بن خثيم، وتحرف في المطبوع من "الحلية" إلى: عمي بن جبير. =(38/484)
23499 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمَعَافِرِيُّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ قَالَ: كُنَّا فِي الْبَحْرِ وَعَلَيْنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ قَيْسٍ الْفَزَارِيُّ وَمَعَنَا أَبُو
__________
= وأخرجه البيهقي في "الزهد الكبير" (102) من طريق أبي عبيد، عن علي بن عاصم، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن عثمان بن جبير، عن أبيه، عن أبي أيوب الأنصاري.
وأخرجه ابن ماجه (4171) ، والمزي في ترجمة عثمان بن جبير من "تهذيب الكمال" 19/347 من طريق الفضيل بن سليمان، والطبراني في "الكبير" (3987) من طريق عبد الرحمن بن المبارك العيشي، والطبراني أيضاً من طريق محمد بن موسى الحرشي، وفي (3988) من طريق محمد بن عبد الله المخزومي، أربعتهم عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، به كإسناد أحمد.
وأورده البخاري في "التاريخ الكبير" 6/216 من طريق يزيد، عن ابن خثيم، عن عثمان بن جبير، عن أبيه، عن جده، عن أبي أيوب.
وفي الباب عن سعد بن أبي وقاص، عند الحاكم 4/326-327 وصححه ووافقه الذهبي، فوهما، فإن فيه محمد بن أبي حميد، وهو متفق على ضعفه صاحب مناكير.
وعن ابن عمر، عند الطبراني في "الأوسط" (4424) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (952) ، و"الزهد الكبير" للبيهقي (524) . قال الهيثمي في "المجمع" 10/229: فيه من لم أعرفهم.
وعن أنس عند البيهقي في "الزهد الكبير" (523) ، وإسناده ضعيف جداً، فيه محمد بن يونس الكديمي وهو متروك، وشبيب بن بشر وهو ضعيف قال فيه البخاري: منكر الحديث.
وله طريق آخر عن شبيب بن بشر عن أنس ليس فيها الكديمي، أخرجها الضياء في "المختارة" (2199) ، واقتصر على قوله: "إياك وما يُعتذر منه".
وقد روي نحوه موقوفاً على سعد بن عمارة السعدي -وهو صحابي كان ينزل المدينة- عند الطبراني في "المعجم الكبير" (5459) ، وسنده حسن.(38/485)
أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيُّ، فَمَرَّ بِصَاحِبِ الْمَقَاسِمِ وَقَدْ أَقَامَ السَّبْيَ، فَإِذَا امْرَأَةٌ تَبْكِي، فَقَالَ: مَا شَأْنُ هَذِهِ؟ قَالُوا: فَرَّقُوا بَيْنَهَا وَبَيْنَ وَلَدِهَا، قَالَ: فَأَخَذَ بِيَدِ وَلَدِهَا حَتَّى وَضَعَهُ فِي يَدِهَا، فَانْطَلَقَ صَاحِبُ الْمَقَاسِمِ إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسٍ فَأَخْبَرَهُ، فَأَرْسَلَ إِلَى أَبِي أَيُّوبَ فَقَالَ: مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ وَالِدَةٍ وَوَلَدِهَا فَرَّقَ اللهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْأَحِبَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (1)
__________
(1) حسن بمجموع طرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله بن لهيعة، وحيي بن عبد الله المعافري، وقد توبعا. أبو عبد الرحمن الحبلي: اسمه عبد الله بن يزيد.
وأخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 270 عن النضر بن عبد الجبار وعثمان بن صالح، عن عبد الله بن لهيعة، بهذا الإسناد - دون القصة.
وأخرجه الترمذي (1283) و (1566) ، والطبراني في "الكبير" (4080) والدارقطني 3/67، والحاكم 2/55، والقضاعي في "مسند الشهاب" (456) ، والبيهقي 9/126 من طريق عبد الله بن وهب، عن حيي بن عبد الله المعافري، به - دون القصة. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.
وأخرجه الدارمي (2479) من طريق الليث بن سعد، عن عبد الرحمن بن جنادة، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، به. وعبد الرحمن بن جنادة هذا لم نتبيَّنه.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 9/126، وفي "شعب الإيمان" (11081) من طريق بقية بن الوليد، عن خالد بن حميد، عن العلاء بن كثير، عن أبي أيوب الأنصاري، به - دون القصة. وفيه بقية وهو ضعيف يعتبر به، ثم إنه منقطع، فإن العلاء بن كثير -وهو ثقة- لم يدرك أبا أيوب.
وسيرد مختصراً برقم (23513) ، إلا أنه قيده بالبيع. =(38/486)
23500 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَابِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَخِي أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ يَذْكُرُ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّهَا سَتُفْتَحُ عَلَيْكُمُ الْأَمْصَارُ، وَسَيَضْرِبُونَ عَلَيْكُمْ فِيهَا بُعُوثًا، يُنْكِرُ الرَّجُلُ مِنْكُمُ الْبَعْثَ، فَيَتَخَلَّصُ مِنْ قَوْمِهِ وَيَعْرِضُ نَفْسَهُ عَلَى الْقَبَائِلِ يَقُولُ: مَنْ أَكْفِيهِ بَعْثَ كَذَا وَكَذَا، أَلَا وَذَلِكَ الْأَجِيرُ إِلَى آخِرِ قَطْرَةٍ مِنْ دَمِهِ "، (1)
__________
= وفي الباب عن أبي موسى الأشعري عند ابن ماجه (2250) . وإسناده ضعيف.
وعن علي بن أبي طالب عند أبي داود (2696) ، وسنده منقطع. وانظر حديث علي في "المسند" برقم (800) .
وعن عبد الله بن مسعود، سلف برقم (3690) ، وسنده ضعيف.
وعن ضميرة بن أبي ضميرة عند البيهقي 9/126. وسنده ضعيف جداً.
(1) إسناده ضعيف لضعف ابن أخي أبي أيوب: وهو أبو سَورة، وقال البخاري: منكر الحديث يروي عن أبي أيوب مناكير لا يتابع عليها، وقال أيضاً: لا يعرف له سماع من أبي أيوب. أبو سلمة: هو سليمان بن سُلَيم الكلبي.
وأخرجه أبو داود (2525) ، والشاشي في "مسنده" (1130) ، والطبراني في "الشاميين" (1380) ، والبيهقي 9/27 من طرق عن محمد بن حرب، بهذا الإسناد. وسقط من مطبوع "الشاميين" محمد بن حربٍ.
وفي كراهية أخذ الأجرة على الغزو انظر حديث يعلى بن أُمية فيما سلف برقم (17957) .
قوله: "سيضربون عليكم بعوثاً" أي: يقرِّر الأمراء عليكم جيوشاً منكم تخرج للغزو.(38/487)
23501 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ هُو ابْنُ بَرِّيٍّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ الْخَوْلَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ سُلَيْمَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَابِرٍ الطَّائِيِّ، أَخْبَرَنِي ابْنُ أَخِي أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ، أَنَّهُ كَتَبَ إِلَيْهِ أَبُو أَيُّوبَ يُخْبِرُهُ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَهُ (1)
23502 - حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، حَدَّثَنِي بَحِيرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو رُهْمٍ السَّمَعِيُّ، أَنَّ أَبَا أَيُّوبَ حَدَّثَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ جَاءَ يَعْبُدُ اللهَ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَيُقِيمُ الصَّلَاةَ، وَيُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَيَصُومُ رَمَضَانَ، وَيَجْتَنِبُ الْكَبَائِرَ، فَإِنَّ لَهُ الْجَنَّةَ "، وَسَأَلُوهُ: مَا الْكَبَائِرُ؟ قَالَ: " الْإِشْرَاكُ بِاللهِ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الْمُسْلِمَةِ، وَفِرَارٌ يَوِمَ الزَّحْفِ " (2)
__________
(1) إسناده ضعيف كسابقه.
وأخرجه الطبراني في "الشاميين" (1380) من طريق علي بن بحر، بهذا الإسناد.
(2) حديث حسن بمجموع طرقه، بقية -وهو ابن الوليد- ضعيف يعتبر به في المتابعات والشواهد، وهو في هذا الحديث متابع، وباقي رجاله ثقات. المقرئ: هو أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المكي، وأبو رُهْم السمعي: هو أحزاب بن أَسيد.
أخرجه الطبراني في "الكبير" (3885) ، وفي "الشاميين" (1144) عن أبي زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي، عن حيوة بن شريح بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد" (271) ، والنسائي في "المجتبى" 7/88، =(38/488)
23503 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ ضَمْضَمِ بْنِ زُرْعَةَ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ، أَنَّ أَبَا رُهْمٍ السَّمَعِيَّ كَانَ يُحَدِّثُ، أَنَّ أَبَا أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيَّ حَدَّثَهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: " إِنَّ
__________
= وفي "الكبرى" (3472) و (8655) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (896) ، والطبراني في "الكبير" (3885) ، وفي "الشاميين" (1144) من طرق عن بقية بن الوليد، به - وبعضهم لم يذكر فيه السؤال عن الكبائر.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (3886) من طريق محمد بن إسماعيل بن عياش، عن إسماعيل بن عياش، عن ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد، عن أبي رهم، به. ومحمد بن إسماعيل بن عياش ضعيف.
وأخرجه ابن حبان (3247) ، وابن منده في "الإيمان" (478) ، والحاكم 1/23 من طريق فضيل بن سليمان، عن موسى بن عقبة، عن عُبيد الله بن سلمان الأغر -وعند ابن حبان: عَبْد الله بن سلمان-، عن أبيه، عن أبي أيوب الأنصاري. وفيه فضيل بن سليمان، وهو ضعيف يعتبر به، وتساهل ابن منده والحاكم فأطلقا الصحة على إسناده. وأما عَبْد الله وعُبيد الله، فكلاهما ابن سلمان
الأغر، وكلاهما روى عنه، ولم يذكر ابن حبان فيه السؤال عن الكبائر.
وسيأتي برقم (23506) عن زكريا بن عدي، عن بقية.
وانظر ما سيأتي بالأرقام (23523) و (23538) و (23550) و (23560) و (23594) .
وللشطر الأول انظر حديث أبي هريرة السالف برقم (8515) . وحديث معاذ ابن جبل السالف برقم (22009) .
وحديث عبد الله اليشكري عن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السالف أيضاً برقم (15883) .
وللشطر الثاني في الكبائر انظر حديث أبي هريرة عند البخاري (2766) ، ومسلم (89) .(38/489)
كُلَّ صَلَاةٍ تَحُطُّ مَا بَيْنَ يَدَيْهَا مِنْ خَطِيئَةٍ " (1)
23504 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ هُبَيْرَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، أَنَّ أَبَا أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيَّ قَالَ: أُتِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَصْعَةٍ فِيهَا بَصَلٌ فَقَالَ: " كُلُوا "، وَأَبَى أَنْ يَأْكُلَ، وَقَالَ: " إِنِّي لَسْتُ كَمِثْلِكُمْ " (2)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، إسماعيل بن عياش وضمضم بن زرعة صدوقان، وحسَّن إسناده المنذري في "الترغيب والترهيب" والهيثمي في "المجمع" 1/298، وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (3879) ، وفي "الشاميين" (1638) من طريق محمد بن إسماعيل بن عياش، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (3880) و (3881) ، وفي "الشاميين" (210) و (1550) و (3516) ، وابن عدي في "الكامل" 2/802، وتمام الرازي في "فوائده" (234) و (235) ، وأبو نعيم في "الحلية" 1/298 من طريق مكحول، عن أبي رهم، به.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7129) .
وعن عثمان بن عفان، سلف برقم (459) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف من أجل عبد الله بن لهيعة.
حسن: هو ابن موسى الأشيب، وابن هبيرة: هو عبد الله، وأبو عبد الرحمن.
الحُبُلي: هو عبد الله بن يزيد.
وأخرجه ابن خزيمة (1670) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/239، وابن حبان (2092) ، والطبراني (3996) و (4077) والحاكم 4/135 من طريق بكر بن سوادة، عن سفيان بن وهب الخولاني، عن أبي أيوب الأنصاري، بنحوه مطولاً. وإسناده صحيح. =(38/490)
23505 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو قَبِيلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ نَاشِرٍ مِنْ بَنِي سَرِيعٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا رُهْمٍ قَاصَّ أَهْلِ الشَّامِ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيَّ يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ ذَاتَ يَوْمٍ إِلَيْهِمْ فَقَالَ لَهُمْ: " إِنَّ رَبَّكُمْ خَيَّرَنِي بَيْنَ سَبْعِينَ أَلْفًا يَدْخَلُونَ الْجَنَّةَ عَفْوًا بِغَيْرِ حِسَابٍ، وَبَيْنَ الْخَبِيئَةِ عِنْدَهُ لِأُمَّتِي "، فَقَالَ لَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُخَبِّئُ ذَلِكَ رَبُّكَ عَزَّ وَجَلَّ، فَدَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ خَرَجَ وَهُوَ يُكَبِّرُ، فَقَالَ: " إِنَّ رَبِّي زَادَنِي مَعَ كُلِّ أَلْفٍ سَبْعِينَ أَلْفًا وَالْخَبِيئَةُ عِنْدَهُ "، قَالَ أَبُو رُهْمٍ: يَا أَبَا أَيُّوبَ، وَمَا تَظُنُّ خَبِيئَةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَأَكَلَهُ النَّاسُ بِأَفْوَاهِهِمْ فَقَالُوا: وَمَا أَنْتَ وَخَبِيئَةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَبُو أَيُّوبَ: دَعُوا الرَّجُلَ عَنْكُمْ أُخْبِرْكُمْ عَنْ خَبِيئَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا أَظُنُّ، بَلْ كَالْمُسْتَيْقِنِ: إِنَّ خَبِيئَةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَقُولَ: " رَبِّ مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ مُصَدِّقًا لِسَانَهُ قَلْبُهُ أَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ " (1)
__________
= وسيأتي بنحوه مطولاً من طريق جبير بن نفير برقم (23507) ، ومن طريق أفلح مولى أبي أيوب برقم (23517) ، ومن طريق جابر بن سمرة برقم (23525) و (23537) . ومن طريق أبي سورة برقم (23526) ومن طريق أبي رُهْم السمعي برقم (23570) ، كلهم عن أبي أيوب الأنصاري.
(1) إسناده ضعيف لسوء حفظ عبد الله بن لهيعة، وعبد الله بن ناشر لا يعرف، وفات الحافظين الحسيني وابن حجر أن يذكراه. أبو قبيل: هو حيي بن هانىء المعافري. =(38/491)
23506 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، أَخْبَرَنَا بَقِيَّةُ، عَنْ بَحِيرٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، أَنَّ أَبَا رُهْمٍ السَّمَعِيَّ حَدَّثَهُمْ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ عَبَدَ اللهَ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَأَقَامَ الصَّلَاةَ، وَآتَى الزَّكَاةَ، وَصَامَ رَمَضَانَ، وَاجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ، فَلَهُ الْجَنَّةُ، أَوْ دَخَلَ الْجَنَّةَ "، فَسَأَلَهُ: مَا الْكَبَائِرُ؟ فَقَالَ: " الشِّرْكُ بِاللهِ، وَقَتْلُ نَفْسٍ مُسْلِمَةٍ، وَالْفِرَارُ يَوْمَ الزَّحْفِ " (1)
23507 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، أَخْبَرَنَا بَقِيَّةُ، عَنْ بَحِيرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ،
__________
= وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 1/362 من طريق سعيد بن أبي مريم، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد. وفيه: عباد بن ناشرة.
وأخرجه الطبراني (3882) من طريق سعيد بن أبي مريم، عن عبد الله بن لهيعة، عن أبي قبيل، عن أبي رهم، عن عباد بن ناشرة عن أبي أيوب. فقلب الأسناد.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/375، وقال: رواه أحمد والطبراني وفيه عباد بن ناشرة من بني سريع، ولم أعرفه، وابن لهيعة ضعَّفه الجمهور.
وأورده أيضاً 10/406، وقال: رواه أحمد والطبراني، وفي إسنادهما ضعف.
ويغني عن هذا الحديث حديثُ أبي أمامة السالف برقم (22156) ، وانظر شواهده عنده.
قال السندي: قوله: "وبين الخبيئة" أي: الشفاعة التي خَبَأَها النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للأمة ليوم الحساب.
(1) حديث حسن بمجموع طرقه، وقد سلف برقم (23502) عن أبي عبد الرحمن المقرئ عن بقية بن الوليد.(38/492)
عَنْ أَبِي أَيُّوبَ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ اقْتَرَعَتْ الْأَنْصَارُ أَيُّهُمْ يُؤْوِي رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَرَعَهُمْ أَبُو أَيُّوبَ، فَآوَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكَانَ إِذَا أُهْدِيَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَعَامٌ أُهْدِيَ لِأَبِي أَيُّوبَ، قَالَ: فَدَخَلَ أَبُو أَيُّوبَ يَوْمًا فَإِذَا قَصْعَةٌ فِيهَا بَصَلٌ فَقَالَ: مَا هَذَا؟ فَقَالُوا: أَرْسَلَ بِهِ رَسُولُ اللهِ، قَالَ: فَاطَّلَعَ أَبُو أَيُّوبَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا مَنَعَكَ مِنْ هَذِهِ الْقَصْعَةِ؟ قَالَ: " رَأَيْتُ فِيهَا بَصَلًا "، قَالَ: وَلَا يَحِلُّ لَنَا الْبَصَلُ؟ قَالَ: " بَلَى فَكُلُوهُ وَلَكِنْ يَغْشَانِي مَا لَا يَغْشَاكُمْ "، وَقَالَ حَيْوَةُ: " إِنَّهُ يَغْشَانِي مَا لَا يَغْشَاكُمْ " (1)
23508 - حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، حَدَّثَنِي بَحِيرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " كِيلُوا طَعَامَكُمْ يُبَارَكْ لَكُمْ فِيهِ "، (2)
__________
(1) حديث صحيح، وإسناده ضعيف من أجل بقية: وهو ابن الوليد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1888) ، والنسائي في "الكبرى" (6629) ، والطبراني في "الكبير" (4091) ، وفي "الشاميين" (1149) من طرق عن بقية، بهذا الإسناد - وهو عند بعضهم مختصر.
وحيوة المذكور في آخر الحديث: هو ابن شُريح الحمصي شيخ الإمام أحمد.
وانظر ما سلف برقم (23504) .
قوله: "يغشاني" أي: ينزل عليَّ من الملائكة.
(2) حديث صحيح، وهذا سند حسن في المتابعات والشواهد من أجل بقية: وهو ابن الوليد، وقد توبع، وباقي رجال الإسناد ثقات. =(38/493)
23509 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، عَنْ بَحِيرٍ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ (1)
23510 - حَدَّثَنَا هَيْثَمٌ يَعْنِي ابْنَ خَارِجَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ بَحِيرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كِيلُوا طَعَامَكُمْ يُبَارَكْ لَكُمْ فِيهِ " (2)
23511 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ قَالَ: وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ،
__________
= وأخرجه ابن ماجه (2232) ، والطبراني في "الكبير" (3859) ، وفي "الشاميين" (1129) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (697) .
والبيهقي في "السنن" 6/32 من طرق عن بقية بن الوليد، بهذا الإسناد.
وانظر الروايتين التاليتين.
وقد سلف الحديث برقم (17177) عن عبد الرحمن بن مهدي، عن ابن المبارك، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن المقدام بن معدي كرب.
دون ذكر أبي أيوب. وإسناده صحيح. وانظر شرحه هناك.
(1) حديث صحيح، وهذا سند حسن في المتابعات والشواهد كسابقه.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل ابن عياش: وهو إسماعيل.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (3859) ، وفي "الشاميين" (1129) من طريق سعيد بن منصور، وأبو نعيم في "الحلية" 5/217 من طريق محمد بن كثير، كلاهما عن إسماعيل بن عياش، بهذا الإسناد.
وانظر سابقيه.(38/494)
عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ حَدَّثَهُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَدُ اللهِ مَعَ الْقَاضِي حِينَ يَقْضِي، وَيَدُ اللهِ مَعَ الْقَاسِمِ حِينَ يَقْسِمُ " (1)
23512 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ غَيْلَانَ، حَدَّثَنَا رِشْدِينُ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ بُكَيْرٍ، عَنْ أَبِي (2) إِسْحَاقَ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَهُ، أَنَّهُمْ ذَكَرُوا يَوْمًا مَا يُنْتَبَذُ فِيهِ فَتَنَازَعُوا فِي الْقَرْعِ، فَمَرَّ بِهِمْ أَبُو أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيُّ فَأَرْسَلُوا إِلَيْهِ إِنْسَانًا، فَقَالَ: يَا أَبَا أَيُّوبَ، الْقَرْعُ يُنْتَبَذُ فِيهِ؟ قَالَ: " سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْهَى عَنْ كُلِّ مُزَفَّتٍ يُنْتَبَذُ فِيهِ "، فَرَدَّ عَلَيْهِ الْقَرْعَ، فَرَدَّ أَبُو أَيُّوبَ مِثْلَ قَوْلِهِ الْأَوَّلِ (3)
__________
(1) إسناده ضعيف، تفرد به عبد الله بن لهيعة، وهو سيِّئ الحفظ. عبد الله: هو ابن المبارك.
وأخرجه الشاشي في "مسنده" (1141) ، والبيهقي 10/132 من طريق يحيى ابن إسحاق السيلحيني، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/193، وقال: رواه أحمد وفيه ابن لهيعة، وحديثه حسن، وفيه ضعف.
وروي: "الله مع القاضي ما لم يَحِف" انظر ما سلف في مسند معقل بن يسار برقم (20305) .
(2) تحرف في (م) و (ظ 2) و (ق) إلى: ابن.
(3) إسناده ضعيف. رِشْدين -وهو ابن سعد- ضعيف، لكنه قد توبع، وأبو إسحاق مولى بني هاشم جهَّلَه ابن السكن، وقال الذهبي في "الميزان" 4/489: لا يعرف، وقال ابن حجر في "التقريب": مقبول.
عمرو بن الحارث: هو المصري، وبكير: هو ابن عبد الله بن الأشج.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" كتاب الكنى ص 5 عن أحمد بن عيسى، =(38/495)
23513 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا رِشْدِينُ، حَدَّثَنِي حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ رَجُلٌ مِنْ يَحْصَبَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ الْوَلَدِ وَوَالِدِهِ فِي الْبَيْعِ، فَرَّقَ اللهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَحِبَّتِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (1)
23514 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ رَافِعِ بْنِ إِسْحَاقَ مَوْلَى أَبِي طَلْحَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيَّ يَقُولُ وَهُوَ بِمِصْرَ: وَاللهِ مَا أَدْرِي كَيْفَ أَصْنَعُ بِهَذِهِ الْكَرَايِيسِ يَعْنِي الْكُنُفَ وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "
__________
= والطبراني في "الكبير" (4000) من طريق أحمد بن صالح، كلاهما عن ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/58، وقال -بعد أن نسبه لأحمد والطبراني-: وأبو إسحاق مولى بني هاشم مستور، وفيه رشدين بن سعد، وفيه ضعف، وقد وثق.
قال السندي: حاصله أنه إن كان مزفَّتاً، فهو مما يُنهَى عنه، أو حاصله أنه ما سمع في القرع بخصوصه، بل سمع في المزفَّت على عمومه قرعاً كان أم لا، والله تعالى أعلم.
قلنا: وقد ثبت عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النهيُ عن الانتباذ في المزفَّت والقَرع معاً في غير ما حديثٍ، انظر ما سلف في مسند ابن عمر برقم (4465) ، وهذا النهي منسوخ بحديث بريدة كما سلف التنبيه عليه في غير موضعٍ.
(1) حسن بمجموع طرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف رشْدين -وهو ابن سعد- وحيي بن عبد الله. يحيى: هو ابن غَيْلان، وأبو عبد الرحَمن الحبلي: هو عبد الله بن يزيد.
وقد سلف في سياق قصة برقم (23499) من طريق ابن لهيعة، عن حيي بن عبد الله دون قوله: "في البيع".(38/496)
إِذَا ذَهَبَ أَحَدُكُمْ إِلَى الْغَائِطِ أَوِ الْبَوْلِ فَلَا يَسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ وَلَا يَسْتَدْبِرْهَا " (1)
23515 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنِي لَيْثٌ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ قَيْسٍ قَاصُّ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِي صِرْمَةَ،
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير رافع بن إسحاق مولى أبي طلحة، فقد روى له الترمذي والنسائي، وهو ثقة. إسحاق بن عيسى: هو ابن الطبَّاع، وإسحاق بن عبد الله: هو ابن أبي طلحة الأنصاري.
وهو عند مالك في "الموطأ" 1/193، ومن طريقه أخرجه ابن أبي شيبة 1/150، والنسائي 1/21-22، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/232، والشاشي في "مسنده" (1151) ، والطبراني في "الكبير" (3931) .
وأخرجه الطبراني (3933) من طريق محمد بن يعقوب، عن إسحاق بن عبد الله، به.
وسيأتي برقم (23519) من طريق همام، و (23559) من طريق حماد بن سلمة، كلاهما عن إسحاق بن عبد الله، به.
وأخرجه الشاشي (1154) ، والطبراني (3934) من طريق الأوزاعي، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة: عن رجل، عن أبي أيوب.
قال الدارقطني في "العلل" 6/116: والقول قول مالك ومن تابعه.
وسيأتي بنحوه بالأرقام (23524) و (23536) و (23577) و (23579) من طريق عطاء بن يزيد الليثي، عن أبي أيوب.
وفي الباب عن غير واحد من الصحابة، انظر حديث ابن عمر السالف برقم (4606) .
ويزاد على شواهده هناك حديث جابر في "المسند" برقم (14872) .
الكراييس، بياءين مثنَّاتين: يعني بيوت الخلاء. وتصحف في (م) إلى: الكرابيس، بالباء الموحَّدة.(38/497)
عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ، أَنَّهُ قَالَ حِينَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ: قَدْ كُنْتُ كَتَمْتُ عَنْكُمْ شَيْئًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَوْلَا أَنَّكُمْ تُذْنِبُونَ لَخَلَقَ اللهُ قَوْمًا يُذْنِبُونَ فَيَغْفِرُ لَهُمْ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. ليث: هو ابن سعد، وأبو صِرْمة: صحابي مختلف في اسمه، مشهور بكنيته.
وأخرجه ابن أبي شيبة 13/180، وعبد بن حميد (230) ، ومسلم (2748) (9) ، والترمذي (3539) ، وأبو عوانة في التوبة -كما في "إتحاف المهرة" 4/391- والشاشي (1159) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (7100) من طرق عن الليث، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني (3991) من طريق عبد الله بن صالح، عن الليث، عن محمد بن قيس، عن محمد بن كعب القرظي، عن أبي صرمة، عن أبي أيوب.
فزاد عبد الله بن صالح -وهو سيئ الحفظ- محمدَ بن كعب في الإسناد، قال المزي في "تحفة الأشراف" 3/108 بعد أن ذكر طريق عبد الله بن صالح: وهو أشبه بالصواب ممن أسقط محمد بن كعب والله تعالى أعلم!!
وأخرجه مسلم (2748) (10) من طريق عياض بن عبد الله الفِهْري، عن إبراهيم ابن عبيد بن رفاعة، عن محمد بن كعب القرظي، عن أبي صرمة، عن أبي أيوب. وعياض بن عبد الله فيه لين.
وأخرجه الترمذي بإثر الحديث (3539) من طريق عبد الرحمن بن أبي الرجال، والطبراني (3992) ، والخطيب في "تاريخه" 4/217 من طريق عبد العزيز بن محمد، كلاهما عن عمر بن عبد الله مولى غُفْرة، عن محمد بن كعب القرظي، عن أبي أيوب. لم يذكر أبا صرمة في الإسناد. وعمر مولى غفرة ضعيف.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (8082) ، وانظر تتمة أحاديث الباب هناك.(38/498)
23516 - حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْمَدَائِنِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ إِيَاسٍ، عَنْ أَبِي الْوَرْدِ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ نَزَلَ عَلَيَّ فَقَالَ لِي: " يَا أَبَا أَيُّوبَ، أَلَا أُعَلِّمُكَ؟ "، قَالَ: قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " مَا مِنْ عَبْدٍ يَقُولُ حِينَ يُصْبِحُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، إِلَّا كَتَبَ اللهُ لَهُ بِهَا عَشْرَ حَسَنَاتٍ، وَمَحَا عَنْهُ عَشْرَ سَيِّئَاتٍ، وَإِلَّا كُنَّ لَهُ عِنْدَ اللهِ عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ مُحَرَّرِينَ، وَإِلَّا كَانَ فِي جُنَّةٍ مِنَ الشَّيْطَانِ حَتَّى يُمْسِيَ، وَلَا قَالَهَا حِينَ يُمْسِي، إِلَّا كَذَلِكَ "، قَالَ: فَقُلْتُ لِأَبِي مُحَمَّدٍ: أَنْتَ سَمِعْتَهَا مِنْ أَبِي أَيُّوبَ؟ قَالَ: آللَّهِ لَسَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي أَيُّوبَ يُحَدِّثُهُ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي الورد -وهو ابن ثمامة القشيري- وأبي محمد الحضرمي. أبو جعفر المدائني: هو محمد بن جعفر البزَّاز.
وأخرجه الطبراني (4089) من طريق بشر بن المفضل، عن سعيد بن إياس الجريري، بهذا الإسناد.
وأخرجه بأطول مما هنا الطبراني أيضاً (3986) من طريق عبد ربه بن ربيعة، عن أبي الورد بن أبي بردة (!) عن غلام أبي أيوب، عن أبي أيوب. والإسناد إلى عبد ربه ضعيف.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (24) ، والطبراني (4093) من طريق أبي عبد الرحمن القاسم مولى عبد الرحمن بن يزيد بن معاوية، عن أبي أيوب.
وعلَّقه البخاري بإثر (6404) ، فقال: ورواه أبو محمد الحضرمي، عن أبي أيوب، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. =(38/499)
23517 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ يَعْنِي أَبَا زَيْدٍ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَفْلَحَ مَوْلَى أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَزَلَ عَلَيْهِ، فَنَزَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْفَلَ وَأَبُو أَيُّوبَ فِي الْعُلُوِّ، فَانْتَبَهَ أَبُو أَيُّوبَ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَقَالَ: نَمْشِي فَوْقَ رَأْسِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَتَحَوَّلَ فَبَاتُوا فِي جَانِبٍ، فَلَمَّا أَصْبَحَ ذَكَرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " السُّفْلُ أَرْفَقُ بِي "، فَقَالَ أَبُو أَيُّوبَ: لَا أَعْلُو سَقِيفَةً أَنْتَ تَحْتَهَا، فَتَحَوَّلَ أَبُو أَيُّوبَ فِي السُّفْلِ، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْعُلُوِّ، فَكَانَ يَصْنَعُ طَعَامَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَبْعَثُ إِلَيْهِ، فَإِذَا رُدَّ إِلَيْهِ سَأَلَ عَنْ مَوْضِعِ أَصَابِعِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَيَتَّبِعُ أَثَرَ أَصَابِعِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَأْكُلُ مِنْ حَيْثُ أَثَرِ أَصَابِعِهِ، فَصَنَعَ ذَاتَ يَوْمٍ طَعَامًا فِيهِ ثُومٌ، فَأَرْسَلَ بِهِ إِلَيْهِ، فَسَأَلَ عَنْ مَوْضِعِ أَثَرِ أَصَابِعِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقِيلَ: لَمْ يَأْكُلْ، فَصَعِدَ إِلَيْهِ فَقَالَ: أَحَرَامٌ هُوَ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَكْرَهُهُ "، قَالَ: فَإِنِّي أَكْرَهُ مَا تَكْرَهُ أَوْ مَا كَرِهْتَهُ، وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُؤْتَى (1)
__________
= وسيأتي من طرق عن أبي أيوب بالأرقام (23518) و (23546) و (23568) و (23583) .
وانظر الكلام على اختلاف الألفاظ في الروايات المتعددة في "فتح الباري" للحافظ ابن حجر 11/202-205.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (8008) .
وعن البراء، سلف برقم (18516) .
وعن ابن عياش الزرقي، سلف برقم (16583) .
(1) إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو سعيد مولى بني هاشم: =(38/500)
23518 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الرَّازِيُّ، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَعِيشَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَالَ إِذَا صَلَّى الصُّبْحَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ عَشْرَ مَرَّاتٍ، كُنَّ كَعَدْلِ
__________
= هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري، وثابت أبو زيد: هو ابن يزيد الأحول، وعاصم: هو ابن سليمان الأحول، وعبد الله بن الحارث: هو الأنصاري البصري.
وأخرجه مسلم (2053) (171) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1887) ، وأبو عوانة (8390) ، والطبراني (3984) ، والدارقطني في "العلل" 6/111، والبيهقي في "دلائل النبوة" 2/509-510 من طريق أبي النعمان محمد ابن الفضل، وأبو عوانة (8391) من طريق محمد بن الصلت، كلاهما عن عبد الله ابن الحارث، بهذا الإسناد. ورواية محمد بن الصلت مختصرة.
ورواه عمرو بن أبي قيس -فيما أخرجه الدارقطني في "العلل" 6/112- عن عاصم الأحول، عن ابن سيرين، عن أفلح مولى أبي أيوب عن أبي أيوب الأنصاري. وعمرو بن أبي قيس صدوق قد يخطىء في حديثه وقد خالف هنا من هو أوثق منه.
قال الدارقطني 6/111: وقول ثابت أبي زيد أشبه بالصواب وقد أخرجه مسلم في "الصحيح".
وأخرجه بنحوه مطولاً الطبراني (3986) من طريق أبي الورد بن أبي بردة (!) عن غلام أبي أيوب، عن أبي أيوب.
وانظر ما سلف برقم (23504) .(38/501)
أَرْبَعِ رِقَابٍ، وَكُتِبَ لَهُ بِهِنَّ عَشْرُ حَسَنَاتٍ، وَمُحِيَ عَنْهُ بِهِنَّ عَشْرُ سَيِّئَاتٍ، وَرُفِعَ لَهُ بِهِنَّ عَشْرُ دَرَجَاتٍ، وَكُنَّ لَهُ حَرَسًا مِنَ الشَّيْطَانِ حَتَّى يُمْسِيَ، وَإِذَا قَالَهَا بَعْدَ الْمَغْرِبِ فَمِثْلُ ذَلِكَ " (1)
23519 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ ابْنُ أَخِي أَنَسٍ، عَنْ رَافِعِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، أَنَّهُ قَالَ: مَا نَدْرِي كَيْفَ نَصْنَعُ بِكَرَايِيسِ مِصْرَ وَقَدْ نَهَانَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَسْتَقْبِلَ الْقِبْلَتَيْنِ وَنَسْتَدْبِرَهُمَا، وقَالَ هَمَّامٌ: " يَعْنِي الْغَائِطَ (2) وَالْبَوْلَ " (3)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، عبد الله بن يعيش جهَّله الحسيني وابن حجر، ومع ذلك فقد حسَّن هذا الإسناد ابن حجر في "الفتح" 11/205 وقد صرح ابن إسحاق بالتحديث عند غير المصنف.
وأخرجه ابن حبان (2023) من طريق يعقوب بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن حبان بإثر (2023) ، والطبراني في "الكبير" (4092) ، وفي "الشاميين" (633) و (3585) من طريق يعقوب بن إبراهيم، عن أبيه عن ابن إسحاق، عن يزيد بن يزيد بن جابر، عن مكحول، عن عبد الله بن يعيش، به.
قال ابن حبان: سمع هذا الخبر يزيد بن يزيد بن جابر، عن مكحول والقاسم ابن مخيمرة جميعاً، وهما طريقان محفوظان.
وفي الباب ما يقويه انظر ما سلف برقم (23516) .
(2) في (ظ 5) : الخلاء.
(3) إسناده صحيح. همَّام: هو ابن يحيى العَوْذي، وإسحاق ابن أخي أنس: هو إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، وعبد الله بن أبي طلحة أخو أنس بن مالك لأمه أمِّ سُلَيم. =(38/502)
23520 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ يَعْنِي الْخُرَاسَانِيَّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ اللَّيْثِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ شِهَابٍ، يَقُولُ: أَشْهَدُ عَلَى عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَا مِنْ رَجُلٍ يَغْرِسُ غَرْسًا إِلَّا كَتَبَ اللهُ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ قَدْرَ مَا يَخْرُجُ مِنْ ثَمَرِ ذَلِكَ الْغِرَاسُ " (1)
23521 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَسْلَمَ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " بَادِرُوا بِصَلَاةِ الْمَغْرِبِ قَبْلَ طُلُوعِ النَّجْمِ " (2)
__________
= وسلف الحديث برقم (23514) من طريق مالك عن إسحاق.
(1) إسناده ضعيف لضعف عبد الله بن عبد العزيز الليثي.
وأخرجه الطبراني (3968) من طريق سعيد بن منصور، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن خزيمة في التوكل -كما في "إتحاف المهرة" 4/379- والشاشي (1112) ، والطبراني (3968) من طرق عن عبد الله بن عبد العزيز الليثي، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/67 وقال: رواه أحمد، وفيه: عبد الله ابن عبد العزيز الليثي وثقه مالك وسعيد بن منصور، وضعفه جماعة، وبقية رجاله رجال الصحيح.
وفي الباب بغير هذه السِّياقة عن معاذ بن أنس، سلف برقم (15616) .
وعن السائب بن خلاد، سلف برقم (16558) . وانظر تتمة أحاديث الباب هناك.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، قتيبة بن سعيد قد مشَّى جماعةٌ من =(38/503)
23522 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ رَاشِدٍ الْيَافِعِيِّ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَوْسٍ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ، أَنَّهُ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فَقَرَّبَ طَعَامًا فَلَمْ أَرَ طَعَامًا كَانَ أَعْظَمَ بَرَكَةً مِنْهُ أَوَّلَ مَا أَكَلْنَا، وَلَا أَقَلَّ بَرَكَةً فِي آخِرِهِ، قُلْنَا: كَيْفَ هَذَا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " لِأَنَّا ذَكَرْنَا اسْمَ اللهِ حِينَ أَكَلْنَا، ثُمَّ قَعَدَ بَعْدُ مَنْ أَكَلَ، وَلَمْ يُسَمِّ فَأَكَلَ مَعَهُ الشَّيْطَانُ " (1)
__________
= أهل العلم حديث ابن لهيعة من طريقه، ثم هو متابعٌ، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. غير أسلم أبي عمران -وهو ابن يزيد التُّجيبي- وقد روى له أصحاب "السنن" سوى ابن ماجه، وهو ثقة.
وأخرجه الشاشي في "مسنده" (1129) من طريق قتيبة بن سعيد، به.
وأخرجه بنحوه الطبراني في "الكبير" (4058) من طريق سعيد بن أبي مريم، والدارقطني 1/260 من طريق معلى بن منصور، كلاهما عن ابن لهيعة، به.
وأخرجه الطبراني (4059) من طريق عبد الحميد بن جعفر، عن يزيد بن أبي حبيب، به. وعبد الحميد بن جعفر صدوق.
وأخرجه أيضاً (4057) من طريق حيوة بن شريح، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أسلم أبي عمران، عن أبي أيوب قال: كنا نصلَّي المغرب حين تَجِبُ الشمس.
وسيأتي برقم (23580) من طريق ابن أبي ذئب، عن يزيد بن أبي حبيب، عن رجل، عن أبي أيوب، وهذا الرجل المبهم هو أسلم أبو عمران.
وانظر ما سيأتي برقم (23534) .
(1) إسناده ضعيف، راشد اليافعي -وهو ابن جندل- وحبيب بن أوس كلاهما ليس له إلا راوٍ واحد، وابن لهيعة سيئ الحفظ، وقد مشَّى بعض أهل العلم حديثه من رواية قتيبة عنه. =(38/504)
23523 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ (1) ، حَدَّثَنَا عَاصِمٍ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، أَنَّ يَزِيدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ، كَانَ أَمِيرًا عَلَى الْجَيْشِ الَّذِي غَزَا فِيهِ أَبُو أَيُّوبَ فَدَخَلَ عَلَيْهِ عِنْدَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُ أَبُو أَيُّوبَ: إِذَا مِتُّ فَاقْرَءُوا عَلَى النَّاسِ مِنِّي السَّلَامَ، فَأَخْبِرُوهُمْ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا جَعَلَهُ اللهُ فِي الْجَنَّةِ "، وَلْيَنْطَلِقُوا بِي، فَلْيَبْعُدُوا بِي فِي أَرْضِ الرُّومِ مَا اسْتَطَاعُوا " فَحَدَّثَ النَّاسُ لَمَّا مَاتَ أَبُو أَيُّوبَ فَاسْتَلْأَمَ النَّاسُ، وَانْطَلَقُوا بِجِنَازَتِهِ " (2)
__________
= وأخرجه المزي في ترجمة راشد اليافعي من "تهذيب الكمال" 9/5 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي في "الشمائل" (189) عن قتيبة، به.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 5/23، وقال: رواه أحمد وفيه راشد بن جندل وحبيب بن أوس، وكلاهما ليس له إلا راوٍ واحد، وبقية إسناده رجال الصحيح خلا ابن لهيعة، وحديثه حسن.
وانظر في باب التسمية على الطعام حديثَ جابرٍ السالف برقم (14729) .
(1) قوله: "حدثنا همام" سقط من (م) و (ظ 2) و (ق) .
(2) صحيح بمجموع طرقه، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الرجل المكِّي. همام: هو ابن يحيى العوذي، وعاصم: هو ابن أبي النَّجود، والمعروف أيضاً بعاصم بن بهدلة.
وأخرجه ابن سعد 3/485 عن عمرو بن عاصم، عن همام، بهذا الإسناد.
وأخرج نحو هذه القصة دون المرفوع ابن سعد أيضاً عن إسماعيل بن إبراهيم، عن أيوب السختياني، عن محمد، عن أبي أيوب الأنصاري. ومحمد سواء كان ابن سيرين أو ابن المنكدر. فكلاهما روايته عن أبي أيوب منقطعة. =(38/505)
23524 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: أَمْلَى عَلَيَّ مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ، أَخْبَرَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا أَتَى أَحَدُكُمُ الْغَائِطَ، فَلَا يَسْتَقْبِلَنَّ الْقِبْلَةَ، وَلَكِنْ لِيُشَرِّقْ، أَوْ لِيُغَرِّبْ " " فَلَمَّا قَدِمْنَا الشَّامَ وَجَدْنَا مَرَاحِيضَ جُعِلَتْ نَحْوَ الْقِبْلَةِ فَنَنْحَرِفُ وَنَسْتَغْفِرُ اللهَ " (1)
__________
= وسيأتي من طريق أبي ظبيان برقمي (23560) و (23594) .
وسلف المرفوع منه ضمن حديث (23502) من طريق أبي رهم السمعي عن أبي أيوب.
قال السندي: "فاستلأَم" بهمزة بعد اللام، أي: لبسوا السلاح.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه النسائي 1/23 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن حبان (1417) من طريق وهيب بن خالد، والطبراني في "الكبير" (3936) ، وفي "الأوسط" (1365) من طريق روح بن القاسم، كلاهما عن معمر، به.
وسيأتي من طريق معمر برقم (23536) و (23577) ، ومن طريق سفيان بن عيينة عن الزهري برقم (23579) .
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/150، والبخاري (144) ، وابن ماجه (318) وأبو عوانة (507) و (508) ، والطحاوي 4/232، وابن حبان (1417) ، والطبراني في "الكبير" (3938 - 3948) ، وفي "الأوسط" (7609) ، والدارقطني في "العلل" 6/98، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/168 من طرق عن الزهري، به. =(38/506)
23525 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أُتِيَ بِطَعَامٍ أَكَلَ مِنْهُ، وَبَعَثَ بِفَضْلِهِ إِلَيَّ، وَإِنَّهُ بَعَثَ يَوْمًا بِقَصْعَةٍ لَمْ يَأْكُلْ مِنْهَا شَيْئًا فِيهَا ثُومٌ، فَسَأَلْتُهُ أَحَرَامٌ هُوَ؟ قَالَ: " لَا، وَلَكِنِّي أَكْرَهُهُ مِنْ أَجْلِ رِيحِهِ " قَالَ: فَإِنِّي أَكْرَهُ مَا كَرِهْتَ (1)
__________
= وأخرجه الطبراني في "الكبير" (3975) من طريق يزيد بن زريع، عن معمر، عن الزهري، عن أبي الأحوص، عن أبي أيوب. وهذا الطريق غير محفوظ، وقد تفرد به يزيد بن زريع عن معمر.
وأخرجه الطحاوي 4/232، والشاشي (1123) ، والطبراني في "الكبير" (3921) من طريق إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جارية، عن أبي أيوب. قال أبو حاتم الرازي في "العلل" 1/34: وهو خطأ، الصحيح عن الزهري عن عطاء بن يزيد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (3917) ، وفي "الصغير" (552) ، والدارقطني في "السنن" 1/60، وفي "العلل" 6/116 من طريق ورقاء بن عمر، عن سعد بن سعيد، عن عمر بن ثابت، عن أبي أيوب.
وانظر ما سلف برقم (23514) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل سِماك بن حرب، فهو صدوق حسن الحديث.
وأخرجه مسلم (2053) (170) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1883) ، وأبو عوانة (8389) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (23537) عن يحيى بن سعيد القطان عن شعبة.
وقد سلف في مسند جابر بن سمرة برقم (20897) من طريق سعيد بن عامر =(38/507)
23526 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا وَاصِلٌ الرَّقَاشِيُّ، عَنْ أَبِي سَوْرَةَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أُتِيَ بِطَعَامٍ نَالَ مِنْهُ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَنَالَ، ثُمَّ يَبْعَثُ بِسَائِرِهِ إِلَى أَبِي أَيُّوبَ وَفِيهِ أَثَرُ يَدِهِ، فَأُتِيَ بِطَعَامٍ فِيهِ الثُّومُ، فَلَمْ يَطْعَمْ مِنْهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا، وَبَعَثَ بِهِ إِلَى أَبِي أَيُّوبَ، فَقَالَ لَهُ أَهْلُهُ، فَقَالَ: أَدْنُوهُ مِنِّي، فَإِنِّي أَحْتَاجُ إِلَيْهِ فَلَمَّا لَمْ يَرَ أَثَرَ يَدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِ، كَفَّ يَدَهُ مِنْهُ، وَأَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، بِأَبِي وَأُمِّي، هَذَا الطَّعَامُ لَمْ تَأْكُلْ مِنْهُ آكُلُ مِنْهُ؟ قَالَ: " فِيهِ تِلْكَ الثُّومَةُ فَيَسْتَأْذِنُ عَلَيَّ جِبْرِيلُ "، قَالَ: فَآكُلُ مِنْهُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " نَعَمْ فَكُلْ " (1)
23527 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ وَاصِلٍ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَبِي سَوْرَةَ،
__________
= عن شعبة، وبرقم (20888) و (20898) و (20990) و (21023) من طريق حماد ابن سلمة، كلاهما عن سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة قال: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا أُهدي له طعامٌ ... فذكره، وجعله من حديث جابر بن سمرة، والمحفوظ أنه من حديثه عن أبي أيوب.
وانظر ما سلف برقم (23504) .
(1) إسناده ضعيف جداً، واصل بن السائب الرقاشي وأبو سَوْرة -وهو ابن أخي أبي أيوب- مجمع على تضعيفهما، وأبو سورة لا يعرف له سماع من أبي أيوب فيما قاله البخاري.
لكن متن الحديث قد صحَّ من غير هذا الطريق، انظر الإحالة إلى طرقه فيما سلف برقم (23504) .(38/508)
عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، وعَنْ عَطَاءٍ، قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " حَبَّذَا الْمُتَخَلِّلُونَ " قِيلَ: وَمَا الْمُتَخَلِّلُونَ؟ قَالَ: " فِي الْوُضُوءِ وَالطَّعَامِ " (1)
23528 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، يَذْكُرُ فِيهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثٍ، يَلْتَقِيَانِ فَيَصُدُّ هَذَا، وَيَصُدُّ هَذَا، وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلَامِ " (2)
__________
(1) إسناده ضعيف جداً كسابقه. عطاء: هو ابن أبي رباح، وهو من جهته مرسل.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/12، وعبد بن حميد (217) ، والطبراني في "الكبير" (4061) و (4062) ، وابن عدي في "الكامل" 7/2547 من طرق عن واصل بن السائب الرقاشي، عن أبي سورة، عن أبي أيوب وحده - وهو عند بعضهم مطوَّل.
وانظر ما سيأتي برقم (23541) .
وله شاهد مختصر من حديث أنس رفعه: "حبَّذا المتخللون من أمتي" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1596) . قال الهيثمي في "المجمع" 1/235: وفيه محمد ابن أبي حفص الأنصاري، ولم أجد من ترجمه. قلنا: وفيه رقبة بن مصقلة عن أنس، وهو منقطع.
وانظر في تخليل الأصابع حديث ابن عباس السالف برقم (2604) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان هو ابن عيينة.
وأخرجه الطيالسي (592) ، والحميدي (377) ، وابن أبي شيبة 8/529، والبخاري في "الصحيح" (6237) ، ومسلم (2560) ، والترمذي (1932) ، وأبو عوانة في البر والصلة وفي الطهارة كما في "إتحاف المهرة" 4/378، والطبراني في "الكبير" (3951 - 3953) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
جاء عند البخاري عقبه: وذكر سفيان أنه سمعه منه ثلاث مرات، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. =(38/509)
23529 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ حُنَيْنٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: اخْتَلَفَ الْمِسْوَرُ، وَابْنُ عَبَّاسٍ وَقَالَ مَرَّةً: امْتَرَى فِي الْمُحْرِمِ يَصُبُّ عَلَى رَأْسِهِ الْمَاءَ قَالَ: فَأَرْسَلُوا إِلَى أَبِي أَيُّوبَ كَيْفَ رَأَيْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَغْسِلُ رَأْسَهُ؟ فَقَالَ: " هَكَذَا مُقْبِلًا وَمُدْبِرًا " وَصَفَهُ سُفْيَانُ (1)
23530 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ بَشِيرٍ،
__________
= وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (399) ، وأبو عوانة في البر والصلة كما في "إتحاف المهرة" 4/378، والطبراني (3954 - 3959) و (3974) . من طرق عن الزهري، به.
وسيأتي برقم (23576) و (23584) .
وفي الباب عن سعد بن أبي وقاص، سلف برقم (1519) ، وانظر تتمة أحاديث الباب هناك.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. المِسوَر: هو ابن مَخْرمة.
وأخرجه الحميدي (379) ، والدارمي (1793) ، ومسلم (1205) (91) وابن الجارود (441) ، وابن خزيمة (2650) ، والطبراني (3977) ، والدارقطني 2/272 من طريق سفيان، بهذا الإسناد - وهو عند بعضهم مطوَّل.
وأخرجه مطولاً الطبراني (3978) ، والحاكم 3/462 من طريق ابن شهاب، عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين: أن عبد الله بن عباس والمسور بن مخرمة اختلفا، فذكره.
وأخرجه الطبراني أيضاً (3980) من طريق الربيع بن أبي مالك، عن ابن حنين، عن أبي أيوب قال: رأيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يغسل رأسه وهو محرم.
وسيرد مطولاً برقم (23548) و (23578) .(38/510)
عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ أَفْضَلَ الصَّدَقَةِ الصَّدَقَةُ عَلَى ذِي الرَّحِمِ الْكَاشِحِ " (1)
23531 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ السَّائِبَةِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سُعَادَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْمَاءُ مِنَ الْمَاءِ " (2)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، حجاج -وهو ابن أرطاة- مدلِّس وقد عنعن، وقيل: لم يسمع من الزهري، وقوله في هذا الإسناد: "حكيم بن بشير عن أبي أيوب الأنصاري" خطأٌ منه، فإنه لا يعرف حكيم بن بشير إلا في هذا الحديث، وصوابه: الزهري عن أيوب بن بشير الأنصاري عن حكيم بن حزام، وقد سلف برقم (15320) ، وروي عن حجاج بن أرطاة هكذا على الصواب.
وحديث أبي أيوب الأنصاري هذا أخرجه الطبراني في "الكبير". (4015) ، وفي "الأوسط" (3303) عن بكر بن سهل، عن عبد الله بن يوسف، عن أبي معاوية -وهو محمد بن خازم- بهذا الإسناد.
وقد أخرجه الطبراني بهذا الإسناد نفسه في "الكبير" (3126) إلا أنه جعله من حديث الزهري، عن أيوب بن بشير، عن حكيم بن حزام.
وأخرجه كذلك (3126) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/12-13 من طريق عبد الله بن نمير، عن الحجاج بن أرطاة، به.
وانظر تتمة تخريجه والكلام عليه عند حديث حكيم بن حزام السالف.
الكاشح: المُعْرض الذي يطوي كشحه عن صاحبه، والكَشْح: ما بين الخاصرة إلى الضِّلعَ الخَلْف من الإنسان.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عبد الرحمن بن السائبة -ويقال: السائب- وعبد الرحمن بن سعاد. سفيان: هو ابن عيينة، وعمرو: هو ابن دينار. =(38/511)
23532 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدَةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ سَهْمِ بْنِ مِنْجَابٍ، عَنْ قَزَعَةَ، عَنِ الْقَرْثَعِ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: أَدْمَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ عِنْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا هَذِهِ الرَّكَعَاتُ الَّتِي أَرَاكَ قَدْ أَدْمَنْتَهَا قَالَ: " إِنَّ أَبْوَابَ السَّمَاءِ تُفْتَحُ عِنْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ، فَلَا تُرْتَجُ حَتَّى يُصَلَّى الظُّهْرُ، فَأُحِبُّ أَنْ يَصْعَدَ لِي فِيهَا خَيْرٌ " قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ تَقْرَأُ فِيهِنَّ
__________
= وأخرجه ابن ماجه (607) ، والنسائي 1/115، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/54، والمزي في ترجمة عبد الرحمن بن السائب من "تهذيب الكمال" 17/130 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وسيأتي (23575) .
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (3894) من طريق يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أن عروة بن الزبير أخبره عن أبي أيوب. وسنده صحيح.
وقد سلف الحديث برقم (21087) من طريق هشام بن عروة عن أبيه عروة بن الزبير، عن أبي أيوب خالد بن زيد عن أُبيِّ بن كعب قال: سألت رسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قلت: الرجل يجامع أهله، فلا ينزل، قال: "يغسل ما مسَّ المرأة منه، ويتوضأ، ويصلي".
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11243) . وانظر تتمة شواهده هناك.
قال السندي: قوله: "الماء" أي: وجوب الاغتسال بالماء "من الماء" أي: من خروج الماء المعهود، لا بمجرد الجماع بلا إنزال، واتفقوا على أنه كان في أول الأمر ثم نُسخ، وقيل: هذا في الاحتلام.(38/512)
كُلِّهِنَّ؟ قَالَ: قَالَ: " نَعَمْ " قَالَ: قُلْتُ: فَفِيهَا سَلَامٌ فَاصِلٌ؟ قَالَ: " لَا " (1)
__________
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عُبيدة: وهو ابن مُعتِّب الضبي، ولاضطرابه كما سيأتي، وقرثع الضبي ليس بذاك القوي. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، وإبراهيم: هو ابن يزيد النَّخَعي، وقَزَعة: هو ابن يحيى البصري.
وأخرجه الترمذي في "الشمائل" بإثر (287) ، والدارقطني في "العلل" 6/129 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد - وهو عند الدارقطني مختصر.
وأخرجه الحميدي (385) ، وابن ماجه (1157) ، وابن خزيمة (1214) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/335، والطبراني في "الكبير" (4032) و (4033) و (4034) ، والبيهقي 2/488، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 1/168-169 من طرق عن عُبيدة بن معتِّب، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي في "الشمائل" (287) من طريق هشيم، عن عُبيدة، عن إبراهيم، عن سهم بن منجاب، عن القرثع -أو عن قزعة، عن قرثع- عن أبي أَيوب.
وأخرجه عبد بن حميد (226) ، والبيهقي 2/488 من طريق يعلى بن عبيد الطنافسي، والطبراني (4031) ، والخطيب في "الموضح" 1/169 من طريق محمد بن فضيل، كلاهما عن عبيدة به، إلا أنهما أسقطا من إسناده قزعةَ، وحديث محمد بن فضيل مختصر.
ورواه شعبة عن عبيدة، فاختلف عليه: فرواه جماعة عنه -كرواية أبي معاوية وغيره- أخرجه الطيالسي (597) ، وابن خزيمة (1214) ، والطحاوي 1/335، وابن عدي في "الكامل" 5/1991، وتمام في "فوائده" (380) ، والخطيب في "الموضح" 1/168. منهم محمد بن جعفر.
ورواه محمد بن جعفر، عن شعبة عند أبي داود (1270) ، ومن طريقه الخطيب في "الموضح" 1/167، فأسقط منه قزعة.
ورواه محمد بن جعفر أيضاً عند ابن خزيمة (1214) عن شعبة، عن عبيدة، =(38/513)
23533 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ ثَابِتٍ،
__________
= عن سهم بن منجاب، عن رجل، عن قرثع، عن أبي أيوب. فأسقط منه إبراهيم النخعي، ولم يسمِّ الراوي عن قرثع.
وأخرجه الطبراني (4036) من طريق المفضل بن صدقة، عن سعيد بن مسروق، عن المسيب بن رافع، عن القرثع، عن أبي أيوب.
والمفضَّل بن صدقة، ضعيف، وقد خالفه الأعمش فيما سيأتي برقم (23551) فرواه عن المسيب بن رافع، عن علي بن الصلت، عن أبي أيوب. قاله شريك النخعي عنه، وشريك سيئ الحفظ، وعلي بن الصلت هذا مجهول.
ورواه الثوري فيما سيأتي برقم (23565) عن الأعمش، عن المسيب بن رافع، عن رجل، عن أبي أيوب.
ورواه أبو الأحوص عند ابن أبي شيبة 2/199 عن سعيد بن مسروق عن المسيب بن رافع، عن أبي أيوب. فأسقط الواسطة بين المسيب وأبي أيوب.
وأخرجه محمد بن الحسن الشيباني في "الموطأ" ص 106، عن بكير بن عامر البجلي، عن إبراهيم النخعي والشعبي، عن أبي أيوب، وبكير ضعيف، والإسناد بين إبراهيم والشعبي وبين أبي أيوب منقطع.
وأخرجه الطبراني (3854) ، والحاكم 3/461 من طريق عبيد الله بن زَحْر، عن علي بن يزيد الألهاني، عن القاسم، عن أبي أمامة، عن أبي أيوب نحوه مطولاً، وإسناده ضعيف لضعف عبيد الله بن زَحْر وعلي بن يزيد.
وفي الباب عن عبد الله بن السائب بنحوه، سلف برقم (15396) ، وإسناده صحيح، وانظر تتمة شواهده هناك.
قال السندي: "أدمَن" أي: واظَبَ أربع ركعات، لا يَبعُد أن تكون هي سنَّة الظهر.
"فلا تُرتَجُ" على بناء المفعول، من الإرتاج، بتخفيف الجيم، أي: فلا تُغلق.(38/514)
عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ صَامَ رَمَضَانَ، ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ، فَذَلِكَ صِيَامُ الدَّهْرِ " (1)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، سعد بن سعيد - وهو ابن قيس الأنصاري أخو يحيى من رجال مسلم، وهو حسن الحديث، وقد توبع، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه الترمذي (759) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
قال الترمذي: حديث أبي أيوب حديث حسن صحيح.
وأخرجه عبد الرزاق (7918) و (7919) و (7921) ، والحميدي (381) وابن أبي شيبة 3/97، وعبد بن حميد (228) ، والدارمي (1754) ، ومسلم (1164) ، وأبو داود (2433) ، والنسائي في "الكبرى" (3863) ، وابن خزيمة (2114) ، وأبو عوانة في الصيام -كما في "إتحاف المهرة" 4/382- والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2341) و (2344) ، والشاشي (1143) ، وابن حبان (3634) ، والطبراني في "الكبير" (3902) و (3906 - 3911) ، وفي "الأوسط" (4637) ، وفي "الصغير" (664) ، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار" 6/379، وفي "السنن" 4/292، والبغوي (1780) من طرق عن سعد بن سعيد، به. ووقع في بعض المصادر تحريفات تصحح من هنا.
وأخرجه الحميدي (280) ، ومن طريقه الطحاوي في "شرح المشكل" (2342) عن سفيان بن عيينة، عن سعد بن سعيد، به موقوفاً. قال الحميدي: فقلت لسفيان، أو قيل له: إنهم يرفعونه، قال: اسكت عنه، قد عرفتُ ذلك.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (3912) ، وفي "الأوسط" (4976) من طريق حفص بن غياث، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن سعد بن سعيد، به.
قال حفص: ثم لقيت سعداً فحدثني. قلنا: وقد أخرجه الطبراني (2345) من طريق حفص، عن سعد بن سعيد.
وأخرجه الحميدي (382) عن إسماعيل بن إبراهيم الصائغ، والنسائي في "الكبرى" (2866) ، وأبو عوانة، والطحاوي في "شرح المشكل" (2346) =(38/515)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= والطبراني في "الكبير" (3914) و (3915) من طريق عبد الملك بن أبي بكر، والطبراني (3913) من طريق ابن لهيعة، عن عبد ربه بن سعيد، ثلاثتهم عن يحيى ابن سعيد، عن عمر بن ثابت، به. لم يذكروا سعداً في الإسناد.
وأخرجه الطحاوي (2337) من طريق ابن لهيعة، عن عبد ربه بن سعيد، عن سعد بن سعيد، به.
وأخرجه الشاشي (1145) ، والطبراني (3904) من طريق حماد بن سلمة، والطحاوي في "شرح المشكل" (2338) من طريق محمد بن سلمة، والشاشي (1142) من طريق النضر، ثلاثتهم عن محمد بن عمرو، عن سعد بن سعيد، به.
وأخرجه الطحاوي (2339) من طريق حماد بن سلمة، عن محمد بن عمرو، عن عمر بن ثابت، به. لم يذكر سعداً في الإسناد.
وأخرجه الدارقطني في "العلل" 6/108، والخطيب في "تاريخ بغداد" 3/57 من طريق عمرو بن عبد الغفار، عن الحسن بن صالح وسفيان الثوري، عن سعد ابن سعيد به.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (2862) من طريق إسحاق بن منصور، والشاشي (1144) ، والطبراني (3905) من طريق عبيد الله بن موسى، والطبراني أيضاً (3905) من طريق وكيع، ثلاثتهم عن الحسن بن صالح، عن محمد بن عمرو، عن سعد بن سعيد، به. فزاد محمدَ بن عمرو بين الحسن وبين سعد. قال الدارقطني في "العلل" 6/109: وهو الصواب.
قال إسحاق عند النسائي: عمرو بن ثابت، وهو خطأ، والصواب عمر بن ثابت، كما قال النسائي.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (2865) ، والطحاوي (2347) من طريق شعبة، عن عبد ربه بن سعيد، عن عمر بن ثابت، عن أبي أيوب موقوفاً.
وأخرجه النسائي (2867) من طريق عثمان بن عمرو الحراني، عن عمر بن ثابت، عن محمد بن المنكدر، عن أبي أيوب، مرفوعاً. وعثمان بن عمرو فيه ضعف، وزيادة ابن المنكدر فيه غير محفوظ. =(38/516)
23534 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْيَزَنِيِّ، قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا أَبُو أَيُّوبَ غَازِيًا، وَعُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ يَوْمَئِذٍ عَلَى مِصْرَ فَأَخَّرَ الْمَغْرِبَ، فَقَامَ إِلَيْهِ أَبُو أَيُّوبَ فَقَالَ: مَا هَذِهِ الصَّلَاةُ يَا عُقْبَةُ؟ فَقَالَ: شُغِلْنَا. قَالَ: أَمَا وَاللهِ مَا بِي إِلَّا أَنْ يَظُنَّ النَّاسُ أَنَّكَ رَأَيْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْنَعُ هَذَا، أَمَا سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا تَزَالُ أُمَّتِي بِخَيْرٍ، أَوْ عَلَى الْفِطْرَةِ مَا لَمْ يُؤَخِّرُوا الْمَغْرِبَ إِلَى أَنْ تَشْتَبِكَ النُّجُومُ (1) ؟ "
__________
= وأخرجه الحميدي (381) ، والدارمي (1754) ، وأبو داود (2433) ، والنسائي (3863) ، وابن خزيمة (2114) ، والطحاوي (2344) ، والشاشي (1143) ، وابن حبان (3634) ، والطبراني (3911) من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن صفوان بن سليم، وسعد بن سعيد، عن عمر بن ثابت، به.
وأخرجه الطحاوي (2343) من طريق الدراوردي، عن صفوان بن سليم وزيد ابن أسلم، عن عمر بن ثابت، به.
وسيأتي الحديث برقم (23556) و (23561) .
وفي الباب عن ثوبان مولى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سلف برقم (22412) . وانظر تتمة
أحاديث الباب هناك.
(1) إسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق، وقد صرَّح بالتحديث فيما سلف في مسند عقبة برقم (17329) ، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
إسماعيل: هو ابن عُلية.
وأخرجه الحاكم 1/190، وعنه البيهقي 1/370 من طريق عبد الله بن أحمد ابن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن خزيمة (339) من طريق إسماعيل ابن عُلية، به - وانظر ما بعده.
وانظر الحديث السالف برقم (23521) .(38/517)
23535 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا أَبُو أَيُّوبَ، وَعُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ يَوْمَئِذٍ عَلَى مِصْرَ فَذَكَرَ مِثْلَهُ (1)
23536 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا أَتَى أَحَدُكُمُ الْخَلَاءَ، فَلَا يَسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ، وَلَا يَسْتَدْبِرْهَا، وَلْيُشَرِّقْ وَلْيُغَرِّبْ " قَالَ أَبُو أَيُّوبَ: " فَلَمَّا أَتَيْنَا الشَّامَ وَجَدْنَا مَقَاعِدَ تَسْتَقْبِلُ الْقِبْلَةَ فَجَعَلْنَا نَنْحَرِفُ وَنَسْتَغْفِرُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ " (2)
23537 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي سِمَاكٌ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَكَلَ طَعَامًا بَعَثَ بِفَضْلِهِ إِلَى أَبِي أَيُّوبَ، قَالَ: فَأُتِيَ يَوْمًا بِقَصْعَةٍ فِيهَا ثُومٌ، فَبَعَثَ بِهَا، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ أَحَرَامٌ هُوَ؟ قَالَ: " لَا وَلَكِنِّي أَكْرَهُ رِيحَهُ " قَالَ: فَإِنِّي أَكْرَهُ مَا تَكْرَهُ (3)
__________
(1) إسناده حسن كسابقه.
وسيأتي مكرراً برقم (23582) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن عُليَّة.
وقد سلف برقم (23524) عن محمد بن جعفر، عن معمر.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل سماك: وهو بن حرب. =(38/518)
23538 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ مُوسَى بْنَ طَلْحَةَ، أَنَّ أَبَا أَيُّوبَ أَخْبَرَهُ أَنَّ أَعْرَابِيًّا عَرَضَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي مَسِيرٍ، فَأَخَذَ بِخِطَامِ نَاقَتِهِ، أَوْ بِزِمَامِ نَاقَتِهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَوْ يَا مُحَمَّدُ، أَخْبِرْنِي بِمَا يُقَرِّبُنِي مِنَ الْجَنَّةِ، وَيُبَاعِدُنِي مِنَ النَّارِ قَالَ: " تَعْبُدُ اللهَ وَلَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتَصِلُ الرَّحِمَ " (1)
__________
= وأخرجه أبو عوانة (8389) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (2053) (170) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1882) من طريق يحيى بن سعيد، به.
وانظر (23525) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطَّان، وعمرو ابن عثمان: هو ابن عبد الله بن مَوْهَب التَّيمي مولاهم.
وأخرجه أبو عوانة (3) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (49) ، ومسلم (13) (12) ، وأبو عوانة (3) ، والشاشي في "مسنده" (1124 - 1127) ، وابن حبان (237) ، والطبراني في "الكبير" (3924) ، وأبو نعيم في "الحلية" 4/374، والبيهقي في "الشعب" (7942) ، والبغوي في "شرح السنة" (8) من طرق عن عمرو بن عثمان، به، وهو عند بعضهم مطوَّل.
وأخرجه مسلم (13) (14) ، والطبراني في "الكبير" (3926) من طريق أبي إسحاق، عن موسى بن طلحة، به. =(38/519)
23539 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي عَوْنُ بْنُ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْبَرَاءِ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ بَعْدَ مَا غَرَبَتِ الشَّمْسُ، فَسَمِعَ صَوْتًا، فَقَالَ: " يَهُودُ تُعَذَّبُ فِي قُبُورِهَا " (1)
23540 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا وَاصِلٌ، عَنْ أَبِي سَوْرَةَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَسْتَاكُ مِنَ اللَّيْلِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، وَإِذَا قَامَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ صَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ لَا يَتَكَلَّمُ،
__________
= وسيأتي برقم (23550) من طريق شعبة عن محمد بن عثمان بن عبد الله بن موهب وأبيه عن موسى بن طلحة.
وانظر الحديث السالف برقم (23502) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو جُحيفة: هو وهب بن عبد الله السُّوائي، والبراء: هو ابن عازب، فهذا الحديث فيه ثلاثة من الصحابة يروون عن بعض. وهم أبو جحيفة، والبراء وأبو أيوب.
وهو عند عبد الله بن أحمد في "السنة" (1333) .
وأخرجه البخاري (1375) ، ومسلم (2869) ، والنسائي 4/102، وأبو عوانة في "البعث" كما في "إتحاف المهرة" 4/354، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (87) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (588) ، وابن أبي شيبة 3/375، ومسلم (2869) ، والشاشي (1093 - 1096) ، وابن حبان (3124) ، والطبراني (3856) ، والآجري في "الشريعة" ص 361، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (86) من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه الطبراني بنحوه (3857) من طريق عبد الجبار بن عباس الشِّبامي، عن عون بن أبي جحيفة، به.
وسيأتي برقم (23555) .
وفي الباب عن عائشة، سيرد برقم (24178) .(38/520)
وَلَا يَأْمُرُ بِشَيْءٍ، وَيُسَلِّمُ بَيْنَ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ " (1)
23541 - وَبِهِ " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا تَوَضَّأَ تَمَضْمَضَ، وَمَسَحَ لِحْيَتَهُ مِنْ تَحْتِهَا بِالْمَاءِ " (2)
__________
(1) إسناده ضعيف جداً من أجل واصل -وهو ابن السائب- وأبي سَوْرة ابن أخي أبي أيوب، فإنه مجمع على تضعيفهما، ثم إن أبا سورة هذا قيل: لا يعرف له سماع من أبي أيوب.
وأخرجه عبد بن حميد (219) ، والطبراني (4066) و (4067) من طريق محمد بن عبيد الطنافسي، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/170 عن أبي خالد الأحمر، عن واصل، به. وسقط اسم أبي أيوب من المطبوع، وجاء فيه: أبو سورة ابن أخي أبي أيوب.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 2/99 و272، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير" وفيه واصل بن السائب، وهو ضعيف.
وللسواك إذا قام من الليل، انظر حديث حذيفة بن اليمان السالف برقم (23242) .
وحديث ابن عباس، عند مسلم (256) .
وللصلاة من الليل انظر حديث ابن عباس السالف برقم (3169) .
(2) إسناده ضعيف جداً كسابقه.
وأخرجه عبد بن حميد (218) ، والترمذي في "العلل الكبير" 1/115، والشاشي في "مسنده" (1137) من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (433) ، والطبري في "تفسيره" 6/121، والعقيلي في "الضعفاء" 4/327، وابن عدي 7/2547 من طريق محمد بن ربيعة، والطبراني في "الكبير" (4068) من طريق يحيى بن سعيد الأموي، كلاهما عن واصل الرقاشي، به: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ توضأ وخلَّل لحيته. وحديث يحيى الأموي مطوَّل.
قال الترمذي في "العلل": سألت محمداً عن هذا الحديث، فقال: هذا لا شيء، فقلت: أبو سورة ما اسمه؟ قال: لا أدري ما تصنع به، عنده مناكير، ولا يعرف له سماع من أبي أيوب.
وقال الهيثمي في "المجمع" 1/230، بعد أن نسبه لأحمد: وفيه واصل بن السائب، وقد أجمعوا على ضعفه. =(38/521)
23542 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا قُرَيْشُ بْنُ حَيَّانَ، عَنْ أَبِي وَاصِلٍ، قَالَ: لَقِيتُ أَبَا أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيَّ فَصَافَحَنِي، فَرَأَى فِي أَظْفَارِي طُولًا، فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَسْأَلُ أَحَدُكُمْ عَنْ خَبَرِ السَّمَاءِ، وَهُوَ يَدَعُ أَظْفَارَهُ كَأَظَافِيرِ الطَّيْرِ يَجْتَمِعُ فِيهَا الْجَنَابَةُ وَالْخَبَثُ وَالتَّفَثُ " وَلَمْ يَقُلْ وَكِيعٌ مَرَّةً: الْأَنْصَارِيَّ، قَالَ غَيْرُهُ: أَبُو أَيُّوبَ الْعَتَكِيُّ قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: قَالَ أَبِي: " سَبَقَهُ لِسَانُهُ، يَعْنِي وَكِيعًا، فَقَالَ: لَقِيتُ أَبَا أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيَّ، وَإِنَّمَا هُوَ أَبُو أَيُّوبَ الْعَتَكِيُّ " (1)
__________
= وفي تخليل اللحية انظر "نصب الراية" للزيلعي 1/23-26، وحديث عثمان ابن عفان في "صحيح ابن حبان" (1081) .
(1) إسناده ضعيف لجهالة أبي واصل: واسمه سلمان -وقيل: سليمان، وقيل: سليم- بن فرُّوخ ثم إنه مرسل، فإن أبا أيوب هذا ليس هو الأنصاريَّ صاحبَ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيما قاله غير واحد من أهل العلم كما سيأتي، بل هو أبو أيوب العتكي الأزدي: واسمه يحيى بن مالك، وهو تابعي ثقة من رجال الشيخين.
وكيع: هو ابن الجراح، وقريش بن حيان: هو العجلي.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/128 من طريق وكيع، بهذا الإسناد، إلا أنه قال في نسب أبي أيوب: الهجري.
وأخرجه الشاشي (1139) ، وابن عدي 3/1162 من طريق عبد الرحمن بن المبارك، والشاشي (1138) من طريق سليمان بن حرب، وأيضاً (1140) ، والطبراني (4086) ، والبيهقي 1/175 من طريق أبي الوليد الطيالسي هشام بن عبد الملك، ثلاثتهم عن قريش بن حيان، به.
قال عبد الرحمن بن المبارك عند ابن عدي: عن أبي أيوب الأنصاري، ولم ينسبه الشاشي. وقال أبو الوليد الطيالسي عند الطبراني: عن أبي أيوب الأنصاري، =(38/522)
23543 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا أَبُو مَالِكٍ يَعْنِي الْأَشْجَعِيَّ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ أَسْلَمَ وَغِفَارَ وَمُزَيْنَةَ وَأَشْجَعَ وَجُهَيْنَةَ، وَمَنْ كَانَ (1) مِنْ بَنِي كَعْبٍ مَوَالِيَّ دُونَ النَّاسِ، وَاللهُ وَرَسُولُهُ مَوْلَاهُمْ " (2)
__________
= ولم ينسبه الشاشي والبيهقي، وكذا لم ينسبه سليمان بن حرب عند الشاشي.
وأخرجه الطيالسي (599) ، ومن طريقه البيهقي 1/175-176 عن قريش بن حيان، عن واصل بن سليم (!) قال: أتيت أبا أيوب الأزدي. فذكره. وتحرف في مطبوع البيهقي واصل إلى وائل.
قال البيهقي: وهذا مرسل، أبو أيوب الأزدي غير أبي أيوب الأنصاري.
وقال أبو حاتم الرازي كما في "العلل" 2/288: في حديث أبي داود الطيالسي هذا خطأ، ليس هو واصل بن سليم، إنما هو أبو واصل سليمان بن فروخ، عن أبي أيوب، وليس هو من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو أبو أيوب يحيى بن مالك العتكي من التابعين.. وانظر تتمة كلامه.
وقد جاء في الصحيح في تقليم الأظفار أنها من الفِطرة انظر حديث ابن عمر السالف برقم (5988) .
(1) في (م) و (ق) : وكان، بإسقاط (مَن) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي مالك الأشجعي -وهو سعد بن طارق- فمن رجال مسلم. يزيد: هو ابن هارون.
وأخرجه مسلم (2519) ، والترمذي (3940) ، وأبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 4/387، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4272) ، والطبراني (3927) ، والحاكم 4/82، وأبو نعيم في "الحلية" 4/374 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. =(38/523)
23544 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، أَوْ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " قَرَأَ فِي الْمَغْرِبِ بِالْأَعْرَافِ فِي الرَّكْعَتَيْنِ " (1)
23545 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَوْتِرْ بِخَمْسٍ، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَبِثَلَاثٍ، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَبِوَاحِدَةٍ، فَإِنْ
__________
= وجاء عند مسلم والترمذي: "الأنصار" بدل "أسلم".
وجاء عند مسلم "بني عبد الله" وعند الترمذي: "بني عبد الدار" بدل "بني كعب".
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي!
وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري (3504) ، ومسلم (2520) ، وقد سلف برقم (10040) و (10245) .
وانظر شواهده في الموضع الأول لحديث أبي هريرة برقم (7904) .
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/369، وابن خزيمة بإثر الحديث (518) ، والطبراني في "الكبير" (4823) من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد. ورواية ابن خزيمة فيها قصة، وسقط من مطبوع الطبراني عروة بن الزبير.
وقد سلف الحديث برقم (21609) عن يحيى بن سعيد القطان، عن هشام بن عروة، عن أبيه عروة: أن زيد بن ثابت أو أبا أيوب قال لمروان: ألم أرَكَ قصرتَ سجدتي المغرب؟! رأيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقرأ فيها بالأعراف.(38/524)
لَمْ تَسْتَطِعْ فَأَوْمِئْ إِيمَاءً " (1)
__________
(1) حديث صحيح، سفيان بن حسين -وإن تكلم بعض أهل العلم في روايته عن الزهري- قد توبع، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. يزيد: هو ابن هارون.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/295، والدارمي (1582) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/291، والشاشي (1111) ، والدارقطني 2/23، والحاكم 1/303 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (3963) ، والدارقطني 2/23 من طرق عن سفيان بن حسين، به.
وأخرجه الدارمي (1583) ، وابن ماجه (1190) ، وأبو داود (1422) ، والنسائي 3/238، والطحاوي 1/291، وابن حبان (2407) و (2410) و (2411) ، والطبراني في "الكبير" (3961) و (3962) و (3964) و (3965) و (3967) ، وفي "الأوسط" (1965) ، والدارقطني 2/22-23 و23، والحاكم 1/303 من سبع طرق عن الزهري، به -زاد بعضهم في أوله "الوتر حق"- وصحح الحاكم إسناده، ووافقه الذهبي.
وأخرجه الطيالسي (593) ، والنسائي 3/238-239، والدارقطني 2/24، والحاكم 1/303، والبيهقي 3/27 من ثلاث طرق عن الزهري عن عطاء بن يزيد، عن أبي أيوب موقوفاً.
ورواه سفيان بن عيينة عن الزهري، واختلف عليه: فروي عنه مرفوعاً عند الطبراني (3966) ، والدارقطني 2/22، والحاكم 1/303.
وروي عنه موقوفاً عند ابن أبي شيبة 2/295، والنسائي في "المجتبى" 3/238، وفي "الكبرى" (1402) ، والطحاوي 1/291. قال النسائي عقبه في "الكبرى": الموقوف أولى بالصواب، والله أعلم!
ورواه معمر عن الزهري فاختلف عليه أيضاً: فروي عنه مرفوعاً عند الطحاوي 1/291، والدارقطني 2/23، والحاكم 1/303. =(38/525)
23546 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا دَاوُدُ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، عَشْرَ مَرَّاتٍ، كُنَّ لَهُ كَعَدْلِ عِتْقِ عَشْرِ رِقَابٍ " أَوْ " رَقَبَةٍ " (1)
__________
= وروي عنه موقوفاً عند عبد الرزاق (4633) ، والدراقطني في "العلل" 6/99، وقال الدارقطني: والذين وقفوه عن معمر أثبت ممن رفعه.
قال الحاكم: لا أشكُّ أن الشيخين تركا هذا الحديث لتوقيف بعض أصحاب الزهري إياه، هذا مما لا يُعلِّل مثل هذا الحديث، والله أعلم.
وفي باب الإيتار بواحدة انظر حديث ابن عمر السالف برقم (4492) .
وحديث ابن عباس وابن عمر السالف برقم (2836) .
وفي باب الإيتار بثلاث انظر حديث ابن عباس السالف برقم (2714) و (2720) .
وفي باب الإيتار بخمس انظر حديث عائشة، الآتي برقم (25702) وحديث أم سلمة الآتي برقم (26641) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير داود -وهو ابن أبي هند- فمن رجال مسلم. يزيد: هو ابن هارون، وعامر: هو ابن شراحيل الشعبي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/301 و13/460، وحسين المروزي في زياداته على "زهد" ابن المبارك (1124) ، والشاشي في "مسنده" (1098) و (1099) و (1101) و (1102) ، والطبراني في "الكبير" (4016) و (4019) ، والبيهقي في "الدعوات" (118) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. =(38/526)
23547 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يِسَافٍ، عَنِ رَبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ امْرَأَةٍ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ تَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ " (1)
__________
= وأخرجه حسين المروزي (1125) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3906) ، والطبراني (4016) و (4017) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (593) من طرق عن داود بن أبي هند، به.
وأخرجه الطبراني (4018) من طريق حماد بن زيد، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن الربيع بن خثيم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى بنحو ما سيأتي بإثر الرواية (23583) .
وأخرجه الترمذي (3553) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (112) ، والشاشي (1097) و (1100) و (1104) ، والبغوي في "شرح السنة" (1275) من طريق محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، والشاشي (1103) من طريق إسماعيل ابن أبي خالد، كلاهما، عن الشعبي، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبي أيوب. وفيه: "كان له عدل أربع رقاب من ولد إسماعيل" وقيَّد بعضهم الذِّكر بعد صلاة الغداة.
وانظر ما سلف برقم (23516) .
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإبهام المرأة، وللاضطراب في سنده.
فقد اختُلف فيه على هلال بن يساف:
فرواه منصور -وهو ابن المعتمر- عنه، واختلف عليه:
فرواه شعبة كما في هذه الرواية، وهي أيضاً عند النسائي في "الكبرى" (10516) ، والدارقطني في "العلل" 6/103، وأبي نعيم في "الحلية" 7/168-169 عنه، عن هلال بن يساف، عن الربيع بن خثيم، عن عمرو بن ميمون، عن امرأة، عن أبي أيوب، مرفوعاً.
ورواه زائدة بن قدامة كما سيرد (23554) ، وإسرائيل عند الدارمي (3437) ، =(38/527)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وابن عبد البر 7/256، كلاهما عنه، عن هلال، عن الربيع بن خثيم، عن عمرو بن ميمون، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن امرأة من الأنصار، عن أبي أيوب، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ورواه جرير بن عبد الحميد عند النسائي في "الكبرى" (10515) ، والطبراني في "الكبير" (4027) عنه، عن هلال، عن الربيع، عن امرأة، عن أبي أيوب مرفوعاً.
ورواه فضيل بن عياض عند النسائي (10518) ، والطبراني (4028) عنه، عن هلال، عن عمرو بن ميمون، عن ربيع بن خثيم، عن ابن أبي ليلى، عن امرأة، عن أبي أيوب مرفوعاً.
ورواه عبد العزيز بن عبد الصمد عند النسائي (10519) ، والطبراني (4029) عنه، وقال: عن رِبْعي (هو ابن حراش) ، عن عمرو بن ميمون، عن ابن أبي ليلى، عن امرأة، عن أبي أيوب مرفوعاً. قال البخاري في "التاريخ الكبير" 3/137: ربعي لا يصحُّ. وقال النسائي وأبو حاتم كما في "العلل" 2/80-81: هذا خطأ، وقال الدارقطني في "العلل" 6/102: وهم فيه.
ورواه حصين بن عبد الرحمن، عن هلال، واختلف عليه:
فرواه شعبة عند النسائي (10520) عنه، عن هلال، عن الربيع عن امرأة عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ورواه هشيم عند النسائي (10521) ، وأبي عبيد في "فضائل القرآن" ص 143-144 عنه، عن هلال، عن ابن أبي ليلى، عن أبي بن كعب، عن رجل من الأنصار، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وجاء عند أبي عبيد: أبي بن كعب أو رجل من الأنصار.
ورواه هشيم أيضاً عند النسائي (10522) عنه، عن ابن أبي ليلى، عن أبي بن كعب، مرفوعاً.
ورواه إبراهيم النخعي عند النسائي (10511) ، وابن الضُّريس في "فضائل =(38/528)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= القرآن" (243) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1211) ، وأبي نعيم في "الحلية" 2/117 و7/168 عن الربيع بن خثيم، عن عبد الله، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ورواه منذر الثوري عند النسائي (10514) عن الربيع بن خثيم، عن الأنصاري، قوله.
ورواه الشعبي، واختلف عليه فيه:
فرواه إسماعيل بن أبي خالد عند الطبراني (4024) ، وعبد الله بن أبي السفر عند أبي عبيد في "فضائل القرآن" ص 143، والطبراني (4025) ، والدارقطني في "العلل" 6/102، وأبي نعيم في "الحلية" 7/168، وزكريا بن أبي زائدة عند الدارقطني في "العلل" 6/103، والبيهقي في "الشعب" (2543) ثلاثتهم عنه، عن ابن أبي ليلى، عن أبي أيوب مرفوعاً.
وأعاده زكريا بن أبى زائدة عند النسائي (10523) بالإسناد ذاته، إلا أنه وقفه على أبي أيوب.
ورواه عبد الله بن عون عند النسائي (10524) عنه، عن عمرو بن ميمون، عن أبي أيوب، قوله.
ورواه سفيان الثوري وغير واحد كما سلف برقم (17106) عن أبي قيس عبد الرحمن بن ثَرْوان، عن عمرو بن ميمون، عن أبي مسعود مرفوعاً. قال ابن عبد البر في "التمهيد" 7/255: وهو عندي خطأ، والصواب فيه حديث منصور، عن هلال، عن الربيع بن خثيم، عن عمرو بن ميمون، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن امرأة، عن أبي أيوب.
قال الدارقطني في "العلل" 6/102، بعد أن ذكر الاختلاف في إسناد الحديث: والحديث حديث زائدة، عن منصور، وهو أقام إسناده وحفظه.
وأخرجه النسائي (10530) من طريق عمرو بن عثمان بن موهب، عن موسى ابن طلحة، عن أبي أيوب، قوله.
وانظر أحاديث الباب عند حديث عبد الله بن عمرو السالف برقم (6613) .(38/529)
23548 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ حُنَيْنٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: اخْتَلَفَ الْمِسْوَرُ بْنُ مَخْرَمَةَ وَابْنُ عَبَّاسٍ فِي الْمُحْرِمِ يَغْسِلُ رَأْسَهُ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " يَغْسِلُ " وَقَالَ الْمِسْوَرُ: " لَا يَغْسِلُ " فَأَرْسَلُونِي إِلَى أَبِي أَيُّوبَ فَسَأَلْتُهُ؟ " فَصَبَّ عَلَى رَأْسِهِ الْمَاءَ، ثُمَّ أَقْبَلَ بِيَدَيْهِ، وَأَدْبَرَ بِهِمَا "، ثُمَّ قَالَ: " هَكَذَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَلَ " (1)
23549 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَمَعَ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ بِالْمُزْدَلِفَةِ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو عند مالك في "الموطأ" 1/323 مطولاً، ومن طريقه أخرجه الشافعي 1/308، والبخاري (1840) ، ومسلم (1205) (91) ، وأبو داود (1840) ، وابن ماجه (2934) ، والنسائي 5/128-129، وأبو عوانة في الحج -كما في "إتحاف المهرة" 4/363- وابن حبان (3948) ، والطبراني (3976) ، والبيهقي في "السنن" 5/63، وفي "معرفة السنن والآثار" (9701) ، والبغوي (1983) .
وسلف مختصراً برقم (23529) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الله بن يزيد: هو الخَطْمي، صحابي صغير.
وأخرجه الطيالسي (590) ، والدارمي (1883) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (480) ، والشاشي (1116) و (1122) ، والطبراني (3869) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. =(38/530)
23550 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَوْهَبٍ، وَأَبُوهُ (1) عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، أَنَّهُمَا سَمِعَا مُوسَى بْنَ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ؟ فَقَالَ الْقَوْمُ: مَا لَهُ مَا لَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَرَبٌ مَا لَهُ؟ قَالَ: " تَعْبُدُ اللهَ لَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتَصِلُ الرَّحِمَ ذَرْهَا " قَالَ: كَأَنَّهُ كَانَ عَلَى رَاحِلَتِهِ (2)
__________
= وأخرجه الطحاوي 2/213 من طريق غيلان، والشاشي (1120) ، والطبراني (3862) من طريق مسعر، والطبراني (3871) من طريق ابن أبي ليلى، ثلاثتهم عن عدي بن ثابت، به.
وأخرجه الطبراني (3714) من طريق غيلان بن جامع، وبرقم (3715) من طريق جابر بن يزيد الجُعْفي، كلاهما عن عدي بن ثابت، عن عبد الله بن يزيد، عن خزيمة بن ثابت، بنحوه. جعله من حديث خزيمة بن ثابت، وهو غير محفوظ: فإن جابراً الجعفي ضعيف، وأما طريق غيلان، فقد رواه عنه قيس بن الربيع، وقد ضعَّفه غير واحد.
وأخرجه الطحاوي 2/213 من طريق محمد بن عبد الرحمن -وهو ابن أبي ليلى- عن عدي بن ثابت، عن عبد الله بن يزيد، عن البراء، جعله من حديث البراء، ولا يصح، فإن ابن أبي ليلى سيئ الحفظ.
قال الدارقطني في "العلل" 6/115: والصواب حديث أبي أيوب الأنصاري.
وسيأتي بالأرقام (23553) و (23562) و (23566) و (23572) و (23573) .
وانظر أحاديث الباب عند حديث ابن عمر السالف برقم (4452) .
(1) في (م) و (ظ 2) : "وأبو" بإسقاط الهاء، وهو خطأ.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين على وهم وقع في إسناده فقد وَهَّمَ =(38/531)
23551 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الصَّلْتِ،
__________
= البخاري ومسلم والدارقطني وآخرون شعبة في قوله: محمد بن عثمان بن عبد الله، والمحفوظ عمرو بن عثمان كما سلف برقم (23538) ، وقال النووي: اتفقوا على أنه وهم من شعبة، وأن الصواب عمرو، والله أعلم. انظر "فتح الباري" 3/265.
بهز: هو ابن أسد العَمِّي.
وأخرجه المزي في ترجمة محمد بن عثمان من "تهذيب الكمال" 26/89-90 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (5983) ، وتعليقاً عقب (1396) ، ومسلم (13) (13) ، والنسائي 1/234، وابن حبان (3246) ، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (984) ، وأبو نعيم في "الحلية" 7/164، والمزي في "التهذيب" 26/89 من طريق بهز بن أسد، بهذا الإسناد. وفي رواية البخاري (5983) : "حدثنا ابن عثمان بن عبد الله بن موهب" ولم يسمِّه. وسقط شعبة من مطبوع "طبقات المحدثين" لأبي الشيخ.
وأخرجه ابن حبان (3245) ، والطبراني (3925) من طريق محمد بن كثير العبدي، عن شعبة، عن عثمان بن عبد الله وحده، عن موسى بن طلحة، به.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (7943) من طريق أبي أيوب سليمان بن داود الهاشمي، عن شعبة، عن محمد بن عثمان بن عبد الله وحده، عن موسى بن طلحة، به.
وأخرجه البخاري (1396) عن حفص بن عمر، عن شعبة، عن ابن عثمان، عن موسى بن طلحة، به. ولم يسمِّه.
وانظر الحديث السالف برقم (15883) .
تنبيه: أورد الحافظ ابن حجر في "أطراف المسند" 6/60 لهذا الحديث طريقاً لم يَرِدْ في شيءٍ من نسخنا الخطية، وهو: محمد بن جعفر، عن شعبة، عن عمرو ابن عثمان، عن موسى بن طلحة.(38/532)
عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ: أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ قَبْلَ الظُّهْرِ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّكَ تُدِيمُ هَذِهِ الصَّلَاةَ فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْعَلُهُ فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: " إِنَّهَا سَاعَةٌ تُفْتَحُ فِيهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ، فَأَحْبَبْتُ أَنْ يَرْتَفِعَ لِي فِيهَا عَمَلٌ صَالِحٌ " (1)
23552 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، أَخْبَرَنِي أَبُو صَخْرٍ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَخْبَرَهُ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي أَبُو أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيُّ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ مَرَّ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، فَقَالَ: " مَنْ مَعَكَ يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَذَا مُحَمَّدٌ، فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ: مُرْ أُمَّتَكَ فَلْيُكْثِرُوا مِنْ غِرَاسِ الْجَنَّةِ، فَإِنَّ تُرْبَتَهَا طَيِّبَةٌ، وَأَرْضَهَا وَاسِعَةٌ قَالَ: وَمَا غِرَاسُ الْجَنَّةِ؟ قَالَ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ " (2)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي- سيِّئ الحفظ، وعلي بن الصلت مجهول.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/199، والبخاري في "التاريخ الكبير" 6/279-280، والطبراني (4038) من طريق يحيى بن آدم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن خزيمة (1215) ، وابن حبان في "الثقات" 5/163-164 والطبراني (4037) ، والبيهقي 2/489 من طريقين عن شريك، به.
قال ابن خزيمة في "صحيحه" 2/223: ولست أعرف علي بن الصلت هذا، ولا أدري من أي بلاد الله هو، ولا أفهم ألقي أبا أيوب أم لا، ولا يحتج بمثل هذه الأسانيد -علمي- إلا معاندٌ أو جاهل.
وسيأتي برقم (23565) من طريق سفيان عن الأعمش، ولم يسمِ الراوي عن أبي أيوب.
وسلف برقم (23532) من طريق القرثع عن أبي أيوب.
(2) إسناده ضعيف، عبد الله بن عبد الرحمن مجهول الحال معروف النسب، =(38/533)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= فجدُّه هو الصحابي الجليل عبد الله بن عمر بن الخطاب، تفرَّد بالرواية عنه أبو صخر -وهو حميد بن زياد- ولم يوثقه سوى ابن حبان، وأبو صخر صدوق، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. أبو عبد الرحمن: هو عبد الله بن يزيد المقرئ، وحيوة: هو ابن شريح المصري.
وقد حسَّن هذا الإسناد المنذري في "الترغيب والترهيب" 2/445.
وأخرجه الشاشي في "مسنده" (1114) ، وابن حبان (821) ، والطبراني في "الكبير" (3898) ، وفي "الدعاء" (1657) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (657) ، وابن حجر في "نتائج الأفكار" 1/100 من طريق أبي عبد الرحمن المقرئ، بهذا الإسناد. وقال الحافظ ابن حجر: هذا حديث حسن.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (3898) ، والبيهقي (658) من طريق عبد الله ابن وهب، عن أبي صخر، به. وسقط سالم بن عبد الله من مطبوع الطبراني.
وله شاهد من حديث ابن عمر عند الطبراني في "الكبير" (13354) ، وفي "الدعاء" (1658) ، ولفظه: "أكثروا من غرس الجنة، فإنه عذب ماؤها، طيب ترابها، فأكثروا من غراسها: لا حول ولا قوة إلا بالله". وإسناده ضعيف لضعف اثنين من رواته.
وروي حديث أبي أيوب بغير هذا اللفظ، فقد أخرجه ابن أبي شيبة 13/516، وعبد بن حميد (231) ، والطبراني في "الكبير" (3900) من طريق المطَّلب بن عبد الله بن حنطب، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص قال: لقيت أبا أيوب فقال لي: ألا آمرك بما أمرني به رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أكثر من قول: لا حول ولا قوة الا بالله، فإنها من كنوز الجنة". وإسناده حسن، وحسَّنه ابن حجر في "المطالب العالية" 3/261.
وأخرجه كذلك الطبراني في "الكبير" (3899) ، وفي "الأوسط" (1964) من طريق خارجة بن عبد الله بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه، عن أبي أيوب، وإسناده ضعيف.
ويشهد له بهذا اللفظ غير ما حديث، انظر ما سلف في مسند أبي هريرة برقم (7966) ، وهو بهذا اللفظ صحيح. =(38/534)
23553 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، وَحَدَّثَنِي عَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَمَعَ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ بِجَمْعٍ " (1)
__________
= وفي باب غراس الجنة حديث ابن مسعود قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَقِيتُ إبراهيم ليلةَ أُسرِي بي فقال: يا محمد، أَقرىء أمَّتك مني السلام، وأَخبرهم أن الجنة طيبة التربة، عذبة الماء، وأنها قِيعان، وأن غِراسها: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر". أخرجه الترمذي (3462) وحسَّنه، مع أن فيه عبد الرحمن بن إسحاق أبا شيبة الواسطي، وهو ضعيف.
وفيه أيضاً دون قصة لُقيِّ إبراهيم عن ابن عباس عند الطبراني في "الأوسط" (8470) ، وفي "الدعاء" (1676) . وإسناده ضعيف.
وبنحوه من حديث جابر عند الترمذي (3464) ، وصححه ابن حبان (826) ، بلفظ: "من قال: سبحان الله وبحمده، غُرِست له به نخلة في الجنة". ورجاله ثقات.
وعن معاذ بن أنس الجهني، سلف برقم (15645) ، وسنده ضعيف، وانظر تتمة شواهده هناك.
(1) إسناداه صحيحان على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطَّان، وعبد الله بن يزيد. هو الخَطْمي.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (4023) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وانظر (23549) .
وجَمْع: هي المُزدَلِفَة.(38/535)
23554 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ بْنِ قُدَامَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يِسَافٍ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ امْرَأَةٍ، مِنَ الْأَنْصَارِ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَيُعْجِزُ (1) أَحَدُكُمْ أَنْ يَقْرَأَ ثُلُثَ الْقُرْآنِ فِي لَيْلَةٍ، فَإِنَّهُ مَنْ قَرَأَ قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ اللهُ الصَّمَدُ فِي لَيْلَةٍ فَقَدْ قَرَأَ لَيْلَتَئِذٍ ثُلُثَ الْقُرْآنِ " (2)
23555 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْبَرَاءِ،
__________
(1) في (م) : أيعجب.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف سلف الكلام عليه برقم (23547) .
وأخرجه الترمذي (2896) ، والنسائي في "المجتبى" 2/172، وفي "الكبرى" (1068) و (10517) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 7/255-256 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
قال الترمذي: هذا حديث حسن، ولا نعرف أحداً روى هذا الحديث أحسن من رواية زائدة، ... وقد روى شعبة وغير واحد من الثقات هذا الحديث عن منصور، فاضطربوا فيه.
قلنا: وقد بسطنا الاختلاف فيه في الرواية السالفة برقم (23547) .
وأخرجه عبد بن حميد (222) ، والنسائي في "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" 3/109، وابن الضريس في "فضائل القرآن" (254) ، والطبراني في "الكبير" (4026) ، وأبو نعيم في "الحلية" 2/117، والبيهقي في "الشعب" (2544) ، وابن عبد البر في "التهميد" 7/255-256 من طرق عن زائدة، به.
زاد فيه البيهقي: "ومن قال: لا إله إلا الله ... " الحديث، وقد سلف برقم (23516) .(38/536)
عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ وَجَبَتِ الشَّمْسُ قَالَ: فَسَمِعَ صَوْتًا فَقَالَ: " يَهُودُ تُعَذَّبُ فِي قُبُورِهَا " (1)
23556 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ وَرْقَاءَ، يُحَدِّثُ عَنْ سَعْدِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ صَامَ رَمَضَانَ وَسِتًّا مِنْ شَوَّالٍ، فَقَدْ صَامَ الدَّهْرَ " (2)
23557 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَحَجَّاجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَخِيهِ عِيسَى، عَنْ أَبِيهِ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (2869) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وانظر (23539) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل سعد بن سعيد الأنصاري.
ورقاء: هو ابن عمر اليَشكُري.
وأخرجه الطبراني (3903) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (2864) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (2340) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (594) ، ومن طريقه الطبراني (3916) عن ورقاء، به.
وأقحم في مطبوع الطبراني اسم يحيى بن سعيد بين سعد وعمر بن ثابت، وهو خطأ، ولعل صوابه: عن سعد بن سعيد أخي يحيى بن سعيد.
وانظر (23533) .(38/537)
عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ، فَلْيَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ، وَلْيَقُلِ الَّذِي يَرُدُّ عَلَيْهِ يَرْحَمُكَ اللهُ، وَلْيَقُلْ هُوَ: يَهْدِيكَ اللهُ وَيُصْلِحُ بَالَكَ " قَالَ حَجَّاجٌ: " يَهْدِيكُمُ اللهُ وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ " (1)
23558 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ يَعْنِي ابْنَ كَرِيزٍ، عَنْ شَيْخٍ، مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ مِنْ قُرَيْشٍ، عَنْ أَبِي أيُوبِ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: وَجَدَ رَجُلٌ فِي ثَوْبِهِ
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وكان يضطرب في هذا الحديث، يقول أحياناً: عن أبي أيوب عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ويقول أحياناً: عن علي عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد سلف برقم (972) و (973) و (995) . حجاج: هو ابن محمد الأعور.
وأخرجه الترمذي بإثر (2741) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (591) ، والدارمي (2659) ، والترمذي (2741) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (213) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (679) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4013) ، والشاشي في "مسنده" (1105) ، والطبراني (4009) ، والحاكم 4/266، وأبو نعيم في "الحلية" 7/163، والبيهقي في "شعب الإيمان" (9336) و (9337) ، والبغوي في "شرح السنة" (3342) من طرق عن شعبة، به.
وسيأتي من طريقين آخرين عن شعبة برقمي (23587) (23588) .
وأخرجه الشاشي (1106) من طريق صالح بن عمر، والبيهقي (9338) من طريق عدي بن عبد الرحمن، كلاهما عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، به.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (8631) ، وإسناده صحيح على شرط الشيخين، فيصح به الحديث، وذكرنا أحاديث الباب هناك.(38/538)
قَمْلَةً فَأَخَذَهَا لِيَطْرَحَهَا فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَفْعَلْ ارْدُدْهَا فِي ثَوْبِكَ حَتَّى تَخْرُجَ مِنَ الْمَسْجِدِ " (1)
23559 - حَدَّثَنَا بَهْزُ بْنُ أَسَدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ رَافِعِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَسْتَقْبِلُوا الْقِبْلَةَ بِفُرُوجِكُمْ، وَلَا تَسْتَدْبِرُوهَا " (2)
23560 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا ظِبْيَانَ، وَيَعْلَى، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي ظِبْيَانَ، قَالَ: غَزَا أَبُو أَيُّوبَ الرُّومَ فَمَرِضَ فَلَمَّا حُضِرَ قَالَ: إِذَا أَنَا مِتُّ فَاحْمِلُونِي، فَإِذَا صَافَفْتُمُ الْعَدُوَّ فَادْفِنُونِي تَحْتَ أَقْدَامِكُمْ، وَسَأُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوْلَا حَالِي هَذَا مَا حَدَّثْتُكُمُوهُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ
__________
(1) إسناده ضعيف، ابن إسحاق مدلِّس ولم يصرح بالتحديث.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/20، وقال: رواه أحمد، ورجاله ثقات، إلا أن محمد بن إسحاق عنعنه، وهو مدلس.
وفي الباب عن رجل من الأنصار، سلف برقم (23485) .
وانظر حديث أبي أمامة السالف برقم (22272) .
(2) إسناده صحيح.
وأخرجه الطبراني (3932) من طريق حجاج بن المنهال، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وانظر (23514) .(38/539)
بِاللهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ " (1)
23561 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ، أَخُو يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ ثَابِتٍ، رَجُلٌ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ، أَخْبَرَنِي أَبُو أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ صَامَ رَمَضَانَ، ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ، فَذَاكَ صِيَامُ الدَّهْرِ " (2)
__________
(1) صحيح بمجموع طرقه، رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أن أبا ظبيان -واسمه حصين بن جندب الجَنْبي- لم يحضر ذلك من أبي أيوب، إنما رواه عن أشياخ له حضروا ذلك منه. ابن نمير: هو عبد الله، ويعلى: هو ابن عبيد الطنافسي.
وأخرجه الشاشي (1155) ، والطبراني في "الكبير" (4043) من طريق يعلى بن عبيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 5/320 عن عيسى بن يونس، والطبراني (4041) من طريق زائدة، كلاهما عن الأعمش، به.
وأخرجه ابن سعد 3/484-485، والطبراني في "الكبير" (4044) و (4045) من طريق أبي معاوية، وابن سعد أيضاً عن عبد الله بن نمير، والطبراني (4042) من طريق جرير، ثلاثتهم، عن الأعمش، عن أبي ظبيان، عن أشياخه، عن أبي أيوب.
وسيأتي برقم (23594) من طريق أبي بكر بن عياش عن الأعمش.
وقال الذهبي في "السير" 2/412، بعد أن أورد الحديث من طريق الأعمش، عن أبي ظبيان، عن أبي أيوب: إسناده قوي.
وأورده الذهبي فيه من طريق جرير، عن قابوس بن أبي ظبيان، عن أبيه قال: أتيت مصر فرأيت الناس قد قفلوا من غزوهم، فأخبروني أنهم كانوا عند انقضاء مغزاهم حيث يراهم العدوُّ حضر أبا أيوب الموتُ ... فذكره.
وسلف من طريق رجل من أهل مكة عن أبي أيوب برقم (23523) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل سعد بن سعيد الأنصاري. =(38/540)
23562 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ الْخَطْمِيِّ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ: " أَنَّهُ صَلَّى مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ صَلَاةَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ الْآخِرَةِ بِالْمُزْدَلِفَةِ " (1)
23563 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا حَنَشُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ لَقِيطٍ النَّخَعِيُّ الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ رِيَاحِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: جَاءَ رَهْطٌ إِلَى عَلِيٍّ بالرَّحْبَةِ فَقَالُوا: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مَوْلَانَا قَالَ: كَيْفَ أَكُونُ مَوْلَاكُمْ وَأَنْتُمْ قَوْمٌ عَرَبٌ؟ قَالُوا: سَمِعْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ يَقُولُ: " مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ، فَإِنَّ هَذَا مَوْلَاهُ "
__________
= وأخرجه المزي في ترجمة عمر بن ثابت من "التهذيب" 21/284 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1164) ، وابن ماجه (1716) من طريق ابن نمير، به.
وانظر (23533) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله، ويحيى: هو ابن سعيد بن قيس الأنصاري.
وأخرجه الحميدي (383) ، والدارمي (1516) ، والبخاري (1674) ، ومسلم (1287) ، وابن ماجه (3020) ، والنسائي في "المجتبى" 5/260، وفي "الكبرى" (4024) ، وأبو عوانة في الصلاة كما في "إتحاف المهرة" 4/367، والشاشي (1118) و (1119) ، والطبراني (3865 - 3868) ، والبيهقي 5/120 من طرق عن يحيى بن سعيد الأنصاري، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (23566) من طريق مالك عن يحيى بن سعيد الأنصاري. وانظر (23549) .(38/541)
قَالَ رِيَاحٌ: فَلَمَّا مَضَوْا تَبِعْتُهُمْ، فَسَأَلْتُ مَنْ هَؤُلَاءِ؟ قَالُوا: نَفَرٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فِيهِمْ أَبُو أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيُّ (1)
23564 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا حَنَشٌ، عَنْ رِيَاحِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: رَأَيْتُ قَوْمًا مِنَ الْأَنْصَارِ قَدِمُوا عَلَى عَلِيٍّ فِي الرَّحْبَةِ فَقَالَ: مَنِ الْقَوْمُ؟ قَالُوا: مَوَالِيكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (2)
23565 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي قَبْلَ الظُّهْرِ أَرْبَعًا، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّكَ تُصَلِّي صَلَاةً تُدِيمُهَا فَقَالَ: " إِنَّ أَبْوَابَ السَّمَاءِ تُفْتَحُ إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ، فَلَا تُرْتَجُ حَتَّى يُصَلَّى الظُّهْرُ، فَأُحِبُّ أَنْ يَصْعَدَ لِي إِلَى السَّمَاءِ خَيْرٌ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح.
وأخرجه بنحوه ابن أبي شيبة 12/60، وابن أبي عاصم في "السنة" (1355) ، والطبراني (4052) و (4053) من طريق شريك، عن حنش بن الحارث، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني (4053) من طريق شريك، عن الحسن بن الحكم، عن رياح بن الحارث، نحوه. وشريك سيئ الحفظ.
وفي الباب عن علي، سلف برقم (950) .
وعن زيد بن أرقم، سلف برقم (952) .
(2) إسناده صحيح كسابقه. أبو أحمد: هو محمد بن عبد الله الزبيري.
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الراوي عن أبي أيوب، وقد =(38/542)
23566 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ (1) بْنِ يَزِيدَ الْخَطْمِيِّ، أَنَّ أَبَا أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيَّ أَخْبَرَهُ: " أَنَّهُ صَلَّى مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ جَمِيعًا بِالْمُزْدَلِفَةِ " (2)
__________
= سمَّاه شريك عن الأعمش فيما سلف برقم (23551) : عليّ بن الصلت، وهو مجهول.
وعبد الله بن الوليد: هو العَدَني، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه عبد الرزاق (4814) ، وابن خزيمة (1215) ، والبيهقي 2/289 من طريقين عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وانظر ما سلف برقم (23532) .
(1) تحرف في (م) إلى: عبيد الله.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، ويحيى ابن سعيد: هو الأنصاري.
وهو في "الموطأ" 1/401، ومن طريق مالك أخرجه البخاري (4414) ، والنسائي في "المجتبى" 1/291، وفي "الكبرى" (1576) ، والشاشي (1117) و (1121) ، والطبراني (3863) ، والبيهقي 5/120، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (1936) .
وأخرجه ابن حبان (3858) من طريق أحمد بن أبي بكر، عن مالك، عن يحيى بن سعيد، عن عبد الله بن يزيد، به. لم يذكر عديَّ بن ثابت في الإسناد، كما نص عليه الحافظ في "إتحاف المهرة" 4/367، ويستدرك عدي بن ثابت من "الموطأ" (1349) برواية أبي مصعب أحمد بن أبي بكر، ومن "شرح السنة" للبغوي، فقد أخرجه من طريق أحمد بن أبي بكر عن مالك.
وقد سلف برقم (23562) عن عبد الله بن نمير عن يحيى بن سعيد الأنصاري، وانظر (23549) .(38/543)
23567 - حَدَّثَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، أَنَّ أَسْلَمَ أَبَا عِمْرَانَ التُّجِيبِيَّ، حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيَّ، يَقُولُ: صَفَفْنَا يَوْمَ بَدْرٍ، فَنَدَرَتْ مِنَّا نَادِرَةٌ أَمَامَ الصَّفِّ، فَنَظَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِمْ، فَقَالَ: " مَعِي مَعِي " وَكَذَا قَالَ مَعْمَرٌ: فَبَدَرَتْ مِنَّا بَادِرَةٌ، وَقَالَ: صَفَفْنَا يَوْمَ بَدْرٍ (1)
23568 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ أَبِي رُهْمٍ السَّمَعِيِّ،
__________
(1) إسناده حسن، عبد الله بن لهيعة -وإن كان سيئ الحفظ- قد مشَّى بعض أهل العلم حديثه من رواية عبد الله -وهو ابن المبارك- عنه، وباقي رجال الإسناد ثقات.
وأخرجه الشاشي في "مسنده" (1128) من طريق أحمد بن جميل المروزي، عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني (4056) من طريق عبد الله بن يوسف، عن ابن لهيعة، به، في سياق خبر غزوة بدر.
وسيأتي برقم (23569) .
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 6/73-74، وقال: رواه الطبراني، وإسناده حسن.
قوله: "فندرت منَّا نادرة" تقدَّم منا بعضُ المقاتِلة أمام الصف.
"معي معي" أي: كونوا معي، أي: في الموقف الذي أختاره لكم بلا تقدُّم وتأخُّر عن ذلك.(38/544)
عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، عَشْرَ مَرَّاتٍ، كَتَبَ اللهُ لَهُ بِكُلِّ وَاحِدَةٍ قَالَهَا عَشْرَ حَسَنَاتٍ، وَحَطَّ اللهُ عَنْهُ بِهَا عَشْرَ سَيِّئَاتٍ، وَرَفَعَهُ اللهُ بِهَا عَشْرَ دَرَجَاتٍ، وَكُنَّ لَهُ كَعَشْرِ رِقَابٍ، وَكُنَّ لَهُ مَسْلَحَةً مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ إِلَى آخِرِهِ، وَلَمْ يَعْمَلْ يَوْمَئِذٍ عَمَلًا يَقْهَرُهُنَّ، فَإِنْ قَالَ حِينَ يُمْسِي، فَمِثْلُ ذَلِكَ " (1)
23569 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، أَنَّ أَسْلَمَ أَبَا عِمْرَانَ، حَدَّثَهُمْ أَنَّهُ، سَمِعَ أَبَا أَيُّوبَ، يَقُولُ: صَفَفْنَا يَوْمَ بَدْرٍ، فَبَدَرَتْ مِنَّا بَادِرَةٌ أَمَامَ الصَّفِّ، فَنَظَرَ إِلَيْهِمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " مَعِي مَعِي " (2)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل إسماعيل بن عياش، وباقي رجاله ثقات. أبو اليمان: هو الحَكَم بن نافع، وأبو رُهم السِّمعي: اسمه أحزاب ابن أَسِيد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (3883) من طريق أبي اليمان، بهذا الإسناد.
وأخرجه أيضاً فيه (3883) ، وفي "الشاميين" (928) من طرق عن إسماعيل بن عياش، به.
وأخرجه مختصراً في "الكبير" (3884) من طريق ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد، عن ربيعة بن مطير، عن أبي رهم، عن أبي أيوب.
وانظر ما سلف برقم (23516) .
(2) حديث حسن، ابن لهيعة سيئ الحفظ، لكن روى عنه هذا الحديث عبد الله بن المبارك، وروايته عنه صالحة فيما ذهب إليه بعض أهل العلم، وقد سلف من طريقه برقم (23567) .(38/545)
23570 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ أَبِي رُهْمٍ السَّمَّاعِيِّ، أَنَّ أَبَا أَيُّوبَ حَدَّثَهُ: أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَزَلَ فِي بَيْتِنَا الْأَسْفَلِ، وَكُنْتُ فِي الْغُرْفَةِ، فَأُهْرِيقَ مَاءٌ فِي الْغُرْفَةِ، فَقُمْتُ أَنَا وَأُمُّ أَيُّوبَ بِقَطِيفَةٍ لَنَا نَتْبَعُ الْمَاءَ شَفَقَةَ أَنْ يَخْلُصَ الْمَاءُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَزَلْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا مُشْفِقٌ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُ لَيْسَ يَنْبَغِي أَنْ نَكُونَ فَوْقَكَ، انْتَقِلْ إِلَى الْغُرْفَةِ، فَأَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَتَاعِهِ فَنُقِلَ، وَمَتَاعُهُ قَلِيلٌ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، كُنْتَ تُرْسِلُ إِلَيَّ بِالطَّعَامِ، فَأَنْظُرُ فَإِذَا رَأَيْتُ أَثَرَ أَصَابِعِكَ وَضَعْتُ يَدِي فِيهِ، حَتَّى إِذَا كَانَ هَذَا الطَّعَامُ الَّذِي أَرْسَلْتَ بِهِ إِلَيَّ فَنَظَرْتُ فِيهِ فَلَمْ أَرَ فِيهِ أَثَرَ أَصَابِعِكَ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَجَلْ إِنَّ فِيهِ بَصَلًا، فَكَرِهْتُ أَنْ آكُلَهُ مِنْ أَجْلِ الْمَلَكِ الَّذِي يَأْتِينِي، وَأَمَّا أَنْتُمْ فَكُلُوهُ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي رُهْم السَّماعي -ويقال: السَِّمَعي، وهو المشهور- فقد روى له أصحاب السنن غير الترمذي، وهو ثقة مخضرم، واسمه أحزاب بن أَسيد. يونس: هو ابن محمد المؤدِّب، وليث: هو ابن سعد، ويزيد: هو ابن أبي حبيب، وأبو الخير: هو مَرْثَد بن عبد الله اليَزَني.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/305، والشاشي في "مسنده" (1134) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 2/95 من طريق يونس بن محمد المؤدب، بهذا الإسناد - والحديث عند ابن أبي شيبة مختصر.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1885) ، والطحاوي في "شرح المعاني" 4/239، والطبراني في "الكبير" (3878) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 2/510، وابن الأثير 2/95 من طرق عن الليث بن سعد، به. =(38/546)
23571 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَمَسَّ مِنْ طِيبٍ إِنْ كَانَ عِنْدَهُ، وَلَبِسَ مِنْ أَحْسَنِ ثِيَابِهِ، ثُمَّ خَرَجَ حَتَّى يَأْتِيَ الْمَسْجِدَ فَيَرْكَعَ إِنْ بَدَا لَهُ، وَلَمْ يُؤْذِ أَحَدًا، ثُمَّ أَنْصَتَ إِذَا خَرَجَ إِمَامُهُ حَتَّى يُصَلِّيَ، كَانَتْ كَفَّارَةً لِمَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى "
وقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: إِنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ السُّلَمِيَّ،
__________
= وأخرجه الطحاوي 4/239 من طريق عبد الله بن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، به.
ورواه محمد بن إسحاق فاضطرب فيه، فهو في "مغازيه" كما في "سيرة ابن هشام" 2/144 عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير مرثد بن عبد الله، عن أبي رُهْم، عن أبي أيوب.
وأخرجه من طريق ابن إسحاق على هذا الوجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1886) .
وأخرجه الطبراني (3855) ، والحاكم 3/460-461 من طريقه عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير مرثد بن عبد الله، عن أبي أمامة، عن أبي أيوب. فذكر فيه مكان أبي رُهْم أبا أمامة، وهو غير محفوظ.
وانظر ما سلف برقم (23504) .
تنبيه: وقع هنا بإثر هذا الحديث قول أبي عبد الرحمن عبد الله بن أحمد في ركعتي السنة بعد صلاة المغرب، وليس هنا موضعه، وقد جاء على الصواب بإثر حديث محمود بن لبيد الآتي في مسنده برقم (23628) .(38/547)
حَدَّثَهُ أَنَّ أَبَا أَيُّوبَ، صَاحِبَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَدَّثَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ " وَزَادَ فِيهِ: " ثُمَّ خَرَجَ وَعَلَيْهِ السَّكِينَةُ حَتَّى يَأْتِيَ الْمَسْجِدَ " (1)
23572 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا عَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: " جَمَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ بِجَمْعٍ " (2)
23573 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَجَّاجِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُبَارَكٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ الْخَطْمِيِّ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ: " عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ بِإِقَامَةٍ " (3)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل ابن إسحاق وعمران بن أبي يحيى، وهذا الأخير من رجال "التعجيل" (815) ، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري.
وأخرجه أبو بكر المروزي في "الجمعة" (37) ، وابن خزيمة (1775) ، والطبراني (4008) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني (4006) و (4007) من طريقين عن محمد بن إسحاق، به.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (9484) ، وذكرنا أحاديث الباب هناك، ونزيد عليها: حديث أبي سعيد وأبي هريرة، سلف برقم (11768) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. بَهز: هو ابن أسد العمِّي.
وانظر (23549) .
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف جابر: وهو ابن يزيد الجُعفي. =(38/548)
23574 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُدْرِكٍ، قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا أَيُّوبَ نَزَعَ خُفَّيْهِ، فَنَظَرُوا إِلَيْهِ، فَقَالَ: أَمَا إِنِّي قَدْ " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْسَحُ عَلَيْهِمَا، وَلَكِنْ حُبِّبَ إِلَيَّ الْوُضُوءُ " (1)
__________
= سفيان: هو الثوري.
وأخرجه بنحوه الطبراني (3870) من طريق أبي نعيم، عن سفيان، بهذا الإسناد. وبيَّن فيه أن الصلاة كانت بجَمْع. وانظر ما قبله.
وأما قوله: "بإقامةٍ" فإنه تفرد به جابر الجعفي في حديث أبي أيوب الأنصاري، وغيره لم يذكر الإقامة فيه، ويشهد له حديث ابن عمر السالف برقم (4452) .
وخالفه حديث أسامة بن زيد عند البخاري (1672) ، ومسلم (1280) ، وحديث جابر عند مسلم (1218) ، ففيهما: أنه أقام لكل صلاةٍ. وفي المسألة خلاف بين أهل العلم كما ذكر عند حديث ابن عمر، والقول الثاني هو المشهور.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن عبيد: هو ابن أبي أمية الطَّنافسي، والأعمش: هو سليمان بن مهران.
وأخرجه الطبراني (4040) من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني أيضاً (4039) من طريق يحيى بن عيسى الرملي، عن الأعمش، عن المسيب بن رافع، عن علي بن الصلت، عن أبي أيوب. وإسناده ضعيف، يحيى بن عيسى فيه ضعف، وشيخ الطبراني فيه محمد بن عثمان بن أبي شيبة متكلَّم فيه، وعلي بن الصلت مجهول. وصوابه: علي بن مدرك.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/176، والشاشي في "مسنده" (1115) ، والطبراني (3982) ، والبيهقي 1/293 من طريق منصور بن زاذان، والطبراني (3982) من طريق الصلت بن دينار، كلاهما عن محمد بن سيرين، عن أفلح مولى أبي أيوب، عن أبي أيوب. وإسناده صحيح.
وأخرجه عبد الرزاق (769) من طريق أيوب السختياني، عن ابن سيرين، عن أبي أيوب، ولم يرفعه، وأسقط الواسطة بين ابن سيرين وأبي أيوب. =(38/549)
23575 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ السَّائِبَةِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سُعَادَ، وَكَانَ مَرْضِيًّا مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْمَاءُ مِنَ الْمَاءِ " (1)
23576 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ، يَرْوِيهِ قَالَ: " لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، يَلْتَقِيَانِ فَيَصُدُّ هَذَا وَيَصُدُّ هَذَا، وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلَامِ " (2)
__________
= وأورد الحديث الحافظُ ابن حجر في "المطالب العالية" (100) ، وقال بعد أن عزاه لابن أبي شيبة: صحيح. وأشار إلى صحته أيضاً في "فتح الباري" 1/305.
وفي المسح على الخُفَّين انظر حديث المغيرة بن شعبة السالف برقم (18134) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عبد الرحمن بن السائبة وعبد الرحمن بن سعاد.
وأخرجه الدارمي (758) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد.
وانظر (23531) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "المصنف" (20223) ، ومن طريق عبد الرزاق أخرجه عبد بن حميد (223) ، ومسلم (2560) ، وأبو عوانة في البر والصلة كما في "إتحاف المهرة" 4/338، والطبراني (3949) ، والبيهقي في "السنن" 10/63، وفي "الشعب" (6618) .
وانظر (23528) .(38/550)
23577 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا أَتَى أَحَدُكُمُ الْغَائِطَ فَلَا يَسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ وَلَا يَسْتَدْبِرْهَا، وَلَكِنْ لِيُشَرِّقْ أَوْ لِيُغَرِّبْ " قَالَ أَبُو أَيُّوبَ: " فَلَمَّا قَدِمْنَا الشَّامَ وَجَدْنَا مَرَاحِيضَ جُعِلَتْ نَحْوَ الْقِبْلَةِ فَنَنْحَرِفُ وَنَسْتَغْفِرُ اللهَ " (1)
23578 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، وَرَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ حُنَيْنٍ، مَوْلَى آلِ عَبَّاسٍ، وَقَالَ رَوْحٌ: مَوْلَى عَبَّاسٍ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ حُنَيْنٍ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَالْمِسْوَرِ بِالْأَبْوَاءِ فَتَحَدَّثْنَا حَتَّى ذَكَرْنَا غَسْلَ الْمُحْرِمِ رَأْسَهُ فَقَالَ الْمِسْوَرُ: " لَا " وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " بَلَى " فَأَرْسَلَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ إِلَى أَبِي أَيُّوبَ يَقْرَأُ عَلَيْكَ ابْنُ أَخِيكَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ السَّلَامَ، وَيَسْأَلُكَ: كَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَغْسِلُ رَأْسَهُ مُحْرِمًا؟ قَالَ: " فَوَجَدَهُ يَغْتَسِلُ بَيْنَ قَرْنَيْ بِئْرٍ، قَدْ سُتِرَ عَلَيْهِ بِثَوْبٍ، فَلَمَّا اسْتَبَنْتُ لَهُ ضَمَّ الثَّوْبَ إِلَى صَدْرِهِ حَتَّى بَدَا لِي
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو عوانة (506) ، وابن حبان (1416) ، والطبراني في "الكبير" (3935) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد.
وانظر (23524) .(38/551)
وَجْهُهُ، وَرَأَيْتُهُ وَإِنْسَانٌ قَائِمٌ يَصُبُّ عَلَى رَأْسِهِ الْمَاءَ " قَالَ: فَأَشَارَ أَبُو أَيُّوبَ بِيَدَيْهِ عَلَى رَأْسِهِ جَمِيعًا، عَلَى جَمِيعِ رَأْسِهِ، فَأَقْبَلَ بِهِمَا وَأَدْبَرَ فَقَالَ الْمِسْوَرُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: لَا أُمَارِيكَ أَبَدًا، قَالَ الْحَجَّاجُ وَرَوْحٌ: فَلَمَّا انْتَسَبْتُ لَهُ وَسَأَلْتُهُ، ضَمَّ الثَّوْبَ إِلَى صَدْرِهِ حَتَّى بَدَا لِي رَأْسُهُ وَوَجْهُهُ وَإِنْسَانٌ قَائِمٌ (1)
23579 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، سَمِعْتُ أَبَا أَيُّوبَ، يُخْبِرُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَسْتَقْبِلُوا الْقِبْلَةَ بِغَائِطٍ وَلَا بَوْلٍ، وَلَكِنْ شَرِّقُوا أَوْ غَرِّبُوا " قَالَ أَبُو أَيُّوبَ: " فَقَدِمْنَا الشَّامَ فَوَجَدْنَا مَرَاحِيضَ جُعِلَتْ نَحْوَ الْقِبْلَةِ فَنَنْحَرِفُ وَنَسْتَغْفِرُ اللهَ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. محمد بن بكر: هو البُرْساني، وحجَّاج: هو ابن محمد المصيصي، وروح: هو ابن عبادة، وابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج.
وأخرجه أبو عوانة في الحج كما في "إتحاف المهرة" 4/363 من طريق روح ابن عبادة، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1205) (92) ، وأبو عوانة كما في "إتحاف المهرة"، والطبراني (3979) من طرق عن ابن جريج، به.
وسلف مختصراً برقم (23529) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة.
وأخرجه الشافعي في "المسند" 1/28، والحميدي (378) ، والدارمي (665) ، والبخاري (394) ، ومسلم (264) ، وأبو داود (9) ، والترمذي (8) ، والنسائي في =(38/552)
23580 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صَلُّوا الْمَغْرِبَ لِفِطْرِ الصَّائِمِ، وَبَادِرُوا طُلُوعَ النُّجُومِ " (1)
23581 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، عَنْ مَكْحُولٍ، وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ مَكْحُولٍ (2) ، قَالَ:
__________
= "المجتبى" 1/22-23، وابن خزيمة (57) ، وأبو عوانة (505) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/232، والشاشي (1113) ، والطبراني (3937) ، والبيهقي 1/91، وابن عبد البر في "التمهيد" 1/304، والبغوي في "شرح السنة" (174) ، والحازمي في "الاعتبار" ص 24 من طريق سفيان، بهذا الإسناد.
قال الحميدي: قيل لسفيان: فإن نافع بن عمر الجمحي لا يسنده! فقال: لكني أحفظه وأسنده كما قلت لك.
وانظر (23524) .
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير الرجل المبهم الذي يروي عن أبي أيوب، وهو أسلم بن يزيد أبو عمران كما جاء مسمَّىً فيما سلف برقم (23521) ، وهو ثقة من رجال "السنن". ابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث بن أبي ذئب القرشي.
وأخرجه الطيالسي (600) عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد. بلفظ: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصلي المغرب فِطرَ الصائم مبادرَةَ طلوع النجم.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/329-330 عن معاوية بن هشام، عن ابن أبي ذئب، عن أبي حبيبة (!) أنه بلغه عن أبي أيوب الأنصاري، فذكر الحديث.
وسلف برقم (23521) .
(2) قوله: "وحدثنا محمد بن يزيد، عن حجاج، عن مكحول" أُشير إلى حذفه =(38/553)
قَالَ أَبُو أَيُّوبَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَرْبَعٌ مِنْ سُنَنِ الْمُرْسَلِينَ: التَّعَطُّرُ، وَالنِّكَاحُ، وَالسِّوَاكُ، وَالْحَيَاءُ " (1)
__________
= في (ظ 5) ، ولم يذكر هذا الطريق الحافظ ابن حجر في "أطراف المسند" 6/59-60، وابن كثير في "جامع المسانيد" 5/ورقة 51، لكن رواية محمد بن يزيد لهذا الحديث معروفة عند أهل العلم، فقد أشار إليها الترمذي بإثر الحديث (1080) ، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده ضعيف، حجاج بن أرطاة ليس بذاك القوي، وهو مدلس وقد عنعن، ومكحول عن أبي أيوب مرسل، بينهما في هذا الحديث -كما سيأتي- أبو الشِّمال بن ضباب، وهو مجهول. يزيد: هو ابن هارون، ومحمد بن يزيد: هو الكَلاعي الواسطي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/170، وعبد بن حميد (220) عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد - وقال فيه: "الحنَّاء" بدل "الحياء".
وأخرجه عبد الرزاق (10390) عن يحيى بن العلاء، عن الحجاج بن أرطاة، نحوه - وقال فيه: الختان.
وأخرجه الترمذي (1080) ، والطبراني في "الكبير" (4805) ، وفي "الشاميين" (3590) من طريق حفص بن غياث، والترمذي بإثر (1080) ، والطبراني في "الكبير" (4805) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (7719) من طريق عباد بن العوام، كلاهما عن الحجاج بن أرطاة، عن مكحول، عن أبي الشمال بن ضِباب، عن أبي أيوب. قال الترمذي: حديث أبي أيوب حديث حسن غريب!
قال الترمذي: روى هذا الحديث هشيم ومحمد بن يزيد الواسطي وأبو معاوية وغير واحد، عن الحجاج، عن مكحول، عن أبي أيوب، ولم يذكروا فيه عن أبي الشمال، وحديث حفص بن غياث وعباد بن العوام أصح.
وفي الباب عن مليح بن عبد الله الخطمي عن أبيه عن جده عند البزار (500 - كشف الأستار) ، والدولابي في "الكنى والأسماء" 1/42، ولفظه: "خمس من =(38/554)
23582 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا أَبُو أَيُّوبَ، وَعُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ يَوْمَئِذٍ عَلَى مِصْرَ فَأَخَّرَ الْمَغْرِبَ، فَقَامَ إِلَيْهِ أَبُو أَيُّوبَ، فَقَالَ: مَا هَذِهِ الصَّلَاةُ يَا عُقْبَةُ؟ قَالَ: شُغِلْنَا. قَالَ: أَمَا وَاللهِ مَا بِي إِلَّا أَنْ يَظُنَّ النَّاسُ أَنَّكَ رَأَيْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْنَعُ هَذَا؟ أَمَا سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا تَزَالُ أُمَّتِي بِخَيْرٍ، أَوْ عَلَى الْفِطْرَةِ، مَا لَمْ يُؤَخِّرُوا الْمَغْرِبَ إِلَى أَنْ تَشْتَبِكَ النُّجُومُ "؟ (1)
23583 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ،
__________
= سنن المرسلين: الحياء، والحلم، والحجامة، والسواك، والتعطُّر".
ومثله عن ابن عباس عند الطبراني في "الكبير" (11445) ، وذكر فيه النكاح مكان السواك. وكلا الحديثين إسناده ضعيف لا تقوم به حُجَّة.
قوله: "والحياء" بالياء المثنَّاة، وفي نسخة (ق) و"تفسير ابن كثير" 4/389: "والحناء" بالنون، قال السندي في "حاشيته": قال العراقي في "شرح الترمذي": في روايتنا بفتح الحاء المهملة وبعدها ياء مثنَّاة من تحت، وصحَّفه بعضهم بكسر الحاء وتشديد النون.
وقال ابن القيم في "زاد المعاد" 4/252: روي في "الجامع" بالنون والياء، وسمعت أبا الحجَّاج الحافظ (يعني المِزِّي) يقول: الصواب أنه الخِتان، وسقطت النون من الحاشية، وكذلك رواه المحاملي عن شيخ أبي عيسى الترمذي.
(1) إسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق.
وهو مكرر (23535) .(38/555)
قَالَ: " مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، عَشْرَ مِرَّارٍ، كَانَ كَمَنْ أَعْتَقَ أَرْبَعَ رِقَابٍ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ " حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي السَّفَرِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ رَبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ، بِمِثْلِ ذَلِكَ قَالَ: فَقُلْتُ لِلَّربِيعِ مِمَّنْ سَمِعْتَهُ؟ فَقَالَ: مِنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ فَقُلْتُ لِعَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ: مِمَّنْ سَمِعْتَهُ؟ فَقَالَ: مِنْ ابْنِ أَبِي لَيْلَى فَقُلْتُ لِابْنِ أَبِي لَيْلَى: مِمَّنْ سَمِعْتَهُ؟ قَالَ: مِنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ يُحَدِّثُهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي من أجل عمر بن أبي زائدة. روح: هو ابن عبادة، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله بن عبيد السبيعي.
وأخرجه أبو عوانة كما في "إتحاف المهرة" 4/369 من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (6404) ، ومسلم (2693) من طريق أبي عامر عبد الملك ابن عمرو، عن عمر بن أبي زائدة، به.
وأخرجه الطبراني (4023) من طريق حديج بن معاوية، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون، عن الربيع بن خثيم، عن ابن أبي ليلى، عن أبي أيوب.
وذكره البخاري تعليقاً بإثر (6404) عن إبراهيم بن يوسف، عن أبيه، عن أبي إسحاق، به - ولم يذكر الربيع بن خثيم فيه.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (120) من طريق زهير بن معاوية وإسرائيل، و (121) من طريق زيد بن أبي أُنيسة، ثلاثتهم عن أبي إسحاق، به عن أبي أيوب موقوفاً، ولم يذكر زيدٌ عبدَ الرحمن بن أبي ليلى.
وأخرجه الدارقطني في "العلل" 6/102-103، والطبراني (4020) من طريق شعبة، عن عبد الله بن أبي السفر، عن الشعبي، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبي أيوب. =(38/556)
23584 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، وَصَالِحٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ عَطَاءَ بْنَ يَزِيدَ، حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثٍ يَلْتَقِيَانِ، فَيَصُدُّ هَذَا وَيَصُدُّ هَذَا، وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلَامِ " (1)
__________
= وأخرجه حسين المروزي في زياداته على "زهد" ابن المبارك (118) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (113) ، والشاشي في "مسنده" (1149) ، والطبراني (4022) والبيهقي في "شعب الإيمان" (594) و (595) ، وابن حجر في "تغليق التعليق" 5/152 من طريق إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، عن الربيع بن خثيم، فذكره، ثم سأله الشعبي عمن سمعه ... إلخ.
وأخرجه النسائي (118) ، والبيهقي في "الشعب" (2544) من طريق زائدة بن قدامة، عن منصور بن المعتمر، عن هلال بن يساف، عن الربيع بن خثيم، عن عمرو ابن ميمون، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن امرأة، عن أبي أيوب - وزاد في أوله: "من قرأ (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) ... " الحديث، وقد سلفت هذه الزيادة برقم (23554) .
وخالف زائدةَ بن قدامة أبو المحيَّاة يحيى بن يعلى عند النسائي (117) فرواه عن منصور بن المعتمر، عن هلال بن يساف، عن ربيع بن خثيم، عن عبد الله بن مسعود قوله.
وهو من حديث ابن مسعود من طريق هلال بن يساف عند النسائي (114) و (115) و (116) ، وأشار إليه البخاري عقب الحديث (6404) .
وانظر ما سلف برقم (23516) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين من جهة مالك، وقرينه صالح: هو ابن أبي الأخضر، وهو ضعيف. =(38/557)
23585 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، قَالَ: أَقْبَلَ مَرْوَانُ يَوْمًا فَوَجَدَ رَجُلًا وَاضِعًا وَجْهَهُ عَلَى الْقَبْرِ، فَقَالَ: أَتَدْرِي مَا تَصْنَعُ؟ فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ فَإِذَا هُوَ أَبُو أَيُّوبَ، فَقَالَ: نَعَمْ، جِئْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ آتِ الْحَجَرَ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا تَبْكُوا عَلَى الدِّينِ إِذَا وَلِيَهُ أَهْلُهُ، وَلَكِنْ ابْكُوا عَلَيْهِ إِذَا وَلِيَهُ غَيْرُ أَهْلِهِ " (1)
__________
= وأخرجه أبو عوانة في البر والصلة كما في "إتحاف المهرة" 4/378 من طريق روح ابن عبادة، بهذا الإسناد.
وهو عند مالك في "الموطأ" 2/906-907، ومن طريقه أخرجه البخاري في "الصحيح" (6077) ، وفي "الأدب المفرد" (406) ، ومسلم (2560) ، وأبو داود (4911) ، وأبو عوانة في البر والصلة -كما في "إتحاف المهرة" 4/378-، والشاشي في "مسنده" (1109) و (1110) ، وابن حبان (5669) و (5670) ، والطبراني (3950) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (881) ، والبيهقي في
"الشعب" (6617) ، والبغوي (3521) .
وانظر (23528) .
(1) إسناده ضعيف لجهالة داود بن أبي صالح، وكثير بن زيد مختلف فيه، حسَّن القول فيه جماعة، وضعَّفه آخرون، وفي متنه نكارة.
وأخرجه الحاكم 4/515 من طريق أبي عامر عبد الملك بن عمرو، بهذا الإسناد. وصحَّحه!
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (3999) ، وفي "الأوسط" (286) و (3962) من طريق حاتم بن إسماعيل، عن كثير بن زيد، عن المطلب بن عبد الله بن حنطب قال: قال أبو أيوب الأنصاري ... فذكره دون قصة. وشيخ الطبراني فيه: أحمد ابن رشدين المصري، وهو ضعيف. =(38/558)
23586 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ يَعْنِي ابْنَ أَبِي أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي شُرَحْبِيلُ بْنُ شَرِيكٍ الْمَعَافِرِيُّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيَّ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " غَدْوَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ أَوْ رَوْحَةٌ، خَيْرٌ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ وَغَرَبَتْ " (1)
23587 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَخِيهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد جيد، رجاله ثقات رجال الشيخين غير شرحبيل ابن شريك المعافري، فمن رجال مسلم، وهو صدوق. أبو عبد الرحمن شيخ المصنِّف: هو عبد الله بن يزيد المقرئ، وأبو عبد الرحمن الحبلي: اسمه أيضاً عبد الله بن يزيد المعافري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 5/284-285، وعبد بن حميد (225) ، ومسلم (1883) ، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (64) ، وفي "الزهد" (244) ، والنسائي 6/15، وأبو عوانة 5/48، والشاشي (1135) ، والطبراني في "الكبير" (4079) من طريق أبي عبد الرحمن المقرئ، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1883) من طريق عبد الله بن المبارك، عن سعيد بن أبي أيوب وحيوة بن شريح، عن شرحبيل بن شريك، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (4078) ، وفي "الأوسط" (8662) من طريق الليث، عن شرحبيل بن شريك، به.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (10883) ، وانظر تتمة أحاديث الباب هناك.(38/559)
فَلْيَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ، وَلْيَقُلِ الَّذِي يُشَمِّتُهُ: يَرْحَمُكُمُ اللهُ، وَلْيَقُلِ الَّذِي يَرُدُّ عَلَيْهِ: يَهْدِيكُمُ اللهُ، وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ " (1)
23588 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَخِيهِ، قَالَ: وَقَدْ رَأَيْتُ أَخَاهُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ مِثْلَهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: " وَلْيَقُلْ هُوَ يَهْدِيكَ اللهُ وَيُصْلِحُ بَالَكَ "، أَوْ قَالَ: " يَهْدِيكُمُ اللهُ، وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ " (2)
23589 - حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ بُكَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ تِعْلَى (3) ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَبْرِ الدَّابَّةِ " قَالَ أَبُو أَيُّوبَ: " لَوْ كَانَتْ لِي دَجَاجَةٌ مَا صَبَرْتُهَا " (4)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى.
وقد سلف برقم (23557) .
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.
حسين. هو ابن محمد بن بَهْرام المرُّوذي.
(3) تصحف في (م) و (ظ 2) و (ق) إلى: يعلى.
(4) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة والد بُكَير -واسمه عبد الله بن الأشج- فإنه لم يرو عنه غير ابنه، ولم يوثقه سوى ابن حبان 5/14، وهو غير مترجم في "الإكمال" و"التعجيل" مع أنه من شرطهما! أبو عاصم: هو الضحاك بن مَخْلَد. =(38/560)
23590 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ بُكَيْرٍ، عَنْ ابْنِ تِعْلَى (1) ، قَالَ: غَزَوْنَا مَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ، فَأُتِيَ بِأَرْبَعَةِ أَعْلَاجٍ مِنَ الْعَدُوِّ، فَأَمَرَ بِهِمْ فَقُتِلُوا صَبْرًا بِالنَّبْلِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ أَبَا أَيُّوبَ،
__________
= وأخرجه الدارمي (1974) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/182، والشاشي في "مسنده" (1160) و (1161) ، والطبراني (4001) ، والبيهقي 9/71 من طريق أبي عاصم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن حبان (5609) من طريق زيد بن أبي أنيسة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن بكير بن الأشج، عن عبيد بن تعلى، به. لم يذكر والد بكير.
وأخرجه الطبراني (4003) من طريق يحيى بن سعيد الأموي، والطحاوي 3/182، والبيهقي 9/71 من طريق أحمد بن خالد الوهبي، كلاهما عن ابن إسحاقَ، عن بكير بن عبد الله، عن أبيه، به. وسقط اسم يحيى من مطبوع الطبراني.
وأخرجه ابن أبي شيبة 5/398، والطبراني (4004) من طريق عبد الرحيم بن سليمان، عن محمد بن إسحاق، عن بكير بن عبد الله، عن عبيد بن تعلى، به. لم يذكر والدَ بكير في الإسناد.
وأخرجه الطبراني (4005) من طريق عبيد الله بن أبي جعفر، عن بكير، عن ابن تعلى، به.
قال المزي في "تهذيب الكمال" 19/191: والصحيح قول من قال: عن أبيه.
وانظر ما بعده.
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4622) ، وانظر تتمة أحاديث الباب هناك.
وصَبْر الدابَّة: أن تُمسَك حيَّةً ثم تُرمَى بشيءٍ حتى تموت.
(1) تحرف في (م) و (ظ 2) و (ق) إلى: أبي يعلى.(38/561)
فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَنْهَى عَنْ قَتْلِ الصَّبْرِ " (1)
23591 - حَدَّثَنِي عَتَّابٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا بُكَيْرُ بْنُ الْأَشَجِّ، أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ، أَنَّ عُبَيْدَ بْنَ تِعْلَى حَدَّثَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا أَيُّوبَ، يَقُولُ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَبْرِ الدَّابَّةِ " (2)
__________
(1) المرفوع منه صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، فإن فيه -على الصواب- بين بكير بن عبد الله وبين ابن تِعْلى والدَ بكيرٍ عبدَ الله بن الأشجِّ، وهو مجهول كما سلف بيانه في الحديث السابق.
سريج: هو ابن النعمان، وابن وهب: اسمه عبد الله.
وأخرجه سعيد بن منصور (2667) ، وعنه أبو داود (2687) ، وأخرجه ابن حبان (5610) من طريق حرملة بن يحيى، كلاهما (سعيد وحرملة) عن عبد الله بن وهب، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/182 عن أحمد بن عبد الرحمن.
ابن وهب، والطبراني في "الكبير" (4002) ، ومن طريقه المزي في ترجمة عبيد بن تعلى من "تهذيب الكمال" 19/190-191، من طريق أحمد بن صالح، كلاهما عن ابن وهب، به - وذكر فيه عبدَ الله بنَ الأشج، وقرن أحمد بن عبد الرحمن بعمرو بن الحارث ابن لهيعة، وسيأتي حديثه في الرواية التالية.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقيه. عتَّاب: هو ابن زياد الخراساني، وعبد الله: هو ابن المبارك.
وأخرجه الطيالسي (595) عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/182 من طريق ابن وهب، عن عمرو بن الحارث وابن لهيعة، به.
وانظر ما قبله.(38/562)
23592 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَخِيهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ: أَنَّهُ كَانَ فِي سَهْوَةٍ لَهُ، فَكَانَتِ الْغُولُ تَجِيءُ فَتَأْخُذُ، فَشَكَاهَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " إِذَا رَأَيْتَهَا فَقُلْ: بِسْمِ اللهِ، أَجِيبِي رَسُولَ اللهِ " قَالَ: فَجَاءَتْ، فَقَالَ لَهَا، فَأَخَذَهَا، فَقَالَتْ لَهُ: إِنِّي لَا أَعُودُ، فَأَرْسَلَهَا، فَجَاءَ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ؟ " قَالَ: أَخَذْتُهَا، فَقَالَتْ لِي: إِنِّي لَا أَعُودُ، فَأَرْسَلْتُهَا، فَقَالَ: " إِنَّهَا عَائِدَةٌ " فَأَخَذْتُهَا مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، كُلَّ ذَلِكَ تَقُولُ: لَا أَعُودُ، وَيَجِيءُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَيَقُولُ: " مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ؟ " فَيَقُولُ: أَخَذْتُهَا، فَتَقُولُ: لَا أَعُودُ، فَيَقُولُ: " إِنَّهَا عَائِدَةٌ " فَأَخَذَهَا فَقَالَتْ: أَرْسِلْنِي وَأُعَلِّمُكَ شَيْئًا تَقُولُهُ فَلَا يَقْرَبُكَ شَيْءٌ: آيَةَ الْكُرْسِيِّ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ: " صَدَقَتْ وَهِيَ كَذُوبٌ " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف لسوء حفظ ابن أبي ليلى: واسمه محمد بن عبد الرحمن ابن أبي ليلى. أبو أحمد: هو الزبيري محمد بن عبد الله بن الزبير، وسفيان: هو الثوري، وأخو محمد بن عبد الرحمن: اسمه عيسى.
وأخرجه الترمذي (2880) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (787) ، والطبراني (4011) ، وأبو الشيخ في "العظمة" (1108) ، والحاكم 3/459، وأبو نعيم في "دلائل النبوة" (545) من طريق أبي أحمد الزبيري محمد بن عبد الله بن الزبير، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب!
وأخرجه الطبراني (4012) و (4013) و (4014) ، وأبو الشيخ في "العظمة" (1110) من طرق عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، بنحوه. ولا يخلو إسناد منها من ضعف. =(38/563)
23593 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، فَذَكَرَ هَذَا الْحَدِيثَ بِإِسْنَادِهِ يَعْنِي حَدِيثَ الْغُولِ قَالَ أَبُو أَيُّوبَ خَالِدُ بْنُ زَيْدٍ (1)
23594 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي ظِبْيَانَ، قَالَ:
__________
= وأخرجه الحاكم 3/459 من طريق عبد الرحمن بن أبي عمرة، عن أبيه، عن أبي أيوب، بنحوه. وفي إسناده ابن لهيعة، وهو سيئ الحفظ.
وأخرج الحاكم أيضاً 3/458-459 من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نازلاً على أبي أيوب الأنصاري.. فذكر نحو هذه القصة.
وإسناده ضعيف.
قال الحاكم عقب إخراجه الحديث: هذه الأسانيد إذا جمع بينها صارت حديثاً مشهوراً، والله أعلم.
وقال الذهبي عن طريق أحمد: هذا أجود طرق الحديث. قلنا: ومع ذلك فهو ضعيف.
وفي الباب عن أبي بن كعب عند النسائي في "عمل اليوم والليلة" (960) ، وابن حبان (784) .
وعن أبي هريرة عند البخاري تعليقاً (2311) ، ووصله النسائي في "عمل اليوم والليلة" (959) .
وانظر تتمة أحاديث الباب في "صحيح ابن حبان" (784) .
السَّهوة، قال ابن الأثير في "النهاية": بيت صغير منحدر في الأرض قليلاً، شبيه بالمخدع والخِزانة، وقيل: هو كالصّفَّة تكون بين يدي البيت، وقيل: شبيه بالرف أو الطاق يوضع فيه الشيء.
والغول: قال ابن الأثير: أَحد الغِيلان، وهي جنس من الجن والشياطين.
(1) إسناده ضعيف كسابقه. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري.(38/564)
غَزَا أَبُو أَيُّوبَ مَعَ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ قَالَ: فَقَالَ: إِذَا أَنَا مِتُّ فَأَدْخِلُونِي أَرْضَ الْعَدُوِّ فَادْفِنُونِي تَحْتَ أَقْدَامِكُمْ حَيْثُ تَلْقَوْنَ الْعَدُوَّ، قَالَ: ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ " (1)
23595 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَحُجَيْنٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ سُفْيَانَ الثَّقَفِيِّ، أَنَّهُمْ غَزَوْا غَزْوَةَ السُّلَاسِلِ، فَفَاتَهُمُ الْغَزْوُ فَرَابَطُوا، ثُمَّ رَجَعُوا إِلَى مُعَاوِيَةَ وَعِنْدَهُ أَبُو أَيُّوبَ، وَعُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ فَقَالَ عَاصِمٌ: يَا أَبَا أَيُّوبَ فَاتَنَا الْغَزْوُ الْعَامَ، وَقَدْ أُخْبِرْنَا أَنَّهُ مَنْ صَلَّى فِي الْمَسْجِدِ، وَقَالَ حُجَيْنٌ الْمَسَاجِدِ الْأَرْبَعَةِ، غُفِرَ لَهُ ذَنْبُهُ، فَقَالَ: ابْنَ أَخِي أَدُلُّكَ عَلَى أَيْسَرَ مِنْ ذَلِكَ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ تَوَضَّأَ كَمَا أُمِرَ، وَصَلَّى كَمَا أُمِرَ، غُفِرَ لَهُ مَا قَدَّمَ مِنْ عَمَلٍ " أَكَذَاكَ يَا عُقْبَةُ؟ قَالَ: نَعَمْ (2)
__________
(1) صحيح بمجموع طرقه كما سلف عند الروايتين (23523) و (23560) .
(2) المرفوع منه صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد، سفيان بن عبد الرحمن -وهو حفيد عاصم بن سفيان- روى عنه اثنان. وذكره ابن حبان في "الثقات"، وجده عاصم صدوق، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. حجين: هو ابن المثنَّى، وأبو الزبير: هو محمد بن مسلم المكي.
وأخرجه عبد بن حميد (227) ، والدارمي (717) ، وابن ماجه (1396) ، والنسائي في "المجتبى" 1/90، والشاشي (1131) ، وابن حبان (1042) ، =(38/565)
23596 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي الْوَلِيدِ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ خَالِدِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ، حَدَّثَهُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ، صَاحِبِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ: " اكْتُمِ الْخِطْبَةَ (1) ، ثُمَّ تَوَضَّأْ فَأَحْسِنْ وُضُوءَكَ، وَصَلِّ مَا كَتَبَ اللهُ لَكَ، ثُمَّ احْمَدْ رَبَّكَ وَمَجِّدْهُ، ثُمَّ قُلْ: اللهُمَّ إِنَّكَ تَقْدِرُ وَلَا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلَا أَعْلَمُ أَنْتَ عَلَّامُ
__________
= والطبراني (3994) ، والمزي في ترجمة سفيان من "تهذيب الكمال" 11/172-173 من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد - بعضهم يختصره.
وجاء عند ابن ماجه والدارمي: سفيان بن عبد الله، زاد ابن ماجه: أظنه. قال المزي في "تحفة الأشراف" 3/91 عن طريق ابن ماجه: كذا قال، والصواب: عن سفيان بن عبد الرحمن.
وأخرجه الطبراني (3995) من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن علي بن إبراهيم بن إسماعيل، عن أبي الزبير، عن علقمة بن سفيان بن عبد الله الثقفي الطائفي، عن أبي أيوب، به، مختصراً.
وأورد المزي في "التحفة" طريق الدراوردي، إلا أنه جعله عن إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع، بدل علي بن إبراهيم بن إسماعيل.
وله شاهد من حديث عثمان عند الطبراني في "الكبير" (149) ، وأبي نعيم في "الحلية" 5/8. وسنده صحيح، وأصله في "الصحيحين"، وسلف برقم (418) .
وفي الباب أيضاً عن عقبة بن عامر، سلف برقم (17314) .
وفي باب فضل الوضوء فقط عن أبي هريرة، سلف برقم (8020) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
(1) في (م) و (ظ 2) : الخطيبة.(38/566)
الْغُيُوبِ، فَإِنْ رَأَيْتَ لِي فِي فُلَانَةَ، تُسَمِّيهَا بِاسْمِهَا، خَيْرًا فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَآخِرَتِي، وَإِنْ كَانَ غَيْرُهَا خَيْرًا لِي مِنْهَا فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَآخِرَتِي، فَاقْضِ لِي بِهَا " أَوْ قَالَ: " فَاقْدِرْهَا لِي " (1)
23597 - حَدَّثَنَا هَارُونُ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي حَيْوَةُ، أَنَّ الْوَلِيدَ بْنَ أَبِي (2) الْوَلِيدِ، أَخْبَرَهُ فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ وَمَعْنَاهُ (3)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، أيوب بن خالد فيه لِينٌ، وأبوه خالد مجهول، انفرد ابنه بالرواية عنه، وقد ذهب غير واحد من أهل العلم إلى أن أبا أيوب جد أيوب بن خالد لأمه، فخالد والده زوج عمرة بنت أبي أيوب، انظر ترجمة أيوب بن خالد من "تهذيب الكمال" و"تهذيب التهذيب".
حسن: هو ابن موسى الأشيَب، وابن لهيعة: هو عبد الله، وهو سيئ الحفظ، لكنه توبع في الطريق التالي.
وانظر ما بعده.
(2) لفظة "أبي" سقطت من (م) .
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه. هارون: هو ابن معروف، وابن وهب: هو عبد الله، وحيوة: هو ابن شريح المصري.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/413، وابن خزيمة (1220) ، وابن حبان (4040) ، والطبراني (3901) ، والحاكم 1/314 و2/165، والبيهقي 7/147-148 من طرق عن ابن وهب، بهذا الإسناد.
وفي باب صلاة الاستخارة عن جابر، سلف برقم (14707) ، وانظر أحاديث الباب هناك.
تنبيه: وقع في (م) والنسخ الخطية بإثر هذا الحديث: "مئة واثنا عشر حديثاً" وكأنه يشير إلى عِدَّة ما خرَّجه المصنف عن أبي أيوب من الأحاديث، والذي بين أيدينا في هذا المسند مئة وحديث واحد، والله تعالى أعلم.(38/567)
مسند الإمام أحمد بن حنبل
(164 - 241هـ)
حقق هذا الجزء وخرج أحاديثه وعلق عليه
شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد
الجزء التاسع والثلاثون
مؤسسة الرسالة(39/1)
حَدِيثُ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ (1)
23598 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، سَمِعَ عُرْوَةَ، يَقُولُ: أَخْبَرَنَا أَبُو حُمَيْدٍ السَّاعِدِيُّ، قَالَ: اسْتَعْمَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا مِنَ الْأَزْدِ يُقَالُ لَهُ: ابْنُ اللُّتْبِيَّةِ عَلَى صَدَقَةٍ، فَجَاءَ فَقَالَ: هَذَا لَكُمْ وَهَذَا أُهْدِيَ لِي، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ: " مَا بَالُ الْعَامِلِ نَبْعَثُهُ فَيَجِيءُ فَيَقُولُ: هَذَا لَكُمْ وَهَذَا أُهْدِيَ لِي أَفَلَا جَلَسَ فِي بَيْتِ أَبِيهِ وَأُمِّهِ فَيَنْظُرَ أَيُهْدَى إِلَيْهِ أَمْ لَا؟، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَا يَأْتِي أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْهَا بِشَيْءٍ إِلَّا جَاءَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رَقَبَتِهِ، إِنْ كَانَ بَعِيرًا لَهُ رُغَاءٌ، أَوْ بَقَرَةً لَهَا خُوَارٌ، أَوْ شَاةً تَيْعَرُ "، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى رَأَيْنَا عُفْرَةَ يَدَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: " اللهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ " ثَلَاثًا وَزَادَ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، قَالَ أَبُو حُمَيْدٍ: سَمِعَ أُذُنِي وَأَبْصَرَ عَيْنِي وَسَلُوا زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ (2)
__________
(1) قال السندي: أبو حُميد الساعدي، صحابي مشهور، اسمه عبد الرحمن ابن سعد، وقيل غير ذلك، شَهِدَ أُحداً وما بعدَها، توفِّي في آخر خلافة معاوية.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عُيينة.
وأخرجه الشافعي في "الأم" 2/58، وفي "المسند" 1/246-247، والحميدي (840) ، وابن أبي شيبة 12/494، والبخاري (2597) و (7174) ، ومسلم (1832) (26) ، وأبو داود (2946) ، والبزار في "مسنده" (3707) ، وابن=(39/7)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= خزيمة (2339) ، وأبو عوانة (7062) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4340) ، والبيهقي في "السنن" 4/158-159، وفي "معرفة السنن والآثار" (8421) ، والبغوي في "شرح السنة" (1568) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وزيادة هشام التي في آخر الحديث وردت عند الشافعي والبخاري (7174) ، والطحاوي (4341) ، والبيهقي في "المعرفة" (8422) .
وحديث هشام بطوله أخرجه الحميدي (840) ، ومسلم (1832) (28) ، وأبو عوانة (7061) ، والبيهقي في "السنن" 4/159 من طريق سفيان بن عيينة، عنه، به - وبعضهم لم يسق لفظه.
وعلقه البخاري بإثر الحديث (925) من طريق العَدَني، عن سفيان، عن هشام ابن عروة، عن أبيه، وانظر ما قاله الحافظ عن هذه الطريق في "الفتح" 2/405، وفي "تغليق التعليق" 5/305.
وأخرجه بنحوه الطيالسي (1213) ، وعبد الرزاق (6952) ، وأبو عبيد في "الأموال" (654) ، والدرامي (1669) و (2493) ، والبخاري (925) و (6636) ، وأبو عوانة (7063) و (7064) و (7066) و (7067) و (7068) و (7072) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/158، والبيهقي في "السنن" 7/16 و10/138 من طرق عن الزهري، به - وهو عند بعضهم مختصر.
وأخرجه كذلك الطيالسي (1213) ، وعبد الرزاق (6950) و (6951) ، وابن أبي شيبة 6/547 و12/493-494، وابن زنجويه في "الأموال" (980) ، والبخاري (1500) و (6979) و (7197) ، ومسلم (1832) (27) و (28) ، والبزار في "مسنده" (2708) ، وابن خزيمة (2340) ، وأبو عوانة (7056) و (7057) و (7058) و (7059) و (7060) و (7065) و (7072) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4334) و (4335) و (4336) و (4338) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/158، وابن حبان (4515) ، والطبراني في "الأوسط" (7726) ، وفي=(39/8)
23599 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ، قَالَ (1) : سَمِعْتُهُ وَهُوَ فِي عَشَرَةٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَدُهُمْ أَبُو قَتَادَةَ بْنُ رِبْعِيٍّ، يَقُولُ: أَنَا أَعْلَمُكُمْ بِصَلَاةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالُوا لَهُ: مَا كُنْتَ أَقْدَمَنَا صُحْبَةً، وَلَا أَكْثَرَنَا لَهُ تَبَاعَةً، قَالَ: بَلَى. قَالُوا: فَاعْرِضْ.
__________
= "الصغير" (838) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (329) ، وتمام الرازي في "فوائده" (929) ، والذهبي في "سير أعلام النبلاء" 6/195، وابن حجر في "تغليق التعليق" 2/367 من طرق عن هشام بن عروة، عن عروة، به.
وعلق البخاري طريق هشام بن عروة هذا بإثر الحديث (925) .
وأخرجه بنحوه مسلم (1832) (29) ، وابن خزيمة (2382) ، وأبو عوانة (7069) و (7070) و (7071) و (7074) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4339) ، والطبراني في "الأوسط" (9110) ، والذهبي في "السير" 6/194-195 من طرق عن عروة، به.
وانظر ما سيأتي برقم (23601) .
وفي الباب عن هُلْب الطائي، سلف برقم (21970) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
قال السندي: قوله "ابن اللُّتبيَّه" بضم لامٍ وسكون تاء، نسبة إلى بني لُتْب، قبيلة معروفة، واسم ابن اللتبية: عبدُ الله.
"تَيْعَر" أي: تصيح.
"عُفْرة يديه" بضم فسكون، هو البياض غير الخالص، والمراد باليد أصول اليد، وهما الإبْطان، ولونهما غير خالص بسبب الشَّعر.
(1) القائل هو محمد بن عمرو بن عطاء.(39/9)
قَالَ: كَانَ إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ اعْتَدَلَ قَائِمًا، وَرَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى حَاذَى بِهِمَا مَنْكِبَيْهِ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى يُحَاذِيَ بِهِمَا مَنْكِبَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: " اللهُ أَكْبَرُ " فَرَكَعَ ثُمَّ اعْتَدَلَ فَلَمْ يَصُبَّ رَأْسَهُ، وَلَمْ يَقْنَعْهُ وَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى رُكْبَتَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: " سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ "، ثُمَّ رَفَعَ وَاعْتَدَلَ حَتَّى رَجَعَ كُلُّ عَظْمٍ فِي مَوْضِعِهِ مُعْتَدِلًا، ثُمَّ هَوَى سَاجِدًا وَقَالَ: " اللهُ أَكْبَرُ "، ثُمَّ جَافَى وَفَتَحَ عَضُدَيْهِ عَنْ بَطْنِهِ، وَفَتَحَ أَصَابِعَ رِجْلَيْهِ، ثُمَّ ثَنَى رِجْلَهُ الْيُسْرَى وَقَعَدَ عَلَيْهَا، وَاعْتَدَلَ حَتَّى رَجَعَ كُلُّ عَظْمٍ فِي مَوْضِعِهِ، ثُمَّ هَوَى سَاجِدًا وَقَالَ: " اللهُ أَكْبَرُ "، ثُمَّ ثَنَى رِجْلَهُ وَقَعَدَ عَلَيْهَا حَتَّى يَرْجِعَ كُلُّ عُضْوٍ إِلَى مَوْضِعِهِ، ثُمَّ نَهَضَ فَصَنَعَ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ مِثْلَ ذَلِكَ، حَتَّى إِذَا قَامَ مِنَ السَّجْدَتَيْنِ كَبَّرَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى يُحَاذِيَ بِهِمَا مَنْكِبَيْهِ كَمَا صَنَعَ حِينَ افْتَتَحَ الصَّلَاةَ، ثُمَّ صَنَعَ كَذَلِكَ حَتَّى إِذَا كَانَتِ الرَّكْعَةُ الَّتِي تَنْقَضِي فِيهَا الصَّلَاةُ أَخَّرَ رِجْلَهُ الْيُسْرَى، وَقَعَدَ عَلَى شِقِّهِ مُتَوَرِّكًا، ثُمَّ سَلَّمَ (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الحميد بن جعفر، فمن رجال مسلم. يحيى بن سعيد: هو القطان، ومحمد بن عطاء: هو محمد بن عمرو بن عطاء القرشي.
وأخرجه مطولاً ومختصراً البخاري في "رفع اليدين" (3) ، وأبو داود (730) و (963) ، وابن ماجه (862) ، والترمذي (304) ، والبزار في "مسنده" (3711) ، والنسائي 2/187 و211 و3 /2-3 و34-35، وابن خزيمة (587) و (651) =(39/10)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= و (685) و (700) ، وابن المنذر في "الأوسط" (1403) و (1446) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/228، وابن حبان (1865) ، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار" (3248) ، والبغوي في "شرح السنة" (555) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 6/78-79 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. قال الترمذي.
حديث حسن صحيح.
وأخرجه أيضاً مطولاً ومختصراً ابنُ أبي شيبة 1/235 و288-289، والدارمي (1356) ، والبخاري في "رفع اليدين" (4) ، وأبو داود (730) و (963) ، وابن ماجه (803) و (1061) ، والترمذي (305) ، وابن الجارود (192) و (193) ، وابن خزيمة (588) و (625) و (677) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/195 و223 و228 و230 و258، وابن حبان (1867) و (1870) و (1876) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" 2/72 و116 و118 و123 و129 و137، وفي "معرفة السنن والآثار" (3248) و (3249) و (3629) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 7/52-53، والبغوي (556) من طرق عن عبد الحميد بن جعفر، به.
وأخرجه كذلك عبد الرزاق (3046) ، والبخاري في "الصحيح" (828) ، وأبو داود (731) و (732) و (964) و (965) ، وابن خزيمة (643) و (652) ، والطحاوي 1/258 و259، وابن حبان (1869) ، والبيهقي في "السنن" 2/84 و84-85 و97 و102 و116 و127 و127-128 و128، وفي "المعرفة" (3623) و (3624) و (3625) ، والبغوي (557) من طريق محمد بن عمرو بن حلحلة، عن محمد بن عمرو بن عطاء، به.
وأخرجه الطحاوي 1/259 من طريق عبد الله بن صالح، عن يحيى وسعيد بن أبي مريم، عن عطَّاف بن خالد، عن محمد بن عمرو بن عطاء قال: حدثني رجل: أنه وجد عشرة من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جلوساً ... وإسناده ضعيف، عبد الله بن صالح سيىء الحفظ، وعطَّاف بن خالد ليس بذاك القوي، وإن ثبت هذا الإسناد فلعلَّ الرجل المبهم فيه هو عباس بن سهل الساعدي.=(39/11)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= فقد أخرجه أبو داود (733) ، والطحاوي 1/260، وابن حبان (1866) ، والبيهقي 2/101 و118 من طريق عيسى بن عبد الله بن مالك، عن محمد بن عمرو بن عطاء أحد بني مالك (وتحرف في بعض المصادر إلى: أخبرني مالك!) عن عباس بن سهل بن سعد الساعدي أنه كان في مجلسٍ ... فذكره - ووقع فيه عندهم غير ابن حبان: عباس أو عياش.
وذهب ابن حبان في "صحيحه" 5/182 إلى أن هذين الطريقين محفوظان، وأن محمد بن عمرو بن عطاء سمع هذا الخبر من أبي حميد الساعدي ومن عباس ابن سهل.
قلنا: لكن روايته لهذا الخبر عن أبي حميد أصح وأقوى، فقد روي عنه على هذا الوجه من طريقين صحيحين، ووقع فيهما التصريحُ بسماع محمد بن عمرو بن عطاء من أبي حميد، وأما عبد الله بن عيسى بن مالك فليس بالمشهور، ولم يُؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وجهّله ابن المديني، وقال ابن حجر في "التقريب": مقبول.
وقد روي هذا الحديث عن عبد الله بن عيسى بن مالك أيضاً عن عياش أو عباس بن سهل الساعدي، ولم يذكر فيه محمدَ بن عمرو بن عطاء، أخرجه هكذا أبو داود (735) و (966) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (6071) و (6072) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (763) ، والبيهقي 2/115.
وأخرجه مطولاً ومختصراً الدارمي (1307) ، والبخاري في "رفع اليدين" (5) ، وأبو داود (734) و (735) و (967) ، والترمذي (260) و (270) ، و (293) ، وابن ماجه (863) ، والبزار في "مسنده" (3712) ، والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند ابن عباس) 1/190 و191، وابن خزيمة (589) و (608) و (637) و (640) و (689) ، وابن المنذر في "الأوسط" (1402) و (1437) ، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/223 و229-230 و257-260، وابن حبان (1871) ، والبيهقي في "السنن" 2/73 و85 و112 و121 و128-129، وفي "المعرفة" (3246) =(39/12)
23600 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ، أَنَّهُ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو حُمَيْدٍ السَّاعِدِيُّ، أَنَّهُمْ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ
__________
= و (3554) من طريق فليح بن سليمان، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/260 من طريق عيسى بن عبد الرحمن العدوي، كلاهما عن عباس بن سهل، عن أبي حميد الساعدي. زاد فليح في صفة السجود كما في بعض المصادر: فأمكَنَ جبهتَه وأنفه من الأرض.
وأخرجه البخاري في "رفع اليدين" (6) ، وابن خزيمة (681) من طريق ابن إسحاق، عن العباس بن سهل الساعدي قال: كنت بالسوق مع أبي قتادة وأبي أسيد وأبي حميد كلهم يقول: أنا أعلمكم بصلاة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقالوا لأحدهم: صَلِّ، فكبر.. إلخ. ورواية البخاري مختصرة.
وقد أشار البخاري إلى حديث أبي حميد هذا في عدِّة أبواب من كتاب الصلاة في "صحيحه".
وفي الباب عن عبد بن الرحمن بن أبزى، سلف برقم (15371) ، ونزيد على ما ذكرناه عنده من أحاديث الباب:
عن وائل بن حجر، سلف برقم (18850) .
وعن مالك بن الحويرث، سلف برقم (20539) .
وعن عائشة، سيأتي برقم (24030) .
قوله: "فلم يصبَّ رأسه" من الصَّب، أي: لا يُميله إلى أسفل، وفي بعض الروايات. "لا يُصبِّي"، وفي بعضها: "لا يُصوِّب"، وكلها بمعنىً.
وقوله: "ولم يُقنعه" من أقنعَ رأسه: إذا رفعه، أي: لا يرفع رأسه حتى يكون أعلى من ظهره. والإقناع من الأضداد، يقال في الخفض والرفع.
"ثم جافَى" أي: باعَدَ.
والعَضُد: ما بين المِرفَق إلى الكتف.(39/13)
نُصَلِّي عَلَيْكَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ " (1)
23601 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " هَدَايَا الْعُمَّالِ غُلُولٌ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي.
وهو عند مالك في "الموطأ" 1/165، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "السنن المأثورة" (101) ، والبخاري (3369) و (6360) ، ومسلم (407) ، وأبو داود (979) ، وابن ماجه (905) ، وإسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي" (70) ، والنسائي في "المجتبى" 3/49، وفي "عمل اليوم والليلة" (59) ، والدولابي في "الكنى والأسماء" 1/40، وأبو عوانة (2039) ، والطحاوي في
"شرح مشكل الآثار" (2238) ، وابن حبان -كما في "إتحاف المهرة" 14/86-، والطبراني في "الأوسط" (1673) ، وابن السُّني في "عمل اليوم والليلة" (384) ، والبيهقي في "الشعب" (1549) ، وفي "معرفة السنن والآثار" (3707) ، وفي "الدعوات الكبير" (82) و (83) ، والبغوي في "شرح السنة" (682) .
وقرن الطبراني بعبد الله بن أبي بكر أخاه محمداً. وانظر ما سلف برقم (23173) .
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11433) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
(2) إسناده ضعيف، إسماعيل بن عياش -وهو حمصيٌّ- صدوق في روايته عن أهل بلده، مخلِّط في غيرهم، وروايته هنا عن يحيى بن سعيد الأنصاري، وهو=(39/14)
23602 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عِيسَى، عَنْ مُوسَى بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ، أَوْ حُمَيْدَةَ، الشَّكُّ مِنْ زُهَيْرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا خَطَبَ أَحَدُكُمْ امْرَأَةً، فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَنْظُرَ إِلَيْهَا إِذَا كَانَ إِنَّمَا يَنْظُرُ إِلَيْهَا لِخِطْبَةٍ (1) ، وَإِنْ كَانَتْ لَا تَعْلَمُ " (2)
__________
=حجازي، وبذلك ضعَّفه الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/200 و5/249، والحافظ ابن حجر في "الفتح" 5/221 و13/164، وقال الحافظ: وقيل: إنه رواه بالمعنى من قصة ابن اللتبية.
وأخرجه أبو عوانة (7073) ، والبزار في "مسنده" (3723) ، والبيهقي 10/138 من طرق عن إسماعيل بن عياش، بهذا الإسناد - وجاء عند أبي عوانة والبيهقي: الأمراء، بدل: العمال.
قال البزار: رواه إسماعيل بن عياش، فاختصره وأخطأ فيه، إنما هو عن الزهري، عن عروة، عن أبي حميد: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعث رجلاً على الصدقة. قلنا: وقد سلف هذا الحديث برقم (23598) .
وله شاهد من حديث جابر بن عبد الله عند عبد الرزاق (14665) ، وعند الطبراني في "الأوسط" (4966) .
ومن حديث أبي هريرة عند ابن عدي في "الكامل" 1/177، والطبراني في "الأوسط" (7848) .
ومن حديث ابن عباس عند الطبراني أيضاً (6898) .
وأسانيد هذه الشواهد ضعيفة، وبعضها شديد الضعف.
(1) في (م) : لخطبته.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير موسى بن عبد الله -وهو ابن يزيد الخَطْمي- فمن رجال مسلم. زهير: هو ابن معاوية الجُعْفي، وعبد الله ابن عيسى: هو ابن عبد الرحمن بن أبي ليلى. =(39/15)
23603 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ أَوْ أَبِي حُمَيْدَةَ، قَالَ:، وَقَدْ رَأَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ،: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا خَطَبَ أَحَدُكُمْ امْرَأَةً، فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَنْظُرَ إِلَيْهَا إِذَا كَانَ إِنَّمَا يَنْظُرُ إِلَيْهَا لِخِطْبَةٍ (1) ، وَإِنْ كَانَتْ لَا تَعْلَمُ " (2)
23604 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ تَبُوكَ حَتَّى (3) جِئْنَا وَادِيَ الْقُرَى، فَإِذَا امْرَأَةٌ فِي حَدِيقَةٍ لَهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِهِ: " اخْرُصُوا " فَخَرَصَ الْقَوْمُ، وَخَرَصَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشَرَةَ أَوْسُقٍ وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْمَرْأَةِ: "
__________
= وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/14، والطبراني في "الأوسط" (915) من طريق سعيد بن سليمان الواسطي، عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد - من غير شك.
وأخرجه بنحوه البزار في "مسنده" (3714) من طريق قيس -ولعله ابن الربيع- عن عبد الله بن عيسى، به.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7842) ، وانظر تتمة شواهده هناك. (1) في (م) : لخطبته.
(2) إسناده صحيح كسابقه. أبو كامل: هو مظفر بن مدرِك. وانظر ما قبله.
(3) تحرفت في (م) إلى: حين.(39/16)
أَحْصِي مَا يَخْرُجُ مِنْهَا حَتَّى أَرْجِعَ إِلَيْكِ إِنْ شَاءَ اللهُ " قَالَ: فَخَرَجَ حَتَّى قَدِمَ تَبُوكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهَا سَتَهِبُّ (1) عَلَيْكُمُ اللَّيْلَةَ رِيحٌ شَدِيدَةٌ، فَلَا يَقُومُ مِنْكُمْ فِيهَا رَجُلٌ، فَمَنْ كَانَ لَهُ بَعِيرٌ فَلْيُوثِقْ عِقَالَهُ " قَالَ: قَالَ أَبُو حُمَيْدٍ: فَعَقَلْنَاهَا، فَلَمَّا كَانَ مِنَ اللَّيْلِ هَبَّتْ عَلَيْنَا رِيحٌ شَدِيدَةٌ، فَقَامَ فِيهَا رَجُلٌ، فَأَلْقَتْهُ فِي جَبَلَي (2) طَيِّئٍ، ثُمَّ جَاءَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَلِكُ أَيْلَةَ، فَأَهْدَى لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَغْلَةً بَيْضَاءَ، فَكَسَاهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بُرْدًا، وَكَتَبَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِبَحْرِهِ، قَالَ: ثُمَّ أَقْبَلَ وَأَقْبَلْنَا مَعَهُ حَتَّى جِئْنَا وَادِيَ الْقُرَى فَقَالَ لِلْمَرْأَةِ: " كَمْ حَدِيقَتُكِ؟ " قَالَتْ: عَشَرَةُ أَوْسُقٍ، خَرْصُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي مُتَعَجِّلٌ، فَمَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ يَتَعَجَّلَ فَلْيَفْعَلْ "
قَالَ: فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَخَرَجْنَا مَعَهُ حَتَّى إِذَا أَوْفَى عَلَى الْمَدِينَةِ قَالَ: " هِيَ هَذِهِ طَابَةُ " فَلَمَّا رَأَى أُحُدًا قَالَ: " هَذَا أُحُدٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ "
" أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ دُورِ الْأَنْصَارِ؟ " قَالَ: قُلْنَا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " خَيْرُ دُورِ الْأَنْصَارِ بَنُو النَّجَّارِ، ثُمَّ دَارُ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ، ثُمَّ دَارُ بَنِي سَاعِدَةَ، ثُمَّ فِي كُلِّ دُورِ الْأَنْصَارِ خَيْرٌ " (3)
__________
(1) في (م) و (ظ2) و (ق) : ستبيت.
(2) في (م) و (ظ2) و (ق) : جبل.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عمرو بن يحيى: هو ابن عمارة المازني المدني.
وأخرجه ابن أبي شيبة 14/539، ومسلم ص 1786 (12) ، وابن الجارود=(39/17)
23605 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعِيدٍ،
__________
= (1109) ، وابن خزيمة (2314) ، وأبو عوانة في الحج والمناقب كما في "إتحاف المهرة" 14/87، وابن حبان (4503) من طريق عفان، بهذا الإسناد. وروايتا ابن الجارود وابن خزيمة مختصرتان.
وأخرجه مطولاً ومختصراً البخاري (1481) و (3161) ، ومسلم ص 1786 (12) ، وأبو داود (3079) ، وأبو عوانة في الحج والمناقب، وابن حبان (6501) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 5/239 من طرق عن وهيب بن خالد، به.
وأخرجه مطولاً ومختصراً الدارمي (2495) ، والبخاري (1872) و (3791) و (4422) ، ومسلم (1392) وص 1785-1786 (11) ، وأبو عوانة في الحج والمناقب، والبيهقي في "السنن" 4/122، وفي "الدلائل" 5/238-239 من طريق سليمان بن بلال، عن عمرو بن يحيى، به.
وعلق البخاري قصة هدية ملك أيلة عن أبي حميد في الهبة: باب قبول الهدية من المشركين بين يدي الحديث (2615) .
وقوله: "هذا أُحُد يحبنا ونحبه" له شاهد من حديث أبي هريرة، سلف برقم (8450) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
وقوله: "ألا أخبركم بخير دور الأنصار" له شاهد من حديث أبي هريرة أيضاً سلف برقم (7628) ، وذكرنا عنده تتمة أحاديث الباب.
اخرصوا: أي احزِروا الحديقة، كم يجيء ثمرها.
والأَوسُق: جمع وَسْق، وهو ستون ذراعاً.
والعِقال: الحبل الذي يربط به البعير.
وقوله: "وكتب له ببَحْره" قال السندي: أي: ببلده، والبحر يطلق على البلد، وقيل: تسميته بحراً، لأنهم كانوا سكان البحر، والمراد أنه أقرَّه على بلده بما التزمه من الجزية.(39/18)
عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَحِلُّ لِامْرِئٍ أَنْ يَأْخُذَ مَالَ أَخِيهِ بِغَيْرِ حَقِّهِ " وَذَلِكَ لِمَا حَرَّمَ اللهُ مَالَ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ
وقَالَ عُبَيْدُ بْنُ أَبِي قُرَّةَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، حَدَّثَنِي سُهَيْلٌ (1) ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَحِلُّ لِلرَّجُلِ أَنْ يَأْخُذَ عَصَا أَخِيهِ بِغَيْرِ طِيبِ نَفْسِهِ " وَذَلِكَ لِشِدَّةِ مَا حَرَّمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَالِ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ (2)
__________
(1) تحرف في (م) إلى: سهل.
(2) إسناده صحيح، عبد الرحمن بن سعيد هكذا وقع اسم أبيه في رواية أبي سعيد مولى بني هشام وعبيد بن أبي قرة، وكذا في رواية أبي بكر بن أبي أويس عند البيهقي كما سيأتي، ووقع في رواية غيرهم: ابن سَعد، وهو أصح، وعبد الرحمن ابن سعد هذا: هو ابن الصحابي أبي سعيد الخُدْري سَعْد بن مالك، وباقي رجال الإسنادين ثقات رجال الصحيح غير عبيد بن أبي قرَّة، فمن رجال "تعجيل المنفعة"، قال ابن معين: ما به بأس، وقال يعقوب بن شيبة: ثقة صدوق، وذكره ابن حبان في
"ثقاته". أبو سعيد مولى بني هاشم: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري.
وأخرجه البزار في "مسنده" (3717) وحسَّنه، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/241، وفي "شرح مشكل الآثار" (2822) ، وابن حبان (5978) من طريق أبي عامر العقدي، والبيهقي في "السنن" 9/358، وفي "الشعب" (5493) من طريق أبي بكر بن أبي أويس، والبيهقي في "السنن" 6/100 من طريق عبد الله ابن وهب، ثلاثتهم عن سليمان بن بلال، عن سهيل بن أبي صالح، عن عبد الرحمن بن سعد، عن أبي حميد الساعدي، بهذا الإسناد - ووقع في رواية ابن أبي أويس: عبد الرحمن بن سعد.=(39/19)
23606 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ، وَأَبِي أُسَيْدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا سَمِعْتُمُ الْحَدِيثَ عَنِّي تَعْرِفُهُ قُلُوبُكُمْ، وَتَلِينُ لَهُ أَشْعَارُكُمْ وَأَبْشَارُكُمْ، وَتَرَوْنَ أَنَّهُ مِنْكُمْ قَرِيبٌ فَأَنَا أَوْلَاكُمْ بِهِ، وَإِذَا سَمِعْتُمُ الْحَدِيثَ عَنِّي تُنْكِرُهُ قُلُوبُكُمْ، وَتَنْفِرُ مِنْهُ أَشْعَارُكُمْ وَأَبْشَارُكُمْ، وَتَرَوْنَ أَنَّهُ مِنْكُمْ بَعِيدٌ، فَأَنَا أَبْعَدُكُمْ مِنْهُ " وَشَكَّ فِيهِمَا عُبَيْدُ بْنُ أَبِي قُرَّةَ فَقَالَ: عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ، أَوْ أَبِي أُسَيْدٍ، وَقَالَ: " تَرَوْنَ أَنَّكُمْ مِنْهُ قَرِيبٌ " وَشَكَّ أَبُو سَعِيدٍ فِي أَحَدِهِمَا فِي " إِذَا سَمِعْتُمُ الْحَدِيثَ عَنِّي " (1)
__________
= قال البيهقي 6/100: عبد الرحمن: هو ابن سعد بن مالك، وسعد بن مالك: هو أبو سعيد الخدري. ورواه أبو بكر بن أبي أويس، عن سليمان، فقال: عبد الرحمن بن سعيد، ورواه عبد الملك بن الحسن، عن عبد الرحمن بن أبي سعيد، عن عمارة بن حارثة الضمري، عن عمرو بن يثربي على اللفظ الذي مضى. ثم ساق بسنده إلى ابن المديني قال: الحديث عندي حديث سهيل. قلنا: وحديث
عمرو بن يثربي سلف برقم (15488) .
وله شاهد من حديث أبي حرة الرقاشي عن عمه، سلف برقم (20695) ضمن حديث مطوَّل. وانظر تتمة شواهده هناك.
وبمعناه من حديث أبي هريرة، سلف برقم (7727) ولفظه: "كلُ المسلم على المسلم حرامٌ: دمه وماله وعِرْضه".
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو العَقَدي. وهو مكرر (16058) سنداً ومتناً.=(39/20)
23607 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ سُوَيْدٍ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حُمَيْدٍ، وَأَبَا أُسَيْدٍ يَقُولَانِ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ الْمَسْجِدَ، فَلْيَقُلْ: اللهُمَّ افْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ، فَإِذَا خَرَجَ، فَلْيَقُلْ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ " (1)
23608 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، وزَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، يَقُولُ: أَخْبَرَنِي أَبُو حُمَيْدٍ: أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَدَحِ لَبَنٍ مِنَ النَّقِيعِ، لَيْسَ بِمُخَمَّرٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْلَا خَمَّرْتَهُ وَلَوْ بِعُودٍ تَعْرُضُهُ "
__________
= وقوله في آخره: "شك فيهما عبيد بن أبي قُرَّة". يعني أن شيخ أحمد عبيد بن أبي قرة رواه عن سليمان بن بلال بالشك، بحرف "أو" بدل الواو، وعبيد بن أبي قرَّة من رجال "التعجيل"، وهو ثقة، ربما خالف، وأبو عامر العَقَدي أتقن منه وأحفظ، فروايته هي الراجحة.
وأبو سعيد المذكور: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري مولى بن هاشم.
وقد علق الشيخ أحمد شاكر على هذا الحديث فنثبته هنا لنفاسته، قال رحمه الله: وهذا الحديث خطاب للصحابة، ثم لمن سار على قدمهم، واهتدى بهديهم، واقتدى بإمامه وإمامهم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فعرف سنته وهديه وعرف شريعته، وامتلأ بها قلبه إيماناً وإخلاصاً ورضى عن طيب نفس، وإعراضاً عن الهوى والزيغ، فهو الذي يعرف الصحيح من السنة، ويطمئن قلبُه إليه، ويُنكر المردودَ غير الصحيح، فلا يسيغه في عقله ولا في قلبه ولله درُّ الحافظ ابن حبان، إذ أشار إلى هذا أدق إشارةٍ في العنوان الذي كتب تحته هذا الحديث: الإخبار عما يستحب للمرء كثرة سماع العلم، ثم الاقتفاء والتسليم.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو مكرر (16057) .(39/21)
قَالَ أَبُو حُمَيْدٍ: " إِنَّمَا أَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْأَسْقِيَةِ أَنْ تُوكَأَ، وَبِالْأَبْوَابِ أَنْ تُغْلَقَ لَيْلًا " وَلَمْ يَذْكُرْ زَكَرِيَّا قَوْلَ أَبِي حُمَيْدٍ بِاللَّيْلِ (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير -واسمه محمد بن مسلم بن تَدرُس- فمن رجال مسلم. روح: هو ابن عبادة، وابن جريج: اسمه عبد الملك بن عبد العزيز.
وأخرجه مسلم (2010) ، وأبو عوانة (8147) من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي (2131) ، ومسلم (2010) ، وابن خزيمة (129) ، وأبو عوانة (8144) من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد، وابن خزيمة (130) ، وأبو عوانة (8145) و (8146) ، وابن حبان (1270) من طريق حجاج بن محمد، كلاهما عن ابن جريج وحده، به.
قال الحافظ ابن حجر في "إتحاف المهرة" 14/91: ورواه الثوري وغيره عن أبي الزبير، عن جابر، فجعلوه من مسنده.
قلنا: قد سلف في "المسند" من طريق سفيان الثوري برقم (14137) .(39/22)
حَدِيثُ مُعَيْقِيبٍ
23609 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمْةَ، عَنْ مُعَيْقِيبٍ، قَالَ: ذَكَرَ لِلنَّبِيِّ الْمَسْحَ فِي الْمَسْجِدِ، يَعْنِي الْحَصَى، فَقَالَ: " إِنْ كُنْتَ لَا بُدَّ فَاعِلًا فَوَاحِدَةً " (1)
23610 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، حَدَّثَنِي مُعَيْقِيبٌ، قَالَ: قِيلَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَسْحُ فِي الْمَسْجِدِ، يَعْنِي الْحَصَى، فَقَالَ: " إِنْ كُنْتَ لَا بُدَّ فَاعِلًا فَوَاحِدَةً " (2)
23611 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ عُتْبَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
الدستوائي: هو هشام بن أبي عبد الله، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف الزهري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/411، ومسلم (546) (47) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (310) ، وأبو عوانة (1895) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (15509) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطّان. وهو مكرر (15509) .(39/23)
عَنْ مُعَيْقِيبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ " (1)
23612 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، حَدَّثَنِي مُعَيْقِيبٌ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي الرَّجُلِ يُسَوِّي التُّرَابَ حَيْثُ يَسْجُدُ، قَالَ: " إِنْ كُنْتَ فَاعِلًا فَوَاحِدَةً " (2)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف أيوب بن عتبة: وهو اليمامي. وهو مكرر (15510) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. شيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي. وهو مكرر (15511) .(39/24)
حَدِيثُ نَفَرٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ
23613 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ (1) بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ نَفَرٍ، مِنْ بَنِي سَلِمَةَ، قَالُوا: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسًا فَشَقَّ ثَوْبَهُ فَقَالَ: " إِنِّي وَاعَدْتُ هَدْيًا يُشْعَرُ الْيَوْمَ " (2)
__________
(1) تحرف في (م) و (ظ2) إلى: يزيد.
(2) إسناده ضعيف، عبد الرحمن بن عطاء -وهو ابن أبي لَبِيبة- ليس بذاك القوي، ثم إنه قد اختُلِفَ عليه في إسناده، فرواه زيد بن أسلم عنه عن نفر من بني سلِمَة، كما هو هنا، ورواه داود بن قيس الفَرَّاء عنه عن ابني جابرٍ عن أبيهما، كما سلف برقم (14129) ، ورواه حاتم بن إسماعيل عنه عن عبد الملك بن جابر ابن عتيك عن جابرٍ بن عبد الله، كما سلف برقم (1529) .(39/25)
حَدِيثُ طِخْفَةَ الْغِفَارِيِّ
23614 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَةَ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ ابْنِ (1) طِخْفَةَ الْغِفَارِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي أَنَّهُ ضَافَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ نَفَرٍ قَالَ: فَبِتْنَا عِنْدَهُ فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ اللَّيْلِ يَطَّلِعُ فَرَآهُ مُنْبَطِحًا عَلَى وَجْهِهِ فَرَكَضَهُ بِرِجْلِهِ فَأَيْقَظَهُ وَقَالَ: " هَذِهِ ضِجْعَةُ أَهْلِ النَّارِ " (2)
23615 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ يَعِيشَ بْنِ طِهْفَةَ الْغِفَارِيِّ، عَنْ أبيه، قَالَ: ضِفْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَنْ تَضَيَّفَهُ مِنَ الْمَسَاكِينِ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي اللَّيْلِ يَتَعَاهَدُ ضَيْفَهُ، فَرَآنِي مُنْبَطِحًا عَلَى بَطْنِي فَرَكَضَنِي بِرِجْلِهِ، وَقَالَ: " لَا تَضْطَجِعْ هَذِهِ الضِّجْعَةَ، فَإِنَّهَا ضِجْعَةٌ يَبْغَضُهَا اللهُ " (3)
__________
(1) في (م) والنسخ الخطية: أبي، ثم رُمِّجت في (ظ5) وكتبت "ابن" على الصواب.
(2) إسناده ضعيف، وهو مكرر (155451) سنداً ومتناً.
(3) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة ابن طِهْفة، وقد سلف الكلام عليه برقم (15543) ، وفيه محمد بن إسحاق، وهو صدوق مدلس لم يصرح=(39/26)
23616 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: بَيْنَا أَنَا جَالِسٌ مَعَ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ مِنْ بَنِي غِفَارٍ ابْنٌ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ طِهْفَةَ، فَقَالَ أَبُو سَلَمَةَ: أَلَا تُخْبِرُنَا عَنْ خَبَرِ أَبِيكَ؟ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَبْدُ اللهِ بْنُ طِهْفَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا كَثُرَ الضَّيْفُ عِنْدَهُ قَالَ: " لِيَنْقَلِبْ كُلُّ رَجُلٍ بِضَيْفِهِ " حَتَّى إِذَا كَانَ ذَاتَ لَيْلَةٍ اجْتَمَعَ عِنْدَهُ ضِيفَانٌ كَثِيرٌ، وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِيَنْقَلِبْ كُلُّ رَجُلٍ مَعَ جَلِيسِهِ " قَالَ: فَكُنْتُ مِمَّنْ انْقَلَبَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا دَخَلَ قَالَ: " يَا عَائِشَةُ هَلْ مِنْ شَيْءٍ؟ " قَالَتْ: نَعَمْ حُوَيْسَةُ كُنْتُ أَعْدَدْتُهَا لِإِفْطَارِكَ، قَالَ: فَجَاءَتْ بِهَا فِي قُعَيْبَةٍ لَهَا،
__________
= بالتحديث، وكأن بين محمد بن عمرو بن عطاء ويعيش بن طهفة رجلاً: وهو نُعيم ابن عبد الله المُجمِر كما سيأتي في التخريج. وشيخ أحمد: محمد بن سلمة: هو الباهلي الحراني روى له البخاري في "جزء القراءة" ومسلم والباقون.
وأخرجه البخاري في "تاريخه الكبير" 4/366، وفي "الأوسط" 1/152 من طريق يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن نعيم ابن عبد الله المجمر، عن يعيش بن طهفة، عن طهفة الغفاري. وتحرف اسم نعيم ابن عبد الله المجمر في "الكبير" إلى: نعيم بن محمد.
وأخرجه البخاري أيضاً في "الكبير" 4/366، وفي "الأوسط" 1/153 من طريق محمد بن عمرو بن حلحلة، عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن أبي هريرة، وقال: ولا يصح فيه أبو هريرة. وأشار أيضاً أن محمد بن عمرو أخرجه عن أبي سلمة، عن أبي هريرة مرفوعاً وقال: لا يصح. قلنا: وقد سلف حديث أبي هريرة برقم (7862) فانظره.
وقد سلف حديث طهفة الغفاري برقم (15543) .(39/27)
فَتَنَاوَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهَا قَلِيلًا فَأَكَلَهُ، ثُمَّ قَالَ: " خُذُوا بِسْمِ اللهِ " فَأَكَلْنَا مِنْهَا حَتَّى مَا نَنْظُرُ إِلَيْهَا، ثُمَّ قَالَ: " هَلْ عِنْدَكِ مِنْ شَرَابٍ؟ " قَالَتْ: نَعَمْ، لُبَيْنَةٌ كُنْتُ أَعْدَدْتُهَا لَكَ. قَالَ: " هَلُمِّيهَا " فَجَاءَتْ بِهَا، فَتَنَاوَلَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَفَعَهَا إِلَى فِيهِ فَشَرِبَ قَلِيلًا، ثُمَّ قَالَ: " اشْرَبُوا بِسْمِ اللهِ " فَشَرِبْنَا، حَتَّى، وَاللهِ، مَا نَنْظُرُ إِلَيْهَا، ثُمَّ خَرَجْنَا فَأَتَيْنَا الْمَسْجِدَ، فَاضْطَجَعْتُ عَلَى وَجْهِي، فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَعَلَ يُوقِظُ النَّاسَ: " الصَّلَاةَ الصَّلَاةَ " وَكَانَ إِذَا خَرَجَ يُوقِظُ النَّاسَ لِلصَّلَاةِ فَمَرَّ بِي وَأَنَا عَلَى وَجْهِي، فَقَالَ: " مَنْ هَذَا؟ " فَقُلْتُ: أَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ طِهْفَةَ، فَقَالَ: " إِنَّ هَذِهِ ضِجْعَةٌ يَكْرَهُهَا اللهُ " (1)
23617 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ يَعِيشَ بْنِ طِخْفَةَ الْغِفَارِيِّ، قَالَ:
__________
(1) إسناده ضعيف لجهالة ابن عبد الله بن طهفة، وقد سبق الكلام عليه عند الرواية (15543) ، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير الحارث بن عبد الرحمن. وهو العامري خال ابن أبي ذئب، فقد روى له أصحاب السنن وهو صدوق لا بأس به، وغير صحابيه فقد خرج له أصحاب السنن إلا الترمذي. يزيد: هو ابن هارون، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة.
وأخرجه البخاري في "تاريخه الكبير" 4/366، وفي "الأوسط" 1/152 عن آدم بن أبي إياس، وأبو نعيم في "الدلائل" (336) من طريق أبي داود الطيالسي، كلاهما عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد.
الحُوَيسة: تصغير الحَيْسة، وهي تمرٌ يُخلط بسمنٍ وأَقِطٍ يُعجَن شديداً.
والقُعَيبة: تصغير القَعْب، وهو إناء ضَخم كالقَصْعة.(39/28)
كَانَ أَبِي مِنْ أَصْحَابِ الصُّفَّةِ فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهِمْ، فَجَعَلَ يَنْقَلِبُ الرَّجُلُ بِالرَّجُلِ وَالرَّجُلَيْنِ، حَتَّى بَقِيتُ خَامِسَ خَمْسَةٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " انْطَلِقُوا " فَانْطَلَقْنَا مَعَهُ إِلَى بَيْتِ عَائِشَةَ، فَقَالَ: " يَا عَائِشَةُ، أَطْعِمِينَا " فَجَاءَتْ بِجَشِيشَةٍ فَأَكَلْنَا، ثُمَّ جَاءَتْ بِحَيْسَةٍ مِثْلِ الْقَطَاةِ، فَأَكَلْنَا، ثُمَّ قَالَ: " يَا عَائِشَةُ، اسْقِينَا " فَجَاءَتْ بِعُسٍّ فَشَرِبْنَا، ثُمَّ جَاءَتْ بِقَدَحٍ صَغِيرٍ فِيهِ لَبَنٌ فَشَرِبْنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنْ شِئْتُمْ بِتُّمْ، وَإِنْ شِئْتُمْ انْطَلَقْتُمْ إِلَى الْمَسْجِدِ " فَقُلْنَا: لَا، بَلْ نَنْطَلِقُ إِلَى الْمَسْجِدِ، قَالَ: فَبَيْنَا أَنَا فِي الْمَسْجِدِ مُضْطَجِعًا عَلَى بَطْنِي إِذَا رَجُلٌ يُحَرِّكُنِي بِرِجْلِهِ، فَقَالَ: " إِنَّ هَذِهِ ضِجْعَةٌ يَبْغَضُهَا اللهُ " فَنَظَرْتُ فَإِذَا هُوَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1)
23618 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ يَعْنِي ابْنَ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ يَعْنِي شَيْبَانَ، عَنْ يَحْيَى يَعْنِي ابْنَ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يَعِيشُ بْنُ قَيْسِ بْنِ طِخْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ، وَكَانَ أَبُوهُ مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا فُلَانُ، انْطَلِقْ بِهَذَا مَعَكَ " وَذَكَرَ مَعْنَاهُ (2)
__________
(1) إسناده ضعيف، والنهي عن النوم على بطنه فيه حسن لغيره. وهو مكرر (15543) .
والجشيشة: هي حِنطة تطحن طحناً جليلًا، ثم تجعل في القدور ويُلقى عليها لحم أو تمر وتُطبخ.
(2) إسناده ضعيف كسابقه. وهو مكرر (15544) .(39/29)
حَدِيثُ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ (1)
23619 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي الْحُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، أَخُو بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، أَخِي بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ أَبُو الْحَيْسَرِ (2) أَنَسُ بْنُ رَافِعٍ مَكَّةَ، وَمَعَهُ فِتْيَةٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ فِيهِمْ إِيَاسُ بْنُ مُعَاذٍ يَلْتَمِسُونَ الْحِلْفَ مِنْ قُرَيْشٍ عَلَى قَوْمِهِمْ مِنَ الْخَزْرَجِ، سَمِعَ بِهِمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَاهُمْ فَجَلَسَ إِلَيْهِمْ، فَقَالَ لَهُمْ: " هَلْ لَكُمْ إِلَى خَيْرٍ مِمَّا جِئْتُمْ لَهُ؟ " قَالُوا: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: " أَنَا رَسُولُ اللهِ، بَعَثَنِي إِلَى الْعِبَادِ أَدْعُوهُمْ إِلَى أَنْ يَعْبُدُوا اللهَ لَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَأُنْزِلَ عَلَيَّ كِتَابٌ " ثُمَّ ذَكَرَ الْإِسْلَامَ، وَتَلَا عَلَيْهِمُ
__________
(1) هو أنصاريٌّ أوسي أَشهليٌّ، وكنيته أبو نُعَيم، قال البخاري: له صُحْبة، وذكره ابن حبان في التابعين من "ثقاته" وقال: يروي المراسيل، ثم قال: وذكرتُه في الصحابة لأن له رؤيةً. وقال ابن عبد البر: محمود بن لَبيد أسنُّ من محمود بن الربيع. قلنا: وابن الربيع هو صاحب حديث المجَّة الذي سيأتي برقم (23620) .
قال الحافظ ابن حجر في "الإصابة" 6/42: ذكر ابن خزيمة أن محمود بن الربيع هو محمود بن لَبيد، وأنه محمود بن الربيع بن لبيد، نُسِبَ لجدِّه، وفيه بُعْد، ولا سيَّما ومحمود بن لبيد أَشهَلي من الأوس، ومحمود بن الربيع خزرجيٌّ.
(2) وقع في (م) و (ظ5) و (ق) : أبو الجليس، وهو خطأ، صوَّبناه من هامش (ظ5) و"جامع المسانيد" و"أطراف المسند" ومن مصادر التخريج.(39/30)
الْقُرْآنَ، فَقَالَ إِيَاسُ بْنُ مُعَاذٍ، وَكَانَ غُلَامًا حَدَثًا: أَيْ قَوْمِ، هَذَا وَاللهِ خَيْرٌ مِمَّا جِئْتُمْ لَهُ، قَالَ: فَأَخَذَ أَبُو حَيْسَرٍ (1) أَنَسُ بْنُ رَافِعٍ حَفْنَةً مِنَ الْبَطْحَاءِ فَضَرَبَ بِهَا فِي وَجْهِ إِيَاسِ بْنِ مُعَاذٍ، وَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْهُمْ وَانْصَرَفُوا إِلَى الْمَدِينَةِ " فَكَانَتْ وَقْعَةُ بُعَاثٍ بَيْنَ الْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ قَالَ: ثُمَّ لَمْ يَلْبَثْ إِيَاسُ بْنُ مُعَاذٍ أَنْ هَلَكَ، قَالَ مَحْمُودُ بْنُ لَبِيدٍ: فَأَخْبَرَنِي مَنْ حَضَرَهُ مِنْ قَوْمِي عِنْدَ مَوْتِهِ أَنَّهُمْ لَمْ يَزَالُوا يَسْمَعُونَهُ يُهَلِّلُ اللهَ وَيُكَبِّرُهُ وَيَحْمَدُهُ وَيُسَبِّحُهُ حَتَّى مَاتَ، فَمَا كَانُوا يَشُكُّونَ أَنْ قَدْ مَاتَ مُسْلِمًا لَقَدْ كَانَ اسْتَشْعَرَ الْإِسْلَامَ فِي ذَلِكَ الْمَجْلِسِ حِينَ سَمِعَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا سَمِعَ " (2)
__________
(1) انظر التعليق السابق.
(2) إسناده حسن، محمد بن إسحاق وشيخه الحصين حَسَنا الحديث. إبراهيم والد يعقوب: هو ابن سعد بن إبراهيم الزهري.
والحديث في "السيرة النبوية" لابن هشام 2/427-428 من طريق ابن إسحاق.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/442، والطبراني في "الكبير" (805) من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد.
قال البخاري: وقال زياد (يعني ابنَ عبد الله البكَّائي) : عن ابن إسحاق، عن محمد بن عبد الرحمن!
وأخرجه الطبري في "تاريخه" 2/352-353، وفي "التفسير" 4/34 من طريق سلمة بن الفضل، والحاكم 3/180-181، والبيهقي في "الدلائل" 2/420، وابن الأثير في "أسد الغابة" 1/186 من طريق يونس بن بكير، كلاهما عن ابن إسحاق،=(39/31)
23620 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ رَبِيعٍ، وَقَدْ كَانَ " عَقَلَ مَجَّةً مَجَّهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَجْهِهِ مِنْ دَلْوٍ مِنْ بِئْرٍ لَهُمْ " (1)
__________
= عن حصين بن عبد الرحمن، به. وصححه الحاكم على شرط مسلم، فتعقَّبه الذهبي بأنه مرسَلٌ. يعني مرسلَ صحابي صغير، وهذا لا يضرُّ.
وأخرج ابن سعد 3/483 من طريق عبد الله بن أبي سفيان، عن أبيه: سمعت محمد بن مسلمة وسلمة بن سلامة بن وقش وأبا الهيثم بن التَّيِّهان يقولون: لم يَنشَبْ إياسٌ حين رجع أن مات، فلقد سمعناه يهلِّل حتى مات، فكانوا يتحدثون أنه مات مسلماً لما سَمِع من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. بهز: هو ابن أسد العَمِّي.
وأخرجه البخاري (1185) ، وابن ماجه (660) و (754) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2158) ، وابن خزيمة (1709) من طرق عن إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد - ضمن سياق قصة عِتْبان بن مالك، وقد سلفت برقم (16482) .
وأخرجه البخاري (77) ، ومسلم ص456 (265) ، والنسائي في "الكبرى" (5865) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (54) و (55) و (56) ، وفي "الشاميين" (1706) و (2898) ، والخطيب في "الكفاية في علم الرواية" ص59، والبغوي في "شرح السنة" (498) من طرق عن الزهري، به. وفيه عند البخاري والنسائي والطبراني (56) أن محمود بن الربيع عَقَل هذه المجَّة وهو ابن خمس سنين. وزاد الطبراني في بعض رواياته والخطيب: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ توفي ومحمود بن الربيع ابن خمس سنين.
وسلف الحديث برقم (22743) في سياق حديثه عن عبادة بن الصامت من طريق يعقوب بن إبراهيم، عن أبيه، عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب.
وسيرد من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري برقم (23638) ، لكن فيه محمود بن لبيد بدل محمود بن الربيع، وهو وهمٌ.=(39/32)
23621 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ، عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ " رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ أَحْجَارِ الزَّيْتِ يَدْعُو هَكَذَا، وَأَشَارَ بِبَاطِنِ كَفَّيْهِ نَحْوَ وَجْهِهِ " (1)
23622 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ (2) أَبِي عَمْرٍو، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللهَ لَيَحْمِي عَبْدَهُ الْمُؤْمِنَ مِنَ الدُّنْيَا، وَهُوَ يُحِبُّهُ كَمَا تَحْمُونَ مَرِيضَكُمْ مِنَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ تَخَافُونَهُ عَلَيْهِ " (3)
__________
= قال الحافظ في "الفتح" 1/172: قوله: "عَقَلتُ" هو بفتح القاف، أي: حَفظت.
وقوله: "مجَّة" بفتح الميم وتشديد الجيم، والمجُّ: هو إرسال الماء من الفم، وقيل: لا يُسمَّى مجّاً إلا إن كان على بُعدٍ. وفَعَله النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع محمود إما مداعبةً معه، أو ليبارك عليه بها كما كان لك من شأنه مع أولاد الصحابة.
(1) إسناده صحيح. وقد سلف برقم (16413) عن محمد بن جعفر وحجاج ابن محمد، عن شعبة.
(2) لفظة "بن" سقطت من (م) .
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد جيد، عمرو بن أبي عمرو -وهو مولى المطَّلب- روى له الشيخان وهو صدوق لا بأس به، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو سعيد: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري مولى بني هاشم، وسليمان: هو ابن بلال.
وهو في "الزهد" لأحمد ص11 بهذا الإسناد.=(39/33)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه الترمذي عقب (2036) ، والبغوي (4065) من طريق علي بن حُجْر، عن إسماعيل بن جعفر، عن عمرو بن أبي عمرو، به.
ورواه يحيى بن يحيى النيسابوري عن إسماعيل بن جعفر بهذا الاسناد لكن جعله من حديث محمود بن لبيد عن أبي سعيد الخدري، أخرجه الحاكم 4/208 وصححه.
ورواه عمارة بن غزيَّة عن عاصم بن عمر بن قتادة فاختُلف عليه في إسناده: فقال بشر بن المفضل عنه: عن عاصم بن عمر، عن محمود بن لبيد، ولم يتجاوزه، أخرجه من هذا الطريق ابن أبي شيبة في "المصنف" 14/57.
وقال إسماعيل بن جعفر عنه: عن عاصم بن عمر، عن محمود بن لبيد، عن قتادة بن النُّعمان، أخرجه من هذا الطريق البخاري في "التاريخ الكبير" 7/185، والترمذي (2036) ، وابن أبي الدنيا في "ذم الدنيا" (38) ، وعبد الله بن أحمد في زوائده على "الزهد" لأبيه ص11، وابن حبان (669) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (17) ، والحاكم 4/207 و309، والبيهقي في "شعب الإيمان" (10448) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 4/391.
قال الحاكم بعد تخريجه لحديث قتادة بن النعمان هذا وحديث أبي سعيد المذكور آنفاً: والإسنادان عندي صحيحان. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وقد روي هذا الحديث عن محمود بن لبيد عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلاً. قلنا: ومحمود بن لبيد صحابي صغير، وجُلُّ روايته عن الصحابة، فإرساله لا يضرُّ.
ورواه ابن لهيعة عن عمارة بن غزية عن عاصم بن عمر فقال: عن محمود بن لبيد عن عقبة بن رافع، أخرجه أبو يعلى (6865) ، ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" 4/52. وإسناده ضعيف، عبد الله بن لهيعة سيّىء الحفظ.
ورواه إسماعيل بن عياش عن عمارة بن غزية عن عاصم بن عمر فقال: عن محمود بن لبيد عن رافع بن خَديج، أخرجه القضاعي في "مسند الشهاب" (1397) ، والبيهقي في "الشُّعب" (10449) ، وإسماعيل بن عياش -وهو حمصي- ضعيف في روايته عن غير أهل بلده، وهذا منها، فإن عمارة مدنيٌّ.=(39/34)
23623 - وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلَاهُمْ، فَمَنْ صَبَرَ فَلَهُ الصَّبْرُ، وَمَنْ جَزِعَ فَلَهُ الْجَزَعُ " (1)
23624 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، أَخِي بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ، قَالَ: أَتَانَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّى بِنَا الْمَغْرِبَ فِي مَسْجِدِنَا فَلَمَّا سَلَّمَ مِنْهَا قَالَ: " ارْكَعُوا هَاتَيْنِ الرَّكْعَتَيْنِ فِي بُيُوتِكُمْ " لِلسُّبْحَةِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ (2)
__________
= وأخرجه هكذا الطبراني في "الكبير" (4296) من طريق إسماعيل بن عياش، لكن قال فيه مكان عمارة بن غزية: محمد بن إسحاق! وهو مدنيٌّ أيضاً.
وسيأتي الحديث عن محمود بن لبيد برقم (23627) و (23632) .
(1) إسناده جيد كسابقه.
وأورده المنذري في "الترغيب والترهيب" 4/283، وقال: رواه أحمد، ورواته ثقات.
وسيأتي برقم (23633) و (23641) .
وله شاهد من حديث أنس عند ابن ماجه (4031) ، والترمذي بإثر الحديث (2396) بلفظ: "إن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرِّضا، ومن سَخِط فله السُّخط". وفيه سعد بن سنان، وهو ضعيف يعتبر به في الشواهد.
وفي باب ابتلاء المؤمن والصبر عليه عن سعد بن أبي وقاص، سلف برقم (1481) .
وعن أبي هريرة، سلف برقم (7859) .
وعن صهيب بن سنان، سلف برقم (18934) .
وعن أنس عند الترمذي (2396) .
قوله: "فله الصبر" أي: جزاء الصبر. قاله السندي.
(2) إسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق، وباقي رجاله ثقات رجال=(39/35)
23625 - حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " اثْنَتَانِ يَكْرَهُهُمَا ابْنُ آدَمَ: الْمَوْتُ، وَالْمَوْتُ خَيْرٌ لِلْمُؤْمِنِ مِنَ الْفِتْنَةِ، وَيَكْرَهُ قِلَّةَ الْمَالِ، وَقِلَّةُ الْمَالِ أَقَلُّ لِلْحِسَابِ " (1)
__________
= الصحيح. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزهري.
وأخرجه بنحوه ابن أبي شيبة 2/246، وابن خزيمة (1200) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (1165) ، والطبراني في "الكبير" (4295) من طريق إسماعيل بن عياش، عن محمد بن إسحاق، عن عاصم بن عمر، عن محمود بن لبيد، عن رافع بن خديج قال: أتانا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فذكره. وإسماعيل بن عياش في روايته عن غير الشاميين ضعيف، وابن إسحاق من المدنيين.
وسيأتي الحديث برقم (23628) .
ويشهد له حديث كعب بن عُجْرة عند أبي داود (1300) ، والترمذي (604) ، والنسائي 3/198، وابن خريمة (1201) . وفي إسناده إسحاق بن كعب بن عجرة، وهو مجهول الحال.
وانظر في صلاة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ركعتي المغرب في بيته حديث ابن عمر السالف برقم
(4506) .
وحديث عائشة، وسيأتي برقم (24019) .
قال السندي: قوله: "للسُّبْحة" أي: قال لك في شأن السُّبحة، أي: الصلاة النافلة بعد المغرب.
(1) إسناده جيد، عبد العزيز بن محمد الدراوردي وعمرو -وهو ابن أبي عمرو مولى المطَّلب- صدوقان. أبو سلمة: هو منصور بن سلمة الخزاعي.=(39/36)
23626 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فَذَكَرَ مِثْلَهُ (1)
23627 - حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللهَ يَحْمِي عَبْدَهُ الْمُؤْمِنَ الدُّنْيَا (2) وَهُوَ يُحِبُّهُ كَمَا تَحْمُونَ مَرِيضَكُمُ الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ تَخَافُونَ عَلَيْهِ " (3)
__________
=وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/257، وقال: رواه أحمد بإسنادين، ورجال أحدهما رجال الصحيح.
وانظر ما بعده.
(1) إسناده جيد كسابقه. سليمان بن داود: هو الهاشمي أبو أيوب البغدادي، وإسماعيل: هو ابن جعفر، وعاصم: هو ابن عمر بن قتادة.
وأخرجه البغوي في "شرح السنة" (4066) من طريق علي بن حجر، عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإسناد.
تنبيه: تكرر بإثر هذا الحديث في (م) وحدها الحديثُ السالف برقم (23625) .
(2) في (م) : في الدنيا.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد جيد. أبو سلمة: هو منصور بن سلمة الخزاعي، وعبد العزيز: هو ابن محمد الدراوردي.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (10450) من طريق القعنبي، عن عبد العزيز بن محمد، بهذا الإسناد.
وانظر (23622) .(39/37)
23628 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، قَالَ: أَتَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ فَصَلَّى بِهِمُ الْمَغْرِبَ فَلَمَّا سَلَّمَ قَالَ: " ارْكَعُوا هَاتَيْنِ الرَّكْعَتَيْنِ فِي بُيُوتِكُمْ " (1) قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: قُلْتُ لِأَبِي: إِنَّ رَجُلًا قَالَ: مَنْ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ فِي الْمَسْجِدِ لَمْ تُجْزِهِ إِلَّا أَنْ يُصَلِّيَهُمَا فِي بَيْتِهِ لِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " هَذِهِ مِنْ صَلَوَاتِ الْبُيُوتِ " قَالَ: مَنْ قَالَ هَذَا؟ قُلْتُ: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: مَا أَحْسَنَ مَا قَالَ: أَوْ مَا أَحْسَنَ مَا انْتَزَعَ
23629 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْغَسِيلِ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، قَالَ: كَسَفَتِ الشَّمْسُ يَوْمَ مَاتَ إِبْرَاهِيمُ ابْنُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: كَسَفَتِ الشَّمْسُ لِمَوْتِ إِبْرَاهِيمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ، أَلَا وَإِنَّهُمَا لَا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا كَذَلِكَ فَافْزَعُوا إِلَى الْمَسَاجِدِ " ثُمَّ قَامَ فَقَرَأَ فِيمَا نَرَى بَعْضَ {الر كِتَابٌ} ، [إبراهيم: 1] ثُمَّ رَكَعَ، ثُمَّ اعْتَدَلَ، ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ قَامَ
__________
(1) إسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق. ابن أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم بن أبي عدي.
وقد سلف برقم (23624) .(39/38)
فَفَعَلَ مِثْلَ مَا فَعَلَ فِي الْأُولَى (1)
23630 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ يَعْنِي ابْنَ الْهَادِ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمُ الشِّرْكُ الْأَصْغَرُ " قَالُوا: وَمَا الشِّرْكُ الْأَصْغَرُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " الرِّيَاءُ، يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: إِذَا جُزِيَ النَّاسُ بِأَعْمَالِهِمْ: اذْهَبُوا إِلَى الَّذِينَ كُنْتُمْ تُرَاءُونَ فِي الدُّنْيَا فَانْظُرُوا هَلْ تَجِدُونَ عِنْدَهُمْ جَزَاءً " (2)
__________
(1) إسناده جيد، رجاله رجال الصحيح.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/207، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح.
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف برقم (6483) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب، ونزيد عليها:
حديث سمرة بن جندب، سلف برقم (20178) .
وحديث قبيصة بن مخارق، سلف برقم (20607) .
(2) حديث حسن، رجاله رجال الصحيح إلا أنه منقطع، عمرو -وهو ابن أبي عمرو مولى المطَّلب- لم يسمعه من محمود بن لبيد، بينهما فيه عاصم بن عمر بن قتادة، وهو ثقة، وعمرو صدوق. يونس: هو ابن محمد المؤدِّب، وليث: هو ابن سعد، ويزيد بن الهاد: هو يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد.
وأخرجه البغوي في "شرح السنة" (4135) من طريق إسماعيل بن جعفر، عن عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب، عن عاصم بن عمر، عن محمود بن لبيد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/481 عن أبي خالد الأحمر، وابن خزيمة (937) من=(39/39)
23631 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ الظَّفَرِيِّ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (1)
__________
= طريق أبي خالد الأحمر وعيسى بن يونس، كلاهما عن سعد بن إسحاق بن كعب ابن عُجْرة، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد قال: خرج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: "أيها الناس، إياكم وشركَ السَّرائر" قالوا: يا رسول الله، وما شرك السرائر؟ قال: "يقوم الرجل فيصلي، فيزين صلاته جاهداً، يرى من نظر الناس إليه، فذلك شرك السرائر". هذا لفظ ابن خزيمة، ورجاله ثقات.
وأخرجه بهذا اللفظ البيهقي 2/290-291 من طريق محمد بن سعيد الأصبهاني، عن أبي خالد الأحمر، بهذا الإسناد، لكن جعله من حديث محمود بن لبيد عن جابر بن عبد الله، ومحمد بن سعيد ثقة.
وأخرجه كلفظ رواية المصنِّف الطبراني في "الكبير" (4301) من طريق إسماعيل بن أبي أُويس، عن عبد العزيز بن محمد، عن عمرو بن أبي عمرو، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد، عن رافع بن خَديج، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وإسماعيل بن أبي أويس كان يخطىء، في حفظه شيءٌ، وقد جوَّد الحافظ المنذري إسناده في "الترغيب والترهيب" 1/69، وقال: قيل: إن حديث محمود هو الصواب دون ذِكْر رافع بن خديج فيه، والله أعلم.
وسيأتي برقم (23631) و (23636) من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن عمرو بن أبي عمرو، عن عاصم بن عمر، عن محمود بن لبيد.
وفي الباب عن أبي سعيد بن أبي فضالة، سلف برقم (15838) .
وعن أبي هريرة، سلف برقم (7999) .
(1) إسناده حسن، عبد الرحمن بن أبي الزناد وعمرو بن أبي عمرو مولى المطلب صدوقان.=(39/40)
23632 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ عَمْرٍو، مَوْلَى الْمُطَّلِبِ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللهَ لَيَحْمِي عَبْدَهُ الدُّنْيَا وَهُوَ يُحِبُّهُ، كَمَا تَحْمُونَ مَرْضَاكُمُ الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ تَخَوُّفًا لَهُ عَلَيْهِ " (1)
23633 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ عَمْرٍو، مَوْلَى الْمُطَّلِبِ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا أَحَبَّ اللهُ قَوْمًا ابْتَلَاهُمْ، فَمَنْ صَبَرَ فَلَهُ الصَّبْرُ، وَمَنْ جَزِعَ فَلَهُ الْجَزَعُ " (2)
23634 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي الْحُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، مَوْلَى [ابْنِ] أَبِي أَحْمَدَ،
__________
=وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (6831) من طريق ابن أبي مريم، عن ابن أبي الزناد، بهذا الإسناد.
وانظر ما قبله.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد منقطع، فإن عمرو بن أبي عمرو مولى المطَّلب لم يسمعه من محمود بن لبيد، بينهما فيه عاصم بن عمر بن قتادة كما سلف برقم (23622) و (23627) .
يونس: هو ابن محمد المؤدب، وليث: هو ابن سعد، ويزيد: هو ابن عبد الله ابن أسامة بن الهاد.
(2) إسناده جيد. وقد سلف برقم (23623) .
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (9784) من طريق عبد الله بن عبد الحكم وشعيب بن الليث، عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد.(39/41)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ يَقُولُ: حَدِّثُونِي عَنْ رَجُلٍ دَخَلَ الْجَنَّةَ لَمْ يُصَلِّ قَطُّ فَإِذَا لَمْ يَعْرِفْهُ النَّاسُ سَأَلُوهُ: مَنْ هُوَ؟ فَيَقُولُ: أُصَيْرِمُ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ عَمْرُو بْنُ ثَابِتِ بْنِ وَقْشٍ، قَالَ الْحُصَيْنُ: فَقُلْتُ لِمَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ: كَيْفَ كَانَ شَأْنُ الْأُصَيْرِمِ؟ قَالَ: كَانَ يَأْبَى الْإِسْلَامَ عَلَى قَوْمِهِ فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ وَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أُحُدٍ بَدَا لَهُ الْإِسْلَامُ فَأَسْلَمَ، فَأَخَذَ سَيْفَهُ فَغَدَا حَتَّى أَتَى الْقَوْمَ فَدَخَلَ فِي عُرْضِ النَّاسِ، فَقَاتَلَ حَتَّى أَثْبَتَتْهُ الْجِرَاحَةُ، قَالَ: فَبَيْنَمَا رِجَالُ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ يَلْتَمِسُونَ قَتْلَاهُمْ فِي الْمَعْرَكَةِ إِذَا هُمْ بِهِ، فَقَالُوا: وَاللهِ إِنَّ هَذَا لَلْأُصَيْرِمُ، وَمَا جَاءَ؟ لَقَدْ تَرَكْنَاهُ وَإِنَّهُ لَمُنْكِرٌ لِهَذَا الْحَدِيثَ، فَسَأَلُوهُ مَا جَاءَ بِهِ؟ قَالُوا: مَا جَاءَ بِكَ يَا عَمْرُو، أَحَدَبًا (1) عَلَى قَوْمِكَ، أَوْ رَغْبَةً فِي الْإِسْلَامِ؟ قَالَ: بَلْ رَغْبَةً فِي الْإِسْلَامِ، آمَنْتُ بِاللهِ وَرَسُولِهِ، وَأَسْلَمْتُ، ثُمَّ أَخَذْتُ سَيْفِي فَغَدَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ فَقَاتَلْتُ حَتَّى أَصَابَنِي مَا أَصَابَنِي، قَالَ: ثُمَّ لَمْ يَلْبَثْ أَنْ مَاتَ فِي أَيْدِيهِمْ، فَذَكَرُوهُ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " إِنَّهُ لَمِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ " (2)
__________
(1) تحرف في (م) إلى: أحرباً، بالراء. والحَدَب: العطف والحنوُّ.
(2) إسناده حسن.
وهو في "السيرة النبوية" لابن هشام 2/90 عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 4/202 من طريق يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، به.(39/42)
23635 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَسْفِرُوا بِالْفَجْرِ فَإِنَّهُ أَعْظَمُ لِلْأَجْرِ " (1)
23636 - قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَجَدْتُ هَذَا الْحَدِيثَ فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّ يَدِهِ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمُ الشِّرْكُ الْأَصْغَرُ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ وَمَا الشِّرْكُ الْأَصْغَرُ؟ قَالَ: " الرِّيَاءُ " إِنَّ اللهَ يَقُولُ: " يَوْمَ تُجَازَى الْعِبَادُ
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، زيد بن أسلم لم يسمع من محمود ابن لبيد، وابنُه عبد الرحمن ضعيف. إسحاق بن عيسى: هو ابن نجيح ابن الطباع.
وأورده الزيلعي في "نصب الراية" 1/235-236 عن الإمام أحمد وقال: ومحمود بن لبيد صحابي مشهور، فيحتمل أنه سمعه من رافع أولاً، فرواه عنه [وقد سلف برقم: 15819] ، ثم سمعه من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فرواه عنه، إلا أن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم فيه ضعف.
ونقل الزيلعي 1/236 أيضاً عن الدارقطني قوله: الصحيح عن زيد بن أسلم، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد، عن رافع بن خديج.
قلنا: وقد سلف برقم (15819) من طريق ابن عجلان، عن عاصم بن عمر، به، وذكرنا هناك طرقه التي يصح بها، وسلف من حديث محمود بن لبيد برقم (17286) .(39/43)
بِأَعْمَالِهِمْ اذْهَبُوا إِلَى الَّذِينَ كُنْتُمْ تُرَاءُونَ بِأَعْمَالِكُمْ فِي الدُّنْيَا، فَانْظُرُوا هَلْ تَجِدُونَ عِنْدَهُمْ جَزَاءً " (1)
__________
(1) إسناده حسن. وقد سلف برقم (23631) عن إبراهيم بن أبي العباس عن عبد الرحمن بن أبي الزناد.(39/44)
حَدِيثُ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ
23637 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَدِيجٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا، مِنْ كِنْدَةَ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ، مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْأَنْصَارِ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا يَنْتَقِصُ أَحَدُكُمْ مِنْ صَلَاتِهِ شَيْئًا إِلَّا أَتَمَّهَا اللهُ مِنْ سُبْحَتِهِ " (1)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الرجل الكِندي، وابن لهيعة سيىء الحفظ. وقد تفرد الإمام أحمد به من هذا الطريق.
ويشهد له حديث أبي هريرة السالف برقم (7902) ، وبعض أسانيده صحيح. وحديث تميم الداري السالف برقم (16950) ، وسنده صحيح.
والسُّبْحة: النافلة.(39/45)
حَدِيثُ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ أَوْ مَحْمُودِ (1) بْنِ رَبِيعٍ (2)
23638 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنِي مَحْمُودُ بْنُ لَبِيدٍ: أَنَّهُ " عَقَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَقَلَ مَجَّةً مَجَّهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ دَلْوٍ كَانَ فِي دَارِهِمْ " (3)
23639 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، قَالَ: اخْتَلَفَتْ سُيُوفُ الْمُسْلِمِينَ عَلَى الْيَمَانِ أَبِي حُذَيْفَةَ يَوْمَ أُحُدٍ وَلَا يَعْرِفُونَهُ فَقَتَلُوهُ " فَأَرَادَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
(1) في (ظ5) و (ظ2) : ومحمود.
(2) محمود بن لبيد أنصاري أوْسي أشهَلي، له صحبة، وكنيته أبو نعيم، وهو غير محمود بن الربيع وأسنُّ منه، وقيل: بل هو محمود بن الربيع، وقد ردَّه الحافظ ابن حجر في "الإصابة" 6/42، وأما محمود بن الربيع فهو أنصاري خزرجي، وكنيته أبو محمد.
(3) إسناده صحيح، وجعْله من حديث الزهري عن محمود بن لبيد وهمٌ، وقد تفرَّد به عبد الرزاق، والصواب أنه من حديث الزهري عن محمود بن الربيع.
وهو عند عبد الرزاق في "المصنف" (19600) .
وأخرجه البخاري (839) و (6422) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (1108) من طريق عبد الله بن المبارك، عن معمر، عن الزهري، عن محمود بن الربيع. وهو الصواب، وذكره النسائي ضمن سياق قصة عتبان بن مالك.
وسلف الحديث برقم (23620) ، وفيه محمود بن الربيع على الصواب.(39/46)
أَنْ يَدِيَهُ، فَتَصَدَّقَ حُذَيْفَةُ بِدِيَتِهِ عَلَى الْمُسْلِمِينَ " (1)
23640 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ أَبِي عَمْرٍو (2) ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ فَقَرَأَهَا حَتَّى بَلَغَ {لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} [التكاثر: 8] ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، عَنْ أَيِّ نَعِيمٍ نُسْأَلُ؟ وَإِنَّمَا هُمَا الْأَسْوَدَانِ الْمَاءُ وَالتَّمْرُ، وَسُيُوفُنَا عَلَى رِقَابِنَا وَالْعَدُوُّ حَاضِرٌ، فَعَنْ أَيِّ نَعِيمٍ نُسْأَلُ؟ قَالَ: " إِنَّ ذَلِكَ سَيَكُونُ " (3)
__________
(1) إسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق -وهو ابن يسار المطَّلبي- فهو صدوق حسن الحديث، وقد صرح بالتحديث عند غير المصنف.
وهو في "سيرة ابن هشام" 3/92-93 عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد - وهو مطول بذكر قصة مقتل أبي حذيفة اليمان وثابت بن وقش معه.
وأخرجه الطبري في "تاريخه" 2/530 من طريق سلمة بن الفضل الرازي، والحاكم 3/202، والبيهقي 8/132، وابن الأثير في "أسد الغابة" 2/16 من طريق يونس بن بكير، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1304) من طريق محمد ابن سلمة الحرَّاني، ثلاثتهم عن محمد بن إسحاق، به. وروايتهم جميعاً خلا البيهقي مطولة بنحو رواية ابن هشام.
وفي الباب عن عائشة عند البخاري (3290) ، والبيهقي 8/131-132.
وعن عروة مرسلاً عند البيهقي 8/132.
وعن موسى بن عقبة مرسلاً عنده أيضاً 8/132.
(2) في (م) : "يعني ابن أبي عمرو" وهو خطأ.
(3) حديث حسن على اختلاف في إسناده على محمد بن عمرو: وهو ابن علقمة الليثي، وهو صدوق حسن الحديث، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح.=(39/47)
23641 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرٌو، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا أَحَبَّ اللهُ قَوْمًا ابْتَلَاهُمْ، فَمَنْ صَبَرَ، فَلَهُ الصَّبْرُ، وَمَنْ جَزِعَ فَلَهُ الْجَزَعُ " (1)
__________
= وأخرجه الطبري في "تفسيره" 30/288، والواحدي في تفسيره "الوسيط" 4/549 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 13/231 عن محمد بن بشر، وهناد في "الزهد" (768) عن عبدة بن سليمان، والبيهقي في "الشعب" (4598) من طريق أبى أسامة حماد ابن أسامة، ثلاثتهم عن محمد بن عمرو، به.
وخالفهم سفيان بن عيينة فرواه عن محمد بن عمرو عن يحيى بن عبد الرحمن ابن حاطب عن ابن الزبير عن أبيه الزبير بن العوام، سلف من هذا الطريق عند المصنف برقم (1405) .
وخالف أيضاً أبو بكر بن عياش فرواه عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة، أخرجه الترمذي (3357) .
(1) إسناده جيد. وقد سلف برقم (23623) .
سليمان بن داود: هو الهاشمي أبو أيوب البغدادي، وعمرو: هو ابن أبي عمرو مولى المطَّلب، وعاصم: هو ابن عمر بن قتادة.(39/48)
حَدِيثُ نَوْفَلِ بْنِ مُعَاوِيَةَ (1)
23642 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ نَوْفَلِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ فَاتَتْهُ الصَّلَاةُ فَكَأَنَّمَا وُتِرَ أَهْلَهُ وَمَالَهُ " (2)
__________
(1) قال السندي: نوفل بن معاوية كناني ثم دُؤَلي، أسلم في الفتح وحَجَّ مع أبي بكر سنة تسع، ومع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سنة عشر، وكان قد بلغ المئة. وقال أبو عمر ابن عبد البر: كان ممن عاش في الجاهلية ستين، وفي الإسلام ستين. وجاء أن نوفلًا نزل بالمدينة ومات بها.
(2) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، وقد روى هذا الحديث صالح بن كيسان عن الزهري، فزاد فيه عبد الرحمن بن مطيع بين أبي بكر بن عبد الرحمن ونوفل بن معاوية، وعبد الرحمن هذا هو ابن أخت نوفل، ومن طريقه أخرج الشيخان هذا الحديث كما سيأتي برقم (24009/48) .
وأخرجه ابن حبان (1468) من طريق أبي عامر عبد الملك بن عمرو، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشافعي 1/53، والطيالسي (1237) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (953) و (954) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/154، والبيهقي في "السنن" 1/445، وفي "معرفة السنن والآثار" (2704) و (2710) من طرق عن ابن أبي ذئب، به.
وسيأتي في القسم الملحق بمسند الأنصار برقم (24009/47) عن يزيد بن هارون وهاشم بن القاسم عن ابن أبي ذئب.
وسيأتي أيضاً برقم (24009/46) من طريق عراك بن مالك عن نوفل بن معاوية وابن عمر جميعاً.
ويشهد له حديث ابن عمر السالف برقم (4545) . وانظر شرحه هناك.(39/49)
حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ بَنِي ضَمْرَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ
23643 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ بَنِي ضَمْرَةَ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ قَوْمِهِ قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْعَقِيقَةِ فَقَالَ: " لَا أُحِبُّ الْعُقُوقَ، وَلَكِنْ (1) مَنْ وُلِدَ لَهُ وَلَدٌ، فَأَحَبَّ أَنْ يَنْسُكَ عَلَيْهِ، أَوْ عَنْهُ، فَلْيَفْعَلْ " (2)
23644 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَوْ عَنْ عَمِّهِ، أَنَّهُ قَالَ: شَهِدْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَرَفَةَ فَسُئِلَ
__________
(1) لفظة "ولكن" ليست في (ظ5) و (ظ2) .
(2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الرجل الضمري. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (6570) من طريق أحمد بن يونس، والطحاوي في "شرح المشكل" (1056) من طريق أبي نعيم، كلاهما عن سفيان الثوري، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/237 عن وكيع، عن سفيان الثوري، عن زيد بن أسلم، عن رجل من بني ضمرة، عن أبيه قال: سئل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن العقيقة ...
وقد سلف برقم (23134) من طريق مالك، عن زيد بن أسلم، عن رجل من بني ضمرة، عن أبيه.(39/50)
عَنِ الْعَقِيقَةِ؟ فَقَالَ: " لَا أُحِبُّ الْعُقُوقَ، وَلَكِنْ مَنْ وُلِدَ لَهُ وَلَدٌ، فَأَحَبَّ أَنَّ يَنْسُكَ عَنْهُ فَلْيَفْعَلْ " (1)
__________
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.
وأخرجه أحمد بن منيع في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (6569) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (1057) ، والبيهقي 9/312 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.(39/51)
حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ
23645 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ زَيْدٍ يَعْنِي ابْنَ أَسْلَمَ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ، عَنْ جَدِّهِ: أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِفِضَّةٍ، فَقَالَ: هَذِهِ مِنْ مَعْدِنٍ لَنَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سَتَكُونُ مَعَادِنُ يُحْضِرُهَا شِرَارُ النَّاسِ " (1)
__________
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الرجل من بني سُلَيم وجدِّه، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري. وقد تفرد به الإمام أحمد من هذا الطريق.
وأخرجه الطبراني في "الصغير" (426) ، وفي "الأوسط" (3556) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 8/246-247 من طريق سُعَير بن الخِمْس، عن زيد بن أسلم، عن ابن عمر، بنحوه. والطريق إلى زيد بن أسلم في حديث ابن عمر ليس بقوة الطريق إليه في رواية المصنف.
وله شاهد عن أبي هريرة عن أبي يعلى (6421) ، وفي إسناده أبو الجهم القواس عن أبي هريرة، وهو مجهول.
وآخر عن عبد الله بن عمرو موقوفاً عند الحاكم 4/458، وصحح إسناده ووافقه الذهبي، وفي إسناده إبراهيم بن حسين، ولم نتبيَّنه.(39/52)
حَدِيثُ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ
23646 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ رَجُلٍ، مِنَ الْأَنْصَارِ، عَنْ أَبِيهِ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ نَسْتَقْبِلَ الْقِبْلَتَيْنِ بِبَوْلٍ أَوْ غَائِطٍ " (1)
__________
(1) صحيح لغيره، لكن بلفظ "القِبلة" بدل القبلتين، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الأنصاري، لكن جاء مسمَّى عند الطبراني في "الكبير" 17/ (1) من طريق عبد الله ابن نافع، عن أبيه، أن عبد الله بن عمرو العجلاني حدَّث عبدَ الله بن عمر عن أبيه: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... إلخ، وعبد الله بن نافع ضعيف.
وقد خالف أيوبَ السختياني وعبدَ الله بنَ نافعٍ مالكٌ في لفظه، فرواه على الصواب بلفظ القبلتين، وهو في "موطئه" 1/193، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "السنن المأثورة" (112) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/232، والشاشي في "مسنده" (1152) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 16/126 عن نافع، عن رجل من الأنصار، عن أبيه. وليس في رواية يحيى الليثي للموطأ "عن أبيه"،
والصواب رواية غيره عنه بإثباتها فيما قاله ابن عبد البر.
وانظر حديث معقل بن أبي معقل السالف برقم (17838) ، وتعليقَنا عليه.(39/53)
حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ بَنِي حَارِثَةَ
23647 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ بَنِي حَارِثَةَ، أَنَّ رَجُلًا وَجَأَ نَاقَةً فِي لَبَّتِهَا بِوَتِدٍ وَخَشِيَ أَنْ تَفُوتَهُ، فَسَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " فَأَمَرَهُ، أَوْ فَأَمَرَهُمْ، بِأَكْلِهَا " (1)
__________
(1) إسناده صحيح. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه أبو داود (2823) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 9/250 من طريق يعقوب بن عبد الرحمن الإسكندراني، عن زيد بن أسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 5/391، وعبد الرزاق (8626) و (8627) عن سفيان ابن عيينة، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار: أن غلاماً من بني حارثة.. فذكره مرسلاً.
وأخرجه النسائي 7/225-226، وابن عدي في "الكامل" 2/552 من طريق جرير بن حازم، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري: أن رجلاً من الأنصار ... فذكره، وجعله من حديث أبي سعيد الخدري.
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4597) . وانظر تتمة شواهده هناك.
قال السندي: قوله: "وَجَأَ" بهمزة في آخره، أي: طَعَن.
"لَبَّتها" بفتح فتشديد، والمراد آخر موضع النحر.
"أن تفوته" أي: تفوته الناقة بالموت قبل الذبح.(39/54)
حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ بَنِي أَسَدٍ
23648 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي أَسَدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَسْأَلُ رَجُلٌ وَلَهُ أُوقِيَّةٌ أَوْ عَدْلُهَا، إِلَّا سَأَلَ إِلْحَافًا " (1)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات من رجال الشيخين غير صحابيِّه، وإبهامه لا يضرُّ. سفيان: هو الثوري.
وقد سلف برقم (16411) عن وكيع، عن سفيان.(39/55)
حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
23649 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا مَالِكٍ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ بَعْضِ، أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رُئِيَ بِالْعَرْجِ، وَهُوَ يَصُبُّ عَلَى رَأْسِهِ الْمَاءَ مِنَ الْحَرِّ أَوْ مِنَ الْعَطَشِ، وَهُوَ صَائِمٌ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح. وهو مكرر (23223) .
والعَرْجُ: قرية جامعة على طريق مكة مِن المدينة، بينها وبين المدينة تسعة وتسعون فرسخاً، وهي في الطريق التي سلكها رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين هاجر إلى المدينة، وسُمِّيَ العرج بتعريج السيول به، وإليها ينسب عبد الله بن عمر بن عمرو ابن عثمان الأموي القرشي العرجي صاحب البيت السائر:
أضَاعُوني وأيّ فتى ... أضاعوا ليومِ كريهةٍ وسِدَاد ثغرِ(39/56)
حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ أَسْلَمَ
23650 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ أَسْلَمَ، أَنَّهُ لُدِغَ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ أَنَّكَ قُلْتَ حِينَ أَمْسَيْتَ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، لَمْ تَضُرَّكَ " قَالَ سُهَيْلٌ: " فَكَانَ أَبِي إِذَا لُدِغَ أَحَدٌ مِنَّا يَقُولُ: قَالَهَا فَإِنْ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: كَأَنَّهُ يَرَى أَنَّهَا لَا تَضُرُّهُ " (1)
23651 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بَكْرِ (2) بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ بَعْضِ، أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يُوشِكُ أَنْ يَغْلِبَ عَلَى الدُّنْيَا لُكَعُ بْنُ لُكَعٍ، وَأَفْضَلُ النَّاسِ مُؤْمِنٌ بَيْنَ كَرِيمَتَيْنِ " لَمْ يَرْفَعْهُ (3)
__________
(1) حديث صحيح. وهو مكرر (15709) سنداً ومتناً.
(2) تحرف في (م) و (ظ2) و (ق) إلى: بكير.
(3) إسناده صحيح. أبو كامل: هو مظفَّر بن مدرِك، وإبراهيم بن سعد: هو ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2051) من طريق عبد الله بن وهب، عن إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد مرفوعاً. وقال فيه: "بين كريمين".=(39/57)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه الطحاوي (2051) من طريق عقيل بن خالد، والطبراني في "مسند الشاميين" (3207) من طريق شعيب بن أبي حمزة، كلاهما عن ابن شهاب الزهري، به. رفعه شعيب، ولم يرفعه عقيل. وقالا فيه: "بين كريمين".
وأخرجه عبد الرزاق (20642) عن معمر، عن الزهري، عن رجل من قريش، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وهذا الرجل القرشي هو -على الأغلب- عبد الملك بن أبي بكر، وبناءً عليه فهو مرسل.
وزاد عبد الرزاق فيه: قال معمر: فقال رجل للزهري: ما كريمين؟ قال: شريفين مُوسِرَين. قال: فقال رجل من أهل العراق: كذب، كريمين: تقيَّين صالحين.
ورواه ابن لهيعة، عن عقيل بن خالد، عن ابن شهاب، عن عبد الملك بن أبي بكر، عن أبيه، عن أبي ذر. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (3100) ، ولا يصحُّ عن أبي ذر، في إسناده ابن لهيعة وهو سيىء الحفظ.
والشطر الأول انظر شواهده عند حديث أبي هريرة السالف برقم (8320م) .
وقوله: "بين كريمتين" قال السندي: أي: بين نفسين كريمتين، أو المراد: بين كريمين والهاء للمبالغة، قيل: أي بين أبوين مؤمنين، وقيل: بين أبٍ مؤمن وابنٍ مؤمنٍ، فهو بين مؤمنين هما طرفاه وهو مؤمن، والكريم: مَن كرَّم نفسه عن التدنُّس بشيء من مخالفة ربِّه.(39/58)
حَدِيثُ عُبَيْدٍ مَوْلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1)
23652 - حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عُبَيْدٍ مَوْلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: سُئِلَ: أَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُ بِصَلَاةٍ بَعْدَ الْمَكْتُوبَةِ، أَوْ سِوَى الْمَكْتُوبَةِ؟ قَالَ: " نَعَمْ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ " (2)
23653 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ، وَابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْمَعْنَى، عَنْ رَجُلٍ، حَدَّثَهُمْ فِي مَجْلِسِ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، قَالَ ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ شَيْخٍ فِي مَجْلِسِ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ عُبَيْدٍ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّ امْرَأَتَيْنِ صَامَتَا وَأَنَّ رَجُلًا
__________
(1) ذكره الحافظ ابن حجر في "الإصابة" 4/421 وقال: قال ابن حبان: له صحبة، وذكره ابن السكن في الصحابة، وقال: لم يثبت حديثه. وقال البلاذري: يقال: إنه كان لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مولى يقال له: عبيد، روى عنه حديثين.
(2) إسناده ضعيف لجهالة الراوي عن عبيد. معتمر: هو ابن سليمان بن طَرْخان التيمي.
وأخرجه البخاري في "تاريخه" 5/440، والمروزي في "قيام الليل" (64) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/181 من طريق معتمر، بهذا الإسناد. وسُمِّي الرجلُ في رواية البخاري: يعلى!
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (1258) عن سليمان التيمي، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/229 وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، ومدار هذه الطرق كلها على رجل لم يسمَّ، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح.
وسيأتي برقم (23654) .(39/59)
قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ هَاهُنَا امْرَأَتَيْنِ قَدْ صَامَتَا، وَإِنَّهُمَا قَدْ كَادَتَا أَنْ تَمُوتَا مِنَ الْعَطَشِ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ أَوْ سَكَتَ، ثُمَّ عَادَ، وَأُرَاهُ قَالَ: بِالْهَاجِرَةِ، قَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، إِنَّهُمَا وَاللهِ قَدْ مَاتَتَا أَوْ كَادَتَا أَنْ تَمُوتَا قَالَ: " ادْعُهُمَا " قَالَ: فَجَاءَتَا، قَالَ: فَجِيءَ بِقَدَحٍ أَوْ عُسٍّ فَقَالَ لِإِحْدَاهُمَا: " قِيئِي " فَقَاءَتْ قَيْحًا أَوْ دَمًا وَصَدِيدًا (1) وَلَحْمًا حَتَّى قَاءَتْ نِصْفَ الْقَدَحِ، ثُمَّ قَالَ لِلْأُخْرَى: " قِيئِي " فَقَاءَتْ مِنْ قَيْحٍ وَدَمٍ وَصَدِيدٍ وَلَحْمٍ عَبِيطٍ وَغَيْرِهِ حَتَّى مَلَأَتِ الْقَدَحَ، ثُمَّ قَالَ: " إِنَّ هَاتَيْنِ صَامَتَا عَمَّا أَحَلَّ اللهُ لَهُمَا، وَأَفْطَرَتَا عَلَى مَا حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِمَا، جَلَسَتْ إِحْدَاهُمَا إِلَى الْأُخْرَى، فَجَعَلَتَا يَأْكُلَانِ لُحُومَ النَّاسِ " (2)
23654-حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ التَّيْمِيِّ، قَالَ: طَرَأَ عَلَيْنَا رَجُلٌ فِي مَجْلِسِ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ فَحَدَّثَنَا
__________
(1) تحرفت في (م) إلى: وصيلاً.
(2) إسناده ضعيف كسابقه. يزيد: هو ابن هارون، وابن أبي عدي: اسمه محمد بن إبراهيم، وسليمان: هو ابن طَرْخان التَّيمي.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في "الصمت" (171) ، والبيهقي في "الدلائل" 6/186 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "تاريخه" 5/440، وأبو يعلى في "مسنده" (1576) ، ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" 3/538-539 من طريق حماد بن سلمة، عن سليمان، عن عبيد. فأسقط الرجل، ولا يصحُّ.
وفي الباب بنحوه عن أنس عند الطيالسي (2107) ، وإسناده ضعيف جداً، فيه الربيع بن صبيح سيىء الحفظ، ويزيد بن أبان الرقاشي متروك الحديث.
والعُسُّ: القدح الكبير.
واللَّحم العبيط: هو الطري غير النضيج.
و"تأكلان لحوم الناس" أي: بالاغتياب.(39/60)
عَنْ عُبَيْدٍ مَوْلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَسُئِلَ عَنْ صَلَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ " صَلَاتَهُ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ " (1)
23655 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ غِيَاثٍ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِي عُثْمَانَ، قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: حَدَّثَنَا سَعْدٌ، أَوْ عُبَيْدٌ، عُثْمَانُ بْنُ غِيَاثٍ الَّذِي يَشُكُّ، مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُمْ أُمِرُوا بِصِيَامٍ، قَالَ: فَجَاءَ رَجُلٌ بَعْضَ النَّهَارِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ فُلَانًا وَفُلَانَةَ قَدْ بَلَغَهُمَا الْجَهْدُ، فَذَكَرَ مَعْنَى حَدِيثِ يَزِيدَ، وَابْنِ عدي (2) عَنْ سُلَيْمَانَ (3)
23656 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا رَجُلٌ، فِي حَلْقَةِ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَي سَعْدٌ، مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُمْ أُمِرُوا بِصِيَامِ يَوْمٍ فَجَاءَ رَجُلٌ بَعْضَ النَّهَارِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ فُلَانَةَ وَفُلَانَةَ قَدْ بَلَغَهُمَا الْجَهْدُ فَأَعْرَضَ عَنْهُ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (4)
__________
(1) إسناده ضعيف كسابقه.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 3/20 من طريق عمرو بن مرزوق، عن شعبة، بهذا الإسناد.
وانظر (23652) .
(2) تحرف في (م) و (ظ2) و (ق) إلى: عبيد.
(3) إسناده ضعيف. وانظر (23653) .
(4) إسناده ضعيف. وانظر ما قبله.
تنبيه: هذا الحديث وقع في (م) والنسخ الخطية بإثر الحديث الآتي في مسند عبد الله بن ثعلبة برقم (23662) ، ومكانه هنا هو الصواب.(39/61)
حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ صُعَيْرٍ (1)
23657 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ ثَعْلَبَةَ بْنِ صُعَيْرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمَ أُحُدٍ: " زَمِّلُوهُمْ فِي ثِيَابِهِمْ " قَالَ: وَجَعَلَ يَدْفِنُ فِي الْقَبْرِ الرَّهْطَ قَالَ: وَقَالَ: " قَدِّمُوا أَكْثَرَهُمْ قُرْآنًا " (2)
__________
(1) قال السندي: رأى النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وحفظ عنه، له صحبة، قيل: مسح النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وجهه ورأسَه عام الفتح، ودعا له. قيل: حديثه مرسَلٌ مطلقاً، وقيل: حديثه في صدقة الفطر مختلف فيه، والصواب أنه مرسل، ولم يصرِّح في شيء من الروايات بسماعه، وجاء أنه رأى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو صغير. مات سنة سبع أو تسع وثمانين وله ثلاث وثمانون سنةً، وقيل: تسعون، والله تعالى أعلم.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن إسحاق، وقد صرَّح بالتحديث فيما سيأتي برقم (23662) ، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح، وعبد الله بن ثعلبة لم يشهد هذه القصة لأنه لم يكن مولوداًً بعدُ، وإنما رواه عن جابر بن عبد الله كما سيأتي برقم (23660) ، فهو مرسل صحابي.
وأخرجه ابن قانع في "معجمه" 2/96 عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه سعيد بن منصور في "السنن" (2584) عن هشيم، قال: أخبرنا ابن إسحاق، به.
وأخرجه ابن قانع 2/96 من طريق أبي أيوب الإفريقي، عن الزهري، به - دون قوله: "وجعل يدفن ... " إلخ.
وانظر الأحاديث التالية.=(39/62)
23658 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ صُعَيْرٍ، قَالَ: لَمَّا أَشْرَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قَتْلَى أُحُدٍ، قَالَ: " أَشْهَدُ عَلَى هَؤُلَاءِ مَا مِنْ مَجْرُوحٍ جُرِحَ فِي اللهِ، إِلَّا بَعَثَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَجُرْحُهُ يَدْمَى، اللَّوْنُ لَوْنُ الدَّمِ وَالرِّيحُ رِيحُ الْمِسْكِ، انْظُرُوا أَكْثَرَهُمْ جَمْعًا لِلْقُرْآنِ فَقَدِّمُوهُ أَمَامَهُمْ فِي الْقَبْرِ " (1)
__________
= وفي الباب عن أنس، سلف برقم (12300) .
وعن هشام بن عامر، سلف برقم (16251) .
قوله: "زَمِّلوهم" أي: لُفُّوهم.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه.
وهو في "سيرة ابن هشام" 3/103-104 عن ابن إسحاق قال: وحدثني محمد ابن مسلم الزهري، فذكره.
وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 3/290 من طريق يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، به.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (630) من طريق عبد الرحمن ابن بشير الدمشقي، عن ابن إسحاق، عن الزهري، عن عبد الله بن الحارث بن زهرة، عن عبد الله بن ثعلبة. فزاد فيه رجلاً بين الزهري وعبد الله بن ثعلبة، ولا يصح، عبد الرحمن بن بشير هذا، قال أبو حاتم في "الجرح والتعديل" 5/215: منكر الحديث.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد" (178) ، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (724) ، ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" 3/191 من طريق عبد الرحمن بن إسحاق، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (176) ، والطحاوي في=(39/63)
23659 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ أَبِي صُعَيْرٍ، وَثَبَّتَنِيهِ مَعْمَرٌ (1) ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشْرَفَ عَلَى قَتْلَى أُحُدٍ، فَقَالَ: " إِنِّي أَشْهَدُ عَلَى هَؤُلَاءِ، زَمِّلُوهُمْ بِكُلُومِهِمْ وَدِمَائِهِمْ " (2)
23660 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي صُعَيْرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ أَشْرَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الشُّهَدَاءِ الَّذِينَ قُتِلُوا يَوْمَئِذٍ، فَقَالَ: " زَمِّلُوهُمْ بِدِمَائِهِمْ، فَإِنِّي قَدْ شَهِدْتُ عَلَيْهِمْ " فَكَانَ يُدْفَنُ الرَّجُلَانِ وَالثَّلَاثَةُ فِي الْقَبْرِ الْوَاحِدِ، وَيُسْأَلُ: " أَيُّهُمْ كَانَ أَقْرَأَ لِلْقُرْآنِ " فَيُقَدِّمُونَهُ قَالَ جَابِرٌ:
__________
= "شرح مشكل الآثار" (258) من طريق عمرو بن الحارث، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (177) ، وفي "الآحاد والمثاني" (2608) من طريق صالح بن كيسان، ثلاثتهم عن الزهري، به - لم يذكر فيه عبد الرحمن وعمرو قولَه: "انظروا أكثرهم.." إلخ، ورواية صالح بن كيسان أطول مما هنا.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7302) .
(1) القائل: "وثبَّتنبه معمر" هو سفيان، فقد رواه عنه سعيد بن منصور فقال: حدثنا سفيان قال: سمعت الزهري ولم أُتقنه، فقال معمر: إنه حدَّث عن ابن صُعير..
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. سفيان: هو ابن عيينة.
وأخرجه الشافعي في "المسند" 1/204-205، وسعيد بن منصور في "السنن" (2583) ، والبيهقي في "السنن" 4/11 من طريق سفيان، بهذا الإسناد.(39/64)
فَدُفِنَ أَبِي وَعَمِّي يَوْمَئِذٍ فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ (1)
23661 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ إِسْحَاقَ (2) ، حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ صُعَيْرٍ، أَنَّ أَبَا جَهْلٍ قَالَ: حِينَ الْتَقَى
__________
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن أبي صعير -وهو عبد الله بن ثعلبة- فقد خرَّج له البخاري.
وهو عند عبد الرزاق في "المصنف" (6633) و (9580) ، ومن طريقه أخرجه أبو يعلى (1951) و (2013) ، والبيهقي في "السنن" 4/11.
وانظر الأحاديث السابقة.
وأخرجه الشافعي 1/204، وابن أبي شيبة 3/253-254، وعبد بن حميد (1119) ، والبخاري (1343) و (1345) و (1346) و (1347) و (1353) و (4079) ، وأبو داود (3138) و (3139) ، وابن ماجه (1514) ، والترمذي (1036) ، والنسائي 4/62، وابن الجارود (552) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/501، وفي "شرح مشكل الآثار" (5911) ، وابن حبان (3197) ، والدارقطني 4/117، والبيهقي في "السنن" 4/10 و34، وفي "معرفة السنن والآثار" (7418) ، والبغوي (1500) من طرق عن الليث بن سعد، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن جابر. وقال الترمذي: حديث جابر حديث حسن صحيح.
وأخرج بعضه البخاري (1348) ، والبيهقي في "السنن" 4/34 من طريق الأوزاعي، عن ابن شهاب، عن جابر - دون واسطة.
قال البخاري عَقِبَه: وقال سليمان بن كثير: حدثني الزهري، حدثني من سمع جابراً رضي الله عنه.
وانظر حديث جابر بن عبد الله السالف في مسنده برقم (14189) .
(2) في (م) . ابن أبي إسحاق، وهو خطأ.(39/65)
الْقَوْمُ: " اللهُمَّ أَقْطَعَنَا الرَّحِمَ، وَآتَانَا بِمَا لَا يُعْرَفُ فَأَحْنِهِ الْغَدَاةَ (1) ، فَكَانَ الْمُسْتَفْتِحَ " (2)
23662 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ صُعَيْرٍ الْعُذْرِيِّ، وَفِيمَا قَرَأَ عَلَى يَعْقُوبَ الْعُذْرِيِّ، حَلِيفِ بَنِي زُهْرَةَ قَالَ: أَشْرَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَصْحَابِ أُحُدٍ فَذَكَرَ مَعْنَى حَدِيثِ يَزِيدَ (3)
__________
(1) تحرفت في (م) إلى: الفداء.
(2) صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل ابن إسحاق، وقد توبع. يزيد: هو ابن هارون.
وأخرجه ابن أبي شيبة 14/359-360، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (631) ، والطبري في "تفسيره" 9/208، والحاكم في "المستدرك" 2/328 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد - وزادوا فيه: فأنزل الله (إن تستفتِحُوا فقد جاءَكم الفَتْحُ ... ) [الأنفال: 19] .
والحديث في "سيرة ابن هشام" 2/280، ومن طريق ابن إسحاق أخرجه الطبري 9/208-209، والبيهقي في "الدلائل" 3/74.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (11201) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (632) ، والطبري 9/208، والحاكم 2/328 من طريق صالح بن كيسان، والطبري 9/207-208 من طريق عقيل بن خالد، كلاهما عن الزهري، به.
وأخرجه الطبري 9/207 من طريق معمر، عن الزهري - لم يجاوز به.
قال السندي: قوله: "أقطعُنا" اسم تفضيل للقطع. "وآتانا" اسم تفضيل من الإتيان. "فأحِنْهُ" من أَحانَه الله، أي: أهلَكَه ولم يوفِّقه للرشاد.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل ابن إسحاق. يزيد الذي أشار=(39/66)
23663 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: وَقَالَ ابْنُ شِهَابٍ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ ثَعْلَبَةَ بْنُ صُعَيْرٍ الْعُذْرِيُّ: خَطَبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ قَبْلَ الْفِطْرِ بِيَوْمَيْنِ فَقَالَ: " أَدُّوا صَاعًا مِنْ بُرٍّ أَوْ قَمْحٍ بَيْنَ اثْنَيْنِ، أَوْ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، عَلَى كُلِّ حُرٍّ وَعَبْدٍ، وَصَغِيرٍ وَكَبِيرٍ " (1)
23664 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: سَأَلْتُ حَمَّادَ بْنَ زَيْدٍ، عَنْ صَدَقَةِ الْفِطْرِ، فَحَدَّثَنِي عَنْ نُعْمَانَ بْنِ رَاشِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ أَبِي صُعَيْرٍ عَنْ أبيه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَدُّوا صَاعًا مِنْ قَمْحٍ، أَوْ
__________
= إليه المصنف وأحال على حديثه هو يزيد بن هارون، وقد سلف حديثه عنده برقم (23658) .
تنبيه: وقع بإثر هذا الحديث في (م) والنسخ الخطية الحديث السالف برقم (23656) ، وإثباته هناك هو الصواب.
(1) ضعيف مرفوعاً، وسيأتي بيانه في الرواية التالية، وهذا الإسناد ضعيف، فإن ابن جريج -واسمه عبد الملك بن عبد العزيز- مدلِّس ولم يصرِّح بسماعه من الزهري، وقد اختُلف فيه على الزهري كما سيأتي.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (5785) ، ومن طريقه أخرجه البخاري في "تاريخه" 5/36، وأبو داود (1621) ، والدارقطني في "سننه" 2/150.
وأخرجه بنحوه الدارقطني 2/148-149 من طريق علي بن صالح، عن يحيى ابن جُرجَة، عن الزهري، به. وإسناده ضعيف، علي بن صالح ويحيى بن جرجة ليسا بذاك.
قوله: "بين اثنين" هو بمعنى الرواية التالية: "عن كل اثنين" أي: يُخرج عن كل واحدٍ نصف صاع، وهو مُدَّان.(39/67)
صَاعًا مِنْ بُرٍّ، وَشَكَّ حَمَّادٌ، عَنْ كُلِّ اثْنَيْنِ، صَغِيرٍ أَوْ كَبِيرٍ، ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى، حُرٍّ أَوْ مَمْلُوكٍ، غَنِيٍّ أَوْ فَقِيرٍ، أَمَّا غَنِيُّكُمْ فَيُزَكِّيهِ اللهُ، وَأَمَّا فَقِيرُكُمْ، فَيُرَدُّ عَلَيْهِ أَكْثَرُ مِمَّا يُعْطِي " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف لضعف نعمان بن راشد وسوء حفظه، وللاختلاف الذي وقع فيه على الزهري كما سيأتي بيانه، وقد ضعَّفه الإمام أحمد وابن عبد البر كما في "نصب الراية" للزيلعي 2/409.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/45، وفي "شرح المشكل" (3410) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/122 من طريق عفان، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "تاريخه" 5/36، وأبو داود (1619) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/253، والطحاوي في "شرح المعاني" 2/45، وفي "شرح المشكل" (3411) ، وابن قانع 1/122، والدارقطني في "سننه" 2/147-148 و148-149، والبيهقي 4/167، وابن الأثير فى "أسد الغابة" 1/289 من طرق عن حماد بن زيد، به.
وقد انفرد نعمان بن راشد في هذا الحديث بإيجاب صدقة الفطر على الغني والفقير، فقد رواه دون هذا الحرف بكرُ بن وائل الكوفي -وهو صدوق لا بأس به- عن الزهري عن عبد الله بن ثعلبة عن أبيه، أخرجه البخاري في "تاريخه" 5/36، وأبو داود (1620) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (629) ، وابن خزيمة (2410) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (3412) و (3413) ، وابن قانع 1/122، والطبراني في "الكبير" (1389) ، والحاكم 3/279، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1367) ، وابن الأثير 1/288. وذكر أبو نعيم بإثره طريق بحر السقاء عن الزهري مثله، وبحر ضعيف.
وخالف سفيان بن عيينة عند الدراقطني 2/148، فرواه عن الزهري، عن ابن أبي صعير، عن أبي هريرة روايةً -أي: مرفوعاً- أنه قال: "زكاة الفطر على الغني=(39/68)
23665 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ، قَالَ: قَرَأَهُ عَلَيَّ يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ ثَعْلَبَةَ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَسَحَ وَجْهَهُ،: " أَنَّهُ رَأَى سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ يُوتِرُ بِرَكْعَةٍ وَاحِدَةٍ لَا يَزِيدُ عَلَيْهَا
__________
= والفقير" ثم قال -أي: سفيان-: أُخبِرت عن الزهري. فهذا يضعف الإسناد، والراوي عن سفيان عنده هو نعيم بن حماد، وهو ليس بذاك.
قلنا: لكنه قد صَحَّ عن أبي هريرة موقوفاً، فقد رواه معمر عن الزهري عن الأعرج عن أبي هريرة، بنحو حديث النعمان بن راشد عن الزهري الذي خرَّجه المصنف هنا، وقد سلف حديث أبي هريرة برقم (7724) ، ورجاله ثقات رجال الشيخين.
وقد روي نحوه -دون إيجاب الصدقة على الغني والفقير- من غير وجه عن الزهري عن سعيد بن المسيب وغيره مرسلاً. انظر "مصنف" ابن أبي شيبة 3/170-171، و"شرح معاني الآثار" 2/45 و46، و"سنن البيهقي" 4/169.
قلنا: وقد جاء في "الصحيحين" وغيرهما عن ابن عمر وأبي سعيد الخدري ما يفيد أن إخراج مُدَّين من الحنطة عن كل رأسٍ في صدقة الفطر لم يكن على عهد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بل أحدثه الناس بعده، انظر "المسند" (4486) و (11182) و (11698) .
قال البيهقي في "السنن" 4/170: وقد وردت أخبار عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في صاع من بُرٍّ، ووردت أخبار في نصف صاع، ولا يصحُّ شيء من ذلك، قد بيَّنت عِلَّة كل واحد منها في "الخلافيات".
وقال ابن المنذر كما في "فتح الباري" 3/374: لا نعلم في القمح خبراً ثابتاً عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعتَمد عليه، ولم يكن البُرُّ بالمدينة ذلك الوقت إلا الشيءَ اليسير منه، فلما كَثُر في زمن الصحابة رأوا أن نصف صاع منه يقوم مقام صاعٍ من شعير، وهم الأئمة..(39/69)
حَتَّى يَقُومَ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ " (1)
23666 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنِي الزُّبَيْدِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ صُعَيْرٍ الْعُذْرِيِّ، قَالَ: " وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ مَسَحَ وَجْهَهُ زَمَنَ الْفَتْحِ " (2)
23667 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، حَدَّثَنَا شُعَيْبٌ، عَنْ الزُّهْرِيِّ،
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 3/25 من طريق الحميدي، عن عبد الله بن الحارث، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1702) من طريق عبد الله بن عبد الجبار، عن محمد بن حرب، عن محمد بن الوليد الزبيدي، عن الزهري، به.
وانظر الحديثين التاليين.
وفي الباب عن سعد بن أبي وقاص نفسه، سلف برقم (1461) .
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. محمد بن حرب: هو الخولاني الأبرش، والزبيدي: هو محمد بن الوليد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2604) من طريق كثير بن عبيد الحذاء، والطبراني في "الشاميين" (1702) من طريق عبد الله بن عبد الجبار، كلاهما عن محمد بن حرب، بهذا الإسناد - وزاد فيه عبد الله بن عبد الجبار قصة الوتر بمثل الحديث السابق.
وأخرجه البخاري في "صحيحه" (4300) تعليقاً، وفي "التاريخ الأوسط" 1/258، وابن أبي عاصم (634) و (2605) ، والحاكم 3/280 من طرق عن الزهري، به.(39/70)
حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ ثَعْلَبَةَ بْنِ صُعَيْرٍ الْعُذْرِيُّ، قَالَ:، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ مَسَحَ وَجْهَهُ زَمَنَ الْفَتْحِ، ": أَنَّهُ رَأَى سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ، كَانَ سَعْدٌ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُوتِرُ بِرَكْعَةٍ وَاحِدَةٍ بَعْدَ صَلَاةِ الْعِشَاءِ، يَعْنِي الْعَتَمَةَ، لَا يَزِيدُ عَلَيْهَا حَتَّى يَقُومَ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ " (1)
23668 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنِ الْقَسَامَةِ فِي الدَّمِ قَالَ: كَانَتِ الْقَسَامَةُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ عَنْ حَدِيثِ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَسُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ رِجَالٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْأَنْصَارِ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقَرَّهَا عَلَى مَا كَانَتْ عَلَيْهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَقَضَى بِهَا بَيْنَ نَاسٍ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي قَتِيلٍ ادَّعَوْهُ عَلَى الْيَهُودِ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري. أبو اليمان: هو الحكم بن نافع، وشعيب: هو ابن أبي حمزة.
وأخرجه البخاري (6356) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/253، والطبراني في "الشاميين" (2993) ، والحاكم 3/280، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار" (5460) من طريق أبي اليمان، به.
وانظر سابقيه.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الرجال المبهمين الذين من الصحابة، وإبهامهم لا يضرُّ. ابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (18254) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (1670) (8) ، والبيهقي 8/122.
وسلف برقم (16598) من طريق عُقيل بن خالد عن ابن شهاب الزهري.(39/71)
23669 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ صُعَيْرٍ الْعُذْرِيِّ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ مَسَحَ عَلَى وَجْهِهِ وَأَدْرَكَ أَصْحَابَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: كَانُوا يَنْهَوْنِي عَنِ الْقُبْلَةِ تَخَوُّفًا أَنْ أَتَقَرَّبَ لِأَكْثَرَ مِنْهَا، ثُمَّ الْمُسْلِمُونَ الْيَوْمَ يَنْهَوْنَ عَنْهَا وَيَقُولُ قَائِلُهُمْ: " إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ لَهُ مِنْ حِفْظِ اللهِ مَا لَيْسَ لِأَحَدٍ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، وعقيل: هو ابن خالد.
وأخرجه بنحوه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/95 من طريق يحيى بن أيوب، عن عقيل، به.
وفي قُبلة الصائم انظر حديث عبد الله بن عمرو السالف برقم (6739) ، وحديث عائشة الآتي برقم (24110) .
وقصة مسح النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وجه عبد الله بن ثعلبة سلف في الأحاديث السابقة.
قال السندي: قوله: "كانوا ينهون" أي: الصائم. "عن القُبلة" بضم فسكون، أي: قبُلة الزوجة.(39/72)
حَدِيثُ عُبَيْدِ اللهِ (1) بْنِ عَدِيٍّ الْأَنْصَارِيِّ
23670 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ، أَنَّ رَجُلًا، مِنَ الْأَنْصَارِ حَدَّثَهُ أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي مَجْلِسٍ فَسَارَّهُ يَسْتَأْذِنُهُ فِي قَتْلِ رَجُلٍ مِنَ الْمُنَافِقِينَ، فَجَهَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " أَلَيْسَ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ؟ " قَالَ الْأَنْصَارِيُّ؟ بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، وَلَا شَهَادَةَ لَهُ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَيْسَ يَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ؟ " قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، وَلَا شَهَادَةَ لَهُ (2) ، قَالَ: " أَلَيْسَ يُصَلِّي؟ " قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، وَلَا صَلَاةَ لَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أُولَئِكَ الَّذِينَ نَهَانِي اللهُ عَنْهُمْ " (3)
__________
(1) في (م) والنسخ الخطية: عُبَيد الله، لكن كتب في هامش (ظ2) : صوابه عَبْد الله بن عدي، فإنه هو الأنصاري، والمصغَّر قرشي نوفلي.
(2) قوله: "ولا شهادة له" سقط من (م) .
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيِّه، وإبهامه لا يضرُّ، وقد سمِّي في الروايات الأخرى عبدَ الله بن عدي الأنصاري.
وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 10/150 و164 من طريق روح بن عبادة، عن مالك، عن الزهري، بهذا الإسناد.
وأخرجه مرسلاً مالك في "الموطأ" 1/171 عن الزهري، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن عبيد الله بن عدي بن الخيار أنه قال: بينما رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جالسٌ ... =(39/73)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= فذكره، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "المسند" 1/13-14، والبيهقي في "السنن" 8/196، وفي "معرفة السنن والآثار" (7302) و (16577) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 10/163. وقد سقط مالك من مطبوع "معرفة السنن والآثار" في الموضع الثاني.
وأخرجه ابن عبد البر 10/161 من طريق محمد بن بكر، عن ابن جريج، به مرسلاً.
وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 10/162 و165 و165-166 و167 من طرق عن الزهري، به.
وذهب ابن عبد البر إلى أن الرجل المتَّهم بالنفاق هو مالك بن الدُّخشُم واستشهد بقصة عِتْبان بن مالك زاره رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في بيته، فذُكِر مالك بن الدُّخشُم واتُّهِم بالنفاق! وانظر قصة عتبان هذه في "المسند" (16482) .
قلنا: ومالك بن الدُّخشم شهد بدراً، وهو الذي أَسَر سهيل بن عمرو. قال ابن الأثير في "أُسد الغابة" 5/22-23: ولا يصحُّ عنه النفاق، وقد ظهر من حسن إسلامه ما يمنع من اتِّهامه، وهو الذي أرسله رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأحرق مسجد الضرار هو ومعن بن عدي.
وفي باب النهي عن قتل المصلِّين عن أبي هريرة عند أبي داود (4928) ، وأبي يعلى (6126) .
وفي باب حقن دم من نطق بلا إله إلا الله، عن غير واحد من الصحابة، انظر حديث أبي هريرة السالف برقم (8163) .
قال ابن عبد البر: وفي هذا الحديث من الفقه إباحة المناجاة والتسار مع الواحد دون الجماعة، فإن ذلك يُحزنه، وأن مناجاة الاثنين دون الجماعة لا بأس بذلك بدليل هذا الحديث وغيره وفي قول رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أولئك الذين نهاني الله عنهم، ردٌّ لقول صاحبه القائل له: بلى ولا صلاة له، بلى ولا شهادة له، لأن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد أثبت له الشهادة والصلاة، ثم أخبر أن الله نهاه عن قتلهم، يعني عن قتل من أقر ظاهراً، وصلى ظاهراً.(39/74)
23671 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَدِيٍّ الْأَنْصَارِيِّ حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَا هُوَ جَالِسٌ إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ يَعْنِي يَسْتَأْذِنُهُ أَنْ يُسَارَّهُ فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (1)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه. وصحَّحه الحافظ ابن حجر في "الإصابة" 4/178.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (18688) ، ومن طريقه أخرجه عبد بن حميد (490) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/262، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/142، وابن حبان (5971) ، والبيهقي 3/367 و8/196، وابن عبد البر في "التمهيد" 10/166-167، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 2/ ورقة 711.(39/75)
حَدِيثُ عُمَرَ بْنِ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
23672 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، قَالَ: قَالَ الزُّهْرِيُّ، وَأَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيُّ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ بَعْضُ، أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمَئِذٍ لِلنَّاسِ، وَهُوَ يُحَذِّرُهُمْ فِتْنَةَ الدَّجَّالِ: " تَعْلَمُونَ أَنَّهُ لَنْ يَرَى أَحَدٌ مِنْكُمْ رَبَّهُ حَتَّى يَمُوتَ، وَإِنَّهُ مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ يَقْرَؤُهُ مَنْ كَرِهَ عَمَلَهُ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح. وهو في "مصنف" عبد الرزاق (20820) .
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم ص2246 (97) ، والترمذي (2235) ، وأبو عمرو الداني في "الفتن" (644) . قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه مسلم ص 2245، و (2930) (96) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/383، وعثمان الدارمي في "الرد على الجهمية" ص51، وابن أبي عاصم في "السنة" (430) ، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (855) من طرق عن الزهري، به.
وسلف برقم (6365) من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر.
وفي الباب عن أنس بن مالك سلف برقم (12004) .
وعن أبي بكرة سلف برقم (20401) .
وعن ابن عمر سلف برقم (4743) و (4804) ، وانظر تتمة شواهده هناك.(39/76)
حَدِيثُ الْمُسَيَّبِ بْنِ حَزْنٍ (1)
23673 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِجَدِّهِ، جَدِّ سَعِيدٍ: " مَا اسْمُكَ؟ " قَالَ: حَزْنٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بَلْ أَنْتَ سَهْلٌ " فَقَالَ: لَا أُغَيِّرُ اسْمًا سَمَّانِيهِ أَبِي قَالَ ابْنُ الْمُسَيِّبِ: " فَمَا زَالَتْ فِينَا حُزُونَةٌ بَعْدُ " (2)
__________
(1) قال السندي: أما المسيب: فبفتح الياء المشدَّدة وكسرها، والفتح هو المشهور، وحُكي عن ابنه سعيد أنه كان يكره الفتح، ومذهب أهل المدينة الكسرُ، وأما حَزْن فبفتح فسكون، وهما صحابيَّان قرشيَّان مخزوميَّان، قيل: من مسلمة الفتح، وهو مردودٌ بما سيجيءُ من حديث بيعة الحديبية. وانظر "الإصابة" 6/121-122.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن المسيب. هو سعيد.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (19851) ، ومن طريقه أخرجه البخاري (6190) ، وأبو داود (4956) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (719) ، وابن حبان (5822) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (819) ، والبغوي في "شرح السنة" (3372) .
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (818) من طريق قتادة، عن سعيد، عن أبيه.
وأخرجه البخاري في "الصحيح" (6190) ، وفي "الأدب المفرد" (841) ، وفي "التاريخ الكبير" 3/111، والبيهقي في "السنن" 9/307، وفي "الآداب" (474) =(39/77)
23674 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا طَالِبٍ الْوَفَاةُ دَخَلَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ أَبُو جَهْلٍ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ، فَقَالَ: " أَيْ عَمِّ، قُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، كَلِمَةً أُحَاجُّ بِهَا لَكَ عِنْدَ اللهِ " فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ: يَا أَبَا طَالِبٍ، أَتَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ؟ قَالَ: فَلَمْ يَزَالَا يُكَلِّمَانِهِ حَتَّى قَالَ: آخِرَ شَيْءٍ كَلَّمَهُمْ
__________
= من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبيه، عن جدِّه.
قال البخاري في "التاريخ الكبير": وقال إسحاق: عن سعيد، عن أبيه، أن أباه جاء النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 5/119، وأحمد في "العلل" (4792) ، والبخاري في "الصحيح" (6193) ، وفي "الأدب المفرد" بإثر (841) ، والطبراني في "الكبير" (3600) ، وابن الأثير في ترجمة حزنٍ من "أُسد الغابة" 2/4 من طرق عن سعيدٍ مرسلاً، ليس فيه عن أبيه.
وفي باب تغيير الاسم عن عبد الله بن عمر سلف برقم (4682) . وذكرنا هناك أحاديث الباب.
ونزيد هنا: عبد الرحمن بن أبي سبرة، سلف برقم (17604) .
وعبد الله بن قرط، ستلف برقم (19076) .
وبشير بن الخصاصية، سلف برقم (20778) .
والحَزْن، قال الحافظ في "الفتح" 10/574: ما غَلُظ من الأرض، وهو ضدُّ السهل، واستعمل في الخُلُق، يقال: في فلانٍ حُزونةٌ، أي: في خُلُقه غِلظة وقساوة.(39/78)
بِهِ: عَلَى مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ مَا لَمْ أُنْهَ عَنْكَ " فَنَزَلَتْ {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ} [التوبة: 113] قَالَ: وَنَزَلَتْ فِيهِ {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} [القصص: 56] (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو عند عبد الرزاق في "التفسير" 1/288.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البخاري (3884) و (4675) ، ومسلم (24) (40) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (720) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (820) ، والبيهقي في "الدلائل" 2/342-343، وفي "الأسماء والصفات" ص97-98، وابن الأثير في "أسد الغابة" 5/177-178.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 1/122 عن محمد بن عمر الواقدي، والنسائي في "المجتبى" 4/90-91، و"الكبرى" (2162) و (11230) و (11383) ، والطبري في "التفسير" 20/92، وأبو عوانة (23) ، والحازمي في "الاعتبار" ص100-101 من طريق محمد بن ثور، كلاهما عن معمر، به.
وأخرجه البخاري (1360) و (4772) و (6681) ، ومسلم (24) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (721) ، والطبري في "التفسير" 11/41 و20/92، وأبو عوانة (22) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2484) و (2485) ، وابن حبان (982) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (3033) ، وابن منده في "الإيمان" (37) ، والبيهقي في "الدلائل" 2/342-343، و"الأسماء والصفات" ص147، والواحدي في "أسباب النزول" ص176-177 و227-228، والبغوي في "شرح السنة" (1274) من طرق عن الزهري، به. وهو عند بعضهم مختصر.
وأخرجه الطبري في "التفسير" 11/42 من طريق سفيان بن عيينة، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2486) من طريق ابن أخي الزهري، كلاهما عن الزهري، عن سعيد، مرسلاً، ليس فيه: عن أبيه.=(39/79)
23675 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ طَارِقٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: كَانَ أَبِي مِمَّنْ بَايَعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ، فَقَالَ: " انْطَلَقْنَا فِي قَابِلٍ حَاجِّينَ، فَعُمِّيَ عَلَيْنَا مَكَانُهَا، فَإِنْ كَانَتْ بَيَّنَتْ، لَكُمْ فَأَنْتُمْ أَعْلَمُ " (1)
__________
= وفي الباب عن أبي هريرة سلف برقم (9610) و (9687) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، طارق -وهو ابن عبد الرحمن البَجَلي - صدوق لا بأس به، لم يرو عنه الشيخان سوى هذا الحديث، وهو متابع فيه عندهما، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. أبو عوانة: هو الوضَّاح بن عبد الله اليشكُري.
وأخرجه البخاري (4164) عن موسى بن إسماعيل، ومسلم (1859) (77) عن حامد بن عمر، كلاهما عن أبي عوانة، بهذا الإسناد.
وأخرجه بأطول مما هنا البخاريُّ (4163) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (816) من طريق إسرائيل، عن طارق، به.
وأخرجه البخاري (4162) ، ومسلم (1859) (79) ، وأبو عوانة (7198) و (7199) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (817) عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، به مختصراً.
وله شاهد من حديث ابن عمر عند البخاري (2958) .
قال النووي في "شرح مسلم" 13/5: قال العلماء: سببُ خفائها أن لا يفتتن الناس بها لما جَرَى تحتها من الخير ونزول الرضوان والسكينة وغير ذلك، فلو بقيت ظاهرةً معلومةً، لَخِيف تعظيم الأعراب والجُهال إياها، وعبادتهم لها، فكان خفاؤُها رحمةً من الله تعالى.
قلنا: وقد جاء عن جابر بن عبد الله عند البخاري (4154) ، ومسلم (1856) (71) أنه قال: لو كنت أُبصر اليوم لأريتكم مكان الشجرة. فهذا يخالف ما ثبت=(39/80)
23676 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ طَارِقٍ، قَالَ: ذُكِرَ عِنْدَ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، الشَّجَرَةُ فَقَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي أَنَّهُ " كَانَ ذَلِكَ الْعَامَ مَعَهُمْ، فَنَسُوهَا مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ " (1)
__________
=عن المسيب بن حزن وابن عمر. أنهم لم يستطيعوا أن يعيِّنوها بعد عامٍ من البيعة تحتها، ولعلَّ جابراً إنما قال ما قال بناءً على ما كان يظنه من موضع الشجرة.
وهذه الشجرة التي توهَّم ناسٌ أنها هي التي تمت البيعة تحتها، قد أمر عمرُ بن الخظاب في أيامه بقطعها، فقد روى ابن سعد في "الطبقات" 2/100، وابن أبي شيبة 2/375 بإسناد صحيح إلى نافع مولى ابن عمر قال: كان ناسٌ يأتون الشجرة التي يقال لها: شجرة الرضوان التي بويع تحتها فيصلُّون عندها، فبلَغَ ذلك عمرَ بن الخطاب فأوعَدَهم فيها، وأمرَ بها فقطِعت.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي كسابقه. أبو أحمد: هو محمد بن عبد الله بن الزبير الأَسدي الزبيري، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه ابن سعد 2/99، ومسلم (1859) (78) من طريق أبي أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد 2/99، والبخاري (4165) ، وأبو عوانة (7207) و (7208) و (7209) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (815) من طرق عن سفيان الثوري، به.(39/81)
حَدِيثُ حَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ (1)
23677 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ، قَالَ: مَرَرْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ جَالِسٌ فِي الْمَقَاعِدِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَجَزْتُ، فَلَمَّا رَجَعْتُ وَانْصَرَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " هَلْ رَأَيْتَ الَّذِي كَانَ مَعِي؟ " قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: " فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ وَقَدْ رَدَّ عَلَيْكَ السَّلَامَ " (2)
__________
(1) هو نجَّاري أنصاري، قال ابن سعد: يكنى أبا عبد الله، وشهد بدراً وأحداً والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وروى أحمد (24080) و (25182) و (25337) ، وغيره عن عائشة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "دخلت الجنة فسمعتُ قراءةً، فقال: مَن هذا؟ فقيل: حارثة بن النعمان" فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "كذاكُم البِرُّ" وكان أبرَّ الناس بأُمِّه. وإسناده صحيح.
وبقي حارثة حتى توفِّي في خلافة معاوية بن أبي سفيان بعد أن ذهب بصره.
"الطبقات" لابن سعد 3/487-488، و"الإصابة" لابن حجر 1/618-619.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أن صحابيه لم يرو له أحدٌ من أصحاب الكتب الستة، وصحَّح الحافظ ابن حجر إسناده في "الإصابة" 1/618.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (20545) ، ومن طريقه أخرجه عبد بن حميد (446) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1961) ، والطبراني في "الكبير" (3226) ، والبيهقي في "الدلائل" 7/74.=(39/82)
23678 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الرِّجَالِ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ، مَوْلَى غُفْرَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَتَّخِذُ أَحَدُكُمُ السَّائِمَةَ فَيَشْهَدُ الصَّلَاةَ فِي جَمَاعَةٍ، فَتَتَعَذَّرُ عَلَيْهِ سَائِمَتُهُ فَيَقُولُ: لَوْ طَلَبْتُ لِسَائِمَتِي مَكَانًا هُوَ أَكْلَأُ مِنْ هَذَا، فَيَتَحَوَّلُ وَلَا يَشْهَدُ إِلَّا الْجُمُعَةَ، فَيَتَعَذَّرُ عَلَيْهِ سَائِمَتُهُ، فَيَقُولُ: لَوْ طَلَبْتُ لِسَائِمَتِي مَكَانًا هُوَ أَكْلَأُ مِنْ هَذَا، فَيَتَحَوَّلُ فَلَا يَشْهَدُ الْجُمُعَةَ وَلَا الْجَمَاعَةَ، فَيُطْبَعُ عَلَى قَلْبِهِ " (1)
__________
= وانظر ما سلف برقم (16219) .
قال السندي: قوله: "في المقاعد" بوزن المساجد، دكاكين عند دار عثمان، وقيل: موضع بقُرب المسجد اتُّخِذ للقعود فيه للحوائج والوضوء.
(1) إسناده ضعيف لضعف عمر مولى غُفْرة: وهو ابن عبد الله.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (3232) من طريق سويد بن سعيد، عن عبد الرحمن بن أبي الرجال، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (3229) و (3230) و (3231) ، والبيهقي في "السنن" 3/247 من طرق عن عمر مولى غفرة، به.
ويغني عن هذا الحديث ما روي عن ابن عمر وأبي هريرة أنهما سمعا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول على أعوادِ منبره: "لينتهينَّ أقوامٌ عن وَدْعِهم الجُمعات، أو ليختمنَّ الله على قلوبهم، ثم ليكوننَّ من الغافلين" أخرجه مسلم (865) ، وسلف في "المسند" (2132) و (2290) عن ابن عباس وابن عمر.
وعن جابر بن عبد الله وأبي الجعد الضمري عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "من ترك الجمعة ثلاث مرارٍ من غير عذرٍ، طبع الله على قلبه"، وقد سلف برقم (14559) و (15498) ، وإسنادهما حسنٌ.=(39/83)
حَدِيثُ كَعْبِ بْنِ عَاصِمٍ الْأَشْعَرِيِّ (1)
23679 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ كَعْبِ بْنِ عَاصِمٍ (2) الْأَشْعَرِيِّ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ السَّقِيفَةِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَيْسَ مِنَ امْ بِرِّ، امْ صِيَامُ، فِي امْ سَفَرِ " (3)
__________
قال السندي: "السائمة" أي: الماشية التي ترعى في البَرِّ.
"فتتعذَّر عليه سائمته" أي: رَعْيُها.
"فيُطبََع على قلبه" أي: يُجعل الشرُّ لازماً له، ويُسلب منه توفيق الخير.
(1) كنَّاَه غير واحدٍ أبا مالك، وهو غير أبي مالك الأشعري الذي يروي عنه عبد الرحمن بن غَنْم، فإن ذلك معروف بكنيته، وهذا معروف باسمه لا بكنيته، سكن كعب بن عاصم مصرَ. "الإصابة" 5/597-598.
(2) في (م) : كعب بن أبي عاصم، وهو خطأ.
(3) إسناده صحيح. صفوان بن عبد الله: هو القرشي، وأم الدرداء: هي الصغرى، هُجَيمة، وقيل: جُهيمة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (387) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وهو عند عبد الرزاق في "المصنف" (4467) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (386) ، والبيهقي في "السنن" 4/242.
وأخرجه الدارمي (1710) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/63، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/377، والطبراني في "الكبير" 19/ (389) - (399) ،=(39/84)
23680 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَابْنُ بَكْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ، أَنَّ صَفْوَانَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ صَفْوَانَ، حَدَّثَهُ عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ كَعْبٍ الْأَشْعَرِيِّ (1) ، قَالَ ابْنُ بَكْرِ ابْنِ عَاصِمٍ: إِنَّ رَسُولَ
__________
= و"الأوسط" (3272) و (7622) و (9189) ، وفي "مسند الشاميين" (1813) ، وابن عدي في "الكامل" 5/1735، والخطيب في "تاريخ بغداد" 12/399، وفي "موضح أوهام الجمع والتفريق" 2/37 من طرق عن الزهري، به.
وانظر ما بعده.
قال ابن حجر في "التلخيص الحبير" 2/205: هذه لغة لبعض أهل اليمن، يجعلون لام التعريف ميماً، ويحتمل أن يكون النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خاطب بها هذا الأشعري كذلك لأنها لغته، ويحتمل أن يكون الأشعري هذا نطق بها على ما أَلِفَ من لغته، فحملها عنه الراوي عنه، وأدَّاها باللفظ الذي سمعها به، وهذا الثاني أَوجَهُ عندي، والله أعلم.
قال الطحاوي: قال سفيان: فذُكر لي أن الزهري كان يقول: ولم أسمع أنا منه: "ليس من ام برِّ ام صيام في ام سفر".
وفي الباب عن جابر بن عبد الله سلف برقم (14193) .
وعن ابن عمر عند ابن ماجه (1665) ، وصححه ابن حبان (3548) .
وعن ابن عباس عند البزار (985- كشف الأستار) ، والطبراني في "الكبير" (11447) .
وعن معاوية موقوفاً عند الطبراني في "الكبير" 19/ (926) .
وعن أبي برزة عند البزار (987- كشف الأستار) ، والطبراني في "الأوسط" (5593) .
(1) في (م) : كعب بن عاصم الأشعري، والمثبت من (ظ5) و (ق) و"جامع المسانيد والسنن" لابن كثير.(39/85)
اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَيْسَ مِنَ الْبِرِّ الصِّيَامُ فِي السَّفَرِ " (1)
23681 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ صَفْوَانَ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ كَعْبِ بْنِ عَاصِمٍ الْأَشْعَرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَيْسَ مِنَ الْبِرِّ الصِّيَامُ فِي السَّفَرِ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح. ابن بكر: هو محمد البُرْساني.
وهو عند عبد الرزاق في "المصنف" (4469) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (385) .
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/63 من طريق روح بن عبادة، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/376-377، والطبراني 19/ (385) من طريق أبي عاصم النبيل، كلاهما عن ابن جريج، به.
(2) إسناده صحيح. سفيان: هو ابن عُيينة.
وأحرجه الشافعي في "المسند" 1/272، وفي "السنن المأثورة" (311) ، والطيالسي (1343) ، والحميدي (864) ، وابن أبي شيبة 3/14، والدارمي (1711) ، وابن ماجه (1664) ، والنسائي 4/174-175، وابن خزيمة (2016) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/63، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/377، والطبراني 19/ (388) ، والحاكم 1/433، والبيهقي في "السنن" 4/242، وفي "معرفة السنن والآثار" (8768) ، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 2/375، والذهبي في "معجم الشيوخ" 1/61 من طريق سفيان ابن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي 4/175 من طريق محمد بن كثير، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، مرسلاً. وقال: هذا خطأ، والصواب الذي قبله لا نعلم أحداً تابع ابن كثير عليه.(39/86)
حَدِيثُ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ
23682 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ رَجُلٍ، مِنَ الْأَنْصَارِ أَنَّ الْأَنْصَارِيَّ أَخْبَرَ عَطَاءً: أَنَّهُ قَبَّلَ امْرَأَتَهُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ صَائِمٌ فَأَمَرَ امْرَأَتَهُ فَسَأَلَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ رَسُولَ اللهِ يَفْعَلُ ذَلِكَ " فَأَخْبَرَتْهُ امْرَأَتُهُ فَقَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرَخَّصُ لَهُ فِي أَشْيَاءَ، فَارْجِعِي إِلَيْهِ، فَقُولِي لَهُ: فَرَجَعَتْ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرَخَّصُ لَهُ فِي أَشْيَاءَ، فَقَالَ: " أَنَا أَتْقَاكُمْ لِلَّهِ، وَأَعْلَمُكُمْ بِحُدُودِ اللهِ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الرجل الأنصاري، وجهالته لا تضرُّ، فهو صحابيٌّ.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (7412) ، ومن طريقه أخرجه ابن حزم في "المحلَّى" 6/207.
وأخرجه بأطول مما هنا مالكٌ في "الموطأ" 1/291-292 عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، مرسلاً.
ومن طريقه أخرجه الشافعي في "الرسالة" (1109) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/94. وقد جاء مبيَّناً في رواية مالك هذه أن المرأة إنما ذكرت ذلك لأم سلمة وهي أخبرت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بذلك.
وفي باب جواز القُبلة للصائم عن عمر بن الخطاب، سلف برقم (138) .
وانظر تتمة شواهده عند حديث عبد الله بن عمرو السالف برقم (6739) .(39/87)
حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
23683 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: كَانَ جُنَادَةُ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ أَمِيرًا عَلَيْنَا فِي الْبَحْرِ سِتَّ سِنِينَ، فَخَطَبَنَا ذَاتَ يَوْمٍ، فَقَالَ: دَخَلْنَا عَلَى رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقُلْنَا لَهُ: حَدِّثْنَا بِمَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَا تُحَدِّثْنَا بِمَا سَمِعْتَ مِنَ النَّاسِ قَالُوا: قَالَ: فَشَدَّدُوا عَلَيْهِ فَقَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " أُنْذِرُكُمُ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ، أُنْذِرُكُمُ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ، وَهُوَ رَجُلٌ مَمْسُوحُ الْعَيْنِ، قَالَ ابْنُ عَوْنٍ: أَظُنُّهُ قَالَ: الْيُسْرَى، يَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا، مَعَهُ جِبَالُ خُبْزٍ وَأَنْهَارُ مَاءٍ، يَبْلُغُ سُلْطَانُهُ كُلَّ مَنْهَلٍ، لَا يَأْتِي أَرْبَعَةَ مَسَاجِدَ " فَذَكَرَ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ، وَالْمَسْجِدَ الْأَقْصَى، وَالطُّورَ، وَالْمَدِينَةَ " غَيْرَ أَنَّ مَا كَانَ مِنْ ذَلِكَ، فَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ لَيْسَ بِأَعْوَرَ، لَيْسَ اللهُ بِأَعْوَرَ، لَيْسَ اللهُ بِأَعْوَرَ " قَالَ ابْنُ عَوْنٍ: وَأَظُنُّ فِي حَدِيثِهِ: " يُسَلَّطُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْبَشَرِ فَيَقْتُلُهُ ثُمَّ يُحْيِيهِ، وَلَا يُسَلَّطُ عَلَى غَيْرِهِ " (1)
23684 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُجَاهِدٍ،
__________
(1) إسناده صحيح. إسماعيل: هو ابن إبراهيم المعروف بابن عُليَّة، وابن عون: هو عبد الله.
وقد سلف برقم (23090) .(39/88)
عَنْ جُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ، أَنَّهُ قَالَ: أَتَيْتُ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ لَهُ: حَدِّثْنِي حَدِيثًا سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الدَّجَّالِ، وَلَا تُحَدِّثْنِي عَنْ غَيْرِكَ، وَإِنْ كَانَ عِنْدَكَ مُصَدَّقًا، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " أَنْذَرْتُكُمْ فِتْنَةَ الدَّجَّالِ، فَلَيْسَ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أَنْذَرَهُ قَوْمَهُ أَوْ أُمَّتَهُ، وَإِنَّهُ آدَمُ جَعْدٌ أَعْوَرُ عَيْنِهِ الْيُسْرَى، وَإِنَّهُ يُمْطِرُ وَلَا يُنْبِتُ الشَّجَرَةَ، وَإِنَّهُ يُسَلَّطُ عَلَى نَفْسٍ فَيَقْتُلُهَا ثُمَّ يُحْيِيهَا وَلَا يُسَلَّطُ عَلَى غَيْرِهَا، وَإِنَّهُ مَعَهُ جَنَّةٌ وَنَارٌ وَنَهْرٌ وَمَاءٌ وَجَبَلُ خُبْزٍ، وَإِنَّ جَنَّتَهُ نَارٌ وَنَارَهُ جَنَّةٌ، وَإِنَّهُ يَلْبَثُ فِيكُمْ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا، يَرِدُ فِيهَا كُلَّ مَنْهَلٍ إِلَّا أَرْبَعَ مَسَاجِدَ: مَسْجِدَ الْحَرَامِ، وَمَسْجِدَ الْمَدِينَةِ، وَالطُّورِ، وَمَسْجِدَ الْأَقْصَى، وَإِنْ شَكَلَ عَلَيْكُمْ أَوْ شُبِّهَ، فَإِنَّ اللهَ لَيْسَ بِأَعْوَرَ " (1)
23685 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، وَمَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ جُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ الْأَزْدِيِّ قَالَ: ذَهَبْتُ أَنَا وَرَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْنَا: حَدِّثْنَا مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُذْكَرُ فِي الدَّجَّالِ، وَلَا تُحَدِّثْنَا عَنْ غَيْرِهِ وَإِنْ كَانَ مُصَدَّقًا قَالَ: خَطَبَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " أَنْذَرْتُكُمُ (2) الدَّجَّالَ ثَلَاثًا
__________
(1) إسناده صحيح. سليمان: هو ابن مهران الأعمش.
وانظر ما قبله.
(2) في (ظ5) : أنذِركم.(39/89)
فَإِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ قَبْلِي إِلَّا قَدْ أَنْذَرَهُ أُمَّتَهُ، وَإِنَّهُ فِيكُمْ أَيَّتُهَا الْأُمَّةُ وَإِنَّهُ جَعْدٌ آدَمُ مَمْسُوحُ الْعَيْنِ الْيُسْرَى مَعَهُ جَنَّةٌ وَنَارٌ فَنَارُهُ جَنَّةٌ وَجَنَّتُهُ نَارٌ، وَمَعَهُ جَبَلٌ مِنْ خُبْزٍ وَنَهْرٌ مِنْ مَاءٍ، وَإِنَّهُ يُمْطِرُ الْمَطَرَ، وَلَا يُنْبِتُ الشَّجَرَ، وَإِنَّهُ يُسَلَّطُ عَلَى نَفْسٍ فَيَقْتُلُهَا، وَلَا يُسَلَّطُ عَلَى غَيْرِهَا، وَإِنَّهُ يَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا يَبْلُغُ فِيهَا كُلَّ مَنْهَلٍ، وَلَا يَقْرَبُ أَرْبَعَةَ مَسَاجِدَ مَسْجِدَ الْحَرَامِ، وَمَسْجِدَ الْمَدِينَةِ، وَمَسْجِدَ الطُّورِ، وَمَسْجِدَ الْأَقْصَى، وَمَا يُشَبَّهُ عَلَيْكُمْ، فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح. سفيان: هو الثوري، والأعمش: هو سليمان بن مِهران، ومنصور: هو ابن المعتمر.
وأخرجه ابن أبي شيبة 15/147-148 من طريق زائدة بن قدامة، عن منصور، بهذا الإسناد.
وانظر ما قبله.(39/90)
حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ بَنِي غِفَارٍ
23686 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، أَخْبَرَنِي أَبِي، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا إِلَى جَنْبِ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فِي الْمَسْجِدِ، فَمَرَّ شَيْخٌ جَمِيلٌ مِنْ بَنِي غِفَارٍ وَفِي أُذُنَيْهِ صَمَمٌ، أَوْ قَالَ: وَقْرٌ، أَرْسَلَ إِلَيْهِ حُمَيْدٌ، فَلَمَّا أَقْبَلَ قَالَ: يَا ابْنَ أَخِي، أَوْسِعْ لَهُ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَكَ، فَإِنَّهُ قَدْ صَحِبَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَ حَتَّى جَلَسَ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ، فَقَالَ لَهُ حُمَيْدٌ: حَدِّثْنِي بالْحَدِيثِ (1) الَّذِي حَدَّثْتَنِي عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ الشَّيْخُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ اللهَ يُنْشِئُ السَّحَابَ، فَيَنْطِقُ أَحْسَنَ الْمَنْطِقِ، وَيَضْحَكُ أَحْسَنَ الضَّحِكِ " (2)
__________
(1) في (م) و (ظ2) و (ق) مكانها: هذا الحديث.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه الغِفاري، وجهالته لا تضرُّ.
يزيد: هو ابن هارون، وإبراهيم بن سعد: هو ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5220) ، والعقيلي في "الضعفاء" 1/35-36، والرامهرمزي في "الأمثال" (125) ، والآجري في "الشريعة" ص283، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص473 من طرق عن إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو الشيخ في "العظمة" (722) من طريق عبد الواحد بن أبي العون، عن سعد بن إبراهيم، به.
وأخرجه أبو الشيخ في "العظمة" (722) من طريق الأعرج، عن حميد بن عبد الرحمن، عن الغفاري، به.=(39/91)
23687 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ الصُّنَابِحِيِّ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْغُلُوطَاتِ " قَالَ الْأَوْزَاعِّيُّ: الْغُلُوطَاتِ: شِدَادُ الْمَسَائِلِ وَصِعَابُهَا (1)
__________
= وأخرج أبو الشيخ في "العظمة" (723) من طريق سليمان بن داود الهاشمي، قال: سألنا إبراهيم بن سعد عن هذا، فقال: النطق: الرعد، والضحك: البرق.
وأخرج الحديث العقيليُّ 1/35، والرامهرمزي (124) من طريق عمرو بن الحصين العقيلي، عن أُمية بن سعيد الأموي، عن صفوان بن سُليم، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة. وزاد في آخره: "ومنطقه الرعد، وضحكه البرق".
قال العقيلي: أمية مجهول في حديثه وهمٌ، ولعلَّه أُتي من عمرو بن الحصين.
قلنا: وعمرو هذا متروك الحديث.
قال الرامهرمزي: هذا من أحسن التشبيه وألطفه، لأنه جعل صوت الرعد منطقاً للسحاب، وتلألؤَ البرق بمنزلة الضحك لها.
وذهب الطحاوي في "شرح المشكل" إلى أن نطق السحاب هطولُه، وضحكه إخراجه الجِنانَ والمراعي، ونقل هذا المعنى عن الفرَّاء.
(1) إسناده ضعيف لجهالة عبد الله بن سعد: وهو ابن فروة البَجلي مولاهم وقال الساجي: ضعَّفه أهل الشام. روح: هو ابن عبادة، والأوزاعي: هو عبد الرحمن بن عمرو، والصُّنابحي: هو عبد الرحمن بن عُسيلة.
وأخرجه البيهقي في "المدخل" (303) ، والخطيب في "الفقيه والمتفقه" 2/10-11، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 9/ورقة 352 من طريق روح بن عبادة بهذا الإسناد - بلفظ "الأُغلوطات".=(39/92)
23688 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِىُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ الصُّنَابِحِيّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ: " نَهَى عَنِ الْغُلُوطَاتِ " (1)
__________
= وأخرج منه تفسير الأوزاعي فقط الطبراني في "الكبير" 19/ (892) من طريق روح عنه.
قال الخطابي في "غريب الحديث" 1/354: الغَلُوطات، وهي المسألة التي يعيا بها المسؤول، فيغلط فيها، كَرِه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يُعتَرض بها العلماء، فيغالَطُوا، ليُستَزلُّوا ويُستَسقَط رأَيُهم فيها، يقال: مسألة غَلُوط، إذا كان يُغلَط فيها، كما يقال: شاة حَلوب وفرس رَكوب، إذا كانت تُركَب وتُحلَب، فإذا جعلتَها اسماً زدتَ فيها الهاءَ فقلت: غَلُوطة، كما يقال: رَكُوبة وحَلُوبة، وتجمع على الغلوطات كما تجمع الحَلُوبة على الحَلُوبات، قال الشاعر:
أوْدَى الزمان حَلُوباتي وما جَمعت ... كفَّاي من سَبَدِ الأموال واللَّبَدِ
والأُغلوطة: أُفعولة، من الغَلَط، كالأُحدوثة والأُحموقة ونحوهما.
وقال الهروي كما في "النهاية" لابن الأثير: الغُلوطات الأصل فيه "الأُغلوطات" ثم تركت الهمزة، كما تقول جاء الأَحمرُ، وجاء الحْمَرُ بطرح الهمزة، وقد غَلِط من قال: إنها جَمع غَلُوطة.
(1) إسناده ضعيف كسابقه. معاوية: هو ابن أبي سفيان.
وأخرجه الآجُرِّي في "أخلاق العلماء" ص116-117، والخطيب في "الفقيه والمتفقه" 2/11 من طريق علي بن بحر، بهذا الإسناد - بلفظ: "الأغلوطات"، وزادا: قال عيسى: والأغلوطات: ما لا يُحتاجُ إليه من كيف وكيف.
وأخرجه سعيد بن منصور (1179) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" 5/106، وأبو داود (3656) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/305،=(39/93)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= والطبراني في "الكبير" 19/ (892) ، والخطابي في "غريب الحديث" 1/354، وتمام في "الفوائد" (114) و (115) و (116) ، والبيهقي في "المدخل" (305) ، والخطيب في "الفقيه والمتفقه" 2/11، وابن عبد البر في "الاستذكار" 27/365-366، وفي "جامع بيان العلم وفضله" ص424 و424-425، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 9/ورقة 352-353، والمزي في ترجمة عبد الله بن
سعد من "تهذيب الكمال" 15/21 من طرق عن عيسى بن يونس، به.
وجاء عند سعيد بن منصور: عن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم قال سعيد: هذا عن معاوية، ولكنه لم يسمه.
وأخرجه ابن عساكر 9/ورقة 353 من طريق محمد بن كثير، عن الأوزاعي به.
وأخرجه ابن عساكر أيضاً 9/ورقة 353 من طريق محمد بن إسماعيل، عن عبد الله بن سعد، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (865) ، وفي "مسند الشاميين" (2233) وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" ص425، وابن عساكر 9/ورقة 353 من طريق سليمان بن أحمد الواسطي، عن الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن عبد الله بن سعد، عن عبادة بن نُسَي، عن معاوية، بلفظ: نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن عُضَل المسائل.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (913) ، وفي "مسند الشاميين" (2108) من طريق رجاء بن حيوة، عن معاوية. وفي إسناده سليمان بن داود الشاذكوني، وهو متروك.(39/94)
حَدِيثُ مُحَيِّصَةَ بْنِ مَسْعُودٍ (1)
23689 - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي عُفَيْرٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ، عَنْ مُحَيِّصَةَ بْنِ مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ: أَنَّهُ كَانَ لَهُ غُلَامٌ حَجَّامٌ يُقَالُ لَهُ: نَافِعٌ أَبُو طَيِّبَةَ، فَانْطَلَقَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُهُ عَنْ خَرَاجِهِ، فَقَالَ: " لَا تَقْرَبْهُ " فَرَدَّدَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " اعْلِفْ بِهِ النَّاضِحَ، وَاجْعَلْهُ فِي كِرْشِهِ " (2)
__________
(1) قال السندي: بضمِّ ميمٍ وفتح مهملة وتشديد تحتانية وقد تسكَّن، خَزْرجي، أبو سعيد المدني، صحابي معروف، كذا في "التقريب" وفي "الإصابة" أنه أنصاريٌّ أَوْسيٌّ. وفيه: أنه كان أصغر من أخيه حُوَيِّصة، وأسلم قبله.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي عُفير الأنصاري: وهو محمد بن سهل بن أبي حثمة، من رجال "تعجيل المنفعة" (1346) و (937) ، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير صحابيه محيِّصة، فقد خرَّج له أصحاب السنن الأربعة. ليث: هو ابن سَعْد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 8/53-54، والدولابي في "الكنى والأسماء" 1/76، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/131، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/116، والطبراني في "الكبير" 20/ (742) ، والبيهقي 9/337، وابن عبد البر في "التمهيد" 11/79 من طرق عن الليث، بهذا الإسناد.
وانظر الأحاديث التالية.
وفي الباب عن جابر بن عبد الله سلف برقم (14290) ، وعن رافع بن خديج سلف برقم (15812) ، وانظر تتمة أحاديث الباب عندهما.
قال السندي: قوله: "أنه كان له غلام" أي: مملوك، وكانوا يضعون على=(39/95)
23690 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ مُحَيِّصَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ اسْتَأْذَنَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي إِجَارَةِ الْحَجَّامِ، فَنَهَاهُ عَنْهَا، فَلَمْ يَزَلْ يَسْأَلْهُ فِيهَا حَتَّى قَالَ لَهُ: " اعْلِفْهُ نَاضِحَكَ، وَأَطْعِمْهُ رَقِيقَكَ " (1)
__________
=المماليك الخَرَاج -بالفتح- أي: شيئاً يؤدِّيه إليهم من كَسْبه كلَّ يومٍ أو كل جمعة أو كل شهر.
"لا تَقرَبْه" بفتح الراء، مَنَعه لكون كَسْب الحجَّام خبيثاً، لا لأن وَضْع الخراج على المملوك غير جائز. اهـ.
والناضح: هو البعير.
(1) إسناده متصل صحيح إن كان ابن محيِّصة -وهو حرام بن سعد أو ساعدة ابن محيِّصة، وقد ينسب إلى جدِّه- سمع من جدِّه محيِّصة، فقد ذهب ابن عبد البر في "التمهيد" 11/78 إلى أن رواية حرام عن جدِّه محيِّصة مرسلة، وقال أيضاً: لا يتصل هذا الحديث عن ابن شهاب إلا من رواية ابن إسحاق (وستأتي برقم 23695) ، ورواية ابن عيينة مثلها (وهي عند الشافعي كما سيأتي) وسائرها
مُرسَلات.
وأخرجه الشافعي في "المسند" 2/166، و"السنن المأثورة" (278) ، وأبو داود (3422) ، والترمذي (1277) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/132 و"شرح مشكل الآثار" (4660) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/116-117، والبيهقي في "السنن" 9/337، و"معرفة السنن والآثار" (19321) و (19322) والبغوي في "شرح السنة" (2034) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 5/120 من طرق عن مالك، بهذا الإسناد. وحسَّنه الترمذي.
وهو في "الموطأ" برواية يحيى الليثي 2/974 عن ابن شهاب الزهري عن ابن محيِّصة: أنه استأذن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فذكره. ولم يتابع يحيى الليثي على هذا=(39/96)
23691 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ هُوَ ابْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حَرامِ بْنِ مُحَيِّصَةَ: أَنَّ نَاقَةً لِلْبَرَاءِ دَخَلَتْ حَائِطًا فَأَفْسَدَتْ فِيهِ، فَقَضَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَّ عَلَى أَهْلِ الْحَوَائِطِ حِفْظَهَا بِالنَّهَارِ، وَأَنَّ مَا أَفْسَدَتِ الْمَوَاشِي بِاللَّيْلِ ضَامِنٌ عَلَى أَهْلِهَا " (1)
__________
= من رواة "الموطأ"، سوى ابن القاسم فيما قال ابن عبد البر في "التمهيد" 11/77، قال: وذلك من الغَلَط الذي لا إشكال فيه على أحد من أهل العلم، وليس لسعد ابن محيِّصة صحبة، فكيف لابنه حرام، ولا يختلفون أن الذي روى عنه الزهري هذا الحديث وحديث ناقة البراء هو حرام بن سعد بن محيِّصة.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/131 من طريق عبد الرحمن بن خالد بن مسافر، عن الزهري، عن حرام بن سعد بن محيِّصة، عن محيِّصة.
وأخرجه الشافعي في "السنن المأثورة" (273) ، ومن طريقه البيهقي في "معرفة السنن والآثار" (19319) عن سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن حرام بن سعد بن محيِّصة، عن أبيه: أن محيِّصة ... فذكره.
قلنا: سيأتي برقم (23693) عن سفيان، عن الزهري، عن حرام بن سعد بن محيِّصة: أن محيصة سأل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... الحديث، ليس فيه "عن أبيه".
(1) إسناده مرسل صحيح، رجاله ثقات. وهو في "الموطأ" 2/747-748.
ومن طريق مالك أخرجه الشافعي في "المسند" 2/107، وفي "السنن المأثورة" (526) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/203، وفي "شرح المشكل" (6159) ، والدارقطني 3/156، والبيهقي 8/279 و341 - وقرن الدارقطني بمالكٍ يونسَ بن يزيد.
قال ابن عبد البر في "التمهيد" 11/81: هكذا رواه جميع رُواة "الموطأ" فيما علمتُ مرسلاً.
وأخرجه ابن ماجه (2332) من طريق الليث بن سعد، عن الزهري، به.=(39/97)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وسيأتي برقم (23694) عن سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب وحرام بن سعد بن محيصة: أن ناقة للبراء ... فتابع سعيد بن المسيب حراماً عليه.
وخالف عبدُ الرزاق كما سيأتي برقم (23697) فرواه عن معمر عن الزهري فقال فيه: عن حرام بن محيِّصة عن أبيه: أن ناقةً للبراء..
قال ابن عبد البر: ولم يُتابَع عبد الرزاق على ذلك، وأنكروا عليه قولَه فيه: "عن أبيه"، ثم أَسند ابن عبد البر هذا القول عن أبي داود، وعقَّب عليه بقوله: هكذا قال أبو داود: لم يتابع عبدُ الرزاق، وقال محمد بن يحيى الذُّهلي: لم يتابَع معمر على ذلك، فجعل محمد بن يحيى الخطأَ فيه من معمر، وجعله أبو داود من عبد الرزاق، على أن محمد بن يحيى لم يرو حديث معمر هذا، ولا ذكره في كتابه
في علل حديث الزهري إلا عن عبد الرزاق لا غير. قلنا: لكن ذكر الدارقطني في "السنن" 3/155، والبيهقي 8/342 أن وهيب بن خالد وأبا مسعود الزجاج قد خالفا عبدَ الرزاق فروياه عن معمر فلم يقولا: عن أبيه.
ورواه كرواية عبد الرزاق وغيره عن معمر محمدُ بنُ كثير بن أبي عطاء الثقفي عن الأوزاعي عن الزهري، أخرجه من طريقه النسائي في العاريَّة من "الكبرى" (5784) ، وهذا الطريق أخطأ فيه محمد بن كثير، فقد كان كثير الغلط.
وأما ما أخرجه الدارقطني 3/155 من طريق الشافعي، عن أيوب بن سويد، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن حرام بن محيِّصة، عن أبيه إن شاء الله، عن البراء ابن عازب: أن ناقة ... فهو وهمٌ، فإنه في "مسند" الشافعي 2/107 ومن طريقه أخرجه البيهقي 8/341 دون قوله: "عن أبيه"، وكذلك رواه على الصواب شعيبُ ابن إسحاق، وبقية بن الوليد عن الأوزاعي عند الطحاوي في "شرح المشكل" (6157) و (6158) .
وقد سلف الحديث في مسند البراء برقم (18606) من طريق الأوزاعي عن الزهري، عن حرام بن محيِّصة، عن البراء بن عازب، وذُكِر في تخريجه هناك رواية بعض أصحاب الأوزاعي عنه عن الزهري، عن حرام بن محيِّصة مرسلاً.=(39/98)
23692 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حَرَامِ بْنِ سَاعِدَةَ بْنِ مُحَيِّصَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: كَانَ لَهُ غُلَامٌ حَجَّامٌ، يُقَالُ لَهُ: أَبُو طَيِّبَةَ، يَكْسِبُ كَسْبًا كَثِيرًا، فَلَمَّا نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ كَسْبِ الْحَجَّامِ اسْتَرْخَصَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِ، فَأَبَى عَلَيْهِ، فَلَمْ يَزَلْ يُكَلِّمُهُ فِيهِ وَيَذْكُرُ لَهُ الْحَاجَةَ، حَتَّى
__________
= قال ابن عبد البر في "التمهيد" 11/82: هذا الحديث وإن كان مرسلاً، فهو حديث مشهور، أرسله الأئمة وحدَّث به الثقات، واستعمله فقهاء الحجاز وتَلقَّوْه بالقبول، وجَرَى في المدينة به العمل، وقد زعم الشافعي أنه تتبَّع مراسيل سعيد بن المسيّب فألْفاها صِحاحاً، وأكثر الفقهاء يحتجُّون بها، وحَسبُك باستعمال أهل المدينة وسائر أهل الحجاز لهذا الحديث.
ونقل عن الإمام مالك أنه قال: إذا انفلتت دابَّة بالليل فوطئت على رجلٍ نائمٍ لم يَغرَم صاحبُها شيئاً، وإنما هذا في الحوائط والزَّرع والحَرْث.
وقال الطحاوي في "اختلاف العلماء" كما في "مختصره" للجصَّاص 5/211: قال أصحابنا -يعني الحنفية-: لا ضمان على أرباب البهائم فيما تفسده أو تجني عليه لا في الليل ولا في النهار، إلا أن يكون راكباً أو قائداً أو سابقاً أو مرسلاً.
وقال مالك والشافعي: ما أفسدت المواشي بالنهار فليس على أهلها منه شيء، وما أفسدت بالليل فضمانه على أربابها.
وقال ابن المبارك عن الثوري: لا ضمان على صاحب الماشية.
وروى الواقدي عنه في شاةٍ وقعت في غزل حائك بالنهار: أنه يضمن.
وتصحيح الروايتين: إذا أرسلها سائبةً ضمن بالليل والنهار، وإذا أرسلها محفوظةً لم يضمن لا بالليل ولا بالنهار.
وقال الليث: يضمن بالليل والنهار، ولا يضمن أكثر من قيمة الماشية.
وانظر تفصيل المسألة في "التمهيد" 11/82-90.(39/99)
قَالَ لَهُ: " لِتُلْقِ كَسْبَهُ فِي بَطْنِ نَاضِحِكَ " (1)
23693 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حَرَامِ بْنِ سَعْدِ بْنِ مُحَيِّصَةَ، أَنَّ مُحَيِّصَةَ، سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ كَسْبِ حَجَّامٍ لَهُ، فَنَهَاهُ عَنْهُ فَلَمْ يَزَلْ بِهِ يُكَلِّمُهُ حَتَّى قَالَ: " اعْلِفْهُ نَاضِحَكَ وَأَطْعِمْهُ (2) رَقِيقَكَ " (3)
__________
(1) حديث صحيح، محمد بن إسحاق -وإن رواه بالعنعنة- قد توبع، وحرام ابن ساعدة بن محيِّصة ليست له صحبة، وقد سلف ذِكْر ذلك عند الرواية (23690) .
وسيأتي برقم (23695) عن يزيد عن ابن إسحاق عن الزهري عن حرام عن أبيه عن جدِّه. فزاد فيه "عن أبيه عن جدِّه".
وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/974، وكذا الحازمي في "الاعتبار" ص175 من طريق عباد -وهو عبد الرحمن بن إسحاق المدني- كلاهما (مالك وعباد) عن الزهري، عن حرام بن محيِّصة: أنه استأذن رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فى كسب أو إجارة الحجام.. الحديث.
(2) في (ظ5) : أو أطعمه.
(3) حديث صحيح، رجاله ثقات، وفي سماع حرام بن سعد من جدِّه محيِّصة نَظَرٌ سلف التنبيه عليه برقم (23690) . سفيان: هو ابن عيينة.
وأخرجه الشافعي في "المسند" 2/166، والحميدي (878) ، وابن أبي شيبة 6/265، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/131، وفي "شرح مشكل الآثار" (4658) ، والبيهقي في "السنن" 9/337، وفي "معرفة السنن والآثار" (19318) ، والحازمي في "الاعتبار" ص138 من طريق سفيان بن عُيينة، بهذا الإسناد.
قال الحميدي: قال سفيان: هذا الذي لا شك فيه، وأُراه قد ذكر "عن أبيه".
قلنا: قد رواه الشافعي في "السنن المأثورة" (273) ، ومن طريقه البيهقي في "معرفة السنن والآثار" (19319) عن سفيان بن عيينة بزيادة "عن أبيه"، وتابعه على هذه الزيادة محمد بن إسحاق فيما سيأتي برقم (23695) .=(39/100)
23694 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: وَسَمِعَهُ الزُّهْرِيُّ، مِنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَحَرَامِ بْنِ سَعْدِ بْنِ مُحَيِّصَةَ: أَنَّ نَاقَةً لِلْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ دَخَلَتْ حَائِطَ قَوْمٍ فَأَفْسَدَتْ، فَقَضَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بِحِفْظِ الْأَمْوَالِ عَلَى أَهْلِهَا بِالنَّهَارِ، وَأَنَّ عَلَى أَهْلِ الْمَاشِيَةِ مَا أَصَابَتْ بِاللَّيْلِ " (1)
23695 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حَرَامِ بْنِ سَاعِدَةَ بْنِ مُحَيِّصَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ مُحَيِّصَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: كَانَ لَهُ غُلَامٌ حَجَّامٌ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (2)
__________
= وأخرجه حميد بن زنجويه في "الأموال" (282) ، وابن حبان (5154) من طريق الليث بن سعد، عن الزهري، به.
وانظر (23690) .
(1) إسناده مرسل صحيح، رجاله ثقات.
وأخرجه الشافعي في "السنن المأثورة" (525) ، وابن أبي شيبة 9/435-436، وابن الجارود (796) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (6160) ، والبيهقي 8/342، وابن عبد البر في "التمهيد" 11/89 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وانظر (23691) .
(2) حديث صحيح، محمد بن إسحاق -وإن رواه بالعنعنة- قد توبع، وباقي رجاله ثقات. وهذا الحديث لا يتصلُ عن ابن شهاب إلا من رواية ابن إسحاق هذه، ورواية لابن عيينة مثلها سلف ذِكْرُها عند الحديث (23690) ، وسائرها مرسَلات، قاله ابن عبد البر في "التمهيد" 11/79.=(39/101)
23696 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حَرَامِ بْنِ مُحَيِّصَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ كَسْبِ الْحَجَّامِ؟ فَنَهَاهُ فَأَعَادَ عَلَيْهِ فَنَهَاهُ فَذَكَرَ مِنْ حَاجَتِهِ فَقَالَ: " اعْلِفْ نَاضِحَكَ وَأَطْعِمْهُ رَقِيقَكَ " (1)
23697 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حَرَامِ بْنِ مُحَيِّصَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ نَاقَةً لِلْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ دَخَلَتْ حَائِطَ رَجُلٍ فَأَفْسَدَتْهُ، فَقَضَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَلَى أَهْلِ الْأَمْوَالِ حِفْظَهَا بِالنَّهَارِ، وَعَلَى أَهْلِ الْمَوَاشِي حِفْظَهَا بِاللَّيْلِ " (2)
__________
= وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2119) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (743) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم (2120) ، والطبراني في "الكبير"20/ (744) من طريق زَمْعة بن صالح، عن الزهري، به. وزمعة ضعيف، وقد تحرف في المطبوع من "معجم" الطبراني إلى: ربيعة.
(1) إسناده متَّصل صحيح إن كان حرام بن سعد بن محيِّصة سمع من جدِّه كما قلنا فيما سلف برقم (23690) ، وقوله هنا: "عن أبيه" أراد به جدَّه وليس لأبيه سعد بن محيِّصة صحبة، والله تعالى أعلم.
وأخرجه ابن الجارود (583) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد.
(2) مرسل صحيح، وقوله فيه: "عن أبيه" وهمٌ كما سلف بيانه عند الحديث (23691) .(39/102)
23698 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حَرَامِ بْنِ مُحَيِّصَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ كَسْبِ الْحَجَّامِ فَنَهَاهُ عَنْهُ فَذَكَرَ لَهُ الْحَاجَةَ فَقَالَ: " اعْلِفْهُ نَوَاضِحَكَ " (1)
23699 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ (2) يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ، أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ حَدَّثَهُ يُقَالُ لَهُ: مُحَيِّصَةُ، كَانَ لَهُ غُلَامٌ حَجَّامٌ فَزَجَرَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ كَسْبِهِ، فَقَالَ: أَفَلَا أُطْعِمُهُ يَتَامَى لِي؟ قَالَ: " لَا " قَالَ: أَفَلَا أَتَصَدَّقُ بِهِ؟ قَالَ: " لَا فَرَخَّصَ لَهُ أَنْ يَعْلِفَهُ نَاضِحَهُ " (3)
__________
= وهو في "مصنف" عبد الرزاق (18437) ، ومن طريقه أخرجه أبو داود (3569) ، وابن حبان (6008) ، والدارقطني 3/154-155، والبيهقي 8/342، وابن عبد البر في "التمهيد" 11/88.
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات، وانظر الكلام على إسناده عند الحديثين (23690) و (33696) .
يزيد: هو ابن هارون، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة.
وأخرجه الشافعي في "السنن المأثورة" (274) ، وابن ماجه (2166) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/132، وفي "شرح مشكل الآثار" (4659) ، والطبراني في "الكبير" (5471) ، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار" (19320) من طرق عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد.
(2) تحرفت في (م) إلى: بن.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، محمد بن أيوب ذكره ابن أبي حاتم=(39/103)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= في "الجرح والتعديل" 7/197 وقال: سألت أبي عنه فقال: هو شيخ مجهول.
عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، وهشام: هو ابن أبي عبد الله الدستُوائي.
ويحيى: هو ابن أبي كثير.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/30 من طريق وهب بن جرير، عن هشام الدستوائي، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (8337) من طريق السكن بن إسماعيل، عن هشام الدستوائي، عن محمد بن زياد، عن محيِّصة. ومحمد بن زياد هذا لم نتبينه، ولعلَّه تحريف عن محمد بن أيوب.
وانظر (23689) .(39/104)
حَدِيثُ سَلَمَةَ بْنِ صَخْرٍ الْبَيَاضِيِّ
23700 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ صَخْرٍ الْبَيَاضِيِّ، قَالَ: كُنْتُ امْرَأً أُصِيبُ مِنَ النِّسَاءِ مَا لَا يُصِيبُ غَيْرِي، قَالَ: فَلَمَّا دَخَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ خِفْتُ، فَتَظَاهَرْتُ مِنَ امْرَأَتِي فِي الشَّهْرِ، قَالَ: فَبَيْنَمَا هِيَ تَخْدُمُنِي ذَاتَ لَيْلَةٍ إِذْ تَكَشَّفَ لِي مِنْهَا شَيْءٌ، فَلَمْ أَلْبَثْ أَنْ وَقَعْتُ عَلَيْهَا فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ: " حَرِّرْ رَقَبَةً " قَالَ: قُلْتُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا أَمْلِكُ رَقَبَةً غَيْرَ رَقَبَتِي قَالَ: " فَصُمْ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ " فَقُلْتُ: وَهَلْ أَصَابَنِي الَّذِي أَصَابَنِي إِلَّا مِنَ الصِّيَامِ؟ قَالَ: " فَأَطْعِمْ سِتِّينَ مِسْكِينًا " (1)
__________
(1) حديث صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسنادٌ ضعيف، سلف الكلام عليه في الرواية رقم (16421) ، فقد رواه المصنف هناك عن يزيد بن هارون، عن محمد بن إسحاق.
وأخرجه الدارمي (2273) ، وأبو داود (2213) ، وابن ماجه (2064) ، والترمذي (1198) ، والبيهقي 7/391 من طريق عبد الله بن إدريس، بهذا الإسناد.(39/105)
حَدِيثُ رِفَاعَةَ بْنِ شَدَّادٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَمِقِ
23701 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رِفَاعَةَ بْنِ شَدَّادٍ، قَالَ: كُنْتُ أَقُومُ عَلَى رَأْسِ الْمُخْتَارِ، فَلَمَّا تَبَيَّنَتْ لِي كِذَابَتُهُ، هَمَمْتُ ايْمُ اللهِ أَنْ أَسُلَّ سَيْفِي، فَأَضْرِبَ عُنُقَهُ، حَتَّى تَذَكَّرْتُ حَدِيثًا حَدَّثَنِيهِ عَمْرُو بْنُ الْحَمِقِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ آمَنَ رَجُلًا عَلَى نَفْسِهِ فَقَتَلَهُ، أُعْطِيَ لِوَاءَ الْغَدْرِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (1)
23702 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عِيسَى الْقَارِئُ أَبُو عُمَرَ، حَدَّثَنِي السَّدِيُّ، عَنْ رِفَاعَةَ الْفِتْيَانِيِّ (2) ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى الْمُخْتَارِ، قَالَ: فَأَلْقَى لِي وِسَادَةً، وَقَالَ: لَوْلَا أَنَّ أَخِي جِبْرِيلَ قَامَ عَنْ هَذِهِ لَأَلْقَيْتُهَا لَكَ، قَالَ: فَأَرَدْتُ أَنْ أَضْرِبَ عُنُقَهُ، فَذَكَرْتُ حَدِيثًا حَدَّثَنِي بِهِ أَخِي عَمْرُو بْنُ الْحَمِقِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيُّمَا مُؤْمَنٍ أَمَّنَ مُؤْمِنًا عَلَى دَمِهِ فَقَتَلَهُ، فَأَنَا مِنَ الْقَاتِلِ بَرِيءٌ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح. وهو مكرر (21946) .
(2) تصحف في (م) و (ظ2) إلى: القتباني.
(3) إسناده حسن من أجل السُّدِّي -وهو إسماعيل بن عبد الرحمن- وباقي رجال الإسناد ثقات. ابن نمير: هو عبد الله، ورفاعة الفِتْياني: هو ابن شدَّاد بن عبد الله. وهو مكرر (21947) .(39/106)
حَدِيثُ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ (1)
23703 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَلْمَانَ، قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْمُشْرِكِينَ وَهُمْ يَسْتَهْزِئُونَ بِهِ: إِنِّي لَأَرَى صَاحِبَكُمْ يُعَلِّمُكُمْ حَتَّى الْخِرَاءَةِ قَالَ سَلْمَانُ: أَجَلْ "
__________
(1) هو سلمان أبو عبد الله الفارسي، ويقال له: سلمان ابن الإسلام، وسلمان الخير.
أصله من رامَهُرمُز، وقيل: من أصبهان، وكان قد سمع بأن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سيُبعَث،
فخرج في طلب ذلك، فأُسِر وبِيعَ بالمدينة، فاشتغل بالرِّق، حتى كان أول مشاهده الخندق، وكان هو الذي أشار بحفره، ثم شهد بقية المشاهد مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وفتوح العراق، ووَلِيَ المدائن.
روى البخاري في "صحيحه" (3946) عن سلمان: أنه تداوله بضعة عشر سيداً، وذلك قبل إسلامه.
وروى البخاري أيضاً (1968) عن أبي جُحَيفة: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آخى بين سلمان
وأبي الدرداء.
وأما ما قيل في سِنِّه من أنه جاوز المئتين وخمسين سنةً، فقد ردَّه الذهبي في "سير أعلام النبلاء" 1/556 فقال: قد ذكرت في "تاريخي الكبير" أنه عاش مئتين وخمسين سنةً، وأنا الساعةَ لا أرتضي ذلك ولا أصحِّحه. وقال أيضاً: لعلَّه عاش بضعاً وسبعين سنةً، وما أُراه بلغ المئةَ.
وقد اختلف في سنة وفاته، فقيل: توفي سنة ست وثلاثين، وقيل: سنة ثلاث وثلاثين. وانظر "الإصابة" 3/141-142.(39/107)
أَمَرَنَا أَنْ لَا نَسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةَ، وَلَا نَسْتَنْجِيَ بِأَيْمَانِنَا، وَلَا نَكْتَفِيَ بِدُونِ ثَلَاثَةِ أَحْجَارٍ لَيْسَ فِيهَا رَجِيعٌ وَلَا عَظْمٌ " (1)
* 23704 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عُبَيْدٍ الْمُكْتِبِ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. الأعمش: اسمه سليمان بن مِهْران، وإبراهيم: هو ابن يزيد النَّخَعي، وعبد الرحمن بن يزيد: هو النَّخَعي أيضاً.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/154 و155-156 و14/223، ومسلم (262) (57) ، وابن ماجه (316) ، والبزار في "مسنده" (2502) ، وابن الجارود (29) ، وابن خزيمة (74) ، والطبراني في "الكبير " (6082) ، والدارقطني 1/54، وابن حزم في "المحلى" 1/96، والبيهقي 1/102 من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن خزيمة (81) ، وابن المنذر في "الأوسط" (311) و (316) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/121 و123 و4/233، والطبراني في "الكبير" (6080) و (6081) ، والدارقطني 1/54 من طرق عن الأعمش، به.
وسيأتي من طريق الثوري، عن الأعمش ومنصور برقم (23708) ومن طريق الأعمش وحده برقم (23713) و (23719) ، ومن طريق منصور وحده برقم (23705) و (23709) ، إلا أن منصوراً قال فيه: عن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولم يسمِّه.
وانظر حديث ابن مسعود السالف برقم (3685) .
وحديث ابن عمر السالف برقم (4606) .
وحديث أبي هريرة السالف برقم (7368) .
وحديث خزيمة بن ثابت السالف برقم (21856) .
الرجيع. هو الرَّوث والعَذِرة، سُمي رجيعاً، لأنه رجع عن حالته الأولى بعد أن كان طعاماً أو علفاً.(39/108)
عَنْ سَلْمَانَ، قَالَ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْبَلُ الْهَدِيَّةَ، وَلَا يَقْبَلُ الصَّدَقَةَ " قَالَ عَبْدُ اللهِ: وحَدَّثَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ حَكِيمٍ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عُبَيْدٍ الْمُكْتِبِ بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ (1)
23705 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا رَجُلٌ، مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: إِنِّي لَأَرَى صَاحِبَكُمْ يُعَلِّمُكُمْ كَيْفَ تَصْنَعُونَ، حَتَّى إِنَّهُ لَيُعَلِّمُكُمْ إِذَا أَتَى أَحَدُكُمُ الْغَائِطَ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، أَجَلْ، وَلَوْ سَخِرْتَ إِنَّهُ
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، فيه شريك بن عبد الله النَّخَعي، وهو سيىء الحفظ.
وأخرجه بقيُّ بن مَخلَد في "مسنده" كما في "سير أعلام النبلاء" 1/537 من طريق يحيى الحِمَّاني، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/8، والطبراني في "الكبير" (6071) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 2/98 من طريق محمد بن سعيد ابن الأصبهاني، كلاهما عن شريك، به.
وأخرجه بنحوه الطبراني في "الكبير" (6070) من طريق بريدة الأسلمي، و (6121) من طريق أبي عثمان النهدي، كلاهما عن سلمان.
وهذا الحديث قطعة من قصة إسلام سلمان، وسيرد مطولاً ومختصراً بالأرقام (23712) و (23722) و (23723) و (23730) و (23737) و (23738) من طرق عن سلمان.
ويشهد له حديث عبد الله بن بُسْر، سلف برقم (17688) ، وانظر تتمة شواهده هناك.(39/109)
لَيُعَلِّمُنَا كَيْفَ يَأْتِي أَحَدُنَا الْغَائِطَ؟ وَإِنَّهُ " يَنْهَانَا أَنْ يَسْتَقْبِلَ أَحَدُنَا الْقِبْلَةَ وَأَنْ يَسْتَدْبِرَهَا، وَأَنْ يَسْتَنْجِيَ أَحَدُنَا بِيَمِينِهِ، وَأَنْ يَتَمَسَّحَ أَحَدُنَا بِرَجِيعٍ، وَلَا عَظْمٍ، وَأَنْ يَسْتَنْجِيَ بِأَقَلَّ مِنْ ثَلَاثَةِ أَحْجَارٍ " (1)
23706 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ قَيْسٍ الْمَاصِرُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي قُرَّةَ، قَالَ: كَانَ حُذَيْفَةُ بِالْمَدَائِنِ، فَكَانَ يَذْكُرُ أَشْيَاءَ قَالَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَ حُذَيْفَةُ إِلَى سَلْمَانَ، فَيَقُولُ سَلْمَانُ: يَا حُذَيْفَةُ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَغْضَبُ فَيَقُولُ: وَيَرْضَى وَيَقُولُ: لَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ فَقَالَ: " أَيُّمَا رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي سَبَبْتُهُ سَبَّةً فِي غَضَبِي، أَوْ لَعَنْتُهُ لَعْنَةً، فَإِنَّمَا أَنَا مِنْ وَلَدِ آدَمَ أَغْضَبُ كَمَا يَغْضَبُونَ، وَإِنَّمَا بَعَثَنِي رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ فَاجْعَلْهَا صَلَاةً عَلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سعيد -وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد مولى بني هاشم- فمن رجال البخاري. وصحابي الحديث المبهم: هو سلمان الفارسي. زائدة: هو ابن قدامة، ومنصور. هو ابن المعتمر، وإبراهيم: هو ابن يزيد النَّخعي.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/232 من طريق عَبيدة بن حميد، عن منصور، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (23709) من طريق شعبة، عن منصور، وبرقم (23708) من طريق الثوري، عن منصور والأعمش.
وسلف برقم (23703) من طريق الأعمش وحده.
(2) إسناده صحيح إن صحَّ سماع عمرو بن أبي قرة من سلمان، فقد قال ابن المديني فيما نقله عنه ابن أبي حاتم في "المراسيل" (269) : لم يلق سلمان إنما=(39/110)
23707 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ تَحْتَ شَجَرَةٍ، وَأَخَذَ مِنْهَا غُصْنًا يَابِسًا فَهَزَّهُ حَتَّى تَحَاتَّ وَرَقُهُ، ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا عُثْمَانَ، أَلَا تَسْأَلُنِي لِمَ أَفْعَلُ هَذَا؟ قُلْتُ: وَلِمَ تَفْعَلُهُ؟ فَقَالَ: هَكَذَا فَعَلَ بِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا مَعَهُ تَحْتَ شَجَرَةٍ، فَأَخَذَ مِنْهَا غُصْنًا يَابِسًا، فَهَزَّهُ حَتَّى تَحَاتَّ وَرَقُهُ فَقَالَ: " يَا سَلْمَانُ: أَلَا تَسْأَلُنِي لِمَ أَفْعَلُ هَذَا؟ " قُلْتُ: وَلِمَ تَفْعَلُهُ؟ قَالَ: " إِنَّ الْمُسْلِمَ إِذَا تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ صَلَّى الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ، تَحَاتَّتْ خَطَايَاهُ، كَمَا يَتَحَاتُّ هَذَا الْوَرَقُ "، وَقَالَ: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} [هود: 114] (1)
__________
= أبوه لقي سلمان. قلنا: لكن ذهب الحافظ ابن حجر في "التقريب" إلى أنه تابعي مخضرم. معاوية بن عمرو: هو المَعْني الأزدي، وزائدة: هو ابن قدامة.
وأخرجه أبو داود (4659) ، والطبراني في "الكبير" (6156) من طريق أحمد ابن يونس، عن زائدة، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (23721) .
وله شاهد من حديث أبي هريرة سلف برقم (7311) ، وانظر تتمة أحاديث الباب هناك.
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد: وهو ابن جُدْعان.
أبو عثمان: هو النهدي عبد الرحمن بن ملٍّ.
وأخرجه بتمامه ومختصراً الطيالسي (652) ، وأبو عبيد القاسم بن سلاَّم في "الطهور" (11) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" 1/7-8، والدارمي (719) ،=(39/111)
23708 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، وَالْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ، قَالَ: قَالَ لَهُ الْمُشْرِكُونَ: إِنَّا نَرَى صَاحِبَكُمْ يُعَلِّمُكُمْ حَتَّى يُعَلِّمَكُمُ الْخِرَاءَةَ قَالَ: أَجَلْ، إِنَّهُ يَنْهَانَا
__________
= والطبري في "التفسير" 12/133، والطبراني في "الكبير" (6151) ، والسهمي في "تاريخ جرجان" ص138 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (6152) من طريق يونس بن عبيد، عن علي بن زيد، به.
وسيأتي برقم (23716) عن يزيد بن هارون عن علي بن زيد.
وفي الباب عن عثمان بن عفان سلف برقم (513) ، وسنده حسن.
وانظر تتمة أحاديث الباب عند حديث أبي هريرة السالف برقم (8020) .
وأخرج الطبراني في "الكبير" (6125) ، و"الأوسط" (541 - مجمع البحرين) و"الصغير" (1153) من طريق أشعث بن أشعث السعداني، عن عمران القطان، عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان، عن سلمان الفارسي قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إن المسلم ليصلِّي وخطاياه موضوعة على رأسه، فكلما سجد تحاتَّت عنه، فيفرغ حين يفرغ من صلاته وقد تحاتَّت خطاياه".
وأورده من هذا الطريق ابن أبي حاتم في "العلل" 1/124 ونقل عن أبيه أنه قال: هذا خطأ، إنما هو عن سلمان قوله، وأشعث مجهول لا يعرف. قلنا: أما أشعث فقد ذكره ابن حبان في "الثقات" 8/128 وقال: يغرب، وقال البزار كما في "لِسان الميزان": ليس به بأس. وفيه أيضاً عمران القطان وقد قال الدارقطني فيه: كان كثير المخالفة والوهم.
وأما الموقوف فقد رواه عبد الرزاق (144) من طريق سعيد بن جبير، وابن أبي شيبة 1/7 من طريق سلمة بن سبرة، كلاهما عن سلمان الفارسي موقوفاً عليه. لكن في إسناد عبد الرزاق أبان بن أبي عياش، وهو متروك.(39/112)
أَنْ يَسْتَنْجِيَ أَحَدُنَا بِيَمِينِهِ، أَوْ يَسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةَ، وَيَنْهَانَا عَنِ الرَّوْثِ وَالْعِظَامِ وَقَالَ: " لَا يَسْتَنْجِي أَحَدُكُمْ بِدُونِ ثَلَاثَةِ أَحْجَارٍ " (1)
23709 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَالَ لِرَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عَلَّمَكُمْ هَذَا كُلَّ شَيْءٍ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (2)
23710 - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ وَدِيعَةَ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وكذا عبد الرحمن بن يزيد.
وأخرجه مسلم (262) ، وابن ماجه (316) ، والنسائي 1/44، والدارقطني في "السنن" 1/54، وابن حزم في "المحلى" 1/96، والبيهقي 1/112 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وقال الدارقطني: إسناده صحيح.
وأخرجه أبو عوانة (580) من طريق الفريابي، عن سفيان الثوري، عن منصور وحده، به.
وأخرجه أبو عوانة (581) من طريق أبي حذيفة، والطبراني في "الكبير" (6079) ، والحازمي في "الاعتبار" ص36 من طريق عبد الرزاق، كلاهما عن سفيان، عن الأعمش وحده، به.
وسلف من طريق الأعمش برقم (23703) ، ومن طريق منصور برقم (23705) .
(2) إسناده صحيح. وانظر ما قبله.
وأخرجه الطيالسي (654) عن شعبة، بهذا الإسناد.(39/113)
عَنْ سَلْمَانَ الْخَيْرِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " لَا يَغْتَسِلُ رَجُلٌ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَيَتَطَهَّرُ بِمَا اسْتَطَاعَ مِنْ طُهْرٍ، وَيَدَّهِنُ مِنْ دُهْنِهِ، أَوْ يَمَسُّ مِنْ طِيبِ بَيْتِهِ، ثُمَّ يَرُوحُ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَلَا يُفَرِّقُ بَيْنَ اثْنَيْنِ، ثُمَّ يُصَلِّي مَا كَتَبَ اللهُ لَهُ، ثُمَّ يُنْصِتُ لِلْإِمَامِ إِذَا تَكَلَّمَ إِلَّا غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن وديعة، فمن رجال البخاري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/152، والدارمي (1541) ، والبخاري (883) و (910) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/369، وأبو حاتم الرازي في "العلل" 1/202، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/285، وابن حبان (2776) ، والطبراني في "الكبير" (6190) ، والبيهقي في "السنن" 2/464 و3/232 و242-243، وفي "معرفة السنن والآثار" (6653) ، وفي "فضائل الأوقات" (267) ، والبغوي في "شرح السنة" (1058) ، والمزي في ترجمة عبد الله بن وديعة من "التهذيب" 16/264 من طرق عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (23725) عن أبي النضر، عن ابن أبي ذئب.
ورواه محمد بن عجلان فيما سلف برقم (21539) عن سعيد المقبري، عن أبيه، عن عبد الله بن وديعة عن أبي ذر. وابن أبي ذئب أوثق وأحفظ، وانظر "العلل" للرازي 1/201-202.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (6189) من طريق الضحاك بن عثمان، عن سعيد المقبري، عن عبد الله بن وديعة، به - لم يقل فيه: عن أبيه.
وأخرجه أبو داود الطيالسي (659) ، ومن طريقه ابن أبي حاتم في "العلل" 1/202 عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبيه، عن عبيد الله بن عدي ابن الخيار، عن سلمان.=(39/114)
23711 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: لَمَّا احْتُضِرَ سَلْمَانُ بَكَى وَقَالَ: " إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَهِدَ إِلَيْنَا عَهْدًا فَتَرَكْنَا مَا عَهِدَ إِلَيْنَا أَنْ يَكُونَ بُلْغَةُ أَحَدِنَا مِنَ الدُّنْيَا كَزَادِ الرَّاكِبِ " قَالَ: ثُمَّ نَظَرْنَا فِيمَا تَرَكَ فَإِذَا قِيمَةُ مَا تَرَكَ بِضْعَةٌ وَعِشْرُونَ دِرْهَمًا، أَوْ بِضْعَةٌ وَثَلَاثُونَ دِرْهَمًا (1)
__________
= قال أبو حاتم في "العلل": أخطأ أبو داود. ثم ساق الحديث من طريق آدم وغير واحد، عن ابن أبي ذئب على الجادَّة كما تقدم.
وسيأتي الحديث بنحوه برقم (23718) و (23729) من طريق قرثع الضبي، عن سلمان.
وفي الباب عن أبي سعيد وأبي هريرة، سلف برقم (11768) .
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أنه مرسل، الحسن -وهو ابن أبي الحسن البصري- لا يعرف له سماع من سلمان، وقد توبع. منصور: هو ابن زاذان.
وهو عند الإمام أحمد بن حنبل في "الزهد" ص28-29.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (10397) من طريق هشيم بن بشير، بهذا الإسناد.
وأخرجه وكيع في "الزهد" (67) ، وعبد الرزاق (20632) ، وابن سعد في "الطبقات" 4/91، وحسين المروزي في زياداته على "الزهد" لابن المبارك (966) ، وأبو نعيم في "الحلية" 1/196 و2/237، والبيهقي في "الشعب" (10394) من طرق عن الحسن البصري، به.
وأخرجه ابن ماجه (4104) ، والطبراني في "الكبير" (6069) ، وأبو نعيم 1/197 من طريق أنس بن مالك، عن سلمان.
وأخرجه ابن حبان (706) ، والطبراني في الكبير" (6182) ، وأبو نعيم 1/197 من طريق عامر بن عبد الله، عن سلمان.=(39/115)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه أحمد في "الزهد" ص152، وابن سعد 4/90-91، وابن أبي شيبة 13/220، وهنَّاد في "الزهد" (566) ، والحاكم 4/317، وأبو نعيم 1/195-196، والبيهقي في "الشعب" (10395) من طريق الأعمش، عن أبي سفيان طلحة ابن نافع عن بعض أشياخه، عن سلمان.
وأخرجه أبو نعيم 1/195 من طريق جرير، عن الأعمش، عن أبي سفيان طلحة بن نافع، عن جابر، عن سلمان.
وأخرجه البيهقي في "الشعب" (10396) من طريق زائدة، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن سلمان - ليس بينهما أحد.
وأخرجه مختصراً ومطولاً ابن سعد 4/91، وابن أبي عاصم في "الزهد" (169) ، والدولابي في "الكنى والأسماء" 1/78-79، والطبراني في "الكبير" (6160) ، وأبو نعيم 1/196-197، والقضاعي في "مسند الشهاب" (728) ، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" ص262-263 من طريق سعيد بن المسيب، عن سلمان.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الزهد" (169) ، والدولابي في "الكنى والأسماء" 1/78-79، والطبراني في "الكبير" (6160) ، وأبو نعيم 1/196 و2/237، والقضاعي (728) من طريق مورِّق العِجْلي، عن سلمان.
وأخرجه حسين المروزي في زياداته على "الزهد" لابن المبارك (967) من طريق مورِّق العِجْلي، عن بعض أصحابه، عن سلمان.
وفي الباب عن خباب بن الأرت: أخرجه الحميدي (151) ، وابن أبي عاصم في "الزهد" (170) ، وأبو يعلى (7214) ، والطبراني في "الكبير" (3695) ، وأبو نعيم في "الحلية" 1/360، والبيهقي في "الشعب" (10400) و (10401) .
وعن عائشة: أخرجه ابن سعد في "الطبقات" 8/76، والترمذي (1780) ، والحاكم 4/312، والبيهقي في "الشعب" (6181) و (10398) ، والبغوي في "شرح السنة" (3115) . والبكري في "الأربعين" ص92.
وانظر "مجمع الزوائد" 10/253 و254.(39/116)
23712 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي قُرَّةَ الْكِنْدِيِّ، عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ، قَالَ: كُنْتُ مِنْ أَبْنَاءِ أَسَاوِرَةِ فَارِسَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، قَالَ: فَانْطَلَقْتُ تَرْفَعُنِي أَرْضٌ، وَتَخْفِضُنِي أُخْرَى، حَتَّى مَرَرْتُ عَلَى قَوْمٍ مِنَ الْأَعْرَابِ فَاسْتَعْبَدُونِي فَبَاعُونِي حَتَّى اشْتَرَتْنِي امْرَأَةٌ، فَسَمِعْتُهُمْ يَذْكُرُونَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ الْعَيْشُ عَزِيزًا، فَقُلْتُ لَهَا: هَبِي لِي يَوْمًا، فَقَالَتْ: نَعَمْ، فَانْطَلَقْتُ فَاحْتَطَبْتُ حَطَبًا، فَبِعْتُهُ فَصَنَعْتُ طَعَامًا، فَأَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَضَعْتُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: " مَا هَذَا؟ " فَقُلْتُ: صَدَقَةٌ، فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: " كُلُوا " وَلَمْ يَأْكُلْ، قُلْتُ: هَذِهِ مِنْ عَلَامَاتِهِ، ثُمَّ مَكَثْتُ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ أَمْكُثَ، فَقُلْتُ لِمَوْلَاتِي: هَبِي لِي يَوْمًا، قَالَتْ: نَعَمْ، فَانْطَلَقْتُ فَاحْتَطَبْتُ حَطَبًا، فَبِعْتُهُ بِأَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَصَنَعْتُ طَعَامًا، فَأَتَيْتُهُ بِهِ وَهُوَ جَالِسٌ بَيْنَ أَصْحَابِهِ، فَوَضَعْتُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَقَالَ: " مَا هَذَا؟ " قُلْتُ: هَدِيَّةٌ، فَوَضَعَ يَدَهُ، وَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: " خُذُوا بِسْمِ اللهِ "، وَقُمْتُ خَلْفَهُ، فَوَضَعَ رِدَاءَهُ، فَإِذَا خَاتَمُ النُّبُوَّةِ، فَقُلْتُ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللهِ فَقَالَ: " وَمَا ذَاكَ؟ " فَحَدَّثْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ، وَقُلْتُ: أَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ يَا رَسُولَ اللهِ، فَإِنَّهُ حَدَّثَنِي أَنَّكَ نَبِيٌّ؟ فَقَالَ: " لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ " فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُ أَخْبَرَنِي أَنَّكَ نَبِيٌّ أَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ؟ قَالَ: " لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ " (1)
__________
(1) إسناده محتمل للتحسين، أبو قرة الكندي لم يرو عنه غير أبي إسحاق، وذكره ابن حبان في "ثقات" التابعين 5/587، وسمَّاه الهيثمي، وتبعه أبو زرعة=(39/117)
23713 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ،
__________
= العراقي: سلمة بن معاوية، قال الحافظ ابن حجر في "التعجيل" (406) : ولم يذكره الحسيني (يعني مسمًّى) فأجاد؛ فإنه لم يقع مسمًّى في "المسند"، وأبو قرة الذي يسمى سلمة بن معاوية هو آخَرُ، وأما الراوي عن سلمان فلا يعرف اسمه، وقد ذكره أبو أحمد الحاكم فيمن لا يُعرف اسمه. قلنا: وقال ابن سعد في "الطبقات"، 6/148: كان قاضياً بالكوفة، واسمه فلان بن سلمة، روى عن عمر ابن الخطاب وسلمان وحذيفة بن اليمان، وكان معروفاً قليل الحديث. وذكره وكيع محمد بن خلف في قضاة الكوفة من كتابه "أخبار القضاة" 2/187. وباقي رجال الإسناد ثقات. أبو كامل، هو مظفَّر بن مُدرِك، وأبو إسحاق: اسمه عمرو بن عبد الله بن عبيد السَّبِيعي.
وأخرجه مختصراً ومطولاً ابن سعد في "الطبقات" 4/81، وابن أبي شيبة 6/556، و14/321-322، ووكيع في "أخبار القضاة" 2/187، وابن حبان (7124) ، والطبراني في "الكبير" (6155) ، والحاكم 4/108، والبيهقي في "السنن" 6/98-100، والذهبي في "سير أعلام النبلاء" 1/513 من طرق عن إسرائيل، بهذا الإسناد. وصحَّح الحاكم إسناده.
وسيأتي مختصراً برقم (23723) من طريق زكريا بن أبي زائدة عن أبي إسحاق.
وسيأتي مطولاً برقم (23737) من طريق ابن عباس عن سلمان.
وانظر ما سلف برقم (23704) .
ولقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيه: "لن يدخل الجنة إلا نفس مسلمة"، انظر حديث جابر السالف برقم (14763) ، وحديث بشر بن سحيم السالف أيضاً برقم (15428) .
والأساورة: جمع إسوار بكسر الهمزة، وهو قائد العَجَم كالأمير في العرب.
قاله الفيُّومي في "المصباح المنير".(39/118)
عَنْ سَلْمَانَ، قَالَ: قَالَ الْمُشْرِكُونَ: إِنَّ هَذَا لَيُعَلِّمُكَ حَتَّى إِنَّهُ لَيُعَلِّمُكُمُ الْخِرَاءَةَ قَالَ: قُلْتُ: لَئِنْ قُلْتُمْ ذَاكَ، " لَقَدْ نَهَانَا أَنْ نَسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةَ أَوْ نَسْتَدْبِرَهَا، أَوْ نَسْتَنْجِيَ بِأَيْمَانِنَا، أَوْ يَكْتَفِيَ أَحَدُنَا بِدُونِ ثَلَاثَةِ أَحْجَارٍ، أَوْ يَسْتَنْجِيَ أَحَدُنَا بِرَجِيعٍ أَوْ عَظْمٍ " (1)
23714 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ سَلْمَانَ، قَالَ: " إِنَّ اللهَ لَيَسْتَحِي أَنْ يَبْسُطَ الْعَبْدُ إِلَيْهِ يَدَيْهِ يَسْأَلُهُ فِيهِمِا خَيْرًا، فَيَرُدَّهُمَا خَائِبَتَيْنِ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن فضيل: اسمه محمد، وإبراهيم: هو ابن يزيد النَّخَعي.
وأخرجه ابن الجارود (29) ، وأبو عوانة (579) من طريق محمد بن فضيل، بهذا الإسناد.
وانظر (23703) .
(2) إسناده صحيح، وهو هنا موقوف إلا أنه قد روي أيضاً مرفوعاً كما سيأتي.
يزيد: هو ابن هارون، وسليمان التيمي: هو ابن طَرْخان، وأبو عثمان: هو النهدي عبد الرحمن بن ملٍّ.
وأخرجه الحاكم 1/497، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص484 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وصحَّح الحاكم إسناده على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.
وأخرجه أحمد في "الزهد" ص151 من طريق يحيى بن سعيد، وابن أبي شيبة في "المصنف" 1/3400 و13/339 عن معاذ بن معاذ، كلاهما عن سليمان التيمي، به.
وأخرجه وكيع في "الزهد" (504) ، وهنّاد في "الزهد" (1361) من طريق يزيد بن أبي صالح، عن أبي عثمان النهدي، به.=(39/119)
23715 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا رَجُلٌ فِي مَجْلِسِ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا عُثْمَانَ، يُحَدِّثُ بِهَذَا عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِهِ (1) قَالَ: يَزِيدُ سَمُّوهُ لِي قَالُوا: هُوَ جَعْفَرُ بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ عَبْدُ اللهِ: قَالَ أَبِي: " يَعْنِي جَعْفَرَ صَاحِبَ الْأَنْمَاطِ "
__________
= وأخرجه مرفوعاً ابن حبان (880) ، والطبراني في "الكبير" (6130) ، وفي "الدعاء" (202) ، والحاكم 1/535، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1110) ، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (181) من طريق محمد بن الزبرقان، عن سليمان التيمي، به وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
وأخرجه مرفوعاً أيضاً الخطيب في "تاريخ بغداد" 8/317، والبغوي في "شرح السنة" (1385) من طريق أبي المعلى يحيى بن ميمون، عن أبي عثمان النهدي، به.
وأخرجه البيهقي في "الأسماء والصفات" ص90-91 من طريق حماد بن سلمة، عن ثابت وحميد وسعيد الجريري، عن أبي عثمان، عن سلمان أنه قال: أجد في التوراة: إن الله حيى كريم يستحيي أن يرد يدين خائبتين سئل بهما خيراً.
وهذا اللفظ تفرد به حماد بن سلمة.
وفي الباب عن أنس من طريقين عنه فيهما مقال، عند عبد الرزاق (3250) و (19648) ، والحاكم 1/497-498، والبغوي في "شرح السنة" (1386) .
وعن جابر عند أبي يعلى (1867) ، وابن عدي في "الكامل" 7/2613 وسنده ضعيف.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد، الرجل المبهم الذي روى عنه يزيد بن هارون هو جعفر بن ميمون كما سيذكر هو نفسه بإثر الحديث، وجعفر بن ميمون هذا يعتبر به، وهو متابع، وجوَّد إسناده الحافظ ابن حجر في "الفتح" 11/143.=(39/120)
23716 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، قَالَ: كُنَّا مَعَ سَلْمَانَ تَحْتَ شَجَرَةٍ فَأَخَذَ غُصْنًا مِنْهَا فَنَفَضَهُ فَتَسَاقَطَ وَرَقُهُ فَقَالَ: أَلَا تَسْأَلُونِي عَمَّا صَنَعْتُ؟ فَقُلْنَا: أَخْبِرْنَا فَقَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ظِلِّ شَجَرَةٍ فَأَخَذَ غُصْنًا مِنْهَا فَنَفَضَهُ فَتَسَاقَطَ وَرَقُهُ، فَقَالَ: " أَلَا تَسْأَلُونِي عَمَّا صَنَعْتُ؟ " فَقُلْنَا: أَخْبِرْنَا يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ: " إِنَّ الْعَبْدَ الْمُسْلِمَ إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ، تَحَاتَّتْ عَنْهُ خَطَايَاهُ كَمَا تَحَاتَّ وَرَقُ هَذِهِ الشَّجَرَةِ " (1)
__________
= وأخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" 2/211 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحاكم 1/497، والبيهقي في "السنن" 2/211، وفي "الأسماء والصفات" (1014) ، وفي "الدعوات الكبير" (180) من طريق يزيد بن هارون، به.
وأخرجه أبو داود (1488) ، وابن ماجه (3865) ، والترمذي (3556) ، وابن حبان (876) ، والطبراني في "الكبير" (6148) ، وفي "الدعاء" (203) ، وابن عدي في "الكامل" 2/562، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1111) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص90، والخطيب في "تاريخ بغداد" 3/235-236 من طرق عن جعفر بن ميمون، به.
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، ورواه بعضهم ولم يرفعه.
وانظر ما قبله.
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان.
وقد سلف برقم (23707) .(39/121)
23717 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ، يَعْنِي ابْنَ أَبِي الْفُرَاتِ،، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ، عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ، مَوْلَى زَيْدِ بْنِ صُوحَانَ الْعَبْدِيِّ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ، فَرَأَى رَجُلًا قَدْ أَحْدَثَ، وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَنْزِعَ خُفَّيْهِ، فَأَمَرَهُ سَلْمَانُ أَنْ يَمْسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ وَعَلَى عِمَامَتِهِ وَيَمْسَحَ بِنَاصِيَتِهِ، وَقَالَ سَلْمَانُ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَمْسَحُ عَلَى خُفَّيْهِ وَعَلَى خِمَارِهِ " (1)
__________
(1) المرفوع منه صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي شريح، وأبي مسلم. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، ومحمد بن زيد: هو ابن علي العبدي البصري قاضي مرو.
وأخرجه أبو داود الطيالسي (656) ، وابن أبي شيبة 1/22-23 و178 و14/163، والترمذي في "العلل" 1/181-182، وابن ماجه (563) ، وابن حبان (1344) و (1345) ، والطبراني (6164) و (6165) و (6166) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/96 من طرق عن داود بن أبي الفرات، بهذا الإسناد.
قال الترمذي: سألت محمداً عن هذا الحديث قلت: أبو شريح ما اسمه؟ قال: لا أدري، لا أعرف اسمه، ولا أعرف اسم أبي مسلم مولى زيد بن صوحان، ولا أعرف له غير هذا الحديث. ورواه عبد السلام بن حرب، عن سعيد، عن قتادة، وقَلَبه فقال: عن أبي مسلم عن أبي شريح.
قلنا: لكن أخرجه الطبراني في "الكبير" (6167) من طريق عبد السلام بن حرب، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أبي شريح، عن أبي مسلم، عن سلمان: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مسح على الخُفَّين والخمار، على الصواب دون قلبٍ، فلعله تصرُّف من محققه، والله تعالى أعلم.
وسيأتي الحديث برقم (23724) .=(39/122)
23718 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ قَرْثَعٍ الضَّبِّيِّ، عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ، قَالَ: قَالَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَتَدْرِي مَا يَوْمُ الْجُمُعَةِ؟ " قُلْتُ: هُوَ الْيَوْمُ الَّذِي جَمَعَ اللهُ فِيهِ أَبَاكُمْ، قَالَ: " لَكِنِّي أَدْرِي مَا يَوْمُ الْجُمُعَةِ، لَا يَتَطَهَّرُ الرَّجُلُ فَيُحْسِنُ طُهُورَهُ، ثُمَّ يَأْتِي الْجُمُعَةَ، فَيُنْصِتُ حَتَّى يَقْضِيَ الْإِمَامُ صَلَاتَهُ، إِلَّا كَانَ كَفَّارَةً لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الْمُقْبِلَةِ مَا اجْتُنِبَتِ (1) الْمَقْتَلَةُ " (2)
__________
= ويشهد للمرفوع منه حديث المغيرة بن شعبة عند مسلم (274) (81) ، وقد سلف برقم (18134) و (18234) .
ويشهد له أيضاً حديث عمرو بن أمية الضمري السالف برقم (17245) و (17616) ، وهو في "صحيح البخاري" (205) ، لكن ذكرنا هناك أن ذكر العمامة فيه تفرد به الأوزاعي.
وحديث بلال عند مسلم أيضاً (275) ، وسيأتي برقم (23884) .
والخِمار هنا: هو العمامة، لأنها تخمِّر الرأس، أي: تغطيه.
(1) في (ظ5) : ما اجتنب.
(2) حديث صحيح رجاله ثقات رجال الصحيح غير قرثع الضبي، فقد روى له أبو داود والترمذي في "الشمائل" والنسائي وابن ماجه، وهو حسن الحديث في المتابعات والشواهد، وسيأتي برقم (23729) من طريق أبي عوانة عن مغيرة، فزاد فيه بين إبراهيم وقرثع علقمةَ.
مغيرة: هو ابن مقسم الضبي، وأبو معشر: هو زياد بن كليب، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي.
وأخرجه مختصراً الطبراني في "الكبير" (6092) من طريق الأعمش، عن إبراهيم، بهذا الإسناد.=(39/123)
23719 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ (1) ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: قِيلَ لِسَلْمَانَ: قَدْ عَلَّمَكُمْ نَبِيُّكُمْ كُلَّ شَيْءٍ حَتَّى الْخِرَاءَةِ قَالَ: أَجَلْ " نَهَانَا أَنْ نَسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةَ بِغَائِطٍ أَوْ بِبَوْلٍ، أَوْ أَنْ نَسْتَنْجِيَ بِالْيَمِينِ، أَوْ أَنْ يَسْتَنْجِيَ أَحَدُنَا بِأَقَلَّ مِنْ ثَلَاثِ أَحْجَارٍ، أَوْ أَنْ يَسْتَنْجِيَ بِرَجِيعٍ أَوْ بِعَظْمٍ " (2)
23720 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ سَلْمَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللهَ خَلَقَ مِائَةَ رَحْمَةٍ،
__________
= وانظر ما سلف برقم (23710) .
ويشهد لخلق آدم يوم الجمعة حديث أبي هريرة السالف برقم (9207) .
وفي الباب الجمعة إلى الجمعة كفارة إذا اجتنبت الكبائر عن أبي هريرة أيضاً، وقد سلف برقم (10285) .
والمقتلة: أراد الكبائر.
(1) في (م) : ابن إبراهيم، وهو خطأ.
(2) إسناده صحيح. أبو معاوية: اسمه محمد بن خازم الضرير، وإبراهيم: هو ابن يزيد النَّخعي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/150 و152 و155-156، ومسلم (262) ، وأبو داود (7) ، والترمذي (16) ، والنسائي 1/38-39، وابن الجارود (29) ، والطبراني في "الكبير" (6082) ، والدارقطني 1/54، وابن حزم في "المحلَّى" 1/96، والبيهقي في "السنن" 1/92 و102، وفي "معرفة السنن والآثار" (870) من طريق أبي معاوية الضرير، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وانظر (23703) .(39/124)
فَمِنْهَا رَحْمَةٌ يَتَرَاحَمُ بِهَا الْخَلْقُ، وَبِهَا (1) تَعْطِفُ الْوُحُوشُ عَلَى أَوْلَادِهَا، وَأَخَّرَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " (2)
__________
(1) في (م) و (ظ2) و (ق) : فيها.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان: هو ابن طَرْخان التيمي، وأبو عثمان: هو عبد الرحمن بن ملٍّ.
وأخرجه مسلم (2753) (20) ، وابن أبي الدنيا في "حسن الظن بالله" (5) ، وأبو عوانة كما في "إتحاف المهرة" 5/564، والبيهقي في "الشعب" (1038) ، وفي "الأسماء والصفات" ص496 من طريق معاذ بن معاذ، عن سليمان بن طرخان التيمي، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (2753) (20) ، وأبو عوانة كما في "إتحاف المهرة" 5/564، والطبراني في "الكبير" (6126) من طرق عن المعتمر بن سليمان، عن أبيه سليمان، به، مرفوعاً.
وخالفهم حسين المروزي فرواه كما في زياداته على "الزهد" لابن المبارك (1020) و (1087) عن المعتمر، عن سليمان، به موقوفاً. وهذا لا يُعِلُّ المرفوع، فإن مثله لا يقال من قبيل الرأي.
وأخرجه موقوفاً أيضاً حسين المروزي (1036) عن محمد بن أبي عدي، عن سليمان التيمي، به.
وأخرجه هناد في "الزهد" (1319) ، ومسلم (2753) (21) ، ويحيى بن صاعد في زياداته على "الزهد" لابن المبارك (1038) ، وابن حبان (6146) ، والطبراني في "الكبير" (6144) من طريق أبي معاوية الضرير، والحاكم 4/247 من طريق يزيد بن زريع، كلاهما عن داود بن أبي هند، عن أبي عثمان النهدي، به مرفوعاً.
وخالفهما عبد الرحيم بن سليمان عند ابن أبي شيبة 13/182، ومحمد بن أبي عدي عند حسين المروزي في زياداته على "الزهد" (1037) ، والطبري في=(39/125)
23721 - حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، أَخْبَرَنِي مِسْعَرٌ، حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي قُرَّةَ الْكِنْدِيِّ، قَالَ: عَرَضَ أَبِي عَلَى سَلْمَانَ أُخْتَهُ فَأَبَى، وَتَزَوَّجَ مَوْلَاةً لَهُ يُقَالُ لَهَا: بُقَيْرَةُ، قَالَ: فَبَلَغَ أَبَا قُرَّةَ أَنَّهُ كَانَ بَيْنَ سَلْمَانَ، وَحُذَيْفَةَ شَيْءٌ، فَأَتَاهُ يَطْلُبُهُ، فَأُخْبِرَ أَنَّهُ فِي مَبْقَلَةٍ لَهُ، فَتَوَجَّهَ إِلَيْهِ فَلَقِيَهُ مَعَهُ زَبِيلٌ فِيهِ بَقْلٌ، قَدْ أَدْخَلَ عَصَاهُ فِي عُرْوَةِ الزَّبِيلِ، وَهُوَ عَلَى عَاتِقِهِ، قَالَ: أَبَا عَبْدِ اللهِ: مَا كَانَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ حُذَيْفَةَ؟ قَالَ: يَقُولُ سَلْمَانُ: {وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا} [الإسراء: 11] فَانْطَلَقَا حَتَّى أَتَيَا دَارَ سَلْمَانَ فَدَخَلَ سَلْمَانُ الدَّارَ، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، ثُمَّ أَذِنَ فَإِذَا نَمَطٌ مَوْضُوعٌ عَلَى بَابٍ، وَعِنْدَ رَأْسِهِ لَبِنَاتٌ، وَإِذَا قُرْطَانِ، فَقَالَ: اجْلِسْ عَلَى فِرَاشِ مَوْلَاتِكَ الَّذِي تُمَهِّدُ لِنَفْسِهَا قَالَ: ثُمَّ أَنْشَأَ يُحَدِّثُهُ قَالَ: إِنَّ حُذَيْفَةَ كَانَ يُحَدِّثُ بِأَشْيَاءَ يَقُولُهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
= "التفسير" 7/155، وعبد الوهاب بن عبد المجيد عند الطبري 7/155، ثلاثتهم عن داود بن أبي هند، عن أبي عثمان النهدي، به موقوفاً.
وأخرجه بنحوه موقوفاً أيضاً ابن المبارك في "الزهد" (894) عن سعيد الجريري، ووكيع في "الزهد" (503) عن أبي حبيب البصري، وعبد الرزاق في "التفسير" 1/203-204، والطبري في "التفسير" 7/155 من طريق عاصم بن سليمان، ثلاثتهم عن أبي عثمان النهدي، عن سلمان.
وله شاهد من حديث أبي هريرة، سلف برقم (8415) ، وهو في "الصحيحين".
وحديث أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11530) .
وعن جندب البجلي، سلف برقم (17899) .(39/126)
فِي غَضَبِهِ لِأَقْوَامٍ، فَأُسْأَلُ عَنْهَا؟ فَأَقُولُ: حُذَيْفَةُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُ، وَأَكْرَهُ أَنْ يَكُونَ ضَغَائِنُ بَيْنَ أَقْوَامٍ، فَأُتِيَ حُذَيْفَةُ فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ سَلْمَانَ لَا يُصَدِّقُكَ وَلَا يُكَذِّبُكَ بِمَا تَقُولُ، فَجَاءَنِي حُذَيْفَةُ فَقَالَ: يَا سَلْمَانُ ابْنَ أُمِّ سَلْمَانَ قُلْتُ: يَا حُذَيْفَةُ ابْنَ أُمِّ حُذَيْفَةَ لَتَنْتَهِيَنَّ أَوْ لَأَكْتُبَنَّ إِلَى عُمَرَ فَلَمَّا خَوَّفْتُهُ بِعُمَرَ تَرَكَنِي، وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مِنْ وَلَدِ آدَمَ أَنَا، فَأَيُّمَا عَبْدٍ مُؤْمِنٍ لَعَنْتُهُ لَعْنَةً، أَوْ سَبَبْتُهُ سَبَّةً فِي غَيْرِ كُنْهِهِ، فَاجْعَلْهَا عَلَيْهِ صَلَاةً " (1)
23722 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَلْمَانُ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِطَعَامٍ وَأَنَا مَمْلُوكٌ فَقُلْتُ: هَذِهِ صَدَقَةٌ " فَأَمَرَ أَصْحَابَهُ فَأَكَلُوا وَلَمْ يَأْكُلْ "، ثُمَّ أَتَيْتُهُ بِطَعَامٍ فَقُلْتُ: هَذِهِ هَدِيَّةٌ أَهْدَيْتُهَا لَكَ أُكْرِمُكَ بِهَا فَإِنِّي رَأَيْتُكَ لَا تَأْكُلُ الصَّدَقَةَ، " فَأَمَرَ أَصْحَابَهُ فَأَكَلُوا وَأَكَلَ مَعَهُمْ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح إن صحَّ سماع عمرو بن أبي قرة من سلمان كما سلف التنبيه عليه عند الرواية السالفة برقم (23706) . وأبو أسامة: هو حماد بن أسامة.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (234) ، والطبراني في "الكبير" (6157) من طريق أبي أسامة، بهذا الإسناد.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن إسحاق قد صرح بالتحديث فيما سيأتي برقم (23737) ، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/8 من طريق عبد الله بن إدريس،=(39/127)
23723 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا، حَدَّثَنَي أَبِي، عَنْ أَبِي (1) إِسْحَاقَ، عَنْ آلِ أَبِي قُرَّةَ، عَنْ سَلْمَانَ، قَالَ: " كُنْتُ اسْتَأْذَنْتُ مَوْلَاتِي فِي ذَلِكَ، فَطَيَّبَتْ لِي فَاحْتَطَبْتُ حَطَبًا فَبِعْتُهُ، فَاشْتَرَيْتُ ذَلِكَ الطَّعَامَ " (2)
23724 - حَدَّثَنَا أَبُو (3) عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، وَعَفَّانُ، قَالَا حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي الْفُرَاتِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ، عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ، مَوْلَى زَيْدِ بْنِ صُوحَانَ الْعَبْدِيِّ قَالَ: كُنْتُ مَعَ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ فَرَأَى رَجُلًا قَدْ أَحْدَثَ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَنْزِعَ خُفَّيْهِ لِلْوُضُوءِ فَأَمَرَهُ سَلْمَانُ أَنْ يَمْسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ وَعَلَى عِمَامَتِهِ وَيَمْسَحَ بِنَاصِيَتِهِ وَقَالَ سَلْمَانُ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
= والطبراني (6066) من طريق إبراهيم بن سعد، والحاكم 2/16 من طريق يعقوب أبي يوسف القاضي، ثلاثتهم عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد.
وسيأتي ضمن قصة إسلام سلمان الطويلة برقم (23737) عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن ابن إسحاق.
وانظر ما سلف برقم (23704) .
(1) لفظة "أبي" تحرفت في (م) والنسخ الخطية إلى: ابن، والتصويب من "جامع المسانيد" لابن كثير، و"أطراف المسند" لابن حجر، ثم إن زكريا بن أبي زائدة يروي عن أبي إسحاق لا ابن إسحاق.
(2) إسناده محتمل للتحسين، وقد سلف نحوه بأطول مما هنا برقم (23712) من رواية إسرائيل عن جده أبي إسحاق عن أبي قرَّة الكندي، فرواية أبي إسحاق عن آل أبي قرة في هذا الحديث إنما هي عن أبي قرَّة نفسه.
(3) لفظة "أبو" سقطت من (م) و (ظ2) .(39/128)
مَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ وَعَلَى خِمَارِهِ " (1)
23725 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ وَدِيعَةَ، عَنْ سَلْمَانَ الْخَيْرِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَغْتَسِلُ الرَّجُلُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَيَتَطَهَّرُ بِمَا اسْتَطَاعَ مِنْ طُهْرٍ، ثُمَّ يَدَّهِنُ مِنْ دُهْنِهِ، أَوْ يَمَسُّ مِنْ طِيبِ بَيْتِهِ، ثُمَّ يَرُوحُ فَلَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَ اثْنَيْنِ، ثُمَّ صَلَّى مَا كُتِبَ لَهُ، ثُمَّ يُنْصِتُ إِذَا تَكَلَّمَ الْإِمَامُ إِلَّا غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى " (2)
23726 - حَدَّثَنَا الزُّبَيْرِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عَنْ سَلْمَانَ: أَنَّهُ انْتَهَى إِلَى حِصْنٍ أَوْ مَدِينَةٍ، فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: دَعُونِي أَدْعُوهُمْ كَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُوهُمْ، فَقَالَ: " إِنَّمَا كُنْتُ رَجُلًا مِنْكُمْ، فَهَدَانِي اللهُ لِلْإِسْلَامِ، فَإِنْ أَسْلَمْتُمْ فَلَكُمْ مَا لَنَا وَعَلَيْكُمْ مَا عَلَيْنَا، وَإِنْ أَنْتُمْ أَبَيْتُمْ فَأَدُّوا الْجِزْيَةَ وَأَنْتُمْ صَاغِرُونَ، فَإِنْ أَبَيْتُمْ نَابَذْنَاكُمْ عَلَى سَوَاءٍ، إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ، يَفْعَلُ
__________
(1) المرفوع منه صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي شريح وأبي مسلم. أبو عبد الرحمن المقرىء: هو عبد الله بن يزيد المكي.
وانظر (23717) .
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم.
وانظر (23710) .(39/129)
ذَلِكَ بِهِمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الرَّابِعُ غَدَا النَّاسُ إِلَيْهَا فَفَتَحُوهَا " (1)
23727 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبَانَ بْنِ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي زَكَرِيَّا الْخُزَاعِيِّ، عَنْ سَلْمَانَ الْخَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَهُ وَهُوَ يُحَدِّثُ شُرَحْبِيلَ بْنَ السِّمْطِ وَهُوَ مُرَابِطٌ عَلَى السَّاحِلِ يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ رَابَطَ يَوْمًا أَوْ لَيْلَةً كَانَ لَهُ كَصِيَامِ شَهْرٍ لِلْقَاعِدِ، وَمَنْ مَاتَ مُرَابِطًا فِي سَبِيلِ اللهِ، أَجْرَى اللهُ لَهُ أَجْرَهُ الَّذِي (2) كَانَ يَعْمَلُ: أَجْرَ صَلَاتِهِ وَصِيَامِهِ وَنَفَقَتِهِ، وَوُقِيَ مِنْ فَتَّانِ الْقَبْرِ، وَأَمِنَ مِنَ
__________
(1) إسناده ضعيف لانقطاعه بين أبي البَخْتري -واسمه سعيد بن فيروز- وبين سلمان، وعطاء بن السائب كان قد اختلط.
وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (2470) عن جرير بن عبد الحميد، وابن أبي شيبة 12/237 و361 عن محمد بن فضيل، والترمذي (1548) من طريق أبي عوانة، ثلاثتهم عن عطاء بن السائب، بهذا الإسناد.
قال الترمذي: حديث سلمان حديث حسن، لا نعرفه إلا من حديث عطاء بن السائب. سمعت محمداً (يعني البخاري) يقول: أبو البَخْتري لم يدرك سلمان، لأنه لم يدرك علياً، وسلمان مات قبل عليّ.
وسيأتي برقم (23734) (23739) .
وانظر في هذا الباب حديث بريدة السالف برقم (22978) .
(2) في (م) و (ق) و (ظ5) : والذي، والواو في (ظ5) مقحمة ولم ترد في (ظ2) ، وعلى إثبات الواو فالمعنى: أن الله يجري له أجر الرباط وأجر أعماله الأخرى من صلاة وغيرها.(39/130)
الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ " (1)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف من أجل عبد الله بن لهيعة، ولكنه لم ينفرد به. ابن أبي جعفر: اسمه عُبَيد الله، وابن أبي زكريا: اسمه عَبْد الله، وروايته عن سلمان مرسلة. بينهما فيه رجل كما سيأتي برقم (23735) . وقوله فيه هنا "أنه سمعه" من سوء حفظ ابن لهيعة.
وأخرجه الطبراني (6179) من طريق عبد الله بن الوليد مولى المغيرة، عن ابن أبي زكريا، يحدث عن شرحبيل بن السمط: أنه رأى سلمان ...
وأخرجه سعيد بن منصور (2409) ، والترمذي (1665) من طريق محمد بن المنكدر، قال: مرَّ سلمان الفارسي بشرحبيل بن السمط ... فذكره.
قال الترمذي: هذا حديث حسن. ثم قال: وحديث سلمان إسناده ليس بمتصل، محمد بن المنكدر لم يدرك سلمان الفارسي.
وأخرجه عبد الرزاق (9618) ، وابن أبي شيبة 5/327، من طريق هشام بن الغاز، عن مكحول، عن سلمان. ومكحول عن سلمان مرسل.
وأخرجه عبد الرزاق (9617) عن محمد بن راشد، عن مكحول، قال: مرَّ سلمان الفارسي بشرحبيل ... فذكره.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد" (304) من طريق أبي الأشعث، عن أبي عثمان الصنعاني قال: قدم علينا سلمان ونحن مع شرحبيل بن السمط، فذكره.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد" (311) ، والطبراني في الكبير، (6064) ، وفي "الأوسط" (4061) من طريق عبادة بن نُسَي، عن كعب بن عُجْرة: أنه مَرَّ بسلمان وهو مرابط ... فذكره.
جاء عند الطبراني في "الكبير": أن سلمان مر به وهو مرابط..
وأخرجه الخطيب 14/43 من طريق عبادة بن نسي قال: مَرَّ سلمان بكعب بن عجرة ... فذكره. وقرن بعبادة مكحولاً.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد" (302) من طريق القاسم أبي عبد الرحمن.
قال. زارنا سلمان الفارسي ... فذكر نحوه في سياق قصة.=(39/131)
23728 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ ابْنِ أَبِي زَكَرِيَّا الْخُزَاعِيِّ، عَنْ سَلْمَانَ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " رِبَاطُ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ فِي سَبِيلِ اللهِ كَصِيَامِ شَهْرٍ وَقِيَامِهِ، إِنْ مَاتَ جَرَى عَلَيْهِ أَجْرُ الْمُرَابِطِ حَتَّى يُبْعَثَ، وَيُؤْمَنَ الْفَتَّانَ " (1)
__________
= وأخرجه عبد الرزاق (9620) من طريق مصعب بن محمد: أن سلمان الفارسي مَرَّ بالسمط بن ثابت وهو في مرابط ... فذكره.
وأخرجه ابن أبي شيبة 5/337 من طريق السميط بن عبد الله، عن سلمان، بنحوه مطولاً.
وأخرجه البزار (2517) ، والطبراني (6077) من طريق عبيدة بن سفيان، عن أبي الجعد الضمري، عن سلمان، مختصراً.
وسيأتي بالأرقام (23728) (23735) (23736) .
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6653) .
وعن أبي هريرة، سلف برقم (9245) .
وعن عقبة بن عامر، سلف برقم (17359) ، وذكرنا أحاديث الباب هناك.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، جميل بن أبي ميمونة في عداد المجهولين؛ روى عنه اثنان وذكره ابن حبان في "الثقات" 6/146، وأبو زكريا الخزاعي -واسمه إياس بن زيد أو يزيد- هو والد عبد الله بن أبي زكريا الذي جاء الحديث من طريقه في الرواية السابقة، وأبو زكريا هذا روى عنه ثلاثة، وقد أدرك عمر بن الخطاب، وأثنى عليه عمر فَنَعتَه بالرجل الصالح كما في ترجمته من
"تاريخ دمشق" لابن عساكر 3/ورقة 220-221، ووقع في "تاريخ البخاري" 2/216، و"الجرح والتعديل" 2/519، و"ثقات" ابن حبان 6/146 أن الذي روى عنه جميل بن أبي ميمونة هو ابن أبي زكريا، والله أعلم. وابن إسحاق قد صرح بالتحديث عند ابن عساكر، فانتفت شبهة تدليسه.
معاوية بن عمرو: هو الأزدي المَعْني، وأبو إسحاق: هو الفَزَاري إبراهيم بن محمد بن الحارث، وزائدة: هو ابن قدامة.=(39/132)
23729 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ قَرْثَعٍ الضَّبِّيِّ، عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَتَدْرِي مَا يَوْمُ الْجُمُعَةِ؟ " (1 قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. ثُمَّ قَالَ: " أَتَدْرِي مَا يَوْمُ الْجُمُعَةِ؟ "1) قُلْتُ نَعَمْ، قَالَ: لَا أَدْرِي زَعَمَ سَأَلَهُ الرَّابِعَةَ أَمْ لَا، قَالَ: قُلْتُ: هُوَ الْيَوْمُ الَّذِي جُمِعَ فِيهِ أَبُوهُ أَوْ أَبُوكُمْ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَا أُحَدِّثُكَ عَنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ؟ لَا يَتَطَهَّرُ رَجُلٌ مُسْلِمٌ، ثُمَّ يَمْشِي إِلَى الْمَسْجِدِ، ثُمَّ يُنْصِتُ حَتَّى يَقْضِيَ الْإِمَامُ صَلَاتَهُ إِلَّا كَانَ كَفَّارَةً لِمَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الَّتِي بَعْدَهَا مَا اجْتُنِبَتِ (2) الْمَقْتَلَةُ " (3)
__________
= وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/216، والبزار في "مسنده" (2527) و (2628) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 3/ورقة 220 من طرق عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد، وجاء في رواية البزار: "جميل بن أبي ميمونة، عن الخزاعي" ولم يسمِّه.
(1-1) سقط من (م) .
(2) في (ظ5) : ما اجتنب.
(3) حديث صحيح، وقد سلف برقم (23718) بإسقاط علقمة -وهو ابن قيس- من إسناده.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (1665) و (1725) ، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 1/164، وابن عبد البر في "التمهيد" 4/48 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/320-321، والنسائي (1665) و (1725) ، والطحاوي 1/368، والطبراني في "الكبير" (6089) من طرق عن أبي عوانة، به.=(39/133)
23730 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ سَلْمَانَ، قَالَ: كَاتَبْتُ أَهْلِي عَلَى أَنْ أَغْرِسَ لَهُمْ خَمْسَ مِائَةِ فَسِيلَةٍ، فَإِذَا عَلِقَتْ فَأَنَا حُرٌّ، قَالَ: فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ قَالَ: " اغْرِسْ وَاشْتَرِطْ لَهُمْ، فَإِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَغْرِسَ فَآذِنِّي " قَالَ: فَآذَنْتُهُ، قَالَ: فَجَاءَ، فَجَعَلَ يَغْرِسُ بِيَدِهِ إِلَّا وَاحِدَةً غَرَسْتُهَا بِيَدَيَّ، فَعَلِقْنَ إِلَّا الْوَاحِدَةَ (1)
__________
= وأخرجه الطحاوي 1/368، من طريق أبي الوليد الطيالسي، عن أبي عوانة، به ليس فيه أبو معشر.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (6090) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 4/48 من طريق أبي كدينة، عن مغيرة، ليس فيه أبو معشر.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/104، وفي "الكبرى" (1664) و (1724) ، وابن خزيمة (1732) ، والطبراني في "الكبير" (6091) ، والحاكم 1/277 من طريق جرير، عن منصور، عن أبي معشر، به. وصحح الحاكم إسناده.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد -وهو ابن جُدْعان- لكنه قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو عثمان النهدي: هو عبد الرحمن بن ملٍّ.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 4/81، والحاكم 2/217-218، وعنه البيهقي في "السنن" 10/321 من طريق عفان، بهذا الإسناد. وقُرِن بعلي بن زيد عند الحاكم وعنه البيهقي عاصم بن سليمان الأحول، وهو ثقة من رجال الشيخين.
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح من حديث عاصم بن سليمان الأحول.
وسيأتي مطولاً برقم (23737) من طريق ابن إسحاق عن عاصم بن عمر عن محمود بن لبيد، عن ابن عباس، عن سلمان. وفي حديثه أن سلمان كاتب على ثلاث مئة نخلة لا خمس مئة، وزاد على الثلاث مئةٍ أربعين أُوقية.=(39/134)
23731 - حَدَّثَنَا شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: ذَكَرَهُ قَابُوسُ بْنُ أَبِي ظَبْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَلْمَانَ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا سَلْمَانُ لَا تُبْغِضْنِي فَتُفَارِقَ دِينَكَ " قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَكَيْفَ أُبْغِضُكَ وَبِكَ هَدَانَا اللهُ؟ قَالَ: " تُبْغِضُ الْعَرَبَ فَتُبْغِضُنِي " (1)
23732 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، حَدَّثَنَا أَبُو هَاشِمٍ، عَنْ زَاذَانَ،
__________
= وانظر حديث بريدة السالف برقم (22997) ، وفيه: أن عمر هو الذي غرس الفسيلة التي لم تَعلَق.
(1) إسناده ضعيف لضعف قابوس بن أبي ظبيان، ولانقطاعه بين أبي ظبيان -واسمه حصين بن جندب- وبين سلمان الفارسي.
وأخرجه الطيالسي (658) ، والترمذي (3927) ، والبزار في "مسنده" (2513) ، والطبراني (6093) و (6094) ، والحاكم 4/86، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/56 و99، والبيهقي في "شعب الإيمان" (1607) ، والخطيب في "تاريخه" 9/247-248 و248 من طريق أبي بدر شجاع بن الوليد، بهذا الإسناد.
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث أبي بدر شجاع بن الوليد. سمعت محمد بن إسماعيل يقول: أبو ظبيان لم يدرك سلمان، مات سلمان قبل عليّ. قلنا: وتحسين الترمذي له غريب.
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، وتعقبه الذهبي، بقوله: قابوس تُكلِّم فيه.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 7/270 من طريق خالد بن عبد الرحمن، عن مسعر، عن أبي هاشم الرمَّاني، عن زاذان، عن سلمان.
وهذا إسناد تالف، خالد بن عبد الرحمن -وهو ابن خالد بن سلمة المخزومي المكي- ذاهب الحديث، ورماه عمرو بن علي الفلاَّس بالوضع.(39/135)
عَنْ سَلْمَانَ، قَالَ: قَرَأْتُ فِي التَّوْرَاةِ: بَرَكَةُ الطَّعَامِ الْوُضُوءُ بَعْدَهُ، قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَخْبَرْتُهُ بِمَا قَرَأْتُ فِي التَّوْرَاةِ فَقَالَ: " بَرَكَةُ الطَّعَامِ الْوُضُوءُ قَبْلَهُ وَالْوُضُوءُ بَعْدَهُ " (1)
23733 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ شَابُورَ، رَجُلٌ مَنْ بَنِي أَسَدٍ، عَنْ شَقِيقٍ، أَوْ نَحْوِهِ، شَكَّ قَيْسٌ، أَنَّ سَلْمَانَ دَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ فَدَعَا لَهُ بِمَا كَانَ عِنْدَهُ، فَقَالَ: " لَوْلَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَانَا، أَوْ لَوْلَا أَنَّا نُهِينَا، أَنْ يَتَكَلَّفَ أَحَدُنَا لِصَاحِبِهِ لَتَكَلَّفْنَا لَكَ " (2)
__________
(1) إسناده ضعيف من أجل قيس بن الربيع، أبو هاشم: هو الرُّمَّاني الواسطي، وزاذان: هو أبو عبد الله الكندي مولاهم الكوفي.
وأخرجه الطيالسي (655) ، وأبو داود (3761) ، والترمذي في "السنن" (1846) ، وفي "الشمائل" (188) ، والبزار (2519) و (2520) ، والطبراني (6096) ، وابن عدي 6/2068، والحاكم 3/106، و4/106-107، وتمام الرازي في "فوائده" (963) و (964) ، والبيهقي في "السنن" 7/275-276، وفي "الشعب" (5804) ، وفي "الآداب" (486) ، والبغوي في "شرح السنة" (2833)
و (2834) من طرق عن قيس بن الربيع، بهذا الإسناد.
قال أبو داود: ليس هذا بالقوي وهو ضعيف. وقال الترمذي: لا نعرف هذا الحديث إلا من حديث قيس بن الربيع، وقيس بن الربيع يضعف في الحديث.
وأراد بالوضوء هنا: تنظيف اليدينِ بغسلهما، قال الطِّيبي: معنى بركته قبله: نموُّه وزيادة نفعه، وبعده: دفع ضرر الغَمَر الذي علق بيده وعيافته.
(2) حديث محتمل للتحسين بمجموع طرقه، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عثمان بن سابور، ولم يترجم له الحسيني وابن حجر مع أنه من شرطهما، وقد ذكره الدارقطني في "المؤتلف والمختلف" 3/1314، وابن ماكولا في "الإكمال" 4/249، والسمعاني في "الأنساب" 7/236، وضبطوا "شابور" بالشين المعجمة.
وقيس بن الربيع ليس بذاك القوي.=(39/136)
23734 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، أَنَّ سَلْمَانَ حَاصَرَ قَصْرًا مِنْ قُصُورِ فَارِسَ فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: دَعُونِي حَتَّى أَفْعَلَ مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْعَلُ: " فَحَمِدَ اللهَ
__________
= وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (1404) ، وابن صاعد في زوائده عليه (1405-1408) ، والبزار في "مسنده" (2515) ، والطبراني في "الكبير" (6083) ، وفي "الأوسط" (5931) من طرق عن قيس بن الربيع، بهذا الإسناد -وفيه عند بعضهم أن شقيقاً هو الذي دخل على سلمان، ولم يسمِّ ابن المبارك في روايته شقيق بن سلمة- وقال: عن رجل عن سلمان.
وأخرجه البزار (2514) ، والطبراني (6084) و (6085) ، والحاكم 4/123، والبيهقي في "شعب الإيمان" (9598) ، وفي "الآداب" (84) من طريق سليمان بن قَرْم، عن الأعمش، عن شقيق بن سلمة أبي وائل، به. وفيه عند بعضهم قصة.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه. وقال الذهبي في "تلخيص المستدرك": صحيح! كذا قالا، مع أن فيه سليمان بن قَرْم، وهو سيىء الحفظ.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/386، والطبراني في "الكبير" (6187) ، والحاكم 4/123، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/56، والبيهقي في "شعب الإيمان" (9599) و (9600) و (9601) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 10/205 من طريق حسين بن الرماس، عن عبد الرحمن بن مسعود، عن سلمان، به. وقرن أبو نعيم والبيهقي في الموضع الأول والخطيب بعبد الرحمن بن مسعود
سليمانَ بن رباح وزكريا بن إسحاق.
قال الذهبي في "تلخيصه": سنده ليِّن. قلنا: في إسناده حسين بن الرماس مجهول، وفيه أيضاً من لا يعرف.
قوله: "بما كان عنده" أي: من الطعام.(39/137)
وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: إِنِّي امْرُؤٌ مِنْكُمْ، وَإِنَّ اللهَ رَزَقَنِي الْإِسْلَامَ، وَقَدْ تَرَوْنَ طَاعَةَ الْعَرَبِ، فَإِنْ أَنْتُمْ أَسْلَمْتُمْ وَهَاجَرْتُمْ إِلَيْنَا، فَأَنْتُمْ بِمَنْزِلَتِنَا، يَجْرِي عَلَيْكُمْ مَا يَجْرِي عَلَيْنَا، وَإِنْ أَنْتُمْ أَسْلَمْتُمْ وَأَقَمْتُمْ فِي دِيَارِكُمْ فَأَنْتُمْ بِمَنْزِلَةِ الْأَعْرَابِ، يَجْرِي لَكُمْ مَا يَجْرِي لَهُمْ، وَيَجْرِي عَلَيْكُمْ مَا يَجْرِي عَلَيْهِمْ، فَإِنْ أَبَيْتُمْ وَأَقْرَرْتُمْ بِالْجِزْيَةِ فَلَكُمْ مَا لِأَهْلِ الْجِزْيَةِ، وَعَلَيْكُمْ مَا عَلَى أَهْلِ الْجِزْيَةِ عَرَضَ عَلَيْهِمْ ذَلِكَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ "، ثُمَّ قَالَ لِأَصْحَابِهِ: " انْهَدُوا إِلَيْهِمْ فَفَتَحَهَا " (1)
23735 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا ابْنُ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ، حَدَّثَنِي حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي زَكَرِيَّا، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ سَلْمَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " رِبَاطُ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ أَفْضَلُ مِنْ صِيَامِ شَهْرٍ وَقِيَامِهِ، صَائِمًا لَا يُفْطِرُ، وَقَائِمًا لَا يَفْتُرُ، وَإِنْ مَاتَ مُرَابِطًا جَرَى عَلَيْهِ كَصَالِحِ عَمَلِهِ حَتَّى يُبْعَثَ، وَوُقِيَ عَذَابَ الْقَبْرِ " (2)
__________
(1) إسناده ضعيف لانقطاعه. حماد: هو ابن سلمة.
وأخرجه البزار في "مسنده" (2545) من طريق عفان، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عبيد في "الأموال" (61) عن يزيد بن هارون، عن حماد بن سلمة، به.
وانظر (23726) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الراوي عن سلمان، وابن ثابت ابن ثوبان -واسمه عبد الرحمن- حسن الحديث.=(39/138)
23736 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْبَانَ، حَدَّثَنَي مَنْ سَمِعَ، خَالِدَ بْنَ مَعْدَانَ، يُحَدِّثُ عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ السِّمْطِ، عَنْ سَلْمَانَ مِثْلَ ذَلِكَ (1)
__________
= وأخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد" (308) من طريق علي بن عياش وعثمان ابن سعيد، عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الشاميين" (219) من طريق علي بن عياش، عن ابن ثوبان، عن حسان، عن رجل، عن سلمان، لم يذكر عبد الله بن أبي زكريا في الإسناد.
وانظر (23727) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الراوي عن خالد بن معدان.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (6180) ، وفي "الشاميين" (178) من طريق عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي، عن ابن ثوبان، عن خالد بن معدان، بهذا الإسناد. فأسقط الراوي المبهم، ولا يصح، فإن عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي فيه ضعف.
وأخرجه عبد الرزاق (9619) عن الثوري، عن يزيد بن يزيد بن جابر، عن خالد بن معدان، به - وإسناده صحيح لكن وقفه على سلمان، ومثله لا يقال من قبيل الرأي.
وأخرجه بنحوه مسلم (1913) ، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (309) ، والبزار (2516) ، والنسائي 6/39، وأبو عوانة 5/92 و93 و93-94، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2314) و (2315) ، وابن حبان (4623) و (4625) و (4626) ، والطبراني في "الكبير" (6177) و (6178) ، وفي "الشاميين" (396) و (3528) و (3529) و (3530) و (3531) ، والحاكم 2/80، وأبو نعيم 5/190، والبيهقي في "السنن" 9/38، وفى "إثبات عذاب القبر" (141) و (142) ،
والبغوي في "شرح السنة" (2617) ، والمزي في ترجمة أبي عبيدة بن عقبة من "تهذيبه" 34/61 من طرق عن شرحبيل بن السمط، به مرفوعاً.
وانظر ما قبله.(39/139)
23737 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ حَدِيثَهُ مِنْ فِيهِ، قَالَ: كُنْتُ رَجُلًا فَارِسِيًّا مِنْ أَهْلِ أَصْبَهَانَ مِنْ أَهْلِ قَرْيَةٍ مِنْهَا يُقَالُ لَهَا جَيٌّ، وَكَانَ أَبِي دِهْقَانَ قَرْيَتِهِ، وَكُنْتُ أَحَبَّ خَلْقِ اللهِ إِلَيْهِ، فَلَمْ يَزَلْ بِهِ حُبُّهُ إِيَّايَ حَتَّى حَبَسَنِي فِي بَيْتِهِ (1) كَمَا تُحْبَسُ الْجَارِيَةُ، واَجْتهَدْتُ فِي الْمَجُوسِيَّةِ حَتَّى كُنْتُ قَطَنَ النَّارِ الَّذِي يُوقِدُهَا لَا يَتْرُكُهَا تَخْبُو سَاعَةً، قَالَ: وَكَانَتْ لِأَبِي ضَيْعَةٌ عَظِيمَةٌ، قَالَ: فَشُغِلَ فِي بُنْيَانٍ لَهُ يَوْمًا، فَقَالَ لِي: يَا بُنَيَّ، إِنِّي قَدْ شُغِلْتُ فِي بُنْيَانٍ هَذَا الْيَوْمَ عَنْ ضَيْعَتِي، فَاذْهَبْ فَاطَّلِعْهَا، وَأَمَرَنِي فِيهَا بِبَعْضِ مَا يُرِيدُ، فَخَرَجْتُ أُرِيدُ ضَيْعَتَهُ، فَمَرَرْتُ بِكَنِيسَةٍ مِنْ كَنَائِسِ النَّصَارَى، فَسَمِعْتُ أَصْوَاتَهُمْ فِيهَا وَهُمْ يُصَلُّونَ، وَكُنْتُ لَا أَدْرِي مَا أَمْرُ النَّاسِ لِحَبْسِ أَبِي إِيَّايَ فِي بَيْتِهِ، فَلَمَّا مَرَرْتُ بِهِمْ، وَسَمِعْتُ أَصْوَاتَهُمْ، دَخَلْتُ عَلَيْهِمْ أَنْظُرُ مَا يَصْنَعُونَ، قَالَ: فَلَمَّا رَأَيْتُهُمْ أَعْجَبَنِي صَلَاتُهُمْ، وَرَغِبْتُ فِي أَمْرِهِمْ، وَقُلْتُ: هَذَا وَاللهِ خَيْرٌ مِنَ الدِّينِ الَّذِي نَحْنُ عَلَيْهِ، فَوَاللهِ مَا تَرَكْتُهُمْ حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ، وَتَرَكْتُ ضَيْعَةَ أَبِي وَلَمْ آتِهَا، فَقُلْتُ لَهُمْ: أَيْنَ أَصْلُ هَذَا الدِّينِ؟
__________
(1) زاد في (م) هنا: أي: "ملازم النار"، وهو تفسير يأتي بعده من قوله: "حتى كنت قَطِنَ النار".(39/140)
قَالُوا: بِالشَّامِ قَالَ: ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى أَبِي، وَقَدْ بَعَثَ فِي طَلَبِي وَشَغَلْتُهُ عَنْ عَمَلِهِ كُلِّهِ، قَالَ: فَلَمَّا جِئْتُهُ، قَالَ: أَيْ بُنَيَّ، أَيْنَ كُنْتَ؟ أَلَمْ أَكُنْ عَهِدْتُ إِلَيْكَ مَا عَهِدْتُ؟ قَالَ: قُلْتُ: يَا أَبَتِ، مَرَرْتُ بِنَاسٍ يُصَلُّونَ فِي كَنِيسَةٍ لَهُمْ فَأَعْجَبَنِي مَا رَأَيْتُ مِنْ دِينِهِمْ، فَوَاللهِ مَازِلْتُ عِنْدَهُمْ حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ، قَالَ: أَيْ بُنَيَّ، لَيْسَ فِي ذَلِكَ الدِّينِ خَيْرٌ، دِينُكَ وَدِينُ آبَائِكَ خَيْرٌ مِنْهُ، قَالَ: قُلْتُ: كَلَّا وَاللهِ إِنَّهُ لَخَيْرٌ مِنْ دِينِنَا، قَالَ: فَخَافَنِي، فَجَعَلَ فِي رِجْلَيَّ قَيْدًا، ثُمَّ حَبَسَنِي فِي بَيْتِهِ، قَالَ: وَبَعَثَتُ إِلَى النَّصَارَى فَقُلْتُ لَهُمْ: إِذَا قَدِمَ عَلَيْكُمْ رَكْبٌ مِنَ الشَّامِ تُجَّارٌ مِنَ النَّصَارَى فَأَخْبِرُونِي بِهِمْ، قَالَ: فَقَدِمَ عَلَيْهِمْ رَكْبٌ مِنَ الشَّامِ تُجَّارٌ مِنَ النَّصَارَى، قَالَ: فَأَخْبَرُونِي بِهِمْ، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُمْ: إِذَا قَضَوْا حَوَائِجَهُمْ وَأَرَادُوا الرَّجْعَةَ إِلَى بِلَادِهِمْ فَآذِنُونِي بِهِمْ، قَالَ: فَلَمَّا أَرَادُوا الرَّجْعَةَ إِلَى بِلَادِهِمْ أَخْبَرُونِي بِهِمْ، فَأَلْقَيْتُ الْحَدِيدَ مِنْ رِجْلَيَّ، ثُمَّ خَرَجْتُ مَعَهُمْ حَتَّى قَدِمْتُ الشَّامَ، فَلَمَّا قَدِمْتُهَا، قُلْتُ: مَنْ أَفْضَلُ أَهْلِ هَذَا الدِّينِ؟ قَالُوا: الْأَسْقُفُّ فِي الْكَنِيسَةِ، قَالَ: فَجِئْتُهُ، فَقُلْتُ: إِنِّي قَدْ رَغِبْتُ فِي هَذَا الدِّينِ، وَأَحْبَبْتُ أَنْ أَكُونَ مَعَكَ أَخْدُمُكَ فِي كَنِيسَتِكَ، وَأَتَعَلَّمُ مِنْكَ وَأُصَلِّي مَعَكَ، قَالَ: فَادْخُلْ فَدَخَلْتُ مَعَهُ، قَالَ: فَكَانَ رَجُلَ سَوْءٍ يَأْمُرُهُمْ بِالصَّدَقَةِ وَيُرَغِّبُهُمْ فِيهَا، فَإِذَا جَمَعُوا إِلَيْهِ مِنْهَا أَشْيَاءَ، اكْتَنَزَهُ لِنَفْسِهِ، وَلَمْ يُعْطِهِ الْمَسَاكِينَ، حَتَّى جَمَعَ سَبْعَ(39/141)
قِلَالٍ مِنْ ذَهَبٍ وَوَرِقٍ، قَالَ: وَأَبْغَضْتُهُ بُغْضًا شَدِيدًا لِمَا رَأَيْتُهُ يَصْنَعُ، ثُمَّ مَاتَ، فَاجْتَمَعَتْ إِلَيْهِ النَّصَارَى لِيَدْفِنُوهُ، فَقُلْتُ لَهُمْ: إِنَّ هَذَا كَانَ رَجُلَ سَوْءٍ يَأْمُرُكُمْ بِالصَّدَقَةِ وَيُرَغِّبُكُمْ فِيهَا فَإِذَا جِئْتُمُوهُ بِهَا اكْتَنَزَهَا لِنَفْسِهِ، وَلَمْ يُعْطِ الْمَسَاكِينَ مِنْهَا شَيْئًا، قَالُوا: وَمَا عِلْمُكَ بِذَلِكَ؟، قَالَ: قُلْتُ أَنَا أَدُلُّكُمْ عَلَى كَنْزِهِ، قَالُوا: فَدُلَّنَا عَلَيْهِ، قَالَ: فَأَرَيْتُهُمْ مَوْضِعَهُ، قَالَ: فَاسْتَخْرَجُوا مِنْهُ سَبْعَ قِلَالٍ مَمْلُوءَةٍ ذَهَبًا وَوَرِقًا، قَالَ: فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا: وَاللهِ لَا نَدْفِنُهُ أَبَدًا فَصَلَبُوهُ، ثُمَّ رَجَمُوهُ بِالْحِجَارَةِ، ثُمَّ جَاءُوا بِرَجُلٍ آخَرَ، فَجَعَلُوهُ بِمَكَانِهِ، قَالَ: يَقُولُ سَلْمَانُ: فَمَا رَأَيْتُ رَجُلًا لَا يُصَلِّي الْخَمْسَ، أَرَى أَنَّهُ أَفْضَلُ مِنْهُ، أَزْهَدُ فِي الدُّنْيَا، وَلَا أَرْغَبُ فِي الْآخِرَةِ، وَلَا أَدْأَبُ لَيْلًا وَنَهَارًا مِنْهُ، قَالَ: فَأَحْبَبْتُهُ حُبًّا لَمْ أُحِبَّهُ مَنْ قَبْلَهُ، فَأَقَمْتُ مَعَهُ زَمَانًا، ثُمَّ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا فُلَانُ إِنِّي كُنْتُ مَعَكَ وَأَحْبَبْتُكَ حُبًّا لَمْ أُحِبَّهُ مَنْ قَبْلَكَ وَقَدْ حَضَرَكَ مَا تَرَى مِنْ أَمْرِ اللهِ، فَإِلَى مَنْ تُوصِي بِي، وَمَا تَأْمُرُنِي؟، قَالَ: أَيْ بُنَيَّ وَاللهِ مَا أَعْلَمُ أَحَدًا الْيَوْمَ عَلَى مَا كُنْتُ عَلَيْهِ، لَقَدْ هَلَكَ النَّاسُ وَبَدَّلُوا وَتَرَكُوا أَكْثَرَ مَا كَانُوا عَلَيْهِ، إِلَّا رَجُلًا بِالْمَوْصِلِ، وَهُوَ فُلَانٌ، فَهُوَ عَلَى مَا كُنْتُ عَلَيْهِ، فَالْحَقْ بِهِ، قَالَ: فَلَمَّا مَاتَ وَغَيَّبَ، لَحِقْتُ بِصَاحِبِ الْمَوْصِلِ فَقُلْتُ لَهُ: يَا فُلَانُ، إِنَّ فُلَانًا أَوْصَانِي عِنْدَ مَوْتِهِ أَنْ أَلْحَقَ بِكَ، وَأَخْبَرَنِي أَنَّكَ عَلَى أَمْرِهِ، قَالَ: فَقَالَ لِي: أَقِمْ عِنْدِي فَأَقَمْتُ(39/142)
عِنْدَهُ، فَوَجَدْتُهُ خَيْرَ رَجُلٍ عَلَى أَمْرِ صَاحِبِهِ، فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ مَاتَ، فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ، قُلْتُ لَهُ: يَا فُلَانُ، إِنَّ فُلَانًا أَوْصَى بِي إِلَيْكَ، وَأَمَرَنِي بِاللُّحُوقِ بِكَ، وَقَدْ حَضَرَكَ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مَا تَرَى، فَإِلَى مَنْ تُوصِي بِي، وَمَا تَأْمُرُنِي؟ قَالَ: أَيْ بُنَيَّ، وَاللهِ مَا أَعْلَمُ رَجُلًا عَلَى مِثْلِ مَا كُنَّا عَلَيْهِ إِلَّا بِنَصِيبِينَ، وَهُوَ فُلَانٌ، فَالْحَقْ بِهِ، قَالَ: فَلَمَّا مَاتَ وَغَيَّبَ لَحِقْتُ بِصَاحِبِ نَصِيبِينَ، فَجِئْتُهُ فَأَخْبَرْتُهُ خَبَرِي (1) ، وَمَا أَمَرَنِي بِهِ صَاحِبِي، قَالَ: فَأَقِمْ عِنْدِي، فَأَقَمْتُ عِنْدَهُ، فَوَجَدْتُهُ عَلَى أَمْرِ صَاحِبَيْهِ، فَأَقَمْتُ مَعَ خَيْرِ رَجُلٍ، فَوَاللهِ مَا لَبِثَ أَنْ نَزَلَ بِهِ الْمَوْتُ، فَلَمَّا حَضَرَ، قُلْتُ لَهُ: يَا فُلَانُ، إِنَّ فُلَانًا كَانَ أَوْصَى بِي إِلَى فُلَانٍ، ثُمَّ أَوْصَى بِي فُلَانٌ إِلَيْكَ، فَإِلَى مَنْ تُوصِي بِي، وَمَا تَأْمُرُنِي؟ قَالَ: أَيْ بُنَيَّ، وَاللهِ مَا نَعْلَمُ أَحَدًا بَقِيَ عَلَى أَمْرِنَا آمُرُكَ أَنْ تَأْتِيَهُ إِلَّا رَجُلًا بِعَمُّورِيَّةَ، فَإِنَّهُ عَلَى مِثْلِ (2) مَا نَحْنُ عَلَيْهِ، فَإِنْ أَحْبَبْتَ فَأْتِهِ، قَالَ: فَإِنَّهُ عَلَى أَمْرِنَا، قَالَ: فَلَمَّا مَاتَ وَغَيَّبَ لَحِقْتُ بِصَاحِبِ عَمُّورِيَّةَ، وَأَخْبَرْتُهُ خَبَرِي، فَقَالَ: أَقِمْ عِنْدِي، فَأَقَمْتُ مَعَ رَجُلٍ عَلَى هَدْيِ أَصْحَابِهِ وَأَمْرِهِمْ، قَالَ: وَاكْتَسَبْتُ حَتَّى كَانَ (3) لِي بَقَرَاتٌ وَغُنَيْمَةٌ، قَالَ:
__________
(1) في (م) و (ظ2) و (ق) : بخبري.
(2) في (م) و (ظ2) و (ق) : بمثل.
(3) في (ظ5) : صارت.(39/143)
ثُمَّ نَزَلَ بِهِ أَمْرُ اللهِ، فَلَمَّا حَضَرَ قُلْتُ لَهُ: يَا فُلَانُ، إِنِّي كُنْتُ مَعَ فُلَانٍ، فَأَوْصَى بِي فُلَانٌ إِلَى فُلَانٍ، وَأَوْصَى بِي فُلَانٌ إِلَى فُلَانٍ، ثُمَّ أَوْصَى بِي فُلَانٌ إِلَيْكَ، فَإِلَى مَنْ تُوصِي بِي، وَمَا تَأْمُرُنِي؟ قَالَ: أَيْ بُنَيَّ، وَاللهِ مَا أَعْلَمُهُ أَصْبَحَ عَلَى مَا كُنَّا عَلَيْهِ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ آمُرُكَ أَنْ تَأْتِيَهُ، وَلَكِنَّهُ قَدْ أَظَلَّكَ زَمَانُ نَبِيٍّ هُوَ مَبْعُوثٌ بِدِينِ إِبْرَاهِيمَ يَخْرُجُ بِأَرْضِ الْعَرَبِ، مُهَاجِرًا إِلَى أَرْضٍ بَيْنَ حَرَّتَيْنِ بَيْنَهُمَا نَخْلٌ، بِهِ عَلَامَاتٌ لَا تَخْفَى: يَأْكُلُ الْهَدِيَّةَ، وَلَا يَأْكُلُ الصَّدَقَةَ، بَيْنَ كَتِفَيْهِ خَاتَمُ النُّبُوَّةِ، فَإِنْ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَلْحَقَ بِتِلْكَ الْبِلَادِ فَافْعَلْ، قَالَ: ثُمَّ مَاتَ وَغَيَّبَ، فَمَكَثْتُ بِعَمُّورِيَّةَ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ أَمْكُثَ، ثُمَّ مَرَّ بِي نَفَرٌ مِنْ كَلْبٍ تُجَّارًا، فَقُلْتُ لَهُمْ: تَحْمِلُونِي إِلَى أَرْضِ الْعَرَبِ، وَأُعْطِيكُمْ بَقَرَاتِي هَذِهِ وَغُنَيْمَتِي هَذِهِ؟ قَالُوا: نَعَمْ فَأَعْطَيْتُهُمُوهَا وَحَمَلُونِي، حَتَّى إِذَا قَدِمُوا بِي وَادِي الْقُرَى ظَلَمُونِي فَبَاعُونِي مِنْ رَجُلٍ مِنْ يَهُودَ عَبْدًا، فَكُنْتُ عِنْدَهُ، وَرَأَيْتُ النَّخْلَ، وَرَجَوْتُ أَنْ تَكُونَ الْبَلَدَ الَّذِي وَصَفَ لِي صَاحِبِي، وَلَمْ يَحِقْ لِي فِي نَفْسِي، فَبَيْنَمَا أَنَا عِنْدَهُ، قَدِمَ عَلَيْهِ ابْنُ عَمٍّ لَهُ مِنَ الْمَدِينَةِ مِنْ بَنِي قُرَيْظَةَ فَابْتَاعَنِي مِنْهُ، فَاحْتَمَلَنِي إِلَى الْمَدِينَةِ، فَوَاللهِ مَا هُوَ إِلَّا أَنْ رَأَيْتُهَا فَعَرَفْتُهَا بِصِفَةِ صَاحِبِي، فَأَقَمْتُ بِهَا وَبَعَثَ اللهُ رَسُولَهُ، فَأَقَامَ بِمَكَّةَ مَا أَقَامَ لَا أَسْمَعُ لَهُ بِذِكْرٍ مَعَ مَا أَنَا فِيهِ مِنْ شُغْلِ الرِّقِّ، ثُمَّ هَاجَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَوَاللهِ إِنِّي لَفِي رَأْسِ(39/144)
عَذْقٍ لِسَيِّدِي أَعْمَلُ فِيهِ بَعْضَ الْعَمَلِ، وَسَيِّدِي جَالِسٌ، إِذْ أَقْبَلَ ابْنُ عَمٍّ لَهُ حَتَّى وَقَفَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: فُلَانُ، قَاتَلَ اللهُ بَنِي قَيْلَةَ، وَاللهِ إِنَّهُمُ الْآنَ لَمُجْتَمِعُونَ بِقُبَاءَ عَلَى رَجُلٍ قَدِمَ عَلَيْهِمْ مِنْ مَكَّةَ الْيَوْمَ، يَزْعُمُونَ أَنَّهُ نَبِيٌّ، قَالَ: فَلَمَّا سَمِعْتُهَا أَخَذَتْنِي الْعُرَوَاءُ، حَتَّى ظَنَنْتُ سَأَسْقُطُ عَلَى سَيِّدِي، قَالَ: وَنَزَلْتُ عَنِ النَّخْلَةِ، فَجَعَلْتُ أَقُولُ لِابْنِ عَمِّهِ ذَلِكَ: مَاذَا تَقُولُ؟ مَاذَا تَقُولُ؟ قَالَ: فَغَضِبَ سَيِّدِي فَلَكَمَنِي لَكْمَةً شَدِيدَةً، ثُمَّ قَالَ: مَا لَكَ وَلِهَذَا أَقْبِلْ عَلَى عَمَلِكَ، قَالَ: قُلْتُ: لَا شَيْءَ، إِنَّمَا أَرَدْتُ أَنْ أَسْتَثْبِتَهُ (1) عَمَّا قَالَ: وَقَدْ كَانَ عِنْدِي شَيْءٌ قَدْ جَمَعْتُهُ، فَلَمَّا أَمْسَيْتُ أَخَذْتُهُ ثُمَّ ذَهَبْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِقُبَاءَ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّهُ قَدْ بَلَغَنِي أَنَّكَ رَجُلٌ صَالِحٌ، وَمَعَكَ أَصْحَابٌ لَكَ غُرَبَاءُ ذَوُو حَاجَةٍ، وَهَذَا شَيْءٌ كَانَ عِنْدِي لِلصَّدَقَةِ، فَرَأَيْتُكُمْ أَحَقَّ بِهِ مِنْ غَيْرِكُمْ قَالَ: فَقَرَّبْتُهُ إِلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِهِ: " كُلُوا " وَأَمْسَكَ يَدَهُ فَلَمْ يَأْكُلْ، قَالَ: فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: هَذِهِ وَاحِدَةٌ، ثُمَّ انْصَرَفْتُ عَنْهُ فَجَمَعْتُ شَيْئًا، وَتَحَوَّلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَةِ، ثُمَّ جِئْتُهُ (2) بِهِ، فَقُلْتُ: إِنِّي رَأَيْتُكَ لَا تَأْكُلُ الصَّدَقَةَ، وَهَذِهِ هَدِيَّةٌ أَكْرَمْتُكَ بِهَا، قَالَ: فَأَكَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهَا وَأَمَرَ أَصْحَابَهُ فَأَكَلُوا
__________
(1) في (م) و (ظ2) و (ق) : أستثبت.
(2) في (م) و (ظ2) و (ق) : ثم جئت.(39/145)
مَعَهُ، قَالَ: فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: هَاتَانِ اثْنَتَانِ، قَالَ: ثُمَّ جِئْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِبَقِيعِ الْغَرْقَدِ، قَالَ: وَقَدْ تَبِعَ جَنَازَةً مِنْ أَصْحَابِهِ، عَلَيْهِ شَمْلَتَانِ لَهُ، وَهُوَ جَالِسٌ فِي أَصْحَابِهِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، ثُمَّ اسْتَدَرْتُ أَنْظُرُ إِلَى ظَهْرِهِ، هَلْ أَرَى الْخَاتَمَ الَّذِي وَصَفَ لِي صَاحِبِي؟ فَلَمَّا رَآنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَدَبَرْتُهُ (1) ، عَرَفَ أَنِّي أَسْتَثْبِتُ فِي شَيْءٍ وُصِفَ لِي، قَالَ: فَأَلْقَى رِدَاءَهُ عَنْ ظَهْرِهِ، فَنَظَرْتُ إِلَى الْخَاتَمِ فَعَرَفْتُهُ، فَانْكَبَبْتُ عَلَيْهِ أُقَبِّلُهُ وَأَبْكِي، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَحَوَّلْ " فَتَحَوَّلْتُ، فَقَصَصْتُ عَلَيْهِ حَدِيثِي كَمَا حَدَّثْتُكَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، قَالَ: فَأَعْجَبَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَسْمَعَ ذَلِكَ أَصْحَابُهُ، ثُمَّ شَغَلَ سَلْمَانَ الرِّقُّ حَتَّى فَاتَهُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَدْرٌ، وَأُحُدٌ، قَالَ: ثُمَّ قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَاتِبْ يَا سَلْمَانُ " فَكَاتَبْتُ صَاحِبِي عَلَى ثَلَاثِ مِائَةِ نَخْلَةٍ أُحْيِيهَا (2) لَهُ بِالْفَقِيرِ، وَبِأَرْبَعِينَ أُوقِيَّةً، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِهِ: " أَعِينُوا أَخَاكُمْ " فَأَعَانُونِي بِالنَّخْلِ: الرَّجُلُ بِثَلَاثِينَ وَدِيَّةً، وَالرَّجُلُ بِعِشْرِينَ، وَالرَّجُلُ بِخَمْسَ عَشْرَةَ، وَالرَّجُلُ بِعَشْرٍ، يَعْنِي: الرَّجُلُ بِقَدْرِ مَا عِنْدَهُ، حَتَّى اجْتَمَعَتْ لِي ثَلَاثُ مِائَةِ وَدِيَّةٍ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اذْهَبْ يَا سَلْمَانُ فَفَقِّرْ لَهَا، فَإِذَا فَرَغْتَ فَأْتِنِي أَكُونُ أَنَا
__________
(1) في (م) : استدرته.
(2) تصحفت في (م) إلى: أُجيبها.(39/146)
أَضَعُهَا بِيَدَيَّ " قَالَ: فَفَقَّرْتُ لَهَا، وَأَعَانَنِي أَصْحَابِي، حَتَّى إِذَا فَرَغْتُ مِنْهَا جِئْتُهُ فَأَخْبَرْتُهُ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعِي إِلَيْهَا فَجَعَلْنَا نُقَرِّبُ لَهُ الْوَدِيَّ وَيَضَعُهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ، فَوَالَّذِي نَفْسُ سَلْمَانَ بِيَدِهِ، مَا مَاتَتْ مِنْهَا وَدِيَّةٌ وَاحِدَةٌ، فَأَدَّيْتُ النَّخْلَ، وَبَقِيَ عَلَيَّ الْمَالُ، فَأُتِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِ بَيْضَةِ الدَّجَاجَةِ مِنْ ذَهَبٍ مِنْ بَعْضِ الْمَغَازِي، فَقَالَ: " مَا فَعَلَ الْفَارِسِيُّ الْمُكَاتَبُ؟ " قَالَ: فَدُعِيتُ لَهُ، فَقَالَ: " خُذْ هَذِهِ فَأَدِّ بِهَا مَا عَلَيْكَ يَا سَلْمَانُ " فَقُلْتُ: وَأَيْنَ تَقَعُ هَذِهِ يَا رَسُولَ اللهِ مِمَّا عَلَيَّ؟ قَالَ: " خُذْهَا، فَإِنَّ اللهَ سَيُؤَدِّي بِهَا عَنْكَ " قَالَ: فَأَخَذْتُهَا فَوَزَنْتُ لَهُمْ مِنْهَا، وَالَّذِي نَفْسُ سَلْمَانَ بِيَدِهِ، أَرْبَعِينَ أُوقِيَّةً، فَأَوْفَيْتُهُمْ حَقَّهُمْ، وَعَتَقْتُ، فَشَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْخَنْدَقَ، ثُمَّ لَمْ يَفُتْنِي مَعَهُ مَشْهَدٌ (1)
__________
(1) إسناده حسن، محمد بن إسحاق صدوق حسن الحديث، وقد صَرَّح بالتحديث، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه ابن الجوزي في "الحدائق" 1/413-418، والذهبي في "السِّيَر" 1/506 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه تامّاً ومقطَّعاً ابن هشام في "السيرة النبوية" 1/228-235، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" 4/75-80، والبزار في "مسنده" (2499) و (2500) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4772) ، وابن حبان في "الثقات" 1/249-257، والطبراني في "الكبير" (6065) ، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (9) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/49 و49-50، والبيهقي في
"السنن" 10/322 و340، وفي "دلائل النبوة" 2/92، والخطيب في "تاريخ بغداد" 1/165، وابن الأثير في "أسد الغابة" 2/417-419، والذهبي في "سير أعلام النبلاء" 1/506 من طرق عن محمد بن إسحاق، به.=(39/147)
23738 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ (1) ، عَنْ سَلْمَانَ (2) ، قَالَ: لَمَّا قُلْتُ: وَأَيْنَ تَقَعُ هَذِهِ مِنَ الَّذِي عَلَيَّ يَا رَسُولَ اللهِ؟ أَخَذَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَلَّبَهَا عَلَى لِسَانِهِ، ثُمَّ قَالَ: " خُذْهَا فَأَوْفِهِمْ مِنْهَا " فَأَخَذْتُهَا فَأَوْفَيْتُهُمْ مِنْهَا حَقَّهُمْ كُلَّهُ أَرْبَعِينَ أُوقِيَّةً (3)
__________
= وانظر ما سلف برقم (23704) و (23712) و (23730) .
وانظر حديث بريدة السالف برقم (22997) .
قال السندي: "دِهقان قريته" بكسر الدال وتُضم، أي: رئيسها.
"قَطِن النار" الظاهر أنه بفتح فكَسْر، مخفَّف قَطِين أو قاطن، من قَطَن بالمكان: إذا لزمه، أي: خازنها وخادمها، أراد أنه كان ملازماً لها لا يفارقها، وقيل: ويروى بفتح الطاء، بمعنى القاطن.
"هذا الأُسقف" بضم همزة وسكون سين وضم قافٍ وتشديد فاء: هو عالم النصارى ورئيسهم.
"رأس عَذق" بفتح العين: النخل.
"أخذتني العُرَواء" ضُبط بضمِّ عين وفتح راءٍ ممدوداً، أي: الرِّعدة، وأصله برد الحُمَّى.
"أُحييها" من الإحياء "بالفَقِير" هي الحُفْره التي تُحفَر لغرس النخل.
(1) في (م) . من بني عبد القيس.
(2) في (م) : سلمان الخير.
(3) حديث حسن دون قوله: "أخذها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقلَّبها على لسانه"، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الرجل من عبد القيس.
وأخرجه الذهبي في "سير أعلام النبلاء" 1/511 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.=(39/148)
23739 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، قَالَ: حَاصَرَ سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ قَصْرًا مِنْ قُصُورِ فَارِسَ، فَقَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ، أَلَا تَنْهَدُ إِلَيْهِمْ؟ قَالَ: لَا، حَتَّى أَدْعُوَهُمْ كَمَا كَانَ يَدْعُوهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ فَأَتَاهُمْ فَكَلَّمَهُمْ قَالَ: " أَنَا رَجُلٌ فَارِسِيٌّ وَأَنَا مِنْكُمْ، وَالْعَرَبُ يُطِيعُونِي، فَاخْتَارُوا إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِمَّا أَنْ تُسْلِمُوا، وَإِمَّا أَنْ تُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَأَنْتُمْ صَاغِرُونَ غَيْرُ مَحْمُودِينَ، وَإِمَّا أَنْ نُنَابِذَكُمْ فَنُقَاتِلَكُمْ "، قَالُوا: لَا نُسْلِمُ، وَلَا نُعْطِي الْجِزْيَةَ، وَلَكِنَّنَا نُنَابِذُكُمْ، فَرَجَعَ سَلْمَانُ إِلَى أَصْحَابِهِ، قَالُوا: أَلَا تَنْهَدُ إِلَيْهِمْ؟ قَالَ: لَا. قَالَ: " فَدَعَاهُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ فَلَمْ يَقْبَلُوا، فَقَاتَلَهُمْ فَفَتَحَهَا " (1)
__________
= وهو في "سيرة ابن هشام" 1/235، وأخرجه البيهقي في "الدلائل" 2/98-99 من طريق يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، به.
وأخرجه ابن سعد 4/80 من طريق عبد الله بن إدريس، عن ابن إسحاق قال: فأخبرني يزيد بن أبي حبيب أنه كان في هذا الحديث: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ...
فذكره.
وانظر ما قبله.
(1) إسناده ضعيف لانقطاعه وانظر (23726) .(39/149)
حَدِيثُ سُوَيْدِ بْنِ مُقَرِّنٍ
23740 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَلَمَةَ يَعْنِي ابْنَ كُهَيْلٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ سُوَيْدٍ، قَالَ: لَطَمْتُ مَوْلًى لَنَا، فَقَالَ لَهُ أَبِي: اقْتَصَّ، ثُمَّ قَالَ: كُنَّا مَعْشَرَ بَنِي مُقَرِّنٍ سَبْعَةً لَيْسَ لَنَا خَادِمٌ إِلَّا وَاحِدَةٌ فَلَطَمَهَا أَحَدُنَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَعْتِقُوهَا " فَقِيلَ لَهُ: لَيْسَ لَهُمْ خَادِمٌ غَيْرُهَا قَالَ: " لِتَخْدُمَنَّهُمْ، فَإِذَا اسْتَغْنَوْا عَنْهَا فَلْيُعْتِقُوهَا " (1)
23741 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حُصَيْنٍ، قَالَ: سَمِعْتُ هِلَالَ بْنَ يِسَافٍ، يُحَدِّثُ عَنْ سُوَيْدِ بْنِ مُقَرِّنٍ، قَالَ: كُنَّا نَبِيعُ الْبَزَّ فِي دَارِ سُوَيْدِ بْنِ مُقَرِّنٍ، قَالَ: فَخَرَجَتْ جَارِيَةٌ لِسُوَيْدٍ، فَكَلَّمَتْ رَجُلًا مِنَّا فَسَبَّتْهُ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه، فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري في "الأدب المفرد". سفيان: هو الثوري.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (5011) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وانظر ما بعده.
وقد سلف برقم (15705) عن عبد الله بن نمير، عن سفيان.(39/150)
فَلَطَمَ وَجْهَهَا، فَقَالَ سُوَيْدٌ: لَطَمْتَهَا لَقَدْ رَأَيْتُنِي وَإِنِّي لَسَابِعُ سَبْعَةٍ مِنْ إِخْوَتِي مَا لَنَا إِلَّا خَادِمٌ، فَعَمَدَ أَحَدُنَا فَلَطَمَهَا " فَأَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعِتْقِهَا " (1)
23742 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا حُصَيْنٌ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يِسَافٍ، أَنَّ رَجُلًا كَانَ نَازِلًا فِي دَارِ سُوَيْدِ بْنِ مُقَرِّنٍ، قَالَ: فَلَطَمَ خَادِمًا، قَالَ: فَغَضِبَ سُوَيْدٌ، فَقَالَ: أَمَا وَجَدْتَ إِلَّا حُرَّ وَجْهِهِ، وَلَقَدْ رَأَيْتُنِي، وَنَحْنُ سَابِعُ سَبْعَةٍ مِنْ وَلَدِ مُقَرِّنٍ، وَمَا لَنَا خَادِمٌ إِلَّا وَاحِدٌ، عَمَدَ إِلَيْهِ وَاحِدٌ فَلَطَمَهُ، " فَأَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَجَعْنَا أَنْ نُعْتِقَهُ، فَأَعْتَقْنَاهُ " (2)
23743 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ هِلَالًا، رَجُلًا مِنْ بَنِي مَازِنٍ يُحَدِّثُ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. حصين: هو ابن عبد الرحمن السُّلمي.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (176) ، ومسلم (1658) (32) ، والترمذي (1542) ، والنسائي في "الكبرى" (5013) ، والطبراني في "الكبير" (6452) ، والبيهقي 8/12 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1658) (32) ، وأبو داود (5166) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1085) ، والطبراني في "الكبير" (6451) من طريقين عن حصين، به.
وأخرجه الطبراني (6451) من طريق منصور، عن هلال بن يساف، به.
وانظر ما قبله.
وقد سلف برقم (15703) و (15705) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه.(39/151)
عَنْ سُوَيْدِ بْنِ مُقَرِّنٍ، قَالَ: " أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَبِيذٍ فِي جَرَّةٍ، فَسَأَلْتُهُ؟ فَنَهَانِي عَنْهَا فَكَسَرْتُهَا " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف، وقد سلف الكلام عليه برقم (15704) .
روح: هو ابن عبادة، وأبو حمزة: هو عبد الرحمن بن عبد الله، جارُ شعبة.(39/152)
حَدِيثُ النُّعْمَانِ بْنِ مُقَرِّنٍ (1)
23744 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَبَهْزٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، قَالَ بَهْزٌ: قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيِّ، عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ: أَنَّ عُمَرَ، اسْتَعْمَلَ النُّعْمَانَ بْنَ مُقَرِّنٍ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ قَالَ:، يَعْنِي النُّعْمَانَ، وَلَكِنِّي " شَهِدْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَانَ إِذَا لَمْ يُقَاتِلْ أَوَّلَ النَّهَارِ، أَخَّرَ الْقِتَالَ حَتَّى تَزُولَ الشَّمْسُ، وَتَهُبَّ الرِّيَاحُ، وَيَنْزِلَ النَّصْرُ " (2)
__________
(1) قال السندي: النعمان بن مقرِّن مُزَنيٌّ، له ذِكْر كثير في فُتوح العراق، وهو الذي فتَح أصبهان واستُشهِد بنَهاوَنْد. سكن البصرة ثم تحوَّل إلى الكوفة، وكان
معه لواءُ مُزَينة يوم الفتح، وكان موته سنة إحدى وعشرين.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير علقمة بن عبد الله المزني، فمن رجال أصحاب السنن، وهو ثقة. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وبهز. هو ابن أسد العَمِّي، وأبو عمران الجَوْني: هو عبد الملك بن حبيب، ومعقل بن يسار صحابي مشهور.
وأخرجه النسائي في "السنن الكبرى" (8637) من طريق عبد الرحمن بن مهدي وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/368-369 و13/8-12، وأبو داود (2655) ، والترمذي (1613) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1081) ، وخليفة بن خياط في "تاريخه" ص148-149، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/144، وابن حبان (4757) ، والحاكم 2/116 و3/293-295، والبيهقي 9/153،=(39/153)
23745 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْوَالِبِيِّ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ مُقَرِّنٍ الْمُزَنِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَسَبَّ رَجُلٌ رَجُلًا عِنْدَهُ، قَالَ: فَجَعَلَ الرَّجُلُ الْمَسْبُوبُ يَقُولُ: عَلَيْكَ السَّلَامُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَا إِنَّ مَلَكًا بَيْنَكُمَا يَذُبُّ عَنْكَ كُلَّمَا يَشْتُمُكَ هَذَا، قَالَ لَهُ: بَلْ أَنْتَ وَأَنْتَ أَحَقُّ بِهِ، وَإِذَا قَالَ لَهُ: عَلَيْكَ السَّلَامُ، قَالَ: لَا بَلْ لَكَ أَنْتَ، أَنْتَ أَحَقُّ بِهِ " (1)
__________
= وابن الأثير في "أسد الغابة" 5/343، والذهبي في "سير أعلام النبلاء" 1/403 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد - وبعضهم يذكر الحديث بطوله في قصة معركة نهاوند. وقال الترمذي: حسن صحيح.
وأخرجه بنحوه البخاري (3159) (3160) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1082) ، والطبري في "تاريخه" 4/117-120، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/145، وابن حبان (4756) من طريق زياد بن جبير بن حية، عن أبيه، وذكر قصة نهاوند.
وفي الباب عن صخر الغامدي، سلف برقم (15438) .
وعن عبد الله بن أبي أوفى، سلف برقم (19141) .
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد منقطع، فإن أبا خالد الوالبي روايته عن النعمان ابن مُقَرِّن مرسلة، ومع ذلك فقد حسَّن هذا الإسناد الحافظ ابن كثير في "تفسيره" 6/132.
وفي الباب عن أبي هريرة سلف برقم (9624) .
وعن ابن عباس عند البخاري في "الأدب المفرد" (419) ، وفي إسناديهما مقالٌ.
وعن زيد بن أُثيع مرسلاً عند عبد الرزاق في "المصنف" (20255) ، ووقع فيه=(39/154)
23746 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَرْبٌ يَعْنِي ابْنَ شَدَّادٍ، حَدَّثَنَا حُصَيْنٌ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ مُقَرِّنٍ، قَالَ: قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَرْبَعِ مِائَةٍ مِنْ مُزَيْنَةَ، فَأَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَمْرِهِ، فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا لَنَا طَعَامٌ نَتَزَوَّدُهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعُمَرَ: " زَوِّدْهُمْ " فَقَالَ: مَا عِنْدِي إِلَّا فَاضِلَةٌ مِنْ تَمْرٍ، وَمَا أُرَاهَا تُغْنِي عَنْهُمْ شَيْئًا، فَقَالَ: " انْطَلِقْ فَزَوِّدْهُمْ " فَانْطَلَقَ بِنَا إِلَى عُلِّيَّةٍ لَهُ، فَإِذَا فِيهَا تَمْرٌ مِثْلُ الْبَكْرِ الْأَوْرَقِ فَقَالَ: خُذُوا فَأَخَذَ الْقَوْمُ حَاجَتَهُمْ، قَالَ: وَكُنْتُ أَنَا فِي آخِرِ الْقَوْمِ، قَالَ: فَالْتَفَتُّ وَمَا أَفْقِدُ مَوْضِعَ تَمْرَةٍ وَقَدْ احْتَمَلَ مِنْهُ أَرْبَعُ مِائَةِ رَجُلٍ (1)
__________
= وفي حديث أبي هريرة التصريح باسم الرجل المسبوب: وهو أبو بكر الصِّدِّيق رضي الله عنه.
قال السندي: "قال له: بل أنت" أي: قال الملَك للسابِّ: بل أنت كما قلتَ.
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أنه منقطع، فإن سالم بن أبي الجعد لم يدرك النعمان بن مقرِّن فيما قاله ابن حجر في "الإصابة" 6/454. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، وحصين: هو ابن عبد الرحمن السُّلمي.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1076) من طريق محمد بن فضيل، والبيهقي في "الدلائل" 5/365-366 من طريق عبثر بن القاسم و5/366 من طريق زائدة بن قدامة، ثلاثتهم عن حصين بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد.
ووقع في رواية زائدة: "سالم بن أبي الجعد قال: قال لنا النعمان بن مقرِّن" ويغلب على ظننا أنه وهم من بعض رواته، أو أنه يحمل على معنى: قال لأهل حيِّنا أو لأصحابنا، والله تعالى أعلم.=(39/155)
حَدِيثُ جَابِرِ بْنِ عَتِيكٍ (1)
23747 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنِ الْحَجَّاجِ يَعْنِي الصَّوَّافَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ ابْنِ جَابِرِ بْنِ عَتِيكٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِيه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ مِنَ الْغَيْرَةِ مَا يُحِبُّ اللهُ، وَمِنْهَا مَا يُبْغِضُ اللهُ، وَمِنَ الْخُيَلَاءِ مَا يُحِبُّ اللهُ، وَمِنْهَا مَا يُبْغِضُ اللهُ، فَأَمَّا الْغَيْرَةُ الَّتِي يُحِبُّ اللهُ، فَالْغَيْرَةُ فِي رِيبَةٍ، وَأَمَّا الَّتِي يُبْغِضُ اللهُ، فَالْغَيْرَةُ فِي غَيْرِ الرِّيبَةِ، وَأَمَّا الْخُيَلَاءُ الَّتِي يُحِبُّ اللهُ أَنْ يَتَخَيَّلَ الْعَبْدُ بِنَفْسِهِ لِلَّهِ عِنْدَ الْقِتَالِ، وَأَنْ يَتَخَيَّلَ بِالصَّدَقَةِ " (2)
__________
= وأخرجه البيهقي 5/365 من طريق هشيم، عن حصين، عن ذكوان أبي صالح، عن النعمان بن مقرِّن. وهشيم يدلِّس عن حصين ولم يصرِّح بسماعه منه، وذكوان لم يدرك النعمان أيضاً.
(1) قال السندي: أنصاريٌّ أَوسيٌّ، شهد بدراً والمشاهد.
(2) حسن لغيره، ابن جابر بن عتيك مجهول الحال، قيل: هو عبد الرحمن، وقيل: أبو سفيان، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير صحابيِّ الحديث جابر بن عتيك، فقد خرَّج له أبو داود والنسائي، إسماعيل: هو ابن إبراهيم المعروف بابن عُليَّة، وحجاج الصواف: هو ابن أبي عثمان، ومحمد بن إبراهيم: هو ابن الحارث التيمي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 4/419-420، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2142) ، والطبراني في "الكبير" (1776) من طريق محمد بن بشر، وابن حبان (295) من طريق ابن أبي عدي، كلاهما عن حجاج الصواف، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 5/337، والدارمي (2226) ، والنسائي 5/78-79، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/140، والطبراني (1774) و (1775) ، والبيهقي=(39/156)
23748 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَرْبٌ يَعْنِي ابْنَ شَدَّادٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى يَعْنِي ابْنَ أَبِي كَثِيرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنَي ابْنُ جَابِرِ بْنِ عَتِيكٍ، أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ، وَكَانَ أَبُوهُ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ مِنَ الْغَيْرَةِ " فَذَكَرَ مَعْنَاهُ وَقَالَ: " الْخُيَلَاءُ الَّتِي يُحِبُّ اللهُ اخْتِيَالُ الرَّجُلِ فِي الْقِتَالِ، وَاخْتِيَالُهُ فِي الصَّدَقَةِ، وَالْخُيَلَاءُ الَّتِي يُبْغِضُ اللهُ الْخُيَلَاءُ فِي الْبَغْيِ " أَوْ قَالَ: " فِي الْفَخْرِ " (1)
23749 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ: مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ابْنِ جَابِرِ بْنِ عَتِيكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَتِيكٍ، أَنَّهُ قَالَ: جَاءَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، فِي بَنِي مُعَاوِيَةَ قَرْيَةٍ مِنْ قُرَى الْأَنْصَارِ، فَقَالَ لِي: هَلْ تَدْرِي أَيْنَ صَلَّى
__________
= 7/308 من طريق الأوزاعي، والطبراني (1777) من طريق شيبان النحوي، كلاهما عن يحيى بن أبي كثير، به - وبعضهم يختصره.
وسيأتي بالأرقام (23748) و (23750) و (23752) .
وله شاهد من حديث عقبة بن عامر الجهني سلف برقم (17398) ، وفي إسناده ضعف.
لكن بمجموع الحديثين ينجبر الضعف ويتحسن الحديث. وانظر شرحه هناك.
(1) حسن لغيره كسابقه. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (1773) من طريق عبد الله بن رجاء، عن حرب ابن شداد، بهذا الإسناد.
وانظر ما قبله.(39/157)
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَسْجِدِكُمْ هَذَا؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ فَأَشَرْتُ لَهُ إِلَى نَاحِيَةٍ مِنْهُ، فَقَالَ: هَلْ تَدْرِي مَا الثَّلَاثُ الَّتِي دَعَا بِهِنَّ فِيهِ؟، فَقُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: فَأَخْبِرْنِي بِهِنَّ فَقُلْتُ: " دَعَا بِأَنْ لَا يُظْهِرَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ، وَلَا يُهْلِكَهُمْ بِالسِّنِينَ فَأُعْطِيَهُمَا، وَدَعَا بِأَنْ لَا يَجْعَلَ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ: فَمَنَعَنِيهَا " (1) قَالَ: صَدَقْتَ، فَلَا يَزَالُ الْهَرْجُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ (2)
__________
(1) هكذا في نسخنا الخطية، وهو على تقدير محذوف، أي: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "فمنعنيها"، وفي مصادر التخريج "فمُنِعَها"، وهو الجادَّة.
(2) حديث صحيح، وقد اختلف فيه الرواة على مالك: فرواه عنه كرواية عبد الرحمن بن مهدي هذه عبدُ الله بن نافع الصائغُ عند ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2140) عن عبد الله بن جابر بن عتيك، عن جابر بن عتيك أنه قال: جاءَنا عبد الله بن عمر ...
ورواه طائفة عن مالك فقالت: عن عبد الله بن عبد الله بن جابر بن عتيك، عن جابر بن عتيك، منهم القعنبي على اختلاف عليه في ذلك، والتِّنِّيسي وموسى بن أَعْيَن ومطرِّف.
ورواه ابن القاسم -على خلافٍ فيه- عنه فقال: عن عبد الله بن عبد الله بن جابر بن عتيك، عن عتيك بن الحارث بن عتيك أنه قال: جاءَنا عبد الله بن عمر..
ورواه طائفة منهم ابن القاسم، ويحيى الليثي في "موطئه" 1/216، وأبو مصعب الزهري في "موطئه" (624) ، وابن وهب كما في "التمهيد" 19/195-196، ومحمد بن يحيى الكِناني عند عمر بن شبَّة في "تاريخ المدينة" 1/67، وإسحاق بن سليمان الرازي عند الحاكم 4/517، وابن بُكير ومَعْن بن عيسى، كلهم عن مالك عن عبد الله بن عبد الله بن جابر بن عتيك أنه قال: جاءَنا عبد الله بن
عمر.. =(39/158)
23750 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، أَنَّ ابْنَ جَابِرِ بْنِ عَتِيكٍ، حَدَّثَهُ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ مِنَ الْغَيْرَةِ مَا يُحِبُّ اللهُ، وَمِنْهَا مَا يُبْغِضُ اللهُ، وَمِنَ الْخُيَلَاءِ مَا يُحِبُّ اللهُ، وَمِنْهَا مَا يُبْغِضُ اللهُ، فَالْغَيْرَةُ الَّتِي يُحِبُّ اللهُ الْغَيْرَةُ فِي الرِّيبَةِ، وَالْغَيْرَةُ الَّتِي يُبْغِضُ اللهُ الْغَيْرَةُ فِي غَيْرِ رِيبَةٍ، وَالْخُيَلَاءُ الَّتِي يُحِبُّ اللهُ اخْتِيَالُ الْعَبْدِ بِنَفْسِهِ لِلَّهِ عِنْدَ الْقِتَالِ، وَاخْتِيَالُهُ بِالصَّدَقَةِ، وَالْخُيَلَاءُ الَّتِي يُبْغِضُ اللهُ
__________
= قلنا: ورواية هؤلاء عن مالك أَولى بالصواب فيما قاله ابن عبد البر في "التمهيد" 19/195، وقد صحَّح البخاري في "تاريخه" 5/126 سماع عبد الله بن عبد الله بن جابر من ابن عمر.
والدليل على أن رواية هؤلاء عن مالك أصوب أن عُبَيد الله بن عمر العُمري روى هذا الحديث عن عبد الله بن عبد الله بن جابر بن عتيك: أن عبد الله بن عمر جاءهم فسأله أن يخرج له وضوءاً ... وساق الحديث، أخرجه ابن عبد البر 19/196 من طريق إسماعيل بن أبي أويس، عن أخيه أبي بكر، عن سليمان بن بلال، عن عبيد الله بن عمر، به. وإسماعيل بن أبي أويس صدوق، ومن فوقه
ثقات.
وأخرج نحو هذا الحديث الطبراني في "الكبير" (1781) من طريق جابر الجعفي، عن عبد الله بن عبد الله بن جبر، عن معبد بن جبر، عن جبر بن عتيك قال: سأل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في مسجد بني معاوية ثلاثاً ... فذكره. إسناده ضعيف لضعف جابر الجعفي.
وله شاهد من حديث سعد بن أبي وقاص، سلف برقم (1516) ، وهو في "صحيح" مسلم برقم (2890) .
الهرْج: القتل.(39/159)
الْخُيَلَاءُ فِي الْفَخْرِ وَالْكِبْرِ " أَوْ كَالَّذِي قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1)
23751 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عِيسَى، عَنْ جَبْرِ (2) بْنِ عَتِيكٍ، عَنْ عَمِّهِ (3) ، قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مَيِّتٍ مِنَ الْأَنْصَارِ وَأَهْلُهُ يَبْكُونَ فَقُلْتُ: أَتَبْكُونَ وَهَذَا رَسُولُ اللهِ؟، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " دَعْهُنَّ يَبْكِينَ مَا دَامَ عِنْدَهُنَّ، فَإِذَا وَجَبَ (4) فَلَا يَبْكِينَ "، فَقَالَ جَبْرٌ فَحَدَّثْتُ بِهِ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ (5) ، فَقَالَ لِي: مَاذَا وَجَبَ؟ قُلْتُ: " إِذَا أُدْخِلَ قَبْرَهُ " (6)
__________
(1) حسن لغيره. وهو مكرر (23747) .
(2) في (م) و"مصنف" ابن أبي شيبة: جُبير، وفي (ظ2) و (ق) : جابر.
(3) تحرف في (م) و (ظ2) و (ق) إلى: عمر.
(4) في (م) و (ق) : وجبت.
(5) تحرف في (م) و (ظ2) و (ق) إلى: عمر بن حميد القرشي.
(6) حديث صحيح، جَبْر بن عتيك هذا لم نتبينه، وعمُّه: هو جابر -أو جبر- ابن عتيك، فالحديث معروف به، ولعلَّه سُمِّي باسم عمِّه، أو أن بعض رواة هذا الإسناد لم يقِمْه، وأقامه مالك فرواه كما سيأتي برقم (23753) عن عبد الله بن عبد الله بن جابر بن عتيك، عن جدِّه لأُمه عتيك بن الحارث بن عتيك، عن جابر ابن عتيك الصحابي، فذكره بأطول مما هنا.
أبو نعيم: هو الفضل بن دكين، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السَّبيعي، وعبد الله بن عيسى: هو ابن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وهؤلاءِ جميعاً ثقات من رجال الشيخين.=(39/160)
23752 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ جَابِرِ بْنِ عَتِيكٍ،
__________
= وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" 3/392، ومن طريقه ابن عبد البر في "الاستذكار" (11649) عن الفضل بن دكين، بهذا الإسناد - دون قصة تحديث جبرٍ لعمر.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/209، والنسائي 6/52 من طريق داود الطائي، عن عبد الملك بن عمير، عن جَبْر: أنه دخل مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على ميت فبكى النِّساء ... ورجاله ثقات إلا أنه منقطع، فقد ذكر الذهبي في "الكاشف" أن رواية عبد الملك بن عمير عن جبر بن عتيك مرسلة.
وقول جبرٍ في الوجوب في آخر الحديث: "إذا أدخل قبره" قد جاء في رواية مالك كما سيأتي عند الحديث (23753) على غير هذا المعنى، ففيه: أنهم سألوا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن الوجوب، فقال. "إذا مات".
ويشهد لحديث جابر بن عتيك هذا حديثُ عبد الرحمن بن حسان بن ثابت عن أُمِّه سِيرين قالت: حَضَر موتُ إبراهيم ابن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكنت كلما صحتُ وأختي وصاح النساءُ لا ينهانا، فلما مات نهانا عن الصياح. أخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (775) بإسناد ضعيف.
قال ابن عبد البر في "التمهيد" 19/203 -ونحوه في "الاستذكار" له 8/312-: فيه إباحة البكاء على المريض بالصياح وغير الصياح عند حضور وفاته، وفيه النهي عن البكاء عليه إذا وَجَبَ موتُه، وفي نهي جابر بن عَتِيك للنساء عن البكاء دليلٌ على أنه قد كان سمع النهيَ عن ذلك، فتأوَّله على العموم، فقال له رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "دعهنَّ -يعني يبكين- حتى يموت، ثم لا تبكيَنَّ باكيةٌ" يريد -والله أعلم-: لا تبكينَّ نياحاً ولا صياحاً بعد وجوب موته، وعلي هذا جمهور الفقهاء: أنه لا بأس بالبكاء على الميت ما لم يخلط ذلك بندبٍ وبنياحة وشقِّ جيب ونَشْر شعرٍ وخَمْش وجهٍ. ثم استشهد على ذلك بأحاديث وآثارٍ ذكرها في كتابه "الاستذكار".(39/161)
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَتِيكٍ (1) ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ مِنَ الْغَيْرَةِ مَا يُحِبُّ اللهُ وَمِنْهَا مَا يُبْغِضُ اللهُ، وَإِنَّ مِنَ الْخُيَلَاءِ مَا يُحِبُّ اللهُ، وَمِنْهَا مَا يُبْغِضُ اللهُ، وَأَمَّا الْغَيْرَةُ الَّتِي يُحِبُّ اللهُ فَالْغَيْرَةُ الَّتِي فِي الرِّيبَةِ، وَأَمَّا الْغَيْرَةُ الَّتِي يُبْغِضُ اللهُ فَالْغَيْرَةُ فِي غَيْرِ الرِّيبَةِ، وَأَمَّا الْخُيَلَاءُ الَّتِي يُحِبُّ اللهُ فَاخْتِيَالُ الرَّجُلِ بِنَفْسِهِ عِنْدَ الْقِتَالِ، وَاخْتِيَالُهُ عِنْدَ الصَّدَقَةِ، وَالْخُيَلَاءُ الَّتِي يُبْغِضُ اللهُ فَاخْتِيَالُ الرَّجُلِ فِي الْفَخْرِ وَالْبَغْيِ " (2)
23753 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَابِرِ بْنِ عَتِيكٍ، عَنْ عَتِيكِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَتِيكٍ، فَهُوَ جَدُّ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ أَبُو أُمِّهِ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَتِيكٍ أَخْبَرَهُ: أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ ثَابِتٍ لَمَّا مَاتَ قَالَتْ ابْنَتُهُ: وَاللهِ إِنْ كُنْتُ لَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ شَهِيدًا، أَمَا إِنَّكَ قَدْ كُنْتَ قَضَيْتَ جِهَازَكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ قَدْ أَوْقَعَ أَجْرَهُ عَلَى قَدْرِ نِيَّتِهِ، وَمَا تَعُدُّونَ الشَّهَادَةَ؟ " قَالُوا: قَتْلٌ فِي سَبِيلِ
__________
(1) قوله: "عن جابر بن عتيك" سقط من (م) و (ظ2) و (ق) .
(2) حسن لغيره، وقد سلف الكلام على إسناده برقم (23747) . أَبان: هو ابن يزيد العطَّار.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 9/156، وفي "الأسماء والصفات" ص501 من طريق عفان، بهذا الإسناد. وسقط عفان من مطبوعة "السنن".
وأخرجه أبو داود (2659) عن مسلم بن إبراهيم وموسى بن إسماعيل، والطبراني (1772) من طريق مسلم بن إبراهيم، كلاهما عن أبان بن يزيد، به.(39/162)
اللهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الشَّهَادَةُ سَبْعٌ سِوَى الْقَتْلِ فِي سَبِيلِ اللهِ الْمَطْعُونُ شَهِيدٌ، وَالْغَرِقُ شَهِيدٌ، وَصَاحِبُ ذَاتِ الْجَنْبِ شَهِيدٌ، وَالْمَبْطُونُ شَهِيدٌ، وَصَاحِبُ الْحَرِيقِ (1) شَهِيدٌ، وَالَّذِي يَمُوتُ تَحْتَ الْهَدْمِ شَهِيدٌ، وَالْمَرْأَةُ تَمُوتُ بِجُمْعٍ شَهِيدَةٌ " (2)
__________
(1) في (م) : الحرق.
(2) حديث صحيح، عتيك بن الحارث بن عتيك ذكره ابن حبان في "ثقاته" وصحَّح حديثه هذا، ورواية مالك لحديثه في "الموطأ" تقوية له، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير صحابيِّ الحديث، فقد خَرَّج له أبو داود والنسائي.
وهو عند مالك في "الموطأ" 1/233-234، ومِن طريقه أخرجه الشافعي في "مسنده" 1/199-200، وأبو داود (3111) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2141) ، والنسائي في "المجتبى" 4/13-14، وفي "الكبرى" (7529) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/291، وفي "شرح المشكل" (5104) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/140، وابن حبان (3189) و (3190) ، والطبراني (1779) ، والحاكم 1/351، والبيهقي 4/69-70، والبغوي في "شرح السنة" (1532) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 1/309، والمزي في ترجمة عتيك بن الحارث من "تهذيبه" 19/333-334، وصحَّح الحاكم إسناده، ووافقه الذهبي.
وزادوا في أوله: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جاء يعود عبدَ الله بن ثابت، فوجده قد غُلب عليه، فصاحَ به، فلم يُجبْه، فاسترجع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقال: "غُلبنا عليك يا أبا الربيع" فصاح النسوة وبكَينَ، فجعل جابرٌ يسكِّتهنَّ، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "دعهنَّ، فإذا وَجَبَ فلا تبكيَنَّ باكيةٌ" قالوا: يا رسول الله، وما الوجوبُ؟ قال: "إذا ماتَ" فقالت ابنته.. وذكره.
وأخرج هذا الحديث بطوله عبد الرزاق في "مصنفه" (6695) عن ابن جريج قال: أُخبرتُ خبراً رُفع إلى أبي عبيدة بن الجراح صاحب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أتى عبد الله بن ثابت يعوده.. وذكره.=(39/163)
23754 - حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ مُرَّةَ الْحَنَفِيُّ أَبُو مُرَّةَ، حَدَّثَنَا نَفِيسٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَابِرٍ الْعَبْدِيِّ، قَالَ: كُنْتُ فِي الْوَفْدِ الَّذِي أَتَوْا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ قَالَ: وَلَسْتُ مِنْهُمْ وَإِنَّمَا كُنْتُ مَعَ أَبِي قَالَ: " فَنَهَاهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الشُّرْبِ فِي الْأَوْعِيَةِ الَّتِي
__________
= وأخرج ابن أبي شيبة 5/332-333، وابن ماجه (2803) ، والنسائي 6/51-52، وابن قانع 1/140-141، والطبراني (1780) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 19/206 من طريق أبي العميس عتبة بن عبد الله المسعودي، عن عبد الله ابن عبد الله بن جابر بن عتيك، عن أبيه، عن جدِّه: أنه مرض، فأتاه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعوده، فقال قائل من أهله: إنْ كنا لنرجو أن تكون وفاتُه قتلَ شهادة في سبيل الله.
فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إن شهداء أُمتي إذاً لقليلٌ ... " قال ابن عبد البر: هكذا يقول
أبو العميس في إسناد هذا الحديث، والصواب ما قاله فيه مالكٌ، ولم يُقِمْه أبو العُميس.
ويشهد له حديث راشد بن حبيش، عن عبادة بن الصامت سلف برقم (15998) .
وانظر أحاديث الباب عند حديث أبي هريرة السالف برقم (8092) .
قولها: قضيت جِهَازك، بفتح الجيم وكسرها، أي: أتممت ما تحتاج إليه في سفرك للغزو.
المطعون: الميت بالطاعون.
والغَرِق -بفتح الغين وكسر الراء-: الذي يموت غريقاً في الماء.
وذات الجَنْب: هو التهاب في الغشاء المحيط بالرئة.
والمبطون: هو الذي يموت بمرض بطنه كالإسهال والاستسقاء ونحوهما.
وقوله: "المرأة تموت بجُمع" بضم الجيم وسكون الميم: الميِّتةُ في النِّفاس وولدها في بطنها لم تلده وقد تمَّ خلقُه، وقيل: هي التي تموت من الولادة سواء ألقت ولدها أم لا.(39/164)
سَمِعْتُمُ الدُّبَّاءِ، وَالْحَنْتَمِ، وَالنَّقِيرِ، وَالْمُزَفَّتِ " (1)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة نَفِيس، وعبد الله بن جابر العبدي هذا ذكره الحافظ ابن حجر في "الإصابة" 4/34.
وهو في "الأشربة" للمصنف (113) ، ومن طريق أحمد أخرجه ابن قانع "معجم الصحابة" 2/88، والطبراني في "الكبير" (2077) .
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 5/59-60 عن علي ابن المديني، والطبراني (2077) من طريق أبي عبيد القاسم بن سلام، كلاهما عن الحارث بن مرَّة، به - زاد علي ابن المديني في حديثه: فلما كان بعد ما قُبض النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أتينا الحسنَ بن علي وحججتُ مع أبي، فقال: قد كان بعدَكم رُخْصة.
وللحديث شاهد من حديث ابن عباس، سلف برقم (2020) ، وهو في "الصحيحين".
ومن حديث أبي هريرة، سلف برقم (10373) ، وإسناده صحيح.
وانظر تتمة أحاديث الباب عند حديث ابن عمر السالف برقم (4465) .
وأما قول الحسن بن علي في آخر حديث علي ابن المديني: "قد كان بعدَكم رُخْصة" أي: قد نُسِخ ذلك، ويشهد له حديثُ بريدة الأسلمي عند أحمد سلف برقم (23003) ، ومسلم (1977) وغيرهما: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "ونهيتُكم عن الأشربة في الأوعية، فاشربوا في أي وعاءٍ شئتم، ولا تشربوا مسكراً".
وهذه الأوعية -أي: الدباء والحنتم.. إلخ- سلف تفسيرها عند حديث ابن عباس.(39/165)
حَدِيثُ أَبِي سَلَمَةَ الْأَنْصَارِيِّ
23755 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ عُثْمَانَ الْبَتِّيِّ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ أَبَوَيْهِ اخْتَصَمَا فِيهِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَحَدُهُمَا مُسْلِمٌ وَالْآخَرُ كَافِرٌ، فَخَيَّرَهُ فَتَوَجَّهَ إِلَى الْكَافِرِ مِنْهُمَا، فَقَالَ: " اللهُمَّ اهْدِهِ " فَتَوَجَّهَ إِلَى الْمُسْلِمِ، فَقَضَى لَهُ بِهِ (1)
__________
(1) حديث صحيح، وقد وَهمَ عثمانُ البتِّي -وهو ابن مسلم- فقال فيه: عبد الحميد بن سلمة، عن أبيه، عن جده، وهذه سلسلة لا تُعرف إلا من طريقه، وقال الدارقطني فيما نقله الحافظ ابن حجر في "التهذيب": عبد الحميد بن سلمة وأبوه وجده لا يُعرفون. قلنا: وخالفه في ذلك آخرون، فقالوا: عبد الحميد بن جعفر عن أبيه عن جدِّه إنه هو الذي أسلم ولم تسلم امرأته، وهو الصواب، ومما يؤيد وَهْمَ عثمان البتِّي فيه أن أبا عاصم النبيل قال -فيما أخرجه الطحاوي في "المشكل" 8/105-: سمعت عبد الحميد بن جعفر يقول: أنا حدَّثتُ البتِّي بحديث التخيير بالأهواز. قلنا: وجدُّ عبد الحميد: هو رافع بن سنان، وسيأتي من هذا الطريق برقم (23757) . وانظر "نصب الراية" 3/270-271. إسماعيل: هو ابن إبراهيم بن مقسم المعروف بابن عُليَّة.
وأخرجه ابن سعد 7/81، وابن أبي شيبة 10/162 و11/377، وابن ماجه (2352) ، والنسائي في "الكبرى" (6387) من طريق إسماعيل ابن عليَّة، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي (6388) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3091) ، والمزي في ترجمة عبد الحميد بن سلمة من "تهذيبه" 16/433 من طريق حماد بن=(39/166)
23756 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ أَبُو عَمْرٍو الْبَتِّيِّ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ سَلَمَةَ، أَنَّ جَدَّهُ أَسْلَمَ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ تُسْلِمْ جَدَّتُهُ، وَلَهُ مِنْهَا ابْنٌ، فَاخْتَصَمَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُمَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنْ شِئْتُمَا خَيَّرْتُمَا الْغُلَامَ " قَالَ: وَأَجْلَسَ الْأَبَ نَاحِيَةً،
__________
= سلمة، عن عثمان البتِّي، عن عبد الحميد بن سلمة، عن أبيه: أن رجلاً أسلم ولم تسلم امرأته ... الحديث مرسلاً.
وأخرجه الطحاوي (3093) من طريق علي بن عاصم، عن عثمان البتي، عن عبد الحميد بن أبي سلمة، عن أبيه قال: أسلم أبي وأَبَت أُمي ...
وفي الباب عن أبي هريرة سلف برقم (7352) ، وليس فيه أن أحد الأبوين كان كافراً، وإسناده صحيح.
قلنا: وقد اختلف أهل العلم في ثبوت الحضانة بعد الفرقة للأم الكافرة، فذهب الحنفية والمالكية إلى أنه لا يشترط إسلامها، فيصحُّ كونها كتابيةً أو غير كتابية كمجوسية وغيرها، وحُجَّتهم هذا الحديث، ولأن مناط الحضانة الشفقةُ، وليست تختلف باختلاف الدِّين.
وذهب الشافعية والحنابلة إلى اشتراط إسلامها، فلا حضانة للكافرة على ولدها المسلم، إذ لا ولاية لها عليه، ولأنها ربما فتنته في دينه، والله أعلم.
وانظر للاستزادة في هذه المسألة "المدونة" 2/359، "والمغني" 11/412-413، و"نيل الأوطار" 7/141-142، و"حاشية ابن عابدين" 5/253، و"الإقناع في حل ألفاظ أبي شجاع" 2/194.
قال السندي في "حاشيته": من أنكر تخيير الولد يرى أنه مخصوص ضرورةً، إذ الصغير لا يهتدي بنفسه إلى الصواب، والهداية من الله تعالى للصواب لغير هذا الولد غير لازمة، بخلاف هذا، فقد وُفِّق للخير بدعائه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والله تعالى أعلم.(39/167)
وَالْأُمَّ نَاحِيَةً، فَخَيَّرَهُ فَانْطَلَقَ نَحْوَ أُمِّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللهُمَّ اهْدِهِ " قَالَ: فَرَجَعَ إِلَى أَبِيهِ (1)
23757 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، رَافِعِ بْنِ سِنَانٍ أَنَّهُ أَسْلَمَ وَأَبَتْ امْرَأَتُهُ أَنْ تُسْلِمَ، فَأَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: ابْنَتِي، وَهِيَ فَطِيمٌ أَوْ شَبَهُهُ، وَقَالَ رَافِعٌ: ابْنَتِي، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اقْعُدْ نَاحِيَةً " وَقَالَ لَهَا: " اقْعُدِي نَاحِيَةً " فَأَقْعَدَ الصَّبِيَّةَ بَيْنَهُمَا، ثُمَّ قَالَ: " ادْعُوَاهَا "، فَمَالَتْ إِلَى أُمِّهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللهُمَّ اهْدِهَا " فَمَالَتْ إِلَى أَبِيهَا فَأَخَذَهَا (2)
__________
(1) حديث صحيح، وانظر ما قبله.
وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (2276) ، ومن طريقه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3089) عن هشيم، بهذا الإسناد.
(2) إسناده صحيح إن كان جعفر بن عبد الله والد عبد الحميد سمع مِن جدِّ أبيه: فهو جعفر بن عبد الله بن الحكم بن رافع بن سنان، فقد قال عبد العزيز النخشبي كما في "جامع التحصيل" للعلائي: هذا مرسل، لأن جعفر بن عبد الله لم يدرك جدَّ أبيه. ولم يقل أحد بإرساله سواه، وقد وقع التصريح بالسماع بينهما عند الحاكم وعنه البيهقي، لكن انفرد بهذا التصريح الحسنُ بن علي بن زياد عن إبراهيم ابن موسى الرازي، والحسن بن علي هذا لم نقع له على ترجمة فيما بين أيدينا من
مصادر، وعلى كلٍّ فإن جعفراً هذا ثقة، وما رواه كان قد حصل في أهل بيته، فهو أدرى به، والله تعالى أعلم.
وأخر جه أبو داود (2244) ، والحاكم 2/206-207، والبيهقي 8/3، وابن=(39/168)
23758 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ الْبَتِّيُّ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " نَهَى عَنْ نَقْرَةِ الْغُرَابِ، وَعَنْ فَرْشَةِ السَّبُعِ، وَأَنْ يُوطِنَ الرَّجُلُ مَقَامَهُ فِي الصَّلَاةِ كَمَا يُوطِنُ الْبَعِيرُ " (1)
__________
= الأثير في "أسد الغابة" 2/192 من طريق إبراهيم بن موسى الرازي، والطحاوي في "شرح المشكل" (3090) من طريق نعيم بن حماد، كلاهما عن عيسى بن يونس، بهذا الإسناد، وصحَّح الحاكم إسناده ووافقه الذهبي.
وأخرجه النسائي في "السنن الكبرى" (6385) ، وعنه الدولابي في "الكنى" 1/67 عن معافى بن عمران، والدارقطني في "سننه" 4/43-44 من طريق علي ابن غُراب وأبي عاصم النبيل، ثلاثتهم عن عبد الحميد بن جعفر، به.
وانظر ما قبله.
(1) إسناده ضعيف، وقد وَهمَ عثمان البتي في تسمية والد عبد الحميد، فقال: عبد الحميد بن سلمة، والصواب أنه عبد الحميد بن جعفر بن عبد الله كما سلف بيانه عند الحديث رقم (23755) ، ثم إن هذا الحديث هنا مرسَلٌ، فإن والد عبد الحميد لم يدرك رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد روي عنه عن تميم بن محمود عن عبد الرحمن بن شِبْل عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وسلف من هذا الطريق برقم (15532) ، وانظر تخريجه هناك، وتميم بن محمود هذا لم يروِ عنه غير جعفر بن عبد الله، وهو ليِّن الحديث.
وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 3/232 من طريق يزيد بن زريع، والمزي في ترجمة عبد الحميد بن سلمة من "تهذيب الكمال" 16/434 من طريق عبد الوارث بن سعيد، كلاهما عن عثمان البتي، بهذا الإسناد. ووقع في رواية يزيد بن زريع: عبد الحميد بن يزيد بن سلمة الضمري، عن أبيه.(39/169)
23759 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عُثْمَانَ الْبَتِّيِّ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ جَدَّهُ أَسْلَمَ وَأَبَتِ امْرَأَتُهُ أَنْ تُسْلِمَ، فَجَاءَ بِابْنٍ لَهُ صَغِيرٍ لَمْ يَبْلُغْ، قَالَ: فَأَجْلَسَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْأَبَ هَاهُنَا وَالْأُمَّ هَاهُنَا، وَقَالَ: " اللهُمَّ اهْدِهِ " فَذَهَبَ إِلَى أَبِيهِ (1)
__________
(1) حديث صحيح، وانظر (23755) .
سفيان: هو الثوري، وعثمان البتِّي: هو ابن مسلم.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (12616) .
وأخرجه من طريق عبد الرزاق النسائىُّ في "المجتبى" 6/185، وفي "السنن الكبرى" (5689) و (6386) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3092) ، وفيه عندهم: عن عبد الحميد الأنصاري، عن أبيه، عن جدِّه: أنه أسلَمَ..(39/170)
حَدِيثُ قَيْسِ بْنِ عَمْرٍو (1)
23760 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: رَأَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا يُصَلِّي بَعْدَ صَلَاةِ الصُّبْحِ رَكْعَتَيْنِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَصَلَاةُ الصُّبْحِ مَرَّتَيْنِ؟ " فَقَالَ الرَّجُلُ: إِنِّي لَمْ أَكُنْ صَلَّيْتُ الرَّكْعَتَيْنِ اللَّتَيْنِ قَبْلَهُمَا، فَصَلَّيْتُهُمَا الْآنَ، قَالَ: فَسَكَتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (2)
__________
(1) هو قيس بن عمرو بن سَهْل، أنصاريٌّ خزرجي نجّاري، جدُّ يحيى بن سعيد التابعي المشهور، وقيل: هو قيس بن قَهْد، وخطَّأ هذا غيرُ واحدٍ من أهل العلم، انظر "الإصابة" 5/491 و496.
(2) إسناده حسن لولا انقطاعه، فإن محمد بن إبراهيم التيمي لم يسمع من قيس بن عمرو فيما قاله الترمذي والطحاوي. ابن نمير: هو عبد الله بن نمير، وسَعْد بن سعيد: هو الأنصاري أخو يحيى بن سعيد بن قيس، وهو صدوق روى له مسلم، لكن في حفظه شيء.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ (937) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/254 و14/239، وأبو داود (1267) ، وابن ماجه (1154) ، والطبراني 18/ (937) ، والدارقطني 1/384-385، والحاكم 1/275، والبيهقي 2/483 من طريق ابن نمير، به.
وأخرجه الحميدي (868) ، وابن خزيمة (1116) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (4138) و (4139) ، والطبراني 18/ (938) من طريق سفيان بن عيينة،=(39/171)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= والترمذي (422) من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، كلاهما عن سعد بن سعيد، به - وفيه أن الذي رآه النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصلِّي هو قيس بن عمرو نفسه. قال الترمذي: وإسناد هذا الحديث ليس بمتصل، محمد بن إبراهيم التيمي لم يسمع من قيسٍ، وروى بعضهم هذا الحديثَ عن سعد بن سعيد عن محمد بن إبراهيم: أن النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خرجَ فرأَى قيسا.
وأخرجه الشافعي في "المسند" 1/57، ومن طريقه البيهقي في "معرفة السنن والآثار" (5173) عن سفيان بن عيينة، عن ابن قيس -ولم يسمِّه- عن محمد بن إبراهيم، به.
وأخرجه ابن خزيمة (1116) ، وابن المنذر في "الأوسط" 2/391، والطحاوي (4137) ، وابن حبان (1563) و (2471) ، والدارقطني 1/383-384، والحاكم 1/274-275، والبيهقي 2/483 من طريق أسد بن موسى، عن الليث ابن سعد، عن يحيى بن سعيد بن قيس الأنصاري، عن أبيه، عن جدِّه قيس. وفي بعض هذه المصادر: قيس بن قهد، وهو خطأ كما سلف التنبيه عليه في الترجمة.
وصحح الحاكم إسناده ووافقه الذهبي.
قلنا: هكذا وقع الحديث في رواية أسد بن موسى موصولاً عن يحيى بن سعيد عن أبيه سعيد بن قيس عن جدِّه قيس، وسعيد بن قيس روى عنه ابناه يحيى وسعد كما في "الجرح والتعديل" 4/55-56، وذكره ابن حبان في "ثقاته" 4/281، وقد عَدَّ ابنُ منده -فيما نقله ابن حجر في "الإصابة" 5/492- هذا الحديث من غرائب أسد بن موسى، فقد تفرد به موصولاً وغيره يرسله.
وقال الطحاوي: هذا الحديث مما يُنكره أهل العلم بالحديث على أسد بن موسى، منهم إبراهيم بن أبي داود، فسمعته يقول: رأيتُ هذا الحديث في أصل الكتب موقوفاً على يحيى بن سعيد.
وأخرج الطحاوي (4141) من طريق علي بن يونس، عن جرير بن عبد الحميد، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن قيس بن قهد:=(39/172)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رآه يصلي ... وذكره. وأعلَّه الطحاوي بعلي بن يونس، وذكر أن
أهل الحديث لا يعرفونه.
وأخرجه الطبراني 18/ (939) من طريق أيوب بن سويد -وتحرف في المطبوع إلى: سهل- عن ابن جريج، عن عطاء أن قيس بن سهل حدَّث أنه دخل المسجد ... فذكره. وأيوب بن سويد الرملي ضعيف سيىء الحفظ.
وأخرجه ابن حزم في "المحلَّى" 3/112-113 من طريق الحسن بن ذكوان، عن عطاء بن أبي رباح، عن رجل من الأنصار قال: رأى رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رجلاً يصلي ... ونقل الشوكاني في "نيل الأوطار" 3/31 عن العراقي أنه حسَّن هذا الإسناد، وقال: ويحتمل أن الرجل هو قيسٌ المتقدم. قلنا: ويحتمل أن يكون سعدَ بن سعيد بن قيس، فقد كان سفيان بن عيينة يقول: كان عطاء بن أبي رباح يروي هذا الحديث عن سعد بن سعيد.
قلنا: وقد اختلف أهل العلم في وقت قضاء ركعتي سنَّة الفجر، فذهب قوم من أهل مكة إلى حديث قيس هذا فلم يروا بأساً أن يصلِّي الرجل الركعتين بعد المكتوبة قبل أن تطلع الشمسُ، وهو مذهب عطاء وطاووس وابن جريج، وأَحد قولي الشافعي.
وقالت طائفة: يقضيهما إذا طلعت الشمس، وبه قال ابن عمر والقاسم بن محمد، وهو مذهب الأوزاعي ومالك وأحمد وإسحاق والشافعي في أحد قوليه، وذهبوا إلى حديث أبي هريرة قال: "كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا فاتته ركعتا الفجر صلاَّهما إذا طلعت الشمسُ" أخرجه ابن ماجه (1155) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (4142) ، ورجاله ثقات.
وروي من حديث أبي هريرة مرفوعاً من قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "من لم يصلِّ ركعتي الفجر، فليصلِّهما بعدما تَطلعُ الشمسُ" أخرجه الترمذي (423) ، وصححه ابن خزيمة (1117) ، وابن حبان (2472) وعنون له بقوله: ذكرُ الأمر لمن فاتته ركعتا الفجر أن يُصليهما بعد طلوع الشمس. وإلى هذا مال الطحاويُّ في "شرح المشكل"، فقالب بعد أن أورد حديث أبي هريرة هذا: فهذا الحديث أحسن إسناداً وأولى=(39/173)
23761 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: وَسَمِعْتُ عَبْدَ رَبِّهِ بْنَ سَعِيدٍ، أَخَا يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، يُحَدِّثُ عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: خَرَجَ إِلَى الصُّبْحِ فَوَجَدَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الصُّبْحِ، وَلَمْ يَكُنْ رَكَعَ رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ، فَصَلَّى مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَامَ حِينَ فَرَغَ مِنَ الصُّبْحِ فَرَكَعَ رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ، فَمَرَّ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " مَا هَذِهِ الصَّلَاةُ؟ " فَأَخْبَرَهُ، فَسَكَتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَضَى وَلَمْ يَقُلْ شَيْئًا (1)
__________
= بالاستعمال مما قد رويناه قبله في هذا الباب (يريد حديث قيس بن عمرو) وقد رُوي عن ابن عمر أنه دخل المسجد وهم في صلاة الصبح، ولم يكن صلى ركعتي الفجر فدخل معهم في صلاتهم، ثم انتظر حتى إذا طلعت الشمس، وحَلَّتِ الصلاة صلاَّهما، وروي مثل ذلك عن القاسم بن محمد بن أبي بكر أحد الفقهاء السبعة في المدينة المنورة.
وانظر لتمام البحث "نيل الأوطار" 3/30-31، و"تحفة الأحوذي" 2/403-407.
(1) هذا حديث مرسل، رجاله ثقات، وقوله فيه هنا: "عبد الله بن سعيد" خطأ، ولعله من النساخ، فإنه لا يوجد لعبد الله بن سعيد هذا ترجمة في كتب الرجال، وقد جاء في "المصنف" لعبد الرزاق (4016) على الصواب، ففيه: سمعت عبد ربِّه بن سعيد، وهو ثقة من رجال الشيخين.
وأشار أبو داود في "سننه" (1268) إلى رواية عبد ربه بن سعيد هذه، فقال: وروى عبدُ ربِّه ويحيى ابنا سعيدٍ هذا الحديث مرسلاً..(39/174)
حَدِيثُ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَكَمِ السُّلَمِيِّ
23762 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنِي الْحَجَّاجُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَكَمِ السُّلَمِيِّ، قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ نُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ عَطَسَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ، فَقُلْتُ: يَرْحَمُكَ اللهُ، فَرَمَانِي الْقَوْمُ بِأَبْصَارِهِمْ، فَقُلْتُ: وَاثُكْلَ أُمِّيَاهْ مَا شَأْنُكُمْ تَنْظُرُونَ إِلَيَّ قَالَ: فَجَعَلُوا يَضْرِبُونَ بِأَيْدِيهِمْ عَلَى أَفْخَاذِهِمْ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُمْ يُصْمِتُونِي، لَكِنِّي سَكَتُّ، فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَبِأَبِي هُوَ وَأُمِّي مَا رَأَيْتُ مُعَلِّمًا قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ أَحْسَنَ تَعْلِيمًا مِنْهُ، وَاللهِ مَا كَهَرَنِي وَلَا شَتَمَنِي وَلَا ضَرَبَنِي قَالَ: " إِنَّ هَذِهِ الصَّلَاةَ لَا يَصْلُحُ فِيهَا شَيْءٌ مِنْ كَلَامِ النَّاسِ هَذَا، إِنَّمَا هِيَ التَّسْبِيحُ وَالتَّكْبِيرُ وَقِرَاءَةُ الْقُرْآنِ " أَوْ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّا قَوْمٌ حَدِيثُ عَهْدٍ بِالْجَاهِلِيَّةِ، وَقَدْ جَاءَ اللهُ بِالْإِسْلَامِ، وَإِنَّ مِنَّا قَوْمًا يَأْتُونَ الْكُهَّانَ قَالَ: " فَلَا تَأْتُوهُمْ " قُلْتُ: إِنَّ مِنَّا قَوْمًا يَتَطَيَّرُونَ قَالَ: " ذَاكَ شَيْءٌ يَجِدُونَهُ فِي صُدُورِهِمْ، فَلَا يَصُدَّنَّهُمْ " قُلْتُ: إِنَّ مَنَّا قَوْمًا يَخُطُّونَ قَالَ: " كَانَ نَبِيٌّ يَخُطُّ، فَمَنْ وَافَقَ خَطَّهُ فَذَلِكَ " قَالَ: وَكَانَتْ لِي جَارِيَةٌ تَرْعَى غَنَمًا لِي فِي قِبَلِ أُحُدٍ وَالْجَوَّانِيَّةِ، فَاطَّلَعْتُهَا ذَاتَ يَوْمٍ، فَإِذَا الذِّئْبُ قَدْ ذَهَبَ بِشَاةٍ مِنْ(39/175)
غَنَمِهَا، وَأَنَا رَجُلٌ مِنْ بَنِي آدَمَ آسَفُ كَمَا يَأْسَفُونَ، لَكِنِّي صَكَكْتُهَا صَكَّةً، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَظَّمَ ذَلِكَ عَلَيَّ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفَلَا أُعْتِقُهَا؟ قَالَ: " ائْتِنِي بِهَا " فَأَتَيْتُهُ بِهَا فَقَالَ لَهَا: " أَيْنَ اللهُ؟ " فَقَالَتْ: فِي السَّمَاءِ، قَالَ: " مَنْ أَنَا؟ " قَالَتْ: أَنْتَ رَسُولُ اللهِ، قَالَ: " أَعْتِقْهَا، فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ " وَقَالَ مَرَّةً: " هِيَ مُؤْمِنَةٌ، فَأَعْتِقْهَا " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه، فمن رجال مسلم. إسماعيل بن إبراهيم: هو ابن عُلَيَّةَ، والحجاج بن أبي عثمان: هو الصوَّاف، وهلال بن أبي ميمونة: هو هلال بن علي بن أُسامة العامري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/432 و8/33 و11/19-20، والدارمي (1503) ، ومسلم (537) وص1749، وأبو داود (930) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1399) ، وابن الجارود (212) ، وابن خزيمة (859) ، وأبو عوانة (1728) من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد - واقتصر الدارمي على قصة الصلاة، ولم يذكر ابن خزيمة في حديثه قصة الجارية.
وأخرج قصة الجارية ابنُ حبان (165) من طريق ابن أبي عدي، عن حجاج الصواف، به.
وأخرجه بطوله الطيالسي (1150) ، ومسلم (537) ، والنسائي في "المجتبى" 3/14-18، وفي "الكبرى" (1141) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (859) ، وأبو عوانة (1727) ، وابن حبان (2247) ، والبيهقي في "السنن" 2/249-250 و250، وفي "الأسماء والصفات" ص421، وابن عبد البر في "التمهيد" 22/79-80 من طرق عن يحيى بن أبي كثير، به. ولم يذكر فيه ابن خزيمة والبيهقي في "السنن" قصة الجاردة.
وأخرج قصة الصلاة الدارمي (1502) ، والبخاري في "خلق أفعال العباد"=(39/176)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= (193) ، والنسائي في "الكبرى" (556) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/446، والطبراني في "الكبير" 19/ (945) و (948) ، والبيهقي في "السنن" 2/249، وفي "القراءة خلف الإمام" (177) من طرق عن يحيى بن أبي كثير، به.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (19501) ، ومسلم ص1749، والطبراني 19/ (940) و (941) و (944) ، والبغوي في "شرح السنة" (3259) من طرق عن يحيى بن أبي كثير، به - في خط الأنبياء وإتيان الكهان.
وأخرج قصة الجارية ابن خزيمة في "التوحيد" 1/278-279 و282، والطحاوي في "شرح المشكل" (4993) و (4994) و (5332) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (937) ، والبيهقي في "السنن" 10/57 من طرق عن يحيى بن أبي كثير، به.
وأخرج قصة الصلاة البخاريُّ في "القراءة خلف الإمام" (68) ، وفي "خلق أفعال العباد" (530) ، وأبو داود (931) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/446، والبيهقي في "السنن" 2/249 من طريق فليح بن سليمان، عن هلال بن علي، به.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/776-777، ومن طريقه الشافعي في "الرسالة" (242) ، والنسائي في "الكبرى" (7756) و (11465) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/283، والطحاوي في "شرح المشكل" (4992) و (5331) ، والبيهقي في "السنن" 7/387 و10/57، والخطيب في "الموضح" 1/187، وابن عبد البر في "التمهيد" 22/76 و77 و78 و79 عن هلال بن أسامة، عن عطاء بن يسار، عن عمر بن الحكم.
وقال الطحاوي في "شرح المشكل" 13/367: هكذا يقول مالك في إسناد هذا الحديث: هلال بن أسامة، والذين يروونه سواه عن هلال، يقول بعضهم: هلال بن علي، ويقول بعضهم: هلال بن أبي ميمونة.
وقد يحتمل أن يكون هلالٌ هذا هو ابن علي بن أسامة، فيكون مالكٌ نسبه إلى=(39/177)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= جده، ويحتمل أن يكون أبوه من علي أو من أسامة كان يكنى أبا ميمونة، وفيه: عن عمر بن الحكم، والناس جميعاً يقولون فيه: عن معاوية بن الحكم، ويخالفون مالكاً فيه.
وقال الطحاوي أيضاً 12/524: سمعت المزني يقول: قال الشافعي: مالكٌ سمَّى هذا الرجل عمر بن الحكم، وإنما هو معاوية بن الحكم.
وقال ابن عبد البر في "التمهيد" 22/76: هكذا قال مالك في هذا الحديث عن هلال، عن عطاء، عن عمر بن الحكم، لم يختلف الرواة عنه في ذلك، وهو وهمٌ عند جميع أهل العلم بالحديث، وليس في الصحابة رجل يقال له: عمر بن الحكم، وإنما هو معاوية بن الحكم، كذلك قال فيه كل من روى هذا الحديث عن هلال وغيره، ومعاوية بن الحكم معروف في الصحابة، وحديثه هذا معروف له.
وأما عمر بن الحكم فهو من التابعين، وهو عمر بن الحكم بن أبي الحكم، وهو من بني عمرو بن عامر من الأوس، وقيل: بل هو حليف لهم، وكان من ساكني المدينة، توفي فيها سنة سبع عشرة ومئة، وهو عمُّ والد عبد الحميد بن جعفر الأنصاري، وعمر بن الحكم بن سنان، لأبيه صحبة، وعمر بن الحكم بن ثوبان، هؤلاء ثلاثة من التابعين كلهم يُسمَّى عمر بن الحكم، وهم مدنيون، وليس
فيهم من له صحبة ولا من يروي عنه عطاء بن يسار، وليس في الصحابة أحدٌ يسمَّى عمر بن الحكم، وإنما هو معاوية بن الحكم لا شكَّ فيه.
وانظر في قصة الكلام في الصلاة حديث ابن مسعود السالف برقم (3563) و (3885) .
وانظر في قصة الجارية حديث أبي هريرة السالف برقم (7906) ، وحديث الشريد بن سويد السالف برقم (17945) .
وقصة التطيُّر والنهي عن إتيان الكهّان سلفت من حديث أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن معاوية بن الحكم برقم (15663) .
قوله: "واثُكْل" قال السندي: بضمِّ ثاءٍ وسكون كافٍ وبفتحها، هو فَقْد الأُم=(39/178)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الولدَ. "أمِّياه" بكسر الميم، أصله "أُمِّي" زيدت عليه الألف لمدِّ الصوت وهاء السكت.
"يُصمِّتوني" من التصميت، وهو التسكيت.
"لكني سكتُّ" متعلِّق بمقدَّر، مثل: أردتُ أن أخاصمهم، وهو جواب "فلمَّا".
"ما كَهَرني" أي. ما أنتهرني ولا أَغلَظ لي في القول.
وقوله: "فلا تأتوهم" لأنهم يتكلَّمون في مغيَّبات قد يصادف بعضُها الإصابةَ فيُخاف الفتنة على الإنسان بذلك، ولأنهم يُلبِّسون على الناس كثيراً من الشرائع، وإتيانهم حرامٌ بإجماع المسلمين كما ذكروا.
وقوله: "ذاك شيءٌ يجدونه في صدورهم.." قال النووي في "شرح مسلم" 5/22: قال العلماء: معناه أن الطِّيَرةَ شيء تجدونه في نفوسكم ضرورةً، ولا عَتَبَ عليكم في ذلك، فإنه غير مُكتَسَب لكم فلا تكليف به، ولكن لا تمتنعوا بسببه من التصرُّف في أُموركم - فهذا هو الذي تقدرون عليه وهو مُكتَسَب لكم، فيقع به التكليف، فنهاهم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن العمل بالطِّيَرة والامتناع من تصرُّفاتهم بسببها، وقد تظاهرت الأحاديث الصحيحة في النهي عن التطيُّر.
وقوله: "كان نبيٌّ يخطُّ ... " أي: في الرَّمل، قال النووي: اختلف العلماءُ في معناه، فالصحيح أن معناه: من وافق خطَّه فهو مباحٌ له، ولكن لا طريق لنا إلى العلم اليقيني بالموافقة، فلا يباح. والمقصود أنه حرام، لأنه لا يباح إلا بيقينِ الموافقة، وليس لنا يقينٌ بها، وإنما قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "فمن وافَقَ خطَّه فذاك" ولم يقل: هو حرام بغير تعليق على الموافقة، لئلا يتوهَّم متوهِّمٌ أن هذا النهي يدخل
فيه ذاك النبيُّ الذي كان يَخُطُّ، فحافظ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على حُرْمة ذاك النبي مع بيان الحكم في حقنا، فالمعنى: أن ذلك النبي لا مَنْعَ في حقِّه، وكذا لو عَلِمتُم موافقته، ولكن لا عِلْمَ لكم بها.
وقال الخَطَّابي: هذا الحديث يحتمل النهي عن هذا الخطِّ إذ كان عَلَماً لنبوة ذلك النبي وقد انقطعت، فنُهينا عن تعاطي ذلك.(39/179)
23763 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَكَمِ السُّلَمِيِّ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَشْيَاءُ كُنَّا نَصْنَعُهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ كُنَّا نَأْتِي الْكُهَّانَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَأْتُوا الْكُهَّانَ " قَالَ: وَكُنَّا نَتَطَيَّرُ قَالَ: " ذَاكَ شَيْءٌ يَجِدُهُ أَحَدُكُمْ فِي نَفْسِهِ فَلَا يَصُدَّنَّكُمْ " (1)
23764 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ مُعَاوِيَةَ بْنَ الْحَكَمِ السُّلَمِيَّ، وَكَانَ صَحَابِيًّا، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ أُمُورًا كُنَّا نَفْعَلُهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، كُنَّا نَتَطَيَّرُ؟
__________
= وقال القاضي عِيَاض: المختار أن معناه: أن من وافق خطَّه، فذاك الذي يَجِدُون إصابته فيما يقول، لا أنه أباح ذلك لفاعله. قال: ويحتمل أن هذا نُسِخَ في شَرْعنا، فحصل من مجموع كلام العلماء فيه الاتفاق على النهي عنه الآن.
قوله: "آسَفُ" أي: أَغضبُ، وهو بفتح السِّين.
قوله: "صَكَكْتُها" أي: لطمتُها.
وانظر تتمة الكلام على الحديث في "شرح مسلم" للنووي 5/24-25.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه، فمن رجال مسلم. هاشم: هو ابن القاسم أبو النَّضر، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة.
وأخرجه الطيالسي (1104) ، ومسلم ص1749، وابن عبد البر في "التمهيد" 22/79 من طرق عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (15663) من طريق عُقيل بن خالد عن ابن شهاب الزهري.(39/180)
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ذَاكَ شَيْءٌ يَجِدُهُ أَحَدُكُمْ فِي نَفْسِهِ، فَلَا يَصُدَّنَّكُمْ "، فَقُلْتُ: وَكُنَّا نَأْتِي الْكُهَّانَ، قَالَ: " وَلَا تَأْتُوا الْكُهَّانَ " (1)
23765 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ، أَنَّ عَطَاءَ بْنَ يَسَارٍ، حَدَّثَهُ أَنَّ مُعَاوِيَةَ بْنَ الْحَكَمِ حَدَّثَهُ بِثَلَاثَةِ أَحَادِيثَ حَفِظَهَا عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا قَوْمٌ حَدِيثُ عَهْدٍ بِجَاهِلِيَّةٍ، وَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ جَاءَ بِالْإِسْلَامِ، وَإِنَّ مِنَّا رِجَالًا يَخُطُّونَ قَالَ: " قَدْ كَانَ نَبِيٌّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ يَخُطُّ، فَمَنْ وَافَقَ خَطَّهُ (2 فَذَلِكَ "، قَالَ: قُلْتُ: إِنَّ مِنَّا رِجَالًا2) يَتَطَيَّرُونَ قَالَ: " ذَاكَ شَيْءٌ يَجِدُونَهُ فِي صُدُورِهِمْ، فَلَا يَصُدَّنَّكُمْ " (3) ، قَالَ: قُلْتُ: إِنَّ مَنَّا رِجَالًا يَأْتُونَ الْكُهَّانَ قَالَ: " فَلَا تَأْتُوهُمْ " قَالَ: فَهَذَا حَدِيثٌ قَالَ: وَكَانَتْ لِي غَنَمٌ فِيهَا جَارِيَةٌ لِي تَرْعَاهَا فِي قِبَلِ أُحُدٍ والْجَوَّانِيَّةِ فَاطَّلَعْتُ عَلَيْهَا ذَاتَ يَوْمٍ، فَوَجَدْتُ الذِّئْبَ قَدْ ذَهَبَ مِنْهَا بِشَاةٍ، فَأَسِفْتُ وَأَنَا رَجُلٌ مِنْ بَنِي آدَمَ آسَفُ كَمَا يَأْسَفُونَ، فَصَكَكْتُهَا صَكَّةً، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: إِنَّهَا كَانَتْ لِي غَنَمٌ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو اليمان: هو الحكم بن نافع البَهْراني، وشعيب: هو ابن أبي حمزة الأُموي.
وانظر ما قبله.
(2-2) في (ظ5) : "فذاك. ومنَّا رجالٌ".
(3) في (ظ5) : فلا يصدَّنَّهم.(39/181)
وَكَانَتْ لِي فِيهَا جَارِيَةٌ تَرْعَاهَا فِي قِبَلِ أُحُدٍ والْجَوَّانِيَّةِ وإني اطَّلَعْتُ عَلَيْهَا ذَاتَ يَوْمٍ، فَوَجَدْتُ الذِّئْبَ قَدْ ذَهَبَ مِنْهَا بِشَاةٍ، فَأَسِفْتُ وَأَنَا رَجُلٌ مِنْ بَنِي آدَمَ آسَفُ مِثْلَ مَا يَأْسَفُونَ، وَإِنِّي صَكَكْتُهَا صَكَّةً، قَالَ: فَعَظُمَ ذَلِكَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفَلَا أُعْتِقُهَا؟ قَالَ: " ادْعُهَا " فَدَعَوْتُهَا، فَقَالَ لَهَا: " أَيْنَ اللهُ؟ " قَالَتْ: اللهُ (1) فِي السَّمَاءِ قَالَ: " مَنْ أَنَا؟ " قَالَتْ: أَنْتَ رَسُولُ اللهِ قَالَ: " إِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ فَأَعْتِقْهَا " قَالَ: هَذَانِ حَدِيثَانِ قَالَ: وَصَلَّيْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ فَعَطَسَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ فَقُلْتُ: يَرْحَمُكَ اللهُ، فَرَمَانِي الْقَوْمُ بِأَبْصَارِهِمْ، فَقُلْتُ: وَاثُكْلَ أُمِّيَاهْ، مَا شَأْنُكُمْ تَنْظُرُونَ إِلَيَّ؟ قَالَ: فَضَرَبُوا بِأَيْدِيهِمْ عَلَى أَفْخَاذِهِمْ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُمْ يُصْمِتُونِي سَكَتُّ، حَتَّى صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَعَانِي، قَالَ: فَبِأَبِي وَأُمِّي مَا رَأَيْتُ مُعَلِّمًا قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ أَحْسَنَ تَعْلِيمًا مِنْهُ، فَمَا ضَرَبَنِي وَلَا كَهَرَنِي وَلَا سَبَّنِي، وَقَالَ: " إِنَّ هَذِهِ الصَّلَاةَ لَا يَصْلُحُ فِيهَا شَيْءٌ مِنْ كَلَامِ النَّاسِ هَذَا، إِنَّمَا هِيَ التَّسْبِيحُ (2) وَالتَّكْبِيرُ وَقِرَاءَةُ الْقُرْآنِ " أَوْ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ ثَلَاثَةُ أَحَادِيثَ حَدَّثَنِيهَا (3)
__________
(1) لفظ الجلالة سقط من (م) .
(2) في (ظ5) : للتسبيح.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم. عفان: هو ابن مسلم الصفَّار، وهمام: هو ابن يحيى العَوْذي.=(39/182)
23766 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ الْعَطَّارُ، حَدَّثَنَي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، حَدَّثَنَا هِلَالُ بْنُ أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ مُعَاوِيةَ بْنِ الْحَكَمِ السُّلَمِيِّ، حَدَّثَنَي بِهَذَا الْحَدِيثِ بِنَحْوِهِ فَزَادَ فِيهِ، وَقَالَ: " إِنَّمَا هِيَ التَّسْبِيحُ (1) وَالتَّكْبِيرُ وَالتَّحْمِيدُ وَقِرَاءَةُ الْقُرْآنِ " أَوْ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (2)
23767 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ حَجَّاجٍ الصَّوَّافِ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، حَدَّثَنِي هِلَالُ بْنُ أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ السُّلَمِيِّ، قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فَعَطَسَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ، فَقُلْتُ: يَرْحَمُكَ اللهُ، فَرَمَانِي الْقَوْمُ بِأَبْصَارِهِمْ، فَقُلْتُ: وَاثُكْلَ أُمِّيَاهْ، مَا شَأْنُكُمْ تَنْظُرُونَ إِلَيَّ؟ قَالَ: فَجَعَلُوا
__________
= وانظر (23762) .
(1) في (ظ5) : للتسبيح.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه بطوله الطيالسيُّ (1105) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1398) ، وأبو عوانة (1727) ، والطبراني 19/ (939) و (942) و (946) ، والبيهقي في "السنن" 2/250، وفي "الأسماء والصفات" ص422 من طريق أبان بن يزيد العطار، بهذا الإسناد. وفي رواية ابن أبي عاصم: صليت مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم أوطاس ...
وأخرج قصة الصلاة البخاري في "القراءة خلف الإمام" (69) من طريق أبان، به.
وأخرج قصة الجارية ابن أبي عاصم في "السنة" (489) ، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (652) من طريق أبان، به.(39/183)
يَضْرِبُونَ بِأَيْدِيهِمْ عَلَى أَفْخَاذِهِمْ، فَعَرَفْتُ أَنَّهُمْ يُصْمِتُونِي، لَكِنِّي سَكَتُّ، فَلَمَّا قَضَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّلَاةَ بِأَبِي هُوَ وَأُمِّي، مَا شَتَمَنِي وَلَا كَهَرَنِي وَلَا ضَرَبَنِي، فَقَالَ: " إِنَّ هَذِهِ الصَّلَاةَ لَا يَصْلُحُ فِيهَا شَيْءٌ مِنْ كَلَامِ النَّاسِ هَذَا، إِنَّمَا هِيَ التَّسْبِيحُ وَالتَّكْبِيرُ وَقِرَاءَةُ الْقُرْآنِ " أَوْ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا قَوْمٌ حَدِيثُ عَهْدٍ بِجَاهِلِيَّةٍ، وَقَدْ جَاءَ اللهُ بِالْإِسْلَامِ، وَمِنَّا رِجَالٌ يَأْتُونَ الْكُهَّانَ، قَالَ: " فَلَا تَأْتُوهُمْ " (1) قُلْتُ: وَمِنَّا رِجَالٌ يَتَطَيَّرُونَ قَالَ: " فَإِنَّ ذَلِكَ شَيْءٌ يَجِدُونَهُ فِي صُدُورِهِمْ فَلَا يَصُدَّنَّهُمْ " قُلْتُ: وَمِنَّا رِجَالٌ يَخُطُّونَ قَالَ: " كَانَ نَبِيٌّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ يَخُطُّ، فَمَنْ وَافَقَ خَطَّهُ فَذَاكَ "
قَالَ: وَبَيْنَمَا جَارِيَةٌ لِي تَرْعَى غُنَيْمَاتٍ لِي فِي قِبَلِ أُحُدٍ وَالْجَوَّانِيَّةِ، فَاطَّلَعْتُ عَلَيْهَا اطِّلَاعَةً، فَإِذَا الذِّئْبُ قَدْ ذَهَبَ مِنْهَا بِشَاةٍ، وَأَنَا رَجُلٌ مِنْ بَنِي آدَمَ يَأْسَفُ كَمَا يَأْسَفُونَ، لَكِنِّي صَكَكْتُهَا صَكَّةً، قَالَ: فَعَظُمَ ذَلِكَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قُلْتُ: أَلَا أُعْتِقُهَا؟ قَالَ: " ابْعَثْ إِلَيْهَا " قَالَ: فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا فَجَاءَ بِهَا، فَقَالَ: " أَيْنَ اللهُ؟ " قَالَتْ: فِي السَّمَاءِ قَالَ: " فَمَنْ أَنَا؟ " قَالَتْ: أَنْتَ رَسُولُ اللهِ قَالَ: " أَعْتِقْهَا فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ " (2)
__________
(1) في (ظ5) و (ظ2) : فلا تأتِهم.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. يحيى بن سعيد: هو القطان.=(39/184)
23768 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَكَمِ السُّلَمِيِّ، أَنَّهُ قَالَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَرَأَيْتَ أَشْيَاءَ كُنَّا نَفْعَلُهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، كُنَّا نَتَطَيَّرُ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ذَلِكَ شَيْءٌ تَجِدُهُ فِي نَفْسِكَ، فَلَا يَصُدَّنَّكُمْ " قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ كُنَّا نَأْتِي الْكُهَّانَ، قَالَ: " فَلَا تَأْتِ الْكُهَّانَ (1) " (2)
23769 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ،
__________
= وأخرجه مقطعاً الطبراني في "الكبير" 19/ (938) و (943) و (947) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مقطعاً البخاري في "القراءة" (70) ، وأبو داود (930) ، وابن خزيمة (859) ، وأبو عوانة (1828) ، وابن حبان (2248) ، والطبراني 19/ (938) و (943) و (947) من طرق عن يحيى بن سعيد، به.
وأخرجه مختصراً الدارمي (1503) من طريق يحيى بن سعيد، به في قصة الصلاة.
وأخرجه أبو داود (3909) من طريق يحيى بن سعيد، به مختصراً في خط الأنبياء.
وأخرجه مختصراً أبو داود (3282) ، والنسائي في "الكبرى" (8589) من طريق يحيى بن سعيد، به.
(1) لفظة "الكهان" ليست في (م) و (ظ2) و (ق) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. حجاج: هو ابن محمد المصيصي، وليث: هو ابن سعد، وعقيل: هو ابن خالد.
وهو مكرر (15663) سنداً ومتناً.(39/185)
عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَكَمِ، أَنَّ أَصْحَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، مِنَّا رِجَالٌ يَتَطَيَّرُونَ قَالَ: " ذَاكَ شَيْءٌ تَجِدُونَهُ فِي أَنْفُسِكُمْ فَلَا يَصُدَّنَّكُمْ " قَالُوا: وَمِنَّا رِجَالٌ يَأْتُونَ الْكُهَّانَ، قَالَ: " فَلَا تَأْتُوا كَاهِنًا " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (19500) ، ومن طريقه أخرجه مسلم ص1749، والبيهقي في "الآداب" (430) .(39/186)
حَدِيثُ عِتْبَانَ بْنِ مَالِكٍ
23770 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَحْمُودُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ عِتْبَانَ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: إِنِّي قَدْ أَنْكَرْتُ بَصَرِي، وَالسُّيُولُ تَحُولُ بَيْنِي وَبَيْنَ مَسْجِدِي، فَلَوَدِدْتُ أَنَّكَ جِئْتَ فَصَلَّيْتَ فِي بَيْتِي مَكَانًا أَتَّخِذُهُ مَسْجِدًا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَفْعَلُ إِنْ شَاءَ اللهُ " قَالَ: فَمَرَّ عَلَى أَبِي بَكْرٍ فَاسْتَتْبَعَهُ، فَانْطَلَقَ مَعَهُ، فَاسْتَأْذَنَ فَدَخَلَ عَلَيَّ، فَقَالَ وَهُوَ قَائِمٌ: " أَيْنَ تُرِيدُ أَنْ أُصَلِّيَ؟ " فَأَشَرْتُ لَهُ حَيْثُ أُرِيدُ، قَالَ: ثُمَّ حَبَسْتُهُ عَلَى خَزِيرٍ صَنَعْنَاهُ لَهُ، فَسَمِعَ أَهْلُ الْوَادِي، يَعْنِي أَهْلَ الدَّارِ، فَثَابُوا إِلَيْهِ، حَتَّى امْتَلَأَ الْبَيْتُ، فَقَالَ رَجُلٌ: أَيْنَ مَالِكُ بْنُ الدُّخْشُنِ؟ وَرُبَّمَا قَالَ: مَالِكُ بْنُ الدُّخَيْشِنِ، فَقَالَ رَجُلٌ: ذَاكَ رَجُلٌ مُنَافِقٌ لَا يُحِبُّ اللهَ وَلَا رَسُولَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَا تَقُولُ (1) : هُوَ يَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللهِ " قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ أَمَّا نَحْنُ فَنَرَى وَجْهَهُ وَحَدِيثَهُ إِلَى الْمُنَافِقِينَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيْضًا: " لَا تَقُولُ: هُوَ يَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللهِ "، قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: " فَلَنْ يُوَافِيَ عَبْدٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا
__________
(1) في (م) : لا تقول. والقول هنا بمعنى الظنِّ، أي: ألا تظنُّ؟ وانظر "فتح الباري" 12/305، و"إرشاد الساري" 10/91.(39/187)
اللهُ يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللهِ إِلَّا حُرِّمَ عَلَى النَّارِ " قَالَ مَحْمُودٌ: فَحَدَّثْتُ بِهَذَا الْحَدِيثِ نَفَرًا فِيهِمْ أَبُو أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيُّ فَقَالَ: مَا أَظُنُّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَا قُلْتَ قَالَ: فَآلَيْتُ إِنْ رَجَعْتُ إِلَى عِتْبَانَ أَنْ أَسْأَلَهُ فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ فَوَجَدْتُهُ شَيْخًا كَبِيرًا قَدْ ذَهَبَ بَصَرُهُ وَهُوَ إِمَامُ قَوْمِهِ، فَجَلَسْتُ إِلَى جَنْبِهِ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ فَحَدَّثَنِيهِ كَمَا حَدَّثَنِيهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ. قَالَ مَعْمَرٌ: فَكَانَ الزُّهْرِيُّ إِذَا حَدَّثَ بِهَذَا الْحَدِيثِ قَالَ: " ثُمَّ نَزَلَتْ فَرَائِضُ وَأُمُورٌ نَرَى أَنَّ الْأَمْرَ انْتَهَى إِلَيْهَا فَمَنْ اسْتَطَاعَ أَنْ لَا يَغْتَرَّ فَلَا يَغْتَرَّ " (1)
23771 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ عِتْبَانَ بْنِ مَالِكٍ، فَلَقِيتُ عِتْبَانَ بْنَ مَالِكٍ، فَقُلْتُ: مَا حَدِيثٌ بَلَغَنِي عَنْكَ؟ قَالَ: فَحَدِّثْنِي قَالَ: كَانَ فِي بَصَرِي بَعْضُ الشَّيْءِ، فَبَعَثْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: إِنِّي أُحِبُّ أَنْ تَجِيءَ إِلَى مَنْزِلِي تُصَلِّيَ فِيهِ، فَأَتَّخِذَهُ مُصَلًّى، قَالَ: فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَنْ شَاءَ مِنْ أَصْحَابِهِ قَالَ: فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَنْزِلِهِ وَأَصْحَابُهُ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو مكرر (16483) .
وقول الزهري في آخره: "أن لا يغتر فلا يغتر" تحرف في (م) إلى: "أن لا يفتر فلا يفتر" بالفاء فيهما.(39/188)
يَتَحَدَّثُونَ وَيَذْكُرُونَ الْمُنَافِقِينَ، وَمَا يَلْقَوْنَ مِنْهُمْ وَيُسْنِدُونَ عِظَمَ ذَلِكَ إِلَى مَالِكِ بْنِ الدُّخَيْشِنِ، وَوَدُّوا أَنْ لَوْ دَعَا عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصَابَ شَرًّا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَيْسَ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ؟ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُ لَيَقُولُ ذَلِكَ وَمَا هُوَ فِي قَلْبِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَشْهَدُ أَحَدٌ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ فَتَطْعَمَهُ النَّارُ " أَوْ " تَمَسَّهُ النَّارُ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان ابن المغيرة، فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري مقروناً وتعليقاً. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، وثابت البناني: هو ابن أسلم.
وأخرجه مطولاً ومختصراً مسلم (33) و (54) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1935) ، والنسائي في "الكبرى" (11493) ، وفي "عمل اليوم والليلة" (1107) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 2/782، وأبو عوانة (21) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (43) ، وابن منده في "الإيمان" (52) من طرق عن سليمان بن المغيرة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" 2/781 من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، وابن منده في "الإيمان" (51) من طريق أبي النضر هاشم بن القاسم، كلاهما عن سليمان بن المغيرة، عن ثابت البناني، عن أنس، عن عتبان بن مالك لم يذكروا في الإسناد محمود بن الربح.
وأخرجه ابن خزيمة 2/780-781 من طريق بهز بن أسد، عن سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس: أن عتبان بن مالك اشتكى عينيه ... وقد سلف من هذا الطريق برقم (12384) .
وأخرجه مسلم (33) (55) ، وابن خزيمة 2/778 و779 و780، وابن منده=(39/189)
23772 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنَي مَحْمُودُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ عِتْبَانَ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ قَالَ: حَبَسْتُهُ عَلَى خَزِيرٍ لَنَا صَنَعْنَاهُ لَهُ، فَسَمِعَ بِهِ أَهْلُ الْوَادِي، يَعْنِي أَهْلَ الدَّارِ، فَثَابُوا إِلَيْهِ، حَتَّى امْتَلَأَ الْبَيْتُ، فَقَالَ رَجُلٌ: أَيْنَ مَالِكُ بْنُ الدُّخْشُنِ؟ قَالَ: وَرُبَّمَا قَالَ: الدُّخَيْشِنِ (1)
23773 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ عِتْبَانَ بْنِ مَالِكٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى فِي بَيْتِهِ سُبْحَةَ الضُّحَى، فَقَامُوا وَرَاءَهُ فَصَلَّوْا بِصَلَاتِهِ " (2)
__________
= (53) من طرق عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، عن عتبان بن مالك ليس فيه محمود بن الربيع كذلك.
وأخرجه أبو عوانة (20) من طريق عفان، عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس بن مالك، عن محمود بن الربيع: أن عتبان بن مالك كان قد عمي.. فذكره.
وانظر ما قبله، وما سلف برقم (16482) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو مكرر (23770) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عثمان بن عمر: هو ابن فارس العبدي، ويونس: هو ابن يزيد الأيْلي.
وأخرجه الدارقطني في "السنن" 2/80 من طريق عثمان بن عمر، بهذا الإسناد.
وانظر (16479) .(39/190)
حَدِيثُ عَاصِمِ بْنِ عَدِيٍّ (1)
23774 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي الْبَدَّاحِ، عَنْ أَبِيهِ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَخَّصَ لِلرِّعَاءِ بِأَنْ يَرْمُوا يَوْمًا وَيَدَعُوا يَوْمًا " (2)
__________
(1) عاصم بن عَدِي عجلانيٌّ، حليف الأنصار. كان سيِّد بني عجلان، يكنى أبا عمرو، ويقال: أبو عبد الله. واتفقوا على ذِكْره في البدريين، ويقال: إنه لم يَشهَدْها، بل خرج فكُسِرَ فردَّه النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الرَّوْحاء واستخلفه على العالية من المدينة، وهذا هو المعتمد، وبه جَزَمَ ابنُ إسحاق. وله ذِكْر في "الصحيح" من حديث سهل بن سعد في قصة المتلاعنينِ.
قال ابن سعد وابن السَّكَن وغيرهما: مات سنة خمسٍ وأربعين، وهو ابن مئةٍ وخمس عشرة. وقيل: عشرين. "الإصابة" لابن حجر 3/572-573.
(2) إسناده صحيح. عبد الله بن أبي بكر: هو ابن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري، وأبو البدَّاح: هو ابن عاصم بن عدي العَجْلاني، وقد يُنسَب إلى جدِّه فيقال: أبو البَدَّاح بن عديٍّ.
وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة عاصم بن عدي 13/508 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي (854) ، وأبو داود (1976) ، والترمذي (954) ، ويعقوب ابن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/214، والنسائي 5/273، وابن الجارود (477) ، وابن خزيمة (2976) ، وابن حبان (3888) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (454) ، والحاكم 1/478، والبيهقي 5/151، وابن عبد البر في "التمهيد" 17/259 من طرق عن سفيان بن عيينة، به - وقرن أبو داود ومن طريقه البيهقي=(39/191)
23775 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي الْبَدَّاحِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَخَّصَ لِرِعَاءِ الْإِبِلِ فِي الْبَيْتُوتَةِ عَنْ مِنًى يَرْمُونَ يَوْمَ النَّحْرِ، ثُمَّ يَرْمُونَ الْغَدَ، أَوْ مِنْ بَعْدِ الْغَدِ الْيَوْمَيْنِ، ثُمَّ يَرْمُونَ يَوْمَ النَّفْرِ " (1)
__________
= بعبد الله بن أبي بكر أخاه محمداً، وسقط سفيان من مطبوع ابن خزيمة.
وأخرجه ابن ماجه (3036) عن ابن أبي شيبة، وابن خزيمة (2977) عن علي ابن خشرم، كلاهما عن سفيان بن عيينة، عن عبد الله بن أبي بكر، عن أخيه عبد الملك بن أبي بكر، عن أبي البدَّاح، به.
وأخرجه ابن خزيمة (2978) من طريق روح بن القاسم، عن عبد الله بن أبي بكر، عن أبيه، به.
وفي الباب عن ابن عمر: أن العباس استأذن رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في أن يبيت بمكة
أيام منىً من أجل السِّقاية، فرخَّص له. وقد سلف برقم (4691) ، وهو في "الصحيحين".
(1) إسناده صحيح.
وأخرجه ابن ماجه (3037) ، والنسائي في "الكبرى" (4178) ، وأبو يعلى (6836) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 17/258 و261 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
والحديث في "موطأ" مالك برواية يحيى الليثي 1/408، ومن طرق عن مالك بنحوه أخرجه الدارمي (1897) ، والبخاريُّ في "التاريخ الكبير" 6/477، وأبو داود (1975) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/214، والنسائي 5/273، وابن خزيمة (2975) و (2979) ، والطبراني في "الكبير" 17/453، والحاكم 1/478، والبيهقي 5/150، وابن عبد البر في "التمهيد" 17/253=(39/192)
23776 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي الْبَدَّاحِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " أَرْخَصَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِرِعَاءِ الْإِبِلِ فِي الْبَيْتُوتَةِ أَنْ يَرْمُوا يَوْمَ النَّحْرِ، ثُمَّ يَجْمَعُوا رَمْيَ يَوْمَيْنِ بَعْدَ النَّحْرِ، فَيَرْمُونَهُ فِي أَحَدِهِمَا "، قَالَ مَالِكٌ: ظَنَنْتُ أَنَّهُ فِي الْآخِرِ مِنْهُمَا، ثُمَّ يَرْمُونَ يَوْمَ النَّفْرِ (1)
23777 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا رَوْحٌ (2) ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ،
__________
= و256، والبغوي في "شرح السنة" (1970) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 3/114. إلا أنَّ الدارمي لم يذكر في روايته والد عبد الله.
قال مالك: تفسير الحديث الذي أرخَص فيه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لرعاءِ الإبل في تأخير رَمْي الجمار، فيما نُرى والله أعلم: أنهم يرمون يوم النَّحْر، فإذا مضى اليوم الذي يَلي يوم النحر رَمَوْا من الغدِ، وذلك يوم النَّفْر الأول، فيرمون لليوم الذي مضى، ثم يرمون ليومهم ذلك، لأنه لا يقضي أحدٌ شيئاً حتى يجبَ عليه، فإذا وجَبَ عليه ومضى كان القضاءُ بعد ذلك، فإن بدا لهم النَّفْر فقد فَرغُوا، وإن أقاموا إلى الغد رَمَوا مع الناس يوم النَّفْر الآخِر، ونفروا.
(1) إسناده صحيح.
وأخرجه الترمذي (955) ، وابن ماجه (3037) ، وابن الجارود (487) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وسقط من مطبوع ابن الجارود أبو بكر والد عبد الله، ويستدرك من "إتحاف المهرة" 6/384.
(2) هكذا في نسخنا الخطية و"جامع المسانيد": "حدثنا محمد بن بكر أخبرنا روح" فإن صحَّ ما فيها ولم يكن تحريفاً فهو من رواية الأقران عن بعضٍ، فإن محمد بن بكر وروحاً من طبقة واحدة، وفي "أطراف المسند" 2/630 و"إتحاف=(39/193)
أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي الْبَدَّاحِ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عَدِيٍّ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْخَصَ لِلرِّعَاءِ أَنْ يَتَعَاقَبُوا فَيَرْمُوا يَوْمَ النَّحْرِ، ثُمَّ يَدَعُوا يَوْمًا وَلَيْلَةً، ثُمَّ يَرْمُوا الْغَدَ " (1)
__________
= المهرة" 6/385 كلاهما للحافظ ابن حجر: "محمد بن بكر وروح"، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده صحيح. محمد بن بكر: هو البُرْساني، وروح: هو ابن عبادة.
وأخرجه أبو إسحاق الفزاري في "السير" (629) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/215، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/222، والطبراني في "الكبير" 17/ (455) ، والبيهقي في "الكبرى" 5/150-151، وابن عبد البر في "التمهيد" 17/258 من طرق عن ابن جريج، بهذا الإسناد.(39/194)
حَدِيثُ أَبِي دَاودَ الْمَازِنِيِّ
23778 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ أَبُو دَاوُدَ الْمَازِنِيُّ، وَحَدَّثَنَا يَزِيدُ (1) قَالَ: قَالَ مُحَمَّدٌ، فَحَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ بَنِي مَازِنٍ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ الْمَازِنِيِّ، وَكَانَ شَهِدَ بَدْرًا، قَالَ: " إِنِّي لَأَتْبَعُ رَجُلًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ لِأَضْرِبَهُ، إِذْ وَقَعَ رَأْسُهُ قَبْلَ أَنْ يَصِلَ إِلَيْهِ سَيْفِي، فَعَرَفْتُ أَنَّهُ قَدْ قَتَلَهُ غَيْرِي " (2)
__________
(1) زاد هنا في (م) : "أخبرنا محمد بن إسحاق عن أبيه" وهي زيادة مقحمة.
(2) إسناده ضعيف لإبهام الواسطة بين إسحاق بن يسار والد محمد وبين أبي داود المازني. يزيد: هو ابن هارون.
وأخرجه الدولابي في "الكنى" 1/69 عن أبي بكر مصعب بن عبد الله، عن يزيد بن هارون، بالإسناد الثاني.
وأخرجه كذلك الطبري في "تفسيره" 4/77 من طريق سلمة بن الفضل، عن محمد بن إسحاق، به.
وهو في "سيرة ابن هشام" 2/286 عن ابن إسحاق بالإسناد الثاني.
وفي الباب عن ابن عباس عند مسلم (1763) ضمن حديث طويل، وفيه عكرمة بن عمار، وهو وإن أثنى عليه جماعة من أهل العلم، ينفرد بأشياء مما تُستَنكر لا يتابعه عليها أحد.(39/195)
حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ (1)
23779 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، وَسُرَيْجٌ قَالَا: حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُنَا عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّ فِي الْجُمُعَةِ سَاعَةً "، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، قُلْتُ: وَاللهِ لَوْ جِئْتُ أَبَا سَعِيدٍ فَسَأَلْتُهُ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، ثُمَّ خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِهِ فَدَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ فَسَأَلْتُ عَنْهَا فَقَالَ: خَلَقَ اللهُ آدَمَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَأُهْبِطَ إِلَى الْأَرْضِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَقَبَضَهُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَفِيهِ تَقُومُ السَّاعَةُ، فَهِيَ آخِرُ سَاعَةٍ وَقَالَ سُرَيْجٌ فَهِيَ آخِرُ سَاعَتِهِ (2) فَقُلْتُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " فِي صَلَاةٍ " وَلَيْسَتْ بِسَاعَةِ صَلَاةٍ قَالَ: أَوَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مُنْتَظِرُ الصَّلَاةِ فِي صَلَاةٍ "؟ قُلْتُ: بَلَى قَالَ: هِيَ وَاللهِ هِيَ (3)
__________
(1) هو إسرائيليٌّ ثم أنصاريٌّ، وكان حليفاً لبني الخزرج، كنيته أبو يوسف، وكان من ذرية يوسف عليه السلام، وكان من بني قَينُقاع.
أسلم أول ما قدم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينةَ، وكان سيد اليهود وأَعلَمَهم، وهو ممن بشر بالجنة فقد روى البخاري (3812) ومسلم (2483) عن سعد بن أبي وقاص قال: ما سمعت النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول لأحدٍ يمشي على الأرض: إنَّه من أهل الجنة، إلا لعبد الله بن سلام. توفِّي بالمدينة سنة ثلاث وأربعين. "الإصابة" 4/118-120.
(2) في النسخ و"جامع المسانيد": ساعة، والمثبت من (م) .
(3) حديث صحيح، وهذا سند حسن من أجل فليح، وقد سلف بسند صحيح=(39/196)
23780 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا الْفُضَيْلُ يَعْنِي ابْنَ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ خُنَيْسٍ (1) الْغِفَارِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ، قَالَ: " مَا بَيْنَ كَذَا (2) ، وَأُحُدٍ حَرَامٌ، حَرَّمَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَا كُنْتُ لِأَقْطَعَ بِهِ شَجَرَةً وَلَا أَقْتُلَ بِهِ طَائِرًا " (3)
__________
= برقم (10303) و (10545) ، وسيأتي برقم (23791) .
وأخرجه بطوله البزار (620- كشف الأستار) من طريق الحسن بن محمد بن أَعيَن، والطبراني في "الكبير - قطعة من جـ13" برقم (362) من طريق محمد بن سنان العَوَقي، كلاهما عن فليح بن سليمان، بهذا الإسناد.
وقد سلف الحديث مطولاً برقم (11604) بهذا الإسناد، إلا أنه وقع فيه خطأ يغلب على الظن أنه من فليح، فقد ذكر فيه أن أبا سلمة دخل على عبد الله بن سلام بعد وفاة أبي هريرة، مع أن أبا هريرة توفي بعد عبد الله بن سلام بخمس عشرة أو أربع عشرة سنة، وقد فاتنا أن ننبه على هذا هناك، فليستدرك من هنا.
وكون منتظر الصلاة في صلاة سيأتي عن عبد الله بن سلام بإسناد صحيح برقم (23785) . ويشهد له غير ما حديث، انظرها عند حديث سهل بن سعد السالف برقم (22812) .
وانظر (23781) و (23785) و (23786) و (23791) .
(1) تصحف في (م) والنسخ الخطية إلى: حُبيش، بالحاء المهملة والباء والشين المعجمة، وأورده ابن ماكولا في "الإكمال" 2/340 فضبطه بالخاء المعجمة بعدها نون مفتوحة وآخره سين مهملة.
(2) تصحف في (م) إلى: كداء.
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عبيد الله بن خُنيس الغفاري، فقد تفرَّد بالرواية عنه محمد بن أبي يحيى الأسلمي، وله ترجمة في "التعجيل" (682) ، وفضيل بن سليمان ضعيف يعتبر به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير- قطعة من ج13" برقم (408) من طريق محمد=(39/197)
23781 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنِي الضَّحَّاكُ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ، قَالَ: قُلْتُ وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ: إِنَّا نَجِدُ فِي كِتَابِ اللهِ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ سَاعَةً لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ، فَيَسْأَلَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ شَيْئًا، إِلَّا أَعْطَاهُ مَا سَأَلَهُ، فَأَشَارَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " بَعْضُ سَاعَةٍ " قَالَ: فَقُلْتُ: صَدَقَ رَسُولُ اللهِ قَالَ أَبُو النَّضْرِ: قَالَ أَبُو سَلَمَةَ: سَأَلْتُهُ أَيَّةَ سَاعَةٍ هِيَ؟ قَالَ: " آخِرُ سَاعَاتِ النَّهَارِ "، فَقُلْتُ: إِنَّهَا لَيْسَتْ بِسَاعَةِ صَلَاةٍ، فَقَالَ: " بَلَى إِنَّ الْعَبْدَ الْمُسْلِمَ فِي صَلَاةٍ إِذَا صَلَّى، ثُمَّ قَعَدَ فِي مُصَلَّاهُ لَا يَحْبِسُهُ إِلَّا انْتِظَارُ الصَّلَاةِ " (1)
__________
= ابن أبي بكر المقدَّمي وشباب العصفري، كلاهما عن فضيل بن سليمان، بهذا الإسناد. ولفظه: "ما بين عَيْر وأُحُد".
ويشهد له حديث علي بن أبي طالب السالف برقم (615) ، وهو في "الصحيحين".
وفي باب تحريم المدينة انظر حديث أبي سعيد الخدري السالف برقم (11177) ، وحديث أبي هريرة السالف برقم (7218) ، وانظر تتمة أحاديث الباب عندهما.
(1) إسناده قوي، الضحاك -وهو ابن عثمان بن عبد الله الحِزامي- صدوق لا بأس به من رجال مسلم، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. عبد الله بن الحارث: هو ابن عبد الملك المخزومي، وأبو النضر: هو سالم بن أبي أُميَّة.
وأخرجه ابن ماجه (1139) من طريق ابن أبي فديك، عن الضحاك بن عثمان، بهذا الإسناد.
وقد روى أبو سلمة نحو هذا الحديث مرة أخرى عن أبي هريرة في قصة له مع عبد الله بن سلام، كما سيأتي برقم (23785) .=(39/198)
23782 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى أَبُو مُحَيَّاةَ التَّيْمِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَخِي عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ، قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَيْسَ اسْمِي عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلَامٍ " فَسَمَّانِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلَامٍ " (1)
* 23783 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، أَنَّ يَحْيَى بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَهُ عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ نَسِيرُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ سَمِعَ الْقَوْمَ وَهُمْ يَقُولُونَ: أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِيمَانٌ بِاللهِ وَرَسُولِهِ، وَجِهَادٌ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَحَجٌّ مَبْرُورٌ "،
__________
= وانظر (23779) .
(1) إسناده ضعيف لجهالة ابن أخي عبد الله بن سلام، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. عبد الله بن محمد: هو أبو بكر بن أبي شيبة.
وهو عند ابن أبي شيبة في "مصنفه" 8/664-665، ومن طريقه أخرجه عبد ابن حميد (498) ، وابن ماجه (3734) ، وأبو يعلى (7498) ، والطبراني في "الكبير- قطعة من ج13" (357) و (398) ، وتمام الرازي في "فوائده" (1213) .
وأخرجه الترمذي (3256) و (3803) من طريق علي بن سعيد، عن أبي محيَّاة، به.
وقد جاء في باب تغيير الاسم عن غير واحد من الصحابة، انظر حديث ابن عمر السالف برقم (4682) .(39/199)
ثُمَّ سَمِعَ نِدَاءً فِي الْوَادِي يَقُولُ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَأَنَا أَشْهَدُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا يَشْهَدَ بِهَا أَحَدٌ إِلَّا بَرِئَ مِنَ الشِّرْكِ " قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ هَارُونَ (1)
__________
(1) صحيح لغيره، ولهذا إسناد ضعيف لجهالة يحيى بن عبد الرحمن الثقفي، فقد تفرَّد بالرواية عنه سعيد بن أبي هلال، وتساهل ابن حبان فذكره في "ثقاته".
ابن وهب: هو عبد الله، وعمرو بن الحارث: هو المِصْري.
وأخرجه المزي في ترجمة يحيى بن عبد الرحمن من "تهذيب الكمال" 31/442 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (2338) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (39) ، وابن حبان (4595) ، والطبراني في "الكبير- قطعة من ج13" برقم (369) ، وفي "الأوسط" (8891) ، وأبو نعيم في "الحلية" 4/270 من طرق عن ابن وهب، بهذا الإسناد - واقتصر النسائي على الشطر الثاني منه.
تنبيه: وقع في "صحيح" ابن حبان وحده: "يحيى بن عبد الله بن سالم" مكان قوله: يحيى بن عبد الرحمن، وهو خطأ يقيناً ولعله من بعض نسَّاخه، وفي الرواة يحيى بن عبد الله بن سالم بن عبد الله بن عمر، وهو ليس في هذه الطبقة، بل هو في طبقة من يروي عنهم ابن وهب، وبناء على هذا الخطأ، حُكِمَ على إسناده في "صحيح" ابن حبان بتحقيقنا بأنه قوي على شرط مسلم! فاقتضى التنبيه، والله ولي التوفيق.
ويشهد للشطر الأول منه حديث أبي هريرة السالف برقم (7511) و (7590) ، وهو في "الصحيحين". وانظر تتمة شواهده هناك.
ولقوله: "وأنا أشهد" شاهد من حديث عائشة عند أبي داود (526) ، وابن حبان (1683) . وانظر ما سيأتي في مسندها (24933) .
وحديث معاوية بن أبي سفيان، سلف برقم (16828) ، وإسناده صحيح، وفي فضل الشهادتين انظر حديث أبي هريرة السالف برقم (9466) .(39/200)
23784 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَوْفٍ، حَدَّثَنَا زُرَارَةُ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلَامٍ ح، وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ زُرَارَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْجَفَلَ النَّاسُ عَلَيْهِ، فَكُنْتُ فِيمَنِ انْجَفَلَ، فَلَمَّا تَبَيَّنْتُ وَجْهَهُ عَرَفْتُ أَنَّ وَجْهَهُ لَيْسَ بِوَجْهِ كَذَّابٍ، فَكَانَ أَوَّلُ شَيْءٍ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: " أَفْشُوا السَّلَامَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصِلُوا الْأَرْحَامَ، وَصَلُّوا وَالنَّاسُ نِيَامٌ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. يحيى بن سعيد. هو القطان، وعوف: هو ابن أبي جميلة الأعرابي. وزُرَارة: هو ابن أوفى.
وأخرجه ابن ماجه (1334) ، والترمذي (2485) من طريق محمد بن بشار، عن يحيى بن سعيد ومحمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: هذا حديث صحيح.
وأخرجه الحاكم 4/159-160 من طريق يحيي بن سعيد وحده، به. وصحح إسناده ووافقه الذهبي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/536 و624 و14/95، وعبد بن حميد (496) ، والدارمي (1460) و (2632) ، وابن ماجه (1334) و (3251) ، والترمذي (2485) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/264، وأبن أبي عاصم في "الأوائل" (80) ، ومحمد بن نصر في "قيام الليل" (20) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/132، والطبراني في "الكبير- قطعة من ج13" (385) ، وفي "مكارم الأخلاق" (153) ، وفي "الأوائل" (34) ، وابن السُّني في "عمل اليوم والليلة" (215) ،
والحاكم 3/13، وتمَّام الرازي في "فوائده" (1174) و (1175) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (719) ، والبيهقي في "السنن" 2/502 وفي "دلائل النبوة"=(39/201)
23785 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: ثُمَّ لَقِيتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ سَلَامٍ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، ثُمَّ قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلَامٍ: قَدْ عَلِمْتُ أَيَّةَ سَاعَةٍ هِيَ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَقُلْتُ لَهُ: فَأَخْبِرْنِي وَلَا تَضِنَّ عَلَيَّ، قَالَ عَبْدُ اللهِ: هِيَ آخِرُ سَاعَةٍ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: كَيْفَ تَكُونُ آخِرَ سَاعَةٍ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ؟ وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يُصَادِفُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ يُصَلِّي، وَتِلْكَ سَاعَةٌ لَا يُصَلَّى فِيهَا " قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلَامٍ: أَلَمْ يَقُلْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مَنْ جَلَسَ مَجْلِسًا يَنْتَظِرُ فِيهِ الصَّلَاةَ فَهُوَ فِي الصَّلَاةِ حَتَّى يُصَلِّيَ " فَقُلْتُ: بَلَى قَالَ: فَهُوَ ذَاكَ (1)
23786 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ،
__________
= 2/531-532، وفي "شعب الإيمان" (8749) ، والبغوي في "شرح السنة" (926) من طرق عن عوف الأعرابي، به.
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو سلف برقم (6587) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي.
وهذا الحديث قطعة متمِّمة للحديث السالف في مسند أبي هريرة برقم (10303) ، فانظر تخريجه هناك.
وانظر ما بعده.(39/202)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: فَلَقِيتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ سَلَامٍ فَحَدَّثْتُهُ حَدِيثِي وَحَدِيثَ كَعْبٍ فِي قَوْلِهِ فِي كُلِّ سَنَةٍ قَالَ: كَذَبَ كَعْبٌ هُوَ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فِي كُلِّ يَوْمِ جُمُعَةٍ " قُلْتُ: إِنَّهُ قَدْ رَجَعَ، قَالَ: أَمَا وَالَّذِي نَفْسُ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ بِيَدِهِ إِنِّي لَأَعْرِفُ تِلْكَ السَّاعَةَ، قَالَ: قُلْتُ يَا عَبْدَ اللهِ فَأَخْبِرْنِي بِهَا قَالَ: هِيَ آخِرُ سَاعَةٍ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ قَالَ: قُلْتُ: قَالَ: لَا يُوَافِقُ مُؤْمِنٌ وَهُوَ يُصَلِّي، قَالَ: أَمَا سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ انْتَظَرَ صَلَاةً فَهُوَ فِي صَلَاةٍ حَتَّى يُصَلِّيَ "، قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: فَهُوَ كَذَلِكَ (1)
23787 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عَبَّادٍ، قَالَ: كُنْتُ فِي الْمَسْجِدِ، فَجَاءَ رَجُلٌ فِي وَجْهِهِ أَثَرٌ مِنْ خُشُوعٍ، فَدَخَلَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ فَأَوْجَزَ فِيهِمَا، فَقَالَ الْقَوْمُ: هَذَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَلَمَّا خَرَجَ اتَّبَعْتُهُ حَتَّى دَخَلَ
__________
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير محمد بن إسحاق، فقد روى له مسلم في المتابعات وأصحاب السنن، وهو صدوق حسن الحديث، إلا أنه مدلِّس وقد عنعن، ولم يصرِّح بالسماع، وقد توبع. محمد بن إبراهيم: هو ابن الحارث التَّيمي، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف الزهري.
وأخرجه ابن خزيمة (1738) من طريق محمد بن عبيد، والحاكم 1/279 من طريق يعلى بن عبيد، كلاهما عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (23791) ، وهو نحو حديث مالك السابق، والسالف بطوله من طريقه برقم (10303) في مسند أبي هريرة.
وانظر (23779) .(39/203)
مَنْزِلَهُ، فَدَخَلْتُ مَعَهُ، فَحَدَّثْتُهُ فَلَمَّا اسْتَأْنَسَ قُلْتُ لَهُ: إِنَّ الْقَوْمَ لَمَّا دَخَلْتَ قَبْلُ الْمَسْجِدَ قَالُوا: كَذَا وَكَذَا قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ مَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَقُولَ مَا لَا يَعْلَمُ، وَسَأُحَدِّثُكَ لِمَ؟ إِنِّي رَأَيْتُ رُؤْيَايَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَصَصْتُهَا عَلَيْهِ، رَأَيْتُ كَأَنِّي فِي رَوْضَةٍ خَضْرَاءَ، قَالَ ابْنُ عَوْنٍ: فَذَكَرَ مِنْ خُضْرَتِهَا وَسَعَتِهَا، وَسْطُهَا عَمُودُ حَدِيدٍ أَسْفَلُهُ فِي الْأَرْضِ وَأَعْلَاهُ فِي السَّمَاءِ فِي أَعْلَاهُ عُرْوَةٌ، فَقِيلَ لِيَ: اصْعَدْ عَلَيْهِ فَقُلْتُ: لَا أَسْتَطِيعُ، فَجَاءَنِي مِنْصَفٌ، قَالَ ابْنُ عَوْنٍ: هُوَ الْوَصِيفُ، فَرَفَعَ ثِيَابِي مِنْ خَلْفِي، فَقَالَ: اصْعَدْ عَلَيْهِ، فَصَعِدْتُ حَتَّى أَخَذْتُ بِالْعُرْوَةِ، فَقَالَ: اسْتَمْسِكْ بِالْعُرْوَةِ، فَاسْتَيْقَظْتُ وَإِنَّهَا لَفِي يَدِي، قَالَ: فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَصَصْتُهَا عَلَيْهِ فَقَالَ: " أَمَّا الرَّوْضَةُ فَرَوْضَةُ الْإِسْلَامِ، وَأَمَّا الْعَمُودُ فَعَمُودُ الْإِسْلَامِ، وَأَمَّا الْعُرْوَةُ فَهِيَ الْعُرْوَةُ الْوُثْقَى أَنْتَ عَلَى الْإِسْلَامِ حَتَّى تَمُوتَ " قَالَ: وَهُوَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلَامٍ (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن عون: هو عبد الله بن عون بن أرطبان، ومحمد: هو ابن سيرين.
وأخرجه البخاري (3813) و (7014) ، ومسلم (2484) (148) ، وأبو عوانة كما في "إتحاف المهرة" 6/684-685، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/461-462 من طرق عن عبد الله بن عون، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه البخاري (7010) ، ومسلم (2484) (149) من طريق قُرَّة بن خالد، عن محمد بن سيرين، به.
وسيأتي بنحوه بأطول مما هنا برقم (23790) .
والقوم الذين شهدوا لعبد الله بن سلام بالجنة هما: عبد الله بن عمر بن=(39/204)
23788 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، وَعَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ قَالَ: تَذَاكَرْنَا أَيُّكُمْ يَأْتِي رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَسْأَلَهُ: أَيُّ الْأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ؟ فَلَمْ يَقُمْ أَحَدٌ مِنَّا، " فَأَرْسَلَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا فَجَمَعَنَا، فَقَرَأَ عَلَيْنَا هَذِهِ السُّورَةَ، يَعْنِي سُورَةَ الصَّفِّ كُلَّهَا " (1)
23789 - حَدَّثَنَا يَعْمَرُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، حَدَّثَنِي هِلَالُ بْنُ أَبِي مَيْمُونَةَ، أَنَّ عَطَاءَ بْنَ يَسَارٍ،
__________
= الخطاب، وسعد بن مالك وهو ابن أبي وقَّاص، سُمِّيا في رواية قرة بن خالد عند البخاري ومسلم. وقد أخرج الشيخان عن سعد بن أبي وقاص أنه قال: ما سمعتُ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول لحيٍّ من الناس يمشي: "إنَّه في الجنة" إلا لعبد الله بن سَلاَم.
وقد سلف في "المسند" برقم (1453) .
والمِنصَف -بكسر الميم وفتح الصاد- والوصيف: هو الخادم.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين من حديث يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن. وأما رواية يحيى بن أبي كثير عن عطاء بن يسار ففيها انقطاع، بينهما في هذا الحديث هلال بن أبي ميمونة كما في الرواية التالية، وهو ثقة من رجال الشيخين.
وأخرجه أبو إسحاق في "السير" (546) ، والدارمي (2390) ، والترمذي (3309) ، وأبو يعلى (7499) ، وابن حبان (4594) ، والطبراني في "الكبير - قطعة من ج13" (406) ، والحاكم 2/69 و228-229 و486-487، والبيهقي 9/159-160، والذهبي في "سير أعلام النبلاء" 2/424 من طرق عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن عبد الله بن سلام. ووقع في مطبوع الطبراني مكان "يحيى بن أبي كثير": يحيى بن أكثم، وهو تحريف.
وانظر ما بعده.(39/205)
حَدَّثَهُ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ سَلَامٍ، حَدَّثَهُ أَوْ قَالَ (1) : حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ، قَالَ: تَذَاكَرْنَا بَيْنَنَا، قُلْنَا: أَيُّكُمْ يَأْتِي رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَسْأَلَهُ: أَيُّ الْأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ؟ وَهِبْنَا أَنْ يَقُومَ مِنَّا أَحَدٌ، فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْنَا رَجُلًا رَجُلًا حَتَّى جَمَعَنَا فَجَعَلَ بَعْضُنَا يُشِيرُ إِلَى بَعْضٍ، " فَقَرَأَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} إِلَى قَوْلِهِ: {كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللهِ} [غافر: 35] قَالَ: فَتَلَاهَا مِنْ أَوَّلِهَا إِلَى آخِرِهَا " قَالَ: " فَتَلَاهَا عَلَيْنَا ابْنُ سَلَامٍ مِنْ أَوَّلِهَا إِلَى آخِرِهَا "، قَالَ: " فَتَلَاهَا عَلَيْنَا عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ مِنْ أَوَّلِهَا إِلَى آخِرِهَا "، قَالَ يَحْيَى: " فَتَلَاهَا عَلَيْنَا هِلَالٌ مِنْ أَوَّلِهَا إِلَى آخِرِهَا "، قَالَ الْأَوْزَاعِيُّ: " فَتَلَاهَا عَلَيْنَا يَحْيَى مِنْ أَوَّلِهَا إِلَى آخِرِهَا " (2)
__________
(1) يعني يحيى بن أبي كثير، كما قال الحافظان ابن حجر في "إتحاف المهرة" 6/680، والسخاوي في "الجواهر المكلَّلة بالأحاديث المسلسلة" حديث (34) .
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يَعمَر -وهو ابن بِشر الخراساني- فقد روى عنه جمع ووثقه ابن المديني والدارقطني وغيرهما، انظر ترجمته في "تاريخ بغداد" 14/357-358، و"التعجيل" (1203) . وصححه الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" 8/641.
وأخرجه أبو يعلى في "مسنده" (7497) عن عبد الله بن محمد بن أسماء، والطبراني في "الكبير - قطعة من ج13" (407) من طريق يحيى بن عبد الحميد، كلاهما عن ابن المبارك، بهذا الإسناد.=(39/206)
23790 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمِ ابْنِ بَهْدَلَةَ، عَنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ خَرَشَةَ بْنِ الْحُرِّ، قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَجَلَسْتُ إِلَى شِيَخَةٍ فِي مَسْجِدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَ شَيْخٌ يَتَوَكَّأُ عَلَى عَصًا لَهُ، فَقَالَ الْقَوْمُ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا، فَقَامَ خَلْفَ سَارِيَةٍ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، فَقُمْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ لَهُ: قَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ كَذَا وَكَذَا فَقَالَ: الْجَنَّةُ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ يُدْخِلُهَا مَنْ يَشَاءُ، وَإِنِّي رَأَيْتُ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رُؤْيَا، رَأَيْتُ كَأَنَّ رَجُلًا أَتَانِي، فَقَالَ: انْطَلِقْ، فَذَهَبْتُ مَعَهُ، فَسَلَكَ بِي مَنْهَجًا عَظِيمًا، فَعَرَضَتْ لِي طَرِيقٌ عَنْ يَسَارِي، فَأَرَدْتُ أَنْ أَسْلُكَهَا، فَقَالَ: إِنَّكَ لَسْتَ مِنْ أَهْلِهَا، ثُمَّ عَرَضَتْ لِي طَرِيقٌ عَنْ يَمِينِي، فَسَلَكْتُهَا حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى جَبَلٍ زَلِقٍ، فَأَخَذَ بِيَدِي فَزَجَلَ بِي، فَإِذَا أَنَا عَلَى ذُرْوَتِهِ، فَلَمْ أَتَقَارَّ وَلَا أَتَمَاسَكْ، فَإِذَا عَمُودٌ مِنْ حَدِيدٍ فِي ذُرْوَتِهِ حَلْقَةٌ مِنْ ذَهَبٍ، فَأَخَذَ بِيَدِي فَزَجَلَ بِي حَتَّى أَخَذْتُ بِالْعُرْوَةِ، فَقَالَ: اسْتَمْسِكْ، فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَضَرَبَ الْعَمُودَ بِرِجْلِهِ فَاسْتَمْسَكْتُ بِالْعُرْوَةِ، فَقَصَصْتُهَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " رَأَيْتَ خَيْرًا أَمَّا الْمَنْهَجُ الْعَظِيمُ فَالْمَحْشَرُ، وَأَمَّا الطَّرِيقُ الَّتِي
__________
=وأخرجه الحاكم 2/69 من طريق الهِقْل بن زياد، عن الأوزاعي، بالإسنادين جميعاً.
وانظر ما قبله.(39/207)
عَرَضَتْ عَنْ يَسَارِكَ، فَطَرِيقُ أَهْلِ النَّارِ وَلَسْتَ مِنْ أَهْلِهَا، وَأَمَّا الطَّرِيقُ الَّتِي عَرَضَتْ عَنْ يَمِينِكَ، فَطَرِيقُ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَأَمَّا الْجَبَلُ الزَّلِقُ فَمَنْزِلُ الشُّهَدَاءِ، وَأَمَّا الْعُرْوَةُ الَّتِي اسْتَمْسَكْتَ بِهَا فَعُرْوَةُ الْإِسْلَامِ، فَاسْتَمْسِكْ بِهَا حَتَّى تَمُوتَ " قَالَ: فَأَنَا أَرْجُو أَنْ أَكُونَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ قَالَ: وَإِذَا هُوَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلَامٍ (1)
23791 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَدِمْتُ الشَّامَ فَلَقِيتُ كَعْبًا فَكَانَ يُحَدِّثُنِي عَنِ التَّوْرَاةِ، وَأُحَدِّثُهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى أَتَيْنَا عَلَى ذِكْرِ يَوْمِ الْجُمُعَةِ، فَحَدَّثْتُهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ فِي الْجُمُعَةِ سَاعَةً لَا يُوَافِقُهَا مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللهَ فِيهَا خَيْرًا إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ " فَقَالَ
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم بن بَهْدلة، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم.
وأخرجه ابن أبي شيبة 11/66-67، وعبد بن حميد (497) ، وابن ماجه (3920) من طريق الحسن بن موسى، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "السنن الكبرى" (7633) من طريق عفان، به.
وأخرجه مسلم (2484) (150) ، وابن حبان (7166) ، والحاكم 3/414-415، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/462 من طريق سليمان بن مسهر، عن خرشة بن الحر، به.
وانظر ما سلف برقم (23787) .
قال السندي: قوله: "إلى جَبَل زَلَق" بفتحتين، أي: أَملس لا يثبت عليه قَدَمٌ.
"فزَجَل بي" أي: رَقى بي.
"والذُّروة"، بضم ذال أو كسرها. الرأس.(39/208)
كَعْبٌ: صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ هِيَ فِي كُلِّ سَنَةٍ مَرَّةٌ قُلْتُ: لَا فَنَظَرَ كَعْبٌ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ هِيَ فِي كُلِّ شَهْرٍ مَرَّةٌ قُلْتُ: لَا فَنَظَرَ سَاعَةً فَقَالَ: صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ فِي كُلِّ جُمُعَةٍ مَرَّةٌ قُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ كَعْبٌ: أَتَدْرِي أَيُّ يَوْمٍ هُوَ؟ قُلْتُ: وَأَيُّ يَوْمٍ هُوَ؟ قَالَ: فِيهِ خَلَقَ اللهُ آدَمَ وَفِيهِ تَقُومُ السَّاعَةُ وَالْخَلَائِقُ فِيهِ مُصِيخَةٌ إِلَّا الثَّقَلَيْنِ: الْجِنَّ وَالْإِنْسَ، خَشْيَةَ الْقِيَامَةِ، فَقَدِمْتُ الْمَدِينَةَ، فَأَخْبَرْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ سَلَامٍ بِقَوْلِ كَعْبٍ، فَقَالَ: كَذَبَ كَعْبٌ، قُلْتُ: إِنَّهُ قَدْ رَجَعَ إِلَى قَوْلِي، فَقَالَ: أَتَدْرِي أَيُّ سَاعَةٍ هِيَ؟ قُلْتُ: لَا، وَتَهَالَكْتُ عَلَيْهِ: أَخْبِرْنِي أَخْبِرْنِي، فَقَالَ: هِيَ فِيمَا بَيْنَ الْعَصْرِ وَالْمَغْرِبِ، قُلْتُ: كَيْفَ وَلَا صَلَاةَ؟ قَالَ: أَمَا سَمِعْتَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا يَزَالُ الْعَبْدُ فِي صَلَاةٍ مَا كَانَ فِي مُصَلَّاهُ يَنْتَظِرُ الصَّلَاةَ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. قيس بن سعد: هو المكِّي.
وأخرجه الطيالسي (2363) عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وانظر (23786) .(39/209)
حَدِيثُ أَبِي الطُّفَيْلِ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ (1)
23792 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ جُمَيْعٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، قَالَ: لَمَّا أَقْبَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ أَمَرَ مُنَادِيًا فَنَادَى: إِنَّ رَسُولَ اللهِ أَخَذَ الْعَقَبَةَ، فَلَا يَأْخُذْهَا أَحَدٌ، فَبَيْنَمَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُودُهُ حُذَيْفَةُ وَيَسُوقُ بِهِ عَمَّارٌ إِذْ أَقْبَلَ رَهْطٌ مُتَلَثِّمُونَ عَلَى الرَّوَاحِلِ، غَشَوْا عَمَّارًا وَهُوَ يَسُوقُ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَقْبَلَ عَمَّارٌ يَضْرِبُ وُجُوهَ الرَّوَاحِلِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِحُذَيْفَةَ: " قَدْ، قَدْ " حَتَّى هَبَطَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا هَبَطَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَزَلَ وَرَجَعَ عَمَّارٌ، فَقَالَ: " يَا عَمَّارُ، هَلْ عَرَفْتَ الْقَوْمَ؟ " فَقَالَ: قَدْ عَرَفْتُ عَامَّةَ الرَّوَاحِلِ وَالْقَوْمُ مُتَلَثِّمُونَ قَالَ: " هَلْ تَدْرِي مَا أَرَادُوا؟ " قَالَ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: " أَرَادُوا أَنْ يَنْفِرُوا بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَطْرَحُوهُ " قَالَ: فَسَأَلَ عَمَّارٌ رَجُلًا مِنْ
__________
(1) قال السندي: هو كِنانيٌّ ليثيٌّ، مشهور باسمه وكنيته، له صُحْبة، وكان من صغار الصحابة، جاء عنه أنه قال: أدركتُ ثماني سنين من حياة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وعن أحمد أنه قال: أبو الطُّفيل مكيٌّ ثقةٌ. وظاهره أنه تابعيٌّ، نزل الكوفةَ، وصَحِبَ عليّاً في مشاهده كلها، فلما قُتِل عليٌّ انصرف إلى مكة فأقام بها حتى مات بها، وكان يعترف بفضل أبي بكر وعمر إلا أنه كان يقدِّم علياً. وكان شاعراً محسناً عاقلاً حاضر الجواب فصيحاً.
قال مسلم: مات سنة مئة. وقيل: اثنتين ومئة، وقيل: سبع ومئة، وقيل: عشر ومئة، وهو آخر من مات من الصحابة.(39/210)
أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: نَشَدْتُكَ بِاللهِ، كَمْ تَعْلَمُ كَانَ أَصْحَابُ الْعَقَبَةِ فَقَالَ: أَرْبَعَةَ عَشَرَ فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ فِيهِمْ فَقَدْ كَانُوا خَمْسَةَ عَشَرَ، فَعَذَرَ (1) رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُمْ ثَلَاثَةً قَالُوا: وَاللهِ مَا سَمِعْنَا مُنَادِيَ رَسُولِ اللهِ، وَمَا عَلِمْنَا مَا أَرَادَ الْقَوْمُ، فَقَالَ عَمَّارٌ: أَشْهَدُ أَنَّ الِاثْنَيْ عَشَرَ الْبَاقِينَ حَرْبٌ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا، وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ قَالَ الْوَلِيدُ: وَذَكَرَ أَبُو الطُّفَيْلِ فِي تِلْكَ الْغَزْوَةِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِلنَّاسِ: وَذُكِرَ لَهُ: أَنَّ فِي الْمَاءِ قِلَّةً فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُنَادِيًا فَنَادَى: " أَنْ لَا يَرِدَ الْمَاءَ أَحَدٌ قَبْلَ رَسُولِ اللهِ فَوَرَدَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَجَدَ رَهْطًا قَدْ وَرَدُوهُ قَبْلَهُ، فَلَعَنَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ " (2)
__________
(1) تحرف في (م) و (ظ2) و (ق) إلى: فعدد.
(2) إسناده قوي على شرط مسلم. يزيد: هو ابن هارون.
وهذا الحديث قد رواه أبو الطفيل عن حذيفة بن اليمان، فقد أخرجه البزار في "مسنده" (2800) و (2803) من طريق محمد بن فضيل، عن الوليد بن جُميع، عن أبي الطفيل، عن حذيفة.
وأخرج نحوه البيهقي في "دلائل النبوة" 5/260-261 من طريق محمد بن إسحاق، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن أبي البَخْتَري، عن حذيفة بن اليمان قال: كنتُ آخذاً بخُطام ناقة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أقود به وعمار يسوقه ...
فذكره. ورواية أبي البختري -وهو سعيد بن فيروز- عن حذيفة بن اليمان مرسلة.
والقطعة الأخيرة من الحديث سلفت في مسند حذيفة برقم (23321) و (23395) من طريق أبي الطفيل عنه.(39/211)
23793 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبِي مِنْ، كِتَابِهِ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا رَبَاحُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ حَبِيبٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي الطُّفَيْلِ، فَوَجَدْتُهُ طَيِّبَ النَّفْسِ، فَقُلْتُ: لَأَغْتَنِمَنَّ ذَلِكَ مِنْهُ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا الطُّفَيْلِ، النَّفَرُ الَّذِينَ لَعَنَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنْ بَيْنِهِمْ، مَنْ هُمْ؟ فَهَمَّ أَنْ يُخْبِرَنِي بِهِمْ، فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَةٌ سَوْدَاءُ: مَهْ يَا أَبَا الطُّفَيْلِ، أَمَا بَلَغَكَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " اللهُمَّ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، فَأَيُّمَا عَبْدٍ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ دَعَوْتُ عَلَيْهِ بِدَعْوَةٍ، فَاجْعَلْهَا لَهُ زَكَاةً وَرَحْمَةً " (1)
23794 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ،
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد قوي، وسودة زوجُ أبي الطفيل لم تُذكَر إلا في هذا الحديث. إبراهيم بن خالد: هو الصنعاني المؤذن، وعمر بن حبيب: هو المكي نزلي اليمن.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (2330) من طريق محمد بن عبد الرحيم الصنعاني، عن رباح بن زيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (950) من طريق إسماعيل بن عياش، عن عبد الله بن عثمان، عن أبي الطفيل أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال ... فأسقط منه سودة زوج أبي الطفيل، وإسماعيل بن عياش مخلِّطٌ في حديث غير أهل بلده، وهذا منها فهو حمصي وعبد الله بن عثمان بن خثيم مكي.
وفي الباب عن أبي هريرة سلف برقم (7311) و (8199) ، وانظر تتمة شواهده في الموضع الأول.(39/212)
عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، قَالَ: لَمَّا بُنِيَ الْبَيْتُ كَانَ النَّاسُ يَنْقُلُونَ الْحِجَارَةَ، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْقُلُ مَعَهُمْ، فَأَخَذَ الثَّوْبَ فَوَضَعَهُ عَلَى عَاتِقِهِ، فَنُودِيَ: لَا تَكْشِفْ عَوْرَتَكَ، " فَأَلْقَى الْحَجَرَ وَلَبِسَ ثَوْبَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1)
23795 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُبَيْدٍ الرَّاسِبِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الطُّفَيْلِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا نُبُوَّةَ بَعْدِي إِلَّا الْمُبَشِّرَاتِ "، قَالَ: قِيلَ: وَمَا الْمُبَشِّرَاتُ يَا رَسُولَ اللهِ؟، قَالَ: " الرُّؤْيَا الْحَسَنَةُ " أَوْ قَالَ: " الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ " (2)
__________
(1) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن عثمان بن خثيم، فمن رجال مسلم، وهو صدوق لا بأس به، وهذا الحديث من مراسيل الصحابة، فإن أبا الطفيل لم يدرك زمن بناء البيت.
وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه" (1105) و (9106) ، ومن طريقه أخرجه الحاكم في "المستدرك" 4/179 وصححه - وهو في الموضع الثاني من "المصنف" ضمن حديث طويل في قصة بناء الكعبة.
وفي الباب عن جابر بن عبد الله سلف برقم (14140) .
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عثمان بن عبيد الراسبي، وقد وثَّقه يحيى بن معين، وقال أبو حاتم في "الجرح والتعديل" 6/158: مستقيم الأمر، وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/159.
وأورده البخاري في "التاريخ الكبير" 6/241 من طريق سليمان بن حرب، عن حماد بن زيد، به.
وأورده أيضاً فيه عن موسى بن إسماعيل، عن مهدي بن ميمون، عن عثمان بن عبيد، عن أبي الطفيل قال: بلغني عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ..
وهذا الحديث رواه أبو الطفيل عن حذيفة بن أَسيد، فقد أخرجه الطبراني في=(39/213)
23796 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ عِمْرَانَ الْمَازِنِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الطُّفَيْلِ، وَسُئِلَ: هَلْ رَأَيْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قِيلَ: فَهَلْ كَلَّمْتَهُ؟ قَالَ: لَا، وَلَكِنِّي رَأَيْتُهُ انْطَلَقَ مَكَانَ كَذَا وَكَذَا، وَمَعَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ وَأُنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ حَتَّى أَتَى دَارَ قَوْرَاءَ فَقَالَ: " افْتَحُوا هَذَا الْبَابَ "، فَفُتِحَ وَدَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَدَخَلْتُ مَعَهُ، فَإِذَا قَطِيفَةٌ فِي وَسَطِ الْبَيْتِ، فَقَالَ: " ارْفَعُوا هَذِهِ الْقَطِيفَةَ " فَرَفَعُوا الْقَطِيفَةَ، فَإِذَا غُلَامٌ أَعْوَرُ تَحْتَ الْقَطِيفَةِ فَقَالَ: " قُمْ يَا غُلَامُ "، فَقَامَ الْغُلَامُ، فَقَالَ: " يَا غُلَامُ، أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ؟ " قَالَ الْغُلَامُ: أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ؟، قَالَ: " أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ؟ " قَالَ الْغُلَامُ: أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنْ شَرِّ هَذَا " مَرَّتَيْنِ (1)
__________
= "الكبير" (3051) من طريق أبي عاصم النبيل، عن مهدي بن ميمون، عن عثمان ابن عبيد، عن أبي الطفيل، به.
ورواه عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي، عن مهدي بن ميمون، عن عثمان بن عبيد، عن أبي الطُّفيل، عن حذيفة، ولم ينسبه. فأدخله البزار في "مسنده" (2805) في حديث حذيفة بن اليمان!
وفي الباب عن ابن عباس سلف برقم (1900) .
وعن أبي هريرة، سلف برقم (8313) .
وعن عائشة، سيأتي برقم (24977) .
(1) إسناده ضعيف، مهدي بن عمران قال البخاري فيما نقله عنه الذهبي في "الميزان" 4/195: لا يتايع على حديثه، ثم ساق له هذا الحديث من طريق قرة ابن سليمان، عن مهدي بن عمران، به.=(39/214)
23797 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا الْجُرَيْرِيُّ، قَالَ: كُنْتُ أَطُوفُ مَعَ أَبِي الطُّفَيْلِ، فَقَالَ: مَا بَقِيَ أَحَدٌ رَأَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْرِي قَالَ: قُلْتُ: وَرَأَيْتَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: كَيْفَ كَانَ صِفَتُهُ؟ قَالَ: " كَانَ أَبْيَضَ مَلِيحًا مُقْصِدًا " (1)
__________
= وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/295 من طريق عمرو بن سهل، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" ص45-46 من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، كلاهما عن مهدي بن عمران، به - وذكر عمرو بن سهل في حديثه أن القصة وقعت في مكة، وهذا لا يصحُّ.
وقد جاء نحو هذا الحديث في ابن صيَّاد كما في حديث ابن عمر السالف برقم (6360) ، وحديث أبي سعيد الخدري السالف برقم (11776) ، وحديث جابر بن عبد الله السالف برقم (14955) ، وحديث ابن مسعود عند مسلم (2924) (85) .
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. الجريري: هو سعيد بن إياس.
وأخرجه ابن سعد 1/417-418، والبخاري في "الأدب المفرد" (790) والترمذي في "الشمائل" (13) ، والفاكهي في "أخبار مكة" (664) ، وأبو عوانة كما في "إتحاف المهرة" 6/410 من طرق عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد 1/418، والبخاري في "الأدب" (790) ، ومسلم (2340) ، وأبو داود (4864) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 3/277، وأبو عَوانة كما في "الإتحاف"، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/242، وتمَّام الرازي في "فوائده" (1417) ، وأبو نعيم في "الحلية" 6/203
من طرق عن الجُريري، به.
زاد أبو داود وابن قانع في آخره: إذا مشى كأنما يهوي في صبُوب.
قال ابن الأثير في "النهاية": يروى بالفتح والضم، فالفتح اسم يُصبُّ على الإنسان من ماءٍ وغيره، والضمُّ: جمع صَبَب: وهو الموضع المنحدر.=(39/215)
23798 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا مَعْرُوفٌ الْمَكِّيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الطُّفَيْلِ عَامِرَ بْنَ وَاثِلَةَ، قَالَ: " رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَا غُلَامٌ شَابٌّ، يَطُوفُ بِالْبَيْتِ عَلَى رَاحِلَتِهِ يَسْتَلِمُ الْحَجَرَ بِمِحْجَنِهِ " (1)
__________
= وأخرجه بنحوه ابن سعد 1/419، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (947) من طريق جابر بن يزيد، عن أبي الطفيل، به.
قوله: "مقصَّداً" قال السندي: بفتح صادٍ مشدَّدة، وهو مَن ليس بطويل ولا قصير ولا جسيم كأنَّ خلقه يشبه القَصد من الأمور، أي: الوَسَط، وهو المعتدل الذي لا يميل إلى أَحد طَرَفي التفريط والإفراط.
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل معروفٍ المكي: وهو ابن خَرَّبُوذ.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه - الجزء الذي نشره العمروي" ص145، وابن ماجه (2949) ، والفاكهي في "أخبار مكة" (456) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1275) ، وأبو داود (1879) ، وابن ماجه (2949) ، والبزار في "مسنده" (2784) ، والفاكهي في "أخبار مكة" (456) ، وابن الجارود في "المنتقى" (464) ، وأبو يعلى (903) ، وابن خزيمة (2783) ، وأبو عوانة كما في "إتحاف المهرة" 6/411، والبيهقي 5/100-101، والبغوي في "شرح السنة" (1908) ، والمزي في ترجمة معروف من "تهذيب الكمال" 28/266 من طرق عن معروفٍ المكي، به. زاد مسلم وغيره في آخره: ويُقبِّل المحجَن.
وأخرجه البزار في "مسنده" (2779) من طريق شيبان النحوي، عن جابر الجعفي، عن أبي الطفيل. وجابر الجعفي ضعيف.
وأخرجه ابن خزيمة (2782) من طريق حفص بن عمر العذري، والبيهقي 5/101 من طريق يزيد بن أبي حكيم، كلاهما عن يزيد بن مليك، عن أبي الطفيل، به - زاد حفص بن عمر فيه: "ويقبِّل طرق المحجن"، وحفصٌ ضعيف، ويزيد بن مُليك ليس بالمشهور.=(39/216)
23799 - حَدَّثَنَا ثَابِتُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جُمَيْعٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: قَالَ لِي أَبُو الطُّفَيْلِ: " أَدْرَكْتُ ثَمَانِ سِنِينَ مِنْ حَيَاةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَوُلِدْتُ عَامَ أُحُدٍ " (1)
__________
= ويشهد له دون تقبيل المِحجَن حديث ابن عباس السالف برقم (1841) و (2118) ، وهو في "الصحيحين".
وحديث جابر عند مسلم (1273) ، وقد سلف برقم (14415) .
وحديث عائشة عند مسلم (1274) ، والنسائي 5/224.
ويشهد للتقبيل بعد الاستلام حديث ابن عمر عند مسلم (1268) (246) ، عن نافع قال: رأيت ابن عمر يستلم الحجر بيده ثم قبَّل يدَه، وقال: ما تركته منذ رأيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يفعله. وقد سلف في "المسند" برقم (5875) .
وأخرج الشافعي وغيره -كما سلف عند حديث ابن عمر- من طرق عن ابن جريج قال: قلت لعطاءٍ: هل رأيت أحداً من أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا استلموا قبَّلوا أيديَهم؟ فقال: نعم، رأيت ابن عمر وأبا سعيد وجابر بن عبد الله وأبا هريرة إذا استلموا قبَّلوا أيديَهم. قلت: وابن عباس؟ قال: نعم؛ وحسبتُ كثيراً.
(1) إسناده حسن.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 6/446، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/233، والطبراني في "الأوسط" (4302) ، والحاكم 3/618، والسهمي في "تاريخ جرجان" ص147، والخطيب في "تاريخه" 7/142 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه يعقوب بن سفيان 1/234، والخطيب البغدادي 7/142 من طريق محمد بن عيسى ابن الطباع، والدولابي في "الكنى" 1/40 من طريق يحيى بن معين، كلاهما عن ثابت بن الوليد، به.
وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 2/242 من طريق عباد بن يعقوب، عن الوليد بن عبد الله بن جميع، به.(39/217)
23800 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، وَذَكَرَ بِنَاءَ الْكَعْبَةِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ قَالَ: فَهَدَمَتْهَا قُرَيْشٌ وَجَعَلُوا يَبْنُونَهَا بِحِجَارَةِ الْوَادِي تَحْمِلُهَا قُرَيْشٌ عَلَى رِقَابِهَا، فَرَفَعُوهَا فِي السَّمَاءِ عِشْرِينَ ذِرَاعًا، " فَبَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَحْمِلُ حِجَارَةً مِنْ أَجْيَادٍ وَعَلَيْهِ نَمِرَةٌ، فَضَاقَتْ عَلَيْهِ النَّمِرَةُ، فَذَهَبَ يَضَعُ النَّمِرَةَ عَلَى عَاتِقِهِ فَتُرَى عَوْرَتُهُ مِنْ صِغَرِ النَّمِرَةِ، فَنُودِيَ: يَا مُحَمَّدُ، خَمِّرْ عَوْرَتَكَ فَلَمْ يُرَ عُرْيَانًا بَعْدَ ذَلِكَ " (1)
23801 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رَأَيْتُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ كَأَنِّي أَنْزِعُ أَرْضًا، وَرَدَتْ عَلَيَّ وَغَنَمٌ سُودٌ، وَغَنَمٌ عُفْرٌ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَنَزَعَ ذَنُوبًا أَوْ ذَنُوبَيْنِ وَفِيهِمَا ضَعْفٌ، وَاللهُ يَغْفِرُ لَهُ، ثُمَّ جَاءَ عُمَرُ فَنَزَعَ فَاسْتَحَالَتْ غَرْبًا فَمَلَأَ الْحَوْضَ وَأَرْوَى الْوَارِدَةَ، فَلَمْ أَرَ عَبْقَرِيًّا أَحْسَنَ نَزْعًا مِنْ عُمَرَ، فَأَوَّلْتُ أَنَّ السُّودَ الْعَرَبُ وَأَنَّ الْعُفْرَ الْعَجَمُ " (2)
__________
(1) إسناده قوي، وهو في "مصنف" عبد الرزاق بطوله برقم (9106) .
وانظر (23794) .
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد: وهو ابن جُدْعان.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (951) ، وأبو يعلى (904) عن إبراهيم بن الحجاج السامي، عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أبي=(39/218)
23802 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الطُّفَيْلِ، يُحَدِّثُ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَمَلَ مِنَ الْحَجَرِ إِلَى الْحَجَرِ " (1)
__________
= الطفيل، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وحماد، عن حبيب وحميد، عن الحسن البصري، عن
النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلاً.
وأخرجه مختصراً بقصة الغنم السود والعُفْر البزار في "مسنده" (2785) من طريق محمد بن الفضل، عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، به.
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4814) .
وعن أبي هريرة، سلف برقم (8239) . وهما في "الصحيح".
قال السندي: قوله: "أنزع أرضاً" أي: بئراً، أي: ماءه.
"عُفْر" أي: بيضٌ.
"فاستحالت" أي: صارت الدَّلو "غَرْباً" أي: عظيماً.
"عبقرياً": قويّاً.
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد، فإن عبيد الله ابن أبي زياد -وهو القدَّاح المكي- مختلف فيه، وهو ممن يعتبر به في المتابعات والشواهد، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه أبو يعلى في "مسنده" (901) عن عبد الله بن عمر بن أبان، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/181 من طريق سعيد بن سليمان الواسطي، كلاهما عن ابن المبارك، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (23806) .
وانظر حديث أبي الطفيل عن ابن عباس، السالف برقم (2707) .
وله شاهد من حديث ابن عمر في "الصحيحين" وقد سلف برقم (4618) و (4983) .=(39/219)
23803 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ مُظَفَّرُ بْنُ مُدْرِكٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ: أَنَّ رَجُلًا مَرَّ عَلَى قَوْمٍ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ، فَرَدُّوا عَلَيْهِ السَّلَامَ، فَلَمَّا جَاوَزَهُمْ قَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ: وَاللهِ إِنِّي لَأُبْغِضُ هَذَا فِي اللهِ، فَقَالَ أَهْلُ الْمَجْلِسِ: بِئْسَ وَاللهِ مَا قُلْتَ، أَمَا وَاللهِ لَنُنَبِّئَنَّهُ، قُمْ يَا فُلَانُ، رَجُلًا مِنْهُمْ، فَأَخْبِرْهُ، قَالَ: فَأَدْرَكَهُ رَسُولُهُمْ، فَأَخْبَرَهُ بِمَا قَالَ، فَانْصَرَفَ الرَّجُلُ حَتَّى أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَرَرْتُ بِمَجْلِسٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فِيهِمْ فُلَانٌ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِمْ فَرَدُّوا السَّلَامَ، فَلَمَّا جَاوَزْتُهُمْ أَدْرَكَنِي رَجُلٌ مِنْهُمْ فَأَخْبَرَنِي أَنَّ فُلَانًا قَالَ: وَاللهِ إِنِّي لَأُبْغِضُ هَذَا الرَّجُلَ فِي اللهِ، فَادْعُهُ فَسَلْهُ عَلَامَ يُبْغِضُنِي؟ فَدَعَاهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَهُ عَمَّا أَخْبَرَهُ الرَّجُلُ، فَاعْتَرَفَ بِذَلِكَ وَقَالَ: قَدْ قُلْتُ لَهُ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَلِمَ تُبْغِضُهُ؟ " قَالَ: أَنَا جَارُهُ وَأَنَا بِهِ خَابِرٌ، وَاللهِ مَا رَأَيْتُهُ يُصَلِّي صَلَاةً قَطُّ إِلَّا هَذِهِ الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ الَّتِي يُصَلِّيهَا الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ، قَالَ الرَّجُلُ: سَلْهُ يَا رَسُولَ اللهِ: هَلْ رَآنِي قَطُّ أَخَّرْتُهَا عَنْ وَقْتِهَا، أَوْ أَسَأْتُ الْوُضُوءَ لَهَا، أَوْ أَسَأْتُ الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ فِيهَا؟، فَسَأَلَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: لَا،
__________
= وآخر من حديث جابر عند مسلم (1218) و (1263) ، وقد سلف برقم (14440) ، ومن طريق آخر عن جابر عند مسلم برقم (1263) .(39/220)
ثُمَّ قَالَ: وَاللهِ مَا رَأَيْتُهُ يَصُومُ قَطُّ إِلَّا هَذَا الشَّهْرَ الَّذِي يَصُومُهُ الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ؟، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ هَلْ رَآنِي قَطُّ أَفْطَرْتُ فِيهِ، أَوْ انْتَقَصْتُ مِنْ حَقِّهِ شَيْئًا؟، فَسَأَلَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: لَا، ثُمَّ قَالَ: وَاللهِ مَا رَأَيْتُهُ يُعْطِي سَائِلًا قَطُّ، وَلَا رَأَيْتُهُ يُنْفِقُ مِنْ مَالِهِ شَيْئًا فِي شَيْءٍ مِنْ سَبِيلِ اللهِ بِخَيْرٍ، إِلَّا هَذِهِ الصَّدَقَةَ الَّتِي يُؤَدِّيهَا الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ، قَالَ: فَسَلْهُ يَا رَسُولَ اللهِ هَلْ كَتَمْتُ مِنَ الزَّكَاةِ شَيْئًا قَطُّ، أَوْ مَاكَسْتُ فِيهَا طَالِبَهَا؟ قَالَ: فَسَأَلَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: لَا، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قُمْ إِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ خَيْرٌ مِنْكَ " (1)
23804 - حَدَّثَنَاهُ يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّ رَجُلًا فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ عَلَى قَوْمٍ وَلَمْ يَذْكُرْ أَبَا الطُّفَيْلِ. (2)
__________
(1) ضعيف لإرساله، فالصواب أنه من مراسيل ابن شهاب الزهري كما سيأتي بإثر الرواية التالية.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 2/260-261 وزاد نسبته إلى الطبراني في "الكبير".
وذكره الدارقطني في "العلل" 7/41-42 ورجّح إرساله.
(2) ضعيف لإرساله. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري، وابن شهاب: هو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب الزهري.
ويغني عنه حديث طلحة بن عبيد الله في "الصحيحين" وغيرهما قال: جاء أعرابيٌّ إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال. يا رسول الله، ما الإسلام؟ قال: "خمسُ صلواتٍ =(39/221)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بَلَغَنِي أَنَّ إِبْرَاهِيمَ بْنَ سَعْدٍ حَدَّثَ بِهَذَا الْحَدِيثِ مِنْ حِفْظِهِ فَقَالَ: عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ حَدَّثَ بِهِ ابْنُهُ يَعْقُوبُ، عَنْ أَبِيهِ، فَلَمْ يَذْكُرْ أَبَا الطُّفَيْلِ فَأَحْسِبُهُ وَهِمَ وَالصَّحِيحُ رِوَايَةُ يَعْقُوبَ وَاللهُ أَعْلَمُ
23805 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، وَعَفَّانُ قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ: أَنَّ رَجُلًا وُلِدَ لَهُ غُلَامٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَى بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " فَأَخَذَ بِبَشَرَةِ جَبْهَتِهِ (1) وَدَعَا لَهُ بِالْبَرَكَةِ " قَالَ: فَنَبَتَتْ شَعَرَةٌ فِي جَبْهَتِهِ كَهَيْئَةِ الْقَوْسِ، وَشَبَّ الْغُلَامُ، فَلَمَّا كَانَ زَمَنُ الْخَوَارِجِ أَحَبَّهُمْ، فَسَقَطَتِ الشَّعَرَةُ عَنْ جَبْهَتِهِ، فَأَخَذَهُ أَبُوهُ فَقَيَّدَهُ وَحَبَسَهُ، مَخَافَةَ أَنْ يَلْحَقَ بِهِمْ، قَالَ: فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ فَوَعَظْنَاهُ، وَقُلْنَا لَهُ فِيمَا نَقُولُ: أَلَمْ تَرَ أَنَّ بَرَكَةَ دَعْوَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ وَقَعَتْ عَنْ جَبْهَتِكَ؟ فَمَا زِلْنَا بِهِ حَتَّى رَجَعَ عَنْ رَأْيِهِمْ، فَرَدَّ اللهُ عَلَيْهِ الشَّعَرَةَ بَعْدُ فِي جَبْهَتِهِ وَتَابَ (2)
__________
= في يوم وليلة" قال: هل عليَّ غيرهنَّ؟ قال: "لا" وسأله عن الصوم، فقال: "صيامُ رمضان" قال: هل عليَّ غيرهنَّ؟ قال: "لا" قال: وذكر الزكاة، قال: هل على غيرُها؟ قال: "لا". قال: والله لا أزيد عليهنَّ، ولا أَنقص منهنَّ، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "قد أفلح إن صدق". سلف في "المسند" برقم (1390) .
(1) في (م) : وجهه.
(2) إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد: وهو ابن جُدْعان.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" 15/314 عن أسود بن عامر، عن حماد ابن سلمة، بهذا الإسناد.(39/222)
23806 - حَدَّثَنَا يَعْمَرُ بْنُ بِشْرٍ (1) ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ مُبَارَكٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الطُّفَيْلِ، يَقُولُ: " إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَمَلَ ثَلَاثًا مِنَ الْحَجَرِ إِلَى الْحَجَرِ " (2)
__________
(1) تحرف في (م) و (ظ2) إلى: مبشر.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد.
وقد سلف برقم (23802) .(39/223)
حَدِيثُ نَوْفَلٍ الْأَشْجَعِيِّ
23807 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ فَرْوَةَ بْنِ نَوْفَلٍ الْأَشْجَعِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: دَفَعَ إِلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْنَةَ أُمِّ سَلَمَةَ، وَقَالَ: " إِنَّمَا أَنْتَ ظِئْرِي " قَالَ: فَمَكَثَ مَا شَاءَ اللهُ، ثُمَّ أَتَيْتُهُ، فَقَالَ: " مَا فَعَلَتِ الْجَارِيَةُ، أَوِ الْجُوَيْرِيَةُ،؟ " قَالَ: قُلْتُ: عِنْدَ أُمِّهَا، قَالَ: " فَمَجِيءُ مَا جِئْتَ؟ "، قَالَ: قُلْتُ: تُعَلِّمُنِي مَا أَقُولُ عِنْدَ مَنَامِي، فَقَالَ: " اقْرَأْ عِنْدَ مَنَامِكَ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} " قَالَ: " ثُمَّ نَمْ عَلَى خَاتِمَتِهَا، فَإِنَّهَا بَرَاءَةٌ مِنَ الشِّرْكِ " (1)
__________
(1) حديث حسن على اضطرابٍ في إسناده كما سيأتي، وهذا الإسناد رجاله رجال الصحيح غير صحابيه نوفل الأشجعي. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله بن عبيد السَّبيعي.
وأخرجه الترمذي بإثر الحديث (3403) من طريق يحيى بن آدم، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (802) من طريق شعيب بن حرب، والحاكم 1/565، وعنه البيهقي في "شعب الإيمان" (2521) من طريق أبي غسان مالك بن إسماعيل، كلاهما عن إسرائيل، به.
ورواه عن إسرائيل أيضاً أبو أحمد الزبيري، أخرجه البزار في "مسنده" كما في "تغليق التعليق" لابن حجر 4/408، وهو عند المصنف في الخامس عشر من مسند الأنصار، وسنذكره في المستدرك آخر مسند الأنصار إن شاء الله برقم (24009/50) .
ورواه المصنف أيضاً في الخامس عشر من مسند الأنصار عن أبي النضر هاشم ابن القاسم، عن زهير بن معاوية، عن أبي إسحاق، به. وسيأتي برقم (24009/49) .=(39/224)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= ومن طريق أبي النضر هاشم بن القاسم أخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" ص264.
وأخرجه ابن أبي شيبة 9/74 و10/249، والدارمي (3427) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" 8/108، وأبو داود (5055) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (801) ، وفي التفسير من "الكبرى" (11709) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2654) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/156، وابن حبان (790) و (5526) ، والطبراني في "الدعاء" (277) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (689) ، والحاكم 2/538، والبيهقي في "الشعب" (2520) ، وفي "الدعوات" (358) ، والخطيب البغدادي في "الأسماء المبهمة" ص308، والواحدي في "الوسيط" 4/564، وابن الأثير في "أسد الغابة" 5/370 من طرق عن زهير بن معاوية، عن أبي إسحاق، به.
وأخرجه ابن قانع 3/156، والطبراني في "الدعاء" (278) من طرق عن أبي إسحاق، به.
وخالف فيه سفيان الثوري:
فقد رواه المصنف في خامس عشر الأنصار عن أبي أحمد الزبيري وعبد الرزاق ويحيى بن آدم، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن فروة: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لرجلٍ: "اقرأ عند منامك ... " فذكره مرسلاً، وسيأتي ذِكره في المستدرك على مسند الأنصار إن شاء الله برقم (24009 /51 و52) .
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (804) من طريق عبد الله بن المبارك، عن سفيان الثوري، به.
وأخرجه النسائي (803) من طريق مخلد بن يزيد الحراني، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي فروة الأشجعي، عن ظئرٍ لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال ...
وأخرجه البيهقي في "الشعب" (2519) من طريق أبي أحمد الزبيري، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي فروة الأشجعي أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لرجل ... =(39/225)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وخالف فيه شعبة:
فقد أخرجه الترمذي (3403) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/156 من طريقين عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن رجل، عن فروة بن نوفل: أنه أتى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.. وقال الترمذي في رواية من رواه عن أبي إسحاق عن فروة بن نوفل، عن أبيه: أصح من حديث شعبة. قلنا: وهو كما قال، فإن الصحبة ليست لفروة، وإنما لأبيه نوفل الأشجعي،
وخالف فيه عبد العزيز بن مسلم القسملي:
فقد أخرجه أبو يعلى (1596) ، وعنه ابن حبان في قسم الصحابة من "الثقات" 3/330-331، وابن الأثير في "أسد الغابة" 4/359 من طريقه عن أبي إسحاق، عن فروة بن نوفل قال: أتيت المدينة فقال لي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ..
ثم قال ابن حبان: القلب يميل إلى أن هذه اللفظة ليست بمحفوظة من ذِكْر صحبة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإنا نذكره في كتاب التابعين أيضاً لأن ذلك الموضع به أشبه، وعبد العزيز بن مسلم القسملي ربما أَوهَم فأَفحش.
وخالف فيه شريك بن عبد الله النخعي:
فقد أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (800) من طريق سعيد بن سليمان الواسطي، وابن قانع 1/162 من طريق إبراهيم بن أبي الوزير، كلاهما عن شريك، عن أبي إسحاق، عن فروة، عن جبلة بن حارثة قال: سألت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قلت: علِّمني شيئاً ينفعني، قال ...
ورواه المصنف من هذا الطريق في الخامس عشر من الأنصار، لكن قال فيه: الحارث بن جبلة، وسيأتي ذِكْرُه في آخر الأنصار إن شاء الله برقم (24009/6 و7) .
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (2195) ، و"الأوسط" (1989) من طريق محمد ابن الطفيل، عن شريك، عن أبي إسحاق، عن جبلة، فلم يذكر بينهما واسطةً.
قلنا: وشريك سيىء الحفظ.
وخالف فيه إسماعيل بن أبي خالد:=(39/226)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= فقد أخرجه الخطيب في "الأسماء المبهمة" ص308 من طريقه عن أبي إسحاق قال: جاء رجل من أشجع ... فذكره مرسلاً.
قال الحافظ ابن حجر في "الإصابة" 6/482: وزعم ابن عبد البر (أي: في الاستيعاب) بأنه حديث مضطرب، وليس كما قال، بل الرواية التى فيها "عن أبيه" أرجح، وهي الموصولة، رواته ثقات فلا يضرُّه مخالفة من أرسله ... وقد أخرجه ابن أبي شيبة (في "مصنفه" 9/74) من طريق أبي مالك الأشجعي، عن عبد الرحمن بن نوفل الأشجعي، عن أبيه، فذكره. قلنا: وعبد الرحمن بن نوفل مجهول.
وقال الحافظ أيضاً في "نتائج الأفكار": حديث حسن، وفي سنده اختلاف كثير على أبي إسحاق السبيعي، فلذا اقتصرت على تحسينه. نقله ابن علاَّن في "الفتوحات الربانية" 3/156.
وله شاهد من حديث أنس بن مالك عند البيهقي في "شعب الإيمان" (2522) : أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لمعاذٍ: "اقرأ ... " قال البيهقي بإثره: هو بهذا الإسناد منكر، وإنما يعرف بالإسناد الأول. يعني عن فروة بن نوفل عن أبيه. الظِّئْر: المرضعة غيرَ ولدها، ويقع على الذَّكر والأنثى، يعني يقال للمرضعة وزوجها.
وقوله: "فمجيء ما جئتَ؟ ": "فمجيء ما" قال القاضي عياض فيما نقله النووي عنه في "شرح مسلم" 15/143 في حديث أبيّ بن كعب في قصة موسى والخضر تعليقاً على قوله: "مجيء ما جاء بك": ضبطناه "مجيءُ" مرفوع غير منون عن بعضهم، وعن بعضهم منوناً، قال: وهو أظهر، أي: أمر عظيم جاء بك.(39/227)
حَدِيثُ الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ
23808 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ، قَالَ: قَالَ لِي عَلِيٌّ: سَلْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الرَّجُلِ يُلَاعِبُ أَهْلَهُ، فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَذْيُ مِنْ غَيْرِ مَاءِ الْحَيَاةِ، فَلَوْلَا أَنَّ ابْنَتَهُ تَحْتِي، لَسَأَلْتُهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، الرَّجُلُ يُلَاعِبُ أَهْلَهُ، فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَذْيُ مِنْ غَيْرِ مَاءِ الْحَيَاةِ؟ قَالَ: " يَغْسِلُ فَرْجَهُ وَيَتَوَضَّأُ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ " (1)
23809 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ، قَالَ: قَدِمْتُ أَنَا وَصَاحِبَانِ لِي عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَصَابَنَا جُوعٌ شَدِيدٌ، فَتَعَرَّضْنَا لِلنَّاسِ فَلَمْ يُضِفْنَا أَحَدٌ، فَانْطَلَقَ بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى مَنْزِلِهِ وَعِنْدَهُ أَرْبَعُ أَعْنُزٍ، فَقَالَ لِي: " يَا مِقْدَادُ، جَزِّئْ أَلْبَانَهَا بَيْنَنَا أَرْبَاعًا "، فَكُنْتُ أُجَزِّئُهُ بَيْنَنَا أَرْبَاعًا، فَاحْتَبَسَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَحَدَّثْتُ نَفْسِي أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَتَى بَعْضَ الْأَنْصَارِ، فَأَكَلَ حَتَّى شَبِعَ،
__________
(1) حديث صحيح. وهو مكرر (16725) .
وسيأتي برقم (23819) و (23825) و (23829) .(39/228)
وَشَرِبَ حَتَّى رَوِيَ، فَلَوْ شَرِبْتُ نَصِيبَهُ، فَلَمْ أَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى قُمْتُ إِلَى نَصِيبِهِ فَشَرِبْتُهُ، ثُمَّ غَطَّيْتُ الْقَدَحَ، فَلَمَّا فَرَغْتُ أَخَذَنِي مَا قَدُمَ وَمَا حَدُثَ، فَقُلْتُ: يَجِيءُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَائِعًا وَلَا يَجِدُ شَيْئًا فَتَسَجَّيْتُ، وَجَعَلْتُ أُحَدِّثُ نَفْسِي، فَبَيْنَا أَنَا كَذَلِكَ، إِذْ دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَلَّمَ تَسْلِيمَةً يُسْمِعُ الْيَقْظَانَ، وَلَا يُوقِظُ النَّائِمَ، ثُمَّ أَتَى الْقَدَحَ فَكَشَفَهُ فَلَمْ يَرَ شَيْئًا فَقَالَ: " اللهُمَّ أَطْعِمْ مَنْ أَطْعَمَنِي، وَاسْقِ مَنْ سَقَانِي "، وَاغْتَنَمْتُ الدَّعْوَةَ، فَقُمْتُ إِلَى الشَّفْرَةِ فَأَخَذْتُهَا، ثُمَّ أَتَيْتُ الْأَعْنُزَ فَجَعَلْتُ أَجَسُّهَا (1) أَيُّهَا أَسْمَنُ، فَلَا تَمُرُّ يَدَيَّ عَلَى ضَرْعِ وَاحِدَةٍ إِلَّا وَجَدْتُهَا حَافِلًا، فَحَلَبْتُ حَتَّى مَلَأْتُ الْقَدَحَ، ثُمَّ أَتَيْتُ بِهِ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: اشْرَبْ يَا رَسُولَ اللهِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَيَّ فَقَالَ: " بَعْضُ سَوْآتِكَ يَا مِقْدَادُ، مَا الْخَبَرُ؟ " قُلْتُ: اشْرَبْ، ثُمَّ الْخَبَرَ، فَشَرِبَ حَتَّى رَوِيَ، ثُمَّ نَاوَلَنِي فَشَرِبْتُ، فَقَالَ: " مَا الْخَبَرُ؟ " فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ: " هَذِهِ بَرَكَةٌ نَزَلَتْ مِنَ السَّمَاءِ، فَهَلَّا أَعْلَمْتَنِي حَتَّى نَسْقِيَ صَاحِبَيْنَا " فَقُلْتُ: إِذَا أَصَابَتْنِي وَإِيَّاكَ الْبَرَكَةُ فَمَا أُبَالِي مَنْ أَخْطَأَتْ (2)
__________
(1) في (م) : أجتسُّها. وكلاهما صحيح، ومعناه: أَمسُّها وأتفحَّصُها.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد ابن سلمة، فمن رجال مسلم. يزيد: هو ابن هارون، وثابت: هو ابن أَسَلم البُناني.
وأخرجه أبو يعلى (1517) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/243، وفي "شرح مشكل الآثار" (2811) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (572) من طريقين عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.=(39/229)
23810 - حَدَّثَنَا يَعْمَرُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: جَلَسْنَا إِلَى الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ يَوْمًا، فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ، فَقَالَ: طُوبَى لِهَاتَيْنِ الْعَيْنَيْنِ اللَّتَيْنِ رَأَتَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَاللهِ لَوَدِدْنَا أَنَّا رَأَيْنَا مَا رَأَيْتَ، وَشَهِدْنَا مَا شَهِدْتَ، فَاسْتُغْضِبَ، فَجَعَلْتُ أَعْجَبُ، مَا قَالَ إِلَّا خَيْرًا، ثُمَّ أَقْبَلَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: " مَا يَحْمِلُ الرَّجُلُ عَلَى أَنْ يَتَمَنَّى مَحْضَرًا غَيَّبَهُ اللهُ عَنْهُ، لَا يَدْرِي لَوْ شَهِدَهُ كَيْفَ كَانَ يَكُونُ فِيهِ، وَاللهِ لَقَدْ حَضَرَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْوَامٌ كَبَّهُمُ (1) اللهُ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ فِي جَهَنَّمَ لَمْ يُجِيبُوهُ، وَلَمْ يُصَدِّقُوهُ، أَوَلَا تَحْمَدُونَ اللهَ إِذْ أَخْرَجَكُمْ لَا تَعْرِفُونَ إِلَّا رَبَّكُمْ، مُصَدِّقِينَ لِمَا جَاءَ بِهِ نَبِيُّكُمْ، قَدْ كُفِيتُمُ الْبَلَاءَ بِغَيْرِكُمْ، وَاللهِ لَقَدْ بَعَثَ اللهُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَشَدِّ حَالٍ بُعِثَ عَلَيْهَا فِيهِ نَبِيٌّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ فِي فَتْرَةٍ وَجَاهِلِيَّةٍ، مَا يَرَوْنَ أَنَّ دِينًا أَفْضَلُ مِنْ عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ، فَجَاءَ بِفُرْقَانٍ فَرَقَ بِهِ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ، وَفَرَّقَ بَيْنَ الْوَالِدِ وَوَلَدِهِ حَتَّى إِنْ كَانَ الرَّجُلُ لَيَرَى وَالِدَهُ وَوَلَدَهُ أَوْ أَخَاهُ
__________
= وسيأتي برقم (23812) و (23822) ، وبنحوه من طريق طارق بن شهاب عن المقداد برقم (23818) .
قوله: "حافلاً" أي: ذات لبنٍ.
وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لمقداد: "بعض سَوْآتك" أي: فعلتَ أو صدر منك بعض أفعالك السيئة. قاله السندي.
(1) في (م) : أكبَّهم.(39/230)
كَافِرًا، وَقَدْ فَتَحَ اللهُ قُفْلَ قَلْبِهِ لِلْإِيمَانِ، يَعْلَمُ أَنَّهُ إِنْ هَلَكَ دَخَلَ النَّارَ، فَلَا تَقَرُّ عَيْنُهُ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّ حَبِيبَهُ فِي النَّارِ "، وَأَنَّهَا لَلَّتِي قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ} [الفرقان: 74] (1)
23811 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ، عَنِ الْمِقْدَادِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَرَأَيْتَ رَجُلًا ضَرَبَنِي بِالسَّيْفِ، فَقَطَعَ يَدِي، ثُمَّ لَاذَ مِنِّي بِشَجَرَةٍ، ثُمَّ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، أَقْتُلُهُ؟ قَالَ: " لَا " فَعُدْتُ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا فَقَالَ: " لَا إِلَّا أَنْ تَكُونَ مِثْلَهُ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ مَا قَالَ، وَيَكُونَ مِثْلَكَ قَبْلَ أَنْ تَفْعَلَ مَا فَعَلْتَ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير يعمر بن بِشْر، وهو ثقة، وصححه الحافظ ابن كثير في "تفسيره" 6/142.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (87) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (292) ، والطبري في "تفسيره" 19/ (53) ، وابن حبان (6552) ، والطبراني في الكبير" 20/ (600) ، وفي "الشاميين" (938) ، وأبو نعيم في "الحلية" 1/175-176 من طرق عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 19/53 من طريق إسماعيل بن عياش، عن صفوان بن عمرو، به، مختصراً.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (608) و (657) ، وفي "الشاميين" (1081) من طريق عثمان بن سعيد، عن حريز بن عثمان، عن عبد الرحمن بن ميسرة قال: مرَّ بالمقداد رجل، فقال: أفلحت هاتان العينان ... فذكره مختصراً.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عبد الرحمن بن إسحاق -وهو=(39/231)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= المدني- وقد توبع، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. إسماعيل بن إبراهيم: هو ابن عُليَّة.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/1250-126 و13/378، والبخاري (6865) ، ومسلم (95) (155) و (157) ، وأبو داود (2644) ، والنسائي في "الكبرى" (8591) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (941) ، وفي "شرح معاني الآثار" 3/213، وابن حبان (164) ، والطبراني 20/ (584) و (585) و (586) و (587) و (589) و (590) و (592) و (593) ، وابن منده (57) و (58) ، والبيهقي 8/19، والخطيب 4/241-242 من طرق عن الزهري، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (95) (156) ، والخطيب في "تاريخه" 4/241-242 من طريق الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن الزهري، به.
وأخرجه ابن حبان (4750) ، والطبراني 20/ (595) ، وابن منده في "الإيمان" (59) من طريق الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن حميد ابن عبد الرحمن، عن عبيد الله بن عدىِ بن الخيار، به. ووهَّم ابن منده هذه الرواية.
وأخرجه ابن منده أيضاً (60) من طريق الوليد بن مزيد وعمرو بن أبي سلمة وبشر بن بكر -فرَّقهم- عن الأوزاعي، عن الزهري، عن عطاء، عن المقداد، لم يذكر عبيد الله بن عدي في الإسناد.
وسيأتي الحديث بالأرقام (23817) و (23831) و (23832) .
وانظر حديث أسامة بن زيد السالف برقم (21745) .
وعن أبي هريرة مرفوعاً سلف برقم (8163) : "لا أزال أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فإذا قالوا: لا إله إلا الله، فقد عَصَمُوا مني أموالهم وأنفسهم إلا بحقِّها، وحسابهم على الله عز وجل". وذكرنا أحاديث الباب هناك.
قوله: "إلا أن تكون مثله ... " أي: إلا أن ترضى أن تكون كافراً ويكون هو مؤمناً. قاله السندي.(39/232)
23812 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ يَعْنِي ابْنَ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ الْمِقْدَادِ، قَالَ: أَقْبَلْتُ أَنَا وَصَاحِبَانِ لِي قَدْ ذَهَبَتْ أَسْمَاعُنَا وَأَبْصَارُنَا مِنَ الْجَهْدِ قَالَ: فَجَعَلْنَا نَعْرِضُ أَنْفُسَنَا عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْبَلُنَا، قَالَ: فَانْطَلَقْنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَانْطَلَقَ بِنَا إِلَى أَهْلِهِ، فَإِذَا ثَلَاثُ أَعْنُزٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " احْتَلِبُوا هَذَا اللَّبَنَ بَيْنَنَا " قَالَ: فَكُنَّا نَحْتَلِبُ فَيَشْرَبُ كُلُّ إِنْسَانٍ نَصِيبَهُ، وَنَرْفَعُ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَصِيبَهُ، فَيَجِيءُ مِنَ اللَّيْلِ فَيُسَلِّمُ تَسْلِيمًا لَا يُوقِظُ نَائِمًا، وَيُسْمِعُ الْيَقْظَانَ، ثُمَّ يَأْتِي الْمَسْجِدَ فَيُصَلِّي، ثُمَّ يَأْتِي شَرَابَهُ فَيَشْرَبُهُ، قَالَ: فَأَتَانِي الشَّيْطَانُ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَقَالَ: مُحَمَّدٌ يَأْتِي الْأَنْصَارَ فَيُتْحِفُونَهُ، وَيُصِيبُ عِنْدَهُمْ مَا بِهِ حَاجَةٌ إِلَى هَذِهِ الْجُرْعَةِ، فَاشْرَبْهَا، قَالَ: مَا زَالَ يُزَيِّنُ لِي حَتَّى شَرِبْتُهَا، فَلَمَّا وَغَلَتْ فِي بَطْنِي وَعَرَفَ أَنَّهُ لَيْسَ إِلَيْهَا سَبِيلٌ، قَالَ: نَدَّمَنِي، فَقَالَ: وَيْحَكَ مَا صَنَعْتَ شَرِبْتَ شَرَابَ مُحَمَّدٍ، فَيَجِيءُ وَلَا يَرَاهُ فَيَدْعُو عَلَيْكَ فَتَهْلِكَ، فَتَذْهَبُ دُنْيَاكَ وَآخِرَتُكَ، قَالَ: وَعَلَيَّ شَمْلَةٌ مِنْ صُوفٍ كُلَّمَا رَفَعْتُ (1) عَلَى رَأْسِي خَرَجَتْ قَدَمَايَ، وَإِذَا أَرْسَلْتُ عَلَى قَدَمَيَّ خَرَجَ رَأْسِي، وَجَعَلَ لَا يَجِيءُ لِي نَوْمٌ، قَالَ: وَأَمَّا صَاحِبَايَ فَنَامَا فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَلَّمَ كَمَا كَانَ يُسَلِّمُ، ثُمَّ أَتَى الْمَسْجِدَ فَصَلَّى فَأَتَى شَرَابَهُ، فَكَشَفَ عَنْهُ،
__________
(1) في (م) و (ظ2) و (ق) : رفعتها.(39/233)
فَلَمْ يَجِدْ فِيهِ شَيْئًا، فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، قَالَ: قُلْتُ: الْآنَ يَدْعُو عَلَيَّ فَأَهْلِكُ، فَقَالَ: " اللهُمَّ أَطْعِمْ مَنْ أَطْعَمَنِي، وَاسْقِ مَنْ سَقَانِي " قَالَ: فَعَمَدْتُ إِلَى الشَّمْلَةِ، فَشَدَدْتُهَا عَلَيَّ فَأَخَذْتُ الشَّفْرَةَ فَانْطَلَقْتُ إِلَى الْأَعْنُزِ أَجُسُّهُنَّ أَيُّهُنَّ أَسْمَنُ، فَأَذْبَحُ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِذَا هُنَّ حُفَّلٌ كُلُّهُنَّ، فَعَمَدْتُ إِلَى إِنَاءٍ لِآلِ مُحَمَّدٍ مَا كَانُوا يَطْمَعُونَ أَنْ يَحْلِبُوا فِيهِ، وَقَالَ أَبُو النَّضْرِ مَرَّةً أُخْرَى: أَنْ يَحْتَلِبُوا فِيهِ، فَحَلَبْتُ فِيهِ حَتَّى عَلَتْهُ الرَّغْوَةُ، ثُمَّ جِئْتُ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " أَمَا شَرِبْتُمْ شَرَابَكُمُ اللَّيْلَةَ يَا مِقْدَادُ؟ " قَالَ: قُلْتُ: اشْرَبْ يَا رَسُولَ اللهِ فَشَرِبَ، ثُمَّ نَاوَلَنِي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ اشْرَبْ فَشَرِبَ، ثُمَّ نَاوَلَنِي، فَأَخَذْتُ مَا بَقِيَ فَشَرِبْتُ، فَلَمَّا عَرَفْتُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ رَوِيَ فَأَصَابَتْنِي دَعْوَتُهُ، ضَحِكْتُ حَتَّى أُلْقِيتُ إِلَى الْأَرْضِ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِحْدَى سَوْآتِكَ يَا مِقْدَادُ "، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَانَ مِنْ أَمْرِي كَذَا، صَنَعْتُ كَذَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا كَانَتْ هَذِهِ إِلَّا رَحْمَةً مِنَ اللهِ، أَلَا كُنْتَ آذَنْتَنِي نُوقِظُ صَاحِبَيْكَ هَذَيْنِ فَيُصِيبَانِ مِنْهَا "، قَالَ: قُلْتُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، مَا أُبَالِي إِذَا أَصَبْتَهَا وَأَصَبْتُهَا مَعَكَ، مَنْ أَصَابَهَا مِنَ النَّاسِ (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان ابن المغيرة، فمن رجال مسلم، وقد روى له البخاري مقروناً وتعليقاً.
وأخرجه ابن سعد 1/183-184، وأبو عوانة (8397) من طريق أبي النضر هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد.=(39/234)
23813 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، حَدَّثَنِي سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنِي الْمِقْدَادُ، صَاحِبُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ أُدْنِيَتِ الشَّمْسُ مِنَ الْعِبَادِ حَتَّى تَكُونَ قِيدَ مِيلٍ أَوْ مِيلَيْنِ " قَالَ: " فَتَصْهَرُهُمُ الشَّمْسُ فَيَكُونُونَ فِي الْعَرَقِ كَقَدْرِ أَعْمَالِهِمْ، مِنْهُمْ مَنْ يَأْخُذُهُ إِلَى عَقِبَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَأْخُذُهُ إِلَى رُكْبَتَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَأْخُذُهُ إِلَى حَقْوَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُلْجِمُهُ إِلْجَامًا " (1)
__________
= وأخرجه الطيالسي (1160) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (1028) ، ومسلم (2055) ، والترمذي (2719) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (323) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/242-243، وفي "شرح مشكل الآثار" (2810) ، والطبراني 20/ (573) ، وابن السُّني في "عمل اليوم والليلة" (456) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/85-86 من طرق عن سليمان بن المغيرة، به - وبعضهم يختصره.
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وسلف برقم (23809) .
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير إبراهيم بن إسحاق الطالْقاني، فقد روى له مسلم في مقدمة "صحيحه" وأبو داود والترمذي.
وأخرجه الترمذي (2421) ، وأبو عوانة في البعث كما في "إتحاف المهرة" 13/459، وابن حبان (7330) ، والطبراني 20/ (602) ، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (2226) و (2227) ، والبغوي في "شرح السنة" (4317) ، وفي "التفسير" في تفسير قوله تعالى من سورة المطففين: (يومَ يقوم الناسُ لربِّ العالمين) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 5/253-254 من طرق عن عبد الله بن
المبارك، به.=(39/235)
23814 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ جَابِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَ بْنَ عَامِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْمِقْدَادَ بْنَ الْأَسْوَدِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا يَبْقَى عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ بَيْتُ مَدَرٍ، وَلَا وَبَرٍ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللهُ كَلِمَةَ الْإِسْلَامِ، بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ ذُلِّ ذَلِيلٍ، إِمَّا يُعِزُّهُمُ اللهُ فَيَجْعَلُهُمْ مِنْ أَهْلِهَا، أَوْ يُذِلُّهُمْ فَيَدِينُونَ لَهَا " (1)
__________
= زاد بعضهم: قال سليم بن عامر: فوالله ما أدري ما يعني بالميل، أمسافة الأرض، أم الميل الذي تكتحل به العين؟
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه مسلم (2864) ، وأبو عوانة كما في "إتحاف المهرة" 13/459، والطبراني في "الكبير" 20/ (602) ، وفي "الشاميين" (573) من طريق يحيى بن حمزة، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، به.
وأخرجه الطبراني 20/ (666) من طريق بقية بن الوليد، عن عمر بن أبي خثعم، عن سليم بن عامر، به.
وله شاهد من حديث عقبة بن عامر، سلف برقم (17439) .
وانظر تتمة أحاديث الباب عند حديث ابن عمر السالف برقم (4613) .
قال السندي: "قِيْد" بكسر فسكون، أي. قَدْر، والمِيل يحتمل المسافة ومِيل الاكتحال.
(1) إسناده صحيح. ابن جابر: هو عبد الرحمن بن يزيد بن جابر.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/151، وابن حبان (6699) و (6701) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (601) ، وفي "الشاميين" (572) ، وابن منده في "الإيمان" (1084) من طرق عن الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد - وهو عند بعضهم مختصر.=(39/236)
23815 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ ضَمْضَمِ بْنِ زُرْعَةَ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، وَعَمْرِو بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنِ الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ، وَأَبِي أُمَامَةَ، قَالَا: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الْأَمِيرَ إِذَا ابْتَغَى الرِّيبَةَ فِي النَّاسِ أَفْسَدَهُمْ " (1)
__________
= وأخرجه ابن منده (1084) ، والحاكم 4/430، والبيهقي 9/181 من طريقين عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، به.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
وسلف برقم (16957) من طريق صفوان بن عمرو، عن سليم بن عامر، عن تميم الداري، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وانظر أحاديث الباب هناك.
قال السمدي: قوله: "كلمة الإسلام" أي: حكم الإسلام، وهو أن يسلم أو يعطي الجزية.
"بعِزِّ عزيز" أي: دخولاً مقروناً بعزِّ مَن أراد الله تعالى له أن يكون عزيزاً.
قلنا: وأراد ببيت المَدَر أهل المدن والقرى، والمَدَر: هو الطِّين. وببيت الوَبَر أهل البوادي.
(1) حديث حسن، بقية بن الوليد ضعيف يعتبر به، وقد توبع، وإسماعيل بن عياش وضمضم بن زرعة صدوقان، وباقي رجال الإسناد ثقات.
وأخرجه الطحاوي في "شرح المشكل" (90) من طريق يزيد بن عبد ربه، بهذا الإسناد، إلا أنه جاء فيه: عن جبير بن نفير وعمرو بن الأسود وأبي أمامة. وجبير ابن نفير وعمرو بن الأسود تابعيان مخضرمان، فالحديث من جهتهما عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلٌ.
وأخرجه الطبراني 20/ (607) من طريق حيوة بن شريح، عن بقية بن الوليد، به - كرواية الإمام أحمد.=(39/237)
23816 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا الْفَرَجُ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ سُلَيْمٍ، قَالَ:
__________
= وأخرجه أبو داود (4889) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (1073) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (89) ، والطبراني 20/ (7515) و (7516) ، والحاكم 4/378، والبيهقي 8/333 من طرق عن إسماعيل بن عياش، عن ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد، عن جبير بن نفير وكثير بن مرة وعمرو بن الأسود والمقدام بن معدي كرب وأبي أمامة. زاد ابن أبي عاصم: ونفر من الفقهاء.
وهؤلاء الرواة الذين روى عنهم شريح بن عبيد ما عدا أبا أمامة والمقدام من التابعين.
وأخرجه الطبراني 20/ (651) من طريق محمد بن المبارك الصوري، وأيضاً 20/ (653) من طريق محمد بن إسماعيل بن عياش، كلاهما عن إسماعيل بن عياش، عن ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد، عن المقدام بن معدي كرب وأبي أمامة.
وأخرجه الطبراني في "الشاميين" (1660) من طريق محمد بن إسماعيل بن عياش وهشام بن عمار، كلاهما عن إسماعيل بن عياش، عن ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد، عن جبير بن نفير وكثير بن مرة، عن المقدام بن معدي كرب وأبي أمامة.
وأخرجه الطبراني 17/ (302) من طريق محمد بن عبد العزيز الرملي، عن إسماعيل بن عياش، عن ضمضم، عن شريح، عن كثير بن مرة، عن عتبة بن عبد وأبي أمامة.
وفي الباب عن معاوية عند البخاري في "الأدب المفرد" (248) ، وأبي داود (4888) ، وصححه ابن حبان (5760) .
قال السندي: قوله: "أَفسَدَهم" لأنه لا يُبقي الثقة على قوله عندهم، لأن الظن قد يكذب، وأيضاً قد ترتفع الهيبة من قلوبهم، لأنه إذا واجَهَ أحداً مِراراً بأنك فعلت كذا، اجترأ وصار لا يبالي بعلمه.(39/238)
قَالَ الْمِقْدَادُ بْنُ الْأَسْوَدِ: لَا أَقُولُ فِي رَجُلٍ خَيْرًا وَلَا شَرًّا حَتَّى أَنْظُرَ مَا يُخْتَمُ لَهُ، يَعْنِي بَعَدَ شَيْءٍ سَمِعْتُهُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِيلَ: وَمَا سَمِعْتَ؟ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَقَلْبُ ابْنِ آدَمَ أَشَدُّ انْقِلَابًا مِنَ الْقِدْرِ إِذَا اجْتَمَعَتْ غَلْيًا " (1)
23817 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَمِّهِ، أَخْبَرَنِي عَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ اللَّيْثِيُّ ثُمَّ الْجُنْدُعِيُّ، أَنَّ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ، أَخْبَرَهُ،
__________
(1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف فرج: وهو ابن فضالة، وباقي رجاله ثقات إلا أنه منقطع أو معضل، فإن سليمان بن سليم الشامي لم يدرك المقداد بن الأسود.
وأخرجه الطبراني 20/ (603) من طريقين عن الفرج بن فضالة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (226) ، والطبراني 20/ (599) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1331) و (1332) من طريق بقية بن الوليد، عن عبد الله بن سالم الأشعري، عن سليمان بن سليم، عن عبد الرحمن بن جبير، عن أبيه، عن المقداد، به. وبقية -وإن كان فيه ضعف- يعتبر به في المتابعات والشواهد.
وأخرجه الطبراني 20/ (598) ، والحاكم 2/289، وأبو نعيم في "الحلية" 1/175 من طريق عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن المقداد. وعبد الله بن صالح -كاتب الليث- سيىء الحفظ، لكنه يصلح للمتابعات والشواهد.
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6569) ، ولفظه: "إن قلوب بني آدم كلها بين أصبعين من أصابع الرحمن عز وجل كقلبٍ واحدٍ، يُصرِّف كيف يشاء"، وذكرنا أحاديث الباب هناك.(39/239)
أَنَّ الْمِقْدَادَ بْنَ عَمْرٍو الْكِنْدِيَّ، وَكَانَ حَلِيفًا لِبَنِي زُهْرَةَ، وَكَانَ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَخْبَرَهُ أَنَّهُ قَالَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَرَأَيْتَ إِنْ لَقِيتُ رَجُلًا مِنَ الْكُفَّارِ فَاقْتَتَلْنَا، فَضَرَبَ إِحْدَى يَدَيَّ بِالسَّيْفِ فَقَطَعَهَا، ثُمَّ لَاذَ مِنِّي بِشَجَرَةٍ، فَقَالَ: أَسْلَمْتُ لِلَّهِ، أَأَقْتُلُهُ يَا رَسُولَ اللهِ بَعْدَ أَنْ قَالَهَا؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَقْتُلْهُ " قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّهُ قَطَعَ إِحْدَى يَدَيَّ، ثُمَّ قَالَ ذَلِكَ بَعْدَ مَا قَطَعَهَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَقْتُلْهُ، فَإِنْ قَتَلْتَهُ فَإِنَّهُ بِمَنْزِلَتِكَ قَبْلَ أَنْ تَقْتُلَهُ، وَإِنَّكَ بِمَنْزِلَتِهِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ كَلِمَتَهُ الَّتِي قَالَ " (1)
23818 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، عَنِ الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ، قَالَ: لَمَّا نَزَلْنَا الْمَدِينَةَ عَشَّرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشَرَةً عَشَرَةً، يَعْنِي: فِي كُلِّ بَيْتٍ، قَالَ: فَكُنْتُ فِي الْعَشَرَةِ الَّتِي كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِمْ، قَالَ: وَلَمْ يَكُنْ لَنَا إِلَّا شَاةٌ نَتَجَزَّأُ (2) لَبَنَهَا، قَالَ: فَكُنَّا إِذَا أَبْطَأَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَرِبْنَا، وَبَقَّيْنَا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَصِيبَهُ، فَلَمَّا كَانَ ذَاتَ لَيْلَةٍ أَبْطَأَ عَلَيْنَا، قَالَ:
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزهري، وابن أخي ابن شهاب: اسمه محمد بن عبد الله بن مسلم.
وأخرجه البخاري (4019) ، والطبراني 20/ (594) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وانظر (23811) .
(2) في (م) : نتحرى.(39/240)
وَنِمْنَا، فَقَالَ الْمِقْدَادُ بْنُ الْأَسْوَدِ: لَقَدْ أَطَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَا أُرَاهُ يَجِيءُ اللَّيْلَةَ، لَعَلَّ إِنْسَانًا دَعَاهُ، قَالَ: فَشَرِبْتُهُ، فَلَمَّا ذَهَبَ مِنَ اللَّيْلِ جَاءَ فَدَخَلَ الْبَيْتَ، قَالَ: فَلَمَّا شَرِبْتُهُ لَمْ أَنَمْ أَنَا، قَالَ: فَلَمَّا دَخَلَ سَلَّمَ، وَلَمْ يَشُدَّ، ثُمَّ مَالَ إِلَى الْقَدَحِ، فَلَمَّا لَمْ يَرَ شَيْئًا أَسْكَتَ، ثُمَّ قَالَ: " اللهُمَّ أَطْعِمْ مَنْ أَطْعَمَنَا اللَّيْلَةَ " قَالَ: وَثَبْتُ وَأَخَذْتُ السِّكِّينَ، وَقُمْتُ إِلَى الشَّاةِ، قَالَ: مَا لَكَ؟ قُلْتُ: أَذْبَحُ قَالَ: " لَا، ائْتِنِي بِالشَّاةِ "، فَأَتَيْتُهُ بِهَا، فَمَسَحَ ضَرْعَهَا، فَخَرَجَ شَيْئًا، ثُمَّ شَرِبَ وَنَامَ (1)
23819 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ سَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ، أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الرَّجُلِ يَدْنُو مِنَ امْرَأَتِهِ فَيُمْذِي؟ قَالَ: " إِذَا وَجَدَ ذَلِكَ أَحَدٌ فَلْيَنْضَحْ فَرْجَهُ، قَالَ: يَعْنِي يَغْسِلُهُ، وَلْيَتَوَضَّأْ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ " (2)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل أبي بكر -وهو ابن عياش- فهو صدوق حسن الحديث، وباقي رجال الإسناد ثقات.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (569) ، وأبو نعيم في "الحلية" 1/174 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني 20/ (568) ، وتمَّام في "فوائده" (1638) من طريق عمر بن حفص بن غياث، عن أبيه، عن الأعمش، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، به.
وانظر ما سلف برقم (23809) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد منقطع، سليمان بن يسار لم يدرك المِقدادَ،=(39/241)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= لكن عُرِف عمَّن روى سليمانُ هذا الحديث، فقد رواه عن ابن عباس كما سيرد في التخريج، ورجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. عثمان بن عمر: هو ابن فارس العبدي، وسالم أبو النضر: هو ابن أبي أُمية.
وأخرجه ابن ماجه (505) ، وابن الجارود (5) من طريق عثمان بن عمر، بهذا الإسناد.
وهو في "موطأ" مالك 1/40، ومن طريقه أخرجه الشافعي 1/36، وعبد الرزاق (600) ، وأبو داود (207) ، والنسائي 1/97 و215، وابن خزيمة (22) ، وابن حبان (1101) و (1106) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (596) ، والبيهقي في "السنن" 1/115، وفي "معرفة السنن والآثار" (882) ، وابن بشكوال في "غوامض الأسماء المبهمة" 2/514.
قال ابن عبد البر في "الاستذكار" 3/7: حديث مالك عن أبي النضر، عن سليمان، عن المقداد، لم يسمعه سليمان من المقداد ولا من علي، لأنه لم يدركهما، وقال في "التهميد" 21/202: هذا إسناد ليس بمتصل، لأن سليمان بن يسار لم يسمع من المقداد ولا من علي ولم ير واحداً منهما، ومولد سليمان بن يسار سنة أربع وثلاثين، وقيل: سبع وعشرين، ولا خلاف أن المقداد توفي سنة ثلاث وثلاثين.
ثم قال: بين سليمان بن يسار وعلي في هذا الحديث ابنُ عباس، وسماع سليمان ابن يسار من ابن عباس غير مدفوع.
ونقل البيهقي في "المعرفة" بعد الحديث (882) عن الشافعي قوله: حديث سليمان بن يسار عن المقداد مرسل، لا نعلمُ سمع منه شيئاً.
قلنا: سلف موصولاً من مسند علي برقم (823) من طريق مخرمة بن بُكير، عن أبيه، عن سليمان بن يسار، عن ابن عباس قال: قال علي بن أبي طالب: أرسلنا المقداد ... وهو في "صحيح" مسلم برقم (303) (19) . قال ابن عبد البر في "الاستذكار" 3/11: وسماع سليمان بن يسار من ابن عباس صحيح.
وقال ابن حبان في "الصحيح" 3/384: مات المقداد بن الأسود بالجرف سنة ثلاث وثلاثين، ومات سليمان بن يسار سنة أربع وتسعين، وقد سمع سليمان بن=(39/242)
23820 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ الْوَلِيدُ بْنُ كَامِلٍ، مِنْ أَهْلِ حِمْصٍ الْبَجَلِيُّ، حَدَّثَنِي الْمُهَلَّبُ بْنُ حُجْرٍ الْبَهْرَانِيُّ، عَنْ ضُبَاعَةَ بِنْتِ الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهَا، أَنَّهُ قَالَ: " مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى إِلَى عَمُودٍ، وَلَا عُودٍ، وَلَا شَجَرَةٍ إِلَّا جَعَلَهُ عَلَى حَاجِبِهِ الْأَيْمَنِ وَالْأَيْسَرِ، وَلَا يَصْمُدُ لَهُ صَمْدًا " (1)
__________
= يسار المقدادَ وهو ابنُ دون عشر سنين. قلنا: وفاة سليمان على الصحيح سنة سبع ومئة كما نُقِل عن ابن سعد ومصعب بن عبد الله وابن معين والفلاَّس والبخاري وغيرهم، وهو ابن ثلاث وسبعين سنة، فتكون ولادته سنة 34هـ، أي: ولد بعد موت المقداد بسنة، وأما ما اعتمده ابن حبان في تعيين تاريخ وفاته سنة 94هـ فهي رواية للبخاري في في "التاريخ الأوسط" 1/235، وقد عدَّها الذهبي في "السير" 4/447 روايةً شاذةً، وقال فيه 4/445: وما أُراه لقيه - أي المقدادَ.
وسيأتي برقم (23829) ، وانظر (23808) .
(1) إسناده ضعيف جداً، الوليد بن كامل لين الحديث، والمهلَّب بن حُجْر وضباعة مجهولان. وانظر "بيان الوهم والإيهام" لابن القطان الفاسي 3/351-353.
وأخرجه أبو داود (693) ، والطبراني 20/610، والبغوي في "شرح السنة" (538) ، والمزي في ترجمة المهلب مِن "تهذيب الكمال" 29/7 من طريق علي ابن عياش، بهذا الإسناد.
وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/161-162 و162، وابن عدي في "الكامل" 7/2542، والبيهقي 2/272 من طرق عن الوليد بن كامل، به.
جاء عند البيهقي: المقدام بدل المقداد.
قال البيهقي: ورواه محمد بن حِمْير وبقية بن الوليد عن الوليد بن كامل، فقال: المقداد، وقيل عن بقية في رواية أخرى عنه: المقدام، والمقداد أصح،=(39/243)
23821 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ كَامِلٍ، عَنِ الْحُجْرِ، أَوْ أَبِي الْحُجْرِ بْنِ الْمُهَلَّبِ الْبَهْرَانِيِّ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي ضُبَيْعَةُ بِنْتُ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ، عَنْ أَبِيهَا، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا صَلَّى إِلَى عَمُودٍ، أَوْ خَشَبَةٍ، أَوْ شِبْهِ ذَلِكَ لَا يَجْعَلُهُ نُصْبَ عَيْنَيْهِ، وَلَكِنَّهُ يَجْعَلُهُ عَلَى حَاجِبِهِ الْأَيْسَرِ " (1)
23822 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ، قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ أَنَا وَصَاحِبٌ لِي، فَتَعَرَّضْنَا لِلنَّاسِ فَلَمْ يُضِفْنَا أَحَدٌ، فَأَتَيْنَا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرْنَا لَهُ، فَذَهَبَ بِنَا إِلَى مَنْزِلِهِ، وَعِنْدَهُ أَرْبَعُ أَعْنُزٍ فَقَالَ: " احْتَلِبْهُنَّ يَا مِقْدَادُ وَجَزِّئْهُنَّ أَرْبَعَةَ أَجْزَاءٍ، وَأَعْطِ كُلَّ إِنْسَانٍ جُزْأَهُ "، فَكُنْتُ أَفْعَلُ
__________
= فالله تعالى أعلم، والحديث تفرد به الوليد بن كامل البجلي الشامي، قال البخاري: عنده عجائب، والله تعالى أعلم.
وسيرد بعده من طريق بقية، وفيه المقدام بن معدي كرب. قلنا: فهذه علَّة رابعة في الخبر، وهي الاضطراب.
(1) إسناده ضعيف كسابقه. بقية: هو ابن الوليد.
وأخرجه أبو علي ابن السكن في "سننه" -كما في "بيان الوهم والإيهام" لابن القطان 3/352- من طريق أبي تقي هشام بن عبد الملك، عن بقية، عن المهلب ابن حُجر البهراني، عن ضبيعة بنت المقدام بن معدي كرب، عن أبيها قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إذا صلى أحدكم إلى عمود أو سارية أو شيء، فلا يجعله نصب عينيه، وليجعله على حاجبه الأيسر".(39/244)
ذَلِكَ، فَرَفَعْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جُزْأَهُ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَاحْتَبَسَ، وَاضْطَجَعْتُ عَلَى فِرَاشِي، فَقَالَتْ لِي نَفْسِي: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَتَى أَهْلَ بَيْتٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَلَوْ قُمْتَ فَشَرِبْتَ هَذِهِ الشَّرْبَةَ، فَلَمْ تَزَلْ بِي حَتَّى قُمْتُ فَشَرِبْتُ جُزْأَهُ، فَلَمَّا دَخَلَ فِي بَطْنِي وَتَقَارَّ، أَخَذَنِي مَا قَدُمَ وَمَا حَدُثَ، فَقُلْتُ: يَجِيءُ الْآَنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَائِعًا ظَمْآنًا وَلَا يَرَى فِي الْقَدَحِ شَيْئًا، فَسَجَّيْتُ ثَوْبًا عَلَى وَجْهِي، وَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَلَّمَ تَسْلِيمًا يُسْمِعُ الْيَقْظَانَ، وَلَا يُوقِظُ النَّائِمَ، فَكَشَفَ عَنْهُ، فَلَمْ يَرَ شَيْئًا فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ: " اللهُمَّ اسْقِ مَنْ سَقَانِي، وَأَطْعِمْ مَنْ أَطْعَمَنِي " فَاغْتَنَمْتُ دَعْوَتَهُ، وَقُمْتُ فَأَخَذْتُ الشَّفْرَةَ فَدَنَوْتُ مِنَ الْأَعْنُزِ، فَجَعَلْتُ أَجُسُّهُنَّ أَيُّهُنَّ أَسْمَنُ لِأَذْبَحَهَا، فَوَقَعَتْ يَدِي عَلَى ضَرْعِ إِحْدَاهُنَّ، فَإِذَا هِيَ حَافِلٌ، وَنَظَرْتُ إِلَى الْأُخْرَى، فَإِذَا هِيَ حَافِلٌ، وَنَظَرْتُ إِلَى كُلَّهُنَّ، فَإِذَا هُنَّ حُفَّلٌ، فَحَلَبْتُ فِي الْإِنَاءِ فَأَتَيْتُهُ بِهِ، فَقُلْتُ: اشْرَبْ، فَقَالَ: " الْخَبَرَ يَا مِقْدَادُ " فَقُلْتُ: اشْرَبْ، ثُمَّ الْخَبَرَ فَقَالَ: " بَعْضُ سَوْآتِكَ يَا مِقْدَادُ " فَشَرِبَ، ثُمَّ قَالَ: اشْرَبْ، فَقُلْتُ: اشْرَبْ يَا نَبِيَّ اللهِ، فَشَرِبَ حَتَّى تَضَلَّعَ، ثُمَّ أَخَذْتُهُ فَشَرِبْتُهُ، ثُمَّ أَخْبَرْتُهُ الْخَبَرَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هِيهْ، فَقُلْتُ: كَانَ كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَذِهِ بَرَكَةٌ نَزَلَتْ مِنَ السَّمَاءِ، أَفَلَا أَخْبَرْتَنِي حَتَّى أَسْقِيَ صَاحِبَيْكَ " فَقُلْتُ: إِذَا شَرِبْتُ الْبَرَكَةَ أَنَا وَأَنْتَ، فَلَا أُبَالِي مَنْ أَخْطَأَتْ (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد ابن سلمة، فمن رجال مسلم.=(39/245)
23823 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ أَبِي شَبِيبٍ، قَالَ: جَعَلَ رَجُلُ يَمْدَحُ عَامِلًا لِعُثْمَانَ فَعَمَدَ الْمِقْدَادُ فَجَعَلَ يَحْثُو التُّرَابَ فِي وَجْهِهِ، فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ: مَا هَذَا؟ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا رَأَيْتُمُ الْمَدَّاحِينَ، فَاحْثُوا فِي وُجُوهِهِمُ التُّرَابَ " (1)
23824 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ بَعَثَ وَفْدًا مِنَ الْعِرَاقِ إِلَى عُثْمَانَ فَجَاءُوا يُثْنُونَ عَلَيْهِ فَجَعَلَ الْمِقْدَادُ يَحْثُو فِي وُجُوهِهِمُ التُّرَابَ، وَقَالَ: " أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَحْثُوَ فِي وُجُوهِ الْمَدَّاحِينَ التُّرَابَ "
وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً: فَقَامَ الْمِقْدَادُ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " احْثُوا فِي وُجُوهِ الْمَدَّاحِينَ التُّرَابَ " قَالَ الزُّبَيْرُ: " أَمَّا
__________
= وسلف برقم (23809) عن يزيد بن هارون، عن حماد بن سلمة.
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ميمون بن أبي شبيب، فقد روى له مسلم في المقدمة، والبخاري في "الأدب المفرد" وأصحاب السنن، وهو صدوق كثير الإرسال عن أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ويغلب على الظن أنه لم يدرك عثمان ولم يحضر هذه القصة، لكنه متابَعٌ.
وأخرجه الطيالسي (1159) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (149) ، والطبراني 20/ (574) ، وأبو نعيم 4/377، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (3573) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وسيأتي من طرق أخرى غير طريق ميمون بن أبي شبيب بالأرقام (23824) و (23826) و (23827) و (23828) و (23830) .
وله شاهد من حديث ابن عمر، سلف برقم (5684) .(39/246)
الْمِقْدَادُ فَقَدْ قَضَى مَا عَلَيْهِ " (1)
23825 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْحٍ، حَدَّثَنَا عَطَاءٌ، عَنْ عَائِشِ بْنِ أَنَسٍ الْبَكْرِيِّ، قَالَ: تَذَاكَرَ عَلِيٌّ وَعَمَّارٌ وَالْمِقْدَادُ الْمَذْيَ، فَقَالَ عَلِيٌّ: إِنِّي رَجُلٌ مَذَّاءٌ وَإِنِّي أَسْتَحِي أَنْ أَسْأَلَهُ مِنْ أَجْلِ ابْنَتِهِ تَحْتِي، فَقَالَ لِأَحَدِهِمَا لِعَمَّارٍ أَوْ لِلْمِقْدَادِ، قَالَ عَطَاءٌ سَمَّاهُ لِي عَائِشٌ فَنَسِيتُهُ، سَلْ رَسُولَ اللهِ فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ: " ذَاكَ الْمَذْيُ، لِيَغْسِلْ ذَاكَ مِنْهُ " قُلْتُ: مَا ذَاكَ مِنْهُ؟ قَالَ: " ذَكَرَهُ وَيَتَوَضَّأْ، فَيُحْسِنْ وُضُوءَهُ، أَوْ يَتَوَضَّأْ مِثْلَ وُضُوئِهِ لِلصَّلَاةِ، وَيَنْضَحْ فِي فَرْجِهِ "، أَوْ " فَرْجَهُ " (2)
__________
(1) حديث صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أنه مرسل، مجاهد بن جبر لم يسمع من المقداد بن الأسود، بينهما في هذا الحديث أبو معمر عبد الله بن سخبرة صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سيأتي برقم (23828) . سفيان: هو ابن عيينة، وابن أبي نجيح: اسمه عبد الله.
وأخرجه الطبراني 20/ (570) عن عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.
ورواه خالد بن عبد الله الواسطي، عن يزيد بن أبي زياد عند الطبراني 20/ (565) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (711) عن مجاهد، عن ابن عباس عن المقداد. ويزيد بن أبي زياد -وهو الهاشمي الكوفي- ضعيف.
ورواه بكر بن خنيس عن يزيد بن أبي زياد عند الطبراني 20/ (566) عن عكرمة، عن ابن عباس، عن المقداد.
وانظر ما قبله.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عائش بن أنس البكري، فلم يرو عنه غير عطاء -وهو ابن أبي رباح- وقال الذهبي في "الميزان": مجهول،=(39/247)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. وذكره ابن حبان في "ثقاته"! وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطان، وابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز، وعطاء: هو ابن أبي رباح.
وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 21/204 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولاً عبد الرزاق (597) عن ابن جريج، عن عطاء، به. وفيه قصة.
وقد سلف مختصراً برقم (18892) من طريق عمرو بن دينار، عن عطاء، عن عائش بن أنس، عن علي.
ويشهد لرواية عائشٍ هذه، والتي فيها أمره صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعليٍّ بالنَّضح بعد وضوئه، حديث سليمان بن يسار عن ابن عباس عن علي، وقد سلف في مسنده برقم (823) ، وهو في "صحيح" مسلم برقم (303) (19) ، ففيه: "توضأ وانضح ذكرَك". وإلى هذا ذهب بعض أهل العلم فقالوا بجواز تقديم الوضوء على غسل الذَّكر، وذهب آخرون إلى أن الواو لا تفيد الترتيب وحملوا هذه الرواية على الروايات الأخرى التي فيها تقديم الغسل على الوضوء. انظر "شرح السنة" 1/330، و"شرح مسلم" للنووي 3/213، و"فتح الباري" 1/380.
قال ابن عبد البر في "الاستذكار" 3/11-13: والحديث ثابت عند أهل العلم، صحيح، له طرق شَتَّى عن علي، وعن المقداد، وعن عمار أيضاً، كلها صِحاح حِسان، أحسنها ما ذكره عبد الرزاق، عن ابن جريج..
وقال في "التمهيد" 21/204: ففي هذا الحديث بيان أن علياً والمقداد وعمار ابن ياسر تذاكروا المذي، فلذلك ما يجيء في بعض الآثار عن علي، فأمرت المقداد، وفي بعضها: فأمرت عماراً، وجائز أن يأمر أحدهما، وجائز أن يأمر كل واحد منهما أن يسأل له فسأل، فكان الجواب واحداً، فحدَّث به مرة عن عمار، ومرة عن المقداد، وهذا كله غير مدفوع، لإمكانه وصحته في المعنى، وحسبك أنهم ثلاثتهم قد اشتركوا في المذاكرة بهذا الحديث وعلمه والخبر عنه.=(39/248)
23826 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ وَائِلِ بْنِ دَاوُدَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ الْبَهِيَّ، أَنَّ رَكْبًا وَقَفُوا عَلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ فَمَدَحُوهُ وَأَثْنَوْا عَلَيْهِ وَثَمَّ الْمِقْدَادُ بْنُ الْأَسْوَدِ، فَأَخَذَ قَبْضَةً مِنَ الْأَرْضِ فَحَثَاهَا فِي وُجُوهِ الرَّكْبِ فَقَالَ: قَالَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا سَمِعْتُمُ الْمَدَّاحِينَ فَاحْثُوا فِي وُجُوهِهِمُ التُّرَابَ " (1)
23827 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عُثْمَانَ فَأَثْنَى عَلَيْهِ فِي وَجْهِهِ قَالَ: فَجَعَلَ الْمِقْدَادُ بْنُ الْأَسْوَدِ يَحْثُو فِي وَجْهِهِ التُّرَابَ وَيَقُولُ: " أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا لَقِينَا الْمَدَّاحِينَ أَنْ نَحْثُوَ فِي وُجُوهِهِمُ التُّرَابَ " (2)
__________
= قلنا: سلف من حديث المقداد برقم (23808) ، ومن حديث علي برقم (606) و (823) ، ومن حديث عمار برقم (18914) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد مرسل، عبد الله البهي لم يدرك عثمان ولا المقداد، وهو صدوق، ومن دونه ثقات. يحيى: هو ابن سعيد القطان.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (582) من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد. وقرن بأحمد إبراهيم بن الحجاج.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (297) و (298) ، والطبراني 20/ (582) من طريقين عن وائل بن داود، به.
وانظر ما بعده وما سلف برقم (23823) .
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر، وإبراهيم: هو ابن يزيد النَّخعي.=(39/249)
23828 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ، قَالَ: قَامَ رَجُلٌ يُثْنِي عَلَى أَمِيرٍ مِنَ الْأُمَرَاءِ فَجَعَلَ الْمِقْدَادُ يَحْثِي فِي وَجْهِهِ التُّرَابَ، وَقَالَ: " أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَحْثِيَ فِي وُجُوهِ الْمَدَّاحِينَ التُّرَابَ " (1)
__________
= وأخرجه البيهقي في "الآداب" (381) من طريق الإمام أحمد، عن عبد الرحمن ابن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 9/8، وعنه أبو داود (4804) عن وكيع، به.
وأخرجه مسلم (3002) (69) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، به.
وأخرجه مسلم (3002) (69) ، وأبو عوانة في الرقاق كما في "إتحاف المهرة" 13/460، والطبراني 20/ (575) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (4866) ، وفي "الآداب" (381) من طرق عن سفيان، به. وقرن سفيانُ بمنصورٍ الأعمشَ.
وأخرجه الطيالسي (1158) ، والطبراني 20/ (576) و (578) من طرق عن منصور، به.
وسيأتي برقم (23830) من طريق شعبة عن منصور.
ورواه حفص بن غياث عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن المقداد، أخرجه الطبراني 20/ (581) .
وانظر ما سلف برقم (23823) .
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. حبيب: هو ابن أبي ثابت، وأبو معمر: هو عبد الله بن سخبرة الأزدي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 9/5، والبخاري في "الأدب المفرد" (339) ، ومسلم (3002) (68) ، والترمذي في "السنن" (2393) ، وفي "العلل" 2/834، وابن=(39/250)
23829 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ سُلْيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ: أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ أَمَرَهُ أَنْ يَسْأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الرَّجُلِ إِذَا دَنَا مِنْ أَهْلِهِ فَخَرَجَ مِنْهُ الْمَذْيُ مَاذَا عَلَيْهِ؟ قَالَ عَلِيٌّ: فَإِنَّ عِنْدِي ابْنَةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَا أَسْتَحْيِي أَنْ أَسْأَلَهُ قَالَ الْمِقْدَادُ: فَسَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: " إِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ ذَلِكَ فَلْيَنْضَحْ فَرْجَهُ، وَلْيَتَوَضَّأْ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ " (1)
23830 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ هَمَّامِ بْنِ الْحَارِثِ، أَنَّ رَجُلًا جَعَلَ يَمْدَحُ عُثْمَانَ فَذَكَرَ مِثْلَ مَعْنَى حَدِيثِ سُفْيَانَ (2)
__________
= ماجه (3742) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (295) و (296) ، وأبو عوانة في الرقاق كما في "إتحاف المهرة" 13/460، والطبراني 20/ (579) ، والبيهقي 10/242 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
ورواه حمزة الزيات عن حبيب بن أبي ثابت عن الحجاج عن أبي معمر، أخرجه الطبراني 20/ (580) ، وهو من أوهام حمزة الزيات.
ورواه عبد الله بن أبي نجيح عن مجاهد فأرسله، سلف برقم (23824) .
(1) حديث صحيح. وانظر (23819) .
عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وإسحاق: هو ابن عيسى ابن الطبَّاع، وأبو النضر: هو سالم بن أبي أُميَّة.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. حجاج شيخ المصنف: هو ابن محمد المصيصي الأعور، ومنصور: هو ابن المعتمر، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي.=(39/251)
23831 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ، أَنَّهُ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَنَّ الْمِقْدَادَ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ لَقِيتُ رَجُلًا مِنَ الْكُفَّارِ فَقَاتَلَنِي فَاخْتَلَفْنَا ضَرْبَتَيْنِ، فَضَرَبَ إِحْدَى يَدَيَّ بِالسَّيْفِ فَقَطَعَهَا، ثُمَّ لَاذَ مِنِّي بِشَجَرَةٍ، فَقَالَ: أَسْلَمْتُ لِلَّهِ، أُقَاتِلُهُ يَا رَسُولَ اللهِ بَعْدَ أَنْ قَالَهَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَقْتُلْهُ "، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُ قَطَعَ إِحْدَى يَدَيَّ، ثُمَّ قَالَ: ذَلِكَ بَعْدَ مَا قَطَعَهَا، أُقَاتِلُهُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ: " لَا تَقْتُلْهُ، فَإِنْ قَتَلْتَهُ فَإِنَّهُ بِمَنْزِلَتِكَ قَبْلَ أَنْ تَقْتُلَهُ، وَأَنْتَ بِمَنْزِلَتِهِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ كَلِمَتَهُ الَّتِي قَالَ " (1)
__________
= وأخرجه الطبراني 20/ (577) من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 9/5، ومسلم (3002) (69) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (299) ، والطبراني 20/ (577) من طريق محمد بن جعفر، به.
وأخرجه أبو عوانة في الرقاق كما في "إتحاف المهرة" 13/460 من طريق وهب بن جرير، عن شعبة، به.
وطريق سفيان الذي أشار إليه الإمام أحمد سلف برقم (23827) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (95) (156) عن عبد الرزاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (4019) ، والطبراني 20/ (588) ، وابن منده في "الإيمان" (55) من طريق أبي عاصم، عن ابن جُريج، به.
وانظر (23811) .(39/252)
23832 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ، أَنَّ الْمِقْدَادَ بْنَ الْأَسْوَدِ، حَدَّثَهُ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَرَأَيْتَ إِنْ اخْتَلَفْتُ أَنَا وَرَجُلٌ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: أَقْتُلُهُ أَمْ أَدَعُهُ؟ (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو عند عبد الرزاق في "المصنف" (18719) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (95) (156) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (294) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (583) ، وابن منده في "الإيمان" (56) .
وانظر ما قبله.(39/253)
حَدِيثُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ (1)
23833 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ يَعْنِي ابْنَ مِغْوَلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَيَّارًا (2) أَبَا الْحَكَمِ، غَيْرَ مَرَّةٍ يُحَدِّثُ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْنَا، يَعْنِي قُبَاءً، قَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَثْنَى عَلَيْكُمْ فِي الطُّهُورِ خَيْرًا، أَفَلَا تُخْبِرُونِي؟ " قَالَ: يَعْنِي قَوْلَهُ: {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} [التوبة: 108] قَالَ: فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّا نَجِدُهُ مَكْتُوبًا عَلَيْنَا فِي التَّوْرَاةِ: الِاسْتِنْجَاءُ بِالْمَاءِ (3)
__________
(1) قال الحافظ ابن حجر في "الإصابة" 6/22: محمد بن عبد الله بن سلام ابن الحارث الإسرائيلي، ذكره البخاري في الصحابة، وقال ابن حبان: يقال: له صحبة، وقال ابن شاهين: قال ابن أبي داود: روى عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حديثاً. وقال ابن منده: رأى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسمع منه. وقال أبو عمر: له رؤية ورواية محفوظة.
(2) تحرف في (م) و (ظ2) و (ق) إلى: يسار.
(3) إسناده ضعيف لضعف شهر بن حوشب، ومن دونه ثقات من رجال الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" 1/153 عن يحيى بن آدم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 11/29 عن سفيان بن وكيع، عن يحيى بن رافع، عن مالك بن مغول، به. كذا وقع عنده "يحيى بن رافع" وهو تحريف، وسفيان ضعيف.
وأخرجه الطبري 11/29-30، والبغوي في "معجم الصحابة" كما في "الإصابة" 6/22 عن أبي هشام الرفاعي، عن يحيى بن آدم -وتحرف عند الطبري إلى:=(39/254)
23834 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ (1) ، حَدَّثَنَا سَلَّامِ بْنِ مِسْكِينٍ، حَدَّثَنَا شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ، وَذَكَرَ حَدِيثَ الْجَارِ (2)
__________
= يحيى بن رافع- عن مالك بن مغول، به - لكن قال فيه يحيى: لا أعلمه إلا عن أبيه. يعني عبد الله بن سلام، زاد البغوي: قال أبو هشام: وكتبته من أصل كتاب يحيى بن آدم ليس فيه "عن أبيه".
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/18، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/307-308، والطبري 11/29 و31، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/22 من طرق عن مالك بن مغول، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير- قطعة من ج13" (381) من طريق سلمة بن رجاء، و (382) من طريق يحيى بن أبي أنيسة، كلاهما عن مالك بن مغول، به - لكن زادا فيه: "عن أبيه".
وأخرجه الطبري 11/29 من طريق قتادة، عن شهر بن حوشب مرسلاً.
وانظر حديث عويم بن ساعدة السالف برقم (15485) .
قلنا: وفي متن حديث شهر بن حوشب هذا إشكال في كون المخاطَبين بذلك من اليهود، وانظر ما كتبه الأستاذ محمود شاكر على الحديث في طبعته من "جامع البيان" للطبري برقم (17230) .
(1) قوله: "حدثنا يزيد" سقط من (م) و (ظ2) .
(2) إسناده ضعيف لضعف شهر بن حوشب. وهو مكرر (16408) .
تنبيه: سبق الجَزم في التعلجق على مكرَّرهذا الحديث أن المراد بحديث الجار هو حديث دَفْن عيسى ابن مريم عليه السلام عند النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهذا الجَزْم ليس عليه دليل، وقد استَشكَل الحافظ ابن حجر في "أطراف المسند" 5/471، و"إتحاف المهرة" 13/742 هذا الحرف فقال بإثر قوله: "وذكر حديث الجار": كذا في الأصل!(39/255)
حَدِيثُ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ
23835 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا بُكَيْرُ بْنُ الْأَشَجِّ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ، أَنَّهُ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَحْنُ بِخَيْرٍ أَمْ مَنْ بَعْدَنَا؟، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ أَنْفَقَ أَحَدُهُمْ أُحُدًا ذَهَبًا، مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِكُمْ، وَلَا نَصِيفَهُ " (1)
23836 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كُنَاسَةَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي الْهَيْثَمِ الْعَطَّارُ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ، قَالَ: " سَمَّانِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوسُفَ، وَأَجْلَسَنِي فِي حَجْرِهِ " (2)
23837 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي الْهَيْثَمِ الْعَطَّارُ، قَالَ:
__________
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف من أجل ابن لهيعة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير- قطعة من ج13" (374) من طريق الواقدي، عن عبد الحميد بن جعفر، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن يوسف بن عبد الله ابن سلام، عن أبيه قال: قلنا: يا رسول الله، أنحن خير أم من بعدنا؟ فجعله من مسند عبد الله بن سلام، والواقدي ضعيف.
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11079) .
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات. محمد بن كُنَاسة: هو محمد بن عبد الله بن عبد الأَعلى الأَسدي.
وقد سلف نحوه برقم (16407) .(39/256)
سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ، يَقُولُ: " سَمَّانِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَسَحَ عَلَى رَأْسِي " (1)
23838 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنِ النَّضْرِ (2) بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ، يَقُولُ: " سَمَّانِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوسُفَ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح. وهو مكرر (16404) .
(2) في (ظ5) : النضير.
(3) حديث صحيح. وهو مكرر (16405) .(39/257)
حَدِيثُ الْوَلِيدِ بْنِ الْوَلِيدِ
23839 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ الْوَلِيدِ، أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَجِدُ وَحْشَةً، قَالَ: " فَإِذَا أَخَذْتَ مَضْجَعَكَ، فَقُلْ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّةُ (1) مِنْ غَضَبِهِ وَعِقَابِهِ وَشَرِّ عِبَادِهِ، وَمِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ وَأَنْ يَحْضُرُونِ، فَإِنَّهُ لَا يَضُرُّكَ، وَبِالْحَرِيِّ أَنْ لَا يَقْرَبَكَ " (2)
__________
(1) في (م) و (ظ2) و (ق) : التامّات.
(2) حديث محتمل للتحسين بشواهده. وهو مكرر (16573) .(39/258)
حَدِيثُ قَيْسِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ
23840 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنْبَأَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ، عَنْ أَبِي عَمَّارٍ، قَالَ: سَأَلْتُ قَيْسَ بْنَ سَعْدٍ عَنْ صَدَقَةِ الْفِطْرِ، فَقَالَ: " أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ أَنْ تَنْزِلَ الزَّكَاةُ، ثُمَّ نَزَلَتِ الزَّكَاةُ، فَلَمْ نُنْهَ عَنْهَا، وَلَمْ نُؤْمَرْ بِهَا، وَنَحْنُ نَفْعَلُهُ "
وَسَأَلْتُهُ عَنْ صَوْمِ عَاشُورَاءَ فَقَالَ: " أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ رَمَضَانُ، ثُمَّ نَزَلَ رَمَضَانُ فَلَمْ نُؤْمَرْ بِهِ، وَلَمْ نُنْهَ عَنْهُ وَنَحْنُ نَفْعَلُهُ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي عمار-وهو عَرِيب بن حُمَيْد الهَمْدَاني الدُّهْني- فقد روى له النسائي وابن ماجه، وهو ثقة.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2263) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (887) من طريقين عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح المشكل" (2262) من طريق شعبة، عن سلمة ابن كهيل، به.
وأخرجه الطيالسي (1211) ، والنسائي في "المجتبى" 5/49، وفي "الكبرى" (2842) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2258) و (2259) و (2260) و (2261) ، وفي "شرح معاني الآثار" 2/75، والطبراني في "الكبير" 18/ (888) من طريق شعبة، عن الحكم بن عُتَيْبَة، عن القاسم بن مخيمرة، عن عمرو بن شرحبيل، عن قيس بن سعد.=(39/259)
23841 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ،
__________
= قال النسائي: وسلمة بن كهيل يخالف الحكم في إسناده، والحكم أثبت من سلمة بن كهيل.
وقد سلف الحديث في صوم عاشوراء فقط برقم (15477) عن وكيع عن سفيان الثوري.
وفي الباب ما يشهد له عن غير واحد من الصحابة.
وأما أمره صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بصدقة الفطر قبل أن تنزل الزكاة، فلما نزلت الزكاة لم يأمر بها،
ولم ينه عنها. فقد استدل به بعضهم على نسخ فرضيتها، وتعقَّب هذا البيهقيُّ وغيره فقال في "السنن" 4/159: ولهذا لا يدل على سقوط فرضها، لأن نزول فرضٍ لا يوجب سقوط الآخر، وقد أجمع أهل العلم على وجوب زكاة الفطر، وإن اختلفوا في تسميتها فرضاً، فلا يجوز تركها، وبالله التوفيق.
قلنا: وقد روي ما يخالفه من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب عند البخاري (1503) ومسلم (984) ، وقد سلف برقم (4486) ، ولفظه عند أحمد: فرض رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صدقة رمضان، على الذكر والأنثى، والحر والمملوك، صاعَ تمرٍ أو صاعَ شعير، قال: فعَدَلَ الناس به بعدُ نصفَ صاع بُرٍّ.
قال الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 6/51-52: ففي هذا الحديث ذِكرُ فرض رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إياها، وفيه تعديل الناس إياها ... وذلك لا يكون إلا مع بقاء فرضها، فكان هذا مخالفاً قاله قيسٌ في ذلك.
ثم ذكر وجهاً آخر محتملاً يُوفَّق فيه بين الحديثين، فانظره.
وقال السندي: قوله: "فلم ننه عنها": على بناء المفعول وكذا "لم نؤمر"، ولعله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يأمر بعضهم ثانياً، واكتفى بالأمر الأول، وهذا لا ينفي الوجوب.
وانظر "فتح الباري" 3/367-368، و"المحلى" 6/119.
وستأتي قصة الزكاة وحدها برقم (23843) عن وكيع عن سفيان.(39/260)
أَنَّ قَيْسَ بْنَ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ شَدَّدَ سُلْطَانَهُ بِمَعْصِيَةِ اللهِ أَوْهَنَ اللهُ كَيْدَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (1)
23842 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، أَنَّ سَهْلَ بْنَ حُنَيْفٍ، وَقَيْسَ بْنَ سَعْدٍ كَانَا قَاعِدَيْنِ بِالْقَادِسِيَّةِ، فَمَرُّوا عَلَيْهِمَا بِجِنَازَةٍ فَقَامَا، فَقِيلَ: إِنَّمَا هُوَ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ فَقَالَا: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرُّوا عَلَيْهِ بِجِنَازَةٍ فَقَامَ فَقِيلَ لَهُ: إِنَّهُ يَهُودِيٌّ فَقَالَ: " أَلَيْسَتْ نَفْسًا " (2)
__________
(1) إسناده ضعيف لضعف عبد الله بن لهيعة، ولانقطاعه بين يزيد بن أبي حبيب وقيس بن سعد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/232، وقال: رواه أحمد، وفيه ابن لهيعة، وحديثه حسن، وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات.
وشَدَّدَ كَشَدَّ: قواه.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطَّان، وابن أبي ليلى: هو عبد الرحمن.
وأخرجه مسلم (961) من طريق محمد بن جعفر وحده، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (1312) ، والنسائي 4/45، والطبراني في "الكبير" (5606) ، والبيهقي 4/27 من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه مسلم (961) من طريق شيبان النحوي، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، به.
وعلَّقه البخاري (1313) عن أبي حمزة، عن الأعمش، به. ووصله من هذا الطريق أبو نعيم في "المستخرج على صحيح البخاري" كما في "تغليق التعليق" 2/474.=(39/261)
23843 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ، عَنْ أَبِي عَمَّارٍ الْهَمْدَانِيِّ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: " أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِصَدَقَةِ الْفِطْرِ قَبْلَ أَنْ تَنْزِلَ الزَّكَاةُ، فَلَمَّا نَزَلَتِ الزَّكَاةُ لَمْ يَأْمُرْنَا، وَلَمْ يَنْهَنَا وَنَحْنُ نَفْعَلُهَا " (1)
23844 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زُرَارَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: أَتَانَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَوَضَعْنَا لَهُ غِسْلًا فَاغْتَسَلَ، ثُمَّ أَتَيْنَاهُ بِمِلْحَفَةٍ وَرْسِيَّةٍ، فَاشْتَمَلَ بِهَا، فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى أَثَرِ الْوَرْسِ عَلَى عُكَنِهِ، ثُمَّ أَتَيْنَاهُ بِحِمَارٍ لِيَرْكَبَ، فَقَالَ: " صَاحِبُ
__________
= وعلَّق البخاري أيضاً (1313) عن زكريا بن أبي زائدة، عن الشعبي، عن ابن أبي ليلى قال: كان أبو مسعود وقيس بن سعد يقومان للجنازة. وهو عند سعيد بن منصور في "سننه" موصولاً -كما في "التغليق" 2/475- عن سفيان بن عيينة عن زكريا، به.
(1) إسناده صحيح.
وأخرجه ابن ماجه (1828) ، والنسائي 5/49، وأبو يعلى (1434) ، وابن خزيمة (2394) ، والحاكم 1/410 من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (5801) ، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 18/ (886) ، وأخرجه البيهقي في "السن" 4/159 من طريق يعلى بن عبيد، كلاهما (عبد الرزاق ويعلى) عن سفيان الثوري، به.
وانظر (23840) .(39/262)
الْحِمَارِ أَحَقُّ بِصَدْرِ حِمَارِهِ " فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، فَالْحِمَارُ لَكَ (1)
__________
(1) إسناده ضعيف، ابن أبي ليلى: هو محمد بن عبد الرحمن، ضعيف سيىء الحفظ، ومحمد بن شرحبيل مجهول.
وأخرجه مختصراً ابن أبي شيبة 8/376 و8/560، وابن ماجه (466) و (3604) ، وأبو يعلى (1435) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (324) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (688) من طريق عيسى بن يونس، والطبراني في "الكبير" 18/ (890) من طريق علي بن هاشم بن البريد، كلاهما عن ابن أبي ليلى، عن محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة، عن عمرو بن شرحبيل، عن قيس. فسمياه: عمرو ابن شرحبيل!
وأورده البخاري في "تاريخه الكبير" 1/114، وقال: لم يصحَّ إسناده.
وقد سلف نحوه برقم (15476) .
وقوله: "صاحب الحمار أحق بصدر حماره" سلف بإسنادٍ حسن عن قيس بن سعد برقم (15478) بلفظ: "صاحب الدابَّة أَولى بصَدْرها".
وله شاهد من حديث عمر سلف برقم (119) .
وآخر من حديث أبي سعيد الخدري سلف برقم (11282) .
وثالث من حديث بريدة الأسلمي سلف برقم (22992) ، وسنده قوي.
وصححه ابن حبان (4735) ، وانظر تتمة شواهده فيه.(39/263)
حَدِيثُ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ
23845 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، يُحَدِّثُ عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ: أَنَّ أُمَّهُ مَاتَتْ، فَقَالَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ أُمِّي مَاتَتْ أَفَأَتَصَدَّقُ عَنْهَا؟ قَالَ: " نَعَمْ " قَالَ: فَأَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: " سَقْيُ الْمَاءِ " " قَالَ: فَتِلْكَ سِقَايَةُ آلِ سَعْدٍ بِالْمَدِينَةِ " قَالَ شُعْبَةُ: فَقُلْتُ لِقَتَادَةَ: مَنْ يَقُولُ تِلْكَ سِقَايَةُ آلِ سَعْدٍ قَالَ: الْحَسَنُ (1)
23846 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ كَثِيرٍ أَبُو دَاوُدَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّ أُمِّي مَاتَتْ وَعَلَيْهَا نَذْرٌ أَفَيُجْزِئُ عَنْهَا أَنْ أُعْتِقَ عَنْهَا؟ قَالَ: " أَعْتِقْ عَنْ أُمِّكَ " (2)
__________
(1) هو مكرر (22459) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله رجال الشيخين إلا أن في رواية سليمان بن كثير عن الزهري مقالاً، لكنه لم ينفرد به، فقد توبع عليه كما سيأتي.
عبيد الله بن عبد الله: هو ابن عتبة بن مسعود الهُذَلي.
وأخرجه النسائي 6/253 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.=(39/264)
23847 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي شُمَيْلَةَ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ، عَنْ سَعِيدٍ الصَّرَّافِ، أَوْ هُوَ سَعِيدٌ الصَّرَّافُ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ،
__________
= وأخرجه الطبراني في "الكبير" (5368) من طريق سعيد بن سليمان، عن سليمان بن كثير، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس: أن سعد ابن عبادة.. فجعله من مسند ابن عباس، وقد سلف حديث ابن عباس برقم (1893) عن سفيان بن عيينة عن الزهري، وانظر تتمة تخريجه هناك.
ورواه محمد بن عبد الله بن يزيد المقرىء عند النسائي 6/254، وابن الجارود في "المنتقى" (940) ، ومحمد بن عيسى المدائني عند الحاكم 3/254، كلاهما عن سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، عن سعد بن عبادة بنحوه.
وأخرجه النسائي 6/253 من طريق عيسى بن يونس ومحمد بن شعيب، كلاهما عن الأوزاعي، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، عن سعد بن عبادة.
وسلف برقم (3048) من طريق الأوزاعي، به إلا أنه جعله من حديث ابن عباس.
ورواه أيضاً من حديث ابن عباسٍ محمدُ بن أبي حفصة عن الزهري فيما سلف برقم (3506) .
قال ابن حجر في "فتح الباري" 5/390: قد قدمتُ أن ابن عباس لم يدرك القصة، فتعيَّن ترجيحُ رواية من زاد فيه: عن سعد بن عبادة (أي: روايتنا هذه) ويكون ابن عباس أَخَذه عنه، ويحتمل أن يكون أَخَذه عن غيره، ويكون قول من قال: عن سعد بن عبادة، لم يَقصدْ به الرواية. وإنما أراد: عن قصة سعد بن عبادة، فتَتَّحِدُ الروايتان.(39/265)
عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ هَذَا الْحَيَّ مِنَ الْأَنْصَارِ مِحْنَةٌ، حُبُّهُمْ إِيمَانٌ وَبُغْضُهُمْ نِفَاقٌ "، قَالَ عَفَّانُ: وَقَدْ حَدَّثَنَا بِهِ مَرَّةً وَلَيْسَ فِيهِ شَكٌّ، أَمَلَّهُ عَلَيَّ أَوَّلًا عَلَى الصِّحَّةِ (1)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/159 عن عفان، بهذا الإسناد.
وقد سلف من طريق يونس بن محمد، عن حماد بن زيد برقم (22462) .(39/266)
حَدِيثُ أَبِي بَصْرَةَ الْغِفَارِيِّ (1)
23848 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَلَقِيتُ بَصْرَةَ بْنَ أَبِي بَصْرَةَ الْغِفَارِيَّ، قَالَ: مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتَ؟ فَقُلْتُ: مِنَ الطُّورِ، فَقَالَ: أَمَا لَوْ أَدْرَكْتُكَ قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ إِلَيْهِ مَا خَرَجْتَ إِلَيْهِ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا تُعْمَلُ الْمَطِيُّ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ إِلَى الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَإِلَى مَسْجِدِي، وَإِلَى مَسْجِدِ إِيلِيَاءَ أَوْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ " يَشُكُّ (2)
__________
(1) قال السندي: أبو بَصْرة الغِفاري، بفتح فسكون، اسمه حُمَيل بمهملة مصغَّر، وقيل: بفتح مهملة، وقيل: بجيم مفتوحة، والأول أصح، قال علي ابن المديني: سألت شيخاً من بني غِفار، فقلت له: هل تعرف فيكم جَميل بن بصرة؟ قلتُه بفتح الجيم، فقال: صحَّفتَ يا شيخ، والله إنه حُمَيل بالتصغير والمهملة، وهو جَدُّ هذا الغلام. وأشار إلى غلامٍ معه.
سكن مصرَ ومات بها.
(2) إسناده صحيح على وهمٍ فيه، سيأتي التنبيه عليه.
وهو عند مالك في "الموطأ" 1/108-109 ضمن حديث مطوَّل، ومن طريقه أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/294، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (581) و (590) ، وابن حبان (2772) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 1/237، والضياء المقدسي في "فضائل بيت المقدس" (3) .
قال ابن عبد البر في "الاستيعاب" 2/39-40: هذا الحديث لا يوجد هكذا إلا=(39/267)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= في "الموطأ" لبصرة بن أبي بصرة، وإنما الحديث لأبي هريرة: فلقيتُ أبا بصرة ... فذكر من قال ذلك عن أبي هريرة، ثم قال: وأظنُّ الوهم جاء فيه من يزيد بن الهاد، والله أعلم.
وقال في "التمهيد" 23/38: وأظن الوهم فيه جاء من قِبَل مالك أو من قِبَل يزيد بن الهاد، والله أعلم.
وتعقَّبه ابن الأثير في "أسد الغابة" فقال: قول أبي عمر: لا يوجد هكذا إلا في "الموطأ"، وهم منه، فإنه قد رواه الواقدي عن عبد الله بن جعفر، عن ابن الهاد، مثل رواية مالك: عن بصرة بن أبي بصرة، فبان بهذا أن الوهم من ابن الهاد أو من محمد بن إبراهيم، فإن أبا سلمة قد روى عنه غير محمد، فقال: عن أبي بصرة، والله أعلم.
قلنا: ومما يؤيد أن الوهم فيه من ابن الهاد وليس من مالك أنه قد رواه جماعة عن ابن الهاد كما هو عند المصنف.
فقد أخرجه الحميدي (944) ، ويعقوب بن سفيان 2/294، والفاكهي في "أخبار مكة" (1203) من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، ويعقوب بن سفيان 2/294، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (580) و (589) من طريق الليث، والنسائي 3/113-114 من طريق بكر بن مُضَر، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1001) من طريق عبد العزيز بن محمد، ويعقوب بن سفيان 2/294،
والطحاوي (583) و (591) من طريق نافع بن يزيد، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1210) من طريق الواقدي، عن عبد الله بن جعفر، ستتهم عن يزيد بن عبد الله بن الهاد، به. وقرن نافعُ بنُ يزيد بابن الهاد عمارةَ بنَ غَزِيَّة.
وأخرجه الطحاوي (586) من طريق يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: لقيت أبا بصرة ... فذكره.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/123-124، ويعقوب بن سفيان 2/294-295، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1002) ، وأبو يعلى=(39/268)
23849 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ مُبَارَكٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَزِيدَ (1) ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، أَنَّ أَبَا بَصْرَةَ، خَرَجَ فِي رَمَضَانَ مِنَ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ، فَأُتِيَ بِطَعَامِهِ، فَقِيلَ لَهُ: لَمْ تَغِبْ عَنَّا مَنَازِلُنَا بَعْدُ فَقَالَ: " أَتَرْغَبُونَ عَنْ سُنَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ " قَالَ: " فَمَا زِلْنَا مُفْطِرِينَ حَتَّى بَلَغُوا مَكَانَ كَذَا وَكَذَا " (2)
__________
= (6558) ، والطحاوي (582) و (584) و (585) ، والطبراني في "الكبير" (2157) (2158) و (2159) ، وفي "الأوسط" (857) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 23/47 من طريق زيد بن أسلم، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة، فذكره. إلا أن بعضهم سمَّى الصحابي حميل بن بصرة، وبعضهم سماه جميل بن بصرة، وبعضهم ذكر كنيته أبا بصرة مع ذكر اسمه.
وأخرجه عبد الرزاق (9162) عن ابن جريج قال: حُدثت عن بصرة بن أبي بصرة، فذكر مرفوعه.
وأخرج البزار (427- كشف الأستار) من طريق زيد بن أسلم، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، قال: أتيت من الطور، فلقيني حُميل بن بصرة ...
ولفظ مرفوعه: "صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد".
وسيأتي من طريقين آخرين برقم (23850) و (27230) .
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11040) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
قال السندي: قوله: "لا تُعمَل" على بناء المفعول من الإعمال، أي: لا تُركَب المَطِي إلى مسجدٍ إلا إلى ثلاثة مساجد، وأبو هريرة قَصَد الصلاةَ في الطور فصار سفره كالسفر إلى المسجد، وإلا فالحديث لا يمنع السفر إلى البلاد وغيره.
(1) تحرف في (م) إلى: زيد.
(2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإعضاله، فإن بين يزيد بن أبي حبيب=(39/269)
23850 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، أَنَّهُ قَالَ: لَقِيَ أَبُو بَصْرَةَ الْغِفَارِيُّ، أَبَا هُرَيْرَةَ، وَهُوَ جَاءٍ مِنَ الطُّورِ فَقَالَ: مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتَ؟ قَالَ: مِنَ الطُّورِ صَلَّيْتُ فِيهِ قَالَ: أَمَا لَوْ أَدْرَكْتُكَ قَبْلَ أَنْ تَرْحَلَ إِلَيْهِ مَا رَحَلْتَ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَسْجِدِي هَذَا وَالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى " (1)
__________
= وأبي بصرة راويين، فسيأتي بالأرقام (27232) و (27233) و (27234) من طرق عن يزيد بن أبي حبيب عن كليب ابن ذُهْل عن عبيد بن جَبْر -وهو مولى أبي بصرة- عن أبي بصرة. وكليب بن ذهل وعبيد بن جَبْر كلاهما في عداد المجهولين، لكن ذكر يعقوبُ بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/492 عبيداً في ثقات تابعي أهل مصر.
ابن مبارَك: هو عبد الله، وسعيد بن يزيد: هو الحِمْيري القِتْباني.
وفي الباب عن دِحْية الكلبي، سيأتي برقم (27231) ، وفيه أنه سافر من قرية إلى قرية قُدِّرت المسافة بينهما في بعض الروايات بثلاثة أميال، فأفطر وأفطر معه ناس، وقال لمن صام: رَغِبُوا عن هدي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه. وفي سنده مجهول.
وعن أنس بن مالك عند الترمذي (799) و (800) من طريق محمد بن كعب قال: أتيت أنس بن مالك في رمضان وهو يريد سفراً، وقد رُحِلَت له راحلتُه، ولَبسَ ثياب السفر، فدعا بطعام فأَكل، فقلت له: سُنَّة؟ قال: سُنَّة. ثم ركب. ثم قالَ الترمذي: هذا حديث حسن… وقد ذهب بعضُ أهل العلم إلى هذا الحديث، وقال: للمسافر أن يفطر في بيته قبل أن يخرج.
وانظر في هذه المسألة "المغني" لابن قدامة 4/345-348، و"زاد المعاد" لابن القيم 2/55-57، و"فتح الباري" 4/180-182.
(1) إسناد صحيح. حسين بن محمد: هو ابن بَهْرام المرُّوذي، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النَّحْوي، وعبد الملك: هو ابن عمير.=(39/270)
23851 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنِي ابْنُ هُبَيْرَةَ، عَنْ أَبِي تَمِيمٍ الْجَيْشَانِيِّ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ، خَطَبَ النَّاسَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَقَالَ: إِنَّ أَبَا بَصْرَةَ حَدَّثَنِي أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللهَ زَادَكُمْ صَلَاةً، وَهِيَ الْوِتْرُ، فَصَلُّوهَا فِيمَا بَيْنَ صَلَاةِ الْعِشَاءِ إِلَى صَلَاةِ الْفَجْرِ " قَالَ أَبُو تَمِيمٍ: فَأَخَذَ بِيَدِي أَبُو ذَرٍّ فَسَارَ فِي الْمَسْجِدِ إِلَى أَبِي بَصْرَةَ، فَقَالَ لَهُ: أَنْتَ سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَا قَالَ عَمْرٌو؟ قَالَ أَبُو بَصْرَةَ: أَنَا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1)
__________
= وأخرجه الطيالسي (1348) و (2506) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" 3/124، والطبراني في "الكبير" (2160) من طريق أبي عوانة، عن عبد الملك بن عمير، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/4، وقال: رواه أحمد، والبزار بنحوه، والطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، ورجال أحمد ثقات أثبات.
وانظر ما سلف برقم (23848) .
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير علي بن إسحاق -وهو المروزي- فقد روى له الترمذي، وهو ثقة. سعيد بن يزيد: هو الحِمْيري القِتْباني، وابن هبيرة: اسمه عبد الله، وأبو تميم الجَيْشاني: اسمه عبد الله بن مالك.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4492) ، والطبراني (2168) من طريقين عن ابن المبارك، بهذا الإسناد. ورواية الطبراني مختصرة لم يذكر فيها عمرو بن العاص وأبا ذر.
وسيأتي في مسند النساء برقم (27229) من طريق ابن لهيعة عن عبد الله بن هبيرة. وفي الباب عن عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف برقم (6693) ، وانظر بقية أحاديث الباب هناك.(39/271)
حَدِيثُ أَبِي أُبِيِّ ابْنِ امْرَأَةِ عُبَادَةَ
23852 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَحَجَّاجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يِسَافٍ، عَنْ أَبِي الْمُثَنَّى، عَنْ أَبِي أُبَيِّ ابْنِ امْرَأَةِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ امْرَأَةِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " سَيَكُونُ أُمَرَاءُ يَشْغَلُهُمْ أَشْيَاءُ وَيُؤَخِّرُونَ الصَّلَاةَ عَنْ وَقْتِهَا، فَصَلُّوا الصَّلَاةَ لِوَقْتِهَا، ثُمَّ اجْعَلُوا صَلَاتَكُمْ مَعَهُمْ تَطَوُّعًا " (1)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف. وهو مكرر (22681) و (22682) .(39/272)
حَدِيثُ سَالِمِ بْنِ عُبَيْدٍ (1)
23853 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنِي سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يِسَافٍ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ آلِ خَالِدِ بْنِ عُرْفُطَةَ، عَنْ آخَرَ قَالَ: كُنْتُ مَعَ سَالِمِ بْنِ عُبَيْدٍ فِي سَفَرٍ، فَعَطَسَ رَجُلٌ، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، فَقَالَ: عَلَيْكَ وَعَلَى أُمِّكَ، ثُمَّ سَارَ فَقَالَ: لَعَلَّكَ وَجَدْتَ فِي نَفْسِكَ؟ قَالَ: مَا أَرَدْتُ أَنْ تَذْكُرَ أُمِّي؟ قَالَ: لَمْ أَسْتَطِعْ إِلَّا أَنْ أَقُولَهَا، كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، فَعَطَسَ رَجُلٌ، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ، فَقَالَ: " عَلَيْكَ وَعَلَى أُمِّكَ "، ثُمَّ قَالَ: " إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ، فَلْيَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ، أَوِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَلْيُقَلْ لَهُ: يَرْحَمُكُمُ اللهُ، أَوْ يَرْحَمُكَ اللهُ، شَكَّ يَحْيَى، وَلْيَقُلْ: يَغْفِرُ اللهُ لِي وَلَكُمْ " (2)
__________
(1) سالم بن عبيدٍ أشجعيٌّ، من أهل الصُّفة، سكن الكوفة.
(2) إسناده ضعيف لإبهام رجلين فيه، ولاضطرابه.
فقد أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/107 عن علي ابن المديني، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (229) عن محمد بن بشار، كلاهما عن يحيى بن سعيد، عن سفيان الثوري، عن منصور بن المعتمر، عن هلال بن يساف، عن رجل، عن رجل (في النسائي: عن آخر) ، عن سالم بن عبيد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الأوسط" 2/233 عن علي ابن المديني، والحاكم 4/267 من طريق مسدد، كلاهما عن يحيى بن سعيد، والنسائي (228) من طريق قاسم بن يزيد، والحاكم 4/267 من طريق الحسين بن حفص ومحمد=(39/273)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= ابن جعشم الصنعاني، أربعتهم عن سفيان، عن منصور، عن هلال، عن رجل، عن سالم بن عبيد.
تنبيه: أورد المزي طريق ابن المديني في "التحفة" 3/253، فقال. ورواه علي ابن المديني، عن يحيى بن سعيد، عن سفيان، عن ورقاء، عن منصور، عن هلال، عن رجل، عن سالم. قلنا: وذكر ورقاء في الإسناد فيه نظر.
وأخرجه الترمذي (2740) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (227) من طريق أبي أحمد الزبيري، وابنُ السني في "عمل اليوم والليلة" (261) من طريق إبراهيم بن خالد الصنعاني، كلاهما عن سفيان، عن منصور، عن هلال، عن سالم ابن عبيد. فأسقط الواسطة بين هلال وسالم، قال الترمذي: هذا حديث اختلفوا في روايته عن منصور، وقد أدخلوا بين هلال بن يساف وسالم رجلاً.
وأخرجه النسائي (230) من طريق معاوية بن هشام، عن سفيان، عن منصور، عن هلال، عن رجل، عن خالد بن عرفطة، عن سالم. وخالد بن عرفطة هذا جهَّله أبو حاتم والبزار.
ورواه ورقاء عن منصور، واختلف عنه في ذكر الواسطة بين هلال وسالم بن عبيد:
فأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (231) من طريق يزيد بن هارون، وابن قاشع في "معجم الصحابة" 1/283، والمزي في "تهذيب الكمال" 8/132 من طريق عبد الصمد بن النعمان، كلاهما عن ورقاء، عن منصور، عن هلال بن يساف، عن خالد بن عرفطة، عن سالم بن عبيد.
وأخرجه الطيالسي (1203) ، ومن طريقه البخاري في "التاريخ الأوسط" 2/233، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/301، وفي "شرح المشكل" (4010) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (9343) ، وأخرجه أبو داود (5032) من طريق إسحاق بن يوسف الأزرق، كلاهما (الطيالسي وإسحاق) عن ورقاء، عن منصور، عن هلال، عن خالد بن عرفجة، عن سالم بن عبيد. سماه خالد بن
عرفجة، وقد صوَّب الحافظ في "تهذيبه" أنه ابن عرفطة.=(39/274)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/106-107، وفي "الأوسط" 2/232، وأبو داود (5031) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (225) ، والحاكم 4/267، والبيهقي في "شعب الإيمان" (9342) من طريق جرير بن عبد الحميد، والنسائي (226) ، وابن حبان (599) من طريق إسرائيل، كلاهما عن منصور، عن هلال بن يساف، عن سالم بن عبيد.
قال علي ابن المديني -فيما نقله عنه البخاري في "التاريخ الأوسط"-: لم أجد على جرير في حديث منصور إلا في هذا. وأشار النسائي إلى خطأ هذه الطريق عقب الرواية (229) ، وقال الحاكم: الوهم في رواية جرير هذه ظاهر، فإن هلال بن يساف لم يدرك سالم بن عبيد، ولم يره، بينهما رجل مجهول.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الأوسط" 2/233 من طريق أبي عوانة، عن منصور، عن هلال، عن رجل من آل عرفطة، عن سالم بن عبيد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" 4/301، وفي "شرح المشكل" (4011) من طريق أبي عوانة، وأخرجه أيضاً في "شرح المعاني" من طريق قيس ابن الربيع، كلاهما عن منصور، عن هلال، عن شيخٍ من أشجع، عن سالم بن عبيد.
وأخرجه الحاكم 4/267 من طريق زائدة، عن منصور، عن هلال بن يساف، عن رجل من النخع، عن سالم بن عبيد.
قلنا: وقد ورد نحو خبر سالم بن عبيد هذا عن عمر بن الخطاب، فقد أخرج عبد الرزاق في "مصنفه" (19677) عن معمر، عن بديل العقيلي، عن أبي العلاء يزيد بن عبد الله بن الشِّخِّير قال: عطس رجلٌ عند عمر بن الخطاب فقال: السلام عليك. فقال عمر: وعليك وعلى أمِّك، أمَا يعلم أحدكم ما يقول إذا عطس؟ إذا عطس أحدكم، فليقل: الحمد لله، وليقل القوم: يرحمك الله، وليقل هو: يغفر
الله لكم. ورجاله ثقات إلا أنه مرسل، فإن أبا العلاء لم يسمع من عمر فيما يغلب على ظننِّا.=(39/275)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وروي عن ابن مسعود مرفوعاً وموقوفاً -والموقوف أصح- عند البخاري في "الأدب المفرد" (934) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (224) قال: إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله رب العالمين، ويقال له: يرحمكم الله، وإذا قيل له: يرحمكم الله، فليقل: يغفرُ الله لكم. والموقوف سنده حسن، وانظر تتمة تخريجه في "شرح مشكل الآثار" للطحاوي (4008) وما بعده.
وروى مالك في "الموطأ" 2/965 عن نافع: أن عبد الله بن عمر كان إذا عَطَس فقيل له: يرحمك الله، قال: يرحمُنا الله وإياكم، ويغفرُ لنا ولكم.
قلنا: والصحيح في هذا الباب -كما قال البخاري في "تاريخه الأوسط" 2/233- حديث أبي هريرة عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "إذا عَطَس أحدُكم فليقل: الحمد لله، فإذا قال: الحمد لله، قال له أخوه: يرحمك الله، فإذا قيل له: يرحمك الله، فليقل: يَهدِيكم الله ويُصلِحُ بالَكم"، وهو في "صحيح البخاري" رقم (6224) ، وقد سلف في "المسند" برقم (8631) .(39/276)
بَقِيَّةُ حَدِيثِ الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ (1)
23854 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا ظَبْيَةَ الْكَلَاعِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الْمِقْدَادَ بْنَ الْأَسْوَدِ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِهِ: " مَا تَقُولُونَ فِي الزِّنَا؟ " قَالُوا: حَرَّمَهُ اللهُ وَرَسُولُهُ، فَهُوَ حَرَامٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِهِ: " لَأَنْ يَزْنِيَ الرَّجُلُ بِعَشْرَةِ نِسْوَةٍ، أَيْسَرُ عَلَيْهِ مِنْ أَنْ يَزْنِيَ بِامْرَأَةِ جَارِهِ "، قَالَ: فَقَالَ: " مَا تَقُولُونَ فِي السَّرِقَةِ؟ " قَالُوا: حَرَّمَهَا اللهُ وَرَسُولُهُ فَهِيَ حَرَامٌ، قَالَ: " لَأَنْ يَسْرِقَ الرَّجُلُ مِنْ عَشْرَةِ أَبْيَاتٍ، أَيْسَرُ عَلَيْهِ مِنْ أَنْ يَسْرِقَ مِنْ جَارِهِ " (2)
__________
(1) سلفت أحاديث المقداد قبل خمسة وأربعين حديثاً، وسلفت ترجمته في الجزء27 ص 282.
(2) إسناده جيد. علي بن عبد الله: هو ابن المديني.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (103) ، وفي "التاريخ الكبير" 8/54، والطبراني في "الكبير" 20/ (605) ، وفي "الأوسط" (6329) من طرق عن محمد ابن فضيل، بهذا الإسناد. قال الطبراني في "الأوسط": لا يروى هذا الحديث عن المقداد إلا بهذا الإسناد، تفرد به محمد بن فضيل.
وقال المنذري في "الترغيب والترهيب" 3/279 و352، والهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/168: رجاله ثقات.
وفي باب عظم جرم الزاني بامرأة جاره عن ابن مسعود سلف برقم (3612) .
وعن ابن عمر عند الخرائطي في "مساوىء الأخلاق" (491) .(39/277)
حَدِيثُ أَبِي رَافِعٍ (1)
23855 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَجَّاجِ، أَخْبَرَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي غَطَفَانَ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، قَالَ: ذَبَحْنَا لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَاةً، " فَأَمَرَنَا فَعَالَجْنَا لَهُ شَيْئًا مِنْ بَطْنِهَا فَأَكَلَ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ " (2)
__________
(1) قال السندي: أبو رافع مولى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان قبطياً، واختُلِفَ في اسمه اختلافاً كثيراً، كان مولى للعباس فوهبه للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأعتقه بشَره بإسلام العباس، وكان إسلامه قبل بدرٍ ولم يشهدها، وشهد أُحداً وما بعدها. مات بالمدينة قبل عثمان بيسيرٍ أو بعده.
(2) حديث صحيح بطرقه وشواهده، عباد بن عبيد الله بن أبي رافع: هو عبد الله، وسمَّاه ابن عجلان عباداً، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وأخرج له مسلم هذا الحديث استشهاداً، وباقي رجال الإسناد لا بأس بهم.
وسيأتي برقم (23868) عن علي بن بحر عن حاتم بن إسماعيل.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (980) ، والمزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة عبد الله بن عبيد الله بن أبي رافع 15/251 من طريق يحيى بن أيوب، عن محمد بن عجلان، به.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/107، ومسلم (357) ، وأبو عوانة (751) و (752) ، والطبراني (981) ، والحاكم 4/112، والبيهقي 1/154، والمزي في "تهذيبه" 15/250 من طريق عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال، عن عبد الله بن عبيد الله بن أبي رافع، به.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (6661) ، والحاكم 4/112 من طريق خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبي غطفان، به.=(39/278)
23856 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُخَوَّلٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، قَالَ: " نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُصَلِّيَ الرَّجُلُ وَرَأْسُهُ مَعْقُوصٌ " (1)
__________
= هكذا في رواية الحاكم: عن عبيد الله بن أبي رافع وعبد الله بن عبيد الله أصح، وفي رواية النسائي: عن رجل لم يسمّه.
ورواه عبيد الله بن علي بن أبي رافع، واختلف عنه:
فرواه سعيد بن مسلم بن بانك فيما أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/106-107، والطبراني (979) عن عبيد الله بن علي بن أبي رافع، عن عمرو ابن أبان، عن أبي غطفان، به. وعمرو بن أبان مجهول الحال.
ورواه فائد مولى عبيد الله فيما أخرجه البزار في "مسنده" (3875) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/65-66، والطبراني (966) عن عبيد الله بن علي بن أبي رافع، عن جده أبي رافع قال: طبخت لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بطن شاة فأكل منه، ثم صلى العشاء ولم يتوضأ. وعبيد الله بن علي لم يسمع من جده.
وأخرجه الطبراني (944) و (945) من طريق محمد بن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه، عن جده قال: ذبحنا للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَناَقاً، فأكل ولم يتوضأ، ولم يمسَّ ماءً، ولم يتمضمض. وإسناده مسلسل بالضعفاء.
وأخرجه الطبراني (982) من طريق رَوْح بنِ القاسم، عن محمد بن المنكدر، عن أبي رافع: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أكل من لحم شاة ولم يتوضأ. ورواية ابن المنكدر عن أبي رافع مرسلة.
وانظر ما سيأتي برقم (23867) من طريق المغيرة بن أبي رافع عن أبي رافع برقم (27195) من طريق شرحبيل عن أبي رافع.
وفي الباب عن ابن مسعود سلف برقم (3791) ، وانظر تتمة أحاديث الباب هناك.
قوله: "فعالَجْنا" أي: أصلَحْنا وصنعنا.
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير الرجل=(39/279)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= المبهم، فقد أختلف في تعيينه، ثم إنه اختلف في إسناده على مُخَوَّل: وهو ابن راشد الحنَّاط.
فرواه عبد الرزاق كما في هذه الرواية، وهو في "مصنفه" (2990) ، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (990) ، ورواه وكيع أيضاً كما سيأتي برقم (27184) ، كلاهما عن سفيان الثوري، عن مُخَوَّل بن راشد، فقالا: عن رجل، عن أبي رافع، قال: نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يصلي الرجل ...
ورواه مؤمَّل بن إسماعيل فيما أخرجه الترمذي في "العلل الكبير" 1/254، والدارقطني في "العلل" 7/18، وأبو حذيفة فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (512) كلاهما عن سفيان، عن مُخَوَّل بن راشد، فقالا: عن المقبري، عن أبي رافع، عن أمِّ سَلَمة: أنَّ النبىَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى أن يصليَ الرجل وهو معقوص. ومؤمَّل ابن إسماعيل ضعيف، وأبو حُذيفة سيىء الحفظ، وقد وَهِما في ذكر أمِّ سلمة فيه، نبّه على ذلك الدارقطني والترمذي.
ورواه محمد بن جعفر فيما سيأتي برقم (23873) ، وعند ابن ماجه (1042) ، وخالدُ بنُ الحارث فيما أخرجه ابن ماجه أيضاً (1042) ، كلاهما عن شعبة، عن مُخَوَّل، عن أبي سعد -زاد ابن ماجه: رجل من أهل المدينة- قال: رأيت أبا رافع جاء إلى الحسن بن علي وهو يصلي وقد عقص شعره فأطلقه ...
وأبو سعد هذا: هو شُرحبيل بن سعد فيما قاله المِزِّي في "التحفة" 9/204، وقال الحافظ في "النكت الظراف": في جزمه بأنه شرحبيل نظر. قلنا: وشرحبيل ابن سعد ضعيف.
ورواه زهير بن معاوية فيما سيأتي برقم (23874) عن مخوَّل، فقال: عن أبي سعيد المؤذن، وقال مرةً: عن أبي سعيد المدني، فذكر معناه.
ورواه أبو أسامة فيما أخرجه ابن أبي شيبة 2/434-435، وسعيد بن عامر فيما أخرجه الدارمي (1380) ، والربيع بن يحيى الأُشناني فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" (991) ، ثلاثتهم عن شعبة، عن مُخَوَّل بن راشد، فقالوا: عن أبي سعيد،=(39/280)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= عن أبي رافع، قال: رآني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنا ساجد وقد عقصت شعري ...
وأبو سعيد هذا، قال الترمذي في "العلل الكبير" 1/257، والدارقطني في "العلل" 7/17: هو سعيد المقبري.
ورواه قيس بن الربيع فيما أخرجه الطبراني (992) عن مُخَوَّل بن راشد قال: حدثني شيخ من أهل الطائف يكنى أبا سعيد، عن أبي رافع: أنه رأى الحسين بن علي ساجداً قد عَقَصَ شعره، فقال أبو رافع: سمعت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "لا يصلين أحدكم وهو عاقص شعره". وقيس بن الربيع ضعيف.
ورواه عبد الرزاق فيما سيأتي برقم (23878) وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه" (2991) ، ومن طريقه أخرجه أبو داود (646) ، والترمذي في "سننه" (384) ، وفي "العلل الكبير" 1/256، والطبراني في "الكبير" (993) ، والحاكم 1/261-262، والبيهقي في "السنن" 2/109، وفي "معرفة السنن والآثار" 3/28، والبغوي في "شرح السنة" (646) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" (ترجمة
أبي رافع) ، والمزي في "تهذيبه" (ترجمة عمران بن موسى) ، وحجاجُ بن محمد المصيصي فيما أخرجه ابن خزيمة (911) ، وابن حبان (2279) ، والبيهقي 2/109، كلاهما عن ابن جريج، عن عمران بن موسى، عن سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي رافع. فذكر نحوه.
قال الترمذي في "العلل": وهذا الحديث هو الصحيح، وحديث مُخَوَّل فيه اضطراب، ورواية شعبة عن مُخَوَّل أشبه وأصح من حيث المؤمل عن سفيان عن مخول، لأن شعبة قال: عن أبي سعيد: عن أبي رافع، وأبو سعيد هو عندي: سعيد المقبري.
وقال في "سننه": حديث أبي رافع حديث حسن، والعمل على هذا عند أهل العلم، كرهوا أن يصلي الرجل وهو معقوص شعره.
وقال الدارقطني في "العلل" 7/18: وحديث عمران بن موسى أصحها إسناداً.=(39/281)
23857 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَطَّابِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، أَنَّ بُكَيْرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَهُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَبِي رَافِعٍ، قَالَ: بَعَثَتْنِي قُرَيْشٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَلَمَّا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَعَ فِي قَلْبِي الْإِسْلَامُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ لَا أَرْجِعُ إِلَيْهِمْ، قَالَ: " إِنِّي لَا أَخِيسُ بِالْعَهْدِ، وَلَا أَحْبِسُ
__________
= وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، وقد احتجا بجميع رواته غير عمران، قال علي ابن المديني: عمران بن موسى بن عمرو بن سعيد بن العاص القرشي أخو أيوب بن موسى، روى عنه ابن جريج وابن عُلَيَّة أيضاً.
قلنا: وعمران بن موسى لم يذكروا في الرواة عنه سوى اثنين، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، فهو مجهول الحال، فالإسناد ضعيف، ومع ذلك فقد جوَّده الحافظ في "الفتح" 2/299.
ورواه الشافعي كما في "السنن المأثورة" (5) ، ومن طريقه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4882) ، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار" 3/27 عن عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي روَّاد، عن ابن جريج، عن عمران بن موسى، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، أنه رأى أبا رافع مرَّ ... فأسقط الواسطة بين سعيد وأبي رافع، وهو أبو سعيد.
وفي الباب في النهي عن الصلاة وهو عاقص شعره عن علي، سلف برقم (1244) ، وإسناده ضعيف.
وعن ابن عباس عند مسلم (492) ، وقد سلف برقم (2767) .
قال السندي: قوله: "معقوص" قيل: العَقْص: إدخال أطراف الشعر في أصوله، أو جمع الشعر وسط رأسه، أو لفُّ ذوائبه حول رأسه كفعل النساء، وبالجملة فاللائق تركُ الشعرة منتشرة عند السجود حتى تسقط على الأرض عند السجود، فتصير ساجدة لربها، والله تعالى أعلم.(39/282)
الْبُرُدَ (1) ، ارْجِعْ إِلَيْهِمْ، فَإِنْ كَانَ فِي قَلْبِكَ الَّذِي فِيهِ الْآنَ، فَارْجِعْ " قَالَ بُكَيْرٌ: وَأَخْبَرَنِي الْحَسَنُ: " أَنَّ أَبَا رَافِعٍ كَانَ قِبْطِيًّا " (2)
23858 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ حَسَنٍ، عَنْ بَعْضِ، أَهْلِهِ
__________
(1) تحرف في (م) و (ق) إلى: ولا أخيس البر.
(2) حديث صحيح، وعلي بن أبي رافع لا يعرف له رواية، ولم يذكره أحد في تراجم الرواة، وذكره ابن حجر في "الإصابة" 5/67 وقال: وُلِدَ في عهد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسمَّاه علياً. قلنا: وقد جاء هذا الحديث عند أبي داود والنسائي وغيرهما كما سيأتي من رواية الحسن بن علي بن أبي رافع عن جده سماعاً، وهو الصواب إن شاء الله تعالى.
وأخرجه كرواية المصنف المِزيُّ في ترجمة الحسن بن علي من "التهذيب" 6/218-219 من طريق أبي بكر الرُّوياني، عن سفيان بن وكيع وأحمد بن عبد الرحمن بن وهب، عن عبد الله بن وهب، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (2758) ، والنسائي في "الكبرى" (8674) ، وابن حبان (4877) ، والطبراني في "الكبير" (963) ، والحاكم 3/598، والبيهقي 9/145 من طرق عن عبد الله بن وهب، به - دون ذِكْر علي بن أبي رافع، وصرَّح الحسن ابن على عندهم بأن جده أبا رافع أخبره بهذا الحديث. وإسناده صحيح.
قال السندي: قوله: "لا أَخِيس العهد" أي: لا أنقضه، يقال: خاسَ يَخِيس ويخوس، إذا غَدَرَ ونقض العهد.
"البُرُد" بضمَّتين، جمع بريد، بمعنى الرسول، أي. لا أحبس الرسل الواردين عليَّ، فإن ذلك يؤدي إلى قطع الطرق، ورجوعه إلى الكَفَرة لا يمنع البقاءَ على الإسلام، ولا يُوجِب الارتداد، فلا يقال: كيف أَمَره بذلك.(39/283)
عَنْ أَبِي رَافِعٍ، مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " خَرَجْنَا مَعَ عَلِيٍّ حِينَ بَعَثَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَايَتِهِ، فَلَمَّا دَنَا مِنَ الْحِصْنِ خَرَجَ إِلَيْهِ أَهْلُهُ فَقَاتَلَهُمْ، فَضَرَبَهُ رَجُلٌ مِنْ يَهُودَ، فَطَرَحَ تُرْسَهُ مِنْ يَدِهِ، فَتَنَاوَلَ عَلِيٌّ بَابًا كَانَ عِنْدَ الْحِصْنِ، فَتَرَّسَ بِهِ نَفْسَهُ، فَلَمْ يَزَلْ فِي يَدِهِ وَهُوَ يُقَاتِلُ، حَتَّى فَتَحَ اللهُ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَلْقَاهُ مِنْ يَدِهِ حِينَ فَرَغَ، فَلَقَدْ رَأَيْتُنِي فِي نَفَرٍ مَعِي سَبْعَةٌ أَنَا ثَامِنُهُمْ نَجْهَدُ عَلَى أَنْ نَقْلِبَ ذَلِكَ الْبَابَ، فَمَا نَقْلِبُهُ " (1)
23859 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ عَمَّتِهِ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، قَالَ: صُنِعَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَاةٌ مَصْلِيَّةٌ فَأُتِيَ
__________
(1) إسناده ضعيف لإبهام الراوي عن أبي رافع. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.
هو في "السيرة النبوية" لابن هشام 3/349-350 عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 4/212 من طريق يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، عن بعض أهله، عن أبي رافع.. فأسقط منه عبد الله بن الحسن.
وأورده الحافظ ابن كثير في "البداية والنهاية" 4/191 من طريق يونس بن بكير، ثم قال: وفي هذا الخبر جهالة وانقطاع ظاهر.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 6/152، وقال: رواه أحمد، وفيه راوِ لم يسمَّ.
وفي الباب عن جابر عند البيهقي في "الدلائل" 4/212، وفيه ليث بن أبي سليم، وهو ضعيف، وأورده الحافظ ابن كثير أيضاً من هذا الوجه وضعَّفه.(39/284)
بِهَا فَقَالَ لِي: " يَا أَبَا رَافِعٍ نَاوِلْنِي الذِّرَاعَ فَنَاوَلْتُهُ " فَقَالَ: " يَا أَبَا رَافِعٍ نَاوِلْنِي الذِّرَاعَ فَنَاوَلْتُهُ " ثُمَّ قَالَ: " يَا أَبَا رَافِعٍ نَاوِلْنِي الذِّرَاعَ " فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ وَهَلْ لِلشَّاةِ إِلَّا ذِرَاعَانِ؟ فَقَالَ: " لَوْ سَكَتَّ لَنَاوَلْتَنِي مِنْهَا مَا دَعَوْتُ بِهِ " قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْجِبُهُ الذِّرَاعُ (1)
23860 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، قَالَ: ضَحَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ
__________
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة حال عمة عبد الرحمن بن أبي رافع -واسمها سلمى- فقد روى عنها غير واحدٍ، وقال ابن القطان: لا تُعرف، وعبد الرحمن بن أبي رافع -وسمَّاه حماد في رواية كما سيأتي برقم (23870) : عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي رافع- لم يرو عنه غير حماد بن سلمة، وقال ابن معين: صالح الحديث.
وأخرجه ابن سعد 1/393، والطبراني في "الكبير" (970) ، وأبو نعيم في "دلائل النبوة" (346) من طريق عارم محمد بن الفضل، عن حماد بن سلمة، به. وأخرجه الطبراني (969) من طريق يحيى الحماني، عن عبد العزيز بن محمد، عن فائد مولى عبادل، عن عُبيد الله بن أبي رافع، عن أبي رافع. والحماني ضعيف.
وسيرد برقم (27195) من حديث أبي رافع مطولاً بإسناد آخر، لكنه ضعيف. ولقصة مناولة الذراع شاهد من حديث أبي هريرة، سلف برقم (10706)
وإسناده جيد.
وآخر من حديث ابن عمر، سلف برقم (5089) وفي إسناده جهالة.
وثالث من حديث أبي عبيد، سلف برقم (15967) ، وسنده ضعيف.
ولقوله: "وكان صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعجبه الذراع" شاهد من حديث مطول في الشفاعة لأبي هريرة عند البخاري (3340) ، ومسلم (194) ، سلف في "المسند" برقم (9623) .(39/285)
مَوْجِيَّيْنِ خَصِيَّيْنِ، فَقَالَ: " أَحَدُهُمَا عَمَّنْ شَهِدَ بِالتَّوْحِيدِ، وَلَهُ بِالْبَلَاغِ، وَالْآخَرُ عَنْهُ وَعَنْ أَهْلِ بَيْتِهِ " قَالَ: فَكَاَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ كَفَانَا (1)
23861 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي أَبُو النَّضْرِ، أَنَّ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ أَبِي رَافِعٍ، حَدَّثَهُ
__________
(1) إسناده ضعيف لضعف شريك: وهو ابن عبد الله النَّخَعي، ولضعف عبد الله ابن محمد: وهو ابن عقيل بن أبي طالب، وقد اضطرب فيه ألواناً كما سيرد ذكره في مسند عائشة عند الرواية (25046) ، ثم إنه منقطع، فإن علي بن الحسين -وهو ابن علي بن أبي طالب- لم يدرك أبا رافع.
وأخرجه بنحوه الطبراني في "الكبير" (920) و (921) من طريقين عن عبد الله ابن محمد بن عقيل، به.
وسيأتي من طريق ابن عقيل عن علي بن حسين أيضاً برقم (27190) .
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/21، وقال: رواه أحمد وإسناده حسن!
وأخرج الطبراني في "الكبير" (957) ، وفي "الأوسط" (246) من طريق المعتمر بن أبي رافع، عن أبيه، قال. ذبح رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كبشاً ثم قال: "هذا عنِّي وعن أُمتي". ووقع في مطبوع "الكبير" زيادة مقحمة، هي قوله: "عن جده"، ومعتمر بن أبي رافع هذا يقال في اسمه أيضاً: مغيرة، وهو مجهول، لكن له بهذا اللفظ شواهد يتقوَّى بها، انظر حديث أبي سعيد الخدري السالف برقم (11051) والتعليق عليه.
قال السندي: قوله: "مَوْجِيَّين" هو تثنية مَوْجي كمَرْميٍّ، أصله: مَوْجوءٌ، بهمزة في آخره، فجُعِل كمرمىٍّ تخفيفاً، وجاء على الأصل أيضاً من وَجَأَه: إذا دَقَّ أُنثَيَي الفحل، فقوله: خَصِيَّين، كالتفسير له، والله تعالى أعلم.(39/286)
عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَأَعْرِفَنَّ مَا بَلَغَ (1) أَحَدَكُمْ مِنْ حَدِيثِي شَيْءٌ، وَهُوَ مُتَّكِئٌ عَلَى أَرِيكَتِهِ، فَيَقُولُ: مَا أَجِدُ هَذَا فِي كِتَابِ اللهِ " (2)
__________
(1) في (م) و (ظ2) و (ق) : يبلغ.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، عبد الله بن لَهِيعة -وإن كان سيىءَ الحفظ- رواية عبد الله بن المبارك عنه صالحة، مقبولة عن أهل العلم، لأنه روى عنه قديماً قبل احتراق كتبه، وقد توبع، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير علي بن إسحاق المروزي، فمن رجال الترمذي، وهو ثقة. أبو النضر: هو سالم بن أبي أمية.
وسيأتي برقم (23876) عن سفيان بن عيينة، عن أبي النضر.
وأخرجه ابن حبان (13) من طريق أبي إسحاق الفزاري، عن مالك، عن سالم أبي النضر، بهذا الإسناد، نحوه.
وأخرجه الحاكم 1/109 من طريق ابن وهب، عن مالك، عن أبي النضر، عن عُبيد الله بن أبي رافع، مرسلاً. قال الحافظ في "الإتحاف" 14/251: وكذا هو في "الموطأ".
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/209، والحاكم 1/109 من طريق ابن وهب، والطبراني (975) من طريق عبد الله بن صالح، كلاهما عن الليث، عن أبي النضر، عن موسى بن عبد الله بن قيس، عن أبي رافع. وموسى ابن عبد الله هذا مجهول، لم يرو عنه غير أبي النضر، وذكره ابن حبان في "ثقاته" 5/402.
وأخرجه الطحاوي 4/209 من طريق ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن أبي النضر، عن أبي رافع. دون واسطةٍ.
وأخرجه الطبراني (936) من طريق محمد بن إسحاق، عن سالم المكي، عن موسى بن عبد الله بن قيس، عن عبيد الله بن قيس، عن عبيد الله بن أبي رافع، عن=(39/287)
23862 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ عَمَّتِهِ سَلْمَى، عَنْ أَبِي رَافِعٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَافَ عَلَى نِسَائِهِ فِي يَوْمٍ، فَجَعَلَ يَغْتَسِلُ عِنْدَ هَذِهِ وَعِنْدَ هَذِهِ، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَوْ جَعَلْتَهُ غُسْلًا وَاحِدًا قَالَ: " هَذَا أَزْكَى وَأَطْيَبُ وَأَطْهَرُ " (1)
__________
= أبيه، كذا وقع عنده، وسالم المكي هذا مجهول، لم يرو عنه غير ابن إسحاق، إلا أنه يكون هو سالم بن أبي أمية أبا النضر نفسه، لكن هذا الأخير مدني وليس مكياً.
وفي الباب عن المقدام بن معدي كرب، سلف برقم (17174) .
(1) إسناده ضعيف على نكارةٍ في متنه. عبد الرحمن بن أبي رافع لم يذكروا في الرواة عنه سوى حماد بن سلمة، وقال ابن معين: صالح، وعمته سلمى روى عنها غير واحدٍ، وقال ابن القطان: لا تعرف، وقد تفرَّدا به، وهما ممن لا يحتمل تفرُّدُهما، بل خالفا حديث أنس الصحيح كما سيأتي.
وأخرجه المِزِّي في ترجمة عبد الرحمن بن أبي رافع من "تهذيب الكمال" 17/86-87 من طريق الحارث بن أبي أسامة، عن عفَّان بن مُسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (219) ، وابن ماجه (590) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (462) ، والنسائي في "الكبرى" (9035) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/129، والطبراني في "الكبير" (973) ، والبيهقي في "السنن" 1/204 و7/192، وابن الأثير في "أُسد الغابة" 7/53 من طرق عن حماد بن سلمة، به.
قال أبو داود: وحديث أنس أصح من هذا.
وحديث أبي رافع سيأتي برقم (23870) و (27187) .
قلنا: وحديث أنس الذي أشار إليه أبو داود سلف برقم (11946) ، وهو في "الصحيحين"، ولفظه: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يطوف على جميع نسائه بغسل واحد.(39/288)
23863 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنِ أَبِي رَافِعٍ قَالَ: مَرَّ عَلَيَّ الْأَرْقَمُ الزُّهْرِيُّ، أَوْ ابْنُ أَبِي الْأَرْقَمِ، وَاسْتُعْمِلَ عَلَى الصَّدَقَاتِ، قَالَ: فَاسْتَتْبَعَنِي، قَالَ: فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: " يَا أَبَا رَافِعٍ، إِنَّ الصَّدَقَةَ حَرَامٌ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، إِنَّ مَوْلَى الْقَوْمِ مِنْ أَنْفُسِهِمْ " (1)
__________
(1) حديث صحيح، ابن أبي ليلى -وهو محمد بن عبد الرحمن- وإن كان سيىء الحفظ، تابعه شعبة كما يأتي برقم (23872) ، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو الثوري.
ورواه أبو أحمد الزبيري محمد بن عبد الله عند أبي يعلى (2728) ، ومحمد بن كثير عند الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/7، والطبراني في "الكبير" (12059) ، ومحمد بن يوسف الفريابي عند ابن زنجويه في "الأموال" (2122) ثلاثتهم عن سفيان الثوري، عن ابن أبي ليلى، عن الحكم، عن مِقسَم، عن ابن عباس، قال: استعمل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أرقم بن أبي الأرقم.. مثله، فجعله من حديث الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس، وهو وهمٌ، والعلَّةُ فيه ابن أبي ليلى فهو سيىء الحفظ.
وفي الباب عن مهران مولى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سلف برقم (15708) ، وانظر بقية أحاديث الباب هناك.
قوله: "الأرقم الزهري أو ابن أبي الأرقم" كذا قال ابن أبي ليلى في حديثه، وتابعه على أرقم بن أبي الأرقم دون نسبته حمزةُ الزيات عن الحكم بن عتيبة مرسلاً عند ابن سعد 4/74، قال: بعث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أرقم بن أبي الأرقم ساعياً على الصدقة ... ورواه شعبة عن الحكم فيما سيأتي برقم (23872) فلم يسمِّ=(39/289)
23864 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ إِسْحَاقَ: فَحَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: قَالَ أَبُو رَافِعٍ: مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كُنْتُ غُلَامًا لِلْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَكَانَ الْإِسْلَامُ قَدْ دَخَلَنَا، فَأَسْلَمْتُ وَأَسْلَمَتْ أُمُّ الْفَضْلِ، وَكَانَ الْعَبَّاسُ قَدْ أَسْلَمَ، وَلَكِنَّهُ كَانَ يَهَابُ قَوْمَهُ، فَكَانَ يَكْتُمُ إِسْلَامَهُ، وَكَانَ أَبُو لَهَبٍ عَدُوُّ اللهِ قَدْ تَخَلَّفَ عَنْ بَدْرٍ، وَبَعَثَ مَكَانَهُ الْعَاصَ بْنَ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، وَكَذَلِكَ كَانُوا صَنَعُوا، لَمْ يَتَخَلَّفْ رَجُلٌ إِلَّا بَعَثَ مَكَانَهُ رَجُلًا، فَلَمَّا جَاءَنَا الْخَبَرُ كَبَتَهُ اللهُ وَأَخْزَاهُ، وَوَجَدْنَا فِي أَنْفُسَنِا قُوَّةً، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَمِنْ هَذَا الْمَوْضُوعِ فِي كِتَابِ يَعْقُوبَ مُرْسَلٌ لَيْسَ فِيهِ إِسْنَادٌ، وَقَالَ فِيهِ: أَخُو بَنِي سَالِمِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: وَكَانَ فِي الْأُسَارَى أَبُو وَدَاعَةَ بْنُ صُبَيْرَةَ السَّهْمِيُّ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ لَهُ بِمَكَّةَ ابْنًا كَيِّسًا تَاجِرًا، ذَا مَالٍ، لَكَأَنَّكُمْ
__________
= الساعي وإنما قال: رجل من بني مخزوم، وهذا يردُّ قول ابن أبي ليلى في نسبته: الزهري.
وأما الأرقم بن أبي الأرقم -إن كان محفوظاً في الحديث- فهو الصحابي المشهور صاحب الدار التي كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يجلس فيها في أول الإسلام ويجتمع إليه أصحابه، ويعلمهم الإسلام، ويتلو عليهم ما نزل من القرآن. والأرقم هذا من بني مخزوم، وكان من السابقين الأولين إلى الإسلام، وشهد بدراً وما بعدها، وتوفي سنة خمس وخمسين في خلافة معاوية بن أبي سفيان وهو ابن بضع وثمانين سنة، وأوصى أن يصلي عليه سعد بن أبي وقاص، ودفن بالبقيع.(39/290)
بِهِ قَدْ جَاءَنِي فِي فِدَاءِ أَبِيهِ "، وَقَدْ قَالَتْ قُرَيْشٌ: لَا تَعْجَلُوا بِفِدَاءِ أُسَارَاكُمْ، لَا يَتَأَرَّبُ عَلَيْكُمْ مُحَمَّدٌ وَأَصْحَابُهُ، فَقَالَ الْمُطَّلِبُ بْنُ أَبِي وَدَاعَةَ: صَدَقْتُمْ فَافْعَلُوا، وَانْسَلَّ مِنَ اللَّيْلِ، فَقَدِمَ الْمَدِينَةَ، وَأَخَذَ أَبَاهُ بِأَرْبَعَةِ آلَافِ دِرْهَمٍ، فَانْطَلَقَ بِهِ، وَقَدِمَ مِكْرَزُ بْنُ حَفْصِ بْنِ الْأَخْيَفِ فِي فِدَاءِ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو وَكَانَ الَّذِي أَسَرَهُ مَالِكُ بْنُ الدُّخْشُنِ أَخُو بَنِي مَالِكِ بْنِ عَوْفٍ (1)
__________
(1) إسناده ضعيف، حسين بن عبد الله متروك، ثم هو منقطع: فإن عكرمة -وهو مولى ابن عباس- لم يدرك أبا رافع، والحديث من قوله: "وكان في الأسارى.. " ذكره ابن إسحاق في غير ما روايةٍ عنه بلا إسنادٍ.
وهو بطوله في "السيرة النبوية" لابن هشام 2/301 و303.
وأخرجه الطبري في "تاريخه" 2/461-462 و464-465 من طريق سلمة بن الفضل، والحاكم 3/323 من طريق زياد بن عبد الله البكائي، كلاهما عن محمد ابن إسحاق، به - ساق الطبري الخبر مطولاً، واقتصر الحاكم على الشطر الأول واختصره.
وأخرج الشطر الأول مطولاً الطبراني (912) ، والحاكم 3/321-322 من طريق جرير بن حازم، والحاكم 3/322-323 من طريق يونس بن بكير، كلاهما عن ابن إسحاق، عن الحسين بن عبد الله، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن أبي رافع.
وأخرجه أيضاً البزار في "مسنده" (3866) من طريق عمر بن يونس بن القاسم اليمامي، عن أبيه، عن حسين بن عبد الله، به.
وقوله: "قالت قريش: لا تعجلوا بفداء أُساراكم لا يتأرب عليكم محمد وأصحابة" أخرجه الطبري 2/462 من طريق سلمة بن الفضل، عن محمد بن إسحاق - وهو في "السيرة النبوية" لابن هشام 2/302-303: حدثني يحيى بن=(39/291)
23865 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ أَبِي خِدَاشٍ (1) ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَا أَبَا رَافِعٍ، اقْتُلْ كُلَّ كَلْبٍ بِالْمَدِينَةِ " قَالَ: فَوَجَدْتُ نِسْوَةً مِنَ الْأَنْصَارِ بِالصَّوْرَيْنِ مِنَ الْبَقِيعِ لَهُنَّ كَلْبٌ، فَقُلْنَ: يَا أَبَا رَافِعٍ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ قَدْ أَغْزَى رِجَالَنَا، وَإِنَّ هَذَا الْكَلْبَ يَمْنَعُنَا بَعْدَ اللهِ، وَاللهِ مَا يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَنَا حَتَّى تَقُومَ امْرَأَةٌ مِنَّا فَتَحُولَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ، فَاذْكُرْهُ لِلنَّبِيّ فَذَكَرَهُ (2) أَبُو رَافِعٍ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " يَا أَبَا رَافِعٍ اقْتُلْهُ فَإِنَّمَا
__________
= عباد ابن عبد الله بن الزبير، عن أبيه عباد، قال: ناحت قريش على قتلاهم، ثم قالوا، لا تفعلوا، فيبلغ محمداً وأصحابه فيشمتوا بكم، ولا تبعثوا في أسراكم حتى تستأنوا بهم لا يتأرَّبُ عليكم محمد وأصحابه في الفداء. ثم ذكر قصة أخرى غير التي عند المصنف، ورجاله ثقات إلا أنه مرسل.
لكن وصله الطبراني في "الكبير- قطعة من ج13" (245) من طريق جرير بن حازم، عن ابن إسحاق، قال: حدثني يحيى بن عباد، عن أبيه، عن عبد الله بن الزبير - وذكر قصة أبي وداعة بن صبيرة السهمي.
وأخرج قصة أبي وداعة عبد الرزاق (9401) عن ابن عيينة، عن عمرو بن دينار مرسلاً، قال: أَسَر النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُسارى بدرٍ فكان فيهم أبو وداعة، فذكره.
قوله: "وقال فيه: أخو سالم بن عوف" أي: أنه قال ذلك في نسبة مالك بن الدُّخشن -ويقال: الدخشم بالميم- وليس أخا بني مالك بن عوف، وهو مختلف في نسبته كما قال الحافظ ابن حجر في "الإصابة" 5/721، وهو أنصاري من الأوس.
وقوله: "لا يتأرَّب" قال السندي: أي: لا يشدِّد ولا يتعدى في مقدار الفداء.
(1) تحرف في (م) و (ظ2) و (ق) إلى: خراش، بالراء.
(2) في (ظ5) : فذكر ذلك.(39/292)
يَمْنَعُهُنَّ اللهُ " (1)
__________
(1) أصل الحديث صحيح بغير هذه السياقة كما سيأتي برقم (27188) ، وهذا إسناد ضعيف، الفضل بن عبيد الله بن أبي رافع لم يدرك جدَّه أبا رافع، والعباسُ بنُ أبي خِداش لم يذكروا في الرُّواة عنه سوى ابن جريج، وذكره ابن حبان في "ثقاته" وقال: يروي المقاطيع. قلنا: وهو من رجال "التعجيل"، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. رَوْح: هو ابن عُبادة، وابن جُرَيج: هو عبد الملك بن عبد العزيز.
وأخرجه الحارث بن أبي أسامة (417) "زوائد" عن روح بن عبادة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار في "مسنده" (3869) من طريق أبي عاصم، عن ابن جريج، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 5/405، والطبري في "تفسيره" 6/88-89، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/57، والطبراني في "الكبير" (971) و (972) من طريق موسى بن عبيدة الرَّبَذي، عن أبان بن صالح، عن القعقاع بن حكيم، عن سلمى أمِّ رافع، عن أبي رافع قال. جاء جبريلُ إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يستأذنُ عليه، فأذِنَ له، فقال: "قد أذنّا لك يا رسول الله" قال. أجل، ولكنا لا ندخل بيتاً فيه كلب. قال أبو رافع: فأمرني أن أقتل كل كلب بالمدينة، فقتلت حتى انتهيت إلى امرأة عندها كلب ينبح عليها، فتركته رحمة لها، ثم جئت إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخبرته، فأمرني فرجعت إلى الكلب فقتلته، فجاؤوا فقالوا: يا رسول الله ما يحل لنا من هذه الأمة التي أمرت بقتلها؟ قال: فسكت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأنزل الله: (يسألونك ماذا أُحِلَّ لهم قل أُحِلَّ لكم الطيباتُ وما عَلَّمتُم من الجَوَارح مُكلِّبِينَ) [المائدة:4] . هذا لفظ الطبري، وبعضهم رواه مختصراً. وموسى بن عبيدة الرَّبَذي ضعيف.
وأخرجه الحاكم 2/311، وعنه البيهقي 9/235 من طريق محمد بن إسحاق، عن أبان بن صالح بإسناد سابقه، ولفظه: أمرنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقتل الكلاب، فقال=(39/293)
23866 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، وَحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: كَانَ إِذَا سَمِعَ الْمُؤَذِّنَ قَالَ مِثْلَ مَا يَقُولُ، حَتَّى إِذَا بَلَغَ حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ
__________
= الناس: يا رسول الله، ما أُحِلَّ لنا من هذه الأمة التي أمرتَ بقتلها؟ فأنزل الله (يسألونك ماذا أُحِلَّ لهم قل أُحِلَّ لكم الطيّباتُ وما عَلَّمتُم من الجَوَارح مُكلِّبِينَ) .
قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي!
قلنا: محمد بن إسحاق مدلس وقد عنعن.
وأخرجه الحارث في "مسنده" (416) "زوائد" من طريق عبد العزيز بن أبان، عن هشام، عن يحيى بن أبي كثير، عن بنت أبي رافع قالت: أعطى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ العَنزَة أبا رافع، وأمره بقتل كلاب اليدينة، فقال له أبو رافع: قد قتلتها كلها إلا كلباً، فأمره بقتل ذلك الكلب. وعبد العزيز بن أبان متروك.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4667) ، وفي "شرح معاني الآثار" 4/53 من طريق علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير، عن ابن بنت أبي رافع، عن أبي رافع: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دفع العنزة إلى أبي رافع، فأمره أن يقتل كلاب المدينة كلها، حتى أفضى به القتل إلى كلب لعجوز، فأمره النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقتله.
وابن بنت أبي رافع لا يعرف.
وفي الباب عن ابن عمر: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمر بقتل الكلاب، حتى قتلنا كلب امرأة جاءت من البادية، سلف برقم (4744) بإسناد صحيح على شرط مسلم، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: "بالصَّوْرَين" ضبط بفتح الصاد بصيغة التثنية، اسم موضعٍ بقُرب المدينة.
"قد أغزَى" أي: أرسلهم للغزو.(39/294)
قَالَ: " لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ " (1)
23867 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَمْرٍو يَعْنِي ابْنَ أَبِي عَمْرٍو، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأُتِيَ بِكَتِفِ شَاةٍ فَأَكَلَهَا، ثُمَّ قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ، وَلَمْ يَمَسَّ قَطْرَةَ مَاءٍ " (2)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شريك: وهو ابن عبد الله النخعي، ولضعف عاصم بن عبيد الله: وهو ابن عاصم بن عمر بن الخطاب، ولانقطاعه، فإن علي بن الحسين -وهو ابن علي بن أبي طالب- لم يدرك أبا رافع.
وقد اختلف في إسناده:
فرواه أسود بن عامر وحسين بن محمد كما في هذه الرواية، والحسين بن الحسن فيما أخرجه البزار في "مسنده" (3868) ، وأبو نعيم الفضل بن دُكين فيما أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (41) ، وسعيد بن سليمان فيما أخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/144، وزكريا بن يحيى زحمويه فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" (924) ، ستتهم عن شريك، به.
ورواه يحيى بن آدم فيما سيأتي برقم (27189) من طريق شريك، عن عاصم ابن عبيد الله، عن علي بن حسين، عن أبيه، عن أبي رافع.
ورواه سفيان الثوري فيما أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (42) عن عاصم بن عبيد الله، عن ابن عبد الله بن الحارث، عن أبيه قال: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.. الحديث.
وله شاهد من حديث عمر بن الخطاب عند مسلم (385) (12) .
وقد ذكرنا أحاديث الباب عند حديث عبد الله بن عمرو بن العاص السالف برقم (6568) ، وانظر حديث معاوية بن أبي سفيان السالف برقم (16828) .
(2) الصحيح من حديث أبي رافع أنه أكل من بطن شاة كما سلف برقم=(39/295)
23868 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَجْلَانَ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي غَطَفَانَ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ذَبَحْتُ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَاةً " فَأَمَرَنِي فَقَلَيْتُ لَهُ مِنْ بَطْنِهَا، فَأَكَلَ مِنْهُ (1) ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى، وَلَمْ يَتَوَضَّأْ " (2)
__________
= (23855) بدلاً من كتف، وهذا إسناد ضعيف لجهالة المغيرة -ويقال: المعتمر- ابن أبي رافع، فقد تفرد بالرواية عنه عمرو بن أبي عمرو ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وبقية رجال الإسناد ثقات، وفي بعضهم كلام ينزله عن رتبة الصحيح.
عبد العزيز بن محمد: هو الدراوردي.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/106، والبزار في "مسنده" (3865) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/66، والطبراني في "الكبير" (960) من طرق عن عبد العزيز بن محمد، عن عمرو بن أبي عمرو، به.
وأخرجه البخاري في "تاريخه" 3/106، والطبراني (959) من طريق محمد ابن جعفر بن أبي كثير، عن عمرو بن أبي عمرو، به.
وخالفهما سليمان بن بلال فيما أخرجه ابن أبي شيبة 1/48، والبخاري في "تاريخه" 3/106، فرواه عن عمرو بن أبي عمرو، عن حنين بن أبي المغيرة، عن أبي رافع، وحنين بن أبي المغيرة هذا لا يعرف إلا في هذا الحديث، ولعلَّ سليمان وهم فيه، وصوابه كما قال عبد العزيز الدراوردي ومحمد بن جعفر: مغيرة بن أبي رافع.
وقد جاء أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أكل كتف شاة ثم صلى ولم يتوضأ، في حديث ابن عباس السالف برقم (1988) ، وحديث أبي هريرة السالف برقم (9049) ، وحديث عمرو ابن أمية الضمري السالف برقم (17248) و (17249) .
(1) في (م) و (ق) ونسخة على هامش (ظ2) : منها.
(2) حديث صحيح بطرقه وشواهده. وقد سلف برقم (23855) عن أحمد بن الحجاج عن حاتم بن إسماعيل.=(39/296)
23869 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَذَّنَ فِي أُذُنَيِ الْحَسَنِ حِينَ وَلَدَتْهُ فَاطِمَةُ بِالصَّلَاةِ " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف لضعف عاصم بن عُبيد الله: وهو ابن عاصم بن عمر بن الخطاب، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وعبد الرحمن: هو ابن مهدي.
وأخرجه الترمذي (1514) من طريقي يحيى وعبد الرحمن، بهذا الإسناد، فقال فيه. هذا حديث حسن صحيح!
وأخرجه أبو داود (5105) من طريق يحيى وحده، به.
وأخرجه عبد الرزاق (7986) ، والطبراني في "الكبير" (931) ، والحاكم 3/179، والبيهقي في "السنن" 9/305، وفي "شعب الإيمان" (8618) من طرق عن سفيان الثوري، به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، فتعقَّبه الذهبي بقوله: عاصم ضُعّف.
وسيأتي برقم (27186) و (27194) من طريق سفيان الثوري به.
وأخرجه الطبراني (926) من طريق حماد بن شعيب، عن عاصم بن عبيد الله، عن علي بن الحسين، عن أبي رافع: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أذَّن في أُذن الحسن والحسين رضي الله عنهما حين وُلِدا، وأَمر به. وهذا إسناد ضعيف جداً، ففيه -غير عاصم ابن عبيد الله- حماد بن شعيب متفق على ضعفه.
وله شاهد لا يفرح به عند البيهقي في "شعب الإيمان" (8620) من حديث ابن عباس: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أذَّن في أُذن الحسن بن علي يوم وُلِدَ، فأذَن في أُذنه اليمنى وأقام في أُذنه اليسرى. وفي إسناده الحسن بن عمرو بن سيف السدوسي وهو متروك، واتهمه علي ابن المديني والبخاري بالكذب.=(39/297)
23870 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَأَبُو كَامِلٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ عَمَّتِهِ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَافَ عَلَى نِسَائِهِ جَمَعَ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ، وَاغْتَسَلَ عِنْدَ كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ غُسْلًا، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَا تَجْعَلُهُ غُسْلًا وَاحِدًا؟ فَقَالَ: " إِنَّ هَذَا أَزْكَى وَأَطْهَرُ وَأَطْيَبُ " (1)
23871 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ (2) حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الشَّرِيدِ،
__________
= وآخر أشدُّ هلاكاً من الأول، عند أبي يعلى (6780) ، وعنه ابن السُّنِّي في "عمل اليوم والليلة" (623) من حديث حسين بن علي قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَن وُلِدَ له فأَذَّن في أُذنه اليمنى، وأقام في أُذنه اليسرى، لم تضرَّه أمُّ الصِّبيان".
وفي إسناده يحيى بن العلاء ومروان بن سالم، وهما متهمان بالوضع، وشيخ أبي يعلى فيه جُبارة بن مغلِّس، وهو ضعيف.
وأُم الصِّبيان، قال المناوي في "الفيض" 6/238: ريحٌ تعرض لهم فربما غُشِيَ عليهم منها، كذا قيل، وأَولى منه قول الحافظ ابن حجر: أم الصبيان هي التابعة من الجنِّ.
قلنا: ومع ضعف الحديث الوارد في هذه المسألة، فقد عمل به جمهور الأمة قديماً وحديثاً، وهو ما أشار إليه الترمذي عقبَه بقوله: والعمل عليه. وقد أورده أهل العلم في كتبهم وبوَّبُوا عليه واستحبُّوه. وانظر "تحفة المودود بأحكام المولود" لابن القيِّم ص39-540
(1) إسناده ضعيف على نكارة في متنه، وقد سلف برقم (23862) عن عفان عن حماد. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وأبو كامل: هو مظفَّر بن مُدرِك.
قال السندي: قوله: "على نسائه جُمع" بضمٍّ ففتح، جمع جَمْعاء للتأكيد.
(2) قوله: "حدثنا عبد الرحمن" سقط من (م) و (ظ2) و (ق) .(39/298)
أَنَّ سَعْدًا، سَاوَمَ أَبَا رَافِعٍ أَوْ أَبُو رَافِعٍ سَاوَمَ سَعْدًا، فَقَالَ أَبُو رَافِعٍ: لَوْلَا أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " الْجَارُ أَحَقُّ بِسَقَبِهِ " مَا أَعْطَيْتُكَ (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (14381) ، والبخاري (6978) و (6980) و (6981) ، والطبراني في "الكبير" (976) ، والدارقطني في "السنن" 4/223، والبيهقي 6/105، والبغوي في "شرح السنة" (2172) من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (2258) ، وابن حبان (5181) و (5183) ، والطبراني (978) ، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (974) ، والدارقطني 4/223، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/366، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار" (12008) من طرق عن إبراهيم بن ميسرة، به. في سياق قصة.
وسيأتي برقم (27180) عن سفيان بن عيينة عن إبراهيم بن ميسرة به.
وروي عن إبراهيم بن ميسرة، عن عمرو بن الشريد، عن أبيه الشريد بن سويد، فقد أخرجه النسائي في الشروط من "الكبرى" كما في "التحفة" 4/152 من طريق عبد الله عن معمر، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/343 من طريق محمد بن مسلم الطائفي، كلاهما عن إبراهيم بن ميسرة، به. وقد تحرف "عبد الله عن معمر" في المطبوع من "التحفة" إلى: عبد الله بن معمر! وعبد الله: هو ابن
المبارك.
وقد سلف حديث الشريد بن سويد برقم (19461) من طريق عمرو بن شعيب عن عمرو بن الشريد عن أبيه.
قال الترمذي في "سننه" عقب الحديث (1368) : سمعت محمداً (يعني البخاري) يقول: كلا الحديثين عندي صحيح. قلنا: يعني حديث أبي رافع وحديث=(39/299)
قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ فِي حَدِيثِهِ: " وَالسَّقَبُ الْقُرْبُ "
23872 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَبَهْزٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنِ ابْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ رَجُلًا مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ عَلَى الصَّدَقَةِ، فَقَالَ لِأَبِي رَافِعٍ: اصْحَبْنِي كَيْمَا تُصِيبَ مِنْهَا قَالَ: لَا حَتَّى آتِيَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْأَلَهُ، فَانْطَلَقَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَهُ فَقَالَ: " الصَّدَقَةُ لَا تَحِلُّ لَنَا وَإِنَّ مَوْلَى الْقَوْمِ مِنْ أَنْفُسِهِمْ " (1)
__________
= الشريد بن سويد، فيحتمل أن يكون عمرو بن الشريد سمعه من أبيه ومن أبي رافع، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. بَهْز: هو ابن أسد العَمِّي، والحَكَم: هو ابن عُتَيْبة، وابنُ أبي رافع: هو عُبيد الله.
وأخرجه الحاكم 1/404 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/214، والترمذي (657) ، والبغوي في "شرح السنة" (1607) من طريق محمد بن جعفر، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه الطيالسي (972) ، وابن زنجويه في "الأموال" (2123) ، وأبو داود (1650) ، وابن خزيمة (2344) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/8، والطبراني في "الكبير" (932) ، والحاكم 1/404، والبيهقي 7/32 من طرق عن شعبة، به.
وسيأتي برقم (27182) عن يحيى القطان، عن شعبة. وانظر (23863) .(39/300)
23873 - حَدَّثَنَا (1) مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُخَوَّلٍ، عَنْ أَبِي سَعْدٍ، قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا رَافِعٍ جَاءَ إِلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ وَهُوَ يُصَلِّي، قَدْ عَقَصَ شَعْرَهُ، فَأَطْلَقَهُ - أَوْ نَهَاهُ عَنْ ذَلِكَ - وَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَجُلًا يُصَلِّي وَقَدْ عَقَصَ رَأْسَهُ، فَنَهَاهُ أَوْ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُصَلِّيَ الرَّجُلُ وَهُوَ عَاقِصٌ شَعْرَهُ "، (2)
23874 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا مِخْوَلٌ (3) ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْمُؤَذِّنِ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (4) ، قَالَ مِخْوَلٌ: عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْمَدَنِيِّ (5) ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ، قَالَ: يَقُولُ أَبُو جَعْفَرٍ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، أَنْتَ رَأَيْتَهُ؟
__________
(1) هذا الحديث والأحاديث الخمسة التالية له، سقطت من (م) والنسخ الخطية، واستدركت من "جامع المسانيد" للحافظ ابن كثير، و"أطراف المسند" للحافظ ابن حجر 6/216-217 و218 و221 و222، وقد جاءت الإشارة إلى وجود هذا الخَرْم في الأصل على هامش (ظ2) .
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف إن كان أبو سعد هو شرحبيل بن سعد، فقد اختلف في إسناده كما سلف بيانه عند الرواية (23856) .
(3) تحرف "مخوَّل" في الموضعين في "جامع المسانيد" إلى: مكحول.
(4) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وقد سلف بيان الخلاف فيه عند الرواية رقم (23856) . وأشار إلى هذا الإسناد الدارقطني في "العلل" 7/17-18.
أبو كامل: هو مظفَّر بن مُدرِك الخراساني، وزهير: هو ابن معاوية الجُعفي.
(5) تحرف في "جامع المسانيد" إلى: المذكي.(39/301)
23875 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ، عَنْ سُلَيْمَانَ، قَالَ: قَالَ أَبُو رَافِعٍ: لَمْ يَأْمُرْنِي أَنْ أُنْزِلَهُ، وَلَكِنْ ضُرِبَتْ قُبَّتُهُ فَنَزَلَ. قَالَ عَبْدُ اللهِ قَالَ أَبِي سَأَلْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ عَنْ هَذَا (1)
23876 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا أُلْفَيَنَّ أَحَدَكُمْ مُتَّكِئًا عَلَى أَرِيكَتِهِ، يَأتِيهِ الْأَمْرُ مِنْ أَمْرِي مِمَّا أَمَرْتُ بِهِ، وَنَهَيْتُ عَنْهُ، فَيَقُولُ: لَا نَدْرِي، وَمَا وَجَدْنَا فِي كِتَابِ اللهِ اتَّبَعْنَاهُ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، وسليمان: هو ابن يسار.
وأخرجه أبو داود (2009) ، وعنه أبو عوانة الإسفراييني في الحج كما في "إتحاف المهرة" 14/243 عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي (549) ، ومسلم (1313) ، وأبو داود (2009) ، وابن خزيمة (2986) ، وأبو عوانة وابن أبي خيثمة في "تاريخه" كما في "الإتحاف" 14/243، والطبراني (916) ، والبيهقي 5/161 من طريق سفيان بن عيينة، به.
قوله: "لم يأمرني أن أنزله" أي: الأَبطَح، كما في مصادر التخريح، ويقال له: المحصَّب أيضاً، وهو موضع بين مكة ومِنى، وهو إلى منى أقرب، وكان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نزل به لأنه أسمح لخروجه قالت السيدة عائشة رضي الله عنها فيما رواه عنها البخاري (1765) وغيره، وليس هو بسُنَّة من سنن الحج، فلذلك قال ابن عباس فيما سلف برقم (1925) : ليس المحصَّب بشيء، إنما هو منزل نزله رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، وأبو النضر: هو سالم بن أبي أُمية.=(39/302)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه أبو داود (4605) ، والطبراني (934) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/549، والخطيب في "الفقيه والمتفقه" ص88 من طريق الإمام أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشافعي في "المسند" 1/20 وفي "الرسالة" (1106) ، والحميدي (551) ، وأبو داود (4605) ، والطبراني (934) ، والآجري في "الشريعة" ص50، والحاكم 1/108، والبيهقي في "السنن" 7/76، وفي "معرفة السنن والآثار" (50) ، وفي "الدلائل" 1/24 و6/549، وابن عبد البر في "التمهيد" 1/150-151، والخطيب في "الفقيه والمتفقه" 1/88، والبغوي في "شرح السنة" (101)
من طريق سفيان بن عيينة، به.
قال الحاكم: قد أقام سفيان بن عيينة هذا الإسناد، وهو صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، والذي عندي أنهما تركاه لاختلاف المصريين في هذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (2663) ، والطحاوي في "شرح المعاني" 4/209، والطبراني (935) من طريق سفيان بن عيينة، عن محمد بن المنكدر وسالم أبي النضر، عن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبي رافع. ورواية قتيبة عن سفيان عند الترمذي موقوفة، فقد قال الترمذي: وغيره رفعه. أي: غير قتيبة رفع الحديث.
قال الترمذي: هذا حديث حسن.
وأخرجه ابن ماجه (13) من طريق سفيان، عن سالم أبي النضر، ثم مرَّ في الحديث قال: أو زيد بن أسلم، عن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (8839) من طريق خالد بن نزار، عن سفيان، عن الأعمش وابن المنكدر، عن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه.
قال الطبراني: لم يروه عن سفيان، عن الأعمش وابن المنكدر إلا خالد، ورواه الناس عن سفيان ... ثم ذكر مثل إسناد أحمد.
وأخرجه الشافعي في "المسند" 1/20، وفي "الرسالة" (1107) ، ومن طريقه=(39/303)
23877 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عَلِيَّ بْنَ حُسَيْنٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو رَافِعٍ مَوْلىَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّ حَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ الْأَكْبَرَ حِينَ وُلِدَ، أَرَادَتْ أُمُّهُ فَاطِمَةُ أَنْ تَعُقَّ بِكَبْشَيْنِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَعُقِّي عَنْهُ، وَلَكِنِ احْلِقِي شَعْرَ رَأْسِهِ، ثُمَّ تَصَدَّقِي بِوَزْنِ رَأْسِهِ مِنَ الْوَرِقِ فِي سَبِيلِ اللهِ "، ثُمَّ وُلِدَ حُسَيْنٌ بَعْدَ ذَلِكَ، فَصَنَعَتْ مِثْلَ ذَلِكَ (1)
23878 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ رَأَى أَبَا رَافِعٍ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ وَهُوَ يُصَلِّي قَائِمًا، وَقَدْ غَرَزَ ضَفِيرَتَهُ فِي قَفَاهُ، فَحَلَّهَا أَبُو رَافِعٍ، فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ مُغْضَبًا، فَقَالَ أَبُو رَافِعٍ: أَقْبَلَ عَلَى صَلَاتِكَ وَلَا تَغْضَبْ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " ذَلِكَ كِفْلُ الشَّيْطَانِ ". يَعْنِي
__________
= البيهقي في "معرفة السنن" (52) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 1/150-151، وأخرجه الحميدي (551) ، كلاهما (الشافعي والحميدي) عن سفيان، عن محمد ابن المنكدر عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مرسلاً.
قال الترمذي: كان ابن عيينة إذا روى هذا الحديث على الانفراد بيَّن حديث محمد بن المنكدر من حديث سالمٍ أبي النضر، وإذا جمعهما روى هكذا؛ يعني جعله من حديثهما عن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(1) إسناده ضعيف. وسيأتي مكرراً برقم (27196) ، فانظر تخريجه والكلام عليه هناك.(39/304)
مَغْرَزَ ضَفِيرَتِهِ (1)
23878 م - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ فُرَاتٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ أَبِي سُرَيْحَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غُرْفَةٍ وَنَحْنُ تَحْتَهَا نَتَحَدَّثُ، وَقَالَ: فَأَشْرَفَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " مَا تَذْكُرُونَ؟ " قَالُوا: السَّاعَةَ، قَالَ: " إِنَّ السَّاعَةَ لَنْ تَقُومَ حَتَّى تَرَوْا عَشْرَ آيَاتٍ: خَسْفٌ بِالْمَشْرِقِ، وَخَسْفٌ بِالْمَغْرِبِ، وَخَسْفٌ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَالدُّخَانُ، وَالدَّجَّالُ، وَالدَّابَةُ، وَطُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَيَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ، وَنَارٌ تَخْرُجُ مِنْ قَعْرِ عَدَنٍ تُرَحِّلُ النَّاسَ "، فَقَالَ شُعْبَةُ: سَمِعْتُهُ وَأَحْسَبُهُ قَالَ: " تَنْزِلُ مَعَهُمْ حَيْثُ نَزَلُوا، وَتَقِيلُ مَعَهُمْ حَيْثُ قَالُوا، قَالَ شُعْبَةُ: وَحَدَّثَنِي بِهَذَا الْحَدِيثِ رَجُلٌ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ أَبِي سَرِيحَةَ، وَلَمْ يَرْفَعْهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ أَحَدُ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ: " الدَّجَّالُ يَقْتُلُهُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ " وَقَالَ الْآخَرُ: " رِيحٌ تُلْقِيهِمْ فِي الْبَحْرِ " (2)
__________
(1) صحيح لغيره، وقد اختلف في إسناده كما سلف بيانه عند الرواية (23856) ، وانظر تخريجه من هذا الطريق والكلام عليه هناك.
(2) إسناده صحيح. وهو مكرر (16143) .(39/305)
حَدِيثُ ضُمَيْرَةَ بْنِ سَعْدٍ (1)
23879 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي (2) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: سَمِعْتُ زِيَادَ بْنَ ضَمَيْرَةَ بْنِ سَعْدٍ (3) السُّلَمِيَّ، يُحَدِّثُ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ ضَمَيْرَةَ، وَعَنْ جَدِّهِ، وَكَانَا شَهِدَا حُنَيْنًا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَا: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الظُّهْرَ ثُمَّ عَمَدَ إِلَى ظِلِّ شَجَرَةٍ فَجَلَسَ فِيهِ وَهُوَ بِحُنَيْنٍ، فَقَامَ إِلَيْهِ الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ، وَعُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنِ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ بَدْرٍ، يَخْتَصِمَانِ فِي عَامِرِ بْنِ الْأَضْبَطِ الْأَشْجَعِيِّ، وَعُيَيْنَةُ يَطْلُبُ بِدَمِ عَامِرٍ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ رَئِيسُ غَطَفَانَ، وَالْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ يَدْفَعُ عَنْ مُحَلَّمِ بْنِ جَثَّامَةَ بِمَكَانِهِ مِنْ خِنْدِفٍ، فَتَدَاوَلَا الْخُصُومَةَ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَنَحْنُ نَسْمَعُ، فَسَمِعْنَا عُيَيْنَةَ وَهُوَ يَقُولُ: وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ لَا أَدَعُهُ حَتَّى أُذِيقَ نِسَاءَهُ مِنَ الْحَرِّ مَا ذَاقَ نِسَائِي، وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " بَلْ تَأْخُذُونَ الدِّيَةَ: خَمْسِينَ فِي سَفَرِنَا هَذَا، وَخَمْسِينَ إِذَا رَجَعْنَا " قَالَ: وَهُوَ يَأْبَى
__________
(1) المثبت من (ظ5) ، وفي (ظ2) : ضميرة بن سعيد، وفي (م) و (ق) : ضمرة بن سعيد.
(2) قوله: "حدثنا أبي" سقط من (م) و (ظ2) و (ق) .
(3) هكذا في (ظ5) ، وفي (ظ2) : ضمرة بن سعد، وفي (م) و (ق) : ضمرة بن سعيد.(39/306)
عَلَيْهِ إِذْ قَامَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي لَيْثٍ يُقَالُ لَهُ: مُكَيْتِلٌ، قَصِيرٌ مَجْمُوعٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَاللهِ مَا وَجَدْتُ لِهَذَا الْقَتِيلِ شَبَهًا فِي غُرَّةِ الْإِسْلَامِ إِلَّا كَغَنَمٍ وَرَدَتْ فَرُمِيَتْ أَوَائِلُهَا فَنَفَرَتْ أُخْرَاهَا، اسْنُنِ الْيَوْمَ وَغَيِّرْ غَدًا، قَالَ: فَرَفَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ، ثُمَّ قَالَ: " بَلْ تَأْخُذُونَ الدِّيَةَ خَمْسِينَ فِي سَفَرِنَا هَذَا، وَخَمْسِينَ إِذَا رَجَعْنَا " قَالَ: فَقَبِلُوا الدِّيَةَ، ثُمَّ قَالُوا: أَيْنَ صَاحِبُكُمْ يَسْتَغْفِرْ لَهُ رَسُولُ اللهِ؟ قَالَ: فَقَامَ رَجُلٌ آدَمُ ضَرْبٌ طَوِيلٌ، عَلَيْهِ حُلَّةٌ لَهُ، قَدْ كَانَ تَهَيَّأَ فِيهَا لِلْقَتْلِ حَتَّى جَلَسَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " مَا اسْمُكَ؟ " قَالَ: أَنَا مُحَلَّمُ بْنُ جَثَّامَةَ، قَالَ: فَرَفَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ ثُمَّ قَالَ: " اللهُمَّ لَا تَغْفِرْ لِمُحَلَّمِ بْنِ جَثَّامَةَ "، قُمْ فَقَامَ وَهُوَ يَتَلَقَّى دَمْعَهُ بِفَضْلِ رِدَائِهِ، قَالَ: فَأَمَّا نَحْنُ بَيْنَنَا فَنَقُولُ: إِنَّا نَرْجُو أَنْ يَكُونَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ اسْتَغْفَرَ لَهُ، وَأَمَّا مَا ظَهَرَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهَذَا (1)
__________
(1) إسناده ضعيف لجهالة زياد بن ضمرة.
وقد سلف من زيادات عبد الله (21081) من طريق يحيى بن سعيد بن أبان الأُموي، عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد.
قوله: "ضَرْبٌ" أي: خفيف اللحم.
وقوله. "من الحَرِّ" لعله أراد: من العذاب الشديد، وفي الموضع السالف: من الحزن.
وانظر بقية شرح ألفاظ الحديث في الموضع السالف.(39/307)
حَدِيثُ أَبِي بُرْدَةَ الظَّفَرِيِّ (1)
23880 - حَدَّثَنَا هَارُونُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو صَخْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُعَتِّبِ (2) بْنِ أَبِي بُرْدَةَ الظَّفَرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " يَخْرُجُ مِنَ الْكَاهِنَيْنِ رَجُلٌ يَدْرُسُ الْقُرْآنَ دِرَاسَةً لَا يَدْرُسُهَا أَحَدٌ يَكُونُ بَعْدَهُ " (3)
__________
(1) قال السندي: أبو بردة الظَّفَري بفتحتين، نسبة إلى ظَفَر: بطن من الأنصار وهو أنصاري أوسي، ذكره ابن سعد فيمن نزل مصر، وقال أبو نعيم: يُعدُّ في الكوفيين.
(2) تحرف في (م) إلى: معقب بالقاف، ومعتِّب قال السندي: بضم الميم وفتح المهملة وتشديد المثناة المكسورة ثم موحدة، كذا عند الأكثر، وذكره ابن عبد البر بكسر المعجمة وسكون التحتية ثم مثلَّثة. يعني: مُغِيث. وانظر "تعجيل المنفعة" (588) .
(3) إسناده ضعيف لجهالة عبد الله بن معتب وأبيه. هارون: هو ابن معروف، وأبو صخر: هو حميد بن زياد.
وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 6/498 من طريق حرملة، عن عبد الله بن وهب، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (794) من طريق أصبغ بن الفرج، عن عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن أبي صخر، به. فزاد في إسناده عمرَو بنَ الحارث.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 7/500-501، والبزار (2328- كشف=(39/308)